نيل الأمل في ذيل الدول

المَلَطي، زين الدين

مقدمة المحقق

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الجزء الاول [القسم الاول] كلمة بين يدي التحقيق في كلمتي التي افتتحت بها كتاب «حوادث الزمان ووفيات الشيوخ والأقران» لابن الحمصيّ، قلت إنه كان يعتقد، حتى سنوات قليلة، أنّ المصادر التي تتناول تاريخ مصر والشام في أواخر عصر دولة المماليك، تقتصر فقط على مصدرين عربيّين أساسيّين، أحدهما لمؤرّخ مصر «ابن إياس» وكتابه «بدائع الزهور» والآخر لمؤرخ دمشق والشام «ابن طولون» وكتابه «مفاكهة الخلاّن». ولذلك لا نجد كتابا أو دراسة أو بحثا يتناول تلك المرحلة من تاريخ مصر والشام إلاّ ويتّخذ الكتابين المذكورين مصدرين أساسيّين له في هذا المجال. ومن هنا كانت أهميّة المؤرّخين الكبيرين. ولكن، هل تساءل الباحثون والمحقّقون عن مصادر «ابن إياس» و «ابن طولون»؟ في هذا الكتاب إجابة على أحد المصادر الأساسية التي استقى منها «ابن إياس» وصنّف منها كتابه «بدائع الزهور» فهو ينقل حرفيّا كلّ المادّة التي جمعها المؤرّخ زين الدين عبد الباسط بن خليل بن شاهين الظاهريّ في الكتاب الذي بين أيدينا «نيل الأمل في ذيل الدول»، وفيه أكثر من 150 عاما من الحوادث والوفيات، بدءا من سنة 744 هـ‍. ولم يزد عليه إلاّ ما ندر أثناء تلك المدّة. إذن، فكتابنا هذا، قمين به، بعد صدوره، أن يكون المصدر الأساس للفترة التي يؤرّخ لها بعد «المقريزي»، و «ابن حجر»، و «بدر الدين العيني»، و «ابن تغري بردي»، و «السخاوي»، وأن يكون حلقة وصل بينهم وبين: «ابن سباط»، و «ابن الحمصي»، و «ابن العماد الحنبليّ»، وغيره. وهو مصدر أساس لكثير من الأحداث في بلاد المغرب والأندلس التي عاصرها وشاهدها بنفسه، وهو يتميّز عن «ابن إياس» بأنه تنقل بين مصر والشام وآسية الصغرى والمغرب والأندلس، فيما بقي «ابن إياس» مقيما في القاهرة ولم يرحل عنها إلاّ لأداء فريضة الحج.

والذي يعجب له أنّ لمؤلّفنا عشرين كتابا في شتّى المواضيع، ولم يطبع منها سوى كتاب واحد. فلعلّ تحقيقنا لهذا الكتاب يكون حافزا للتعريف به وبر صيده المتنوّع. عمر عبد السلام تدمري طرابلس الشام المحروسة

التعريف بالمؤلف

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ التعريف بالمؤلّف هو أبو المكارم زين الدين عبد الباسط بن أبي الصفاء غرس الدين خليل بن شاهين الظاهريّ، الملطيّ، الحنفيّ. ولد في ملطية، ليلة الأحد 11 من شهر رجب سنة 844 هـ‍ / 1440 م. وتوفي في القاهرة، يوم الثلاثاء في الخامس من شهر ربيع الآخر سنة 920 هـ‍ / 1515 م. وقد أرّخ «ابن إياس» وفاته دون غيره (¬1). - جدّ المؤلّف وهو من أصول تتريّة، من جهة جدّه لأبيه «شاهين الشيخيّ». فقد ترجم المؤلّف - رحمه الله - لجدّه ضمن ترجمته لأبيه، فقال ما نصّه: «شاهين من مماليك الظاهر برقوق، ملكه عن شيخ الصفويّ (¬2) أمير مجلس لما خرج إلى القدس بطّالا. ويقال إنّه تتريّ الأصل، مسلم، من مدينة سراي. وإنّما سمّي شاهينا لأنّ التتر كانت في أول دولة الظاهر في مقت وإبعاد. وولّي شاهين هذا بعد مدّة من موت الظاهر شادّية القمامة بالقدس بعد حجوبيّتها، ثم ترقّى إلى نيابتها في أواخر دولة الناصر فرج. ثم لما مات الناصر فرج - وكانت تلك الفتن (¬3) - انجمع شاهين هذا عن الدولة، وقطن بالقدس مدّة فارّا من الفتن، فإنه كان ممّن له شهرة بالشجاعة والقوّة، ويحكى عنه في ذلك ما يشبه الكذب. ولم يزل إلى سلطنة الأشرف برسباي، فحضر إلى القاهرة بعد أن كان قدمها قبل ذلك في أول سلطنة الظاهر ططر، ثم عاد لإمرته وبقي بها ¬

(¬1) بدائع الزهور في وقائع الدهور - ج 4/ 374 و 5/ 95. (¬2) ويعرف بشيخ الخاصكي. مات في سنة 801 هـ‍. ترجم له السخاوي مرتين في الضوء اللامع لأهل القرن التاسع - ج 3/ 307 رقم 1186 و 308 رقم 1189. (¬3) امتدّت الفتن والاضطرابات طوال سلطنة الناصر فرج بن برقوق منذ تولّى السلطنة سنة 812 حتى عزل ومات في 17 صفر سنة 815 هـ‍. وكان لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره حين تولّى الحكم. انظر عن الفتن في عهده في كتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور - ج 2 (عصر دولة المماليك) - طبعة المؤسسة العربية للدراسات والنشر؛ بيروت 1981 - ص 215 - 232 وفيه مصادر كثيرة.

- والد المؤلف

مدّة حتى قدم هذه القدمة الثانية في سنة سبع أو ثمان وعشرين. ورتّب له الأشرف ثلاثة آلاف درهم في الشهر يأكلها طرخانا (¬1)، مع لحم وعليق وغير ذلك. ووعده بالجميل، ودام بداره منجمعا عن الناس لا يتردّد إلى سوى الأتابك بيبغا المظفّري (¬2)، وربّما خرج معه إلى الصيد لمعرفته بالجوارح وأحوال الشكرخانه. وكان الأتابك المذكور قد رتّب له شيئا على ديوانه. ومن هنا وهم من قال إنه خدم عند الأتابك، ولم يكن ذلك كما قال. ثم بغته أجله بالقاهرة في سنة أربع وثلاثين وثمانمائة، ودفن بالقرافة بتربة والد زوجته أسندمر الشيخي (¬3)، والدة الوالد السّت عائشة» (¬4). - والد المؤلّف ووضع المؤلّف - رحمه الله - ترجمة مطوّلة لوالده، فقال: «خليل بن شاهين الشيخي، الصفوي، الظاهري، المقدسيّ المولد، القاهريّ، الحنفيّ، الأمير، الوزير، الصاحب، غرس الدين، أبو الصفا، المعروف بنائب الإسكندرية، سيّدنا ومولانا وشيخنا، الوالد تغمّده الله تعالى برحمته ورضوانه وأباحه بحبوحة جنّاته. ولد بالقدس الشريف بالمدرسة الخاتونية (¬5) في يوم الجمعة حادي أو ثالث عشر ¬

(¬1) طرخان: لقب أطلقه المغول باديء الأمر على كبير الضبّاط أو الأمير ممن كان الخان الأعظم - الملك - يمنحهم امتيازات خاصة كالإعفاء من الضرائب والدخول عليه بدون إذن. تحوّل هذا المدلول ليصبح عند المماليك لقبا لكلّ من تقدّمت بهم السنّ في الوظيفة، ولم يعد يطلب منهم القيام بأيّ عمل آخر، وأصبح واحدهم في حكم المتقاعد أو المحال على المعاش في أيامنا. (معجم المصطلحات والألقاب التاريخية - مصطفى عبد الكريم الخطيب - طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت 1416 هـ‍ / 1996 م ص 305). (¬2) توفي سنة 833 هـ‍. (الضوء اللامع 3/ 22 رقم 106). (¬3) لم أجد له ترجمة. (¬4) توفيت سنة 857 هـ‍. وقد ضاعت ترجمتها مع القسم الضائع من كتاب: «الروض الباسم في حوادث العمر والتراجم»، للمؤلّف - رحمه الله. . . أمّا ترجمة جدّ المؤلّف «شاهين» فقد وردت ضمن ترجمة والد المؤلف في: الروض الباسم - ج 4 / ورقة 229 ب، 230 أ، وهي في: نيل الأمل 1 / ورقة 637. وأورد السخاويّ له ترجمة مختصرة، وبيّض لوفاته فلم يذكر تاريخها. فقال: «شاهين الشيخي، شيخ الصفويّ، والد خليل الماضي أبي عبد الباسط. تنقّل بعد أستاذه في عدّة خدم إلى أن ولّي نظر القدس ونيابته ثم صرف عنه وأقام بالقاهرة بطّالا يتردّد لخدمة أزبك الدوادار كأمير شكار له، ولعلّه كان في خدمته. وكان شيخا طوالا، يجيد لعب الطير من الجوارح. مات؟» (الضوء اللامع 3/ 295 رقم 1137) و «الشكار» أو «الشكر خانة»: لفظ دارج على ألسنة الناس في العصر المملوكي، كانوا يقصدون به كيس النقود. (معجم المصطلحات. . . - ص 275). (¬5) تنسب إلى واقفتها «أغل خاتون بنت شمس الدين بن سيف الدين القازانية البغدادية» في سنة 755 هـ‍. =

شعبان سنة إحدى أو ثلاث عشرة وثمانمائة، وكان والده إذ ذاك حاجبا بها وشادّا على القمامة قبل أن يلي النيابة بها، ومرضت والدته فأرضعته أمّ الشيخ برهان الدين بن الديريّ (¬1)، قاضي القضاة، وهي زوج شيخ الإسلام قاضي القضاة الشمس بن الديري (¬2)، وما علمت هل هي أمّ شيخنا شيخ الإسلام السعد بن الديريّ، أم لا. فإنّ الوالد كان يقول بأنه أخ للبرهان المذكور من الرضاع. ومن غريب ما وقع في أمر حمل والدته به أنها كانت تلد الإناث، وما ولدت ذكرا قبله، فصارت تتمنّى الذكر، فاتفق أن حملت به فخرجت من القدس إلى مدينة جرون حيث مدفن سيّدنا الخليل - على نبيّنا وعليه أفضل الصلاة والسلام - فدخلت إلى حرمه ليلا، ثم كشفت عن بطنها، وأمسّته سردا به، ونذرت شيئا وافرا من المال أن يكون صدقة لفقراء حرمه إن ولدت ما في بطنها ذكرا، وأن تسمّيه الخليل، فلما وضعته كان ذكرا بإذن الله تعالى، فسمّته الخليل، ثم وفت بما نذرته، ثم ألبسته في أذنه خرصا من ذهب بلؤلؤة، ذكرت أنها شرتها بخمسين دينارا ذهبا، ونذرت بعد عليها إن أكمل ولدها سبع سنين أن تلقي هذه الجوهرة في صندوق النذر لسيّدنا الخليل - على نبيّنا وعليه الصلاة والسلام -. وترعرع هو ونشأ بالقدس، وحفظ به القرآن العظيم. وكان ذكيّا، حذقا، فهما، فطنا، حادّ الذهن، كيّسا، ثم أخذ في الاشتغال، فبحث «القدوري» (¬3) على بعض أهل العلم بالقدس، وتعانى الطلب وحبّب إليه (¬4). وبعد موت والده «شاهين» اتصل «بخدمة أزبك الأشقر (¬5) الدوادار الكبير، وكان عنده في مقام الوالد لا الخدّام لكونه ولد خشداشه، وجعله شادّا على الأحواش السلطانية ومتكلّما على الصيّادين، وقرّبه واختصّ به لحذقه وذكائه وكماله من حالة صغره، ودام إلى أن أخرج أزبك المذكور إلى القدس بطّالا، فانجمع الوالد عن الناس، وداوم الاشتغال بالعلم والمطالعة، وأخذ عن جماعة من كبار العلماء، وجالس العلاّمة العلاء ¬

= انظر عنها في: كنوز القدس - تأليف جماعة من الأساتذة، تنسيق المهندس رائف يوسف نجم - منشورات منظمة المدن العربية، والمجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية بالأردن 1403 هـ‍ / 1983 م، ص 247 رقم 97، وفيه مصادر ومراجع أخرى. (¬1) هو إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن سعد القاضي الديري، المقدسي، الحنفي، توفي سنة 876 هـ‍. (الضوء اللامع 1/ 150، 151) وستأتي مصادر أخرى في ترجمته. (¬2) هو محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح بن أبي بكر بن سعد المقدسي، الحنفي، ويعرف بابن الديري، توفي سنة 827 هـ‍. (الضوء اللامع 8/ 88 - 90 رقم 185) وستأتي مصادر أخرى في ترجمته. (¬3) هو كتاب «مختصر القدوري» في فروع الحنفية، للإمام أبي الحسين أحمد بن محمد القدوري البغدادي الحنفي، المتوفى سنة 428 هـ‍. (كشف الظنون 2/ 1631). (¬4) بعد هذه الكلمة تبدأ ترجمة جدّ المؤلّف التي تقدّمت. (¬5) ويقال: أزبك الظاهري برقوق. مات سنة 833 هـ‍. (الضوء اللامع 2/ 273 رقم 848).

البخاري (¬1)، وحضر دروسه، وأخذ عن السعد بن الديري (¬2)، والزين التفهنيّ (¬3)، والسراج قاريء «الهداية» (¬4) والعلاء الروميّ، والشيخ يحيى السيراميّ (¬5)، والكمال بن الهمام (¬6)، وشيخنا العلاّمة الكافيجيّ (¬7)، وكان شيخنا المذكور يعظّمه جدّا ويجلّه. ومن مشايخه: الأمين الأقصرائي (¬8)، والنجم الموقت (¬9)، والتقيّ الشمنّيّ (¬10)، ولازمه بأخرة مدّة، وأخذ بدمشق عن جماعة، منهم: القوام قاضي القضاة الحنفيّ (¬11)، ومن مشايخه: البدر العينتيّ (¬12)، والعلم البلقيني (¬13)، والشمس القاياتي (¬14)، والشمس ¬

(¬1) هو محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن السيد البخاري. مات سنة 841 هـ‍. (الضوء اللامع 10/ 291 - 294 رقم 751). (¬2) تقدّم قبل قليل. (¬3) هو عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن علي بن هاشم التفهني، القاهري، الحنفي. مات سنة 835 هـ‍. (الضوء اللامع 4/ 98 - 100 رقم 285). (¬4) هو عمر بن علي بن فارس الكناني، القاهري، الحسيني، الحنفي، ويعرف بقارىء الهداية تمييزا له بذلك عن سراج آخر كان يرافقه في القراءة على العلاء السيرامي شيخ البرقوقية. مات سنة 829 هـ‍. (الضوء اللامع 6/ 109، 110 رقم 344). و «الهداية» كتاب في فروع الفقه الحنفي لشيخ الإسلام برهان الدين علي بن أبي بكر المرغيناني. الحنفي، المتوفى سنة 593 هـ‍. (كشف الظنون 2/ 2031، 2032). (¬5) السيرامي أو الصيرامي، يحيى بن يوسف بن محمد بن عيسى. مات سنة 833 هـ‍. (الضوء اللامع 10/ 266، 267 رقم 1056). (¬6) هو محمد بن عبد الواحد بن عبد الحميد بن مسعود السيواسيّ الأصل، القاهري، الحنفي، مات سنة 861 هـ‍. (الضوء اللامع 8/ 127 - 132 رقم 301). (¬7) هو محمد بن سليمان بن سعيد بن مسعود المحيوي أبو عبد الله الرومي، الحنفي، ويعرف بالكافيجي. مات سنة 879 هـ‍. (الضوء اللامع 7/ 259 - 261 رقم 655). (¬8) هو يحيى بن محمد بن إبراهيم بن أحمد الأقصرائي. مات سنة 880 هـ‍. (الضوء اللامع 10/ 240 - 243 رقم 1008). (¬9) في المخطوط غير واضحة، كتبتها على الترجيح. (¬10) هو أحمد بن محمد بن محمد بن حسن بن علي بن يحيى بن محمد بن خلف الله بن خليفة التميمي، الداري، القسنطيني الأصل، السكندري، القاهري. مات سنة 872 هـ‍. (الضوء اللامع 2/ 174 - 178 رقم 493). (¬11) هو محمد بن محمد بن محمد بن قوام الروميّ الأصل، الدمشقي، الحنفيّ، ويعرف بلقبه قوام الدين. مات سنة 858 هـ‍. (الضوء اللامع 9/ 266 رقم 695). (¬12) هو محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين بن يوسف بن محمود الحلبيّ الأصل، العينتابي، القاهري، الحنفي، المؤرخ. مات سنة 855 هـ‍. (الضوء اللامع 10/ 131 - 135 رقم 545). (¬13) هو صالح بن عمر بن رسلان بن نصير بن صالح الكناني، العسقلاني، البلقيني الأصل، القاهري، الشافعي. مات سنة 868 هـ‍. (الضوء اللامع 3/ 312 - 314 رقم 1199). (¬14) هو محمد بن علي بن محمد بن يعقوب بن محمد القاياتي، القاهري، الشافعي. مات سنة 850 هـ‍. (الضوء اللامع 8/ 212 - 214 رقم 556).

البساطي (¬1)، والشمس الونائي (¬2)، والمجد بن نصر الله (¬3)، والبدر التنّيسيّ (¬4)، والعزّ عبد السلام البغدادي (¬5)، والتقيّ بن قندس (¬6)، شيخنا، والبرهان الباعونيّ (¬7)، والبدر بن عبد المنعم (¬8) وجماعة يطول الشرح في تعدادهم من غالب بلاد الإسلام شرقا وغربا ما بين هند وعجم وروم وغير ذلك من علماء الإسلام، ومشايخ مصر والشام ممّن أخذ عنهم، وأذن له بعض أعيانهم الأكابر بالفتيا والتدريس. ولازم مجالس حافظ العصر، شيخ الإسلام [ا] بن حجر (¬9) في سماع الحديث، وسمع عليه الكثير، وسمع عليه بعض تصانيفه أيضا، وأجازه، وأثنى عليه في إجازته وعلى ما صنّفه في جملة قوله في إجازته بحيث يشهد له كلمن (؟) سمعه، فإنه فاق كلمن (؟) سبقه في كلما (؟) جمعه، وطارحه بالشعر، وراسله، وأحبّه، وذكره في مواضع من تاريخه «إنباء الغمر» (¬10)، وسنذكر ما طارحه به من الشعر، بل وما مدحه به، وكفاه فخرا أن امتدحه مثل [ا] بن حجر على ما ستقف على ذلك. ولما انجمع عن الناس بعد إخراج أزبك إلى القدس، طلبه الأشرف برسباي حين ¬

(¬1) هو محمد بن أحمد بن عثمان بن نعيم بن مقدّم بن محمد بن حسن بن غانم بن محمد بن عليم البساطي، ثم القاهري، المالكيّ. مات سنة 842 هـ‍. (الضوء اللامع 7/ 5 - 8 رقم 7). (¬2) هو محمد بن محمد بن عثمان بن محمد بن محمد بن أبي بكر الونائي، المصري، الخانكي، الشافعيّ. مات سنة 890 هـ‍. (¬3) هو أحمد بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن عمر بن أحمد التستريّ الأصل، البغدادي، القاهري، الحنبلي. مات سنة 844 هـ‍. (الضوء اللامع 2/ 233 - 239 رقم 656). (¬4) هو محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عطاء الله بن عواض بن نجا بن أبي الثناء حمود بن نهار، أبو الإخلاص. مات سنة 853 هـ‍. (الضوء اللامع 7/ 90 - 92 رقم 184). (¬5) هو عبد السلام بن أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن محمد بن كيدوم بن عمر بن أبي الخير سعيد القيلوي، البغدادي، القاهري، الحنبلي، الحنفيّ. مات سنة 859 هـ‍. (الضوء اللامع 4/ 198 - 203 رقم 512). (¬6) هو أبو بكر بن إبراهيم بن يوسف التقي، البعلي، الصالحي، الدمشقي، الحنبلي. مات سنة 861 هـ‍. (الضوء اللامع 11/ 14، 15 رقم 37). (¬7) هو إبراهيم بن أحمد بن ناصر بن خليفة بن فرح بن عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن الباعوني، الدمشقي، الصالحي، الشافعي. مات سنة 870 هـ‍. (الضوء اللامع 1/ 26 - 29). (¬8) هو محمد بن محمد بن عبد المنعم بن داود بن سليمان، أبو المحاسن البغدادي، القاهري، الحنبلي. مات سنة 857 هـ‍. (الضوء اللامع 9/ 131 - 134 رقم 336). (¬9) هو أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد الكناني، العسقلاني، المصري، القاهري، الشافعي. مات سنة 852 هـ‍. (الضوء اللامع 2/ 36 - 40 رقم 104، كنوز الذهب في تاريخ حلب، لسبط ابن العجمي الحلبي (ت 884 هـ‍) - تحقيق د. شوقي شعث، والمهندس فالح البكور - دار القلم العربي، حلب 1418 هـ‍ / 1997 م. - ج 2/ 219 - 222). (¬10) ذكر في الجزء 3/ 513 و 4/ 17 و 22 و 23 و 41 - 43 و 52 و 60 و 245.

أجري له ذكره عنده بالنباهة، فولاّه النظر على الخاصّ بالثغر السكندريّ، عوضا عن [ا] بن الصغير، وباشره بحرمة وافرة وعفّة زائدة حتى عجب الأشرف من ذلك، وأضاف إليه نظر الذخيرة وبيع البهار بها، ثم بعث إليه باستقراره بالحجوبية بها، ثم رقّاه إلى نيابتها عوضا عن جانبك الثور (¬1)، مضافا لما بعده من الوظائف وغير ذلك من النوادر كون الحاجب الذي هو كالأمير على النائب يصير نائبا على حجوبيته وأقام من يتكلّم عنه من قبله في النظارة والحجوبية. وحمدت سيرته في مباشرة جملة هذه الوظائف، وشكرت أحكامه، وأحبّه أهل الثغر. ثم حضر إلى القاهرة فتلقّاه الأشرف بالرحب، وشكره في الملأ العام من العسكر وأعيان الدولة. واتفق أن تزوّج بأخت الخوند جلبان الست أصيل (¬2)، الماضية ترجمتها، ثم عاد إلى الثغر ودام به وهو مكبّ على الاشتغال واجتماع الكثير من علماء الثغر بذلك العصر في مجلسه ومذاكرته معهم، وسماع الحديث به. ثم بعث يستعفي من الذي هو فيه، ويلتمس حضوره القاهرة غير ما مرة حتى أجيب إلى ذلك، وحضر إليها عن إمرة طبلخاناة كانت بيده، بل وزيادة عليها البسلقون (¬3). وغلط - بل كذب - من قال إنه حضر من الإسكندرية على نحو الطبلخاناة، فإنها كانت طبلخاناة وزيادة، وكان يحضر الخدمة السلطانية مع مقدّمين (؟) الألوف ثم أضيف إليه نظر دار الضرب، ثم أمّر على الحاج بالمحمل، وخرج إلى الحج بأبّهة زائدة في سنة تسع وثلاثين، وكانت ثانية له فإنه حج قبلها حجّة الإسلام صحبة والده، ثم عاد في التي تليها، ولازم أيضا مجلس شيخ الإسلام [ا] بن حجر في سماع الحديث، وسمع عليه الكثير وعلى غيره من العلماء. بل كان له بداره مجلس محفوف بالعلماء. ثم طلبه الأشرف للوزارة فامتنع من ذلك، فألحّ عليه، فاشترط عليه شروطا، ثم وليها في سنة أربعين وباشرها مدّة يسيرة ورأى بها ما لا يليق به من الأمور فاستعفى منها فأجيب إلى ذلك، وبقي على ما بيده من الطبلخاناة. ثم ولاّه نيابة الكرك والشوبك، عوضا عن عمر شاه لاستئمان السلطان إيّاه. وكانت الكرك إذ ذاك من أجلّ النيابات، وكانت قلعتها مشحونة بالأموال والحواصل بالغلال. حدّثني الوالد صاحب الترجمة قال: لما ولاّني الأشرف الكرك ورأى في وجهي أمارة الكراهة لخروجي من القاهرة قال لي في خلوة: أتدري لماذا ولّيتك الكرك؟ قال: فقلت: نعم، يبعدني مولانا السلطان عن مشاهدة وجهه الذي هو عندي أعظم من ألف كرك، ولأنّه ملّني. فقال: لا والله، إنّما ولّيتها لك لتكون معقلا وذخيرة لولدي، فإنني ¬

(¬1) هو جانبك الثور السيفي أمير الترك بمكة. مات سنة 841 هـ‍. (الضوء اللامع 3/ 56 رقم 221). (¬2) وهي أخت يوسف خال الملك العزيز. انظر: (الضوء اللامع 10/ 303، 304 رقم 1174). (¬3) البسلقون: بلدة في مصر تحت إسكندرية بقليل. (الضوء اللامع 6/ 142 الترجمة رقم 439).

سأموت عن قريب، فإنه كان متضاعفا، وكأنه أحسّ من نفسه ما لم يعهده قبل ذلك منها، وكان ذلك مقدّمات مرض موته وكان لا يعهد ذلك. ثم قال له: وأنا أعرف أنني إذا متّ ربّما قاموا على ولدي، وربّما احتاج إلى حصن يأويه، فيجيء إليك، وهذه خالته عندك مثل أمّه. قال: ثم أخذ يوصيني على أشياء كثيرة، ولهذا لما فقد العزيز من الدور السلطانية وكثرت الأقاويل في شأنه كان من جملة ما قيل إنه ذهب إلى زوج خالته بالكرك، وكان هذا القول في الحقيقة سببا لتنبّه الظاهر على صرف الوالد من الكرك. ثم لما خرج الوالد إلى الكرك أقام بها نحو السنتين، ثم صرف عنها بأقبغا التركماني (¬1)، وبعث به إلى صفد على أتابكيّتها يأكلها طرخانا معفى عن الكلف السلطانية والخدم. وكان بلغ الظاهر بأنّ الوالد لما خرج من الكرك سلّمها لأقبغا على أجمل وجه وأكمله، مع إظهار حشمة وكلمات فيها تعظيم الظاهر، فعرف له ذلك، وكان سببا لوفور حرمته في دولته واعتنائه بشأنه، وكان ذلك خلاف القياس، وباشر الوالد أتابكيّة صفد وبها إذ ذاك نائبها حينئذ الأمير إينال العلائي (¬2) المسلطن بعد ذلك، وهو الملك الأشرف الماضي ذكره، فرافقه بها مدّة يسيرة حتى كان إينال يركب ويحضر إليه في كل قليل بمنزله، وكان بينهما صحبة أكيدة ومحبّة زيادة عمّا كان قبل ذلك، لكن ما ظهر نتيجة ذلك بعد سلطنته لعوارض قد أشرنا إلى شيء منها فيما مضى عند ذكرنا حضور الوالد إلى القاهرة في أوائل سلطنة الأشرف إينال هذا. ثم دام بصفد مسيرا حتى كانت قضية إينال الحكميّ (¬3)، وتغري برمش (¬4) نائبي الشام وحلب وتوجّه العساكر إليه، فخرج الوالد صحبة العسكر الصفديّ على أن إينال قال له: أنت معفى عن الخدم والأسفار، فلم يرض الوالد بإقامته بصفد، وكان معه جماعة من جياد الأجناد والمماليك النافعة، فقال: لا أتقاعد عن مهمّ السلطان، وخرج بطلب جيّد وأبّهة. واتفق كسرة إينال الحكميّ بعد أن كانت الكسرة أولا على السلطانيين من إينال، ووقعت سناجقهم ولم يبق منها في ذلك اليوم سوى سنجق الوالد بيد شخص من مماليكه يقال له أسندمر، ثبت به بمكان، فاتفق أن تراجعت العساكر فاجتمعوا إلى هذا السنجق، ثم كرّوا وحملوا على إينال الحكميّ فهزموه، وخفي عليهم حال إينال. وكان الوالد في أثناء هذه الهرجة وجد طبر إينال الحكميّ ملقى على الأرض، فأخذه ووجد به سبعة عشر ضربة سيف، فأحضره الوالد لآقبغا التمرازي (¬5) الذي كان ¬

(¬1) هو آقبغا من مامش التركماني الناصري فرج. مات سنة 843 هـ‍. (الضوء اللامع 2/ 316 رقم 1009). (¬2) هو الأشرف أبو النصر ويقال له الأجرود. مات سنة 865 هـ‍. (الضوء اللامع 2/ 328، 329 رقم 1080). (¬3) قتل سنة 842 هـ‍. (الضوء اللامع 2/ 327 رقم 1074). (¬4) هو تغري ورمش بن أحمد واسمه حسين، وأبوه يدعى بابن المصري. قتل سنة 842 هـ‍. (الضوء اللامع 3/ 35 رقم 147). (¬5) هو آقبغا العلاء التمرازي. مات سنة 843 هـ‍. (الضوء اللامع 2/ 316، 317 رقم 1012).

ولاّه الظاهر نيابة الشام من الأتابكية وبعثه لحرب إينال، وعرّفه أنّ هذا طبر إينال، وأنه إن لم يكن مات أو بلغ قريبا من مرتبة الموت ما كان طبره وقع من يده، وحضر جماعة من الأعيان وعرفوا بأنّ هذا طبر إينال، فكتب آقبغا مكاتبات للظاهر بواقعة الحال وهزيمة إينال، وبقضية سنجق الوالد، ووجدانه لطبر إينال، كل ذلك قبل تحرير أمر إينال والقبض عليه، ثم لما قبض عليه أردف ذلك القاصد بآخر على العادة في مثل ذلك، فاتفق أن دخل القاصد الأول قبل الثاني بيسير، وعرف الظاهر الحال فشكر الوالد في الملأ العام، وإذا بالخبر بالقبض على إينال، فزاد سرور الظاهر، وولّى الوالد نيابة ملطية، عوضا عن حسن قجا أخي تغري برمش، وبعث إليه بتقليدها وتشريفها، وأمر له بمبلغ له صورة، واعتذر إليه بأنّ هذا الذي كان نصيبا له، ولو شغر ما هو فوق ذلك لاستقرّ به، فتوجّه الوالد إلى ملطية بعد تمام أمر تغري برمش والحكميّ، وباشرها مدّة، وبها كان مولدي، ثم قدم بي أثناء ذلك إلى القاهرة ومعه هدية مستطرفة للظاهر فاحتفل بقدومه عليه وعظّمه ورفع من محلّه. ثم أخذ الوالد في الاستعفاء من ملطية فلم يجبه إلى ذلك، ووعده بالجميل وأعاده إليها. وكان له بملطية درسا حافلا (كذا)، وصنّف فيها عدّة من الكتب، وكان يحضر مجلسه جماعة من العلماء الأفاضل بها، ودام بها إلى أن استأذن في حضوره إلى القاهرة أيضا، وحضر مستعفيا من ملطية أيضا فأجيب إلى ذلك وقرّر في أتابكية حلب، فعاد إليها ودخلها بأبّهة زائدة، وجرى بينه وبين نائبها قانباي الحمزاوي (¬1) منافسة، وبعث يشكوه للظاهر على ما بيّنا ذلك في محلّه، ونسبه إلى أمير قبله أنه يخلّ بناموس السلطنة، والحال أنه مما يزيد في ناموسها، فبرز أمر الظاهر بحمله مقيّدا إلى سجن قلعة حلب، فبقي بها قليلا حتى شفع فيه جماعة من الأعيان، منهم الحافظ [ا] بن حجر (¬2)، وظهر للظاهر ¬

(¬1) مات سنة 863 هـ‍. (الضوء اللامع 4/ 195 رقم 661). (¬2) وذكر سبط ابن العجمي سبب نقمة الحمزاوي على والد المؤلّف، فقال: وفي تاسع شهر رجب [سنة 847 هـ‍] استقر الأمير غرس الدين خليل بن شاهين الظاهري في الإمرة الكبرى بحلب عوضا عن الأمير طوغان العلائي، ووصل إلى حلب وباشر بشهامة زائدة، ودق الكوسات على بابه، فأنف من ذلك كافلها الحمزاوي وقال: هذه الكوسات لا تدق إلا على باب الكافل. وكان يترفّع عن الركوب في الخدم السلطانية فازداد أنفة وحنق عليه، مع ما كان الحمزاوي عليه من رياضة الأخلاق وحسن المعاشرة، ولكن أغراه على ذلك ابن الرسّام كاتب السر، فكتب إلى السلطان يعلمه برقاعته وقلّة عقله. فأحسّ بذلك خليل فكتب خليل محضرا بحسن سيرته وأنه داخل في الطاعة ملازم للخدم السلطانية. وأخذ خط قاضي المسلمين محبّ الدين بن الشحنة، وقاضي المسلمين زين الدين بن الخزري، وخط القاضي ضياء الدين بن النصيبي نائب كاتب السر ويخبرهم على محضره، وألزمني بالكتابة فكتبت فيه: إنه يحب العلماء، ويثني على مشايخ الإسلام، ويواظب على طلب العلم، فسخط من ذلك وقال: ليس هذا المقصود. فدخل ابن الرسّام إلى الكافل وقال له: إن خليلا كتب محضرا بأنك خارج عن الطاعة - وكان ابن الرسام يحبّ الفتن والشرور متحرّكا - فطلب الكافل القضاة وقال: لا بدّ من إحضار هذا المحضر إليّ =

غرض نائب حلب فأطلقه وأقطعه مدينة قاقون (¬1) يأكلها وهو مقيم بالبيت المقدس، فاستأذن ¬

= لأنظره وإلاّ قطعت أيدي الكاتبين فيه. فقالوا له: إن هذا لم يكتب شيئا يتعلّق بك إنما كتب محضرا بحسن سيرته، وملازمة الطاعة. فدخل ابن الرسام إليه وقال: لا، هذا جواب إقناعي. لا بدّ أن تقف على المحضر لتنظر حقيقة ذلك، فاشتدّ طلب الكافل للمحضر، فحضر القضاة إلى الخليل وطلبوا منه المحضر، فادّعى خليل أنه أرسل المحضر إلى السلطان. ثم إنه أرسله إلى الكافل فقريء عليه فما وجد فيه شيئا مما قاله ابن الرسام فسكت. وتابع سبط ابن العجمي بعد ذلك ترجمة والد المؤلف «خليل بن شاهين» فنال منه ووصفه بخفّة العقل، وأنه افتقر افتقارا زائدا وعزل من المناصب ومات رثّ الحال، وغير ذلك، فقال: وهذا الرجل خفيف العقل له دعاوى عريضة، وكان ولي نيابة اسكندرية، وكان قد اجتمع بجماعة من العلماء وأخذ عنهم كشيخنا الحافظ ابن حجر بينهما مراسلات ومكاتبات عديدة، وله نظم في الدرجة السفلى. وكان يدّعي أن نظمه منسجم، رقيق، فائق في الدرجة العليا، والأمر بخلاف ذلك، ولكن بواسطة مكانته وما هو عليه شهد له بعض الناس - وهم الطامعون بما عنده من الإعطاء والكرم - بحسن النظم وجودته، وفضله وعلمه. ثم ذكر أسماء جماعة من شيوخه، وقال: ووقفت له على مؤلّف سمّاه: «التحفة المنيفة في جمع الأحاديث الشريفة»، جمع فيه أحاديث شريفة كل حديث لا تعلّق له بما قبله. وقال في أوله: «وشرحتها إلهاما»، وهذا دليل قلّة عقله ونظرته. فرأيته قد أخذ كلام العلماء وتصرّف فيه تصرّفا عجيبا: المبتدأ لا خبر له، والشرط لا جزاء له. وله مؤلّف آخر سمّاه «الذخيرة لوقت الحيرة»، يشتمل على فضل لا إله إلا الله. وله تخميس بانت سعاد، ونظمه غير طائل، سدّ وزن، وأولها: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول وفيه شوق إلى الأحباب موصول من وجدهم في طوى الأحشاء معلول قد زاد حبّا فلا يتلوه تحويل متيمّ إثرها لم يفد مكبول قال في كتاب «التحفة»: ومما أتحفني به شيخنا الحافظ ابن حجر: أيا غرس فضل أثمر العلم والندى فلله ما أزكى وما أطيب الثمر (وستأتي بقية الأبيات في ترجمة والد المؤلف بعد قليل). وولي وزارة مصر وكتب تقليده بذلك، وجاء رؤساء القاهرة إلى بيته لسماع قراءة التقليد على العادة، وكان ممن حضر القاضي عبد الباسط، فقريء منه أن السلطان قلّده وزارة المشارق والمغارب. فقال في وجهه القاضي عبد الباسط: «المفاسي والمضارط». وفي آخر عمره افتقر افتقارا زائدا وعزل من المناصب، ولم يتولّ منصبا ومات رثّ الحال، قليل المتاع، وكان بحلب كتب له القاضي الفاضل زين الدين أبو حفص عمر بن القاضي ضياء الدين محمد النصيبي الشافعي بأبيات منها: ملكت رقاب العالمين جميعهم بفضل صلات منك يا صاحب الفخر غرست ثمار الفضل في كل (بقعة) فلا زلت محبورا من الله بالنصر وفقت الورى بالعلم والفضل والتقى وفي الرأي والأفعال والنهي والأمر وقد صرت من بعض. . . فإن نجد بها من عيوب عظما أنت بالستر (كنوز الذهب 2/ 175 - 179) وفيه وردت «نبعة» ولا معنى لها، فصحّحناها إلى «بقعة». (¬1) قاقون: حصن بفلسطين قرب الرملة. وقيل: هو من عمل قيسارية من ساحل الشام. (معجم البلدان 4/ 299).

الوالد أن يكون بمدينة الخليل عليه السلام، فأذن له بذلك، ثم بعث إليه الظاهر بإضافة عدّة جهات ومرتّبات له إلى قاقون، ثم بعث يستأذن الظاهر في الحج فأذن له فيه وبعث إليه بنفقة جيّدة فحجّ من الخليل مجرّدا مع بعض جماعة من مماليكه، وهي ثالثته. ثم طلبه السلطان إلى القاهرة، وحين قدمها أجلّه السلطان وقام له وأجلسه، ثم قرّر في نيابة القدس، وذلك في محرم سنة خمسين، وأضاف إليه تقدمة ألف بدمشق، وبعث إليه بأشياء كثيرة ومبلغ ألف دينار، وخرج الوالد إلى نيابتها وباشرها فوق السنة، ثم بعث بالاستعفاء منها فأعفي، وأمر بالتوجّه إلى دمشق على ما بيده من النقدية، وكتب له بأن يكون أمير ميسرة بدمشق، فأقام بها مدّة، والنقّارات تضرب على بابه، وهي من نوادره بدمشق، إذ لم تجر العادة الحديثة بذلك سوى لنائب الشام، والأتابك، وحاجب الحجّاب، وأمّا بقية مقدّمين (كذا) الألوف فكانوا بالطبلين والزمرين أي كلّ منهم. ثم لما خرج العسكر إلى حلب لحفظها من جهان شاه (¬1) خرج الوالد إليها في أبّهة وعظمة زائدة وطلب حافل، ثم لما انقضى ذلك قدم إلى القاهرة فأكرمه الظاهر وأنزله بقصر تمرباي (¬2) بالكبش وأنس به في حلوله، وكان يسأله في كثير من الأمور الدينية والدنيوية وأحوال قواعد المملكة، ثم زاده على ما بيده بدمشق إمرة عشرين وبعث إليه بمبلغ ألف دينار، غير ما كان قد رتّبه باسمه وهو مقيم بالقاهرة، وغير ما رتّبه لأولاده على الذخيرة بالقدس، وعاد إلى دمشق، ثم بعث يستأذن الظاهر في الحج فلم يأذن له وقال إنه (لا يوافق) (¬3) أن يتوجّه بمفرده، وإن توجّه بجماعته يحتاج إلى مصرف كبير. ثم بعث إليه في العام الثاني بإمرة الحاج بالمحمل الشامي، وبعث إليه خلعة هائلة وركوبا خاصا بالسرج الذهب والكنبوش الزركش وبعث بأن يعطى خمسة آلاف دينار من قلعة دمشق ليتجهّز بها، فأخذها وأضاف إليها من ماله نحوها أو زيادة على ذلك، وخرج إلى الحج في أبّهة زائدة، وكنّا معه في تلك السنة، وكانت حجّة حافلة جدا، وعاد وقد مات الظاهر وتسلطن بعده الأشرف إينال فبعث إليه باستقراره في إمرة الحاج على عادته ثانيا، وأضاف إليه الركوب الثلاث: الشامي، والحلبي، والكركي، وبعث إليه بألفي دينار فحجّ الخامسة، ثم بعد حضوره بأشهر قليلة توجّه إلى جهة القاهرة لعهود كانت بينه وبين إينال إن آتاه الله الملك أن يحضر إليه بغير إذن، وظنّ أنّ ذلك يتمّ له، فعورض في ذلك على ما تقدّم بيانه في محلّه، وبعث إليه الأشرف إينال بعوده من قطيا، واعتذر إليه في مكاتبة ¬

(¬1) هو جهان شاه بن قرا يوسف بن قرا محمد التركماني الأصل، صاحب العراقين وملك الشرق إلى شيراز وممالك أذربيجان. قتل سنة 872 هـ‍. (الضوء اللامع 3/ 80 رقم 314). (¬2) ترجم السخاوي لسبعة أمراء اسمهم «تمرباي»، ومن غير المعروف إن كان المذكور أعلاه واحدا منهم. (انظر: الضوء اللامع 3/ 39 رقم 159 - 165). (¬3) قرأتها بصعوبة، فهي غير واضحة في الأصل.

له ووعده بالجميل، وبعث إليه بأشياء، وعاد إلى دمشق، وأخذ في كل قليل يبعث بالاستعفاء من التقدية التي بيده بدمشق، ولا زال حتى أجيب إلى ذلك بمندوحة قدّمنا ذكرها في محلّها. وأعطي الوالد إمرة عشرين بطرابلس ليأكلها طرخانا، فتوجّه إليها في سنة تسع وخمسين على ما تقدّم، وأقام على ذلك مدّة بطرابلس وهو معفى من الخدم وسائر الكلف السلطانية، منعكفا على الشغل والإشغال بمطالعة الكتب وإسماع الحديث وإلقاء شيئا (كذا) من الدروس، وصنّف بها عدّة من الكتب في تلك الاستراحة، وأنشأ بها دارا وزاوية ومدفنا أعدّه لدفن نفسه آل الأمر بسبب من إنسان أن دخل طرابلس وبها بغته الأجل ودفن به بعد أن خرج من طرابلس وغاب عنها عدّة سنين على ما ستعرف ذلك. وكان وهو بطرابلس في غاية الراحة والخدمة وجميع أعيانها يعظّمونه ويتردّدون إليه. ثم إنّه بعث إلى الأشرف بما قدّمنا ذكره من السواقة، ولما وصل ذلك للأشرف المذكور أعجبه وذكره بخير، ثم أعاب على نفسه بنفسه كونه لم يقدّمه في دولته ولا نوّه به مع الصحبة القديمة الأكيدة. واتفق أن شغرت إمرة طبلخاناة بدمشق، فاستقرّ به فيها، وكتب إليه بأن يأكلها طرخانا حتى يجد له ما يليق به، ووعده بالجميل، وبعث إليه مشافهة مع قاصده المتوجّه بالسواقة فيها غاية التعظيم، فتوجّه الوالد إلى دمشق في أواخر سنة أربع وستين. واتفق أن مات الأشرف إينال بعد قليل من ذلك، وتسلطن ولده المؤيّد فبعث إليه يطلبه إلى القاهرة، فقدمها في أوائل شهر رمضان سنة خمس وستين. فاتفق أن جرى للمؤيّد ما جرى من خلعه، ثم سلطنة الظاهر خشقدم فأنس به وقدّمه واختصّ به، وأذن له أن يقيم بالقاهرة على ما بيده من إمريّة بدمشق طرخانا كما كان، وأذن له بالاجتماع به في الأسبوع مرّتين في يومي الجمعة والثلاثاء، وأعاد إليه بعض مرتّبات كانت باسمه وأخرجت عنه، ورتبّت له بحمل عليقا وغير ذلك، وجالسه وسارره وشاوره في كثير من أموره، وقبل الكثير من شفاعاته، وتكلّم في أيامه في كثير من القضايا المهمّة وأنهاها، وانتفع به الكثير من الناس بواسطة ذلك. وقصد وتردّد الناس إلى بابه وازدحموا عليه مع عدم التفاته إلى شيء مما في أيديهم وغاية عفّة عن ذلك ونزاهة، وكوتب من أقاصي المملكة في كثير من المهمّات وأنهاها وأحسن السفارة فيها. داوم على ذلك في حرمة ووجاهة إلى أن كان من أمر الخليفة المستنجد بالله (¬1) ما تقدّم بيانه في سنة إحدى وسبعين من أن يكلّم له السلطان في عساه أن يأذن له بالنزول إلى محلّ سكنى الخلفاء قبله. ¬

(¬1) هو يوسف بن محمد بن أبي بكر بن سليمان بن أحمد بن حسين الهاشمي العباسي. مات سنة 884 هـ‍. (حوادث الزمان ووفيات الشيوخ والأقران، لابن الحمصي (ت 934 هـ‍.) - تحقيق أ. د. عمر عبد السلام تدمري، طبعة المكتبة العصرية، صيدا - بيروت 1419 هـ‍ / 1999 م - ج 1/ 229 رقم 297).

فاجتمع بالسلطان وكلّمه في ذلك من غير أن يحسب عقباه ولا أعمل فيه فكره إلى أن كان ما قدّمنا ذكره من إخراجه إلى مكة المشرّفة على ما عرفته فلا نعيده. وقدّمنا أيضا كيف توجّه إلى العراق صحبة الحاج العراقي مع الأمير عبد الحق بن الجنيد (¬1) أمير الركب في تلك السنة وكيف جال عدّة من تلك البلاد، وكان قصده الاجتماع بجهان شاه ملك العراق وتبريز فكان شأن قتلته على يد حسن الطويل (¬2) ما تقدّم ذكره. ثم كانت وفاة الظاهر خشقدم، فعاد الوالد إلى هذه المملكة من على جهة حلب، ثم دخل طرابلس في سنة ثلاث وسبعين هذه في أوائلها، ونزل بداره فأقام بها منجمعا عن الناس، متوجّها إلى الله تعالى منعكفا على العبادة والخير وتلاوة القرآن، مقبلا على شأنه، وكأنه كان قد أحسّ بفراغ أجله. واتفق أن لم تطل نوبته بطرابلس إلاّ بعض شهور وبغته أجله بها بعد أن تمرّض بالبطن أياما، ولما حدس أنه يموت كان معه بعض شيء من حطام الدنيا مبلغا عينا نقدا (كذا) فأحضره وقسّمه على أولاده وورثته، وكنت أنا إذ ذاك بالقاهرة فأفرز نصيبي وفرّق من ذلك المبلغ في جماعة من ذويه وسراريه وغيرهم من ثلثه، ثم أحضر الغاسل وأعطاه دينارا ذهبا وقال له: كأني بي وقد متّ فاحضر لغسلي، ثم وصف له كيفية يغسّله عليها وقال له: خذ سلبي وما عليّ من الثياب. ثم لزم تلاوة القرآن إلى أن توفي بعد أيام من هذه الفعلة يسيرة، في ليلة الخميس ثالث عشر جمادى الآخرة مبطونا شهيدا، وجهّز وكفّن، وصلّي عليه بداره في صبيحة يوم الخميس، ثم دفن بالمدفن الذي كان أعدّه لنفسه. وكان رحمه الله تعالى مشكور السيرة في جميع ولاياته، ذا عدل وإنصاف فيما وليه من أمور المسلمين، كثير الشفقة على خلق الله تعالى، بحيث لما عزل عن نيابة الإسكندرية أغلق أهلها بابها واستغاثوا وأرادوا منعه من خروجها حتى تلطّف بهم. وكذا وقع له بمدينة الكرك. بل قام أهل الكرك معه وقالوا له: إن شئت نمنعك بهذا الحصن ونصير أتباعا لك، ولا علينا من السلطان، وكذا فعل أهل ملطية حين صرف عنهم. وكان محبّبا للناس، كثير التواضع لأهل التواضع، لا يحبّ سفك الدماء، وما أقدم في جميع ولاياته على سفك دم لا بحق ولا بغيره، فإنه لم يتفق له ذلك حتى عدّ ذلك من نوادره، سوى شنق حسن قجا بحكم خروجه عن طاعة الظاهر وشق العصا مع أخيه تغري برمش، وكان شنقه بأمر الظاهر وحكمه. وكان شهما، فخما، ضخما، ريّسا، وجيها في الدول، سيوسا، مدبّرا، عاقلا حازما، ذا رأي وتدبير وخبرة بالأمور، ومعرفة تامّة، قائما في ¬

(¬1) لم أجد له ترجمة. (¬2) هو حسن بك بن علي بك بن قرايلك عثمان صاحب ديار بكر. مات سنة 882 هـ‍. (الضوء اللامع 3/ 112، 113 رقم 442).

أنواع الخير والبرّ والمعروف بقلبه وقالبه، خيّرا، ديّنا، حسن السمت والملتقى، كثير الأدب والحشمة، ذا تؤدة وسكون. فكه المحاضرة، حلو المذاكرة، جيّد المعاشرة، ضويّ الهيئة، حسن الشكالة، نيّر الوجه، حسن الصورة واللحية وافرها، عارفا بأيام الناس، ذا حنكة وتجارب ودهاء ومعرفة بطرائق الملك والملوك والمملكة بحيث لا يعجبه في ذلك العجب، متأنّقا في سائر أحواله، متجمّلا في جميع شؤونه، قائما بناموس ما ولّيه على قواعد قدماء الملوك والأمراء. وكان يضرب بسماطه المثل بالقاهرة، فضلا عن غيرها حتى كان الكثير من الناس يقرّع جماعة من الأمراء بمصر بتركه سماطه لهم، وكره بعض المماليك، أستاذيهم. وكان يحضر سماط الكثير من الرؤساء والأعيان وغيرهم، خصوصا في أيام المواكب وهو بالقاهرة لزومه ذلك. وكان كريم النفس جدا سخيّا، معطاء، بارّا لأصحابه، كثير التودّد إليهم والقيام معهم بل ومع من قصده لمهمّ كائنا من كان، محبّا في العلم والعلماء والطلبة وأرباب الفضائل والكمالات، معظّما لهم، محبّا في الفقراء والصالحين والمجاذيب، ذا مهابة وحرمة وأبّهة، حتى كان بعض المعتبرين يقول عنه إنه سلطان أولاد الناس، وترشح مرة لنيابة الشام في دولة الأشرف برسباي قبل نيابة الكرك، وأظنّه آخر من كتب في الورق الأحمر كنائب الشام إلى السلطان وهو نائب الكرك. وكان مع ذلك كله شجاعا، مقداما، عارفا بأنواع الفروسية والأنداب والتعاليم، يشارك بفنون ذلك، تخرّج على أكابر مدّعي هذه الفنون، ويقرّر لهم عيوبهم في ذلك، وله في ذلك حكايات لو سردناها لطال المجال، وكان عفيفا عن المنكرات والفروج والمسكرات. ولقد حلف مرة يمينا بأنه لم يدخل المسكر باطنه قطّ، وهو بارّ في يمينه، صادق في ذلك. وكان معظّما عند الملوك، موقّرا، حتى كان الظاهر يخاطبه ب‍: «يا سيدي»، ويرفع من محلّه، وقام له غير ما مرّة وأجلسه. وأمّا الظاهر خشقدم فناهيك بما كان يعظّمه به، وكان إذا حضر عنده تحرّك له، وربّما قام له في بعض الأحيان وأجلسه. وكان إذا حضر مجلسه أقبل عليه فلا يتكلّم مع غيره إجلالا له إلاّ على وجه يتضمّن بسؤال لأحد ممن حضر ذلك المجلس في شيء يتعلّق بالوالد. وكان له التوجّه التامّ للعالم الملكوتيّ والإقبال على الله تعالى، مواظبا على تواصل الطاعات والعبادات من صيام كثير من الأيام، وصيام الثلاث (كذا) شهور في المحرم، كل ذلك في أيام إمرته، فما بالك في غيرها، مع المواظبة على صلاة الضحى وصلاة الغفلة، وقيام الليل في بعض الأحيان وملازمة التلاوة والأذكار والأوراد ومطالعة الكتب والاشتغال والتصنيف والتأليف، وبلغت عدّة تصانيفه زيادة على الثلاثين، فمن ذلك: «البرهان المستقيم في تفسير القرآن العظيم». و «التحفة المنيفة في الأحاديث الشريفة (¬1)، وشرحها». ¬

(¬1) في كنوز الذهب 2/ 177 «التحفة المنيفة في جمع الأحاديث الشريفة». ووقع في الطباعة: «جميع».

و «التحرير في أنواع التعزير». (¬1) و «إجماع الجمهور على مذمّة شراب الخمور». و «الإشارات في علم العبارات» (¬2) في مجلّدين ضخمين. و «الكوكب المنير في أصول التعبير» (¬3). و «كشف الممالك وبيان الطرق والمسالك» (¬4) في مجلّدين أيضا، واختصره في نحو نصف حجمه، وسمّاه «زبدة كشف الممالك» (¬5)، ثم اختصر «الزبدة» في مجلّد لطيف، سمّاه «زبدة الزبدة» (¬6). و «كتاب الإنشاء الشريف (¬7) ونابه من كل بليد وظريف». و «الغاية في الطبّ». و «المعتمد في الغلط المتعمّد». و «الذخيرة لوقت الحيرة» (¬8). و «ديوان خطب». و «ديوان شعر» في ثلاث مجلّدات. وعدّة رسائل (¬9)، وغير ذلك مما وقف عليه أكابر العلماء من الأعيان، وقرضوا (كذا) عليها. وله نظم غالبه الوسط، ومنه الجيّد، وله كثير من المقاطيع الحسان، وبعض قصائد في مدح النبيّ عليه الصلاة والسلام، وفي مدح بعض الأكابر من الملوك ¬

(¬1) الضوء اللامع 3/ 297، هدية العارفين 1/ 354. (¬2) هو في تعبير الرؤيا رتبه على 80 بابا وأورد في خطبته أسماء الأنبياء عليهم السلام. الضوء اللامع 3/ 197، كشف الظنون 1/ 97، وفيه وفاته سنة 893 هـ‍، هدية العارفين 1/ 353، وفيه: الإشارات إلى علم العبارات، ووفاته 893 هـ‍. وتوجد نسخة من هذا الكتاب نسخها محمد بن محمد بن حماد المتولي الشافعي في 10 شعبان سنة 1130 هـ‍. في 406 ورقات، محفوظة بقبرص. (انظر: فهرس المخطوطات الإسلامية في قبرص - ص 317 رقم 575). (¬3) الضوء اللامع 3/ 197، كشف الظنون 2/ 1523، هدية العارفين 1/ 354. (¬4) هو التاريخ الكبير. مفقود. (¬5) مطبوع في باريس 1894 - نشره بول رافس. (¬6) ويسمّى: «الصفوة في تلخيص الزبدة». هدية العارفين 1/ 353، 354، التاريخ العربي والمؤرّخون 4/ 195. (¬7) هو: «المنيف في الإنشاء الشريف». انظر: الضوء اللامع 3/ 197، وإيضاح المكنون 2/ 596، وفيه وفاته 893 هـ‍، وكذا في هدية العارفين 1/ 354، التاريخ العربي والمؤرخون 4/ 195. (¬8) في كنوز الذهب 2/ 177 «الخيرة». (¬9) وله أيضا: «الدرّة المضيّة في السيرة المرضية». انظر: الضوء اللامع 3/ 197، وإيضاح المكنون 1/ 460 وفيه وفاته 893 هـ‍، وهدية العارفين 1/ 353، والتاريخ العربي والمؤرّخون 4/ 196.

والسلاطين والأعيان من العلماء والرؤساء على جهة التودّد إليهم والموافاة، وخمّس «البردة»، وخمس «بانت سعاد» بين المصراعين، فمن ذلك في المطلع من تخميسه إيّاها قوله: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... وفيه شوق إلى الأحباب موصول من وجدهم في طوى الأحشاء مغلول ... قد زاد حبّا فلا يذهبه تحويل متيّم إثرها لم يعد مكبول على هذا النمط إلى آخرها. . . . ووقع بينه وبين الحافظ [ا] بن حجر شيخ الإسلام وقاضي القضاة مطارحات، فمن ذلك ما كتبه للحافظ المذكور وهو قوله: وقائلة من في القضاة جميعهم ... يلازم تقوى الله طرّا بلا ضجر وبيان في الأحكام بالخلق كلّهم ... ويدعو لهم في كل ليل إلى السحر فقلت لها: فهو الإمام أولي النهى ... ذاك الشهاب العسقلاني وبني الحجر له كتب في كلّ فنّ لقاري ... وشرح عجيب للبخاريّ من الخبر وفي النحو والتصريف لم ير مثله ... كذا في المعاني والبيان وفي الأثر فكتب إليه الحافظ جوابا له قوله، وأنشدنيه الوالد عنه وناظمه أجازه: أيا غرس فضل أثمر العلم والندى ... نبته ما أزكى وما أطيب الثمر يجود وينشي بالغا ما أراده ... فمستطلع درّ ومستنزل درر لك الخير قد حرّكت بالنظم خاطرا ... له مدّة في العمر ولّت وما شعر وقلّدت جيدي طوق نعماك جائدا ... فعالا ونطقا صادق الخبر والخبر مناسبة اسمينا خليل وأحمد ... له أسّ أولي النظم الإمام الذي غبر . . . وقد جمع الشيخ الإمام العالم الفاضل شمس الدين محمد بن عبد المحسن السكندري (¬1) كتابا ضخما في سيرة الوالد وسمّاه: «الدرر السنيّة في المحاسن الغرسية» أتى فيه بأشياء كثيرة، وجمعت له سيرة أخرى لبعض أهل الفضل سمّاها: «الرياض القدسية في المحاسن الغرسية». وجمع الشيخ إبراهيم بن عبد الرزاق (¬2) له أيضا كتابا فيه ما امتدح به من القصائد. ولد لصاحب الترجمة من الأولاد زيادة على الأربعين، وتزوّج من النساء زيادة على ¬

(¬1) لم أجد له ترجمة: وهو ممّن يستدرك على معجم المؤلّفين لكحّالة. (¬2) لم أجد له ترجمة: وهو ممّن يستدرك على معجم المؤلّفين لكحّالة.

العشرين، وتسرّى من الإماء زيادة على الثلاثين، وملك من المماليك نحو المائتين، وكان يعتق البعض من مماليكه فيزوّجه لبعض من سراريه وأمّهات أولاده بعد عتقهنّ بحيث صار الكثير من أولاد مماليكه إخوة لأولاده من الأمّهات. وكاتبه عدّة من أكابر ملوك الإسلام غير سلاطين مصر مثل [ا] بن عثمان مراد بك (¬1)، ومثل [ا] بن قرمان الأمير إبراهيم، ومثل صاحب الحصن الكامل خليل (¬2)، وقد أشرنا إلى ذلك في ترجمة خليل المذكور. وله من الآثار المسجد الذي أنشأه بطرابلس (¬3)، والمدفن، والدار، والمقعد المعظّم الذي أنشأه بدار سعادة بثغر الإسكندرية، وتربة بمدينة سيدنا الخليل. وهذا ما حضرنا من ترجمته على سبيل الاختصار والاقتصار، ولو استقصينا محاسنه وأحواله وجزئيات أموره لاحتجنا إلى عدّة مجلّدات. وكان آخر شأنه أنه مات تاركا للدنيا، منجمعا عنها وعن بنيها والكثير من أهلها مع عدم الالتفات إليهم بالكلّية، ملازما لداره بطرابلس على خير كثير كما قلناه، مقبلا على شأنه من غير أن يتناول شيئا من متعلّقات السلطنة من سنة إحدى وسبعين إلى هذه السنة، وفعل الكثير من البرّ والخير، وشرى عدّة أماكن فوقفها وتصدّق بصدقات كثيرة في حال صحّته ومرضه إلى أن تمرّض بالبطن، ومات شهيدا كما ذكرناه في التاريخ الذي بيّناه. وكان كفنه مرتّبا عنده من سنين، تغمّده الله تعالى برحمته، وجمع بيننا وبينه بجنّته دار كرامته. وترك من الورّاث ستة ذكور، أنا منهم، وابنة، وثلاث زوجات، منهنّ الست فاختة (¬4) ابنة الشيخ شمس الدين الحنفيّ، الآتية في محلّها إن شاء الله تعالى (¬5). وكان لوالد المؤلّف أخت تدعى «الست صفر ملك» تزوّجها الخواجا صارم الدين إبراهيم بن الخواجا قرمش (¬6). ¬

(¬1) هو مراد بك بن محمد بن بايزيد بن مراد بن أرخان بن عثمان الملقّب غياث الدين كرشجي. مات سنة 855 هـ‍. (الضوء اللامع 10/ 152 رقم 604). (¬2) هو خليل بن إبراهيم صاحب شماخي. مات سنة 868 هـ‍. (الضوء اللامع 3/ 189 رقم 727). (¬3) لم أتمكّن من معرفة المسجد الذي بناه بطرابلس رغم أبحاثي الكثيرة في تاريخ هذه المدينة وعمارتها منذ أكثر من ثلاثين عاما. (¬4) تزوّجها بعد سنة 870 هـ‍. وهي: فاختة بنت محمد بن حسن بن علي أمّ الهدى ابنة الشيخ الحنفي. (الضوء اللامع 12/ 86 رقم 527) ولم يؤرّخ لوفاتها. (¬5) الترجمة بكاملها كتبها المؤلّف في: الروض الباسم في حوادث العمر والتراجم، مخطوط في مكتبة الفاتيكان، صوّرتها دار الكتب المصرية عام 1346 هـ‍. في 4 أجزاء، رقم 2403 بالخزانة التيمورية، تاريخ، ومنها نسخة مصوّرة على ميكروفيلم بدار الكتب، رقم 5879 - ج 4/ 229 ب - 234 ب. وانظر مصادر ترجمته في وفيات سنة 873 هـ‍. من هذا الكتاب. (¬6) نيل الأمل 1 / ورقة 662 (حوادث سنة 837 هـ‍).

- المؤلف وسيرته

- المؤلّف وسيرته أما المؤلّف فهو أبو المكارم، زين الدين، عبد الباسط بن خليل بن شاهين الظاهري، الحنفي، وقد ولد بمدينة ملطية في ليلة الأحد حادي عشر رجب من سنة 844 هـ‍. حين كان أبوه نائبها. وأمّه أمّ ولد سريّة اسمها «شكرباي» تزوّج بها والده بعد عتقها، وكانت - حسب قوله - من خيار نساء عصرنا دينا وخيرا - ماتت بدمشق في نفاسها سنة 852 وله من العمر 8 سنين، ومات ولدها الذي وضعته بعدها بأيام (¬1). وكان له أخ من أبيه يدعى «يوسف بن خليل»، مات في سنة 848 هـ‍. وهو صغير حيث ولد في سنة 843 هـ‍ وأمّه أمّ ولد أرضعته معه، وكان يحبّها، ولهذا كانت أكثر إقامتها عنده لمحبّته لها، ولتقديره لمقامها إذ كانت عنده بمقام والدته، وهي عتيقة والده، وكانت خيّرة، ديّنة، كثيرة الصيام والقيام وكثرة الذكر والأوراد، وهي ممن تنتمي لوالدته وبينهما محبّة أكيدة (¬2). وفي سنة 859 هـ‍. انتقل مع أبيه إلى طرابلس، حيث أعطي أبوه إمرة عشرين بها، وتفرّغ للتأليف والتدريس والمطالعة، وفي أول نزولهما طرابلس نزل والده في دار عيسى التاجر الطرابلسي، أحد التجار المياسير بها، وبقي بها مدّة (¬3). ثم قام بعمارة أمكنة فوق الجبل المطلّ على محلّة العويراتية بأطراف المدينة (¬4)، وسكن في دار تحت الجبل ¬

(¬1) الروض الباسم 1 / ورقة 13 أ. (¬2) الروض الباسم 1 / ورقة 31 أ. (¬3) الروض الباسم 3 / ورقة 105 أ. (¬4) محلّة العويراتية، هي المحلّة التي فيها حاليّا مقابر المسلمين بطرابلس المعروفة بمقابر باب الرمل، إلى الجنوب من المدينة، ويحدّها شرقا الجبل المطلّ عليها ويعرف الآن بأبي سمراء، ومن الغرب جامع الأمير سيف الدين طينال الأشرفي الحاجب. وهي من أقدم محلاّت طرابلس المملوكية، يرجّح أن نسبتها إلى «العويراتية» أو «الأويراتية» وهم قوم من المغول فرّوا من قائدهم غازان إلى دولة المماليك في سنة 695 هـ‍ / 1296 م. فأنزلهم السلطان العادل كتبغا على الساحل بين عثليث وقاقول، في فلسطين. ويظهر أنّ جماعة منهم وصلوا إلى طرابلس وأقاموا في المكان الذي نسب إليهم. (نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري 31/ 299، نزهة الناظر لليوسفي ص 169 بالحاشية) وقد ظلّت المحلّة تحمل اسمهم وتعرف بالعويراتية حتى العصر العثماني، انظر: دفتر مالية لواء طرابلس، رقم 1017 من محفوظات أرشيف الوثائق العثمانية برئاسة الوزراء التركية، استانبول (المحلّة رقم 22) وكان يسكنها بين سنتي 926 - 943 هـ‍ / 1520 - 1537 م، (18 أسرة) كلهم من المسلمين. وورد ذكرها في: دفتر مفصّل لواء طرابلس رقم 372، المحلّة ذاتها رقم 22، وكان يسكنها قبل سنة 962 هـ‍ / 1555 م. (28 أسرة) كلّهم من المسلمين. وذكرت أيضا في: دفتر إحصاء لواء طرابلس، رقم 513 لسنة 979 هـ‍ / 1571 م. المحلّة رقم 13 وقد انخفض سكانها إلى 13 أسرة. وهي مذكورة أيضا في سجلاّت المحكمة الشرعية بطرابلس. انظر: السجلّ رقم 3 - لسنة 1088 هـ‍ - ص 112 وفيه: «محلّة العويراتية ظاهر طرابلس».

المذكور بالقرب من دار معبّر الأحلام محمد بن محمد بن سليمان الأوزاعي الدمشقي، المعروف بالبابا (¬1). وكان والد المؤلّف «خليل» على علاقة طيبة مع الأمير سيف الدين حاج إينال اليشبكي (¬2)، وبينهما صحبة ومحبّة أكيدة، وكان النائب يحبّه جدّا ويعظّمه (¬3)، وهو الذي سعى بتولية «شاذ بك الصارمي» في إمرة عشرين وحجوبية حجّاب طرابلس (¬4). وكان كثير التودّد إليه أثناء إقامته بطرابلس. كما كانت لوالده صحبة ومحبّة أكيدة مع «تمراز الإينالي الأشرف» أمير طبلخاناه بطرابلس (¬5). وعندما تولّى نيابة السلطنة الأمير «إياس المحمدي الناصري الطويل» في سنة 863 هـ‍ (¬6). نشأت صداقة بينه وبين «خليل» والد المؤلّف، فكان يجتمع به ويتحاور معه في بعض الأمور (¬7). وقد أقام المؤلّف مع أبيه بطرابلس نيّفا وستة أعوام، تلقّى العلوم في أثنائها على الشيوخ الطرابلسيّين، وعلى من كان ينزل بها من شيوخ دمشق وغيرها، فضلا عمّا يأخذه ويسمعه من والده، وممّا سمعه منه، عن شيخ أبيه أحمد بن محمد بن عبد الله بن سعد بن مفلح بن أبي بكر القيسي القدسي، الديريّ (المتوفّى 867 هـ‍). الأبيات التالية: هي الدنيا الدنيّة فاحذروها ... فليس لها على أحد ثبات وبأوّلها وأوسطها انقلاب ... على كدر وآخرها شتات وغايتها المما (. . . .) بهذا ... إذا لم يكن إلاّ الممات ولكن (بعدها) أشياء تذهل ... لغد عن البنين الأمّهات فويل عند ذلك أي؟ ... لعاص أو بغتة السيئات ويا فوز العبد بالحشر ... عن النار المسعرة النجاة (¬8) ومن شيوخه بطرابلس عالمها وخطيبها ومدرّسها تاج الدين عبد الوهاب بن محمد بن زهرة الحبراضيّ الأصل، الطرابلسيّ، وكان ولد بها سنة 806 هـ‍، ونشأ فيها، وأقام متصدّرا للتدريس في جامعها المنصوريّ الكبير، والإفتاء، والخطابة، ذكره المؤلّف - رحمه الله - في كتابه «الروض الباسم» فقال: «الشيخ تاج الدين عبد الوهاب بن زهرة، فقيه طرابلس الآن ومفتيها وخطيبها وابن خطيبها، وهو ممن أخذت عنه بل وقرأت عليه، ¬

(¬1) الروض الباسم 3 / ورقة 106 أ. (¬2) تولّى نيابة السلطنة بطرابلس في عهد السلطان الأشرف إينال، بين 859 - 863 هـ‍. وهو توفي سنة 866 هـ‍. انظر: تاريخ طرابلس 2/ 51 رقم 120. (¬3) الروض الباسم 2 / ورقة 43 أ. (¬4) الروض الباسم 2 / ورقة 69 أ. (¬5) الروض الباسم 3 / ورقة 138 أ. (¬6) تولّى النيابة بطرابلس من سنة 863 حتى سنة 866 هـ‍. (تاريخ طرابلس 2/ 51 رقم 121). (¬7) الروض الباسم 2 / ورقة 33 ب. (¬8) الروض الباسم 2 / ورقة 68 ب.

وحضرت دروسه بجامع طرابلس، وكان بها في سنة 862 وما بعدها إلى أن خرجنا منها في سنة 865 أو قبلها بيسير» (¬1). ومن شيوخه بطرابلس أيضا: محمد بن محمد بن سليمان الأوزاعي، الدمشقي، الصالحي، الطرابلسي، المعروف بالبابا. قال المؤلّف: «وكنت قد لازمته كثيرا في الفقه والتعبير، وأخذت عنه الكثير وانتفعت به فيها» (¬2). والأرجح لدينا أنه أخذ على شيوخ آخرين بطرابلس أثناء إقامته فيها مع والده، ولكنّ المؤسف أنّ الفترة التي قضّاها في المدينة ضاعت من أصل مخطوطة «الروض الباسم»، فالجزء الأول لم يصلنا منه سوى حوادث ووفيات سنة 844 حتى سنة 850 هـ‍. والجزء الثاني وصلنا منه حوادث ووفيات سنة 865 حتى سنة 868 هـ‍، فيكون قد سقط من الكتاب من سنة 851 إلى نهاية سنة 864 هـ‍. وهي تشتمل على السنوات التي عاشها بطرابلس (859 - 864 هـ‍)، كما ضاع إلى جانب ذلك ما كنّا نودّ معرفته عن وصف المؤلّف - رحمه الله - لطرابلس حين دخلها، أو أثناء الإقامة فيها كما فعل في رحلته إلى أختها طرابلس الغرب وبلاد المغرب العربيّ والأندلس. وكل الذي عرفناه من أخبار تلك الفترة أنه ولد له أخ بطرابلس الشام في سنة 863 هـ‍، اسمه إبراهيم وأمّه أمّ ولد اسمها «بلبل» وهي تركية، ولم يعش سوى تسع سنين، إذ مات بعد عودة أبيه من العراق إلى طرابلس في أواخر سنة 872 هـ‍. فصنع له تابوتا ودفنه في مدفنه الذي كان أعدّه لنفسه بطرابلس (¬3). وفي شهر جمادى الآخرة من سنة 865 هـ‍، نراه مع والده بدمشق (¬4). ثم عادا معا إلى القاهرة بعد قليل فسكن والده بدار زوجته أصيل أخت يوسف الملك العزيز، فهرع إليه أصحابه للسلام عليه، فجاء البلقيني فدعا «خليل» ولده «عبد الباسط» لتقبيل أياديه ورؤيته، فساعة وقع نظر البلقيني عليه أجلّه وأعظمه، وأخذ والده يثني عليه ويصفه بالعلم والذكاء. ثم اصطحبه أبوه معه إلى مجلس قاضي القضاة الحنفية أحمد بن الديري بالمدرسة المؤيّدية، فسأله عن مسألة في الفرائض، فأجابه (¬5). وفي 15 ربيع الأول سنة 866 هـ‍. خرج المؤلّف - رحمه الله - من القاهرة إلى بلاد الصعيد وبقي فيها نحو ثلاثة أشهر اشترى خلالها كتّانا برسم الإتجار به في بلاد المغرب، وأنفق في ثمنه نحو 800 دينار، وعاد إلى القاهرة، ومنها انتقل إلى الإسكندرية (¬6)، فصادف حلول عيد الفطر وهو بها، فحضر صلاة العيد في الجامع السعدي (¬7)، وركب ¬

(¬1) الروض الباسم 1 / ورقة 97 أ. (¬2) الروض الباسم 3 / ورقة 39 و 44. (¬3) الروض الباسم 4 / ورقة 190 ب. (¬4) الروض الباسم 2 / ورقة 6 ب. (¬5) الروض الباسم 2 / ورقة 10 ب، 11 أ. (¬6) الروض الباسم 2 / ورقة 35 ب. (¬7) الروض الباسم 2 / ورقة 39 أ.

البحر يوم السبت في 19 من شوال (¬1). ووصل إلى تونس يوم الأربعاء في 22 ذي القعدة، بعد أن بقي في البحر 33 يوما، فرحّب به الشيخ أبو إسحاق إبراهيم المدرّس بجامع الزيتونة، فكان يحضر مجلسه بين الظهر والعصر أحيانا، وبين العصر إلى قرب المغرب أحيانا أخرى، وسمع الكثير من فوائده وتحقيقاته، إذ كان - حسب وصفه له - آية ورأسا في الفتوى، لا سيما الأصلين (¬2). وفي يوم الأربعاء 28 من ذي الحجة وصل إلى ميناء تونس مركبان للفرنج فيهما عدّة أسرى، فركب المؤلّف قاربا بقصد الفرجة فصعد إلى المركب الأكبر فوجد واحدا من الأسرى من المسلمين الأتراك يعرف التركية ولغة الفرنج، إذ بقي في أسرهم نحو 25 عاما، ولا يعرف العربية، فكلّمه بالتركية، وعرف أن اسمه «مبارك»، فاجتمع بالخواجا التاجر أبي القاسم البنيولي أحمد ناظر الأندلس وعظيم التجار بتونس ونزيلها، وأخبره بأمر هذا الأسير، فتوسّط له مع الفرنج، فافتدى الأسير منهم بأربعين دينارا وأنزله إلى البر واستخدمه وبقي معه عدّة سنين (¬3). وفي يوم الأربعاء 26 من شهر صفر سنة 867 هـ‍. ولدت للمؤلّف ابنة من أمته أمّ الشيخ شكرباي سمّاها «عائشة»، فلم تلبث أن ماتت في آخر النهار، فتأسّف عليها لاشتياقه إلى الأولاد، ودفنها في مكان يقال له «الزّلاج» وهو جبّانة عظيمة بتونس (¬4). وفي اليوم التالي - الخميس 27 صفر - خرج من باب الزّلاج إلى ظاهر تونس مع صديق له بقصد التنزّه والترويح عن نفسه بعد أن ضاق صدره بوفاة مولودته، ووصف صديقه بأنه الشاعر الأديب، البارع، الفاضل، الكامل، الدّين، أبو عبد الله محمد بن محمد المعروف بابن الرزين الخزرجي، الأنصاري، الأندلسيّ الأصل، التونسيّ، ورافقهما ثلاثة من الأصحاب: محمد الحديدي، وأحمد الوردوني، وشعيب البجائي، فاجتازوا بمسيرهم على زرع أخضر، فطلب المؤلّف أن ينشد كل من حضر شيئا من الشعر على البديهة في هذا الزرع، شرط الإجادة في المعنى، فابتدر ابن الرزين وأنشد ارتجالا: يا خليليّ قفا واعتبرا ... كيف ماس الزرع حسنا واسترد و (. . . . . .) غدير أخضر ... صنعت فيه يد الريح زرد وأحجم الباقون عن الإنشاد رغم إلحاح المؤلّف عليهم (¬5). وفي يوم السبت 29 من صفر بعث إليه محمد المسعود بالله بن المتوكل على الله عثمان صاحب تونس وليّ عهد أبيه يستدعيه للحضور بين يديه، فلما مثل أمامه رحّب به ورفع محلّه وأخذ يتلطّف معه بالكلام، فأنشده هذه البيتين: ألا يا آل حفص يا ملوكا ... ويا درّ حلى بهم نعمت سلوك ¬

(¬1) الروض الباسم 2 / ورقة 40 أ. (¬2) الروض الباسم 2 / ورقة 42 أ. (¬3) الروض الباسم 2 / ورقة 42 ب. (¬4) الروض الباسم 2 / ورقة 52 أ. (¬5) الروض الباسم 2 / ورقة 52 أ.

ألا فقتم ملوك الأرض طرّا ... فما من بعدكم أحد مليك فأعجباه وأجازه عليهما، وكتب له ظهيرا بإعفائه عن المغارم واللوازم. وبعد ذلك كان يدخل مجلسه المرّة بعد الأخرى، واجتمع به مرة عند الشيخ العالم الفاضل الكسلي شيخ بلده فأخذ يسأله عن الشيخ يحيى العجيسي، ثم تمادى الكلام إلى مشايخه وما قاله بعضهم من المقصورة التي أولها: أنتم بقلبي وأنا أشكو النوى ... إنّ حديثي لم يبن في الهوى (¬1) وفي الثاني من شهر رمضان نزل جزيرة جربة بالمراكب مع التجار، فأقام بساحلها ثمانية أيام. وأوسقوا منها زيتا كثيرا وأنواعا من الأكسية، وأقلعت المراكب إلى طرابلس الغرب، فنزل فيها نهار الخميس 15 من رمضان، وهيّأ له كبير التجار عبد الحميد العوّادي مكانا سكنه، وفيها التقى بقاضيها وخطيبها ومفتيها القاضي منصور البنجريري القروي، وهو من قرية بنجرير بالقرب من القيروان، وكان من أهل العلم ولديه فضيلة علمية وأدب، وله نظم حسن أنشده منه الكثير، وسمع منه الكثير من فوائده (¬2). وكان أثناء إقامته بطرابلس الغرب يخرج مع رفاقه من التجار للتنزّه، وشاهد الزاوية التي بناها أبو عبد الله محمد ابن السلطان أبي فارس عبد العزيز صاحب تونس (¬3)، وتنزّه بالبستان ورأى القصر الذي فيه. وأصبح يوم الثلاثاء الثاني من ذي القعدة موعوكا، فجاءه من الغد قاضي طرابلس البنجريري ومعه طبيب يدعى محمد فعاداه، ودعا له القاضي بالدعاء المأثور لعيادة المريض، فكتب له المؤلّف: لي سيّد زار وما زرته ... فمنّي النقص ومنه التمام إن يحمل سهوي ففقه مضى ... لا في المأموم وهو الإمام طالما زار الغمام الثرى ... ولم يزر قطّ الثرى للغمام (¬4) وكان قائد طرابلس الغرب «أبو النصر» يتولاّها من قبل صاحب تونس، وهو رجل ظالم، فلم يزره المؤلّف لذلك، فأراد القائد أن ينكيه فطلب منه ثوبا من الصوف السميك الأرجوان، فبعث إليه ثوبا طوله 40 ذراعا كان اشتراه من تونس بثمانية وعشرين دينارا، فأخذه ولم يدفع ثمنه، وبقي كذلك عدة أيام، فجاءه القاضي البنجريري وأغلظ له في القول، وأخذ الثوب منه وأعاده للمؤلّف، ممّا زاد من حنقه عليه (¬5). وحدث للمؤلّف أمر مقلق وهو في طرابلس الغرب، ثم كانت له ذيول بعد ذلك، ¬

(¬1) الروض الباسم 2 / ورقة 52 أ، ب. (¬2) الروض الباسم 2 / ورقة 54 أ. (¬3) الروض الباسم 2 / ورقة 55 ب. (¬4) الروض الباسم 2 / ورقة 56 أ. (¬5) الروض الباسم 2 / ورقة 56 أ.

وملخّصه أنه اشترى عشر جواري من الزنوج وسلّمهنّ لمملوك كان اشتراه بتونس أصله من سردينية كان أسيرا وأسلم، فأعتقه وركن إليه، ولكن المملوك خدعه إذ كان يتظاهر بالإسلام، وقال له إن الرقيق في غاية الرخص في هذه البلاد، وهو غال بساحل بيروت، فاشتر لي فرسا أتوجّه به إلى بيروت صحبة مراكب البنادقة مع التجار، فأبيع الرقيق وأعود إليك بمال طائل، فاشترى له ما أراد وأنزله البر مع التجار، فورد الخبر بعد مدّة أن المملوك ذهب إلى جزيرة رودس وباع الرقيق هناك، وارتدّ عن الإسلام، وخرج إلى سردينية. فجاء من أخبر قائد طرابلس بذلك، وسنحت له الفرصة أن ينتقم من المؤلّف، فبعث خلفه وسأله عن الجواري، فقال إنه بعث بهنّ إلى بيروت، فردّ القائد بأنك بعثت بهنّ إلى رودس وبعتهنّ هناك، فأقسم المؤلّف إن كان فعل ذلك فعليه ألف دينار لبيت مال المسلمين، فسكت القائد، وانفضّ المجلس، وبعد وقت قصير أحضر أمام القائد ثانية وقد وصل اثنان من الأسرى المسلمين كانا بردوس فأخبرا بما فعل المملوك ووصفاه، فالتزم بأداء الألف دينار إن صحّ الخبر، وأتى القائد بشاهدين وكتب محضرا بذلك، وأنه إن أتى آت وأخبر بالخبر نفسه كان عليه تنفيذ التزامه (¬1). وفي يوم الخميس منتصف شهر محرم من سنة 868 هـ‍. وصل إلى طرابلس الغرب قارب فيه اثنان من الأسرى المسلمين هربا به من رودس، وأخبرا القائد بما فعله المملوك، فاتفق القائد معهما أن يرويا ذلك أمام المؤلّف، ولكن دون ذكر ارتداد المملوك عن الإسلام، وطلب منه الألف دينار، وأمر بحبسه دون أن يمهله فرصة لتدبير أمره، وبعث إلى داره بجماعة فأخذوا جميع ما وجدوه بها من المتاع، وحملوا أمّ ولده إليه، وبات المؤلّف ليلته سجينا، وعلم جماعة من أعيان طرابلس بالقضية فأتوا إلى القائد مستنكرين، وكان القاضي قد بلغه ارتداد المملوك عن الإسلام فقام بما يوجبه الشرع وقال للقائد إنّ الشرط لا يلزم أداء المبلغ لأنّ المملوك ارتدّ عن الإسلام وخدع صاحبه واحتال عليه وذهب بماله، فوعده القائد بالإفراج عنه غدا، وفي الليل أحضر المؤلّف من سجنه وتوعّده وخوّفه، وأخذ منه مالا بالمكر والخديعة، وحلّفه أن لا يذكر شيئا مما حدث لأحد من أهل طرابلس. وقد جرى كل ذلك دون أن يدري بما فعله القاضي وأعيان المدينة، كما لم يعرف بارتداد المملوك. وفي صباح اليوم التالي أطلق سراحه، وعندما وقف على حقائق الأمور ندم على دفع المال للقائد وسكت وهو على مضض كبير، وزاد من أسفه أنّ القائد داهن كبير التجار بطرابلس عبد الحميد العوّادي، فانقلب عليه ولم يراع صحبته ووقف إلى جانب القائد الظالم اتقاء لشرّه، وكان عند المؤلّف صاحب من ظرفاء سمرقند يدعى «خليل العجمي» وقد أحاط بكل ما جرى، فتأثّر من موقف كبير التجار المتنكّر لصديقه، وكان له إلمام بالنظم، فنظم أبياتا هجاه ¬

(¬1) الروض الباسم 2 / ورقة 56 ب.

فيها، وكأنّها على لسان المؤلّف، وأنشدها له، فأثبت المؤلّف ما يذكره منها وهو قوله: بني العوّادي أقوام لئام ... حلال الشرع عندهم حرام لهم فتن تشاع بكل ناد ... عليهم لعنة المولى دوام شرير مشهور ... إذا ملو شواش لا علموا منشور ... بسوق الأوباش فلا عجبا إذا افتخروا بعرضي ... فإنّ العرض عندهم ساح وإن قالوا قليل الدين كذبا ... فطيم لا يريد سوى النكاح وهي طويلة: وبعد أيام ورد قارب من أسارى رودس الأروام المسلمين هاربين منها وهم زيادة على العشرة، فأخبروا بالقضيّة على جليّتها، وأنّ ذلك المملوك باق على نصرانيّته، وهو حكى لهم ما فعل بسيّده، وأنه باع الجواري بخمسمائة دينار، وأنّه لما دخل البنادقة بالشواني إلى رودس احتال على صاحب المركب الفرنجي الذي معه أن سيّده أمره أن ينزل بالجواري برودس، ومنها يسافر إلى بلاد الروم فيبيعهنّ لأنّ السعر هناك أغلى من ساحل الشام، وكان معه في المركب يهوديّ اتفق معه أن يشتريهنّ منه، ودفع له كراء المركب. وانخدع الفرنجي صاحب المركب بكلامه. وشاعت هذه الحكاية بطرابلس، فلما تحقّق المؤلّف منها ذهب إلى القائد وطلب منه أن يعيد إليه ما أخذه منه وخوّفه بأنّه سيعود إلى تونس، ويشكوه إلى صاحبها عثمان وولده المسعود، ولم يخرج من عنده حتى أعاد له ماله وبيته. وخسر الجواري، وامتحن بالسجن (¬1). ولم تمض سوى أيام قليلة حتى مات أحد أولاد قائد طرابلس في أواخر المحرم 868 هـ‍. فتأسّف عليه، وكتب المؤلّف معلّقا: «زاده الله أسفا على أسفه» (¬2). ثم جرت للمؤلّف حكاية أخرى وهذه المرة مع شخص يهوديّ الأصل من بلاد الفرنج يدعى «عبد الرحمن»، قدم إلى طرابلس الغرب وتزوّج بحارة اليهود امرأة واستولدها، ثم سافر إلى القاهرة ومنها إلى القدس، فوجد هناك وهو يزني بمسلمة، فأسلم على كره منه، وعاد إلى طرابلس والمؤلّف بها، وأخذ يتودّد إليه حتى قام في خلاص ولده من امرأته اليهودية وأخذه معه إلى بلاد المغرب الأقصى، وأحسن إليه غاية الإحسان. وكان ذلك في شهر صفر 868 هـ‍ (¬3) فلم يقابله اليهوديّ إلاّ بالإساءة المؤدّية إلى الهلاك، كما سيأتي لا حقا. وفي شهر جمادى الآخر قرّر السفر إلى تونس، وعرف بذلك قائد طرابلس فخشي ¬

(¬1) الروض الباسم 2 / ورقة 72 ب - 73 ب. (¬2) الروض الباسم 2 / ورقة 74 أ. (¬3) الروض الباسم 2 / ورقة 74 ب.

أن يذكر أمره للسلطان، فأرسل إليه يستعطفه ويعتذر حتى حلف له، ثم بعث إليه بهدية ليضمن ودّه، فامتنع من قبولها وتوهّم منه، ولم يزل به حتى أخذ هديّته (¬1)، ودخل يوم الأحد 25 من جمادى الآخر مدينة قابس، ودخل بعدها القيروان يوم الأربعاء 28 منه، فأنزله عالمها أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد البلدي الشهير بابن البكوش، وكان مفتيها وخطيبها، بدار إلى جانب داره، وأنس به جدا، فأخذ المؤلّف يتردّد على مجالس دروسه، وتلقّى عنه العلم الكثير في الوقت اليسير، مع الاجتهاد وكثرة الترداد ما بين قراءة عليه وسماع، واستفاد منه نبذا جيّدة في صناعة الطب، وحصّل فوائد جمّة وجليلة للغاية، وأخذ منه الإجازة (¬2). وزار أثناء إقامته بالقيروان جبّانتها وتجوّل بين قبور العلماء والصالحين والأولياء، ووقف على أسماء الكثير منهم، ولكنه أضاع أوراق التعليق، فلم يعد يذكر ممّن زار قبورهم سوى الإمام سحنون (¬3)، ¬

(¬1) الروض الباسم 2 / ورقة 75 ب. (¬2) الروض الباسم 2 / ورقة 76 ب. (¬3) سحنون، ويقال: عبد السلام، بن سعيد بن حبيب التنوخي، أبو سعيد، إمام أهل إفريقية والمغرب في عصره بلا منازع. فقيه، محدّث، قاض، مفت، حمل لواء أهل السنّة والجماعة بتلك الربوع، وقاوم البدع ودوّن مذهب مالك ونشره. ولد سنة 160 وتوفّي سنة 240 هـ‍. انظر عنه في: طبقات علماء إفريقية وتونس لأبي العرب محمد بن أحمد تميم (ت 333 هـ‍) - تحقيق محمد بن أبي شنب - الجزائر 1915 - ص 101، وطبقات علماء إفريقية، للخشني، محمد بن حارث (361 هـ‍). تحقيق محمد بن أبي شنب - الجزائر 1915 م - ص 227 - 236، ورياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية وزهّادهم ونساكهم وسير من أخبارهم وفضائله وأوصافهم، لأبي بكر عبد الله بن محمد المالكي (ت بعد 464) - تحقيق حسين مؤنس - مكتبة النهضة المصرية، القاهرة 1951 - ج 1/ 345، وطبقات الفقهاء، للشيرازي 25 و 147 و 152 و 153 و 156 - 159 و 163، وترتيب المدارك للقاضي عياض 2/ 585 - 626، والإكمال، لابن ماكولا 4/ 265، والثقات لابن حزم 335، ومعالم الإيمان في معرفة أهل القيروان، للدبّاغ عبد الرحمن بن محمد الأنصاري (ت 696 هـ‍)، أكمله أبو القاسم بن عيسى بن ناجي (ت 839 هـ‍) - مكتبة الخانجي، مصر، والمكتبة العتيقة، تونس - الطبعة 2/ 1388 هـ‍ - ج 2/ 49، والتمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، لابن عبد البرّ أبي عمر يوسف بن عبد الله (ت 463 هـ‍) تحقيق جماعة من العلماء - المغرب 1387 هـ‍ - 1401 هـ‍ - ج 1/ 96، 97 و 2/ 143، وقضاة قرطبة، للخشني محمد بن حارث القيرواني (ت 361 هـ‍) - الدار المصرية للتأليف والترجمة 1966 - ص 58، واللباب في تهذيب الأنساب، لابن الأثير 1/ 79، والبيان المغرب، لابن سعيد 1/ 109، والمرقبة العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا، للنباهي علي بن عبد الله الأندلسي (كان حيا سنة 788 هـ‍) - طبعة المكتب التجاري، بيروت - ص 28، والمحن، لأبي العرب التميمي القيرواني (ت 333 هـ‍) - تحقيق يحيى الجبوري - دار الغرب الإسلامي، بيروت 1403 هـ‍ - ص 454، وأعلام الموقّعين عن رب العالمين، لابن قيّم الجوزية أبي عبد الله محمد بن أبي بكر (ت 751 هـ‍) - طبعة دار الجيل، بيروت 1973 - ج 1/ 27، ووفيات الأعيان، لابن خلّكان 3/ 180 - 182، والحلل السندسية في الأخبار التونسية للوزير الأندلسي السراج، محمد بن محمد (ت 1149 هـ‍) - طبعة الدار التونسية للنشر 1970 - ج 1 ق 1/ 285 وج 1 ق 3/ 769، والإرشاد في معرفة علماء الحديث، للخليلي =

وأبي الحسن القابسيّ (¬1)، وشقرون (¬2). وفي العشرين من شوال 868 هـ‍. خرج من القيروان إلى تونس فوصل إليها يوم 23 في آخر النهار، فلم يمكث فيها إلاّ بعض أيام قلائل، ثم خرج في أواخر شوال صحبة الركب إلى تلمسان (¬3)،. وبعدها دخل باجة صحبة شيخ الركب محمد بن أبي إبراهيم الفيلالي، وقاسى العذاب في أثناء السفر (¬4)، وفي 17 من ذي القعدة دخل قسنطينة وأقام بها ثلاثة أيام ثم دخل مدينة بجايا وبادر فاجتمع بشيخها الإمام العالم أبي القاسم محمد المشدالي، وسمع الكثير من فوائده، ومن بجاية انتقل إلى الجزائر، وحضر مجلس سيدي عبد الرحمن الثعلبي، وسمع شيئا من فوائده وسأله بعض أسئلة كانت تشكل عليه فأفاده عنها، ورأى تفسيره، وقرأ عليه بعض السطور من أوله فأجازه، ورحل عن الجزائر إلى مدينة مازونا وقلعة هوّارة والبطحاء، ودخل تلمسان في أواخر ذي القعدة، وفيها عند طلوع فجر الأربعاء 14 من ذي الحجة 868 هـ‍. ولدت له ابنة من أمّ ولده «شكرباي» أمّ الفتح، وسمّاها «عائشة»، واغتبط بها جدا فكان يقوم بتربيتها بنفسه، ويتولّى أكثر أمورها، ودامت معه إلى أن عاد إلى القاهرة فماتت في الطاعون الذي عمّ البلاد، وذلك ليلة النصف من رمضان سنة 873 هـ‍ (¬5). وفي يوم الجمعة الخامس من المحرم 869 هـ‍، خرج إلى ربض تلمسان وزار مقام الشيخ أبي مدين شعيب الإشبيليّ، ثم اجتمع بأبي عبد الله محمد ابن خطيب جامع العبّاد، وسمع خطبته وحضر كثيرا من دروسه، واستفاد من فوائده ستة أشهر، وكان أجلّ علماء تلمسان، وله نحو 80 عاما. واجتمع بأبي عبد الله محمد العقبانيّ، وأخيه أبي سالم إبراهيم خطيب جامع تلمسان الكبير وإمامه، ومحمد بن مرزوق، ومحمد بن زكريا ¬

= القزويني - ج 1/ 269 رقم 112، ودول الإسلام، للذهبي 1/ 146، والعبر، له 2/ 34، وسير أعلام النبلاء، له 12/ 63 - 69 رقم 15، وتاريخ الإسلام، له (بتحقيقنا) - حوادث ووفيات 231 - 240 هـ‍ - ص 247 - 249 رقم 249، ومرآة الجنان، لليافعي 2/ 131، 132، والبداية والنهاية، لابن كثير 10/ 322 و 323، والديباج المذهب، لابن فرحون 2/ 30 - 40، وشجرة النور الزكية، لمخلوف 70، والوفيات، لابن قنفذ 26، والإعلان بالتوبيخ لمن ذمّ التاريخ، للسخاوي 140، ولسان الميزان، لابن حجر 3/ 8، ومدرسة الحديث في القيروان، للحسين بن محمد شواط - الدار العالمية للكتاب الإسلامي، الرياض 1411 هـ‍ - ج 2/ 580 - 601 رقم 13 وفيه مصادر أخرى. (¬1) هو الإمام، أبو الحسن علي بن محمد بن خلف المعافري، القروي، القابسي، الفقيه المالكي، عالم أهل إفريقية. ولد سنة 324 وتوفي سنة 403 هـ‍. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (بتحقيقنا) حوادث ووفيات 401 - 420 هـ‍ - ص 85 - 87 رقم 110 وفيه حشدت مصادر ترجمته. (¬2) الروض الباسم 2 / ورقة 77 ب. (في شهر شعبان). (¬3) الروض الباسم 2 / ورقة 79 أ. (¬4) الروض الباسم 2 / ورقة 79 ب. (¬5) الروض الباسم 2 / ورقة 79، 80 أ.

مفتي تلمسان، ويحيى بن أبي الفرج قريب التلمسانيّ قاضي غرناطة وعالم الأندلس، ولقي جماعة آخرين من الفضلاء والأدباء والأطبّاء، ومنهم سيدي علي بن قشوش أحد أطبّاء تلمسان، وسمع من فوائدهم وحضر دروس بعضهم، ونقل عنهم أشياء وأجازوه، ولازم في الطب موسى بن سمويل بن يهودا الإسرائيلي المالقي، الأندلسي اليهودي المتطبّب المعروف بأبيه، وقال إنه لم يسمع ولم ير مثله في مهارته في الطب وعلم الوفق والميقات وبعض العلوم القديمة (¬1). وفي آخر نهار 27 من ربيع الآخر دخل وهران، وزار زاوية سيدي إبراهيم التازي، المتقدّم ذكره، كما اجتمع بأبي العباس أحمد بن العباس المالكيّ مفتي وهران، وصاحب بها كبار أهل العلم والفضل فأفاد منهم الكثير (¬2). وفيما كان المؤلّف يتابع رحلته في بلاد المغرب العربيّ كان والده يتردّد على السلطان خشقدم في القلعة بالقاهرة، وفي يوم الجمعة آخر جمادى الأول صعد وسأل السلطان في أمر إرث المغاربة بدمشق، وتمنّى عليه أن ينفق لفقرائهم، فأجابه إلى ذلك، ثم بادره بقوله: إنك لم تسألني شيئا لنفسك قط، وإنما تسألني حوائج الناس! فاغتنم الفرصة وسأله أن ينزل عمّا بيده من الإقطاع بدمشق باسم أولاده، فأجابه وكتب له منشورا باسم أولاده: أمير حاج، وأحمد، وعبد الباسط (المؤلّف)، ومحمد أبو الفضل (أخو المؤلّف)، ويوسف، وإبراهيم، وعبد الرحمن، والكل في قيد الحياة في سنة 869 هـ‍. ما عدا إبراهيم. ولما ساءت العلاقة بين والد المؤلّف والسلطان الظاهر هذا أخرج الإقطاع عن أولاده وتركهم بغير شيء، ثم قطع مرتّباتهم على الذخيرة ببيت المقدس (¬3). وغادر المؤلّف وهران إلى تلمسان فدخلها في 17 من شهور رمضان 869 هـ‍. ونزل عند عبد الرحمن بن النجار صاحب الأشغال بها، وهو مدبّر المملكة لسلطانها ابن أبي ثابت. فأنس به هو وولداه عبد الله (الأكبر)، وعبد الواحد (الأصغر)، وسأله أن ينشده شيئا من نظمه في مدح صاحب تلمسان، فنظم قصيدة في نحو أربعين بيتا وكتب بها إليه، فلقيت صدّى طيبا عنده، فدعاه إليه ورفع من محلّه وشكره عليها، وكتب له ظهيرا بمسامحته في كل ما يتصرّف به من أنواع المتجر، ورتّب له مسكنا ينزل فيه طوال وجوده في تلمسان، مع توفير الغذاء من لحم ودقيق وغيره من غلال، ثم سأله عن مواضع في القصيدة أشكلت عليه فأجابه عنها، وأخذا يتباحثان في ذلك، ثم أمر بنسخ القصيدة بخط أحد الكتّاب الجيّدين، وأن يقرأها إنسان ذو صوت حسن بين يديه يوم عيد الفطر بحضور قاصد صاحب تونس. وعندما تصوّف المؤلّف غسل هذه القصيدة في جملة ما غسله من ¬

(¬1) الروض الباسم 3 / ورقة 91 ب، 92 أ. (¬2) الروض الباسم 3 / ورقة 94 ب. (¬3) الروض الباسم 3 / ورقة 95 ب.

شعره والكثير من أوراقه وتعاليقه التي ندم عليها فيما بعد لما كانت تحويه من فوائد كثيرة، ولم يعد يذكر من تلك القصيدة سوى هذين البيتين: أعني المليك الذي شاعت مكارمه ... من آل زيّان أقيال أماجيد هم الملوك وأبناء الملوك ومن ... يقل سوى ذا فذاك القول مردود وفي أول أيام عيد الفطر (شوال) أبلغه ابن النجار مدبّر تلمسان أنّ القصيدة قرئت بحضرة السلطان صاحب تلمسان وبحضور قاصد صاحب تونس، وسمعها الملأ العام ممن حضر في القصر عند السلطان، وأثنوا على قائلها، ووقعت لدى السلطان موقعا طيّبا، لا سيما أنّ فيها تعريضا بصاحب تونس (¬1). وعزم المؤلّف عند عودته إلى تلمسان أن يتوجّه إلى فاس ويراها، فصادف أنها كانت في ذلك الوقت تشهد فتنا وخطوبا نتيجة ذبح اليهود سلطانها عبد الحق المرينيّ، فعاد إلى وهران بعد أن تسوّق من تلمسان شيئا ليبيعه في الأندلس، إذ قرّر اجتياز برّ العدوة إليها (¬2). وزار الصخرة التي بساحل وهران في شهر المحرم سنة 870 هـ‍ (¬3). وفي نصف المحرم سافر في البحر إلى بلاد الأندلس، في مركب كبير للجنويّين مع جماعة من تجار الأندلس وتلمسان ووهران، وبقيت زوجه أمّ ولده بمنزل الشيخ الإمام أبي عبد الله محمد المعروف بابن القصار التلمساني خطيب جامع البيطار بوهران، فخلفه بأهله خلفا جميلا. ويوم الجمعة 23 محرم دخل مدينة مالقة من الأندلس، واجتمع بالشيخ أبي العباس أحمد التلمساني شيخ الأندلس وقاضي الجماعة بغرناطة، وعالم المغرب في وقته، فأنس به، وسمع الكثير من فوائده. واجتمع أيضا بأبي عبد الله محمد بن الترعة قاضي مالقة وخطيبها، فسأله عن ترجمة الشيخ خليل المالكي لأنه بصدد شرح مختصره، فأطلعه عليها وكانت عنده من طريق الحافظ ابن حجر، فسرّ قاضي مالقة بها، وحضر المؤلّف كثيرا من دروسه، وفوائده، لا سيما العربية، فإن كان آية فيها (¬4). وفيما كان يوم الأحد واقفا بباب البحر إذ بشخص مريب مرّ فارّا مسرعا جدا في عدوه، وكأنه بسرعة البرق، وأعقبه أناس مسرعون خلفه مجدّين في طلبه، فلم يدركوه، ووصل في هربه إلى بلاد الكند من بلاد الفرنج، فسأل عنه فقيل إنه تشاجر مع آخر فقتله ساعتئذ، ثم سأل عنه بعد ذلك فقيل له إنّه لحق بدار الحرب ودخل تحت حماية الفرنج البرطقال (¬5) (البرتغال)، وعرف فيما بعد أنه هو مملوكه السابق الذي خانه. وفي شهر صفر توجّه من مالقة نحو غرناطة على البغال، فاجتاز ببلدة تدعى يكش، ¬

(¬1) الروض الباسم 3 / ورقة 97 ب، 98 أ. (¬2) الروض الباسم 3 / ورقة 100 أ. (¬3) الروض الباسم 3 / ورقة 109 أ. (¬4) الروض الباسم 3 / ورقة 111 ب. (¬5) الروض الباسم 3 / ورقة 111 ب.

ومنها إلى بلد يقال لها الجامة، وبات بها ليلة، ثم سار إلى غرناطة، ولقي بها جماعة من العلماء والفضلاء، منهم: أبو عبد الله محمد بن منظور، وحضر مجلسه أكثر من مرة، وسمع الكثير من فوائده (¬1). وفي 29 من صفر 870 هـ‍ صعد إلى دار الإمارة بعد أن بعث إليه الأمير أبو الحسن صاحب غرناطة ليسأله عن أخبار صاحب تلمسان وصاحب تونس، فأخبره، وسأله عن الشام وأحواله، وعن القاهرة وملكها، فأجابه عن كل ما سأل، وكان يبدي تعجّبه مما يسمعه، ثم أخذ ورقة وكتب عليها بخطه بإعفائه من أيّ شيء يلزم به التجار من المغارم، وأكرمه للغاية (¬2). وفي عاشر ربيع الأول زار ربض غرناطة المعروف بالبيازين وشاهد الجامع الأعظم هناك، وعزم على الخروج لرؤية قرطبة، ولكن حدث له، ما لم يكن في الحسبان إذ تلقّى ضربة عنيفة بالسيف وهو في زنفة الكحيل بغرناطة، فأصيبت شفته العليا وأنفه وخدّه الأيسر، وكسر ثمانية من أسنانه، وفصلت شفته ثم أعيدت، وخيطت جراحه بعد أن مكث يعالج نحو الشهر، وقد أشرف على الموت. ولم يكن المعتدي عليه سوى اليهوديّ الذي عطف عليه وهو بطرابلس الغرب وساعده في ضمّ ابنه إليه، وهو المدعو «عبد الرحمن»، وكان نزل غرناطة أيضا، وادّعى أنه عارف بالطبّ، وأخذ يترفّع على علمائها وأهلها حتى ضاقوا به ذرعا، وعندما نزلها المؤلّف بعد أيام سئل عنه فلم يعرفه لانقطاع أخباره عنه مدّة طويلة، ولم يتوقّع أن يكون في غرناطة، وعندما وصف له بدقّة عرف أنه هو، فحذّرهم منه، وأخبرهم بخيانته له، وأنه يهوديّ منافق يدّعي الإسلام، وعرف اليهوديّ أيضا به، فكمن له في أحد الأزقّة الضيقة وضربه بالسيف يريد قطع رقبته فأخطأها، ووقع المؤلّف أرضا من هول الصدمة، فظنّ اليهوديّ أنه مات، ففرّ هاربا، وعندما علم ببرئه بعد ذلك من جراحه تأكد أنه لن يكون آمنا بعد أن دلّ عليه، ففرّ إلى بلاد الفرنج مرتدّا عن دينه. وعلم فيما بعد أن أحد أسرى المسلمين لدى الفرنج تمكّن منه وقتله بعد أن وقف على أعماله المشينة دون أن يعرف المؤلّف أو يلتقيه، ونجا الأسير بنفسه إلى بلاد المسلمين (¬3). وعاد المؤلّف من غرناطة إلى مالقة في أواخر جمادى الآخر 870 هـ‍. بعد أن تماثل بعض الشيء إلى الشفاء، وفي يوم الإثنين مستهلّ شهر رجب ركب البحر عائدا إلى وهران فدخلها في الرابع من رجب، وكان يريد متابعة السفر إلى تونس ولكنه كان مجهدا، فأشار عليه بعض أصحابه بالراحة والإقامة في وهران (¬4). ويوم الأحد 14 من رجب زاره عبد الله بن عبد الرحمن المعروف بابن النجار نيابة عن أبيه عبد الرحمن مدبّر ¬

(¬1) الروض الباسم 3 / ورقة 112 ب، 113 أ. (¬2) الروض الباسم 3 / ورقة 133 أ. (¬3) الروض الباسم 3 / ورقة 113 ب، 114 أ. (¬4) الروض الباسم 3 / ورقة 115 أ.

مملكة تلمسان، وقدّم له تحياته وأسفه على ما حدث له، وأوصى مشرف وهران بحسن معاملته (¬1). وفي يوم 29 من شهر صفر سنة 871 هـ‍، ورد إلى ساحل وهران شونة كبيرة للفرنج الجنويّة برسم الاتجار بالجوخ قادمة من المحيط، فأبحر فيها يوم 11 من ربيع الأول إلى تونس، مرورا ببجاية، بعد أن أخذ زوجه وأهله، ووصل إلى ميناء تونس يوم العشرين من الشهر، وبقي في المركب ولم ينزل إلى البرّ حيث أقلعت بعد أربعة أيام إلى طرابلس الغرب (¬2)، ودخل ميناءها في أواخر جمادى الأول، وأقام بها مدّة (¬3)، إلى أن تجهّز للحج فخرج مع القافلة على طريق برقة، مجتازا بمسراته في شهر شعبان، ووصل إلى الإسكندرية ليلة الأحد عند رؤية هلال شهر رمضان (¬4)، ثم دخل القاهرة في 7 ذي القعدة، فوجد أنّ والده قد غادرها للحج (¬5)، فألغى سفره، وظلّ مقيما بها حتى وفاته. * * * هذه كانت سيرة المؤلّف ورحلته الحافلة بالأحداث كما سطّرها بيده في تاريخه الكبير «الروض الباسم» في مواضع متفرّقة منه، وقد ضاع منها سنوات رحلته مع والده من القاهرة إلى طرابلس الشام فيما ضاع من المخطوط. وبما توفّر لدينا من سيرته يمكن أن نذكر أسماء البلاد التي طوّف بها، سواء مع والده أو بمفرده، فبعد ولادته بملطية أخذه معه أبوه إلى القاهرة، ثم أعاده معه إلى ملطية، وانتقل معه إلى حلب، ثم إلى الخليل، وبيت المقدس، ودمشق، وحجّ معه إلى مكة المكرّمة، وعاد إلى قطيا، ودمشق، وطرابلس حيث أقام فيها أكثر من خمس سنوات، ثم عاد إلى دمشق، ومنها إلى القاهرة، وبعد ذلك انفرد بالرحلة اعتبارا من منتصف شهر ربيع الأول سنة 866 هـ‍. فرحل إلى صعيد مصر، ثم انتقل إلى الإسكندرية، ومنها إلى مدينة تونس، ثم جزيرة جربة، وطرابلس الغرب، وقابس، والقيروان، وعاد إلى تونس، ومنها إلى تلمسان، وباجة، وقسنطينة، وبجاية، والجزائر، ومازونا، وقلعة هوّارة، والبطحاء، وتلمسان للمرة الثانية، ووهران، ثم تلمسان ثالثة، ومنها إلى مالقة، ويكش، والجامة، وغرناطة، ومنها عاد إلى مالقة، ووهران وبجاية، وتونس وطرابلس الغرب، ومسراته، وبرقة، والإسكندرية، والقاهرة، وبها استقرّ حتى وفاته، فيما استقرّ أبوه في طرابلس إلى أن توفي ودفن فيها كما تقدّم. وكان المؤلّف يلتقي بالعلماء والشيوخ والمدرّسين في رحلاته فيأخذ عنهم ويحضر مجالسهم كما تقدّم، فتنوّعت علومه بين اللغة، والفقه، والحديث، والمنطق، والتاريخ، ¬

(¬1) الروض الباسم 3 / ورقة 115 ب. (¬2) الروض الباسم 3 / ورقة 129 ب، 130 أ. (¬3) الروض الباسم 3 / ورقة 132 أ. (¬4) الروض الباسم 3 / ورقة 132 ب - 133 ب. (¬5) الروض الباسم 3 / ورقة 135 ب.

والطبّ، مع معرفته بالتركية، وتأثّر بأبيه في التأريخ فسار على نهجه، فألّف، وصنّف، وأرّخ، ونظم الشعر، وجمع بين علوم المشرق والمغرب من خلال أخذه عن شيوخ الشام ومصر وبلاد المغرب العربيّ والأندلس وبلغ شيوخه الذين أفاد منهم العشرات، وزادوا على الأربعين شيخا في مختلف البلاد التي زارها. وأول شيوخه كان والده المؤرّخ المصنّف، الذي زرع فيه حبّ التأريخ، ووضع بين يديه مدوّناته وفوائده وتعليقاته، فنقل الكثير منها وأفرغها في كتبه، يدلّ على ذلك متابعته أخبار مصر والشام اليومية وهو في بلاد المغرب، إذ يروي عن أبيه أنه صعد إلى القلعة بالقاهرة فسأله السلطان خشقدم عن الفرق في الاصطلاح بين «ملك الأمراء» و «النائب»، فأجابه على ذلك بالتفصيل، وقال بعد ذلك: «ونقلته من خطّه لأنّني كنت هذه الأيام في تلمسان» (¬1)، وفي موضع آخر ذكر أنّ السلطان سأل والده عن القول في الخطبتين يوم العيد عندما يأتي العيد في يوم الجمعة، فأفاض والده في الجواب بعدم صحّة الأقوال بالتشاؤم، وأقوال العوامّ، وأنّ ذلك حصل كثيرا للخلفاء والسلاطين ولم يحصل شيء. وقد نقل المؤلّف ذلك من خطّ والده، وقال: «نقلت هذا من خط الوالد - رحمه الله - لأنّني كنت غائبا ببلاد المغرب» (¬2). وروى مرة عن أبيه عن جدّه، فقال: «وكان الوالد يذكر لنا عن أبيه، عن بعض أخصّاء الظاهر برقوق» (¬3). وفي موضع آخر ذكر خبر والده مع السلطان خشقدم من جديد، وسفر والده للحج، وسفره مع الحجّاج العراقيين إلى الحلّة، وسفارته لأمير الحلّة إلى جهان شاه، ووفاة السلطان خشقدم وما أصاب أهل القاهرة من حزن عليه وغير ذلك من أخبار، وقال: «نقلت هذه الجملة من تعليق بخط الوالد - رحمه الله تعالى - وفيه من الغرائب ما قد وقفت عليه يا مخاطب، بل وفيه ما يغنينا عن إعادة ذكره مع سياق الكلام منتظما» (¬4). كما أخذ عنه شفاها، فقال: «ذكر لي الوالد من لفظه» (¬5). ونقل من كتاب والده «كشف الممالك وبيان الطرق والمسالك» المفقود، خبر ضبط المتحصّل من مكس القطن الموسوق للفرنج بميناء طرابلس الشام في أيام ناظرها «أركماس الجلباني»، وذلك في ترجمته لإبراهيم بن المراة القبطيّ (¬6). وتنوّعت مصادره من غير والده، بين مدوّنة وشفاهية أيضا، فضلا عن مشاهداته الشخصية، ومعايشته لكثير من الأحداث والوقائع، وكان مشاهدا لها وفي وسطها. ولدينا نصوص كثيرة، تبدأ بقوله: «سمعت» و «رأيت» و «أخبرني» و «حضرت» و «أنشدني»، ¬

(¬1) الروض الباسم 3 / ورقة 91 ب. (¬2) الروض الباسم 3 / ورقة 116 ب. (¬3) نيل الأمل 1 / ورقة 59 ب. (¬4) الروض الباسم 3 / ورقة 134 أ - 135 ب. (¬5) الروض الباسم 1 / ورقة 3. (¬6) الروض الباسم 1 / ورقة 34، وانظر: نيل الأمل 1 / ورقة 681 (حوادث سنة 838 هـ‍).

و «بلغني» و «ذكر لي»، وأكثر ما نجد ذلك في «الروض الباسم» وهو التاريخ الكبير، الذي يعتبر كتابنا هذا مختصرا منه. ففيه يقول في حوادث سنة 844 هـ‍. «أخبرني غير واحد ممّن اطّلع على جليّة هذه القضية، ومنهم من أثق به وبدينه» (¬1)، وقال قبل ذلك: «رأيت اسم الظاهر جقمق - محمد جقمق - على منبر أستاذه برقوق وغيره» (¬2). و «رأيت بخط الحمصيّ إجازة» (¬3)، و «أخبرني من أثق به ممن كان مع الحاج في سنة 887 هـ‍» (¬4)، و «ذكر لي بعض من ينسب إلى العلم والمعرفة بأحوال كثيرة ممن ذكرهم التقيّ في تواريخه» (¬5)، وعندما ذكر «محمد بن محمد بن أحمد بن العزّ الأوجاقي القاهريّ» (¬6) قال: «كنت قد سألت ولده أن يوقفني على ترجمته وترجمة نفسه وإخوته أيضا، لأنّ البدر العيني لم يذكر اسم أبيه، ونقل عنه ابن تغري بردي ذلك أيضا». وشاهد بنفسه نقل «المؤيّد» إلى سجن الإسكندرية، وقال و «كنت أنا في هذا اليوم جالسا بمكان بالصليبية أعاين هذا الأمر وأشاهده عيانا» (¬7). وذكر حكاية عن نائب طرابلس الأمير «إياس المحمدي الناصري الطويل» حكاها له والده (¬8). وكان شاهدا وفاة السلطان «خشقدم» سنة 872 هـ‍. وقد أخبره عن موته من حضر عنده، وشاهد بنفسه طلوع «قايتباي» - وكان أحد مقدّمي الألوف - إلى القلعة، واضطراب الجلبان عند رؤيته، حتى إنني خشيت عليه، وتوسّمت سلطنته في هذا اليوم (¬9). وذكر اجتياز السلطان «يلباي» في شوارع القاهرة وقال: «وكنت أنا جالسا بمكان برأس سويقة عبد المنعم وشاهدته وقانبك أمامه» حتى نقل إلى الإسكندرية وسجن (¬10). وفي موضع آخر قال: «أخبرني من أثق به من أعيان الخاصكية ممن كان حاضرا مجلس السلطان قايتباي في شهر رجب سنة 872 هـ‍» (¬11). وهناك أخبار كثيرة في كتابنا هذا «نيل الأمل» مما شاهدها المؤلّف بنفسه وعايشها، أو سمعها من أصحابها، ففي ترجمة الأمير «أيدكي» مدبّر مملكة سراي ودشت قبجاق قال في آخرها: «وله أخبار تطول، كنت اجتمعت بإنسان رآه وعرف أحواله وصحبه هذا الإنسان مدّة سنين، فكان يذكر عنه غرائب وعجائب في شجاعته ومعرفته» (¬12). وهنا تكمن أهميّة الكتاب، والمعلومات التاريخية التي عرضها مؤرّخ معاصر للأحداث ومتفاعل ¬

(¬1) الروض الباسم 1 / ورقة 13. (¬2) الروض الباسم 1 / ورقة 4. (¬3) الروض الباسم 1 / ورقة 14 أ، ومناسبة هذا القول هو تعليقه على الحافظ ابن حجر فيما قاله في كتابه «إنباء الغمر بأنباء العمر» في مسألة تصريح السلطان بعزل السراج الحمصي من القضاء لابن حجر كان كثير التنكيت عليه لخصاله السيئة، ولانتماء ابن حجر لبني البلقيني. . (¬4) الروض الباسم 1 / ورقة 42. (¬5) الروض الباسم 1 / ورقة 48. (¬6) الروض الباسم 1 / ورقة 63. (¬7) الروض الباسم 2 / ورقة 19 أ. (¬8) الروض الباسم 2 / ورقة 33 أ، ب. (¬9) الروض الباسم 3 / ورقة 148 أ. (¬10) الروض الباسم 3 / ورقة 161 ب. (¬11) الروض الباسم 4 / ورقة 177 أ. (¬12) نيل الأمل، آخر حوادث ووفيات سنة 822 هـ‍ - 1 / ورقة 511.

وللتعرف على شيوخ المؤلف

معها، ولم يكن مجرّد ناقل عن غيره، بل كان ناقدا، متثبّتا، له رأيه في التحوّلات السياسية، والعلاقات الاجتماعية، والحياة الاقتصادية، وقد بدت شخصيّته واضحة فيما دوّنه وضمّنه رأيه بكل صراحة. [وللتعرّف على شيوخ المؤلّف] وللتعرّف على شيوخ المؤلّف - غير أبيه - لا بدّ أيضا من العودة إلى تاريخه الكبير «الروض الباسم»، ففيه محصّلة محترمة منهم، أذكر من عرفنا منهم، مرتّبا أسماءهم على الحروف: 1 - إبراهيم بن أحمد بن ناصر بن خليفة بن فرج المقدسي، الناصري، البرهان الباعوني (توفي 870 هـ‍) ومن نظمه ما كتبه في إجازة والد المؤلّف: سل الله ربّك ما عنده ... ولا تسأل الناس ما عندهم ولا تبتغي من سواه الغنى ... وكن عبده لا تكن عبدهم (¬1) 2 - إبراهيم بن محمد الجدري، أبو إسحاق (توفي سنة 880 هـ‍) شيخ تونس، والمدرّس بجامع الزيتونة. أفاده منه المؤلّف وهو يجلس بجامع الزيتونة بين الظهر والعصر أحيانا، وبين العصر إلى قرب المغرب أحيانا. وكان يجالسه في هذه الأوقات، وسمع الكثير من فوائده وتحقيقاته، إذ كان آية ورأسا في الفتوى لا سيما في الأصلين (¬2). 3 - إبراهيم العقباني، أبو سالم خطيب جامع تلمسان وإمامه (¬3). 4 - أبو سالم التازي (توفي 867 هـ‍) نزيل وهران. لم يلقه المؤلّف، وإنّما أدرك أصحابه. وقال: كنت سمعت بمحاسنه وقصدت زيارته ورؤيته فلم يقدّر لي لوفاته بوهران في شوال، أظنّ. وأدركت عددا من أصحابه بوهران عندما دخلتها، وكان وقف في زاويته خزانة كتب جليلة في جمل من سائر الفنون العلمية. وكنت أنا لما رجعت من الأندلس إلى وهران معي جملة من الكتب وقفتها بزاويته لما كنت تركت التعلّقات الدنيوية، وحصل لي بعض توجّه إلى ذلك الجناب، فيا ليته لو دام. ¬

(¬1) الروض الباسم 3 / ورقة 119 أ، نيل الأمل 2 / ورقة 270 أ. (¬2) الروض الباسم 1 / ورقة 42 أو 2 / ورقة 256 أ. (¬3) الروض الباسم 1 / ورقة 92 أ، نيل الأمل 2/ 271 أ.

5 - أبو نظيف الرومي (توفي 871 هـ‍)

ومن شعره ما أنشدنيه الشيخ أبو عبد الله بن القصّار، أحد تلاميذه: أما آن ارعواؤك عن شنار ... كفى الشيب زجرا عن عوار أبعد الأربعين تروم هزلا ... وهل بعد العشيّة من عرار؟ فخلّ حظوظ نفسك واله عنها ... وعن ذكر المنازل والديار وعدّ عن الرباب وعن سعاد ... وزينب والمعازف والعقار فما الدنيا وزخرفها بشيء ... وما أيامها إلاّ غرار وليس بعاقل من يصطفيها ... أتشري النقد، ويحك، بالتبار في أبيات أخرى. وأنشد ابن القصّار للمؤلّف عن التازيّ قصائد ومقطّعات وأبياتا كثيرة. وقال المؤلّف بعد ذلك: وقد كنت علّقت الكثير من أخباره وأحواله، ولما أخذت في التثبّت بما لم يثبت لي من الحال ضيّعت جميع أوراقي، بل وغسّلت الكثير منها، فضاع من جملتها ما كان متعلّقا بالشيخ، وهذا الذي ذكرته لفّقته بعد ذلك بنحو العشرين سنة لفكري الفاتر، وعزمي القاصر (¬1). 5 - أبو نظيف الروميّ (توفي 871 هـ‍) كان أسيرا ببلاد الفرنج وهرب إلى وهران فلازمه المؤلّف، وأخذ عنه شيئا في الطبّ والفقه (¬2). 6 - أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن سعيد المنوفي (توفي 870 هـ‍) أحد شعراء عصره، المعروف بابن أبي السعود، القاهري، الشافعيّ، مهر في الفرائض والحساب، وتميّز في فنّ الأدب، وقال الشعر الحسن الجيّد. سمع المؤلّف من شعره فقال: فمن ذلك ما أنشدنيه لنفسه في مليح منجم: لمحبوبي المنجم قلت يوما: ... فدتك النفس يا بدر الكمال براني الهجر فاكشف عن ضميري ... فهل يوما أرى بدري وفالي؟ ومما أنشدنيه لنفسه قصيدته الطويلة التي هذا أولها: خذوا بدمي رقيم الوجنتين ... على الجرعاء بين الرقمتين ومن في مهجتي وفت بعهدي ... حسنا من مقلتيها الماضيتين (¬3) ¬

(¬1) الروض الباسم 1 / ورقة 60 ب - 65 أ. (¬2) الروض الباسم 1 / ورقة 143 ب. (¬3) الروض الباسم 3 / ورقة 119 ب.

7 - أحمد بن خضر بن علي خضر السلمي، المنصوري، القاهري، الحنبلي، ابن الهائم (توفي 887 هـ‍)

7 - أحمد بن خضر بن علي خضر السلمي، المنصوري، القاهري، الحنبلي، ابن الهائم (توفي 887 هـ‍) من الشعراء سمع المؤلّف من إنشاده، وهو مترجم في هذا الكتاب (¬1). 8 - أحمد المسراتي، أبو العباس المالكي، خطيب جامع الزيتونة (توفي 878 هـ‍) سمعه في أوّل جمعة دخل فيها تونس في جامع الزيتونة وهو يخطب، في شهر ذي القعدة سنة 867 هـ‍. وكان يذكر السلطان باسم «أمير المؤمنين» (¬2). 9 - إسحاق بن إسماعيل بن إبراهيم بن شعيب النجم القرمي، التركي، الحلبي، القاهري، الحنفي (توفي 880 هـ‍) أخذ عنه، ووصفه بشيخه، وترجم له في كتابه هذا (¬3). 10 - الأمين الآقصرائي (توفي 880 هـ‍) أخذ عنه، ووصفه بشيخه، وترجم له في كتابه هذا (¬4). 11 - التقيّ بن قندس وصفه بشيخنا في «الروض الباسم» (¬5). 12 - الحسام بن مريطع، محمد بن عبد الرحمن بن العماد الغزّي، الصفدي، الدمشقي (ت 874 هـ‍) هو قاضي الحنفية بدمشق. ترجم له في كتابنا هذا، ووصفه بشيخه (¬6). 13 - سعد بن محمد بن عبد الله بن سعد بن مصلح بن أبي بكر بن سعد القيسي، القدسي، الديري، القاهري، الحنفي (867 هـ‍) وصفه بشيخ مشايخ الإسلام وملك العلماء الأعلام عالم الملوك، قاضي القضاة، ¬

(¬1) نيل الأمل 2 / ورقة 321 ب. (¬2) الروض الباسم 1 / ورقة 3 و 101 أو 111 ب، نيل الأمل 2 / ورقة 252 أ. (¬3) نيل الأمل 2 / ورقة 264 ب، الضوء اللامع 2/ 276 رقم 871. (¬4) نيل الأمل 2 / ورقة 264 أ. (¬5) الروض الباسم 2 / ورقة 124 أ. (¬6) نيل الأمل 2/ 220 أ.

14 - الشهاب المنصور

وشيخ الشيوخ. المؤلّف، المصنّف. له النظم الحسن المقبول، فمنه ما أنشدنيه في شوال سنة خمس وستين وثمانمائة بقاعة سكنه بالمؤيّدية والوالد يسمع معي، وكنت أنشدت ذلك عنه قبل ذلك بطرابلس، ثم أنشدنيه لنفسه بعد حضور الوالد إلى القاهرة في التاريخ المذكور. هي الدنيا الدنيّة فاحذروها ... فليس لها على أحد ثبات فأولها وأوسطها انقلاب ... على كدر وآخرها شتات وأجازه برواية الكثير من شعره، وقال: وكان بينه وبين الوالد محبّة أكيدة وصحبة قديمة وأخذ عنه قديما، وأجازه من مدّة مديدة وأجازني أيضا (¬1). 14 - الشهاب المنصور شاعر، سمع المؤلّف كثيرا من شعره (¬2). 15 - عبد الرحمن بن أبي سعيد الفرنجي الأصل، الصقلّي، التونسي، الطبيب (توفي 873 هـ‍) قال المؤلّف: اجتمعت به وأخذت عنه (¬3). 16 - عبد الرحمن بن علي بن عمر بن علي الأندلسيّ، المعروف بابن الملقّن (توفي 870 هـ‍) ترجم له في «الروض الباسم» (¬4). 17 - عبد الغفار بن أحمد بن عطية الطرابلسي المغربي، المالكيّ، المعروف بابن عطية (توفي 870 هـ‍) قال المؤلّف: رأيته وصحبته وأنا بطرابلس، وسمعت الكثير من فوائده، وتردّدت إلى زاويته وداره كثيرا، وكان يأنس إليّ (¬5). 18 - عبد الرحمن الثعلبي وصفه المؤلّف بالعالم العلاّمة الشهير الخطير الكبير. وقال إنه دخل الجزائر ¬

(¬1) الروض الباسم 2 / ورقة 68 ب و 69 أ. (¬2) نيل الأمل 2/ 357 ب. (¬3) الروض الباسم 2 / ورقة 189 أو 201 أ، نيل الأمل 2 / ورقة 201 أ. (¬4) الروض الباسم 3 / ورقة 123 أ. (¬5) الروض الباسم 3 / ورقة 123 ب.

19 - عبد القادر الدميري، القاهري، محيي الدين، أبو الثناء، المعروف بابن بقي المالكي (توفي 873 هـ‍)

وتبرّك منه، و «سمعت شيئا من فوائده، وسألته بعض أسئلة كانت تشكل عليّ فأفادنيها على أحسن وجه وأتمّه، ورأيت تفسيره وقرأت عليه من أوله بعض سطور وأجازني» (¬1). 19 - عبد القادر الدميري، القاهري، محيي الدين، أبو الثناء، المعروف بابن بقيّ المالكيّ (توفي 873 هـ‍) قال المؤلّف: هو من أعظم أحبابنا، وله علينا الأيادي، وبيننا وبينه الوداد والصفاء والإخلاص والوفاء، وسمعنا الكثير من فوائده وأبحاثه لا سيما في دروس شيخنا الكافيجي (¬2). 20 - عبد الوهاب بن محمد بن يحيى بن أحمد بن دغرة بن زهرة الحبراضي، الدمشقي، الطرابلسيّ (توفي 895 هـ‍) عالم طرابلس وخطيبها ومدرّسها ومفتيها. قال المؤلّف: هو ممن أخذت عنه، بل وقرأت عليه، وحضرت دروسه بجامع طرابلس، وكان بها إلى أن خرجنا منها في سنة 865 هـ‍. أو قبلها بيسير (¬3). 21 - علي بن أبي بكر بن أحمد بن شاور البرلّسي، البلطيمي (توفي 874 هـ‍) قال المؤلّف: رأيته وسمعت الكثير منه فوائده. أظنّ أنني سمعت منه شيئا من نظمه (¬4). 22 - محبّ الدين، أبو الوليد بن شحنة الحنفيّ (¬5) 23 - محمد بن أبي بكر بن أحمد الأسدي، الشهبي، الدمشقي، الشافعيّ، بدر الدين (توفي 874 هـ‍) حضر المؤلّف حلقته بدمشق وسمع من فوائده. وقال: وكان بينه وبين الوالد صحبة ومحبّة أكيدة. وكان له حق الجوار تجاه الوالد لما كان بدمشق (¬6). وأضاف ثانية: له علينا مشيخة، وكان بينه وبين الوالد صحبة أكيدة ومحبّة قديمة (¬7). ¬

(¬1) الروض الباسم 2 / ورقة 79 ب. (¬2) الروض الباسم 4 / ورقة 216 أ. (¬3) الروض الباسم 1 / ورقة 31 أ. (¬4) الروض الباسم 4 / ورقة 254 أ. (¬5) الروض الباسم 4 / ورقة 234 أ. (¬6) الروض الباسم 4 / ورقة 255 ب. (¬7) الروض الباسم 4 / ورقة 256 أ، نيل الأمل 2 / ورقة 222 ب.

24 - محمد بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن محمد التونسي، المغربي، المالكي

24 - محمد بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن محمد التونسي، المغربي، المالكيّ سمعه المؤلّف في سنة 867 هـ‍. وقال: سمعت الكثير من فوائده، وأنس بي وصار يسألني عن أخبار هذه البلاد (¬1). 25 - محمد ابن خطيب جامع العبّاد، أبو عبد الله قال المؤلّف: سمعت خطبته وحضرت كثيرا من دروسه واستفدت من فوائده ستة شهور، وكان أجلّ علماء تلمسان (¬2). 26 - محمد بن زكريا مفتي تلمسان (¬3). 27 - محمد بن سليمان بن سعد الرومي الكافيجي (توفي 879 هـ‍) أحد مشاهير شيوخه. ترجم له في كتابنا هنا (¬4). 28 - محمد بن محمد بن سليمان الأوزاعي، الدمشقي، الصالحي، الطرابلسي، المعروف بالبابا (توفي 869 هـ‍) أخذ عنه بطرابلس الشام، وكان يسكن بجوار دار والد المؤلّف. وقال عنه: وكنت قد لازمته كثيرا في الفقه والتعبير وأخذت عنه الكثير وانتفعت به فيها وله نظم، فمنه ما أنشدنيه لنفسه في شعبان سنة 861 هـ‍. مضمّنا: ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... بساحل بحر للرباط فضيل وهل أردن يوما حياة برنزها ... وهل يبدون في أبراج وظليل وهل أشهدن يوما قتالا بمرجها ... إذا شاهدت عيني الدماء تسيل وأضرب في أعناق قوم كوافر ... بصارم هنديّ للرقاب فصيل فإن سلّم الرحمن فزت بنصره ... وإلاّ قتيل في الفلاة جديل تحوم على شلوي خيول سوابق ... وذلك في ذات الإله قليل (¬5) ¬

(¬1) الروض الباسم 1 / ورقة 37 أ. (¬2) الروض الباسم 1 / ورقة 80 أ. (¬3) الروض الباسم 1 / ورقة 80 أ. (¬4) نيل الأمل 2 / ورقة 256 أ. (¬5) الروض الباسم 3 / ورقة 39 و 44 و 1/ 106 أ.

29 - محمد بن القصار التلمساني المغربي، الوهراني، المالكي (توفي 874 هـ‍)

29 - محمد بن القصّار التلمساني المغربي، الوهراني، المالكي (توفي 874 هـ‍) خطيب جامع البيطار بوهران. قال المؤلّف: تصاحبت معه لما قدمت وهران، وأخذت الكثير من نظمه (¬1). 30 - محمد بن محمد بن عمر بن قطلوبغا التركي، القاهري، الحنفيّ (توفي 881 هـ‍) ترجم له في كتابنا هذا، في حوادث سنة 878 هـ‍ (¬2). 31 - محمد بن محمد الشريف الفاسي، التونسي، المالكي ترجم له في كتابنا هذا (¬3). 32 - محمد بن محمد بن محمد البلوي، الشهير بابن البكوش، أبو عبد الله عالم القيروان، ومفتيها، وخطيبها. نزل المؤلّف بداره بالقيروان في سنة 868 هـ‍. وقال أنس إليّ جدا، وأخذت أتردّد إلى مجالس دروسه، وأخذنا عنه العلم الكثير في الوقت اليسير باجتهاد وكثرة ترداد ما بين قراءة عليه وسماع، واستفدنا منه نبذا جيدة في صناعة الطب، وحصّلنا الفوائد الجمّة الجليلة إلى الغاية والنهاية. وأجاز لنا (¬4). 33 - محمد الخيّر المالقيّ لقيه المؤلّف في سنة 867 هـ‍ (¬5). 34 - محمد العقباني، أبو عبد الله ذكره في «الروض الباسم» (¬6)، وهو أخو أبي سالم إبراهيم خطيب جامع تلمسان الأعظم وإمامه. 35 - محمد المشدالي، أبو القاسم اجتمع به في بجايا وسمع الكثير من فوائده (¬7). ¬

(¬1) الروض الباسم 4 / ورقة 256 أ. (¬2) نيل الأمل 2 / ورقة 249 ب و 277 أ. (¬3) نيل الأمل 2 / ورقة 179 ب. (¬4) الروض الباسم 2 / ورقة 76 ب و 111 ب. (¬5) الروض الباسم 1 / ورقة 48 ب. (¬6) الروض الباسم 1 / ورقة 79 ب. (¬7) الروض الباسم 1 / ورقة 79 ب.

36 - محمد الواصلي، التونسي، المغربي، المالكي، أبو عبد الله (توفي 872 هـ

36 - محمد الواصلي، التونسي، المغربي، المالكيّ، أبو عبد الله (توفي 872 هـ‍) قال المؤلّف: حضرت دروسه كثيرا، وسمعت عليه الكثير من «صحيح مسلم» ومن تفسير القرآن، والفقه المالكيّ، والعربية، والمعاني، والبيان، وأصول الدين، والفقه (¬1). 37 - مصطفى الروميّ (توفي 864 هـ‍) نزيل طرابلس الشام، سمع أشياء من نظمه باللغة التركية (¬2). 38 - منصور البنجريري، القروي قاضي طرابلس الغرب وخطيبها ومفتيها، له نظم حسن. سمع المؤلّف من إنشاده كثيرا ومن فوائده (¬3). 39 - يحيى بن أبي الفرج قريب التلمساني قاضي غرناطة وعالم الأندلس (¬4). 40 - يحيى الكسيلي، البجائي، المالكيّ (توفي 885 هـ‍) مفتي بونا وعالمها. ترجم له المؤلّف في كتابنا هذا ووصفه بشيخي (¬5). 41 - يونس الأدرنائي، الرومي وصفه المؤلّف بشيخنا المحقّق (¬6). وبالإضافة إلى هؤلاء الشيوخ فقد سمع المؤلّف من أخيه «أبي الفضل» في شهر رجب سنة 887 هـ‍. وهو ينشد لنفسه في مدح خطيب مكة محمد بن محمد بن أحمد العقيلي النويري المكي الشافعي، المتوفى سنة 873 هـ‍: سألت حداة العيس أين تيمّموا ... مطاياكم ظاعنين عن الأهل فقالوا: إلى بحر العلوم ومن غدا ... الزمان خطيبا في محاسنه علي وفاض على كل الورى نور فضله ... وليس عجيبا فيضها من أبي الفضل (¬7) ¬

(¬1) نيل الأمل 2 / ورقة 221 أ. (¬2) نيل الأمل 2 / ورقة 133 أ. (¬3) الروض الباسم 2 / ورقة 54 أ. (¬4) الروض الباسم 2 / ورقة 92 أ. (¬5) نيل الأمل 2 / ورقة 310 أ. (¬6) الروض الباسم 3/ 187 ب. (¬7) الروض الباسم 4/ 243 ب.

وسمع أيضا من الإمام المؤرّخ جلال الدين السيوطيّ شعرا يرثي فيه «المناوي» كما سيأتي. وله شيوخ غير الذين ذكرناهم أورد «السخاوي» بعضهم في ترجمته الآتية بعد قليل. * * * وفي العودة إلى وقائع رحلة المؤلّف، وقائمة شيوخه، يمكن أن نؤكّد على تنوّع مصادر ثقافته، واتصاله بعلية القوم وكبار العلماء في كل مدينة أو بلدة دخلها، وهذا يدلّ على وجاهته وعلوّ قدره، بحيث أكسبته التجارة موقعا اجتماعيا محترما، مع ما كان له من رصيد اجتماعيّ وثقافيّ اكتسبه من والده الذي وصل إلى رتبة الوزارة في مصر، وغير ذلك من المناصب الرفيعة في مصر والشام وغيرها، فضلا عمّا صنّف من مؤلّفات، فجمع بين المكانة السياسية والمكانة العلمية، حتى عرف المؤلّف في بعض المصادر ب‍ «ابن الوزير»، فلا غرابة إذن أنّ نراه يجتمع بالملوك والسلاطين والولاة والقضاة والمفتين والخطباء والعلماء، وكبار التجار والوجهاء، وأن ينسج علاقات وصداقات واسعة مع رجالات عصره في البلاد التي ينزلها ويقيم فيها. ولم تصرفه التجارة، بل لم تستحوذ على كل تفكيره واهتمامه، إذ جمع بينها وبين طلب العلم والاستزادة منه بالاجتماع بالعلماء والشيوخ، والتردّد على مجالس العلم، وميله إلى التصوّف وزيارة قبور الأولياء والصالحين، والعلماء الأقدمين. ومن خلال العودة إلى شريط رحلته، مرة أخرى، نجده ساذجا تارة، وحريصا تارة أخرى، وذلك من خلال ما جرى له من مملوكه العاقّ الذي خدعه، ومن اليهوديّ الذي أراد قتله، ومن قائد طرابلس الغرب الذي ظلمه، وكبير التجار الذي تخلّى عن نصرته. وفي المقابل، نجد شريحة كبيرة من الأصدقاء والأصحاب الذين وقفوا إلى جانبه في أوقات الشدّة، وساعدوه، وعادوه أثناء مرضه، وتأثّروا لما أصابه عند محاولة اغتياله، وإضافة أهله في بيت أحدهم عدّة أشهر أثناء سفره إلى الأندلس بمفرده، وتأثّره من قاضي القضاة الحنفية بمصر الشيخ محمد بن المغربي الغزّي، الذي وثب على وظيفة التدريس في أحد جوامع القاهرة، حيث وقع بينهما شنآن - حسب تعبيره - وأخذ الوظيفة منه بغير طريق ظلما وعدوانا (¬1). وتنوّعت معارف المؤلّف بين لغوية، وأدبية، وفقهية، وطبّية، وأصول، ونظم ومنطق، وهندسة، ومساحة وعن العلمين الأخيرين يتحدّث المؤلّف أن والده أخذه معه إلى مجلس شيخه بالمدرسة المؤيّدية قاضي القضاة الحنفية السعد بن الديري، وذكره عنده، فقال القاضي الديري: «قد سمعت به وإنه طالب علم حذق، ثم أخذ بعد ذلك يسألني عن مسألة العشر في العشر، فتكلّمت ببعض كلام فتح الله تعالى به في ذلك الحين ¬

(¬1) الروض الباسم 1 / ورقة 40 أ.

فأعجبه إلى الغاية، ثم انتقلت إلى الكلام على طريقة أهل الهندسة والمساحة، فدعا لي، ثم حضرت بعض دروسه، وأجازني في سنة 866 هـ‍» (¬1). وتناقش مرة مع شخص حول البيت: ما كل ما يتمنّى المرء يدركه ... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فقال: إنّ الصحيح: «بما لا يشتهي السفن» (¬2)، (بفتح السين المهملة وكسر الفاء). ورغم ميل المؤلّف إلى الشعر ونظمه فإنه لم يكن بذاك المتمكّن من اللغة والنحو والصرف جيدا، فكتابته لا تخلو من الأخطاء والأغلاط اللّغوية والنحوية، وفي بعض الأحيان يستخدم ألفاظا عامّية، وفي أحيان أخرى يكتب كلمات بغير القواعد المتعارف عليها. وهذا يظهر واضحا في كتاب «الروض الباسم» الذي وصلنا قسم كبير منه بخطّه، أما كتابه «نيل الأمل» الذي بين أيدينا فلا يمكن أن يؤكد أو ينفي الحقائق التي نشير إليها، لأن النسخة الوحيدة التي وصلتنا هي نسخة منقولة عن أصل المؤلّف، ووزر الأغلاط يتحمّلها الناسخ. أمّا نظمه للشعر فلا يرقى إلى مستوى الجيّد، بل هو شعر تقليديّ بحدود الوسط، ومنه رثاؤه لماهر بن عبد الله بن نجم بن عوض الأنصاري، المقدسي، القاهري، الشافعيّ عند وفاته في سنة 867 هـ‍. فقال: ولما بلغني موته أنشدت في ذلك من غير تدوين بل على البديهة ارتجالا بحسب الحال هذه الأبيات: أحييت بالعلم رسما ... قد كان قبلك داثر وقد تمهّرت فيه ... فطابق الاسم ماهر وزدته بصلاح ... لكم وخير المآثر ودمت دهرا معينا ... للناس نفعك ظاهر والآن غيّبت عنّا ... وصرت رهن المقابر في أبيات أخرى (¬3). وله في مدح سلطان غرناطة أبي الحسن علي بن أبي النصر المعروف بابن الأحمر سنة 870 هـ‍. قصيدة مطوّلة، أولها: إلى أبي الحسن الأعناق تنخضع ... وعند سدّته الأملاك تتّضع ومن شجاعته الأبطال قد فرقوا ... ومنه أفئدة الأعداء تنخلع (¬4) ¬

(¬1) الروض الباسم 2 / ورقة 11 أ. (¬2) الروض الباسم 1 / ورقة 20، و 21. (¬3) الروض الباسم 2 / ورقة 70 ب. (¬4) الروض الباسم 3 / ورقة 108 أ.

ترجمة المؤلف عند «السخاوي»

وقال يرثي أبا زكريا يحيى بن محمد بن مخلوف المناوي المتوفّى سنة 871 هـ‍. وقد نظمها ارتجالا حسب قوله وهو في الإسكندرية بعد دخوله إليها من السفر والتعب: مات المناويّ الشرف ... فات المنى والشرف نوحوا على فقده ... وابكوا بدمع ذرف فهو الإمام الذي ... كلّ له اعترف والبحر حاوي العلا ... فالفضل منه اغترف والدرّ من علمه ... أهداه لا عن صدف والشمس وقت الضحى ... والبدر تحت السدف قاضي قضاة الورى ... غيث العطا والطرف والجود ثم السخا ... واللطف ثم الظرف ارحمه يا خالقي ... واتحفه منك بالتحف وسق شربا له ... طول المدى والسلف بوابل هاطل ... يذرف فوق الذرف برحمة مع رضى ... وارفعه على الغرف (¬1) و «المناويّ» هذا هو الذي رثاه الجلال السيوطيّ بقوله، وقد أنشده للمؤلّف: قلت لما مات شيخ ... العصر حقّا باتفاق حين صار الأمر ... ما بين جهول وفسّاق أيّها الدنيا لك الويل ... إلى يوم التّلاق (¬2) وللمؤلّف شعر غير الذي تقدّم، سوف نستشهد به لاحقا. ترجمة المؤلّف عند «السخاوي» «عبد الباسط بن خليل بن شاهين الشيخيّ الأصل، الملطي، ثم القاهري، الحنفيّ، نزيل الشيخونية. ولد في رجب سنة أربع وأربعين وثمانمائة بملطية، ونشأ بها وبحلب ودمشق، فقرأ في دمشق بعد بلوغه القرآن ببعض القراءات، ثم حفظ «منظومة النسفيّ» (¬3)، ¬

(¬1) الروض الباسم 3 / ورقة 143 أ. (¬2) الروض الباسم 3 / ورقة 143 أ. (¬3) منظومة النسفي في الخلاف. والنسفي هو: أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد، المتوفّى سنة 537 هـ‍. وأبياتها ألفان وستمائة وتسعة وستون بيتا. (كشف الظنون 2/ 1867).

و «الكنز» (¬1)، ونصف «المجمع» (¬2). وأقرأه أبوه الكثير. وحضر دروس قوام الدين (¬3)، وحميد الدين النعمانيّ (¬4)، وغيرهما من علماء مذهبه وغيره. وقرأ على جماعة من فضلاء الروم كالعلاء الروميّ قاضي العسكر بها في دمشق، والبرهان البغداديّ (¬5) في طرابلس، وقدم القاهرة فلازم النجم القرميّ (¬6) في العربية، والمعاني، والبيان، والشرف يونس الروميّ (¬7) نزيل الشيخونية في المنطق، والحكمة، والكلام، بل المحيوي الكافياجيّ (¬8) حتى أخذ عنه كثيرا وحضر دروسه في علوم جمّة وكتب جليلة، وحمل عنه أيضا كثيرا من رسائله. وأجاز له الشمنّي (¬9)، وابن الديري (¬10)، وآخرون. ودخل المغرب فأخذ دروسا في النحو، والكلام، والطبّ، بل أتقنه بخصوصه مع جماعة، وممن لقيه هناك: أبو عبد الله محمد الزلدوي (¬11) ¬

(¬1) هو كنز الدقائق في فروع الحنفية، للإمام أبي البركات عبد الله بن أحمد المعروف بحافظ الدين النسفي، المتوفى سنة 710 هـ‍. (كشف الظنون 2/ 1515). (¬2) هو مجمع البحرين وملتقى النهرين، في فروع الحنفية، للإمام مظفّر الدين أحمد بن علي بن ثعلب المعروف بابن الساعاتي البغدادي، الحنفي، المتوفى سنة 694 هـ‍. (كشف الظنون 2/ 1599، 1600). (¬3) هو محمد بن محمد بن محمد بن قوام، قوام الدين بن قوام الدين الرومي الأصل، الدمشقي، الحنفي، ويعرف بلقبه. ولد سنة 798 هـ‍. تولّى قضاء الحنفية بدمشق. توفي سنة 858 هـ‍. (الضوء اللامع 9/ 266 رقم 695). (¬4) هو محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن محمد بن ثابت بن عثمان بن محمد بن عبد الرحمن بن ميمون، حميد الدين، أبو المعالي بن التاج النعماني، نسبة للإمام أبي حنيفة النعمان، البغدادي الأصل، الفرغاني، الدمشقي، الحنفي، ويعرف بحميد الدين. ولد في سنة 805 هـ‍. ومات في سنة 867 هـ‍. (الضوء اللامع 7/ 46، 47 رقم 98). (¬5) هو إبراهيم بن عبد الوهاب بن عبد السلام بن عبد القادر، برهان الدين، أبو إسحاق بن التاج البغدادي، ثم القاهري، الحنبليّ، التاجر. ولد في سنة 793 هـ‍. ومات في سنة 867 هـ‍. (الضوء اللامع 1/ 73). (¬6) هو إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل، وقيل في أبيه: سعد بن إبراهيم النجم الإمامي، لكونه فيما قيل ينسب لأبي منصور الماتريدي، القرمي، ثم القاهري، الحنفي، قاضي العسكر. مات سنة 880 هـ‍. (الضوء اللامع 2/ 276 رقم 871). وهو: إسحاق بن إسماعيل بن إبراهيم بن شعيب، المذكور في شيوخ المؤلّف، رقم (9). (¬7) هو يونس الأدرنائي الرومي، المذكور في آخر شيوخ المؤلّف، رقم (41). ولم يترجم له السخاوي في: الضوء اللامع. (¬8) هو محمد بن سليمان بن سعد الرومي الكافيجي، المذكور في شيوخ المؤلّف، رقم (27). (¬9) هو أحمد بن محمد بن محمد بن حسن بن علي بن يحيى بن محمد بن خلف الله بن خليفة التميمي، الداري، القسنطيني الأصل، السكندريّ المولد، القاهري المنشأ، المالكي، ثم الحنفي، ويعرف بالشمنّي - بضمّ المعجمة والميم ثم نون مشدّدة، نسبة لمزرعة ببعض بلاد المغرب. ولد في سنة 801 هـ‍. ومات في سنة 872 هـ‍. (الضوء اللامع 2/ 174 - 178 رقم 493). (¬10) هو سعد بن محمد بن عبد الله بن سعد بن مصلح. . المذكور في شيوخ المؤلّف، رقم (13). (¬11) هكذا. وهو محمد بن محمد بن عيسى العفوي، الزلديوي، المغربي، المالكيّ. قاضي الأنكحة. =

ترجمته عند «ابن إياس»

أحد الآخذين عن ابن عرفة. وبرع في كثير من الفنون، وشارك في الفضائل، وألّف، ونظم، ونثر، وأقبل على التاريخ، واستمدّ فيه منّي كثيرا وتردّد إليّ له ولغيره من الدروس. وهو إنسان ساكن، أصيل، منجمع عن الناس، متودّد، سمعت من نظمه وفوائده، بل امتدحني بما كتبه لي بخطّه» (¬1). ترجمته عند «ابن إياس» «. . . شيخنا العلاّمة زين الدين عبد الباسط بن الغرسي خليل بن شاهين الصفوي الحنفيّ. وكان عالما فاضلا، رئيسا، حشما، من ذوي البيوت، وكان من أعيان الحنفية، وكان مولده سنة أربع وأربعين وثمانمائة، فكانت مدّة حياته نحو ست وسبعين سنة. وكان له اليد الطّولى في الفقه على مذهب الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه. وكان له اليد الطولى في علم الطبّ. وله عدّة مصنّفات نفيسة، منها: تاريخه الكبير المسمّى ب‍ «الروض الباسم»، وآخر دونه يسمّى «نيل الأمل في ذيل الدول»، وآخر في الوفيات على حروف المعجم (¬2)، وآخر في علم الطبّ، وغير ذلك في الشروحات على كتب الحنفية. وكان والده الغرسي خليل من أعيان الناس، ولي الوزارة بالديار المصرية، وولي عدّة نيابات جليلة، منها: نيابة حماه، وصفد، والقدس الشريف، ونيابة الإسكندرية، وغير ذلك من النيابات الجليلة، وكان في مقام الأمراء المقدّمين. وأمّا الشيخ عبد الباسط، رحمه الله، كان صفته طويل القامة، نحيف الجسد، وكان يربّي له ذؤآبة شعر في رأسه على طريقة الصوفية، وكان له أنف وافر جدا، حتى إنّ بعض شعراء العصر قال فيه مداعبة لطيفة، وهو قوله: أدخلت في منخره إصبعي ... وقلت: ماذا العضو سمّيه فقال لي مستعجلا: منخري ... قلت: أنا يا سيدي فيه وكان الشيخ عبد الباسط ضنينا بنفسه، وعنده يبس طباع، مع شمم زائد، وكان معظّما عند الأتراك والأمراء، وكان عارفا باللغة التركية، وفيه جملة محاسن، وكان بقية السلف، وعمدة الخلف. وكان أصابه علّة السلّ، فأقام نحو سنة ونصف وهو عليل، منقطع في داره حتى مات، رحمة الله عليه» (¬3) وعاد «ابن إياس» فذكره ثانية، باختصار شديد فقال: ¬

= مات في سنة 882 هـ‍. (الضوء اللامع 9/ 179، 180 رقم 462). (¬1) الضوء اللامع 4/ 27 رقم 82. (¬2) في المطبوع من بدائع الزهور: «وآخر في التوفيات على الحروف المعجم». (¬3) بدائع الزهور 4/ 374.

مصنفاته

«توفّي الشيخ عبد الباسط بين خليل المؤرّخ، وكان من أعيان الحنفية، وكانت وفاته في ربيع الآخر سنة عشرين وتسعمائة» (¬1). مصنّفاته نظرا لتنوّع العلوم التي تلقّاها المؤلّف، فقد تنوّعت مؤلّفاته، فصنّف في السيرة النبوية، واللغة، والتفسير، والفقه، والطبّ، والمواعظ، والتجويد، والأذكار، والتراجم، والتاريخ، وفي هذا الفنّ الأخير تنوّعت مصنّفاته أيضا بين التاريخ العام، والتاريخ الخاص، أو التأريخ لجماعة معيّنة، مثل التأريخ للأنبياء أولي العزم، أو التأريخ للخلفاء الراشدين، أو سلاطين مصر، وغير ذلك، وأحصينا عشرين مؤلّفا له بين كبير من عدّة أجزاء، وصغير، في جزء واحد، أو رسالة. والملفت أنه لم يطبع من كتبه العشرين سوى كتاب واحد هو: «غاية السول في سيرة الرسول». وهذه أسماؤها مرتبة على الحروف: 1 - الأذكار المهمّات في المواضع والأوقات ذكر في «هدية العارفين» - ج 1 ص 494 باسم: «ابن الوزير الملطيّ». 2 - الحكمة في كون خمس صلوات مخصوصة بهذه الأوقات ذكر في «هدية العارفين» - ج 1 ص 494. 3 - الدرّ الوسيم في توشيح تتميم التكريم في تحريم الحشيش ووصفه الذميم وورد: «الدر الوسيم شرح تكريم المعيشة في تحريم الحشيشة»، وهو في الأصل لقطب الدين محمد بن أحمد القسطلاني المالكي، المتوفى سنة 686 هـ‍. مختصر، أوله: «أمّا بعد حمدا لله سبحانه وتعالى على جزيل نواله. . .» الخ. انظر: «كشف الظنون» ج 1/ 470 و 737. 4 - الروض الباسم في حوادث العمر والتراجم وهو تاريخه الكبير، يعرف ب‍ «التاريخ» (مرتّب على السنين)، وصلنا منه 4 أجزاء فقط، وهو في الأصل أكبر من ذلك، إذ أن النسخة الوحيدة المعروفة لدينا فيها سقط كثير. فالجزء الأول يبدأ بحوادث سنة 844، وذهب منه بقيّة وفيات السنة المذكورة، وأول حوادث سنة 845 هـ‍. وسقطت وفيات سنة 846، وأخبار ووفيات سنة 847، وضاعت ورقة في أثناء وفيات سنة 849 هـ‍، وفي الجزء بياض ذهبت فيه بقية وفيات سنة 850 هـ‍. ويحمل غلاف الكتاب العنوان التالي: «هذا كتاب التوريخ الملوكية في الحوادث الزمانية» بخط الشيخ جمال الدين المعروف بابن الشحنة، وكتب بعد ذلك ¬

(¬1) بدائع الزهور 5/ 96.

عبارة: «الثالث»، تأليف الإمام عبد الباسط المشهور بالحنفي المؤرّخ. وأوله في الصفحة أب يبدأ ب‍ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لا إله إلا الله عدّة للقائه، محمد رسول الله خير أنبيائه. قال مسطّره الفقير إلى الله تعالى الحفيّ، عبد الباسط بن خليل الحنفي. . . فهذا تعليق جمعته في التاريخ أنيق، وابتدأت فيه من مولدي الذي هو سنة أربع وأربعين وثمانماية ليكون عون (كذا) في الحوادث المتجدّدات والوفيات على التحقيق. . . ولما كمل هذا الترتيب وتمّ، وفاح شذا (كذا) عرفه وتم، سمّيته: الروض الباسم في حوادث العمر والتراجم». وقد وقع اضطراب في أوراق هذا الجزء فوضعت سنة 848 قبل سنة 846 ولم يتنبّه العاملون في المكتبة إلى هذا الخطأ في الترتيب عند ترقيم أوراقه التي بلغت 66 ورقة × 2 = 132 صفحة. أمّا الجزء الثاني الذي بين أيدينا من الكتاب فيحتوي على حوادث سنة 865 إلى سنة 868 هـ‍. وبقيّة وفياتها في الجزء الثاثل، فيكون قد ضاع من الكتاب من بداية سنة 851 حتى آخر سنة 864 هـ‍. أي 14 سنة بالتمام والكمال. وبدأ الجزء الثاني بما نصّه: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وبه أستعين وأتوكل عليه وهو حسبي ونعم الوكيل. وبعد فإني أردت أن أجمع جميع ما وقع من أول الخلفاء إلى ابتداء العثماني، ورتبت ذلك يوم (كذا) بعد يوم. والحمد لله». ومجموع أوراق هذا الجزء 186 ورقة × 2 = 372 صفحة. ويتناول الجزء الثالث من بقية وفيات سنة 868 إلى سنة 872 هـ‍. وبقية حوادثها في الجزء الرابع، ومجموع أوراقه 169 ورقة × 2 = 338 صفحة. الجزء الرابع فيه من بقية حوادث سنة 872 حتى نهاية وفيات سنة 874 هـ‍. ويبدأ من الورقة 170 وينتهي بالورقة 259، أي ما مجموعه 89 ورقة × 2 = 178 صفحة. وفي آخر الجزء جاء النص التالي: «تم (. . . . . . . . .) الروض الباسم في حوادث العمر والتراجم على يد مؤلّفه وجامعه وكاتبه الفقير إلى الله تعالى الزين عبد الباسط بن خليل الحنفي، غفر الله له ذنوبه، وستر عليه عيوبه، (. . .) طوله، وذلك في يوم الاثنين ثامن عشر ربيع الأول الشريف سنة تسعين [و] ثمانماية (. . . . . . . . . . . .) آمين، وحسبنا الله ونعم الوكيل. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم». والكتاب منه نسخة فريدة مخطوطة في مكتبة الفاتيكان بإيطاليا، وفي الخزانة التيمورية بدار الكتب المصرية نسخة مصوّرة عنها، وهي برقم (2403 تاريخ تيمور)، وفي مكتبتي نسخة مصوّرة عنها.

5 - الروضة المربعة في سيرة الخلفاء الأربعة

ذكر في: كشف الظنون 1/ 298 وفيه أنّ مؤلّفه توفّي في حدود سنة 900 هـ‍، وهدية العارفين 1/ 494، والتاريخ العربي والمؤرّخون 2/ 255 على أنه كتاب «تاريخ» مرتب على السنين، دون ذكر اسمه. وأثبت المرحوم «أحمد عطية الله» في القاموس الإسلامي 5/ 93، 94 صورة للنص الذي ختم به المؤلّف كتابه «الروض الباسم» الذي ذكرناه قبل قليل، وذكر تحت الصورة على أنها صفحة من مخطوط كتاب «المعجم المفنّن بالمعجم المعنون»، وهذا خطأ. 5 - الروضة المربعة في سيرة الخلفاء الأربعة ذكر في: هدية العارفين 1/ 494، والتاريخ العربي والمؤرّخون 3/ 255. 6 - الزهر المقطوف في مخارج الحروف ذكر في: هدية العارفين 1/ 494، ومعجم المؤلّفين 5/ 69. 7 - شرح عمدة الطالبين ورغبة الراغبين هو في مجلّدات كما جاء في: هدية العارفين 1/ 494. 8 - غاية السول في سيرة الرسول طبع بعناية علي علاء الدين الآلوسي - مطبعة عامرة باستانبول 1328 هـ‍ / 1910 م. (117 صفحة) (المعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 5/ 159). منه نسخة مخطوطة في مكتبة آيا صوفيا، رقم (4793) كتبت في القرن العاشر الهجري. ضمن مجموع من ورقة 36 - 57 ب، أوله: «الحمد لله الذي بعث رسوله محمد. . . وبعد. . . هذه رسالة. . . تشتمل على نبذ مختصرة من سيرة نبيّنا محمد». (إيضاح المكنون 2/ 139، التاريخ العربي 3/ 255 مختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 566). ومنه نسخة أخرى في متحف طوبقابو باستانبول رقم (2803) A (6038) ضمن مجموع، في أوله من 1 - 30 أ (القاموس الإسلامي 5/ 93، التاريخ العربي 3/ 255). 9 - القول الحزم في تاريخ الأنبياء أولي العزم ذكر في: هدية العارفين 1/ 194 باسم: القول الجزم، والتاريخ العربي 3/ 254. 10 - القول الخاص في تفسير سورة الإخلاص ذكر في: هدية العارفين 1/ 494، ومعجم المؤلّفين 5/ 69. 11 - القول المأنوس في حاشية القاموس المحيط والقابوس الوسيط الجامع لما ذهب من كلام العرب شماطيط وهو حاشية على القاموس المحيط لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزابادي

12 - القول المشهود في ترجيح تشهد ابن مسعود

(توفّي 817 هـ‍). ذكر في: كشف الظنون 2/ 1308، وهدية العارفين 1/ 494، ومعجم المؤلّفين 5/ 69. 12 - القول المشهود في ترجيح تشهّد ابن مسعود ذكر في: هدية العارفين 1/ 494. 13 - المجمع المفنّن بالمعجم المعنون ذكره المؤلّف في كتابنا هذا «نيل الأمل» 2 / ورقة 217 ب، و 307 ب، والقاموس الإسلامي 5/ 93 وفيه: هو معجم في السير والتراجم رتّبه ترتيبا أبجديّا، منه نسخة مخطوطة في 500 ورقة بمكتبة الإسكندرية، تنتهي مادّته إلى «جانبك». وحرّره عن تاريخه الكبير المسمّى الروض الباسم. وانظر: كشف الظنون 2/ 1604، وهدية العارفين 1/ 494 وفيه إنه «في التاريخ»، والتاريخ العربي 3/ 255. 14 - مجموع البستان النوري لحضرة مولانا السلطان الغوري ذكر في: هدية العارفين 1/ 494. 15 - المنفعة في سرّ كون الوضوء مخصوصا بالأعضاء الأربعة ذكر في هدية العارفين 1/ 494. 16 - نجم السكر هكذا ذكر في: هدية العارفين 1/ 494. 17 - نزهة الأساطين فيمن ولي مصر من السلاطين يؤرّخ فيه بدءا من السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب. منه نسخة في مكتبة آيا صوفيا، رقم (4793) ضمن مجموع، من 24 أ - 143 أ، ونسخة في مكتبة لا له لي، رقم 2044/ 1 كتبت سنة 1035 هـ‍، في 10 ورقات، من 1 ب - 9 ب، أوله: «الحمد لله مالك الملوك. . . وبعد، فهذه رسالة لطيفة. . . جمعت فيها أسماء ملوك مصر»، ومنه نسخة في خزانة أحمد الثالث رقم 2803 بخط المؤلّف، ونسخة أخرى في مكتبة خدا بخش بتنة، بالهند، رقم 2322 في 15 ورقة، ونسخة في متحف طوبقابو، رقم (2803) A (6038) ضمن مجموع، من 52 ب - 84 أ. (انظر: هدية العارفين 1/ 494، والقاموس الإسلامي 5/ 93، والتاريخ العربي 3/ 255، ومنتخبات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 566، 567، ومعجم المؤلفين 5/ 69). 18 - نزهة الألباب في مختصر أعجب العجاب ذكر في: هدية العارفين 1/ 494، والتاريخ العربي 3/ 255.

19 - نيل الأمل في ذيل الدول

19 - نيل الأمل في ذيل الدول كتابنا هذا. ويسمّى في شذرات الذهب 7/ 331 «ذيل الدول»، وفي القاموس الإسلامي 5/ 93، 94 «ميل الأمل في ذيل الدول»، وانظر: «التاريخ العربي 3/ 255. وصف المخطوط وهو يتألّف من مجلّدين اثنين، الأول منهما في 352 ورقة × 2 = 704 صفحات. والثاني في 405 ورقات × 2 = 810 صفحات. وهو في نسخة فريدة لم نقف على ثانية لها، محفوظة في مكتبة بودليان بأكسفورد، رقم 610، 285 Hunt ، قياس 21 × 15 سم. ومنها أوراق قياس 18 × 29 سم. وفي الصفحة الواحدة 21 سطرا، وفي السطر 17 كلمة غالبا، وهناك بعض الصفحات كتبت بخط أكبر، فقلّت الأسطر فيها إلى 19 سطرا، والكلمات إلى ما معدّله 9 كلمات في السطر الواحد. وهي بخط النسخ الجيد بشكل عام، كتبت بالمداد الأسود، والعناوين بالأحمر، وكذلك بدايات السنين والشهور وفي بداية كل خبر تقريبا حيث يستهلّه بكلمة: «وفيه»، و «في شهر كذا». والنسخة ليست بخط المؤلّف، وإنما منسوخة في تاريخ غير معروف عن نسخة الأصل، ولهذا وقع فيها الكثير من التحريف والتصحيف، والتقديم والتأخير في تنقيط الحروف، وغمضت على الناسخ قراءة بعض الكلمات فرسمها كما وجدها دون تحقيق وضبط، ومن هنا واجهتنا مهمّة مضاعفة في قراءة النص الأساس كما أراده المؤلّف في الأصل، إذ لا نملك نسخة أخرى للمقارنة والمقابلة، يضاف إلى هذا تفرّد المؤلّف بذكر أخبار لا نجدها في المصادر الأخرى، فضلا عن الأغلاط النحوية واللغوية والإملائية الكثيرة التي عملنا على تصحيحها وتصويبها والإشارة إليها، في المتن أحيانا، وفي الحواشي أحيانا أخرى، حسب مقتضيات التحقيق. إذ في بعض الأحيان يضطر المحقق أن يبقي على الخطأ أو الغلط كما هو في المتن، ويصحّحه أو يصوّبه في الحاشية، وفي أحيان أخرى يضطّر إلى إثبات الألفاظ أو الكلمات صحيحة في المتن، وينبّه في الحاشية إلى أنها كتبت غلطا في النسخ، أو في الأصل، والراسخون في العلم وأهل التحقيق في كتب التراث لا يخفى عليهم هذا الأمر. وفي النسخة حواش ليست بالقليلة، ويتضمّن المجلّد الأول من حوادث سنة 744 حتى نهاية حوادث سنة 840 هـ‍. والثاني يبدأ بحوادث سنة 841 وينتهي بحوادث سنة 896 هـ‍. وقد ضاعت ورقة واحدة من المجلّد الثاني في حوادث سنة 853 هـ‍. والكتاب في الأصل لا ينتهي عند السنة (896 هـ‍) فحسب، بل هو يؤرّخ إلى ما بعد سنة 906 هـ‍ - بالتأكيد، وربّما إلى ما بعد سنة 911 هـ‍. على الأرجح. وينطبق رأينا هذا على كتاب الكبير «الروض الباسم» أيضا. فالذي وصلنا من «الروض الباسم» ينتهي

بحوادث ووفيات سنة 874 هـ‍. غير أنّ المؤلّف - رحمه الله - يشير إليه في كتابنا هذا «نيل الأمل» في السنوات التي تلي سنة 874 حتى سنة 896 هـ‍. وينقل منه، وفي آخر مرة يحيلنا إليه عند ذكره ثورة أهل حلب على نائبها في شهر شوال سنة 896 هـ‍. إذ يقول في الورقة 404 أ: «وقد ذكرنا تفصيل ذلك بالتاريخ الكبير المسمّى الروض الباسم». ولدينا أكثر من إشارة إلى أنّ الكتاب يؤرّخ إلى ما بعد 896 هـ‍. ففي (المجلد 2 / ورقة 230 أ) يذكر حادثة وقوع السلطان قايتباي وكسر رجله، ويقول بعد ذلك: إنه سيأتي مثل ذلك في سنة 901 هـ‍. وفي الورقة (215) يشير إلى أنه ذكر وفاة محمد أمير مكة في سنة 903 هـ‍. وفي الورقة (400 ب) يشير إلى أن «مصر باي» اختفى حين سلطنة العادل كما سيأتي في سنة ست وتسعمائة. أمّا «ابن إياس» فينقل عن المؤلّف، عن كتابه هذا بالتحديد، أخبارا في سنوات 899 و 901 و 906 و 911 هـ‍. وهذا يدلّ أن الكتاب أكبر مما وصلنا، وكذلك كتاب «الروض الباسم»، ما يعني أنّ الناسخ لكتاب «نيل الأمل» لم يكمل نسخه كاملا، ووقف عند سنة 896 هـ‍. وقد بدا في نهاية المخطوط تسرّع الناسخ بحيث لم يعد يذكر «الشهر» على عادته، واكتفى في ختام الكتاب بالقول: «الله أعلم»، دون أن يذكر اسمه، أو يؤرّخ لإتمام كتابته، كما نجده في آخر كل مخطوط. ومن حقّنا أن نشكره ونترحّم عليه - كما نترحّم على المؤلّف - لأنه حفظ لنا القسم الأكبر من هذا الكتاب بخطه، فيما ضاع أصل المؤلّف بكامله. بقي أن أشير هنا إلى أنّ المؤلّف يذكر في (المجلّد 2 / ورقة 232 ب) أن تاريخ تأليفه للكتاب كان في سنة 895 هـ‍. ومن الواضح أنه واصل تأليفه بعد ذلك، إذ يذكر في الورقة 402 أن «أركماس» نائب حلب أقامه العادل طومان باي في هذه السنة التي علينا، وهي سنة 906 هـ‍، غير أنّنا لا نستطيع أن نجزم متى توقّف عن التأليف، وعسى أن يعثر أحد الباحثين على تتمّة هذا الكتاب النفيس، وعلى تتمّة تاريخه الكبير «الروض الباسم»، فيثري معلوماتنا - أو من يأتي بعدنا - بمعلومات ثمينة انفرد بها مؤرّخنا «الظاهريّ» دون غيره من المؤرّخين المعاصرين له، واللاحقين به. أمّا اسم الكتاب فقد وثّقه مؤلّفه في مقدّمة المجلّد الأول، وفي الورقة الأولى من المجلّد الثاني، والطريف أن الورقة الثانية منه - أي المجلّد الثاني - تحمل ثلاثة عناوين للكتاب هي: «أخبار الدول وآثار الأول»، و «حوادث الدهور في مدى الأيام والشهور»، وهو المسمّى ب‍ «نيل الأمل في ذيل الدول». وقد أوضح المؤلّف سبب تأليفه لهذا الكتاب فقال: إنّ المختصر في التاريخ المسمّى ب‍ «دول الإسلام» للحافظ شمس الدين الذهبي، مختصر أنيق لطيف «احتوى على عدد الوقائع والحوادث المشتهرة، ومهمّات الوفيات للأئمّة الأعلام المهرة، انتهى فيه إلى سنة 44 وسبعمائة من الهجرة النبوية. إذ فيما بعدها أدركته المنيّة، وبقي منقطعا بعدها

منهجية الكتاب

إلى هذه الأيام يتشوّف الواقف عليه لما حدث على مدى الشهور والأعوام. حتى سألني بعض خلّص إخواني وأحبّائي. . . وكرّر عليّ غير ما مرة السؤال في تذييله على نحو النسج في الذهبي، من المنوال بزمان على ذلك في الحوادث والوفيات، يغني عن النظر في غيره من التواريخ المطوّلات. فأجبته إلى ذلك. . . وجمعت هذا الذيل. . . ورتّبته على الدول والسنين، وزدت الشهور، وأتيت فيه بما هو الأهمّ المشهور. . . وسمّيته: «نيل الأمل في ذيل الدول»، وابتدأت فيه من السنة التي انتهى إليها المصنّف». منهجيّة الكتاب اعتمد المؤلّف في عرض مادّة الكتاب الطريقة التقليدية المتّبعة في كثير من كتب التاريخ الأخرى، وهي طريقة الحوليّات، أي ذكر أخبار، أو وقائع، أو حوادث كل سنة على حدة، وذكر تراجم الوفيات مع الحوادث ضمن السنة نفسها حسب تتابع تواريخها بالأيام والسنين، فيبدأ أولا بتاريخ السنة كعنوان رئيس، ثم يذكر الشهر، مبتدئا بشهر محرم فيذكر ما وقع فيه من حوادث ووفيات مرتّبة على الأيام، ثم شهر صفر، فربيع الأول، وهكذا حتى تنتهي السنة، وبعد ذلك يذكر مجموعة صغيرة من الأحداث والوفيات التي لا يعرف في أيّ شهر حصلت لبعدها عن مصر، مكان إقامته. وهو يبدأ كل شهر بعبارة: «وفي شهر كذا». ويبدأ كل خبر وكل ترجمة بقوله: «وفيه». أمّا عند ذكره لأخبار ووفيات السنة التي لا يعرف في أيّ شهر كانت، فيبدأها بقوله: «وفيها» أي في السنة التي يؤرّخ لها. ومنهجية دمج تراجم الوفيات مع الحوادث والأخبار التي اتّبعها المؤلّف في كتابه «نيل الأمل»، تختلف عن منهجية الحافظ الذهبيّ في كتابه «دول الإسلام» الذي صنّف المؤلّف كتابه هذا تكملة له. فالذهبيّ يذكر حوادث السنة أولا، ويجمع الوفيات فيذكرها مرة واحدة في آخر السنة نفسها. وهذه الطريقة اتّبعها المؤلّف في تاريخه الكبير «الروض الباسم»، ولكنّه عدل عنها في «نيل الأمل»، فلم يفصل بين الحدث والوفاة، وكأنّه يريد أن يؤكّد أنّ وفاة الأعلام تمثّل حدثا بحدّ ذاتها. وبما أنّ الكتاب يبدأ بحوادث سنة 744 هـ‍ - أي قبل ولادة المؤلّف بمائة عام - فإنه اعتمد في تاريخه بشكل أساسيّ على كتاب «السلوك لمعرفة دول الملوك» للمقريزي، ومن بعده على كتاب «إنباء الغمر بأنباء العمر» لابن حجر العسقلاني - صديق والده -، ومن بعده على كتاب «عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان» لبدر الدين العيني، و «النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة» لابن تغري بردي، و «التبر المسبوك في الذيل على السلوك» للسخاوي، وغيره. وهي مصادر أساسية لتاريخه الكبير «الروض الباسم»، وبالتالي لمختصره، كتابنا هذا. وهنا أجد المندوحة في العودة إلى مقدّمة «الروض الباسم» للتأكيد على مقولتنا، ففيها يقول ما نصّه: «. . . وقد يحسن ويصلح أن يكون

أهميته

تاريخنا هذا ذيلا على عدّة من التواريخ المعتبرة المشتهرة، للسادة الأئمّة المهرة، كتاريخي: قاضي القضاة البدر العيني - طيّب الله ثراه، وجعل الجنّة مأواه وقراه، وتاريخ شيخ الإسلام، حافظ العصر، [ا] بن حجر، تغّمده الله برحمته، ولضريحه نوّره، وتاريخ التقيّ المقريزي رحمه الله رحمة تمنّاها، وغير ذلك من التواريخ التي بمعناها. وإن داخلها في بعض السنين الماضية، فيحسن ذيلا من حيث السنين الآتية، عقب سنيّ التواريخ المذكورة بعد التداخل، على أنّ بها من الزيادة ما يصلح أن يكون ذيلا لتلك السنين المتداخلة فيتمّ التذايل. . . وتوخّيت فيه ما ثبت عندي من نقل السادة المعتمدين الأخيار، أو شاهدته عيانا. أو مستفيضا يقينا من الأخبار. . .». وفي هذا السياق علينا أن لا ننسى - قبل هذا وذاك - والده المؤرّخ «خليل بن شاهين» المصدر الحيّ والأقرب. ولقد قرأ المؤلّف أخبار المؤرّخين السابقين، واستوعبها، ثم اختصرها وصاغها بأسلوبه وتعبيره المنطلق على سجيّته، بحيث تتّضح شخصيته من خلال كتابته التي تصل إلى حدّ العامّيّة في بعض الأحيان، مع كثرة الأغلاط والأخطاء اللغوية والنحوية. ولكنّه لم يخلّ في اختصاره للأخبار، بل على العكس من ذلك، إذ ضمّن كتابه أخبارا لم يذكرها «المقريزي» - مثلا - في «السلوك» ولا غيره، وكذلك الحال في الوفيات، إذ اكتفى «المقريزي» بذكر أسماء المتوفين في نهاية كل سنة، دون أيّة ترجمة. بينما أفرد المؤلّف في «نيل الأمل» لكلّ منهم ترجمة مختصرة. * * * أهميّته وتبرز أهمّيّة هذا الكتاب، في كونه يؤرّخ لحقبة طويلة من عصر دولة المماليك في مصر والشام والحجاز واليمن، تمتدّ نحو القرن ونصف القرن، (744 - 896 هـ‍ / 743 - 1491 م) والأهمّ من ذلك، أنّ المؤلّف يؤرّخ أيضا لبلاد المغرب والأندلس كشاهد عيان، بحكم رحلته إلى تلك البلاد وإقامته فيها عدّة سنين، ومعرفته برجالات السياسة فيها، وأهل العلم. فضلا عن أنه يؤرّخ للحقبة المتأخّرة من دولة المماليك، حيث تقلّ مصادرنا عنها بشكل ملحوظ. والكتاب بسنواته الأخيرة يؤسّس لمرحلة العلائق المتوتّرة بين المماليك والعثمانيّين، ويعرض لحيثيّاتها ومجرياتها وتطوّراتها سلما وحربا، ويتناول يوميّات سلاطين المماليك وأخبارهم، وأخبار رجالات الدولة السياسيين، والعسكريّين، والإداريين، والدينيّين، والعلماء، وعامّة الناس، وأخبار العجائب والغرائب والنوادر والطرائف، ويعرض للحياة العمرانية، والاقتصادية، والتجارية، والزراعية، وللمناخ، وأحوال الطبيعة، والزلازل، والفيضانات، والسيول، والحرائق، والنكبات، وحالات الكسوف والخسوف، وتدهور القيمة الشرائية للدراهم والفلوس، وانحباس المطر،

وقوافل الحجّاج، والرياح والعواصف، والأوبئة، والحرّ، والبرد، والشدّة، والرخاء، والفتن والحروب، وأخبار الأعراب، وأهل صعيد مصر، وتبادل السفارات والوفود مع السلاطين العثمانيين، وملوك الفرنج، والاحتفالات، والمواكب، ورسوم السلطنة، والمناصب، والوظائف ومصطلحاتها، ووضع أهل الذمّة من نصارى ويهود في المجتمع الإسلامي، وفتح قبرس، وغزو رودس، والتصدّي لغزوات وغارات الفرنج في البحر، وغير ذلك من معلومات ثرّة، انفرد المؤلّف بذكر كثير منها دون غيره من المؤرّخين، إذ لم أجدها في أيّ مصدر آخر. كما أضاف كمّيّة ضخمة من تراجم الأعلام، وخاصّة أعلام القرن التاسع، ممّن عاصرهم، أو اتّصل بهم والتقاهم، أو وقف على أحوالهم، وهم بالمئات، ولم يذكرهم «السخاوي» في موسوعته المعروفة ب‍ «الضوء اللامع لأهل القرن التاسع»، وقد أشرت إلى ذلك في حواشي الكتاب. ولم يكن مؤلّفنا مجرّد ناقل ومقتبس من كتب غيره ممّن سبقوه، أو جمّاعة للأخبار فحسب، بل كان مؤرّخا، ناقدا، مناقشا، صاحب رأي فيما ينقله ويدوّنه. وهذا نجده واضحا في تاريخه الكبير «الروض الباسم»، إذ نراه يعلّق على رواية ذكرها «ابن حجر» في شهر ربيع الآخر سنة 849 هـ‍. وهي أنّ السلطان الأشرف قايتباي عيّن «يونس البوّاب» الدوادار أن يكون مسفّرا لنائب حلب قانباي البهلوان يحمله إليها من حماه، وخلع على يونس بذلك، فقال المؤلّف «عبد الباسط»؛ «وسهى (كذا) الحافظ ابن حجر - رحمه الله - لما ذكر هذه القضية فقال: وتوجّه - أعني يونس بنائب حلب بطالا إلى القدس، ولعلّه قصد أن يفصّل ذلك أولا، وما أظنّ إلاّ أنه أشيع، فنقله الحافظ. على الإشاعة، ولم يقع ذلك. وكذا سهى (كذا) في نائب حلب قانباي لما ذكر عزله، فسمّاه جلبان، فإنه قال في تاريخه: وفي هذا الشهر عزل نائب حلب جلبان. ولم يكن إلاّ قانباي هذا. ثم ذكر الحافظ المذكور في تاريخه بعد ذكره هذه القصة باسطر أنه يقال إنّ السلطان قرّر في تقدمة شاد بك دولات باي الدوادار الثاني، وقرّر الشهاب أحمد حفيد إينال اليوسفي في الدوادارية الثانية. وهذا أيضا لم يقع، فيحمل على أنه قيل له ثم رجع عنه إلى ما قلناه، فعلّقه الحافظ في وقته، ثم لم يحرّره، فإنه كان فيما هو بصدده، وكان التاريخ فضلة عنده ولا يتفرّغ لتحريره، رحمه الله تعالى» (¬1). وانتقد «ابن تغري بردي» نقدا لاذعا في أكثر من موضع في «الروض الباسم» أيضا، وأتّهمه مرة بالسفالة وقلّة الأدب والحياء وعدم المعرفة، ومرّة بجمود ذهنه، وأخرى بأنه فضوليّ يقول كلاما لا طائل تحته، وأنه يتوهّم بل يكذب. ففي ترجمته للمؤرّخ «تقيّ الدين المقريزي» نقل أقوال المؤرّخين في نسبه إلى أن ¬

(¬1) الروض الباسم 1 / ورقة 34 ب (حسب ترقيم المخطوط) و 106 (حسب ترقيمنا)، وقارن بإنباء الغمر 4/ 237.

