لمحات في المكتبة والبحث والمصادر

محمد عجاج الخطيب

المقدمة

المقدمة مقدمة الطبعة الخامسة ... مقدمة الطبعة الخامسة: الحمد لله حمدًا يوافي نعمه، ويكافئ مزيده، حمدًا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، الذي بنعمته تتم الصالحات، وتعم الخيرات، سبحانك ربي لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله خير من اصطفى من خلقه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد: فهذه هي الطبعة الخامسة لكتاب لمحات في المكتبة والبحث والمصادر، أقدمها إلى أعزائي القراء من العلماء والباحثين والطلاب، والعاملين في رحاب العلم، الذين تعنيهم دراسة نشأة المكتبات وتطورها، ومعرفة أشهرها وأهمها، وطرق تنظيم فهارسها والاستفادة مها، ويهمهم الوقوف على طرائق البحث ومراحله، ومصادره ومراجعه، وحسن ترتيبه وإخراجه، في مختلف ميادين علوم الإسلام والعربية، أصولها وفروعها، والاطلاع على حركة التأليف فيها، ومعرفة عظيم ثمراتها، مما قدمه العلماء والباحثون، خلال قرون مديدة - زهت فيها أمتنا، وتسنمت قيادة العالم وريادته؛ فأشرقت الدنيا بنور الإيمان والمعرفة، وازدهرت الحضارة، وكان لنا قصب السبق في بنائها؛ فخلد أسلافنا مجدًا عظيمًا لا تغيب عنه الشمس - وكذلك الاطلاع على بعض ما قدمه العلماء في نهضتنا العلمية الحديثة في مختلف ميادين العلم وحقوله.

لقد كانت نواة هذا الكتاب مذكرات وضعتها لطلاب كلية الشريعة بالرياض 1389-1390هـ / 1969-1970م لتكون لهم عونًا في أبحاثهم العلمية، وما إن ظهر الكتاب في الأسواق حتى عم انتشاره بين أهل العلم وطلابه، بفضل ونعمة من الله العلي العظيم؛ مما شجعني على متابعة موضوعاته بالعناية والاهتمام بكل ما يجد فيها، أو يطرأ عليها؛ فأضفت إليه زيادات بينة في طبعته الرابعة، تناولت أكثر فصوله ومباحثه، فاتسع انتشاره، وكثرت الكليات والمعاهد العلمية التي اعتمدته رجعًا أساسيًّا لمقرر "البحث والمكتبة"، ولمقرر "المصادر" في كثير من البلاد العربية والإسلامية، ونفدت تلك الطبعة خلال فترة قصيرة، وكثر طلب الكتاب؛ فكان لزامًا عليَّ أن أسدَّ حاجة القراء؛ بإعادة طبعه بعد أن أضفت على بعض أبحاثه أهم ما جد من نتاج المفكرين والعلماء؛ مما صدر بعد عام 1395هـ - 1975م -تاريخ الطبعة السابقة- وما أحدث في ميادين حفظ التراث وإحيائه، مما بلغني أو وقفت عليه؛ هذا إلى جانب إضافات بينة واضحة في بعض أبحاث الكتاب وموضوعاته، وكنت أتمنى أن تستوعب هذه الطبعة كل جديد مما له صلة بمادة هذا الكتاب، ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه؛ فهذا جهد المقل - على كثرة واجباتي - سائلًا الله عز وجل أن أوفق إلى استدراك ما فاتني في طبعة قادمة إن شاء الله، مستلهمًا العون منه، مبتهلًا إليه أن يعصمني من الزلل، وأن يجعل عملي هذا خالصًا لوجهه، وأن يحقق الغاية المرجوة من هذا الكتاب، وينفع به، إنه خير مسئول، وبالإجابة جدير، وهو ولي التوفيق والسداد. دمشق: 5 / 1 / 1400هـ 24 / 11 / 1979م محمد عجاج الخطيب

مقدمة الطبعة الأولى

مقدمة الطبعة الأولى: إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، المرسل هدى ورحمة للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد فقد أسندت إليَّ عمادة كلية الشريعة بالرياض تدريس مادة البحث والمكتبة سنة 1389هـ-1969م؛ ليتمرن الطالب على البحث العلمي، وينطبع على المنهجية التي اتسمت بها أبحاث أسلافنا العلماء، ويطلع على أمهات المصادر والمراجع في علوم الإسلام والعربية، وما يلحق بها ... ويحسن الاستفادة منها، والرجوع إليها، والانتفاع بها؛ فتتفتح المدارك، ويكشف عن الميول، وتنمى القدرات، وتشجع المواهب، وتتكون الشخصيات العلمية من خلال البحث والعرض والتحليل والاستنباط والمناقشة ... وبهذا تتمازج الآراء وتتميز، ويسمو التفكير، ويحسن التعبير؛ فينطلق الطالب من الميدان النظري إلى الميدان العملي، ومن حيز المعقد والمحاضرة إلى عالم المكتبات والمصادر وطرائق البحث؛ حيث تتسع الآفاق، وتمتد ساحات الرؤية أمام ناظريه ... فيحسن الاختيار والمحاكمة والربط، ورد الفروع إلي الأصول وغير ذلك مما يحتاج إليه في حياته العلمية والعملية.

وبدأت التجربة من بابها العملي؛ فكنت أحمل بعض كنوز مكتبتنا الإسلامية إلى الفصول، قاعات المحاضرات- أضعها بين يدي الطلاب، ندرسها دراسة عامة، ونحلل بعض ما جاء فيها، وأبين منزلة كل كتاب بين كتب العلم التي صنف فيها ذلك الكتاب، كما كنا نرتاد مكتبة الكلية أحيانا نعيش بين أمهات المصادر والمراجع، تمر الساعات العديدة من غير أن نشعر بها، ونحن نستطلع وندرس، ونوازن ونناقش، ونقارن ونعارض، وكثيرًا ما كنت أوزع الطلاب في مجموعات، أضع بين يدي كل مجموعة ما ينوبها من المصادر، ونشرع في التطبيق العملي بعد بيان خطة البحث ... ؛ باستخراج ترجمة عالم تارة، أو الوقوف على مواضع حديث تارة أخرى، أو معرفة مواطن موضوع ... وغير هذا ... فانتقل الطلاب من التلقي والسلبية، إلى المشاركة والإيجابية؛ فكنتَ ترى الحياة والنشاط ينبعثان من تلك المجموعات، والبشر يعلو صفحات الوجوه حين تدرك مجموعة بغيتها قبل غيرها، وتعم السعادة النفوس، وتثلج الصدور للمحاولات والمناقشات العلمية الرفيعة المنظمة، التي كانت تدور بين براعم العلماء ... وإلى جانب هذا كان يقوم بعض الطلاب بإعداد دراسات وافية تتناول بعض الكتب، أو فصولًا أو فصلًا من كتاب، أو موضوعًا ذا أهمية علمية.. ثم يلقونها على زملائهم، ويجيبون عن أسئلتهم ويتبادلون النقاش فيها.. لقد عشنا أيامًا علمية طيبة؛ فكان الطلاب يتعطشون إلى حصص هذه المادة، كما كنت أرتقبها من بين الحصص لأطالع طلابي بكل جديد، لقد كانت حصصًا حية عملية تجتذب الحريص على العلم بسحرها وكنوزها، وتنوع فنونها، وتعدد موضوعاتها ... وكان لا بد من منهاج يحدد الطريق، ومن غاية واضحة نقطف ثمارها، عاجلًا أو آجلًا؛ فالتزمت منهجًا لهذا المقرر يدور بين

المحاضرات النظرية والأبحاث العلمية، والدراسات التطبيقية يشمل أصول البحث والمكتبة ونظامها والمصادر بأنواعها..؛ فاستحسن المسئولون في كليتي الشريعة واللغة العربية بالرياض هذا المنهاج؛ مما شجعني على المضي في تنفيذ تلك الخطة، والتزمت بوضع المادة العلمية بين يدي الطلاب؛ ليتضح السبيل أمامهم، وتسهل المذاكرة عليهم، واجتهدت ما وسعني الاجتهاد في وضع أصول هذا الكتاب بين يدي الطلاب خلال الشهور الأولى من ذلك العام الدراسي؛ فتم ذلك بفضل الله عز وجل وعونه، وما إن ظهرت تلك الأصول حتى تلقفها الطلاب من مختلف الكليات، وانصرم العام الدراسي، وانصرم العام الدراسي، وطالعنا عام 1390هـ-1970م؛ فلم تتح لي فرصة لتنقيحها والزيادة عليها؛ فنشرت تلك الأصول ثانية على حالتها الأولى، وما إن أطل صيف عام 1391هـ - 1971م حتى أعطيت هذا الكتاب وقتي، ووقفت له نفسي؛ ليخرج بهذا الثوب، وقد جعلته في ثلاثة فصول: الفصل الأول: المكتبة: عرضت فيه لمكانة العلم في الإسلام وأثره، فبينت ابتداء تدوين العلم، ووضحت أهداف المكتبة وآثارها التربوية، وتحدثت عن نشأة المكتبات الإسلامية، وعن أشهرها فيما مضى، ثم عرجت على ذكر أشهر المكتبات وأهمها في العالم في العصر الحاضر، وبينت كنوز المخطوطات العربية في المكتبات العربية والأجنبية، وتحدثت عن نظام المكتبة قديمًا وحديثًا، وعن القائمين عليها، والمسئولين عنها، كما فصلت القول في فهارسها وطرق الاستفادة منها بكل يسر وسهولة. وفصلت القول في الفصل الثاني: "البحث وأصوله" في أهمية البحث العلمي وأصوله، ومقومات الباحث، وأهم ما يأخذ بيده إلى التقدم والنجاح، ووضحت أثر المنهجية العلمية في نجاح البحث، كما فصلت القول في مراحل البحث منذ اختيار الموضوع إلى استوائه وتكامله

وإخراجه، بما ينير السبيل للباحثين ويساعدهم في إعداد أبحاثهم، ويوفر لهم وقتهم وطاقتهم. وأما الفصل الثالث فقد خصصته لأهم المصادر والمراجع في علوم الإسلام والعربية ... ؛ فتتبعت حركة التأليف عند علماء المسلمين، في أمهات العلوم الإسلامية وفروعها، وآداب العربية وفنونها، وعلوم اللغة وصنوفها، وحرصت على أن أعرض لأهم المصادر القديمة في كل علم، وأن أربط الحديث بالقديم، واللاحق بالسابق؛ لأن المتأخر طريق إلى المتقدم ومفتاح له، ومثل هذا التتبع التاريخي يحتاج إلى جهد كبير ووقت طويل؛ فتتبع ما تنتجه قرائح العلماء والمفكرين ليس بالأمر السهل، وإن كثرت وسائل النشر والإعلام؛ فإن بين ما ينشر وبين ما يطلع عليه مفاوز كثيرة كبعد الآفاق، وعدم كفاية التوزيع، وبطء إدخال المطبوع في فهارس المكتبات العامة، وغير ذلك من الصعاب التي تحول دون الاطلاع على كل جديد، ولا يستطيع الكاتب أن يخط كلمة حول كتاب ما لم يطلع عليه، ويوازنه بما سبقه ولحقه؛ حتى يحسن الحكم عليه، والقول فيه. وهذه أمانة تفوق الأمانة في المال والمتاع. وقد رأيت أني في عملي هذا رسول القراء إلى كل جديد، ومن حقهم علي أن أتتبع كل حديث في بابه. لكل هذا لم أدخر وسعًا في سبيل هذه الغاية، ومن ثم اضطررت إلى ذكر بعض الكتب التي تأكد لي وجودها تحت الطبع في أكثر من بلد عربي. ومع هذا فإني لم أقصد استيعاب جميع المصادر؛ بل اخترت من كل علم عدة كتب؛ فعرضتها عرضا علميا تاريخيا دقيقا، وعرفت بها، ولم أتجاوز ذكر الكتاب ومؤلفه وعصره، وأهم مزاياه، ومنزلته بين كتب العلم الذي صنف فيه، واكتفيت بذكر بعض الكتب مع مؤلفيها، من غير أي تعليق عليها؛ تاركًا للطلاب تقويمها والرجوع إليها. وقد

وجدت نفسي أمام ثروة عظيمة تنطق بجهود السابقين، وتحكي على مر الزمان قصة ذلك المجد التليد الذي بناه علماؤنا بالعلم والدأب المستمر؛ فأسهموا في تشييد صرح الحضارة الإنسانية إسهاما لا يدانيه إسهام أمة من الأمم، في مختلف الميادين العلمية، وبهذا فتحوا عيون العالم على المعرفة، وشقوا أمام الأجيال طريق الخير والسعادة. إنها ثورة علمية ضخمة يعجز البيان عن وصفها، وإن ما ذكرته من مصنفات لا يعدو غيضًا من فيض، وقليلًا من كثير. ولو أني أعطيت كل كتاب حقه من منى النفس، وتركت للقلم عنانه؛ لأضحى هذا المؤلف أضعاف حجمه، وقد جعلت هذا الفصل في ثلاثة عشر مبحثًا هي: 1- القرآن والتفسير وعلوم القرآن والدراسات القرآنية. 2- الحديث وعلومه. 3- السيرة النبوية. 4- العقيدة والفرق. 5- الفقه. 6- أصول الفقه وتاريخ التشريع. 7- التاريخ الإسلامي والتراجم. 8- حضارة الإسلام. 9- حاضر العالم الإسلامي. 10- اللغة والأدب. 11- كتب جامعة، وكتب في دراسات إسلامية. 12- معاجم البلدان. 13- مراجع المراجع. وجعلت كل مبحث في عدة فقرات ليسهل العرض والتصنيف، وألحقت بالكتاب عدة فهارس تيسر الاستفادة منه.

ولربما فاتني أمر يرى غيري وجوب ذكره، فلا بأس بأن يذكرني به لأستدركه في طبعة قادمة إن شاء الله، وله مني الشكر والتقدير؛ فهذا تراث أمتنا يجب أن نتعاون في الحفاظ عليه، والكشف عنه. وإذا كتب لي بيان جانب من العلوم الإنسانية من هذا التراث الخالد؛ فإن جانب العلوم العملية منه بحر واسع لا يدرك غوره ومنتهاه، وقد شق عبابه أكابر علمائنا السابقين في الطب والكيمياء والفيزياء والصيدلة والفلك والرياضيات والهندسة وغيرها، وقد حازوا قصب السبق في هذا الميدان، وتربعوا أساتذة للغرب عدة قرون، وبقيت مؤلفاتهم مصادر أصيلة في أمهات جامعات أوربا حتى مطلع القرن الماضي، وكانت أبحاثهم ونظرياتهم أساسًا للأبحاث العلمية الحديثة، وقد اعترف بهذا المنصفون من العلماء المعاصرين في الشرق والغرب؛ لكن بريق الحضارة في هذا العصر خطف أبصار بعض الناشئين فظن أن أمته منبتة لا جذور لها في ميادين العلم والتقدم، وأن الحضارة والعلم إنما هو صنيعة رجال هذا العصر؛ فتنكر لأمته ولماضيها، وظن أن واقعة المتخلف إنما هو نتيجة لماضيه، ولبَّس عليه هذا دس أعدائنا، وتشويههم لماضينا العظيم المشرق، وفاته أن أمتنا قادت مركب الإنسانية إلى الخير والسعادة والسلام قرونًا طويلة؛ يوم كان غيرها من الأمم في عصور الجهل والظلام، وأن أكابر علماء تلك الأمم قد تربعوا بين يدي أجداده العلماء، يعبون من معينهم، وينهلون من مشاربهم.. وأنه لولا ما قدمه علماؤنا السابقون في الميادين العلمية المختلفة لما أدرك أبناء هذا القرن عشر معشار ما أدركوه إلا بعد فترة من عمر الزمن؛ فما على هؤلاء الذين عميت عليهم حقيقة تاريخهم وأمجادهم إلا أن يعرفوها معرفة واضحة لتكون لهم رائدًا ومنارًا، في طريق بناء المستقبل، كما أهيب بكل عالم

ممن يستطيع الكشف عن عظيم تراثنا، ومجيد إنتاجنا أن يدلي بدلوه، ويضرب بسهمه خدمة لحضارتنا، ولأجيالنا الصاعدة قبل أن يضرب التيه على القلوب، وتنقطع بهم الدروب بين حاضرهم وماضيهم؛ فلا يحسنون تثبيت الأقدام في طريق مستقبلهم. وأخيرًا أرجو أن يكون عملي هذا خالصًا لوجه الله، داعيًا المولى عز وجل أن يحقق الغاية المرجوة من هذه الكتاب، وينفع به طلاب العلم وأهله، إنه خير مسئول، وهو ولي التوفيق والسداد. 2 رجب 1391هـ 22 آب 1971م محمد عجاج الخطيب

الفصل الأول: المكتبة

الفصل الأول: المكتبة تمهيد الاسلام والعلم ... الفصل الأول: المكتبة. أولا: تمهيد. 1- الإسلام والعلم: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} 1، كانت هذه أول آيات بينات نزلت على سيدنا محمد الرسول الأمين، تنبئه بالرسالة، وتحمله مسئولياتها، تصدع أول كلماتها بالقراءة وهي مفتاح التعلم، وتنطق آياتها بتعليم الله عز وجل لعباده ما لم يعلموا، وتذكر القلم وسيلة الكتابة وحفظ العلم ونقله، وآلة التعبير عما يجول في الخواطر. لقد استرعى الله عز وجل انتباهنا إلى أهمية العلم في أولى آيات القرآن الكريم لأنه سبيل التحرر من العبودية لغير الله، والطريق القويمة إلى معرفة الله عز وجل، ومعرفة شرعه وحسن تطبيقه والعمل به. وحسبنا أن تنوه الآيات الأولى من دستور الإسلام بالعلم؛ لندرك اهتمام هذا الدين الحنيف به. ولو أنا تأملنا فيما ورد في القرآن الكريم من آيات تتناول العلم وفضله وسبله وما يلحق به، وما ورد في السنة في هذا الباب؛ فوقفنا على مكانة العلم في الإسلام، وأدركنا اهتمامه الكبير به من خلال الآيات التي تحث على التعلم، وتشجع طلاب العلم، وترفع من شأن العلماء، وتحارب الجهل وتطارده كما يطارد النور الظلام، تريد للإنسانية نور العلم والمعرفة بدلا من ظلام الجهل والغفلة، ومن ثم خاطب الإسلام العقول

_ 1 العلق: 1-5

والقلوب. وأناط التكليف الشرعي بالعقل والبلوغ، وجعل العقل مدار التكليف؛ لأنه وسيلة فهم خطاب الشارع الكريم، وبه ميز الله عز وجل الإنسان عن سائر مخلوقاته؛ ولهذا نرى كثيرًا من الآيات تهيب بالإنسان أن يستعمل عقله ويتدبر ويتفكر، من هذا قوله عز وجل: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} 1، وقوله: {وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ} 2، وقوله: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} 3، وقوله: {هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ} 4، وقوله: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} 5. وإنا لنجد دعوة القرآن الكريم إلى العلم والرفع من شأنه مبثوثة في كثير من آياته، قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} 6، وقال: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ} 7. ورفع مكانة العلماء في قوله عز وجل: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا

_ 1 الزخرف: 3 2 العنكبوت: 43 3 البقرة: 266 4 الأنعام: 50 5 النحل: 44 6 الزمر: 9 7 الأنبياء: 7

مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} 1. وقال: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} 2، ونرى من خلال آيات القرآن الكريم ما للعلم والعلماء من أهمية كبيرة في الدعوة إلى الله، والتحرر من عبدوية ما سواه، من هذا جل قصص الأنبياء، والمحاورة الدقيقة الرائعة "بين مؤمن آل فرعون وفرعون وأعوانه" من قوله عز وجل: {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ... } إلى قوله عز من قائل: {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} 3، ومثلها المحاورة المنطقية والإقناع العميق في قوله عز وجل: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ، اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ، وَمَا لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنقِذُونِ، إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ، إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ، قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ، بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} 4. ونرى ما للعلم من منزلة عظيمة في قصة سليمان عليه السلام، وفي طلبه عرش بلقيس: {قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ

_ 1 المجادلة: 11 2 يوسف: 76 3 غافر: 28-44. ونرى موقف أهل العلم -من قوم قارون- من محبي الدنيا حين يتمنون أن يكون لهم مثل ماله، فينبري بعض أهل العلم قائلين لهم: {وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ} . القصص 80. 4 يس: 20-27.

من مقامك وإني عليه لقوي أمين، قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي} 1. ونرى من ركب هواه عقله في الدنيا ينطق بالحق حين يرى مصيره يوم القيامة: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} 2. وقال عز من قائل: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} 3. وقال: {أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ} 4، وقال عز وجل: {أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنَ وَاقٍ} 5. خاطب الإسلام في الإنسان عقله وحواسه وجوارحه التي تنفذ به إلى المعرفة والتعلم؛ فاسترعى انتباهه إلى مفاتيح العلوم بالنظر والمشاهدة والتأمل والاعتبار، وغير ذلك مما يدفع به إلى ذروة المعرفة والوقوف على الحقيقة الكبرى لهذا الكون، ومن ثم لن نستغرب اهتمام الإسلام بالعلم هذا الاهتمام الكبير الذي لم نعهد له مثيلًا في الأديان السابقة والأنظمة القديمة والحديثة حتى في أرقى بلاد العالم

_ 1 النمل: 39-40. 2 الملك: 10 3 فصلت: 53 4 الأعراف: 185 5 غافر: 21

في عصرنا الحاضر، ولا غرابة في هذه الحقيقة الواضحة في دين الإنسانية والخلود. ولسنا هنا بصدد إحصاء وعرض آيات العلم والتعليم والعلماء التي وردت في القرآن الكريم؛ فإن المقام لا يتسع لذلك؛ وإنما الغاية أن نعرف مقام العلم في الإسلام معرفة سريعة موجزة، ولعل خير ما يبرز لنا هذا الجانب هو الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي كان الرائد الأول في تطبيق الإسلام. 1- فقد حض الرسول عليه الصلاة والسلام على طلب العلم، وبين منزلة العلماء فقال: "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين" 1. وجعل طلب العلم الشرعي الذي يحتاج إليه كل مسلم ليقيم أمور دينه فريضة على كل مسلم بنص قوله صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم" 2. وغير ذلك من الأحاديث التي تحض على طلب العلم، ولم يقتصر حضه صلى الله عليه وسلم على طلب العلم الشرعي من خلال القرآن والسنة؛ بل دعا إلى تعلم كل ما يعود على المسلمين بالخير، أو يدفع عنهم الشر3. 2- وكما حض عليه الصلاة والسلام على طلب العلم حض على

_ 1 أخرجه الإمام أحمد عن أبي هريرة، مسند أحمد ج12 ص180 حديث 7193 2 أخرجه ابن ماجه عن أنس. سنن ابن ماجه، ج1 ص5 3 من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أول ما قدم إلى المدينة أمر زيد بن ثابت الأنصاري أن يتعلم لغة يهود؛ لأنه لا يأمنهم على دينه. انظر المزيد من هذا في كتابنا "السنة قبل التدوين" ص38 و 39

تبليغه؛ فحدث الرسول صلى الله عليه وسلم في مواقف كثيرة، وكان يقول: "ليبلغ الشاهد الغائب، رب مبلغ أوعى من سامع" 1، "ونضر الله امرءًا سمع منا حديثًا فحفظه حتى يبلغه؛ فرب مبلغ أحفظ له من سامع" 2. وفي رواية أنس رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "نضر الله عبدًا سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها عني؛ فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه". وكان يأمر الوفود التي تفد إليه بأن يحملوا الإسلام إلى من خلفهم ويعلموهم كما تعلموا من الرسول صلى الله عليه وسلم3. ومن الناحية التطبيقية لم يترك الرسول صلى الله عليه وسلم طريقة من طرق التعليم والتبليغ والإعلام في ذلك العصر إلا سلكها في سبيل نشر الإسلام وتبليغه؛ فكان يعقد مجالس العلم بنفسه4، ويبعث الرسل ويرسل الكتب، ويوجه

_ 1 صحيح البخاري بحاشية السندي ج1 ص23 2 أخرجه الإمام أحمد عن ابن مسعود في مسنده ج6 ص96 حديث 4157 3 انظر فتح الباري ج1 ص194 4 فمنذ أول عهد الدعوة إلى الله عز وجل اتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن عبد مناف بن سعد المخزومي مركزا له ولأصحابه حين كانت الدعوة سرية، وكانت تسمى دار الإسلام فيلتف المسلمون الأوائل حول الرسول صلى الله عليه وسلم بعيدا عن المشركين يتلون كتاب الله، ويتعلمون مبادئ الإسلام، ويحفظون ما ينزل على الرسول صلى الله عليه وسلم من القرآن، ثم ما لبث أن أصبح منزل الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة محط أنظار المسلمين ومعهدهم الذي يتلقون فيه القرآن الكريم، وينهلون من الحديث الشريف على يدي الرسول صلى الله عليه وسلم. ثم أصبح المسجد فيما بعد - المكان المعهود للعلم والفتوى والقضاء،=

الأمراء والقضاة والمعلمين؛ ليفقهوا الناس بالدين، فكان صلى الله عليه وسلم خير مبلغ1. 3- ومنزلة العلماء المعلمين من أرفع المنازل في الإسلام بنص قول الرسول عليه الصلاة والسلام: "العلماء ورثة الأنبياء" 2 ولم يرفعهم إلى هذه المنزلة الرفيعة إلا علمهم وعملهم به وتعليمهم وإرشادهم الأمة..3

_ = إلى جانب أداء العبادات فيه، وعرض الأمور العامة على المسلمين. ومع هذا لم تكن ميادين التعليم محصورة في مجال معين؛ فلم يقتصر تبليغ الرسول صلى الله عليه وسلم على مكان محدود، ولا على مناسبة بعينها؛ فقد كان يستفتى في الطريق فيفتي ويسأل في المناسبات المختلفة فيجيب، يبلغ الإسلام في كل فرصة تسنح له، وفي كل مكان يتسع لذلك. وإلى جانب هذا كانت مجالسه العلمية كثيرة يتعهد فيها أصحابه بالتوجه والتعليم؛ فكان إذا جلس جلس إليه أصحابه حلقًا حلقًا، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "إنما كانوا إذا صلوا الغداة قعدوا حلقًا حلقًا، يقرءون القرآن، ويتعلمون الفرائض والسنن". وإن تاريخ الصحابة وحياتهم العلمية لتشهد بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يضن على مسلم بالعلم؛ بل كان يكثر مجالسة أصحابه يعلمهم ويزكيهم. انظر بسط هذا في كتابي "أصول الحديث" ص 58 وما بعدها. 1 انظر كتابي "أصول الحديث" ص 54 2 مجمع الزوائد ص121 ج1 3 وقد طبق الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك عمليًا بسند تعليم الأمة والقضاء والفتوى إلى علماء الصحابة في الأمصار البعيدة؛ فأرسل أنس بن مالك ومعاذ بن جبل إلى اليمن، وعليًا رضي الله عنه في أكثر من بعث علمي، وأبا هريرة إلى البحرين وغيرهم من أكابر الصحابة. وواضح تقديم أهل العلم والاختصاص في جميع مجالات الحياة وميادينها؛ ففي =

من هنا حث الإسلام على احترام أهل العلم، على لسان محمد صلى الله عليه وسلم فقال: "ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا، ويرحم

_ = الصلاة قال صلى الله عليه وسلم: "إذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم، وليؤمكم أكثركم قرآنا" وفي الفرائض قال: "تعلموا الفرائض وعلموها فإنها نصف العلم.." وكثيرًا ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يذكر خصائص أصحابه ومزاياهم، من هذا قوله: "ارحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأكثرهم حياء - أو أصدقهم حياء - عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأعلمهم بما أنزل الله علي وأبي بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح" مسند الطيالسي حديث 2096 وانظر مسند أحمد ج3 ص 184 وفي الحروب وقيادتها يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "نعم عبد الله خالد بن الوليد سيف من سيوف الله" أخرجه الإمام أحمد والترمزي عن أبي هريرة. وعلى نهجه صلى الله عليه وسلم سلك أصحابه والتابعون في تقديم العلماء وأهل الاختصاص؛ فحين يكلف الصديق زيد بن ثابت بجمع القرآن الكريم يقول له: إنك شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه. ويظهر هذا جليًا في اللجنة التي شكلها عثمان بن عفان رضي الله عنه لنسخ المصاحف وإرسالها إلى الأمصار، وإن صفحات التاريخ الإسلامي مليئة بأخبار أهل العلم ودورهم في تقدم أمتهم، ودفعها إلى ذرا المجد والكمال، وتحريرها من الظلم والطغيان، والوقوف في وجه أعدائها؛ فقد كان العلماء قلب الأمة النابض، ويدها القوية بالحق، ووجهها في الدعوة إلى العدالة وإقامة حدود الله منذ عصر الصحابة إلى الأيام القريبة الخالية؛ فأخبار الإمام عبد الله بن المبارك والإمام أحمد وابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وغيرهم من الأئمة الأعلام غرة في جبين التاريخ، وأخبار علماء مصر وفلسطين والعراق أيام الانتداب البريطاني وعلماء سوريةأيام الانتداب الفرنسي ليست عنا ببعيدة، وكلنا يذكر الدور العظيم الذي قام به علماء الجزائر في الانتفاضة الأخيرة في ثورة الجزائر العظيمة. ولا تزال مكانة العلماء وجهودهم وآثارهم فعالة قوية في كثير من البلدان الإسلامية.

صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه" 1. وأكد عليه الصلاة والسلام ما للعالم من أجر عند الله عز وجل بقوله: "العالم والمتعلم شريكان في الخير" 2. 4- وكما أن للعلماء أجرا في الغسلام لتعليمهم وتوجيههم، وحرصهم على بيان الحق؛ فإن لطلاب العلم أجرًا لتوطين نفوسهم على طلب العلم، وهذا واضح في قوله صلى الله عليه وسلم: "من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرًا، أو يعلمه؛ كان له كأجر حاج تامًا حجته" 3 وفي قوله صلى الله عليه وسلم: "ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا؛ سهل الله له به طريقًا إلى لجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله عز وجل فيمن عنده، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه" 4. 5 - ولم يكتف الرسول صلى الله عليه وسلم بالحض على طلب العلم، وعلى تبليغه، ولم يكتف ببيان منزلة العلماء وطلاب العلم؛ بل

_ 1 مجمع الزوائد ص127 ج1 2 الجامع الصغير ص 67 ج 2 وهو حسن، وانظر جامع بيان العلم وفضله ج1 ص28 3 هكذا في مجمع الزوائد تامًا حجته ورجاله ثقات انظر ج1 ص123 منه. 4 مسند الإمام أحمد ج13 ص161 حديث 7421 إسناده صحيح.

أوصى بطلاب العلم خيرًا، ورغب في تعليمهم والإحسان إليهم؛ من هذا ما رواه أبو هارون العبدي قال: كنا إذا أتينا أبا سعيد الخدري قال: مرحبًا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: قلنا: وما وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه سيأتي بعدي قوم يسألونكم الحديث عني؛ فإذا جاؤوكم فألطفوا بهم، وحدثوهم" 1. وفي رواية "إنهم -أي طلاب العلم- سيأتونكم من أقطار الأرض، يتفقهون في الدين؛ فإذا جاؤوكم فاستوصوا بهم خيرا". 2 هكذا تبين لنا حرص الشريعة على العلم والتعليم، وقد مارس الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك بنفسه، وشجع على طلب العلم، وأوصى بطلابهن وبين ما للمشاركة فيه من أجر، حتى بلغ التشجيع العلمي أوجه، وفتح باب العلم للجميع ليس بينه وبين أحد حاجز أو مانع. وأبلغ من هذا كله، أن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر العلماء من أن يتساهلوا في أداء واجبهم وتعليم الجاهلين وأنذرهم بالعقاب، وحذر الجاهلين من البقاء على جهلهم، وحثهم على طلب العلم، وعلى تحطيم ربقة الجهل وعدم المعرفة، وحضهم على قرع ابواب العلماء، ويتجلى هذا بوضوح فيما رواه عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن جده قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم ذات مرة فأثنى على طوائف من المسلمين خيرًا، ثم قال: "ما بال أقوام لا يفقهون

_ 1و2 أخرجه الترمذي وابن ماجه، وضعفه بعضهم لضعف أبي هارون العبدي؛ إلا أنه ورد من غير طريق الترمذي بطريق حسن بل صحيح كما قال مغلطاوي، انظر فيض القدير ج2 ص400.

جيرانهم ولا يلعمونهم ولا يعظونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم، وما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون ولا يتعظون، والله ليعلمن قوم جيرانهم، ويفقهونهم، ويعظونهم، ويأمرونهم، وينهونهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتفقهون ويتعظون أو لأعاجلنهم العقوبة"، ثم نزل. فقال قوم: من ترونه عني بهؤلاء؟ قال: الأشعرين: هم فقهاء ولهم جيران جفاة من أهل المياه1 والأعراب؛ فبلغ ذلك الأشعرين، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا يا رسول الله ذكرت قومًا بخير وذكرتنا بشر فما بالنا؟ فقال: "ليعلمن قوم جيرانهم، وليثقفنهم وليعظنهم وليأمرنهم ولينهونهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتعظون ويتفقهون أو لأعاجلنهم العقوبة في الدنيا" فقالوا: يا رسول الله أنفطن2 غيرنا؟ فأعاد قوله عليهم؛ فأعادوا قولهم أنفطن غيرنا؟ فقال ذلك أيضا؛ فقالوا أمهلنا سنة فأمهلهم سنة ليفقهوهم ويعلموهم ويعظوهم، ثم قرأ صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ} 3. لقد بين هذا الحديث مسؤولية العلماء، كما بين واجب من لا يعلم.

_ 1 المقصود بأهل المياه من يتتبع الأرض الخصبة طلبًا للمرعى وللماء. 2 أنفطن اي انفهم غيرنا ونوقظ همته.. ونوقظ هذا. 3 مجمع الزوائد ص 164 ج1 وقد رواه الطبراني في معجمه الكبير، وفيه بكير بن معروف قال البخاريارم به، ووثقه احمد في رواية وضعفه في أخرى، وقال ابن عدي ارجو أنه لا بأس به؛ فالحديث فيه لين. وأخرجه المنذري في الترغيب والترهيب بلفظ عن إشارة إلى أنه وجد من صحيح الحديث أو حسنه ممن أخرجه. انظر الترغيب والترهيب ج1 ص 86 - 87 وقارن بالصفحة 3 منه.

وحث الفريقين على أداء واجبهما، أهل العلم ينشرون العلم ويبينونه، والجاهل يسعى إليهم ويتعلم ... ورتب على إخلال أحد الفريقين أو كليهما بواجبه- عقوبة زاجرة رادعة ... من خلال هذا الحديث يظهر لنا المستوى العلمي الذي أراده الإلسام للمسلمين؛ فبعد أن حارب الجهل في جميع الميادين بمختلف الوسائل، وبعد أن فتح أبواب المعرفة وهيأ لها أهلها -رتب العقوبة الزاجرة على الجهل؛ ذلك لأن الجهل عدو الفكر، يحول بين المرء والمعرفة؛ فيبقى الإنسان أسير جهله سجين أوهامه بعيدًا عن الحق والحقيقة، ولو أن هذا الحديث طبق في الأعصر الأخيرة في المجتمع الإسلامي لما رأيت مكانًا لجاهل، ولا درجة رفيعة لعالم لا يعمل بلعمه؛ بل لما وجد الجهل إلى المسلمين سبيلًا.. والحق أن أرقى الدول في هذا القرن تتبنى التعليم وترعاه وتسهل كل ما يتعلق به. أما أن دولة تعاقب عالما لا يعلم أو لا يعمل أو جاهلًا لا يتعلم- فهذا أمر لم تصل إليه امة من الأمم بعد؛ في حين أن الإسلام قرر ذلك قبل أربعة عشر قرنًا. كل ما ذكرناه آنفًا من التشجيع العلمي والتزام الدولة الإسلامية بأداء واجبها في هذا الميدان، وإقبال الأمة على العلم، وتفتح القلوب للإسلام: عقدية وعبادة وشريعة وأخلاقا، كل ذلك ولد نشاطًا علميًا واسعًا في مختلف ميادين العلم والمعرفة في الدولة الإسلامية- في القرون التسعة الأولى - نشاطًا لم يعهد التاريخ مثله؛ فحقق الازدهار الحضاري العظيم الذي خلد أعمال العلماء المسلمين، وأمد التراث الإنساني بذخيرة علمية قيمة لا يزال العالم مدينًا لها حتى هذا العصر1.

_ 1 وانظر العلم عند العرب وأثره في تطور العلم العالمي ص 423 - 483. وانظر فضل العرب على أوربا لسيجريد هونكه.

تدوين العلم

تدوين العلم مدخل ... ب- تدوين العلم: إن أعلى ما يعبر به الإنسان عن فكره وأحاسيسه هو الكلام بمجموع ألفاظ مفرداته وجمله، وهو الوسيله الأولى للخطاب ونشر العلم وكسب المعرفة، والإنسان في خطابه وعباراته المنطوقة أقوى على التعبير عما يريد وأفصح من محاولته ذلك بأي وسيلة أخرى. ويلي العبارة المنطوقة في الإفصاح عن الفكر العبارة المكتوبة1، ومن ثم كان للكتابة عند الأمم جميعًا أثر بعيدًا وكان لها الفضل الكبير في حفظ تراث الأمم السابقة دي دواوين العلم، وقد ازدادت أهمية الكتابة وآثارها في العصر الحاضر، وتطورت وسائل الطباعة تطورًا سريعًا يناسب روح العصر ويفي بحاجته. ولا يهمنا في هذا المقام أن نستعرض نشأة الكتابة وتدرجها، من حالتها البدائية إلى أرقى صورها؛ وإنما يهمنا أن نعرف الكتابة عند العرب قبيل الإسلام وبعده. وسنوجز هذا فيما يلي:-

_ 1 قال ابن خلدون: الخط والكتابة من عداد الصنائع الإنسانية، وهو رسوم وأشكال حرفية تدل على الكلمات المسموعة الدالة على ما في النفس فهو ثاني رتبة من الدلالة اللغوية المقدمة ص417.

الكتابة عند العرب قبل الإسلام

الكتابة عند العرب قبل الإسلام ... 1- الكتابة عند العرب قبيل الإسلام: تدل الدراسات العلمية على أن العرب كانوا يعرفون الكتابة قبل الإسلام؛ فكانوا يؤرخون أهم أحداثهم على الحجارة، وقد أثبتت الأبحاث الأثرية بأدلة قاطعة، تعود إلى القرن الثالث الميلادي، وأكثر الآثار التي تحمل كتابات العرب كانت في الأطراف الشمالية للجزيرة

العربية1؛ حيث كان الاتصال وثيقًا بالحضارة الفارسية والرومية، ومما يذكر أن عدي بن زيد البادي المتوفى سنة 35 ق هـ حين نما وأيفع طرحه أبوه في الكتاب حتى حذق العربية، ثم دخل ديوان كسرى، وهو أول من كتب بالعربية في ديوان كسرى2، وهذا يدل لى وجود بعض الكتاتيب في الجاهلية، يتعلم فيها الصبيان الكتابة والشعر وأيام العرب، ويشرف على الكتاتيب معلمون ذوو مكانة رفيعة أمثال أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، وبشر عبد الملك السكوني، وأبي قيس بن عبد مناف، وعمر بن زرارة الكاتب وغيرهم3. وكان بعض اليهود قد علم كتاب العربية. وكان يعلمه الصبيان بالمدينة في الزمن الأول؛ فجاء الإسلام وفي الأوس والخزرج عدة يكتبون4.

_ 1 انظر مصادر الشعر الجاهلي ص 24 - 32 وكتابنا أصول الحديث ص 139. 2 انظر الأغاني من ص 101 - 102 ج2. 3 انظر كتاب المحبر ص 475 ذكرهم تحت عنوان أشراف المعلمين. ويذكر الطبري أن أبا جفينة استقدم إلى المدينة ليعلم الكتابة تاريخ الأمم والملوك ص42 ج5. وقد كان العرب يطلقون اسم الكامل على كل رجل يكتب، ويحسن الرمي، ويجيد السباحة. انظر طبقات ابن سعد ص136 قسم2 ج3، وعيون الأخبار ص 168 ج2. ولكن كثيرًا من الشعراء كانوا يفخرون بحفظهم وقوة ذاكرتهم، وكان بعضهم يخفي على الناس معرفته بالكتابة. انظر كتبانا أصول الحديث 140. 4 فتوح البلدان ص459.

الكتابة في العصر النبوى وصدر الإسلام

2- الكتابة في العصر النبوي وصدر الإسلام: مما لا شك فيه أن الكتابة انتشرت في عهد النبي صلى الله عليه

وسلم على نطاق أوسع مما كانت عليه في الجاهلية؛ فقد حث القرآن الكريم على التعلم، وحض الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك أيضًا، واقتضت طبيعة الرسالة أن يكثر المتعلمون: القارئون، الكاتبون؛ فالوحي يحتاج إلى كتاب، وأمور الدولة من مراسلات وعهود ومواثيق تحتاج إلى كتاب أيضًا، وقد كثر الكاتبون بعد الإسلام فعلًا ليسدوا حاجات الدولة الجديدة؛ فكان للرسول صلى الله عليه وسلم كتاب للوحي بلغ عددهم أربعين كاتبًا1 وكتاب للصدقة. وكتاب للمداينات والمعاملات، وكتاب للرسائل يكتبو باللغات المختلفة2. وقد كثر الكاتبون بعد الهجرة عندما استقرت الدولة الإسلامية،

_ 1 ومن أشهر هؤلاء الكتاب من المهاجرين والأنصار: الخلفاء الأربعة، ومعاوية وخالد وأبان ابنا سعيد بن العاص بن أمية، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وثابت بن قيس، وأرقم بن أبي، وشرحبيل بن حسنة، وعبد الله بن رواحة، وعمرو بن العاص، وحنظلة بن الربيع، وعبد الله بن الأرقم الزهري، وغيرهم. انظر مناهل العرفان في علوم القرآن ص239 وص360 ج1، والمدخل إلى علوم القرآن ص260 -261 ج1. 2 انظر كتاب المصباح المضيء في كتاب النبي الأمي ورسله إلى ملوك الأرض من عرب وعجم لمحمد بن علي الأنصاري مخطوط مكتبة الأوقاف بحلب رقم270 ص16 -40. ولا بد من أن نشير هنا إلى أن ما ذكره المؤرخون من أسماء كتابة صلى الله عليه وسلم لم يكن على سبيل الحصر؛ بل ذكروا من دوام على الكتابة بين يديه، وواضح هذا في قول المسعودي: إنما ذكرنا من أسماء كتابه صلى الله عليه وسلم من ثبت على كتابته واتصلت أيامه فيها، وطالت مدته، وصحت الراوية على ذلك من أمره، دون من كتب الكتاب والكتابين والثلاثة، إذا كان لا يستحق بذلك أن يسمى كاتبًا، ويضاف إلى جملة كتابه التنبيه والإشراف 246.

وأرست قواعدها القوية في المدينة؛ فكانت مساجد المدينة التسعة إلى جانب مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم محط أنظار المسلمين، يتعلمون فيها القرآن الكريم، وتعليم الإسلام والقراءة والكتابة، وقد تبرع المسلمون الذين يعرفون القراءة والكتابة بتعليم إخوانهم1، ولا يفوتنا أن نذكر أثر غزوة بدر في تعليم صبيان المدينة حينما أذن الرسول صلى الله عليه وسلم لأسرى بدر أن يفدي كل كاتب منهم نفسه بتعليم عشرة من صبيان المدينة القراءة والكتابة2. ثم اتسع نطاق التعليم، وانتشر في الآفاق الإسلامية بانتشار الصحابة رضوان الله عليهم، وكثرت حلقاتهم وانتظمت في المساجد وكثر المعلمون، وانتشرت الكتاتيب في مختلف أنحاء الدولة الإسلامية وغصت بروادها3. وقد كان لانتشار الكتابة واتقانها أثر بعيد في تديون العلم وحفظه، وأول ما دون في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يتنزل به الوحي من القرآن الكريم، والوثائق والمعاهدات، والكتب إلى الولاة وغير ذلك مما تحتاج إليه الدولة، كما دون جانب من الحديث النبوي في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم على يد من سمح له بكتابته كعبد الله بن عمرو بن العاص، ثم ما لبث أن اعتمد أهل

_ 1 انظر كتابنا أصول الحديث ص142. 2 انظر طبقات ابن سعد ص14 قسم1 ج2. 3 لقد غص كتاب الضحاك بن مزاحم المتوفى سنة 105هـ بالطلاب حتى اضطر إلى أن يطوف على حمار ليشرف على طلاب مكتبه، الذين بلغ عددهم ثلاثة آلاف صبي، وكان الضحاك لا يأخذ أجرًا على عمله. انظر معجم الأدباء ص16 ج12، وكتاب الأعلاق النفيسة ص216.

العلم على تدوين كل ما له صلة بعلوم الشريعة، وما كاد القرن الهجري الثالث يأفل نجمه حتى كثرت المؤلفات في مختلف العلوم1. قال ابن خلدون: "وطما بحر العمران والحضارة في الدول الإسلامية في كل قطر وعظم الملك ونفقت أسواق العلوم وانتسخت الكتب وأجيد كتبها وتجليدها، وملئت بها القصور والخزائن الملوكية بما لا كفاء له."2 وقد آن لنا - بعد هذا التمهيد الموجز - أن ننتقل إلى أهداف المكتبة وآثارها التربوية.

_ 1 انظر الفصل الثاني من هذا الكتاب أهم المصادر والمراجع. 2 المقدمة لابن خلدون ص420.

أهداف المكتبة وأثرها التربوي

ثانياً: أهداف المكتبة وأثرها التربوي. نحاول أن نوجز هذه الأهداف والآثار فيما يلي: 1- الغاية من المكتبة المدرسية في المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية تشجيع الطلاب على المطالعة، وتنمية ميولهم نحو القراءة حتى تصبح المطالعة عادة أصيلة عندهم تستفرغ بعض طاقاتهم في أوقات الفراغ. والمكتبة في الكلية أو الجامعة تفي بحاجة الطلاب وتشبع تلك الميول والعادات التي نشأت قبل المرحلة الجامعية. 2- والهدف الثاني من أهداف المكتبة هو تنمية قدرات الطلاب في الاعتماد على أنفسهم في كسب المعرفة والتعلم، والتدرج في البحث، وحسن استيفاء المعلومات من المصادر والمراجع المطبوعة والمخطوطة1،

_ 1 وغيرها من المواد التي تضمها المكتبة كالأفلام والشرائح والأشرطة المسجلة والمصورات والخرائط والمجسمات والهياكل، وغيرها من المواد السمعية والبصرية التي تتوفر في المكتبات الحديثة مما تسهل للطالب سبل العلم والمعرفة.

وعدم الاعتماد على المدرس في كل شيء، حتى يصل الطالب إلى مرحلة الاستقلال في أبحاثه. 3- إذا سلك النظام التدريسي طريقة الفصول والمحاضرات والفصل بين المقررات؛ إنما سلك هذا السبيل لتسهيل عرض العلوم على الطلاب وتنسيق الأعمال التدريسية، ولم يقصد من وراء ذلك الفصل بين المواد والمقررات العلمية حقيقة؛ فإن العلوم يتمم بعضها بعضًا، كما يكمل كل مقرر غيره وهنا يأتي دور المكتبة فتهدم الحواجز التي تفصل بين المعارف البشرية -شكلًا لا حقيقة- بعضها عن بعض تلافيًا لما يحدث في تدريس كل موضوع بمفرده في قاعات المحاضرات. وبهذا تظهر المعارف الإنسانية مجموعة متكاملة. 4- تساهم المكتبة مساهمة فعالة في بناء المواطن الصالح، بما تهيؤه من الغذاء العقلي والزاد الروحي لأبناء الأمة؛ فتوسع المدارك، وتقضي على الجهل قضاء النور على الظلام، وفي هذا الخير العمسم للفرد والجماعة. هذا إلى جانب ما تغرسه المطالعة في دور الكتب من عادات اجتماعية فاضلة في نفوس روادها؛ كالأمانة والتعاون الجماعي والتوجيه والمساعدة والمحافظة على الأنظمة، والحرص على الكتب من التلف أو سوء الاستعمال؛ لأنها من ذخائر الأمة وتراثها. هذا إلى جانب احترام آراء الآخرين وحرياتهم. 5- تساعد المكتبة في تطبيق جميع موضوعات المناهج النظرية والعملية المقررة بما توفره للباحث من مواد تعليمية تساعده على الوصول إلى بغيته. 6- المكتبة عامل هام في الكشف عن الميول الفردية والمهارات والقابليات الشخصية، وليس هذا العامل خاصًا بالمدرسين الذين

يشرفون على أبحاث الطلاب، ويراجعونها، ويضعون الملاحظات عليها، ويوجهون أصحابها الوجهات السليمة؛ بل تتعداهم إلى أولياء الأمور وإلى الطلاب أنفسهم؛ فكثيرًا ما يكشف الطالب ميله بنفسه بالمطالعة والممارسة، فيشعر بالارتياح والتجاوب مع موضوعات دون غيرها، كما يلمس في نفسه بعد ذلك القدرة على ماكاة أديب أو مضاهاة كاتب؛ فيرتقي من مرحلة التقليد إلى مرحلة الاستقلال بشخصيته الأدبية أو العلمية ومن ثم يتضح دور المكتبة الهام في الكشف عن المواهب وتنميتها وصقلها.

نشأة المكتبات

ثالثاً: نشأة المكتبات. لا نستطيع أن نحدد أول من أنشأ مكتبة في العصور القديمة، كما لا نستطيع أن نقطع في أقدم مكان أنشئت فيه أولى المكتبات؛ إلا أن الحفريات والتنقيب عن الآثار تدل على أنه لعل من أولى المكتبات ما قد ظهر قديمًا في منطقة ما بين النهرين في العراق وفي وادي النيل؛ حيث وجد ما يدل على ذلك، وتعود المكتبات إلى ما قبل الميلاد1. وقد حفظ العرب قبل الإسلام بعض آثارهم الفكرية ووقائعهم

_ 1 فقد وجد في أخربة نينوي وبابل وتل العمارنة ما يدل على قدم ذلك، كما عثرت إحدى البعثات الأمريكية في وادي الفرات على مكتبة تحوي ثلاثين ألف آجرة -لبنة من الطين المجفف- مكتوب عليها بالخط المسماري الشؤون الإدارية والفنية والأدبية. كما عثر على مكتبات في وادي النيل من أقدمها مكتبة أوسيمندياس، ومكتبة حوتب وخوفر وخفرع، وكانت هناك مكتبات قديمة مشهورة كمكتبة الرها، والقدس والإسكندرية وغيرها. انظر كتاب خزائن الكتب العربية في الخافقين ص84 ج1 وكتاب البحث والمكتبة ص9.

ينقشها على الحجارة خشية اندثارها. كما اشتهرت المعلقات التي تحمل خيرة قصائد فحول الشعراء. ولا نغالي إذا قلنا أن المكتبات في الإسلام قد نشأت مع نشأة المساجد؛ إذ لم يكن المسجد مكانًا خاصًا للعبادة فحسب؛ بل كان مركز الحياة الاجتماعية والسياسية، ومركز إدارة الدولة وتسيير أمورها، كما كان محط أنظار المسلمين، ومعقد حلقات العلم، واجتماع العلماء وتعليم أبناء المسلمين القرآن الكريم والتفسير والحديث وأصول العربية وغير ذلك، ومن ثم فلا عجب من اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم ببناء مسجد قباء بعد الهجرة مباشرة، ثم تأسيس مسجده صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة في الأيام الأولى من وصوله إليها، ثم كثرت المساجد فيها وفي البلاد الإسلامية، ولما كان المسجد أولى المعاهد في صدر الإسلام، كان لا يخلو من صحف القرآن الكريم وتفسيره، وصحف الحديث وغيره. ويسعنا أن نقول: إن أولى المكتبات كانت بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث كان يجمع فيه ما يدونه كتاب الوحي من التنزيل الحكيم، ثم نقلت الحصف من بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ومن عند الصحابة إلى بيت أبي بكر، بعد أن جمعت في محصف في عهد الصديق على يد زيد بن ثابت رضي الله عنه أحد كبار كتاب الوحي وحفاظه، ثم حفظت هذه الصحف عند عمر بن الخطاب أيام خلافته، وبقيت عند حفصة رضي الله عنه إلى أن استعارها عثمان ابن عفان رضي الله عنه منها ونسخ عنها المصاحف وأرسلها إلى الأقطار الإسلامية، ثم ردها إليها. إلى جانب هذا كان لبعض الصحابة ولتابعين كتب في بيوتهم بمنزلة المكتبات الخاصة التي عرفت فيما بعد؛ فقد كان عند سعد بن

عبادة الأنصاري 15هـ1 كتاب أو كتب فيها طائفة من أحاديث رسول الله، وعند عبد الله بن مسعود مصحفه المشهور وصحف أخرى بخطه2، وعند أسماء بنت عميس 38هـ3 كتاب جمعت فيه بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد اشتهرت صحيفة أمير المؤمنين على بن أبي طالب 40هـ التي كان يعلقها في سيفه فيها أسنان الإبل، وأشياء من الجراحات، وحرم المدينة ولا يقتل مسلم بكافر4. وكان عند أبي هريرة رضي الله عنه 59هـ كتب كثيرة فيها حديث النبي عليه الصلاة والسلام5. وكان عبد الله بن عمرو بن العاص 65هـ يحفظ كتبه وصحفه في صندوق له حلق، كما كان لابن عباس 68هـ كتب كثيرة بلغت حمل بعير، وكان عند عبد الله بن عمر 73هـ كتب كان إذا خرج إلى السوق نظر فيها6. وكان عند عروة بن الزبير 22-93هـ كتب احترقت يوم الحرة؛ فحزن عليها وكان يقول وددت لو أن عندي كتبي بأهلي ومالي7. وأوصى أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي 104هـ أحد كبار التابعين بكتبه لأيوب السختياني 68-131هـ فجيئ بها في عدل راحلة8. وقال الحسن البصري 21-110هـ أن لنا كتبًا تتعاهدها9.

_ 1 أصول الحديث ص191 عن جامع بيان العلم ص72 ج1. 2 انظر السنة قبل التدوين ص345 ومناهل العرفان ص254 ج1. 3 انظر أصول الحديث ص192-197. 4 انظر السنة قبل التدوين ص345. 5و6 انظر كتابنا أصول الحديث علومه ومصطلحه ص192-197. 7و8و9 انظر كتاب أصول الحديث ص199.

وأخبار الكتب والمكتبات كثيرة جدًا؛ وإنما سقنا ما سلف لنبين اهتمام المسلمين بالعلم أفرادا ومسؤولين، رعاة ورعية، وقد كثرت المكتبات العامة منذ أواخر القرن الهجري الثاني، وأمدها الخلفاء والأمراء والمسؤولون بما تحتاج إليه من الموظفين والمواد الكتابية، وما يلزم لتجليد الكتب وغير ذلك1، وزودوها بأمهات الكتب في مختلف العلوم، وتبارى الخلفاء والأمراء في مشرق الدولة الإسلامية ومغربها وفي الأندلس في الحصول على أنفس الكتب2 وأندرها، حتى زخرت خزائن المكتبات العامة بآلاف المجلدات، وقد روى أن خزانة قرطبة ضمت أربعمائة ألف مجلد3 أبان ازدهار الخلافة في الأندلس؛ في حين أن شارل الخامس ملك فرنسا في القرن الثامن الهجري الرابع عشر الميلادي لم يستطع أن يجمع في مكتبة فرنسا الرئيسية أكثر من 900 تسعمائة مجلد خمسها في اللاهوت4.

_ 1 كما نشطت صناعة الورق لسد حاجات التأليف والعلماء وطلاب العلم، وحاجات الدولة المختلفة، وتعددت مراكزها؛ فقد كان في الأندلس مصانع غرناطة وبلنسية، وطليطلة يصنع فيها أجود أنواع الورق. عن محاضرة الدكتور عبد الرحمن علي الحجي بعنوان الكتب والمكتبات في الأندلس التي ألقاها مساء 28 /10 1389هـ في قاعة المحاضرات بجامعة الرياض. 2 كان الحكم صاحب الأندلس يبعث في شراء الكتب إلى الأقطار رجالًا من التجار، ويرسل إليهم الأموال لشرائها حتى جلب منها إلى الأندلس ما لم يعهدوه، وعندما سمع بكتاب الأغاني أرسل لمصنفه أبي الفرج الأصفهاني ألف دينار من الذهب العين؛ فبعث إليه بنسخة منه قبل أن يخرجه في العراق، وكذلك فعل مع القاضي أبي بكر الأبهري سنة 375 في شرحه لمختصر ابن عبد الحكم. انظر تاريخ التربية الإسلامية ص146 ج4. 3 وذكر المستشرق وليم درابر أنها ضمنت ستمائة ألف مجلد. انظر فهارس المكتبة العربية في الخافقين ص4. عن كتاب المنازعة بين الدين والعلم لرابر. 4 عن محاضرة الدكترو الحجي.

أشهر المكتبات في الإسلام

رابعاً: أشهر المكتبات في الإسلام. وإن المقام لا يتسع لذكر جميع المكتبات في البلاد الإسلامية عبر العصور. وسنكتفي بذكر أشهر المكتبات في البلاد الإسلامية فيما مضى، ثم نتبع بهذا أشهرها في العصر الحاضر: 1- دار الحكمة: أو بيت الحكمة، وقد رجح المؤرخون أن أول من أسس هذه الدار الجامعة لمختلف المؤلفات هو الخليفة هارون الرشيد 149-193هـ، ثم أمدها ابنه المأمون من بعده بالمؤلفات الكثيرة والدواوين الضخمة؛ حتى صارت هذه المكتبة من أكبر خزائن الكتب في العصر العباسي، وظلت هذه الخزانة1 قائمة يستفيد منها الرواد والعلماء وطلاب العلم إلى أن استولى المغول على بغداد سنة 656هـ2. 1- دار الحكمة: أو بيت الحكمة، وقد رجع المؤرخون أن أول من أسس هذه الدار الجامعة لمختلف المؤلفات هو الخليفة هارون الرشيد 149 - 193هـ، ثم أمدها ابنه المأمون من بعده بالمؤلفات الكثيرة والدواوين الضخمة، حتى صارت هذه المكتبة من أكبر خزائن الكتب في العصر العباسي، وظلت هذه الخزانة3 قائمة يستفيد منها الرواد والعلماء وطلاب العلم إلى أن استولى المغول على بغداد سنة 656هـ4.

_ 1 المقصود بالخزانة القاعة الكبيرة بخزائنها مكتباتبها التي تضم الكتب، وليس المقصود بها المكتبة الصغيرة التي تضم بعض الكتب. 2 قال القلقشندي رحمه الله: قد كان للخلفاء والملوك في القديم بها -أي بخزائن الكتب- مزيد اهتمام، وكمال اعتناء، حتى حصلوا منها على العدد الجم، وحصلوا على الخزائن الجليلة، ويقال: إن أعظم خزائن الكتب في الإسلام ثلاث. وذكر خزانة الخلفاء العباسيين ببغداد وهي دار الحكمة أو بيت الحكمة، وخزانة الخلفاء الفاطميين بمصر، وخزانة بني أمية بالأندلس. انظر صبح الأعشى ج1 ص466 - 467 وقارن بتاريخ الإسلامي السياسي ص274 ج2 وبضحى الإسلام ص61 ج2. 3 المقصود بالخزانة القاعة الكبيرة بخزائنها مكتباتبها التي تضم الكتب، وليس المقصود بها المكتبة ال2صغيرة التي تضم بعض الكتب. 4 قال القلقشندي رحمه الله: قد كان للخلفاء والملوك في القديم بها - أي بخزائن الكتب - مزيد اهتمام، وكمال اعتناء، حتى حصلوا منها على العدد الجم، وحصلوا على الخزائن الجليلة ويقال: إن أعظم خزائن الكتب في الإسلام ثلاث. وذكر خزانة الخلفاء العباسيين ببغداد وهي دار الحكمة أو بيت الحكمة، وخزانة الخلفاء الفاطميين بمصر، وخزانة بني أمية بالأندلس. انظر صبح الأعشى ج1 ص 466 - 467 وقارن بتاريخ الإسلامي السياسي2 274 ج2 وبضحى الإسلام ص 61 ج2.

2- دار العلم: وهي خزانة العبيديين بمصر، ألحقها الحاكم العبيدي صاحب مصر بدار الحكمة، التي أنشأها على غرار جامعات بغداد وقرطبة، وقد جمع في دار العلم كتبا كثيرة، وأقام فيها المسؤولين وخصص لهم الجرايات، وجعل في المكتبة ما يحتاج إليه المطالفعون والنساخ من الحبر والمحابر والأقلام والورق. وقد كانت هذه الدار من أعظم الخزائن التي عرفها العالم الإسلامي فيما مضى، وأكثرها جمعا للكتب النفيسة من جميع العلوم، وبقيت على ذلك إلى أن انقرضت دولة الفاطميين بموت العاضد 567هـ آخر خلفائهم1. 3 مكتبة قرطبة: كثرت المكتبات في الأندلس وبلغت نحو سبعين مكتبة أيام الخلافة سوى المكتبات الخاصة، وأعظم تلك المكتبات وأشهرها مكتبة قرطبة التي أنشأها الأموريون ورعاها الخلفاء، وقد بلغت أوج ازدهارها في عهد المستنصر 350 - 366هـ الذي كان له وكلاء في البلاد الإسلامية الكثيرة، يزودونه بكل ما ينتجه العلماء المسلمون من مؤلفات، وبهذا أثرى المستنصر مكتبة قرطبة بما لا يحد ولا يعد ولا يوصف من الكتب، وقد روي أنها جمعت أربعمائة ألف مجلد1. وتلى هذه المكتبات في الشهرة مكتبات أخرى لها مكانتها وأثرها في العالم الإسلامي، وأشهر هذه المكتبات:

_ 1 وقد اشترى القاضي الفاضل أكثر كتب هذه الخزانة، ووقفها بمدرسته الفاضلية بدرب ملوخيا بالقاهرة، فبقيت فيها إلى أن استولت عليها الأيدي فلم يبق منها إلا القليل صبح الأعشى ج1 ص 467. ولا بد لنا من أن نشير هنا إلى أن الفاطميين قد ألحقوا بقصورهم مكتبات كبيرة تحتوي على مئات الألوف من المصنفات، وروى المقريزي أنه كان في القصر أربعون خزانة من جملتها خزانة فيها 18.000 ثمانية عشر ألف مجلد في العلوم القديمة. عن تاريخ الإسلامي السياسي ج3 ص 329. ولا بد من أن نشير هنا أيضا إلى أن الأزهر كان قد اقتصر على إقامة الدعوة الفاطمية، ثم جاء يعقوب بن كلس وحوله سنة 378هـ إلى جامعة تدرس فيها العلوم الإسلامية والآداب.

لا يحد ولا يعد ولا يوصف من الكتب، وقد روي أنها جمعت أربعمائة ألف مجلد1. وتلى هذه المكتبات في الشهرة مكتبات أخرى لها مكانتها وأثرها في العالم الإسلامي، وأشهر هذه المكتبات: 4- المكتبة الحيدرية بالنجف في العراق ولا تزال هذه المكتبة قائمة حتى هذا الوقت، وسميت الحديرية نسبة إلى حيدر وهو اسم الإمام علىي بن أبي طالب رضي الله عنه، عند عامة الشيعة، والمكتبة الحيدرية هي خزانة المشهد الشريف الذي فيه قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، - كما تقول الشيعة، فقد اختلف المؤرخون في موضع قبره رضي الله عنه - وترجع هذه المكتبة إلى عهد بعيد جدا، وقد اهتم بها الأمرءا والوزراء وأعيان الشيعة، ومن أشهر من اهتم بها قديما عضد الدولة البويهي 372هـ ولعل الحاقها بالمشهد كان سببا قويا في بقائها حتى هذا العصر. ولكن الاستفادة منها في هذه الأيام قليلة لأنها لا تفتح للجمهور2. 5- مكتبة ابن سوار بالبصرة أسس هذه المكتبة أبو علي بن سوار الكاتب، أحد رجال عضد الدولة البويهي، فيها كتب كثيرة، وكان فيها شيخ يدرس عليه مذهب الاعتزال3.

_ 1 ليس هذا العدد غريبا أو بعيدا، ذلك لأن فهارس دواوين الشعر التي ضمتها مكتبة قرطبة بلغت 44 كراسة كل منها في عشرين ورقة، فإذا كان هذا العدد الكبير مقصورا على الدواوين، فكم يكون عدد فهارس المؤلفات في مختلف العلوم الشرعية وما يلحق بها، وكم يكون عددها في العلوم الأخرى؟ انظر تاريخ الإسلامي السياسي 2 329 - 330 ج3. 2 انظر كتاب دراسات في الحضارة الإسلامية ص 185 ج4 وما بعدها. 3 انظر كتاب دراسات في الحضارة الإسلامية 187 ج4 وما بعدها.

6- خزانة سابور: أنشأ هذه الخزانة سابور بن أردشير 416هـ سنة 383خ بالكرخ وسماها دار العلم وزودها بكتب كثيرة زادت على عشرة آلاف كتاب في مختلف العلوم وكانت هذه المكتبة مركزا ثقافيا هاما يلتقي فيه العلماء والباحثون للقراءة والمطالفة والمناظرة، وكان أبو العلاء المعري يكثر التردد إليها عندما كان في بغداد1. 7- خزانة كتب الوقف بمسجد الزيدي ببغداد: أنشأها أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي 575هـ وزودها بالكتب الكثيرة، كما ساهم غيره بتزويدها1. 8- مكتبة رامهرمز: أنشأها ابن سوار في مدينة رام هرمز على غرار مكتبة بالبصرة1. ولا بد لنا في هذا المقام من أن نذكر مكتبات المدارس التي ألقحت بهذه المؤسسات العلمية التي كثرت في شرق الدولة الإسلامية ومغربها، فقلما خلت مدرسة من المدارس من مكتبة كبيرة تتبعها، تزود بالنتاج الفكري الإسلامي الذي تفتح

_ 1 انظر كتاب دراسات في الحضارة الإسلامية 187 ج4 وما بعدها. 2 المرجع السابق ص 188 ج4. 3 وقد عمرت بالقراء والنساخ والعلماء.... انظر معجم البلدان ص 211 - 212 ج4، وصفه لرامهرمز، وأحسن التقاسيم ص 413، والمسالك الممالك ص 175 و 177.

ونضج في تلك العصور، كمكتبة المدرسة النظامية1، والمدرسة المستنصرية2، ومكتبات مدارس دمشق3 ومكتبة المدرسة الفاضلية بالقاهرة4 وغيرها من المكتبات. هذا إلى جانب الخزائن النفيسة الملحقة بأكثر المساجد في مختلف أنحاء الدولة الإسلامية. وإلى جانب هذه المكتبات ألحق الخلفاء والأمراء وبعض الوزراء بقصورهم وبيوتهم مكتبات ضخمة، فقد كان للفتح بن حاقان 247هـ وزير المتوكل الخليفة العباسي مكتبة جامعة، وللمبشرين

_ 1 نسبة إلى الوزير نظام الملك الذي أنشأ كثيرا من المدارس فعرفت باسم المدارس النظامية، وكانت غاية في الكمال ووسائل التعليم والشيوخ، وقد كثرت هذه المدارس حتى لم تخل مدينة أو قرية من مدرسة من هذه المدارس، ونظامية بغداد أول المدارس التي أنشأها نظام الملك على هذا الطراز وأهمها، وقد فتحت أبوابها سنة 459 - انظر تاريخ التربية الإسلامية ج4 ص 116 و 119. ولكن المدارس والكتاتيب في الإسلام قديمة جدا تعود إلى صدر الإسلام، انظر أصول الحديث ص 143. 2 انظر تاريخ التربية الإسلامية ج4 ص 143. 3 ذكر الاستاذ محمد كرد على كثيرا من مدارس دمشق في كتابه خطط الشام. وقارن بتاريخ التربية الإسلامية ص 121 - 123 ج4. فقد كان في دمشق نحو ثلاثين مدرسة في القرن الخامس من الهجرة يدرس في تلك المدارس الأئمة والأعلام، ومن أشهر مدارسها دار الحديث النورية، والنورية الكبرى، والصلاحية، والعادلية، والظاهرية وغيرها. وهذه المدارس إنما كانت للتعليم العالي وأما الكتاتيب والمدارس الأولية فهذه أكثر من أن تحصى. 4 نسبة إلى القاضي الفاضل، وكان في مصر مدارس كثيرة جدا كالمدرسة الكاملية والصالحية والصاحبية وغيرها، وقد ذكرها المقريزي في خططه. هذا وقد اشتهرت عدة مدارس في مدينة القدس. وفي حلب وحماة وحمص وبعلبك وغيرها. انظر دراسات في الحضارة الإسلامية ج4 ص 120 و 121.

فاتك المتوفى سنة 480هـ أحد أعيان أمراء مصر وعلمائها مكتبة قيمة في العلوم الرياضية والحكمية وغيرها.. وكان للخليفة الناصر لدين الله 622هـ مكتبة كبيرة جدا، كما كان للخيلفة المستعصم بالله 656هـ مكتبة ضخمة في داره فيها نفائس الكتب في مختلف العلوم1. ولم تكن المكتبات في مشرق الدولة الإسلامية ومغربها مقصورة على أولي الأمر من الخلفاء والأمراء والوزراء، بل اهتم العلماء وطلاب العلم بالكتب وبتأسيس المكتبات اهتماما منقطع النظير، وقد وقف كثير من العلماء كتبهم على طلاب العلم، حتى أن الإمام الحافظ أبا حاتم محمد بن حبان البستي 354هـ وضع مؤلفاته الكثيرة في داز خاصة في بلدة بست وجعلها لأهل العلم2. ولم يقتصر النشاط العلمي وقاتناء الكتب وإنشاء المكتبات على الخلفاء والأمراء والوزراء والعلماء وطلاب العلم3، بل تعداهم إلى

_ 1 انظر دراسات في الحضارة الإسلامية ج4 ص 194 وما بعدها. 2 انظر ترجمة ابن حبان في تذكرة الحفاظ ص 125 ج3، وفي طبقات السبكي 141ج2. وانظر بحثنا ابن حبان في الديليل البيليوجرافي للقيم الثقافية العربية ص 117 مطبوعات مركز تبادل القيم الثقافية بالقاهرة سنة 1965م. 3 وكانت كتب العلماء وطلاب العلم عزيزة عليهم يحرصون عليها حرصهم على أرواحهم. وكانوا لا يخرجونها من ايديهم غلا إذا دعت الضرورات الملحة إلى ذلك، وإن شعر المؤدب إبي الحسن علي بن أحمد الفالي يؤكد هذه الحقيقة، فقد اشترى الشريف المرتضى من الفالي كتاب الحميرة بستين دينارا، فغذا عليها للفالي هذه الأبيات: انست بها عشرين حولا وبعتها ... لقد طال وجدي بعدها وحنيني وما كان ظني أنني سأبيعها ... ولو خلدتني في السجون ديوني ولكن لضعف وافتقار وصبية ... صغار عليهم تستهل شؤوني صغار عليهم تستهل شؤوني ... كرائم من رب بهن ضنين سير أعلام النبلاء ج11 قسم 2 ص 159 - 160. ومعجم البلدان فاله.

غيرهم، إذ كانت حيازة نسخه من مؤلف بخط مصنفه أو نسخه من كتاب نادر مجالا كبيرا للتفاخر والاعتزاز. ليس هذا غريبا في المجتمع الإسلامي الذي تمثل الإسلام وعرف قدر العلم ومكانته، فهيأ له وسائله وأخذ بأيدي أهله إلى أعلى الدرجات، وليس عجبا أن يسارع المسلمون إلى المكتبات، وحوانيت الوراقين، ومؤسسات التعليم مادام الإسلام قد فتح أبواب العلم أمام المسلمين جميعا، وحث على التعلم، وجعل العلم أساسا في رفع الدرجات، وإن كان كل ذلك لمما يدهش له الباحثون من غير المسلمين، بالتراث الفكري كأمة الإسلام. ولا بد لنا من أن نشير هنا إلى أن هذا النشاط العلمي لم يقتصر على الرجال، بل شمل النساء، وكثرت المتعلمات والمتخصصات، حتى إنه أجرى إحصاء في أحياء قرطبة التي تبلغ واحدا وعشرين حيا أيام ازدهار الخلافة فوجد أن 170 مائة وسبعين امرأة يجدن الخط الكوفي يكتبن به المصاحف. وقد كان لعائشة القرطبية 400هـ احدى كاتبات المصاحف المشهورات خزانة كتب كبيرة1. يوم كانت المرأة في أوربا ترزح تحت نير الجهل والعبودية، وتعيش في غياهب الظلم والظلام والحرمان.

_ 1 انظر خزائن الكتب العربية في الخافقين 1014 - 1030 ج3.

تلك لمحمة سريعة في أرقى المؤسسات العلمية التي كانت في البلاد الإسلامية، تؤكد أن المسلمين قد أمدوا الحضارة الإنسانية في الجانب العلمي بما لم يسبق لأمة من الأمم أن فعلت مثله، وساهموا في تقدم العلوم وازدهار الحضارة مساهمة فعالة في جميع ميادنيها، وإن مئات آلاف المخطوطات تشهد بذلك، وقد كان لهم الفضل الكبير في تعليم أوربا عن طريق الأندلس، وفي رفع المستوى الثقافي في كثير من البلاد المجاورة للدولة الإسلامية آنذاك، كما كان لهم الفضل الكبير في حفظ تراث الأمم السابقة والزيادة عليه. ولكن كثيرا من الأمم لم ترد الجميل إلى المسلمين، بل قابل بعضهم الحسنة بالسيئة، فما أن دب الضعف في بعض أطراف الدولة الإسلامية حتى انقض أعداؤها عليها فعثوا في البلاد فسادا وههبا وتخريبا، فحرقوا المكتبات والكتب، وأغرقوها وسرقوا بعضها1 ولم ينقذ منها في تلك المحن والخطوب إلا القليل، وإذا قيس هذا القليل بما عند الأمم الأخرى بدا أضعاف أضعاف ما في خزائنها. ومع كل ذلك فقد بقيت لنا ثروة علمية ضخمة من المخطوطات الإسلامية، تقص على مر الزمان ما كان عليه المسلمون من التقدم العلمي والنضج الفكري. وإن جل المكتبات العالمية لتزخر بالمؤلفات الإسلامية الكثيرة، وتعتر بها وتسعى إلى نشرها. وقد آن لنا أن نتعرف إلى أشهر المكتبات في العصر الحاضر.

_ 1 انظر اكتساح المغول مكتبات ما بين النهرين والعراق وسوريا وتركستان والهند وبغداد وسمرقند وغيرها. وحريق خزائن الكتب بالقاهرة وفواجع مكتبات الأندلس في كتاب خزائن الكتب العربية في الخافقين ص 1014 - 1030 ج3.

أشهر المكتبات في العالم في العصر الحديث

أشهر المكتبات في العالم في العصر الحديث مدخل ... خامسًا: أشهر المكتبات في العالم في العصر الحديث. نرى من المناسب أن نتناول هذه المكتبات بالعرض الموجز على مرحلتين؛ فنتناول أولًا أشهر المكتبات القائمة في العصر الحاضر في البلاد العربية والإسلامية، ثم نذكر أشهر المكتبات التي تضم المخطوطات العربية في أوربا وأمريكا.

أشهر المكتبات في العالم العربي والإسلامي في العصر الحاضر

أشهر المكتبات في العالم العربي والإسلامي في العصر الحاضر مدخل ... أ- أشهر المكتبات في العالم العربي والإسلامي في العصر الحاضر: نذكر فيما يلي الدول مرتبة على حروف الهجاء ونذكر لكل دولة اشهر مكتباتها، ونكتفي بذكر دور الكتب العامة، من غير أن نتعرض لذكر مكتبات القصور والوزارات والجامعات والمؤسسات والمجامع العلمية والمكتبات الخاصة وغير ذلك حتى لا يطول البحث.

الأردن

1- الأردن: 1- دار الكتب الأردنية في عمان1؟ هذا إلى جانب المكتبات الأخرى في بقية مدن شرقي الأردن كمدينة أربد ومعان وغيرها.

_ 1 أسست سنة 1357هـ - 1938م.

تونس

2- تونس: 1- مكتبة الجامع الكبير في القيروان1.

_ 1 الجامع الكبير في القيروان من أكبر الجوامع في العالم الإسلامي، وهو أكبر من الجامع الأزهر، أنشأه المسلمون الأوائل الذين حرروا شمال أفريقيا، وزاد عليه من جاء بعدهم ثم وسعه وأتم بناءه المعز بن باديس بن منصور في عهده الذي استمر من سنة 406- 454هـ، وقد ألقحت بهذا الجامع مكتبة ضخمة جارت وضاهت مكتبات بغداد وقرطبة. واستمرت هذه المكتبة خلال هذه العصور واعتراها ما اعترى غيرها من الإهمال والضياع والسرقة، ثم عنيت الحكومة التونسية بها سنة 1940م.

2- مكتبة جامع الزيتونة في تونس1. 3- المكتبة العبدلية، والمكتبة الصادقية2. 4- المكتبة العمومية المركزية في تونس.

_ 1 جامع الزيتونة أنشأه التابعي الجليل عبد الله بن الحبحاب سنة 114هـ، وقيل بن الأغلب هو الذي أسسه سنة 145هـ، وصار هذا الجامع من اكبر المعاهد العلمية في العالم الإسلامي، يضاهي الجامع الأزهر في ذروة ازدهاره في نشاطه العلمي والرحلة إليه، وقد ألحقت بجامع الزيتونة مكتبة كبيرة سنة 797هـ. انظر خزائن الكتب العربية في الخافقين ص218 ج1. 2 العبدلية نسبة إلى أبي عبد الله محمد بن الحسن بن محمد المسعود الذي أسسها في أوائل القرن العاشر الهجري، وقد ألحقها بجامع الزيتونة، وكادت هذه المكتبة أن تندرس فجددها الباي محمد الصادق عاهل تونس "1276 - 1298هـ" "1860 - 1882م"؛ فنسبت المكتبة إليه، وقد أمدها بنفائس الكتب.

الجزائر

3- الجزائر: 1- المكتبة العربية بجامع الباي في مدينة بون. 2- مكتبة مدينة بوجي. 3- المكتبة الباديسية في قسطنطينة1. 4- المكتبة الأهلية في مدينة الجزائر. 5- مكتبة الجامع الكبير في مدينة الجزائر2.

_ 1 نسبت هذه المكتبة إلى الشيخ عبد الحميد بن باديس المتوفى سنة 1359هـ - 1940م الذي خلف هذه المكتبة الضخمة. 2 وهناك مكتبات ملحقة بالزوايا وضع لها المستشرق رينه باسيه فهرسًا خاصًا.

سورية

4- سورية: 1- دار الكتب الظاهرية بدمشق1. 2- دار الكتب الوطنية في حلب2.

_ 1 دار الكتب الظاهرية نسبة إلى الملك الظاهر بيبرس المتوفي سنة 676هـ. كانت مدينة دمشق حافلة بخزائن الكتب الكثيرة القيمة قبل أن تحل بالبلاد الشامية النكبة الكبرى على يد السفاح الطاغية تيمور لنك سنة 803هـ، الذي نهب البلاد وسبى النساء، وساق الأولاد والرجال، وساق الأولاد والرجال، مكبلين بالحبال، وحرق الدور والمساجد وبقيت دمشق تحترق ثلاثة أيام حتى صارت أطلالًا بعد ازدهار وجمال، لم ينج من ذلك الاكتساح والطغيان الوحشي إلا من رحم ربك. وقد أقام هذا الطاغية مع جيشه في دمشق ثمانين يومًا. وبعد تلك النكبة جمع ما بقي من الكتب من مختلف خزائن دمشق في المكتبة الظاهرية إلى جانب خزائنها القديمة، وقد توالت الأيدي على هذه الخزائن، ويعود الفضل الكبير إلى العلامة الشيخ طاهر الجزائري 1268- 1338هـ في صيانتها والاهتمام بها وحفظها. انظر خزائن الكتب العربية في الخافقين 128 ج1. ومخطوطات دار الكتب الظاهرية من أكثر مخطوطات دور الكتب في العالم، ومن أنفسها؛ ففيها مخطوطات نادرة وقيمة، وقد بلغت عدة المجلدات المخطوطةفيها 11425 أحد عشر ألف مجلدة وأربعمائة وخمسًا وشعرين مجلدة. تضم ما بين خمسين وستين ألف كتاب لأن فيها مجاميع كثيرة تتجاوز كتب بعضها العشرة، ومتوسط أكثرها 4 - 5 كتب في كل مجموع. وقد أكد لي هذا الدكتور عزة حسن مدير دار الكتب في صيف 1391هـ - 1971م. وقد طبع من فهارس مخطوطت دار الكتاب الظاهرية: فهرس التاريخ وملحقاته القسم الأول وفهرس علوم القرآن، وفهرس الشعر، وفهرس الفقه الشافعي، وفهرس الحديث، وفهرس الطب، وفهرس الهيئة والجغرافيا، وفهرس الفلسفة هذه ثمانية فهارس، وستصدر قريبًا فهارس الفقه الحنفي واللغة وعلومها والتاريخ القسم الثاني. 2 كان المجمع العلمي العربي في دمشق قد أسس فرعًا في حلب للمكتبتين الظاهرية والعادلية، وبقيت الحال كذلك حتى سنة 1356هـ 1937م حيث أنشئت هذه الدار.

3- دار مكتبات الأوقاف الإسلامية في حلب1.

_ 1 كانت لكثير من مساجد حلب خزائن عامرة بالكتب تسللت إليها يد الإتلاف والضياع والسرقة، أنقذت مديرية الأوقاف بحلب ما بقي منها وضمته جمعية في جزائن خاصة في الدار المذكورة.

السعودية "المملكة العربية السعودية"

5- السعودية المملكة العربية السعودية: 1- خزانة كتب الحرم المكي بمكة المكرمة. 2- مكتبة مكة المكرمة1. 3- مكتبة الحرم النبوي بالمدينة المنورة2. 4- مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة3. 5- المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة4.

_ 1 وهي في الشاشية من مكة المكرمة، وقد بلغني أن هذه المكتبة أقيمت في موضع البيت الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم. 2 في الخافقين ص53 فهرسًا لمكتبة السادة، وفهرسًا لمكتبة رباط سيدنا عثمان، وفهرسًا لمكتبة ساقذلي، وإلى جانب هذه المكتبات: المكتبة الحميدية أسسها السلطان عبد الحميد الأول، والمكتبة البساطية وغيرها من المكتبات. 3 هو شيخ الإسلام عارف حكمت بك كان عالمًا فاضلًا وأديبًا مجيدًا. ولد سنة 1200هـ وتوفي سنة 1275. كانت عنده مكتبة قيمة جامعة لمختلف العلوم حبسها على المدينة المنورة سنة 1260هـ ليستفيد منها العلماء وطلاب العلم، وفيها نحو عشرة آلاف مجلد، بينها نوادر الكتب المخطوطة وأنفسها. 4 نسبة إلى السلطان محمود الثاني العثماني 1223 - 1255هـ.

6- دار الكتب الوطنية في الرياض 7- دور الكتب الكثيرة التابعة لإدارة الفتوى، المنتشرة في أمهات المملكة العربية السعودية. ومن أشهر هذه المكتبات المكتبة السعودية في دخنة من الرياض. 8- مكتبة الأديب ماجد كردي بمكة1.

_ 1 هذه المكتبة زاخرة بالمؤلفات الكثيرة، وقفها الأستاذ الكردي لفائدة الأدباء والعلماء وطلبة العلم. انظر خزائن الكتب العربية في الخافقين ص148 ج1.

السودان

6- السودان: 1- المكتبة العامة في أم درمان. 2- خزائن الكتب الملحقة بالمساجد.

العراق

7- العراق: 1- دار الكتب العمومية في بغداد1. 2- المكتبة العامة في بغداد. 3- مكتبة الأوقاف العامة بغداد ضمت بقايا خزائم مساجد بغداد. 4- مكتبة جامع النجف الأشرف. وهي المكتبة الحيدرية. 5- المكتبة الحسينية في النجف2.

_ 1 أسسها الوزير العلامة داود باشا 1774 - 1851م، وقد افتتحت أبوابها سنة 1301هـ. ومركزها في مدرسة جامع الحيدر خانة. 2 وقفها الحاج على محمد النجف آبادي قبل وفاته سنة 1332هـ على طلبة العلم. انظر خزائن الكتب العربية في الخافقين ص116ج1.

6- مكتبة غازي في الموصل1.

_ 1 كانت في الموصل مكتبات قديمة جامعة لأمهات الكتب ونفائسها، ولكن هذه المكتبات نكبت على يد الطغاة السفاحين أمثال هولاكو وتيمور لنك كنا نكبت مكتبات بغداد ودمشق وحلب، وما بقي من تلك المكتبات جمع في مكتبات مساجهدها ومدارسها. ثم أنشأ الملك فيصل الأول ملك العراق هذه المكتبة باسم ابنه وولي عهده غازي الأول.

فلسطين

8- فلسطين: 1- مكتبة المسجد الأقصى بالقدس1. 2- المكتبة الخالدية بالقدس2.

_ 1 نكتب هذا البحث وأولى القبلتين وثالث الحرمين تحت وطأة الغزو الصهيوني يشهد مع ما تشهده بقية فلسطين المحتلة مجازر دامية، وانتهاكات للحرمات يندى لها جبين الإنسانية، وأن الأمة العربيو والشعوب الإسلامية تعقد الآمال الجسام على شبابها المؤمن من أجل رد العدوان، وتحرير الديارالمغتصبة، وإعادة الحق إلى نصابه، وتلقين العدو درسًا لن ينساه أبد الدهر، وقد لاحت بوارق الآمال في ميادين الوغى تنذر بأن ذلك اليوم قريب إن شاء الله. كان في المسجد الأقصى منذ قرون عديدة خزانة كتب قيمة كادت تضيع معظم محتوياتها؛ فسارع المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في القدس إلى إنشاء دار الكتب في القدس سنة 1341هـ؛ فكانت هذه التي ذكرناها وأشرف على رعايتها. 2 أسستها أسرة الخالدي نسبة إلى جدها الأعلى خالد بن الوليد رضي الله عنه سنة 1318هـ - 1900م.

الكويت

9- الكويت: المكتبة العامة في الكويت العاصمة.

لبنان

10- لبنان: 1- المكتبة الوطنية في بيروت.

2- مكتبة الجامع الكبر المنصوري بطرابلس1. 3- مكتبة الجامع الكبير في صيدا.

_ 1 تكونت هذه المكتبة من وقف عدة مكتبات خاصة على جامع المنصوري.

ليبيا

11- ليبيا: المكتبة الوطنية بطرابلس.

مصر

12- مصر: 1- دار الكتب المصرية بالقاهرة1. 2- مكتبة الأزهر. وهي من أشهر مكتبات العالم الإسلامي بكثرة كتبها ومخطوطاتها النادرة. 3- المكتبة العامة لبلدية الإسكندرية. 4- مكتبات أمهات المدن المصرية الكثيرة.

_ 1 تعتبر دار الكتب المصرية من أكبر المكتبات في عصرنا الحاضر أنشئت سنة 1287هـ - 1870م وأهدى إلى المكتبة عدة خزائن ضخمة لأكابر العلماء كالخزانة التيمورية، ولا تزال هذه المكتبة في تقدم وازدهار حتى صار مجموع ما فيها أكثر من مليون مجلد، وقد ألحق بها مطبعة تطبع أمهات الكتب، وكان لها الفضل الكبير في نشر عدد منها، وفي المكتبة متحف كبير ضم بعض نفائس المخطوطات العربية. إلى جانب قسم المخطوطات الذي يضم آلاف المجلدات القيمة.

المغرب "المملكة المغربية"

13- المغرب المملكة المغربية: 1- المكتبة العامة في الرباط. 2- مكتبة جامع القرويين بمدينة فاس.

_ 1 في الرباط خزانة للمعد العلمي للدراسات المغربية العيا فيها مخطوطت قيمة قد نشر المعهد بعضها. وللخزانة فهرس جيد.

3- خزانة الجامع الكبير في جنجة1. 4- مكتبات أمهات المدن المغربية كفاس، وسلا، ومكناس، ومراكش، وتازة، ووجده والدار البيضاء وغيرها.

_ 1 نشر لها فهرس. انظر فهارس المكتبة العربية لأسعد داغر.

اليمن

14- اليمن: المكتبة العمومية في جامع صنعاء. فيها نفائس الكتب المخطوطة الكثيرة إلى جانب المطبوع.

إيران

15- إيران: 1- مكتبات طهران1. 2- مكتبات أصفهان. 3- مكتبات تبريز. 4- مكتبات زنجان. 5- مكتبات اردبيل. 6- مكتبات أمهات المدن في إيران2.

_ 1 إيران أو بلاد فارس كانت إقليمًا من أقاليم الدولة الإسلامية، ثم تعددت فيها الإمارات حين ضعفت الدولة العباسية، وقد تخرج منها كثير من العلماء وكان فيها مكتبات عظيمة، انتقل معظم ما فيها إلى مكتبات إيران ... أشهر مكتبات طهران الخزانة الشاهانية فيها نحو خمسة آلاف مخطوطة، والخزانة الناصرية فيها مخطوطات نادرة، وخزانة الحاج حسين آغا الملقب بملك التجار، وخزانته معروفة باسم خزانة ملك التجار، وغيرها من المكتبات. انظر فهرس معهد إحياء المخطوطات ومقدمة بروكلمان وخزائن الكتب العربية في الخافقين 332 ج1. 2 كمكتبات ساوه ومشهد، وفي خزانة مدينة مشهد كتب نادرة قديمة صورنا بعضها.

تركية

16- تركيا: 1- مكتبة الجامعة إستنبول فيها سبعة عشر ألف مخطوط1. 2- المكتبة العمومية في إستنبول فيها 5200 خمسة آلاف ومئتا مجلد مخطوط. 3- مكتبة الفاتح ملحقة بمسجد فاتح في إستنبول، فيها ستة آلاف مخطوط. 4- مكتبة نور عثمانية فيها خمسة آلاف مخطوط. 5- مكتبة السليمانية2. 6- مكتبة سراي طبقبو في إستنبول3. 7- مكتبات مدينة بروسه4.

_ 1 في هذه المكتبة نحو مائة وأربعين ألف مجلد تضم بينها 9286 مخطوط تركية، و6374 مخطوط عربية، و 1379 مخطوطة فارسية مجموعها 17039 مخطوط وقد كان في إستنبول 42 اثنتان وأربعون مكتبة، لكل مكتبة فهرس خاص بها يشمل المخطوط والمطبوع. ثم ضع بعض المكتبات إلى بعض. 2 ألحق بالمكتبة السليمانية عدد من المكتبات الموجودة في إستنبول. مثل مكتبة عاشر أفندي، وقره حلبي ولا له لي، وشهيد علي، وسيرز، ومكتبة مصطفى رئيس الكتاب، وداماد إبراهيم وداماد سليمانية، وترخان، وبغداد لي وهبي، وأسعد أفندي. 3 ألحق بخزانة طوبقبو سراي عدة مكتبات منها: مكتبة قفوش ومكتبة مدينة، وروان كشك، ومكتبة خزينة، وبغداد كشك، ومكتبة أحمد الثالث. انظر فهرس مصورات معهد إحياء المخطوطات العربية بجامعة الدول العربية. 4- مثل مكتبة خراججي زاده، وحسين جلبي، ومكتبة متحف بروسه.

8- مكتبة علي أميري فيها نحو عشرين ألف مخطوط1.

_ 1 وغير ذلك من المكتبات الكثيرة مثل مكتبة مراد ملا ملحق بها المكتبة الحميدية، ولا له لي إسماعيل، وشيخ مراد أفندي. ومكتبة ملت بإستنبول ملحق بها مكتبة فيض الله، ومكتبة علي أميري التي ذكرناها، ورشيد أفندي، ومكتبة حكيم أوغلو علي باشا، ومكتبة جار الله ولي الدين. ومكتبة بشير آغا بإستنبول وقد ألحق بها عدة مكتبات منها مكتبة خسرو باشا، ومكتبة أسميخان سلطان. ومن المكتبات أيضًا كوبريلي بإستنبول، ومكتبة سليم آغا وعاطف أفندي، هذا إلى جانب مكتبات بعض المساجد الكبرى كمكتبة مسجد آيا صوفيا. كما أنه توجد مكتبة كيبرة لمتحف الأوقاف بإستنبول. استخلصنا ذلك من فهرس مصورات معهد إحياء المخطوطات العربيو وقارن بخزائن الكتب العربية في الخافقين ص253 - 256 ج1.

الهند

17- الهند: 1- مكتبة الجمعية الآسيوية في كلكتا. 2- خزانة كتب جامعة كلكتا. 3- مكتبة بوهار في كلكتا. 4- خزانة المولى فيروز في بومباي. 5- المكتبة العمومية في بانكيبور. فهرس كتبها العربية في أربع مجلدات. 6- مكتبة حكومة الهند الشرقية في مدارس. 7- دار الكتب الآصفية في حيدر آباد1. 8- المكتبات الكثيرة الملحقة بالمساجد في كثير من مدن الهند.

_ 1 هذه الدار من أجمع دور الكتب في العالم لنفائس المخطوطات، وفهرسها المطبوع يؤكد ذلك، ولا بد لنا من أن نشير إلى ما قام به بعض رجالات الهند الأفاضل وبعض علمائها بتأسيس دائرة المعارف العثمانية في حيدر آباد لإحياء الكتب العربية القديمة، وذلك منذ نحو خمسين وسبعين سنة، وقد كان لهذا المجمع العلمي الفضل الكبير في نشر أمهات الكتب الإسلامية في مختلف علوم الإسلام، وخاصة الحديث وعلومه. وجدير بالذكر أن فضيلة السيد هاشم الندوي كان قد وضع فهرسًا للمخطوطات العربي في الهند سماه تذكر النوادر.

أشهر المكتبات التي تضم مخطوطات عربية في أوربا وأمريكا

أشهر المكتبات التي تضم مخطوطات عربية في أوربا وأمريكا مدخل ... ب- أشهر المكتبات التي تضم مخطوطات عربية في أوربا وأمريكا: تضم مكتبات أوربا وأمريكا نحو مائة ألف مخطوط عربي علي أقل تقدير، هذا سوى ما مكتبات المستشرقين، وأساتذة الجامعات وما في أيدي الناس ممن لهم عناية بالمخطوطات العربيو والآثار الشرقية؛ منها نحو سبعين ألف مخطوط في أوربا، وأكثر من عشرين ألف مخطوطة عربية في خزائن الكتب الأمريكية في الولايات المتحدة1.

