وقفة هادئة مع الطاعنين في جماعات الدعوة

أبو عبد الله المصري

مقدمة

وقفة هادئة مع الطاعنين في جماعات الدعوة كتبها: أبوعبد الله المصري إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله " ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون " " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا " " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما " أما بعد ,,, مقدمة: إن الأمة الإسلامية تعيش في لحظات عصيبة؛ حيث إن أعدائها بدأوا في تنفيذ ما كانوا يخططون إليه بالقوة العسكرية , فلقد كان الغزو الفكري ونشر الأمراض الفكرية والعضوية على أمتنا مرحلة من المراحل تمهيدا للهدف الأكبر , والذي بدأ تنفيذه بقتل المسلمين في الشيشان , وأفغانستان , والعراق , والبقية تأتي. مما يوجب على المسلمين الرجوع إلى ربهم خالقهم وناصرهم , والإعتصام بحبل الله وسنة نبيهم وما كان عليه هو صلى الله عليه وسلم وصحابته. فهؤلاء لا يفرقون في قتلهم المسلمين بين انتماءاتهم وأفكارهم , ولا يستثنون إلا من كان معهم على ملتهم كما قال الله سبحانه " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ". فلا يفرقون بين سلفي , وإخواني , وتبليغي , فكلهم في نظرهم مسلمين , وإن تفاوت ذلك وفق المنظور الشرعي من الكتاب والسنة. فإن أهل الحق هم الذين وصفهم الله ورسوله باتباعهم الكتاب والسنة ولم يغيروا ولم يبدلوا عما كان عليه النبي صلى الله وسلم , بل وَصْفُهُم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في كل شؤونهم.

السبب في كتابة هذه الورقات

أما غيرهم من المسلمين الذين يعملون في دعوة الناس إلى دين الله كالإخوان والتبليغ فإن أهل العلم قد أخذوا عليهم بعض المخالفات الشرعية ونبهوا عليها , وأوجبوا نصحهم وبيان الحق لهم بالرفق والحكمة. * * * السبب في كتابة هذه الورقات إنه بين الحين والآخر نسمع ونقرأ صيحات للتحذير من جماعات إسلامية تعمل في الدعوة إلى دين الله ولهم فضائل لا ينكرها مسلم فضلا عن ذي علم , ولكن هناك من يغالي ويزعم النصح لهذه الأمة ويعتبر هذه الجماعات أخطر على الأمة من اليهود والنصارى والعلمانيين والمذاهب الهدامة كالماسونية , وأخطر علينا من الروافض المجوس الذين قد ظهر خطرهم على مدى التاريخ وفي العراق الآن. هؤلاء لا همَّ لهم إلا التحذير من جماعتي الإخوان والتبليغ , وينشرون ذلك على الشباب الملتزمين حديثا ويعلمونهم فنَّ الهدم هذا على أنه من الدين وأنه من الواجبات الشرعية العظيمة وأنه جهاد للمبتدعة , ويُنَزِّلون كلام السلف في ذم البدع وهجر المبتدعة على ما يفعلونه , كما يستشهدون بكلام لبعض العلماء المعاصرين إما مبتورا , وإما مُدَلَّسَاً وإما فتوى لعالم في السعودية والتي ينتشر فيها مذهب السلف لا بلد كمصر يختلط فيها الحابل بالنابل والملتزمون عند عوام الناس كلهم أخوة لا يفرقون بينهم كما أنه ولله الحمد هناك ميل للتيار الإسلامي في مصر من هؤلاء العوام. فإنه قد دار بيني وبين أحد الشباب الملتزم حديثا نقاش أذكره ملخصا. فقد قابلتُ هذا الأخ فأخذ يحذر من جماعتي الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ في مصر ,

قال لي: يجب عليك أن تحذر من أهل البدع , فهؤلاء أخطر على الأمة من اليهود والنصارى , فاليهود والنصارى قد علمناهم وأنهم أعدائنا , أما هؤلاء فهم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا ويَدُسُّون لنا البدعة في السنة كمن يَدُسُّ السم في العسل , وأن أهل البدع فعلوا في الإسلام ما لم يفعله أعداؤه فهم من الاثنتين وسبعين فرقة التي توعدها النبي بالنار لمخالفتها سبيله لأنها تدعو إلى غير سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ يستشهد لكلامه بكلام السلف في التحذير من البدع والمبتدعة والذي يحتاج إلى ساعات لقراءته , وأنني إذا قلت بأننا يمكن أن نتعاون مع بعضنا البعض في أوجه البر والتقوى عملا بقوله تعالى " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " فنتعاون على الوقوف معا ضد النشاط التنصيري أو لإعانة الفقراء والمحتاجين أو الأرامل واليتامى , قال لي: بأنك صاحب بدعة بهذا القول , وأننا لا يمكن أن نتعاون مع المبتدعة بحال وبأي نوع من أنواع الأعمال. * * * قبل أن أشرع في موضوع هذه الرسالة هناك أمور ينبغي التذكير بها وهي: إذا استشكل علينا أمر أو أردنا الوصول إلى ما يرضي الله فقد أمرنا الله بالاستعانة به سبحانه والتوجه إليه بالدعاء فقال " وقال ربكم دعوني استجب لكم " , ومن دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم " الله رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون فاهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم " أخرجه الإمام مسلم في باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه برقم 200. فعلينا أن ندعو الله في مسألتنا هذه أن يهدينا إلى القول الذي يرضيه سبحانه ويشرح صدورنا له.

قلت وبالله تعالى التوفيق والهدى:

الخوض في أمر يتعلق بالدعوة وبقطاع عريض من المسلمين أمر لا يحدده طائفة من طلبة العلم أو قلة من العلماء , بل يحتاج الأمر إلى مشاورة بين كثير من العلماء لامتداد تأثير ذلك على كثير من المسلمين وإن لم يُضْبَطْ ذلك الأمر بضوابطه الشرعية كانت المفاسد والصد عن سبيل الله أكثر من المصالح والدعوة إلى دينه سبحانه. - أمر الله سبحانه بالجماعة ونهى عن الفرقة. - جعل الله أشد الناس عداوة للمسلمين اليهود والمشركين وهم على قلب رجل واحد في حربهم على المسلمين. - فَرَّقَ العلماء بين البدع العقدية والبدع العلمية أي البدع المتعلقة بمسائل الإعتقاد والبدع المتعلقة بأمور العبادات والقربات. - هناك فرق بين إطلاق القول بأن من فعل كذا فهو مبتدع وبين تعيين المبتدع بأن نقول هذا الشخص بعينه مبتدع إذ يلزم لذلك إقامة الحجة واستيفاء الشروط وانتفاء الموانع. - من استدل بكلام لأهل العلم فعليه أن يعزوه لمصدره. * * * قلت وبالله تعالى التوفيق والهدى: أخي الحبيب أتدري ما تقول؟ فإننا تعلمنا أن نعرض كلام كل أحد على الكتاب والسنة وكلام سلف الأمة؛ لأن ذلك السبيل لمعرفة الصواب والخطأ. ما قلته فالرد عليه من وجوه: أولا: قولك " إن الإخوان والتبليغ من أهل البدع الذين يجب التحذير منهم فهم من الاثنتين وسبعين فرقة الذين توعدهم النبي صلى الله عليه وسلم بالنار " فالرد عليه من وجوه لا ينكر أحد أن جماعة الإخوان المسلمين والتبليغ في مصر قد يشوب كل منهم بعض الأخطاء التي أخذها عليهم أهل العلم , ونحن لا نقول لأحد أن يسكت عن هذه الأخطاء بل الواجب أن نأمر بالمعروف ولكن بالمعروف , وأن ننهى عن المنكر ولكن بغير المنكر.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب الاستقامة (1) 2 / 216 - 219: وجماع ذلك داخل في القاعدة العامة فيما اذا تعارضت المصالح والمفاسد والحسنات والسيئات أو تزاحمت فإنه يجب ترجيح الراجح منها فيما إذا ازدحمت المصالح والمفاسد وتعارضت المصالح والمفاسد فإن الأمر والنهى وإن كان متضمنا لتحصيل مصلحة ودفع مفسدة فينظر في المعارض له فإن كان الذي يفوت من المصالح أو يحصل من المفاسد أكثر لم يكن مأمورا به , بل يكون محرما إذا كانت مفسدته أكثر من مصلحته لكن اعتبار مقادير المصالح والمفاسد هو بميزان الشريعة فمتى قدر الإنسان على اتباع النصوص لم يعدل عنها ولا اجتهد رأيه لمعرفة الاشباه والنظائر , وقل أن تعوز النصوص من يكون خبيرا بها وبدلالتها على الاحكام. وعلى هذا إذا كان الشخص أوالطائفة جامعين بين معروف ومنكر بحيث لا يفرقون بينهما , بل إما أن يفعلوهما جميعا , أو يتركوهما جميعا لم يجز أن يؤمروا بمعروف ولا ان ينهوا عن منكر , بل ينظر فإن كان المعروف أكثر أمر به , وإن استلزم ما هو دونه من المنكر ولم ينه عن منكر يستلزم تفويت معروف أعظم منه بل يكون النهي حينئذ من باب الصد عن سبيل الله والسعي في زوال طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وزوال فعل الحسنات , وإن كان المنكر اغلب نهي عنه وإن استلزم فوات ما هو دونه من المعروف ويكون الأمر بذلك المعروف المستلزم للمنكر الزائد عليه أمرا بمنكر وسعيا في معصية الله ورسوله وإن تكافأ المعروف والمنكر المتلازمان لم يؤمر بهما ولم ينه عنهما فتارة يصلح الأمر وتارة يصلح النهي وتارة لا يصلح لا أمر ولا نهي حيث كان المنكر والمعروف متلازمين وذلك في الأمور المعينة الواقعة ,

_ (1) الاستقامة لشيخ الإسلام ابن تيمية - الناشر جامعة الإمام محمد بن سعود - المدينة المنورة - الطبعة الأولى، 1403 - تحقيق: د. محمد رشاد سالم

وأما من جهة النوع فيؤمر بالمعروف مطلقا وينهى عن المنكر مطلقا , وفي الفاعل الواحد والطائفة الواحدة يؤمر بمعروفها وينهى عن منكرها ويحمد محمودها ويذم مذمومها بحيث لا يتضمن الأمر بمعروف فوات معروف أكبر منه , أو حصول منكر فوقه ولا يتضمن النهي عن المنكر حصول ما هو أنكر منه أو فوات معروف أرجح منه. وإذا اشتبه الأمر استثبت المؤمن حتى يتبين له الحق فلا يقدم على الطاعة إلا بعلم ونية , وإذا تركها كان عاصيا فترك الأمر الواجب معصية وفعل ما نهى عنه من الأمر معصية وهذا باب واسع ولا حول ولا قوة الا بالله. ومن هذا الباب إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن أبي وأمثاله من أئمة النفاق والفجور لما لهم من الأعوان فإزالة منكره بنوع من عقابه مستلزمة إزاله معروف أكبر من ذلك بغضب قومه وحميتهم وبنفور الناس إذا سمعوا أن محمدا يقتل اصحابه. * * * وإليك فتوى الشيخ ابن باز بهذا الشأن - رحمه الله تعالى ورفع درجاته في عليين - وأنا أذكر لك الفتوى مع المرجع الخاص بها وأنشرها كاملة غير مبتورة والله المستعان: س: هل تعتبر قيام جماعات إسلامية في البلدان الإسلامية لاحتضان الشباب وتربيتهم على الإسلام من إيجابيات هذا العصر؟ ج: وجود هذه الجماعات الإسلامية فيه خير للمسلمين، ولكن عليها أن تجتهد في إيضاح الحق مع دليله وأن لا تتنافر مع بعضها، وأن تجتهد بالتعاون فيما بينها، وأن تحب إحداهما الأخرى، وتنصح لها وتنشر محاسنها، وتحرص على ترك ما يشوش بينها وبين غيرها، ولا مانع أن تكون هناك جماعات إذا كانت تدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. المرجع: لقاء مع سماحة الشيخ أجرته مجلة المجتمع الكويتية بتاريخ 17/7/1410 هـ. * * *

قولك " هم أخطر علينا من اليهود والنصارى "

قولك " هم أخطر علينا من اليهود والنصارى " أقول لك: هل قرأت التاريخ؟ هل قرأت عن أخطر بدعة حدثت في الأمة وهي التشيع؟ هل قرأت عن الحروب الصليبية وما حدث فيها؟ هل قرأت عن مخططات الروافض وتحالفهم مع اليهود والنصارى وكل أعداء الدين ضد أهل السنة , وما تسببوا فيه للمسلمين من قتل وهتك أعراض؟ إن أهل السنة ومن تكلم في الفرق وعلماء من الشيعة يقولون بأن من أحدث التشيع هو عبد الله بن سبأ اليهودي واقرأ عن ذلك إن شئت , وكل فتنة تحصل في الأمة وكل حرب يخوضها المسلمون تجدها مع اليهود والنصارى ومن يوالونهم من الروافض المجوس عليهم من الله ما يستحقون وهذا أمر يصعب إحصائه لكن أحيلك إلى كتب التاريخ ومن تكلم في مكر اليهود والنصارى والروافض المجوس. إذاً من الأخطر علينا " اليهود والنصارى والروافض " أم الإخوان المسلمون وجماعة التبليغ؟ الإخوان مما يهتمون به تحفيظ أبناء المسلمين كتاب الله لا خطط هدم الدين ولا أقوال تحريف القرآن ولا سب الصحابة ولا الطعن في عرض أم المؤمنين عائشة - حاشاهم الله - بل يحفظونهم كتاب الله ويقيمون لهم المسابقات في ذلك , كما يعلمونهم سنة النبي صلى الله عليه وسلم في النوم والأكل والشرب وأخلاقه وكذلك مغازيه صلى الله عليه وسلم وإن لم تكن تصدقني فهذه حلقاتهم فانزلها لتسمع بنفسك. فهم جزاهم الله خيرا يهتمون بأبناء المسلمين في وقت تنتشر فيه ما تراه بعينيك من غناء ومخدرات وأفكار منحرفة وتنصير وشهوات و* * * و* * * و* * * و* * * , فكيف بعد ذلك يقال: إن هؤلاء أخطر على المسلمين من اليهود والنصارى.

