icon ONLINE ARABIC KEYBOARD ™
Advertisement

السموأل بن يحيى بن عباس المغربي

السموأل بن يحيى (000 - نحو 570 هـ = 000 - نحو 1175 م) جاء في الأعلام للزركلي: السموأل بن يحيى بن عباس المغربي: مهندس رياضي، عالم بالطب والحكمة. أصله من المغرب. سكن بغداد مدة، وانتقل إلى فارس. وكان يهوديا، فأسلم. ومات في المراغة (بأذربيجان). له (المفيد الأوسط) في الطب، و (رسالة إلى ابن خدود) في مسائل حسابية، و (إعجاز المهندسين) فرغ من تصنيفه في صفر سنة 570 هـ و (القوامي) في الحساب الهندي و (المثلث القائم الزاوية) و (المنبر) في مساحة أجسام الجواهر المختلطة لاستخراج مقدار مجهولها، و (نزهة الأحباب في معاشرة الأصحاب - خ) في شستربتي (4151) و (بذل المجهود في إفحام اليهود - ط) و (الباهر - خ) في الرياضيات، بمكتبة أيا صوفيا وهذا مقال عنه بمجلة الفسطاط بعنوان السموأل بن يحيى المغربي «الحبر شموائيل بن يهوذا بن آبوان»، بقلم: محمد عبد الله الشرقاوي: • اسمه العبراني: «شموائيل بن يهوذا بن آبون»، وبعد أن شرح الله صدره للإسلام، تخلى عن هذا الاسم وتمسك باسمه العربي: «السموأل بن يحيى المغربي». • ويعدّ السموأل من علمائنا القلائل الذي كتبوا سيرتهم الذاتية، وكان من النادرين الذين كتبوها بدقة وشمول .. فأما عن شمولها، فسنذكر لمحات منها فيما بعد .. وعن دقتها، فإنا قد امتحنا ما جاء فيها، بما كتبه عنه المترجمون وكتّاب الأعلام، والطبقات، فلم نجد ما يستوقفنا من مخالفة أو اختلاف. • ويحسن بنا أن نسوق بعض ما جاء في كتاب الصاحب جمال الدين القفطي المتوفى سنة 646 هـ عن «تاريخ الحكماء»؛ قال عنه: «السموأل بن يهوذا المغربي، الحكيم اليهودي، أظنه من الأندلس [1]، قدم هو وأبوه إلى المشرق، وكان أبوه يشدو شيئاً من علم الحكمة، وكان ولده السموأل هذا قد قرأ فنون الحكمة، وقام بالعلوم الرياضية وأحكم أصولها وفوائدها ونوادرها، وكان عددياً -أي مشتغلاً بالحساب- هندسياً، هيئيّاً، وله في ذلك مصنفات، منها: -كتاب المثلث القائم الزاوية، وقد أحسن في تمثيله وتشكيله، وعدة صوره، ومبلغ مساحة كل صورة منها، صنّفه لرجل من أهل حلب ... -وصنف منبراً في مساحة أجسام الجواهر المختلطة لاستخراج مقدار مجهولها، وصنف كتباً في الطب. وارتحل إلى آزربيجان، وخدم بيت البهلوان، وأمراء دولتهم، وأقام بمدينة «مراغة» وأولد أولاداً هناك، سلكوا طريقته في الطب. وأسلم فحسن إسلامه، ... وصنف كتاباً في إظهار معايب اليهود، وكذب دعاويهم في التوراة، ومواضيع الدليل على تبديلها، وأحكم ما جمعه في ذلك. ومات بالمراغة قريباً من سبعين وخمسمائة». [2] • أما صاحب كتاب: «عيون الأنباء في طبقات الأطباء» ابن أبي أصيبعة المتوفى سنة 668 هـ، فيقول: هو السموأل بن يحيى بن عباس المغربي، كان فاضلاً في العلوم الرياضية، عالماً بصناعة الطب، وأصله من بلاد