_ 1 يعود اهتمام الفرنجه بالمؤلفات العربية إلى القرن العاشر الميلادي، فجمعوا ما ألفه العرب في الطب والفلسفة والرياضيات والطبيعات والكيمياء، والأدب واللغة وغيرها، وترجموا بعضه إلى لغاتهم، وازداد اهتمامهم بالمؤلفات العربية إثر احتكاكهم بالمسلمين أثناء الحروب الصليبية 1096 - 1291م فاقتنوا كثيرًا منها ونقلوه إلى بلادهم؛ حتى إن لويس التاسع ملك فرنسا 1226 - 1270م لما عاد من الحروب الصليبية نقل معه من مدينة دمياط مخطوطات عربية وقبطية زين بها خزائن قصرهن واحتذى حذوه كيرون من أمراء الفرنسيين والأغنياء الذين رافقوا الملك في زيارته الأماكن المقدسة. انظر خزائن الكتب العربية في الخافقين ص570 ج2. وقد كان للأندلس الفضل الكبير في نقل العلوم إلى أوربا؛ حتى إن بعض الأوربيين طلبوا العلم في جامعات الأندلس، ومن أشهر هؤلاء البابا سلوستر الثاني 999 - 1003م الذي قصد الأندلس لطلب العلم عندما كان راهبًا باسم جربرت وتخرج من معاهد اشبيلية وقرطبة، ولما عاد إلى روما فاق زملاؤه وأقرانه ما كان قد استفاده من الأندلس، ولما اسند إليه البابوية أمر بإنشاء مدرستين عربيتين: الأولى في إيطالية مقر علمه، والثانية في ريمس في فرنسا وطنه. وشجع البابوات بعد ذلك تعلم العربية، وأسست بعض المعاهد=

وجل المخطوطات العربية في أوربا محفوظة في مكتبات إنكلترا، وفرنسا، وألمانيا، وهولندا، وروسيا، وإسبانيا، وإيطاليا، والنمسا، والسويد، والدانمرك.

_ = في بلادهم لتعليمها، وأقبل على تعلمها الرهبان وغيرهم، واعتبر كثير من العلماء والأدباء تعلم العربية من دواعي الاتفخار. خزائن الكتب العربية في الخافقين ص578 ج2 عن كتاب غرائب الغرب للأستاذ محمد كرد علي ص242 - 243 ج1. وشاعت اللغة العربية في القرون الوسطى -عصر الظلام والظلم في أوربا- بين علماء أوربا لكثرة المتكلمين بها، ولمنزلة مؤلفات أكابر علماء الإسلام كابن رشد وابن سينا والفارابي والرازي، لترجمة الكتب العربية إلى اللاتينية، وقد تأسست في طليلطة كلية لترجمة الكتب العربية إلى اللاتينية، ولم يقتصر ذلك على الأندلس؛ بل وجامعة باليرمو ومونيليه، وتلتها جامعات باريس وبولونيا، وأكسفود وغيرها، وعنيت جميع هذه الجامعات بتدريس العلوم العربي؛ فأثارت في الغرب ثورة فكرية جديدة أنارت لأوربا سبل العلم والمعرفة والرقي ولما كانت المؤلفات العربية تضم كنوز العلم والمعرفة والرقي ولما كانت المؤلفات العربية تضم كنوز العلم والمعرفة سعى رجال الكنيسة إلى اقتناء ما يستطيعون وضمه إلى مكتبة الفاتيكان في روما فجمعوا بعدها. كما سعى غيرهم إلى جمع نفائس المخطوطات العربية. وسيتضح لنا هذا في كلامنا عن نكتبات أوربا وأمريكا.

انكلتره

1- انكلتره: مكتبات لندن واكسفوردوكمبردج1.

_ 1 في لندن دار الكتب البريطانية، والمتحف البيريطان، ومكتبة الديوان الهندي ومكتبة الجمعية الملكية الآسيوية، وهي من أنشط الجمعيات الاستشرافية. ومكتبة جامعة أكسفورد، والمكتبات الملحقة بها، ومكتبة إيدنبرغ في أسكتلنده ومكتبة جامعة غلاسكو. ومكتبة كلية الثالوث في دوبلين، ومكتبة ريلاندس في مانشستر. انظر فهارس المكتبة العربية في الخافقين، وقارن بمقدمة بروكلمان. ويعود اهتمام إنكلترا بالمخطوطات العربية إلى العصور الوسطى، وكانت ترسل الوفود والمندوبين إلى البلاد العربية والإسلامية لاقتناء المخطوطات منها. انظر خزائن الكتب العربية في الخافقين ص589 ج2.

فرنسا

2- فرنسا: المكتبة الأهلية بباريس1.

_ 1 في دار الكتب الأهلية بباريس 125 ألف مخطوطة منها نحو 25 خمسة وعشرين ألف مخطوطة شرقية معظمها عربي. انظر ص 90 من كتاب فهارس المكتبة العربية في الخافقين. ويعود اهتمام فرنسا بالمخطوطات العربية إلى القرن الثاني عشر الميلادي كما أسلفنا، وقد أوفدوا بعثات وإرساليات لاختيار المخطوطات من مساجد ومدارس وأديرة البلاد العربية. وقد ضمت سجلات كلية الطب بباريس عام 1395م اثنى عشر مجدًا اشتملت على فهارس مؤلفات خطية لأطباء العرب، وقد حرص لويس الحادي عشر ملك فرنسا 1461 - 1483م على أن تضم خزانة كلية الطب فاستعارها الملك بشرط أن يردها ففعل. انظر خزائن الكتب العربية في الخافقين ص585 ج2 وانظر بعثات المسؤولين الفرنسيين غلى البلاد العربية وتفصيلها في ص586 ج2 وما بعدها.

ايطاليا

3- إيطاليا: مكتبة الفاتيكان في روما، ومكتبات فلورنسا والبندقية وغيرها1.

_ 1 ففي فلورنسا المكتبة الماديشية، وفي البندقية الخزانة الثانية، وفي ميلانو المكتبة الأمبروزبانية ... وفهارس مكتبة الفاتيكان في أربع مجلدات ضخمة. ويعود اهتمام الإيطاليين بالمخطوطات العربية إلى القرن العاشر؛ فنقلوا الكتب العربية وأرسولا البعثات لاقتنائها، وزود البابوات مكتبة الفاتيكان بأنفس المخطوطات، وقد امتلأ دهليز المكتبة الذي يبلغ طوله 327مترا بأقدم المخطوطات. انظر خزائن الكتب العربية في الخافقين ص576-582 ج2.

اسبانيا "الاندلس"

4- إسبانيا "الأندلس": 1- مكتبة دير الأسكوريال في مدريد1.

_ 1 دير الأسكوريال على بعد خمسين كيلو مترًا من مدريد، وهو دير فخم شيد سنة 1567م، وألحقت به دار كتب كبيرة تضم نفائس المخطوطات. لقد شهدت الأندلس حضارة رائعة إبان الخلافة الإسلامية، ضاهت حضارة المشرق الإسلامي في جميع نواحي الحياة؛ فكانت غرناطة وقرطبة وأشبيلية وغيرها من أمهات مدن الأندلس تحاكي أخواتها بغداد ودمشق والقاهرة وغيرها في نشاطها العلمي، وتقدمها وازدهارها، وكانت تلك المدن حاضرة الدنيا آنذاك، وأن الآثار الإسلامية العظيمة التي لا تزال مائلة في فردوسنا المفقود لتنطق بما كان عليه المسلمون من تقدم وازدهار، وقد ذكرنا لمحة موجزة حول مكتبات الأندلس في عصر ازدهاره؛ ولكن ذلك المجد التليد وتلك الحضارة الرائعة خرجت من أيدي المسلمين في الأندلس حين دب الضعف في الخلافة واستقل الحكام في مقاطعاتهم في عصر ملوك الطوائف، وتفشي النزاع بينهم حتى جر بعضهم إلى حروب وفتن لا تمت إلى الدين بصلة، ومما يؤسف له أن بعض الحكام استعان بالأسبان على خصومة المسلمين؛ مما هيأ للأعداء فرصة الانقضاض على تلك الغنيمة الباردة؛ ففتكوا بأبناء المسلمين وسلبوا أموالهم واحتلوا ديارهم، ودردوا جلهم من تلك الديار العامرة، وحرقوا المكتبات وسرقوا بعض محتوياتها، وجمعوا ما بقي منها في خزائن خاصة بهم. وقد جرا ضعف المسلمين الأسبان فانقضوا على بعض مدن المغرب الأقصى وحملوا منه كل ما وجدوه فيها حتى كتب العلم وذلك سنة 817هـ الموافق 1414م، وقام الإسبان بحملة لتنصير المسلمين سنة 789هـ، وكأن الكنيسة كانت تخشى الفكر الإسلامي وتخشى أن يطلع الإسبانيون على التراث الإسلامي؛ فأمر المطران خمينس - رأس الكنيسة - سنة 905هـ بجمع الكتب الإسلامية من أنحاء الأندلس وكدست في أكبر ساحات غرناطة واحتفل بإحراقها، وقدر عدد ما أحرق يومذاك بما لا يقل عن مائة ألف مخطوط عن محاضرة الدكتور عبد الرحمن الحجي،=

2- المكتبة الأهلية بمدريد. 3- مكتبة غونطا.

_ = وقارن بمقالة الأستاذ محمد عبد الله عنان بعنون انقذوا تراث الأندلس التي نشرت في مجلة الرسالة السنة الرابعة صفحة 1685 وما بعدها وقارن بكتاب خزائن الكتب العربية في الخافقين ص1020 ج3. وقد ضمت مكتبة الأسكوريال بعضة آلاف مجلد سلمت من الحرق على يدي الأعداء المدمرين المخربين، ثم ضم غليها نحو أربعة آلاف مخطوط سنة 1030هـ الموافق 1620م؛ حين استولى بعض قراصنة الإسبان على مركب للسلطان زيدان سلطان فاس كانت تلك المخطوطات في جملة الآثار النفيسة التي سلبوها من ذلك المركب. وبهذا بلغت المخطوطات العربية في مكتبة الأسكوريال نحو عشرة آلاف مخطوط. وفي 7 حزيان عام 1671م سقطت صاعقة على الدير أحرقت قسمًا كبيرًا من هذه الخطوطات، ولم يسلم منها سوى ألفي مجلد لا تزال إلى عصرنا في تلك الخزانة التاريخية. انظر خزائن الكتب العربية في الخافقين ص222 - 223 ج1، وص595 ج2 وص1020 ج3. ولمخطوطات مكتبة الأسكوريال فهرس في ثلاث مجلدات ضخمة؛ إلا أنه لم يستوعب جميع المخطوطات، فلا تزال بعض مجلدات في الطب والتاريخ الطبيعي والرياضيات والقضاء بحاجة إلى نشر فهرس فيها. وإلى جانب المخطوطات الكثيرة التي تضمها خزانة الأسكوريال؛ فإن فيها تحفا كتابية ليس لها مثيل في خزائن الشرق والغرب؛ ففيها خطوط كوفية وقيروانية وأندلسية ... ومصاحف مذهبة، ومخطوطات مصوة ومزخرفة.. وفيها جلود نفيسة وقماطر مطرزة أو مطعمة بالميناء، كما أن بعض المخطوطات جلدت بأديم الأفاعي وهذا من أندر أنواع التجليد وأغربها. انظر خزائن الكتب العربية في الخافقين ص597 ج2.

المانيا

5- ألمانيا: من أغنى مكتبات أوربا بل أغناها بالمخطوطات العربية مكتبات ألمانيا فيها نحو خمسة عشر ألف مخطوط، وأعنى مكتبات ألمانيا

بالمخطوطات مكتبة برلين؛ فإن فهارس مخطوطاتها تقع في عشر مجلدات كبيرة سوى الملاحق. وإلى جانب مكتبة برلين مكتبات أخرى؛ فهناك مكتبة مدينة ليبزع، ومكتبة هامبورج، ومكتبة ميونيخ، ومكتبة الجمعية الشرقية الألمانية.

روسيا

6- روسيا: 1- مكتبات لينينغراد، فيها أربع مكتبات كبيرة1. 2- خزانة المخطوطات في جامعة قازان بمدينة قازان بروسيا. 3- خزانة طاشقند في مدينة طاشقند التابعة لاتحاد جمهوريات السوفييت الاشتراكية2. 4- خزائن الكتب القديمة في المدن الجنوبية والجنوبية الشرقية من الاتحاد السوفيتي.

_ 1 انظر فهارس المكتبة العربية في الخافقين ص97-98. 2 انظر مقدمة بروكلمان. ولا يزال عدد كثير من المخطوطت في مكتبات الاتحاد السوفيتي مجهولًا، أو لم تصلنا أخباره، ولا شك أنها مخطوطات كثيرة جدًا؛ لأن بعض جمهوريات الاتحاد السوفيتي كانت من أقاليم الدولة الإسلامية أيام ازدهارها. ومما يؤيد ما ذهبنا إليه من كثرة المخطوطات فيها أن مخطوطات القرآن والإلهيات والحديث في أكاديمية العلوم في جمهورية أوزبكستان السوفيتية بلغت نحو سبعمائة كتاب. انظر فهرس القرآن والالهيات والحديث لأكاديمية العلوم في جمهورية أوزبكستان السوفيتية من رقم 2801-3462 المطبوع في طاشقند سنة 1957م.

هولندا

7- هولندا: 1- مكتبة أكاديمية ليدن أشهر مراكز الاستشراق في العالم. 2- الخزانة الملكية في أمستردام.

النمسا

8- النمسا: 1- مكتبة فينا. 2- مكتبة الأداكيمية الشرقية بفينا.

السويد

9- السويد: 1- مكتبة جامعة أبسالا. 2- المكتبة الملكية في استوكهلم.

الدانمرك

10- الدانمرك: خزانة كوبنهاجن1.

_ 1 هذه أشهر مكتبات أوربا سوى مكتبات رومانيا وتشيكو سلوفاكيا وبلجيكا وسويسرا.

الولايات المتحدة الامريكية

11- الولايات المتحدة الأمريكية: 1- مكتبة الكونجرس بواشنطن. 2- المكتبة العامة في نيويورك. 3- مكتبة جامعة برنستون أجمع مكتبة للمخطوطات العربية في الولايات المتحدة. 4- مكتبات الجامعات الكثيرة في أمريكا ومكتبات المؤسسات العلمية1.

_ 1 المخطوطات العربية في الولايات المتحدة في خمسة مواطن: 1- دور الكتب العامة. 2- دور كتب الجامعات والكليات. 3- دور كتب المتاحف والمعارض.

.................................................................................................................

_ 4- دور كتب المؤسسات والجمعيات. 5- دور الكتب الخاصة ومجاميع الأفراد. توجد معظم المخطوطات العربية في ثمانين مكتبة من دور الكتب العامة في الولايات المتحدة؛ ففي المكتبة العامة في نيويورك 273 مخطوطة، وفي مكتبة موركان في نيويورك 24 مخطوطة غسلامية نفيسة جدًا. وفي مكتبة الكونكرس في واشنطن 1646 مخطوطة عربية وفارسية وتركية. وفي المكتبة العامة في فيلادلفيا 153 مخطوطة. وفي المكتبة العامة في كليفلند 127 مخطوطة. وفي المكتبة العامة في بوسطن عدة مخطوطات. وفي المكتبة العامة في دنفر في ولاية كلورادو عدة مخطوطات. وفي مكتبة جامعة برنستن عشرة آلاف مخطوطة عربية سوى التركية والفارسية فيها كتب نادرة كثيرة. وفي مكتبة جامعة بابل في نيوهافن 728 مخطوط عربية، فيها مخطوطات نفيسة. وفي مكتبة جامعة كولمبية في نيويورك أكثر من خمسمائة مخطوطة إسلامية في جملة هذه المخطوطات عشرة أجزاء من تاريخ ابن عاسكر - 571هـ نفيسة جدًا. وفي مكتبة الجامعة الكاثوليكية الأمريكية في واشنطن نحو 40 مخطوطة عربية. وفي مكتبة مؤسسة هرتفرد نحو 1200 ألف ومائتي مخطوطة عربية. وفي مكتبة جامعة هرفرد مجموعة من المخطوطات العربية وفي مكتبة جامعة مشيكان نحو 1200 مخطوطة. وفي مكتبة جامعة بنسلفانية مجموعة من المخطوطات. وفي مكتبة كلية دروبي في فيلادلفية نحو 175 مخطوطة. وفي مكتبة جامعة شيكاغو عدة مخطوطات وقطع مختلفة من أوراق البردي العربية.

تلك لمحة سريعة في مكتبات أوربا وأمريكا أبرزت ما لنا من تراث قيم. وأوقفتنا على ما بذله أسلافنا في ميادين العلم والمعرفة. وما قدموا من أجل سعادة الإنسانية ورقيها؛ كل ذلك يهيب بنا أن نحرص على تلك الثروة العلمية بحفظها وتحقيقها ونشرها وأخرجها من عالم المخطوط إلى عالم المطبوع ليفيد منها أهل العلم، وينعم بها العامة والخاصة.

_ = انظر المخطوطات العربية في دور الكتب الأمريكية لكوركيس عواد ص34. وفي مكتبة معهد اللاهوت اليهودي الأمريكي 23 مخطوطة. كما يوجد في مكتبة جامعة جونز هوبكنس في بلتيمور، وفي مكتبة جامعة سنسناتي وفي مكتبة جامعة كاليفورنيا، وفي مكتبة جامعة براون في بروفيدنيس عدة مخطوطات. كما يوجد في مكتبات المتاحف والمعارض عدد كبير من المخطوطات هذا إلى جانب المخطوطات الكثيرة التي تضمها دور كتب المؤسسات والجمعيات وهي تزيد على مائة مخطوطة، فيها نفائس المخطوطات في مختلف العلوم، وخاصة في الطب، كما هو واضح في مخطوطات مكتبة الجيش الطبية في كليفلاند. انظر المرجع السابق ص39 وما بعدها. هذا إلى جانب المخطوطات الكثيرة في المكتبات الخاصة لأساتذة الجامعات والمستشرقين ومن له عناية بالمخطوطات العربية والآثار الشرقية. انظر المخطوطات العربية في دور الكتب الأمريكية ص5 - 43.

المخطوطات العربية ومعهد احياء المخطوطات

سادساً: المخطوطات العربية ومعهد أحياء المخطوطات. رأينا في البحث السابق أن المكتبات العربية والأجنبية تغص بمئات الألوف من الكتب المخطوطة، التي لم يكتب لها الطبع والنشر بعد، ومن هذه المخطوطات ما هو بخط مؤلفيها، ومنها ما هو بخط غيرهم كطلابهم الذين كتبوا عنهم أو زملائهم، ومنها ما نسخ على

نسخة المؤلف، أو نسخة مقابلة على نسخة المؤلف قريبة من عصر المصنفن أو بعيدة منه، وغير ذلك. وجيمع تلك الكتب المخطوطة تكون ثروة علمية عظيمة؛ ولكن هذه الثروة لا بد لها من العناية والرعاية، والحفظ من جميع ما قد يعتريها؛ فيفسدها كالأرضية والسوس.. والرطوبة والعفن.. ومن العوادي التي تذهب بها كالحريق والغرق والسرقة وانتقام الأعداء الجهال، وغير ذلك. لكل هذا اهتم المسؤولون في المكتبات بالكتب المخطوطة واعتنوا بها عناية فائقة، تعددت وسائلها وطرق حفظها والاستفادة منها.. وخير الوسائل الحديثة في حفظ المخطوطات أن تؤخذ عن الأصل المخطوط صور فوتوغرافية كبيرة وتجلد كالكتاب تمامًا، وتوضع الصورة في متناول أهل العلم؛ بينما يحفظ الأصل المخطوط في خزانة المكتبة مخافة التلف أو الفقدان، وتلجأ بعض المكتبات إلى تصوير المخطوطات على أفلام دقيقة ميكروفيلم وتوضع هذه الأفلام في علب معدنية صغيرة، كل فيلم في علبة تعنون العلبة باسم الكتاب المصور، ثم تكبر هذه الأفلام لطالبيها، وقد اتبعت هذه الطريقة بعض مكتبات المغرب الأقصى والمكتبة الظاهرية بدمشق وغيرها من المكتبات العالمية؛ غير أنه لا تزال أكثر المكتبات في البلاد العربية والإسلامية بحاجة كبيرة إلى مزيد من العناية بما لديها من المخطوطات. وقد انتبه المسؤولون في البلاد العربية إلى أهمية تراثنا المخطوط فأنشئوا مؤسسة تباعة لجامعة الدول العربية باسم معهد إحياء المخطوطات، التي خرجت من أيدينا إلى البلاد الأجنبية، وحفظها في خزائن المعهد، ويقوم المعهد بين حين وآخر بإرسال مندوربين

متخصصين إلى بعض المكتبات الأجنبية التي تضم في خزائنها مخطوطات عربية؛ فتصور بعضها، ثم تحفظ الأفلام في خزائن المعهد، ومن ثم يستطيع المرء أن يطلع على ما يريد من تلك الأفلام، ويقرأ ما يناسبه منها بواسطة جهاز مكبر، كما يستطيع أن يحصل على صورة مكبرة عن بعضها، وما يحصل عليه يكون صورة مطابقة لنسخة الأصل المخطوط. وفي المعهد الخبراء والمتخصصون من الدول العربية وبين أيديهم الوسائل والأدوات الحديثة التي تساعدعنم على أداء مهمتهم وتحقيق الغاية التي أنشئ من أجلها المعهد، ومركز معهد إحياء المخطوطات في مبنى جامعة الدول العربية بالقاهرة، وقد أصدر فهرسًا مطبوعًا لبعض المصورات المحفوظة في خزائنه. وبهذا يستطيع البعيد عن القاهرة أن يرسل إلى المسؤولين في المعهد اسم ورقم المصور الذي يريده مع تحويل بتكاليفه، لتصله نسخة مصورة في فترة مناسبة. ومع كل هذا فإن المعهد لا يزال بحاجة إلى المزيد من الخبراء والعاملين، وإلى مزيد من الاستقلال المالي البعيد عن الإجراءات المكتبية المعهودة في بعض المؤسسات؛ ليتمكن المهد من أداء مهمته على أكمل وجه، وتقديم الخدمات العلمية الكثيرة لأهل العلم بما يناسب روح هذا العصر من الإتقان والسرعة. وإلى جانب هذا فإن معهد إحياء المخطوطات يصدر عدة نشرات دورية في السنة، يبين فيها بعض نشاطاته، ويطلع المهتمين بالمخطوطات خاصة وبالعلم عامة على ما يجد في عالم المخطوطات والمصورات، ويشير إلى بعض الأعمال العلمية المتعلقة بتحقيق أو دراسة أو نشر بعض المخطوطات. كما أنه يتبنى بين حين وآخر تحقيق وإخراج بعض المخطوطات العربية.

مراكز حديثة لحفظ التراث واحيائه ونشره

سابعاً: مراكز حديثة لحفظ التراث وإحيائه ونشره. أولاً: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. كانت الرئاسة العامة للكليات والمعاهد العلمية تشرف على التعليم الديني في المملكة العربية السعودية وتضطلع بمهامه في المرحلة المتوسطة والثانوية والجامعية، بمعاهدها العلمية الكثيرة، المنتشرة في أنحاء المملكة العربية السعودية، وفي بعض الدول المجاورة لها، وعن طريق كليتي الشريعة واللغة العربية في الرياض، ثم صدر المرسول الملكي سنة 1394هـ الخاص بإنشاء جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية؛ فكانت كليتا الشريعة واللغة العربية نواة هذه الجامعة الحديثة؛ فضمت عدة كليات ومؤسسات علمية إلى الكليتين النواة، ككلية أصول الدين، وأسست فروع للجامعة في أبها وبريدة، وتوسعت الجامعة توسعًا أفقيًا وعموديًا؛ فأنشأت الدراسات العليا في مختلف فروعها، وأحدثت مؤسسة خاصة باسم عمادة شئون المكتبات تتحمل عبء إنشاء مكتبات الكليات وتزويدها وتزويد مكتبة الجامعة المركزية بما تحتاج إليه من مصادر ومراجع. وإلى جانب هذه المهمة فقد اضطلعت بمهمة إنشاء قسم للمخطوطات العربية، واجتهدت في تزويده بكل ما يحتاج إليه من وسائل حديثة؛ فاقتنى قسم المخطوطات مخطوطات كثيرة من مختلف البلاد العربية والغسلامية والأجنبية، واقتنى مصورات كثيرة لما لم يستطع اقتناءه، ونما قسم المخطوطات، وضم النواحي الآتية: 1- نسخ من كتب مخطوطة لمخطوطات نادرة. 2- مصورات. 3- ميكرو فيلم بكميات كبيرة لكثير من المخطوطات الإسلامية في مختلف العلوم والفنون، حفظت بطريقة فنية حديثة. ولجميع ما سبق فهارس سهلة منظمة.

ويلحق بهذه الأقسام كل ما يتعلق بتصوير المخطوطات، وتكبير الأفلام، وطبعها. ويشرف على ذلك كله خبراء متخصصون بينهم من يختص بحسن حفظ المخطوطات وترميمها. وقد كان لإنشاء الدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أثر كبير في دفع عجلة أعمال هذا القسم، وزيادة نشاطه، وتقديم خدمات علمية جليلة للعلماء والباحثين.

ثانيا جامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة

ثانياً: جامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة. تضم جامعة الملك عبد العزيز في مكة المكرمة عدة كليات للعلوم الإنسانية، ككلية الشريعة بأقسامها المختلفة، وكلية اللغة العربية، وكلية للعلوم العملية المختلفة إلى جانب كلية التربية، وقد أنشئ مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي ملحقًا بكلية الشريعة في الجامعة سنة 1396هـ - 1976م، وقد سنحت لي فرصة لزيارة هذا المركز في شتاء عام 1399هـ - 1979م؛ فهو في بناء ضخم مستقل يضم إدارة المركز وغرفًا للبحث العلمي، يعمل فيها أساتذة متفرغون للبحث أو التحقيق، من جامعة الملك عبد العزيز ومن غيرها من الجامعات العربية والإسلامية. وفي كل غرفة أهم المصادر والمراجع التي يحتاج إليها الباحث أو المحقق. وقد ألحق بهذا البناء جناح من بناء آخر ضم عدة أقسام هي: 1- قسم المكتبة التي تضم أمهات المصادر والمراجع في التراث الإسلامي، وضعت لخدمة الباحثين، وطلاب الدراسات العليا. 2- قسم المصورات، وفيه نحو عشرة آلاف مخطوط مصور في التراث الإسلامي. 3- قسم الميكروفيلم، وفيه آلاف الأفلام لمخطوطات كثيرة. ويقوم هذا بفهرسة الأفلام وتصنيفها، وحفظها، وتسهيل إعارتها للباحثين والمحققين وطلاب الدراسات العليا.

وألحق بهذا القسم غرف القراءة، وفي كل غرفة عدة أجهزة مقرئة حديثة، سهلة الاستعمال، يستطيع الباحث أن يطلع على مضمون الميكروفيلم دون أية مشقة. 4- قسم لطبع المصورات، وسحب نسخ للأفلام. 5- قسم للتحميض والتكبير بمقاييس مختلفة. هذا إلى جانب ما يحتاج إليه كل قسم من وسائل حديثة لتسهيل مهمته، وتيسير أعماله، وأداء واجبه ويشرف على كل قسم من هذه الأقسام خبراء متخصصون. 6- وقد أشرت في مطلع هذا الموضوع إلى الباحثين والمحققين في التراث الإسلامي الذين يجمعهم قسم خاص بهم، ويتفرغون فيه لأعمالهم العلمية، ويسعى هذا القسم إلى إعداد موسوعة إسلامية، وفيه من يقوم بدراسة أحوال الأقليات الإسلامية في العالم. وتتلخص أهداف مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بما يلي: 1- جمع التراث الإسلامي المخطوط على ميكروفيلم. 2- تيسيره للباحثين كي يطلعوا عليه. 3- اختيار أهم المخطوطات في الحقول المختلفة، وتحقيقها ونشرها. 4- التعاون مع العاملين في تحقيق التراث في العالم الإسلامي بتبني إنتاجهم ونشره. 5- التعاون مع المراكز والمؤسسات المماثلة في نشر الموسوعات وتحقيق التراث. 6- إعداد الكفاءات الناشئة وتدريبيها تدريبًا يمكنها من تحمل المسؤولية، بإعداد دورات لهذا الغرض. 7- نشر البحوث العلمية الأصيلة.

8- إتاحة الفرصة للأساتذة الذين يتفرغون للبحث العلمي أو التحقيق، من جامعة الملك عبد العزيز أو الجامعات الأخرى. 9- اختيار الموضوعات التي تعالج مشكلات العصر، وطرحها للباحثين. 10- دراسة أحوال الأقليات الإسلامية في العالم. 11- دراسة حال العالم الإسلامي دراسة علمية تقوم على الإحصاء1. ولمركز البحث العلمي والتراث الإسلامي مجلة باسمه صدر منها العدد الأول سنة 1398هـ. ويشرف على إدارة المركز مجلس المركز، ويتألف المجلس من رئيس المركز وهو عميد كلية الشريعة، ومدير المركز، ويتولى الإشراف على تنفيذ السياسة التي يرسمها المجلس، ويتابع سير الأقسام، ويساعده نائب المدير في أعماله وينوب عنه في غيابه2.

_ 1 انظر مجلة مركز البحث العلمي والتراث الإسلامي ص279 - 280 العدد الأول. 2 وهناك إدارة مالية لسد حاجات المركز ونفقاته. قد وافق المركز على تحقيق أربعة عشر كتابًا، وتحت الطبع عدة كتب هي: 1- نظرات تحقيقية في لسان العرب الأستاذ عبد السلام هارون. 2- موسوعة الفقه النخعي د. محمد رواس فلعجي. 3- التاريخ لابن معين تحقيق د. أحمد نور سيف. 4- المساعد شرح التسهيل لابن عقيل تحقيق د. محمد كامل بركات. 5- مختصر في تفسير أبيات المعاني تحقيق د. محسن غياض. 6- الكوكب المنير للفتوحي والحنبلي تحقيق د. محمد الزحيلي ود. نزيه حماد. عن مجلة البحث العلمي والتراث الإسلامي ص283 - 284 العدد الأول.

ثالثا جامعة الرياض

ثالثاً: جامعة الرياض. دأب قسم المخطوطات الملحق بالمكتبة المركزية في جامعة الرياض على اقتناء المخطوطات العربية في مختلف أنواع العلوم، وازداد نشاطه منذ عشر سنوات واقتنى مجموعة كبيرة من المخطوطات المصورة في التراث الإسلامي؛ اختارها عن مخطوطات المكتبات العامة والخاصة في المملكة وخارجها، وعكف المتخصصون على تصنيفها وفهرستها ولا يزال النشاط مستمرًا في هذا الميدان، إلى جانب اقتناء ميكروفيلم لآلاف المخطوطات. وفي هذا القسم جميع الأجهزة الحديثة التي تسهل الاستفادة من محتوياتها والانتفاع بها، وكان في نية المشرفين على هذا القسم التوسع في أعماله وإمداده بكل ما يحتاج إليه الباحثون وطلاب الدرسات العليا من تصوير وتحميض وطبع، ونسخ للميكروفيلم، والأمل أن تكن تلك الرغبات قد تحققت؛ إذ لم تتح لي زيارة جامعة الرياض ومكتبتها بعد عام 1393هـ- 1973م، ولم أقف على آخر إحداثاتها ومشاريعها في هذا الميدان. ولا بد من الإشارة إلى أن بعض وزارات الثقافة والمؤسسات العلمية المكتبية وغيرها في بعض البلاد العربية والإسلامية قد ألحقت بمكتباتها أقسامًا للميكروفيلم وللمخطوطات المصورة، وهذا دليل على اهتمام الأمة بتراثها على المستويات الرسمية وغير الرسمية، وهذا دليل على اهتمام الأمة بتراثها على المستويات الرسمية وغير الرسمية، وأن إنشاء مراكز لحفظ التراث وإحيائه ونشره في مختلف البلاد له أهمية كبيرة، وأثر بعيد في توجيه الأجيال نحو البحث العلمي الجاد، والموضوعية العملية؛ بما يقفون عليه من جهود أسلافنا العظيمة في مختلف ميادين العلم وحقوله على مر العصور، وبما يدركونه من سبق علمائنا إلى بناء الحضارة الإنسانية والإسهام في إثرائها، والعمل على تقدمها على أسس علمية منهجية، وقيم أخلاقية خالدة، لا يشق لهم فيها غبار، ولا يدركهم غيرهم إلا ممن سار على نهجهم وتأسى بهم.

فإلى مزيد من الاعتناء بتراث أمتنا وحفظه وتحقيقه ونشره؛ لعلنا نستعيد مكانتنا العلمية الرفيعة، ونبني مجد أمتنا كما بنى الآباء والأجداد؛ فيتم الخلف ما قد بدأه السلف، وعيوننا متعلقة بهذا الرعيل الصاعد وآمالنا معقودة عليه.

المكتبة ونظامها وفهارسها

المكتبة ونظامها وفهارسها المكتبة ونظامها ... ثامناً: المكتبة ونظامها وفهارسها. أ- المكتبة ونظامها: 1 كانت المكتبة في الإسلام نواة للجامعات والمعاهد العليا العليا، تقوم بمهمة المعاهد ودرو العلم في العصر الحديث كما تقوم بدور المكتبة في عصرنا الحاضر؛ من حيث تسهيل مطالعة القراءة فيها، ووضع أهم المؤلفات بين أيديهم، وتيسير سبل الاطلاع بالإعارة الداخلية والخارجية وما يلحق بذلك. ولأهمية الدور العظيم الذي كانت تقوم به المكتبة الإسلامية في العصور الغابرة اهتم المسؤولون ببنائها، المعد لاستقبال أفواج القراء وطلاب العلم والعلماء؛ فشيدت أمهات المكتبات على طراز خاص يضم غرفًا واسعة متعددة تربط بينها أروقة فسيحة، وممرات عريضة، وكانت الكتب توضع على الرفوف المثبتة بجوار الجدران. وخصصت بعض الحجرات للمطالعة، وبعضها للنسخ والترجمة، وبعضها للحلقات العلمية والمناظرات، وقد أثثت جميع الغرف تأثيثًا جيدًا مريحًا، وفرشت أرضها بالبسط والحصير، وكان للنوافذ والأبواب ستائر جميلة تدفع حر الشمس عن القراء، وعلى مدخل المكتبة ستارة سميكة تمنع دخول الهواء البارد في الشتاء إلى غرف المكتبة المختلفة، قال

_ 1 للتوسع في هذا الموضوع راجع كتاب تاريخ التربية الإسلامية للدكتور أحمد شلبي ص147-178، وكتاب خزائن الكتب العربية في الخافقين الجزء الثالث.

المقريزي: إن دار الحكمة بالقاهرة لم تفتح أبوابها للجماهير؛ إلا بعد أن فرشت وزخرفت وعلقت على جميع أبوابها وممراتها الستور، وأقيم قوام وخدام وفراشون وغيرهم رسموا بخدمتها1. وقد كان النظام في جل المكتبات الغسلامية أن توزع الكتب على الحجرات حسب موضوعاتها: غرفة للعربية وعلومها، وغرفة للفقه، وأخرى للحديث وهكذا، وقد تضم بعض الغرف خزائن لأكثر من علم. وكانت الكتب توضع على الرفوف، ينضد بعضها فوق بعض؛ حيث يكون القطع الكبير في أسفلها والقطع الصغير فوقه؛ حتى لا يختل نظمها، ويكثر تساقطها؛ لهذا كانوا يكتبون عنوان الكتاب واسم مؤلفه على أطراف الصفحات مجتمعة -أي على سمك الكتاب- بحيث تكون أطراف الحروف العليا تجاه أول الكتاب، وتنضد الكتب بعضها فوق بعض ويجعل الجانب الذي عليه الكتابة في الجهة الخارجية للرف ليواجه المطالعين؛ فتسهل معرفته والاستفادة منه. وقد يكتب عنوان الكتاب واسم مؤلفه على أطراف الورق الثلاثة للكتاب، أما الكتب النفيسة، أو الكتب غير المجلدة، أو التي يخشى عليها لضعف ورقها؛ فغالبًا ما كان يحفظ كل كتاب منها في صندوق صغير أوسع من الكتاب بقليل، مصنوع من الجلد أو الورق المقوى الغليظ؛ وحينئذ يكتب عنوان الكتاب واسم مؤلفه على جانب الصندوق2.

_ 1 تاريخ التربية الإسلامية ص148 عن الخطط للمقريزي ص408 ج1. 2 وقد رأينا بعض هذه الصناديق، ومنها ما قد زين بزخارف جميلة ولون بألوان متناسقة جذابة، وقد حرص القدامى على هذه المؤلفات؛ فزودوا صناديق هذه الكتب بشرائط من القماش؛ فإذا أدخل الكتاب في صندوقه دخل الشريط أمامه وبقي بعضه خارج الصندوق، وما عليك حين تريد إخراج الكتاب إلا أن تمسك بطرف الشريط وتجذبه برفق فيخرج الكتاب بسهولة ويسر.

ولا يزال عدد كبير من هذه المجلدات القديمة محفوظا في دار الكتب الظاهرية بدمشق ودار الكتب المصرية وغيرهما ضمن صناديقها على حالها التي كانت عليه في تلك العصور. وكانت رفوف الكتب مفتوحة، والكتب في متناول الجميع، يستطيع أي مطالع أن يتناول الكتاب الذي يريده. وإذا عسر عليه معرفة موضع كتاب ما يستعين بالموظف المناول فيرشده ويساعده. وكانت بعض غرف المكتبة لا تخلو من رفوف مغلقة على بعض الكتب النادرة مخافة تلفها أو تساقط بعض أوراقها، ويستطيع المطالع أن يستفيد منها بإذن من المشرف على المكتبة، وبذا يتاح له استخراجها والمطالعة فيها. وكان يشرف على المكتبة هيئة من المسؤولين؛ أعلاهم أمين المكتبة، أو خازن المكتبة، ولم يكن عمل الخازن إداريًا فحسب؛ بل كان علميًا وإداريًا في آن واحد؛ ولهذا اختير لشغل مناصب خزانة المكتبة أو أمانتها جماعة من فحول العلماء ومشاهير الأدباء؛ كسهل بن هارون وسعيد بن هارون وسلم خزنة بيت الحكمة ببغداد. وكان سلم حكيمًا فصيحًا شاعرًا، ولسهل عدة مؤلفات، وكان سعيد فصيحًا مترسلًا، له عدة مؤلفات. وقد أعد علي بن يحيى المنجم مكتبة الفتح بن خاقان، وقد كان أديبًا يميل إلى أهل الأدب، ويعتني بأمورهم وكان من خاصة ندماء المتوكل، وفي دار الحكمة بالقاهرة تولى منصب الخازن علي بن محمد الشابشتي، الذي عرف بالاطلاع الواسع، وبالمعشر اللطيف حتى صار جليس الخليفة العزيز بالله العبيدي، وله مؤلفات حسنة. وقد بلغ خزنة المكتبات مبلغًا رفيعًا من العلم والمعرفة وسعة الاطلاع؛ حتى إن المؤرخ المشهور والعالم الكبير ابن مسكويه كان

خازنًا لمكتبة الوزير ابن العميد1. وحق لهذا المنصب أن يتوالاه إلا أكابر العلماء والأدباء؛ لأن الخازن يمد المكتبة ببنات أفكار العلماء ومؤلفاتهم الجديدة، ويشرف على الفهارس وسحن تنظيمها، وييسر للعلماء والقراء الحصول على ما يريدون، ويسهل لهم ما يطلبون؛ هذا إلى جانب محافظته على الكتب من التلف والضياع وغير ذلك؛ كل هذه الأمور تراعيها الدول في العصر الحاضر؛ فتختار الأمناء من المثقفين والمتخصصين؛ ليحسنوا شغل هذا المنصب، ويرعوه حق رعايته. وكان الغالب في المكتبات أن يتولى الإشراف عليها خازن واحد؛ ولكن ضخامة بعض المكتبات وكثرة روادها اضطر المسؤولين إلى تعيين خازنين أو أكثر، أو تعيين خازن ومساعد له. ومن أبرز ما يسترعي الانتباه في المكتبات الإسلامية جماعة النساخ، وهؤلاء النساخ أشبه بقسم الطبع والنشر في دور الكتب المعاصرة؛ إذ أن وسائل الطباعة الحديثة لم تكن معروفة بعد، وعرف النساج بجودة الخط، وحسن الضبط والإتقان؛ فكانت تدفع إليهم المؤلفات الحديثة لنسخوا منها نسخة أو أكثر يزودون بها مكتبتهم. وقد اتبعوا قواعد خاصة في النسخ تتعلق بالوق والحبر ولونه وعدد الأسطر في كل صفحة وغير ذلك مما له صلة بحسن اخراج المؤلف على وجه يليق به. وإلى جانب النساخ ظهر المترجمون في أمهات المكتبات الإسلامية، ووصلت الترجمة إلى ذروتها في بيت الحكمة في عهد الرشيد والمأمون؛ حيث ترجمت بعض الكتب من الفارسية وغيرها إلى اللغة العربية.

_ 1 انظر تاريخ التربية الإسلامية للدكتور أحمد شلبي ص160 عن تجارب الأمم ص224 ج6.

وما لبث أن اختفى المترجمون من المكتبات وتوقف نشاط الترجمة تقريبًا في عهد الواثق، ولعل مرد ذلك تقدم المسلمين في المجال العلمي مما أغناهم عن الاشتغال بتراث غيرهم. وقد ألحق بقسم النساخ والمترجمين المجلدون الذين يقومون بتجليد ما ينسخه النساخ والمترجمون، كما يقومون بترميم وإصلاح ما يطرأ على الكتب من كثرة الاستعمال، وقد تقدم التجليد عند المسلمين من حالته البسيطة إلى أرفع درجاته وأحلى زخارفه ونقوشه. ويساعد الخازن في عمله فئة عرفت بالمناولين، وتقتصر وظيفة المناول على إرشاد المطالع إلى موضع الكتب ي الرفوف؛ إذا تعذر عليه معرفة مكانها، أو إحضار ما يطلبه القراء من الكتب إلى أماكن قراءتهم، ومن هنا يتبين لنا أن عملهم يدور بين القراء والكتب فهو دون عمل الخازن، ويرتقي عن عمل المستخدمين المسؤولين عن نظافة المكتبة وأثاثها. وأما استعارة الكتب؛ فقد عرفت منذ زمن بعيد يعود إلى أواخر عصر الصحابة وأوائل عصر التابعين؛ فكان يستعير طلاب العلم بعضهم من بعض الأجزاء أو المجالس للنسخ والمقابلة والتصحيح، كما كان العلماء يتبادلون الكتب فيما بينهم، وقد حظيت اعارة الكتب واستعارتها بآداب جمة تدل على رفعة الأخلاق الإسلامية وشمولها جميع الميادين1؛ فيكره لمن عنده كتاب أن يحبسه عن أهل العلم، كما

_ 1 يظهر هذا في بعض أقوالهم وأشعارهم. من هذا ما أنشده أبو الحسين علي بن أحمد بن يحيى الجوردكي لنفسه بالبصرة: يا من يروم كتابي ... لنسخه إن أراده أو رغبة في اطلاع ... يبغي بذاك الزيادة توق فيه خصالا ... تسويده وفساده =

يكره للمستعير أن يتأخر في رده، وفي هذه يقول الإمام الزهري:

_ ونل مرادك منه ... بالفكر والاستعادة فالعلم للمرء يحيى ... تاموره وفؤاده لا تقصدن التواني ... أمانة كالقلادة إذا فرغت فأسرع ... به إلى الإعادة حرمت تأخير أصلي ... من غير عذر أكاده فحبسه فعل سوء ... وسرعة الرد عاده رواه شيخ مفن ... عن معمر عن قتاده الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي "ص49: آ" ف 495 من تحقيقي سهل الله تعالى إتمامه. وبوب الخطيب البغدادي فصلًا بعنوان شكر المستعير للمغير ذكر فيه حديث أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يشكر الله من لا يشكر الناس" وحديث الأشعث بن قيس الكندي أنه صلى الله عليه وسلم قال: "إن أشكر الناس لله أشكرهم للناس". وحديث عبد الله بن عمر عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من اصطنع إليكم معروفًا فجازوه؛ فإن عجزتم عن مجازاته؛ فاعدوا له حتى يعلم أنكم قد شكرتم، فإن الله شاكر يحب الشاكرين". الجماع لأخلاق الرواي وآداب السامع و 49: ب فقرة 499- 501. الحديث الأول محفوظ عن أبي هريرة: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله"، وهو حديث حسن أخرجه الترمذي، والحديث الثاني حديث صحيح أخرجه أحمد والطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان وغيرهم عن الأشعث بن قيس وغيره. انظر الجامع الصغير ص42 ج1. ومعنى الحديث الثالث صحيح، وشتهد لطلب الدعاء لصانع المعروف طرق كثيرة صحيحة. انظر الفتح الكبير ص209 ص 3 والجامع الصغير ص174 ج2. وقال بعض الشيوخ: قد رددنا إليك أصلحك الله ... مع الشكر ما استعرناه منكا ورأيناك أحسن الناس صبرًا ... واحتمالًا لما حبسناه عنكا الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، و 49: ب فقرة 502.

إياك وغلول الكتب. قيل: وما هو؟ قال: حبسها1. وقال الفضيل بن عياض: ليس من فعل أهل الورع. ولا من فعال العلماء أن يأخذ سماع رجل وكتابه فيحبسه عليه، ومن فعل ذلك؛ فقد ظلم نفسه2. ويروى عن الجاحظ في هذا المقام هذان البيتان: أيها المستعير مني كتابًا ... ارض لي فيه ما لنفسك ترضى لا ترى ردًا ما أعرتك نقلًا ... وترى رد ما استعترك فرضا3 وأنشد بعضهم: أيها المستعير مني كتابًا ... إن رددت الكتاب كان صوابا أنت والله إن رددت كتابًا ... كنت أعطيته أخذت كتابا4 وقد كتب أبو بكر أحمد بن الحسين القطان على ظهر كتابه: يا مستعير كتابي إنه علق ... بمهجتي علق المحبوب بالمهج انسخ واردده في حل وفي سعة ... وأنت في حبسة في أضيق الحرج5 وكره العلماء أن يجعل المستعير ما استعاره رهنا لدين، أوأن يعيره لغيره إلا بإذن مالكه، أو أن يكتب في هامشه وحواشيه؛ إلا إذا أذن له المعير، وغير ذلك6.

_ 1و2 الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ورقة 48: 2 فقرة 483و 486. 3 المرجع السابق ورقة 48: ب فقرة 488. 4 الجامع لأخلاق الراوي ورقة 48 فقرة 494. 5 المرجع السابق ورقة 49: آ - ب فقرة 498. 6 انظر كتاب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي مخطوط بليدة الإسكندرية ورقة 48 وما بعدها.

وكان بعضهم يستوثق لكتبه المعارة برهن، ولا يعيرها إلا به. وفي هذا المعنى قال بعضهم: أعر الدفتر للصاحب بالرهن الوثيق ... إنه ليس قبيحًا أخذ رهن من صديق1 ولأبي القاسم علي بن الحسن القطيعي أبيات تبين منزلة الكتاب من صاحبه، يختمها بتوثيق إعارتها بالرهن الثمين؛ فيقول: جل قدر الكتاب يا صاح عندي ... فهو أغلى من الجواهر قدرا لست يومًا معيره من صيدق ... لا ولا من أخ أحاذر غدرا ما على من يصونه من ملام ... بل له العذر فيه سرًا وجهرا لن أعير الكتاب إلا برهن ... من نفيس الرهون تبرًا ودرا2 وكما كانت الاستعارة معروفة بين اهل العلم؛ فقد عرفت الاستعارة الخارجية أيضًا في المكتبات، وكانت تتم مقابل ضمان أو تأمين3،

_ 1 الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ورقة 48: ب فقرة 493. 2 الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ورقة 48: ب فقرة 492. 3 قال تاج الدين السبكي المتوفى سنة 771هـ في خازن الكتب: وحق عليه الاحتفاظ بها، وترميم شعثها، وحبكها عند احتياجها للحبك، والضنة بها على من ليس من أهلها، وبذلها للمحتاج إليها، وأن يقدم في العارية الفقراء الذي يصعب عليهم تحصيل الكتب على الأغنياء، وكثيرًا ما يشترط الواقف ألا يخرج الكتاب إلا برهن يحرز قيمته، وهو شرط صحيح معتبر؛ فليس للخازن أن يعير إلا برهن.. معيد النعم ومبيد النقم ص111.

وقد يعفى المعروفون من العلماء وأفاضل الناس من ذلك، وكانت الإعادرة تقيد بمدة معينة ليس للمستعير أن يتجاوزها1، وعلى المستعير أن يحرص على ما يستعيره ويحافظ عليه حرصه ومحافظته على ماله. وبهذا فقد أدت المكتبات الإسلامية رسالتها فيما مضى، وحققت الغايات النبيلة السامية من إنشائها واستمرارها؛ فكان لها الفضل العظيم في حفظ التراث العلمي، ونشره وتعميمه، وتسهيل التبادل الثقافي، وكست المعرفة، وتعميق الاطلاع، وتثقيف الناشئة، والأخذ بأيدي طلاب العلم إلى ماورده وينابيعه، والكشف عن كنوزه وأسرراه؛ فقامت المكتبات الإسلامية- بحق- بما تقوم به اليوم المؤسسات العلمية والجامعات بما لديها من مختلف وسائل المعرفة الحديثة بما يناسب روح العصر ووسائله. ففي المكتبة العامة الحديثة في هذا العصر قاعة كبيرة تتسع أحيانًا لمئات القراء فيها المقاعد المنتظمة، تحمل أرقامًا مسلسلة. وفي القاعة مسؤول أو أكثر، يطلب الكتاب في الاستعارة الداخلية عن طريق هؤلاء الموظفين، ويسترشد بهم. وللمكتبة أمين خازن أو محافظ وهو رأس المكتبة، يساعده في عمله عدد من المساعدين والموظفين، وفيها المناولون وهم همزة الوصل بين مخازن المكتبة والقراء. وفي المكتبة اليوم قاعة كبيرة للمؤلفين والباحثين تضم أمهات المصادر والمراجع تكون قريبة منهم وفي متناول أيديهم2، وقد ترى

_ 1 انظر تاريخ التربية الإسلامية ص156. 2 كدار الكتب المصرية بالقاهرة ومكتبة الأزهر، ودار الكتب الظاهرية، ودار الكتب الوطن وغيرها.

لكل علم أو علمين قاعة خاصة مزودة بمصادر ذلك العلم1. وتجد في المكتبات الكبيرة أقسامًا خاصة بالكتب المخطوطة، يلحق بها كل ما يساعد على تصوير الكتب وتكبير الأفلام، وحفظ الشرائح وغير ذلك مما يقدم خدمات للقراء وأهل العلم. كما ترى في المكتبة الحديثة موظفين متخصصين في شئون المكتبات وفهارسها، تكون كل فئة جهازًا مكتبيًا فعالًا، له أثره في تقدم المكتبة، وتيسير المطالعة على القراء والباحثين؛ فهناك قسم التزويد الذي يهتم بكل ما يصدر حديثًا وزود المكتبة به، وقسم الفهارس الذي يتولى تصنيف الكتب وفهرستها حسب موضوعاتها، كما يتولى وضع فهارس المكتبة المختلفة، وفي المكتبات الحديثة قسم الإرشاد وهو القسم الذي يتولى إرشاد المطالعين إلى مواضع الكتب التي يريدونها. وغير ذلك من الأقسام الكثيرة التي تتضافر من أجل خدمة رواد المكتبة وطلاب المعرفة. هذا سوى الأقسام الإدارية الأخرى التي لا صلة لها بالقراء. ويلحق بالمكتبة الحديثة مطبعة تتولى نشر الكتب التي تقوم بتحقيقها لجان خاصة بذلك، وهيئة مكتبية متفرغة للانتاج العلمي، كما هو شأن دار الكتب المصرية بالقاهرة2 وغيرها من دور الكتب العربية والأجنبية.

_ 1 كدار الكتب المصرية بالقاهرة. 2 لقد أدت دار الكتب المصرية ومطبعتها خدمات جليلة في نشر العلم وإحياء بعض المخطوطات في هذا العصر؛ فطبعت كتاب الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي 600-671هـ، وكتاب معرفة علوم الحديث للحاكم 405هـ والأغاني للأصفهاني وغيرها من أمهات الكتب في مختلف العلوم.

فهارس المكتبة

فهارس المكتبة مدخل ... ب - فهارس المكتبة: فهرس المكتبة هو البيان الشامل لما تضمه المكتبة في خزائنها من مطبوعات ومخطوطات، وخرائط ومصورات وما يلحق بذلك، وينظم وفق ترتيب معين يكفل سهولة الحصول على الكتاب بالسرعة المناسبة. لقد عرفت المكتبة الإسلامية الفهارس منذ نشأتها الأولى؛ فكان لكل مكتبة فهارسها المنظمة تنظيمًا دقيقًا حسب موضوعات محتوياتها، وإلى جانب هذا عمد خزنة المكتبات إلى لصق قائمة بأسماء الكتب التي تحتويها كل خزانة من خزائن المكتبة، على أحد جوانب الخزانة البارزة. بحيث يراها القراء، وإلى جانب كل كتاب في القائمة سجل رقمه الخاص به. وكانت الفهارس خير دليل لمحتويات المكبتة، وبيان ما فيها؛ فكلما عظمت المكتبة ازداد عدد فهارسها، ولم تقتصر الفهارس على المكتبات العامة بل كانت متبعة في المكتبات الخاصة؛ حتى إن فهارس كتب الصاحب بن عباد كانت في عشر مجلدات1، وبلغت فهارس دواوين الشعراء في مكتبة قرطبة أربعة وأربعين جزءًا2. ولتصنيف الكتب في المكتبات الحديثة في فهارس خاصة عدة طرق، أيسرها وأسهلها الطريقة المعجمية؛ فترتب الكتب فيها حسب حروف الهجاء، وأنواع الفهارس في المكتبة الحديثة ثلاثة، فهرس بأسماء المؤلفين، وفهرس بأسماء الكتب، وفهرس للموضوعات، وكل هذه ترتب حسب حروف الهجاء. وخير طريقة لوضع هذه الفهارس بين يدي رواد المكتبات أن

_ 1 تاريخ التربية الإسلامية ص153. 2 المرجع السابق ص154.

تكون على بطاقات متينة مصنوعة من المقوى الجيد بحجم مناسب. وإلى جانب فهارس البطاقات يوجد شكل آخر لفهرسة الكتب، وهو أن تطبع فهارس الكتب في سجل كبير على شكل كتاب، كما يوجد شكل ثالث وهو أن توضع أوراق الفهرس في مغلف كبير متين؛ فيثقب طرف كل صفحة عدة ثقوب وتشد الصفحات إلى بعضها عن طريق هذه الثقوب بواسطة محازم حديدية قوية، وهناك شكل رابع للفهارس كتلك القوائم التي ذكرناها، يذكر فيها عنوان الكتاب ورقمه وتلصق على لوحات، وتوضع هذه اللوحات في مكان ظاهر غالبًا ما يكون في الممرات المؤدية إلى غرف المطالعة، أو على جدران الأروقة التي تربط بين حجرات المكتبة. وسنكتفي في هذا المقام بذكر فهارس البطاقات، وسجلات الكتب والفهارس المطبوعة:

فهرس البطاقات

1- فهرس البطاقات: يتكون هذا الفهرس من بطاقات طولها 12.5سم وعرضها 7.5سم أو 13×9سم، وهذا المقاس المتعارف عليه في جل المكتبات في العصر الحاضر. وتثقب البطاقة في منتصف طرفها الأسفل؛ لتسلك مع غيرها في قضيب معدني ضمن صندوق البطاقات المفهرسة. وقد جرى العرف المكتبات الحديثة ان تختلف ألوان البطاقات باختلاف الفهارس؛ فيكون اللون الأبيض مثلًا لبطاقات المؤلفين، واللون الأخضر الفاتح لبطاقات الكتب، واللون الأحمر الفاتح لبطاقات الموضوعات؛ ليسهل على المطالعين تمييز الفهارس بمعرفة ألوانها، ولفهارس البطاقات عدة مميزات منها: 1- سهولة الاستعمال: فيمكن أن تضاف بطاقات جديدة إلى

صندوق البطاقات فتوضع في أماكنها، كما يمكن أن ترفع بطاقات الكتب غير الصالحة، أو الموجودة في التجليد من صندوق البطاقات، ويتم ذلك كله بسهولة ويسر نتيجة نظم البطاقات في القضيب المعدني المثبت في أسفل الصندوق. انظر شكل1. 2- فهرس البطاقات يحقق اطلاع القراء على ما يصدر من كتب حديثة منذ وصولها إلى المكتبة؛ ففي الوقت الذي يضم فيه كتاب إلى خزانة المكتبة تضم بطاقته إلى صندوق الفهارس، ولا يبقى فترة طويلة ريثما تتم فهرسة مجموعة كبيرة من الكتب، كما هو الشأن في سجلات الفهارس المطبوعة. 3- نضيف إلى ما سبق أن فهرس الطباقات أطول عمرًا من سجل الكتب أو من الفهارس المطبوعة على ورق، وذلك لمتانة البطاقات وقوة مادتها.

شكل رقم1 ولكل كتب في المكتبة ثلاث بطاقات: 1- بطاقة المؤلف: وفيها يكون اسم المؤلف في أعلى البطاقات، ويدون في الزاوية العليا من الجهة اليمنى رقم الكتاب وحرفه في المكتبة، ويذكر تحت رقم الكتاب وحرفه الحرف الأول من اسم المؤلف.. ويدون عنوان الكتاب تحت اسم المؤلف، ويدون مكان الطبع والنشر وتاريخه تحت عنوان الكتاب.

ويلي ذلك تدوين عدد صفحات الكتاب ويكتفي بذكر حرف "ص" إلى جانب عدد الصفحات، وحرف "ج" يدل على كلمة جزء أو أجزاء، كأن يدون 350ص و 3ج كما هو واضح في شكل2. ويضاف إلى أسفل البطاقات سطر يذكر فيه كون الكتاب محققًا أو مترجمًا. وسطر آخر للملاحظات. وأما موضوع الكتاب أو العلم الذي يندرج تحته؛ فبعض المفهرسين يفضلون ذكره في أسفل شكل (2) .

_ 1 ثقب البطاقة الذي يسلك فيه القضيب المعدني من صندوق فهارس البطاقات.

البطاقة، وآخرون يفضلون وضعه تحت اسم الكتاب. وحبذا لو يوضع في الطرف الأيسر من أعلى البطاقة ليكون أكثر ظهورًا. 2- بطاقة الكتاب وهي كالبطاقة السابقة إلا أن اسم الكتاب يكون في أعلى الصفحة، وتحته اسم المؤلف: شكل3، شكل (3) . 3- بطاقة الموضوع أو العلم، يذكر فيها موضوع الكتاب أو العلم الذي يندرج الكتاب تحته - في أعلى الصفحة، ويذكر تحته اسم

الكتاب ثم اسم المؤلف وجميع البيانات السابقة كما هو واضح في شكل4. ويفضل بعض المفهرسين أن يذكر اسم المؤلف تحت اسم العلم بدلًا من اسم الكتاب. شكل (4) .

الفهارس المطبوعة

2- الفهارس المطبوعة: في هذا الفهرس يدون في طرف الصفحة الأيمن رقم وحرف الكتاب في المكتبة، ويدون إلى جانبه بعيدًا عنه نحو 2 سم.

عنوان الكتاب، وتحته اسم المؤلف وسنتا ولادته ووفاته، وبعد ذلك يدون تقييم موجز للكتاب بما لا يزيد على خمسة أو سبعة أسطر. ويدون تححت هذه الخلاصة عدد الأزاء، والصفحات، وقطعها، ومكان الطبع وتاريخه. ويستقل كل علم في مجلد أو أكثر، وإذا كانت مؤلفات علم من العلوم في المكتبة أقل من أن نشتغل مجلدًا، فتضم إلى مجلد أقرب علم منه، وتوضع في باب مستقل. كأن تضم مؤلفات الجغرافيا إلى مجلد فهرس التاريخ، وتكون في باب مستقل منه. أو مصنفات أصول الحديث إلى مجلد الحديث، وتذرك في باب مفرد خاص بها. وقد يكون في خزائن دور الكتب مصنفات مخطوطة؛ فتوضع هذه المصنفات في خزائن خاصة بها، وفي قسم المخطوطات من المكتبة، كما هو الشأن في دار الكتب المصرية وغيرها. وحينئذ لا بد من وضع فهرس خاص بالمخطوطات: على نحو فهرس المطبوعات الذي ذكرناه. وللفهارس المطبوعة عدة فوائد أهمها:- 1- سهولة نقلها من مكان إلى آخر، ويسر تبادلها مع المكتبات العالمية؛ فترى فهارس دار الكتب المصرية وبعض فهارس دار الكتب الظاهرية وفهارس مكتبات برلين ودير الإسكوريال، وفهارس المكتبة الأهلية بباريس وغيرها من الفهارس - تراها في معظم المكتبات الكبرى؛ فيطلع الطالب والعالم على محتويات المكتبات البعيدة عنه. وتتجلى هذه الفائدة في المخطوطات؛ فقد يقف المرء على مخطوط يحتاج إليه؛ فيرسل إلى المكتبة التي تضمه في خزائنها طالبًا تصويره ... وفي هذا توفير كبير للوقت والمال والجهد. 2- الفهارس المطبوعة تعطي القارئ فكرة موجزة عن مادة

لكتاب ومنهج المؤلف، قد تغني المطالع عن مراجعة الكتب بنفسه، ليحسن اختيار الكتاب المناسب لموضوع بحثه، من حيث البسط والإيجاز والأدلة وما يتعلق بذلك.

سجلات الكتب أو الفهارس المخطوطة

3- سجلات الكتب أو الفهارس المخطوطة: السجل هو دفتر يختلف حجمه بين مكتبة وأخرى، وغالبا ما يكون قياس الصفحة فيه 35×25 سم، وورقه قوي سميك برستول. تضم الصفحات إلى بعضها بمحازم حديدية لطيفة، مثبتة بقاعدة مغلف متين. وتخط في الصفحة عدة جداول عمودية من أعلى الصفحة إلى أسفلها، يسجل في الجدول الأيمن رقم الكتاب وحرفه كما في خزانة المكتبة، ويسجل في الجدول الذي يليه اسم الكتاب ومؤلفه، وفي الجدول الذي يليه عدد الأجزاء، ثم عدد الصفحات ويدون في الجدول الذي ليه مكان الطبع وتاريخه، ويلي ذلك حق الملاحظات، ويستقل كل سجل بعلم خاص، وإذا ضم أكثر من علم بوب لكل علم في قسم خاص منه، وكتب في الصفحة الأولى دليل السجل أو الفهرس وما فيه من العلوم، مثلًامن ص1-30 علوم الحديث. ومن ص31-120 كتب الحديث ومن ص121-200 كتب شروح الحديث. وهذه السجلات تقوم مقام الفهارس وقد عرفت في المكتبات قبل فهارس البطاقات، ولا تزال مستخدمة في كثير من المكتبات. تلك الفهارس وطرق تصنيف الكتب التي عرضت لها - كانت عامة ومتبعة في أكثر مكتبات العالم، وهي السائدة في جل البلاد العربية والإسلامية، ولا يقل هذا التصنيف عن التصنيف الموضوعي الذي وضعه في الغرب المكتبي البيريطاني جيمس دف براون ولا عن تصنيف بلس الأمريكي المسمى بالتصنيف البيبليوغرافي

ولكل تصنيف محاسنه ومساوئه، وليس المقام مقام موازنة بين طرق التصنيف؛ بل عرض لأهم المتعارف عليه في هذا الميدان، وهذا يحملنا لأن نذكر لمحة موجزة عن التصنيف العشري.

التصنيف العشري

ج- التصنيف العشري: اجتهد بعض المشتغلين في المكتبات وتصنيف محتوياتها في محاولة التسهيل على القراء، وجمع كل ما يتعلق بموضوع من الموضوعات وما يلحق به أو يشاركه من قريب أو بعيد - تحت أصل واحد تتفرع عنه فروع وأجزاء ... فحاولوا التغيير في مناهج تصنيف المكتبات، وكان من بين هؤلاء الدكتور ملفيل ديوي 1851-1931م الأمريكي، الذي رد معارف الإنسان وعلومه إلى تسعة أصول رئيسية، وخصص أصلًا لما لا يندرج من الكتب تحت تلك الأصول التسعة، وسمي هذا الأصل المعارف العامة؛ فصار عدد الأصول التي تعود إليها جميع المعارف التي توصل إليها الغنسان عشرة أصول، وبالاعتماد على هذه الأصول وتبعًا لها تصنف المؤلفات في عشرة أقسام أساسية، يرمز لكل أصل برقم يدل عليه، وهذه الأصول هي: الأصل الرقم المكتبي 1- المعارف العامة 000 - 099 2- الفلسفة وعلم النفس 100 - 199 3- الديانات 200 - 299 4- العلوم الاجتماعية 300 - 399 5- اللغات 400 - 499 6- العلوم البحتة 500 - 599

الأصل الرقم المكتبي 7- العلوم التطبيقية 600 - 699 8- الفنون الجميلة 700 - 799 9- الآداب 800 - 899 10- الجغرافيا والتاريخ والتراجم 900 - 999 وجعل تحت كل أصل عشرة فروع، وتحت كل فرع عشرة أجزاء وخص كل جزء برقم واحد، ومثال هذا أنه رمز للعلوم الاجتماعية بـ: 300 - 399 وجعل تحتها عشرة فروع 300 - 309 العلوم الاجتماعية 310 - 319 الإحصاء 320 - 329 العلوم السياسية وهكذا فكان 370 - 379 التربية والتعليم وتحت كل فرع عشرة أجزاء1

_ 1 مثلًا 370 التربية والتعليم 371 المعلمون ونظم وطرق التعليم 372 التعليم الأولي والابتدائي 373 التعليم الإعدادي والثانوي والفني وكان آخر هذه الأجزاء 379 وقسم كل جزء إلى أجزاء أخرى فاستخدم ديوي الأعداد العشرية. فمثلًا 370 التربية والتعليم 370.1 فلسفة التربية والتعليم 370.15 علم النفس التربوي انظر التصنيف: لمحمود الأخرس ص53 وما بعدها طبع عمان 1965. وقوائم التصنيف لمكتبات جامعة دمشق، وجداول التصنيف، وتصنف مكتبة معهد الإدارة بالرياض، ودار الكتب الوطنية بالرياض.

ومما يؤخد على هذا التصنيف وبخاصة في أصله الثالث أنه جعل جميع الديانات السماوية وغيرها تحت الرمز 200 - 299 وخص الديانة المسيحية بمعظم أرقام هذا الأصل، وضم الدين الإسلامي إلى غيره من الديانات الأخرى؛ فلم يجعل له رقمًا خاصًا مستقلًا به؛ كفرع من فروع هذا الأصل، مع كثرة علوم الإسلام، وتعدد فروعها وأجزائها؛ مما حمل المهتمين بالمكتبات العربية وتصنيفها على تعديل التصنيف العشري في ترجمته العربية، وصار العدد 210 وأجزاؤه للدين الإسلامي؛ محاولين أن يستوعب هذا التعديل تصنيف المكتبة الإسلامية؛ فترى مثلًا المذهب الشافعي في تصنيف رقم 217.3 وتحليل ذلك: 200 ديانات 210 الدين الإسلامي 217 المذاهب الإسلامية 217.3 المذهب الشافعي ومع كل هذا فإننا نرى أن التصنيف العشري لم يستغن عن الرمز ببعض الحروف لفئة من الكتب؛ فاستبدلت أرقام تصنيفها بحروف.... ولعل انتشار هذا التصنيف في النصف الثاني من القرن العشرين، واعتماده في أكثر مكتبات أمريكا وبعض أوربا - يعود إلى تبني المتهمين بشؤون المكتبات وتصنيفها هذا النظام في مؤتمرهم العالمي الذي تم انعقاده سنة 1937م؛ محاولة منهم في توحيد نظم تصنيف المكتبات وتسهيل المعرفة. وقد بدأت بعض المكتبات في العالم العربي تطبيق التصنيف العشري في تصنيف محتوياتها، وترتيب موجوداتها.

وإنك ترى معي أن رمز الفرع الذي ينطوي تحته العلم عند ديوي يقابل الحرف الذي رمزنا له في بيان فهارس البطاقات وفهارس وسجلات المكتبة التي سبق لنا أن فصلنا القول فيها، وأن رقم الجزء يقابل رقم التصنيف تحت حرفه في التصنيف المعروف سابقًا1، ولولا فكرة توحيد نظام تصنيف المكتبات؛ لم يكن لتصنيف ديوي مزية تذكر اللهم سوى حصر جزئيات موضوع تحت فرعه ورده إلى أصله؛ مما يسهل على الباحثين أعمالهم في المكتبات المتخصصة، ومكتبات الدراسات العليا.

_ 1 أي أن رقم الآحاد في تصنيف ديوي مثل 217 والرقم العشري عنده مثل 217.3 يقابلان الرقم تحت حرفه فيما أسلفنا مثل "125ب" إلى حد ما.

الفصل الثاني: البحث وأصوله

الفصل الثاني: البحث وأصوله أهمية البحث ... الفصل الثاني: البحث وأصول. 1- أهمية البحث: إن ما يسعد به إنسان القرن العشرين ليس وليد عصره، ولا صدفة أيامه، أو هبة زمانه؛ بل هو ثمرة جهود العلماء والأدباء والحكماء ... منذ عرف الإنسان الأرض إلى أيامنا التي نحياها بين آلاف الاختراعات، وصخب الآلات، التي تشق الحقول والزارع، وتملأ المعامل والمصانع، تتحف الأسواق، وتغطي الآفاق، تمخر عباب البحر، كما تشق عنان السماء، كل هذا التقدم المادي والرقي الحضاري، والنضج الفكري وليد البحث الدائب والدراسة المستمرة التي تعاقب عليها الباحثون في مختلف ميادين العلم والمعرفة؛ ذلك لأن البحث العلمي ليس مقصورًا على ميدان دون ميدان، أو موقوفًا على جيل دون جيل؛ فالبحث والتجربة والدراسة كما تتناول الميادين العلمية والتطبيقية، تتناول الوسائل والإمكانات التي تقتضيها طبيعة البحث في كل ميدان.

الغاية من البحث

2- الغاية من البحث: ولا تخرج الغاية من البحث -وإن اختلفت ميادينه- عن واحد من الأمور الآتية: اختراع معدوم، أو جمع متفرق، أو تكميل ناقص، أو تفصيل مجمل، أو تهذيب مطول، أو ترتيب مخلط، أو تعيين مبهم، أو تبيين خطأ1 وقد يفرع على هذه الغايات غايات أخرى؛ ولكن يمكن أن ترد إلى واحدة من الأمور المذكورة وجميعها تبتغي مزيد الخير للإنسان ومن حوله.

_ 1 قواعد التحديث ص38

تعريف البحث

3- تعريف البحث: ومن ثم اختلف تعريف البحث بين عالم وآخر؛ فبعضهم

يرى أن البحث هو العمل الذي يتم إنجازه لحل، أو محاولة حل مشكلة قائمة ذات حقيقة مادية؛ بينما يرى آخرون أن البحث هو الفحص والتقصي المنظم لمادة أي موضوع من أجل إضافة المعلومات الناتجة إلى المعرفة الإنسانية، أو المعرفة الشخصية، ويرى بعض المربين أن البحث عملية تقصي الحقائق ومعاينتها وتطبيقاتها بالنسبة لمشكلة معينة. وعرف بعضهم البحث الأدبي بأنه محاولة لاكتشاف المعرفة، والتنقيب عنها وتنميتها وفهمها وتحقيقها بتقص دقيق، ونقد عميق، ثم عرضها عرضًا مكتملًا بذكاء وإدارك. وبدهي أن يختلف العلماء في تعريف البحث؛ لاختلاف ميادينه وغاياته، ولسنا هنا بصدد استقصاء تلك التعاريف أو مناقشتها؛ فهذا أمر يخرج عن موضوعنا الذي يكفينا منه أن نقف على حد البحث وتعريفه عند بعض العلماء. وقد يتساءل طالب عن تعريف البحث الديني وحقيقته وحده، والحق أن الإسلام الحنيف يشمل جميع مناحي الحياة الفردية: العقلية والروحية والنفسية، كما يشمل الحياة الاجتماعية بجميع فروعها ودقائقها، من تنظيم الأسرة إلى أكبر ميادين الجماعة بشكلها السياسي والاقتصادي والثقافي وغير ذلك؛ فلا بد من تحديد نوع ذلك البحث الديني حتى يسهل تعريفه؛ فقد يكون البحث في العقيدة، أو التفسير أو الحديث أو الفقه أو الأصول ... وغير ذلك؛ فالبحث في واحد من هذه العلوم يختلف عن غيره؛ إن كان يربط بينها جميعًا قاسم مشترك هو الكشف عن حقيقة الدين التي لا تتصل بذلك الموضوع؛ فقد يكون البحث في التفسير أو الحديث من الناحية الأدبية فنسحب على ذلك التعريف

الأدبي، وقد يكون في بيان الأحكام فيتعين في حقه أقوال الفقهاء والأصوليين. ومع هذا فبوسعنا أن نطلق تعريفًا عامًا على البحث الديني؛ فنقول: هو كل موضوع يحاول بيان الأحكام التي تتصل بجانب من جوانب الحياة بيانًا واضحًا، أو يسعى إلى حل مشكلة في ضوء الدين من خلال دراسة عميقة مبنية على فهم سديد وإدراك صحيح ومنهج سليم. وما دامت دراستنا مبنية على الإسلام؛ فيمكن أن يكون تعريفنا للبحث الإسلامي: هو كل دراسة موضوعية تبين الأحكام التي تتصل بجانب من جوانب الحياة بيانًا واضحًا، أو تعالج مشكلة -اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية- من خلال قيم الإسلام وأحكامه تستند إلى فهم سديد وفحص عميق وإدراك صحيح ومنهج سليم.

شروط الباحث ومقوماته

4- شروط الباحث ومقوماته: وإننا لندرك مما سبق أهم الصفات التي يجب أن تتوافر في الباحث، وهي بإيجاز: أ- أن يكون الباحث على جانب منالعلم والمعرفة، قادرًا على التأمل والتفكير والاستنباط، كي يستطيع الوقوف على دقائق الأمور، ويحسن الربط بينها، ويوفق في عرضها وبيانها. وكثرة المطالعة، والقراءة الواسعة المركزة الهادفة من أهم عوامل نجاح الباحث إلى جانب موهبته وذكائه. لكل هذا كان من الواجب على الطالب ألا يدخر وسعًا في القراءة والاطلاع؛ فالمطالعة هي المنهل الغزير الذي يوري غليل الباحث، ويوسع آفاق معرفته ويعمقها. ومن هنا كان من الواجب على الباحث ألا يدع كتابًا أو موضوعًا تناول بحثه أو جانبًا من بحثه؛ إلا أن يطلع عليه، ويدرسه دراسة فاحصة عميقة مبنية على الفهم الدقيق، والانتباه الشديد خشية الوقوع في أخطاء قد تكون فاحشة بسبب سوء الفهم أو الخطأ في النقل أو التفسير أو التأويل. ومما تجدر الإشارة إليه أن لا يعد الباحث أن كل ما وصل إليه

غيره من الأمور المسلم بها، وأنها حقائق لا يعتريها الشك أو لا يعتورها الخطأ؛ ذلك لأن بعض الآراء يبنى على أساس غير سليم. من هنا وجب على الباحث أن يمحص ويفحص ما يقرأ فيعتمد ما يقوم على دعائم سليمة قوية، ويرد غيره. ب- أن يكون موضوعيًا في بحثه بعيدًا عن الأهواء والأوهام يثبت ما يراه الحق، وما يقود إليه الدليل وإن خالف ميله وهواه. ج- أن يكون دقيقًا في عمله نظاميًا منطقيًا، يلتزم الأمانة في النقل والنقد والعرض. د- يحترم آراء الآخرين، لا يؤدي به الغرور العلمي إلى الحط من آراء غيره، أو النيل من شخصياتهم؛ وإن كان على صواب فيما ينقد أو يعرض؛ فكل هذا يشين بحثه ويحط من مكانته وقوته، وينفر القارئ من مطالعته، وإن التزام أدب البحث والموضوعية العلمية يجنب الباحث الزلل في مثل تلك المتاهات التي ترفضها روح البحث، ولا يرضى بها منصف. وإذا توافرت كل تلك الأمور للباحث؛ فإنه لا بد له من وجود المشكلة التي تحتاج إلى حل، أو البحث الذي يحتاج إلى معالجة وتحليل وعرض وغير ذلك، ولا بد أن تكون المشكلة جديرة بالحل، ولها أهميتها في الميدان الذي تبحث فيه كي يكتب للباحث النجاح في موضوعه.

مراحل البحث

مراحل البحث مدخل ... 5- مراحل البحث: وقد آن لنا أن نتكلم عن أهم المراحل التي يمر بها البحث من لحظة اختياره إلى تكامله وظهوره

اختيار الموضوع

أ- اختيار الموضوع: يعد حسن اختيار الموضوع من العوامل القوية في نجاح البحث؛ فلا بد للطالب من أن يختار البحث الذي يلاقي صدى قويًّا في نفسه، وتجاوبًا تامًّا مع ميله وفكره؛ فلا يختار موضوعًا لا يميل إليه، أو آخر يخالف عقيدته، حتى لا يتعثر في خطواته، أو يخفق في عمله، فكما أن المرء يختار صديقه اختيارًا من بين زملائه؛ لأنه ينسجم معه، ويقدر أحواله، ويشعر بشعوره، ولا يستطيع أن يصاحب إنسانًا يغايره في تفكيره وميوله؛ كذلك تعتبر كل هذه الأمور في اختيار الموضوع؛ فإن الباحث يعيش مع موضوعه ليله ونهاره يستحوذ عليه، ويستفرغ منه كل طاقته سواء أكان موضوعه بحثًا كبيرًا أو صغيرًا، خاصًّا أو عامًّا، مما سيحاضر فيه أو مما سيطبع وينشر، وتتجلى هذه الأهمية بوضوح في الدرسات العليا في إعداد رسالة "الماجستير" أو "الدكتوراه". التي تناقش أصولها وفروعها على ملأ من المتخصصين وأهل العلم وطلابه، بين يدي أكابر العلماء. من هنا كان الموضوع صورة عن صاحبه؛ لأنه يتفاعل معه تفاعلًا تامًّا، وهو ثمرة فكره وجهوده. لكل هذا يجب أن يحسن الطالب اختيار الموضوع؛ فيعرف أبعاده وغايته، وهل في مقدوره أن يوفيه حقه من البحث الدقيق والعرض المناسب؟ فيقدر خطواته ونتائجه وما يترتب عليه. كل هذه الأمور يجب أن يراعيها الطالب قبل اختيار الموضوع. ومن الضروري جدًّا أن يقدر أهمية الموضوع وجدته وطرافته؛ فلا يختار موضوعًا قد سبقه غيره إليه، فأشبعه تحليلًا وبيانًا؛ اللهم إلا إذا كان غيره قد تناول جانبًا من جوانبه؛ فلا بأس في أن يختار جانبا آخر، ولا شك أن لكل موضوع عدة جوانب؛ فالأديب حين يدرس صدر الإسلام يدرس الشعر مثلًا ويتناول غيره من الأدباء الخطابة،

وقد يتناول ثالث النثر، والمؤرخ يتناول بالدراسة أهم الأحداث التي جرت في تلك الفترة، وعالم الاجتماع قد يدرس بعض الظواهر الاجتماعية في تلك الحقبة؛ بينما يتناول الفقيه أدلة الأحكام التي تنزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم، ويهم المحدث أن يبين الصحيح منها والضعيف، ويحرص على معرفة حفظ الحديث وروايته وكبار نقلته وأئمته وحفاظه؛ فكل باحث تناول جانبًا من جوانب تلك الفترة المحددة؛ لكن أبحاثهم اختلفت وتغايرت. وقد يتعرض الباحث في موضوع بلمحة موجزة إلى ما له صلة بهذا الموضوع فمثل هذه اللمحة لا تحول دون اختيار الموضوع والكتابة فيه. ومن أهم عوامل نجاح الموضوع أن يكون خصبًا حيويًّا له صلة قوية بميل الطالب. وكلما اتسعت دائرة الانتفاع به ازدادت أهميته؛ فالكتابة في موضوع "المصارف في الإسلام" تلقى اهتمامًا أكبر بكثير من الكتابة في "القياس" أو "الاستحسان"؛ ذلك لأن الموضوع الأول يشغل أذهان المسلمين على اختلاف طبقاتهم وأعمالهم. والكتابة في موضوع "استخراج الماء في الأراضي الصحراوية" في بيئة صحراوية تلقى ترحيبًا كبيرًا واهتمامًا عظيمًا غير الذي تلقاه فيما لو كتب في بلاد أنهارها كثيرة، وأمطارها غزيرة وأراضيها خصبة. ومما يسهم في نجاح البحث غزارة المصادر، ووفرة المادة، ووضوح المنهج وتحديد الموضوع تحديدًا دقيقًا بحيث يسهل اختيار عنوانه؛ فيدل على مضمونه وألوانه. وقد لا يواجه الطالب المبتدئ في السنوات الأولى في الكلية أو الجامعة مشكلة اختيار البحث؛ لأن المدرس يختار موضوعًا أو أكثر يناسب الطلاب؛ فيكتب كل طالب فيما عينه المدرس، أو يختار موضوعًا من موضوعين أو ثلاثة؛ فيحتاج إلى تقليب النظر فيها حتى

يتم له اختيار ما تميل إليه نفسه، وما يتجاوب مع ميله، بخلاف الطالب في السنوات الأخيرة من الكلية، أو في الدراسات العليا؛ حيث تقع مسؤولية اختيار الموضوع عليه وحده، ولا يعدو عمل الأستاذ المشرف التوجيه والإرشاد. وأملنا كبير في أن تتسع آفاق المعرفة عند طلابنا، ويرتقي مستواهم العلمي في الكليات والجامعات ليختاروا أبحاثهم بأنفسهم وتستقل شخصياتهم العلمية؛ ليأخذوا مكانهم في هذه الحياة ويؤدوا دورهم على وجه الكمال. ومما يسهل على الباحث اختيار الموضوع المناسب أن يراجع أُمَّهات المصادر والمراجع التي تتناول العلم الذي يود أن يختار موضوعه فيه؛ فيقف على ما قد كتب وعلى ما سبق إليه، ويعرف ما لم يطرق من الأبحاث بعد؛ فيختار موضوعه في ضوء ذلك، ثم يعرضه على أستاذه المشرف فيلقى القبول أو التعديل والتبديل.

مخطط البحث الأولى

ب- مخطط البحث الأَوَّلي: إذا تم اختيار الموضوع في ظلال ما بيناه من الجدة والأهمية والطرافة ووفرة المصادر؛ فلا بد للباحث من أن يضع الخطوط الكبرى لمنهج بحثه، ويعرف الغاية التي يحققها منه، ولنضرب مثالًا لذلك: لو أن باحثًا وقف خلال قراءته على طعون في أحد الرواة، ولم يقف على بحث في إنصاف هذا الراوي، ووجد في نفسه الميل للكتابة في هذا البحث؛ فمن الأهمية بمكان أن يعرف الطريق الذي سيسلكه في بحثه ولو بشكل مجمل؛ فيرى أنه لا بد له من أن يتناول النقاط الآتية: 1- لمحة موجزة عن عصر الراوي. 2- حياة الراوي العامة.

3- حياته العلمية. 4- رأي العلماء فيه. 5- إنصافه ومناقشة الشبهات التي دارت حوله. وذلك كي يكون طريقه واضحا بيِّنا، لا يخبط في طلب المادة من مصادرها خبط عشواء؛ فيضيع وقته. وقد يتعثر في بحثه أو قد يقف عن متابعته. ولا بد من أن نُذكِّر ثانية بأن على الباحث أن يتَّبع الحق والعدالة والنزاهة في بحثه؛ فلا يقدم على الكتابة في موضوع ليثبت فكرة سابقة في تصوره قبل أن تقوم على أساس علمي، أو يدحض رأيًا قبل أن يعرف ماله وما عليه. بعد اختيار الموضوع ومعرفة أركانه وخطوطه الكبرى ينتقل إلى المرحلة الثالثة وهي مصادر البحث.

مصادر البحث ومراجعه

ج- مصادر البحث ومراجعه: من أهم ما يدفع بالبحث إلى النجاح كثرة مصادره ومراجعه، واستيفاء الباحث الاطلاع عليها جميعها أو على معظمها، وإن وقوف الباحث على المصادر التي يحتاج إليها وحسن استفادته منها يعد حجر الأساس لرسالته أو موضوعه. وسنذكر أهم المصادر والمراجع التي يحتاج إليها طالب الشريعة وغيره من الباحثين، في الفصل الثالث من هذا الكتاب إن شاء الله. وسنوجز فيما يلي أهم ما يجب أن يطالعه أو يراجعه الطالب ليجمع مصادر بحثه ويُدوِّنها: 1- فهارس المكتبات الخاصة والعامة. وقد أفضنا القول فيها في حديثنا عن المكتبات. 2- الموسوعات العلمية المتخصصة التي تتناول العلم الذي ينطوي تحته موضوع الطالب.

3- فهارس المصادر والمراجع المثبتة في أواخر الكتب التي لها صلة وثيقة بالموضوع المختار، ويدخل في هذا الرسائل الجامعية لنيل إجازتها ورسائل الماجستير والدكتوراه. 4- بعض المجلات العلمية التي تتناول ما له صلة ببحثه. 5- أن يراجع الباحث الأشخاص ذوي الخبرة في موضوعه من المتخصصين أو الباحثين والمشتغلين في ميدانه، وفي مقدمة هؤلاء أستاذه المشرف على بحثه؛ فكثيرًا ما يجد الباحث عند هؤلاء العلماء والباحثين ما لا يجده عند غيرهم؛ فهم يقدمون إليه خلاصة خبرتهم الطويلة، ونتاج أفكارهم ومطالعتهم؛ فيرشدونه إلى أمهات المصادر ويلقون الأضواء على مسائل هامة قد لا يدركها الباحث في المراحل الأولى من بحثه. 6- قوائم دور النشر والمكتبات: تصدر دور النشر والمكتبات في كل عام قوائم تذكر فيها أسماء الكتب في فنونها؛ ففي مراجعتها يقف الطالب على كل جديد ينشر؛ فقد يعثر على ماله صلة قريبة أو بعيدة ببحثه مما لم يصل إلى المكتبات العامة والخاصة بعد؛ فيجدر به حينئذٍ الاطلاع عليه وتقدير أهميته بالنسبة إليه. ولا بد للباحث من أن يستفرغ جهده في البحث عن المصادر والمراجع ويدوِّن كل ما يحتاج إليه منها. ويستحسن للباحث أن يرتب مصادره ومراجعه ترتيبًا زمنيًّا ليقف على التطور التاريخي لبحثه، ويستطيع أن يقارن بين المتأخر منها والمتقدم. بعد هذا ينتقل إلى مرحلة جديدة، وهي مرحلة جمع المادة العلمية.

جمع المادة العلمية التقميش

د- جمع المادة العلمية "التقميش": بعد أن يسجل الطالب أسماء المصادر والمراجع التي يريد أن

يستفيد منها يبدأ في قراءتها قراءة مستوعبة فاحصة ينفذ إلى أعماق موضوعه، وحتى تحقق قراءته وتدوينه المادة الغاية منها في وقت مناسب؛ لا بد له من اتباع الخطوات الآتية: 1- يراجع فهرس الكتاب الذي بين يديه ويحدد ماله صلة ببحثه، وقد تسترعي انتباهه موضوعات طريفة وجذابة لا صلة لها بموضوعه، وقد يشده ميله ورغبته إلى مطالعتها؛ فليدعها في هذه المرحلة وليسجل ملاحظة حولها في دفتر صغير. ويقتصر فقط في هذه المرحلة على ماله صلة بموضوعه كيلا يضيع وقته، وتبدو أهمية هذه الملاحظة جلية واضحة وحتْميَّة إذا كان الباحث مطالبًا بتقديم بحثه في فترة زمنية محددة، كما في الأبحاث الجامعية في السنوات الانتقالية، أو رسائل الإجازات الجامعية ورسائل الماجستير والدكتوراه؛ فيوجه كل طاقته ووقته لموضوعه، وأما الموضوعات الأخرى التي سجل ملاحظات حولها فيطالعها بعد إنجاز بحثه. 2- يقرأ كل ماله صلة بموضوعه قراءة واعية مستوعبة، يفهم خلالها جميع مايطالعه، وقد يحتاج إلى قراءة نص أوفقرة عدة مرات حتى يحسن الربط بينها وبين ما يسبقها ويلحقها من الأفكار. 3- يكتب الباحث ما يستجيده وما يراه مناسبًا لبحثه في جزازات مناسبة "بطاقات" من حجم واحد؛ غالبًا ما تكون من مقياس "10×14" سم أو نحو ذلك. ولا يخرج التدوين في البطاقات عن النقل الحرفي أو الاختصار والتلخيص. ففي النقل الحرفي إذا كان النص صغيرًا ينقله على بطاقة، أما إذا كان كبيرًا يتجاوز صفحة، أو عدة بطاقات؛ فإن كان الكتاب في متناول يده، ويسهل عليه الرجوع إليه يكتب على بطاقة فكرة موجزة عن النص ويُدوِّن فيها اسم الكتاب

والجزء والصفحة وسنة ومكان الطبع؛ فيعود إلى الكتاب بدلالة هذه البطاقة في الوقت المناسب، أما إذا لم يكن الكتاب سهل التناول فلا بد له من تدوين ما يريد في عدة بطاقات يعطيها أرقامًا مسلسلة، ويرى بعض الباحثين أن تُدوَّن مثل هذه النصوص الكبيرة في صفحات خاصة، يضمونها إلى أبحاثهم أثناء كتابتها الكتابة الأخيرة، وهذا أمر جيد للباحث الخبير المتمرس، ونفضل للمبتدئ أن يُدوِّنها في بطاقات. وفي تلخيص المعلومات أو اختصارها يدون الباحث هذه الخلاصة في بطاقة، ويكتب فيها اسم الكتاب واسم المؤلف ورقم الجزء والصفحة وسنة الطبع والناشر ومكان النشر، وهذا الأمر لا يمكن الاستغناء عنه؛ لأنه قد يكون للكتاب أكثر من طبعة وكثيرًا ما يختلف ترقيم صفحات طبعة عن طبعة أخرى. ويجب أن يُفرِّق الباحث بين ما ينقله نقلًا حرفيًا وما يوجزه ويختصره؛ فيقيد عبارة غيره بين قوسين، وبعد الانتهاء من النص يدون اسم الكتاب والمؤلف والجزء والصفحة وسنة الطبع والناشر ومكان النشر. مثلًا "فتح الباري لابن حجر ج2 ص135 طبع مصطفى الحلبي سنة 1960 بمصر". وأما ما يلخصه فلا يقيده بين قوسين؛ وإنما يكتب كلمة "انظر" قبل ذكر اسم المصدر وصفحاته.. ليفرق بين المنقول نقلًا حرفيًا والمختصر، وبعبارة أخرى لا بد من عزو كل ما تنقله عن غيرك إلى مصدره؛ فما كان نقله حرفيًا يقيد بين قوسين ويذكر اسم الكتاب والصفحة والجزء. وما كان عن غيرك وإنما صغته بعبارتك ودونته بأسلوبك فلا يقيد بين قوسين؛ وإنما يسبق المصدر بكلمة "انظر". وقد تعترض ناقل النص عبارات لا يهمه نقلها فيضع مكانها عدة نقاط "...." تدل على أن الناقل أسقط بعض الكلمات من الأصل.

4- قد يخطر للباحث أثناء نقل النص أو اختصاره فكرة حول ما يكتب؛ فليكتبها كملاحظة في البطاقة التي بين يديه. وقد تكون الفكرة طويلة، أو لا يتسع لها فراغ في البطاقة التي نقل فيها النص؛ فيدونها في بطاقة ثانية يربطها بالبطاقة التي دارت الفكرة حول ما جاء فيها؛ سواء كانت هذه الفكرة حول شرح النص أو نقده.

مخطط البحث التفصيلى

هـ - مخطط البحث التفصيلي: للمادة العلمية أثر كبير في توجيه البحث ورسم منهجه وخطته، وكثيرًا ما يضطر الباحث إلى تغيير مخططه، بالنسبة لما يجتمع بين يديه من مادة علمية؛ فتحمله على التزام منهج دون غيره؛ لذلك لم نُقدِّم الكلام في مخطط البحث على جمع المادة، واكتفينا بأن يضع الباحث الخطوط الكبرى للبحث، وأخرنا الكلام في المخطط إلى ما بعد جمع المادة لما للمادة من أثر في منهج الموضوع؛ ففي ضوء ما جمع الباحث من معلومات على جزازاته يستطيع أن يدون مخطط بحثه، ويرى بعض الباحثين تأخير الكلام في المخطط إلى ما بعد فرز الجزازات ودراستها ومناقشتها وتصنيفها؛ فتكون هذه العملية السبيل الممهد لمخطط الموضوع. وكلا السبيلين جيد في رسم المخطط؛ فإذا وضع الباحث منهج موضوعه مفصلًا عرضه على المشرف على بحثه ليبدي رأيه فيه؛ فيزيد أو ينقص أو يقدم أو يؤخر بما يراه مناسبًا لتكامل الموضوع وحسن عرضه. وتبدو أهمية عرض المخطط على المشرف في الرسائل الجامعية، ورسائل الماجستير والدكتوراه؛ لأنها رسائل كبيرة جامعة، تختلف في مناهجها نظرات الباحثين والمشرفين؛ هذا إلى جانب ما يحققه عرض المخطط على المشرف من فوائد علمية قيمة تنير للباحث طريقه، وتجنبه كثيرًا من العقبات.

قبيل صفحات كنا قد ذكرنا الخطوط الكبرى للكتابة في راو من الرواة الذين أثيرت حولهم وحول مروياتهم بعض الشبهات؛ فإذا جمع الطالب جميع مادة الموضوع يستطيع أن يرسم مخطط البحث التفصيلي رسمًا جيدًا؛ فيرى بين يديه بطاقات في حياة الراوي، ونسبه وإسلامه وهجرته، وأخلاقه وعدة مرويَّاته، وطعون بعض القدامى فيه، وثناء الأئمة عليه وغير ذلك، كل هذا بوسعه أن يفرغه في المخطط الآتي كما فعلنا في دراستنا للصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه؛ إذ جعلنا البحث في تمهيد وبابين. الباب الأول "أبو هريرة" وفيه فصلان: الفصل الأول: حياته العامة وفيه: 1- نسبه والتعرف به. 2- هيئته وأوصافه الجسمية. 3- نشأته قبل الإسلام. 4- إسلامه وهجرته. 5- إسلام أمه. 6- ملازمته رسول الله صلى الله عليه وسلم. 7- التزام أبي هريرة السنة. 8- فقره وعفافه. 9- كرم أبي هريرة. 10- ولايته في عهد عمر رضي الله عنه. 11- أبو هريرة وفتنة عثمان. 12- أبو هريرة في عهد عليٍّ رضي الله عنه. 13- أبو هريرة أمير المدينة.

14- أبو هريرة والجهاد في سبيل الله. 15- مرح أبي هريرة ومزاحه. 16- قبس من أخلاقه. 17- مرض أبي هريرة. 18- وفاته. 19- أسرته. الفصل الثاني: حياته العلمية: وفيه: 1- بين يدي الفصل "حول حياته العلمية". 2- حرصه على الحديث. 3- أمله علم لا ينسى. 4- مجالسه ونشره الحديث. 5- كثرة حديثه وسعة علمه. 6- حفظ أبي هريرة. 7- حضه على صيانة الحديث من الكذب. 8- أبو هريرة والفتوى. 9- أبوهريرة والقضاء. 10- شيوخه ومن روى عنه. 11- عدة ما روي عنه من الحديث. 12- نماذج من مروياته. 13- أصح الطرق عن أبي هريرة. 14- الثناء عليه. الباب الثاني: الرد على الشبهات التي أثيرت حول أبي هريرة. 1- أبو هريرة وبعض الباحثين "رددنا عليهم بعض ما أثاروه حول بعض أموره".