أما جماعة التبليغ فكم من شباب تارك للصلاة ومنغمس في الشهوات والمخدرات قد جعلهم الله سببا في هدايته , بل وهداية كافرين في الداخل والخارج إلى الإسلام , فهم يخرجون لدعوة الناس من على المقاهي ويطرقون البيوت ويدخلون أماكن كثيرة لكي يدعون الناس بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , لا يدعون إلى غير ذلك وأقصد جماعة التبليغ التي عندنا في مصر - لا في باكستان والهند والتي أُلِّفت فيها كتب التحذير لما فيهم من أخطاء اعتقادية وبدعية - فهم أحسن الله إليهم يقومون بتلاوة آيات من كتاب الله ومن كتاب رياض الصالحين للإمام النووي فدعوتهم قائمة على الدعوة إلى الكتاب والسنة بالكتاب والسنة , وإن كان هناك بعض الأخطاء الشرعية التي نبه عليها أهل العلم لكن ليس معنى ذلك أن نشهر بهم ولا نذكر حسناتهم ونطعن فيهم ولا يكون لنا هَمَّ إلا التحذير منهم. هل الإخوان والتبليغ يدعون إلى التنصير, أم العلمانية , أم الماسونية , أم الخوارج , أم الشيعة والروافض , أم الجهمية والمرجئة , أم القدرية , أم المعتزلة , أم * * *. إذا فاليهود والنصارى والروافض هم الذين فعلوا في الإسلام ومكروا بالمسلمين مكرا لا يعلمه إلا الله عز وجل. فإن كانوا على مخالفات فعلى أهل العلم النصح لهم وتبيين الحق بالحسنى فهم أعلم بالحق وبكيفية إيصاله إلى المخالف , لكن كون هذه المخالفات تخرجهم إلى الفرق المتوعدة بالنار في كل بلد فيحددها أهل العلم في تلك البلد , وكذلك لا نقول هم أهل الحق الذين يجب اتباعهم , بل كما قال أهل العلم إن أهل الحق هم المتبعون للكتاب والسنة بفهم سلف الأمة. * * *

قولك " إنهم من الفرق الاثنتين والسبعين "

قولك " إنهم من الفرق الاثنتين والسبعين التي توعدها النبي صلى الله عليه وسلم بالنار " أسألك سؤالا: هل أجمع السلف على تعييين الاثنين وسبعين فرقة أم اختلفوا؟ وما ضابط جعل جماعة بعينها من الفرق المتوعدة بالنار؟ وكيف أدخلت الإخوان والتبليغ فيها؟ إن من صَنَّفَ من علماء الفرق قد جعل أصول الفرق من خالف في الإعتقادات خاصة مخالفا أصلا أو أكثر من أصول الدين وإليك كلام أشهر من أَلَّفَ منهم في ذلك: روى الإمام ابن بطة العكبري بإسناده في كتاب الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية طـ دار الكتب العلمية بيروت 1 / 108: 276: قال يوسف بن أسباط: أصل البدع أربعة: الروافض والخوارج والقدرية والمرجئة , ثم تتشعب كل فرقة ثماني عشرة طائفة فتلك اثنتان وسبعون والثالث والسبعون الجماعة التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها الناجية. وروى برقم 278: قال حفص بن حميد: قلت لعبد الله بن المبارك: على كم افترقت هذه الأمة؟ فقال: الأصل أربع فرق هم: الشيعة والحرورية والقدرية والمرجئة , فافترقت الشيعة على اثنتين وعشرين فرقة , وافترقت الحرورية على إحدى وعشرين فرقة , وافترقت القدرية على ست عشرة فرقة , وافترقت المرجئة على ثلاث عشرة فرقة. * * * قال البغدادي في كتاب الفَرْق بين الفِرَق (1) صـ 5 - 7:

_ (1) الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية لعبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي أبو منصور - الناشر: دار الآفاق الجديدة - بيروت - الطبعة الثانية، 1977

وقد روى عن الخلفاء الراشدين أنهم ذكروا افتراق الامة بعدهم فرقا , وذكروا أن الفرقة الناجية منها فرقة واحدة وسائرها على الضلال في الدنيا والبوار في الآخرة , وروى عن النبي ذم القدرية وأنهم مجوس هذه الأمة , وروى عنه ذم المرجئة مع القدرية , وروى عنه أيضا ذم المارقين وهم الخوارج , وروى عن أعلام الصحابة ذم القدرية والمرجئة والخوارج المارقة , وقد ذكرهم علي رضى الله عنه في خطبته المعروفة بالزهراء وبرىء فيها من أهل الأديموات , وقد علم كل ذي عقل من أصحاب المقالات المنسوبة إلى أن النبي عليه السلام لم يرد بالفرق المذمومة التي أهل النار فرق الفقهاء الذين اختلفوا في فروع الفقه مع اتفاقهم على أصول الدين لأن المسلمين فيما اختلفوا فيه من فروع الحلال والحرام على قولين: أحدهما قول من يرى تصويب المجتهدين كلهم في فروع الفقه وفرق الفقه كلها عندهم مصيبون , والثاني قول من يرى في كل فرع تصويب واحد من المتخلفين فيه وتخطئة الباقين من غير تضليل منه للمخطىء فيه , وإنما فصل النبي عليه السلام بذكر الفرق المذمومة فرق أصحاب الأهواء الضالة الذين خالفوا الفرقة الناجية في أبواب العدل والتوحيد , أو في الوعد والوعيد , أو في بابي القدر والاستطاعة , أو في تقدير الخير والشر , أو في باب الهداية والضلالة , أو في باب الإرادة والمشيئة , أو في باب الرؤية والإدراك , أو في باب صفات الله عز وجل وأسمائه وأوصافه , أو في باب من أبواب التعديل والتجويز , أو في باب من أبواب النبوة وشروطها ونحوها من الأبواب التي اتفق عليها أهل السنة والجماعة من فريقى الرأى والحديث على أصل واحد خالفهم فيها أهل الأهواء الضالة من القدرية والخوارج والروافض والنجارية والجهمية والمجسمة والمشبهة ومن جرى من فرق الضلال , فإن المختلفين في العدل والتوحيد والقبور والأسلاف متحدو الروية والصفات والتعديل والتجويز وفى شروط النبوة والإمامة يكفر بعضهم بعضا

فصح تأويل الحديث المروى في افتراق الأمة ثلاثا وسبعين فرقة إلى هذا النوع من الاختلاف دون الانواع التي اختلفت فيها ائمة الفقه من فروع الاحكام في أبواب الحلال والحرام , أو ليس فيما بينهم تكفير ولا تضليل فيما اختلفوا فيه من أحكام الفروع؟ . * * * قال الشهرستاني في كتاب الملل والنحل (1) : كبار الفرق الاسلامية أربع: 1) القدرية 2) الصفاتية 3) الخوارج 4) الشيعة ثم يتركب بعضها مع بعض ويتشعب عن كل فرقة أصناف فتصل إلى ثلاث وسبعين فرقة. * * * قال الدكتور مصطفى بن محمد مصطفى في كتابه " تاريخ الفرق الإسلامية " صـ 79 - 83: المسألة السابعة في تعيين هذه الفرق وهي مسألة كما قال الطرطوشي طاشت فيها أحلام الخلق , فكثير ممن تقدم وتأخر من العلماء عينوها , لكن في الطوائف التي خالفت في مسائل العقائد: فمنهم من عد أصولها ثمانية , فقال: كبار الفرق الإسلامية ثمانية: المعتزلة , والشيعة , والخوارج , والمرجئة , والنجارية , والجبرية , والمشبهة , والناجية. فإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد بتفرق أمته أصول العقائد التي تجري مجرى الأجناس للأنواع , والمعاقد للفروع , لعلهم - والعلم عند الله - ما بلغوا هذا العدد إلى الآن , غير أن الزمان باق والتكليف قائم والخطرات متوقعة , وهل قرن أو عصر يخلو إلا وتحدث فيه البدع؟! وإن كان أراد بالتفرق كل بدعة حدثت في دين الإسلام مما لا يلاءم أصول الإسلام ولا تقبلها قواعده , من غير التفات إلى التقسيم الذي ذكرنا , كانت البدع أنواعا لأجناس , أو كانت متغايرة الأصول والمباني. فهذا الذي أراده صلى الله عليه وسلم - والعلم عند الله - فقد وجد من ذلك عدد كثير من اثنتين وسبعين فرقة

_ (1) الملل والنحل - لمحمد بن عبد الكريم بن أبي بكر أحمد الشهرستاني - الناشر: دار المعرفة - بيروت، 1404 - تحقيق: محمد سيد كيلاني.

ووجه صحيح الحديث على هذا أن يخرج من الحساب غلاة أهل البدع , ولا يعدون من الأمة ولا في أهل القبلة , كنفاة الأعراض من القدرية , وكالحلولية , والنصيرية , وأشباههم من الغلاة. هذا ما قاله الطرطوشي رحمه الله تعالى , وهو حسن التقرير , غير أنه يبقى للنظر في كلامه مجالان: أحدهما:أن ما اختار من أنه ليس المراد الأجناس , فإن كان مراده مجرد أعيان البدع , وقد ارتضى اعتبار البدع القولية والعملية , فمشكل؛ لأنا إذا اعتبرنا كل بدعة دقت أو جلت فكل من ابتدع بدعة كيف كانت لزم أن يكون هو ومن تابعه عليها فرقة فلا تقف في مئة ولا مئتين فضلا عن وقوعها في اثنتين وسبعين فإن البدع - كما قال - لا تزال تحدث مع مرور الأزمنة إلى قيام الساعة. وقد مر النقل ما يشعر بهذا المعنى , وهو قول ابن عباس: " ما من عام إلا والناس يحيون فيه بدعة ويميتون فيه سنة حتى تحيا البدع وتموت السنن ". وهذا موجود في الواقع فإن البدع قد نشأت إلى الآن ولا تزال تكثر وإن فرضنا إزالة بدع الزائغين في العقائد كلها لكان الذي يبقى أكثر من اثنتين وسبعين , فما قاله - والله أعلم - غير مُخَلِّص. والثاني: أن حاصل كلامه أن هذه الفرق لم تتعين بعد , بخلاف القول المتقدم وهو أصح في النظر؛ لأن ذلك التعيين ليس عليه دليل والعقل لا يقتضيه. فالأولى ما قاله من عدم التعيين , وإن سلمنا أن الدليل قام له على ذلك , فلا ينبغي للتعيين. أما أولا: فإن الشريعة قد فهمنا منها أنها تشير إلى أوصافهم من غير تصريح ليحذر منها , ويبقى الأمر في تعيين الداخلين في مقتضى الحديث وإنما ورد التعيين في النادر كما قال صلى الله عليه وسلم في الخوارج " إن من ضئضئ هذا قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم …. " الحديث , مع أنه صلى الله عليه وسلم لم يُعَرِّف أنهم ممن شملهم الحديث.

أما الثانية: فلأن التعيين هو الذي ينبغي أن يلتزم؛ ليكون سترا على الأمة كما سترت على قبائحهم فلم يُفْضَحوا في الدنيا بها في الغالب. وأمرنا بالستر على المذنبين ما لم تبد لنا صفحة الخلاف. وأيضا , فللستر حكمة أخرى وهي أنها لو أظهرت مع أن أصحابها من الأمة لكان في ذلك داع إلى الفرقة وعدم الألفة التي أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بها , قال الله " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " , وقال " فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم " , وقال " ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات ". فإذا كان من مقتضى العادة أن التعريف بهم على التعيين يورث العداوة بينهم والفرقة , لزم من ذلك أن يكون منهيا , إلا أن تكون البدعة فاحشة جدا كبدعة الخوارج وذكرهم بعلامتهم حتى يعرفوا ويلحق بذلك ما هو مثله في الشناعة أو قريب منه بحسب نظر المجتهد وما عدا ذلك فالسكوت أولى. فمن هنا لا ينبغي للراسخ في العلم أن يقول: هؤلاء الفرق هم بنو فلان , وبنو فلان! وإن كان يُعَرِّف بعلامتهم بحسب اجتهاده اللهم إلا في موطنين: أحدهما: حيث نبه الشرع على تعيينهم كالخوارج فإنه ظهر من استقرائه أنهم متمكنون تحت حديث الفرق ويجرى مجراهم من سلك سبيلهم , فإن أقرب الناس إلى شيعة المهدي المغربي فإنه ظهر فيهم الأمر اللذان عَرَّ ف النبي صلى الله عليه وسلم بهما الخوارج من أنهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم , وأنهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان. الثاني: حيث تكون الفرقة تدعو إلى ضلالتها وتزيينها في قلوب العوام ومن لا علم عنده؛ فإن ضرر هؤلاء على المسلمين كضرر إبليس وهم من شياطين الإنس فلا بد من التصريح بأنهم من أهل البدعة والضلالة ونسبتهم إلى الفرق إذا قامت له الشواهد على أنهم منهم كما اشتهر عن عمرو بن عبيد وغيره.