المغرب، وسكن مدة في بغداد، ثم انتقل إلى بلاد العجم، ولم يزل بها إلى آخر عمره. «وكان أبوه- أيضاً- يشدو شيئاً من علوم الحكمة ... وللسموأل بن يحيى بن عباس المغربي من الكتب: - رسالة إلى أبي خدود: جبر ومقابلة - كتاب: إعجاز المهندسين ... صنفه لنجم الدين أبي الفتح شاه غازي ملك شاه بن طغرل بك، وفرغ من تصنيفه في 570هـ. - كتاب: الرد على اليهود. - كتاب القوافي في الحساب الهندي، ألفه سنه 568 هـ». [3] • ويذكر عنه موفق الدين عبد اللطيف البغدادي، وهو معاصر له، تقريباً، توفي سنة 629هـ، يقول - فيما نقله لنا عنه ابن أبي أصيبعة: «هذا السموأل، شاب بغدادي، كان يهودياً فأسلم، ومات شاباً بالمراغة، وبلغ في العدديات مبلغاً لم يصله أحد في زمانه، وكان حاد الذهن جداً، ... بلغ في الصناعة الجبرية الغاية القصوى، وأقام بديار بكر، وآذربيجان، وله رسائل في الجبر والمقابلة، يرد بها على ابن الخشاب النحوي، وذلك أن ابن الخشاب كان معاصره ... ، وله مشاركة في الحساب، ونظر في الجبر والمقابلة» ا. هـ. • وأشار الإمام ابن القيم، رحمه الله (ت 751 هـ)، إشارة ضمنية إليه، فقال: «قال بعض أكابرهم بعد إسلامه»، ثم نقل عنه صفحات وفصولاً كثيرة. [4] ولو ذهبنا نتتبع ما ذكره عنه العلماء، من الإشادة والثناء الجميل، كالصفدي، صاحب الوافي بالوفيات، وابن العبري، صاحب: مختصر تاريخ الدول، والزركلي، صاحب الأعلام، وغيرهم، لطال الحديث، وخرج عن حده المرسوم له ... لكننا نكتفي بما سقناه، [5] ففيه الغنية إن شاء الله. • ثقافته ونبوغه ولد السموأل في بيت علم، فكان أبوه حبراً يهودياً، ومن ثم نشا ابنه ووحيده تنشئة علمية ممتازة، فتمكن من اللسان العبري، ودرس التوراة وفقهها وعلومها. ثم درس الهندسة والرياضيات والهيئة وشيئاً من علوم اليونان، والطب على كبار المهندسين والأطباء المرموقين، والمشهود لهم من المفكرين أمثال الدسكري، وهبة الله من ملكا البغدادي، والشهرزوري، وغيرهم. وقام برحلات وأجرى مقابلات ولقاءات مع العلماء والشيوخ. وكان قد التفت قبل ذلك إلى دراسة الأساطير، فالتاريخ، والسيرة النبوية الطاهرة، ومما أعانه على النبوغ في كل فن من هذه الفنون، ذهن متوقد، وتفرغ، وحرص، وحب عظيم للعلم وتشاغل به. ومما يؤكد ذلك -فضلاً عن الكلام الذي سقناه لابن القفطي وابن أبي أصيبعة ولمعاصره وزميله في الطلب موفق الدين البغدادي- قوله: «وكان بي من الشغف بهذه العلوم والعشق لها ما يلهيني عن المطعم والمشرب، إذا فكرت في بعضها، ... فخلوت بنفسي، في بيتٍ مدة، وحللت جميع تلك المسائل وشرحتها، ورددت على من أخطأ من واضعيها، وأظهرت أغلاط مصنفيها ... وأزريت على أقليدس في ترتيب أشكال كتابه، بحيث أمكنني إذا غيرت نظام أشكاله، أن أستغني عن عدة منها، لا يبقى إليها حاجة، بعد أن كان كتاب (إقليدس) معجزاً لسائر المهندسي، إذ لم يحدّثوا أنفسهم