1- اسمه ونسبه. 2- نشأته وإسلامه 3- على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. 4- على عهد الخليفتين. 5- على عهد عثمان. 6- على عهد علي. 7- على عهد معاوية: أ- هل تشيع أبو هريرة للأمويِّين؟ ب- هل وضع أبو هريرة الأحاديث كذبًا على الرسول كما زعم بعض المنحرفين؟ 8- كمية حديثه. 2- موقف الصحابة من أبي هريرة: أ- أبو هريرة وعمر بن الخطاب. ب- أبو هريرة وعثمان بن عفان. ج- أبو هريرة وعلي بن أبي طالب. د- أبو هريرة وعائشة. هـ- أبو هريرة وعبد الله بن عمر. و أبو هريرة والزبير بن العوام. ز- أبو هريرة ومروان بن الحكم. ح- هل كان أبو هريرة تلميذًا لكعب الأحبار؟ كل تلك الفقرات السابقة ناقشنا من خلالها بالحجج والأدلة العلمية الدامغة بعض المزاعم التي أثارها بعض المغرضين؛ فانهارت مزاعمهم، وبطلت أقوالهم، وظهرت شخصية أبي هريرة العلمية اللامعة، وتجلت مكانته الرفيعة.

خاتمة البحث: وفيها خلاصة موجزة وأهم النقاط التي أبرزها الموضوع؛ فهذا المخطط التفصيلي لم يكن واضحًا قط قبل جمع المادة، وكل ما كان واضحًا منه الخطوط الكبرى، ثم فرضت المادة علينا أن نجعله في هذه الفقرات التي تخضع للاجتهاد والتقديم والتأخير حسب اختلاف الباحثين؛ ولكن إطار الموضوع وخطوطه الكبرى تبقى كما هي عند الجميع على الراجح. ومثل هذا نقول في أي موضوع؛ فمثلًا في موضوع "غسل الجمعة" في ضوء حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "غسل الجمعة واجب على كل محتلم" اجتهد طلابنا في أن يكون مخطط الموضوع كما يلي: 1- ترجمة الراوي. 2- مجمل معنى الحديث. 3- فقه الحديث: أ- ما يدل عليه ظاهر الحديث. ب- حكم غسل الجمعة: 1- الذين قالوا بأنه سنة وأدلتهم. 2- الذين قالوا بأنه واجب وأدلتهم. 3- مناقشته الأدلة. ج- سبب غسل يوم الجمعة. د- وقته.

دراسة مادة البحث ومناقشتها وتصنيفها

و دراسة مادة البحث ومناقشتها وتصنيفها: بعد أن يدون الباحث المادة العلمية على الجزازات، ويضع منهج البحث، يقرأ ما دَوَّنه في جزازاته قراءة جيدة مستوعبة، ويفرز ما بين يديه من البطاقات؛ فيجمع البطاقات التي تتناول جانبًا من البحث بعضها

إلى بعض، ويعنونها بالعنوان المناسب حتى ينتهي من تصنيف وفرز جميع البطاقات، وإذا به أمام مجموعات كثيرة تضم كل مجموعة عددًا من البطاقات. بعد ذلك يعود إلى كل مجموعة فيقرؤها ثانية ويرتبها متتابعة حسب ما يراه مناسبًا لعرض الموضوع، وقد يستغني أثناء ترتيب بطاقاته عن بعضها؛ إما لأن غيرها من البطاقات قد كفته مؤونة ما فيها، أو لأن ما دونه فيها لا يمد موضوعه بفائدة تذكر. ونفضل أن يرقم بطاقات كل مجموعة بأرقام مسلسلة، ويسجل عنوان المجموعة على كل بطاقة من بطاقاتها ثم يضع كل مجموعة في مغلف يسجل عليه عنوان المجموعة، أو يضع المجموعة في صندوق خاص بالبطاقات كصندوق بطاقات فهارس المكتبات، ويفصل بين المجموعات ببطاقات مختلفة الألوان، يسجل على كل بطاقة فاصلة عنوان المجموعة التابعة لها. ولا شك أنه سيضع عناوين فرعية في كل مجموعة من المجموعات حسب ما تقتضيه مادة البحث وترتيبها، ثم يرتب هذه المجموعات أيضًا ترتيبًا مسلسلًا، وقد يعطي كل عدة مجموعات عنوانًا قد يكون عنوان باب تكون كل مجموعة فصلًا فيه، أو يكون عنوان فصل تكون كل مجموعة مبحثًا من مباحثه. ثم يضع المجموعات التي تكون وحدة واحدة في مغلف كبير أو يرتبها في صندوق البطاقات كما أسلفنا.. وطريقة صناديق البطاقات يتبعها كثير من كبار المؤلفين وأساتذة الجامعات؛ لأن هذه البطاقات خلاصة بحث طويل يستفيد منها الباحث أكثر من مرة كما يستفيد منها أستاذ الجامعة مرارًا. وقد ترد خواطر جديدة على الباحث أثناء تصنيف المادة فيسجلها في البطاقات التي تدور حولها هذه الخواطر، أو يدونها على بطاقة مستقلة يربطها مع بطاقة المادة كما أسلفنا سابقًا.

كتابة البحث واخراجه

ز- كتابة البحث وإخراجه: هذه الخطوة من أهم خطوات الموضوع بل أهمها؛ لأن الباحث ينتقل من الجمع والتصنيف والدارسة، إلى صياغة الموضوع وعرضه. وإخراجه بثوبه الجديد؛ فيعمد الكاتب إلى الفئة الأولى من مجموعاته ويبدأ بتدوين بطاقات كل مجموعة بعناية وانتباه؛ فيسجل ثمرة جهوده وخلاصةآرائه، فيناقش ويرد ويرجح بأسلوب علمي، ومنطق سليم، وكلما انتهى من مجموعة بطاقات انتقل إلى غيرها وهكذا حتى ينتهي من تدوين بحثه. ورائده في ذلك كله الإخلاص والأمانة واتباع الحق، ولا بد من أن تظهر شخصية الباحث من خلال بحثه؛ فلا يكتفي بالجمع والنقل؛ فعليه أن يبدي رأيه في المقام المناسب، ويورد الأدلة والحجج والبراهين في مواضعها، ويُفنِّد الباطل، ولا يسلم بكل ما يقال إلا بعد دراسة وفحص؛ لأن بعض ما ينتهي إليه بعض المؤلفين من نتائج يكون مبنيًا على خطأ أو على استنتاج غير سليم؛ فينتقل هذا الخطأ إلى كل موضوع يبنى عليه. ويحسن بالباحث التزام أدب البحث باحترام آراء الآخرين وعدم الغض منها، كما يحسن به التواضع وترك الغرور العلمي، وإن أدى بحثه إلى كشف لم يسبق إليه، أو إلى نتائج طيبة تبدد كل شبهة وتطرد كل لبس؛ لأن الغاية من البحث الوصول إلى الحقيقة، وإضافة المزيد من المعارف إلى تراث الإنسانية؛ فالمساهمة في ذلك تجب أن تكون بعيدة عن كل ما يشينها ويشوبها، وهذا أمر مُسلَّم به وقد عُرف لدى الباحثين المسلمين منذ عصور طويلة؛ فحَرِيٌّ بمن سار على نهجهم أن يلتزم أدبهم وحسن أخلاقهم؛ فلا تُخرجه العاطفة عن سلامة المنهج وابتغاء الحق، ومجانبة المنطق والحكمة.

ويحسن بالباحث أيضا ألَّا يكرر الأفكار في عدة مواضع من بحثه، وأن يعتني بأسلوبه؛ فيؤدي ما يريده في قوالب جذابة، وعبارة واضحة، ويلاحظ علامات الترقيم1، ويحسن استعمالها في مواضعها، ويراعي جميع ما أسلفنا من حسن العزو إلى المصادر والمراجع وغير ذلك؛ فيقدر ما تحتاجه الإحالة إليها من أسطر في أسفل الصفحة، وجدير بالذكر أن شرح بعض الكلمات او التعريف ببعض الأعلام أو بيان مواقع الأماكن والبلدان ونحو هذا -مما لا يدور البحث حوله، ولا يستند إليه- مكانه هوامش الصفحات. وكلما انتهى الباحث من فصل أو مبحث قرأه قراءة واعية وصحح أخطاءه وضبط هوامشه وقابلها على جزازاته خشية الالتباس في العزو، أو الخطأ في أرقام صفحات المصادر وأجزائها.

_ 1 علامات الترقيم هي الفاصلة والفاصلة المنقوطة، والنقطة والنقطتان وإشارة الاستفهام وإشارة التعجب والمعترضة "،؛.:؟ ! -".

بين المقدمة والخاتمة

ح- بين المقدمة والخاتمة: بعد الانتهاء من عرض الموضوع عرضًا علميًا وتدوينه، يكتب الباحث خاتمة له، يراعي فيها الإيجاز؛ فيذكر أهم النتائج التي حققها الموضوع، أو الآراء والاقتراحات التي يراها الباحث جديرة بالاهتمام والإبراز وجذب انتباه القارئ إليها؛ على ألَّا يجعل خاتمة بحثه تكرارًا لما جاء فيه. وجُلُّ الباحثين يكتبون مقدمة أبحاثهم بعد تمامها وكمالها؛ فيذكر الباحث الأسباب التي حملته على دارسة الموضوع، ويبين منهجه في بحثه فيفصل الأبواب والفصول، ويشير إلى جهود المشرف عليه كما ينوه بالشكر لكل من قدم له خدمة طيبة من أجل بحثه. وبهذا يقف مُطالع المقدمة والخاتمة على منهج الموضوع وأهميته ونتائجه، من غير أن يقضي وقتًا طويلًا في التعرف إلى ذلك بتقليبه وتصفحه.

فهارس البحث

ط - فهارس البحث: من أهم ما يسهل على القارئ الاستفادة من بحث أو كتاب وجود الفهارس فيه، وأهم هذه الفهارس فهرس تفصيلي لموضوعات البحث، وفهرس المصادر والمراجع، يرتب على حروف الهجاء، ويفصل بعض المؤلفين بين المؤلفات القديمة والحديثة؛ فيذكر القديم مُرتّبًا على حروف الهجاء، ثم يذكر الحديث مُرتّبًا على حروف الهجاء أيضًا، ويضع للأولى عنوانًا "المصادر القديمة" وللثانية عنوانًا "المصادر الحديثة". ولا بأس بترتيب مصادر البحث ومراجعه ترتيبا أبجديًا وفق علومها؛ فتذكر مصادر التفسير، فالحديث، ثم مصادر الفقه، وأصول الفقه ويلحق بها غيرها إذا كان بحثه في علم من علوم الشريعة، وإذا كان أدبيًّا يذكر مصادر الأدب، فكتب النقد، فكتب النحو، فالمعاجم، فالتراجم ونحو هذا.. وقد يستعين في إعداد بحثه بكتب أجنبية فيذكرها في فهرس المصادر بعد المؤلفات العربية. ويرجح بعضهم ترتيب المصادر على المؤلفين فيذكر كل مؤلف وماله من مصادر، ويراعي الترتيب الأبجدي في أسماء المؤلفين أيضًا، ولا مبرر لهذا الترجيح سوى أنه مقتبس من الكتب الأجنبية. وفي الموضوعات المطولة كرسائل الماجستير والدكتوراه توضع فهارس للأعلام والأماكن وفهرس لآيات القرآن الكريم، وفهرس للأحاديث النبوية، وفهرس للأشعار والأمثال. ويراعي في ذلك كله الترتيب الأبجدي أيضًا.

طباعة الموضوع

ي- طباعة الموضوع: قد يحتاج الباحث إلى طباعة موضوعه على المكتاب "الآلة الكاتبة"، فإذا كان موضوعه موجزًا بين عشرين وثلاثين صفحة، يفضل أن يدفعه إلى الكاتب جملة واحدة، وإذا كان فوق ذلك يحسن به أن يدفع كل فصل أو مبحث متكامل إلى الكاتب -وذلك بعد استيفاء جميع خطوات تدوين الموضوع السابقة ومراجعته- وكلما انتهت طباعة فصل راجعه وصححه، ولا بد من مراعاة حسن عرض المطبوع، وترك هوامش جانبية كافية تسد حاجة التجليد والتعليق. ومن أهم ما يجب الانتباه إليه في الصفحات المطبوعة على المكتاب عدة سطور الصفحة، فلا تكون الأسطر متقاربة من بعضها تتعب القارئ، ولا تترك بينها فراغات كبيرة فتضاعف صفحات الموضوع، وخير الأمور أوسطها، وعدة سطور الصفحة النموذجية خمسة وعشرون سطرًا، متوسط كلمات السطر إحدى عشرة كلمة تقريبًا. وكلما انتهى الباحث من تدوين فصل دفعه إلى المكتاب فينتهي من كتابة رسالته أو موضوعه وقد قارب الانتهاء من طبعه، وهذا خير له من أن يؤجل الطباعة إلى ما بعد الانتهاء من تدوين الموضوع جميعه، وتبدو أهمية هذه الملاحظة في الرسائل الكبيرة وللباحثين المؤقت لأبحاثهم فترة زمنية محددة.

تجليد الموضوع

ك- تجليد الموضوع: إذا كان الموضوع كبيرًا يحسن بالباحث أن يدفعه إلى المجلد ليقوم بتجليده حفاظًا على أوراقه من التناثر أو الضياع، وإذا كانت أوراقه قليلة يحفظها في مصنف أو نحوه، بعد أن يكتب على الصفحة

الأولى عنوان بحثه واضحًا، ويكتب تحته اسمه ثم اسم المشرف عليه، والدرجة التي أعد البحث من أجل الحصول عليها -إذا كان قد أعده لنيل درجة علمية- أو السنة الانتقالية التي كلف به فيها، أو المكان الذي ألقي البحث فيه، إذا كان مما حاضر الباحث فيه، أو نحو هذا، ولا بد من ذكر التاريخ السنوي ليستوفي البحث حقه من حيث الشكل كما استوفاه من حيث الموضوع. وجرى العرف بأن يكون عنوان البحث كبيرًا في أعلى الصفحة الأولى، وتحته اسم الباحث ثم المشرف، ثم الدرجة التي أعد البحث من أجل الحصول عليها. ويذكر في الجانب الأيسر من أسفل الصفحة الأولى اسم الجامعة والكلية، وتحته السنة التي قدم فيها. ويفضل بعضهم الزاوية اليمنى العليا من الصفحة الأولى لاسم الجامعة والكلية أو المعهد أو المؤسسة، والزاوية اليسرى السفلى من الصفحة للسنة التي أعد البحث فيها، وقد يذكر بعضهم اسم الباحث في الزاوية اليمنى العليا؛ فتبقى اليسرى السفلى لاسم الكلية والجامعة وتحته التاريخ.

تلك أهم العناصر التي يحتاج إليها الباحث في إعداد بحثه وإخراجه شكلًا وموضوعًا. وبعد هذا ننتقل إلى الفصل الثالث لنقف على أهم المصادر في المكتبة العربية.

الفصل الثالث: أهم المصادر والمراجع في العلوم الإسلامية

الفصل الثالث: أهم المصادر والمراجع في العلوم الإسلامية المبحث الأول: القرآن الكريم وعلومه مدخل ... الفصل الثالث: أهم المصاد والمراجع في العلوم الإسلامية. المبحث الأول: القرآن الكريم وعلومه. - بين يدي الفصل - المصاحف - الكتب المفهرسة لألفاظ القرآن الكريم - الكتب المرشدة إلى مواضيعه. - كتب غريب القرآن وإعرابه. - التفسير. - التفسير بالمأثور. - التفسير بالرأي. - تفسير آيات الأحكام. - مصادر في علوم القرآن. - مصادر في الدراسات القرآنية. بين يدي الفصل: إن معرفة الباحث للمصادر والمراجع التي يستعين بها في بحثه أمر ضروري وأساسي في نجاح بحثه وعمقه وشموله؛ لأنها تضم المادة العلمية التي يقوم بحثه بها، ويتكون منها، ويعتمد عليها؛ فهي مَعِين بحثه وينبوعه، فكما أن البستان لا يؤتي أكله إلا بالبذور والتربة والماء وعناية الفلاح، كذلك لا يؤتي البحث ثمراته إلا بالاعتماد على المصادر والمراجع إلى جانب جهد الباحث وتفكيره وحسن ابتكاره وأسلوبه، ومن ثَمَّ اهتم أهل العلم بالمصادر وتصنيفها وإقامة المكتبات وما يلحق بها؛ لأن كل ذلك ميدان العلماء والباحثين، وكلما كثرت مصادر ومراجع الموضوع الذي يريد الطالب أن يطرق بابه، ويَشُقّ عبابه، ويخوض في لججه، ويغوص على حججه، ويكشف عن مكنونه، ويعرب عن جمال درره وعيونه، سهلت له كثرتها جمع مادته، والنظر فيها، وتحقيق أمنيته؛ خلافًا للموضوع الذي تشح فيه المصادر؛ فيبذل

الباحث جهدًا، ويلقى مشقة لا يعانيهما من وقف على المصادر الكثيرة، وإن كان الأمر في كُل لا يخلو من كَدٍّ وجهد ومشقة. لكل هذا رأينا من واجبنا أن نزود الطالب بمعرفة أهم المصادر التي يحتاج إليها في علوم الإسلام والعربية، وتاريخ الإسلام وحضارته، وما يلحق بهذا من الموسوعات والمعاجم؛ لتكون بين يديه مفتاحا للمعرفة، وطريقًا إلى البحث العلمي المثمر، ولم نقصد من كثرة المصادر والمراجع المذكورة في هذا الفصل إرهاق الطالب بحفظها واستظهارها؛ وإنما قصدنا أن يقف عليها لتتحرك في نفسه الروح العلمية، ويسرع إلى المطالعة والاستفادة منها؛ ذلك لأن طريق بناء الشخصية العلمية هو التزود الدائم بزاد العقل والروح، والتطلع إلى المزيد من الاطلاع والمعرفة مع التعمق في البحث، وسَبْرِ أَغْوَارِهِ وأعماقه، وأصوله وجوانبه، والوقوف على كل جديد، والسعي إلى التخصص، الذي هو سمة هذا العصر، كما كان سمة بارزة لعلماء المسلمين في عصور الإسلام الذهبية، وإذا كان العلم بحرًا واسعًا لا يدرك مداه ولا منتهاه؛ فإن ما لا يدرك كله لا يترك جله. وفي نظري أن مرحلة الشباب، ومرحلة الدراسة الثانوية والجامعية من أعظم مراحل بناء الشخصية العلمية الفذة في الطالب؛ فلا بد لنا من أن ننتهز هذه الفرصة ولا نضيعها من سني حياتنا، ونسعى جهدنا للتزود بالمعرفة العلمية المنهجية؛ لما لذلك من الأثر البعيد في بناء الفرد والجماعة، ولما يترتب على ذلك من نهضة علمية ننتظرها على سواعد شبابنا المؤمن، ونعقد الآمال عليها فنقيم حضارة على الإسلام، ونسهم في بناء الإنسانية كما أسهم سلفنا بقسط وافر لا تغيب عنه الشمس، ونعيد لأمتنا مجدها العلمي وحضارتها التليدة.

وقد ذكرت في كل مبحث من مباحث هذا الفصل أهم وأشهر المصادر في بابها، ولم أقصد استيعاب جميع ما صُنِّف في كل علم بل اكتفيت بذكر بعضه، وأوجزت في تقويم الكتب والتعريف بها خشية الإطالة، وراعيت في سرد المصنفات التسلسل التاريخي ليقف القارئ على تدرج التصنيف في العلوم المذكورة. وقبل أن نشرع بذكر أهم المصادر والمراجع نرى من المناسب أن نُعَرِّف كُلَّا منهما: فالمَصْدَر: هو كل كتاب تناول موضوعًا وعالجه معالجة شاملة عميقة، أو هو كل كتاب يبحث في علم من العلوم على وجه الشمول والتعمق بحيث يصبح أصلًا لا يمكن لباحث في ذلك العلم الاستغناء عنه؛ فالجامع الصحيح للبخاري، وصحيح مسلم هما أصلان ومصدران في الحديث النبوي؛ بينما تُعَدُّ كتب الأحاديث المختارة كالأربعين النووية من المراجع في ذلك. وكتاب الكامل للمبرد، وصبح الأعشى للقلقشندي أصول ومصادر في الأدب، وغيرها مما أخذ عنها مراجع. ومثل هذا نقول في تاريخ الطبري وسيرة ابن هشام كلها أصول ومصادر في بابها وما اقتبس أو استمد منها مرجع في بابه. ومن ثَمَّ كان المَرْجِع الكتاب الذي يستقي من غيره؛ فيتناول موضوعًا أو جانبًا من موضوع فيبحث في دقائق مسائله ومقاصده. وبعض العلماء لا يفرق بين المصدر والمرجع فيجعلهما مترادفين. ولا بأس في ذلك؛ لأن هذا مجرد اصطلاح ولا مشاحة في الاصطلاحات.

أولا: القرآن الكريم المصاحف

أولاً: القرآن الكريم "المصاحف". 1- ينبغي للطالب أن يكون بين يديه مصحف جيد الطبع واضح الحروف مُرقَّم الآيات؛ ليسهل عليه الرجوع إليه، والنهل منه.

والوقوف على حكمه وأحكامه وأسراره. ومن أجود الطبعات الموجودة في المكتبات "المصحف بالرسم العثماني" المعروف بطبعة الملك فؤاد، الطبعة الثانية منه لما فيها من تصحيحات زائدة على الطبعة الأولى في الرسم والاصطلاحات. 2- مصاحف الحُفَّاظ وهي المصاحف التي تنتهي الآية فيها بانتهاء الصفحة؛ مما يُيَسِّر على الطالب الحفظ والمذاكرة. كالمصحف الذي طبع على نفقة صاحب السمو "الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني" أمير قطر، ومثل طبعة جعفر محمد مصطفى بمصر بتاريخ 28/ 7/ 1957م. 3- المصحف الميسر: للشيخ عبد الجليل عيسى، ويمتاز بحاشية الشيخ الشارحة لألفاظه كما يمتاز بكتابته كيفية لفظ الكلمات التي كتبت بالرسم العثماني كالتي حذفت منها حروف المد، ونحو ذلك.

ثانيا: الكتب المفهرسة لألفاظ القرآن الكريم

ثانياً: الكتب المفهرسة لألفاظ القرآن الكريم. 1- المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم: وضع الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي "- 1388هـ". فهرس في هذا المعجم جميع ألفاظ القرآن الكريم وذكر تحت كل لفظة جميع الآيات التي ورد فيها ذلك اللفظ، وأشار إلى رقم الآية من السورة؛ فمثلًا قوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} نجدها في مادة "قول"، تحت لفظ "قل" وفي مادة "عوذ" تحت لفظ أعوذ، وفي مادة "رب"، وفي مادة "نوس" تحت لفظ "الناس"، تجد هذة الآية في أي مادة من هذه المواد

اللغوية الأربع. وقد ذكر اسم السورة ورقم الآية إلى جانب كل آية. وهذا المعجم ممتاز1، لا يستغني عنه مشتغل بالعلوم الشرعية أو الأدبية وما يلحق بها، طبع في مجلد كبير سنة "1364هـ" وبعدها في مصر ثم صور حديثًا في طهران وفي لبنان.

_ 1 وإذا راعى الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي ترتيب الحروف الهجائية في مادة الكلمة وما يشتق منها؛ إلا أنه لم يراع هذا الترتيب في الكلمات التي تلي الكلمة المفهرس لها في مادتها اللغوية، وإن استيفاء هذا يتطلب جهدًا ووقتًا كبيرين؛ فمثلًا ذكر قوله تعالى {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} في آخر ما ذكر من الآيات لفظه قل؛ فذكر قبلها {قُلْ إِنَّمَا} ، {وقُلْ يَا أَيُّهَا} ، {وقُلْ هُوَ} ... " وغير ذلك وكان من حق هذه الآية أن تقدم على جميع ما ذكرناه؛ غير أنه اعتمد ترتيب الآيات من السور حسب توقيفها في القرآن الكريم.

المرشد إلى آيات القرأن الكريم وكلماته:

2- المرشد إلى آيات القرآن الكريم وكلماته: للأستاذ محمد فارس بركات الدمشقي أحد المعاصرين. طبع الكتاب في مجلد كبير بالمطبعة الهاشمية بدمشق1.

_ 1 لم نقصد استيعاب جميع ما صنف في هذا الباب؛ فهناك كتاب "إرشاد الراغبين في الكشف عن آي القرآن المبين" ترتيب محمد منير أغا الدمشقي، و "فيض الرحمن" لفيض الله العلمي وغيرهما.

الجامع لمواضيع آيات القرآن الكريم

3- الجامع لمواضيع آيات القرآن الكريم: لمحمد فارس بركات الدمشقي، قرب في كتابه المنال على من يعنون بالجمع بين الآيات الكريمة في موضوعات القرآن العظيم؛ قربها على أمهات المباحث والمقاصد، وجمع الآيات التي تتناول جنبًا من جوانب الموضوع تحت بحث عنون له في المقصد أو الموضوع؛ فمثلًا في باب الإيمان جمع آيات في الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.

وآيات في أن {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا} ، وذكر رقم الآية والسورة إلى جانبها، وتجنب التكرار حين تتصل الآية ببابين؛ فيكتفي من ذلك ببيان الآية رقما وسورة مع ذكر كلمات منها تدل عليها وتميزها عما يشابهها؛ فجاء الكتاب حافلًا جيد التبويب والتصنيف والترتيب1. طبع في مجلد كبير في المطبعة الهاشمية بدمشق سنة "1379هـ - 1959م".

_ 1 ندرج في ما يلي فهرس أبواب الجامع وإلى جانبه فهرس أبواب كتاب تفصيل آيات القرآن لتسهيل المقارنة بينهما. فهرس أبواب كتاب الجامع لمواضيع فهرس أبواب تفصيل آيات القرآن الكريم وآيات القرآن الحكيم 1- الإلهيات * 1- التاريخ 2- العبادات * 2- محمد 3- الإيمان * 3- التبليغ 4- الجهاد والهجرة * 4- بنو إسرائيل 5- الرسالة * 5- التوراة 6- يوم القيامة * 6- النصارى 7- المحرمات * 7- ما وراء 8- الأحكام والحدود * 8- التوحيد 9- القصص والتاريخ * 9- القرآن 10- بنو إسرائيل * 10- الدين 11- النصارى * 11- العقائد 12- الاجتماعيات * 12- العبادات 13- الكفر * 13- الشريعة 14- الفساد والإجرام والفسق * 14- النظام الاجتماعي 15- النفاق * 15- العلوم والفنون 16- الشرك والمشركون * 16- التجارة 17- الأمثال * 17- علم تهذيب الأخلاق 18- العلم * 18- النجاح 19- الإنسان 20- إبليس أو الشيطان 21- الجن 22- الشعراء 23- الأخلاق الحميدة والترغيب فيها 24- الأخلاق الذميمة، النهي عنها وعن السيئات. ونرى مباحث الأخلاق في كتاب الأستاذ بركات مختصرة؛ بينما نراها موسعة في كتاب "لابوم"، وقد سجل مثل هذه الملاحظة على هامش كتابه فضيلة الأستاذ الشيخ عبد الرحمن الباني الذى تفضل مشكورًا بإعارتى مصادر ومراجع عدة من مكتبته الزاخرة؛ إذ لم يتيسر لي نقل كتبي من دمشق إلى الرياض؛ فجزاه الله عني وعن المسلمين خير الجزاء، وواضح أن اشتقاق واستنباط وتفتيق مواضيع القرآن لا تنضب أبدًا؛ لأن القرأن كالبحر في غزارة مواضيعه وخيراته والبحر دونه. من هنا صنف بعض العلماء في مواضيعه مثل محمد عزة دروزه، والعزوزي، ومحمد زكي صالح وغيرهم.

تفصيل آيات القرآن الكريم

4- تفصيل آيات القرآن الحكيم: وضعه بالفرنسية المستشرق "جول لابوم" ويليه المستدرك وهو فهرس مواد القرآن الكريم وضعه "إدوار مونتيه". ونقلهما إلى العربية الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي من المعاصرين. رتب واضعه موضوعات القرآن الكريم في ثمانية عشر بابًا، وجعل تحت كل باب ما ورد فيه من آيات القرآن العظيم، وقد بلغت هذه الفروع "350" ثلاثمائة وخمسين فرعًا. ويذكر إلى جانب كل آية رقمها ورقم السورة في المصحف الشريف1.

_ 1 ندرج في ما يلي فهرس أبواب الجامع وإلى جانبه فهرس أبواب كتاب تفصيل آيات القرآن لتسهيل المقارنة بينهما. فهرس أبواب كتاب الجامع لمواضيع فهرس أبواب تفصيل آيات القرآن الكريم 1- الإلهيات * 1- التاريخ 2- العبادات * 2- محمد 3- الإيمان * 3- التبليغ 4- الجهاد والهجرة * 4- بنو إسرائيل 5- الرسالة * 5- التوراة 6- يوم القيامة * 6- النصارى 7- المحرمات * 7- ما وراء الطبيعة 8- الأحكام والحدود * 8- التوحيد 9- القصص والتاريخ * 9- القرآن 10- بنو إسرائيل * 10- الدين 11- النصارى * 11- العقائد 12- الاجتماعيات * 12- العبادات 13- الكفر * 13- الشريعة 14- الفساد والإجرام والفسق * 14- النظام الاجتماعي 15- النفاق * 15- العلوم والفنون 16- الشرك والمشركون * 16- التجارة 17- الأمثال * 17- علم تهذيب الأخلاق 18- العلم * 18- النجاح 19- الإنسان 20- إبليس أو الشيطان 21- الجن 22- الشعراء 23- الأخلاق الحميدة والترغيب فيها 24- الأخلاق الذميمة، النهي عنها وعن السيئات. ونرى مباحث الأخلاق في كتاب الأستاذ بركات مختصرة؛ بينما نراها موسعة في كتاب "لابوم"، وقد سجل مثل هذه الملاحظة على هامش كتابه فضيلة الأستاذ الشيخ عبد الرحمن الباني الذى تفضل مشكورًا بإعارتى مصادر ومراجع عدة من مكتبته الزاخرة؛ إذ لم يتيسر لي نقل كتبي من دمشق إلى الرياض؛ فجزاه الله عني وعن المسلمين خير الجزاء، وواضح أن اشتقاق واستنباط وتفتيق مواضيع القرآن لا تنضب أبدًا؛ لأن القرأن كالبحر في غزارة مواضيعه وخيراته والبحر دونه. من هنا صنف بعض العلماء في مواضيعه مثل محمد عزة دروزه، والعزوزي، ومحمد زكي صالح وغيرهم.

تفسير غريب القرآن

5- تفسير غريب القرآن: للإمام عبد الله بن مسلم بن قتيبة "213 - 276هـ"؛ فسر ابن قتيبة فى كتابه هذا غريب الألفاظ القرآنية، يذكر اللفظ، ويعقبه بمعناه، ويستشهد لهذا ببعض الآيات أو

الأحاديث، بإيجاز من غير أن يذكر اختلاف النحويين والمفسرين، كما يستشهد ببعض أشعار العرب لما ذهب إليه من التفسير1، وقد رتب كتابه حسب ترتيب المصحف. طبع كتابه في مجلد بتحقيق السيد أحمد صقر في مصر سنة "1378هـ - 1958م"2.

_ 1 مثال ذلك في تفسير قوله تعالى {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} من سورة البقرة قال: "أي شك ونفاق". ومنه يقال: فلان يمرض في الوعد وفي القول، إذا كان لا يصححه، ولا يؤكده "تفسير غريب القرآن ص41" وجاء في تفسير قوله تعالى {الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ} : الخيل، يقال: هي القائمة على ثلاث قوائم، وقد أقامت اليد الأخرى على طرف الحافر من يد كان أو رجل، هذا قول بعض المفسرين، والصافن -في كلام العرب-: الواقف من الخيل وغيرها. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سره أن يقوم له صفونًا؛ فليتبوأ مقعده من النار": أي يديمون له القيام "تفسير غريب القرآن ص379". 2 طبع هذا الكتاب مع كتاب مشكل القرآن بعنوان "القرطين" لابن مطرف الكناني في جزأين سنة "1355هـ" بمصر. وفيه اختصر وهذب ودمج ورتب محتوى الكتابين.

المفردات في غريب القرآن

6- المفردات في غريب القرآن: لأبي القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهاني "502هـ"، شرح فيه غريب ألفاظ القرآن الكريم وفسر مفرداته ورتبها ترتيبًا معجميًّا على حروف الهجاء. وجعل لكل حرف من حروفه بابًا، يذكر الكلمة الغريبة في مادتها، ويذكر الآية التي وردت فيها، ثم يذكر معناها، وقد يستشهد للمعنى الذي يذكره بآية من القرآن الكريم أو ببعض الشعر1، طبع الكتاب في مجلد كبير بتحقيق الأستاذ محمد سيد كيلاني في مصر سنة "1381هـ - 1961م" وطبع قبل ذلك.

_ 1 مثال ذلك قوله تعالى {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} نجد معنى "أب" في كتاب الألف مادة "أب"، وتجد الخبائث في كتاب الخاء مادة "خبث"، قال في قوله تعالى {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ} أي ما لا يوافق النفس من المحظورات. بعد أن شرح معنى الخبث قبلها. وهناك عدة مؤلفات في هذا الباب كغريب القرآن للسجستاني، وكلمات القرآن لحسنين مخلوف. وغيرها من المؤلفات.

املاء ما من به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن

7- إملاء ما مَنَّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن: للإمام محب الدين أبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري "- 616هـ" طبع في مصر سنة "1347هـ" في جزأين، وطبع على هامشه كتاب حل مشكلات القرآن في غريب أسئلة التبيان للإمام أبي بكر الرازي المتوفى "660هـ"1. وطبع ثانية بتحقيق محمد عطوة.

_ 1 وهناك مصنفات كثيرة في إعراب القرآن ككتاب "إعراب ثلاثين سورة من القرآن" لابن خالويه، وكتاب "معاني القرآن" للفراء، هذا إلى جانب ما سنذكره من كتب التفسير التي اعتنت بالإعراب في موضعه إن شاء الله.

ثالثا: التفسير

ثالثاً: التفسير أهم مصادر التفسير بالمأثور ... ثالثاً: التفسير. 1 أ- أهم مصادر التفسير بالمأثور "بالمنقول": 1- جامع البيان عن تأويل آي القرآن والمعروف بتفسير الطبري:

_ 1 التفسير هو البيان والإيضاح من مادة "فسر" من فسر الشيء يفسره أبانه، والتفسير مثل الفسر. وقد عرف علماء التفسير علم التفسير بتعاريف كثيرة قال أبو حيان في البحر المحيط: هو علم يبحث عن كيفية النطق بألفاظ القرآن، ومدلولاتها، وأحكامها الإفرادية والتركيبية، ومعانيها التي تحمل عليها حالة التركيب وتتمات لذلك. وقال الزركشي: هو علم يفهم به كتاب الله المنزل على نبيه محمد صلى =

الطبري: للإمام المفسر المؤرخ المحدث أبي جعفر محمد بن جرير الطبري نسبة إلى طبرستان "224 - 310هـ" وهو أوثق وأقدم ما دون في التفسير بالمأثور1،

_ = الله عليه وسلم، وبيان معانيه، واستخراج أحكامه، وحكمه "انظر الإتقان في علوم القرآن ص174 ج2" "وقارن بالتفسير والمفسرون لمحمد حسين الذهبي ص13 ج1 وما بعدها". وقد نزل القرآن الكريم على الرسول صلى الله عليه وسلم بلسان عربي مبين؛ فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يبين أحكامه فيفصل مجمله، ويقيد مطلقه، ويخصص عامَّه؛ ذلك لأن السُّنَّة هي المبينة الشارحة لكتاب الله عز وجل قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 4] "انظر كتابنا السنة قبل التدوين ص23 وما بعدها" فتفسير القرآن الكريم كان جنبًا إلى جنب مع نزوله، وكما أن الرسول صلى الله عليه وسلم بين القرآن الكريم لأصحابه في حياته؛ فقد تولى علماء الصحابة بيانه للتابعين، وقد اشتهر من الصحابة في التفسير عبد الله بن عباس، وعبد الله بن مسعود، وعلي بن أبي طالب، وأُبي بن كعب، وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين، وتخرج في حلقات الصحابة كبار التابعين الذين اشتهروا في التفسير أيضا كسعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر وعطاه بن أبي رباح وقتادة بن دعامة السدوسي وغيرهم رحمهم الله. وتتالى العلماء بعدهم في مختلف العصور يُتَمِّمُون ما بدأ به السابقون، ويستوعبون ما فاتهم على مناهج مختلفة في التفسير كلها تتغيا بيان القرآن الكريم والوقوف على أسراره، وقد وصلتنا ثروة علمية عظيمة في هذا الميدان، سوى ما فقد من مؤلفات الأقدمين في القرن الهجري الثاني، ومن أقدم ما سلم من نوائب الدهر وعاديات الزمن من التفاسير وبقي إلى عصرنا تفسير قتادة بن دعامة السدوسي "المتوفى سنة 118هـ"، توجد نسخة مصورة عنه في خزانة المخطوطات بدار الكتب المصرية. 1 المقصود بالتفسير المأثور هو كل ما ثبت بالنقل من بيان لآيات الله تعالى بآيات من القرآن الكريم "وهو تفسير القرآن بالقرآن". أو ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم من تفسير لآيات القرآن =

كما أنه من أهم المصادر في التفسير بالمعقول؛ لما فيه من الاستنباطات العلمية الدقيقة، وتوجيه الأقوال وترجيح بعضها على بعض؛ مما يدل على حسن النظر وعمق البحث. قال السيوطي في تقويم تفسير الطبري: "أَجَلّ التفاسير وأعظمها؛ فإنه يتعرض لتوجيه الأقوال وتجريح بعضها على بعض، والإعراب، والاستنباط فهو يفوق بذلك تفاسير الأقدمين". وقال الإمام النووي: "أجمعت الأمة على أنه لم يصنف مثل تفسير الطبري"1. ويقع الكتاب في ثلاثين جزءًا من القطع الكبير2.

_ = الكريم، ويلحق بها ما روي عن الصحابة والتابعين من بيان وإيضاح للقرآن الكريم. وفي نشأة التفسير اعتمد الصحابة في تفسير القرآن الكريم وبيانه ما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد اجتهد بعضهم في تفسير مالم يرد فيه عن الرسول صلى الله عليه وسلم تفسير، وفي عصر التابعين نقل التابعون ما رُوِي عن الرسول صلى الله عليه وسلم وما روي عن الصحابة، واجتهد بعضهم في بيان مالم يَرِدْ فيه شيء عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهكذا فعل أتباع التابعين وتبعهم حتى عظم التفسير، وكان رجال الحديث هم المرجع في هذا لأنهم حفظوا بالأسانيد ما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين، وإنك لترى فيما نقل إلينا من كتب الحديث أبوابًا خاصة بالتفسير، ثم استقل تدوين التفسير استقلالًا تامًَّا عن كتب الحديث واشتهر فيه رجاله وفرسانه وعرفت مناهجهم وألوان تفاسيرهم؛ فكان التفسير بالرأي، والتفسير الفقهي وتفاسير بعض الفرق الإسلامية، وغير ذلك وسنذكر من المصادر والمراجع بعض هذه الأنواع ونشير إليها في مواضعها. 1 انظر الإتقان في علوم القرآن ص190 ج2 والتفسير والمفسرون ص208 ج1. 2 طبع هذا الكتاب في ثلاثين جزءًا في أحد عشر مجلدا، وكانت الطبعة الأولى سنة 1323هـ بالمطبعة الكبرى الأميرية ببولاق في مصر كما =

2- معالم التنزيل: للمحدث الفقيه المفسر أبي محمد الحسين بن مسعود بن محمد الفراء البغوي الشافعي "المتوفى سنة 510هـ". وصف الخازن هذا التفسير في مقدمة تفسيره بأنه "من أَجَلِّ المصنفات في علم التفسير وأعلاها، وأنبلها وأسناها، جامع للصحيح من الأقاويل، عار عن الشبه والتصحيف والتبديل، محلى بالأحاديث النبوية، مطرز

_ = طبع في ثلاثين جزءًا كبيرًا مرتين بشركة مصطفى البابي الحلبي. كانت الثانية منهما سنة "1371هـ - 1954م" ثم شرع الأستاذ الكبير محمود محمد شاكر -مد الله في عمره- بتحقيق هذا الكتاب العظيم تحقيقا علميا دقيقا، بعد أن تبين له أن ما طبع من تفسير الطبري كان فيه خطأ كثير وتصحيف وتحريف، وأن من نقل عنه من القدامى تخطوا بعض تلك التصحيفات، فتبين له أن التصحيف قديم في المخطوطات، فرأى من الواجب أن يصدر هذا التفسير وينشر على وجه علمي دقيق، فتولى النظر في أصوله المخطوطة والمطبوعة، وراجعه على كتب التفسير التي نقلت عنه وصحح نص الكتاب وعلق عليه، وبين ما استغلق من عبارته. وشرح شواهده الشعرية، ولم يَأْلُ جهدا في خدمة الكتاب والرجوع إلى كل مصدر يساعد على تقويم العبارة وتصحيح النص، وما يلحق بهذا كما رجع إلى المصادر الأساسية في الأمور اللُّغَوِيَّة والنَّحْوِيَّة.. وغير ذلك، وبين طريقة الطبري في الاستدلال ببعض الروايات عن أهل التوراة والإنجيل، وأنه لم يعتمد ذلك لتهيمن على كتابه، بل لم تَعْدُ مقام الاستدلال بالشعر القديم على فهم معنى كلمة أو للدلالة على سياق جملة وألحق بكل جزء من أجزاء الكتاب عدة فهارس تسهل الرجوع إليه والاستفادة منه، وقد شارك الأستاذ أحمد محمد شاكر رحمه الله أخاه الأستاذ محمود في خدمة هذا الكتاب فنظر في أسانيده، وخرَّج أحاديثه وراجع بعض أجزائه، وبهذا العمل قدَّما خدمة للمكتبة الإسلامية وللمسلمين ينوء بعبئها غيرهما جزاهما الله خير الجزاء وقد صدر من الكتاب من سنة 1374 حتى 1389هـ أربعة عشر جزءا ضخما "حتى آخر سورة التوبة"، وصدر بعدها الجزآن 15و 16، سدد الله خطوات الأستاذ محمود وأعانه على إتمام ما بدأ به.

بالأحكام الشرعية، موشى بالقصص الغربية، وأخبار الماضين العجيبة، مرصع بأحسن الإشارات، مخرج بأوضح العبارات مفرغ في قالب الجمال بأفصح مقال1 وقال ابن تيمية في تفسير البغوي "مختصر من الثعلبي؛ لكنه صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة"2. طبع معالم التنزيل مع تفسير ابن كثير في نسخة واحدة، كما طبع مع تفسير الخازن. 3- تفسير القرآن العظيم: للإمام الحافظ المحدث المفسر المؤرخ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن عمرو بن كثير البصري الدمشقي الشافعي "700 - 774هـ". هذا الكتاب من أشهر ما صُنِّفَ في التفسير بالمأثور، وهو المرجع الثاني -في التفسير بالمأثور- بعد تفسير الطبري، وقد اعتمد ابن كثير في تفسيره على تفسير القرآن بالقرآن ثم بالحديث وما ورد عن الصحابة والسلف، وكثيرًا ما يشير إلى ضعف بعض المرويات في تفسير بعض الآيات، ويرجح بعض الأقوال على غيرها، ويوجه بعض الأدلة، ويبين المنكرات والإسرائيليات وغير ذلك؛ مما له صلة ببيان وإيضاح المفسر من الناحية النقلية والعقلية واللغوية والشرعية. وذاع صيت هذا الكتاب بين أهل العلم، وتداولته الأيدي وصار مما لا غنى لمشتغل بالتفسير عنه. طبع مع تفسير البغوي، كما طبع مستقلا في أربعة أجزاء من القطع الكبير.

_ 1 عن التفسير والمفسرون ص236 ج1. 2 انظر ص19 من مقدمة التفسير لابن تيمية وقارن بالتفسير والمفسرون ص236 ج1، والثعلبي الذي ذكره ابن تيمية هو أبو إسحاق أحمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري"-427هـ" وتفسيره "الكشف والبيان عن تفسير القرآن".

وطبع أخيرًا عدة مرات في دار الفكر بلبنان. وقد اختصر الأستاذ أحمد محمد شاكر تفسير ابن كثير. اختصارًا دقيقًا اجتهد فيه في المحافظة على مزايا هذا التفسير، من حيث تفسير القرآن بالقرآن، ثم بالسنة الصحيحة، كما حافظ على عبارة ابن كثير في بيان معاني الآيات ومقاصدها وحذف الأسانيد والإسرائيليات، والأحاديث الضعيفة، وما تكرر من الأحاديث الصحيحة، وفروع الفقه؛ ليكون مرجعًا متوسطًا للجيل المسلم، وسماه "عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير"، وقد صدر منه خمسة أجزاء، طبعت في دار المعارف بمصر. وللشيخ محمد علي الصابوني "مختصر تفسير ابن كثير": حذف أسانيد الأخبار وخرجها وهذبه ونقحه وعَلَّقَ عليه فخرج في ثوب قشيب في ثلاثة أجزاء كبيرة في طبعته الأولى سنة 1393هـ في دار القرآن ببيروت. وطبعته الثانية سنة 1399هـ. 4- الدر المنثور في التفسير بالمأثور: للحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي "849 - 911هـ"، جمع السيوطي في درره ما ورد عن السلف في التفسير؛ فأخرج فيه عن البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وأحمد وأبي داود والطبري وغيرهم، ولم يتصد للترجيح أو التعقيب، كما أنه لم يبين الصحيح من الضعيف، والكتاب جيد جامع لم يخرج عن طريقة التفسير بالمأثور؛ إلا أنه بحاجة إلى بيان ما ضعف من المنقول. طبع الكتاب في ست مجلدات كبيرة. وهناك كتب كثيرة في التفسير بالمأثور لا يتسع المقام للتفصيل فيها، ككتاب "بحر العلوم" لأبي الليث السمرقندي "-373هـ".

وتفسير أبي إسحاق الثعلبي النيسابوري "- 427هـ"1، وتفسير ابن عطية الأندلسي الغرناطي "-546هـ"، وكتاب "الجواهر الحسان في تفسير القرآن" لأبي زيد عبد الرحمن بن محمد الثعالبي الجزائري "876هـ".

_ 1 لا بد لنا من أن نُنَبِّهَ أن هذا الكتاب محشو بالإسرائليات وبقصص الأمم الغابرة، وبالأحاديث الضعيفة من غير أن يشير إلى درجتها ... ومن ثم نقده بعض العلماء نقدًا مريرًا.

أهم مصادر التفسير بالرأي "بالمعقول"

ب - أهم مصادر التفسير بالرأي "بالمعقول": 1 5- الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل: للإمام أبي القاسم محمود بن عمر الخوارزمي الزمخشري، الملقب بجار الله "467- 538هـ"، وقد اشتهر هذا التفسير بين أهل العلم بالكشاف وهو من أشهر تفاسير المعتزلة، وإذا نظرنا إلى هذا التفسير بعيدا عما فيه من الاعتزال حكمنا أنه "لم يسبق مؤلفه إليه، لما أبان فيه من وجوه الإعجاز في غير ما آية من القرآن، ولما أظهر فيه من

_ 1 والمقصود من التفسير بالرأي -التفسير الممدوح عند العلماء لا التفسير المذموم- تفسير القرآن الكريم في ضوء معرفة المفسر للقرآن الكريم والسنة الطاهرة، مجتهدًا فيما لم يرد فيه تفسير بالاستعانة بمناحي أقوال العرب وألفاظ العربية، ووجوه دلالتها، واستعمال العرب لها في مختلف تلك الوجوه في أشعارهم وخطبهم، هذا إلى جانب جميع الخصائص التي يجب أن تتوفر في المفسر من معرفة كتاب الله وناسخه ومنسوخه وأسباب النزول، والقراءات، إلى جانب تَبَصُّرِهِ بالعربية وعلومها، وأصول الفقه والفقه وغير ذلك، وليس المقصود من التفسير بالرأي التفسيرَ بالهوى وفق الميول والشهوات كما يفعل بعض الفرق الضالة وبعض المنحرفين.

جمال النظم القرآني وبلاغته. وليس كالزمخشري من يستطيع أن يكشف لنا عن جمال القرآن وسحر بلاغته، لما برع فيه من المعرفة بكثير من العلوم؛ لا سِيَّمَا ما برز فيه من الإلمام بلغة العرب، والمعرفة بأشعارهم، وما امتاز به من الإحاطة بعلوم البلاغة والبيان والإعراب والأدب، ولقد أضفى هذا النبوغ العلمي والأدبي على تفسير الكشاف ثوبًا جميلًا لَفَتَ إليه أنظار العلماء وعلق به قلوب المفسرين"1 وقد استفاد من تفسير الزمخشري جل المفسرين الذين جاءوا بعده حتى من كان من أهل السنة، ولا شك في أن الزمخشري نحا في تفسيره سبيل الانتصار لآراء المعتزلة ومذهبهم2 ولولا المسائل الاعتزالية التي فيه، ولولا تلك الروح الغالبة عليه؛ لكان هذا التفسير في طليعة التفاسير

_ 1 التفسير والمفسرون ص433 ج1. 2 ومثال هذا أنه قال عند تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ... } "فإن قلتَ: ما الإيمان الصحيح؟ قلتُ أن يعتقد الحق، ويعرب عنه بلسانه ويصدقه بعمله؛ فمن أَخَلَّ بالاعتقاد وإن شهد وعمل فهو منافق، ومن أخل بالشهادة فهو كافر، ومن أخل بالعمل فهو فاسق" "الكشاف ص39 ج1"، تراه يفسر الإيمان بما يثبت به المنزلة بين المنزلتين وهي منزلة الفاسق بين منزلة المؤمن ومنزلة الكافر؛ فينفي الإيمان عن سليم العقيدة ما دام أنه قد أخل بواجب العمل. ومثال آخر من تفسيره في قوله تعالى {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} يقول الزمخشري: وإسناد الرزق إلى نفسه للإعلام بأنهم ينفقون الحلال المطلق الذي يستأهل أن يضاف إلى الله، ويعلق الشيخ الزرقاني عليه فيقول: وهذا إيماء ورمز إلى أن الرزق الحلال من الله، وأن الرزق الحرام من العبد. ويرد عليه أهل السنة بقوله سبحانه {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} فالله هو الخالق الرزاق لا غيره؛ سواء أكان الرزق حلالًا أم حرامًا، عن مناهل العرفان في علوم القرآن ص539 ج1.

الكبرى لما فيه من الفوائد الجليلة، في مختلف علوم الشريعة واللغة، ومن ثم؛ فقد كانت تلك الروح الغالبة على تفسير الزمخشري السبب الأول في تصدي كثير من المفسرين وغيرهم للرد عليه ردًا عنيفًا في كثير من المسائل الاعتقادية التي خالف فيها المعتزلة أهل السنة1. ومما تجب الإشارة إليه أنه ذكر في نهاية كل سورة حديثًا في فضلها وثواب قارئها؛ إلا أن جل ما ذكره ضعيف أو موضوع. وقد طبع هذا التفسير في أربعة أجزاء كبيرة، وطبع على هامشه عدة كتب، منها كتاب "الكافي الشافي في تخريج أحاديث الكشاف" للإمام شيخ الإسلام شهاب الدين بن حجر العسقلاني "- 852هـ". وذلك سنة "1365هـ -1946م". بتحقيق مصطفى حسين أحمد؛ ولهذا التفسير طبعات أخرى. 6- البحر المحيط: للإمام النحوي المفسر أثير الدين أبي عبد الله محمد بن يوسف بن علي "ابن حيان" الأندلسي الشهير بأبي حيان "654 - 745هـ" يُعَدُّ هذا الكتاب المرجع الأول للوقوف على وجوه إعراب ألفاظ القرآن الكريم؛ حتى إنه أكثر من المسائل النحوية وذكر الخلاف بين أهلها، ولم يقصر أبو حيان في ذكر وجوه القراءات وأسباب النزول والناسخ والمنسوخ، ومذاهب الفقهاء، وأقوال السلف، وكثيرًا ما يحيل على كتب الفقه والنحو، ويذكر ما في الآيات من علم البيان والبديع؛ فيبدأ بذكر مفردات الآية جملة، ويبين جميع ما أسلفنا من نحو وفقه وبيان، ثم يشرحها بعبارة موجزة بليغة، كما أنه ينقل أحيانًا عن بعض مؤلفات من سبقه؛ فجاء تفسيره جامعًا ولو غلبت عليه الناحية النحوية2.

_ 1 انظر التفسير والمفسرون ص454 - 474 ج1. 2 طبع الطبعة الأولى في ثماني مجلدات كبيرة سنة 1328- 1329هـ في مطبعة السعادة بمصر وطبع على هامشه تفسيران موجزان "النهر الماد من البحر" لأبي حيان و "الدرر اللقيط من البحر المحيط" لتلميذ أبي حيان الإمام تاج الدين أبي محمد أحمد بن عبد القادر القيسي النحوي "682 - 749هـ".

7- مفاتيح الغيب: للإمام فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن الرازي "544 - 606هـ"، هذا التفسير كبير ضخم طبع في اثنين وثلاثين جزءًا، يعد من أكبر كتب التفسير بالرأي؛ بل أكبرها، وهو كتاب جليل جامع، يمتاز على غيره بالأبحاث الفياضة في شتى العلوم، يذكر مناسبة السورة مع غيرها، ثم يذكر المناسبات بين الآيات1، كما يكثر من الاستطراد في العلوم الكونية وعلم الكلام، ويعرض لأقوال الفلاسفة ويناقشها ويردها بما يتفق ومذهب أهل السنة "منتصرًا للأشاعرة"2، ويكثر الاستنباط والكشف عن أسرار الآيات؛ فكثيرًا ما يقول "الاستنباطات العقلية لسورة كذا.." ولا يكاد يمر بآية من آيات الأحكام إلا ويعطيها حقها من البحث وذكر مذاهب الفقهاء واستنباطاتهم وأدلتهم، وقد يدعوه البحث إلى الاستطراد في بعض المسائل الأصولية والنحوية والبلاغية ويتوسع فيها توسعًا غير

_ 1 انظر على سبيل المثال سورة الفاتحة في تفسير {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} . 2 إنه لا يدع فرصة تمر دون أن يعرض لمذهب المعتزلة؛ فيذكر أقوالهم ويفندها ويرد عليها، ويستفرغ وسعه في عرض دليل الخصم ومذهبه، ثم يرد عليه؛ ولكن بعضهم يرى أن رده لا يكون كافيًا شافيًا. انظر لسان الميزان ص427 ج4 وقارن ب "التفسير والمفسرون" 294 ج1. وقال ابن تيمية في صنيع الرازي: ".. وينصر الإسلام وأهله في مواضع كثيرة، كما يشكك أهله ويشكك غير أهله في أكثر المواضع. وقد ينصر غير أهله في بعض المواضع؛ فإن الغالب عليه التشكيك والحيرة، أكثر من الحزم والبيان." مجموع فتاوى ابن تيمية من 213 - 214 ج16.

مخل، كما أنه لم يقصر في تفنيد مذاهب وأقوال بعض الفرق الضالة في مواضعها المناسبة من كتابه،.. وغير ذلك مما رأى الرازي أنه يستوفي الغرض المطلوب من تفسيره؛ ولكن المنية اخترمت الإمام الرازي قبل أن يتم تفسيره؛ فأتمه بعض من جاء بعده، متبعًا أسلوبه ومنهجه، من غير أن يشير إلى الموضع الذي انتهى إليه الرازي؛ لهذا اجتهد العلماء في تحديد ذلك والوقوف عليه. طبع الكتاب كاملًا مرارًا وحقق إحدى طبعاته الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد سنة "1352هـ"1. 8- فتح القدير في الجمع بين الرواية والدراية في التفسير: للإمام المحدث المفسر الفقيه محمد بن علي بن محمد الشوكاني الصنعاني"1173 - 1250هـ". وهذا الكتاب من أحسن الكتب التي جمعت بين التفسير بالدراية والتفسير بالرواية2، ويعد أصلًا من أصول التفسير، وقد استفاد من كتب السابقين وأضاف عليها، واجتهد في بعض المسائل، وخالف بعض العلماء فيها، وطريقته في التفسير أنه يذكر الآيات، ثم يفسرها تفسيرًا معقولًا، وكثيرًا ما ينقل عن أصحاب كتب التفسير، ويذكر القراءات المتعددة وقراءها. كما

_ 1 درس أخونا الأستاذ محمد صالح الزركان رحمه الله الإمام الرازي دراسة وافية في رسالته "الرازي وآراؤه الفلسفية والكلامية" التي نال بها درجة الماجستير من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة وقد طبعت سنة 1392هـ - 1972م بدار الفكر في بيروت. 2 عَدَّ بعض المؤلفين هذا الكتاب في جملة كتب التفسير التي صنفها علماء الزيدية من الشيعة؛ ولكنك لن ترى فيه ما يخرج عن عقيدة السلف، ولن ترى فيه أي تعصب للزيدية، وقد أشار الأستاذ محمد حسين الذهبي إلى أن هذا الكتاب لا يعطي الصورة الواضحة للتفسير عند الإمامية الزيدية. انظر التفسير والمفسرون ص299 ج2.

يعتمد على أقوال اللغويين وينقل عنهم ويتعرض لإعراب كثير من الألفاظ ويذكر مذاهب الفقهاء في آيات الأحكام كما يذكر أدلتهم، وكثيرًا ما يرجح قولًا على غيره أو يدلي برأيه في المسألة، وهو أهل لذلك، وفي ختام المطاف من تفسير بعض الآيات يذكر الأحاديث والأخبار التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن السلف في تفسير تلك الآيات. ومما يؤخذ عليه أنه يذكر بعض الأخبار الضعيفة ويذكر من أخرجها من غير أن يشير إلى درجة الخبر، ويترك للقارئ أن يراجع تلك الأصول ليقف على درجة تلك الأخبار، وليته نص على درجتها -وهو من أهل الحديث- ليسهل على القارئ معرفة حقيقتها ودرجتها، هذا إلى جانب سكوته عن بعض أخبار لم تثبت عند أهل السُّنَّة، وهي لا تخفى على أهل العلم. ومع هذا؛ فالكتاب قيم ممتاز يسد فراغًا كبيرًا في المكتبة الإسلامية، لما جمع من الميزات الكثيرة التي لم تجتمع كاملة في غيره من التفاسير. طبع الكتاب في خمس مجلدات بمصر. وتكرر طبعه. 9- تفسير القاسمي المسمى "محاسن التأويل": لعلامة بلاد الشام الشيخ محمد جمال الدين القاسمي"1283 - 1332هـ 1866 - 1914م": وهو كتاب قَيِّم جامع يضم فوائد جليلة، ويوقف الباحث على دقائق فريدة، قال القاسمي رحمه الله تعالى في مقدمة تفسيره " ... أودعه ما صفا من التحقيقات، وأوشحه بمباحث هي المهمات، وأوضح فيه خزائن الأسرار، وأنقد فيه نتائج الأفكار، وأسوق إليه فوائد التقطتها من تفاسير السلف العابر، وفرائد عثرت عليها في غضون الدفاتر، وزوائد استنبطتها بفكري القاصر، مما قادني الدليل إليه، وقوى اعتمادي عليه، وسيحمد السابح في لججه، والسائح في حججه، ما أودعته من نفائسه الغريبة البرهان، وأوردته

من أحاديثه الصحاح والحسان، وبدائعه الباهرة للأذهان؛ فإنها لباب اللباب، ومهتدى أولي الألباب، ولم أطل ذيول الأبحاث بغرائب التدقيقات؛ بل اخترت حسن الإيجاز في حل المشكلات. اللهم إلا إذا قابلت فرسان مضمار الحق جولة الباطلات؛ فهناك تصوب أسنة البراهين نحو نحور الشبهات ... لا قدرة لأحد على استيفاء جميع ما اشتمل عليه الكتاب، وما تضمنه من لباب الألباب؛ لأنه منطوٍ على أسرار مصونة، وجواهر حكم مكنونة، لا يكشفها بالتحقيق إلا من اجتباه مولاه، ولا تتبين حقائقها إلا بالتلقي عن خيرته ومصطفاه. وقد حليت طليعته بتمهيد خطير1، في مصطلح التفسير، وهي قواعد فائقة، وفوائد شائقة، جعلتها مفتاحًا لمغلق بابه ومسلكا لتسهيل خوض عبابه، تعين المفسر على حقائقه، وتطلعه على بعض أسراره ودقائقه"2. والحق أن القاسمي رحمه الله وفى بكل ما جاء في هذا التمهيد؛ فكشف عن كثير من أسرار آيات الذكر الحكيم، وبَيَّن مذاهب الفقهاء في آيات الأحكام بأسلوب واضح مشرق، كما عزا الأحاديث والأخبار إلى مخرجيها، ومما يتميز به كتابه أنه حين ينقل عن العلماء بعض أقوالهم ينسبها إلى كتبهم؛ مما يسهل على الباحث

_ 1 تناول في هذه المقدمة القيمة قواعد دقيقة جليلة لمعرفة أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، وتكلم في القراءات الشاذة، وفي قصص الأنبياء، كما تناول بالبحث الأحرف السبعة والقراءات، وثمرة اختلاف القراءات وأنواعها، وذهب إلى أن الصواب في آيات الصفات هو مذهب السلف، واختتم هذه المقدمة الحافلة بالعلوم؛ ببيان أن القرآن الكريم قد انطوى على البراهين والأدلة، وألحق بذلك بيان شرف علم التفسير ومنزلته، وقد استوعبت هذه المقدمة المجلد الأول بكامله. 2 محاسن التأويل ج1 ص5 -6.

مراجعة ذلك في أصوله. هذا إلى جانب الفوائد العلمية الكثيرة، والتحقيقات الدقيقة التي ضمنها تفسيره؛ فغدا هذا السِّفْر العظيم من أجمع وأعمق مادُوِّن في تفسير القرآن الكريم. وقد طبع في سبعة عشر جزءًا متوسطًا سنة "1376 - 1380هـ" بمصر، وأشرف على طبعه وعزو آياته وأحاديثه محمد فؤاد عبد الباقي. 10- في ظلال القرآن: للكاتب الإسلامي الكبير سيد قطب "1906 - 1966م"رحمه الله، إنه لون جديد من التفسير، ومنهج فريد، جمع بين المنقول والمعقول، بأسلوب شائق جذاب يتدفق من قلب استشعر مقاصد القرآن الكريم وغاياته، وأحسن الربط بين سوره وآياته، وفكر غاص على دقائقه ولآلئه؛ فتمثل القرآن الكريم وحاول أن يسطر ما خالج نفسه وروحه1؛ لهذا قد تختلف الآراء في إلحاق

_ 1 قال سيد قطب في مقدمة تفسيره:"في ظلال القرآن، عنوان لم أتكلفه؛ فهو حقيقة عشتها في الحياة؛ فبين الحين والحين كنت أجد في نفسي رغبة خفية في أن أعيش في ظل القرآن فترة، أستروح فيها مالًا أستروحه في ظل سواه. فترة تصلني بالسماء، وتفتح لي فيها نوافذ مضيئة وكوى مشعة، وهي في الوقت ذاته تثبت قدمي في الأرض، وتشعرني أني أقف على أرض صلبة، لا تدنسها الأوحال، ولا تزل فيها الأقدام. وكانت تعن لي في هذه الجولات خواطر متناثرة، خواطر في العقيدة، وخواطر في النفس، وخواطر في الحياة، وخواطر في الناس. كنت أكتفي بأن أعيشها ولا أسجلها؛ فقد كان حسبي أن أعيش هذه اللحظات في تلك الظلال؛ فلما أن صدرت "المسلمون" وكان علي أن أشترك في تحريرها بمقال شهري، ووَدَّ صاحبها الصديق أن لو كان هذا المقال في موضوع مسلسل، أو تحت عنوان دائم ... قفز إلى ذهني هذا العنوان "في ظلال القرآن"، ووددت لو سجلت هذه الخواطر التي تتوارد علي أحيانًا وأنا أحيا في ظل القرآن؛ ذلك مبدأ القصة ثم طمحت الرغبة، وامتد الأفق إلى محاولة أخرى. ماذا لو عشت فترات في ظل هذا القرآن كله؛ فسجلت كل ما يخالج نفسي، وأنا أستروح هذا الجو العلوي الطليق؟ إنه ليكون كسبًا لا يعدله كسب لروحي أَوَّلًا ولذاتي، وربما شاركني فيه الناس؛ إذا أنا جمعته لهم في كتاب. ووفق الله وسرت في هذا...." مقدمة في ظلال القرآن الطبعة الثانية وقارن بمقدمة الطبعة الخامسة.

هذا التفسير بمنهج من مناهج التفسير المعروفة، وقد ذكر سيد قطب رحمه الله في مقدمته ما يدل على هذا فقال: "وبعد فقد يرى فريق من قراء هذه "الظلال" أنها لون من تفسير القرآن، وقد يرى فريق آخر أنها عرض للمبادئ العامة للإسلام كما جاء بها القرآن، وقد يرى فريق ثالث أنها محاولة لشرح ذلك الدستور الإلهي في الحياة والمجتمع، وبيان الحكمة في ذلك الدستور، أما أنا فلم أعتمد شيئًا من هذا كله، وما جاوزت أن أسجل خواطري، وأنا أحيا في تلك الظلال. كل ما حاولته ألا أغرق نفسي في بحوث لغوية أو كلامية أو فقهية، تحجب القرآن عن روحي، وتحجب روحي عن القرآن. وما استطردت إلى غير ما يوحيه النص القرآني ذاته من خاطرة روحية أو اجتماعية أو إنسانية، وما أحفل القرآن بهذه الإيحاءات. كذلك حاولت أن أُعَبِّر عما خالج نفسي من إحساس بالجمال الفني العجيب في هذا الكتاب المعجز، ومن شعور بالتناسق في التعبير والتصوير، ولقد كانت هذه إحدى أماني منذ أن فرغت من كتاب "التصوير الفني في القرآن" قبل ثمانية أعوام -"أي نحو عام 1364هـ"- وسجلت فيه ما بدا لي واضحًا يومذاك: أن التصوير هو القاعدة الواضحة في التعبير القرآني الجميل. كانت إحدى أماني أن يوفقني الله إلى عرض القرآن في هذا الضوء. ثم كمنت هذه الرغبة أو

توارت؛ حتى ظهرت مرة أخرى في هذه الظلال. ولقد سرت في هذا العمل الجديد على أساس عرض كل مجموعة من الآيات التي يربط بينها سبب خاص، ويظللها ظل خاص، في صورة درس قرآني، وقد تكون هذا الآيات ربعًا من القرآن أو أقل أو أكثر، لم أتقيد بهذا على وجه الدقة؛ إنما تقيدت فقط بأن يكون كل "جزء" من أجزاء القرآن الثلاثين في جزء من هذه السلسلة".. ويسعنا أن نقول بإيجاز: إن سيد قطب عرض الإسلام من خلال تفسير القرآن الكريم عرضًا واضحًا شاملًا لعقيدته، وشريعته، وأخلاقه ومقاصده وغاياته، وبَيَّن انعكاس ذلك وآثاره في الفكر والوجدان والسلوك في جميع مناحي الحياة الفردية والاجتماعية، وجوانبها المختلفة وأحوالها المتعددة المتبدلة، وأَمَدَّ القارئ بالنماذج التطبيقية الخالدة. وقد جمع الكاتب في تفسيره بين عمق البحث وأصالته وشموله، ورشاقة الأسلوب وجمال العرض والتعبير وكان هذا سبب انتشاره واشتهاره بين العامة والخاصة؛ حتى إنه طبع ست مرات في ثلاثين جزءًا متوسطًا. 11- التفسير الحديث: للكاتب الإسلامي المعاصر محمد عزة دروزة، عرض في كتابه هذا لتفسير القرآن الكريم حسب أسباب النزول وزمانها، قال في مقدمة كتابه: ولقد رأينا أن نجعل ترتيب التفسير وفق ترتيب نزول السورة؛ بحيث تكون أولى السور المفسرة سورة العلق ثم القلم، ثم المزمل إلى أن تنتهي السور المكية، ثم سورة البقرة؛ فسورة الأنفال إلى أن تنتهي السور المدنية؛ لأننا رأينا هذا يتسق مع المنهج الذي اعتقدنا أنه الأفضل لفهم القرآن وخدمته؛ إذ بذلك يمكن متابعة السيرة النبوية زمنًا بعد زمن، كما يمكن متابعة أطوار التنزيل ومراحله بشكل أوضح وأدق، وبهذا وذاك يندمج

القارئ في جَوِّ نزول القرآن وجو ظروفه ومناسباته ومداه، ومفهوماته، وتتجلى له حكمة التنزيل. وقد قلبنا وجوه الرأي حول هذه الطريقة، وتساءلنا عَمَّا إذا كان فيها مساس بقدسية المصحف المتداول؛ فانتهى بنا الرأي إلى القرار عليها؛ لأن التفسير ليس مصحفًا للتلاوة من جهة، وهو عمل فني أو علمي من جهة ثانية، ولأن تفسير كل سورة يصح أن يكون عملًا مستقلًا بذاته، لا صلة له بترتيب المصحف، وليس من شأنه أن يَمَسَّ قدسية ترتيبه من جهة ثالثة. ولقد أُثِرَ عن علماء أعلام، قدماء ومحدثين تفسيرات لوحدات وسور قرآنية، ولم نر نقدا لهذا أو ذاك؛ مما جعلنا نرى السير على هذه الطريقة سائغًا؛ لا سيما والقصد منه خدمة القرآن بطريقة تكون أكثر نفعًا، وليس هو الانحراف والشذوذ والله أعلم بالنيات"1. ومنهجه في تفسيره أن يقدم للسورة بتعريف موجز يبين فيه الخطوط الكبرى التي تدور حولها السورة، وأهم ما امتازت به، وترتيب نزولها، وما فيها من مكي ومدني، ثم يورد المجموعة التي سيفسرها، وقد تكون من آيات كثيرة أو قليلة، تشكل وحدة موضوعية يصح الوقوف عندها من حيث المعنى والسياق، ثم يشرح كلماتها الغريبة شرحًا موجزًا، ويبين مدلول الجملة بعيدا عن الاستطرادات اللغوية، وقد يستغنى عن الشرح مكتفيًا ببيان الهدف والمدلول إذا كانت عبارة الجملة واضحة نظمًا ولغة. ويشير بإيجاز إلى ما روي في مناسبة نزول الآيات، ويكشف عما تحتويه من أحكام ومبادئ، ويربط ما دار حول المجموعة المفسرة من صور ومشاهد من

_ 1 التفسير الحديث ج1 ص8 - 9

السيرة النبوية؛ لأن مثل هذا الربط له أثره البعيد في بيان سير الدعوة، وكثيرًا ما يكشف عن صلة ما يرد في القرآن الكريم -من قصص أو ترغيب أو ترهيب- بالمبادئ والأهداف، ولا يقتصر في بيان القرآن بالقرآن كلما استطاع إلى هذا سبيلًا، ونراه يضع عناوين للموضوعات والتعليقات الهامة التي يتناولها في شرحه وبيانه. ونستطيع أن نقول: إنه حاول أن يعرض الإسلام وسير الدعوة إلى الله عز وجل من خلال القرآن الكريم، طيلة زمن التنزيل الذي استغرق ثلاثة وعشرين عامًا، طبع هذا التفسير في اثني عشر جزءًا وسطًا بين سنتي "1381 - 1383هـ / 1962 - 1964م". في دار إحياء الكتب العربية بالقاهرة. وكان الأستاذ محمد عزة دروزة قد نشر كتابه "اليهود في القرآن" قديمًا، وصدر له حديثًا كتاب "القرآن والمبشرون" يَرُدُّ فيه على بعض المفاهيم المنحرفة لبعض المبشرين ويوضح الحق بالقرآن. كما يطبع أيضًا "القرآن والملحدون" يفند فيه بعض شبهات بعض الملاحد تفنيدًا علميًا، ويبرز وجه الحق لا شية فيه. وإذا انتهى بنا المطاف عند هذا القدر من أمهات كتب التفسير بالمعقول؛ فلا بد لنا من أن ننوه بأن هناك مؤلفات كثيرة لم نذكرها مخافة الإطالة على القارئ، ولم نضرب عن ذكرها لغير ذلك، وهي جليلة وكثيرة، كتفسير البيضاوي1،

_ 1 المسمى بـ "أنوار التنزيل وأسرار التأويل" لقاضي القضاة ناصر الدين عبد الله بن عمر البيضاوي الشافعي المتوفى سنة "691هـ" وقيل غير ذلك. وهو تفسير جليل جمع بين التفسير والتأويل على أصول اللغة العربية، وقرر فيه الأدلة على منهاج أهل السنة والجماعة، وقد استفاد من كتب السابقين وخاصة الكشاف، وتجنب ما فيه من الآراء الاعتزالية كما استفاد من تفسير الرازي والراغب الأصفهاني، وما جاء عن الصحابة والتابعين، فأحسن الجمع والعرض، والكشف عن أسرار القرآن الكريم وآياته. وختم كل سورة بما يروى في فضلها من الأحاديث. وما يترتب على قراءتها من الأجر والثواب؛ غير أنه لم يتحر فيها الصحيح؛ بل ذكر الضعيف والموضوع. ومع هذا كله فالكتاب جيد دقيق جامع لكثير من العلوم والمعارف. لقي القبول من العامة والخاصة وحظي بعناية بعض العلماء الذين وضعوا عليه عدة حواش كحاشية الشهاب الخفاجي وحاشية سعدي أفندي وغيرهما طبع الكتاب عدة مرات، كما طبع على هامش تفسير الخطيب الشربيني بالمطبعة الخيرية بمصر.

وتفسير النسفي1، وتفسير الخازن2 ... وتفسير

_ 1 للإمام عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي -نسبة إلى نسف من بلاد ما وراء النهر- الحنفي المتوفي سنة"701هـ"، استفاد النسفي من مصنفات السابقين وأحسن العرض والبيان، وقد ذكر منهجه في مقدمة كتابه فقال: "سألني من تتعين إجابته، كتابًا وسطًا في التأويلات، جامعًا لوجوه الإعراب والقراءات، متضمنًا لدقائق علمي البديع والإشارات، خاليًا بأقاويل أهل السنة والجماعة، خاليًا عن أباطيل أهل البدع والضلالة؛ ليس بالطويل الممل ولا بالقصير المخل؛ حتى شرعت فيه بتوفيق الله والعوائق كثيرة، وأتممته في مدة يسيرة، وسميته بمدارك التنزيل وحقائق التأويل"، ولم يَحْشِهِ بالإسرائيليات، وإذا ذكر خبرًا منها أشار إليه وعقب عليه. وقد يسكت عنه أحيانًا؛ فخرج كتابه جليلًا سهلًا دقيقًا وصار بين الناس متداولًا مشهورًا طبع في أربعة أجزاء متوسطة. 2 المسمى بـ "لباب التأويل في معاني التنزيل" للشيخ علاء الدين علي بن محمد بن إبراهيم البغدادي الشافعي المعروف بالخازن "678 - 741هـ" اختصر الخازن كتابه من كتاب معالم التنزيل للبغوي وضم إليه بعض ما نقله من تفاسير المتقدمين، وعزا الأخبار إلى مصادرها وحذف الأسانيد ولم يزد على ذلك، كما ذكر في مقدمة كتابه؛ ولكنه توسع في ذكر الإسرائيليات من غير أن يعقب عليها، وأحيانًا يبين ضعف ما ينقل ولكن هذا قليل، وله ولوع بالتوسع في الأخبار التاريخية، كما أنه لم يهمل الأمور الفقهية وما يتعلق بالترغيب والترهيب والوعظ والإرشاد. طبع الكتاب في سبعة أجزاء متوسطة. وهو متداول مشهور.

النيسابوري1. .... وتفسير الجلالين2، وتفسير الخطيب

_ 1 للإمام الحافظ المفسر المقرئ نظام الدين الحسن بن محمد الحسين الخراساني النيسابوري المتوفى في القرن الثامن من الهجرة، المسمى بـ "غرائب القرآن ورغائب الفرقان" اختصر النيسابوري في كتابه هذا تفسير الفخر الرازي وهَذَّبَه، كما ضم إليه بعض ما جاء في تفسير الزمخشري وغيره من كتب السابقين. إلى جانب ما ثبت عنده من مرويات الصحابة والتابعين. وأعمل الفكر في كل هذا وعرضه بأسلوب سهل، وعبارة مشرقة، وحقق كثيرًا من المسائل واستدرك فيها على الرازي كما استدرك على الزمخشري، واعتنى بذكر القراءات ونسبتها إلى أصحابها، ويذكر الوقوف وتعليل كل وقف منها، كما يذكر المناسبات بين الآيات وبين السابق واللاحق، واعتنى إلى جانب كل هذا بالأحكام الفقهية، وفصل المذاهب وذكر أدلتها، ولم يَفُتْهُ بعد الانتهاء من تفسير آية أو عدة آيات أن يذكر كثيرًا من الترغيب والترهيب مما يفتح الله به عليه، وهنا تتجلى النزعة الصوفية للإمام النيسابوري رحمه الله. وقد أشار النيسابوري في آخر تفسيره إلى ما جاء في كتابه وإلى المصادر التي استقى منها وهي كثيرة أصيلة في التفسير واللغة وأسباب النزول والفقه والتأويل وغير ذلك؛ فكان كتابه جامعًا لدرر السابقين؛ خاليًا من الحشو ومما لا صلة له بالتفسير. طبع على هامش تفسير ابن جرير الطبري. 2 اشترك في تصنيف هذا التفسير الإمام جلال الدين السيوطي أحمد المحلي الشافعي "791 - 864هـ"، والإمام جلال الدين السيوطي "849 - 911هـ"؛ فقد بدأ المحلي التفسير من أول سورة الكهف إلى آخر سورة الناس، ثم فسر سورة الفاتحة، واخترمته المنية قبل أن يتم تفسير القرآن الكريم، وجاء الإمام السيوطي بعده، فَأَتَمَّ تفسير ما لم يفسره المحلي؛ فابتدأ بتفسير سورة البقرة، وانتهى عند آخر سورة الإسراء على منهاج الإمام المحلي، وبهذا أكمل هذا التفسير بجهدي إمامين كبيرين من أئمة القرن التاسع؛ فكان تفسيرهما لطيفًا موجزًا اعتمد فيه المحلي والسيوطي أرجح الأقوال في التفسير، ونبه كل مهما على القراءات المختلفة والمشهورة، وأعربا ما يحتاج إلى إعراب؛ فكان تفسيرًا مختصرًا جامعًا شاملًا لكل ما يحتاج إليه فهم الآيات الكريمة، ومن ثم كثر انتشاره، وعمت فائدته، وتداوله العامة والخاصة، وطبع مرارًا كثيرة، وحظي بعدة حواش. أشهرها حاشية الجمل، وحاشية الصاوي.

الشربيني1، وتفسير أبي السعود2، وتفسير الآلوسي3 وغيرها.

_ 1 المسمى بـ "السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير" للإمام شمس الدين محمد بن محمد الشربيني القاهري الشافعي الخطيب، "- 977هـ" استفاد الخطيب من مصنفات من سبقه، واقتصر في تفسيره على أرجح الأقوال، وإعراب ما يحتاج إليه، وذكر أن ما يذكره من القراءات في تفسيره؛ فهو من القراءات السبع المشهورة، وضمنه الأحاديث الصحاح والحسان ونبه إلى الأحاديث الموضوعة والضعيفة التي استشهد بها بعض السابقين في فضائل السور، وما يكتب لقارئها من الأجر؛ فنراه يتعقب الزمخشري والبيضاوي فيما ذكراه من الأحاديث الموضوعة في فضائل السور؛ إلا أنه وإن أَقَلَّ من ذكر الإسرائيليات؛ لكنه لم يعقب على بعضها، ولم يقصر في بيان مذاهب الفقهاء وذكر أدلتهم. وكان معتدلًا في ذلك، وقد اعتنى إلى جانب هذا بذكر المناسبات بين السور والآيات وبتقرير الأدلة وتوجيهها. طبع الكتاب في أربعة أجزاء كبيرة، وهو مشهور متداول بين أهل العلم، وطبع على هامشه تفسير البيضاوي. 2 وهو الموسوم بـ "إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم" المشهور بِكُنْيَةِ مؤلفه، وهو أبو السعود محمد بن محمد مصطفى العمادي الحنفي "893 - 982هـ"، أحد كبار علماء تركيا ومفتيها، استفاد أبو السعود من مؤلفات من سبقه وأخذ لبابها، وترك حشوها؛ فكان من أحسن التفاسير، قال الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني في تفسير أبي السعود: "تفسير رائع ممتاز، يستهويك حسن تعبيره، ويروقك سلامة تفكيره، ويروعك ما أخذ نفسه من تجلية بلاغة القرآن، والعناية بهذه الناحية المهمة في بيان إعجازه مع سلامة في الذوق، وتوفيق في التطبيق، ومحافظة على عقائد أهل السنة، وبعد عن الحشو والتطويل" عن مناهل العرفان ص535 - 536 طبع هذا التفسير مرارًا في خمسة أجزاء. 3 واسم هذا التفسير "روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني" للعلامة المحقق شهاب الدين محمد الآلوسي البغدادي مفتي بغداد "1217 - 1270هـ"، وهذا التفسير من أَجَلِّ التفاسير وأوسعها وأجمها، جمع بين المنقول والمعقول، وأعطى كل بحث حقه من البيان والإيضاح، يبين أسباب النزول والمناسبات بين السور، والمناسبات بين الآيات، ويذكر وجوه القراءات المتواترة وغير المتواترة، كما اهتم بالمسائل الكونية حين فسر الآيات الكونية، وبين وجوه الإعراب وما له صلة بالصناعة النحوية ولم يترك آية من آيات الأحكام؛ إلا بين فيها مذاهب الفقهاء وأدلتهم بروح علمية بعيدة عن التعصب، كما أنه لم يسكت عن أقوال المخالفين لأهل السنة؛ بل فندها وبين وجه الحق، وتتبع الروايات المنكرة والموضوعة وبين زيفها، فخرج كتابه موسوعة علمية تفسيرية قيمة، وإلى جانب هذا لم يفت الإمام الآلوسي أن يبين ما يفهم من النصوص من طريق الإشارة؛ فبعد أن يفرغ من الكلام عن كل ما يتعلق بظاهر الآيات يتكلم عن التفسير الإشاري فيها. طبع الكتاب في ثلاثين جزءًا في المطبعة المنيرية بمصر.

أهم مصادر تفسير آيات الاحكام"التفسير الفقهي"

ج- أهم مصادر تفسير آيات الأحكام "التفسير الفقهي": أفرد بعض الفقهاء آيات الأحكام بالتفسير من غير أن يتعرضوا إلى تفسير القرآن الكريم من أوله إلى آخره كما هو شأن التفاسير السابقة؛ بل اكتفى هؤلاء المفسرون بتفسير آيات الأحكام، وأهم هذه التفاسير: 11- أحكام القرآن: لأبي بكر أحمد بن علي الرازي الحنفي المشهور بالجصاص "305 - 370هـ" لقد عرض الجصاص سور القرآن كلها؛ ولكنه لم يتكلم إلا في آيات الأحكام؛ فيذكر الأحكام التي تستنبط من الآيات، وكثيرًا ما يستطرد فيذكر بعض مسائل الفقه وما فيها من خلافيات بين الأئمة، ويذكر الأدلة؛ حتى إنك تشعر وأنت تقرأ تفسير بعض الآيات أنك تقرأ كتابًا في الفقه المقارن لتوسعه في المسائل الفقهية وذكر مذاهب الفقهاء وأدلتهم. طبع الكتاب في ثلاثة

أجزاء كبيرة1. سنة 1347هـ بالمطبعة البهية المصرية وصور أخيرًا في بيروت. 12- أحكام القرآن: لأبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي "150 - 204هـ" جَمَعَهُ الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الشافعي النيسابوري " 458هـ" وقد ذكر البيهقي أن للشافعي كتابًا في أحكام القرآن2؛ ولكنه لم يصلنا، وهذا الكتاب جمعه البيهقي من نصوص الإمام الشافعي في كتبه وكتب أصحابه أمثال المزني والبويطي وأبي ثور ... ونقلها وأَيَّدَهَا بالسنة الواردة؛ فيذكر الآية ويبين ما يستنبط منها من الأحكام وما روي عن الشافعي فيها، ويعرض ذلك بأسلوب واضح. وقد يتعرض لمناقشة أدلة المخالفين برفق وإنصاف؛ فجاء الكتاب جامعًا لما روي من الأحكام في جل أبواب الفقه على مذهب الشافعي رحمه الله من خلال آيات الأحكام، وهو كتاب قيم جامع لا يستغنى عنه مشتغل في التفسير أو الفقه. طبع في مجلدين متوسطين سنة "1371هـ" بمصر بإشراف السيد عزت العطار الحسيني. كما حققه تحقيقًا واسعًا ومطولًا الشيخ عبد الغني عبد الخالق. 13- أحكام القرآن: للإمام القاضي أبي بكر محمد بن عبد الله بن محمد المعافري الأندلسي الإشبيلي المالكي المشهور بابن العربي "468 - 543هـ" يذكر ابن العربي السورة من القرآن الكريم ويذكر عدد آيات الأحكام التي فيها، ثم يشرحها آية آية.. قائلًا

_ 1 لم يتح لنا ضيق الوقت مراجعة جميع هذا التفسير، وقد ذكر الأستاذ محمد حسين الذهبي أن الجصاص كان يتعصب لمذهبه الحنفي كما يحمل على مخالفيه، وذكر أمثلة لذلك، كما ذكر أنه حمل على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما ودلل على ذلك انظر التفسير والمفسرون ص106-109 ج3. 2 انظر ص14 ج1 من أحكام القرآن.

الآية الأولى وفيها سبع مسائل "مثلًا"، المسألة الأولى ويذكر المسائل ويفصل القول فيها. والكتاب قيم جامع لولا أن المؤلف يعتسف أحيانًا ويرد على مخالفيه ردودًا لاذعة مقذعة؛ إلى جانب إنصافه الواضح في كتابه؛ ولكن هذا الإنصاف لا يلبث أن تشوبه العاطفة المذهبية في بعض الأحيان فيخرج من الحياد إلى التعصب في بعض المسائل1، ولا بد من الإشارة إلى أنه كثيرًا ما يحتكم إلى اللغة في استنباط بعض المعاني، وأنه لم يخض في الإسرائيليات، ولم يعتمد الأحاديث الضعيفة بل حذر منها. طبع الكتاب طبعة جديدة في أربعة أجزاء بتحقيق علي محمد البجاوي سنة 1376هـ - 1957م بالقاهرة. 14- الجامع لأحكام القرآن: للإمام المفسر أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري الأندلسي القرطبي "671هـ"، هذا الكتاب من أجمع ما صنف في تفسير آيات الأحكام؛ فقد سلك أسباب النزول والقراءات ووجوه الإعراب وتخريج الأحاديث وبيان غريب الألفاظ القرآنية وما يحتاج إلى بيانه بالاستشهاد بأشعار العرب وغير ذلك مما يزيد في إيضاح واستنباط الأحكام، سلك ذلك في عقد متناسق، وضم إليه كثيرًا من أقوال السلف، ونقل عن بعض من سبقه وعزا كل قول إلى صاحبه، وأفاد في آيات الأحكام بوجه خاص من كتاب أحكام القرآن لابن العربي، وذكر المذاهب الفقهية في آيات الإحكام وألحق بها الأدلة؛ حتى استوفى ما أراد من تفسيره، من غير أن يحشوه بغرائب القصص وضعيف الأخبار من الإسرائيليات وغيرها، ومُطَالِع هذا التفسير يَقِفُ على إمامة القرطبي وإنصافه وعدم تعصبه، كما يقف على مناقشاته العلمية الدقيقة وردوده القوية، وقد طبع هذا

_ 1 انظر أحكام القرآن لابن العربي ص194 ج1 ص318 ج1 وقارن بـ "التفسير والمفسرون" ص118 ج3 وما بعدها.

الكتاب في عشرين جزءًا كبيرًا في مطابع دار الكتب المصرية بالقاهرة الطبعة الأولى سنة "1935 - 1950م" وطبع مرة ثانية، وطبع أخيرًا في مصر بإشراف الدار القومية للطباعة والنشر.

رابعا: بعض المصادر والمراجع في علوم القرآن

رابعاً: بعض المصادر والمراجع في علوم القرآن. 1- البرهان في علوم القرآن: للإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي "745 - 794هـ"، وهذا الكتاب من أجمع ما صنف في علوم القرآن1، جمع فيه زبدة ما صنف قبله وأضاف عليها وحقق مسائل كثيرة، ووضح ما أغلق، وبين ما أشكل في مختلف العلوم التي نشأت حول القرآن الكريم، وجعلها في سبعة وأربعين نوعًا، أعطى كل نوع حقه من البحث والدرس والبيان2، فَغَدَا كتابه من أجمع الكتب ومن أكثرها فائدة طبع هذا الكتاب طبعة جيدة في أربع مجلدات كبيرة بتحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم سنة "1376هـ - 1957م" بمصر.

_ 1 وعلوم القرآن هي مجموعة العلوم التي تخدم القرآن الكريم أو تستند إليه، كعلم أصول التفسير وعلم القراءات، وعلم الرسم العثماني، وعلم إعجاز القرآن، وأسباب النزول، والناسخ والمنسوخ وإعراب القرآن ... وغير ذلك. وقد اهتم القدامى بعلوم القرآن الكريم اهتمامًا عظيمًا وصنفوا فيها؛ فمن أقدم المصنفات أسباب النزول لعلي بن المديني شيخ الإمام البخاري، والناسخ والمنسوخ لأبي عبيد القاسم بن سلام، وظهرت مؤلفات كثيرة في أنواع علوم القرآن الكثيرة في مختلف العصور انظر بسط ذلك في "مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني ص21 - 33 ج1". 2 بدأ هذا النوع بمعرفة أسباب النزول، ومعرفة المناسبات بين الآيات، ومعرفة الفواصل ورءوس الآي وجعل كل واحد منها نوعًا. وجعل النوع الرابع في جمع الوجوه والنظائر، والخامس في علم المتشابه، والسادس في علم المبهمات، والسابع في أسرار الفواتح والسور، والثامن في خواتم السور، والتاسع في معرفة المكي والمدني وما نزل بمكة وما نزل بالمدينة وترتيب ذلك، والعاشر معرفة أول ما نزل من القرآن وآخر ما نزل حتى استوفى الكلام في السبعة والأربعين نوعًا التي تناولها كتابه.

بتحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم سنة "1376هـ - 1957م" بمصر.

الاتقان في علوم القرآن

2- الإتقان في علوم القرآن: للإمام الحافظ أبي بكر جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي "849 - 911هـ" وهو من أجمع ما صنف في هذا الباب، استفاد من مؤلفات السابقين وخاصة البرهان وزاد عليها، وتناول علوم القرآن الكريم وما يلحق بها في ثمانين نوعا، أولها معرفة المكي والمدني وآخرها طبقات المفسرين، وأشبع كل نوع بحثا وبيانا، جزاه الله عن المسلمين خير الجزاء، وقد طبع كتابه عدة مرات في مجلدين كبيرين، منها ما طبع في المكتبة التجارية، وعلى هامشه كتاب إعجاز القرآن لأبي بكر الباقلاني، ومع هذا لا يزال هذا الكتاب بحاجة إلى تحقيق وعناية وحسن إخراج ليسهل على القراء تناوله والاستفادة منه.

التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن على طريق الاتفان

التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن على طريق الاتفان ... 3- التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن على طريق الإتقان: للعالم البحاثة الشيخ طاهر الجزائري رحمه الله "1268- 1338هـ" جمع في هذا الكتاب جل أبحاث علوم القرآن، وبحث فيها بحثًا علميًا دقيقًا وعميقًا، وهو كتاب قيم لا يغنى عنه كتاب في الأبحاث التي تناولها، ولا يستغنى عنه من له اشتغال في علوم القرآن والتفسير؛ لحرص مؤلفه على الغوص على دقائق الأبحاث التي يتناولها، والكشف عن أحكامها وأسرارها وكل ما يتعلق بها. وقد أراد أن يكون كتابه هذا مقدمة للتفسير الذي كان قد عزم على تأليفه طبع الكتاب في مجلد وسط سنة "1334هـ" في مطبعة المنار بمصر.

مناهل العرفان في علوم القرآن

4- مناهل العرفان في علوم القرآن: للشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني أحد علماء الأزهر المعاصرين تناول في هذا الكتاب تاريخ علوم القرآن ثم بسط هذه العلوم؛ فتكلم في تنزيل القرآن وأسباب النزول،

وبين معنى نزول القرآن على سبعة أحرف، كما بين المكي والمدني وضوابط كل منهما، وتكلم في جميع القرآن الكريم في عهده صلى الله عليه وسلم وفي عهد الصديق وعثمان رضي الله عنهما، وناقش شبهات حول ذلك وفندها بالأدلة القوية، وتكلم في ترتيب السور والآيات وفي كتابة القرآن ورسمه ومصاحفه، كما تكلم في القراءات والقراء وفي التفسير والمفسرين ومناهج المفسرين وكتبهم، وفي ترجمة القرآن وحكمها، وبين مذاهب العلماء فيها، ثم تكلم عن النسخ، وأردفه بمحكم القرآن ومتشابهه، وناقش بعض الشبهات وفندها بالحجج القوية الدامغة، ثم تكلم في أسلوب القرآن الكريم وخصائصه وإعجازه وما يلحق به ورد بعض الشبهات حول ذلك؛ فجاء الكتاب جامعًا في بحاجة طلاب الدراسات العالية في كليات الشريعة. طبع عدة مرات في جزأين متوسطين كانت الثالثة منها سنة "1372هـ - 1973م" بمصر.

المدخل لدراسة القرآن الكريم

5- المدخل لدراسة القرآن الكريم: للأستاذ الدكتور محمد محمد أبو شهبة، من العلماء المعاصرين، تناول فيه جل مباحث علوم القرآن فبدأه بالتعريف بالقرآن الكريم، وختمه بكتابة القرآن ورسمه وبرد بعض الشبه الورادة على جمع القرآن الكريم، وبين هذين البحثين موضوعات كثيرة جدًا ومناقشات علمية طيبة، وتفنيد لبعض شبهات المبشرين والمستشرقين. طبع الجزء الأول من الكتاب في مجلد وسط سنة 1377هـ - 1958م بمطبعة الأزهر.

مباحث في علوم القرآن

6- مباحث في علوم القرآن: للدكتور صبحي الصالح من علماء لبنان المعاصرين، عرض فيه أهم مسائل علوم القرآن عرضًا علميًا جيدًا. ودفع بعض الأوهام والشبه التي أثارها بعض المغرضين حول القرآن وعلومه، طبع الكتاب في مجلد كبير طبعته الأولى سنة "1958"في مطبعة جامعة دمشق، وطبع عدة مرات بعد ذلك.