فإذا فقد الأمران فلا ينبغي أن يُذْكَروا ولا أن يُعَيَّنوا وإن وُجِدوا؛ لأن ذلك أول مثير للشر وإلقاء العداوة والبغضاء , ومتى حصل باليد منهم من أحد ذاكره بالرفق ولم ير أنه خارج من السنة , بل يريه أنه مخالف للدليل الشرعي , وأن الصواب الموافق للسنة كذا وكذا , فإن فعل ذلك من غير تعصب ولا إظهار غلبة فهو أنجع وأنفع , وبهذه الطريقة دُعِيَ الخلق أولا إلى الله تعالى حتى إذا عاندوا وأشاعوا الخلاف وأظهروا الفُرْقَة قوبلوا بحسب ذلك. قال أبوحامد الغزالي في بعض كتبه: " أكثر الجهالات إنما رسخت في قلوب العوام بتعصب جماعة من جهال أهل الحق أظهروا الحق في معرض التحدي والإذلال ونظروا إلى ضعفاء الخصوم بعين التحقير والازدراء فثارت من بواطنهم دواعي المخالفة والمعاندة ورسخت في قلوبهم الاعتقادات الباطلة وتعذر على العلماء المتلطفين محوها مع ظهور فسادها ". قال الشيخ - حفظه الله - في صـ 85: " تحديد الفرق الثنتين والسبعين على سبيل التعيين وتوزيع الأعداد تحديدا على أصول الفرق الكبرى أمر غيبي لا دليل عليه , وكذلك تسميتها من باب الأولى لأن الافتراق يزداد والأهواء والبدع تتجدد وتنبعث في كل عصر وإلى قيام الساعة والله أعلم. وقال في صـ 87 - 88: " لقد حاول بعض العلماء ومؤلفو كتب المقالات تسمية الفرق الثنتين والسبعين وتحديدها عدديا وتوزيع ذلك على أصول الفرق الكبرى , وكل ذلك اجتهاد من هؤلاء لا يسنده دليل لا سيما وأن المسألة غيبية؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حينما أخبر لم يتجاوز ذلك العدد وأطلق الزمان والمكان فيبقى احتمال خروج الفرق إلى قيام الساعة وعلى هذا فلا يستطيع أحد أن يحدد هذه الفرق على سبيل الجزم لأن الأمر غيبي والله أعلم ". انتهى كلام الشيخ مصطفى * * *

يتبين مما سبق أن السلف رحمهم الله ومن أَلَّفَ في الفرق جعل أصول الفرق: الخوارج والقدرية والمرجئة والشيعة , وقسموهم بهذا الإعتبار إلى اثنتين وسبعين فرقة فإنك إما أن تأخذ بكلام السلف الذين لم يدخلوا فيهم الإخوان المسلمين ولا التبليغ , أوتستدل بكلام الشيخ مصطفى حفظه الله فيلزمك أن تلتزم بما ذكره من عدم التعيين لأنه بناه على علل ذكرها , ولا يمكن أن تأخذ الشطر الأول من كلامه وتقول: إن الشيخ قال: " إن الفرق لم تعين فأنا أدخل الإخوان والتبليغ فيهم ". أقول لك: لا يمكن ذلك لأنك خالفت كلامه ولم توافقه؛ لأنه بنى كلامه على علل ذكرها فعليك أن تلتزم بتلك العلل لا أن تفرغ قوله منها فلا يبقى للكلام حينئذ وجه للاستدلال به. فإذا قلت لي: هو قال: لا نسكت على أهل البدع في حالتين وهو يناسب الإخوان والتبليغ. أقول لك: لا تبتر كلام العلماء فإن الشيخ حفظه الله قد ضرب مثالا لمن يُشَهَّرُ به وهو عمرو بن عبيد رأس المعتزلة الذين خالفوا الشرع في أصول كثيرة في الصفات والقدر والإيمان وأشنعها عرض نصوص الكتاب والسنة على العقل فإذا وافقا العقل أخذا به وإلا فلا. * * * أما الضابط الذي اعتمد عليه العلماء في جعل فرقة بعينها من الفرق المخالفة فإليك أقوال أهل العلم في ذلك: قال الشهرستاني في كتاب الملل والنحل: المقدمة الثانية في تعيين قانون يبنى عليه تعديد الفرق الإسلامية

اعلم أن لأصحاب المقالات طرقا في تعديد الفرق الإسلامية لا على قانون مستند إلى أصل ونص ولا على قاعدة مخبرة عن الوجود , فما وجدت مصنفين منهم متفقين على منهاج واحد في تعديد الفرق , ومن المعلوم الذى لا مراء فيه أن ليس كل من تميز عن غيره بمقالة ما في مسألة ما عد صاحب مقاله , وإلا فتكاد تخرج المقالات عن حد الحصر والعد ويكون من انفرد بمسألة فى أحكام الجواهر مثلا معدودا فى عداد أصحاب المقالات , فلا بد إذن من ضابط فى مسائل هى أصول وقواعد يكون الاختلاف فيها اختلافا يعتبر مقالة ويعد صاحبه صاحب مقالة. وما وجدت لأحد من أرباب المقالات عناية بتقرير هذا الضابط إلا أنهم استرسلوا في إيراد مذاهب الأمة كيف اتفق وعلى الوجه الذي وجد لا على قانون مستقر وأصل مستمر فاجتهدت على ما تيسر من التقدير وتقدر من التيسير حتى حصرتها في أربع قواعد هى الأصول الكبار: القاعدة الاولى: الصفات والتوحيد: وهى تشتمل على مسائل الصفات الأزلية إثباتا عند جماعة ونفيا عند جماعة وبيان صفات الذات وصفات الفعل وما يجب لله تعالى وما يجوز عليه وما يستحيل , وفيها الخلاف بين الأشعرية والكرامية والمجسمة والمعتزلة. القاعدة الثانية: القدر والعدل: وهي تشتمل على مسائل القضاء والقدر والجبر والكسب وإرادة الخير والشر والمقدور والمعلوم إثباتا عند جماعة ونفيا عند جماعة , وفيها الخلاف بين القدرية والنجارية والجبرية والأشعرية والكرامية القاعدة الثالثة: الوعد والوعيد والأسماء والأحكام: وهي تشتمل على مسائل الإيمان والتوبة والوعيد والإرجاء والتكفير والتضليل إثباتا على وجه عند جماعة ونفيا عند جماعة , وفيها الخلاف بين المرجئة والوعيدية والمعتزلة والأشعرية والكرامية. القاعدة الرابعة: السمع والعقل والرسالة والإمامة:

وهي تشتمل على مسائل التحسين والتقبيح والصلاح والأصلح واللطف والعصمة في النبوة وشرائط الإمامة نصا عند جماعة وإجماعا عند جماعة وكيفية انتقالها على مذهب من قال بالنص وكيفية إثباتها على مذهب من قال بالإجماع , والخلاف فيها بين الشيعة والخوارج والمعتزلة والكرامية والإشعرية فإذا وجدنا انفراد واحد من أئمة الأمة بمقالة من هذه القواعد عددنا مقالته مذهبا وجماعته فرقة , وإن وجدنا واحدا انفرد بمسألة فلا نجعل مقالته مذهبا وجماعته فرقة , بل نجعله مندرجا تحت واحد ممن وافق سواها مقالته ورددنا باق مقالاته إلى الفروع التى لا تعد مذهبا مفردا فلا تذهب المقالات إلى غير النهاية فإذا تعينت المسائل التى هى قواعد الخلاف تبينت أقسام الفرق الإسلامية وانحصرت كبارها في أربع بعد أن تداخل بعضها فى بعض. * * * قال الدكتور مصطفى بن محمد بن مصطفى صـ 76 - 77: المسألة الخامسة ضابط جعل الفرقة بعينها من الفرق المخالفة وذلك أن هذه الفرق إنما تصير فرقا بخلافها للفرقة الناجية في معنى كلي في الدين وقاعدة من قواعد الشريعة , لا في جزئي من الجزئيات إذ الجزئي والفرع الشاذ لا ينشأ عنه مخالفة يقع بسببها التفرق شيعا , وإنما ينشأ التفرق عند وقوع المخالفة في الأمور الكلية لأن الكليات نص من الجزئيات غير قليل وشأنها في الغالب أن لا تختص بمحل دون محل ولا بباب دون باب. واعتبر ذلك بمسألة التحسين العقلي فإن المخالفة فيها أنشأت بين المخالفين خلافا في الفروع لا تنحصر ما بين فروع عقائد وفروع أعمال. ويجرى مجرى القاعدة الكلية كثرة الجزئيات فإن المبتدع إذا أكثر من إنشاء الفروع المخترعة عاد ذلك على كثير من الشريعة بالمعارضة كما تصير القاعدة الكلية معارضة أيضا.

وأما الجزئي فبخلاف ذلك بل يعد وقوع ذلك من المبتدع له كالزلة والفلتة وإن كانت زلة العالم مما يهدم الدين ولكن إذا قرب موقع الزلة لم يحصل بسببها تفرق في الغالب ولا هدم للدين بخلاف الكليات. فأنت ترى موقع اتباع المتشابهات كيف هو في الدين إذا كان اتباعا مخلا بالواضحات وهي - أم الكتاب - وكذلك عدم تفهم القرآن مُوقِعٌ في الإخلال بكلياته وجزئياته. * * * بعد عرض هذا الكلام من أهل العلم أقول: ما هي أصول الدين التي خالفها الإخوان والتبليغ حتى نجعلهم من الفرق المخالفة من الاثنتين وسبعين فرقة كما ذكرها العلماء؟ أهو نفي الصفات أم التشبيه أم التأويل أم التفويض ووضع القواعد لذلك والمناظرة عليها ودعوة الناس إليها؟ أهو المخالفة في مسائل الإيمان سواء قالوا بقول الجهمية والمرجئة وفرقها , أم الخوارج المعتزلة وفرقها؟ أهو المخالفة في مسألة عرض النقل على العقل؟ أهو القول بالحلول والاتحاد , والقول بقول الصوفية والشيعة " أن هناك نبي بعد نبينا أو معصوم بعده يؤخذ منه الشرع "؟ أهو القول بنفي القدر أو القول بالجبر؟ أهو القول بسب الصحابة وتكفيرهم والطعن في عرض أم المؤمنين عائشة واتهامها بما برَّأها الله منه كما تقول المجوس الرافضة عليهم من الله ما يستحقون؟ أهو بدعة الصوفية وما تشتمل عليه من بدع؟ أخي الحبيب لا تجد في إخواننا من الإخوان والتبليغ في مصر من يتبنى رأيا من تلك الآراء. فإذا قلت لي: هناك منهم من يتبع الأشعري والماتريدي.

أقول لك: هناك فرق بين أن يقول شخص منهم رأيا لتأويل أو خطأ أو جهل , وبين من أن يتبنى رأيا في المسألة المعينة ويناظر عليها ويدعو الناس إليها , وعليك أن تلاحظ أننا مع حبنا لهم فإننا نأخذ عليهم قلة العلم الشرعي عندهم , وأن الإخوان المسلمين - جعلنا الله إخوانا على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة - يتبعون شيوخا من الأزهر الشريف , ونحن نعلم جيدا أن المذهب الذي يُدَرَّسُ هناك هو مذهب أتباع أبي الحسن الأشعري فليس لديهم منهجا عقديا يتبنونه لأنهم يرون كعوام الناس أن العلماء في مصر ينحصرون في الأزهر الشريف. فالمشكلة ليست معهم بقدر ماهي مع ما ينتشر من بدع ومخالفات في المجتمع الذي يعيشون فيه. * * * ثانيا: نحن نُسَلِّم بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أصول هذا الدين , وليس معنى الكلام السابق أننا نسكت عن أخطاء الآخرين ونقرها ولا ننكرها بل المقصود مراعاة ضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهناك بعض الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة صريحة وواضحة: أسألك أخي الكريم: أيهما أولى بالتحذير: جماعة الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ أم التحذير من التنصير ووسائله وأهدافه , والتحذير من مخططات الروافض التي ظهرت لكل من كان عنده بصر وبصيرة , والتحذير من العلمانية , والتحذير من الحركات الباطنية كالبهائية والإسماعيلية , والتحذير من الحركات والأفكار الصهيونية كالماسونية وأندية الروتاري والليونز؟ بالله عليك هل الإخوان والتبليغ أخطر على الأمة من هؤلاء؟ ورب العرش العظيم لما اختلفت إجابة ذي عقل سليم فضلا عن ذي علم أنه لا يمكن أبدا المقارنة بين الكفر والإيمان والدعوة إلى دين الملك العلاَّم وبين الدعوة إلى الكفر والإلحاد.

فإن سلمنا معك تَنَزُّلا في المحاورة على أنه من المصالح العظمى للمسلمين التحذير من الإخوان والتبليغ , فإنك توافقني على أنه من المصالح الأعظم التحذير ممن ذكرت في النقطة السابقة. هل فكرت ولو لحظات ما هي الآثار العكسية لهذا التحذير بهذا الشكل؟ أخي الكريم أحاول أن ألخص لك بعض السلبيات التي ظهرت جراء ذلك الأمر: حصر الخطر الذي يواجهه المسلمون في الإخوان والتبليغ وإهمال ما ذكرنا من أخطار في النقطة الأولى ولا أدري لمصلحة من ذلك. جعل ذلك الطعن والتجريح من المبادئ التي يتعلمها الأخ الملتزم حديثا وصرفه عن تعلم العلم النافع وزيادة الإيمان وما يجب عليه من فروض الأعيان , مما يُضْعِفُ القيام بما افترض الله من الحقوق بين المسلمين. وجود رد فعل ممن تحذر منهم بأن يحذروا من السلفيين ويكونون مع أعداء السلفية في خندق واحد. عوام المسلمين عندنا في مصر لديهم ولله الحمد تعاطف مع التيار الإسلامي بشكل عام وعندهم أن الملتحين كلهم ملتزمون لا يُفَرِّقُون بأن هذا تبليغ وهذا متدين يقصدون الإخوان وهذا سلفي فالكل عندهم واحد , فالتحذير الذي يتم بهذا الشكل يجعل العوام لا يتقبلون أيا من هؤلاء؛ لأنهم يجدون أن هذا يحذر من هذا وهذا يحذر من هذا , فنتسبب في صد الناس عن سبيل الله بسبب هذه الأمور التي تصدر بدون الرجوع إلى العلماء الراسخين في العلم. تقديم خدمة جليلة إلى أعدائنا من عدة أوجه: الإنشغال بذلك عن تعليم عوام المسلمون دينهم وما يحتاجون إليه من فروض الأعيان من أمور العقيدة والعبادة. وقد ناقشتُ من فترة أحد هؤلاء وقلتُ له: لماذا لا نُعَلِّم الناس وندعوهم إلى الله؟ ورب العرش العظيم كانت إجابته: أننا يجب أن نهتم بأنفسنا ونقوي إيماننا. تقوية قلوبهم برؤية المسلمين متناحرون ومتفرقون. إنشغال المسلمون بذلك عن كشف مخططاتهم والتحذير منها والرد على شبهاتهم الذين يثيرونها. * * *