بتغيير نظام أشكاله، ولا بالاستغناء عن بعضها ... حصل على كل هذه العلوم وهو في السنة الثامنة عشرة من عمره. ثم صنف، واتصلت تصانيفه منذ تلك السنة إلى أن وافاه الأجل، «وفتح الله علي كثيراً مما ارتج على من سبقني من الحكماء المبرّزين». وكان له حظ وافر في صناعة الطب والصيدلة. ومما قرأه من كتب التاريخ: «تاريخ الطبري» وتاريخ أبي على ابن مسكويه المسمى: «تجارب الأمم». ومن قراءة التاريخ تعرّف على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وجهاده، وصبره، واحتماله، وعلمه، وحلمه، وسمو خلفه، وهجرته، وعرف سيرة صحابته، والغزوات، والانتصارات المعجزة، لقلة العدد والعُدد، من هنا انتبه حسه وقبله وعقله ووجدانه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ودرس من رسالته. ثم كان له نصيب وافر من الفصاحة والبلاغة والتذوق الأدبي الرفيع ومن ثم التفت إلى معجزة القرآن الذي لا يباريه كتاب في هذا الباب، فعلم وتيقن من صحة إعجازه. ولقد انعكست ثقافته المتنوعة الواسعة في رصانته العلمية، وإحكام براهينه، وقوه جدله، وصحة لغته، وجزالة أسلوبه، وفخامة لفظه، يبرز هذا لو قارنّا كتابه: «إفحام اليهود» بما كتبه المهتهدي سعيد بن حسن الإسكندراني- الذي انتقل إلى الإسلام من اليهودية سنة 697 هـ، في كتابه المسمى: «مسالك النظر في نبوة سيد البشر». [6] • كراهيته للتقليد والجمود كان قد تجمع له فيض زاخر من المعرفة بالإسلام، وكان عقله وقلبه قد اطمأنا إلى صحة معجزة القرآن الكريم، ولأنه قد تربى حسه على المنطق، وتهذب خاطره على العلوم الرياضية والهندسية، وما تقتضيه من ضروب البرهنة، والتحقق من صحة الفروض تحققاً عقلياً، كان للعقل عنده دور عظيم جداً ... ولم يكن للتقليد والجمود إلا حظ النفور والكراهية والمقت. فراجَع نفسه في اختلاف الناس في الأديان والمذاهب ... وفكر وتدبر، وكان قد رسخ يقينه قبل ذلك بأن العقل حاكم، يجب تحكيمه على كليات أمور عالمنا هذا، إذْ لولا أن العقل أرشدنا إلى اتباع الأنبياء والرسل وتصديق المشايخ والسلف، لما صدقناهم في سائر ما تقليناه عنهم، يقول في ذلك ما نصه: « ... وعلمت أنه إذا كان أصل التمسك بالمذاهب الموروثة عن السلف، وأصل اتباع الأنبياء، مما أدى إليه العقل، فإن تحكيم العقل على كليات جميع ذلك واجب. وإذا نحن حكمنا العقل على ما نقلناه عن الآباء والأجداد، علمنا أن النقل عن السلف، ليس يوجب العقلُ قبوله من غير امتحان لصحته، بل بمجرد كونه مأخوذاً عن السلف، لكن من أجل أنه يكون أمراً ذا حقيقة في ذاته، والحجة موجودة بصحته. فأما الأبوه والسلفية وحدهما: فليستا بحجة، إذ لو كانتا حجة، لكانتا -أيضاً- حجة لسائر الخصوم الكفار: كالنصارى، فإنهم نقلوا عن أسلافهم أن عيسى ابن الله، وأنه الرازق المانع الضار النافع. [7] فإن كان تقليد الآباء والأسلاف، يدل على صحة ما نُقل