وصل إلى ما قاله «ابن تغري بردي»، فعلّق عليه بجملة طويلة، فقال: «وقال الجمال بن تغري بردي، رحمه الله، في ترجمته: وأملى عليّ نسبه الناصريّ محمد ابن أخيه بعد موته، إلى أن رفعه إلى علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، من طريق الخلفاء الفاطميّين». انتهى كلامه. أقول: وليس في الانتساب إلى الفاطميين فخر، فإنّ جماعة من كبار علماء الإسلام والمؤرّخين المعتمدين أجمعوا على أنّ بني عبيد ليسوا بفاطميّين، بل وليس أصلهم من المسلمين، وذكر بعضهم أنّ أصلهم من بني ديصان، طائفة من المجوس. وذكر بعض الثقات أنه أثبت ببغداد محضرا فيه خط الشيخ أبو (كذا) الحسن القدوري الحنفي - وناهيك بعلمه ودينه وخيره -، وخط الإسفراييني الشافعي، وناهيك بالآخر وغزير علمه أيضا، أنّ بني عبيد ليسوا بفاطميّين، وأن عبد الله (كذا) الملقّب بالمهديّ ليس من ذرّية النبيّ عليه السلام. وهذا معروف مشهور مسطور مفروغ منه، تكلّم عليه الأساتذة الأقدمين (كذا). وممن ذكر ذلك ابن خلّكان، والذهبيّ، وابن كثير، وغيرهم من المؤرّخين، وتكلّم فيه وصرّح بذلك القاضي أبو بكر الباقلاّني، وغيرهم ممن يعتبر قولهم من الأكابر، وقد أنكر علماء النسب منهم، وما ذكره المقريزي في بعض كتبه من الميل إلى ذلك، بل التصريح به على تلك الطريقة التي ذكرها بعد استيعاب كلام الكثير من الأفراد الطاعنين في ذلك يفوق ما ذكره عنهم، ودخلوه إلى المقصود بحسن عبارة بحيث لا يرد عليه سؤال بكلام مغرض من متعصّب لا طائل تحته، وقد أعيب عليه ذلك وارتكابه إياه من ذلك الوجه الذي دخل إليه به غاية الإعابة، وبكّت عليه بعض العلماء في ذلك، وأنه ولها به بنفسه، ولا فخر في ذلك في الحقيقة اللهمّ إلاّ أن يفتخر بكونهم كانوا طرفا، فيمكن ذلك على أنهم كانوا بين الملوك لخبثهم الظاهر. ولما ترجم شيخ الإسلام البدر العيني، رحمه الله، التقيّ هذا قال في أثناء كلامه في ترجمته: وكان مشتغلا بكتابة التواريخ ويضرب الرمل، تولّى الحسبة بالقاهرة في آخر أيام الظاهر برقوق، ثم عزل بمسطّره، ثم تولّى مرة أخرى في أيام الأمير سودون بن أخت الظاهر برقوق، ثم عزل بمسطّره الدوادار الكبير أيضا عوضا عن مسطّره بحكم أن مسطّره عزل نفسه بسبب ظلم سودون المذكور. انتهى. ولما ذكر [ا] بن تغري بردي ترجمة التقيّ هذا نقل عن العيني صدر هذا الكلام وهو قوله: وكان، إلى قوله: الرمل، ثم قال عقيب ذلك: وكلام الأقران في أقرانهم غير مقبول. انتهى. أقول: وهذا لعلّه كلام مهبول، إذ هو في غاية السفالة وقلّة الأدب والحياء وعدم المعرفة، إذ لا نسلّم أنّ كلام الأقران في أقرانهم غير مقبول، لأنه إن لم يقبل كلام من كان مقارنا للإنسان عارفا بأحواله، فلا يقبل كلام غيره بطريق الأولى. وفي هذا من الفساد ما لا يخفى. وأيضا كلام العيني في المقريزي كلام ليس بطائل حتى لا يقبل بعلمنا قطعا بصدق ما قاله، فإنّ أحدا لا ينكر كون المقريزي كان يكتب التاريخ ويعرف علم الرمل ويضرب، فكيف لا يقبل هذا وليس فيه ما يشين المقريزي ولا ما ينقصه، حتى لو ذكر العيني عن المقريزي ما ينقصه قبلناه لعلمنا بثقته،

فكيف بكلام مقبول عند الكافة يعرف صحّته كل أحد، فلا شك أنّ هذا القول صادر عن غير مسلّمه. والجمال هذا مثل هذا، وأشباهه شيئا كثيرا (كذا) يكاد لا يحدّ ولا يعدّ. وإنّما الموجب لارتكابه عدم التأمّل ومعرفة قواعد التكلّم وما يرد على ذلك» (¬1). ثم وصفه بعد قليل بالوهم، وهو يؤرّخ لوفاة المقريزي، فقال: «وذكر شيخ الإسلام العيني وفاته يوم الجمعة وقال: تاسع عشر شعبان، وهو سهو منه في العدّة، ولعلّه سبق قلم في الشهر، أراد أن يكتب رمضان، فسبقه القلم، فكتب: شعبان، وبقي كذلك. وأمّا وهمه في اليوم فلكونه دفن فيه فظنّه يوم وفاته. قال ابن تغري بردي إنه توفي يوم الخميس سادس عشر رمضان، ثم ذكر ما قاله العيني ووهّمه، والحال إنه هو الواهم، فإنّ أول رمضان في هذه السنة كان الأحد أو السبت على ما وقع فيه من الخلاف» (¬2). وفي ترجمة «تنبك الجقمقي» المتوفّى سنة 849 هـ‍. نعت «ابن تغري بردي» بالجهل، وشكّك في وفاة «تنبك» هذه السنة، وذكر ما يؤيّد جواز كتابة: «تنبك» و «تاني بك» ومثل ذلك: «جانبك» و «جاني بك» فقال: «وقد غلّطه ابن تغري بردي» في هذه - أعني جانبك - حيث لم يجوّز كتابتها بالياء، وأمعن في ذلك في كتابه الذي سمّاه «مورد اللطافة»، ونسب الناس إلى الجهل، وهو الواقع فيه، على أنه كان يعرف اللغة التركية، لكن لجمود ذهنه يقف عند ما يقع في نفسه في أول وهلة فلا ينتقل إلى غيره، بل ولا يخطر بباله» (¬3). وعندما ذكر «ابن تغري بردي» ولاية «شمس الدين القاياتي» في سنة 849 هـ‍. قال: «وظنّ كل أحد أنه يسير في القضاء على قاعدة السلف لما عهدوا منه قال: فوقع بخلاف ما كان في الظن، ومال في المنصب وراعى الأكابر، وأكثر من النواب، وظهر منه الميل الكلّي إلى الوظيفة حتى لو عزل منها لمات أسفا عليها. انتهى كلامه». فعلّق المؤلّف بقوله: «هو كلام في غاية الفضول وقلّة الأدب والحياء لا طائل تحته، إذ علم القاياتي وخيره ودينه وتقشّفه وعفّته ظاهر لكل أحد، وليس مقام ابن تغري بردي أن يذكر مثل هذه الكلمات عن ذلك الرجل» (¬4). وفي حوادث شهر رمضان سنة 865 هـ‍. قال المؤلّف: «وخرج شهر رمضان هذا ولم يقع فيه بعد يوم الإثنين هذا حادث يؤرّخ من كبير أمر، وما ذكره الجمال يوسف بن تغري بردي في تاريخه من أنّ في يوم الثلاثاء ثامن عشرينه توجّه القاضي محبّ الدين بن الشحنة كاتب السرّ إلى خانقاه سرياقوس لتحليف جانم نائب الشام، فلم نعلم به، ولم ¬

(¬1) الروض الباسم 1 / ورقة 51 ب، 52 أ (حسب ترقيم المخطوط: وص 46، 47 (حسب ترقيمنا). (¬2) الروض الباسم 1 / ورقة 52 أ (ص 47). (¬3) الروض الباسم 1 / ورقة 53 أ (ص 49). (¬4) الروض الباسم 1 / ورقة 32 ب (ص 103).

يكن له حقيقة. ثم إنني رأيت خط المحبّ وقد وقف على هذا المحلّ من تاريخ يوسف المذكور، فكتب بخطه بإزاء ذلك المحلّ ما جرى ذلك، وما علمت من أين أخذ ذلك، وتوهّمه، على أنه ليس بوهم، بل كذب محض» (¬1)! وعلّق المؤلّف طويلا على ما كتبه «ابن تغري بردي» بحقّ السلطان الأشرف إينال في ترجمته ووفاته في سنة 865 هـ‍. حول كتابة «إينال» العلامة على المناشير وأنه لم يهتد إلى ذلك، فأكّد المؤلّف أنه كان يكتب له بالقلم الرفيع العلامة وهو يعيد على ذلك بقلم العلامة الغليظ، وأن «ما ذكره بعض المؤرّخين - ويعني ابن تغري بردي - من أنه كان ينقّط له ثم يعيد هو على النقط فوهم، بل كان يكتب له كما ذكرناه، وكذا ما ذكره أنه لم يهتد إلى ذلك مدّة سلطنته، بل اهتدى على ما بيّناه في المراسيم، ولم يعدها بخلاف المناشير، فإنّ العلامة فيها: «الله أملي»، فكأنها كانت بعيدة عن ذهنه، ولأنها كانت قليلة الكتابة بخلاف المراسيم، فإنها متكرّرة كثيرا. وذكر هذا المؤرّخ أيضا عنه أنه لم يكن عفيفا عن الفروج، بل قال عنه إنه ربّما اتّهم بحبّ المرد، وإنه كانت أحكامه غالبة مناقضة للشريعة (. . .)، وهذه عبارته بعينها وحروفها، وأنت تدري ما فيها من الخلل، بل كان السكات عمّا ذكره أجمل، إذ العفّة من غالب هؤلاء الأتراك، وإن ظهرت فالغالب في الباطن بخلافها، على أنّ من ذكر هذا المؤرّخ عنه العفّة منهم كان إينال هذا عندي أعفّ منه، ومن نظر بعين الإنصاف مع تركه الاعتساف والغرض في سير هؤلاء وأحوالهم علم ما أقوله بشرط إمعان النظر، والتوسّم الموافق لصحّة الخبر حتى به يزن ما يرد عليه ويسمعه. ثم قال هذا المؤرّخ بعد ذلك: ووقع من مماليكه في أيام دولته من الأذى والتشويش البالغ والفحش وما لا يمكن شرحه، وهو راض به مع قدرته على إزالته. ثم قال: وكان يرضى بظلم الظالمين، بل ربّما شكرهم على ظلمهم وألبسهم الخلع والتشاريف. قال: وكان الخلق في آخر أمره تبغضه بغضا شديدا عظيما، وتمنّوا زوال ملكه لما ساموه لا سيما من شدّة وطأة ولده أحمد، وزوجته، وصهره برد بك الدوادار. انتهى كلامه. أقول: ليت شعري من ذا الذي لم يتّصف بهذه الصفات بعده من السلاطين، وكذا قبله من جنسه حتى ينكر هذا المؤرّخ على ذاك، أعني صاحب الترجمة. وكذا من ذا الذي سلم من هذه الآفات، لكن الأغراض توقع صاحبها فيما أراده (¬2). . .». ولا يترك المؤلّف فرصة سانحة إلاّ ويغتنمها للنيل من «ابن تغري بردي»، ويجدها هذه المرة في ما كتبه عن سلطنة تمربغا وتفضيله على كل السلاطين الذين سبقوه؛ بما فيهم صلاح الدين الأيوبيّ. فقال عن «تمربغا»: «ولما ترجمه بعض المؤرّخين ممن يجازف في كلامه ويعرّض فيما يقول، قال: لا نعلم في ملوك مصر من ولي تخت مصر ¬

(¬1) الروض الباسم 2 / ورقة 22 أ. (¬2) الروض الباسم 2 / ورقة 28 أ.

من الدولة التركية أفضل منه، ولا أجمع للفنون والفضائل، مع علمي من ولي مصر قديما وحديثا من يوم افتتحها عمرو بن العاص إلى يوم تاريخه، ولو شئت لقلت: ولا من بني أيوب! ثم أخذ بعد ذلك يذكر كلاما طويلا لا طائل تحته، ولا يصدر عن من له أدنى مسألة في معرفة نقد الناس والوقوف على سيرهم وأحوالهم وأخبارهم إمّا بالمشاهدة والعيان، أو بالخبر والبرهان. ورأيت هذا المسكين في غاية الجهل بمراتب الناس ومعرفة ذلك وما لهم من المقامات الذاتية والعرفية مع ما عرفته من ترجمتنا لتمربغا هذا وإيصالنا له إلى حقّه، لكن بحيث يصل الإنسان في الإطراء إلى مثل قول هذا القائل فلعلّ هذا المقال يؤدّي إلى الهبال، وما جميع من ملك مصر مع بني أيوب لا سيما السلطان السيد الشهيد الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب إلاّ كما قال الشاعر: نزلوا بمكة في قبائل نوفل ... ونزلت بالبيداء أبعد منزل وكذا (مع الصالح نجم الدين أيوب، ووالده الكامل محمد، بل ووالده العادل أبو بكر بن أيوب) (¬1)، فليس من الإنصاف، بل ولا من الدين، لا سيما لمن يدّعي أنه مع علمه بكذا وكذا، وأنّ له علما أن يقول مثل هذا المقال، اللهمّ إلاّ أن يكون به الخبال، فانظر بعين الإنصاف وتجنّب الاعتساف. وعلى تقدير تسليم ما قاله، كيف يدّعي لصاحب مدّة قصيرة لم تظهر له ثمرات في تصرّفاته، بل ونحن نعرف ما كان عليه قبل وصوله إلى ما وصل إليه، بل وآل أمره عن قريب إلى ما آل أن ينسب إلى كونه أفضل من أولئك الملوك الأقيال، فنعوذ بالله من الضلال» (¬2). وبقدر ما امتدح «ابن تغري بردي» السلطان تمربغا، ذمّ السلطان الظاهر يلباي، والإثنان لم يلبثا في السلطنة إلا وقتا قصيرا، فردّ عليه المؤلّف بكلام عنيف، وفيه: «ولما ذكر الجمال بن تغري بردي هذا الأمر وهذه القضية بسبب العجز والتقصير للظاهر يلباي هذا فقال: وما ذاك إلا لعدم تقدّمه وسوء سيرته وعجزه عن تدبير الأمور وبتّ القضايا وتنفيذ الأحكام وأحوال الدولة، وقلّة عقله بأنه كان في القديم لا يعرف إلا بيلباي تلي أي مجنون، فهذه شهرته قديما وحديثا في أيام شبيبته، فما بالك به وقد شاخ وكبر سنّه، وذهل عقله، وقلّ سمعه ونظره. هذا ما قاله، وهو كلام في غاية التخابل والاعتساف وقلّة الأدب والإنصاف، بل في غاية السفالة والغسالة، وعدم معرفة الأحوال والحدس الثاقب، على أنّ قائله كان يدّعي معرفة أحوال الترك على ما هم عليه على ما ينبغي، فليت شعري، كيف لم يكن تمربغا مساو (كذا) لهذا في ذلك، حتى لما ترجمه جعله أفضل من بني أيوب. . . وما لقّب [يلباي] بالمجنون إلا لشجاعته وإقدامه وقوله الحق وعدم مداهنته، وإلا فلو كان مجنونا بالمعنى الذي قاله هذا المؤرّخ لما جازت بيعته ¬

(¬1) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬2) الروض الباسم 3 / ورقة 60 أ.

رأي المؤلف في زمانه

بالسلطنة، فعلم أنّ المراد من تلقيبه بذلك لأجل نوع حدّة كانت في مزاجه وجرأة وإقدام حتى شبّه بالمجنون. بل ما قاله هذا المؤرّخ يؤدّي إلى الطعن في أهل الحلّ والعقد من الأئمّة والقضاة والعلماء، بل والأمراء والجند حيث ولّوا عليهم مجنونا. وبالجملة فذا كلام لا على طريقة الإنصاف، بل الإنصاف خلافه» (¬1). ويعود المؤلّف فينتقد كلام «ابن تغري بردي» في كلّ من الأمير «قرقماس الجلب» و «الأمير قراجا» وذلك في شهر رجب من سنة 872 هـ‍. ووصف رأيه فيهما بأنه تخبيط (¬2). ويعقّب على قوله من أنه يظنّ أنّ علي بن بركات شقيق أمير مكة محمد بن بركات حضر إلى مصر لآخر مرة في سنة 872 هـ‍، فيقول المؤلّف: «لم يكن ذلك آخر عهده لذلك؛ بل قدم بعد ذلك إلى مصر في سنة اثنين (كذا) وثمانين، ودام بها إلى يومنا هذا قاطنها، وكان لما عاد إلى أخيه أقام عنده مدّة ووقع بينهما أمور، وتوسّع خيال علي هذا من أخيه، ففرّ منه إلى القاهرة من على جهة القصير في البحر، وقدم القاهرة من الصعيد» (¬3). وتوقّف مشكّكا في قول «ابن تغري بردي» حول شيخ الخدّام بالحرم النبويّ الشريف سرور الطرباي الحبشي الطواشي، المتوفى سنة 873 هـ‍ (¬4). ورغم كل النقد والتجريح والنيل من «ابن تغري بردي» فإنّ المؤلّف لم يستنكف عن النقل من مؤلّفاته، وعن تسميته ب‍ «صاحبنا»، وهو ينقل عن كتابه: «حوادث الدهور»، فيقول: «ذكر صاحبنا الجمال يوسف بن تغري بردي»، وذلك في حوادث شهر شعبان سنة 873 هـ‍. ثم يتبع ذلك بقوله: «هذا ما نقلته من تاريخه مما ذكره به بنحو ما قلناه، إن لم يكن بلفظه فبمعناه» (¬5). * * * رأي المؤلّف في زمانه يظهر المؤلّف امتعاضه الشديد من الأوضاع المتردّية التي آلت إليها أحوال دولة المماليك على مختلف الصعد، السياسية، والاقتصادية، والإدارية، وخاصّة بعد وصول الجراكسة إلى السلطنة، وهو يرى أن عهد الترك المماليك قبلهم كان أفضل بكثير، ويشير في أكثر من موضع في كتابه «نيل الأمل» إلى ضياع هيبة القضاة وهم أعلى سلطة في الجهاز الدينيّ، وتقدّم الأمراء العسكريين عليهم، بل إن تجرّؤ مماليك الأمراء على قاضي ¬

(¬1) الروض الباسم 3 / ورقة 160 ب، 161 أ. (¬2) الروض الباسم 4 / ورقة 175 ب. (¬3) الروض الباسم 4 / ورقة 180 ب. (¬4) الروض الباسم 4 / ورقة 235 ب. (¬5) الروض الباسم 4 / ورقة 216 ب و 217 أ.

القضاة أضحى واضحا في أواخر القرن التاسع الهجريّ، وللمقارنة بين هيبة القاضي في القرن الثامن، وضياعها في القرن التاسع، يذكر في أول حوادث سنة 778 هـ‍. ما يلي: «في محرّم طلب قاضي القضاة البرهان بن جماعة دوادار أقتمر النائب ووبّخه ونهره في مجلس حكمه، ووضع من أقتمر بسبب ما يحدث من أحكامه بين الناس، وذكر له أنه بلغه عنه أنه ضرب ربّ دين بحضور مديونه، فتلطّف الدوادار وترفّق به حتى خلّص منه، وقد خاف منه». ثم يعقّب بعد ذلك بقوله: «فانظر إلى ذلك الزمان وزماننا هذا، هل يتجرّى قاضي قضاة عصرنا أن يطلب غلام الأتابك أزبك، فضلا عن دواداره» (¬1)!؟ وفي حوادث سنة 781 هـ‍. (شهر جمادى الأول) ذكر أنه خلع على قاضي القضاة الحنفية جار الله بأن يقرّر مودع حكم الأيتام وأن يلبس الطرحة كالقاضي الشافعيّ، ويقيم أمين حكم، ويولّي قضاة الحنفية بالبلاد، فقام الشافعية في ذلك أشدّ قيام، واستمال العلاّمة الكمال البدر في ذلك. ولا زالوا حتى بطّلوا هذا الأمر بعد أن عقد مجلس عند الأتابك برقوق بسبب ذلك. فعلّق المؤلّف على هذا بقوله: «وهذا أمر لا طائل تحته حتى يتنافس فيه في الحقيقة، فإنّ قاضي القضاة في هذا الزمن اسم لا مسمّى له، إذ كان في العصر الأول منفردا كأبي يوسف فهو قاضي قضاة الإسلام حقيقة. ولي في هذا كلام طويل لا يسعه هذا المختصر» (¬2). وفي سنة 783 هـ‍. كانت كائنة نفي الجمال محمود العجمي المحتسب في شهر شعبان، حيث أمر الأتابك برقوق بذلك، وسببه أنّ كلاما وقع في مجلس برقوق وهو حاضر، وذكر فيه الهنديّ بن منصور القاضي الحنفيّ، فقال برقوق: «القضاة ما هم مسلمون»، وكان ذلك بالتركية، فنقل العجميّ قوله لابن منصور الهنديّ فشقّ عليه ذلك وركب إلى ابن جماعة الشافعيّ، وقال له: إني قطعت عمري بالاشتغال بالعلم بدمشق، [و] في آخر عمري أنفى بمصر عن الإسلام! وذكر له ما نقل عن برقوق، واستشاره في عزل نفسه، فتغيّر ابن جماعة من ذلك جدا، وركب من فوره إلى برقوق، وفاوضه في ذلك، فغضب من محمود العجميّ وعزله وأمر بنفيه حتى شفع فيه. ويعقّب المؤلّف على ذلك بقوله: «وهذا أيضا مما حدث في دولة الجركس، وإن القضاة والعلماء كانوا في غاية الأوج من العظمة حتى على تقدير شيء فيهم، لكن لكونهم وعاء العلم كانوا يعظّمون ويقبّل السلطان والأمراء الأكابر أياديهم، ويخشون من ¬

(¬1) نيل الأمل، أول حوادث سنة 778 هـ‍. (¬2) نيل الأمل 1 / ورقة 141.

اتخاذ الكتاب مصدرا للمؤرخين

ألسنتهم، ويرون أنهم ما عرفوا دين الإسلام إلاّ بهم، وأنهم عسى ما كانوا هم في بركتهم، فعاد الأمر بالعكس حتى وصلوا [إلى] الوقيعة فيهم، ثم تزايد الأمر بعد ذلك لا سيما في أزماننا هذه حتى صار أقلّ الناس فضلا عن الأماثل والأكابر يتكلّمون في القضاة والعلماء وينسبونهم إلى المعايب والمثالب والمصائب، حتى أقبل الغلمان وأراذل العامّة وسفلة الناس، وما ذاك إلا عقوبة من الله تعالى لهم لامتهانهم العلم وخضوعهم لبني الدنيا في طلبها، وليتها وصلت إليهم، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون» (¬1). أمّا رأيه في دولة الجراكسة فكان أشدّ قسوة حين تحدّث عن «برقوق» فقال: «وكان جنديا من المماليك اليلبغاوية لا ذكر له، وهو من غير جنس العسكر الموجود لكونه جركسيّ الجنس وهم ترك، ولكن أذلّ الله تعالى به دولة الترك حتى قامت به دولة الجركس وكانت شرّ دولة قامت في الإسلام على ما سيأتي لك بيانه، وعلى ما هو ظاهر لمن له أدنى بصيرة ونظر بنور الحق والاعتبار» (¬2). وقال في موضع آخر في حوادث سنة 782 هـ‍: «وقامت دولة الجراكسة وأمرها لم يتمّ، فإنها من أسوأ دولة وشرّها، وعلى يديها كان زوال محاسن مملكة مصر وقواعد سلطنتها، وتغيّرت الأحوال، وظهرت الأهوال. وبالله المستعان» (¬3). ويعقد في حوادث سنة 839 هـ‍. مقارنة بين النفقة السلطانية على الأمراء والجند الذين عيّنوا للتجريدة إلى بلاد الشام في شهر شعبان، وبين ضخامة النفقة ذاتها في سنة 895 هـ‍. ليؤكّد على تدهور الوضع الاقتصاديّ وتضخّم الإنفاق المالي في أواخر القرن التاسع الهجري، كدليل على تردّي الأوضاع العامّة في دولة المماليك الجراكسة، فيقول: «وفي شعبان كانت النفقة السلطانية على الأمراء والجند الذين عيّنوا للتجريدة للشام، وبلغت النفقة سبعة عشر ألف دينار، حتى استكثرها البعض من الناس». (هذا في عام 839 هـ‍). «فلو نظر إلى زمننا هذا وما فيه من النفقات فإن في هذه الأيام التي نحن بها في عصرنا حين تصنيفنا هذا التاريخ في سنة خمس وتسعين وثمانمائة، خرج العسكر إلى قتال ابن عثمان، فكانت النفقة فيه على الأتابك وحده أربعة وعشرين ألف دينار، وزادت النفقة بأسرها على الألف ألف دينار فيما أخبرت» (¬4). اتخاذ الكتاب مصدرا للمؤرّخين مثلما اعتمد المؤلّف في تدوين مادّة كتابه على مصادر المؤرّخين المتقدّمين، فإنّ المؤرّخين المعاصرين له والمتأخّرين عنه اعتمدوا كتابه بين مصادرهم، بل إنّ بعضهم اتخذ هذا الكتاب مصدرا أساسيا بحيث أفرغ معظمه في كتابه، ونخصّ بالذكر «ابن إياس» ¬

(¬1) نيل الأمل 1 / ورقة 256. (¬2) نيل الأمل 1 / ورقة 226. (¬3) نيل الأمل 1 / ورقة 248. (¬4) نيل الأمل 1 / ورقة 691.

الذي نقل حرفيا كامل الكتاب من أوله إلى آخره ووضعه في كتابه «بدائع الزهور في وقائع الدهور»، واستغنى به عن «السلوك» للمقريزي، وهو اطّلع على نسخة كاملة من الكتاب حيث نجده ينقل أخبارا ذكرها المؤلّف بعد حوادث سنة 896 هـ‍. التي كانت آخر ما وصلنا من كتابه. ورغم الكمّ الهائل الذي نقله ونسخه، فإنه لم يصرّح بذلك إلاّ في مواضع قليلة. ففي حوادث سنة 873 هـ‍. ذكر أعجوبة الحصاة التي كتب عليها، فقال: «نقل شيخنا الشيخ عبد الباسط بن خليل الحنفي في تاريخه، أنّ شخصا من الجند، يقال له يوسف السيفي يشبك الصوفي، خرج ليسيّر نحو الجبل المقطّم، فرأى حصاة مرميّة على الأرض فأخذها، فإذا عليها مكتوب بخط جيد: قد قرب الوقت اعتبروا واتقوا الله. وهي كتابة بغير نقط ولا شكل. فأحضرها بين يدي الشيخ أمين الدين الأقصرائي حتى رآها وتعجّب من ذلك، ولكن طعن فيها بعض الناس، وقال إنها مصنوعة. والله أعلم بحقيقة ذلك» (¬1) وفي سنة 894 هـ‍. توفي الشيخ بدر الدين بن الغرس، محمد بن محمد بن محمد بن خليل القاهري الحنفيّ، فرثاه المؤلّف، فنقل «ابن إياس» رثاءه فقال: «ولما مات رثاه شيخنا عبد الباسط بن خليل الحنفيّ بقوله: لقد أظلمت مصر وأقفرت الدنيا ... لموت عديم المثل بل أوحد العصر سأعجب إن ضاءت ليالي عصرنا ... وكيف يكون الضوء مع عدم البدر (¬2) وفي سنة 899 هـ‍. - وهي من السنوات التي ضاعت مع القسم الأخير من كتابنا - ينقل ابن إياس بيتين من الزجل في وفاء النيل: «وقال شيخنا عبد الباسط بن خليل الحنفي: النيل وافا ووفّا ... مبشّرا بالمنافع وخازن القوت عي‍ ... نيه تقلّعت بالأصابع» (¬3) وفي سنة 901 هـ‍. أخبر جماعة من الفلكية بأنّ زحل قد اقترن مع المرّيخ في برج الحوت، وذكروا أنّ هذا القران سيقع به فتن عظيمة عن قريب، فأجاب شيخنا عبد الباسط بن خليل الحنفي عن ذلك بقوله: ليس القران بفاعل ... كلاّ ولا بمؤثّر إنّ المؤثّر فعل من ... خلق القران تدبّر ¬

(¬1) بدائع الزهور 3/ 26. (¬2) بدائع الزهور 3/ 263، نيل الأمل 2 / ورقة 383 ب. (¬3) بدائع الزهور 3/ 304.

فالفعل عنه صادر ... كم يا منجّم تفتري (¬1) وفي سنة 905 هـ‍. تعيّن شهاب الدين الرملي في وظيفة «ناظر الخاص» ولم يتقدّم له ولاية أية وظيفة سنية في مصر قبل ذلك، حتى عدّت ولايته من غلطات الزمان، فقال «ابن إياس»: «وفي ذلك يقول شيخنا خليل الحنفيّ، وهو قوله: قد استوى الرملي على منصب الخا ... صّ برأس العام يا خلّي من عدم الدّست ومن جهل من ... يطبخ حتى انحطّ للرملي» (¬2) ونقل خبر هدم قبّة مدرسة السلطان حسن، وذكر بعد ذلك: وفي هذه الواقعة يقول شيخنا عبد الباسط بن خليل الحنفيّ، وهو قوله: هتكت قبّة الحسن ... وانتفى وصفها الحسن إنّ في ذا لعبرة ... لكن المستفيق من؟ (¬3) ولما توفي العلاّمة جلال الدين السيوطي سنة 911 هـ‍. رثاه المؤلّف بأبيات، نقلها عنه «ابن إياس»، وهي قوله: مات جلال الدين غيث الورى ... مجتهد العصر إمام الوجود وحافظ السّنّة مهدي الهدى ... ومرشد الضالّ بنفع يعود فيا عيوني انهملي بعده ... ويا قلوب انفطري بالوقود واظلمي يا دنيا إذ حقّ ذا ... بل حقّ أن ترعد فيك الرعود وحقّ للضوء بأن ينطفي ... وحق للقائم فيك القعود وحق للنور بأن يختفي ... ولليالي البيض أن تبق سود وحق للناس بأن يحزنوا ... بل حق أن كلّ بنفس يجود وحقّ للأجبال خرّ وأن ... تطوى السما طيّا كيوم الوعود وأن يغور الماء والأرض أن ... تميد إذ عمّ المصاب الوجود مصيبة حلّت فحلّت بنا ... وأورثت نار اشتعال الكبود صبّرنا الله عليها وأو ... لاه نعيما حلّ دار الخلود وعمّه منه بوبل الرضى ... والغيث بالرحمة بين اللحود (¬4) ¬

(¬1) بدائع الزهور 3/ 318. (¬2) بدائع الزهور 3/ 424. (¬3) بدائع الزهور 3/ 455. (¬4) بدائع الزهور 4/ 83، 84.

ويظهر واضحا ما في الأبيات من ركاكة، ومن أغلاط نحوية، فالصواب أن يقول: «بل حق أن كلاّ بنفس يجود»، وأن يقال: «وحقّ للأجبال خرّا». وقد نقلها «ابن إياس» كما هي بأغلاطها. وقد نقل «ابن طولون الدمشقي» هذا الرثاء في «مفاكهة الخلاّن» (¬1)، وعنه نقله «نجم الدين الغزّي» في الكواكب السائرة»، وقال: «ولم أقف إلاّ على هذه القصيدة في تاريخ ابن طولون، ذكر أنه استملاها من بعض من قدم عليهم دمشق من القادمين، فكتبها هنا من خطّه لئلاّ تخلو الترجمة من مرثيّة ما» (¬2). وللدلالة على أنّ «ابن إياس» كان ينقل عن المؤلّف كلّ ما كتبه، بأخطائه، ما جاء في «نيل الأمل» في حوادث سنة 877 هـ‍. من أنّ ركب الحجّاج العراقيّين دخلوا المدينة المنوّرة وضيّقوا على قضاتها، وأرادوا التوجّه إلى مكة المكرّمة، فخرج إليهم أميرها الشريف محمد بن بركات فلاقاهم من بطن مرّ، فكتبها المؤلّف - أو ناسخ كتابه - في نيل الأمل: «بطن مرو» (¬3) بإضافة واو في مرّ، فنقل «ابن إياس» هذه الصيغة كما رسمت - غلطا - دون تمحيص وأثبتها في كتابه (¬4). والصواب: «بطن مرّ»، بفتح الميم وتشديد الراء، وبين مرّ وبين مكة خمسة أميال (¬5). وفي شهر رمضان من سنة 876 هـ‍. ذكر المؤلّف ترجمة «يحيى بن يشبك الفقيه الجركسي» وكتب: «مولده سنة 8»، فكتبها «ابن إياس» مثله. مع أن مولده سنة 842 هـ‍. وكذلك تابع المؤلّف أو الناسخ للكتاب عند ذكر الفتن في بلاد فاس بالمغرب، ووردت خطأ «فارس»، فنقل «ابن إياس» الخطأ دون تمحيص. (انظر 237 ب). وتابعه بالغلط النحوي حين كتب: «بزيادة اثنا» (247 أ) وغيره. وكان كتاب «نيل الأمل» أيضا، مصدرا من مصادر «السخاوي» في موسوعة «الضوء اللامع»، ففي ترجمته لأحمد بن أبي حمو موسى بن عبد الواحد التلمساني سلطان المغرب، المتوفى سنة 865 هـ‍. قال: «وترجمه الزين عبد الباسط مطوّلا» (¬6). وهناك الكثير من تراجم الوفيات التي ذكرها «السخاوي» في «الضوء» دون أن يذكر تاريخ وفاتهم، وأحيانا يترك مكان تاريخ وفاته بياضا، ويمكن أن يستدرك عليه من كتابنا ¬

(¬1) مفاكهة الخلاّن في حوادث الزمان 1/ 302. (¬2) الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة 1/ 231، والجملة التي ذكرها عن «مفاكهة الخلاّن» ليست في المطبوع منه، وهي في نسخة أخرى اطّلع عليها. (¬3) نيل الأمل 2 / ورقة 245 أ. (¬4) بدائع الزهور 3/ 88. (¬5) معجم البلدان 5/ 104. (¬6) الضوء اللامع 1/ 292.

طريقتي في التحقيق

هذا، ونذكر مثالا على ذلك ما ذكره في ترجمة «محمد بن جرباش كرت المحمدي الناصري فرج» حيث قال: «مات وأنا غائب مكة في سنة (. . . . .) وثمانين (¬1). . .». وقد ذكر المؤلّف سنة وفاته، بل والشهر أيضا، وهو شهر شعبان سنة 887 هـ‍ (¬2). ونقل «ابن العماد الحنبليّ» عن كتابنا في «شذرات الذهب»، ففي أول وفيات سنة 881 هـ‍. قال «فيها توفي - كما قال في ذيل الدول - شيخ فضلاء العصر أبو بكر بن محمد بن شادي الحصني الشافعي الإمام العلاّمة توفي في ربيع الأول، عن خمس وستين سنة» (¬3). طريقتي في التحقيق لما كان الكتاب قد وضع أساسا في مجلّدين ضخمين، وكلّ مجلّد يتألّف من مئات الصفحات، وتناول المجلّد الأول ما يناهز المئة عام، فإنّ المجلّد سيأتي بعد تحقيقه في أكثر من 1508 صفحة، ولهذا ارتأينا أن نقسّمه إلى أجزاء، فجعلنا المجلّدين في 8 أجزاء، وراعينا أن تكون الأجزاء متساوية الأحجام قدر الإمكان، فتناولنا في: المجلّد الأول: الحوادث والوفيات من سنة 744 إلى نهاية سنة 760 هـ‍. والثاني: من سنة 761 إلى نهاية سنة 800 هـ‍. والثالث: من سنة 801 إلى نهاية سنة 820 هـ‍. والرابع: من سنة 821 إلى نهاية سنة 840 هـ‍. والخامس: من المجلّد الثاني - من سنة 841 إلى نهاية سنة 860 هـ‍. والسادس: من سنة 861 إلى نهاية سنة 875 هـ‍. والسابع: من سنة 876 إلى نهاية سنة 890 هـ‍. والثامن: من سنة 891 إلى نهاية سنة 896 هـ‍. ومعه الفهارس المختلفة. ولما كان المؤلّف - رحمه الله - يسرد الحوادث والوفيات دون أن يضع لها عناوين أو يفصل بينها إلاّ بكلمة: «وفيه»، فقد اجتهدت في وضع عناوين لكل خبر وحدث بمفرده، للفصل بينه وبين الخبر الذي يليه، وليسهل على الباحثين الوقوف على المواضيع التي يريدونها دون حاجة لقراءة الصفحة بكاملها. وكذا فعلت بتراجم الوفيات حيث ذكرت اسم الشهرة لصاحب الترجمة، ووضعت لتراجم المتوفّين أرقاما متسلسلة. وقمت بإثبات أرقام الصفحات كما هي في المخطوط، وكتبتها بين خطّين مائلين / /. والتزمت إثبات مادّة الكتاب كما هي بلغة المؤلّف، مع أخطائه وأغلاطه وألفاظه ¬

(¬1) الضوء اللامع 7/ 210 رقم 512. (¬2) نيل الأمل 2 / ورقة 322 ب. (¬3) شذرات الذهب 7/ 31.

العاميّة، وأشرت إلى الصواب أو الصحيح في الحواشي، وفي بعض الأحيان كنت أصوّب بعض الألفاظ في المتن للضرورة، وأشير إلى الصيغة الغلط التي كتبها صاحب النسخة. ووضعت الحواشي التي كتبت على الهوامش في مواضعها من المتن حيث يشير الناسخ إلى ذلك بعلامة «،»، وللإشارة إلى نص الهوامش وضعتها بين قوسين (. . . . .)، ونبّهت إلى ذلك في الحواشي. وقمت بتوثيق مادّة الكتاب بالعودة إلى عشرات المصادر، وحشدت أكبر قدر ممكن من المصادر والمراجع لتوثيق الحوادث والوفيات، وضبطت ما يحتاج إلى ضبط من الأسماء، وغيرها، وعلّقت في الحواشي على عدّة مسائل تحتاج إلى نقد أو بيان أو تصويب، وقابلت نصوصا للمؤلّف بنصوص غيره من المؤرّخين المعاصرين لبيان الاختلاف أو التطابق في تفاصيل الوقائع. أمّا الأخبار التي انفرد بها المؤلّف ولم تذكرها المصادر، فقد أكّدت عليها في الحواشي، ورأيت أن أبيّنها بحرف أسود لأميّزها عن غيرها من أخبار. * * * وبعد، فقد كتبت هذه المقدّمة بعد إنجاز تحقيق الكتاب، وانتهيت منها بعد ظهر يوم السبت في غرّة شهر ربيع الأول سنة 1421 هـ‍. الموافق للثالث من شهر حزيران (يونيه) 2000 م. وذلك بمنزلي الكائن في ساحة السلطان الأشرف خليل بن قلاوون (النجمة سابقا) بمدينة طرابلس الشام المحروسة، والله أسأل أن يجعل هذا العمل مقبولا ومفيدا للقراء والباحثين والدارسين، وأن يعذروا أيّ خطأ أو تقصير وقع منّي في التحقيق والتصحيح، فحسبي أنني بذلت الجهد قدر طاقتي. والله الموفّق والمعين، وله الحمد والشكر. عمر عبد السلام تدمري

مقدمة المؤلف

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ / 2 أ / [مقدمة المؤلف] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الذي أعزّ دول الإسلام بين الأنام على الدوام بعزّة الإيمان، والصلاة والسلام على مولانا وسيّدنا محمد خير الأنام، ومصباح الظلام، الذي شيّد بناء الدين حتى علا واستبان. وعظم ملك أمّته من بعده بعظمة حزبه وجنده، وحقارة عدوّه وضدّه. حتى ذلّت لهم الملوك الأكاسرة، والقياصرة الجبابرة، ذوي (¬1) التيجان. والرضى عن جملة آله وأصحابه، سيما الخلفاء الأربعة: ذوي الآراء المتّبعة، والسير الحسنة المرضيّة المبدعة. وعن تابعيهم والتابعين لهم بإحسان. فإنّ المختصر في التاريخ المسمّى ب‍ «دول الإسلام» للحافظ، العلاّمة، الإمام، الشيخ شمس الدين الذهبي، تغمّده الله برحمته ورضوانه، وأباحه بحبوحة جنانه، مختصرا أنيقا لطيفا، ومجموعا في فنّه ظريفا، احتوى على عدد الوقائع والحوادث المشتهرة، ومهمّات الوفيات للأئمّة الأعلام المهرة. انتهى فيه إلى سنة 44 وسبعمائة (من الهجرة النبوية) (¬2). إذ فيما بعدها أدركته المنيّة، وبقي منقطعا بعدها إلى هذه الأيام يتشوّف الواقف عليه لما حدث على مدى الشهور والأعوام. حتى سألني بعض خلّص إخواني وأحبّائي من أعيان الفضلاء، بل العلماء الأثلاء، النبلاء الأصلاء، وكرّر عليّ غير ما مرّة السؤال في تذييله على نحو النسج في الذهبي، من المنوال بزمان على ذلك في الحوادث والوفيات، يغني عن النظر في غيره من التواريخ المطوّلات. فأجبته إلى ذلك، مع علمي أني لست هنالك، وجمعت هذا الذيل، ووفيت فيه بما سأل. / 2 ب / ورتبته على الدول والسنين، وزدت الشهور، وأتيت فيه بما هو الأهمّ المشهور. وإن تراءى أنه مطوّل بالنسبة إلى أصله، والعذر فيه ما ذكرناه من الاستغناء عن غيره في تذييله ووصله. على أنّ ما ذكرناه في غاية الإيجاز والاختصار، إذ هو نبذ تظهر لمن له التأمّل والاستبصار، وخبر كمل جمعه وتمّ، وفاح شذا عرفه ونم، وسمّيته ¬

(¬1) الصواب: «ذووا». (¬2) ما بين القوسين عن هامش المخطوط.

نيل الأمل في ذيل الدول وابتدأت فيه من السنة التي انتهى إليها المصنّف، لنكتة ظاهرة لا سيما لمن هو منصف. وأنا أرجو (¬1) من الله تعالى أنني أثبتّ فيه الأنفع، وأتيت بما فيه الاعتماد والكفاية والمقنع. ومن وقف عليه تأمّل محاسنه وحمد ما فعلناه، وشكر ما جمعناه، وعرف ما فيه من النكت الغريبة، والنوادر العجيبة، من فهم ترتيبه، والوقوف على فحواه، وهذا حين شروعنا في المقصود، بعون الملك الودود. به المستعان، وعليه التكلان. ¬

(¬1) فى الاصل «أرجو»

سنة أربع وأربعين وسبعماية

سنة أربع وأربعين وسبعماية (أيام السلطان الملك الصالح ابن الناصر محمد بن المنصور قلاون بعد خلع أخيه الناصر أحمد) (¬1) [محرّم] [الفتنة بين الأجناد المصريين وأشراف مكة] في محرّم منها، في أول يوم منه، قدم مبشّر الحاجّ من مكة المشرّفة وأخبر بما كان بها من المشاقّ، وتنافر الأجناد من المصريين مع أشراف مكة، وما جرى بينهم من فتنة ومقتلة. ومات به جماعة من الجند والعامّة. وقتل ألدمر (¬2)، ونهب شيء كثير (¬3). [نيابة آل ملك] وفيه قبض عل آق سنقر النائب، ومعه آخرين (¬4)، وقرّر في نيابة السلطنة الحاج آل ملك، وحسنت سيرته في النيابة، ووقع أشياء حسنة، منها: إخراج الأسرى من الأرمن والروم من خزانة اليهود. وكانت كالمحلّة، والحارة لهم، توالدوا بها وتناسلوا، وكان الخمر بها ظاهرا، إلى غير ذلك من المنكرات، فأبطلها آل ملك، وقام في ذلك أفضل قيام / 3 أ / حتى هدمها. وكان لها يوما مشهودا (¬5). واحتكرها الناس، وبنوا على أرضها. وهي الآن مكان المدرسة السابقية وما بأحوازها. وفيه أبطلت المقامرين (¬6) وما عليهم من المكوس بأمر النائب آل ملك (¬7). ¬

(¬1) العنوان عن هامش المخطوط، وكتب فوقه: «ح‍». (¬2) في السلوك للمقريزي - ج 2 ق 3/ 638 «أيدمر»: والمثبت يتفق مع نثر الجمان 2 / ورقة 244 أ. (¬3) خبر الفتنة في مكة، في: السلوك - ج 2 ق 3/ 638، ونثر الجمان 2 / ورقة 244 أ. (¬4) هكذا في الأصل، والصواب: «ومعه آخرون». (¬5) الصواب: «وكان لها يوم مشهود». (¬6) الصواب: «وفيه أبطل المقامرين» أو «أبطل المقامرون». (¬7) الخبر في: تاريخ الشجاعي 255، وتاريخ ابن قاضي شهبة - المجلّد الثاني - ص 352، 353، والسلوك ج 2 ق 3/ 640 - 644، وبدائع الزهور - ج 1 ق 1/ 500، والنجوم الزاهرة 10/ 88.

عزل ابن فضل الله من كتابة السر بدمشق

[عزل ابن فضل الله من كتابة السرّ بدمشق] وفيه قدم من دمشق الشهاب بن (¬1) فضل الله كاتب سرّها مطلوبا لكثرة شكوى المتظلّمين (¬2) فيه، فقام أخوه العلاء بن فضل الله في أمره حتى أعيد إلى دمشق مصروفا عن كتابة السرّ، ورتّب له بدمشق ما يكفيه، ولم يصادر (¬3). [تأمير شيخو العمري] وفيه أمّر عدّة من المماليك السلطانية، منهم شيخو العمري الذي شهر فيما بعد، وهذا أول تنويه وقع له (¬4). [الخوف من المنسر] وفيه تخوّف الناس وكثر رعبهم من منسر العقد (¬5)، وصار يكبس على ديار الناس، وفعلوا أفعالا غريبة حتى أعيا الوالي والناس أمرهم، ثم أخذ بعضا منهم سمّروا وشهّروا. [إعفاء زرع من المغارم] وفيه قدم إلى القاهرة الشيخ أحمد الزرعيّ، فأكرمه السلطان وأعفى بلده زرع من المغارم والسخر لأجله (¬6). [وفاة المستولي ابن علوي] [1]- وفيه مات الشهاب المشتولي (¬7) أحمد بن علي بن أيوب بن علوي، المحدّث، وقد جاوز الثمانين. وكان خيّرا، ديّنا، ورعا، سمع الأبرقوهيّ (¬8). ¬

(¬1) الصواب: «ابن». (¬2) في الأصل: «النلباميين». (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 644. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 644 وفيه «شيخوا». (¬5) في السلوك ج 2 ق 3/ 644 «من منسر انعقد [بالقاهرة]» والإضافة من المحقّق. (¬6) خبر الزرعي في: السلوك ج 2 ق 3/ 644. (¬7) في الأصل: «المستولي»، ومثله في: السلوك ج 2 ق 3/ 658، والصواب بالشين المعجمة كما هو مثبت أعلاه. انظر عنه في: الوافي بالوفيات 7/ 243 رقم 3206، والوفيات لابن رافع 1/ 468 رقم 383، وذيل التقييد للفاسي 1/ 343 رقم 678، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 374، 375، وتذكرة النبيه 3/ 61، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 142، والدرر الكامنة 1/ 206 رقم 531 و «المشتولي» نسبة إلى مشتول من قرى مصر، بضمّ الميم وسكون الشين المعجمة وضم التاء. (الأنساب 11/ 27، اللباب 3/ 142، الانتصار لواسطة عقد الأمصار 2/ 66). (¬8) في الأصل: «لابن قرى». والمثبت عن المصادر.

التقليد لصاحب الهند بالولاية

[التقليد لصاحب الهند بالولاية] وفيه كتب تقليد لصاحب الهند من الخليفة بالولاية. وكان قاصد الهند قدم القاهرة ومعه جماعة بمكاتبات من ملك الهند للخليفة والسلطان وهدايا، وطلب في مكاتبته أن يبعث إليهم من يعلّمهم شرائع الإسلام، فبعث إليهم بالشيخ ركن الدين الملطيّ شيخ الخانقاه السرياقوسيّة (¬1). [موت النائب آق سنقر السلاري] [2]- وفيه مات بالإسكندرية قتيلا بسجنها نائب السلطنة آق سنقر السلاري (¬2). وكان تنقّل في الخدم، وولي نيابة صفد، وغيره، ثم نيابة السلطنة. [وفاة ابن كشتغدي] [3]- ومات المسند شهاب الدين أحمد بن كشتغدي (¬3). [وفاة ابن أبي الفرج الحلبي] [4]- والشهاب أحمد [بن] (¬4) أبي الفرج (¬5) الحلبي. ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 645، وتاريخ الشجاعي 257، 258 تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 364. وصاحب الهند في ذلك الوقت هو السلطان «محمد بن غازي ملك غياث الدين تغلق. مات سنة 752 هـ‍. (موسوعة دول العالم الإسلامي 3/ 1507). (¬2) انظر عن (آق سنقر السلاري) في: السلوك ج 2 ق 3/ 658، والدرر الكامنة 1/ 394 رقم 1014، والوافي بالوفيات 9/ 313، 314 رقم 4247، وأعيان العصر (مخطوطة أيا صوفيا 2963) 1 / ورقة 206 ب، والمنهل الصافي 2/ 499، 500 رقم 502، والنجوم الزاهرة 10/ 105، والدليل الشافي 1/ 142 رقم 501، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 352، وتذكرة النبيه 3/ 58، وتاريخ الشجاعي 254 و 274 في سنة 745 هـ‍. (¬3) في الأصل: «كشغدي». والمثبت عن مصادر الترجمة: السلوك ج 2 ق 3/ 658، والمقفى الكبير 1/ 569 رقم 558، والدرر الكامنة 1/ 253 رقم 608، والوافي بالوفيات 7/ 299 رقم 3285، وتذكرة النبيه 3/ 61، ودرة الأسلاك 1 / ورقة 342، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 375، والوفيات لابن رافع 1/ 449، 450 رقم 359، والجواهر المضيّة 1/ 239، 240 رقم 169، والطبقات السنية، رقم 282، وذيل التقييد 1/ 367، 368 رقم 713، والدليل الشافي 1/ 69 رقم 241، والمنهل الصافي 2/ 63 رقم 243 وفيه «كش دغدي» وقد جوّد ضبطه. (¬4) ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل. (¬5) في الأصل «الفرح» بالحاء المهملة. والمثبت عن مصادر ترجمته: السلوك ج 2 ق 3/ 658، والوفيات لابن رافع 1 / رافع 1/ 478 رقم 393، وذيل التقييد 1/ 391، 392 رقم 765، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 376، والدرر الكامنة 1/ 290، 291 رقم 737، والوافي بالوفيات 8/ 157.

وفاة نائب حلب ألطنبغا

سمع النجيب (¬1)، والأبرقوهي (¬2)، وابن علاّن (¬3)، وغيرهما (¬4). ومولده سنة خمسين وستمائة (¬5). [وفاة نائب حلب ألطنبغا] [5]- وفيه مات نائب حلب / 3 ب / ألطنبغا المارديني (¬6)، الساقي. وكان من الأعيان. وهو الذي أنشأ الجامع المعروف به خارج باب زويلة. [خروج تجريدة] وفيه خرجت تجريدة، عليها جنكلي بن البابا، وآق سنقر الناصري، وأبو بكر بن أرغون النائب (¬7). وفي صفر [نيابة حلب وحماه وصفد] عقد مشور عند السلطان في أمر نيابة حلب، فأشار أرغون العلائي بأن يتولاّ (¬8) يلبغا اليحياوي، فعيّن بها. وعيّن بحماه طقتمر الأحمدي نائب صفد، وقرّر في نيابة صفد عوضه بلك (¬9) الجمدار (¬10). [التجريدة لحصار الكرك] وفيه خرجت تجريدة كبيرة إلى الكرك، وجهّز البدل. ¬

(¬1) في الأصل مهملة. (¬2) في الأصل: «لابن الركني». (¬3) في الأصل: «بور علان». (¬4) كذا. والصواب: «وغيرهم». (¬5) في السلوك: «سنة خمس وستين وستمائة»، وفي الوافي بالوفيات: ولد سنة 651 هـ‍. (¬6) انظر عن (ألطنبغا) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 354 و 378، 379، وتاريخ الشجاعي 257 و 266، وأعيان العصر 1 / ورقة 64 ب، والوافي 9/ 364، وتذكرة النبيه 3/ 48، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 336، والدرر الكامنة 1/ 437 رقم 1057، والسلوك ج 2 ق 3/ 658، والمنهل الصافي 3/ 67 - 70 رقم 539، والدليل الشافي 1/ 151، والنجوم الزاهرة 10/ 105، والمواعظ والإعتبار 2/ 307، والمقفى الكبير 2/ 284، 285، رقم 836، وتاريخ ابن الوردي 2/ 336، ونثر الجمان 2 / ورقة 250 ب ويقال: «المارويني» و «المارداني». ووقع في الوافي 9/ 364 «الماردني». (¬7) تاريخ الشجاعي 258، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 355، السلوك ج 2 ق 3/ 246. (¬8) الصواب: «يتولّى». (¬9) في الأصل: «تلك». (¬10) السلوك ج 2 ق 3/ 646، وتاريخ الشجاعي 257.

وفي ربيع الأول

وفي ربيع الأول خرجت الآلات لأجل حصار الكرك، وكانت شيئا كثيرا. وخرج من عيّنه من الأمراء. وهي رابع تجاريد الكرك (¬1). [وفاة ألطنبغا الجاولي] [6]- وفيه مات ألطنبغا العلمي (¬2)، الجاولي، الأديب، الشاعر، الفقيه، الشافعي. وكان عالما، فاضلا، له النظم (¬3) الحسن، والمعرفة بالفقه. وكان دوادارا لسنجر الجاولي نائب غزّة. وتنقّلت به الأحوال بعده حتى بغته الأجل بدمشق. [التشديد بمنع الخمر] وفيه شدّد النائب في أمر الخمر والنواتج (¬4)، وأبطل ذلك جميعه، ومنع من عصير العنب خمرا، وكان يجبى من ذلك مال كثير، وأعاده السلطان بعد آل ملك (¬5). [وفاة الشيخ عبد الكريم] [7]- وفيه مات الشيخ الصالح، المعتقد، عبد الكريم (¬6)، ودفن بالقرافة. [وفاة كاتب سرّ دمشق ومصر] [8]- ومات كاتب (¬7) سرّ دمشق، بل ومصر (¬8). ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 646، دول الإسلام 2/ 251. (¬2) انظر عن (ألطنبغا العلمي) في: أعيان العصر 1 / ورقة 166 أ، والوافي بالوفيات 9/ 366، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 142، وتذكرة النبيه 3/ 50، 51، والدرر الكامنة 1/ 435 رقم 1054، والسلوك ج 2 ق 3/ 658، 659، والنجوم الزاهرة 10/ 105، والمنهل الصافي 3/ 71 - 76 رقم 541، والدليل الشافي 1/ 152، وفوات الوفيات 1/ 205 - 207 رقم 77، وعقد الجمان للزركشي، ورقة 75، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 379، 380. (¬3) في الأصل: «الرام». (¬4) هكذا في الأصل. وفي السلوك: النوايح». (¬5) تاريخ الشجاعي 255، السلوك ج 2 ق 3/ 647. (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 659. (¬7) في الأصل كتبت محيّرة بين «كاتب» و «كاتم». (¬8) هو: شرف الدين أبو بكر بن محمد بن الشهاب محمود. انظر عنه في: المختصر في أخبار البشر 4/ 140، وتاريخ ابن الوردي 2/ 337، وذيل تذكرة الحفاظ 50، وذيل العبر للحسيني 238، وأعيان العصر 2 / ورقة 126 ب - 133 أ، وعيون التواريخ 1 / ورقة 67 أ - 68 أ، والوفيات لابن رافع 1/ 453، 454 رقم 364، والسلوك ج 2 =

وفاة ابن المرحل

[وفاة ابن المرحّل] [9]- وفيه مات الشهاب [ابن] (¬1) المرحّل عبد اللطيف (¬2) بن عبد العزيز بن يوسف بن عمر بن نعمة الحرّاني (¬3). وكان عالما، فاضلا، بارعا، علاّمة عصره، ماهرا في النحو، ماهرا (¬4) بالفنون. وسمع على الشهاب المحلّي (¬5). ومولده بعد الثمانين وستمائة. وفي ربيع الآخر [دخول العسكر الكرك] وصل الخبر من جنكلي بن البابا بأنه وصل إلى الكرك، وزحف بعساكره عليها، وقاتلوا قتالا شديدا، قتل فيه جماعة، وانكسر أهل الكرك. فسرّ السلطان بذلك (¬6). [الرسول من ابن دمرداش] وفيه قدم رسول [حسن] (¬7) بن دمرداش بن جوبان بهدية ومكاتبة يسأل فيها إرسال رمّة أبيه، فاعتذر إليه بأنه لا يعرف له قبر حتى يبعثه (¬8). ¬

= ق 3/ 659، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 356 و 369 - 372، والدرر الكامنة 1/ 464، 465 رقم 245، والنجوم الزاهرة 10/ 106، وتذكرة النبيه 3/ 56 - 58، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 338، وتاريخ الشجاعي 267. (¬1) ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل. (¬2) انظر عن (ابن المرحّل عبد اللطيف) في: الوفيات لابن رافع 1/ 446 - 448 رقم 356، وتاريخ ابن الوردي 2/ 481 وفيه: شهاب الدين أحمد بن المرحّل النحوي، وهو وهم، ومثله في طبقات الشافعية للإسنوي 2/ 465 رقم 1149، والصواب في: درة الحجال 2/ 170 رقم 1142، والوافي بالوفيات 19/ 119، 120 رقم 106، والدرر الكامنة 3/ 20، 21 رقم 2497 والسلوك ج 2 ق 3/ 659، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 389، 390، وطبقات الشافعية، له 3/ 182، 183 رقم 596، وتذكرة النبيه 3/ 49، 50، وشذرات الذهب 6/ 140، 141. (¬3) في الأصل: «الرابحواني». (¬4) في الأصل: «عاهرا». (¬5) هكذا في الأصل، وفي الوفيات لابن رافع، والدرر الكامنة «المحسني». (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 648. (¬7) إضافة على الأصل من السلوك، ومن ترجمته الآتية، رقم (14). (¬8) السلوك ج 2 ق 3/ 648.

وفي جمادى الأول

وفي جمادى الأول [التجريدة إلى الكرك] خرجت تجريدة خامسة إلى جهة الكرك، عليها آقتمر (¬1) الصلاحي، وتمر الموسوي (¬2). [وفاة الشيخ ابن عبد القادر] [10]- وفيه مات الإمام، الشمس محمد بن عبد القادر (¬3). / 4 أ / وله زيادة على ستّ وأربعين أو نحوها. وكان عالما، فاضلا، علاّمة. [خروج العساكر إلى سيس] وفيه خرجت العساكر الشامية ومعهم تركمان الطاعة إلى جهة سيس، لمنعهم الخراج. وكان قتالا هائلا، أذعن فيه أهل سيس لإعطاء الخراج (¬4). [وفاة ابن قدامة الحنبلي] [11]- وفيه مات الشمس محمد بن قدامة: محمد بن أحمد بن [عبد الهادي] (¬5) بن قدامة (¬6) الحنبلي، عن تسع وثلاثين سنة. ¬

(¬1) في السلوك: «طقتمر». (¬2) في السلوك ج 2 ق 3/ 650 «الموساوي»، وتاريخ الشجاعي 265. (¬3) لم أجد له ترجمة في المصادر المتوفرة تحت يدي. (¬4) المختصر في أخبار البشر 4/ 139، 140، وتاريخ ابن الوردي 2/ 336، السلوك ج 2 ق 3/ 650، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري (تأليفتا 2/ 118). (¬5) في الأصل: «بن علاء الدين». (¬6) انظر عن (ابن قدامة) في: تذكرة الحفاظ 4/ 508، ودول الإسلام 2/ 251، وذيل العبر 238، 239، والوفيات لابن رافع 1/ 457، 459 رقم 268، وأعيان العصر 8 / ورقة 148 أ، 149 أ، والوافي بالوفيات 2/ 161، 162، والبداية والنهاية 14/ 210، وذيل تذكرة الحفاظ 49، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 436 - 439، والرد الوافر 29 - 31، وتذكرة النبيه 3/ 49، والسلوك ج 2 ق 3/ 659، والدرر الكامنة 3/ 421 رقم 3407، والمنهج الأحمد 445، والمقصد الأرشد، رقم 883، والدرّ المنضد 2/ 507 - 509 رقم 1295، وبغية الوعاة 1/ 29، 30، وطبقات المفسّرين للداوودي 2/ 79، 80، والدارس 2/ 88، 89 والبدر الطالع 2/ 108، 109، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 2/ 679، وشذرات الذهب 6/ 141، وكشف الظنون 1/ 158، 406 و 2/ 1618، 1846، وهدية العارفين 2/ 151، 167، والرسالة المستطرفة 188، والأعلام 6/ 222، ومعجم طبقات الحفاظ 149، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 500، وإيضاح المكنون 1/ 330، ومعجم المؤلفين 8/ 287، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 394 - 396. وفي الأصل: «مقدام». وهو غلط.

وفي جماد الآخر

وكان فاضلا، علاّمة، إماما، بارعا، كاملا. وفي جماد الآخر [قتل المقصّباتي] [12]- قتل إبراهيم بن يوسف المقصّباتي (¬1). وكان نسب إلى الزندقة أو نحوها، وشهد عليه بالوقوع في حقّ السيّد جبريل عليه السلام، وبقذف السيّدة عائشة، ويشتم الصحابة، رضي الله عنهم أجمعين. [شدّة الحصار على الكرك] وفيه اشتدّ الحصار على الكرك وعلى من فيها، وضاق الأمر على الناصر أحمد. [الصلاة أمام الحوانيت] وفيه نودي من قبل السلطان للعامّة من أهل الأسواق كلّها بأنهم إذا أذّن المؤذّن للصلاة يصلّون أمام حوانيتهم بإمام يصلّي بهم، فعملوا حصرا وأنخاخا (¬2) لتفرش في الأسواق في أوقات الصلوات (¬3). [وفاة آقبغا الأستادار] [13]- وفيه مات آقبغا عبد الواحد (¬4) الأستادار مسجونا بالإسكندرية. وكان غير مشكور السيرة. وهو الذي أنشأ المدرسة الأقبغاوية بجوار الجامع الأزهر. [التجريدة إلى الكرك] وفيه عينت تجريدة أيضا إلى الكرك، وكثرت الفتن هناك. ¬

(¬1) في تذكرة النبيه 3/ 49 «المقصّاتي». ومثله في دول الإسلام 2/ 251، وسمّاه ابن كثير «حسن بن الشيخ السكاكيني»، وسمّى والده بالشيخ محمد. (البداية والنهاية 14/ 211)، وفي تاريخ ابن الوردي 2/ 338 «إبراهيم بن يوسف المقصّاتي». وسمّاه ابن قاضي شهبة: «حسن بن أبي بكر بن القاسم الهمذاني الأصل، الدمشقي، السكاكيني». (تاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 358). (¬2) أنخاخا: مفردها: نخ، وهو البساط الطويل. (¬3) تاريخ الشجاعي 256، السلوك ج 2 ق 3/ 651. (¬4) انظر عن (آقبغا عبد الواحد) في: تاريخ الشجاعي 267، والسلوك ج 2 ق 3/ 660، والوافي بالوفيات 9/ 304 رقم 4236، والدرر الكامنة 1/ 418 رقم 1001، والدليل الشافي 1/ 138 رقم 484، والنجوم الزاهرة 10/ 107، والمنهل الصافي 2/ 480 - 482 رقم 485، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 377، 378، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 504 وفيه وفاته سنة 745 هـ‍.

وفي رجب

وفي رجب [قتل ابن دمرداش صاحب أذربيجان] [14]- قتل الشيخ حسن (¬1) بن مرداش بن جوبان بن بلك صاحب أذربيجان والعراقين. وكان داهية، كثير الحيل والمكر. أفنا (¬2) طوائف من المغل، وتأمّر بسيواس بعد قتل أبيه في سنة 728، وكان قتله على يد زوجته مخنوقا. وفي شعبان [الزلزلة في بلاد الشام] كانت الزلزلة الهائلة ببلاد الشام ونواحيها، وكانت عامّة هناك. هدم بها أماكن عظيمة البناء بعدّة من البلاد، وسمع دويّ هذه الزلزلة من نصف ميل، وهلك تحت الردم ما لا يحصى من الخلق، وخرج أهل حلب إلى الصحراء، وبقوا بالخيام عدّة أيام. وكانت من نوادر الزلازل (¬3). [مكاتبة الناصر بطاعة السلطان] وفيه وصل كتاب من الناصر أحمد / 4 ب / من الكرك يترقّق فيه للسلطان، وأنه تحت طاعته (¬4). وفي رمضان [إنتهاء عمارة الدهيشة] كان نهاية عمارة القاعة التي أنشئت بالقلعة المسمّاة بالدهيشة، وفرشت بأنواع من البسط والمقاعد الزركش، وجلس بها السلطان مع جواريه، ووقع له بها أشياء نادرة (¬5). ¬

(¬1) في الأصل «حسين». والمثبت من مصادر ترجمته: تاريخ الشجاعي 267، 268، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 381، والسلوك ج 2 ق 3/ 660، والدليل الشافي 1/ 261، والمنهل الصافي 5/ 72، 73 رقم 895، والدرر الكامنة 2/ 15 رقم 1504، والوافي بالوفيات 11/ 402، ونثر الجمان 2 / ورقة 251 أ، ب، وتاريخ ابن الوردي 2/ 339. (¬2) الصواب: «أفنى». (¬3) خبر الزلزلة في: تاريخ الشجاعي 260، 261، وتذكرة النبيه 3/ 58 - 60، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 333، وتاريخ ابن الوردي 2/ 338، 339، وذيل العبر 235، 236، والبداية والنهاية 14/ 211، 212، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 360، 361، والسلوك ج 2 ق 3/ 652. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 653. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 652، النجوم الزاهرة 10/ 89

استيلاء الطواشية على السلطان

[استيلاء الطواشية على السلطان] وفيه استولى الطواشية والجواري على الدولة واحتووا على عقل السلطان، وهو منقاد لهم، وهم في معارضة آل ملك النائب وردّ أفعاله (¬1). [وفاة ابن قيران] [15]- وفيه مات المسند، المحدّث، العلاء بن قيران (¬2) السّكزيّ (¬3)، الكركي. وكان عفيفا، سمع الكثير. [نيابة طرابلس] وفيه قرّر في نيابة طرابلس آق سنقر الناصري، بعد موت طرغاي (¬4) الطبّاخي في شعبان. وفي شوّال [خروج الحاجّ] خرج الحاجّ من القاهرة، وخرج ركب المغاربة، وكانوا زيادة على العشرة آلاف نسمة. وكذا ركب التكرور، وكانوا نحوا من خمسة آلاف (¬5). ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 652. (¬2) في الأصل: «ميزان»، والتصحيح من مصادر ترجمته: السلوك ج 2 ق 3/ 659، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 391، 392، والمشتبه في الرجال 1/ 363، والدرر الكامنة 3/ 96 رقم 216 وفيه «الكريحي»، والوفيات لابن رافع 1/ 473 رقم 391، وتوضيح المشتبه 1/ 224 و 5/ 121. (¬3) في الأصل، والسلوك، «السكري» بالراء المهملة. والصواب كما أثبتناه بالزاي، (المشتبه، توضيح المشتبه). (¬4) في الأصل: «طوغان»، وما أثبتناه عن: تاريخ ابن الوردي 2/ 339، والدرر الكامنة 2/ 216 رقم 2007، والنجوم الزاهرة 9/ 277 و 10/ 107، والدليل الشافي 1/ 360، والمنهل الصافي 6/ 379، 380 رقم 1237، ودرة الأسلاك 1 / ورقة 335، والوافي بالوفيات 16/ 425 رقم 463، وتذكرة النبيه 3/ 56، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 383، وأعيان العصر 2 / ورقة 56 أ، ونثر الجمان 2 / ورقة 245 ب، وفيه «طرغيه». ووقع في تاريخ الشجاعي 264 «طرنطاي»، وفي السلوك ج 2 ق 3/ 654 و 659 «طوغاي» بالواو. وقد أكد ابن تغري بردي على «طرغاي» وقال: اسم طير باللغة التركية، وضبطه بطاء مهملة مضمومة، وراء مهملة ساكنة، وغين معجمة، وألف وياء مثنّاة من تحت، وقيل: بلا ألف. (المنهل الصافي 6/ 380). وكان «طرغاي» منذ دخل طرابلس مريضا حتى توفي بها. وعملت عليه أوراق ديوانية بحقوق سلطانية بقيمة مليوني درهم. (تاريخ طرابلس السياسي والحضاري 2/ 37 رقم 24) (¬5) خبر الحاج في: السلوك ج 2 ق 3/ 654.

محاولات المصالحة بالكرك

[محاولات المصالحة بالكرك] وفيه وقع الاتفاق على خروج عساكر الشام ومصر إلى جهة الكرك. وكان السلطان قد بعث إلى القاصد رسولا يقال له طشتمر طلليه بأنه إن أراد أن يقيم بالكرك والصلح خير، وشرط عليه شروطا، فأعاد قاصده هذا بجواب لا طائل تحته، مع عدم اجتماعه به (¬1). وفي ذي [الـ] قعدة [وصول مشايخ من أهل الكرك] وصل جماعة من أهل الكرك ومشايخها مظهرين طاعة السلطان، فأكرمهم وعادوا ومعهم عدّة من المماليك السلطانية ليسلّموهم قلعة الكرك (¬2) [التجريدة السابعة إلى الكرك] وعيّنت تجريدة سابعة بعد أن كانت خرجت تجريدة قبلها في هذا الشهر، عليها سنجر الجاولي، وأرقطاي، وقماري، وعشرين (¬3) من أمراء الطبلخانات، والعشرات، وعدّة من مماليك الحلقة، في ألفي فارس. وكانت التجريدة السادسة. وخرجت السابعة عليها: بيبرس الأحمدي، وكوكاي، ونحوا (¬4) من أربعين أميرا من الطبلخانات والعشرات، وحملت آلات الحصار ما بين منجنيق وزحّافات وغير ذلك. وبلغ أحمد ذلك، فاستعدّ لهم، ونفق أموالا جزيلة في الرجال، وركّب منجنيقا عليها (¬5). [وفاة التقيّ السبكي] [16]- / 5 أ / وفيه مات التقيّ، السبكي (¬6)، محمد بن عبد اللطيف بن علي بن ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 654، نثر الجمان 2 / ورقة 247 ب. (¬2) تاريخ الشجاعي 264، السلوك ج 2 ق 3/ 654، نثر الجمان 2 / ورقة 249 ب. (¬3) الصواب: «وعشرون». (¬4) الصواب: «ونحو». (¬5) تاريخ الشجاعي 264، السلوك ج 2 ق 3/ 654، 655، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 362، نثر الجمان 2 / ورقة 247 أو 248 أ، النجوم الزاهرة 1/ 90. (¬6) انظر عن (السبكي) في: ذيل العبر 241، 242، ومرآة الجنان 4/ 307، والوافي بالوفيات 3/ 284، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 241، والسلوك ج 2 ق 3/ 659، والدرر الكامنة 4/ 25، 26 رقم 70، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 212، 213 رقم 619، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 74 رقم 665، وحسن المحاضرة 1/ 241، وشذرات الذهب 6/ 141، وذيل تذكرة الحفاظ 51، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 396 - 399، والسلوك ج 2 ق 3/ 659، ومعجم المؤلفين 10/ 193، وذيل تاريخ الأدب العربي 2/ 26، وتذكرة النبيه 3/ 62، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 335.

هدية أمير العرب

تمام بن علي بن يوسف بن موسى بن تمام المحلّي، الدميري، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، فقيها، محدّثا، مقدّما على عدّة جماعة (¬1)، وأجاز له جماعة، منهم: الحافظ الدمياطي. وكان خيّرا، ديّنا. ومولده سنة خمس وسبعماية. [هديّة أمير العرب] وفيه قدم سليمان أمير العرب (¬2) بهديّة. وفي ذي [الـ] حجّة [اختيار الخيول يحدث اضطرابا] عرض السلطان خيولا بين يديه ليختار منها فرسا لركوبه في يوم العيد، وأحضر عشرة من النقّاراتيّة (¬3) ومعهم الذباذب (¬4) وضربوها وقت العرض، فظنّ العسكر أنها حربيّة فركبوا تحت القلعة، واضطربت القاهرة، وغلّقت الأسواق، وتجمّعت العامّة على عادتهم، ونزل نقيب الجيش فلام العسكر على ركوبهم وردّهم. وأخذ الناس في القال والقيل. وتنكّرت القلوب، لا سيما من الأمراء، ولحنت العامّة كلاما غنّوا به في الأسواق، من جملته: «يا ولد خرا للعيد». حتى توهّم السلطان أن سيكون في العيد فتنة، وهمّ أن لا يصلّي العيد. وظنّ بأخيه رمضان سوءا، حتى بعث إليه في ليلة العيد من قتله. وصلّى العيد وهو في غاية الاحتياط والتحرّي من أمر يقع (¬5). [إعادة المكوس] وفيه أعيدت مكوس كانت أبطلت (¬6). [وفاة البرهان الدمشقي] [17]- وفيه مات قاضي القضاة البرهان ابن عبد الحق (¬7) إبراهيم بن علي بن ¬

(¬1) العبارة هكذا. (¬2) في الأصل: «سلمان أمير المغرب». والتصحيح عن: تاريخ الشجاعي 261، والسلوك ج 2 ق 3/ 655، ودرة الأسلاك 1 / ورقة 334، وتذكرة النبيه 3/ 47، والدرر الكامنة 2/ 258 رقم 864 أوالوافي بالوفيات 15/ 431 رقم 584، والنجوم الزاهرة 10/ 103، والدليل الشافي 1/ 321 رقم 1096، والمنهل الصافي 6/ 55، 56 رقم 1099، وتاريخ ابن الوردي 2/ 337. (¬3) النقاراتية: يفهم من السياق أنهم جماعة من ضاربي الطبول. (¬4) في الأصل: «الذبادب». وترد بالإهمال والإعجام. وهي الطبول. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 655. (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 655، 656. (¬7) انظر عن (ابن عبد الحق) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 366 - 368، وذيل العبر 237، 238، =

وفاة قاضي قنا

أحمد بن علي بن يوسف بن إبراهيم الدمشقيّ، الحنفيّ. وكان إماما، عالما، فاضلا، بارعا، كاملا، رأسا في مذهب أبي حنيفة، عارفا بكتاب «الهداية» (¬1). أخذ عن جماعة من الأكابر، وسمع على جماعة، منهم: جدّه، والفخري البخاري، وابن الفرّاش. وطلبه الناصر على البريد، فولاّه القضاء للحنفية (¬2)، وبقي فيها عشر سنين. ثم صرف وعاد إلى دمشق. وكان سبط ضياء الدين عبد الحق الواسطي، الحنبلي، فشهر به ونسب إليه. [وفاة قاضي قنا] [18]- وفيه مات [زين] (¬3) الدين [إبراهيم بن] (¬4) عرفات بن صالح القنائيّ (¬5)، الشافعيّ، قاضي قنا. ¬

= والجواهر المضية 1/ 93، 94 رقم 31، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 5 رقم 6، والوفيات لابن رافع 1/ 478، 479 رقم 394، وذيل تذكرة الحفاظ 50، 51، والدرر الكامنة 1/ 46، 47 رقم 121، ورفع الإصر ق 1/ 36، 37، والمنهل الصافي 1/ 108، 109 رقم 57، والنجوم الزاهرة 10/ 104، والطبقات السنية 1/ 244 - 246 رقم 56، وكشف الظنون 1/ 10، 379، 881 و 2/ 1007، 1852، 1920، وهدية العارفين 1/ 15، والأعلام 1/ 45، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 335، وتذكرة النبيه 3/ 60، والسلوك ج 2 ق 3/ 658، وأعيان العصر 1 / ورقة 28 أ، ب، وعيون التواريخ 1 / ورقة 68 ب، ومعجم المصنّفين للتونكي 3/ 244 - 247، ومعجم المؤلفين 1/ 63. (¬1) الهداية: أشهر كتب الفقه عند الحنفية، للإمام الشيخ برهان الدين أبي الحسن علي بن أبي بكر بن عبد الجليل المرغيناني المتوفى سنة 593 هـ‍. (كشف الظنون 2/ 2032). (¬2) في الأصل: «فولاّه القضاة الحنفية». (¬3) إضافة على الأصل. (¬4) إضافة على الأصل. (¬5) انظر عن (القنائي) في: السلوك ج 2 ق 3/ 658، والطالع السعيد 56، 57 رقم 11، والدرر الكامنة 1/ 41، 42 رقم 105، والمنهل الصافي 1/ 100، 101 رقم 53، والخطط الجديدة 14/ 122. وقد وقع في الدرر الكامنة 1/ 42 أنه توفي سنة 724 هـ‍. وفي الطالع السعيد 1/ 57 وفاته يوم السبت 22 شوال سنة 688 هـ‍. وفي المنهل الصافي 1/ 101 وفاته سنة 744 هـ‍، وقال محقّقه السيد أحمد يوسف نجاتي في حاشية (ا)، والصواب ما ذكره صاحب الطالع السعيد، فقد ترجم لحفيده القاضي شرف الدين محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عرفات بن صالح المعروف بابن أبي المنى القنائي الفقيه الشافعي المتوفى بقنا في 17 جمادى الأولى سنة 692، ثم ترجم لأخيه علم الدين القاضي النجيب الأديب يوسف بن أحمد بن إبراهيم بن عرفات، وقال إنه توفي في شهر رجب سنة 728 هـ‍. وكذا وهّم محقّق الطالع السعيد السيد سعد محمد حسن كلا من ابن حجر وابن تغري بردي، وأكّد أن ابن عرفات مات سنة 644 هـ‍.

خراب منية السيرج

وكان خيّرا، ديّنا، فاضلا، يتصدّق في السنة بألف دينار في يوم واحد. [خراب منية السيرج] وفيه كان خراب منية السيرج (¬1) لقيام ووقوع فتنة كبيرة، ودامت نحوا من شهرين وهي خراب، حتى عاد أهلها إليها (¬2). [وفاة صاحب ديار بك] [19]- / 5 ب / وفيها مات طغاي بن سوتاي (¬3) صاحب ديار بكر. كان ملك بعد أبيه، وحاربه علي باشا خال (¬4) بو سعيد. فلا زال طغاي حتى قتله. فقام أخّ له يقال له إبراهيم شاه بن بارنباي، ولا زال بطغاي حتى قتله. [اشتداد الحصار على الناصر أحمد] وفيه اشتدّ الأمر على الناصر بالكرك، وتخلّى عنه أهلها، ووعدوا الأمراء الذي (¬5) يحاصرونها بالمساعدة، وقلّت الأقوات هناك (¬6). [خروج العربان عن الطاعة] وفيه خرج عربان الوجه القبليّ عن الطاعة، ووقعت بينهم حروب قتل فيها نحوا (¬7) من ألفي فارس، حتى خرج إليهم العلاء بن الكوراني، ففرّوا منه، واستولى على الكثير من أموالهم (¬8). [الغلاء ببغداد] وفيها اشتدّ الغلاء ببغداد وعامّة بلاد العراق حتى أبيع الرغيف الخبز بدينار، والرطل اللحم بدينار ونصف (¬9). ¬

(¬1) في الأصل: «السبرح». (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 656. (¬3) انظر عن (طغاي بن سوتاي) في: تاريخ الشجاعي 267، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 383، 384، والسلوك ج 2 ق 3/ 660، والوافي بالوفيات 16/ 446 رقم 479، والدرر الكامنة 2/ 322 رقم 2024، والمنهل الصافي 6/ 407، 408 رقم 1250، والدليل الشافي 1/ 364 رقم 1247. وفي الأصل: «سوماير». (¬4) في السلوك ج 2 ق 3/ 660 «علي باشا خان» بالنون. والمثبت يتفق مع المنهل الصافي 6/ 408، والدرر الكامنة. (¬5) الصواب: «الذين». (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 657. (¬7) الصواب: «قتل فيها نحو». (¬8) السلوك ج 2 ق 3/ 656. (¬9) السلوك ج 2 ق 3/ 657.

قتال نائب حلب وابن دلغادر

[قتال نائب حلب وابن دلغادر] وفيه خرج نائب حلب يلبغا اليحياوي مجرّدا بعساكر حلب إلى قتال ابن دلغادر، ووقع له معه أشياء، وفرّ ابن (¬1) دلغادر إلى قبل العرض، ودخل نائب حلب وراءه، وآل أمره إلى كسر عساكر حلب (¬2). وفتن بني دلغادر باق (¬3) إلى يومنا هذا، وقد زادت ونمت. وخرجت هذه السنة بأنكاد كثيرة وشرور على الناس بسائر البلاد الإسلامية (بل وغيرها أيضا (¬4)) (¬5). ¬

(¬1) في الأصل: «وفر بن». (¬2) تاريخ ابن الوردي 2/ 339، وتاريخ الشجاعي 263، 264، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 363، السلوك ج 2 ق 3/ 657. (¬3) الصواب: «باقية». (¬4) ما بين القوسين عن الهامش. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 657، 658.

سنة خمس وأربعين وسبعماية

سنة خمس وأربعين وسبعماية في محرّم [خروج تجريدة إلى الكرك] خرجت تجريدة كبيرة إلى الكرك، عليها جماعة من الأمراء، منهم: منكلي (¬1) بغا الفخري، وطشتمر طلليه، وقماري، واقترض السلطان في الإنفاق عليهم من مال بيت بكتمر الساقي، وجماعة من تجّار العجم، وغيرهم أيضا، لعجز الخزاين السلطانية وبيت المال عن ذلك (¬2). [غلاء الأسعار في الحجّ] وفيه وصل الحاجّ وقد نالهم مشاقا (¬3) ذهابا، وبمكة المشرّفة، وإيابا، وغلت الأسعار، ومنع صاحب مكة (¬4) تجّار اليمن من عبور مكة، وخرج إلى جدّة بنفسه، وعزّ وجود صنف بالمتجر بمكة، وهلك الكثير من مشاة الحجّ (¬5). [اشتداد حصار الكرك] وفيه اشتدّ الحصار على الناصر بالكرك، وجدّ العساكر في ذلك، وقطعوا الميرة عنها حتى قلّت الأموال عند أحمد ونفدت، وتخلّوا (¬6) أعيان مشايخ الكرك وانفردوا عنه بالمدينة، وهو بالقلعة. ثم أخذت العساكر المدينة (¬7). وجرت أمور يطول شرحها. ¬

(¬1) اسم «منكلي» لم يرد في السلوك ج 2 ق 3/ 660، وورد مكانه بين حاصرتين: «الأمير»، وهي من إضافة المحقّق، والمثبت يتفق مع تاريخ الشجاعي 265، ونثر الجمان 2 / ورقة 252 أو 262 ب. (¬2) تاريخ الشجاعي 265، السلوك ج 2 ق 3/ 660، نثر الجمان 2/ 252 أ، 262 ب وفيه «طشتمر طللوا». (¬3) الصواب: نالهم مشاق». (¬4) هو الشريف عجلان بن رميثة. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 660. (¬6) الصواب: «وتخلّى». (¬7) السلوك ج 2 ق 3/ 661.

وفي صفر

وفي صفر [أخذ الكرك والقبض على الناصر] كان أخذ / 6 أ / قلعة الكرك، والقبض على الناصر أحمد. ووصلت البشارة بذلك في أواخر هذا الشهر، فسرّ بذلك. وكان الحصار قد اشتدّ كما ذكرناه على أحمد المذكور، وجدّ النقّابون بعد أن تفرّق أصحاب المدينة عنه، وفي جماعته ألفين (¬1)، وهو يرمي بنفسه حتى جرح في مواضع من جسده، وهجم العسكر عليه وأخذوه، فقيّد، ووكّل به بعد تطييب خاطره. ودقّت البشائر بالقلعة حين وصول هذه الأخبار (¬2). وكتب السلطان بقتل الناصر من غير مشاورة الأمراء، وخرج منجك السلاح دار على النجب ليلا لذلك (¬3). [وفاة ابن حيّان الأندلسي] [20]- وفيه مات الإمام، العلاّمة، النحويّ، الأستاذ، الأثير (¬4)، أبو حيّان محمد بن يوسف بن علي بن حيّان الأندلسيّ (¬5)، المالكيّ. ¬

(¬1) الصواب: «وفي جماعته ألفان». (¬2) خبر أخذ الكرك في: ذيل العبر 242، وتاريخ ابن الوردي 2/ 339، وتاريخ الشجاعي 269، 270، ونثر الجمان 2 / ورقة 252 أ، والبداية والنهاية 14/ 212، 213، وتذكرة النبيه 3/ 65، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 343، والوافي بالوفيات 8/ 86 رقم 3513، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 409، والدرر الكامنة 1/ 314 رقم 745، والسلوك ج 2 ق 3/ 662، وتاريخ ابن خلدون 5/ 445، ومآثر الإنافة 2/ 150، والنجوم الزاهرة 10/ 50 - 72، والمنهل الصافي 2/ 158 رقم 295، وحسن المحاضرة 2/ 77، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 502 - 504، وتاريخ ابن سباط 2/ 678 - 680، والجوهر الثمين 2/ 181، والمقفى الكبير 1/ 636. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 662؛ وجيز الكلام 1/ 5، 6. (¬4) في الأصل: «الأسد». (¬5) انظر عن (ابن حيّان الأندلسي) في: أعيان العصر، ورقة 155 أ، والإحاطة 3/ 43، وتاريخ الشجاعي 277، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 439 - 443، وتذكرة النبيه 3/ 68، 69، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 345، والوافي بالوفيات 5/ 267 رقم 2345، وفوات الوفيات 4/ 71 رقم 506، وغاية النهاية 2/ 285 رقم 2505، والدرر الكامنة 4/ 302 - 310 رقم 832، والسلوك ج 2 ق 3/ 676، والنجوم الزاهرة 10/ 111 - 114، وشذرات الذهب 6/ 145، وطبقات الشافعية الكبرى 6/ 31 - 44 و (9/ 276، رقم 1336) وتاريخ ابن الوردي 2/ 339، 340، وبغية الوعاة 2/ 121 - 123، ونفح الطيب 9/ 331 - 402، والبدر الطالع 2/ 288 - 291، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 457 - 459 رقم 414، وطبقات اللغويين والنحاة لابن قاضي شهبة، ورقة 129، ونكت الهميان 282، وطبقات الأولياء 506، 507، 557، وكشف الظنون 5، 6، 49، 61، 226، 238، 239، 362، 393، 405، 688، 717، 918، 962، 1028، 1108، 1152، 1189، 1194، 1539، 1561، 1580، 1591، 1611، 1678، 1805، 1818، 1864، 1875، 1876، 1910، 1958، =

القبض على جمال الكفاة

وكان عالما، بارعا، فاضلا، راسخا في النحو، عارفا بفنون كثيرة. سمع على جماعة، وأجاز له جماعة. وله شهرة طائلة وتصانيف حافلة، وشهرته تغني في ذلك عن (¬1) التعريف به. ومولده سنة أربع وخمسين وستماية. [القبض على جمال الكفاة] وفيه كانت بمكة [كائنة] (¬2) جمال الكفاة والقبض عليه وعلى جماعة معه من أهله والرامة، ووقعت الحوطة على موجوده، ونوّعت العقوبة عليه (¬3). وفي ربيع الأول [ضعف واردات الدولة] توقّفت أحوال الدولة لكثرة الإنعامات والمصارف والكلف، لا سيما على اتفاق (¬4) المغنّية، وكانت جارية تضرب بالعود، وشغف بها السلطان جدّا، ولها أخبار تطول، وجريات تعول. وكان المتحصّل للسلطان لا يفي بالمصروف، فوقعت أشياء يطول الشرح في ذكرها (¬5). ¬

= 1983، 1986، 1993، 1994، وإيضاح المكنون 1/ 24، 101، 122، 583 و 2/ 199، 446، 624، 655، 657، 671، 677، 682، وهدية العارفين 2/ 152، 153، وديوان الإسلام 2/ 150، 151 رقم 762، والأعلام 7/ 152، ومعجم المؤلفين 12/ 130، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 2/ 246 - 249، والمستدرك على المعجم الشامل 2/ 122، 123، والمعجم المختص بالمحدّثين 267، 268 رقم 344، والوفيات لابن رافع 1/ 492 - 484 رقم 399، والمختصر في أخبار البشر 4/ 142، ومعرفة القراء الكبار 2/ 723، 724 رقم 689، ومستفاد الرحلة والإغتراب 140 - 142، وعيون التواريخ، ورقة 70، 71، والوفيات لابن قنفذ 349 رقم 745، ومفتاح السعادة 2/ 96، 105، وذيل تذكرة الحفاظ 23، وعقد الجمان، ورقة 314 ب - 316 أ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 220 - 222 رقم 626، وتاريخ الأدب العربي 2/ 109، وذيله 2/ 135، والمقفى الكبير 7/ 503 - 508 رقم 3600، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 129، والرسالة المستطرفة 101، وفهرس الفهارس 1/ 108، 109، وبدائع الزهور 1/ 199، 200، وطبقات المفسّرين للداوودي 2/ 286 - 291 رقم 608، وملء العيبة 2/ 252، 255، 317، 319، وذيل التقييد 1/ 283 رقم 562، ودرّة الحجال 2/ 122 - 124، والمنهل الصافي 6 / ورقة 773 - 776، والردّ الوافر 62 - 67 رقم 27، ووجيز الكلام 1/ 8 - 10 رقم 2. (¬1) في الأصل: «عن ربد». (¬2) إضافة على الأصل يقتضيها السياق. (¬3) تاريخ الشجاعي 270، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 407، والسلوك ج 2 ق 3/ 663. (¬4) انظر عن (اتفاق) في: الدرر الكامنة 1/ 80 رقم 216، والنجوم الزاهرة 10/ 96. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 662.

قتل الناصر أحمد

[قتل الناصر أحمد] [21]- وفيه قتل الناصر أحمد بن الناصر محمد بن المنصور قلاون (¬1) بالكرك خنقا، ولم يكمل الثلاثين. فإنّ مولده سنة ست عشرة وسبعماية. وحزّت رأسه وجهّزت إلى السلطان فوصلت في هذا الشهر أيضا، وكانت رأسا كبيرة، مهولة، فلما رآها السلطان اقشعرّ جلده وتفزّع. وكان أحمد هذا شديد البأس، وربّي بالكرك، ثم أحضر (بسبب) (¬2) السلطنة فتسلطن بالقاهرة، وعاد إلى الكرك وهو سلطان، فخلعه الأمراء لسوء سيرته، وسلطنوا أخوه (¬3) الصالح، سلطان هذا العصر، وامتنع هو / 6 ب / بالكرك وعنده أموالا (¬4) عظيمة. وجرت عليه أمور يطول شرحها إلى أن قتل بعد أن حصر بالكرك مدّة سنتين وشهرين وثمانية أيام. [وفاة جمال الكفاة] [22]- وفيه مات جمال الكفاة (¬5) إبراهيم بن عبد الله، ناظر الجيش والخاصّ معا، وهو أوّل من جمعهما. وكان قد ضخم أمره وفخم جدّا. وكان عارفا باللسان التركي، وغيره من الألسنة. وكان حسن الهيئة والشكالة، محبّا في أهل الفضل، عصبيّه مع من قصده. وله في ¬

(¬1) يكتب «قلاون» بواو واحدة، و «قلاوون» بواوين. وانظر عن (الناصر أحمد) في: تاريخ الشجاعي 269، وذيل العبر 242، وتاريخ ابن الوردي 2/ 339، ونثر الجمان 2 / ورقة 252 أ، والبداية والنهاية 14/ 212، 213، والوافي بالوفيات 8/ 86 رقم 3513، والجوهر الثمين 2/ 181، وتذكرة النبيه 3/ 65، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 343، وتاريخ ابن خلدون 5/ 445، ومآثر الإنافة 2/ 150، والسلوك ج 2 ق 3/ 662، والمقفى الكبير 1/ 627 - 636 رقم 611، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 421 - 423، والدرر الكامنة 1/ 314 رقم 745، والنجوم الزاهرة 10/ 50 - 72، والمنهل الصافي 2/ 158 رقم 295، والدليل الشافي 1/ 83 رقم 293، وحسن المحاضرة 2/ 77، وتاريخ ابن سباط 2/ 680، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 502 - 504، وأخبار الدول وآثار الأول 2/ 283، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 37 أ، وتاريخ الخلفاء 500، ووجيز الكلام 1/ 5، 6. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) الصواب: «أخاه». (¬4) الصواب: «أموال». (¬5) انظر عن (جمال الكفاة) في: تاريخ الشجاعي 270، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 418، والسلوك ج 2 ق 3/ 663، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 502، ووجيز الكلام 1/ 12، 13 رقم 10.

نظارة الخاص

التصحيف أشياء نادرة. وخوطب في مكاتبات بالجناب العالي. وتمالى (¬1) عليه أعداؤه (¬2) حتى قتل خنقا. [نظارة الخاصّ] وفيه استقرّ الموفّق عبد الله بن إبراهيم ناظر الدولة في نظر الخاص، وكان قد قبض عليه مع جمال الكفاة ثم أفرج عنه (¬3). [نظارة الجيش] وقرّر في نظر الجيش الأمين إبراهيم بن يوسف السامريّ (¬4)، كاتب طشتمر. [خبر قلعة طرنده] وفيه وصل الخبر بأنّ فيّاض بن مهنّا اتفق مع ابن (¬5) دلغادر على أخذ قلعة طرندة (¬6) من أرتنا، [وبها أمواله] (¬7)، وهما في عزم المسير على حلب. فأمر السلطان بخروج تجريدة، ثم بطلت (¬8). [ربيع الآخر] [منع آل ملك من الحجّ] وفي ربيع الآخر إستأذن للحاجّ آل ملك نائب السلطنة السلطان في خروجه إلى الحجّ، فأذن له بذلك، ثم منعه منه. وكان النائب قد صار يعارضه الأمراء في إشياء كثيرة، وأراد أن يتنصّل من النيابة (¬9). [وفاة حديثة بن مهنّا] [23]- وفيه وصل الخبر بموت حديثة (¬10) بن مهنّا أمير آل فضل، وبكائنة اتفقت ¬

(¬1) المراد: «تمالأ» بمعنى تآمر. (¬2) في الأصل: «اعداه». (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 664 و 665، وتاريخ الشجاعي 270، وفيه الموقف، وهو تصحيف، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 408. (¬4) في الأصل: «البارقي»، والتصحيح من تاريخ الشجاعي 271، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 408، والسلوك ج 2 ق 3/ 665. (¬5) في الأصل: «مع بن». (¬6) طرندة: بضم أوله وفتح ثانيه، وسكون النون وفتح الدال المهملة، وفي آخرها هاء، مدينة على ثلاث مراحل من ملطية في بلاد الروم. (معجم البلدان 4/ 32). (¬7) في الأصل غامضة: «إنها بعونه». (¬8) السلوك ج 2 ق 3/ 665. (¬9) السلوك ج 2 ق 3/ 668. (¬10) انظر عن (حديثة) في: السلوك ج 2 ق 3/ 667.

جماد الأول

لأخيه فيّاض مع سيف أمير الملا، وقتل بينهما جماعة، ونهب فيّاض أمواله، وأسر أخاه. ثم بعد ذلك قدم سيف إلى القاهرة فأكرمه السلطان، وبعث إلى نائب الشام بالقيام معه على من عاداه. [جماد الأول] [وفاة الصلاح الدوادار] [24]- وفي جماد الأول مات الصلاح يوسف بن أسعد (¬1) الدوادار، الدمشقيّ. وكان الناصريّ بطرابلس. وكان كاتبا، عارفا، له فضيلة تامّة، تزيّا بزيّ الجند، وتنقّل في الخدم. ثم ولّي نيابة الإسكندرية، ثم تنقّل بعد ذلك في عدّة ولايات، وتوجّه رسولا من مصر إلى بو سعيد، وقرّر بعد عوده (¬2) في الدوادارية واستطال (¬3) على الناس، وعملوا عليه. [فتن العربان والعشير ببلاد الشام] وفيه كانت الفتن من العربان ببلاد الشام، وكثر فساد العشران (¬4) بتلك النواحي، وقتل جماعة في هذه الفتن وكانت كثيرة جدّا (¬5). [جماد الآخر] [فساد الفلوس] وفي جماد الآخر كانت أحوال الناس متوقّفة من جهة الفلوس، وارتفع سعر أكثر المبيعات / 17 أ / وفسدت الفلوس جدّا. ووقع أشياء تطول. وضيّق السلطان على المحتسب والوالي، وأنكر عليهما. وآل الأمر أن نودي بأنه لا يتعامل من الفلوس إلاّ ما عليه سكّة السلطان (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (يوسف بن أسعد) في: المختصر في أخبار البشر 4/ 119، 131، 132، 140، 142، وتاريخ ابن الوردي 2/ 340، وأعيان العصر ج 7 ق 2 / ورقة 322، ونثر الجمان 3 / ورقة 319 أ، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 443، 444، والسلوك ج 2 ق 3/ 675، والنجوم الزاهرة 10/ 115، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 346، وتذكرة النبيه 3/ 74، والدرر الكامنة 5/ 226 رقم 5105، وسعادة الدارين للنبهاني 536، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري 2/ 84 رقم 70 وص 117. ويقول خادم العلم وطالبه، محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري»: هو صاحب حمّام الدوادار بطرابلس، بين جامع الطحّام وجامع المعلّق في محلّة قهوة الحتّة بالحدّادين، وقد تعطّل بعد 1960، وتحوّل الآن إلى حانوت لبيع الدجاج!. (¬2) في الأصل: «عروه». (¬3) في الأصل: «اسعال». (¬4) العشران - العشير. وهي جماعات السكان في جنوب «لبنان» شرقيّ صيدا وصور، من غير أهل السّنّة والجماعة، وفي الغالب من الموحّدين الدروز والشيعة. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 669، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 410. (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 669.

وفاة بكتاش

[وفاة بكتاش] [25]- وفيه مات بكتاش (¬1)، نقيب الجيش. وكان مشكورا. [رجب] [وفاة الجلال الرازي] [26]- وفي رجب مات قاضي القضاة بدمشق الجلال، الرازي (¬2)، أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن (¬3) بن أنو شروان (¬4) الروميّ، الأبكوري، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، كاملا، جمّ الفضائل، كثير المحاسن. سمع على جماعة، منهم: الفخري البخاري. وولي عدّة تداريس بدمشق، والقضاء. وحمدت فيه سيرته. وكان يكتب المنسوب، مع الديانة والعفّة والخير والأمانة، والكرم الزائد. ومولده سنة إحدى وخمسين وستماية. وروي عنه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه، فأخبره بأنه يعمّر، وكذا كان. [زيادة إقطاع ابن دلغادر] وفيه وصل قاصد ابن (¬5) دلغادر، فأكرمه السلطان، وأعاده إلى مرسله، وزاد له بإقطاع من أراضي حلب (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (بكتاش) في: السلوك ج 2 ق 3/ 674، والدرر الكامنة 1/ 482 رقم 1303، وتاريخ الشجاعي 276. (¬2) في الأصل: «الداري»، والتصحيح من مصادر الترجمة، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 418 - 420، والمختصر في أخبار البشر 4/ 142، 143، والوفيات لابن رافع 1/ 492، 493 رقم 409، ومعجم شيوخ الذهبي 1 / ورقة 89 ب، وتاريخ ابن الوردي 2/ 340، وذيل العبر 244، وذيل تذكرة الحفاظ 27، والبداية والنهاية 14/ 214، والجواهر المضيّة 1/ 154، 155 رقم 93، وتذكرة النبيه 3/ 77، 78، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 347، والدرر الكامنة 1/ 126 رقم 228، والسلوك ج 2 ق 3/ 674، والمنهل الصافي 1/ 264 رقم 141، والنجوم الزاهرة 10/ 109، والطبقات السنية 1/ 374 رقم 169، ورفع الإصرا ق 1/ 186، 187، والدارس 1/ 517 و 566، 567، وطبقات المفسّرين للداوودي 1/ 34 - 36 رقم 34، والمقفى الكبير 1/ 356 رقم 417، وقضاة دمشق 192، وعيون التواريخ، ورقة 72 أ، والفوائد البهيّة 16 - 18، وكتائب أعلام الأخيار، رقم 613، ووجيز الكلام 1/ 1 رقم 5. (¬3) في الأصل: «الحسين». (¬4) في السلوك ج 2 ق 3/ 674 «أو شروان» بحذف النون في أوله. (¬5) في الأصل: «قاصد بن». (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 670.

شعبان

[شعبان] [مهاجمة الفرنج غرناطة] وفي شعبان وصل الخبر إلى القاهرة بكائنة اتفقت بالأندلس بين المسلمين والفرنج عظيمة، كادوا أن يأخذوا فيها غرناطة، ونصب عليها المجانيق. وآل الأمر إلى المصالحة والهدنة. وبعث ملك الأندلس أبو الحسن ابن الأصمّ (¬1) يسأل السلطان في أن يأمر الخطباء بأن يدعوا له على المنابر ويطلب له الدعاء من الصالحين وأهل الخير بأن ينصرهم الله تعالى على عدوّهم، وأن يكتب في ذلك إلى أهل الحرمين الشريفين (¬2). [عداء الأمراء لآل ملك] وفيه زاد تنكّر الأمراء على آل ملك النائب، وعادوه لقيامه في الحق، ولأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر. [رمضان] [التدابير المالية] وفي رمضان توقّفت أحوال الدولة في كل شيء، وعجز الوزير عن لجوم المرتبات، وقطعت الكثير من المرتّبات والزيادات فيها، ومنها جميع ما استجدّ من بعد الناصر محمد بن قلاون، فتوفّرت أمولا (¬3) جمّة، وأضيف سوق الخيل والجمال والحمير إلى الدولة، وعوّض مقطعوها بأشياء غيرها (¬4). [ضبط الإقطاعات بدمشق] وفيه قرّر التقيّ سليمان في أمر جيش دمشق، وقطع مرتّبات كثيرة بدمشق أيضا، وقطع من موقّعيها في الدّست نحو العشرين، منهم: ابن الزّملكاني، وابن الشهاب محمود، وأولاده، وابن (¬5) غانم، والجمال / 6 ب / ابن نباتة (¬6). [شدّ الدواوين بدمشق] وولّي ابن (¬7) المحسني شادّية الدواوين بها رفيقا لابن مراحل، لضبط الجهات (¬8). ¬

(¬1) هو أبو الحسن علي المريني. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 670. (¬3) الصواب: «فتوفرت أموال». (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 671. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 671. (¬7) في الأصل: «وولي بن». (¬8) السلوك ج 2 ق 3/ 671.

وفاة الططري

[وفاة الططري] [27]- وفيه مات بدوه الططري (¬1)، ففرّق إقطاعه على نحو الثمانين من المماليك السلطانية، وأمروا بالخروج إلى الكرك، ووفّرت مرتّباتهم. [نفقة الأيتام وغيرهم] وفيه أمر السلطان بأن تنفق جامكيّة الأيتام والأوجاقية من مقدّم المماليك، وقطع منهم جماعة (¬2). [وفاة سنجر الجاولي] [28]- وفيه مات العلم سنجر الجاولي (¬3)، الفقيه، الشافعيّ، وأحد الأمراء الألوف بمصر. وكان عالما، فاضلا، بارعا، كاملا. له عدّة تصانيف. وفضله أشهر من أن يذكر. وتنقّل في عدّة ولايات. وسمع الحديث على جماعة، وشرح «مسند» الإمام الشافعيّ. وله من الآثار: المدرسة بمصر فوق الكبش، والجامع المعروف به بغزّة، وآخر بالخيل. وله القناطر بأرسوف، والحارة المعروفة ببيسان، وبيمارستان آخر بقاقون، وغير ذلك من الآثار. ومولده بآمد في سنة اثنتين (¬4) وخمسين وستماية. [تقرير إقطاعات] وقرّر في إقطاع سنجر هذا طرنطاي المهمندار (¬5)، وقرّر في إقطاع طرنطاي هذا ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 672، وهو ممّن يستدرك على الدرر الكامنة لابن حجر، حيث لم يذكره. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 672. (¬3) انظر عن (سنجر الجاولي) في: تاريخ الشجاعي 275، 276، وأمراء دمشق، 39، والوافي بالوفيات 15/ 482 - 484 رقم 645، وذيل العبر 247، وذيل تذكرة الحفاظ 28، وطبقات الشافعية الكبرى 6/ 106، والبداية والنهاية 14/ 215، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 426 - 428، والسلوك ج 2 ق 3/ 674، وتذكرة النبيه 3/ 75، 76، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 343، والدرر الكامنة 2/ 226 رقم 1877، والمنهل الصافي 6/ 74 - 76 رقم 1113، والنجوم الزاهرة 10/ 109، والدليل الشافي 1/ 304 رقم 1110، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 176 - 178 رقم 592، وذيل التقييد 2/ 13 رقم 1069، وحسن المحاضرة 1/ 395، والأنس الجليل 2/ 271، 272، وكشف الظنون 2/ 1683، وشذرات الذهب 6/ 142، 143، والوفيات لابن رافع 1/ 498، 499 رقم 417، وهدية العارفين 1/ 410، والأعلام 3/ 207، ومعجم المؤلفين 4/ 282، وديوان الإسلام 2/ 76 رقم 665، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 504، ووجيز الكلام 1/ 12 رقم 9. (¬4) في الأصل: «اثنين». (¬5) في السلوك 672 «البشمقدار»، و «المهمندار» لقب للموظّف الذي يتلقّى الرسل والمبعوثين القادمين =

وفاة ألطنقش

بيبغا ططر نائب غزّة. وقرّر في نيابة غزّة أيدمر الزّرّاق (¬1). [وفاة ألطنقش] [29]- وفيه مات ألطنقش (¬2) الأستادار. وكان له علم، وفضل، وشعر. [شوال] [وفاة الشرابيشي] [30]- وفي شوال مات الفتح صدقة الشرابيشي (¬3)، وكان من رؤساء القاهرة، وذوي الأموال. وله خير ومعروف وأوقاف على أنواع من البرّ والمعروف بالجامع الأزهر وخانقاه سعيد السعداء، وغيرهما. [اشتداد البرد] وفيه كان البرد شديدا جدّا بهذا (¬4) البلاد، وبالبلاد الشامية (¬5). [ذو القعدة] [وصول زوجة السلطان] وفي ذي القعدة وصلت الخوند ابنة طقزدمر نائب الشام زوجة السلطان، وكان قد تزوّج بها قبل ذلك، فبنا (¬6) بها في هذا الشهر (¬7). [وفاة ابن النقيب قاضي حلب] [31]- وفيه مات قاضي حلب الشمس ابن (¬8) النقيب محمد بن أبي بكر بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن نجدة بن حمدان (¬9) الدمشقيّ، الشافعيّ. ¬

= من الخارج إلى بلاط السلطان. ويقابله الآن رئيس التشريفات. (¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 672. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 672 و 674، وتاريخ الشجاعي 276، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 424، والدرر الكامنة 1/ 410 رقم 1061. (¬3) انظر عن (الشرابيشي) في: السلوك ج 2 ق 3/ 675، والدرر الكامنة 2/ 205 رقم 1977. (¬4) الصواب: «بهذه البلاد». (¬5) البداية والنهاية 14/ 215، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 413، تذكرة النبيه 3/ 63 - 65، درّة الأسلاك 1 / ورقة 344، السلوك ج 2 ق 3/ 673. (¬6) الصواب: «فبنى». (¬7) السلوك ج 2 ق 3/ 672، وتاريخ الشجاعي 274. (¬8) في الأصل: «الشمس بن». (¬9) انظر عن (ابن النقيب بن حمدان) في: المختصر في أخبار البشر 4/ 143، 144، وتاريخ ابن الوردي 2/ 340، 341، والوفيات لابن رافع 1/ 504، 505 رقم 427، وعيون التواريخ، ورقة 73 أ، وذيل =

ذو الحجة

وكان عالما، فاضلا، خيّرا، ديّنا، كريم النفس. سمع على جماعة، منهم: الفخري البخاري. وأخذ عن النووي. وولي عدّة تداريس بدمشق، ثم قضاء حلب، ثم صرف. وكان مقرّه بدمشق. ومولده سنة اثنتين (¬1) وستين وستماية. [ذو الحجّة] [السيل بطرابلس] وفي ذي حجّة وصل الخبر من طرابلس بأنه حدث / 7 أ / بها سيل عظيم جدّا ما رؤي مثله قطّ (¬2). [نظارة الدولة] وفيه قرّر في نظر الدولة منفردا العلم ابن (¬3) سهلول، عوضا عن موسى ابن التاج إسحاق، بعد صرفه لظلمه وعسفه، وكثرة دعاء الناس عليه (¬4). * * * [وفاة طقصبا الظاهري] [32]- وفيها - أعني في هذه السنة - مات طقصبا (¬5) الظاهري بيبرس، وقد أناف على ماية وعشرين سنة. ¬

= العبر 248، وذيل تذكرة الحفاظ 28، ومرآة الجنان 4/ 307، وطبقات الشافعية الكبرى 6/ 44، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 512 رقم 1210، والبداية والنهاية 14/ 215، والسلوك ج 2 ق 3/ 676، وتذكرة النبيه 3/ 66، 67، ودرة الأسلاك 1 / ورقة 346، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 434 - 436، وطبقات الشافعية، له 3/ 202، 203 رقم 611، والدرر الكامنة 3/ 398، والدارس 1/ 285، والقلائد الجوهرية 2/ 434، ومفتاح السعادة 2/ 112 - 114، وشذرات الذهب 6/ 144، وإيضاح المكنون 1/ 487، وهدية العارفين 2/ 152، وتاريخ الأدب العربي 2/ 9، وذيله 2/ 3، والأعلام 6/ 280، ومعجم المؤلفين 9/ 104، وذيل التقييد 1/ 105 رقم 131، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 238، ووجيز الكلام 12/ 10 رقم 3. (¬1) في الأصل: «اثنين». (¬2) انظر عن السيل بطرابلس في: المختصر في أخبار البشر 4/ 143، وأعيان العصر ج 6 ق 2/ 313، والوافي بالوفيات 1/ 249، وتذكرة النبيه 3/ 73، ودرّة الأسلاك 1/ 345، وتاريخ ابن الوردي 3/ 340، والسلوك ج 2 ق 3/ 673 وج 3 ق 1/ 23، والدرر الكامنة 5/ 315، والنجوم الزاهرة 10/ 320، وعقد الجمان ج 24 ق 1/ 72، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري 2/ 237، 238، ومعجم الشعراء والأدباء في تاريخ لبنان - تأليفنا - مخطوط، باسم «محمد بن محمد بن عبد المنعم البارنباري»، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 417، ووجيز الكلام 1/ 6. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) تاريخ الشجاعي 272، السلوك ج 2 ق 3/ 672 و 673. (¬5) انظر عن (طقصبا) في: تاريخ الشجاعي 274، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 429، والسلوك ج 2 ق 3 / =

وفاة طرنطاي المحمدي

[وفاة طرنطاي المحمّدي] [33]- وطرنطاي المحمّديّ (¬1)، المنصوريّ، على إمرة بدمشق. وكان ممّن وافق على قتل أستاذه الأشرف خليل، وسجن سبعة وعشرين سنة. [وفاة بكتمر العلائي] [34]- وبكتمر العلائي (¬2)، المنصوري. ولي الإستاداريّة، ثم نيابة حمص، ثم غزّة، ثم أعيد إلى حمص، وبها بغته الأجل. [البرد والريح بمصر] وفيها نزل بمصر برد، مع ريح سوداء ببرق عظيم، ورعد مهول، وشرر (¬3) زائد. وأعقب ذلك حرّ وسمائم بحيث تطاير منها شرر أحرق رأس أكثر الأشجار، وبعض الزراعات، وخاف الناس عام ذلك. وفيها هلك من شدّة البرد جماعة ببلاد الوجه القبليّ. وفيها كثرت الأمطار فتلف بها الكثير من الزروع والناس، والدّوابّ، والدّور، وجرت السيول. وفيها سقط الثلج والبرد، وزاد البرد، وقلّت الأسماك بالبرك (¬4). [ازدياد الظلم في مصر] وفيها قلّت حرمة السلطنة بمملكة مصر جدّا، واتّضع قدرها، وزاد الظلم والجور والعسف، وقطعت خيرات (¬5) الكثير من الناس (¬6). [اضطراب البلاد على السلطان] وكان السلطان في هذه السنة وما قبلها هو الملك عماد الدين إسماعيل بن ¬

= 674، والدرر الكامنة 2/ 225 رقم 2043، وأعيان العصر (مخطوط برلين 298) ورقة 161 أ، والوافي بالوفيات 16/ 418 رقم 508. (¬1) انظر عن (طرنطاي) في: السلوك ج 2 ق 3/ 675، والدرر الكامنة 2/ 218 رقم 2014. (¬2) انظر عن (بكتمر) في: السلوك ج 2 ق 3/ 675. (¬3) في الأصل: «شعت». (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 673، ووجيز الكلام 1/ 6، 7. (¬5) في الأصل: «الغرات». (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 672.

الناصر محمد بن المنصور قلاون، وحاله مع أمرائه غير مستقيم لتغلّبهم على الأمر. وكانت العربان والعشران في غاية السلاطة على الخلق. والبلاد المصرية والشامية، وساير بلاد المملكة في وجل وأنكاد كثيرة. ولله الأمر.

سنة ست وأربعين وسبعماية

سنة ستّ وأربعين وسبعماية [محرّم] [تلاشي أولاد دمرداش] في محرّم وصلت مكاتبة أرتنا (¬1) صاحب الروم على السلطان، تتضمّن تلاشي أولاد دمرداش. وفيها يغضّ من نائب حلب على ما كان منه (¬2) (في) (¬3) حقّ ابن (¬4) دلغادر. [عزم السلطان على الحجّ] وفيه لما وصل الحاجّ إلى القاهرة تحرّك عزم السلطان على الحجّ لضيق صدره من غلبة الأمراء على أمره. وكتب إلى البلاد الشامية بابتياع ما يحتاج إليه من الدّوابّ وغيرها، وأمر بتجهيز / 7 ب / الإقامات وغيرها. ودام الأمر متماديا على ذلك إلى أن دخل ربيع الأول، فتغيّر مزاج السلطان ومرض ولازم الفراش، فلم يخرج للخدمة مدّة أيام، وكثرت الأراجيف والقيل والقال، وتعنّتت العامّة في الفلوس، وارتفع السعر شيئا. ثم كان من (خبر) (¬5) السلطان ما سنذكره. [وفاة بيبرس الأحمدي] [35]- وفيه مات بيبرس الأحمدي (¬6)، المنصوري، أمير جاندار. وله نحوا (¬7) من ثمانين سنة. ¬

(¬1) في الأصل: «مكاتبة الناصر» والتصحيح من السلوك ج 2 ق 3/ 676. (¬2) في الأصل: «من». (¬3) كبتت فوق السطر. (¬4) في الأصل: «حق بن». (¬5) في الأصل: «سلب». (¬6) انظر عن (بيبرس الأحمدي) في: تاريخ الشجاعي 105، 259، ودرّة الأسلاك 1 / حوادث سنة 746 هـ‍. والوافي بالوفيات 10/ 353، والسلوك ج 2 ق 3/ 698، والمواعظ والاعتبار 1/ 51، والمقفى الكبير 2/ 555 رقم 1105، والدرر الكامنة 2/ 35، والدليل الشافي 1/ 205 رقم 722، والمنهل الصافي 3/ 479 - 481 رقم 724، والنجوم الزاهرة 10/ 143، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 459، 460. (¬7) الصواب: «وله نحو».

صفر

وكان إنسانا حسنا، كريم النفس، شجاعا، مقداما، قويّ النفس، ما ركب فرسا أنثى قطّ. وكان جركسيّ الجنس، وتنقّل في الخدم من الخاصكية إلى أن صار من المقدّمين. وقرّر في الخازندارية، ثم ولّي صفد، وطرابلس. [صفر] [تحضير السلطان للحجّ] وفي صفر زاد الاضطراب، وقويت الحركة بسفر السلطان للحجّ، وحضرت العربان من بلاد الشام وغيرها بحمالهم، وقبضوا كثيرا من الأموال ليجهّزوا جمالهم وأحوالهم لحمل الشعير وما يناسب ذلك من الأصناف إلى العقبة. وأشيع سفر السلطان. [ربيع الأول] [ابتداء مرض السلطان] وفي ربيع الأول كان ابتداء مرض السلطان الذي مات به. وكان أصله من الطربة (¬1) التي حصلت عليه حين رؤية رأس الناصر أحمد، فإنها كانت ضخمة كبيرة، فغسّلت وأحضرت إليه، فلما رآها أخذه يابسة القشعريرة، وصار كثير التفزّع حتى لزم الفراش. وكان قد اعتراه القولنج مع ما كان يعتريه من الأرق ورؤية الأحلام المفزعة، وزاد عليه الحال. ولما استبدّ به الأمر دخل عليه جماعة من الأمراء وتلطّفوا به حتى أبطل حركة الحجّ. وما زال يتعلّل حتى تحرّك أخوه شعبان، واتّفق مع عدّة من المماليك. هذا، وقد انفتح خبر السلطان عن الأمراء، فكتب بالإفراج عن من بالسجون، وفرّقت الصدقات، ورتّب قراءة «الجامع الصحيح البخاري» افقرأه جماعة (¬2). [التهيئة للسلطنة بعد الصالح] وقوي أمر شعبان، وقصد القبض على آل ملك نائب السلطنة، وتحرّز على نفسه، ووزّع الأمراء أموالهم وحواصلهم، ثم تجمّعوا ودخلوا على السلطان، وسألوه أن يعهد لأحد بالملك، فطلب النائب وبقية الأمراء فلم يحضروا. وكان العلائي قد اتفق مع جماعة على إقامة شعبان، وكان ربيبه. وقام اغزلوا (¬3)، وتمر الموساوي معه. / 8 أ / وامتنع النائب من إقامته. ¬

(¬1) كذا، والمراد: «الاضطرابة». (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 676، 677. (¬3) يرد كثيرا بهذه الصيغة، وهو «غرلو» بالغين المعجمة، والراء، ولام، وواو.

الأراجيف بموت السلطان

وجرت أمور قبض فيها على اغزلوا (¬1)، وسجن. وتحالف النائب هو والعلائي وبقية الأمراء على الاجتماع على عمل مصالح المسلمين. وكان العلائي قبل ذلك دخل على السلطان هو وعدّة من الأمراء، وكلّموه في أن يعهد من بعده بالسلطنة لأحد، فبكى السلطان والأمراء، ولم يحضر النائب، فقال السلطان: «سلّموا على النائب وعرّفوه أنني إن متّ فولّوا أخي شعبان» (¬2). [الأراجيف بموت السلطان] وفيه كثر القال والقيل في أمر السلطنة، وكثرت الأراجيف بموت السلطان حتى أغلقت الحوانيت بالقاهرة وغالب الأسواق، فركب الوالي والمحتسب وجماعة من الجند معهما فضربوا جماعة وشهّروهم (¬3). [ربيع الآخر] [وفاة السلطان الصالح] [36]- وفي ربيع الآخر في يوم الخميس رابعه مات السلطان الملك الصالح (¬4) عماد الدين إسماعيل ابن (¬5) الملك الناصر محمد بن المنصور قلاون (¬6). ولّي الملك بعد (خلع) (¬7) أخيه الناصر أحمد باتفاق من الأمراء على سلطنته، وذلك في محرّم سنة ثلاث وأربعين وسبعماية. ¬

(¬1) هو نفسه. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 677. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 677. (¬4) انظر عن (الملك الصالح) في: ذيل العبر 248، 249، وتاريخ ابن الوردي 2/ 342، والنور اللائح والدرّ الصادح في اصطفاء الملك الصالح، لابن القيسراني - بتحقيقنا - ص 65، والبداية والنهاية 14/ 216، وتذكرة النبيه 3/ 79، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 352، والوافي بالوفيات 9/ 219 رقم 4123، ومآثر الإنافة 2/ 150، 151، والجوهر الثمين 2/ 183، وتاريخ ابن خلدون 5/ 446، وتاريخ بيروت 140، والسلوك ج 2 ق 3/ 677 - 680، والمقفى الكبير 2/ 66 رقم 726، والمنهل الصافي 2/ 425 رقم 452، والدليل الشافي 1/ 129 رقم 451، ووجيز الكلام 1/ 14 رقم 11، والنجوم الزاهرة 10/ 59 وما بعدها، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 446، 447، وتاريخ الخلفاء 500، وحسن المحاضرة 2/ 77، وتاريخ ابن سباط 2/ 680، وتاريخ الأزمنة 310، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 504 - 506، وشذرات الذهب 6/ 148، وأخبار الدول 203، والغرر الحسان 493، وتحفة الناظرين 2/ 12، 13، وتاريخ الدولة التركية - ورقة 37 أ، ب. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) كتب على هامش المخطوط بحذائها: «انتقل السلطان الملك الصالح ابن الناصر محمد بن المنصور قلاوون إلى رحمة الله تعالى وعهد إلى أخيه شعبان وكان كذلك». (¬7) كتبت فوق السطر.

وكان الأمراء قد بلغهم عنه حسن السيرة والديانة، وصوم يومي الخميس والإثنين، وأنه كثير تلاوة القرآن ونوافل الطاعات، سيما الصلاة، مع صيانة وعفّة، في براءته عمّا يرمى به الشباب من اللهو واللعب. وبالجملة فكان في بداية أمره عفيفا ديّنا. وكثر في أيامه قطع الأرزاق وخروج العساكر للتجاريد، وذهاب الأموال الجزيلة، ثم طرأ عليه الشغف بالجواري والنساء، وخرج في ذلك عن الحدّ، وأفرط في حبّ اتفاق وأسرف في عطيّاتها. واستطال الخدّام من الطواشية في أيامه. وهو الذي أنشأ الدهيشة بالقلعة وصرف عليها الكثير من المال. وكان منغّص الحياة، كدر العيشة، ما تمّ سروره بالدهيشة سوى ساعة واحدة. ولما أحضرت رأس أخيه من الكرك جرى عليه ما تقدّم ذكره. ولا زال يتعلّل حتى بغته الأجل بعد (¬1) مدّة. وكان سنّه يوم مات نحوا من عشرين سنة. وكانت مدّة سلطنته ثلاث سنين وشهران (¬2) وأحد عشر يوما. وانقضت كأنما لم تكن. ¬

(¬1) في الأصل: «بكم». (¬2) الصواب: «وشهرين».

سلطنة شعبان السلطان الملك الكامل سيف الدين شعبان ابن الناصر محمد بن قلاون الألفي الصالحي

[سلطنة شعبان] [السلطان الملك الكامل سيف الدين شعبان ابن الناصر محمد بن قلاون الألفي الصالحي] (¬1) وقام [شعبان] إلى أمّه ومنع من إشاعة موت أخيه، ثم خرج إلى أصحابه، وقرّر أمره معهم، واستوثق لنفسه. واجتمع الأمراء عند النائب / 8 ب / فإنه طلب فما أجاب إلى التوجّه إليهم، فذكروا موت السلطان، واشتوروا فيمن يولّى. فأشار عليهم جنكلي بن البابا بأن يبعثوا للجند يسألوا منهم إن رضوا به سلطانا رضيناه، فأجاب المماليك السلطانية بأنهم رضوا لشعبان، فقام الكلّ إليه داخل باب القلّة. وكان شعبان قد تخيّل من دخولهم عيه، وجمع المماليك قبل ذلك وقال: من دخل قتلته بسيفي هذا، وأنا أجلس على الكرسي حتى أبصر من يقيمني عنه. وكان بلغ أرغون العلائي ذلك فبعث إليه من بشره وطمّن قلبه. ثم عقدوا بيعة وأركبوه بعد أن أفيض عليه شعار السلطنة، ومشى الكل بين يديه إلى جهة الإيوان. وأخذ الجاووشية في الصياح على العادة حتى قرب من الأبواب، فاستصعب عليه الفرس من صياح الجاووشية والناس، فنزل عنه ومشى مسرعا عدّة خطوات إلى الإيوان حتى صعده، فأخذ الناس يتفالون بزواله سريعا. ثم رفع إلى تخت الملك، وقام الكلّ بين يديه، وقبّلوا الأرض، وحلفوا له. وتمّ أمره في الملك. ولقّب بالكامل (¬2). وفي سلطنته يقول الجماليّ بن نباتة: يا بهجة الدهر إذ مبتداه (¬3) ... بكامل السعد في الطلوع فاعجب لها حين أبدت (¬4) ... هلال شعبان في ربيع وفيه في يوم الإثنين ثامنه كانت البيعة العامّة للسلطان من الخليفة والقضاة والأمراء على العادة (¬5). ¬

(¬1) العنوان عن السلوك. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 680. (¬3) ورد هذا الشطر بلفظ: «طلعة سلطاننا تبدّت». (¬4) ورد هذا الشطر بلفظ: «واعجب لنا منه كيف أبدت». (بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 507). (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 681.

نيابة حلب

[نيابة حلب] وقرّر أرقطاي في نيابة حلب (¬1). [نيابة آل ملك بصفد] وسأل آل ملك النائب الإعفاء من النيابة، وأن يقرّر في نيابة الشام، فأجيب إلى ذلك، وخرج فأدرك في طريقه، وأمر بأن يتوجّه إلى صفد على نيابتها، فتوجّه إليها (¬2). [نيابة دمشق] وكتب إلى يلبغا اليحياوي نيابة الشام (¬3). [نظارة الخاص] وفيه قرّر العلم عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن زنبور في نظارة الخاصّ، من استيفاء الصحبة، ثم عاد إليها بعد مدّة يسيرة، وقرّر في نظر الخاصّ غيره (¬4). [نيابة طرابلس] وفيه قدم آق سنقر الناصريّ نائب طرابلس، النائب (¬5) كان، هيّأ له السلطان أن يلي النيابة، فامتنع من ذلك. ثم حلف أيمانا مغلّظة بأنه لا يليها، وبقيت النيابة عاطلة بعدها، ووفّر إقطاعها، وصار الحاجب الكبير / 9 أ / - وكان إذ ذاك بيغرا - ووليها، وصار هو المتكلّم في المملكة وإليه الحكم بين الناس (¬6). [القبض على الطبّاخ] وفيه قبض على الحاجّ علي الطبّاخ المعروف بإخوان سلار صاحب الجامع الذي بقرب اللوق المطلّ على بركة السقّاف، وصودر على مال كثير أخذ منه. وكان الحاجّ علي هذا طبّاخا للناصر محمد بن قلاون، وكان له عنده عناية شديدة، ¬

(¬1) تاريخ ابن الوردي 2/ 342، والبداية والنهاية 14/ 216 وفيه «ارقطيه»، تذكرة النبيه 3/ 81، ذيل العبر 249، السلوك ج 2 ق 3/ 681. (¬2) ذيل العبر 249، الجوهر الثمين 2/ 185، السلوك ج 2 ق 3/ 681، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 507، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 37 ب. (¬3) ذيل العبر 249، وتاريخ ابن الوردي 2/ 342، درة الأسلاك 1 / ورقة 352، تذكرة النبيه 3/ 80، البداية والنهاية 14/ 216، السلوك ج 2 ق 3/ 682، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 507. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 683. (¬5) هكذا في الأصل. (¬6) ذيل العبر 249، الجوهر الثمين 2/ 185، السلوك ج 2 ق 3/ 683، 684.

نظر الجيش بدمشق

وكان دخله في اليوم خمسماية دينار عن ما يناله من المهمّات. وله حكايات مشهورة، منها أنه لما عمل مهمّ بنت تنكز نائب الشام على زوجها بكتمر الساقي طلبه السلطان وأمره أن يعمل له رميسا (¬1) من الغنم في لون طعام اشتهاه السلطان، فولّى معبسا. فطلبه السلطان وقال له: «ما لي أراك فيّ تعبس»؟ فقال له: «كيف لا أعبس وقد أحرمتني الساعة عشرين ألف درهم». فقال له: «وكيف ذاك»؟ فقال: «إن الذي سرقه من المهمّ وما حصل لي فيه من الروس (¬2) والأكارع والأسقاط كنت أردت أن أتولّى بيعه فأعقتني عنه بما ألزمتنيه من الطبخ». فضحك السلطان وقال: «رح ضمان ذلك عليّ». ثم طلب السلطان والي مصر والقاهرة وألزمهما بطلب الزفورية، وألزمهم بتلك الأسقاط، فكان جملة ما حصّل من ثمنها ثلاثة وعشرين ألف درهم. وهذا من النوادر الغريبة (¬3). [نظر الجيش بدمشق] وفيه صرف التقيّ بن مراجل (¬4) من نظر جيش دمشق، ووليه الشهاب [ابن] سكّرة (¬5). [خطوبة السلطان] وفيه خطب السلطان ابنة بكتمر الساقي، فأجابت أمّها بأنّ أختها تحته، ولا يجمع بين الأختين، وعلى تقدير (¬6) طلاقها، فإنه شغف باتفاق السوداء حظّية أخيه الصالح، وهي لا تصبر على ذلك. وأيضا فإنّ المخطوبة ضعيفة الحال لما (¬7) توالى عليها من ¬

(¬1) الرميس: الواحد من صغار الغنم. حسب تعريف «دوزي» Dozy : Supp . - Dict . - Ar . . وأهل العراق يستعملون هذا اللفظ حتى العصر الحاضر بصيغة الصفة للدلالة على خروف مشويّ بأكمله، ويكون الشوي بطريقة وضع الخروف في وعاء نحاسيّ محكم، ويدفن الوعاء في النار. (السلوك 686 - الحاشية رقم 1). (¬2) هكذا. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 686. (¬4) في الأصل: «مراحل» بالحاء المهملة. والتصحيح من مصادر ترجمته: الدرر الكامنة 2/ 159، السلوك ج 2 ق 3/ 683، النجوم الزاهرة 10/ 127. (¬5) في الأصل: «الشهاب سكر» وفي السلوك ج 2 ق 3/ 683 «بهاء الدين أبو بكر بن شكر»، وفي 691 «ابن سكرة»، والصحيح «بهاء الدين»، ذيل العبر 249، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 449. (¬6) في الأصل: «تقدر». (¬7) في الأصل: «ما».

إمرة مكة المكرمة

الأحزان وشدّتها لكون آنوك أول من أعرس عليها وهي بكر، فمات ولم يزل بكّارتها وما مسّها، فتزوّجها بعده أخوه المنصور أبو بكر وقتل. ثم تزوّجها إسماعيل الصالح، ومات بعد ما فارقها. ولما وصل هذا إلى السلطان طلّق أختها وأخرج جميع ما كان له في ليلته، ثم عقد عليها بعد ذلك ودخل بها (¬1). [إمرة مكة المكرّمة] وفيه قرّر في إمرة مكة المشرّفة السيد الشريف عجلان بن رميثة بن أبي نميّ (¬2). [الإنعام على أرغون الصالحي] وفيه استقرّ أرغون الصالحي في جملة مقدّمي الألوف، وأمر السلطان بأن يكتب له: «أرغون الكاملي» وأغدق السلطان عطاياه عليه، وأعمر له قصرا هائلا (¬3). [مصادرة أهل قوص] [وفيه] / 9 ب / صودر جماعة من أهل قوص، وصودر جماعة كتبوا في المحضر الذي كان قدم إلى القاهرة من قوص بأنّ أبا بكر المنصور مات بقضاء الله (تعالى) (¬4) وقدره. فأقرّوا بأنّ المحضر كان زورا، وأنهم أكرهوا على كتابته (¬5). [استحداث الرشوة على الولاية] وفيه أحدث غرلوا الشادّ على الدواوين أخذ الرشوة على ولاية البلاد وتذريعها، ومن الدواوين، فلم يل أحد بعد ذلك إلاّ بمال. واستجدّ أيضا في المبايعات والنزول عن الأقاطيع، وكلّم الأمراء السلطان في ذلك، فما التفت إلى قولهم، واحتجّ بأنه أحقّ من ناظر الجيش، فإنّ هذا كان يأخذه ناظر الجيش (¬6). [جماد الأول] [نائب دمشق] وفي جماد الأول دخل يلبغا اليحياوي إلى دمشق على نيابتها، وباشرها (¬7). ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 683. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 685. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 687. (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 686، 687. (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 687. (¬7) البداية والنهاية 14/ 217، وتاريخ ابن سباط 2/ 681.

الحجوبية الكبرى

[الحجوبيّة الكبرى] وفيه قرّر بيغرا في الحجوبية الكبرا (¬1)، وأمر بأن يجلس وبين يديه موقّعين لكتابة المراسلات إلى الولاة والنواحي، وكان أحدهما الرضيّ بن الموصليّ، والآخر ابن (¬2) عبد الظاهر. وصار الحاجب يجلس للحكم بين الناس، ووفّر إقطاع النيابة، وأبطلت من القاهرة. [القبض على الجمالي] وفيه قبض على الجمالي يوسف والي القاهرة، وعلى ولد أخيه، وعلى حمود نائبه بسعاية غرلوا شادّ الدواون، وكشفت روسهم وصودروا، وضرب حمود بالمقارع ضربا مبرحا، فوعد بأن يحضر له مالا قد دفنه بالجيزة، فسيّره صحبة أعوانه ليأتيه بالمال، فلما ركب النيل للتعدية إلى الجيزة، فحين توسّطه ألقى نفسه فيه فغرق. واعتنى الأمراء بيوسف وابن أخيه فأفرج عنهما. [ركوب السلطان إلى الميدان] وفيه ركب السلطان ونزل إلى الميدان على عادة من تقدّمه من السلاطين. وكان له يوما مشهودا (¬3). [ترتيبات غرلوا المالية] وفيه طلب غرلوا شادّ الدواوين بحضرة الأمراء والوزير ورسم بأن يرتّب بلاد الخاص، وأن يخرج من إقطاع النيابة وغيره بلاد تقطع لأرباب الجوامك من المماليك السلطانية ليتوفّر جوامكهم، فأفردت جمل نواحي أقطعت لماية من المماليك من أرباب الجوامك العقال، وطلبوا لأجل أن يعطوا المثالات، فامتنعوا وردّوها على السلطان من غد يوم ذاك فيها عليهم، وقد تجمّعوا كلّهم ووقفوا للسلطان، فحنق منهم واشتدّ غضبه، وطلب الطواشي مقدّم المماليك وأهانه وأمره بضربهم وطردهم، فتلطّف به الأمراء، ولا زالوا به حتى آل الأمر إلى أن يضرب المقدّم منهم جماعة عيّنوا، وأنزلوا من القلعة إلى القاهرة (¬4). جماد الآخر [وفاة طقزتمر] [37]- / 10 أ / مات طقزتمر (¬5) الحموي، الناصري، نائب الشام. ¬

(¬1) الصواب: «الكبرى». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) الصواب: «وكان له يوم مشهود». (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 685. (¬5) انظر عن (طقز تمر) في: ذيل العبر 251، وتاريخ ابن الوردي 2/ 342، والبداية والنهاية 14/ 217 وفيه «تغردمر» والسلوك ج 2 ق 3/ 698، «طقزدمر»، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 507، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 37 ب، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 463 - 466 و 448 وفيه: تقزدمر، ووجيز الكلام =

الحجوبية الثانية

وكان إنسانا حسنا، سيوسا، عاقلا، حشما، عديم الشرّ. قدّمه للناصر المؤيّد صاحب حماه، وتنقّل في الخدم حتى ولي عدّة ولايات (¬1) خطيرة، منها: حلب، والشام. وطلبه الكامل فقدم في محفّة إلى القاهرة في الشهر الماضي وهو مريض، وقدّم أولاده للسلطان تقدمة هائلة، ووعدهم بجميل. ولما مات كان السلطان بقصور سرياقوس هو وأمراؤه وحريمه، فقدم أولاده بخبر وفاة أبيهم، فلم يمكّن السلطان الأمراء من العود للقاهرة لحضور جنازته. ودفن بخانقاته المشهورة به. وله الجامع والحكر المشهوران به، وله حمّام أيضا. [الحجوبية الثانية] وفيه قرّر رسلان بصل في الحجوبية الثانية، وأمر بأن يحكم بين الناس مع بيغرا الحاجب الكبير، وقرّر في إقطاع رسلان هذا طشتمر طلليه، وفي إقطاع طشتمر قبلاي (¬2). [وفاة السلطان كجك] [38]- وفيه مات السلطان الملك الأشرف كجك (¬3) ابن الناصر محمد بن قلاون، أخو السلطان، وله اثني عشر (¬4) سنة. واتّهم بأنّ السلطان بعث من سرياقوس من قتله في مضجعه، وأنهم أربعة من الخدّام الطواشية. [التهتّك بشرب الخمور] وفيه عاد السلطان من سرياقوس من بعد ما تهتّكت المماليك السلطانية بشرب الخمور والتظاهر بالفواحش حتى صارت سرياقوس حانة. ¬

= 1/ 20 رقم 24، والدرر الكامنة 2/ 225 رقم 2042، والنجوم الزاهرة 10/ 142، والدليل الشافي 1/ 366، 367 رقم 1258. (¬1) في الأصل: «ولاية». (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 688. (¬3) انظر عن (كجك) في: تذكرة النبيه 3/ 87، السلوك ج 2 ق 3/ 688 و 698، والدرر الكامنة 3/ 351 رقم 3307، والنجوم الزاهرة 10/ 142، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 507، وشذرات الذهب 6/ 150، وأخبار الدول 2/ 282، 283؛ ومآثر الإنافة 2/ 150، والوافي بالوفيات 24/ 330، 331 رقم 355، وتاريخ الشجاعي 139 - 141، 191، وتحفة الناظرين (على هامش فتوح الشام للواقدي) 2/ 11، 12، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 472، ووجيز الكلام 1/ 19 رقم 20. (¬4) الصواب: «وله اثنتا عشرة».

الشكوى من شاد الدواوين

[الشكوى من شادّ الدواوين] وفيه زاد ظلم غرلوا شادّ الدواوين، وصار يحصّل الأموال السلطان (¬1) من الناس بغير طريق شرعي ولا وجه حتى يقرب من السلطان، وصار من قوّاده. [إبطال المقايضات] وفيه قام الأمراء فتكلّموا مع الملك على أمر النزولات والمقايضات عن الأقاطيع، ولا زالوا به حتى أبطل ذلك لما فيه من المفاسد (¬2). [وفاة ابن أبي العزّ] [39]- وفيه مات العلاء بن العزّ الحنفيّ، علي بن محمد بن أحمد بن أبي العزّ (¬3) الدمشقيّ، الحنفي. وكان فاضلا، من أهل العلم. سمع على جماعة، منهم: فاطمة بنت سليمان. وناب في الحكم بدمشق. [الفتنة بين صاحب بغداد وأصحاب أذربيجان] وفيه قدم البريد من حلب بوقوع الفتنة والخراب بين الشيخ حسن صاحب بغداد وبين أولاد دمرداش أصحاب أذربيجان وتبريز، وأنّ الشيخ حسن انتصر على ابن (¬4) دمرداش، وأنّ سلطان شاه أيضا كان في الخراب وفد إلى ماردين فالتجأ إليها فنازله الشيخ حسن وحصره، وأفسد ضياع ماردين، ثم سار عنها بغير طائل (¬5). [صناعة داير بيت من الحرير] وفيه صنع السلطان داير بيت حرير به من الزركش نحوا (¬6) من أربعين ألف مثقال من الذهب. [رجب] [نظارة الخاص] وفي رجب قرّر الفخري السعيد في نظارة الخاص، وصرف ابن (¬7) الماضي خبر ¬

(¬1) الصواب: «السلطانية». (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 689. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 689. انظر عن (ابن أبي العزّ) في: ذيل العبر 251، والبداية والنهاية 14/ 217، والدارس 2/ 435، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 469، 471، ووجيز الكلام 1/ 17 رقم 16. (¬4) في الأصل: «على بن». (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 690. (¬6) الصواب: «نحو». (¬7) في الأصل: «وصرف من».

رغبة السلطان في بناء مدرسة

ولايته لها، / 10 ب / وكانت مدّتها ثمانين يوما تزيد شيئا، وأعيد إلى استيفاء الصحبة كما كان (¬1). [رغبة السلطان في بناء مدرسة] وفيه قصد السلطان أن ينشيء مدرسة في مكان خان الزكاة، ونزل أرغون العلائي، والوزير للكشف عن ذلك. وكان الناصر محمد قد وقفه، فلم يوافق القضاء على حلّه، فبطل ما عزم عليه السلطان (¬2). * * * ولو كان في عصرنا هذا لبادر القضاة إلى حلّه، كما هو دأبهم لأقلّ الأمراء، فضلا عن السلطان. وبالله المستعان. [ضرب عنق] وفيه ضربت عنق ابن (¬3) ششقلة (¬4) ورفيقه. [وفاة ابن فضل الله] [40]- وفيه مات البدر بن فضل الله محمد بن يحيى (¬5) بن فضل الله العدوي (¬6)، الدمشقيّ، الشافعيّ، كاتب السرّ بدمشق. وكان من الأعيان، وله فضل وعلم، وحسن سمت، وأدب، وحشمة. [شعبان] [كتابة السّرّ بدمشق] وفيه، شعبان، استقرّ في كتابة السرّ بدمشق التاج محمد بن خضر (¬7) بن عبد الرحمن. ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 690. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 690. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في السلوك ج 2 ق 3/ 699 «ششلم». (¬5) في الأصل: «علي». (¬6) انظر عن ابن فضل الله العمري في: ذيل العبر 252، 253، والسلوك ج 2 ق 3/ 698، والمقفى الكبير رقم 7/ 446 رقم 3540، والنجوم الزاهرة 10/ 143، وشذرات الذهب 6/ 150، والدرر الكامنة 4/ 282 رقم 797، والوافي بالوفيات 5/ 211 - 213 رقم 2276، ووجيز الكلام 1/ 20 رقم 22. (¬7) في الأصل: «حفيد»، والتصحيح من: ذيل العبر 253، والسلوك ج 2 ق 3/ 690.

عرس السلطان

[عرس السلطان] وفيه كان عرس السلطان على ابنة طقزدمر (¬1) نائب الشام. وكان مهمّا حافلا (¬2). [وفاة ابن شكر] [41]- وفيه مات أبو بكر بن موسى بن سكّرة (¬3) الوزير، ناظر جيش دمشق. [نظر الجيش بدمشق] وفيه قرّر ناظر الجيش بدمشق التقيّ بن مراجل (¬4) بعناية العلائيّ (¬5). [رمضان] [تدريس الصلاحية] وفي رمضان قرّر في تدريس الصلاحية المجاورة لقبّة الإمام الشافعيّ الشمس ابن اللبّان، عوضا عن الضياء المناوي، بحكم موته. [وفاة الضياء المناوي] [42]- والضياء (¬6) هذا هو محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا. ناب في الحكم. وسمع على جماعة، منهم: محمد بن يوسف الدلاصيّ، [و] (¬7) الحسن بن علي الصّيرفيّ. وكان من خيار القضاة خيرا ودينا، وسلامة فطرة. ¬

(¬1) في الأصل: «طقردمر». (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 690، 691. (¬3) في الأصل: «شكر»، والتصحيح من: ذيل العبر 253، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 321، وتذكرة النبيه 3/ 87، والسلوك ج 2 ق 3/ 691، والدرر الكامنة 1/ 467، 468 رقم 1256، والوفيات لابن رافع 2/ 14 رقم 439، وعيون التواريخ، ورقة 77 أ، وأعيان العصر 2 / ورقة 134 ب، 135 أ، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 454، ووجيز الكلام 1/ 20 رقم 23. (¬4) في الأصل: «مراحل» بالحاء المهملة. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 691. (¬6) انظر عن (الضياء المناوي): في الوفيات لابن رافع 2/ 15، 16 رقم 442، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 466، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 351، وتذكرة النبيه 3/ 88، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 472، 473، وطبقات الشافعية، له 3/ 200 رقم 609، والسلوك ج 2 ق 3/ 698، والمقفى الكبير 5/ 99 رقم 1641، والدرر الكامنة 3/ 285، 286، رقم 755، وحسن المحاضرة 1/ 426، 427، وكشف الظنون 1/ 491 و 2/ 1541، وشذرات الذهب 6/ 150، وإيضاح المكنون 2/ 490، وهدية العارفين 2/ 153، وفهرس الفهارس 2/ 67، 68، ومعجم المؤلفين 8/ 216، ووجيز الكلام 12/ 17 رقم 14. (¬7) في الأصل: «الدلاصي بن الحسن». والتصحيح في المصادر.

القبض على سارقة

ومولده سنة 644 (¬1). [القبض على سارقة] وفيه قبض بحمّام أيدمر على امرأة سارقة كثيرة الأذى، فقطعت يدها بعد أن ضربت بالمقارع على ساقيها (¬2). [شوال] [زيارة الكاملي بيت المقدس] وفيه، شوال، خرج أرغون الكاملي عن أمر السلطان إلى زيارة بيت المقدس، وأنعم عليه بمائة ألف درهم، وكتب إلى نوّاب البلاد الشامية بالركوب إلى خدمته والقيام بواجبه (¬3). [خروج الحاجّ] وفيه خرج الحاجّ وأميرهم بالمحمل مغلطاي أمير شكار. وحجّ في هذه السنة عدّة من نساء الأمراء، وبالغوا في زينة محفّاتهنّ ومحايرهنّ بأنواع من الزينة التي خرجوا فيه عن الحدّ، بحيث أنكر الناس ذلك. وخطب قاضي القضاة العزّ / 11 أ / ابن جماعة خطبة بليغة بجامع القلعة صرّح فيها بإنكار ذلك، وصدع فيها بالوعظ (¬4). [نظر الدولة] وفيه قرّر التقيّ ابن مراجل (¬5) في نظر الدولة. وكان قدم من دمشق، فقام أرغون العلائي بأمره، وتنقّص منه غرلو شادّ الدوادين. وقام ابن مراجل (¬6) على الكتّاب وألزمهم بعمل الحساب، ووكّل بهم (¬7). [حريق سيس] وفيه وصل الخبر بأنه وقع بسيس حريق عظيم مهول دام نحوا من اثني عشر يوما خربت فيه سيس وحرق منجنيقها العظيم الذي كان حصنها في الحقيقة، وبلغت النار إلى قرب ملكها تكفور، وعجز عن طفيها. ولهذه النار سبب نادر غريب، مشهور في التواريخ. وهلك بسبب هذه النار جماعة من الكفّار من أهل سيس (¬8). ¬

(¬1) في المصادر مولده سنة 655 هـ‍. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 692. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 693. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 693. (¬5) في الأصل: «بن مراحل». (¬6) في الأصل: «بن مراحل». (¬7) السلوك ج 2 ق 3/ 694. (¬8) السلوك ج 2 ق 3/ 694، 695.

وفاة الأردبيلي

[وفاة الأردبيلي] [43]- وفيه، مات فيه التاج الأردبيليّ (¬1) علي بن عبد الله بن أبي الحسن (¬2) أبي بكر التّبريزي الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، عارفا بالفقه، والأصول، والجدل (¬3)، والمنطق، وغير ذلك. من فنون. وتقدّم على جماعة منهم: العديم العلامي. ودرس بالمدرسة الحسامية طرنطاي. ومولده سنة سبع وسبعين وستماية. [ذو القعدة] [الريح والمطر ببرقة ومصر] وفي ذي قعدة وصل الخبر بأنه ثارت بأرض برقة ريح شديدة عاصفة زرقاء في أولها، وأعقبها مطر عظيم جدّا، ثم نزل برد عظيم قدر بيض الحمام مجوّف، وبعضه مثقوب من وسطه. وتمادى هذا حتى وصل إلى الإسكندرية والبحيرة، وتعدّا (¬4) منها إلى الغريبة والمنوفية والشرقية، فأفسد الكثير من الدّور والزراعات، منها الفول، فإنه استأصله عن آخره. ونزلت صاعقة فأحرقت نخلة في دار (¬5). [نظر الشام] وفيه قرّر العلاء الحرّاني (¬6) في نظر الشام، وكان قدم بها باستدعاء. ¬

(¬1) انظر عن (الأردبيلي) في: الوفيات لابن رافع 2/ 16، 17 رقم 443، وأعيان العصر 6 / ورقة 221 ب - 223 أ، والوافي بالوفيات 24/ 218 - 221 رقم 142، والدرر الكامنة 3/ 72 - 74 رقم 152، وبغية الوعاة 2/ 171 رقم 1717، وحسن المحاضرة 1/ 315، وهدية العارفين 1/ 719، وشذرات الذهب 6/ 148، وتذكرة النبيه 3/ 89، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 351، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 188، 189 رقم 601، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 467 - 469، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 6/ 146 (10/ 137 رقم 1391)، والسلوك ج 2 / ق 3/ 698، والنجوم الزاهرة 10/ 145، والعقد المذهب 292، وكشف الظنون 626، 1375، وإيضاح المكنون 2/ 424، وهدية العارفين 1/ 719، والأعلام 4/ 306، وديوان الإسلام 1/ 99 رقم 124، ومعجم المؤلفين 7/ 134، ومعجم الأطباء لأحمد عيسى 307، ووجيز الكلام 1/ 16 رقم 12. (¬2) في الأصل: «الحسين»، والتصحيح من المصادر. (¬3) في الأصل: «الدبر». (¬4) الصواب: «وتعدّى». (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 695، ووجيز الكلام 1/ 16. (¬6) في الأصل: «الحدالي»، والتصحيح من السلوك ج 2 ق 3/ 695.

وفاة شريف مكة

[وفاة شريف مكة] [44]- وفيه مات الشريف رميثة (¬1) بن أبي نميّ الحسنيّ، أمير مكة. [ظهور أذى الزعر] وفيه ظهر أذى الزّعر، وتظاهر أرباب اللهو والملعوب بفنونهم، وحصل من ذلك ما لا خير فيه (¬2). [عرس الطواشي] وفيه أعرس بعض الطواشية الخدّام على بعض جواري السلطان، وحضر السلطان الجلاء بنفسه، ونثر فيه الذهب عليها بيده، وحضر هذا المهمّ جميع جواري (بيت) (¬3) السلطان. وكان حادثا شنيعا (¬4). [وفاة أللمش الناصري] [45]- وفيه مات أللمش (¬5) / 11 ب / الناصريّ، الحاجب بدمشق. [وفاة ابن معبد] [46]- ومات علاء الدين علي بن معبد (¬6)، أحد الطبلخانات، بها أيضا. [ذو الحجّة] [تكذيب إشاعة] وفي ذي حجّة نشبت الإشاعة باتفاق يلبغا اليحياوي والحاجّ آل ملك نائب صفد على المخامرة، فجهّز آل ملك محضرا ثابتا على قاضي صفد بالبراءة ممّا رمي به، فجهّز ¬

(¬1) انظر عن (رميثة) في: الدرر الكامنة 2/ 111، 112 رقم 1728 وفيه وفاته سنة 748 هـ‍، والمنهل الصافي 5/ 356 رقم 1047، والدليل الشافي 1/ 306، والنجوم الزاهرة 10/ 144، والعقد الثمين 4/ 403، والبدر الطالع 1/ 238 وفيه وفاته سنة 748 هـ‍. وإتحاف الورى 3/ 231، 232، والسلوك ج 2 ق 3/ 699، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 521، 522 (سنة 748 هـ‍)، ووجيز الكلام 1/ 19، 20 رقم 21، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) 1/ 193 و 2/ 321 - 323. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 695، 596. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) في الأصل: «شنعا» والخبر في: السلوك ج 2 ق 3/ 696. (¬5) في الأصل: «أطلمش»، والتصحيح من: تاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 451، والدرر الكامنة 1/ 410 رقم 162 وهو جوّد ضبطه فقال: «اللمش: بلامين، الأولى مشدّدة والميم ساكنة ثم معجمة». (¬6) انظر عن (ابن معبد) في: ذيل العبر 253، والدارس 1/ 95، ومنادمة الأطلال 69، وخطط دمشق 71، 72 رقم 14.

اللعب بالحمام

السلطان منجك بالكشف عن ذلك، وكان يكره السلطان آل ملك، لا سيّما وقد عارضه حين سلطنته، بل نقل عنه له أنه قال: «نشرط عليه أن لا يلعب بالحمام»، إلى غير ذلك، فصار يكرهه. ولما وصل إليه منجك حلف له أنه برىء ممّا رمي به (¬1). [اللعب بالحمام] وفيه نودي بمصر والقاهرة من قبل السلطان بأنّ أحدا لا يعارض لعّاب الحمام، وأرباب الملاعيب، والسعاة. وكان السلطان يحبّ اللعب بالحمام، وله في ذلك غرام. فتزايد بذلك (¬2) الفسق (¬3). [وفاة الأمير جنكلي] [47]- وفيه مات الأمير الكبير، الأتابك جنكلي (¬4) بن محمد بن البابا بن جنكلي بن خليل بن عبد الله العجليّ، الآمديّ، الشافعيّ. وكان أميرا جليلا، فاضلا، عارفا، عاقلا، سيوسا، مدبّرا، أدوبا، حشما. كان بيده إمرة رأس العين، ثم طلب إلى القاهرة في أيام الناصر محمد بن قلاون فقدمها، وكان لقدومه وقتا حافلا (¬5)، وسرّ به السلطان وأكرمه وأقطعه هو وجماعة من ألزامه، ثم صيرّ رأس الميمنة. ولم يزل معظّما بعد الناصر، حتى كتب له في أيام الصالح إسماعيل: «الوالدي، الإماميّ». وكان يحبّ أهل العلم والصلاح والفقراء، ويكثر من الصدقات والبرّ والمعروف، زيادة على زكاة ماله. وسمع عليه بعض الأمراء حين صرف من العراق. وبالجملة فكان جمّ المحاسن، وافر العقل والديانة. ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 696، 697، ووجيز الكلام 12/ 16. (¬2) في الأصل: فتزايد بواسطة بذلك»، وكتب «بواسطة» فوق السطر. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 697. (¬4) انظر عن (جنكلي) في: ذيل العبر 253، وتاريخ ابن الوردي 2/ 343 وفيه «حسنكلي»، والسلوك ج 2 ق 3/ 698، 699، والمقفى الكبير 3/ 75 رقم 1097، والوافي بالوفيات 11/ 199، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة حوادث 746 هـ‍. والدرر الكامنة 1/ 539، 540 رقم 1461، والدليل الشافي 1/ 251، والمنهل الصافي 5/ 22 - 25 رقم 864، والنجوم الزاهرة 10/ 143، ونزهة الناظر 119، 387، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 460، 461، ووجيز الكلام 1/ 18، 19 رقم 19. (¬5) الصواب: «وقت حافل».

دعوة آل ملك إلى القاهرة

ومولده سنة خمس وسبعين (¬1) وستماية. [دعوة آل ملك إلى القاهرة] وفيه كتب إلى آل ملك نائب صفد بالقدوم إلى القاهرة ليلي إمرة جنكلي هذا. وكان ذلك حيلة للقبض عليه (¬2). [وفاة التقيّ ابن راجي] [48]- وفيه مات التقيّ محمد بن همام بن راجي (¬3)، إمام جامع الصالح طلائع بن رزّيك. وكان عالما، فاضلا، خيّرا، ديّنا. وهو الذي / 12 أ / صنّف كتاب «سلاح المؤمن». وله غيره من التصانيف أيضا. [وفاة الجاربردي] [49]- وفيه مات العلاّمة، الفخر الجاربرديّ (¬4)، أحمد بن الحسن. وكان عالما، فاضلا. شرح «البيضاوي» وحشّى على «الكشّاف» وله عدّة تصانيف. وكان من كبار العلماء. [القبض على أينبك] وفيه قبض على أينبك أخو (¬5) قماري، ثم أفرج عليه من يومه (¬6). ¬

(¬1) في تاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 460 مولده سنة خمس وتسعين. والمثبت أعلاه يتفق مع الدرر الكامنة 1/ 540. (¬2) تاريخ ابن الوردي 2/ 343، السلوك ج 2 ق 3/ 697. (¬3) انظر عن (التقيّ ابن راجي) في: السلوك ج 2 ق 3/ 699، والوفيات لابن رافع 486، 487 رقم 402، وغاية النهاية 2/ 245 رقم 3426، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 438، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 218، 219 رقم 624، والدرر الكامنة 4/ 203 رقم 549، والنجوم الزاهرة 10/ 146، ووجيز الكلام 1/ 10، 11 رقم 4، وكشف الظنون 2/ 994، 995، 1160، وشذرات الذهب 6/ 144، وهدية العارفين 2/ 152، والأعلام 7/ 264. (¬4) انظر عن (الجاربردي): في: مرآة الجنان 4/ 317، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 169، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 162، 163 رقم 580، والدرر الكامنة 1/ 123، 124، رقم 346، والنجوم الزاهرة 10/ 145، وبغية الوعاة 1/ 131، وشذرات الذهب 6/ 148، والبدر الطالع 1/ 47، والسلوك ج 2 ق 3/ 697، ومفتاح السعادة 1/ 119، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 394 رقم 358، وكشف الظنون 112، 222، 626، 1021، 1478، 1774، 1879، 2036، وتاريخ الأدب العربي 2/ 193، والأعلام 1/ 107، ومعجم المؤلفين 1/ 198، ووجيز الكلام 1/ 16، 17 رقم 13. (¬5) الصواب: «أخي». (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 697.

قضاء دمشق

[قضاء دمشق] وفيه قرّر النجم إبراهيم بن علي بن أحمد بن عبد الواحد الطّرسوسي، الحنفيّ في قضاء دمشق، عوضا عن أبيه (¬1). [نيابة صفد] وفيه استقرّ في نيابة صفد أراق الفتاح (¬2) نائب غزّة، عوضا عن آل ملك الماضي خبر الكتابة باستقراره [ب‍]- القاهرة. ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 697. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 697، وفي تاريخ ابن الوردي 2/ 343 «أرغون الناصري» ومثله في الدرر الكامنة 1/ 350 رقم 769، والمنهل الصافي 2/ 314 - 319، رقم 374، والدليل الشافي 1/ 108 رقم 372، والنجوم الزاهرة 10/ 243، والوافي بالوفيات 8/ 351 رقم 3787، وإعلام الورى 20 رقم 21، وأمراء دمشق 8 رقم 22، وشذرات الذهب 6/ 166. والمقفى الكبير 2/ 28، 29 رقم 704، وفي تاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 479 «أراق» كما هو مثبت في المتن والسلوك.

سنة سبع وأربعين وسبعماية

سنة سبع وأربعين وسبعماية [محرّم] [وفاة ملكتمر السرجواني] [50]- في محرّم أول يوم منه مات ملكتمر (¬1) السرجواني (¬2)، القاصد، في نيابة الكرك. وكان من أجلّ الأمراء. أزوجه الملك الناصر محمد بن قلاون إشارة بأمّ ولده أحمد، الماضي خبر قتله بالكرك، وأسلمه ولده هذا، وولاّه نيابة الكرك، وأمره بأن يربّي أحمد هناك. وتنقّلت به الأحوال بعد ذلك، وولي الوزارة بمصر، ثم عاد إلى نيابة الكرك بعد فتنة الناصر أحمد، ثم قدم القاهرة مريضا، وبها بغته الأجل خارجها. [نيابة طرابلس] وفيه قرّر أسندمر العمري في نيابة طرابلس، عوضا عن قماري بعد القبض عليه (¬3). [سجن نائب صفد وطرابلس] وفيه وصل آل ملك النائب كان، ثم نائب صفد مقيّدا إلى قليوب، وبعث به إلى اسكندرية، فسجن بها هو وقماري نائب طرابلس، وأخذ جميع مالهما (¬4). [نيابة حلب] وفيه قرّر في نيابة حلب طقتمر الأحمدي، عوضا عن أرقطاي (¬5). ¬

(¬1) انظر عن (ملكتمر) في: السلوك ج 2 ق 3/ 699، والدرر الكامنة 4/ 359 رقم 981. (¬2) في الدرر «السرخواني» بالخاء المعجمة. والمثبت يتفق مع السلوك. (¬3) في تاريخ ابن الوردي 2/ 343 «بيدمر البدري»، والمثبت يتفق مع السلوك ج 2 ق 3/ 699، والدرر الكامنة 1/ 387 رقم 983، والوافي بالوفيات 9/ 249 رقم 4157، والدليل الشافي 1/ 133 رقم 465، والمنهل الصافي 2/ 445، 446 رقم 466، والمقفى الكبير 2/ 191، 192 رقم 789 وفيه نقل إلى نيابة طرابلس عوضا عن أيدمر البدري، وفي تاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 479، «بيدمر البدري». (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 699. (¬5) ذيل العبر 254، السلوك ج 2 ق 3/ 699، 700.

ميمنة القاهرة

[ميمنة القاهرة] وقدم أرقطاي إلى القاهرة على إمرة جنكلي (¬1) بن البابا، وصار رأس الميمنة (¬2). [صفر] [الاهتمام بسفر الحجّاج] وفيه، صفر، اهتمّ السلطان بسفر الحجاز، وأمر بحمل ماية وخمسين ألف إردبّ شعير، وكتب إلى العربان بجمع النجب الجياد لتشترى للسلطان (¬3). [مولود السلطان] وفيه ولد للسلطان ولد ذكر من ابنة بكتمر الساقي (¬4). [عمارة قصر الكاملي] وفيه انتهت عمارة قصر أرغون الكاملي واسطبله بالجسر الأعظم تجاه الكبش وكان المصروف عليه / 12 ب / جملة من المال مستكثرة، وأدخل فيه من بركة الفيل نحوا من عشرين ذراعا. ومن الإنفاقات في ذلك أنه لمّا كمل وعزم أرغون على النزول إليه تمرّض، فقلق السلطان لمرضه، وبعث له فرس (¬5) من خاصّ خيله بثلاثين ألف درهم، وتصدّق بثمنها عنه. وأخرج العلائي أيضا عشرة آلاف درهم تصدّق بها عنه، وأفرج عن أهل السجون، وركب السلطان إلى عادته بالميدان (¬6). [ربيع الأول] [لهو السلطان بسرياقوس] وفي ربيع الأول ركب السلطان وتوجّه إلى سرياقوس وتهتّك بها حتى خرج في تهتّكه عن الحدّ، واستدعى إلى عنده بجماعة من الأوباش الأطراف، ولعبوا بين يديه باللبخة، وهي عصيّ كبار، أحدث اللعبة بها في هذه الدولة، وقتل في اللعب بها جماعة قبل هذا اليوم. وأمّا في هذا اليوم فقتل رجل رفيقه، فخلع السلطان على بعضهم، وقرّر ¬

(¬1) تاريخ ابن الوردي 2/ 343، تذكرة النبيه 3/ 91، السلوك ج 2 ق 3/ 700. (¬2) تاريخ ابن الوردي 2/ 343 وفيه «حسنكلي» السلوك ج 2 ق 3/ 700، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 477. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 702. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 702. (¬5) الصواب: «فرسا». (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 702.

ارتفاع سعر الماء

كبيرهم في خبز من الحلقة، ولازم السلطان ضرب الكرة هناك في كل يوم، وأعرض عن تدبير الأمور والنظر في المصالح، فتمرّدت المماليك، ومدّوا أيديهم إلى حريم الناس، وقطعوا الطريق، وفسدت عدّة من الجواري، وكثرت الفتن بسبب ذلك. وكان ما لا خير فيه. وبلغ السلطان ذلك فلم يعبأ به، بل قال: «خلّوا كل أحد يفعل ما يريد». وقام العلائي حين فحّشوا الحال، ولا زال بالسلطان حتى عاد إلى القلعة. هذا، وقد تظاهر الناس بكل قبيح، ونصبوا أخصاصا ببولاق وبالجزيرة الوسطى، وخرجوا في الفسق عن الحدّ، وبالغوا في التهتّك، وجرت جرايات يطول الشرح في ذكرها. حتى قام العلائي في ذلك قياما، وحرّق الأخصاص، وضرب جماعة بها وشهّر بهم، فتلف بها مال عظيم جدّا (¬1). [ارتفاع سعر الماء] وفيه ارتفع سعر الراوية الماء بزيادة كبيرة على العادة بسبب انحسار النيل عن هذا البرّ الشرقي، حتى صار ما بين مصر والقياس يخاض. وركب السلطان في أمرائه وأخذ معه المهندسين حتى كشف الأمر، فوجدوا الوقت فيه قد فات بسبب إخلال النيل في الزيادة. وآل الأمر إلى أن عمل جسر من برّ الجيزة إلى المقياس، وما أفاد شيئا. مع ذلك، فإنّ النيل لما زاد طمّ الجسر / 13 أ / وجرت أمور كثيرة (¬2). [لعب السلطان بالكرة] وفيه لعب السلطان بالكرة في الميدان على أمرائه، فاصطدم يلبغا الصالحي مع آخر وسقطا معا عن فرسيهما، ووقع فرس يلبغا على صدره فانقطع نخاعه ومات لوقته، وقرّر في إقطاعه قطلوبغا الكركي (¬3). [قطع مرتّبات بدمشق] وفيه قطعت مرتّبات أهل الراتب بدمشق ليتوفّر ذاك لمهمّ سفر السلطان إلى الحجاز (¬4). [تصميم السلطان على الحجّ] وفيه كلّم العلائي السلطان في إبطال سفره إلى الحجاز، فما أجاب إلى ذلك ولا ارعوى (¬5). ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 703، 704. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 704. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 704. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 705. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 706.