أسباب النزول

7- أسباب النزول: ومن أقدم ما صنف في أسباب النزول1، أسباب النزول للشيخ الإمام أبي الحسن على بن أحمد الواحدي النيسابوري "- 468هـ"، ذكر فيه أسباب نزول الآيات الكريمة، مسندة إلى الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين أو من دونهم، طبع الكتاب في جزء وسط سنة "1379هـ" بمصر.

_ 1 لمعرفة أسباب النزول فوائد كثيرة، منها الوقوف على المعنى أو إزالة إشكال ما قد تشكل معرفته ومن هنا قال الواحدي: "لا يمكن معرفة تفسير الآية دون الوقوف على قصتها، وبيان سبب نزولها، وقال ابن دقيق العيد: بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني القرآن، وقال ابن تيمية: معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية؛ فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب.." لباب النقول في أسباب النزول ص3.

لباب النقول في أسباب النزول

8- لباب النقول في أسباب النزول: للحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي "849 - 911هـ"، لخص كتابه في جوامع الحديث والأصول، ومن تفاسير أهل النقول -كما قال في مقدمته- طبع في جزء لطيف أكثر من مرة.

حرز الأماني في القراءات السبع

9- حرز الأماني في القراءات السبع: ومن أقدم ما صنف في التجويد والقراءات "حرز الأماني في القراءات السبع" وهي منظومة لإمام القراء أبي محمد القاسم بن فيره بن خلف الرعيني الشاطبي الأندلسي "538 - 590هـ" من أحسن شروحها شرح الشيخ ملا علي القاري. طبع في الهند سنة 1348هـ1.

_ 1 وطبعت حرز الأماني مع تسع رسائل أخرى في القراءات والرسم والتجويد وما يلحق ذلك بعنوان "إتحاف البررة بالمتون العشرة" جمعها ورَتَّبَهَا الشيخ علي محمد الضباع مُرَاجِعُ المصاحف بمشيخة المقارئ المصرية، سنة 1354هـ - 1935م ومن أقدم ما صنف في معاني القراءات كتاب "الإبانة عن معاني القراءات" لمكي بن أبي طالب حموش القيسي "355 - 437هـ" طبع في جزء لطيف بتحقيق الدكتور عبد الفتاح إسماعيل شلبي بمصر سنة "1379هـ - 1960م". كما أن كتابه "الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة" قد طبع حديثًا بتحقيق الدكتور أحمد حسن فرحات سنة "1394هـ - 1973م" بدمشق.

النشر في القراءات العشر

10- النَّشْر في القراءات العَشْر: للحافظ أبي الخير محمد بن

محمد الدمشقي الشافعي الشهير بابن الجزري "751 - 833هـ" وهو كتاب جامع تناول فيه بعض مباحث علوم القرآن والقراءات والتجويد. لا يستغنى عنه مشتغل بالقرآن وعلومه، طبع في مجلدين بإشراف علي محمد الضباع بمصر، وللجزري رحمه الله عدة مؤلفات في علوم القرآن منها "التمهيد في علم التجويد" و"منجد المقرئين" و"متن الجزرية" منظومة في التجويد والقراءات، شرحها الشيخ علي القاري رحمه الله1.

_ 1 كما أن الشيخ عبد الله بن الحسين العكبري ذكر في كتابه "إملاء ما مَنَّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن" -في جزأين- وجوه القراءات، وقد أسلفنا ذكره في الصفحة 129 رقم7 من الفصل الثاني؛ إلى جانب هذه المؤلفات طبعت رسائل كثيرة في علم التجويد كهداية المستفيد في أحكام التجويد لأبي ريمة، وتحفة الراغبين في تجويد الكتاب المبين لمحمد بن علي الحداد، ونهاية القول المفيد في علم التجويد لمحمد مكي نصر، وهداية الرحمن في تجويد القرآن لفقيه بلاد الشام الشيخ عبد الوهاب دبس وزيت رحمه الله.

التبيان في آداب حملة القرآن

11- التِّبْيَان في آداب حَمَلَة القرآن: ومن أجمع ما صنف في آداب القرآن كتاب "التِّبْيَان في آداب حَمَلَة القرآن" للإمام الحافظ أبي زكريا يحيى بن شرف الدين النووي "631 - 676هـ" من أجود طبعاته طبعة دار الفكر.

خامسا: بعض المصادر في الدراسات القرآنية

خامساً: بعض المصادر في الدراسات القرآنية. 1- إعجاز القرآن: للقاضي أبي بكر محمد بن الطيب الباقلاني "403هـ" في مجلد كبير بتحقيق السيد أحمد صقر طبع دار المعارف بمصر.

2- ثلاث رسائل في إعجاز القرآن: رسالة باسم بيان إعجاز القرآن لأبي سليمان حمد بن محمد الخطابي "319 - 388هـ" ورسالة باسم النكت في إعجاز القرآن لأبي الحسن علي بن عيسى الرماني "296 - 386هـ"، والثالثة الرسالة الشافية لأبي بكر عبد القاهر الجرجاني "المتوفى سنة 471هـ". طبعت هذه الرسائل بمصر في مجموعة واحدة بتحقيق محمد خلف الله ومحمد زغلول سلام. 3- إعجاز القرآن والبلاغة النبوية: للمرحوم مصطفى صادق الرافعي "1297 - 1356هـ" في مجلد طبع عدة مرات. 4- تأويل مشكل القرآن: لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة "213 - 276هـ" طبع بتحقيق السيد أحمد صقر. دار إحياء الكتب العربية بالقاهرة في مجلد. 5- متشابه القرآن: للقاضي عبد الجبار بن أحمد "415هـ" المعتزلي، كتاب جامع طبع في جزأين، بتحقيق الدكتور عدنان زرزور في دار التراث بالقاهرة. 6- دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب: للشيخ محمد الأمين الجكني الشنقيطي من العلماء المعاصرين، ذكر فيه أوجه الجمع بين الآيات التي يظن بها التعارض في القرآن العظيم، رتب هذه الآيات حسب ترتيب السور. طبع في مجلد وسط سنة 1375هـ بالرياض. 7- الجمان في تشبيهات القرآن: لأبي القاسم عبد الله بن محمد "ابن ناقيا البغدادي" "410 - 485هـ" بتحقيق الدكتورين عدنان زرزور ومحمد رضوان الداية. في مجلد وسط، طبع وزارة المعارف بالكويت.

8- الإكليل في المتشابه والتأويل: لشيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم "ابن تيمية" "661 - 728هـ" طبع في جزء لطيف بمصر طبعة ثانية سنة "1366هـ - 1947م"، وله رسالة قيمة باسم "مقدمة في أصول التفسير" طبعت سنة "1370هـ" بالمطبعة السلفية بمصر. كما طبعت بتحقيق الدكتور عدنان زرزور بدار القرآن في لبنان سنة "1971م". وطبعت أخيرا في مؤسسة الرسالة. 9- التبيان في أقسام القرآن: للحافظ الإمام شمس الدين محمد بن أبي بكر "ابن قيم الجوزية" "651 - 751هـ" جمع فيه كل ما ورد بمعنى القَسَم والأَيْمَان وتكلم فيها، وبين أنواع القسم وأجوبته في جميع أقسامه سبحانه وتعالى في آيات القرآن الكريم. طبع في مجلد في المطبعة الميرية بمكة سنة 1321هـ. 10- إمعان في أقسام القرآن: لعبد الحميد الفراسي طبع في مجلد لطيف في المطبعة السلفية بالقاهرة سنة "1349هـ". 11- التعريف والإعلام بما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام: للحافظ عبد الرحمن السهيلي الأندلسي "509 - 581هـ" صاحب الروض الأنف، طبع الكتاب في جزء لطيف في القاهرة. 12- ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان: للإمام المجتهد محمد بن إبراهيم الوزير اليمني الصنعاني "775 - 840هـ". طبع في مصر سنة 1349هـ. 13- القرآن ينبوع العلوم والعرفان: لعلي فكري. أتى فيه على بيان ما اشتمل عليه القرآن الكريم من العلوم الكونية بذكر الآيات الصريحة في العلوم: الطب والصيدلة والصحة، والتاريخ الطبيعي، والحيوان، والنبات، والمعادن والكيمياء ... إلخ وفسرها تفسيرًا

مختصرًا، واتبع الآيات في كل علم بنبذة عن ذلك العلم ... طبع الكتاب في ثلاثة أجزاء متوسطة سنة "1365هـ / 1946م" بالقاهرة. 14- التصوير الفني فى القرآن: لسيد قطب "1966م". 15- مشاهد القيامة في القرآن: لسيد قطب "1966م". 16- القرآن والعلوم العصرية: للشيخ طنطاوي جوهري من علماء مصر "1287 - 1358هـ" طبع في رسالة صغيرة. الطبعة الثانية سنة "1371هـ - 1951م". 17- الفلسفة القرآنية: لعباس محمود العقاد "1889 - 1964م" نشر في جزء لطيف سنة "1381 - 1962" في كتاب الهلال بمصر. 18- الظاهرة القرآنية: لمالك بن نبي أحد كبار المفكرين الجزائريين المعاصرين رحمه الله. 19- المصطلحات الأربعة في القرآن: لأبي الأعلى المودودي أمير الجماعة الإسلامية في باكستان في العصر الحاضر. 20- بلاغة القرآن: للشيخ محمد الخضر حسين شيخ الجامع الأزهر "- 1958هـ" تناول فيه عدة موضوعات مهمة تدور في خلد أبناء العصر، وبينها بإيضاح كنقل معاني القرآن إلى اللغات الأجنبية، وترجمته، وتحدث عن أمثال القرآن والمحكم والمتشابه، وإعجاز القرآن، والفن القصصي فيه وغير ذلك. طبع الكتاب بتحقيق على الرضا التونسي سنة "1391هـ - 1971م" في المطبعة التعاونية بدمشق. 21- من منهل الأدب الخالد: دراسة أدبية لنصوص من القرآن: لمحمد المبارك من العلماء المعاصرين طبع الكتاب في جزء صغير 1383هـ - 1964م في دار الفكر ببيروت.

22- نظرة العجلان في أغراض القرآن: بمناسبات آياته ووحدة الموضوع في سوره: للمحامي الشيخ محمد بن كمال الخطيب من العلماء المعاصرين، طبع في جزء وسط سنة 1365هـ في المطبعة العصرية بدمشق. 23- قصص القرآن: لمحمد أحمد جاد المولى، ومحمد أبو الفضيل إبراهيم، وعلي محمد البجاوي، والسيد شحاته، من الكتاب المعاصرين، طبع الكتاب في جزء وسط طبعته الخامسة سنة "1373هـ - 1954م" في مطبعة الاستقامة بالقاهرة. 24- الفن القصصي في القرآن الكريم: للدكتور محمد أحمد خلف الله من المعاصرين طبع كتابه في مجلد فوق الوسط طبعته الثانية سنة 1957م في مكتبة النهضة بالقاهرة. 25- القرآن والعلم الحديث: لعبد الرزاق نوفل من المعاصرين وهو كتاب موجز طبع طبعته الأولى سنة "1378هـ - 1959م"، في دار المعارف بمصر. 26- نظرات في القرآن: لمحمد الغزالي، من العلماء المعاصرين، طبع الطبعة الأولى سنة "1377هـ - 1958م" مؤسسة الخانجي بمصر. 27- منهج القرآن في التربية: لمحمد شديد من الكتاب المعاصرين، طبع الكتاب في مكتبة الآداب بمصر. 28- النبأ العظيم: نظرات جديدة في القرآن للدكتور محمد عبد الله دراز "- 1958م" كتاب قيم جامع، طبع بمطبعة السعادة سنة "1960م" بمصر. ثم طبع طبعة حديثة بعناية دار القلم بالكويت.

29- دستور الأخلاق في القرآن: وللأستاذ الدكتور محمد عبد الله دراز كتاب "دستور الأخلاق في القرآن" وهو دراسة مقارنة للأخلاق النظرية في القرآن، وقد ألحق بها تصنيف للآيات المختارة التي تكون الدستور الكامل للأخلاق العملية. والكتاب قيم جامع طبع بالفرنسية -كما وضعه مؤلفه- على حساب مشيخة الأزهر الشريف عام 1950م وقام بتعريبه وتحقيق نصوصه والتعليق عليه الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين وراجعه الأستاذ الدكتور السيد محمد بدوي وطبع طبعته الأولى باللغة العربية سنة "1393هـ - 1973م" مؤسسة الرسالة ببيروت ودار البحوث العلمية - الكويت. 30- أحسن الحديث: "تأملات علمية وأدبية في كتاب الله عز وجل" للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، من المعاصرين، طبعة المكتب الإسلامي سنة "1387هـ - 1968م". 31- التفسير العلمي للآيات الكونية في القرآن الكريم: لحنفي أحمد أحد الكتاب المصريين المعاصرين، طبع الكتاب مرتين في دار المعارف بمصر، وغاية الكتاب إثبات رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم ببيان الآيات الكونية فيه وإيضاحها، وتوكيد إعجاز القرآن العلمي إلى جانب إعجازه اللغوي1، باستخراج المعاني الدقيقة من

_ 1 قال في أواخر كتابه: وبكل اختصار إن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- العربي الهاشمي الذي أتى بالآيات الكونية المذكورة في الجزء الأول من الكتاب، والتي هي جزء من القرآن لم يأت بها وبباقي الآيات بالمثل من نفسه ولا بذكاء نادر أو عبقرية فيه، وأنه لا مفر من القول بأنها أوحيت إليه -لا من بشر- وإنما ممن يعلم السر في السماء والأرض، وأنه إنما بَلَّغَهَا كما أنزلت عليه، وأنه لذلك صادق أمين في دعواه بأنه رسول الله إلى الناس جميعًا، وأنه خاتم الأنبياء، وأن القرآن خاتم الرسالات السماوية ص442.

الآيات الكوينة في القرآن، تلك الآيات التي تكشف عن كثير من العلم بأسرار الكائنات؛ فيزيد إيمان المؤمنين بالقرآن ويدحض ادعاء من يزعم بأن القرآن لم يأت بعلم عن الكائنات إلا بما يتفق والمشاهدة العادية ولا يتعدى مدارك العوام من الناس. 32- القرآن الكريم وأثره في الدراسات النحوية: للدكتور عبد العال سالم مكرم أحد العلماء المعاصرين، ناقش بعض الشبهات، وبَيَّنَ أثر القرآن الكريم في مدرسة البصرة النحوية وأثره في مدرسة الكوفة وفي مدرسة بغداد والأندلس ومصر والشام، وتناول بعض كتب التفسير التي توسعت في النحو، وبعض كتب إعراب القرآن، وبين منزلة الاستشهاد بالقرآن الكريم بين أصول الاستشهاد النحوية ورد بعض الشبهات، وأكدت جميع أبحاثه أن القرآن الكريم بمعجزته الخالدة كان ولا يزال وسيبقى الحصن المنيع لحفظ العربية، واتساع رقعتها. طبع الكتاب سنة "1384هـ - 1965م" في دار المعارف بمصر. 33- متشابه القرآن دراسات موضوعية: للدكتور عدنان زرزور طبع سنة 1389هـ - 1969م. مكتبة دار الفتح بدمشق. 34- أضواء من القرآن على الإنسان ونشأة الكون: لعبد الغني الخطيب طبع في دار الفتح بدمشق. 35- التعريف بالقرآن والحديث: لأستاذنا العلامة الشيخ محمد الزفزاف رحمه الله، فيه مدخل علمي موجز لدراسة القرآن الكريم تناول فيه مباحث هامة: ترجمة القرآن ونزول القرآن وتاريخه

وخصائصه وإعجازه وتفسيره، كما قدم لدراسة الحديث بمباحث هامة تتناول تاريخ الحديث ومصطلحات المحدثين ومنهج البحث في الحديث. طبع الطبعة الأولى سنة 1375هـ - 1955م وطبع الطبعة الثانية سنة 1399هـ - 1979م بمكتبة الفلاح بالكويت. وبهذا القدر نكتفي؛ ذلك لأن المؤلفات في القرآن وعلومه ودراساته المختلفة الجوانب والألوان كثيرة جدًا، ولا تزال قرائح العلماء تتفتح أمام معين القرآن العظيم؛ فتمدنا بالمصنفات المتتالية، ولا غرابة في هذا؛ لأنهم يستمدون من بحر زاخر لا ينضب ماؤه، ولا يفنى جماله، يزداد أهل العلم تعلقا به، كلما استسقوا منه رواهم، وأثلج صدورهم، ويعودون إليه؛ وإذا بهم يجدون في كل نهل منه جديدًا، ويغوصون على درره وكنوزه، وما أكثرها، وما أحفل القرآن الكريم بها.

المبحث الثاني: الحديث وعلومه

المبحث الثاني: الحديث وعلومه مدخل ... المبحث الثاني: الحديث وعلومه. - كتب الحديث وشروحها. - كتب الجوامع والمختارات والزيادات - أشهر ما صنف في أحاديث الأحكام - معاجم الحديث ... - أشهر ما صنف في الأحاديث المشتهرة - كتب الأحاديث الموضوعة. - مصنفات في مختلف الحديث ومشكله. - مصنفات في ناسخ الحديث ومنسوخه. - مصنفات في أسباب ورود الحديث. - أشهر ما صنف في غريب الحديث. - أهم ما صنف في علل الحديث. - تراجم الرواة وألقابهم وأنسابهم. - أشهر الكتب في الجرح والتعديل. - أشهر ما صنف في تخريج الأحاديث. - مصنفات في التمسك بالسنة والدفاع عنها. - مصنفات في علم أصول الحديث.

أشهر كتب الحديث وشروحها

أ- أشهر كتب الحديث وشروحها: 1- صحيح البخاري: واسمه "الجامع الصحيح المسند المختصر من أمور رسول الله صلى عليه وسلم وسننه وأيامه" للإمام الحافظ أمير المؤمنين في الحديث أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الجعفي البخاري "المولود سنة 194هـ، والمتوفى سنة 256هـ" رحمه الله1، وصحيح البخاري أول ما صنف في الحديث الصحيح صنفه على أبواب الفقه، وافتن في الصناعة الحديثية، وفي الترجمة للأبواب كما أحسن الاستنباطات الكثيرة والفوائد الجليلة وغير ذلك مما يدل على غزارة علمه، وعمق فهمه، هذا إلى جانب تحريه

_ 1 انظر جوانب من حياته وعلمه ومؤلفاته في كتابنا أصول الحديث علومه ومصطلحه ص309 وما بعدها.

في الرجال والأسانيد، وبهذا احتل صحيح البخاري المكان الأول بعد القرآن الكريم؛ فعكف الناس على دراسته وحفظه، كما اشتغل كثير من الأئمة في شرحه وبيان ما تضمنه من علوم وفوائد؛ فكان كتاب البخاري محل حفظ وعناية ودراسة وتقدير الأمة الإسلامية على مر الزمان1.

_ 1 تولى شرح كتاب البخاري علماء كثيرون، ومن أشهر وأحسن تلك الشروح كتاب "فتح الباري شرح صحيح البخاري" لشيخ الإسلام الإمام الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي الكناني "ابن حجر" العسقلاني "المولود سنة 773هـ والمتوفى سنة 852هـ" وقد طبع هذا الكتاب أكثر من مرة ويقع في "13" مجلدًا، وطبع أخيرًا في مصر في "17" مجلدًا. طبعة مصطفى البابي الحلبي في القاهرة. ومن هذه الشروح كتاب "عمدة القاري لشرح صحيح البخاري" لقاضي القضاة بدر الدين محمود بن أحمد العيني الحنفي "المولود سنة 762هـ والمتوفى سنة 855هـ" طبع في أحد عشر مجلدًا كبيرًا، وهو شرح جليل قال العلماء: إن شرح البخاري كان دَيْنًا على الأمة حتى أَدَّاهُ ابن حجر والعيني. ومن هذه الشروح "إرشاد الساري شرح صحيح البخاري" للمحدث شهاب الدين أحمد بن أبي بكر القسطلاني "المولود في القاهرة سنة 851هـ والمتوفى سنة 923هـ" طبع هذا الشرح في عشرة أجزاء في ثماني مجلدات. ومن هذه الشروح "الكواكب والدراري شرح صحيح البخاري" للإمام شمس الدين محمد بن يوسف الكرماني "717 - 786هـ" طبع الكتاب في 25 جزءًا في 12 مجلدًا، ولم يخل هذا الشرح من بعض أوهام وبعض التكرار، كما قال ابن قاضي شهبه ولكنه جليل.

صحيح مسلم

2- صحيح مسلم: وهو الجامع الصحيح لحجة الإسلام أبي الحسن مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري "المولود سنة 204 والمتوفى سنة 261هـ في نيسابور"2. صنف الإمام مسلم صحيحه على أبواب الفقه وقد اختار

أحاديث كتابه من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة وتحرى في الرجال والمتون وجمع طرق الحديث الواحد في مكان واحد من كتابه؛ مما يسهل الرجوع إليها واستنباط الأحكام منها وقد احتل صحيح مسلم المنزلة الثانية بعد صحيح البخاري، وأجمع العلماء على أن جميع ما في الصحيحين من المتصل المرفوع صحيح بالقطع وأنهما أصح كتب الحديث1. ولا بد من أن نذكر هنا أن الإمام البخاري ومسلمًا لم يقصد أحدهما استيعاب الحديث الصحيح في كتابه، وقد قال الإمام البخاري: ما أدخلت في كتاب الجامع إلا ما صح، وتركت من الصحاح مخافة الطول2. وقال مسلم: ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ههنا؛ وإنما وضعت ما أجمعوا عليه، يريد ما وجد عنده فيها شرائط الصحيح المجمع عليه. والحق أنه لم يفت الصحيحين وكتب السنن الأربعة إلا اليسير3، وهذا اليسير يوجد في كتب السنن والمسانيد، وفي المصنفات المختصة

_ 1 طبع صحيح مسلم أكثر من مرة ومن أحسن الطبعات طبعة دار إحياء الكتب العربية بالقاهرة سنة 1375 - 1956م بتحقيق الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي في خمس مجلدات، خصص الخامس منها لفهارس الكتاب؛ حيث سهل تناوله والرجوع إليه. ولصحيح مسلم عدة شروح أشهرها وأجمعها شرح الإمام الحافظ شيخ الإسلام أبي زكريا محيي الدين يحيى بن شرف الحوارني النووي "المولود سنة 631هـ والمتوفى سنة 676هـ"، طبع شرحه في ثمانية عشر جزءًا في ست مجلدات بالقاهرة. 2 غرضه أنه لم يستوعب ويستقصي جميع طرق الحديث الواحد. 3 انظر تدريب الراوي ص47، وفتح المغيث للعراقي ص17 ج1 وما بعدها.

بجمع الصحيح فقط كصحيح ابن خزيمة "311هـ" الذي طبع لأول مرة بتحقيق الدكتور مصطفى الأعظمي، في المكتب الإسلامي ببيروت سنة "1391هـ - 1971م" وصحيح ابن حبان "354هـ" وقد طبع الجزء الأول منه بتحقيق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله سنة 1952م في دار المعارف بمصر. وكتاب المستدرك على الصحيحين لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري 321هـ - 405هـ. وقد طبع مرارًا وصور منذ عدة سنوات في بيروت، وغيرها من المؤلفات.

سنن أبي داود

3- سنن أبي داود: للإمام الثبت سيد الحفاظ سليمان بن الأشعث السجستاني "المولود سنة 202هـ والمتوفى سنة 275هـ"1 صنف أبو داود كتابه على أبواب الفقه، واقتصر فيه على السنن والأحكام؛ فلم يذكر فيه القصص والمواعظ والأخبار والرقائق وفضائل الأعمال؛ فكتابه خاص بأحاديث الأحكام، ولم يقصد فيه تخريج الحديث الصحيح فقط؛ بل أخرج فيه الصحيح والحسن وما دون ذلك. وكثيرًا ما يشير إلى ما فيه نكارة أو ضعف شديد. طبع هذا الكتاب مرارًا في مجلدين2، وطبع بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد في أربع مجلدات، طبع المكتبة التجارية بالقاهرة. ثم طبع مع "معالم السنن" بعناية الأستاذ عزت الدعاس في خمس مجلدات سنة "1394هـ - 1974م".

_ 1 انظر بسط ترجمته في كتابنا أصول الحديث ص320. 2 اختصر الإمام المنذري سنن أبي داود وطبع هذا المختصر مع معالم السنن لأبي سليمان الخطابي، ومعه تهذيب ابن القيم في ثمانية أجزاء لطيفة، ومن أوسع شروح سنن أبي داود كتاب المنهل العذب المورود للشيخ محمود بن محمد خطاب السبكي 1274-1352هـ؛ ولكن المنية اخترمته قبل أن يُتِمَّهُ فطبع ما أنجزه في عشر مجلدات كبيرة في مصر، وكتاب "عون المعبود على سنن أبي داود" لشرف الحق الشهير بمحمد أشرف الصديقي العظيم آبادي "كان حيا سنة 1293هـ" في أربع مجلدات كبيرة طبع قديمًا في الهند، وصور حديثًا في أربع مجلدات أيضًا.

سنن النسائي

4- سنن النَّسَائي: للإمام الحافظ أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي -بفتح النون والسين نسبة إلى بلده نساء بخراسان- "المولود سنة 215، والمتوفى سنة 303هـ". صنف النسائي سننه ولم يخرج فيها عن راوٍ أجمع النقاد على تركه، وقد رتب كتابه على أبواب الفقه، وسنن النسائي أقل السنن حديثًا ضعيفًا1، وهو في مرتبة سنن أبي داود قريبة منه. طبع هذا الكتاب أكثر من مرة في 8 أجزاء، ومن أجود طبعاته المحققة "سنن النسائي بالتعليقات السلفية" بتحقيق فضيلة الأستاذ محمد عبد الله الفوجياني الأمر تسرى، طبع المطبعة السلفية بلاهور في باكستان سنة 1376هـ.

_ 1 كان الإمام النسائي قد ألف سننه الكبرى وقدمها إلى أمير الرملة بفلسطين فقال له الأمير: أكل ما فيها صحيح؟ فقال: فيها الصحيح والحسن وما يقاربهما، فقال فاكتب لنا الصحيح منه مجردا فاستخلص النسائي من السنن الكبرى سننه الصغرى، وسماها المجتبى وهي التي يشير إليها العلماء وتولوا شرحها، ومن هنا أطلق السيوطي على حاشيته على سنن النسائي اسم "زهر الربى على المجتبى"، وقد طبع في ثمانية أجزاء كبيرة مع حاشية السندي على النسائي.

سنن الترمذي أو الجامع الصحيح

5- سنن الترمذي أو الجامع الصحيح: للإمام الحافظ أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي،"المولود سنة 209هـ المتوفى سنة 279هـ". صنف الترمذي سننه على أبواب الفقه، وهذا المصنف من أجمع كتب الحديث وأغزرها علما وصناعة حديثية؛ فقد أخرج الترمذي في كتابه الصحيح والحسن والضعيف والغريب والمعلل وكشف عن علته، كما ذكر المنكر وبين وجه النكارة فيه، وتكلم في

فقه الأحاديث ومذاهب السلف وفي الرواة، وغير ذلك مما له صلة بالحديث وبعلومه، طبع الكتاب مرارًا وآخر طبعاته بتحقيق الأستاذ عزت الدعاس في حمص سنة 1387هـ1. وللدكتور نور الدين عتر كتاب "الإمام الترمذي والموازنة بين جامعه وبين الصحيحين طبع سنة "1390هـ-1970م" بمطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر بمصر.

_ 1 كان المرحوم الشيخ أحمد محمد شاكر قد بدأ بتحقيق سنن الترمذي تحقيقًا ممتازًا؛ ولكن المنية اخترمته بعد أن طبع منه جزأين كبيرين وتابع الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي عمله؛ فطبع الجزء الثالث ولم يتمم بقية الكتاب، ومن فضل الله عز وجل أن قام الأستاذ الدعاس بتحقيقه ونشره كاملًا، وقد شرح سنن الترمذي عدد من العلماء من أجمع هذه الشروح "عارضة الأحوذي" للإمام محمد بن عبد الله ابن العربي المعافري "543هـ" طبع فى"13"مجلدًا. و"تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي" للإمام محمد عبد الرحمن المباركفوري الهندي "1283 - 1353هـ" وقد طبع الكتاب في عشرة أجزاء كبيرة، وكانت الطبعة الثانية بتحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف سنة 1383هـ بمصر.

سنن ابن ماجه

6- سنن ابن ماجه: للإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني بن ماجه1 "المولود سنة 209، والمتوفى سنة 273هـ" هذا الكتاب في جزأين صنفه ابن ماجه على أبواب الفقه، ولم يلتزم فيه إخراج الصحيح؛ ففيه الصحيح والحسن والضعيف، وفي هذا الكتاب أحاديث لم تخرج في الصحيحين والسنن ولهذه الميزة ضمه العلماء إلى الكتب الستة2، طبع هذا الكتاب مرارا، ومن أجود

_ 1 ماجه لقب أبيه. 2 أول من ضم سنن ابن ماجه إلى الكتب الخمسة أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي "448 - 507" في كتابه أطراف الكتب الستة؛ وبهذا أصبحت كتب الحديث المعتمدة ستة، وتابعه على ذلك أهل العلم من بعده، وكان العلماء قبله يعدون الأصل السادس كتاب الموطأ للإمام مالك؛ لأنه أصح من سنن ابن ماجه؛ وإنما ضموه إلى الكتب الخمسة لكثرة زياداته.

طبعاته المحققة طبعة دار إحياء الكتب العربية بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي "سنة 1372هـ - 1952م"، وقد جعل له عدة فهارس تسهل الاستفادة منه والرجوع إليه. وأول من ضم سنن ابن ماجه إلى الكتب الخمسة - أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي "448 - 507هـ" في كتابه أطراف الكتب الستة؛ وبهذا أصبحت كتب الحديث المعتمدة ستة، وتابعه على هذا أهل العلم من بعده. وكان العلماء قبل ذلك، وبعضهم بعد ذلك - يعدون الأصل السادس كتاب الموطأ للإمام مالك؛ لأنه أصح من سنن ابن ماجه. وإنما قدم العلماء سنن ابن ماجه على الموطأ -مع أنه أصح منها- لما في السنن من زوائد على الكتب الخمسة، بخلاف الموطأ؛ فجل ما فيه موجود في الكتب الخمسة إلا القليل منه؛ فلم يقدم كتاب ابن ماجه على الموطأ لأنه أصح منه؛ بل لكثرة الزيادات التي فيه. ونرى من المناسب بعد أن وقفنا على لمع حول كتب الصحاح والسنن أن نخص كلا من موطأ الإمام مالك ومسند الإمام أحمد بلمحة تناسب هذا المقام، وبالله التوفيق ومنه العون.

الإمام مالك

7- الإمام مالك "93 - 179هـ": 1 أ- التعريف به: هو أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث الأصبحي الحميري المدني الفقيه، أحد

_ 1 أهم مصادر ترجمته والكلام في كتابه: تهذيب التهذيب ص5 - 9 ج10 وتقدمة الجرح والتعديل ص11 - 30 والرسالة المستطرفة ص6 و7 و11 و13، مقدمة شرح الموطأ للزرقاني، هدي السارى مقدمه فتح الباري ص6 وما بعدها. المدارك، تزيين الممالك في مناقب الإمام مالك، مالك حياته وعصره - آراؤه وفقهه الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله.

أعلام الإسلام، وإمام دار الهجرة، ولد سنة "93هـ" في المدينة، ونشأ فيها، وطلب العلم على أكابر علمائها من التابعين؛ فروي عن الإمام محمد بن شهاب الزهري، وهشام بن عروة، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، وربيعة بن عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي، ومحمد بن المنكدر، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وأيوب السختياني، وعبد الرحمن بن القاسم، وعن كثير غيرهم، وروى عنه خلائق؛ فمن شيوخه روى عنه الزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري وآخرون، وروى عنه من أقرانه الإمام الليث بن سعد إمام مصر، وابن عيينة وآخرون ومن أكابر من روى عنه الإمام أبو حنيفة، وكان بينهما مناظرات علمية لطيفة أثلجت صدريهما وصدور أهل العلم، وقد أثنى كل منهما على الآخر، وروى عنه الإمام الشافعي وقرأ عليه الموطأ، والإمام محمد بن الحسن الشيباني صاحب الإمام أبي حنيفة، وله رواية مشهورة للموطأ، وروى عنه الإمام الحافظ عبد الله بن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن مسلمة القعنبي شيخ البخاري ومسلم، ويحيى بن يحيى النيسابوري شيخهما أيضًا، ويحيى بن يحيى بن كثير الليثي الأندلسي، صاحب رواية الموطأ المشهورة وآخرون. اشتهر الإمام مالك بعلمه ومروءته وكرمه وعزة نفسه، وتوقير حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حتى إن طلابه في مجلسه كانوا كأن الطير على رءوسهم، وأَبَى أن يقرأ الموطأ على هارون الرشيد وبنيه؛ فزاره الرشيد ومعه أبناؤه في بيته، وقرأوا عليه، وكان موضع احترام من العلماء والأمراء والخلفاء، وكان يقبل هدايا الصالحين منهم، وكانت له أربعمائة دينار يتجر بها؛ فمنها كان قوام عيشه كما ذكر ذلك تلميذه ابن القاسم. علا شأن الإمام مالك في المدينة، واشتهر أمره، وطارت سمعته

إلى الآفاق الإسلامية؛ فصار محط أنظار أهل العلم، وكان قوي الشخصية قَوَّالًا بالحق، ينصح أولي الأمر، لم يشارك في الفتن أو الثورات التي ظهرت في عصره؛ بل رغب عنها، ومع هذا لم يسلم من أذى بعض الناس؛ فقد استغل بعض المغرضين روايته لحديث "ليس على مستكره طلاق" وفتواه بعدم وقوع طلاق المكره، ونقل هذا إلى والي المدينة، وبأن مالكًا لا يرى أيمان بيعتكم هذه بشيء. وقد ذاع هذا وشاع في وقت خروج محمد بن عبد الله بن حسن النفس الزكية بالمدينة، وقد "لزم مالك بيته"؛ فاستدعاه والي المدينة جعفر بن سليمان، وضرب بالسياط. وكان ذلك بعد مقتل محمد بن عبد الله نحو سنة "146هـ" فاستاء أهل المدينة لذلك، وسخطوا على بني العباس وولاتهم، وبخاصة أن الإمام مالكًا لم يحرض على الفتنة؛ فلم يكن لأبي جعفر المنصور بد من أن يعتذر إليه حين قدم إلى الحجاز حاجًا؛ فأرسل إلى الإمام مالك وتبرأ من كل ما جرى له، وأثنى عليه، وتوعد أمير المدينة بالعقوبة الشديدة وكان في جملة ما قاله للإمام مالك: "....وأمرت بضيق محبسه والاستبلاغ في امتهانه: أي والي المدينة، ولا بد من أن أنزل به العقوبة أضعاف ما نالك منه"؛ فقال له الإمام مالك رحمه الله "عافى الله أمير المؤمنين، وأكرم مثواه، قد عفوت عنه لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرابتك منك"؛ فقال أبو جعفر: "فعفى الله عنك ووصلك". هذا يدل على مكانة الإمام مالك وسمو نفسه ورفيع تسامحه رحمه الله. توفى رحمه الله سنة "179هـ" في المدينة ودفن بالبقيع. وقد أثنى العلماء عليه في علمه ودينه واستقامته؛ فقد كان عالمًا بالحديث ورجاله، عالمًا بالجرح والتعديل، وبفقه الصحابة والتابعين.. رحمه الله.

ب- الموطأ: ألف الإمام مالك كتابه الذي اشتهر بين أهل العلم بالموطأ على الأبواب. وقد توخى فيه القوي من أحاديث أهل الحجاز، ولم يقتصر فيه على الحديث النبوي المرفوع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم؛ بل ذكر فيه أقوال الصحابة والتابعين، وقد بناه على نحو عشرة آلاف حديث، من مائة ألف حديث كان يحفظها؛ فكان ينظر فيه وينقحه حتى أصبح على ما هو عليه الآن، وقد استغرق في تصنيفه وتنقيحه وتحريره زمنًا طويلًا؛ فقد عرض عمر بن عبد الواحد -صاحب الأوزاعي- الموطأ على مالك في أربعين يومًا؛ فقال: كتاب ألفته في أربعين سنة، أخذتموه في أربعين يومًا!؟ ما أقل ما تفقهون1. وقد ذكر الإمام مالك أنه عرض كتابه الموطأ على سبعين فقيهًا من فقهاء المدينة فكلهم واطأه عليه. قال فكلهم واطأني عليه فسميته الموطأ. سبق لنا أن ذكرنا أن الإمام مالكًا كان من أول المصنفين في المدينة المنورة؛ إذ ظهرت طلائع المصنفات في مختلف عواصم البلاد الإسلامية في أوقات متقاربة، ويروي العلماء أن سبب تصنيف مالك لكتابه طلب أبي جعفر المنصور -نحو سنة 148هـ- من مالك أن يضع للناس كتابًا يحملهم عليه، قال أبو جعفر: "اجعل العلم يا أبا عبد الله علمًا واحدًا؛ فقال له مالك: إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرقوا في البلاد؛ فأفتى كل في عصره بما رأى..". وقال

_ 1 هذا يدل على حسن تحري الإمام مالك، ولا يعني أنه استغرق هذه السنوات في التصنيف؛ فقد ذكر الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله أن تدوين الموطأ كان نحو سنة 159هـ وطلب أبي جعفر من مالك تدوينه كان نحو سنة 148هـ؛ فيكون قد استغرق في جمعه وتمحيصه نحو إحدى عشرة سنة. انظر مالك ص212-213.

الرشيد لمالك: "عزمت أن أحمل الناس على الموطأ كما حمل عثمان الناس على القرآن؛ فقال: أَمَّا حَمْل الناس على الموطأ فليس إلى ذلك سبيل؛ لأن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم تفرقوا بعده في الأمصار فَحَدَّثُوا؛ فعند كل أهل مصر حديث علمه". وفي رواية "إن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم اختلفوا في الفروع، وتفرقوا في البلدان وكل مصيب؛ فقال الرشيد وفقك الله يا أبا عبد الله..". إن إباءه عن حمل المسلمين على كتابه في الأمصار الإسلامية يدل على تقواه وورعه. وطريقة الإمام في كتابه: يذكر عنوان الباب ثم يذكر بعض الأحاديث مسندة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يذكر ما بلغه1 عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن الصحابة والتابعين، وكثيرًا ما يذكر فقهه في الموضوع بعد ذلك. كما ذكر هذا في "كتاب الطهارة" "في المستحاضة"2 وفي "كتاب الجمعة" "باب ما جاء في الإنصات يوم الجمعة والإمام يخطب"3 وهذا بين واضح في أكثر كتابه، حتى إن السيد محمد بن جعفر الكتاني قال: "في موطأ مالك ثلاثة آلاف مسألة وسبعمائة حديث"4. قال شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني: "كتاب مالك صحيح عنده وعند من يقلده على ما اقتضاه نظره بالاحتجاج بالمرسل والمنقطع وغيرهما، لا على الشرط الذي تقدم التعريف به. والفرق بين ما فيه من المنقطع وبين ما في البخاري أن الذي في الموطأ هو كذلك مسموع

_ 1 انظر الموطأ ص71 و 139 و 150 و 174 و 178، و 192 ج1 وغيرها. 2 الموطأ ص62-63 ج1. 3 انظر الموطأ ص102-104 ج1. 4 انظر الرسالة المستطرفة ص13.

لمالك غالبًا، وهو حجة عنده، والذي في البخاري قد حذف إسناده عمدًا لقصد التخفيف إن كان ذكره في موضع آخر موصولًا، أو ليقصد التنويع إن كان على غير شرطه، ليخرجه عن موضوع كتابه"1. ففي الموطأ: المسند المتصل المرفوع، والمرسل المنقطع والبلاغات، ومع هذا فقد صنف حافظ المغرب أبو عمر بن عبد البر "368 - 463هـ" كتابًا في وصل ما في "الموطأ من المرسل والمنقطع وغيرهما". وقد اختلف العلماء في منزلة الموطأ؛ فبعضهم قَدَّمَهُ على الصحيحين، ومنهم من جعله في مرتبتهما، ومنهم من قال المرفوع المتصل صحيح كأحاديث الصحيحين، وما سوى المرفوع المتصل يعتبر فيه ما يعتبر بغيره من الحديث. ورأى آخرون أن الموطأ يأتي في منزلة بعد صحيح مسلم. وقد يكون هذا القول هو الأرجح والأصوب. ومع كل هذا فإن الموطأ من أقدم ما وصلنا من مؤلفات الحديث في النصف الأول من القرن الثاني، بعد أن وقفنا على مجموع الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الذي يؤكد قدم التصنيف في الحديث النبوي وأنه يعود إلى أواخر القرن الهجري الأول ومطلع القرن الثاني. والموطأ من أجمع الكتب في عصره حتى قال الإمام الشافعي: "ما ظهر على الأرض كتاب بعد كتاب الله أصح من كتاب مالك". وقد روى الموطأ عن الإمام مالك عدد كبير من أهل العلم من مختلف البلاد من أهل المدينة ومكة ومصر والعراق والمغرب والأندلس والقيروان وتونس وبلاد الشام وغيرها، وانتشر في الآفاق. واهتم به طلاب العلم والعلماء، ووضعوا له عدة شروح ومختصرات كثيرة. وطبع كتاب الموطأ مرارًا ومن أحسن طبعاته الطبعة التي حققها محمد فؤاد عبد الباقي وهي في مجلدين كبيرين، طبع سنة 1370هـ - 1951م بدار إحياء الكتب العربية في القاهرة..

_ 1 تدريب الراوي ص41.

عبد الرزاق بن همام ومصنفه

8- عبد الرزاق بن همام ومصنفه: 1 أ- التعريف به: هو الحافظ أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري مولاهم الصنعاني أحد الأعلام الثقات، ولد سنة "126هـ" وطلب العلم وهو ابن عشرين سنة، وجالس معمر بن راشد سبع سنين، وقدم بلاد الشام بتجارة فحج، وسمع ابن جريج وعبد الله بن عمر، وعبيد الله بن عمر وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وثور بن يزيد، والأوزاعي، ومالك وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة وخلقًا كثيرًا، وروى عنه بعض شيوخه مثل ابن عيينة، وبعض أقرانه كوكيع بن الجراح، وروى عنه الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه وعلي بن المديني، وأبو خثيمة، وخلق كثير، ورحل الناس إليه. سئل أحمد بن حنبل: هل رأيت أحدًا أحسن حديثًا من عبد الرزاق؟ قال: لا. وقال فيه معمر بن راشد: وأما عبد الرزاق فإن عاش؛ فخليق أن تضرب إليه أكباد الإبل، قال ابن أبي السري: "والله لقد أتعبها": يريد كثرة الرحلة إليه فأتعب المطي؛ لأن عبد الرزاق كان مقيمًا في اليمن. اتهمه بعضهم بأنه كان مفرطًا في التشيع مغاليًا فيه، ورد بعض أهل العلم عنه هذه التهمة، سأل عبد الله بن أحمد أباه: هل كان عبد الرزاق يتشيع ويفرط في التشيع؛ فقال: أما أنا فلم أسمع منه في هذا شيئًا. وعن سلمة بن شبيب قال: سمعت عبد الرزاق يقول: "والله ما انشرح صدري قط أن أفضل عليًّا على أبي بكر وعمر. رَحِمَ

_ 1 ميزان الاعتدال ص609 - 614 ج2، وتهذيب التهذيب ص310 - 315 ج6 والمصنف لعبد الرزاق. وتدريب الراوي ص526، والرسالة المستطرفة ص40.

الله أبا بكر وعمر وعثمان، من لم يحبهم فما هو بمؤمن". وقال: "أوثق أعمالي حبي إياهم". وقال أبو الأزهر: "سمعت عبد الرزاق يقول: أفضل الشيخين بتفضيل عَلِيٍّ إياهما على نفسه، ولو لم يفضلهما ما فضلتهما، كفى بي ازدراء أن أحب عليًا ثم أخالف قوله". قال ابن عدي: "ولعبد الرزاق أصناف وحديث كثير، وقد رحل إليه ثقات المسلمين وأئمتهم وكتبوا عنه؛ إلا أنهم -يقصد بعض أهل العلم- نسبوه إلى التشيع". كان يحفظ سبعة عشر ألف حديث، أصيب في بصره في آخر حياته، من سمع منه بعدما ذهب بصره فهو ضعيف السماع، قال الإمام الذهبي: "سائر الحفاظ وأئمة العلم يحتجون به؛ إلا في تلك المناكير المعدودة -أي بعض الأخبار- في سعة ما روى". توفى رحمه الله في شوال سنة "211هـ". سنة "1392هـ - 1972م" في بيروت، هذا سوى مجلد خاص يتضمن دراسة مفصلة عن الكتاب ومخطوطاته. ب- مصنفه: كان عبد الرزاق ممن جمع وحفظ وذاكر وصنف، وقال الإمام أحمد: كان يتعاهد كتبه وينظر فيها باليمن. قال الإمام الذهبي:"وصنف الجامع الكبير وهو خزانة علم". رتب الحافظ عبد الرزاق كتابه المصنف على أبواب العلم؛ فكان أولها كتاب "الطهارة" فكتاب "الحيض" فكتاب "الصلاة" وآخرها كتاب الجامع الذي فاض على جزء من هذا المصنف، وتحت كل كتاب أبواب كثيرة، وفي كل باب أحاديث مسندة مرفوعة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخبار موقوفة على الصحابة من فعلهم أو قولهم. وتجد أحيانًا أقوال بعض التابعين أو أفعالهم بأسانيدها إلى عبد الرزاق، والحق أن الكتاب جامع مفيد، بحر زاخر بالأحاديث والآثار. فيه "21023" حديثا وأثرا، طبع في أحد عشر مجلدًا، وقد عني بتحقيق نصوصه، وتخريج أحاديثه والتعليق عليه الشيخ المحدث حبيب الرحمن الأعظمي مد الله في عمره، في منشورات المجلس العلمي، وكان بدء الطبعة سنة "1390هـ - 1970م" وانتهى طبع الجزء الحادي عشر

الإمام أحمد بن حنبل

9- الإمام أحمد بن حنبل "164 - 241هـ": 1 أ- التعريف به: هو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني المروزي البغدادي، خرجت به أمه من مرو وهي حامل فولدته ببغداد في ربيع الأول من سنة "164هـ"، وفيها نشأ وطلب العلم، توفى والده وهو صغير، وفي بغداد لقي أكابر أهل العلم؛ إذ كانت بغداد آنذاك حاضرة الدولة العباسية، ومَحَطَّ أنظار العلماء وطلاب العلم، ولم يكتف بلقاء علماء بلده؛ بل تطلع إلى لقاء علماء الأقاليم الأخرى، فرحل في طلب الحديث إلى الكوفة، والبصرة، ومكة، والمدينة، واليمن، والشام والجزيرة، وفارس، وخراسان، وغيرها. وقد حج خمس مرات؛ منها ثلاث راجلًا، وقد أتاح له ارتحاله في طلب الحديث السماع من شيوخ كثيرين، من أشهرهم بشر بن المفضل، وإسماعيل بن علية، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان وأبو داود الطيالسي، والإمام الشافعي وآخرون، وروى عنه البخاري ومسلم وأبو داود.. والشافعي، ويزيد بن هارون، ويحيى بن معين، وعَلِيٌّ بن المديني، وابناه صالح وعبد الرحمن، وأبو بكر الأثرم، وبقي بن مخلد، وآخرون. كان نشيطًا ذكيًا محبًا للعلم، قال يحيى القطان: ما قدم علي مثل

_ 1 أهم مصادر ترجمته والكلام في مسنده: "تاريخ بغداد" ص412 ج4، و"تهذيب التهذيب" ص72 - 76 ج1، وكتاب "ابن حنبل حياته وعصره - آراؤه وفقهه" للشيخ محمد أبو زهرة، و"خصائص المسند" للحافظ أبي موسى المديني، و"المصعد الأحمد في ختم مسند الإمام أحمد" للحافظ شمس الدين الجزري. مسند الإمام الأحمد الجزء الأول.. وتقدمة الجرح والتعديل ص292 - 309.

أحمد. وقال مرة: حبر من أحبار هذه الأمة. وقال الشافعي: خرجت من بغداد وما خلفت بها أفقه ولا أزهد ولا أورع ولا أعلم من أحمد بن حنبل، وقال قتيبة: أحمد إمام الدنيا. وكان صاحب سنة وخير. وقال محمد بن هارون الفلاس: اشتهر الإمام أحمد بتقواه وورعه وحفظه، وكان يحفظ ألف ألف حديث. قال ابن حبان: كان حافظًا متقنًا فقيهًا ملازمًا للورع الخفي مواظبًا على العبادة الدائمة. اشتهر أمر الإمام أحمد وصار محط أنظار العلماء وطلاب العلم يرتحلون إليه من الآفاق؛ حتى إن الإمام أبا جعفر محمد بن جرير الطبري قصد بغداد للسماع منه وقبل أن يدخلها بلغته وفاته؛ فعرج عنها إلى غيرها. كان عزيز النفس زاهدًا، متواضعًا متسامحًا، عرض عليه القضاء فأبى، وكان لا يقبل جوائز ولاة الأمور. قوالًا بالحق، ولا يحابي فيه أحدًا، وقد تعرض رحمه الله للمحنة والابتلاء، بسبب ثباته على أن القرآن كلام الله غير مخلوق، مخالفًا ما ذهب إليه الخليفة المأمون من القول بخلق القرآن، وثبت الإمام أحمد على قوله فاقتدى به خلق كثير، وقد قاسى من الضرب والسجن وصبر ولم يرجع عن قوله، وكان لموقفه أثر عميق في الأمة، قدره أهل العلم؛ حتى قال الإمام علي بن المديني: "إن الله أعز الدين بأبي بكر يوم الردة، وبأحمد بن حنبل يوم المحنة". إلى أن كشف الله تعالى الغمة عن الأمة في عهد المتوكل؛ فعرف الخليفة قدره وأدناه منه توفي الإمام أحمد سنة "241هـ" ببغداد فشيعه نحو ألف ألف. رحمه الله. ب- المسند: للإمام مؤلفات كثيرة أشهرها كتابه المسند. وهذا الكتاب من أعظم ما دُوِّنَ في الإسلام، ومن أجمع كتب الحديث التي كُتِبَ لها البقاء

-من مؤلفات مطلع القرن الثالث الهجري- والوصول إلينا، سلك فيه مسلكًا مغايرًا مسالك المصنفين في الحديث على الأبواب؛ فرتب كتابه على أسماء الصحابة -كما هو الشأن في جميع المسانيد- وذكر لكل صحابي أحاديثه مسندة، وقد اختار مسنده من نحو سبعمائة وخمسين ألف حديث1، وبلغ عدد ما جمعه في مسنده نحو ثلاثين ألف حديث أو يزيد2، أخرجها عن قرابة ثمانمائة من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. ومما تجدر الإشارة إليه أنه لم يذكر فيه شيئًا من فقه الصحابة والتابعين ومن فقهه كما فعل الإمام مالك في موطئه. وأحاديث المسند تدور بين الصحيح والحسن والضعيف؛ ففيه أحاديث صحيحة مما أخرجه أصحاب الكتب الستة، ومما لم يخرجوه وفيه الحسن والضعيف المحتج به، حتى إن الإمام السيوطي قال: "وكل ما كان في مسند أحمد فهو مقبول؛ فإن الضعيف الذي فيه يقرب من الحسن"3. والمهم أن الإمام أحمد اجتهد في جمع أحاديث مسنده؛ فلم

_ 1 ليس المقصود بهذه الألوف عددها من الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم؛ وإنما هي طرق متعددة؛ إذ قد يروى الحديث الواحد من عدة طرق -أي بأسانيد مختلفة- قد تتجاوز ثلاثين طريقا؛ فتعد هذه الطرق أحاديث؛ فيختار منها المصنف أصحها وأقواها حسب ما ينتهي إليه تمحيصه واجتهاده. وانظر أيضًا مسند الإمام أحمد بتحقيق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله ص20 ج1 وما بعدها. 2 قال الشيخ أحمد محمد شاكر:"هو على اليقين أكثر من ثلاثين ألفًا وقد لا يبلغ الأربعين ألفًا، وسيتبين عدده الصحيح عند تمامه إن شاء الله" المسند هامش ص23 ج1. 3 اختلف بعض العلماء في وجود بعض الموضوع في المسند ولو بندرة وفي عدم وجوده، وخلاصة القول: إن المختلف فيه لا يعدو أصابع اليد، قال ابن حجر في كتابه تعجيل المنفعة برجال الأربعة -أي الموطأ، ومسند أبي حنيفة ومسند الشافعي ومسند أحمد رحمهم الله ليس في المسند حديث لا أصل له إلا ثلاثة أحاديث أو أربعة. وقد اعتذر عنه أن هذه الأحاديث مما أمر الإمام أحمد بالضرب عليه فَتُرِكَ سهوًا. ومع هذا فإن بعض الحفاظ حاول نفي وجود الموضوع فيه.

يخرجها إلا عمن ثبت عنده صدقه وديانته، دون من طعن في أمانته، ودقق في متون كتابه، كما محص في رجاله1. ومن ثم حق له أن يقول لابنه عبد الله:"احتفظ بهذا المسند؛ فإنه سيكون للناس إمامًا". طبع هذا السفر الضخم في ست مجلدات وطبع على هامشه كنز العمال بمصر سنة "1313هـ"، كما طبع في الهند، وكان من الضروري أن يحقق الكتاب وتخرج أحاديثه؛ فنهض لهذا العمل الفذ الشيخ أحمد محمد شاكر أحد علماء الحديث في مصر في هذا العصر؛ فخرج أحاديث الكتاب ورقمها، وجعل له فهارس للموضوعات، وخدم المسند خدمة علمية جليلة بتعليقاته القيمة، وردوده لبعض الشبهات في بعض المواطن منه، وقد طبع من هذا الكتاب خمسة عشر جزءا وسطا تقارب ثلث الأصل؛ غير أن المنية اخترمته قبل أن يتمه رحمه الله2. وحري بنا هنا أن نذكر كتاب "الكواكب الدراري في ترتيب مسند أحمد على أبواب البخاري" لعلي بن حسن بن عروة الحنبلي "758 - 837هـ" وهو كتاب قيم كبير، يعد من نوادر الكنوز العلمية التي تركها لنا السلف. ولا بد من الإشارة هنا إلى ما قام به فضيلة الشيخ أحمد بن

_ 1 انظر مسند أحمد بتحقيق الشيخ شاكر ص24 - 25 ج1. 2 والمطالع للمسند يرى الشيخ أحمد رحمه الله قد أنجز من المسند تحقيقًا وتخريجًا وضبطًا أكثر مما طبع؛ فكثيرًا ما يذكر أن الحديث "سيرد في رقم كذا وكذا" بعد مئات أو آلاف الأحاديث مما لم يطبع، وعدة الأحاديث المطبوعة من الكتاب المحقق "8099" وهي أقل من ثلث الكتاب. قارن صفحة 245 ج 15 من الكتاب المحقق بالصفحة 312 ج2 من المسند طبعة المطبعة الميمنية بمصر.

عبد الرحمن البنا الشهير بالساعاتي رحمه الله -من علماء القرن الرابع عشر بمصر- من خدمة مشكورة لمسند الإمام أحمد؛ فقد رتبه على الأبواب، وشرح بعض ما يحتاج إلى الشرح والبيان، وخرج أحاديثه، وأشار إلى زوائد عبد الله بن أحمد، وسمي ترتيبه هذا "الفتح الرباني لترتيب مسند أحمد بن حنبل الشيباني" وجعله في سبعة أقسام1. والكتاب جيد جدًا، سهل بهذا الترتيب الرجوع إلى المسند حسب الموضوعات إلى جانب ما فيه من فوائد علمية جليلة. طبع من الفتح الرباني اثنان وعشرون جزءًا بمصر. وهي أكثر الكتاب. وكان البدء بطبعه سنة "1353هـ".

_ 1 القسم الأول: قسم التوحيد وأصول الدين. القسم الثاني: قسم الفقه وجعل فيه أربعة أنواع: النوع الأول: العبادات. النوع الثاني: المعاملات. النوع الثالث: الأقضية والأحكام. النوع الرابع: الأحوال الشخصية والعادات. القسم الثالث: تفسير القرآن. القسم الرابع: الترغيب. القسم الخامس: الترهيب القسم السادس: التاريخ من أول الخليقة إلى ظهور الدولة العباسية. القسم السابع: أحوال الآخرة وما يتقدم ذلك من الفتن.

أشهر الكتب التي جمعت أمهات كتب الحديث أو مختارات منها أو زيادات عليها

ب- أشهر الكتب التي جمعت أمهات كتب الحديث أو مختارات منها أو زيادات عليها: 1- شرح السنة: للإمام الحافظ شيخ الإسلام الحسين بن مسعود الفراء البغوي "المتوفى سنة 516هـ" جمع في هذا الكتاب ما تفرق من الحديث المحتج به في الصحاح والسنن والمسانيد والمعاجم والأجزاء، وقد اختار أحاديثه من جميع أبواب العلم؛ فجاء كتابه جامعًا

لما يتعلق بالعقائد وأصول الدين، والعلم، والعبادات، والمعاملات، ودلائل النبوة والوحي، والسير والمغازي والمناقب، وأشراط الساعة والبعث والحساب. والرقائق وغير هذا مما له صلة بمحاسن الأخلاق والسنن والآداب؛ ليكون مرجعًا شاملًا لما يحتاجه المسلم في دينه: عقيدة وشريعة وعبادة وأخلاقًا، وتجد إلى جانب الحديث الصحيح الحسن، وقد يذكر بعض الضعيف ليبين معنى مجملًا في حديث صحيح، أو إذا لم يكن لديه في الباب ما يغني عن الضعيف من الصحاح والحسان، أو يذكرها في الشواهد والمتابعات. رتب كتابه على أبواب العلم وذكر ما يستفاد من أحاديث الباب من الفقه واجتهادات الصحابة والتابعين وأقوال الأئمة المجتهدين في أمهات المسائل المتفق عليها والمختلف فيها، وكثيرًا ما يذكر أدلة العلماء فيها ويرجح بعض الأقوال على بعض إن اقتضى المقام الترجيح، ولم يَفُتْهُ أن يفسر بعض غريب الحديث ويضبط أسماء الرواة وأنسابهم، ويترجم لبعضهم، وقد اعتمد في هذا على تواليف من سبقه وكثيرًا ما يعزو إليهم؛ فخرج كتابه للناس مستوفيًا ما أراده، طبع من الكتاب خمسة أجزاء بتحقيق شعيب الأرناؤوط وزهير الشاويش سنة "1391هـ - 1971م" بالمكتب الإسلامي في بيروت.

جامع الأصول من أحاديث

2- جامع الأصول من أحاديث: الرسول صلى الله عليه وسلم: للإمام الحافظ مجد الدين أبي السعادات مبارك بن محمد "ابن الأثير الجزري" "544 - 606هـ"، جمع فيه الكتب الأصول في الحديث النبوي، وهي الموطأ وصحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن أبي داود وسنن النسائي وسنن الترمذي، ولم يضم إليها سنن ابن ماجه. وجرد الأحاديث من الأسانيد واكتفى بذكر الصحابي راوي الحديث، وصنف هذه الأحاديث على أبواب الفقه تقريبًا، وصنف هذه الأبواب على حروف المعجم، وجعل تحت كل حرف عدة كتب؛ ففي حرف

الهمزة عشرة كتب أولها كتاب الإيمان وآخرها كتاب الأمل والأجل، وقسم الكتب إلى أبواب، والأبواب إلى فصول؛ ففي كتاب الإيمان والإسلام -مثلًا- ثلاثة أبواب: الباب الأول في تعريفهما حقيقة ومجازًا وفيه فصلان؛ وهكذا حتى يسهل على المطالع البحث. وذكر في كل فصل الأحاديث التي تنطوي تحته من حيث وحدة الموضوع ورمز إلى مخرجيها، وقد يذكر أحيانًا أقوال بعض الصحابة والتابعين، وبعد أن تنتهي كتب كل حرف يشرح غريب ألفاظه على ترتيب الكتب التي في كل حرف مراعيًا سياق الأحاديث التي في كل باب، وكان آخر حروف هذا السفر الضخم حرف الياء، وفيه كتاب اليمين، وبعد ذلك كله ألحق بكتابه كتابًا سماه اللواحق جمع فيه الأحاديث المتفرقة في مواضيع مختلفة. وجعل في خاتمة الكتاب فهرسًا يستدل به على أحاديث مجهولة المواضع1، تسهل على القارئ معرفة موضعها من كتابه؛ ولكن هذا القسم من كتابه لم يطبع بعد. وقد طبع الكتاب سنة "1368 - 1374هـ الموافقة سنة 1949 - 1955م" في اثنى عشر جزءًا كبيرًا بمصر، ضمت "9483" تسعة آلاف وأربعمائة وثمانين وثلاثة أحاديث. وقام بتحقيق الكتاب الشيخ محمد حامد الفقي. ويعد هذا الكتاب من أجمع وأقدم ما صنف في بابه. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن الجزء الأول من الكتاب قد ضم مقدمة ضافية هامة لابن الأثير، تناول فيها أصول الحديث وأحكامها، وما يتعلق بها من التحمل والأداء وطرقهما وجل ما يتصل بالحديث وعلومه وأنواعه وغير ذلك، ثم ترجم لأصحاب الكتب الستة، وذكر أسانيده إليها وهذه المقدمة لا يستغنى عنها طالب علم2. وطبع حديثا بتحقيق الشيخ

_ 1 انظر جامع الأصول ص31 - 32 ج1 وقارن بآخر الجزء الثاني عشر. 2 انظر جامع الأصول ص32 - 123 ج1.

عبد القادر الأرناؤوط في أحد عشر مجلدًا سنة "1391 - 1394هـ / 1971 - 1974م" بدمشق. وقد هذب جامع الأصول وجرده مما زاد على الأصول من شرح الغريب والإعراب، وما جاء فيه من التكرار في نحو ربع حجمه قاضي القضاة شرف الدين هبة الله بن عبد الرحيم المعروف بابن البارزي قاضي حماه "645 - 738هـ" في كتابه "تجريد الأصول في أحاديث الرسول" ونسق بعض أبوابه، وضم بعض الأبواب إلى كتبها حتى لا تتوزع أحكام الكتاب الواحد في عدة كتب1. وقد اطلع الشيخ عبد الرحمن بن علي المعروف بابن الديبع الشيباني الزبيدي الشافعي "944هـ" على الجامع وعلى التجريد، وأعجب بكل منهما؛ فخدم الكتاب خدمة طيبة حيث حافظ على ترتيبه، وزاد بأن ذكر بعد كل حديث أسماء مخرجيه؛ بدلًا من الرموز ليؤمن بذلك من الغلط والاشتباه، كما ألحق بالحديث شرح بعض ألفاظه، وسمى مختصره هذا "تيسير الوصول إلى جامع الأصول من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم". طبع الكتاب في أربعة أجزاء كبيرة سنة "1352 - 1353هـ / 1934م" في مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر والكتاب متداول بين أهل العلم.

_ 1 انظر تيسير الوصول ص4 ج1

الترغيب والترهيب

3- الترغيب والترهيب: للإمام الحافظ المتقن الشيخ زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري الشامي ثم المصري "581 - 656هـ". من أجمع ما صنف في أحاديث الترغيب والترهيب، جمع فيه ما كان صريحًا في الترغيب والترهيب، وقد اكتفى بذكر الصحابي راوي الحديث، ويذكر مخرجي الحديث كما يشير إلى صحة الحديث

أو حسنه أو ضعفه1، إذا كان من عزا إليه ممن لم يلتزم إخراج الصحيح في كتبه. ورتب الكتاب على أبواب الفقه؛ ككتاب العلم وكتاب الطهارة، وكتاب الصلاة، وكتاب النوافل. وكان آخر هذه الكتب كتاب صفة الجنة والنار وما يلحق بذلك، وألحق به باب الأدعية الصالحة المأثورة، والآيات القرآنية الواردة في فضل العلم وغيره؛ فجاء الكتاب جامعًا مفيدًا وقد طبع في خمسة مجلدات كبيرة بتحقيق مصطفى محمد عمارة سنة "1352هـ" بمطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر، وطبع ثانية في أربعة أجزاء سنة "1373هـ - 1954م". كما طبع بتحقيق الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد.

_ 1 انظر الترغيب والترهيب ص3 وقد أشار إلى منهجه في بيان ذلك في مقدمةكتابه؛ فلا بد للمستفيد من هذا الكتاب من مراجعتها، وقد جمع كتابه هذا من الكتب الستة والموطأ ومسند الإمام أحمد ومعاجم الطبراني الثلاثة، ومن مسند أبي يعلى والبزار وصحيح ابن حيان والمستدرك وكتب بن أبي الدنيا وغيرها من الكتب.

رياض الصالحين

4- رياض الصالحين: لشيخ الإسلام الفقيه الحافظ أبي زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي الشافعي "631 - 676هـ" قال النووي في مقدمته: "رأيت أن أجمع مختصرًا من الأحاديث الصحيحة مشتملًا على ما يكون طريقًا لصاحبه إلى الآخرة، ومحصلًا لآدابه الباطنة والظاهرة، جامعًا للترغيب والترهيب، وسائر أنواع آداب السالكين، من أحاديث الزهد ورياضات النفوس وتهذيب الأخلاق وطهارات القلوب وعلاجها، وصيانة الجوارح وإزالة اعوجاجها، وغير ذلك من مقاصد العارفين1،

_ 1 جعل كتابه على أبواب أولها "باب الإخلاص" ثم باب "التوبة"، ثم باب "الصبر"، فباب "الصدق"، فباب "المراقبة"، فباب "التقوى" ... وآخرها باب تحريم الهجران بين المسلمين فوق ثلاثة أيام إلا لبدعة ... وآخرها كتاب "الاستغفار" وباب "بيان ما أعد الله تعالى للمؤمنين في الجنة ورؤية الباري تعالى في الجنة"، وبهذا كان الكتاب جامعًا شاملًا لكل ما ذكره النووي رحمه الله تعالى في مقدمته.

وألتزم فيه ألا أذكر إلا حديثا صحيحًا من الواضحات، مضافًا إلى الكتب الصحيحة المشهورات. وأصدر الأبواب من القرآن العزيز بآيات كريمات، وأوشح ما يحتاج إلى ضبط أو شرح معنى خفي بنفائس من التنبيهات". وقد وفى الإمام النووي بما جاء في مقدمته؛ فأحسن الاختيار والجمع والعرض والبيان؛ فكان كتابه في مجلد ضخم قيم، تداوله العلماء وأهل العلم، والخاصة والعامة وانتشر في أنحاء العالم الإسلامي، وتصدى لشرحه بعض العلماء1، وطبع عدة مرات. ومن أحسن طبعاته ما علق عليها الشيخ علوي المالكي، وما كان بتعليق رضوان محمد رضوان.

_ 1 منهم الشيخ محمد علي بن محمد بن إبراهيم بن علان الصديقي الشافعي المكي "996 - 1057هـ" شرحه بالاعتماد على القرآن الكريم والسنة النبوية وما ورد عن الصحابة والسلف، وما نقل عن اللغويين، وترجم للرواة وضبط أسماءهم، وغير ذلك مما يسهل على المطالع الاستفادة والاستيعاب وسماه "دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين". طبع الكتاب في ثمانية أجزاء متوسطة بالقاهرة أشرف على طبع وتحقيق الجزء الأول منه الشيخ محمد حامد الفقي. وأشرف على تصحيح الأجزاء السادس والسابع والثامن والتعليق عليها محمود حسن ربيع المدرس بالأزهر. ولرياض الصالحين شرح لطيف بقلم "الدكتور مصطفى الحن والدكتور مصطفى النبعا" باسم "نزهة المتقين شرح رياض الصالحين" طبع مؤسسة الرسالة في مجلدين.

مجمع الزوائد ومنبع الفوائد

5- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي "المتوفي سنة 807هـ"، جمع في هذا الكتاب زوائد مسند الإمام أحمد على ما في كتب الحديث الستة، وزوائد أبي يعلى الموصلي وزوائد مسند أبي بكر البزار، وزوائد المعجم الكبير وزوائد المعجم الأوسط والصغير للطبراني، جمع من أحاديث هذه المصنفات

ما زاد على أحاديث الكتب الستة المشهورة المعتمدة في كتابه المذكور1، وبين درجة أحاديثها من الصحة أو الحسن أو الضعف أو الوضع، كما ذكر ما في بعض رواتها من الجرح والتعديل. طبع الكتاب في عشر مجلدات متوسطة وكانت طبعته الأولى في القاهرة بإشراف حسام الدين القدسي، وطبع ثانية بالتصوير عن الطبعة السابقة في بيروت سنة 1967 والكتاب قيم متداول بين أهل العلم لا غنى لمشتغل في الحديث عنه.

_ 1 وقد رتبه على الأبواب، فما لا يجده الباحث في بابه في الكتب الستة قد يجده في مجمع الزوائد.

جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد

6- جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد: للمحدث الأديب محمد بن محمد بن سليمان بن الفاسي السوسي المغربي "1037 - 1094هـ"، جمع في كتابه هذا مجمع الزوائد للهيثمي إلى جامع الأصول لابن الأثير الجزري وضم إلى ذلك زيادات سنن ابن ماجه وزوائد مسند الدارمي؛ وبهذا أصبح كتابه من أجمع ما صنف في الحديث النبوي؛ لأنه جمع أربعة عشر كتابًا1. ورتبه على الأبواب الفقهية، وذكر بعد كل حديث مخرجه، طبع الكتاب في مجلدين كبيرين بإشراف السيد عبد الله هاشم اليماني المدني سنة"1381هـ - 1961م" وبذيله "أعذب الموارد في تخريج جمع الفوائد" للسيد عبد الله هاشم اليماني المدني. وقد بلغت أحاديث جمع الفوائد "10131" حديثًا.

_ 1 ذكرنا قبيل صفيحات أن جامع الأصول ضم الموطأ والصحيحين وسنن أبي داود والنسائي والترمذي، وذكرنا أيضًا أن مجمع الزوائد ضم زيادات مسند الإمام أحمد وأبي يعلى الموصلي وزوائد مسند البزار وزوائد المعاجم الثلاثة للطبراني، وهذه ستة كتب أيضًا ضم إليها أيضًا الإمام محمد بن محمد صاحب جمع الفوائد زوائد ابن ماجه وزوائد مسند الدارمي فكان الجميع أربعة عشر كتابًا.

التاج الجامع للأصول

7- التاج الجامع للأصول: للشيخ منصور بن علي ناصف

أشهر المصادر والمراجع في أحاديث الأحكام

أشهر المصادر والمراجع في أحاديث الأحكام مدخل ... ج- أشهر المصادر والمراجع في أحاديث الأحكام: رأينا في الأبحاث السابقة اهتمام الأمة وعلمائها بالحديث النبوي، ووقفنا على أمهات المصادر الجامعة له، وقد اجتهد بعض العلماء في جمع بعض أحاديث الأحكام على أبواب الفقه، من غير أن يضموا إليها غيرها من الأحاديث التي تتناول الرقائق والترغيب والترهيب ومكارم الأخلاق والفتن وأشراط الساعة وغير ذلك، والمصنفات في أحاديث الأحكام بين المختصر الموجز والمبسوط المطول. ونكتفي في هذا المقام بذكر أهم ما صنف في هذا الباب.

العمدة في الأحكام

1- العمدة في الأحكام: في معالم الحلال والحرام غن خير الأنام محمد عليه السلام للإمام الحافظ تقي الدين أبي محمد عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي "541-600هـ" جمع في كتابه هذا أمهات أحاديث الأحكام في مختلف أبواب الفقه مما اتفق عليه الإمامان

البخاري ومسلم1. طبع الكتاب في مجلد بتحقيق الأستاذ أحمد محمد شاكر بمصر سنة 1373هـ.

_ 1 قال المقدسي رحمه الله في مقدمة كتابه: فإن بعض إخواني سألني اختصار جملة في أحاديث الأحكام مما اتفق عليه الإمامان أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري، ومسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري؛ فأجبته إلى سؤاله رجاء المنفعة به.

أحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام

2- إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام: للإمام الحافظ تقي الدين بن دقيق العيد "625 - 702هـ"، شرح فيه كتاب العمدة للإمام المقدسي شرحًا وافيًا، وقد طبع هذا الكتاب مرارا، وطبع أخيرا طبعة جيدة في جزأين بتحقيق محمد حامد الفقي ومراجعة الشيخ أحمد شاكر سنة "1372هـ / 1953م" بمصر. وللعلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني كتاب "العدة" حاشية على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد طبع في أربع مجلدات بتحقيق علي بن محمد الهندي في مصر1. ولابن دقيق العيد أيضًا كتاب "الإلمام بأحاديث الأحكام" شرط فيه ألا يورد إلا حديث مَنْ وثقه إمام من مزكي رواة الأخبار "وكان صحيحًا على طريقة أهل الحديث الحفاظ، أو أئمة الفقه النظار؛ فإن لكل منهم مغزى قصده وسلكه، وطريقًا أعرض عنه وتركه، وفي كل خير2، جمع فيه "1471" حديثًا، رتبها على أبواب الفقه وعزا الأحاديث إلى مخرجيها، طبع الكتاب بتعليق الأستاذ محمد سعيد مولوي في مجلد وسط سنة "1383هـ - 1963م".

_ 1 وللشيخ فيصل بن عبد العزيز آل مبارك "خلاصة الكلام على عمدة الأحكام" شرح فيه العمدة شرحًا موجزًا طبع في جزء لطيف سنة "1369هـ" بمصر. 2 انظر الإلمام ص2.

المنتقى من أخبار المصطفى

3- المنتقى من أخبار المصطفى: 1 للإمام المحدث أبي البركات مجد الدين عبد السلام "ابن تيمية" الحراني "590 - 653هـ" جمع فيه رحمه الله الأحاديث النبوية التي ترجع أصول الأحكام اليها، ويعتمد علماء الإسلام عليها، وقد اختار هذه الأحاديث من صحيح البخاري ومسلم ومسند أحمد ومن السنن الأربعة، كما ذكر بعض آثار الصحابة، ورتبه على أبواب الفقه وبهذا غدا هذا الكتاب من أهم المصادر في أحاديث الأحكام، وعدة أحاديثه "5029" خمسة آلاف حديث وتسعة وعشرون حديثًا. طبع في مجلدين كبيرين بتعليق الشيخ محمد حامد الفقي سنة "1351هـ" بمصر.

_ 1 كان من حق هذا الكتاب أن يذكر بعد كتاب العمدة وقبل كتاب إحكام الأحكام لابن دقيق العيد لتقدم ابن تيمية على ابن دقيق العيد في العصر؛ ولكنا قدمنا كتاب ابن دقيق العيد على هذا لتكون شروح العمدة للمقدسي لاحقة به دون أن يقطعها عن الأصل فاصل.

بلوغ المرام من أدلة الاحكام

4- بلوغ المرام من أدلة الأحكام: لشيخ الإسلام أحمد بن علي بن حجر العسقلاني "773هـ - 852هـ" قال في مقدمته رحمه الله: "هذا مختصر يشتمل على أصول الأدلة الحديثة للأحكام الشرعية، حررته تحريرًا بالغًا؛ ليصير من يحفظه من بين أقرانه نابغًا، وقد بينت عقب كل حديث من أخرجه من الأئمة"1، والكتاب جيد جامع، رتبه على الأبواب وفيه "1596" حديثًا، طبع في مجلد وسط سنة 1352هـ بتعليق الشيخ محمد حامد الفقي.

_ 1 انظر ص1 من بلوغ المرام.

سبل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام

5- سبل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام: للإمام محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير الكحلاني الصنعاني "1099 - 1182هـ"

شرح فيه بلوغ المرام، وقد اختصر هذا الشرح عن شرح القاضي العلامة شرف الدين الحسين بن محمد المغربي "1048 - 1119هـ" وهو كتاب جامع يتناول مذاهب الفقهاء وخاصة أهل البيت، كما يذكر مذاهب الأئمة الأربعة، ويرد على بعض المسائل؛ إلا أنه كثير الاجتزاء والاقتضاب، وكثيرًا ما يرد على مسائل لا تظهر أصولها للقارئ، كما أنه قد يستطرد أحيانًا في ذكر بعض المسائل، طبع الكتاب عدة مرات في أربعة أجزاء إحدى هذه الطبعات سنة "1357هـ" وهي خير مما طبع بعد ذلك، ومع هذا؛ فالكتاب يحتاج إلى تحقيق وتصحيح وبيان حتى تتم الفائدة منه.

نيل الأوطان وشرح منتقى الأخبار من أحاديث

نيل الأوطان وشرح منتقى الأخبار من أحاديث ... 6- نيل الأوطار شرح منتقي الأخبار من أحاديث سيد الأخيار: لقاضي قضاة اليمن الإمام محمد بن علي بن محمد الشوكاني "1255هـ" شرح في كتابه هذا كتاب المنتقى لأبي البركات ابن تيمية، الذي ذكرناه قبل قليل قال الشوكاني في مقدمة كتابه: "وقد سلكت في هذا الشرح لطول المشروح مسلك الاختصار، وجردته عن كثير من التفريعات والمباحثات التي تفضي إلى الإكثار؛ لا سيما في المقامات التي يقل فيها الاختلاف، وأما في مواطن الجدال والخصام فقد أخذت فيها بنصيب من إطالة ذيول الكلام ... فدونك؛ شرحًا يشرح الصدور، ويمشي على سنن الدليل وإن خالف الجمهور. وقد نصرت ما أظنه الحق، بمقدار ما بلغت إليه الملكة، ورضت النفس حتى صفت عن قذر التعصب الذي هو بلا ريب الهلكة، وقد اقتصرت فيما عدا هذه المقامات الموصوفات على بيان حال الحديث وتفسير غريبه، وما يستفاد منه بكل الدلالات، وضممت إلى ذلك في غالب الحالات الإشارة إلى بقية الأحاديث الواردة في الباب، مما لم يذكر في الكتاب، لعلمي بأن هذا من أعظم الفوائد التي يرغب في مثلها أرباب الألباب من الطلاب، ولم أطول ذيل هذا الشرح بذكر تراجم رواة الأخبار ...

وقد أشير في النادر إلى ضبط اسم راو أو بيان حاله على طريق التنبيه؛ ولا سيما في المواطن التي هي مظنة تحريف أو تصحيف، وجعلت ما كان للمصنف من الكلام على فقه الأحاديث وما يستطرده من الأدلة في غضونه من جملة الشرح في الغالب ونسبت ذلك إليه، وتعقبت ما ينبغي تعقبه عليه وتكلمت على ما لا يحسن السكوت عليه ... " وخلاصة القول إن هذا الكتاب جمع دراسات حديثية كاملة لأحاديث الأحكام، تناولت غريب الحديث وفقهه ومذاهب العلماء فيه، ولم يخل من أبحاث أصولية، وأحكام فرعية مستنبطة من الأدلة الشرعية، وما يلحق بذلك كما جمع جانبًا من مذاهب الفقهاء الذين لم يكتب لمذاهبهم التدوين والانتشار. طبع الكتاب مرارًا في ثمانية أجزاء. ولا بد لنا في هذا المقام من أن نذكر ما جاء في الشروح القيمة لأمهات كتب الحديث من دراسات حديثية جامعة تناولت أحاديث الأحكام كما تناولت غيرها، وواضح هذا في شرح الإمام النووي لصحيح مسلم، وفي فتح الباري شرح صحيح البخاري لشيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني الذي يعد -بحق- موسوعة علمية إسلامية من الناحية الحديثية، لا يستغني عن الرجوع إليها مشتغل في أحاديث الأحكام خاصة، وفي الحديث عامة؛ بل في الفقه أيضًا، لما فيه من قواعد علمية قيمة، ومسائل دقيقة ومباحث عريقة جمعت بين الرواية والدراية.

الموجز في أحاديث الأحكام

7- الموجز في أحاديث الأحكام: "دراسات علمية لمختارات من الأحاديث في أبواب: النكاح والفرقة بين الزوجين، وما يلحق بها، وفي الجنايات والتعزير والحدود، والجهاد، والأطعمة والصيد والذبائح، والأضاحي والأيمان والنذور والقضاء، والشهادات والدعاوى والبينات": للدكتور محمد عجاج الخطيب تم طبعه في صيف "1395هـ - 1975م" جامعة دمشق.

أشهر ما صنف في معاجم الحديث والكتب المرشدة إلى مواضعه

د- أشهر ما صنف في معاجم الحديث والكتب المرشدة إلى مواضعه: 1- الجامع الصغير من حديث البشير النذير: للإمام الحافظ أبي بكر جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي "849 - 911هـ" من أجمع ما صنف فى معاجم الحديث، رتبه السيوطي على حروف الهجاء وراعى في هذا أول الحديث فما بعده، وجمع فيه الأحاديث من ثلاثين كتابًا1؛ حتى بلغ عدد ما فيه عشرة آلاف حديث، وأشار إلى درجة كل حديث ورمز إلى المخرجين. وقد طبع هذا الكتاب في مجلدين كبيرين أكثر من مرة وتصدى لشرحه أكثر من عالم2، والكتاب مشهور سهل التناول لا يستغنى عنه عالم أو طالب علم.

_ 1 كان السيوطي قد ألف كتابًا كبيرًا في الحديث النبوي مرتبًا على حروف المعجم سماه جمع الجوامع، اقتضب منه الجامع الصغير، ثم جعل للجامع الصغير ذيلًا سماه زيادة الجامع وقد ضم الشيخ يوسف النبهاني هذه الزيادة إلى الجامع الصغير وأحسن ترتيب أحاديثهما، وسمى المجموع الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير، وطبع الكتاب طبعة جيدة في ثلاث مجلدات، وذكر أن عدة أحاديث الزيادة أربعة آلاف وأربعون حديثًا. وقد رأى الشيخ محمد ناصر الدين الألباني أنه قد طرأ بعض التحريف أو السقط أو الزيادة على رموز الأحاديث التي وضعها السيوطي إشارة إلى درجة الحديث من الصحة أو الحسن أو الضعف، وأن كثيرين من أهل العلم يثقون بهذه الرموز ثقة مطلقة من غير أن يحققوا في الحديث ودرجته؛ لهذا رأى من الأهمية بمكان أن يتولى تحقيق ذلك وتخريج أحاديث زيادة الجامع. وأن يجعل هذا في قسمين الأول: "صحيح الجامع الصغير وزيادته" وهو يشمل الصحيح والحسن، والثاني منهما "ضعيف الجامع الصغير وزيادته" وهو خاص بما لا يحتج به من الحديث، وهو يشمل الضعيف والضعيف جدًا والموضوع. وقد ظهرت الأجزاء الأولى من الكتابين، سهل الله له إتمام ذلك ونفع به. 2 من أشهر شروحه "فيض القدير شرح الجامع الصغير" للشيخ زين الدين محمد عبد الرءوف بن تاج العارفين المناوي القاهري أحد كبار العلماء "952 - 1031هـ" شرح الجامع شرحًا وافيًا واستدرك علي السيوطي في بعض الأحاديث وذكر فوائد جليلة، طبع الكتاب في ست مجلدات كبيرة سنة "1356هـ - 1938م" بالمطبعة التجارية بمصر وعدة ما فيه من الأحاديث "10031" عشرة آلاف حديث وواحد وثلاثون حديثًا. ولا بد من الإشارة هنا إلى كتاب "كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال" للشيخ علاء الدين علي المتقي "975هـ"؛ فقد جمع المؤلف الجامع الصغير وزياداته ورتبه على أبواب الفقه، وسمى هذا المؤلف "منهج العمال في سنن الأقوال" ثم بوب ما بقي من قسم الأقوال من الجامع الكبير على أبواب الفقه وسماه "الإكمال لمنهج العمال"، ثم مزج بين هذين المؤلفين، وميز بين أحاديث الإكمال لمنهج العمال، ثم مزج بين هذين المؤلفين، وميز بين أحاديث الإكمال؛ لأن أحاديث الجامع الصغير وزياداته أصح وأخصر وأبعد من التكرار وسمي الكتاب "غاية العمال في سنن الأقوال"، ثم بوب قسم الأفعال على أبواب الفقه وجمع بين أحاديث الأقوال والأفعال وسمي مجموع ذلك "كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال" قال المؤلف: "فمن ظفر بهذا التأليف قد ظفر بجمع الجوامع مبوبًا مع أحاديث كثيرة ليست في جمع الجوامع؛ لأن المؤلف رحمه الله زاد في الجامع الصغير وذيله أحاديث لم تكن في جمع الجوامع". طبع في أربعة عشر جزءًا كبيرًا في الهند سنة 1364هـ. ويطبع في هذه الأيام طبعة محققة في حلب المكتبة العربية الإسلامية وطبع منه حتى "صيف 1395هـ - 1975م" نحو ثلثي الكتاب. وطبع "منتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال"؛ لعلي المتقي الهندي على حواشي مسند الإمام أحمد وطبع كنز العمال أخيرا في 16 جزءًا بمؤسسة الرسالة.

ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الحديث

2- ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الحديث: للشيخ الإمام العارف بالله عبد الغني بن إسماعيل النابلسي الحنفي الدمشقي "1050 - 1143هـ" وقد جمع فيه أطراف1 الكتب السبعة، وهي

_ 1 أطراف جمع طرف وطرف الحديث أوله، وكتب الأطراف وهي الكتب التي تقتصر على ذكر أوائل الأحاديث الدالة على بقيتها مع الجمع لأسانيد كل حديث؛ إما على سبيل الاستيعاب أو على جهة التقيد بكتب مخصوصة، وكتب الأطراف قديمة جدًا وكثيرة. انظر الرسالة المستطرفة ص167 وما بعدها.

موطأ مالك والصحيحان والسنن الأربعة؛ رتبه على مسانيد الصحابة، وأدرج تحت كل صحابي أطراف الأحاديث التي رويت له في الكتب السبعة أو في بعضها؛ فيذكر أول الحديث ثم يذكر من أخرجه من أصحاب تلك الكتب كما يذكر الكتاب أو الباب الذي أخرجه فيه، وقد طبع الكتاب في أربعة أجزاء متوسطة سنة "1352هـ - 1934م" بعناية جمعية النشر والتأليف الأزهرية بالقاهرة. وقد ضم الكتاب "12302" طرفًا، اثني عشر ألف طرف وثلاثمائة وطرفين. والكتاب قيم هام لا غنى لمشتغل في الحديث عنه1.

_ 1 إذا عرف الطالب راوي الحديث يفتش عن أول الحديث في مسند الصحابي من كتاب ذخائر المواريث؛ فيدله على مواضع الحديث من الكتب المذكورة. أما إذا لم يعرف الراوي وكان حافظًا لأول الحديث فما عليه إلا أن يراجع الجامع الصغير أو الفتح الكبير حيث يقف عليه وعلى درجته ومخرجه.

مفتاح كنوز السنة

3- مفتاح كنوز السنة: وضعه بالإنكليزية الدكتور "أ. ي. فنسك" ونقله إلى العربية الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي. هذا الكتاب معجم مفهرس عام تفصيلي للكشف عن الأحاديث النبوية التي خرجت في الصحيحين، وفي موطأ مالك، وفي السنن الأربعة، وسنن الدارمي، ومسند زيد بن علي ومسند أبي داود الطيالسي، ومسند أحمد، وطبقات ابن سعد، وسيرة ابن هشام، ومغازي الواقدي. وقد رتب هذا المعجم على الموضوعات، ورتبت الموضوعات على حروف الهجاء1؛ فيذكر الحديث أو بعضه في موضوعه، ويرمز إلى مكانه من الكتاب الذي أخرج فيه والكتاب جيد يسهل على الباحث الوقوف على مواضع أحاديث تلك الكتب التي فهرس لها. طبع الكتاب الطبعة الأولى في مجلد كبير سنة "1353هـ - 1934م" بمصر. وصور أخيرًا في لبنان.

_ 1 فلو أردت أن تقف على زكاة السوائم تفتح الكتاب على الزكاة؛ فتجد نصابها ومواضع الأحاديث التي وردت في زكاة السوائم في الكتب التي فهرس لها مفتاح كنوز السنة. ولا بد من مراجعة مقدمة الكتاب للوقوف على اصطلاحاته.

المعجم المفهرس لالفاظ الحديث النبوي

4- المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي: رتبه جماعة من المستشرقين1؛ فقد فهرسوا جميع ألفاظ الكتب الستة وموطأ مالك ومسند الإمام أحمد بن حنبل، وسنن الدارمي وهذه من أمهات كتب الحديث، ورتبوا هذه الألفاظ على حروف المعجم وذكروا تحت كل لفظة الأحاديث التي وردت فيها هذه اللفظة، ورمزوا لمن أخرج تلك الأحاديث من أصحاب الكتب التي فهرسوا لها، وهذا المعجم من أوسع المعاجم وأسهلها؛ ذلك لأنه يكفي أن يعرف الباحث كلمة واحدة من الحديث الذي يبحث عنه ليقف على الحديث كاملًا، ويعرف مخرجيه؛ فمثلًا قوله صلى الله عليه وسلم: "وابتسامتك في وجه أخيك صدقة" يمكنك أن تقف على هذا الحديث في مادة "بسم، ووجه، وأخ، وصدق"؛ ففي أي لفظة من هذه الألفاظ بحثت ستجد هذا الحديث، كما ستجد غيره من الأحاديث التي ذكرت فيها واحدة من هذه الألفاظ، ومن ثم كانت سهولة استعماله ويسر الرجوع إليه والاستفادة منه؛ ولكن مع الأسف الشديد طبعت منه نسخ محدودة في أوروبا؛ مما جعله مقصورًا على المكتبات العامة، نادر الوجود في المكتبات الخاصة. وتم تصويره أخيرًا في بيروت سنة "1390 - 1970" وكثرت نسخه وانتشرت بين أهل العلم.

_ 1 كان من الواجب أن يقوم بمثل هذا العمل جماعة من العلماء المسلمين، أو من المشتغلين بالحديث في العالم الإسلامي؛ لما لهذا العمل من أثر بعيد وأهمية كبرى في الأبحاث العلمية، ولا ندري ما الذي قعد بهمة إخواننا عن مثل هذا العمل!؟.

أهم ما صنف في الأحاديث المشتهرة

هـ - أهم ما صنف في الأحاديث المشتهرة: 1- المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة: للإمام الحافظ المؤرخ محمد بن عبد الرحمن السخاوي "831 - 902هـ" رتبه على حروف المعجم، كما رتبه على الأبواب وهو كتاب جيد مفيد، يذكر الحديث في حرفه ويذكر درجته من الصحة أو الضعف، كما يذكر حقيقته إذا كان موضوعًا أو لا أصل له، ويذكر أقوال العلماء فيه وبعض الكتب التي خرجته، طبع الكتاب في مجلد سنة"1375هـ"1. 2- كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس: للمحدث الشيخ إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي المتوفى سنة "1162هـ" كتاب جامع أفاد من كتب سابقيه، رتبه على حروف الهجاء، جمع فيه "3281" حديثًا فذكر مخرجيها، ومن تكلم فيها، ودرجتها من الصحة أو الضعف، وبين الموضوع منها، وقد بنى كتابه على اختصار كتاب "المقاصد الحسنة" للسخاوي وضم إليه مما في كتاب "اللآلئ المنشورة في الأحاديث المشهورة" لابن حجر وكتاب "تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث" لابن الديبع الشيباني تلميذ الإمام السخاوي، وكتاب "الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة" للإمام السيوطي فجاء الكتاب جامعًا وافيًا مفيدًا،

_ 1 اختصره تلميذ المؤلف أبو الضياء عبد الرحمن بن علي بن الدبيع الشيباني في كتابه المسمى "تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على الألسنة من الحديث". وصنف في هذا الباب بدر الدين الزركشي كتابه "التذكرة في الأحاديث المشتهرة"، وللسيوطي "الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة". وللشيخ أبي عبد الله محمد بن درويش الحوت البيروتي "أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب" في جزء وسط.

وختمه بخاتمة جيدة في بيان بعض الكتب ومنزلتها، وبعض الأماكن المنسوبة لبعض الصحابة ومن بعدهم وبين زيفها وأصل القول فيها، كما أشار إلى بعض الأحاديث الموضوعة، وإلى بعض أبواب الفقه وما فيها من الصحيح والضعيف والموضوع. طبع الكتاب في مجلدين كبيرين بتعليق المدرس أحمد القلاش في مؤسسة الرسالة، وختم بفهرس مرتب على الأبواب إلى جانب فهرس الحروف.

أهم ما صنف في الأحاديث الموضوعة والوضاعين

و أهم ما صنف في الأحاديث الموضوعة والوضاعين: 1- تذكرة الموضوعات: لأبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي "448 - 507هـ"، رتبه على حروف المعجم، يذكر فيه الحديث ويذكر من جرح راويه من الأئمة. طبع في مصر سنة "1323هـ". 2- اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة: للحافظ جلال الدين السيوطي "849- 911هـ" رتبه حسب أبواب الفقه والموضوعات، يذكر الحديث ويذكر أقوال العلماء فيه ويذكر واضعه أو المتهم بوضعه. طبع الكتاب أكثر من مرة في مجلدين. 3- تنزيه الشريعة المرفوعةعن الأخبار الشنيعة الموضوعة: لأبي الحسن علي بن محمد "ابن عراق" الكناني المتوفى سنة "963هـ" وهو كتاب جامع مرتب على الأبواب، طبع في مجلدين سنة "1378هـ" بمصر1.

_ 1 ومما صنف في الأحاديث الموضوعة "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" للقاضي أبي عبد الله محمد بن علي الشوكاني"1173 - 1255هـ" استفاد من مؤلفات السلف؛ إلا أنه أدرج بعض غير الموضوع فيه، طبع الكتاب سنة 1380هـ بمصر.

4- المصنوع في معرفة الحديث الموضوع: للمحدث الشيخ علي القاري "1014هـ" وهو الموضوعات الصغرى طبع في جزء وسط بتحقيق الشيخ عبد الفتاح أبو غدة سنة "1389هـ - 1969م"، مكتب المطبوعات الإسلامية بحلب. وللشيخ القاري "كتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" المعروف بـ "الموضوعات الكبرى" طبع بتحقيق محمد الصباغ سنة "1391هـ - 1971م"، طبع دار الأمانة ومؤسسة الرسالة ببيروت.

أهم ما صنف في مختلف الحديث ومشكله

ز- أهم ما صنف في مختلف الحديث ومشكله: 1 1- تأويل مختلف الحديث: 2 للإمام الحافظ عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري "213- 276هـ" وضعه في الرد على أعداء الحديث الذين اتهموا أصحاب الحديث بحمل الأخبار المتناقضة، ورواية الأحاديث المشكلة؛ فجمع بين الأخبار التي ظاهرها التعارض وبين أنه لا تعارض بينها، ودفع الشبهات وأزال لبس ما قد يشكل فهمه، طبع الكتاب في مجلد وسط سنة "1326هـ" بمصر. 2- مشكل الآثار: للمحدث الفقيه أبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي "239 - 321هـ". طبع في أربع مجلدات سنة "1333هـ" بالهند. 3- مشكل الحديث وبيانه: للإمام المحدث أبي بكر محمد بن الحسن "ابن فورك" الأنصاري الأصبهاني "- 406هـ" طبع في جزء وسط سنة 1362 بالهند.