الرد (1) : إذا إنك تجهل أهل العلم وتنتقصهم وكأنك تقول: بأنك أعلم منهم حيث إنك ترد كلامهم؟ ومن استشهدت بكلامهم من العلماء كالشيخ ابن باز رحمه الله فهو قبل الرجوع عن فتواه من التعاون مع تلك الجماعات (2) , فلا حجة لك. أقول وبالله تعالى التوفيق والهدى: أولا: هل لو أقسمت لك أتصدقني؟ أقسم بالله العظيم أنني أحب وأوالي كل شيخ من اهل السنة والجماعة والله حسيبي في ذلك مطلع علي , وأعوذ بالله أن أتنقص أهل الحق. ثانيا: أنا أسلم معك على أصول اتفق عليها أهل السنة وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتحذير من أهل الأهواء والبدع لكن أخالفك في طريقة ذلك , وفي تعيين هذه الفرق وأن الجماعتين المذكورتين ليستا من الاثنتين والسبعين فرقة والتي توعدها النبي صلى الله عليه وسلم. ثالثا: أنني لم أقل ذلك من تلقاء نفسي , ولكنني استشهدت بكلام لأهل العلم قديما وحديثا في ذلك. رابعا: أما القول بأن الشيخ ابن باز رحمه الله قد تراجع عن فتواه أو غيره من أهل العلم وأن هذا نص فتوى نشرت مؤخرا في صحيفة أو بعث بها إلى فلان أو من خلال حديث تليفوني أو فاكس أرسل إليه أو شريط كاسيت بصوت الشيخ. أقول وبالله تعالى التوفيق والهدى: الفتوى المعنية هي بخصوص جماعة التبليغ ولكن هل يقصد العلماء أهل التبليغ الموجودين في الجزيرة العربية والقريبين من أهل العلم , أم يحذر من جماعة التبليغ الموجودة في الهند وباكستان ومن دعا إلى فكرهم؟ فإن قلت لي هل هناك فرق؟ أقول لك: نعم ورب العرش العظيم هناك فارق أساسي وهو الحاسم بإذن الله في حوارنا هذا , أتدري ما هو؟

_ (1) - رد المُحّذِّر من الإخوان والتبليغ (2) -أي فتوى الشيخ في صفحة رقم 5 , وستأتي تلك الفتاوى

إن أهل التبليغ في الهند وباكستان ينتشر بينهم العقائد الشركية والمخالفات الشرعية العقدية من تعليق تمائم شركية والعكوف على القبور وغير ذلك مما نبه عليه أهل العلم في فتاويهم , وقد حذروا مما هم عليه من هذه المخالفات. والدليل على ذلك أنك تجد من كتب عن ذلك هو من علماء الهند وباكستان وينقلها عنهم من ألف المصنفات للتحذير منهم. وأيضا أنك وبحول الله وبحمده تجد أحوال أهل التبليغ في السعودية ومصر والبلدان التي ينتشر فيها أهل السنة والجماعة لا يكون بينهم هذه المخالفات العقدية كما هو الحال في الهند وباكستان , وذلك الأمر يتوافق مع كلام الشيخ ابن باز , وإننا لم نر تغيرا طرأ على أهل التبليغ الموجودين بيننا وإن تغيرت فتوى الشيخ بالتحذير منهم وأنهم من أهل البدع فيجب التحذير منهم فكما بين أنه بالحسنى لا كما هو الحال الآن , وأن أهل التبليغ المذكورين هم من صُنِّفَ فيهم المصنفات التي تحذر منهم وينتشر فيهم تلك المخالفات التي أخذها عليهم أهل العلم وهم في الهند وباكستان. إن الكتب التي حذرت من جماعة التبليغ لو لاحظت ستجد أن العلماء المنقول عنهم هم في باكستان والهند وهو ما يؤيد كلامنا ولو سألت أهل التبليغ في البلاد العربية والتي تنتشر فيها بحمد الله الدعوة السلفية عن تلك الخرافات والشركيات والمخالفات العقدية فلن تجد لها أثرا إلا ما يتعلق بما أخذه أهل العلم عليهم والموجودون معهم في بلادهم من تعيين الخروج والتزهيد في العلم الشرعي تأويلا وبعض الأمور الأخرى والتي لا تصل بحال إلى تلك التي في الهند وباكستان.

وفتوى اللجنة الدائمة بعدم الخروج معهم ليس معناه ترك نصحهم وبيان الحق لهم بالحسنى , لأننا لا نقول لطلبة العلم بترك التعلم والخروج بل إن هذا ضرره أكثر , لكن نقول من لا يصلي ويسب الدين ويدمن المخدرات ويخرج مع هؤلاء لعلها تكون سببا في إلتزامه الصلاة وترك ما هو عليه لا أن ننكر عليه ونحذره من أن ذلك بدعة فيعود إلى ما كان عليه. ونحن نوضح له بعد ذلك أن السنة كذا وكذا وأن هذا الأمر المعين فيه مخالفة بالحسنى لا كما هو الحال الآن أسألك سؤالا: هل الإخوان والتبليغ في السعودية كما في مصر كما في العراق كما في تونس كما في المغرب كما في اندونيسا كما في لبنان كما في ليبيا؟ فهل يمكن القول بأن المخالفات العقدية والشرعية التي يقع فيها إخواني أو رجل من أهل التبليغ في السعودية هي نفسها التي يقع فيها من هو في الهند وباكستان وبالتالي نطلق التحذير ونجعلهم كلهم سواء؟ الرد: ماذا تقصد من هذا السؤال؟ أقول وبالله تعالى التوفيق والهدى إن الإخوان والتبليغ يختلفون من بلد لآخر , وبالتالي يختلف التحذير منهم من بلد لآخر فلا يحمل كلام عالم في بلد ويعمم على كل من وجد فيه هؤلاء؛ لأن الواقع خير دليل بأنهم يختلفون من بلد لآخر كما قال الشيخ ابن باز رحمه الله معللا فتواه فالتعميم خطأ بين. بل نطالب علماء مصر جميعا من أهل السنة والجماعة أن يبينوا لنا هذا الأمر بجلاء وكيف التعامل معهم ونصحهم وكيفية تنزيل كلام أهل العلم في التحذير منهم , لا أن ذلك مقصور على عالم أو طائفة من العلماء.

إن البعض قد غالى وقال: لا نتعاون معهم على أي نوع من أنواع الخير حتى لو كان هناك نشاط تنصيري لا يجوز التعاون معهم على إيقافه , هل يصدر ذلك من عالم؟ هل يعقل ذلك الأمر؟ ورب العرش العظيم لقد جن جنوني عندما سمعت ذلك والله وحده يعلم كم أصابني عندما سمعت تلك الهراءات بل الأشد من ذلك هناك من يقول أننا لا يعنينا التنصير بل إن الأهم التحذير من الإخوان والتبليغ لأنهم أخطر علينا. * * * الرد: مع كل ما ذكرت فإنك لا تعلم أقوال القوم ولا ما يهدفون إليه , والذي يعلم ذلك الراسخون في العلم والذين صنفوا الكتب للتحذير من هؤلاء المبتدعة الضالون وأنصحك بقراءة كتب الشيخ حمود التويجري , وسليم الهلالي وفتاوى الشيخ ناصر الدين الألباني والشيخ الفوزان وغيرهم من أهل العلم فإن هؤلاء هم أعلم منك وأدرى بأحوال هؤلاء , فهؤلاء العلماء قد بينوا أن جماعة الإخوان قامت على الخروج على الحكام , وعلى صوفية حسن البنا , ومذهب الأشعري والماتريدي , وأن سيد قطب في ظلال القرآن قال بمذهب الروافض , وأن منهجهم يشبه منهج الروافض الذين قاموا بالثورة الإيرانية. أما جماعة التبليغ فينتشر فيهم العقائد الشركية من التمائم والتعويذات والعكوف على القبور , وأن تلقيهم للعقيدة على مذهب الماتريدية , أضف إلى ذلك بدعة الخروج وتحديد أياما معينة لذلك. أقول وبالله تعالى التوفيق والهدى: أولا: أنك صدقت بأن ما ذكرت من علماءنا هم بلا شك أعلم بكثير منا , ورب العرش العظيم كم نحب شيوخ أهل السنة والجماعة. ثانيا: فيما يتعلق بالإخوان المسلمين عندنا في مصر فإن الكلام من عدة أوجه: أنبه أكثر من مرة أنه ليس معنى هذا الكلام أننا نسكت عن خطأ أو نداهن في بدعة لكن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر وفق الضوابط الشرعية ومنها العلم , والمصلحة والمفسدة.

ما ذكرت من أخطاء قامت عليها جماعة الإخوان المسلمين في العقيدة كانت في فترة لم تكن العقيدة السلفية منتشرة كما هو الآن ولله الحمد , ولم يكن هناك من يبين لهم أخطاءهم لا أنهم يتعمدون المخالفة كما حاول البعض التعسف في إثبات ذلك خاصة ما يتعلق بنسبتهم إلى الصوفية. أكرر هذا السؤال: هل الإخوان في السعودية كعقيدة وفقه بأحكام الشريعة كإخوان مصر , كإخوان المغرب وتونس وليبيا؟ بلا شك هناك فرق في انتشار المذهب السلفي وسلامة العقيدة والبعد عن البدع في إخوان السعودية , وكلما كان القرب من علماء أهل السنة وانتشار المذهب السلفي كانت البدع والمخالفات أقل. أما القول بأنهم خوارج على الحكام فإنهم قد أعلنوا أكثر من مرة البراءة من هذه التهمة عندنا في مصر , والسماح لهم بالمشاركة في الانتخابات الأخيرة خير دليل على صحة ذلك , وكذلك فإن من أكبر ما ينكر عليهم هو ضعف الولاء والبراء عندهم من تهنئة الكافرين بأعيادهم والسماح لهم بالإنضمام إليهم , وأن العداء مع اليهود غير ديني. فإنني أتساءل أي خوارج هؤلاء يكون عندهم الولاء والبراء بهذه الدرجة. ينتشر بين ما زعمت بأنهم خوارج التمثيل المسرحي بشكل إسلامي وهو ما أنكره عليهم أهل العلم , كما أن هناك فتاوى تبيح استخدام المعازف في أناشيدهم , وكذلك فتاوى تبيح للممثل المعتزل والممثلة المعتزلة بالرجوع إلى التمثيل لنشر الدعوة بين أهل الفن والتمثيل وهو ما ينكره أهل العلم عليهم أيضا , وكذلك فتاوى تبيح لهم حلق اللحية في سبيل نشر الدعوة وإسبال البنطلون لذلك أيضا , وبين الحين والآخر هناك من قيادتهم من يقوم بمخاطبة ود الأدباء العلمانيين بالقول بأن الإسلام لا يحرم الأدب الراقي وأن هناك حرية ولا رقابة على الإبداع وغير ذلك من الترهات.

هل بعد كل ذلك يأتي من يقول بأن الإخوان خوارج؟ كيف؟ ونحن ننكر كل ذلك ولا يقره أحد ونحاول أن نبين لهم بأن ذلك مخالفة للشرع بالأدلة الشرعية بالرفق والأسلوب الحسن ونصبر على ذلك. أما القول بأن منهجهم يشبه الروافض فإنه يكفي إيراد أقوال لبيان فسادها دون الرد عليه , فورب العرش العظيم إنك ما سألت أحدا من الإخوان عن حب أبي بكر وعمر والصحابة كلهم إلا وتجد الإجابة لا تختلف بأن حبهم من الدين وأنهم يوالونهم كلهم , فأين الرفض في منهجهم , بل إن حرب العراق والتي كشفت عن مجوسية الرفض القبيح جعلت من بعض الإخوان من يكتشف حقيقتهم , والتي كان دعاة أهل السنة ينادون بها , وجعلت موقفهم يتغير تماما من هؤلاء الروافض. أما بالنسبة للقول بأن الإخوان قاموا على الصوفية فلنفترض ذلك وأن ذلك في فترة من الفترات , لكن هل هم الآن كذلك أم أنهم ينتقدون ما تقوم به جماعات منهم؟ . إن مما أخذ على الإخوان أنهم يحاولون أن يجمعوا بين مذاهب متناقضة دون الأخذ في الإعتبار التجمع على عقيدة السلف , فهم يحاولون تجميع الصوفية والشيعة وغيرهم فكيف يجمعون أنفسهم على القول بأنهم كذلك. أما الحديث عما ظهر منهم من الخير: الإهتمام بأطفال المسلمين وتحفيظهم القرآن وتعليمهم الآداب الإسلامية وإقامة المسابقات لذلك. الإهتمام الكبير بتوزيع الصدقات على فقراء المسلمين وتوفير الرعاية الصحية لهم وفق قدراتهم. النشاط الدعوي بين طلاب وطالبات الجامعات. مما جعلهم شوكة في حلق العلمانيين وأغلقوا أبوابا أمام النشاط التنصيري والتشيع الرافضي الخبيث. * * * ثالثا: أما بالنسبة لجماعة التبليغ في مصر فالرد على ذلك من أوجه:

أنبه أكثر من مرة أنه ليس معنى هذا الكلام أننا نسكت عن خطأ أو نداهن في بدعة لكن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر وفق الضوابط الشرعية ومنها العلم , والمصلحة والمفسدة فإن كانت هناك سلبيات عند إخواننا في جماعة التبليغ وأهمها وجود قصور في العلم الشرعي والتزهيد فيه فالدعوة مشروطة بالعلم بما تدعو إليه , وبدعة تحديد أياما معينة , وترك الزوجة والأولاد عند الخروج فعلينا أن نبين لهم بالحسنى خطأ ذلك وأن نصبر على ذلك. أكرر هذا السؤال: هل التبليغيون في السعودية كعقيدة وفقه بأحكام الشريعة كتبليغي مصر , كتبليغي المغرب وتونس وليبيا؟ بلا شك هناك فرق في انتشار المذهب السلفي وسلامة العقيدة والبعد عن البدع في تبليغي السعودية , وكلما كان القرب من علماء أهل السنة وانتشار المذهب السلفي كانت البدع والمخالفات أقل. لا يمكن لمسلم منصف فضلا عن ذي علم عندما يتكلم عن المخالفات الموجودة في أهل التبليغ في الهند وباكستان فيجعلها في كل جماعة تبليغ موجودة على وجه الأرض , لأن أهل التبليغ عندنا في مصر غير منتشر فيهم ما ذكر في أهل الهند من تمائم شركية ومخالفات عقدية وطواف على القبور. أما بالنسبة عما ظهر من إيجابيات: إسلام بعض الكافرين على أيديهم سواء في الداخل أو في الخارج وأقف هنا عند قول لأحد العلماء معلقا على هذه النقطة قال " لا يفرح بإسلام أناس يكونون أتباعا لأناس يمنعونهم من التصريح بالكفر بالطاغوت * * * ولأناس يرابطون على القبور وينتظرون الكشف والكرامات والفيوض الروحية من أهل القبور ويستعملون التمائم والتعاويذ الشركية والشعوذة والأحوال الشيطانية في الاستشفاء من الأمراض , علاوة على ما هم عليه من البدع والضلالات والجهالات وفساد العقيدة ولا سيما في توحيد الألوهية الذي هو أعظم أصول الإسلام " انتهى كلام الشيخ. أقول وبالله تعالى التوفيق والهدى:

انتقال إنسان من عقائد البوذيين والهندوس إلى النطق بالشهادتين وأداء الصلوات والقيام بما علمه من شعائر الإسلام ألا يكون ذلك سببا في فرحة المسلمين ولاء لله ولدينه ولرسوله صلى الله عليه وسلم , وإن كنا نحن مخطئون في ذلك فنرجو من أهل العلم تبيين ذلك الأمر وتوضيحه , وهل يعمم على كل من انتسب إليهم أم ذلك مقتصر على من يصدر منه ذلك , وما حكم من يصدر منه ذلك وهو حديث عهد بكفر. إن سلمنا بوجود ذلك في طائفة من جماعة التبليغ موجودة في الهند وباكستان - والنقل في تلك الأمور من علماء موجودين في الهند - هل يعمم على كل من انتسب إليهم في كل بلدان المسلمين , والواقع خير دليل بأنه كلما كانت الدعوة إلى التوحيد منتشرة في بلد , كلما كانت تلك المخالفات العقدية غير موجودة , فإن تلك المخالفات العقدية المذكورة - من تمائم وتعاويذ شركية واستغاثة بأصحاب القبور - في جماعة التبليغ في مصر غير موجودة فيهم فنحن أعلم بهم من غيرهم. إن الخطأ - والله أعلم - لا يكمن في جماعة التبليغ كجماعة وإنما يكمن في انتشار هذه المخالفات العقدية أصلا مما يوجب على أهل السنة إنكارها , فهي ليست متعلقة بالتبليغ كجماعة أخذوا يجعلونها من أسس قيامها. ومما ظهر في مصر من خير على يد تلك الجماعة: إسلام بعض الكافرين على يديهم في الداخل أو برحلاتهم في الخارج. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى دين الله سبحانه في أماكن كثيرة مما أدى بفضل الله وحده إلى هداية شباب إلى الصلاة كانوا لا يصلون وإلى التزام أوامر ونواهي كانوا لا يلتزمون بها. انتقال بعضهم إلى المذهب السلفي. الإنفاق على الفقراء والمحتاجين والأرامل واليتامى. مما جعلهم أيضا شوكة في حلق العلمانيين وأغلقوا أبوابا أمام النشاط التنصيري والتشيع الرافضي الخبيث * * * الرد: كل ما قلته لا يوزن له وزن أمام كلام أهل العلم وسأسرد إليك بعضا منه:

وقفات مع فتاوى أهل العلم

وقفات مع فتاوى أهل العلم أولا فتاوى الشيخ ابن باز: السؤال: " خرجت مع جماعة التبليغ للهند والباكستان، وكنا نجتمع ونصلي في مساجد يوجد بها قبور وسمعت أن الصلاة في المسجد الذي يوجد به قبر باطلة فما رأيكم في صلاتي وهل أعيدها؟ وما حكم الخروج معهم لهذه الأماكن؟ " الجواب جماعة التبليغ ليس عندهم بصيرة في مسائل العقيدة فلا يجوز الخروج معهم إلا لمن لديه علم وبصيرة بالعقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنة والجماعة حتى يرشدهم وينصحهم ويتعاون معهم على الخير؛ لأنهم نشيطون في عملهم، لكنهم يحتاجون إلى المزيد من العلم، وإلى من يبصرهم من علماء التوحيد والسنة. رزق الله الجميع الفقه في الدين والثبات عليه. المصدر: مجموع فتاوى الشيخ ابن باز 8/331. ونقف مع كلام الشيخ ابن باز وقفات: قول الشيخ: " حتى يرشدهم وينصحهم ويتعاون معهم على الخير " فالشيخ هنا يقر بأن ينصحوا لا كما يفعل من توجه إليهم الرسالة بالتشهير بهم واتهامهم بأنهم من الاثنتين والسبعين فرقة وأنه لا يتعاون معهم أبدا لأنهم مبتدعة. فهم يستشهدون بكلام الشيخ ابن باز ويخالفونه ولا يعملون به قول الشيخ " فإنهم نشيطون في العمل لكنهم يحتاجون إلى العلم " فالشيخ رحمه الله أثنى عليهم ووجه أنظارنا إلى احتياجهم إلى العلم وهو ما نقول به. * * * تنبيه: الفتوى التالية قد تكون فيها تدليس بَيِّنٌ على الشيخ سؤال: أحسن الله إليك حديث النبي صلى الله عليه وسلم في افتراق الأمم قوله " ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة إلا واحدة " فهل جماعة التبليغ على ما عندهم من شركيات وبدع , وجماعة الإخوان المسلمين على ما عندهم من تحزب وشق العصا على ولاة الأمور وعدم السمع والطاعة , هل هاتين الفرقتين تدخل - يقول الناقل انتهى الوجه الأول للشريط -.......؟ جواب:

تدخل في الثنتين والسبعين من خالف عقيدة أهل السنة دخل في الثنتين والسبعين المراد بقوله " أمتي " أي أمة الاستجابة أي استجابوا له وأظهروا اتباعهم له ثلاث وسبعين فرقة الناجية السليمة: التي اتبعته واستقامت على دينه , واثنتان وسبعون فرقة: فيهم الكافر , وفيهم العاصي , وفيهم المبتدع , أقسام. فقال السائل: يعني هاتين الفرقتين من ضمن الثنتين والسبعين؟ فأجاب: نعم من ضمن الثنتين والسبعين فرقة والمرجئة وغيرهم , المرجئة والخوارج بعض أهل العلم يرى الخوارج من الكفار الخارجين لكن داخلين في عموم الثنتين والسبعين. مصدر هذه الفتوى: دروس الإمام في شرح المنتقى في الطائف. قد يكون فيها تدليس على الشيخ واضح لما يلي: الشيخ لم يذكر في فتوى رسمية ولا في كتبه أنهم من الاثنتين والسبعين فرقة بل نقلنا إليك كلامه والذي أثنى عليهم فيه, فهل الشيخ يتناقض في كلامه؟ . كما أن رد الشيخ فيه ذكر للمرجئة والخوارج حيث قال " نعم من ضمن الثنتين والسبعين فرقة والمرجئة وغيرهم , المرجئة والخوارج بعض أهل العلم يرى الخوارج من الكفار الخارجين لكن داخلين في عموم الثنتين والسبعين " ما وجه اقتران التبليغ والإخوان مع الخوارج والمرجئة والشيخ لم يذكر في إجابته إلا هاتين الفرقتين فقط ولم يذكر التبليغ ولا الإخوان وركز كلامه على الخوارج. يا تلاميذ الشيخ ابن باز هل هذه الفتوى منسوبة فعلا إلى الشيخ والتي كان العزو فيها إلى دروس الشيخ في شرح المنتقى في الطائف؟ . * * * ما سبق من كلام منسوب إلى الشيخ ابن باز حفظه الله مصدران من فتاويه ومن شريط , مع أن رسائله لا تخفى على طالب علم فضلا عن عالم , ونجد أن فتاوى الشيخ وكلامه مختلف , فهل الشيخ له كلام في موطن , وكلام في موطن آخر؟ وأسوق فتاوى للشيخ ابن باز بالمصادر الخاصة بها حتى يتبين ما أقوله:

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن حكم الانتماء للجماعات الإسلامية، والالتزام بمنهج جماعة معينة دون سواها؟ فأجاب: " الواجب على كل إنسان أن يلتزم بالحق، قال الله عز وجل، وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، وألا يلتزم بمنهج أي جماعة لا إخوان مسلمين ولا أنصار سنة ولا غيرهم، ولكن يلتزم بالحق، وإذا انتسب إلى أنصار السنة وساعدهم في الحق، أو إلى الإخوان المسلمين ووافقهم على الحق من دون غلو ولا تفريط فلا بأس، أما أن يلزم قولهم ولا يحيد عنه فهذا لا يجوز، وعليه أن يدور مع الحق حيث دار، إن كان الحق مع الإخوان المسلمين أخذ به، وإن كان مع أنصار السنة أخذ به، وإن كان مع غيرهم أخذ به، يدور مع الحق، يعين الجماعات الأخرى في الحق، ولكن لا يلتزم بمذهب معين لا يحيد عنه ولو كان باطلاً ولو كان غلطاً، فهذا منكر، وهذا لا يجوز، ولكن مع الجماعة في كل حق، وليس معهم فيما أخطأوا فيه " اهـ. "مجموع فتاوى ومقالات متنوعة" لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله (8/237) . * * * السؤال: ما رأيك في الذي يقول: بأن هذه الجماعات الإسلامية من الفرق التي تدعو إلى جهنم والتي أمر النبي باعتزالها فهل كلامه صحيح؟. الجواب: الحمد لله , الذي يدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليس من الفرق الضالة، بل هو من الفرق الناجية المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) ، قيل: ومن هي يا رسول الله؟ قال: (من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي) . وفي لفظ: (هي الجماعة) .

والمعنى أن الفرقة الناجية: هي الجماعة المستقيمة على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم؛ من توحيد الله، وطاعة أوامره وترك نواهيه، والاستقامة على ذلك قولاً وعملاً وعقيدة، هم أهل الحق وهم دعاة الهدى ولو تفرقوا في البلاد، يكون منهم في الجزيرة العربية، ويكون منهم في الشام، ويكون منهم في أمريكا ويكون منهم في مصر، ويكون منهم في دول أفريقيا، ويكون منهم في آسيا، فهم جماعات كثيرة يعرفون بعقيدتهم وأعمالهم، فإذا كانوا على طريقة التوحيد والإيمان بالله ورسوله، والاستقامة على دين الله الذي جاء به الكتاب وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهم أهل السنة والجماعة وإن كانوا في جهات كثيرة، ولكن في آخر الزمان يقلون جداً.

فالحاصل أن الضابط هو استقامتهم على الحق، فإذا وجد إنسان أو جماعة تدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتدعو إلى توحيد الله واتباع شريعته فهؤلاء هم الجماعة، وهم من الفرقة الناجية وأما من دعا إلى غير كتاب الله، أو إلى غير سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا ليس من الجماعة، بل من الفرق الضالة الهالكة، وإنما الفرقة الناجية: دعاة الكتاب والسنة، وإن كان منهم جماعة هنا وجماعة هناك مادام الهدف والعقيدة واحدة، فلا يضر كون هذه تسمى: أنصار السنة وهذه تسمى: الإخوان المسلمين، وهذه تسمى كذا، المهم عقيدتهم وعملهم، فإذا استقاموا على الحق وعلى توحيد الله والإخلاص له واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً وعقيدة فالأسماء لا تضرهم، لكن عليهم أن يتقوا الله، وأن يصدقوا في ذلك، وإذا تسمى بعضهم بـ: أنصار السنة، وتسمى بعضهم بـ: السلفيين، أو بالإخوان المسلمين، أو تسمى بعضهم بجماعة كذا، لا يضر إذا جاء الصدق، واستقاموا على الحق باتباع كتاب الله والسنة وتحكيمهما، والاستقامة عليهما عقيدة وقولاً وعملاً، وإذا أخطأت الجماعة في شيء فالواجب على أهل العلم تنبيهها وإرشادها إلى الحق إذا اتضح دليله. والمقصود: أنه لابد أن نتعاون على البر والتقوى، وأن نعالج مشاكلنا بالعلم والحكمة والأسلوب الحسن، فمن أخطأ في شيء من هذه الجماعات أو غيرهم مما يتعلق بالعقيدة، أو بما أوجب الله، أو ما حرم الله نبهوا بالأدلة الشرعية بالرفق والحكمة والأسلوب الحسن، حتى ينصاعوا إلى الحق، وحتى يقبلوه، وحتى لا ينفروا منه، هذا هو الواجب على أهل الإسلام أن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يتناصحوا فيما بينهم، وألا يتخاذلوا فيطمع فيهم العدو. كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله. م/8 ص/181. * * *

علامة العصر ومحدثه فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني:

أما بالنسبة لفتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله فنقف معها وقفات: قال الشيخ " الذي يدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليس من الفرق الضالة " فهل الإخوان والتبليغ عندنا في مصر يدعون إلى الكتاب والسنة أم إلى أي شئ؟ الذي نعرفه أنهم يدعون إلى الكتاب والسنة , وإن كان هناك أخطاء لكن أصل دعوتهم إلى الكتاب والسنة , فهم ليسوا من الفرق الضالة. فإذا قلت لكن يظهر فيهم أخطاء , أقول قال الشيخ رحمه الله " والمقصود: أنه لابد أن نتعاون على البر والتقوى، وأن نعالج مشاكلنا بالعلم والحكمة والأسلوب الحسن، فمن أخطأ في شيء من هذه الجماعات أو غيرهم مما يتعلق بالعقيدة، أو بما أوجب الله، أو ما حرم الله نبهوا بالأدلة الشرعية بالرفق والحكمة والأسلوب الحسن، حتى ينصاعوا إلى الحق، وحتى يقبلوه، وحتى لا ينفروا منه، هذا هو الواجب على أهل الإسلام أن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يتناصحوا فيما بينهم، وألا يتخاذلوا فيطمع فيهم العدو " فهل تقومون بذلك معهم؟ الواقع يقول: لا. نجد هناك فرقا بين كلام الشيخ في المصدر الذي ساقه الأخ وبين كلامه في هذه الفتاوى فلا ندري ما السبب؟ * * * علاَّمة العصر ومحدثه فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني: ما رأيكم في جماعة التبليغ , هل يجوز لطالب العلم أو غيره أن يخرج معهم بدعوى الدعوة إلى الله؟ الجواب: جماعة التبليغ لا تقوم على منهج كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه سلفنا الصالح , وإذا كان الأمر كذلك فلا يجوز الخروج معهم؛ لأنه ينافي منهجنا في تبليغنا لمنهج السلف الصالح ففي سبيل الدعوة إلى الله يخرج العالم , أما الذين يخرجون معهم فهؤلاء واجبهم أن يلزموا بلادهم , وأن يتدارسوا العلم في مساجدهم حتى يتخرج منهم علماء يقومون بدورهم في الدعوة إلى الله.