نفي الطواشية

[نفي الطواشية] وفيه نفي جماعة من كبار الطواشية الخدّام، منهم كافور الهندي بعد أن شفعت فيه الخوند طغاي، فلم يصادر، وأخرج إلى القدس (¬1). [ربيع الآخر] [وفاة ابن الزين خضر] [51]- وفيه، ربيع الآخر، مات التاج محمد بن الزين (¬2) خضر بن محمد بن عبد الرحمن بن سليمان بن أحمد علي المصري، المالكيّ، كاتب سرّ دمشق. وكان مشكورا، محبّا في قضاء حوائج الناس. [كتابة سرّ دمشق] وقرّر في كتابة سرّ دمشق بعده ناصر الدين محمد بن أبي المعالي (¬3). [فساد العربان] وفيه اشتدّ فساد العربان بالوجه القبليّ، وجرت أمور قتل فيها جماعة من النساء والرجال. وكان عدّة من قتل في هذه السنة نحو الألفي إنسان، لم يلتفت إليهم ولا إلى ما حصل من الفساد (¬4). [موت ولد السلطان وولادة آخر في يوم واحد] وفيه مات ولد السلطان كان ولد في الشهر الماضي من ابنة تنكز نائب الشام، وعمل لهم مهمّ حافل. فاتفق في يوم موته أن ولد له ولد ذكر من «اتفاق» حظيّته، فسمّاه «شاهنشاه» وأظهر الفرح به والسرور، وقصد أن يعمل له مهمّا ويضرب البشائر، فمنعه العلائي من ذلك، فعمل فرحا مدّة سبعة أيام. وكان قد عمل لاتّفاق قريب ولادتها بشخاناه ودايربيت وغشاء مهد الولد وقماطه. وكان ما عمل في ذلك من الذهب نحوا من ستة وثمانين (¬5) ألف مثقالها. وكان مهمّا حافلا. فاتّفق أنّ مات هذا الولد أيضا في يوم سابعه (¬6). ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 706، وفي الأصل: «وأخرج إلى الباس». (¬2) انظر عن (محمد بن الزين) في: الوافي بالوفيات 3/ 38 رقم 925، ودرة الأسلاك 1 / ورقة 354، وتذكرة النبيه 3/ 95، والسلوك ج 2 ق 3/ 706، والدرر الكامنة 4/ 52 رقم 3680، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 498، 499، والوفيات لابن رافع 2/ 27، 28، رقم 457، وذيل العبر 255، 256، وعيون التواريخ، ورقة 82 أ، والنجوم الزاهرة 10/ 177، ووجيز الكلام 1/ 25 رقم 37. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 706. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 706، 707. (¬5) في الأصل غامضة: «بماه من». (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 707.

وفاة أخي السلطان

[وفاة أخي السلطان] [52]- وفيه مات يوسف بن الناصر (¬1) محمد بن قلاون أخو السلطان، واتّهم بأنه هو الذي قتله، وتنكّر عليه أمراؤه، فأعاد هو أيضا حركة (سفر) (¬2) الحجاز. وكان ذلك سببا مفضيا إلى قتله. [خلاف السلطان مع أمرائه] وكان قد بعث يلبغا اليحياوي نائب الشام يسأل السلطان في أن يترك حركة سفر الحجاز لأمور يبديها له، منها: اشتداد الغلاء على الناس، إلى غير ذلك من أشياء. وقام أمراء مصر في ذلك حتى ترك، فلم يعجب ذلك نساء السلطان. ولا / 13 ب / زالوا به حتى أعاد قصده. وكتب إلى الشام أنه لا بدّ من سفره، فأعادوا الطلب على الناس بسبب تجهيز الإقامات وغير ذلك ممّا يحتاج إليه السلطان. فلما رأى الأمراء ذلك سألا (¬3) العلائي والحجازي في أن يكلّما السلطان عساه يثني عزمه عن ذلك، فلما كلّماه حنق حنقا زائدا واشتدّ غضبه، وأطلق لسانه، فما زالا به حتى سكن غضبه. ثم أمر الأمراء كلهم بالتأهّب للسفر، فاشتدّ الأمر على الناس. وبلغ (ذلك) (¬4) يلبغا نائب الشام، فتنكّر على السلطان. وبلغ السلطان ذلك، فكثرت الإشاعة بأنّ السلطان قصد القبض على يلبغا، وكان اشتدّ أمره. وفيه لما بلغ يلبغا اليحياوي هذه الماجريات والإشاعات أخذ في الاحتراز على نفسه، وجمع أمراء دمشق وحلّفهم لنفسه على القيام معه (¬5). [جماد الأول] [خروج أمراء الشام عن طاعة السلطان] وفي جماد الأول أعلن يلبغا بدمشق بالخروج عن طاعة السلطان (شعبان) (¬6). وركب مبرّزا إلى ظاهر دمشق، وأنشأ هناك قبّة مشهورة بقبّة يلبغا وهي معروفة في محلّها. ولما نزل هناك حضر إليه جماعة من نواب البلاد الشامية كنائب حمص، وحماه، وطرابلس، وصفد، وكتبوا بخلع الكامل. وكتب نائب الشام إلى السلطان يقول له: «إنّني ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 707، الدرر الكامنة 4/ 472، 473 رقم 1299. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) الصواب: «سألوا». (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 707، 708، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 37 ب. (¬6) كتبت فوق السطر.

من جملة الأوصياء عليك، وإنّ ممّا قاله الشهيد، يعني الملك الناصر محمد لي وللأمراء في وصيّته إذا أقمتم أحدا من أولادي ولم ترضوا سيرته خذوا برجله وأخرجوه وأقيموا غيره. وأنت أفسدت المملكة، وأفقرت الناس من الأمراء والأجناد، وقتلت أخاك، وقبضت على أكابر أمراء السلطان الشهيد، واستقلت عن الملك بلهوك بالنساء وشرب الخمر، وصرت تبيع أخباز الأجناد إلى غير ذلك من أشياء عدّدها في مكاتبته. فلما وردت عليه وقرأها تغيّر مزاجه تغيّرا كبيرا، وأوقف عليها العلائيّ زوج أمّه فقط. فقال: «والله كنت أخشى هذا». وكتب الجواب إلى نائب الشام يتلطّف له بالقول، وأخرج إليه منجك على البريد ليردّه عمّا عزم عليه من قصده، ويكشف له عن أحوال الأمراء. ثم كتب إلى الأعمال بإبطال حركة الحجّ. وكثرت الإشاعات بالقاهرة بخروج نائب الشام، حتى بلغ الأمراء والمماليك، فأشار العلائي على السلطان بإعلام الأمراء بالحال، فطلبوا / 14 أ / إلى القلعة، وأخذ رأيهم. فوقع الاتفاق على خروج العسكر إلى الشام مع أرقطاي، فعيّن السلطان تجريدة فيها عدّة من الأمراء وهم ستة من المقدّمين ألوف، ومن الطبلخانات أربعين (¬1) أميرا، ومن العشرات عشرين (¬2)، ومن مقدّمي الحلقة أربعين (¬3). وحملت إليهم النفقات، وساروا وهم في الحقيقة مع نائب الشام. وقبض نائب الشام على منجك وسجنه بدمشق، وجرت أمور مطوّلة. وبعث السلطان أخويه حسين وأمير حاج فتمنّعا (¬4). وبلغ العلائي والحجازي ما أوجب تنكّرهما على السلطان، وكذا المماليك. وفسد حال السلطنة. واتفق الجيش بأجمعهم مع نائب الشام، وكاتبه غالبهم. ثم ألحّ السلطان في إحضار إخوته حسين وحاجّي إليه، فأحضرا، ووكّل بهما، وقام العزاء بدورهما، وهمّ الجند بالركوب للحرب، وكثرت الإشاعات والأراجيف (¬5). ¬

(¬1) الطواب: «أربعون». (¬2) الصواب: «عشرون». (¬3) الصواب: «أربعون». (¬4) في الأصل: «فمنعانه». (¬5) ذيل العبر 254، 255، البداية والنهاية 14/ 219، الجوهر الثمين 2/ 186، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 38 أ، ب، وتاريخ ابن الوردي 2/ 343، 344، وتاريخ ابن سباط 2/ 682، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 508، السلوك ج 2 ق 3 / ج 2 ق 3/ 708 - 711، ووجيز الكلام 1/ 21.

(السلطان الملك المظفر زين الدين حاجي بن الناصر محمد بن قلاون الصالحي الألفي)

(السلطان الملك المظفّر زين الدين حاجي بن الناصر محمد بن قلاون الصالحي الألفي) (¬1) جماد الآخر [بيعة حاجّي بالسلطنة] في يوم الإثنين مستهلّه كانت مبايعة حاجّي بن محمد بن قلاون بالسلطنة بعد التورية بأخيه الكامل شعبان وقيام الأمراء عليه، وركوبهم بأطلابهم، ثم ركوبه هو ونزوله إليهم لقبّة النصر وغلبتهم إياه والقبض عليه وقتله، بعد أشياء، وجرح في خدّه، ودخلها ليقتل إخوته حسينا وشعبان فما تمكّن منهما، وسجن في مكان كانا به. وعقدت السلطنة لحاجّي بعد أن حضر الأمراء والخليفة والقضاة، وكان ذلك بباب الستارة بعد أن خلع شعبان نفسه من الملك، وأشهد عليه بذلك، فأفيض (¬2) بشعار السلطنة على حاجّي هذا، ولقّب بالملك المظفّر، وأركب بأبّهة السلطنة، والكلّ مشاة بين يديه حتى أجلس على سرير الملك، وقام الكل بين يديه، ونودي بسلطنته، وحلف الأمراء وحلفوا له. وقبض على العلائي، وجوهر السحرتي الّلالا، وقطلوبغا الكركي، وجماعة أخر. وكتبت المراسيم إلى النواحي بالبشائر (¬3). [قتل الكامل شعبان] [53]- وفيه بعد يومين من سلطنة حاجّي هذا قتل شعبان (¬4) الكامل في ثالثه، ودفن عند أخيه. ¬

(¬1) العنوان عن السلوك. (¬2) الصواب: «ففوّض» أو «أفاض». (¬3) ذيل العبر 255، الجوهر الثمين 2/ 189، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 38 ب، السلوك ج 2 ق 3/ 713، 714، وتاريخ ابن سباط 2/ 682، 683، البداية والنهاية 14/ 219، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 480. (¬4) انظر عن (شعبان) في: ذيل العبر 255، وتاريخ ابن الوردي 2/ 343، 344، والبداية والنهاية 14/ 219، وتذكرة النبيه 3/ 90، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 354، ومآثر الإنافة 2/ 151، والجوهر الثمين 2/ 190، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 38 ب، 39 أ، وتاريخ ابن خلدون 5/ 446، والوافي بالوفيات 16/ 153 رقم 178، والسلوك ج 2 ق 3/ 712، 713، والدليل الشافي 1/ 344 رقم =

مصادرة أصحاب الكامل

وكانت مدّة سلطنته سنة وثمانية وخمسين [يوما]، وما أكثر فيها بالتظاهر بالمنكرات، وشغف باللهو حتى خرج عن الحدّ. وبيعت في أيامه الإقطاعات والولايات / 14 ب / وتمكّنت النساء والطواشية من التصرّف في المملكة. وحدث في أيامه أخذ خراج رزق الناس، وزيادة القانون، وبعض الأجاير (¬1)، وأعاد ضمان أرباب الملاعب. وكان مع ذلك كلّه مهابا له سطوة وسياسة، ويتفقّد أحوال مملكته ولا يشغله أمره عن الجلوس للخدمة. وكان حازما، ذا رأي واحتياط، ومحبّة لجمع المال، ومع ذلك فلم يوجد له من المال سوى ثمانين ألف دينار وخمسماية ألف درهم. [مصادرة أصحاب الكامل] وفيه قبض على جماعة من الخدّام أضيفوا إلى قطلوبغا الدمشقي للمصادرة، وعوقبوا لذلك، وألزموا بأموال طائلة. وأمر بأمّ الكامل وزوجاته، فأنزلن من القلعة إلى القاهرة (¬2). [الاحتياط على أموال اتفاق المغنيّة] وفيه أحيط بموجود «اتفاق» الزنجيّة زوجة السلطان. وكانت أمة سوداء حالكة السواد. أصلها المغنيّة، كانت ضامنة المغاني اشترتها بدون الأربعماية درهم من ضامنة المغاني لبيت السلطان، واشتهرت حتى شغف بها الصالح إسماعيل على ما تقدّم، وتزوّج بها، ثم لما تسلطن شعبان هذا كان في نفسه منها من أيام أخيه، فباتت عنده من ليلته، ونالت حظوة وسعادة لم تتّفق لمثلها قبلها، ولا عرف ذلك في زمنها لا رآه غيرها، حتى عمل لها أشياء، منها داير بيت نحو الماية ألف دينار، وقس على هذا مالها من غير ذلك، وهو شيء يكاد يكذّب قائله (¬3). [إعادة الأملاك المصادرة] وفيه أمر السلطان بإعادة الأملاك التي استولى عليها حريم الكامل لأربابها. وكانت عدّة أملاك ما بين ديار ومعاصر، وغير ذلك. فاستعادها أهلها من «اتفاق» وغيرها (¬4). ¬

= 1185، والمنهل الصافي 6/ 250 - 253 رقم 1188، والنجوم الزاهرة 10/ 116 وما بعدها، والبدر الطالع 1/ 282 رقم 197، وحسن المحاضرة 2/ 77، 78، وتاريخ ابن سباط 2/ 684، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 508 - 513، وأخبار الدول 2/ 284، 285، ووجيز الكلام 1/ 22، 23 رقم 27، وتاريخ الخلفاء 500. (¬1) كذا، والمراد: «الأجور». (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 714. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 715. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 715.

رفع الظلامات

[رفع الظلامات] وفيه نودي من قبل السلطان بأن يرفع الظلامات كلها، ومنع أرباب الملاعيب جميعهم (¬1). [العثور على صندوق من مخلّفات الكامل] وفيه ظفر للكامل بصندوق، وكان مفتاحه تحت إنسان يقال له علي الدوادار من خواصّ الكامل، ووجد به براني (¬2) فضّة، وأحقاق ضمنها سموم قاتلة كان ركّبها بعض من لا يخاف الله من الجرائحيّة وغيرهم للسلطان. وعوقب علي الدوادار حتى اعترف بمن عملها وركّبها، وأحرقت جميعها (¬3). [نظارة الخاص] وفيه قرّر العلم زنبور في نظارة الخاصّ بعد قبض الفخري السعيد وإلزامه بمال حمله (¬4). [طاعة نائب الشام للسلطان الجديد] وفيه وصل كتاب نائب الشام بعوده إلى الطاعة لما بلغه زوال الكامل وسروره بما حصل من ولاية المظفّر حاجّي وعوده إلى دمشق، وتحليف الأمراء للسلطان على العادة، / 15 أ / وهنّأ فيه السلطان. وشكى (¬5) من جماعة من الأمراء، ومنهم نائب حلب طقتمر الأحمدي، فصرف عن ذلك، وأمر بحضوره إلى القاهرة، وقرّر عوضه في نيابة حلب بيدمر البدري. وقرّر عوضه في نيابة طرابلس أسندمر العمري نائب حماه. وصرف نائب غزّة، وقرّر عوضه مسعود بن خضر. وقبض بالشام على عدّة من الأمراء الذين شكاهم يلبغا (¬6). [تأمير أمراء] وفيه أمّر نحوا من عشرين أميرا، وكان لهم يوما مشهودا (¬7) عند نزولهم إلى قبة النصر وبالبيمارستان على العادة في ذلك (¬8). ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 715. (¬2) البراني: أباريق زجاج. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 715. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 716. (¬5) الصواب: «وشكا». (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 717. (¬7) الصواب: «يوم مشهود». (¬8) السلوك ج 2 ق 3/ 718.

وفاة الحاج آل ملك

[وفاة الحاج آل ملك] [54]- وفيه أحضرت رمّة النائب الحاج آل ملك (¬1) الجوكندار. وكان قتل بالإسكندرية في أيام الكامل هو وقماري نائب طرابلس. وكان آل ملك إنسانا حسنا، خيّرا، ديّنا، ترقّى في الخدم حتى ولي نيابة السلطنة، ثم نيابة الشام، وما تمّ له أمر، فتوجّه على نيابة صفد. [وفاة قماري نائب طرابلس] [55]- وأمّا قماري (¬2) فكان أيضا لا بأس به، وولي الأستداريّة، ونيابة طرابلس. [وفاة ابن فلاح اليمني] [56]- وفيه مات بمكة المشرّفة (عفيف الدين) (¬3) عبد الله بن أسعد بن علي (¬4) بن سليمان بن فلاح (¬5) اليمني، المكي، الشافعيّ. ¬

(¬1) انظر عن (الحاج آل ملك) في: ذيل العبر 254 وفيه وفاته سنة 746 هـ‍، والسلوك ج 2 ق 3/ 723، والدرر الكامنة 1/ 411 رقم 1064، والمقفى الكبير 2/ 294 - 297 رقم 841، والوافي بالوفيات 9/ 372 رقم 4297، والمنهل الصافي 3/ 85 رقم 587، والنجوم الزاهرة 10/ 175، والدليل الشافي 1/ 153، رقم 546. (¬2) انظر عن (قماري) في: ذيل العبر 254 (وفيات سنة 746 هـ‍). والسلوك ج 2 ق 3/ 723، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 497، والدرر الكامنة 3/ 256 رقم 657، والوافي بالوفيات 24/ 275 رقم 286، ووجيز الكلام 1/ 25 رقم 36. (¬3) في الأصل: «الضعيف السيد أبو»، والتصحيح من المصادر. (¬4) في الأصل: «أحمد» والتصويب من المصادر. (¬5) ابن فلاح هو المؤرّخ «اليافعي» صاحب «مرآة الجنان» وهو توفي سنة 768 هـ‍. وترجمته هنا في غير محلّها. انظر عنه في: طبقات الشافعية الكبرى 6/ 103، (10/ 133 رقم 1354)، والدرر الكامنة 2/ 247 - 249 رقم 2120، والنجوم الزاهرة 11/ 93، 94، والبدر الطالع 1/ 378 (رقم 255)، وكشف الظنون 68، 90، 117، 342، 719، 743، 918، 1507، 1647، 1659، 1841، 1885، 1944، 1952، 1967، 1980، 1990، ومفتاح السعادة 1/ 217، وإيضاح المكنون 1/ 145، 569 و 2/ 6، 110 و 610، وهدية العارفين 1/ 465، 466، وروضات الجنات 457، 458، وفهرس المخطوطات المصوّرة، 2/ 169 (فؤاد سيد)، وشذرات الذهب 6/ 210 - 212، ومعجم المؤلفين 6/ 34، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 444، والوفيات لابن رافع 2/ 313 - 315 رقم 845، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 579 - 583، وذيل العبر لأبي زرعة العراقي 1/ 225 - 227، وطبقات الأولياء 555، 556، والعقد الثمين 5/ 104 - 115 رقم 1486 والسلوك ج 3 ق 1/ 146، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 246 - 248 رقم 644، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 299، 300، ولحظ الألحاظ 152، والمنهل الصافي 7/ 74 - 79 رقم 1316، والدليل الشافي 1/ 382 رقم 1313، وتذكرة النبيه 3/ 303، وتاريخ ثغر عدن 2/ 109 - 112، وقلادة النحر لبا مخرمة 2 / ورقة 129 ب، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 55، 63، ومعجم المطبوعات 1952، والأعلام 4/ 72، =

رجب

وكان عالما، فاضلا، من عباد الله الصالحين السالكين. وصنّف، وألّف عدّة تصانيف. وكان له نظم. وسمع على جماعة، منهم: الرضى الطبري. وتجرّد بأخرة. وكان بعيد الصيت، كثير الزهد. ومولده سنة سبع وتسعين وستماية. [رجب] [وفاة ملك إفريقية] [57]- وفي رجب مات ملك إفريقية صاحب تونس الغرب، السلطان أبو بكر بن يحيى (¬1) بن إبراهيم بن علي بن عبد الله بن أبي حفص عمر الهنتانيّ، التبريزي، الموحّدي. وكان مشكورا، ملك تونس نحوا من ثلاثين سنة. وولي بعده ولده أبو حفص عمر. [نيابة السلطنة] وفيه استقرّ في نيابة السلطنة أرقطاي. وكانت النيابة شاغرة مدّة، وخلع عليه بها على كره منه (¬2). [إنخفاض الأسعار] وفيه انحطّ السعر في الغلال بعد أن كان قد ارتفع في الأيام الكاملية، فتباشرت الناس بالسلطان وتيامنوا به. لكن كثر تعنّت العامّة في الفلوس حتى عملت المصلحة فيها (¬3). [تقدمة أرغون الكاملي] وفيه أخرجت تقدمة أرغون الكاملي وأمير طبلخاناة يأكلها وهو لازم بيته (¬4). [شعبان] [وفاة أصلم المنصوري] وفي شعبان مات البهائي أصلم (¬5) المنصوريّ، القبجاقي، السلاح دار، وترقّى في الخدم حتى ولي نيابة صفد. ثمّ تقدّم بمصر. ¬

= وتاريخ الأدب العربي 2/ 167، وذيله 2/ 227، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 848، 849 رقم 1591، وديوان الإسلام 4/ 404، 405 رقم 2218، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 5/ 350 - 352. (¬1) في وجيز الكلام 1/ 24 رقم 33 «أبو زكريا يحيى» والمثبت ينفق مع النجوم الزاهرة 10/ 177. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 718. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 719. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 719. (¬5) انظر عن (أصلم) في: الوافي بالوفيات 9/ 285 رقم 4211، والمواعظ والاعتبار 2/ 309، والمقفى =

إمارة آل فضل

وكان رأسا في الرمي بالنّشّاب. ومن آثاره: الجامع برحبة الغنم، والتّربة، والحوض. / 15 ب / وقرّر في إمرة أصلم: طغيتمر النجميّ، الدوادار. [إمارة آل فضل] وفيه قدم سيف بن فضل فأكرمه السلطان وخلع عليه، ووعده بإمرة آل فضل (¬1). [نيابة الكرك] وفيه استقرّ في نيابة الكرك تمربغا العقيليّ، عوضا عن قبلاي، باستعفائه (¬2). [مشنقة باب زويلة] وفيه أزيلت المشنقة التي أحدثت بباب زويلة في ولاية غرلوا، وأمر بشنق أو توسيط من يراه قتله بكيمان البرقيّة (¬3). [وفاة ابن نمير] [58]- وفيه مات الكاتب، المقرىء الشمس ابن (¬4) السّراج محمّد بن محمّد بن نمير (¬5). [رمضان] [مرض السلطان] وفي رمضان مرض السلطان وانقطع عدّة أيام. [نيابة صفد] وفيه أخرج أرغون شاه الأستادار إلى نيابة صفد على البريد، بعد أن عزم السلطان على القبض عليه، وكان قد أكثر من التجسّر في السلطان والتحكّم عليه، وأخذ في التكبّر ¬

= الكبير 2/ 218 رقم 795، والسلوك ج 2 ق 3/ 719، والدليل الشافي 1/ 134 رقم 472، والمنهل الصافي 2/ 455 - 457 رقم 473، والنجوم الزاهرة 10/ 174، والدرر الكامنة 1/ 416 رقم 993، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 486، 487، ووجيز الكلام 1/ 24، 25 رقم 34. (¬1) تذكرة النبيه 3/ 96، السلوك ج 2 ق 3/ 719. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 719. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 720. (¬4) في الأصل: «بن». وفي المقفى: «أبو السراج». (¬5) انظر عن (ابن نمير) في: السلوك ج 2 ق 3/ 723، والمقفى الكبير 7/ 148 رقم 3245، والوفيات لابن رافع 2/ 32 رقم 465، وغاية النهاية 2/ 256 رقم 3446، والنجوم الزاهرة 10/ 178، والدرر الكامنة 4/ 350، 351، وبغية الوعاة 1/ 235، وحسن المحاضرة 1/ 508، وشذرات الذهب 6/ 152، ووجيز الكلام 1/ 24 رقم 32.

قدوم ابن مهنا القاهرة

والتعاظم ومعارضة السلطان في كثير من أغراضه، وفحشه في مخاطبته ومخاطبة الأمراء، حتى ثقل على الناس، وكرهته النفوس. ولما عزم السلطان على القبض عليه لما بلغه أنه في عزم المخامرة، وأنه قد اتفق مع عدّة من المماليك على ذلك، قام النائب في ذلك، وتلطّف بالسلطان حتى أخرجه على البريد لنيابة صفد، خشية من فتنة يثيرها. مع أنّ أرغون شاه هذا كان أكبر القائمين لسلطنة المظفّر هذا، لكنه ما عرف يسير مع الناس (¬1). [قدوم ابن مهنّا القاهرة] وفيه قدم أحمد بن مهنّا القاهرة ليلي إمرة العرب، فأقبل السلطان عليه (¬2). [نظر الشام] وفيه استقرّ في نظر الشام التقيّ أحمد بن سليمان بن بكر بن هلال، عوضا عن ابن الجكالي (¬3). وكان قدم القاهرة في الأيام الكاملية وأخذ يسعى (¬4). [شوال] [عقد السلطان] وفيه، شوّال، كان عقد السلطان على ابنة تنكز نائب الشام زوجة أخيه (¬5). [الإنعام على مملوك] وفيه أنعم السلطان على طنيرق أحد مماليك أخيه يوسف بتقدمة ألف دفعة واحدة، من الجندية. وكان طنيرق هذا بارع الحسن والجمال، فكثر كلام المماليك بسبب ذلك: وزاد القال والقيل (¬6). [زواج السلطان باتفاق] وفيه طلب السلطان «اتفاق» الزنجية إلى القلعة، فصعدت إليها بجواريها مع الخدّام، وعقد السلطان عليها سرا، وبنى عليها من ليلته بعدما جليت عليه، وفرش تحت رجليها ستّون شقّة من أطلس، ونثر عليها الذهب. ثم ضربت بعودها وغنّت، فأخذت ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 720. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 720، وفيه: «فلم يقبل السلطان عليه». (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 720، وفي الأصل: «ابن الحراني». (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 720. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 720. (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 720.

نيابة حماه

قلب السلطان، وأنعم عليها / 16 أ / بأربعة أحجار مثمّنة من اليواقيت، وبستّ لؤلؤات قيمتها أربعمائة ألف درهم. ثم بعد ذلك طلب عبد علي العوّاد معلّم «اتفاق» وأنعم عليه بإقطاع (في) (¬1) الحلقة، زيادة على ما بيده، وأعطاه مايتي دينار، وخلع عليه كامليّة (بفرو) (¬2) سمّور. وأعاد إلى «اتفاق» ما كان أخرج عنها هي وخدّامها وجواريها. وشغف باتفاق، وشغل بها عن غيرها، وانهمك في اللهو، وبلغ ذلك الأمراء وشقّ عليهم، وأكثروا من الكلام، وكذا المماليك، حتى فشا الحال. وبلغ ذلك السلطان، فعزم على أن يقبض على جماعة حتى تلطّف به أرقطاي النائب ورجّعه (¬3). [نيابة حماه] وقرّر في نيابة حماه قطليجا الحموي عوضا عن طيبغا المجدي. وكتب بإحضار المجدي إلى مصر (¬4). [نيابة غزّة] وقرّر في نيابة غزّة أيتمش عبد الغني، وأخرجا من وقتهما على البريد (¬5). [زيادة إقطاع الجند] وفيه عرض السلطان الجند فزاد في إقطاعاتهم وأكرمهم، وقدّم منهم جماعة. ثم قصد عرض جند الحلقة، فتلطّف به النائب حتى رجع عن ذلك (¬6). [الغلاء بالشام] وفيه وصل الخبر بغلاء الأسعار بالبلاد الشامية، سيما بدمشق (¬7). [توقّف أحوال الدولة] وفيه توقّفت أحوال الدولة من كثرة مرتّبات الخدّام والقهرمانات والعبيد والغلمان، فإنها زادت عمّا كانت في أيام الكامل (¬8). ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 721. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 721، تذكرة النبيه 3/ 93. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 721. (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 721. (¬7) السلوك ج 2 ق 3/ 721، البداية والنهاية 14/ 221. (¬8) السلوك ج 2 ق 3/ 722.

ذو القعدة

[ذو القعدة] [عرس السلطان] وفيه ذي قعدة كان عرس السلطان على بنت تنكز، وعمل المهمّ سبعة أيام، وكان حافلا صرف فيه المال الهائل، وزاد السلطان في جهازها ستين ألف دينار (¬1). [إمرة العرب] وفيه قرّر سيف بن فضل في إمرة العرب، وزيد له في إقطاع أحمد بن مهنّا ثلاثماية ألف درهم في السنة. وكان أحمد قد عاد لبلاده من القاهرة بغير طائل (¬2). [ذو الحجة] [وفاة طقتمر الصلاحي] [59]-[في] ذي حجّة وصل طقتمر (¬3) الصلاحي إلى القاهرة، فلم تطل أيامه حتى بغته الأجل فمات. وكان لا بأس به تنقّل في الخدم حتى صار من خواصّ الكامل، وأخرج على نيابة حمص بعده، ثم استقدم إلى القاهرة فما أمهله الدهر. [وفاة قرمجي] [60]- وفيه مات قتيلا قرمجي (¬4) بن أقطوان نائب قلعة صفد. [وصول حمل سيس] وفيه وصل حمل سيس بحكم النصف، وبعث تكفور يعتذر عن ذلك بأعذار (¬5). ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 722. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 722. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 722، والمقفّى الكبير 4/ 28، رقم 1420، الدرر الكامنة 2/ 224 رقم 2038، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 491، والوافي بالوفيات 16/ 463 رقم 503، والنجوم الزاهرة 10/ 178، والدليل الشافي 1/ 366 رقم 1255، والمنهل الصافي 6/ 418 رقم 1258، ووجيز الكلام 1/ 25 رقم 35. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 722، الدرر الكامنة 3/ 248 رقم 630 (وفيه: قرمشي)، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 497 وفيه «قرمسي» بالسين المهملة، الوافي بالوفيات 24/ 226 - 229 رقم 237 وفيه «قرمشي» بالمعجمة، وتاريخ الشجاعي (انظر فهرس الأعلام). (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 722.

وفاة الجعبري

[وفاة الجعبري] [61]- وفيه مات الركن عمر بن إبراهيم الجعبريّ (¬1). ووالده الشيخ برهان الدين المشهور (¬2). [فتن العربان] وفيه كانت الفتن ونفاق العربان، وحصلت أنكاد وشرور (¬3) ولله الأمر. ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 723، وفي الأصل «الجعيدي». (¬2) هو إبراهيم بن عمر بن إبراهيم بن خليل الجعبري الربعي الخليلي، شيخ الخليل. مات سنة 732 هـ‍. (الدرر الكامنة 1/ 50، 51 رقم 130). (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 722.

سنة ثمان وأربعين وسبعماية

/ 16 ب / سنة ثمان وأربعين وسبعماية [محرّم] [وليمة ملكتمر] في محرّم قام ملكتمر الحجازي على عمل وليمة حافلة بسرياقوس للسلطان والأمراء، وذبح فيها خمسماية رأس من الغنم، وعشرة من الخيل، وعمل أحواضا مملوءة بالسّكّر المذاب، وجمع المغاني وسائر أرباب الملاهي، وكان ذلك حافلا مشهودا (¬1). [نيابة طرابلس] [وفيه] قرّر في نيابة طرابلس منكلي بغا الفخري أمير جندار، عوضا عن أسندمر العمري، بحكم استعفائه منها (¬2). [وفاة الهمذاني قاضي دمشق] [62]- وفيه مات الشرف محمد بن أبي بكر بن ظافر بن عبد الوهاب الهمذاني (¬3)، القاهري، الديمي (¬4)، المالكي، قاضي دمشق. وكان عالما، فاضلا، بارعا، حسن السّمت والملتقى، مشكور السيرة، معظّما عند تنكز نائب الشام. ولي القضاء ومشيخة الشيوخ. [إنكار الأمراء على السلطان] وفيه اشتدّ إنكار الأمراء على السلطان بسبب حظاياه الثلاث: «اتفاق»، و «سلمى» و «الكركية»، وكان قد شغف بهنّ جدّا حتى خرج عن الحدّ في ذلك، فبلّغه قراجا ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 724. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 724، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 502. (¬3) في الأصل: «الهمرابي» والتحرير من: تاريخ ابن الوردي 2/ 345، والبداية والنهاية 14/ 221، والمختصر في أخبار البشر 4/ 147، وعيون التواريخ، ورقة 86 أ، ب، والوافي بالوفيات 2/ 270، والوفيات لابن رافع 2/ 41، 42 رقم 477، وذيل تذكرة الحفاظ 37، وذيل العبر 263، والسلوك ج 2 ق 3/ 754، والمقفى الكبير 5/ 437 رقم 1916، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 529، 530، ووجيز الكلام 1/ 32، 33 رقم 50. (¬4) هكذا مهملة في الأصل.

فشل صاحب سيس في أخذ كوارى

وصمغار وغيرهما من الخاصكية ذلك وحذّراه من عاقبته، فتلطّف بهم وصوّب ما أشاروا عليه، وأمر بإخراج النساء الثلاث بما عليهنّ من الثياب خاصّة من غير أن يحملن شيئا من الزركش والجواهر. وأن تنزع عصبة «اتفاق» عن رأسها. وكانت هذه العصبة قد اشتهرت عند الناس والأمراء، وشنعت قالتها، وأنه قام بعملها ثلاثة من الملوك: الصالح والكامل والمظفّر، وتنافسوا في جواهرها حتى ذكر أنّ قيمتها كانت زيادة على المائة ألف دينار. ولما أخرجن (من) (¬1) القلعة صار في نفس السلطان من ذلك حزازات، والمراد أن يتسلّى عنهنّ ويتعوّض بهنّ بما يلهو (¬2) به، فاتّخذ الحمام، وأمر بإنشاء حضيرا (¬3)، فأنشىء له ذلك بأعلا (¬4) الدهيشة على صواري وأخشاب عالية، وصرف على ذلك مالا كثيرا، وملأ الحظير (¬5) بأنواع الحمام، وتنافس في ذلك، وخرج فيه أيضا عن الحدّ حتى عدل (¬6) ذلك به بأخرة. وله في ذلك حكايات ونوادر (¬7). [فشل صاحب سيس في أخذ كوارى] وفيه قدم البريد بأنّ صاحب سيس جهّز نحوا من مايتي فارس إلى نحو إياس، فلما قربوا من قلعة كوارى (¬8) أرادوا هجمها، فقاتلهم أهلها وكانوا نحوا / 17 أ / من الأربعين من المسلمين، ونصرهم الله تعالى عليهم نصرة هائلة، وقتلوا منهم خمسين وأسروا ثلاثين، فانهزم الباقي منهم. وقتل بقلعة كوارى عدّة من كبارهم، وجهّزت إلى حلب، فكتب السلطان بالأنعام والإحسان لأهل كوارى وشكرهم على ما فعلوه (¬9). [ظلم نائب حلب] وفيه كثر [ترفّع] (¬10) بيدمر البدري نائب حلب واشتدّت وطأته ووطأة جماعته على الناس. ووقع منه أشياء نادرة في الظلم، منها أنه ضرب امرأة وقطع أنفها وأذنيها وشهّرها بحلب ظلما وعدوانا، فنفرت منه القلوب، وكثر الدعاء عليه. فاتّفق أن رأى بيدمر في منامه هذه المرأة وهي تقول له: اخرج عنا، ثلاث مرّات، فإنني شكوتك إلى الله تعالى فعزلك. فانتبه مرعوبا، وبعث إليها لتحالله، فأبت ذلك، فقدم [خبر عزله] (¬11) بعد ثلاثة أيام من هذه الرؤيا (¬12). ¬

(¬1) مكرّرة في الأصل. (¬2) في الأصل: «يلهوا». (¬3) كذا. والمراد: «حظيرة». (¬4) كذا، والصواب: «بأعلى». (¬5) المراد: «الحظير». (¬6) في الأصل: «عزل». (¬7) السلوك ج 2 ق 3/ 725، 726. (¬8) في الأصل: «كوار». (¬9) تاريخ ابن الوردي 2/ 345، السلوك ج 2 ق 3/ 726. (¬10) إضافة من السلوك. (¬11) في الأصل: «جهرا». والمثبت عن السلوك. (¬12) تاريخ ابن الوردي 2/ 344، 345، السلوك ج 2 ق 3/ 726.

صفر

[صفر] [ارتفاع سعر الغلال] وفي صفر ارتفع السعر في الغلال بالشام لكثرة الجراد، فإنّه حدث وانتشر من بعلبكّ إلى البلقاء، ورعى الزروع. وفيه أيضا ارتفع سعر الغلال بمصر لشدّة اختراق (¬1) النيل وقلّة ماؤه (¬2). حتى تأخّر حمل الغلال في المراكب، ولكثرة عبث عربان الوجه القبليّ، وغيره، وسفكهم لدماء بعضهم البعض ولدماء الناس، ونهب الغلال من الأجران، مع هيف الغلّة (¬3). [نيابة حلب] وفيه كتب إلى أرغون شاه نائب صفد بالقدوم إلى القاهرة ليلي حلب، فقدمها في أواخره وخلع عليه باستقراره في نيابة حلب عوضا عن بيدمر، وكتب إلى بيدمر بحضوره إلى القاهرة، ورسم لأرغون شاه بأن يستقلّ بالنيابة ولا يكون لنائب الشام عليه أمر ولا نهي، وكتب إلى نائب الشام بذلك (¬4). [ربيع الأول] [سفر أرغون لنيابته] وفي ربيع الأوول سافر أرغوه شاه إلى محلّ نيابته من حلب، فلما وصل إلى دمشق نزل بقصر معين الدين حتى قدم طلبه من صفد في غاية الأبّهة والزهادة إلى حلب (¬5). [نيابة صفد] وفيه قرّر إياس حاجب دمشق في نيابة صفد، واستقرّ عوضه في الحجوبية أمير علي بن طغريل (¬6). [اختلال مراكز البريد بالشام] وفيه ورد الخبر باختلال مراكز البريد بطريق الشام، فعمل مصالحه، وفرّقت على الأمراء الخيول (¬7). ¬

(¬1) هكذا بالخاء المعجمة. وفي السلوك «احتراق» بالمهملة. (¬2) الصواب: «مائه». (¬3) تذكرة النبيه 3/ 97، السلوك ج 2 ق 3/ 728، بدائع الزهور ج 1 ق 6/ 521، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 502. (¬4) تاريخ ابن الوردي 2/ 349، تذكرة النبيه 3/ 99، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 502، السلوك ج 2 ق 3/ 727. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 727. (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 728. (¬7) السلوك ج 2 ق 3/ 728.

محاولة صاحب الروم التقرب من ابن مهنا

[محاولة صاحب الروم التقرّب من ابن مهنّا] وفيه وصل الخبر بأنّ أرتنا صاحب الروم بعث يستدعي إليه أحمد بن مهنّا، وأرسل إليه هدية، فأبا (¬1) إجابته (¬2). [ربيع الآخر] [مقتل آق سنقر الناصري] وفي ربيع الآخر كانت فتنة قتل الأمراء بمصر. [63]- مقتل آق سنقر (¬3) الناصري. وكان كريما، شجاعا، من خواصّ الناصر محمد بن قلاون، وتنقّل في عدّة / 17 ب / ولايات منها: الأميراخورية، ونيابة طرابلس. ثم دبّر دولة المظفّر هذا. ومن آثاره الجامع المعظّم بخطّ التبانة. [مقتل ملكتمر الحجازي] [64]- ومات قتيلا معه ملكتمر (¬4) الحجازي، الناصري، وكان من أخصّاء الناصر محمد بن قلاون، وأزوجه بابنته، وتنقّل في الخدم، مع سخاء نفس وعدم شرّ. [مقتل طغيتمر النجمي] [65]- ومات قتيلا أيضا طغيتمر (¬5) النجمي، الدوادار. وإليه تنسب الخانقاه النجمية خارج باب المحروق. ¬

(¬1) الصواب: «فأبى». (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 728. (¬3) انظر عن (آق سنقر) في: ذيل العبر 260، والوافي بالوفيات 9/ 311 رقم 4246، وتذكرة النبيه 3/ 98، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 358، والجوهر الثمين 2/ 191، والسلوك ج 2 ق 3/ 754، والمقفى الكبير 2/ 262 رقم 821، والدرر الكامنة 1/ 394 رقم 1015، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 515، والمنهل الصافي 2/ 496 - 499 رقم 501، والدليل الشافي 1/ 142 رقم 500، والنجوم الزاهرة 10/ 178، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 39 ب، ووجيز الكلام 1/ 26 رقم 38. (¬4) انظر عن (ملكتمر) في: ذيل العبر 260، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 358، وتذكرة النبيه 3/ 98، والجوهر الثمين 2/ 191، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 39 ب، والسلوك ج 2 ق 3/ 755، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 537، 538، والدرر الكامنة 5/ 127 رقم 4838، والنجوم الزاهرة 10/ 184، ووجيز الكلام 1/ 26 رقم 39. (¬5) انظر عن (طغيتمر) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 523، 524 وفيه «طغايتمر»، والسلوك ج 2 ق 3/ 755، والدرر الكامنة 2/ 223 رقم 2032، والوافي بالوفيات 16/ 449 رقم 483، والمواعظ والإعتبار 2/ 425، والدليل الشافي 1/ 364 رقم 1249، والمنهل الصافي 6/ 411، 412 رقم 1252، والنجوم الزاهرة 10/ 184، ووجيز الكلام 29 رقم 42.

فتنة السلطان

[فتنة السلطان] وفيه قبض على بزلار، وصمغار، وأيتمش عبد الغني (¬1). وكان السبب في هذه الفتنة أن السلطان لما أخرج حظاياه، وأخذ في التسلّي عنهنّ بلعب الحمام وخرج في ذلك عن الحدّ، وصار يحضر عنده الأوباش والمساخر إلى الدهيشة، ويلعب بين يديه باللبخة، ويلعب هو أيضا. ويحضر عنده إنسان يقال له الشيخ علي الكسيح، فيسخر له بين حظاياه، وينقل له أخبار الناس. وبلغ ذلك الأمراء فشقّ عليهم ذلك، فكلّموا ألجيبغا وطنيرق في ذلك، وكانا من أخصّ خواصّه وعمدة خاصّكيّته، فبلّغا السلطان ذلك، فأخذه الحنق الشديد، ثم قال لهما: «والله لأذبحنّكم كما ذبحت هذه الطيور». ثم نزل وأغلق باب الدهيشة وأقام غضبانا يومه وليلته (¬2). وكان أغرلوا قد تمكّن منه فأعلمه بما وقع، فهوّن عليه الأمر، وأطمعه في الأمراء، وجسّره على الفتك بهم، والقبض على النائب. ثم أخذ في التدبير في ذلك، وقرّر مع أغرلوا أن يبعث إلى النائب ليشكو (¬3) إليه من خواصّ خاصّكّيته، وهم صمغار، وبزلار، وأيتمش عبد الغني، وأنه بلغه عنهم أنهم في قصد إثارة فتنة، وأنه يريد القبض عليهم. فأشار عليه النائب بالتثبّت في أمرهم، ظنّا منه أن الأمر كما هو، فأجابه بأن ذلك قد صحّ عنده من أخبار بيبغاروس له به، وأنهم تحالفوا على قتله، فأشار النائب عليه بأن يجمع بينهم ويحاقق بيبغاروس على ذلك بحضور الأمراء. وكان السلطان اتفق مع أغرلوا وعنبر السحرتي مقدّم المماليك على القبض على آق سنقر، والحجازي، وأظهر النائب القبض على خاصّكيّته. فلما حضر الأمراء القصر ثار المماليك بالسيوف وتناولوا آق سنقر، والحجازي، ففرّ صمغار، وأيتمش عبد الغني وقد بلغهما / 18 أ / أنهما يقبض عليهما. ووقعت أشياء يطول الشرح في ذكرها، وقبض على أيتمش وصمغار كما ذكرناه. ثم بعث بهما مع آخرين إلى سجن الإسكندرية، وصار التدبير إلى أغرلوا، وفعل أفعالا ذميمة. كتب إلى يلبغا اليحياوي نائب الشام بما جرا (¬4) بمصر، فأظهر تصويب رأي السلطان، وأخذ في نفسه بالحذر، وتوحّش خاطره، وجمع الأمراء واتفق معهم على الخروج على السلطان (¬5). ¬

(¬1) تاريخ الدولة التركية، ورقة 39 ب. (¬2) تاريخ الدولة التركية، ورقة 40 أ، الجوهر الثمين 2/ 192. (¬3) في الأصل: «ليشكوا». (¬4) الصواب: «جرى». (¬5) البداية والنهاية 14/ 222، السلوك ج 2 ق 3/ 729، 730، وذيل العبر 260، السلوك ج 2 ق 3/ 731.

جماد الأول

[جماد الأول] [خروج نائب الشام عن الطاعة] وفي جماد الأول أول يوم منه انتقل يلبغا اليحياوي نائب الشام من دار السعادة إلى القصر فنزل به وجيّش جيوشه هناك، وأعلن بخروجه عن الطاعة، ونزل بالميدان (¬1). وكان له ما سنذكره. [استمالة السلطان المماليك] وفيه أخذ السلطان يستميل المماليك ويغدق لهم المال، وأمّر منهم جماعة، وقرّب أغرلوا، واختصّ به، وقرّره في تقدمة أيتمش عبد الغني، وتولّى أغرلوا هذا مع موجود الأمراء وسائر ما يتعلّق بهم (¬2). [مقتل يلبغا نائب الشام] وفيه عيّن السلطان تجريدة للخروج إلى البلاد الشامية لقتال نوابها يلبغا وغيره، وعليها سبعة من مقدّمي الألوف وجماعة من الجند، وصعب ذلك عليهم لكونه زمن جمع المغلّ، وزادت الحركة بالقاهرة، وارتجّت لطلب آلات السفر. وكتب إلى يلبغا بحضوره إلى القاهرة قبل خروج التجريدة، وأن نيابة الشام لأرغون شاه نائب حلب. وكتب ملطّفات بالقبض على يلبغا. ووقعت أمور آلت إلى فرار يلبغا إلى جهة حماه، فتحيّل عليه نائبها وأظهر أنه معه، ثم قبض عليه. وورد الخبر على السلطان بذلك فسرّ به، وأبطل التجريدة، وكتب بحمل يلبغا إلى مصر، وأخرج منجك بتلقّيه، وقتله بقاقون. [66]- وكان يلبغا (¬3) هذا إنسانا حسنا، كريما جدّا، سيوسا، عاقلا، أدوبا، حشما، شجاعا، عارفا. من أخصّاء الناصر محمد بن قلاون، وكان شغف به جدّا، وعمّر الدار الهائلة التي موضعها الآن مدرسة السلطان حسن. وتنقّل في الخدم حتى ولي حلب، ودمشق، وأنشأ بها الجامع الذي يعرف به، وأكمل بعد موته. [وفاة الهنتاتي صاحب تونس] [67]- وفيه مات ملك إفريقية صاحب تونس، السلطان أبو حفص عمر ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 731. (¬2) المصدر نفسه. (¬3) انظر عن (يلبغا) في: ذيل العبر 262، والبداية والنهاية 14/ 222، 223، وتذكرة النبيه 3/ 104، 105، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 355، والسلوك ج 2 ق 3/ 755، 756، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 538 - 540، والدرر الكامنة 5/ 212 رقم 5078، والنجوم الزاهرة 10/ 185، وتاريخ ابن سباط 2/ 685، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 515، ووجيز الكلام 1/ 27، 28 رقم 41.

امتناع السلطان من استقبال ابن مهنا

الهنتاتي (¬1)، الماضي خبر ولايته، ولم يكمل في الملك سنة. [امتناع السلطان من استقبال ابن مهنّا] / 18 ب / وفيه قدم أحمد بن مهنّا، فلم يقبل السلطان عليه لكائنة اتفقت منه ومن سيف. [جماد الآخر] [مقتل أرغون العلائي] [68]- وفي جماد الآخر قتل بالإسكندرية أرغون العلائي (¬2)، الناصري، وكان إنسانا لا بأس به، وتزوّج أمّ الصالح إسماعيل وصار لالاه، وعظم في سلطنته، ثم جرى عليه ما تقدّم. وهو الذي أنشأ كتّاب السبيل على باب البيمارستان المنصوري لما تولّى نظارته. وقتل معه أيضا جماعة، منهم: [69]- قرابغا (¬3) القاسمي. [70]- وتمر (¬4) الموساوي. [71]- وصمغار (¬5). [72]- وأيتمش عبد الغني (¬6). وأفرج عن أولاد قماري، وأولاد أيدغمش، وكانوا قد سجنوا مع هؤلاء فأخرجوا إلى الشام (¬7). [مقدّمية منكلي الفخري] وفيه وصل منكلي الفخري من طرابلس، وقرّر في جملة مقدّمي الألوف (¬8). [لعب السلطان بالكرة] وفيه صار السلطان ينزل إلى الميدان الأسود تحت القلعة فيضرب فيه الكرة في يومي الأحد والثلاثاء، ويركب إلى الميدان على النيل في يوم السبت، وزاد في لهوه ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 757، وجيز الكلام 1/ 33 رقم 53. (¬2) انظر عن (أرغون العلائي) في: السلوك ج 2 ق 3/ 756، والدرر الكامنة 1/ 353 رقم 875، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 513، والوافي بالوفيات 8/ 355 رقم 3788، والمقفى الكبير 2/ 25، 26 رقم 702، والنجوم الزاهرة 10/ 85 أ، ووجيز الكلام 1/ 27 رقم 40. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 756. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 756، الدرر الكامنة 1/ 519 رقم 1420. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 756. (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 756. (¬7) السلوك ج 2 ق 3/ 735. (¬8) السلوك ج 2 ق 3/ 735.

قتل أغرلوا

وتهتّكه، بل وتهتّك الناس معه. وحصل في آخر ركبة ركبها إلى الميدان من الاجتماع والازدحام والتفتيش على المواضع (¬1). [قتل أغرلوا] [73]- وفيه كان القبض على عظيم الدولة أغرلوا، ثم قتله على يد ألجيبغا وطنيرق بعد أن أغريا به السلطان، وما هان على السلطان قتله، فإنهما قتلاه بغير مراجعة، وإنما كان أمره بإخراجه على نيابة غزّة. وعزّ قتله على السلطان، وهدّد على من قتله. وكان يوم قتله يوما مشهودا بالقلعة والقاهرة، واجتمع فيه من العامّة ما شاء الله تعالى مجتمع، وكان أمرا مهولا في الاجتماع، وأنزل أغرلوا (بباب القرافة) (¬2). ويقال: إنه أصبح وقد خرجت يده من قبره، فأتاه الناس أفواجا ليروه، وأرادوا أن ينبشوا عليه ويحرقوه، وصار لهم ضجيج كثير، حتى بعث السلطان من الأوجاقيّة من قبض على كثير من العامّة وضربوا، وأخذ أغرلوا منهم ودفن. وكان ظالما، سيّء السيرة، وهو أول من أحدث ديوان البدل وأخذ المال (¬3). [نيابة طرابلس] وفيه استقرّ في نيابة طرابلس مسعود بن خطير (¬4). [نيابة حلب] وقرّر في نيابة حلب فخر الدين إياس حاجب دمشق عوضا عن أرغون شاه الذي ولي دمشق (¬5). [خروج السلطان وعوده] وفيه خرج السلطان إلى سرياقوس فأقام أياما ثم عاد (¬6). ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 735. (¬2) في الأصل: «الدين رمد». (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 737، 756، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 513 - 515، الوافي بالوفيات 9/ 294 رقم 4225، الدليل الشافي 1/ 135 رقم 474، النجوم الزاهرة 10/ 165، المنهل الصافي 2/ 460 - 462 رقم 475، الدرر الكامنة 1/ 417 رقم 997. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 737، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 507. (¬5) ذيل العبر 263، البداية والنهاية 14/ 223، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 507، السلوك ج 2 ق 3/ 738. (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 738.

مقتل بيدمر البدري

[مقتل بيدمر البدري] [74]- وفيه قتل بيدمر (¬1) البدري، الناصري، وكان لا بأس به. / 19 أ / ولي نيابة حلب وغيرها. وهو صاحب المدرسة الأيدمرية قريب المشهد الحسيني بالقاهرة. [مقتل ابن شروين] [75]- وقتل فيه أيضا وزير بغداد (¬2) النجم محمود بن علي بن شروين (¬3). وكان مشكور السيرة، معروفا بالإفضال على غيره (¬4). وله خانقاه بجوار تربة كافور البدري بالقرافة. [رجب] [إخراج إقطاعات وتأمير] وفي رجب أخرج لاجين أمير أخور إلى دمشق على إقطاع. وأخرج منجك السلاح دار إليها أيضا حاجبا، عوضا عن أمير علي بن طغريل. واستقدم ابن (¬5) طغريل إلى القاهرة، وتأمّر فيه زيادة على العشرة من المماليك ما بين طبلخانات وعشرات (¬6). [محاولة قطع رواتب] وفيه أمر السلطان بقطع ما استجدّ من الرواتب بعد الناصر محمد بن قلاون (¬7)، فما زال به النائب حتى رجّعه عن ذلك وعرّفه عاقبة أمر عاقبة دعاء الناس. ¬

(¬1) في الأصل: «أيدمر»، والتصحيح من: تاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 506 و 516، 517، وتذكرة النبيه 3/ 99، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 358، والسلوك ج 2 ق 3/ 754، والدرر الكامنة 1/ 513 رقم 1392، والمنهل الصافي 3/ 497 رقم 736، والدليل الشافي 1/ 208، والنجوم الزاهرة 10/ 184، والوافي بالوفيات 10/ 363، ووجيز الكلام 1/ 29 رقم 43. (¬2) في الأصل: «تعدلا». (¬3) انظر عن (ابن شروين) في: تذكرة النبيه 3/ 99، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 358، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 536، 537، والدرر الكامنة 5/ 99، رقم 4763، والسلوك ج 2 ق 3/ 755، والنجوم الزاهرة 10/ 83 أ، ووجيز الكلام 1/ 29 رقم 44 وفيه: «سروين» بالسين المهملة. (¬4) في الأصل: «الهيه». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) تاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 507. (¬7) السلوك ج 2 ق 3/ 748، 749.

وفاة التقي ابن هلال

[وفاة التقيّ ابن هلال] [76]- وفيه مات التقيّ أحمد بن سليمان بن محمد بن هلال (¬1) الدمشقي بها. وكان من الرؤساء بدمشق، وولي وكالة بيت المال والحسبة، وغير ذلك. [توزيع دراهم] وفيه وزّع على مباشري الجهات ستمائة ألف درهم، وقرّر في كل معاملة شاهد وكاتب (¬2). [الإنعام على بيبغاروس] وفيه قدم بيبغاروس من سرحة العبّاسة، فأنعم عليه السلطان بأربعة من الخيل والسروج الذهب، وبألفي دينار، وماية قطعة من القماش (¬3). [شعبان] [إعادة السلطان للحمام] وفي شعبان خرج الأمراء إلى الصيد. ثم خرج النائب هو والسلطان، فخلا الجوّ للسلطان، وأعاد حضير (¬4) الحمام، وأحضر أرباب الملاعيب وتناطح الكباش، ومناقرة الديوك، والقمار، وغير ذلك من أنواع الفساد. ونودي بإطلاق اللعب بذلك بمصر والقاهرة. وصار للسلطان اجتماعات بكثير من الأطراف والأوباش وسفلة العوامّ من الفرّاشين، والبابيّة، ومطيّري الحمام، وصار لا يفيق ليله ولا نهاره ممّا هو فيه، وشغف بكيدا (¬5). ووقع منه أشياء يطول الشرح في ذكرها. [ارتفاع سعر الغلال] وفيه ارتفعت الأسعار في الغلال وغيرها (¬6). [تدبير السلطان لقتل أخيه] وفيه أخذ السلطان في التدبير على أخيه حسين ليقتله خوفا منه على أن ¬

(¬1) انظر عن (ابن هلال) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 512، والدرر الكامنة 1/ 138، 139 رقم 392، والمقفى الكبير 1/ 391 رقم 444، والوافي بالوفيات 6/ 405 رقم 2923. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 738 و 749. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 739. (¬4) كذا. (¬5) في الأصل: «بكبرا»، والمثبت من المصادر. وانظر: بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 515، 516. (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 740، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 508.

وفاة طرنطاي الجمقدار

يسلطنوه، وعرف هو ذلك فأخذ في الاحتراز على نفسه فلم يقدر عليه (¬1). [وفاة طرنطاي الجمقدار] [77]- وفيه مات طرنطاي (¬2) الجمقدار (¬3)، الناصري، على تقدمة ألف بدمشق وكان يتنقّل في عدّة وظائف من ذلك حجوبية دمشق، وحجوبية مصر، ونيابة حمص، وغير ذلك. [كثرة الفتن والفساد] وفيه كثرت الفتن، وفسد الناس بالقاهرة، وقوي الفساد وقطع الطرقات / 19 ب / بأرض مصر، والقدس، ونابلس. وكثر الفقراء أهل السوق. وقدموا من النواحي بسبب الغلاء حتى ضاقت بهم القاهرة، فكانوا كذلك مدّة سنة (¬4). [عودة الأمراء من الصيد] وفيه وصل الأمراء والنائب من الصيد، وتتابع دخولهم القاهرة وقد بلغهم ما وقع من السلطان وما هو فيه (¬5). [وصول تركة نائب الشام] وفيه وصل مال يلبغا اليحياوي نائب الشام وكان شيئا كثيرا، ففرّق السلطان غالبه وما فيه من اللآلي والجواهر على الأوباش والسفلة من عشرين ألف دينار على حظيّته «كيدا»، ومن الجواهر واللآلي، وصار يرمي ذلك على الجواري والخدم وهم يتخاطفوه (¬6) وهو يضحك، وأتلف شيئا كثيرا (¬7). [تنكيد الأمراء على السلطان] وفيه تنكّد الأمراء على السلطان لا سيما لما وقع ما فعله في مال يلبغا، وأخذ ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 740، 741. (¬2) انظر عن (طرنطاي) في: ذيل العبر 266، وتذكرة النبيه 3/ 107، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 357، والسلوك ج 2 ق 3/ 755، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 523، والدرر الكامنة 2/ 317 رقم 2010، والوافي بالوفيات 16/ 430 رقم 467، والدليل الشافي 1/ 361 رقم 1239، والمنهل الصافي 6/ 388، 390 رقم 1242. (¬3) في الأصل: «البجمقدار»، والتصحيح من المصادر، ويقال: «البشمقدار». (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 740. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 740. (¬6) الصواب: «يتخاطفونه». (¬7) السلوك ج 2 ق 3/ 741.

رمضان

ألجيبغا وطنيرق يعرّفانه ما ينكره عليه الأمراء من أفعاله مثل اللعب بالحمام والاجتماع بالأوباش والسفلة، وخوّفاه فساد الأمر والعاقبة، فحنق منهما وغضب، وأمر بخراب الحظير الحمام بعد ذبحها، وقوله لألجيبغا وطنيرق: «والله لأذبحنّكم كلّكم كما ذبحت هذا الحمام». ووقع منه أشياء كانت سببا لنفرة ألجيبغا وطنيرق عنه واتفاقهما عليه مع الأمراء (¬1). وكان ما سنذكره. [رمضان] [زلزلة القاهرة] وفي رمضان زلزلت القاهرة في ساعة واحدة مرتين (¬2). [قتل المظفّر حاجّي] [78]- وفيه في يوم الإثنين ثالث عشره كان قتل المظفّر حاجّي، وكان قد دبّر قتل بيبغاروس، وبعث إليه بالحضور من الصيد، وبعث إليه من عرّفه بما أضمره السلطان له. وقام ألجيبغا (¬3) واتفق مع الأمراء وعرّف بيبغاروس بأنه لا بدّ من إقامة سلطان غير المظفّر هذا. ثم أعلنوا بالركوب عليه قبل بلوغ ما نواه. واجتمعوا بقبّة النصر. وكان أوّلهم ركوبا ألجيبغا، ثم الأمراء، ثم النائب. وحضر إليهم بيبغاروس. وبلغ السلطان ذلك، فضرب الدبادب حربيا، وجمع من عنده، فاجتمع إليهم طنيرق وشيخوا، وأرغون الكاملي، وطاز، وعدّة نحوهم من الخاصكية. وحضر إليه عدّة من الأمراء والعسكر. وركب بعد أن بعث يستخبرهم بآرائهم، فقالوا: سلطنة غيره. فأجابهم بأنه ما يموت إلاّ على ظهر فرسه. ولما خرج إليهم تسحّب من كان عنده من الخاصكية إلى الأمراء، وآخرهم تسحّبا طنيرق. وبقي السلطان في شرذمة قليلة. / 20 أ / وبرز إليه بيبغاروس وألجيبغا (¬4)، فولّى فرسه منهزما، فأدركوه. وتقدّم إليه بيبغاروس وضربه بطبر معه، فأخذ الضربة في ترسه وحمل عليه بالرمح، وتكاثروا عليه حتى قلعوه من سرجه بعد أن أرداه بيبغا، وضربه طنيرق في وجهه وأصابعه، وساروا به من وقته على فرس إلى تربة آق سنقر الرومي من تحت الجبل وذبحوه في الحال وهو يقول: «بالله لا تستعجلوا على قتلي، وخلّوني ساعة». ¬

(¬1) الجوهر الثمين 2/ 192، 193، وفيه «طني خزق» بالزاي، السلوك ج 2 ق 3/ 741، 742، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 516. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 741. (¬3) في الأصل: «ألجبغا». ويصحّ الإثنان. (¬4) في الأصل: «الجبغا».

فقالوا له: «كيف استعجلت أنت على قتل الناس، لو صبرت صبرنا عليك». ثم بعد قتله دفنوه في تربة أمّه. وصعد الأمراء القلعة في يومهم ذلك، ونادوا بالأمان والاطمئنان بشوارع القاهرة. ثم وقع الاتفاق منهم على البعث إلى نائب الشام لاستشارته فيمن يولّي السلطنة ممّن بقي من بني قلاون، وإعلامه بما وقع (¬1). ثم أصبح المماليك وقد وقع اتفاقهم على إقامة، حسن (¬2) في السلطنة، ووقعت بينه وبينهم مراسلات. وقبضوا على عدّة من مماليكه. وأقاموا الأمير طاز نيابة موكلا، لئلاّ يحتمي به أحد، وغلّقوا باب القلعة معهم بآلة الحرب يوم ذلك. وفي ليلة الثلاثاء قصد (¬3) المماليك إقامة فتنة. ومضت دولة المظفّر كأنها لم تكن. وكانت مدّة سلطنته سنة وثلاث (¬4) شهور واثني عشر يوما. وقتل وسنّه نحوا من عشرين سنة. وكان منهمكا في اللّذات، سفّاكا للدماء، تلاّفا للأموال، شجاعا مقداما، سيّء التدبير (¬5). ¬

(¬1) كتب بجانبها في الأصل على الهامش: «قتل السلطان شعبان وانتقل إلى رحمة الله تعالى». (¬2) في الأصل: «الحسين». (¬3) في الأصل: «وقصد». (¬4) الصواب: «وثلاثة». (¬5) انظر عن (المظفّر حاجي) في: ذيل العبر 267، وتاريخ ابن الوردي 2/ 347، والبداية والنهاية 14/ 224، وتذكرة النبيه 3/ 100، 101، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 355، والجوهر الثمين 2/ 194، 195، والمقفى الكبير 3/ 121 رقم 1108، والسلوك ج 2 ق 3/ 741، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 40 أ، ب، والدرر الكامنة 2/ 83 رقم 1476، والنجوم الزاهرة 10/ 148 - 174، ومآثر الإنافة 2/ 151، 152، وتاريخ ابن خلدون 5/ 447، وحسن المحاضرة 2/ 78، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 519 - 521، وتاريخ ابن سباط 2/ 687، 688، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 513 - 519، وشذرات الذهب 6/ 152، 153، وأخبار الدول 203، وتاريخ بيروت 140، وتاريخ الأزمنة 312، والغرر الحسان 494، وتاريخ الخلفاء 500، والدليل الشافي 1/ 346 رقم 1189.

(مبايعة السلطان حسن ولقب بالناصر وكني بأبي المعالي)

(مبايعة السلطان حسن ولقّب بالناصر وكنّي بأبي المعالي) (¬1) وفيه في يوم الثلاثاء رابع عشره كانت مبايعة الناصر حسن بالسلطنة، وكان اتفاق الأمراء على ما قد بيّناه من البعث إلى نائب الشام لاستشارته، فأعجلهم المماليك السلطانية، وأرادوا الركوب إلى قبّة النصر، وأضمروا، بل صرّحوا بأنهم يقيموا حسنا (¬2) في السلطنة، فخاف الأمراء من آفة التأخير، واتفق رأيهم على إقامة حسن، فاستدعوا به من مكانه، وسنّه نحوا (¬3) من أحد عشر (¬4) سنة حينئذ، وكان يدعى «قماري» وهو كان يسمّي نفسه «حسن». ماتت أمّه في صغره، وكفلته الخوند أردوا وأحسنت في تربيته، فلما حضر بايعوه بالسلطنة وأفاضوا عليه / 20 ب / شعارها وأركبوه على العادة، وسار الكلّ بين يديه. ولقّب بالناصر، وكني بأبي المعالي، فقال للنائب في أثناء ذلك: «يا أطا»، يعني يا أبي، «أنا ما اسمي قماري، إنّما اسمي حسن». فقال له: «والله هذا اسم حسن وفأل حسن يا خوند، على خيرة الله»، ثم حلفوا له وحلف لهم، واستقرّ في السلطنة، وقبض على حواشي المظفّر وعلى حظيّته كيدا، وألزموا بما أخذوه من الأموال، وأظهر بعضا (¬5) من الخدّام حاصلا تحت يده فيه ما يساوي زيادة على مايتي ألف دينار (¬6). ثم قبض على آق سنقر أمير جاندار زوج أمّ المظفّر، وعلى منبر السّحرتي مقدّم المماليك (¬7). ووقعت أشياء يطول شرحها. [أمراء المشورة] وكان (¬8) المشورة والتدبير إلى تسعة من الأمراء، وهم: بيبغاروس القاسمي، وألجيبغا (¬9) المظفّري، ومنكلي بغا الفخري، وطشتمر طلليه، وشيخو العمري، وطاز، وأحمد شاد الشراب خاناه، وأرغون الإسماعيلي، وأرقطاي النائب. ¬

(¬1) العنوان عن هامش المخطوط. (¬2) في الأصل: «حسبنا». (¬3) الصواب: «نحو». (¬4) الصواب: «من إحدى عشرة». (¬5) الصواب: «بعض». (¬6) الجوهر الثمين 2/ 195، السلوك ج 2 ق 3/ 745، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 519. (¬7) السلوك ج 2 ق 3/ 746. (¬8) الصواب: «وكانت». (¬9) في الأصل: «الجبغا».

الكتابة بالسلطنة

واستقرّ شيخو رأس نوبة كبير، وصار شريكا للأمراء في تدبير المملكة (¬1). وفيه استقرّ في الأمير أخورية مغلطاي (¬2). [الكتابة بالسلطنة] وفيه كتب إلى نواب البلاد الشامية وإلى الجهات بسلطنة حسن (¬3). [تخفيف الكلف السلطانية] وفيه وقع اتفاق الأمراء على تخفيف الكلف السلطانية وتقليل (¬4) المصروف بسائر الجهات (¬5). [إخراج الجراكسة] وفيه أخذ الأمراء، في تتبّع طائفة الجراكسة، ونواحيهم من القاهرة، فحصلوا جميعا وأخرجوا منها خروجا عنيفا فاحشا منفيّين (¬6). وكان المظفّر قرّبهم إليه بواسطة أغرلوا، فإنه كان جركسيا على ما يقال، وكان سببا لجلبهم من كل مكان حتى عرفوا وشهروا، وكانوا جماعة وافرة، ولهم ميزة في العسكر بكبر كلفتاتهم (¬7). فقال الأمراء: إنّ هؤلاء طائفة جياع، قليلوا (¬8) العقول، كثيروا (¬9) الفتن، لهم طمع كبير في أيدي الناس لا سيما، وكان أغرلو قرّر ديوان البدل. ثم قالوا: ومتى تركوا بهذه المملكة فانسوا (¬10) فيها ربّما صار لهم شوكة بعد ذلك، فأخذوا وأفسدوا وأخرجوا المملكة، ونال الإسلام والمسلمين منهم السوء، وكان كما حدسوه بعد ذلك (¬11). (أول ظهور الطائفة والجراكسة بمصر) (¬12) وهذا أول ظهور الطائفة الجراكسة بمصر. ثم صاروا / 21 أ / بعد ذلك بقليل ملوكها. ولله الأمر. ¬

(¬1) الجوهر الثمين 2/ 195، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 40 ب، السلوك ج 2 ق 3/ 746. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 747. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 747. (¬4) في الأصل: «التقليد». (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 747. (¬6) في الأصل: «مثعينين». (¬7) الكلفتات: العمائم. (¬8) الصواب: «قليلو». (¬9) الصواب: «كثيرو». (¬10) في الأصل: «فانسو». (¬11) السلوك ج 2 ق 3/ 747. (¬12) العنوان عن هامش المخطوط.

موافقة نائب الشام

[موافقة نائب الشام] وفيه ورد كتاب نائب الشام برضاه بما وقع، والغضّ (¬1) من إياس نائب حلب (¬2). [شوال] [نيابة حلب] وفي شوّال استقرّ أرقطاي النائب في نيابة حلب، وكان هو قد طلب الاستعفاء من النيابة، وتكلّم مع الأمراء في ذلك فما أجابوا إلى ذلك حتى أظهر (¬3) نائب الشام بغضه إياس. فخلع على أرقطاي بها، وخلع على بيبغاروس واستقرّ في نيابة السلطنة، وجلس بيبغاروس في دست النيابة، وجلس أرقطاي فوقه بعد أن كان جالسا دونه (¬4). [مقدّميّة منجك] وفيه وصل منجك اليوسفي السلاح دار وهو المشهور بعد ذلك أخو بيبغاروس، فقرّر في المقدّمي الألوف والوزارة (¬5). [نقل موتى إلى القاهرة] وفيه وقع من النوادر الغريبة التي لم يعهد مثلها في الدولة التركية، وهي إحضار جماعة من الموتى إلى القاهرة فأقبروا (¬6) بها، فمنهم: الأشرف كجك، نقل إلى جامع سنقر فدفن به، وأخرج يوسف وشعبان ورمضان أولاد الناصر محمد بن قلاون، ودفنوا بمواضع أخر، وممّن نقل أيضا قوصون، وبشتاك، وملكتمر الحجازي، وقماري، وأرغون العلائي، في آخرين (¬7). [وفاة القوام الكرماني] [79]- وفيه مات القوام الكرمانيّ، مسعود بن محمد بن محمد بن سهل (¬8) الصوفي، الحنفي. ¬

(¬1) في الأصل: «البص». (¬2) البداية والنهاية 14/ 224، 225، السلوك ج 2 ق 3/ 747. (¬3) في الأصل: «امر. . .». (¬4) تاريخ ابن الوردي 2/ 347، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 40 ب، تذكرة النبيه 3/ 102، السلوك ج 2 ق 3/ 747، 748، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 520. (¬5) الجوهر الثمين 2/ 195، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 40 ب، السلوك ج 2 ق 3/ 748، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 520. (¬6) كذا. (¬7) السلوك ج 2 ق 3/ 748. (¬8) في الأصل: «سطل»، والتصحيح من: الوفيات لابن رافع 2/ 53، 54 رقم 496، وأعيان العصر، =

توفير المرتبات

وكان إماما، عالما، علاّمة، بارعا، عارفا، ماهرا في اللغة والأصول، كثير الفوائد. سمع على جماعة، وأخذ عنه جماعة من الأكابر. وله نظم. وكان فصيح العبارة، خيّرا ديّنا، صادق اللهجة، كثير النفع. ومولده سنة أربع وستين وستماية. [توفير المرتبات] وفيه وفّر كثير من الجوامك والمرتّبات قطعت عن آخرها، ووفّر من العليق أيضا. وقطع جماعة من الإسطبل السلطاني، وجماعة أخر من غيره. وأبطلت العمائر من بيت السلطان، وقام منجك في ذلك أشدّ قيام (¬1). [تقدمة أرغون] وفيه قرّر أرغون الكاملي في تقدمة ألف (¬2). [القبض على نائب حلب] وفيه قدم سيف إياس نائب حلب وقد قبض عليه وحمل إلى الإسكندرية (¬3). [ذو القعدة] [تحديد مرتّب السلطان] وفي ذي قعدة اتفق الأمراء على أن يرتّبوا للسلطان نفقة تحمل إليه في كل يوم لا يزاد عليها، وهي مائة دينار، فكان خادمه يحضر في كل يوم ويورده إليه، فيحمل إليه ليصرفها (¬4). [توافق الأمراء في الحكم] وكان الأمراء قد تحالفوا على أن لا يدخل بينهم غريب، والأمور والأحوال (¬5) راجعة إلى شيخو، ويراقبه ناظر الخاص العلم بن زنبور ولا يتصرّف إلاّ بأمره، وأن يكون الكلام / 21 ب / والتحدّث في المملكة لبيبغاروس، ويخرج الإقطاعات والإمريات بمصر ¬

= ورقة 17 أ، والجواهر المضيّة 2/ 167، والسلوك ج 2 ق 3/ 755، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 537، والدرر الكامنة 4/ 351 رقم 955، والنجوم الزاهرة 10/ 183، 184، وبغية الوعاة 2/ 286، وكشف الظنون 2/ 1516، 1749، وشذرات الذهب 6/ 157، 158، وهدية العارفين 2/ 429، والأعلام 8/ 15، ومعجم المؤلفين 12/ 230. (¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 748، 749. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 749. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 749، تذكرة النبيه 3/ 102. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 750. (¬5) في الأصل: «الأحول».

القبض على مماليك جراكسة

والشام، وإليه رجوع أمر نواب الشام أيضا، وأن يجمعوا للمشورة بين يدي السلطان فيما يتجدّد، وأن لا يدعوا السلطان يتصرّف في المال ولا يتكلّم على أحد، ولا يمكّن من شيء يطلبه. ومشت الأمور على ذلك (¬1). [القبض على مماليك جراكسة] وفيه تراسل المماليك الجراكسة والأمير حسين بن محمد بن قلاون ليقيموه سلطانا، ففطن بهم، وقبض على أربعين نفرا منهم، وأخرجوا إلى البلاد الشامية متفرّقين (¬2). ثم قبض على ستة منهم وضربوا ضربا مبرحا، وسجنوا بخزانة شمايل (¬3). [وفاة الحافظ الذهبي] [80]- وفيه في ثالثه مات حافظ الإسلام الشمس الذهبيّ (¬4) محمد بن أحمد بن ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 751. (¬2) في الأصل: «متصرفين». (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 751. (¬4) انظر عن (الحافظ الذهبي) في: المختصر في أخبار البشر 4/ 150، وذيل العبر 267، 268، والوفيات لابن رافع 2/ 55، 56 رقم 498، وتاريخ ابن الوردي 2/ 349، وفوات الوفيات 3/ 315 - 317 رقم 436، وعقود الجمان للزركشي، ورقة 270 أ، ب، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 216 - 226، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 558، 559 رقم 514، ونكت الهميان 241 - 244، والوافي بالوفيات 2/ 163 - 168 رقم 523، والبداية والنهاية 14/ 225، وذيل تذكرة الحفاظ 34، وذيل التقييد 1/ 53، 54 رقم 39، والرد الوافر 31 - 36 رقم 4، وغاية النهاية 2/ 70، 71 رقم 2751، والسلوك ج 2 ق 3/ 754، والمقفى الكبير 5/ 228 رقم 1775، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 530 - 536، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 208، 209، رقم 615، وتذكرة النبيه 3/ 106، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 357، والدرر الكامنة 3/ 336 - 338 رقم 894، والإعلان بالتوبيخ 150، 196، 306، 307، والدليل الشافي 2/ 591، والنجوم الزاهرة 10/ 182، 183، ومعجم طبقات الحفاظ 149 رقم 144، وذيل طبقات الحفاظ 347، والتاج المكلل 411، والبدر الطالع 2/ 110 - 112 رقم 401، والقلائد الجوهرية 2/ 328، 329، والمنهل الصافي 6 / ورقة 643 ب - 645 أ، وطبقات الشافعية للحسيني 232، 233، وذيل وفيات الأعيان 2/ 256، ومفتاح السعادة 1/ 261 و 2/ 358، 359، والدارس 1/ 78، وشذرات الذهب 6/ 153، وتاريخ الخلفاء 500، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 500 (وفيه وفاته سنة 544 هـ‍.) وهذا وهم، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 90، وتاريخ ابن سباط 2/ 689، 690، وزيارات الشام لابن الحوراني 66، وكشف الظنون 1/ 29، 117، 127، 293، 351، 385، 422، 762، 933، 995 و 2/ 1007، 1015، 1097، 1105، 1123، 1130، 1175، 1368، 1438، 1468، 1469، 1494، 1510، 1511، 1593، 1617، 1625، 1670، 1691، 1736، 1737، 1750، 1794، 1886، 1917، وفيه اختلفت سنة وفاته بين 746 و 743 و 748 هـ‍، وإيضاح المكنون 1/ 224، 289، 340، 462 و 2/ 596، 673، وهدية العارفين 2/ 155، 156، والرسالة المستطرفة 21، 82، 118، 121، 138، 140، 145، 146، 198، 204، 205، 208، 210، 211، والأعلام 6/ 222، 223، وديوان الإسلام 2/ 309 - 314 رقم 970، وتاريخ الأدب العربي 2/ 46، وذيله 2/ 45، ومعجم المؤلفين 8/ 289، وطبقات =

تعظيم نائب الشام

عثمان (¬1) بن قايماز الدمشقيّ، الشافعيّ. وكان إماما، محدّثا، حافظا (¬2)، علاّمة زمانه في فنون الحديث، والتاريخ وغير ذلك. وله التصانيف الكثيرة المشهورة، والسماعات، وهو مصنّف «دول الإسلام» الذي ذيّلنا تاريخنا في ديباجة تاريخنا هذا. ومولده سنة ثلاث وسبعين وستماية. [تعظيم نائب الشام] وفيه كتب لنائب الشام أن يقرّر في نيابته من غير مشاورة تعظيما لشأنه (¬3). [ذو الحجّة] [عودة التجريدة على العربان] وفي ذي حجّة قدم الأمراء الذين كانوا تجرّدوا إلى الوجه القبليّ قبل ذلك، وقد فعلوا بها أفعالا عجيبة، وسفكوا الدماء، ونهبوا الأموال. وكانوا خرجوا بسبب فساد العربان بتلك النواحي، ففرّ المفسد، ووقع الأمر في جانب من استضعف من الرعيّة وأصحاب الزروع (¬4). [وفاة العماد الطرسوسي] [81]- وفيه مات قاضي قضاة دمشق العماد الطّرسوسيّ (¬5) علي بن أحمد بن ¬

= الحفاظ 521، وكنوز الأجداد 370، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 198 - 201، وفهرس الفهارس 2/ 21 و 45، 46، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 427 - 431 رقم 799، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 2/ 362 - 375، والمستدرك على المعجم (صنعتنا)، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري (تأليفنا) 2/ 467، 468، وآثار طرابلس الإسلامية (تأليفنا) 247 - 249، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 3/ 230 - 233 رقم 941، ووجيز الكلام 1/ 31 رقم 46. (¬1) في الأصل: «عمر». وهو غلط. (¬2) في الأصل: «حافظ». (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 752. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 752. (¬5) نظر عن (العماد الطرسوسي) في: ذيل العبر 269، وعيون التواريخ، ورقة 89 أ، وأعيان العصر، ورقة 162 أ - 164 أ، وذيل تذكرة الحفاظ 38، والوفيات لابن رافع 2/ 58، 59 رقم 502، والجواهر المضيّة 1/ 349، 350، وتذكرة النبيه 3/ 108، 109، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 358، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 524، 525، والسلوك ج 2 ق 3/ 754، والدرر الكامنة 3/ 86، 87، رقم 2663، والنجوم الزاهرة 10/ 181، وقضاة دمشق 196 - 198، والدارس 1/ 576، 597 و 621 - 623، ووجيز الكلام 1/ 32 رقم 49.

وفاة ابن أرتنا

عبد الواحد بن عبد المنعم (¬1) بن عبد الصمد الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، عارفا بمذهب أبي حنيفة رضي الله عنه، حسن الهيئة والشكالة، خيّرا، ديّنا، بشوشا. باشر قضاء دمشق مدّة، ثم تركه لولده، وانقطع مشتغلا بشأنه، (مقبلا) (¬2) على الله تعالى. سمع على جماعة، ودرّس بعده ولده بدمشق. ومولده سنة تسع وستين وستماية. [وفاة ابن أرتنا] [82]- وفيها - أعني هذه السنة - مات الشيخ حسن (¬3) ابن النّوين أرتنا (¬4) بن حسن ملك الروم. وكان جميلا إلى الغاية، حسن اليد والملتقا (¬5)، مشهورا بالحسن البارع. [الحرّ والريح] وفيها حدث حرّ شديد جدّا عدّة أيام، ثم ثارت ريح صفراء نسبة لون الزعفران، وحملت غبرة بهذا اللون من جهة برقا (¬6). ولولا أن منّ الله تعالى بالمطر لهلك الزرع عن آخره، / 22 أ / على أنه لصق التراب بالزرع، وحدث به هيف كان سببا للغلاء، ومع ذلك فكان اللطف في ذلك لأنه كاد أن يستأصل الزرع هلاكا (¬7). [استحداث قضاء المالكية والحنبلية بحلب] وفيها استجدّ بمدينة حلب قاضيان مالكي وحنبلي. وقرّر في قضاء المالكية الشهاب أحمد بن ياسين الرباحي (¬8). وولي القضاء الحنبلية الشرف (¬9) موسى بن فيّاض، وهما ¬

(¬1) في الأصل: «عبد السلام»، والتصحيح من المصادر. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) في الأصل: «حسين»، والتصحيح من: تاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 521، والوافي بالوفيات 11/ 398، والسلوك ج 2 ق 3/ 757، والدرر الكامنة 2/ 95، والدليل الشافي 1/ 260، والمنهل الصافي 5/ 67، 68 رقم 890، ووجيز الكلام 1/ 33 رقم 52. (¬4) في المنهل: «أرثنا» بالثاء المعجمة بثلاث، وفتحها. وفي تاريخ ابن قاضي شهبة بالتاء المثنّاة، وسكونها. (¬5) الصواب: «الملتقى». (¬6) هكذا، وهي برقة، في الجماهيرية الليبية. (¬7) السلوك ج 2 ق 3/ 752، 753. (¬8) في الأصل: «الرياحي»، والمثبت عن الدرر الكامنة 1/ 327. (¬9) في الأصل: «الشريف» وهو غلط.

توقف زيادة النيل

أول من ولّي بها في (هاتين الوظيفتين) (¬1)، وكمل القضاة بها أربع (¬2). [توقّف زيادة النيل] وفيها توقّفت زيادة النيل في أول أيام زيادته، وارتفع سعر الغلال بواسطة ذلك. ثم (زاد) (¬3) حتى حصل الوفاء في تاسع عشرين مسرى، ورابع جماد الأول، وانتهت إلى ستة عشر ذراعا واثنين وعشرين إصبعا (¬4). [الغلاء بمصر والشام] وفيها كان الغلاء بأرض مصر والشام، ثم انحطّ السعر بعد ذلك. وفيها كانت المخاوف والفتن بكثير من البلاد والنواحي (¬5). ¬

(¬1) في الأصل: «ومن الوطنين». (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 753. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 753. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 753، وتاريخ ابن الوردي 2/ 343.

سنة تسع وأربعين وسبعماية

سنة تسع وأربعين وسبعماية [محرّم] [مقتل والي قوص] [83]- في محرّم ورد الخبر بقتل إسماعيل الوافدي (¬1) والي قوص. وكان جمع جنسا من الوافدية وغيرهم، وسار لأخذ بعض بلاد السودان، فحاربوه ومن معه بأسرهم، واستولوا على أموالهم بأسرها (¬2). [وفاة والي القاهرة] [84]- وفيه مات أسندمر القلنجي (¬3) والي القاهرة، وولي بعده العلاء بن الكورانيّ (¬4). [القبض على الكسيح] وفيه قبض على الشيخ علي الكسيح نديم المظفّر وعوقب حتى هلك. وله حكايات وأشياء مشهورة (¬5). [رجم المحتسب] [و] رجمت العامّة من الأوباش المحتسب. [الوحشة بين شيخو وبيبغاروس] وفيه توحّش ما بين شيخو (¬6) وبيبغاروس النائب. وكان السبب في ذلك أنّ ¬

(¬1) في الأصل: «الدافوي». (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 757. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 757، وفيه «القلنجقي»، الدرر الكامنة 1/ 387 رقم 586، وفيه «القليجي»، ومثله في وجيز الكلام 1/ 42 رقم 69. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 757، 758. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 758. (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 758، 759 ويرد «شيخو» و «شيخوا».

الحرب بين ابن فضل وابن مهنا

السلطان بعث يطلب من شيخو ثلاثمائة درهم، فلم يعطه شيئا، فردّ قاصده بعنف، فبعث يطلب ذلك من النائب، فبعث إليه ثلاثة آلاف. وبلغ شيخو ذلك فنفر وتشوّش، وقال: «أنا ما كنت قادر على أن أبعث أضعاف ذلك، لكن حفظت العهود التي اتفقنا عليها أنّنا لا نمكّن السلطان من مال في غير ضرورة، وهو يعطيه حتى تبيضّ عنده وجهه، ويسودّ وجهي». ثم إنه وقع الرضى والصلح بينهما بسعاية منجك الوزير والتّلطّف بشيخو (¬1). [الحرب بين ابن فضل وابن مهنّا] وفيه وصل الخبر بأنه كانت بين سيف بن فضل وعمر بن موسى بن مهنّا حرب أسر فيها سيف، وقتل أخوه وجماعة من أصحابه (¬2). [بيع الإقطاعات] / 22 ب / وفيه فتح الوزير منجك بيع الإقطاعات بالمال، ففحش الأمر في ذلك حتى استولى كثير من العوامّ على عدّة أقاطيع (¬3). [الفناء العظيم بقبرس] وفيه وصل الخبر بوقوع فناء عظيم بجزيرة قبرس هلك فيه من الخلق ما لا يحصى، وهلك في شهر واحد ثلاثة من ملوكهم (¬4). [القبض على السحرتي] وفيه قبض على عنبر السّحرتي مقدّم المماليك وأخرج إلى القدس (¬5). [وفاة الشهاب ابن جنكلي] [85]- وفيه مات الشهاب أحمد بن جنكلي (¬6) بن البابا. ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 759. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 759. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 759. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 759، وفيه ورد: «مات ثلاثة ملوك في شهر واحد. .»، وعلّق محقّق الكتاب المرحوم محمد مصطفى زيادة، بالحاشية (3 و 4) فقال: «ولم يستطع الناشر أن يجد لهذه الفقرة مادّة توضيحية من المراجع المتداولة. .». ويقول خادم العلم وطالبه، محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري»: لقد أوضح المؤلّف - رحمه الله - هذه الفقرة دون أدنى غموض. وانظر البداية والنهاية 14/ 225. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 760. (¬6) انظر عن (ابن جنكلي) في: السلوك ج 2 ق 3/ 792.

صفر

[صفر] [وفاة الكمال الإدفوي] [86]-[وفي] صفر صاحب «الطالع السعيد في تاريخ الصعيد» (¬1) الكمال الإدفويّ (¬2)، جعفر بن ثعلب (¬3) بن جعفر بن علي الشافعيّ، عن ثمان وستين سنة. وكان أديبا، فاضلا، عالما، بارعا، وله شعر جيّد. [وفاة البرهان ابن عثمان] [87]- ومات بعده البرهان إبراهيم بن محمد بن عثمان (¬4). [ربيع الأول] [صرف منجك عن الوزارة] وفي ربيع الأول صرف منجك عن الوزارة، واستعفى بيبغاروس من النيابة، فلم يعف. وبقي منجك على ما بيده من الأستادارية، وأضيف له شادّية عمل الجسر في النيل، وقرّر في الوزارة أسندمر العمري المعروف برسلان بصل، وحلّت (¬5) عليه زيادة هذا الشهر (¬6). [نيابة صفد] وفيه أخرج أحمد شاد الشراب خاناه على نيابة صفد. وكان قد بلغ النائب عنه بأنه في قصد الركوب وإثارة فتنة هو وألجيبغا (¬7) وطنيرق، فطلب النائب الإعفاء، فما أعفي وأخرج وأقهر كما ذكرناه (¬8). ¬

(¬1) اسمه على الصحيح «الطالع السعيد الجامع أسماء نجباء الصعيد». (¬2) انظر عن (الإدفوي) في: طبقات الشافعية للإسنوي 2/ 62، وتذكرة النبيه 3/ 121، 122، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 368، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 172 - 174 رقم 589، والنجوم الزاهرة 10/ 237، والبدر الطالع 1/ 182، والسلوك ج 2 ق 3/ 793، وحسن المحاضرة 1/ 255، وطبقات الشافعية الكبرى 6/ 86، والدرر الكامنة 1/ 535 - 537 رقم 1452، والوافي بالوفيات 11/ 99، 100 رقم 162، وذيل تذكرة الحفاظ 119، وشذرات الذهب 6/ 153، والأعلام 2/ 116، ومعجم المؤلفين 3/ 136، وكشف الظنون 167، 230، 1091، وفهرست الخديوية 5/ 77، وتاريخ الأدب العربي 2/ 31، وذيله 2/ 27، وديوان الإسلام 1/ 94 رقم 114، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 1/ 42، 43، وهو توفي سنة 748 هـ‍، ووجيز الكلام 1/ 31، 32 رقم 48. (¬3) في أغلب المصادر «تغلب»، وبعضها كما هنا «ثعلب». (¬4) هو الخليلي، الإمام، الفقيه، المحدّث. مات في صفر سنة 748 هـ‍. (الدرر الكامنة 1/ 63 رقم 168). (¬5) في الأصل: «حله». (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 760. (¬7) في الأصل: «الجبغا». (¬8) السلوك ج 2 ق 3/ 761.

الدعاء بالاستسقاء

[الدعاء بالاستسقاء] وفيه اجتمع القضاة الأربع (¬1)، وجماعة من الفقهاء والمشايخ والأمراء وغيرهم بالجامع الحاكمي (¬2)، وقرأوا فيه القرآن العظيم ودعوا وتفرّقوا، ثم اجتمعوا ثانيا في عصر ذلك النهار ودعوا للاستسقاء، فأغاث الله تعالى الناس بمطر غزير (¬3). ولله الحمد على ذلك. [تخوّف النائب من الفتنة] وفيه كادت أن تثور فتنة، وأشيع ذلك حتى امتنع النائب من الركوب في الموكب وقال: إنّي تركت النيابة لأنه قد بلغني أنّ الأمراء المظفّرية قصدهم إثارة الفتنة، واتفقوا على القبض على ألجيبغا وطنيرق، فأنكرا ذلك، فخافهما أرغون الكاملي، وأنه واعدهم على الركوب والقبض على النائب منجك، فاعتذر ألجيبغا بعذر غير مقبول، ففهم ذلك وما رمي به. فخلع عليه بنيابة طرابلس، وعلى طنيرق بإمرة في دمشق، وأخرجا من يومهما، ثم شفع / 43 أ / في طنيرق، وتوجّه ألجيبغا (¬4). [ربيع الآخر] [إنشاء جسر الجيزة] وفي ربيع الآخر كان العمل في الجسر من الجيزة إلى المقياس، ومن الروضة إلى جزيرة أروى. وكانا جسرين عظيمين، أحدهما طوله مايتي (¬5) قصبة في عرض ثمان قصبات، وارتفاعه في أربع قصاب (¬6)، والآخر طوله ماية قصبة وثلثي (¬7) قصبة. وردم فيه من مراكب الحجر اثني عشر ألف مركب، سوى التراب والطين، ونفق عليهما من المال ما لا يدخل تحت حصر. وجبى فيه منجك من الأموال التي فرضها على الناس ما لا يعبّر عنه، وشرح ذلك يطول، وهي مشهورة في عدّة من التواريخ. [عودة منجك للوزارة] وكان منجك قد أعيد إلى الوزارة في هذا الشهر (¬8). [وفاة الزين البلفيائي] [88]- وفيه مات الزين البلفيائي (¬9) عمر بن محمد بن عبد الحكم بن عبد الرزّاق بن جعفر الشافعيّ. ¬

(¬1) الصواب: «الأربعة». (¬2) في الأصل: «الحاكي». (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 761. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 761. (¬5) الصواب: «مائتا». (¬6) الصواب: «قصبات». (¬7) الصواب: «وثلثا». (¬8) السلوك ج 2 ق 3/ 766. (¬9) انظر عن (البلفيائي) في: تاريخ ابن الوردي 2/ 352، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 103، وطبقات =

تفريق الأمراء المظفرية

وكان عالما، فاضلا، بارعا، سمع على جماعة، منهم: الأبرقوهي، والدمياطي. وصنّف وألّف. وتولّى هذا حلب، وناب في الحكم بالقاهرة، ولعلّه ولي قضاء صفد أيضا. ومولده سنة أحد (¬1) وسبعين وستماية. [تفريق الأمراء المظفّرية] وفيه أخرج جماعة من الأمراء المظفّرية، وفرّقوا في البلاد الشامية (¬2). [وفاة نائب الكرك] [89]- وفيه مات تمر بغا (¬3) العقيليّ نائب الكرك. وكان إنسانا حسنا، أدوبا، حشما، عارفا، مشكور السيرة. وقرّر عوضه في نيابة الكرك جركتمر. [عمارة عين جوبان] وفيه قدم قاصد من عند أولاد جوبان ملك التتار والممالك المغليّة بمال لعمارة عين جوبان والدهم، وإجراء الماء إليها، وكان قد انقطع، وبلغهم ذلك، وكانوا تألّموا بسبب ذلك، فما وافق الأمراء المصريون على إعادتها بمالهم، وعيّن بعض الأمراء للخروج إلى عمارتها، وأن ينفق عليها قاضي القضاة العزّ بن جماعة من مال الحرمين، فاهتمّ العزّ للسفر إلى الحجّ حتى خرج. ثم أصلحت العين حتى جرى الماء فيها لكن بقلّة، ونفقت الناس مع ذلك لغلوّ الأسعار بمكة المشرّفة (¬4). [الخازندارية] وفيه استقرّ في الخازندارية (¬5) أيتمش الناصري الحاجب. ¬

= الشافعية الكبرى 6/ 243 (10/ 372 رقم 1401)، وتذكرة النبيه 3/ 127، 128، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 360، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 196، 197 رقم 606، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 615 - 617، وحسن المحاضرة 1/ 241، والدرر الكامنة 3/ 263 رقم 3067، والسلوك ج 2 ق 3/ 796، وديوان الإسلام 1/ 316 رقم 496، ومعجم المؤلفين 7/ 312. (¬1) الصواب: «إحدى». (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 796. (¬3) انظر عن (تمربغا) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 576، والسلوك ج 2 ق 3/ 793، والدرر الكامنة 1/ 518 رقم 1416، ووجيز الكلام 1/ 43 رقم 73. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 766. (¬5) في السلوك ج 2 ق 3/ 766 استقرّ أمير جندار. وفي الدرر الكامنة 1/ 424 رقم 1113 «أيتمش الجمدار».

هدية نائب الشام

[هدية نائب الشام] وفيه وصلت هدية أرغون شاه نائب الشام / 23 ب / وكانت زيادة عمّا جرت به عوائد نواب الشام، ولم يدع أحدا من الأمراء المقدّمين ولا من أرباب الوظائف ولا من غلمان السلطان ممّن له وظيفة حتى الفرّاشين والطبّاخين إلاّ وبعث إليهم بالهدية، فخلع على مملوكه بتجهيز ذلك عدّة خلع، وزيد في إقطاعه، ورسم له بالانفراد بنيابة الشام، وهو أحبّ إمرة إليه بالولاية والعزل على وفر اختياره (¬1). [مشيخة خانقاه سرياقوس] وفيه قرّر الصدر الكازاتي، الحنفيّ في مشيخة الشيوخ بخانقاه سرياقوس عوضا عن الركن الملطيّ المتوجّه إلى بلاد الهند (¬2). [جماد الأول] [ركوب السلطان] وفي جماد الأول ركب السلطان إلى الميدان على العامة، وكان له يوما مشهودا (¬3). [وفاة وزير التتار] [90]- وفيه مات خليفة (¬4) بن علي شاه ناصر الدين، وزير التتار بدمشق. وكان قدم من بلاده إلى الشام فقرّر في جملة الطبلخانات، وكان قدم مع وزير بغداد نجم الدين محمود في أيام نيابة تنكز على دمشق، فأعجب تنكز شكله وحسنه، فقال (¬5) السلطان أن يكون عنده بالشام، فأجابه الناصر إلى ذلك، واختصّ بتنكز ولازمه وتقرّب منه. ثم لما قبض على تنكز صار ينقص (إقطاعه) (¬6) حتى قرّره يلبغا في (. . . . .) (¬7)، ثم نقله أرغون شاه إلى صفد فتمرّض بها، فحمل إلى دمشق للتداوي، فكانت منيّته بها. [وفاة كوكاي المنصوري] [91]- وفيه مات كوكاي المنصوري (¬8) السّلحدار صهر تنكز نائب الشام، ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 767. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 768. (¬3) الصواب: «يوم مشهود». (¬4) انظر عن (خليفة) في: السلوك ج 2 ق 3/ 794، والمقفى الكبير 3/ 767 رقم 1376، والوافي بالوفيات 13/ 383 رقم 486، والدرر الكامنة 2/ 94 رقم 1674. (¬5) كذا. والصواب: «فسأل». (¬6) في الأصل: «الداس‍». (¬7) في الأصل: كلمتان غير واضحتين، رسمتا: «ساريه علمديه». (¬8) انظر عن (كوكاي المنصوري) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 625، والسلوك ج 2 ق 3/ 796، والدرر الكامنة 3/ 270 رقم 700، والوافي بالوفيات 24/ 376 رقم 429.

سقوط الدور ببولاق

وكان متموّلا جدّا، بلغت تركته زيادة على أربعمائة ألف دينار. [سقوط الدور ببولاق] وفيه سقطت الكثير من الدّور ببولاق بواسطة الجسر الذي عمل، فإنه لما زاد النيل هجم الماء على بولاق لقوّة الماء هناك، وتلف بواسطة ذلك أموالا (¬1) للناس نهبت لما سقطت تلك الأبنية من دور ورباع، وغير ذلك (¬2). [جماد الآخر] [تسلّط السّرّاق بسرياقوس] وفي جماد الآخر خرج السلطان إلى ناحية سرياقوس وأقام بها أياما (¬3)، وحصل على الناس أنكاد بسبب تسلّط السّرّاق عليهم، فقام الوزير منجك في ذلك، ووكّل عرب بني صبره بالسّرّاق حتى ظفر منهم بجماعة فسمّرهم وشهّرهم ووسّطهم، وأنعم على بني صبره بعدّة أقاطيع، وندبهم إلى الركوب في الليالي، وحمّلهم درك تلك النواحي (¬4). [وفاة النور الأردبيلي] [92]- وفيه مات النور الأردبيلي (¬5) / 24 أ / فرج بن محمد بن أحمد بن أبي الفرج الشافعيّ، شارح «منهاج» البيضاوي. وكان عالما، فاضلا، بارعا، ماهرا، منجمعا عن الناس، خيّرا، ديّنا، عالي الهمّة، وله عدّة تصانيف. علّق على «المنهاج» إلى البياعات ستّ مجلّدات. [رجب] [الحرب بين أولاد دمرداش والشيخ حسن] وفي رجب ورد الخبر بأنه كانت بين أولاد دمرداش والشيخ حسن حرب ¬

(¬1) الصواب: «أموال». (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 769، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 522. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 770. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 768. (¬5) انظر عن (النور الأردبيلي) في: ذيل العبر 276، وطبقات الشافعية الكبرى 6/ 246 (10/ 380 رقم 1405)، والوفيات لابن رافع 2/ 81، 82 رقم 539، وعيون التواريخ، ورقة 100 ب، وأعيان العصر، ورقة 19 أ، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 175، 176، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 622، 623، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 198، 199 رقم 608، وتذكرة النبيه 3/ 124، ودرّة الإسلاك 1 / ورقة 363، والسلوك ج 2 ق 3/ 797، والدرر الكامنة 3/ 312، 313، وذيل وفيات الأعيان 3/ 268، ولحظ الألحاظ 120، والدارس 1/ 230، 346، 462، وكشف الظنون 2/ 1874، 1879، وإيضاح المكنون 1/ 408، وهدية العارفين 1/ 816، ومعجم المؤلفين 8/ 58، وديوان الإسلام 1/ 98، 99 رقم 123، ووجيز الكلام 1/ 39 رقم 59.

التوظيف بالمال

انتصر فيها أولاد دمرداش وقتلوا الكثير من عسكر الشيخ حسن (¬1). [التوظيف بالمال] وفيه كثر سعي الناس في الوظائف وقرّر فيها عدّة من الأوباش والأطراف. وقصد باب الوزير منجك لذلك بالمال، ولم يرد أحد، فكثر طعن الأمراء فيه بسبب ذلك (¬2). [وفاة ابن مهنّا] [93]- وفيه قدم أحمد بن مهنّا (¬3) إلى القاهرة فخلع عليه وقرّر في إمرة العرب، وخرج عائدا إلى بلاده وهو مريض، ومات بسلمية عن نيّف وخمسين سنة. وكان جوادا، كريما، خيّرا حسن المعاملة، يفي بالعهود، عاقلا، ساكنا، ليس في بني مهنّا مثله في العقل والسكون. وكان إذا مرض لا يتداوى، وإذا خاف السلطان لا يفرّ. وولي الأمر غير ما مرّة هذه آخرها. وأول من نوّه به من بينهم عمرو بن بلى في أيام الملك العادل. وديارهم من حمص إلى قلعة جعبر إلى الرحبة آخره على سقي الفرات وأطراف العراق، وهي بلاد واسعة مشهورة، وعانة، والحديثة منها. ولهم مياه كثيرة ومناهل. وهم ملوك العرب وأكابرها. [خروج الحاج الرجبي] وفيه سار ركب الحاجّ الرجبيّ على العادة وحملوا المال معهم لعمارة عين جوبان (¬4). وسافر قاضي القضاة العزّ بن جماعة. [سقوط الدور على شاطيء النيل] وفيه كثر سقوط الدّور التي على شاطيء النيل لما تقدّم ذكره من اندفاع الماء على بولاق بواسطة عمل الجسر الماضي ذكره (¬5). ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 768. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 769. (¬3) انظر عن (ابن مهنّا) في: تاريخ ابن الوردي 2/ 352، وتذكرة النبيه 3/ 129، 130، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 360، والوافي بالوفيات 8/ 197 رقم 3629، والسلوك ج 2 ق 3/ 768، 792، والمنهل الصافي 2/ 225 رقم 317، والدليل الشافي 1/ 90 رقم 319، والدرر الكامنة 1/ 342 رقم 807، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 569. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 768، وجيز الكلام 1/ 36. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 769.

ظهور الوباء بمصر

[ظهور الوباء بمصر] وفيه ترافعت الأخبار بوقوع الوباء في عامّة أرض مصر ونواحيها، وارتفع السعر وفشت الأمراض بالقاهرة، وخرج السلطان والأمراء إلى سرياقوس، ثم ظهر الوباء وتزايد بعد ذلك حتى كان الوباء العظيم الذي أخرب به النيل بعد ذلك (¬1). [شعبان] [تزايد الوباء بالقاهرة] وفي شعبان كان تزايده وفساده بالقاهرة، وكان عدد من يموت في أوائله مائتي إنسان، ثم عمّ وطمّ (¬2). (غريبة) (¬3) وفيه وصل محضر من مدينة حلب ثابت (¬4) / 24 ب / على قاضيها بكائنة غريبة نادرة اتفقت بنواحي تبريز، وهي أنّ عددا كبيرا من الأفاعي ذات خلقة هائلة في طولها وضخامتها اجتمعت وثارت ببعضها البعض بعد أن افترقت فرقتين، واقتتلت يوما كاملا إلى الليل، فافترقوا ثم عادوا (¬5) في ثانية وثالثة، كذلك إلى اليوم الرابع، فقويت إحداهما على الأخرى وقتلت منها مقتلة عظيمة، وانهزم (¬6) باقيها فلم تدع في هزيمتها شجرا إلاّ اقتلعته، ولا حجرا إلاّ قصمته، ولا حيوانا إلاّ أهلكته، وكان أمرا مهولا ومنظرا شنيعا جدّا، شهد به جماعة ممن حضروه وشاهدوه (¬7). [رمضان] [صوم السلطان بسرياقوس] وفي رمضان وقع الاتفاق على أن السلطان يصوم بسرياقوس لكثرة الوباء وفشاؤه (¬8) بالقاهرة (¬9). [وفاة العلاء القونوي] [94]- وفيه مات بدمشق العلاّمة العلاء القونوي (¬10)، علي بن محمود بن ¬

(¬1) ذيل العبر 270، الجوهر الثمين 2/ 195، 196، تذكرة النبيه 3/ 110، درّة الأسلاك 1 / ورقة 358، السلوك ج 2 ق 3/ 770، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 523، وتاريخ الخلفاء 500. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 770. (¬3) العنوان عن هامش المخطوط. (¬4) تكرّرت في آخر الصفحة وأول التي تليها. (¬5) الصواب: «فافترقتا ثم عادتا». (¬6) في الأصل: «انهدم». (¬7) السلوك ج 2 ق 3/ 770. (¬8) الصواب: «وفشائه». (¬9) السلوك ج 2 ق 3/ 770 (¬10) انظر عن (القونوي) في: ذيل العبر 275، وتذكرة النبيه 3/ 116، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 366، =

ازدياد الوباء

حميد (¬1) الروميّ، الحنفيّ، شيخ الشيوخ بدمشق. وكان من العلم والفضل ومعرفة سائر الفنون، ومعرفة مذهب غيره أيضا. ومن الدين والخير بالمحلّ السامي المشهور. وله تصانيف مشهورة. سمع الحجّار، والجزريّ، وغيرهما، وطاف على الشيوخ، وأقرأ «الحاوي» في مذهب الشافعية، ولما ولي مشيخة الشيوخ بالسّميساطيّة أبطل ما كان يأخذه الشريف المالكيّ من الخواصّ في كل يوم. [ازدياد الوباء] وفيه زاد الوباء بالقاهرة وفزع الناس منه، وأخذ في البداية حتى كان فيه ما سنذكره. [وفاة الوليّ المنوفي] [95]- وفيه مات الوليّ الصالح، الكبير، الشهيد، سيّدي عبد الله المنوفي (¬2)، المغربيّ الأصل، المالكيّ، صاحب الكرامات. وكان له مشهدا حافلا (¬3). ودفن بالصحراء. وقبره يزار سيما في عصرنا هذا. وقد ترجمه تلميذه الشيخ خليل بن الجندي المالكيّ ترجمة جيّدة في مجلّدة، وذكر علمه وفضله في العربية، والفقه، والأصول، والتصوّف، والتفسير، وغير ذلك، وذكر عبادته، وزهادته، وديانته وخيره، وصلاحه، وأخلاقه المرضيّة، وأوصافه الجميلة / 25 أ / وكراماته، وأشياء أخر كثيرة. وقد (¬4) أجاد فيها. وذكر أنّ مولده ببلاده سنة 676. ومنه نالت الشيخ خليل البركة حتى وصل إلى ما وصل إليه من العلم والفضل. [القبض على ابن مهنّا] وفيه وصل فيّاض بن مهنّا بتقدمة جليلة فأخذت وقبض عليه وحمل إلى سجن الإسكندرية (¬5). ¬

= والسلوك ج 2 ق 3/ 795، والدرر الكامنة 3/ 200 رقم 2909، وذيل تذكرة الحفاظ 57، والنجوم الزاهرة 10/ 240، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 610، 611، والوفيات لابن رافع 2/ 98، 99 رقم 569، وعيون التواريخ، ورقة 101 أ، والوافي بالوفيات 22/ 188، 189 رقم 135، والدارس 1/ 571 و 2/ 158، والمعجم المختص 175، 176 رقم 213، ووجيز الكلام 1/ 40 رقم 60. (¬1) في الأصل: «حفيد». (¬2) انظر عن (المنوفي) في: السلوك ج 2 ق 3/ 795، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 528، ووجيز الكلام 1/ 40 رقم 62، والمواعظ والإعتبار 2/ 425، والنجوم الزاهرة 10/ 238. (¬3) الصواب: «مشهد حافل». (¬4) في الأصل: «وبعد». (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 770.

شوال

[شوال] [وفاة طشتمر طلليه] [96]- وفي شوال مات طشتمر طلليه (¬1)، وهو من مماليك الناصر محمد بن قلاون، وولي إمرة سلاح بعده. [وفاة زوجة الناصر] [97]- وفيه مات الخوند طغاي (¬2)، زوج الناصر محمد وأمّ ولده أنوك. وكانت بارعة الحسن والجمال، عفيفة، كريمة، وكانت أمة لبعضهم. وبلغ الناصر خبرها فبعث إلى تنكز نائب الشام يأمره بشرائها. وكان سيّدها مشغوفا بحبّها، فامتنع من بيعها، فلا زال تنكز به واجتهد في ذلك غاية الاجتهاد حتى شراها بنحو الخمسة آلاف دينار، وجهّزت للناصر فأحبّها، وحظيت عنده. ويقال إنّ سيّدها ندم على بيعها، وقدم إلى مصر، فوقف للناصر بسببها، وشكى إليه حاله، فأعطاه ألف دينار، وكتب له مسموحا بألفي دينار أخرى. وترضّى خاطره. ثم ولدت أنوك، فسرّ به الناصر، واستأذنته في الحجّ، فجهّزها جهازا حافلا، حتى قيل إنه لم يسمع قبلها بامرأة سلطان حجّت حجّها. وبسببها أبطل الناصر مكس القمح بمكة المشرّفة ولم تنكب قط، وبلغت عدّة معتقيها من الجواري ألف أمة، ومن الطواشية ثمانين. واستمرّ الناصر على محبّتها حتى مات. ولها تربة بالصحراء يقال لها تربة خوند. [وفاة الشمس الأصفهاني] [98]- وفيه مات العلاّمة الشمس الأصفهاني (¬3)، شيخ الخاتونية القوصونيّة ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 794، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 584، الدرر الكامنة 2/ 220 رقم 2021 وفيه «طلكيه». (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 794، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 523، وجيز الكلام 1/ 44 رقم 80. (¬3) انظر عن (الأصفهاني) في: ذيل العبر 271، وذيل تذكرة الحفاظ 123، ومرآة الجنان 4/ 331 - 422، وطبقات الشافعية الكبرى 6/ 247، والوفيات لابن قنفذ 350، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 650 - 652، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 224، 225 رقم 628، والبدر الطالع 2/ 298، 299، والسلوك ج 2 ق 3/ 797، وبغية الوعاة 2/ 388، ومفتاح السعادة 2/ 49، والفوائد البهية 198، وهدية العارفين 2/ 409، وتاريخ الأدب العربي 2/ 130، وذيله 2/ 137، ومعجم المؤلفين 12/ 173، وكشف الظنون 1921، وطبقات الشافعية للإسنوي، رقم 153، والأعلام 7/ 176، وشذرات الذهب 6/ 165، وديوان الإسلام 1/ 134، 135 رقم 188، والمعجم الشامل للتراث =

إحصاء الموتى داخل القاهرة

محمود بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن علي الهمدانيّ، الشافعيّ. وكان عالما، عاقلا، فاضلا، بارعا، ماهرا في الفنون مبرّزا فيها. قدم من بلاده حاجّا، ثم قطن بدمشق، ثم طلب إلى القاهرة على البريد، وعظم قدره بها، / 25 ب / وبنى (¬1) له قوصون الخانقاه المشهورة وقرّره في مشيختها. وله تصانيف عديدة منها: «شرح مختصر ابن الحاجب»، و «شرح الطوالع» و «الطالع»، و «بديع» ابن (¬2) الساعاتي، و «تجريد» النصير الطوسي، وله «تفسير نفسه»، وناظر «العبر» في المنطق، وغير ذلك من التصانيف المشهورة، وكان من الخير والديانة على جانب. ومولده سنة 674. [إحصاء الموتى داخل القاهرة] وفيه أحصي من مات في شعبان ورمضان بداخل القاهرة خاصّة، وكانوا تسعماية ألف (¬3). [وفاة الشمس الأكفاني] [99]- وفيه مات الشمس محمد الأكفاني (¬4)، الطبيب والحكيم المشهور، صاحب التصانيف المشهورة. [وفاة قاضي حلب] [100]- وفيه مات قاضي حلب، النور بن الصائغ (¬5) محمد بن محمد بن محمد بن عبد القادر بن عبد الخالق بن خليل بن مقلّد بن جابر الأنصاري. وكان عالما، فاضلا، سمع على أحمد بن محمد بن الفراش. ولي قضاء حلب وشكر في ولايته. ¬

= العربي المطبوع 1/ 81، وذيل طبقات الشافعية للمطري 164 - 167، ووجيز الكلام 1/ 38 رقم 57. (¬1) في الأصل: «وكى». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 787. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 797، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 523 (¬5) انظر عن (ابن الصائغ) في: ذيل العبر 272، وتاريخ ابن الوردي 2/ 353، وتذكرة النبيه 3/ 119، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 360، والوافي بالوفيات 1/ 332، والسلوك ج 2 ق 3/ 796، والدرر الكامنة 4/ 344 رقم 4459، والدارس 1/ 238، وشذرات الذهب 6/ 92، وإعلام النبلاء 4/ 588، والمختصر في أخبار البشر 4/ 154، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 645، والوفيات لابن رافع 4/ 106 رقم 583، ولحظ الألحاظ 122.

ذو القعدة

[ذو القعدة] [تناقص الوباء] وفيه - ذي القعدة - قلّ الوباء وتناقص، فصار يموت كبار الناس. [وفاة طغاي اللكاش] [101]- وفيه مات طغاي (¬1) اللكاش، ووصل خبر موته قتيلا بين عرب غرارة وبني هلال، وقتل كثير من جماعته وجنده. [مهاجمة العربان أسيوط] وثارت العربان، ونهبوا الغلال، وقطعوا الطرقات، وشنّوا الغارات، وهجموا على سيوط ونهبوها، وكانت فتنة كبيرة هناك (¬2). [وفاة الأصفهاني] وفيه مات العلاّمة، الفقيه (¬3)، الأصفهانيّ (¬4). [وفاة التاج القزويني] [102]- وفيه مات التاج القزويني (¬5)، عبد الرحيم بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الدمشقيّ، الشافعيّ، خطيب الجامع الأمويّ. ووالده هو الجلال القزويني قاضي القضاة. [103]- ومات معه أخوه الصدر عبد الكريم (¬6). وكانا عالمين فاضلين. [وفاة الشمس ابن عدلان] [104]- ومات أيضا الشمس ابن (¬7) عدلان (¬8) محمد بن أحمد بن عثمان بن ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 770 و 794 وفيه «طغيه». (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 770. (¬3) في الأصل: «العد». (¬4) هو محمود بن عبد الرحمن الذي تقدّمت ترجمته برقم (98). (¬5) انظر عن (التاج القزويني) في: ذيل العبر 272، 273، والبداية والنهاية 14/ 229، والسلوك ج 2 ق 3/ 795، والدرر الكامنة 2/ 361، 362 رقم 2407، والوافي 18/ 395 رقم 405. (¬6) في الأصل: «الصدر بن عبد السلام»، والمثبت عن: البداية والنهاية 14/ 229، والسلوك ج 2 ق 3/ 795، والدرر الكامنة 2/ 401 رقم 2490. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) انظر عن (ابن عدلان) في: ذيل العبر 270، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 214، والوافي بالوفيات 2 / =

وفاة ابن اللبان

إبراهيم بن عدلان بن محمود بن لاحق بن داود الكتّاني، الشافعيّ، عن ستّ وثمانين سنة. وكان عالما، فاضلا، مشهورا في مذهبه. [وفاة ابن اللبّان] [105]- والشمس ابن (¬1) اللبّان (¬2) محمد بن أحمد بن عبد المؤمن الإسعردي (¬3). [وفاة الشمس الكتّاني] [106]- والشمس محمد بن الكتّاني (¬4)، الشافعيّ. [وفاة الشمس الطبيب] [107]- والطبيب المشهور، الشمس، محمد بن محمد بن عبد الله بن صغير (¬5). وكان فاضلا، عارفا بالطبّ، وله شعر حسن. ¬

= 168، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 630، 631، وطبقات الشافعية، له 3/ 206 - 208 رقم 614، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 108، والسلوك ج 2 ق 3/ 796، والمقفى الكبير 5/ 219 رقم 1771، والدرر الكامنة 3/ 333، 334 رقم 891، وحسن المحاضرة 1/ 241، ومرآة الجنان 4/ 330، 331، وشذرات الذهب 6/ 164، وذيل طبقات الفقهاء الشافعية للمطري 118، وكشف الظنون 931، ومعجم المؤلفين 8/ 288، ووجيز الكلام 1/ 37، 38 رقم 55، وتاريخ الخلفاء 500. (¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (ابن اللبان) في: ذيل العبر 271، ومرآة الجنان 4/ 333، 334، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 213، 214، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 194 رقم 1012، والوافي بالوفيات 2/ 268، والوفيات لابن رافع 2/ 103، 104 رقم 580، وتذكرة النبيه 3/ 116، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 366، وذيل طبقات الفقهاء الشافعية للمطري 218، 219، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 205، 206 رقم 613، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 629، 630، والسلوك ج 2 ق 3/ 796، والمقفى الكبير 5/ 214 رقم 1769، والدرر الكامنة 3/ 330، و 331 رقم 887، وحسن المحاضرة 1/ 242، ولحظ الألحاظ 121، والدارس 1/ 325، وطبقات المفسّرين للداوودي 2/ 76 - 79، وكشف الظنون 1/ 72، 153، 395، 837، 838 و 2/ 1397، 1584، وشذرات الذهب 6/ 163، 164، وهدية العارفين 2/ 155، والأعلام 6/ 223، ومعجم المؤلفين 8/ 286، ووجيز الكلام 1/ 36، 37 رقم 54. (¬3) في الأصل: «الاسودى»، وفي ذيل طبقات الفقهاء الشافعية للمطري: «الأسعرادي»، وفي كشف الظنون: «الأشعري» وكلّها تصحيف. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 796. (¬5) المقفى الكبير 7/ 36 رقم 3105، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 523.

ذوة الحجة

وفيه مات جماعات كثيرة يعسر عدّتهم. [ذوة الحجّة] [ارتفاع الطاعون] [وفي] ذي حجّة ارتفع الطاعون بعد أن جرف جرفا وزحف بجيش الآجال رجفا. / 26 أ / وكان وباء عظيما قلّ أن رؤي مثله في هذه الأزمان القريبة عمّ البلاد جميعها، بل العالم كلّه في سائر الأقاليم. وله حكايات مشهورة، وقضايا مذكورة. وعرف بالوباء العامّ، ولم يدخل ثغر أسوان ولا بغرناطة من بلاد الأندلس ولا بغزّة وحماه، وما علم سلم من شرّه غير هذه البلاد فقط. ويعجب من ذلك. وكان من غرائب النوادر من كونه عمّ جميع أقاليم الأرض إلاّ هذه. وكان الناس يحرثون فيه (. . . . . .) (¬1) وطرقات القاهرة وشوارعها وأسواقها بالموتى، حتى أقفرت منه المنازل. وقال فيه الشعراء الأشعار، ومن جملة ذلك ما قاله المعمار (¬2)، من جملة ما قال: يا من تمنّى الموت قم واغتنم (¬3) ... هذا أوان الموت ما فاتا قد رخص الموت على أهله ... ومات من لا عمره ماتا وله: قبّح الطاعون داء ... فقدت فيه الأحبّة بيعت الأنفس فيه ... كل إنسان (¬4) بحبّه (¬5) (المعمار) (¬6) [108]- واتفق موته في هذا الطاعون. وكان عامّيّا، ذكيّ الطبع، قويّ القريحة، وله أشعار ¬

(¬1) في الأصل مقدار كلمتين غير واضحتين. (¬2) في الأصل: «المقمار». (¬3) في السلوك ج 2 ق 3/ 791 «يا طالب الموت أفق وانتبه». وفي بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 532 «يا طالبا للموت قم واغتنم». (¬4) في السلوك «كل نفس». (¬5) في السلوك: «بحبيبه». والمثبت يتفق مع بدائع الزهور. (¬6) العنوان عن هامش المخطوط. واسمه: إبراهيم بن علي بن إبراهيم الشهير بالمعمار، الحجّاري، المصري. انظر عنه في: فوات الوفيات 1/ 50 رقم 19، وتذكرة النبيه 3/ 132 وفيه «إبراهيم بن عبد الله»، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 367، والوافي بالوفيات 6/ 173 رقم 2633، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 557 - 559 وفيه: «الحجازي» بالزاي، وهو غلط، وقال محقّق الكتاب الدكتور عدنان درويش، =

وفاة ابن الوردي

حسنة لائقة جيّدة، رائقة، مشهورة، وكان اسم والده علي بن إبراهيم، ويلقّب كمال الدين. [وفاة ابن الوردي] [109]- وفيه مات ابن (¬1) الورديّ (¬2) أيضا، الزين عمر بن المظفّر (¬3) بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس بن علي الحلبيّ، المعرّي الشافعيّ (¬4). وكان عالما، فاضلا، فقيها، أديبا، شاعرا. ونظم «الحاوي» وصنّف وألّف، وعمل «مقامة» في هذا الوباء ومات عقيبها، وهي مشهورة لطيفة رقيقة. ومولده بعد الثمانين وستماية. [نفي طشبغا الدوادار] وفيها وقع بين كاتب السرّ العلاء بن فضل الله وطشبغا الدوادار مفاوضة أفضت به لأخذ طشبغا بأطواق كاتب السرّ، ودخلا إلى شيخوا (¬5) وهما على ذلك، فأنكر شيخو على طشبغا، وأمر بإخراجه منفيّا بطّالا. وقرّر في الدوادارية قطليجا الأرغوني (¬6). ¬

= بالحاشية رقم (3): «لم نجده في الوافي بالوفيات ولا في أعيان العصر وأعوان النصر»، والمنهل الصافي 1/ 188 رقم 94 وفيه «إبراهيم الحائط»، والدرر الكامنة 1/ 50 رقم 129، والسلوك ج 2 ق 3/ 791، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 527. (¬1) في الأصل: «مات بن». (¬2) انظر عن (ابن الوردي) في: طبقات الشافعية للإسنوي 2/ 103، وطبقات الشافعية الكبرى 6/ 243، وذيل طبقات الفقهاء الشافعية للمطري 208، 209، وتذكرة النبيه 3/ 130، 131، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 366، وفوات الوفيات 3/ 157 رقم 383، والسلوك ج 2 ق 3/ 795، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 196، 197 رقم 606، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 617 - 620، والدرر الكامنة 3/ 272 رقم 3092، والنجوم الزاهرة 10/ 240، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 524 - 526، وشذرات الذهب 6/ 161، وحسن المحاضرة 1/ 241، وإعلام النبلاء 5/ 2، ومعجم المؤلفين 8/ 3، وديوان الإسلام 4/ 385، 386 رقم 2192، والأعلام 5/ 67، وهدية العارفين 1/ 789، وكشف الظنون 153، 155، 157، 376، 390، 627، 701، 902، 1543، 1561، 1629، 1670، 1787، 1817، 1864، 1969، وإيضاح المكنون 1/ 12 و 2/ 553، 652، وروضات الجنات 502، ومخطوطات الموصل 191، 223، وفهرس المخطوطات المصورة (لطفي عبد البديع) 2/ 79، وبغية الوعاة 2 / رقم 1858، والبدر الطالع 1/ 514، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 5/ 331 - 333، وفهرس المخطوطات الإسلامية في قبرص 428، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 180 رقم 254، ووجيز الكلام 1/ 38، 39 رقم 58، وتاريخ الخلفاء 500. (¬3) في الأصل: «خضر». (¬4) كتب بجانبها على هامش المخطوط بخط مختلف: «عمر بن الوردي صديقي». (¬5) يرد «شيخوا»، و «شيخو». (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 770، 771.

تقاتل العشير بالشام

[تقاتل العشير بالشام] [وفيها] ورد الخبر بخروج العشير ببلاد الشام عن الطاعة وقتلهم بعضهم البعض، وكثرة الحروب والفتن والشرور بينهم، ونهب الغور (¬1) ونابلس. [كسرة نائب الكرك] وورد الخبر أيضا بأنّ جركتمر / 26 ب / نائب الكرك خرج (¬2) إليهم لفسادهم وقطعهم الطرقات، فكسروه (¬3). [توفّر الإقطاعات والمرتّبات] وفيه توفّرت الكثير من الأقاطيع والجوامك والمرتّبات بموت أهلها من هذا الوباء العظيم الذي لا يحدّ ولا يضبط المرتبات التي كانت به (¬4). [قضاء العسكر] وفيه استقرّ في قضاء العسكر الحنفية ابن (¬5) الأطروش. وفي قضاء العسكر الشافعية التاج بن المناويّ. وابن الأطروش أول حنفيّ ولي قضاء مصر (¬6). [وفاة ابن فضل الله العمري] [110]- وفيه مات كاتب سرّ دمشق، الشهاب أحمد بن يحيى بن فضل الله بن مجلّي العمري (¬7)، العدوي، الدمشقي، الشافعيّ بدمشق. ¬

(¬1) في السلوك ج 2 ق 3/ 771 «الغرد» وهو غلط. وقال محقّقه الأستاذ المرحوم محمد مصطفى زيادة بالحاشية رقم (2): «لم يذكر ياقوت (معجم البلدان) بلدا بهذا الاسم». ولم يتنبّه الأستاذ زيادة إلى التصحيف. (¬2) في الأصل: «وخرج». (¬3) في السلوك ج 2 ق 3/ 771 «كسرهم». (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 771. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 772. (¬7) انظر عن (العمري) في: المختصر في أخبار البشر 4/ 154، وتاريخ ابن الوردي 2/ 506، والوفيات لابن رافع 2/ 112، 113 رقم 592، وفوات الوفيات 1/ 12 - 15، والوافي بالوفيات 8/ 252 - 270، رقم 3693، وذيل العبر 275، وذيل تذكرة الحفاظ 57، وعقود الجمان، ورقة 64 أ، ب، والبداية والنهاية 14/ 229، وتذكرة النبيه 3/ 125 - 127، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 361، والردّ الوافر 81 - 84 رقم 39، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 169، 170، رقم 586، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 570 - 572، والبداية والنهاية 14/ 229، والسلوك ج 2 ق 3/ 792، والمقفى الكبير =

وفاة البرهان الحكري

وكان بارعا في الإنشاء، فقيها عالما. وله شعر حسن. ومولده سنة سبعماية. [وفاة البرهان الحكري] [111]- وفيه مات البرهان الحكري (¬1) إبراهيم بن عبد الله بن علي المقري، الشافعيّ، شيخ الإقراء بمصر. [وفاة الصفيّ الحلّي] [112]- وفيه مات الأديب الناقد، الصفيّ (¬2) الحليّ (¬3)، عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم (¬4) بن أحمد بن نصر بن أبي العزّ بن سرايا بن باقي (¬5) بن عبد الله السنبسيّ. وكان عالما، فاضلا، ماهرا في النظم. له شعر حسن مشهور. ¬

= 1/ 732 رقم 677، والدرر الكامنة 1/ 331 - 333 رقم 828، والمنهل الصافي 2/ 261 - 266 رقم 338، والدليل الشافي 1/ 96 رقم 336، والنجوم الزاهرة 10/ 334، وحسن المحاضرة 1/ 571، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 533، وفيه وفاته سنة 750 هـ‍، وذيل وفيات الأعيان 1/ 18، 19، وكشف الظنون 1/ 385، 420، 421، 468، 756، 761، 829 و 2/ 992، 1070، 1132، 1293، 1662، 1968، وشذرات الذهب 6/ 160، وهدية العارفين 1/ 110، والأعلام 1/ 254، ومعجم المؤلفين 2/ 204، وديوان الإسلام 3/ 441، 442 رقم 1652، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 122 رقم 176، وذيل طبقات الفقهاء الشافعية للمطري 129 - 131 وفيه «بن المحلى»، ووجيز الكلام 1/ 42 رقم 68، وتاريخ الخلفاء 500. (¬1) انظر عن (الحكري) في: السلوك ج 2 ق 3/ 791، والمقفى الكبير 1/ 233 رقم 259، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 557، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 219 رقم 415، والدرر الكامنة 1/ 29، 30 رقم 73. (¬2) في الأصل: «الناقدي الصوفي». (¬3) انظر عن (الصفيّ الحلّي) في: عقود الجمان للزركشي، ورقة 178، وتذكرة النبيه 3/ 138 - 140، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 372، وفوات الوفيات 2/ 335 رقم 286، والسلوك ج 2 ق 3/ 794، 795، والنجوم الزاهرة 10/ 238، 239، والدرر الكامنة 2/ 369 - 371 رقم 2430، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 526، 527، وتاريخ ابن سباط 2/ 692، ونزهة الجليس ومنية الأديب الأنيس لعباس مكي حسيني الموسوي 2/ 201، 202، وكشف الظنون 223، 736، 1369، والبدر الطالع 1/ 358، 359، وروضات الجنات 440، والغدير في الكتّاب والسّنّة للأميني 6/ 51، 52، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 139، وتنقيح المقال 2/ 154، 155، وديوان الإسلام 2/ 162، 163 رقم 778، وأعيان الشيعة 8/ 19 - 27، والأعلام 4/ 171، ومعجم المؤلفين 5/ 247، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 594 - 599، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 3/ 461، 462، وانظر: صفيّ الدين الحلّي، لياسين الأيوبي - طبعة دار الكتاب اللبناني، بيروت 1971، وفي بعض المصادر وفاته سنة 750 هـ‍. (¬4) في الأصل: «البابم». (¬5) في الأصل: «ناقا».

الظفر بخبيئة ببغداد

ومولده سنة سبع وسبعين وستماية. [الظفر بخبيئة ببغداد] وفيها، أعني هذه السنة، ورد الخبر بأنّ الشيخ حسن صاحب بغداد ظفر بخبيّة بغداد بدار الخلافة، فيها عشرة آلاف قنطار دمشقية من الذهب النقد العين حتى تعجّب من ذلك (¬1). [توقف الأحوال بالقاهرة] وفيها كانت الأحوال متوقّفة بالقاهرة، سيما بسبب الفلوس، حتى نودي أن لا يؤخذ منها إلاّ ما عليه صكة السلطان أو غيره من الصكك (¬2). [الفتن والوباء] وفيها كانت الفتن بساير الأقاليم. وفيها كان الوباء أيضا بكثير من الأقاليم، وكان عامّا، لكنه كان ابتدأ من بلاد التتار وتلك النواحي حين سنة اثنتين (¬3) وأربعين، ولا زال زائدا حتى عمّ الدنيا بأسرها. وجرت فيه أمور وغرائب وعجائب قد ذكرها عدّة من المؤرّخين يطول الشرح في ذكرها. ¬

(¬1) ذيل العبر 269، 270، السلوك ج 2 ق 3/ 772، وجيز الكلام 1/ 34. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 771. (¬3) في الأصل: «اثنين».

سنة خمسين وسبعماية

سنة خمسين وسبعماية [محرّم] في محرّم كان الناس يتخطّفون بالوباء، فإنه ما ارتفع بالكلّية، لكنه تناقص جدّا حتى زال فيه بالكليّة (¬1). [وفاة العلاء التركماني] [113]- وفيه مات العلاء التركمانيّ (¬2)، قاضي [مصر] (¬3)، علي بن عثمان بن إبراهيم بن / 27 أ / مصطفى المارديني، الآمدي، الحنفيّ. وكان عالما فاضلا، علاّمة، ماهرا، بارعا. وله التصانيف الحافلة النافعة. وله شعر. وولي قضاء مصر وباشره مباشرة حسنة. ومولده سنة ثلاث وسبعين وستماية. وفيه لما مات ابن (¬4) التركماني قام جماعة الحنفية وطلبوا من الأمير شيخو العمري أن يولّي القضاء لولده الجمالي عبد الله، فأجابهم إلى ذلك، وتولاّه وله من السنين نحوا (¬5) من ثلاثين سنة (¬6). ¬

(¬1) تاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 661، السلوك ج 2 ق 3/ 797. (¬2) انظر عن (العلاء التركماني) في: الوافي بالوفيات 21/ 307، 308 رقم 203، والجواهر المضيّة 1/ 366 رقم 1012، والسلوك ج 2 ق 3/ 813، وتذكرة النبيه 3/ 134، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 370، وذيل التقييد 2/ 202 رقم 1436، وتاج التراجم 44 رقم 130، ولحظ الألحاظ 125، 126، والنجوم الزاهرة 10/ 246، وطبقات المفسّرين للداوودي 1/ 416، 417، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 693 - 695، والدرر الكامنة 3/ 156 رقم 2809، والدليل الشافي 1/ 464، ورفع الإصر، ق 2/ 401، وحسن المحاضرة 1/ 469 رقم 32، وكشف الظنون 1/ 256، 453، 736 و 2/ 991، 1007، 1087، 1162، 1208، 1614، 1637، 1849، 2035، والفوائد البهية 123، وإيضاح المكنون 1/ 382، وهدية العارفين 1/ 720، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 533، والرسالة المستطرفة 33، 116، 119، 120، 188، ومعجم المطبوعات 50، والأعلام 5/ 125، ومعجم المؤلفين 7/ 145، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 1/ 242، وديوان الإسلام 2/ 42، 43، رقم 622، ووجيز الكلام 1/ 49 رقم 86. (¬3) في الأصل بياض. (¬4) في الأصل: «مات بن». (¬5) الصواب: «نحو». (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 797.

وفاة التقي الإخنائي

[وفاة التقيّ الإخنائي] [114]- وفيه مات التقيّ الإخنائيّ (¬1) قاضي القضاة محمد بن أبي بكر بن عيسى بن بدران السعدي المالكيّ. وكان عالما فاضلا، سمع على جماعة منهم: الشرف الدمياطي، وابن المنبجي، وولي قضاء مصر. وأحبّه الناصر محمد بن قلاون، وحدث به عمّى، فلم يصرفه عن القضاء، وقدح عينه فأبصر. ومولده سنة ستّ وستين وستماية تقريبا (¬2). [تدريس الحنفية بجامع ابن طولون] وفيه وصل الحاجّ وقدم فيهم قاضي القضاة الزين عمر بن البسطاميّ الحنفيّ، وكان قد عزل عن القضاء، فترك له الجمال عبد الله بن التركماني وظيفة تدريس الحنفية بجامع ابن (¬3) طولون، فشكر على ذلك (¬4). [زواج ابن التركماني] وفيه أيضا قدم من الحجاز العزّ بن جماعة قاضي القضاة الشافعية، فتزوّج الجمال ابن (¬5) التركماني بابنته (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (الإخنائي) في: الوافي بالوفيات 2/ 272، 273 رقم 693، والديباج المذهب 327، والوفيات لابن رافع 2/ 118، 119 رقم 603، وذيل التقييد 1/ 108 رقم 140، وتذكرة النبيه 3/ 141، 142، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 366، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 700، 701، والمقفى الكبير 5/ 442 رقم 1925، والسلوك ج 2 ق 3/ 814، والنجوم الزاهرة 10/ 247، والدليل الشافي 2/ 582، والدرر الكامنة 407 رقم 1080، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 533، وحسن المحاضرة 1/ 460، وهدية العارفين 2/ 157، ومعجم المؤلفين 9/ 116، ووجيز الكلام 1/ 49 رقم 87 وقد أخطأ بعض المحقّقين باعتبار الترجمة التي في الوافي بالوفيات 2/ 269 هي لصاحب الترجمة، والصواب أنها ليست له، بل لأخيه المتوفى سنة 732 هـ‍. وهو سميّه أيضا «محمد»، ولقبه: علم الدين، وهو شافعيّ المذهب. يراجع: الوفيات لابن رافع 2/ 18 الحاشية رقم 5، وذيل التقييد 1/ 108 الحاشية رقم 140 وفيه يضيف إلى المصادر: شذرات الذهب، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة، وطبقات المفسّرين للداوودي، ومعجم شيوخ الذهبي، ويقول المحقق كمال يوسف الحوت: «وفي المراجع توفي سنة 732 هـ‍». وهذه كلها للقاضي علم الدين الشافعي. وقد ذكر صاحب الترجمة: تقيّ الدين المالكي، المؤرّخ الصفدي في: الوافي بالوفيات 2/ 272، 273 رقم 693 وقال: أجاز لي في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين وسبع مائة. (¬2) وقال ابن حجر، ولد سنة 660 تقريبا. (الدرر 3/ 407). (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 798. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 798.

عودة فارس الدين من الحجاز

[عودة فارس الدين من الحجاز] وقدم أيضا فارس الدين الذي كان قد عيّن لعمارة العين، وكان نازعه هناك في ذلك عرب بني شعبة، وجمعوا له، فتحارب وإيّاهم، وقتل منهم جماعة، وقتل لفارس الدين مملوكان، وهزم العرب (¬1). [الوباء بمكة والمدينة] وأخبر الحاجّ بأنه كان بمكة المشرّفة والمدينة الشريفة وباء مات به خلق، وجافت منه البوادي (¬2). [صفر] [قضاء المالكية] [وفي] صفر قرّر في قضاء المالكية بعد موت التقيّ الإخنائي المذكور التاج محمد بن محمد بن أبي بكر بن عيسى الإخنائيّ ولد أخي التقيّ المذكور (¬3). [كتابة أملاك القاهرة] وفيه تقدّم منجك الوزير لوالي القاهرة العلاء ابن الكوراني بأن يأمر الخفراء بجمع أرباب الأملاك والبائع بكتابة أملاك بيع التي بالقاهرة ومصر وظواهرهما، ومعرفة أسماء سكانها وملاّكها، فبادروا في عمل ذلك وكتبوا. وكان إذا وجد في الحارة أو الخطّ دارا (¬4) خالية لا يعرف لها مالك ختموا عليها. وبيعت الفنادق والوكايل والحواصل والمخازن ونحوها، وفعل بها كذلك، وختموا على كثير من ذلك (¬5). [تجريد العساكر على العشران] / 27 ب / وفيه كتب لأرغون شاه نائب الشام بتجريد عسكر يضاف إلى جركتمر نائب الكرك لقتال العربان المفسدة بتلك النواحي، وكذلك العشران. وكانوا قد استطالوا بتلك البلاد حتى خرجوا عن الحدّ. وخرج أيضا نائب غزّة وغيره (¬6). [ربيع الأول] [ظفر نائب غزّة بالعشير] وفي ربيع الأول وصل الخبر بظفر نائب غزّة بكثير من العشير بعد كبسه عليهم ¬

(¬1) في الأصل: «العرم»، والمثبت عن السلوك ج 2 ق 3/ 798. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 798. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 798، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 533. (¬4) الصواب: «دار». (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 798. (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 798، 799.

وصول ابن مهنا القاهرة

ليلا، وأسر جماعة كبيرة منهم بعد أن قتل نحوا من ستين منهم، ثم وسّط المأسورون (¬1) بغزّة (¬2). [وصول ابن مهنّا القاهرة] وفيه وصل نعير بن جبّار (¬3) بن مهنّا أمير العرب بقود (¬4) أبيه إلى القاهرة. [شنق روميّة] وفيه شنقت أمة روميّة الجنس خارج باب النصر وهي بإزارها ونقابها، وكانت قد قتلت سيّدتها وما شهر بمصر امرأة سبقت قبل هذه (¬5). ثم وقع ذلك كثيرا. ووقع في دولة الأشرف قبل الثمانين وبعدها، كما سيأتي في محلّه إن شاء الله. [قتل أرغون شاه نائب دمشق] [115]- وفيه وصل الخبر بقتل أرغون شاه (¬6) الناصري، رأس نوبة الجمدارية، نائب الشام، على يد ألجيبغا (¬7) المظفّري نائب طرابلس بحيلة تحيّل بها في قتله، وتسبّب على أمراء دمشق بعداوة كانت حدثت بينهما. وله حكاية تطول. وكان أرغون شاه هذا من مماليك الناصر ممّن بعث به إليه هو وملكتمر بو سعيد في هدية، وحظي عنده، ثم تنقّل في عدّة ولايات، منها رأس نوبة الأمراء الجمدارية، ثم الأستادارية، ثم نيابة صفد، ثم حلب، بعد أن تأمّر نائبا بمصر، ثم نيابة دمشق. وعظم قدره جدّا، وصار إليه الأمر في البلاد الشامية بأسرها. وكان سفّاكا للدماء، شرس الأخلاق، فحّاشا، فظّا، غليظا. أصله من بلاد العين، وقتله كان ذبحا، وكانت كائنة غريبة نادرة. ¬

(¬1) في الأصل: «المامورون». (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 799. (¬3) في الأصل: «حيار»، والمثبت عن السلوك ج 2 ق 3/ 799. (¬4) في الأصل: «سعد». (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 800. (¬6) انظر عن (أرغون شاه) في: أعيان العصر 1 / ورقة 211، والوافي بالوفيات 8/ 351 رقم 3787 و 9/ 355 - 358، وذيل العبر 278 - 280، وتاريخ ابن خلدون 5 ق 4/ 959، وتاريخ بيروت 177، 178، والدرر الكامنة 1/ 434، والبداية والنهاية 14/ 230، 231، والسلوك ج 2 ق 3/ 800 - 803، وتذكرة النبيه 3/ 136، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 370، والمنهل الصافي 2/ 314 - 319 رقم 374، والدليل الشافي 1/ 108 رقم 372، وتاريخ ابن سباط 2/ 693 - 695، والمقفى الكبير 2/ 58 رقم 704، والنجوم الزاهرة 10/ 213 - 216، 245، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 679 - 681، ووجيز الكلام 1/ 45 - 47، والدر المنتخب في تكملة تاريخ حلب لابن خطيب الناصرية 1 / ورقة 152 ب، وعقد الجمان ج 24 ق 1 / ورقة 88، 89، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري (تأليفنا) 2/ 206 - 209، وأمراء دمشق 8 رقم 22، وإعلام الورى 20 رقم 21، وشذرات الذهب 6/ 166. (¬7) في الأصل: «الجبغا».

ربيع الآخر

وفيه لما ورد خبر قتل أرغون شاه ارتجّت القاهرة وارتاع الأمراء لذلك، واتّهم بعضهم بعضا، وحلف كلّ من شيخو وبيبغاروس الناس على البراءة من قتله. وخرج الأمراء إلى ألجيبغا بإعلام مختصرة (¬1) في قتله بعد الإنكار عليه، وإلى أمراء دمشق بالتفحّص عن هذه الواقعة وكتابة الجواب. [ربيع الآخر] وفي ربيع الآخر عاد ألجيبغا (¬2) ومعه إياس الذي كان نائب حلب أحد أمراء دمشق إلى طرابلس بعد قتل أرغون شاه، وخيّما بظاهرها، فجاء الخبر من أمراء دمشق إلى أمراء طرابلس بما وقع من ألجيبغا (2) وأن يحترزوا منه، وأنه على أصل الخبر من القاهرة. فإنه كان لما فعل ما فعل أحاط بكثير من موجود أرغون شاه وما حمله إلى قلعة دمشق. / 28 أ / ثم ظهر بعد ذلك أنه احتيال، وزوّر مرسوما على لسان السلطان بما فعله، واعترف كاتب المرسوم أنه أجبر على ذلك، وأنه لما كتب كتبه في أوصال مقلوبة عسى يتفطّن إلى تزويره. [قتل ألجيبغا وإياس] [116]- ثم جرت أمور، وكتب بالقبض على ألجيبغا وإياس، وقبض عليهما بعد أشياء. وحمل ألجيبغا (2) مقيّدا إلى دمشق. ثم أقدم عليه إياس، وسجنا بها حتى ورد الأمر بقتلهما، فأخرجا ووسّطا، وعلّقا على الخشب. وكان ألجيبغا إذ ذاك حدثا ما (¬3) طرّ شاربه، له نحوا (¬4) من تسع عشرة سنة. [117]- وإياس (¬5)، وكان من نصارى الأرمن، وترقّى في أيام الناصر محمد بن ¬

(¬1) في السلوك ج 2 ق 3/ 802 «وإعلامهم بمستنده». (¬2) في الأصل: الجبغا». وانظر عنه في: المصادر المتقدّمة في (أرغون شاه)، والوافي بالوفيات 9/ 355 رقم 4286، وتذكرة النبيه 3/ 136، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 370، والمقفى الكبير 2/ 278، رقم 831، والسلوك ج 2 ق 3/ 813، والدرر الكامنة 1/ 406 رقم 1047 وفيه موته سنة 705 هـ‍. وهو خطأ، والمنهل الصافي 3/ 44 - 46 رقم 528، والدليل الشافي 1/ 148، والنجوم الزاهرة 10/ 245، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 683، 684، ووجيز الكلام 1/ 47 رقم 82. (¬3) في الأصل: «كما». (¬4) الصواب: «له نحوّ». (¬5) انظر عن (إياس) في المصادر السابقة، وتذكرة النبيه 3/ 136، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 371، والوافي بالوفيات 9/ 459 رقم 4415، والمقفى الكبير 2/ 322 رقم 854، والسلوك ج 2 ق 3/ 813، والدرر الكامنة 1/ 448 رقم 1093، والمنهل الصافي 3/ 119 - 121 رقم 566، والدليل الشافي 1/ 158، والنجوم الزاهرة 10/ 245، والبداية والنهاية 14/ 231، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 684 - 686، ووجيز الكلام 1/ 47 رقم 83.

نيابة دمشق وحلب وطرابلس

قلاون، وآل أمره أن ولي نيابة حلب، ثم تأمّر بدمشق، ووقع بينه وبين أرغون شاه عداوة، فإنّه ولي نيابة حلب عوضه. [نيابة دمشق وحلب وطرابلس] وفيه استقرّ في نيابة الشام أرقطاي نائب حلب. وقرّر في نيابة حلب عوضه نائب حماه قطليجا الحموي. وقرّر في نيابة طرابلس مسعود بن خطير عوضا عن ألجيبغا (¬1). [جماد الأول] [وصول موجودات ألجيبغا وإياس] وفي جماد الأول وصل موجود أرغون شاه ومماليكه، وكذا موجود ألجيبغا المظفّري وإياس، وكان شيئا كثيرا، فتصرّف فيه منجك كيف يختار (¬2). [وفاة أرقطاي نائب الشام] [118]- وفيه وصل الخبر بموت أرقطاي (¬3) الذي قرّر في نيابة الشام. وكان أرقطاي هذا من مماليك المنصور قلاون، وتنقّل في عدّة ولايات، منها نيابة حمص، ثم صفد، ثم قدم إلى مصر، ثم ولي نيابة طرابلس، ثم أسجن، ثم ولي نيابة حلب، ثم طلب إلى مصر وقرّر رأس الميمنة، ثم ولي نيابة السلطنة، ثم أخرج باستعفائه إلى نيابة حلب كما تقدّم، ونقل إلى نيابة الشام. وكان مشكور السيرة. [وفاة الشهاب الهكاري] [119]- ومات شيخ الإقراء بمصر، الشهاب الهكّاري (¬4) أحمد بن الحسين (¬5) ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 803. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 803. (¬3) انظر عن (أرقطاي) في: الوافي بالوفيات 8/ 361 رقم 3792، وتذكرة النبيه 3/ 133، 134، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 370، والمقفى الكبير 2/ 30 رقم 705، والسلوك ج 2 ق 3/ 803 و 812، والمنهل الصافي 2/ 328 رقم 378، والدليل الشافي 1/ 109 رقم 376، والنجوم الزاهرة 10/ 244، والدرر الكامنة 1/ 376 رقم 877، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 681 - 683. (¬4) انظر عن (الهكاري) في: ذيل التقييد 1/ 287 رقم 571، وفيه: «أحمد بن أحمد بن الحسين»، والدرر الكامنة 1/ 98 رقم 266 وفيه: «أحمد بن أحمد بن أحمد بن الحسين»، والوفيات لابن رافع 2/ 122 - 124 رقم 610 وفيه: «أبو بكر أحمد بن أحمد بن الحسين»، وغاية النهاية 1/ 37 رقم 151، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 676، والنجوم الزاهرة 10/ 248، وحسن المحاضرة 1/ 358، والسلوك ج 2 ق 3/ 811. (¬5) في الأصل: «الحسن» والتصحيح من المصادر.

القبض على أمراء بدمشق

ابن موسى بن موسك بن جكو (¬1) عن ست وسبعين سنة. وكان محدّثا مقرئا، نحويّا، عالما، فاضلا، له شهرة. [القبض على أمراء بدمشق] وفيه عيّن قماري الحمويّ بالتّوجّه إلى دمشق فتوجّه وجميع أمراؤها (¬2)، وقبض على كثير منهم وقيّدوا وسجنوا (¬3). [ازدياد حركة العشران] وفيه توقّفت أحوال الدولة توقّفا فاحشا (¬4). وفيه زاد شرور العشران ببلاد القدس ونابلس وتلك النواحي، وكذا العربان، وجالوا في البلاد بالفساد وقطع الطرقات ونهب الأموال (¬5). وجرت فتن كثيرة يطول الشرح في ذكرها. [جماد الآخر] وفي جماد الآخر خرجت تجريدة عظيمة إلى قتال العرب والعشران، عليها منجك الوزير، وبينما هو آخذ / 28 ب / في أهبة السفر قبل خروجه إذ وصل الخبر بموت قطليجا نائب حلب الذي كتب باستقراره في نيابة الشام عوضا عن أرقطاي، فقصد بيبغاروس النائب، ومنجك الوزير إخراج طاز على نيابة الشام، ومغلطاي أمير أخور على نيابة حلب، فما وافقهما على ذلك، وكادت أن تثور فتنة كبيرة (¬6). [نيابة الشام] فقرّر في نيابة الشام أيتمش الناصريّ (¬7). [نيابة حلب] وسأل أرغون الكاملي أن يولّى حلب فأجيب إلى ذلك وخلع عليه بها. وقرّر في مقدّمته قطلوبغا الذهبي، ورسم له بالسفر، وسافر مع الوزير منجك (¬8). ¬

(¬1) في تاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 676 «حلّوا». والمثبت يتفق مع السلوك. (¬2) الصواب: «وجميع أمرائها». (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 803. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 803. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 804. (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 803. (¬7) السلوك ج 2 ق 3/ 803، تذكرة النبيه 3/ 137، البداية والنهاية 14/ 232. (¬8) السلوك ج 2 ق 3/ 805، تذكرة النبيه 3/ 135.

كثرة القيل والقال بحق منجك وأخيه

[كثرة القيل والقال بحق منجك وأخيه] وكان الوزير في عمل عظيم، وقد كثرت القالة في حقّه، وأخذوا يتقاولوا (¬1) بانقضاء مدّته ومدّة أخيه بيبغاروس، وفشت الإشاعة بأنّ شيخوا، وطاز، ومغلطاي قد اتفقوا عليهما حتى بلغهما ذلك، وقصدا إبطال التجريدة بعد خروج العسكر (¬2). ثم وصل الخبر لمنجك بعد رحيله من بلبيس بأن العرب فرّت إلى البريّة، وأن أدّى (¬3) نهب الكثير من مالهم، وانفرد (¬4) في البلاد بعشرانه. وعاد منجك بعد أربعة أيام وقد حصل له من التقادم ما قيمته زيادة على الماية ألف دينار. وكان لدخوله القاهرة يوما مشهودا (¬5). [وفاة قطليجا] [120]- وأمّا قطليجا الحمويّ (¬6)، وكان من مماليك الناصر وأخصّائه، وتنقّل حتى ولي نيابة حماه، ثم حلب، ثم عيّن لنيابة الشام، وخرج إليه ملكتمر بالتقليد، فلما وصل إلى حلب وجده متغيّر المزاج، ومع ذلك فتجهّز وخرج إلى ظاهر حلب، فبغته الأجل في طريقه قبل بلوغ أمله. وكان سيّء السيرة. [نيابة غزّة] [وفيه] قرّر في نيابة غزّة دلنجي، وبقي إقطاعه معه وصرف منجك، وكان قد طمع العرب في جانبه (¬7). [رجب] [القبض على جماعة من العشير] [وفي] رجب ورد الخبر بأن دلنجي نائب غزّة قبض على جماعة من العشير نحوا من مايتي نسمة، ووسّطهم بغزّة. وكان من خبر ذلك أنّ دلنجي هذا لما ولي غزّة ووقع ما وقع وفرّت العربان، ¬

(¬1) الصواب: «يتقاولون». (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 805. (¬3) في الأصل: «امرب»، والمثبت عن السلوك. (¬4) في الأصل: «وانفرر» والمثبت عن السلوك. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 805. (¬6) انظر عن (قطليجا) في: أعيان العصر 2 / ورقة 114 أ، والبداية والنهاية 14/ 231، 232 وفيه: «قطلبشاه»، وتذكرة النبيه 3/ 134، والدرر الكامنة 3/ 340 رقم 3270، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 699، 700، ووجيز الكلام 1/ 50 رقم 90، والوافي بالوفيات 24/ 262 رقم 273، والسلوك ج 2 ق 3/ 805 و 813. (¬7) السلوك ج 2 ق 3/ 805.

نائب حلب

وقدمت (¬1) العشران وأظهروا الطاعة، ثم بلغه أنهم تجمّعوا وقصدوا نهب رملة لدّ مرة ثانية، فركب إليهم، ولقيهم قريبا من لدّ، / 29 أ / فنزل تجاههم، وما زال يراسلهم ويطمّنهم ويحتال عليهم بكل حيلة ويخادعهم، حتى قدم إليه من أكابرهم القدر المذكور، فقبض عليهم وعاد بهم إلى غزّة، فتفرّق الباقي سيما لما وسّط أكابرهم (¬2). [نائب حلب] وفيه خرج طلب أرغون الكاملي نائب حلب إليها (¬3). [وفاة المكين القبطي] [121]- وفيه مات المكين إبراهيم بن قروينة (¬4) القبطيّ، بعد ما ولي استيفاء الصحبة، ونظر البيوت، ثم نظر الجيش غير ما مرة، وصودر غير ما مرة. [طلب أرقطاي] وفيه وصل طلب أرقطاي وولده من الشام (¬5). [شعبان] [كشف الجسور] وفي شعبان أضيف كشف الجسور إلى ولاة الأقاليم، وكتب يطلبهم إلى القاهرة (¬6). [إحضار مشايخ العشير] [وفيه] خرج قبلاي حاجب الحجّاب ومعه مضافيه (¬7) من الطبلخانات والعشرات إلى جهة غزّة لإحضار مشايخ العشران، وعاد وقد احتال على جماعة وأخذهم (¬8). [إعادة الضمان إلى الفار] وفيه أعيد الضامن (المظالم) (¬9) الذي يقال له «الفار» إلى ضمان الجهات. وكان بطّالا مدّة، والناس آيسون من شرّه، حتى أعاده منجك، فساءت سيرته عمّا كانت، فإنه زاد في المعاملات ثلاث ماية ألف درهم في السنة (¬10). ¬

(¬1) في الأصل: «وتعدت». (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 805، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 670. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 806، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 670. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 812، والدرر الكامنة 1/ 53 رقم 139. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 806. (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 806. (¬7) الصواب: «مضافوه». (¬8) السلوك ج 2 ق 3/ 806. (¬9) كتبت فوق السطر. (¬10) السلوك ج 2 ق 3/ 806.

رمضان

[رمضان] [وفاة ابن عبّاد الأندلسي] [122]- وفي رمضان مات أبو جعفر أحمد بن سعد بن عبّاد الأندلسيّ (¬1) المالكيّ، المعروف بالنجار. وكان عالما، فاضلا، عارفا بالشروط. ولي قضاء بعض بلاد الأندلس. [قتل أمير العرب] [123]- وفيه ثار أخو أدي (¬2) لما قبض عليه نائب غزّة، وقصد (¬3) كبس غزّة، فخرج إليه نائبها دلنجي، والتقيا على ميل (من) (¬4) غزّة، وتحاربا ثلاثة أيام، وقتل في اليوم الرابع بسهم أصابه، وكتب بذلك إلى مصر، فخرج الأمر لنائب صفد، ونائب الكرك بخروجهما نجدة (¬5) له. [احتراز الأمراء من بعضهم] وفيه زادت ضخامة شيخو، وطاز، وزاد تمكّنهما من المملكة، وعارضا النائب بيبغاروس، ومنجك الوزير، وصار كلّ من الفرقتين محترز (¬6) من الأخرى. [شوّال] [إبطال سماط عيد الفطر] وفي شوال أبطل منجك، سماط عيد الفطر، واحتجّ بأنه يقوّم بنحو الخمسين ألف درهم، ولا فائدة معتبرة، فإنّ الغلمان والعبيد ينهبوه (¬7)، وأحوال الدولة متوقّفة، وتوفرة هذا السماط من المصلحة. وكان قد أبطل أيضا سماط شهر رمضان، فاشتدّ إنكار الأمراء عليه، بل وغير الأمراء (¬8). [وفاة طقتمر الشريفي] [124]- وفيه مات بدمشق طقتمر (¬9) الشريفي (¬10)، السّلحدار، وكان أحد الأمراء بدمشق، وعمي. ¬

(¬1) الدرر الكامنة 1/ 135 رقم 378. (¬2) في الأصل: «مازي». (¬3) في الأصل: «قبض». (¬4) فوق السطر. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 807. (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 807. (¬7) الصواب: «ينهبونه». (¬8) السلوك ج 2 ق 3/ 807. (¬9) في الأصل: «صغيتمر»، والتصحيح من: تاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 687، والسلوك ج 2 ق 3/ 813، والدرر الكامنة 2/ 224 رقم 2037، ونكت الهميان 175، والوافي بالوفيات 16/ 464 رقم 505، والدليل الشافي 1/ 366 رقم 1256، والمنهل الصافي 6/ 419 رقم 1259. (¬10) في الأصل: «الزيني»، والتصحيح من المصادر.

إزالة دولة الموحدي بتونس

[إزالة دولة الموحّدي بتونس] وفيه سار (¬1) السلطان أبو الحسن علي بن عثمان / 29 ب / بن يعقوب بن عبد الحق المريني، صاحب فاس عن تونس، وكان قدم إليها بجيوشه وملك إفريقية واستوثق لنفسه، واستخلف ابنه أبا [العباس] (¬2) الفضل بها، وزالت دولة أبي حفص الموحّدي (¬3)، [على] ما سنذكره. [انتهاء عمارة قيسارية المناوي] وفيه كان نهاية القيسارية التي أنشأها التاج المناوي بجوار الجامع الطولونيّ من مال وقف الجامع المذكور، وتشتمل على ثلاثين حانوتا (¬4). [تجهيز الغلال إلى مكة] وفيه جهّز الأمراء إلى مكة المشرّفة وتلك النواحي الآلاف من إردب (¬5) الغلال. [خروج الحاجّ المصري] وفيه خرج الحاجّ والمحمل صحبة فارس الدين، ومعه عدّة من مماليك الأمراء، وحمل معه من مال بيت المال، والمودع الحكمي (¬6) أيضا مبلغا لعمارة عين جوبان وتقويتها، ومبلغ عشرة آلاف درهم زيادة عمّا حمل للعمارة، لتصرف إلى العرب بسبب العين المذكورة. ورسم بأن تكون مقرّرة لهم في كل سنة. وكان الحاجّ في هذه السنة كثيرا جدّا. [تفرّق العربان بالأرياف] وفيه تفرّقت العربان البادية بالريف. كانوا ببلاد غزّة في بلاد مصر، ونزل أكثرهم بالغربية والشرقية، لربط إبلهم على القرط (¬7). [ذو القعدة] [عودة تونس إلى الحفصيّين] وفي ذي قعدة قام أبو العباس الفضل بن أبي بكر بن علي بن إبراهيم الحفصي ¬

(¬1) في الأصل: «ثار». (¬2) في الأصل: «واستخلف ابنه أبا الفضل»، والمثبت من المصادر، وممّا سيأتي لاحقا. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 814. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 807. (¬5) في الأصل: «اولاب»، والتصحيح من السلوك ج 2 ق 3/ 807. (¬6) في الأصل: «الحلبي»، والتصحيح من السلوك ج 2 ق 3/ 807 وفيه «مودع الحكم». (¬7) في السلوك ج 2 ق 3/ 807 «على البرسيم».

كبسة نائب غزة للعربان

فملك تونس من أبي الفضل المريني الماضي خبره. وعاد ملك إفريقية إلى حفص كما كان، وبطل منها [حكم] (¬1) بني مرين. [كبسة نائب غزّة للعربان] وفيه وردت مكاتبات دلنجي نائب غزّة بأنّ العربان تفرّقوا ببلاد الشرقية والغربية، فرسم بالكبس عليهم حيث ما وجدوا، فتتبّعوا بالبلاد وقبض على زيادة على الثلاثماية رجل منهم، واستولى على نحو الثلاثة آلاف من الجمال لهم، ووجد في جملة ما وجد عندهم ثياب الجند وآلات سلاحهم وحوايصهم، فاستعمل الرجال في العماير حتى هلك الكثير منهم (¬2). [كشف الجسور] وفيه خرج عدّة من الأمراء لعدّة من النواحي لكشف الجسور (¬3). [وفاة الشهاب الأندرشي] [125]- وفيه مات شيخ النحو الشهاب العسكري، الأندرشيّ (¬4)، أبو العباس أحمد بن سعد (بن محمد) (¬5) بن أحمد الغسّاني، المالكيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا ماهرا في العربية. قدم من بلاده إلى دمشق فاستوطنها، وانتفع به الناس في العربية. وشرح كتاب «سيبويه» شرحا حافلا في أربع مجلّدات. وله عدّة تصانيف أخر. ومولده بعد السبعين وستماية. / 30 أ / ومن نوادره الغريبة أنه قيل له يوما: إنّ تنكز نائب الشام قتل، وكان ذلك بعد قتله (بنحو) (¬6) الخمس سنين وولاية غيره من النواب. فقال: ما علمت ذلك. وذلك لشدّة إعراضه (عن) (¬7) همّ الناس. ¬

(¬1) في الأصل: «وبطل منها الزيني مرين». (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 807، 808، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 673. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 808. (¬4) انظر عن (الأندرشي) في: تذكرة النبيه 3/ 137، 138، ودرة الأسلاك 1 / ورقة 372، وغاية النهاية 1/ 55 رقم 239، والسلوك ج 2 ق 3/ 811، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 676 - 678، والوفيات لابن رافع 2/ 127 - 129 رقم 617، والدرر الكامنة 1/ 145 رقم 379، وبغية الوعاة 1/ 309، وطبقات المفسّرين للداوودي 1/ 41، وذيل وفيات الأعيان 1/ 75، 76، وكشف الظنون 1/ 406 و 2/ 1162، 1510، 1511، وشذرات الذهب 6/ 166، وهدية العافين 1/ 111، ومعجم المؤلفين 1/ 231، وديوان الإسلام 1/ 150 رقم 214، ووجيز الكلام 1/ 50 رقم 89. (¬5) ما بين القوسين كتب فوق السطر. (¬6) كتبت فوق السطر. (¬7) في الأصل: «عليه».

الشكوى من التكاليف

[الشكوى من التكاليف] وفيه توقّفت أحوال الدولة، وكثر الكلام من الأمراء وغيرهم، فشكى (¬1) الوزير من كثرة الكلف، وعمل حساب متحصّل الدولة ومصروفها. وكان المصروف بزيادة أربعة عشر (¬2) ألف ألف وستماية ألف درهم، فتقاضى الأمراء عند سماع ذلك إلاّ مغلطاي الأمير أخور. وكان طلب زيادة في إقطاعه، فقال: من يحاقق المباشرين على قولهم، وغضب. [الإنعام على النواب بالسرحة] وفيه خرج طاز لسرحة البحيرة، وأنعم عليه من مال الإسكندرية بألفي دينار. وخرج أيضا صرغتمش، فأنعم عليه أيضا بألف دينار. ثم خرج النائب بيبغاروس، وأنعم عليه بثلاثة آلاف دينار. ثم خرج شيخو وأنعم عليه بثلاثة آلاف أيضا (¬3). [زيادة إقطاع مغلطاي] وفيه استرضى مغلطاي الأمير أخور، فزيد في إقطاعه ناحية صهرجت (¬4). [دخول شيخو الإسكندرية] وفيه لما دخل شيخو إلى الإسكندرية كان له يوما مشهودا (¬5) واهتمّ أهلها به، وشكوا إليه مظالم بها، فأبطلها، وكتب بذلك مرسوم (¬6). [ذو الحجّة] [الخلعة لابن زنبور] وفي ذي حجّة صعد العلم بن زنبور إلى القلعة، وخلع عليه، ونزل في موكب حافل إلى داره، وكان قد مرض أربعين يوما تصدّق فيها بثلاثين ألف درهم، وأفرج عن جماعة من المساجين، فعوفي (¬7). [إبطال سماط عيد النحر] وفيه أبطل الوزير منجك سماط عيد النحر أيضا (¬8). ¬

(¬1) الصواب: «فشكا». (¬2) في الأصل: «أربعة آلاف ألف ألف»، والمثبت عن السلوك ج 2 ق 3/ 808. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 809. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 809. (¬5) الصواب: «وكان له يوم مشهود». (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 809. (¬7) السلوك ج 2 ق 3/ 809، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 53. (¬8) السلوك ج 2 ق 3/ 810.

وفاة النجم الأصفوني

[وفاة النجم الأصفوني] [126]- وفيه مات النجم الأصفوني (¬1) عبد الرحمن بن يوسف بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن علي القرشيّ، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، اختصر (¬2) «الروضة». ومولده سنة سبع وسبعين وستماية. [إبطال قمصان النساء] وفيه أبطل الوزير ما أحدثه النساء من القمصان التي خرجت في كبير أكمامها عن الحدّ، وإبطال الأزر الحرير، والخفاف، والسراميز التي أحدثنها أيضا وتغالين فيها. وعقد بسبب ذلك مجلس بحضور السلطان. وكتب إليهم أيضا بمنع النساء من ذلك، وأنه ممّا يجب. فأمر الوالي بأن يمنع من ذلك، فقام في ذلك أشدّ قيام، ووقعت أشياء تطول (¬3). [قضاء الحنابلة بدمشق] وفيها قرّر قضاء الحنابلة بدمشق الجمالي يوسف المرداوي (¬4)، عوضا عن العلاء علي بن أبي / 30 ب / البركات (¬5) بن عثمان بن أسعد بن المنجّا بعد موته في هذه السنة. [قضاء الشافعية بحلب] وفيها أيضا، استقرّ في قضاء [الشافعية] (¬6) بحلب النجم محمد الزرعيّ، بعد موت النجم عبد الظاهر بن أبي السفاح. ¬

(¬1) انظر عن (الأصفوني) في: مرآة الجنان 4/ 334 - 335، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 177 - 179، والوفيات لابن رافع 2/ 129، 130، رقم 618، والسلوك ج 2 ق 3/ 813، وتذكرة النبيه 3/ 138، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 372، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 688، 689، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 181، 182 رقم 595، والمقفى الكبير 4/ 83 رقم 1454، والدرر الكامنة 2/ 456 رقم 2374، وطبقات الشافعية الكبرى 10/ 81، وحسن المحاضرة 1/ 242، والنجوم الزاهرة 10/ 248، والدليل الشافي 1/ 408 رقم 1404، والمنهل الصافي 7/ 236، 237 رقم 1410، وتاريخ ابن سباط 2/ 696، وشذرات الذهب 6/ 176، وهدية العارفين 1/ 527، وتاريخ الأدب العربي 2/ 237، ومعجم المؤلفين 5/ 199، وديوان الإسلام 1/ 137 رقم 192، والأعلام 3/ 342، ووجيز الكلام 1/ 48 رقم 84. و «الأصفوني» نسبة إلى: أصفون، قرية بالصعيد الأعلى على شاطىء غربي النيل. (معجم البلدان 1/ 300). (¬2) في الأصل: «اخصر». (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 810، 811، ووجيز الكلام 1/ 48. (¬4) في الأصل: «المروادي». والتصحيح من: السلوك ج 2 ق 3/ 811، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 674. (¬5) تكرّر في الصفحتين: «بن أبي». (¬6) في الأصل: «اريعه».

وفاء النيل

[وفاء النيل] وفيه توقّفت زيادة النيل، ثم حصل الوفاء، ثم نقص نحوا من ثلثي ذراع، ودام في ستة عشر ذراعا وإحدى وعشرين إصبعا، إلى أن وصل النوروز. ثم ردّ ما نقصه وزاد إصبعين، فبلغ ستة عشر ذراعا وثلاثا وعشرين إصبعا يوم عيد الصليب (¬1). [غرق الأراضي] وفيها غرق (¬2) الكثير من الأراضي بكثير من النواحي لإضاعة الولاة النظر في حال الجسور، ومنع الجراريف. وامتدّت أيديهم مع ذلك كلّه إلى الفلاّحين، وأغرموا ما لا طاقة لهم به، وما لم تجر (¬3) به العوائد. وشكي من الولات (¬4) للوزير، فما التفت إلى ذلك (¬5). [وفاة نوغاي البدري] [127]- وفيها مات نوغاي (¬6) البدري والي الفيّوم. [وفاة ابنة الناصر محمد] [128]- والخوند (¬7) ابنة الناصر محمد بن قلاون زوج (طاز) (¬8)، وتركت موجودا هائلا، من جملة ذلك قبقاب مرصّع قيمته ألفي (¬9) دينار. [وفاة ابن زنبور] [129]- ومات العلم ابن (¬10) زنبور (¬11)، ناظر الدولة، وكان مشهورا. ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 811. (¬2) في الأصل: «سرق». (¬3) في الأصل: «يجر». (¬4) كذا، والصواب: «الولاة». (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 811. (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 814 وفيه: «نوغيه». (¬7) السلوك ج 2 ق 3/ 814. (¬8) كتبت فوق السطر. (¬9) الصواب: «قيمته ألفا». (¬10) في الأصل: «العلم بن». (¬11) السلوك ج 2 ق 3/ 814 وفيه «بن سهلول». وقد تقدّم في حوادث سنة 745 «ابن سهلول». (حوادث شهر ذي الحجة)، ثم ورد بعد ذلك «ابن زنبور» في أكثر من موضع.

سنة إحدى وخمسين وسبعماية

سنة إحدى وخمسين وسبعماية [محرّم] [الشكوى من الفار] في محرّم وقف العامّة للسلطان يشكون من مظالم الضامن وما أحدثه من الزيادة في ضرائب المكوس، فما التفت إليهم. وكان قد حلّ بالناس من البلايا ما لا يعبّر عنه من إحداث ذلك والتجاوز عن الحدّ. وكانت حوادث قبيحة في دار البطّيخ ودار السمك، بل وفي سائر المعاملات. فإنّ هذا العدوّ لله كان من جهة الوزير منجك، وهو يجرف إليه الأموال جرفا. وتمكّن منه تمكّنا زائدا بحيث كان منجك يعظّمه جدّا ويقول: «هذا أخي» (¬1). [وقعة صاحب بغداد مع العرب] وفيه أوقع الشيخ حسين صاحب بغداد وهو وحيار بن مهنّا بطائفة من العرب وقتل منهم نحوا من المايتين، وأسر جماعة كثيرة، وفرّ منهم عدّة إلى جهة الرحبة، فبعث حيار بن مهنّا إلى باش الرحبة، وهو إذ ذاك ماردين النوري، وطلب منه تمكينه منهم، فامتنع من ذلك، فكتب إلى (¬2) السلطان، فعزله عن النيابة (¬3). [وصول التاجر ابن مسافر] وفيه قدم إلى القاهرة الخواجا عمر بن مسافر، تاجر المماليك، بعد غيبة طويلة، وقدم معه صاحب حصن كيفا، فأكرما، وزاد شيخوا (¬4) في إكرام الخواجا عمر فإنه تاجره الذي كان قدم به / 31 أ / من بلاده ونسب إليه. وكان من جملة ما أحضره صاحب حصن كيفا من المتجر نحوا من ثلاثماية جلد سنجاب فرو، فروعي في متجره، وقدّم للأمراء تقادم جليلة. وبعثوا هم أيضا إليه بمال جليل. وأقام بمصر، وعاد بعد شهر إلى بلاده (¬5). ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 814. (¬2) في الأصل: «وإلى». (¬3) في الأصل: «معربة عن البعمابة» والتحرير من: السلوك ج 2 ق 3/ 815. (¬4) يكتب: «شيخوا» و «شيخو». (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 815.

إنتهاء عمارة منجك

[إنتهاء عمارة منجك] وفيه انتهت عمارة منجك بالصوّة الذي يعرف (¬1) الآن بالمنجكيّة، وهو صهريج منجك الذي أنشأه على الثغرة (¬2) تحت القلعة (¬3)، ووقف عليه ناحية بلقينه من الغربية، اشتراها من بيت المال بخمسة وعشرين ألف درهم، وأنعم عليه بها (¬4). [عودة الحجّاج] [وفيه] قدم الحاجّ وقد حلّ بهم من البلاء ما لا يعبّر عنه ولا يوصف من شدّة الغلاء وقلّة الماء بمكة، حتى همّوا بالخروج منها ونزول بطن مر. فبعث الله تعالى في تلك الليلة بمطر استمرّ يومين وليلة حتى امتلأت البرك والآبار. وقدم أيضا عدّة قوافل بالغلال، فانحلّ السعر، وحصل بهم أيضا تخوّف من دخولهم المدينة لما كان قد وقع بها من أميرها، وكان قد صرف بسعد، فجمع جموعا وهجم المدينة الشريفة، واستولى على ما كان بها من ودائع الناس وعلى أموال الخدّام، وأخذ من قناديل الحجرة وأموال الأغنياء، وغيرهم وخرج (¬5). [صفر] [رسل ملك الروم] [وفي] صفر قدم رسل أرتنا ملك الروم وعلى يدهم مكاتبة السلطان يطلب تقليد النيابة ببلاد الروم عن السلطان، فأكرموا وأجيبوا إلى ذلك (¬6). [إخماد فتنة] وفيه كادت أن تثور فتنة بين الأمير منجك ومغلطاي أمير أخور، واستعدّ كلّ منهما لصاحبه بجماعته، حتى قام شيخو في ذلك وأخمد الفتنة (¬7). [حريق البندقانيين] وفيه وقع حريق بخطّ البندقانيين، فهلك به وتلف الكثير من الدّور، وركب إليه ¬

(¬1) الصواب: «التي تعرف». (¬2) في الأصل: «البقرة». (¬3) خارج باب الوزير. (المواعظ الاعتبار 2/ 32، النجوم الزاهرة 10/ 217). (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 815. وفي الأصل كتب هنا: «قف على وقف منجك». (¬5) تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 8، السلوك ج 2 ق 3/ 816. (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 816. (¬7) السلوك ج 2 ق 3/ 816.