_ 1 علم مختلف الحديث ومشكله يتناول الأحاديث التي ظاهرها التعارض، من حيث الجمع والتوفيق بينهما: إما بتقييد مطلقها، أو بتخصيص عامها، أو بحملها على تعدد الحادثة أو بتوجيهها التوجيه السديد في ضوء غيرها من الأحاديث، كما يتناول أحيانًا بيان تأويل ما يشكل من الحديث النبوي، وإن لم يعارضه حديث آخر. 2 من أقدم من صنف في مختلف الحديث الإمام محمد بن إدريس الشافعي "150 - 204هـ"؛ فقد وضع كتابه "اختلاف الحديث"، ولم يقصد استيعاب جميع الأحاديث التي في هذا الباب، وقد طبع كتابه هذا على هامش الجزء السابع من كتاب الأم.

أهم ما صنف في ناسخ الحديث ومنسوخه

ح- أهم ما صنف في ناسخ الحديث ومنسوخه: 1 1- الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار: للإمام الحافظ النسابة أبي بكر محمد بن موسى الحازمي الهمذاني "548 - 584هـ" وهذا الكتاب من أجمع ما صنف في بابه، رتبه على الأبواب الفقهية، وذكر في كل باب الأحاديث التي ظاهرها التعارض، وبين أقوال العلماء فيها، والناسخ والمنسوخ منها، وكثيرًا ما يدلي برأيه، ويرجح قولًا على آخر، وقد صدر كتابه بمقدمة علمية قيمة عن نشأة هذا العلم، وفي أصول الترجيح ودرجاته، طبع الكتاب مرارًا، ومن أجود الطبعات تلك التي حققها الشيخ راغب الطباخ الحلبي رحمه الله، طبعت في حلب سنة "1346هـ".

_ 1 النسخ عند الأصوليين هو رفع الشارع حكمًا شرعيًا بدليل شرعي متراخ عنه؛ فعلم ناسخ الحديث ومنسوخه هو العمل الذي يبحث في الأحاديث المتعارضة التي لا يمكن التوفيق بينها من حيث الحكم على بعضها بأنه ناسخ وعلى بعضها الآخر بأنه منسوخ؛ فما ثبت تقدمه منسوخًا، وما ثبت تأخره كان ناسخًا. وهذا العلم جليل ومن أهم ما يجب على الفقيه معرفته؛ إذ لا يمكنه استنباط الأحكام من أدلتها الشرعية من غير أن يعرف الأدلة الناسخة والمنسوخة. وقد صنف فيه العلماء في مطلع القرن الثاني؛ فلقتادة بن دعامه السدوسي "61 - 118" مؤلف، ولأبي بكر أحمد بن الأثرم "261هـ" مؤلف باسم ناسخ الحديث ومنسوخه، وغير ذلك مما ظهر قبل الإمام الحازمي انظر كتابنا أصول الحديث ص289.

أهم ما صنف في أسباب ورود الحديث

ط - أهم ما صنف في أسباب ورود الحديث: 1 1- البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف: للمحدث السيد إبراهيم بن محمد بن كمال الدين الشهير بابن حمزة الحسيني الدمشقي "1054 - 1120هـ" رتبه على حروف المعجم، يذكر أول الحديث ويذكر بعده سبب وروده، طبع الكتاب في جزأين كبيرين سنة 1329هـ بحلب.

_ 1 معرفة أسباب ورود الأحاديث ومناسباتها تبين المتقدم منها من المتأخر، وتسهل معرفة الناسخ من المنسوخ.

أهم ما صنف في غريب الحديث وإعرابه

ي- أهم ما صنف في غريب الحديث وإعرابه: 1 1- الفائق في غريب الحديث: لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري"467-538هـ". طبع في ثلاثة أجزاء بتحقيق محمد

_ 1 علم غريب الحديث يبين ما يخفى معناه من ألفاظ الحديث النبوي، وقد اهتم علماء المسلمين به اهتمامًا كبيرًا، لما يترتب عليه من ضبط ألفاظ الحديث وفهم معناه؛ إذ من العسير على المرء أن يروي ما لا يفهم، أو ينقل ما لا يحسن أداءه. ومعرفة مفردات الحديث ومعناها هي الخطوة الأولى إلى فهم معنى الحديث واستنباط الحكم منه، وتتأكد العناية بمعرفة غريب الحديث لمن يروي الحديث بالمعنى. ومما تجدر ملاحظته أن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن غريبًا على الأمة العربية في صدر الإسلام؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أفصح العرب لسانًا، وأعذبهم نطقًا، وأسدهم لفظا، وأقواهم حجة، وأوضحهم بينة، وأقومهم عبارة وأعرفهم بمواقع الخطاب، ولا غرو في هذا؛ فقد بعثه الله عز وجل في أمة تعتز بلغتها، وتعجب بسحر كلمها وقد صنعه على عينه؛ فكان يخاطب العرب على اختلاف قبائلهم ولهجاتهم بما يفهمون، ويخاطبهم بما يعقلون. وما لبث أن دخل في دين الله كثير من أبناء الأمم الأخرى، في حياته =

أبو الفضل إبراهيم وعلي محمد البجاوي سنة 1366 بالقاهرة. 2- النهاية في غريب الحديث والأثر: للإمام مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد "ابن الأثير الجزري" "544 - 606هـ" وهذا الكتاب من أجمع وأشهر ما صنف في غريب الحديث وهو ثمار جهود العلماء قبل ابن الأثير، إلى جانب جهد ابن الأثير الكبير وعلمه الغزير؛ فقد أحسن ترتيبه على حروف المعجم؛ فيذكر اللفظ الغريب في مادته اللغوية، ويذكر الحديث الذي ورد فيه، ويبين معناه، وقد يذكر له شواهد من الحديث واللغة وقد ضمنه فوائد علمية جليلة، طبع هذا الكتاب أكثر من مرة في أربع مجلدات في مصر وطبع أخيرا طبعة علمية جيدة بتحقيق الأستاذين أحمد الزاوي، ومحمود محمد الطناحي سنة "1383هـ - 1963م" بدار إحياء الكتب العربية في القاهرة. 3- ومن أشهر ما صنف في إعراب الحديث النبوي كتاب إعراب الحديث النبوي: للإمام النحوي أبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري "538 - 616هـ" أملاه على طلابه خلال قراءة "جامع

_ = صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته، ولم يتعلم هؤلاء من العربية -أول أمرهم- إلا ما لا غنى لهم عنه في المحاورة والخطاب، من أجل قضاء حاجاتهم والقيام بواجباتهم الدينية؛ فكان من الطبيعي أن يجدوا في ألفاظ الحديث النبوي غريبًا أكثر مما يجده أبناء العربية، ونشأت أجيال جديدة من أبناء الأمم احتاجت إلى معرفة كثير من هذه الألفاظ، فانبرى العلماء لبيانها وشرحها؛ بل اهتموا بشرح الأحاديث كلها، وسدوا حاجات العربي وغير العربي، وخدموا الحديث خدمة عظيمة؛ فكان ذلك خدمة باقية، على مر الزمان للغة العربية نفسها التي صانها وحفظها الإسلام الحنيف. وقد ظهرت أولى المصنفات في غريب الحديث في أواخر القرن الثاني؛ فقد صنف النضر بن شميل المازني المتوفي سنة "203هـ" كتابه في غريب الحديث وتتالى بعده العلماء.

المسانيد" لأبي الفرج بن الجوزي عليه مسندًا مسندًا؛ فإذا فر بهم حديث، أو عبارة في حديث أو كلمة تحتاج إلى بيان وشرح، أو بيان محلها من الإعراب وضح ذلك أبو البقاء وأملاه على طلابه؛ فبين في كتابه هذا "425" خمسًا وعشرين وأربعمائة مسألة في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم سوى ما ورد من شواهد من القرآن الكريم ومن الشعر؛ فجاء الكتاب لطيفًا مفيدًا، وقد طبع طبعة جيدة بتحقيق عبد الإله نبهان الذي ضم إليه فهارس علمية تسهل الانتفاع به، وصدر في مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق سنة"1397هـ - 1977م".

أهم ما صنف في علل الحديث

ك- أهم ما صنف في علل الحديث: 1 كتاب علل الحديث: للإمام الحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي "240 - 327هـ"، وقد رتبه على الأبواب، وهو من أجمع ما وصلنا من كتب العلل، وقد طبع هذا الكتاب في مجلدين سنة "1343هـ" بمصر2، وعدد الأحاديث التي وردت فيه "2840" ألفان وثمانمائة وأربعون حديثًا.

_ 1 العلة في اللغة: المرض وفي اصطلاح المحدثين: هي سبب غامض يقدح في الحديث مع ظهور السلامة منه، وعلم علل الحديث يبحث عن الأسباب الخفية الغامضة التي تقدح في الأحاديث؛ كوصل منقطع، ورفع موقوف وإدخال حديث في حديث، أو إلزاق سند بمتن وغير ذلك. 2 وللإمام الحافظ علي بن عمر الدارقطني "306 - 385هـ" كتاب "العلل الواردة في الأحاديث النبوية" من أجمع ما صنف في علل الحديث رتبه على المسانيد في اثنى عشر مجلدًا ضخمًا. يوجد منها خمس مجلدات مخطوطة بدار الكتب المصرية تحت الرقم 394 حديث.

أهم ما صنف في تراجم الرواة وكناهم والقابهم

أهم ما صنف في تراجم الرواة وكناهم والقابهم مدخل ... ل- أهم ما صنف في تراجم الرواة وكناهم وألقابهم: 1

_ 1 إن معرفة الرجال في علوم الحديث أمر هام جدا؛ ذلك لأن علم الحديث يتناول دراسة السند والمتن، ورجال السند هم رواة الحديث؛ فهم موضوع علم الرجال، الذي يكون أحد جانبي علم الحديث، فلا عجب إذا من اهتمام علماء المسلمين بهذا العلم اهتماما كبيرًا. وعلم رجال الحديث ينقسم إلى علمين عظيمين: علم تاريخ الرواة، وعلم الجرح والتعديل؛ فعلم تاريخ الرواة هو العلم الذي يعرف برواة الحديث من الناحية التي تتعلق بروايتهم للحديث؛ فهو يتناول بالبيان أحوال الرواة، يذكر تاريخ ولادة الراوي ووفاته، وشيوخه، وتاريخ سماعه منهم ومن روى عنهم، وبلادهم ومواطنهم، كما يذكر رحلات الرواة، إلى البلاد المختلفة لسماع الشيوخ وغير ذلك مما له صلة بأمور الحديث، ومنهم من صنف فيه تحت عنوان "وفيات الرواة" وغير ذلك، وقد يتعرض أحيانًا لذكر حال الراوي من القبول والرد. وقد أطلق المتقدمون على هذا العلم أسماء مختلفة كعلم التاريخ، وتاريخ الرواة، ومنهم من صنف فيه تحت عنوان وفيات الرواة وغير ذلك، ومعظم المصنفين بعد القرن الخامس يطلقون عليه اسم "التواريخ والوفيات" حين يذكرونه في مؤلفات علوم الحديث ومصطلحه، ويخصون مصنفاتهم المفردة لأحوال الرواة بأسماء تدل عليها. وقد نشأ علم تاريخ الرواة مع نشأة الرواية في الإسلام، واهتم العلماء به ليتمكنوا من معرفة رجال الأسانيد؛ فكانوا يسألون الرواة عن أعمارهم ومواطنهم وتواريخ سماعاتهم من الشيوخ وغير ذلك. وقد ظهرت المصنفات في هذا العلم في أواخر القرن الثاني ومطلع القرن الثالث. انظر كتابنا أصول الحديث ص253. وأما علم الجرح والتعديل فسنذكر نبذة عنه بعد قليل حين نتكلم عن المصنفات فيه.

أهم ما صنف في الصحابة خاصة

أ- أهم ما صنف في الصحابة خاصة: 1 1- الاستيعاب في معرفة الأصحاب: لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر القرطبي "368 - 463هـ" وقد رتبه على حروف الهجاء، وسماه بهذا الاسم ظنًا منه أنه استوعب الأصحاب؛ ولكنه فاته كثير منهم، طبع الكتاب مرارا في الهند وفي مصر في مجلدين

_ 1 حرص العلماء على معرفة الصحابة لأنهم طريق التابعين إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، والصحابي عند جمهور العلماء هو من لقي الرسول صلى الله عليه وسلم وآمن به، ومات على الإسلام. انظر كتابنا أصول الحديث 385.

كبيرين1 وطبع أخيرًا في مصر بتحقيق علي محمد البجاوي في أربعة أجزاء. 2- الاستبصار في نسب الصحابة من الأنصار: للشيخ موفق الدين عبد الله بن قدامة المقدسي "542 - 620هـ" ذكر في هذا الكتاب أنساب الصحابة من الأنصار وبعض أخبارهم على سبيل الاختصار ليعرف به منزلتهم في الإسلام، طبع في مجلد وسط بتحقيق الأستاذ علي نويهض سنة "1391هـ - 1971م" بدار الفكر في بيروت. 3- أسد الغابة في معرفة الصحابة: للمؤرخ عز الدين أبي الحسن علي بن محمد "ابن الأثير" "555 - 630هـ" طبع الكتاب خمس مجلدات في مصر2. 4- تجريد أسماء الصحابة: للإمام الحافظ شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي "673 - 748هـ. طبع الكتاب في جزأين بالهند سنة 1310هـ. 5- الإصابة في تمييز الصحابة: لشيخ الإسلام الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي الكناني "ابن حجر" العسقلاني "773 - 852هـ"،

_ 1 ترجم ابن عبد البر في كتابه هذا "4225" أربعة آلاف ومائتي ترجمة وخمسًا وعشرين. ولم يكن ابن عبد البر أول من صنف في الصحابة بل سبقه إلى ذلك عدد ممن كان قبله؛ فقد صنف الإمام علي بن المديني "161 - 234هـ" كتابه "معرفة من نزل من الصحابة سائر البلدان" في خمسة أجزاء في هذا الباب، كما أن "محمد بن سعد" "1648 -230هـ" ترجم لكثير من الصحابة في كتابه الطبقات الكبرى. 2 ذكر فيه ابن الأثير "7554" سبعة آلاف وخمسمائة وأربعًا وخمسين ترجمة.

وقد صنفه على حروف الهجاء وذكر فيه فوائد كثيرة؛ لهذا كان أجمع ما صنف في بابه. طبع الكتاب أكثر من مرة في خمس مجلدات في مصر والهند1. 6- حياة الصحابة: للشيخ الفقيه محمد يوسف الكاندهلوي الهندي "1335 - 1384هـ" كتاب قيم جامع طبع في ثلاث مجلدات الطبعة الثانية سنة "1385هـ - 1965م" بمصر، ثم طبع بتحقيق الشيخ نايف العباس ومحمد علي دولة في أربع مجلدات في دمشق وكان الانتهاء من طباعته سنة "1390هـ - 1970م". 7- رسالة في المفاضلة بين الصحابة: لابن حزم الأندلسي "384 - 456هـ" ذكر فيها فضل أزواج النبي ثم ناقش المخالفين، وأيد ذلك بالكتاب والسنة، ثم ذكر أفضل الصحابة بعد الأزواج، ورتبهم على طبقات: البدريون ثم أهل المشاهد على الترتيب، وختم كتابه بأن الدين لم يجعل للقرابة فضلًا؛ وإنما الفضل حسب ما يقدمه الفرد في الإسلام. طبع الكتاب بتحقيق الأستاذ سعيد الأفغاني الطبعة الثانية سنة "1389هـ - 1969م" في دار الفكر بيروت.

_ 1 ذكر فيه ابن حجر "9477" اسما و "1268" كنية للصحابة، و"1552" ترجمة للصحابيات.

أهم ما صنف في الرواة عامة

ب- أهم ما صنف في الرواة عامة: 1 1- تذكرة الحفاظ: للإمام الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان

_ 1 قبيل صفحة ذكرنا نشأة التأليف في تاريخ الرواة؛ ولكن مناهج المصنفين في الرواة اختلفت؛ فمن المصنفين من صنف على الطبقات، والطبقة تمثل جماعة من الرواة عاشوا في عصر واحد تقريبًا؛ فيتناول المؤلف أحوال الرواة طبقة بعد طبقة. ومن أقدم كتب الطبقات "كتاب الطبقات" للإمام المحدث خليفة بن خياط العصفري "240هـ" طبع الكتاب في مجلد وسط بتحقيق الدكتور أكرم ضياء العمري سنة 1387هـ - 1967م ببغداد والطبقات الكبرى لمحمد بن سعد "168 - 230هـ" =

الذهبي "673 - 748هـ" صنفه على طبقات الرواة؛ فترجم للصحابة ثم للتابعين ثم لمن جاء بعدهم في إحدى وعشرين طبقة، من صدر الإسلام حتى الإمام الحافظ جمال الدين يوسف بن عبد الرحمن المزي "654 - 742هـ"، ثم ألحق بالتذكرة بعض شيوخه رحمه الله، وعدة من ترجم لهم الذهبي في تذكرته "1176" ألف ومائة وستة وسبعون، طبع

_ = كاتب الواقدي، طبع هذا الكتاب في أربعة عشر جزءًا في تسع مجلدات في ليدن سنة "1322هـ" جعل الجزء الأخير للفهارس كما طبع في بيروت. وسنفصل القول فيهما في "كتب التاريخ الإسلامي والتراجم". ومن المؤلفين من صنف على السنين؛ فيذكر السنة ويذكر من توفي فيها من الرواة، ويترجم لهم ويذكر أخبارهم وواضح هذا في تاريخ الإسلام للإمام الذهبي "748هـ" وقد طبع منه خمسة أجزاء في القاهرة. ومنهم من صنف تاريخ الرواة على حروف المعجم وهذا النوع أسهل تناولًا للباحثين، ومن أقدم ما وصلنا في هذا الباب "التاريخ الكبير" للإمام محمد بن إسماعيل البخاري "194 - 256هـ"، وقد طبع في ثماني مجلدات في حيدر آباد في الهند سنة 1361 - 1362هـ. وفي هذا الكتاب نحو أربعين ألف ترجمة لرجل وامرأة. ومنهم من صنف على البلدان؛ فيذكر تاريخ البلد ثم يذكر كل من نشأ فيها أو دخل إليها من أهل العلم ويترجم لهم ويذكر أخبارهم وشيوخهم ومن سمع منهم وغير ذلك، وغالبًا ما يذكرون ذلك على حروف المعجم، ومن أقدم هذه الكتب كتاب "تاريخ نيسابور" للإمام محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري "321 - 405هـ" وهو من أعظم وأجمع ما صنف في هذا الكتاب، ولم يكتب لهذا الكتاب الوصول إلينا. ومن أجمع ما صنف في هذا الباب كتاب "تاريخ بغداد" لأبي بكر أحمد بن علي البغدادي المعروف بالخطيب البغدادي "392 - 463هـ" طبع في "14" جزءًا كبيرًا. وكتاب "تاريخ دمشق" للحافظ المؤرخ علي بن الحسين "ابن عساكر" الدمشقي "499 - 571هـ" وهو كتاب عظيم كثير الفوائد في نحو ثمانين مجلدًا ضخمًا، توجد نسخة مخطوطة في دار الكتب الظاهرية بدمشق. وطبع بعض مختصره.

الكتاب في أربع مجلدات عدة مرات، آخرها سنة "1376هـ - 1957م" بالهند وصور أخيرًا في بيروت، وصنف تلميذ الإمام الذهبي الحافظ أبو المحاسن محمد بن علي الحسيني الدمشقي "715 - 765هـ" "ذيل طبقات الحفاظ للذهبي"، واستدرك الحافظ تقي الدين أبو الفضل محمد بن محمد بن فهد الهاشمي المكي "787 - 871هـ" على الذهبي والحسيني في كتابه "لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ"، وذيل الإمام السيوطي على التذكرة بذيل طبقات الحفاظ للذهبي، وطبعت الذيول الثلاثة في مجلد واحد كبير بعناية حسام الدين القدسي بدمشق سنة 1347هـ. 2- تهذيب التهذيب: 1 للحافظ شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي "ابن حجر" العسقلاني "773 - 852هـ". رتبه على حروف المعجم واستوفى للرواة تراجمهم. وقد طبع هذا الكتاب في

_ 1 كان الحافظ أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي "541 - 600هـ" قد صنف كتابه "الكمال في أسماء الرجال" في مجلدين كبيرين، ثم هذبه الحافظ جمال الدين يوسف بن عبد الرحمن المزي الدمشقي "654 - 742هـ"، وزاد عليه ورتبه على حروف المعجم في كتابه تهذيب الكمال في أسماء الرجال، وقد استغرق تأليفه من سنة "705 - 712هـ" وهو خمسون جزءًا في اثنى عشر مجلدًا كبيرًا طالعتها في خزانة المخطوطات في دار الكتب المصرية بالقاهرة، ثم جاء شيخ الإسلام ابن حجر المذكور أعلاه ولخص "تهذيب الكمال" للمزي وزاد عليه فوائد كثيرة؛ فكان كتابه "تهذيب التهذيب". ثم لخص ابن حجر كتابه هذا في كتاب سماه تقريب التهذيب في أسماء الرجال ترجم فيه لكل راو بما لا يزيد على ثلاثة أسطر، وقد طبع مرارًا في مجلدين، آخر طبعة كانت سنة "1380هـ" بالقاهرة. ويقوم الدكتور بشار عواد بتحقيق تهذيب الكمال وستدفع الأجزاء الأولى منه إلى الطبع في مؤسسة الرسالة ويتوقع أن يصدر في خمس وعشرين مجلدًا.

اثنى عشر مجلدًا سنة "1325 - 1327هـ" بالهند. وطبع ثانية في بيروت سنة"1387هـ"1.

_ 1 وهناك مؤلفات خاصة بمشاهير علماء الحديث ككتاب "أعلام المحدثين" للدكتور محمد محمد أبو شهبة الذي تحدث في كتابه عن أشهر رجال الحديث وعن كتبهم وشروحها، وبين منزلتها ورد بعض الشبهات حولها، طبع الكتاب الطبعة الأولى سنة "1963م" بمطابع دار الكتاب العربي بمصر.

أهم ما صنف في الكني والألقاب والانساب والمشتبه من أسماء الرواة

ح- أهم ما صنف في الكنى والألقاب والأنساب والمشتبه من أسماء الرواة: 1- كتاب الكنى والأسماء: لأبي بشر محمد بن أحمد الدولابي "234- 320هـ" وهذا الكتاب من أجمع ما صنف في هذا الباب. طبع في جزأين بالهند سنة "1322 - 1323هـ". 2- كتاب "الأكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف من الأسماء والكنى والأنساب": للأمير الحافظ أبي نصر علي بن هبة الله ألفه "ابن ماكولا" بعد أن اطلع على مؤلفات من سبقه1، يقع في مجلدين، طبع في الهند وتركيا والعراق. 3- المشتبه في أسماء الرجال: للإمام الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي "673 - 748هـ"، هذا المصنف من أجمع ما صنف في المشتبه من أسماء الرواة، رتبه الذهبي على حروف المعجم وأحسن

_ 1 وقد ألف أبو بكر محمد بن عبد الغني "ابن نقطة" البغدادي "- 629هـ" كتابه "إكمال الأكمال" مذيلا على ابن مأكولا. ولكنه فاته بعض ماله صلة بذلك، فصنف الشيخ جمال الدين محمد بن علي المحمودي المعروف بابن الصابوني "- 680هـ" كتابه "تكملة إكمال الأكمال" محاولا استيفاء ذلك. طبع الكتاب بتحقيق الدكتور مصطفى جواد بالمجمع العلمي العراقي سنة "1377هـ - 1957م".

التفريق بين الرواة، وأزال كل لبس قد يقع فيما تشابه بينهم، طبع الكتاب أكثر من مرة في جزأين لطيفين، وكانت آخر طبعة بتحقيق علي محمد البجاوي سنة "1962م" بالقاهرة. 4- تبصير المنتبه بتحرير المشتبه: لشيخ الإسلام أحمد بن علي "ابن حجر" العسقلاني "773 - 852هـ". اعتمد ابن حجر كتاب المشتبه للإمام الذهبي؛ فأحسن ضبطه بالحروف، واجتنب الاختصار الذي ورد في كتاب المشتبه حين تتعدد الأسماء المشتبهة؛ ليميز كل واحد عن الآخر، كما استدرك ما فاته من الأسماء، وأشار إلى ما زاده عليه. بُدِئَ بطبع الكتاب في أربع مجلدات كبيرة سنة "1383هـ -1964م" وانتهى سنة "1386هـ - 1967م" في الدار المصرية للتأليف والترجمة ودار الكاتب العربي بتحقيق علي محمد البيجاوي ومراجعة محمد علي النجار. 5- كتاب الأنساب: للإمام أبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور التيمي السمعاني المتوفي سنة "562هـ" من أجمع ما صنف في الأنساب، وبيان كل نسبة إلى أي قبيلة أو بطن أو بلدة أو قرية أو جد أو حرفة تنتسب؛ فجمع الأنساب إلى القبائل والبطون إلى الآباء والأجداد، وإلى المذاهب في الفروع والأصول كالشافعي والحنفي ... والشيعي ... والمعتزلي ... وبين الألقاب؛ فجاء الكتاب في غاية الجودة، رتب الكتاب على حروف المعجم، ورتب الأسماء في كل حرف على ترتيب المعجم أيضًا، وراعى هذا الترتيب في كل نسبة تقريبًا؛ فيذكر النسبة أو اللقب ويذكر من نسب بها ويترجم له ترجمة موجزة ويذكر بعض شيوخه، وقد صور هذا الكتاب في مجلد ضخم سنة 1912، وباشر الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني أمين مكتبة الحرم المكي تحقيقه والتعليق عليه حيث يطبع في الهند،

وقد ظهرت من هذا الكتاب ستة أجزاء متوسطة ضمت "1991" ترجمة1.

_ 1 كان الابتداء بطبع الكتاب سنة "1382هـ - 1962م" وتم طبع الجزء السادس سنة "1386هـ" ويتوقع صدور هذا السفر القيم في نحو اثني عشر مجلدًا أو يزيد.

أهم المصادر في الجرح والتعديل

م- أهم المصادر في الجرح والتعديل 1 1- الضعفاء: للإمام أمير المؤمنين في الحديث محمد بن إسماعيل البخاري "194 - 256هـ" وهو في جزء لطيف، رتبه على حروف المعجم ورتب الأسماء في كل حرف، وذكر فيه أسماء الضعفاء فقط، ويذكر حكم كل راو بإيجاز. طبع الكتاب في الهند ملحقًا ببعض الرسائل سنة "1349هـ"، كما طبع مستقلًا وفي هامشه الضعفاء للنسائي. 2- كتاب الضعفاء والمتروكين: للإمام الحافظ أحمد بن شعيب النسائي "215 - 303هـ"، رتبه على حروف المعجم ورتب الأسماء في كل حرف، واقتصر فيه على ذكر الضعفاء. والكتاب في جزء لطيف طبع في الهند. ولا بد من الإشارة إلى أن البخاري والنسائي لم يستوعبا في كتابيهما جميع الضعفاء.

_ 1 تختلف مؤلفات الجرح والتعديل بين موجز ومبسوط، أصغرها ما يضم في مجلد أحوال مئات من الرواة، وأوسعها ما يقع في مجلدات كبيرة تضم أحوال عشرة آلاف راو أو عشرين ألفًا. وقد اختلفت مناهج المصنفين في الجرح والتعديل؛ فمنهم من اقتصر في مؤلفه على ذكر الضعفاء والكذابين، ومنهم من زاد على ذلك؛ فذكر بعض الأخبار الموضوعة، ومنهم من صنف في الثقات فقط، ومنهم من جمعت مصنفاته الثقات والضعفاء معًا، وقد اتبع في معظم هذه المصنفات ترتيب حروف المعجم.

3- الجرح والتعديل: لعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي "240 - 327هـ"، وهو من أجمع كتب المتقدمين في هذا الباب، ومن أعظم ما وصلنا في غزارة مادته العلمية، وكثرة فوائده، وأوثقها صلة بنقاد الرجال الذين عرفهم تاريخ الحديث، يقع الكتاب في أربعة أجزاء كبيرة ضمنت "18050" ترجمة، طبع في الهند في تسع مجلدات، مجلد للمقدمة التي ضمت قواعد كثيرة لهذا العلم مع تراجم لأكابر نقاد الرواة، ومجلدان لكل جزء من أجزائه الأربعة. 4- ميزان الاعتدال: للإمام الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي "673 - 748هـ" رتبه على حروف المعجم، وذكر أقوال العلماء في الرواة جرحًا وتعديلًا، طبع الكتاب أكثر من مرة وآخر طبعة كانت بتحقيق علي محمد البجاوي سنة "1382هـ - 1963م" بالقاهرة في أربع مجلدات متوسطة ضمت "11053" ترجمة. وللإمام الذهبي كتاب "المغني في الضعفاء" طبع سنة "1391هـ - 1971م" بتحقيق الدكتور نور الدين عتر في دار المعارف بحلب ويقع في جزأين متوسطين. 5- لسان الميزان: لشيخ الإسلام الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي "ابن حجر" العسقلاني "773 - 852هـ" استدرك فيه ما فات الإمام الذهبي في ميزانه فضم نحو "14343" أربعة عشر ألف ترجمة وثلاثمائة وثلاث وأربعين ترجمة. طبع الكتاب سنة "1329 - 1331هـ" في ستة أجزاء كبيرة بالهند. 6- كتاب الرفع والتكميل في الجرح والتعديل: للإمام أبي الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي الهندي "1264-1304هـ". هذا الكتاب هام جدا وقيم؛ فقد جمع أهم قواعد الجرح والتعديل، ومراتبها وبين اصطلاحات الأئمة النقاد في ذلك، وكشف عن أمور كثيرة

من هذا العلم الجليل الخطر البعيد الأثر؛ مما يحتاج إليه كل مشتغل في الحديث ورجاله، بحيث وضح الطريق وبين أنه لا يكفي لتصحيح الحديث أو تضعيفه نقل أقوال النقاد من كتب الجرح والتعديل؛ بل لا بد من معرفة مدلول أقوالهم، ومعنى اصطلاحاتهم؛ فاستوفى في كتابه هذا كثيرًا من المهمات. وقد طبع هذا الكتاب في مجلد متوسط بتحقيق وتعليق الشيخ عبد الفتاح أبو غده سنة "1383هـ" بحلب.

أشهر المصادر والمراجع في تخريج الأحاديث

ن- أشهر المصادر والمراجع في تخريج الأحاديث: 1- نصب الراية لأحاديث الهداية: للإمام الحافظ جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي الحنفي "762هـ" خرج الإمام الزيلعي فيه جميع أحاديث كتاب "الهداية" أحد أمهات مصادر الفقه الحنفي، وبين درجتها ومخرجيها وطرقها. طبع الكتاب مع حاشيته النفيسة "بغية الألمعي في تخريج الزيلعي" بعناية إدارة المجلس العلمي بدابهيل سورت في الهند في أربعة أجزاء كبيرة سنة "1357هـ - 1938م". 2- الدراية في تخريج أحاديث الهداية: لشيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني "- 852هـ" لخص فيه ابن حجر كتاب الإمام الزيلعي في جزء وسط في دهلي سنة "1299هـ"، وطبع طبعة جيدة محققة بعناية السيد عبد الله هاشم اليماني المدني في جزأين سنة "1384هـ - 1964م" بالقاهرة. 3- تلخيص الحبير: لابن حجر العسقلاني "- 852هـ" لخص فيه تخريج الأحاديث التي تضمنها شرح الوجيز للإمام أبي القاسم

الرافعي في أربعة أجزاء متوسطة1، طبع بإشراف عبد الله هاشم اليماني بمصر، كما طبع الكتاب على هامش المجموع للنووي. 4- تخريج أحاديث إحياء علوم الدين للإمام الغزالي: خرجها الحافظ زين الدين عبد الرحيم بن حسين العراقي المتوفى سنة "806هـ" وسماه "المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار" والكتاب معروف متداول، وقد استدرك الإمام ابن حجر على ما فات الإمام العراقي. 5- مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا: للحافظ جلال الدين السيوطي خرج فيه أحاديث كتاب "الشفا في تعريف حقوق المصطفى" للقاضي عياض بن موسى اليحصبي "544هـ" طبع الكتاب في جزأين في الهند. وهناك كتب كثيرة صنفت في تخريج أحاديث كتب مشهورة، كهداية الرواة إلى تخريج المصابيح والمشكاة لابن حجر، وتخريج أحاديث الكشاف له أيضًا ذكرناه حين تكلمنا على تفسير الزمخشري. وغيرها من كتب التخريج الكثيرة.

_ 1 الوجيز في الفروع للإمام حجة الإسلام أبي حامد الغزالي الشافعي "505هـ" وهو كتاب عمدة في الفقه الشافعي، اعتنى به الأئمة بالشرح والبيان، منها شرح الإمام أبي القاسم عبد الكريم محمد القزويني الرافعي الشافعي المتوفى سنة "623هـ" وهو من أوفى شروحه واسمه "فتح العزيز على كتاب الوجيز".

أهم المصادر والمراجع التي صنفت في التمسك بالسنة وبيان مكانتها وتفنيد بعض الشبهات حولها

س- أهم المصادر والمراجع التي صنفت في التمسك بالسنة وبيان مكانتها وتفنيد بعض الشبهات حولها: يكاد لا يخلو كتاب من كتب الحديث وأصول الفقه من باب أو فصل أو بحث يبين فضل التمسك بالسنة ومنزلتها من التشريع، ومع

هذا فقد صنف بعض العلماء كتبًا مستقلة في ذلك، كما صنف آخرون مؤلفات في الرد على بعض شبهات أثارها بعض المنحرفين والمغرضين حول السنة أو رواتها1. وسنذكر فيما يلي بعض هذه المصنفات المستقلة: 1- كتاب الرد على الجهمية "رد الدارمي على بشر المريسي": لعثمان بن سعيد الدارمي "200 - 280هـ" طبع الكتاب في جزء لطيف سنة 1358هـ بمصر. 2- الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم: للإمام المجتهد أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الوزير اليماني "775هـ" طبع في جزأين بمصر. 3- الأجوبة الفاضلة للأسئلة العشرة الكاملة: للإمام محمد عبد الحي اللكنوي الهندي بتحقيق الشيخ عبد الفتاح أبو غدة طبع في جزء وسط سنة "1384هـ - 1964م" بحلب. 4- تحقيق معنى السنة وبيان الحاجة إليها: للسيد سليمان الندوي رحمه الله طبع في جزء لطيف بمصر. 5- السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي: لأستاذنا الدكتور مصطفى السباعي "1384هـ - 1964م" رحمه الله، طبع في مجلد كبير سنة 1380هـ - 1964م رحمه الله، طبع في مجلد كبير سنة 1380هـ - 1961م بمصر. 6- الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السنة من الزلل والتضليل والمجازفة: للشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني من

_ 1 هذا إلى جانب الكتب التي تناولت بالبيان جانبًا من مختلف الحديث ومشكله؛ ككتاب تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة، وكتاب مشكل الحديث وبيانه لابن فورك وغيرهما مما ذكرناه في موضعه.

المعاصرين. طبع في مجلد وسط بالمطبعة السلفية سنة 1378هـ بمصر. 7- الحديث والمحدثون: للدكتور محمد محمد أبو زهو، طبع للمرة الأولى سنة "1378هـ - 1958" بمطبعة مصر. 8- ظلمات أبي ريه: لمحمد عبد الرزاق حمزة من العلماء المعاصرين طبع في جزء كبير في المطبعة السلفية بمصر سنة 1379هـ. 9- السنة قبل التدوين: لمحمد عجاج الخطيب طبع الطبعة الأولى في مجلد كبير بمصر سنة 1383هـ. والثانية سنة 1391 في دار الفكر ببيروت. 10- أبو هريرة راوية الإسلام: لمحمد عجاج الخطيب رد فيه على الشبهات التي أثارها بعض الكتاب حول أبي هريرة ومروياته. طبع سنة 1963م بمصر. 11- كتاب "دفاع عن السنة ورد شبهة المستشرقين والكتاب المعاصرين": للدكتور محمد محمد أبو شهبة، طبعة مجمع البحوث الإسلامية بمصر. 12- بحوث في تاريخ السنة المشرفة: للدكتور أكرم ضياء العمري طبع طبعته الثانية سنة 1392هـ - 1972م ببغداد.

أهم المصادر في أصول الحديث

ع- أهم المصادر في أصول الحديث "علومه ومصطلحه": 1 1- كتاب "المحدث الفاصل بين الراوي والواعي": للقاضي

_ 1 نشأ علم أصول الحديث مع نشأة الرواية في الإسلام، وبدأ ظهور قواعد هذا العلم وأسسه بعد وفاته صلى الله عليه وسلم حين اهتم المسلمون بجمع الحديث خوفًا من ضياعه؛ فاجتهدوا اجتهادًا عظيمًا في حفظه وضبطه ونقله وتدوينه. وقد اتبع العلماء منذ عصر الصحابة قواعد علمية في قبول الأخبار أو ردها، ثم جاء من بعدهم في عصور أتباع التابعين وخلفهم؛ فاستنبطوا تلك القواعد من مناهج السلف في قبول الأخبار ومعرفة الرواة، وشروط الرواية وطرقها وقواعد الجرح والتعديل وكل ما يلحق بذلك، ودونت في ذلك مصنفات كثيرة.

الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي "المتوفى سنة 360هـ" وهو من أقدم كتب أصول الحديث التي وصلتنا، وهو كتاب قيم جامع طبع سنة "1391هـ - 1971م" في مجلد كبير بتحقيق الدكتور محمد عجاج الخطيب في دار الفكر ببيروت. 2- معرفة علوم الحديث: للإمام أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري:"405هـ"، ذكر فيه خمسين نوعًا من أنواع علوم الحديث طبع الكتاب بتحقيق الدكتور معظم حسين سنة 1937 بمصر. 3- الكفاية في علم الرواية: للحافظ المؤرخ أبي بكر أحمد بن علي "الخطيب البغدادي" طبع في الهند سنة 1357هـ، ذكر فيه أصول علوم الحديث ودقائقها، وجمع فيه فوائد كثيرة؛ فغدا هذا الكتاب من أهم المصادر في علوم الحديث، وللبغدادي أيضًا كتاب" الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" وهو قيد الطبع بتحقيق الدكتور محمد عجاج الخطيب. 4- الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع: للقاضي الحافظ أبي الفضل عياض بن موسى اليحصبي "476هـ - 554هـ" كتاب جامع جيد أفاد من مصنفات من سبقه وزاد عليها. طبع بتحقيق الأستاذ السيد أحمد صقر سنة 1389هـ - 1970م بمصر. دار التراث القاهرة والمكتبة العتيقة تونس. 5- علوم الحديث: للإمام أبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري المشهور بابن الصلاح "577- 643هـ" من أجمع وأعمق ما دون في القرن السادس والسابع الهجري، وقد اشتهر كتابه باسم

مقدمة ابن الصلاح1، ذكر فيه خمسة وستين نوعًا من أنواع علوم الحديث. طبع الكتاب مرارًا، وطبع أخيرًا طبعة جيدة بتحقيق الدكتور نور الدين عتر سنة "1386هـ - 1966م". 6- تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي: للإمام الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي "849 - 911هـ" شرح السيوطي في هذا الكتاب كتاب "التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير"2 للإمام يحيى بن شرف النووي "- 676هـ"، ذكر فيه دقائق علوم الحديث، وجمع فيه فوائد كثيرة، طبع مرارًا وكانت الطبعة الأخيرة -في جزأين- بتحقيق الأستاذ عبد الوهاب عبد اللطيف سنة "1385 - 1966م" بمصر.

_ 1 حظيت مقدمة ابن الصلاح عناية كبيرة من بعض العلماء فشرحوها ولخصوها ونظموها؛ فقد اختصر الإمام النووي كتاب ابن الصلاح في كتابه "الإرشاد" ثم اختصر هذا الكتاب في كتابه التقريب، ونظم الإمام زين الدين العراقي "806هـ" علوم الحديث لابن الصلاح في ألفيته "نظم الدرر في علم الأثر" وشرحها بشرحين مطول ومختصر، طبع المختصر باسم "فتح المغيث بشرح ألفية الحديث" وشرح الإمام السخاوي "902هـ" ألفية العراقي في كتاب سماه "فتح المغيث في شرح ألفية الحديث" شرحًا وافيًا، ويعتبر هذا الكتاب من أجمع ما دون في علوم الحديث. طبع في الهند في مجلد كبير ونشرته المكتبة السلفية بالمدينة المنورة بتحقيق عبد الرحمن محمد عثمان في ثلاثة أجزاء سنة "1388هـ". 2 لم نذكرجميع ما صنف في علوم الحديث لأن المقام لا يتسع لذلك؛ وإنما ذكرنا أهم ما طبع منها وهي كثيرة جدًا، بين مختصر ومطول ومنثور ومنظوم. ومن أنفع وأشهر المختصرات "نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر" لشيخ الإسلام الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني "852هـ"، وقد شرحها في كتاب نزهة النظر وقد طبعًا مرارًا وعلى شرح ابن حجر حاشية لقط الدرر للشيخ عبد الله بن حسين العدوي طبعت سنة 1356 بمصر.

7- توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار: للعلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني صاحب كتاب "سبل السلام" "المتوفى سنة 1182هـ"، كتاب جامع جيد؛ لولا بعض المسائل الاستطرادية. طبع الكتاب في جزأين بتحقيق الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد سنة 1366هـ بمصر. 8- قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث: لعلامة بلاد الشام الشيخ محمد جمال الدين القاسمي "1283 - 1332هـ"، وهو كتاب جامع فيه فوائد جليلة، وبيان لأمهات مسائل علوم الحديث ودقائقها، وآراء العلماء فيها، طبع الكتاب مرتين كانت الثانية سنة "1380 - 1961م" بالقاهرة. 9- توجيه النظر إلى أصول الأثر: للعالم البحاثة الشيخ طاهر الجزائري "1268 - 1338هـ" وهو كتاب قيم عرض علوم الحديث عرضًا علميًا دقيقًا، وغاص على مسائلها ونكاتها، وذكر فوائد كثيرة التقطها من كتب السابقين؛ فغدا كتابه من أجمع الكتب التي صنفت بعد القرن العاشر، طبع في مصر سنة 1329هـ، كما طبع أخيرًا في لبنان. 10- قواعد في علوم الحديث: للعلامة المحقق ظفر أحمد العثماني التهانوني من علماء باكستان المعاصرين المولود سنة "1310هـ" وهو كتاب جامع لأصول الحديث وعلومه وقواعده طبع طبعته الثالثة بتحقيق الشيخ عبد الفتاح أبو غده سنة "1392هـ - 1972م" بمكتب المطبوعات الإسلامية بحلب. 11- علوم الحديث ومصطلحه: للدكتور صبحي الصالح عرض فيه علوم الحديث عرضًا علميًا جيدًا. طبع سنة 1379هـ - 1959م بجامعة دمشق ثم طبع عدة مرات في لبنان.

12- أصول الحديث "علومه ومصطلحه": للدكتور محمد عجاج الخطيب، عَرَضْتُ فيه علوم الحديث عرضًا مدرسيًا مناسبًا لروح العصر، ورددت فيه فروع هذا العلم إلى أصولها، وصدرت ذلك بلمحة موجزة عن حفظ السنة واهتمام العلماء بها، وختمت كل علم من علوم الحديث بذكر أهم ما صنف فيه، طبع الكتاب طبعته الثانية سنة "1391هـ - 1971م" بدار الفكر في لبنان. 13- كتاب الشهاوي في مصطلح الحديث: للأستاذ إبراهيم دسوقي الشهاوي طبع سنة "1386هـ - 1966م". 14- لمحات في أصول الحديث والبلاغة النبوية: للدكتور محمد أديب صالح طبع منه الجزء الأول سنة "1390هـ - 1970م" بدمشق. 15- منهج النقد في علوم الحديث: للدكتور نور الدين عتر طبع في مجلد وسط سنة "1392هـ - 1972م" بدار الفكر - سورية.

المبحث الثالث: السيرة النبوية

المبحث الثالث: السيرة النبوية مدخل ... المبحث الثالث: السيرة النبوية: لم يعرف التاريخ شخصية عظيمة مثل شخصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ولم تحظ سيرة عظيم من العظماء بما حظيت به سيرته عليه الصلاة والسلام من الاهتمام والعناية، والتأليف في حياته العامة والخاصة في خَلْقِهِ وخُلُقِهِ وشمائله، في إقامته وظعنه، وسلمه وحربه، وجده ومزاحه، وعسره ويسره، وصحته ومرضه، لقد سطرت فيه مئات المؤلفات بين كبير وصغير، ومنظوم ومنثور، ولا غرو في هذا كله؛ فهو سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وكيف لا يحظى بما حظي وهو الذي غير مجرى التاريخ، وبدد الظلم والظلمات؛ فنعمت الإنسانية بنور الحق على يديه، وهنئت بدفء الاستقرار والسعادة، بعد طول اضطراب وبؤس وشقاء، منذ حطم الطواغيت، وقوض عروش الظالمين، وأنصف المظلومين، وصدع بقوله عز وجل: {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ} . وقد تناقل الناس أخباره صلى الله عليه وسلم، مع أولى بوارق الوحي من علياء السماء. ورواها الخلف عن السلف، واهتموا بها اهتمامًا عظيمًا؛ فكانت ولا تزال منار المؤمنين، وسبيل العاملين وقدوة الداعين. ويذكر المؤرخون أن أقدم من دون السيرة النبوية عروة بن الزبير بن العوام "94هـ"، وأبان بن عثمان بن عفان ابن الخليفة الثالث

رضي الله عنه "- 105هـ"، ووهب بن منبه "34 - 114هـ"، وشرحبيل بن سعد "نحو 24 - 123هـ" وتلت هذه الطبقة طبقة ثانية من مدوني السيرة النبوية من أشهر رجالها عاصم بن عمر بن قتادة الأوسي الأنصاري "توفي سنة بضع وعشرين ومائة"، ومحمد بن مسلم "ابن شهاب الزهري" "- 124هـ"، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري "65- 135هـ"، وتلت هذه الطبقة طبقة أخرى من المصنفين في السيرة، من أشهر رجالها موسى بن عقبة المدني مولى الزبيريين "141هـ"، ومعمر بن راشد تلميذ الإمام الزهري "150هـ"، ومحمد بن إسحاق بن يسار "151هـ" مؤلف أصل السيرة المشهورة باسم سيرة ابن هشام، ومحمد بن عمر الواقدي "207هـ" مؤلف المغازي، وتلي هؤلاء طبقة محمد بن سعد كاتب الواقدي، وزياد بن عبد الله البكائي راوية ابن إسحاق، وجاء بعد هؤلاء عبد الملك بن هشام وغيره. وجدير بالذكر هنا أن المحدثين حين صنفوا في الحديث النبوي ذكروا أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم في أبواب خاصة من كتبهم سموها باب السير أو المغازي والسير. وسنكتفي في هذا المقام بذكر أشهر وأهم ما صنف في السيرة النبوية:

مغازي رسول الله

1- مغازي رسول الله: لأبي عبد الله محمد بن عمر الواقدي "207هـ" ذكر في كتابه غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم إلى وفاته. طبع المغازي سنة "1367هـ - 1948م" بمصر في جزء وسط.

سيرة النبى صلى الله عليه وسلم

2- سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: لأبي محمد عبد الملك بن هشام "218هـ" لخص في كتابه السيرة التي صنفها محمد

"ابن إسحاق" "151هـ" وهذبها1، وقد رواها عن زياد بن محمد البكائي "183هـ"، وهو أتقن من روى السيرة عن ابن إسحاق، وتعد سيرة ابن هشام من أقدم وأجمع ما دون في السيرة النبوية. طبع الكتاب في أربعة أجزاء كبيرة بتحقيق الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد بمصر سنة "1356هـ - 1937م" كما طبع عدة مرات ومنها طبعة بتحقيق "مصطفى السقا وإخوانه". وقد هذب الأستاذ عبد السلام هارون سيرة ابن هشام تهذيبًا جيدًا، وطبع التهذيب الطبعة الثانية في مجلد سنة "1383هـ - 1964م".

_ 1 وأقدم ما وصلنا من هذه المؤلفات الخاصة بالسيرة مغازي الواقدي وسيرة ابن هشام. كان ابن إسحاق قد صنف سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وتوسع في ذكر أخبار الجاهلية قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وأشعار كثيرة للمسلمين والمشركين؛ فحذفها ابن هشام وكثيرًا ما يشير إلى ذلك كما استغنى عن ذكر أولاد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام حين ذكر نسب الرسول صلى الله عليه وسلم ونبه إلى أشياء كثيرة تتضح لمطالع سيرة ابن هشام.

سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

3- سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم: في الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد"168 - 230هـ" استوعبت الجزء الأول وجل الجزء الثاني من الطبقات، ذكر من انتمى إليه الرسول صلى الله عليه وسلم ونسبه وجميع مراحل حياته من يوم ولادته إلى بعثته وهجرته ووفاته بأخبار مسندة وتعد هذه السيرة من أوثق ما دون في هذا العلم.

الشمائل النبوية والخصائل المصطفوية

4- الشمائل النبوية والخصائل المصطفوية: لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي "209 - 279هـ" من أجمع ما صنف في صفاته صلى الله عليه وسلم وهديه. طبع في جزء وسط في دار

الطباعة العامرة. وقد صنف محمود سامي "المختصر في الشمائل المحمدية" وشرحها على "شمائل الترمذي" طبع سنة "1369هـ - 1950م" بالقاهرة.

سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم-

5- سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم: التي جمعها الإمام المفسر المؤرخ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري "224 - 310هـ" في تاريخه المشهور، وهي من أوثق ما دون في السيرة لما عرف به الإمام الطبري من الدقة والتحقيق وسعة الاطلاع، وقد استوعبت المجلد الثاني من تاريخه المطبوع سنة "1357 - 1359هـ".

أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم وآدابه

6- أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه: للحافظ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصفهاني المعروف بأبي الشيخ "369هـ" جمع فيه جميع صفات الرسول صلى الله عليه وسلم في خلقه وأخلاقه وهديه وحاجاته، وجل ما يتصل به طبع الكتاب في مجلد وسط بتحقيق عبد الله محمد الصديق الغماري الطبعة الأولى سنة "1378هـ - 1959م" بالقاهرة.

دلائل النبوة

7- دلائل النبوة: للحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني "430هـ" طبع في مجلد كبير الطبعة الثانية سنة "1369هـ - 1950م" بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية في حيدر آباد الدكن بالهند.

كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى

8- كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى: للقاضي عياض بن موسى اليحصي "479 - 544هـ"، كتاب قيم جامع يحتاج إليه كل مسلم، طبع في جزأين لطيفين سنة "1290هـ" بمطبعة خليل أفندي في الخلافة العثمانية. وطبع بعد ذلك مرارا، ويطبع في هذه الأيام صيف "1391هـ - 1971م" بدمشق طبعة جيدة بتعليق عبد الفتاح

السيد وإخوانه. وللسيوطي كتاب "مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا". وقد تصدى بعض العلماء لشرح "الشفا" ومن هذه الشروح "شرح الشفا" للشيخ علي بن سلطان القاري "1014هـ" طبع في جزأين كبيرين سنة "1316هـ"، و"نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض" لشهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي المصري "977 - 1069هـ" وهو شرح واف جامع، طبع في أربعة أجزاء كبيرة سنة "1267هـ" في دار الطباعة العامرة".

جوامع السيرة

9- جوامع السيرة: للإمام أبي محمد علي بن أحمد "ابن حزم" الأندلسي "384 - 456هـ" أوجز فيه ابن حزم سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، طبع في مجلد مع عدة رسائل بتحقيق الدكتور إحسان عباس والدكتور ناصر الدين الأسد في دار المعارف بمصر.

الروض الانف شرح السيرة النبوية لابن هشام

10- الروض الأنف شرح السيرة النبوية لابن هشام: للإمام الفقيه المحدث عبد الرحمن بن عبد الله السهيلي "508 - 581هـ" شرح فيه سيرة ابن هشام وعلق على بعض أخبارها، وبين فقه بعض حوادثها، وغريب ما اشتملت عليه. طبع الكتاب في مجلدين كبيرين بمصر سنة "1332هـ - 1914م".

زاد المعابد في هدي خير العباد

زاد المعابد في هدي خير العباد ... 11- زاد المعاد في هدي خير العباد: للإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن أبي بكر المشهور بابن قيم الجوزية "691- 752هـ" يعد هذا الكتاب من أقدم ما صنف في فقه السيرة؛ إذ لم يكتف المؤلف بسرد سيرته صلى الله عليه وسلم في جميع مراحل حياته؛ بل استنبط منها الأحكام، وذكر أقوال العلماء في مسائل فقهية كثيرة، وتعرض لدراسات حديثية قيمة لإثبات بعض الأحكام ورد بعض الآراء؛ فلم

يترك مجالًا لتعليق أو استنباط أو إيضاح إلا استفاد منه؛ فغدا كتابه فريدًا فيما صنف قبله وبعده؛ هذا إلى جانب الفوائد العلمية التي يقف عليها مطالع الكتاب، والتحقيقات الدقيقة التي تدل على سعة علم ابن القيم وقوة حفظه، ويعظم ذلك كله إذا عرفنا أنه ألف كتابه هذا من حفظه وهو في طريقه إلى حج بيت الله الحرام كما ذكر في مقدمته رحمه الله. طبع الكتاب بتحقيق محمد حامد الفقي في أربعة أجزاء بمصر سنة "1370هـ - 1951م". وقد طبع في أواخر عام "1399هـ - 1979م" طبعة جيدة، في خمسة أجزاء بتحقيق وتخريج وتعليق الشيخ شعيب الأرنؤوط والشيخ عبد القادر الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة بيروت. وقد اختصره الإمام محمد بن عبد الوهاب في جزء جامع، طبع لأول مرة سنة "1391هـ" في المكتب الإسلامي ببيروت.

السيرة النبوية

12- السيرة النبوية: للإمام المحدث المؤرخ المفسر عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن عمرو بن كثير "700 - 774هـ" طبعت في أربعة أجزاء سنة 1965 بمصر.

السيرة الحلبية

13- السيرة الحلبية: المسماة "إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون": للشيخ الفقيه المؤرخ علي بن إبراهيم الحلبي القاهري الشافعي "975 - 1044هـ" صنف فيه سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم مجردة عن الأسانيد واكتفى بذكر راوي الخبر فقط، وشرح بعض الغريب، وعلق على بعض الحوادث بأسلوب لطيف لقي القبول عند العامة والخاصة، طبع الكتاب في مجلدين كبيرين سنة 1349هـ بمصر.

نور اليقين في سيرة سيد المرسلين

14- نور اليقين في سيرة سيد المرسلين: ومن أشهر الكتب الجامعة المختصرة لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم كتاب "نور اليقين في سيرة سيد المرسلين" للمرحوم الشيخ محمد الخضري "أستاذ التاريخ الإسلامي بالجامعة المصرية سابقًا" كانت الطبعة الثانية عشرة منه سنة "1374هـ".

محمد رسول الله وخاتم النبيين

15- محمد رسول الله وخاتم النبيين: للشيخ محمد الخضر حسين شيخ الجامع الأزهر1 "1874 - 1958م" كتاب جامع موجز طبع بإشراف علي الرضا التونسي سنة "1391هـ - 1971م" المطبعة التعاونية بدمشق.

_ 1 للشيخ محمد الخضر حسين شيخ الجامع الأزهر مؤلفات كثيرة لم تطبع بعد منها: أسرار التنزيل - محاضرات إسلامية - السعادة العظمى - هدى ونور، الدعوة إلى الإصلاح - تراجم الرجال - تونس والجامع الزيتوني. دراسات في العربية وتاريخها - الخيال في الشعر العربي - نقض كتاب في الشعر الجاهلي - نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم. وله أيضًا "خواطر الحياة" ديوان شعر. ومما طبع له كتاب رسائل الإصلاح تناول فيه موضوعات هامة منها "الإلحاد: أسبابه طبائعه مفاسده" "المساواة في الإسلام" "إباءة الضيم وأثرها في سيادة الأمم" "الإسلام والمدنية الحديثة" "العلماء والإصلاح" "أصول سعادة الأمة" "ضلالة فصل الدين عن السياسة"، وغيرها من الموضوعات. طبع الكتاب بإشراف علي الرضا التونسي سنة "1391هـ - 1971م". في المطبعة التعاونية بدمشق.

ومن أحدث ما صنف في فقه السيرة

16- ومن أحدث ما صنف في فقه السيرة: كتاب فقه السيرة للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي من المعاصرين، استنبط من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم أهم الأحكام وكشف عن كثير من أسرار التشريع وحكمته، بأسلوب شائق، وعبارة لطيفة رشيقة، في منهاج علمي جامعي دقيق؛ كل ذلك هيأ للكتاب الانتشار في الآفاق. طبع الطبعة الأولى في جزأين سنة "1967م" وطبع طبعة ثانية مزيدة منقحة في مجلد كبير سنة "1969م" بلبنان.

الطبعة الأولى في جزأين سنة "1967م" وطبع طبعة ثانية مزيدة منقحة في مجلد كبير سنة "1969م" بلبنان.

سيرة خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم

17- سيرة خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم: للشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي، دراسة علمية لحياة النبي صلى الله عليه وسلم بأسلوب جذاب، ونظر بعيد في مجلد طبع مؤسسة الرسالة. وهناك كتب كثيرة في السيرة يضيق المقام عن ذكرها كسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم "صورة مقتبسة من القرآن الكريم" لمحمد عزة دروزه، والتراتيب الإدارية للكتاني، و"السيرة النبوية في ضوء القرآن الكريم" للدكتور محمد محمد أبو شهبة، في مجلدين، ومختصر سيرة الرسول للشيخ عبد الله بن محمد عبد الوهاب، والرسالة المحمدية لسليمان الندوي، و"محمد" لـ "هيكل"، وفقه السيرة لمحمد الغزالي خرج أحاديثها الشيخ ناصر الدين الألباني، وغيرها كثير جدًا.

المبحث الرابع: العقيدة والفرق

المبحث الرابع: العقيدة والفرق. لقد صنف العلماء في الإيمان وأركانه، وفي أسماء الله تعالى وصفاته، وفي كل ركن من أركان الإيمان وما يلحق به، كما صنفوا الرد على شبهات أهل البدع والزيغ، وبينوا أصول الفرق واعتقاداتها، وحرروا الأقوال في مذهب الفرقة الناجية: أهل السنة والجماعة، وردوا على المخالفين في كتب مطولة مبسوطة، ومختصرة موجزة، نكتفي فيما يلي بذكر أهمها: 1- كتاب التوحيد: للحافظ أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة "-311هـ" طبع في جزء لطيف سنة "1356هـ - 1937م" بمصر. 2- الإبانة عن أصول الديانة: للإمام الشيخ أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري المتوفى سنة بضع وعشرين وثلاثمائة هجرية. طبع في مصر. 3- تاريخ أخبار القرامطة: للمؤرخ ثابت بن سنان بن قرة "365هـ". طبع دار الأمانة ومؤسسة الرسالة سنة "1391هـ - 1971م" ببيروت. 4- الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به: للقاضي

أبي بكر الباقلاني "403هـ" طبع بتحقيق الشيخ محمد زاهد الكوثري سنة "1382هـ - 1963م". 5- تثبيت دلائل النبوة: لقاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد الهمذاني "415هـ" طبع في جزأين كبيرين بتحقيق الدكتور عبد الكريم عثمان "1392هـ - 1972م" في الدار العربية ببيروت سنة "1386هـ - 1966م". وللقاضي عبد الجبار كتاب شرح الأصول الخمسة، بين فيه هذه الأصول "التوحيد، والعدل، وإنفاذ الوعيد، والمنزلة بين المنزلتين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وشرحها، وهذه الأصول التي يجب أن يعتنقها المتكلم ويؤمن بها ويدافع عنها ليكون معتزليًا. طبع الكتاب بتحقيق الدكتور عبد الكريم عثمان في مجلد كبير سنة "1384هـ - 1965م"، مكتبة وهبة بمصر. وللقاضي عبد الجبار كتاب المغني طبعت منه عدة أجزاء بتحقيق بعض العلماء؛ بحث في بعضها العقيدة "الرابع والخامس والسادس والثالث عشر والسادس عشر" طبع المؤسسة المصرية العامة للتأليف والأنباء والنشر. 6- أصول الدين: للإمام الأستاذ أبي منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي "429هـ" طبع في جزء وسط سنة "1346هـ - 1928م" بإستنبول. 7- الفَرْقُ بين الفِرَقِ: لأبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي. مؤلف أصول الدين. طبع في مصر بتحقيق محيي الدين عبد الحميد. 8- الفِصَلُ في المِلَلِ والأَهْوَاءِ والنِّحَلِ: للإمام أبي محمد علي بن حزم الأندلسي الظاهري "456هـ" ذكر فيه أصول الفرق المخالفة

لدين الإسلام، والفرق التي ظهرت في الإسلام وفند مقالاتها ورد عليها، وتلك في التوحيد والصفات وفي القرآن وإعجازه، والقضاء والقدر وما يلحق بذلك. طبع الكتاب عدة مرات منها طبعة محمد أمين الخانجي سنة 1321هـ بمصر، وصورت هذه الطبعة حديثًا في خمسة أجزاء كبيرة وبهامشها كتاب الملل والنحل للإمام عبد الكريم الشهرستاني "548هـ". 9- الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنة والجماعة: للإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي المتوفى سنة "458هـ" طبع سنة "1380هـ - 1961م". 10- التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين: للإمام أبي المظفر الإسفراييني المتوفى سنة "471هـ" من أجمع وأوجز ما صنف في الفرق. طبع الكتاب بتحقيق الشيخ محمد زاهد الكوثري سنة "1374هـ - 1955م". 11- الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد: للإمام أبي المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني إمام الحرمين "419 - 478هـ". طبع الكتاب بتحقيق الدكتور محمد يوسف موسى وعلي عبد المنعم عبد الحميد في مصر سنة "1369هـ - 1950م". 12- إحياء علوم الدين: أبي حامد محمد الغزالي "- 505هـ" كتاب جامع تناول بعض نواحي العقيدة وتربية النفس والسمو بها، وذكر أسرار العبادات وفضائلها، والأخلاق والآداب، كما تناول جوانب روحية كثيرة تعتبر من أسس التصوف، وسنفصل القول في الكتاب في فقرة الكتب الجامعة، طبع إحياء علوم الدين في ستة عشر جزءا في أربع مجلدات كبيرة ومعه تخريج الحافظ العراقي

لأحاديث الإحياء سنة "1357هـ" بمصر. وله كتاب فضائح الباطنية. طبع في مجلد كبير بتحقيق عبد الرحمن بدوي سنة "1383هـ - 1964م" في الدار القومية للطباعة والنشر بمصر. 13- منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية: للإمام شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية "661-728هـ" طبع الكتاب في أربعة أجزاء كبيرة "1322هـ" بمصر، وطبع على هامشه كتاب "بيان موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول" لابن تيمية. كما طبع منهاج السنة بتحقيق الدكتور محمد رشاد سالم سنة "1960م" بمصر. وقد اختصر الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي "673 - 748هـ" كتاب "منهاج السنة" في كتابه "المنتقى من منهاج الاعتدال" طبع في مجلد كبير بتعليق محب الدين الخطيب في مصر. 14- جامع الرسائل: لشيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم "ابن تيمية" "661 - 728هـ" فيه ست عشرة رسالة أكثرها في العقيدة وتفسير بعض القرآن والإجابة عن بعض الأسئلة المتعلقة بالذات والصفات والرد على بعض أهل العلم والكشف عن وجه الصواب في ذلك كله وهي رسائل قيمة في مجلد متوسط طبعت بتحقيق الدكتور محمد رشاد سالم سنة "1389هـ - 1969م" في مطبعة المدني بالقاهرة. 15- الإيمان: لشيخ الإسلام ابن تيمية "- 728هـ" طبع في مصر. 16- الرسالة التدمرية: للإمام شيخ الإسلام أحمد بن عبد

الحليم بن عبد السلام بن تيمية"661 - 728هـ"، وهي رسالة في التوحيد والصفات والشرع والقدر وما يلحق ذلك، طبعت بتحقيق أحمد محمد شاكر وعلي محمد شاكر سنة "1373هـ" بمصر. وللشيخ فالح بن مهدي "التحفة المهدية شرح الرسالة التدمرية" طبعت في جزأين سنة "1385هـ" بالرياض. 17- كتاب العبودية: لشيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم "ابن تيمية" "661- 728" من أجمع وأوجز ما كتب في العقيدة الإسلامية وبيانها، طبع في "190صفحة من القطع الصغير" سنة 1389هـ في المكتب الإسلامي بيروت. 18- القصيدة النونية: للإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر "ابن قيم الجوزية" "691 - 751هـ" في التوحيد وأهله والرد على الفرق الضالة، طبعت مع شرحها للأستاذ محمد خليل هراس في مجلدين بمصر. 19- شفاء الغليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل: لابن قيم الجوزية "691هـ - 751" طبع بمصر، ولابن القيم أيضًا كتاب "الروح" طبع في مصر في جزء وسط. 20- شرح الطحاوية في العقيدة السلفية: للقاضي علي بن علي بن محمد الحنفي "731 - 792هـ" شرح فيه "العقيدة السلفية" التي صنفها الإمام الحافظ أبو جعفر أحمد بن محمد الطحاوي الحنفي "239 - 321هـ" وهذا الشرح من أجمع وأوجز ما صنف في بابه. طبع الكتاب سنة "1373هـ" بمصر بتحقيق الشيخ أحمد محمد شاكر. كما طبع بتحقيق بعض أهل العلم وخرج أحاديثه محمد ناصر الدين الألباني سنة "1392هـ" في المكتب الإسلامي ببيروت.

21- البرهان القاطع في إثبات الصانع وجميع ما جاءت به الشرائع: لمحمد بن إبراهيم الوزير اليماني الصنعاني "المتوفى سنة 840هـ" طبع سنة 1349هـ بمصر. 22- الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة: للمحدث أحمد بن حجر الهيتمي المكي "- 974هـ" طبع بمصر. 23- مجموعة التوحيد النجدية: للإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب "1115 - 1206هـ"، ضمت هذه المجموعة كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وتعليقات حفيده الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ حسن باسم "قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين" وكتاب كشف الشبهات لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وتسع رسائل في التوحيد له أيضًا وأربع رسائل أخرى له أيضًا، وخمس رسائل للشيخ عبد الرحمن بن حسن وثلاث رسائل للشيخ سليمان بن عبد الله وثلاث رسائل في التوحيد أيضا للشيخ عبد الله أبابطين. طبعت هذه المجموعة في مجلد وسط سنة "1375هـ" بمصر. وللشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ المتوفى سنة "1258هـ" شرح جيد لكتاب التوحيد للإمام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب سماه فتح المجيد شرح كتاب التوحيد طبع عدة مرات بتحقيق محمد حامد الفقي وكانت الطبعة السابعة سنة "1377هـ - 1957م" توزيع دار الباز - مكة المكرمة. 24- رسالة التوحيد: للشيخ محمد عبده بن حسن خير الله مفتي مصر قديمًا "1266- 1323هـ" رسالة موجزة جامعة في جزء لطيف طبعت مرارًا، وكانت الطبعة الحادية عشرة سنة "1365هـ".

25- دلائل التوحيد: للعلامة الشيخ محمد جمال الدين القاسمي "- 1232هـ" كتاب جامع موجز فيه فوائد كثيرة طبع أكثر من مرة بمصر. 26- خصائص التصور الإسلامي ومقوماته: لسيد قطب "1906- 1966م" بين فيه خصائص التصور الإسلامي المنبثق عن العقيدة الإسلامية في سبع خصائص هي "الربانية والثبات، والشمول والتوازن، والإيجابية، والواقعية والتوحيد" طبع القسم الأول منه "خصائص التصور الإسلامي" سنة 1962 في دار إحياء الكتب العربية بمصر. 27- نحو إنسانية سعيدة "نظرات في الكون والحياة والمصير وفي الإنسان من خلال القرآن الكريم": للأستاذ محمد المبارك طبع الكتاب طبعته الأولى سنة "1381هـ - 1961م" والثانية سنة "1389 - 1970م" في دار الفكر ببيروت. وله كتاب "نظام الإسلام: العقيدة والعبادة" طبع الكتاب طبعته الأولى "1388هـ - 1968م" والثانية سنة "1390هـ - 1970م" في دار الفكر ببيروت. 28- الإباضية في موكب التاريخ: لعلي يحيى معمر تحدث فيه عن نشأة المذهب الإباضي ورجاله، طبع في مجلد كبير سنة "1384هـ - 1964م"، مكتبة وهبة بمصر.

29- العقائد الإسلامية: لسيد سابق من علماء مصر المعاصرين تناول فيه مفهوم الإسلام والإيمان، ومعرفة الله، والذات الإلهية، وصفات الله، وحقيقة الإيمان وثمرته، القدر، الملائكة، والجن، والكتب السماوية، الرسل، الروح، أشراط الساعة، اليوم الآخر، الحساب، الجنة والنار، طبع الكتاب المؤتمر الإسلامي وكانت الطبعة الأولى "1383هـ - 1964م" في دار الكتاب العربي بمصر. 30- النبوة والأنبياء في ضوء القرآن: لأبي الحسن علي الحسني الندوي رئيس ندوة العلماء بالهند في العصر الحاضر، عرض في هذا الكتاب ستة موضوعات مهمة هي:"حاجة الإنسانية إلى أنبياء، سمات النبوة وخصائص الأنبياء، أئمة الهدى وقادة الإنسانية، بين الإرادة الإلهية والأسباب المادية، خاتم النبيين، خير أمة أُخرجت للناس" تناول كل هذا في "143"صفحة من القطع الصغير، طبع الكتاب طبعته الثانية سنة "1385هـ - 1965م" مكتبة وهبة بالقاهرة. 31- المذاهب الإسلامية: للأستاذ محمد أبو زهرة "المتوفى سنة 1394هـ" تناول فيه أسباب الاختلاف وتشعب المذاهب وأنواعها، وحصرها في ثلاثة مذاهب: سياسية، واعتقادية، وفقهية. وخصص الجزء الأول من كتابه للمذاهب السياسية والاعتقادية، وفصل القول فيها. وتناول في الجزء الثاني الاجتهاد في عصر النبي والصحابة والتابعين، والفقه في عصر الأئمة المجتهدين، ثم ذكر الفرق السياسية، وبين أسباب الاختلاف في المذاهب الفقهية ومداه، والاختلاف المذهبي وأثره، ومقاصد الأحكام، وبين حقيقة الاجتهاد ومراتبه ومراتب المجتهدين، ثم بسط القول في الأئمة الأربعة ومذاهبهم، وفي المذهب الظاهري،

وفي المذهب الظاهري، وفي ابن تيمية وحياته واجتهاده وجهاده، وفي الإمام زيد بن علي وفقهه ومذهبه، وفي الإمام جعفر الصادق وعلمه وفقهه ومذهبه، والمتأولين عليه، وفي كلامه في العقيدة والكونيات.. طبع الجزء الأول بإشراف إدارة الثقافة العامة بوزارة التربية بمصر، والثاني في دار الفكر العربي بمصر. 32- العقيدة الإسلامية وأسسها: للأستاذ عبد الرحمن حبنكة الميداني من المعاصرين. كتاب جامع طبع في جزأين سنة "1385هـ - 1966م" بدمشق. 33- كبرى اليقينيات الكونية: للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي من المعاصرين، تناول أمهات مسائل العقيدة وعرضها عرضًا علميًا دقيقًا، وفند بعض الشبهات بالأدلة النقلية والعقلية. طبع الكتاب سنة "1969م". 34- البراهين العلمية على وجود الخالق: لمحمد فؤاد برازي. 35- الوجود الحق: للدكتور حسن هويدي طبع أكثر من مرة في دمشق وبيروت. 36- الإيمان والحياة: في مجلد كبير للدكتور يوسف القرضاوي نشر مؤسسة الرسالة سنة 1399هـ - 1979م. وبهذا القدر نكتفي، وما ذكرناه لا يعدو غيضًا من فيض من المؤلفات الكثيرة للقدامى والمحدثين في هذا الباب.

المبحث الخامس: الفقه

المبحث الخامس: الفقه مدخل ... المبحث الخامس: الفقه: - مصادر في الفقه الحنفي - مصادر في الفقه المالكي. - مصادر في الفقه الشافعي. - مصادر في الفقه الحنبلي. - مصادر في فقه الإمامية. - مصادر في فقه الزيدية. - مصادر في فقه الظاهرية. - مصادر في فقه الإباضية. - أبحاث فقهية مقارنة أكتفي فيما يلي بذكر أهم المصادر في الفقه منسوبة إلى مذاهبها1، وسأفصل القول في كتاب لكل مذهب، حتى لا يطول البحث، وليعمد الطلاب أنفسهم إلى تقييم ما لم يفصل القول فيه ويطلعوا عليه ويستفيدوا منه إن شاء الله.

_ 1 شهد أواخر القرن الهجري الأول ومطلع القرن الثاني نهضة علمية عظيمة كانت ثمرة طبيعية لما جاء به الإسلام الحنيف، وظهرت في تلك الفترة أوائل المصنفات في الحديث والفقه، ثم تتابع المصنفون حتى غصت المكتبة الإسلامية بنفائس الكتب في مختلف العلوم، ومن أقدم ما صنف في الفقه كتاب الفقه الأكبر المنسوب لأبي حنيفة النعمان بن ثابت "150هـ" والموطأ لمالك بن أنس "- 179هـ"، وعدة كتب لأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم "182هـ" وعدة كتب لمحمد بن الحسن الشيباني "189هـ" ولغيرهم كثير.

الفقه الحنفي

أ- الفقه الحنفي: 1- المبسوط: لشمس الأئمة أبي بكر محمد بن أحمد بن سهل السَّرخسي "- 483هـ" طبع في ثلاثين جزءًا سنة "1324هـ" في مطبعة السعادة بالقاهرة.

ألف السرخسي كتابه المبسوط شرحًا لكتاب "الكافي" للحاكم الشهيد أبي الفضل محمد بن محمد المروزي إمام الحنفية في عصره "المتوفى سنة 334هـ". وقد استوعب هذا الكتاب جميع أبواب الفقه. ومنهج السرخسي في كتابه أنه يذكر المسألة ويستدل لها على مذهب الحنفية، ثم يذكر آراء بعض المذاهب الأخرى وأدلتها، ثم يناقشها ويرد عليها بما يراه الحق، وقد يؤيد في المسألة مذهبًا غير مذهب الحنفية ويستدل لما يذهب إليه، وكثيرًا ما يجمع بين أدلة الحنفية وأدلة مخالفيهم جمعًا حسنًا لا تعارض فيه، وأكثر ما يذكره من المذاهب مذهب الشافعي ومالك، وقد يذكر مذهب الإمام أحمد وأهل الظاهر. والكتاب قيم من أكبر ما صنف في الفقه، وفي الفقه المقارن، وهو أكبر كتب الحنفية، وقد استقى منه من جاء بعد السرخسي. ونزداد إكبارًا لهذا الكتاب ولمؤلفه حين يذكر لنا علماء الرجال، أن السرخسي قد ألفه كله أو جله من ذاكرته وهو سجين في جب في "أوزجند بفرغانه"1، وكان يمليه على طلابه من قعر الجب وهم حول قفه يكتبون2.

_ 1 فرغانه في خراسان، وكان سبب سجنه نصحه الأمير بنصيحة غضب عليه بسببها وأمر بسجنه في الجب. 2 قف البئر هو الدكة التي تجعل حولها.

تحفة الفقهاء

2- تحفة الفقهاء: لعلاء الدين محمد بن أحمد السمرقندي "- 540هـ" طبع بتحقيق الدكتور محمد زكي عبد البر في ثلاثة أجزاء سنة "1377هـ - 1958م" في دمشق، وطبع ثانية في أربعة أجزاء بعد أن خرج أحاديثه الأستاذ السيد محمد المنتصر الكتاني والدكتور وهبه الزحيلي بدمشق.

بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

3- بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع: لعلاء الدين أبي بكر بن مسعود بن أحمد الكاشاني أو "الكاساني بالسين المهملة" يروى بكليهما "587هـ" أحد كبار فقهاء الحنفية في عصره. وهو من أهل حلب، كان يلقب بملك العلماء، صنف كتابه هذا شرحًا لكتاب تحفة الفقهاء للسمرقندي، وهو من أجمع وأسلس كتب الفقه، طبع في سبعة أجزاء كبيرة سنة "1328هـ" بالقاهرة.

الهداية شرح بداية المبتدي

4- الهداية شرح بداية المبتدي: لعلي بن أبي بكر المرغيناني، طبع في أربعة أجزاء سنة "1355هـ" بمصر. وقد شرح الإمام الكمال بن الهمام "861هـ" الهداية في كتابه "شرح فتح القدير" غير أن المنية اخترمته قبل إتمام هذا الشرح؛ فأكمله شمس الدين أحمد بن قودر المعروف بقاضي زاده بما سماه "نتائج الأفكار" وطبع الجميع في ثمانية أجزاء -ستة لابن الهمام وجزآن لقاضي زاده- في المكتبة التجارية بالقاهرة.

رد المحتار على الدر المختار على متن تنوير الأبصار

5- رد المحتار على الدر المختار على متن تنوير الأبصار: للشيخ محمد أمين بن عمر عابدين "1198 - 1252هـ" إمام الحنفية في عصره، وقد اشتهر الكتاب بحاشية ابن عابدين طبع في خمسة أجزاء كبيرة سنة "1326هـ" بمصر. وقد توفي المؤلف قبل أن يتم حاشيته هذه فأتم ابنه الشيخ محمد علاء الدين "- 1306هـ" الكتاب في مجلدين،

وسمى التكملة "قرة عيون الأخبار لتكملة رد المختار". طبعت التكملة سنة "1326هـ" بمصر1.

_ 1 وهناك مؤلفات كثيرة في الفقه الحنفي كالفتاوى الخانية لقاضي خان "592هـ" والفتاوى الهندية لجماعة من علماء الهنود، و"مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر" لشيخ زاده، و"الأشباه والنظائر" لابن نجيم "790هـ" ومن المختصرات الجامعة "الهدية العلائية" للشيخ علاء الدين عابدين طبع مع "التعليقات المرضية على الهدية العلائية" للشيخ محمد سعيد البرهاني الطبعة الثانية سنة "1382هـ - 1963م" في دمشق.

الفقه المالكي

ب- الفقه المالكي: 1- المدونة الكبرى: للإمام مالك بن أنس الأصبحي "93 - 179هـ"، رواية الإمام عبد السلام بن سعيد بن حبيب التنوخي الملقب بسحنون والذي انتهت إليه رياسة العلم في المغرب "160 - 240هـ"، عن الإمام عبد الرحمن بن القاسم عن مالك. طبع الكتاب في ثماني مجلدات كبيرة سنة "1323هـ" في مطبعة السعادة بالقاهرة. جمعت المدونة جميع أبواب الفقه، والغالب على منهج المدونة أن يسأل الإمام سحنون الإمام عبد الرحمن بن القاسم فيجيب هذا بما سمعه من الإمام مالك، وإذا لم يحفظ في المسألة عن مالك شيئًا يجيب ويسند الجواب إلى نفسه، كما أنه كثيرًا ما يعرض المسائل الفقهية عرضًا علميًا بعيدًا عن صيغة السؤال والجواب، وأحيانًا يذكر الأدلة النقلية -"القرآن، السنة، آثار الصحابة والتابعين، وفقهاء أهل المدينة"- للأحكام. وقد اهتم العلماء بهذا الكتاب فشرحوه وعلقوا عليه، ومن أشهر شروحه الطراز للشيخ سند بن عنان المصري، وشرح أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الحق في اثني عشر جزءًا. وقد وضع أبو الوليد محمد بن رشيد قاضي الجماعة بقرطبة "450 - 520هـ" لها "المقدمات الممهدات" التي طبعت مع المدونة.

بداية المجتهد ونهاية المقتصد

2- بداية المجتهد ونهاية المقتصد: لمحمد بن أحمد بن رشد القرطبي "520 - 595هـ" حفيد القاضي ابن رشد مؤلف المقدمات السابق ذكره. طبع الكتاب في جزأين سنة "1371هـ" بمصر.

القوانين الفقهية

3- القوانين الفقهية: لمحمد بن أحمد "ابن جزي" الكلبي الغرناطي، طبع في جزء لطيف في تونس سنة "1344هـ". طبع أخيرا طبعة جيدة في لبنان.

مواهب الجليل لشرح مختصر خليل

4- مواهب الجليل لشرح مختصر خليل: لمحمد بن محمد المغربي المشهور بالحطاب"954هـ "شرح في كتابه هذا مختصر العلامة خليل بن إسحاق بن موسى "767هـ". طبع في ستة أجزاء سنة "1328هـ" في مصر.

الشرح الكبير على مختصر خليل منح القدير

5- "الشرح الكبير على مختصر خليل منح القدير": لأحمد بن محمد بن أحمد العدوي الشهير بالدردير "1201هـ" طبع في أربعة أجزاء كبيرة سنة "1309هـ" بمصر. وللشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عرفه الدسوقي "المتوفى سنة 1230هـ" حاشية كبيرة على "الشرح الكبير للدردير" طبع مع تقريرات للعلامة الشيخ محمد عليش شيخ المالكية في مصر في أربعة أجزاء كبيرة بمطبعة دار إحياء الكتب العربية بمصر.

الفقه الشافعي

ج- الفقه الشافعي: 1- الأم: للإمام محمد بن إدريس الشافعي "150 - 204هـ"

طبع في سبعة أجزاء كبيرة سنة "1321هـ" في المطبعة الأميرية بالقاهرة، وطبع بهامشه مختصر إسماعيل بن يحيى المزني، وكتاب اختلاف الحديث للشافعي. وطبع كتاب الأم أخيرا طبعة ثانية في مصر. جمع كتاب الأم بين دفتيه جميع أبواب الفقه؛ فقد رتبه على كتب وجعل تحت منها عدة أبواب، يفتتح الكتاب والباب غالبًا، بآية أو حديث يعد أصلًا لما سيورده من أحكام، ثم يقرر أحكام المذهب بأسلوب مشرق، وعبارة بينة.

المهذب

2- المهذب: لأبي إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي "476هـ" طبع في جزأين كبيرين بمصر عدة مرات، كانت الثانية منهما سنة "1959م".

المجموع شرح المهذب

3- المجموع شرح المهذب: للإمام يحيى بن شرف النووي "676هـ" من أجمع ما دون في فقه الشافعية إلا أن المنية اخترمت الإمام النووي قبل أن يتمه. طبع في تسعة أجزاء كبيرة في القاهرة1، وطبع ثانية بعد ذلك2. وللنووي كتاب "منهاج الطالبين وعمدة المفتين" طبع بمصر سنة 1338هـ. شرحه كثير من العلماء ومن أشهر شروحه

_ 1 وقد انتهى في آخر باب الربا في مسائل بيع الحيوان بالحيوان متفاضلًا انظر المجموع ص402 ج9 وما بعدها. وطبع مع المجموع "فتح العزيز شرح الوجيز" لأبي القاسم عبد الكريم بن محمد الرافعي "623هـ" كما طبع معه "التخليص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير" لابن حجر العسقلاني "852هـ". 2 وقد حاول بعض العلماء استكمال عمل النووي على نهجه في شرح المهذب؛ فتابع الشيخ علي بن عبد الكافي السبكي شرح الأجزاء "10 و11 و 12" والشيخ محمد نجيب المطيعي من "13 - 17"، ومحمد حسين العقبي "18" الثامن عشر، وطبع الجميع في مطبعة الإمام بالقاهرة.

"تحفة المحتاج بشرح المنهاج" لأحمد بن حجر الهيتمي "المتوفى سنة 974هـ" طبع في ثمانية أجزاء بمصر، و"كنز الراغبين" على المنهاج لجلال الدين محمد بن أحمد بن محمد المحلي "791 - 864هـ" طبع في مجلدين كما طبع مع حاشية عميرة "المتوفى سنة 957هـ" وحاشية قليوبي "المتوفى سنة 1069هـ" في أربعة أجزاء كبيرة في مطبعة دار إحياء الكتب العربية بمصر. ومن أشهر الشروح أيضًا "مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج" للشيخ محمد الشربيني الخطيب "977هـ" طبع في أربعة أجزاء سنة "1377هـ - 1958م" مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر. و"نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج" لشمس الدين محمد بن أحمد الرملي المصري الشهير بالشافعي الصغير "المتوفى سنة 1004هـ" طبع في أربعة أجزاء كبيرة سنة "1386هـ - 1967م" مصطفى البابي الحلبي بمصر.

الأشباه والنظائر

4- الأشباه والنظائر: للحافظ جلال الدين السيوطي "911هـ" طبع مرارًا في مكة المكرمة ومصر.

الفقه الحنبلى

د- الفقه الحنبلي: 1- المغني: لموفق الدين عبد الله بن أحمد "ابن قدامه" المقدسي "620هـ" شرح المقدسي في المغني "مختصر الخرقي" أبي القاسم عمر بن الحسين الخِرَقي "334هـ"، وهذا الكتاب من أجمع ما دون في فقه الحنابلة، وإلى جانب هذا فقد ذكر مذاهب الفقهاء الثلاثة المشهورة، كما ذكر مذاهب الصحابة والسلف ممن لم تدون مذاهبهم الفقهية، فغدا الكتاب موسوعة فقهية قيمة. طبع عدة مرات، في تسع مجلدات، كانت الثالثة منها سنة "1367هـ" بالقاهرة بعناية السيد رشيد رضا.

الشرح الكبير على متن المقنع

2- الشرح الكبير على متن المقنع: لشمس الدين عبد الرحمن بن قدامة المقدسي "- 682هـ" طبع في 12 جزءًا سنة 1348. ومعه المغني لابن قدامة.

الفتاوى الكبرى

3- الفتاوى الكبرى: لشيخ الإسلام أبي العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم "ابن تيمية" "- 728هـ" طبع جل ماله صلة بالفقه في خمسة عشر جزءًا سنة "1382هـ" بالرياض1.

_ 1 وقد استوعبت خمس عشرة مجلدًا من مجموع الفتاوى "من مجلد 21 - 35" طبعة 1382هـ.

الفروع

4- الفروع: لمحمد بن مفلح المقدسي "762هـ" طبع سنة 1339هـ بمصر.

كشاف القناع على متن الاقناع

5- كشاف القناع على متن الإقناع: للشيخ منصور بن يونس البهوتي"1000-1051هـ". طبع سنة 1366هـ - 1947م. وطبع طبعة جيدة سنة "1394هـ" بمطبعة الحكومة بمكة المكرمة.

الدرر السنية في الأجوبة النجدية

6- الدرر السنية في الأجوبة النجدية: جمع فيه عبد الرحمن بن قاسم العاصمي القحطاني النجدي بعض ما ورد عن أئمة أهل الدعوة الإصلاحية بنجد في الفقه والعقائد والسياسة الشرعية وأمور الدين وأحسن ترتيبه، وألحق به تراجم لأصحاب هذه الأجوبة صدرها بترجمة إمام الدعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب؛ فالإمام محمد بن سعود ومن جاء بعده من الأئمة طبع الكتاب في ست مجلدات سوى جزء التراجم، وقد ضمت هذه المجموعة أمهات المسائل الفقهية وفروعها، وصدر جزء في هذه السلسلة في التفسير. طبعت الدرر السنية الثانية سنة 1385 - 1965م ببيروت لحساب دار الإفتاء بالمملكة العربية السعودية.

هذا إلى جانب الكتب الكثيرة في موضوعات فقهية مستقلة، أو فقهية وأصولية، أو جامعة لعدة علوم، كالطرق الحكمية في السياسة الشرعية لابن قيم الجوزية "751هـ" وإعلام الموقعين عن رب العالمين له أيضًا، وزاد المعاد له، وقد أسلفنا ذكره في مصادر السيرة، وغيرها من المؤلفات لأئمة المذهب الحنبلي.

فقه الشيعة

فقه الشيعة الشيعة الامامية ... هـ - فقه الشيعة: أ- الشيعة الإمامية: 1- الكافي لمحمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني "- 329هـ" شيخ الطائفة في عصره، جمع فيه الأصول والفروع، تحدث في أقسامه الأولى عن مسائل التوحيد، والإيمان والأخلاق، وتناول في بقية أبوابه مسائل الفقه، وهي التي سماها "الفروع"، يستشهد بالأحاديث المروية عن الرسول صلى الله عليه وسلم عن طريق أئمة الشيعة وآل البيت، وبالآثار عن الأئمة المعصومين عندهم. طبع من الكتاب سبعة أجزاء كبيرة في طهران سنة 1381. 2- جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام في أحكام الحلال والحرام: لمحمد حسن بن محمد باقر النجفي "- 1322هـ". طبع في ستة أجزاء سنة 1323هـ.

الشيعة الزيدية

ب- الشيعة الزيدية: 1- المجموع الفقهي: للإمام زيد بن علي زين العابدين "- 122هـ". يعد هذا الكتاب من أهم الوثائق التاريخية التي تؤكد ابتداء التصنيف والتأليف في أوائل القرن الهجري الثاني، وقد ضم المجموع الفقهي والحديثي للإمام زيد، ورتب المجموع على أبواب العلم، تحت كتب كثيرة ضمت أبوابا مختلفة، يفتتح الباب بحديث

مرفوع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أو موقوف على الإمام علي رضي الله عنه. طبع المجموع أكثر من مرة في القاهرة وغيرها ومن أوسع شروحه كتاب "الروض النضير شرح مجموع الفقه الكبير" للقاضي الفقيه شرف الدين الحسين أحمد السياغي"1180-1221هـ" يقع في أربع مجلدات كبيرة غير أن المنية اخترمت السياغي فأتم الشرح بالمجلد الخامس بقلم السيد التقي العباس بن أحمد الحسني وتم طبع الجميع الطبعة الثانية سنة 1388هـ - 1968م مكتبة دار البيان بدمشق ومكتبة المؤيد بالطائف. 2- البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار: لأحمد بن يحيى بن المرتضى "764 - 840هـ" إمام عصره، بدأ كتابه بما يجب تعلمه من الشرعيات، ثم تكلم عن مذاهب العلماء في المسائل الاعتقادية، وعدم جواز التقليد في الاعتقاديات. ثم شرع في مسائل الفقه في العبادات والمعاملات.. ختم كتابه ب "كتاب التكملة للأحكام والتصفية من بواطن الآثام" ذكر فيه سبعة عشر نوعا من الآفات1 طبع

_ 1 قال المؤلف: اعلم أن الفقه الاصطلاحي هو العلم بالأحكام الشرعية، وإنما تكلم المصنفون في الفروع منه على أحكام أفعال الجوارح دون أفعال القلوب، وقد جعل الله تعالى محرماتها شطرا حيث قال تعالى: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ} ، والباطنة هي مآثم القلوب في أصح التفسيرات، فوجب أن نجعل لها في أبواب علم الحلال والحرام بابا يتضمن تفصيلها ... وهذا الباب أهم من غيره. إذ لا يعرى مكلف بالشرعيات عن التكليف به. وقد ذكر فيه آفات الكبر والرياء والحسد ... وسوء الظن. وإدخال هذا الباب في الفقه أمر محدث يغاير ما توافق عليه المصنفون في الفقه، كما يخالف اصطلاح ومفهوم الفقه بأنه العلم بالأحكام الشرعية العلمية وبهذا تخرج أفعال القلوب من دائرة الفقه، وتدخل في علم الأخلاق. ومهما يكن الأمر فقد اجتهد الإمام ابن المرتضى في كتابه البحر الزخار ورأى من المناسب أن يختمه بهذا الباب.

الكتاب في خمسة أجزاء كبيرة في مكتبة الخانجي بالقاهرة سنة "1366 - 1368هـ" وفي الفقه يذكر المسألة وأقوال العلماء فيها من الصحابة والتابعين وغيرهم ويذكر أدلتهم. وكثيرا ما يرجح القول المستند إلى دليل قوي. يعد الكتاب من أهم مصادر الفقه الزيدي بل يعد من أجمع كتب الفقه المقرن، ولهذا اهتم به العلماء وكثر النقل عنه. وقد خرج محمد بن يحيى بهران الصعدي "- 957هـ" أحاديث البحر الزخار في كتابه "جواهر الأخبار والآثار المستخرجة من لجة البحر الزخار" وقد طبع هذا الكتاب مع البحر الزخار مما زاد الانتفاع بهما. وطبع البحر الزخار أخيرا في ست مجلدات في مؤسسة الرسالة. ومن أشهر مصنفات الشيعة الزيدية في الفرائض "جوهرة الفرائض شرح مفتاح الفائض": للشيخ محمد بن أحمد الناظري فصل القول في هذا العلم فبين أسباب الإرث وموانعه، وأصحاب الفروض والحجب والأسقاط وأحوال الأب والجد والرد. وذكر بعض المسائل المشهورة في هذا العلم وما يلحق به، طبع الكتاب سنة 1394هـ - 1974م بدار البيان دمشق ومكتبة المؤيد بالطائف.

فقه الظاهرية

و فقه الظاهرية: المحلى: لأبي محمد علي بن أحمد بن حزم الظاهري "384 - 456هـ" عالم الأندلس في عصره. طبع الكتاب في أحد عشر جزءا في المطبعة المنيرية سنة "1352هـ" بالقاهرة.

يعد كتاب المحلى أكبر مصدر مطبوع في الفقه الظاهري، بل في الفقه الإسلامي المقارن. فقد مهد ابن حزم لكتابه هذا بمبحثين هامين الأول في التوحيد، والثاني في القواعد الأصولية، واستنباط الأحكام من القرآن والسنة وبالإجماع، ومنع العلم بالقياس، وأن يقلد أحد أحدا في شرع الله عز وجل. ثم انتقل بعد ذلك إلى المباحث الفقهية، فيذكر المسألة حسب الفقه الظاهري، ويبين أقوال الفقهاء فيها، ويسوق أدلتهم، ثم يتناول أدلة مخالفيه بالنقض، فإن كانت نقلية بين العام منها من الخاص والمقيد من المطلق والناسخ من المنسوخ، والقوي من الضعيف، وإن كانت عقلية قارع الحجة بالحجة، وقد يناقض قياس المخالف بقياس معارض لإبطال قياس المخالف لا احتجاجا بالقياس، بل لإفحامه بالأسلوب والدليل الذي جعله حجة له فينقلب حجة عليه. كما أنه يذكر أقوال بعض الصحابة والتابعين، وإن مطالع كتابه هذا وغيره من مؤلفاته يشعر بعنفه في الرد على مخالفيه، وبشدته في الدفاع عما يختاره من الأقوال، وشدة ابن حزم مشهورة، فقد ذهب مثلًا قول القائل:"لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقان" وقد كانت حدة طبعه وشدته سببا في نفور علماء عصره منه. ولأهمية كتاب المحلى ولمكانته في الفقه الإسلامي، قامت موسوعة الفقه الإسلامي الملحقة بكلية الشريعة في جامعة دمشق بفهرسة هذا الكتاب فهرسة موسوعية دقيقة تسهل الاستفادة منه. طبع هذا الفهرس باسم "معجم المحلى في الفقه الظاهري" في مجلدين سنة "1966م" بدمشق.