وما دام الأمر كذلك فعلى طالب العلم إذن أن يدعو هؤلاء في عقر دارهم إلى تعلم الكتاب والسنة ودعوة الناس إليها , وهم لا يعنون بالدعوة إلى الكتاب والسنة كمبدأ عام بل إنهم يعتبرون هذه الدعوة مفرقة؛ لذلك فهم أشبه ما يكونون بجماعة الإخوان المسلمين فهم يقولون: إن دعوتهم قائمة على الكتاب والسنة , ولكون هذا مجرد كلام فهم لا عقيدة تجمعهم فهذا ماتريدي وهذا صوفي وهذا لا مذهب له ذلك؛ لأن دعوتهم قائمة على مبدأ (كَتِّلْ - جَمِّعْ - ثم ثَقِّفْ) , والحقيقة أنه لا ثقافة عندهم فقد مر عليهم أكثر من نصف قرن ما نبغ فيهم عالم , وأما نحن فنقول (ثَقِّفْ - ثم جَمِّعْ) ؛ حتى يكون التجمع على أساس مبدأ لا خلاف فيه. فدعوة جماعة التبليغ صوفية عصرية تدعو إلى الأخلاق , أما إصلاح عقائد المجتمع فهم لا يحركون ساكنا لأن هذا بزعمهم يُفَرِّقُ. وقد جرت بين الأخ سعد الحصين وبين رئيس جماعة التبليغ في الهند أو باكستان مراسلات تبين منها أنهم يقرون التوسل والاستغاثة وأشياء كثيرة من هذا القبيل ويطلبون من أفرادهم أن يبايعوا على أربع طرق منها الطريقة النقشبندية , فكل تبليغي ينبغي أن يبايع على هذا الأساس. وقد يسأل سائل: إن هذه الجماعة عاد بسبب جهود أفرادها الكثير من الناس إلى الله بل وربما أسلم على أيديهم أناس من غير المسلمين , أفليس هذا كافيا في جواز الخروج معهم والمشاركة فيما يدعون إليه؟ فنقول: إن هذه الكلمات نعرفها ونسمعها كثيرا ونعرفها من الصوفية , فمثلا يكون هناك شيخ عقيدته فاسدة ولا يعرف شيئا من السنة بل ويأكل أموال الناس بالباطل.... , ومع ذلك فكثير من الفساق يتوبون على يديه فكل جماعة تدعو إلى خير لا بد أن يكونوا لهم تبع , ولكن نحن ننظر إلى الصميم , إلى ماذا يدعون؟ هل يدعون إلى اتباع كتاب الله وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم وعقيدة السلف الصالح وعدم التعصب للمذاهب واتباع السنة حيثما كانت ومع من كانت؟

فجماعة التبليغ ليس لهم منهج علمي وإنما منهجهم حسب المكان الذي يوجدون فيه فهم يتلونون بكل لون. المصدر: الفتاوى الإماراتية (38) * * * أما كلام الشيخ الألباني فقد قال ما نهدف إليه بقوله " فعلى طالب العلم إذن أن يدعو هؤلاء في عقر دارهم إلى تعلم الكتاب والسنة ودعوة الناس إليها " إن سبب هذه الرسالة نقد هذا الإتجاه الذي لا يهدف إلا إلى جعل الإخوان المسلمين والتبليغ من الاثنتين والسبعين فرقة وذمهم والتحذير منهم , وجعلهم أخطر على الأمة ممن جعلهم الله أشد عداوة لنا , دون التقيد بكلام أهل العلم الذين يستشهدون بهم وهو نصحهم ودعوتهم إلى الكتاب والسنة بل كما أوردت أنهم يمنعون من التعاون على أمور البر والتقوى ولا يتحدثون على التنصير ومخططاته ولا التشيع ولا العلمانية بل جعلوا كل الهَمِّ في هاتين الجماعتين. وهذا كلام علاّمة العصر حافظ السنة الشيخ الألباني وهو دعوة التبليغ إلى الكتاب والسنة , فهل تتقيدون بكلام أهل العلم وتقومون بذلك؟ حتى الآن لسان حالكم يقول: لا. واستشهد الشيخ بمحاورة الشيخ سعد الحصين ورئيس جماعة التبليغ في الهند أو باكستان وهو أيضا ما نقول به بأن المخالفات العقدية موجودة بينهم , لكن ما نقصده جماعة التبليغ الموجودة في مصر أو السعودية هل يوجد بينها ذلك. أما قول الشيخ مجيبا على تساؤل " إن هذه الجماعة عاد بسبب جهود أفرادها الكثير من الناس إلى الله بل وربما أسلم على أيديهم أناس من غير المسلمين , أفليس هذا كافيا في جواز الخروج معهم والمشاركة فيما يدعون إليه " فنحن نقول بأن الشيخ رد على من استشهد بذلك للخروج معهم مع ما هم عليه من مخالفات دون إنكار وهذا الذي عليه أهل العلم ولم نخالفه , لكننا نوجه كلامنا لمن لا يلتزم بكلام أهل العلم ويطعن فيهم ويشهر بهم بدون دعوتهم إلى الكتاب والسنة والتناصح معهم.

فتوى الشيخ عبد الرزاق عفيفي:

وجَّه الشيخ كلامه إلى الإهتمام بالتعليم لإخراج من يعلم الكتاب والسنة ويدعوا إليهما , لا أن يترك ذلك ويعتقد أن الأفضل الدعوة بدون علم. * * * فتوى الشيخ عبد الرزاق عفيفي: سئل الشيخ عن خروج جماعة التبليغ لتذكير الناس بعظمة الله؟ فقال الشيخ " مبتدعة ومخرفون وأصحاب طرق قادرية وغيرهم , وخروجهم ليس في سبيل الله ولكنه في سبيل إلياس هم لا يدعون إلى الكتاب والسنة ولكن يدعون إلى إلياس شيخهم في بنجلاديش أما الخروج بقصد الدعوة إلى الله فهو خروج في سبيل الله وليس هذا هو خروج جماعة التبليغ " نحن نوافق الشيخ في أن هناك بدع يقعون فيها إخواننا في التبليغ لكن الطرق القادرية منتشرة بين أهل الهند وباكستان. قول الشيخ " وخروجهم ليس في سبيل الله ولكنه في سبيل إلياس " أقول: إما الشيخ يقصد أنهم يتقربون في عبادتهم إلى غير الله وإما يقصد أنهم يتقربون إلى الله لكن بطريقة إلياس هذا , فإن كان الأول فهو كفر لم يشر الشيخ إليه من قريب ولا بعيد , بل الشيخ قال " أما الخروج بقصد الدعوة إلى الله فهو خروج في سبيل الله وليس هذا هو خروج جماعة التبليغ " أي الدعوة إلى الكتاب والسنة هي الدعوة في سبيل الله فإن كانت هناك مخالفات متعاقبة في خروجهم فهي ليست في سبيل الله , بل في سبيل من أسس تلك الجماعة أي اتبعوه ولم يتبعوا الشرع فيما خالفوا فيه. قول الشيخ " وأنا أعرف التبليغ من زمان قديم , وهم المبتدعة في أي مكان كانوا هم في مصر وإسرائيل وأمريكا والسعودية , وكلهم مرتبطون بشيخهم إلياس ". المصدر: كتاب فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمود عبد الرزاق عفيفي (1 / 174) . * * *

فتوى اللجنة الدائمة برقم 17776:

أقول: إن كلامنا عن إخواننا في أهل التبليغ في مصر , ولقد أذن الله بانتشار المذهب السلفي في مصر في السنوات الأخيرة ولا يزال ذلك بفضل الله , مما جعل من يتكلم عن جماعات في مصر تحمل نفس الاسم فلا بد أن يراعى تلك التغيرات ولنضرب مثالا لذلك " الجماعة الإسلامية في مصر كانت في فترة الثمانينات وأوائل التسعينات ترى المواجهة المسلحة مع الدولة , وبعد مراجعة قياداتهم من قبل العلماء أعلنت قيادات الجماعة الإسلامية بالبراءة مما كانت عليه والتخلي عن تلك الأفكار , فإن فرضنا أن هناك شيخا لم يحط علما برجوع تلك الجماعة وكفهم عن تلك المواجهات فإن حكمه عليهم لا يتغير , وإن كانت تلك الجماعة ما زالت قائمة لكن بعد تغير أفكارها فما يزال التحذير منهم قائما. وكذلك الأمر بالنسبة للتبليغ أو غيرهم فإن فترة الخمسينات والستينات والسبعينات فإن انتشار الطرق الصوفية في مصر في تلك الفترات كان في قطاع كبير جدا ولم يكن المذهب السلفي منتشرا كما هو الآن, وأما الآن فالوضع قد تغير مع ما ذكرنا من وجود بعض المخالفات , فهناك شباب من التبليغ عندما يسافرون إلى الخارج يحرصون على قراءة كتبا عن شبهات النصارى وتحريف كتابهم؛ حتى يدفعوا ما يواجهونهم عندما يدعون في الداخل أو الخارج وذلك الحرص لم يكن موجودا من قبل. * * * فتوى اللجنة الدائمة برقم 17776: قرأت لسماحتكم عدة فتاوى , وتحثون عليها طالب العلم للخروج مع جماعة التبليغ , والحمد لله قد خرجنا معهم واستفدنا الكثير , ولكن يا شيخي الفاضل رأيت بعض الأعمال لم ترد في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم مثل: التحلق في المسجد كل شخصين أو أكثر يتذاكرون العشر السور الأخيرة من القرآن , والمواظبة على هذا العمل بهذه الطريقة في كل مرة نخرج فيها. والاعتكاف يوم الخميس بصفة مستمرة.

فتاوى الشيخ صالح الفوزان:

وتحديد أيام للخروج وهي ثلاثة أيام في الشهر وأربعين يوما في السنة وأربعة أشهر في العمر. والدعاء الجماعي المستمر بعد كل بيان. فكيف يا شيخي الفاضل إذا خرجت مع هذه الجماعة أتعامل مع هذه الأعمال والأفعال التي لم ترد في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم , علما يا شيخي الفاضل أنه من الصعب تغيير هذا المنهج وهذه هي طريقتهم فنرجو التوضيح؟ الجواب: ما ذكرت من أعمال هذه الجماعة كله بدعة فلا تجوز مشاركتهم حتى يلتزموا بمنهج الكتاب والسنة ويتركوا البدع. * * * أما بالنسبة لفتوى رقم 17776 فإن الشيخ ابن باز قد أذن بالخروج لطلبة العلم لنصحهم ثم أفتى واللجنة بعدم مشاركتهم حتى يلتزموا بمنهج الكتاب والسنة ويتركوا البدع , وذلك ما ذكرت من وجود مخالفات وبدع ولنا ملاحظات: إن السائل لما ذكر احوالهم وهم والله أعلم في السعودية لم يذكر أنهم يخرجون في سبيل إلياس ولا المخالفات العقدية والتعاويذ والتمائم الشركية. لم يذكر السائل الطرق القادرية ولا غيرها. إننا لم نقل بجواز مشاركة طلبة العلم في هذه البدع , ولا الخروج معهم بهذا الشكل وهو كلام اللجنة الدائمة , لكن كلامنا متعلق بمن يسب الدين وتارك لصلاة ومدمن للمخدرات وخرج معهم لكي يتوب إلى الله , فهل نحذره ليترك الخروج معهم؟ . إذن فإن هذه الفتوى تؤيد ما ذكرت من أن أهل التبليغ في السعودية ومصر وغيرها في البلاد التي ينتشر فيها المذهب السلفي غير أهل التبليغ في الهند وإن اشتركا في الاسم ولكن المسمى متغاير. * * * فتاوى الشيخ صالح الفوزان (1)

_ (1) - تم مراجعة مصادر فتاوى الشيخ الفوزان المذكورة بالمنشور على موقعه فوجدنا في الفتوى رقم 3 زيادات فاقتصرنا على ما في الموقع لأنها بمراجعة الشيخ ولم نستطع الحصول على هذه الأشرطة.