ربيع الأول

شيخو، والنائب بيبغاروس، وعامّة الأمراء، ومنعوا العامّة من النهب، ووقعت أشياء تطول. وأعيا (¬1) الناس طفي هذه النار (¬2). وكان الهواء شديدا، فامتدّت النار إلى الرسّامين، وتعلّقت بما تجاه ذلك من الدّور، إلى أن اتصلت بزقاق الكنيسة آخذة إلى دار الجوكندار، ولم يبق إلاّ أن تصل لدار العلاء ابن فضل الله كاتب السرّ. وعظم الخطب، ونال الناس ذلك وأعياهم طفيها. ووقعت جهات، وذهب في هذا الحريق من الأموال ما لا ينحصر. ثم تتابع الحريق / 31 ب / بعد ذلك بالقاهرة وبمصر ودام كذلك مدّة، وتعب والي القاهرة تعبا عظيما هو وأعوانه. ثم نودي بأن لا يقيم بالقاهرة غريب، لأنهم اتّهموا بأنهم يلقون النار، وأنه وجد أشياء بزفت وزيت، وغير ذلك، يدلّ على أنّ النار مفتعلة، وتلقى في الأماكن (¬3). [ربيع الأول] [القبض على حراميّ] وفي ربيع الأول قبض على إنسان من الحرامية المفسدين يقال له حمام، وعلى عبد له كان يحمل سلاحه، وثلاثة نفر معهما. وكان قد كثر أذى حمام هذا، وزاد شرّه حتى تجاوز الحدّ، وعظم فساده، حتى صار يهجم الديار ويأخذ ما فيها، ويقتل من يمنعه. وأعيا (¬4) الولاة أمره، وترصّدوه، فما (¬5) قدروا عليه، حتى أوقعه الله تعالى فسمّر هو ومن أخذ معه، وشهّروا بالقاهرة، وأراح الله تعالى منه (¬6). [الاحتراس من الحريق] وفيه نودي باحتراس الناس على أملاكهم من الحريق، وكان قد زاد الحال فيه، وصار الناس يجدون هيئة كعكات من ورق مغيّبة بزيت وقطران، وتوجد سهام نشّاب بها نفط، ولم يعلم من الفاعل لذلك. واتّخذ الناس أوعية بدورهم ملوها (¬7) ماء لأمر يحلّ بهم. وكانت الناس في هذه الأيام في جزع شديد وتخوّف ما عنه مزيد. [ربيع الآخر] [عزل جماعة من الولاة] وفي ربيع الآخر قبض على مقدّمي الدولة، وعزل جماعة من ولاة الأقاليم. وكان ¬

(¬1) الصواب: «وأعيى». (¬2) كتب بقربها في الأصل: «قف على هذا الحريق». (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 816 - 818، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 535، 536. (¬4) الصواب: «وأعيى». (¬5) في الأصل: «وفما». (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 818. (¬7) الصواب: «ملأوها».

فتنة الأطفيحية

قد وقف جماعة من الجند للسلطان يشكون من ولاة البلاد وطمعهم، وخراب البلاد، فأنكر الأمراء على الوزير منجك ذلك، وقبح سيرة (¬1) الولاة بالأعمال، وعرضوا له بأنهم يقولوا (¬2) بالرشا، فلهذا اجتاح (¬3) الظلم العباد، وخراب البلاد بالأخذ. وأخذ شيخو في الحطّ على مقدّمين (¬4) الدولة، وما هما (¬5) فيه من اللهو والانهماك في اللذّات وكثرة الأموال، فلم يجد الوزير بدّا من موافقة (¬6) الأمراء على عزل الولاة والقبض على المقدّمين، وألزما (¬7) بالأموال (¬8). [فتنة الأطفيحية] وفيه وقعت بالإطفيحيّة فتنة وأمور ثار بها العربان، وفعلوا أفعالا عجيبة، حتى خرج إليهم سبعة من الأمراء الألوف، وعدّة من العشرات. وجرى ما لا خير فيه (¬9). [جماد الأول] [إبعاد الساقي أحمد] وفي جماد الأول أخرج أحمد الساقي إلى حلب لسوء سيرته / 32 أ / في كشف الجسور بالغربية (¬10). [قدوم ابن مهنّا] وفيه قدم جبار (¬11) بن مهنّا إلى القاهرة بعد أن كان تقدّم قدوم قوده وقود سيف بن فضل، ثم عاد بعد أيام إلى بلاده مستمرّا على إمرته (¬12). [قاصد صاحب أذربيجان] [وفيه] قدم قاصد الأشرف دمرداش صاحب أذربيجان وتبريز يتضمّن السلام والتودّد، فأكرم قاصده وأعيد إليه بعد ذلك بجواب من جنس ما جاء به (¬13). [إرسال قاصدين] وفيه بعث إلى دمرداش (¬14) قاصد، وإلى الشيخ حسن أيضا صاحب بغداد (¬15). ¬

(¬1) في الإصل: «برة». (¬2) الصواب: «يقولون». (¬3) في الأصل: «احتاحوت». (¬4) الصواب: «على مقدّمي». (¬5) الصواب: «وما هم». (¬6) في الأصل: «يوافقه». (¬7) في الأصل: «والبرا». (¬8) السلوك ج 2 ق 3/ 818، 819. (¬9) السلوك ج 2 ق 3/ 819. (¬10) السلوك ج 2 ق 3/ 819. (¬11) في الأصل: «خيار». (¬12) السلوك ج 2 ق 3/ 820. (¬13) السلوك ج 2 ق 3/ 820. (¬14) في الأصل: «إدريس»، وهو غلط. (¬15) السلوك ج 2 ق 3/ 820 والتصحيح منه.

وفاة نائب غزة

[وفاة نائب غزّة] [130]- وفيه مات دلنجي (¬1) نائب غزّة. وكان ابن (¬2) أخت جنكلي بن البابا. وكان من المشاهير، تنقّلت به الأحوال، حتى استقرّ في نيابة غزّة، وأوقع بالعشير والعرب، بعد أن قاسى من عرب جرم الشدائد، وقويت حرمته بها. [خلع صاحب تونس] وفيه (¬3) خلع صاحب تونس (¬4) ملك إفريقيّة أبو العبّاس الحفصي من الملك، وقام بعده أخوه أبو إسحاق إبراهيم بن أبي بكر الحفصيّ، وكانت مدّة أبو (¬5) العباس الفضل ستة أشهر. [رجب] [هرب صاحب مكة] [في] رجب قدم السيّد الشريف عجلان الحسني صاحب مكة المشرّفة فارّا منها، وقد أخرجه أخوه ثقبة، فطلب من السلطان أن يبعث معه تجريدة، فلم يجب إلى ذلك. وأمر بشراء مماليك واستخدام الأجناد البطّالين، فشرع في ذلك، وقرّره السلطان في إمرة مكة (¬6) بمفرده، وعاد إليها بعد ذلك في رمضان، وكان معه ماية فارس، وحمل معه قسيّا وسهاما وغير ذلك من الأسلحة (¬7). ترجمة ابن قيّم الجوزية (¬8) [131]- وفيه مات العلاّمة الشمس ابن (¬9) قيّم الجوزيّة (¬10)، محمد بن أبي ¬

(¬1) انظر عن (دلنجي) في: السلوك ج 2 ق 3/ 833، والدرر الكامنة 2/ 102 رقم 1697، والنجوم الزاهرة 10/ 249، ووجيز الكلام 1/ 55 رقم 94. وقيّده ابن حجر بكسر الأول وفتح اللام وسكون النون وكسر الجيم. (¬2) في الأصل: «وكان بن». (¬3) في الأصل: «فده». (¬4) في الأصل: «خلع على ملك تونس». والتحرير من السلوك ج 2 ق 3/ 833. (¬5) الصواب: «أبي». (¬6) في الأصل: «بكم». (¬7) السلوك ج 2 ق 3/ 833. (¬8) العنوان عن الهامش. (¬9) في الأصل: «الشمس بن». (¬10) انظر عن (ابن قيّم الجوزية) في: ذيل العبر للحسيني 282، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 447، والبداية والنهاية 14/ 234، 235، والوافي بالوفيات 2/ 270، والردّ الوافر 68، 69 رقم 28، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 16، 17، والسلوك ج 2 ق 3/ 834، والدرر الكامنة 3/ 40 - 403 رقم 1067، والنجوم الزاهرة 10/ 249، ووجيز الكلام 1/ 53، 54 رقم 92، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 540، وبغية الوعاة 1/ 62، 63، رقم =

التحرك للحج

بكر بن أيوب بن سعد بن جوبر الزرعيّ الدمشقيّ الحنبليّ، صاحب التصانيف الكثيرة المشهورة. وكان إماما، عالما، فاضلا، بارعا في عدّة علوم. وسمع على التقيّ بن تيميّة، وامتحن معه، وانفرد بأشياء قال بها، وأفتى بجواز المراجعة من الطلاق البائن الكبير بغير محلّل، وامتحن بسبب ذلك حتى رجع عنه. وكان واسع الباع، كثير الاطّلاع، وشهرته تغني عن مزيد ذكره. ومولده سنة 691. [التحرّك للحجّ] وفيه تحرّك النائب بيبغاروس، وطاز للسفر إلى الحجّ (¬1). [خروج السلطان] وفيه خرج السلطان إلى سرحة سرياقوس (¬2). [وفاة لاجين الناصري] [132]- وفيه مات لاجين (¬3) الناصريّ أمير أخور، وترك مالا جمّا / 32 ب / ورثه بعده ولده. ثم مات بعد أربع (¬4) شهور. ¬

= 111، وتاريخ الخلفاء 500، والدارس 2/ 90، وكشف الظنون 89، 125، 129، 168، 206، 230، 235، 260، 341، 375، 455، 456، 592، 608، 623، 650، 728، 861، 909، 911، 932، 947، 992، 1051، 1083، 1111، 1129، 1256، 1369، 1417، 1421، 1432، 1450، 1465، 1471، 1506، 1704، 1729، 1761، 1828، 1914، 1994، 2030، 2043، وروضات الجنات 205، وإيضاح المكنون 1/ 271، 422، و 2/ 540، وهدية العارفين 2/ 158، 159، وشذرات الذهب 6/ 168، وديوان الإسلام 4/ 51، 52 رقم 1729، والمجدّدون في الإسلام للصعيدي 302 - 306، وفهرس مخطوطات الظاهرية ليوسف العش 309، 310، وفهرست الخديوية 5/ 81، 82، والأعلام 6/ 280، 281، ومعجم المؤلّفين 9/ 107، والبدر الطالع 2/ 143، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 138 - 140 رقم 198، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) ق 2 ج 3، 194، 195 رقم 906، ومختصر ذيل طبقات الحنابلة 114، والمنهج الأحمد 449، والدرّ المنضّد 2/ 521 - 523 رقم 1320، والمقصد الأرشد رقم 910. (¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 820. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 821. (¬3) انظر عن (لاجين) في: السلوك ج 2 ق 3/ 833، والدرر الكامنة 3/ 272 رقم 713. (¬4) الصواب: «أربعة».

نيابة طرابلس

[نيابة طرابلس] وفيه قرّر في نيابة طرابلس بكلمش أمير شكار، عوضا عن أمير مسعود بن خطير، وكتب بحضور مسعود إلى القاهرة (¬1). [حمل سيس] وفيه قدم حمل سيس، وكان على حكم النصف لخراب بلادهم (¬2). [تقرير تقدمة] وفيه قرّر عمر بن أرغون في تقدمة قطلوبغا الذهبيّ، وقرّر قطلوبغا في إمرة لاجين أمير أخور (¬3). [شعبان] [مهاجمة الإطفيحية] وفي شعبان هجم ابن (¬4) معين بعربانه على الإطفيحيّة، فحاربه أهلها، ووقعت مقتلة قتل فيها جماعة نحوا (¬5) من مايتي رجل، وكسروا من ابن (¬6) معين. وحصل ما لا خير فيه (¬7). [نيابة غزّة] وفيه قرّر في نيابة غزّة فارس الدين ألبكي، وأنعم بإمرته على أخيه. وقرّر قطليجا الدوادار في إمرة طبلخاناة (¬8). [رمضان] [شراكة ثقبة لعجلان بحكم مكة] وفي رمضان سافر السيد الشريف عجلان إلى مكة، وعقيب سفره وصل قاصد ثقبة بمكاتبة وصحبة ذلك محضر عمل بمكة ثابت على قضاتها يتضمّن الشكر من سيرته وتكذيب عجلان فيما نقل عنه، فكتب باستقراره شريكا لأخيه عجلان (¬9). ¬

(¬1) تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 9، السلوك ج 2 ق 3/ 820، النجوم الزاهرة 10/ 217، 218. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 820. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 820. (¬4) في الأصل: «هجم بن». (¬5) الصواب: «نحو». (¬6) في الأصل: «من بن». (¬7) السلوك ج 2 ق 3/ 820. (¬8) السلوك ج 2 ق 3/ 820. (¬9) السلوك ج 2 ق 3/ 820.

تقرير ابن خطير في إمرة طبلخاناة

[تقرير ابن خطير في إمرة طبلخاناة] وفيه كتب بعود أمير مسعود بن خطير إلى دمشق بطّالا حتى ينحلّ له ما يليق به، فعاد من رملة لدّ إلى دمشق، ثم قرّر في إمرة طبلخاناة بها، وكتب إليه بأن يجلس مترفّعا على مقدّمي الألوف بدمشق. (¬1) [الرسلية إلى صاحب بغداد] وفيه وصل قرا وأشقتمر المتوجّهين في الرسليّة إلى الشيخ حسن، بأنّ دمرداش ما بعث رسوله إلاّ عينا لكشف خبر العساكر المصرية، وأنه طائع في أخذ البلاد، وما فعله فهو مكر (¬2). [صوم السلطان] وفيه خرج السلطان إلى برّ الجيزة ليتمّ صوم رمضان (¬3). [زيادة إقطاع طاز] وفيه توجّه طاز إلى سرحة البحيرة، وأنعم عليه بعشرة آلاف إردبّ من الشعير، وخمسين (¬4) ألف درهم، وزيد في إقطاعه طموه من الجيزية (¬5). [وصول تقادم البلاد الشامية] وفيه وصلت تقادم البلاد الشامية، من نوّابها، وتواردت على بيبغاروس النائب لكونه يسافر إلى الحجّ، وكذا تقادم الأمراء بمصر، وحصل له أشياء كثيرة، وتجهّز هو وطاز تجهّزا حافلا (¬6). [شوال] [عودة السلطان] وفي شوّال عاد السلطان من الجيزة إلى القلعة (¬7). ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 821، النجوم الزاهرة 10/ 218. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 821. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 821. (¬4) في الأصل: «وممبع خمسين». (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 821، النجوم الزاهرة 10/ 218. (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 821. (¬7) السلوك ج 2 ق 3/ 822.

وفاة ابن أمير الغرب التنوخي

[وفاة ابن أمير الغرب التنوخي] [133]- وفيه مات ابن أمير الغرب حسين بن خضر (¬1) بن محمد بن / 33 أ / محمد (¬2) بن حجّي بن كرامة بن بحتر (¬3) بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن إسحاق بن محمد التنوخيّ، صاحب جبال الغرب من بيروت. وجدّه الحسين بن إسحاق هو ممدوح (¬4) المتنبّي. وكان صاحب الترجمة يلقّب بناصر الدين. وكان شيخا، جواد (¬5)، جيّد الخطّ، كثير الخدمة والقيام لمن يتوجّه إلى جهة تلك النواحي من الأكابر. وكان مطاعا في قومه، وله شهرة. وذكر: وأول من ولي تلك الناحية منهم كرامة بن بحتر (¬6) في أيام العادل نور الدين محمود بن زنكي بن آق سنقر، فسمّي أمير الغرب. وبإمرة الثاني هذا نزل (¬7) عن إمرته وإقطاعه لولده صالح. فلمّا مات (¬8) أقرّ على ما هو عليه. ومولده سنة سبع وستين وستماية. [خروج المحمل] [وفيه] خرج الحاجّ، وأميرهم على المحمل بزلار أمير سلاح. وخرج طلب النائب بيبغاروس في تجمّل زائد، ومعه ماية وخمسون مملوكا بآلات السلاح. وخرج طلب طاز، وفيه ستون مملوكا، ولما ارتحلوا رحل النائب، ثم بعده طاز، ثم بزلار بالحاج، فكانت ركوبا ثلاثة (¬9). [القبض على منجك الوزير] وفيه صرف منجك عن الوزارة وقبض عليه بعد أمور، وقبض عليه بعد أمور يطول الشرح في ذكرها. وكان السلطان قد عمل الخدمة بالقصر، وحضر القضاة والأمراء، وكان شيخوا غائبا بالعبّاسة. ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 834، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 12، والدرر الكامنة 2/ 54، 55 رقم 1586، ووجيز الكلام 1/ 55 رقم 96، وتاريخ ابن سباط 2/ 697. (¬2) تكرّرت في الأصل. (¬3) في الأصل: «الخضر». (¬4) في الأصل: «بروح». (¬5) الصواب: «جيدا». (¬6) في الأصل: «بحير». (¬7) في الأصل: «بدل». (¬8) في الأصل: «فمايات». (¬9) السلوك ج 2 ق 3/ 822، النجوم الزاهرة 10/ 218، ووجيز الكلام 1/ 51.

ذو القعدة

ثم أخرج منجك إلى الإسكندرية وسجن بها، واحتيط على موجوده، وتتبّعت جماعته وحواسبه، وعبد له اسمه عنبر البابا. وكان قد أفحش في قطع المصانعات، والترفّع على الناس. وكتب إلى شيخو بإعلامه بالقبض على منجك، وأن يحضر، فقام منكلي بغا ومغلطاي في المنع من حضوره. وما زالا يخيّلا (¬1) للسلطان منه حتى كتب له مرسوم بنيابة طرابلس، ثم كتب له بإمرة دمشق، فتوجّه إليها، ثم كتب بالقبض عليه وإحضاره إلى سجن سكندرية. ولما وصل إليه الخبر بذلك حلّ سيفه بيده، وقال لنائب الشام: «والله ما أعرف لي ذنبا فيهم، غير أنني كنت لهم جسرا أمنع بعضهم من البعض». ثم قال: «لئن كان هذا، وأما هناك من غير هتكه»، وتعب. ثم بعد ذلك وصل إلى الإسكندرية وسجن بها. وجرت أمور يطول الشرح في ذكرها (¬2). [ذو القعدة] [تعيين أمراء] وفي ذي قعدة قرّر بيبغاططر حارس الطير (¬3) في نيابة السلطنة عوضا عن بيبغاروس بعد تمنّع زائد، وخلع عليه / 33 ب / بذلك (¬4). وقرّر في الرأس نوبة الكبرى مغلطاي الأمير أخور مضافا للأمير أخورية، وأطلق له التحدّث في الدولة كلّها عوضا عن شيخو (¬5). وقرّر منكلي بغا الفخري رأس نوبة أتابك العساكر. وزيّنت مصر والقاهرة لولايات الأمراء، ودقّت البشائر (¬6). [مصالحة طشتمر وابن فضل الله] وفيه وصل طشتمر (¬7) الدوادار كان وعلى يده سيف شيخو من دمشق، فخلع عليه وأعيد إلى الدوادارية، وتصالح هو وابن فضل الله كاتب السرّ بحضرة الأمراء (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «ولا ولا». (¬2) خبر القبض على منجك في: تاريخ الدولة التركية، ورقة 41 ب، والبداية والنهاية 14/ 236، وتذكرة النبيه 3/ 144، والجوهر الثمين 2/ 197، والسلوك ج 2 ق 3/ 824، والنجوم الزاهرة 10/ 218، 219، وتاريخ ابن سباط 2/ 696، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 536. (¬3) في الأصل: «طر». (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 823، النجوم الزاهرة 10/ 220. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 823. (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 823، النجوم الزاهرة 10/ 220. (¬7) في السلوك ج 2 ق 3/ 824 «طشبغا». (¬8) السلوك ج 2 ق 3/ 824، 825.

تأمير صرغتمش

[تأمير صرغتمش] وفيه رسم لصرغتمش أن يدخل مع الأمراء، وكان من جملة الجمداريّة ومن جماعة شيخو (¬1). [القبض على أمراء] وفيه قبض على جماعة من الأمراء والأعيان، فبعث بعضا (¬2) منهم إلى الإسكندرية، وقرّر بعضا (¬3) منهم بالبلاد الشامية (¬4). [نيابة البيرة] وفيه استقرّ في الأستادارية بلبان السناني نائب البيرة، عوضا عن منجك (¬5). [ثورة نائب صفد] وفيه لما بلغ أحمد الساقي نائب صفد القبض على منجك ثار بصفد وملك قلعتها بحيلة، وخرج عن الطاعة، وقدم الخبر بذلك إلى القاهرة، فكتب بتجريد عساكر غزّة والشام إليه (¬6). [نيابة الإسكندرية] وفيه قرّر في نيابة الإسكندرية الشهاب ابن (¬7) قرمان عوضا عن بكتمر المؤمني (¬8). [حجوبية حلب] وصرف جركتمر عن نيابة الكرك وقرّر في حجوبية حلب عوضا عن موسى (¬9). [وفاة الفخر المصري] [134]-، [وفيه] مات الفخر المصري (¬10) محمد بن علي بن إبراهيم بن ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 825. (¬2) الصواب: «فبعث بعض». (¬3) الصواب: «وقرّر بعض». (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 825، النجوم الزاهرة 10/ 219. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 826. (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 826، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 10. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) السلوك ج 2 ق 3/ 827، النجوم الزاهرة 10/ 222. (¬9) موسى الحاجب. (¬10) انظر عن (الفخر المصري) في: ذيل العبر للحسيني 283، 284، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 251، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 15، =

القبض على بيبغاروس

عبد الكريم (¬1) الدمشقيّ، الشافعي. وكان عالما، فاضلا، ذكيّا، حفظة، يتوقّد ذكاء. حفظ «مختصر الحاجب الأصلي» في تسعة عشر يوما. وهو من غريب النوادر. ومولده سنة أحد (¬2) وتسعين وستماية. [القبض على بيبغاروس] وفيه وصل الخبر بالقبض على بيبغاروس وصرفه إلى مكة، وأخذ بسيفه إلى القاهرة، وأشيع بأنه سجن بالكرك ولم يكن ذلك إلاّ بعد أن حجّ وعاد، فإنه لما قبض عليه تلطّف بطاز وبزلار في أن يكون معهما موكّلا به حتى يحجّ، فأجاباه إلى ذلك. ولما بلغ المصريّين ذلك ظنّوا أنّ طاز معه (¬3). [وزارة ابن زنبور] وفيه خلع على العلم ابن زنبور بالوزارة عوضا عن منجك، مضافا لما معه من نظر الخاصّ والجيش بعد أن تمنّع من ذلك، واشترط شروطا كثيرة. وكان ليوم ولايته يوما مشهودا (¬4). [نيابة حماه] وفيه قرّر فيه نيابة حماه طنيرق عوضا عن أسندمر العمري (¬5). [وزارة ابن زنبور] وفيه حمل العلاء بن فضل الله تقليد الوزارة إلى العلم بن زنبور، ولقّب فيه ¬

= وطبقات الشافعية، له 3/ 214 - 217 رقم 622، والسلوك ج 2 ق 3/ 823، 824، والوفيات لابن رافع 2/ 138، 139 رقم 269، والوافي بالوفيات 4/ 226 - 228، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 468 وعيون التواريخ 2 / ورقة 119 - 120 ب، والدرر الكامنة 4/ 51 - 53 رقم 149، والنجوم الزاهرة 10/ 250، وحسن المحاضرة 1/ 428، والدارس 1/ 245 - 250، و 273 و 369، وشذرات الذهب 6/ 170، 171، ووجيز الكلام 1/ 53 رقم 91، وهدية العارفين 2/ 159، ومعجم المؤلفين 10/ 300، وتاريخ الخلفاء 500. (¬1) في الأصل: «عبد السلام» والتصويب من المصادر. (¬2) الصواب: «سنة إحدى». (¬3) خبر القبض على بيبغاروس في: تاريخ الدولة التركية، ورقة 41 ب، وتذكرة النبيه 3/ 144، والجوهر الثمين 2/ 197، والسلوك ج 2 ق 3/ 828، والنجوم الزاهرة 10/ 221 و 223، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 536. (¬4) تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 10، السلوك ج 2 ق 3/ 828، النجوم الزاهرة 10/ 220 و 225. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 828، النجوم 10/ 225.

ذو الحجة

بالجناب العالي. فخرج إليه الصاحب / 34 أ / ابن زنبور، وتلقّاه وبالغ في شكره وإكرامه، وبعث إليه تقدمة سنيّة (¬1). [ذو الحجّة] [شادّية الدواوين والوزارة] وفي ذي حجّة قرّر بكتمر المؤمني نائب الإسكندرية في شادّية الدواوين (¬2). وقرّر السعد رزق الله ولد العلم بن زنبور في كتابة المماليك. وألزم الوزير وولده أن يباشر الوزارة وكتابة المماليك بغير معلوم (¬3). [استيلاء الكردي على الموصل] وفيه (¬4) وصل الخبر بأنّ إنسانا من الأكراد يقال له هندو جمع جمعا حافلا واستولى على الموصل، ولحق به نجم (¬5) التركماني، فتقوّى به، واستنابه، وأنه تحصّن بسنجار وأغار على الموصل فنهب وقتل، وأفسد الرّحبة، ومشى على بلاد ماردين ونهبها، وأنّ العساكر الشامية خرجت إليه ومعهم عسكر ماردين، فحصروه بسنجار، وآل به الأمر أن طلب الأمان على أنه يقيم الخطبة للسلطان، ويبعث بأخيه نجمة (¬6) في عقد الصلح، وفعل ذلك، فهرب نجمه (¬7) [عند] وصوله (¬8) قاقون (¬9). [عرض أجناد الحلقة] وفيه أمر السلطان بعرض أجناد الحلقة، ووقعت أمور، وآل [الأمر] (¬10) إلى إبطال العرض بعد أن حضر جميع من كان بالحلقة من الجند. وكان يوما مشهودا من كثرة الدعاء والبكاء (¬11). [القبض على نائب صفد] وفيه قبض على أحمد نائب صفد بعد أن زحف على قلعة صفد غير ما مرّة، ثم أخذ بالأمان (¬12). ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 829. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 829. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 830. (¬4) في الأصل: «وفي». (¬5) في السلوك: «نجمة». (¬6) في السلوك: «نجمة». (¬7) في السلوك: «نجمة». (¬8) في الأصل: «ووصوله». (¬9) السلوك ج 2 ق 3/ 830. (¬10) إضافة يقتضيها السياق. (¬11) السلوك ج 2 ق 3/ 830. (¬12) تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 10، السلوك ج 2 ق 3/ 831، النجوم الزاهرة 10/ 222 و 225.

الفتنة بمنى

[الفتنة بمنى] وفيه كانت الفتنة العظمى بمنى، وقبض فيها على صاحب اليمن الملك المجاهد علي بن المؤيّد داود بن المظفّر يوسف بن المنصور عمر بن علي بن رسول. وكان قد قصد أخذ مكة وتملّكها لما وقعت الفتنة بين الأخوين عجلان وثقبة، وبعث ثقبة هذا إلى عجلان يغريه بأخذها، فتجهّز وأظهر أنه يريد الحجّ. وبلغ العسكر المصري المتجهّز مع أمير الحاجّ إلى مكة بذلك، فاهتمّوا له مع جيش مكة. ووقعت أمور تطول، ونهبت الناس وقتل جماعة من الحاجّ وغيرهم. وقبض على المجاهد، ونهبت أمواله وتشتّت عساكره (¬1). [تشريق البلاد] وفيها - أعني هذه السنة - شرّق الكثير من البلاد والنواحي، وكان كذلك في السنة الماضية، والتي قبلها أيضا كانت المظالم كثيرة زائلة، سيّما في وزارة منجك، كان عرب الصعيد في الثورة ومنعوا أشياء كثيرة (¬2). ¬

(¬1) تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 10، 11، البداية والنهاية 14/ 237، السلوك ج 2 ق 3/ 831، النجوم الزاهرة 10/ 226 - 228، ووجيز الكلام 1/ 52. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 833.

سنة اثنتين وخمسين وسبعماية

/ 34 ب / سنة اثنتين وخمسين وسبعماية [محرّم] [وصول أسندمر] في محرّم وصل أسندمر العمري من حماه (¬1). [سرور السلطان بنائب حلب] وفيه وصل أرغون الكاملي نائب حلب منها على حين غفلة، فسرّ السلطان بقدومه عليه، وخلع عليه. وكان قد أشيع عنه المخامرة، فقطع مقدمه تلك الإشاعة. وكان بينه وبين موسى حاجب حلب عداوة فلم ير لنفسه من يتمكّن منه، ورأى أنه إن فعل به أمر (¬2) فليكن على يد غيره. ولما أعيد إلى حلب كتب بصرف موسى وولايته ولاية قلعة الروم (¬3). [سجن بيبغاروس] وفيه وصل الخبر من العقبة بأنّ بيبغاروس تسلّمه طينال من طاز، وسار به إلى الكرك يسجن بها. وعادت التجريدة التي كانت خرجت للعقبة من غير أن تلقى الشرّ، فإنها كانت توجّهت بسبب بيبغا هذا، لتوهّم أنّ طاز معه أو نحو ذلك (¬4). [العفو عن صاحب اليمن] وفيه قدم طاز من الحجاز بمن معه وصحبته الملك المجاهد صاحب اليمن، ثم صعد بالمجاهد مقيّدا إلى بين يدي السلطان، وشفع فيه طاز، فحلّ عن القيد وأكرم (¬5). [القبض على جماعة بيبغاروس] وفيه قبض على جماعة من ألزام بيبغاروس وأخرجوا إلى الإسكندرية (¬6). ¬

(¬1) البداية والنهاية 14/ 238. (¬2) الصواب: «أمرا». (¬3) تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 16، السلوك ج 2 ق 3/ 835 و 837. (¬4) تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 19، السلوك ج 2 ق 3/ 835، النجوم الزاهرة 10/ 228. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 836، 837، النجوم الزاهرة 10/ 229، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 537. (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 836.

حضور صاحب اليمن الموكب

[حضور صاحب اليمن الموكب] وفيه حضر المجاهد الموكب مع الأمراء وجلس معهم تحتهم، وألزم بحمل أربعماية ألف دينار يقترضها من تجّار الكارم (¬1)، حتى يؤذن له بالسفر بعد ذلك (¬2). [سفر صاحب اليمن إلى بلده] وفيه حضر المجاهد الخدمة السلطانية بالقصر وكان له يوما مشهودا (¬3). وكان قد تلطّف به عند السلطان حتى أعفاه من المطمع الذي كان قد قدّر عليه وقدّمه السلطان ووعده بأن يعيده إلى مملكته معزّزا مكرّما بعد الإحسان إليه. ثم إنه صار يركب وينزل إلى نواحي القاهرة، وسافر بعد أيام بعد المنّ عليه والإحسان الزائد إليه. وكان السلطان قد أسرّ إلى مسفّره بأنه إن يرى منه ما يريب يمنعه من المضيّ ويطالع به (¬4). [الخلعة على صرغتمش] وفيه خلع على صرغتمش وقرّر في الرأس نوبة بعناية طاز ومغلطاي (¬5). [ربيع الأول] [وصول قطلوبغا إلى القاهرة] وفي ربيع الأول وصل إلى القاهرة قطلوبغا، وكان قد خرج مسفّرا لفيّاض بن مهنّا، وكان قد أعيد إلى إمرة العرب (¬6). [ضياع أحوال بلاد الشام] وفيه قدم الخبر بلين أيتمش الناصري نائب الشام وضياع أحوال تلك النواحي بسبب ذلك، وأنّ أهل الشام لقّبوه ب‍ «إيش كنت أنا»! / 35 أ / وأنّ أحوال الشام متوقّفة، والغلاء بها فاش، وأنّ الجراد قد أضرّ زرعها (¬7). ¬

(¬1) تجار الكارم - الكارميّة: وهم فئة من كبار التجار احتكروا تجارة التوابل التي تأتي من بلاد الهند والشرق الأقصى. وأصل الكلمة هندي (كاريام Karayam) ومن معانيها: الأعمال أو الأشغال. وقيل إنها من لفظين: «كار» بمعنى الحرفة أو العمل أو الصنعة. و «يم» بمعنى البحر أو المحيط. (التجارة الكارمية وتجارة مصر في العصور الوسطى - المجلة التاريخية المصرية - صبحي لبيب - المجلّد 4، العدد 2 - القاهرة 1952 - ص 5 - 63). (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 837، النجوم الزاهرة 10/ 229. (¬3) الصواب: «يوم مشهود». (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 838، 839، النجوم الزاهرة 10/ 230. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 838، النجوم الزاهرة 10/ 230. (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 839. (¬7) السلوك ج 2 ق 3/ 839.

السيل بحماه

[السيل بحماه] وفيه وصل الخبر بأنه كان بحماه سيلا عظيما (¬1) أخرب عدّة أماكن (¬2). [مقتل أمير المدينة المنوّرة] [135]- وفيه وصل الخبر بقتل سعد بن ثابت الحسنيّ أمير المدينة الشريفة على يد أدّي (¬3)، فقرّر عوضه فضل بن قاسم (¬4). [ربيع الآخر] [عرس ابنة الناصر محمد] وفي ربيع الآخر كان عرس الخوند زهراء ابنة الناصر محمد بن قلاون، أخت السلطان، وزوجة آق سنقر الناصريّ، على طاز وكان مهمّا حافلا. ثم كانت أعراس جماعة من الأمراء بعد ذلك. وكان السلطان هو الذي يعمل لهم المهمّات، كلّ ما يليق به. فأقامت الأفراح بالقاهرة في طول هذا الشهر (¬5). [ترفّع نوروز على الأمراء] وفيه أخرج نوروز على إمرة طبلخاناة بدمشق، وكان قد أحضر من الشام واستمرّ في تقدمة ألف بمصر، فصار يترفّع على الأمراء ويتجسّر في السلطان ويتحدّث معه في المشورة، فما حملوه (¬6). [القبض على صاحب اليمن] وفيه وصل الخبر بأنّ قشتمر قبض على المجاهد صاحب اليمن بينبوع (¬7). ثم خرج الأمر بحمله إلى سجن الإسكندرية (¬8). [وفاة صاحب فاس] [136]- وفيه مات السلطان الكبير ملك الغرب، صاحب فاس وتلك النواحي أبو الحسن علي بن أبي سعيد (¬9) عثمان بن يعقوب بن عبد الحقّ المريني. ¬

(¬1) الصواب: «سيل عظيم». (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 839. (¬3) في الأصل: «مارى». (¬4) تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 23، 24، السلوك ج 2 ق 3/ 839، 840. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 840. (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 840. (¬7) يقال: «ينبوع» و «ينبع» بفتح أوله. من تهائم الحجاز. (تقويم البلدان 88). (¬8) السلوك ج 2 ق 3/ 840، بدائع الزهور 1 ق 1/ 537. (¬9) في الأصل: «علي بن أبي سعد بن عثمان»، والتصويب من:

جماد الأول

وكان من أجلّ ملوك فاس وأشهرهم، وأعلاهم قدرا وهمّة، عالما، فاضلا، بارعا، شجاعا، مقداما، عارفا، عاقلا، سيوسا، حازما، عادلا، كامل السّؤدد، كثير المهابة، كثير الجيوش. يقال إنّ جيشه زيادة على الماية ألف. وكان عالي الهمّة في الجهاد، وملك فاس ومرّاكش بعد أبيه، ودام ملكه إحدى وعشرين سنة نشر فيها العدل، وأبطل مكوسا وخمورا. ومات بجبال المصامدة وهو كهل. وكان شديد الأدمة. وملك بعده ولده أبو عثمان فارس. [جماد الأول] [وصول رسل ملك أذربيجان] وفي جماد الأول وصل رسل دمرداش جوبان ملك أذربيجان بسبب الصلح، فأنزلوا بصهريج منجك، ولم يمكّن أحد من الاجتماع بهم. / 35 ب / ثم مثلوا بين يدي السلطان وأعيدوا بالأجوبة عمّا جاءوا به (¬1). [نيابة غزّة] وفيه قرّر في نيابة غزّة أرغون الإسماعيلي عوضا عن ألبكي، وقدم ألبكي فقرّر في إمرة طبلخاناة بمصر (¬2). [هرب عرب الإطفيحية] وفيه كثر أذى عرب الإطفيحية وضررهم، وخرج إليهم طاز ليكبس عليهم، ففرّوا (¬3). [مرض السلطان] وفيه توعّك السلطان ولزم الفراش أياما، فأشيع عنه أنه تمارض حيلة، وبلغ طاز، ومغلطاي، ومنكلي بغا أنه إنّما أراد بإظهار توعّكه القبض عليهم إذا دخلوا عليه، وأنه قد اتفق مع جماعة على ذلك، وهم: أشقتمر، وملكتمر المارديني، وألطنبغا الزامر، وتنكز بغا، وأنه يعطيهم أقاطيعهم ووظائفهم، فأخذوا في التحرّز على أنفسهم (¬4). ¬

= شرح رقم الحلل للسان الدين ابن الخطيب 222 و 226 و 232 و 242 و 249 و 252 و 258 و 273 و 292 و 294 و 300 و 308 و 325 وصفحات أخرى. (انظر فهرس الأعلام 347)، وتذكرة النبيه 3/ 149، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 375، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 25، 26، والسلوك ج 2 ق 3/ 858، ومآثر الإنافة 2/ 144، و 148 و 153 و 154 و 164، و 165، و 254، والنجوم الزاهرة 10/ 251، ووجيز الكلام 1/ 59 رقم 104، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 536، والدرر الكامنة 3/ 85 رقم 180. (¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 840. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 840. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 840. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 841.

وفاة التاج المراكشي

[وفاة التاج المرّاكشي] [137]- وفيه مات التاج المرّاكشيّ (¬1) محمد بن إبراهيم بن يوسف بن حامد الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، فقيها، نحويا، أخرج إلى دمشق بسبب منافرة بينه وبين القزويني، فبغته الأجل فجأة. سمع على جماعة، منهم: محمد بن عالي، والتاج من الطبقة. ومولده بعد السبعماية. [جماد الآخر] [اتفاق الأمراء ضد السلطان] وفي جماد الآخر اتّفق طاز، ومغلطاي، ومنكلي بغا، على القيام على السلطان لما خافوه، فوافقهم النائب واتفاقهم على ذلك، وساروا بأطلابهم إلى جهة قبّة النصر، فبعث السلطان إليهم يسألهم عن سبب ركوبهم ويتلطّف بهم ويعلمهم أنّ إثارة الفتنة ليست بحسنة، فأعادوا إليه الجند بأنه اتفق مع مماليكه على القبض عليهم، ولا رجوع لهم عمّا هم فيه إلاّ إذا أرسل إليهم تنكز بغا، وألطنبغا، وأشقتمر، وملكتمر، وأنه لا بدّ من ذلك، فأجابهم وبعث بهم إليهم كسرا للشرّ، ظنّا منه أنهم إذا وصلوا إليهم يرجعوا عمّا هم فيه. / 36 أ / فحين وصل بهم إليهم قبضوا عليهم وبعثوهم إلى سجن خزانة شمايل. وبلغ السلطان ذلك، فشقّ عليه، وبعث إليهم بالنّمجاة (¬2) ودرقة الملك، وذكر لهم مع رسوله أنه خلع نفسه من السلطنة، وقام إلى الحريم، فبعثوا إليه بصرغتمش وقطلوبغا الذهبي، وآخرين، فدخلوا عليه إلى مكانه وأخذوه منه، فثار النساء بالحريم وأقمن الصياح والصراخ، وصاحت الستّ حدث بصرغتمش، وقالت (¬3) له: «هذا جزاؤه منك»؟ وأسمعته كلمات منكية. وأخرج إلى رواق الإيوان، ووكّل به من يحفظه. وعاد الخبر إلى الأمراء. وزال ملك حسن كأنه لم يكن. وكانت مدّته هذه ثلاث سنين وتسعة أشهر ونصف، منها مدّة الحجر عليه ثلاث سنين، ومدّة الاستبداد نحوا (¬4) من تسعة أشهر. وأنه لما قبض على شيخوا ثبت رشده، واستبدّ بالأمور حتى خلع. ¬

(¬1) انظر عن (التاج المراكشي) في: طبقات الشافعية الكبرى 5/ 233 - 237، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 380، وتذكرة النبيه 3/ 150، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 73، 28، والسلوك ج 2 ق 3/ 857، والدرر الكامنة 3/ 300 رقم 803، والنجوم الزاهرة 10/ 253، ووجيز الكلام 1/ 57 رقم 97، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 468، 469، وبغية الوعاة 1/ 16، والدارس 1/ 457، 458، والوفيات لابن رافع 2/ 144، 145، رقم 636، وشذرات الذهب 6/ 172، 173، وتاريخ الخلفاء 500. (¬2) النمجاة - النمشا: سيف لطيف خاص بالملك. (¬3) في الأصل: «وقال». (¬4) الصواب: «نحو».

بيعة الملك الصالح صلاح الدين

وكانت أيامه في هذه المدّة شديدة، جرت فيها الأهوال، وساءت الأحوال، وناهيك بالفناء العامّ الذي كان بها، والفتن والخراب، وقيام العربان، حتى اختلّ أمر المملكة، إلى غير ذلك من أشياء تطول. لكنه كان هو في نفسه مفرط الذكاء، مع صغر سنّة، ضابطا للأمور، عارفا، عاقلا، شهما، حسن التصرّف، سديد الكنه (¬1). لم يجد ناصرا ولا مغيثا (¬2). [بيعة الملك الصالح صلاح الدين] وفيه في يوم الإثنين ثامن عشرينه كانت مبايعة الملك الصالح صلاح الدين أبو (¬3) البقاء صالح بن الناصر محمد بن المنصور قلاون، أخو (¬4) حسن هذا بالسلطنة. وذلك أنّ الأمراء لما بعث السلطان إليهم بالنمجاة ودرقة الملك كما تقدّم، وجاءوه فقبضوا عليه، أصبحوا فاستدعوا صالحا هذا من الدّور مع وجود حسين، وعدلوا عنه اختشاء من عائلته. ثم بعثوا إلى الخليفة والقضاة والمشايخ، وسائر أهل الدولة وبايعوه بالسلطنة، ولقّبوه بالصالح، وأفيض عليه شعار السلطنة، وأركب فرس النوبة على العادة، وساروا به من باب الستارة إلى القصر، وهم مشاة بين يديه حتى أجلسوه على سرير الملك، وقام الكلّ بين يديه. وكان كلّ / 36 ب / من طاز، ومنكلي بغا آخذا بشكيمة فرسه، ثم حلفوا له على العادة، وتمّ أمره في السلطنة، واستبشر الناس بسلطنته تفاؤلا (¬5) باسمه ولقبه. [زيادة النيل] واتفق أن زاد النيل في يوم سلطنته ثلاثة أصابع بعد أن كان نقص شيئا، وزاد استبشارهم (¬6). ¬

(¬1) رسمت هكذا في الأصل. (¬2) خبر السلطان حسن في: ذيل العبر للحسيني 284، 285، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 41 ب، والبداية والنهاية 14/ 239، 240، وتذكرة النبيه 3/ 147، والجوهر الثمين 2/ 197، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 20، والسلوك ج 2 ق 3/ 841 - 843، والنجوم الزاهرة 10/ 231، ووجيز الكلام 56، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 537، وتاريخ ابن سباط 2/ 702، وتاريخ الخلفاء 500. (¬3) الصواب: «أبي». (¬4) الصواب: «أخي». (¬5) في الأصل: «تفالا». (¬6) خبر الملك الصالح في: ذيل العبر للحسيني 285، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 41 ب، وتذكرة النبيه 3/ 148، والسلوك ج 2 ق 3/ 843، والجوهر الثمين 2/ 199، والنجوم الزاهرة 10/ 231، 232 و 254، وتاريخ ابن سباط 2/ 703، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 538.

إكرام السلطان لأخويه

[إكرام السلطان لأخويه] وفيه بعث الصالح هذا إلى أخيه حسن يستعطفه ويسلّيه ويعيده إلى مكانه الذي كان هو به، ورتّب له جماعة في خدمته، وطلب أخاه حسينا أيضا فأكرمه وعظّمه ووعده بتغيير إقطاعه وبزيادة راتبه (¬1). [إرسال البشائر] وفيه خرجت البشائر إلى البلاد الشامية بسلطنته (¬2). [الخلاف بشأن الإفراج عن شيخو] وفيه كتب بالإفراج عن شيخو من سجنه وطلب إلى القاهرة. وكان طاز هو القائم بذلك وعورض، فكتب ثانيا بتوجّهه على نيابة حماه عوضا عن طنيرق، وانتقال طنيرق إلى نيابة حلب فما أعجب طاز وصرغتمش ذلك (¬3). [رجب] [الفتنة بسبب شيخو] وفي رجب كانت فتنة القبض على مغلطاي ومنكلي بغا الفخري بسبب قضيّة شيخو بعد أن جرت أشياء يطول الشرح في ذكرها، ركب فيها طاز وصرغتمش وأركبا السلطان معهما، ووقع قتال. وانكسر مغلطاي وفرّ، وانهزم منكلي بغا، وآل أمرهما إلى القبض عليهما، وسجنا بخزانة شمايل، وسرّ السلطان بذلك لما بلغه وهو بقبّة النصر في عساكره، فعاد إلى قلعته، وأصبح بها، وأقام الموكب بالإيوان، وجلس به، فدخل الأمراء عليه وهنّوه بالسلامة، ونودي بالزينة، وكتب بحضور شيخو (¬4). [الاحتفال بشيخو] وفيه قدم شيخو إلى القاهرة وكان لدخوله إليها يوما مشهودا، زيّنت له الصليبية، وكان بها جامعه المعروف به الآن، وكان قد فرغ منه في سنة خمسين وذلك قبل إنشائه الخانقاه، وسيأتي خبرها (¬5). وخلع عليه ونزل إلى داره في موكب حافل ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 843. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 844، ووجيز الكلام 1/ 56. (¬3) السلوك ج ق 3/ 844، النجوم الزاهرة 10/ 255. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 844، النجوم الزاهرة 10/ 255، ووجيز الكلام 1/ 56. (¬5) خبر شيخو في: تاريخ الدولة التركية، ورقة 42 أ، والجوهر الثمين 2/ 199، والسلوك ج 2 ق 3/ 844 - 848، والنجوم الزاهرة 10/ 255، 256، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 539.

الإفراج عن أمراء

ما رؤي مثله لأمير، وأظهروا (¬1) أهل القاهرة التهاني بقدومه (¬2). [الإفراج عن أمراء] وفيه كتب بالإفراج عمّن بالإسكندرية من الأمراء وهم منجك، وفاضل أخو بيبغاروس، وأحمد الساقي نائب صفد، وعمر شاه الحاجب، وآخرين (¬3)، وقدموا بعد ذلك وخلع عليهم. [سجن أمراء] وفيه أخرج بيبغاططر / 37 أ / حارس الطير نائب السلطنة، وأمر بأن يسفّر إلى نيابة غزّة، ثم اعترض في طريقه إلى الإسكندرية فسجن بها وسجن جماعة أخر معه منهم مغلطاي ومنكلي بغا وآخرين (¬4). [الشكوى من الضامن] وفيه ركب السلطان ومعه أمراؤه إلى الميدان، ولعب فيه بالكرة على العادة، وكان له يوما مشهودا (¬5)، ووقف له العامّة، فشكوا في الفار الضامن، ورفعت فيه زيادة على الماية قصّة، فقبض عليه، وضربه الوزير بالمقارع حتى كاد يهلك، وصودر على أموال كثيرة، ووجد له خبيئة فيها نحوا (¬6) من مايتي ألف درهم، فأخذت (¬7). [نيابة السلطنة] وفيه استقرّ في نيابة السلطنة قبلاي الحاجب عوضا عن بيبغا حارس الطير، وخلع عليه (¬8). [فتنة العربان] وفيه وصل الخبر بنفاق العربان بالوجه القبلي ونهب الغلال ومعاصر السّكّر وكبس ¬

(¬1) الصواب: «وأظهر». (¬2) تاريخ الدولة التركية، ورقة 42 أ، الجوهر الثمين 2/ 200، السلوك ج 2 ق 3/ 848، 849، النجوم الزاهرة 10/ 259، 260. (¬3) الصواب: «وآخرون». (¬4) تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 20، الجوهر الثمين 2/ 200، السلوك ج 2 ق 3/ 849، النجوم الزاهرة 10/ 262، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 539، ووجيز الكلام 1/ 56. (¬5) الصواب: «يوم مشهود». (¬6) الصواب: «فيها نحو». (¬7) السلوك ج 2 ق 3/ 849، النجوم الزاهرة 10/ 262. (¬8) السلوك ج 2 ق 3/ 849.

تقرير نائب غزة مقدم ألف

البلاد، وكثرة حروبهم وشرورهم وأذاهم، بحيث (¬1) قتل منهم ألف رجل في هذه الفتنة (¬2). [تقرير نائب غزّة مقدّم ألف] وفيه قرّر ألبكي نائب غزّة في مقدّمي الألوف بمصر، وعيّن للخروج إلى الوجه القبليّ هو وكاشف وعدّة أمراء طبلخانات (¬3). [الإفراج عن بيبغاروس] وفيه وصل بيبغاروس من سجن الكرك، وكان لدخوله إلى القاهرة يوما مشهودا (¬4)، ولما صعد إلى بين يدي السلطان خلع عليه ونزل إلى داره، وهرع إليه الناس، وحملت إليه التقادم (¬5). ثم قرّر في نيابة حلب عوضا عن أرغون الكاملي (¬6). [نيابة الشام] وقرّر الكاملي في نيابة الشام عوضا عن أيتمش الناصري (¬7). [نيابة حماه] وقرّر في نيابة حماه أمير أحمد الساقي شاد الشراب خاناه الذي كان نائبا بصفد، وجرى عليه ما عرفته. وقرّر في نيابة حماه عوضا عن طنيرق. ورسم لطنيرق بإمرة طبلخاناة بحلب، ثم عدل عن ذلك إلى أن يقيم بدمشق بطّالا (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: مهملة. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 850، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 42 أ، وفيه: «اقباي»، النجوم الزاهرة 10/ 262، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 540. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 850. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 850. (¬5) الصواب: «يوم مشهود». (¬6) تاريخ الدولة التركية ورقة 42 أ، السلوك ج 2 ق 3/ 850، النجوم الزاهرة 10/ 263، ووجيز الكلام 1/ 56، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 539. (¬7) تاريخ الدولة التركية، ورقة 42 أ، تذكرة النبيه 3/ 148، الجوهر الثمين 2/ 201، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 20، ووجيز الكلام 1/ 57. (¬8) ذيل العبر للحسيني 285، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 20، تذكرة النبيه 3/ 148، السلوك ج 2 ق 3/ 850، النجوم الزاهرة 10/ 263، ووجيز الكلام 1/ 57، وتاريخ ابن سباط 2/ 703. (9) تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 20، السلوك ج 2 ق 3/ 851.

قدوم أيتمش الناصري

[قدوم أيتمش النّاصريّ] [وفيه] رسم لأيتمش الناصري بقدومه إلى القاهرة (¬1). [استمرار الصحبة لابن زنبور] وفيه خلع على الصاحب علم الدين ابن زنبور بالاستمرار، فركب في إدارة المحمل أمامه بالزّنّاري في موكب حافل جدّا، ولم يركب أحد من الوزراء أمام المحمل سوى الصاحب ابن (¬2) السلعوس في أيام الأشرف خليل، والصاحب تقيّ الدين بن الغنّام في أيام الناصر محمد بن قلاون مرة واحدة فقط (¬3). [الإحاطة بموجود الست حدق] وفيه أحيط بموجود ستّ حدق، وما وجد لها كثير مال لكرمها، ثم أفرج عنها (¬4). [وفاة أمير المدينة] [138]- وفيه - فيما نظنّ - مات أمير المدينة المشرّفة أدّي (¬5)، ويقال: ودّي أيضا، ابن هبة بن جمّاز بن شيحة (¬6) بن هاشم بن قاسم بن المهنّا (¬7) بن حسين بن مهنّا بن داود بن القاسم بن عبد الله (¬8) بن طاهر بن علي بن جعفر (¬9) بن علي (¬10) بن الحسين بن علي بن أبي طالب الحسني، الهاشمي (¬11). وكان قد ولي إمرة المدينة، وجرت عليه خطوب غير ما مرّة، وآل أمره أن قبض عليه وسجن، وبغته الأجل في سجنه. [شعبان] [إقامة منجك بطّالا] وفي شعبان قرّر منجك في نيابة صفد، واستعفى من ذلك، وسأل الإقامة بصهريجه ¬

(¬1) النجوم الزاهرة 10/ 264. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 851. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 851. (¬5) انظر عن (أدّي) في: صبح الأعشى 4/ 301، والمقفّى الكبير 2/ 13 رقم 696، والسلوك ج 2 ق 3/ 856، والدرر الكامنة 1/ 368 رقم 857. (¬6) في الأصل: «سنحه». (¬7) في الأصل: «الضياء». (¬8) في الأصل: «عبد لله». (¬9) في المقفى 2/ 13 «طاهر بن يحيى بن الحسين بن جعفر». (¬10) في الأصل: «جعفر بن الجسد بن علي». (¬11) في الأصل: «الهاممى».

حجوبية الحجاب

بطّالا، فأجيب إلى ذلك بسفارة الأمير شيخوا، واستردّ أملاكه التي كانت خرجت عنه، ورمّ صهريجه، واستجدّ به خطبة وأقيمت به الجمعة (¬1). [حجوبية الحجّاب] وفيه استقرّ عمر شاه في حجوبية الحجّاب (عوضا عن قبلاي) (¬2) النائب. وقرّر طشتمر في مقدّمي الألوف والحجوبية الثانية. وأمّر جماعة من المماليك السلطانية (¬3). [تقديم المارديني] وفيه قدم أمير علي المارديني، فقرّر في تقدمة بيغرا، وكان قد قبض عليه وسجن (¬4). [تفريق أمراء] [وفيه] أخرج جماعة فرّقوا بالبلاد الشامية، منهم: طيبغا الدوادار، وأقجبا الحاجب، وملكتمر السعدي، وقطلوبغا أخو مغلطاي، وطينال الجاشنكير (¬5). [إعادة صاحب اليمن إلى بلده] وفيه وصل الملك المجاهد صاحب اليمن إلى القاهرة بعد الإفراج عنه من محبسه بالكرك، وأمر بالعود إلى بلاده من جهة عيذاب (¬6) بعد أن خلع عليه (¬7). [وفاة القطب ابن مكرم] [139]- وفيه مات القطب أبو بكر بن محمد بن مكرم (¬8) كاتب الإنشاء الشريف بجدّة. وكان فاضلا، كثير العبادة والمحاورة. سمع على جماعة. ومولده سنة 675. ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 851. (¬2) ما بين القوسين مكرّر في الأصل. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 851. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 851. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 851. (¬6) عيذاب: كانت تقع على البحر الأحمر، اندثرت في القرن 10 هـ‍. (النجوم الزاهرة 7/ 69 في الحاشية). (¬7) البداية والنهاية 14/ 240، السلوك ج 2 ق 3/ 852، النجوم الزاهرة 10/ 264، ووجيز الكلام 1/ 57. (¬8) السلوك ج 2 ق 3/ 856.

اعتقال نائب الشام

[اعتقال نائب الشام] وفيه قدم أيتمش الناصري نائب الشام فقبض عليه، وحمل إلى سجن الإسكندرية (¬1). [رمضان] [إمارة ثقبة بمكة] وفي رمضان وصل الشريف ثقبة أمير مكة، فخلع عليه بانفراده بإمرة مكة، بعد أن كان شريكا لأخيه عجلان، وتجهّز، وأقام عسكرا ليتوجّه به معه (¬2). [إبطال رسم البرسيم] وفيه أبطل رمي البرسيم والشعر الذي كان من القبائح، ويحصل به الضرر على أهل النواحي، ونقش بذلك رخامة بجانب باب القلعة من الصليبية (¬3). [إخراج عدّة مماليك] وفيه أخرج أيدمر الدوادار وعدّة من المماليك إلى البلاد الشامية (¬4). [خروج الهجّان عن الطاعة] وفيه وصل الخبر بخروج عيسى / 38 أ / بن حسن القاهري، الهجّان عن الطاعة، وامتناعه (¬5) في الوادي بجماعة (¬6). [وفاة الأحمدي] [140]- وفيه مات الناصر محمد بن بيبرس (¬7) الأحمدي (¬8) أحد الطبلخانات، وهو مجرّد بالصعيد، وحمل ميتا إلى القاهرة. ¬

(¬1) تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 20، البداية والنهاية 14/ 240، السلوك ج 2 ق 3/ 852، النجوم الزاهرة 10/ 264، ووجيز الكلام 1/ 57. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 852، النجوم الزاهرة 10/ 264، 265. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 852. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 853. (¬5) في الأصل: «وإشناعه»، والمثبت عن السلوك. (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 853. (¬7) في الأصل: «شريف بن أحد». (¬8) انظر عن (ابن بيبرس الأحمدي) في: السلوك ج 2 ق 3/ 857، والنجوم الزاهرة 10/ 253.

وفاة العلاء ابن مقاتل

ووالده لعلّه تقدّم في سنة 46 (¬1). [وفاة العلاء ابن مقاتل] [141]- وفيه مات بالقدس العلاء الحرّاني (¬2) علي بن محمد بن مقاتل ناظر الشام. [شوّال] [خلاف نائب الشام مع القاضي السبكي] وفي شوّال وصلت مكاتبة أرغون الكاملي نائب الشام بالحطّ على التقيّ السبكي قاضي القضاة بدمشق وأنه حكم بنزع وقف من يد أصحابه وأعاده ملكا. والتمس أرغون في مكاتبته أن يعقد لذلك مجلس بالقاهرة وقضاة القضاة وعلماء مصر بين يدي السلطان. فعقد ذلك. ووقع ما يطول شرحه. وآل الأمر أن كتب لنائب الشام بتحرير القضية (¬3). [غلاء اللحم] وفيه ارتفع سعر اللحم بالقاهرة وعزّ وجوده، ووقف حال المعاملين في اللحم، فأبطلهم الوزير، وصار اشترى الأغنام من أربابها بالثمن الناضّ (¬4). وكتب إلى الشام وإلى الوجه القبلي، وبعثت الأموال لتحصيل الأغنام، فوصلت بعد ذلك الأغنام وانحطّ السعر. [وفاة ابن العديم] [142]- وفيه مات قاضي القضاة بحلب الناصر ابن (¬5) العديم (¬6) محمد بن عمر بن عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى (¬7) بن زهير بن أبي جرادة العقيلي، الحلبي، الحنفي. ¬

(¬1) برقم (35). (¬2) انظر عن (العلاء الحرّاني) في: ذيل العبر للحسيني 286، وتذكرة النبيه 3/ 198، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 26، 27، والسلوك ج 2 ق 3/ 857، والنجوم الزاهرة 10/ 253، ووجيز الكلام 1/ 59 رقم 105. وفي الأصل: «الحدالي». (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 853. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 854، والثمن الناضّ: الثمن المدفوع نقدا. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) انظر عن (ابن العديم) في: ذيل العبر للحسيني 286، وذيل التقييد 1/ 198، 199، رقم 371، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 30، 31، والسلوك ج 2 ق 3/ 857، والدرر الكامنة 4/ 106، 107 رقم 293، والنجوم الزاهرة 10/ 251، ووجيز الكلام 1/ 58 رقم 99، وإعلام النبلاء 5/ 18 رقم 354، وتذكرة النبيه 3/ 151 - 155، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 378. (¬7) في الأصل: «علي».

خروج الحاج

وكان عالما، فاضلا، بارعا، من أعيان رؤساء بلده، صدرا، رئيسا. طالت أيامه في قضاء حلب زيادة على الثلاثين سنة، وطلب إلى القاهرة لقضائها ثم لم يتمّ ذلك. سمع من الأبرقوهي (¬1) وغيره. وولي قبل حلب قضاء حماه. وهو جدّ الجمالي عمر بن الجمال إبراهيم قاضي القضاة بمصر الآتي في محلّه. ومولده - أعني صاحب الترجمة - في سنة تسع وسبعين وستماية. [خروج الحاجّ] وفيه خرج الحاجّ من القاهرة وأميرهم بالمحمل طيبغا المجدي. وكان الحاجّ كثيرا في هذه السنة (¬2). [وفاة طشبغا] [143]-، [وفيه] مات بدمشق طشبغا (¬3) الدوادار الناصريّ. وكان فاضلا، ديّنا حسن السيرة، كثير مطالعة كتب الأدب. وكان من مماليك الناصر محمد بن قلاون. واختصّ نائبه أنوك. وولي الدوادارية في أول دولة الناصر حسن. ثم جرت عليه أمور حتى مات بدمشق بطّالا. [قدوم ركب التكرور] [وفيه] قدم ركب التكرور مع ملكهم، فسأل الإعفاء من الدخول على السلطان، فأعفي وسار هو إلى الحجّ (¬4). [ذو القعدة] [قتل الكردي بماردين] وفي ذي قعدة وصل الخبر بقتل الكردي (¬5) بحيلة عملت عليه من صاحب ماردين / ¬

(¬1) غير واضحة في الأصل. وهي من الدرر الكامنة. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 855. (¬3) انظر عن (طشبغا) في: درّة الأسلاك 2 / ورقة 378، وتذكرة النبيه 3/ 150، والوافي بالوفيات 16/ 435 رقم 473، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 24، والسلوك ج 2 ق 3/ 857، والدرر الكامنة 2/ 218، 219 رقم 2015، والمنهل الصافي 6/ 391 رقم 1243، والدليل الشافي في 1/ 361 رقم 1240، والنجوم الزاهرة 10/ 251، ووجيز الكلام 1/ 58، 59 رقم 102. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 855. (¬5) هو نجمة.

انتصار تجريدة أزدمر على العربان

38 ب / حتى قدم عليه، فضرب عنقه بيده، وقتل من كان معه (¬1). [انتصار تجريدة أزدمر على العربان] وفيه وصل الخبر من كاتب الوجه القبليّ أزدمر الذي توجّه ومعه التجريدة بأنهم انتصروا على العربان وقطعوا جائرة المفسدين، ونهبت أموالهم، وسبيت ذراريهم من الجند وغلمانهم ومن أعوانهم من العربان أيضا. وأن البلاد أخذت في التحصين. فسرّ السلطان والأمراء بذلك، وجهّزت الخلع إلى الكاشف والأمراء هناك (¬2). [التضييق على الناصر حسن وزوجته] [وفيه] ضيّق على الناصر حسن، وسدّت عنه الأماكن كثيرة (¬3) كان ينظر منها ويكلّم من أراد، واحتفظ به غاية الاحتفاظ. وألزمت ستّ حدق، وهي من جهته. بأنها لا تجتمع بأحد (¬4). [خروج السلطان إلى السرحة] [وفيه] توجّه السلطان مع من أراد إلى سرحة قرب الأهرام (¬5). [ذو الحجّة] [اختلال الأسعار] وفي ذي حجّة ارتفع سعر الغلال، وانحطّ سعر اللحوم (¬6). [طلب إعفاء نائب الشام] وفيه وصلت مكاتبة أرغون الكاملي نائب الشام بطلب إعفائه من نيابة الشام (¬7). [طاعة الهجّان للسلطان] وفيه قدم عيسى بن حسن القاهري، الهجّان طائعا، وكان قد أمّر، فخلع عليه (¬8). [ذبح التاج محمد] [144]- وفيه نزل السّرّاق على التاج محمد بن أحمد بن الكويك (¬9) في داره فذبحوه بها. ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 855. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 855، 856. (¬3) الصواب: «الأماكن الكثيرة». (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 856. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 856. (¬6) البداية والنهاية 14/ 240، السلوك ج 2 ق 3/ 856. (¬7) السلوك ج 2 ق 3/ 856. (¬8) السلوك ج 2 ق 3/ 856. (¬9) في الأصل: «اللديك»، والتصحيح من السلوك ج 2 ق 3/ 857.

وفاة والي المحلة

[وفاة والي المحلّة] [145]- وفيه مات اقبغا (¬1) والي المحلة. [نيابة سر حلب] وفيه أعني هذه السنة - استقرّ في نيابة سرّ حلب الجمال إبراهيم ابن (¬2) الشهاب محمود، عوضا عن الشهاب السيد الشريف ابن قاضي العسكر. وقدم الشهاب إلى القاهرة (¬3). [قضاء المالكية بحلب] وفيه قرّر في قضاء المالكية بحلب أيضا الزين عمر بن يحيى بن سعيد (¬4) التلمسانيّ، عوضا عن الشهاب الرياحي (¬5). [قضاء الحنفية بحلب] وقرّر في قضائها (¬6) الحنفية الجمال إبراهيم بن العديم، عوضا عن أبيه الماضي ترجمته (¬7). [الخلاف على وفاة الصفيّ الحلّي] وفيه أرّخ بعضا (¬8) من المؤرّخين موت الصفيّ الحلّي الذي ذكرناه في محلّه (¬9). وأرّخه جماعة هناك، وأرّخه البعض في سنة 41. [وفاة الشمس القيسراني] [146]- وفيه مات الشمس القيسراني [محمد] (¬10) بن إبراهيم بن عبد الرحيم بن عبد الله بن محمد بن خالد بن محمد بن أحمد. وكان من أعيان موقّعي الدّست. وهو صاحب المدرسة المعروفة بسويقة الصاحب بالقاهرة، وبها دفن. ¬

(¬1) انظر عن (آقبغا) في: السلوك ج 2 ق 3/ 857، وهو لم يرد في الدرر الكامنة. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) تذكرة النبيه 3/ 149، السلوك ج 2 ق 3/ 856. (¬4) في تذكرة النبيه: «عمر بن سعيد بن يحيى» 3/ 149. (¬5) في تذكرة النبيه: «الرباحي» بالباء الموحّدة. وفي الأصل: «الدماصي». (¬6) في الأصل: «قضاها». (¬7) تقدّم برقم (142). (¬8) الصواب: «بعض». (¬9) في وفيات سنة 749 هـ‍. رقم (112). (¬10) الاسم ساقط من الأصل. وقد ورد: «عبد الله بن أحمد بن محمد بن خالد بن محمد بن نصر»، والاستدراك من: السلوك ج 2 ق 3/ 857، والنجوم الزاهرة 10/ 252.

سنة ثلاث وخمسين وسبعماية

سنة ثلاث وخمسين وسبعماية [محرّم] [الفتنة بمكة] في محرّم قدم مبشّر الحاجّ وأخبر بأنه كانت بمكة المشرّفة فتنة كبيرة بسبب تفرّد ثقبة بإمرة مكة، وأنّ عجلان ثار بها وامتنع من تسليمها لأخيه ثقبة، وقام قاضي القضاة العزّ بن جماعة، وكان قد خرج للحجّ في هذه السنة، ومشى بالصلح / 39 أ / بين الأخوين، واتّفق الرأي على تشريكهما حتى اطمأنّ الحاجّ بعد أمور (¬1). [دخول المجاهد تعز] وفيه قدم الخبر أيضا بأنّ المجاهد صاحب اليمن دخل إلى تعز واستولى على ملكه في ذي حجّة من الماضية. وكانت أمّه في غيبته قد ساست الأمور وأقامت أخا له، لقبه بالصالح، وقبضت عليه حين عود المجاهد أو قبل ذلك، ولا زالت تدبّر الأمور حتى وصل ولدها (¬2). [مهاجمة بني هلال] وفيه عادت التجريدة من الوجه القبلي، فعاد الأحدب (¬3) أمير العرب (¬4) إلى القبّة وركب بجموعه، وقصد بني هلال، فكبس عليهم بناحية طما، وقتل منهم جماعة، ونهب ما وجدوه (¬5). [صفر] [التجريدة الثانية إلى الوجه القبلي] وفي صفر خرجت تجريدة ثانية إلى الوجه القبليّ بسبب ما ذكرناه من ثوران الأحمدي، وكان على هذه التجريدة بلبان السناني الأستادار، وقماري الحاجب، وعدّة من أولاد الأمراء، وأمروا بالإقامة هناك حتى يتمّ قبض المغلّ (¬6). ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 858. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 858، 859. (¬3) في الأصل: «الأحمدي». (¬4) في الأصل: «العسكر». (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 859. (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 859.

إفساد عربان إطفيح

[إفساد عربان إطفيح] وفيه عادت عربان إطفيح إلى الفساد كما كانوا، وكانوا قد كفّوا لما ولي أسندمر مملوك أزدمر الكاشف، فصرف وقرّر غيره آخر يقال له بيبغا الشمسي، فعادوا لما كانوا عليه من الفتن والشرور والفساد وقطع الطرقات (¬1). [ربيع الأول] [إستقدام أيتمش الناصري] وفي ربيع الأول استقدم أيتمش الناصري إلى القاهرة، ردّ فيها من سجن الإسكندرية، [و] أخرج منها إلى صفد بطّالا (¬2). [إقطاع قردم] وفيه نفي قردم أمير أخور إلى صفد، ثم قرّر في إقطاع تلك، وحضر تلك إلى القاهرة، فقرّر في إقطاع قردم. وقرّر في الأمير أخورية تلك الحسني الحاجب (¬3). [الشروع في قصر طاز] وفيه شرع طاز في إنشاء قصر واصطبل (¬4) تجاه حمّام الفارقاني بجوار المدرسة البندقدارية، وأدخل فيه عدّة أملاك، وحمل إليه الأمراء والأعيان من الرخام وآلات العمارة أشياء كثيرة (¬5)، وجاءت دارا عظيمة. وهي التي جدّدها في عصرنا هذا أنبك قرا حاجب الحجّاب الآن، وزاد في محاسنها، وهي مسوّرة من أجلّ ديار مصر الآن. [دار صرغتمش] وفيه أيضا شرع ضرغتمش في بناء دار يشتمل على قبو وإصطبل بجوار بير الوطاويط قريبا من الجامع الطولوني. وكان هذا المكان قصرا وإصطبلا لأمير يقال له بدرجك، فأدخل فيه صرغتمش عدّة من الأملاك، وحمل إليه الأمراء وغيرهم أشياء كثيرة من آلات العمارة. وكانت دارا جيّدة. / 39 ب / جدّد فيها بعد ذلك جانبك الفقيه أمير سلاح أشياء (¬6). [شفاء قبلاي النائب] وفيه عوفي قبلاي النائب. وكان من يوم قرّر في النيابة وهو مريض بوجع المفاصل، ما ركب يوما، بل كان يجلس بشبّاك دار النيابة للحكم بين الناس، ومشى في ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 859. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 859. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 859. (¬4) ترد «اصطبل» و «اسطبل». (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 859، 860. (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 860.

رأس النوبة الكبرى لصرغتمش

نيابته المقايضات (¬1) والنزول عن الأقاطيع حتى خرج في ذاك عن الحدّ، وفحش الحال في ذلك حتى صار مقدّموا (¬2) الحلقة ينزلون عن التقدمة (¬3). وكذا أرسل في ذلك حتى صارت الباعة والعامّة تأخذ الأقاطيع (¬4). [رأس النوبة الكبرى لصرغتمش] وفيه قرّر صرغتمش في الرأس نوبة الكبرى عوضا عن شيخو برضاه بذلك واختياره، وجعل إلى صرغتمش التصرّف في الأمور كلّها، وتدبير الدولة في حقيرها وجليلها، وصار هو وشيخو شيئا واحدا، وقصده الناس، وشهر، وركب، وعظم في النفوس، وزادت مهابته، وتكلّم في جميع أمور الدولة، ما عدا مال الخاصّ والوزارة. وأخذ صرغتمش في معارضة الأمراء في جميع أفعالهم. وأراد هو أن لا يعمل شيء إلاّ من بابه وبإشارته، ومتى حدث أمر من غير مشورته غضب وأبطل ذلك، بل وأخرق بصاحبه (¬5). وفيه أجمع رأي الأمراء على أن يستبدّ السلطان بالتصرّف، وأن يكون ما يأمر به على لسان صرغتمش (¬6). (أعجوبة) (¬7) وفيه وصل الخبر بأنّ طائفة الزيلع (¬8) كانت جرت عادتهم بحمل مال على وجه مهادنة الحبشي ملك انجره الكافر، وأنّ رجلا من عباد الله الصالحين نهاهم أن يحملوا إلى الكافر ذلك، وشنّع عليهم أنهم يسلّمون ويعطون الجزية للكفّار، ثم ردّ رسول (¬9) ملك الحبشة، فلما بلغه ذلك (شقّ عليه) (¬10). وحصروهم للغزو، وأضمر أن يقتل الديلم عن آخرهم. ولما صار بينه وبينهم يوم، قام ذلك العبد الصالح ليلته وسأل الله تعالى كفاية أمير الحبشي، بعد ما قرب الحبشي بهم، وركب بجيوشه بكرة النهار (¬11) أظلم الجو بقدرة الله تعالى حتى صار الرجل يكاد أن لا يرى يده إذا أخرجها، ولا يرى صاحبه. ودام ذلك مقدار ساعة. ثم انقشع وأمطرت السماء ماء متغيّرا في لونه حمرة، وأعقبه رمل أحمر امتلأت به عيون الكفار (¬12) ووجوههم. ثم نزلت حيّات كثيرة جدّا فقتلت منهم خلقا كثيرا، فعاد بقيّتهم من حيث جاءوا، وهلك في عودهم ¬

(¬1) في الأصل: «المعاهبا». (¬2) في الأصل: «لهدموا». (¬3) في الأصل: «البدربه». (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 860. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 860. (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 860. (¬7) العنوان عن الهامش. (¬8) في الأصل: «الديلم». والتصحيح من السلوك ج 2 ق 3/ 861. (¬9) في الأصل: «هوا». (¬10) ما بين القوسين مكرّر في الأصل. (¬11) في الأصل: «البطار». (¬12) في الأصل: «الكبار».

الصلح بين الأمراء بعد الفتنة

الكثير منهم ومعظم دوابّهم. فكانت هذه من الآيات العظيمة ولله الحمد (¬1). [الصلح بين الأمراء بعد الفتنة] وفيه كثرت الأراجيف بوقوع فتنة بين الأمراء وإعادة السلطان حسن، / 40 أ / والقبض على شيخو وطاز، وأنّ الكلمة تنفرد في صرغتمش. وكان قد زاد ترفّع صرغتمش على الأمراء والناس وتسلّطه، فتنكّروا له. ثم وقع الصلح بينه وبين الأمراء، وذلك بعد أن استقر طاز وشيخو، فلما بلغ صرغتمش ذلك أخذ في التلطّف بالأمراء ولطاز وشيخو، وحلف لهما أنه برىء ممّا رمي به، فلم يصدّقه طاز وداخله الوهم وهمّ به حتى قام شيخو في ذلك قياما تامّا، وأصلح بينهما (¬2). [الفتنة بين الفرنج] [وفيه] ورد الخبر بوقوع الفتنة بين طوائف الفرنج من الجنويّين والبنادقة من أول هذه السنة وتمادت [إلى] (¬3) ربيع الآخر. [حجوبية جرجي] [وفيه] استقرّ جرجي الدوادار حاجبا عوضا عن طشتمر القاسميّ باستعفائه (¬4). [طلب جمال للسلطان] [وفيه] ركب ضروط البريد إلى فيّاض بن مهنّا بطلب جمال وهجن للسلطان لقلّة ذلك عند السلطان، حتى إنه لما خرج إلى بعض السرحات اكترى له جمال (¬5) كثيرة لحمل الأثقال، ومنع الأمير اخورين ومن عادته من الكتّاب والموقّعين وغيرهم من حمل أثقالهم على جمال السلطان (¬6). [جماد الأول] [وفاة منكلي بغا] [147]-[وفي] جماد الأول ورد الخبر بموت منكلي بغا (¬7) الفخري، الناصري. ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 861. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 862. (¬3) إضافة على الأصل، والخبر في السلوك ج 2 ق 3/ 862. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 863. (¬5) الصواب: «جمالا». (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 862. (¬7) انظر عن (منكلي بغا) في: السلوك ج 2 ق 3/ 886، والدرر الكامنة 4/ 367 رقم 997، ووجيز الكلام 1/ 66، 67 رقم 114.

تأثير فتنة الفرنج على التجارة

وكان إنسانا حسنا، فيه مروءة وخير وديانة وشجاعة. تنقّل في عدّة ولايات، وناب بطرابلس، ثم بحلب في دولة الناصر حسن، وصار من أمراء المشورة، ثم قبض عليه واعتقل، وبغته الأجل في الشهر الماضي. [تأثير فتنة الفرنج على التجارة] [وفيه] عزّ وجود الخشب وغلا سعره جدّا، وتعذّر وجود الكثير من الأصناف التي يجلبها الفرنج، كالقصدير والزعفران، حتى بلغ المنّ من ذلك مايتي درهم إلى خمسماية، كل ذلك لقلّة الواصل، للفتنة التي بين الفرنج من أول هذه السنة إلى آخر ربيع الماضي. ثم ورد الخبر بأنّ البنادقة قد انتصروا على الجنويّين وأخذوا لهم أحد (¬1) وثلاثين غرابا (¬2)، بعد قتل من بها (¬3). [إكرام الشيخ الزرعي] [وفيه] قدم الشيخ الصالح، المعتقد، أحمد الزرعيّ من الشام، فبالغ صرغتمش وشيخو في إكرامه حتى عاد لبلاده (¬4). [إسلام صاحب أذربيجان] [وفيه] وصل قصّاد من عند دمرداش بن جوبان صاحب أذربيجان ومعهم مكاتبة منه يخبر فيها بأنه أسلم وحسن إسلامه هو وإخوته وأقاربه، وبعث يشكو (¬5) في مكاتبته من أرتنا (¬6) صاحب الروم، ويتودّد إلى السلطان، ويسأله أن لا يدخل بينه وبين أرتنا إن حاربه، ورغب في مكاتبته أيضا إلى السلطان في أن يبعث إلى بلاده / 40 ب / من نزح عنده من التجّار، وذكر أنه سار سيرة العدل والتزمها في رعاياه، وشكى (¬7) من كثرة الاختلاف بينهم حتى هلك الكثير منهم. وبعث إلى التجّار بأمان، فجمع السلطان من بالقاهرة من تجّار العجم، وكانوا قد جاءوا في هذه السنة وما قبلها وكثروا بمصر والشام لسوء سيرة الولاة فيهم. فعرض السلطان عليهم أمان دمرداش، فلم يوافقوا على العود إلى بلاده (¬8). ¬

(¬1) الصواب: «واحدا». (¬2) الغراب: نوع من المراكب، سمّي بهذا الاسم لأنّ مقدّمه يشبه رأس الغراب أو الطائر، ويمثّل في الماء الطير في الهواء. (البحرية في مصر الإسلامية 359). (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 862. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 863. (¬5) في الأصل: «يشكوا». (¬6) في الأصل: «اربتا». (¬7) الصواب: «وشكا». (¬8) السلوك ج 2 ق 3/ 863.

تظلم تجار العجم السلطان

[تظلّم تجّار العجم السلطان] وفيه وقف جماعة من تجّار العجم إلى السلطان، وذكروا أنهم إنّما خرجوا من بلادهم وتركوها فرارا من ظلم الولاة وما حلّ بهم من جور التتار، وأنهم باعوا بضائعهم لعدّة من تجّار القاهرة فأكلوها عليهم، وأرادوا إثبات أعشارهم على القاضي الحنفي وهم في سجنه، وقد فلّس بعضهم. فرسم لجرجي الحاجب بإخراج غرماء التجّار من السجن واستخلاص ما في قبلهم للتجّار. وأنكر على القاضي الحنفي ما عمله. ثم أمر بأن لا يتحدّث في أمر التجّار والمديونين. فأحضر جرجي التجّار وأحضر لهم أعوان الوالي وأمر بهم فضربوا، وخلّص منهم المال شيئا فشيئا. ومن يومئذ صارت (¬1) الحجّاب بالقاهرة وببلاد الشام يتكلّمون بين الناس، فيما كان من شأن القضاة الحكم به (¬2). [الإشاعة بهرب بيبغاروس] [وفيه] كثرت الإشاعة بحلب أنّ بيبغاروس في قصد الفرار إلى بلاد التتار حتى بلغه ذلك، فساءه، وقبض على جماعة من العوامّ وسمّرهم وشهّرهم، ثم أفرج عنهم (¬3). [تعيين وظائف جامع شيخو] وفيه رتّب شيخو أمر جامعه الذي أنشأه بالصليبة، وجعل شيخو المدرّس به العلاّمة أكمل الدين محمد بن أحمد الرومي (¬4)، الحنفي، وقرّر عنده عشرين صوفيّا، وجعل مدرّس (¬5) مالكيّا أيضا، وقرّر أمر خطابة الجامع وسائر أحواله، كل ذلك قبل إنشائه جامعا له، ثم لما أنشأها نقل الصوفية إليها وجعل الأكمل شيخها، وزاد في عدد الصوفية، وزاد أشياء أخر، كما سيأتي بيان ذلك (¬6). [جماد الآخر] [إعادة شيخو رأس النوبة] وفي جماد الآخر أعيد شيخو إلى الرأس نوبة الكبرى، عوضا عن صرغتمش، واتفق أن يستدعيه ليلبسه (¬7) خلعة ذلك بولد ولد له من بعض سراريه، وكان ذكرا، فسرّ به سرورا ما عليه (¬8) مزيد. وقصده الأدباء بالمدائح والقصائد (¬9). ¬

(¬1) الصواب: «صار». (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 863، 864. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 864، والنجوم الزاهرة 10/ 270. (¬4) في الأصل: «البابري». (¬5) الصواب: «مدرّسا». (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 864. (¬7) في الأصل: «لبسه». (¬8) في الأصل: «عيه». (¬9) السلوك ج 2 ق 3/ 865.

سجن شخص ادعى أنه الملك الناصر أبو بكر

[سجن شخص ادّعى أنه الملك الناصر أبو بكر] وفيه سمّر إنسان على جمل وطيف به شوارع القاهرة وقطع لسانه بعد أن سجن. وكان هذا الإنسان قد قام بقرية من قرى صفد يقال لها حطّين، وادّعى بأنه السلطان الملك المنصور أبو بكر بن الناصر محمد بن قلاون، فأحضره نائب صفد إلى عنده، وذكر له أنه هو أبو بكر، وأنه لما بعث بقتله ما قتله [عبد ال‍] (¬1) مؤمن، ولكن أطلقه، وأنه فرّ فركب البحر وصار (¬2) / 41 أ / إلى قطيا، وبقي مختفيا ببلاد غزّة إلى الآن. وجرت عليه أمور آلت إلى حمله إلى مصر، وفعل به ما ذكرناه. ثم ذكر عنه أنه في عقله خلل أو نحو ذلك، وأنّه سيء السيرة، وأنه يعرف بأبي بكر بن الرمّاح، وخشّب، وبعث به إلى مصر (¬3). [ادّعاء النبوّة] وفيه ادّعى شخص بالقاهرة النبوّة، وأنّ معجزته أنه يجامع امرأة فتحبل وتلد من وقتها ولدا ذكرا يخبر بصحّة نبوّته. فقيل له: «إنك لبئس النبيّ». فقال: «كذبتم (¬4) لبئس الأمة». فأمر به أن يسجن حتى يكشف عن أمره، فإذا هو مجنون، فجعل في البيمارستان (¬5). [تسمير ابن مغني] وفيه سمّر ابن (¬6) مغني ومعه جماعة قبض عليهم مجد الدين بن موسى البرماوي الكاشف من معدية زفيتة. وكانوا قد أفسدوا كثيرا (¬7). [وفاة الخليفة الحاكم بأمر الله] [148]- وفيه مات الخليفة أمير المؤمنين، الحاكم بأمر الله (¬8)، أحمد بن ¬

(¬1) ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل للتوضيح. (¬2) كلمة «صار» مكرّرة في آخر الصفحة وأول التالية. (¬3) تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 34. (¬4) في السلوك: «لكونكم». (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 867. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) السلوك ج 2 ق 3/ 867. (¬8) انظر عن (الحاكم بأمر الله) في: ذيل العبر للحسيني 289، 290، وتاريخ الخميس 2/ 427 وفيه وفاته سنة 754 هـ‍. ومآثر الإنافة 2/ 145 - 148، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 38، والدرر الكامنة 1/ 137 رقم 384، والنجوم الزاهرة 10/ 290، 291، والمنهل الصافي 1/ 291، ووجيز الكلام 1/ 65، 66 رقم 112، وتاريخ ابن سباط 2/ 706، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 548، 549، وشذرات الذهب 6/ 193، 194، وتاريخ الخلفاء 490 - 499، وأخبار الدول 185، وتاريخ الأزمنة 314، والغرر الحسان 496.

خلافة المعتضد

سليمان بن أحمد بن الحسن بن أبي بكر، أبو القاسم، العبّاسي، المصريّ. وكان ولي الخلافة في سنة 42، وكان مع أبيه بقوص لما أخرج إليها في أواخر دولة الناصر محمد بن قلاون، على ما هو مشهور في محلّه من التواريخ. فلما مات والده، وهو المستكفي بالله ابن الحاكم بالله، عهد إليه بالخلافة، فلم يمض الناصر عهده، وعدل عنه إلى ابن عمّه أخي المستكفي إبراهيم. فلما ولي الأشرف كجك استدعى قوصون أبا القاسم هذا، وقرّره في الخلافة في السنة التي ذكرناها. وتلقّب أولا بالمستنصر، ثم عدل عن ذلك إلى لقب جدّه أحمد القبّي (¬1) أول خلفاء بني العباس بمصر. وذكر بعض المؤرّخين أنّ الحاكم هذا عاد للخلافة في سنة إحدى وأربعين وسبع ماية بقيام طاجار الدوادار في ذلك. وكان السبب في ذلك أنه لما أريد سلطنة المنصور أبو (¬2) بكر بن الناصر محمد طعن الطاعن في خلافة إبراهيم، وأنّ التقليد منه فيه ما فيه. وذكروا أنّ الناصر إنّما عدل عن أحمد هذا لشيء كان في نفسه من ابنه المستكفي، وأنه لما حضرته الوفاة أوصى الأمراء بردّ الأمر إلى وليّ غير المستكفي، فإنه كان / 41 ب / قد عهد إليه بالخلافة. ولما مات بقوص كما ذكرناه. وأنه لما تسلطن أبو بكر عقد مجلسا وطلب إبراهيم وأحمد هذا، فقال السلطان للقضاة: «من يستحقّ الخلافة شرعا؟». فأجاب ابن جماعة بأنّ المستكفي قد عهد بالخلافة لولده أحمد من بعده، وأن ذلك ثبت عندي. فخلع السلطان حينئذ إبراهيم، وبايع أحمد هذا، ثم قلّده السلطنة. وذكر الزين العراقيّ أنه سمع الحديث على بعض المتأخّرين، وحدّث. وكان موته مطعونا في هذه السنة، لعلّه في هذا الشهر، فإنّ ذلك ما حرّرته تماما. وكان قد عهد بالخلافة لأخيه أبو (¬3) بكر في وصيّته. وكانت مدّة خلافته (¬4) الحاكم هذا نحوا من اثنتي عشرة سنة. [خلافة المعتضد] أمير المؤمنين، أبو الفتح، أبو بكر بن المستكفي، في جماد هذا، بعد موت الحاكم، على ما عرفته. ¬

(¬1) في الأصل غير مقروءة. والتحرير من: تاريخ الخلفاء 478. (¬2) الصواب: «أبي». (¬3) الصواب: «أبي». (¬4) الصواب: «خلافة».

كسر النيل

طلب السلطان أبو (¬1) بكر هذا وبايعه بالخلافة عوضا عن أخيه الحاكم المذكور، وكان قد عهد إليه بها. ولما بويع بها لقّب بالمعتضد بالله، وأفيض عليه شعار الخلافة، ونزل في موكب حفل، بعد أن أركب الفرس للسلطان بالسرج الذهب والكنبوش الزركش (¬2). [كسر النيل] وفيه - في ثالث عشر مسرى - كان الكسر للنيل عن الوفاء، ونودي عليه بزيادة عشر (¬3) أصابع من سبعة عشر ذراعا، ثم انتهت زيادته إلى ثمانية عشر ذراعا وتسعة عشر إصبعا. وكان قد توقّف في أول الزيادة، ثم زاد زيادة حسنة في كل يوم ما بين أربعين وثلاثين وعشرين، إلى أن كان الوفاء. وكان قاعه في هذه السنة ثلاثة أذرع وثلث، واحترق احتراقا شديدا قبل ذلك (¬4). [رجب] [عودة صاحب اليمن إلى ملكه] وفي رجب وصل الخبر من الملك المجاهد صاحب اليمن بأنه وصل إلى بلاده، وعاد إلى ملكه، وأنه جهّز تقدمة، وأوفا (¬5) التجّار ما كان اقترضه من الأموال (¬6). [اختفاء منجك] وفيه فقد الأمير منجك من موضع هو به، فتطلّب في عدّة أماكن، وكبست عليه مواضع. وركب صرغتمش لذلك مع جماعة من الأمراء، فخفي عنهم أمره، ونودي عليه بالقاهرة، وهدّد من أخفاه، وبعث جماعة لأخذ الطرقات عليه. وكتب إلى النوّاب وإلى الأعمال بتحصيله. وكان من خبر فراره أنه قدم مكاتبة أرغون الكاملي نائب الشام بأنه قبض على قاصد منجك بمكاتبة إلى أخيه بيبغاروس نائب حلب بتحسين الحركة والقيام، وأنه اتفق مع ساير الأمراء، وما بقي إلاّ أن يركب ويتحرّك. فاقتضى رأي السلطان التأنّي في أمر المكاتبة إلى طلوع الأمراء والنائب إلى القلعة. / 42 أ / ثم قرأ الكتاب بحضورهم، ويقبض على منجك. فكأنه أحسّ ذلك، فلما صعد الجماعة لم يصعد منجك معهم، فتطلّب، فلم يوجد. وذكر أتباعه أنه لم يعرفوا حاله من عشاء الآخرة (¬7). ¬

(¬1) الصواب: «أبا». (¬2) ذيل العبر للحسيني 29، وتاريخ الخميس 2/ 427، وتاريخ ابن سباط 2/ 706. (¬3) الصواب: «عشرة». (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 884. (¬5) الصواب: «وأوفى». (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 867. (¬7) السلوك ج 2 ق 3/ 867، 868.

وفاة الشهاب ابن بيليك

[وفاة الشهاب ابن بيليك] [149]-، [وفيه] مات الشهاب أحمد بن بيليك (¬1) المحسنيّ، التركيّ الأصل، القاهريّ، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، فقيها، ناظما، ناثرا، مع جنديّته. وكان تقرّب من تنكز نائب الشام واختصّ به. ونظم «التنبيه» نظما حسنا، وشرحا فائقا وقفت عليه. وكان يعرض ما ينظمه منه على التقيّ السبكيّ أوّلا فأوّلا حتى يفرغ. وولي بعد ذلك نيابة دمياط، وبها بغته الأجل. وكان والده نائبا بالإسكندرية. ومولد ولده سنة تسع وتسعين وستماية. [وفاة الشهاب ابن القيسراني] [150]-، [وفيه] مات الشهاب ابن (¬2) القيسرانيّ (¬3) يحيى بن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن خالد بن محمد بن نصر (¬4) المخزوميّ. وكان فاضلا، بارعا. كتب في الإنشاء بمصر، وكان عارفا به. وباشر توقيع الدّست ثم ولي نيابة سرّ دمشق. وكان حسن الهيئة والخلق والخلق، نيّرا، متجمّلا في شؤونه (¬5)، كثير العبادة والصيام. ومولده سنة سبعماية. [وفاة تمر الموسوي] [151]-، [وفيه] مات تمر الموسوي (¬6). وكان لا بأس [به]. ¬

(¬1) انظر عن (أحمد بن بيليك المحسني) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 37، 38، والمنهل الصافي 1/ 240، 241 رقم 133، والنجوم الزاهرة 10/ 290، والوافي بالوفيات 6/ 280 رقم 2773، وأعيان العصر 1 / ورقة 64 أ، والدرر الكامنة 1/ 116 رقم 322، ووجيز الكلام 1/ 64 رقم 106 وسيعاد برقم (158). (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) انظر عن (ابن القيسراني) في: أعيان العصر 12 / ورقة 82 ب - 90 ب، وذيل العبر للحسيني 290، والوفيات لابن رافع 2/ 150، 151 رقم 643، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 44، 45، والسلوك ج 2 ق 3/ 885، والدرر الكامنة 4/ 414، 415 رقم 1142، والنجوم الزاهرة 10/ 290، ووجيز الكلام 1/ 67 رقم 116، وشذرات الذهب 6/ 175، وتذكرة النبيه 3/ 170، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 381. (¬4) في الأصل: «أخي». (¬5) في الأصل: «شونه». (¬6) تقدّمت وفاة (تمر الموسوي) في: سنة 748 هـ‍. رقم (70).

وفاة الزغاري الشاعر

[وفاة الزغاري الشاعر] [152]-، [وفيه] مات أيضا الشاعر، الأديب، الفاضل، البدر، الزّغاري (¬1)، حسن بن علي بن حمد (¬2) الغزّي، بدمشق. وكان أديبا، فاضلا، له نظمّ حسن. ومولده سنة ستّ وسبعماية. [عصيان الأمير بيبغاروس] [وفيه] ورد الخبر بخروج بيبغاروس عن الطاعة بحلب، وأنه وافقه أحمد الساقي نائب حماه، وبكلمش نائب طرابلس، فكتب إليه بحضوره إلى القاهرة، وإذا امتنع فهو معزول عن نيابة حلب. ثم وصل الخبر ثانيا بأنّ بيبغاروس تسلطن بحلب، وأنّه لقّب نفسه بالملك العادل، وأنّ قراجا بن دلغادر انضمّ إليه بتركمانه وجنده، وأنهم تواعدوا على المشي على مصر [مع] شعبان، وأنه في تجهيز نفسه. فعيّن السلطان تجريدة بالخروج إليه. ثم وصل الخبر من نائب الشام بأنه لا بدّ من سفر السلطان إليه بنفسه لقوّة أمره وما هو فيه، وموافقة الكثير من النواب، وابن دلغادر، وجيار (¬3) بن مهنّا. فاتفق الرأي على سفر السلطان. وأخذ الوزير في تجهيزه، واقترض مالا كثيرا للسلطان من التجار، والأمراء، وغيرهم (¬4). [وفاة أرتنا صاحب الروم] [153]-، [وفيه] مات أرتنا (¬5) صاحب الروم من قبل القان بو سعيد بن خربند بن ¬

(¬1) الزغاري: بالزاي والغين المعجمة، والراء. انظر عنه في: تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 39، 40، والوفيات لابن رافع 2/ 150 رقم 642، والوافي بالوفيات 12/ 184 - 190 رقم 157، وعيون التواريخ 2 / ورقة 133 أ - 136 ب، والسلوك ج 2 ق 3/ 885، والدرر الكامنة 2/ 22 - 24 رقم 1529، والنجوم الزاهرة 10/ 288، 289، ووجيز الكلام 1/ 65 رقم 111، والأعلام 2/ 221، 222، وتذكرة النبيه 3/ 167، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 383. (¬2) في الأصل: «أحمد»، والتصويب من المصادر. (¬3) في الأصل: «جبار». (¬4) تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 74، السلوك ج 2 ق 3/ 868 ووجيز الكلام 1/ 60، 61. (¬5) انظر عن (أرتنا) في: الوافي بالوفيات 8/ 337 رقم 3765، والسلوك ج 2 ق 3/ 885، والدرر الكامنة 1/ 348، 349 رقم 864، والدليل الشافي 1/ 103 رقم 355، والنجوم الزاهرة 10/ 289، والمنهل الصافي 2/ 294 رقم 357، ووجيز الكلام 1/ 66 رقم 113، وتذكرة النبيه 3/ 168، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 381. و «أرتنا»: بفتح الهمزة وسكون الراء، وفتح التاء والنون.

شعبان

أرغون بن أبغا بن هولاكو المغلي، ملك التتار، صاحب العراقين، والجزيرة، وخراسان، والروم. وكان أرتنا هذا قد قرّر في مملكة الروم دمرداش، فغدر به، واستبدّ بالروم. / 42 ب / وغزاه حسن بن دمرداش فهزمه، واستمرّ أرتنا في ملكه للروم كل ذلك بعد موت بو سعيد، وصار يوالي الناصر محمد بن قلاون. وكتب إليه تقليدا بسلطنة الروم، وبعث إليه بالخلع. وهو الذي تحارب مع القان سليمان فكسره في سنة أربع وأربعين. وكان حسن الإسلام. ولما مات استقرّ في ملكه بعده ولده محمد بك. [شعبان] [القبض على منجك] [وفي] شعبان زادت الحركة بسبب سفر السلطان، وكثر الاضطراب بالقاهرة، والوزير مجتهد في عمل برق السلطان، وبعث بالإقامات والشعير إلى الطرقات، وعيّنت العساكر. وخرج طاز ومعه بزلار، وكلتا، وألبكي، وكان لخروجهم يوما مشهودا. وساروا كالمقدّمة للسلطان. ثم خرج طيبغا المجدي، وابن أرغون النائب. ثم خرج بعد أيام شيخو في تجمّل عظيم إلى الغاية. وبينا الناس في التفرّج على طلبه، إذ أشيع بأنه قبض على منجك. وكان قد وجد له مكاتبة بعثها إلى بيبغاروس بعثها طاز من أثناء طريقه إلى شيخو، فتفحّص شيخو عن منجك. وكان قد اختفى بالقاهرة بجوار الجامع الأزهر. والظنّ أنه فرّ إلى أخيه. فلما ظهرت هذه المكاتبة على أنه بمصر تفحّص شيخو عنه حتى وجد وقبض عليه، وحمل إلى سجن الإسكندرية (¬1). [سفر السلطان نحو الشام] في سابعه كان سفر السلطان بعد أن رتّب أمور مصر والقاهرة، وأقام قبلاي النائب نائب الغيبة، ورتّب أمير على القلعة داخل باب القّلة، وارنان (¬2) على باب القلعة. ثم ارتحل من الريدانية في ثاني يوم خروجه إلى جهة الشام (¬3). ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 869، 870، والنجوم الزاهرة 10/ 272. (¬2) في الأصل: «ارنال». (¬3) ذيل العبر للحسيني 288، السلوك ج 2 ق 3/ 870، والنجوم الزاهرة 10/ 272، 273، وتاريخ ابن سباط 2/ 708.

إنحلال أمر بيبغاروس

[إنحلال أمر بيبغاروس] [وفيه] قدم الجند على السلطان بأنّ بيبغاروس قدم إلى جهة دمشق وفعل بها أفعالا قبيحة هو ومن معه من جموعه، وأنّ نائب الشام خرج بعساكره إلى جهة الرملة لينضمّ (¬1) إلى السلطان، وأنّ بيبغا لما بلغه القبض على أخيه، وخروج السلطان بعساكر إلى قتاله انحلّت عرى من معه من العرب والتركمان وجماعته أيضا، وأنه عاد راحلا إلى جهة حلب. وقدم الخبر بذلك إلى القاهرة، وضربت الدبادب والبشارة (¬2). [رمضان] [دخول السلطان دمشق] [وفي] رمضان كان دخول السلطان / 43 أ / إلى دمشق. وكان شيخو وطاز تقدّماه قبل ذلك، وتأخّر صرغتمش لترتيب أموره وتدبير عساكره. وركب السلطان بعد أن نزل بقلعة دمشق، ونزل إلى الجامع الأمويّ، فشهد به صلاة الجمعة. وكان الأمراء قد مضوا في طلب بيبغاروس (¬3). [انهزام بيبغاروس] [و] لما قدم بيبغاروس إلى حلب عصت عليه، وعمل جماعة الحيلة حتى فرّ هو وعساكره، فتبعه الحلبيّون قبل وصول عساكر السلطان، وأوقعوا بمن معه حتى تمزّقوا، وأخذوا من العرب ومن أهل حلب، ونهب خزانته وأثقاله، وفرّ هو بنفسه، وقبض على أخيه فاضل وعلى جماعته من خواصّه ومماليكه، وسجنوا بقلعة حلب. ووصلت هذه الأخبار إلى السلطان، ففرح هو ومن معه، وضربت دبادب البشائر. وكتب بذلك إلى مصر. وكتب إلى حلب بطلب الأسرى ومن قبض عليه. وكان لهم ما سنذكره (¬4). ¬

(¬1) في الأصل: «لعم». (¬2) البداية والنهاية 14/ 243، 244، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 42 ب، تذكرة النبيه 3/ 158، الجوهر الثمين 2/ 201، 202، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 35، السلوك ج 2 ق 3/ 870، 871، والنجوم الزاهرة 10/ 273، 274، ووجيز الكلام 1/ 61، وتاريخ ابن سباط 2/ 708، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 541. (¬3) تاريخ الدولة التركية، ورقة 43 أ، البداية والنهاية 14/ 244، 245، الجوهر الثمين 2/ 203، تذكرة النبيه 3/ 159، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 35، السلوك ج 2 ق 3/ 872، ووجيز الكلام 1/ 61، والنجوم الزاهرة 10/ 275، وتاريخ ابن سباط 2/ 708، 709، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 542. (¬4) البداية والنهاية 14/ 245، تذكرة النبيه 3/ 158، 159، الجوهر الثمين 2/ 203، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 43 أ، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 35، السلوك ج 2 ق 3/ 872، والنجوم الزاهرة 10/ 275، 276، ووجيز الكلام 1/ 61، 62، وتاريخ ابن سباط 2/ 709، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 542.

وفاة البهاء الأنصاري

[وفاة البهاء الأنصاري] [154]-، [وفيه] مات البهاء ابن إمام المشهد (¬1) محمد بن علي بن سعيد الأنصاري، الشافعيّ، أبو المعالي. وكان عالما، فاضلا، محدثا، سمع جماعة منهم: ابن (¬2) مشرّف، وستّ الوزراء، وآخرين (¬3). وكتب المنسوب (¬4) وله نظم جيّد، وصنّف، وألّف. ومولده سنة ستة (¬5) وستين وستماية. [عودة الأمراء] [وفيه] عاد الأمراء الذين توجّهوا إلى بيبغاروس وقد كفوا شرّه. وكانوا وصلوا إلى حلب (¬6). [نيابة حلب] وفيه قرّر في نيابة حلب أرغون الكاملي، عوضا عن بيبغاروس، وقد انضمّ لابن دلغادر (¬7). [شوال] [صلاة العيد] [وفي] شوّال صلّى السلطان العيد بدمشق بالميدان، وكان في موكب حافل جدّا، وقد ركب معه الأمراء بأسرهم والذين قدموا من حلب، وكان معهم الأسرى ممّن قبض عليه من جماعة بيبغاروس. ¬

(¬1) انظر عن (ابن إمام المشهد) في: ذيل العبر للحسيني 290، والوافي بالوفيات 4/ 222، 223، والوفيات لابن رافع 2/ 153، 154 رقم 646، وعيون التواريخ 2 / ورقة 132 أ - 133 أ، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 43، 44، والسلوك ج 2 ق 3/ 885، والمقفّى الكبير 6/ 273، 274 رقم 2752، والدرر الكامنة 4/ 183 رقم 4048، ووجيز الكلام 64، 65، والنجوم الزاهرة 10/ 290، والدارس 1/ 199، 200، و 337 و 440، وكشف الظنون 1/ 485، وشذرات الذهب 6/ 172، وهدية العارفين 2/ 159، وتذكرة النبيه 3/ 169، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 384. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) الصواب: «وآخرون». (¬4) غامضة في الأصل. والمثبت عن وفيات ابن رافع. (¬5) الصواب: «ست». (¬6) البداية والنهاية 14/ 245، تذكرة النبيه 3/ 159، السلوك ج 2 ق 3/ 874، والنجوم الزاهرة 10/ 276، ووجيز الكلام 1/ 63، وتاريخ ابن سباط 2/ 709. (¬7) البداية والنهاية 14/ 245، تذكرة النبيه 3/ 165، السلوك ج 2 ق 3/ 874، والنجوم الزاهرة 10/ 276، ووجيز الكلام 1/ 63.

توسيط أمراء وسجن آخرين

ولما انقضت صلاة العيد مدّ السّماط بالميدان، وكان حافلا (¬1). [توسيط أمراء وسجن آخرين] [وفيه] وسّط تحت قلعة دمشق عدّة من الأمراء ممّن كانوا مع بيبغاروس، وهم: ألطنبغا برناق، وطيبغا حلاوة، ومهدي (¬2)، وأسنبغا التركمانيّ، وألطنبغا العلائيّ، وشادي أخو أمير أحمد الساقي. وأمّا ملكتمر السعديّ (¬3) فأعيد إلى السجن. ثم قبض على جماعة من أمراء دمشق، وبعثوا ملكتمر إلى الإسكندرية، فسجنوا بها (¬4). [نيابة طرابلس] [وفيه] قرّر (¬5) / 43 ب / في نيابة طرابلس أيتمش النّاصريّ، عوضا عن بكلمش (¬6). [نيابة حماه] وقرّر طنيرق (¬7) في نيابة حماة، عوضا عن أحمد الساقي (¬8). [نيابة صفد] وقرّر الشهاب ابن (¬9) صبح في نيابة صفد (¬10). [تحريض ابن دلغادر على بيبغاروس] [وفيه] كتب إلى ابن دلغادر بأنه على إمرته إن قبض على بيبغاروس، وبعث به. فامتنع (¬11) فخلع على رمضان أمير أدنة ومصّيصة. وقرّر في إمرة التركمان عوضا عن ابن (¬12) دلغادر. ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 874، والنجوم الزاهرة 10/ 276 و 277، ووجيز الكلام 1/ 65. (¬2) في الأصل: «مهري». (¬3) في السلوك: «السعيدي». (¬4) البداية والنهاية 14/ 246، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 43 أ، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 35، تذكرة النبيه 3/ 159، السلوك ج 2 ق 3/ 875، والنجوم الزاهرة 10/ 277، ووجيز الكلام 1/ 62، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 543. (¬5) مكرّرة في الأصل. (¬6) تذكرة النبيه 3/ 165، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 36، والنجوم الزاهرة 10/ 277. (¬7) في الأصل: «طينور». (¬8) السلوك ج 2 ق 3/ 875، والنجوم الزاهرة 10/ 277. (¬9) في الأصل: «بن». (¬10) تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 36، السلوك ج 2 ق 3/ 875، والنجوم الزاهرة 10/ 277. (¬11) في الأصل: «مسرب». (¬12) في الأصل: «بن».

خروج السلطان من دمشق

ورمضان هو والركنيّ رمضان تركمان أذنة ومصّيصة (¬1). [خروج السلطان من دمشق] في سابعه صلّى السلطان الجمعة بدمشق، وخرج منها يريد القاهرة بعد تقرير الأمور بتلك البلاد. هذا وأحوال مصر في غاية الأمان في غيبة السلطان (¬2). [وفاة تلك الحسني] [155]-، [وفيه] مات تلك الحسني (¬3) بغزّة وهو عائد مع السلطان، وكان من أمراء دمشق بأخرة. [عودة السلطان إلى القاهرة] [وفيه] وصل السلطان إلى القاهرة، وكان لدخوله إليها يوما مشهودا (¬4)، وفرشت الشقق الحرير تحت نعال مركوبه بعد أن خرج الناس للقائه، وأقيم له موكبا حافلا (¬5) لم يتّفق لأحد من إخوته في سلطنته، وحين صعد إلى القلعة تلقّته أمّه وجواريه وإخوته، وقد فرش تحت فرسه شقق الأطلس، ونثر عليه الذهب والفضّة، وأظهرت التهاني بمصر والقاهرة. وفي ذلك أنشد الشهاب ابن أبي حجلة، رحمه الله: الصالح الملك المعظّم قدره ... تطوى له أرض (¬6) البعيد النازح لا تعجبوا من طيّها لمسيره ... فالأرض تطوى دائما للصالح [ثم] عمل المهمّ العظيم الحافل بالقلعة، وكان مهمّا لم ير مثله، وعمل سماطا هائلا جدّا يطول الشرح في وصفه، وأكل الأمراء، وخلع عليه فيه. وتأنّق الوزير الصاحب علم الدين ابن زنبور تأنّقا زائدا (¬7). ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 875. (¬2) البداية والنهاية 14/ 246، تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 36، السلوك ج 2 ق 3/ 875، والنجوم الزاهرة 10/ 277. (¬3) انظر عن (تلك الحسني) في: المقفّى الكبير 2/ 604، رقم 1030، والسلوك ج 2 ق 3/ 885، والنجوم الزاهرة 10/ 277، والدرر الكامنة 1/ 517 رقم 1410 وهو ضبطه بضم أوله وفتح اللام الخفيفة بعدها كاف. (¬4) الصواب: «يوم مشهود». (¬5) الصواب: «موكب حافل». (¬6) في السلوك: «الأرض»، وفي بدائع الزهور: «الفلاة». (¬7) البداية والنهاية 14/ 246، السلوك ج 2 ق 3/ 876، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 543، 544.

القبض على الوزير ابن زنبور

[القبض على الوزير ابن زنبور] [وفيه] أعني هذا اليوم قبض على الوزير ابن (¬1) زنبور وهو بخلعته، وارتجّت القلعة لقبضه، وأحيط بموجوده. وكان السبب في ذلك صرغتمش، بل هو الذي قبض عليه، وله في ذلك ما جرية يطول الشرح في ذكرها. وأخذ شيخو يتلطّف بقضيّته مع صرغتمش، فلم يرجع إليه في ذلك (¬2). [تقرير الوزارة] [وفيه] قرّر في الوزارة الموفّق هبة الله (¬3). [نظارة الجيش] [و] ولّي نظر الجيش التّاج بن الغنّام (¬4). [نظر الخاصّ] وفي نظر الخاصّ البدر كاتب يلبغا (¬5). [تقرير وظائف] / 44 أ / وقرّر في عدّة وظائف عدّة من الكتبة. [وفاة الشمس القفصي] [156]- وفيه مات الشمس القفصيّ (¬6) محمد بن سليمان بن أحمد المغربيّ، المالكيّ. ¬

(¬1) في الأصل «بن». (¬2) تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 36، السلوك ج 2 ق 3/ 877، 878، والنجوم الزاهرة 10/ 278، 279، ووجيز الكلام 1/ 63، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 544. (¬3) هو: هبة الله بن سعد الدولة القبطي. انظر: السلوك ج 2 ق 3/ 879، والنجوم الزاهرة 10/ 280، ووجيز الكلام 1/ 63، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 544. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 879، والنجوم الزاهرة 10/ 280. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 879. (¬6) انظر عن (القفصي) في: ذيل العبر للحسيني 291، وعيون التواريخ 2 / ورقة 132 أ، والوفيات لابن رافع 2/ 155 رقم 647، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 42، والسلوك ج 2 ق 3/ 885، والدرر الكامنة 3/ 447 رقم 1204، ووجيز الكلام 1/ 65 رقم 110.

وفاة أخي بيبغاروس

وكان عالما، فاضلا. ناب (¬1) في الحكم بدمشق. [وفاة أخي بيبغاروس] [157]- ومات بحلب فاضل (¬2) أخو بيبغاروس. [تتبّع حاشية ابن زنبور] وفيه تتبّعت حواشي ابن (¬3) زنبور وجماعة، وجرف صرغتمش الأموال جرفا من هذا الوجه. ووقعت جريات في ذلك تطول (¬4). [ذو القعدة] [الإذن بتجريدة من حلب] وفي ذي قعدة وصل الخبر من نائب حلب بأنه لا بدّ من تجريدة تخرج لابن دلغادر من حلب، وهو يستأذن السلطان في: هل نخرج أم لا (¬5)؟. [ضبط موجود ابن زنبور] وفيه ضبط موجود ابن (¬6) زنبور بعد أن تتبّع شيئا فشيئا، وكان شيئا كثيرا لا يكاد أن يمكن حدّه. وكان صرغتمش هو القائم في ذلك بنفسه ويركب هو لذلك. وكان عدّة الحمّالين لما وجد له من المتاع النفيس نحوا من ثمان ماية حمّال، سوى البغال. ووجد له من أواني الذهب والفضّة مازنته ستين (7) قنطارا، ومن الجوهر النفيس [ما] زنته ستين (¬7) رطلا، ومن اللؤلؤ إردبّين، ومن الذهب الهرجة مبلغ مايتي ألف دينار (¬8) وأربعة آلاف دينار، ومن الحوايص ستّة آلاف حياصة، ومن الكلفتات الزركش ستة آلاف، ومن ملابسه ستة آلاف (¬9) وستماية فرجيّة، ومن البسط ستّة آلاف بساط، ومن الصنج لوزن الذهب والفضّة ما القيمة عنه خمسين (¬10) ألف درهم. ووجد له من الخيل والبغال ألفا (¬11) رأس، وعاملة ستة آلاف رأس بقر، وحلاّبة كذلك ستة آلاف. ومعاصر قصب خمسة وعشرون معصرة، وأقاطيع سبعماية إقطاع، ارتفاع كل إقطاع خمسة وعشرون ألف ¬

(¬1) في الأصل: «مات» وهو خطأ. (¬2) انظر عن (فاضل) في: السلوك ج 2 ق 3/ 885، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 41، 42، ووجيز الكلام 1/ 67 رقم 115، والدرر الكامنة 3/ 219 رقم 533. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 879. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 879. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) الصواب: «ستون». (¬8) في السلوك: «ثلاثين ألف دينار». (¬9) في الأصل: «عدة ألفين». (¬10) الصواب: «خمسون». (¬11) في السلوك: «ألف».

سجن أمراء بالإسكندرية

درهم، في كلّ سنة. ومن العبيد ماية عبد، ومن الطواشية ستون طواشي (¬1). ومن الجواري سبعماية جارية، ومراكب في بحر النيل وغيره سبعماية، ومن الأملاك ما قوّم بأربعة آلاف دينار (¬2). ومن السروج والبدلات خمسماية، ومن الحواصل اثنان وثلاثون حاصلا، منها من أنواع المتاجر ما يقوّم بأربعماية ألف دينار، ومن الحمير خمسماية حمار. ومن الأقطاع سبعة آلاف نطع، ومن البساتين مايتي (¬3) بستان. ومن السواقي أربعماية (¬4). كل ذلك، سوى ما نهب واختلس له. وكان هذا من أغرب النوادر وأعجبها. وجرت على ابن زنبور أمور مهولة. وكان شيخو سببا لنجاته من القتل (¬5). [سجن أمراء بالإسكندرية] وفيه قبض على قماري الحمويّ، ومحمد بن بكتمر الحاجب، وشعبان قريب يلبغا، ومأمور، وحملا (¬6) إلى سجن الإسكندرية (¬7). [وصول قصّاد صاحب أذربيجان] / 44 أ / [وفيه] وصلت قصّاد دمرداش بن جوبان صاحب أذربيجان بمكاتبة للسلطان، بأنّ في قصده محاربة أرتنا صاحب الروم، وأنه إن مشى عليه فلا يدخل السلطان بينهما. وأعيد إلى جوبان جوابه (¬8). [ذو الحجّة] [دخول نائب الشام دمشق] [وفي] ذي حجّة كان دخول أمير علي الماردينيّ نائب الشام إلى دمشق، وكان له يوما مشهودا (¬9). وكان مسفّره أزدمر الخزندار (¬10). ¬

(¬1) الصواب: «ستون طواشيا». (¬2) في السلوك: «وأملاك قوّمت بثلاثمائة ألف دينار، ورخام بمائتي ألف درهم، ونحاس بأربعة آلاف دينار، وسروج. .». (¬3) الصواب: «ماءتا». (¬4) في السلوك: «ألف وأربعمائة ساقية». (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 880، 881، والنجوم الزاهرة 10/ 281 - 283، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 544 - 548. (¬6) الصواب: «وحملوا». (¬7) السلوك ج 2 ق 3/ 883. (¬8) السلوك ج 2 ق 3/ 883. (¬9) الصواب: «يوم مشهود». (¬10) البداية والنهاية 14/ 246، تذكرة النبيه 3/ 165، السلوك ج 2 ق 3/ 884، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 36، ووجيز الكلام 1/ 63.

القبض على نائبي حماه وطرابلس

[القبض على نائبي حماه وطرابلس] [وفيه] وصل البريد من حلب بأنه قبض على أحمد الساقي نائب حماه، وبكلمش نائب طرابلس، وذلك على يد ابن (¬1) دلغادر، وأنهما وصل بهما إلى حلب وسجنا بقلعتها، فخرج الجواب بالشكر والثناء، وأن يقتل أحمد وبكلمش بعد أن يشهّرا. وجهّز لنائب حلب خلعة (¬2). [الشهاب ابن بيليك] [158]-، [وفيه] مات الشهاب أحمد بن بيليك (¬3) المحسنيّ، الشافعيّ. وكان أميرا، فقيها، عالما، فاضلا، ناظما، نائرا. نظم «التّنبيه» فأجاز في نظمه. وكان كلّما نظم منه شيئا عرضه على التّقيّ السبكي. وقد وقعت عليه فرأيته ذا حلاوة نظم مع رشاقة وجودة ألفاظ ومعاني. وكان من خواصّ تنكز نائب الشام ومن المقدّمين لديه. وولّي بأخرة نيابة دمياط، وبها بغته الأجل. ومولده سنة تسع وتسعين وستماية. ووالده بيليك المحسنيّ كان نائبا بالإسكندرية. وقدّمنا (¬4) ترجمته. [المطر بغزّة] [وفيه] وصل الخبر من غزّة بكثرة الأمطار بها بحيث خرجت عن الحدّ، حتى تهدّم منها عدّة بيوت، وهلك تحتها جماعة، وسقط نصف دار النيابة. وسكن النائب بجامع الجاولي، وأنه تلف الكثير من الزرع، ثم نزل ثلج كثير حتى تجاوز العريش. وكانت الأمطار كثيرة جدّا في كثير من النواحي، ونزل الثلج بناحية بركة الحبش، وبأراضي الجيزة، وعلى الجبل (¬5). [حريق دمشق] [وفيه]- أعني هذه السنة وقع بدمشق حريق عظيم عند باب جيرون (¬6)، وعدم فيه الباب النحاس الأصفر العجيب الذي ما رؤي مثله. وكان أهل دمشق يزعمون أنه من بناء جيرون (¬7) بن سعيد بن عاد بن إرم بن سام بن نوح (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) تذكرة النبيه 3/ 159، السلوك ج 2 ق 3/ 884، والنجوم الزاهرة 10/ 284، وتاريخ ابن سباط 2/ 709. (¬3) تقدّمت ترجمة «بيليك المحسني» برقم (149). (¬4) في الأصل: «قد يلنا». (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 884. (¬6) في الأصل: «خيرون». (¬7) في الأصل: «جرون». (¬8) السلوك ج 2 ق 3/ 884، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 33، ووجيز الكلام 1/ 60.

وفاة العضد العراقي

[وفاة العضد العراقي] [159]-، [وفيه] مات العلاّمة، القاضي، العضد عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الغفّار العراقيّ (¬1)، شارح «مختصر ابن الحاجب»، و «المواقف». وكان إماما، علاّمة، عالما، فاضلا، بعيد الصّيت والشهرة في سائر العلوم، خصوصا العقلية بأحوال الأصول الدينية، والفقهية، والمعاني، والبيان، / 45 أ / والعربية. مشاركا في الفنون. وله تلامذة عظاما (¬2) شهروا في الآفاق بعده، منهم: الشمس الكرماني، والسعد التفتازاني، والضياء العفيفي، وغيرهم. وولي قضاء المالكية في أيام بو سعيد ملك التتار. وكان كريما، جوادا، منعما على الطلبة، واسع المال. وجرت له محنة مع صاحب كرمان، فسجنه بالقلعة، وبها بغته الأجل. وأرخه التبريزي في هذه السنة، والسبكيّ في سنة اثنتين وخمسين. والإسنويّ (¬3) قبل ذلك. والله أعلم. [نظر خزانة الخاصّ] [وفيه] استقرّ في نظر خزانة الخاصّ التاج الإخنائيّ، ثم استعفى بها (¬4) بعد القبض على الوزير ابن (¬5) زنبور، فقرّر فيها عوضه التاج الجوجريّ (¬6). ¬

(¬1) في الأصل: «الامحي». وانظر عن (العراقي) في: السلوك ج 2 ق 3/ 885، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 40، 41، والنجوم الزاهرة 10/ 288، والدرر الكامنة 2/ 322، 323 رقم 2278 وفيه «الإيجي» وأنه مات سنة 756 هـ‍، والدليل الشافي 1/ 397 رقم 1366، والمنهل الصافي 7/ 158 رقم 1369، وشذرات الذهب 6/ 174، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 238 رقم 857، وطبقات الشافعية الكبرى 6/ 108، وبغية الوعاة 2/ 75، ومفتاح السعادة 1/ 169. (¬2) الصواب: «عظام». (¬3) في الأصل: «إلاسبولى». (¬4) الصواب: «منها». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 885.

سنة أربع وخمسين وسبعماية

سنة أربع وخمسين وسبعماية [محرّم] [إشاعة القبض على ابن دلغادر] في محرّم وصل الخبر من حلب على البريد بالقبض على قراجا بن دلغادر، فسرّ أهل الدولة ذلك، ثم ظهر كذب هذا الخبر (¬1). [مقتل نائب حماه] [160]-، [وفيه] مات مقتولا بحلب أحمد الساقي (¬2)، نائب حماه. وكان شجاعا، مقداما، أهوج، جهولا. وأصله من الأويراتية. بعثه نائب البيرة في أيام الناصر محمد بن قلاون، فأعطاه لبكتمر السّاقي، ثم قرّر بعده في إمرة عشرة، ولقّبه بالسّاقي كأستاذه، ثم نقل إلى إمرة طبلخاناة، وصيّر شادّ الشراب خاناه. ثم تنقّل في عدّة ولايات بها، إمرة شكار، ثم نيابة صفد. وجرت منه ما تقدّم. ثم ولّي نيابة حماه حتى كان منه وله ما قد عرفته. [مقتل نائب طرابلس] [161]- ومات معه قتيلا أيضا بكلمش (¬3) الناصريّ أمير شكار نائب طرابلس. وكان ظالما، غاشما، سيّء السيرة، تنقّل في عدّة ولايات حتى ولي نيابة طرابلس، وجرى عليه ما تقدّم ذكره. ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 886. (¬2) انظر عن (أحمد الساقي) في: البداية والنهاية 14/ 247، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 43 أ، والجوهر الثمين 2/ 203، والسلوك ج 2 ق 3/ 904، 905، والنجوم الزاهرة 10/ 293، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 549. (¬3) انظر عن (بكلمش الناصري) في: البداية والنهاية 14/ 247، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 43 أ، والجوهر الثمين 2/ 203، والسلوك ج 2 ق 3/ 904، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 46 و 51، والدرر الكامنة 1/ 490 رقم 1319، والمنهل الصافي 3/ 413، 414 رقم 690 وفيه وفاته 753 هـ‍. والدليل الشافي 1/ 196، والنجوم الزاهرة 80/ 293، وأعيان العصر 2 / ورقة 139، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 549.

مشيخة خانقاه سرياقوس

وحملت رأسهما، أعني بكلمش هذا، وأحمد، إلى القاهرة، على يد جنتمر أخو (¬1) طاز. [مشيخة خانقاه سرياقوس] [وفيه] وصل من بلاد الهند شيخ الشيوخ الركن الملطيّ، وتلقّاه طوائف الناس، وصعد لبين يدي السلطان، فخلع عليه، وأركب بغلة رائعة بالزنّاري، وقرّر في مشيخة الشيوخ بالخانقاه السّرياقوسيّة على ما كان، بعد أن أيس منه. وكانت غيبته نحوا من عشر سنين أو زيادة عليها، وعاد بغير طائل (¬2). [وفاة الإمام القسطلاني] [162]-، [وفيه] مات الإمام القسطلانيّ (¬3) محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن أحمد بن ميمون، الغسّانيّ، القيسيّ، الشافعيّ. وكان من رؤساء مصر وذوي البيوتات. / 45 ب / وهو مشهور السّلف. سمع من الرضى الطبريّ، وغيره. ومولده سنة أحد (¬4) وتسعين وستماية. [تخليص ابن زنبور من القتل] [وفيه] أخرج الصاحب علم الدين بن زنبور إلى قوص بعد أن عوقب وأريد قتله، فثار له شيخو حتى خلّصه من يد صرغتمش بعد أن أغلظ القول في ذلك (¬5). [الفتنة في مكة] [وفيه] وصل الحاجّ وأخبروا بفتنة كانت بين الأخوين أميرين (¬6) مكة المشرّفة: (ثقبة) (¬7) وعجلان، وهي مستمرّة (¬8). ¬

(¬1) الصواب: «أخي». (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 887. (¬3) انظر عن (القسطلاني) في: العقد الثمين 2/ 339، وذيل التقييد 1/ 260 رقم 508، والسلوك ج 2 ق 3/ 906، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 56، والنجوم الزاهرة 10/ 295، ووجيز الكلام 1/ 71 رقم 121. (¬4) الصواب: «سنة إحدى». (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 887، والنجوم الزاهرة 10/ 284. (¬6) الصواب: «أميري». (¬7) عن هامش المخطوط. (¬8) السلوك ج 2 ق 3/ 887.

منع التجار من التوجه إلى مكة

[منع التجّار من التوجّه إلى مكة] [وفيه] صحّ الخبر بأنّ المجاهد صاحب اليمن منع التجّار من التوجّه إلى مكة غيظا بما وقع من أربابها (¬1). [صفر] [حلّ أوقاف ابن زنبور] [وفي] صفر قام صرغتمش قياما تامّا في حلّ أوقاف ابن (¬2) زنبور وارتجاع أملاكه إلى جهة السلطان، بمساعدة (¬3) جماعة، منهم: الشريف السيّد شرف الدين تعقيب الأشراف، ولقّناه في ذلك أشياء يحتجّ بها على ذلك، وعقد بسبب ذلك مجلس، فقام العزّ بن جماعة قاضي القضاة، والموفّق الحنبليّ في ذلك أشدّ قيام، وبالغا في الحطّ على صرغتمش حتى أعرض عن ذلك على رغمه، ومرض من كثرة حنقه وتغيّظ حتى تصدّق في أثناء مرضه بأموال وصل بها الفقراء، وأطلق من السجون. وكان أرجف بأنه يموت. فأين أين ذلك الزمان، ولو أريد الآن في عصرنا هذا حل ما يريده أقلّ الأمراء لبادر إليه قضاتنا (¬4). [تقرير شيخو في رأس النوبة] [وفيه] قرّر شيخو في الرأس نوبة الكبرى على عادته، وصرف صرغتمش، وكانت قد اشتدّت وطأته على الناس، فقام الأمراء في صرفه ليقلّ شرّه وتنحطّ رتبته، ودبّروا ذلك في أثناء غرضه. وقام شيخو وطاز في ذلك قياما تامّا. ثم لما أقيم الموكب بالقصر بين يدي السلطان قام الأمراء بأسرهم وذكروا توقّف حال الدولة، وذكروا أنّ الأمر يحتاج إلى نظر شيخو، فأخذ هو في التّمنّع من ذلك، فما زالوا به حتى ألبسوه التشريف، فشرط عليهم أنّ أحدا لا يتحدّث في أمر جليل أو حقير، فأجابوا إلى ذلك. واستقرّ الناصري محمد بن بيليك المحسني مشير (¬5) الدولة، وأغدقت الأمور بشيخو، وصار أكابر المباشرون (¬6) والكتّاب بين يديه يتصرّفون فيما هو وفق مراده، وعظم قدره جدّا في هذه الأيام. وصدرت عنه التدابير الحسنة في المملكة، وأبطل المبايعات والنزولات في الأقاطيع / 46 أ / بعد ما كان قد فحش الأمر في ذلك (¬7). ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 888. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «ما عدا». (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 888، 889. (¬5) في الأصل: «من». (¬6) الصواب: «المباشرين». (¬7) السلوك ج 2 ق 3/ 889، 890.

ربيع الأول

[ربيع الأول] [قتل بيبغاروس] [163]- وفي ربيع الأول وصل الخبر بوصول بيبغاروس (¬1) إلى حلب وقد قبض عليه وقتل بها لسابق الأمر السلطاني بذلك، فإنه لم ينتظر به الإذن ثانيا. وكان بيبغا هذا من مماليك الناصر محمد بن قلاون ومن خواصّ خاصكيّته. وشهر في دولة الصالح إسماعيل، ثم ضخم في دولة المظفّر حاجي، وتنقّل في إمرة مجلس، ثم النيابة، وحسنت سيرته فيها، وقام في الطاعون العام فجهّز الأموات، حتى قيل إنّ جملة من جهّزه زيادة على الماية ألف إنسان. وقد عرفت ما جرياته قبل ذلك. وقبض عليه بأخرة بالأبلستين، وحمل إلى حلب فقتل بها، وأحضر تقطاي الدوادار برأسه إلى القاهرة، وكتب إلى نائب حلب بالشكر والثناء، وأن يحتال في أخذ قراجا بن دلغادر، وإن عجز عن الحيلة في إحضاره خرج إلى قتاله، فأعاد الجواب بالاعتذار عن ذلك، وأنه حلف له أنه إنّ جهّز بيبغاروس يكون آمنا من قتله. فاشتدّ إنكار أمراء مصر على نائب حلب، وعاد إليه الأمر بالتأكيد عليه في محاربته. وكتب إلى نوّاب الشام بنجدة نائب حلب على قتال ابن (¬2) دلغادر، فاحتاج إلى أن خرج بعد ذلك (¬3). وكان ما سنذكره. [ربيع الآخر] [خروج نائب حلب لقتال ابن دلغادر] وفي ربيع الآخر خرج نائب حلب في مستهلّه بعساكره إلى جهة ابن (¬4) دلغادر (¬5). ¬

(¬1) انظر عن (بيبغاروس) في: ذيل العبر للحسيني 292، والوافي بالوفيات 10/ 355 رقم 4851، والبداية والنهاية 14/ 247، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 43 أ، وتذكرة النبيه 3/ 163، 164، ودرّة الأسلاك 12 / ورقة 382، والسلوك ج 2 ق 3/ 890، والمقفّى الكبير 2/ 559 - 561 رقم 1008، والدرر الكامنة 1/ 511، 512 رقم 1387، والمنهل الصافي 3/ 486 - 488 رقم 731، والنجوم الزاهرة 10/ 293، 294، والجوهر الثمين 2/ 203، ووجيز الكلام 1/ 68، وتاريخ ابن سباط 2/ 709، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 549، وانظر: مقامة مروج الغروس في خروج بيبغاروس، مصوّرة بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة، رقم 1224 تاريخ، عن مخطوطة - مكتبة خدابخش بتنه بالهند. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 891. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 891، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 46، ووجيز الكلام 1/ 68، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 552.

تسمير شيخ عرب العايد

[تسمير شيخ عرب العايد] [164]- وفيه سمّر عيسى بن حسن العايدي (¬1) شيخ عرب العايد بالشرقية، وهجّان السلطان. وكان قد عظم وكثرت أمواله، وصارت الشرقية كلّها تحت حكمه، وجرت عليه أمور. وفرّ إلى الطور خوفا من شيخو، ثم أخذ بأخرة فسمّر، ولم ير أجلد منه في تسميره، لم يسمع منه كلمة واحدة، ولا تأوّه، ولا نحوه. [هدايا صاحب اليمن للسلطان] وفيه وصل قاصد الملك المجاهد مع هذه الهدية، وكان يلقّب بالناصر، فأنزل وأكرم هو ومن معه (¬2). [وفاة ألجي بغا العادلي] [165]- وفيه مات ألجي بغا (¬3) العادلي. وكان شجاعا، مقداما، كريم النفس، حسن السيرة. وهو من مماليك كتبغا العادل. وذكر بعضهم موته في ربيع الأول. [استقالة ابن جماعة من القضاء] وفيه استعفا (¬4) العزّ بن جماعة قاضي القضاة من القضاء لكونه عزم أن يتوجّه إلى الحجّ / 46 ب / والمجاورة، واعتذر بكبر سنّه، فلم يجب إلى ذاك، ثم تلطّف حتى أجيب وشرط عليه أن يعيّن للقضاء من يختاره فعيّن صهره قاضي العسكر التاج المناوي. فقرّر في القضاء وامتنع من قبوله، فما زال به ابن (5) جماعة حتى قبل، وقام الناس يسعون في وظائف المناوي، فقام القاضي الحنفي في عود ابن (5) جماعة، ولا زالوا بشيخو حتى أعيد ابن (¬5) جماعة، وشرط عليه أن يتوجّه إلى الحجّ ويقيم المناوي خليفة حتى يعود. ثم خلع عليه، ونزل في موكب حافل جدّا إلى داره. ¬

(¬1) انظر عن (العائدي) في: السلوك ج 2 ق 3/ 82، والدرر الكامنة 3/ 202، 203 رقم 492، ووجيز الكلام 1/ 74 رقم 133، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 550. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 892. (¬3) انظر عن (ألجي بغا) في: البداية والنهاية 14/ 247، 248، والسلوك ج 2 ق 3/ 915، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 50، 51، والدرر الكامنة 1/ 406 رقم 1046، والنجوم الزاهرة 10/ 292، ووجيز الكلام 1/ 72 رقم 125. (¬4) الصواب: «استعفى». (¬5) في الأصل: «بن».

وفاة الخواجا ابن مسافر

[وفاة الخواجا ابن مسافر] [166]- وفيه مات الخواجا عمر (¬1) بن مسافر التّاجر جالب شيخو الذي إليه ينسب بالعمري، وإليه نسب عدّة من المماليك. وكان إنسانا حسنا، خيّرا، ديّنا، كثير المال، له حرمة ووجاهة خصوصا صحابة شيخو. [جماد الأول] [الحرب بين نائب حلب وابن دلغادر] وفي جماد الأول كانت محاربة عظيمة بين نائب حلب مع عساكره وبين قراجا بن دلغادر، وكان قد فرّ إلى الجبال، فتبعه العسكر وقاتلوه عشرين يوما حتى طال الأمر، وقتل وجرح جماعة من الفريقين. ثم نزل ابن (¬2) دلغادر وقاتل بنفسه قتالا شديدا، وانهزم إلى الروم، فتبعه طائفة من العساكر وقبضوا على ولدين له ونحوا (¬3) من أربعين نفرا من خواصّه، وصعد باقي العسكر إلى الجبل أين كان فنهبوا أمواله وأغنامه، وكانت شيئا كثيرا، وسبيت حرمه، فأبعن بحلب بأبخس الأثمان، ورخصت الأكاديش والأبقار والأغنام جدا حتى أبيع الإكديش من أربعين إلى خمسين درهما والبقرة إلى ثلاثين، والرأس الضأن بثلاثة دراهم، وظفر العسكر لهم بدفاين فيها أموالا (¬4) كثيرة (¬5). [إعدام نصراني] وفيه أعلن بعض نصارى الطور في قدح دين الإسلام، والعياذ بالله تعالى، ووقع منه أشياء، وآل أمره أن ضربت عنقه وأحرقت جثّته (¬6). [اعتقال ابن دلغادر] وفيه وصل الخبر بأنّ ابن دلغادر توجّه إلى ابن أرتنا صاحب الروم، وأنه أكرمه، فكتب إليه بإعمال الحيلة في قبضه، فما زال به حتى آل أمره بالقبض عليه وبعثه محتفظا به إلى حلب في شعبان (¬7)، كما سيأتي. ¬

(¬1) انظر عن (الخواجا عمر) في: السلوك ج 2 ق 3/ 906. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) الصواب: «ونحو». (¬4) الصواب: «فيها أموال». (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 894، 895، تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 46، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 552. (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 895. (¬7) السلوك ج 2 ق 3/ 895، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 46، ووجيز الكلام 1/ 68، وتاريخ ابن سباط 2/ 710، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 552.

جماد الآخر

[جماد الآخر] [إمرة الأخورية] وفي جماد الآخر صرف بكتمر المؤمني عن إمرة الأخورية، وقرّر عوضه قندس (¬1). [الفتن بين آل مهنّا وغيرهم] وفيه كانت فتن بين آل مهنّا وأمراء تلك البلاد. وفيه أيضا كانت الفتن وكثرة العيث ببلاد الوجه القبلي من العربان (¬2). [وليمة الأمير طاز] / 47 أ / وفيه كان المهمّ الحافل بدار طاز التي أنشأها، وكانت قد انتهت، وكانت وليمة هائلة حضرها السلطان بنفسه وجميع الأمراء، ومدّت الأسمطة، وكانت حافلة جدّا. وقدّم طاز للسلطان والأمراء تقادم سنيّة بعد السماط، وكان يوما مشهودا، وعدّ نزول السلطان إلى هذه الدار من النوادر الغريبة التي ما وقعت في هذه الدولة التركية قبل هذا (¬3). (أعجوبة) (¬4) وفيه وصلت مكاتبة أيتمش نائب طرابلس ومعها محضر من طرابلس ثابت على قاضيها بأنّ امرأة من أهل طرابلس يقال لها «نفيسة» جميلة الصورة، وتزّوجت بثلاثة أزواج، وما قدر واحد منهم أن يزيل بكارتها من غير مانع منها، فظنّوا رتقها، وطلّقوها واحدا بعد واحد حتى بلغت خمسة عشر (¬5) سنة، فغار ثديها واعتراها نوم ثقيل ليلا ونهارا، وصار يبرز (¬6) لها من فرجها (¬7) شيء قليلا قليلا، إلى أن تشكّل منه ذكر صغير وأنثيان، فكتمت أمرها، فكانت كما قالت، واشتهر (¬8) أمرها بطرابلس، وكتب بذلك محضر بإذن النائب، وأنّ المذكور برز (¬9) بين الرجال، وتسمّى بعبد الله. وذكر العماد ابن كثير في «تاريخه» (¬10) أنه اجتمع به ورآه بدمشق، وصار جنديّا، ونبتت له لحية سوداء (¬11). ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 896. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 896. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 897. (¬4) العنوان عن الهامش (¬5) الصواب: «خمس عشرة». (¬6) في الأصل: «بدبر» وفي السلوك: «يخرج». (¬7) في الأصل: «قدمها». (¬8) في الأصل: «اشهر». (¬9) في الأصل: «به». (¬10) البداية والنهاية 14/ 248. (¬11) البداية والنهاية 14/ 248، السلوك ج 2 ق 3/ 897، 898، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 47، 48، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري - عصر المماليك - تأليفنا - ج 2/ 241، وتاريخ الخلفاء 501.

رجب

[رجب] [وفاة ابن الصائغ] [167]- وفي رجب مات الشيخ إبراهيم بن الصائغ (¬1). [وفاة أبي الحجّاج النابلسي] [168]- وفيه مات أيضا الجمال أبو الحجّاج النابلسي (¬2)، يوسف بن عبد الله بن محمد بن محمد بن يوسف بن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان المقدسيّ، الدمشقيّ، الحنبليّ. وكان كثير العبادة والزهادة والورع، وتلاوة القرآن، وقيام الليل، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، عالما فاضلا. سمع على عبد الحافظ بن بدران، والتقيّ سليمان، وغيرهما. ومولده سنة أحد (¬3) وتسعين وستماية. [شعبان] [القبض على ابن دلغادر] وفي شعبان قبض علي بن (¬4) أرتنا على قراجا بن دلغادر، وبعث به مقيّدا إلى حلب، فحمل إلى سجن قلعتها بعد أن تسلّمه أرغون نائب حلب، وسلّمه لنائب القلعة، وقدم الخبر بذلك إلى مصر، فسرّ السلطان به، وكتب بحمله إلى القاهرة (¬5). [وفاة ابن أبي السفاح الحلبي] [169]- وفيه مات الزين بن السّفّاح / 47 ب / كاتب سرّ حلب، عمر بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن أبي السفّاح (¬6) الحلبيّ. ¬

(¬1) انظر عن (ابن الصائغ) في: السلوك ج 2 ق 3/ 906. (¬2) انظر عن (النابلسي) في: السلوك ج 2 ق 3/ 906، 907، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 58، 59، والنجوم الزاهرة 10/ 294، ووجيز الكلام 1/ 71 رقم 122، والدرر الكامنة 4/ 463، 464 رقم 1268، والمنهج الأحمد 452، والمقصد الأرشد، رقم 1270، والدر المنضّد 2/ 524 رقم 1325، والسحب الوابلة 322. (¬3) الصواب: «سنه إحدى». (¬4) في الأصل: «ابن». (¬5) البداية والنهاية 14/ 248، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 43 ب، الجوهر الثمين 2/ 205، السلوك ج 2 ق 3/ 898، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 47، ووجيز الكلام 1/ 68، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 552. (¬6) انظر عن (ابن أبي السفّاح) في: السلوك ج 2 ق 3/ 906، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 53، 54، والدرر الكامنة 3/ 197، 198، رقم 476، والنجوم الزاهرة 10/ 262، ووجيز الكلام 1/ 73 رقم 131، تذكرة النبيه 3/ 172، درّة الأسلاك 2 / ورقة 386.

رمضان وفاة الصدر الميدومي

وله زيادة على الستين سنة. وكان أدوبا حشما، فاضلا، رئيسا، ولّي عدّة وظائف، منها كتابة السّر بحلب، وجرت عليه أمور لم تجر على كاتب سرّ غيره قبله، وصودر وصرف عن كتابة السرّ، وأعيد إلى وظائف كانت بيده بحلب، وبها بغته الأجل. ورثاه الشمس الصفديّ. [رمضان] [وفاة الصدر الميدومي] [170]- وفي رمضان مات المسند، المعمّر، الصدر، الميدوميّ (¬1)، محمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي القاسم. وسمع من النجيب، وابن علاّق، وغيرهما. وكان خاتمة من سمع منهما. وحدّث، وسمع منه جماعة. ومولده سنة 645. [سجن ابن دلغادر] وفيه قدم قراجا بن دلغادر وهو محتفظ به في سلسلة في عنقه، وأقيم بين يدي السلطان، وعدّدت عليه ذنوبه، ثم سجن بقلعة الجبل (¬2)، إلى ما سنذكره. [صرف البسطامي عن المشيخة] وفيه صرف الركن البسطامي عن مشيخة الشيوخ بالخانقاه السرياقوسية (¬3). [تعيين أمراء للوجه القبلي] وفيه عيّنت عدّة أمراء إلى بلاد الوجه القبليّ بسبب فساد العربان سيما الأحدب، وخرج شيخو أيضا في جماعة كبيرة بعد ذلك (¬4). ¬

(¬1) انظر عن (الميدومي) في: ذيل العبر للحسيني 293، وأعيان العصر 11 / ورقة 27 ب، والسلوك ج 2 ق 3/ 906، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 55، 56، والدرر الكامنة 4/ 157، 158 رقم 417، والمنهل الصافي 6 / ورقة 744 ب، والنجوم الزاهرة 10/ 291، والوفيات لابن رافع 2/ 161 رقم 655، وكشف الظنون 2/ 1677، ووجيز الكلام 1/ 71، 72 رقم 123، وفهرس الفهارس 2/ 67، وشذرات الذهب 6/ 176، وديوان الإسلام 4/ 203 رقم 1936، وتذكرة النبيه 3/ 173، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 385. (¬2) البداية والنهاية 14/ 249، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 43 ب، 44 أ، الجوهر الثمين 2/ 205، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 47. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 898. (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 898، 899، ووجيز الكلام 1/ 69.

شوال

[شوال] [وفاة بيغرا المنصوري] [171]- وفي شوال مات بحلب بطّالا بيغرا (¬1) المنصوري، أحد المقدّمين الألوف بمصر. وكان خيّرا، ديّنا، مشكور السيرة. تنقّل في عدّة ولايات، منها الحجوبية بمصر. وشكرت فيها سيرته لخيره ودينه وعقله وسياسته. [سفر الحجّاج] وفيه خرج الحاجّ إلى البركة صحبة عمر شاه الحاجب. وحجّ في هذه السنة جماعة من الأعيان، منهم الخليفة أمير المؤمنين المعتضد بالله، وقاضي القضاة العزّ بن جماعة، والبهاء عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عقيل، وستّة من الأمراء الأكابر (¬2). [الإحاطة بالعربان] وفيه ركب الأمير شيخو بنفسه إلى بركة الحاجّ، واحتاط بالركب، وضرب عليه حلقة، ونادى «من كان عنده بدوي وأخفاه حلّ دمه» (¬3). ثم تتبّعت الكثير من الخيام وغيرها، وقبض على جماعة كبيرة من العربان، ووسّطوا هناك، وأفرج عن بعض. وكان العربان لما تسامعوا بخروج العساكر إليهم أخذوا حذرهم، فدخل الكثير منهم إلى القاهرة واختفى بها، ثم خرج جماعة منهم يقصدون الفرار إلى جهة مكة المشرّفة، وفطن شيخو بذلك، ففعل ما فعل. ثم زاد التتبّع في ذلك. وجرت أمور تطول، حتى قطع شيخو جائرة الكثير من العربان (¬4). [وفاة البدر ابن خطير] [172]- وفيه مات البدر مسعود بن أوحد بن مسعود / 48 أ / بن خطير (¬5)، حاجب الحجّاب بمصر، ونائب طرابلس. ¬

(¬1) النظر عن (بيغرا) في: السلوك ج 2 ق 3/ 905، والدرر الكامنة 1/ 514، 515 رقم 1396، والنجوم الزاهرة 10/ 294، ووجيز الكلام 1/ 72 رقم 126. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 903، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 47، ووجيز الكلام 1/ 70. (¬3) وردت العبارة مشوّشة في الأصل: «وضرب عليه حلفة ومارب من كان عنده مدورى واحفاه قبل دببه». (¬4) الجوهر الثمين 2/ 203، 204، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 43 أ، ب، السلوك ج 2 ق 3/ 899، ووجيز الكلام 1/ 69. (¬5) انظر عن (ابن خطير) في: أعيان العصر ج 7 ق 1 / ورقة 148، وتحفة ذوي الألباب فيمن حكم بدمشق من الخلفاء والملوك والنواب، للصفدي، ملحق بأمراء دمشق في الإسلام 166، وذيل العبر للحسيني 292، 293، =

هدم كنيسة النحريرية

وكان إنسانا حسنا، رئيسا، حشما، أدوبا، شجاعا، عاقلا، سيوسا. تنقّل في الخدم في عدّة ولايات، منها حجوبيّة الحجّاب بمصر غير ما مرة، ونيابة طرابلس أيضا غير ما مرّة، وترشّح لنيابة الشام أيضا بعد قتل أرغون شاه. ومولده سنة ثلاث وسبعين وستماية. [هدم كنيسة النحريرية] وفيه كائنة هدم الكنيسة للنصارى بناحية النحريرية (¬1)، وكانت كاينة فظيعة ثار بها العامّة بسبب إنسان من النصارى شهد عند القاضي أنّ جدّه كان مسلما، فحكم القاضي بإسلامه وحبسه ليسلم، فأخرجه والي المحلّة ليلا بقيام بعض النصارى، فثار العامّة لرجم الوالي، وثار بهم الوالي، فهزم العامّة الوالي، وخرج فارّا، فقصدوا كنيس النصارى وهدموه وأحرقوا ما به من صلبان ونحوها، وعمّروها مسجدا، ونبشوا قبور النصارى وأحرقوا رممهم وهمّوا بأخذ النصارى كذلك فهربوا. وبلغ الخبر السلطان، وشنّع الحسام أستادار العلاء على القاضي وسعى في إلزامه بإعادة الكنيسة من ماله، فبعث السلطان فطلب القاضي والوالي، وعقد مجلس بجامع القلعة بالقضاة الأربع (¬2) والوزير، وغيره من أهل الدولة، وطال فيه الكلام، وانفضّ على غير طائل. ثم أعيد ثانيا عند شيخو بداره، وحضر العلاّمة أكمل الدين، فحنق شيخو من القاضي وأغلظ عليه القول، فقام الأكمل في ذلك. وبلّغه شيخو بكلمات منها تخويفه من عواقب ذلك، وصدع الحسام (¬3) بالإنكار، بل وسبّه ونسبه إلى الخروج عن الإسلام. وآل الأمر إلى سكون شيخو ورجوعه إلى كلام الأكمل، والبعض بكشف القضية. ثم آل الأمر إلى عزل القاضي والوالي (¬4). [وفاة التقيّ القيراطي] [173]- وفيه مات التقيّ القيراطيّ (¬5)، محمد بن عبد الله بن محمد بن ¬

= والسلوك ج 2 ق 3/ 905، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 57، والدرر الكامنة 4/ 348، رقم 947، والنجوم الزاهرة 10/ 292، 293، ووجيز الكلام 1/ 72 رقم 124، والوفيات لابن رافع 2/ 162 رقم 656، وعيون التواريخ 2 / ورقة 138 أ - 139 ب، وتذكرة النبيه 3/ 173، 174، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 386. (¬1) في الأصل: «البخرار به». (¬2) الصواب: «الأربعة». (¬3) في الأصل: «الحمام». (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 900، 901، البداية والنهاية 14/ 249، ووجيز الكلام 1/ 70. (¬5) انظر عن (القيراطي) في: الوفيات لابن رافع 2/ 162، 163 رقن 657، والسلوك ج 2 ق 3/ 907، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 54، والدرر الكامنة 3/ 483 رقم 1292، ووجيز الكلام 1/ 71 رقم 119. و «القيراطي»: بفتح القاف وسكون الياء.

ذو القعدة

عسكر (¬1) بن مظفّر بن نجم الطائيّ، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، فقيها، محدثا، حسن الأخلاق. سمع على جماعة، وحدّث. [ذو القعدة] [عرض أجناد الحلقة] وفي ذي قعدة عرض النائب أجناد الحلقة وعيّن منهم جماعة ليجرّدوا إلى الصعيد، فوصل كتاب شيخو بأنه لا حاجة إلى ذلك، فبطلت (¬2). [قتل ابن دلغادر] [174]- / 48 ب / وفيه وسّط قراجا بن دلغادر (¬3)، وكان بسجن البرج من القلعة. وقدم الخبر على البريد إلى السلطان وهو بسرياقوس من حلب بأنّ حيار (¬4) بن مهنّا استدعى أولاد ابن (¬5) دلغادر في طائفة كبيرة من التركمان للنجدة على سيف. وكان سيف قد التجأ إلى بني كلاب، فالتقى الجمعان على تعبئة، فكانت الكسرة على التركمان، وقتل منهم نحوا (¬6) من سبعماية رجل، وأخذ منهم عدّة من الخيول، فكتب السلطان إلى النائب بقتل ابن دلغادر، وكان له بالسجن ثمانية وأربعين يوما. [وفاة الصاحب ابن زنبور] [175]- وفيه مات الصاحب، الوزير، العلم ابن (¬7) زنبور (¬8) عبد الله (¬9) بن أحمد بن إبراهيم القبطيّ. ¬

(¬1) في الأصل: «علي»، والمثبت من المصادر. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 901. (¬3) انظر عن (قراجا بن دلغادر) في: الجوهر الثمين 2/ 200، والسلوك ج 2 ق 3/ 906، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 47، والدرر الكامنة 3/ 245 رقم 622، ووجيز الكلام 1/ 68 رقم 118، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 552. (¬4) في الأصل: «جبار». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) الصواب: «نحو». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) انظر عن (ابن زنبور) في: ذيل العبر للحسيني 293، والسلوك ج 2 ق 3/ 906، والمقفّى الكبير 4/ 426 - 433 رقم 1509، والنجوم الزاهرة 10/ 284، والدرر الكامنة 2/ 240، 241 رقم 2102، والوافي بالوفيات 17/ 62 رقم 54، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 388، وتذكرة النبيه 3/ 179، والدليل الشافي 1/ 382 رقم 1310، ووجيز الكلام 1/ 73، 74 رقم 132، وحسن المحاضرة 2/ 224. (¬9) في الأصل: «بن عبد الله».

ذو الحجة

وكان قد بلغ في وزارته من الفخامة والضخامة والعظمة ما يكلّ واصفه أن يصفه به، وكثر ماله جدّا. وولي عدّة وظائف من أيام الناصر محمد، وجمع بين الوزارة ونظر الجيش، ونظر الخاص، وترأس بمصر. وآل أمره إلى ما عرفته. وأخرج إلى قوص، وبها بغته الأجل. فيقال إنه سمّ، ويقال: بل نهشه ثعبان. وأرّخ بعضهم موته في ربيع الأول. [ذو الحجّة] [القبض على ثقبة الحسني] وفي ذي حجّة قبض على ثقبة الحسني أمير مكة المشرّفة، وأفرد عجلان بالإمرة بها (¬1). [القبض على أبي القاسم الزيدي] وفيه قبض على أبي القاسم محمد بن أحمد اليمنيّ، الزيديّ، وكان متجاهرا بمذهبه في مكة المشرّفة، وينصب منبرا بالحرم (¬2) المسجد الحرام يخطب عليه في يوم العيد وغيره بمذهبه (¬3)، ويصلّي بطائفة بالمسجد الحرام، وضرب حين القبض عليه بالمقارع ليرجع عن مذهبه فلم يرجع، فسجن، ثم فرّ من سجنه إلى وادي نخلة (¬4). [مقتل صاحب سنجار] [176]- وفيها - أعني هذه السنة - قتل صاحب سنجار الخالع بالموصل حسن بن هندوه (¬5). وكان قد عاث بتلك البلاد، وحاصره عساكر الشام ثم عادت عنه. وكان قتله على يد صاحب ماردين. [استسقاء أهل دمشق] وفيها استسقى أهل دمشق، وكان قد تأخّر نزول المطر عندهم، وارتفع سعر الغلال، فأغاثهم الله تعالى (¬6). ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 903، 904، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 47. (¬2) هكذا في الأصل. (¬3) في الأصل: «بهردمن». (¬4) في الأصل: «نحله» والتحري من: السلوك ج 2 ق 3/ 904. (¬5) في السلوك ج 2 ق 3/ 907 «هند»، وفي وجيز الكلام 1/ 72 رقم 127 «هندو». (¬6) السلوك ج 2 ق 3/ 902.

مداواة اليهودي للنائب قبلاي

[مداواة اليهوديّ للنائب قبلاي] وفيها قدم نفيس الدّين الداووديّ، اليهوديّ من تبريز لمداواة النائب قبلاي من ضربان المفاصل، وكان أضر به ذلك، ولا يزال مريضا بها، وأعيا الأطبّاء أمره. وقدم مع نفيس أخوه المعتصم، وولده فتح الله (¬1) الذي / 49 أ / ولي كتابة السرّ بعد ذلك، كما سيأتي في محلّه. [المولودان الملتصقان] وفيها ولدت امرأة ولدين ملتصقين، لكلّ ولد منهما ثلاثة أيدي وثلاثة أرجل، وليس لها قبل ولا دبر (¬2). [ولادة شعبان السلطان] وفيها كانت ولادة شعبان بن حسين بن الناصر محمد بن قلاون (¬3). وشعبان هذا هو الذي ولي السلطنة بعد ذلك، كما سيأتي. [وفاة شريفين] [177]- وفيها مات الشريفان: صاحب المدينة الشريفة. [178]- وصاحب الينبوع (¬4). ¬

(¬1) في السلوك ج 2 ق 3/ 903 «ومعه ولداه». (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 903. (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 903. (¬4) هو: عيسى بن حسن الهجان. (السلوك ج 2 ق 3/ 905).

سنة خمس وخمسين وسبعماية

سنة خمس وخمسين وسبعماية [محرّم] [قدوم الحاجّ] في محرّم منها، في ثاني عشره، قدم الحاجّ، فكان هذا من النوادر التي ما اتّفقت قبل ذلك للحاجّ فيما سلف، وهلك من المشاة جماعة كثيرة. واستقدم الشريف ثقبة مقيّدا فسجن (¬1). [عود الأمراء من الصعيد] وفيه وصل شيخو من بلاد الصعيد بمن معه من الأمراء والعساكر، بعد أن نظّف تلك النواحي والبلاد، لا سيما محمد بن واصل أمير عربان العرك الذي يقال له الأحدب، جدّ هؤلاء الموجودين الآن. كني بالأحدب، وما كان أحدبا، بل كان أقفصا (¬2) يعرف بالأحدب. وكان قد حصل منه ومن غيره من العربان بعد موت الناصر محمد بن قلاون الفتن الكثيرة التي لا توصف ولا تحدّ، حتى طهّر الله تعالى البلاد منهم بشيخو، وخرج إليهم كما تقدّم في العام الماضي وعمل فيها البطيط (¬3)، وكان معه عدّة من الأمراء الألوف وغيرهم. وأظنّ أنّ في هذه المرة كانت إقامة عمر جدّ بني عمر أمراء هوّارة الآن بتلك البلاد، فإنّ شيخو هو أصل إقامتهم هناك. وكان قد عزم السلطان في الحال على السفر بعد الأمراء، بل وعدّى الجيزة، وسار إلى جهة الفيّوم. وكانت هذه التجريدة تجريدة هائلة يطول الشرح في ذكرها، وما اتفق لها مع أحد، وما فعل بالعرب ما فعل فيها شيخو إلى وراء العقبة، وآلت إلى استئصال العرب، وإمرة الترك، وعود شيخو. ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 907. (¬2) في الأصل: «القضا». (¬3) كلمة غير واضحة، لعلّها: «القتل».

صفر

وفي ذلك يقول الناصر البياني أحد كتّاب الإنشاء من قصيدة يمدح بها شيخو هذا لنفسه (أبياتا) (¬1) أوّلها: صعودك للصعيد له صعود (¬2) ... به نجزت من النصر الوعود / 49 ب / وعمل جماعة من الشعراء نحوا من هذا. وأمّا ما نهب من أموال العرب ومواشيهم وخيولهم وسلاحهم فشيء يجلّ عن الوصف، من ذلك: ماية حمل من السّروج، وثمانين (¬3) حملا من السيوف. وكانت كائنة من نوادر الكوائن تذكر إلى الآن. وفرّ الأحدب ناجيا بنفسه بعد أن بلغ مبلغا عظيما حتى صار يجعل نفسه كالسلاطين في حركاته وجميع أموره (¬4)، ثم كان له بعد ذلك ما سنذكره. [صفر] [نفي ساطلمش] وفي صفر نفي ساطلمش تركاش، وكانت سيرته قد ساءت (¬5). [نفي ابن طشتمر] وفيه أيضا أخرج ابن (¬6) طشتمر الساقي (¬7) منفيا إلى طرابلس، وكان قد انهمك في اللعبة واللهو حتى خرج عن الحدّ في ذلك. [ضرب شهود الزور] فيه اطلع على عدّة من شهود الزّور وقبض عليهم فضربوا وحلقت لحاهم وشهروا بالقاهرة، وكان لهم يوما شنيعا (¬8). وكان التزوير قد فشى (¬9) بالقاهرة في هذه السنة، وفي الخالية. وقام قاضي القضاة الحنبلي القيام التامّ في التفحّص عن ذلك. [ربيع الأول] [توبة الأحدب أمير العرك] وفي ربيع الأول قدم إلى القاهرة محمد بن واصل الأحدب أمير العرك، الماضي ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) في السلوك ج 2 ق 3/ 914 «سعود». (¬3) الصواب: «وثمانون». (¬4) تاريخ الدولة التركية، ورقة 43 ب، الجوهر الثمين 2/ 204، السلوك ج 2 ق 3/ 907 - 915. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 915. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الأصل: «الشرفي». والمثبت من السلوك ج 2 ق 3/ 916. (¬8) الصواب: «يوم شنيع». (¬9) الصواب: «فشا».

ربيع الآخر

خبر فراره، طائعا تائبا ممّا كان منه، نادما، مقلعا، بعد أن كان قد حضر إلى عند الشيخ الصالح الوليّ المعتقد بالوجه القبليّ، سيّدي أبو (¬1) القاسم الطحاوي (¬2) - نفع الله تعالى به - وكتب في أمره إلى شيخو وشفع فيه، فأجيب إلى ذلك، وكتب له بالأمان. وكان قبل عصيانه قائما بدرك (¬3) البلاد وخدمة السلطنة، فعرف له ذلك مع توبته، فحضر مع الشيخ أبو (¬4) القاسم المذكور إلى القاهرة، وكان لدخوله إليها يوما مشهودا، فأكرمه شيخو والأمراء، وعفوا عن الأحدب، وقاموا بإكرامه لأجله وصعدوا به إلى بين يدي السلطان، فخلع عليه ودرّكه البلاد، وأقام بالقاهرة، وظهر منه بعد ذلك السداد (¬5). [ربيع الآخر] [الإفراج عن مغلطاي ومنجك] وفي ربيع الآخر أفرج عن مغلطاي الأمير اخور، وعن منجك اليوسفيّ بعناية شيخوا وطاز، ثم قدما القاهرة، وكان لهما يوما مشهودا (¬6). [نظارة الخاص] وفيه استعفى ناظر الخاص ممّا هو فيه بعد أن رتّبه (¬7) صرغتمش ودلّه على أمر فعله حتى أجيب إلى / 50 أ / ما سأله، وقرّر في نظارة الخاصّ عوضه التاج أحمد بن (¬8) الصاحب أمين (¬9) الملك بن الغنّام، بعد تمنّع زائد (¬10). [وفاة الصاحب الوزير الموفق] [179]-، [وفيه] مات الصاحب الوزير، الموفّق (¬11)، أبو الفضل هبة الله (¬12) بن سعد الدولة (¬13) إبراهيم. ¬

(¬1) الصواب: «أبي». (¬2) في الأصل: «الطحطائي». (¬3) في الأصل: «بداد». (¬4) الصواب: «أبي». (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 916، 917. (¬6) الصواب: «يوم مشهود». والخبر في: البداية والنهاية 14/ 249، والسلوك ج 2 ق 3/ 917. (¬7) في الأصل: «بعد من به». (¬8) الصواب: «ابن». (¬9) في الأصل: «بن». (¬10) السلوك ج 2 ق 3/ 918. (¬11) انظر عن (الموفق) في: ذيل العبر للحسيني 296، والسلوك 2 ق 3/ 919، والدرر الكامنة 4/ 400، 401 رقم 1102، والنجوم الزاهرة 10/ 299، ووجيز الكلام 1/ 79 رقم 141. (¬12) في الأصل: «عبد الله». (¬13) في الأصل: «سعيد الدين».

استقلال السلطان بتدبير الدولة

وكان كاتبا مجيدا، مشكور السيرة، له برّ ومعروف. تنقّل في الخدم حتى ولي نظر الدولة، ثم الوزارة. وكانت جنازته حافلة. [استقلال السلطان بتدبير الدولة] في هذه الأيام لما كثر القيل والقال، وضاقت بديوان الخاصّ والدولة الأحوال أخذ شيخو في الاستعفاء من التحدّث في أمور الدولة. وكان قد استشعر أنه يصرف (. . . . . . . . .) (¬1)، واستعفى، وتقرّر الحال على أن يستبدّ السلطان بتدبير دولته، ويستقلّ بأمور المملكة ويستبدّ بها من غير معارض أحد له في ذلك، كما كان أبوه وحده. واجتمع رأي الأمراء وسائر أرباب الدولة على ذلك بين يدي السلطان وفاوضوه في ذلك. وكان ذلك موافقا لغرضه ولما في نفسه، لا سيما وهو ممّا هو فيه محصور، ومع شيخو من التصرّف محجوز، وليس له من الأمر شيء. فأجاب إلى ذلك، فقلّدوه الأمور، والتزموا طاعته. ثم اختصّ السلطان بطاز وقدم إليه في الخفية بأن ينظر في أمور الدولة، وأرضاه أن لا يشهر ذلك ولا يظهره للناس خوفا عليه من شيخو. ثم شاع بأنّ استعفاء شيخو واستقلال السلطان بالأمر إنّما هو بتدبير طاز لكون السلطان كان له إليه الميل الكلّي، وشغف بحبّ أخيه جنتمر. ثم جرت بعد ذلك أمور وقطعت أرزاق الكثير من الناس للتوفرة على ديواني الوزارة والخاصّ. وشقّ ذلك على كثير من الأمراء. وكان ذلك سببا لبداية وحشة آلت إلى خلع السلطان (¬2)، كما سيأتي. [إلزام ناظر الخاصّ بالمال] [وفيه] اتّهم البدر ناظر الخاصّ بأنه حوى مالا كثيرا من جهة تركة ابن (¬3) زنبور، وما زالوا به حتى حمل من داره وهو مريض إلى القلعة، وألزم بحمل مال كثير، فحمل في مدّة أيام مبالغ لها صورة (¬4). [جماد الأول] [حساب الأرزاق الأحباسية] [وفي] جماد الأول أمر السلطان بأن يعمل حساب الرزق الأحباسية التي في أقاطيع الأمراء وغيرهم من أراضي مصر، ما هي موقوفة على / 50 ب / الكنائس والديارات، ¬

(¬1) هنا ثلاث كلمات غير واضحة. (¬2) السلوك ج 2 ق 3/ 919 - 921. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) السلوك ج 2 ق 3/ 922.

وفاة ناظر الخاص

وضبط كميّة فدادينها، فجاءت خمسة وعشرين ألف فدّان، فأمر السلطان لكلّ أمير بما في إقطاعه من ذلك، وفرّق منها عدّة رزق على جماعة من الفقهاء. وكان هذا الأمير سببا لتنبّه الناس والعامّة للنصارى واليهود (¬1)، حتى كان لهم ما سنذكره. [وفاة ناظر الخاصّ] [180]-، [وفيه] حمل البدر كاتب يلبغا ناظر الخاصّ على حمل قفاص إلى القلعة، وأدخل إلى قاعة الصاحب، وطولب بالأموال وهو يحمل أشياء، وهو في غاية المرض حتى تخلّى عن نفسه ومات. فقام صرغتمش في مساعدته والمنع من الحوطة على موجوده. وكان قد خلّف موجودا طائلا ما احتوى عليه من جهة ابن (¬2) زنبور (¬3). [إقطاع ابن رمضان التركماني] [وفيه] قدم ابن (¬4) رمضان التركمانيّ أمير التركمان الذي استقرّ في الإمرة عوضا عن قراجا بن دلغادر، وأحضر معه ألف إكديش برسم التقادم للسلطان والأمراء، وقدّم ذلك، فشكر، وخلع عليه بإمرة التركمان، ورسم له بالإقطاع، وقرّر جماعة من أتباعه وألزامه في إمريّات ما بين عشرات وطبلخانات، وأقام بالقاهرة إلى أن يقضي أشغاله، وعاد إلى بلاده (¬5). [جماد الآخر] [واقعة اليهود والنصارى] وفي جماد الآخر كانت كائنة اليهود والنصارى وثوران المسلمين بهم في يوم جمعة حتى قرئت المراسيم السلطانية ممّا كتب لهم بالعهود. وكان من خبر ذلك أنّ النصارى واليهود كانوا قد خرجوا عن الحدّ في التعاظم، وركوب الحمير الفرّه، ولبس الثياب الحسنة الفاخرة، وتكبير العمائم، وكثرة العبيد في خدمتهم ركوبا معهم، واتخاذ الأبنية العالية، واقتناء الجواري الجميلة من ترك وغيرهنّ، والاستيلاء مع ذلك كلّه على الكثير من دواوين السلطان والأمراء، وزادوا في الحماقة وقلّة اللباقة، وتعدّوا الطور في الرقاعة والتعاظم، حتى أنّ واحدا منهم اجتاز بالجامع الأزهر فتعاظم عليهم، فثار به أهل الجامع، وساعد السيد الشريف نقيب الأشراف، وجرت أمور يطول الشرح في ذكرها آلت إلى قيام شيخو وصرغتمش وبقيّة الأمراء، وبلّغوا / 51 أ / السلطان ذلك. ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 921. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 921. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 921.

رجب

ثم عقد مجلس حافل بالقضاة والعلماء، وألزم فيه النصارى واليهود بجريانهم على ما كانوا عليه قديما. وأخرجت لم عدّة عهود مكتتبة من القديم، ثم كتبت مراسيم سلطانية، وسار بها البريد إلى جهات بلاد الإسلام بما تقرّر في ذلك. واتفق أن قرىء بعضا (¬1) منها بالجامع الأزهر في يوم جمعة على رؤوس (¬2) الأشهاد، وكذا بجامع عمرو بن العاص، فلما سمعه السواد الأعظم في خامس عشرين هذا الشهر وقصدوا اليهود والنصارى، وفعلوا بهم أفعالا عجيبة غريبة، ونهبوا ديارهم وكنائسهم، وأوقدوا حفرا بالنيران وصاروا يحملونهم فيلقونهم فيها، فلما شنّع الحال في ذلك نودي من قبل السلطان بالمنع من ذلك، فما عفّ عنهم. وكانت كاينتهم من أعظم الكواين وجرياتها تطول. [فيه] لما جرت هذه الكاينة ترادفت الأخبار من الوجه القبليّ والبحري بأنّ كثيرا من النصارى أظهروا الإسلام وواظبوا المساجد والعبادات، وقرأوا القرآن، حتى بلغ الأمر في ذلك إلى أن أثبت بعضا (¬3) منهم عدالته، وجلس مع الشهود. وفشا الإسلام في عامّة نصارى مصر بعد ذلك، حتى قيل إنه أسلم من قليوب خاصّة في يوم واحد نحوا (¬4) من خمسماية نفر، وممّن أسلم في هذه الحادثة الشمس المقسي (¬5)، جدّ بني المقسي الذي منهم التاج ناظر الخواصّ، والهيصم (¬6) جدّ بني الهيصم الوزراء، وغيرهم. وأشيع على ألسنة الناس، لا سيما العامّة، أنّ هذه الأفعال منهم مكر (¬7). [رجب] [هدم كنائس النصارى] وفي رجب استغاث الناس إلى السلطان في قوّة الإسلام يتمّم الأمر في قضيّة اليهود والنصارى، ووقعت عدّة قصص على لسان المسلمين بدار العدل تتضمّن أنّ النصارى استجدّوا في كنائسهم عمائر ووسّعوا بناءها، إلى غير ذلك من أشياء ذكروها، فبرز أمر السلطان بأن تهدم الكنائس المستجدّة، فلم يسمع العوامّ إلاّ ذلك حتى ثاروا يدا واحدة وهم يضجّون. وركب والي القاهرة ليكشف / 51 ب / عن صحّة ما ذكروه، فما أمهلوه، وأخذوا في هدم الكنائس وتشمّروا لذلك، وفعلوا أفعالا غريبة أيضا عجيبة بعد ذلك ¬

(¬1) الصواب: «بعض». (¬2) في الأصل: «روس». (¬3) الصواب: «بعض». (¬4) الصواب: «نحو». (¬5) في الأصل: «القسي». (¬6) في الأصل: «الخيصم». (¬7) في الأصل: «بكدا». والخبر في: ذيل العبر للحسيني 294، والبداية والنهاية 14/ 250، والجوهر الثمين 2/ 204، 205، وتاريخ الدولة التركية ورقة 44 ب، والسلوك ج 2 ق 3/ 921 - 927، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 75، وتاريخ ابن سباط 2/ 711، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 551، 552 (حوادث 754 هـ‍).

قيام الخدم على شاطىء النيل

الأفعال كلّها، وتمادى الحال بالعوامّ على ذلك حتى عجز الحكام عن ردّهم. [وفيه] كان هدم كنيسة شبرا الخيام، وحرق إصبع الشهيد الذي يزعمون (¬1) النصارى أنه من الأمور العظيمة. وأنّ النيل لا يجري إلاّ إذا ألقي به ثم أخرج، فعارض صرغتمش في ذلك بعد أن استأذن السلطان فيه، وأعلمه أنّ في هذا الإصبع من الفتن والفساد ما لا يحصى، فأذن له بهدم الكنيس وحرق الإصبع، فركب هو والوالي وحاجب الحجّاب إلى ذلك، وكان يوما مشهودا، هدم فيه الكنيس عن آخره، ومن جملة أحجاره أنشأ شيخو جامعه، بل ومن جملة ذلك ما دخل به في عمارة خانقاته. وأخذ الصندوق الذي فيه الإصبع وحمل إلى بين يدي السلطان وهو بالميدان فأضرم النار وأحرق الصندوق، فأخذ النصارى يشيعوا (¬2) بأنّ النيل لا يحصل منه الوفاء في هذا العام، فزاد زيادة خارجة عن الحدّ على ما سيعرف ما حصل من زيادته. وبطل الشهيد وما كان يحدث في يوم حمله لإلقائه بالنيل من المفاسد والاجتماعات ومنع الخمور والتظاهر بها بناحية شبرا. وكان يفعله المسلمون للنصارى ذلك اليوم من خروجهم إلى هناك، وصار في صحائف صرغتمش (¬3). [قيام الخدم على شاطىء النيل] [وفيه] اقتضى رأي السلطان أن يقام الخدم في يومي الخميس والإثنين بالميدان على شاطىء النيل، وهو ميدان الناصرية، كما يقام بالإيوان من القلعة، ولم يسبق السلطان إلى هذا، وعدّ من النوادر. وكان النيل قد كسر، ونزل السلطان إلى هذا الميدان، فأقام به، وصار العوامّ والغوغاء يتوجّهون إلى تلك النواحي، ويتسوّروا (¬4) حيطان الميدان للفرجة، وأخذوا في عادة سماجتهم في التكلّم بما لا يعنيهم، وصاروا في الليالي يسمعون السلطان والأمراء الكلمات المنكية، حتى حنقوا منهم، وثاروا بهم. وركب مماليك الأمراء والوالي، وقبض على جماعة منهم، وهجم على آخرين، وسجنوا إلى / 52 أ / أن شفع فيهم بمندوحة أنّ النصارى واليهود قد شمتوا بهم، فأفرج السلطان عنهم (¬5). [الرخاء بمكة] [وفيه] كان الرخاء موجودا بمكة المشرّفة، وكان الماء بها قليلا لانقطاع عين جوبان من الجريان، حتى أغاث الله تعالى عباده بالمطر هناك فنفعهم (¬6). ¬

(¬1) الصواب: «يزعم». (¬2) الصواب: «يشيعون». (¬3) السلوك ج 2 ق 3/ 926، 927، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 60، 61. (¬4) الصواب: «ويتسوّرون». (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 927، 928. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 10.