فقه الاباضية

ز- فقه الإباضية: شرح النيل وشفاء العليل: للشيخ محمد بن يوسف أطفيش

"- 1332هـ" أجمع وأوسع ما صنف في فقه الإباضية، جعل مصنفه هذا في كتب، وقسم الكتب أبوابا، والأبواب فصولا، وعرض لفقه المذهب عرضا دقيقا ومسهبا، يستدل بالقرآن وبالحديث وبآثار الصحابة، وكثيرا ما يبين درجة ما يحتج به من الآثار، كما يذكر أقوال أئمة المذهب، وقد يذكر أقوال بعض أئمة المذاهب الأربعة وغيرهم، بعد بيان ما ذهب إليه علماء المذهب1، طبع الكتاب في عشر مجلدات كبيرة سنة "1343هـ" في المطبعة السلفية بالقاهرة. ح- وطبع أخيرا "في صيف 1391هـ -1197م" - بمطابع جامعة دمشق- كتاب الدليل إلى مواطن البحث عن الألفاظ والمصطلحات والموضوعات الفقهية في مجلد كبير، وهو يرشد إلى مواضع الألفاظ والمصطلحات الفقهية في خمسة من كتب الفقه المعتمدة في المذاهب الأربعة والفقه المقارن2. وقد استوعب استخراج الكلمات الأصلية والفرعية من اثنين وثلاثين بابا من أبواب المعاملات، استخرجها الدكتور زكي عبد البر، بتكليف من لجنة موسوعة الفقه الإسلامي التابعة لكلية الشريعة بجامعة دمشق3، وأما بقية أبواب المعاملات والعبادات فقد عهدت لجنة الموسوعة إلى الأستاذ محمد هشام برهاني بمتابعة ما بدأه الدكتور عبد البر، وسيطبع ما يتم إنجازه تباعا إن شاء الله.

_ 1 انظر على سبيل المثال شرح النيل وشفاء العليل "باب: في العمد وشبهه والخطأ" ج8 ص91 و97 و98. 2 هذه الكتب هي: كتاب الهداية للمرغيناني في الفقه الحنفي. وكتاب الوجيز للغزالي في الفقه الشافعي، وكتاب المقنع لابن قدامة في الفقه الحنبلي، وكتاب بداية المجتهد لابن رشد في الفقه المقارن وللتوسع في الفقه المالكي. وكتاب المحلى لابن حزم في الفقه الظاهري، وللتوسع في الفقه المقارن انظر مقدمة الكتاب المذكور. 3 وقد قام بدمج وترتيب الألفاظ المستخرجة من الكتب الخمسة ترتيبا معجميا الدكتور عبد الستار أبو غدة بتكليف من لجنة الموسوعة. انظر مقدمة الدليل للدكتور يوسف العش عميد كلية الشريعة سابقا.

مصنفات لبعض المحدثين في الفقه المقارن

مصنفات لبعض المحدثين في الفقه المقارن: بعد هذا العرض لأمهات مصادر ومراجع الفقه الإسلامي في مختلف المذاهب، لا بد من الإشارة إلى أن العلماء قد صنفوا كتبا كثيرة في موضوعات فقهية مختلففة، وعرضوا لأكثر المذاهب في أبحاثهم، وعقدوا مقارنات وموازنات علمية قيمة، وقد أسهم كثير من العلماء المعاصرين في هذا الميدان، وأمدوا المكتبة الإسلامية بمؤلفات جليلة تصل بين القديم والحديث بما يناسب روح العصر من البحث والعرض والتحليل، وقد كانت مؤلفات السابقين رحمهم الله أساسا لأبحاثهم، ومنارا للخلف الذي اعترف بجميلهم، من هذا المؤلفات: 1- "كتاب أحكام التركات والمواريث"، للشيخ محمد أبو زهرة طبع سنة "1368هـ -1949م" بمصر. 2- "التشريع الجنائي في الإسلام مقارنا بالقانون الوضعي": لعبد القادر عودة رحمه الله تعالى "- 1954م" من أجمع وأوسع ما كتب في موضوعه طبع في جزأين كبيرين طبعته الثانية سنة"1378هـ" في مكتبة دار العروبة بمصر. وطبع أخيرا في مجلدين كبيرين بمؤسسة الرسالة. 3- "الإسلام والعلاقات الدولية في السلم والحرب" لمحمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر، كتيب ضم خلاصة إحدى محاضراته. طبع سنة "1352هـ" بمصر. 4- الأحوال الشخصية: للأستاذ الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله في ثلاثة أجزاء، بحث في الأول الزواج وانحلاله، وفي الثاني

الأهلية والوصية، وفي الثالث التركات والمواريث. طبع مرارا كانت إحداها سنة "1378هـ - 1958م" بمطبعة جامعة دمشق. وله "المرأة بين الفقه والقانون" طبع سنة "1382هـ - 1962م" في مطبعة جامعة دمشق. 5- محاضرات عن "فرق الزواج في المذاهب الإسلامية" بحث مقارن ألقاه في محاضرات الأستاذ الشيخ علي الخفيف على طلاب قسم الدراسات العالية في معهد الدراسات العربية العالية بجامعة الدول العربية طبع الكتاب سنة "1958م". 6- "الفقه الإسلامي في ثوبه الجديد": للأستاذ الشيخ مصطفى الزرقا من العلماء المعاصرين، صدر منه "المدخل الفقهي" في جزأين وقد طبع ثماني طبعات، وكانت الرابعة أكثرها تنقيحا وزيادة، وما طبع بعدها صورة عنها، كما طبع منه "مدخل إلى نظرية الالتزام في الفقه الإسلامي" خمس طبعات. وطبع منه "العقود المسماة" "عقد البيع" في مجلد كانت طبعته الأولى سنة 1949 بدمشق. وللأستاذ الزرقا "عقد التأمين وموقف الشريعة منه". طبع أكثر من مرة. 7- "ملكية الأرض في الإسلام": لأبي الأعلى المودودي طبع سنة "1376هـ" مكتبة الشباب المسلم دمشق. ثم طبع بعناية دار القلم بالكويت. 8- "مدى حرية الزوجين في الطلاق": للدكتور عبد الرحمن الصابوني في جزأين طبع سنة "1382هـ - 1962م" وله أيضا "شرح قانون الأحوال الشخصية السوري" الأهلية والوصية.

9- "فصول من الفقه الإسلامي العام" للدكتور محمد فوزي فيض الله تناول فيه "الغصب وإحياء الموات، والصيد، والشفعة، والقسمة، وحقوق الارتفاق، والرهن، والمزارعة، والمساقاة، والمغارسة، والجنايات، والذبائح، والأضحية، والحظر والإباحة". طبع في مجلد كبير سنة "1967 - 1968م" في مطبعة جامعة دمشق. وله أيضا المسئولية التقصيرية بين الفقه والقانون". 10- "الشركات في الفقه الإسلامي: بحوث مقارنة": للشيخ علي الخفيف. طبع سنة "1962م" معهد الدراسات العربية العالية بالقاهرة. 11- "التعبير عن الإرادة في الفقه الإسلامي: دراسة مقارنة بالفقه الغربي" للدكتور وحيد الدين سوار. طبع في مجلد كبير سنة "1379هـ - 1960م" مكتبة النهضة المصرية بالقاهرة. 12- "آثار الحرب في الفقه الإسلامي: دراسة مقارنة": للدكتور وهبة الزحيلي، طبع في مجلد كبير طبعته الثانية سنة "1385هـ - 1975م" في المكتبة الحديثة بدمشق. وله أيضا كتاب "الفقه الإسلامي في أسلوبه الجديد" في جزأين، تضمن الأول منهما "البيع، والإيجار، والشركات، والأيمان والنذور والكفارات، والثاني عقود الأمانات والمصالحات، وعقود التوثيق، والعقوبات الشرعية، والقضاء وطرق الإثبات والجهاد وتوابعه". طبع سنة "1387هـ - 1967م" في دار الكتاب بدمشق. وله "نظرية الضرورة الشرعية"، وكتاب "نظرية الضمان أو أحكام المسئولية المدنية والجنائية في الفقه الإسلامي والقانون الوضعي" طبع سنة "1389هـ - 1970م" بدمشق.

13- "الحق ومدى سلطان الدولة في تقييده. ونظرية التعسف في استعمال الحق بين الشريعة والقانون" للدكتور فتحي الدريني. طبع في مجلد كبير سنة "1386هـ - 1967م" في مطبعة جامعة دمشق. 14- "الدرر المباحة في الحظر والاباحة": للشيخ خليل بن عبد القادر الشيباني النحلاوي طبع بتعليق الشيخ محمد سعيد البرهاني رحمه الله "المتوفى سنة 1387هـ - 1967م"، وكانت الطبعة الثانة سنة "1387هـ" في مطبعة الآداب والعلوم بدمشق. 15- "الفرقة بين الزوجين وما يتعلق بها من عدة ونسب": للأستاذ علي حسب الله. طبع سنة "1387هـ - 1968م" في دار الفكر العربي بالقاهرة. 16- "الحج والعمرة في الفقه الإسلامي": للدكتور نور الدين عتر. كتاب جيد جامع مفصل موضح بالمصورات الجغرافية. طبع سنة "1389هـ - 1969م" بالمكتبة العربية بحلب. وله أيضا كتاب "من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلوات الخاصة: الجمعة - الوتر - التراويح - العيدين - المسافر - الاستسقا - الكسوف - المحاربين - المريض - الجنازة - الاستخارة - التسبيح.." طبع سنة "1391 - 1971م" في دار الفكر. وله أيضا كتاب "ماذا عن المرأة" طبع سنة "1390هـ - 1971م" مكتبة الهدى بحلب. 17- "محاضرات في الفقه المقارن": للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي طبع سنة "1390هـ - 1970م" في دار الفكر. 18- فقه الزكاة للدكتور يوسف القرضاوي في مجلدين كبيرين

وله العبادة في الإسلام في مجلد نشر مؤسسة الرسالة. وقد أصدرت الدار القومية بمصر مجموعة أبحاث للتعريف بالشريعة الإسلامية في أجزاء صغيرة منها: 19- "أحكام الأولاد في الإسلام" للشيخ زكريا البري. 20- "التكافل الاجتماعي في الإسلام": للشيخ محمد أبو زهرة. 21- "الميراث والوصية في الإسلام": لمحمد زكريا البرديسي. 22- "العلاقات الدولية في الإسلام": للشيخ محمد أبو زهرة طبعت هذه الأبحاث سنة "1384هـ - 1964م" بمصر وغيرها من المؤلفات. 23- الشهيد في الإسلام: للشيخ حسن خالد مفتي الجمهورية اللبنانية -في هذه الحقبة- عرض هذا الكتاب للشهيد في المعركة وللشهيد في الاصطلاح الديني وفي الإسلام، ثم بين نظرة الإسلام في الشهادة، وهدف القتال في الإسلام، وثمرة هذه النظرة وأبعادها. كما بين حكم الشهيد وحياة الشهداء ومكانتهم وفضلهم ومراتبهم، ثم ضرب نماذج خالدة لشهداء عصر النبوة ... وبين أثر الشهداء في أمتهم، وأكد أن الجهاد هو طريق الشهادة. طبع الكتاب سنة "1971م" في دار العلم للملايين ببيروت. وإلى جانب هذا فقد اهتم القدامى والمحدثون بالتصنيف في الخلافة ونظام الدولة، وحسن سياستها في جميع ميادين الحياة، وأصول إدارتها، وتنصيب عمالها وقضاتها والمسئولين فيها، وسنقف على بعض ما صنف في هذا الجانب في "المبحث الحادي عشر، فقرة ب من هذا الفصل" إن شاء الله.

المبحث السادس: أصول الفقه وتاريخ التشريع

المبحث السادس: أصول الفقه وتاريخ التشريع مدخل ... المبحث السادس: أصول الفقه وتاريخ التشريع: 1 1- الرسالة: للإمام محمد بن إدريس الشافعي "150 - 204هـ" طبعت في مجلد كبير بتحقيق الشيخ أحمد محمد شاكر بمصر. 2- كشف الأسرار على أصول البزدوي: لعبد العزيز البخاري "330هـ" طبع في أربعة أجزاء سنة "1307هـ". 3- كتاب المعتمد في أصول الفقه: لأبي الحسين محمد بن علي بن الطيب البصري المعتزلي "436هـ" طبع في جزأين كبيرين سنة "1384- 1385هـ - 1964 - 1965م" بتحقيق محمد حميد الله وساعده "محمد بكر وحسن حنفي" على نفقة المعهد الفرنسي للدراسات العربية بدمشق. 4- الإحكام في أصول الأحكام: لمحمد بن علي "ابن حزم" "456هـ" طبع في ثمانية أجزاء في مجلدين بتحقيق الشيخ أحمد محمد شاكر سنة 1345هـ.

_ 1 الفقه شرعًا: أي في اصطلاح المشترعين: "هو العلم بالأحكام العملية من أدلتها التفصيلية، وأصول الفقه هو العلم بالقواعد التي يتوصل بها لاستنباط الأحكام العملية من أدلتها التفصيلية؛ فالفقه يبحث في تعلق خطاب الشارع بأفعال العباد، وأصول الفقه يحدد المنهاج والطريق الذي ينهجه الفقيه لاستخراج واستنباط الأحكام من أدلتها.

5- المستصفى من علم الأصول: لأبي حامد محمد الغزالي "- 505هـ" طبع في جزأين سنة 1356هـ بالقاهرة. وله "المنخول من تعليقات الأصول" طبع لأول مرة بتحقيق الشيخ محمد حسن هيتو سنة "1390هـ - 1970م" دار الفكر ببيروت. 6- الإحكام في أصول الأحكام: لعلي بن محمد الآمدي "631هـ" طبع في أربعة أجزاء سنة "1332هـ - 1914م". 7- المسودة في أصول الفقه: لمجد الدين أبي البركات عبد السلام بن عبد الله بن تيمية "- 652هـ" وشارك فيه ولده الشيخ شهاب الدين عبد الحليم بن عبد السلام "682هـ"، وشيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم "661 - 728هـ"1. طبع الكتاب بتحقيق الشيخ محيي الدين عبد الحميد سنة "1384هـ - 1964م" بمصر. قواعد الأحكام في مصالح الأنام: لعز الدين عبد السلام "- 660هـ" طبع في مجلد بمصر. 9- أصول الفقه: لشيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية

_ 1 تتابع هؤلاء الأئمة الثلاثة على كتابة هذه المسودة؛ فقد كتب كل واحد منهم ما كتبه وتركه مسودًا، ثم جمع الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الغني الحراني الدمشقي "745هـ" هذه المسودات ورتبها وبيضها. ووضع علامة تميز كلام كل واحد منهم عن كلام غيره. وطبع الكتاب على نفقة سمو الشيخ علي بن الشيخ عبد الله آل ثاني.

"- 728هـ"، طبع في جزأين كبيرين سنة "1382هـ" في جملة مجموع فتاواه. 10- إعلام الموقعين عن رب العالمين: لمحمد بن أبي بكر "ابن قيم الجوزية" "751هـ" طبع في أربعة أجزاء سنة "1374هـ" بمصر. 11- الموافقات في أصول الشريعة: للإمام أبي إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي "790هـ" طبع في أربع مجلدات بمصر. 12- مسلم الثبوت: لمحب الله بن عبد الشكور"1119هـ" طبع في جزأين كبيرين في مصر. 13- إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول: لمحمد بن علي بن محمد الشوكاني "1250" كتاب جامع موجز طبع في مجلد سنة 1349هـ بمصر. 14- تاريخ التشريع الإسلامي: للشيخ محمد الخضري "من علماء القرن الرابع عشر"، طبع مرارًا وكانت الثالثة منه سنة 1358هـ بمصر. 15- تاريخ التشريع الإسلامي: للأساتذة عبد اللطيف السبكي، ومحمد علي السايس، ومحمد يوسف البربري. كانت طبعته الثالثة سنة "1365هـ - 1946م" مطبعة الاستقامة بالقاهرة. 16- مصادر التشريع الإسلامي فيما لا نص فيه: للأستاذ الشيخ عبد الوهاب خلاف، طبع سنة "1955" في دار الكتاب العربي بمصر. وهو محاضرات ألقاها على طلاب معهد الدراسات العربية العالية سنة "1954هـ". وله كتاب علم أصول الفقه و"خلاصة تاريخ التشريع الإسلامي". طبع مرارًا، وكانت السابعة منها سنة "1376هـ - 1956م" بمصر. وهو من أيسر ما صنف للمبتدئين، لوضوح الفكرة وسهولة التعبير.

17- أصول الفقه: للشيخ محمد أبي زهرة من علماء مصر المعاصرين طبع بمصر سنة "1377هـ - 1957م". 18- أصول التشريع الإسلامي: للأستاذ الشيخ علي حسب الله من علماء مصر المعاصرين طبع الكتاب مرارًا، وكانت الثالثة منها سنة "1383هـ - 1964م" في دار المعارف بمصر. 19- محاضرات في تاريخ الفقه الإسلامي: للدكتور محمد يوسف موسى ألقاها على طلاب معهد الدراسات العربية العالية بجامعة الدول العربية. طبع سنة "1955م". وهو أصل لكتابه "تاريخ الفقه الإسلامي" الذي طبع سنة "1378هـ - 1958م"، في دار الكتب الحديثة بالقاهرة. 20- محاضرات في أسباب اختلاف الفقهاء: للأستاذ الشيخ علي الخفيف، ألقاها على طلاب معهد الدراسات العربية العالية في جامعة الدول العربية، طبعت في مجلد وسط سنة "1375هـ - 1956م" بالقاهرة.

بعض مصنفات في أبحاث أصولية مختلفة

بعض مصنفات في أبحاث أصولية مختلفة: وإلى جانب هذه المصادر الجامعة في أصول الفقه، مؤلفات كثيرة تناولت جانبًا من جوانب هذا العلم، وبسطت القول فيه، وبينت مذاهب الأصوليين واجتهاداتهم في مسائله من هذه الكتب: 21- "الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان": للشيخ محمد الخضر حسني شيخ الجامع الأزهر "1874- 1958م" عالج فيه موضوعات أصولية معالجة علمية دقيقة؛ فتحدث عن "الاجتهاد في أحكام الشريعة"، وعن "بناء الشريعة على حفظ المصالح ودرء المفاسد" وعن "الأصول النظرية الشرعية: القياس، الاستصحاب، مراعاة العرف، سد الذرائع، المصالح المرسلة، الاستحسان"، وعن "حكمة التشريع" و"النسخ في الشريعة"، "صحيح البخاري وأثره في حفظ الشريعة"

وغيرها من الأبحاث طبع بإشراف "علي الرضا التونسي" سنة "1391هـ - 1971م". المطبعة التعاونية بدمشق. 22- "النسخ في القرآن الكريم": للدكتور مصطفى زيد -من الأساتذة المعاصرين في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة- وهو بحث جامع شامل، طبع في جزأين كبيرين سنة "1383هـ - 1963م" في دار الفكر بمصر. 23- "مدخل الفقه الإسلامي": للدكتور محمد سلام مدكور -من أساتذة كلية الحقوق المعاصرين بجامعة القاهرة- تحدث فيه عن الشريعة الإسلامية ومزاياها، وعن الأطوار التي مر بها الفقه الإسلامي وعن مصادر الأحكام في الفقه الإسلامي وطرق الاستنباط منها. وعن "ارتباط الأحكام الشرعية بالمصالح الإنسانية والمصالح المعتبرة". طبع الكتاب سنة "1384هـ - 1964م". الدار القومية للطباعة والنشر بالقاهرة. 24- "تفسير النصوص في الشريعة الإسلامية": للدكتور محمد أديب صالح -من الأساتذة المعاصرين في كلية الشريعة بجامعة دمشق- وهو بحث واسع وعميق في دلالات الألفاظ عند الأصوليين، طبع سنة "1964" في دمشق. 25- مصادر التشريع الإسلامي ومناهج الاستنباط: للدكتور محمد أديب صالح أيضًا، طبع سنة "1967 - 1968م" في المطبعة التعاونية بدمشق. 26- ضوابط المصلحة في الشريعة الإسلامية: للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي -من أساتذة كلية الشريعة المعاصرين في جامعة

دمشق- طبع الكتاب سنة "1386 - 1387هـ". المكتبة الأموية. بدمشق. 27- "أصول الفقه": للدكتور عبد الرحمن صابوني -من أساتذة كلية الشريعة المعاصرين في جامعة دمشق- طبع لطلاب كلية الحقوق في جامعة حلب. وغير هذه المؤلفات كثير.

المبحث السابع: التاريخ الإسلامي والتراجم

المبحث السابع: التاريخ الإسلامي والتراجم مصادر التاريخ ... المبحث السابع: التاريخ الإسلامي والتراجم. أ- مصادر التاريخ: صنف القدامى والمحدثون في تاريخ الإسلام في مختلف عصوره ودوله وأيامه وأقاليمه مؤلفات كثيرة جدًا، بين موجز ومبسوط نذكر فيما يلي أهمها1. 1- "تاريخ خليفة بن خياط": للمحدث المؤرخ خليفة بن خياط

_ 1 ذكرنا فيما سلف أول من صنف في السيرة النبوية حين تكلمنا في أشهر مصادرها، وما السيرة إلا جانب من جوانب التاريخ الإسلامي؛ فبوسعنا أن نقول إن أولى المصنفات في التاريخ الإسلامي ظهرت في أواخر القرن الأول على يد عروة بن الزبير وأبان بن عثمان، وتتالى المؤرخون: الواقدي المتوفى سنة "210هـ" وابن سعد "230هـ" واليعقوبي نحو "292هـ" والطبري "310هـ". ويحسن بالقارئ أن يطلع على كتاب "مقدمة لدراسة التاريخ الإسلامي - تعريف بمصادرالتاريخ الإسلامي ومنهاجه الحديث" للدكتور عبد المنعم ماجد، وكتاب "منهج البحث التاريخي" للدكتور حسن عثمان، كما يحسن به أن يطالع كتاب "أضواء على التاريخ الإسلامي": لفتحي عثمان، وكتاب "نظرات في دارسة التاريخ الإسلامي" للدكتور عبد الرحمن علي الحجي؛ حيث ألقى نظرة عامة على الخطوط الأساسية للتاريخ الإسلامي وعلى طريقة تدريسه، والأسباب التي أدت إلى ذلك ونتائجها، وبين مخطط الدس على التاريخ الإسلامي ووسائله وطرقه. طبع الكتاب سنة "1389هـ - 1969م" دار الإرشاد بيروت.

العصفري "240هـ"، وهذا الكتاب من أقدم ما وصلنا في تدوين التاريخ الإسلامي على السنين بدأه بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته وتتبع حوادث السنين وبعض الأعلام بإيجاز حتى سنة "232هـ" طبع الكتاب في جزأين بتحقيق سهيل ذكار "1967- 1968م" بدمشق كما طبع بتحقيق الدكتور أكرم ضياء العمري سنة "1386هـ - 1967م" بالنجف. 2- تاريخ الأمم والملوك: للإمام المؤرخ المفسر الحافظ أبي جعفر محمد بن جرير الطبري "310هـ" رتبه على السنين وذكر أحداث كل سنة ورجالاتها. بدأه بلمحة سريعة حول خلق الله الأرض وخلق آدم، ومن جاء بعده من الأنبياء والرسل وأتبع ذلك سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتاريخ صدر الإسلام والدولة الأموية والعباسية حتى سنة اثنتين وثلاثمائة، متتبعًا الأحداث التاريخية وتطورها وآثارها سنة بعد سنة. طبع الكتاب في ثمانية أجزاء سنة "1357هـ - 1358هـ" بمصر، وضم إلى الجزء الثامن كتاب "صلة تاريخ الطبري" لعريب بن سعد القرطبي، وفيه تاريخ للأحداث من سنة "291هـ" إلى سنة "320هـ". والمنتخب من ذيل المذيل للطبري. وطبع تاريخ الطبري بتحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم طبعة جيدة بدار المعارف بمصر ظهر منه ثمانية أجزاء حتى سنة "1386هـ - 1966م" كما طبع تاريخ الطبري حديثًا في خمسة عشر جزءًا ببيروت. 3- كتاب البدء والتاريخ: لمطهر بن طاهر المقدسي المتوفى بعد سنة "355هـ" افتتحه ببحث عن التوحيد، ثم أفاض في بدء الخلق، وذكر الأحداث التي جرت بعد ذلك بإيجاز بالغ حتى خلافة المطيع لله "334هـ"، وقد تحدث عن الدولة الأموية والعباسية بإيجاز واختصار. طبع الكتاب في ستة أجزاء في مجلدين سنة 1916، وصورته مكتبة المثنى ببغداد حديثًا.

بإيجاز واختصار. طبع الكتاب في ستة أجزاء في مجلدين سنة 1916، وصورته مكتبة المثنى ببغداد حديثًا. 4- المُقْتَبَس في أخبار بلد الأندلس: لحيان بن خلف القرطبي الشهير بابن حيان "377هـ - 469هـ" أرخ فيه لحوادث الأندلس على السنين، وقد نشرت منه قطعة تؤرخ الحوادث من سنة "360 - 364" في مجلد وسط بتحقيق الدكتور عبد الرحمن علي الحجي. بدار الثقافة في بيروت سنة 1965م، وللدكتور عبد الرحمن الحجي كتاب "التاريخ الأندلسي من الفتح الإسلامي إلى سقوط غرناطة" من عام "92هـ - 897هـ/ 711م - 1492م" ويطبع الآن "صيف 1395هـ - 1975م" بدار القلم في دمشق، وله أيضا كتاب "الحضارة الإسلامية في الأندلس" طبع سنة 1389هـ - 1969م بدار الإرشاد ببيروت. إلى جانب ما نشر تحت سلسلة أندلسيات ببيروت. 5- المنتظم في تاريخ الملوك والأمم: لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي "ابن الجوزي" "597هـ" رتبه على السنين، وهو كتاب موجز جامع انتهى الجزء العاشر منه بأحداث سنة "574هـ" طبع الكتاب سنة 1395هـ بالهند. والظاهر أن تتمة الكتاب لم تطبع بعد. 6- المُعْجِب في تلخيص أخبار المغرب: للأديب المؤرخ عبد الواحد المراكشي "المولود سنة 581هـ والذي انتهى من إملاء كتابه هذا سنة 621هـ" أرخ فيه بدقة للأندلس من لدن الفتح إلى آخر عصر الموحدين وضمنه أيضًا أخبار شعراء وأعيان كتاب تلك الفترة. طبع في مجلد وسط بتحقيق محمد سعيد العريان ومحمد العربي العلمي سنة 1368هـ - 1949م بمصر.

7- الكامل في التاريخ: للإمام المؤرخ عز الدين علي بن أبي الكرم "ابن الأثير" "- 630هـ" رتبه على السنين وأرخ إلى آخر سنة "628هـ" لجميع أقاليم الدولة الإسلامية، وكثيرًا ما يربط بين الأحداث التي تقع في الأقاليم المختلفة، ويعد تاريخ ابن الأثير من أهم مصادر التاريخ الإسلامي، وله أهمية خاصة في أحداث الحروب الصليبية، التي عاصر فترة منها، وشارك في نقل أخبارها؛ فقد أرخ لأحداث قريبة من عهده وعصره، وواضح هذا ابتداء من الجزء العاشر من كتابه. طبع الكتاب في "12" جزءًا سنة "1374هـ"، وطبع بعد ذلك عدة مرات في مصر وغيرها. 8- تاريخ الإسلام وطبقات المشاهير والأعلام: للإمام الحافظ المؤرخ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي "673- 748هـ" رتبه على السنين، وذكر أحداث كل سنة وترجم للمشاهير والأعلام وجعلهم على طبقات، وترجم لكل طبقة على حروف الهجاء، والكتاب قيم جامع طبعت منه الأجزاء الستة الأولى في مصر بإشراف حسام الدين القدسي ولا تزال بقية الكتاب مخطوطة، وبلغ المطبوع إلى أحداث سنة "150" خمسين ومائة من الهجرة مع تراجم هذه الطبقة. 9- البداية والنهاية: للإمام الحافظ المؤرخ أبي الفداء عماد الدين إسماعيل بن كثير "774هـ" كتاب جامع رتبه على السنين وذكر أحداث كل سنة، وترجم لأعلامها طبع الكتاب قديمًا في مصر، وطبع سنة 1966م في بيروت في أربعة عشر جزءًا في سبع مجلدات. 10- كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر: لأبي زيد ولي الدين عبد الرحمن بن خلدون "732 - 808هـ" جعل لكتابه مقدمة تناولت الظواهر الاجتماعية، وفضل التاريخ وأصول استقصاء الأخبار ومغالط

بعض المؤرخين، وجعل مصنفه في ثلاثة كتب، تناول في الأول منها "العمران، والملك والسلطان، والكسب والمعاش، والصنائع والعلوم" بالعرض العلمي الدقيق وطبع هذا الكتاب مع المقدمة التاريخية واشتهر بين أهل العلم باسم مقدمة ابن خلدون. وعرض في الكتابين الثاني والثالث من مصنفه الأخبار التاريخية؛ فذكر أخبار العرب منذ الخليقة إلى أواخر عهدهم في الأندلس في مختلف الأقاليم الإسلامية. ويعد كتابه مصدرًا هامًا في أخبار دول المغرب والأندلس لصلته الوثيقة واطلاعه على ما ألف فيها وسماعه أخبارها، ومثل هذا نقول في أخبار البربر التي عرضها في القسم الثالث من كتابه؛ لأنه سجل ذلك من مشاهداته واتصالاته. ويتميز كتاب ابن خلدون بحسن تصنيفه وتتبعه أخبار كل دولة منذ قيامها إلى نهايتها، طبع هذا الكتاب في سبعة أجزاء سنة "1284هـ" في بولاق بمصر كما طبعت مقدمته منفصلة عنه عدة مرات، وأفضلها الطبعة التي قام بتحقيقها والتعليق عليها الدكتور علي عبد الواحد وافي. وإلى جانب هذه المصادر الأصيلة في التاريخ الإسلامي العام مصادر كثيرة يضيق المقام عن ذكرها1.

_ 1من هذه المصادر: "مروج الذهب ومعادن الجوهر" لأبي الحسن علي المسعودي المولود في بغداد والمتوفى سنة "346هـ" ببغداد تحدث في تاريخه هذا عن بدء الخليقة إلى سنة "336هـ" من الدولة العباسية. طبع الكتاب في جزأين سنة "1283هـ" بمصر، وطبع بعد ذلك كما طبع على هامش الكامل، وغيره. ومنها أيضًا "تجارب الأمم وتعاقب الهمم" لأبي علي أحمد بن محمد مسكويه "421هـ" أرخ للدولة العباسية "من سنة 295 - 369هـ" وفصل القول في النزاع بين العناصر المختلفة، والحروب مع الدول المجاورة، واهتم ببيان =

11- نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب. لأحمد بن محمد المقري التلمساني "1000 - 1041هـ". يعد هذا الكتاب من أهم المصادر التاريخية للأندلس منذ الفتح الإسلامي إلى خروج المسلمين منها؛ فقد استمد مادته من كتب قيمة لم يكتب لها الوصول إلينا، وقد جعل المقري كتابه هذا في قسمين، تناول في الأول منهما جغرافية الأندلس وفتح المسلمين لها وولاتها وخلفاءها إلى ملوك الطوائف، وتفرق أمر المسلمين فيها، كما تحدث عن رجال الأندلس الذين رحلوا

_ = النظم الإدارية والمالية والعسكرية للدولة، ويعد كتابه من أهم المصادر لهذه الحقبة. طبع في ثلاثة أجزاء في القاهرة سنة "1915- 1916م"، والجزء الأخير ذيل على كتاب تجارب الأمم للوزير أبي شجاع، وبعده قطعة من تاريخ هلال الصابي إلى سنة "393هـ". وتاريخ ابن الفرات المصري "735 - 807هـ" أرخ من الهجرة حتى سنة "803هـ" طبع من كتابه الأجزاء "7 - 9" بتحقيق قسطنطين زريق، وقد رتبه على السنين، والأجزاء المطبوعة تناولت تاريخ إمارة المماليك والأمراء المسلمين في الشرق والأمراء المسيحيين في الغرب وملوك التتار وعهود الصلح والهدنة مع الصليبيين، وجانبًا من النظم الإدارية والمالية آنذاك خلال الفترة "672 - 699هـ" و "789 - 799هـ". وكان طبع هذه الأجزاء سنة "1936 - 1942م" ببيروت. وكتاب "البيان المغرب في أخبار المغرب" لأبي عبد الله محمد المراكشي "ابن عذارى" "عاش في القرن السابع الهجري" أرخ فيه لأفريقية والمغرب منذ الفتح الإسلامي إلى سنة "667هـ" نشر من الكتاب جزآن الأول والثاني "دوزي" طبع ليدن "1849م". وكتاب "الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى" لأحمد بن خالد الناصري السلاوي طبع في ثلاث مجلدات كبيرة سنة 1312 في المطبعة البهية بمصر. وكتاب "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة" لجمال الدين أبي المحاسن يوسف الأتابكي "ابن تغري بردي" المصري "813 - 874" أرخ لمصر منذ الإسلام إلى سنة "870هـ"، يعد كتابه من أجمع المصادر=

إلى مشرق الدولة الإسلامية، وعن المشارقة الذين قدموا إلى الأندلس، وقدم نماذج من الأدب الأندلسي الذي لا يزال حيًا إلى أيامنا هذه. وخص القسم الثاني من كتابه بأخبار الوزير لسان الدين بن الخطيب؛ فذكر سلالته وحياته وأدبه ورسائله وآثاره، طبع الكتاب في أربعة أجزاء سنة "1279هـ" في بولاق بمصر، وطبع في عشرة أجزاء بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد في مطبعة السعادة بمصر سنة "1949م". كما طبع بتحقيق وفهرسة إحسان عباس. 12- سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي: للشيخ العالم عبد الملك بن حسين بن عبد الملك العصامي المكي "1049-1111هـ" كتاب جامع للتاريخ الإسلامي منذ عهد الرسول صلى الله

_ = للدولة المملوكية طبع في سبعة أجزاء سنة "1909 - 1935م" في كاليفورنيا. وطبع بعد ذلك في مصر. وكتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية لشهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي "أبو شامة" -لقب بأبي شامة لشامة كبيرة فوق حاجبه الأيسر- "599 - 665هـ"، أرخ فيه أبو شامة لدولتي نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي، ورتبه على السنين من عام "542 - 589هـ" ويعد هذا الكتاب من أهم المصادر لتلك الفترة، طبع الكتاب في جزأين سنة "1287-1288هـ" بالقاهرة، وطبع ثانية بتحقيق الدكتور محمد حلمي أحمد؛ فصدر الجزء الأول سنة "1956م" والثاني إلى أحداث سنة "557هـ"، سهل الله صدور بقية الكتاب محققًا. وكتاب "حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة" للحافظ جلال الدين السيوطي "849 - 911هـ" كتاب جامع لتاريخ مصر منذ بدء الخليقة إلى زمن الفاطميين والأيوبيين وقد أورد هذه الأخبار مختصرة، واهتم بتقاليد ونظم سلاطين المماليك، ووصف بعض معالم مصر في زمنه كالمساجد والمدارس. وما يلحق بذلك. طبع الكتاب في جزأين لطيفين سنة "1299هـ" في مطبعة الوطن بالقاهرة. وغيرها من المؤلفات كثير.

عليه وسلم إلى أواخر القرن الحادي عشر الهجري، ويمتاز بعنايته بأخبار الحجاز على الخصوص؛ مما لا يجده الباحث في كتاب غيره، والشطر الأخير من الكتاب من مشاهدات المؤلف أو مما سمعه من آبائه وأجداده وشيوخه. وفيه تفاصيل جيدة قد لا يقف عليها القارئ في كتاب غيره. طبع الكتاب في أربعة أجزاء سنة "1379هـ" بالمطبعة السلفية بالقاهرة على نفقة الشيخ على بن الشيخ عبد الله آل ثاني حاكم قطر. 13- الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية: لشكيب أرسلان "1286 - 1366هـ" جمع فيه كل ماله صلة بالأندلس وأخبارها ورجالها، وهو كتاب قيم طبع منه ثلاثة أجزاء سنة "1355 - 1358هـ" بمصر ولا تزال بقية أجزائه مخطوطة1. وللدكتور حسين مؤنس "فجر الأندلس" في مجلد طبع سنة "1959م" بمصر. 14- تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين: ليوسف أشباخ ترجمة الأستاذ محمد عبد الله عنان طبع في مجلد وسط سنة 1958م مكتبة الخانجي مصر. 15- دولة الإسلام في الأندلس من الفتح إلى نهاية مملكة غرناطة: وللأستاذ محمد عبد الله عنان كتاب دولة الإسلام في الأندلس من الفتح إلى نهاية مملكة غرناطة طبع لجنة تأليف والترجمة والنشر بالقاهرة سنة 1943م. وله أيضًا "دولة الإسلام في الأندلس من الفتح إلى نهاية عهد عبد الرحمن الناصر" القاهرة مطبعة مصر سنة 1952م. وللأستاذ عنان أيضًا "الدولة العامرية وسقوط الخلافة الأندلسية" طبع سنة 1958م بمطبعة مصر بالقاهرة.

_ 1 وهو في عشر مجلدات كما ذكر الزركلي في الأعلام ص251 ج3

16- محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية: للمرحوم الشيخ محمد بن عفيفي الخضري "1289 - 1345هـ" أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة المصرية سابقا، أرخ بدقة وإيجاز للدولة الأموية وللدولة العباسية، طبع الكتاب في مجلدين، مجلد للدولة الأموية، وآخر للدولة العباسية، كانت الطبعة الثامنة منه سنة 1372هـ. 17- "تاريخ المسلمين وآثارهم في الأندلس من الفتح العربي حتى سقوط الخلافة بقرطبة ": للدكتور السيد عبد العزيز سالم طبع سنة "1962م" بمطابع دار المعارف في القاهرة1. 18- تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي: للدكتور حسن إبراهيم حسن من أجمع وأوجز ما صنف في التاريخ الإسلامي من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى سقوط الدولة العباسية على أيدي التتار سنة "656هـ" في مشرق الدولة الإسلامية ومصر والمغرب والأندلس، وقد قدم للتاريخ الإسلامي بلمحة موجزة

_ 1 ولأبي عبد الله محمد بن فتوح بن عبد الله الحميدي "- 488هـ" كتاب "جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس" طبع في مجلد كبير سنة "1953م" بمصر. وللأستاذ عبد الحميد العبادي "1892 - 1956م" -أستاذ التاريخ الإسلامي في كلية الآداب في جامعة الإسكندرية- كتاب "المجمل في تاريخ الأندلس" كتاب جامع مجمل طبع في دار القلم بإشراف الدكتور أحمد عزت عبد الكريم طبعته الثانية "1964م" بمصر. وللمستشرق "ز. دوزي" تاريخ مسلمي أسبانيا ظهر منه الجزء الأول "في الحروب الأهلية" ترجمة "الدكاترة: حسن حبشي. جمال محرز. مختار العبادي" طبع وزارة الثقافة والإرشاد القومي بمصر سنة "1963م".

عن العرب قبل الإسلام. طبع الكتاب في أربعة أجزاء تناولت الثلاثة الأولى الدولة الإسلامية حتى قيام الدولة السلجوقية "447هـ". وكانت الطبعة الثانية سنة "1948 - 1949م" وتناول الجزء الرابع تاريخ العالم الإسلامي مدة قرنين وتسع سنين من "447 إلى 656هـ" وقد طبع الجزء الرابع سنة 1967 في مكتبة النهضة المصرية بالقاهرة. 19- التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية: للدكتور أحمد شلبي أستاذ التاريخ المساعد في كلية دار العلوم، كتاب موجز تناول جميع جوانب التاريخ الإسلامي السياسية والاجتماعية والثقافية والحضارية منذ ظهر الإسلام حتى العصر الحاضر في جميع دوله وأقاليمه، طبع الكتاب عدة مرات في خمسة أجزاء بالقاهرة. 20- تاريخ التمدن الإسلامي: لجرجي زيدان كتاب موجز تناول تاريخ الدولة الإسلامية، وحضارتها ونظامها الاجتماعي والآداب الاجتماعية حتى نهاية الدولة العباسية، طبع الكتاب في خمسة أجزاء في مجلدين، كانت الطبعة الثانية سنة "1967م". ولا بد من أن ننبه إلى أن هذه الكتاب لا يغني عن غيره من الكتب المبسوطة التي ذكرناها. ولا يخلو من مآخذ كثيرة تصدى لبيانها بعض العلماء، وللأستاذ عمر الإسكندري رد قيم على كثير من المآخذ التي وقع فيها جرجي زيدان. 21- "الحركة الصليبية صفحة مشرقة في تاريخ الجهاد العربي": للدكتور سعيد عبد الفتاح عاشور أستاذ معاصر في كلية الآداب بجامعة القاهرة، من أحدث وأجمع ما صنف في الحروب

الصليبية ودوافعها ووقائعها وآثارها طبع الكتاب في جزأين كبيرين سنة "1963م" مكتبة الأنجلو المصرية في القاهرة1. 22- كتاب "الإنسان العربي والتاريخ": للأستاذ أنور الرفاعي من المؤرخين المعاصرين في سورية. عرض في كتابه هذا حياة العرب في الجاهلية وفي الإسلام في مختلف أقاليمهم وعصورهم إلى آخر العهد العثماني عرضًا علميًا موجزًا يناسب روح العصر. طبع الكتاب في مجلد كبير سنة "1971م" في دار الفكر بدمشق.

_ 1 تحدث في كتابه عن حقيقة الحركة الصليبية وبواعثها الدينية والاجتماعية والسياسية، وعن التوسع الإسلامي وأثره في العلم المسيحي، والصراع بين المسلمين والبيزنطيين حتى القرن العاشر، وعن الحروب الصليبية في الأندلس، والأتراك وإحياء قوة المسلمين ... تحدث بالتفصيل عن الحملة الصليبية الأولى في جميع ميادينها والوصول إلى فلسطين وبيت المقدس وتأسيس مملكة بيت المقدس، وتحدث عن متاعب الصليبيين في البلاد الإسلامية وعن إماراتهم المضطربة، وتحدث عن نظمهم في البلاد الإسلامية، ودفاعهم عن إماراتهم ضد المسلمين، وعن أحلافهم "الحلف الصليبي والبيزنطي" وتفككها. وتحدث عن الحملة الصليبية الثانية وفشلها في أكثر الميادين. وعن اتحاد المسلمين في بلاد الشام، وتدهور الصليبيين فيها، وعن دور صلاح الدين الأيوبي في الوحدة الإسلامية، وحروبه مع الصليبيين واسترداد بيت المقدس وكثير من بلاد الشام، كما تحدث عن الحملة الصليبية الثالثة وفشلها في استرداد بيت المقدس، وتحدث عن الحملة الصليبية الرابعة والخامسة وآثارهما، كما تحدث عن اضطراب أمر الصليبيين في مصر والشام. وعن الحملة الصليبية السابعة على مصر وهزائمهم بين المنصورة وفارسكور. وتحدث عن المماليك وطرد البقايا الصليبية من بلاد الشام، وتحدث في أواخر كتابه عن خاتمة الحركة الصليبية والحرب في شمال أفريقية، وأوروبا وعن خاتمتها في الأندلس، وبين آثار الحروب الصليبية في الشرق، وعن أثرها الحضاري "الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والديني والثقافي" في الغرب الأوروبي. عرض كل هذا عرضًا علميًا تاريخيًا جيدًا في "1417" صفحة.

23- تاريخ الشعوب الإسلامية: للمستشرق كارل بروكلمان، أرخ بإيجاز للشعوب الإسلامية من البعثة حتى سنة "1939م"، وقدم لذلك بدراسة موجزة عن العرب قبل الإسلام. وقد دون بروكلمان هذا التاريخ تدوينًا موجزًا من زاوية استشراقية تغاير أحيانًا نظرة المؤرخين المسلمين. هذا إلى جانب الدس الخفي في كثير من الحقائق وتأويل بعض الأحداث بما لا يتفق مع الحق والواقع1 كما أنه لم يفصل في الأحداث؛ لذلك لا يغني هذا المؤلف عن غيره من المصنفات ولا يستطيع الباحث أن يكتفي بما جاء فيه قط2. طبع الكتاب في مجلد كبير بترجمة نبيه أمين فارس. ومنير بعلبكي عدة مرات كانت الرابعة منها سنة "1965م" ببيروت.

_ 1 انظر على سبيل المثال ص46 "موقف النبي من اليهود" و 52 و81. 2 لأنه موجز جدًا، إلى جانب ما فيه من تغيير لبعض الحقائق ودس لا يخفى على ذي لب، ولم نذكر هذا الكتاب هنا على أنه مصدر معتمد؛ إنما ذكرناه ليقف الطالب على كتاب يتداوله كثير من القراء، من غير أن يميز كل ما فيه من الدخل، وقد نبه المعربون إلى كثير من الدس، فدفعوا بذلك بعض الشر.

أهم المصادر في التراجم والانساب

أهم المصادر في التراجم والانساب مدخل ... ب- أهم المصادر في التراجم والأنساب: كنا قد ذكرنا في بحث رجال الحديث1 أهم المصادر التي ترجمت لرواة الحديث وأئمة المحدثين، وقد صنفت كتب كثيرة في طبقات الفقهاء مثل طبقات الشافعية للسبكي، وطبقات الحنابلة،

_ 1 انظر ص 191 من هذا الكتاب "أهم ما صنف في الرواة عامة".

"طبقات الحنفية"، وفي القراء مثل طبقات القراء، وفي النحويين وفي الأطباء وغيرهم وجل هذه الكتب مطبوع، وهناك كتب جامعة ترجمت للمشاهير والعلماء والأعلام نذكر فيما يلي بعضها: 1- الطبقات الكبرى: من أقدم ما وصلنا من كتب الطبقات كتاب "الطبقات الكبرى": لمحمد بن سعد كاتب الواقدي "230هـ"، ترجم فيه للرسول صلى الله عليه وسلم وللصحابة والتابعين والمشاهير والأعلام ممن جاء بعدهم إلى قبيل وفاة المؤلف رحمه الله، كما ترجم للنساء في آخر مجلد من كتابه، طبع الكتاب طبعة قديمة في ليدن، ثم طبع في بيروت في ثمانية أجزاء سنة "1377هـ - 1958م". 2- كتاب الطبقات: للإمام المحدث أبي عمرو خليفة بن خياط العصفري "المتوفى سنة 240هـ"، رتب خليفة كتابه على ثلاثة أسس: على النسب والطبقات والمدن1، وقد صدره بنسب النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر كل من حفظ الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة ممن نزل المدينة حسب قبائلهم وأنسابهم، ومن نزل الكوفة والبصرة ومن سكن مكة..... ومن نزل مصر ... وغيرها من البلدان وجعل أهل كل بلد على طبقات، وكانت عدة طبقات البلد بين ثلاث طبقات واثنتي عشرة طبقة، وقد استفاد كثير من المؤلفين -ممن عاصر خليفة أو كان بعده- من كتابه هذا، ونقلوا عنه واعتمدوه لمكانة خليفة العلمية، وتمكنه من الأنساب وعلم الرجال. طبع

_ 1 مثال هذا تحت عنوان المدينة قال: "فكان من حفظ عنه الحديث ممن أقام بالمدينة ومن شخص عنها من قريش ثم من بني هاشم بن عبد مناف"؛ فذكرهم على طبقاتهم. ثم ذكر من كان من موالي بني هاشم بن عبد مناف ... انظر الطبقات ص4 - 7.

الكتاب في مجلد وسط بتحقيق الدكتور أكرم ضياء العمري سنة 1387هـ - 1967م ببغداد. 3- كتاب المعرفة والتاريخ: لأبي يوسف يعقوب بن سفيان البسوي، "المتوفى سنة 277هـ" ضم كتابه هذا تراجم الرجال موجزة، كما شمل التأريخ على السنين، وقد راعى في تراجم الرجال ترتيبهم على طبقات وراعى هذا في طبقات الصحابة والتابعين ولم يلتزم هذا فيمن بعدهم، وكأنه قصد "بالمعرفة" من عنوان كتابه معرفة الرجال، وبـ "التاريخ" التأريخ على السنين. والكتاب قيم جامع يقع في عدة مجلدات، وصلنا منها ثلاث مجلدات مخطوطة كبيرة، طبعت بتحقيق الدكتور أكرم ضياء العمري سنة 1394هـ - 1974م في مطبعة الإرشاد ببغداد. 4- أنساب الأشراف: للنسابة الجغرافي أحمد بن يحيى البلاذري "279هـ" ترجم فيه للنبلاء والأماجد والأفاضل وذكر نسبهم منذ عهد نوح إلى "أمية بن أبي الصلت الشاعر اليهودي" و"وهب بن أبي خويلد بن ظويلم بن عوف" -كما جاء في آخر نسخة إستانبول- والكتاب كبير في مجلدين كبيرين، أو أربعة، وقد نشر الجزء الأول من أنساب الأشراف بتحقيق الدكتور محمد حميد الله، في مصر بإشراف معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية سنة "1959م". 5- كتاب الوزراء والكتاب: لأبي عبد الله محمد بن عبدوس الجهشياري "331هـ" ترجم للوزراء والكتاب، منذ أوائل الكتابة والكتاب في أيام ملوك الفرس، والكتاب المطبوع يذكرفيه الكُتَّاب إلى أيام المأمون، وهو جزء من الأصل الكبير. نشر هذا القسم بتحقيق

الأستاذ مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ شلبي سنة "1938م" بالقاهرة. 6- تاريخ بغداد: للحافظ المؤرخ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد البغدادي المعروف بالخطيب البغدادي "392 - 463هـ" من أجل الكتب وأعودها فائدة، ذكر فيه رجال بغداد ومن ورد إليها ونزل فيها وخرج منها من العلماء والقضاة والأمراء وذوي السلطان والأدباء والشعراء ... وضم إليه فوائد جمة، رتبه على حروف المعجم وذكر فيه الثقات والضعفاء والمتروكين، وعليه ذيول متعددة، طبع في القاهرة سنة "1349هـ - 1931م" في أربعة عشر جزءا تضم "7831" ترجمة1، وصور حديثا في لبنان. 7- تاريخ دمشق: للحافظ المؤرخ أبي القاسم علي بن الحسن "ابن عساكر" الدمشقي "499 - 571هـ"، كتاب عظيم ترجم فيه لكل من "حل دمشق من أماثل البرية واجتاز بها أو بأعمالها من ذوي الفضل والمزية ... والفقهاء والقضاة والعلماء ... وإيراد ما ذكروه من تعديل وجرح وحكاية عنها ... " رتبه على التراجم وبدأ

_ 1 كان الأستاذ الدكتور أكرم ضياء العمري قد نال درجة الدكتوراه سنة 1974م من جامعة عين شمس بأطروحته "موارد الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد" تناول فيها دراسة أسانيد تاريخ بغداد بغية الكشف عن أصوله الأدبية والتاريخية والحديثية وفي علم الرجال التي بنى عليها البغدادي تاريخه، وقد كشفت هذه الرسالة عن العديد من المصنفات التي لم تعرف بها الدراسات الحديثة في تاريخ التأريخ وتاريخ الحديث ورجاله، وقد بين المؤلف المخطوط من تلك الأصول من المطبوع، إلى جانب بيان المفقود منها، طبع هذا الكتاب طبعته الأولى سنة "1395هـ - 1975م" بدار القلم -دمشق- بيروت.

بمن اسمه "أحمد" تبركًا باسمه صلى الله عليه وسلم، وسلك في تأليفه مسلك الخطيب البغدادي في تاريخه، والكتاب كبير يقع في نحو ثمانين مجلدًا مخطوطًا أو أكثر يوجد منه "37" مجلدًا في قسم المخطوطات من دار الكتب المصرية. ويوجد منه "18" مجلدًا مخطوطًا في دار الكتب الظاهرية بدمشق. طبع منه المجلدة الأولى والثانية بتحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد، والمجلدة العاشرة بتحقيق محمد أحمد دهمان. مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق. وقد اختصره الشيخ عبد القادر بدران بحذف الأسانيد والمكررات وسمي المختصر "تهذيب تاريخ ابن عساكر"، طبع منه سبعة أجزاء في دمشق ابتداء من سنة "1329هـ". وانظر ص288 من هذا الكتاب حول تحقيق تاريخ دمشق. 8- وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان: ذكرنا تاريخ بغداد وتاريخ دمشق كما ذكرنا طبقات الحفاظ للذهبي وغيرها من الكتب التي ترجمت للمشاهير حتى أواسط القرن الثامن، وإليك الآن "وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان": لشمس الدين أحمد بن محمد "ابن خلكان" "608 - 681هـ" ترجم للمشاهير والأعلام حتى قبل وفاته ورتبه على حروف الهجاء، والكتاب جامع قيم، طبع الكتاب في ست مجلدات سنة 1948م بمصر بتحقيق الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد. 9- سير أعلام النبلاء: للإمام الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي "673 - 748هـ" وهو كتاب كبير استخرجه من كتابه الكبير "تاريخ الإسلام" وزاد عليه، وسير أعلام النبلاء من أوسع ما صنف في تراجم العلماء والأمراء والحفاظ والقراء والأفاضل، ووجوه الناس في كل علم وفن وناحية، رتب الذهبي كتابه على الطبقات فجعله في خمس وثلاثين طبقة استوعبها ثلاثة عشر جزءًا ضخمًا، جعل لها ذيلًا في جزء كبير؛ فكان الكتاب في أربعة عشر جزءًا، تناول

في الجزء الأول والثاني سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسير الخلفاء الراشدين، وبدأ في الجزء الثالث بالعشرة المبشرين بالجنة، ثم بكبار الصحابة ومن يليهم منهم، ثم بالتابعين، وآخر ترجمة في الجزء الثالث عشر هي للسلطان المنصور علي بن المعز أيبك التركماني المتوفى نحو سنة "700هـ"، وأما الذيل وهو الجزء الرابع عشر فمفقود. طبع من الكتاب ثلاثة أجزاء اعتبارًا من الجزء الثالث بالتعاون بين معهد المخطوطات العربية بجامعة الدول العربية ودار المعارف بمصر، الجزء الأول منها بتحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد، والثاني بتحقيق إبراهيم الأبياري تم طبعه سنة "1957م" والثالث بتحقيق الدكتور محمد أسعد طلس، وتم طبعه سنة "1962م" وتصدت مؤسسة الرسالة لإتمام هذه المهمة العلمية، فأسندت تحقيقه إلى لفيف من الأساتذة المحققين، الذين انتهوا من تحقيق الأجزاء الرابع والخامس والسادس وهي الآن مطلع عام "1400هـ وأواخر عام 1979م" تحت الطبع1، والعمل في التحقيق قائم بإشراف وتخريج الشيخ شعيب الأرنؤوط. ويعد هذا الكتاب الكبير من أهم كتب التراجم وأوسعها. 10- الوافي بالوفيات: للأديب المؤرخ صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي "696 - 764هـ" وهو كتاب كبير في تراجم العلماء والأمراء والوزراء والحفاظ والقراء والقضاة والمفتين، والأدباء والشعراء وكثير من أهل الفضل، رتبه على حروف الهجاء، وذكر التراجم موجزة مركزة من غير أن يذكر أسانيد أخبارها، طبع الجزء الأول

_ 1 الجزء الرابع تحقيق الأستاذ مأمون صاغرجي، والخامس بتحقيق وإشراف الشيخ شعيب، والسادس بتحقيق الأستاذ حسين الأسد الديراني، وسيعودون إلى تحقيق الأجزاء الثلاثة الأولى المطبوعة، ويتوقع أن يصدر هذا المؤلف الضخم في اثنين وعشرين مجلدًا.

باعتناء الاستاذ "ريتر"، والجزء الثاني سنة "1949م" باعتناء "س. ديدرينغ"، والثالث باعتنائه أيضًا سنة "1953م" في المطبعة الهاشمية بدمشق، وانتهى من طبع الجزء الرابع بالمطبعة ذاتها سنة "1959م" وآخر ترجمة في هذا الجزء لمحمد بن محمود بن الحسين القرقوبي، وأشار إلى أن الجزء الخامس يبدأ بمحمد بن محمود بن عون بن فريج. والكتاب مفيد جامع لا غنى لمشتغل في التراجم والتاريخ عنه. 11- الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة: لشيخ الإسلام الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي "ابن حجر العسقلاني" "773 - 852هـ" جمع فيه تراجم أعيان القرن الثامن الهجري، من العلماء والملوك والأمراء والكتاب والوزراء والأدباء والشعراء، واعتنى برواة الحديث وتوسع في تراجمهم وأحوالهم طبع في أربعة أجزاء سنة 1348هـ بمطبعة دائرة المعارف العثمانية في حيدر آباد الدكن بالهند، كما طبع في خمس مجلدات بتحقيق محمد سعيد جاد الحق، طبعته الثانية سنة "1385هـ - 1966م" بدار الكتب الحديثة بمصر. 12- الضوء اللامع لأهل القرن التاسع: للإمام الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي "831 - 902هـ" كتاب جامع قيم رتبه على حروف الهجاء، طبع في اثني عشر جزءا بإشراف حسام الدين القدسي سنة "1355هـ" بمصر. 13- البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع: لقاضي قضاة اليمن شيخ الإسلام محمد بن علي الشوكاني "1250هـ" ترجم فيه للأئمة والأعلام والمشاهير ممن عاش في القرن الثامن إلى عصر المؤلف، ورتبه على حروف الهجاء، طبع الكتاب مع ذيل على البدر الطالع للحافظ المؤرخ محمد بن محمد "ابن يحيى زبارة" اليمني في مجلدين سنة "1348هـ" بمصر.

14- الأعلام: للأستاذ خير الدين الزركلي أحد العلماء المعاصرين المولود سنة "1310هـ - 1893م"، ترجم في كتابه لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين وذكر مصادر كل ترجمة، وبين المخطوط منها والمطبوع، وحلي الكتاب بالرسوم والخطوط. طبع الطبعة الثانية في عشر مجلدات سنة "1373 - 1378هـ الموافق 1954 - 1959م" بمصر. وطبع حديثًا في اثني عشر مجلدًا. 15- معجم المؤلفين "تراجم مصنفي الكتب العربية": للأستاذ عمر رضا كحالة أحد الكتاب المعاصرين. ذكر في كتابه مصنفي الكتب من عرب وعجم منذ بدء التدوين حتى العصر الحاضر، رتبه على حروف الهجاء وترجم بإيجاز لكل مؤلف، واكتفى بذكر خمسة مؤلفات للمكثرين. وأشار إلى المصادر التي استقى منها مادته، طبع الكتاب في خمسة عشر جزءًا سنة "1376 - 1381هـ / 1957 - 1961م" بدمشق. 16- أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام: وله أيضا "أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام" طبع في خمسة أجزاء في المطبعة الهاشمية بدمشق. 17- تراجم إسلامية شرقية وأندلسية: لمحمد عبد الله عنان طبع في جزء لطيف بدار المعارف بمصر سنة 1947م. ومما تجدر ملاحظته أنه إلى الآن لم يوضع كتاب جامع لأعلام الإسلام، من مختلف الأمم والشعوب على تعدد اختصاصاتهم، واختلاف منازلهم ممن توفوا بعد القرن الثالث عشر الهجري، قيض الله للأمة من ينهض به ويسد ثغرة علمية في تراثنا العظيم.

أشهر كتب الأنساب

أشهر كتب الأنساب: أسلفنا ذكر بعض كتب الأنساب والكنى في حديثنا عن أهم المصادر في رجال الحديث، ونرى من المناسب هنا أن نذكر أشهر كتب الأنساب عامة لكثرة ما يحتاج إلى معرفتها الباحثون: أ- جمهرة أنساب العرب: لأبي محمد علي بن أحمد "ابن حزم" الأندلسي "384 - 456هـ" نشر في مجلد واحد بتحقيق الأستاذ عبد السلام هارون سنة "1382هـ - 1962م" بمصر. ب- نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب: لأبي العباس أحمد بن علي القلقشندي "756 - 821هـ" بين فيه علم الأنساب وفائدته، ووضح من يقع عليه اسم العرب وذكر أنواعها، وعرف بطبقات الأنساب، وذكر مساكن العرب القديمة التي منها درجوا، وألم فيه بعمود النسب النبوي فذكره وذكر ما تفرع منه من الأنساب، ثم فصل الكلام في القبائل العربية.. وقد رتب ذلك على حروف الهجاء ليسهل استخراج القبائل.. وفي أواخر الكتاب ذكر ديانات العرب قبل الإسلام.. وبعض ما دار بينهم من المفاخرات والحروب كما ذكر نيران العرب وأسواقها.. طبع الكتاب بتحقيق إبراهيم الأبياري سنة "1959م" بالقاهرة. ولأبي الفوز محمد أمين السويدي "- 1246هـ" -من علماء العراق- "سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب" قال في مقدمته: "لما كان الكتاب المسمى نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب تأليف ... القلقشندي ... من أحسن ما ألف في علم الأنساب. مرتبة على حروف المعجم ... أحببت أن أجعله على ترتيب مخالف لترتيبه. وذلك بأن أوصل آخر القبائل بأوائلها بخطوط تمتد من الآباء إلى أبنائها، وأضع كل اسم في ضمن دائرة تحيط به، وما ذكره على القبائل من

التفصيل والبيان أذكره بين الخطوط مبينا له أتم تبيان. وقد حذفت منه شيئا يسيرا وزدت عليه كلاما كثيرا وقد ألحقت به أنساب بعض الملوك وغيرهم، وأبتدئ الأنساب من آدم أبي البشر لتكثر فائدته ويعم نفعه طبع الكتاب في مجلد لطيف المكتبة التجارية بمصر. ج- معجم قبائل العرب القديمة والحديثة: للأستاذ عمر رضا كحالة، رتبه على حروف الهجاء طبع في ثلاث مجلدات. وكانت الطبعة الثانية سنة "1388هـ" ببيروت.

_ ولأهمية تاريخ ابن عساكر فقد عقد مجمع اللغة العربية بدمشق العزم على استئناف العمل في تحقيق هذا الكتاب الضخم، فانتدب لذلك لفيفا من المحققين بإشراف الأستاذ الدكتور شكري فيصل، فواصلوا العمل بعد أن توقف نحو خمس عشرة سنة، وقدموا مجلدا محققا تحقيقا علميا جيدا، فيه تراجم من "حرف العين" "عاصم - عايد" طبع سنة "1397هـ - 1977م" بدمشق وإنها خطوة طيبة في طريق إخراج هذا السفر الهام العظيم، يسر الله تعالى استكمال هذا العمل الجليل. وفي ربيع العام المنصرم "26- 28/ 5/ 1399هـ - 23- 25/ 4/ 1979م" أقيم في دمشق مهرجان ابن عساكر بمناسبة مرور تسعمائة سنة على ولادته "499 - 1399هـ". وقد كان مهرجانا علميا ناجحا

المبحث الثامن: حضارة الإسلام

المبحث الثامن: حضارة الإسلام. ذكر المصنفون القدامى في التاريخ الإسلامي جميع جوانبه: التاريخ السياسي، والاجتماعي، والثقافي.. وما يلحق بهذا من تقدم عمراني، وصناعي وزراعي وتجاري وغير ذلك؛ فكان حديثهم في حضارة الإسلام في طي العرض التاريخي للخلفاء والأمراء وأحوال البلدان والحروب والفتوحات، كما هو واضح في تاريخ الطبري وابن كثير وغيرهما. ثم ما لبث أن خصص بعض المؤلفين أبحاثا مستقلة في الحضارة الإسلامية في كتبه، يذكرونها بعد عصر من العصور أو عهد من العهود، وإلى جانب هذا كتب بعض المؤلفين في التاريخ الحضاري كتابة وافية مستفيضة تتناول عصرًا من العصور، ومنهم من صنف في حضارة الإسلام عامة، وسنكتفي في هذا المقام بذكر أشهر ما صنف في الحضارة الإسلامية. 1- كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار: لأحمد بن علي بن عبد القادر المقريزي "766 - 845هـ" أجمع ما صنف في آثار مصر والقاهرة وشئونها الزراعية والاقتصادية والاجتماعية والصناعية منذ إنشاء الفسطاط إلى عصره، يذكر مدارسها ومستشفياتها

وجوامعها وربطها وخوانقها1، ومن أنشأ ذلك كله، كما يذكر شوارعها وخططها وحاراتها وميادينها وأسواقها، ويصفها وصفًا دقيقًا، ولا يفوته ذكر أعيادها في المناسبات المختلفة، ومظاهر الاحتفال فيها وغير ذلك، مما له صلة بالحياة الاجتماعية والحضارة العمرانية وغيرها. طبع الكتاب في مجلدين سنة "1270هـ" بالقاهرة، ثم طبع في أربع مجلدات كبيرة سنة "1326هـ" في مطبعة النيل بالقاهرة. والحق أن هذا الكتاب يعد من أهم المراجع المساعدة على دراسة فن العمارة الإسلامية إلى جانب الحضارة الإسلامية لمصر بوجه خاص، كما يساعد الباحث الاجتماعي في الوقوف على بعض العادات والتقاليد والمظاهر الاجتماعية في بعض المناسبات. وللأستاذ محمد عبد الله عنان "مصر الإسلامية وتاريخ الخطط المصرية"، طبع في جزء صغير سنة 1931 بمطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة. 2- كتاب النقود القديمة والإسلامية: وللمقريزي "كتاب النقود القديمة والإسلامية" طبع في جزء لطيف سنة 1298هـ بالآستانة، تحدث عن النقود المستعملة في الجاهلية عند العرب من فارسية ورومانية، وحدد أوزانها وقيمتها والتعامل بها قبل

_ 1 الرباط ما يربط به وجمعه ربط ويطلق على المواظبة على الأمر وملازمة ثغر العدو ويطلق على "واحد" الرباطات المبنية على الثغور، وهو المراد هنا. انظر القاموس المحيط مادة "ربط". والخوانق جمع خانقاه وهو المكان المعد لإيواء طلاب العلم وتقديم حوائجهم ويطلق غالبًا على الأماكن التي يقيم بها من ينقطع للتعبد، وكانت تطلق على الأماكن التي يوقفها بعضهم على الصوفية. انظر معيد النعم ومبيد النقم ص124 و125.

الإسلام، ثم تحدث عن النقود في الإسلام وفصل القول في نقود مصر وميزاتها. 3- الأوزان والأكيال الشرعية: وله أيضًا كتاب "الأوزان والأكيال الشرعية" طبع في جزء لطيف سنة 1800م. 4- الدارس في تاريخ المدارس: للمحدث مؤرخ دمشق في عصره عبد القادر بن محمد بن عمر النعيمي "845 - 927هـ" ذكر في سفره هذا ما في دمشق من دور القرآن ودور الحديث، وما فيها من دور القرآن والحديث معًا، وفصل القول في مدارس الفقه للمذاهب الأربعة، وألحق بهذا مدارس الطب والرباطات والزوايا، والترب ومساجد دمشق، وأحسن تحديد مواقعها ووصفها وذكر ما لها من أوقاف، وترجم لمؤسسيها والمشرفين عليها، ولمن قام بالتدريس فيها، وهو كتاب قيم جامع طبع بتحقيق جعفر الحسيني في مجلدين كبيرين في سلسلة مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق سنة "1367 - 1370هـ/ 1948 - 1951م". 5- خطط الشام: للباحث الكبير الأستاذ محمد بن عبد الرزاق كرد علي "1293 - 1372هـ"، أجمع ما صنف في خطط بلاد الشام وتاريخها في مختلف العصور؛ فقد ذكر مدارس الشام وجوامعها ومستشفياتها وزواياها وأماكنها ومن أنشأها. ومن قام أو يقوم على التدريس فيها إلى عصره، كما تحدث عن صناعات بلاد الشام وتجاراتها وكل ما له صلة بحياتها العلمية والاقتصادية والعسكرية؛ فلم يفته الحديث عن قصور بني أمية وعن القلاع والحصون الصليبية والإسلامية، وعن البيع والكنائس في سورية ولبنان وفلسطين. طبع الكتاب في ستة أجزاء سنة "1925م" في المطبعة الحديثة بدمشق.

6- الإسلام والحضارة العربية: وللأستاذ كرد علي "الإسلام والحضارة العربية" تناول في كتابه جميع مظاهر الحضارة الإسلامية، وذكر حال الغرب في عصر ازدهار الإسلام، كما بين آثار الإسلام في البلاد التي فتحها، وآثاره في علوم الغرب، ومواطن تأثيره وآثار الحروب الصليبية في انتقال الحضارة إلى الغرب، وبين أثر غارات أعداء الإسلام على البلاد الإسلامية وأثرها في حضارتها. ثم فصل القول في العلوم والمذاهب في الإسلام، وفي الإدارة الإسلامية منذ عصره صلى الله عليه وسلم إلى عهد العثمانيين، ثم ذكر السياسة في الإسلام أيضًا منذ عهده صلى الله عليه وسلم إلى عهد العثمانيين؛ فجاء كتابه جامعًا موجزًا. طبع أكثر من مرة في مجلدين كانت الطبعة الثانية سنة "1959م" بالقاهرة. وله كتاب في الإدارة عند العرب. 7- حضارة العرب: للدكتور غوستاف لوبون، كتاب جامع تناول الحضارة الإسلامية، وشمولها ومظاهرها، وبين فضلها على الغرب وأنصف في كثير من المسائل1، كما ذكر العلوم التي أثروا فيها، وخلاصة اكتشافات المسلمين فيها؛ فذكر الرياضيات وعلم الفلك والعلوم الجغرافية والفيزيائية وتطبيقاتها، والعلوم الطبيعية في النباتات والمعادن والمتحجرات، والعلوم الطبية وآثارهم العظيمة فيها، كما تكلم عن الفن "الرسم والحفر والزخرفة" وفن العمارة، وذكر فضل العرب على أوروبا وتأثيرها في جامعات فرنسا وإيطاليا وغيرها، وينكر على أوروبا جحدها لجميل المسلمين، كما يتكلم عن أسباب انحطاط

_ 1 انظر "كيف كانت تعامل النساء في عصر شارلمان" و"العالم مدين للعرب في نبل معاملة النساء" -وآثار نساء العرب الأدبية أيام ازدهار حضارة العرب- و"دين محمد أول دين رفع شأن النساء" و"حال المرأة المتزوجة في الشرق أفضل منها في أوروبة" ص397 - 415 من حضارة العرب.

الحضارة العربية وحال الإسلام الحاضرة. تناول ذلك باعتدال وإنصاف، وإن غاير في بعض المسائل ما ذهب إليه بعض الكتاب المسلمين، مما للاجتهاد مسرح فيه1 طبع الكتاب في مجلد كبير عدة مرات بترجمة عادل زعيتر، كانت الطبعة الثالثة سنة 1956م بالقاهرة. 8- خزائن الكتب العربية في الخافقين: تصنيف الفيكنت فيليب دي طرازي في ثلاث مجلدات، تحدث في هذا الكتاب عن العلوم في الجاهلية وصدر الإسلام، وعن المكتبات الإسلامية العامة والخاصة، في القرون الخالية وفي الزمن الحاضر، في مختلف البلاد العربية والأجنبية، كما تحدث عن المكتبات النصرانية واليهودية في البلاد العربية وغيرها ... وذكر مشاهير خزنة دور الكتب ومشاهير نساخها، وتحدث عن أكابر الخطاطين والخطاطات، وبين نفائس المخطوطات العربية، وأشهر أسواق الكتب وتجارتها.. وفصل القول في رزايا الكتب والمكتبات العربية في البلاد العربية والأجنبية. طبع الكتاب بأجزائه الثلاثة سنة "1947 - 1948" في بيروت، وأُلْحِقَ به جزءٌ رابع وضعته اللجنة التي كرمت المؤلف بمناسبة اعتزاله العمل بدار الكتب الوطنية في بيروت. 9- العلوم عند العرب: لقدري حافظ طوقان من الكتاب المعاصرين، عرض فيه مآثر العرب في العلوم، والعلوم التي أبدعوا فيها، وأكابر العلماء في مختلف أنواع العلوم. طبع الكتاب سنة 1960 مكتبة مصر بالقاهرة. 10- تاريخ الفكر العربي إلى أيام ابن خلدون: للدكتور عمر

_ 1 انظر على سبيل المثال قوله في فلسفة العرب ص441 وما بعدها.

فروخ، تتبع في هذا الكتاب تاريخ الفكر العربي في بيئاته الطبيعية والاجتماعية منذ نشأته إلى أيام ابن خلدون؛ فتحدث عن الفلسفة وعن الكلام ونطاقه ونشأته ورجاله، كما تحدث عن التصوف قبل الغزالي، وعن التصوف المتطرف، وعن الحركة الفكرية في عهد السلاجقة، وفي دولة المماليك، وتحدث عن الحركة الفكرية في المغرب. عرض هذا في مجلد كبير طبع سنة "1382هـ - 1962م" في بيروت. 11- العلم عند العرب وأثره في تطور العلم العالمي: لـ "ألدو ميلي" الإيطالي تحدث عن العلوم من قبل العرب، ثم تحدث عن العلم العربي "من القرن الثامن إلى القرن الثالث عشر الميلادي"؛ فعرض العلوم التي نبغ بها العرب حين وصل العلم العربي إلى أوجه، كما ذكر علماء كل علم، وقد تتبع هذا كله في جميع الأقطار في مختلف الأزمنة إلى القرن الثالث عشر الميلادي، ثم تحدث عن انتقال العلم العربي إلى الغرب المسيحي بعد أن بين حالة أوروبا آنذاك، وذكر وسائل وأسباب انتقال العلم العربي إلى الغرب، ثم ذكر موقف المجامع العلمية من العلم العربي وإسهامها في الحفاظ على تراثنا الخالد. ترجم هذا الكتاب إلى العربية الدكتور عبد الحليم النجار والدكتور محمد يوسف موسى، وطبع في مجلد كبير سنة "1381هـ - 1972م" بإشراف الإدارة الثقافية في جامعة الدول العربية. 12- فضل العرب على أوروبا: للعالمة الألمانية الدكتورة سيجريد هونكه، بينت في هذا الكتاب بعض آثار العرب في الحياة الأوربية، ثم تحدثت عما قدمه العرب إلى الغرب في مختلف الميادين الاقتصادية والعلمية والطبية، وأثر العرب في بعث الحركة العلمية في الغرب، ثم تحدثت عن الفن العربي الأندلسي. ترجم الكتاب إلى العربية وحققه

وعلق عليه الدكتور فؤاد حسنين علي، وطبع سنة "1964م" في مصر. 13- النظم الإسلامية: للدكتورين حسن إبراهيم حسن وعلي إبراهيم حسن. عرض المؤلفان في هذا الكتاب النظام السياسي والإداري والمالي والقضائي في الدولة الإسلامية، من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عهد العثمانيين، في مختلف أقاليم الدولة الإسلامية وأدوارها، وتحدثا في الباب الخامس عن الرق عند اليونان والرومان واليهود، ثم عند العرب قبل الإسلام، ثم الرق في الإسلام وسبل تحريره وعتقه. طبع الكتاب طبعته الثالثة سنة 1962م مكتبة النهضة في مصر. 14- الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري: للأستاذ "آدم متز" أستاذ اللغات الشرقية في جامعة "بازل" بسويسره، تحدث عن الدول الإسلامية في ذلك العصر وعن خلفائها وأمرائها، وعن نظامها الإداري والمالي، والوزارة والوزراء، وعن رسوم الخلافة ودار الخلافة، كما تحدث عن العلماء وعلوم الدين والمذاهب الفقهية والقضاة وعن اللغة والأدب، وتحدث عن أحوال المعيشة وأحوال المدن، وعن الأعياد والحاصلات والصناعات والتجارة، ولم يفته الحديث عن الملاحة النهرية وعن المواصلات البرية. نقل هذا الكتاب إلى العربية الدكتور محمد عبد الهادي أبو ريده، وطبع في جزأين طبعته الثالثة سنة "1377هـ - 1957م". مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر في القاهرة. 15- الآثار الأندلسية الباقية في أسبانيا والبرتغال: دراسة تاريخية أثرية: لمحمد عبد الله عنان. رسالة لطيفة طبعت في مطبعة مصر بالقاهرة سنة 1956م.

16- النظم الإسلامية نشأتها وتطورها: للأستاذ الدكتور صبحي الصالح من علماء لبنان المعاصرين، جعل كتابه في ستة أبواب مقسمة إلى فصول؛ فتحدث عن النظم الحضارية قبل الإسلام، في بيزنطة، وفارس، كما تحدث عن حضارة العرب قبل الإسلام، ثم تحدث في الباب الثاني من كتابه عن مدلول النظم الإسلامية وعن الحركات الفكرية في الإسلام ونشأة الفرق؛ فتحدث عن "الشيعة والخوارج والمعتزلة، والأشاعرة والماتريدية"، وعقد فصلًا خاصًا في معالم النظم العقدية، أكد فيه أن الإسلام فوق الفرق. وأن الإسلام لا يرتضي الأساليب اللاهوتية والقوالب الفلسفية في بحث العقيدة، ثم ذكر لمحة تاريخية سريعة عن حركة الفقه والتشريع، وعقد بعد ذلك فصلًا في معالم النظم التشريعية؛ فبين مصادر التشريع الأصلية والفرعية. ثم تحدث عن النظم السياسية والإدارية والوزارة والكتابة والحجابة، كما فصل القول في النظم المالية والاقتصادية، وبين وحدات الأطوال والمكاييل والأوزان ووازنها بما نعرفه من هذا كله في عصرنا الحاضر. وأما الباب الخامس من كتابه؛ فقد أفرده للنظم الاجتماعية والحضارية؛ ففصل القول في المسئولية الاجتماعية، وفي مكانة المرأة في الأسرة المسلمة، وفي تحرير الرق في الإسلام، وتحدث في الباب السادس عن النظم الدفاعية والحربية؛ فتحدث في نظام التجنيد، وفي الجيش الإسلامي، وفي نظم الإسلام في الحرب والدفاع. طبع الكتاب في مجلد كبير سنة "1385هـ - 1965م" في دار العلم للملايين ببيروت. 17- المكتبات في الإسلام نشأتها وتطورها ومصائرها: للدكتور ماهر حمادة. تحدث عن العرب في الجاهلية وعن نشأة المكتبات

وتطورها وأنواعها وتنظيمها ومصائرها، كما تحدث عن سبيل انتقال تراثنا إلى أوروبا وتأثيره في نهضتها. طبع في جزء وسط سنة "1390هـ - 1970م" في مؤسسة الرسالة ببيروت. 18- الإدارية والسياسية والأدبية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية والفنية: الإسلام في حضارته ونظمه "الإدارية والسياسية والأدبية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية والفنية" للأستاذ أنور الرفاعي طبع في مجلد كبير سنة 1393هـ - 1973م بدار الفكر بلبنان. 19- مقدمات ومباحث في حضارة العرب والإسلام: للأستاذ عمر كحالة حيث مهد لكتابة ببيان أصل العرب وتكوينهم ثم تحدث عن البعثة المحمدية والفتوحات الإسلامية وعن حضارة العرب في العصور المختلفة، وبين أهم العوامل التي عملت في حضارة العرب والإسلام. طبع الكتاب سنة 1394هـ - 1974م بدمشق. وإلى جانب هذه المؤلفات كتب كثيرة منها "كتاب الحضارة الإسلامية" لأحمد زكي وكتاب "حضارة العرب في الأندلس" لعبد الرحمن البرقوقي، وما ذكره الأستاذ أحمد أمين رحمه الله في سلسلة كتبه "فجر الإسلام" و"ضحى الإسلام" و"ظهر الإسلام" التي تناولت الحضارة الإسلامية، وبينت بعض جوانبها على مر العصور وقد أخذ عليه أنه يتأثر أحيانًا بآراء بعض المستشرقين، والكتاب جيد جامع لولا مثل تلك الهنات. وكتاب "تاريخ الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى" لعبد المنعم ماجد. وكتاب "الإسلام والثقافة العربية في أفريقيا" لحسن أحمد محمود. وكتاب "مآثر العرب والإسلام في القرون الوسطى" لعبد المنعم الغلامي. وغيرها من الكتب كثير.

المبحث التاسع: حاضر العالم الإسلامي

المبحث التاسع: حاضر العالم الإسلامي: 1- حاضر العالم الإسلامي: تأليف لوثروب ستودارد الأمريكي تعريب الأستاذ عجاج نويهض، فيه فصول وتعليقات عن دقائق أحوال الأمم الإسلامية وتطورها الحديث للأمير شكيب أرسلان قال في مقدمته: "أما كتابنا؛ فيجوز أن يقال: إنه معلمة إسلامية صغيرة؛ بل هو المباحث الجغرافية والتاريخية والإحصائية عن أقطار الإسلام النائية وبقاعه المجهولة فذ في بابه، وكذلك يمتاز هذا الكتاب بالمباحث السياسية التي قيض لمحررها أن يعلمها من عين صافية، وأن يقف على الرواية الوثقى منها بطول خبرته. وقرب سنده، واستمرار مزاولته لهذه الأمور منذ سبعة وأربعين عامًا، وفيه بعض تراجم وأخبار لم يسجلها كتاب، ولا جرى بها قلم؛ فلا يجدها الناشد في غيره؛ إذ هي نتيجة مشاهدات الكاتب وما رآه بالعين، وما سمعه بالأذن، وما كان له فيه أخذ ورد وعلى كل حال ففي هذا الكتاب من الطريف ما لا يسع إنكاره الجاحد، ولا يضيره مراء الحاسد، ولا شك في أن الأمة الإسلامية الناهضة إلى تجديد تاريخها، النازعة إلى النماء بجميع فروعها وشماريخها، ستتفطن إلى كل ما يعوزها من هذه المقاصد الجليلة ... ". وبهذا فقد جمع هذا السفر الضخم دقائق الأخبار، وكشف عن مكائد أعداء الإسلام، وبين كثيرًا من خططهم وسبلهم ووسائلهم السرية

من أجل النيل من الإسلام والمسلمين في مختلف مجالات الحياة، وخاصة الثقافية منها، ورد على بعض المستشرقين، وبين المنصف من المغرض، وقدم إحصاءات دقيقة عن المسلمين في البلاد النائية، واجتهد في تقديم الوثائق والأدلة والحجج فوفق في ذلك غاية التوفيق. ومن هنا كان من الواجب على العاملين في ميدان الإسلام وعلى العلماء وطلاب العلم أن يقفوا على كثير من هذه الحقائق، ليحددوا موقفهم من أعدائهم، ويدفعوا الجهل بالعلم، ويرفعوا المستوى الثقافي لأبناء الأمة؛ فإن العلم خير سلاح لرد كيد الأعداء. وإن الباحث ليقف في هذا الكتاب على ما لا يقف عليه في سواه. طبع الكتاب في أربعة أجزاء وكانت الطبعة الثانية سنة "1352هـ" بالقاهرة. وطبع طبعة ثالثة في دار الفكر ببيروت.

الغارة على العالم الإسلامي

2- الغارة على العالم الإسلامي: لـ "ا. ل شاتليه" لخصها ونقلها إلى العربية مساعد اليافي ومحب الدين الخطيب. يكشف هذا الكتاب النقاب عن تاريخ التبشير بعد فشل الحروب الصليبية في تحقيق غاياتها، واجتهاد الأعداء في تأسيس مدارس لتخريج المبشرين وجمعيات تدعيم التبشير، كما يكشف عن نشاط إرساليات التبشير إلى آسيا والهند والملايو والصين وأفريقيا، والعثرات التي يلاقيها المبشرون من الشبان المسلمين ومن المؤسسات التعليمية الإسلامية. ووسائل التبشير والبعثات الطبية التبشيرية، ودور النساء في التبشير، والنشرات والمطبوعات التبشيرية ... ويستشهد بتقارير كثيرة لكبار المبشرين، وبتقارير للجان تبشيرية مختلفة، ويفضح كثيرًا من مؤتمراتهم، وتخطيطهم للقضاء على قوة الإسلام وأسبابها في أفريقيا واليمن وسائر بلاد العرب والإسلام، من أفغانستان شرقًا إلى المغرب العربي غربًا ومن جنوب أفريقيا إلى جاوه وصومطرا وتركيا، ومتابعة

التنظيم المادي لإرساليات التبشير ودعمها المادي والمعنوي وغير ذلك. طبع الكتاب سنة 1350 في المطبعة السلفية بالقاهرة1. ثم طبعته الدار السعودية للنشر.

_ 1 طبع في القاهرة سنة 1964 كتيب بعنوان "المستشرقون والمبشرون في العالم العربي والإسلامي" لإبراهيم خليل أحمد يكشف فيه عن أعمال التبشير من داخلها، ويبين نظمها وارتباطاتها. وخاصة فيما يتعلق بمصر.

نظرة جامعة إلى تاريخ الإسلام في الصين وأحوال المسلمين فيها

3- نظرة جامعة إلى تاريخ الإسلام في الصين وأحوال المسلمين فيها: لمحمد مكين العضو الصيني في مجلس إدارة جماعة التعارف الإسلامي وبعض أديان الصين، ثم عرض أسباب انتشار الإسلام في الصين، ثم تعرض لأحوال مسلمي الصين الدينية ولأسباب تأخرهم في الثقافة الإسلامية، وتحدث عن أحوالهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعن مشاهير شخصياتهم، وذكر نظام المساجد في الصين، والجمعيات والمدارس والصحف الإسلامية، ثم ذكر أسباب تأخر مسلمي الصين، والمسائل الفقهية التي هي مثار الخلاف بين مسلمي الصين، وطرق معالجة تأخر مسلمي الصين، والبعثات الصينية إلى الأزهر. طبع بالقاهرة سنة 1353هـ.

الاستعمار الفرنسي في افريقيا السوداء

4- الاستعمار الفرنسي في أفريقيا السوداء: للرئيس "فيليب فونداسي" رئيس المكتب الخامس الفرنسي "أي مصلحة التجسس الفرنسية"، ذكر فيه أصول الإسلام وأركانه بإيجاز، ثم تحدث عن دخول الإسلام إلى أفريقيا، وعن مميزات الإسلام في الشعوب الزنجية الأفريقية، وأهم المناطق التي انتشر فيها الإسلام. صدر الكتاب في باريس سنة 1951، ثم ترجم ونشرته دار الفكر الإسلامي بدمشق.

مشاكل العالم العربي

5- مشاكل العالم العربي: للكاتب الإسلامي المعاصر محمد عزة دروزة، تتبع في كتابه أهم المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية تتبعًا دقيقًا. وحللها تحليلًا علميًا موضوعيًا، واقترح حلولًا لبعضها. وقد نال المؤلف على كتابه هذا جائزة من الجامعة العربية. طبع الكتاب في مجلد وسط سنة "1952م".

كتاب القضية الفلسطينية

كتاب القضية الفلسطينية ... 6- القضية الفلسطينية: وللأستاذ محمد عزة دروزة كتاب شرح فيه القضية الفلسطينية منذ نشأتها التاريخية. وتطورها في مختلف مراحلها، وبين تآمر الأعداء عليها، ومحاولات أبنائها وأبناء الدول العربية التصدي لذلك. وتتبع الحركات التنظيمية التي تهدف إلى إنقاذ فلسطين قبل حرب "1947"، وقد كان المؤلف مؤسسًا لبعضها أو عضوًا فعالًا في أهمها، وهو من أقدر من يكتب في هذا الموضوع؛ لأنه ولد في نابلس سنة "1305هـ - 1888م" قبل أن يصير لفلسطين قضية أو مشكلة، ثم واكب تاريخها وقضاياها، وعاش في لججها، واضطُهد وسجن في عهد الانتداب الإنكليزي في فلسطين والفرنسي في سورية، وما زال يعيش بأعماقه في أعماقها، طبع هذا الكتاب في مجلدين سنة "1959م" في صيدا، وله أيضًا كتاب "مأساة فلسطين" طبع في دمشق سنة "1379هـ - 1959م".

كتاب حول الحركة العربية الحديثة

7- حول الحركة العربية الحديثة: وللأستاذ محمد عزة دروزة كتاب "حول الحركة العربية الحديثة" عرض فيه للحركة العربية في عصر العثمانيين إلى آخر حكومة فيصل بدمشق، وتحدث عن الاستعمار الفرنسي في سورية ولبنان وبلاد المغرب، وكفاح العرب ضده، وتحرر لبنان وسورية، وعن الاحتلال البريطاني والصهيونية، في فلسطين، وكفاح العرب إلى الآن، وختمه بمشاكل العالم العربي. طبع الكتاب في ستة أجزاء في "1400" صفحة سنة 1950 - 1952 في صيدا بلبنان.

التبشير والاستعمار في البلاد العربية

8- التبشير والاستعمار في البلاد العربية: "عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى إخضاع الشرق للاستعمار الغربي": للدكتور مصطفى خالدي والدكتور عمر فروخ، بين هذا الكتاب بوضوح بواعث التبشير ووسائله وميادينه وصوره، وتعاون السياسة والتبشير وإثارة الفتن والحروب في الشرق من أجل ذلك، وكشف عن دور الإدارات الأجنبية والدعوات الإقليمية والحركات القومية والنشاطات الاجتماعية المشبوهة في خدمة الاستعمار. وحرص الأعداء على سلخ العرب والمسلمين عن ماضيهم وتشويه ثقافتهم، ومن وسائلهم الدعوة إلى استعمال اللغة العامية في الكتب والقصص والمحاضرات؛ متذرعين بتسهيل لغة الخطاب، والدعوة إلى كتابة العربية بالحرف اللاتيني ليتم فصل الأجيال الصاعدة عن ماضيهم تمام الفصل، وقد حمل إفك هذا بعض من لا يمت إلى العربية أو إلى الإسلام بصلة، وإن كان يرطن بالعربية لسانًا، ويتسم بها ادعاءً ونفاقًا. طبع الكتاب طبعته الثانية سنة 1957، المكتبة العصرية بصيدا وبيروت.

الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي

9- الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي: للدكتور محمد البهي، عرض في هذا الكتاب للاتجاهات الفكرية الممالئة للاستعمار، وكشف عن بعض رجالها، وعن مقاومة الاستعمار الغربي من الناحية الفكرية والمادية، وبين طبيعة التفكير الإسلامي، وطبيعة التفكير الإسلامي، وطبيعة التفكير الغربي وطابعه، ورد بعض شبهات حول الدين وناقش بعض النظم التي تسعى إلى التشكيك في الدين ودحضها، ثم تحدث عن الإصلاح الديني، ونظرة الإسلام إلى العالم الواقعي، وختم الحديث بعد الإسلام وتحديد أعدائه. طبع الكتاب طبعته الثانية سنة "1957م" مكتبة وهبة بالقاهرة. وطبع عدة مرات بعدها كانت الخامسة منها بدار الفكر ببيروت.

كفاح المسلمين في تحرير الهند

10- كفاح المسلمين في تحرير الهند: لعبد المنعم النمر. نشر مكتبة وهبة بالقاهرة سنة "1384-1964م" تحدث في هذا الكتاب عن المسلمين في الهند من سنة "1857 إلى 1947م" وعن جهادهم ومقاومتهم للاستعمار البريطاني وللعداوة الهندوكية القديمة، وتحدث عن مراكز الإشعاع الفكري في الهند وعن الهيئات الدافعة إلى التحرير، كما بين الحركات العديدة التي قامت في عهد غاندي، وجذور الاختلاف بين الهندوس والمسلمين، وعن المراحل التي انتهت بانقسام الهند إلى بهارت "الهند" والباكستان.

البيانات

11- البيانات: لأبي الأعلى المودودي أمير الجماعة الإسلامية بباكستان يتحدث هذا الكتاب عن مفاسد القاديانية الدينية والاجتماعية واستفحال أمرها في باكستان، وناقش بعض المسائل المتعلقة بها، كما ناقش بعض المعتقدات الإسلامية وبين حقيقة ختم النبوة، كما تحدث عن نظام الإسلام ومنزلة غير المسلمين فيه. نشر دار العروبة للدعوة الإسلامية.

مواطن الشعوب الإسلامية في أفريقيا

12- مواطن الشعوب الإسلامية في أفريقيا: سلسلة بقلم الأستاذ محمود شاكر بدأ إصدارها سنة "1383هـ - 1964م" صدر منها ثمانية أعداد "غينيا - نيجيريا - الصومال - موريتانيا- أرتيريا والحبشة - تشاد - تنزانيا - السنغال"، تحدث عن كل دولة منها، حديثًا وافيًا، يبدأ بتحديد الموقع الجغرافي، وطبيعة البلاد والمناخ وبلمحة تاريخية عنها، ثم ينتقل إلى الحياة الاقتصادية والبشرية، وإلى

وسائل الاستعمار في تلك البلاد، ويفصل القول في الحركات الوطنية، والنضال ضد المستعمرين، وآخر أحداث تلك البلاد واستقلالها، ومصيرها بعد الاستقلال. وقد يكون في الدولة أكثر من لغة أو دين فيفصل القول في هذا، كما يفصل القول في نظام الحكم، وفي النشاطات البشرية في الميادين الزراعية والصناعية والتجارية، كما يتحدث عن ثروات البلاد وأهم مدنها، ويهتم بالحديث عن أهم مشاكل تلك البلاد الاجتماعية أو السياسية وغيرها. طبع العدد الأخير من هذه السلسلة سنة "1391هـ 1971م" مكتبة دار الفتح بدمشق، وسيصدر قريبًا "النيجر - مالي - أوغنده".

مواطن الشعوب الإسلامية في آسيا

13- مواطن الشعوب الإسلامية في آسيا: وهذه السلسلة يصدرها أيضًا الأستاذ محمود شاكر على غرار سلسلة "مواطن الشعوب الإسلامية في أفريقيا" وقد صدر منها "تركستان" سنة "1390 - 1970"، طبع بدار الإرشاد في بيروت. ويطبع هذه الأيام "صيف 1391هـ - 1971م" "تركستان الشرقية"، و "قفقاسيا"، و "باكستان" و "أندونيسيا". وللأستاذ محمود شاكر "العالم الإسلامي ومحاولة السيطرة عليه"، عرض فيه للعالم الإسلامي وكيانه وقوته ومكانته وموقعه في هذه البسيطة، وأهمية الرقعة التي يمتد فيها، وأهم عوامل اللقاء بين المسلمين، وعرض للمخططات التي ترمي إلى السيطرة عليه من النواحي الفكرية والاجتماعية والسياسية، وبين مشاكل العالم الإسلامي.. طبع هذا الكتاب للمرة الأولى سنة "1387هـ - 1967م" وكأن المؤلف جعل كتابه هذا مقدمة للسلسلتين اللتين يتولى إصدارهما.

هذه أهم ما وصلت إليه أيدينا مما صنف في حاضر العالم الإسلامي، ولا نزال بحاجة ماسة إلى المزيد من التعرف إلى أحوال المسلمين في كثير من البلاد كأفغانستان وألبانيا والملايو وأندونيسيا والفلبين، وفي أوربا وأمريكا وغيرها من البلاد، وإن ما تنقله إلينا بعض الصحف أو المجلات أو النشرات لا يسد الحاجة، ولا يبل الصدى؛ فلا بد لنا من تأريخ صحيح ونقل موثوق لأحوال البلاد الإسلامية، في هذه الحقبة من الزمان، على أيدي المؤرخين والباحثين من أهل العلم؛ إذ ما كان يعد حاضرًا إسلاميًا فيما مضى، صار تاريخًا ماضيًا، وأيامًا غابرة.