ماذا تقول لمن يخرجون إلى خارج المملكة للدَّعوة وهم لم يطلبوا العلم أبدًا؛ يَحُثُّون على ذلك، ويردِّدون شعارات غريبة، ويدَّعون أن من يخرُجُ في سبيل الله للدَّعوة سيُلهِمُهُ الله، ويدَّعون أنَّ العلم ليس شرطًا أساسيًّا، وأنت تعلم أنّ الخارج إلى خارج المملكة سيجد مذاهب وديانات وأسئلة توجَّه إلى الدَّاعي؛ ألا ترى يا فضيلة الشيخ أنَّ الخارج في سبيل الله لا بدَّ أن يكون معه سلاحٌ لكي يواجه النّاس، وخاصة في شرق آسيا، يحاربون مجدِّد الدَّعوة الشيخ محمد بن عبد الوهّاب؟ أرجو الإجابة على سؤالي كي تَعُمَّ الفائدة. الجواب: الحمد لله الخروج في سبيل الله ليس هو الخروج الذي يعنونه الآن، الخروج في سبيل الله هو الخروج للغزو، أمَّا ما يسمُّونه الآن بالخروج؛ فهذا بدعة، لم يَرِد عن السَّلف. وخروج الإنسان يدعو إلى الله غير متقيِّد في أيام معيَّنة، بل يدعو إلى الله حسب إمكانيَّته ومقدرته؛ بدون أن يتقيَّد بجماعة أو يتقيَّد بأربعين يومًا أو أقلَّ أو أكثر. وكذلك ممَّا يجب على الدَّاعية أن يكون ذا علم، لا يجوز للإنسان أن يدعو إلى الله وهو جاهل؛ قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} [يوسف: 108.] ؛ أي: على علم؛ لأنَّ الدّاعية لا بدَّ أن يعرف ما يدعو إليه من واجب ومستحبّ ومحرَّم ومكروه، ويعرف ما هو الشِّرك والمعصية والكفر والفسوق والعصيان؛ يعرف درجات الإنكار وكيفيَّته. والخروج الذي يشغل عن طلب العلم عمل باطل؛ لأن طلب العلم فريضة، وهو لا يحصل إلا بالتعلُّم، لا يحصُلُ بالإلهام، هذا من خرافات الصُّوفيَّة الضَّالَّة؛ لأنّ العمل بدون علم ضلال، والطَّمع بحصول العلم بدون تعلُّم وهمٌ خاطئٌ. المصدر: من كتاب الشيخ " ثلاث محاضرات في العلم والدعوة " والمصدر على الانترنت www.alfuzan.net برقم 15792 * * *

ما هي جماعة التّبليغ؟ وما هو منهجُها الذي تسير عليه؟ وهل يجوز الانضمام إليها والخروج مع أفرادها – كما يقولون – للدّعوة، ولو كانوا متعلّمين وأهل عقيدة صحيحة كأبناء هذه البلاد مثلاً؟ قال الشيخ: الحمد لله القاعدة التي يجب اتِّباعُها: أنَّ الجماعة التي يجب الانضمام إليها والسَّيرُ معها والعملُ معها هي الجماعة التي تسير على ما كان عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابُه، أمَّا ما خالفها؛ فإنه يجب أن نتبرَّأ منه. نعم؛ يجب علينا أن ندعُوَهم إلى الله، وأن نبيِّنَ أخطاؤهم، وأن ندعُوَهُم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السّلف الصَّالحُ؛ لأنَّ هذا واجبٌ علينا، أمّا أن ننضمَّ إليهم، ونخرج معهم، ونمشي على تخطيطهم، ونحن نعلم بأنهم على تخطيط غير صحيح؛ فهذا لا يجوز؛ لأنه ولاء لغير الجماعة المتمسِّكة بما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه. المصدر: شريط " فتاوى العلماء في الجماعات وأثرها على بلاد الحرمين , وموقع الشيخ الفوزان برقم 15858. * * * ما حكم وجود مثل هذه الفرق – التَّبليغ والإخوان وغيرها – في بلاد المسلمين عامَّة؟ الجواب: الحمد لله هذه الجماعات الوافدة يجب ألا نتقبَّلها؛ لأنها تريد أن تنحرف بنا وتفرِّقنا؛ تجعل هذا تبليغيًّا وهذا إخوانيًّا وهذا كذا! لم هذا التّفرُّق؟ هذا كفر بنعمة الله سبحانه وتعالى، نحن على جماعة وعلى وحدة وعلى بيِّنةٍ من أمرنا، لماذا نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ لماذا نتنازل عمّا أكرمنا الله سبحانه وتعالى به من الاجتماع والإلفة والطّريق الصحيح وننتمي إلى جماعات تفرِّقُنا وتشتِّتُ شملنا وتزرعُ العداوة بيننا؟ هذا لا يجوز أبدًا. المصدر: غير مذكور وهناك زيادات , وعلى الموقع انتهت الفتوى إلى ما ذكر برقم 15861. * * *

فتوى الشيخ مقبل بن هادي الوادعي:

أما بالنسبة لفتاوى فضيلة الشيخ الفوزان فنلاحظ فيها أمور: تكلم الشيخ بأسلوب أهل العلم الربانيين ذو الأخلاق العالية مع إنكاره عليهم , فياليت من يحذر منهم فيتبع هؤلاء العلماء الربانيين في طريقة الإنكار. لم يتطرق الشيخ في ثلاث فتاوى بجعلهم من الفرق المتوعدة بالنار , فياليتكم تتبعون هذا الشيخ في ذلك أيضا , وإلا فهل أنتم أعلم من هؤلاء العلماء. ورب العرش العظيم كل ما ذكره الشيخ فنن نقول به وكل مخالفة أو بدعة تظهر في أي مسلم فعلينا الإنكار ولكن بالمعروف. آخر فتوى قد قرأناها في هذه الرسالة وقد زيد فيها ولم يذكر مصدرها. * * * فتوى الشيخ مقبل بن هادي الوادعي قال رحمه الله: ما ينتقد على هذه الجماعة: عدم الإهتمام بالعقيدة فرب شخص يصحبهم أربعين سنة وتجده باقيا على عقيدته البدعية أو الشركية وهذا خلاف السنة فقد أمر النبي صل الله عليه وسلم معاذا لما أرسله إلى اليمن أن يبدأ الناس بالدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله الحديث متفق عليه , فالدعوة إلى التوحيد قبل كل شئ عدم الإهتمام بالعلم , بل ربما نفر بعضهم عن العلم من يرغب عنه , وظنوا أن العلم يلهي عن الدعوة وهذا هو الفهم الخاطئ فترى أحدهم يقضي عشرين سنة وهو باق على جهله , والزهد في العلم زهد في الخير. إقتصارهم في التبليغ على بعض الأمور والتغافل عن أكثر التشريع والله يقول في كتابه الكريم " يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة " أي خذوا الإسلام من جميع جوانبه. يوجد في كثير منهم التعصب لمذهب أبي حنيفة , والداعي إلى الله بل كل مسلم عليه أن ينقاد إلى الدليل ويذعن له قال الله " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ".

فتوى الشيخ عبد المحسن العباد:

التحديث بالأحاديث الضعيفة والموضوعة وما لا أصل له , والرسول صلى الله عليه وسلم يقول " إياكم وكثرة الحديث عني من قال علي فلا يقولن إلا حقا أو صدقا من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار " رواه أحمد من حديث أبي قتادة أما بالنسبة لفتوى الشيخ مقبل الوادعي فنلاحظ فيها أمور: لم تَذْكُر مصدر هذا الكلام. ذكر الشيخ ما ينكر عليهم دون الطعن فيهم أو تجريحهم. لم يذكر الشيخ أنهم من الفرق المتوعدة بالنار. قال الشيخ " يوجد في كثير منهم التعصب لمذهب أبي حنيفة " فأقول: هل أهل التبليغ في السعودية متعصبون أيضا لمذهب أبي حنيفة , وكذلك أهل التبليغ في مصر هل هم متعصبون لمذهب أبي حنيفة؟ إن فتوى كل شيخ وإن اتفقت على الإنكار عليهم في الخروج بدون علم , وتحديد أياما معينة وغير ذلك فإن تفاصيل أخرى متعلقة بكل بلد وحسب انتشار المذهب السلفي فيه من عدمه. * * * فتوى الشيخ عبد المحسن العباد سؤال: هناك جماعات مثل جماعة التبليغ وغيرها , هل هذه الجماعات من أهل السنة , وما هي نصيحتكم حول هذا الموضوع؟ الجواب جماعة التبليغ عندهم أمور منكرة:

فتوى الشيخ عبد العزيز الراجحي:

أولا: منهج محدث خرج من دلهي ما خرج من مكة ولا من المدينة وإنما منبعه وأصله من دلهي في الهند كما هو معلوما مملوء بالخرافات ومملوءة بالبدع , وإن كان فيها كثير من أهل السنة الذين هم على سنة وعلى منهج صحيح مثل جماعة أهل الحديث الذين هم أحسن الناس في تلك البلاد وأمثل الناس في تلك البلاد , إلا أن هذه الجماعة - جماعة التبليغ - نشأت وخرجت من تلك البلاد ومن تلك المدينة ومبنية على أمور معينة أحدثها من أحدث هذا المنهج , والمؤسسون له هم من أهل البدع ومن أهل الطرق الصوفية ومن المنحرفين في العقيدة فهي بدعة محدثة وجماعة وجدت في تلك البلاد وهي تعتمد على هذه الأمور التي وضعها لها المؤسسون لتلك الطريقة وهم في العقيدة منحرفون وفي الطريقة أيضا منحرفون فيهم الصوفية وفيهم الأشعرية الذين هم ليسوا على منهج أهل السنة والجماعة لا في العقيدة ولا في السلوك. المصدر: شريط " فتاوى العلماء في الجماعات وأثرها على بلاد الحرمين " تسجيلات منهاج السنة الرياض. * * * أما فتوى الشيخ عبد المحسن العباد: فهو ذكر أن المؤسسين لها أصحاب طرق صوفية من الهند وهم في العقيدة منحرفون وهو ما أكدناه من أن من تكلم وعَمَّمَ الحكم في ذلك على كل أهل التبليغ فقد جانبه الصواب؛ لأن هناك متبعون لهم ليسوا بأصحاب طرق صوفية كما ذكرنا فيما سبق. لم يجعلهم الشيخ من الفرق المتوعدة بالنار أيضا. * * * فتوى الشيخ عبد العزيز الراجحي: كَثُرَتْ الأسئلة عن جماعة التبليغ؟ الجواب: نقول: جماعة التبليغ معروف أنهم صوفية ولا ننصح بالخروج معهم , ولا ننصح بالخروج معهم؛ لأنهم لا يدعون إلى التوحيد ولا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر يأمرون بالخروج اخرج اخرج , ويحَتِّمُون على الإنسان أن يخرج في العمر أربعين يوما أو يومين في كل أسبوع وفي كل شهر ثلاثة أيام.

فتوى الشيخ عبيد الجابري:

كل هذا لا دليل عليه اخرج اخرج , يسمونه في سبيل الله , ويعتنون بالأذكار فقط وكذلك يجعلون بعض العامة ينصحون ويدعون وليس عندهم علم. فأنصح الشباب الإقبال على الدروس العلمية وطلب العلم وعدم الخروج , وإذا أراد الإنسان أن يدعو بعد أن يتأهل فيدعو إلى الله أما أن يخرج وهو جاهل مركب ما يفهم. فبعض الشيوخ الكبار سنا يجعلونهم يتكلمون ما عرف شئ , ممكن لا يعرف يقرأ ويكتب ويجعلونه يتكلم في المسجد وينصح , وكذا بعض الشباب الصغار ما درسوا ولا تعلموا. وكذلك جماعة التبليغ إذا أمرت بالتوحيد لا يمكن يتركوك يقولون لا تدعوا إلى التوحيد ولا تأمر بالمعروف ولا تنهى عن المنكر ادعوا إلى كذا وكذا ولا تتكلم في أحد. المقصود ننصح الطلبة على الإقبال على طلب العلم والتعلم والتفقه والتبصر في الدين , ثم بعد ذلك الدعوة إلى الله. المصدر: شريط " فتاوى العلماء في الجماعات وأثرها على بلاد الحرمين " أما فتوى الشيخ الراجحي فلم يختلف عما سبقه من العلماء , فلم يجعلهم الشيخ من الفرق المتوعدة بالنار أيضا. * * * أما فتوى الشيخ عبيد الجابري فأقف معها وقفات لفائدتها: جماعة التبليغ صوفية مُقَنَّعَةٌ وما تظهره من الدعوة إلى الله هو ستار الصوفية والحزبية , ولهذا هم يبايعون من وثقوا منه بعد تجربة طويلة على طرق صوفية أربع هي: النقشبندية والقادرية والسهروردية والجشتية. هذه الطرق الصوفية التي تسدل عليها الستار بما يظهر أنه دعوة إلى الله , ومن مسلكها وأتباعها لا يستفيدون علما ومن كان منهم ذا علم فهو لم يستفده منهم , ومن كان منهم صحيح العقيدة فإنه لم يتعلم ذلك منهم. ولعلي قسمت فيما يظهر لي هذه الجماعة إلى أربعة أقسام: القسم الأول: صناديد الصوفية وهم أئمتهم ومن بايعهم. القسم الثاني: من لُبِّس عليهم من العلماء وطلاب العلم فَفَهِمَ ما تظهره هذه الجماعة المنافقة من الوجه الحسن.