شعبان

[شعبان] [مصادرة جماعة] [وفي] شعبان حسّن ناظر الخاصّ للسلطان بأن ينقل جميع ما في خزانة الخاصّ من الأموال إلى داخل (¬1) الدّور، فحملت بأسرها، ثم حسّن له مصادرة جماعة وكتب أسماءهم، ومن جملتهم: خالد بن داود مقدّم الخاصّ، وبلغه ذلك، فأعمل فكره وحيلته حتى اتصل بالسلطان، وألزم له أن يحصّل له من الأموال فوق ما في أهله، بعد أن أقرّ له أنه لا مال له، واستعفى من تقدمة الخاص، وأن يعطى إقطاعا، ويبقى من جملة الجند. فأجابه السلطان إلى ذلك، وألبسه الكلفتاه، ومكّنه ممّا يريده، فنزل وقبض على جماعة من الزام ابن (¬2) زنبور، فدلّوه على صندوق مودع (¬3) عند قاضي الجيزة، فركب إليه، ولا زال به حتى أحضره والصندوق، ووجد به مالا كثيرا. وحصل في يوم زيادة على الماية ألف دينار، فسقط في يد ناظر الجيش، وندم على ما وقع منه (¬4). ولهذا ينبغي للعاقل أن لا يحرّك الساكن، ويسكّن المحرّك، ولا ينبش الشرّ، فيصلى به. [انضمام ابن جماعة للحاجّ الرجبي] [وفيه] التقى الحاجّ الرجبيّ بالعزّ بن جماعة قاضي القضاة، وهو قاصد مكة من المدينة الشريفة أن (¬5) ليصوم بها شهر رمضان، فانضمّ إليهم، ودخلوا مكة بأجمعهم، وتلقّاهم أميرها فأكرمهم (¬6). [رمضان] [منع حمل السلاح بمكة] [وفي] رمضان نودي بمكة المشرّفة بأنّ أحدا لا يحمل سلاحا، لا من بني حسن، ولا القوّاد، ولا العبيد، فامتنعوا من حمله (¬7). [وفاة الجمال السبكي] [181]-، [وفيه] مات الجمال السبكيّ (¬8)، الحسين بن علي بن عبد الكافي بن ¬

(¬1) في الأصل: «إلى دار». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «موزع». (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 928. (¬5) الصواب: «أن يصوم». (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 9. (¬7) السلوك ج 3 ق / 10. (¬8) انظر عن (الجمال السبكي) في: ذيل العبر للحسيني 296، 297، وعيون التواريخ 2 / ورقة 1143 أ، وطبقات الشافعية الكبرى 6/ 87 - 903، والبداية والنهاية 14/ 251، والوفيات بن رافع 2/ 173، 174 رقم 672، والسلوك ج 3 ق 1 / =

الريح بمكة

علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمّام الأنصاريّ، الشافعيّ، بدمشق. وكان عالما، فاضلا، جوادا، كريم النفس. سمع الحديث على جماعة، ودرّس بعدّة أماكن. ومولده سنة أحد (¬1) وستين وستماية. [الريح بمكة] [وفيه] هبّت ريح بمكة المشرّفة من قبل اليمن، وحصل عقبها ظلمة، ثم فشت في الناس هناك الأمراض الحارّة، وكان سليما في غالب الأمر بحصول البرودة في السابع / 52 ب / وما بعده، وعمّ الناس إلاّ البعض (¬2). [تبرّوء إمام الزيدية من مذهبه] [وفيه] حضر أبو القاسم محمد بن أحمد اليمنيّ الزّيديّ، إمام الزّيدية، الماضية قضيّته في الخالية، فارتمى على قاضي القضاة العزّ بن جماعة مظهرا التوبة والإقلاع عمّا كان عليه من مذهب الزيدية، فعقد له مجلس بالحرم حضره أمير الركب وعامّة أهل مصر ومكة، وأشهدهم على نفسه أنه رضي عمّا كان يعتقده من مذهب الزيدية، وتبرّأ إلى الله تعالى من إباحة دم الشافعية وأموالهم، والتزم بأنه يصلّي مع الجماعة ويواظب على الجمعة والجماعات مع أئمّة الحرم، وأنه متى خرج عن ذلك فعل به ما يقتضيه الشرع الشريف. وكتب قضيّة ذلك، وسجّل عليه بذلك. وفي ذلك أنشد بعضهم: استتوبوا الزيديّ عن مذهب (¬3) ... قد كان من قبل به معجبا لو لم يدارك نفسه بتوبة (¬4) ... لعجّل الله له مذهبا [لهو السلطان في سرياقوس] [وفيه] (خرج السلطان إلى سرياقوس) (¬5) ومعه والدته وحرمه، وجميع الأمراء على ¬

= 14، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 67، 68، وطبقات الشافعية، له 3/ 174 رقم 590، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 388، وتذكرة النبيه 3/ 186، 187، والمقفّى الكبير 3/ 618، 619 رقم 1251، والدرر الكامنة 2/ 61 - 63 رقم 1605، والدليل الشافي 1/ 275، وحسن المحاضرة 1/ 248، و (1/ 436 رقم 179)، وشذرات الذهب 6/ 177، والمنهل الصافي 5/ 166 رقم 951، والدارس 1/ 239، 240 و 285 و 378، وهدية العارفين 1/ 314، وكشف الظنون 1464، ومعجم المؤلفين 4/ 33. (¬1) الصواب: «سنة إحدى». (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 10، 11. (¬3) في الأصل: «عن يد». (¬4) في الأصل: «توبة». (¬5) ما بين القوسين مكرّر في الأصل.

وفاة أيتمش الناصرى

العادة وتأخّر شيخو بداره، وكان موعوكا، وكثر لهو السلطان ولعبه بسرياقوس، ووقع له بها أشياء نادرة غريبة، من جملتها أنه عمل في وسطه فوطة على هيئة الطبّاخ، ووقف في وليمة صنعها لأمّه الخوند قطلوبك، وطبخ فيها بيده، وبالغ في نحوه، وزاد شغفه بجنتمر أخي طاز، وجمع عليه جاعة من الجند وغيرهم من الأوباش وأهل الصنايع، وصار يعمل القزازة وغيرها على أنوال بيده، وأصرف مالا كثيرا في غير مستحقّه، وبلغ ذلك شيخو وصرغتمش وهما مبعدان عنه وهو معرض عنهما، فما سهل بهما ذلك، ثم ما كفاه ذلك حتى أشيع عنه بأنه في قصد القبض على شيخو، وأنه اتفق هو وطاز وجماعة على ذلك. وبلغ ذلك شيخو فأخذ في إعمال فكره وتوسعة الحيلة في أسباب خلع السلطان وإقامة غيره (¬1). ثم كان ما سنذكره. [وفاة أيتمش الناصرى] [182]-، [وفيه] مات أيتمش الناصريّ (¬2)، الخازندار، نائب الشام، ثم طرابلس. / 53 أ / وكان عاقلا، أدوبا، حشما، عارفا، سيوسا، ذا حزم ورأي، وحسن تصرّف. تنقّل في الخدم في دولة الناصر محمد بن قلاون، ثم ولي الوزارة في دولة الصالح إسماعيل. ثم الحجوبية الكبرى، ثم نيابة الشام، ثم سجن بالإسكندرية، ثم أطلق إلى صفد بطّالا، وطلبه بيبغاروس للخروج معه، فتعلّل لضعفه، فأخذه معه في محفّة، ثم آل أمره أن ولّي طرابلس، وبها بغته الأجل. [نيّة السلطان بالقبض على شيخو وصرغتمش] [وفيه] عاد السلطان من سرياقوس وقد قرّر مع طاز القبض (على) (¬3) شيخو. وخرج طاز مسافرا إلى جهة البحيرة بعد ما وقع الاتفاق بالقبض على شيخو و (على) (¬4) صرغتمش أيضا، وأن يكون ذلك في يوم العيد حتى صعوده للصلاة مع السلطان (¬5). ¬

(¬1) السلوك ج 2 ق 3/ 929. (¬2) انظر عن (أيتمش الناصري) في: الوافي بالوفيات 9/ 482، وتذكرة النبيه 3/ 177، 178، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 388، والسلوك ج 3 ق 1/ 13، 14، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 67، وأعيان العصر 1 / ورقة 85 أ، والدرر الكامنة 1/ 424 رقم 1113، والنجوم الزاهرة 10/ 300، والدليل الشافي 1/ 163، والمنهل الصافي 3/ 137، 138 رقم 584، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري - تأليفنا - ج 2/ 39 رقم 34 وص 378، 379. (¬3) مكرّرة في الأصل. (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) السلوك ج 2 ق 3/ 929، ووجيز الكلام 1/ 75.

وفاة مغلطاي

[وفاة مغلطاي] [183]-، [وفيه] مات مغلطاي (¬1) أمير شكار وأمير اخور بطّالا بدمشق. وكان من خواصّ الناصر محمد بن قلاون، وتنقّل في الخدم حتى ولي الأمير شكارية، والأمير اخورية، ثم قبض عليه، وأخرج إلى طرابلس، ثم إلى دمشق. [وفاة الشريف الحسني] [184]- وفيه مات السيد الشريف العلاء علي (¬2) بن حمزة بن علي الحسنيّ، نقيب الأشراف (¬3) بحلب. وقد أناف على السبعين. وكان من الأعيان. [شوال] [مقتل متملّك الأندلس] [185]-[في] شوّال، في أول يوم منه، وهو العيد، قتل متملّك الأندلس، أخو السلطان، أبو الحجّاج يوسف بن إسماعيل بن فرج (¬4) بن يوسف بن أحمر (¬5) الأنصاري، الخزرجيّ، الأرجونيّ، صاحب غرناطة. ثار به شخص مجنون وهو في صلاة العيد فضربه بخنجر كان معه بعد أن رمى بنفسه عليه. وكان ملكا جليلا في بني الأحمر، شهما، شجاعا، مهيبا، ذا رأي وعقل وسياسة، قائما بوظيفة الجهاد. وفي زمنه كانت الواقعة العظمى بظاهر طريف بين المسلمين والقيسي صاحب قشتالة (¬6). وكانت نصرة المسلمين على يدي أبي الحجّاج هذا. ¬

(¬1) انظر عن (مغلطاي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 14، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 72، والدرر الكامنة 4/ 55، 356 رقم 970، والنجوم الزاهرة 10/ 300. (¬2) في الأصل: «العلاء بن علي». (¬3) في الأصل: «فبلا براق». وانظر عن (نقيب الأشراف) في: السلوك ج 3 ق 1/ 15، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 70، 71، والدرر الكامنة 3/ 46 رقم 103، والنجوم الزاهرة 10/ 299. (¬4) في الأصل: مفرج». والمثبت من: السلوك ج 3 ق 1/ 16، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 75، والدرر الكامنة 4/ 450، 451 رقم 1247، والنجوم الزاهرة 10/ 300. (¬5) في الأصل: «أحمد» والتصحيح من المصادر. (¬6) في الأصل: «الحلمين».

تغيب شيخو عن صلاة العيد

وكان مشغوفا بجمع المال وبالأبنية. [تغيّب شيخو عن صلاة العيد] [وفيه] في يوم العيد هذا كان عزم السلطان القبض على شيخو، فلم يركب إلى صلاة العيد مع السلطان، لأنه كان قد بلغه بأنه دبّر السلطان هو وطاز الحيلة في قبضه. وأنّ السلطان قرّر مع كلتاي (¬1) وجنتمر أخو (¬2) طاز، وأمير عمر ما يفعلوه (¬3). وأمر بماية من الخيل فشدّت وأوثقت (¬4). [إعادة الناصر حسن السلطنة] [و] أصبح شيخو في يوم الإثنين فأعاد الناصر حسن إلى السلطنة وعقدها له. وكان من خبرها على جهة الاختصار أنه لما فطن شيخو بما أضمره له السلطان ولم يصعد إلى القلعة لصلاة العيد أخذ حذره، وبات في ليلة الإثنين ثانيه وهو آخذ فكره في هذا الأمر أصبح راكبا ومعه من الأمراء صرغتمش، وتقطاي، وساروا إلى تحت القلعة فأمروا بضرب الكوسات حربيّا، فركب جميع العسكر تحت القلعة بالسلاح، فما فطن السلطان إلاّ وتنكز بغا، وأسن بغا المحمودي قد حضروا (¬5) له وقبضا عليه، وسجناه مقيّدا. ثم صعد شيخو إلى القلعة والأطلاب معبّأة (¬6) تحتها، فاتفق رأيه مع الأمراء على خلع السلطان، فخلعوه. وكانت مدّة سلطنته ثلاث سنين وثلاث (¬7) شهور، وثلاثة أيام (¬8). ثم اتفقوا ثانيا على إعادة حسن. وكان يبلغهم عنه حسن السيرة في أيام سجنه، وأنه كتب بيده مصحفا، وكتاب «دلائل النبوّة» للبيهقيّ، وأنه مشتغل بالطاعات والصلوات والإقبال على الاشتغال بالعلم، ومواظبة المطالعة، فطلبوه وأحضروا الخليفة والقضاة، وعقدوا له الملك، وهي ثانية. وأفيض على بدنه شعار السلطنة، وأركب فرس النوبة على العادة، ومشى الأمراء وأرباب الدولة ومن حضر بين يديه، وساروا به حتى أجلسوه على السرير، وقام الكلّ بين يديه، وحلفا (¬9) له الأمراء، وحلف لهم (¬10). ¬

(¬1) في الأصل: «كلنا». (¬2) الصواب: «أخي». (¬3) الصواب: «ما يفعلونه». (¬4) في الأصل: «أوقعت». والخبر في: السلوك ج 2 ق 3/ 929. (¬5) الصواب: «حضرا». (¬6) في الأصل: «معبية». (¬7) الصواب: «ثلاثة». (¬8) تذكرة النبيه 3/ 175، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 44 أ (سنة 756 هـ‍.) السلوك ج 2 ق 3/ 929، 930، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 552، 553. (¬9) الصواب: «وحلف». (¬10) ذيل العبر للحسيني 294.

ظهور الكوكب فوق مكة

واتفق من غرائب النوادر الذي كان عمل ليأكله الصالح، أحضر إلى حسن، والمأكل الذي كان عمل لحسن بحبسه أحضر إلى الصالح (¬1). وكانت من بدائع صنع الله تعالى في عباده. ولقّب حسن هذا بالناصر أيضا على عادته الأولى وما غيّر لقبه. [ظهور الكوكب فوق مكة] [وفيه] وقع بمكة المشرّفة نادرة غريبة، وهي أنّ كوكب (¬2) في قدر القمر أكثر نورا من الهلال ظهر بعد العشاء الآخرة من قبل جبل أبي قبيس، ومرّ على الكعبة، فسمع من إنسان يمانيّ (¬3) هناك وهو يقول: «لا إله إلاّ الله القادر على كل شيء. هذا يدلّ أنّ رجلا يكون في شدّة يفرّج الله عنه / 54 أ / ورجلا يكون في فرج فيصير في شدّة، والله يدبّر الأمور بقدرته» (¬4). [تنبّوء أبي طرطور بسلطنة الناصر] واتفق أيضا أنّ الشيخ أبا طرطور، وكان معتقدا بمكة، كان جالسا يوما، وهو اليوم الذي أعيد فيه الناصر حسن، فقال: «لا إله إلا الله، اليوم جلس حسن في دست مملكته بمصر»، واتفق أن كان عنده سمع كلام القطب الهرماس، ولم يكن عنده سواه، فقام من فوره إلى أزدمر أمير الركب الرجبيّ، والشيخ عزّ الدين بن جماعة قاضي القضاة، وهما بالحرم فجلس إليهما ثم أظهر الإطراق بشخصه، ثم رفع رأسه وقال الكلام الذي سمعته من أبي طرطور، موهما بأنه كشف له هو، ثم قال: «ورّخوا ذلك»، فورّخه أزدمر، فقدم الخبر بعد ذلك بما اتفق بمصر. وكان هذا هو السبب في إرتباط عزّ الدين على الهرماس حتى أوصله إلى الناصر حسن. وبلغ ما بلغ ممّا سيأتي بعضا (¬5) منه في محلّه. وظنّ أزدمر أنّ ذلك من كشف الهرماس. وما كان إلاّ ممّا تلقّنه من الشيخ المذكور (¬6). [نيابة حلب] [وفيه] قرّر طاز في نيابة حلب، وخرج إليها من يومه بعد أن كانت له كائنة وحصل له لطف، لأنه كان غائبا على ما تقدّم. فلما بلغه الخبر قدم وثار بمماليكه، وآل أمره إلى ¬

(¬1) الجوهر الثمين 2/ 205، والسلوك ج 3 ق 1/ 4، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 61، ووجيز الكلام 1/ 76، وتاريخ ابن سباط 2/ 711، 712، وتذكرة النبيه 3/ 176، وتاريخ الخلفاء 501. (¬2) الصواب: «أن كوكبا». (¬3) في الأصل: «اسان بمان». (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 10، 11. (¬5) الصواب: «بعض». (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 11.

وفاة ابن الغنام ناظر الخاص

القبض عليه، وراعى شيخو صحبته له بينهما، فقرّره في نيابة حلب (¬1). [وفاة ابن الغنّام ناظر الخاص] [186]-، [وفيه] قبض على التاج أحمد بن الغنّام ناظر الخاص والجيش معا، وعوقب بأشدّ العقوبات، حتى مات تحت العقوبة. وكان أحد كتّاب مصر المعدودين، وكان يقظا في أموره وتعلّقاته، يخرج جريدته بنفسه، ولا يحتاج إلى عامل ولا غيره، بل يكاد أن يعمل حساب كل أحد من ذهنه لفرط فطنته وذكائه. وكان عفيفا، أمينا، كثير التوفير. وكان شيخو هو السبب في قبضه لأمر كان يغضّ منه بسببه. [التقرير بنظر الخاص] [وفيه] قرّر في نظر الخاصّ والجيش العلم عبد الله بن نقولا كاتب الخزانة (¬2). [إكرام نائب حلب] [وفيه] قدم أرغون الكامليّ نائب حلب إلى القاهرة. فخلع عليه وأكرم، وقرّر في إمرة طاز من غير زيادة على ذلك (¬3). [ذو القعدة] [نيابة حماه] [وفي] ذي قعدة قرّر أسندمر العمريّ في نيابة حماه، عوضا عن طنيرق، وقرّر طنيرق في إمرة بدمشق (¬4). [نيابة طرابلس] وقرّر منجك في نيابة طرابلس / 54 ب / عوضا عن أيتمش الماضي خبر موته (¬5). ¬

(¬1) ذيل العبر للحسيني 294، وتذكرة النبيه 3/ 176، والسلوك ج 3 ق 1/ 11، البداية والنهاية 14/ 252، الجوهر الثمين 2/ 207، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 61، ووجيز الكلام 1/ 76، وتاريخ ابن سباط 2/ 712. (¬2) انظر عن (ابن الغنّام) في: السلوك ج 3 ق 1/ 15، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 64، 65، ووجيز الكلام 1/ 79 رقم 143، والنجوم الزاهرة 10/ 301. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 7. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 7، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 7. (¬5) ذيل العبر للحسيني 295، البداية والنهاية 14/ 252، والسلوك ج 3 ق 1/ 7.

تسمية شيخو بالأمير الكبير

[تسمية شيخو بالأمير الكبير] [وفيه] ركب السلطان وعدّى الجيزة إلى جهة الأهرام، ثم عاد فدخل إلى دار شيخو وقد وعك فعاده، فقدّم له شيخو تقدمة سنيّة (¬1). [و] عظم قدر شيخو جدّا، وصار هو المرجع إليه في أمر المملكة، وتسمّى بالأمير الكبير، وهو أول من قيل له الأمير الكبير بمصر. [نظر البيمارستان المنصوري] [وفيه] خلع على صرغتمش بنظر البيمارستان المنصوريّ، وكان له مدّة، وقد خلى (¬2) من متحدّث تركيّ. وكان المتكلّم عليه القاضي علاء الدين الأطروش، ففسد حاله، فقام صرغتمش في أمره حتى رمّم الكثير من أوقافه، وقام بمصالحه ومصالح الماضي (¬3). [ذو الحجّة] [تعاظم أمور شيخو] [وفي] ذي حجّة كثر تردّد الناس إلى شيخو، وفتحت به أبواب السعي في الولايات بالرشوة، وتقرّر جماعة في عدّة جهات، وكثر الازدحام على باب شيخو جدّا، وزادت عظمته، وعدلت به أمور المملكة (¬4). [إرتفاع النيل] وفيها - أعني هذه السنة - فاض النيل لزيادته النادرة، فإنه بلغ عشرين إصبعا من عشرين ذراعا، وبلغ في فيضه إلى قنطرة قدادار، وغرقت كوم الريش، وأشرفت الحسينية على الغرق، وقال العلاء ابن الكورانيّ والي الشرطة، وقشتمر الحاجب في ذلك أشدّ القيام حتى سدّوا الماء بجسر عظيم عن الحسينية. وكانت المطرية، والأميرية، والمنية، وشبّرا، الجميع ملقة (¬5) واحدة قد عمّها الماء، متّصلة كلّها مع الضواحي بالنيل الأعظم، وغرق بسبب الزيادة الكثير من الدّور سقطت وتدرّست (¬6). ¬

(¬1) البداية والنهاية 14/ 251، 252، والسلوك ج 3 ق 1/ 7، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 11، ووجيز الكلام 1/ 76. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 7. (¬3) الصواب: «خلا». (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 7، 8. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 8. (¬6) ملقة: بالتحريك، الصفاء الملساء. (القاموس المحيط). (7) السلوك ج 3 ق 1/ 12.

[وفيها] شرق الكثير من نواحي الفيّوم لغرقها وانقطاع جسرها (¬1). [وفيها] تلف كثير من الزراعات وأشجار البساتين، وتلفت الفواكه جميعها (¬2). [وفيها] عدم التبن والبرسيم وغلا سعرهما، وتحسّنت أسعار الغلال (¬3). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 13. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 13. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 12، 13.

سنة ست وخمسين وسبعماية

سنة ستّ وخمسين وسبعماية [محرّم] [هدم أملاك لشيخو] وفي محرّم كان شروع شيخو في هدم أملاك ابتاعها بخطّ الصليبة المعظم (¬1) الطولونية، تزيد مساحتها على فدّان، واختطّ موضعها خانقاته هذه الموجودة الآن على ما هي عليه وأحوازها من الحوانيت والحمّامين، وما يعلوا (¬2) ذلك من الرباع والأماكن، وجدّ في ذلك / 55 أ / حتى إنه عمل منها بنفسه ومماليكه. ثم ابتدأ بالعمارة في ربيع الأول، وانتهائها في شوّال من هذه السنة، وكانت من أعظم الأبنية وأجلّها، ولها الصيت والذكر الذي يغني عن مزيد التعريف. فرحم الله تعالى بانيها (¬3). وسنذكر تمام أمرها عند يوم الحضور بها إن شاء الله تعالى. [وفاة الأديب الضفدع] [187]-، [وفيه] مات الأديب الفاضل، الشمس، الخياط، محمد بن يوسف بن عبد الله الدمشقي، الحنفيّ، الملقّب بضفدع (¬4). وكان أديبا، فاضلا، جيّد الشعر، وكان النظم عليه سهلا. وله «ديوان» في ستّ مجلّدات. وكان كثير المعارضة لابن نباتة، ويكثر هجاء الناس، مع أنه كان ديّنا، كثير التلاوة. ومن شعره (فيمن التحى) (¬5): كم تظهر الحسن البديع وتدّعي ... وبياض وجهك في النواظر يظلم (¬6) هل تصدق الدعوى لمن في وجهه ... بالذقن كذّبه السواد الأعظم ¬

(¬1) في السلوك: «بخط صليبة جامع ابن طولون». (¬2) الصواب: «يعلو». (¬3) الجوهر الثمين 2/ 207، والسلوك ج 3 ق 1/ 17، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 76. (¬4) انظر عن (ضفدع) في: ذيل العبر للحسيني 306، 307، وعيون التواريخ 2 / ورقة 147 ب - 148 ب، والوافي بالوفيات 5/ 283 - 290، والوفيات لابن رافع 2/ 180، 181 رقم 679، والسلوك ج 3 ق 1/ 24، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 93، والدرر الكامنة 4/ 300 - 302 رقم 731، ووجيز الكلام 1/ 84 رقم 155، والنجوم الزاهرة 10/ 320، وهدية العارفين 2/ 160. (¬5) ما بين القوسين كتب بالمداد الأحمر. (¬6) في الوافي، والدرر: «مظلم».

صفر

بغته الأجل في طريق الحجّ وهو عائد منه. ومولده سنة ثلاث وتسعين وستماية. [صفر] [قضاء المالكية في مصر] وفي صفر قرّر في القضاء المالكية بمصر النور السخاويّ، بعناية شيخو، وصرف التاج ابن (¬1) الإخنائيّ، وقرّر في نظر الخزانة وخلع عليه بذلك. فاتّفق أن تمرّض النور السخاويّ بعد مدّة يسيرة من ولايته القضاء، ثم أبلّ (¬2) من مرضه، فبلغه بأنه لما أيس منه صرف عن القضاء، فسأل شيخو في تجديد ولايته، فجدّدت من السلطان، وفرح به شيخو، وصنع وليمة لعافيته. فاتفق أن مات في اليوم الثامن من عمل الوليمة، فأعيد التاج الإخنائيّ إلى القضاء على عادته، واستناب في نظر خزانة الخاصّ أخاه إبراهيم (¬3). [قضاء القضاة بدمشق] [وفيه] كتب توقيع للتاج عبد الوهاب ابن (¬4) قاضي القضاة التقيّ السبكي أن يكون نائبا عن أبيه في قضاء دمشق في حال حياته، ومستقلا به بعد وفاته. وطلب التقيّ السبكيّ إلى القاهرة، فسعى ولده البهاء أحمد في ذلك، فكتم التقيّ ذلك عن أهل دمشق، وخرج وهو مريض في محفّة موريا بأنه يزور القدس، فقدم بعد ذلك القاهرة، ونزل بجزيرة الفيل، واشتدّ به مرضه حتى مات، على ما سيأتي في شهر وفاته. واستقلّ ولده التاج بقضاء دمشق بعده (¬5). [القبض على نائب حلب] [وفيه] قبض على أرغون الكامليّ، نائب حلب الماضي خبر قدومه، مصروفا بطاز، وتقرّر / 55 ب / في إمرة طاز، وحمل إلى الإسكندرية فسجن بها خوفا من شرّه (¬6). [وفاة التلمساني] [188]-، [وفيه] مات الزين عمر بن سعيد بن يحيى التلمسانيّ (¬7)، المغربيّ، المالكيّ، قاضي المالكية بدمشق. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «ابله». (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 19 و 23، ذيل العبر للحسيني 304، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 76. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 19، 20، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 76، 77. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 20، ووجيز الكلام 1/ 80، وتاريخ ابن سباط 2/ 713. (¬7) انظر عن (التلمساني) في: ذيل العبر للحسيني 306، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 90، والدرر الكامنة 3/ 167 رقم 389، وتذكرة النبيه 3/ 193، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 394، والسلوك ج 3 ق 1/ 23.

تقرير تقدمة ألف

وكان عالما، فاضلا. ومولده قبل السبعماية. وقرّر في قضاء حلب عوضه الشهاب أحمد بن ياسين الرباحي (¬1) عائدا إليها كما كان قبل ذلك. [189]-، [وفيه] استقرّ كريم الدين أكرم (¬2) بن شيخ في نظر الدولة، وقرّر خالد بن داود في شاديّة الدواوين بإمرة عشرة، ولبس الشربوش، ثم قبض عليه بعد ذلك وصودر وعذّب وعوقب حتى مات. [تقرير تقدمة ألف] [وفيه] قرّر الشهاب أحمد بن السلطان في تقدمة ألف (¬3). [مهاجمة الفرنج طرابلس الغرب] [وفيه] وصل الخبر بأنّ الفرنج نازلوا طرابلس الغرب وهجموها واستولوا عليها، وقتلوا عامّة أهلها، وأنّ ذلك لما بلغ السلطان أبو عنان فارس المرينيّ صاحب فاس بعث إلى الفرنج، فاشتراها منهم بمال كثير، وأعمرها، وصارت تحت ولايته (¬4). [عصيان ابن مانع بالصعيد] [190]-، [وفيه] خرج عمر شاه إلى الوجه القبلي بسبب عصيان سودي بن مانع هو وأخوه، فأخذهما ووسّطهما (مع) (¬5) جماعة من أصحابهما (¬6). [ربيع الأول] [هديّة ابن مهنّا للسلطان] [وفي] ربيع الأول قدم فيّاض بن مهنّا ومعه قوده هديّة للسلطان، وكان قودا حافلا، فأنزل، وأجريت له الرواتب على العادة وأكرم. فاتفق في أثناء إقامته بالقاهرة أن شفع في ثقبة الحسنيّ أمير مكة، وكان مسجونا - كما عرفت ذلك فيما تقدّم -، فأطلق هو وأخوه وابن عمّهما مغامس، فأقاموا مدّة يسيرة ¬

(¬1) في الأصل: «الدماصي». (¬2) انظر عن (أكرم) في: السلوك ج 3 ق 1/ 10. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 20. (¬4) ذيل العبر للحسيني 303، البداية والنهاية 14/ 252، والسلوك ج 3 ق 1/ 21، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 77، ووجيز الكلام 1/ 81. (¬5) في الأصل: «من». (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 21.

وفاة قبلاي نائب السلطنة

بالقاهرة، ثم فرّ ثقبة وتطلّب فلم يوجد وما قدر عليه (¬1). [وفاة قبلاي نائب السلطنة] [191]-، [وفيه] مات قبلاي (¬2) الناصريّ نائب السلطنة. وكان مشكورا، تنقّل في الخدم، وولّي نيابة الكرك والحجوبية الكبرى، ثم النيابة، على ما عرفته. [إمرة ابن دلغادر] [وفيه] قدم أولاد قراجا بن دلغادر ومعهم تقادم جليلة، فقبلت، وأعيد كبيرهم إلى إمرة التركمان (¬3). [وفاة الزين الخضر] [192]-، [وفيه] مات الزين خضر (¬4) بن محمد بن خضر بن عبد الرحمن بن سليمان بن علي. وكان فاضلا، عارفا بالنحو والعروض، وقرأ شيئا في الفقه. وأسمع على وزيرة، والحجّار. وكتب في الإنشاء، وكان سريع الكتابة والإنشاء. نوّه به العلاء ابن (¬5) فضل الله كاتب السرّ. ومولده سنة 710. [عمارة خانقاه شيخو] [وفيه] ابتدأ شيخو بعمارة الخانقاه، الماضي خبرها، واهتمّ لذلك / 56 أ / غاية الاهتمام، ولم يستعمل فيها مقيّدا من السجون، كما كانت جرت عادة أمراء الذين في عمائرهم، ولا قطع فيها أجرة لصانع، بل كانت الأجر (¬6) تصرف كاملة. وكان لا يمنع العمّال من الصلاة في أوقاتها ويحسن إليهم ويرأف بهم، ولا سخّر في هذه العمارة ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 21. (¬2) انظر عن (قبلاي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 25، والدرر الكامنة 3/ 243 رقم 617، والنجوم الزاهرة 10/ 321. (¬3) ذيل العبر للحسيني 308، والسلوك ج 3 ق 1/ 21. (¬4) في الأصل: «الزين بن خضر». وهو وهم. انظر عنه في: ذيل العبر للحسيني 308، والوافي بالوفيات 13/ 340 - 343 رقم 421، والسلوك ج 3 ق 1/ 25، والنجوم الزاهرة 10/ 321، والمنهل الصافي 5/ 141 رقم 983 وفيه وفاته سنة 750 هـ‍، والدرر الكامنة 2/ 173 رقم 1647. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) كذا.

ربيع الآخر

أحد (¬1) من الخلق، واتّخذ آجرّا غريبا نادرا، ومسامير تعرف بالشيخوني إلى يومنا هذا، وتعرضنا في ذلك الحل (¬2). [ربيع الآخر] [وفاة البارنباري] [193]-[وفي] ربيع الآخر مات كاتب سرّ طرابلس، التّاج البارنباريّ (¬3) محمد بن محمد بن عبد المنعم بن عبد العزيزة بن عبد الحقّ السّعديّ، الشافعيّ. وكان له شعر جيّد. ولّي كتابة الإنشاء مدّة، ثم قرّر في كتابة (¬4) سرّ طرابلس، وعظم بها قدره. وكان عارفا بالمصطلح، يكتب من رأس القلم ما يراد منه. ومولده سنة ستّ وتسعين وستماية. [جماد الأول] [وفاة القاضي السخاوي] [194]-[وفي] جماد الأول مات النور السخاويّ (¬5) علي بن عبد النصير بن علي بن عبد الخالق المالكيّ، قاضي القضاة. وكان عالما، فاضلا، ماهرا، رأس المالكية في عصره. سمع على جماعة، منهم: ¬

(¬1) الصواب: «أحدا». (¬2) كذا. (¬3) انظر عن (البارنباري) في: أعيان العصر 11 / ورقة 13 ب - 19 أ، والوافي بالوفيات 1/ 249 - 258 رقم 162، وذيل العبر للحسيني 307، والسلوك ج 3 ق 1/ 23، والمقفّى الكبير 7/ 64 - 66 رقم 3141، والوفيات لابن رافع 2/ 182 رقم 681، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 93، والدرر الكامنة 4/ 315 رقم 4390، والنجوم الزاهرة 10/ 320، 321، والمنهل الصافي 6 / ورقة 750 ب، وإنباء الغمر 1/ 591، والضوء اللامع 5/ 110 في ترجمة ابنه عبد الوهاب، رقم 402، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري 2/ 76 رقم 17، والمختصر في أخبار البشر 4/ 143، وعقد الجمان ج 24 ق 1/ 72، وتذكرة النبيه 3/ 191، 192، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 394، وانظر حادثة السيل بطرابلس سنة 745 هـ‍. فهو مذكور هناك. و «البارنباري»، بفتح الراء نسبة إلى بارنبارة بليدة قرب دمياط. (¬4) في الأصل: «سابة». (¬5) انظر عن (السخاوي) في: عيون التواريخ 2 / ورقة 148 ب، 149 أ، وذيل تذكرة الحفاظ 40، وذيل العبر للحسيني 304، وذيل التقييد 2/ 201 رقم 1435، والوفيات لابن رافع 2/ 183، 184 رقم 683، والسلوك ج 3 ق 1/ 23، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 89، والدرر الكامنة 3/ 79، رقم 164، والنجوم الزاهرة 10/ 319، والدليل الشافي 1/ 461، والذيل على رفع الإصر 196، ووجيز الكلام 1/ 80 - 83 رقم 151، وحسن المحاضرة 2/ 188، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 255 وفيه «السنجاري» وهو تصحيف، والدارس 2/ 8 و 14.

إعادة الإخنائي إلى القضاء

الدمياطي. وأقام بدمشق مدّة، وقدم القاهرة في آخرة ولازم شيخو وعظمته، وقرّره في مشيخة المالكية بجامعه، ثم قام له بتولية القضاء على ما تقدّم ذلك، فوليه وما طالت مدّته حتى بغته الأجل، وكان في كهوليّته. [إعادة الإخنائي إلى القضاء] [وفيه] أعيد إلى القضا المالكية (¬1) التاج محمد بن الإخنائيّ، عوضا عن السخاويّ (¬2). [جماد الآخر] [مولود شيخو] [وفي] جماد الآخر ولد لشيخو ولدا ذكرا (¬3) من زوجته ابنة السلطان الناصر محمد بن قلاون، وأخت السلطان حسن. فسرّ به، واحتفل له احتفالا زائدا، سيما في عقيقته. فمات بعد أيام، وكفّت أيده (¬4) عقيب ولادته، فلم يتهنّ الوالد ولا الوالدة ولا المولود (¬5). (ترجمة التقيّ السبكي) (¬6) [195]-، [وفيه] مات العلاّمة، التقيّ السبكيّ (¬7)، علي بن عبد الكافي بن علي ¬

(¬1) كذا. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 21، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 555 وفيه «السنجاري». (¬3) الصواب: «ولد ذكر». (¬4) الصواب: «وكفّت يده». (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 21. (¬6) العنوان من هامش المخطوط. (¬7) انظر عن (السبكي) في: تذكرة الحفاظ 4/ 1490، ومعجم شيوخ الذهبي 372، 373 رقم 536، وأعيان العصر 6 / ورقة 226 أ - 235 أ، وذيل العبر للحسيني 304، 305، وطبقات الشافعية الكبرى 6/ 146 - 227، (10/ 139 - 338)، وذيل تذكرة الحفاظ 39، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 75، 76، وذيل مشتبه النسبة للسلامي 25، والوفيات، له 2/ 185 - 187 رقم 685، والبداية والنهاية 4/ 253، والمعجم المختص 166، 167 رقم 204، وتذكرة النبيه 3/ 188 - 191، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 391، والردّ الوافر 50 - 52 رقم 16، وغاية النهاية 1/ 551 رقم 2251، وذيل التقييد 2/ 198 - 200 رقم 1431، والسلوك ج 3 ق 1/ 22، 23، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 190 - 194 رقم 603، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 86 - 89، والدرر الكامنة 3/ 134 رقم 2778، والنجوم الزاهرة 10/ 318، 319، والدليل الشافي 1/ 463، وذيل طبقات الحفاظ 352، وحسن المحاضرة 1/ 321 - 328، وبغية الوعاة 2/ 176 - 178، وتاريخ الخلفاء 501، وطبقات الحفاظ 525، ووجيز الكلام 1/ 82 رقم 146، ودرّة الحجال 3/ 148، وتاريخ ابن سباط 2/ 713، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 230، والدارس 1/ 36، 134، 135، 366، 424، 458، وطبقات المفسّرين للداوودي 1 / =

قطع يد شريف مزور

بن تمّام بن يوسف بن موسى بن تمام بن حامد بن يحيى بن عمر بن عثمان بن علي بن سوار بن سليم الأنصاريّ، الشافعيّ، قاضي قضاة دمشق. وكان عالما، فاضلا، بحرا، عارفا، له اليد الطولى، والشهرة الزائدة، والتصانيف الحافلة في مذهبه، وغير ذلك. وسمع على جماعة، منهم: الحافظ الدمياطي، وجماعة. وولي قضاء دمشق، ونزل عنه لولده على ما تقدّم. وقدم القاهرة موعوكا، وفيها بغته، الأجل. ومولده سنة 639. وانتهت إليه رياسة مذهبه في وقته. [قطع يد شريف مزوّر] [وفيه] قطعت يد إنسان شريف كان كثير التزوير، وكان إليه المنتهى في تزوير خطوط الناس / 56 ب / من شاء كما شاء، أمّة في ذلك، وأهين وامتحن غير ما مرة وهو لا يرجع عمّا هو عليه، وله في التزوير وكتابة خطوط الناس ومحاكاتهم حكايات غريبة نادرة يطول الشرح في ذكرها. وقبض على عدّة من معارفه فضربوا بالمقارع وشهّروا (¬1). [وفاة شهاب ابن السمين] [196]-، [وفيه] مات الشهاب ابن السمين (¬2)، صاحب «إعراب القرآن»، أحمد بن يوسف بن محمد الحلبيّ، النحويّ، المقري، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، ماهرا في القراءآت والنحو. أخذ النحو عن أبي ¬

= 412 - 416، وقضاة دمشق 101، 102، والقلائد الجوهرية 1/ 106، 107، ومفتاح السعادة 2/ 363 - 366، والبدر الطالع 1/ 467 - 469، وكشف الظنون 1/ 3، 7، 21، 25، 31، 92، 118، 119، 130، 136، 139، 215، 246، 261، 262، 265 وغيرها، وشذرات الذهب 6/ 180، 181، وإيضاح المكنون 2/ 74، 686، وهدية العارفين 1/ 720 - 722، وتاريخ الأزمنة 319، والرسالة المستطرفة 82، 138، وفهرس الفهارس 2/ 46، 369، 372، وتاريخ الأدب العربي 2/ 86، وذيله 2/ 102، والأعلام 5/ 116، ومعجم المؤلفين 7/ 127، ومعجم طبقات الحفاظ المفسّرين 257 رقم 360، وديوان الإسلام 3/ 41 - 43 رقم 1152، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 556، 557، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 3/ 151 - 153، وفهرس المخطوطات الإسلامية في قبرص 68 رقم 89 و 244 رقم 397، 381 رقم 686، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 465، 466 رقم 865. (¬1) السلوك ج 3، 1/ 21. (¬2) في الأصل: «اليمني»، والتصحيح من مصادر الترجمة: ذيل العبر للحسيني 309، والسلوك ج 3 ق 1/ 24، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 81، 82، وطبقات الشافعية، له 3/ 170، 171 رقم 587، والنجوم الزاهرة 10/ 321، ووجيز الكلام 1/ 83 رقم 148، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 557، والأعلام 1/ 260، وبغية الوعاة 1/ 402 رقم 797، والدرر الكامنة 1/ 339، 340 رقم 846، وتاريخ الخلفاء 501.

شعبان

حيّان، والقراءآت عن التقيّ بن الصائغ. وسمع من يونس الدبابيسيّ. وولي عدّة وظائف، منها نظر أوقاف ومشيخة الإقراء بجامع ابن (¬1) طولون. وصنّف وألف. وله تفسير في نحو العشرين مجلّدة، وإعرابه القرآن، كتاب مشهور، جليل، نافع في فنّه. وله عدّة تصانيف. وكان خيّرا، ديّنا. وأرّخه بعضهم في شعبان. [شعبان] [المطر والبرد في الوجه البحري] [وفيه] نزل مطر ومعه برد نادر عمّ بلاد الوجه البحريّ، بلغ زنة الحبّة منه الأوقيّة والأوقيّتين، ونزل منه ما هو في قدر الرغيف الكبير، وكان ذلك في غير أوانه، فتلف به الكثير من الزروع بواسطة السيول، وتلف من الأغنام وغيرها أيضا شيئا كثيرا (¬2). [غرق مراكب بالنيل] [وفيه] هبّت ريح (¬3) عاصفة غرق بسببها عدّة مراكب ببحر النيل. [المطر ببلاد الروم] [وفيه] ورد الخبر من جهة بلاد الروم بأنه أمطرت بها بردا كبارا زنة الحبّة منه نحوا (¬4) من رطل وثلث بالحلبيّ، وأنه خرب منه نحوا (¬5) من مائة وخمسين قرية صارت دكا، وحصل منه الضرر البالغ (¬6). [رمضان] [تخطيط مدرسة صرغتمش] [وفي] رمضان اختطّ صرغتمش مدرسته المعروفة بجوار جامع ابن طولون بعد أن أخذ عدّة أماكن كثيرة ومساكن هناك فهدمها قبل هذا التاريخ، وأدخل قطعة من سلّم باب الجامع ممّا يلي المنار في بنائه، وجاءت مدرسة أنيقة جليلة من أجلّ المباني وأبهجها وأحسنها كما هي ظاهرة (¬7). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) الصواب: «شيء كثير» والخبر في: السلوك ج 3 ق 1/ 21، 22، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 78، ووجيز الكلام 1/ 81. (¬3) في الأصل: «ربلح». (¬4) الصواب: «نحو». (¬5) الصواب: «نحو». (¬6) ذيل العبر للحسيني 303، والسلوك ج 3 ق 1/ 22، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 78، ووجيز الكلام 1/ 81. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 22، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 29، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 555.

كشف أوقاف جامع ابن طولون

[كشف أوقاف جامع ابن طولون] [وفيه] قام صرغتمش في كشف أوقاف جامع ابن (¬1) طولون بنفسه، ورمّ شعث الكثير من ذلك (¬2). [وفاة قردم الأمير اخور] [197]-، [وفيه] مات قردم (¬3) أمير اخوار، وكان قد أخرج إلى دمشق بطّالا صيّر من جملة أمرائها حتى بغته الأجل بها. [وفاة ملك آص الناصري] [198]-، [وفيه] أيضا ملك آص (¬4) الناصري الجاشنكير. وكان تولّى شاديّة الدواوين أيضا بدمشق، ثم نيابة صفد، وتأمّر طبلخاناة، ثم سجن بالإسكندرية، ثم أفرج (¬5) عنه وعاد إلى دمشق بطّالا. [شوال] [انتهاء عمارة خانقاه شيخو] [وفي] شوّال كان نهاية عمارة شيخو لخانقانه. وعدّ بناء مثل هذا البناء الثقيل الهائل في دون الثمان (¬6) شهور / 57 أ / من غريب النوادر، ولو نقل لنا ذلك على الألسنة لما صدّقناه (¬7). وكنت أسمع بهذا القول فأستبعده حتى رأيت على الرخامة المنقوشة على واجهة باب الخانقاه المذكورة ذلك، وصورته: «وكان ابتداء الشروع في عمارة هذا المكان المبارك وما حواه في شهر ربيع الأول»، ثم ذكر هذه المدّة، ثم قال: «ونهايته في شوال من السنة المذكورة». فصرت أتعجّب من هذا حتى قيل لي إنه لما أخذ الأماكن من أول السنة، وهدم، صار العمال يعملون أسباب هذا البناء من نحيت الأحجار وعمل السقوف والطوب والآلات، فما استتمّ الهدم إلاّ وجميع الآلات قد حصلت فيها، شرع في البناء ولم تتعوّق العمارة أصلا. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 22. (¬3) انظر عن (قردم) في: ذيل العبر للحسيني 307، والسلوك ج 3 ق 1/ 26، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 90، والنجوم الزاهرة 10/ 322، الدرر الكامنة 3/ 248 رقم 628 وفيه: «قردمر». (¬4) انظر عن (ملك آص) في: ذيل العبر للحسيني 307، والسلوك ج 3 ق 1/ 25، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 95، والدرر الكامنة 4/ 357 رقم 976، والنجوم الزاهرة 10/ 322، ووجيز الكلام 1/ 85 رقم 159. (¬5) في الأصل: «اخرج». (¬6) الصواب: «الثمانية». (¬7) تاريخ الدولة التركية، ورقة 46 أ.

ذو القعدة

[ذو القعدة] [199]-[وفي] ذي قعدة مات الشهاب ابن (¬1) الفرات (¬2) أحمد بن حسن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن الجماليّ، موقّع الحكم. وكان عالما، فاضلا، عاقلا، حشما، له خير وديانة وعفّة، ومعرفة تامّة بالتوقيع والكتابة والحساب، وكان يقصد لذلك ويعتمد فيه عليه. وسمع من جماعة، منهم: الحافظ الدمياطي، والطبريّ، في آخرين. وسمع منه الحافظ الزين العراقيّ، وأثنى عليه. ومولده سنة 683. [ذو الحجّة] [وفاة الفخر النويري] [200]-[وفي] ذي حجّة مات الفخر النويريّ (¬3) عثمان بن يوسف بن أبي بكر بن محمد الأنصاري، المالكيّ. وكان عالما، فاضلا، فقيها، محدّثا، صالحا، عارفا بمذهب مالك، رضي الله عنه. أفتى، ودرّس، وسمع الكثير، وأسمع كثيرا بمصر والشام والحرمين، وكان كثير الحجّ والمجاورة مع الدين المتين والورع والإخلاص. وقد ذكره الحافظ الذهبيّ فبالغ في الثناء عليه. وذكره الحافظ العراقيّ، وقال في ترجمته: كان أحد العلماء الصالحين الزاهدين في الدنيا، والتاركين المناكب، يقول الحق ولو كان مرّا. ومولده سنة 663. [مشيخة خانقاه شيخو] في يوم عرفة كان أول حضور وقع بالخانقاه الشيخونية بعد أن قرّر شيخو أحوال الخانقاه المذكورة. وقرّر في مشيختها الكبرى الشيخ العلاّمة / 57 ب / شيخ الإسلام الأكمل ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (ابن الفرات) في: السلوك ج 3 ق 1/ 22، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 80، 81، والدرر الكامنة 1/ 122 رقم 340، ووجيز الكلام 1/ 83 رقم 149، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 557. (¬3) انظر عن (التويري) في: ذيل التقييد 2/ 174، 175 رقم 379، والعقد الثمين 6/ 54، والسلوك ج 3 ق 1/ 25، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 85، 86، ومعجم شيوخ الذهبي 349 رقم 502، والمعجم المختص 156 رقم 190، والوفيات لابن رافع 2/ 189 رقم 689، والدرر الكامنة 2/ 453 رقم 2618، ووجيز الكلام 1/ 83، 84 رقم 152، والوافي بالوفيات 19/ 520 رقم 533، وأعيان العصر 2 / ورقة 145.

الحنفيّ محمد (¬1) بن محمود بن أحمد البابرتي وجعل إليه النظر عليها، ومشيخة التصوّف ودرس الحنفية. وقرّر في تدريس الشافعية إليها البهاء السبكيّ. وفي تدريس المالكية الشيخ خليل المقري. وفي تدريس الحنابلة الشيخ نصر الله، شريكا لقاضي القضاة الموفّق. وولّى بها شيخ حديث، وشيخ قرّاء، وشيخ إسماع. ومن الحنفية أربعون (¬2). ومن الثلاثة مذاهب من كلّ ثلاثين، ومحدّثين خمسة عشر، وقرّاء عشرة. وستّ (¬3) خدّام، وخادم كبير، وخادم السجّادة، وكاتب غيبة وخمس (. . . . . . . . .) (¬4)، وفرّاشين، ووقّادين، وبوّاب، وطبّاخين، ومشرف، وحوائج كاش، وكتّاب وعمال تزيد جماعته على المايتي نفر. وشرط في كتاب وقفه شروطا. ولما تقرّر ذلك جميعه ركب في جماعة من الأمراء والأعيان وقضاة القضاة، ومشايخ العلم إلى هذه الخانقاه. وجلس المقرّرون (¬5) الثلاث (¬6) ما عدا الأكمل، وألقوا (¬7) دروسا حافلة. ثم لما أذّن العصر قام شيخو بنفسه ففرش سجّادة الأكمل بيده وأجلسه عليها، وحضروها. ثم لما انقضى الحضار (¬8) ودّعوا وانصرفوا. وكان يوما مشهودا. وأنشد أدباء ذلك العصر في هذه الخانقاه أشعارا مشهورة الآن (¬9). ولو ذكرنا جريات ما وقع لطال الكلام. ¬

(¬1) في الأصل: «محمود»، والتصحيح من السلوك، وغيره. (¬2) الصواب: «خمسين». (¬3) الصواب: «ستة». (¬4) ثلاث كلمات غير واضحة. (¬5) في الأصل: «المرقررون». (¬6) الصواب: «الثلاثة». (¬7) في الأصل: «والقرا». (¬8) كذا، والمراد: «الحضور». (¬9) تاريخ الدولة التركية، ورقة 46 أ، والسلوك ج 3 ق 1/ 17، 18، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 79، ووجيز الكلام 1/ 81، 82.

سنة سبع وخمسين وسبعماية

سنة سبع وخمسين وسبعماية [محرّم] [وفاة صاحب بغداد] [201]- في محرّم مات صاحب بغداد الحسن بن الحسين بن أقبغا بن أيلكان (¬1). وكانت مدّته ستة عشر (¬2) سنة. وكان يقال له الشيخ حسين، وملك بغداد بعد أبيه. وهو سبط أرغون بن أبغا بن هولاكو بن (¬3) طولو بن جنكز (¬4) خان، ملك التتار المشهور، صاحب اليسق والأحكام التركية. وكان في أيام الشيخ حسن هذا ببغداد الغلاء العظيم الذي ما عهد مثله، حتى أبيع بها الخبز بسنج الفضّة، وتركها الناس ونزحوا عنها. وولي بغداد بعد الشيخ حسن هذا ولده أويس. [صفر] [غزو الفرنج صيدا] وفي صفر استولى الفرنج / 58 أ / على مدينة صيدا فقتلوا وأسروا وعادوا، وقتل منهم جماعة أيضا (¬5). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 31، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 46 أ، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 105، 106، الجوهر الثمين 2/ 208، والنجوم الزاهرة 10/ 323، ووجيز الكلام 1/ 91 رقم 171، درّة الأسلاك 2 / ورقة 398، وتذكرة النبيه 3/ 202، 203. (¬2) الصواب: «ست عشرة». وفي السلوك: «سبع عشرة». (¬3) في الأصل: «ابن». (¬4) في الأصل: «مهملة». (¬5) انظر عن صيدا في: ذيل العبر للحسيني 310، والبداية والنهاية 14/ 255 وفيه «صفد» وهو وهم، والسلوك ج 3 ق 1/ 28، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 97 وفيه أن الغزوة كانت في شهر جمادى الأولى، ووجيز الكلام 1/ 87، وتاريخ ابن سباط 2/ 714، 715.

مهاجمة الفرنج طرابلس

[مهاجمة الفرنج طرابلس] وفيه أيضا هجم على طرابلس الشام جماعة من الفرنج في عدّة شواني، وحصل منهم فساد، وعادوا إلى بلادهم (¬1). [الحريق بدمشق] وفيه حدث حريق عظيم بدمشق بظاهر باب الفرج (¬2)، وتلف به عدّة أماكن، منها ستماية حانوت، سوى الديار، وذهب في ذلك من المال ما لا يحدّ. وذكر بعضهم أنّ قيمة ما تلف يزيد على الألف ألف درهم مرّتين. ثم تكرّر الحريق بدمشق في غير ما موضع، غير ما مرّة (¬3). [وفاة النشائي] [202]- وفيه مات الكمال بن مهدي النّشائي (¬4) أحمد بن عمر بن أحمد بن مهدي الشافعي. وكان عالما، فاضلا، سمع على جماعة، وصنّف وألّف عدّة تصانيف، منها: «جامع المختصرات»، و «المنتقى»، وعلّق «استدراكات على التنبيه». وكان بيده تدريس جامع الخطيري (¬5) وإمامته وخطابته. وهو أوّل [من] ولي ذلك. ومولده سنة أحد (¬6) وتسعين وستماية. ¬

(¬1) انظر عن (طرابلس) في: ذيل العبر للحسيني 310، والبداية والنهاية 14/ 255، وتذكرة النبيه 3/ 198، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 395، وتاريخ بيروت لصالح بن يحيى 29، والسلوك ج 3/ 27، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 97، وعقد الجمان ج 24 ق 1 / ورقة 109، 110، ووجيز الكلام 1/ 87، وتاريخ ابن سباط 2/ 714، 715، وتاريخ الأزمنة 183، والغرر الحسان 499، وتاريخ طرابلس (تأليفنا) ج 2/ 140، 141. (¬2) في الأصل: «الفتوح» وهو وهم. والمثبت عن المصادر. (¬3) خبر الحريق في: ذيل العبر للحسيني 310، والبداية والنهاية 14/ 254، 255، والسلوك ج 3 ق 1/ 27، 28، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 96، 97، ووجيز الكلام 1/ 86. (¬4) انظر عن (النشائي) في: طبقات الشافعية الكبرى 5/ 175، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 510 رقم 1208، وذيل العبر للحسيني 311، وذيل التقييد 1/ 361 رقم 697، والسلوك ج 3 ق 1/ 31، ودرر العقود الفريدة 2/ 301 رقم 140، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 101، 102، والدرر الكامنة 1/ 265، 266 رقم 577، والنجوم الزاهرة 10/ 323، 324، ووجيز الكلام 1/ 89 رقم 161، وشذرات الذهب 6/ 182. (¬5) جامع الخطيري: بناه الأمير عز الدين أيدمر الخطيري المتوفى سنة 737 هـ‍. وسمّاه جامع التوبة. (المواعظ والإعتبار 2/ 312). (¬6) الصواب: «سنة إحدى».

ربيع الأول

[ربيع الأول] [الريح بالقاهرة] وفي ربيع الأول هبّت رياح بالقاهرة غربيّة (¬1)، اصفرّ منها الجوّ، ثم احمرّ، ثم اسودّ، واستمرّ من أوّل النهار إلى نصف الليل، وامتلأت به الأرض أغبرة وأتربة، وسقطت به عدّة أماكن، ثم أغاث الله تعالى الناس بالمطر فسكنت الريح (¬2). [ربيع الآخر] [الحريق بساحل الشام] وفي ربيع الآخر وقع حريق عظيم ببلاد الساحل الشاميّ ونواحي كسروان (من) بلاد الشام، وعمّ بلاد طرابلس إلى بيروت. وكانت (¬3) النور يقوم من النار يضيها (¬4). وكانت من الغرائب تلف بها أشياء كثيرة من الوحش والطير وأمتعة وشجر الزيتون. وسقطت ورقة من شجرة في بيت فأحرقت جميع ما فيه. ودامت هذه النار ثلاثة أيام، ثم بعث الله تعالى بمطر فأطفأه (¬5). [تعمير عمّان] وفيه عمرت مدينة عمّان من (¬6) البلقاء، بعناية صرغتمش، وجعلت قاعدة تلك النواحي، ونقلت الولاية إليها والقضاة أيضا من حسبان. وعمّان هذه من المدن المشهورة القديمة، يقال إنها من بناء عمّان ابن (¬7) أخي لوط - على نبيّنا وعليه أفضل الصلاة والسلام - بناها بعد هلاك قوم لوط. ويقال: إنها / 58 ب / مدينة الملك دقيانوس الذي كان في زمن أصحاب الكهف، وأنّ أصحاب الكهف خرجوا منها، وأنها هي المعنيّة في قوله تعالى: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ} (¬8). وأنّ الكهف والرقيم هناك. وبها تلقّب سليمان بن داود، ¬

(¬1) في الأصل: «غريبة»، وهو غلط. (¬2) خبر الريح في: ذيل العبر للحسيني 309، والسلوك ج 3 ق 1/ 28، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 96، ووجيز الكلام 1/ 86. (¬3) الصواب: «وكان النور». (¬4) كذا، والمراد: «يضيئها». (¬5) خبر حريق الساحل في: البداية والنهاية 14/ 256، والسلوك ج 3 ق 1/ 30، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 99، ووجيز الكلام 1/ 87. وقد وقف ابن كثير على كتاب أرسله بعض الناس إلى صاحب له من بلاد طرابلس يخبره فيه عن الحريق، وذكره. (¬6) في الأصل: «من أهل البلقاء». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) سورة الكهف، الآية 19.

جماد الأول

على نبيّنا وعليه أفضل الصلاة والسلام (¬1). [جماد الأول] [كوكب الذوآبة] وفي جماد الأول ظهر بالسماء كوكب غريب نادر في هيئة له ذوآبة ونور يضيء، وكان كبيرا في مقداره (¬2). [ترتيب الموظّفين بالصّرغتمشيّة] وفيه كان ابتداء الحضور بالمدرسة الصرغتمشيّة بعد انتهائها وكمالها، وركب إليها صرغتمش ومعه قضاة القضاة ومشايخ العلم والطلبة والأمرا وأرباب الدولة، وحضروا بها بعد تقرير أمورها. وحضر العلاّمة الشيخ قوام الدين الأتقاني (¬3)، رحمه الله تعالى. وجلس بها، وقرّره صرغتمش في مشيختها، وقرّر عنده جماعة من الطلبة الحنفية، وهم ستّون نفرا، وألقى بها درسا حافلا. ومدّ بها سماط جليل، ومليت بركتها بالسّكّر المذاب، فأكل الناس وشربوا ثم انصرفوا. وكان يوما حافلا مشهودا عظّم فيه صرغتمش الشيخ قوام الدين وبالغ في إكرامه وتعظيمه (¬4) جدّا، حتى أخذ بشكيمة بغلته وعضده حين ركوبه ونزوله بيده (¬5). وأنشد أدباء العصر والشعرا أبياتا في وصفها ووصف بنائها وشيخها (¬6). [قدوم ابن نباتة القاهرة] وفيه قدم الشيخ جمال الدين بن نباتة إلى القاهرة بطلب من دمشق، فلم ينجح قدومه، وأقام بها خاملا (¬7). [جماد الآخر] [وفاة نقيب الأشراف] [203]- وفي جماد الآخر مات السيّد الشريف، الشرف (¬8) علي بن حسين بن ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 30، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 99، ووجيز الكلام 1/ 87، وتاريخ ابن سباط 2/ 716 (حوادث سنة 758 هـ‍.). (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 28. (¬3) في السلوك: «الأتقائي». (¬4) في الأصل: «بعصه». (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 28، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 100، ووجيز الكلام 1/ 87، 88، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 555. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 29. (¬7) السلوك ج 3 ق 1/ 29. (¬8) في الأصل: «السروه».

وكالة بيت المال

محمد الحسينيّ، الشافعيّ، نقيب الأشراف (¬1). وكان عالما، فاضلا، وله تصانيف، وولي تدريس الفخريّة، والمشهد الحسيني، ووكالة بيت المال، والحسبة (¬2). ومولده سنة أحد (¬3) وتسعين وستماية. [وكالة بيت المال] وفيه قرّر في وكالة بيت المال عوضا عن الشريف المذكور الجمال الإسنويّ الشيخ عبد الرحيم (¬4). [نقابة الأشراف] وقرّر في نقابة الأشراف الشهاب أحمد بن أبي الركب (¬5). [رجب] [وفاة الشرف المناوي] [204]- وفي رجب مات الشرف المناويّ (¬6) إبراهيم بن إسحاق بن الهمام الشافعيّ. وكان عالما فاضلا، فقيها، محدّثا، أفتى ودرّس، وناب في الحكم، وصنّف، وألّف، وسمع على جماعة. ¬

(¬1) انظر عن (نقيب الأشراف) في: طبقات الشافعية الكبرى 6/ 146، وذيل العبر للحسيني 312، والسلوك ج 3 ق 1/ 32، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 108، وطبقات الشافعية، له 3/ 185، 186 رقم 599، والدرر الكامنة 3/ 46 رقم 101، وفيه وفاته سنة 747 هـ‍. وهو خطأ، والنجوم الزاهرة 10/ 322، ووجيز الكلام 1/ 89 رقم 162، وشذرات الذهب 6/ 183، وهدية العارفين 1/ 722، ومعجم المؤلفين 7/ 75 وفيه وفاته سنة 748 هـ‍، وكشف الظنون 1726، وتذكرة النبيه 3/ 200، ورقة الأسلاك 2 / ورقة 398. (¬2) وقال ابن حجر: «كان يتظاهر بمذهب الإعتزال فإذا حوقق في ذلك رجع في الحال، ولم يكن عارفا بشيء من العلم. (الدرر الكامنة). (¬3) الصواب: «سنة إحدى». (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 30. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 30. (¬6) انظر عن (المناوي) في: طبقات الشافعية للإسنوي 2/ 454، والعقد المذهب 283، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 157، 158 رقم 575، والمقفّى الكبير 1/ 92 رقم 29، والسلوك ج 3 ق 1/ 31، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 100، والدرر الكامنة 1/ 17 رقم 27، والنجوم الزاهرة 10/ 323، ومعجم المؤلفين 1/ 11، وكشف الظنون 1727، 2009، ومعجم المصنّفين للتونكي 3/ 71، 72.

سنة ثمان وخمسين وسبعماية

/ 59 أ / سنة ثمان وخمسين وسبعماية [محرّم] [القبض على ناظر الدولة] [205]- في محرّم قبض على ابن الزين (¬1) ناظر الدولة وعوقب حتى مات تحت العقوبة (¬2). [ربيع الآخر] [وفاة المحبّ القونوي] [206]- وفي ربيع الآخر مات المحبّ القونويّ (¬3) محمود بن علي بن إسماعيل بن يوسف الشافعيّ. وكان من العلماء، ولي تدريس الشريفية، وجامع المارداني. وشرح «مختصر ابن الحاجب الأصلي»، وله غير ذلك من التصانيف. [جماد الآخر] [وفاة العلاء بن الأطروش] [207]-[وفي] جماد الآخر مات العلاء بن الأطروش (¬4) علي بن محمد الحنفي، قاضي العسكر، والمحتسب. وكان وجيها وله كرم نفس مع عقل ورأي وتدبير، وكان لا يزال في منازعة مع ¬

(¬1) في الأصل: «على بن». وفي الأصل: «الربن»، وفي السلوك «الزبير». (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 33، المواعظ والاعتبار 2/ 371. (¬3) انظر عن (القونوي) في: طبقات الشافعية للسبكي 6/ 247، 248، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 336، 337، والوفيات لابن رافع 2/ 199، 200 رقم 703، والسلوك ج 3 ق 1/ 37، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 128، وطبقات الشافعية، له 3/ 225، 226 رقم 629، والدرر الكامنة 4/ 328، 329 رقم 893، والنجوم الزاهرة 10/ 327، ووجيز الكلام 1/ 93 رقم 173، وشذرات الذهب 6/ 186، 187، ومعجم المؤلّفين 12/ 181. (¬4) انظر عن (ابن الأطروش) في: ذيل العبر للحسيني 315، والسلوك ج 3 ق 1/ 38، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 125، 126، والنجوم الزاهرة 10/ 327.

الحسبة بالقاهرة

الضياء الشاميّ في نظر البيمارستان والحسبة. وكان يلي هذا فيسعى هذا عليه ويلي، وداما على ذلك مدّة. وكان ولي أمورا (¬1) حسبة بدمشق. وجمع الحديث وحدّث. مع كرم نفس. [الحسبة بالقاهرة] وفيه قرّر في الحسبة شمس الدين محمد بن الصاحب، وكان بيده تدريس الصاحبية والشريفية (¬2). [قضاء العسكر بالقاهرة] وفيه قرّر في قضاء العسكر عوضا عن ابن الأطروش أيضا العلاّمة السراج الهندي الذي ولي القضاء فيما بعد على ما سيأتي (¬3). [شعبان] [قدوم رسل التتار] وفي شعبان قدم رسل التتار السلطان جانبك خان بن أزبك خان، صاحب سراي، وحاج ترخان، ودست قبجاق، وركب الأمراء والعساكر إلى لقائهم ودخلوا بهم إلى القاهرة في موكب حافل، وأصعدوا إلى القلعة ومعهم هدية للسلطان ما بين مماليك، وفرو سمّور، وطيور جوارح، وغير ذلك. فأكرموا وأنزلوا، ثم أعيدوا بأجوبة من السلطان (¬4). كائنة ضرب وفيه كائنة ضرب الأمير الكبير شيخو العمري، الأتابك، وجرحه. وكان من خبر ذلك ملخّصا أنّ السلطان كان جالسا بدار العدل للخدمة، والأمراء والقضاة والأعيان معه على العادة، وقد أقيم الموكب، وإذا بإنسان من المماليك السلحداريّة يقال له قطلو خجا، وقيل: باي خجا، وثب على شيخو المذكور وضربه بسيف معه ثلاث ضربات في رأسه ووجهه وذراعه، فسقط إلى الأرض مغشيّا عليه، وارتجّ المجلس، وقام السلطان عن سرير الملك إلى القصر، فتبعه خاصكيّته، وتفرّق الأمراء، وطار الخبر بأنّ شيخو قتل. / 59 ب / وبلغ مماليك شيخو وربيبه خليل بن قوصون، فركب بهم في عدّة وافرة، وقد لبسوا آلة الحرب، وجدّوا في سوق خيولهم حتى صعدوا القلعة ودخلوها ركبانا إلى رحبة (¬5) دار العدل، ووضعوا شيخو على جنويّة (¬6)، وحمل إلى داره على أنه قد مات. ¬

(¬1) في السلوك: «ولي أولا». (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 33. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 33. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 34. (¬5) في الأصل: «رجة». (¬6) الجنوية: نوع من المركبات.

أعجوبة

وركب العسكر جميعهم إلى الرميلة تحت القلعة بالسلاح الكامل. وركب الأمير صرغتمش في عدّة من الأمراء إلى دار شيخو فوجدوا به رمقا، فاعتذروا إليه وأنه لم يكن بعلم السلطان، وبأنه حلف على ذلك. وقبض على قطلو خجا وقرّره فلم يقرّ على أحد، وقال: «أنا كان في قلبي منه، فإنّني رفعت له قصّة لينقلني من الجامكية إلى الإقطاع فأبا (¬1)، فبقي في نفسه (¬2) منه، ففعلت به هذا». فأمر السلطان بتسميره وتوسيطه، ففعل به ذلك بعد ما شهّر وطيف به على جمل، وذلك قبل موت شيخو هذا. وقد ارتجّت القاهرة وماجت بأهلها. ثم [هرع] (¬3) إلى شيخو الأطبّاء والجرائحية فأصلحوا جراحاته، ولزم الفراش حتى مات كما سيأتي بعد ذلك في ذي قعدة. وفيه في ثاني يوم من ضربة شيخو ركب السلطان من قلعته ونزل إلى دار شيخو لعيادته، فأكثر عنده الأيمان بأنه لا علم بما جرى قبل وقوعه. وكان الناس قد ظنّوا بأنّ الأمر من السلطان حتى تحقّقت براءته. ووصل إليّ من طريق (. . . . . . . . .) (¬4)، ثم بان (¬5) في تاريخ بأنّ شيخو لما ثقل على السلطان أمر بقتله، واتفق هو وقطلو خجا على ذلك، وأنه لما وقع ما وقع وما مات شيخو أخذ السلطان قطلو خجا فقتله لئلاّ يشيع ذلك بعد أن تلاقى مع قطلو خجا وأسرّ إليه أنه يركّبه الجمل ويشهّره ثم يرسل بخلاصه بشفاعة. وأنه قال: «لا تخف واثبت، فإنّني لا أوذيك» والله أعلم بذلك (¬6). أعجوبة (¬7) وفيه وقعت غريبة من عجائب النوادر، وهي أنّ امرأة بدمشق حملت قريبا من تسعين (¬8) يوما، ثم شرعت تطرح ما في بطنها، فوضعت قريبا من أربعين ولدا / 60 أ / منهم أربعة عشر بنتا، وقد تشكّل الجميع، وتميّز الذكر من الأنثى. فسبحان القادر على ما يشاء (¬9). ¬

(¬1) الصواب: «فأبى». (¬2) الصواب: «في نفسي». (¬3) إضافة على الأصل يقتضيها السياق. (¬4) ما بين القوسين مقدار ثلاث كلمات غير واضحة. (¬5) في الأصل: «ثم إن». (¬6) خبر الكائنة في: البداية والنهاية 14/ 257، وذيل العبر للحسيني 314، والجوهر الثمين 2/ 208، 209، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 46 أ، والسلوك ج 1 ق 1/ 33، 34، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 117، والنجوم الزاهرة 10/ 315 و 324، ووجيز الكلام 1/ 92، وتذكرة النبيه 3/ 204، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 562، 563. (¬7) العنوان كتب على هامش المخطوط في الصفحة التالية 60 أ. (¬8) في السلوك: «سبعين». (¬9) البداية والنهاية 14/ 257، والسلوك ج 3 ق 1/ 35، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 117، والنجوم الزاهرة 10/ 306.

وفاة الطرسوسي قاضي قضاة دمشق

[وفاة الطرسوسي قاضي قضاة دمشق] [208]- وفيه مات الطرسوسي (¬1) إبراهيم بن العماد علي بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد المنعم بن عبد الصمد الحنفيّ، قاضي قضاة دمشق، عن أربعين سنة. وكان عالما فاضلا، حسن السمت، جيّد الطريقة، مشكور السيرة. وله عدّة تصانيف في عدّة فنون، سيما في الفقه. ومن أدبه وحشمته أنه لما ولي قضاء دمشق أجلس المالكيّ مترفّعا عليه لكبر سنّه، وصار يجلس هو إلى جانبه، إلى أن مات المالكيّ فجلس في مكانه، وعدّت من نوادره. وله نظم حسن، وسماع من أبي نصر بن الشيرازي (¬2) والحجّار، وغيرهما. وشهد له أبو البقاء السبكي بأنه شيخ الحنفية بالشام، وبالغ في الثناء عليه هو وجماعة من أئمّة الشافعية. ولما مات كانت له جنازة حافلة جدّا، وتقدّم في الصلاة عليه نائب دمشق وأمير علي المارداني. [شوّال] [وفاة أرغون الكاملي نائب دمشق] [209]- وفي شوال مات أرغون الكاملي (¬3) نائب دمشق بعد أن تنقّل في عدّة ولايات جليلة، منها نيابة حلب ودمشق، ثم قبض عليه وسجن، ثم أطلق إلى القدس بطّالا. وهو من مماليك الصالح إسماعيل، وحظي بعده عند الكامل شعبان. وكان يدعى بأرغون الصغير، فصار يدعى بالكاملي. ومات ولم يكمل الثلاثين سنة. ¬

(¬1) في الأصل: «الطرطوسي»، والتصحيح من: ذيل العبر 316، والوفيات لابن رافع 2/ 202، 203، والسلوك ج 3 ق 1/ 36، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 118 - 120، والنجوم الزاهرة 10/ 326، ووجيز الكلام 1/ 94 رقم 175، والدرر الكامنة 1/ 43، 44 رقم 110، وتذكرة النبيه 3/ 305، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 400. (¬2) في الأصل: «الشامي». والتصحيح من الدرر الكامنة 1/ 43. (¬3) انظر عن (أرغون الكاملي) في: البداية والنهاية 14/ 258، والسلوك ج 3 ق 1/ 36، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 122، 123، والدرر الكامنة 1/ 352، 353 رقم 874، والوافي بالوفيات 8/ 356 رقم 3890، والدليل الشافي 1/ 108 رقم 373، والمنهل الصافي 2/ 319 - 323 رقم 375، والنجوم الزاهرة 10/ 326، وأمراء دمشق 8 رقم 23، وص 166، وإعلام الورى 21 رقم 23، ووجيز الكلام 1/ 96 رقم 180، وشذرات الذهب 6/ 184.

وفاة قوام الدين شيخ الحنفية

[وفاة قوام الدين شيخ الحنفية] [210]- وفيه مات العلاّمة، الإمام، شيخ الحنفية، قوام الدين أمير كاتب (¬1) بن أمير عمر بن غازي الفارابي (¬2). وكان أعجوبة الزمان حتى لقّب (¬3) بأبي حنيفة، وسمّاه بعضهم «لطف الله». ومولده بأتقان (¬4) سنة خمس وتسعين وستماية. وأشغل حتى برع وشهر، وصنّف «شرح الأخسيكتي»، ثم جال البلاد، وظهرت فضايله، وولي تداريس جليلة، ودرّس ببغداد بمشهد أبي حنيفة رضي الله عنه، وولي قضاء بغداد، ثم دخل القاهرة أخيرا، وعظّمه صرغتمش جدّا، وله أنشأ مدرسته وقرّره في مشيختها، وشرط أن تكون للحنفية فقط. وكان شهما، عالي الهمّة، متعصّبا لمذهبه. وله الشرح الحافل على «الهداية»، وكان إماما في الفنون العقلية والنقلية، عارفا باللغة والعربية، بارعا في العلوم الأدبية. وشهرته تغني عن مزيد ذكره. [ذو القعدة] [وفاة الشهاب العسجدي] [211]- وفي ذي قعدة مات الشهاب العسجدي (¬5) أحمد بن محمد بن ¬

(¬1) في المصادر: «أمير بن كاتب»، وفي بعضها كما هنا. (¬2) انظر عن (الفارابي) في: عيون التواريخ 2 / ورقة 161 أ - 162 ب، وأعيان العصر 2 / ورقة 72 أ، ب، ومنتخب المختار 44، والوفيات لابن رافع 2/ 205، 206، رقم 709، والجواهر المضيّة 2/ 279، والسلوك ج 3 ق 1/ 37، والمقفّى الكبير 2/ 298، 299، رقم 843، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 123، 124، والمنهل الصافي 3/ 101 رقم 554، والنجوم الزاهرة 10/ 325، 326، والدليل الشافي 1/ 155، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 73 ب، وتاج التراجم 18، 19، وبغية الوعاة 1/ 459، 460، وحسن المحاضرة 1/ 470، ووجيز الكلام 1/ 94، 95 رقم 179، ومفتاح السعادة 2/ 267، 268، وطبقات الحنفية للحنائي، ورقة 36 أ، 37 أ، وطبقات الحنفية، للقاري، ورقة 57 ب، وكشف الظنون 1/ 112 و 868، 869 و 2/ 1340 و 1849 و 2033، وشذرات الذهب 6/ 185، وطبقات الفقهاء والعبّاد، الورقة 11 ب، والبدر الطالع 1/ 158، 159، والفوائد البهية 50 - 52، وهدية العارفين 1/ 839، والأعلام 1/ 355، 356، ومعجم المؤلفين 3/ 4، وفهرس المخطوطات الإسلامية في قبرص 201، وتاريخ الخلفاء 501. (¬3) في الأصل: «لقبه». (¬4) أتقان: بفتح الهمزة وسكون التاء المثنّاة من فوق وألف ونون، وهي قصبة من قصبات فاراب. (¬5) انظر عن (العسجدي) في: الوافي بالوفيات 8/ 42، 43، والوفيات لابن رافع 2/ 206، 207 رقم 711 وفيه وفاته في شهر ذي الحجة، والسلوك ج 3 ق 1/ 36، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 120، 121، والدرر الكامنة 1/ 269 - 271 رقم 692، والنجوم الزاهرة 10/ 327، ووجيز الكلام 1/ 93، 94 رقم 174.

وفاة الأتابك شيخو العمري

المحسن / 60 ب / بن إبراهيم بن عبد المحسن المصري، الشافعيّ. سمع من الديريني، والنور الثعلبي، وغير ذلك. وكان عارفا بالحديث، فاضلا. ومولده سنة 679. [وفاة الأتابك شيخو العمري] [212]- وفيه مات الأمير الكبير الأتابك شيخو العمري (¬1) مدبّر المملكة. وكان شهما، عاقلا، سيوسا، محبّا في فعل الخير وفي العلم وأهله، ترقّى إلى أن صيّر الأتابك. وهو أول من لقّب بأمير كبير، ولم يكن قبل ذلك بهذه الوظيفة. وكانت القصص تقرى (¬2) عليه، فيصرف كيف شاء في دولة الناصر حسن، (وصار) (¬3) زمام الملك بيده، سيما في سلطنته الثانية، فإنه هو الذي أعاده وكثر دخله، حتى قيل إنه كان دخله في اليوم مايتا ألف درهم، وما جمع قبل ذلك في الدولة التركية، وأنشأ الجامع والخانقاه المعظّمة، وله آثار أخر، وأخباره تطول. دام من ضربة قطلو خجا متمرّضا صاحب فراش، لا يصعد للقلعة، بل كان الأمراء يتردّدون إليه في كل يوم. ونزل إليه السلطان للعادة غير ما مرة حتى مات، فجهّز وحمل إلى خانقاته فدفن بها في قبر اتخذه لنفسه. ولما مات خفّ عن الناصر حسن أشياء كثيرة لأنه كان ثقيل الوطأة عليه، فإنه كان لا يفعل شيئا حتى يستأذنه فيه كاين (¬4) ما كان. فرأى أنه بعده استبدّ بالملك. وفيه بعد موت شيخو انفرد صرغتمش بالتدبير للمملكة. [ذو الحجّة] [القبض على أتباع شيخو] وفي ذي حجّة قبض السلطان على خليل بن قوصون وغيره من أتباع شيخو، ومن يلوذ به، كقطلوبغا الذهبي، وتقطاي الدوادار، وقجا السلاح دار أمير شكار، وأرغون الطرخاني، فسجن بعضا منهم بالإسكندرية، ونفى بعضا إلى الشام (¬5). ¬

(¬1) انظر عن (شيخو العمري) في: ذيل العبر للحسيني 314، 315، والبداية والنهاية 14/ 258، وتذكرة النبيه 3/ 204، 205، والوافي بالوفيات 16/ 211 رقم 240، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 397، والجوهر الثمين 2/ 209، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 46 ب، والسلوك ج 3 ق 1/ 34، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 124، 125، والنجوم الزاهرة 10/ 315 و 324، 325، والمنهل الصافي 6/ 257 - 262 برقم 1192، والدليل الشافي 1/ 346 رقم 1189، ووجيز الكلام 1/ 92، 93 رقم 172، وشذرات الذهب 6/ 183. (¬2) الصواب: «تقرأ». (¬3) مكرّرة في الأصل. (¬4) كذا. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 35، ووجيز الكلام 1/ 93.

تولية وظائف

[تولية وظائف] وفيه قرّر في إمرة سلاح أزدمر الخازندار. [و] ولي إمرة مجلس تنكز بغا. [و] ولي حجوبية الحجّاب طشتمر القاسمي. [و] ولي الدوادارية الكبرى علم دار. وفيه صيّر يلبغا العمري الخاصكي من الطبلخانات، هو وطيبغا الطويل أيضا (¬1). [إنشاء مدرسة السلطان حسن] وفيها - أعني في هذه السنة، على ما ذكره بعضهم - اشترى السلطان حسن دار ألطنبغا المارداني، ويلبغا اليحياوي بالرميلة تجاه القلعة حيث مدرسته الآن، وأضاف إليهما عدّة دور واسطبلات، وأخذ في هدم ذلك وشيل الأتربة وعزم على إنشاء مدرسته الموجودة الآن المعروفة به التي في غاية العظمة. وترك البناء، وما عمّر في الإسلام نظيرها على ما نعلمه. / 161 أ / ثم أخذ السلطان بعد ذلك في الاجتهاد في عملها، وأقام عليها المشدّين والمهندسين والعملة، وسمح بالمصروف، حتى إنه لكثرته يكاد أن لا يحصى. وكانت من أعظم المباني في الإسلام. وإذا تعيّن العاقل النظر في هيئة وضعها يأتي بالعجب، منها القبّة المعظّمة العامرة لكبر الحرير ما فيها، والإيوان المعظّم (. . . . . .) (¬2) عليه وما يقابله ويليه من الثلاثة الأواوين، والمنارتين العظيمتين (¬3) وغير ذلك من أوصافها البديعة الدّالّة على علوّ قدرها وهمّة منشئها، ومع ذلك فما تمّ أمر بنائها إلاّ بعد موت الناصر حسن (¬4). [وفاة الشمس ابن الصاحب] [213]- وفيها - أعني هذه السنة أيضا - كان الشمس محمد بن الصاحب (¬5) ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 35. (¬2) ما بين القوسين كلمتان غير مقروءتين. (¬3) الصواب: «والمنارتان العظيمتان». (¬4) تاريخ الدولة التركية، ورقة 46 أ، الجوهر الثمين 2/ 208، والنجوم الزاهرة 10/ 306، وتاريخ ابن سباط 2/ 712 (حوادث سنة 755 هـ‍.) بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 559 - 561، المواعظ والإعتبار 2/ 316 - 310. (¬5) انظر عن (ابن الصاحب) في: السلوك ج 3 ق 1/ 35، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 127، 128.

راكبا على بغلته، وهو محاسب القاهرة، مارّا من بين القصرين وإذا به قد سقط من البغلة، فمات فجأة لوقته فما علم أمات بسقط، أو سقط فمات؟ وقرّر في الحسبة عوضه القطب بن عرب. [و] استقرّ التاج (بن الريشة في نظر الدولة) (¬1). ¬

(¬1) ما بين القوسين عن هامش المخطوط.

سنة تسع وخمسين وسبعماية

سنة تسع وخمسين وسبعماية [محرّم] [زيادة أمر صرغتمش] في محرّم زاد أمر صرغتمش جدّا وصار هو المشار إليه في المملكة وإليه تدبيرها وبيده زمامها. [ضرب فلوس جدد] وفيه أمر صرغتمش بضرب فلوس جدد زنة الفلس منها مثقال، تقرّر الحال أن يكون كل فلس (منها) (¬1) بفلسين من العتق، ونودي بالمعاملة بها، وصار كل درهم فضّة أربعة وعشرين فلسا، وكانت فلوسا مهندمة عليها نقش حسن (¬2). [قضاء الشافعية بدمشق] وفيه ولي قضاء دمشق إليها، أبو البقاء محمد بن عبد البرّ السبكي، وصرف التاج عبد الوهاب السبكي (¬3). [قضاء الحنفية بدمشق] وقرّر في قضاء دمشق الحنفية الجمال محمود بن أحمد بن مسعود (¬4) القونوي المعروف بابن السراج، وصرف الشهاب الكفري (¬5). [قضاء المالكية بدمشق] وقرّر في قضاء المالكية الشرف البغدادي أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عسكر، عوضا عن الجمال المسلاّتي (¬6). ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) ذيل العبر للحسيني 318، الجوهر الثمين 2/ 209، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 46 ب، والسلوك ج 3 ق 1/ 39، والنجوم الزاهرة 10/ 307، ووجيز الكلام 1/ 97، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 564، وتاريخ الخلفاء 501 وفيه أن ذلك كان في سنة 756 هـ‍. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 39. (¬4) في الأصل: «سعود»، وهو غلط. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 40. (¬6) في الأصل: «السلاى»، والمثبت عن السلوك ج 3 ق 1/ 40.

قضاء المالكية بالإسكندرية

[قضاء المالكية بالإسكندرية] وفيه قرّر في قضاء الإسكندرية الشمس محمد بن أحمد بن المخلّطة المالكيّ، عوضا عن ابن (¬1) الربعيّ (¬2). [القبض على طاز نائب حلب] وفيه خرج الأمر إلى حلب بالقبض على طاز نائبها، فبلغه ذلك، فسار من حلب في أصحابه كأنه يريد الحرب، فبلغ السلطان ذلك، فأمر في تجهيز العساكر لقتاله، فلما قارب هو إلى دمشق بعث إلى نائبها أمير علي بأنه مملوك / 61 ب / السلطان وفي طاعته، وأنه تحيّل حتى وصل عياله وأهله إلى دمشق مع أمن وسلامة من نهب العرب والتركمان، وسلّم نفسه، فقيّد وحمل إلى الكرك فسجن بها، وقبض على حاشيته بتوجّههم إلى السلطان على العادة، فبطل أمر تجهيز السلطان العساكر (¬3). [نيابة حلب] [وفيه] رسم السلطان بنقل طاز إلى الإسكندرية، وكتب إلى منجك بنيابة حلب (¬4). [قرار القاضي بزيادة الشهود] [وفيه] أمر قاضي القضاة العزّ بن جماعة بأن يزاد في عدد الشهود في المساطير بالأموال العطيّة، وبصدقات (¬5) النساء الكبيرة المبلغ إلى أربع (¬6) شهود، وأن شاهدا لا يشهد على أيّة (¬7) وصيّة إلاّ بإذن أحد من القضاة الأربع (¬8) أو أحد نواب (¬9) الشافعي (¬10). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 40. (¬3) البداية والنهاية 14/ 258، 259، ذيل العبر للحسيني 318، وتذكرة النبيه 3/ 564، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 129، والسلوك ج 3 ق 1/ 40، ووجيز الكلام 1/ 97، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 564. (¬4) ذيل العبر للحسيني 318، وتذكرة النبيه 3/ 212، والسلوك ج 3 / ق 1/ 40، ووجيز الكلام 1/ 97، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 564. (¬5) في الأصل: «صرمات». (¬6) الصواب: «أربعة». (¬7) في الأصل: «رمر». (¬8) الصواب: «الأربعة». (¬9) في الأصل: «مولى». (¬10) السلوك ج 3 ق 1/ 40.

شعبان

[شعبان] [قضاء الشافعية بمصر] [وفي] شعبان قرّر في قضاء الشافعية بمصر البهاء بن عقيل عبد الله بن عبد الرحمن (¬1) العقيلي، الشافعيّ، وأنفذ (¬2) ما كان أمر به العزّ بن جماعة من قضيّة شهادة الأربع (¬3) على المال، (وفرّق على الفقراء) (¬4) بمبلغ كثير. (واستناب زوج ابنته سراج الدين عمر بن رسلان بن نصير بن صالح البلقيني) (¬5). [مقدّميّة ابن طشتمر] [وفيه] قرّر في جملة مقدّمي الألوف أحمد بن طشتمر حمّص أخضر (¬6). [رجب] [وفاة ابن كر الموسيقيّ] [214]-[وفي] رجب مات الديراني محمد بن عيسى بن حسن بن كر (¬7) البغدادي، المصري، الحنبلي. كان من ذرّيّة مروان الحمار آخر خلفاء بني أميّة. سمع من الدمياطي، والحلاوي، والنحري. وكان فاضلا، بارعا في الموسيقى، فاق فيها الأقران، وصنّف في ذلك، ولم يتكسّب بالموسيقى. وكان شهما، عزيز النفس. غنّى يوما فأبكى به، ثم غنّى فأضحك، ثم غنّى فأنام. قال ابن (¬8) فضل الله: فرأيت بعيني ما كنت سمعت بأذني عن الفارابي. ¬

(¬1) في الأصل: «عبد الله بن محسن». والتصحيح من المصادر. وستأتي ترجمته في وفيات سنة 769 هـ‍. برقم (337). (¬2) في السلوك: «وأبطل». (¬3) الصواب: «الأربعة». (¬4) ما بين القوسين عن السلوك ج 3 ق 1/ 41 وفي الأصل غير واضحة. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 41، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 133، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 567. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 41، ووجيز الكلام 1/ 98. (¬7) انظر عن (ابن كر) في: الوافي بالوفيات 4/ 305 رقم 1846، وذيل التقييد 1/ 204، 205 رقم 385، والسلوك ج 3 ق 1/ 45، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 142، والدرر الكامنة 4/ 128 رقم 333، وفيه وفاته سنة 763 هـ‍، والنجوم الزاهرة 10/ 330، 331، والدليل الشافي 2/ 671 رقم 2306، والمقفى الكبير 7/ 522 رقم 3628 (سنة 763 هـ‍.). (¬8) في الأصل: «بن».

وفاة ابن المخلطة

وقال الشمس ابن (¬1) الصائغ الحنفي: مرّ ابن (¬2) كر على قوم يغنّون، فحرّك بغلته حتى سمت على أسماعهم. وهذا من عجيب ما يحكى. ومولده في سنة أحد (¬3) وسبعين وستماية. وكان صوفيّا، فقيها وقرّر مشيخة زاوية مجاورة للمشهد الحسيني. [وفاة ابن المخلّطة] [215]- ومات الفخر أبو العباس بن المخلّطة محمد بن أحمد بن عبد الله المالكي قاضي الإسكندرية. وكان فاضلا، وله سماع. ولي قضاء الإسكندرية بعده ابن (¬4) المنيني (¬5). [رمضان] [القبض على صرغتمش] [وفي] رمضان قبض السلطان على صرغتمش، وكان القائم بذلك طيبغا الطويل في آخرين من جماعة السلطان، منهم / 62 أ / منكلي بغا. وقبض على علي طشتمر القاسمي أيضا، فاضطربت القلعة، وارتجّ القصر السلطاني، وبلغ من هو من أحلاف صرغتمش، فارتجّت القاهرة. وركب الأمير أحمد بن طشتمر حمّص أخضر في عدّة من المماليك السلطانية بآلة الحرب والسلاح، ووقف بالرميلة تحت القلعة، فركب السلطانية ومعهم يلبغا الخاصكي، وطيبغا الطويل، وأزدمر الخازندار، وتنكز بغا، ومنكلي بغا، في طائفة من المماليك السلطانية، وقاتلوه إلى قريب العصر فانهزم ومن معه، وثارت بهم العامّة بالرجم، ونهبت دار صرغتمش قريب مدرسته، ونهبت الحوانيت بقربها، وتتبّع الناس العجم من أهل مدرسته، وكانوا جمعا وافرا، وزال صرغتمش كأنه لم يتحكّم في الدولة ولم يكن، على أنه كان قد زاد إكرام السلطان بأمره هذا الشهر زيادة على الحدّ، وقبض بعد ذلك ابن (¬6) طشتمر، وعلى الكثير من جماعة صرغتمش، وأهين بالضرب بالمقارع، فأركب حمارا، ونفي بعد المصادرة، وعزل السلطان جميع من نسب إلى صرغتمش (¬7). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) الصواب: «سنة إحدى». انظر عن (ابن المخلّطة) في: السلوك ج 3 ق 1/ 45، والنجوم الزاهرة 10/ 329، ووجيز الكلام 1/ 99 رقم 184. (¬4) في الأصل: «بن». وكتب على الهامش: «صير بن عقيل السراج البلقيني محمد بن سليمان بني نصر بن صالح وكان زوجا لأنه بن عقيل». (¬5) في الأصل: «التفيسي». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) البداية والنهاية 14/ 262، الجوهر الثمين 2/ 210، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 46 ب، والسلوك ج 3 =

الحسبة في القاهرة

[الحسبة في القاهرة] وفيه صرف القطب بن عرب عن الحسبة، واستقرّ عوضه الشيخ عبد الرحمن (¬1) ابن الإسنويّ. [صرف ابن عقيل عن القضاء] وفيه صرف البهاء بن عقيل عن القضاء، وأعيد العزّ بن جماعة، وكانت مدّة قضاء (ابن عقيل) (¬2) اثنين وثمانين يوما (¬3). [القبض على ناظر الجيش] وفيه قبض على العلم عبد الله بن نقولا (¬4) ناظر الجيش والخاص معا. [نظر الخاص] وفيه استقرّ في نظر الخاص التاج بن (¬5) الريشة، مضافا إلى الوزارة (¬6). [نظر الجيش] واستقرّ في نظر الجيش محبّ الدين محمد بن يوسف بن أحمد بن عبد الدائم، وقرّر عوضه في نظر البيوتات الفخر بن السعيد (¬7). [القبض على أمراء] وفيه قبض (¬8) على عدّة من الأمراء فركبوا. [تقدمة يلبغا على ألف] وفيه قرّر السلطان مملوكه يلبغا في تقدمة ألف وصيّره أمير مجلس (¬9)، فجازاه بعد قليل بأن قتله، أعني يلبغا قتل أستاذه / 62 ب / على ما سيأتي. ¬

= ق 1/ 41، 42، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 133، والنجوم الزاهرة 10/ 307 - 309، ووجيز الكلام 1/ 98، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 571 (سنة 761 هـ‍.). (¬1) في السلوك ج 3 ق 1/ 42 «عبد الرحيم». (¬2) في الأصل: «بن عبدي». (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 42، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 567. (¬4) في السلوك ج 3 ق 1/ 43 «نقوله». (¬5) الصواب: «ابن». (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 43. (¬7) السلوك ج 3 ق 1/ 43. (¬8) في السلوك ج 3 ق 1/ 43: «انعم». (¬9) الجوهر الثمين 2/ 210، 211، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 46 ب، والسلوك ج 3 ق 1/ 43.

تقدمة عدة أمراء ألوف

[تقدمة عدّة أمراء ألوف] وصيّر منكلي بغا، وطيبغا الطويل، وأيدمر الشامي، وألجاي اليوسفي، كلّ مقدّم ألف (¬1). [إمرة أزدمر الخازندار] وصيّر أزدمر الخازندار أميرا كبيرا عوضا عن صرغتمش، وقرّره في نظر البيمارستان ونظر وقف الصالح إسماعيل بقبّة المنصورية. وأمّر عدّة من مماليكه ما بين طبلخانات وعشرات (¬2). [شوال] [مولود السلطان] وفي شوال ولد للسلطان ولد وسمّاه قاسم (¬3)، وقرّر باسمه تقدمة ألف (¬4). [نيابة منجك الشام] وفيه قرّر في نيابة الشام منجك اليوسفيّ، نقلا إليها من مدينة حلب، عوضا عن أمير علي (¬5). [نيابة حلب] وقرّر أمير علي في نيابة حلب عوضا عن منجك (¬6). [ذو القعدة] [وفاة ملكتمر السعدي] [216]- وفي ذي قعدة مات ملكتمر السعدي (¬7). وكان من أصحاب صرغتمش، فأخرج بعده إلى قلعة الروم فمات في طريقه. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 43. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 43. (¬3) الصواب: «قاسما». (¬4) في السلوك ج 3 ق 1/ 43 «أعطاه إمرة ماية». (¬5) البداية والنهاية 14/ 260، وتذكرة النبيه 3/ 213، وذيل العبر للحسيني 319، والسلوك ج 3 ق 1/ 43، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 139. (¬6) البداية والنهاية 14 / تذكرة النبيه 3/ 213، والسلوك ج 3 ق 1/ 43، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 131. (¬7) السلوك ج 3 / ق 1/ 46 وفيه: «السعيدي»، والدرر الكامنة 4/ 359 رقم 978 وفيه «السعيدي»، والنجوم الزاهرة 10/ 332.

وفاة الشمس الهكاري

[وفاة الشمس الهكاري] [217]- والشمس الهكّاري (¬1) محمد بن إبراهيم بن داود بن نصر الكردي، الدمشقي، الشافعيّ. وكان فاضلا، سمع من التقويّ الواسطيّ، وغيره، وأفتى ودرّس. ومولده سنة 685. [مقتل أمير العرب ابن مهنّا] [218]- وقتل أمير العرب سيف بن فضل بن مهنّا بن عيسى بن مهنّا بن مانع بن حديثة ابن عصية (¬2) بن فضل، أمير آل فضل. وكان جوادا (¬3). [ذو الحجّة] [قتل صرغتمش] [219]-[وفي] ذي حجّة (قتل صرغتمش) (¬4) بمحبسه بالإسكندرية. وكان من مماليك الناصر محمد بن قلاوون، وترقّى إلى أن صار مشير الدولة والمشار إليه. وكان لما بعث إلى الإسكندرية كتب إلى السلطان مكاتبة يتخضّع له فيها، ومن جملة ما فيها البيت الذي لابن الفارض من جملة قصيدة: قلبي يحدّثني بأنك متلفي ... روحي فدتك عرفت أم لم تعرف ¬

(¬1) انظر عن (الهكاري) في: ذيل العبر للحسيني 323، والوفيات لابن رافع 2/ 216، 217 رقم 723، وذيل التقييد 1/ 87 رقم 91، والسلوك ج 3 ق 1/ 45، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 140، 141، والنجوم الزاهرة 10/ 331، ووجيز الكلام 1/ 99 رقم 182، والدرر الكامنة 3/ 279 رقم 743، والدارس 2/ 398. (¬2) في البداية والنهاية 14/ 263، والسلوك ج 3 ق 1/ 46، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 137، ووجيز الكلام 1/ 100 رقم 190، والنجوم الزاهرة 10/ 330 ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 404، وتذكرة النبيه 3/ 225. ويرد: «غصينه». و «غضية». (¬3) كتب على هامش المخطوط: محمد بن شيخ». (¬4) ما بين القوسين كتب بالأحمر. وانظر عن (صرغتمش) في: البداية والنهاية 14/ 262، وذيل العبر للحسيني 321، والجوهر الثمين 2/ 211، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 46 ب، وتذكرة النبيه 3/ 213، والسلوك ج 3 ق 1/ 44، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 137، 138، والنجوم الزاهرة 10/ 310 و 328، والمنهل الشافي 6/ 342 - 344 رقم 1217، والدليل الشافي 1/ 357 رقم 1214، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 402، والعقد الثمين 5/ 40 رقم 1407، ووجيز الكلام 1/ 97، 98 رقم 181، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 571 (حوادث سنة 761 هـ‍.).

قتل أمير المدينة

فلم يلتفت إلى ذلك. وكان صرغتمش هذا فاضلا، له معرفة بعلوم ويدري الفقه، مع فهم جيّد في العربية، ومشاركة في القرآن. وله كتابة حسنة. وكان محبّا في العلماء سيما الغرباء، وله تعصّب لمذهب أبو (¬1) حنيفة رضي الله عنه، لكنه كان ظالما عسوفا متجرّئا (¬2). ومن آثاره المدرسة المعظمة المعروفة به. [قتل أمير المدينة] [220]- وفيه ثار فداويّان، وثبا على أمير المدينة الشريفة مانع (¬3) بن علي بن مسعود بن جمّاز بن شيحة الحسينيّ، / 63 أ / فقتلاه بعد أن لبس خلعته حين دخول الحاجّ المدينة. وكان متظاهرا بمذهبه. [تجريدة برقة] وفيه خرجت تجريدة إلى برقة (¬4). [اختصاص ابن هرماس بالسلطان] وفيه كثر اختصاص قطب الدين هرماس بالسلطان، وصار يدخل إليه بغير إذن متى أراد. وأكثر الهرماس هذا من الأذى بالسراج الهندي وما فيها حتى بعث إلى القاضي الحنفي يطلب منه أن يصرفه عن نيابة الحكم عنه، فأجابه في الحال خوفا من شرّه، فصرفه وهجره، وأعرض عنه سائر الحنفية (¬5)، ولله الأمر. [وفاة الشرف القيسراني] [221]- وفيها - أعني هذه السنة - مات الشرف القيسرانيّ (¬6) خالد بن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن خالد بن محمد بن نصر المخزومي، الدمشقي، الحلبيّ، الشافعيّ، بدمشق، عن نيّف وخمسين سنة. ¬

(¬1) الصواب: «أبي». (¬2) مهملة في الأصل. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 46، والنجوم الزاهرة 10/ 330، ووجيز الكلام 1/ 101 رقم 191. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 44. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 44. (¬6) انظر عن (القيسراني) في: ذيل العبر للحسيني 322، والسلوك ج 3 ق 1/ 44، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 137، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 402، والوفيات لابن رافع 2/ 211 رقم 717، والدليل الشافي 1/ 283، والنجوم الزاهرة 10/ 328، والمنهل الصافي 5/ 199 رقم 977.

وفاة ملك المغرب

[وفاة ملك المغرب] [222]- وملك المغرب الأقصى السلطان أبو عنان فارس (¬1) بن علي بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق المرينيّ، صاحب فاس. وكانت مدّة سلطنته خمس سنين. [وفاة إمام الحنابلة بمكة] [223]- ومات إمام مقام الحنابلة بمكة المشرّفة أبو عبد الله محمد بن محمد بن عثمان بن موسى الآمديّ (¬2)، الحنبليّ. وكان إنسانا حسنا، أمّ الحنابلة نحوا من ثلاثين سنة أقر زيادة عليها وذلك بعد أ (¬3). ¬

(¬1) في الأصل: «فارس بن عكار عثمان»، والتصحيح من: ذيل العبر للحسيني 322، وتذكرة النبيه 3/ 215، والسلوك ج 3 ق 1/ 45، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 140، والنجوم الزاهرة 10/ 329، ووجيز الكلام 101 رقم 192، والدرر الكامنة 3/ 219 رقم 531، ودرّة الإسلاك 2 / ورقة 399. (¬2) في الأصل: «يونس الاسرى»، والتصحيح من: السلوك ج 3 ق 1/ 46، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 142، 143، ووجيز الكلام 1/ 100 رقم 185، والدرر الكامنة 4/ 198 رقم 535، والمنهج الأحمد 454، والمقصد الأرشد، رقم 1070، والدرّ المنضّد 2/ 530 رقم 1341، والسحب الوابلة 288. (¬3) هكذا في الأصل.

سنة ستين وسبعماية

سنة ستين وسبعماية [محرّم] [فرار أمير علي] في محرّم منها وصل أمير علي نائب الشام من حلب إلى دمشق على نيابتها بعد أن أعيد إليها، وعزل بمنجك عنها، وطلب إلى القاهرة، فتجهّز وخرج، فلمّا وصل إلى غزّة فرّ منها وما وقف له على خبر إلى مدّة. فطلب السلطان له وأهان بسببه جماعة (¬1). [نيابة بكتمر المؤمني على حلب] وفيه قرّر بعد فرار منجك في نيابة حلب بكتمر المؤمني، وهو صاحب المصلّى والسبيل بقرب باب السلسلة تحت سور الميدان. وكان أمير أخورا (¬2). [نيابة بيدمر الخوارزمي] وفيه قرّر بيدمر الخوارزمي في نيابة حلب وصرف بكتمر المذكور (¬3). [نيابة الشام] وفيه أيضا قرّر في نيابة الشام أسندمر المؤمني (¬4)، وعزل أمير علي. ¬

(¬1) البداية والنهاية 14/ 264، ذيل العبر للحسيني 324، والسلوك ج 3 ق 1/ 47، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 145، والنجوم الزاهرة 10/ 310، ووجيز الكلام 1/ 102، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 568. (¬2) تذكرة النبيه 3/ 217، والسلوك ج 3 ق 1/ 47، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 145. (¬3) البداية والنهاية 14/ 266، وتذكرة النبيه 3/ 217، الجوهر الثمين 2/ 211، وتاريخ الدولة التركية ورقة 46 ب، والسلوك ج 3 ق 1/ 47، ووجيز الكلام 1/ 102. (¬4) البداية والنهاية 14/ 266 وفيه: «اليحياوي»، ذيل العبر للحسيني 324، وتذكرة النبيه 3/ 217، الجوهر الثمين 2/ 211، وفيه: «الزيني»، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 46 ب وفيه «أزدمر الزيني»، والسلوك ج 3 ق 1/ 47، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 147 وفيه: «اليحياوي»، والنجوم الزاهرة 10/ 310، ووجيز الكلام 1/ 102 وفيه: «الزيني».

وفاة أبي الوفاء المالكي

[وفاة أبي الوفاء المالكي] [224]- وفيه مات الشيخ أبو الوفا المالكيّ خليل (¬1) بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر. وكان بمكة، وله التصانيف. [صفر] [وفاة سيف بن فضل] [225]- / 63 ب / [في] صفر مات سيف بن فضل (¬2) بن عيسى بن مهنّا أمير آل فضل. وكان قد تولّى في دولة المظفّر حاجي بعد أحمد بن مهنّا. قتله عمر بن موسى بعد حروب. وكان سيف هذا يرمى بعدم الصّدق. ولما مات أعيد أحمد بن مهنّا إلى الأمرة. [زيادة النيل] [وفيه] انتهت زيادة النيل إلى أربع (¬3) أصابع من عشرين ذراعا، واستمرّ ثابتا فلم يهبط إلى أول هاتور القبطيّ (¬4)، فخرج الناس للدعاء بهبوطه حتى هبط (¬5). [الأمراض بالصعيد] [وفيه] كثرت الأمراض بالوجه القبليّ، سيما بالصعيد الأعلا (¬6). [حبس الشمس ابن النقاش] [وفيه] كائنة الشمس بن النقّاش، قام عليه القطب الهرماس، فعقد له مجلس بين يدي قاضي القضاة العزّ بن جماعة، وادّعى عليه فيه الشريف عبد الرحيم العراقي (¬7) بأنه يفتي بغير مذهب الشافعيّ، وأنه يتكلّم في مجلس وعظه بما لا يليق، فمنع من الإفتاء، وأن لا يعظ بغير كتاب، وحبس ثم أفرج عنه (¬8). ¬

(¬1) انظر عن (خليل) في: العقد الثمين 4/ 324، ذيل التقييد 1/ 524، 525 رقم 1026، والسلوك ج 3 ق 1/ 49، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 151، ووجيز الكلام 1/ 104 رقم 196. (¬2) تقدّم برقم (218). (¬3) الصواب: «أربعة». (¬4) هاتور: هو الشهر الثالث عند الأقباط. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 47. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 47، والصواب: «الأعلى». (¬7) في الأصل: «العبادي»، والمثبت عن السلوك. (¬8) السلوك ج 3 ق 1/ 47، 48.

نفي أزدمر إلى الشام

[نفي أزدمر إلى الشام] [وفيه] أخرج عزّ الدين أزدمر الخازندار منفيّا إلى الشام على إمرة هناك. وكان في نفسه انحطاط قدر الهرماس فإنه كان طائرا بجناح أزدمر وهو الذي كان يعضده (¬1). [وفاة ملك التتار] [226]-، [وفيه] مات ملك التتار صاحب سراي من دست قفجاق جانبك خان (¬2) بن أزبك خان. وكان مدّة مملكته ثمانية عشر (¬3) سنة. وتملّك بعده ابنه بردبك خان. وكان جانبك من أعوان (. . .) (¬4) ملوك التتار. [إمرة مكة المشرّفة] [وفيه] قرّر في إمرة مكة المشرّفة الشريفان محمد بن عطيفة وسند بن (¬5) رميثة، عوضا عن الشريف عجلان. وكان قد قدم من مكة إلى القاهرة فعزل وعوّق بمصر (¬6). [جماد الأول] [وفاة ابن القطب] [227]-[وفي] جماد الأول مات العلم محمد بن أحمد بن مفضّل (¬7) القبطي، المعروف بابن القطب، كاتب سرّ دمشق وناظر جيشها. وكان وجيها، عارفا، شريفا، له رياسة في ممرّ السنين. [رجب] [الركب الرجبيّ من القاهرة] [وفي] رجب سار الركب الرجبي للحجّ من القاهرة، وسافر فيه العزّ بن جماعة ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 48. (¬2) النجوم الزاهرة 10/ 334، 335. (¬3) الصواب: «ثماني عشرة». (¬4) كلمة غير واضحة. (¬5) في الأصل: «سندره ابن». (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 48، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 147. (¬7) في الأصل: «بعصرى» والتصحيح من: ذيل العبر للحسيني 329، والسلوك ج 3 ق 1/ 49، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 154، 155.

تنكر السلطان على الهرماس

قاضي القضاة الشافعيّ، والموفّق الحنبليّ قاضي الحنابلة. وسافر أيضا صاحبا مكة، وقد قوّاهما السلطان / 64 أ / بمبلغ من الأمراء يقيموا بمكة حتى يأتيهم البرك (¬1) من مصر (¬2). [تنكّر السلطان على الهرماس] وفيه سافر القطب الهرماس أيضا مع الحاجّ الرجبيّ. واتّصل العلاّمة السراج الهندي، والشمس ابن أيبك (¬3) بالسلطان في غيبة الهرماس واختصّا به، وأخذا يعرّفانه بحال الهرماس وما انطوى عليه من الأذى والشرّ، وبثّا قوادح فيه عنده، ولا زالا يغرياه به جزاء لبغضه فيهما وما كان يفعله معهما ويعاديهما، ثم صارا يغريا (¬4) السلطان به حتى تنكّر عليه وتغيّر وفسدت صورته عنده (¬5). وكان له ما سيأتي ذكره. ¬

(¬1) في السلوك: «البدل». (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 48. (¬3) في السلوك: «شمس الدين محمد بن النقاش». (¬4) الصواب «يغريان». (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 48.

سنة إحدى وستين وسبعماية

سنة إحدى وستين وسبعماية [محرّم] [منع الهرماس من الدخول على السلطان] في محرّم وصل الحاجّ إلى القاهرة، وكان السلطان بقصور سرياقوس على العادة، فتوجّه القاضيان العزّ بن جماعة والحنبليّ الموفّق، ومعهما الشيخ قطب الدين الهرماس، فأذن للقاضيان (¬1) فدخلا عليه، فأجلّهما وخلع عليهما، ومنع الهرماس من الدخول عليه، فظهر بالهرماس انحطاط قدره وفساد حاله مع السلطان (¬2). [وفاة ابن كيكلدي] [228]- وفيه مات الصلاح أبو سعيد خليل بن كيكلدي (¬3) العلائي، التركي، الشافعيّ. ¬

(¬1) الصواب: «للقاضيين». (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 50، ووجيز الكلام 1/ 106. (¬3) انظر عن (ابن كيكلدي) في: معجم شيوخ الذهبي 180 رقم 238، والمعجم المختص 92، 93، رقم 108، وذيل تذكرة الحفاظ 43 - 47، وذيل العبر للحسيني 335، وطبقات الشافعية الكبرى 6/ 104، 105، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 239، والبداية والنهاية 14/ 267، وتذكرة النبيه 3/ 235، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 407، والوفيات لابن رافع 2/ 226 - 228 رقم 736، والوفيات لابن قنفذ 359، 360 رقم 761، وذيل التقييد 1/ 525 رقم 1027، والسلوك ج 3 ق 1/ 55، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 167 - 169، وطبقات الشافعية، له 3/ 242 - 245 رقم 642، والدرر الكامنة 2/ 90 - 92 رقم 1666، والوافي بالوفيات 13/ 410، ودرّة الحجال 1/ 258، والمنهل الصافي 5/ 282 - 285 رقم 1011، والدليل الشافي 1/ 293، والنجوم الزاهرة 10/ 336، وذيل طبقات الحفاظ 360، 361، والدارس 1/ 59 - 63 و 155، والأنس الجليل 2/ 106، 107، وطبقات المفسّرين للداودي 1/ 165، ودرّة الأسلاك (حوادث 761 هـ‍)، وعقد الجمان (حوادث 761 هـ‍). وكشف الظنون 1/ 100 و 500 و 538 و 559 و 740 و 2/ 1358، 1359، و 1577، 1677 و 2012، وشذرات الذهب 6/ 190، 191، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 569 (حوادث سنة 760 هـ‍) وفيه: «خشكلدي»، ووجيز الكلام 1/ 108، 109 رقم 205، والبدر الطالع 1/ 245، 246، وإيضاح المكنون 1/ 22، و 310 و 576 و 2/ 95، 117، 438 و 710، وهدية العارفين 1/ 245، 246، والرسالة المستطرفة 83، 84 و 105 و 163، 164، وفهرس الفهارس 2/ 177، 178، وتاريخ الأدب العربي 2/ 64، والأعلام 2/ 369، 370، ومعجم المؤلّفين 4/ 126، وتاريخ الخلفاء 501.

وفاة ابن السراج السكندري

وكان فقيها، محدّثا، حافظا. / 64 ب / وله كتاب «القواعد» وأكثر من السماعات والمسموعات منهم بالشام ومصر والحجاز، وصنّف وألّف. ومولده سنة أربع وتسعين وستماية. [وفاة ابن السراج السكندري] [229]- وفيه مات السراج عبد الله بن محمد بن معن (¬1) السكندريّ. وعمّر نحوا من ماية سنة. وولي حسبة الإسكندرية. [القبض على منجك] وفيه قبض على منجك بدمشق من مكان بالشرف الأعلا (¬2) ظاهر دمشق، وكان له مختفيا نحوا (¬3) من سنة، فحمل إلى مصر، وتمثّل بين يدي السلطان وعليه بشت (¬4) من صوف، وقد تعمّم بميزر على رأسه، فعفى (¬5) السلطان عنه، وذلك لكونه ما خرج من بلاده، ولا تسبّب في شرّ، ورثى له، وقرّر باسمه طبلخاناة بدمشق يأكلها طرخانا (¬6) حيث اختار من البلاد (¬7). [فتح مدن ببلاد سيس] وفيه كان فتح أذنة، وطرسوس، والمصيصة، وعدّة قلاع مع ذلك ببلاد سيس، على يد بيدمر نائب حلب، وعاد بالغنائم إلى حلب بعد أن أقام بأذنة، وطرسوس نائبين معهما عسكر، وبعث إلى السلطان بإعلامه بذلك. فشكره ونقله إلى نيابة الشام بعد ذلك عوضا عن أسندمر الزيني (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «معر»، والتصحيح من السلوك ج 3 ق 1/ 57. (¬2) الصواب: «الأعلى». (¬3) الصواب: «نحو». (¬4) البشت: جمعه بشوت وهو الثوب من الصوف بلونه الطبيعي دون صباغة، يلبس عادة في مواقف الزهد والتذلّل (Dozy : Supp .Dict .AR). (¬5) الصواب: «فعفا». (¬6) الطرخان: الذي أعفي من الوظائف وأحيل على التقاعد كما هو في عصرنا. (¬7) ذيل العبر للحسيني 331، والبداية والنهاية 14/ 268، وتذكرة النبيه 3/ 231، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 47 أ، والجوهر الثمين 2/ 212، السلوك ج 3 ق 1/ 53، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 158، والنجوم الزاهرة 10/ 310، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 572. (¬8) في الأصل: «المؤمني». والمثبت عن: البداية والنهاية 114/ 271، وذيل العبر للحسيني 333، وتذكرة النبيه 3/ 230، 231، والجوهر الثمين 2/ 212، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 47 أ، والسلوك ج 3 ق 1/ 50، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 160، 161، ووجيز الكلام 1/ 108.

نيابة حلب

[نيابة حلب] وقرّر أحمد بن القشتمري (¬1) في نيابة حلب. [كتابة سرّ حلب] وقرّر ناصر الدين محمد بن يعقوب بن عبد الكريم بن أبي المعالي الحلبي في كتابة سرّها، عوضا عن الصلاح الصفديّ (¬2). [حجوبية الحجّاب بدمشق] وقرّر ألجاي اليوسفي في حجوبية الحجّاب بدمشق (¬3). [زيارة السلطان البيمارستان المنصوري] وفيه نزل السلطان إلى البيمارستان المنصوريّ، ووصل إلى قبّة المنصور فزار أباه وجدّه بعد أن زيّنت له القاهرة وفرشت له الشقاق الحرير ليمشي عليها، ثم أتى إلى الإيوان القبليّ من المنصوريّة وقد حضر به قضاة القضاة الأربع (¬4) ومشايخ العلم وكثير من الطلبة الأعيان، منهم العلاّمة أكمل الدين الحنفي، والزين البسطامي، الحنفيّ، والسراج الهندي، والشهاب [ابن] (¬5) عقيل، والبهاء السبكي، والسراج البلقيني، ونصر الله الحنبليّ، والشمس محمد بن الصائغ الحنفيّ، والشمس محمد بن النقاش، والبدر حسن بن الشجاع الحنفيّ، وجملة أخر. وجلس السلطان وهم حلقة بين يديه، فأخذوا في البحث في مسألة (¬6) حتى انتهوا إلى غاية منها والسلطان يسمع، وأحضر السلطان عدّة محاضر / 65 أ / هدية وغيرها، فقبلها، وصار يرمي بها الأمراء وهم يقبّلون الأرض. [نفي الهرماس] ثم خرج وركب ومعه ابن (¬7) النقّاش، والسراج الهندي، وسار حتى قارب جامع الحاكم، فأمر بهدم دار الهرماس التي بناها بزيادة الجامع، فأخذوا في هدمها للوقت. وخرج السلطان من باب النصر، وصعد إلى قلعته، وإذا بالأمير موسى بن الأزكشي فنزل ¬

(¬1) في الأصل: «الصنتمري». والتصحيح من: السلوك ج 3 ق 1/ 51، ووجيز الكلام 1/ 108، وفي تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 163 «القيمري». (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 51. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 51. (¬4) الصواب: «الأربعة». (¬5) إضافة يقتضيها السياق. (¬6) في الأصل: «مسلة». (¬7) في الأصل: «بن».

وفاء النيل

منها، وقبض على الهرماس وولده، ونزع عنه ثيابه وضربه بالمقارع نحوا من عشرة شيوب (¬1)، هذا، وداره تهدم وهو يشاهد ذلك. وفيه يقول ابن (¬2) الصائغ الحنفي: نال هرماس الخساره ... بعد ربح (¬3) وخساره وحسب البهتان يبقى ... أخرب الله دياره ثم أخرج الهرماس منفيّا إلى مصياف (¬4) من بلاد الشام (¬5). [وفاء النيل] وفيه وقع في أمر النيل ما يتعجّب منه وهو أنه أخذ قاعه فجاء نحو ثنتي عشرة ذراعا، حصل الوفاء بعد ذلك في سادس مسرى، وفتح السدّ، ونودي عليه بعد ذلك بسبع (¬6) أصابع من عشرين ذراعا، ثم بطل النداء عليه، وبلغ نحو أربعة وعشرين ذراعا حتى خربت عدّة مساكن، ودام على الثبات إلى خامس بابه (¬7). فخرج الناس يدعون الله تعالى بهبوطه، فهبط من يومه أربع أصابع (¬8). [مقتل جماعة في مكة] وفيه وقع بمكة المشرّفة كاينة قتل فيها جماعة، وهي أنّ ثقبة كان مقيما بجدّة، وبلغه خروج جركتمر من مكة بعد انقضاء الحجّ، وقدوم قندس بدلا عنه، فهجم بغتة على مكة، وأخذ (خيول) (¬9) قندس ومن معه، وحصرهم في المسجد الحرام، فقاتلوه من أعلاه بعد أن أغلقوا عليهم أبوابه، وقتل الشريف مغامس، وانهزم قندس وأصحابه، فقتل منهم جماعة، وأسر آخرين، ثم أخذ قندس فنوّع له العذاب حتى كاد أن يهلك، ونودي عليه وأبيع بدرهمين، فشفع التقيّ أحمد بن محمد بن قاسم الحرازي قاضي مكة فيه حتى أخرج من مكة ومعه جميع الأتراك، بعد أن أبيع / 65 ب / منهم جماعة بأبخس الأثمان، واقترض قندس ما يبلّغه إلى ينبع. ¬

(¬1) الشيوب: مفردها الشيب، بالكسر. سير السوط. (القاموس المحيط). (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في السلوك: «من بعد ربح». (¬4) في الأصل: «مصياب». (¬5) البداية والنهاية 14/ 271، 272، السلوك ج 3 ق 1/ 52، 53، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 161، ووجيز الكلام 1/ 107. (¬6) الصواب: «بسبعة». وفي السلوك: «تسع». (¬7) بابه: من شهور القبط. (¬8) الصواب: «أربعة أصابع». والخبر في: السلوك ج 3 ق 1/ 53، 54، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 569. (¬9) عن الهامش.

رجب

وفرّ السيّد الشريف محمد بن عطيفة (¬1) إلى الينبع أيضا. والتجأ الشريف سند بن رميثة إلى الشريف ثقبة وانتمى إليه. فلما قدم الحاجّ من المدينة الشريفة إلى الينبع وجدوا (¬2) من ذكرناهم بها، فساروا مع الحاج إلى القاهرة (¬3). [رجب] [وفاة الفخر ابن مسكين] [230]- وفي رجب مات قاضي الإسكندرية الفخر محمد بن محمد بن مسكين (¬4) الشافعيّ عن ثلاث وتسعين سنة. [وفاة الصدر بن عوض] [231]- وفيه مات الصدر بن عوض محمد بن أحمد بن عمر بن عبد الله (¬5) بن عمر بن عوض المقري، الحنبليّ. [شوال] [وفاة ابن كجك الإسرائيلي] [232]- وفيه، شوال، مات شرف الدين موسى بن كجك (¬6) الإسرائيلي، الطبيب. وكان فاضلا. أخذ عن الشمس الأصفهاني، وغيره. وشارك في فنون. وكان نادرا بالطبّ، وكان يلاطف الطلبة ويحسن إليهم. ¬

(¬1) في الأصل: «عربصة». (¬2) في الأصل: «وقروا». (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 54، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 164. (¬4) انظر عن (ابن مسكين) في: ذيل العبر للحسيني 337، وتذكرة النبيه 3/ 233، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 407، والسلوك ج 3 ق 1/ 56، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 175، ووجيز الكلام 1/ 119 رقم 206، والوفيات لابن رافع 2/ 232، 233 رقم 744، وحسن المحاضرة 1/ 396، والمنهج الأحمد 456، والمقصد الأرشد رقم 887، والدرّ المنضّد 2/ 536 رقم 1355، والسحب الوابلة 227. (¬5) في الأصل: «عبد الصمد»، والمثبت عن: السلوك ج 3 ق 1/ 56، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 175، والدرر الكامنة 3/ 344، 345 رقم 913، ووجيز الكلام 1/ 110 رقم 210. (¬6) انظر عن (ابن كجك) في: السلوك ج 3 ق 1/ 56، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 178، والنجوم الزاهرة 10/ 388، والدرر الكامنة 4/ 380 رقم 1033.

الوباء بمصر

[الوباء بمصر] وفيه ابتدأ الوباء بالديار المصرية (¬1) [ذو القعدة] [وفاة الجمال ابن هشام النحوي] [233]- وفي ذي قعدة مات الجمال ابن (¬2) هشام النحويّ عبد الله بن يوسف بن أحمد (¬3) بن عبد الله بن هشام الشافعيّ، ثم الحنبليّ. كان عالما، ماهرا في العربية، وعدّ من كبار أئمّة النحو، وله فيه الأبحاث العجيبة، والنكات الغريبة، والأنظار الدقيقة، حتى قيل عنه: «أنحى من سيبويه». وله كتب مشهورة في الفنّ، منها: «المغني»، و «القواعد»، و «شرح الواقعة الكبرى والصغرى»، وغير ذلك من كتب في عدّة مجلّدات. وله سند. وتخرّج به جماعة من أهل مصر وغيرهم. ورثاه غير واحد. ومولده سنة ثمانين وستماية (¬4). ¬

(¬1) الجوهر الثمين 2/ 212، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 47 أ. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «محمد». والمثبت عن: أعيان العصر 5 / ورقة 68 أ، ب، وذيل العبر للحسيني 336، وعقود الجمان، ورقة 158 أ، 159 أ، والوفيات لابن رافع 2/ 234، 235 رقم 746، والوفيات لابن قنفذ 361، والسلوك ج 3 ق 1/ 55، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 171، الدرر الكامنة 2/ 308 - 310 رقم 2248، والدليل الشافي 1/ 392 رقم 1351، والمنهل الصافي 7/ 131، 132، رقم 1354، والنجوم الزاهرة 10/ 336، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 410، وتذكرة النبيه 3/ 236، وبغية الوعاة 2/ 68 - 70 رقم 1457، وحسن المحاضرة 1/ 536، ومفتاح السعادة 1/ 198، 199، ووجيز الكلام 1/ 110، 111 رقم 211، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 557 (سنة 756 هـ‍)، وكشف الظنون 1/ 124 و 154، 384، و 406 و 563 و 564 و 604 و 2/ 1021 و 1029 و 1330 و 1332 و 1352 و 1477 و 1561 و 1669، و 1751 و 1752 و 1818 وفيه وفاته سنة 762، وتارة 763 هـ‍، وشذرات الذهب 6/ 191، 192، وطبقات الفقهاء والعبّاد، ورقة 217 ب، 218 أ، والبدر الطالع 1/ 400 - 402، وإيضاح المكنون 2/ 243، 422 وفيه وفاته سنة 763 هـ‍، و 607، وهدية العارفين 1/ 465، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 143، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 295، والأعلام 4/ 291، وديوان الإسلام 4/ 363، 364 رقم 2163، ومعجم المؤلفين 6/ 163، وفهرس المخطوطات الإسلامية في قبرص 377 و 378 رقم 677 و 679، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 5/ 292 - 302، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 174، 175 رقم 247، والمنهج الأحمد 455، والجوهر المنضد 77، والمقصد الأرشد رقم 551، والدرّ المنضد 2/ 535، 536 رقم 1354، والسحب الوابلة 117. (¬4) في الأصل: «ثمانين وسبعماية» وهو سهو: وتاريخ الخلفاء 501.

وفاة الصدر ابن عبد الحق

[وفاة الصدر ابن عبد الحق] [234]- وفيه مات الصدر ابن (¬1) عبد الحق سليمان (¬2) بن داود بن سليمان بن محمد بن عبد الحق الحنفي. سمع على الحجّار، وابن (¬3) تيمية، وغيرهما. ومن مشايخه البرهان ابن عبد الحق، والحلحال. وكان عالما، فاضلا، ماهرا، جال البلاد، ودخل بغداد وولي قضاءها، وولي نظارة الجيش باليمن، وولي بمصر عدّة وظائف، منها: نظر الأحباس، وغير ذلك. ومولده سنة سبع وتسعين وستماية. وله شعر حسن وعدّة تصانيف. [ذو الحجّة] [وفاة الشهاب القسطلاني] [235]- وفي ذي حجّة مات الشهاب أحمد القسطلاني (¬4) خطيب جامع عمرو. [وفاة التاج الزركشي] [236]- وتوفي (¬5) التاج أحمد الزّركشيّ (¬6)، الشافعيّ، مدرّس المدرسة الفارسية (¬7)، وخطيب الجامع الأخضر (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «عثمان». والمثبت عن: السلوك ج 3 ق 1/ 55، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 170، والنجوم الزاهرة 10/ 336، 337، والدرر الكامنة 2/ 149 - 151 رقم 1840، والوافي بالوفيات 15/ 381 رقم 529، والدليل الشافي 1/ 317 رقم 1582، والمنهل الصافي 6/ 31 - 33 رقم 1085. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) انظر عن (القسطلاني) في: السلوك ج 3 ق 1/ 56، والنجوم الزاهرة 10/ 338، ووجيز الكلام 1/ 110 رقم 209. (¬5) في الأصل: «وولي». (¬6) انظر عن (الزركشي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 56، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 166. (¬7) المدرسة الفارسية: نسبة إلى الأمير فارس الدين الألبكي، شيّدها سنة 756 هـ‍. (المواعظ والاعتبار 2/ 393). (¬8) الجامع الأخضر: هو خارج القاهرة بخط فم الخور، عرف بذلك لأن بابه وقبّته فيهما نقوش وكتابات خضر. وهو أنشأه خازندار الأمير شيخو. (المواعظ والاعتبار 2/ 324).

وفاة السلطان الصالح

[وفاة السلطان الصالح] [237]- وفيه مات السلطان الملك الصالح (¬1) صالح / 66 أ / ابن الناصر محمد بن المنصور قلاون التركيّ. كان يعرف بابن التنكزية لأنّ أمّه كانت بنت تنكز نائب الشام. ومولده سنة سبع وثلاثين. مات ولم يكمل الأربع وعشرين (¬2). ¬

(¬1) انظر عن (الملك الصالح) في: السلوك ج 3 ق 1/ 55، والدرر الكامنة 2/ 203، 204 رقم 1972، والوافي بالوفيات 16/ 270 رقم 302، والبداية والنهاية 14/ 239، وتذكرة النبيه 3/ 241، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 411، وأمراء دمشق 43، والمنهل الصافي 6/ 330 - 333 رقم 1210، والدليل الشافي 1/ 351 رقم 1207، ووجيز الكلام 1/ 111، 112 رقم 212، والبدر الطالع 1/ 287 رقم 202، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 571. (¬2) الصواب: «الأربعة والعشرين».

سنة اثنتين وستين وسبعماية

سنة اثنتين (¬1) وستين وسبعماية [محرّم] [تفشّي الأمراض] في محرّم منها كانت الأمراض فاشية في الناس بالباردة، وكانت قد ابتدأت في العام الماضي، فأضرّت بالخلق لأنّ الأمراض كانت تطول بهم (. . .) (¬2) عفّن بموت صاحبها في الرابع أو الخامس، فإن تجاوز ذلك طال به المرض، ومات به الكثير من الناس (¬3). [تعاظم يلبغا العمري] وفيه عظم يلبغا العمري وضخم أمره حتى صار عزيز مصر والمشار إليه في المملكة، ويليه في العظمة طيبغا الطويل (. . .) (¬4) وكانوا (¬5) هم أعظم أمراء السلطان وخاصكيته (¬6). [وفاة الجمال الزيلعي] [238]- وفيه مات الجمال الزّيلعيّ (¬7)، فخرّج أحاديث كتاب «الهداية» عبد الله بن يوسف بن محمد الحنفي. ¬

(¬1) في الأصل: «سنة اثنين». (¬2) في الأصل كلمة غير مقروءة. (¬3) البداية والنهاية 14/ 276، السلوك ج 3 ق 1/ 59، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 179، والنجوم الزاهرة 10/ 311، ووجيز الكلام 1/ 113. (¬4) كلمة غير واضحة في الأصل. (¬5) الصواب: «وكانا». (¬6) النجوم الزاهرة 10/ 311. (¬7) انظر عن (الزيلعي) في: الذيل على العبر للعراقي 1/ 56، والسلوك ج 3 ق 1/ 70، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 193، والدرر الكامنة 2/ 310 رقم 2250، والنجوم الزاهرة 11/ 10، ولحظ الألحاظ 128 - 130، ووجيز الكلام 1/ 119 رقم 221، وحسن المحاضرة 1/ 359، وذيل طبقات الحفاظ 362، وطبقات الحفاظ 531، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 569 (سنة 761 هـ‍) و 585 (سنة 762 هـ‍)، وكتائب أعلام الأخيار، ورقة 330 أ، وكشف الظنون 2/ 1481 و 2036، والبدر الطالع 1/ 402، والأعلام 4/ 147، وذخائر التراث 1/ 559، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 3/ 133، وديوان الإسلام 2/ 387 رقم 1064، ومعجم المؤلفين 6/ 165.

وفاة خطيب جامع شيخو

وكان عالما، محدّثا، فاضلا. سمع من أصحاب النجيب، وأخذ عن الفخر الزيلعيّ شارح «الكنز» وعن العلاء التركماني، وغيرهما. وخرّج أحاديث «الكشّاف» أيضا المشار فيهما. [وفاة خطيب جامع شيخو] [239]- والشيخ خليل بن عثمان بن المرندي (¬1)، الشافعيّ، ثم الحنفي، خطيب جامع شيخو، وشيخ الحديث بالخانقاه الشيخونيّة. كان لشيخو فيه الاعتقاد الزائد، وكان من عباد الله الصالحين وأهل الدّين. وكان بيده إمامة الجامع الشّيخوني أيضا على ما ذكره البعض. وأظنّ أنه إنّما كان إماما بالخانقاه. [وفاة المعمّر الزرعي] [240]- وفيه مات الشيخ، المعمّر (¬2) أبو العباس أحمد بن موسى الزرعي (¬3)، الحنبليّ. وكان من أصحاب ابن (¬4) تيميّة، من كبارهم، وانقطع بزرع منها، متخلّيا للعبادة. وقصد للتبرّك (¬5) به. وكان يتقوّت من نسج الصوف بيده، وله قرب في ذات الله تعالى، قائما في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، جريئا على ملوك الترك، أبطل عدّة مظالم. دام فيها، وتوجّه إلى مصر غير ما مرّة، والناصر محمد بن قلاون يعظّمه وينطاع (¬6) له ولا يردّ ما يسأله. وكان من الزهد والورع والتقوى / 66 ب / على جانب عظيم مع الوجاهة عند الخاصّة والعامّة. ¬

(¬1) انظر عن (ابن المرندي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 70، 71، والدرر الكامنة 2/ 89، 90 رقم 1662. (¬2) في الأصل: «العميد». (¬3) انظر عن (الزرعي) في: ذيل العبر للحسيني 345، والبداية والنهاية 14/ 274 وفيه وفاته في خامس ذي الحجة سنة 761 هـ‍، والذيل على العبر للعراقي 1/ 59، والسلوك ج 3 ق 1/ 71، والمقفى الكبير 1/ 686، 687 رقم 645، والمنهج الأحمد 456، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 189، والدرر الكامنة 1/ 324 رقم 814، ولحظ الألحاظ 130، والنجوم الزاهرة 11/ 12، والدليل الشافي 1/ 91 رقم 819، والمقصد الأرشد، رقم 176، ووجيز الكلام 1/ 120 رقم 223، وشذرات الذهب 6/ 197، والدرّ المنضد 2/ 536 رقم 1356، والسحب الوابلة 65، 66. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في الأصل: «بالتبرك». (¬6) كذا. والمراد: «وينصاع»، أو «يطيعه».

صفر

[صفر] [قدوم نائب الشام على السلطان] وفي صفر قدم بيدمر نائب الشام، واستقدم معه جركتمر المارديني باش المماليك بمكة، وقد قبض عليه وعلى قطلوبغا المنصوري. وقدم أيضا منجك اليوسفي وتمثّل بين يدي السلطان (¬1). [تعدية السلطان إلى الجيزة] وفيه عدّى السلطان إلى برّ الجيزة ونزل بقرب الأهرام (¬2). [وفاة ابن المجد البعلي] [241]- وفيه مات ابن (¬3) المجد محمد بن عيسى بن محمود بن عبد الضيف البعليّ (¬4)، الشافعيّ. وكان فاضلا، كثير الفنون. وسمع الكثير على جماعة، ومنهم محمد بن مشرف، والداركي، وسنقر. ولي قضاء عدّة بلاد، من ذلك بلاد طرابلس (¬5). ومولده سنة 665. [القبض على الوزير ابن خصيب] وفيه قبض على الوزير الفخر ماجد بن خصيب، وعلى أخيه وجماعته، وأحيط بموجوده وداره، وألزم بمال كثير. ونفي إلى مصياف (¬6) فأقام بها، ثم نقل إلى القدس فأقام به مدّة حتى مات. وكان أمره عظيما في وزارته. وله جريات تطول، منها أنه كان له سبعماية جارية. وله نوادر تذكر به إلى الآن (¬7). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 58، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 179. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 58، والنجوم الزاهرة 10/ 312، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 572، 573. (¬3) في الأصل: «مات بن المجد بن بن». (¬4) انظر عن (البعلي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 70، والذيل على العبر للعراقي 1/ 60، 61، ولحظ الألحاظ 132، والنجوم الزاهرة 11/ 11، ووجيز الكرم 1/ 120 رقم 222 وفيه «المالكي»، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 585. (¬5) في الأصل: «برار الص». (¬6) في الأصل: «مصران». (¬7) السلوك ج 3 ق 1/ 58، 59، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 179، 180.

تقرير الفخر ماجد بالوزارة

[تقرير الفخر ماجد بالوزارة] وفيه استدعي الفخر ماجد بن قروينة (¬1) من دمشق، وكان وزيرا بها، فقرّر في وزارة مصر عوضا عن ابن (¬2) خصيب (¬3). [ربيع الأول] [وفاة الفقيه كمال الدين العباسي] [242]- وفي ربيع الأول مات الفقيه الفاضل، المفتي، الكاتب، كمال الدين محمد بن أحمد بن يعقوب بن فضل بن طرخان (¬4) بن المسيّب العبّاسي، الدمشقيّ الشافعيّ، عن بضع وخمسين سنة. وسمع من العفيف الآمدي، وستّ الوزراء، وابن الشيخة، وأكثر من السماع، وكتب الطباق، وولي عدّة ولايات. وكان إنسانا حسنا، فاضلا. [وفاة ابن زهرة نقيب الأشراف] [243]- وفيه مات نقيب الأشراف بحلب السيد بدر الدين محمد بن علي بن حمزة (¬5) بن علي بن الحسن (¬6) بن زهرة بن الحسن بن زهرة (¬7). وكان من رؤساء حلب. ¬

(¬1) في السلوك: «قزوينة» بالزاي. وفي المصادر الأخرى كما هو مثبت أعلاه. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 760 بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 574. (¬4) انظر عن (ابن طرخان) في: أعيان العصر 8 / ورقة 149 ب - 150 ب، والوافي بالوفيات 2/ 148، 149، وذيل العبر للحسيني 346، 347، والوفيات لابن رافع 2/ 237، 238 رقم 752، والذيل على العبر للعراقي 1/ 61 - 63، والسلوك ج 3 ق 1/ 71، وتاريخ ان قاضي شهبة 3/ 195، 196، والنجوم الزاهرة 11/ 11، والدرر الكامنة 3/ 371، 372 رقم 980، ولحظ الألحاظ 132، وفيه «جمال الدين»، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 586. (¬5) في الأصل: «عمرو»، والمثبت عن: ذيل العبر للحسيني 346، والذيل على العبر العراقي 1/ 79، والسلوك ج 3 ق 1/ 69، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 196، والدرر الكامنة 4/ 64 رقم 177، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 585، وطبقات أعلام الشيعة 5/ 140 و 193، وموارد الإتحاف 1/ 162، وإعلام النبلاء 5/ 35 رقم 373. (¬6) في الأصل: «الحسين». والتصحيح من المصادر. (¬7) في الأصل: «زهرية».

ربيع الآخر

[ربيع الآخر] [سقوط منارة الحسنيّة] وفي ربيع الآخر سقطت أحد (¬1) منارتي المدرسة الحسنيّة، وهلك تحتها نحوا (¬2) من ثلاثماية من أطفال المسلمين الأيتام وغيرهم، ممّن كان بالمكتب الحسني، فتشاءم (¬3) بذلك. وتطيّروا بزوال السلطان، وكان كذلك. وعمل بعض الشعراء أبياتا للسلطان تسلية ممّا وقع النظر فيه (¬4). [جماد الأول] تولية الملك المنصور وقتل السلطان حسن وفي جماد الأول كان ما تطيّر الناس به من زوال السلطان. وكان يلبغا قد فخّم أمره، وبلغ السلطان عنه / 67 أ / أنه يريد الوثوب عليه، وأنه لا يدخل عليه إلاّ وهو لابس آلة الحرب تحت ثيابه. واتّفق أن كان السلطان بسرحة الأهرام، فاستدعا (¬5) بيلبغا في خلوة والسلطان مع حريمه، وأن ينزع ثيابه عنه، فنزعت، ثم كتّفت يداه. فشفعت إحدى حظايا السلطان منه، فحلّ عنه لأمر أراده الله (تعالى) (¬6)، واعتذر إليه بأنه بلغه عنه ما ذكرناه، ثم خلع عليه فخرج إلى مخيّمه وقد اشتدّ حنقه وحقد على أستاذه، فلم يمض سوى ثلاثة أيام حتى ركب بآلة الحرب مع مماليكه، وأظهر الخروج عن طاعة أستاذه. وكان أستاذه أراد أن يبادر بالركوب إليه ليأخذه قبل ركوبه، فاتفق أن ركب هو أيضا، والتقى عسكره بعسكره بعد غروب الشمس، فلم يثبت السلطان حتى انهزم إلى شاطيء النيل، وعدّى صاعد (¬7) القلعة وقد تفرّقت مماليكه. ثم لم يجد معينا لكون الخيول مرتبطة بالربيع، فأضمر التوجّه إلى الشام، ونزل متنكّرا. وجرت أمور آلت إلى قبض يلبغا عليه هو وأيدمر الدوادار من دار موسى، ومضى بهما في الحال إلى داره فوق جبل الكبش، ووكّل بهما من يثق به، وعاد إلى القلعة، ¬

(¬1) الصواب: «إحدى». (¬2) الصواب: «نحو». (¬3) في الأصل: «فتشام». (¬4) البداية والنهاية 14/ 277، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 180، ووجيز الكلام 1/ 113، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 575. (¬5) الصواب: «فاستدعى». (¬6) كتبت فوق السطر. (¬7) الصواب: «وعدا صاعدا».

وأعلم من امتنع بها، فأخذه السلطان وحبسه بداره، فسلّمها في الحال، ومعه طيبغا الطويل أمير سلاح، وملكتمر المارداني، وأشقتمر أمير مجلس، وآخرين (¬1) من الأمراء، فاشتوروا بينهم فيمن يقام في السلطنة، حتى وقع الاختيار على محمد بن المظفّر حاجي، فاستدعوا القضاة والخليفة، وأحضر محمد المذكور فبايعه الخليفة ومن حضر. وعمره إذ ذاك نحو أربع عشرة سنة، وأفيض عليه شعار السلطنة، وأركب إلى الإيوان، فأجلس على سرير الملك، وقام الكلّ بين يديه، ولقّب بالمنصور (¬2). وهو أول سلطان تسلطن من أولاد أولاد الناصر محمد بن قلاون [244]- وقام الأمير يلبغا بتدبير المملكة، وقتل أستاذه حسن (¬3)، فيقال ذبحه بعد أن عاقبه. ويقال: مات تحت العقوبة. ويقال: إنه دفن بمصطبة بدار يلبغا. وقيل: بل بكيمان مصر. وزال ملكه كأنه لم يكن. وكان سنّه دون الثلاثين سنة. وكانت مدّة سلطنته أولا وثانيا عشرة (¬4) سنين وأربعة أشهر. وكان ملكا جليلا، حسن الرأي والتدبير عفيفا عن الزنا واللواط وشرب المسكرات. ومن آثاره تربة بناها بالقرافة جليلة. والمدرسة المعظّمة التي لم يبن مثلها في الإسلام. وكانت سلطنة المنصور في يوم الأربعاء تاسع جماد الأول. وأظنّ أنّ فيه قتل. ¬

(¬1) الصواب: «وآخرون». (¬2) انظر عن (السلطان المنصور) في: البداية والنهاية 14/ 278، وذيل العبر للحسيني 339، والجوهر الثمين 2/ 213، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 47 ب، وذيل العبر للعراقي 1/ 49، 50، وتاريخ ابن قاضي شهبة 181، والسلوك ج 3 ق 1/ 60 - 63، وتذكرة النبيه 3/ 240، والنجوم الزاهرة 10/ 312 و 11/ 3، ووجيز الكلام 1/ 114، 115، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 576، 577. (¬3) انظر عن (السلطان حسن) في: البداية والنهاية 14/ 278، وذيل العبر للحسيني 339، والجوهر الثمين 2/ 214، 215، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 47 ب، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 182 و 191، والذيل على العبر للعراقي 1/ 49، 50، والنجوم الزاهرة 15/ 313 - 318 و 11/ 7، 8، والدرر الكامنة 2/ 38 - 40 رقم 1560، ووجيز الكلام 1/ 115، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 577 - 580. (¬4) الصواب: «عشر».

تولية وإمساك وإفراج للأمراء

[تولية وإمساك وإفراج للأمراء] / 67 ب / وفيه ولّي عدّة أمراء عدّة وظائف. وقبض على بعض الأمراء. وفيه أفرج عن عدّة أمراء من سجن الإسكندرية، وولّوا عدّة وظائف (¬1). [الإفراج عن الأمير طاز] وفيه طلب طاز من الإسكندرية فحضر وتمثّل عند السلطان وعلى عينه شعرية (¬2) سوداء، وكان قد سمل، فتألّم (له) (¬3) السلطان، وقرّر باسمه إمرة طبلخاناة يأكلها بالقدس، وخرج إليها (¬4). [جماد الآخر] [دفن رمّة صرغتمش] وفي جماد الآخر استقدمت رمّة الأمير صرغتمش من الإسكندرية، فدفنت بمدفن مدرسته المشهورة به (¬5). [إمارة عجلان لمكة] وفيه أعيد السيد الشريف عجلان الحسيني إلى إمارة مكة المشرّفة، وخلع عليه بذلك (¬6). [رجب] [خروج نائب الشام عن مبايعة السلطان المنصور] وفي رجب قدم الخبر إلى القاهرة بقيام بيدمر نائب الشام وعدم مبايعته للمنصور، وخروجه عن طاعته، وأنه وافقه على ما هو فيه جماعة من الأمراء، منهم: منجك اليوسفي، وأسندمر أخو يلبغا اليحياوي، وآخرين (¬7)، وأنه هو وإيّاهم قاموا لأخذ ثأر ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 65، 66، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 182، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 578. (¬2) الشعرية: بفتح الشين وسكون العين. نسبة إلى الشعر. وهو غشاء يكون على وجه النساء، وأصله نسج من الشعر، ثم أطلق على كل ما شابهه. وهي كلمة مولّدة. (النجوم الزاهرة 11/ 4 حاشية 2). (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 65، الجوهر الثمين 2/ 206، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 182، ووجيز الكلام 1/ 115. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 66، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 572، 582. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 66، والنجوم الزاهرة 11/ 4، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 582. (¬7) الصواب: «وآخرون».

وفاة الخواجا ابن علوان

السلطان حسن، وأنه استفتى جماعة من الفقهاء، فأفتوه بجواز قتال من قاتله وقتله، وتغلّب على ملكه، والمراد يلبغا. ثم ترادفت الأخبار بأنه منع البريد أن يسير من الشام، وأنه جهّز عسكرا عليهم: أسندمر الزيني، ومنجك اليوسفي إلى غزّة، فحاربوا نائبها وملوكها. ولما تحقّق يلبغا صحّة هذه الأخبار أخذ في التجهّز لمحاربة بيدمر، فعلق الجاليش بالطبلخاناة، وتقدّم إلى الأمراء بأن يتجهّزوا، فأخذوا في تجهيز أنفسهم (¬1). [وفاة الخواجا ابن علوان] [245]- وفيه مات الخواجا عزّ الدين حسين بن داود بن عبد السيّد بن علوان التاجر، السلامي (¬2)، البغدادي، بدمشق. وهو صاحب المدرسة السلامية. وكان كثير المال، وله برّ وصدقات، وسمع على جماعة منهم ابن (¬3) البخاري، وابن المزّين وكان كثير تلاوة القرآن. ومولده سنة 657 (¬4). [شعبان] [وفاة نائب قلعة دمشق] [246]- وفي شعبان مات نائب قلعة دمشق برناق (¬5) المحمّدي. [اضطراب العسكر] وفيه كثر اضطراب العسكر لتجهيز السفر إلى قتال بيدمر نائب الشام وجدّوا في ذلك. ¬

(¬1) ذيل العبر للحسيني 340، تذكرة النبيه 3/ 241، الجوهر الثمين 2/ 217، الذيل على العبر للعراقي 1/ 50، 51، السلوك ج 3 ق 1/ 66، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 183، 184، النجوم الزاهرة 11/ 4، 5، ووجيز الكلام 1/ 115، 116، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 582. (¬2) انظر عن (السلامي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 72، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 190، والدرر الكامنة 2/ 55 رقم 1587، والنجوم الزاهرة 11/ 12، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 586. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «757». (¬5) انظر عن (برناق) في: ذيل العبر للحسيني 340 وفيه «برتاق» بالتاء، والسلوك ج 3 ق 1/ 72، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 189 وفيه «برن آق»، والدرر الكامنة 1/ 476 رقم 1283، والنجوم الزاهرة 11/ 12، ووجيز الكلام 1/ 120 رقم 225، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 586.

وفاة الشريف شهاب الدين ابن قاضي العسكر

[وفاة الشريف شهاب الدين ابن قاضي العسكر] [247]- وفيه مات السيد الشريف شهاب الدين ابن قاضي العسكر (¬1) حسين بن محمد بن حسين بن محمد بن حسين بن حسن بن زيد، نقيب الأشراف بمصر، وكاتب السرّ بحلب. وكان فاضلا، بارعا في الإنشاء، وله نظم ونثر وديوان خطب فيه أشياء جيّدة، ودرّس في بعض المدارس. وله إجازة من ابن (¬2) دقيق العيد، والدمياطي، وغيرهما. ومولده سنة تسع وتسعين وستماية. [وفاة الحافظ مغلطاي] [248]- ومات الحافظ الشيخ علاء الدين مغلطاي (¬3) بن قليج بن عبد الله التركي، البكجري، الحنفيّ، / 68 أ / شيخ الحديث بالصرغتمشيّة. ¬

(¬1) انظر عن (ابن قاضي العسكر) في: الوافي بالوفيات 13/ 51، والوفيات لابن رافع 2/ 242، 243، رقم 758، وتذكرة النبيه 3/ 243، 244، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 411، وذيل التقييد 1/ 518 رقم 1012، والذيل على العبر للعراقي 1/ 69، 70، والسلوك ج 3 ق 1/ 69، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 192، والدرر الكامنة 2/ 66 - 68 رقم 1611، ولحظ الألحاظ 131، والنجوم الزاهرة 11/ 10، والمنهل الصافي 5/ 169، 170 رقم 955، وفيه وفاته سنة 772 هـ‍. والدليل الشافي 1/ 276، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 585، والبدر الطالع 1/ 228، وإيضاح المكنون 2/ 534، وهدية العارفين 1/ 315، والأعلام 2/ 280، ومعجم المؤلفين 4/ 49، 50. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) انظر عن (مغلطاي) في: أعيان العصر 12 / ورقة 20 ب، والبداية والنهاية 14/ 282، وتذكرة النبيه 3/ 242، 243، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 410، والوفيات لابن رافع 2/ 243، 244 رقم 759، والذيل على العبر للعراقي 1/ 70 - 74، والسلوك ج 3 ق 1/ 71، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 198، 199، والدرر الكامنة 4/ 352 - 354 رقم 963، ولحظ الألحاظ 133، والنجوم الزاهرة 11/ 9، والمنهل الصافي 6 / ورقة 796 أ، وتاج التراجم 77، وحسن المحاضرة 1/ 359، وذيل طبقات الحفاظ 365، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 586، ومفتاح السعادة 1/ 283، وكشف الظنون 1/ 98 و 546 و 2/ 958 و 1004 و 1005، و 1087، و 1163، و 1510 و 1637، و 1823 و 1915، 1995 وو فيه وفاته تارة 764 هـ‍. وتارة 792 هـ‍، وشذرات الذهب 6/ 197، وطبقات الفقهاء والعبّاد، ورقة 34 ب، 35 أ، والبدر الطالع 2/ 312، 313، وإيضاح المكنون 1/ 103، 245، وهدية العارفين 2/ 467، 468، والرسالة المستطرفة 117، 118، و 197 و 208 و 209، والأعلام 8/ 196، 197، ومعجم المؤلفين 12/ 313، وديوان الإسلام 4/ 16، 117 رقم 1813، وفهرس المخطوطات الإسلامية في قبرص 445 رقم 822، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 5/ 121، وتاريخ الخلفاء 501.

رمضان

وكان إليه النهاية في فنّه، حافظا، متقنا، عارفا بالفنّ. سمع من التاج أحمد بن علي بن دقيق العيد أخي الشيخ تقيّ الدين، والعريوني (¬1)، والحسيني، وقرأ بنفسه فأكثر من ذلك جدّا، وكتب الطباق، ولازم الجلال القزويني. وصنّف وألّف. وله «الشرح على البخاري»، وعدّة تصانيف جليلة مشهورة كثيرة جدّا. ومولده سنة تسع وسبعين وستماية. [رمضان] [خروج السلطان لقتال منجك] وفي رمضان خرج يلبغا بالسلطان ومعه الخليفة والأمراء، ومن القضاة تاج الدين محمد بن إسحاق المناوي، الشافعيّ، قاضي العسكر، والعلاّمة سراج الدين الهندي الحنفي قاضي العسكر أيضا، وساروا، فلما بلغ منجكا من خروج السلطان عاد راحلا من غزّة إلى دمشق (¬2). [وفاة ابن قاضي شهبة] [249]- وفيه مات الشمس ابن (¬3) قاضي شهبة (¬4) محمد بن عيسى بن عيسى بن محمد بن عبد الوهاب بن ذؤيب بن شرف الأسدي (¬5)، الدمشقي، الشافعيّ. الشيخ الأديب، الماهر، الفاضل، خطيب غزّة وكاتب سرّها. ومولده سنة 711. [دخول السلطان دمشق] وفيه وصل السلطان إلى دمشق وخيّم بظاهرها فخرج إليه أكثر أمراؤها (¬6) وعسكرها راغبين في طاعته، وامتنع بيدمر بقلعة دمشق ومعه أسندمر، فتردّدت القضاة بين الفريقين ¬

(¬1) كذا في الأصل، ولم أتبيّن صحّتها. (¬2) ذيل العبر للحسيني 342، الجوهر الثمين 2/ 217، الذيل على العبر للعراقي 51، السلوك ج 3 ق 1/ 66، 67، والنجوم الزاهرة 11/ 5، ووجيز الكلام 1/ 116، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 184. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) انظر عن (ابن قاضي شهبة) في: الذيل على العبر للعراقي 1/ 77، 78، والسلوك ج 3 ق 1/ 70، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 197، والدرر الكامنة 4/ 129، 130 رقم 339، ولحظ الألحاظ 132، والنجوم الزاهرة 11/ 11، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 585. (¬5) في الأصل: «شرف الآمدي» وبعدهما كلمة غير واضحة. (¬6) الصواب: «أكثر أمرائها».

فتنة في غياب السلطان

في الصلح حتى صدر بينهم، وحلف يلبغا، فاطمأنّ بيدمر ونزل ومن معه من القلعة، فقبض عليه، وعلى منجك، وأسندمر، وقيّدوا، فقام الجمال المرداوي يوسف بن محمد الحنبلي قاضي دمشق في ذلك وأنكر على يلبغا، واجتمع به وقال له: لم يقع الصلح على هذا، فأخذ في الاعتذار له ووعده بالإفراج عنهم. ولما انصرف بعث بهم إلى الإسكندرية فسجنوا بها. ثم صعد قلعة دمشق وسكنها. وأخذ يلبغا في الاستبداد بتدبير الأمور في الشام على وفق مراده كدأبه في مصر (¬1). [فتنة في غياب السلطان] وفيه كادت تثور فتنة بالقاهرة في غيبة السلطان، اتفق الأمير حسين بن محمد بن قلاون مع الطواشي جوهر الزمرّدي نائب مقدّم المماليك بأن يثورا ويلبسا من القلعة من المماليك السلطانية آلة الحرب، ويتسلطن حسين. فوشى بذلك إلى الأمراء، فبادر نائب الغيبة أيدمر الشمسي، وموسى بن الأزكشيّ، فقبضا على جوهر وعلى نصر طواشي الأمير حسين، لكونه كان السفير في ذلك، وسجنهما بخزانة شمائل (¬2). [شوال] [نيابة الشام] وفي شوال قرّر [أمير علي] (¬3) على نيابة الشام عوضا عن بيدمر (¬4). [نيابة حلب] وقرّر في نيابة حلب قطلوبغا الأحمدي الرأس نوبة، عوضا عن أحمد بن القشتمريّ (¬5). ¬

(¬1) البداية والنهاية 14/ 286، 287، ذيل العبر للحسيني 342، 343، تذكرة النبيه 3/ 241، الجوهر الثمين 2/ 217، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 148 أ، ب، الذيل على العبر للعراقي 1/ 52، السلوك ج 3 ق 1/ 67، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 185، 186، والنجوم الزاهرة 11/ 5، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 583. (¬2) البداية والنهاية 14/ 287، السلوك ج 3 ق 1/ 68، ووجيز الكلام 1/ 117، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 584. (¬3) إضافة على الأصل. (¬4) ذيل العبر للحسيني 343، تذكرة النبيه 3/ 241، الجوهر الثمين 2/ 218، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 48 ب، السلوك ج 3 ق 1/ 67، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 185، ووجيز الكلام 1/ 116، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 583. (¬5) ذيل العبر للحسيني 343، 344 وفيه: «عوضا عن ابن القيمري»، تذكرة النبيه 3/ 241، الجوهر الثمين 2/ 218، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 48 ب، الذيل على العبر للعراقي 1/ 54، السلوك ج 3 ق 1/ 67، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 185، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 583.

وفاة ثقبة صاحب مكة

[وفاة ثقبة صاحب مكة] [250]- وفيه مات السيد الشريف ثقبة (¬1) بن رميثة صاحب مكة، وانفرد أخوه عجلان بعده بإمارة مكة. وكان شريكا له. [عودة السلطان إلى القاهرة] وفيه خرج السلطان / 68 ب / من دمشق عائدا إلى مصر، فدخل القاهرة في عشرينه، وكان له يوما مشهودا (¬2). [ذو القعدة] [تسمير ونفي الطواشيّين] وفي ذي قعدة أمر يلبغا بتسمير جوهر الزمرّدي، ونصر السليماني الطواشيّان (¬3) الماضي خبرهما مع الأمجد حسين بن محمد بن قلاون، فسمّرا تسمير سلامة، وشهّرا على جملين، فطاف (¬4) بهما القاهرة، ثم نفيا إلى قوص (¬5). [وفاة قاضي الكرك] [251]- وفيه مات قاضي الكرك (¬6) محيي الدين يحيى بن عمر بن الزكي [بن] (¬7) أبي القاسم الكركي، الشافعيّ. ¬

(¬1) انظر عن (ثقبة) في: السلوك ج 3 ق 1/ 72، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 190، والمقفّي الكبير 2/ 641، 642 رقم 1044، والدرر الكامنة 1/ 530، 531 رقم 1433، والدليل الشافي 1/ 231 رقم 844، والمنهل الصافي 4/ 199 - 201 رقم 806، والعقد الثمين 3/ 392 رقم 868، ووجيز الكلام 1/ 120 رقم 224، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 586 وفيه: «مات رميئة» «وهو وهم»، والأعلام 2/ 84، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) 2/ 324 و 397. (¬2) البداية والنهاية 14/ 288، الجوهر الثمين 2/ 217، 218، السلوك ج 3 ق 1/ 67، 68، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 187، والنجوم الزاهرة 11/ 5. (¬3) الصواب: «الطواشيين». (¬4) الصواب: «فطيف». (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 68، ووجيز الكلام 1/ 117، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 584. (¬6) انظر عن (قاضي الكرك) في: الوفيات لابن رافع 2/ 244، رقم 760، والذيل على العبر للعراقي 1/ 74، 75، والسلوك ج 3 ق 1/ 72، والنجوم الزاهرة 11/ 12، ووجيز الكلام 1/ 118، 119 رقم 218، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 586. (¬7) إضافة على الأصل.

مقتل ملك المغرب

[مقتل ملك المغرب] [252]- وفيه قتل السلطان ملك الغرب صاحب فاس، السلطان أبو سالم، إبراهيم بن علي بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحقّ المرينيّ (¬1)، البربري. وأقيم في الملك بعده أخوه أبو عمر تاشفين. [ذو الحجّة] [البشارة بالحاجّ] وفي ذي حجّة قدم مبشّروا (¬2) الحاجّ. [وفاة الأديب ابن طرطور] [253]- مات الشاعر، الأديب، ابن (¬3) طرطور (¬4)، شمس الدين، محمد بن علي بن محمد المصري، ثم الغزّي (¬5). وكان عارفا بالنظم، وله شعر حسن، وكتب الخط المنسوب. وكان يعرف التجارة مع فكاهة الفنّ. وجد بداره بحماه، وكان قطنها، وهو ميّت. وكان ناهز الثمانين. ومن شعره فيمن اسمه يعقوب: يا مليحا حاز وجها حسنا ... أورث العين البكاء والحزنا غلطوا في اسمك إذ نادوا به ... يوسف أنت ويعقوب أنا ¬

(¬1) انظر عن (المريني) في: مآثر الإنافة 2/ 166، والسلوك ج 3 ق 1/ 72، والنجوم الزاهرة 11/ 12، وشرح رقم الحلل 235، 287، 293 - 297، ووجيز الكلام 1/ 128 رقم 242، وفيه وفاته سنة 763 هـ‍، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 586. (¬2) الصواب: «مبشّرو». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) انظر عن (ابن طرطور) في: الدرر الكامنة 4/ 88، 89، رقم 244، والنجوم الزاهرة 11/ 9. (¬5) في الأصل: «المعري»، والتصحيح من الدرر الكامنة.

سنة ثلاث وستين وسبعماية

سنة ثلاث وستّين وسبعماية [محرّم] [زواج يلبغا مدبّر المملكة] في محرّم منها تزوّج يلبغا العمري مدبّر المملكة بالخوند طولونية زوج أستاذه السلطان حسن (¬1). [صفر] [خروج السلطان للصيد] [وفي] صفر ركب السلطان من القلعة ومعه الأتابك يلبغا، وعدّى إلى الجيزة للصيد بها (¬2). [تعيين عدّة وظائف] ثم بعث السلطان إلى جماعة من الفقهاء الأعيان فحضروا إلى مخيّم يلبغا، فعيّن منهم طائفة بعدّة وظائف، وعرضهم على السلطان، فخلع عليهم بحضوره، وهم: البرهان الإخنائي إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن عيسى بن بدران، محتسب القاهرة، قرّر في القضاء المالكية، عوضا عن أخيه التاج بعد موته. والصلاح عبد الله بن عبد الله بن إبراهيم البرلّسي المالكيّ مدرّس الأشرفية، وقرّر في الحسبة. والتاج محمد بن شاهد الجمالي، وقرّر في نظر البيمارستان المنصوري. والشيخ شرف الدين محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عسكر البغدادي / 69 أ / المالكي، وقرّر في نظر خزانة الخاص. وركبوا من المخيّم السلطاني، وعدّوا إلى القاهرة في مهمّ حافل. وكان لهم يوما مشهودا (¬3). ¬

(¬1) الجوهر الثمين 2/ 218 وفيه «طولويه»، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 48 ب، وفيه: «قطلوبيه»، السلوك ج 3 ق 1/ 73، ووجيز الكلام 1/ 122، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 586 وفيه: «طولوبيه». (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 73. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 73، 74.

وفاة التاج الإخنائي

[وفاة التاج الإخنائي] [254]- وفيه مات التاج الإخنائي (¬1)، قاضي المالكية، محمد بن محمد بن أبي بكر السعدي، المالكي. وكان عالما، فاضلا، له رياسة وحشمة، وولي نظر الخزانة السلطانية والقضاء المالكية، وغير ذلك. [وفاة الشريف ابن أبي الركب] [255]- ومات السيد الشريف ابن (¬2) أبي الركب، شمس الدين، محمد بن أحمد بن حسين بن محمد الحسيني (¬3). وكان ولي نقابة الأشراف، وهو الذي تنسب إليه المدرسة الشريفية بحارة بهاء الدين، وكانت منزل سكنه. وأوّل من درّس بها الجمال الإسنوي. [قضاء المالكية بحلب] وفيه استقرّ في قضاء المالكية بحلب أحمد بن أحمد بن علي الظاهري (¬4)، عوضا عن الشهاب أحمد بن محمد بن ياسين الرباحي. [القضاء بمكة] وفيه استقرّ في قضاء مكة الكمال النويري، أبو الفضل، محمد بن أحمد بن عبد الرحمن (¬5) بن القاسم، عوضا عن التقيّ الحرازي (¬6)، بعد صرفه. ¬

(¬1) انظر عن (الإخنائي) في: ذيل العبر للحسيني 348، والوفيات لابن رافع 2/ 247 رقم 763، البداية والنهاية 14/ 291، والذيل على العبر للعراقي 1/ 88، 89، والسلوك ج 3 ق 1/ 79، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 213، والدرر الكامنة 5/ 12، والنجوم الزاهرة 1/ 14، ووجيز الكلام 1/ 126 رقم 236، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 591، وتذكرة النبيه 3/ 255، 256، ودرّة الأسلاك 20 / ورقة 417. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) انظر عن (الحسيني) في: الذيل على العبر للعراقي 1/ 108، 109، والسلوك ج 3 ق 1/ 78، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 212، الدرر الكامنة 3/ 314 رقم 841، ووجيز الكلام 1/ 127، 128، رقم 240، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 590. (¬4) انظر عن (الظاهري) في: تذكرة النبيه 3/ 248، والسلوك ج 3 ق 1/ 76 وفيه: أحمد بن عبد الظاهر بن محمد الدميري، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 200. (¬5) في السلوك ج 3 ق 1/ 76. (¬6) في الأصل: «الجدار ترى».

ربيع الأول

[ربيع الأول] [وفاة ابن النقاش] [256]- وفي ربيع الأول مات الشمس، أبو أمامة، ابن (¬1) النقاش (¬2)، محمد بن علي بن عبد الواحد بن يحيى بن عبد الرحيم المصري الدّكّاليّ، الشافعيّ. الفقيه، الواعظ، المحدّث، المفسّر، وكان من الخير والدين والورع والفضل والذكاء والفصاحة على جانب. وله عدّة تصانيف مفيدة جليلة، منها «تفسيره» الذي لا نظير له، وله نثر وشعر. وولده الشيخ زين الدين أبو هريرة سيأتي في محلّه إن شاء الله تعالى. [اشتداد البرد ببلاد الشام] وفيه اشتدّ البرد بدمشق وبلاد الشام حتى جرت المياه، وصار المسافرون يمرّون على الفرات بأثقالهم، ورأوا منه منظرا عجيبا لم يعهد مثله في القرب من هذه الأعصار (¬3). [ربيع الآخر] [وفاة الفتح الفارقي] [257]- وفي ربيع الآخر مات الفتح الفارقيّ (¬4)، يحيى بن عبد الله بن مروان بن عبد الله بن قمر الدمشقيّ، الوليّ الصالح. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (ابن النقاش) في: ذيل العبر للحسيني 349، والوفيات لابن رافع 2/ 248، 249 رقم 766، والبداية والنهاية 14/ 292، وتذكرة النبيه 3/ 356، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 419، والسلوك ج 3 ق 1/ 79، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 212، وطبقات الشافعية، له 3/ 282، 283 رقم 670، والدرر الكامنة 4/ 71 - 74 رقم 209، والمنهل الصافي 6 / ورقة 696 أ - 698 ب، والنجوم الزاهرة 11/ 13، 14، وبغية الوعاة 1/ 183، والذيل على العبر للعراقي 1/ 90، 91، ووجيز الكلام 1/ 124، 125 رقم 231، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 589، وطبقات المفسّرين للداوودي 2/ 200 - 202، وكشف الظنون 1/ 153 و 407 و 440 و 2/ 973 و 1170 و 1258 و 1369، وشذرات الذهب 6/ 198، والبدر الطالع 2/ 211، 212، وهدية العارفين 2/ 162، والأعلام 7/ 177، وديوان الإسلام 1/ 67 رقم 71، ومعجم المؤلفين 11/ 25، وتاريخ الخلفاء 501. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 77، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 200، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 590. (¬4) انظر عن (الفارقي) في: ذيل العبر للحسيني 350، والوفيات لابن رافع 2/ 251، 252 رقم 770، والبداية والنهاية 14/ 293، والذيل على العبر للعراقي 1/ 94، 95، والسلوك ج 3 ق 1/ 80، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 216، والدرر الكامنة 4/ 420 رقم 1162، والنجوم الزاهرة 11/ 17، ووجيز =

وفاة ابن القلانسي

سمع من ابن (¬1) عمر، وكان خاتمة أصحابه، ومن الفخر، وابن (¬2) شيبان، وغيرهم. وبلغ التسعون (¬3) سنة. وكان ثقة (¬4). [وفاة ابن القلانسي] [258]- وفيه مات ابن (¬5) القلانسيّ (¬6)، الأمين محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن نصر الله بن المظفّر بن أسعد بن حمزة (¬7) بن أسد بن علي بن محمد التميمي، الدمشقيّ، الشافعيّ. وكان رئيسا، سمع من جماعة وأجاز له الدمياطي، وغيره. اعتنى بفنون الأدب، وولي عدّة وظائف جليلة بدمشق، منها كتابة السرّ. وكان آخر من بقي من / 69 ب / رؤساء دمشق. ومولده سنة عشرة (¬8) وسبعمائة. [جماد الأول] [وفاة الخليفة المعتضد بالله] [259]- وفي جماد الأول مات الخليفة، الإمام، المعتضد بالله (¬9)، أبو بكر ¬

= الكلام 1/ 127 رقم 239، والدارس 1/ 45، 46، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 591. (¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) الصواب: «وبلغ التسعين». (¬4) في الأصل: «بعه دلك وحرى». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) انظر عن (ابن القلانسي) في: ذيل العبر للحسيني 349، 350، والوفيات لابن رافع 2/ 250، 251 رقم 768، والبداية والنهاية 14/ 292، والذيل على العبر للعراقي 1/ 93، والسلوك ج 3 ق 1/ 79، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 211، والدرر الكامنة 3/ 362، 363 رقم 958، والنجوم الزاهرة 11/ 15، ووجيز الكلام 1/ 127 رقم 239، والدارس 1/ 198 و 307، 308 و 404 و 2/ 159، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 591، وتذكرة النبيه 3/ 356، 357، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 419. (¬7) في الأصل: «انصر بن حمره». (¬8) الصواب: «سنة عشر». (¬9) انظر عن (المعتضد بالله) في: ذيل العبر للحسيني 350، والبداية والنهاية 14/ 293، وتذكرة النبيه 3/ 240، والجوهر الثمين 2/ 218، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 48 ب، والذيل على العبر للعراقي 1/ 97 - 99، والسلوك ج 3 ق 1/ 77، والمواعظ والإعتبار 2/ 243، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 217، وتاريخ الخميس 2/ 427، ومآثر الإنافة 2/ 154، 166، 167، والدرر الكامنة 1/ 443 رقم 1176، والنجوم الزاهرة 11/ 14، 15، ووجيز الكلام 1/ 122، 123 رقم 230، وتاريخ الخلفاء 500، 501، وحسن المحاضرة 2/ 81، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 587، وتاريخ ابن سباط 2/ 717، وشذرات الذهب 6/ 197، 198، وأخبار الدول 2/ 212، والأعلام 2/ 64.

خلافة المتوكل على الله

ابن (¬1) المستكفي سليمان ابن (¬2) الحاكم أحمد بن أبي بكر بن علي بن الحسن بن الخليفة الراشد بالله، ابن (¬3) الخليفة المسترشد المصري العبّاسي، أمير المؤمنين. وكانت مدّة خلافته عشر سنين. وحجّ في سنة أربع وخمسين، وفي سنة ستّين. وكان خيّرا متواضعا، محبّا لأهل العلم والخير. وعهد لولده محمد بالخلافة بعده. خلافة المتوكّل على الله (¬4) أمير المؤمنين، أبو عبد الله، محمد بن المعتضد، وهو والد خلفاء العصر الآتي كلّ في محلّه، لما مات والده المعتضد كان موته في يوم الثلاثاء عاشر جماد هذا. وفي يوم الخميس ثاني عشره طلبه السلطان، فحضر عنده بالقلعة، فأخذه وأجلسه معه بالقلعة، وحضر القضاة والأمراء والأعيان، وبويع بالخلافة كما عهد بها إليه والده، ولقّب بالمتوكّل على الله وأفيض عليه شعار الخلافة، ونزل إلى داره، فهنّأه الناس بالخلافة (¬5). [نظر الخليفة بالمشهد النفيسي] وفيه فوّض السلطان نظر المشهد النفيسي (¬6) إلى الخليفة هذا ليستعين به على حاله، وأظنّه لم يكن مفوّضا قبله لمن كان قبله (¬7). [قضاء الحنفيّة بدمشق] (وفيه قرّر في قضاء الحنفية) (¬8) بدمشق الجمال الكفريّ (¬9) يوسف بن أحمد بن الحسين بن سليمان بن فزارة (¬10)، عوضا عن أبيه (¬11). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) العنوان عن هامش المخطوط. (¬5) تاريخ الخميس 2/ 427، السلوك ج 3 ق 1/ 76، ووجيز الكلام 1/ 123، وتاريخ ابن سباط 2/ 718، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 587، 588. (¬6) المشهد النفيسي: نسبة إلى السيدة نفيسة ابنة الحسين بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب. توفيت سنة 208 هـ‍. (المواعظ والإعتبار 2/ 441، 442). (¬7) السلوك ج 3 ق 1/ 76، ووجيز الكلام 1/ 623، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 588. (¬8) ما بين القوسين مكرّر في الأصل. (¬9) الكفري: بفتح أوله وثانيه وكسر الراء وتشديد الياء، نسبة إلى قرية من قرى الشام، (معجم البلدان). (¬10) في الأصل: «فزان». (¬11) السلوك ج 3 ق 1/ 76، ذيل العبر للحسيني 351.