عنهم، فإن ذلك يلزم منه الإقرار بصحة مقالة النصارى، ومقالة المجوس. [8] ويوظف الإمام السموأل هذا الأصل العلمي المنهجي الثابت في مناقشة دعوى اليهود، وتفنيد مزاعمهم، ونقض تأسيسهم ويستخدمه بمهارة واقتدار يعكسان ثقافته الرياضية الهندسية والمنطقية. • دوره في مجادلة اليهود لئن كان دور السموأل بارزاً في فضح يهود التلمود، لدى المسلمين وقراء العربية، كما سنذكر فيما بعد إن شاء الله تعالى، فإنه ولا شك حلقة مهمة في سلسلة أخبار وحاخامات اليهود الذين خرجوا على اليهودية. ولعل من المفيد أن نذكر القارئ الكريم، ببعض من سبقوا أو لحق السموأل في هذا الباب، وهو الخروج على اليهودية سواء إلى النصرانية أو الإسلام، وكتب أو جادل وناظر في فضح اليهود وإفحامهم. من أهمهم: - نيكولاس دونين Nicolas Donin، وبابلو كرستياني Pablo Cristiani. وقد عقدت مناظرة كبرى بين بابلو كرستياني والحاخام «موسى بن نجمان» في برشلونة سنة 661 هـ - 1263 م. وكرستياني هذا يهودي روّعته تعاليم اليهود الوحشية، فانتقل إلى النصرانية ... ، وأسهم بدور كبير في كشف حقائق اليهود، وعدائهم للنصرانية (وبقية الأمم»، واشترك في مناظرة برشلونة الشهيرة، واستطاع أن يقنع البابا كلمنت بأخطاء التعاليم التلمودية، فأصدر الأخير مرسوماً بتحريم قراءة التوراة وحيازته، ومصادرة نسخه، وأعاد تنفيذ قانون لويس الحادي عشر، الصادر في 531 هـ - 1136م بإلزام اليهود بوضع شارة على أكتافهم لتميزهم. [9] وتخبرنا «دائرة المعارف اليهودية» عن طرف من هذه المناظرة، وتضيف بأن إحدى هذه المناظرات قد أقيمت بأمر من البابا «بنديكت» واستمرت سنة وتسعة أشره في طرسوسة. [10] ومن الجدير ذكره - هنا- أن اليهود قد اضطروا إلى الاعتراف، ببعض عقائدهم السرية في بعض هذه المحاكمات ... ومنها مثلاً: «أن يسوع الناصري موجود في لُجّات الجحيم، بين الزفت والنار! (قاتلهم الله) وأن أمه مريم قد أتت به من العسكري «بندارا» بمباشرة الزنا، وأن الكنائس النصرانية هي بمثابة قاذورات، وأن الواعظين بها أشبه بالكلاب النابحة، وأن قتل المسيحي من الأمور المأمور بها ديناً، وأن العهد مع المسيحي لا يكون عهداً صحيحاً يلتزم به اليهودي ... وأن من الواجب أن يلعن ثلاث مرات رؤساء المذهب النصراني، وجميع الملوك الذي يتظاهرون بالعداوة ضد بني إسرائيل». [11] - وفي القرن السادس عشر، كشف «جوهان فيفركورن Johan Pheffrekorn » وكان يهودياً، ثم خرج عليها إلى النصرانية - عن حقائق خطيرة من معتقدات اليهود. - وقد تحول كثير من اليهود إلى الإسلام، لكن دور بعضهم كان بارزاً في إظهار تناقض اليهود، وتهافتهم، وتحريفهم ... وضمت هذه القافلة الم

مؤلفات السموأل بن يحيى المغربي

  • بذل المجهود في إفحام اليهود ت الشرقاوي
  • بذل المجهود في إفحام اليهود ت طويلة
  • غاية المقصود فى الرد على النصارى واليهود