القسم الثالث: عوام الناس وجهالهم والعامي مع من سبق إليه وهؤلاء هم جُلَّ أتباعهم حسب مبلغ علمي. القسم الرابع: أناس ضلال صُيَّع ضُيَّع (1) من أبناء المسلمين كانوا مرتكسين في الحانات والمقاهي وغير ذلك مرتكسين فسبقت إليهم هذه الجماعة بطريقة أو بأخرى وتجنيد جنودها فظنوا أنهم قد اهتدوا على يد هذه الجماعة. فالذي أراه بالنسبة للقسم الأول: أظنه - إلا أن يشاء الله - أنه ميئوس منهم. واما الأقسام الثلاثة الأخيرة: فأرى من الواجب نصحهم وبيان الحق لهم. وكثير من أصحاب الأقسام الثلاثة الأخيرة ممن تبين لهم الحق وعرفه وانكشف له عور هذه الجماعة انسل منهم وتركهم وإن كان النصح يختلف , فنصح أتباعهم من العلماء: يُبَيَّن لهم بمقارعة الحجة بالحجة ويصرح لهم , أما العوام والذين رأوا أنهم لم يهتدوا إلا على أيديهم فهؤلاء مرضى يجب في علاجهم الحكمة , وبيان المعتقد الصحيح. المصدر: شريط " فتاوى العلماء في الجماعات وأثرها على بلاد الحرمين " * * * أقول وبالله تعالى التوفيق: صوفية التبليغ قد وضحها من سبق من العلماء بأن ذلك في الهند منبع هذه الجماعة وغيرها من بلاد المسلمين لا أن ذلك الأمر يعمم على كل أهل التبليغ ويظهر ذلك من كلام الشيخ نفسه عندما قسم أهل التبليغ. أن صحيح العقيدة منهم لا يقع في مثل ذلك فهذا ما نقول به بأن نشر المذهب السلفي وعقيدة السلف يقضي على المخالفات العقدية بشكل عام في بلاد المسلمين سواء انتسب إلى أهل التبليغ أو إلى غيرهم لتأثرهم بالأفكار السائدة في بلادهم.

_ (1) خالف أئمة العلم في عصرنا هذا الشيخ الفاضل فلم يعبروا عن أصحاب المعاصي بتلك الألفاظ , بل أثنوا على جماعة التبليغ لهذا الجهد ونقلت كلام الشيخ ابن باز في هذا الشأن , وسيأتي كلام العلامة ابن عثيمين العالم الربانيِّ.

قول الشيخ عن الأقسام الثلاثة " فأرى من الواجب نصحهم وبيان الحق لهم " وقال أيضا " يجب في علاجهم الحكمة , وبيان المعتقد الصحيح " وهذا ما نقول به لا أن يكون الأمر التشهير بكل من انتسب إليهم وأنهم من الفرق النارية وأنهم أخطر علينا من اليهود والنصارى ولا يسلمون عليهم ويهجرون وتنزيل كلام السلف في هجر المبتدع عليهم. * * * فهذا كلام هؤلاء العلماء؟ هل التزمتم بكلام من تنقلون عنهم من العلماء في كيفية التعامل معهم. ومن الأمور التي حَدَثَتْ عندنا في مصر ورب العرش العظيم في إحدى المناطق ما أسوقه ليحكم من عنده علم , وولاء لهذا الدين: " قامت مجموعة من الإخوة بواجب التحذير من الخطر الأعظم على شباب هذه الأمة وهم الإخوان والتبليغ فأخذوا يحذرون من يمشون معهم بأن هؤلاء على بدع وأنهم خطر على الأمة من اليهود والنصارى والكافرين , وكان ممن يحذرونهم شباب يسب الدين وتارك للصلاة ومدمن للمخدرات ويفعل الفاحشة ويسمع الأغاني , وإن كان عندنا في مصر ميل للتيار الإسلامي في مصر بصفة عامة كما قلت في الآونة الأخيرة وخاصة إلى التيار السلفي ولله الحمد , فهل تدري ماذا كانت النتيجة؟ كانت نتيجة ذلك أن ترك هذا الشباب هؤلاء وهؤلاء ورجع إلى ما كان عليه. أقسم بالله غير حانث هذا حدث ويحدث وسيحدث ما دام هذا الفكر موجودا بيننا. هل هذا يتوافق مع كلام علماءنا. أود عرض ذلك الأمر على علماء الأمة كلها ليفتونا هل هذا يجوز؟ وإذا سألت أحدهم يستشهد لك بالقول " إن البدع أشد خطرا من المعاصي " , وبالقول" يجب ترتيب البيت من الداخل لنصر الأمة " وهم لا يدرون أي بدع ولا أي معاصي. * * * أسألكم سؤالين: هل الشيخ محمد بن صالح العثيمين , والشيخ ابن جبرين , والشيخ محمد صالح المنجد يُعْتَبَرون عندكم من علماء هذه الأمة أم لا؟

فتوى للشيخ ابن عثيمين

فإذا قلتم: نعم, فلماذا لم تستشهدوا بكلامهم؟ وإذا قلتم: لا , فاتهموا عقولكم ودينكم , فلا نقاش معكم. لماذا تستشهدون بكلام للشيخ الفوزان والشيخ الراجحي واللجنة الدائمة في تلك المسائل , ومسائل أخرى في العقيدة أهم من تلك المسألة لا تقومون بذلك , بل تقومون بالرد عليهم , وما كتاب رفع اللائمة عن فتاوى اللجنة الدائمة عنا ببعيد؟ * * * أسوق فتوى للشيخ ابن عثيمين عندما سئل عن جماعة التبليغ فقال: الغالب أن كل المسائل يكون الناس فيها طرفين ووسطاً؛ من الناس من يثني على هؤلاء كثيراً وينصح بالخروج معهم، ومنهم من يذمهم ذماً كثيراً ويحذر منهم، ما يحذر من الأسد! ومنهم متوسط. وأنا أرى الجماعة فيهم خير، وفيهم دعوة، ولهم تأثير واضح لم ينله أحد من الدعاة؛ فكم من كافر آمن على أيديهم؟ وكم من فاسق هداه الله؟ ثم في طبائعهم من التواضع، وفي خُلُقهم من الإيثار، ما لا يوجد في الكثيرين. ومن الناس من يقول: إنهم ليس عندهم علم بالحديث، أو ما أشبه ذلك. وهم أهل خير ولا شك، لكنى أرى أن الذين يوجدون في المملكة لا يذهبون إلى باكستان وغيرها من البلاد الأخرى، لأننا لا ندري عن عقائد أولئك، ولا ندري عن مناهجهم، لكن المنهج الذي عليه أصحابنا هنا في المملكة منهج لا غبار عليه، وليس فيه شيء. وأما تقييد الدعوة بثلاثة أيام أو أربعة، أو شهرين أو أربعة أشهر أو ستة، أو سنتين، فهذا لا وجه له، ولكنهم يرون أن هذا من باب التنظيم، وأنه إذا خرج ثلاثة أيام، وعرف أنه مقيد بهذه الأيام الثلاثة، استقام وعزف عن الدنيا، فهذه مسألة تنظيمية، وليست عبادة ولا شرعا.

فأرى، بارك الله فيك، إن كان لك اتجاه لطلب العلم أن طلب العلم أفضل لك، لأن طلب العلم فيه خير، والناس الآن محتاجون لعلماءَ أهلِ سنةٍ، راسخين في العلم، وإن لم يكن عندك قدرة على طلب العلم، وخرجت معهم لأجل أن تصفي نفسك، فهذا لا بأس به، وفيه أناس كثيرون هداهم الله عز وجل على أيديهم المصدر: الباب المفتوح اللقاء العاشر صـ 304. * * * وأقف مع هذه الفتوى عدة وقفات: لماذا لم تستشهدوا بفتوى الشيخ ابن عثيمين هذه , فإما أنه لا يعد عندكم عالما؟ وإما أنكم تستشهدون بالفتاوى التي ترون أنها تؤيد ما تقومون به فقط؟ فأما الأولى فإنكم تقولون أن أعلم هذه الأمة هو الشيخ ابن باز وابن عثيمين والألباني , فلماذا عدلتم عن ذلك هنا , ولا أظن أنكم لم تعلموا بهذه الفتوى لأنكم تستشهدون بمقاطع من شريط كاسيت أو فتوى بفاكس لعالم أو شيخ دونه في العلم ولا أظن أن لقاءات الباب المفتوح تخفى عليكم , وإن خفي عليكم فها هي الفتوى بين أيديكم فهل ستعملون بما فيها , وأما إن كنتم تجمعون ما يؤيد رأيكم فقط فهذا يخالف ما ثبت عن السلف بأن أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم , وأهل الأهواء لا يكتبون إلا ما هو لهم. لا يقولن أحد إن الشيخ لم يعلم بواطنهم وما يحملون من عقائد لأن هناك من هو أهلم ببواطنهم من الشيخ؛ لأن الشيخ قد ذكر أنه لا ينصح بالذهاب إلى الهند ولا باكستان بما يتلاءم مع كلام العلماء الآخرين بأن البدع في العقائد منبعها هناك , كما أن الشيخ أعلم بأهل التبليغ الموجودين بالسعودية بما أثنى عليهم من كلمات , وهذا ما نقول به أن أهل التبليغ يختلفون من بلد لآخر تبعا لقوة انتشار المذهب السلفي وضعفه.

خلاصة هذه الرسالة

الشيخ ابن عثيمين أثنى عليهم وقال " وأنا أرى الجماعة فيهم خير، وفيهم دعوة، ولهم تأثير واضح لم ينله أحد من الدعاة؛ فكم من كافر آمن على أيديهم؟ وكم من فاسق هداه الله؟ ثم في طبائعهم من التواضع، وفي خُلُقهم من الإيثار، ما لا يوجد في الكثيرين " فلم يفعل ما تفعلونه من تجريح وتشهير وطعن وجَعْلِهم من الفرق النارية فالشيخ رحمه الله لم يجعلهم من الفرق النارية وكذلك غيره من العلماء الذين استشهدتم بكلامهم. فلا أدري أأنتم أعلم أم هم؟ ولماذا لا تتقيدون بكلامهم؟ يرى الشيخ أن تقييد الخروج لا وجه له , وهذا ما ننكره عليهم تبعا لعلماءنا , ولكن كيف أنكر الشيخ عليهم ذلك؟ هذا الذي يجب علينا تعلمه وهو الرفق في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. يرى الشيخ أن طلب العلم أفضل من الخروج , وإن لم يكن للشخص قدرة على طلب العلم فيخرج معهم لتصفية النفس وللدعوة على إعتبار أنه ليس لديهم بدع في العقائد ولا في الأعمال , ولكن هذه تختلف من بلد لأخرى حسب البدع الموجودة. * * * خلاصة هذه الرسالة: ونخلص مما سبق عدة أمور: لم يقل أحد من العلماء أن الإخوان والتبليغ من الفرق النارية - باستثناء الفتوى التي نرى أنها مُدَلَّسة على الشيخ ابن باز والتي سنتحقق منها بإذن الله -. لم يقل أحد من العلماء أن الإخوان والتبليغ أخطر على الأمة من اليهود والنصارى والماسونية والعلمانية والروافض , ولم يقل ذلك إلا من لا وزن له لا في علم ولا عقل لمخالفته كل هؤلاء العلماء وغيرهم , ولم يأت بدليل من الشرع ولا العقل بل هما ضد قوله. لم يقل أحد من العلماء أن التبليغ والإخوان هم أهل الحق الذي يجب إتباعه , وقد أنكروا عليهم أمورا لمخالفتها الشرع.

إنكار العلماء تلك المخالفات لكن قد بينوا أن الإنكار عليهم يكون بالحكمة والرفق والحسنى ونشر المذهب السلفي والدعوة إليه , وإظهار الدليل من الكتاب والسنة لما خالفوا فيه. يجب التفريق بين التبليغ في بلد كالهند وباكستان وبين التبليغ في السعودية ومصر وكذلك الأمر بالنسبة للإخوان. نتعجب من حرصكم من التنفير والتنكيل من جماعات تعمل في الدعوة وترككم لمن لا خير فيه أصلا بل يهدم في ديننا كالتنصير والتشيع والماسونية وأنديتهم والعلمانية بزعم أننا نرتب البيت الإسلامي من الداخل. هل سألتم أنفسكم من المستفيد من طريقتكم هذه في التحذير والإنكار؟ هل سألتم أنفسكم لم لا ندعوهم وننكر عليهم بالرفق والتناصح لا من باب التعالي عليهم؟ هل سألتم أنفسكم لم لا نبدأ في التحذير وكشف مخططات أعداء ديننا المُنَصِّرين ونتكاتف في مواجهتهم والوقوف أمامهم ونعرف كيف يتحركون , ونسد حاجات المسلمين حتى لا يدخلون من هذه الأبواب ويعرضون على ضعاف النفوس كفرهم؟ هل سألتم أنفسكم إن كنتم ترون في التحذير من التبليغ والإخوان فلم لم تحذروا بنفس درجة القوة ممن ذكرنا من أعداء ديننا؟ ولا تحتجون بمقالة " ترتيب البيت من الداخل " لأننا نقول لا نجمع الناس على غير الكتاب والسنة لأن هؤلاء يهدمون البيت أصلا فلا يجعلون له مكانا , فلم لا تحذرون منهم كما تحذرون من جماعات فيها خير ولا يمكن مقارنتهم بهؤلاء على الإطلاق. هل سألتم أنفسكم لم لم تحذرون من مفتين يسمع لهم الألوف بل الملايين يضلون بها كثيرا من المسلمين وتبينوا الحق للناس حتى يكتب الله لكم الأجر والمثوبة؟ . هل سألتم أنفسكم لم تتركون الالتزتم بما جاء في القرآن والسنة بشأن النهي عن اتخاذ الأحبار والرهبان أربابا من دون الله , فما قاله الشيخ هو الصواب وما نهى عنه هو الخطأ , وإن خالف علماء كثيرين أعلم منه؟

إن فرضنا وجود جماعة كالتبليغ لكن ينتشر فيها ما ينتشر في الهند وباكستان من مخالفات شركية وعقدية فهنا الأمر سيختلف , والتحذير منهم أيضا سيختلف , فلا نقول هنا بأن شباب على معاصي أو حتى كبائر يخرجوا معهم لأن اشرك أعظم الكبائر. * * * اللهم إني أسألك بأني أشهد بأنك أنت الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أن تصلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد , اللهم تقبل مني هذا العمل واجعله لوجهك خالصا واهد به أمما من المسلمين. آمين * * * إذا كان هناك في هذه الرسالة من صواب فمن الله الكَريم المنَّان , وإن كان فيها خطأ فمني ومن الشيطان ومن أراد المراسلة للنصح عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم " الدين النصيحة " , فالمراسلة على البريد الإلكتروني [email protected]

§1/1