جماد الآخر

[جماد الآخر] [نفور الأمراء من السلطان] وفي جماد الآخر نفرت القلوب من السلطان، لا سيما قلوب الأمراء ممّا كان يشاع عنه أنه كان يدخل بين نساء الأمراء، ويمزح معهنّ، وأنه كان يعمل مكاريا للجواري بالحوش، ويجري وراءهنّ (¬1)، ويأخذ كعكا في زنبيل ويدخل به بين النساء فيبيع ذلك عليهنّ على سبيل الممازحة (¬2)، وقدح فيه بالفسق في حريم الناس، وأنه يخلّ بالصلوات الخمس، ويداوم على الجنابة، ويجلس على تخت الملك جنبا، وقيل عنه نحوا من هذه أشياء أخر. فتنكّر عليه يلبغا الأتابك وعامّة الأمراء، وأخذوا في أسباب أن يخلعوه (¬3). [رجب] [وفاة الشمس العاقولي] [260]- وفي رجب مات الشمس ابن (¬4) مفلح (¬5) [بن] محمد بن مفرّج (¬6) العاقولي، الدمشقيّ، الحنبليّ. وكان عالما فاضلا، ماهرا جدّا في الفروع، على ذهنه فنون كثيرة. / 70 أ / وسمع من عيسى المطعم، وآخرين. وصنّف كتبا معتمدة، منها: «الفروع»، و «المقنع» في نحو الثلاثين مجلّدة. وكان ذا خير وديانة. ومولده سنة بضع وسبعماية. [حجوبيّة الحجّاب بمصر] وفيه قرّر طغاي تمر النظامي في حجوبية الحجّاب، عوضا عن ألجاي اليوسفيّ (¬7). ¬

(¬1) في الأصل: «ورايهن». (¬2) في الأصل: «المماحنة». (¬3) النجوم الزاهرة 11/ 7. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) انظر عن (ابن مفلح) في: ذيل العبر للحسيني 352، وأعيان العصر 11 / ورقة 72 ب، والوفيات لابن رافع 2/ 252، 253 رقم 771، والبداية والنهاية 14/ 294، والذيل على العبر للعراقي 1/ 99، 100، والسلوك ج 3 ق 1/ 80، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 213، 214، والدرر الكامنة 4/ 261، 262 رقم 722، والنجوم الزاهرة 11/ 16، والدارس 2/ 43، 44 و 84، 85، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 589، ووجيز الكلام 1/ 126، 127 رقم 237، وقضاة دمشق 84، والقلائد الجوهرية 1/ 161، وكشف الظنون 1/ 42 و 2/ 1256، وشذرات الذهب 6/ 199، 200، وإيضاح المكنون 2/ 678، وهدية العارفين 2/ 162، والأعلام 7/ 327، 328، والمنهج الأحمد 456، والمقصد الأرشد، رقم 1080، والجوهر المنضد 112، والدرّ المنضد 2/ 536، 537، والسحب الوابلة 296، وتاريخ الخلفاء 504. (¬6) في الأصل: «مفرح». (¬7) السلوك ج 3 ق 1/ 74.

إمرة جان دار

[إمرة جان دار] وقرّر ألجاي في إمرة جان دار (¬1). [تقرير الاستاداريّة] وقرّر في الاستاداريّة أروس المحمودي عوضا عن موسى بن الأزكشي بعد نفيه إلى حماه بطّالا (¬2). [شعبان] [نيابة الشام] وفي شعبان استقرّ قشتمر (¬3) النائب في نيابة الشام، وخلع عليه بها، عوضا عن أمير علي بحكم استعفائه منها (¬4). [وفاة الطواشي الزّمرّديّ] [261]-، [وفيه] مات الطواشي جوهر الزمرّدي (¬5)، الماضي خبره، وكان موته بقوص. [قضاء دمشق] وفيه قرّر في قضاء دمشق البهاء السبكي، عوضا عن أخيه التاج. وقرّر التاج في وظائف أخيه بمصر، وهي تدريس المنصورية (¬6) والشيخونية، وقبّة الشافعيّ، وإفتاء دار العدل. وكان قد كثر الشكاة فيه، فاستدعي إلى القاهرة (¬7). [شوّال] [نيابة طرابلس] وفي شوّال قرّر أشقتمر المارديني في نيابة طرابلس، وقرّر عوضه في إمرة مجلس طغاي تمر النظامي، وقرّر عوضه في حجوبيّة الحجّاب أسنبغا الأبوبكري (¬8). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 74. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 74. (¬3) في الأصل: «حنتمر». (¬4) ذيل العبر للحسيني 352، السلوك ج 3 ق 1/ 74، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 202، 203. (¬5) انظر عن (الزمرّدي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 80، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 207، والنجوم الزاهرة 11/ 16، ووجيز الكلام 1/ 129 رقم 244، وبدائع الزهور ج 1 ق 1، 591. (¬6) في الأصل: «المنصورة». وهي أنشأها السلطان الملك المنصور قلاون داخل باب المارستان الكبير بخط بين القصرين بالقاهرة. (المواعظ والإعتبار 2/ 379). (¬7) ذيل العبر للحسيني 352، 353، السلوك ج 3 ق 1/ 74، 75، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 202، 203، ووجيز الكلام 1/ 123. (¬8) تاريخ الدولة التركية، ورقة 48 ب، الجوهر الثمين 2/ 218، السلوك ج 3 ق 1/ 75، وتاريخ ابن =

نيابة حماه

[نيابة حماه] وقرّر في نيابة حماه أيدمر الشيخي (¬1). [نيابة حلب] وفي نيابة حلب منكلي بغا الشمسي، عوضا عن قطلوبغا الأحمدي (¬2). [نيابة ملطة] وقرّر في نيابة ملطية أسندمر الطازي (¬3). [خروج المحمل من القاهرة] وفيه خرج المحمل والحاجّ من القاهرة، والأمير عليهم طيبغا الطويل أمير سلاح، وكان في تجمّل عظيم. ومن نوادره في إمرة الحاجّ أنه وصلت إليه الإقامات بعرفة، حملها إليه خشداشه الأتابك يلبغا (¬4). [ذو القعدة] [وفاة الصلاح النحوي] [262]- وفي ذي قعدة مات الصلاح عبد الله بن محمد بن حسين النحوي (¬5). وكان عبدا صالحا، ماهرا في العربية. [وفاة ابن أبي المعالي] [263]- ومات ابن (¬6) الصاحب ناصر الدين محمد بن يعقوب بن عبد الكريم بن أبي المعالي (¬7) الحلبي، الدمشقيّ، الشافعيّ. ¬

= قاضي شهبة 3/ 205، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 588 ويرد: «أشقتمر» و «عشقتمر». (¬1) الجوهر الثمين 2/ 218، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 48 ب، السلوك ج 3 ق 1/ 75، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 588. (¬2) تذكرة النبيه 3/ 248، السلوك ج 3 ق 1/ 75، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 205، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 588. (¬3) بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 588، السلوك ج 3 ق 1/ 75. (¬4) الجوهر الثمين 2/ 218، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 48 ب، السلوك ج 3 ق 1/ 77. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 79، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 591. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) انظر عن (ابن أبي المعالي) في: أعيان العصر 11 / ورقة 101 ب - 104 أ، والوافي بالوفيات 5/ 237 - =

كتابة سر دمشق

وكان رئيسا حشما، عالما، فاضلا، حسن البحث والأخلاق، كثير المروءة، أفتى ودرّس، ونظم ونثر، وولي عدّة وظائف جليلة، منها: كتابة سرّ دمشق غير ما مرّة، وكتابة سرّ حلب. وسمع من ابن (¬1) الشحنة، وغيره. وحدّث. وخرّجت له «مشيخة». ومولده بعد السبعماية، قبل العشرة. [كتابة سرّ دمشق] وفيه قرّر جمال الدين عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن أحمد بن سعيد بن الأثير في كتابة سرّ دمشق، عوضا عن ابن (¬2) الصاحب الماضي (¬3). [ذو الحجة] [وفاة طاز الناصري] [264]- وفي ذي حجّة / 70 ب / مات طاز (¬4) بن قطاج الناصري. كان من أعيان الأمراء، ومن جملة مدبّري المملكة، وصار له ذكر وشهرة وزادت وجاهته في سلطنة الناصر حسن وفي نيابة حلب، ثم أشيع عنه القيام على السلطان، وآل أمره أن قبض عليه، وسملت عينيه (¬5)، وسجن بالكرك، ثم بالإسكندرية، ثم أطلق وأقام بالشام على إمرة طرخانا حتى بغته الأجل. وهو الذي أنشأ الدار التي عرفت به تجاه حمّام الفارقاني، وهي التي جدّدها تنبك قرا حاجب الحجّاب بعصرنا الآن (¬6)، وقد مضى شيئا (¬7) من ذكرها. ¬

= 241، والبداية والنهاية 14/ 296، وذيل العبر للحسيني 355، 356، والوفيات لابن رافع 2/ 253، 254 رقم 772، والذيل على العبر للعراقي 1/ 102، 103، والسلوك ج 3 ق 1/ 79، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 214، 215، وذيل التقييد 2/ 398 رقم 1895، والدرر الكامنة 4/ 287 - 289 رقم 809، والنجوم الزاهرة 11/ 16، ووجيز الكلام 1/ 125، 126 رقم 234، والدارس 1/ 307، 308 و 462، 463 و 2/ 159، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 590، وإعلام النبلاء 5/ 35 - 38 رقم 375، وتذكرة النبيه 3/ 249 - 251، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 417. (¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 76، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 205. (¬4) انظر عن (طاز) في: ذيل العبر للحسيني 356، 357، الجوهر الثمين 2/ 219، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 48 ب، والسلوك ج 3 ق 1/ 78، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 208، 209، والنجوم الزاهرة 11/ 15، ووجيز الكلام 1/ 128، 129 رقم 243، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 590، وتذكرة النبيه 3/ 255، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 417. (¬5) الصواب: «عيناه». (¬6) أي في عصر المؤلّف، في الربع الأول من القرن العاشر الهجري. (¬7) الصواب: «شيء».

مبشر الحاج

[مبشّر الحاجّ] وفيه قدم مبشّرو (¬1) الحاجّ، فأخبروا بالأمن والسلامة. [غارات العساكر على بلاد الروم] وفيه خرج العساكر الشامية بالممالك صحبة نائب حلب، ومعهم آلات الحصار والمجانيق، وشنّوا (¬2) الغارات على بلاد الروم، وعادوا على غير طائل (¬3). وكان السلطان قد قرّر في هذه السنة في نيابة ملطية أسندمر الطازي، فبادر في حراب (¬4) الروم والإغارة على بلادهم والأسر والقتل (¬5)، فبعث إليه الأمير محمد بن أرتنا صاحب قيصريّة الروم عسكرا مع ابن دلغادر. وكان قد خرج أسندمر بقيصريّة فكبسه، ووقع بينهما محاربة شديدة فرّ منها أسندمر إلى ملطية ناجيا بنفسه، وبعث يعرّف السلطان، فأمر يلبغا بما ذكرناه (¬6). ¬

(¬1) في الأصل: «ميشروا». (¬2) في الأصل: «وثبوا». (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 75. (¬4) كذا. (¬5) في الأصل: «والعمل». (¬6) ذيل العبر للحسيني 357، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 588، 589.

سنة أربع وستين وسبعماية

سنة أربع وستين وسبعماية [محرّم] [تعدية السلطان إلى الجيزة] في محرّم ركب السلطان ويلبغا الأتابك وعدّيا إلى برّ الجيزة فخيّما قريبا من الأهرام (¬1). [وصول الحاجّ] وفيه وصل الحاجّ وهم في الأمن والسلامة. [صفر] [استدعاء السبكي إلى مصر] وفي صفر وصل قاضي قضاة دمشق البهاء أحمد بن السبكي على البريد باستدعاء فاجتمع بالسلطان والأتابك يلبغا. وكان السلطان بالجيزة (¬2). [ربيع الأول] [قضاء الشافعية بدمشق] وفي ربيع الأول أعيد التاج عبد الوهّاب السبكي إلى قضاء الشافعية بدمشق، عوضا عن البهاء المذكور، وأعيد إليها إلى الوظائف التي كانت له أولا، وتعذّر منها التاج، وهي إفتاء دار العدل، ونقل لوظائف (¬3). [ربيع الآخر] [حجوبيّة الحجّاب] [وفي] ربيع الآخر استقرّ السلطان بآقتمر عبد الغني في حجوبيّة الحجّاب، عوضا عن أسنبغا بن بكتمر الأبوبكري (¬4). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 81، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 591. (¬2) ذيل العبر للحسيني 357، السلوك ج 3 ق 1/ 81، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 591. (¬3) ذيل العبر للحسيني 357، 358، البداية والنهاية 14/ 25 و 298، السلوك ج 3 ق 1/ 81، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 218، ووجيز الكلام 1/ 130، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 592. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 81، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 218، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 592.

جماد الأول

[جماد الأول] [الطاعون والأمراض بمصر والشام] وفي جماد الأول فشا الطاعون والأمراض الحادّة / 71 أ / بالقاهرة وعامّة الوجه البحري، وتزايد واستمرّ حتى بلغ في رجب عدّة من يموت في اليوم زيادة على ثلاثة آلاف نفر، ولم يزل ذلك إلى شهر رمضان. وكان أيضا ببلاد الشام وحلب وعامّة تلك النواحي، وهلك فيه من الخلق ما لا يحصى بعدّ ولا يدرك بحدّ (¬1). [وفاة ناصر الدّين القونوي] [265]-، [وفيه] مات ناصر الدين (¬2) محمد بن أحمد بن عبد العزيز (¬3) القونوي، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، مفتيا، مدرّسا، من أعيان الحنفية بدمشق. وله تصانيف، منها: «اختصار المنار في الأصول»، و «شرحه»، و «شرح السراجية في الفرائض. وخطب بجامع يلبغا. ومولده سنة تسع وسبعين وستماية. [جماد الآخرة] [وفاة العماد الإسنوي] [266]- وفي جماد الآخر مات العماد محمد بن حسين (¬4) بن علي بن عمر الإسنوي، الشافعيّ. ¬

(¬1) البداية والنهاية 14/ 301، الذيل على العبر 1/ 110، السلوك ج 3 ق 1/ 81، 82، والنجوم الزاهرة 11/ 17، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 219، 220، ووجيز الكلام 1/ 130، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 92. (¬2) في الأصل: «الناصر الزين». (¬3) في الأصل: «محمد بن عبد الرحمن القونوي»، والمثبت عن المصادر: ذيل العبر للحسيني 369، 370، والوفيات لابن رافع 2/ 256 - 258 رقم 775، والبداية والنهاية 14/ 300، والجواهر المضيّة 2/ 15، 16، وتذكرة النبيه 3/ 265، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 426، والذيل على العبر للعراقي 1/ 110، 111، والسلوك ج 3 ق 1/ 88، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 235 وفيه «محمد بن أحمد بن علي بن عبد العزيز»، والدرر الكامنة 3/ 327 رقم 876، والمنهل الصافي 6 / ورقة 648 أ، والنجوم الزاهرة 11/ 83، وتاج التراجم 61، ووجيز الكلام 1/ 131، 132 رقم 252، والدارس 1/ 598، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 9، وطبقات الحنفية للقاري، ورقة 42 ب، وكشف الظنون 1/ 570 و 2/ 1247 و 1824 و 2003، وطبقات الفقهاء والعبّاد، ورقة 28 ب، والفوائد البهية 156، وهدية العارفين 2/ 162، والأعلام 6/ 224. (¬4) ورد في المصادر: «حسين» و «حسن». انظر عنه في: ذيل العبر للحسيني 368، 369، وطبقات =

وفاة الأمير الملك الأمجد

وكان بارعا في الفقه والأصول، ودرّس، وناب في الحكم، وصنّف. [وفاة الأمير الملك الأمجد] [267]- وفيه مات الأمير حسين (¬1) بن الناصر محمد بن قلاون. وكان يلقّب بالملك الأمجد من غير أن يلي الملك، وعزل عنه غير ما مرة خوفا منه. [وفاة التقيّ ابن الفرات] [268]- ومات التقيّ ابن (¬2) الفرات (¬3) محمد بن أحمد بن الحسن بن محمد بن عبد العزيز (¬4) بن محمد بن الفرات النحوي، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، عارفا بالشروط، بارعا في العربية. ومات هو وولده تاج الدين في ليلة واحدة بالطاعون. [وفاة التقيّ ابن الضياء] [269]- والتقيّ ابن (¬5) الضياء عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم المناوي (¬6)، الشافعيّ، وهو شاب بالطاعون. ¬

= الشافعية للإسنوي 1/ 182 - 184، والوفيات لابن رافع 2/ 260، 261 رقم 779، والذيل على العبر للعراقي 1/ 121، 122، وذيل التقييد 1/ 115 رقم 160، والسلوك ج 3 ق 1/ 88، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 236، 237، وطبقات الشافعية له 3/ 271، 272، رقم 662، والدرر الكامنة 3/ 421، 422 رقم 1124، والنجوم الزاهرة 11/ 17، وحسن المحاضرة 1/ 429، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 9، وكشف الظنون 1/ 698 و 934 و 2/ 1731، وشذرات الذهب 6/ 302، 303، وهدية العارفين 2/ 162 و 267، وطبقات الأصوليين 3/ 177، والأعلام 6/ 87، ومعجم المؤلفين 9/ 204، وتاريخ الأدب العربي 2/ 119، وذيله 2/ 148، ووجيز الكلام 1/ 132 رقم 245. (¬1) انظر عن (الأمير حسين) في: البداية والنهاية 14/ 299، والجوهر الثمين 2/ 219، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 48 ب، والسلوك ج 3 ق 1/ 89، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 227، والنجوم الزاهرة 11/ 21، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 592. وقيل: توفي ليلة السبت رابع ربيع الآخر. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) انظر عن (ابن الفرات) في: البداية والنهاية 14/ 301، والسلوك ج 3 ق 1/ 88، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 235، ووجيز الكلام 1/ 134 رقم 253. (¬4) في الأصل: «عبد الرحمن». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) انظر عن (المناوي) في: الذيل على العبر للعراقي 1/ 117، والسلوك ج 3 ق 1/ 87، والدرر الكامنة 2/ 340 رقم 2340، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 9.

رجب

[رجب] [وفاة البهاء السبكي] [270]- وفي رجب مات البهاء أبو حاتم السبكي (¬1) محمد بن أحمد (¬2) بن علي بن عبد الكافي الشافعيّ. وكان عالما فاضلا، سيما في فنون علم اللسان. وولي عدّة وظائف جليلة، منها تدريس الشيخونية أول ما فتحت. وله مصنّفات عديدة جيّدة، وولي قضاء دمشق. ومولده سنة تسعين وستماية. [شعبان] [خلع السلطان المنصور ابن المظفّر حاجي] وفي شعبان زاد قال (¬3) الأمراء في أمر السلطان حتى اتفق رأي يلبغا على خلعه، فجمع الأمراء في رابع عشره وتشاور وإيّاهم، واتفقوا على خلعه محتجّين بأنه مختلّ العقل لا أهليّة فيه للقيام بالأمور. ثم انفضّوا، وبكّروا في يوم الثلاثاء نصف شعبان هذا / 71 ب / للقلعة وقد أبرموا أمر خلع المنصور، فاستدعوا بالخليفة المتوكل على الله وقضاة القضاة وأهل الحلّ والعقد، وعملوا صورة خلع المنصور. وكانت مدّة سلطنته سنتين وثلاثة أشهر وستة أيام. ولم يكن له في الملك سوى الاسم فقط. وسجن بعد خلعه ببعض دور القلعة حتى مات (¬4)، على ما سيأتي في محلّه. ¬

(¬1) انظر عن (السبكي) في: طبقات الشافعية الكبرى 9/ 124، 125، والبداية والنهاية 14/ 301، والذيل على العبر للمطري 1/ 122، 123، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 235، 236، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 9. (¬2) في الأصل: «أحمد بن علي». (¬3) كذا. والمراد: «قول». (¬4) انظر عن (ابن حاجي) في: تذكرة النبيه 3/ 258، والجوهر الثمين 2/ 219، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 49 أ، والذيل على العبر للعراقي 1/ 110، والسلوك ج 3/ 82، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 220، ووجيز الكلام 1/ 131، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 592، 593، وتاريخ الخلفاء 501.

سلطنة الأشرف شعبان

سلطنة الأشرف شعبان (¬1) وأحضروا الأمير شعبان بن حسين وقد اتفقوا على إقامته في السلطنة فبايعوه بها، وأفيض عليه شعارها، ولقّبوه بالأشرف زين الدين، وكنّوه بأبي المعالي، وأركب، ومشى الكلّ بين يديه حتى أنزل وأجلس على سرير الملك، ووقف الكلّ بين يديه وقبّلوا الأرض على عادتهم في ذلك. وكان عمره يومئذ عشر سنين، وذلك بعد [ما] مات والده الأمجد حسين بشهور، ولم يل أحد من بني قلاون الملك وما ولي والده غيره (¬2). [رمضان] [تجديد ولاية قاضي القضاة الحنبلي] وفي رمضان بعث الأتابك يلبغا إلى قاضي القضاة الحنبلي الشيخ موفّق الدين قاصدا بسرعة إلى عنده لأمر ما، فوافاه قاصد يلبغا وهو نائم، ولم يتمهّل حتى ينتبه من نومه بل أمر به فنبّه وقد انزعج، فحصل عنده غضب من ذلك وأبا (¬3) أن يجيب القاصد أو يجتمع به، وعزل نفسه. فلما بلغ يلبغا ذلك شقّ عليه، ولا زال يبعث إليه ويترضّاه حتى أجاب، فاستدعي في مجلس السلطان وخلع عليه، وجدّدت ولايته (¬4). [نيابة الشام] وفيه قرّر منكلي بغا الشمسي في نيابة الشام، عوضا عن قشتمر (¬5). ¬

(¬1) العنوان عن هامش المخطوط. (¬2) البداية والنهاية 14/ 302، تذكرة النبيه 3/ 259، والجوهر الثمين 2/ 220، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 49 أ، والذيل على العبر للعراقي 1/ 110، والسلوك ج 3 ق 1/ 83، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 220، والنجوم الزاهرة 11/ 24، 25، ووجيز الكلام 1/ 131، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 3، 4. (¬3) الصواب: «وأبى». (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 84. (¬5) الجوهر الثمين 2/ 220، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 49 أ، والسلوك ج 3 ق 1/ 84، ووجيز الكلام 1/ 131، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 5.

وفاة الشريف القرافي

[وفاة الشريف القرافي] [271]- وفيه مات السيّد الشريف إبراهيم بن حمزة العراقيّ (¬1). [وفاة المجد الكفتي] [272]- وفيه مات المجد الكفتي (¬2) إسماعيل بن يوسف بن محمد (¬3) المقريء. وكان شيخ القرّاء بالقاهرة. [وفاة نائب حلب] [273]- وفيه مات نائب حلب قطلوبغا (¬4) الأحمدي، وقرّر في نيابة حلب أشقتمر المارديني عوضا عنه (¬5). [نيابة طرابلس] وقرّر في نيابة طرابلس أزدمر الخازندار (¬6). [نيابة صفد] وقرّر في نيابة صفد عوضه قشتمر المنصوري نائب الشام ومصر، وهي نادرة (¬7). [نيابة حماه] وقرّر في نيابة حماة عمر شاه (¬8). ¬

(¬1) انظر عن (العراقي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 86، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 226، والدرر الكامنة 1/ 24 رقم 56، والنجوم الزاهرة 11/ 22. (¬2) انظر عن (الكفتي) في: غاية النهاية 1/ 170، والذيل على العبر للعراقي 1/ 148، والسلوك ج 3 ق 1/ 86، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 222، والدرر الكامنة 1/ 384 رقم 972، والنجوم الزاهرة 11/ 18، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 9، وإعلام النبلاء 5/ 39. (¬3) في الأصل: «محمد بن». (¬4) انظر عن (قطلوبغا) في: الجوهر الثمين 2/ 220، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 49 ب، والذيل على العبر للعراقي 1/ 111، والسلوك ج 3 ق 1/ 88، والنجوم الزاهرة 11/ 23، ووجيز الكلام 1/ 131. (¬5) المصادر السابقة. (¬6) الجوهر الثمين 2/ 220، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 49 أ، والسلوك ج 3 ق 1/ 84. (¬7) البداية والنهاية 14/ 303، والجوهر الثمين 2/ 220، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 49 أ، والسلوك ج 3 ق 1/ 84، والذيل على العبر للعراقي 1/ 110، ووجيز الكلام 1/ 131، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 6. (¬8) الجوهر الثمين 2/ 220، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 49 أ، والسلوك ج 3 ق 1/ 84، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 5.

نيابة الكرك

[نيابة الكرك] وفي نيابة الكرك أحمد بن القشتمري (¬1). [نيابة غزّة] وفي نيابة غزّة أرنبغا (¬2). [وفاة الأمين ابن الجوخي] [274]- وفيه مات محدّث الشام (¬3)، الأمين بن الجوخي (¬4)، أحمد بن محمد بن أحمد بن محمود (¬5) الدمشقيّ. حدّث عن الفخر، / 72 أ / وزينب بنت كامل. وسمع الناس عليه «مسند الإمام أحمد بن حنبل» رضي الله عنه. [وفاة الجمال ابن جملة] [275]- ومات الجمال محمود بن محمد بن إبراهيم بن جملة (¬6) الدمشقيّ، الشافعيّ، خطيب جامع دمشق. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 84. (¬2) الجوهر الثمين 2/ 220، والسلوك ج 3 ق 1/ 84، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 5. (¬3) في الأصل: «محمد بن السام». (¬4) في الأصل: «الجوجي»، والمثبت عن: ذيل العبر للحسيني 361، ومعجم شيوخ السبكي 1 / ورقة 87، 88، ومنتخب معجم ابن رافع، رقم 83، والوفيات لابن رافع 2/ 264 رقم 784، والبداية والنهاية 14/ 302، 303، والجوهر الثمين 2/ 220، والذيل على العبر للعراقي 1/ 127، 128، والسلوك ج 3 / ق 1/ 89، ودرر العقود الفريدة 2/ 302 رقم 141، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 225، والدرر الكامنة 1/ 250 رقم 642، والدارس 1/ 140، وبدائع الزهور ج 1 ق / 10، والأعلام 1/ 223، 224. (¬5) في الأصل: «محمد بن أحمد بن علي»، وكذا هو في السلوك ج 3 ق 1/ 89، أما المثبت فهو ما ورد في بقيّة المصادر. (¬6) انظر عن (ابن جملة) في: أعيان العصر 1 / ورقة 176 ب، وذيل العبر للحسيني 367، 368، وطبقات الشافعية الكبرى 10/ 385، 386، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 392، 393، وتذكرة النبيه 3/ 267، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 424، والوفيات لابن رافع 2/ 265، 266 رقم 786، وترجمان الزمان 16 / ورقة 107 أ، والذيل على العبر للعراقي 1/ 129، 130، والسلوك ج 3 ق 1/ 89، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 240، 241، والدرر الكامنة 4/ 332، 333 رقم 907، والمنهل الصافي 6 / ورقة 790 أ، ب، والنجوم الزاهرة 11/ 23، والدارس 1/ 346، 347، 366، 445، 457، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 10، وقضاة دمشق 95، والقلائد الجوهرية 2/ 442، 443، وشذرات الذهب 6/ 203، والأعلام 7/ 183، ومعجم المؤلفين 12/ 193.

شوال

كان عالما فاضلا، صالحا، منجمعا، سمع من التقيّ سليمان، وغيره. وله عدّة تصانيف. وكانت جنازته حافلة. ومات بالطاعون وما أكمل الستّين. [شوال] [كتابة سرّ دمشق] وفي شوال استقرّ فتح (¬1) الدين بن الشهيد في كتابة سرّ دمشق عوضا عن [ابن] الأثير (¬2). ترجمة الصلاح الصفدي (¬3) [276]- وفيه مات العالم، العامل، الأديب، الرئيس، الشاعر، المفنّن، صلاح الدين خليل بن أيبك الألبكي، التركي، الصفدي (¬4)، الشافعيّ. ¬

(¬1) في الأصل: «منهج». (¬2) الذيل على العبر للعراقي 1/ 111، والسلوك ج 3 ق 1/ 85، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 221، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 6. (¬3) العنوان عن هامش المخطوط. (¬4) انظر عن (الصفدي) في: المعجم المختص للذهبي 91، 92 رقم 107، وذيل العبر للحسيني 364، وطبقات الشافعية الكبرى 6/ 94 (10/ 5 - 32)، ومعجم شيوخ السبكي 6 / ورقة 134، والوفيات لابن رافع 2/ 268 - 270 رقم 789، والبداية والنهاية 14/ 303، وعقود الجمان، ورقة 111 ب، 112 أ، والذيل على العبر للعراقي 1/ 134 - 136، والسلوك ج 3 ق 1/ 87، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 227 - 229، وطبقات الشافعية، له 3/ 241، 242 رقم 641، والمنتقى من المعجم الكبير للذهبي لابن قاضي شهبة، ورقة 86 ب، والمقفّى الكبير 3/ 767، 768 رقم 377، والدرر الكامنة 2/ 87، 88 رقم 1654، والمنهل الصافي 5/ 241 - 257، رقم 241، والدليل الشافي 1/ 290، والنجوم الزاهرة 11/ 19، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 423، وتذكرة النبيه 3/ 268 - 271، ووجيز الكلام 1/ 135 رقم 258، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 7، 8، ومفتاح السعادة 1/ 243، 258، 285، وكشف الظنون 1/ 31 و 48 و 128 و 148 و 388 و 405 و 593 و 606 و 667 و 721 و 841 و 904 و 2/ 1073 و 1123 و 1214 و 1274 و 1488 و 1537 و 1548 و 1570 و 1586 و 1996 و 1997، وشذرات الذهب 6/ 200، 201، وتراجم العلماء والأدباء، ورقة 40 ب، 41 ب، وطبقات الفقهاء والعبّاد، ورقة 211 ب - 212 ب، والبدر الطالع 1/ 243، 244، وإيضاح المكنون 1/ 291، 293 و 551 و 2/ 67 و 83 و 441 و 678، وهدية العارفين 1/ 351، 352، وديوان الإسلام 3/ 198، 199 رقم 1318، وفهرس الفهارس 2/ 114، 115، وتاريخ الأدب العربي 2/ 31، وذيله 2/ 27، والمؤرّخون الدمشقيون 48، والأعلام 2/ 315، 316، ومعجم المؤلفين 10/ 265، وفهرس المخطوطات الإسلامية في قبرص 381 و 429 رقم 685 و 792، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 3/ 454 - 460، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 542 - 546 رقم 1014، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 2/ 83، 84 رقم 394، وذخائر القصر لابن طولون، ورقة 81 ب، 82 أ، والتاريخ العربي والمؤرّخون 4/ 76 - 80 رقم 2. ونوادر المخطوطات العربية في مكتبات تركيا 2/ 162 - 166 رقم 951.

وفاة الزين الباريني

وكان عالما، فاضلا، بارعا في عدّة فنون لا سيما الأدب والتاريخ، وأكثر من الشعر، وله عدّة تصانيف، وكتابه «الوافي بالوفيات» كتاب جليل في التاريخ كبير جدّا في عدّة أسفار. وله «شرح لاميّة العجم» طوّل فيه جدّا. وولي عدّة وظائف، منها: كتابة سرّ حلب. ومولده سنة ستّ وتسعين وستماية. [وفاة الزين الباريني] [277]- والزين عمر بن عيسى بن عمر الباريني (¬1)، الحلبي، الشافعيّ. وكان فقيها، فاضلا. سمع من الحجّار، وأبي صالح بن العجمي. وكتب المنسوب. ومولده سنة عشرة (¬2) وسبعماية. [ذو القعدة] [وفاء النيل] وفي ذي قعدة في سادس عشرين مسرى بلغت زيادة النيل سبعة عشر إصبعا من ستة عشر ذراعا. ثم نقص ثلث ذراع، وتوقّفت الزيادة حتى خرج مسرى وانقضت أيام النسيء، فزاد في آخر يوم منها إصبعا واحدا، واستمرّت حتى كان الوفاء في ثامن عشر ذي قعدة في توت (¬3). [وفاة التقيّ ابن مراجل] [278]- وفيه مات التقيّ سليمان بن علي بن عبد الرحيم بن أبي سالم بن مراجل (¬4) الدمشقيّ. ناظر الدولة بمصر (¬5). ¬

(¬1) انظر عن (الباريني) في: الوفيات لابن رافع 2/ 274، 275 رقم 796، وذيل التقييد 2/ 249 رقم 1547، والذيل على العبر للعراقي 1/ 132، 133، والسلوك ج 3 ق 1/ 87، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 234، 235، وطبقات الشافعية له 3/ 261، 262 رقم 652، والدرر الكامنة 3/ 183، 184 رقم 431، والنجوم الزاهرة 11/ 17، وبغية الوعاة 2/ 222، ووجيز الكلام 1/ 133 رقم 249، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 9، وشذرات الذهب 6/ 202، وهدية العارفين 1/ 790، وإعلام النبلاء 5/ 36، 37، ومعجم المؤلفين 7/ 304، وتذكرة النبيه 3/ 267، 268. (¬2) الصواب: «سنة عشر». (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 85، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 6، 7. (¬4) انظر عن (ابن مراجل) في: ذيل العبر للحسيني 365، والوفيات لابن رافع 2/ 278 رقم 802، والبداية والنهاية 14/ 304، والسلوك ج 3 ق 1/ 87، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 230، والدرر الكامنة 2/ 159 رقم 1857، والدليل الشافعي 1/ 320 رقم 190، والمنهل الصافي 6/ 45، 46 رقم 1093، والنجوم الزاهرة 11/ 18، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 9، والذيل على العبر للعراقي 1/ 139، 140. (¬5) في الأصل: «بالوالد دلة بمصر».

وفاة الناصر العمري

وكان ولي وزارة دمشق. [وفاة الناصر العمري] [279]- والناصر محمد بن عبد الله بن عبد الوهّاب بن فضل الله العمري (¬1)، حد الأمراء الطبلخانات بدمشق. وكان رئيسا، موصوفا بالخير. أسمع على التقيّ سليمان، والمطعم، والطبقة. ومولده بعد السبعماية. [ذو الحجّة] [هبوط النيل] وفي ذي حجّة هبط النيل فتحرّك السعر في الغلال (¬2). [تفريق المال والغلال على الفقهاء وغيرهم] وفيه فرّق الأتابك يلبغا العمري كثيرا من المال والغلال في الفقهاء والصوفية، وحصل للناس بذلك رفق (¬3). [وفاة المعتقد المسلمي] [280]- وفيه مات الشيخ المعتقد الصالح، حسن بن مسلّم المسلّمي (¬4). وكان يجاهد في سبيل الله (من) (¬5) / 72 ب / جهة طرابلس المغرب. وله كرامات. وأقام بعد ذلك بجامع الفيلة (¬6) مدّة. وكان (عنده أسد قد ربّاه وساسه حتى صار بين ¬

(¬1) انظر عن (العمري) في: ذيل العبر للحسيني 367، والوفيات لابن رافع 2/ 281 رقم 806، والذيل على العبر للعراقي 1/ 142، 143، والسلوك ج 3 ق 1/ 88، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 239، والدرر الكامنة 3/ 476 رقم 1273، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 10. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 85. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 85. (¬4) في الأصل: «سلم السلمي»، والمثبت هو الصحيح. انظر: طبقات الأولياء 550 رقم 199، والذيل على العبر للعراقي 1/ 147، 148، والسلوك ج 3 ق 1/ 86، 87، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 227، والدرر الكامنة 2/ 46 رقم 1570، وحسن المحاضرة 1/ 526، والنجوم الزاهرة 11/ 22، ووجيز الكلام 1/ 136 رقم 261، والطبقات الكبرى للشعراني 2/ 4. (¬5) مكرّرة في آخر الصفحة، وأول الصفحة التالية. (¬6) جامع الفيلة: بناه الأفضل شاهنشاه ابن أمير الجيوش بدر الجمالي سنة 478، وسمّي كذلك لأن في قبلته تسع قباب في أعلاه ذات مناظر، إذا رآها الإنسان من بعيد شبّهها بمدرعين على فيلة كالتي كانت تعمل في المواكب أيام الأعياد. وهو يقع بسطح الجرف المطلّ على بركة الحبش. (المواعظ والإعتبار 2/ 289).

فقرائه بمنزلة الهرّ في البيوت. فلما مات أخذ السبّاعون الأسد، فتوحّش عندهم) (¬1)، (وتعجّب من ذلك، وهو من كراماته) (¬2). ¬

(¬1) ما بين القوسين عن السلوك 87، والعبارة في الأصل مضطربة: «وكان اسرا بداونه بين الفقرا كالهر في المرمار مطلتا إلى حال سبيله. فلما مات توصف». (¬2) ما بين القوسين عن هامش المخطوط.

سنة خمس وستين وسبعماية

سنة خمس وستين وسبعماية [محرّم] [مقدّمية الألوف] في محرّم قرّر طاي دمر البالسي في جملة مقدّمي الألوف على تقدمة قندس، وكان قد كفّ بصره. وقرّر ولد قندس في جملة أمراء الطبلخانات (¬1). [تقرير جاشنكير] وفيه قرّر ألطنبغا فرفور جاشنكيرا (¬2) عوضا عن منكوتمر عبد الغني بعد استعفائه (¬3). [صفر] [نيابة ملطية] وفي صفر قرّر آسن فجا علي بك الجوكندار (¬4) في نيابة ملطية (¬5). [وفاة صاحب ماردين] [281]- وفيه خلع بدمشق على السلطان الملك الصالح صالح الأرتقي (¬6) صاحب ماردين، فمات فيه أو في ذي الحجّة من الخالية. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 90، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 11. (¬2) الجاشنكير: لقب فارسيّ معناه متذوّق الطعام. وهو من أخصّ موظّفي القصر السلطاني باعتباره المسؤول عن الأسمطة السلطانية بشكل عام في الحفلات والولائم الكبيرة. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 90. (¬4) الجوكندار: لفظ فارسيّ مركّب من «جوكان» بمعنى عصا معقوفة، و «دار» بمعنى حامل، أو ممسك. يطلق على موظّف من المماليك مهمّته حمل عصوين - مثنّى عصا - يلعب بهما السلطان في قذف الكرة في عصر الأيوبيّين ثم المماليك. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 90. (¬6) في الأصل: «الأراتبلى». والتصحيح من: السلوك ج 3، 1/ 95، ووجيز الكلام 1/ 143 رقم 280، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 12 و 15، والدرر الكامنة 2/ 302، 203 رقم 1969.

وفاة نائب حلب

وكان ملكا جليلا، ملك أربعا وخمسين سنة. وملك بعده ولده حسام الدين أحمد، ولقّب بالمنصور. [وفاة نائب حلب] [282]- وفيه ذكر بعضهم وفاة قطلوبغا الأحمدي (¬1) نائب حلب. والله أعلم. [وفاة العلاء البرلّسي] [283]- وفيه مات الصلاح (¬2) عبد الله بن عبد الله بن إبراهيم البرلّسي (¬3)، الملكيّ، محتسب القاهرة. وقد عوّضه في الحسبة العلاء ابن عرب علي بن عبد الوهّاب بن عثمان بن محمد بن هبة الله بن علي بن إبراهيم بن حسين بن عبد العظيم بن عبد الكريم بن عبد الله بن سليمان بن عبد الوهاب بن سليمان بن خالد بن الوليد (¬4). [ربيع الأول] [وفاة العفيف المطري] [284]- وفي ربيع الأول مات العفيف المطري (¬5)، الحافظ، أبو السيادة، عبد ¬

(¬1) انظر عن (قطلوبغا الأحمدي) في: الذيل على العبر للعراقي 1/ 150، والسلوك ج 3 ق 1/ 93، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 253، والنجوم الزاهرة 11/ 84، والدرر الكامنة 3/ 252 رقم 643، ووجيز الكلام 1/ 143 رقم 281 وفيه قال السخاوي: «أخطأ من أرّخه في التي قبلها»، وتذكرة النبيه 3/ 272. (¬2) في الأصل: «العلاء». (¬3) انظر عن (البرلّسي) في: الذيل على العبر للعراقي 1/ 154، 155، والسلوك ج 3 ق 1/ 91 و 94، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 249، 250، والدرر الكامنة 2/ 265 رقم 2151، ولحظ الألحاظ 145، والنجوم الزاهرة 11/ 85، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 14. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 91. (¬5) انظر عن (المطري) في: المعجم المختص 125، 126 رقم 144، وطبقات الشافعية الكبرى 6/ 103 (10/ 34، 35)، ومعجم شيوخ السبكي 1 / ورقة 79 ب - 81 ب، ومنتخب المختار 71، 72، والوفيات لابن رافع 2/ 282 رقم 809، والذيل على العبر للعراقي 1/ 155 - 156، وذيل التقييد 2/ 51 - 53 رقم 1139، والسلوك ج 3 ق 1/ 95، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 250، والدرر الكامنة 2/ 284، 285 رقم 2201، والنجوم الزاهرة 11/ 85، والتحفة اللطيفة 3/ 14 - 21، وذيل طبقات الحفاظ 362، وطبقات الحفاظ 530، 531، ولحظ الألحاظ 143، 144، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 15، وكشف الظنون 2/ 1106 و 1336، والأعلام 4/ 126، وديوان الإسلام 4/ 127، 218 رقم 1957، ومعجم المؤلفين 6/ 180، والدليل الشافي 1/ 389 رقم 1340، وإنباء الغمر 1/ 308 رقم 16، والعقد الثمين 5/ 100 رقم 1479، والمنهل الصافي 7/ 114، 115 رقم 1343، وشذرات الذهب 6/ 297.

ربيع الآخر

الله بن محمد بن أحمد بن خلف (¬1) بن عيسى بن عبّاس بن يوسف بن بدر بن علي بن عثمان الحرزمي، المرّي، العبّادي، السعدي، الأنصاري. وكان حافظا، خيّرا، ديّنا. عني بالحديث، ورحل إلى البلاد. وسمع الكثير من الكثير، وصار حافظ وقته، حسن السّمت والملتقى. ومولده سنة سبع وتسعين وستماية. [ربيع الآخر] [وفاة التاج المناوي] [285]- وفي ربيع الآخر مات التاج محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الحق السلمي، المناوي (¬2)، الشافعيّ. وكان فاضلا، عارفا بباب القضاء، ناب في الحكم، وكان إليه المرجع في القضاء، وعليه يعوّل قاضي القضاة العزّ بن جماعة. وكان ولّي القضاء الأكبر يوما واحدا مستقلاّ به، ثم أعيد ابن (¬3) جماعة في غده، / 73 أ / وعاد هو لنيابة الحكم على عادته. وكان بيده وكالة الخاصّ، وقضاء العسكر أيضا، وعدّة تداريس. وسمع من ستّ الوزراء، وابن (¬4) الشحنة، وغيرهما. وكان حسن السيرة في قضائه. [قضاء العسكر بمصر] وفيه قرّر العلاّمة السراج الهندي الحنفيّ في قضاء العسكر (¬5). وقرّر البهاء السبكي محمد بن عساكر بن يحيى، أبو البقاء الشافعيّ في قضاء ¬

(¬1) في ذيل التقييد 2/ 51 «خليف» وهو غلط. (¬2) انظر عن (المناوي) في: طبقات الشافعية الكبرى 9/ 127، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 467، والوفيات لابن رافع 2/ 283 رقم 810، والبداية والنهاية 14/ 301 (764 هـ‍.) 306، والذيل على العبر للعراقي 1/ 157، 158، وذيل التقييد 1/ 96 رقم 110، والسلوك ج 3 ق 1/ 93، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 255، 256، وطبقات الشافعية له 3/ 269، 270 رقم 660، والمقفّى الكبير 5/ 458 رقم 1950، والدرر الكامنة 3/ 380، 381 رقم 1006، ولحظ الألحاظ 146، والمنهل الصافي 6 / ورقة 657 ب، 658 أ، والنجوم الزاهرة 11/ 85، والذيل على رفع الإصر 256، 257، ووجيز الكلام 1/ 139، 140، رقم 268، وحسن المحاضرة 1/ 427، والدليل الشافي 2/ 653، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 14، وشذرات الذهب 6/ 205. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) السلوك ج 2 ق 1/ 92، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 12.

إفتاء دار العدل

العسكر، ووكالة الخاصّ، عوضا عن المناوي. وكان البهاء قد قدم من دمشق معزولا عن قضائها في محرّم منها (¬1). [إفتاء دار العدل] وفيه قرّر في إفتاء دار العدل الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن الصائغ الحنفي. وهو أوّل حنفيّ ولي إفتاء دار العدل (¬2). وقرّر السراج البلقيني عمر بن رسلان بن نصير في إفتاء دار العدل أيضا. وأمروا أن يحضروا في أيام الخدمة بدار العدل (¬3). [وفاة الخوند طولوباي] [286]- وفيه ماتت الخوند طولوباي (¬4) التركية، زوجة الناصر حسن والأتابك يلبغا، ودفنت بالتربة التي أنشأتها بالصحراء خارج باب البرقية. [جماد الأول] [وفاة الفتح القلانسي] [287]- وفي جماد الأول مات الفتح القلانسي (¬5) محمد بن محمد بن محمد بن أبي الحرم (¬6) بن أبي طالب الحنبليّ، عاقد الأنكحة، ومسّند الديار المصرية. كان خيّرا، ديّنا، سمع الكثير، وأسمع على غازي الحلاوي، وغيره. ومولده سنة ثلاثة وسبعين وستماية. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 92، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 12، ووجيز الكلام 1/ 138. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 91، ووجيز الكلام 1/ 138. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 82. (¬4) انظر عن (طولوباي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 95، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 249، والنجوم الزاهرة 11/ 84، ووجيز الكلام 1/ 143 رقم 282، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 15. (¬5) انظر عن (القلانسي) في: الوفيات لابن رافع 2/ 284 رقم 811، والذيل على العبر للعراقي 1/ 160، 161، والسلوك ج 3 ق 1/ 94، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 258، والدرر الكامنة 4/ 235 رقم 617، ولحظ الألحاظ 147، ووجيز الكلام 1/ 142 رقم 276، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 14، وشذرات الذهب 6/ 206 والمنهج الأحمد 457، والمقصد الأرشد، رقم 1082، والجوهر المنضد 138، والدرّ المنضد 538، والسحب الوابلة 291. (¬6) في الأصل: «ابن أبي الحزم» بالزاي، وفي السلوك ج 3 ق 1/ 94 «ابن أبي الحسن»، والمثبت عن المصادر المتقدّمة.

وفاة التقي الحرازي

[وفاة التقيّ الحرازي] [288]- والتقيّ الحرازي (¬1)، قاضي مكة، محمد بن أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن أبي بكر العمري، المكي، الشافعيّ. كان من أكابر علماء بلده وفضلائهم، ولّي قضاءها (¬2). وكان عفيفا فيه، نزها (¬3)، وولي الخطابة أيضا، وسمع الحديث، وأكثر عن جدّه لأمّه الرضى الطبري، وسمع آخرين غيره. ومولده سنة ستين وسبعماية. [جماد الآخر] [وفاة النجم ابن البارزي] [289]- وفي جماد الآخر مات النجم ابن (¬4) البارزي (¬5)، قاضي حماه عبد الرحيم بن إبراهيم بن هبة الله بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن المسلّم بن هبة الله بن حسّان بن محمد بن منصور بن أحمد الجهني، الحموي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، أقام في قضاء بلده نحوا من ثلاثين سنة. ومولده سن 658 (¬6). وأرّخ بعضهم وفاته في غير هذه السنة، والله أعلم. ¬

(¬1) انظر عن (الحرازي) في: ذيل التقييد 1/ 72، 73 رقم 59، والعقد الثمين 1/ 367، 368، والذيل على العبر للعراقي 1/ 176 وفيه «الحزازي» وهو خطأ، والسلوك ج 3 ق 1/ 94، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 254، وطبقات الشافعية له 3/ 268 رقم 658، والدرر الكامنة 3/ 348 رقم 922، والنجوم الزاهرة 11/ 85، ووجيز الكلام 1/ 145 رقم 269، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 14، 15 وفيه: «الحراوي»، وشذرات الذهب 6/ 205 وفيه: «الحوازي». (¬2) في الأصل: «قضايها». (¬3) كتب فوق السطر. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) انظر عن (ابن البارزي) في: الذيل على العبر للعراقي 1/ 117، 118 و 174، والسلوك ج 3 ق 1/ 93، وأعيان العصر 5 / ورقة 97 أ، والوفيات لابن رافع 2/ 258، 259 رقم 776، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 231، 232، والدرر الكامنة 2/ 352 رقم 2381، ولحظ الألحاظ 145، والمنهل الصافي 7/ 241 رقم 1413، والدليل الشافي 1/ 409 رقم 1407، والنجوم الزاهرة 11/ 84، وتذكرة النبيه 3/ 278، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 432، ولحظ الألحاظ 145، والتحفة اللطيفة 3/ 206، 207، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 13، 14 (في وفيات 764 هـ‍.). (¬6) في الأصل: «758».

وفاة أرغون التاجي

[وفاة أرغون التاجي] [290]- وفيه مات أرغون التاجي (¬1)، أحد الطبلخانات. [وفاة أقبغا بوذ] [291]- وأقبغا بوذ (¬2) أحد رؤوس (¬3) النوب. [شوّال] [نظر الأوقاف] وفي شوّال قرّر أبو البقاء السبكي / 73 ب / في نظر الأوقاف، ونيابة الحكم، مضافا لما بيده من الوظائف (¬4). [الطواعين بدمشق] وفيها فشت بدمشق الطواعين والأمراض الحادة، فمات جماعة (¬5). [فتح باب كيسان بدمشق] وفيها فتح منكلي بغا الشمسي نائب الشام باب كيسان من أبواب دمشق، وعقد له عقدا من الحجارة كبيرا ونصب له جسرا يمرّ الناس عليه، وأنشأ هناك جامعا يعرف به الآن. وكان لهذا الباب مدّة تزيد على مايتي عام وهو مغلق منذ أيام الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بن آق سنقر البرسقي (¬6). [الجراد بالشام] وفيها كثر الجراد بالشام حتى غلت الأسعار بسببه (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (أرغون) في: السلوك ج 3 ق 1/ 94، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 15. (¬2) انظر عن (آقبغابوذ) في: السلوك ج 3 ق 1/ 94، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 15 وفيه «البوز». (¬3) في الأصل: «روس». (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 92، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 13. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 92، والبداية والنهاية 14/ 308 و 309، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 245. (¬6) البداية والنهاية 14/ 307، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 49 أ، والسلوك ج 3 ق 1/ 92، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 244، 245، والنجوم الزاهرة 11/ 26، ووجيز الكلام 1/ 138، وبدائع الزهور ج ق 2/ 10. وفي الأصل: «البرسكين». (¬7) البداية والنهاية 14/ 308، والسلوك ج 3 ق 1/ 92، ووجيز الكلام 1/ 139.

وفاة ابن الحاج النميري الأندلسي

[وفاة ابن الحاج النميري الأندلسي] [292]- وفيها مات ابن (¬1) الحاج النميري (¬2) إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن إسحاق بن أحمد بن أسد بن قاسم الأندلسي، الغرناطي، النميري، المالكيّ. وكان فاضلا، وله شعر جيّد. [منع الوكلاء على أبواب القضاة] وفيها منع السلطان الوكلاء بمصر والحكام على أبواب القضاة لما أنهي عنهم من المكائد والخدع والمكر، وكثرة الشرّ المنوّع عنهم في الدعاوى (¬3). [هلاك متملّك سيس] [293]- وفيها هلك الكافر متملّك سيس (¬4). وكان قد بعث برسله يسأل السلطان في تخفيف الضريبة المقرّرة عليهم، فبلغ رسله موته، وعادوا بغير طائل. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (النميري) في: السلوك ج 3 ق 1/ 94، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 246، 247، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 14. (¬3) الجوهر الثمين 2/ 221، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 49 ب، والسلوك ج 3 ق 1/ 92، والنجوم الزاهرة 11/ 27، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 13. (¬4) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 13.

سنة ست وستين وسبعماية

سنة ستّ وستّين وسبعماية [محرّم] [وكالة بيت المال] في محرّم قرّر في وكالة بيت المال ونظر الكسوة علاء الدين علي بن عرب، مضافا لما بيده من الحسبة. وكان الجمال الإسنوي قد حنق من الوزير ابن (¬1) قروينة، فاستعفى، فأعفي، وقرّر ابن (1) عرب (¬2). [وفاة القيرواني] [294]- وفيه مات القيرواني (¬3)، الشيخ عبد السلام بن سعيد بن غالب بن عبد العال المقري، المالكيّ. وكان من العلماء وأهل الدّين المتين والعقل. [صفر] [وفاة الجمال ابن الكفري] [295]- وفي صفر مات الجمال ابن (¬4) الكفري (¬5)، يوسف بن أحمد بن الحسين بن سليمان الدمشقيّ، الحنفيّ، قاضي دمشق. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 96، ووجيز الكلام 1/ 144 وفيه «قرونيّة» بتقديم النون، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 15. (¬3) في الأصل: «القروي». والمثبت عن السلوك ج 3 ق 1/ 103. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) انظر عن (ابن الكفري) في: الوفيات لابن رافع 2/ 296، 297 رقم 828، والبداية والنهاية 14/ 309، وتذكرة النبيه 3/ 282، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 433، والذيل على العبر للعراقي 1/ 180، 181، والسلوك ج 3 ق 1/ 102، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 269، والدرر الكامنة 4/ 446 رقم 1231، والنجوم الزاهرة 11/ 86، ووجيز الكلام 1/ 146 رقم 286، وبغية الوعاة 2/ 354، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 120، ودرّة الحجال 3/ 354، وقضاة دمشق 201.

قضاء الحنفية بدمشق

وكان عالما فاضلا. سمع من ابن (¬1) الشحنة، وزينب، ومحمد الخبّاز. وولي القضاء تبرّكا لوالده (¬2). ثم اشتغل به. وكان عارفا بالنحو. ومولده سنة أربع وستين وستماية (¬3). [قضاء الحنفية بدمشق] وفيه قرّر في قضاء الحنفية بدمشق محمود بن أحمد بن مسعود القونوي المعروف بابن السراج، عوضا عن ابن الكفري الماضي ذكر موته (¬4). [ربيع الأول] [قدوم ابن السبكي إلى القاهرة] وفي ربيع الأول قدم التاج / 74 أ / ابن السبكي قاضي دمشق إلى القاهرة، ثم عاد إليها على قضائه (¬5). [وفاة نقيب الأشراف بحلب] [296]- وفيه مات السيّد الشريف، نقيب الأشراف بحلب، حسن بن محمد (¬6) بن حسن الحسني. وكان رئيسا حشما. [الغلاء بمكة] وفيه ورد الخبر بوصول الغلاء بمكة المشرّفة، وعزّ وجود الأقوات، ومات كثير من الناس جوعا، ونزح أكثر أهل مكة عنها (¬7). [ربيع الآخر] [إسلام أبي الفرج المقسي] وفي ربيع الآخر، أو في هذه السنة أسلم الشمس أبو الفرج المقسي، القبطي، وتسمّى بعبد الله، لقّب بشمس الدين، وقرّر في استيفاء المماليك السلطانية. وهو جدّ بني المقسي الذي منهم التاج ناظر الخاص (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «من بن». (¬2) في الأصل: «لوالده الر». (¬3) في الأصل: «وسبعماية». (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 96. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 97، والبداية والنهاية 14/ 310. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 101، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 263، والنجوم الزاهرة 11/ 88. (¬7) وجيز الكلام 1/ 144، 145. (¬8) الذيل على العبر للعراقي 1/ 179، والسلوك ج 3 ق 1/ 96، والنجوم الزاهرة 11/ 29، ووجيز الكلام 1/ 145، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 15، 16.

أمير اخورية

[أمير اخوريّة] وفيه قرّر في الأمير اخوريّة يعقوب شاه، عوضا عن جرجي نائب حلب، ووليها على إمرة طبلخاناة. وقرّر كمشبغا الحموي، وأقبغا الجوهري في جملة الطبلخانات (¬1). [جمادى الأول] [إمداد أهل مكة بالقمح] وفي جمادى الأولى بعث الأتابك يلبغا العمري إلى مكة المشرّفة بألفي إردبّ قمحا، ثم واصل الإرسال بعد ذلك شيئا فشيئا، حتى تمّ ما بعثه اثني عشر ألف إردبّ فرّقت كلّها في الناس، فعمّ بها النفع (¬2). [إبطال مكس الحاجّ] وفيه كتب مرسوما بإبطال ما يؤخذ من مكس الحاجّ بمكة فيما يحمل إليها من المتاجر، ما عدا مكس الكارم (¬3)، كارم اليمن، ومكس الخيل، ومكس تجّار العراق، وعوّض صاحب مكة عن ذلك إقطاعا بمصر، وحمل إليه من القاهرة مبلغ أربعين ألف درهم فضّة عنها يومئذ نحو الألفي مثقال ذهبا (¬4). [وفاة الشمس الفوّي] [297]- وفيه مات الشمس محمد بن عبد الهادي الفوّي (¬5)، الشافعيّ. وكان فاضلا مدرّسا. [ولاية الفيّوم] وفيه قرّر الشمس الديناري في ولاية الفيّوم (¬6). [جماد الآخر] [خروج السلطان للصيد] وفي جماد الآخر ركب قاضي القضاة العزّ بن جماعة إلى ساحل النيل، فعدّى ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 97، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 16. (¬2) الذيل على العبر 1/ 179، والسلوك ج 3 ق 1/ 97، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 261، ووجيز الكلام 1/ 144، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 16، 17. (¬3) مكس الكارم: ضريبة التوابل. (¬4) الذيل على العبر للعراقي 1/ 182، والسلوك ج 3 ق 1/ 101، والنجوم الزاهرة 11/ 88، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 20. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 98. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 98، 99.

قضاء العسكر

إلى برّ الجيزة وبه السلطان ويلبغا الأتابك، وكانا توجّها للتصيّد على العادة. فاجتمع العزّ بيلبغا المذكور، وعزل نفسه عن القضاء بعد أن أخرج مصحفا كان معه وتوسّل به إلى يلبغا في الإعفاء، ثم قام فأقرّ يلبغا النوّاب حتى يترضّى العزّ بن جماعة المذكور. ثم لمّا عدّى السلطان من الجيزة، وصعد إلى القلعة. فبعث يلبغا إلى العزّ بالأمير اخور، جرجي / 74 ب / يتلطّف به، وسأله في عوده إلى القضاء، فأبا (¬1) وامتنع غاية الامتناع، فأرسل إليه نائبا بالعلاء بن فضل الله كاتب السرّ يسأله أيضا، فلم يجبه، فركب الأتابك يلبغا بنفسه، وأتى (إليه) (¬2) لمنزله بالجامع الأقمر، وأخذ يلحّ عليه، وهو يمتنع، حتى أيس منه، فقال له: «إن لم تقبل فعيّن للقضاء من يصلح»، فأشار بولاية أبي البقاء، فصلّى المغرب خلفه وانصرف. ثم في يوم الإثنين ثالث عشرينه طلب أبو البقاء إلى القلعة وفوّض إليه القضاء عوضا عن ابن (¬3) جماعة، وخلع عليه بذلك، وأضيف إليه نظر أوقاف الأشراف (¬4). [قضاء العسكر] وفيه قرّر في قضاء العسكر البهاء السبكي، عوضا عن أبي البقاء (¬5). [تقرير ابن جماعة في عدّة وظائف] وفيه خلع على العزّ ابن (6) جماعة وقرّر في نظر جامع ابن (¬6) طولون، وتدريس الفقه، وبالفقه والحديث (¬7)، وقرّر له مرتّب على بيت المال في كل شهر ألفا (¬8) درهم. [رجب] [نيابة حلب] وفي رجب قرّر جرجي الإدريسي في نيابة حلب، عوضا عن أشقتمر المارديني، بحكم عزله عنها (¬9). ¬

(¬1) الصواب: «فأبى». (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) في الأصل: «عن بن». (¬4) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 17. (¬5) نزهة النظار لليوسفي 210، تذكرة النبيه 3/ 281، والسلوك ج 1 ق 3/ 99، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 262. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) كذا. (¬8) في السلوك ج 3 ق 1/ 99 «ألف»، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 262، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 18. (¬9) تذكرة النبيه 3/ 281، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 262، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 16.

نيابة صفد

[نيابة صفد] وفيه قرّر قطلقتمر العلائي في نيابة صفد، عوضا عن ابن (¬1) أرغون النائب. وقرّر في إمرة قطلو أقتمر المذكور عمر المذكور (¬2). [وظيفة الجاندارية] وفيه قرّر في وظيفة الجان داريّة ألجاي اليوسفي (¬3). [نظر المشهد النفيسي] وفيه قرّر في نظر المشهد النفيسي الجمال عبد الله بن بكتمر الحاجب، عوضا عن الخليفة، وأخرج ذلك عنه (¬4). [شعبان] [تقرير ابن الأتابك يلبغا مقدّما] وفي شعبان قرّر شعبان ابن (¬5) الأتابك يلبغا في جملة مقدّمي الألوف بمصر (¬6)، وذلك بعناية أبيه. وفخم أمر يلبغا جدّا في هذه الأيام هو وخشداشه طيبغا الطويل وتزاحما في تدبير الدولة، وبدا ثقله على يلبغا فإنه لا يحب مشاركة له في شيء، حتى كان من أمرهما ما سنذكره. [وفاة الشرف المزّي] [298]- وفيه مات الشرف المزّي (¬7) ابن (¬8) أحمد بن أبي بكر الدمشقيّ (¬9)، الحريري. حدّث عن القاسم، والرازي، وغيرهما. ¬

(¬1) في الأصل: «عن بن». (¬2) هو عمر بن أرغون. السلوك ج 3 ق 1/ 99، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 262 وفيه «طقتمر»، والنجوم الزاهرة 11/ 27 وفيه «قطلقتمر»، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 18، 19. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 99، وبدائع الزهور ج 1 ق 3/ 19. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 100. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 100. (¬7) في الأصل: «المجددي»، والمثبت عن مصادر ترجمته في: الوافي بالوفيات 2/ 169، والوفيات لابن رافع 2/ 298 رقم 830، والذيل على العبر للعراقي 1/ 182، 181، والسلوك ج 3 ق 1/ 102، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 266، 267، والدرر الكامنة 3/ 274 رقم 989، والنجوم الزاهرة 11/ 88، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 20. (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) في الأصل: «الرلسي».

رمضان

[رمضان] [وفاة ابن الشامية الشروطي] [299]- وفي رمضان مات ابن (¬1) الشامية بدر الدين محمد بن محمد بن محمد بن منصور الشروطيّ (¬2). وكان بارعا في التوقيع عارفا به جدّا، حصل له نادرة اختلال فضرب نفسه بسكّين ثلاث ضربات، وبقي بها أياما حتى مات. [نيابة طرابلس] وفيه قرّر في نيابة طرابلس قشتمر المنصوري، عوضا عن أزدمر الخازندار (¬3). [نيابة صفد] وقرّر أزدمر في نيابة صفد عوضا عن قطلقتمر (¬4). [شوّال] [إمرة شكار] وفي شوال قرّر في إمرة شكار الجمال عبد الله بن بكتمر الحاجب. واستقرّ عوضا حاجبا أسندمر حرفوش (¬5). [مسير ركب الحاجّ] وفيه سار ركب الحاجّ، وسار معهم للحجّ والمجاورة العزّ بن جماعة، وتوجّه صحبتهم أيضا / 75 أ / الصلاح خليل بن عرام متولّي الإسكندرية، واستناب عنه بها جنفر. وكان أمير المحمل في هذه السنة محمد بن قندس (¬6). [وفاة آسن قجا] [300]- وفيه مات آسن قجا (¬7) من علي بك، وكان من الطبلخانات بمصر، ثم ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (الشروطي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 102، والذيل على العبر للعراقي 1/ 183، 184، والدرر الكامنة 4/ 232 رقم 609، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 20. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 100، وتاريخه ابن قاضي شهبة 3/ 262، والنجوم الزاهرة 11/ 27، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 16 وفيه: «أشقتمر المارديني عوضا من أزدمر العمري أبو دقن». (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 100، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 16. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 100، والنجوم الزاهرة 11/ 27. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 100. (¬7) انظر عن (آسن قجا) في: السلوك ج 3 ق 1/ 103، والنجوم الزاهرة 11/ 88.

ذو القعدة

أخرج على نيابة البيرة. ثم ولي نيابة طرسوس، وبها مات. وتقرّر عوضه فيها قماري الحموي فيما أظنّ. [ذو القعدة] [وفاة قماري الحموي] [301]- وفي ذي قعدة مات قماري الحموي (¬1). [وفاة الزين ابن السرّاج] [302]- وفيه مات الزين ابن (¬2) السراج (¬3) محمد بن عمر بن محمود الحنفي، سبط السروجي شارح «الهداية». وكان فاضلا حفظ «الهداية» بعناية جدّه، وسمع «صحيح مسلم» على العزّ الموسوي، وناب في الحكم، ودرّس بجامع الحاكم وأعاد. ومولده سنة ثلاث وتسعين وستماية. [نيابة طرسوس] وفيه قرّر في نيابة طرسوس منجك اليوسفي (¬4) بعد تلك المناصب السنيّة والرتب العليّة، فسبحان مغيّر الأحوال، وما لملكه زوال. [وفاة إمام الصخرة] [303]- وفيه مات المسند شمس الدين إمام الصخرة (¬5) محمد بن إبراهيم (¬6) بن ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 102، والنجوم الزاهرة 11/ 88، وبدائع الزهور ج 1 / ق 2/ 20. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) انظر عن (ابن السراج) في: الجواهر المضيّة 3/ 292 رقم 1452، والذيل على العبر للعراقي 1/ 186، والسلوك ج 3 ق 1/ 102، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 267، والمقفى الكبير 6/ 434 رقم 2926، والدرر الكامنة 4/ 115 رقم 317، والنجوم الزاهرة 11/ 87، ووجيز الكلام 1/ 146 رقم 287، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 17، 18 و 20، والفوائد البهية 184. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 100، والنجوم الزاهرة 11/ 29. (¬5) انظر عن (إمام الصخرة) في: معجم شيوخ السبكي 2 / ورقة 2، والوفيات لابن رافع 2/ 301 رقم 832، والذيل على العبر للعراقي 1/ 186، 187، والسلوك ج 3 ق 1/ 103، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 266، والدرر الكامنة 3/ 295 رقم 787، والمنهل الصافي 6 / ورقة 626 ب، والنجوم الزاهرة 11/ 89، وذيل التقييد 1/ 93 رقم 103، ووجيز الكلام 1/ 146 رقم 288، والأنس الجليل 2/ 158، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 21، وفهرس الفهارس 2/ 64. (¬6) في الأصل: «بن الربيع».

نجدة نائب حلب لملك الروم

محمد بن أبي بكر بن إبراهيم بن يعقوب بن الياس الأنصاري، الخزرجي، البياني (¬1)، المقدسي، الدمشقي، الشافعيّ. أحضر على زينب بنت مكي (¬2) في الثانية من عمره، وعلى ابن (¬3) البخاري، وآخرين، في الثالثة، وسمع من [ابن] عساكر، وجماعة. وحدّث. ومولده سنة ست وسبعين (¬4) وستماية. [نجدة نائب حلب لملك الروم] وفيه خرج نائب حلب بعساكره نجدة لملك الروم محمد بن أرتنا (¬5). [إحضار قماقم ماء من المشرق إلى دمشق] وفيه أحضر إلى دمشق قماقم بها ماء عين بالمشرق، كتب لأنصاره (¬6) من هناك نايب الشام منكلي بغا الشمسي، وهو ماء من خاصّيّته أن يتبعه طير يقال له الشمرمر في قدر الزرزور، وعلى لونه، لكنّه فيه بعض ريش لصغره، هو عدوّ للجراد يأكله أكلا ذريعا. وكان منكلي بغا يعرفه من بلاده، فبعث بهمّته من أحضر له منه عدّة قماقم، تعلّق منها بطارمة (¬7) دمشق، وبمادنة العروس، وقبّة النسر (¬8) من الجامع الأموي، فحصل نفع بليغ، فإنه كان كثير الجراد بالشام، ويضرّ بمزارعها، فلما جيء بهذا الماء وعلق كثير هذا الطير بدمشق، وأفنى ما كان هناك من الجراد حتى لم يبق منه شيء. وأقامت قماقم الماء معلّقة لذلك حتى خفّ ما فيها والطير موجود، وهو ممّا يتعجّب منه (¬9). [وفاة القطب التحتاني] [304]- وفيه مات بدمشق / 75 ب / القطب التحتاني (¬10)، العلاّمة محمد بن محمد الرازي، وقد أناف على الستّين. ¬

(¬1) مهملة في الأصل. (¬2) في الأصل: «بنت ‍ال». (¬3) في الأصل: «على بن». (¬4) في السلوك: «ست وثمانين». (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 100. (¬6) كذا. (¬7) الطارمة: بيت من خشب كالقبّة، وهو لفظ أعجميّ دخيل ومعرّب. (لسان العرب). (¬8) في السلوك «قبّة النصر» وهو غلط. (¬9) السلوك ج 3 ق 1/ 101، والبداية والنهاية 14/ 313، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 19. (¬10) في الأصل: «اليحياوي»، والمثبت عن مصادر الترجمة: طبقات الشافعية الكبرى 6/ 31 (9/ 274، 275)، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 322، 323، وتذكرة النبيه 3/ 284، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 433، والوفيات لابن رافع 2/ 299، 300 رقم 831، وترجمان الزمان 16، ورقة 117 أ - 118 ب، والذيل على العبر للعراقي 1/ 184، 185، والسلوك ج 3 ق 1/ 102، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 263، وطبقات الشافعية له 3/ 287 رقم 674، وفيه: «محمد وقيل محمود»، والدرر الكامنة 5 / =

وكان إماما، علاّمة، ماهرا في الفنون العلمية، عقلها ونقلها. وله عدّة تصانيف طنّانة، منها «الحواشي على الكشاف»، (و «شرح الشمسية»، و «لمطالع»، وغير ذلك) (¬1). ¬

= 107، 108، والنجوم الزاهرة 11/ 87، 88، وبغية الوعاة 2/ 281، ووجيز الكلام 1/ 145 رقم 283، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 20، وطبقات المفسّرين 2/ 253، 254، والقلائد الجوهرية 1/ 239، ومفتاح السعادة 1/ 298، 299، وشذرات الذهب 6/ 207، وإيضاح المكنون 1/ 233 و 2/ 403، وهدية العارفين 2/ 163، والأعلام 7/ 268، ومعجم المؤلفين 11/ 215، 216، وكشف الظنون 95، 626، 886، 1063، 1197، 1478، 1715، 1716، وفوائد الرضوية لعباس القمّي 616 - 618، وأعيان الشيعة 45/ 343، ونور عثمانية كتبخانة 33، 153، وفهرس التيمورية 1/ 30، وفهرست الخديوية 6/ 50، 51، 67، وتاريخ الأدب العربي 2/ 209، 210، وفهرس المخطوطات الإسلامية في قبرص 469 و 470 و 479 و 513 رقم 863 و 864 و 875 و 952 وتاريخ الخلفاء 505. (¬1) ما بين القوسين عن هامش المخطوط.

سنة سبع وستين وسبعماية

سنة سبع وستين وسبعماية [محرّم] [وفاة الشهاب ابن عبد الظاهر] [305]- في محرّم منها مات الشهاب ابن (¬1) الشرف أحمد بن محمد بن عبد الظاهر (¬2) الحنفي، خطيب جامع شيخو. وكان فاضلا، ديّنا. وقرّر في الخطابة عوضه قاضي القضاة الزين (¬3) عمر بن عبد الرحمن البسطامي (¬4)، الحنفي (¬5). [خروج السلطان للصيد] وفيه سرح السلطان إلى سرياقوس على العادة. وسرح الأتابك يلبغا إلى العبّاسة للتصيّد. وبينا هو هناك إذ قدم الخبر بكائنة منازلة الفرنج الإسكندرية، سرح الطائر ذلك إلى الأتابك يلبغا، فظنّ أنّ ذلك مكيدة، فإنه كان في وهم من خشداشه طيبغا الطويل، وكان آخذا في الفكر في إزالته لكونه ثقل عليه وهو يطلب يستبدّ بالأمر وحده، وظهر هذا للناس، حتى كان يلبغا لما يركب هو وطيبغا ويجتازا على العامّة تعلن بقولها: «يا طويل احتذر على نفسك من هذا القصير» أو نحو هذا. فيقول طيبغا ليلبغا: «اسمع ما يقول هؤلاء». فيقول له يلبغا: «هذا من شأن العامّة مع الناس». وكان يلبغا قصيرا، وطيبغا طويلا. واقعة الإسكندرية (¬6) ثم لما تحقّق يلبغا منازلة الفرنج الإسكندرية عاد من العباسة إلى القلعة ونادى ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (ابن عبد الظاهر) في: السلوك ج 3 ق 1/ 124، والنجوم الزاهرة 11/ 91، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 41. (¬3) في الأصل: «المربن». (¬4) في الأصل: «النظامي». (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 104، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 21، 22. (¬6) العنوان عن الهامش.

بالنفير العامّ في الأمرا والأجناد، فخرج الناس أفواجا أفواجا. وتجهّز السلطان في الحال، وتوجّه العساكر ظنّا منهم بأنّ الإسكندرية تمنع إلى حين وصولهم. وقدم عسكر ليدركوا أهل الثغر، عليهم قطلوبغا المنصوري، وخليل بن قوصون، وكوكنداي، فما وصلوا إلاّ وإسكندرية قد أخربت. وكان من خبر أخذها باختصار أنه وصل إليها عدّة مراكب نحوا من سبعين أو زيادة عليها، فيها غير ما طائفة من الفرنج، ومعهم رئيسا (¬1) عليهم صاحب قبرس واسمه ربير بطرس. ويقال: إنّ من كان في هذه المراكب يزيد عدّتهم على الثلاثين ألفا. فاستعدّ أهل الإسكندرية / 76 أ / في القتال، وركبوا الأسوار. وخرجت طائفة إلى ظاهر البلد بعد أن غلّقوا أبوابها. ثم خرج الناس من بكرة يوم الخميس ثاني عشرين هذا الشهر يريدون لقاء العدوّ وهم في مراكبهم، ولم يتحرّكوا بحركة طول يومهم، وفي ليلة الجمعة، فقدم بكرة يومها طوائف من عربان البحيرة وغيرها، ومضوا إلى جهة المنار ولا علم عندهم بكمين الفرنج، كمنوا في الليل بخيولهم في الترب. ولما تكاثر الناس برز لهم غريب إلى بحر السلسلة حتى قارب السور، فقاتله المسلمون قتالا شديدا مات فيه جماعة من الفرنج، واستشهد جماعة من المسلمين، وخرج الناس وصاروا فرقتين، فرقة مضت بهم العربان نحو المنار، وفرقة وقفت مقابل الفرنج بالغرائب (¬2). هذا، والباعة والصبيان قد خرجوا وصاروا في لهو ولا اكتراث بهم ما أخذوا، فضرب الفرنج نفيرهم، فخرج الكمين وحملوا على المسلمين حملة منكرة، ورمى الفرنج بالسهام من المراكب، فانهزم المسلمون وجرى ما لا خير فيه، واقتحموا البلد بعد أن ملكوا البرّ وقرّبوا مراكبهم إلى الأسوار، فاستشهد من الخلق ما لا يحصى عددا، وهلك جمعا وافرا (¬3) من الازدحام عند عبور باب السدرة، ونصبوا عليه الصلبوت، فانحسر الناس إلى باب رشيد وأحرقوه، ومرّوا منهم على وجوههم، وتركوا المدينة بما فيها للفرنج وقد جمعوا مال بيت المال وعدّة تجّار للفرنج كانوا بالثغر، ومضى هو وعامّة الناس إلى جهة دمنهور، فدخل ملك قبرس في ضحوة نهار الجمعة الإسكندرية في مقابلته وهو راكب، والفرنج عمّالة في المسلمين بالسيف تضعه في الناس، ونهبوا الدّور، وأسروا، واستمرّوا يأسرون ويقتلون من هذا اليوم إلى بكرة نهار الأحد، فرفعوا السيف، وخرجوا بالأسرى والغنائم إلى مراكبهم، وأقاموا إلى يوم الخميس ثامن عشرينه، فبلغهم مجيء السلطان بالعساكر، فأقلعوا ومعهم / 76 ب / خمسة آلاف أسير. ¬

(¬1) الصواب: «رئيس». (¬2) في السلوك: «الغراب». (¬3) الصواب: «وهلك جمع وافر».

وفاة قاضي العسكر بدمشق

وكانت هذه الحادثة من أشنع الحوادث، ومنها اتّضع حال الإسكندرية وأهلها، واختلّت أمورها. ولما فات الأمر ووصل يلبغا إلى الثغر تغيظ على جنغر (¬1)، وعلى قطلوبغا المنصوري أيضا. وكتب إلى السلطان يعرّفه الحال فعاد وبعث بابن عرام متولّي الإسكندرية على عادته. وكان قدم من الحجّ. وأمر يلبغا بمواراة من استشهد من المسلمين، ورمّ ما احترق. وعاد في التأهّب لغزو الفرنج (¬2). وتتبّعت النصارى، وقبض بعد ذلك على جميع الفرنج بمملكة حلب والشام، وعلى جميع النصارى، وأحضر البطرك والنصارى وألزموا بحمل أموالهم لفكاك أسارى المسلمين من أيدي الفرنج، وكتبوا بذلك إلى جميع الأعمال، وتتبّعت ديارات النصارى، وألزم سكانها بإظهار أموالهم وعوقبوا على ذلك. ومن غرائب الاتفاقات أنّ الناس بالقاهرة كان جرى على ألسنتهم من منذ أعوام كثيرة أنّ الإسكندرية تؤخذ في يوم الجمعة، وكان ما قالوه. وحصل على من خرج من المسلمين من الإسكندرية منهزمين ما لا خير فيه من العربان (¬3). [وفاة قاضي العسكر بدمشق] [306]- وفيه مات الشهاب أحمد بن إبراهيم بن أيوب العينتابي (¬4)، الحلبي، قاضي العسكر بدمشق. وكان عالما فاضلا، مدرّسا، مفتيا، بارعا في الفقه. وله عدّة تصانيف، منها: «شرح المجمع» في نحو العشرة أسفار، و «شرح المغني» في الأصول، وغير ذلك. ¬

(¬1) في السلوك: «جنغرا». (¬2) في الأصل: «وعاد في الباب اخر». (¬3) خير الإسكندرية في: الإلمام بالأعلام للنويري السكندري (مخطوط)، وتذكرة النبيه 3/ 288 - 291، والجوهر الثمين 2/ 222، والبداية والنهاية 14/ 314، 315، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 49 ب، والذيل على العبر للعراقي 1/ 191، والسلوك ج 3 ق 1/ 104 - 108، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 270، 271، والنجوم الزاهرة 1/ 29، 30، ووجيز الكلام 1/ 147، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 21 - 24. (¬4) انظر عن (العينتابي) في: الوفيات لابن رافع 2/ 302، 303 رقم 833، والذيل على العبر للعراقي 1/ 193، 194، وتذكرة النبيه 3/ 295، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 437، والسلوك ج 3 ق 1/ 124، ودرر العقود الفريدة 1/ 257 رقم 101، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 279، 280، والدرر الكامنة 1/ 82 رقم 225، والمنهل الصافي 1/ 97، والنجوم الزاهرة 11/ 90، وتاج التراجم 11، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 41، وكتائب أعلام الأخيار، ورقة 329 أ، والطبقات السنية 1/ 297، 298، وكشف الظنون 2/ 1601 و 1749 و 1816، وطبقات الفقهاء والعباد، ورقة 9 أ، والفوائد البهيّة 13، وهدية العارفين 1/ 112، وإعلام النبلاء 5/ 48، وطبقات الأصوليين 2/ 181، والأعلام 1/ 84، ومعجم المؤلفين 1/ 135.

صفر

وكان سنّه زيادة على ستّين سنة. [صفر] [القبض على قطلوبغا المنصوري] وفي صفر أشار الأتابك يلبغا بالقبض على قطلوبغا المنصوري لتغيّظه عليه في كاينة الإسكندرية، فإنّه أخبر بأنه وجد معه حيرياموم (¬1)، وقرّر في حجوبية يعقوب شاه اليحياوي (¬2). [ربيع الأول] [الحرب ببلاد النوبة] وفي ربيع الأول وقعت حروب ببلاد النوبة، وقتل سلطان دنقلة (¬3)، وخربت. وجاء الخبر إلى مصر بذلك. وطلب ملك النوبة من السلطان النجدة. وخرجت عدّة أمراء إلى تلك النواحي، ووقع لهم بها أشياء وعادوا في رجب (¬4). [الشكوى على قاضي دمشق] وفيه قدم التاج ابن (¬5) السبكي قاضي دمشق وقد شكي إلى السلطان، فبعث بطلبه الكشف عليه (¬6). [وفاة ابن الجندي المالكي] [307]- وفيه مات ابن الجندي (¬7)، الشيخ الفقيه، العالم، الفاضل، الصالح، ¬

(¬1) هكذا رسمت في الأصل، ولم أتبيّن صحّتها. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 108. (¬3) دنقلة: تعرف بدنقلة العجوز أو دنقلة القديمة. ويقال: «دمقلة» بالميم. مدينة تاريخية بالسودان الشمالي تقع بالقرب من بلدة الدابة الحالية، كانت عاصمة لمملكة مقرة المسيحية. فتحها عبد الله بن سعد بن أبي سرح عام 31 هـ‍. / 642 م. وأعاد فتها السلطان الناصر محمد بن قلاوون عندما غزا بلاد النوية بعد حصار طويل وأجلس عليها أحد ملوكها ممن أعتنق الإسلام، خرّبت إبّان القرن 18 م، وأعيد بناؤها إلى الشمال من الموقع القديم. وإليها ينسب إقليم دنقلة في المديرية الشمالية من السودان الآن. (القاموس الإسلامي لأحمد عطية الله - مكتبة النهضة المصرية 1386 هـ‍. / 1966 م. - ج 2/ 393 و 394) وانظر: دمقلة (بالميم) في: معجم البلدان 2/ 470. (¬4) الجوهر الثمين 2/ 223، والذيل على العبر للعراقي 1/ 192، والسلوك ج 3 ق 1/ 108، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 29 - 32. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 108، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 272، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 32. (¬7) في الأصل: «بن الجندب». والمثبت من المصادر: السلوك ج 3 ق 1/ 124، 125، والدرر الكامنة =

وفاة صاحب اليمن

خليل بن إسحاق بن موسى التركي، الحنفيّ الأصل، المصري، المالكي. وكان يسمّى محمد (¬1) أيضا، ويلقّب ضياء الدين. / 77 أ / وكان أبوه حنفيا، ولازم ولده الشيخ أبو (¬2) عبد الله ابن (¬3) الحاج. وكان والد الشيخ خليل يعتقده ويكثر ملازمته أيضا، وأن ولده قرأ عليه في مذهبه فانتفع به وبالشيخ الوليّ الصالح عبد الله المنوفي. قرأ عليه الفقه للمالكية كثيرا حتى برع في مذهبه وفي فنون كالعربية والأصول، وأفتى ودرّس، وصار له صيت وشهرة مع ديانة وخير وصلاح. وسمع من ابن عبد الهادي. وجلس بعد موت شيخه المنوفي في مجلسه لإقراء الطلبة، وانتفع به الناس. وولي تدريس فقه المالكية بالخانقاه الشيخونية، ولم يغيّر زيّ الجندية، وكان له إقطاعا (¬4) في الحلقة. وكان حسنا، عفيفا، نزها، حسن السّمت، والملتقى، وصنّف «المختصر» الجليل المشهور على طريقة (¬5) شرحه «الحاوي» للشافعية، وشرح «مختصر ابن (¬6) الحاجب» في عدّة مجلّدات، وزاد فيه تحرير الأقوال. وله كتاب في ترجمة شيخه عبد الله المنوفي، وفيه خطب ببغداد لصاحب مصر الأشرف شعبان، وكان بها نائبا عن أويس مرجان، فوقعت بينهما وحشة، فعصى مرجان على أويس وخرج عن طاعته ورفض قبضته (¬7)، وأخذ البيعة للأشرف شعبان، وأبطل اسم أويس وأقامه بالخطبة، بل وضرب السكة باسم الأشرف شعبان، وأنه عزم على محاربة أويس، وأنه نائب السلطان ببغداد، وإن نصره الله على أويس، وإن كانت الأخرى قدم إلى الأبواب السلطانية فأكرم رسله، وجهّز له عدّة خلع لأمرائه وأكابر دولته، وأعيد رسله بعد أن خلع عليهم. [وفاة صاحب اليمن] [308]- وفيه مات صاحب اليمن (¬8) السلطان الملك المجاهد علي بن داود (¬9) ¬

= 2/ 86 رقم 1653، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 281، والنجوم الزاهرة 11/ 92، ووجيز الكلام 1/ 150 رقم 297، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 41. (¬1) الصواب: «محمدا». (¬2) في الأصل: «أبي». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) الصواب: «إقطاع». (¬5) في الأصل: «مربت». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) كذا. (¬8) انظر عن (صاحب اليمن) في: الذيل على العبر للعراقي 1/ 215، والعقود اللؤلؤية 2/ 123 - 126، والسلوك ج 3 ق 1/ 125، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 233، والدرر الكامنة 3/ 49، 50 رقم 106، والنجوم الزاهرة 11/ 91، وتاريخ ثغر عدن 2/ 139 - 151، وقلادة النحر 2 / ورقة 127 ب، ووجيز الكلام 1/ 151 رقم 300، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 42، وشذرات الذهب 6/ 209، والبدر الطالع 1/ 444، والأعلام 4/ 286، 287. (¬9) في الأصل: «أحمد».

عودة السبكي إلى القضاء

بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول، التركمانيّ (¬1) الأصل. وقد مرّ الكثير من أخباره. وكان ولي السلطنة بعد أبيه في سنة إحدى وعشرين. وكانت نفسه تحدّثه بسلطنة مصر لاعتماده على منجّم أخبره بذلك، فلما قبض عليه / 77 ب / وجيء به إلى القاهرة. ثم جرى عليه ما جرى، وأطلق النار راكبا بالنيل، فنازعته فرسه في المدرسة الأقبغاويّة، ثم بكا (¬2)، وعلم أنّ الذي أثره مروّع ولا يلزم المملكة. [عودة السبكي إلى القضاء] وفيه أعيد التاج السبكي إلى قضاء دمشق على عادته، وهي ثالثة (¬3). [الاهتمام بعمل الأسطول] وفيه اهتمّ الأتابك يلبغا بعمل الأسطول لغزو الفرنج، وشرع في العمل بجزيرة أروى (¬4)، وأقيم الوزير ابن قروينة على مباشرة (¬5) ذلك، وبذل همّته، واستفرغ جهده في ذلك، وقدم للعمل ماية قطعة، وكتب إلى بلاد السواحل بطرابلس وغيرها أيضا بالعمل، ونودي بحضور البحّارة ورجال الغزو [و] من يريد الجهاد في سبيل الله، فحضر ما لا يحصى كثرة للعرض بدار الأتابك يلبغا، فكتبت (¬6) أسماؤهم بديوان، وقرّرت لهم المعاليم، وأقيمت نقباء (¬7)، وقاموا في مساعدة عمل المراكب والصنّاع، وكان مهمّا حافلا جليلا، شاع حتى بلغ الفرنج، فوقع الرعب في قلوبهم (¬8). [فرار تجّار الفرنج من الإسكندرية] وفيه قدم الخبر بفرار تجّار الفرنج من الإسكندرية في البحر، وأنهم ذهبوا فلم يقدر عليهم (¬9). ¬

(¬1) في الأصل: «البركاتي»، وفي بدائع الزهور: «البركاني». (¬2) الصواب: «بكى». (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 113. (¬4) جزيرة أروى: تعرف بالجزيرة الوسطى لوقوعها في النيل بين الروضة وبولاق، وفيما بين برّ القاهرة وبرّ الجيزة، لم ينحسر عنها الماء إلاّ بعد سنة سبعمائة. (المواعظ والإعتبار 2/ 186). (¬5) في الأصل: «عامرة». (¬6) في الأصل: «فكتب». (¬7) في الأصل: «ذلك». (¬8) البداية والنهاية 14، 315، والسلوك ج 3 ق 1/ 113، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 272، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 27، 28. (¬9) السلوك ج 3 ق 1/ 114.

تجهيز أجناد الحلقة

[تجهيز أجناد الحلقة] وفيه عرض الأتابك يلبغا أجناد الحلقة وأكّد عليهم في التجهّز للخروج للغزو، وجمع بعضا منهم (¬1). [وصول رسول السلطان أويس] وفيه وصل رسول السلطان أويس، وهو قاضي تبريز في جماعة معه بمكاتبة يذكر فيها قضيّة مرجان وأنه عصى عليه، وأنّ القصد أنه إذا حاربه ففرّ إلى جهة الشام لا يمكّن من الدخول إليها. فأهين القاضي ومن معه، وأعيد الجواب بما لا يسرّ، وكتب فيه أنه [إن] يبغي طلب نجدة سيّرت إليه العساكر، وأن بغداد صارت في حكم مصر، وهو النائب بها، فصار الرسول خائفا (¬2). [جماد الآخر] [وفاة ملكتمر المارديني] [309]- وفي جماد الآخر مات ملكتمر (¬3) المارديني، أحد مقدّمي الألوف، ورأس نوبة الجمداريّة. [تقدمة طيبغا العلائي] وقرّر في تقدمة طيبغا العلائي أستادار الأتابك يلبغا (¬4). [تقرير أستاداربة] وقرّر في أستادارية يلبغا أينبك البدري، عوضا عن طيبغا، واستقرّ في جملة الأمراء الطبلخاناة (¬5). [تولية رأس النوبة الكبرى] وفيه ولي الرأس نوبة الكبرى أرغون ططر، عوضا عن ملكتمر المارديني (¬6). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 114. (¬2) في السلوك: «أعيد خائبا». ج 3 ق 1/ 114، وانظر: وجيز الكلام 1/ 148، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 33. (¬3) انظر عن (ملكتمر) في: السلوك ج 3 ق 1/ 126، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 288، ووجيز الكلام 1/ 152 رقم 306، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 28 و 42. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 114، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 33. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 114، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 33. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 114، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 33.

وفاة العز ابن جماعة

وفاة العزّ ابن جماعة (¬1) [310]- / 78 أ / مات بمكة المشرّفة قاضي القضاة العزّ ابن (¬2) جماعة (¬3)، عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن صخر الكناني، الشافعيّ. وكان عالما متبحّرا. أخذ على عمر بن القوّاس، وأبي (¬4) الفضل بن عساكر، وغيرهما. وأجاز له أحمد بن أبي عصرون، وزينب بنت مكي، وآخرين (¬5). وسمع من الأبرقوهي، والدمياطي، والفوّي، وآخرين. وأكثر من السماع والقراءة، وأفتى ودرّس، وحدّث، وصنّف، وألّف، وأخذ عن جماعة من الأعيان، منهم: أبو حيّان. وولي قضاء مصر نحوا من ثلاثين سنة وباشره بديانة وأمانة، وعفّة وصيانة. وكان خيّرا، صالحا، ترك القضاء بأخرة، وتوجّه للمجاورة في مكة، وبها بغته الأجل. ومولده سنة أربع وتسعين وستماية. [نيابة الإسكندرية] [وفيه] قرّر في نيابة الإسكندرية الشريف بكتمر والي القاهرة، عوضا عن خليل بن ¬

(¬1) العنوان عن هامش المخطوط. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) انظر عن (ابن جماعة) في: المعجم المختص 147، 148 رقم 174، ومعجم شيوخ الذهبي 319 رقم 456، وذيل تذكرة الحفاظ 41 - 43، وطبقات الشافعية الكبرى 6/ 123 (10/ 79 - 81)، ومعجم شيوخ السبكي 1 / ورقة 93 ب، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 388 - 390، رقم 353، ومنتخب معجم ابن رافع، رقم 269، والوفيات لابن رافع 2/ 305 - 308 رقم 837، والبداية والنهاية 14/ 31، وتذكرة النبيه 3/ 297، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 437، والوفيات لابن قنفذ 366 رقم 768 وفيه وفاته سنة 768 هـ‍، والعقد الثمين 5/ 457 - 460، وذيل التقييد 2/ 131 - 133 رقم 1293، والذيل على العبر للعراقي 1/ 200 - 207، والسلوك ج 3 ق 1/ 125، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 284 - 286، وطبقات الشافعية له 3/ 253، 254 رقم 647، ومنتقى المعجم الكبير للذهبي، ورقة 32 أ، والدرر الكامنة 2/ 378 - 382 رقم 2443، ورفع الإصر 2/ 355 - 359، والمنهل الصافي 7/ 300 - 302 رقم 1445، والدليل الشافي 1/ 418 رقم 1439، والنجوم الزاهرة 11/ 89، 90، والتحفة اللطيفة 3/ 256 - 258، وحسن المحاضرة 1/ 359 و 425، ووجيز الكلام 1/ 148، 149 رقم 290، وطبقات الحفاظ 536، وذيل طبقات الحفاظ 363، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 32 و 42، ودرّة الحجال 3/ 125 وكشف الظنون 1/ 403 و 2/ 1013 و 1829، و 1940 و 2003 و 2030، وشذرات الذهب 6/ 208، 209، والبدر الطالع 1/ 359، 360، وإيضاح المكنون 2/ 637، وهدية العارفين 1/ 582، وديوان الإسلام 2/ 105 رقم 705، والرسالة المستطرفة - 1، 101، 189، وفهرس الفهارس 1/ 225، والأعلام 4/ 26، ومعجم المؤلفين 5/ 257، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع (المستدرك على الجزء الثاني - صنعتنا -) ص 30، 31، وتاريخ الأدب العربي 1/ 72، وتاريخ الخلفاء 505. (¬4) في الأصل: «ابن». (¬5) الصواب: «وآخرون».

حرب يلبغا وطيبغا الطويل

عرام بتقدمة ألف. وهو أول من باشر الإسكندرية نيابة، وكانت قبل ذلك ولاية. وعمل معه حاجب أمير طبلخاناة، ووالي حرب أمير عشرة، وخمسماية فارس، وهم الذين يقال لهم الآن أجناد الستماية. وقرّر أمور الثغر (¬1). وصار يقال لمن وليه ملك الأمراء، وهو صدر ذلك، ولو كان ذلك قبل ذلك لما حصل ما حصل، لكن قدرة الله تعالى المسبّب وقضاؤه (¬2) أحيى لا رادّ لما قضى جلّ وعلا. [حرب يلبغا وطيبغا الطويل] في هذه الأيام ثقلت وطأة طيبغا الطويل أمير سلاح على خشداشه يلبغا الأتابك، وفي عزم طيبغا أن يستبدّ بالأمر وحده. وأخذ يلبغا يدبّر عليه. فاتفق أن خرج طيبغا للصيد بالعبّاسة، فاغتنم يلبغا الفرصة وبعث إليه وهو هناك آقبغا العمري الحاجب ومعه تقليد له بنيابة الشام وخلعة بأن يحملها معه إلى محلّ نيابته. فلما وقف طيبغا على ذلك غضب وحنق، ولم يوافق على ذلك، وردّ آقبغا بما معه من التقليد والتشريف ردّا غير جميل، فغضب الأتابك يلبغا، ثم عيّن له جماعة بعث بهم إليه، منهم: أرغون الإسعردي الدوادار، وأروس المحمودي، / 78 ب / وأرغون الأزقي (¬3)، وطيبغا العلائي، والتشريف (¬4) معهم أيضا. وأكّد عليهم أن يكلّموه في أن يمتثل ما رسم به السلطان، ويقلع الفتنة. فما أجاب، وثار بنفسه، ووافقه ممّن توجّه إليه: الإسعردي، وأروس. وقبض على العلائي، وفرّ الأزقي (¬5) إلى الأتابك يلبغا فأخبره بما كان، فركب يلبغا إلى القلعة من فوره وأركب السلطان وألبسه لأمة الحرب هو وعساكره، ثم أكمن في لحف الجبل قريبا من قبّة النصر كمينا لا علم عند الطويل به. فما طلع فجر يوم السبت سابع عشره إلاّ وطيبغا الطويل في جموعه بقبّة النصر، ووافاه الأتابك يلبغا وواقعه، واقتتل الفريقان. وأخذ أمر طيبغا في الاستظهار، وكاد أن يتمّ له النصرة، وإذا بالكمين قد خرج له من ورائه فذهب، وكان يلبغا قد تأخّر شيئا فردّ عائدا، فما هو إلاّ وقد انهزم طيبغا وتفرّقت جموعه، وفرّ بنفسه فاختفى. وعاد السلطان وقد سكنت الفتنة، وتتبّع من كان مع طيبغا فأخذوا من كل جانب. ثم قبض على طيبغا المذكور من خانقاه بيبرس، ثم قبض على الإسعردي، وأروس، وجماعة من الأمراء، ممّن كان مع طيبغا، فقيّدوا وسجنوا بالقلعة، ثم حملوا ¬

(¬1) الجوهر الثمين 2/ 223، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 50 أ، والسلوك ج 3 ق 1/ 114، 115، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 24 و 33. (¬2) الصواب: «وقضاءه». (¬3) في الأصل: «الأشرفي». والمثبت عن: السلوك. (¬4) في الأصل: «الشريف». (¬5) في الأصل: «الأشرفي».

رجب

إلى الإسكندرية فسجنوا بها، وخلا الجو ليلبغا، وزال طيبغا كأنه لم يكن. وقرّر في إمرة سلاح عوضه طيدمر البالسي، وفي الدوادارية طيبغا الأبوبكري عوضا عن الإسعردي (¬1)، وحصّل ولايته، وعزل أناس، وقدّم أناس، وأمّر آخرين تقادم ألوف، وطبلخانات وعشرات، منهم في الإمريّة (¬2) سودون الشيخوني (¬3). وزيّنت القاهرة في هذه الأيام زينة حافلة، وركب الأمراء المذكورين (¬4) وأتوا بالشرابيش إلى المدرسة المنصورية للحلف بها على العادة، وكان يوما حافلا (¬5). [رجب] [قدوم رسل الفرنج إلى القاهرة] [وفي] رجب قدم الخبر من الإسكندرية بأنه قدم رسل من الفرنج وطلبوا رهائن لينزلوا بالمكاتبة التي معهم للسلطان (¬6)، فبعث / 79 أ / إلى الإسكندرية يخبر ذلك، فاقتضى الرأي أن يخرج جماعة من أولي الجرائم ممّن استحقّ غاية القتل، وتجهّزوا إلى الثغر في هيأة (¬7) بياض الناس، ويبعث بهم إلى الفرنج رهائن. ومشى (¬8) ذلك على الفرنج، فنزلوا وحضروا القاهرة، واجتمعوا بالأتابك، فظنّوه السلطان، فقيل لهم إنّ هذا أمير من أمراء السلطان، وكان السلطان غائبا، فأدهشهم ما رأوا، وقدّموا هدية معهم جليلة فرّقها الأتابك على من كان حاضرا عنده، واختصّ بشيء قليل منها، وفتح مكاتيبهم (¬9) وهي تتضمّن التودّد، وأنهم في الطاعة، وأنهم يقومون على صاحب قبرس حتى يردّ الأسرى المأخوذين من الإسكندرية، ويعوّض المال، وهم يسألون تجديد الصلح ومن تمكّن تجّارهم من قدمتهم الثغر، وأن يفتح كنيسة قمامة لحجّهم، وكانت قد أغلقت من كائنة أخذ الإسكندرية. فأجابهم الأتابك بأنه لا بدّ من غزو قبرس وتخريبها. ثم أخرجوا، فأقاموا بالوطاق ثلاثة أيام، ثم وجّه بهم إلى دار الضيافة حتى قدم السلطان من سرحته، فصعد بهم إليه، ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 117. (¬2) في الأصل: «العربه». (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 118. (¬4) في الأصل: «المذكورون». (¬5) الجوهر الثمين 2/ 223، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 50 أ، والذيل على العبر للعراقي 1/ 192، والبداية والنهاية 14/ 318، 319، والسلوك ج 3 ق 1/ 115 - 117، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 274، 275، وتذكرة النبيه 3/ 292، والنجوم الزاهرة 11/ 31، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 25 - 27. (¬6) زاد في الأصل «والأتابكة». (¬7) في الأصل: «هية». (¬8) في الأصل: «وسع» والمثبت عن السلوك. (¬9) في الأصل: «مكاتبهم».

وفاة شيخ الخانقاه البيبرسية

وقدّموا هديّتهم ورسالتهم، فلم يجابوا وأعيدوا خائبين (¬1). [وفاة شيخ الخانقاه البيبرسية] [311]- وفيه مات الرضى (¬2) شيخ الخانقاه البيبرسية (¬3). [شعبان] [شادّية العماير] وفي شعبان قرّر محمد بن آقبغا آص في شدّ العماير، عوضا عن جركس الرسولي بعد نفيه (¬4). [نيابة طرابلس] وفيه قرّر في نيابة طرابلس أشقتمر المارديني، عوضا عن قشتمر (¬5) المنصوري، ورسم بحضوره إلى مصر (¬6). [نيابة صفد] وقرّر في نيابة صفد أسندمر الزيني (¬7). [خروج نائب حلب إلى خرت برت] وفيه خرج جرجي نائب حلب إلى جهة خرت برت، وهي بلد خليل بن قراجا بن دلغادر، فنازل قلعتها، واستمرّ مدّة شهور، وعاد بغير طائل لمنعة هذه القلعة. ثم بعد ذاك بعث ابن (¬8) دلغادر يطلب الأمان، فأمّن، وحضر إلى القاهرة (¬9). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 118، 119. (¬2) انظر عن (الرضى) في: الذيل على العبر للعراقي 1/ 209، 210، والسلوك ج 3 ق 1/ 126، والنجوم الزاهرة 11/ 90، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 42. (¬3) في الأصل: «البربرسيه». (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 121. (¬5) في تاريخ ابن قاضي شهبة: «عن قطلوبغا» وهو غلط. (¬6) تذكرة النبيه 3/ 294، والذيل على العبر للعراقي 1/ 192، والسلوك ج 3 ق 1/ 120، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 276، والنجوم الزاهرة 11/ 32، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 37. (¬7) تذكرة النبيه 3/ 294، والسلوك ج 3 ق 1/ 120، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 37. (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) تذكرة النبيه 3/ 294، والجوهر الثمين 2/ 222، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 49 ب، والذيل على العبر للعراقي 1/ 191، والسلوك ج 3 ق 1/ 120، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 37.

قطع لسان أميرين

[قطع لسان أميرين] [وفيه] أمر السلطان بقطع لسان أحمد بن أرغون النائب، وقطلوبغا العمري، ونفيا إلى الشام (¬1). [نظارة الدولة] وفيه قرّر في نظر الدولة العزّ ابن (¬2) الريشة. [رمضان] [رسول السلطان إلى قبرس] وفي رمضان وصل قطبغا (¬3) / 79 ب / إلى مصر من قبرس، وكان توجّه إليها رسولا من عند السلطان (¬4). [الإفراج عن طيبغا الطويل] وفيه أفرج عن طيبغا الطويل من سجن الإسكندرية إلى القدس بطّالا (¬5). [وفاة الشمس الكردي الحنفي] [312]- وفيه مات شمس الأئمّة الكردي (¬6)، العلاّمة محمود، شيخ الحنفية بمدرسة الناصر حسن. وكان من علماء الحنفية الأخيار. [شوّال] [الإفراج عن الأمراء بالإسكندرية] وفي شوّال أفرج عن بقيّة الأمراء الذين بسجن الإسكندرية من كائنة طيبغا الطويل، وهم أرغون الإسعردي، وأروس المحمودي، وآخرين (¬7)، ونفوا إلى الشام متفرّقين (¬8). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 120، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 27. (¬2) في الأصل: «بن». والخبر في: السلوك ج 3 ق 1/ 120، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 37 وفيه «سعد الدين». (¬3) في السلوك: «طقبغا». (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 120. (¬5) الجوهر الثمين 2/ 224، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 50 ب، والسلوك ج 3 ق 1/ 120، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 276، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 28، 29. (¬6) انظر عن (الكردي) في: الذيل على العبر للعراقي 1/ 211، والسلوك ج 3 ق 1/ 125، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 287، 288، والدرر الكامنة 4/ 343 رقم 932، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 29 و 42. (¬7) الصواب: «وآخرون». (¬8) السلوك ج 3 ق 1/ 121، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 276، والنجوم الزاهرة 11/ 32.

وصول رسول ملك الروم بعرض النجدة

[وصول رسول ملك الروم بعرض النجدة] وفيه وصل رسول ملك الروم أورخان (¬1) بن عثمان بمكاتبة مرسلة إلى السلطان يخبر بأنه جهّز مايتي غراب بحريّة نجدة للسلطان على ملك قبرس، ومتى طلب حضر بها جماعته، فأجيب بالشكر والثناء، وأنه لا يتحرّك حتى تقدم الشواني من مصر (¬2). [انتصار صاحب أذربيجان على صاحب بغداد] وفيه وصل الخبر بأنّ أويس صاحب أذربيجان وتبريز سار إلى بغداد لقتال مرجان، وأنه ظفر به فسمل عينيه وسجنه (¬3). [ذو القعدة] [وصول رسل متملّك جنوة] وفي ذي قعدة قدم رسل متملّك جنوة من الفرنج ومعهم هدية جليلة، وستين (¬4) من الأسرى من أهل الإسكندرية، وأنّ هذه الأسرى كانت نصيبه في كائنة الإسكندرية، وهو يعتذر بأنه لم يعلم بواقعة الإسكندرية إلاّ بعد أن وقعت ونزلت، وأنه متى قدر على ملك قبرس قبضه وقتله. فأجيب بالشكر والثناء، وأثنى عليه الأسرى خيرا، وأنهم لما وصلوا إليه تغمّم لهم، وأحسن إليهم، وكساهم، ورتّب لهم ما يليق بهم، حتى بعث بهم (¬5). [نيابة الإسكندرية] وفيه قرّر في نيابة الإسكندرية الأكز (¬6) الكشلاوي، ونقل [الشريف] (¬7) بكتمر منها إلى ولاية البرّ بالشام (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «اردخان» وكذا في بدائع الزهور. وفي السلوك: «ارخان». (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 121، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 33 و 38. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 121، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 275، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 38 و 39. (¬4) الصواب: «وستون». (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 122، 123، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 277، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 36، 37 و 40. (¬6) في الأصل: «الاكر». (¬7) إضافة من السلوك. (¬8) السلوك ج 3 ق 1/ 123، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 278.

تعيين وال بأسوان

[تعيين وال بأسوان] [وفيه] استجدّ السلطان واليا بأسوان على إقطاع أولاد الكنز، وبعث بمن كان مسجونا منهم بالقاهرة مع الحسام المعروف بالدم الأسود بعد أن خلع عليه بالولاية، فسمّر الجميع ووسّطهم بأسوان، فثارت الفتنة هناك، وتقاتل أتباع الموسّطين مع الدم الأسود هذا، فهزموه وأخربوا أسوان، وأسروا ونهبوا وحرّقوا، حتى هلك خلق في هذه الكاينة (¬1). [ذو الحجّة] [قدوم مبشّري الحاجّ] وفي ذي حجّة قدم مبشّرو (¬2) الحاجّ وأخبروا بالأمن والسلامة، ووصول الحاجّ من اليمن من عند السلطان الذي ولّيها في هذا العام، وهو ولد الذي مات، وهو / 80 أ / الملك الأفضل عبّاس بن المجاهد علي الماضي خبره، وأنه لم يقع بينهم لا شرّ ولا خير (¬3). ¬

(¬1) الجوهر الثمين 2/ 223، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 50 أ، والسلوك ج 3 ق 1/ 123، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 40. (¬2) في الأصل: «بشرو». (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 127.

سنة ثمان وستين وسبعماية

سنة ثمان وستّين وسبعماية [محرّم] [هدية صاحب اليمن للسلطان] في محرّم وصل وزير صاحب اليمن الملك الأفضل عبّاس بن المجاهد، وكان اسم الوزير شرف الدين حسين بن الفارقي، ومعه أمير أخوره، وعلى يدهما هديّة سنيّة قدّمت للسلطان، وفيها فرس ليس له ذكر ولا أنثيين (¬1)، وإنّما يبول من ثقب (¬2). [قتل صاحب فاس] [313]- وفيه قتل صاحب فاس أبو زيّان (¬3) ابن (¬4) الأمير أبي عبد الرحمن بن أبي الحسن المريني، وأقيم بعده في الملك أبو فارس عبد العزيز بن أبي الحسن. [صفر] [نيابة حماه] وفي صفر قرّر طيبغا الطويل في نيابة حماه (¬5). [نيابة حلب] وفيه قدم منكلي بغا الشمسي من دمشق في محفّة لوعك به، وكان السلطان قد بعث بطلبه، ثم خلع عليه، وقرّر في نيابة حلب، وصيّرت فوق رتبته (عوضا عن) (¬6) نيابة الشام. وأضيف من عسكر دمشق إلى عسكر حلب أربعة آلاف فارس (¬7). ¬

(¬1) الصواب: «أنثيان». (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 127، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 290. (¬3) في الأصل: «زبان»، والمثبت عن: السلوك ج 3 ق 1/ 148. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 127، وتذكرة النبيه 3/ 300 تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 291، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 43. (¬6) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬7) تذكرة النبيه 3/ 300، الذيل على العبر للعراقي 1/ 217، والسلوك ج 3 ق 1/ 127، وتاريخ ابن قاضي =

نيابة دمشق

[نيابة دمشق] وقرّر في نيابة دمشق آقتمر عبد الغني، وقرّر عوضه في حجوبية الحجّاب بمصر طيبغا العلائي استادار يلبغا الأتابك (¬1). [وفاة الأمين ابن وهبان] [314]- وفيه مات الأمين عبد الوهّاب بن أحمد بن وهبان (¬2) الدمشقي، الحنفيّ. وكان عالما، ماهرا في الفقه والأدب، وهو صاحب «المنظومة» المعروفة به، وهو من أجود النظم، وبها المسائل الفقهية الغريبة البديعة، وشرحها في مجلّدين، وله «درر البحار» الذي صنّفه الشمس القونوي. وكان عارفا بالقراءات والعربية أيضا. وولي قضاء حماة مدّة، وكان مشكور السيرة في قضائه. ومولده قبل الثلاثين. وذكر بعضا (¬3) وفاته في ذي حجّة من الحاليّة. ومنهم من ذكر في ذي حجّة الذي تقدّم. [قضاء حماه] وفيه قرّر في قضاء حماه عوضا عن ابن (¬4) وهبان: الجمال عبد الله بن النجم بن العديم (¬5) الحلبي، الحنفيّ (¬6). كتابة سرّ دمشق وقرّر ابن (¬7) الأثير في كتابة سرّ دمشق. ¬

= شهبة 3/ 291، والنجوم الزاهرة 1/ 34، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 42. (¬1) تذكرة النبيه 3/ 300، الذيل على العبر للعراقي 1/ 217، والسلوك ج 3 ق 1/ 127، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 291، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 43. (¬2) انظر عن (ابن وهبان) في: الذيل على العبر للعراقي 1/ 232، والسلوك ج 3 ق 1/ 146، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 300، 301، والدرر الكامنة 2/ 423، 424 رقم 2540، ولحظ الألحاظ 52، وتاج التراجم 39، ووجيز الكلام 1/ 157 رقم 313، وبغية الوعاة 2/ 123، وبدائع الزهور ج ق 2/ 63، وكتائب أعلام الأخيار، ورقة 326 ب - 327 ب - 327 ب، ودرّة الحجال 3/ 151، وكشف الظنون 1/ 649 و 667 و 740 و 746 و 757 و 874 و 2/ 1167 و 1189 و 1243 و 1485 و 1499 و 1865 و 1984، وشذرات الذهب 6/ 212، والفوائد البهية 113، وهدية العارفين 1/ 639، والأعلام 4/ 180، وديوان الإسلام 4/ 379، 380 رقم 2184، ومعجم المؤلفين 6/ 220. (¬3) الصواب: «بعض». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في الأصل: «الحرم». (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 128، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 43. (¬7) في الأصل: «بن».

سكنى الأمراء بقلعة الجبل

[سكنى الأمراء بقلعة الجبل] وفيه رسم للأمراء بأسرهم أن يسكنوا قلعة الجبل على العادة التي كانت في الأيام الناصرية محمد بن قلاون، فسكن البعض منهم (¬1). [قضاء الأحناف بالإسكندرية] / 80 ب / وفيه قرّر الشهاب أحمد بن عمر بن الزبيبة (¬2) الحنفي قاضيا بالثغر السكندري، زيادة على قاضيها الجمال بن الربعي المالكيّ، ولم يكن قبل ذلك بالإسكندرية قاضيان (¬3). [وفاة النور الدميري] [315]- وفيه مات النور الدميري (¬4) علي. وكان عبدا صالحا، أفنى عمره في تعليم القرآن وبرّ أهل الحاجّ. [ربيع الأول] [نفي مقدّم المماليك بمصر] وفي ربيع الأول قبض الأتابك يلبغا على الطواشي سابق الدين مثقال الأنوكي مقدّم المماليك، وضرب نحوا من ستماية عصي (¬5)، ونفاه إلى أسوان لشيء بلغه عنه، وقرّر عوضه في التقدمة مختار المعروف بشادروان (¬6). [قطع رواتب جماعة من الأمراء] وفيه عرض الأتابك يلبغا أجناد الحلقة بجزيرة أروى عدّة أيام وشدّد عليهم، وقطع رواتب جماعة منهم نحو الثلاثين (¬7)، وكثر الدعاء عليه، فزال عن قريب كما سنذكره. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 128، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 43. (¬2) مهملة في الأصل. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 128، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 43. (¬4) في الأصل: «الدرى». والمثبت عن المصادر: طبقات الأولياء 562، 563، والذيل على العبر للعراقي 1/ 218، والسلوك ج 3 ق 1/ 147، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 301 وفيه: «التدمري»، والدرر الكامنة 3/ 145 رقم 337، ولحظ الألحاظ 152، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 61. (¬5) الصواب: «عصاة». (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 128، والنجوم الزاهرة 11/ 35. (¬7) في الأصل: «الثلثين». والخبر في: السلوك ج 3 ق 1/ 129.

اكتمال عمل الشواني البحرية

[اكتمال عمل الشواني البحرية] وفيه كملت الشواني البحرية، وكانت ماية قطعة ما بين غربان، وطرايد. وقرّر أمرها، ورتّب ما يحتاج إليه من الرجال والآلات والأسلحة. وعيّن لكلّ أمير عدّة منها، وزيّنت بالأعلام اليلبغاويّة، وتهيّأت وبها المقاتلة. ولمّا تكمّلت في تقرير أمورها (¬1). وفيه ركب السلطان وأتابكه وسائر أمراء الدولة وأعيانها لرؤيتها، وخرج الناس من أقطار القاهرة للتفرّج عليها بجزيرة أروى، وقد تحصّنت الخلائق. وركب السلطان الحرّاقة، وقدّمت الشواني، ولعبت رجالها بالآلات الحربية كما تفعل عند لقاء العدوّ، وضربت طبولها ونقّاراتها وزمورها والبوقات، وأطلقت النفوط، وكان أمرا مهولا في العظمة، ومنظرا جميلا حسنا لو تمّ ذلك، لكن ما أراد الله تعالى به (¬2). [ثورة المماليك بيلبغا] ولما انقضى ذلك عدّى السلطان حتى نزل بمخيّمه من الجيزة، وسار الأتابك يلبغا إلى الصيد بجزيرة القط (¬3). وبينما هو في أهنا عيش، إذ كدّره عليه دهره كما هي عادة الدهر، فوقعت أمور ثار فيها مماليك يلبغا به واتفقوا على قتله لحقدهم عليه أمور (¬4) كان تسلّط بها عليهم، وكلّمه عدّة أمراء في حقّها فما زاده ذلك إلاّ حنقا عليهم، وخالف مماليكه لما بلغهم ذلك عنه (¬5). وكان ما سنذكره. [وفاة النجم الأعمى] [316]- وفيه مات النجم عبد الجليل بن سالم بن عبد الرحمن الحنبلي، الأعمى (¬6). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 129. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 129، الجوهر الثمين 1/ 25، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 52 ب، والسلوك ج 3 ق 1/ 129، ووجيز الكلام 1/ 153، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 44، 45. (¬3) جزيرة القط: تعرف اليوم باسم جزيرة البدرشين بمركز الجيزة، محافظة الجيزة - (القاموس الجغرافي للبلاد المصرية - محمد رمزي - ق 1/ 211). (¬4) الصواب: «أمورا». (¬5) الجوهر الثمين 2/ 225، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 50 ب، والسلوك ج 3 ق 1/ 130، ووجيز الكلام 1/ 153، 154، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 45 - 47. (¬6) انظر عن (الأعمى) في: السلوك ج 3 ق 1/ 146، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 300، ولحظ الألحاظ 152، ووجيز الكلام 1/ 157 رقم 314، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 55 و 63، والمنهج الأحمد 459، والمقصد الأرشد، رقم 623، والدرّ المتضّد 2/ 541، 542، رقم 1371، والسحب الوابلة 113.

ربيع الآخر

وكان من شيوخ الحنابلة وعلمائهم، وهو (¬1) عمّ الصلاح / 81 أ / محمد بن الأعمى الحنبلي شيخ البرقوقية، وسيأتي في محلّه. [ربيع الآخر] [الحرب بين المماليك والأتابك يلبغا] وفي ربيع الآخر كانت كائنة قتل يلبغا من مماليكه، وذلك أنه لما اتفقوا وتحالفوا ركبوا ليلا، وكانت ليلة الأربعاء خامس ربيع هذا، وكبسوا مخيّم أستاذهم وأحاطوا به ليأخذوه، فسبقه بعض خواصّه منهم فعرّفه بالأمر، فبادر إلى الفرار، وفرّ على فرس له إلى بولاق التكرور حيث السلطان، وبعث ليلا إلى طيبغا الحاجب وهو بجزيرة أروى لأجل عرض الجند وهم في مشقّة من جهته، فوافاه القاصد بكرة يوم الأربعاء، وهو قد جلس للعرض، فأعلمه بالحال، فقام من وقته وأبطل العرض، وجمع الجند، وسار إلى الجزيرة، وجمع المراكب. وتقدّم أنّ الأسعدي أخذ من برّ الجيزة غير السلطان ويلبغا ومن معهما، وارتجّت القاهرة وغلّقت أبواب القلعة، ولبس المماليك بها، وعدّى يلبغا وطلب القلعة فمنع منها إلاّ أن يجيء السلطان، والسلطان بذاك البرّ وقد انحاز إليه مماليك يلبغا، وذكروا له ما هم فيه من أستاذهم، وطلبوا منه أن ينصرهم عليه (¬2)، فوعدهم بجميل وقوّى عزائمهم، فحلفوا له، وأركب، وساروا به إلى بولاق التكرور. سلطنة الملك المنصور (¬3) وجاء يلبغا إلى جزيرة أروى وأحضر الخليفة، والأمير آنوك بن حسين بن محمد بن قلاون أخو (¬4) السلطان، وطلب من الخليفة مبايعته، فامتنع قليلا، ثم أجابه، فأقامه في الملك، ولقّبه بالملك المنصور، وأركب بشعار السلطنة بالجزيرة، وانحازت المراكب إلى جهة السلطان، ووقع القتال بينه وبين يلبغا، ودخل الليل، ثم أصبح السلطان مهتمّ (¬5) على قتالهم. وجلس آنوك في بكرة يوم الخميس وبين يديه أرباب الدولة وعمل الخدمة قليلا، ثم ركب مع عساكر يلبغا إلى الحرب (¬6). هذا، وأحوال القاهرة قد تعطّلت والأسواق قد أغلقت، وخرج الناس للفرجة، وصاروا يكثروا (¬7) من قولهم: «سلطان الجزيرة ما يسوى شعيرة» يهز أون بآنوك، وأنّ أمره لا يتمّ. وتعصّب العامّة للسلطان، وعدّوا إليه بالسباحة / 81 ب / وصاحوا عنده: «السلطان منصور». ¬

(¬1) في الأصل: «وقد». (¬2) في الأصل: «ينصره عليهم». (¬3) العنوان عن هامش المخطوط. (¬4) الصواب: «أخي». (¬5) الصواب: «مهتمّا. (¬6) كذا. (¬7) الصواب: «يكثرون».

مقتل يلبغا

وأخذ أمر يلبغا في الانحلال، وتسلّل عنه أصحابه شيئا فشيئا، وجرت أمور آلت إلى فراره ودخول داره (¬1). [مقتل يلبغا] [317]- وصعد السلطان إلى القلعة، وأحضر إليه يلبغا (¬2) في الحال هذا بعد أن صعد آنوك إلى القلعة إلى محلّ كان به قبل أخذه، وأحضر مع يلبغا لصاحبه طيبغا حاجب الحجّاب، فحبسا بالقلعة. فتخوّف مماليك يلبغا منه أن يفرج السلطان عنه فيستأصلهم، فصاروا جميعهم إلى الأعيان منهم، وهم: أسندمر، وآقبغا جلب، وقجماس، وما زالوا بهم حتى طلبوا من السلطان أن يمكّنهم منه، فأجابهم إلى ذلك، فأخرجوه من محبسه ومشوا به إلى قريب باب السلسلة، وقدّم له فرس ليركبه، وحين أراد الركوب وثب عليه قراتمر من مماليكه وضربه بسيف معه ألقى رأسه عن بدنه، وأخذته سيوف بقيّتهم حتى أتلفوا شلوه (¬3)، وحملوا رأسه إلى السلطان، وألقيت في مشعل نار بين يديه. ثم جمع بدنه ورأسه وغسّل بعد ذلك، ودفن بتربته من الصحراء. وكان يلبغا هذا شهما، شجاعا، سيوسا، مدبّرا، عاقلا، محبّا في أهل العلم، مشاركا في كثير من المسائل، متعصّبا لمذهب أبي حنيفة رضي الله عنه، زائدا عنه جدّا، وتحنّف في أيامه جماعة لعطائه لهم على ذلك. وكان كثير البذل والصدقات. وله نوادر تعدّ له إلى الآن. وكانت عدّة مماليكه ثلاثة آلاف، وولّي منهم عدّة، المماليك والإمريّات، وكان من أضخم الأمراء الأتراك. ويقال إنّ الوزير ابن (¬4) قروينة كان يحمل إليه في كل يوم ألفي دينار، وهذا من الغرائب. ¬

(¬1) الجوهر الثمين 4/ 225، 226، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 50 ب، 51 أ، والسلوك ج 3 ق 1/ 154، والنجوم الزاهرة 11/ 35، 36، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 47 - 49. (¬2) انظر عن (يلبغا) في: الجوهر الثمين 2/ 227، 228، وتذكرة النبيه 3/ 300، 301، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 51 ب، 52 أ، والبداية والنهاية 14/ 324، والذيل على العبر للعراقي 1/ 216، 217، والسلوك ج 3 ق 1/ 136، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 293، والدرر الكامنة 4/ 440 - 442 رقم 1219، والنجوم الزاهرة 11/ 39، 40، ووجيز الكلام 1/ 153 - 155 رقم 307. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 136 والشلو: العضو من أعضاء اللحم، وأشلاء الإنسان أعضاؤه بعد البلى والتفرّق، (مختار الصحاح). (¬4) في الأصل: «بن».

تعيين مدبرين للملكة

[تعيين مدبّرين للملكة] ولما تمّ أمر يلبغا تعيّن آقبغا الجلب، وأسندمر، وقجماس، وأحمد قرا في تدبير أمور الدولة، وقبضوا على جماعة من الأمراء وغيرهم، ووقع نهب من الغوغاء وأوباش الجند لدار جماعات بحجّة أنهم من حواشي يلبغا، وتجاوزوا الحدّ في ذلك، حتى ركب الحاجب والوالي عفّوا الناس عن ذلك، ونودي بالأمان حتى وقع الكفّ شيئا (¬1). [تقرير أمراء في وظائف] وفيه قرّر في حجوبية الحجّاب قشتمر المنصوري. وقرّر أيدمر الشامي في الدوادارية على تقدمة ألف، وهو أول قيد له مختصّا (¬2) به. ثم أعاده إلى تقدمة المماليك. وقجماس الطازي في إمرة سلاح، وخلع عليهم بذلك، وعلى آخرين معهم / 82 أ / هذه الوظائف (¬3). [القبض على جماعة] وقبض على آخرين، منهم: آقبغا الجوهري، وكمشبغا الحموي، وأينبك (¬4)، وغيرهم. وأفرج عن أينبك بمال كبير قام به، وحمل جماعة إلى سجن الإسكندرية (¬5). [تقدمة المماليك] وفيه قدم مثقال الآنوكي من قوص، فأيس به السلطان وأكرمه ثم أعاده إلى تقدمة المماليك (¬6). [جماد الأول] سيّدي يوسف العجمي [318]- وفي جماد الأول مات الشيخ الوليّ المسلّك، سيّدي يوسف بن عبد الله بن عمر بن علي بن خضر العجمي (¬7)، الكوراني، الكردي، الشافعيّ، مربّي الفقراء بزاويته من القرافة. ¬

(¬1) تاريخ الدولة التركية، ورقة 52 أ، والسلوك ج 3 ق 1/ 137، 138. (¬2) الصواب: «مختص». (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 138، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 293، والنجوم الزاهرة 1/ 41، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 53، 54. (¬4) مهمل في الأصل. (¬5) الجوهر الثمين 2/ 229، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 52 أ، والسلوك ج 3 ق 1/ 138، والنجوم الزاهرة 11/ 41، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 54. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 139، والنجوم الزاهرة 11/ 41، وبدائع الزهور ج 3 ق 1/ 54. (¬7) انظر عن (يوسف العجمي) في:

ابن نباتة

وكان من عباد الله الصالحين، وحزبه المفلحين، وكان أعجوبة في التسليك، وله أتباع ومريدون، وعدّة زوايا في عدّة بلاد. ابن نباتة (¬1) [319]- وفيه مات الأديب البارع، الجمال بن نباتة محمد بن محمد بن محمد بن الحسن (¬2) بن علي بن يحيى بن طاهر بن محمد بن الخطيب بن عبد الرحيم بن نباتة المصري، الشافعيّ. وكان فاضلا، عارفا بالأدب وفنونه، وله النظم الحسن. ومولده سنة ست وسبعين وستماية. [القبض على الوزير ابن قروينة] وفيه قبض على الوزير ابن (¬3) قروينة (¬4)، وقرّر في الوزارة ونظر الخاص الفخر عبد ¬

= طبقات الأولياء 492 - 494 رقم 171 وص 573 رقم 174، والذيل على العبر للعراقي 1/ 224، 225، والسلوك ج 3 ق 1/ 148، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 306، والدرر الكامنة 4/ 463 رقم 1267، ولحظ الألحاظ 153، والنجوم الزاهرة 11/ 94، ووجيز الكلام 1/ 128 رقم 315، وحسن المحاضرة 1/ 302، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 55، والطبقات الكبرى للشعراني 2/ 76، 77، ودرّة الحجال 3/ 352، وكشف الظنون 1/ 904، وجامع كرامات الأولياء 2/ 293، وإيضاح المكنون 1/ 171 و 605، وهدية العارفين 2/ 557، 558، والأعلام 8/ 240، وذيل تاريخ الأدب العربي 2/ 282، ومعجم المؤلفين 13/ 313. (¬1) العنوان عن هامش المخطوط. (¬2) في الأصل: «الحسين»، والمثبت عن مصادر ترجمته: المعجم المختص 256، 257 رقم 325، ومعجم شيوخ الذهبي 567، 568 رقم 843، والوافي بالوفيات 1/ 311 - 331 رقم 199، وطبقات الشافعية الكبرى 9/ 273، وتذكرة النبيه 3/ 304 - 309، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 44، ومعجم شيوخ السبكي 2 / ورقة 116 - 119، والوفيات لابن رافع 2/ 311، 312، رقم 843، والبداية والنهاية 14/ 322 في وفيات سنة 767 هـ‍، وذيل التقييد 1/ 250 رقم 488، والسلوك ج 3 ق 1/ 147، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 303، 304، والمقفّى الكبير 7/ 103 ب 10 رقم 3191، والدرر الكامنة 4/ 216 - 223 رقم 585، ولحظ الألحاظ 153، والمنهل الصافي 6 / ورقة 755 ب - 759 أ، والنجوم الزاهرة 1/ 95 - 97، والدليل الشافي 2/ 700، ووجيز الكلام 1/ 158 رقم 316، وحسن المحاضرة 1/ 571، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 61 - 63، وكشف الظنون 1/ 3 و 480 و 714 و 841 و 961 و 2/ 979 و 1009 و 1047 و 1215 و 1243 و 1351 و 1603 و 1730 و 1850 و 1934، وشذرات الذهب 6/ 212، وتراجم العلماء، ورقة 125 ب - 126 ب، وطبقات الفقهاء والعباد، ورقة 329 أ، والبدر الطالع 2/ 252 - 254، وهدية العارفين 2/ 164، والأعلام 7/ 38، ودائرة المعارف الإسلامية 3/ 924، ومقدّمة سرح العيون لمحمد أبي الفضل إبراهيم - بيروت 1986، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 5/ 217 - 219، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 167 رقم 241، ومعجم المؤلفين 11/ 273، 274، وتاريخ الخلفاء 505. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في السلوك «قزوينة» بالزاي.

وصول رسل متملك جنوة

الله ابن التاج موسى بن أبي شاكر، عوضا عن ابن (¬1) قروينة (¬2). [وصول رسل متملّك جنوة] وفيه وصل رسل البرك (¬3) متملّك جنوة بمراسلة يسأل فيها أن يمكّن تجارهم من النزول إلى الإسكندرية على العادة في ذلك فأجيبوا إلى ذلك (¬4). [جماد الآخر] [وفاة ابن فلاح اليمني] [320]- وفي جماد الآخر مات الشيخ الصالح، المعتقد، عبد الله بن أسعد بن علي بن سليمان بن فلاح اليمني (¬5)، الشافعيّ، نزيل مكة. وكان عالما، فاضلا، شيخا، صالحا، بل عدّ من الأولياء. وسمع من الركني الظهير. وله تصانيف عديدة، واشتهر جدّا، وبعد صيته، وكان من الزهد على جانب عظيم. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 140، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 294، والنجوم الزاهرة 11/ 41، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 55. (¬3) كذا في الأصل. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 141، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 59. (¬5) انظر عن (ابن فلاح اليمني) في: طبقات الشافعية الكبرى 6/ 103 (10/ 33 رقم 1354)، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 579 - 583، والوفيات لابن رافع 2/ 313 - 315 رقم 845، وتذكرة النبيه 3/ 303، 304، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 444، وطبقات الأولياء 555، 556 رقم 206، وذيل التقييد 2/ 30 رقم 1105، والذيل على العبر للعراقي 1/ 225 - 227، والسلوك 3 ق 1/ 146، والعقد الثمين 5/ 104 - 115، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 301، 302، وطبقات الشافعية، له 3/ 246 - 248 رقم 644، والدرر الكامنة 2/ 247 - 249 رقم 2120، ولحظ الألحاظ 152، والمنهل الصافي 3/ 74 - 79 رقم 1316، والدليل الشافي 1/ 382 رقم 313، والنجوم الزاهرة 11/ 93 - 95، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 444، والتحفة اللطيفة 2/ 368 - 372، وتاريخ ثغر عدن 2/ 109 - 12، وقلادة النحر 2 / ورقة 129 ب، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 55 و 63، ومفتاح السعادة 1/ 267، 268، ووجيز الكلام 1/ 156 رقم 308، وكشف الظنون 1/ 68 و 90 و 117 و 743 و 751 و 918 و 919 و 2/ 1501 و 1647 و 1659 و 1841 و 1843 و 1944 و 1953 و 1980 و 1990، وشذرات الذهب 6/ 210 - 212، وطبقات الفقهاء والعباد، ورقة 210 أ، والبدر الطالع 1/ 378، وإيضاح المكنون 1/ 145، 569 و 2/ 6 و 110 و 610، وهدية العارفين 1/ 465، 466، وروضات الجنات 457، 458، ومعجم المطبوعات 1952، ودائرة المعارف الإسلامية (بالفرنسية) 42/ 1207 وجامع كرامات الأولياء 2/ 120 - 122، والأعلام 4/ 72، ومعجم المؤلفين 6/ 34، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 5/ 350 - 352، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 848، 849 رقم 1591، والتاريخ العربي والمؤرّخون 4/ 243 - 245 رقم 6.

وفاة الوزير ابن قروينة

ومولده سنة سبع وتسعين وستماية. [وفاة الوزير ابن قروينة] [321]- وفيه مات تحت العقوبة الصاحب الصدر ابن (¬1) قروينة (¬2) فخر الدين ماجد الأسلمي. وكان مهابا، أمينا، عارفا. ونوّعت عقوبته عليه حتى مات بعد العذاب الشديد. [رجب] [فتنة الأجلاب بمصر] وفي رجب ثارت فتنة ركب فيها الأمراء بالسلاح لمّا بلغهم أنّ الأجلاب من اليلبغاوية يريدون القبض عليهم. هذا، وقد تفاحش أمر الأجلاب بحيث سلبوا الناس وهجموا الحمّامات لأخذ النساء قهرا، وقصدوا أرباب الأموال بالأذى حتى شمل خوفهم الناس. وركب تغري برمش (¬3) للحرب في جماعة من الأجلاب، فما أصبح وقبض عليه (¬4) وعلى أينبك وآخرين معهما وحملوا إلى الإسكندرية. / 82 ب / وأخذ الكثير من الأجلاب ونفوا. وصار أسندمر هو المشار إليه في الدولة، بل الأتابك، وسكن بدار أستاذه الأتابك بالكبش، وعنه تصدر الولاية والعزل وتدبير أمور المملكة، وهو والأجلاب من اليلبغاوية حلف واحد، وشوكتهم قائمة، مع أنه تعدّى (¬5) وقبض على البعض منهم، ومع ذلك فالأمر على ما هو عليه، بل وزاد شهرة، وأخذ البدء (¬6) في التدبير على الأمراء وعلى قجماس الطازي. ثم سكن الحال شيئا (¬7). [شعبان] [تزايد أمر الأتابك أسندمر] وفي شعبان زادت فخامة الأتابك أسندمر وضخامته، وهو آخذ في تسكين ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (ابن قروينة) في: السلوك ج 3 ق 1/ 147، 148، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 295، والنجوم الزاهرة 1/ 97، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 55. (¬3) في الأصل: «وركب آخرين بدمشق»!. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 141، 142، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 295، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 55. (¬5) في الأصل: «تعد». (¬6) في الأصل: «الندى». (¬7) السلوك ج 3 ق 1/ 141.

رمضان

الأحوال، فتملّق ليجد فرصة، وقرّر أقطاي في جملة مقدّمي الألوف، وكذلك قطلوبغا جركس (¬1). [رمضان] [وفاة الشرف الزنكلوني] [322]- وفي رمضان مات الشرف الزنكلوني (¬2) عيسى المصري، الشافعيّ. كان متقدّما في الفقه. ومولده سنة ثلاث وسبعين وستماية. [شوّال] [فتنة أسندمر والأمراء] وفي شوال كانت كائنة فتنة أسندمر وقبضه على الأمراء. وكان لما عظم أمره بلغه أنّ طغاي تمر النظامي الدوادار الكبير هو أسّس الشرّ، وأنه اتفق هو وجماعة من الأمراء على الفتك به وبالجلبان الذين هم أعضاده وبهم يصول، فاتفق أن اجتمع بقجماس الطازي ليلا واستماله إليه، وبذل له كثير (¬3) من المال، ثم بذل الأموال لليلبغاوية، واتفق معهم على أنه إذا ركب للحرب يقتل كل واحد منهم أمير (¬4) أو يقبض عليه. وركب قجماس بعده إلى الأمراء فأعلمهم بما كان من أسندمر معه، وقرّر معهم القبض عليه، فركبوا. ونزل السلطان إلى الإصطبل، وضربت الدبادب، وركب أسندمر في بكرة النهار من داره، وتوجّه من وراء القلعة، فانحطّ بجموعه على من بالرميلة من جهة باب المدرج من تحت الطبلخاناة. وكانت بين الفريقين حرب كثيرة انهزم فيها قجماس ومن معه من اليلبغاوية، وثبت السلطان وفيهم ألجاي اليوسفي، وأرغون ططر، ودام القتال منهم إلى قريب زوال الشمس، وانكسرا، ففرّا إلى جهة قبّة النصر، وانفضّ الجمع بعد ما قتل بعض (¬5)، وجرح قجماس وآخرين (¬6). ووقع قجماس وآقبغا الجلب، وأقطاي، وقطلوبغا جركس وهم ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 141 وفيه 26 رجب، والنجوم الزاهرة 11/ 42، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 60. (¬2) انظر عن الزنكلوني في: الذيل على العبر للعراقي 1/ 227، 228 وفيه «السنكلوني» والسلوك ج 3 ق 1/ 147، ولحظ الألحاظ 152، والدرر الكامنة 3/ 212 رقم 512، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 60 و 63. (¬3) الصواب: «كثيرا». (¬4) الصواب: «أميرا». (¬5) في الأصل: «ضروط». (¬6) الصواب: «وآخرون».

تقرير أصحاب أسندمر في الوظائف

ألوف وعدّة من الأمراء غيرهم في قبضة أسندمر، واختفى كثير من الأمراء، ووقع من الجند والعامّة نهب لديار جماعة من الأمراء وغيرهم، وكانت حادثة شنيعة. ثم تتبّع أسندمر من لم يقبض عليه في هذا اليوم فقبض عليه بعد ذلك. وكانوا جماعة، وهم: ألجاي اليوسفي، وطغاي تمر، وأرغون ططر، وآخرين (¬1). وقيّدوا جميعا وحملوا إلى سجن، / 83 أ / وكانوا نحوا من خمسة وعشرين أميرا (¬2). [تقرير أصحاب أسندمر في الوظائف] ثم أخذ أسندمر في تقرير أصحابه في وظائف من قبض عليهم، فقرّر بيرم العزّي وكان جنديا في تقدمة ألف، وجعله دوادارا كبيرا، وملّكه جميع ما كان لطغاي تمر النظامي. وقرّر في إمرة سلاح أزدمر العزّي أبو دقن. وفي إمرة مجلس جركتمر السيفي منجك. وقرّر في رأس نوبة الكبرى ألطنبغا اليلبغاوي أحد العشرات. وقرّر غير (¬3) واحد في غير ما وظيفة. ونزلوا من القلعة بالخلع في يوم مشهود جدّا (¬4). [نيابة الإسكندرية] وفيه قرّر في نيابة الإسكندرية خليل بن عرام أعيد إليها (¬5). [تقرير إمرة طبلخاناة] وقرّر في جملة الأمراء الطلبخانات سودون الشيخوني، وأينال اليوسفي الذي ولّي الأتابكية فيما بعد (¬6). [القبض على نائبي حماه وطرابلس] [وفيه] قدم الخبر باتفاق طيبغا الطويل نائب حماه، وأشقتمر نائب طرابلس على خروجهما عن الطاعة، فأمر الأتابك أسندمر بتجهيز العساكر للسفر. ثم بعث بكشف ¬

(¬1) الصواب: «وآخرون». (¬2) الجوهر الثمين 2/ 229، 230، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 52 أ، ب، والسلوك ج 3 ق 1/ 142، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 296، والنجوم الزاهرة 11/ 42 - 44، ووجيز الكلام 1/ 154، 155، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 42 - 44. (¬3) في الأصل: «غيره». (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 144، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 296، 297، الجوهر الثمين 2/ 230، والنجوم الزاهرة 1/ 44، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 58. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 144، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 297، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 58. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 144، الجوهر الثمين 2/ 231.

ذو القعدة

الأخبار، وأخذ في تجهيز نفسه، وعاد إليه الخبر بأنّ بقية النوّاب على الطاعة ما عدا المذكورين، فكتب بالقبض عليهما، فقبض عليهما، وقبض على جماعة ممّن ينتمون لطيبغا الطويل، ورحّل الجميع إلى الإسكندرية فسجنوا بها (¬1). [ذو القعدة] [نيابة طرابلس] وفي ذي قعدة قرّر في نيابة طرابلس أسندمر الزّيني (¬2) [نيابة حماه] وأعيد عمر شاه إلى نيابة حماه (¬3). [نيابة صفد] وقرّر في نيابة صفد أرغون الأزقي (¬4). [وفاة آقبغا الصفوي] [323]- وفيه مات آقبغا الصفوي أمير أخور، وقرّر عوضه في وظيفته (¬5) بيبغا القوصوني (¬6). [وفاة آقبغا الجلب] [324]- وفيه مات آقبغا الجلب (¬7)، وكان من الأعيان الذين خامروا على يلبغا، فلم يمتّع بعده. [مشقّة الحاجّ] وفيه حصل للحاجّ عناء ومشقّة بسبب حرّ وعطش كان عندهم. ومات به الكثير من الناس لقلّة المياه (¬8). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 145، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 297، والنجوم الزاهرة 11/ 146، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 60. (¬2) تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 297، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 59 و 60، والنجوم الزاهرة 11/ 45. (¬3) تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 297، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 59 و 60. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 145، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 297 وفيه جرتمر أخوطاز، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 59. (¬5) في الأصل: «وظيفة». (¬6) النجوم الزاهرة 11/ 97، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 61، الدرر الكامنة 1/ 392 رقم 1005. (¬7) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 63. (¬8) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 63.

ذو الحجة

[ذو الحجة] [وفاة التقيّ بن المجد البعلبكي] [325]- وفي ذي حجّة مات التقيّ بن المجد محمد بن محمد بن عيسى بن محمود بن عبد الضيف البعلبكي (¬1). وكان فاضلا، بارعا في الفقه، مشاركا في فنون، وولي قضاء عدّة بلاد. (وسمع الحديث) (¬2). ¬

(¬1) انظر عن (ابن الضيف البعلبكي) في: الوفيات لابن رافع 2/ 319، 320 رقم 851، والذيل على العبر للعراقي 1/ 230، وذيل التقييد 1/ 241، 242 رقم 473، والسلوك ج 3 ق 1/ 147، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 302، 303، والدرر الكامنة 4/ 206، 207 رقم 567، ولحظ الألحاظ 151، والنجوم الزاهرة 11/ 98، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 63، وشذرات الذهب 6/ 210 وفيه: «عبد اللطيف»، وهدية العارفين 1/ 639، والأعلام 4/ 180، وتاريخ حوادث الزمان وأنبائه لابن الجزري - بتحقيقنا - 2/ 433 في ترجمة أبيه، رقم (458)، والبداية والنهاية 14/ 148 و 149، والمعجم المختص 259 رقم 329، ووجيز الكلام 1/ 157 رقم 311، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 4/ 170، 171 رقم 1182، وله ذكر في كتاب: المحدّث الفاصل للرامهرمزي 75 و 87، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري ج 2/ 58 رقم 9، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 439، وتذكرة النبيه 3/ 309. (¬2) ما بين القوسين عن الهامش.

سنة تسع وستين وسبعماية

سنة تسع وستين وسبعماية [محرّم] [نيابة الشام] في محرّم منها استقرّ في نيابة الشام بيدمر الخوارزمي (¬1). [نيابة طرابلس] [و] في نيابة طرابلس منجك اليوسفي (¬2). [وفاة طيبغا الأبوبكري] [326]- وفيه مات طيبغا الأبو بكري المهمندار (¬3). [وفاة قاضي قضاة الحنابلة بمصر] [327]- وفيه مات قاضي قضاة الحنابلة بمصر، موفّق الدين، عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن عبد الباقي الربعي (¬4)، الحجازي (¬5)، المقدسيّ (¬6). ¬

(¬1) الذيل على العبر للعراقي 1/ 235، والسلوك ج 3 ق 1/ 149، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 308، ووجيز الكلام 1/ 161، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 64. (¬2) وجيز الكلام 1/ 162، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 64. (¬3) لم أجده في المصادر. (¬4) انظر عن (الربعي) في: ذيل طبقات الحنابلة 2/ 63، والوافي بالوفيات 17/ 596 رقم 504، وذيل التقييد 2/ 60 رقم 1153، والعقد الثمين 5/ 262، والمقفى الكبير 4/ 118 - 120 رقم 1474، والسلوك ج 3 ق 1/ 165، والذيل على العبر للعراقي 1/ 239 - 241، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 334، والدرر الكامنة 2/ 297، 298 رقم 2223، والنجوم الزاهرة 11/ 99، ووجيز الكلام 1/ 167 رقم 334، وحسن المحاضرة 1/ 481، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 79، وشذرات الذهب 6/ 215، والمنهل الصافي 7/ 118، 119 رقم 1347، والدليل الشافي 1/ 390 رقم 1344، والمنهج الأحمد 459، والمقصد الأرشد، رقم 1277، والدر المنضّد 2/ 542 رقم 1372، والسحب الوابلة 162. (¬5) في النجوم الزاهرة: «الحجاوي»، وهو تحريف. (¬6) في الأصل: «المقدمي».

وفاة أسندمر اليحياوي

وكان عالما فاضلا. سمع من أبي الحسن بن الصوّاف، وستّ الوزراء، والحجّار، وآخرين، جماعة كثيرون (¬1). وولّي قضاء مصر. ومولده سنة أحد (¬2) وتسعين وستماية. [وفاة أسندمر اليحياوي] [328]- ومات أسندمر اليحياوي (¬3) نائب الشام وطرابلس. [وفاة بيليك الفقيه] [329]- وبيليك الفقيه الورّاق (¬4). [وفاة ابن غنائم] [330]- والعلاّمة عبد الله بن محمد بن إبراهيم / 83 ب / بن غنائم (¬5) بن سعيد الصالحي، الحلبي، الحنفي. وكان فاضلا، سمع كثيرا، وحدّث. ومولده سنة أحد (¬6) وتسعين وستماية. [صفر] [غزو ملك قبرص لطرابلس] وفي صفر وصل الخبر بكائنة الفرنج بطرابلس، قصدها متملّك قبرس صاحب الكائنة بالإسكندرية ظنّا منه أنه يظفر بما ظفر به بالإسكندرية. وكان اللعين في مائة وثلاثين مركبا، ما بين شواني، وأغربة، وطرائد، ¬

(¬1) الصواب: «كثيرين». (¬2) الصواب: «سنة إحدى». (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 164 وفيه: «العلائي»، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 79، الدرر الكامنة 1/ 386 رقم 981. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 164 وفيه: «الزراق». (¬5) انظر عن (ابن غنائم) في: الوفيات لابن رافع 2/ 321، 322 رقم 852، والذيل على العبر للعراقي 1/ 238، والسلوك ج 3 ق 1/ 166، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 333، 334، وذيل التقييد 2/ 53، 54 رقم 1141، والدرر الكامنة 2/ 282 رقم 2195، والمنهل الصافي 7/ 111، 112 رقم 1341، والدليل الشافي 1/ 388 رقم 1338، والنجوم الزاهرة 11/ 101، 102، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 456، وتذكرة النبيه 3/ 312، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 79، 80، وهدية العارفين 1/ 466، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 456. (¬6) الصواب: «سنة إحدى».

وفاة أزدمر العزي

وقراقير (¬1)، وشخاتير (¬2)، وفيهم (¬3) متملّك رودس أيضا، والإسبتار في جيش كثير من مقاتلة الفرنج. واتفق أن كان نائب طرابلس غائبا عنها، فبرز لهم المسلمون وقاتلوهم قتالا شديدا، حتى اقتحم العدوّ المدينة ونهبوا، فتحامل المسلمون عليهم، واشتدّوا في قتالهم حتى أخرجوهم بعد ما قتلوا منهم نحوا من ألف. واستشهد من المسلمين نحوا (¬4) من أربعين رجلا، فركبوا مراكبهم وعادوا خائبين، فمرّوا بأياس وقد فرّ أهلها منها قبل وصولهم، وقد خرج منكلي بغا نائب حلب، فلما سمعوا به فرّوا وأخلوا عنها (¬5). [وفاة أزدمر العزي] [331]- وفيه مات أزدمر العزّي (¬6) أبو دقن، أمير سلاح، وهو منفيّ بالشام. [وفاة باكيش اليلبغاوي] [332]- وباكيش (¬7) اليلبغاوي، الحاجب. [وفاة جرجي الإدريسي] [333]- وجرجي الإدريسي (¬8) أمير اخوار، ونائب حلب. [وفاة جارقطلو] [334]- وجارقطلوا (¬9) أمير جان دار. ¬

(¬1) قراقير: مفردها قرقورة أو قراق. وهي من سفن العصور الوسطى المتعدّدة الصواري والشرع، وهي كبيرة تستعل في تموين الأسطول بالزاد والمتاع والذخيرة، ومنها ما كان يحتوي على ثلاثة ظهور ولا يخشى معها الرياح العاصفة. (البحرية في مصر الإسلامية 262 و 263). (¬2) شخاتير: مفردها: شختور وشختورة. وهو نوع من السفن الضخمة. (السلوك ج 3 ق 1/ 149 بالحاشية). (¬3) الصواب: «وفيها». (¬4) الصواب: «نحو». (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 164. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 164، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 325، 326، وبدائع الزهور ج ق 2/ 78 وفيه «أزدمر العمري الناصري». (¬7) انظر عن (باكيش) في: السلوك ج 3 ق 1/ 164، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 327، والدرر الكامنة 1/ 471 رقم 1269، والنجوم الزاهرة 11/ 104. (¬8) انظر عن (جرجي الإدريسي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 165، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 79. (¬9) انظر عن (جارقطلوا) في: السلوك ج 3 ق 1/ 165، والنجوم الزاهرة 11/ 104، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 79.

وفاة جركتمر المارديني

[وفاة جركتمر المارديني] [335]- وجركتمر (¬1) المارديني. [قضاء الحنابلة بمصر] وفيه قرّر في قضاء الحنابلة بمصر الشيخ ناصر الدين، نصر الله بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح الكناني، العسقلاني، عوضا عن الموفّق بعد موته (¬2). [ثورة الجلبان البلغاوية على الأتابك أسندمر الناصري] وفيه كائنة الركوب على أسندمر الناصريّ الأتابك، ثار الجلبان اليلبغاوية فركبوا بالسلاح، وبعثوا إلى أسندمر من يطلب أزدمر أبو دقن، وجركتمر أمير مجلس، وبيرم العزّي الدوادار، وأن يسلّمهم إليهم، فقبض عليهم وعلى آخرين معهم، وحملهم مقيّدين إلى سجن الإسكندرية لتسكن الفتنة، فما قنعهم ذلك، وباتوا مسلّحين. ثم أصبحوا يطلبوا (¬3) من أسندمر خليل بن قوصون، فأسلمه إليهم، فأفدى نفسه منهم بماية ألف درهم بعد إهنة بالغة، ثم نزعوا السلاح على غلّ وغشّ في بواطنهم. ثم ثاروا ثانيا بعد يوم من هذه الكائنة بعد أن تحالفوا على قتل أسندمر والسلطان، وركبوا قاصدين القلعة، فثارت الحرب بين الجلبان والسلطانية، فما وقف الجلبان، وقصدوا أسندمر وأخذوه معهم، وقاتلوا السلطانية. ثم آل الأمر إلى هزيمة الجلبان. واحتار أسندمر، فاعتذر بأنّ ذلك لا عن قصد فإنه هو المقصود. وبعد أن أريد حمله إلى الإسكندرية أطلق وألزم بنفقة مماليك السلطان / 84 أ / وقرّر على الأتابك، وتتبّع الجلبان اليلبغاوية فأخذوا من كل جانب. وركب أسندمر إلى داره ومعه خليل بن قوصون في صفة المرسّم عليه، لأجل أن يحضر المال في غد يومه، فخدع أسندمر ابن قوصون ووعده بأن يقيمه في السلطنة لكونه ابن بنت الملك الناصر محمد بن قلاون. فمال إليه وتحالف على ذاك. فبعث أسندمر إلى الأجلاب ووعدهم ومنّاهم وبذل فيهم المال. وأصبح راكبا بالسلاح في جمع كبير هو وابن قوصون (¬4). ¬

(¬1) انظر عن (جركتمر) في: السلوك ج 3 ق 1/ 165، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 328، والدرر الكامنة 1/ 534، 535 رقم 1448، ووجيز الكلام 1/ 169 رقم 344، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 79. (¬2) الذيل على العبر للعراقي 237، والسلوك ج 3 ق 1/ 150. (¬3) كذا. (¬4) الصواب: «يطلبون». (5) الجوهر الثمين 2/ 231، 232، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 52 ب، 53 أ، الذيل على العبر للعراقي =

القبض على الأتابك أسندمر

[القبض على الأتابك أسندمر] وعادت الحرب كما كانت، وركب الأجناد والأمراء، وصاروا لما يروا أسندمر وابن (1) قوصون إلى جانبه انضمّوا إليهما ظنّا منهم بأنه سلطاني. وأمر السلطان بضرب النقّارات، ونزل إلى الإصطبل بآلة الحرب، فاجتمع إليه الأمراء والمماليك السلطانية والعامّة. وبعث إلى أسندمر وابن (¬1) قوصون ليحضرا إليه، فصرّحا بالخروج عليه وأنهما يريدان نزعه وإقامة غيره في الملك ليحرّر الفتنة، فبعث إليهما ثانيا، فأظهر (¬2) الإجابة، وأراد الفتك بالسلطان، فبادر بإشهار النداء للعامّة، وأن يرجموهما ومن معهما، فأخذهما الرجم ومن معهما، واقتحم السلطانية أسندمر وابن قوصون ومن معهما، ورموا عليهم بالنّشّاب، فلم يكن غير ساعة حتى انكسر أسندمر وابن قوصون، وقتل جماعة من الأجلاب، وأخذ العامّة منهم جماعات شيئا فشيئا، وأحضروهم على وجه غير مرضيّ، ثم أخذ خليل بن قوصون، ثم أسندمر، ثم آخرين (¬3) من اليلبغاوية وقيّدوا وحملوا إلى الإسكندرية (¬4). [وفاة الأمير قنق] [336]- ومات فيه من الأمراء الألوف قنق (¬5). [زينة القاهرة] ونودي بالأمان والزينة، وحصل عند الناس السرور بزوال دولة الأجلاب (¬6). [القبض على أميرين] وفيه قرّر آقبغا عبد الله دوادارا كبيرا على إمرة طبلخاناة. وفيه قرّر في الأتابكية يلبغا آص المنصوري شريكا لملكتمر المحمدي. ثم بلغ السلطان، عنهما ما وغر صدره، فقبض عليهما وبعث بهما إلى الإسكندرية فسجنا بها (¬7). ¬

= 1/ 233، والسلوك ج 3 ق 1/ 150 - 152، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 309 - 311، والنجوم الزاهرة 11/ 47، 48، ووجيز الكلام 1/ 161، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 66 - 69. (¬1) في الأصل: «وبن». (¬2) الصواب: «فأظهرا». (¬3) الصواب: «آخرون». (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 152، 153، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 310، ووجيز الكلام 1/ 161، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 70. (¬5) انظر عن (قنق) في: السلوك ج 3 ق 1/ 153، والنجوم الزاهرة 1/ 103، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 70 و 80. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 153. (¬7) السلوك ج 3 ق 1/ 153، 154، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 311، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 71 و 72.

الإفراج عن أمراء بالإسكندرية

[الإفراج عن أمراء بالإسكندرية] وفيه قدم طغاي تمر النظامي، وألجاي اليوسفي، وأيدمر الخطابي، من محبسهما (¬1) من الإسكندرية، وكان قد بعث بالإفراج عنهم (¬2). [النفقة على مماليك السلطان] وفيه كانت نفقة السلطان لمماليكه فأعطى كل نفر ماية دينار، وخلع على بكتمر المؤمني وقرّر في الأمير أخورية (¬3). [تتبّع السلطان المماليك اليلبغاوية] وفيه تتبّع السلطان المماليك اليلبغاوية، وأغرق منهم جماعة كانوا أرادوا قتله، ثم سمّر جماعة ووسّطهم، ثم أغرق آخرين أيضا، ثم نفى منهم طوائف إلى جهة الشام وأسوان. وفيه سلّم ممّن نفي من اليلبغاوية لوالي القاهرة، ومنهم: برقوق، وبركة، وألطنبغا الجوباني، وجركس الخليلي، وآخرين (¬4)، فأخرجوا مخشّبين (¬5) في بدنهم إلى الكرك فسجنوا بها عدّة سنين، ثم أفرج عنهم، وتوجّهوا إلى دمشق، واستقرّوا في خدمة منجك حين كان نائب الشام. ثم استدعى السلطان باليلبغاوية وجعلهم في خدمة ولديه أمير علي وأخاه (¬6). وكان برقوق في جملة من حضر هو وبركة وآخرين (¬7)، وخدموا في جملة من خدم، وداموا حتى قتل السلطان بعد كائنة العقبة. وقام أينبك بالأمر فصار برقوق من جملة الطبلخانات، وملك الإصطبل منها، وأقام به حتى كان من أمره وسلطنته ما كان، كما سيأتي ذلك (¬8). [هدم دار يلبغا] وفيه هدم دار يلبغا بالكبش ولم يبق بها إلاّ بعض سورها (¬9). ¬

(¬1) الصواب: «من محبسهم». (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 154، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 311، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 70. (¬3) تاريخ الدولة التركية، ورقة 53 أ، والسلوك ج 3 ق 1/ 154، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 70. (¬4) الصواب: «وآخرون». (¬5) مهملة في الأصل. (¬6) الصواب: «وأخيه». (¬7) الصواب: «وآخرون». (¬8) السلوك ج 3 ق 1/ 155. (¬9) السلوك ج 3 ق 1/ 155، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 311، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 72.

إمرة السلاح

[إمرة السلاح] وفيه استقرّ ألجاي اليوسفي في إمرة سلاح عوضا عن أزدمر أبو دقن (¬1). [ربيع الأول] [الإفراج عن أرغون ططر] وفي ربيع الأول وصل أرغون ططر وقد أفرج عنه، فاستقرّ في تقدمة ألف وإمرة شكار (¬2). [نيابة حلب] وفيه وصل منكلي بغا الشمسي نائب حلب باستدعاء، فأكرمه السلطان وخلع عليه بالأتابكية، وقرّر عوضه في نيابة حلب طيبغا الطويل بعد الإفراج عنه (¬3). [وفاة البهاء ابن عقيل] [337]- وفيه مات البهاء عبد الله بن عبد الرحمن بن عقيل (¬4) بن عبد الله بن محمد بن محمد البالسيّ الأصل، الحلبي، الشافعيّ، نزيل القاهرة. كان عالما، فاضلا، ماهرا في العربية، أخذها عن أبي حيّان. وكان من أصل ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 55، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 311، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 71. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 156، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 312، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 71. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 156، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 310 و 311، وتاريخ الدولة التركية، ورقة 53 أ، والنجوم الزاهرة 11/ 49، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 72. (¬4) انظر عن (ابن عقيل) في: طبقات الشافعية للإسنوي 2/ 239، 240، والوفيات لابن رافع 2/ 326 - 328 رقم 860، والذيل على العبر للعراقي 1/ 245 - 248، وغاية النهاية 1/ 428، وذيل التقييد 2/ 36 رقم 1116، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 248 - 250 رقم 645، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 332، والسلوك ج 3 ق 1/ 165، وطبقات النحاة واللغويين ورقة 172 أ، والدرر الكامنة 2/ 266 - 269 رقم 2157، ورفع الإصر 2/ 284، 285، والنجوم الزاهرة 11/ 100، 101، والمنهل الصافي 7/ 94 - 97 رقم 1332، والدليل الشافي 1/ 386 رقم 1329، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 447، وتذكرة النبيه 3/ 318، وبغية الوعاة 2/ 47، 48، وحسن المحاضرة 1/ 537، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 66، وطبقات المفسّرين للداوودي 1/ 233 - 235، ومفتاح السعادة 2/ 109، ودرّة الحجال 3/ 65، 66، وكشف الظنون 1/ 152 و 203 و 406 و 439 و 575 و 2/ 219 و 1271 و 2003، وشذرات الذهب 1/ 214، 215، وطبقات الفقهاء والعباد، ورقة 236 أ، والبدر الطالع 1/ 386، 387، وإيضاح المكنون 1/ 342، 343 و 2/ 155، وهدية العارفين 1/ 467، والأعلام 4/ 231، ومعجم المؤلفين 6/ 70، ونزهة النظار في قضاة الأمصار لابن الملقّن 209، 210، وفهرس المخطوطات الإسلامية في قبرص 370 رقم 664، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 447، وتذكرة النبيه 3/ 318، 319، وتاريخ الخلفاء 501.

نيابة الإسكندرية

قلاندية، وشهر له بالمهارة في النحو (¬1)، حتى قال: «ما تحت أديم السماء أنحى (¬2) من ابن (¬3) عقيل». وسمع من ستّ الوزراء، وابن الشحنة، وآخرين، وأخذ عن الفربري، والنويري، وولي القضاء الأكبر بمصر مدّة مايتي يوم. وله عدّة تصانيف. ومولده سنة أربع وتسعين وستماية، وقيل: سنة سبعماية. [نيابة الإسكندرية] وفيه قرّر في نيابة الإسكندرية أسنبغا الأبوبكري (¬4). [ربيع الآخر] [وفاة أزدمر نائب صفد وطرابلس] [338]- وفي ربيع الآخر مات أزدمر (¬5) الخازندار الناصري، أحد مقدّمي الألوف ونائب صفد وطرابلس، وكان من الأعيان. [جماد الأول] [نيابة الشام] وفي جماد الأول قرّر في نيابة الشام، أمير علي، وكان قد بعث السلطان بطلبه، وأظنّه استعفى ولم يقبل ذلك (¬6). [وفاة الضرير المالكي] [339]- وفيه مات الشيخ موسى الضرير (¬7) المالكي، وكان من أهل العلم والدين. ¬

(¬1) في الأصل: «الثو». (¬2) في الأصل: «اعى». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 156، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 362، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 73. (¬5) انظر عن (أزدمر) في: السلوك ج 3 ق 1/ 164، وتاريخ ابن قاضي شهبة 13/ 325، والدرر الكامنة 1/ 355، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 73. وهو جدّ والد ابن إياس صاحب التاريخ. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 156، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 73. (¬7) انظر عن (موسى الضرير) في: السلوك ج 3 ق 1/ 168، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 80.

جماد الآخر

[جماد الآخر] [نيابة الشام] وفي جماد الآخر قبض على بيدمر نايب الشام. / 85 أ / وقرّر عوضه منجك (¬1). [نيابة طرابلس] وقرّر عوض منجك في نيابة طرابلس أيدمر الأنوكي الدوادار (¬2). [نيابة غزّة] وقرّر في نيابة غزّة طقتمر الشريفي (¬3). [الدوادارية بمصر] وفيه استقرّ في الدوادارية أقتمر الصاحبي المعروف بالحنبلي، عوضا عن آقبغا عبد الواحد (¬4). [قضاء الشافعية بدمشق] وفيه استقرّ في قضاء دمشق الشافعية الشيخ سراج الدين عمر بن رسلان البلقيني، عوضا عن التاج بن السبكي (¬5). [رجب] [زواج الأتابك منكلي بغا] وفي رجب تزوّج الأتابك منكلي بغا بالخوند سارة بنت حسين أخت السلطان، وكان لها مهمّا حافلا (¬6). [وفاة طنبغا البشتكي] [340]- وفيه مات طنبغا البشتكي (¬7)، وقرّر في الأستادارية عوضه الأكز الكشلاوي. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 156، 157، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 311، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 74. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 157، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 74. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 157، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 74، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 315. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 157. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 157، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 314، 315، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 74. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 157، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 74. (¬7) السلوك ج 3 ق 1/ 157، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 74 و 79، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 326، 327، والنجوم الزاهرة 11/ 104، ووجيز الكلام 1/ 169 رقم 347.

شادية الشراب خاناه

[شاديّة الشراب خاناه] وقرّر في شادّية الشراب خاناه طغيتمر النظامي (¬1). [وفاة ابن فرحون المالكي] [341]- وفيه مات فقيه المدينة الشريفة البدري عبد الله بن محمد بن فرحون (¬2) بن محمد بن فرحون المالكي. وكان عالما، صالحا، خيّرا، ديّنا. [وفاة محتسب القاهرة] [342]- ومحتسب القاهرة ابن (¬3) الصدر محمد بن عمر (¬4)، وكان قد صرفه عن الحسبة بالعلاء بن عرب، فمات بعد صرفه بتسعة أيام. [الحريق بالدور السلطانية] وفيه وقع حريق عظيم بالدّور السلطانية من القلعة، فدخل الأمراء لطفيه. [شعبان] [وفاة قاضي قضاة الحنفية ابن التركماني] [343]- وفيه، شعبان، مات قاضي القضاة الحنفية الجمال ابن التركماني (¬5) ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 158، والنجوم الزاهرة 11/ 51، وفيه: «العثماني»، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 75. (¬2) انظر عن (ابن فرحون) في: الوفيات لابن رافع 2/ 328، 329 رقم 861، وتذكرة النبيه 3/ 325، 326، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 452، والذيل على العبر للعراقي 1/ 248، 249، والديباج المذهب 1/ 454 - 459، والسلوك ج 3 ق 1/ 166، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 334، 335، والدرر الكامنة 2/ 300 رقم 2228، والتحفة اللطيفة 3/ 35 - 42، ووجيز الكلام 1/ 166 رقم 331، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 79، ودرّة الحجال 3/ 49 - 52، وكشف الظنون 1/ 303، وإيضاح المكنون 2/ 95، وهدية العارفين 1/ 467، والرسالة المستطرفة 15، وشجرة النور الزكية 1/ 203، والأعلام 4/ 271، ومعجم المؤلفين 6/ 137. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) انظر عن (ابن عمر) في: السلوك ج 3 ق 1/ 158، والدرر الكامنة 4/ 126 رقم 327، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 75. (¬5) انظر عن (ابن التركماني) في: الوفيات لابن رافع 2/ 331 رقم 864، والجواهر المضيّة 2/ 316 رقم 712، والذيل على العبر للعراقي 1/ 251، والسلوك ج 3 ق 1/ 166، والمقفى الكبير 4/ 615، 616 رقم 1548، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 333، والدرر الكامنة 2/ 276 رقم 2177، ورفع الإصر 2/ 286، 287، والنجوم الزاهرة =

وفاة البهاء خليل الدمشقي

عبد الله بن علي بن عثمان بن إبراهيم بن مصطفى بن سليمان الماردينيّ الأصل. وكان عالما، فاضلا، بارعا، وسمع من الواني، والحسيني، وغيرهما. وولي القضاء الأكبر، وكان فيه وافر الحرمة، حسن السيرة، صمّم فيه على كثير من الأحكام، ولم يستبدل الأوقاف، مع الفضل والمروءة والإحسان والتواضع. ومولده سنة ثلاثة عشر (¬1) وسبعماية. [وفاة البهاء خليل الدمشقي] [344]- والبهاء خليل (¬2) بن محمد بن أحمد الدمشقيّ الأصل، المري، الحنفيّ. وكان فاضلا، ناب في الحكم، وسمع من ابن الشحنة، وغيره. وكان مشكور السيرة. طعن هو وقاضي القضاة، فصار كلّ يسأل عن صاحبه إلى أن مات أحدهما بعد الآخر بيوم. [قضاء الحنفية بمصر] وفيه قرّر في القضاء الحنفية العلاّمة السراج الهندي عمر بن إسحاق بن أحمد، وقرّر عوضه في قضاء العسكر الصدر (¬3) محمد بن الجمال التركماني، وخلع عليهما فنزلا معا، وكان لهما يوما مشهودا (¬4). [رمضان] [كتابة السرّ بمصر] وفي رمضان قرّر البدر ابن (¬5) فضل الله محمد بن علي العمري في كتابة السرّ، ¬

= 11/ 99، والمنهل الصافي 7/ 106 - 108 رقم 1336، والدليل الشافي 1/ 387 رقم 1333، ودرّة الإسلاك 2 / ورقة 445، وتذكرة النبيه 3/ 316، وحسن المحاضرة 1/ 470، ووجيز الكلام 1/ 165 رقم 328، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 79، وكشف الظنون 2/ 2006، والفوائد البهية 103، وهدية العارفين 1/ 467، ومعجم المؤلفين 6/ 91، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 1/ 242. (¬1) الوصاب: «سنة ثلاث عشرة». (¬2) انظر عن (البهاء خليل) في: الوفيات لابن رافع 2/ 331، 332 رقم 865، والذيل على العبر للعراقي 1/ 252، والسلوك ج 3 ق 1/ 165، والمقفّى الكبير / 811 رقم 1398، والجواهر المضية 2/ 181 رقم 571، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 329، والدرر الكامنة 2/ 92، 93 رقم 1667، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 79. (¬3) في الأصل: «أحمد بن محمد». (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 158، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 317. (¬5) في الأصل: «بن».

وفاة العلاء ابن فضل الله

عوضا عن أبيه، وكان مرض واشتدّ به المرض، فلما رآه والده بالخلعة بكى (¬1). [وفاة العلاء ابن فضل الله] [345]- وفيه بعد ولاية البدر ابن (¬2) فضل الله / 85 ب / بأربعة أيام مات والده العلاء علي بن يحيى بن فضل الله بن مجلّي بن دعجان بن خلف بن منصور بن نصير العمري (¬3)، العدوي، الشافعيّ. وكان رئيسا حشما، باشر كتابة سرّ مصر نيابة واستقلالا عن أبيه ثلاثا وثلاثين سنة، وخدم اثني (¬4) عشر سلطانا. وكان له فضيلة واشتغال. وله نظم وسط. وسمع الحديث من أبيه، وأسماء (¬5) بنت صصرى، وغيرهما. وكان يكتب الخط المنسوب كتابة فائقة حسنة جدّا. ومن غرائبه أنه كان يعيّن الورق والحبر ويكتب القطع بخط الولي العجمي، وابن (¬6) البوّاب، وغيرهما من الكتّاب الأكابر، ولا يشكّ من ينظر في ذلك أنه بخط من نقله منه إلاّ العدد النادر من الكتّاب. ومولده سنة اثني عشر (¬7) وسبعماية. [القبض على أميرين] وفيه قبض على طغاي تمر النظامي، وأرغون ططر، وكانا قد اتّهما بإثارة فتنة على السلطان (¬8). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 159، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 75. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) انظر عن (العمري) في: الوافي بالوفيات 22/ 322 - 328 رقم 232، والوفيات لابن رافع 2/ 334، 335 رقم 869، وتذكرة النبيه 3/ 316 - 318، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 452، والسلوك ج 3 ق 1/ 166، والذيل على العبر للعراقي 1/ 257، 258، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 336، 337، والدرر الكامنة 3/ 138، 139 رقم 317، والنجوم الزاهرة 11/ 120، والمنهل الصافي 2 / ورقة 535 ب - 536 ب، ووجيز الكلام 1/ 168 رقم 338، وحسن المحاضرة 2/ 234، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 90، وطبقات الفقهاء والعباد، ورقة 329 أ. (¬4) في السلوك ج 3 ق 1/ 166 وخدم «أحد عشر». (¬5) في الأصل: «بن أسماء». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) الصواب: «سنة اثنتي عشرة». (¬8) السلوك ج 3 ق 1/ 159.

وفاة الشهاب ابن لؤلؤ

[وفاة الشهاب ابن لؤلؤ] [346]- وفيه مات الشهاب أحمد بن لؤلؤ (¬1) بن عبد الله بن النقيب الروميّ الأصل، الشافعيّ. كان عالما، فاضلا، عارفا بالفقه، والقراءات، والعربية، والأصول، والتفسير، مع الخير والدين والورع والتواضع. وصنّف وألّف، ونظم ونثر. ومولده سنة 702 (¬2). [وفاة الأتابك أسندمر] [347]- والأتابك أسندمر الناصريّ (¬3) بسجن الإسكندرية. [وفاة الجمال ابن الفرات] [348]- والجمال ابن (¬4) الفرات (¬5) عبد الله بن علي بن حسن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الفرات الحنفيّ. وكان من أهل الفضل، وسمع من ابن (¬6) الشحنة، وستّ الوزراء. ¬

(¬1) انظر عن (ابن لولو) في: طبقات الشافعية للإسنوي 2/ 514، 515، والذيل على العبر للعراقي 1/ 260 - 262، والسلوك ج 3 ق 1/ 163، ودرر العقود الفريدة 2/ 329، 330 رقم 162، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 323 - 325، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 232، 233 رقم 634، والدرر الكامنة 1/ 239، 240، رقم 610، والنجوم الزاهرة 11/ 101، والتحفة اللطيفة 1/ 198 - 201، ووجيز الكلام 1/ 165 رقم 326، وحسن المحاضرة 1/ 434، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 78، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 238 وفيه وفاته سنة 800 هـ‍. وهو غلط، وكشف الظنون 1/ 491 و 2/ 1498، وشذرات الذهب 6/ 213، 214، وإيضاح المكنون 1/ 281 و 2/ 121 و 609، 677، وهدية العارفين 1/ 112، والأعلام 1/ 200، وذيل تاريخ الأدب العربي 2/ 104، ومعجم المؤلفين 2/ 55، وتاريخ الخلفاء 505. (¬2) في الأصل: «سنة 757». (¬3) الذيل على العبر للعراقي 1/ 233، والسلوك ج 3 ق 1/ 164، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 326، والنجوم الزاهرة 11/ 103، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 78. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) انظر عن (ابن الفرات) في: الذيل على العبر للعراقي 1/ 263، والسلوك ج 3 ق 1/ 166، وذيل التقييد 2/ 41 رقم 1126، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 332، 333، والدرر الكامنة 2/ 273، 274 رقم 2168، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 79. (¬6) في الأصل: «بن».