المبحث العاشر: اللغة والأدب

المبحث العاشر: اللغة والأدب مدخل ... المبحث العاشر: اللغة والأدب. المعاجم - فقه اللغة - النحو والصرف - البلاغة - الموسوعات الأدبية -المختارات الشعرية - الأمثال - كتب في تراجم اللغويين والأدباء - كتب في دراسة بعض المصادر اللغوية والأدبية اللغة العربية من أقدم لغات العالم المعروفة وأعرقها1، وأدبها قد لا يضارعه أدب في جماله وغناه، وحسبها أنها لغة التنزيل الحكيم، وهي كثيرة الفروع، عديدة الفنون، تعاقب المصنفون في علومها منذ صدر الإسلام. وقد كان للقرآن الكريم والسنة الطاهرة الفضل الكبير في حفظها وانتشارها، ورقيها وازدهارها، وتفتق أفكار علمائها عن دراسات لغوية جمة، وأبحاث قيمة حية، وظهور مؤلفات خالدة؛ فقد كان ولا يزال إتقان اللغة وفهم مناحيها سبيلًا إلى فهم خطاب الشارع الحكيم، وتطبيق أحكامه. وكانت من أبرز صفات العلماء وطلاب

_ 1 انظر أقوال العلماء في اللغة هل هي وضع واصطلاح وتواطؤ أم هي توقيف ووحي، قال أبو الحسين أحمد بن فارس في فقه اللغة: اعلم أن لغة العرب توقيف، ودليل ذلك قوله تعالى {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} وقال بقوله كثيرون من أهل اللغة، وخالفهم غيرهم. انظر المزهر في علوم اللغة وأنواعها للسيوطي ص5 ج1 وما بعدها.

العلم استقامة اللسان، وبعده عن النبو واللحن، وسلامة الأسلوب، وأما حسن الأداء، وجمال البيان وبلاغة العبارة وفصاحة اللسان؛ فهذه أوصاف معتبرة، ومزايا مرغوب فيها؛ لأنها من أهم عوامل التأثير في المخاطب، والوصول إلى أعماق نفسه ووجدانه. ونحن في هذا المبحث نحاول أن نعرض أهم ما يحتاج الباحث إليه من المؤلفات اللغوية والأدبية، التي تكون عونًا له على تقويم لسانه، وتحسين عبارته، ومعرفة رفيع أدب لغته، ووجوه جمالها، ودقة صورها النثرية والشعرية، وما يلحق بها من الصناعة البيانية والمحسنات البديعية ... وغير ذلك. ومما لا شك فيه أن بسط القول في علوم اللغة وآدابها لا يكفيه أضعاف هذا المؤلف؛ ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله. وسأذكر فيما يلي أهم المعاجم، وأهم كتب فقه اللغة، والنحو والصرف، وأشهر الموسوعات الأدبية، وأهم المجموعات الشعرية، وبعض كتب الأمثال. وأهم ما يلحق بهذا مما أراه عونًا ومساعدًا للطلاب والباحثين في دراستهم اللغوية والأدبية.

المعاجم

أ- المعاجم: 1 1- الصحاح: "تاج اللغة وصحاح العربية" للشيخ أبي نصر

_ 1 إن اهتمام علماء المسلمين بشرح غريب القرآن والحديث كان النواة الأولى للمعاجم العربية، ويعزى أول كتاب في غريب القرآن إلى عبد الله بن عباس "- 68هـ" رضي الله عنهما، ثم تعاقب بعده المصنفون في غريب القرآن والحديث أو في أحدهما، ومن أقدم ما ذكره المصنفون في هذا الباب ما صنفه النضر بن شميل "203" والحسين بن عياش بن =

إسماعيل بن حماد الجوهري "332 - 393هـ" وقيل في ولادته ووفاته غير هذا. من أقدم ما صنف في العربية من معاجم الألفاظ، مرتب على الأبواب والفصول؛ فقد جعل حروف الهجاء أبوابًا، وجعل لكل حرف من هذه الأبواب فصولًا بعدة حروف الهجاء، يرتب

_ = حازم الرقي "204هـ" -انظر الرقي في تهذيب التهذيب ص362 ج2- ومحمد بن المستنير قطرب "206هـ"، وأبو زيد سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري "215هـ"، وعبد الملك بن قريب الأصمعي "216هـ"، والحسن بن محبوب السراد "224هـ"، وأبو عبيد القاسم بن سلام "224هـ"، وغير هؤلاء ممن كانت وفاتهم في مطلع القرن الثالث ومن أقدم ما وصلنا من كتب الغريب "غريب القرآن" و"غريب الحديث" لأبي محمد عبد الله بن مسلم "ابن قتيبة" "276هـ". وتعاقب المؤلفون بعده وكثرت التصانيف كثرة تثلج الصدر. انظر النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير ص3 من المقدمة وما بعدها، وص5 ج1 وما بعدها. وانظر المعجم العربي للدكتور حسين نصار ص50 ج1. والمعاجم نوعان: معاجم ألفاظ، ومعاجم معانٍ: معاجم الألفاظ تساعدنا في الكشف عن معنى لفظة من الألفاظ. ومعاجم المعاني هي التي تساعدنا في إيجاد لفظ "لمعنى يدور بخلدنا ولا ندري كيف نعبر عنه بدقة"؛ فهى تعطينا لفظة المعنى المراد. وسنبين إن شاء الله أنواع المعاجم حين نعرف ببعضها. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن ترتيب المعاجم مر بعدة أدوار قبل أن تصل إلينا في أعلى درجاتها من التبويب والتصنيف. فمن المعاجم ما رتبت ألفاظه بحسب مخارج الحروف من الفم ككتاب "العين" للخليل بن أحمد الفراهيدي. ومنها ما رتب أصول الكلمات حسب حروف المعجم مع مراعاة أوائل هذه الأصول، كما في النهاية لابن الأثير، ومنهم من رتب الكلمات ترتيبًا هجائيًا مراعيًا أواخر الكلمة، كما فعل الجوهري في صحاحه وتابعه ابن منظور في "لسان العرب" والفيروزبادي في "القاموس المحيط". انظر بسط هذا في كتاب حركة التأليف عند العرب ص22-40.

الكلمات على أواخرها؛ فما كان أخره النون تجده في باب النون؛ ففيه ترى "خون ... ودفن.. وصبن.. وضأن وعثن"؛ فإذا أردنا الوقوف على معنى كلمة نردها إلى أصلها الثلاثي، ونجردها من زيادتها، وننظر في باب الكلمة وفصلها، ونستخرجها في موضعها؛ فنقف على ما نريد؛ فكلمة "الضأن" نراها في "ضأن" وهو أصلها، ونرى قوله فيها "هي خلاف الماعز ... "، وكلمة "عثان" نجدها في "عثن" وهو أصلها الثلاثي، ومعناها "الدخان وجمعها عواثن ودواخن". طبع الكتاب في ستة أجزاء طبعة جيدة بتحقيق السيد أحمد عبد الغفور العطار سنة "1375هـ - 2956م" بمصر. 2- لسان العرب: للعلامة جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي "630 - 711هـ" أجمع معاجم الألفاظ، وأغناها بالشواهد، جيد الضبط، يعرض الروايات المتعارضة ويرجح أقوالها، ولا يفوته أن يذكر ما اشتق من اللفظ من أسماء الأشخاص والقبائل والأماكن وغيرها؛ فغدا هذا المعجم موسوعة لغوية وأدبية لغزارة مادته العلمية، واستقصائه واستيعابه لجل مفردات اللغة العربية، رتب ابن منظور معجمه على الأبواب والفصول؛ فجعل حروف الهجاء أبوابًا، أولها باب الهمزة وآخرها باب الألف اللينة، وجعل لكل حرف من هذه الأبواب فصولًا بعدة حروف الهجاء. وفي الباب الواحد والفصل يراعى الترتيب الهجائي في الحرف الثاني من الكلمات الواردة في كل باب وفصوله، وقد رتب الكلمات على أواخرها؛ فما كان آخره اللام تجده في باب اللام؛ ففي باب اللام ترد الفصول وما يليها مرتبة على حروف الهجاء؛ فنرى في هذا الباب "أبل، أتل، أثل، أجل، أدل" من الكلمات الواردة في كل باب وفصوله؛ ففي باب اللام ترد الفصول مرتبة على حروف الهجاء في أول كل كلمة من الباب؛ فنرى في هذا

الباب "أبل، بتل، تبل، ثبل، جأل، حبل، ... " وينتهي هذا الباب بفصل الواو ثم الياء في مادة "وأل" و "يسل" ... وفي الباب الواحد والفصل الواحد نرى الحرف الثاني من الكلمة مرتبًا على حروف الهجاء أيضًا، مثال هذا في باب اللام فصل الألف نرى هذه المواد. أبل، أتل، أثل، أجل، أدل، أرل، أزل، أسل، أصل ... أهل، أيل. ويراعى ترتيب الحرف الثالث بعد مراعاة ترتيب الحرف الثاني في الكلمات الرباعية؛ ففي مادة بحل ترد المواد: بحدل، بحشل، بحظل1 وهكذا؛ فلا يحتاج المرء من أجل استخراج معنى كلمة أكثر من أن يردها إلى أصلها الثلاثي، وينظر في بابها وفصلها من المعجم، ليقف على كل ما يريد. طبع الكتاب في عشرين مجلدًا سنة "1300هـ" بمصر وطبع بعدها في لبنان. 3- القاموس المحيط: لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزبادي "729 - 817هـ"، معجم جامع، فوق غيره من المعاجم. ودون لسان العرب في ذكر الشواهد والنصوص؛ فقد اكتفى ببيان معاني العرب، وقد يزيد عليها في بعض المواطن، من هنا كانت مادته غزيرة ومكثفة، وقد اختصر كثيرًا من الكلمات التي يكثر تكرارها في القاموس أثناء الشرح، واكتفى برموز بدلًا منها، فرمز بـ "ج بدلًا من كلمة جمع وجج بدلًا من جمع الجمع، وهـ بدلًا من قرية ... " وغير هذا مما أشار إليه في مقدمة كتابه.

_ 1 بحدل: مالت كتفه وأسرع في المشي، والبحدلة الخفة في السعي. وبحشل رقص رقص الزنج، وبحشر كجعفر لقب ... وبحظل قفز قفزان اليربوع والفأرة.

وقد نهج في ترتيبه منهج لسان العرب، طبع في أربعة أجزاء طبعته الخامسة سنة "1373هـ - 1954م". المكتبة التجارية بالقاهرة. وقد شرح العلامة المرتضى محمد بن محمد الحسيني الزبيدي "1145- 1205هـ" القاموس المحيط وضمنه الشواهد، واستدرك عليه في معجمه المشهور "تاج العروس" الذي يعد بحق كنزا من كنوز العربية. وقد طبع في عشرة أجزاء سنة 1306 بمصر. 4- أساس البلاغة: لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري "467 - 538هـ" صاحب تفسير الكشاف المشهور. ذكر الزمخشري في معجمه معاني الألفاظ على حقيقتها، واهتم بذكر المعاني المجازية بعد ذلك، وهو يكتفي بذكر الأفصح من لغات العرب؛ فيبين المعنى الحقيقي، ثم يبين في فقرة تليها المعنى المجازي. وكثيرًا ما يستشهد بالشعر وبالنصوص الأدبية الرفيعة؛ مبينًا المراد من التعبير والتركيب؛ فلم يقف عند حدود اللفظة وبيان معناها؛ بل تعدى هذا إلى استعمالها في كلام العرب من باب الحقيقة والمجاز، وقد أراد بهذا بيان روعة بلاغة القرآن، والكشف عن سر إعجازه، ببيان ما وراء حقيقة الألفاظ من مجاز. وقد بين هذا في قوله "ومن خصائص هذا الكتاب تأسيس قوانين فصل الخطاب والكلام والفصيح، بإفراد المجاز عن الحقيقة، والكتابة عن التصريح"1. وعلى هذا فإن الزمخشري لم يحاول

_ 1 انظر أساس البلاغة ص ن من المقدمة. مثال مما جاء في كتابه في "أنق" قال: هو شبه الأنوق، في القدر والموق. وهذا شيء أنيق وآنق ومونق. ورأيت له حسنًا وأنقًا وبهاءً ورونقًا. وقد آنقنى بحسنه. وقد أنقت به أي أعجبت، ولي به أنق. وتأنق في الروضة: وقع فيها متتبعًا لما يونقه. وعن ابن مسعود رضي الله عنه: إذا وقعت في آل حم، وقعت في روضات دمثات أتأنق فيهن ... ومن المجاز: تأنق في عمله وفي كلامه: إذا فعل فعل المتأنق في الرياض، من تتبع الآنق والأحسن. وفي "قلم" قال: قَلَمَ الظفر، وقلم الأظفار بالقلمين وهما الجلمان، ولم يغن عني قلامة ظفر ... وألقوا أقلامهم: أحالوا أزلامهم. ومن المجاز: فلان مقلوم الظفر: ضعيف. وفي "نشر" قال: نشر الثوب والكتاب، ونشر الثياب والكتب.... "وانتشروا في الأرض": تفرقوا ... ومن المجاز: نشر الله الموتى نشرا وأنشرهم فنشروا نشورا وانتشروا، وأنشر الله الرياح. ونشرت الأرض، وأرض ناشرة. وظهر نشرها إذا أصابها الربيع فأنبتت ...

استيعاب واستقصاء جمع ألفاظ اللغة كما حاول ابن منظور وغيره؛ بل اكتفى بذكر الألفاظ التي يدور استعمالها بين الحقيقة والمجاز؛ وقلما يعتني بالألفاظ التي لا يعتريها المجاز. ولهذا ليس غريبًا ألا يجد الباحث بيان ما يريد من المفردات اللغوية؛ لأن أساس البلاغة أصلًا إنما وضع لبيان وتوضيح المعاني المجازية للألفاظ وتمييزها من المعاني الحقيقية، ولهذا لا بد من أن يستعين الباحث بمعجم آخر إلى جانب معجم الزمخشري. رتب الزمخشري معجمه على حروف الهجاء وراعى في ترتيب مادة الكلمة الحرف الأول والثاني والثالث بعد ردها إلى أصلها؛ بينما يدور ترتيب لسان العرب على الحرف الأخير، وكلاهما لا يخرج عن النظام الألفبائي. طبع أساس البلاغة في مجلدين كبيرين في مطابع دار الكتب المصرية سنة "1941م" بالقاهرة، ثم طبع مرارًا في مجلد واحد، وصور أخيرًا في بيروت.

5- المخصص: للشيخ أبي الحسن علي بن إسماعيل النحوي اللغوي الأندلسي المعروف بابن سيده "458هـ" من أقدم ما صنف في فقه اللغة وفي معاجم المعاني1؛ فإنه يذكر لفظ المعنى الذي يدور في الخلد، وقد قسم معجمه إلى عدد من الكتب ككتاب خلق الإنسان، والغرائز، والنساء ... والسلاح والخيل والإبل والغنم والوحوش.. والدهور والأهوية والرياح والماء والنخيل ... وقسم كل كتاب إلى

_ 1 صنف قبل ابن سيدة كثير من العلماء في معاجم المعاني، ومن أشهر هذه المصنفات "فقه اللغة وسر العربية": لأبي منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي "350 - 429هـ"، وقد استقى الثعالبي مادة كتابه واختارها من كتب أئمة اللغة الذين سبقوه مثل الخليل والأصمعي، وأبي عمرو الشيباني والكسائي، والفراء. وأبي زيد، وأبي عبيدة وأبي عبيد، وابن الأعرابي، والنضر بن شميل، وأبو العباس وابن دويد ونفطوية وابن خالوية، والخارزنجي والأزهري، ومن سواهم من ظرفاء الأدباء؛ فجاء كتابه جامعًا غزير المادة. وقد جعله في قسمين. الأول في "فقه اللغة" والثاني في "سر العربية" وهو "في مجاري كلام العرب وسننها والاستشهاد بالقرآن على أكثرها". ويهمنا من كتابه القسم الأول الذي جعله في ثلاثين بابًا: الأول منها في "الكليات" والأخير "في فنون مختلفة الترتيب في الأسماء والأفعال والصفات" وبينهما أبواب كثيرة في صغار الأشياء وكبارها، وفي الطول والقصر، وفي اليبس واللين ... إلخ، وقسم كل باب إلى فصول، ومما يتميز به هذا الكتاب عزو ما ينقله إلى أصحابه. ومثال هذا ما جاء في الباب الحادي عشر "فصل في تفصيل الصلع وترتيبه" "إذا انحسر الشعر عن جانبي جبهة الرجل فهو أنزع؛ فإذا زاد قليلًا فهو أجلح؛ فإذا بلغ الانحسار نصف رأسه فهو أجلى وأجله -بفتح اللام- فإذا زاد فهو أصلع؛ فإذا ذهب الشعر كله فهو أحص". "والفرق بين القرع والصلع أن القرع ذهاب البشرة والصلع ذهاب الشعر منها". "فقه اللغة ص112". وفي فصل الشجاعة "فصل ترتيب الشجاعة عن ثعلب ابن الأعرابي، =

أبواب تستوعب ما ينطوي تحت المعنى الأصلي من الفروع؛ ففي كتاب خلق الإنسان ذكر جميع أعضائه وأسماء ما يصيبها من الأمراض، وأسماء أصوات أعضائه، كأصوات الأنياب وما يصيب الأسنان، وفيه باب "الفصاحة" ذكر فيه خفة الكلام وسرعته وثقل اللسان واللحن وقلة البيان، طبع الكتاب في ثمانية عشر جزءًا سنة "1316 - 1321هـ" بمصر، وقد سهل الطابعون الرجوع إلى هذا الكتاب بوضع فهرس تفصيلي جيد لكتبه وأبوابه، مرتب على الحروف، ووضعوا تحت كل حرف ما ذكره ابن سيده. تلك أم المعاجم التي قد يحتاج إليها الطالب والباحث، وهناك معاجم أخرى موجزة أو متوسطة كمختار الصحاح للفيومي والمعجم الوسيط الذي أصدره مجمع اللغة العربية في مصر. وغيرها1.

_ = وروي نحو ذلك عن سلمة عن الفراء قال: رجل شجاع، ثم بطل، ثم صمة -بكسر الصاد وميم مشدودة مفتوحة- ثم بهمة -باء مضمومة فهاء ساكنة فميم مفتوحة- ثم ذمر -بفتح الذال وكسر الميم- ثم حلس -بحاء مخفوضة ولام ساكنة- وحلبس -بحاء مفتوحة بعدها لام ساكنة فباء مفتوحة فسين مهملة ... ثم غشمشم -بفتح الغين والشين وميم ساكنة فشين مفتوحة- وأيهم" "فقه اللغة 105"، وفي الباب السادس عشر فصل "في تقسيم الموت" قال: مات الإنسان، نفق الحمار، طفس -بفتح الطاء والفاء- البرذون، تَنَبَّل البعير، همدت النار، قرت الجرح "إذا مات الدم فيه" "فقه اللغة 209"، طبع كتاب الثعالبي في مجلد وسط بالقاهرة. المكتبة التجارية الكبرى. 1 ولم نتعرض لذكر المنجد لأنه موجز إلى جانب ما فيه من قصور وأخطاء. انظر كتاب نحو وعي لغوي للدكتور مازن المبارك "ص153- 190" -حيث ذكر بعض المآخذ التي وردت في المنجد- طبع مكتبة الفارابي سنة "1390 - 1970"بدمشق. تناول في هذا الكتاب طائفة من الموضوعات المتصلة بالعربية وخصائصها، ورد على خصومها من الداعين إلى الكتابة بالحرف اللاتيني واستخدام العامية، وعني عناية خاصة بظاهرتي الإيجاز والإعراب والحديث عن صلة العربية بالقرآن.

أهم كتب فقه اللغة

ب- أهم كتب فقه اللغة: 1 1- الخصائص: من أقدم ما وصلنا في الدراسات اللغوية في هذا الباب كتاب "الخصائص" لأبي الفتح عثمان بن عمرو "ابن جني" "- 392هـ" طبع بتحقيق محمد علي النجار سنة "1952 - 1956م". 2- الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها: لأحمد بن فارس القزويني "- 395هـ". طبع بمصر سنة "1328هـ". 3- فقه اللغة وسر العربية: لأبي منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي "429هـ" وقد بسطت القول فيه في هامش الصفحة 290. طبع بمصر المكتبة التجارية الكبرى. 4- المزهر في علوم اللغة وأنواعها: للحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي "849 - 911هـ" وهو من أجمع ما صنف في فقه اللغة، طبع في جزأين سنة "1325هـ" بالمطبعة السلفية في القاهرة. ثم طبع بعد ذلك مرارًا.

_ 1 عرف الأستاذ الدكتور صبحي الصالح فقه اللغة بأنه: "منهج للبحث استقرائي وصفي يعرف به أصل اللغة التي يراد درسها، وموطنها الأول وفصيلتها وعلاقتها باللغات المجاورة أو البعيدة، الشقيقة أو الأجنبية، وخصائصها وعيوبها، ولهجاتها وأصواتها، وتطور دلالتها، ومدى نمائها قراءة وكتابة"؛ فبحوث فقه اللغة الأساسية تتعلق بعلوم ثلاثة. 1- تاريخ أصل اللغة الأول والروابط بينها وبين غيرها من اللغات وتطور خطها وكتابتها. 2- علم الصوت لبحث لهجات اللغة وأصواتها، ومعرفة أنواع التطور الصوتي فيها. 3- علم الدلالة: وهو العلم الذي يبحث تطور ألفاظ اللغة وما تفيدة من المعاني. عن فقه اللغة للدكتور صبحي الصالح بتصرف ص6 - 7.

5- كتاب الاشتقاق والتعريب: للأديب اللغوي الشيخ عبد القادر بن مصطفى المغربي "1284هـ - 1375هـ". طبع سنة "1366هـ - 1947م" طبعته الثانية بالقاهرة. 6- المباحث اللغوية في العراق: للدكتور مصطفى جواد. طبع لجنة البيان العربي سنة "1955م". 7- الاشتقاق: لعبد الله أمين طبع في مجلد كبير سنة "1376هـ - 1956م" بالقاهرة. 8- فقه اللغة: للدكتور عبد الواحد وافي من أجمع ما كتب حديثًا في فقه اللغة. طبع سنة "1363هـ - 1944م" مطبعة الاعتماد بمصر. وطبع سنة 1950م. 9- مناهج البحث في اللغة: للدكتور تمام حسان طبع سنة 1955 مطبعة الرسالة بمصر. 10- الأصوات اللغوية: للدكتور إبراهيم أنيس، وله كتاب "دلالة الألفاظ" وكتاب من "أسرار العربية" وكتاب "اللهجات" طبع مصر. وهي أبحاث قيمة في بابها. 11- أصول النحو: للأستاذ سعيد الأفغاني وسيرد ذكره في مؤلفات النحو، وحقه أن يذكر هنا؛ لأنه عرض لأبحاث قيمة من فقه اللغة، وبسطها بسطًا وافيًا شافيًا. كانت طبعته الثالثة سنة "1383هـ - 1964م" بدمشق. 12- فقه اللغة وخصائص العربية: للأستاذ محمد المبارك، درس فيه دراسة تحليلية مقارنة للكلمة العربية، وعرض لمنهج العربية الأصيل في التجديد والتوليد، طبع الكتاب طبعته الثانية سنة 1964م في دار الفكر بلبنان.

13- دراسات في فقه اللغة: للدكتور صبحي الصالح، من أجمع ما صنف في فقه اللغة حديثًا. طبع الكتاب طبعته الثانية سنة 1382هـ - 1962م. المكتبة الأهلية بيروت. وطبع طبعة ثالثة سنة 1388هـ - 1968م بدار العلم للملايين. 14- دلالة الألفاظ العربية وتطورها: للدكتور مراد كامل محاضرات ألقاها في معهد الدراسات العربية العالية طبع سنة 1963 بالقاهرة.

قواعد العربية النحو والصرف والإملاء

ج- قواعد العربية "النحو والصرف والإملاء": لقد صنف في هذا العلم كتب كثيرة نكتفي بذكر بعضها1:

_ 1 قال الأستاذ سعيد الأفغاني: "ما مضى لك بيانه من أحداث اللحن حمل القوم على الاجتهاد لحفظ العربية وتيسير تعلمها للأعاجم؛ فشرعوا يتكلمون في الإعراب وقواعده حتى تم لهم مع الزمن هذا الفن. والذي تجمع عليه المصادر أن النحو نشأ بالبصرة، وبها نما واتسع وتكامل وتفلسف، وأن رءوسه بنزعتيه السماعية والقياسية كلهم بصريون. أول من أرسل في النحو كلامًا أبو الأسود الدؤلي المتوفى سنة 67هـ، وقيل إن عليًّا بن أبي طالب ألقى على أبي الأسود شيئًا من أصول هذا النحو ثم قال له: "انح هذا النحو" فسمى الفن نحوًا، وقيل إن أول من تكلم فيه نصر بن عاصم المتوفى سنة 89هـ، وقيل عبد الرحمن بن هرمز المتوفى سنة 117هـ وقيل ... ومن يقرأ بإمعان ترجمة أبي الأسود الدؤلي في "تاريخ دمشق لابن عساكر" مثلًا، ثم يفكر في توارد أكثر المصادر على جعله واضع الأساس في بناء النحو لا يستبعد ذلك ... وحسبك اختراعه "الشكل" الذي عرف بنقط أبي الأسود للدلالة على الرفع والنصب والجر والتنوين أخذ عن أبي الأسود "النحو" يحيى بن يعمر، وعنبسة الفيل. وميمون الأقرن، وعن هؤلاء أخذ علماء البصرة طبقة بعد طبقة، ثم نشأ بعد مائة عام من تلاميذهم من ذهب إلى الكوفة فعلم بها؛ فكان منه ومن تلاميذه ما يسمى بمدرسة الكوفة". من تاريخ النحو "ص26 - 32"، وانظر المراحل التي مر بها النحو العربي من عهد أبي الأسود إلى كتاب سيبويه في كتاب "النحو العربي: العلة النحوية نشأتها وتطورها" للدكتور مازن المبارك "ص39 - 44" ومن أقدم ما وصل إلينا كتاب سيبويه ثم تعاقبت التواليف بعده.

1- شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك: وضع الإمام أبو عبد الله محمد جمال الدين بن مالك الطائي الأندلسي "600 - 672هـ" في النحو ألفيته المشهورة، وشرحها كثيرون أشهرهم الإمام العالم عبد الله بهاء الدين المشهور بابن عقيل المصري "698 - 769هـ"1، وقد طبع شرح ابن عقيل ومعه كتاب "منحة الجليل بتحقيق شرح ابن عقيل" لمحمد محيي الدين عبد الحميد. طبع مرارًا، وكانت الطبعة الرابعة عشرة سنة "1385هـ - 1965م" في جزأين كبيرين. ولابن هشام صاحب المغني المشهور شرحه لألفية ابن مالك المشهور ب "أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك". 2- التوضيح والتكميل لشرح ابن عقيل: للأستاذ محمد عبد العزيز النجار المفتش السابق بوزارة التربية والتعليم بمصر. طبع في مجلدين سنة "1386هـ - 1966م". 3- الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين: لأبي البركات كمال الدين عبد الرحمن بن محمد الأنباري "513- 577هـ". عرض فيه لمئة وإحدى وعشرين مسألة من مسائل الخلاف بين مدرستي الكوفة والبصرة، عرضًا علميًا دقيقًا، وبسط

_ 1 وقد شرحها الأشموني شرحًا وافيًا في كتابه "منهاج السالك إلى ألفية ابن مالك" طبع بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد في ثلاثة مجلدات بمصر.

القول فيها بسطا شافيا، بأسلوب شائق وتبويب منظم. طبع الكتاب في ليدن سنة 1913 طبعة جيدة مفهرسة، ثم طبع في مصر مرارا كانت الثالثة منها سنة 1955. 4- مغني اللبيب عن كتاب الأعاريب: للشيخ جمال الدين عبد الله بن يوسف بن أحمد "ابن هشام الأنصاري" الحنبلي "708 - 761هـ" وقد جعل كتابه في قسمين تناول في القسم الأول "الأدوات في اللغة العربية" وبين العامل منها وغير العامل، وحشد شواهدها من القرآن الكريم والأحاديث والأشعار والأمثال، وبين معانيها وأحكامها1، وتناول في القسم الثاني المفردات "حروفا وأفعالا وأسماء" والجملة وأقسامها وأحكامها، وشبه الجملة وأحكامها، والجهات التي يدخل الاعتراض على المعرب من جهتها، وفي التحذير من أمور اشتهرت بين المعربين والصواب خلافها، وفي كيفية الإعراب، وذكر أمورا كلية يتخرج عليها ما لا ينحصر من الصور الجزئية، وأحكاما يكثر دورها. طبع الكتاب في جزأين كبيرين سنة "1372هـ" المكتبة التجارية الكبرى بالقاهرة وعليه حاشية محمد الأمير الأزهري وقد نشر الكتاب بتحقيق الأستاذ سعيد الأفغاني والدكتور مازن المبارك سنة 1965، دار الفكر بدمشق. 5- شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب: لجمال الدين

_ 1 يقول الأستاذ سعيد الأفغاني: "وبذلك يخرج الدارس بفائدتين عظيمتين: أما الأولى فمادة قيمة غزيرة في النحو الحي المؤسس على الشواهد الصحيحة، وأما الثانية فوقوفه على المعاني المختلفة والاستعمالات الصحيحة للأدوات في اللغة العربية" من تاريخ النحو ص 193 - 194 طبع دار الفكر ببيروت بلا تاريخ.

أبي محمد عبد الله بن يوسف بن أحمد "ابن هشام" صاحب المغني المذكور في الفقرة السابقة، وهو كتاب مشهور قال في مقدمته: "وبعد فهذا كتاب شرحت به مختصري المسمى بشذور الذهب في معرفة كلام العرب تممت به شواهده، وجمعت به شوارده، ومكنت من اقتناص أوابده رائده، قصدت فيه إلى إيضاح العبارة، لا إلى إخفاء الإشارة، وعمدت فيه إلى لف المباني والأقسام، لا إلى نشر القواعد والأحكام والتزمت فيه أنني كلما مررت ببيت من شواهد الأصل ذكرت إعرابه، وكلما أتيت على لفظ مستغرب أردفته بما يزيل استغرابه، وكلما أنهيت مسألة ختمتها بآية تتعلق بها من آي التنزيل، وأتبعتها بما تحتاج إليه من إعراب وتفسير وتأويل، وقصدي بذلك تدريب الطالب، وتعريفه السلوك إلى أمثال هذه المطالب1"؛ ولذلك تراه يقول "قلت" أي في المتن المختصر وهو "شذور الذهب" ثم يقول: "أقول" وهو الشرح عليه. طبع الشرح ومعه كتاب "منتهى الأرب بتحقيق شرح شذور الذهب" لمحمد محيي الدين عبد الحميد في مجلد وسط طبعته السادسة سنة "1373هـ - 1953م" في مطبعة السعادة بمصر. وقد ضم هذا المجلد إعراب "239" شاهدًا من الشعر سوى الآيات وما جاء في شرح المعلق عليه. 6- جامع الدروس العربية: للشيخ مصطفى بن محمد الغلاييني "1303 - 1364هـ" من أكابر علماء لبنان، كتاب جامع مختصر مفيد، تناول في أجزائه الثلاثة قواعد اللغة العربية "نحوها وصرفها وإملائها" طبع الكتاب مرارًا، كانت الطبعة العاشرة منه سنة 1385هـ - 1966م بلبنان.

_ 1 شرح شذور الذهب ص10.

7- "النحو الوافي" مع ربطه بالأساليب الرفيعة والحياة اللغوية المتجددة: للأستاذ عباس حسن رئيس قسم النحو والصرف والعروض بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة. حاول في هذا الكتاب أن يجمع مادة النحو كله وأحسن تقسيمه وتبويبه؛ فجعل كل جزء من كتابه في قسمين يعرض في الأول منهما المادة العلمية عرضًا موجزًا دقيقًا يناسب طلاب الدراسات النحوية بالجامعات غاية المناسبة، ثم يلحق بهذا القسم عنوانًا مستقلًا هو "زيادة وتفصيل" ويعرض فيه ما يلائم الأساتذة والمتخصصين؛ فيجد الجميع بغيتهم في كتابه. واختار لبيان القواعد الأمثلة الناصعة التي تحسن الكشف عن الغوامض في سهولة ويسر. وقد تجنب ذكر الآراء الكثيرة المختلفة في المسألة الواحدة ما استطاع إلى هذا سبيلًا، وكثيرًا ما يعزو في بعض المسائل إلى المراجع التي استفاد منها ليحسن الدارس الاستفادة منها، ومن أبرز ما في كتابه تسجيل أبيات ابن مالك كما وردت في ألفيته؛ حيث يذكر بيتًا أو عدة أبيات في مكانها المناسب من الموضوع الذي يعرض له بعد حسن بيانه وتوضيحه، والكتاب قيم جامع غزير الفائدة طبع عدة مرات كانت الثانية منها في أربعة أجزاء سنة 1968 بدار المعارف في القاهرة، وطبعت بعض أجزائه الطبعة الرابعة سنة 1971م بدار المعارف أيضًا. 8- التبيان في تصريف الأسماء: للدكتور أحمد حسن كحيل1 الأستاذ بكلية اللغة العربية في جامعة الأزهر، عرض فيه لتصريف الأسماء وبسط أصوله، ووضح ما غمض من مسائله، وكشف عما أبهم

_ 1 وللأستاذ أحمد حسن كحيل كتاب "دراسات عربية وإسلامية" عرض فيه لمجموعة بحوث تتصل باللغة والدين؛ فتحدث عن مصادر اللغة والنحو السماعية وهي القرآن والحديث وكلام العرب، وبين ما يحتج به مما لا يصح للاحتجاج، وناقش أقوال العلماء ورجح رأيًا =

من مذاهبه وطرائقه، وعرض لآراء الأئمة وأدلتهم وحججهم. واختار الآراء التي تساير اللغة في نموها وتقدمها؛ من غير أن تقف بها جامدة هامدة. طبع الجزء الأول من الكتاب طبعته الرابعة سنة 1390هـ - 1970م في مطبعة السعادة بمصر. 9- الموجز في قواعد اللغة العربية وشواهدها: للأستاذ سعيد الأفغاني أستاذ العربية بجامعتي دمشق ولبنان، وهو كتاب جامع لقواعد العربية "نحوها وصرفها وإملائها" غني بالشواهد المعتبرة من عيون كلام العرب، وقد اختار الأقوال الراجحة والمذاهب القوية حتى لا يتيه الدارس بين كثرتها ويعيى في اختيار الراجح منها، وقد استوعب

_ = مدعمًا بالأدلة والحجج، ثم درس سورة الرحمن دراسة لغوية تحليلية تقوم على العناية بتاريخ الكلمات، كما تقوم على دراسة الأسلوب وبيان الأوجه الإعرابية، وتوجيه القراءات. كما درس نصوصًا من الأحاديث الشريفة الصحيحة، التي يبدو ظاهرها من مشكلات اللغة. مما دعا النحاة إلى الاختلاف فيها؛ فوجه المؤلف الأحاديث بما يتفق والقياس النحوي، وكثيرًا ما كان المؤلف يجعل هذه الأحاديث أساسا يقاس عليه، وحمل على النحاة الذين يقفون من الحديث الصحيح موقف الجمود، وقد استوعبت هذه الدراسة الباب الأول والثاني من هذا الكتاب، أما الباب الثالث؛ فقد خصه بدارسة لنص من كلام العرب دراسة لغوية وأدبية هو قصيدة بانت سعاد لكعب بن زهير. وقد عني المؤلف بأمرين الأول منهما تطور الدلالة اللغوية للكلمات، وثانيهما التوجيه الإعرابي لجميع أبيات القصيدة. ومثل هذه الدراسة قد سبق إليه المبرد في الكامل، وابن الشجري في أماليه. وفي الباب الرابع عرض المؤلف لقضايا لغوية ونحوية تتصل بالقرآن الكريم مما كثر جدل المفسرين حولها. وقد طبع هذا الكتاب في مجلد وسط طبعته الثالثة سنة "1970" في مطبعة السعادة بمصر.

البلاغة

د- البلاغة: 1- كتاب الصناعتين: من أقدم ما وصلنا من كتب البلاغة1 "كتاب الصناعتين":

_ 1 قال الأستاذ حامد عوني: "لم يصنف العلماء في هذه الفنون الثلاثة -المعاني والبيان البديع- إلا بعد الفراغ من تدوين علوم اللسان "النحو والصرف واللغة". ويمكن القول بأن أول كتاب دون في هذه العلوم كان في علم البيان، وهو كتاب "مجاز القرآن"، لأبي عبيدة المتوفى سنة 206هـ ... تقصى ما ورد في القرآن من الألفاظ التي أريد بها غير معناها الأول في اللغة، وجمعها في هذا الكتاب، أما علم المعاني؛ فلم يعلم بالضبط أول من تكلم فيه؛ وإنما أثر عن بعض فحول الكتاب والخطباء كجعفر بن يحيى وسهل بن هارن وغيرهما كلام في هذا النوع من البلاغة؛ ولكنه لم يطبع هذا العلم بطابع خاص يتميز به عن سواه. وأول من أسهم لهذا العلم من عنايته، وخصه بمستفيض بحثه، ودون فيه ونظم "عمرو بن بحر الجاحظ" في كتابيه البيان والتبيين وإعجاز القرآن =

لأبي هلال الحسن بن عبد الله العسكري "395هـ"، أراد الصناعتين الكتابة والشعر، عرض للموضوعات البلاغية وللمحسنات البديعية ووجوهها وفنونها، وبسط القول في هذا بسطًا وافيًا، وأكد أن غرضه في كتابه أن يقصد مقاصد صناع الكلام من الشعراء والكتاب، بعيدًا عن سبيل المتكلمين. طبع كتاب الصناعتين سنة "1320هـ" بالأستانة. 2- "دلائل الإعجاز" و "أسرار البلاغة": لأبي بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني إمام عصره في علوم العربية "471هـ"؛ ففي دلائل الإعجاز أرسى أركان علم المعاني، وفي كتابه "أسرار البلاغة" أوضح "كثيرًا من أسرار الجمال في الصورة الأدبية، وبين معالم التشبيه والاستعارة، وكان له فضل كبير في تحديد معالم الفن الذي عرف فيما بعد بعلم البيان"1. طبع دلائل الاعجاز سنة 1331هـ

_ = وغيرهما ... أما علم البديع؛ فإن أول من كتب فيه كتابًا خاصًا -على ما قيل- عبد الله بن المعتز الخليفة العباسي المتوفى سنة 296هـ، وجاء العصر التالي فزاد كل من أبي هلال العسكري صاحب الصناعتين، وابن رشيق صاحب العمدة أنواعًا كثيرة لم تخرج في جملتها عما جمعه ابن المعتز، ولم تميز هذه العلوم، وتبوب وتفصل إلا في العصر التالي، وأول من نزع عن قوسه، ورمى إلى هذا الهدف شيخ البلاغة الإمام عبد القاهر صاحب دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة، وبقيت الحال كذلك حتى جاء فارس الحلبة أبو يعقوب يوسف السكاكي المتوفى سنة 626هـ فبسط هذه العلوم في كتابه "المفتاح" وهذب مسائلها ورتب أبوابها؛ فكان كل من جاء بعده عيالًا عليه. المنهاج الواضح في البلاغة ص4-5 من قسم البيان والبديع. 1 الموجز في تاريخ البلاغة للدكتور مازن المبارك ص101. وقال لقد تبوأ الإمام الجرجاني هذه المنزلة الرفيعة في تاريخ البلاغة العربية بأمرين اثنين: =

بالقاهرة، وأسرار البلاغة بتحقيق "هـ. ريتر" سنة 1954بإستنبول. 3- مفتاح العلوم: لأبي يعقوب يوسف السكاكي "626هـ" أحد أئمة العربية في عصره، جعل كتابه في ثلاثة أقسام: الأول منها للصرف، والثاني للنحو، والثالث للبلاغة بعلومها الثلاثة وما يلحق بها من قافية وعروض. وقد اتسم كتابه بالتعقيد والحدود، والتقسيم والتفريع، وقد تابعه العلماء من بعده. وصار كتابه المفتاح محورا لتآليفهم وشروحهم. طبع كتابه بالقاهرة. 4- التلخيص: لجلال الدين محمد بن عبد الرحمن القزويني "739هـ" لخص فيه القسم الثالث من مفتاح العلوم للسكاكي. قال القزويني: ".. لما كان علم البلاغة وتوابعها من أجل العلوم قدرًا وأدقها سرًا، ... وكان القسم الثالث من مفتاح العلوم ... أعظم ما صنف في "علم البلاغة" من الكتب المشهورة نفعًا ... وأكثرها للأصول جمعًا، ولكن كان مصنف السكاكي غير مصون عن الحشو والتطويل والتقصير؛ قابلًا للاختصار؛ مفتقرًا إلى الإيضاح والتجريد؛ ألفت مختصرًا يتضمن ما فيه من القواعد، ويشمل ما يحتاج إليه من

_ = أولهما: أنه اتجه بالبلاغة نحو التقنين، وتحديد المعالم؛ فكانت له في "دلائل الإعجاز" نظرة كاملة في المعاني وكانت له في "أسرار البلاغة" نظرة كاملة تقريبًا في علم البيان. والأمر الثاني أنه آلف بين العلم والذوق، واستعان بأحدهما على الآخر؛ فهو في تحليله للشواهد والأمثلة إنما يأخذ بأيدينا ليقفنا على الجمال بشعورنا وإحساسنا، ثم يأخذ بأيدينا ثانية ليقنعنا بصدق شعورنا وإحساسنا بالجمال؛ إقناع العقل والمنطق بعد إقناع الشعور والإحساس، واطمئنان النفس والقلب" الموجز في تاريخ البلاغة 102. وقارن بالبلاغة تطور وتاريخ للدكتور شوقي ضيف ص160.

الأمثلة والشواهد ... وسميته "تلخيص المفتاح". وقد طبع تلخيص المفتاح سنة "1904" بالقاهرة. وللأستاذ محمد هاشم دويدري "شرح التلخيص في علوم البلاغة" طبع دار الحكمة 1390هـ - 1970م. 5- الإيضاح: للإمام القزويني صاحب "تلخيص المفتاح" فقد وضعه شرحًا للتلخيص وزاد عليه مما جاء في كتابي "دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة" للجرجاني وما تيسر له من كلام غيره، وما أدى إليه اجتهاده وفكره. طبع الإيضاح مرارًا كما طبع مع بعض شروحه. 6- تهذيب الإيضاح: للأستاذ عز الدين التنوخي "1966م"، شرح فيه "إيضاح" القزويني وعلق عليه، طبع الكتاب في ثلاثة أجزاء سنة "1948- 1950" في مطبعة جامعة دمشق. 7- "بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح": للأستاذ عبد المتعال الصعيدي شرح فيه الإيضاح للقزويني، وعلق عليه بما يحتاج إلى تعليق. طبع في أربعة أجزاء طبعته السادسة سنة 1380هـ - 1960م بالقاهرة. 8- المنهاج الواضح في البلاغة: للأستاذ حامد عوني كتاب مدرسي عرض فيه لعلوم البلاغة الثلاثة عرضًا مدرسيًا مناسبًا. طبع الكتاب في جزأين سنة 1380هـ - 1960م بالقاهرة. 9- البلاغة-تطور وتاريخ: ومن أجمع ما صنف في البلاغة وتطورها وكتبها وتاريخها كتاب "البلاغة: تطور وتاريخ" للأستاذ الدكتور شوقي ضيف. طبع دار المعارف 1965بالقاهرة. وكتاب "البلاغة العربية في دور نشأتها" لسيد نوفل طبع بالقاهرة سنة 1948. و "الموجز في تاريخ البلاغة" للأستاذ الدكتور مازن المبارك، أوجز فيه المراحل الأساسية في تاريخ البلاغة، ودعا إلى دعم الدراسات البلاغية بالدراسات النفسية والجمالية. طبع الكتاب في دار الفكر سنة "1968" في بيروت.

الموسوعات الأدبية

هـ- الموسوعات الأدبية: "أصول الأدب وأركانه كما قال ابن خلدون" 1: صنف الأدباء السابقون كتبًا أدبية جامعة، قوية البيان، مشرقة العبارة، رشيقة الأسلوب، تكسب مطالعها والمكثر من قراءتها قوة التعبير، وحسن الأداء، وهي كثيرة نكتفي بذكر بعضها، ليقف الطالب على جهود السابقين، الذين أسهموا في صيانة اللغة والأدب عن الانحدار والإسفاف، وفتحوا أبواب المدارس الأدبية لرواداها. 1- البيان والتبيين: لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ "163- 255هـ" أحد كبار أئمة البيان في العربية؛ بل عده بعضهم زعيم البيان العربي، عرض في كتابه لموضوع البيان، وهو أنواع الكلام العربي: الخطابة والشعر والكتابة، كما عرض للتبيين وهو كيفية التعبير عما في النفس بأسلوب مشرق جميل، وبسط القول في هذا بسطًا وافيًا، ووضح أهم ما يعتمد عليه الخطيب والكاتب والشاعر، بأسلوب أدبي رفيع؛ فأفاض في كلامه عن الفصاحة والبلاغة وحسن اللفظ، وإعطاء كل حرف حقه، وإخراج الحروف من مخارجها؛ مما اضطره إلى الحديث عن عيوب النطق المختلفة، وأشاد بفضل الفصاحة من خلال الآيات القرآنية والأشعار الكثيرة التي ضمنها موضوعه، كما تكلم عن

_ 1 قال ابن خلدون في مقدمته "وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن -"يعني الأدب"- وأركانه دواوين وهي: أدب الكاتب لابن قتيبة، وكتاب الكامل للمبرد، وكتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب النوادر لأبي علي القالي البغدادي، وما سوى هذه الأربعة فتبع لها، وفروع عنها" مقدمة ابن خلدون ص553 وانظر مقدمة أدب الكاتب.

اللحن في الأداء، وذكر بعض أخبار اللاحنين من البلغاء. وكثيرًا ما يشيد الجاحظ بالعرب وبفصاحتهم، ويتولى الرد على من ينتقصهم في بعض عاداتهم في الخطابة والكتابة، وقد جمع كتابه مادة أدبية غزيرة؛ فلقي قبول الناس واستحسانهم، وثناء الأدباء عليه في عصره وبعد مماته. طبع البيان والتبيين عدة مرات في مصر، ومن أجود وأفضل طبعاته الطبعة التي حققها الأستاذ عبد السلام هارون، وهي في أربعة أجزاء محققة تحقيقًا علميًا، غنية بالفهارس الممتازة. وكانت هذه الطبعة سنة "1948 - 1950م". وللجاحظ كتاب الحيوان المشهور، طبع بتحقيق الأستاذ عبد السلام هارون في سبعة أجزاء سنة "1357هـ - 1964م" بالقاهرة. 2- أدب الكاتب: لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري "213 - 276هـ" وضع ابن قتيبة كتابه هذا لتوجيه الكتاب المحدثين، وإعانة الناشئين على إتقان التعبير وتقوية ملكتهم، بالاهتمام بالقرآن الكريم واللغة والشعر، وتحسين أسلوبهم في اختيار الألفاظ والبعد عن الخطأ واللحن الذي لا يليق بالكاتب. ومن هنا نبه إلى بعض الأخطاء اللغوية الشائعة، وقد جمع كتابه بين جانب من فقه اللغة والنحو وشواهده والإملاء وما يلحق ذلك. طبع الكتاب في مجلد بمصر. وله كتاب "عيون الأخبار" أحد أركان الأدب ودواوينه. 3- الكامل في اللغة والأدب: للعلامة أبي العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبرد "285هـ"، جمع هذا الكتاب بين اللغة والأدب والنحو والتصريف، فتناول قضايا لغوية وبعض المسائل النحوية، كما ضم بين دفتيه كثيرًا من أشعار العرب ونثرهم، ولم يخل الكتاب من أخبار الحرب والسياسة والأدب، والحق أن عناية المبرد ببعض دقائق

المسائل اللغوية والنحوية سلبت كتابه سلاسة الأدب، وأسبلت على بعض موضوعاته ثوب البحث العلمي الجاف، ومع هذا؛ فإن قارئ الكامل يشعر بقوة أسلوب المبرد، وحسن تعبيره، ودقته في التحليل والتفسير، وحسن الاختيار؛ فالكتاب جامع مفيد قال المبرد في مقدمة كتابه: "هذا كتاب ألفناه يجمع ضروبًا من الآداب ما بين كلام منثور وشعر مرصوف، ومثل سائر، وموعظة بالغة واختيار من خطبة شريفة، ورسالة بليغة، والنية فيه أن نفسر كل ما وقع في هذا الكتاب من كلام غريب، أو معنى مستغلق، وأن نشرح ما يعرض فيه من الإعراب شرحًا شافيًا؛ حتى يكون هذا الكتاب بنفسه مكتفيًا، وعن أن يرجع إلى أحد في تفسيره مستغنيًا وبالله التوفيق ... ". وقد طبع الكتاب في جزأين سنة 1951 بمصر ومن أحسن طبعاته التي اعتنى بها زكي مبارك وأحمد محمد شاكر، وهي في ثلاثة أجزاء صدرت سنة 1936 عن مطبعة البابي الحلبي، ثم صدر جزء رابع يضم الفهارس التي وضعها محمد سيد الكيلاني سنة 1956. 4- العقد الفريد: لأبي عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي "246 - 327هـ" كتاب أدبي جامع استفاد من السابقين كابن قتيبة والجاحظ والمبرد وابن المقفع وغيرهم، وقد ذكر أنه تخير كتابه من متخير جواهر الآداب ومحصول جوامع البيان؛ فكان جوهر الجوهر، ولباب اللباب ... قال: "فتطلبت نظائر الكلام وأشكال المعاني، وجواهر الحكم، وضروب الآداب، ونوادر الأمثال، ثم قرنت كل جنس منها إلى جنسه؛ فجعلته بابًا على حدته؛ ليستدل الطالب للخبر على موضعه من الكتاب ونظيره في كل باب، وقصدت من جملة الأخبار وفنون الآثار أشرفها جوهرًا وأظهرها رونقًا، وألطفها معنى، وأجزلها لفظًا، وأحسنها ديباجة، وأكثرها طلاوة وحلاوة،

أخذًا بقول الله تبارك وتعالى {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} 1. طبع الكتاب في سبعة أجزاء بتحقيق أحمد أمين وأحمد الزين وإبراهيم الأبياري، الطبعة الثانية سنة "1367هـ - 1948م" بمصر. وطبع في ثمانية أجزاء بتحقيق محمد سعيد العريان طبعته الثانية سنة "1372 - 1953" بالقاهرة. 5- الأمالي: لأبي علي إسماعيل بن القاسم البغدادي القالي الأندلسي "288 - 356هـ" أحفظ أهل زمانه للُّغة، وأرواهم للشعر وأعلمهم بعلل النحو، كتابه الأمالي من أمهات كتب الأدب العربي، قال

_ 1 جزّأ مصنفه على خمسة وعشرين كتابًا، كل كتاب منها جزآن، وأفرد كل كتاب منهما باسم جوهرة من جواهر العقد وهي: 1- كتاب اللؤلؤة في السلطان 2- كتاب الفريدة في الحروب ومدار أمرها 3- كتاب الزبرجدة في الأجواد والأصفاد 4- كتاب الجمانة في الوفود 5- كتاب المرجانة في مخاطبة الملوك 6- كتاب الياقوتة في العلم والأدب 7- كتاب الجوهرة في الأمثال 8- كتاب الزمردة في المواعظ والزهد 9- كتاب الدرة في التعازي والمراثي 10- كتاب اليتيمة في النسب وفضائل العرب 11- كتاب العسجدة في كلام الأعراب. 12- كتاب المجنبة في الأجوبة 13- كتاب الواسطة في الخطب. وهكذا حتى استوفى جميع جواهر العقد؛ فكان آخر كتاب فيه اللؤلؤة الثانية في النتف والهدايا والفكاهات والملح. وهي تقابل اللؤلؤة الأولى من العقد، انظر العقد الفريد ص5 - 6 ج1.

القالي في مقدمته " ... أودعته فنونًا من الأخبار، وضروبًا من الأشعار وأنواعًا من الأمثال، وغرائب من اللغات؛ على أني لم أذكر فيه بابًا من اللغة إلا أشبعته، ولا ضربًا من الشعر إلا اخترته، ولا فنًا من الخبر إلا انتخلته، و ... ". فجاء كتابه جامعًا لصنوف الأدب والحكمة ونودار الأخبار والآثار. طبع الكتاب في مجلدين، وطبع ذيله وكتاب "النوادر" للقالي وكتاب "التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه" للعالم أبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري جميعها في مجلد وكانت الطبعة الثالثة للمجلدات الثلاث سنة "1344هـ - 1926م". 6- صبح الأعشى في صناعة الإنشا: للشيخ أبي العباس أحمد بن علي القلقشندي القاهري "756 - 821هـ" من أكبر دواوين الأدب، كتاب جامع تناول اللغة العربية قبل الإسلام وحالها بعد الإسلام، وازدهارها في أوج الدولة الإسلامية، وانتشارها في أرجاء المعمورة، وما بلغته من درجات الرفعة والارتقاء، وما أصابها من وهن بضعف الدولة بعد ذلك، وقد دفعه هذا إلى أن يتكلم في تطور الدولة الإسلامية وولاتها ودويلاتها في المشرق والمغرب، وما بلغته من المجد والحضارة؛ فذكر نوادر الأخبار، ووصف الأقاليم والأنهار؛ فغدا كتابه موسوعة علمية أدبية جامعة فيها تاريخ وسير، ولغة وأدب، وفقه وتفسير وحديث، وشرح للأمثال والحكم العربية، وبسط لنظام الحكومات عامة، والحكومة المصرية خاصة؛ لأنه عاش في ربوع مصر وترعرع فيها. وفيه من المتفرقات المجموعة ما لا نجده في غيره، طبع قديما سنة "1331هـ - 1913م" بمطبعة دار الكتب المصرية، في أربعة عشر مجلدًا، وصور ثانية سنة "1965م" بإشراف الدار القومية للطباعة والنشر بمصر.

وإذا أمسكنا القلم عن متابعة عرض دواوين الأدب وموسوعاته عند هذا الحد؛ فلا بد من أن نذكر بدواوين لا تقل عما ذكرناه مثل "زهر الآداب وثمر الألباب" لإبراهيم بن علي الحصري القيرواني "453هـ" في جزأين، و "نهاية الأرب في فنون العرب" لشهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري "732هـ" في نحو ثلاثين جزءًا طبع منها "18" جزءًا، و"نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب1" لأبي العباس أحمد بن محمد المقري "- 1041هـ" في ثمانية مجلدات.

_ 1 فصلنا القول في الفقرة "11" ص.

المختارات الشعرية

و المختارات الشعرية: 1- ديوان الحماسة: لأبي تمام حبيب بن أوس الطائي "190 - 231هـ" من أشهر مصادر الشعر العربي، وأهم مجموعة من المختارات تمثل الشعر الجاهلي والإسلامي، وهي غذاء أدبي لكل باحث أو دارس، في حماسة أبي تمام عشرة أبواب "الحماسة، المراثي، الأدب، التشبيب، الهجاء، والأضياف والمديح، والصفات، والسير، والملح، ومذمة النساء"، واشتهر كتابه بالباب الأول منه، وقد لقي ديوان الحماسة اهتمام العلماء فشرحوه ولخصوه، أشهر شروحه شرح علي بن أحمد المرزوقي طبع بتحقيق أحمد أمين وعبد السلام هارون بمصر سنة "1371هـ" وشرح الإمام التبريزي. وقد اختصره الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي وطبع المختصر في جزأين بمصر سنة "1374هـ - 1955م". 2- حماسة البحتري: تأثر الأدباء والعلماء بحماسة أبي تمام وألفوا على نمطها وسموا مؤلفاتهم باسم الحماسة، ومن أشهر هؤلاء الشاعر أبو عبادة

الوليد بن عبيد البحتري "206 - 284هـ" صنف كتابه الحماسة معارضًا به "حماسة أبي تمام"، وقد اختاره من عيون أشعار العرب طبع الكتاب في مجلد بتحقيق كمال مصطفى سنة 1929م بمصر. 3- الحماسة: للشريف ضياء الدين أبي السعادات هبة الله بن علي البغدادي "ابن الشجري" "542هـ": حاكي ابن الشجري في حماسته حماسة أبي تمام، وجعلها في تسعة أبواب. طبعت سنة 1345في حيدر آباد الدكن في الهند. وطبعت بتحقيق عبد المعين الملوحي وأسماء الحمصي في جزأين سنة 1970 بإشراف وزارة الثقافة والإرشاد القومي بدمشق. 4- الحماسة البصرية: لأبي الحسن علي بن أبي الفرج البصري "659هـ"، حذا البصري في حماسته حذو أبي تمام؛ غير أنه زاد على حماسة أبي تمام أربعة أبواب. ضمت هذه الحماسة درر أشعار العرب وطبعت بتحقيق الدكتور مختار الدين أحمد سنة 1964م في دائرة المعارف العثمانية في حيدر آباد الدكن بالهند. 5- المفضليات: وإلى جانب هذه المصنفات مصنفات أخرى مثل "المفضليات" للراوية المشهور المفضل بن محمد الضبي الكوفي "المتوفى نحو سنة 168هـ" جمع فيها ما اختاره من قصائد شعراء الجاهلية والإسلام، طبعت بتحقيق أحمد محمد شاكر وعبد السلام محمد هارون سنة 1943 في دار المعارف بمصر. 6- الأصمعيات: لأبي سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي "- 216هـ" الأديب اللغوي المشهور، جمع في كتابه قصائد مختارة لشعراء جاهليين وإسلاميين، ولما كان الأصمعي شيخ رواة الشعر العربي القديم فإن ما جمعه من أوثق وأصح قصائد العربية. طبعت الأصمعيات

مع شرح مختصر بتحقيق أحمد محمد شاكر وعبد السلام هارون سنة 1955 في دار المعارف بالقاهرة. ودواوين الشعر القديم والحديث كثيرة جدًا.

الأمثال

ز- الأمثال: 1- الأمثال المسمى بـ "الفرائد والقلائد": لأبي منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي "350 - 429هـ" ذكر فيه الأمثال على الأبواب وفي كتابه ثمانية أبواب، طبع في جزء لطيف بمصر. 2- مجمع الأمثال: لأبي الفضل أحمد بن محمد النيسابوري المعروف بالميداني "518هـ" ذكر فيه الأمثال العربية وأمثال المولدين، ورتبه على حروف المعجم، وذكر الأمثال التي تندرج تحت كل حرف، وذكر في كل مثل من اللغة والإعراب ما يفتح الغلق، ومن القصص والأسباب ما يوضح الغرض.. وجعل قسمًا خاصًا بعد ذلك "الباب التاسع والعشرين" في أسماء أيام العرب، والثلاثين في نبذ من كلام النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين؛ فجاء الكتاب وافيًا في بابه، فيه نحو ستة آلاف مثل ونيف. طبع الكتاب في جزأين سنة 1342هـ بمصر وطبع طبعة حديثة بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد سنة "1379هـ" بمصر. 3- المستقصي في أمثال العرب: لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري "- 538هـ" رتب الأمثال العربية على حروف الهجاء، وأورد تحت كل حرف الأمثال التي تبدأ به، وقد راعى الترتيب الهجائي أيضًا في الكلمات الأولى من كل مثل، وشرح هذه الأمثال وبين أسبابها ومخارجها، طبع الكتاب في مجلدين سنة "1381هـ - 1962م" بالهند.

كتب في تراجم اللغويين والأدباء

ح - كتب في تراجم اللغويين والأدباء: كنت قد ألمحت في كتب التراجم عامة إلى مؤلفات خاصة باللغويين والأدباء، وهذه المصنفات كثيرة وقديمة. أكتفي بذكر أشهرها وأهمها لتكون عونًا للطالب في بعض أبحاثه، وما يجده الباحث في مثل هذه الكتب الخاصة قد لا يجده في كتب التراجم العامة؛ لهذا آثرت أن أذكر بعضها في هذا المقام. 1- طبقات النحويين واللغويين: لأبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي الأندلسي "- 379هـ" من كبار أئمة اللغة الأندلسيين في عصره، ذكر فيه تراجم اللغويين والنحويين من صدر الإسلام إلى زمانه، وقد رتب كتابه على الأقاليم "البصرة، الكوفة، مصر، أفريقية، الأندلس" وترجم لعلماء كل إقليم على طبقاتهم. طبع الكتاب بتحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم سنة 1954م بالقاهرة. 2- إنباه الرواة على أنباه النحاة: لجمال الدين بن يوسف القفطي "646هـ" ترجم لعلماء اللغة والنحو ومن صنف فيها، أو جلس لتدريسها في العالم الإسلامي من القرن الأول للهجرة إلى أيام القفطي؛ فغدا كتابه من أجمع ما صنف في بابه، وقد رتب تراجمه على حروف الهجاء. طبع الكتاب بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم في ثلاثة أجزاء سنة "1950 - 1952 - 1955" في مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة. 3- بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة: للحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي "849 - 911هـ". من أجمع ما صنف في تراجم النحاة والنحويين واللغويين من صدر الإسلام إلى أواسط القرن التاسع من الهجرة؛ فقد استفاد السيوطي من كتب السابقين

وأضاف عليها، واجتهد في جمع ذلك واستقصائه. رتب كتابه على حروف الهجاء. طبع الكتاب بتحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم في جزأين سنة 1966 بالقاهرة. 4- معجم الأدباء "إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب": لشهاب الدين ياقوت بن عبد الله الحموي "626هـ" ذكر في كتابه ما وقع إليه "من أخبار النحويين واللغويين والنسابين والقراء المشهورين والأخباريين والمؤرخين والوراقين المعروفين، والكتاب المشهورين، وأصحاب الرسائل المدونة، وأرباب الخطوط المنسوبة والمعنية، وكل من صنف في الأدب تصنيفًا، أو جمع في فنه تأليفًا"1 ترجم ياقوت لمن وصفهم في جميع البلاد الإسلامية، وفي مختلف العصور إلى زمانه، ورتب كتابه على حروف الهجاء، وراعى هذا الترتيب في اسم المترجم له واسم أبيه؛ مما سهل على الباحث الرجوع إلى كتابه والاستفادة منه بسهولة من غير مشقة. يعد معجم الأدباء من أجمع ما صنف في بابه. طبع قديمًا بالقاهرة في سبعة أجزاء، ثم طبع في عشرين جزءًا بإشراف الدكتور أحمد فريد الرفاعي في دار المأمون سنة "1936 - 1938م" بمصر. 5- معجم الشعراء: لأبي عبد الله محمد بن عمران المرزباني "- 384هـ" أحد أكابر علماء الأدب والشعر في عصره، ترجم فيه للشعراء المشهورين وغير المشهورين، وفيه نحو خمسة آلاف ترجمة2،

_ 1 معجم الأدباء ص48-49 ج1. 2 قال ابن النديم "كتاب المعجم له، ذكر فيه الشعراء على حروف المعجم بدًا بمن أول اسمه ألف إلى حرف الياء، وفيه خمسة آلاف اسم وفيه من شعر كل واحد منهم أبيات يسيرة من مشهور شعره، فيه ألف ورقة" الفهرست ص198 المكتبة التجارية بالقاهرة.

رتبه على حروف الهجاء؛ فُقِدَ جُلُّ الكتاب، ووصلتنا قطعة من أواخره من "عمرو" إلى آخر الكتاب. وقد نشر ما وصلنا بتحقيق عبد الستار أحمد فراج سنة "1960" بالقاهرة. وقد ضم المطبوع أكثر من ألف ترجمة. وغيره من كتب تراجم الأدباء والشعراء كثير مثل "يتمية الدهر في محاسن أهل العصر" لأبي منصور الثعالبي "- 429هـ" الذي خصه بتراجم شعراء عصره وهو كتاب قيم جامع مبسوط، ضمنه كثيرًا من أشعار وملح ولطائف من ترجم لهم. طبع الكتاب في أربعة أجزاء بعناية محمد محيي الدين عبد الحميد سنة "1947م" بالقاهرة.

كتب في دراسة بعض المصادر اللغوية والأدبية

ط - كتب في دراسة بعض المصادر اللغوية والأدبية: 1- نظرة تاريخية في حركة التأليف عند العرب في اللغة والأدب: للدكتور أمجد الطرابلسي، طبع طبعته الأولى سنة "1374هـ - 1954م" والرابعة سنة "1389هـ - 1969م" مكتبة دار الفتح بدمشق. 2- دراسة في مصادر الأدب: للدكتور طاهر أحمد مكي طبع الجزء الأول منه الطبعة الأولى سنة 1968م في دار المعارف بالقاهرة. 3- مصادر التراث العربي في اللغة والمعاجم والأدب والتراجم: للدكتور عمر الدقاق، طبع المكتبة العربية بحلب سنة 1968. 4- المكتبة العربية-دراسة لأمهات الكتب في الثقافة العربية: للدكتورة عزة حسن طبع الجزء الأول منه سنة 1390هـ - 1970م بدمشق.

في تاريخ آداب اللغة العربية

ي - في تاريخ آداب اللغة العربية: نرى من المناسب أن نذكر في هذا المقام كتاب "تاريخ آداب العرب"

للكاتب العالم الأديب الشاعر مصطفى صادق الرافعي "1297 - 1356هـ" عرض في هذا الكتاب النفيس لآداب العرب، وقد جعله في أحد عشر بابًا وهي: الباب الأول: في تاريخ اللغة ونشأتها وتفرعها وما يتصل بذلك. الباب الثاني: في تاريخ الرواية ومشاهير الرواة وما تقلب من ذلك على الشعر واللغة. الباب الثالث: في منزلة القرآن الكريم من اللغة وإعجازه وتاريخه، وفي البلاغة النبوية ونسق الإعجاز فيها. الباب الرابع: في تاريخ الخطابة والأمثال جاهلية وإسلامًا. الباب الخامس: في تاريخ الشعر العربي ومذاهبه والفنون المستحدثة فيه وما يلتحق بذلك. الباب السادس: في حقيقة القصائد الملعقات ودرس شعرائها. الباب السابع: في أطوار الأدب العربي وتقلب العصور به، وتاريخ أدب الأندلس إلى سقوطها، ومصرع العربية فيها. الباب الثامن: في تاريخ الكتابة وفنونها وأساليبها ورؤساء الكتاب وما يجري هذا المجرى. الباب التاسع: في حركة العقل العربي وتاريخ العلوم وأصناف الآداب جاهلية وإسلامًا بالإيجاز التاريخي. الباب العاشر: في التأليف وتاريخه عند العرب ونوادر الكتب العربية. الباب الحادي عشر: في الصناعات اللفظية التي أولع بها المتأخرون في النظم والنثر وتاريخ أنواعها.

وتحت كل باب عشرات المباحث فكان الكتاب جامعًا شاملًا قيمًا لا يستغنى عن الاستفادة منه مشتغل في علوم العربية أو الدراسات الإسلامية في جوانبها اللغوية والأدبية طبع الكتاب طبعته الرابعة سنة 1394هـ - 1974م بدار الكتاب العربي ببيروت.

المبحث الحادي عشر: كتب جامعة وكتب في دراسات إسلامية

المبحث الحادي عشر: كتب جامعة وكتب في دراسات إسلامية كتب جامعة ... المبحث الحادي عشر: كتب جامعة وكتب في دراسات إسلامية. أ- كتب جامعة: رأينا فيما سبق مصادر ومراجع بحثت في علوم مستقلة، كعلم التفسير والفقه والأصول والحديث والرجال وغير ذلك، وإلى جانب هذه المصنفات مؤلفات جامعة تتناول المسألة العلمية من عدة جوانب، أو تجمع بين دفتيها علوما كثيرة، وليس هذا غريبًا؛ فإنك ترى كثيرًا من مؤلفات القدامى تتناول أكثر من موضوع وتبحث في المسائل العلمية من جوانب متعددة، وسنذكر فيما يلي نماذج من هذه المؤلفات، ثم نتبعها بنماذج أخرى من مئات المؤلفات التي تناولت جانبًا من جوانب الإسلام بالدراسة والبيان. 1- إحياء علوم الدين: للإمام الأصولي حجة الإسلام أبي حامد محمد الغزالي "505هـ"1.

_ 1 ذكر الإمام الغزالي في مقدمة الاحياء أنه ألف كتابه ".... طمعًا في نيل ما تعبده الله تعالى به من تزكية النفس واصلاح القلب، وتداركًا لبعض ما فرط من إضاعة العمر يأسًا من تمام التلافي والجبر، وانحيازًا عن غمار من قال فيهم صاحب الشرع صلوات الله عليه وسلامه: أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله سبحانه بعلمه ... والآخرة مقبلة، والدنيا مدبرة، والأجل قريب، والسفر بعيد، والزاد طفيف، والخطر عظيم، والطريق سد، وما سوى الخلص لوجه الله من العلم والعمل عند الناقد البصير رد، وسلوك طريق الآخرة مع كثرة الغوائل =

صنف الإمام الغزالي كتابه هذا على منهج فريد لم يسبق إليه، واجتهد في تبويبه والتفريع عليه؛ فتكلم في العقيدة وحقيقة الوحدانية،

_ = من غير دليل ولا رفيق متعب ومكد؛ فأدلة الطريق هم العلماء الذين هم ورثة الأنبياء، وقد شغر منهم الزمان، ولم يبق إلا المترسمون وقد استحوذ على أكثرهم الشيطان، وأغواهم الطغيان، ... ولقد خيلوا إلى الخلق أن لا علم إلا فتوى حكومة تستعين به القضاة على فصل الخصام. عند تهاوش الطغام، أو جدل يتذرع به طالب، أو سجع مزخرف يتوسل به الواعظ إلى استدراج العوام؛ فأما علم طريق الآخرة وما درج عليه السلف الصالح؛ مما سماه الله سبحانه في كتابه فقهًا وحكمة، وعلمًا؛ فقد أصبح من بين الخلق مطويًا ولما كان هذا ثلمًا في الدين ملمًا، وخطبًا مدلهمًا، رأيت الاشتغال بتحرير هذا الكتاب مهما، إحياءً لعلوم الدين وكشفا عن مناهج الأئمة المتقدمين وإيضاحًا لمناحي العلوم النافعة عند النبيين والسلف الصالحين. وقد أسسته على أربعة أرباع، وهي: 1- ربع العبادات. 2- وربع العادات. 3- وربع المهلكات. 4- وربع المنجيات. ويشتمل ربع العبادات على عشرة كتب: كتاب العلم، وكتاب قواعد العقائد، وكتاب أسرار الطهارة، وكتاب أسرار الصلاة وكتاب أسرار الزكاة، وكتاب أسرار الصيام، وكتاب أسرار الحج، وكتاب آداب تلاوة القرآن، وكتاب الأذكار والدعوات، وكتاب ترتيب الأوراد في الأوقات. وأما ربع العادات فيشتمل على عشرة كتب: كتاب آداب الأكل، وكتاب آداب النكاح، وكتاب أحكام الكسب، وكتاب الحلال والحرام، وكتاب آداب الصحبة والمعاشرة مع أصناف الخلق، وكتاب العزلة، وكتاب آداب السفر، وكتاب السماع والوجد، =

وفي العبادات وأسرارها، وفي المعاملات وأنواعها، وفصل في الآداب والأخلاق؛ فبين الأخلاق المحمودة وأسبابها وما يترتب عليها. وما

_ = وكتاب الأمربالمعروف والنهي عن المنكر، وكتاب آداب المعيشة وأخلاق النبوة. وأما ربع المهلكات فيشتمل على عشرة كتب: كتاب شرح عجائب القلب، وكتاب رياضة النفس، وكتاب آفات الشهوتين: شهوة البطن، وشهوة الفرج، وكتاب آفات اللسان، وكتاب آفات الغضب والحقد والحسد، وكتاب ذم الدنيا، وكتاب ذم المال والبخل، وكتاب ذم الجاه والرياء، وكتاب ذم الكبر والعجب، وكتاب ذم الغرور. وأما ربع المنجيات فيشتمل على عشرة كتب: كتاب التوبة، وكتاب الصبر والشكر، وكتاب الخوف والرجاء، وكتاب الفقر والزهد، وكتاب التوحيد والتوكل، وكتاب المحبة والشوق والأنس والرضا، وكتاب النية والصدق والأخلاق، وكتاب المراقبة والمحاسبة، وكتاب التفكر، وكتاب ذكر الموت. فأما ربع العبادات فأذكر فيه من خفايا آدابها، ودقائق سننها، وأسرار معانيها، ما يضطر العالم العامل إليه؛ بل لا يكون من علماء الآخرة من لا يطلع عليه، وأكثر من ذلك مما أهمل في فن الفقهيات. وأما ربع العادات: فأذكر فيه أسرار المعاملات الجارية بين الخلق، وأغوارها ودقائق سننها، وخفايا الورع في مجاريها، وهي مما لا يستغني عنها متدين. وأما ربع المهلكات فأذكر فيه كل خلق مذموم ورد القرآن بإماطته، وتزكية النفس عنه، وتطهير القلب منه، وأذكر من كل واحد من تلك الأخلاق حده وحقيقته، ثم أذكر سببه الذي يتولد، ثم الآفات التي عليها تترتب، ثم العلامات التي بها تتعرف، ثم طرق المعالجة التي بها منها يتخلص، كل ذلك مقرونا بشواهد الآيات والأخبار والآثار. وأما ربع المنجيات: فأذكر فيه كل خلق محمود وخصلة مرغوب فيها من خصال المقربين والصديقين، التي بها يتقرب العبد من رب =

ويسمو بها، وعدد الخصال المذمومة وبينها وبين أسبابها، والآثار التي تتولد عنها، وعرج على وسائل الإقلاع عنها، وفصل في إيضاح معالجتها، تزكية للنفس، تطهيرا للقلب، فغاص على فلسفة

_ = العالمين، وأذكر في كل خصلة حدها وحقيقتها، وسببها الذي به تجتلب وثمرتها التي منها تستفاد، وعلامتها التي بها تتعرف، وفصيلتها التي لأجلها فيها يرغب، مع ما ورد فيها من شواهد الشرع والعقل. ... فلم أبعد أن يكون تصوير الكتاب بصورة الفقه تلطفا في استدراج القلوب ... فثمرة هذا العلم طب القلوب والأرواح، المتوصل به إلى حياة تدوم أبد الآباد ... " إحياء علوم الدين ص1 - 6 ج1 ولنضرب مثلًا من العبادات؛ ففي أسرار الصلاة ذكر فضيلة الآذان وفضيلة المكتوبة وفضيلة إتمام الأركان وفضيلة الجماعة، وفيها ذكر حديث صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة، وحديث أبي هريرة في التشديد على ترك الجماعة وغيره من الأحاديث والآثار عن الصحابة والتابعين، وختمها بما روي عن السلف أنهم كانوا يعزون أنفسهم ثلاثة أيام إذا فاتتهم التكبيرة الأولى، ويعزون سبعًا إذا فاتتهم الجماعة. انظر الإحياء ص73-74 ج1. ولا بد من الإشارة إلى أنه ذكر في باب الأذكار والأوراد في الأوقات أحاديث صحيحة وحسنة، كما ذكر أحاديث ضعيفة كثيرة ولا يخفى هذا على من يطالع تخريج الحافظ العراقي لأحاديث الإحياء، ولعله تساهل بذكر الضعيف؛ لأنه مما عمل به في الفضائل. وفي ربع العادات ذكر كتاب الحلال والحرام، وفيه درجات الحلال والحرام، وذكر ورع العدول وورع الصالحين وورع المتقين وورع الصديقين وألحق بكل صنف أمثلة موضحة؛ لذلك انظر ص30-37 ج5 المجلد الثاني. وتحدث في ربع المهلكات عن معنى النفس والروح والقلب والعقل، وضرب لذلك أمثلة موضحة، طبع في أواخر الجزء الرابع كتاب الإملاء في إشكالات الإحياء، وكتاب "تعريف الأحياء بفضائل الإحياء" للشيخ عبد القادر بن عبد الله العيدروس باعلوي.

التشريع، وأسرار الأحكام، بنظر ثاقب، وأسلوب واضح وعبارة مشرقة بينة، ومنطق سليم يتدرج بالقارئ ويأخذ به إلى درجات الكمال بما يسوق من أدلة وأخبار وآثار، ويفصل من نتائج وأسرار، تدل على سعة الفكر ونضوج العلم، فيلج خطابه إلى القلب ويستقر في أعماق النفس، فغدا كتابه جامعا كثير الفوائد، متعدد الجوانب، غزير المادة، لا يغني عنه كتاب في موضوعاته، غير أن الغزالي قد استشهد بأخبار ضعيفة في مواضع كثيرة، كما أن كتابه خلا من باب الجهاد وفضله وهذا أمر غريب لم نقف على سببه وعلته.. وقد كفانا الإمام العراقي رحمه الله مئونة تخرج أحاديثه فبين درجاتها وصحيحها من سقيمها، فجنب بذلك القارئ مظان الزلل والخطأ. 2- مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: لتقي الدين أحمد بن عبد الحليم "ابن تيمية" "661 - 728هـ"، وهي من أكبر الموسوعات الإسلامية الجامعة؛ فقد تناولت العقيدة بجميع أصولها وفروعها وما يلحق بها، والمنطق وعلم السلوك والتصوف، والقرآن وعلومه والتفسير والحديث وعلومه، وأصول الفقه في جميع أبوابه1، وغير ذلك مما له صلة وثيقة بأمهات علوم الإسلام وفروعها؛ فهي بحق موسوعة إسلامية ضخمة. طبعت هذه الفتاوى في خمسة وثلاثين جزءًا كبيرًا سنة "1381 - 1389هـ" في مطابع الرياض، وقد جمعها

_ 1 استوعبت أبحاث العقيدة ثمانية مجلدات من "1-8"، والمنطق والسلوك والتصوف ثلاثا من "9-11"، والقرآن وعلومه مجلدة وهي "12" والتفسير خمسًا من "13-17"، والحديث مجلدة وهي "18"، وأصول الفقه مجلدين "19-20"، واستوعب الفقه خمسة عشر جزءًا من "21-35". وأما المجلدان 36 و 37 فهما للفهارس.

ورتبها عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي الحنبلي وساعده بهذا ابنه محمد، ووضع لها عبد الرحمن بن محمد بن قاسم فهارس جيدة في مجلدين مما سهل الانتفاع بها والاستفادة منها. 3- حجة الله البالغة: للإمام الكبير الشيخ أحمد بن عبد الرحيم المعروف بشاه ولي الله الدهلوي: "1114-1176" أحد كبار الدعاة والمصلحين في الهند، هذا الكتاب جامع لفلسفة التشريع وأسرار أحكام الشريعة ومقاصدها، تكلم في التوحيد والصفات وذكر أسرار العبادات، وانتقل إلى مباحث أصولية وتكلم في أسباب اختلاف الفقهاء، وبين الفرق بين أصحاب الحديث وأصحاب الرأي، وتناول جانبًا من الآداب والأخلاق الإسلامية، على منهج فريد، وأسلوب جميل مشرق يتسم بقوة العبارة، وسلامة المنطق ووضوح الحجة، طبع الكتاب عدة مرات بمصر ثم طبع طبعة جيدة بتحقيق السيد سابق بدار الكتب الحديثة بالقاهرة.

كتب في دراسات إسلامية

كتب في دراسات إسلامية مدخل ... ب- وأما الكتب التي صنفت في دراسات إسلامية مختلفة: فهي كثيرة جدًا، قديمة، وحديثة، نكتفي بذكر نماذج منها.

في نظام الدولة وحسن سياستها

1- في نظام الدولة: ففي نظام الدولة وحسن سياستها وما يلحق بهذا مؤلفات كثيرة منها: 1- الإمامة والسياسة: المنسوب لأبي محمد عبد الله بن مسلم "ابن قتيبة" "213 - 276هـ" عالج في كتابه هذا رئاسة الدولة الإسلامية منذ عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وعهد الأمويين والعباسيين إلى عهد هارون الرشيد، والشئون الإدارية وتأثرها بالفتن وما يلحق بهذا. طبع الكتاب في جزأين سنة "1380هـ - 1960م" بالقاهرة.

2- كتاب الولاة والقضاة: لأبي عمر محمد بن يوسف الكندي "283 - 350هـ"، تحدث عن النظام القضائي في مصر وعن قضاتها طبع الكتاب بتصحيح "رفن كست" سنة "1908م" مع ذيوله لأحمد بن عبد الرحمن بن برد الذي تمم ما وقف عنده الكندي إلى سنة "424هـ". 3- رسل الملوك ومن يصلح للرسالة والسفارة: لأبي علي الحسين بن محمد المعروف بابن الفراء "المتوفى في مطلع القرن الخامس". طبع بتحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد سنة 1366هـ - 1947م في جزأين الأول لابن الفراء والثاني بعنوان "فصول في الدبلوماسية: الرسل والسفراء في بلاد الغرب" والعرب للدكتور صلاح الدين المنجد. 4- الأحكام السلطانية والولايات الدينية: لأبي الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري البغدادي الماوردي "450هـ" تناول في كتابه الإمامة وانعقادها والوزارة وأنواعها وشروطها، والإمارة على البلاد، وعلى الجهاد، وولاية القضاء، وولاية المظالم وإمامة الصلوات والولايات على الحج والصدقات، والديوان وأحكامه، وفي أحكام الجرائم، وفي الحسبة وأحكامها، ومن ثم يعد هذا الكتاب من أجمع ما كتب في بابه. طبع سنة "1380هـ - 1960م" بمطبعة مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة. وله أيضًا كتاب أدب الوزير المعروف بـ "قوانين الوزارة وسياسة الملوك" طبع في جزء لطيف سنة "1348هـ - 1929م" بالقاهرة. 5- الأحكام السلطانية: للقاضي أبي يعلى محمد بن الحسين الفراء الحنبلي "380 - 458هـ" طبع بمصر. 6- نهاية الرتبة في طلب الحسبة: لعبد الرحمن بن نصر

الشيرازي "589هـ" من أقدم وأجمع وأطرف ما صنف في نظام الحسبة وتاريخها وشروطها. طبع الكتاب بإشراف محمد مصطفى زيادة سنة "1365هـ - 1946م" بالقاهرة. 7- كتاب قوانين الدواوين: لأبي المكارم شرف الدين أسعد بن الخطير "ابن مماتي" المصري "606هـ" بين في كتابه نظام الإدارة وأحوالها في عصره. طبع هذا الكتيب سنة "1299هـ" بالقاهرة. 8- الدرر المنظومات في الأقضية والحكومات المعروف بأدب القضاء: للقاضي شهاب الدين إبراهيم بن عبد الله المعروف بابن أبي الدم الحموي "583 - 642هـ" عرض فيه لنظام القضاء في الإسلام وصفات القاضي وواجباته تجاه الخصوم وتثبته في الشهادات وما يلحق هذا من أمور الإثبات والأحكام، وآداب القضاء مما لا غنى لمشتغل في هذا الميدان عن الانتفاع به، طبع الكتاب في مجلد كبير بتحقيق الدكتور محمد الزحيلي في سلسلة منشورات مجمع اللغة العربية بدمشق سنة 1395هـ - 1975م. 9- السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية: لتقي الدين أحمد بن عبد الحليم "ابن تيمية" "661 - 728هـ". عرض في كتابه هذا للولايات وشروطها وللأموال: الواردات والنفقات، وبين الحدود والحقوق وأنواعها. بيانًا دقيقًا واضحًا. طبع الكتاب طبعته الثانية بتحقيق الدكتور علي سامي النشار وأحمد زكي عطية سنة 1951م بالقاهرة. وله أيضًا كتاب "الحسبة في الإسلام أو وظيفة الحكومة الإسلامية" طبع سنة "1387هـ - 1967م" بتقديم الأستاذ محمد المبارك في دار الكتب العربية، وللأستاذ محمد المبارك كتاب "الدولة ونظام الحسبة عند ابن تيمية"، وهو بحث قيم حول تدخل الدولة في المجال

الاقتصادي في التسعير والقيمة والعمل والأجور والملكية والعدالة الاجتماعية في الفقه الإسلامي، وغيرها من المسائل الاقتصادية، إلى جانب بحث عام عن الدولة ووظائفها. طبع الكتاب طبعته الأولى سنة "1378هـ - 1967م" في دار الفكر. 10- الطرق الحكمية في السياسة الشرعية: لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية "751هـ". طبع سنة "1317هـ" بمصر. ولابن القيم كتاب "أحكام أهل الذمة" فصل القول فيه في جميع أحكام غير المسلمين من رعايا الدولة الإسلامية تفصيلًا شرعيًا واضحًا. طبع الكتاب بتقديم وتحقيق الدكتور صبحي الصالح في جزأين سنة 1961 بمطبعة جامعة دمشق. 11- معيد النعم ومبيد النقم: للشيخ القاضي تاج الدين عبد الوهاب السبكي "771هـ" من أجمع ما صنف في بيان واجبات المسئولين في جميع مرافق الدولة ومؤسساتها وإداراتها من رئيس الدولة ونوابه ووزرائه ورؤساء الدواوين، وكتاب السر، وأمراء الجيش، وأمراء الدولة والقضاة وعمال بيت المال والعلماء والمفتين والفقهاء. إلى السجان ورماة البندق، كما بين واجبات أصحاب الحرف وما يلحق بهذا، وجعل كتابه في مئة وثلاثة عشر مثالًا كل مثال يمثل نوعًا من أنواع الوظائف أو الأعمال الحرة. ويعد هذا الكتاب فريدًا في بابه جامعًا لكثير؛ مما لا نجده في غيره. طبع في جزء وسط بتحقيق محمد علي النجار، وأبو زيد شلبي، ومحمود أبو العيون سنة "1367هـ - 1948م". بالقاهرة. 12- نظام الحكومة النبوية المسمى التراتيب الإدارية: للعلامة الشيخ عبد الحي الكتاني تناول فيه الخلافة والوزارة، والأعمال

الفقهية والعلمية التي كانت في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، والكتابة والكتاب وعددهم وأنواعهم، ومن كان يقوم بالترجمة بين يديه عليه الصلاة والسلام، والأمراء والإمارات وأنواعها، وموارد الدولة ومصارفها، وحرف الناس وحياتهم وتجارتهم وزراعتهم والحالة العلمية والاجتماعية على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ونظام التعليم ... وعدد من كان بالمدينة من الصحابة ... وميزات أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وخصائصهم؛ فغدا الكتاب من أجمع ما صنف في بابه. طبع في مجلدين كبيرين قديمًا في المغرب ثم صور أخيرًا في بيروت. 13- عبقرية الإسلام في أصول الحكم: لمنير العجلاني بحث جامع عرض لمولد الحكومة الإسلامية ولطبقات الناس، ولأهل الذمة، وللحكومة في الجاهلية والإسلام والخلافة وألقابها، ووجوبها وشروطها ... والوزارة وواجباتها وآدابها، والإمارة واختيار الأمراء وأنواع الامارات، والحسبة وواجبات المحتسب، والدواوين, وولاية المظالم، والقضاء والعقوبات وأنواعها، وواردات الدولة ونفقاتها. طبع الكتاب في مطبعة النضال في دمشق. ثم طبع بعد ذلك. 14- نظام الحياة في الإسلام: لأبي الأعلى المودودي عرض في كتابه هذا للنظام الاجتماعي والاقتصادي والخلقي والسياسي والروحاني عرضًا موجزًا. طبع طبعته الثانية سنة "1377هـ - 1958م". في دار الفكر الإسلامي بدمشق. 15- السياسة الشرعية أو نظام الدولة الإسلامية: للشيخ عبد الوهاب خلاف أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة القاهرة. طبع سنة 1350 بالمطبعة السلفية بالقاهرة. 16- المال والحكم في الإسلام: لعبد القادر عودة "- 1954م" نشر بدار الكتاب العربي بالقاهرة سنة 1951.

17- نظام الحكم في الإسلام: للأستاذ الدكتور محمد عبد الله العربي تعرض فيه للكيان الروحي في بنيان الدولة الإسلامية، وللكيان المادي، ولأجهزة الدولة ووظائفها، وفصل القول في هذا تفصيلًا بينًا. وقد ألقى هذا البحث في الندوة العالمية للدراسات الإسلامية التي دعت إليها جامعة لاهور سنة 1957م، وطبع في دار الفكر. 18- نظام الحكم في الإسلام: للدكتور محمد يوسف موسى. محاضرات ألقاها على طلاب الدراسات القانونية في معهد الدراسات العربية العالية بالقاهرة، جعله في أربعة أبواب تناول في الأول منها الإسلام والدولة من حيث التكييف الشرعي، وفي الباب الثاني طريق تولية الخليفة، وفي الثالث الخليفة والأمة وواجبات وحقوق كل طرف منهما. وفي الباب الرابع عرض لغاية الحكم ودعائمه. طبع سنة 1962 بالقاهرة. 19- الخلافة أو الإمامة العظمى: لمحمد رشيد رضا "1282- 1354هـ". طبع في جزء لطيف بمصر. 20- المؤسسات الإدارية في الدولة العباسية خلال الفترة "247 - 334هـ" "861 - 945م": لحسام قوام السامرائي. طبع سنة 1391هـ - 1971م في دار الفتح بدمشق. 21- الخلافة والإمامة ديانة وسياسة: لعبد الكريم الخطيب. طبع سنة 1963 في دار الفكر العربي بالقاهرة. 22- نظام الإسلام: للأستاذ الدكتور وهبة الزحيلي وقد جعله في ثلاثة أقسام عرض في الأول منها للعقيدة الإسلامية، وفي الثاني لأسس الحكم في الإسلام؛ فعرض للسلطة التشريعية وهي العليا في دولة الإسلام وللسلطة التنفيذية، وللسلطة القضائية وما يلحق بها،

وتناول في الباب الثاني من هذا القسم العلاقات الدولية في السلم والحرب وما يلحق بهذا، وعرض في القسم الثالث من كتابه لمشكلات العالم الإسلامي المعاصر. طبع الكتاب في مجلد كبير سنة 1394هـ - 1974م منشورات جامعة بنغازي كلية الحقوق بليبيا. 23- نظام الحكم في الإسلام: للدكتور محمد فاروق النبهان جعل كتابه في أربعة أبواب، باب تمهيدي عرض فيه للنظرية السياسية والدستورية في الفكر المعاصر، وعرض في الباب الأول للفكر السياسي والدستوري في الإسلام؛ فذكر لمحة تاريخية عن التاريخ السياسي للدولة الإسلامية، ثم تحدث عن فلسفة الإسلام السياسية، وعن المفاهيم السياسية والدستورية في الإسلام. وعرض للقواعد الأساسية والأهداف الرئيسية للحكم في الإسلام. وفصل القول في الباب الثاني في مصادر الفكر السياسي والدستوري في الإسلام، وعقد فصلًا لبيان مصادر الأحكام بين الشريعة والقانون، وكان الباب الثالث من كتابه موضع بيان السلطات العامة في الإسلام تشريعية وتنفيذية وقضائية. طبع الكتاب في مجلد كبير سنة 1974 في مطبوعات جامعة الكويت.

في الاقتصاد والسياسة المالية

2- وفي الاقتصاد والسياسة المالية: مؤلفات كثيرة إلى جانب بعض المؤلفات التي رأيناها في الفقرة السابقة منها: 1- كتاب الخراج: للقاضي أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري صاحب أبي حنيفة "192هـ". طبع الكتاب طبعته الثانية سنة "1352هـ" المطبعة السلفية بالقاهرة. 2- كتاب الخراج: ليحي بن آدم القرشي "- 203هـ" طبع بالقاهرة سنة 1347هـ. 3- كتاب الأموال: لأبي عبيد القاسم بن سلام "150 - 224 هـ"،

من أهم الكتب التي بحثت في التنظيم الاقتصادي الإسلامي قديمًا؛ فتناول بالبحث إيرادات الدولة الإسلامية ونفقاتها وبينها بيانًا وافيًا طبقًا لأصول وأحكام الشريعة الإسلامية. طبع الكتاب بتعليق الشيخ حامد الفقي سنة "1353هـ - 1934م" المكتبة التجارية الكبرى بالقاهرة. 4- عوامل النجاح في المصارف اللاربوية: للدكتور محمد عزيز أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة كراتشي أجاب هذا الكتيب عن أربعة أسئلة هامة تدور حول قيام المصارف اللاربوية، وهي: ما هو سبيل الحصول على رءوس الأموال اللازمة لهذه المصارف؟ وكيف تستطيع هذه البنوك اجتذاب معاملات كافية في الحساب الجاري، وحساب الودائع بدون فوائد؟ وهل تتعرض هذه المصارف للخسارة إذا قوبلت بالمصارف القائمة، كيفية الحسابات ونظامها في هذه المصارف؟ نشر هذا الكتيب في سلسلة "نحو اقتصاد إسلامي سليم"، مكتبة المنار بالكويت العدد الثالث. 5- تحريم الربا تنظيم اقتصادي: للأستاذ الشيخ محمد أبي زهرة، تكلم عن الربا ونفسية المرابي، ثم تكلم عن تحريم الربا في اليهودية والنصرانية وفي نظر الفلاسفة، ثم تحدث عن الربا في الإسلام وفصل القول فيه في مختلف الميادين، ثم تحدث عن الربا في القرون الأخيرة، وانتهى إلى أنه لا مصلحة في الربا ولا ضرورة تدعو إليه، ثم اقترح نظامًا لا ربا فيه، وأيد هذا الاقتراح بالأدلة العلمية والعملية. نشر هذا البحث سنة 1955م في سلسلة "نحو اقتصاد إسلامي سليم" العدد السادس في مكتبة المنار بالكويت. 6- الاقتصاد الإسلامي في تطبيقه على المجتمع المعاصر: للدكتور محمد عبد الله العربي، عرض في هذا البحث لرسالة الإسلام في جانبها

الاقتصادي، وتحدث عن الملكية الخاصة وعن التزاماتها الإيجابية والسلبية، كما تحدث عن تشريع الإرث الإسلامي وعرض لموازنة أثر التصور الإسلامي والغربي على كيان المجتمع، وحلل ذلك تحليلًا علميًا دقيقًا، وبين نتائجه في كلا النهجين. وانتهى إلى أن النظام الإسلامي كفيل بإشاعة الرخاء في المجتمع، كفيل بنشر روح تعاونية مثمرة في جميع جوانبه، كفيل بإقامة توازن عادل بين جميع المصالح المتعارضة، ثم اقترح نظامًا للقروض الإنتاجية والاستهلاكية في ظل الإسلام، يقوم على التكافل الوثيق بين طبقات المجتمع بالنسبة للقروض الاستهلاكية، وعلى التعاون المثمر بين رأس المال والعمل المثمر بالنسبة للقروض الإنتاجية، وهذا يحل محل بعض وظائف النظام المصرفي السائد في الاقتصاد الغربي، نشر هذا البحث في سلسلة "نحو اقتصاد اسلامي". مكتبة المنار بالكويت. 7- الإسلام والتنمية الاقتصادية: لجاك أوستروي تعريب الدكتور نبيل صبحي الطويل، وخلاصة هذا الكتاب "أن الإسلام يختلف عن الاقتصاد الرأسمالي في وسائله وطرقه، ويختلف عن الماركسية فهما متعارضان في فلسفتهما وعقيدتهما، وفي الحياة العملية والتطبيقية.. وينتهي المؤلف إلى الفكرة الثالثة وهي التنبؤ باحتمال قيام نظام اقتصادي في العالم على أسس مستمدة من الإسلام.."1 صنف في باريس سنة 1960 ونشر بالعربية في دار الفكر بدمشق. 8- معضلات الاقتصاد وحلها في الإسلام: للأستاذ أبي الأعلى المودودي: بين هذا الكتاب أسباب المعضلات الاقتصادية، وطريق معالجتها في مختلف النظم الوضعية، ثم بين علاجها وحلها في الإسلام،

_ 1 الإسلام والتنمية الاقتصادية المقدمة هـ.