إمرية المجلس ورأس النوبة

وهو عمّ الشيخ ناصر الدين بن الفرات صاحب التاريخ المشهور. [إمريّة المجلس ورأس النوبة] وفيه قرّر في إمرة مجلس ملكتمر (¬1)، عوضا عن طغاي تمر، وقرّر عوضه في الرأس نوبة الكبرى أرغون الأشرفيّ (¬2). [وفاة الكمال ابن فهد] [349]- وفيه مات الكمال محمد بن إبراهيم بن الشهاب محمود بن سليمان بن فهد (¬3) الحلبي، الشافعيّ. وله ثلاث وأربعون سنة. وكان فاضلا، وله شعر. [شوّال] [وفاة الجمال ابن الشريشي] [350]- وفي شوّال مات الجمال ابن (¬4) الشّريشي (¬5) محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد البكري، الوائلي (¬6)، الشافعيّ. ¬

(¬1) انظر عن (ملكتمر) في: السلوك ج 2 ق 1/ 159 وفيه «تلكتمر» (بالتاء). (¬2) في السلوك: «الأزقي». (¬3) انظر عن (ابن فهد) في: السلوك ج 3 ق 1/ 167، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 338، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 80 وفيه «محمود بن عباس». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) انظر عن (ابن الشريشي) في: الوفيات لابن رافع 2/ 336 رقم 871، وتذكرة النبيه 3/ 319، 320، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 447، والذيل على العبر للعراقي 1/ 266، وذيل التقييد 1/ 80، 81، رقم 73، والسلوك ج 3 ق 1/ 167، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 338، 339، وطبقات الشافعية، له 3/ 268، 269 رقم 659، والدرر الكامنة 3/ 351، 352 رقم 930، والمنهل الصافي 6 / ورقة 643 ب، ووجيز الكلام 1/ 164 رقم 323، والدارس 1/ 117، 118 و 457، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 80، وفيه «كمال الدين الشرشي»، والقلائد الجوهرية 1/ 91، وكشف الظنون 2/ 1764، وشذرات الذهب 6/ 263 وفيه: «محمد بن محمد»، والأعلام 6/ 225، ومعجم المؤلفين 8/ 316، وتاريخ الخلفاء 505. (¬6) في ذيل التقييد، والدرر الكامنة: «الوابلي».

وفاة التقي المصري

[وفاة التقيّ المصري] [351]- والتقيّ محمد (¬1) بن يوسف المصري، المالكيّ. وكان فاضلا، ناب في الحكم. [ذو القعدة] [نيابة طرابلس] وفي ذي قعدة قرّر في نيابة طرابلس أشقتمر المارديني (¬2). [نيابة حماه] وفي نيابة حماه أيدمر الشيخي (¬3). [نيابة الإسكندرية] وفيه نيابة الإسكندرية طاي دمر البالسيّ (¬4). [وفاة نائب حلب] [352]- وفيه مات طيبغا الطويل (¬5) نائب حلب، وقرّر عوضه في نيابتها أسنبغا بن البوبكري. وكان طيبغا من أعيان الأمراء. / 86 أ / ومن آثاره الخانقاه الطويلة بالصحراء. ¬

(¬1) انظر عن (التقي محمد) في: الذيل على العبر للعراقي 1/ 264، 265، وفيه: «عمر بن محمد بن يوسف»، والسلوك ج 3 ق 1/ 167، والدرر الكامنة 3/ 191 رقم 463، وفيه: «عمر بن محمد بن يوسف»، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 80. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 160، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 76. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 160، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 76، والنجوم الزاهرة 11/ 51. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 159، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 76، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 320، والنجوم الزاهرة 11/ 51. (¬5) انظر عن (طيبغا الطويل) في: الذيل على العبر للعراقي 1/ 236، والسلوك ج 3 ق 1/ 165، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 330، 331، والدرر الكامنة 2/ 231 رقم 2059، والنجوم الزاهرة 11/ 102، والدليل الشافي 1/ 375 رقم 1288، والمنهل الصافي 7/ 36 - 38 رقم 1291، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 445، وتذكرة النبيه 3/ 314، والعقد الثمين 5/ 75 رقم 1448، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 76 و 79 و 84، ووجيز الكلام 1/ 168 رقم 341.

تقرير الوزارة

[تقرير الوزارة] وفيه قرّر في الوزارة العلم إبراهيم بن قروينة، عوضا عن ابن أبي شاكر الفخر ماجد، وقرّر ماجد في نظر الخزانة الكبرى (¬1). وقرّر في نظارة الخاص الشمس (¬2) المقسي (¬3). [استدعاء قاضي دمشق إلى القاهرة] وفيه قدم السراج البلقيني قاضي دمشق باستدعاء من القاهرة (¬4). [وفاة الصدر الدميري] [353]- وفيه مات الصدر أحمد بن عبد الظاهر (¬5) بن محمد الدميري، المالكي، قاضي المالكية بحلب. وكان فاضلا، وله نظم (¬6). وقرّر في قضاء حلب عوضه أمين الدين أحمد (¬7) بن علي بن حسن الأنفي المالكيّ. [كتابة السرّ بدمشق] وقرّر في كتابة السرّ بدمشق الفتح بن الشهيد عوضا عن الجمال بن الأثير، واستقدم إلى القاهرة (¬8). [نفي بشتاك العمري] وفيه نفي بشتاك العمري إلى الشام (¬9). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 160، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 76. (¬2) مكرّرة في الأصل. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 160، والنجوم الزاهرة 11/ 51. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 159، والنجوم الزاهرة 11/ 52. (¬5) انظر عن (ابن عبد الظاهر) في: الذيل على العبر للعراقي 1/ 270، والسلوك ج 3 ق 1/ 162، وفيه: «ابن عبد القاهر»، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 323، والدرر الكامنة 1/ 172، 173 رقم 444، والنجوم الزاهرة 11/ 100، ودرر العقود الفريدة 2/ 410 رقم 221، ووجيز الكلام 1/ 166 رقم 332، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 78، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 450، وتذكرة النبيه 3/ 320. (¬6) في الأصل كلمتان بعدها غير واضحتين. (¬7) في السلوك ج 3 ق 1/ 160 «محمد». (¬8) في السلوك ج 3 ق 1/ 160، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 77. (¬9) في السلوك ج 3 ق 1/ 161، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 77.

ذو الحجة

[ذو الحجّة] [وفاة أرغون القشتمري] [354]- وفيه ذي حجّة مات بالقدس بطّالا أرغون القشتمري (¬1)، أحد مقدّمي الألوف بمصر كان. [وفاة ابن شيخ السلامية] [355]- وابن (¬2) شيخ السلاميّة (¬3) الحنبلي، الشيخ عزّ الدين حمزة بن موسى بن أحمد بن الحسين الدمشقيّ. كان من أعيان علماء دمشق. وله تصانيف، وذكر أيضا بمصر غير ما مرة، وولي بها تدريس الحنابلة بمدرسة الناصر حسن. [تقديم جماعة وتأمير طبلخانات] وفيه قدّم السلطان جماعة، منهم: أقتمر الحنبلي، وبكتمر المومني صاحب سبيل المؤمني، والمصلّى بالرميلة تحت القلعة. وأمّر عدّة طبلخانات وعشرات، منهم من العشرات يلبغا الناصري صاحب منطاش. والكائنة مع برقوق الآتي ذلك في محلّه (¬4). [وفاة الفقير ابن البرلّسي] [356]- وفيه مات الفقير المعتقد سيّدي إبراهيم ابن البرلّسيّ (¬5)، وهو مجاور بالمدينة الشريفة، وله زيادة على ماية عام. ¬

(¬1) في السلوك ج 3 ق 1/ 168، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 325، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 77 و 80. (¬2) في الأصل: «وبن». (¬3) انظر عن (ابن شيخ السلامية) في: الوافي بالوفيات 13/ 182، وتذكرة النبيه 3/ 327، 328، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 447، والوفيات لابن رافع 2/ 337، 338 رقم 873، والذيل على العبر للعراقي 1/ 267، 268، والسلوك ج 3 ق 1/ 165، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 328، 329، والدرر الكامنة 2/ 77 رقم 1632، والمنهل الصافي 5/ 184، 185 رقم 968، والدليل الشافي 1/ 279، والنجوم الزاهرة 11/ 101، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة حوادث 769 هـ‍، ووجيز الكلام 1/ 167 رقم 336، والرد الوافر 97 رقم 49، والدارس 1/ 489 و 2/ 75، 76 و 260، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 79، والقلائد الجوهرية 1/ 226 و 2/ 306، وشذرات الذهب 6/ 214، والمنهج الأحمد 460، والمقصد الأرشد رقم 396، والدر المنضد 2/ 543 رقم 1376، والسحب الوابلة 95. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 165، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 321. (¬5) انظر عن (ابن البرلّسي) في: طبقات الأولياء 544 - 546 رقم 194، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 321، والدرر الكامنة 1/ 79 رقم 214، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 78، والذيل على العبر للعراقي 1/ 274، 275، والتحفة اللطيفة 1/ 137.

تفشي الأمراض والطاعون بمصر

[تفشّي الأمراض والطاعون بمصر] وفيه - أعني هذه السنة - كانت الأمراض الحادّة فاشية بمصر والطاعون. ومات به خلق، واستمرّ نحوا من أربعة أشهر. وكان يموت في اليوم زيادة على الألف إنسان (¬1). [وفاة صاحب ماردين] [357]- وفيه مات صاحب ماردين (¬2) الملك المنصور أحمد بن الصالح صالح بن غازي بن قرا أرسلان بن أرتق الأرتقيّ. وقد جاوز الستّين، وكانت مدّته نحوا من ثلاث سنين. [وفاة شيخ الخانقاه السرياقوسية] [358]- وشيخ الشيوخ بالخانقاه السرياقوسية الشهاب أحمد بن سلامة (¬3) المقدسي، الشافعيّ. وله كتاب حسن في التصوّف. [وفاة البدر ابن شجاع] [359]- والبدر بن شجاع (¬4) محمد الحنفي، أحد نوّاب الحكم. وكان من أهل العلم والفضل. مات في رمضان. ¬

(¬1) خبر الأمراض والطاعون في: تذكرة النبيه 3/ 312، والذيل على العبر للعراقي 1/ 236، والسلوك ج 3 ق 1/ 162 و 163، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 65، 66، والنجوم الزاهرة 1/ 52 وفيه: «مائة ألف»، وهو غلط. (¬2) انظر عن (صاحب ماردين) في: الذيل على العبر للعراقي 1/ 236، ودرر العقود الفريدة 1/ 270 رقم 112، والسلوك ج 3 ق 1/ 162، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 322، والدرر الكامنة 2/ 141 رقم 401، والمنهل الصافي 1/ 318 رقم 170، والنجوم الزاهرة 11/ 103، ووجيز الكلام 1/ 168 رقم 339، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 73 و 78، وتذكرة النبيه 3/ 327، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 445. (¬3) انظر عن (ابن سلامة) في: الذيل على العبر للعراقي 1/ 273، 274، والسلوك ج 3 ق 1/ 163، والمواعظ والاعتبار 2/ 419، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 322، والدرر الكامنة 1/ 140 رقم 397، ووجيز الكلام 1/ 167، 168 رقم 337، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 78. (¬4) انظر عن (ابن شجاع) في: السلوك ج 3 ق 1/ 167، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 341، 342، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 80.

وفاة القطب الهرماس

[وفاة القطب الهرماس] [360]- والقطب الهرماس (¬1) محمد بن محمود بن هرماس، ابن ماضي (¬2)، المقدسي، الشافعيّ. كان أعجوبة عصره / 86 ب / في الذّوكرة وإظهار الصلاح. وله أخبار تطول. سمع من وزيرة، والحجّار. ونفي إلى مصياف. (ولد سنة تسعين وستماية. وكان إماما بالجامع الحاكم) (¬3). ¬

(¬1) انظر عن (الهرماس) في: الذيل على العبر للعراقي 1/ 272، وذيل التقييد 1/ 113 رقم 151 و 1/ 262 رقم 513 (مكرّر)، والسلوك ج 3 ق 1/ 168، والمواعظ والاعتبار 2/ 76، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 342، والدرر الكامنة 4/ 253، 254 رقم 699، والدليل الشافي 2/ 705، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 81. (¬2) في الأصل: «ما مضى» ومثله في السلوك ج 3 ق 1/ 168. (¬3) ما بين القوسين عن هامش المخطوط.

سنة سبعين وسبعماية

سنة سبعين وسبعماية [محرّم] [وفاء النيل] في أول يوم من محرّم منه، الموافق لثالث عشر مسرى، كان كسر النيل عن الوفاء (¬1). [وفاة العماد ابن الشيرجي] [361]- وفيه مات العماد بن الشيرجي (¬2) محمد بن موسى بن سليمان بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الوهّاب الأنصاري، الشافعيّ. سمع من الفخر البخاري، وأجاز له جماعة. وسمع منه ابن (¬3) كثير، والشريف الواني، وولي نظر خزانة دمشق والحسبة بها. ومولده سنة ستّ وسبعين وستماية. [صفر] [وفاة ألطنبغا المؤمني] [362]- وفي صفر مات ألطنبغا المؤمني (¬4) الجوكندار، أحد الأمراء العشرات. وكان مشكورا. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 169، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 81. (¬2) انظر عن (ابن الشيرجي) في: الوفيات لابن رافع 2/ 340، 341 رقم 876، والذيل على العبر للعراقي 1/ 278، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 458، وتذكرة النبيه 3/ 331، والسلوك ج 3 ق 1/ 178، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 357، 358، والدرر الكامنة 4/ 268، 269 رقم 741، والنجوم الزاهرة 11/ 107، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 81 و 92. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) انظر عن (ألطنبغا) في: السلوك ج 3 ق 1/ 179، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 92.

ربيع الأول

[ربيع الأول] [استمرارية نائب الشام] وفي ربيع الأول قدم نائب الشام منجك اليوسفي إلى القاهرة، وقدّم للسلطان تقدمة حافلة، وخلع عليه باستمراره على نيابة الشام، وأعيد إليها بعد أيام (¬1). [عودة السبكي لقضاء دمشق] وفيه أعيد التاج السبكي إلى قضاء دمشق على عادته، وصرف السراج البلقيني (¬2). [نيابة حلب] وفيه قرّر في نيابة حلب قشتمر المنصوري، عوضا عن أسنبغا ابن الأبوبكري (¬3). [وصول قاصد متملّك القسطنطينية] وفيه وصل قاصد متملّك القسطنطينية وصحبته بطرك النصارى الملكية (¬4). [ربيع الآخر] [الوزارة بمصر] وفي ربيع الآخر قرّر في الوزارة الأكز الكشلاوي الاستادار، مضافا لاستاداريّته، وصرف العلم إبراهيم بن قروينة (¬5). [نظر الخاص] وقرّر ابن (¬6) قروينة في نظر الخاص، عوضا عن الشمس المقسي (¬7). ¬

(¬1) تذكرة النبيه 3/ 329، والسلوك ج 3 ق 1/ 169، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 347، بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 81. (¬2) تذكرة النبيه 3/ 329، والسلوك ج 3 ق 1/ 169، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 346، 347، ووجيز الكلام 1/ 170، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 81. (¬3) تذكرة النبيه 3/ 330، الذيل على العبر للعراقي 1/ 276، والسلوك ج 3 ق 1/ 169، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 81. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 169، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 81. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 169، وبدائع الزهور ج 1 ق 81، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 347. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) السلوك ج 3 ق 1/ 169، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 347، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 81، 82.

نظارة الإسطبل

[نظارة الإسطبل] وقرّر المقسي في نظر الإسطبل، عوضا عن الشمس بن الموفّق (¬1). [وفاة البدر ابن الشّريشي] [363]- وفيه مات البدر ابن الشّريشيّ (¬2) محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الشافعيّ. وكان فاضلا، بارعا في اللغة جدّا، حتى قيل عنه إنه كان يستحضر «الصحاح» و «الجمهرة» و «الشهاب» وغير ذلك. وحفظ دقائق «الزمخشري»، وغيره، مع خير وديانة، وصيانة. مات ولم يكمل الخمسين سنة. [جماد الأول] [دخول السلطان الإسكندرية] وفي جماد الأول دخل السلطان إلى الإسكندرية، وكان قد خرج للتصيّد بناحية طنان (¬3)، فعنّ له السير إلى الإسكندرية، وزيّنت له حين دخوله زينة حافلة، ودخلها في موكب جليل، وقد ترجّلت الأمراء في ركابه مشاة بين يديه / 87 أ / من باب السّدرة إلى باب البحر، ورمي بين يديه المجانيق. ثم عاد (¬4) السلطان من الباب الأخضر، وجلس ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 169، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 347، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 82. (¬2) انظر عن (ابن الشريشي) في: الوفيات لابن رافع 2/ 344، 345 رقم 881، والذيل على العبر للعراقي 1/ 282، 283، والسلوك ج 3 ق 1/ 178، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 356، 357، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 458، وتذكرة النبيه 3/ 333، 334، وطبقات الشافعية، له 3/ 283، 284 رقم 671، وطبقات النحاة واللغويين، له، ورقة 54 ب، 55 أ، والدرر الكامنة 4/ 164، 165 رقم 438، والنجوم الزاهرة 11/ 105، ووجيز الكلام 1/ 173 رقم 351، والدارس 1/ 167، 168، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 92، وشذرات الذهب 6/ 218، 219، ومعجم المؤلّفين 11/ 187. و «الشريشي»: بفتح الشين المعجمة وكسر الراء. نسبة إلى شريش: مدينة كبيرة من كورة شدونة، وهي قاعدة هذه الكورة وهي على البحر المحيط جنوب نهر إشبيلية من بلاد الأندلس. (معجم البلدان 3/ 285، تقويم البلدان 166). (¬3) طنان: بالفتح ونونين، من أعيان قرى مصر، قرية من الفسطاط، ذات بساتين. (معجم البلدان 3/ 539) وذكرها ابن دقماق في (الانتصار لواسطة عقد الأمصار 5/ 49) ضمن أعمال القليوبية. وكذلك ابن الجيعان في (التحفة السنية في أسماء البلاد المصرية 13). أمّا ابن ممّاتي فقال في (قوانين الدواوين 160): إنها من أعمال الشرقية. (¬4) في الأصل: «عاد إلى السلطان».

العقد على أخت السلطان

على سرير الملك بالدار المذكورة، وصعد إلى القصر، ثم عاد إلى مخيّمه بباب رشيد في آخر النهار، وسار بعد يومين إلى القاهرة حتى وصلها وصعد إلى القلعة (¬1). [العقد على أخت السلطان] وفيه عقد لأخت السلطان الخوند سارة على بشتاك رأس نوبة بصداق جملته ما فيه من الذهب والفضّة عشرين (¬2) ألف دينار، وتولّى عقد ذلك بينهما قاضي الحنفية السراج الهندي (¬3). [جماد الآخر] [وفاة نائب غزّة] [364]- وفي جماد الآخر مات أرغون الأزقي (¬4)، نائب غزّة. وكان ولي الرأس نوبة، وتقدمة ألف بمصر. [التشويش على القاضي الهندي] وفيه بلغ السراج الهندي المذكور أنّ بعض الفقهاء أنكر عليه عقده على بشتاك لكونه مسّه الرقّ، ولا بدّ من إسقاط الكفاية، فتشوّش من ذلك، وألّف كتابا في جواز ذلك، وهو كتاب حسن في معناه (¬5). [رجب] [وفاة الشمس ابن عطاء الله] [365]- وفي رجب مات الشمس محمد بن خلف بن كامل بن عطاء الله (¬6) المصري، الشافعيّ. ¬

(¬1) الجوهر الثمين 2/ 232، والسلوك ج 3 ق 1/ 170، ووجيز الكلام 1/ 170، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 82. (¬2) الصواب: «عشرون». (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 170، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 82. (¬4) انظر عن (أرغون الأزقي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 177، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 352، والدرر الكامنة 1/ 350، رقم 870 وفيه: «أرغون علي باك»، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 92. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 170، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 83. (¬6) انظر عن (ابن عطاء الله) في: طبقات الشافعية الكبرى 5/ 237، 238 وفيه: «محمد بن خالد» وهو خطأ. و 9/ 155، 156، والوفيات لابن رافع 2/ 345، 346 رقم 882، والذيل على العبر للعراقي 1/ 283، 284، والسلوك ج 3 ق 1/ 178، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 354، 355، وطبقات الشافعية، له 3/ 271 رقم 664، =

وفاة الشاعر الواسطي

وكان فاضلا، ديّنا، ليّن الجانب. برع في الفقه، وأفتى، ودرّس، وصنّف، وسمع من أبي إسحاق البندنيجي، وابن (¬1) النقيب. ومولده سنة ست عشرة وستماية. [وفاة الشاعر الواسطي] [366]- والأديب، الشاعر، الواعظ، الشمس، الواسطي (¬2)، محمد بن علي بن إبراهيم الشافعيّ. وله نظم حسن. [وفاة متملّك تونس] [367]- وفيه مات متملّك تونس (¬3) الغرب، السلطان أبو إسحاق إبراهيم بن أبي بكر بن يحيى بن إبراهيم بن يحيى الحفصي، الموقري، بعد ما ملك إفريقية تسع عشرة سنة وشهرين، فقام بعده ابنه أبو البقاء خالد. [القبض على أرغون العجمي] وفيه قبض على أرغون العجمي الساقي، أحد خواصّ المماليك السلطانية، ونفي إلى الشام. وكان السبب في ذلك أنه كان فقد من خزانة السلطان عدّة جواهر نفيسة، وما علم خبرها، فاتفق أنّ بعضا من تجّار الفرنج أحضر حجرا منها، يقال له وجه الفرس، إلى الأمير منجك نائب الشام، فعرفه، وسأل الفرنجي عن سبب وصوله إليه. فذكر أنّ أرغون هذا باعه إيّاه، فبعث به / 87 ب / منجك إلى السلطان وطالعه بالقصة، فقبض على أرغون، ولم يؤخذ من ثمن الحجر كثير شيء، فعفى (¬4) السلطان عنه ونفاه (¬5). ¬

= والمقفّى الكبير 5/ 634، 635 رقم 2620، والدرر الكامنة 3/ 432، رقم 1162، والنجوم الزاهرة 11/ 105، ووجيز الكلام 1/ 172، 173 رقم 350، والدارس 1/ 241 و 463، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 92، وكشف الظنون 2/ 1916، وشذرات الذهب 6/ 218، وهدية العارفين 2/ 164، والأعلام 6/ 349، وتاريخ الأدب العربي 2/ 88، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 463، وديوان الإسلام 3/ 389 رقم 1571، ومعجم المؤلفين 9/ 285، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 453، وتذكرة النبيه 3/ 332. (¬1) في الأصل: «وبن». (¬2) انظر عن (الواسطي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 179، والدرر الكامنة 4/ 53، 54 رقم 150، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 92. (¬3) انظر عن (متملّك تونس) في: مآثر الإنافة 2/ 255، والسلوك ج 3 ق 1/ 179، والدرر الكامنة 1/ 21، 22 رقم 46، والنجوم الزاهرة 11/ 107، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 93. (¬4) الصواب: «فعفا». (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 171، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 83.

ظهور أمر السلطان

[ظهور أمر السلطان] وفيه ظهر أمر السلطان واستبداده بملكه والتدبير فيه بنفسه كمل من أول هذه السنة. لكن في هذا الشهر قوي أمره وظهر عنه التدابير الحسنة، وقصد العدل والخير. [شعبان] [وفاة الطواشي شفيع] [368]- وفي شعبان مات الطواشي ناصر الدين شفيع (¬1) نائب مقدّم المماليك، وأحد العشرات. وكان مشكورا. [رمضان] [نيابة الإسكندرية] وفي رمضان أعيد خليل بن عرام إلى نيابة الإسكندرية، عوضا عن طيدمر البالسيّ، بحكم استعفائه (¬2). [تقرير الوزارة] وفيه استقرّ العلم بن قروينة في الوزارة (¬3). [نظارة الخاص] واستقرّ الشمس بن المقسي على نظارة الخاص فقط، وأضيف إليه نظر أملاك أمّ السلطان الخوند بركة ونظر أوقافها (¬4). [الرياح العاصفة بالقاهرة] وفيه في ليلة الجمعة خامسه هبّت بالقاهرة وأعمالها رياح عاصفة شديدة الهبوب جدّا، حتى تهدّمت بسببها أعالي عدّة دور ودروب كبيرة وبادهنجات، ومن النخيل وغيرها من الأشجار، وهلك تحت الردم خلق، وغرقت بها سفن متعدّدة، وكانت أمرا مهولا دام هبوبها في عامّة تلك الليلة، حتى خيّل للناس اقتراب الساعة (¬5). ¬

(¬1) انظر عن (شفيع) في: السلوك ج 3 ق 1/ 178، والنجوم الزاهرة 11/ 105، وبدائع الزهور ج 3 ق 2/ 92. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 171، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 84 - 86. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 171، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 349، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 84. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 171، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 84. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 171، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 86.

نفي أقتمر الدوادار

[نفي أقتمر الدوادار] وفيه نفي أقتمر الحنبلي الدوادار إلى الشام، وقرّر عوضه في الدوادارية منكوتمر عبد الغني بإمرة طبلخاناة. وكان قد جرى بين أقتمر، وألجاي كلام بلغ السلطان، فتنكّر على أقتمر المذكور ونفاه بسببه (¬1). [وفاة أقتمر الصغير] [369]- وفيه مات أقتمر عبد الغني الصغير (¬2). وهو غير أقتمر عبد الغني الحنبلي. وكان من العشرات، وله وجاهة في الدولة. [شوال] [فتح سيس] وفي شوّال قدم الخبر على البريد بأخذ سيس من الأرمن، وكان قد توجّه قشتمر نائب حلب إليها فأخذها. ثم لما عاد إلى حلب عاد الأرمن إليها فأخذوها (¬3). [خروج الحاجّ] وفيه خرج الحاجّ صحبة بهادر الجمالي، وحجّت خوند بركة أمّ السلطان حجّة حافلة جدّا، وكان معها الكوسات تضرب، والعصايب السلطانية، وعدّة جمال تحمل الخضر المزروعة. وكان في خدمتها بهادر الجمالي، وبشتاك العمري، وماية من المماليك السلطانية، وكانت حجّة حافلة جدّا (¬4). [وفاة ابن صرغتمش] [370]- وفيه مات إبراهيم بن صرغتمش (¬5) الناصري، البرقيّ الأصل، الحنفيّ. أحد العشرات. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 172، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 84، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 349. (¬2) انظر عن (آقتمر الصغير) في: السلوك ج 3 ق 1/ 179، والدرر الكامنة 1/ 392 رقم 1009، والنجوم الزاهرة 11/ 107، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 92. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 172، وتذكرة النبيه 3/ 330، 331. (¬4) الجوهر الثمين 2/ 233، ووجيز الكلام 1/ 171. (¬5) انظر عن (ابن صرغتمش) في: السلوك ج 3 ق 1/ 177، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 351، والدرر الكامنة 1/ 28 رقم 67 وفيه: =

ذو القعدة

ودفن بمدرسة أبيه. [ذو القعدة] [سجن نائب الشام] وفي ذي قعدة / 88 أ / وصل إلى القاهرة بيدمر نائب الشام، وكان خرج الأمر بطلبه صحبة محمد بن قماري أمير شكار على البريد، وسجن بقاعة الصاحب بعد أن سلّم لشادّ الدواوين علاء الدين بن كلفت، وألزم بحمل ثلاث مائة ألف دينار، وعصر، فأحضر ماية ألف دينار، ثم أخرج إلى دمشق ليؤدّي بقيّة ما ألزم به، فإذا قضاه نفاه إلى طرسوس. وقرّر في نيابة الشام عوضه منجك اليوسفي (¬1). [غارة الفرنج على صيدا] وفيه وصل إلى صيدا عدّة مراكب من الفرنج فحاربوا المسلمين ورجعوا خائبين. وكثر تخوّف أهل السواحل من هجوم الفرنج عليهم، ومن العشير أيضا كأنهم كانوا قد كثر فسادهم وشرّهم على الناس (¬2). [الجراد والفأر بالشام] وفيه كثر الجراد والفار ببلاد الشام وتلف بها الكثير من الغلال (¬3). وفيه أيضا كان الوباء ببلاد الشام أيضا (¬4). [كائنة قتل العامّة] وفيه كانت كائنة قتل العامّة، وكانت كائنة فظيعة جدّا، ركب فيها ألجاي اليوسفي، والوالي، والحاجب، وبكتمر المؤمني، ثم المماليك السلطانية، بعد أمور كثيرة جرت، ووضعوا السيف في العامّة، وقتل منهم ما لا يحصى كثرة، ولولا أنه كان قبل غروب الشمس وإلاّ كانت فنيت العامّة. وكانت المماليك تدخل إلى حانوت الفامي فيذبحه ويمضي، وتمادى إلى الليل. فأصبح السلطان وقد بلغه ما جرى، فشقّ عليه ذلك وأنكره، وتوعّد بكتمر المؤمني أمير أخور كونه أركب مماليكه وأوجاقيّة باب السلسلة قبل كل أحد، حتى كان ذلك ¬

= «مات في شوال سنة 771». والنجوم الزاهرة 11/ 106، ووجيز الكلام 1/ 175 رقم 359، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 92. (¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 177، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 349، 350. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 173، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 86. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 173، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 84. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 173، ووجيز الكلام 1/ 171.

حادثة كبير تجار الكارمية

سببا للفتنة. ومن جملة ما قاله: «عجلت بالأضحية على الناس». وكان ذلك في أواخر هذا الشهر قبل ذي حجّة بقليل، فرجف فؤاد المؤمني، ومرض عقيب ذلك حتى مات في أول الآتية، كما سنذكره. ونادى السلطان الناس بالأمان، وأفرج عن جماعة كانوا قد أخذوا في هذه الكائنة وسجنوا. وكان الناس قد أصبحوا على تخوّف شديد لما مرّ بهم في عشيّتهم وفي ليلتهم (¬1). [حادثة كبير تجّار الكارمية] وفيه وقعت حادثة شنيعة أيضا، وهي أنّ كبير التجّار الكارميّة (¬2) ناصر الدين محمد بن مسلّم كان قد خرج إلى قوص لمتاجر وصلت إليه من الهند، فأشاع ولد له عنه أنه مات، وعمل عزاءه، واجتمع بالسلطان، ووعده بحمل خمسين ألف دينار ليقرّره عوض أبيه في الأحجار، وحمل من ذلك مبلغا وافرا. وبينا هو في أثناء ذلك إذ وردت مكاتبة أبيه في بعض شونه، فتحقّق حياته. ثم حضر واجتمع بأهل الدولة، فاعتذروا إليه بما ألقاه ولده، ورسم السلطان بأن يعيد له ما حمل ولده في نظير ما يرد له من البضايع، ويحاسب به ممّا عليه، وخلع عليه بإعادته على عادته (¬3). [مقتل قشتمر نائب حلب] [371]-، [وفيه] كانت كائنة ببلاد حماه قتل فيها قشتمر نائب حلب وولده وعدّة من عسكره على يد حيار أمير آل مهنّا / 88 ب / وولده نعير (¬4). [ذو الحجّة] [مهاجمة الفرنج الإسكندرية] وفي ذي حجّة وصل الخبر بأنّ عدّة طوائف من الفرنج وردت ساحل الإسكندرية، ورموا على المدينة منجنيق (¬5)، فعيّن السلطان الأمراء واستحثّهم على الخروج خوفا أن يجري على الإسكندرية كما جرى عليها في نوبة «ربير بطرس»، متملّك قبرس. فخرج في الليلة المقبلة من يوم ورود هذا الخبر ثلاثة من الأمراء ¬

(¬1) الذيل على العبر للعراقي 1/ 277، والسلوك ج 3 ق 1/ 173، 174، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 350، ووجيز الكلام 1/ 171، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 85. (¬2) في الأصل: «الكارمة». (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 174، 175، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 90. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 175، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 350، 351، والدرر الكامنة 3/ 249 رقم 634 وفيه وفاته سنة 775 نقلا عن تاريخ صفد للعثماني، وتذكرة النبيه 3/ 334، 335، والنجوم الزاهرة 11/ 106، 107، ووجيز الكلام 1/ 172 رقم 349، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 86. (¬5) الصواب: «منجنيقا».

نيابة حلب

مقدّمين (¬1) الألوف، وعشرين (¬2) أمراء من الطبلخانات والعشرات. ثم قدم الخبر بأنّ المغاربة والتركمان نزلوا بمراكب المسلمين وقاتلوا الفرنج قتالا شديدا، وقتلوا منهم نحوا من الماية، وغنموا مركبان (¬3) من مراكبهم، فاطمأنّ الناس (¬4). [نيابة حلب] وفيه قرّر أشقتمر المارديني في نيابة حلب، عوضا عن (قشتمر) (¬5). [وفاة الجمال القونوي قاضي دمشق] [372]- وفيه مات الجمال قاضي الحنفية بدمشق محمود بن أحمد بن مسعود بن عبد الرحمن بن السراج القونوي (¬6)، الحنفيّ. وكان عالما، بارعا، عارفا بالفقه والأصول، ولمسنده مصنّفات، منها: «مختصر الهداية»، و «شرح مسند أبي حنيفة» رضي الله عنه، و «شرح المغني»، و «العمدة». وكان رأسا في مذهبه. ومات عن نيّف وستين سنة. [رسول السلطان إلى بغداد] وفيها سار الرسول من السلطان إلى أويس صاحب بغداد (¬7). ¬

(¬1) الصواب: «مقدّمي». (¬2) الصواب: «وعشرون». (¬3) الصواب: «مركبين». (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 17، 176، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 90. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 176، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 86 و 91. (¬6) انظر عن (القونوي) في: الوفيات لابن رافع 2/ 348، 349 رقم 886، والجواهر المضيّة 2/ 156، 157، والذيل على العبر للعراقي 1/ 286، 287، والسلوك ج 3 ق 1/ 178، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 358، 359، وتذكرة النبيه 3/ 336، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 453 والسلوك ج 3 ق 1/ 178، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 358، 359، والدرر الكامنة 4/ 322، 323 رقم 882، والمنهل الصافي 6 / ورقة 784 أ، والنجوم الزاهرة 11/ 105، وتاج التراجم 70، 71 ومنه وفاته سنة 771 هـ‍، ووجيز الكلام 1/ 173، 174 رقم 353، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 92، وطبقات المفسّرين للداوودي 2/ 310، 331، وقضاة دمشق 200، وطبقات الحنفية للقاري، ورقة 49 ب، وكشف الظنون 1/ 20 و 121 و 249 و 346 و 569 و 2/ 1143 و 1148 و 1168 و 1211 و 1357 و 1632 و 1680 و 1693 و 1732 و 1749 و 1850 و 2032، وطبقات الفقهاء والعباد، ورقة 33 ب، والفوائد البهية 207، وهدية العارفين 2/ 409، والأعلام 8/ 37، والردّ الوافر 168، وتاريخ الأدب العربي 2/ 90، ومعجم المؤلفين 12/ 149. (¬7) السلوك ج 3 ق 1/ 176، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 91.

قضاء المالكية بدمشق

[قضاء المالكية بدمشق] وفيه قرّر في قضاء المالكية بدمشق الجمال محمد بن عبد الرحيم بن علي بن عبد الملك المسلاتي السلميّ (¬1)، عوضا عن السريّ إسماعيل بن محمد بن محمد بن هانيء الأندلسي (¬2). [نيابة غزّة] وفيها قرّر في نيابة غزّة محمد بك الشيخوني (¬3). يليه القسم الثاني من الجزء الأول وفيه حوادث ووفيات من سنة 771 إلى سنة 800 هـ‍ ¬

(¬1) في الأصل: «العرلى». (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 76، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 91 وفيه: «جمال الدين عبد الرحيم»، وهو خطأ. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 176، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 91، وتذكرة النبيه 3/ 330.

الورقة 178 من «نيل الأمل» وفيها حوادث سنة 771 هـ‍.

الورقة 376 من «نيل الأمل» وفيها اختلاف الخط

الورقة 370 من «نيل الأمل» وفيها حاشية

حوادث سنة إحدى وسبعين وسبعماية

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [حوادث] سنة إحدى وسبعين وسبعماية [المحرّم] [وصول أسرى من الفرنج] / 178 / في محرّم، أول يوم منه، وصل قاصد ناصر الدين محمد بن طاز من عند أستاذه من ناحية الطينة، وكان قد خرج إليها اليزك (¬1)، وأحضر معه أربعة وعشرون (¬2) نفرا من الفرنج أسرهم من هناك (¬3). [طلب الأمان لأمير العرب] وفيه وصل بهادر أستادار منجك نائب الشام ومعه معيقل حاجب (¬4) حيار بن مهنّا (¬5) أمير العرب بطلب الأمان من السلطان، فأجيب إلى ذلك (¬6). [الإعفاء من الوزارة] وفيه استعفى العلم بن قروينه (¬7) من الوزارة فأعفي، ولم يتعرّض له بسوء، وقرّر في الوزارة عوضه عبد الكريم بن الرويهب (¬8). [قضاء الحنفية بدمشق] وفيه قرّر في قضاء الحنفية بدمشق العماد إسماعيل بن محمد بن أبي العزّ [بن] (¬9) صالح / 179 / المعروف بابن الكشك، عوضا عن الجمال بن السّراج الماضي خبره (¬10). ¬

(¬1) اليزك: كلمة فارسية، معناها: طلائع الجيش. (¬2) الصواب: «أربعة وعشرين». (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 180، بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 93. (¬4) في الأصل: «صاحب». والتصحيح من السلوك وغيره. (¬5) في الأصل: «أرتنا». والتصحيح من السلوك وغيره. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 180، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 94. (¬7) في السلوك: «قزوينة» بالزاي. والمثبت عن الأصل ويتفق مع المصادر. (¬8) تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 360، والسلوك ج 3 ق 1/ 180، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 93. (¬9) ساقطة من الأصل، أضفتها للتصويب. (¬10) ذيل العبر للعراقي 2/ 289، والسلوك ج 3 ق 1/ 180، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 94.

ركوب السلطان للقاء والدته

[ركوب السلطان للقاء والدته] وفيه ركب السلطان من قلعته إلى لقاء والدته وقد قرب قدومها من الحجّ، ونزل بركة الجبّ (¬1)، ثم مضى إلى البويب (¬2) ولقيها، وعاد إلى القلعة في سادس عشره. [إكرام بهادر الجمالي] ودخلت القاهرة فأقرّت في مدح بهادر الجمالي والثناء عليه وشكره لقيامه في خدمتها على أتمّ الوجوه، فأكرمه السلطان وعظّمه وشكره (¬3). [وفاة بكتمر المؤمني] [373]- وفيه مات بكتمر المؤمني (¬4) الأمير أخور، وقرّر عوضه في الأمير أخورية بهادر الجمالي. [الأستادارية] وقرّر في الأستادارية عوضا عن بهادر ملكتمر (¬5) بن بركة. وقرّر عوضه في إمرة مجلس أرغون شاه الأشرفيّ (¬6). [إحضار نائب الشام] وفيه خرج البريد لإحضار اقتمر عبد الغني الحنبليّ نائب الشام (¬7). [صفر] [قضاء المالكية بالإسكندرية] وفيه صفر (¬8)، استقرّ الكمال بن التنسيّ (¬9) في قضاء المالكية بالإسكندرية عوضا عن الكمال الريغي (¬10). ¬

(¬1) في السلوك: «بركة الحجّاج». (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 180، وجيز الكلام 1/ 176، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 93. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 181. (¬4) انظر عن (بكتمر المؤمني) في: ذيل العبر للعراقي 2/ 289، والدرر الكامنة 1/ 488 رقم 1310، والنجوم الزاهرة 1/ 112، والدليل الشافي 1/ 194 رقم 678، والمنهل الصافي 3/ 397، 398 رقم 679، والسلوك ج 3 ق 1/ 187، ودرّة الأسلاك (771 هـ‍)، وعقد الجمان (771 هـ‍)، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 98. (¬5) في تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 360 «بكتمر»: وفي السلوك ج 3 ق 1/ 181 «تلكتمر». (¬6) تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 360، والسلوك ج 3 ق 1/ 181. (¬7) السلوك ج 3 ق 1 ج 181. (¬8) كلمة «صفر» لم تذكر في السلوك. (¬9) التنسيّ: نسبة إلى تنس، بفتحتين وسين مهملة. بلدة في آخر إفريقية مما يلي المغرب، بينها وبين وهران ثمانية مراحل. (¬10) السلوك ج 3 ق 1/ 181، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 94.

وفاة طيبغا المحمدي

[وفاة طيبغا المحمّدي] [374]- وفيه مات طيبغا المحمّدي (¬1) أحد مقدّمي الألوف. وكان من مماليك الناصر، وولي نيابة حماه وغيره ذلك. وهو جدّ الشيخ شهاب الدين أحمد بن رجب بن طيبغا المحمّدي (¬2)، الآتي في سنة خمس وثمانمائة إن شاء الله. [وصول آقتمر إلى القاهرة] وفيه وصل إلى القاهرة آقتمر الصاحبي الحنبليّ (¬3). [ربيع الأول] [قدوم القونوي إلى القاهرة] وفي ربيع الأول قدم الشيخ العالم، الصالح، شمس الدين محمد بن يوسف بن إلياس القونويّ، الحنفيّ إلى القاهرة من دمشق. وكان لمّا قرب مجيئه وبلغ الأتابك منكلي بغا الشمسي خرج إلى تلقّيه، وأنزله بالبيمارستان المنصوريّ، وهرع الناس إليه للسلام عليه والتبرّك بدعائه. وكان من الزّهد والورع والقيام في الحقّ والصّدع به في الأوج (¬4). [وفاة الأكز الكشلاوي] [375]- وفيه مات الأكز الكشلاوي (¬5). وكان ولي النيابة بثغر الإسكندرية بعد الكائنة بها ونقل بعد ذلك في الوزارة والأستادارية وغيرها، ثم نفي إلى حلب. [ربيع الآخر] [الوزارة في مصر] وفي ربيع الآخر أعيد الشمس المقسيّ إلى الوزارة عوضا عن ابن الرويهب (¬6). ¬

(¬1) في الأصل: «المجدي»، والتصحيح من مصادر الترجمة. وانظر عن (طيبغا المحمدي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 187، والدرر الكامنة 2/ 231 رقم 2061، والمنهل الصافي 7/ 39 رقم 1292 والدليل الشافي 1/ 376 رقم 1289، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 98. (¬2) في الأصل: «المجدي». (¬3) وصول طقتمر في 14 صفر. (السلوك ج 3 ق 1/ 181). (¬4) خبر القونوي في: السلوك ج 3 ق 1/ 181، 182، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 94، 95. (¬5) انظر عن (الأكز الكشلاوي) في: بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 99، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 369. (¬6) تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 360، والسلوك ج 3 ق 1/ 182، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 95.

نيابة حماه

[نيابة حماه] وفيه قرّر في نيابة حماه كنجكجي (¬1) المنصوريّ، عوضا عن أيدمر الشيخيّ. [وفاة ابن هانيء الأندلسي] [376]- وفيه مات السريّ، أبو الوليد، إسماعيل بن محمد بن محمد بن علي بن عبد الله بن هاني اللخميّ (¬2)، الأندلسيّ، الغرناطيّ، المالكيّ. وكان بارعا في العربية، يحفظ «الموطّأ». قدم من بلاده وأقام بالشام، وولي قضاء دمشق وحماه غير ما مرّة. وكان واسع الباع، كثير العبادة. ومولده سنة ثمان وسبعماية. [جمادى الآخر] [إمرة شكار] / 180 / وفي جماد الآخر قرّر الجمال عبد الله بن بكتمر الحاجب في إمرة شكار (¬3) عوضا عن ناصر الدين محمد بن قماري (¬4) بعد نفيه. [وفاة ابن القوصي] [377]- وفيه مات الزين عبد الله بن القوصي (¬5) الشافعي أحد نواب الحكم الشافعية. وكان فاضلا. ¬

(¬1) في الأصل: «كنجكي»، وفي تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 361 «كجكي»، وفي بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 95 «كبجلجي»، والمثبت عن السلوك. (¬2) انظر عن (ابن هانىء) في: الدرر الكامنة 1/ 380، 381 رقم 961، والوفيات لابن رافع 2 / رقم 889، وغاية النهاية 1/ 168، والسلوك ج 3 ق 1/ 186، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 368، 369، وذيل العبر للعراقي 2/ 291، 292، ووجيز الكلام 1/ 178 رقم 365، وبغية الوعاة 1/ 456، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 98، وطبقات المفسّرين للداوودي 1/ 112، وشذرات الذهب 6/ 220، 221، وهدية العارفين 1/ 216، وروضات الجنات 113، ومعجم المؤلفين 2/ 293، 294، Brocklmann - s , 11/ 5 . (¬3) إمرة شكار: لفظ مركب من العربية والفارسية، معناه: أمير الصيد. وهو لقب موظف من فئة أمراء الطبلخاناة، تلقّب به المسؤول عن الطيور والجوارح وأحواشها وكل ما يتصل بأدوات صيد السلطان. (معجم المصطلحات والألقاب التاريخية 44، 45). (¬4) في السلوك ج 3 ق 1/ 182 «محمد بن قيران». (¬5) انظر عن (ابن القوصي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 188، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 99، والوفيات لابن رافع 2 / رقم 894، والذيل على العبر للعراقي 2/ 296.

وفاة البسطامي

[وفاة البسطامي] [378]- وفيه مات عالم الحنفية الزين البسطاميّ (¬1) عمر بن عبد الرحمن بن أبي بكر المصري، الحنفي، سبط قاضي القضاة الشمس السّروجيّ. وكان عالما فاضلا، بارعا، يحفظ «الهداية (¬2)»، وولي القضاء الحنفية بمصر، ثم صرف، وكان دائما يظهر السرور بانفصاله عن القضاء. وولي عدّة وظائف وتداريس جليلة وخطابة جامع ابن (¬3) طولون في آخر عمره. وسمع من والده ومن أصحاب النجيب. ومولده سنة أربع وتسعين وستمائة. [رجب] [وفاة الصاحب ابن قروينة] [379]- وفي رجب مات الصاحب، علم الدين إبراهيم بن قروينه (¬4)، الوزير القبطيّ. وكان يقال له: الحليق. [وفاة ابن قدامة المقدسي] [380]- وعلاّمة وقته الشرف ابن (¬5) قاضي الحنابلة (¬6) أحمد بن الحسن بن عبد الكريم بن أبي عمر بن أبي عمر بن أحمد بن محمد بن قدامة (¬7) ¬

(¬1) انظر عن (البسطامي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 187، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 375، 376، والذيل على العبر للعراقي 2/ 295، 296، والوفيات لابن رافع 2 / رقم 893، والدرر الكامنة 3/ 169 رقم 395، والدليل الشافي 1/ 499، 500 رقم 1735، والمنهل الصافي 2 / ورقة 547 ب، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 98، 99. (¬2) الهداية: كتاب في فروع الحنفية لشيخ الإسلام برهان الدين علي بن أبي بكر المرغيناني الحنفي المتوفى سنة 593 هـ‍. (كشف الظنون 2/ 2032، معجم المطبوعات 1739). (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) انظر عن (ابن قروينة) في: السلوك ج 3 ق 1/ 186، والدرر الكامنة 1/ 53 رقم 139، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 98. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في الأصل: «الحبل». (¬7) انظر عن (ابن قدامة) في: السلوك ج 3 ق 1/ 186 وفيه: أحمد بن الحسن بن أبي بكر عبد الله بن أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة»، ومثله في: الدرر الكامنة 1/ 120 رقم 434، والذيل على العبر للعراقي 2/ 294، 295، والوفيات لابن رافع 2 / رقم 892، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 453، 454، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 364، والمنهل الصافي 1/ 268 - 270، والدليل الشافي 1/ 45 رقم 148، والنجوم الزاهرة 11/ 108، ووجيز الكلام 1/ 177 رقم 361، والدارس 2/ 44 - 46 و 102، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 98، وقضاة دمشق 284 - 286 وفيه: «محمد» بدل: «أحمد»، وهو خطأ، والقلائد الجوهرية 2/ 361 - 364، وكشف الظنون 1/ 495 و 2/ 1217 و 1851 =

شعبان

المقدسيّ الأصل، الدمشقيّ، الصالحيّ، الحنبلي، قاضي دمشق وابن قاضيها. وكان إليه النهاية في فقه مذهبه. وقرّر في القضاء بدمشق عوضه في هذا الشهر أيضا العلاء علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن أبي الفتح بن هاشم المقدسي، الحنبلي (¬1). [شعبان] [وفاة بشتاك العمري] [381]- وفي شعبان مات بشتاك العمري (¬2)، الرأس نوّبة الكبير، وزوج أخت السلطان، وقرّر في الرأس نوبة الكبرى عوضه أرغون الأشرفيّ. [إمرة المجلس] وقرّر في إمرة مجلس عوض أرغون شاه أرغون الأحمدي لالا السلطان (¬3). [مقدّمية الألوف] وصيّر طينال (¬4) الماردانيّ من مقدّمي الألوف (¬5). [تقدمة ألف] وقرّر علم دار [المحمدي] في تقدمة ألف والأستاذ دارية (¬6). [شدّ الديوان] وقرّر موسى بن الأزكشيّ في شادّية الدواوين (¬7). ¬

= و 1883، وشذرات الذهب 6/ 219، 220، وذيل التقييد 1/ 305، رقم 608، والأعلام 1/ 107، والرد الوافر 40، ومعجم المؤلفين 1/ 194، والسحب الوابلة 35، والمنهج الأحمد 461، والمقصد الأرشد، رقم 31، والدر المنضد 2/ 547، 548، رقم 1381، Brockelmann - s , 11/ 129. (¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 182. (¬2) انظر عن (بشتاك العمري) في: السلوك ج 3 ق 1/ 183، والدرر الكامنة 1/ 477 رقم 1289 وفيه: «وقيل في شوال سنة 772»، والدليل الشافي 1/ 192 رقم 668، والمنهل الصافي 3/ 372، 373 رقم 669 وفيه وفاته سنة 772 هـ‍، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 103 وفيه وفاته سنة 772 هـ‍، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 369، 370 (سنة 771 هـ‍) و 385 (سنة 772 هـ‍). (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 183، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 363. (¬4) في الأصل: «طنيال». (¬5) الجوهر الثمين (طبعة بيروت) 2/ 233، والنفحة المسكية (بتحقيقنا) سنة 771 هـ‍، والسلوك ج 3 ق 1/ 183، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 363. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 183 والإضافة منه. (¬7) السلوك ج 3 ق 1/ 83.

وفاة ألطنبغا فرفور

[وفاة ألطنبغا فرفور] [382]- وفيه مات ألطنبغا فرفور (¬1) العلائي الجاشنكير، وقرّر عوضه آقبغا من مصطفى (¬2). [نيابة صفد] وفيه قرّر في نيابة صفد تلكتمر من بركة، عوضا عن جنتمر (¬3) أخو (¬4) طاز (¬5). [وفاة آقبغا اليوسفي] [383]- وفيه مات آقبغا اليوسفيّ (¬6) الحاجب بمنفلوط، وكان قد بعث به السلطان لتلقّي قاصد اليمن، وكان وصل بهدية من مرسله صاحب اليمن. [رمضان] [ارتفاع الأسعار بدمشق] وفي رمضان قدم البريد من الشام بأنّ الأسعار قد ارتفعت بدمشق، وأنّ الغرارة القمح قد أبيعت بزيادة على المايتي درهم، وأنّ الأوبئة بها فاشية، والناس تموت (¬7). [شوال] [وفاة السبكي] [384]- وفي شوال مات البدر بن السبكي (¬8) قاضي العسكر محمد بن محمد بن اللطيف (¬9) بن يحيى بن علي بن تمّام / 181 / بن يوسف بن موسى بن تمام الشافعيّ. وكان قد توجّه لزيارة القدس، فكان أجله في طريقه. ¬

(¬1) انظر عن (ألطنبغا فرفور) في: السلوك ج 3 ق 1/ 183 و 187. (¬2) المصدر نفسه. (¬3) في الأصل: «حنتمر» بالحاء المهملة. (¬4) الصواب: «أخي». (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 183. (¬6) انظر عن (آقبغا اليوسفي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 187، والدرر الكامنة 1/ 392 رقم 1007، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 98. (¬7) السلوك ج 3 ق 1/ 183. (¬8) انظر عن (البدر بن السبكي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 188، والوفيات لابن رافع 2 / رقم 896، والذيل على العير للعراقي 2/ 297، 298، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 377، 378، وطبقات الشافعية، له 3/ 285، 286 رقم 673، والدرر الكامنة 4/ 189، 190 رقم 508، ووجيز الكلام 1/ 178 رقم 364، والدارس 1/ 254، 255 و 308، والأنس الجليل 2/ 158، 159، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 99، وشذرات الذهب 6/ 222. (¬9) في الأصل: «محمد بن محمد بن عز النصر» وهو غلط.

ذو القعدة

وكان فاضلا، من أهل العلم، عارفا بعدّة فنون. وسمع من الجزريّ، وزينب بنت الكمال. وكان ذكيّا، شهما، له همّة عالية. ومولده سنة أربع وثلاثين وسبعمائة. [ذو القعدة] [قضاء صفد] وفي ذي قعدة قرّر العلاء علي بن الرصاص المقدسيّ الحنفيّ في قضاء صفد (¬1). [الوزارة في مصر] وفيه قرّر في الوزارة الصاحب فخر الدين ماجد ابن تاج الدين موسى بن أبي شاكر، عوضا عن الشمس أبي الفرج المقسي (¬2). [وفاة المسلاّتي] [385]- وفيه مات قاضي المالكية بدمشق جمال الدين محمد بن عبد الرحيم بن عبد الملك المسلاّتي (¬3)، المغربيّ، المالكيّ. [القبض على نصرانيّ ساحر] وفيه قبض على نصرانيّ اتّهم بأنّه سحر الخوند بنت طاز زوجة (¬4) السلطان، وأنها ماتت بسحره، فسمّر، وشهّر، ووسّط، ثم أحرق (¬5) جثّته بالنار (¬6). [قضاء الحنفية بدمشق] وفيه قرّر في قضاء الحنفية بدمشق النجم أحمد بن العماد بن الكشك عوضا عن أبيه برغبته له عن ذلك (¬7). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 184. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 184، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 362. (¬3) انظر عن (المسلاّتي) في: الوفيات لابن رافع 2 / رقم 901، والذيل على العبر للعراقي 2/ 300، 301، وغاية النهاية 2/ 171، والسلوك ج 3 ق 1/ 188، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 377، والدرر الكامنة 4/ 11، 12 رقم 25، والنجوم الزاهرة 11/ 109، 110، ووجيز الكلام 3/ 177 رقم 362، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 99، وقضاة دمشق 248، 249، وذيل التقييد 1/ 158 رقم 267. (¬4) في السلوك ج 3 ق 1/ 184 «بنت طاز وزوجة السلطان» وهو خطأ. (¬5) الصواب: «ثم أحرقت». (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 184. (¬7) السلوك ج 3 ق 1/ 184.

وفاة الشمس ابن التاج

[وفاة الشمس ابن التاج] [386]- وفيه مات الشمس موسى بن التاج عبد الوهاب (¬1) وهو [من] أبناء السبعين. وكان ولّي نظر الجيش والخاصّ، وولّي وزارة دمشق غير ما مرة. [ذو الحجّة] [قضاء المالكية بدمشق] وفي ذي حجّة استقرّ في قضاء المالكية بدمشق الزين أبو بكر بن علي (¬2) بن عبد الملك المصري المازونيّ (¬3)، عوضا عن الجمال المسلاّتيّ (¬4). [وفاة التاج السبكي] [387]- وفيه مات التاج السبكي (¬5) عبد الوهّاب بن علي بن عبد الكافي بن ¬

(¬1) انظر عن (ابن التاج عبد الوهاب) في: الوفيات لابن رافع 2 / رقم 902، والذيل على العبر للعراقي 2/ 301، 302، والسلوك ج 3 ق 1/ 188، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 378، 379، والدرر الكامنة 4/ 374 رقم 1015، والنجوم الزاهرة 11/ 110 - 112، والدليل الشافي 2/ 749 رقم 2556، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 99. (¬2) في السلوك: «أبو بكر علي». وهو خطأ. (¬3) في تاريخ ابن قاضي شهبة: «الماروني»، وهو خطأ. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 184، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 362، والذيل على العبر لابن العراقي 2/ 309. (¬5) انظر عن (السبكي) في: الوافي بالوفيات 19/ 315، 316 رقم 295، والوفيات لابن رافع 2 / رقم 904، والبداية والنهاية 14/ 295 - 298 وغيرها، وترجمان الزمان 11 / ورقة 36 أ، والذيل على العبر للعراقي 2/ 303 - 306، والسلوك ج 3 ق 1/ 187، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 372 - 375، وطبقات الشافعية، له 3/ 256 - 258 رقم 649، والدرر الكامنة 2/ 425 - 428 رقم 2543، والمنهل الصافي 7/ 385، 386 رقم 1501، والدليل الشافي 1/ 433 رقم 1495، والنجوم الزاهرة 11/ 108، ووجيز الكلام 1/ 177، 178 رقم 363، وحسن المحاضرة 1/ 328، 329، والدارس 1/ 37، 38 و 200 و 223 و 240 و 285 و 367 و 378 و 394 و 458 و 463، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 98، وقضاة دمشق 103 - 106، والقلائد الجوهرية 2/ 371 - 373، ومفتاح السعادة 1/ 185، وطبقات الشافعية للحسيني 234، 235، والزيارات بدمشق 83، وكشف الظنون 1/ 100 و 150 و 399 و 507 و 595 و 876 و 2/ 1101 و 1157 و 1744 و 1855 و 1879، وشذرات الذهب 6/ 221، 222، وتراجم العلماء، ورقة 138 أ، ب، والبدر الطالع 1/ 410 - 412، وإيضاح المكنون 1/ 281، وهدية العارفين 1/ 639، والمواعظ والإعتبار 2/ 279، وديوان الإسلام 3/ 45 رقم 1154، والرسالة المستطرفة 140 و 187، وفهرس الفهارس 2/ 372، 373، والأعلام 4/ 335، وتاريخ الأدب العربي 2/ 89، وذيله 2/ 105، ومعجم المؤلفين 6/ 225، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 3/ 147 - 151، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 465 رقم 864، وعلم التأريخ عند المسلمين 98 و 469 و 476 و 498 و 501 و 502 و 554 و 556 و 557 =

القضاء بدمشق

علي بن تمّام بن يوسف بن موس بن تمّام الأنصاري، المصريّ، ثم الدمشقيّ، الشافعيّ. وكان عالما متقنا، مصنّفا. أجاز له ابن الشحنة، ويونس الدبّوسيّ (¬1). وأسمع على يحيى بن المصري، وعبد المحسن الصابونيّ، ومن سيّد الناس، وابن الملوك (¬2)، وغيرهم. وسمع بنفسه من زينب بنت الكمال، وآخرين. وقرأ بنفسه على المزّي، ولازم الحافظ الذهبيّ، وتخرّج بالحافظ ابن (¬3) رافع. وأمعن في طلب الحديث، ومهر في الفقه، والأصول، والعربية وهو شابّ، وصنّف كتبا مفيدة مشهورة. وكان ذا بلاغة وفصاحة، وولي عدّة تداريس جليلة بدمشق والقضاء الأكبر به، وخطابة الجامع الأمويّ، وانتهت إليه رئاسة الوظائف بالشام. ومولده سنة 727. [القضاء بدمشق] / 182 / وفيه قرّر في قضاء دمشق عوضا عن التاج السبكي المذكور الكمال أبو القاسم عمر بن عثمان بن هبة الله المعرّي قاضي حلب (¬4). [قضاء حلب] وقرّر في قضاء حلب عوضا عن المعرّي الفخر عثمان بن أحمد بن عثمان الزرعي قاضي طرابلس (¬5). [مقدّميّة الألوف] وفيه صيّر منكوتمر عبد الغني، ويلبغا المجنون من مقدّمي الألوف (¬6). ¬

= و 590 و 613 و 630 و 644، والتاريخ العربي والمؤرخون 4/ 81 - 83 رقم 4، وانظر عنه في مقدّمة كتاب «معيد النعم ومبيد النقم» نشره محمد علي النجار، القاهرة 1958، ومقدّمة «طبقات الشافعية الكبرى» بتحقيق محمود محمد الطناحي وعبد الفتاح محمد الحلو، 1964. (¬1) رسمت في الأصل: «الدلوسى». (¬2) في الأصل: «وبن الملول». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 184، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 363. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 184، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 363. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 185.

أمراء طبلخاناة

[أمراء طبلخاناة] وقرّر في جملة الطبلخانات: رجب بن طيبغا المحمّدي (¬1)، وعدّة أخر، منهم: منكلي بغا البلدي، وصراي تمر (¬2). [عمارة المنارة بباب الحزورة بمكة] وفيه أقام أمير الحاجّ علاء الدين بن كلفت بمكة المشرّفة لعمارة منارة باب الحزورة، وعاد بالحاجّ الطواشي مثقال الأنوكيّ مقدّم المماليك (¬3). [وفاة الفقيه المالقي] [388]- وفيه مات الفقيه، النّحويّ، شمس الدين، محمد بن الحسن بن محمد المغربيّ (¬4)، الأندلسيّ، المالكيّ. وكان من الفضلاء، وشرح «التّسهيل». [وفاة أسندمر الكاملي] [389]- وأسندمر الكامليّ (¬5)، أحد مقدّمي الألوف وزوج خوند القردمية. ¬

(¬1) في الأصل: «المجدي». (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 185 والتصحيح منه. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 185 والتصحيح منه. (¬4) انظر عن (المغربي) في: الوفيات لابن رافع 2/ 361، 362 رقم 903، والذيل على العبر لابن العراقي 2/ 302، والسلوك ج 3 ق 1/ 188، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 376، وطبقات النحويين واللغويين، له، ورقة 19 أ، ب، والدرر الكامنة 3/ 424 رقم 1130، ووجيز الكلام 1/ 178، 179 رقم 366، وبغية الوعاة 1/ 87 رقم 139، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 99، وكشف الظنون 1/ 407، وهدية العارفين 2/ 165، ومعجم المؤلفين 9/ 218، 219. (¬5) انظر عن (أسندمر الكاملي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 186، والدرر الكامنة 1/ 387 رقم 987 وفيه وفاته في أواخر سنة 770 هـ‍، والنجوم الزاهرة 11/ 112، ووجيز الكلام 1/ 179 رقم 369، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 98.

حوادث سنة اثنين وسبعين وسبعماية

[حوادث] سنة اثنين وسبعين وسبعماية [المحرّم] [وفاة نائب الشام] [390]- في محرّم منها مات نائب الشام أمير علي الماردينيّ (¬1)، وكان من الأعيان الأكابر، مشكور السيرة. ولي نيابة دمشق غير ما مرة، ونيابة السلطنة بمصر. وكان من مماليك الناصر محمد بن قلاوون، استهداه من صاحب ماردين لما بلغه عنه أنه غاية في ضرب العود، وحظي عند الناصر إلى الغاية. ولما مات الناصر كسر آلته وتاب عن ضرب العود مع كونه كان لا يدانيه فيه أحد. وكان يحفظ «القدوري»، مع دين وعفّة، ومحبّة العلماء والعلم معرفة تامّة (¬2)، وعدل وسياسة، ولين جانب. [تقرير الخازندارية] وفيه قرّر في الخازندارية يلبغا الناصريّ، عوضا عن يعقوب شاه بعد نفيه (¬3). [صفر] [الصلح مع الفرنج] وفي صفر وصل رسل الفرنج لطلب الصلح، فعقد ذلك، وحلفوا بمعتقدهم على أن لا يغدروا (¬4) ولا يخربوا (¬5)، وخلع عليهم، وعادوا بعد أن أعطوا رهائن أقاموا بالقلعة. وعيّن السلطان رسولا من عنده معهم ليتوجّه إلى ¬

(¬1) انظر عن (المارديني) في: السلوك ج 3 ق 1/ 192، وتاريخ ابن خلدون 5/ 459 و 461، ووجيز الكلام 1/ 184 رقم 380، والدرر الكامنة 3/ 77، 78 رقم 160، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 103، وإعلام الورى 25، والذيل على العبر لابن العراقي 2/ 309، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 391، 392. (¬2) هكذا وردت العبارة مشوّشة. (¬3) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 99، والسلوك ج 3 ق 1/ 189 ولم يذكر فيه «يلبغا الناصري». (¬4) في الأصل: «أن لا يفروا». (¬5) السلوك: «ولا يخونوا».

وفاة نائب حلب

ملكهم بتقرير الصلح وتحليفه، وحصل بذلك (¬1) خير (¬2). [وفاة نائب حلب] [391]- وفيه مات جرجي الإدريسي (¬3) الناصريّ، نائب حلب على أتابكية دمشق. وكان تنقّل في عدّة وطائف، منها الدوادارية الكبرى، ونيابة طرابلس. [ربيع الأول] [استدعاء ابن قماري] وفي ربيع الأول استدعي محمد بن قماري من غزّة، وقرّر / 183 / في الطبلخاناة، وأعيد إليه وظيفته أمير شكار على عادته (¬4). [إمرة عشرة] وفيه قرّر طيبغا العمريّ الفقيه في جملة العشرات (¬5). [وفاة ابن زبيّبة] [392]- وفيه مات الشهاب ابن (¬6) زبيّبة (¬7) قاضي الحنفية بالإسكندرية أحمد بن إبراهيم العمريّ، الصالحيّ، نزيل حلب عن سبعين سنة. وكان فاضلا، وهو أول قاض حنفيّ حكم بالإسكندرية. ¬

(¬1) في الأصل: «وحصل ذلك». (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 189، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 103. (¬3) انظر عن (جرجي الإدريسي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 192، والدرر الكامنة 1/ 535 رقم 1450، والدليل الشافي 1/ 244 رقم 839، والمنهل الصافي 4/ 262، 263 رقم 841، والنجوم الزاهرة 11/ 116، ودرّة الأسلاك (سنة 772 هـ‍)، والذيل على العبر لابن العراقي 2/ 311، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 386، ولحظ الألحاظ 155. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 189، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 100. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 189. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الأصل: «ريبه»، وهو «ابن زبيّبة» تصغير زبيبة. انظر عنه في: السلوك ج 3 ق 1/ 192، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 384، 385 وفيه: «ابن ربيته». والذيل على العبر لابن العراقي 2/ 321، 322 وفيه: «أحمد بن محمد العمري الحنفي»، والوفيات لابن رافع 2 / رقم 919، والدرر الكامنة 1/ 94 رقم 248، ولحظ الألحاظ 155، والنجوم الزاهرة 11/ 115، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 103، والطبقات السنية 1/ 302.

ربيع الآخر

[ربيع الآخر] [مبايعة متملّك تونس] وفي ربيع الآخر كانت مبايعة السلطان أبو (¬1) العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر بن يحيى (¬2) بن إبراهيم بن أبي بكر، فكانت مدّة تملّك خالد إفريقيّة سنة وتسعة أشهر، تنقص يومين (¬3). [ركوب السلطان للصيد] وفيه ركب السلطان إلى الصيد وعبر من باب زويلة، فلما اجتاز بين القصرين نزل إلى القبّة المنصورية فزار جدّه وجدّ أبيه، وركب وخرج من باب النصر فتصيّد وعاد، وهو في عزم التوجّه إلى الوجه القبليّ، وقدّمت له أرباب الأدراك تقادم جليلة (¬4). [وفاة شيخ الخانقاه] [393]- وفيه مات شيخ الخانقاه البكتمرية بالقرافة وشيخ الإقراء زين الدين عبد الرحمن بن عبد الله بن إبراهيم (¬5) المقريء. وكان أخذ القراءآت (¬6) عن التقيّ بن الصائغ وبرع فيها. [جمادى الأول] [حمرة الشفق بمدن الشام] وفي جماد الأول في ليلة الخميس منه حدث بالبيت المقدس، ودمشق، وحلب في السماء حمرة شديدة جدّا فوق حمرة الشفق كأنها الجمر، وصارت في خلال النجوم حتى سدّت الأفق في طول الليل إلى طلوع الفجر، وحصل عند غالب الناس خوف شديد وفزع وروع عظيم، وباتوا في توبة واستغفار وإنابة (¬7). ¬

(¬1) الصواب: «أبي». (¬2) في الأصل: «علي». (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 192، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 102. (¬4) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 100. (¬5) انظر عن (زين الدين ابن إبراهيم) في: السلوك ج 3 ق 1/ 194، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 104، والدرر الكامنة 2/ 333 رقم 2310. (¬6) في الأصل: «القرات». (¬7) خبر الشفق في: السلوك ج 3 ق 1/ 190، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 381، 382، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 100، 101.

وفاة الإسنوي

[وفاة الإسنوي] (¬1) [394]- وفيه مات الجمال الإسنوي (¬2) صاحب «المهمّات» الشيخ عبد الرحيم بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن إبراهيم الأموي (¬3)، الشافعيّ، نزيل القاهرة. وكان من العلماء الأكابر، وانتهت إليه رئاسة مذهبه. وكان له من التصانيف الكثيرة ما هي مشهورة الآن به. وسمع من الدبّوسي، وابن (¬4) الملوك، وآخرين. وأخذ عن أبي حيّان، وغيره، ومولده سنة 704. وكان من عباد الله الصالحين. [وفاة ابن الظريف المالكي] [395]- وفيه مات العلاء بن الظريف (¬5) علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن ¬

(¬1) انظر عن (الإسنوي) في: الوفيات لابن رافع 2/ 370 - 372 رقم 912، والذيل على العبر لابن العراقي 2/ 314 - 317، والسلوك ج 3 ق 1/ 193، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 387 - 389، وطبقات الشافعية، له 3/ 250 - 253 رقم 646، والعقد المذهب لابن الملقّن 287، والدرر الكامنة 2/ 354 - 356 رقم 2386، ولحظ الألحاظ 155، والمنهل الصافي 7/ 242 - 245 رقم 1414، والدليل الشافي 1/ 409 رقم 1408، والنجوم الزاهرة 11/ 114، ووجيز الكلام 1/ 181، 182 رقم 370، وبغية الوعاة 2/ 92، 93، وحسن المحاضرة 1/ 429 - 434، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 103، وطبقات الشافعية للحسيني 236، 237، ودرّة الحجال 3/ 114، 115، وكشف الظنون 1/ 18 و 100 و 150 و 153 و 484 و 485 و 577 و 613 و 930 و 2/ 1101 و 1109 و 1134 و 1258 و 1498 و 1523 و 1599 و 1718 و 1874 و 1879 و 1915 و 1950 و 1957، وشذرات الذهب 6/ 223، 224، والبدر الطالع 1/ 352، 353، وإيضاح المكنون 1/ 138 و 379 و 2/ 610 و 653، وهدية العارفين 1/ 561، والأعلام 4/ 119، وتاريخ الأدب العربي 2/ 176، وذيله 2/ 227، ومعجم المؤلفين 5/ 203، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 1/ 68، 69، وديوان الإسلام 1/ 116 - 118 رقم 158، ودائرة المعارف للأعلمي 21/ 112، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 298، 299 رقم 538، وعلم التأريخ عند المسلمين 556 و 594، والتاريخ العربي والمؤرخون 3/ 221 - 223 رقم 44، والقاموس الإسلامي 1/ 109، 110 وفيه: «عبد الرحمن بن الحسن» ولد عام 704 وتوفي عام 272 هـ‍؟ وهو خطأ، وروضات الجنات 439، 440، وفهرس مخطوطات الظاهرية ليوسف العش 6، وانظر مقدّمة طبقات الشافعية، له، لعبد الله الجبوري، منشورات وزارة الأوقاف العراقية، بغداد 1390 هـ‍. (¬2) المهمّات: هو كتاب المهمّات على الروضة، شرح الرافعي. (كشف الظنون 2/ 1914). (¬3) في الأصل: «الأرنوي». (¬4) في الأصل: «وبن». (¬5) انظر عن (ابن الظريف) في: السلوك ج 3 ق 1/ 193، وذيل التقييد 2/ 186 رقم 1400، والنجوم =

وفاة قطلقتمر

موسى الفقيه المالكي. وكان مقدّما في عمل المناسخات (¬1)، من أهل العلم والفضل. ناب في القضاء، ووقّع في الحكم. [وفاة قطلقتمر] [396]- وقطلقتمر (¬2) الناصريّ، رأس نوبة. [وفاة الزركشي] [397]- والشمس الزركشيّ (¬3)، محمد / 184 / بن عبد الله (¬4) بن محمد الحنبليّ. وكان من أعيان الفقهاء الحنابلة. [وفاة منكوتمر] [398]- ومنكوتمر عبد الغني (¬5) الأشرفيّ، الدوادار. وقرّر عوضه في الدوادارية طشتمر العلائيّ على إمرة طبلخانات (¬6). [عودة رسل الفرنج] وفيه عادات رسل الفرنج الماضي خبرهم ومعهم عدّة من أسرى (¬7) المسلمين نحو الماية (¬8). [كثرة الأمراض] وفيه نشبت في الناس الأمراض، وكان الزمن خريفا، فمات به جماعة بالقاهرة والوجه البحريّ (¬9). ¬

= الزاهرة 11/ 117، ووجيز الكلام 1/ 183 رقم 375، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 103. وهو ممّن يستدرك على: الدرر الكامنة حيث لم يذكر فيه. انظر ج 3/ 23، 24. (¬1) في الأصل: «السامات». (¬2) انظر عن (قطلقتمر) في: السلوك ج 3 ق 1/ 193، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 103. (¬3) انظر عن (الزركشي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 194، والنجوم الزاهرة 11/ 117، والمنهج الأحمد 461، ووجيز الكلام 1/ 183 رقم 377، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 104، والسحب الوابلة 256، والدرّ المنضد 2/ 548 رقم 1382، وشذرات الذهب 6/ 224. (¬4) في الأصل: «محمد محمد بن عبد الله». (¬5) انظر عن (منكوتمر عبد الغني) في: السلوك ج 3 ق 1/ 194، والدرر الكامنة 4/ 368 رقم 1000، ووجيز الكلام 1/ 184 رقم 381، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 395، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 104، والنفحة المسكية (سنة 772 هـ‍). (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 194. (¬7) في الأصل: «أمري». (¬8) السلوك ج 3 ق 1/ 190، ووجيز الكلام 1/ 180، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 101. (¬9) السلوك ج 3 ق 1/ 190، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 101.

وفاة الطبيب الشوبكي

[وفاة الطبيب الشوبكي] [399]- وفيه مات الطبيب الفاضل، الجمال، يوسف الشوبكيّ (¬1). [جمادى الآخر] [وفاة البدر النابلسي] [400]- وفي جماد الآخر مات البدر النابلسي (¬2)، حسن بن محمد بن صالح بن محمد بن محمد بن عبد المحسن بن علي بن المجاور بن عبد الله القرشيّ، المطلبيّ، الحنبليّ. وكان عالما فاضلا، وله تصانيف. وسمع من يونس الدبّوسي، وولي إشهاد دار العدل، وتدريس الحنابلة بمدرسة أمّ السلطان. ومولده سنة سبع ماية. وقرّر في وظيفته شرف الدين عبد المنعم بن سليمان بن داود البغداديّ، الحنبليّ (¬3). [فتح كنيسة القمامة] وفيه فتحت كنيسة قمامة بعد ما بعث الفرنج من بقي من أسرى المسلمين ببلادهم، وتمّ أمر الصلح (¬4). [وفاة ابن الفرات] [401]- وفيه مات السراج بن الفرات (¬5) عمر بن الحسن بن محمد بن عبد العزيز (¬6) بن محمد الحنفيّ. ¬

(¬1) انظر عن (الشوبكي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 194، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 104. و «الشوبكي»: نسبة إلى الشوبك بالأردن. (¬2) انظر عن (النابلسي) في: الوفيات لابن رافع 2/ 373، 374 رقم 915، وغاية النهاية 1/ 231، والذيل على العبر لابن العراقي 2/ 318، 319، والسلوك ج 3 ق 1/ 193، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 386، والدرر الكامنة 2/ 36، 37 رقم 1556، ولحظ الألحاظ 155، والمنهج الأحمد 462، والنجوم الزاهرة 11/ 117، والمقصد الأرشد، رقم 354، والجوهر المنضد 23، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 103، وطبقات المفسّرين للداوودي 1/ 144، وشذرات الذهب 6/ 223، والسحب الوابلة 94، 95، والدرّ المنضد 2/ 549 رقم 1385، ووجيز الكلام 1/ 183 رقم 376. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 190. (¬4) تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 382، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 101. (¬5) انظر عن (ابن الفرات) في: الذيل على العبر لابن العراقي 2/ 327، والسلوك ج 3 ق 1/ 193، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 392، والدرر الكامنة 3/ 159 رقم 376، ولحظ الألحاظ 156، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 103. (¬6) في الأصل: «عبد البرّ»، والتصويب من المصادر المذكورة.

رجب

وكان فاضلا، وقّع في الحكم، وكان سنّه نحوا من ستّ وثمانين سنة. [رجب] [وفاة أبي الطاهر الميقاتيّ] [402]- وفي رجب مات إمام أهل الميقات، الشيخ، أبو الطاهر، تقيّ الدين محمد (¬1) بن محمد. وكان إماما في فنّه. [ركب الرجبية] وفيه سار ركب الرجبية إلى مكة المشرّفة (¬2). [شعبان] [وفاة التاج المالكي] [403]- وفي شعبان مات التاج بن بهاء الدين محمد المالكيّ بن شاهد الجمال (¬3)، مفتي دار العدل. وكان بيده عدّة وظائف أيضا، ثم وكالة الخاص، وشهادة الجيش، ونظر البيمارستان. وقرّر في الوكاة العلم صالح الإسنويّ (¬4). وولي شهادة الجيش البدر الأقفهسيّ شاهد ألجاي (¬5). وقرّر في نظر البيمارستان المحبّ السمسطائي (¬6). وقرّر في إفتاء دار العدل البدر عبد الوهاب الإخنائي، المالكيّ (¬7). [وفاة الصنافيري] [404]- وفيه مات الشيخ الوليّ المعتقد المجذوب، صاحب الكرامات ¬

(¬1) انظر عن (أبي الطاهر محمد) في: السلوك ج 3 ق 1/ 194، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 104. (¬2) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 101. (¬3) انظر عن (ابن شاهد الجمال) في: السلوك ج 3 ق 1/ 193، والنجوم الزاهرة 11/ 118 وفيه: «الجمالي»، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 103، 104، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 393 وفيه: «ابن شاهد الجمالي». (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 191. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 191. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 191، وفي الأصل: «السمطائي». (¬7) السلوك ج 3 ق 1/ 191.

رمضان

العجيبة، والمكاشفات الغريبة، سيدي يحيى بن علي بن يحيى الصنافيري (¬1)، الأعمى. وكان من المجاذيب الصلحاء، وكان له جنازة حافلة جدّا. حزر من صلّى عليه بمصلّى حولان وكانوا نيّف (¬2) على خمسين ألفا. وتؤثر عنه الكرامات والمكاشفات. [رمضان] [نيابة صفد] / 185 / وفي رمضان قرّر في نيابة صفد علم دار عوضا عن ملكتمر من بركة المعروف بالفقيه (¬3). [أستادارية مصر] واستقرّ ملكتمر في الأستادارية بمصر عوضا عن علم دار (¬4). [شوال] [وفاة ابن أبي البقاء] [405]- وفي شوال مات الشريف سالم بن أبي البقاء (¬5) بهاء الدين. [وفاة بشتاك العمري] [406]- وفيه مات بشتاك العمري (¬6)، الماضي في الخالية، فإنّ بعضا ذكر وفاته في هذه، وذكر أنه قرّر في رأس نوبة أرغون شاه (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (الصنافيري) في: السلوك ج 3 ق 1/ 194، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 396، ووجيز الكلام 1/ 183 رقم 378، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 104، والدليل الشافي 2/ 779 رقم 2632، والنجوم الزاهرة 11/ 118، وحسن المحاضرة 1/ 251، والذيل على العبر لابن العراقي 2/ 322، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 572، والدرر الكامنة 4/ 431، 432 رقم 1199، والطبقات الكبرى للشعراني 2/ 4، وجامع كرامات الأولياء 2/ 285. (¬2) الصواب: «نيّفا». (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 191، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 383 وفيه: «بكتمر»، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 101. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 191، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 383، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 101. (¬5) انظر عن (ابن أبي البقاء) في: السلوك ج 3 ق 1/ 193، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 103. (¬6) انظر عن (بشتاك العمري) في: السلوك ج 3 ق 1/ 192، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 385، والدرر الكامنة 1/ 477 رقم 1289، والمنهل الصافي 3/ 372، 373 رقم 669، والدليل الشافي 1/ 192 رقم 668، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 103. (¬7) السلوك ج 3 ق 1/ 191.

ذو القعدة

[ذو القعدة] [نيابة الإسكندرية] وفي ذي قعدة قرّر طيدمر البالسيّ في نيابة الإسكندرية عوضا عن خليل بن عرام، وطلب ابن (¬1) عرام إلى القاهرة فقرّر في جملة الطبلخانات (¬2). [وفاة أرغون السلاّري] [407]- وفيه مات أرغون بن قيران (¬3) السلاّري نقيب الجيش. وقرّر في نقابة الجيش محمد بن سرتقطاي (¬4) [قضاء الحنفية بالإسكندرية] وفيه قرّر في قضاء الحنفية بالإسكندرية البدر بن السكري، بحكم وفاة ابن (¬5) الزّبيّبة (¬6) الماضي خبر موته. [ذو الحجّة] [وفاة قاضي المدينة المنوّرة] [408]- وفي ذي حجّة مات قاضي المدينة الشريفة الشيخ نور الدين علي بن يوسف بن حسن بن محمد بن محمود الأنصاري (¬7)، المدنيّ، الحنفيّ. وكان عالما فاضلا، شافعيّ المذهب، ثم تحوّل حنفيّا، وأخذ عن جماعة، وجال بلادا كثيرة. ¬

(¬1) في الأصل: «طلب بن». (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 191، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 383، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 102. (¬3) انظر عن (أرغون بن قيران) في: السلوك ج 3 ق 1/ 192، والدرر الكامنة 1/ 350، 351 رقم 871، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 103. (¬4) السلوك ج 3، 1/ 192. (¬5) في الأصل: «وفاة بن». (¬6) في الأصل: «الدشه»، والمثبت عن ترجمته التي تقدّمت برقم (392). (¬7) انظر عن (الأنصاري) في: الوافي بالوفيات 22/ 356، وأعيان العصر 3/ 584، 585 رقم 1254، والوفيات لابن رافع 2/ 380، 381 رقم 925، والذيل على العبر لابن العراقي 2/ 326، والسلوك ج 3 ق 1/ 193، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 391، والدرر الكامنة 3/ 142، 143 رقم 324، وذيل التقييد 2/ 27، 228 رقم 1495، ولحظ الألحاظ 155، والمنهل الصافي 2 / ورقة 536 ب، والدليل الشافي 1/ 489 رقم 1698، والنجوم الزاهرة 11/ 116، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 103، ووجيز الكلام 1/ 182 رقم 372، والبدر الطالع 1/ 502، وكشف الظنون 2/ 1834، وهدية العارفين 1/ 725، ومعجم المؤلفين 7/ 265. والمنهل الصافي 8/ 243، 244 رقم 1705.

وفيات جماعة

وسمع من جماعة، منهم: إسماعيل التّفليسيّ، وولّي قضاء المدينة والحسبة بها. وكان سيفا لأهل السّنّة، قامع البدعة. وهو أول حنفيّ من قضاة المدينة. وله مقامة في المفاخرة بين مكة والمدينة، وهي بديعة في معناها. ومولده سنة ثمان وسبعمائة. * * * [وفيات جماعة] [409]- وفيها، أعني هذه السنة، مات: أسندمر حرفوش (¬1) العلائيّ، الحاجب، وهو على تقدمة ألف بدمشق. [410]- وجرجي البالسيّ (¬2). [411]- وجرقطلوا المظفّريّ (¬3). [412]- وقطلقتمر النّاصريّ (¬4). [413]- وأروس النظاميّ (¬5). [414]- وأزدمر (¬6) الصفويّ، الجوكندار. ¬

(¬1) انظر عن (أسندمر حرفوش) في: السلوك ج 3 ق 1/ 192، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 385، والدرر الكامنة 1/ 387 رقم 985، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 103. (¬2) انظر عن (جرجي البالسي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 292 وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 103. (¬3) انظر عن (جرقطلوا المظفري) في: السلوك ج 3 ق 1/ 192، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 103. (¬4) انظر عن (قطلقتمر الناصري) في: السلوك ج 3 ق 1/ 193، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 103. (¬5) انظر عن (أروس النظامي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 194، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 104. (¬6) انظر عن (أزدمر الصفوي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 194، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 104، وفي الأصل: «أروس» والتصحيح من المصدرين.

حوادث سنة ثلاث وسبعين وسبعماية

[حوادث] سنة ثلاث وسبعين وسبعماية [المحرّم] [نيابة حلب] فيه قرّر أيدمر الدوادار في نيابة حلب، عوضا عن أشقتمر الماردينيّ، بعد صرفه عنها وتقريره في نيابة طرابلس (¬1). (ابتداء ظهور تيمور لنك) (¬2) وفي محرّم هذا كان ابتداء أمر تملّك تيمور لنك البلاد المشرقية، وأخباره على تفاصيلها تطول، وهي مشهورة، وستأتي ترجمته في محلّها إن شاء الله تعالى. [صفر] [كائنة الركراكي] وفي صفر كانت كائنة الركراكي، الشيخ شمس الدين، محمد المغربيّ (¬3)، المالكيّ، وكان من صوفية الخانقاه الشيخونية، وحصل بينه وبين العلاّمة الشيخ أكمل الدين الحنفيّ، شيخ الخانقاه المذكورة، أمر أوجب له الحطّ عليه بسببه، فقام عليه جماعة ومعه آخرون (¬4)، وحمل موكّلا به إلى مجلس الأتابك ألجاي اليوسفي، / 186 / فادّعى عليه بقوادح منها توجب إراقة دمه، وعقد له مجلس بدار ألجاي المذكور، وآل أمره أن حقن دمه، وأخرجت عنه وظيفة الشيخونية، وأخرج منفيّا إلى دمشق (¬5). ¬

(¬1) خبر نيابة حلب في: الذيل على العبر لابن العراقي 2/ 328، والسلوك ج 3 ق 1/ 195، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 104. (¬2) العنوان عن هامش المخطوط. (¬3) في الأصل: «الغزي». (¬4) في الأصل: «اخرن». (¬5) خبر الركراكي في السلوك ج 3 ق 1/ 195 باختصار، وإنباء الغمر 1/ 9، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 104، 105.

وفاة الشهاب الرومي

[وفاة الشهاب الرومي] [415]- وفيه مات الشيخ شهاب الدين أحمد بن سليمان بن عبد الله الروميّ (¬1) الأصل، الدمشقيّ، المالكيّ. وكان فقيها، مفتيا، إنسانا حسنا، وكتب في الحكم مدّة، وخلّف مالا كثيرا جدّا، (وجرت عليه أمور آلت إلى عزله من إفتاء الماليكة بمصر، ويخشى ذكر ذلك) (¬2). [نيابة صفد] وفيه قرّر موسى بن أرقطاي في نيابة صفد عوضا عن علم دار (¬3). [ربيع الأول] [زيادة النيل] وفي ربيع الأول زاد النيل زيادة (. . .) (¬4)، ودام بعد ذلك على الأراضي حتى أيس الناس من الزراعة. وكان مضى من هاتور (¬5) عدّة أيام، فأبدى الناس القلق، وخرجوا إلى الجامع العتيق العمري، وإلى الجامع الأزهر، ودعوا الله لهبوطه حتى هبط، وأخذ الناس بعد ذلك في الزراعة بعد أن فاض حتى تقطّعت الطرقات في هذه الأيام (¬6)، وعمل الأدباء وغيرهم في ذلك أشياء منها مقامة ابن (¬7) أبي حجلة المشهورة، وعدّة مقاطيع الشاعر الأديب شهاب الدين بن العطار. [لعب السلطان بالكرة] وفيه تكرّر ركوب السلطان إلى الميدان الكبير، لعب الكرة خمس سنوات متوالية أثبتت في الشهر الذي يليه وعدّت من النوادر، فإنّ العادة كانت جرت أن يركب لذلك بعد وفاء النيل ثلاثة سبوت فقط (¬8). ¬

(¬1) لم أجد له ترجمة. (¬2) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬3) إنباء الغمر 1/ 11، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 105. (¬4) كلمة غير مقروءة. ولعلّها: «عظيمة» كما في: تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 397. (¬5) هاتور: من أشهر القبط. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 195، وإنباء الغمر 1/ 10، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 397، 398، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 105. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) السلوك ج 3 ق 1/ 196، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 106. ويراد بالسبوت أيام السبت.

وفاة ابن فيروز

[وفاة ابن فيروز] [416]- وفي ربيع الأول هذا مات قاضي القدس، الشيخ، شمس الدين، محمد بن فيروز (¬1) بن كامل بن فيروز الحورانيّ، الشافعيّ. وكان قد ولّي قبل القدس قضاء حلب. [ربيع الآخر] [وفاة نور الدين النابلسي] [417]- وفي ربيع الآخر في تاسع عشره مات الشيخ العالم الفاضل نور الدين محمد بن محمد بن يعقوب النابلسيّ (¬2) الأصل، الدمشقيّ، الحنفيّ المعروف بابن الجواشنيّ (¬3) أحد نوّاب الحكم. وكان من الفضلاء الأعيان. سمع على جماعة منهم: ابن (¬4) المطعم، وأبو بكر بن عبد الدائم، وأخرين (¬5). وناب في الحكم. ومولده سنة ثلاثة عشر (¬6) وسبعماية. [جمادى الأول] [ضرب عنق بعاده القبطي] وفي جماد الأولى في يوم الإثنين مستهلّه كانت كائنة بعاده (¬7) القبطيّ، شادّ ديوان المواريث الحشريّة (¬8)، ضربت عنقه لأمور قوادح ادّعي عليه بها، منها إدامته ترك الصلاة، فحكم بعض المالكية بإراقة دمه. ¬

(¬1) انظر عن (ابن فيروز) في: الدرر الكامنة 4/ 140 رقم 365. (¬2) انظر عن (النابلسي) في: الوفيات لابن رافع 2/ 384، 385 رقم 928 وفيه: «البالسي»، والذيل على العبر لابن العراقي 2/ 330 وفيه «النابلسي»، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 408 وفيه: «البالسي»، وشذرات الذهب 6/ 229، 230 وفيه: «النابلسي»، وإنباء الغمر 1/ 31، والدرر الكامنة 4/ 242 رقم 647 «البالسي». (¬3) في الأصل: «الحواشي». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) الصواب: «وآخرون». (¬6) الصواب: «ثلاث عشرة». (¬7) في الأصل: «نعاره». وفي السلوك ج 3 ق 1/ 196 «بعاده»، وإنباء الغمر 1/ 9، 10، ووجيز الكلام 1/ 190 رقم 397 وفيه: «بعاده»، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 106 «بعياده». (¬8) المواريث الحشرية: ما يتركه المتوفّى الذي لا وارث له، أو له وارث لا يستغرق ميراثه.

مساواة قاضي الأحناف بالشافعي

وكان تعصّب له الرهونيّ المالكيّ وأفتى بحقن دمه، فلم يلتفت إليه، وطيف برأسه في شوارع القاهرة. وللشهاب بن العطار في ذلك بوجه: / 187 / أضحى بعاده يخفي ... كفرا ويبدي عباده ولو تشهّد قالوا: ... والله ماذا بعاده [مساواة قاضي الأحناف بالشافعي] وفيه عزم العلاّمة قاضي القضاة الحنفية السّراج الهنديّ أن يكون مساويا للقاضي الشافعيّ في لبس الفرجيّة، وتولية القضاة في البلاد، وتقرر مودع (¬1) لمال الأيتام، فأجابه السلطان إلى ذلك، وما بقي إلاّ أن يتم ذلك، فاتفق أن حصل له مرض وطال به حتى مات في رجب على ما سنذكره، فأخذ بعض أهل الشافعية ينكّت عليه في ذلك وأنّ مرضه وموته بسبب عزمه هذا، وأيّ أمر في هذا حتى تكون ما قالوه، ولله الأمر (¬2). [عزل القاضي السبكي] وفيه عزل القاضي الشافعي أبو البقاء السبكيّ عن قضاء الشافعية بمصر، وكان عزله بالمجلس العام من دار العدل. جاء إليه شخص من عند السلطان وهو جالس في مجلسه مع رفقته من القضاة، فأسرّ إليه كلاما، ثم التفت إلى القضاة، وقال لهم: إن السلطان قد عزله وأمره بلزوم بيته، فقام من المجلس ونزل إلى داره، وعدّ هذا من العدل القاضي. ودام منصب القضاء شاغرا حتى أحضر البرهان بن جماعة من الشام، واستقرّ في القضاء في جماد الآخرة بعد أن أشرط على السلطان شروطا كثيرة أجابه إليها، وخلع عليه، ونزل في موكب حافل جدّا، وهرع الناس إلى تهنيته، حتى القاضي المعزول. وكان وقع لأبي البقاء هذا غيظ البرهان الأخنائي قاضي القضاة المالكية بالنيابة، حتى قال السبكي: والله لو كان مالكا (¬3) حيّا لناظره في هذه المسألة (¬4)، فحنق الأخنائي من ذلك، وقال له: لو غيرك قالها لفعلت وفعلت. ولما خرج مات (. . .) (¬5) ومنع (. . .) (¬6) من الناس في ذلك بعدله (¬7). ¬

(¬1) الصواب: «مودعا». (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 196، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 105، 106. (¬3) الصواب: «لو كان مالك». (¬4) في الأصل: «المسله». (¬5) في الأصل: كلمة غير مقروءة. (¬6) في الأصل: كلمة غير مقروءة. (¬7) خبر السبكي في: السلوك ج 3 ق 1/ 196، 197، والنفحة المسكية 210، 211، والذيل على العبر =

وفاة ابن العراقي

[وفاة ابن العراقي] [418]- ومات في جماد الأول هذا الشيخ تقيّ الدين أبو بكر بن محمد بن العراقي (¬1) الحنبلي. وكان من الفضلاء في مذهبه. [تقرير ابن جماعة بقضاء الشافعية] وفي يوم الأحد خامس جماد الآخرة قدم البرهان بن جماعة ودخل على السلطان، فبالغ في إكرامه، وقرّره في قضاء الشافعية كما ذكرناه عوضا عن أبي البقاء السبكي، وكان القضاء قد شغر سبعة وعشرون (¬2) يوما (¬3). [رجب] [وفاة السراج الغزنوي] [419]- وفي رجب في ليلة الخميس سابعه مات الشيخ العلاّمة، الإمام، سراج الدين، أبو حفص عمر بن إسحاق بن أحمد الغزنويّ (¬4)، الهنديّ، الحنفيّ، قاضي القضاة بمصر. وكان من الأكابر الأعيان. ¬

= لابن العراقي 2/ 328، وإنباء الغمر 1/ 12، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 398، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 106. (¬1) انظر عن (ابن العراقي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 200، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 110. (¬2) الصواب: «سبعة وعشرين». (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 197، وإنباء الغمر 1/ 12، ووجيز الكلام 1/ 185، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 106، 107. (¬4) انظر عن (الغزنوي) في: الوفيات لابن رافع 2/ 389، 390 رقم 734، والذيل على العبر لابن العراقي 2/ 336 - 338، والسلوك 3 ق 1/ 200، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 405، 406، وإنباء الغمر 1/ 27 - 29، والدرر الكامنة 3/ 154، 155 رقم 366، والنجوم الزاهرة 11/ 120، 121، والدليل الشافي 1/ 495 رقم 1719، وتاج التراجم 48 رقم 144، ووجيز الكلام 1/ 187 رقم 385، وحسن المحاضرة 1/ 470 - 472، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 106 و 108 و 110، وطبقات الحنفية لمحمد بن عمر، ورقة 36 أ، ومفتاح السعادة 2/ 189، 190، وكشف الظنون 1/ 236 و 266 و 448 و 570 و 2/ 950 و 1025 و 1130 و 1143 و 1198 و 1227 و 1569 و 1749 و 2034 و 2035، وشذرات الذهب 6/ 228، 229، وطبقات الفقهاء والعباد، ورقة 23 أ، ب، والبدر الطالع 1/ 505، والفوائد البهية 148، وإيضاح المكنون 2/ 96، و 416 و 595، وهدية العارفين 1/ 790، والأعلام 5/ 199، وديوان الإسلام 3/ 20، 21 رقم 1126، ومعجم المؤلفين 7/ 276، والمنهل الصافي 8/ 273 رقم 1726.

وفاة الشهاب السبكي

ولد سنة أربع وسبعماية. / 188 / وتفقّه بدلّي على جماعة منهم الوجيه الدراي (¬1) والركن البروالي (¬2)، وآخرين من أكابر عن المفيد. وشهر بالفضيلة هناك، وحجّ، وسمع من جماعة بمكة. وحدّث ب‍ «عوارف المعارف» عن الشيخ خضر شيخ رباط الندوة، عن القطب القسطلانيّ، عن مؤلفه، ثم قدم القاهرة بعد مدّة من حجّه. وسمع من أحمد بن منصور الجويديّ (¬3)، وغيره. وصار له سمعة وشهرة بمصر. ولازم شهاب الدين البسطامي قاضي القضاة، والعلاء التركمانيّ، واعتنى به وأذن له بالعقود والفروض. ولما ولد ولي العلاء القضاء بعد موت أبيه استنابة لا غير، واستبدّ بالأمور وعظم وزادت شهرته، وصار إليه المرجع في أمور القضاء الحنفية، ووجه عند أرباب الدولة، وأقطعه شيخو إقطاعا جيدا، ثم ولي قضاء العسكر، وعظّمه صرغتمش جدا. ثم وجد عند السلطان حسن، وصار يجالسه ويأنس به. وقرّر في القضاء الحنفية بعد ذلك، وولّي تدريس جامع ابن (¬4) طولون ونظر الأوقاف وغير ذلك. وله عدّة تصانيف، منها: «شرح المغني»، و «بديع» ابن (¬5) الساعاتي، و «شرح الهداية»، وأظنّه ما أكمله. وشرح «تائية ابن (¬6) الفارض». وكان واسع العلم، طويل الباع، كثير الاطلاع، صوفيّ المشرب. وشهرته تغني عن مزيد التعريف به. [وفاة الشهاب السبكي] [420]- ومات بمكة أيضا في هذه الليلة بعينها الشيخ شهاب الدين أحمد بن علي بن عبد الكافي بن يحيى بن تمّام السبكي (¬7)، أبو حامد. ¬

(¬1) هكذا رسمت في الأصل. (¬2) هكذا رسمت في الأصل. (¬3) مهملة في الأصل. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) انظر عن (السبكي) في: الوافي بالوفيات 7/ 246 - 252، ومعجم شيوخ السبكي 1 / ورقة 69 - 72، والوفيات لابن رافع 2/ 388، 389 رقم 933، والذيل على العبر لابن العراقي 2/ 334 - 336، والعقد الثمين 3/ 383 - 386، والسلوك ج 3 ق 1/ 200، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 401، 402، وطبقات الشافعية، له 3/ 230 - 232 رقم 633، وإنباء الغمر 1/ 21 - 23، والدرر الكامنة 1/ 210 - 216 رقم 544، والمنهل الصافي 1/ 385 - 392، والدليل الشافي 1/ 62، 63 رقم 215، =

دوران المحمل

ومولده سنة سبع عشرة وسبعمائة. وأسمع على الحجّار، وغيره. وسمع بنفسه بعد ذلك على جماعة. وكان فاضلا. وولي عدّة تداريس كالشيخونية أول ما أقيمت، وتدريس جامع ابن (¬1) طولون وخطابته، وقضاء العسكر، وإفتاء دار العدل، وغير ذلك. [دوران المحمل] وفيه في رابع عشره أدير المحمل على العادة، واستدعى السلطان الشيخ صدر الدين محمد بن جمال الدين عبد الله بن علاء الدين علي التركماني، الحنفيّ، وكان قاضي العسكر، فخلع عليه وقرّره في القضا الحنفية (¬2) عوضا عن السراج الهندي، ونزل بخلعته والناس وقوف بالرملة تحت القلعة من قضاة وعلماء وأمراء وغيرهم، والمجلس هناك، فوقف معهم (¬3) ثم مضى في موكب المحمل وهو بخلعته / 189 / حتى انقضى ذلك وتوجّه إلى منزله، فعدّ ذلك من نوادره. وكان يوما مشهودا (¬4). [وفاة الشيخ درويش] [421]- وفيه في سابع عشره مات الشيخ الصالح المعتقد عبد الله الملقّب بدرويش (¬5). [قضاء العسكر والتدريس] وفيه في ثامن عشره خلع على الشيخ العالم الفاضل شمس الدين محمد بن عبد الرحمن الحنفي المعروف بابن الصائغ، واستقرّ [ب‍] قضاء العسكر عوضا عن ¬

= والنجوم الزاهرة 11/ 121، 122، ووجيز الكلام 1/ 186، 187 رقم 382، وبغية الوعاة 1/ 342، 343، وحسن المحاضرة 1/ 435 - 437، والدارس 1/ 366، 367، و 424 و 463، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 109، وقضاة دمشق 108، ودرّة الحجال 1/ 100، 101، وكشف الظنون 1/ 477 و 625، 626 و 2/ 1845 و 1855 و 1873، وشذرات الذهب 6/ 226، 227، والبدر الطالع 1/ 81، 82، وهدية العارفين 1/ 113، وطبقات الأصوليين 2/ 189، والأعلام 1/ 171، وتاريخ الأدب العربي 2/ 12، وذيله 2/ 5، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 3/ 147، وديوان الإسلام 3/ 44، 45 رقم 1153، ومعجم المؤلفين 2/ 12. (¬1) في الأصل: «بن». (¬2) كذا في الأصل. (¬3) في الأصل: «حمع». (¬4) خبر المحمل في: السلوك ج 3 ق 1/ 198، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 108. (¬5) انظر عن (درويش) في: السلوك ج 3 ق 1/ 201، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 108 و 110، والنجوم الزاهرة 11/ 122، والدليل الشافي 393 رقم 1353، والمنهل الصافي 7/ 133 رقم 1356، وإنباء الغمر 1/ 25 رقم 13.

شعبان

ابن (¬1) التركماني، وأضيف إليه أيضا تدريس فقه الحنفية بجامع ابن (¬2) طولون عوضا عن السراج الهندي. واستقرّ الشيخ جلال الدين جار الله الحنفي في تدريس قضاء الحنفية بالمنصورية عوضا عن السراج الهندي وكان حموه (¬3). [شعبان] [وفاة أبي الفرج الفرضي] [422]- وفي مستهلّ شعبان مات الشيخ العالم الصالح [عبد الرحمن بن] (¬4) محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن الشمس، شمس الدين (¬5)، أبو الفرج الفرضيّ. وكان صالحا، عالما بالفرائض. خطب بالجامع المظفّري بالصالحية من دمشق. ومولده سنة سبع وتسعين وستماية. [قضاء العسكر البلقيني] وفيه خلع على شيخ الإسلام سراج الدين عمر البلقيني الشافعيّ، واستقرّ في قضاء العسكر عوضا عن البهاء السبكي. وقرّر أيضا في تدريس الفقه بالمنصورية بين القصرين قاضي القضاة شهاب الدين بن أبو (¬6) البقاء (¬7). [مشيخة الشيخونية] وفيه في ثالث عشره خلع على الشيخ ضياء الدين العفيفي القرميّ، الشافعيّ، واستقرّ في مشيخة الشافعية بالشيخونية، وحضر معه القضاة وعامّة الأمراء الأكابر، ومدّ له ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر قضاء العسكر في: السلوك ج 3 ق 1/ 198، 199، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 398 و 399، ووجيز الكلام 1/ 187 رقم 384. (¬4) في الأصل: «الصالح بن محمد»: والمثبت بين الحاصرتين من: المنهج الأحمد 463، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 404، والذيل على العبر لابن العراقي 2/ 331، 332، والوفيات لابن رافع 2/ 386، 387 رقم 930، وإنباء الغمر 1/ 26، والدرر الكامنة 2/ 340 رقم 2339، والقلائد الجوهرية 2/ 308، 309، والمقصد الأرشد، رقم 593، والجوهر المنضد 58، والسحب الوابلة 127، والدرّ المنضد 2/ 552 رقم 1388، وشذرات الذهب 6/ 228. (¬5) لم أجد له ترجمة. (¬6) الصواب: «شهاب الدين ابن أبي». (¬7) السلوك ج 3 ق 1/ 199، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 399، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 109.

إفتاء دار العدل

سماطا عظيما (¬1) بالخانقاه المذكورة. وكان له يوما مشهودا (¬2). [إفتاء دار العدل] وفيه قرّر في إفتاء دار العدل الكمال أبو البركات بن البهاء السبكي عوضا عن أبيه (¬3). [تمييز الأشراف والنساء] وفيه أمر السلطان بأن يمتاز الأشراف بالعلائم الخضر في عمائمهم، والنساء في أزرهنّ، ففعلوا ذلك، واستمرّ إلى الآن (¬4). وفي ذلك أنشد جماعة من الأدباء عدّة مقاطيع، من أحسنها ما أنشدنيه الوالد، بسماعه من الحافظ ابن (¬5) حجر قال: أنشدني إجازة الأديب الفاضل شمس الدين محمد بن إبراهيم بن بركة الدمشقيّ المعروف بالمزيّن، وأجازنيه الحافظ أيضا: أطراف تيجان أتت من سندس ... خضر بأعلام (¬6) على الأشراف والأشرف السلطان خصّهم (¬7) ... بها شرفا لتعرفهم من (¬8) الأطراف (¬9) [وفاة البدر ابن الحافظ] [423]- ومات في أواخره الشيخ بدر الدين الحسن بن أحمد بن عبد الله الدمشقيّ، الحنبليّ، المعروف / 190 / بابن الحافظ (¬10)، إمام محراب الحنابلة بدمشق. ¬

(¬1) الصواب: «ومدّله سماط عظيم». (¬2) الصواب: «وكان له يوم مشهود». وخبر الشيخونية في: السلوك ج 3 ق 1/ 199، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 399، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 109. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 199، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 109. (¬4) خبر الأشراف والنساء في: إنباء الغمر 1/ 10 و 11 و 14، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 107. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في بدائع الزهور: «كأعلام». (¬7) في بدائع الزهور: «شرّفهم». (¬8) في إنباء الغمر: «ليفرقهم عن». (¬9) البيتان في: إنباء الغمر 1/ 11، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 108، 109، وانظر: السلوك ج 3 ق 1/ 199. (¬10) انظر عن (ابن الحافظ) في: الوفيات لابن رافع 2/ 391، 392 رقم 936، والذيل على العبر للعراقي 2/ 339، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 403، وإنباء الغمر 1/ 25، الدرر الكامنة 1/ 120، 121 رقم 334، ووجيز الكلام 1/ 188 رقم 390، والدارس 2/ 123، والقلائد الجوهرية 2/ 305، وشذرات الذهب 6/ 227، 228.

وفاة أيدمر الشيخي

وكان بارعا في العلم. [وفاة أيدمر الشيخي] [424]- وفي هذه السنة مات أيدمر الشيخي (¬1)، الأنوكيّ، النّاصريّ، نائب حلب، الماضي خبر ولايته لها. وكانت وفاته بها، وكان من مماليك الناصر محمد بن قلاوون. وكان سيوسا يتحرّى العدل، وله سيرة حسنة. [مدرسة الأيدمري] وفيها - أعني هذه السنة - كمل عمارة مدرسة الأيدمري بدمشق (¬2). [وصول رجل طويل إلى القاهرة] وفي شعبان هذا وصل إلى القاهرة رجل طوال جدّا يتعجّب منه، يقال إنّ طوله أربعة أذرع، وعرضه ذراعان، وكان ذا جلادة وقوّة. سمع به السلطان فتعجّب منه، وبعث بإحضاره، فحضر في هذا الشهر (¬3). [رمضان] [وفاة الشهاب البكري ابن المجد الشاعر] [425]- وفي شهر رمضان في عاشره مات الشاعر، الأديب، الفاضل، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عثمان بن شيخان (¬4) البكريّ، التّيميّ، القرشيّ، البغداديّ، المعروف بابن المجد. وكان له قدرة على النّظم، وامتدح جماعة من الأعيان. ومن شعره من أول قصيدة: رعاهم الله ولا روّعوا ... ما لهم ساروا وما ودّعوا ¬

(¬1) انظر عن (أيدمر الشيخي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 200، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 403، وإنباء الغمر 1/ 24، والدرر الكامنة 1/ 428 رقم 1124، ووجيز الكلام 1/ 189 رقم 394، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 110. (¬2) لم يرد هذا الخبر في المصادر. (¬3) خبر الطويل في: إنباء الغمر 1/ 16. (¬4) انظر عن (ابن شيخان) في: السلوك ج 3 ق 1/ 210، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 402، 403، وإنباء الغمر 1/ 23، والدرر الكامنة 1/ 277 رقم 702، ووجيز الكلام 1/ 189 رقم 392، والنجوم الزاهرة 11/ 122، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 110. =

شوال

[شوال] [وفاة الرهوني المالكي] [426]- وفي ثالث شوال مات الشيخ شرف الدين يحيى الرّهونيّ (¬1)، المالكيّ، شيخ تدريس الطلبة المالكية بالشيخونية. وكان من الفضلاء، وله عدّة تصانيف، منها تاريخ حسن. وأرّخه بعضهم في ثالث ذي قعدة التي تليها. [ذو القعدة] [وفاة الأقصرائي الحنفي] [427]- وفي ذي قعدة مات محمد بن عيسى الأقصرائي (¬2)، الحنفيّ، الشيخ بدر الدين. وكان من أهل العلم والفضل. قدم من بلاده إلى دمشق. وسمع من المزّي وآخرين. ودرّس بالمعزّية (¬3) البرّانية، وخطب بالشرف الأعلا (¬4). وكان من الأخيار. [ذو الحجة] [وفاة الأمير ركن الدين الأنوكي] [428]- وفي ذي حجة مات عمر بن أرغون الأنوكي (¬5) الحنفي، الأمير ركن الدين نائب صفد. ¬

= ووقع في الأصل: «سحار». (¬1) الصحيح أن الرهوني توفي سنة 774 هـ‍. كما في المصادر. انظر: السلوك ج 3 ق 1/ 210، وإنباء الغمر 1/ 36، والدرر الكامنة 4/ 421 رقم 1164 وفيه «الدهوني» ووفاته في شوال 773، وفي نسخة 772 هـ‍. وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 427 (سنة 774 هـ‍)، ووجيز الكلام 1/ 188 رقم 389، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 108 و 117 (سنة 774 هـ‍). (¬2) انظر عن (الأقصرائي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 408، وإنباء الغمر 1/ 34، والدرر الكامنة 4/ 207 رقم 569، والوفيات لابن رافع 2/ 392، 393 رقم 937، والذيل على العبر لابن العراقي 2/ 339، 340، والدارس 2/ 123، والقلائد الجوهرية 2/ 305، وشذرات الذهب 6/ 227، 228، ووجيز الكلام 1/ 188 رقم 389. (¬3) في الأصل: «بالمدينة»، والتصحيح من الدرر الكامنة. (¬4) الصواب: «الأعلى». (¬5) انظر عن (الأنوكي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 405، والوفيات لابن رافع 2/ 393، 394 رقم 939، والذيل على العبر لابن العراقي 2/ 340، 341، والدرر الكامنة 3/ 154 رقم 364، وإنباء الغمر 1/ 27، ووجيز الكلام 1/ 190 رقم 396.

وفاة الشاعر ابن الخباز

وكان إنسانا حسنا. سمع على وزيرة، والحجّار، والرضى الظريف، وآخرين. وولّي عدّة ولايات منها: صفد، وغزّة، والكرك. [وفاة الشاعر ابن الخبّاز] [429]- وفيه مات الشاعر، الأديب، الفاضل: علي بن محمد بن بن علي بن زكريا بن محمد بن يحيى العامريّ، البكريّ، الحمويّ، المعروف بابن الخبّاز (¬1). وكان تلميذ السّراج الحار (¬2) ماهرا في العلم، وأكثر نظم (¬3)، وسهر في الصورة. وكان مشاركا في الآداب. ومولده بحماه في محرّم سنة تسع وتسعين وستماية. ¬

(¬1) انظر عن (ابن الخباز) في: بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 110. (¬2) كذا في الأصل. ولم أتبيّنها. (¬3) كذا.

حوادث سنة أربع وسبعين وسبعماية

[حوادث] سنة أربع وسبعين وسبعماية [المحرّم] [شدّة الحرّ على الحجّاج] في محرّم منها اشتدّ الحرّ على الحاجّ الشاميّ وهم رجوع، فمات منه بوادي الأخيضر خلقا (¬1) بالعطش، واقتتل منهم جمعا (¬2) على الماء، فقتل منهم جماعة من الازدحام (¬3). [صفر] [الوباء بدمشق] وفي صفر ابتدأ الوباء بدمشق ودام (مدّة ستة أشهر حتى صار يموت في كل يوم بالطاعون زيادة على المائتي نفس) (¬4). [وفاة البرهان الجعفري] [430]- مات الشيخ برهان الدين إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل الجعفريّ (¬5)، الدمشقيّ، الحنفيّ. [كان] فاضلا في الفقه، بارعا في الحكم. [وفاة أرغون ططر] [431]- وفيه مات أرغون ططر (¬6) الناصريّ، رأس نوبة. ¬

(¬1) الصواب: «خلق». (¬2) الصواب: «جمع». (¬3) خبر الحجّاج في: تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 410، وإنباء الغمر 1/ 33، وبدائع الزهور ج 1 ق 3/ 110. (¬4) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. وخبر الوباء في: السلوك ج 3 ق 1/ 202 باختصار، والذيل على العبر 2/ 345، وإنباء الغمر 1/ 33، ووجيز الكلام 1/ 192. (¬5) انظر عن (الجعفري) في: الوفيات لابن رافع 2/ 396، 397 رقم 943، والذيل على العبر 2/ 346، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 414 وفيه: «الجعبري»، وإنباء الغمر 1/ 39، والدرر الكامنة 1/ 8 رقم 3، والطبقات السنية 1/ 200، وشذرات الذهب 6/ 230. (¬6) انظر عن (أرغون ططر) في: السلوك ج 3 ق 1/ 208، والدرر الكامنة 1/ 350 رقم 868، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 417، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 114 و 117.

وفاة الشيخ السبطير

وكان من مماليك الناصر حسن. وتنقّلت به الأحوال. ومات على نيابة حماه. [وفاة الشيخ السبطير] [432]-[وفي] ثاني عشريه مات الشيخ الصالح، المعتقد، عبد الله بن عمر بن سليمان المغربيّ، المعروف بالسبطير (¬1). وكان مقيما بالجامع الأزهر، وللناس فيه اعتقاد. [جمادى الأول] [وفاة الأتابك منكلي بغا] [433]- وفيه - أعني جماد الأول هذا - مات الأتابك منكلي بغا (¬2) الشمسي. وكان من مماليك الناصر محمد بن قلاون، وتنقّل في عدّة ولايات منها نيابة حلب والشام، وله بهما الآثار الجليلة. ثم ولي نيابة السلطنة، ثم الأتابكية. وكان مهابا، عاقلا، سيوسا، من أهل العلم والفضل. [وفاة البابي الحلبي] [434]- وفيه مات علي بن الحسن بن خميس البابي (¬3)، الحلبيّ، الشافعيّ. وكان من أهل العلم. وأسمع جماعة من الناس. ودرّس بالسيفية. [ربيع الأول] [وفاة الشهاب القرميّ] [435]- وفي ربيع الأول مات البهاء يوسف (¬4) بن محمد بن يوسف بن ¬

(¬1) في الأصل: «بالشفين». وانظر عن (السبطير) في: السلوك ج 3 ق 1/ 210، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 117. (¬2) انظر عن (منكلي بغا) في النفحة المسكية 211 رقم 76، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 426، 427، والسلوك ج 3 ق 1/ 210، وإنباء الغمر 1/ 54، 55 رقم 45، والدرر الكامنة 4/ 367 رقم 998 والنجوم الزاهرة 11/ 124، ووجيز الكلام 1/ 196 رقم 409، وتاريخ ابن خلدون 5/ 459 و 460، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 110 و 116، 117. (¬3) انظر عن (ابن خميس البابي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 420، والوفيات لابن رافع 2/ 398، 399 رقم 947، والذيل على العبر 2/ 349، وإنباء الغمر 1/ 56، والدرر الكامنة 3/ 38 رقم 84، وشذرات الذهب 6/ 233، وإعلام النبلاء 5/ 53، 54. (¬4) في الأصل: «الشهاب أحمد بن يوسف»، والتصويب من مصادر ترجمته: الوفيات لابن رافع 2/ 399، 400 رقم 948، والذيل على العبر 3/ 349، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 427، 428، وإنباء الغمر 1/ 55، والدرر الكامنة 4/ 476، 477 رقم 1309، وشذرات الذهب 6/ 237، وإيضاح المكنون 2/ 208.

زيادة الأنهار بدمشق

أحمد بن علي (¬1) بن محمد بن علي القرشي (¬2)، الدمشقيّ، الشافعيّ. وكان فقيها فاضلا. [زيادة الأنهار بدمشق] [وفيه] زادت الأنهار بدمشق، وكان ذلك في شهر تشرين الأول على سرت (¬3) أبدانها، فانكسر بعضها وانقلب على نهر بردا (¬4)، فتلف بسبب ذلك أشياء كثيرة، وتعطّلت عدّة حمّامات وطواحين (¬5). [وفاة الشيخ الديباجي المنفلوطي] [436]- وفي ليلة الخميس خامس عشرينه مات الشيخ الإمام الفاضل، الصالح، الخيّر، الديّن، وليّ الدين محمد بن أحمد بن إبراهيم بن يوسف الديباجيّ (¬6)، المنفلوطيّ، الملّويّ، الشافعيّ. وكان يعرف بخطيب ملّوي، ثم عرف بالملّوي نفسه. وكان عالما، فاضلا. نشأ على خير وديانة وصلاح. وكان له اليد الطولى في الفقه، والأصلين، والتصوّف، والمنطق، والتواضع، وانطراح النفس. وسافر إلى الروم، وعاد، وكان بيده عدّة وظائف. وسمع من الحجّار، وغيره. ومن كلامه: لما سئل: أيّما أفضل: الإمام أم المؤذّن؟ فقال: ليس المنادي كالمناجي. ومات موتة حسنة. وله بضع وستون سنة. وكانت جنازته حافلة. يقال إنّ الجمع فيها كان نحوا أو فوقا (¬7) من ثلاثين ألفا. ¬

(¬1) في الأصل: «يحيى» والتصحيح من المصادر. (¬2) في الأصل: «القرمي». (¬3) كذا. (¬4) في الأصل: «بدوا». (¬5) لم تذكر المصادر التي بين يديّ هذا الخبر. (¬6) انظر عن (الديباجي) في: الوافي بالوفيات 2/ 171، والوفيات لابن رافع 2/ 400 رقم 949، وطبقات الأولياء لابن المقّن 567، 568، والسلوك ج 3 ق 1/ 209، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 420، 421، وطبقات الشافعية، له 3/ 264، 265، رقم 655، وإنباء الغمر 1/ 57، والدرر الكامنة 3/ 306، 307 رقم 722، والنجوم الزاهرة 11/ 125، ووجيز الكلام 1/ 193، 194 رقم 400، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 116، وطبقات المفسرين للداوودي 2/ 58، 59، وكشف الظنون 1/ 65 و 2/ 1141 و 1143، وشذرات الذهب 6/ 233، وإيضاح المكنون 1/ 416 و 2/ 514، وهدية العارفين 2/ 166، ومعجم المؤلفين 8/ 227. (¬7) الصواب: «أو فوق».

ربيع الآخر

[ربيع الآخر] [وفاة ابن الأقرب الحلبي] [437]-[وفي] ربيع الآخر مات محمد بن عثمان بن موسى بن علي بن الأقرب (¬1) الحلبيّ، الحنفيّ، الشيخ الصالح، الفاضل، شمس الدين / 192 / المعروف بابن الأقرب. وكان من علماء حلب وفضلائها، ودرّس بالأتابكية، والقليجية، وكان ماهرا، رئيسا، عالما فيه إحسان ومروّة، وحسن سمت. [438]- وكان له أخ يقال له شهاب الدين أحمد. كان أيضا عالما، فاضلا، ماهرا في المعقولات. ولّي قضا عينتاب. [439]- وأخوهما الثالث علاء الدين علي. كان ماهرا في الفتوى. [وفاة ملك المغرب] [440]- وفي ليلة الثاني والعشرين منه مات ملك المغرب، لفاس، السلطان أبو فارس، عبد العزيز بن أبي الحسن علي بن عثمان المرينيّ (¬2). وأقيم بعده ابنه السعيد محمد. وترجمة أبو (¬3) فارس هذا وأحواله طويلة مشهورة. [جمادى الأول] [ضرب عنق ابن سويرات] وفي جماد الأول يوم الإثنين ثالثه ضربت عنق إنسان يقال له ابن (¬4) سويرات لقوادح فيه وحكم ابن (¬5) البرهان الأخنائي المالكيّ بسفك دمه (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (ابن الأقرب) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 423، والدرر الكامنة 4/ 44 رقم 127، ووجيز الكلام 1/ 194 رقم 408، والذيل على العبر 2/ 361، 362، وكشف الظنون 2/ 2038، وشذرات الذهب 6/ 235، وهدية العارفين 2/ 267. (¬2) انظر عن (المريني) في: السلوك ج 3 ق 1/ 211، وإنباء الغمر 1/ 53، والمنهل الصافي 7/ 268، 269 رقم 1429، ووجيز الكلام 1/ 195، 196 رقم 407، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 117. (¬3) الصواب: «أبي». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 202، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 111.

إنقاص عدد الشهود

[إنقاص عدد الشهود] وفيه أنقص عدد الشهود، وكانوا قد كثروا بالحوانيت، ثم لم يتمّ ذلك وأعيد (¬1). [وفاة ابن رافع السلامي] [441]- وفيه مات الحافظ الصميديّ، الشيخ، المحدّث، القاهريّ، تقيّ الدين محمد بن رافع بن سلمة بن محمد بن سلام السلاميّ، المعروف أيضا بابن رافع (¬2). وكان من الأئمّة الحفّاظ، ورحل إلى كثير من البلدان. ومولده سنة تسع وسبعماية. [جمادى الآخر] [وصول تقدمة نائب الشام إلى السلطان] فيه، أول جماد الآخرة، وصل قود منجك نائب الشام إلى السلطان. وكان فيه تقدمة هائلة جدّا يطول الشرح في ذكرها. من جملة ما كان فيها ثلاثة قباقيب نسائية (¬3) قيمتها نحو الثمانية آلاف مثقال من الذهب (¬4). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 203، وإنباء الغمر 1/ 34، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 110. (¬2) انظر عن (ابن رافع) في: المعجم المختص للذهبي 229، 230 رقم 279، والوافي بالوفيات 3/ 68، 69، وذيل تذكرة الحفاظ 52 - 54، والذيل على العبر 2/ 352، 353، وذيل التقييد 1/ 124 رقم 188، وغاية النهاية 2/ 139، 140، والسلوك ج 3 ق 1/ 209، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 421 - 423، وطبقات الشافعية، له 3/ 275، 276 رقم 665، وإنباء الغمر 1/ 47 - 49، والدرر الكامنة 3/ 439، 440 رقم 1176، والنجوم الزاهرة 11/ 124، واللمع الألمعية، ورقة 113، أ، ب، ورونق الألفاظ 2 / ورقة 68 أ، ب، ووجيز الكلام 1/ 193 رقم 399، وذيل طبقات الحفاظ 366، وطبقات الحفاظ 534، 535، والدارس 1/ 94، 95 و 98 و 113، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 116، وشذرات الذهب 6/ 234، 235، وفهرس الفهارس 1/ 329، 330، وتاريخ الأدب العربي 2/ 33، وذيله 2/ 30، والمعجم المشتمل على التراث العربي المطبوع 3/ 29، 30، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 71 رقم 102، والتعريف بالمؤرخين 1/ 200، 201، والأعلام 6/ 360، والمؤرّخون الدمشقيون 57، ومعجم المؤلفين 9/ 306، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) ق 2/ 275، 276 رقم 665، وكشف الظنون 288، 1696، 2019، وفهرس الفهارس 1/ 329، 330، وعلم التأريخ عند المسلمين 591، 592، 606، 622، 625، 678، 701، 720، والتاريخ العربي والمؤرخون 4/ 86 - 89 رقم 6، وذيل معرفة القراء لابن مكتوم 620، والبداية والنهاية 14/ 230، وحسن المحاضرة 1/ 507، ومقدّمة كتاب مشتبه النسبة، له، نشرها د. صلاح الدين المنجد، وكتاب المنتخب المختار للعزاوي، وكتاب الوفيات لصالح مهدي عباس. (¬3) في الأصل: «قفاقيت نسّابيه». (¬4) تاريخ ابن خلدون 5/ 459، 460، والسلوك ج 3 ق 1/ 203، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 111.

شادية الشراب خاناه

[شادّية الشراب خاناه] وفيه قرّر يلبغا الناصريّ الخازندار [في] شادّية الشراب خاناه (¬1). [عرض مماليك منكلي بغا على السلطان] وفي ثانيه عرضت مماليك منكلي بغا الشمسيّ الأتابك على السلطان، وكان قد مات، فأمرهم بأن يكونوا في خدمة ولده الأمير علي (¬2). وهو الذي تسلطن بعده. [نيابة حلب] وفيه قرّر أشقتمر المارديني في نيابة حلب عوضا عن أزدمر الدوادار (¬3). [نيابة طرابلس] وقرّر أزدمر على نيابة طرابلس (¬4). [استقرار ألجاي اليوسفي بالأتابكية] وفيه استقرّ ألجاي اليوسفي صاحب المدرسة المعروفة به بسوق العزّي، في الأتابكية عوضا عن منكلي بغا الشمسي (¬5). [احتراق الدّور السلطانية بالقلعة] وفي ليلة تاسع عشرينه وقعت نار بالقلعة بالدّور السلطانية، فكان حريقا هائلا تمادت أياما، وعجز الناس من طفيه حتى ضاق صدر السلطان له، وصار يشاع بأنه صاعقة. وكان السلطان قد قدم من سرحة البحيرة، وأعقب قدومه ذلك (¬6). [وفاة الأديب الموصليّ] [442]- وفيه مات الأديب البارع، الفقيه، / 193 / شمس الدين محمد بن ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 204، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 111. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 204. (¬3) الذيل على العبر 2/ 345 وفيه «أيدمر»، والسلوك ج 3 ق 1/ 204، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 411، وإنباء الغمر 1/ 34، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 112 «أزدمر» كما هو مثبت. (¬4) في السلوك ج 3 ق 1/ 204، والذيل على العبر 2/ 345 «أيدمر»، والمثبت هو نفسه الذي تقدّم، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 112. (¬5) تاريخ ابن خلدون 5/ 460، والسلوك ج 3 ق 1/ 204، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 412، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 111. (¬6) خبر الحريق في: السلوك ج 3 ق 1/ 205، وإنباء الغمر 1/ 35، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 112.

رجب

محمد بن عبد الكريم بن رضوان الموصليّ (¬1)، عن خمس وتسعين سنة. [رجب] [عزل نقيب الأشراف] وفي أول رجب عزل الشريف فخر الدين محمد بن علي بن حسين نقيب الأشراف عن النقابة بسبب ما أنهاه الشريف بدر الدين حسن النسّابة في حقّه بأنه أدخل في النسب النبويّ جماعة ليسوا بأشراف، وكان يأخذ منهم الرشوة على ذلك. وعقد بسبب ذلك مجلس، وعرض الأشراف، ووقع كلام كثير، ووكّل بالنسّابة ليثبت ما ادّعاه على الفخر، ثم عزل الفخر، وولّي السيد عاصم نقيبا عوضه، وباشر مدّة يسيرة، وأعيد الأول، وعزل عاصم (¬2). [إمرة السلاح] في رجب - في ثالثه - قرّر كجك في إمرة سلاح عوضا عن ألجاي (¬3). [وفاة ابن الصفيّ الحنفي] [443]- وفيه مات الفقيه الحاسب، المحدّث، الشيخ ناصر الدين محمود بن محمد بن أحمد بن الصفيّ (¬4) الدمشقيّ، الحنفيّ، المعروف بابن العتّال (¬5). برز (¬6) في الفقه، وبرع في الحساب والمساحة حتى صار إليه المنتهى فيها، وكان ¬

(¬1) انظر عن (الموصلي) في الوافي بالوفيات 1/ 262، والذيل على العبر 2/ 355، والسلوك ج 3 ق 1/ 209، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 424، وإنباء الغمر 1/ 52، والدرر الكامنة 4/ 188 رقم 504، ووجيز الكلام 1/ 194 رقم 401، وبغية الوعاة 1/ 228، والدارس 1/ 95، 96، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 116، وطبقات المفسّرين للداوودي 2/ 239، وكشف الظنون 2/ 1568 و 1715 و 1875، وشذرات الذهب 6/ 236، وهدية العارفين 2/ 166، والأعلام 7/ 39، 40، ومعجم المؤلفين 11/ 235، 236، ودرة الأسلاك 2 / ورقة 474، وعقد الجمان ج 24 ق 2/ 170، والردّ الوافر 31 و 32 و 75 و 128 و 195، ورجال العلاّمة الحلّي 13، والمنهل الصافي 5 / ورقة 245 و 247 و 3 / ورقة 288، ولحظ الألحاظ 252، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 4/ 148 - 152 رقم 1162، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور (تأليفنا) ج 2/ 449، 450، ومنادمة الأطلال 49، والدليل الشافي 2/ 697 رقم 2384، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 284، 285 رقم 672. (¬2) خبر نقيب الأشراف في: الذيل على العبر 2/ 345، والسلوك ج 3 ق 1/ 205 و 206 و 207، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 413، وإنباء الغمر 1/ 35، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 113. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 205. (¬4) انظر عن (ابن الصفيّ) في: ذيل التقييد 1/ 215 رقم 413، والدرر الكامنة 4/ 168، 169 رقم 447، ووجيز الكلام 1/ 194، 195 رقم 403. (¬5) في ذيل التقييد: «العسال». (¬6) في الأصل: «مرر».

نيابة صفد

يرجع إليه عند الاختلاف في ذلك، ولم يكن بدمشق من يدانيه في ذلك. وكان يقصد للأخذ عنه في ذلك، ونزل بأخرة، وأقبل على شأنه حتى مات. وله شعر منه قوله: حديثك لي أحلى من المنّ والسّلوى ... وذكرك شغلي في السريرة والنجوى سلبت فؤادي بالتّمنّي وإنّني ... صبرت لما ألقى وإن زادت السلوى (¬1) [نيابة صفد] وفيه قرّر في نيابة صفد علم دار المحمّدي عوضا عن موسى بن أرقطاي (¬2). [شعبان] [نيابة الإسكندرية] وفي شعبان، في يوم الخميس ثانيه استقرّ صلاح الدين خليل بن عرّام في نيابة الاسكندرية عوضا عن موسى بن الأزكشي فنقل إلى أسوان بعد أن وليها موسى أشهرا من هذه السنة (¬3). [وفاة الظاهري الأنصاري] [444]-[وفي] رابعه مات ابن (¬4) سعار (¬5) الظاهريّ، أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سعد الأنصاريّ، الأوسيّ. وكان فاضلا، مشاركا في كثير من العلوم، وكان ظاهريّا يتظاهر بمذهبه ويناضل عنه مع قوّة بيان (¬6)، وكان يداخل أهل الدولة كثيرا. وسمع من ابن (¬7) سيّد الناس ولازمه كثيرا. ويحكى عنه فوائد ونوادر عجيبة. [خلاف العلماء حول منبر المدرسة المنصورية] وفيه - أعني شعبان هذا - حضر الأتابك ألجاي الجديد خطبة بالمدرسة المنصورية ¬

(¬1) البيت في: الدرر الكامنة 4/ 169. سلبت فؤآدي بالتجلّي وإنني صبور لما ألقى وإن زادت البلوى (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 205، وتوفي موسى بن أرقطاي في هذه السنة 774 هـ‍. (بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 117). (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 206. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) هكذا في الأصل، ولم أتبيّن صحّتها إذ لم أقف على مصدر لصاحب الترجمة. (¬6) في الأصل: «بنان». (¬7) في الأصل: «بن».

وفاة المؤرخ الحافظ ابن كثير

بين القصرين، فاستفتى على ذلك ابن السرّاج (¬1) / 194 / البلقينيّ، الشافعيّ، والشمس بن الصائغ الحنفيّ بالجواب فيه، وأفتى بقيّة فقهاء مصر بالمنع. وعقد بسبب ذلك مجلس بعد ذلك في هذا الشهر، وكان حافلا، وانفضّ على المنع من تجديد ذلك، وتنافرت نفوس من أفتى بالجواز من نفوس من أفتى بالمنع بعد أبحاث طويلة وقعت في ذلك (¬2). [وفاة المؤرّخ الحافظ ابن كثير] [445]-[وفي] خامس، أو سادس عشره مات الحافظ، المحدّث عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير (¬3) بن محمود بن كثير بن ضو (¬4) بن درع الصفديّ، الدمشقيّ، الشافعيّ. وكان فقيها، محدّثا، حافظا. ومولده سنة سبعماية بصفد. وسمع من الحجّار، والقاسم بن عساكر، وغيرهما، ولازم الحافظ المزّي، وتزوّج بابنته، وأخذ عن التقيّ من سميّه الحنبليّ. وصنّف وألّف عدّة تصانيف، وإليه انتهت الرئاسة في التاريخ. ¬

(¬1) تكرّرت في آخر الصفحة وأول التي بعدها. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 206، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 113. (¬3) انظر عن (ابن كثير) في: تذكرة الحفاظ 4/ 1508، وذيل تذكرة الحفاظ 57، والذيل على العبر 2/ 358 - 360، وذيل التقييد 1/ 471، 472 رقم 918، والوافي بالوفيات 9/ 182، والسلوك ج 3 ق 1/ 208، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 416، 417، وطبقات الشافعية، له 3/ 237، 238 رقم 638، وإنباء الغمر 1/ 39، والدرر الكامنة 1/ 373، 374 رقم 944، والنجوم الزاهرة 11/ 123، والدليل الشافي 1/ 127 رقم 443، والمنهل الصافي 2/ 414 - 416 رقم 444، والإعلان بالتوبيخ (فهارس الأعلام)، ووجيز الكلام 1/ 192 رقم 318، وذيل طبقات الحفاظ 361، وطبقات الحفاظ 529، والدارس 1/ 36، 37، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 116، وطبقات المفسّرين للداوودي 1/ 110، وكشف الظنون 1/ 10 و 19 و 228 و 280 و 439 و 471 و 550، و 834 و 2/ 1102 و 1105 و 1162 و 1500 و 1521، وشذرات الذهب 6/ 231، وإيضاح المكنون 2/ 194، وهدية العارفين 1/ 215، والبدر الطالع 1/ 153، والتعريف بالمؤرّخين 196، والمؤرّخون الدمشقيون 55، ومفتاح السعادة 1/ 204، وذيل تاريخ الأدب العربي 2/ 48، والأعلام 1/ 320، ومعجم المؤلفين 2/ 283، وديوان الإسلام 4/ 83 رقم 1770، ومختارات من نوادر المخطوطات العربية في مكتبات تركيا 141، 142 رقم 201، وعلم التأريخ عند المسلمين 123 و 154 و 203 و 205 و 239 و 245 و 293 و 469 و 476 و 480 و 510 و 519 و 528 و 531 و 539 و 551 و 554 و 556 و 589 و 594 و 600 و 603 و 655 و 676 و 678 و 723، والتاريخ العربي والمؤرّخون 4/ 83 - 85. (¬4) في الأصل: «صفر»، والمثبت عن المصادر.

رمضان

[رمضان] [وفاة الشهاب البكري] [446]- وفي شهر رمضان مات الشهاب أحمد بن عبد الوارث البكريّ (1) الشافعيّ، وهو أخو القاضي عبد الوارث البكريّ المالكيّ المشهور. وكان الشهاب هذا عارفا بالفقه، والأصول، والعربية، واعتزل الناس في أواخر عمره. [ترجمة الناصر البكري] (¬1) [447]- ومات أيضا الشيخ ناصر الدين محمد بن عوض بن عبد الخالق بن عبد الكريم البكري (¬2) أيضا، الشافعيّ. وكان عارفا بالفقه، والأصلين، والعربية، والهيئة، وصنّف عدّة تصانيف مفيدة، وكان بينه وبين الذي قبله وقفة، فرأى الذي قبله في نومه النبيّ صلى الله عليه وسلم، وهو يقول له: اصطلح مع محمد البكريّ. قال: وكان بيني وبينه مسافة، فسافرت إليه حتى اصطلحنا. واتّفق أن ماتا في شهر واحد. [شوال] [نقابة الأشراف] وفي رابع شوال قرّر السيد الشريف عاصم في نقابة الأشراف على ما تقدّم عوضا عن السيّد فخر الدين (¬3). [ذو القعدة] [وفاة المسلّك الكازروني] [448]- وفي ذي قعدة في ليلة الأحد خامسه - على ما ذكره البعض - مات الشيخ الصالح، العارف، المسلّك، بهاء الدين محمد بن عبد الله الكازرونيّ (¬4). ¬

(¬1) انظر عن (البكري) في: السلوك ج 3 ق 1/ 208، والدرر الكامنة 1/ 196 رقم 502، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 116. (¬2) هكذا في الأصل. وفي الدرر الكامنة 4/ 127 رقم 330 «محمد بن عوض بن سلطان بن عبد المنعم البكري. . . المعروف بابن قبيلة». وفي الدرر بعده أيضا: «محمد بن عوض بن عبد الخالق بن عبد المنعم بن يحيى بن الحسن بن موسى بن يحيى بن يعقوب التيمي البكري المالكي، ناصر الدين»، وهذا توفي سنة 733 هـ‍. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 206. (¬4) انظر عن (الكازروني) في: السلوك ج 3 ق 1/ 209، والمواعظ والإعتبار 2/ 428، 429، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 425، 426، وإنباء الغمر 1/ 62، 63، والذيل على العبر 2/ 364، 365، والدرر =

عيادة السلطان والدته

وكان قد أخذ عن الشيخ أحمد الحريري خادم الشيخ ياقوت صاحب سيدي أبو (¬1) العباس المرسي. وكان قد انقطع بزاويته بالروضة بالمشتهى. وكان العلاّمة / 195 / الشيخ أكمل الدين الحنفيّ كثير التعظيم له. وأرّخه البعض في ذي الحجّة. والله أعلم. [عيادة السلطان والدته] وفي سادس عشره ركب السلطان من قلعته وقصد الآثار النبويّ (¬2) فزاره، ثم عدّى الروضة وبها أمّه بركة خاتون وهي مريضة فعادها، وأقام عندها حتى عاد في يوم الخميس ثامن عشره (¬3). [وفاة بركة والدة السلطان] [449]- وماتت أمّه بركة (¬4) المذكورة في يوم الثلاثاء آخر ذي قعدة. وهي صاحبة المدرسة بالتبّانة المعروفة بأمّ السلطان. وكانت تزوّجت بالأتابك ألجاي، فلما ماتت أسف عليها ولدها، وأراد أن يزوّج ألجاي بابنته فأفتاه الفقهاء بمنع ذلك، وأنه لا يحلّ. وكان موتها سببا للنفرة بين السلطان وألجاي حتى كان ما سنذكره. وكان ذلك بسبب أباها (¬5). ومن غريب الاتفاقات أنّ الأديب شهاب الدين أحمد المعروف بالأعرج السعدي أنشد في موتها: في مستهلّ الشهر (¬6) ... من ذي حجّة (¬7) كانت صبيحة موت أمّ الأشرف ¬

= الكامنة 3/ 488 رقم 1311، والنجوم الزاهرة 11/ 125، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 116. (¬1) الصواب: «أبي». (¬2) كذا، والصواب: «النبوية». (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 206، 207، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 114، 115. (¬4) انظر عن (بركة) في: النفحة المسكية 211 رقم 77، والذيل على العبر 2/ 365، 366، والسلوك ج 3 ق 1/ 210، وإنباء الغمر 1/ 41 رقم 15، والدرر الكامنة 1/ 474، 475 رقم 1281، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 418، والمواعظ والاعتبار 2/ 400، والنجوم الزاهرة 11/ 125، والدليل الشافي 1/ 190 رقم 661، والمنهل الصافي 3/ 355 - 357 رقم 662، ووجيز الكلام 1/ 196 رقم 410، والدر المنثور 95، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 115، وأعلام النساء 1/ 128، وتاريخ ابن خلدون 5/ 460. (¬5) الصواب: «أبيها». (¬6) في السلوك: «العشر». (¬7) في السلوك: «من الحجة».

ذو الحجة

فالله يرحمها ويعظّم أجره ... ويكون في عاشور (¬1) موت اليوسفي وكان كما قال، ومات اليوسفيّ - يعني ألجاي - في يوم عاشورا من كائنة. [ذو الحجّة] [وزارة ابن الغنّام] [في] ذي حجّة قرّر الصاحب كريم الدين بن شاكر بن إبراهيم بن الغنّام في الوزارة عوضا عن الفخر ماجد بن موسى أبي شاكر (¬2). [نظر البيوتات] وقرّر ولده علم الدين عبد الله في نظر البيوتات عوضا عن أبيه (¬3). [تعظيم ناظر الدولة] وفي ثالث عشرينه استقرّ الصاحب كريم الدين عبد الكريم بن الرويهب في نظر الدولة فعظّمه الوزير بن الغنّام، وأمره بأن يجلس قبالته في شبّاك قاعة الصاحب من القلعة إجلالا له لكونه كان وزيرا، ويجلس بالشبّاك، فصارا يجلسان معا في هذا الشبّاك، وعدّ ذلك من النوادر (¬4). [نظارة الخزانة الكبرى] وفي قرّر الجمال عبد الرحيم بن الورّاق الحنفيّ، وكان يؤدّب أولاد السلطان، فقرّر في نظر الخزانة الكبرى (¬5). [استيفاء الصحبة] واستقرّ تاج الدين النشو الملكي في استيفاء الصحبة (¬6). [نفي نقيب الجيش] وفي رابع عشرينه نفي نقيب الجيش محمد بن إياز الدواداري إلى الشام (¬7). ¬

(¬1) في السلوك: «في عاشورا». (¬2) الذيل على العبر 2/ 345، والسلوك ج 3 ق 1/ 207، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 413، وإنباء الغمر 1/ 36. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 207. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 207، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 414، وإنباء الغمر 1/ 36. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 207، وإنباء الغمر 1/ 36. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 207. (¬7) السلوك ج 3 ق 1/ 207.

حوادث سنة خمس وسبعين وسبعمائة

[حوادث] سنة خمس وسبعين وسبعمائة [المحرّم] [الفتنة بين الأتابك ألجاي والسلطان] / 196 / استهلّت بالخميس. وكانت عادة الأتابك ألجاي اليوسفي أنه يسكن الغور من القلعة، ويحضر الأشرفية في كل إثنين وخميس، وإليه أمور الدولة ويناظرها بأجمعها، وكان معزّزا عند السلطان زوجا لأمّه، فلما ماتت على ما تقدّم أراد أن يزوّجه بإبنته على ما عرفت، فقيل له: إنّ ذلك لا يحلّ، فعوّضه سريّة من حظاياه وجهّزها جهازا هائلا وأزوجها له، ثم تنكر ما بينه وبين السلطان بسبب تركة أمّه، فبلغه عن السلطان ما يكره، فاحترز على نفسه، وامتنع من ليلة سادس هذا الشهر عن طلوعه للقلعة على عادته، وبعث يعتذر إلى السلطان عن ذلك، وأخذ في استعداده للحرب، وفرّق السلاح على جماعة مماليكه. وبلغ السلطان ذلك، فألبس مماليكه واستعدّ لحربه. [450]- وأصبح الحرب في يوم الأربعاء سابعه بين السلطانين وبين الألجائية. ووقعت أمور يطول شرحها، حتى هزم وهرب بنفسه، فتتبّع أثره إلى أن رمى بنفسه وفرسه في بحر النيل فغرق وأخرج ميتا (¬1)، وأحضر إلى مدرسته فدفنوه بها في يوم عاشورا، وذهب كأنه لم يكن. وكان من مماليك الناصر حسن، وترقّى إلى الحجوبية الكبرى، ثم الخازندارية، ثم سجن بالإسكندرية في فتنة أسندمر، ثم أخرج وصيّر أمير سلاح، ثم ولّي الأتابكية، وصار إليه المرجع في الأمور، ثم مات كما ذكرناه. وكان حسن الشكل، متودّدا إلى الغاية، ومع ذلك فإنه ركب عليهم في سنة تسعين، ¬

(¬1) انظر عن (ألجاي) في: النفحة المسكية 212 رقم 78، والذيل على العبر 2/ 367، والسلوك ج 3 ق 1/ 212 - 214، و 230، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 429، وإنباء الغمر 1/ 56، وتاريخ ابن خلدون 5/ 460، ووجيز الكلام 1/ 197 رقم 411 و 203 رقم 427، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 117 و 119، 120، والدرر الكامنة 1/ 405 رقم 1045، والدليل الشافي 1/ 148 رقم 526، والنجوم الزاهرة 11/ 129، والمنهل الصافي 3/ 40 - 44 رقم 527.

وفاة ابن أبي جرادة العقيلي

ووضع فيهم السيف، ولولا أنه كان آخر النهار لأفنى منهم خلقا. وهو صاحب المدرسة المعروفة به بسويقة العزّي. [وفاة ابن أبي جرادة العقيلي] [451]- وفيه أعني هذا الشهر - مات الشيخ بدر الدين، أبو الثناء، محمود بن علي بن محمد بن عبد العزيز بن محمد بن أبي جرادة العقيليّ (¬1) الحلبيّ، الحنفيّ. ومولده سنة أربع وسبعماية. [وفاة الحاج صبيح الخازن] [452]- وفي حادي عشره مات الحاجّ صبيح (¬2) الخازن، النّوبيّ الجنس (¬3). وكان خازن الشراب خاناه السلطانية. وكان السلطان يدعوه ب‍ «أبي»، وكان له صيت وذكر وشهرة، وترك مالا عريضا جدّا. [وفاة ابن كسيرات] [453]- وفي ثاني عشره مات المهتار شهاب الدين / 197 / أحمد بن كسيرات (¬4). وكان مشهورا جدّا، وافر الحرمة، عظيم الجاه، عريضه. وكان مهتار الطشت خاناه (¬5) السلطانية. [أتابكية أيدمر] وفيه كتب بإحضار أيدمر الدوادار من طرابلس ليلي الأتابكية (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (ابن أبي جرادة العقيلي) في: الذيل على العبر 2/ 369، 370، والدرر الكامنة 4/ 329، 330 رقم 898، وإنباء الغمر 1/ 91. (¬2) في الأصل: «صبح»، والتصحيح من مصادر الترجمة: الذيل على العبر 2/ 372، والسلوك ج 3 ق 1/ 228، وإنباء الغمر 1/ 86، ووجيز الكلام 1/ 203 رقم 426، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 134. (¬3) في الأصل: «المولى الحيش». (¬4) في الأصل: «كسرات»، والمثبت عن السلوك ج 3 ق 1/ 228، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 134، والذيل على العبر 2/ 372، وإنباء الغمر 1/ 87. (¬5) الطشت خاناه: لفظ فارسي، معناه: بيت الأواني. والطشتخانة من المخازن الملحقة بالقصر السلطاني في العهدين الأيوبي والمملوكي، يحفظ فيه الطسوت والأدوات المنزلية الخاصة بالقصر، يشرف عليه موظف كبير يعرف باسم: مهتار الطشتخانة. (القاموس الإسلامي 4/ 506، معجم المصطلحات 306). (¬6) النفحة المسكية ص 213، السلوك ج 3 ق 1/ 215، تاريخ ابن خلدون 5/ 460، إنباء الغمر 1/ 58، بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 121، تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 430.

نيابة طرابلس

[نيابة طرابلس] وقرّر عوضه في طرابلس يعقوب شاه (¬1). [الأتابكية] وفيه قرّر في الأتابكية أرغون شاه (¬2). [إمرة السلاح] وقرّر صرغتمش الأشرفيّ في إمرة سلاح (¬3). [نيابة الإسكندرية] وفيه استقرّ كجك من أرطق شاه في نيابة الإسكندرية عوضا عن خليل بن عرّام بعد قبضه (¬4). وتقرّرت الكبير من الولايات في هذا الشهر وقبض على جماعة. [قضاء الإسكندرية] وفيه تقرّر الكمال بن الربعي، الحنفيّ في قضاء الإسكندرية عوضا عن الكمال بن التنسيّ (¬5). [صفر] [الخلعة بالأتابكية] [وفي] رابع صفر قدم أيدمر من طرابلس فخلع السلطان عليه بالأتابكية (¬6). [نيابة السلطنة] وفي حادي عشرينه استقرّ اقتمر عبد الغني الحنبليّ في نيابة السلطنة (¬7). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 215، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 430، وإنباء الغمر 1/ 58، ووجيز الكلام 1/ 198. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 215، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 430، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 121. (¬3) النفحة المسكية، ورقة 126، وتاريخ ابن خلدون 5/ 460، وفيه «سرغتمش»، والسلوك ج 3 ق 1/ 215، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 430، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 121. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 216، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 430، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 122. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 216، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 122. (¬6) تاريخ ابن خلدون 5/ 460، والسلوك ج 3 ق 1/ 217، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 430، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 121. (¬7) تاريخ ابن خلدون 5/ 461، والسلوك ج 3 ق 1/ 217، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 431، ووجيز الكلام 1/ 198، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 123.

وفاة بدر الدين ابن الخشاب

[وفاة بدر الدين ابن الخشاب] [454]- وفيه مات الشيخ بدر الدين بن الخشّاب (¬1)، إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن عمر بن خالد بن عبد المحسن المخزوميّ (¬2) الشافعيّ. قاضي حلب ثم المدينة المشرّفة. وكان فاضلا. ومولده سنة ثمان وتسعين وستماية. [إبطال مكسي المغاني والقراريط] وفيه وعك السلطان فحرّكه الشيخ سراج الدين البلقيني في إبطال مظلمتين عظيمتين وهما مكس المغاني والقراريط، وأعان على ذلك العلاّمة أكمل الدين الحنفيّ، والقاضي برهان الدين ابن جماعة، فأمر بإبطال ذلك، وكان يتحصّل منه مال عظيم (¬3) جدا. [ربيع الأول] [وفاة ابن أبي الوفاء الحنفي] [455]- وفي ربيع الأول مات الشيخ العالم، الفاضل، البارع، عبد القادر بن محمد بن محمد بن نصر الله بن سالم بن أبي الوفاء (¬4)، محيي (¬5) ¬

(¬1) انظر عن (ابن الخشاب) في: الذيل على العبر 2/ 370، 371، وغاية النهاية 1/ 8، والسلوك ج 3 ق 1/ 227، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 437، وإنباء الغمر 1/ 83، 84، والدرر الكامنة 1/ 12، 13 رقم 16، وذيل التقييد 1/ 417، 418 رقم 816، ولحظ الألحاظ 159، والمنهل الصافي 1/ 32، 33، والدليل الشافي 1/ 8 رقم 14، والنجوم الزاهرة 11/ 126، والتحفة اللطيفة 1/ 87 - 89، ووجيز الكلام 1/ 200 رقم 413، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 133، وشذرات الذهب 6/ 237، وهدية العارفين 1/ 17. (¬2) في الأصل: «الحريري». (¬3) خبر المكس في: السلوك ج 3 ق 1/ 217، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 431، وإنباء الغمر 1/ 58، 59، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 123. (¬4) انظر عن (ابن أبي الوفاء) في: ذيل التقييد 2/ 140 رقم 1307، والدرر الكامنة 2/ 392 رقم 2472، والدليل الشافي 1/ 422، 423 رقم 1456، وتاج التراجم 37 رقم 111، والمنهل الصافي 7/ 325، 313 رقم 1462 وفيه وفاته سنة 744 هـ‍، وإنباء الغمر 1/ 66 رقم 20، ووجيز الكلام 1/ 200، 201 رقم 417، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 135، وشذرات الذهب 6/ 238، وكشف الظنون 616، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 674 رقم 1253، وحسن المحاضرة 1/ 268، وطبقات الفقهاء لطاش كبري 127، وإيضاح المكنون 1/ 469، 470 و 2/ 505 وفهرست المخطوطات المصورة 1/ 348، ومعجم المؤلفين 5/ 302، 303، وعلم التأريخ عند المسلمين 428 و 559 و 568 و 595 و 601، والتاريخ العربي والمؤرخون 3/ 223، 224 رقم 46. (¬5) في الأصل: «سمحي».

زيادة النيل

الدين القرشي (¬1)، الحنفيّ، صاحب «طبقات الحنفية» (¬2). وكان إماما فاضلا، محدّثا. سمع جماعة، منهم: الرضى الضرير، وجمع كثير، وحدّث الحديث بنفسه، وكتب كثيرا، وخرّج أحاديث «الهداية». وكان حسن الحظ في «طبقات الحنفية» لم يسبق إليه، وهو مفيد. وسمع منه الكبار، الحافظ أبو الفضل العراقيّ، وآخرين (¬3). ومولده سنة ستّ وتسعين وستماية. وأجاز له الدمياطي وغيره. وكان ماهرا في الفقه، أفتى ودرّس. وله عدّة تصانيف، وأضرّ بأخرة. [زيادة النيل] وفي تاسع ربيع الأول هذا نودي على النيل بزيادة إصبعين، وكان قد تأخّر الوفاء جدّا، وتوقّف النيل عن الزيادة إلى يوم النوروز، فزاد في هذا (¬4) اليومين ثلثاه (¬5)، ثم زاد إلي يوم الخميس، وبقي على الوفاء إصبعان، فنقص في يوم الجمعة ثالث عشره، وقلق الناس، وخرج / 198 / القضاة والعلماء والمشايخ والناس للاستسقاء بجامع عمرو، ثم فتح الخليج إلى آخر النهار، وقد بقي على الوفاء خمسة أصابع فهبط الماء من يومه فما عاد (¬6). ولما كان السرور قبل كسر الخليج على غير العادة، أنشد في ذلك بدر الدين بن الصاحب: نيروز مصر بلا وفاء ... يعدّضنا بغير ماء [الغلاء والاستسقاء] وابتدأ الغلاء وزيادة الأسعار في الغلال في هذا الشهر حتى كان يعدّ ذاك غلاء، ولله الأمر. ¬

(¬1) في الأصل: «الركني». (¬2) هو: الجواهر المضية في طبقات الحنفية، حقّقه د. عبد الفتاح محمد الحلو، طبعة عيسى البابي الحلبي، القاهرة 1398 هـ‍ / 1978 م. (¬3) الصواب: «وآخرون». (¬4) الصواب: «في هذين». (¬5) الصواب: «ثلثيه». (¬6) النفحة المسكية 213، تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 431، إنباء الغمر 1/ 59، 60، بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 124.

نفي ناظر الدولة ابن الرويهب

وفيه تكرّر خروج الناس للاستسقاء وكثر دعاؤهم وعويلهم وما أغيثوا (¬1). [نفي ناظر الدولة ابن الرويهب] وفيه نفي كريم الدين بن الرويهب ناظر الدولة إلى جهة البلاد الشامية، وولّي عوضه التاج النشو (¬2). [تقدمة المماليك] وأعيد سابق الدين مثقال الطواشي إلى مقدّمة (¬3) المماليك وكان قد عزل عنها (¬4). [ربيع الآخر] [الاستسقاء] في ربيع الآخر في ثالثه خرج الناس للاستسقاء، وكان يوما مشهودا (¬5). [عزل ابن عرب من الحسبة] وفي حادي عشره قرّر بهاء الدين محمد بن المفسّر (¬6) في الحسبة، وكان الناس العامّة قد جمعوا وحملوا المصاحف على رؤوسهم (¬7) ووقفوا تحت القلعة يطلبون من السلطان عزل العلاء بن عرب عن الحسبة، واختفى وبعث يستعفي (¬8). [هطول المطر] وفي ليلة ثامن عشره فتحت السماء بأمطار غزيرة مع برق ورعد، وعمّت هذه الأمطار الكثير من أراضي مصر، فنفعت الناس ورعوا عليها البرسيم وبعض الحبوب، فصار الناس يتغالون بأن ذلك بسبب عزل المحتسب وولاية ابن (¬9) المفسّر (¬10). وانحلّ سعر القمح شيئا، ثم عاد بعد ذلك في الارتفاع (¬11). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 219، وإنباء الغمر 1/ 59، ووجيز الكلام 1/ 198، 199، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 124. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 219، وإنباء الغمر 1/ 60، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 123، 124. (¬3) في السلوك ج 3 ق 1/ 219: «تقدمة». (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 219، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 126. (¬5) إنباء الغمر 1/ 59، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 124. (¬6) في الأصل: «صعر». (¬7) في الأصل: «روسهم». (¬8) السلوك ج 3 ق 1/ 220، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 432، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 127. (¬9) في الأصل: «بن». (¬10) في الأصل: «طفر». (¬11) السلوك ج 3 ق 1/ 220، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 432.

جمادى الأول

[جمادى الأول] [زلزلة خفيفة] وفي جماد الأول، في أوله حدثت زلزلة خفيفة (¬1). [زيادة النيل] في خامس عشره، ووافق سابع هاتور (¬2) القبطيّ، زاد النيل اثني عشر إصبعا، ثم زاد في يومين بعده ثماني أصابع، ففرح الناس بذلك، ثم نقص وعدّ هذا من النوادر (¬3). [نفي منكلي بغا إلى الشام] وفيه بعث السلطان منكلي بغا البلدي برسالة إلى أقتمر عبد الغني النائب، فحين وقع بصر النائب عليه أمر بقبضه، وأخرج منفيّا إلى الشام، ولم ينتطح في ذلك شاتان. / 199 / ثم بعث إليه تقليد بنيابة الكرك فتوجّه إليها (¬4). [جمادى الآخرة] [نيابة حلب] وفي يوم الخميس أول جماد الآخرة خلع على بيدمر بنيابة حلب، وركب السلطان وهو معه بتشريفة، وعدى الجيزة ثم عاد وخرج إلى محلّ نيابته (¬5). [وفاة الإربلي الشاعر] [456]- وفيه مات الأديب الشاعر محمد بن عبد الله الإربليّ (¬6)، وكان فاضلا، درّس ببغداد. وكان مولده سنة ست وسبعين (¬7) وستماية. [وزارة النشو] وفي ثاني عشره خلع على التاج الملكيّ المعروف بالنشو، واستقرّ ¬

(¬1) في الأصل: «ىحعه»، والخبر في: إنباء الغمر 1/ 60، وكشف الصلصلة 206. (¬2) هاتور: هو الشهر الثالث عند القبط. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 220، وإنباء الغمر 1/ 10، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 126. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 220، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 127. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 220، وإنباء الغمر 1/ 60، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 127. (¬6) انظر عن (الإربلي) في: الدرر الكامنة 3/ 486 رقم 1305، وشذرات الذهب 6/ 238، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 135 وفيه: «الأردبلي». (¬7) في الدرر، ولد سنة 686، وفي الشذرات ولد سنة 680 هـ‍.

نظر دار الطراز

في الوزارة عوضا عن شاكر بن الغنام (¬1). [نظر دار الطراز] وقرّر ابن الغنّام في نظر دار الطراز ونظر البيوتات والبيمارستان (¬2). [تقدمة ألف] وقرّر ألطنبغا العثماني في تقدمة ألف وأمير سلاح (¬3). [وفاة ألطنبغا المارديني] [457]- وفيه في ثانيه مات ألطنبغا المارديني (¬4). [هدية صاحب اليمن] وفيه قدم من اليمن الشريف حسين الفارقيّ وزير الأفضل المجاهد صاحب اليمن ومعه تقادم جليلة للسلطان وغيره (¬5). [شنق رجل وزوجته] وفيه قبض على إنسان يقال له جمعة وعلى زوجته وشنقا، وكانا (¬6) يخنقان أولاد الناس من الأطفال لأجل ما عليهم من الثياب حتى فقد الناس أولادهم، ثم أطلع على هذه المرأة وزوجها، وكان (¬7) بتربة من ترب القاهرة، ووجد عندهما أشياء كثيرة من ثياب الأولاد والحليّ، وكان لشنقهما يوما مشهودا (¬8) بالقاهرة خارج باب النصر (¬9). [وفاة ابن قطلو شاه] [458]- وفي ثامن عشره مات العلاّمة أرشد الدين محمود (¬10) بن ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1 ج 221، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 128. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 221، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 128، وإنباء الغمر 1/ 60. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 221، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 433. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 230، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 135. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 222، وإنباء الغمر 1/ 61، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 128. (¬6) الصواب: «وكانا». (¬7) الصواب: «وكانا». (¬8) الصواب: «يوم مشهود». (¬9) خبر الشفق في: تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 433، والسلوك ج 3 ق 1/ 222، وإنباء الغمر 1/ 61، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 128. (¬10) في بدائع الزهور: «محمد».

رجب

قطلو شاه السيرائيّ (¬1)، الحنفيّ، شيخ المدرسة الصّرغتمشيّة. ومولده قبل القرن. وقدم من بلاده فأقام بدمشق ينتفع الناس في الصور بأسرها. وكان واسع الباع لا سيما في المعقولات. وانتفع به جماعة بدمشق وتخرّجوا عليه. ولما مات القوام الأتقانيّ استقرّ به صرغتمش وقرّره في مدرسته عوضا عنه. ولم يزل بها مشهورة (¬2) غاية العظمة والوجاهة لا سيما عند أهل الدولة. وكان له اليد في الطب وسائر الفنون، مع حسن السّمت والخير والدين والسكون والتؤدة والإنجماع وصل في رتبته مثله. ذكر البعض وفاته في رجب. [رجب] [وفاة النور الإسنائي] [459]- وفي رجب مات النّور، / 200 / الإسنائيّ (¬3)، شارح «التّعجيز»، علي بن الحسن، أخو (¬4) الشيخ جمال الدين بن أحمد. وكان فقيها فاضلا، موصوفا بكثرة المال. [الأستادارية] وفي عشرينه استقرّ قطلوبغا الكوكاي في الأستادارية (¬5). [شعبان] [نيابة الإسكندرية] وفي شعبان في سابع عشره استقرّ أرغون الأحمدي اللالا في نيابة الإسكندرية عوضا عن كجك (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (السيرائي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 228 وفيه: السيرامي»، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 442 وفيه: «السراي»، والدرر الكامنة 4/ 332 وفيه كما هو مثبت أعلاه، رقم 906، والنجوم الزاهرة 1/ 126، والدليل الشافي 2/ 727 رقم 2482، ووجيز الكلام 1/ 201 رقم 418 وفيه: «محمود السرائي»، والذيل على العبر 2/ 371 وفيه: «السرائي»، وإنباء الغمر 1/ 91، وبغية الوعاة 2/ 280، وحسن المحاضرة 1/ 545، 546، وشذرات الذهب 6/ 239. (¬2) الصواب: «ولم يزل بها مشهورا في غاية». (¬3) انظر عن (الإسنائي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 229، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 440، 441، والنجوم الزاهرة 11/ 128، ووجيز الكلام 1/ 200 رقم 466، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 134. (¬4) في الأصل: «أحمد». (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 222، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 129. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 222، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 129.

نيابة غزة

[نيابة غزّة] وقرّر كجك في نيابة غزّة (¬1). ومات أرغون هذا عن قريب في ذي قعدة كما سيأتي. [وفاة ابن الكركي] [460]- وفي سادس عشرينه مات ابن (¬2) الكركي (¬3)، الشيخ تاج الدين، محمد بن عبد الله الشافعيّ. وكان محمودا من أهل العلم، وولّي قضاء بلده، ثم قضاء المدينة المشرّفة، ثم ناب في مصر عن أبي البقاء، وابن (¬4) جماعة. [قضاء دمشق] وفي رابع عشرينه قرّر البهاء بن أبي البقاء في قضاء دمشق عوضا عن الكمال عمر بن عثمان بن هبة الله (¬5) المعرّي. [قضاء حلب] وقرّر المعرّي (¬6) في قضاء حلب، عوضا عن الفخر عثمان بن أحمد بن أحمد بن عمر الزرعيّ (¬7). [تدريس قبّة الشافعي] وفي سلخه خلع على قاضي القضاة ابن (¬8) جماعة واستقرّ في تدريس قبّة الإمام الشافعي، وكانت بيد أبي البقاء (¬9). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 222، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 434. (¬2) في الأصل: «مات بن». (¬3) انظر عن (ابن الكركي) في: الدرر الكامنة 3/ 489 رقم 1312، والسلوك ج 3 ق 1/ 228، ووجيز الكلام 1/ 200 رقم 414، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 442. (¬4) في الأصل: «وبن». (¬5) في الأصل: «حصر فضه»، والخبر والتصحيح في السلوك ج 3 ق 1/ 223، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 130. (¬6) في الأصل: «المغربي». (¬7) السلوك ج 3 ق 1/ 223، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 434، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 130. (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) السلوك ج 3 ق 1/ 223، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 130.

كتابة السر بدمشق

[كتابة السرّ بدمشق] وفيه خلع على الشهاب أحمد بن فضل الله بكتابة سرّ دمشق عوضا عن الفتح أبي بكر بن الشهيد (¬1). [رمضان] [قراءة البخاري بالقلعة] وفي شهر رمضان كان بداية قراءة «الجامع الصحيح» للبخاري بالقلعة في كل يوم، وكان السلطان يحضر ذلك وجماعة القضاة ومشايخ العلم للسماع تبرّكا بذلك، لا سيما والغلاء قد نزل بالناس، ورتّب القاريء لذلك الحافظ زين الدين عبد الرحيم العراقي، ثم أشرك معه الشهاب أحمد العرياني، فكانا يتناوبان له (¬2). وهذا السلطان أول من استجدّ ذلك بالقلعة، ودام ذلك إلى الآن. وكان مجلس سماع فصار الآن، في عصرنا، مجلس عياط وخباط ولغط الكثير من غير تأدّب في سماع الحديث كما هو مشهور. [نيابة حلب] وفي حادي عشرينه قرّر أشقتمر في نيابة حلب عوضا عن بيدمر الخوارزميّ (¬3). [نيابة الشام] وقرّر في نيابة الشام بيدمر المذكور عوضا عن منجك اليوسفي. وكتب بإحضار منجك ليلي النيابة عن السلطان (¬4). [نيابة طرابلس] وقرّر أقتمر عبد الغني النائب في نيابة طرابلس عوضا عن يعقوب شاه (¬5). [حجوبية دمشق] وقرّر يعقوب شاه في حجوبية الحجّاب بدمشق (¬6). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 223، وإنباء الغمر 1/ 61، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 130. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 223، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 130. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 224، وتاريخ ابن خلدون 5/ 461، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 434، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 131. (¬4) تاريخ ابن خلدون 5/ 461، والسلوك ج 3 ق 1/ 224، والنفحة المسكية 215. (¬5) تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 434، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 131. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 224، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 131.

نيابة الكرك

[نيابة الكرك] وقرّر طيدمر البالسيّ في نيابة الكرك عوضا عن منكلي بغا البلديّ (¬1). [نيابة صفد] وقرّر البلدي في نيابة صفد (¬2). [شوال] [وفاة ابن البقري القبطي] [461]- وفي شوّال في ثامن عشره مات شمس الدين، شاكر بن غبريل بن عبد الله القبطيّ، المعروف بابن البقريّ (¬3)، ناظر الذخيرة، وصاحب المدرسة البقريّة بقرب جامع الحاكم. وكان أصله من بقار البقر من الغربية. / 201 / وأسلم على يد موسى الأزكشي وحسن إسلامه، وباشر عدّة مباشرات، ثم نظر الذخيرة في أيام الناصر حسن، وصار له وجاهة وشهرة وذكر. ولما احتضر أنفذ من عنده من النصارى وبعث إلى جماعة من أهل العلم يحضروه عند الموت ويلقّنوه الشهادة، منهم الكمال الدميري صاحب «حياة الحيوان». وهو جّد أولاد ابن (¬4) البقريّ الذي منهم أخوه شرف الدين ناظر الإسطبل السلطاني. [الحجوبية الثالثة] وفي خامس عشره قرّر أحمد بن آل ملك في حجوبية الثالثة (¬5). [ذو القعدة] [استقبال السلطان لمنجك اليوسفي] وفي ثالث ذي قعدة قدم الأمير منجك اليوسفيّ من دمشق، وخرج الناس إلى لقائه ما عدا السلطان. وكان له يوما مشهودا (¬6) حين دخوله للقاهرة، وصعد إلى القلعة راكبا. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 224، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 131. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 224، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 131. (¬3) انظر عن (ابن البقري) في: السلوك ج 3 ق 1/ 229، وإنباء الغمر 1/ 85، ووجيز الكلام 1/ 202، 203 رقم 425، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 134. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 224، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 131. (¬6) الصواب: «يوم مشهود».

وفاة أروس المحمودي

وكان الكلّ مشاة، وتلقّاه السلطان بالرحب والإجلال، وخلع عليه بنيابة السلطنة وجعل إليه جميع أمور الدولة وأن يخرج من الإقطاع من عبرته (¬1) ستماية دينار فما دونها من غير مراجعة، ويعزل من شاء ويولّي من شاء. وكتب له بذلك تقليد، وقريء بالإيوان من دار العدل بحضور الأمراء والسلطان نسخته، وخرج وجلس بدركاه باب القلّة (¬2)، وجلس الوزير وأرباب المناصب بين يديه. وكان له يوما مشهودا (¬3). [وفاة أروس المحمودي] [462]- ومات في هذا الشهر - أظنّ في أوله - أروس المحمودي (¬4) الأستادار أحد مقدّمي الألوف، وجهّز منجك على ابنته. [الوباء بالإسكندرية] وفي ذي قعدة هذا فشت الأوبئة بالإسكندرية وغيرها من الوجه البحري (¬5). [وفاة أرغون اللالا] [463]- ومات فيه بالإسكندرية أرغون اللالا (¬6)، في خامس عشره. [وفاة أسندمر الجوباني] [464]- وفيه مات أسندمر الجوبانيّ (¬7)، وكان من خيار الأمراء. [تقدمة ألف وحجوبية] وفيه رابع عشرينه قرّر يلبغا الناصري في تقدمة ألف والحجوبية الثانية (¬8). [غلاء الغلال] وفيه زاد الغلاء في الغلال (¬9). ¬

(¬1) في الأصل: «عبرة». (¬2) القلّة: هو أعلى ما في القلعة. (¬3) تاريخ ابن خلدون 5/ 461، والذيل على العبر 2/ 368، والسلوك ج 3 ق 1/ 224، 225، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 131. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 230، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 135، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 438 وفيه «المحمدي». (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 226، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 436، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 132. (¬6) انظر عن (أرغون اللالا) في: السلوك ج 3 ق 1/ 226، 227، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 436، والدرر الكامنة 1/ 351، رقم 872، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 132 و 134. (¬7) انظر عن (أسندمر الجوباني) في: السلوك ج 3 ق 1/ 227، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 134. (¬8) السلوك ج 3 ق 1/ 226، وبدائع الزهور ج 1 ق 3/ 132. (¬9) السلوك ج 3 ق 1/ 226، وبدائع الزهور ج 1 ق 3/ 133، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 436.

وفاة قاضي الإسكندرية

[وفاة قاضي الإسكندرية] [465]- وفي آخره مات، وقيل أول ذي الحجّة - مات قاضي الإسكندرية الشيخ صدر الدين بن السكّري (¬1)، محمد بن محمد الشامي، الحنفيّ. كان قدم من بلاد الشام إلى القاهرة، وصيّره السراج الهنديّ من نوابه. وكان من الفضلاء وأهل العلم. ثم ولّي قضاء الإسكندرية، وما قرّر عوضه غيره، ولا سعى في منصبه أحد. [ذو الحجّة] [وفاة تلكتمر الجمالي] [466]- وفي ذي حجّة مات تلكتمر الجماليّ (¬2) أحد الطبلخانات، وكان مشهورا. [وفاة السعودي] [467]- وفيه مات شيخ خانقاه بكتمر الشيخ عمر، تقيّ الدين السعودي (¬3). [وفاة ابن الناصح] [468]- وقاضي اللبن (¬4) ابن النّاصح، محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبّاس (الثواري) (¬5) الأصل، الدمشقيّ، الحنبليّ، شمس الدين. وكان من الرؤساء ومن أهل العلم. / 202 / سمع كثير (¬6)، وحدّث عنه جماعة منهم ابن (¬7) ظهيرة. ¬

(¬1) انظر عن (ابن السّكّري) في: السلوك ج 3 ق 1/ 228، وإنباء الغمر 1/ 90، ووجيز الكلام 1/ 201 رقم 419، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 132، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 441. (¬2) انظر عن (تلكتمر الجمالي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 228، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 134. (¬3) انظر عن (السعودي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 229. (¬4) هكذا في الأصل. (¬5) هكذا في الأصل، ولم أجد لابن الناصح ترجمة فيما توفّر لي من مصادر، ووجدت «شمس الدين أبا عبد الله محمد بن الشهاب أحمد بن الناصح عبد الرحمن بن محمد بن عباس الصالحي» في: تاريخ حوادث الزمان لابن الجزري (بتحقيقنا) 3/ 970 رقم 1232 وهو توفي سنة 737 هـ‍. ومثله: ذيل التقييد 1/ 50 رقم 32 وفيه «ابن عياش»، والدرر الكامنة 3/ 323 رقم 866، وفي نسخة خطية منه «ابن عياش»، ولم يؤرّخ الحافظ ابن حجر لوفاته. ولا أدري ما هي الصلة بين صاحب الترجمة المتوفى سنة 775، والمذكور في المصادر المتقدّمة سوى التشابه في الاسم والنسب! (¬6) الصواب: «سمع كثيرا». (¬7) في الأصل: «بن».