بعد أن وضح نظرة الإسلام إلى المال وسبل الانتفاع به من خلال النظرة الإنسانية السامية للإنسان ورسالته في الحياة. طبع الكتاب في روالبندي بباكستان. ثم طبع مرارًا في أكثر من بلد عربي. 9- الاقتصاد: لحسن المهدي الحسيني، تعرض في هذا الكتاب لطبيعة المال، وللفلسفة الرأسمالية وأخطائها وآثارها. وللفلسفة الشيوعية ووسائلها وطرق تطبيقها، والتغييرات التي طرأت عليها من حيث التطبيق، وآثارها في مختلف الميادين الفردية والاجتماعية بأنواعها، وتحدث عن الاقتصاد الاشتراكي ووسائل تطبيقه، ومناقضاته وآثاره في مختلف الميادين، وألحق بهذا الفصل الكلام عن بعض "المذاهب الاشتراكية المبتورة"، ثم تحدث عن الاقتصاد الإسلامي من جميع نواحيه؛ فتحدث عن الفرد في نظر الإسلام، وعن الملكية الفردية، وعن الغش والاحتكار، وعن الملكية العامة ومناهج استثمارها والاستفادة منها، ثم تحدث عن موارد بيت المال. وانتهى إلى أن "الاقتصاد الإسلامي هو النظام الوحيد الذي استطاع -بكل هدوء وحكمة ورزانة- أن يوجه الشعب توجيهًا رشيدًا، يحفزه على استخراج الطاقات، وإثارة المواهب والصلاحيات، وتوزيعها على مجموع الأفراد، فردًا فردًا توزيعًا عادلًا عفويًا طبيعيًا؛ حتى لم يبق في الدولة الإسلامية الرحيبة فقير يقبل الصدقات؛ فانهارت الطبقات بنفسها، وأصبح المجتمع الإسلامي الكبير أشبه بالطبقة الواحدة ... وحث على الالتزام بالأخلاق والفضائل، وحرر النساء عن العمل المضني خارج البيت، وأعفى الأولاد لينطلقوا في حياة الطفولة، حتى يرشدوا ويبلغوا أشدهم، وتفتل عضلاتهم المفعمة قوة وحرارة، وشوقا إلى

العمل.."1 طبع الكتاب في جزأين وسطين سنة "1380هـ - 1960م" في كربلاء "منشورات الأعلمي". 10- اقتصادنا: لمحمد باقر الصدر من أجمع وأحدث ما كتب في دراسة المذاهب الاقتصادية دراسة موضوعية، عرض للنظرية المادية التاريخية من جميع نواحيها، وللمذهب الماركسي، كما عرض للرأسمالية المذهبية في أفكارها وقيمها الأساسية، عرضًا علميًا دقيقًا، ثم تناول بالبحث الاقتصاد الإسلامي في هيكله العام، وبين صلته ببقية الأنظمة الإسلامية وأنه جزء من كل، وكان هذا الجزء الأول من كتابه، ثم حاول استنباط المذهب الاقتصادي الإسلامي في الجزء الثاني من كتابه وبنى محاولته هذه على الأسس العلمية، وعلى التحليل والموزانة والاستنتاج. طبع هذا الكتاب في مجلد كبير طبعته الأولى سنة 1381هـ - 1961م بالنجف والثالثة سنة 1389هـ - 1969م في دار الفكر ببيروت. 11- خطوط رئيسية في الاقتصاد الإسلامي: لمحمود أبو السعود جعله في مقدمة وأربعة فصول، تحدث في الأول منها عن الفكرة الاقتصادية كجزء من المفهوم العام للحياة المعاشية في المجتمع الإسلامي، وبين مفاهيم الاقتصاد المعاصر ومكان العقيدة منه. وتحدث في الفصل الثاني عن التنظيم الاقتصادي الإسلامي، وفي الثالث عن الإنتاج والملكية، وفي الفصل الرابع عن استغلال الأرض في الإسلام. وتحت كل فصل عدة أبحاث هامة. طبع الكتاب في جزء وسط سنة 1385هـ - 1965م في مطبعة معتوق إخوان ببيروت. 12- نحو استراتيجية جديدة للتنمية الاقتصادية في الدول النامية:

_ 1 الاقتصاد للحسيني ج2 ص377.

للدكتور أحمد عبد العزيز النجار، تناول هذا الكتاب بحثين مهمين الأول: العطالة والتنمية الاقتصادية في الدول النامية، والثاني: بنوك شعبية بلا فوائد طريق التنمية الذاتية في الدول النامية. طبع سنة 1969م في دار الفكر ببيروت. 13- المجتمع العربي في مرحلة التغير: ل "ر. ك. ريدي" رئيس المعهد الدولي للعلوم السلوكية بواشنطن، تحدث هذا الكتاب عن التجربة الناجحة لإنشاء مصارف بلا فوائد في عدة مناطق من الجمهورية العربية المتحدة، وقوم هذه التجربة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والإدارية، ثم عرض نتائج بعض عناصر التطور الاجتماعي، وزود أبحاثه بالجداول والبيانات والإحصائيات التي تؤكد نجاح المصارف اللاربوية. عرب الكتاب الدكتور أحمد عبد العزيز النجار، وطبع سنة 1970 في دار الفكر ببيروت.

في التربية والتعليم مصنفات كثيرة منها

3- وفي التربية والتعليم مصنفات كثيرة منها: 1 1- آداب المعلمين: للفقيه محمد بن عبد السلام "سحنون" "المشهور بابن سحنون" "202 - 256هـ" من أقدم ما وصلنا في التربية والتعليم، وهي رسالة تعرض لأهم أسس التربية والتعليم وواجبات المعلم والمتعلم. طبعت بتقديم الأستاذ حسن حسني عبد الوهاب -أحد وزراء تونس- سنة 1350هـ.

_ 1 نكتفي هنا بذكر بعض ما أفرد في التربية والتعليم مما طبع ونشر، وأما ما عقده بعض العلماء من فصول في هذا الموضوع في بعض مؤلفاتهم؛ فلا سبيل إلى ذكره هنا، كبعض الفصول والآراء التي وردت في مؤلفات الفارابي ومسكوية وابن سينا والغزالي والسمعاني وابن خلدون وغيرهم، انظر التربية والتعليم في الإسلام للدكتور أسعد طلس "ص185-204". كما أنه لا سبيل إلى ذكر المخطوطات في هذا الباب.

2- رسالة أحوال المعلمين وأحكام المعلمين والمتعلمين: لأبي الحسن علي بن محمد بن خلف القابسي القيرواني "324-403هـ" من أقدم ما صنف في التربية الإسلامية؛ فيوضح أهمية التعليم ومسئولية التوجيه، وخاصة في المرحلة الأولى، وتعرض لتعليم البنات، والاقتصار في تعليمهن على العلوم المفيدة، كما تحدث عن العقوبة، وعن العلاقة بين المدرسين والطلاب، ولم يفته أن يبين واجبات المعلمين، ومناهج التعليم في عصره. طبعت هذه الرسالة مع كتاب "التعليم في رأي القابسي" أو في التربية الإسلامية: للأستاذ أحمد فؤاد الأهواني سنة "1364هـ - 1945م" بالقاهرة. ثم طبع في دار المعارف طبعة أخرى سنة 1970. 3- جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله: للمحدث الحافظ أبي عمر يوسف بن عبد الله "ابن عبد البر" النميزي القرطبي "368-463هـ" طبع الكتاب في جزأين سنة "1346هـ" بالقاهرة. كتاب جامع بين أهمية التعليم ومكانته في الإسلام، وتحدث عن التعليم في الصغر وأهميته، كما تحدث عن الرحلة في طلب العلم، وبين أفضل طرق التعليم، وواجبات المعلم وآدابه وحقوقه، وواجبات طالب العلم نحو معلمه؛ مؤيدًا ذلك كله بالأدلة من القرآن والسنة، والآثار، وقصص بعض أكابر العلماء، إلى جانب استنتاجه وتحليله. وطبع الكتاب حديثًا بواسطة المكتبة العلمية في المدينة المنورة. 4- تعليم المتعلم طريق التعلم: للإمام برهان الإسلام "برهان الدين" الزرنوجي "من علماء القرن السابع ومن تلاميذ برهان الدين المرغيناني مؤلف الهداية" وهو رسالة قيمة بين فيها معنى العلم والفقه، وتحدث عن النية في طلب العلم، واختيار العلم النافع والتعلم على

الأساتذة الأفاضل، كما تحدث عن توقير العلم والعلماء ... وعن طرق الاستفادة ... وأهمية التقوى والورع في طلب العلم، كما تكلم عما يورث الحفظ وعما يورث النسيان، وبين ما يجلب الرزق وما يمنعه.. طبع هذا الكتيب سنة 1292 في مطبعة الجوانب بالآستانة، ثم طبع بتصحيح وضبط عبد العزيز صقر شاهين سنة 1349هـ-1931م بالمطبعة الرحمانية بالقاهرة. 5- تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم: للقاضي بدر الدين إبراهيم سعد الله "ابن جماعة" "639-733هـ" من أجمع ما كتب في واجبات المعلم وآدابه، وفي واجبات طالب العلم وآدابه، والصلة بينهما، والعلوم التي يبدأ بها المتعلم وما يلحق بهذا، ولما كان بعض الأساتذة والطلاب يقيمون في المدارس عقد فصلًا في آداب سكنى المدارس. طبع الكتاب في جزء وسط بتصحيح محمد هاشم في حيدر آباد الدكن سنة 1934م. 6- التربية والتعليم في الإسلام: للدكتور محمد أسعد طلس "كان حيًا سنة 1960" تكلم فيه عن التعليم عند المسلمين في القرون الخمسة الأولى قبل تأسيس المدرسة النظامية، كما تحدث عن المؤسسات التعليمية آنذاك وعن أساتذتها وطلابها وما يتعلق بهذا. ثم تحدث عن التصنيف عند العرب. طبع الكتاب سنة 1957م في بيروت. 7- تذكرة الدعاة: للبهي الخولي تحدث في هذا الكتاب عن فقه الدعوة إلى الله وطبيعة الداعية ومقوماته، والمصادر التي يجب أن يعتمد الداعية عليها، وهي القرآن الكريم والسنة، والتاريخ وسيرة الرجال وواقع الحياة العملية، كما تحدث عن سبل الداعية. طبع الكتاب سنة 1363هـ، مكتبة وهبة بالقاهرة.

8- تاريخ التربية الإسلامية: للدكتور أحمد شلبي من المعاصرين، تكلم في كتابه عن المؤسسات التعليمية في مختلف أنحاء الدولة الإسلامية من المسجد إلى المدرسة إلى المكتبات ونظامها، كما تحدث عن القائمين عليها، كما تحدث عن المعاهد العلمية ومؤسسيها ورعاتها، وغير ذلك. طبع الكتاب في مجلد وسط طبعته الثالثة سنة 1966م بالقاهرة. 9- منهج التربية الإسلامية: لمحمد قطب كاتب إسلامي معاصر، تحدث في هذا الكتاب عن الوسائل والأهداف، وعن خصائص المنهج الإسلامي، ومنهجه في العبادة وتربية الروح والعقل والجسم، وتحدث عن النفس وغرائزها وميولها ... ، ثم تحدث عن وسائل التربية الإسلامية في ثمانية مباحث، وانتهى إلى المجتمع المسلم وثمرة التربية الإسلامية. طبع الكتاب في دار القلم بالقاهرة. 10- لمحات في وسائل التربية الإسلامية وغاياتها: للدكتور محمد أمين المصري من العلماء المعاصرين، تحدث في هذا الكتاب عن موقف التربية الدينية من الاتجاهات الحديثة في التربية، ثم تحدث عن تدريس القرآن الكريم تلاوة وتفسيرًا، وبين الغرض من تدريس التلاوة، والغرض من تدريس المراحل التي يمر بها المدرس في تقرير درسه، كما تحدث عن تدريس الحديث، وتحدث عن العقيدة وأثرها في تكوين الشخصية؛ فتحدث عن الغرائز والعواطف، كما بين الأسس التي تقام عليها تربية العاطفة الدينية، وأثر العقيدة في الوجدان والسلوك، ثم بين خطوات السير في درس العقائد، ولم يفته أن يتحدث عن العقيدة الإسلامية، ودراسة الاعتقاد دراسة نفسية وموزانة آراء العلماء ومناقشتها. وقدم نماذج من دراسات علماء التوحيد، وتحدث عن التربية الخلقية وأهم أسسها وطرق تدريسها. كما تحدث عن أصول تدريس

السيرة النبوية وأهمية دراستها، وختم كتابه بموضوع العبادات والجوانب التربوية فيها وأصول تدريسها ... وبأغراض التربية الدينية. طبع الكتاب في دار الفكر بدمشق. 11- أسس التربية الإسلامية وأصول تدريسها: للأستاذ عبد الرحمن النحلاوي تحدث عن أسس التربية الإسلامية، وبين طرق تدريس مقرراتها، وأهم ما يجب مراعاته في ذلك. طبع في دمشق. 12- طرق تدريس الدين: للأستاذ عابد توفيق الهاشمي في مجلد كبير استوعب فيه بيان طرق تدريس الدين بجميع فروعه وعلى مختلف المستويات. نشرته مؤسسة الرسالة. 13- تدريس التربية الإسلامية: أسسه وتطبيقاته التربوية للدكتور محمد صلاح الدين علي مجاور الأستاذ في جامعة الكويت في مجلد تناول فيه أصول تدريس التربية الإسلامية وتطبيقاتها في المراحل التعليمية الثلاث الابتدائية والإعدادية والثانوية. طبع دار القلم بالكويت سنة 1396هـ-1976م. 14- تربية الأولاد: للشيخ عبد الله علوان من العلماء المعاصرين، تناول فيه الأمور التربوية من لحظة اختيار الزوجة، وبناء الأسرة وأحكام المولود وما يلحق به، وأسباب الانحراف ومعالجتها، ورعاية الإسلام لليتيم، ومسئولية التربية، وحدود مسئولية الأبوين في هذا الميدان من النواحي العقيدية والخلقية والنفسية والجسدية، وعالج بعض ظواهر الانحراف، وفصل القول في مسئولية التربية الاجتماعية كما بين أهمية رعاية الأولاد من الناحية الجنسية ومسئوليتها التربوية. ثم فصل القول في وسائل التربية، وقواعدها الأساسية، وبين جوانب كثيرة من مفاسد الأخلاق وسبل علاجها، وبين المحرم تربويًا في الأطعمة والأشربة والملبس والزينة والمعتقد والكسب، وجعل فصلًا

خاصًا لاقتراحات تربوية هامة، والكتاب هام يحتاج إليه الآباء والأمهات والمشتغلون بأي جانب من جوانب التربية. طبع طبعته الثانية سنة "1398-1978" بدار السلام في بيروت في جزأين.

دراسات إسلامية مختلفة

4- دراسات إسلامية مختلفة: إلى جانب هذه الدراسات دراسات إسلامية مختلفة الوجوه، وكتبها أكثر من أن تحصى منها: 1- ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين: للسيد أبي الحسن علي الندوي وكيل ندوة العلماء بالهند في العصر الحاضر. طبع طبعته الثالثة سنة 1979هـ-1959م. وطبع حديثًا بعناية دار القلم بالكويت. 2- الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية في الأقطار الإسلامية: للسيد أبي الحسن الندوي أيضًا طبع سنة 1385هـ - 1965م دار الندوة. 3- الإسلام ومشكلات الحضارة: لسيد قطب "1906-1966م" طبع سنة 1962 بالقاهرة. 4- ما يقال عن الإسلام: لعباس محمود العقاد "1889-1964م" عرف الأستاذ العقاد في هذا الكتاب ببعض ما ألفه الغربيون عن الإسلام ورد فيه على كثير من الافتراءات وبين الحق من الباطل وكشف عن كثير من كتابهم الذين يدسون السم في الدسم. طبع في دار العروبة بالقاهرة، بدون تاريخ. وله أيضًا "حقائق الإسلام وأباطيل خصومه" وغيره من مؤلفاته الكثيرة. 5- المرأة بين الفقه والقانون: دراسات شرعية وقانونية واجتماعية للأستاذ الدكتور مصطفى السباعي "1384هـ-1964م" طبع في مطبعة جامعة دمشق سنة 1382هـ-1962م. وله أيضًا "من روائع حضارتنا" و"الاستشراق والمستشرقون".

6- شروط النهضة: لمالك بن نبي المفكر الجزائري المعاصر. طبع طبعته الثانية سنة 1961م. وقد قام بترجمته إلى العربية "عمر كامل مسقاوي وعبد الصبور شاهين". وله وجهة العالم الإسلامي ترجمة عبد الصبور شاهين طبع سنة 1959م، مكتبة دار العروبة بالقاهرة. 7- الرسالة الخالدة: لعبد الرحمن عزام هذا الكتاب عرفه المؤلف بقوله "بحث في رسالة الله الواحدة الخالدة على مدى الزمان، واقتباس من هداها في الاجتماع والسياسة والحرب والسلم، والعلاقات الدولية لإزالة أسباب الاضطراب العالمي، وإمداد الحضارة بسند روحي وإقامة نظام عالمي جديد". طبع طبعته الثانية سنة "1374هـ-1954م". دار الكتاب العربي بمصر. 8- حقوق الإنسان في الإسلام: للدكتور علي عبد الواحد وافي عرض في هذا الكتاب للمساواة في الإسلام من الناحية الإنسانية والقانونية في جميع فروعه، وتحدث عن المساواة في شئون الاقتصاد، وعن وجوه المساواة بين الرجل والمرأة، وقارن بينه وبين غيره من الأنظمة والديانات، ثم تحدث عن مفهوم الحرية في الإسلام؛ فأكد الحرية السياسية والفكرية والعلمية والدينية والمدنية وحدود ذلك، ثم تحدث عن المدنية في الإسلام وموقف الإسلام من نظام الرق وتحريره، وحماية الإسلام للنفوس والأموال وثمرات الجهود، وتحدث عن حماية الإسلام للأعراض وسبيل ذلك. وانتهى إلى أن "الإسلام أول من قرر المبادئ الخاصة بحقوق الإنسان في أكمل صورة وأوسع نطاق، وأن الأمم الإسلامية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده كانت أسبق الأمم في السير عليها، وأن الديموقراطيات الحديثة جميعًا لا تزال متخلفة في هذا السبيل تخلفًا

كبيرًا عن النظام الإسلامي" طبع الكتاب في جزء وسط، طبعته الرابعة سنة "1387هـ-1967م" بدار نهضة مصر. 9- المسألة الاجتماعية بين الإسلام والنظم البشرية: لعمر عودة الخطيب عرض هذا الكتاب للحياة الاجتماعية، وللفكر الاجتماعي في العصور القديمة والحديثة، وبين أسس الدراسات السياسية والعقد الاجتماعي وتفسير التاريخ، ثم فصل القول في المسألة الاجتماعية في نظر الإسلام، وبين خصائص المجتمع الإسلامي، وأهم أسباب هذه الخصائص التي جعلته متميزًا عن غيره من المجتمعات. طبع الكتاب في مؤسسة الرسالة ببيروت سنة "1390هـ-1970م". 10- الإسلام في مواجهة التحديات المعاصرة: لأبي الأعلى المودودي أمير الجماعة الإسلامية بباكستان في العصر الحاضر وهو مجموعة مقالات بين فيها الأستاذ المودودي موقف الإسلام في كثير من المسائل التي أثارتها بعض النظم المعاصرة وبين وجه الحق من الباطل طبع الكتاب بتعريب خليل أحمد الحامدي في دار القلم بالكويت. سنة "1391هـ-1971م". 11- المجتمع المتكافل في الإسلام: للدكتور عبد العزيز الخياط بني كتابه على بابين تناول في الأول منهما المجتمع وأسس تكافله في الإسلام وفي الثاني منهما مسئولية المجتمع وتعاونه وسلامته؛ فعرض لمسئولية المجتمع والأفراد ولتعاون المجتمع، ولسلامته؛ فعرض المسئولية المجتمع والأفراد ولتعاون المجتمع، ولسلامته والسبل المؤدية إلى ذلك. طبع الكتاب سنة 1392هـ-1972م بعناية مكتبة الأقصى ومؤسسة الرسالة.

12- موجز تاريخ تجديد الدين وإحيائه: للداعية الإسلامي الكبير الشيخ أبي الأعلى المودودي رحمه الله "توفي في خريف سنة 1399هـ - 1979م"، نشر مؤسسة الرسالة. وغير هذه المؤلفات كثير سوى ما ذكرناه في مواطنه من العلوم المختلفة.

المبحث الثاني عشر: معاجم البلدان

المبحث الثاني عشر: معاجم البلدان: 1- معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع: للشيخ الوزير الفقيه أبي عبيد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي "487هـ" رتبه على حروف الهجاء، وراعى الحرف الأول والثاني من الكلمة. طبع الكتاب في أربعة أجزاء بتحقيق الأستاذ مصطفى السقا سنة "1364هـ - 1945م".

معجم البلدان

2- معجم البلدان: للشيخ شهاب الدين ياقوت بن عبد الله الحموي البغدادي "626هـ". رتبه على حروف الهجاء وراعى في الكلمة ترتيب حروفها؛ فذكر البلدان والأماكن والمواضع والمياه وغيرها وحددها. وكثيرًا ما يذكر أشهر من ينسب إليها. طبع الكتاب في ثمانية أجزاء بمصر سنة "1323هـ" وطبع معه ذيله في جزأين باسم "منجم العمران في المستدرك على معجم البلدان" جمع وترتيب محمد أمين الخانجي وطبع في بيروت في خمسة مجلدات كبيرة سنة "1376هـ-1957م".

بلاد العرب

3- بلاد العرب: للحسن بن عبد الله الأصفهاني، حدد فيه الأماكن بذكر منازل كل قبيلة، وقد أحسن المحققان فهرسته، طبع الكتاب بتحقيق حمد الجاسر والدكتور صالح العلي سنة "1388هـ - 1968م" بالرياض.

صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار

4- صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار: للمؤرخ النسابة الشيخ محمد بن عبد الله بن بليهد النجدي "المتوفى سنة 1378-1958م" ذكر في كتابه المواطن والبلدان والأماكن التي عاش فيها عشرة من شعراء الجاهلية وصدر الإسلام، أو ورد ذكرها في

أشعارهم، وبين مواقع تلك الأماكن الآن، وبين ما نسي منها، وما اعتراه التصحيف أو التبديل، معتمدًا على مشاهداته وعلى الروايات الموثوق بها، ومن هنا كان كتابه من أهم ما يعرف بمواطن تلك البلاد ووديانها وجبالها وآكامها، ويحدد مواقعها تحديدًا دقيقًا، وهو كتاب جامع لا يستغنى عنه من له اهتمام بالجزيرة العربية، أو بأشعار واحد من الشعراء العشر المذكورين. طبع الكتاب بإشراف محمد محيي الدين عبد الحميد سنة "1370هـ-1951م" في خمسة أجزاء بمصر.

المبحث الثالث عشر: مراجع المراجع

المبحث الثالث عشر: مراجع المراجع. صنف بعض العلماء السابقين مؤلفات في ذكر ما ألف في كل علم من العلوم حتى عصرهم؛ فكانت هذه الكتب بمنزلة فهارس للمصادر والمراجع، وسنذكر أهمها فيما يلي: 1- الفهرست: لمحمد بن إسحاق النديم، المشهور بابن النديم "المتوفى سنة 385 وقيل 388هـ" ذكر فيه جميع ما صنف في اللغة العربية في مختلف العلوم، وترجم بإيجاز لكل عالم، كما ذكر مؤلفاته، واجتهد في جمع ما أراد منذ نشوء كل علم إلى سنة "377هـ" سبع وسبعين وثلاثمائة من الهجرة. طبع الكتاب مرارًا في مصر وبيروت. 2- كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون: لمصطفى بن عبد الله الشهير بحاجي خليفة وبكاتب جلبي "المولود سنة 1017 والمتوفى سنة 1067هـ"، رتب فيه ما وصل إلى علمه من الكتب منذ التدوين إلى عصره على حروف المعجم، يذكر اسم الكتاب ومؤلفه ولمحة موجزة عنه، ويذكر بعض ما جاء في مطلع الكتاب المترجم له1، طبع الكتاب في مجلدين كبيرين سنة "1360هـ-1941م" بإستنبول، وصور حديثًا في لبنان، وطبع "إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون" لإسماعيل باشا الباباني البغدادي في مجلد ضخم سنة "1364هـ-1945م" ولإسماعيل باشا "هدية العارفين: أسماء المؤلفين، وآثار المصنفين" طبع في إستانبول سنة "1951م".

_ 1 من مميزات هذا الكتاب أنه يعرف كل علم في الحرف الذي يرد فيه فيعرف علم الرجال في حرف الألف مع السين "أسماء الرجال"، وعلم الاشتقاق في الألف مع الشين "علم الاشتقاق" وهكذا.

3- معجم المطبوعات العربية والمعربة: ليوسف إليان سركيس "1272-1351هـ" ذكر فيه جميع الكتب المطبوعة في الأقطار الشرقية والغربية وترجم لمؤلفيها تراجم موجزة، وذلك منذ ظهور الطباعة إلى نهاية سنة "1399هـ-1919م". رتبه على أسماء المؤلفين حسب حروف الهجاء، يذكر المؤلف وما له من كتب مطبوعة، ويذكر صفحات الكتاب وأجزاءه، وطبعاته وتاريخها، وألحق بالكتاب عدة ملاحق، وفهرسًا هجائيًا لجميع الكتب المذكورة في كتابه. طبع في مجلدين كبيرين. 4- معجم المؤلفين: للأستاذ عمر رضا كحالة فصلنا القول فيه في بحث التاريخ والتراجم. 5- تاريخ الأدب العربي: لبروكلمان كتاب جامع لما صنف في مختلف علوم الإسلام، يذكر العلم وأشهر العلماء فيه ومؤلفاتهم، ويبين مكان المخطوط منها وتاريخ طبع المطبوع ومكانه وطبعاته. وقد فاتته يعض نسخ خطية في عدة مواضيع، عرب منه ثلاثة أجزاء ترجمها المرحوم الدكتور عبد الحليم النجار وطبعت سنة 1961 بمصر. 6- ومن أجمع ما يصنف في فهارس المصادر: فهارس دور الكتب وفهارس دور النشر وفهارس المخطوطات؛ مما فصلنا القول فيه في الفصل الثاني. خاتمة الفصل الثالث: تلك المصادر والمراجع التي عرضناها لا تعدو غيضًا من فيض، وقليلًا من كثير وكثير، اخترناها من أمهات المؤلفات، التي تزخر بها المكتبة العربية، مما صنف في الإسلام وعلومه وما يلحق بها ...

لتكون عونًا للطالب على بحثه؛ فليس المقصود من ذكرها أن يحفظها الطالب أو يستظهرها؛ وإنما الغاية أن يحسن الرجوع إليها، والاستفادة منها، والعب من معينها، والوقوف على ما فيها، لتكون رائدًا له إلى غيرها من المؤلفات، وأملنا كبير بأن يعني كل طالب بمطالعة هذه المؤلفات كلما سنحت له فرصة، أو اتسعت له فترة، ليخرج من الحدود النظرية إلى الحياة العملية البناءة. والحمد لله رب العالمين.

فهارس الكتب

فهارس الكتب: فهرس المصادر والمراجع: مصادر هذا الكتاب كثيرة جدا، وهي جميع الكتب التي ضمها الفصل الثالث منه، وهي التي سأذكرها في فهرس أسماء الكتب، مضافا إليها الكتب الآتية: 1- القرآن الكريم 2- أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم: لشمس الدين المقدسي. طبعة بريل سنة 1906م. 3- الأعلاق النفيسة: لأحمد بن عمرو بن رسته. طبع ليدن. 4- تاريخ الأدب العربي: لبروكلمان، ترجمة الدكتور عبد الحليم النجار. طبع دار المعارف بمصر سنة 1962م. 5- التفسير والمفسرون: للشيخ محمد حسين الذهبي طبع دار الكتب الحديثة بالقاهرة سنة 1381هـ - 1961م. 6- الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع: للخطيب البغدادي. مصورة دار الكتب المصرية عن النسخة المخطوطة المحفوظة بمكتبة الإسكندرية. 7- فتوح البلدان: لأبي الحسن البلاذري. تحقيق رضوان محمد رضوان مطبعة السعادة بمصر سنة 1959م. 8- فهارس المكتبة العربية في الخافقين: ليوسف أسعد داغر. طبع بيروت 1959م. 9- فهرس مصورات معهد إحياء المخطوطات في الجامعة العربية: فؤاد سيد طبع مصر. 10- فهرس مكتبة أكاديمية العلوم في جمهورية أوزبكستان السوفيتية طبع طاشقند سنة 1957م.

11- المحبّر: لمحمد بن حبيب. طبع الهند سنة 1361هـ - 1942م. 12- المخطوطات العربية في دور الكتب الأمريكية: كوركيس عواد طبع العراق 13- المسالك والممالك: لأبي القاسم بن حوقل. طبع بريل سنة 1873م. 14- المصباح المضيء في كتاب النبي الأمي ورسله إلى ملوك الأرض من عرب وعجم: لمحمد بن علي بن حديد الأنصاري مخطوط مكتبة الأوقاف بحلب رقم "270".

فهرس أسماء الكتب

فهرس أسماء الكتب: هذه أسماء الكتب التي ورد ذكرها أو التعريف بها في الفصل الثالث من هذا الكتاب، مرتبة على حروف الهجاء، وإلى جانب كل كتاب رقم الصفحة التي ورد الكتاب فيها، ويليه رقم الفقرة، وإذا كان الكتاب مما ورد في الهامش أضع حرف هـ تمييزا له عما ورد في المتن. اسم الكتاب والمؤلف الصفحة والفقرة 1- آثار الحرب في الفقه الإسلامي. للدكتور وهبة الزحيلي 259، 12. 2- الآثار الأندلسية الباقية: لمحمد عبد الله عنان 295، 15. 3- آداب المعلمين: لمحمد بن عبد السلام سحنون 356، 1. 4- الإباضية في موكب التاريخ: لعلي يحيى معمر 241، 28. 5- الإبانة عن أصول الديانة: لأبي الحسن الأشعري 235، 2. 6- الإبانة عن معاني القراءات: لمكي بن أبي طالب القيسي 161، هـ1. 7- أبو هريرة راوية الإسلام: لمحمد عجاج الخطيب 222، 10. 8- إتحاف البررة بالمتون العشرة: ترتيب علي محمد الضباع 160، هـ2. 9- الإتقان في علوم القرآن: لجلال الدين السيوطي 158، 2. 10- الأجوبة الفاضلة للأسئلة العشرة الكاملة: لعبد الحي اللكنوي 221، 3. 11- أحسن الحديث: للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي 166، 30. 12- إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام: لابن دقيق العيد 195، 2. 13- أحكام الأولاد في الإسلام: للشيخ زكريا البري 261، 18. 14- أحكام التركات والمواريث: للشيخ محمد أبو زهرة 257، 1. 15- الأحكام السلطانية: للقاضي أبي يعلى الفراء 346، 5.

16- الأحكام السلطانية والولايات الدينية: لأبي الحسن الماوردي 346، 4 17- الإحكام في أصول الأحكام: لعلي بن محمد الآمدي 263، 6 18- الإحكام في أصول الأحكام: لمحمد بن علي "ابن حزم" 262، 4 19- أحكام القرآن: لأبي بكر الجصاص 154، 11 20- أحكام القرآن: لأبي بكر المشهور بابن العربي 155، 13 21- أحكام القرآن: لأبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي 155، 12 22- الأحوال الشخصية: للدكتور مصطفى السباع 257، 4 23- إحياء علوم الدين: للإمام أبي حامد الغزالي 237، 12 و 340، 1 24- اختلاف الحديث: للشافعي 205، هـ2 25- أخلاق النبي وآدابه: للحافظ أبي الشيخ 230، 6 26- أدب الكاتب: لعبد الله بن مسلم بن قتيبة 328، 2 27- إرشاد الساري شرح صحيح البخاري: للقسطلاني 170، هـ1 28- إرشاد العقل السليم: لأبي السعود العمادي 153، هـ2 29- إرشاد الفحول: لمحمد بن علي الشوكاني 264، 13 30- الإرشاد إلى قواطع الأدلة: للإمام الجويني 237، 11 31- أساس البلاغة: لمحمود بن عمر الزمخشري 311، 4 32- أسباب اختلاف الفقهاء: للشيخ على الخفيف 265، 20 33- أسباب النزول: لعلي بن أحمد الواحدي النيسابوري 161، 7 34- أسباب النزول: لعلي بن المديني 158، هـ1 35- الاستبصار في نسب الصحابة من الأنصار: لابن قدامة 211، 2 36- الاستشراق والمستشرقون: للدكتور مصطفى السباعي 361 37- الاستعمار الفرنسي في أفريقيا السوداء: لفيليب فونداسي 300، 4 38- الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى: لأحمد بن خالد السلاوي 273هـ 39- الاستيعاب في معرفة الأصحاب: لابن عبد البر 210، 1

40- أسرار البلاغة: لعبد القاهر الجرجاني 324، 2 41- أسد الغابة في معرفة الصحابة: لابن الأثير 211، 3 42- أسس التربية الإسلامية وأصول تدريسها لعبد الرحمن النحلاوي 360، 11 43- الإسلام في حضارته ونظمه: للأستاذ أنور الرفاعي 297، 18 44- الإسلام في مواجهة التحديات المعاصرة: للمودودي 363، 10 45- الإسلام والتنمية الاقتصادية: لأوستروي 353، 7 46- الإسلام والثقافة العربية في أفريقيا: لحسن محمود 297 47- الإسلام والحضارة العربية: لمحمد كرد علي 292، 5 48- الإسلام والعلاقات الدولية في السلم والحرب: لمحمود شلتوت 257، 2 49- الإسلام ومشكلات الحضارة: لسيد قطب 361، 3 50- أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب: لمحمد البيروتي 203، هـ1 51- الأشباه والنظائر: لابن نجيم 250، هـ1 52- الاشباه والنظائر: لجلال الدين السيوطي 250، 4 53- الاشتقاق: لعبد الله أمين 316، 7 54- الاشتقاق والتعريب: للشيخ عبد القادر المغربي 316، 5 55- الإصابة في تمييز الصحابة: لابن حجر العسقلاني 211، 5 56- الأصمعيات: لعبد الملك بن قريب الأصمعي 333، 6 57- الأصوات اللغوية: للدكتور إبراهيم أنيس 316، 10 58- أصول التشريع الإسلامي: للشيخ علي حسب الله 265، 18 59- أصول الحديث علومه ومصطلحه: للدكتور محمد عجاج الخطيب 226، 12 60- أصول الدين: لأبي منصور عبد القاهر التميمي 236، 6 61- أصول الفقه: لشيخ الإسلام ابن تيمية 263، 9 62- أصول الفقه: للدكتور عبد الرحمن صابوني 267، 27 63- أصول الفقه: للشيخ محمد أبي زهرة 265، 17 64- أصول النحو: لسعيد الأفغاني 316 323/9 65- أضواء من القرآن على الإنسان ونشأة الكون: لعبد الغني الخطيب 167، 34

66- الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار: للحازمي 206، 1 67- الاعتقاد على مذهب السلف: للبيهقي 237، 9 68- إعجاز القرآن: للباقلاني 161، 1 69- إعجاز القرآن والبلاغة النبوية: لمصطفى الرافعي 162، 3 70- إعراب ثلاثين سورة من القرآن لابن خالوية 133هـ 71- أعلام المحدثين: للدكتور محمد محمد أبو شهبة 215، هـ1 72- إعلام الموقعين عن رب العالمين: لابن قيم الجوزية 264، 10 73- أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام: لعمر رضا كحاله 286، 14 74- الأعلام: للأستاذ خير الدين الزركلي 286، 12 75- اقتصادنا: لمحمد باقر الصدر 355، 10 76- الاقتصاد: لحسن المهدي الحسيني 354، 9 77- الاقتصاد الإسلامي في تطبيقه: للدكتور محمد العربي 352، 6 78- الإكليل في المتشابه والتأويل: لشيخ الإسلام ابن تيمية 163، 8 79- إكمال الأكمال: لمحمد بن عبد الغني "ابن نقطة" 215، هـ2 80- الأكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف..: لابن مأكولا 215، 2 81- الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع: للقاضي عياض 223، 4 82- الإلمام بأحاديث الأحكام: لابن دقيق العيد 195، 2 83- الأم: لمحمد بن إدريس الشافعي 248، 1 84- الأمالي: لأبي علي القالي 330، 5 85- الإمام الترمذي والموازنة بين جامعه وبين الصحيحين: للدكتور نور الدين عتر 174، 5 86- الإمامة والسياسة: لعبد الله بن مسلم "ابن قتيبة" 345، 1 87- إمعان في أقسام القرآن: لعبد الحميد الفراسي 163، 10 88- إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب: للعكبري 133، 7 89- إنباه الرواة على أنباه النحاة: لجمال الدين القفطي 335، 2 90- أنساب الأشراف: لأحمد بن يحيى البلاذري 281، 4

91- الأنساب: لعبد الكريم السمعاني 216، 5 92- الإنسان العربي والتاريخ: لأنور الرفاعي 278، 22 93- الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين و..: للأنباري 318، 3 94- الإنصاف فيما يجب اعتقاده: لأبي بكر الباقلاني 235، 4 95- أنوار التنزيل وأسرار التأويل لعبد الله بن عمرو البيضاوي 153، 1 96- الأنوار الكاشفة..: لعبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني 221، 6 97- الأوزان والأكيال الشرعية: لأحمد بن علي المقر 291، 3 98- أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك: لابن هشام 318، 1 99- إيضاح المكنون: لإسماعيل باشا البغدادي 367، 2 100- الإيضاح شرح تلخيص المفتاح: للقزويني 326، 5 101- الإيمان: لشيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية 238، 15 102- بحر العلوم: للسمر قندي 138 103- البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار: لابن المرتضى 253، 2 104- البحر المحيط: لأبي حيان الأندلسي 141، 6 105- بحوث في تاريخ السنة المشرفة: للدكتور العمري 222، 12 106- بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع: لعلاء الدين الكاساني 246، 3 107- البدء والتاريخ: لمطهر بن طاهر المقدسي 269، 3 108- بداية المجتهد ونهاية المقتصد: لمحمد "ابن رشد" 248، 2 109- البداية والنهاية: لأبي الفداء "ابن كثير" 271، 9 110- البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع: للشوكاني 285، 11 111- البرهان في علوم القرآن: لبدر الدين الزركشي 157، 1 112- البرهان القاطع في إثبات الصانع..: لمحمد بن إبراهيم الصنعاني 240، 21 113- بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح: لعبد المتعال الصعيدي 326، 7

114- بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة: للسيوطي 335، 3 115- بلاد العرب: للحسن بن عبد الله الأصفهاني 365، 3 116- بلاغة القرآن: للشيخ محمد الخضر حسين 164، 20 117- البلاغة تطور وتاريخ: للدكتور شوقي ضيف 326، 9 118- البلاغة العربية في دور نشأتها: لسيد نوفل 326، 9 119- بلوغ المرام من أدلة الأحكام: لابن حجر 176، 4 120- بيان موافقة صريح المعقول: لابن تيمية 231، 13 121- البراهين العلمية على وجود الخالق: للبرازي 243، 34 122- البيان والتبيين: لعمرو بن بحر الجاحظ 327، 1 123- البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث: لابن حمزة 207، 1 124- البيان المغرب في أخبار المغرب: لابن عذاري 273 هـ 125- البيانات: لأبي الأعلى المودودي 303، 11 126- تأويل مختلف الحديث: لابن قتيبة 205، 1 127- تأويل مشكل القرآن: لابن قتيبة 162، 4 128- التاج الجامع للأصول: للشيخ منصور على ناصيف 193، 7 129- تاريخ آداب العرب: لمصطفى صادق الرافعي 337، ي 130- تاريخ ابن الفرات "الأمم والملوك": لابن الفرات 273 هـ 131- تاريخ أخبار القرامطة: لثابت بن سنان 235، 3 132- تاريخ الأدب العربي: لكارل بروكلمان 368، 5 133- تاريخ الإسلام ... : للدكتور حسن إبراهيم حسن 276، 18 134- تاريخ الإسلام وطبقات المشاهير والأعلام: لمحمد بن أحمد الذهبي 271، 8 135- التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية: للدكتور أحمد شلبي 277، 19 136- تاريخ الأمم والملوك: لابن جرير الطبري 269، 2 137- تاريخ الأندلس: لأشباخ 275، 14 138- تاريخ بغداد: للخطيب البغدادي 282: 6 139- تاريخ التربية الإسلامية: للدكتور أحمد شلبي 359، 8 140- تاريخ التشريع الإسلامي: للشيخ محمد الخضري 264، 14 141- تاريخ التشريع الإسلامي: للشيخ عبد اللطيف

السبكي وإخوانه 264، 15 142- تاريخ التمدن الإسلامي: لجرجي زيدان 277، 20 143- تاريخ الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى: لعبد المنعم ماجد 297 144- تاريخ خليفة بن خياط: لخليفة بن خياط 268، 1 145- تاريخ دمشق: لعلي بن الحسين "ابن عساكر" 282، 7 146- تاريخ الشعوب الإسلامية: لكارل بروكلمان 279، 23 147- تاريخ الفكر العربي إلى أيام ابن خلدون: للدكتور عمر فروخ 293، 10 148- التاريخ الكبير: لمحمد بن إسماعيل البخاري 213 هـ 149- تاريخ مسلمي أسبانيا: لـ "ر. دوزي" 276، هـ 150- تاريخ المسلمين وآثارهم في الأندلس..: للدكتور السيد عبد العزيز 276، 17 151- تاريخ نيسابور: لمحمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري 210، هـ1 152- التبشير والاستعمار: للدكتورين مصطفى خالدي وعمر فروخ 302، 8 153- تبصير المنتبه بتحرير المشتبه: لابن حجر العسقلاني 216، 4 154- التبصير في الدين..: لأبي المظفر الإسفراييني 237، 10 155- التبيان في آداب حملة القرآن: ليحيى بن شرف النووي 161، 11 156- التبيان في أقسام القرآن: لابن قيم الجوزية 163، 9 157- التبيان في تصريف الأسماء: للدكتور أحمد حسن كحيل 321، 8 158- التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن: للشيخ طاهر الجزائري 158، 3 159- تثبيت دلائل النبوة: للقاضي عبد الجبار 236، 5 160- تجارب الأمم وتعاقب الهمم: لأحمد بن محمد مسكويه 272، هـ1 161- تجريد الأصول في أحاديث الرسول: لهبة الله

"ابن البارزي" 190 162- تجريد أسماء الصحابة: للذهبي 201، 4 163- تحريم الربا تنظيم اقتصادي: للشيخ محمد أبي زهرة 352، 5 164- تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي: للمباركفوري 174، هـ1 165- تحفة الراغبين: لمحمد علي الحداد 161، هـ1 166- تحفة الفقهاء: لعلاء الدين السمرقندي 245، 2 167- تحفة المحتاج بشرح المنهاج: لابن حجر الهيثمي 258، 5 168- التحفة المهدية شرح الرسالة التدمرية: للشيخ فالح بن مهدي 239 169- تحقيق معنى السنة: لسليمان الندوي 221، 4 170- تدريب الراوي: لجلال الدين السيوطي 224، 6 171- تدريس التربية الإسلامية: للدكتور صلاح الدين مجاور 360، 13 172- تذكرة الحفاظ: للحافظ محمد بن أحمد الذهبي 212، 1 173- تذكرة الدعاة: للبهي الخولي 358، 7 174- تذكرة السامع والمتكلم في آداب العالم والمتعلم: لابن جماعة 358، 5 175- تذكرة الموضوعات: لمحمد بن طاهر المقدسي 204، 1 176- التذكرة في الأحاديث المشتهرة: لبدر الدين الزركشي 203، هـ 177- التراتيب الإدارية: للشيخ عبد الحي الكتاني 348، 14 178- تراجم إسلامية شرقية وأندلسية: لمحمد عنان 286، 15 179- تربية الأولاد: للشيخ عبد الله علوان 360 180- التربية والتعليم في الإسلام: للدكتور محمد أسعد طلس 358، 6 181- تجريح أساليب القرآن على أساليب اليونان: لمحمد بن إبراهيم الصنعاني 163، 12 182- التشريع الجنائي في الإسلام..: لعبد القادر عودة 257، 2

183- الترغيب والترهيب: لزكي الدين المنذري 10، 3 184- التصوير الفني في القرآن الكريم: لسيد قطب 164، 14 185- التعبير عن الإرادة..: لدكتور وحيد الدين سوار 259، 11 186- التعريف والإعلام بما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام: للسهيلي 163، 11 187- التعريف بالقرآن والحديث: للشيخ محمد الزفزاف 167، 35 188- التعليقات المرضية..: للشيخ سعيد البرهاني 247، هـ1 189- تعليم المتعلم طريق التعلم: لبرهان الدين الزنجوري 357، 4 190- تفسير ابن عطية الأندلسي: لابن عطية 129 191- تفسير الجلالين: لجلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي 152، هـ2 192- تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة 131، 5 193- تفسير القرآن العظيم: لابن كثير 137، 3 194- تفصيل آيات القرآن الحكيم: لجول لابوم 130، 4 195- تفسير النصوص في الشريعة الإسلامية: للدكتور محمد أديب صالح 266، 24 196- التفسير الحديث: لمحمد عزة دروزة 148، 11 197- التفسير العلمي للآيات الكونية في القرآن الكريم: لحنفي أحمد 166، 31 198- تقريب التهذيب في أسماء الرجال: لابن حجر العسقلاني 214 199- التكافل الاجتماعي في الإسلام: للشيخ محمد أبو زهرة 261، 19 200- تكملة إكمال الأكمال: لمحمد بن علي "ابن الصابوني" 215، هـ2 201- تلخيص الحبير: لابن حجر العسقلاني 219، 3 202- التلخيص: لجلال الدين القزويني 325، 4 203- التمهيد في علم التجويد: لابن الجزري 161، 10 204- تمييز الطيب من الخبيث: لابن الديبع الشيباني 203، هـ1 205- التنبيه على أوهام أبي علي القالي..: للبكري 331

206- تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة: لابن عراق 204، 3 207- التوحيد: انظر رسالة التوحيد ومجموعة التوحيد 208- تهذيب الإيضاح: لعز الدين التنوخي 326، 6 209- تهذيب التهذيب: لأحمد بن علي "ابن حجر" العسقلاني 214، 2 210- تهذيب الكمال في أسماء الرجال: ليوسف بن عبد الرحمن المزي 214، هـ1 211- توجيه النظر إلى أصول الأثر: للشيخ طاهر الجزائري 225، 9 212- التوحيد: لمحمد بن إسحاق بن خزيمة 235، 1 213- توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار: لمحمد بن إسماعيل الصنعاني 225، 7 214- التوضيح والتكميل لشرح ابن عقيل: لمحمد عبد العزيز النجار 318، 2 215- تيسير الوصول إلى جامع الأصول: لابن الديبع 190 216- ثلاث رسائل في إعجاز القرآن ... 162 217- جامع الأصول من أحاديث الرسول: لابن الأثير 188، 2 218- جامع بيان العلم وفضله: ليوسف بن عبد البر 357، 3 219- جامع البيان عن تأويل القرآن: للطبري 133، 1 220- جامع الدروس العربية: للشيخ مصطفى الغلاييني 320، 6 221- جامع الرسائل: لابن تيمية 217، 14 222- الجامع لأحكام القرآن: لمحمد بن أحمد الأنصاري القرطبي 156، 14 223- الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع: للخطيب البغدادي 223، 3 224- الجامع الصغير من حديث البشير النذير: للحافظ السيوطي 199، 1

225- الجامع لمواضيع آيات القرآن الكريم: لمحمد فارس بركات 129، 3 226- جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس: محمد بن فتوح الحميدي 276، هـ1 227- الجرح والتعديل: لعبد الرحمن بن أبي حاتم 218، 3 228- الجمان في تشبيهات القرآن: لابن ناقيا البغدادي 162، 7 229- جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد: لمحمد الفاسي 193، 6 230- جمهرة أنساب العرب: لعلي بن أحمد "ابن حزم" 287، 1 231- جوامع السيرة: لعلي بن أحمد "ابن حزم" 231، 9 232- جواهر الكلام..: لمحمد حسين النجفي 252، 2 233- الجواهر الحسان في تفسير القرآن: للثعالبي 139 234- جوهرة الفرائض: للشيخ محمدالناظري 254 235- حاشية ابن عابدين: انظر رد المختار 236- حاضر العالم الإسلامي: لستودارد بتعليقات شكيب أرسلان 298، 1 237- الحج والعمرة في الفقه الإسلامي: للدكتور نور الدين عتر 260، 16 238- حجة الله البالغة: لشاه ولي الله الدهلوي 345، 3 239- الحديث والمحدثون: للدكتور محمد محمد أبو زهو 222، 7 240- حرز الأماني في القراءات السبع: للقاسم بن فيرة الرعيني الشاطبي 160، 9 241- الحركة الصليبية..: للدكتور سعيد عاشور 277، 21 242- حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة: لجلال الدين السيوطي 274 هـ 243- حضارة العرب: للدكتور غوستاف لوبون 269، 7 244- حضارة العرب في الأندلس: لعبد الرحمن البرقوقي 297، 19 245- الحضارة الإسلامية: لأحمد زكي 297، 1 246- الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري: لآدم متز 295، 14

247- الحق ومدى سلطان الدولة في تقييده..: للدكتور فتحي الدريني 260، 13 248- حقوق الإنسان في الإسلام: للدكتور علي عبد الواحد وافي 362، 8 249- الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية: لشكيب أرسلان 275، 13 250- الحماسة: لأبي تمام 332، 1 251- الحماسة: لأبي عبادة البحتري 333 252- الحماسة: لضياء الدين "ابن الشجري" 333، 3 253- الحماسة البصرية: لعلي بن أبي الفرج البصري 333، 4 254- حول الحركة العربية الحديثة: لمحمد عزة دروزة 301، 7 255- حياة الصحابة: لمحمد يوسف الكاندهلوي 212، 6 256- الحيوان: لعمرو بن بحر الجاحظ 328 257- الخراج: للقاضي أبي يوسف صاحب أبي حنيفة 358، 1 258- الخراج: ليحيى بن آدم القرشي 351، 2 259- خزائن الكتب العربية في الخافقين: لفيليب دي طرازي 293، 8 260- خصائص التصور الإسلامي ومقوماته: لسيد قطب 241، 26 261- الخصائص: لعثمان بن عمرو "ابن جني" 315، 1 262- خطط الشام: لمحمد بن عبد الرزاق كرد علي 291، 5 263- خطوط رئيسية في الاقتصاد الإسلامي: لمحمود أبي السعود 355، 11 264- خلاصة تاريخ التشريع الإسلامي: للشيخ عبد الوهاب خلاف 263، 16 265- خلاصة الكلام على عمدة الأحكام: للشيخ فيصل آل مبارك 196 هـ 266- الخلافة أو الإمامة العظمى: لمحمد رشيد رضا 350، 19 267- الخلافة والإمامة ديانة وسياسة: لعبد الكريم الخطيب 350، 19 268- الدارس في تاريخ المدارس: للنعيمي 291، 4 269- الدر المنثور في التفسير بالمأثور: لجلال الدين السيوطي 138، 4

270- دراسات عربية وإسلامية: للدكتور أحمد حسن كحيل 317 هـ 271- دراسات في فقه اللغة: للدكتور صبحي الصالح 317، 13 272- دراسة في مصارد الأدب: للدكتور طاهر مكي 337، 2 273- الدراية في تخريج أحاديث الهداية: لابن حجر العسقلاني 219، 2 274- الدرر السنية في الأجوبة النجدية: جمع القحطاني 251، 6 275- الدرر الكامنة..: لابن حجر 285، 9 276- الدرر اللقيط من البحر المحيط: لأحمد بن عبد القادر القيسي 139، هـ 277- الدرر المباحة في الحظر والإباحة: للشيخ خليل النحلاوي 260، 14 278- الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة: للسيوطي 183 هـ 279- الدرر المنظومات في الأقضية والحكومات: لابن أبي الدم 347، 8 280- دستور الأخلاق في القرآن: لدراز 166، 29 281- دفاع عن السنة ورد شبه المستشرقين..: للدكتور محمد محمد أبو شهبة 222، 11 282- دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب: للشنقيطي 162، 6 283- دلائل الاعجاز: لعبد القاهر الجرجاني 324، 2 284- دلائل التوحيد: للشيخ محمد جمال الدين القاسمي 241، 25 285- دلائل النبوة: لأبي نعيم الأصفهاني 230، 7 286- دلالة الألفاظ: للدكتور إبراهيم أنيس 316، 10 287- دلالة الألفاظ العربية وتطورها: للدكتور مراد كامل 317، 14 288- دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين: لابن علان 192 هـ 289- الدليل إلى مواطن البحث عن الألفاظ والمصطلحات والموضوعات الفقهية: لجنة موسوعة الفقه الإسلامي التابعة لكلية الشريعة بجامعة دمشق 256 290- دولة الإسلام في الأندلس: لعنان 275، 15 291- الدولة العامرية وسقوط الخلافة الأندلسية: لعنان 275، 15

292- ديوان الحماسة لأبي تمام = الحماسة 332، 1 293- ذخائر المواريث..: لعبد الغني النابلسي 200، 2 294- الرازي وآراؤه الفلسفية والكلامية: لمحمد صالح الزركان 143، هـ1 295- رد المحتار على الدر المختار: للشيخ محمد أمين عابدين 246، 5 296- الرد على الجهمية: لعثمان بن سعيد الدارمي 221، 1 297- رسائل الإصلاح: للشيخ محمد الخضر حسين 233 هـ 298- رسائل في إعجاز القرآن: للخطابي وللرماني وللجرجاني 162، 2 299- رسالة أحوال المعلمين..: لعلي بن محمد القابسي 357، 2 300- رسالة التوحيد: للشيخ محمد عبده 240، 24 301- رسالة في المفاضلة بين الصحابة: لابن حزم الأندلسي 212، 7 302- الرسالة: للإمام محمد بن إدريس الشافعي 262، 1 303- الرسالة التدمرية: لشيخ الإسلام ابن تيمية 238، 16 304- الرسالة الخالدة: لعبد الرحمن عزام 362، 7 305- الرسالة المحمدية: لسليمان الندوي 234، 16 306- رسل الملوك ومن يصلح للرسالة والسفارة: لابن الفراء 246، 3 307- الرعاية لتجويد القراءة..: لمكي بن أبي طالب 161 هـ 308- الرفع والتكميل في الجرح والتعديل: لمحمد عبد الحي اللكنوي 218، 6 309- روح المعاني..: لشهاب الدين محمد الآلوسي 153، هـ3 310- الروض الأنف..: لعبد الرحمن بن عبد الله السهيلي 231، 10 311- الروض الباسم..: لمحمد بن إبراهيم الوزير الصنعاني 221، 2 312- الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية: لأبي شاملة 274، هـ 313- رياض الصالحين: ليحيى بن شرف النووي 191، 4 314- زاد المعاد في هدي خير العباد: لابن قيم الجوزية 231، 11

315- زهر الآداب وثمر الألباب: لإبراهيم الحصري 332 316- زهر الربى على المجتبى: لجلال الدين السيوطي 173، هـ1 317- سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب: لمحمد أمين السويدي 287 318- السراج المنير: للخطيب الشربيني 153، هـ1 319- سبل السلام شرح بلوغ المرام: لمحمد بن إسماعيل الصنعاني 196، 5 320- سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي: للعصامي 274، 12 321- سنن ابن ماجه: لمحمد بن يزيد "ماجه" القزويني 174، 6 322- سنن أبي داود: لسليمان بن الأشعث السجستاني 172، 3 323- سنن الترمذي: للحافظ أبي عيسى الترمذي 173، 5 324- سنن النسائي: لأحمد بن شعيب النسائي 173، 4 325- السنة قبل التدوين: للدكتور محمد عجاج الخطيب 222، 9 326- السنة ومكانتها من التشريع: للدكتور مصطفى السباعي 221، 5 327- السياسة الشرعية = نظام الحكم في الإسلام: لخلاف 349، 15 328- السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية: لابن تيمية 347، 9 329- سير أعلام النبلاء: للذهبي 283، 9 330- سيرة النبي: لعبد الملك بن هشام 228، 2 331- سيرة الرسول "في تاريخ الطبري": لابن جرير الطبري 230، 5 332- سيرة الرسول "في الطبقات الكبرى": لمحمد بن سعد 229، 3 333- سيرة خاتم النبيين: للندوي 234، 17 334- السيرة الحلبية "إنسان العيون..": للحلبي 232، 13 335- السيرة النبوية: لإسماعيل بن عمرو بن كثير 232، 12 336- السيرة النبوية في ضوء القرآن الكريم: للدكتور أبي شهبة 234، 17

337- شر ح ابن عقيل على ألفية ابن مالك: لابن عقيل 318، 1 338- شرح الأصول الخمسة: للقاضي عبد الجبار 236، 5 339- شرح التلخيص في علوم البلاغة: لمحمد هاشم دويدري 236، 4 340- شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب: لابن هشام 319، 5 341- شرح الشفا: للشيخ علي سلطان القاري 231، 8 342- شرح الطحاوية في العقيدة السلفية: لعلي بن علي الحنفي 239 343- شرح السنة: للإمام البغوي 187، 1 344- شرح فتح القدير: للكمال بن الهمام 246، 4 345- شرح قانون الأحوال الشخصية السوري: للدكتور عبد الرحمن الصابوني 257 346- الشرح الكبير على متن المقنع: لشمس الدين عبد الرحمن المقدسي 251، 2 347- الشرح الكبير على مختصر خليل..: لأحمد "الدردير"، وحاشية الدسوقي 248، 5 348- شرح النيل وشفاء العليل: للشيخ محمد يوسف أطفيش 255 349- الشركات في الفقه الإسلامي: للشيخ علي الخفيف 259، 10 350- شروط النهضة: لمالك بن نبي 362، 6 351- الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان: للشيخ محمد الخضر حسين 265، 21 352- شفاء الغليل في مسائل القضاء والقدر: لابن القيم 239، 18 353- الشفا بتعريف حقوق المصطفى: للقاضي عياض اليحصبي 230، 8 354- الشمائل النبوية والخصائل المصطفوية: للإمام الترمذي 229، 4 355- الشهاوي في مصطلح الحديث؛ لإبراهيم الشهاوي 226، 13 356- الشهيد في الإسلام: للشيخ حسن خالد 261، 22 357- صبح الأعشى..: للقلقشندي 338، 6

358- صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار: لابن بليهد النجدي 365، 4 359- صحيح البخاري: للإمام البخاري 169، 1 360- صحيح ابن حبان: لابن حبان 172 361- صحيح بن خزيمة: لابن خزيمة 172 362- صحيح الجامع الصغير وزيادته: للشيخ محمد ناصر الدين الألباني 199، هـ1 363- صحيح مسلم: للإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري 170، 2 364- صحيح مسلم بشرح النووي: للإمام النووي 171، هـ1 365- الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب وكلامها: لابن فارس 315، 2 366- الصحاح "تاج اللغة وصحاح العربية": لإسماعيل بن حماد الجوهري 307، 1 367- الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية: لأبي الحسن الندوي 361، 2 368- الصواعق المحرقة.: لابن حجر الهيتمي 240، 22 369- صور مقتبسة من القرآن الكريم: لمحمد عزة دروزة 234، 17 370- ضحى الإسلام: للأستاذ أحمد أمين 294 371- الضعفاء: للإمام محمد بن إسماعيل البخاري 196، 1 372- كتاب الضعفاء والمتروكين: للإمام أحمد بن شعيب النسائي 217، 2 373- الضوء اللامع لأهل القرن التاسع: لمحمد بن عبد الرحمن السخاوي 285، 10 374- ضوابط المصلحة في الشريعة: للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي 266، 26 375- ضعيف الجامع الصغير وزيادته: للشيخ محمد ناصر الدين الألباني 199، هـ1 376- الطبقات: لخليفة بن خياط العصفري 280، 2

377- الطبقات الكبرى: لمحمد بن سعد 280، 1 378- طبقات النحويين واللغويين: لمحمد بن الحسن الزبيدي 336، 1 379- الطراز: للشيخ سند بن عنان المصري 247، 1 380- الطرق الحكمية في السياسة الشرعية: لابن قيم الجوزية 348، 10 381- الظاهرة القرآنية: لمالك بن نبي 164، 18 382- ظلمات أبي رية: لمحمد عبد الرزاق حمزة 222، 8 383- ظهر الإسلام: لأحمد أمين 275 384- عارضة الأحوذي: لابن العربي المعافري 174، هـ1 385- العالم الإسلامي ومحاولة السيطرة عليه: لمحمود شاكر 304، 13 386- العبر وديوان المبتدأ والخبر: لابن خلدون 271، 10 387- عبقرية الإسلام في أصول الحكم: لمنير العجلاني 249، 13 388- العبودية: لشيخ الإسلام أحمد "ابن تيمية" 239، 17 389- العدة: للصنعاني 195، 2 390- العقائد الإسلامية: لسيد سابق 242، 29 391- عقد التأمين وموقف الشريعة منه: للشيخ مصطفى الزرقا 237، 6 392- العقد الفريد: لابن عبدربه الأندلسي 329، 4 393- العقود المسماة: لمصطفى الزرقا 258 394- العقيدة الإسلامية وأسسها: لعبد الرحمن حبنكة 243، 32 395- العلاقات الدولية في الإسلام: للشيخ محمد أبو زهرة 276، 21 396- علل الحديث: لعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي 209، 1 397- العلل الواردة في الأحاديث النبوية: للدارقطني 209، هـ2 398- علم أصول الفقه لخلاف = خلاصة تاريخ التشريع الإسلامي 399- العلم عند العرب وأثره في تطور العلم العالمي: لألدوميلي 294، 11 400- علوم الحديث: لعثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري "ابن الصلاح" 223، 5

401- علوم الحديث ومصطلحه: للدكتور صبحي الصالح 225، 11 402- العلوم عند العرب: لقدري طوقان 293، 9 403- عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير: لأحمد شاكر 138 404- عمدة القاري لشرح صحيح البخاري: لبدر الدين العيني 170، هـ1 405- العمدة في الأحكام..: لعبد الغني المقدسي 194، 1 406- عوامل النجاح في المصارف اللاربوية: للدكتور محمد عزيز 352، 4 407- عون المعبود على سنن أبي داود: لأشرف الصديقي 172، هـ2 408- عيون الأخبار: لابن قتيبة 325، 2 409- الغارة على العالم الإسلامي: لـ "أ. ل شاتليه" 299، 2 410- غاية المأمول شرح التاج الجامع للأصول: للشيخ منصور ناصيف 194، 7 411- غرائب القرآن ورغائب الفرقان: لنظام الدين النيسابوري 152، هـ1 412- غريب الحديث: للنضر بن شميل 208هـ 413- غريب القرآن: للسجستاني 133، هـ1 414- الفائق في غريب الحديث: للزمخشري 207، 1 415- فتح الباري شرح صحيح البخاري: لابن حجر العسقلاني 170، هـ 416- فتح القدير في الجمع بين الرواية والدراية في التفسير: للشوكاني 143، 8 417- فتح المغيث: للسخاوي 223، هـ1 418- الفتاوى الخانية: لقاضي خان 247، هـ1 419- الفتاوى الكبرى "مجموع فتاوى ابن تيمية": لابن تيمية 251، 3 420- الفتاوى الهندية: لجماعة من علماء الهنود 247، هـ1 421- الفتح الرباني لترتيب مسند أحمد بن حنبل الشيباني: للشيخ أحمد البنا 187 422- الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير: للنبهاني: 199، هـ1

423- فجر الإسلام: للأستاذ أحمد أمين 295 424- الفرائد والقلائد: لأبي منصور الثعالبي 334، 1 425- فرق الزواج في المذاهب الإسلامية: للشيخ علي الخفيف 258، 5 426- الفرق بين الفرق: لأبي منصور عبد القاهر البغدادي 236، 7 427- الفرقة بين الزوجين..: للشيخ علي حسب الله 260، 15 428- الفروع: لمحمد بن مفلح المقدسي 251، 4 429- فصول في الدبلوماسية: الرسل والسفراء: للدكتور صلاح الدين المنجد 259، 3 430- فصول من الفقه الإسلامي العام: للدكتور محمد فوزي فيض الله 259، 9 431- الفصل في الملل والأهواء والنحل: لابن حزم 236، 8 432- فضائح الباطنية: للإمام الغزالي 238 433- فضل العرب على أوروبا: للدكتورة سيجريد هونكه 294، 12 434- فقه السيرة: لمحمد الغزالي 234 435- فقه السيرة: للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي 233، 16 436- الفقه الإسلامي في أسلوبه الجديد: للدكتور وهبه الزحيلي 260 437- الفقه الإسلامي في ثوبه الجديد: للشيخ مصطفى الزرقا 258، 6 438- الفقه الأكبر: لأبي حنيفة النعمان بن ثابت 244، هـ1 439- فقه اللغة: للدكتور علي حيدر عبد الواحد وافي 316، 8 440- فقه اللغة وخصائص العربية: لمحمد المبارك 316، 12 441- فقه اللغة وسر العربية: للثعالبي 315، 1 442- الفكر الإسلامي الحديث في مواجهة الأفكار الغربية لمحمد المبارك 241، 27 443- الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي: للدكتور محمد البهي 302، 9 444- الفلسفة القرآنية: لعباس محمود العقاد 164، 17

445- الفن القصصي في القرآن الكريم: للدكتور محمد أحمد خلف الله 165، 24 446- الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة: للشوكاني 204، هـ1 447- الفهرست: لمحمد بن إسحاق النديم 317، 1 448- في أصول النحو: للأستاذ سعيد الأفغاني 323، 10 449- في ظلال القرآن: لسيد قطب 146، 10 450- فيض القدير شرح الجامع الصغير: لمحمد عبد الرءوف المناوي 199، هـ1 451- القاموس المحيط: للفيروزبادي 310، 3 452- القرآن الكريم وأثره في الدراسات النحوية: للدكتور عبد العال سالم 167، 32 453- القرآن والعلم الحديث: لعبد الرازق نوفل 165، 25 454- القرآن والعلوم العصرية: لطنطاوي جوهري 164، 16 455- القرآن والمبشرون: لمحمد عزة دروزة 150 456- القرآن والملحدون: لمحمد عزة دروزة 150 457- القرآن ينبوع العلوم والعرفان: لعلي فكري 163، 13 458- قرة عيون الأخبار لتكملة رد المختار 247، 5 459- قصص القرآن: لمحمد أحمد جاد المولى وإخوانه 165، 23 460- القصيدة النونية: لابن قيم الجوزية 239، 18 461- القضية الفلسطينية: لمحمد عزة دروزة 301، 6 462- قواعد الأحكام في مصالح الأنام: لعز الدين بن عبد السلام 263، 8 463- قواعد التحديث..: لمحمد جمال الدين القاسمي 225، 8 464- قواعد في علوم الحديث 225، 10 465- قواعد اللغة العربية: لحفني ناصيف وزملائه 323 466- القوانين الفقهية: لمحمد بن أحمد "ابن جزي" 248، 3 467- الكافي: لمحمد بن يعقوب الكليني 252، 1 468- الكافي الشافي في تخريج أحاديث الكشاف: لابن حجر العسقلاني 141 469- الكامل في التاريخ: لابن الأثير 271، 7 470- الكامل في اللغة العربية والأدب: لأبي العباس المبرد 328، 3

471- كبرى اليقينيات الكونية: للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي 243، 33 472- كتاب الأموال: لأبي عبيد القاسم بن سلام 351، 3 473- كتاب الصناعتين: لأبي هلال العسكري 324، 1 474- كتاب قوانين الدواوين: لأبي المكارم "ابن مماتي" 347، 7 475- كتاب المعتمد في أصول الفقه: لمحمد بن علي البصري 262، 3 476- كتاب الولاة والقضاء: لمحمد بن يوسف الكندي 346، 2 477- كشاف القناع: لمنصور البهوتي 251، 5 478- الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل: للزمخشري 139، 5 479- كشف الأسرار على أصول البزدوي: لعبد العزيز البخاري 262، 2 480- كشف الخفاء: للشيخ إسماعيل العلجوني 203، 2 481- كشف الظنون: لحاجي خليفة 367، 2 482- الكشف والبيان عن تفسير القرآن: للثعلبي 127هـ2 وص 129 483- كفاح المسلمين في تحرير الهند: لعبد المنعم النمر 302، 10 484- الكفاية في علم الرواية: للخطيب البغدادي 223، 3 485- كلمات القرآن: لحسنين مخلوف 133هـ 486- الكمال في أسماء الرجال: لعبد الغني المقدسي 214، هـ1 487- الكنى والأسماء: لأبي بشر الدولابي 215، 1 488- كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال: لعلي المتقي 200 489- الكواكب الدراري في ترتيب مسند أحمد على أبواب البخاري: للحنبلي 186 490- الكواكب والدراري شرح صحيح البخاري: للكرماني 170، هـ1 491- اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة: للسيوطي 204، 2 492- لباب التأويل في معاني التنزيل: لعلاء الدين "الخازن" 151، هـ2 493- لباب النقول في أسباب النزول: لجلال الدين السيوطي 160، 8 494- لسان العرب: لجمال الدين محمد بن مكرم بن منظور 309، 2 495- لسان الميزان: للحافظ ابن حجر العسقلاني 218، 5 496- اللهجات: للدكتور إبراهيم أنيس 216، 10 497- لمحات في أصول الحديث والبلاغة النبوية: للدكتور محمد أديب صالح 226، 14

498- لمحات في وسائل التربية الإسلامية وغاياتها: للدكتور محمد أمين المصري 359، 10 499- مآثر العرب والإسلام في القرون الوسطى: لعبد المنعم الغلامي 279 500- المحدث الفاصل بين الراوي والواعي: للرامهرمزي 222، 1 501- مأساة فلسطين: لمحمد عزة دروزة 301، 6 502- المؤسسات الإدارية في الدولة العباسية: لحسام السامرائي 350، 20 503- ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين: لأبي الحسن الندوي 361، 1 504- ماذا عن المرأة: للدكتور نور الدين عتر 260 505- ما يقال عن الإسلام: لعباس محمود العقاد 361، 4 506- المال والحكم في الإسلام: لعبد القادر عودة 349، 16 507- مباحث في علوم القرآن: للدكتور صبحي الصالح 159، 6 508- المباحث اللغوية في العراق: للدكتور مصطفى جواد 316، 6 509- المبسوط: لشمس الأئمة أبي بكر السرخي 224، 1 510- متشابه القرآن: للقاضي عبد الجبار 162، 5 511- متشابه القرآن دراسة موضوعية: للدكتور عدنان زرزور 167، 33 512- متن الجزرية: لابن الجزري 161، 10 513- مجاز القرآن: لأبي عبيدة 323هـ 514- المجتمع العربي في مرحلة التغيير: لـ "ر. ك. ريدي" 356، 13 515- المجتمع المتكافل في الإسلام: للدكتور عبد العزيز الخياط 363، 11 516- مجمع الأمثال: لأحمد بن محمد الميداني 334، 2 517- مجمع الأنهر من شرح ملتقى الأبحر: لشيخ زادة 247هـ1 518- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: لنور الدين الهيثمي 192، 5 519- المجمل في تاريخ الأندلس: لعبد الحميد العبادي 276، هـ1 520- المجموع شرح المهذب: ليحيى بن شرف النووي 249، 3 521- مجموع فتاوى ابن تيمية لشيخ الإسلام أحمد ابن تيمية 344، 2

522- المجموع الفقهي: للإمام زيد بن علي 252، 1 523- مجموعة التوحيد النجدية: للشيخ محمد بن عبد الوهاب وشروح كتاب التوحيد له 240، 23 524- محاسن التأويل: لجمال الدين القاسمي 144، 9 525- محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية: للشيخ محمد الخضري 276، 16 526- محاضرات في أسباب اختلاف الفقهاء: للخفيف 265، 20 527- محاضرات في تاريخ الفقه الإسلامي: للدكتور محمد يوسف موسى 265، 19 528- محاضرات في الفقه المقارن: للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي 260، 17 529- المحدث الفاصل بين الراوي والواعي: للقاضي الرامهرمزي 222، 1 530- المحلى: لأبي محمد علي "ابن حزم" 254 531- محمد: لحسين هيكل 234 532- محمد رسول الله وخاتم النبيين: للشيخ محمد الخضر حسين 333، 15 533- مختصر تفسير ابن كثير: للصابوني 138 534- مختصر زاد المعاد: لمحمد بن عبد الوهاب 231 535- مختصر سيرة الرسول: للشيخ عبد الله بن محمد عبد الوهاب 233 536- المخصص: لعلي بن إسماعيل "ابن سيده" 313، 5 537- مدى حرية الزوجين في الطلاق: للدكتور عبد الرحمن الصابوني 258، 8 538- مدارك التنزيل وحقائق التأويل: لعبد الله بن أحمد النسفي 151، هـ1 539- مدخل الفقه الإسلامي: للدكتور محمد سلام مدكور 266، 23 540- المدخل لدراسة القرآن الكريم: للدكتور محمد محمد أبو شهبة 159، 5 541- المدونة الكبرى: للإمام مالك بن أنس 247، 1 542- المذاهب الإسلامية: للشيخ محمد أبو زهرة 242، 31

543- مروج الذهب ومعادن الجوهر: للمسعودي 251، هـ1 544- المرأة بين الفقه والقانون: للدكتور مصطفى السباعي 361، 5 545- المرشد إلى آيات القرآن الكريم وكلماته: لفارس بركات 129، 2 546- المزهر في علوم اللغة وأنواعها: لجلال الدين السيوطي 315، 14 547- المسألة الاجتماعية بين الإسلام والنظم البشرية: لعمر عودة الخطيب 363، 9 548- المستدرك على الصحيحين: للحاكم النيسابوري 172 549- المستشرقون والمبشرون في العالم العربي: لإبراهيم خليل أحمد 29، هـ1 550- المستقصي في أمثال العرب: لمحمود بن عمر الزمخشري 334، 3 551- مسلم الثبوت: لمحب الله بن عبد الشكور 264، 12 552- المستصفى من علم الأصول: لأبي حامد الغزالي 261، 5 553- المنتقى من أخبار المصطفى: لمجد الدين "ابن تيمية" 196، 3 554- مسند الإمام أحمد: للإمام أحمد بن حنبل 184، 7 555- المسودة في أصول الفقه: لعبد السلام "ابن تيمية" 263، 7 556- مشاكل العالم العربي: لمحمد عزة دروزة 301، 5 557- مشاهد القيامة في القرآن الكريم: لسيد قطب 164، 15 558- المشتبه في أسماء الرجال: للحافظ محمد بن أحمد الذهبي 215، 3 559- مشكل الآثار: لأبي جعفر أحمد الطحاوي 205، 2 560- مشكل الحديث وبيانه: لابن فورك 205، 3 561- المصاحف 127 562- مصادر التراث العربي: للدكتور عمر الدقاق 337، 3 563- مصادر التشريع الإسلامي فيما لا نص فيه: لعبد الوهاب خلاف 264، 16 564- مصادر التشريع الإسلامي ومناهج الاستنباط: محمد أديب صالح 266، 25 565- المصطلحات الأربعة في القرآن الكريم: للمودودي 164، 19 566- المصنف للحافظ عبد الرزاق بن همام 182 567- المصنوع في معرفة الحديث الموضوع: لعلي القاري 205، 4

568- معالم التنزيل: للبغوي 136، 2 569- معالم السنن: للخطابي 162، هـ2 570- معاني القرآن الكريم: للفراء 123، هـ1 571- المعجب في تلخيص أخبار المغرب: للمراكشي 270، 6 572- معجم الأدباء: لياقوت الحموي 336، 4 573- معجم البلدان: لياقوت الحموي 365، 2 574- معجم الشعراء لمحمد بن عمران المرزباني 336، 5 575- معجم قبائل العرب القديمة والحديثة: لعمر رضا كحالة 288، جـ 576- معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع: للبكري 365، 1 577- معجم المؤلفين: للأستاذ عمر رضا كحالة 286، 13، 368، 4 578- معجم المطبوعات العربية والمعربية: ليوسف سركيس 368، 3 579- المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي: لجماعة من المستشرقين 202، 4 580- المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم: لمحمد فؤاد عبد الباقي 128، 1 581- معرفة علوم الحديث: للحاكم النيسابوري 283، 2 582- معرفة من نزل من الصحابة سائر البلدان: لابن المديني 190، هـ1 583- المعرفة والتاريخ: للفسوي 281، 3 584- معضلات الاقتصاد وحلها في الإسلام: لأبي الأعلى المودودي 353، 8 585- معيد النعم ومبيد النقم: للقاضي عبد الوهاب السبكي 348، 11 586- مغازي الرسول: لمحمد بن عمر الواقدي 228، 1 587- مغني اللبيب عن كتب الأعاريب: لابن هشام 319، 14 588- المغني: للقاضي عبد الجبار 336، 5 589- المغني: لموفق الدين "ابن قدامة" المقدسي 250، 1 590- المغني عن حمل الأسفار "تخريج أحاديث الإحياء" للعراقي 220، 4 591- المغني في الضعفاء: للذهبي: 218، 4 592- مفاتيح الغيب: لفخر الدين الرازي 142، 7

593- مفتاح العلوم: لأبي يعقوب السكاكي 325، 3 594- مفتاح كنوز السنة: للدكتور "أ. ي. فنسك" 201، 3 595- المفردات في غريب القرآن: للراغب الأصفهاني 132، 6 596- المفضليات: للمفضل بن محمد الضبي 333، 5 597- مقدمات ومباحث في حضارة العرب والإسلام: لكحالة 297، 19 598- مقدمة التفسير: لابن تيمية 163، 8 599- المقاصد الحسنة..: لمحمد بن عبد الرحمن السخاوي 203، 1 600- المقتبس في أخبار بلد الأندلس: لابن حيان 270، 4 601- المكتبات في الإسلام نشأتها وتطورها..: للدكتور ماهر حمادة 196، 17 602- المكتبة العربية: دراسة لأمهات الكتب..: للدكتورة عزة حسن 337، 4 603- ملكية الأرض في الإسلام: لأبي الأعلى المودودي 258، 7 604- الملل والنحل: لعبد الكريم الشهرستاني 237، 8 605- من أسرار العربية: للدكتور إبراهيم أنيس 316، 10 606- من تاريخ النحو: لسعيد الأفغاني 318، 319هـ 607- من روائع حضارتنا: للدكتور مصطفى السباعي 361، 5 608- من منهل الأدب الخالد: لمحمد المبارك 164، 21 609- من هدي النبي في الصلوات الخاصة: للدكتور نور الدين عتر 260 610- مناهج البحث في اللغة: للدكتور تمام حسان 316، 9 611- مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا: للحافظ السيوطي 220، 5 612- مناهل العرفان في علوم القرآن: لعبد العظيم الزرقاني 158، 4 613- المنتظم في تاريخ الملوك والأمم: لابن الجوزي 270، 5 614- المنتقى من أخبار المصطفى: لأبي البركات "ابن تيمية" 196، 3 615- المنتقى من منهاج الاعتدال: للحافظ محمد بن أحمد الذهبي 237، 13 616- منجد المقرئين: لابن الجوزي 160، 10 617- المنجد: لويس معلوف اليسوعي 314، هـ1

618- المنخول من تعليقات الأصول: لأبي حامد الغزالي 263، 5 619- منهاج السالك إلى ألفية ابن مالك: للأشموني 318، هـ 620- منهاج السنة النبوية..: لشيخ الإسلام ابن تيمية 238، 13 621- منهاج الطالبين وعمدة المفتين: للنووي وشروحه 249، 3 622- المنهاج الواضح في البلاغة: لحامد عوني 326، 8 623- منهج التربية الإسلامية: لمحمد قطب 359، 9 624- منهج القرآن في التربية: لمحمد شديد 625- منهج النقد في علوم الحديث: للدكتور عتر 226، 15 626- مواطن الشعوب الإسلامية في آسيا: لمحمود شاكر 304، 13 627- مواطن الشعوب الإسلامية في أفريقيا: بقلم محمود شاكر 303، 12 628- المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار: للمقريزي 289، 1 629- الموجز في أحاديث الأحكام: للدكتور محمد عجاج الخطيب 198، 7 630- موجز تاريخ تجديد الدين: للمودودي 631- الموجز في تاريخ البلاغة: للدكتور مازن المبارك 326، 9 632- الموجز في قواعد اللغة العربية وشواهدها: لسعيد الأفغاني 322، 9 633- المهذب: لأبي إسحاق الشيرازي 249، 2 634- المنهل العذب المورود: للشيخ محمود السبكي 172، هـ2 635- الموافقات في أصول الشريعة: لأبي إسحاق الشاطبي 264، 11 636- مواهب الجليل شرح مختصر خليل: للحطاب 248 637- الموضوعات الكبرى: لعلي القاري 205، 4 638- الميراث والوصية في الإسلام: لمحمد زكريا البرديسي 261، 20 639- ميزان الاعتدال: للحافظ شمس الدين الذهبي 1218، 4 640- ناسخ الحديث ومنسوخه: لأبي بكر الأثرم 224، هـ1 641- الناسخ والمنسوخ: لأبي عبيد القاسم بن سلام 257، هـ1 642- الناسخ والمنسوخ: لقتادة السدوسي 206، هـ1 643- النبأ العظيم: للدكتور محمد عبد الله دراز 165، 8 644- النبوة والأنبياء في ضوء القرآن: لأبي الحسن الندوي 242، 30 645- النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة: لابن تغري بردي 273، هـ

646- نحو استراتيجية جديدة..: للدكتور أحمد عبد العزيز النجار 355، 12 647- نحو إنسانية سعيدة: لمحمد المبارك 241، 27 648- نحو وعي لغوي: للدكتور مازن المبارك 314، هـ 649- النحو العربي: العلة النحوية نشأتها وتطورها للدكتور مازن المبارك 318، هـ 650- النحو الوافي: لعباس حسن 321، 7 651- نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر: لابن حجر العسقلاني 223، هـ2 652- النسخ في القرآن الكريم: للدكتور مصطفى زيد 266، 22 653- نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض: للخفاجي 230 654- النشر في القراءات العشر: لابن الجزري 160، 10 655- نصب الراية لأحاديث الهداية: لعبد الله بن يوسف الزيلعي 219، 1 656- نظام الإسلام: العقيدة والعبادة: لمحمد المبارك 241، 27 657- نظام الإسلام: للدكتور وهبة الزحيلي 350، 22 658- نظام الحكم في الإسلام: للدكتور محمد عبد الله العربي 350، 17 659- نظام الحكم في الإسلام: للدكتور محمد فاروق النبهان 351، 23 660- نظام الحكم في الإسلام: للدكتور محمد يوسف موسى 350، 18 661- نظام الحياة في الإسلام: لأبي الأعلى المودودي 349، 14 662- نظرات في القرآن: لمحمد الغزالي 165، 26 663- نظرة تاريخية في حركة التأليف عند العرب: للدكتور أمجد الطرابلسي 337، 1 664- نظرة جامعة إلى تاريخ الإسلام في الصين..: لمحمد مكين 300، 3 665- نظرة العجلان في أغراض القرآن: لمحمد بن كمال الخطيب 165، 22 666- نظرية الضرورة الشرعية: للدكتور وهبة الزحيلي 259 667- نظرية الضمان دراسة مقارنة: للدكتور وهبة الزحيلي 259

668- النظم الإسلامية: للدكتورين حسن وعلي إبراهيم حسن 295، 13 669- النظم الإسلامية نشأتها وتطورها: للدكتور صبحي الصالح 296، 16 670- نفح الطيب من غصن الأنلس الرطيب: لأحمد بن محمد المقري 273، 11 671- النقود القديمة والإسلامية: للمقريزي 290، 2 672- نور اليقين..: للشيخ محمد الخضري 233، 14 673- النوادر: لأبي علي القالي 331، 5 674- نهاية الأرب في فنون العرب: للنويري 332، 5 675- نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب: لأحمد بن علي القلقشندي 287، ب 676- نهاية الرتبة في طلب الحسبة: لعبد الرحمن الشيزري 346، 6 677- نهاية القول المفيد في علم التجويد: لمحمد مكي نصر 161، هـ1 678- النهاية في غريب الحديث والأثر: لابن الأثير 208، 2 679- النهر الماد من البحر: لأبي حيان الأندلسي 142، هـ 680- نيل الأوطار: لمحمد بن علي الشوكاني 197، 6 681- هداية الرحمن في تجويد القرآن: عبد الوهاب دبس وزيت 161، هـ1 682- هداية المستفيد: لأبي ريمه 161، هـ1 683- الهداية شرح بداية المبتدي: لعلي المرغيناني 246، 4 684- هدية العارفين..: لإسماعيل باشا البغدادي 367، 2 685- الهدية العلائية: للشيخ علاء الدين عابدين 247، هـ1 686- الوافي بالوفيات: للصفدي 284، 10 687- الوجود الحق: للدكتور حسن هويدي 243، 35 688- الوزراء والكتاب: لمحمد بن عبدوس الجهشياري 281، 5 689- وفيات الأعيان..: لأحمد بن محمد "ابن خلكان" 283، 8 690- يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر: لأبي منصور الثعالبي 337 691- اليهود "القرآن واليهود": لمحمد عزة دروزة 150

فهرس موضوعات الكتاب

فهرس موضوعات الكتاب الموضوع رقم الصفحة مقدمة الطبعة الخامسة 5 مقدمة الطبعة الأولى 7 الفصل الأول: المكتبة 15 أولًا: تمهيد 17 أ- الإسلام والعلم 17 ب- تدوين العلم 29 1- الكتابة عند العرب قبيل الإسلام 29 2- الكتابة في العصر النبوي وصدر الإسلام 30 ثانيًا: أهداف المكتبة وأثرها التربوي33 ثالثًا: نشأة المكتبات 35 رابعًا: أشهر المكتبات في الإسلام: 39 1- دار الحكمة 39 2- دار العلم 40 3- مكتبة قرطبة 40 4- المكتبة الحيدرية 5- مكتبة ابن سوار 41 6و7و8- خزانة سابور، والمسجد الزيدي، ورامهرمز 42 مكتبات الخلفاء والأمراء والوزراء وغيرهم 43 خامسًا: أشهر المكتبات في العالم في العصر الحديث 47 أ- أشهر المكتبات في العالم العربي والإسلامي في العصر الحاضر 47 1- الأردن. 47 2- تونس. 47 3- الجزائر. 48

4- سورية. 49 5- السعودية "المملكة العربية السعودية" 50 6- السودان 7- العراق 51 8- فلسطين 9- الكويت 10- لبنان 52 11- ليبيا 12- مصر 13- المغرب المملكة المغربية 53 14- اليمن 15- إيران 54 16- تركيا 55 17- الهند 56 ب- أشهر المكتبات التي تضم مخطوطات عربية في أوروبا وأمريكا: 57 1- إنكلتره 58 2- فرنسا 3- إيطاليا. 59 4- أسبانيا "الأندلس" 60 5- ألمانيا. 61 6- روسيا 7- هولندا 62 8- النمسا 9- السويد 10- الدنمرك 63 الولايات المتحدة الأمريكية 63 سادسًا: المخطوطات العربية ومعهد إحياء المخطوطات. 65 سابعًا: مراكز حديثة لحفظ التراث وإحيائه ونشره 68 ثامنًا: المكتبة ونظامها وفهارسها: 73 أ- المكتبة ونظامها. 73 قاعات المكتبة - خزائنها - ترتيب كتبها 74 المشرفون على المكتبة 75 النسخ - الترجمة - التجليد 76 إعارة الكتب 77 المشرفون على المكتبة في عصرنا - أقسام المكتبة 81

ب- فهارس المكتبة: 83 أ- فهرس البطاقات. 84 ب- الفهارس المطبوعة. 89 ج- سجلات الكتب أو الفهارس المخطوطة 91 ج- التصنيف العشري 92 الفصل الثاني: البحث وأصوله: 97 1- أهمية البحث 99 2- الغاية من البحث. 99 3- تعريف البحث 99 4- أهم الصفات التي يجب أن تتوفر في الباحث 101 5- أهم المراحل التي يمر بها البحث: 102 أ- اختيار الموضوع. 103 ب- مخطط البحث الأولي 105 ج- مصادر البحث ومراجعه. 106 د- جمع المادة العلمية "التقميش". 107 هـ- مخطط البحث التفصيلي 110 و دراسة مادة البحث ومناقشتها وتصنيفها. 114 ز- كتابة البحث وإخراجه. 116 ح- بين المقدمة والخاتمة. 117 ط - فهارس البحث. 118 ي- طباعة الموضوع. 119 ك- تجليد الموضوع. 119 الفصل الثالث: أهم المصادر والمراجع في العلوم الإسلامية: 123 المبحث الأول: القرآن الكريم وعلومه 125 بين يدي الفصل 125

أولًا: القرآن الكريم: المصاحف 127 ثانيًا: الكتب المفهرسة لألفاظ القرآن الكريم والكتب المرشدة إلى مواضيعه وغريبه وإعرابه 128 ثالثًا: التفسير: 133 أ- أهم مصادر التفسير المأثورة 133 ب- أهم مصادر التفسير بالرأي 139 ج- أهم مصادر تفسير آيات الأحكام 154 رابعًا: بعض المصادر والمراجع في علوم القرآن 157 خامسًا: بعض المصادر في الدراسات القرآنية 161 المبحث الثاني: الحديث وعلومه: 169 أ- أشهر كتب الحديث وشروحها: 169 1- صحيح البخاري 169 2- صحيح مسلم 170 كتب صحيحة سوى الصحيحين 171 3- سنن أبي داود 172 4- سنن النسائي 173 5- سنن الترمذي 173 6- سنن ابن ماجه 174 7- الإمام مالك والموطأ 175 9- الحافظ عبد الرزاق ومصنفه 181 ب- أشهر الكتب التي جمعت أمهات كتب الحديث أو مختارات منها أو زيادات عليها: 187 ج- أشهر المصادر والمراجع في أحاديث الأحكام 194 د- أشهر ما صنف في معاجم الحديث والكتب المرشدة إليه 199 هـ- أهم ما صنف في الأحاديث المشتهرة 203 و أهم ما صنف في الأحاديث الموضوعة والوضاعين 204 ز- أهم ما صنف في مختلف الحديث ومشكله 205 ح- أهم ما صنف في ناسخ الحديث ومنسوخه 206 ط- أهم ما صنف في أسباب ورود الحديث 207

ي- أهم ما صنف في غريب الحديث وإعرابه 207 ك- أهم ما صنف في علل الحديث 209 ل- أهم ما صنف في تراجم الرواة وكناهم وألقابهم.. 209 - أهم ما صنف في الصحابة خاصة 210 - أهم ما صنف في الرواة عامة 212 - أهم ما صنف في الكنى والألقاب والأنساب والمشتبه من أسماء الرواة 215 م- أهم المصادر في الجرح والتعديل 217 ن- أشهر المصادر والمراجع في تخريج الأحاديث 219 س- أهم المصادر والمراجع التي صنفت في التمسك بالسنة وبيان مكانتها وتفنيد بعض الشبهات حولها 220 ع- أهم المصادر في أصول الحديث 222 المبحث الثالث: السيرة النبوية 227 المبحث الرابع: العقيدة والفرق 235 المبحث الخامس: الفقه: 244 أ- الفقه الحنفي 244 ب- الفقه المالكي 247 ج- الفقه الشافعي 248 د- الفقه الحنبلي 250 هـ- فقه الشيعة: 252 - الشيعة الإمامية 252 - الشيعة الزيدية 252 و فقه الظاهرية 254 ز- فقه الإباضية 255 مصنفات لبعض المحدثين في الفقه المقارن 257 المبحث السادس: أصول الفقه وتاريخ التشريع 241 بعض مصنفات في أبحاث أصولية مختلفة 265 المبحث السابع: التاريخ الإسلامي والتراجم 268

أ- مصادر التاريخ 268 ب- أهم المصادر في التراجم والأنساب 279 أشهر كتب الأنساب 287 المبحث الثامن: حضارة الإسلام 289 المبحث التاسع: حاضر العالم الإسلامي 298 المبحث العاشر: اللغة والأدب: 306 أ- المعاجم 307 ب- أهم كتب فقه اللغة 315 ج- قواعد العربية "النحو والصرف والإملاء" 317 د- البلاغة 323 هـ- الموسوعات الأدبية 327 ز- الأمثال 334 ح- كتب في تراجم اللغوين والأدباء 335 ط- كتب في دراسة بعض المصادر اللغوية والأدبية 337 ي- في تاريخ آداب اللغة العربية 337 المبحث الحادي عشر: كتب جامعة وكتب في دراسات إسلامية 340 أ- كتب جامعة 340 ب- كتب في دراسات إسلامية 345 1- في نظام الدولة وحسن سياستها 345 2- في الاقتصاد والسياسة المالية 351 3- في التربية والتعليم 356 4- في دراسات إسلامية مختلفة 361 المبحث الثاني عشر: معاجم البلدان 365 المبحث الثالث عشر: مراجع المراجع 367 خاتمة الفصل الثالث 368 فهارس الكتاب 370 فهرس المصادر والمراجع 370 فهرس أسماء الكتب المعرف بها والوارد ذكرها في هذا الكتاب 372 فهرس موضوعات الكتاب 402

كتب للمؤلف

كتب للمؤلف: 1- زيد بن ثابت الأنصاري دمشق 1379هـ-1959م. 2- أبو هريرة راوية الإسلام القاهرة 1383هـ-1963م. 3- السنة قبل التدوين ط أولى القاهرة 1383هـ-1963م. ط ثانية بيروت 1391هـ 1971م. 4- أصول الحديث علومه ومصطلحه ط أولى دمشق 1386هـ-1967م. ط ثانية بيروت 1391هـ 1971م. 5- قبسات من هدي النبوة ط أولى دمشق 1387هـ-1967. ط ثانية بيروت 1394هـ-1974. 6- لمحات في المكتبة والبحث والمصادر ط أولى الرياض 1389هـ-1969م. ط ثانية الرياض 1390هـ-1970م. ط الثالثة دمشق 1391هـ-1971م. ط الرابعة دمشق 1395هـ-1975. 7- المحدث الفاصل بين الراوي والواعي للقاضي الرامهرمزي. تحقيق عن أربع نسخ خطية نشر لأول مرة بدار الفكر بيروت 1391هـ-1971م. 8- الموجز في أحاديث الأحكام دمشق 1395هـ-1975م. 9- الوجيز في علوم الحديث ونصوصه طبع جامعة دمشق. 1398-1399هـ - 1978-1979م. قيد الطبع: "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" للحافظ المؤرخ الخطيب البغدادي تحقيق يطبع لأول مرة.

§1/1