قتل مغربي

[قتل مغربي] وفي ثالث عشره قبض على إنسان مغربيّ كان يقف في الليل بالرميلة وغيرها ويرفع صوته بقوله: اقتلوا سلطانكم ترخص أسعاركم ويجري نيلكم. فضربه والي الشرطة بالمقارع وأطلقه لسبيله (¬1). [فيضان دجلة] وفيه ورد الخبر من بغداد بأنّ دجلة فاضت عليها حتى غرقت، وذكروا عن هذا الغرق أشياء نادرة يتعجّب منها، وخلت بغداد بسبب ذلك وخربت دورها وسورها وصارت مقفرة، حتى أن امرأة أعطت لمن حملها إلى كوم غيرها لتنجو من الغرق ألف دينار، ويقال إنها غرقت مع ذلك. ولهذا الغرق جريات يطول الشرح في ذكرها (¬2). [رياح بسنجار] وفيه أيضا ورد الخبر بأنه حدث بسنجار ريح أحرقت أوراق الأشجار وهلك بها كثير من الناس (¬3). [مطر حيّات] وأنه أمطرت بشيزر حيّات (¬4). [السيل بحلب] وأنّ مدينة حلب أصابها سيل عظيم لم يمرّ نظيره، خرب به عدّة دور نحوا من أربعماية (¬5). [خلع صاحب فاس] وفيه ورد الخبر أيضا بأنّ صاحب فاس السعيد محمد خلع، وأقيم عوضه السلطان أبو العباس أحمد أبي سالم (¬6). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 226. (¬2) خبر الفيضان في: الذيل على العبر 2/ 368، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 435، وإنباء الغمر 1/ 62، 63، ووجيز الكلام 1/ 199، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 133. (¬3) خبر الرياح في: تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 437، وإنباء الغمر 1/ 62، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 133. (¬4) خبر الحيّات في: السلوك ج 3 ق 1/ 226. (¬5) خبر السيل في: الذيل على العبر 2/ 369، والسلوك ج 3 ق 1/ 229، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 435، وإنباء الغمر 1/ 62، ووجيز الكلام 1/ 199، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 133. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 227، وبدائع الزهور ج 1، 2/ 133.

إفساد تمرلنك

وكانت بالغرب فتنتين (¬1). [إفساد تمرلنك] وفيه وردت أخبار أيضا بأنّ تمرلنك جال بتلك البلاد بالخراب والحراب والفساد (¬2). * * * [فتح مدرسة ألجاي] وفي هذه السنة فتحت مدرسة ألجاي، وقرّر في مشيخة الحنفية بها الشيخ العلاّمة كمال الدين محمود القرويّ. وفي مشيخة الشافعية شيخ الإسلام السّراج البلقينيّ (¬3). [وفاة المقرىء ابن مسعود] [469]- وفي ثالث عشرينه مات المقرىء بالسّبع، الشيخ صلاح الدين، محمد بن مسعود (¬4) المالكيّ، عين أصحاب التّقيّ الصائغ. وكان عارفا بالقراءآت، متصدّيا لذلك، حتى أنّ القاضي محبّ الدّين ناظر الجيش كان يقرأ عليه. [وفاة سلطان التكرور] [470]- وفيه ورد الخبر بموت سلطان التكرور ماري (¬5) بن موسى بن أبي بكر. وملك بعده ولده موسى. وكان الأول فاسقا، مبذّرا، ومات بمرض النوم، فإنه لا يزال نائما حتى مات، وأظنّه السّكتة أو السّبات. ¬

(¬1) الصواب: «فتنتان». (¬2) لم يرد هذا الخبر في المصادر المتوفّرة لديّ. (¬3) لم يرد هذا الخبر في المصادر المتوفّرة لديّ. (¬4) انظر عن (ابن مسعود) في: السلوك ج 3 ق 1/ 229، والدرر الكامنة 4/ 257 رقم 710، ووجيز الكلام 1/ 201، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 441. (¬5) في الأصل: «ماذ». والتصحيح من: الدرر الكامنة 3/ 275 رقم 725.

حوادث سنة ست وسبعين وسبعماية

[حوادث] سنة ستّ وسبعين وسبعماية [المحرّم] [تحوّل فتاة إلى رجل] في مستهلّ محرّم منها وقع أمر غريب نادر، وهو أنّ إنسانا كان يقال له عيسى بن باب جك / 203 / والي الأشمونين كان له ابنة، ولما بلغت خمس عشرة سنة استدّ فرجها ونبت مكانه آلة الرجال من قضيب وأنثيان (¬1)، واحتلمت كما يحتلم الرجال. وبلغ ذلك منجك نائب السلطنة، فاستغربه وأمر بإحضارها في هذا اليوم فأحضرت وكشف عنها فوجدت كذلك، فأمر لها أن تتزيّا بزيّ الرجال، وجعلها في خدمته، وأقطعها إقطاعا، وسمّاه محمدا. وشاهدها كل أحد في ذلك الزمان (¬2). وقال ابن (¬3) دقماق في «تاريخه»: إنه رآها بعينه غير ما مرّة وكلّمها (¬4). وقد ذكر جماعة من المؤرّخين مثل هذه القضية غير ما مرة وقعت مثل ذلك في زمننا هذا قبل التّسعين وثمانمائة بأطفيح، وذكرنا ذلك في تاريخنا «الروض الباسم» (¬5). [وفاة ابن قاضي الزبداني] [471]- وفيه، أعني هذا اليوم، مات ابن (¬6) قاضي الزبداني (¬7)، الشيخ الإمام، ¬

(¬1) الصواب: «من قضيب وأنثيين». (¬2) خبر الفتاة في: النفحة المسكية 215، والسلوك ج 3 ق 1/ 231، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 135. (¬3) في الأصل: «وقال بن». (¬4) النفحة المسكية 215 بالحاشية. (¬5) الروض الباسم في حوادث العمر والتراجم، للمؤلف 4 / ورقة (حوادث سنة 889 هـ‍). (¬6) في الأصل: «مات بن». (¬7) انظر عن (ابن قاضي الزبداني) في: الذيل على العبر 2/ 389، 390، والسلوك ج 3 ق 1/ 246، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 466، وإنباء الغمر 1/ 128، 129، والدرر الكامنة 3/ 423، 424 رقم 1128، ولحظ الألحاظ 164، والنجوم الزاهرة 11/ 131، والدليل الشافي 2/ 612 رقم 2102، والدارس 1/ 311، 312، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 151، ووجيز الكلام 1/ 206، 207 رقم 30، وذيل التقييد 1/ 116، 117 رقم 164، وشذرات الذهب 6/ 244.

الوباء بدمشق

العلاّمة، شيخ الشام محمد بن حسن بن محمد بن عمّار بن متوّج (¬1) الحارثيّ، الدمشقي، الشافعيّ، شمس الدين، وقيل: جمال الدين. وكانت انتهت إليه رياسة مذهبه بالشام، وعظم قدره، وانفرد بالكتابة على الفتوى، وصار إليه المرجع. ومولده سنة ثمان وثمانين وستماية (¬2). وتفقّه على جماعة منهم ابن (¬3) الفركاح، وابن (¬4) الزملكاني، وسمع على جماعة منهم ابن (¬5) مكتوم، وطبقته. [الوباء بدمشق] وفيه أعني هذا الشهر كان الوباء فاشيا بدمشق (¬6)، وكان ابتدأ في السنة الخالية. ومات في هذا الوباء من الخلائق ما لا يحصى كثرة. ثم كان بالقاهرة، على ما سنذكره. [وفاة أسنبغا القوصوني] [472]- وفي ثالث عشره مات أسنبغا القوصوني (¬7) اللالا، أحد الأمراء الطبلخانات. [وفاة شهاب الدين العنابي] [473]- وفي تاسع عشرينه مات العنّابيّ، الشيخ شهاب الدين، أحمد بن محمد بن محمد بن علي الأصبحيّ (¬8)، المغربيّ، الأندلسيّ، النّحويّ، المالكيّ، ثم الشافعيّ، شارح «كتاب سيبويه»، وشارح «التّسهيل». ¬

(¬1) في الأصل: «تنوخ». والتصويب من المصادر. (¬2) في الأصل: «وسبعماية» وهو خطأ. (¬3) في الأصل: «منهم بن». (¬4) في الأصل: «وبن». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر الوباء في: تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 444، وإنباء الغمر 1/ 100، ووجيز الكلام 1/ 205. (¬7) انظر عن (القوصوني) في: السلوك ج 3 ق 1/ 243، تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 456، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 149، 150. (¬8) انظر عن (الأصبحي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 243، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 454، 455، والدرر الكامنة 1/ 298 رقم 752، وغاية النهاية 1/ 128، وإنباء الغمر 1/ 107، ولحظ الألحاظ 162، وبغية الوعاة 1/ 382، ووجيز الكلام 1/ 207 رقم 431، والدارس 1/ 466، 467، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 150، ودرّة الحجال 1/ 98، وكشف الظنون 1/ 407 و 2/ 1428 والذيل على العبر 2/ 392، وشذرات الذهب 6/ 240، وإيضاح المكنون 2/ 634، وهدية العارفين 1/ 114، والأعلام 1/ 224، 225، وديوان الإسلام 1/ 148 رقم 210 وفيه: «العناني»، ومعجم المؤلفين 2/ 151 - 152، Brockelmann - g .11 : 52,26 .

وفاة ابن عبد الحق الحنفي

وكان إماما في العربية. قدم من بلاده وقد تميّز بها، ثم لازم أبا حيّان واشتهر بصحبته، وبرع في زمانه، ورحل بعد مدّة إلى دمشق وعظم بها وشهر، وقصده الناس للأخذ عنه واستقرائه. وكان حسن الخلق، كريم النّفس، حسن السّمت، حاز الفنون، وتحوّل شافعيّا، وقرأ شيئا في مذهب الشافعيّ. مات وسنّه زيادة على السّتّين سنة. [وفاة ابن عبد الحق الحنفي] [474]- وفيه مات ابن (¬1) عبد الحق (¬2) / 304 / الشيخ أمين [الدين] (¬3) محمد بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن علي بن يوسف بن إبراهيم الدمشقيّ، الحنفيّ، الشيخ العالم، الفاضل، أمين الدين. وكان من أعيان دمشق وفضلائها، ودرّس بالخاتونية، والعذراوية، وولي الحسبة، ونظر الجامع الأمويّ، وكان ممدّحا، ومن جملة من مدحه ابن (¬4) نباتة، وغيره. وكانت سنّه زيادة على الستين سنة. [صفر] [وفاة الشهاب ابن الكفري] [475]- وفي صفر مات الشهاب ابن (¬5) الكفريّ (¬6)، الحنفي، الشيخ العالم الفاضل أحمد بن الحسين بن سليمان (¬7) بن فزارة (¬8) الدمشقيّ. ¬

(¬1) في الأصل: «مات بن». (¬2) انظر عن (ابن عبد الحق) في: السلوك ج 3 ق 1/ 246، والذيل على العبر 2/ 391، 392، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 464، والدرر الكامنة 3/ 289 رقم 767، وإنباء الغمر 1/ 125، ولحظ الألحاظ 164، والنجوم الزاهرة 11/ 131، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 151، وشذرات الذهب 6/ 243. (¬3) إضافة على الأصل للضرورة. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) انظر عن (ابن الكفري) في: السلوك ج 3 ق 1/ 243، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 453، والذيل على العبر 2/ 389، وغاية النهاية 1/ 48، وإنباء الغمر 1/ 104، والدرر الكامنة 1/ 125 رقم 350، ولحظ الألحاظ 162، والمنهل الصافي 1/ 270، 271، والدليل الشافي 1/ 45 رقم 149، والنجوم الزاهرة 11/ 130، ووجيز الكلام 1/ 207 رقم 433، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 150، وقضاة دمشق 199، 200، والطبقات السنية 1/ 391، وشذرات الذهب 6/ 239. (¬7) في إنباء الغمر 1/ 104 «سلمان» وهو خطأ. (¬8) في الأصل: «فدره».

ربيع الأول

وكان فاضلا، أخذ عن أبيه وغيره، وتميّز بالفضل، وناب في الحكم، ثم ولّي قضاء دمشق استقلالا وباشره مدّة طويلة، ثم تركه لولده يوسف، فمات يوسف قبله بعدّة سنين. ولما ترك القضاء أقبل على العبادة والإفادة، وأقرأ القرآن بالروايات، ودام على ذاك حتى مات، وقد كفّ بصره. وكان مولده في سنة تسعين وستماية. وسمع على جماعة من الأعيان، وأجازه (¬1) آخرين (¬2)، منهم التّقيّ الواسطيّ (¬3) وابن (¬4) القوّاس (¬5)، وابن (¬6) عساكر. وممّن سمع منه: القرافيّ، وابن حجّي، وآخرين (¬7). [ربيع الأول] [تجهّز السلطان للحجّ] وفي ربيع الأول أشيع سفر السلطان إلى الحجّ، ثم أخذ هو يجهّز نفسه، وأمر الأمراء بأن يتجهّزوا لذلك (¬8). [وفاة خطيب بيت المقدس ابن جماعة] [476]- وفي هذا الشهر مات خطيب البيت المقدس ابن (¬9) جماعة (¬10)، وابن (¬11) تقيّ البرهان بن جماعة، قاضي القضاة، وهو إسماعيل بن إبراهيم بن علي. وكان مفتيا، مدرّسا، خطب بعد غزّة بالمسجد الأقصى لما طلب عمّه لقضاء مصر، وكان [مولده] (¬12) سنة عشرة (¬13) وسبعماية. ¬

(¬1) في الأصل: «وأجازها». (¬2) الصواب: «آخرون». (¬3) في الأصل: «التقي الدل القبطي». (¬4) في الأصل: «وبن». (¬5) في الأصل: «العوار». (¬6) في الأصل: «وبن». (¬7) الصواب: «وآخرون». (¬8) خبر الحج في: السلوك ج 3 ق 1/ 231، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 136. (¬9) في الأصل: «بن». (¬10) انظر عن (ابن جماعة) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 456، والدرر الكامنة 1/ 363 رقم 912. (¬11) في الأصل: «وبن». (¬12) ما بين الحاصرتين أضفته على الأصل للضرورة. (¬13) الصواب: «سنة عشر».

وفاء النيل

[وفاء النيل] وفي تاسعه كان وفاء النيل، وكان موافقا لرابع عشرين مسرى (¬1) القبطيّ، وفرح الناس بذلك عساه يزول الغلاء مع أنّ الأسعار تزايدت بعد ذلك. ثم بعد مدّة أعقب الرخاء (¬2). [وفاة الكمال ابن الشحنة] [477]- وفيه مات الشيخ العالم، الفاضل كمال الدين بن الشحنة (¬3)، محمد بن محمد بن محمود بن غازي بن أيّوب الثقفيّ، الحنفيّ، الحلبيّ. وهو والد المحبّ الحنفيّ، العلاّمة، والد شيخنا العلاّمة، قاضي القضاة، المحبّ أيضا ابن (¬4) الشحنة. وكان الكمال هذا فاضلا، علاّمة، ماهرا، [أخذ] (¬5) كثيرا وحصّل وأفتى ودرّس، وأنجب ولده المحبّ أبي (¬6) (الوامر) (¬7). وبني (¬8) الشحنة / 205 / من (. . .) (¬9) حلب ورؤسائها الأعيان. [ربيع الآخر] [لعب السلطان بالكرة] وفي مستهلّ ربيع الآخر ركب السلطان إلى الميدان الكبير الناصري على عادته في كل سنة لضرب الكرة، وركب معه ولده أمير علي وسار بين يديه على هيئة السلاطين والشطفة على رأسه، وكان يوما مشهودا مشى فيه جماعة من الأمراء بين يدي أمير علي المذكور، وخلع عليهم بالطرز المزركش، وأركبوا الخيول بالسروج (¬10) الزركش والذهب (¬11). ¬

(¬1) مسرى: هو الشهر الأخير من السنة القبطية. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 231، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 136. (¬3) انظر عن (ابن الشحنة) في: الدرر الكامنة 4/ 238 رقم 631، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 135، 136. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) ما بين الحاصرتين ممسوحة من الأصل. (¬6) الصواب: «أبا». (¬7) كذا، ولم أتبيّن صحّتها. (¬8) الصواب: «وبنو». (¬9) كلمة غير واضحة. (¬10) في الأصل: «بالعربى». (¬11) خبر لعب السلطان في: السلوك ج 3 ق 1/ 232، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 136.

وفاة شيخ الزاوية البدرية

[وفاة شيخ الزاوية البدرية] [478]- وفيه مات شيخ الزاوية البدرية بدمشق تجاه الأسدية الشيخ إبراهيم بن عبد الله البغدادي (¬1) المعمّر، نزيل دمشق. وكان خيّرا، ديّنا، صالحا، صابرا على الخير. [وفاة ابن عبد الحق] [479]- وفيه مات ابن (¬2) عبد الحقّ (¬3) أيضا، أحمد بن محمد بن إبراهيم. وتقدّم والده. وكان عالما فاضلا، ولي تداريس أبيه بعده، وكان من أعيان الحنفية. [تعيين طبلخاناه] وفيه جعل طشتمر الصالحيّ من الطبلخاناه (¬4). [وفاة ابن المحبّ المقدسي] [480]- وفيه مات الواعظ، المحدّث، شهاب الدين، أحمد بن محمد بن أحمد بن المحبّ عبد الله المقدسيّ (¬5) الحنبليّ. وكان أحضر على الحجّار، وأسمع من غيره. وقرّر في الحديث، وكان له فيه عناية، وعمل المواعيد. وكان لوعظه وقع في النفوس. [وفاة ابن اللبّان] وفيه مات المقريء البارع شمس الدين ابن اللّبّان (¬6)، محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن جامع الدمشقيّ. وكان عارفا بالقراءآت المشهورة كلّها والشواذّ، وأخذها عن ابن (¬7) السّلعوس، ¬

(¬1) انظر عن (البغدادي) في: الدرر الكامنة 1/ 31 رقم 79. (¬2) في الأصل: «مات بن». (¬3) انظر عن (ابن عبد الحق) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 454. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 232، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 137. (¬5) انظر عن (ابن المحبّ المقدسي) في: ذيل التقييد 1/ 370 رقم 719، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 454، والدرر الكامنة 1/ 244 رقم 631. (¬6) في الأصل: «شمس الدين أحمد بن اللبّان»، والتصحيح من: غاية النهاية 2/ 72، 73 رقم 2755، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 464، 465، وذيل التقييد 1/ 57 رقم 45، والدرر الكامنة 3/ 340، 341 رقم 901، والذيل على العبر 2/ 393، وإنباء الغمر 1/ 126، 127، ولحظ الألحاظ 164، وشذرات الذهب 6/ 243، (¬7) في الأصل: «عن بن».

وفاة ابن الهمام

وابن (¬1) السلاويّ. ومن مشايخه أيضا أبو جنادة. وأقرأ وانتفع به الناس، وكان يحفظ من الشواذ كثيرا، وربّما قرأ ببعضها في الصلاة، وكان ينكر عليه ذلك. وحدّث كثيرا وكتب الطباق، وتطلّب بنفسه. ومات وقد جاوز السّتّين. [وفاة ابن الهمام] [481]- وفيه مات إمام جامع الصالح، تاج الدين، محمد بن أبي محمد بن الهمام (¬2). وكان فاضلا، كريم الشمائل. غرق بين مصر والروضة في تعديته إليها. [جمادى الأول] [وفاة ابن أمين الدولة الحلبي] [482]- وفي جماد الأول في ليلة ثانية مات ابن (¬3) أمين الدولة (¬4)، إبراهيم بن أحمد بن أبراهيم بن عبد الله بن عبد المنعم بن هبة الله، وهو الملقّب بأمين الدولة يحيى بن عبد الباقي الحلبيّ، الحنفيّ. وكان رئيسا عالي السند. سمع على جماعة. وسمع منه أبو حامد زكريّا، وغيره. ومن سبق به الحافظ أبي (¬5) الوفاء سبط ابن (¬6) العجميّ بالسّماع. ومولده سنة ثلاث وتسعين وستماية. [وفاة نصر الله المغربي] [483]- وفيه مات نصر الله [بن] (¬7) أبي بكر بن نصر الله / 206 / المغربيّ (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «وبن». (¬2) انظر عن (ابن الهمام) في: إنباء الغمر 1/ 99 رقم 92 وفيه: محمد بن أبي محمد». (¬3) في الأصل: «مات بن». (¬4) انظر عن (أمين الدولة) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 452، 453، وذيل التقييد 2/ 411، 412 رقم 807، والذيل على العبر 2/ 376، وإنباء الغمر 1/ 101، 102، والدرر الكامنة 1/ 6، 7 رقم 1، ولحظ الألحاظ 162، وشذرات الذهب 6/ 239، والطبقات السنية 1/ 198، وإعلام النبلاء 5/ 56، 57. (¬5) الصواب: «أبا». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) إضافة على الأصل للضرورة. (¬8) انظر عن (المغربي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 475، والدرر الكامنة 4/ 391 رقم 1074، وغاية النهاية 2/ 340 رقم 3740، وإنباء الغمر 1/ 101 رقم 98.

تقرير الحسبة للدميري

وكان عارفا بالقراءآت. وأخذ عنه التقيّ السبكيّ. وسمع بسند عال (¬1) الإسناد. وكان عارفا بالقراءآت معرفة تامّة. وأخذ (¬2) عنه أناس (¬3) كثير. [تقرير الحسبة للدميري] وفي ثاني عشرينه قرّر في الحسبة محمد بن أحمد بن عبد الملك الدميريّ (¬4)، المالكيّ، عوضا عن [ابن] (¬5) المفسّر. فأمطرت السماء ليلة ثاني يومه مطرا غزيرا، فتفاءل الناس به، وكان الخبز عزيز الوجود، فجعله في أقفاص على روس الحمّالين، وصعد به إلى القلعة، مزفوفا بالطبول، وأرخص سعره، ونادى بتكبير الخبز، ومع ذلك فالغلاء موجود وازدحام الناس على الخبز متزايد، والأسعار غالية في كل شيء، وقللت (¬6) الحيوانات لفنائها جوعا، وقلّت اللحوم بالأسواق (¬7). [جمادى الآخر] [زيادة الأسعار] وفي جماد الآخر ابتدأ (¬8) الزيادة في الأسعار من أول زيادة على ما كانت وبعد أن تناقصت شيئا، و (. . .) (¬9) سعر المأكولات لو عددناها لطال المجال. [الوباء بالقاهرة] وفي نصفه ابتدأ الوباء بالقاهرة فاجتمع الغلاء والوباء، ومات الكثير من الفقراء والمساكين جوعا، وكان الفقير ينادي بأعلا (¬10) صوته: أعطوني لله تعالى لبابة في قدر شحمة أذني أشمّها وخذوها، فلا يغاث، ولا يزال على ذلك الصياح حتى يموت، ولم يوجد ما يقوت به، وشحّت قلوب الناس لا سيما الأغنياء، وتوقّفت أحوال الناس، وقلّت المكاسب، وكان زمنا صعبا (¬11). ¬

(¬1) الصواب: «عالي». (¬2) في الأصل: «واحدا». (¬3) في الأصل: «الناس». (¬4) في الأصل: «الديري». (¬5) إضافة على الأصل. (¬6) الصواب: «وقلّت». (¬7) خبر الحسبة في: السلوك ج 3 ق 1/ 232، 233، والذيل على العبر 2/ 375، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 137. (¬8) الصواب: «ابتدأت». (¬9) كلمة غير واضحة في الأصل، وخبر الأسعار في: الذيل على العبر 2/ 374، والسلوك ج 3 ق 1/ 234، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 447، والنفحة المسكية (سنة 776 هـ‍) ص 214، وإنباء الغمر 1/ 71، ووجيز الكلام 1/ 205، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 140. (¬10) الصواب: «بأعلى». (¬11) خبر الوباء في: الذيل على العبر 374، والسلوك ج 3 ق 1/ 234، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 447، ووجيز الكلام 1/ 205.

وفاة المغربي رئيس الأطباء

[وفاة المغربي رئيس الأطبّاء] [484]- وفي ثامن عشره مات المغربيّ، رئيس الأطبّاء (¬1)، صلاح الدين يوسف. وكان فاضلا في صناعته، وهو الذي أنشأ الجامع الذي يعرف بابن المغربيّ على الخليج الناصريّ بقرب بركة قرموط (¬2). ويقال إنه جاوز التّسعين سنة. [وفاة المسند بن المهتار] [485]- ومات المسند بن المهتار (¬3) جمال الدين، يوسف بن علي بن يوسف بن محمد الدمشقيّ. ومولده سنة ثلاثة عشر (¬4) وسبعماية. وأحضر على التقيّ سليمان، وغيره. وسمع من الحجّار من طبقته، وأجاز له الدشتيّ، وآخرين (¬5). [رجب] [عودة السلطان من السرحة] وفي رجب في يوم الجمعة ثالثه عاد السلطان من السرحة وكان خرج إليها قبل ذلك، فعدّى من الجيزة إلى الجامع العمريّ (¬6)، وصلّى فيه الجمعة بعد أن زار الآثار النبويّ (¬7). [وفاة ابن عبد المعطي الأنصاري] [486]- وفي سادس عشرينه مات الشيخ جمال الدين بن عبد المعطي (¬8) ¬

(¬1) انظر عن (رئيس الأطباء) في: السلوك ج 3 ق 1/ 249، والمواعظ والاعتبار 2/ 164، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 477، وإنباء الغمر 1/ 101 رقم 100، والدرر الكامنة 4/ 464 رقم 1270، ووجيز الكلام 1/ 211، 212، رقم 447، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 140، 141. (¬2) بركة قرموط، فيما بين اللوق والمقس. وقرموط هو أمين الدين مستوفي الخزانة السلطانية. (المواعظ والاعتبار 2/ 164). (¬3) انظر عن (ابن المهتار) في: إنباء الغمر 1/ 101 رقم 101، والدرر الكامنة 4/ 466 رقم 127. (¬4) الصواب: «سنة ثلاث عشرة». (¬5) الصواب: «وآخرون». (¬6) الجامع العمري: هو جامع عمرو بن العاص. (¬7) السلوك ج 3 ق 1/ 234. (¬8) انظر عن (ابن عبد المعطي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 464، وإنباء الغمر 1/ 89 رقم 56، =

وفاة أسنبغا البهادري

الفرضيّ، محمد بن أحمد بن عبد الله بن عبد المعطي الأنصاري، الخزرجيّ، المالكيّ. وكان فاضلا، / 207 / عارفا بالفرائض والفقه، وسمع على جماعة، وحدّث بالكثير، وتفرّد بأشياء. ومولده سنة اثنتين وسبعماية. [وفاة أسنبغا البهادري] [487]- وفي أواخره مات نقيب الجيش وشادّ العماير الأمير أسنبغا البهادري (¬1). [القبض على الوزير ابن النشو] وفيه قبض على الوزير الصاحب تاج الدين النشو الملكيّ، وسلّم للصاحب كريم الدين بن الغنّام، وأعيد إلى الوزارة، ثم صودر النشو على ثمانين ألف مثقال من الذهب، وخربت داره بمصر إلى الأرض، وأخرج منفيّا على حمار إلى الشام (¬2). [تزايد الغلاء] وفي هذا الشهر والذي بعده تزايد الغلاء حتى أبيعت دجاجة واحدة بأربعة دراهم فضّة (¬3)، وعدم الخبز، وأكل الفقراء الطين. واتّفق أن رمي حمل طين لعمارة مرمّة بالسجن فأكله أهل السجن عن آخره (¬4). [شعبان] وفي شعبان تزايد الأمر في ذلك حتى أبيع القمح بستة مثاقيل ذهب الإردبّ، وقس عليه غيره. ومات الفقراء من الجوع والبرد والعري، وأكل الكثير من الناس خبز الفول والنخالة، واشتدّ الأمر على الناس، وكثرت الشناعات بموت الفقراء جوعا، وعظم الموت حتى كان يموت في كل يوم من الغرباء على الطرقات نحو الستماية نفرا (¬5). ¬

= والذيل على العبر 2/ 376، 377، والعقد الثمين 1/ 296، 297، وذيل التقييد 1/ 47، 48 رقم 26، والدرر الكامنة 3/ 328 رقم 880، ولحظ الألحاظ 164، وشذرات الذهب 6/ 243. (¬1) انظر عن (أسنبغا البهادري) في: السلوك ج 3 ق 1/ 243، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 150. (¬2) خبر ابن النشو في: السلوك ج 3 ق 1/ 243، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 447، وإنباء الغمر 1/ 72. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 233 و 235، وإنباء الغمر 1/ 72، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 140، ووجيز الكلام 1/ 143. (¬4) المصادر السابقة. (¬5) في السلوك ج 3 ق 1/ 235 «ما يزيد على خمسمائة».

وفاة البدر القونوي

[وفاة البدر القونوي] [488]- وفيه مات البدر بن العلاء القونويّ (¬1)، حسن (¬2) بن علي بن إسماعيل بن يوسف الشافعيّ. سمع الحجّار وغيره. واختصر «الأحكام السلطانية» للماورديّ، فأجاد في ذلك، وكتب شيئا على الدبّوسيّ. وناب عن ابن (¬3) جماعة، وولي مشيخة سعيد السّعداء، ودرّس الشريفية. ومولده قبل العشرين وسبعماية. [وفاة الشيخ الهاروني] [489]- وفي سادسه مات الشيخ أبو جابر الهاروني (¬4)، محمد بن عبد الله، ناصر الدين. وكان من علماء المالكية. [وفاة ابن الصائغ الفقيه] [490]- ومات في يوم الثلاثاء ثاني عشره مات (¬5) شيخ الأدب والعربية وأحد أجلاّء الفقهاء الحنفية شمس الدين بن الصائغ محمد بن عبد الرحمن (¬6) بن علي بن أبي الحسن الزمرّديّ. ¬

(¬1) انظر عن (القونوي) في: الذيل على العبر 2/ 379، 380، والسلوك ج 3 ق 1/ 244، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 458، وإنباء الغمر 1/ 84 رقم 30، والدرر الكامنة 2/ 20، 21 رقم 1525، وذيل التقييد 1/ 505 رقم 985، ولحظ الألحاظ 163، والدليل الشافي 1/ 267 رقم 917، والمنهل الصافي 5/ 109، 110 رقم 919، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 150، ووجيز الكلام 1/ 207 رقم 432، وكشف الظنون 1/ 232، وشذرات الذهب 6/ 242، وهدية العارفين 1/ 286، ومعجم المؤلفين 3/ 249. (¬2) في السلوك، والبدائع: «حسين». (¬3) في الأصل: «عن بن». (¬4) انظر عن (الهاروني) في: السلوك ج 3 ق 1/ 247، وإنباء الغمر 1/ 94 رقم 74 وفيه: محمد بن عبد الهادي بن هارون»، والدرر الكامنة 3/ 489 رقم 1313، ووجيز الكلام 1/ 209 رقم 437، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 151، وشذرات الذهب 6/ 247. (¬5) كذا، وهو شطح قلم من الناسخ. (¬6) في الأصل: «محمد بن عبد المولى»، والتصحيح من: السلوك ج 3 ق 1/ 245، والدرر الكامنة 3/ 499، 500 رقم 1347، وذيل التقييد 1/ 152 رقم 253، والوافي بالوفيات 3/ 344، وغاية النهاية 2/ 163، والذيل على العبر 2/ 377، 378، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 468، وإنباء الغمر 1/ 95، 96 رقم 76، ولحظ الألحاظ 164، والنجوم الزاهرة 11/ 138، والدليل الشافي 2/ 635 رقم 2183، وتاج التراجم =

توزيع الفقراء على الأمراء والتجار

سمع من الحجّار، والدّبوسي، وغيرهما. واشتغل حتى برع ومهر لا سيما في العربية، وأخذها عن أبي حيّان ولازمه كثيرا، وشهر وذكر، / 208 / وأفتى، ودرّس، وولي تدريس الحنفية بجامع [ابن] (¬1) طولون، وقضاء العسكر. وكان عالما متبحّرا، فاضلا، ناظما، ناثرا، حسن النّظم، قويّ البادرة، دمث الأخلاق، راسخا، كبير الاستحضار. وصنّف عدّة تصانيف جليلة، منها: «شرح المشارق» في ستّ مجلّدات، أجاد فيه جدّا، وله «شرح الألفيّة» في مجلّدين، و «المباني في المعاني»، و «التذكرة النحوية»، وله «استدراك على المغني» لابن هشام استفتحه بخطبة أولها: «الحمد لله الذي لا مغني سواه»، وله غير ذلك من المصنّفات وكتابات كثيرة على سواهم (¬2) من كتب جليلة وحوار (¬3) نحويّة متفرّقة. ومن شعره: لا تفخرنّ بما أوتيت من نعم ... على سواك وخف من كسر حيّار (¬4) فأنت في الأصل فخار منبته (¬5) ... ما أسرع الكسر في الدّنيا لفخّار [توزيع الفقراء على الأمراء والتجار] وفي رابع عشرينه لما أخذ الفقراء الجهد من الموت بالجوع انتدب منجك النائب، وجمع الفقراء والمساكين وفرّقهم على الأمراء كبارا وصغارا على عدد مماليكهم، فبعث إلى كلّ مقدّم ألف بماية فقير، وقس على هذا بقيّة الأمراء. وبعث إلى المباشرين كلّ على حسب شأنه، وكذا إلى تجّار الكارم وغيرهم من التجار وأرباب الأموال ليقروهم ويعينوهم بمقدار ما يسدّ رمقهم. ¬

= ظ 64، وبغية الوعاة 1/ 155، وحسن المحاضرة 1/ 471، وطبقات المفسّرين للداوودي 2/ 182 - 184، وكتائب أعلام الأخيار، ورقة 329 ب، وطبقات الحنفية للقاري، ورقة 46 ب، ودرّة الحجال 2/ 131، 132، وكشف الظنون 1/ 18، و 31 و 153 و 384 و 524 و 917 و 2/ 1163 و 1210 و 1329 و 1332 و 1579 و 1603 و 1689 و 1749 و 2753 و 1803 و 1818 و 1883 و 1924 و 1952 و 2015، وشذرات الذهب 6/ 248، والفوائد البهيّة 175، وهدية العارفين 2/ 168، والأعلام 6/ 192، 193، ومعجم المؤلّفين 10/ 144، 145، ووجيز الكلام 1/ 208، 209 رقم 435، وقد أخطأت بعض المصادر في تاريخ وفاته، فقيل توفي 777 و 577 وغيرها. (¬1) إضافة للتوضيح. (¬2) الصواب: «على سواها». (¬3) هكذا في الأصل. (¬4) في إنباء الغمر 1/ 95 «جبار». (¬5) في إنباء الغمر 1/ 95 «جبار»، ووجيز الكلام 1/ 208، 209 «بالفخّار مشتبه».

رمضان

ثم نادى بأنّ أحدا من الفقراء لا يسأل، ومن سأل شنق، وغير ذلك، فامتنعوا من التطواف لسؤآل الناس، وأوقرهم الأغنياء، صار كلّ بسمح لهم بما هو في قدر همّته، وحصل بذلك رفق عظيم، وبطلت الشناعات التي كانت بين الناس بموت الفقراء من الجوع وفشي الوباء في هذه الأيام (¬1). [رمضان] [تزايد المرض والموت] وفي رمضان تزايد مرض الناس وموتهم، وفقدت الأقوات، واشتدّ الأمر، وبلغ عدّة من يرد اسمه ديوان الحشر زيادة على خمسماية والطرحاء كذلك. وقام الأمير محمد بن آقبغا آص، والأمير سودون الشيخوني في مواراة الطرحاء، وتبعهما جماعة، وصار من يحضر بميّت من الطرحاء يعطى درهما، فصار الناس يأتون بالأموات أفواجا أفواجا وهم يقومون بمواراتهم على أحسن ما يكون بعد أن شاهد الناس الكلاب وهي تأكل الموتى من الآدميّين الطرحاء (¬2). [وفاة الفقيه القفصي] [491]- وفي ثالثه مات القفصيّ (¬3)، المالكي، عبد الله بن عبد الرحمن. وكان فقيها مشهورا بالعلم، منصوبا للإفتاء. [وفاة المحدّث الحلبي] [492]- ومات المحدّث / 209 / الفاضل، محمد بن محمود بن إسحاق بن أحمد بن عبد الله الحلبيّ (¬4)، المقدسيّ. سمع من ابن الخبّاز (¬5)، وابن (¬6) الحمويّ، وغيرهما، ولازم الصلاح العلائيّ، وغيره. وقدم دمشق، ولازم الحافظ ابن (¬7) رافع، وبرع في الفنّ. وجمع «تاريخ بيت المقدس». ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 235، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 447، ووجيز الكلام 1/ 205، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 140. (¬2) خبر المرض في: الذيل على العبر 2/ 374، والسلوك ج 3 ق 1/ 235، 236، وإنباء الغمر 1/ 76، 77، ووجيز الكلام 1/ 205. (¬3) انظر عن (القفصي) في: إنباء الغمر 1/ 108، ووجيز الكلام 1/ 209 رقم 436. (¬4) انظر عن (الحلبي) في: إنباء الغمر 1/ 99 رقم 93، والدرر الكامنة 4/ 251 رقم 687، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 471. (¬5) في الأصل: «من بن المحفار». (¬6) في الأصل: «وبن». (¬7) في الأصل: «بن».

وفاة الميقاتي ناصر الدين الكتاني

وكان حنفيّا فتحوّل شافعيّا، وحضّه على ذلك القاضي تاج الدين البعلبكّيّ (¬1). [وفاة الميقاتي ناصر الدين الكتاني] [493]- والميقاتيّ البارع في فنّه، ناصر الدّين الكتّانيّ (¬2)، محمد بن محمد بن محمد، في خامس عشرينه (¬3). [خلوّ الدّور لموت أصحابها] وفي أواخره خلت دور كثيرة خارج مصر والقاهرة لموت أهلها، وفني معظم الفقراء، وفشت الأمراض في الأغنياء بعد ذلك، وزاد سعر الأدوية وما يتعلّق بالمرض حتى أبيع الفرّوج بخمسة وأربعين درهما، ثم فقدت الفراريج حتى تطلّبه السلطان من الأعمال بالبريدية، وبلغت الحبّة الواحدة من السّفرجل خمسين درهم (¬4)، والرمّانة بعشرة دراهم، والبطّيخة بتسعين درهما. وكان غلاء عظيما (¬5). [شوال] [تزايد الغلاء] وفي شوال تزايد الحال واشتدّ الأمر إلى الغاية، وزاد سعر ما تقدّم ذكره إلى أزيد ما ذكرناه. ومات خلق لا يحصون منهم. [وفاة مجد الدين الزنكلوني] [494]- في سابعه: الشيخ مجد الدين الزّنكلونيّ (¬6)، محمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن عبد العزيز، أحد المشايخ الشافعية. ¬

(¬1) في الدرر الكامنة، وإنباء الغمر: «السبكي». (¬2) انظر عن (الكتّاني) في: السلوك ج 3 ق 1/ 248، والذيل على العبر 2/ 380، ولحظ الألحاظ 165، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 471، وإنباء الغمر 1/ 98 رقم 87 وفيه: «الكناني» (بالنون)، وذيل التقييد 1/ 254 رقم 495 وفيه «الكناني»، والدرر الكامنة 4/ 227 رقم 597 وفيه أيضا: «الكناني»، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 152 وفيه «الكتتاني». (¬3) في الدرر الكامنة 4/ 227 مات سنة 796 وهو غلط. (¬4) الصواب: «درهما». (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 236. (¬6) انظر عن (الزنكلوني) في: السلوك ج 3 ق 1/ 248، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 472، وإنباء الغمر 1/ 90 رقم 62 وفيه: «محمد بن إسماعيل بن أبي بكر محبّ الدين». ومثله في الدرر الكامنة 3/ 392 رقم 1033، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 152.

وفاة كبير تجار الكارم

[وفاة كبير تجّار الكارم] [495]- وكبير تجّار الكارم بمصر ورئيسهم، الخواجا ناصر الدين (¬1)، محمد بن مسلّم بن حسين بن مسلّم النابلسيّ، المصريّ. وكان أعجوبة عصره في كثرة المال، حتّى كان يقال إنّه لا يعلم قدر ماله لكثرته. وذكر سبطا (¬2) له يقال له أحمد بن بشير أنّ ماله حرّر (¬3) عشرة آلاف ألف دينار، وحكي عنه أنه تخاصم هو والتّاجر بدر الدين الخرّوبيّ مرة، فقال له ابن (¬4) مسلّم: اشتر بجميع ما معك من المال شكاير أحضرها إليّ املأها مالا. وكان مع ذلك موصوفا بالإمساك، وله المدرسة المسلّمية بمصر، وأنشأ مطهّرة كبيرة بجوار جامع عمرو بن العاص، وذهب ماله بعد موته شذر مذر. وله ذرّية الآن فقراء الحال. فسبحان من لا يفتقر. وله في كثرة الأموال نوادر غريبة. وكانت وفاته في ليلة الجمعة ثامن عشر شوال هذا. [شفاعة أمّ سالم الدوكاري بالفارس التركماني لدى السلطان] وفي خامس عشره قدم إلى القاهرة أمّ سالم الدوكاري (¬5)، ومعها الفرس البطل الشجاع أحمد بن يغمر (¬6) التركمانيّ. وكان مشهورا بالشجاعة قد تمرّد وانفرد في الطرقات بقطعها على التجّار، وأعيا الحكّام أمره، وتطلّبه حتى السلطان فضاق ذرعه، فأتا (¬7) السلطان تائبا طائعا مستشفعا بهذه المرأة، فقبل السلطان شفاعتها وأنعم على أحمد هذا بأن جعله في الجند السلطاني وأحسن إليه عامه (¬8). ¬

(¬1) انظر عن (الخواجا ناصر الدين) في: الذيل على العبر 2/ 380، 381، والسلوك ج 3 ق 1/ 246، والمواعظ والاعتبار 2/ 401، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 472، وإنباء الغمر 1/ 99، 100 رقم 94، والدرر الكامنة 4/ 257 رقم 712، ولحظ الألحاظ 166، والنجوم الزاهرة 11/ 132، والدليل الشافي 2/ 705 رقم 2411، ووجيز الكلام 1/ 212 رقم 448، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 144 و 151. (¬2) الصواب: «وذكر سبط». (¬3) في السلوك: «حزر». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في السلوك: «الدكري». (¬6) في السلوك: «همز»، وفي تاريخ ابن قاضي شهبة: «همر»، والمثبت عن الأصل وهو يتفق مع إنباء الغمر. (¬7) الصواب: «فأتى». (¬8) السلوك ج 3 ق 1/ 236، 237، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 449، وإنباء الغمر 1/ 73، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 143.

وفاة العلاء ابن هاشم الحنبلي

[وفاة العلاء ابن هاشم الحنبلي] [496]- وفيه - أعني هذا اليوم - مات العلاء / 210 / ابن هاشم الحنبليّ (¬1)، قاضي دمشق، علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن أبي الفتح بن هاشم الكنانيّ، العسقلانيّ. وسمع من أحمد بن علي الجزريّ، وأجاز له ابن (¬2) الشحنة. وكان فاضلا، عالما، خيّرا، ديّنا، كثير الإنجماع. ولي نيابة الحكم بالقاهرة، ثم قضاء دمشق. ويقال إنه ما سجّل عليه بحكم قطّ وإنّما نوابه كانوا يتولّون ذلك. ومولده بعد العشرة. [وفاة ابن ثعلب المصري] [497]- ومات في شوال أيضا أحد مدرّسي القمحية بمصر الشيخ محمد بن ثعلب المصريّ (¬3)، المالكيّ. [وفاة شمس الدين المصري مدرّس الطب] [498]- وفي ثامن عشره مات الشيخ، شمس الدين، محمد (¬4) بن عبد الله بن عبد الرحمن المصريّ، الحنفيّ، مدرّس الطبّ بجامع ابن (¬5) طولون. وكان من الفضلاء، وله معرفة بعلم الطبّ، وله نظم حسن. [وفاة ابن عبد الظاهر الإخميمي] [499]- والشيخ الصالح، المعتقد محمد بن عبد الله بن عبد الظاهر الإخميميّ (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (ابن هاشم الحنبلي) في: الذيل على العبر 2/ 385، والسلوك ج 3 ق 1/ 245، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 462، وإنباء الغمر 1/ 88 رقم 52، والمنهج الأحمد 464، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 240، والدليل الشافي 1/ 477 رقم 1655، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 151، والجوهر المنضد 92، وشذرات الذهب 6/ 243، والدرّ المنضّد 2/ 558 رقم 1400، والسحب الوابلة 194. ولم يذكره ابن حجر في الدرر الكامنة، ولا ابن مفلح في المقصد الأرشد، ولا ابن طولون في قضاة دمشق، مع أنه منهم. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) انظر عن (بن ثعلب المصري) في: السلوك ج 3 ق 1/ 249، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 465، والدرر الكامنة 3/ 412 رقم 1097، وإنباء الغمر 1/ 90 رقم 63، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 152. (¬4) في الأصل: «شمس الدين أحمد بن محمد. .». والتصحيح من: إنباء الغمر 1/ 94 رقم 70، والدرر الكامنة 3/ 475 رقم 1268 وفيه وفاته في 17 شوال سنة 772، وهو غلط. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في إنباء الغمر 1/ 94 رقم 71 «الإخميمي»، ومثله في الدرر الكامنة 3/ 475 رقم 1269، وفي الأصل: «الأصمعي».

وفاة الكمال السبكي

[وفاة الكمال السبكي] [500]- والكمال السبكيّ (¬1)، الشيخ أبو البركات محمد بن عبد الرحيم. وكان محدّثا فاضلا، ساكنا، منجمعا في تدريس الحديث بالشيخونية، وإفتاء دار العدل. وله مصنّفات. [قضاء الحنابلة بدمشق] وفي ثاني عشرينه قرّر في قضاء الحنابلة بدمشق ابن (¬2) تقيّ المرداويّ الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله المقدسيّ، عوضا عن العلاء العسقلاني بعد موته. [ذو القعدة] [انحلال سعر القمح] وفي ذي قعدة، في أوائله، دخل القمح الجديد فانحلّ السعر شيئا، وأبيع الإردبّ بستين درهما بعد ماية وثلاثين. واتفق في بعض هذه الأيام أن أبيع الإردب في أول النهار بمائة وعشرين. ثم في أثنائه تسعين ثم بستين، ثم إلى آخره بثلاثين، وعدّ ذلك من النوادر (¬3). [مقدّميّة الألوف] وفي ثالثه قرّر بيبغا الساقي في جملة مقدّمي الألوف (¬4). [وفاة شهاب الدين الرهاوي] [501]- وفي رابعه مات الشيخ شهاب الدين طفيق (¬5)، أحمد بن الحسن بن أبي بكر بن الحسن الرهاوي (¬6) (¬7)، المصريّ، الحنفيّ. سمع من الحسن الكرديّ، والدبّوسيّ، وغيرهما، وناب في الحسبة، وكان من العلماء من معدودي الفقهاء الحنفيّة. ¬

(¬1) انظر عن (الكمال السبكي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 248، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 469، وإنباء الغمر 1/ 96 رقم 77، والدرر الكامنة 4/ 15 رقم 31، والذيل على العبر 2/ 381، 382، ولحظ الألحاظ 164، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 151، وكشف الظنون 2/ 958. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 237. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 237، والذيل على العبر 2/ 374، 375. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 237. (¬6) انظر عن (طفيق) في: إنباء الغر 1/ 78 رقم 6، والدرر الكامنة 1/ 119 رقم 331. (¬7) في إنباء الغمر: «الرمادي»، والمثبت يتفق مع الدرر الكامنة.

وفاة القاضي ابن التركماني المارديني

[وفاة القاضي ابن التركماني المارديني] [502]- وفيه أيضا مات قاضي القضاة ابن (¬1) التركمانيّ (¬2)، الحنفيّ، الشيخ الإمام العلاّمة، (صدر الدين محمد بن عبد الله بن) علي بن عثمان (¬3) بن إبراهيم بن مصطفى الماردينيّ. وكان عالما متعفّفا، اشتغل كثيرا وبرع ومهر وشهر وذكر. كان لازم العلاّمة أكمل الدين، وأخذ عنه كثيرا، وناب في القضاء عن السراج الهنديّ ووليه بعده استقلالا. وكان ذا شكل وهيئة حسنة، وله مهابة وعظمة في النفوس. وله نظم، فمنه ما أوصى أن يكتب على قبره: إنّ الفقير الذي أضحى بحفرته ... نزيل ربّ كريم (¬4) العفو ستّار يوصيك (¬5) ... بالأهل والأولاد تحفظهم (وهم عيال على معروفك الساري) (¬6) [وفاة ابن ياقوت العنبري] [503]- / 211 / وفيه مات الجمال عبد الله بن ياقوت العنبريّ (¬7)، الشافعيّ. وكان عالما متقدّما في الفنون لا سيما العربية. وولي نظر المواريث، ولم يكن محمود السيرة. [وفاة الوزير الصاحب ماجد] [504]- وفي عاشره مات الصاحب الوزير وناظر الخاصّ ماجد (¬8)، المدعو عبد الله فخر الدين بن التاج موسى بن شاكر بن سعيد الدولة. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (ابن التركماني) في: الذيل على العبر 2/ 384، والسلوك ج 3 ق 1/ 246، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 468، وإنباء الغمر 1/ 94 رقم 73، ورفع الإصر، ورقة 239 أ، والدرر الكامنة 3/ 477، 478 رقم 1277، ولحظ الألحاظ 165، والنجوم الزاهرة 11/ 130، والدليل الشافي 2/ 643، 644 رقم 2214، وحسن المحاضرة 1/ 470، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 138، ووجيز الكلام 1/ 208 رقم 434. (¬3) في الأصل: «علي بن علي». والتصحيح من المصادر. (¬4) في السلوك: «رب كثير». (¬5) في بدائع الزهور: «أوصيك». (¬6) البيتان في: السلوك ج 3 ق 1/ 246، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 138. (¬7) انظر عن (ابن ياقوت العنبري) في: إنباء الغمر 1/ 85، 86 رقم 41، ولم يذكر في الدرر الكامنة. (¬8) انظر عن (ماجد) في: السلوك ج 3 ق 1/ 247، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 463، والدرر الكامنة 3/ 274 رقم 722، وإنباء الغمر 1/ 100 رقم 95، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 136.

وفاة الزين التغلبي المصري

[وفاة الزين التغلبي المصري] [505]- وفي خامس عشره مات المسند وابن (¬1) الزين عبد الرحمن محمد بن هارون التّغلبيّ، المصريّ، المعروف بابن القاري (¬2). وله شهرة في المسند. [وفاة مدرّس الجامع الحاكمي] [506]- وفي سادس عشره مات مدرّس الحنابلة بالجامع الحاكميّ، شرف الدين حسن بن محمد بن أحمد المقدسيّ (¬3). [وفاة أيدمر الأنوكي] [507]- وفي هذا اليوم مات الأمير أيدمر الناصريّ، الأنوكيّ (¬4)، الأتابك عزّ الدين المعروف بالدوادار. وكان مهابا، حازما، سيوسا، يبدأ الناس بالسّلام، ويتبع الأحكام الشرعية. وكان من مماليك الناصر، وتنقّل في عدّة ولايات. [وفاة سابق الدين الطواشي] [508]- وفي سابع عشره مات سابق الدين الطواشيّ، مثقال الأنوكيّ (¬5)، مقدّم المماليك. ¬

(¬1) في الأصل: «وبن». (¬2) انظر عن (ابن القاري) في: الذيل على العبر 2/ 382، والسلوك ج 3 ق 1/ 247، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 461، وإنباء الغمر 1/ 86 رقم 44، والدرر الكامنة 2/ 337 رقم 2330، وذيل التقييد 2/ 88، 89 رقم 1210، ولحظ الألحاظ 163، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 151. (¬3) انظر عن (المقدسي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 249 وفيه: «حسن بن صدر الدين بن قاضي القضاة تقيّ الدين أحمد»، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 458 وفيه: «حسين»، وإنباء الغمر 1/ 84 رقم 31. (¬4) انظر عن (أيدمر الأنوكي) في: الذيل على العبر 2/ 387، 388، والسلوك ج 3 ق 1/ 244، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 457، وإنباء الغمر 1/ 83 رقم 25، والدرر الكامنة 1/ 429 رقم 1127، ولحظ الألحاظ 163، والنجوم الزاهرة 11/ 134، والدليل الشافي 1/ 169 رقم 604، والمنهل الصافي 3/ 178، 179 رقم 605، ووجيز الكلام 1/ 204 رقم 428، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 150. (¬5) انظر عن (مثقال الآنوكي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 463، 464، والذيل على العبر 2/ 400، 401، والسلوك ج 3 ق 1/ 247، والمواعظ والاعتبار 2/ 393، 394، وإنباء الغمر 1/ 100 رقم 96، والدرر الكامنة 3/ 276 رقم 733، ولحظ الألحاظ 165، والنجوم الزاهرة 11/ 135، والدليل الشافي 1/ 572 رقم 1966، ووجيز الكلام 1/ 211 رقم 445، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 137 و 151.

فتح سيس

وكان من مشاهير الطواشية، وبيده إمرة طبلخاناه. وكان محبّا في أهل العلم والجند. وهو صاحب المدرسة السابقية بين القصرين. [فتح سيس] وفي تاسع عشره وقعت البطاقة على جناح الطير بالبشارة بفتح سيس بعث بها الأمير بيدمر نائب الشام، ثم من غيره قدم البريد من النوّاب بصحّة ذلك، وأن نائب حلب أشقتمر توجّه إليها بالعساكر ونازلها، وحصر متملّكها الكافر الأرمنيّ المعروف بتكفور (¬1)، وأنّ الحصار دام بها (مدّة) (¬2) شهرين حتى فنت أزواد أهل سيس وتخوّفوا، فتسلّمها منهم بالأمان، وقبض على التكفور وعدّة من أمرائه وجنوده. وأعلن في (¬3) سيس بكلمة التوحيد، وصارت دار إسلام بعد ما كانت دار حرب، وأزال الله تعالى منها عبدة الصليب الأرمن، وعيّن السلطان نائبا بها يعقوب شاه، وصارت مملكة مستقلّة بنفسها، وقام السلطان بواجبها. وقال الأدباء في ذلك أشعارا كثيرة، فمن ذلك قول ابن (¬4) الوردي ويمدح أشقتمر (¬5): يا سيّد الأمراء فتحك سيسا ... سرّ المسيح وأحزن القسّيسا وبك الإله أعزّ دين محمد ... وأذلّ قوما بايعوا (¬6) إبليسا لله درّك من مليك (¬7) ... حازم ضحك الزمان به وكان عبوسا (¬8) / 212 / وأضيف إلى سيس طرسوس، وأدنة، ومصّيصة، وغير ذلك من البلاد، وقرّر نجم الدين بن الشهيد كاتب السرّ بها، وجعلت مملكة بذاتها، وسمّيت «الفتوحات الجاهانيّة» (¬9). [تعيين قاضي الحنفية] وفيه بعد شغور منصب القضاء الحنفية عرض السلطان القضاء على الجلال التباني فامتنع وقال أنا رجل عجميّ لا أعرف أوضاع أهل مصر فاستشار السلطان ابن جماعة، ¬

(¬1) تكفور: لقب أطلق على ملوك أرمينية الصغرى، وهم متملكّوسيس. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) في الأصل: «منه». (¬4) في الأصل: «قول بن». (¬5) في إنباء الغمر: (¬6) الصواب: «تابعوا». (¬7) في بدائع الزهور: «أمير». (¬8) البيتان في: إنباء الغمر 1/ 75، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 139. (¬9) انظر خبر سيس في: النفحة المسكية 214، والسلوك ج 3 ق 1/ 237، 238، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 450، وتاريخ ابن خلدون 5/ 461، وإنباء الغمر 1/ 74 - 76، والذيل على العبر 2/ 375، والنجوم الزاهرة 11/ 66، ووجيز الكلام 1/ 206، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 139، 140.

غلاء الأسعار بحلب

فعيّن له شرف الدين أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن منصور (أبي) (¬1) العزّ الدمشقيّ، وبعث إليه بالحضور، ولما حضر بعد ذلك لم يتمّ له أمر، وآل الأمر إلى ولاية ابن (¬2) أبي العزّ أحمد بن إسماعيل بن محمد المعروف بابن الكشك، وكان قد تكلّم مع السلطان في تولية المجد إسماعيل بن إبراهيم، وكاد أن يتمّ أمره، ثم عدل عنه، وبعث بإحضار أبي العزّ من دمشق (¬3). [غلاء الأسعار بحلب] وفي هذا الشهر قدم البريد بغلاء الأسعار بحلب (¬4). [وفاة متملّك بغداد] [509]- وأنّ الشيخ أويس بن حسن (¬5) متملّك بغداد مات وملك بعده ولده حسين بن أويس بن حسن بن حسين بن أقبغا بن إيلكان. وأنّ أويس رأى مناما أعبر له فيه وقت موته، فنزل عن الملك لابنه، وأقبل على الصيد والتعبّد، وأنه مات كما عبّر له. واستقلّ ولده بملكه. وجرت بعد ذلك أمور تطول. وكان سنّ أويس يوم مات نيّف (¬6) وثلاثين سنة. منها في سلطنة أذربيجان وبغداد تسع عشرة سنة. وكان محبّا في الخير والعدل، وله شهامة وشجاعة، وخطب له بمنبر مكة المشرّفة. وله عدّة قناديل ذهب معلّقة بالكعبة المشرّفة. [ذو الحجة] [وفاة (ابن أبي حجلة) (¬7) التلمساني] [510]- وفي مستهلّ ذي حجّة يوم الخميس مات ابن (¬8) أبي حجلة (¬9)، ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) في الأصل: «ولاية بن». (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 238. (¬4) خبر الغلاء في: السلوك ج 3 ق 1/ 238، وإنباء الغمر 1/ 76، ووجيز الكلام 1/ 205. (¬5) انظر عن (أويس بن حسن) في: الذيل على العبر 2/ 386، 387، والسلوك ج 3 ق 1/ 244، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 456، 457، وإنباء الغمر 1/ 74 و 82، 83 رقم 23، والدرر الكامنة 1/ 419 رقم 1092، ولحظ الألحاظ 163، والنجوم الزاهرة 11/ 133، والدليل الشافي 1/ 158، رقم 563، ووجيز الكلام 1/ 211 رقم 443، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 150، وشذرات الذهب 6/ 241. (¬6) الصواب: «نيّفا». (¬7) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬8) في الأصل: «مات بن». (¬9) انظر عن (ابن أبي حجلة) في: الذيل على العبر 2/ 383، ونثير فرائد الجمان 228، والسلوك ج 3 =

اختفاء الخبز من الأسواق

الأديب، البارع الفاضل، أحمد بن يحيى بن أبي بكر بن عبد الواحد التّلمسانيّ الأصل، المغربيّ، الحنفيّ. وكان ماهرا في الأدب، عارفا به، ونظم الكثير وأحسن في ذلك، وعمل مقامات يعارض بها الحريري. وكان كثير الحطّ على ابن (¬1) الفارض ومن هو في مقولته. وامتحنه قاضي القضاة الحنفيّة السّراج الهنديّ في نسبته ذلك. وله عدّة تصانيف مشهورة. ومولده سنة سبعماية. وكان حنفيّ المذهب / 213 / حنبليّ الاعتقاد. [اختفاء الخبز من الأسواق] وفيه تعذّر وجود الخبز بالأسواق (¬2). [نيابة الإسكندرية] وفي خامسه قدم يعقوب شاه نائب سيس منها على البريد واستقرّ به في نيابة الإسكندرية (¬3). [القبض على الوزير ابن الغنّام] وفي تاسع عشره قبض على الوزير كريم الدين بن الغنّام، وعلى ألزامه. وأمر السلطان بإبطال الوزارة، وأغلق شبّاكها الذي بقاعة الصاحب من القلعة (¬4). ¬

= ق 1/ 243، 244 و 150، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 455، 456، وإنباء الغمر 1/ 81، 82 رقم 19، والدرر الكامنة 1/ 329 - 331 رقم 826، ولحظ الألحاظ 162، والنجوم الزاهرة 11/ 131، والدليل الشافي 1/ 96 رقم 335، ووجيز الكلام 1/ 210، 211 رقم 442، وحسن المحاضرة 1/ 571، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 146، 147، ومفتاح السعادة 1/ 185، 186، ونفح الطيب 7/ 197، 198، وكشف الظنون 1/ 46 و 117، 404 و 609 و 624 و 757 و 764 و 796 و 900 و 2/ 961 و 979 و 994 و 1175 و 1195 و 1350 و 1592 و 1864 و 1882 و 1889 و 1933 و 1965، وشذرات الذهب 6/ 240، وإيضاح المكنون 1/ 136 و 208 و 2/ 25 و 78، وهدية العارفين 1/ 113، والأعلام 1/ 268، 269، ومعجم أعلام الجزائر 47، 48، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 2/ 162، 163، والمستدرك عليه (صنعتنا) 78، ومعجم المؤلّفين 2/ 201، وفهرس مخطوطات الموصل 151 و 207 و 228، وفهرست الخديوية 4/ 248 و 5/ 41 و 68، وعلم التأريخ عند المسلمين 496. (¬1) في الأصل: «على بن». (¬2) خبر الخبز في: السلوك ج 3 ق 1/ 239. (¬3) خبر نيابة الإسكندرية في: السلوك ج 3 ق 1/ 239، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 451. (¬4) خبر ابن الغنّام في: الذيل على العبر 2/ 375، والسلوك ج 3 ق 1/ 241، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 451، وإنباء الغمر 1/ 73 رقم 241، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 147.

الإفراج عن ابن غنام

واستقرّ موسى بن الأزكشيّ مشيرا وأمير ناظر الدولة بأن ينفّذ أمورها ويجلس من وراء شبّاك الوزارة وهو مغلق (¬1). [الإفراج عن ابن غنّام] وفيه أفرج عن ابن (¬2) غنّام على مال التزم به وأنزل به على جمال، وأخذ في بيع أثاثه وخيوله (¬3). [الاستجابة لشروط ابن جماعة بالقضاء] وفي ثالث عشرينه عزل البرهان بن جماعة قاضي القضاة نفسه من القضاء بسبب قصّة عورض فيها، وبلغ السلطان فشقّ عليه، ولا زال يبعث إليه ويتخضّع له حتى تمكن (. . .) (¬4) لم يعد نزل إليه، فأجاب بعد أن استخار وأشرط شروطا، فأجيب إليها، وخلع عليه في خامس عشرينه (¬5). [وفاة منجك النائب] [511]- وفي سابع عشرينه ركب السلطان ونزل إلى دار منجك النائب يعوده في مرضه ففرش له منجك عدّة شقق حرير لمشي فرسه عليها، وقدّم له أشياء، فلم يقبل منها شيء (¬6). ومات منجك (¬7) هذا بعد يومين في تاسع عشرينه. وكان منجك اليوسفيّ هذا من أجلّ الأمراء، وتنقّل في الولايات بالبلاد، منها نيابة طرابلس مرّتين، وولي نيابة حلب، ودمشق، والوزارة بمصر. وهو الذي أحدث اللحم ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 241. (¬2) في الأصل: «عن بن». (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 241، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 451، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 147. (¬4) كلمة غير واضحة. (¬5) الذيل على العبر 2/ 375، السلوك ج 3 ق 1/ 241، 242، تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 451، إنباء الغمر 1/ 73، ووجيز الكلام 1/ 206، بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 147، 148. (¬6) الصواب: «شيئا». (¬7) انظر عن (منجك) في: النفحة المسكية 215 رقم 79، ونزهة المشتاق في اختراق الآفاق للإدريسي (بالحاشية) ص 17، والذيل على العبر 2/ 385، 386، والسلوك ج 3 ق 1/ 247، والمواعظ والاعتبار 2/ 320 - 324، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 47 - 475، وإنباء الغمر 1/ 100، 101 رقم 97، والدرر الكامنة 4/ 360، 361 رقم 985، ولحظ الألحاظ 165، والنجوم الزاهرة 11/ 133، والدليل الشافي 2/ 743 رقم 2537، والمنهل الصافي 3 / ورقة 364 أ، ووجيز الكلام 1 ج 204 رقم 429، والأنس الجليل 2/ 37، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 151، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 2/ 720، وعقد الجمان ج 24 ق 2/ 187، وإعلام الورى 23، والدارس 1/ 461، ومنادمة الأطلال 210، وتاريخ طرابلس (تأليفنا) 2/ 39 رقم 35 و 40 رقم 42.

حج صاحب كيفا

السّميط في أيام وزارته بمصر. وولي بآخرة نيابة السلطنة، وصار إليه أمور المملكة. وكان خيّرا محبّا في فعل الخيرات، وعمّر المدارس والخوانق والخانات والقناطر المشهورة به. ومن أحكامه منع الخمر، والنّساء من الخروج إلى الأسواق والركوب، وإلزام من دخل الحمّام بالميازر. وشهرته تغني عن مزيد التعريف به. * * * [حجّ صاحب كيفا] وفي هذه السنة حجّ صاحب حصن كيفا، وعزم على ترك الملك والتّخلّي للعبادة بمكة، فأشير عليه بعدم ذلك فرجع (¬1). [قضاء المالكية بحلب] وفيها ولي قضاء حلب المالكية مؤيّد الدين أبو الوليد / 214 / إسماعيل بن محمد بن محمد بن عمر الأندلسيّ، وهو أول مالكيّ ولي قضاء حلب (¬2). [وفاة لسان الدين ابن الخطيب] [512]- وفيها مات العلاّمة، الأديب، البارع، لسان الدين (¬3) ابن خطيب الأندلس، محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن نصر بن أحمد بن علي التّلمسانيّ، الكوشيّ الأصل، الغرناطيّ، الأندلسيّ، المالكيّ. ¬

(¬1) خبر الحج في: إنباء الغمر 1/ 76، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 144. (¬2) إنباء الغمر 1/ 77، بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 145. (¬3) انظر عن (لسان الدين) في: إنباء الغمر 1/ 91 - 93 رقم 68، والدرر الكامنة 3/ 469 - 474 رقم 1261، وشذرات الذهب 6/ 347، ووجيز الكلام 1/ 209، 210 رقم 439، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 143، 144، ونفح الطيب 4/ 240، والبدر الطالع 2/ 191 - 194، ونيل الإبتهاج 264، 265، وكشف الظنون 15 و 97 و 143 و 144 و 270 و 808 و 911 و 925 و 1110 و 1779 و 2028، وإيضاح المكنون 1/ 73 و 180 و 210 و 219 و 268 و 270 و 314 و 388 و 418 و 422 و 431 و 438، 467 و 605 و 612 و 2/ 2 و 6 و 32 و 72 و 91 و 125 و 152 و 236 و 349 و 352 و 382 و 409 و 422 و 427 و 474 و 475 و 508 و 515 و 576 و 662 و 674 و 711 و 732، وفهرس الفهارس 1/ 281، 282، وهدية العارفين 2/ 167، 168، وكنوز الأجداد لمحمد كرد علي 343 - 349، وتاريخ الفكر الأندلسي 252 - 259، وفهرس المخطوطات المصورة لسيد 2/ 121 و 2/ 3 و 165، وفهرس لطفي عبد البديع 2/ 20 و 225، والأعلام 7/ 112، 113، ومعجم المؤلفين 10/ 216، 217، وعلم التأريخ عند المسلمين 124 و 253 و 569 و 592 و 610 و 613 و 636 و 637 و 644 و 720، وديوان الإسلام 4/ 91 - 93 رقم 1780، والدليل الشافي 2/ 641، 642 رقم 2207.

وفاة الشريف الحسيني النيسابوري

وكان عالما ماهرا في الطّبّ والفلسفة والأدب والتاريخ، وله شهرة طائلة، وشعر رائق، ومصنّفات عديدة، منها: «روض الشريف بالحبّ الشريف»، و «الإحاطة في تاريخ غرناطة»، و «عمل من طبّ لمن حبّ»، وغير ذلك. وشهر بالمغرب أنه لما أريد قتله أنشد: وقف لترى مغرب شمس العلا ... بين صلاة العصر والمغرب واسترحم الله قتيلا بها ... كان إمام العصر بالمغرب وكان رئيسا، ولي وزارة غرناطة ورياسة (. . .) (¬1)، وتقدّم عند الملوك، وآل الأمر أن قتل يباشر بدعوى (¬2) بقوادح توجب إراقة دمه. [وفاة الشريف الحسيني النيسابوري] [513]- والشيخ السيّد، الشريف، جمال الدين، عبد الله بن محمد بن أحمد الحسينيّ (¬3)، النّيسابوريّ، الشافعيّ. وكان بارعا في الأصول والعربية، عارفا بكثير من الفنون. [وفاة الشمس ابن العلاّف] [514]- وفيها مات المحدّث شمس الدين محمد بن العلاّف (¬4) عن نحو ماية سنة. [وفاة الكاتب أيبك التركي] [515]- وشيخ كتّاب المنسوب، الكاتب المجيد، أيبك التّركيّ (¬5)، عتيق طوغاي الجاشنكير. ¬

(¬1) كلمة غير واضحة. وفي المصادر: «ولي الوزارة بلوشه». (¬2) كذا، والعبارة غير مترابطة. (¬3) انظر عن (الحسيني) في: الذيل على العبر 2/ 391، والسلوك ج 3 ق 1/ 245، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 460، وإنباء الغمر 1/ 85 رقم 40، والدرر الكامنة 2/ 286 - 289 رقم 2206، ولحظ الألحاظ 163، وبغية الوعاة 2/ 54، وبدائع الزهور ج 2 ق 1/ 151، ومفتاح السعادة 1/ 149، وكشف الظنون 1/ 649، وشذرات الذهب 6/ 242، وهدية العارفين 1/ 467، وطبقات الأصوليين 3/ 194، وتاريخ الأدب العربي في العراق 1/ 188، والذريعة 13/ 313 و 14/ 5 و 15/ 208، وطبقات أعلام الشيعة 5/ 123، والأعلام 4/ 126، 127، ومعجم المؤلفين 6/ 108. (¬4) انظر عن (ابن العلاّف) في: السلوك ج 3 ق 1/ 246، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 473، والذيل على العبر 2/ 392، وإنباء الغمر 1/ 98 رقم 86، والدرر الكامنة 4/ 225، 226 رقم 593، ولحظ الألحاظ 165، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 144 و 151. (¬5) انظر عن (أيبك التركي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 248، والدرر الكامنة 1/ 421 رقم 1101، وإنباء الغمر 1/ 83 رقم 24، ووجيز الكلام 1/ 210 رقم 441، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 151.

وفاة الجمال العقيلي

كتب على الفخر السّنباطيّ، وأجاز فيه، وتصدّر بالأزهر وغيره. وكتب عليه جماعة وانتفعوا به. وكان خيّرا ديّنا. [وفاة الجمال العقيلي] [516]- والجمال السّرّمريّ، يوسف بن محمد بن مسعود بن محمد بن علي بن إبراهيم، جمال الدين العقيلي (¬1)، الحنبليّ. وكان بارعا في العربية، والفرائض، عارفا بالمذهب. وله شعر جيّد وعدّة تصانيف تزيد على الماية في نيّف وعشرين مجلّد (¬2). وكانت هذه السنة من غرائب السنين. ¬

(¬1) انظر عن (العقيلي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 144، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 476، 477، والدرر الكامنة 4/ 473، 474 رقم 1303، وإنباء الغمر 1/ 102 رقم 102، ووجيز الكلام 1/ 210 رقم 441، والرد الوافر 71 - 73، وبغية الوعاة 2/ 423، 424، وكشف الظنون 56 و 131 و 524 و 1070 و 1125 و 1157، وشذرات الذهب 6/ 249، وإيضاح المكنون 1/ 543 و 2/ 49، وفهرس المخطوطات المصورة لشبّوح 3 ق 2/ 120، وهدية العارفين 2/ 558، ومعجم المؤلفين 13/ 332. (¬2) الصواب: «مجلّدا».

حوادث سنة سبع وسبعين وسبعماية

[حوادث] سنة سبع وسبعين وسبعماية [المحرم] [وفاة البرهان المحلّي] [517]- في خامس محرّم مات البرهان الحلّي (¬1) إبراهيم بن عبد الله ناظر جيش دمشق، ثم ناظر بيت المال بمصر. وكان فاضلا، عاقلا، حشما، حسن الشكل. [وفاة أسنبغا الأبو بكري] [518]- ومات أيضا الأبو بكريّ، صاحب المدرسة الأبو بكرية بالقاهرة المشهورة. وهو الأمير أسنبغا بن بكتمر (¬2) الأبو بكريّ، أحد مقدّمي الألوف. وكان إنسانا حسنا. ولي نيابة حلب قبل تقدمته ثانيا، / 215 / وكان مقدّما أولاّ ثم آخرا. وله زيادة على سبعين سنة. [ختان ولدي السلطان] وفي هذه الأيام ابتدأ السلطان بمهمّ ختان ولديه: أمير علي، وأمير حاج، وكان مهمّا حافلا دام سبعة أيام ليلا ونهارا (¬3). ¬

(¬1) في الأصل: «المحلي»، والتصحيح من مصادر ترجمته: السلوك ج 3 ق 1/ 257، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 486، والذيل على العبر 2/ 403، 404، وإنباء الغمر 1/ 108 رقم 2، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 153 و 162 وفيه: «المحلي». (¬2) انظر عن (أسنبغا بن بكتمر) في: الذيل على العبر 2/ 403، والسلوك ج 3 ق 1/ 258، والمواعظ والاعتبار 2/ 390، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 489، وإنباء الغمر 1/ 111 رقم 20، والدرر الكامنة 1/ 386 رقم 979، والنجوم الزاهرة 11/ 140، والدليل الشافي 1/ 132 رقم 460، والمنهل الصافي 2/ 436 رقم 461، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 162، ووجيز الكلام 1/ 220 رقم 467. (¬3) خبر الختان في: النفحة المسكية ص 215، والسلوك ج 3 ق 1/ 250، وإنباء الغمر 1/ 103، ووجيز الكلام 1/ 213، والنجوم الزاهرة 11/ 7، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 153.

وفاة الشهاب ابن فضل الله

[وفاة الشهاب ابن فضل الله] [519]- وفيه مات الشهاب بن فضل الله (¬1)، أحمد بن علي بن يحيى بن فضل الله العمريّ، كاتب سرّ دمشق. وكان رئيسا أناف على الثلاثين سنة. [وفاة القاضي ابن التنسي] [520]- وفي عاشره مات الكمال بن التّنسيّ (¬2)، قاضي الإسكندرية المالكيّ. وكان من علماء مذهبه. [قضاء الحنفية بمصر] وفيه قرّر في قضاء الحنفية بمصر الشيخ العلاّمة نجم الدين أحمد بن إسماعيل بن محمد بن أبي العزّ بن صالح بن أبي العزّ وهيب بن عطاء بن جبير بن جابر بن وهيب الدمشقيّ، الأذرعيّ، الحنفيّ، المعروف بابن أبي العزّ، وبابن الكشك، ونزل إلى الصالحية في موكب حافل. وكان قدم من دمشق قبل هذا اليوم مطلوبا (¬3). [قاضي دمشق] وقرّر عوضه في قضاء دمشق ابن عمّه صدر الدين علي بن علي بن محمد (¬4). [قضاء العسكر] و (¬5) فيه قرّر الشرف بن منصور الحنفيّ في قضاء العسكر (¬6). [صفر] [البدء بعمارة المدرسة بالصوّة] وفي صفر ابتدأ السلطان بعمارة مدرسة بالصوّة تجاه الطبلخاناة من القلعة، ¬

(¬1) انظر عن (ابن فضل الله) في: الذيل على العبر 2/ 421، 422، والسلوك ج 3 ق 1/ 258، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 487، وإنباء الغمر 1/ 109 رقم 10، والدليل الشافي 1/ 65، والنجوم الزاهرة 11/ 137، ووجيز الكلام 1/ 219 رقم 463، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 162. (¬2) هو: محمد بن محمد بن محمد الإسكندري سبط التنسي. انظر عنه في: الذيل على العبر 2/ 404، 405، والسلوك ج 3 ق 1/ 261، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 502 وفيه: «التنيسي»، وإنباء الغمر 1/ 124 رقم 70، والدرر الكامنة 4/ 230 رقم 605 ولم يؤرّخ فيه لوفاته، ووجيز الكلام 1/ 218 رقم 458، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 163. (¬3) خبر قضاء الحنفية في: السلوك ج 3 ق 1/ 250، 251، وإنباء الغمر 1/ 103، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 153. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 251، وإنباء الغمر 1/ 103. (¬5) الواو مكرّرة في الأصل. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 251، وإنباء الغمر 1/ 103.

سحب عمودين ضخمين

وهي المدرسة التي هدمت بعد ذلك. ويعرف الآن بالمارستان العتيق (¬1). [سحب عمودين ضخمين] وفي هذا الشهر وجد بقصر الحجازية من رحبة [باب] (¬2) العيد عمودان عظيمان إلى الغاية كانا تحت ردم فسحبا إلى عمارة السلطان بعد أن أعيا العتّالين أمرهما في شحطهما، وانتدب إنسان يقال له ابن (¬3) عابد (¬4) رايس الحرّاقة السلطانية، فعمل أشياء هندسية بحركات غريبة اقتدر بها على شحطها بطول شارع القاهرة إلى تحت القلعة حيث العمارة، وكان للعامّة في ذلك اجتماعات بالطبول والزّمور، وقالوا في ذلك أشياء يتغنّى بها تداولته الألسنة مدّة سنين بعد ذلك. واقترحوا للنساء قماشا ينسج بالإسكندرية سمّوه: «جرّ العامود». ولما وصل العامودان انكسر أحدهما نصفين (¬5). [ربيع الأول] [وفاة ابن لولو الحاكمي] [521]- وفي ربيع الأول مات أحمد بن لولو (¬6) الحاكمي، الأديب، الشاعر. [إعادة النشو إلى الوزارة] وفي ثامن عشرينه أعيد الصاحب تاج الدين النشو الملكيّ إلى الوزارة بعد إبطالها، وكان قد استقدم به من الشام (¬7). [ربيع الآخر] [نيابة السلطنة] وفي ربيع الآخر قرّر أقتمر الحنبليّ في نيابة السلطنة عوضا عن منجك (¬8). ¬

(¬1) خبر المدرسة في: النفحة المسكية 215، والسلوك ج 3 ق 1/ 251، وإنباء الغمر 1/ 103، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 479، والنجوم الزاهرة 11 / ووجيز الكلام 1/ 213، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 153. (¬2) إضافة من السلوك. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في السلوك: «عايد». (¬5) خبر العمودين في: السلوك ج 3 ق 1/ 251، 252، وإنباء الغمر 1/ 103، 104، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 154. (¬6) انظر عن (ابن لولو) في: إنباء الغمر 1/ 109 رقم 11، والدرر الكامنة 1/ 239، 240 رقم 910، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 155. (¬7) خبر النشو في: السلوك ج 3 ق 1/ 252، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 479، وإنباء الغمر 1/ 104، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 154. (¬8) السلوك ج 3 ق 1/ 252، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 480، وإنباء الغمر 1/ 104، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 154.

غلاء اللحم بالقاهرة

[غلاء اللحم بالقاهرة] وفيه (¬1) ارتفع سعر اللحم / 216 / بالقاهرة فغلا جدّا (¬2). [وفاة البهاء السبكي] [522]- ومات فيه في ثامن عشرينه قاضي القضاة، البهاء، أبو البقاء بن السبكيّ (¬3)، محمد بن عبد البرّ بن يحيى بن علي بن تمّام الأنصاريّ، الشافعيّ. مولده سنة سبع (¬4) وسبعماية. وكان من العلماء وأعيان الشافعية. وقرّر في القضاء بدمشق عوضا عنه ولده وليّ الدين محمد. [وفاة الصلاح بن صورة] [523]- ومات الصلاح محمد بن صورة (¬5) الشافعيّ: مدرّس المعزّية بمصر في رابع عشرينه. [جمادى الأولى] [وفاة البهاء بن خليل العسقلاني] [524]- وفي ثالث جماد الأول مات البهاء بن خليل (¬6)، العالم، الصالح، المحدّث ¬

(¬1) في الأصل: «وفي». (¬2) خبر الغلاء في: السلوك ج 3 ق 1/ 253، وإنباء الغمر 1/ 105. (¬3) انظر عن (السبكي) في: الذيل على العبر 2/ 406، 407، والوافي بالوفيات 3/ 210 - 214، والسلوك ج 3 ق 1/ 259، 260، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 499 - 501، وطبقات النحاة واللغوييّن، له، ورقة 63 ب - 65 أ، وإنباء الغمر 1/ 121 - 123 رقم 60، والدرر الكامنة 3/ 490، 491 رقم 1316، والنجوم الزاهرة 11/ 136، والدليل الشافي 2/ 630، 631 رقم 2169، وبغية الوعاة 1/ 152، ووجيز الكلام 1/ 215، 216 رقم 451، وحسن المحاضرة 1/ 437، والدارس 1/ 38، 39، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 156 و 162، وقضاة دمشق 106، 107، والقلائد الجوهرية 1/ 172، 173، ودرّة الحجال 2/ 130، 131، وكشف الظنون 1/ 625، وشذرات الذهب 6/ 253، وهدية العارفين 2/ 169، وطبقات الأصوليين 3/ 198، والأعلام 6/ 184، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 278 - 280 رقم 668، ومعجم المؤلفين 1/ 125. (¬4) في الأصل: «سبع وتسعين». (¬5) انظر عن (ابن صورة) في: الذيل على العبر 2/ 423، 424، والسلوك ج 3 ق 1/ 261، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 502 وفيه: «محمد بن محمد بن عبد الله بن علي بن رضوان. . المعروف بابن صورة»، وإنباء الغمر 1/ 124 رقم 67، ووجيز الكلام 1/ 216 رقم 452، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 163، وشذرات الذهب 6/ 255. (¬6) انظر عن (البهاء بن خليل) في: معجم الشيوخي للذهبي 268 - 270 رقم 371، والمعجم المختص، =

وفاة أمير مكة

عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن خليل بن إبراهيم بن يحيى بن عبد الله بن فارس بن أبي عبد الله بن يحيى بن إبراهيم بن سعيد (¬1) بن طلحة بن موسى بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان بن عفّان العسقلاّنيّ، ثم المالكيّ، نزيل الجامع الحاكميّ. وكان فقيها فاضلا، نظارا، بحّاثا، محدّثا، معظّما عند الملوك فمن دونهم. انجمع عن الناس بأخرة، وتفرّغ للعبادات منقطعا بخلوة بسطح جامع الحاكم، وتصدّى للإسماع. وكان أمّة. ومولده سنة أربع وتسعين وستماية. [وفاة أمير مكة] [525]- وفي جماد هذا مات أمير مكة، السيد الشريف، عجلان (¬2) بن رميثة بن محمد بن الحسن بن قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن موسى بن عيسى بن سليمان بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب. وكان ولي إمرة مكة شريكا لأخيه ثقبة، ثم أفرد بها بعده، ثم تركها لولده أحمد. [جمادى الآخر] [خروج ابن أبي العزّ من القاهرة] وفي جماد الآخر خرج النجم ابن أبي العزّ من القاهرة إلى بلاده دمشق راجعا، وترك القضاء حتى قدم ابن (¬3) عمّه الصدر فوليها، وكان قد تضجّر من مصر ولم تعجبه (¬4). ¬

= له 126، 127 رقم 146، والوافي بالوفيات 17/ 586، وذيل تذكرة الحفاظ 47، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 557، والذيل على العبر 2/ 409 - 411، والعقد الثمين 5/ 262 - 267، وغاية النهاية 1/ 451، 452، والسلوك ج 3 ق 1/ 258، 259، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 492، 493، وإنباء الغمر 1/ 114، 115 رقم 36، والدرر الكامنة 2/ 291، 292 رقم 2211، وذيل التقييد 2/ 56 - 58 رقم 1148، والنجوم الزاهرة 11/ 140، وحسن المحاضرة 1/ 359، وذيل طبقات الحفاظ 359، وطبقات الحفاظ 528، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 62، وشذرات الذهب 6/ 251. (¬1) في الأصل: «سعد». (¬2) انظر عن (عجلان) في: العقد الثمين 6/ 58 - 73، والذيل على العبر 2/ 425، والسلوك ج 3 ق 1/ 259، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 493، 494، وإنباء الغمر 1/ 115 رقم 39، والدرر الكامنة 2/ 453، 454 رقم 2621، والنجوم الزاهرة 11/ 139، وتاريخ ابن خلدون 5/ 461، والدليل الشافي 1/ 442 رقم 1528، ووجيز الكلام 1/ 219 رقم 466، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 156، 162، والأعلام 4/ 216، والمنهل الصافي 8/ 9 رقم 1534. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر ابن أبي العزّ في: السلوك ج 3 ق 1/ 253، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 481، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 155.

القبض على الصاحب ابن الغنام

[القبض على الصاحب ابن الغنام] وفيه قبض على الصاحب ابن (¬1) الغنّام وحمّل مالا، فأفرج عنه ثم اختفى، فأوقع النشو الحوطة على داره وجماعته، وأراد هدم الدار فوجدها بمحراب وقد جعلها صاحبها مدرسة، فما أمكنه هدمها، وهي باقية إلى الآن مدرسة (¬2). [رجب] [قضاء مصر] وفي رابع رجب قدم الصدر بن أبي العزّ علي بن محمد بن الحلبيّ من دمشق، واستقرّ في خامسه في قضاء مصر عوضا عن ابن (¬3) عمّه عزّ الدين، وقرّر نجم الدين في قضاء دمشق عوضا عنه (¬4). [وفاة القاضي الإخنائي] [526]- وفي ليلة ثانيه مات الإخنائيّ (¬5)، قاضي القضاة المالكية، برهان الدين إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن عيسى بن بدران السّعديّ، الهذبانيّ (¬6). وكان أقام في القضاء خمسة عشر (¬7) سنة. [وفاة الكلائي الفرضي] [527]- وفي تاسعه مات الكلائيّ (¬8)، الفرضيّ، / 217 / الشيخ ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر ابن الغنّام في: السلوك ج 3 ق 1/ 253، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 155. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 254. (¬5) انظر عن (الإخنائي) في: الذيل على العبر 2/ 413، 41، والسلوك ج 3 ق 1/ 257، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 485، 486، وإنباء الغمر 1/ 108 رقم 3، والدرر الكامنة 1/ 58، 59 رقم 156، ورفع الإصر 1/ 40، 41، والمنهل الصافي 1/ 130، والدليل الشافي 1/ 26 رقم 68، والنجوم الزاهرة 11/ 136، ووجيز الكلام 1/ 217 رقم 456، وحسن المحاضرة 1/ 461، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 156 و 161، وشذرات الذهب 6/ 250، وإيضاح المكنون 2/ 724، وهدية العارفين 1/ 17، والأعلام 1/ 63، 64، ونيل الإبتهاج 46، ومعجم المؤلفين 1/ 88. (¬6) في الأصل: «القرماني». (¬7) الصواب: «خمس عشرة». (¬8) انظر عن (الكلائي) في: الذيل على العبر 2/ 415، 416، والسلوك ج 3 ق 1/ 260، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 499، وإنباء الغمر 1/ 120، 121 رقم 58، والدرر الكامنة 3/ 452، 453 رقم 1220، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 163، وكشف الظنون 2/ 1251 و 1605، وإيضاح المكنون 2/ 243، والأعلام 6/ 157، ومعجم المؤلفين 10/ 66.

وفاة الكاتب ابن قطلوبغا

شمس الدين محمد بن شرف بن (¬1) عاري (¬2) - بمهملة -. وهو غير صاحب «المجموع». وكان فاضلا، نحويا، مقرئا، له يد في الفرائض، وصنّف فيها ومهر، وأخذ عنه الناس، ومهر به جماعة. [وفاة الكاتب ابن قطلوبغا] [528]- وفيه أيضا مات الكاتب المجيد، شهاب الدين، غازي بن قطلوبغا (¬3) التّركيّ. وكتب على ابن أبي رقبة (¬4)، وصار خطّه جيّدا. وولّد طريقة غريبة في الخط، وكتب عليه جماعة فانتفعوا به. [وفاة والد الحافظ ابن حجر] [529]- وفي عاشره مات ابن (¬5) حجر، الشيخ نور الدين علي (¬6) بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد العسقلاني (¬7)، الشافعيّ، المصريّ. والد الحافظ قاضي القضاة الشهاب ابن (¬8) حجر. وكان عالما فاضلا، ماهرا في الأدب. ومن شعره: يا ربّ أعضاء السجود عتقتها ... من فضلك الوافي وأنت الباقي (¬9) ¬

(¬1) في الأصل: «شرف الدين». (¬2) في بعض المصادر: «عادي»، وفي بعضها: «غازي»، والمثبت يتفق مع تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 499. (¬3) انظر عن (ابن قطلوبغا) في: الذيل على العبر 2/ 416، والسلوك ج 3 ق 1/ 262، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 496، 497، وإنباء الغمر 1/ 118 رقم 47، والنجوم الزاهرة 11/ 142، ووجيز الكلام 1/ 218 رقم 461، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 163. (¬4) في السلوك: «رقيبة»، ومثله في تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 497، والمثبت يتفق مع إنباء الغمر. (¬5) في الأصل: «مات بن». (¬6) في الأصل: «نور الدين بن علي». (¬7) انظر عن (العسقلاني) في: الذيل على العبر 2/ 422، 423، والسلوك ج 3 ق 1/ 262، 263، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 495، وإنباء الغمر 1/ 116، 117 رقم 43، والدرر الكامنة 3/ 117 رقم 266، وهي مبتورة، والدليل الشافي 1/ 475 رقم 1648، والنجوم الزاهرة 11/ 142، 143، ووجيز الكلام 1/ 216، 217 رقم 454، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 156 وشذرات الذهب 6/ 252، وإيضاح المكنون 1/ 497، ومعجم المؤلفين 7/ 229، والمنهل الصافي 8/ 176 رقم 1655. (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) في وجيز الكلام: «الوافي».

قضاء المالكية بمصر

والعتق يسري بالغنى يا ذا الغنى ... فامنن على الفاني بعتق الباقي وكان أولا تاجرا بمصر، وحفظ «الحاوي»، ومن مشايخه ابن (¬1) عقيل، وأخرين (¬2). [قضاء المالكية بمصر] [وفي] ثامن عشرينه قرّر البدر عبد الوهّاب بن أحمد بن محمد بن أبي بكر الإخنائيّ، المالكيّ في قضاء المالكية بمصر (¬3). [حجوبية الحجّاب] وقرّر قطلوبغا المنصوري في حجوبية الحجّاب (¬4). [شعبان] [هدية نائب حلب للسلطان] وفي أول شعبان قدم أشقتمر نائب حلب إلى القاهرة وقدّم للسلطان تقدمة هائلة (¬5). [نيابة الإسكندرية] وفيه أعيد ابن (¬6) عرّام إلى نيابة الإسكندرية (¬7). [هدية صاحب القسطنطينية إلى السلطان] وفيه وصل رسل صاحب القسطنطينية العظمى إلى السلطان ومعهم هدية حافلة، من جملتها صندوق غريب الشكل صنع بأوضاع هندسية، بها أشكال وهيئة شخوص تعرف منه الأوقات والساعات بحركات غريبة نادرة (¬8). وكلّما مضت ساعة من ليل أو نهار خرجت تماثيل كبني آدم وضربت بصنوج في أيديها، وأنواع من آلات الملاهي. وحين مضيّ درجة سقط بندقة من نحاس (¬9). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) الصواب: «وآخرون». (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 254، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 482، وبدائع الزهور ج 1 / ق 2، 155، 156. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 254، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 482، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 156. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 255. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) السلوك ج 3 ق 1/ 254. (¬8) كتب على الهامش بحذائها: «عجيبة». (¬9) خير الهدية في: السلوك ج 3 ق 1/ 254، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 483، وإنباء الغمر 1/ 106، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 157، 158.

تسلم سنجار وتعيين نائب بها للسلطان

[تسلّم سنجار وتعيين نائب بها للسلطان] وفيه تسلّم السلطان سنجار. وأحضر متملّكها إلى القاهرة، وأكرمه السلطان، وأقام بها نائبا من جهته (¬1). [وفاة الشمس ابن الأعمى] [530]- وفي سادس عشرينه مات الشيخ شمس الدين [محمد] بن سالم (¬2) بن عبد الرحمن الحنبليّ، الأعمى. وهو والد الشيخ صلاح الدين بن الأعمى شيخ البرقوقية. وكان من الفضلاء العلماء. [رمضان] [قضاء الحنفية بمصر] وفي رمضان في تاسعه قرّر في القضاء الحنفية بمصر الشيخ شرف الدين أحمد بن علي بن منصور، عوضا عن الصدر بن أبي العزّ، وعاد ابن أبي العزّ إلى دمشق كأخيه (¬3). [قضاء العسكر] وقرّر المجد إسماعيل بن إبراهيم التركمانيّ في قضاء العسكر عوضا عن [أحمد] (¬4) بن منصور (¬5). [وفاة الصلاح المريسي] [531]- / 218 / وفيه مات الشيخ الصالح المعتقد بالصبر والصلاح أحمد المريسيّ (¬6). ¬

(¬1) خبر سنجار في: إنباء الغمر 1/ 105. (¬2) في الأصل: «شمس الدين بن سالم». والإضافة من مصادر الترجمة: السلوك ج 3 ق 1/ 262، ووجيز الكلام 1/ 218 رقم 459. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 255، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 483، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 158. (¬4) إضافة من السلوك. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 255، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 483، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 159. (¬6) في الأصل: «المريني»، والمثبت عن: السلوك ج 3 ق 1/ 257، وإنباء الغمر 1/ 125 رقم 73، وفيه «مسعود بن عبد الله المرسي»، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 486 وفيه: «أحمد بن عبد الله، ويدعى مسعود المصري، المجذوب»، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 159 و 162، والذيل على العبر 2/ 426، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 571، والنجوم الزاهرة 11/ 138.

هدية نائب الشام للسلطان

وكان أسود اللون وسمّى نفسه مسعودا، وكان مقيما بخط المريس. (¬1) وللناس فيه الاعتقاد. وكان يؤثر عنه كرامات. وكان يتكلّم بأشياء فتقع كا قال. وكان يأكل في رمضان، ويغيب أحيانا ويحضر أحيانا. [هدية نائب الشام للسلطان] وفيه قدم بيدمر نائب الشام وقدّم للسلطان (¬2) هدية جديدة ما عهد مثلها، وصام بالميدان الكبير حتى سافر عائدا لنيابته (¬3). [شوال] [طلاق السلطان نساءه] وفي شوال هذا طلّق السلطان نساءه بالثلاث، وهنّ: الخوند الكبرى ابنة عمّه حسن، وابنة تنكز بغا، وابنة طغاي تمر النظاميّ (¬4). [وفاة ابن خطيب يبرود] [532]- وفيه مات ابن (¬5) خطيب يبرود (¬6) الشيخ الإمام العلاّمة، الصالح شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن سليمان الدمشقيّ، الشافعيّ. وكان من أجلّ العلماء الفضلاء الأخيار. له معرفة بالفنون وشهرة وذكر. ومولده سنة سبعماية أو بعدها بسنة. ومن مشايخه الشمس الإصفهانيّ العلاّمة المشهور. [وفاة الكلبشاوي ناظر الذخيرة] [533]- وفيه مات أبو غالب الكلبشاويّ (¬7)، الأسلميّ، تاج الدين، ¬

(¬1) خط المريس هو حكر الست حدق، ويعرف اليوم بالمريس، وكان بساتين من بعضها بستان الخشب فعرف بالست حدق لأنها أنشأت هناك جامعا كان موضعه منظرة السكرة فبنى الناس حوله، وأكثر من كان يسكن هناك السودان وبه يتخذ المزر. (المواعظ والاعتبار 2/ 116). (¬2) في الأصل: «وقدم السلطان». (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 255، 256. (¬4) خبر الطلاق في: بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 159. (¬5) في الأصل: «مات بن». (¬6) في الأصل: «بيروت». والمثبت عن المصادر: السلوك ج 3 ق 1/ 260، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 497، 498، والذيل على العبر 2/ 420، 421، والعقد الثمين 1/ 298، 299، وإنباء الغمر 1/ 119، 120 رقم 52، والدرر الكامنة 3/ 322، 323 رقم 865، وذيل التقييد 1/ 50 رقم 30، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 265 - 267 رقم 656، والدارس 1/ 240، 241 و 319، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 163، وشذرات الذهب 6/ 253. (¬7) انظر عن (الكلبشاوي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 262، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 133.

ذو القعدة

ناظر الذخيرة، صاحب المدرسة المعروفة به على شاطيء الخليج. وكان قد أسلم وحجّ، وحسن إسلامه، وكان مشكورا في مسالمة الكتاب. [ذو القعدة] [الغلاء بدمشق وأكل الكلاب] وفي ذي قعدة قدم البريد من دمشق بغلاء الأسعار جدّا، وأنّ الناس أكلوا الكلاب والسنانير والميتات. ومات خلق من المساكين والفقراء بالجوع، وانكشف حال كثير من الأغنياء، وأبيعت الأولاد بحلب وأعمالها، وأبيعت البيضة الواحدة بثلاثة دراهم عن حساب كل ستين بدينار (¬1). [وفاة الشمس اليونيني] [534]- وفيه مات اليونينيّ (¬2)، الحنبليّ، الشيخ، العالم، شمس الدين. وكان وجيها متعبّدا، انقطع بأخرة للعبادة بداره، وكان لا يخرج إلاّ للجماعة. [صرف التاج الملكيّ عن الوزارة] وفيه صرف التاج الملكيّ عن الوزارة، واستقرّ أمين الدين في نظر الدولة بغير (¬3) وزير. وانفرد الصاحب شمس الدين أبو الفرج المقسيّ ناظر الخاصّ بالتكلّم في تدبير المملكة، وقرّر مشيرا (¬4). [كتابة سرّ القاهرة] وفيه استقرّ البدر محمد بن أحمد بن عبد الخالق بن عثمان الأنصاريّ، الدمشقيّ، المعروف بابن مزهر، وهو جدّ الزين بن مزهر، كاتب سرّ القاهرة، استقرّ البدر هذا في كتابة سرّ دمشق، عوضا عن أحمد بن فضل الله، وقد مات قبل ذلك (¬5). ¬

(¬1) خبر الغلاء في: الذيل على العبر 2/ 402، والسلوك ج 3 ق 1/ 256، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 484، ووجيز الكلام 1/ 213، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 160. (¬2) هو: «محمد بن عبد القادر بن علي». انظر عنه في: تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 234، وإنباء الغمر 1/ 123 رقم 61، ووجيز الكلام 1/ 218 رقم 460، والدرر الكامنة 4/ 21 رقم 57، والجوهر المنضد 128، رقم 144 وفيه وفاته سنة 779 هـ‍، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 4/ 49 رقم 1044. (¬3) في الأصل: «مرر». (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 256. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 257.

ذو الحجة

[ذو الحجة] [نهب الحاجّ المصري] وفي ذي حجّة، والحاجّ المصريّ نهبوا، وثار ناهبوه بأمير الحاجّ بوري وكادوا يقتلوه (¬1). وفي ذلك يقول الشيخ شهاب الدين بن العطار: / 219 / لقد نهب الحجّاج في عام سبعة ... وسبعين قهرا (¬2) بعد ذبح ممكنا (¬3) وصار (¬4) ... أمير الركب بوريّ هاربا ولولا الليل (¬5) كان بوري مكفّنا [السيل يهاجم الحاج الشامي] وجرى على الحاجّ الشاميّ أشدّ مما جرى على المصريّ، فإنّه جاءهم سيل عظيم بخليص (¬6) تلف منهم شيء كثير بسببه، وأشتدّ عليهم الريح في رجوعهم والغلاء (¬7). [وفاة العلاء ابن الشاطر الفلكي] [535]- وفيه مات العلاء ابن الشاطر الفلكي (¬8) المشهور، علي بن إبراهيم بن محمد بن الهمام بن محمد بن إبراهيم الأنصاريّ، الدمشقيّ. وكان علاّمة في علم الهيئة والحساب والهندسة. وكان أوحد زمانه في ذلك. * * * [الفتنة بين صاحب تلمسان وخصمه] وفي هذه السنة كانت بين أبو (¬9) زيّان صاحب تلمسان وبين أبو (¬10) حمّو (¬11) فتن كبيرة على الملك، ومات منهم جمع (¬12). ¬

(¬1) الصواب: «وكادوا يقتلونه». وخبر النهب في: السلوك ج 3 ق 1/ 257، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 485، وإنباء الغمر 1/ 106، ووجيز الكلام 1/ 214. (¬2) في الإنباء: «جهرا». (¬3) في الإنباء: «تمكّنا». (¬4) في الإنباء: «وسار». (¬5) في الإنباء: «ولولا قليل». (¬6) خليص: حصن بين مكة والمدينة. (معجم البلدان 25/ 387). (¬7) إنباء الغمر 1/ 106، 107 و 157، وجيز الكلام 1/ 214. (¬8) انظر عن (الفلكي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 494، وإنباء الغمر 1/ 116 رقم 40، والدرر الكامنة 3/ 9 رقم 14 وفيه: «علي بن إبراهيم بن محمد بن أبي محمد بن إبراهيم بن حسان» ولم يؤرّخ لوفاته، ووجيز الكلام 1/ 219 رقم 462، وبدائع الزهور ج 3 ق 1/ 161 وفيه: «علي بن حسّان بن إبراهيم بن الهمام»، والمنهل الصافي 8/ 28 رقم 1548. (¬9) الصواب: «بين أبي». (¬10) الصواب: «بين أبي». (¬11) في الأصل: «صروبه». (¬12) إنباء الغمر 1/ 107.

الاستيلاء على الموصل

[الاستيلاء على الموصل] وفيه استولى الأمير سوتاي على الموصل، وجرت أمور تطول (¬1). [الأمراض بالقاهرة] وفيه وقع الضعف الشديد بالقاهرة بالحمّى والنافض (¬2). [الحريق بدمشق] ووقع بدمشق حريق كبير أتلف أشياء كثيرة (¬3). [نيابة القدس] [وفيه] استقرّ تمراز في نيابة القدس، وهو أول نائب بها. وكانت قبل ذلك ولاية من قبل نائب الشام (¬4). ¬

(¬1) إنباء الغمر 1/ 107 وفيه الأمير: «بيرما». (¬2) خبر الأمراض في: بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 161. (¬3) لم أجد هذا الخبر في مصدر آخر. (¬4) إنباء الغمر 1/ 107، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 161.

حوادث سنة ثمان وسبعين وسبعماية

[حوادث] سنة ثمان وسبعين وسبعماية [المحرّم] [توبيخ دوادار النائب] في محرّم طلب قاضي القضاة البرهان بن جماعة دوادار أقتمر النائب ووبّخه ونهره في مجلس حكمه، ووضع من أقتمر بسبب ما يحدث من أحكامه بين الناس، وذكر له أنه بلغه عنه أنه ضرب ربّ دين بحضور مديونه، فتلطّف الدوادار وترفّق به حتى خلّص منه (وقد خاف منه) (¬1). فانظر إلى ذلك الزمان وزماننا هذا، هل يتجرّى (¬2) قاضي قضاة عصرنا أن يطلب غلام الأتابك أزبك (¬3)، فضلا عن دواداره (¬4). [نفي التاج الملكي] وفيه نفي التاج الملكيّ الوزير إلى الكرك، ثم أعيد بشفاعة بعد ذلك (¬5). [صفر] [خروج النجب لإحضار ابن الغنّام] وفي صفر خرجت النجب إلى جهة مكة المشرّفة لإحضار الصاحب تاج الدين شاكر ابن الغنّام، وكان قد جاور بها (¬6). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 264، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 165. (¬2) كذا، وهي: «يتجرّأ». (¬3) توفي أزبك الأتابك سنة 904 هـ‍. انظر عنه في حوادث الزمان لابن الحمصي (بتحقيقنا) ج 2/ 74 رقم 603. (¬4) وقال ابن إياس: «وأين هذا من أفعال قضاتنا في هذا الزمان وخضوعهم للأمراء وطلب الجاه وحبّهم للمناصب أوجب خفض الأمور الشرعية والقيام لحرمة الشرع الشريف». (بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 165). (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 264، وإنباء الغمر 1/ 127، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 164. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 264، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 164.

ربيع الأول

[ربيع الأول] [وفاة صاحب اليمن] [536]- وفي ربيع الأول مات صاحب اليمن السلطان الملك الأفضل (¬1) ابن المجاهد بن المؤيّد بن المظفّر بن المنتصر عباس بن علي بن داود بن يوسف بن عمر بن رسول، التركمانيّ الأصل، صاحب تعز وما والاها. وكان يحبّ الفضل والفضلاء. وألّف كتابا سمّاه «نزهة العيون»، وله غيره، وبنى مدرسة بتعز، وأخرى بمكة، وهو الذي قام في إزالة المتغلّبين من بني ميكال (¬2) حتى استبدّ بالملك. ويقال إنه مات / 220 / في شعبان. [انقطاع مقطع من الخليج] في شعبان، وفي أوائله انقطع مقطع من الخليج قريبا (¬3) من قناطر الإوزّ. وكان السبب فيه أحمد بن قايماز، ففاض الماء من النيل وأغرق دورا كثيرة بالحسينيّة، يقال نحوا أو زيادة على ألف دار، وتعب والي القاهرة والناسي في ذلك، وما سدّ إلاّ بجهد جهيد، وإلاّ كانت غرقت الحسينيّة عن آخرها (¬4). ودامت تلك الأماكن خربة إلى الآن. [ربيع الأول] [وفاة صاحب ماردين] [537]- وفي ربيع الأول مات صاحب ماردين الملك المظفّر داود (¬5) بن الصالح صالح. ¬

(¬1) انظر عن (الملك الأفضل) في: العقود اللؤلؤية 2/ 158 - 163، والذيل على العبر 2/ 447، وإنباء الغمر 1/ 140 رقم 39، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 526، والدليل الشافي 1/ 380، والنجوم الزاهرة 11/ 145، 146، ومآثر الإنافة 2/ 169 و 176، وقلادة النحر 2 / ورقة 13 ب، ووجيز الكلام 1/ 228 رقم 480، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 164 و 199، وشذرات الذهب 6/ 257. (¬2) في الأصل: «سيكال»، والمثبت عن إنباء الغمر 1/ 140، والنجوم الزاهرة 11/ 145. (¬3) الصواب: «قريب». (¬4) خبر الخليج في: السلوك ج 3 ق 1/ 265، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 506، وإنباء الغمر 128، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 165. (¬5) انظر عن (المظفّر داود) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 523، 524، وإنباء الغمر 1/ 138، 139، رقم 29، ودرّة الأسلاك 3 / ورقة 487، والدر الكامنة 2/ 98 رقم 1684 ولم يؤرّخ لوفاته، والمنهل الصافي 5/ 288، 289 رقم 1015، والدليل الشافي 1/ 295 رقم 1012، والنجوم الزاهرة 11/ 146، ووجيز الكلام 1/ 228 رقم 479، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 164، 165، 199.

وفاة ابن أميلة

ودام ملكه لماردين نحوا من أربعين سنة. [وفاة ابن أميلة] [538]- وفي ثامنه مات مسند الشام ابن (¬1) أميلة (¬2)، زين الدين، عمر بن الحسين (¬3) بن مزيد (¬4) بن أميلة بن جهم المراغيّ الأصل، الدمشقيّ، المزّي. وكان صبورا على الإسماع، ورحل الناس إليه، وتفرّد بأشياء، وكان خيّرا دّينا. ومولده سنة اثنتين وثمانين وستمائة. فعاش مائة عام. وكان له فضل، وله شعر منه قوله: ولي عصا (¬5) ... من جريد النخل أحملها فما أقدم في نقل الخطى (¬6) قدمي ولي مآرب أخرى أن أهشّ بها ... على ثمانين عاما لا على غنمي (¬7) [وفاة خطيب المدينة] [539]- وفيه مات الصّقيليّ (¬8)، خطيب المدينة المشرّفة، أحمد بن سليمان بالقاهرة. وأخذ عن الشمس ابن اللبّان. وكان صالحا ديّنا، درّس وأجاز. [جمادى الأولى] [إبطال مكس المغاني] وفي أول جماد الأولى أمر السلطان بإبطال مكس المغاني. وكان قد أعاده ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (ابن أميلة) في: الذيل على العبر 2/ 432، 433، ومعجم الشيوخ للسبكي 1 / ورقة 266 أ، ب، وغاية النهاية 1/ 590، والسلوك ج 3 ق 1/ 297، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 530، 531، وإنباء الغمر 1/ 142، 143 رقم 55، والدرر الكامنة 3/ 159، 160 رقم 377، والدليل الشافي 1/ 497 رقم 1725، والنجوم الزاهرة 11/ 144، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 165 و 197، وشذرات الذهب 6/ 258، وذيل التقييد 2/ 237، 238 رقم 1518، والمنهل الصافي 8/ 283 رقم 1732. (¬3) في الأصل: «الحسين». (¬4) في الأصل: «زيد»، وفي بعض المصادر: مرثد، ويزيد. وهو خطأ، وقد ضبطه ابن العراقي: بفتح الميم وكسر الزاي وإسكان الياء المثناة من تحت. (¬5) في الأصل: «عصى». (¬6) في الأصل: «الخطا». (¬7) البيتان في: بدائع الزهور. (¬8) في الأصل: «العقيلي»، وكذا في بدائع الزهور. و «الصقيلي» كما هو مثبت في: السلوك ج 3 ق 1/ 301، والذيل على العبر 2/ 433، 434، وإنباء الغمر 1/ 135 رقم 6، والدرر الكامنة 1/ 139، 140 رقم 395 وفيه: «الصقلي»، والتحفة اللطيفة 1/ 165، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 165 وفيه «العقيلي»، و 199 وفيه «الصقيلي».

جمادى الآخر

وزراء السوء لكثرة ما يتحصّل منه، وكان من أشنع الشنائع وأقبحها. وكان أكبر من قام بإعادته الأستادار (¬1) ابن آقبغا آص، وأنكر عليه ابن (¬2) جماعة، وغضب من إعادته، وبلغ السلطان فأنكر إعادته، وأمر بإبطاله ثانيا، وتنكّر على ابن (¬3) آقبغا آص حتى نفاه بعد ذلك، بعد تلك الكائنة التي كانت له عنده (¬4). [جمادى الآخر] [انتشار الأمراض] وفي جماد الآخر أخذ الناس الأقراض بالحمّيّات العفنة وغيرها، ودام ذلك إلى آخر شعبان فمات به خلق كثيرون (¬5). [وفاة التقيّ القلقشندي] [540]- فمات في سادسه التقيّ، القلقشنديّ (¬6)، إسماعيل بن علي بن حسن بن صالح المصريّ، الشافعيّ، شيخ الصلاحية بالقدس. وكان عالما، فاضلا خيرّا، ديّنا، يقال إنه كان يستحضر «الروضة» في الفقه. ومولده سنة اثنتين وسبعمائة. [وفاة شهاب الدين العرياني] [541]- وفي ثامن عشره / 221 / الفقيه، شهاب الدين العريانيّ (¬7)، أحمد بن علي بن محمد بن قاسم (¬8) المجدي، الشافعيّ. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر المغاني في: النفحة المسكية 216، والذيل على العبر 2/ 427، والسلوك ج 3 ق 1/ 266، 267، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 506، وإنباء الغمر 1/ 127، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 166، 167، ووجيز الكلام 1/ 221، وعقد الجمان ج 24 ق 2 / ورقة 94 ب. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 268، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 168. (¬6) انظر عن (القلقشندي) في: الذيل على العبر 2/ 434، والسلوك ج 3 ق 1/ 298 وفيه: «القرقشندي»، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 520، 521، وإنباء الغمر 1/ 137 رقم 13، والدرر الكامنة 1/ 370 رقم 939، والدليل الشافي 1/ 126 رقم 438، والنجوم الزاهرة 11/ 144، والمنهل الصافي 2/ 411، 412 رقم 439 وفيه: «إسماعيل بن علي بن الحسين»، والأنس الجليل 2/ 159، ووجيز الكلام 1/ 226 رقم 471، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 198، وشذرات الذهب 6/ 256. (¬7) انظر عن (العرياني) في: الذيل على العبر 2/ 435، والسلوك ج 3 ق 1/ 296، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 518 وقد ضبطه المحقّق د. عدنان درويش: «العرياني» بفتح العين والراء المهملتين، وهو غلط، وإنباء الغمر 1/ 135 رقم 18 والدرر الكامنة 1/ 219، 220 رقم 563، ووجيز الكلام 1/ 226 رقم 472، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 197، وشذرات الذهب 6/ 256. (¬8) في تاريخ ابن قاضي شهبة: «هاشم» وهو غلط.

عودة الملكي إلى الوزارة

وكان محدّثا، فقيها، فاضلا. وله عدّة تصانيف. وسمع الكثير. ومولده سنة سبع عشرة وسبعمائة. [عودة الملكي إلى الوزارة] وفيه أعيد التاج الملكيّ إلى الوزارة، وهي ثالثته (¬1). [رجب] [وفاة المجد ابن أبي رقبة] [542]- وفي رجب مات الكاتب المجوّد ابن (¬2) أبي رقبة (¬3) محمد بن علي بن محمد بن أبي رقبة المصري. ولّي حسبة مصر، وكان وجيها، ماهرا في الكتابة، أحسنها جدّا، وله فضيلة. ومولده سنة سبعمائة. وأخذ منه عن ابن (¬4) العفيف. [وفاة المعتقد سيدي علي] [543]- وفي سابع عشرينه مات البرّ الصالح، المعتقد، سيدي علي (¬5) العقيديّ. ودفن بزاويته بحارة الروم داخل خوخة أيدغمش، وكان يؤثر عنه المكاشفات. [معالجة السلطان من المرض] وفيه أمر السلطان بتجهيزه إلى الحجّ، فبينا هم في هذه الأهبة إذ مرض السلطان وأرجف بموته غير ما مرة، وصار يتنصل، ثم انتكس حتى اتّهم أطبّاؤه، فقام بعلاجه الشيخ العلاّمة جلال الدين جار الله محمد بن محمد بن محمود النيسابوري، الحنفيّ، وشاركه الزكيّ أبو البركات محمد الفقيه المالكيّ حتى تمّ برؤه (¬6). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 268، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 168. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) انظر عن (ابن أبي رقبة) في: إنباء الغمر 1/ 145 رقم 67، ووجيز الكلام 1/ 229 رقم 484، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 198 وفيها كلها: «رقيبة». (¬4) في الأصل: «عن بن». (¬5) انظر عن (علي العقيدي) في: وجيز الكلام 1/ 229 رقم 486، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 199. (¬6) خبر المرض في: النفحة المسكية 216، والسلوك ج 3 ق 1/ 269، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 508، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 169.

عزل قاضي القضاة الحنفية

[عزل قاضي القضاة الحنفية] وكان في أثناء ذلك عزل قاضي القضاة الحنفية الصدر بن منصور نفسه من الحكم لإلحاح بعض أهل الدولة عليه في عمل استبدال لشغر منصب القضاء، فولاّه السلطان للجلال جار الله المذكور في خامس عشرينه (¬1). [عافية السلطان] وفي تاسع عشرينه دخل السلطان الحمّام، ودقّت البشائر بعافيته وزيّنت القاهرة زينة عظيمة. وخرج السلطان لصلاة الجمعة ونثر على رأسه خفائف الذهب، وكان شيئا كثيرا، ثم بعد ذلك انتكس السلطان، ومع ذلك هو آخذ في أسباب سفره للحج (¬2). [شعبان] [وفاة أبي العباس البرلّسي] [544]- وفي رابع عشر شعبان مات الشيخ الفقيه، النحويّ، أبو العباس البرلّسيّ (¬3)، المغربيّ، المالكيّ أحمد بن عبد الرحيم (¬4). وكان ماهرا في العربية، وأخذ عنه الفضلاء. [وفاة أخي السلطان] [545]- وفيه مات خليل بن حسين (¬5) بن محمد بن قلاون أخو السلطان. [إخراج ذرّية قلاون من القلعة] وفي تاسع عشره أخرج السلطان جميع ذرّية قلاون من إخوته وبني أعمامه بأجمعهم من القلعة ومعهم حرمهم إلى مدينة الكرك لأجل سفره، وتألّم الناس عليهم، لا سيما وكان الزمن شاتيا باردا جدّا، وكان الذي خرج بهم الأمير سودون الشيخوني الذي ولّي نيابة السلطنة / 222 / بعد ذلك، على ما سيأتي (¬6). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 269، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 508، ووجيز الكلام 1/ 221، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 169. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 270، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 169. (¬3) انظر عن (البرلّسي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 300، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 198. (¬4) في الأصل: «عبد الدائم»، والمثبت عن المصدرين السابقين. (¬5) انظر عن (خليل بن حسين) في: إنباء الغمر 1/ 207، ووجيز الكلام 1/ 229 رقم 483. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 270، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 509، ووجيز الكلام 1/ 222، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 170.

كسوف الشمس وخسوف القمر

[كسوف الشمس وخسوف القمر] وفيه كسفت الشمس وخسف القمر جميعا، القمر في ليلة رابع عشره، والشمس في ثامن عشره، وعدل الكسر (¬1). [رمضان] [وفاة المسند ابن السكّري] [546]- وفي رمضان مات المسند ابن (¬2) السّكّريّ (¬3) محمد بن أحمد بن عمر بن محمد بن محمد بن محمد بن المظفّر، بدر الدين السلميّ، المفيد. سمع من وزير «مسند الشافعيّ» وحدّث به. وكان خيّرا ديّنا. [عزل أقتمر الحنبلي من النيابة] [في] حادي عشره عزل أقتمر الحنبليّ من نيابة السلطانة، وأمر أن يكون أميرا كبيرا يجلس بالإيوان في وقت الخدمة. وقرّر أقتمر عبد الغني في حجوبية الحجّاب، وأمر السلطان بإبطال النيابة (¬4). [احتراق عمائر بمدرسة السلطان] ليلة خامس عشره سقطت نار على حاصل مدرسة السلطان حيث عمارته فاحترق شيئا كثيرا (¬5) من آلات العماير، ثم أخذ الناس يتفاولون بزوال السلطان، فكان ما قالوه، وقتل كما سيأتي (¬6). [اضطراب العساكر للتجهيز إلى الحجاز] وفي هذا الشهر كثر اضطربت (¬7) العساكر لتجهّزهم إلى الحجاز وللسلطان، وهم في أهبة زائدة. وخرجت الإقامات للمنازل لأجل سفر السلطان (¬8). ¬

(¬1) خبر الكسوف في: إنباء الغمر 1/ 131، بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 196. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) انظر عن (ابن السكري) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 532، وإنباء الغمر 1/ 144 رقم 62. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 271، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 509، ووجيز الكلام 1/ 222، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 170. (¬5) الصواب: «فاحترق شيء كثير». (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 271، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 170. (¬7) الصواب: «كثر اضطراب». (¬8) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 171.

شوال

[شوال] [انتداب جماعة أمراء إلى عدّة بلاد] وفي شوال ندب السلطان جماعة من الأمور لأمور مهمّة يقيموا (¬1) بها بعد سفره مدّة غيبته، فعيّن إلى الوجه القبلي حاجب الحجّاب، وجماعة إلى الثغور، كالإسكندرية ودمياط وغيرهما. وعيّن عدّة أمراء للمبيت في الليالي بأماكن عيّنت لهم بمصر والقاهرة لحفظهما، ورتّب من يحفظ قلعة الجبل. وجعل أقتمر من عبد الغني نائبا عنه بالقاهرة. وأمر بأن تقام الخدمة في غيبته لولديه: علي، وأمير حاج عند باب الستارة ساعة لطيفة (¬2). [تصميم السلطان على الحج] وقوي عزمه على خروجه الحج (¬3)، وأشار عليه جماعة بأن لا يفعل، فصمّم على سفره ليقضي الله أمرا كان مفعولا، وهيّأ أسبابه، وكانت شيئا مهولا عظيما لم يسمع بمثله من التجهيز في كل شيء. وكان من جملة ما طيب به الحلوى السكّرية ونحوها للسلطان خاصّة في مأكوله. ثم إنزاله ماية مثقال من المسلت التركي في نحو المايتي ألف رطل من الحلوى، وما انحصر ما أخذه الأمراء والمباشرون والأجناد وغيرهم. وذكر بعض المؤرّخين أنه كان ما يحمل من السكّر للسلطان والأمراء نحوا من ثلاثمائة ألف رطل سكّر، وستين ألف رطلا (¬4) في شهر واحد. قال: ومع ذلك لم يعزّ وجود السكّر ولا غلا سعره (¬5). [خروج أطلاب الأمراء] وفي ثاني عشره خرج طلب الأمراء إلى جهة بركة الحجّاج (¬6)، وكانت أطلابا حافلة جدّا. ¬

(¬1) الصواب: «يقيمون». (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 272، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 171. (¬3) كذا. والصواب: «للحج». (¬4) الصواب: «رطل». (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 272، 273، وتاريخ ابن خلدون 5/ 463، وتاريخ ابن قاضي شهبة 510، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 172. (¬6) في الأصل: «بركة الحب». والتصحيح من: بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 172.

خروج طلب السلطان

[خروج طلب السلطان] وفي ثالث عشره كان خروج طلب السلطان بتجمّل زائد لو ذكرنا هيبته وما فيه من الهجن / 223 / والخيول الجنائب وآلات الذهب والزركش، وعدّة المحقّات والمحاير والحمول (¬1) التي كانت معه لطال المقال. وكان لخروجه يوما مشهودا (¬2). وكان ذلك آخر سعد هذا السلطان، فإنه قتل بعد ذلك في رابع ذي قعدة. ولمّا خرج أقام بسرياقوس ليلة الثلاثاء خامس عشره، وأصبح ورحل إلى البركة، ثم أقام بها إلى ثاني عشرينه، ورحل والناس معه. وكان صحبته الخليفة والقضاة الثلاثة ما عدا الحنبليّ، وكان معه الشيخ سراج الدين البلقيني وجماعة المباشرين، وكاتب السرّ، وناظر الجيش، وعدّة كبيرة من مقدّمي الألوف والأمراء الطبلخانات (¬3). [ذو القعدة] [إثارة الفتنة بالقاهرة] وفي ثالث ذي قعدة انتدب جماعة بالقاهرة لإثارة الفتنة، وهم: أينبك البدريّ، وأسندمر الصرغتمشيّ، وقرطاي الأحمديّ، وطشتمر اللفّاف، وكانوا تواعدوا مع جماعة ممن سافر مع السلطان بأن يقولوا (¬4) في قوم منهم ويتركوا السلطان، ووقعت بالقاهرة فتنة كبيرة جدّا أغلقت الناس فيها الحوانيت، واجتمع الأمراء بباب الستارة من القلعة، وجرت أمور آلت إلى إخراج أمير علي بن السلطان من الدور السلطانية، وسلطنته بباب الستارة، ولقّبوه بالعادل، ثم بعد ذلك بالمنصور، وادّعوا موت الأشرف. وصار أينبك هو القائم بالأمر. ونصّبوا خليفة من بني العباس (¬5). [الفتنة بالعقبة عند السلطان] وفيه كانت الفتنة بالعقبة عند السلطان أيضا فيه ثار به مماليكه، وركبوا قاصدين ¬

(¬1) الصواب: «والأحمال». (¬2) الصواب: «يوم مشهود». (¬3) النفحة المسكية 216، والسلوك ج 3 ق 1/ 274، 275، والذيل على العبر 2/ 428، وإنباء الغمر 1/ 128، ووجيز الكلام 1/ 222، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 173، 174. (¬4) في الأصل: «يقولوا». (¬5) النفحة المسكية 216، السلوك ج 3 ق 1/ 275، 276، وتاريخ ابن خلدون 5/ 463، 464، الذيل على العبر 2/ 430، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 511، وإنباء الغمر 1/ 123، ووجيز الكلام 1/ 278، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 274، 175.

قتل السلطان شعبان

قتله، ففرّ هاربا إلى جهة القاهرة ومعه بعض أمراء ومنه أرغون شاه وآخرين (¬1). [قتل السلطان شعبان] [547]- وكانت فتنة كبيرة آلت إلى أن أخذ السلطان وقتل خنقا في يوم الثلاثاء سادسه، فيقال إنه لما قتل جعل في قفّة ورمي به في بئر، ثم أخرج ودفن في مكان مشهد السيدة نفيسة. ثم بعد ذلك أخرج ودفن بتربة أمّه بالتّبّانة. وكان سنّه ثمانية وعشرون (¬2) سنة، منها في السلطنة أربعة عشر (¬3) سنة وزيادة شهرين. وكان هيّنا، ليّنا، محبّا للمال، متّبعا للأمور الشرعية، محبّا للعلماء، معظّما لهم، ولأهل الخير والصلاح. وكانت الناس في زمنه في أمن (¬4). [انتهاب أموال السلطان] وفيه أراد الحاجّ العود من العقبة وتبطيل الحجّ / 224 / في هذه السنة. ثم توجّه أمير بعض الأمراء هذا بعد أن وقع ما وقع ونهبت أموال السلطان. وكانت الخزانة على عشرين جملا من البخاتي وقصدوا الخليفة، وأرادوا أن يستبدّ بالأمر فما طاوع على ذلك (¬5). وفي الحقيقة من هذا الوقت أقرّت البلاد بتغيير أهلها، فإنّ فتنة قتل الأشرف كانت فتنة عظيمة في الإسلام. [ذبح جماعة من الأمراء] وفي هذا الشهر ذبح جماعة من الأمراء منهم: [548]- أرغون شاه (¬6) ¬

(¬1) النفحة المسكية 216، 217، وتاريخ ابن خلدون 5/ 464، السلوك ج 3 ق 1/ 279، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 512، وإنباء الغمر 1/ 132، ووجيز الكلام 1/ 223، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 175. (¬2) الصواب: «وعشرين». (¬3) الصواب: «أربع عشرة». (¬4) النفحة المسكية 218، وتاريخ ابن خلدون 5/ 465، والسلوك ج 3 ق 1/ 282، 283، وإنباء الغمر 1/ 132، ووجيز الكلام 1/ 224، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 181 و 196، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 524، 525، ومآثر الإنافة 2/ 174، والذيل على العبر 2/ 429، 430، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 490، والدرر الكامنة 2/ 190، 191 رقم 1936، والنجوم الزاهرة 11/ 69 - 83، والمنهل الصافي 6/ 233 - 248 رقم 1186، والدليل الشافي 1/ 343 رقم 1183، وحسن المحاضرة 2/ 118، وتاريخ الخلفاء 503، وتاريخ ابن سباط 2/ 721، وتاريخ الأزمنة 324، وأخبار الدول 204، 205، والغرر الحسان 500. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 285، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 183. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 300، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 184.

وفاة العماد الحسباني

[549]- وجركتمر (¬1) [550]- وبيبغا (¬2) [551]- وبشتاك (¬3) [552]- وأرغون العزّي (¬4) وهم من الألوف. [وفاة العماد الحسباني] [553]- ومات فيه العماد الحسباني (¬5)، إسماعيل بن خليفة بن عبد العال بن خليفة الدمشقيّ، الشافعيّ. وكان في الأصل من نابلس. وكان فاضلا عالما بمذهب الشافعي. وله «شرح المنهاج» في عشرين مجلّدة. ومولده سنة ثمانية عشر (¬6) تقريبا. [وفاة قاضي الحنابلة بحلب] [554]- ومات قاضي الحنابلة بحلب الشرف موسى بن فيّاض (¬7) بن عبد العزيز بن فيّاض القرشي، الصالحي. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 296، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 197 وفيه: «صرغتمش الأشرفي»، ووجيز الكلام 1/ 230 رقم 488، والنجوم الزاهرة 11/ 146. (¬2) انظر عن (بيبغا) في: السلوك ج 3 ق 1/ 300، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 521، 522، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 197. (¬3) انظر عن (بشتاك) في: السلوك ج 3 ق 1/ 300، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 521، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 2 / 184. (¬4) انظر عن (أرغون العزي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 300، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 519، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 184. (¬5) انظر عن (الحسباني) في: السلوك ج 3 ق 1/ 298، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 519، 520، وإنباء الغمر 1/ 136، 137 رقم 12، والذيل على العبر 2/ 450، 451، ووجيز الكلام 1/ 225، 226 رقم 470، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 198، والدرر الكامنة 1/ 366 رقم 925، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 235، 236 رقم 637، والدارس 1/ 161، وشذرات الذهب 6/ 256، ومعجم المؤلفين 2/ 269، وهدية العارفين 1/ 215، وذيل التقييد 1/ 466 رقم 904. (¬6) الصواب: «سنة ثماني عشرة». (¬7) انظر عن (موسى بن فيّاض) في: الذيل على العبر 2/ 451، والسلوك ج 3 ق 1/ 299، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 537، وإنباء الغمر 1/ 148 رقم 78، والدرر الكامنة 4/ 379، 380 رقم 1032، ووجيز الكلام 1/ 228 رقم 478، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 198، وشذرات الذهب 6/ 259، وإعلام النبلاء 5/ 63، 64، والمنهج الأحمد 465، والمقصد الأرشد، رقم 1126، والجوهر المنضد 168، والسحب الوابلة 312، والدر المنضد 2/ 560 رقم 1406.

نيابة الشام

وهو أول قاض من الحنابلة بحلب. باشر قضائها (¬1) نيّف (¬2) وعشرين سنة. وكان سنّه يوم مات نيّف (¬3) وتسعين سنة. [نيابة الشام] وفيه استقرّ طشتمر في نيابة الشام وخرج إليها يوم ولايته (¬4). [تفريق النفقة على الجند] وفيه فرّقت النفقة على الجند فكانت ألف ألف دينار وخمسماية ألف دينار، قال بعضهم: وما عهد بمثلها في الدولة (¬5). [مصادرة جماعة بسبب النفقة] وفيه صودر جماعة كثيرون لأجل هذه النفقة مع ما استولى عليه الأمراء من المال الذي كان أودعه الأشرف بمودع الحكم. وكان نقل إليه على نحو الثلاثين جملا (¬6). [نيابة السلطنة] وفيه استقرّ اقتمر الحنبليّ في نيابة السلطنة، واتفقوا على أن يكون هو المدّبر للمملكة بمفرده (¬7). [تقرير الحسبة] وفيه استقرّ الجمال محمود القيصري في الحسبة (¬8). [قضاء المالكية بمصر] وفي سابع عشرينه قرّر علم الدين سليمان بن خالد بن نعيم البساطي، المالكيّ في القضاء المالكية بمصر عوضا عن الإخنائي (¬9). ¬

(¬1) الصواب: «باشر قضاءها». (¬2) الصواب: «نيّفا». (¬3) الصواب: «نيّفا». (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 290، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 515، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 189. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 290، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 196. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 292، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 196. (¬7) السلوك ج 3 ق 1/ 292، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 189 و 190. (¬8) السلوك ج 3 ق 1/ 292، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 194 وفيه: «القصيري»، إنباء الغمر 1/ 133. (¬9) السلوك ج 3 ق 1/ 293، والذيل على العبر 2/ 431، وإنباء الغمر 1/ 133، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 194.

تملك الظاهر عيسى على ماردين

[تملّك الظاهر عيسى على ماردين] وفيه تملّك ماردين الملك الظاهر عيسى بن داود بن صالح بن غازي بن قرا أرسلان بن أرتق بن أرسلان بن إيل غازي بن ألبي بن تمرتاش بن إيل غازي بن أرتق الأرتقيّ، بعد موت أبيه (¬1). [قضاء حلب الشافعي] وفيه قرّر في قضاء حلب الشافعية / 225 / النجم محمد بن عثمان الزرعيّ، عوضا عن عمّه الفخر عثمان الزرعيّ بعد موته (¬2). [قضاء الحنفية بحلب] وفيه قرّر المحبّ بن الشحنة الشيخ العلاّمة محمد بن محمد الحنفيّ في قضاء حلب، وكان بالقاهرة نازلا بالمدرسة الصرغتمشيّة، وصرف ابن (¬3) العديم. ثم بعد قليل عزل وأعيد ابن (¬4) العديم (¬5). [تملّك الأشرف اليمن] وفيه تملّك الأشرف إسماعيل بن الأفضل عباس اليمن بعد موت أبيه (¬6). [وفاة ابن عبد الدائم التّيميّ] [555]- وفيه - أعني هذا الشهر - مات ناظر الجيش الشيخ العلاّمة محبّ الدين محمد بن يوسف بن أحمد بن عبد الدائم التيميّ (¬7)، الحلبيّ. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 294، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 195. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 294، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 195. (¬3) في الأصل: «وصرف بن». (¬4) في الأصل: «وأعيد بن». (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 294، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 195. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 294، وإنباء الغمر 1/ 133، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 195. (¬7) انظر عن (ابن عبد الدائم التيمي) في: الذيل على العبر 2/ 452، 453، وغاية النهاية 2/ 284، 285، والسلوك ج 3 ق 1/ 299، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 535، 536، وإنباء الغمر 1/ 147، 148 رقم 77، والدرر الكامنة 4/ 290، 291 رقم 811، والنجوم الزاهرة 11/ 143، ووجيز الكلام 1/ 226، 227 رقم 473، وبغية الوعاة 1 / ج 275، وحسن المحاضرة 1/ 537، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 198، وطبقات المفسّرين للداوودي 2/ 279، 280، ودرّة الحجال 2/ 319، وكشف الظنون 1/ 407 و 477، وشذرات الذهب 6/ 259، وهدية العارفين 2/ 169، وإعلام النبلاء 5/ 61، 62، والأعلام 7/ 153، وذيل التقييد 1/ 279 رقم 556، والوافي بالوفيات 5/ 290، والدليل الشافي 2/ 718، وديوان الإسلام 4/ 302، 303 رقم 2075، ومعجم المؤلفين 12/ 121.

ذو الحجة

وكان من العلماء الأكابر. وسمع على الشيخين، والحجّار. ودرّس، وبرع في فنون كاللغة والعربية، والتفسير. وصنّف عدّة كتب منها: «شرح تلخيص المفتاح». وكان أمّة في العربية، وبل انتفع على ابن (¬1) الصلاح، وأخذ عن أبي حيّان، وغيره. ومولده سنة سبع وتسعين وستماية. وولي نظر الجيش بعده ولده تقيّ الدين عبد الرحمن. [ذو الحجة] [وفاة البدر المليكشي] [556]- وفي ذي الحجّة مات البدر، المليكشيّ (¬2)، حسن (¬3) المغربيّ، المالكيّ. وكان فاضلا، لا سيما بمذهب مالك. [وفاة الجمال الإصفهاني] [557]- ومات الشيخ جمال الإصفهاني (¬4). وكان صالحا معتقدا، ساكنا بسطح الجامع الأزهر. * * * [الفتن بتلمسان] وفي هذه السنة كانت الفتن بتلمسان الغرب بين أبي زيادة وأبي حمّود، وكانت فيها حروبا (¬5) هناك (¬6). [تملّك الموصل] وفيها تملّك بيرم خجا التركماني الموصل بالأمان (¬7). [الفتن والوباء] وخرجت هذه السنة على فتن كثيرة، والوباء شديد (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (المليكشي) في: الذيل على العبر 2/ 451، 452، والسلوك ج 3 ق 1/ 301، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 552، 523 وفيه: «الكلّيسي»، وإنباء الغمر 1/ 138 رقم 24، ووجيز الكلام 1/ 227 رقم 476، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 199. (¬3) في الأصل: «الملكسى بن حسن». (¬4) انظر عن (الأصفهاني) في: السلوك ج 3 ق 1/ 302، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 199. (¬5) الصواب: «حروب». (¬6) خبر تلمسان في: بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 196. (¬7) خبر الموصل في: إنباء الغمر 1/ 133. (¬8) خبر الفتن في: السلوك ج 3 ق 1/ 295، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 196.

حوادث سنة تسع وسبعين وسبعماية

[حوادث] سنة تسع وسبعين وسبعماية [المحرّم] [الوفيات بالوباء] استهلّت والوباء في الناس فاش فمات به جماعة من الخلق بالطاعون (¬1). [وفاة طشتمر اللفّاف] [558]- فمنهم مات (في القاهرة) (¬2): طشتمر اللفّاف (¬3) أتابك العساكر. وكان قام مع من قاموا (¬4) بالفتنة الماضي خبرها، وصار أتابك العساكر، وسكن بدار أرغون شاه، واحتاط على جميع موجوده لنفسه، ولم يتهنّ حتى مات مطعونا. [أتابكية العساكر] وفيه، خامسه، استقرّ الأمير شهاب الدين قرطاي أتابك العساكر (¬5). [رأس النوبة] ومبارك الطازي رأس نوبة كبيرا (¬6). [وفاة الشهاب البلبيسي] ومات الشهاب البلبيسيّ (¬7) أحمد بن علي بن عبد الرحمن العسقلاّنيّ، المصريّ. ¬

(¬1) خبر الوباء في: تاريخ ابن خلدون 5/ 465، والسلوك ج 3 ق 1/ 303، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 199. (¬2) ما بين القوسين كتب فوق السطر. (¬3) انظر عن (طشتمر) في: الذيل على العبر 2/ 465، وتاريخ ابن خلدون 5/ 465، والسلوك ج 3 ق 1/ 326، وإنباء الغمر 1/ 253، ووجيز الكلام 1/ 237 رقم 503، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 562، والدليل الشافي 1/ 362 رقم 1243، والمنهل الصافي 6/ 394 رقم 1246، والنجوم الزاهرة 11/ 190، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 222. (¬4) في الأصل: «امالى». (¬5) خبر الأتابكية في: السلوك ج 3 ق 1/ 303، وتاريخ ابن خلدون 5/ 465، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 541، ووجيز الكلام 1/ 231، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 200. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 303، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 540، وبدائع الزهور ج 1، 2/ 200. (¬7) انظر عن (البلبيسي) في: الذيل على العبر 2/ 467، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 556، وإنباء الغمر =

إقامة بني المنصور قلاوون بالقلعة

[إقامة بني المنصور قلاوون بالقلعة] وفي تاسعه وصل الجماعة بني (¬1) المنصور قلاوون من الكرك، وكانوا نحو السبعة عشر نفسا، فأدخلوا ليلا إلى القاهرة، / 226 / وسكنوا القلعة على عادتهم (¬2). [الحجوبية] وفيه استقرّ سودون الشيخوني حاجبا (¬3). [صفر] [عودة يلبغا من المنفى] وفي صفر وصل يلبغا الناصري من الشام، وكان منفيّا بها فقرّر في أمراء الطبلخانات (¬4). [زواج قرطاي الأتابك] وفيه تزوّج قرطاي الأتابك بابنة أينبك أمير أخور كبير (¬5). [الفتنة بين أينبك وقرطاي] وفيه كانت فتنة أينبك وقرطاي، تمالى (¬6) أينبك على قرطاي ومعه جماعة، منهم برقوق الذي ولّي السلطنة فيما بعد، وبركة الجوباني، وهذا أول ظهور برقوق، وكان جنديا من المماليك اليلبغاوية لا ذكر له، وهو من غير جنس العسكر الموجود لكونه جركسيّ الجنس وهم ترك، ولكنّ أذلّ الله تعالى به دولة الترك حتى قامت به دولة الجركس وكانت شرّ دولة قامت في الإسلام على ما سيأتي لك بيانه، وعلى ما هو ظاهر لمن له أدنى بصيرة ونظر بنور الحق والاعتبار. واتفق أنّ حمل أينبك تقدمة لقرطاي برسم العرس، ومن جملة ما فيها عدّة جرار ¬

= 1/ 159 رقم 2، ووجيز الكلام 1/ 235 رقم 492، وبغية الوعاة 1/ 342، ودرّة الحجال 1/ 49، 50، وشذرات الذهب 6/ 260. (¬1) الصواب: «بنو». (¬2) تاريخ ابن خلدون 5/ 465، والسلوك ج 3 ق 1/ 304، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 540، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 200. (¬3) تاريخ ابن خلدون 5/ 465، والسلوك ج 3 ق 1/ 304، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 200. (¬4) تاريخ ابن خلدون 5/ 465، والسلوك ج 3 ق 1/ 305، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 541، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 541. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 305. (¬6) الصواب: «تمالأ».

وفاة المسند الصرخدي

خمر وضع فيها البنج. واتفق أن شرب قرطاي من ذلك الخمر، فأخذه النوم الشديد، وثار به أينبك، وركب عليه، فجاء أصحاب قرطاي إليه فوجدوه مختلطا وعجزوا في انتباهه حتى تضجّروا إليه بالأطبّاء، وعملوا له أدوية، ومع ذلك فما نجحت وما أفاق إلا بعد أن وقع به البلاء، وبعث يسأل في نيابة حلب، فأرسل إليه ذلك، وأن يخرج من يومه (¬1). [وفاة المسند الصرخدي] [559]- وفيه مات المسند ابن (¬2) فضل (¬3)، الحسن بن أحمد بن هلال بن سعد بن فضل الله الصرخديّ، الدمشقيّ، الصالحيّ. وسمع من جماعة، منهم الفخر البخاريّ، والتّقيّ الواسطيّ. ورحل إليه الناس، وحدّث بالكثير. ومولده سنة ثلاث وسبعين وستماية. [نفي نائب السلطنة] وفي عشرينه نفي أقتمر الحنبلي نائب السلطنة إلى الشام (¬4). [قضاء المالكية] وفيه أعيد الإخنائي إلى القضاء المالكية، وصرف العلم البساطيّ (¬5). [أتابكية العساكر] وفي رابع عشرينه استقرّ أينبك في أتابكية العساكر عوضا عن قرطاي، واستقرّ أقتمر عبد الغني نائب السلطنة، وغيّرت الكثير من الوظائف في هذا الشهر على جماعات (¬6). ¬

(¬1) خبر الفتنة في: الذيل على العبر 2/ 460، وتاريخ ابن خلدون 5/ 466، وفيه «أيبك»، والسلوك ج 3 ق 1/ 305، 306، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 541، وإنباء الغمر 1/ 150 - 153، ووجيز الكلام 1/ 231، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 201 - 203، والنفحة المسكية 221. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) انظر عن (ابن فضل) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 559، وإنباء الغمر 1/ 162 رقم 13، والدرر الكامنة 2/ 13 رقم 1500. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 307، وإنباء الغمر 1/ 153، ووجيز الكلام 1/ 232، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 203، 204. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 307، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 542، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 203. (¬6) النفحة المسكية 223، والسلوك ج 3 ق 1/ 307، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 542، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 203.

ربيع الأول

وقدّم فيه يلبغا الناصريّ (¬1). وتأمّر برقوق العثماني طبلخاناه دفعة واحدة من الجندية (¬2). وكذلك بركة (¬3). وسكن أينبك بالإصطبل (¬4). وقرّر ولديه أحمد وأبي بكر كلّ منهما في تقدمة ألف (¬5). [ربيع الأول] [خلع الخليفة المتوكل على الله] وفي ربيع الأول خلع أينبك الخليفة المتوكل على الله وأمر بإخراجه منفيّا إلى قوص لكونه لم يوافقه على سلطنة أحمد بن يلبغا العمري. وكانت أمّ أحمد تحت أينبك، فاعتذر إليه الخليفة بأن ولد أمير المؤمنين من بيت الملك ولا يليق أن يخلع السلطان بن السلطان بابن أمير، فنهوه، وقال له كلمات منكية بعد أن قال له إنّ أحمد بن السلطان حسن وإنما ولد على فراش يلبغا لأنه أخذ أمّه وهي حامل به من حسن، فقال له إنّ هذا لا يثبت، فأمر بنفيه، وخرج إلى الآثار ليتجهّز به إلى قوص (¬6). وبات الناس في ليلة رابعة على خوف عظيم من وقوع فتنة حدثها الناس، حتى كانت ما سنذكره. خلافة المستعصم بالله لما وقع من أينبك في حقّ الخليفة ما وقع استدعي في يوم الإثنين خامس ربيع هذا بزكريا بن إبراهيم بن المستمسك محمد بن الخليفة الحاكم أحمد، وخلع عليه وقرّره في الخلافة عوضا عن المتوكل، ولقّب بالمستعصم من غير مبايعة ولا اجتماع بل بأفديات نفسه، ولم يتم عرفه (¬7) في ذلك كما سنذكره. وكان المتوكل لما تجهّز للسفر لقوص أعيد في ثاني يومه إلى داره وأمر بأن يلزم، ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 308، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 204. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 308، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 204. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 308، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 204. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 308، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 204. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 308، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 204. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 309، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 205. (¬7) الصواب: «ولم يتم تعريفه».

حجوبية الحجاب

وكان ذلك في عصر يوم خلافة المستعصم هذا، وأنّ أينبك استشعر السوء من الأمراء، فأراد أن تبقى المودّة بينه وبين الخليفة (¬1). [حجوبية الحجاب] وفيه قرّر الصلاح خليل بن عرّام في حجوبية الحجّاب بعد أن استقدم من نيابة الإسكندرية (¬2). [مخامرة نواب الشام] وفيه، رابع عشره وصل الخبر من الشام بأنّ نائب الشام طشتمر، وأشقتمر نائب حلب، وجماعة نواب تلك البلاد قد خامروا، وجعلوا طشتمر باشا لهم، وأنهم جمعوا جموعا عظيمة من الجند والعرب والتركمان وطعنوا في أينبك، وقالوا: لا نرضى بأن يكون حاكما علينا. وقد عزموا على المسير إلى مصر، فارتاب أينبك وانزعج لذلك وجمع الأمراء فحلّفهم لنفسه وللسلطان، وأمره أن يتجهّزوا إلى الشام (¬3). [سيول المطر بالمقطّم] وفيه، في ثالث عشرينه، ووافق سابع عشرين تموز، وثالث مسرى (¬4) أمطرت السماء مطرا غزيرا لم يعهد مثله في مثل هذه الأيام، وجرى منه السيل من المقطّم، وكان فيه رعد قويّ / 228 / وبرق وتساقطت فيه عدّة صواعق، وكان ذلك من النوادر (¬5). وتفاءل الناس بحدوث أمر. [خلافة المتوكّل ثانيا] لما كان يوم الثلاثاء عشرين ربيع الأول هذا طلب الأتابك أينبك الخليفة المتوكل على الله، فخلع عليه وأعاده إلى الخلافة، وكان على أنه لم ينخلع عنها (¬6). [خروج السلطان بالعسكر إلى الشام] وفي سادس عشرينه خرج الجاليش من العسكر المصري إلى جهة الشام، وكان فيه خمسة من مقدّمي الألوف، ومنهم من الطبلخانات جماعة، منهم برقوق وبركة. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 309، ووجيز الكلام 1/ 232، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 205. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 309، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 205. (¬3) خبر المخامرة في: النفحة المسكية 223، والذيل على العبر 2/ 461، والسلوك ج 3 ق 1/ 310. (¬4) مسرى: هو الشهر الأخير في السنة عند القبط. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 310، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 206. (¬6) خبر الخلافة في: الذيل على العبر 2/ 461، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 206.

ربيع الآخر

وفي تاسع عشرينه خرج أينبك بالأطلاب ومعه السلطان وبقيّة الأمراء قاصدين الشام (¬1). [ربيع الآخر] [وفاء النيل] واتفق وفاء النيل في آخر هذا اليوم وكسر من غده في مستهلّ ربيع الآخر، فتفاءل الناس بكسر أينبك، وكان قد نزل عليهم (¬2). [عودة السلطان والأتابك] ولما كان بعد عصر هذا اليوم لم يشعر الناس إلاّ وأينبك رجع بالسلطان إلى القلعة، فاضطربت القاهرة، ثم انجلا (¬3) الأمر أنّ الأمراء الذين خرجوا مع أينبك وردت عليهم المكاتبات من النواب بالبلاد الشامية ومن طشتمر بتوبيخهم في تقديم أينبك عليهم وأنهم عملوا الحيلة عليه حتى خرج ليكون ذلك سببا لأخذه، وأنه بلغه ذلك فعاد خائفا بعد أن كسر أخوه قطلوخجا من مقدّمة العسكر الذين خرجوا قبل أينبك. وكان ذلك بتدبير برقوق العثماني، واشتهر من حينئذ حتى وصل إلى ما ستعرفه (¬4). [وقعة أينبك مع العسكر] وفي ثالثه كانت وقعة أينبك مع العسكر بعد أن أنزل السلطان معه إلى الإصطبل، وصعد في قتال المماليك وما ثبت وفرّ هاربا، وصار المتحدّث في المملكة يلبغا الناصري، وبعث من يومه البريد إلى الشام لإعلام طشتمر نائب الشام بما جرى، وأن يحضر إليهم (¬5). [تقرير أمراء] وفيه صيّر برقوق من مقدّمي الألوف بمصر، وكذلك رفيقه وصديقه بركة. واستقرّ يلبغا الناصريّ أمير أخور بعد أن قبض على قطلقتمر الطويل، / 229 / وكان قد تكلّم في المملكة يوما واحدا خاصة (¬6). ¬

(¬1) الذيل على العبر 2/ 461، والسلوك ج 3 ق 1/ 311، ووجيز الكلام 1/ 232، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 207. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 312، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 208. (¬3) الصواب: «انجلى». (¬4) تاريخ ابن خلدون 5/ 466، والسلوك ج 3 ق 1/ 312، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 545، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 208. (¬5) تاريخ ابن خلدون 5/ 466، والسلوك ج 3 ق 1/ 313، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 549، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 208، 209. (¬6) تاريخ ابن خلدون 5/ 466، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 547، والسلوك ج 3 ق 1/ 314، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 210.

سجن أينبك

[سجن أينبك] وفي تاسعه جاء أينبك بنفسه إلى بلاط الصغير من الأمراء الحجّاب فصعد به إلى يلبغا، وكان قد سكن بالإصطبل فقيّده وبعث به إلى سجن الإسكندرية (¬1). [سرور طشتمر بالأخبار] وفيه لما قدم الخبر على طشتمر بقدومه واستقرار أقتمر الحنبليّ في نيابة الشام عوضه سرّ بذلك، وكان مع العساكر خارج دمشق يريد المسير إلى مصر لمحاربة أينبك (¬2). [وفاة المؤرّخ ابن حبيب] [560]- وفي حادي عشره مات ابن (¬3) حبيب (¬4) المؤرخ، الشيخ بدر الدين حسن بن عمر بن حبيب بن عمر بن سونج بن عمر الدمشقيّ الأصل، الحلبيّ. وكان فاضلا، رأسا في الأدب، وله عدّة مؤلّفات وتاريخين نادرين (¬5) غريبين (¬6). ومولده سنة عشرة (¬7). [انتزاع برقوق وظيفة يلبغا] وفيه ركب برقوق في جماعة وصعد إلى باب السلسلة من الإصطبل السلطاني، وأنزل منه يلبغا الناصريّ وانتزع منه وظيفته وقرّر نفسه فيها، وسكن عوضه بالإصطبل، ¬

(¬1) تاريخ ابن خلدون 5/ 466، والسلوك ج 3 ق 1/ 314، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 210. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 314، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 547، 548، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 210. (¬3) في الأصل: «مات بن». (¬4) انظر عن (ابن حبيب) في: الذيل على العبر 2/ 468، 469، والسلوك ج 3 ق 1/ 326، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 559، 560، وإنباء الغمر 1/ 162، 163 رقم 16، والدرر الكامنة 2/ 29، 30 رقم 1543، والدليل الشافي 1/ 267 رقم 920، والمنهل الصافي 5/ 115 - 119 رقم 922، والنجوم الزاهرة 11/ 189، 190، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 214، وكشف الظنون 1/ 26 و 379 و 554، و 623 و 625 و 737 و 2/ 1030 و 1270 و 1495 و 1524 و 1792 و 1794 و 1810 و 1852 و 1930 و 1952 و 2019 وشذرات الذهب 6/ 262، والبدر الطالع 1/ 205، وإعلام النبلاء 5/ 66، 67، والأعلام 2/ 208، 209، والمستدرك على المعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 60، وديوان الإسلام 2/ 258، 259 رقم 907، وإيضاح المكنون 1/ 479، وهدية العارفين 1/ 286، وآداب اللغة العربية 3/ 173، ومعجم المؤلفين 3/ 266، وعلم التأريخ عند المسلمين 481 و 606 و 611 و 629، والتاريخ العربي والمؤرخون 4/ 89 - 91. (¬5) الصواب: «وتاريخان نادران». (¬6) في الأصل: «غريبه»، والصواب: «غريبان». (¬7) الصواب: «سنة عشر».

جمادى الآخر

واستقرّ ببركة الجوباني في إمرة مجلس، واقتسما التكلّم في الدولة (¬1)، ورسخت قدم برقوق من يومه هذا في الدولة، ولا زالت الأقدار تساعده حتى استبدّ بالملك كما ستراه، وكلّما وقع من الغير كان توطئة لذكره. [جمادى الآخر] [الخلعة بالأتابكية على طشتمر] وفي مستهلّ جماد الآخر قدم طشتمر العلائي من دمشق، وخرج السلطان والأمراء إلى لقائه، وأصعد إلى القلعة، وكان له يوما مشهودا (¬2)، وخلع عليه بالأتابكية (¬3). [وفاة الشاعر ابن بهادر] [561]- وفيه مات الشاعر الفاضل أبو بكر بن بهادر (¬4) بن سنقر، أسد الدين. وكان له نظم كثير، بلغ ديوانه عدّة مجلّدات. [مشيخة خانقاه سعيد السعداء] وفيه ولّي البرهان إبراهيم الأبناسيّ (¬5)، الشافعيّ شيخ خانقاه سعيد السّعداء، عوضا عن العلاء أحمد بن محمد السّرائيّ بعد موته. [عزل أقتمر من النيابة] وفيه عزل أقتمر من نيابة السلطنة (¬6). [رجب] [وفاة قطلقتمر الطويل] [562]- وفي ليلة رابع رجب تردّى قطلقتمر الطويل (¬7) أخو أينبك من مكان بسجنه بالإسكندرية فمات. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 315، 316، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 211. (¬2) الصواب: «وكان له يوم مشهود». (¬3) النفحة المسكية 225، تاريخ ابن خلدون 5/ 467، السلوك ج 3 ق 1/ 316، بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 212. (¬4) انظر عن (ابن بهادر) في: إنباء الغمر 1/ 161 رقم 8. (¬5) في الأصل: «الأبناسي»، والتصحيح من: السلوك ج 3 ق 1/ 317، وإنباء الغمر 1/ 155. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 318، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 550. (¬7) انظر عن (قطلقتمر) في: السلوك ج 3 ق 1/ 318 وفيه «قطلو اقتمر»، وإنباء الغمر 1/ 154، وفيه موته في ليلة الرابع من رجب، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 214 وفيه وفاته في جمادى الآخر، و 215 وفيها: ورد الخبر في شهر رجب بوفاته، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 564، 565.

وفاة أقتمر نائب الشام

ويقال إنه مات وهو سكران، ودفن بالسجن من غير أن يغسّل، ولا يصلّى عليه. وهذا جزاء من أثار الفتن العظيمة فإنه في الحقيقة كان رأس الفاتحين لهذه الفتنة التي مرّ ذكرها، وعنه تفرّعت. [وفاة أقتمر نائب الشام] [563]- وفي ليلة حادي عشره مات أقتمر الصاحبيّ (¬1) / 230 / الحنبليّ، نائب الشام. وكان يبالغ في طهارته بالماء، فلهذا لقّب الحنبليّ. وكان من مماليك الصالح إسماعيل، وتنقّلت به الأحوال في عدّة ولايات كالرأس نوبة، والخازندارية، ونيابة السلطنة، ونيابة الشام. وكان خيّرا ديّنا يحبّ الأمر بالمعروف وإزالة المنكر. [قضاء المالكية] وفيه أعيد البساطي علم الدين إلى القضاء المالكية، وصرف الإخنائيّ (¬2). [نيابة الشام] وفيه كتب باستقرار بيدمر الخوارزمي في نيابة الشام (¬3). [شعبان] [البرهان ابن جماعة يعزل نفسه] وفي شعبان عزل البرهان بن جماعة نفسه من القضاء، وخرج قاصدا البيت المقدس على خطابته وتدريس الصلاحية. وعيّن طشتمر الأتابك السراج البلقيني للقضاء، وما تمّ ذلك. وقرّر فيه، في ثاني عشره البدر محمد بن أبي البقاء. واستقرّ في قضاء العسكر البدر محمد بن السراج البلقيني عوضا عن أبيه. وكان رغب له عنه ليلي هو القضاء الأكبر. ¬

(¬1) انظر عن (أقتمر الصاحبي) في: الذيل على العبر 2/ 474، والسلوك ج 3 ق 1/ 326، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 557، وإنباء الغمر 1/ 160، 161 رقم 7، والدليل الشافي 1/ 141 رقم 496، والنجوم الزاهرة 11 ج 191، والمنهل الصافي 2/ 492 رقم 497، والمنهج الأحمد 465، والجوهر المنضد 32، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 215، وشذرات الذهب 6/ 261، والدر المنضد 2/ 560، 561 رقم 1407، والسحب الوابلة 76. (¬2) الذيل على العبر 2/ 463، السلوك ج 3 ق 1/ 18. (¬3) النفحة المسكية 226، والسلوك ج 3 ق 1/ 318، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 551، وإنباء الغمر 1/ 153، والدرة المضية 189، والنجوم الزاهرة 11/ 161، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 215، وتاريخ ابن خلدون 5/ 467 وفيه: «بندمر».

رمضان

وكان السراج قام القيام التامّ في أمر ابن (¬1) جماعة ليعزل، فما حصل غرضه من عزله. وقرّر السراج في تدريس الصلاحية بقبّة الشافعيّ، واستقرّ الجلال جار الله في تدريس الفقه والحديث بالمدرسة المنصورية، وعوّضه بأثمان المذكور (¬2). [رمضان] [وفاة الرعيني الغرناطي] [564]- وفي رمضان في نصفه مات الرعيني (¬3)، النحويّ، العلاّمة أحمد بن يوسف بن مالك (¬4) الغرناطيّ، الأندلسيّ، المالكيّ. وكان إماما في العربية، وهو رفيق ابن جابر الأعمى صاحب «البديعية» التي تعرف ب‍ «العميان»، بل وكان له عمّان (¬5) يعرفان بالأعمين (¬6). وله عدّة مصنّفات. [مقتل مدبّر حصن كيفا] [565]- وفي ليلة حادي عشرينه قتل البدر المنشيء، مدبّر مملكة حصن كيفا (¬7). [وفاة والد التقيّ المقريزي] [566]- وفي خامس عشرينه مات والد التقيّ المقريزيّ (¬8)، علي بن عبد القادر بن محمد بن علاء الدين البعلبكيّ الأصل، الدمشقيّ، الحنبليّ. وكان من الفضلاء. ¬

(¬1) في الأصل: «في أمر بن». (¬2) خبر العزل في: الذيل على العبر 2/ 464، والسلوك ج 3 ق 1/ 319، 320، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 551، وإنباء الغمر 1/ 156، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 216. (¬3) انظر عن (الرعيني) في: الذيل على العبر 2/ 473، وغاية النهاية 1/ 151، والسلوك ج 3 ق 1/ 325، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 556، 557، والدرر الكامنة 1/ 340، رقم 848، والنجوم الزاهرة 11/ 189، ووجيز الكلام 1/ 236، 237 رقم 500، والتحفة اللطيفة 1/ 259، وبغية الوعاة 1/ 403، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 222، ودرّة الحجال 1/ 62، وكشف الظنون 1/ 234 و 362 و 688، وشذرات الذهب 6/ 260، وإيضاح المكنون 1/ 111 و 2/ 81، وهدية العارفين 1/ 114، والأعلام 1/ 274، وإعلام النبلاء 5/ 71 - 77، والدليل الشافي 1/ 98 رقم 340، وديوان الإسلام 1/ 148، 149، رقم 211، ومعجم المؤلّفين 2/ 213. (¬4) رسم بعدها: «الا لسدي». (¬5) في الأصل: «وكان له عما». (¬6) الصواب: «بالأعميين». (¬7) إنباء الغمر 6/ 157، 158. (¬8) انظر عن (والد المقريزي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 326، وإنباء الغمر 1/ 166 رقم 28، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 218، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 3/ 52 رقم 743.

مقتل الأمير قرطاي

[مقتل الأمير قرطاي] [567]- ومات بطرابلس قتيلا بالخنق الأمير شهاب الدين قرطاي (¬1)، وهو باني المدرسة المعروفة به بطرابلس (¬2). وكان من أجلّ الأمراء بأخرة، وقام بالفتنة الماضية. [شوال] [التقرير بالوزارة] وفي شوال قرّر الصلاح بن عرّام في الوزارة (¬3). [إخراج بلاط بطّالا] وفيه أخرج بلاط أمير سلاح إلى الكرك بطّالا / 231 / بعد أن كادت تقع فتنة، وألبس الأمير برقوق مماليكه ثم خمدت (¬4). [تقرير أمير سلاح] وفي ثالثه قرّر يلبغا الناصريّ في إمرة سلاح (¬5). [تقرير رأس نوبة] وقرّر أينال اليوسفيّ الذي ولّي الأتابكية فيما بعد، رأس نوبة ثانيا (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (قرطاي) في: الذيل على العبر 2/ 460، والسلوك ج 3 ق 1/ 326، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 563، 564، وإنباء الغمر 1/ 166 رقم 32، ووجيز الكلام 1/ 237 رقم 502، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 218. (¬2) قول المؤلف - رحمه الله -: «هو باني المدرسة المعروفة به بطرابلس»، هو وهم، منه، حيث تشابه عليه الاسم، فالباني هو «شهاب الدين قرطاي الأشرفي» نائب السلطنة بطرابلس المتوفى سنة 734 هـ‍، وهو صاحب المنبر الخشبي في الجامع المنصوري الكبير. انظر عنه وعن مدرسته والمنبر في كتابنا: تاريخ وآثار مساجد ومدارس طرابلس في عصر المماليك - ص 244 - 267، وآثار طرابلس الإسلامية 190 وما بعدها. (¬3) الذيل على العبر 2/ 464، السلوك ج 3 ق 1/ 321، تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 552، إنباء الغمر 1/ 157، بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 217. (¬4) النفحة المسكية 226، والسلوك ج 3 ق 1/ 318، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 551، وإنباء الغمر 1/ 153، والنجوم الزاهرة 11/ 162، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 215. (¬5) النفحة المسكية 226، والسلوك ج 3 ق 2/ 322، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 553، والنجوم الزاهرة 11/ 162، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 215. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 322، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 553.

كثرة الرخاء

[كثرة الرخاء] وفيه كثر الرخاء حتى أبيع الخبز البايت (¬1) كل أربعة وعشرين رطلا بدرهم، وأبيع كل قنطار من الجبن الجاموس بثلاثين درهما، ونحو الخمسين بيضة بدرهم. [وفاة البدر الحمصي] [568]- وفي تاسعه مات البدر الحمصيّ (¬2)، حسن بن علي بن موسى الحنفيّ. وكان عالما فاضلا. سمع من البرزاليّ (¬3)، وغيره بالخاتونية، ودرّس، وناب في الحكم بدمشق. وكان حسن الهيئة والخط. [ذو القعدة] [نظارة الجيش] وفيه قرّر نظر الجيش التاج الملكي (¬4)، عوضا عن التقيّ بن المقريء. [وفاة ابن أبي الخير اليمني] [569]- وفيه مات الشيخ الصالح أحمد بن أبي الخير اليمنيّ (¬5)، الصيّاد. وكان معظّما، مشهورا بالصلاح، وله كرامات. [وفاة ابن سلطان الكردي] [570]- وفيه مات الصالح المعتقد بدمشق إسماعيل بن سلطان الكردي (¬6). [وفاة رمضان الكردي] [571]- والصالح المعتقد بها رمضان الأسود الكردي (¬7). وكانا من الصالحين. ¬

(¬1) في تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 553 «البارد»، والمثبت يتفق مع: السلوك ج 3 ق 1/ 322، وإنباء الغمر 1/ 249، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 218. والصواب أن يقال: «بيع الخبز. .». (¬2) انظر عن (البدر الحمصي) في: إنباء الغمر 1/ 163 رقم 15، ووجيز الكلام 1/ 236 رقم 496. (¬3) في الأصل: «البدر الابى». (¬4) الذيل على العبر 2/ 464، السلوك ج 3 ق 1/ 322. (¬5) انظر عن (اليمني) في: إنباء الغمر 1/ 160 رقم 5. (¬6) انظر عن (الكردي) في: إنباء الغمر 1/ 160 رقم 6. (¬7) لم أجد لرمضان الكردي ترجمة في المصادر لديّ.

ذو الحجة

[ذو الحجّة] [الوحشة بين الأتابك وبرقوق وبركة] وفيه وقعت الوحشة بين الأتابك طشتمر وبين الأميرين برقوق وبركة، وأخذ برقوق في التّعنّت على طشتمر ليكون ذلك سببا لإثارة فتنة، وطشتمر ساكن مائل إلى عدم الفتن، قاصد الإخماد فيها، والأمر يزيد حتى كانت ليلة عرفة، فثارت فتنة، ولم يتحرّك فيها طشتمر. ولما أصبح يوم عرفة خرج طشتمر من داره وفي عنقه منديل، ودخل على برقوق فقبض عليه وعلى آخرين بعده، وبعث به إلى سجن الإسكندرية. واستقرّ برقوق عوضه أتابكا في يوم الإثنين ثالث عشره، وقرّر عوضه في الأمير أخورية أيتمش البجاسي. ودام سكنى برقوق بالإصطبل ولم ينزل منه، وتقاسم الأمر هو وبركة، وصار إليهما أمور الدولة بأسرها، وصارت الوظيفة جليلها وحقيرها لا تؤخذ إلاّ بالمال. ومن حينئذ ظهرت البراطيل والرشى على الوظائف حتى الدينية. وتطاول الأندال، بل والأوباش السفلة إلى ما سنح لهم من الولايات الجليلة والأعمال / 232 / والرتب العليّة والمناصب. قال بعض علماء التاريخ: قد بقي للناس من ذلك داهية دهياء أوجبت خراب مصر والشام أشهر (¬1). وفي هذه الأيام صار الناس، لا سيما العوامّ يقولون: «برقوق وبركة، ضربا على الدنيا شبكة». [القبض على يلبغا الناصري] وفي خامس عشره قبض برقوق على يلبغا الناصري غدرا به، فلما بعث إليه يسأله أن يحضر عنده ليأخذ رأيه في شيء يحتاله، فلما أمر حضر عنده وتحقّق من شأنه قبض عليه وقيّده في الحال، وأخرجه إلى سجن الإسكندرية، وقرّر عوضه في إمرة سلاح إينال اليوسفيّ (¬2). ¬

(¬1) الصواب: أشهرا. وخبر الوحشة في: النفحة المسكية 225، 226، والذيل على العبر 2/ 465، وتاريخ ابن خلدون 5/ 467، 468، والسلوك ج 3 ق 1/ 322، 323، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 554، 555، وإنباء الغمر 1/ 154، 155، والنجوم الزاهرة 11/ 162، 163، ووجيز الكلام 1/ 234، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 219، 220. (¬2) خبر يلبغا في: الذيل على العبر 2/ 465، وتاريخ ابن خلدون 5/ 468، والسلوك ج 3 ق 1/ 324، 325، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 555، وإنباء الغمر 1/ 155، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 220، 221.

قضاء الشافعية بحلب

[قضاء الشافعية بحلب] وقرّر في قضاء حلب الشافعية كمال الدين عمر بن عثمان (¬1) بن هبة الله المعرّي عوضا عن الجلال الزرعيّ. [قضاء المالكية بحلب] وفي قضائها المالكية العلم محمد القفصيّ عوضا عن البرهان الصّنهاجيّ (¬2). * * * [ملك ابن أويس بغداد] وفيها - أعني هذه السنة - ملك الشيخ زاده بن أويس بغداد، واستمرّ أخوه حسين مقيما بتبريز (¬3). [مقتل وزير فاس] [572]- وفيها ثار أبو العبّاس المرينيّ صاحب فاس على الوزير أبو (¬4) بكر بن غازي، الخارج عن طاعته، المستقلّ ببعض البلاد، فقاتله حتى قتله. وكانت هناك فتن مدلهمّة (¬5). ¬

(¬1) في الأصل: «عمر بن عون»، والتصحيح المثبت من: السلوك ج 3 ق 1/ 325، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 218. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 325، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 218 وفيه إنه تقرّر بدمشق. وهو خطأ. (¬3) خبر ابن أويس في: إنباء الغمر 1/ 158. (¬4) الصواب: «أبي». (¬5) خبر وزير فاس في: إنباء الغمر 1/ 158، 159.

حوادث سنة ثمانين وسبعماية

[حوادث] سنة ثمانين وسبعماية [المحرّم] [وفاة أينبك البدري] [573]- في عاشر محرّم مات (أينبك البدريّ) (¬1) بسجن الإسكندرية. وقيل إنّ خبره وصل إلى مصر في العاشر. [مصادرة زوجة أينبك] وفيه صودرت زوجة أينبك على مال عظيم أخذ منها، وهذا ممّا استبشع لكون العامّة لم تجر (¬2) بالتعرّض للحرم، فهي أول مصادرة لامرأة في دولة الجركس (¬3). [وفاة الجبرتي الزيلعي] [574]- وفي سادس عشره مات الوليّ الصالح، المعتقد، سيدي عبد الله الجبرتي، الزيلعيّ، المشهور الآن بالقرافة. وقبره يزار (¬4). [نظارة الجيش] وفيه أعيد التقيّ عبد الرحمن بن المحبّ ناظر الجيش إلى وظيفة نظر الجيش بعد قبض الملكي ومصادرته (¬5). [الحريق بالقاهرة] وفي ليلة عشرينه كان الحريق الأعظم بخارج باب زويلة، واحترق به أسواقا ¬

(¬1) ما بين القوسين كتب في الأصل بالمداد الأحمر وخط كبير. وانظر عن (أينبك البدري) في: السلوك ج 3 ق 1/ 327، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 569، وإنباء الغمر 1/ 170، ووجيز الكلام 1/ 242 رقم 511، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 222. (¬2) في الأصل: «لم تجري». (¬3) خبر المصادرة في: السلوك ج 3 ق 1/ 327، وإنباء الغمر 1/ 170، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 222، 223. (¬4) انظر عن (الجبرتي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 350، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 223، وإنباء الغمر 1/ 184 رقم 20. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 327، وإنباء الغمر 1/ 170، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 223.

إطلاق يلبغا الناصري

ورباعا (¬1)، وامتدّت النار إلى سور القاهرة، وركب لطفيه أربعة من أكابر الأمراء وهم: بركة، وأيتمش، ودمرداش الأحمديّ، / 233 / وتغري برمش حاجب الحجّاب، وكانوا في طفيه بأنفسهم ومماليكهم. وكان حريقا مهولا، وقامت النار فيه يومين، وذهبت فيه أماكن جليلة وأموال جزيلة، وأخذ الناس يتحدّثون بأنّ هذا مبدأ خراب القاهرة، وكان ما تفاءلوا به. وقال في هذا الحريق الشعراء أشياء كثيرة (¬2). [إطلاق يلبغا الناصري] وفي آخره أطلق يلبغا الناصريّ من السجن، وأمّر تقدمة بدمشق (¬3). [صفر] [الوزارة في مصر] وفي صفر استقرّ كريم الدين عبد الكريم بن مكانس في الوزارة عوضا عن الصلاح بن عرّام (¬4). [نظر الدولة] وقرّر الفخر عبد الرحمن بن عبد الرزاق بن إبراهيم بن مكانس في نظر الدولة عوضا عن أخيه (¬5). [حريق باب النصر] وفيه وقع حريق (¬6) بباب النصر، وآخر تجاه اليانسيّة (¬7). [القبض على نائب حلب] وفيه خرج الأمر إلى حلب بالقبض على نائبها (¬8). ¬

(¬1) الصواب: «أسواق ورباع». (¬2) خبر الحريق في: النفحة المسكية 227، والسلوك ج 3 ق 1/ 328، وإنباء الغمر 1/ 170، والنجوم الزاهرة 11/ 166، ووجيز الكلام 1/ 238، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 223. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 328، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 570، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 223. (¬4) خبر الوزارة في: السلوك ج 3 ق 1/ 325، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 570، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 253. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 329، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 570، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 223. (¬6) خبر الحريق في: السلوك ج 3 ق 1/ 329، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 223. (¬7) وفي الأصل: «البالسية»، والتصويب من المصدرين، و «اليانسية» منسوبة لخادم من خدّام العزيز بالله يقال له: أبو الحسن يانسي الصقلّي. وتقع خارج باب زويلة. (المقريزي 2/ 16). (¬8) السلوك ج 3 ق 1/ 329، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 223 و 226.

وفاة مباركشاه الطازي

[وفاة مباركشاه الطازي] [575]- وفيه مات مباركشاه الطازي (¬1) نائب الأبلستين (¬2). وكان من خيار الأمراء، انتقل في عدّة ولايات منها الرأس نوبة الكبرى بمصر، ثم قبض عليه، ثم أطلق، ثم تقدّم بمصر، ثم أخرج إلى نيابة الأبلستين، ثم أحضر إلى نيابة غزّة، ثم أعيد إلى الأبلستين، وبهامات (قتيلا بيد خليل بن دلغادر) (¬3). [سلطنة الحصن بديار بكر] وفيه استقرّ بسلطنة الحصن من ديار بكر الملك العادل سليمان بن غازي، بعد أن خلع الصالح صالح أخو المذكور نفسه من الملك وفوّضه لأخيه (¬4). [ربيع الأول] [سلطة والي الشرطة] وفي ربيع الأول حدث بدولة الجركس أن يسلّم من يريد السلطان مصادرته لوالي الشرطة ولم يكن هذا قبل ذلك، بل كان إلى شادّ الدوادار نائب السلطنة أو الحاجب، وكانت أولى الجرائم من متعلّقات الموالي، وتخرّق هذا (¬5). [نيابة طرابلس] وفيه قرّر يلبغا الناصريّ في نيابة طرابلس عوضا عن منكلي بغا البلديّ (¬6). [نيابة حلب] وقرّر البلدي في نيابة حلب عوضا عن أشقتمر (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (مباركشاه الطازي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 327، وإنباء الغمر 1/ 174. (¬2) الأبلستين: بالفتح ثم الضم ولام مضمومة أيضا والسين المهملة ساكنة وتاء فوقها نقطتان مفتوحة وياء ساكنة ونون. وهي مدينة مشهورة ببلاد الروم. (معجم البلدان 1/ 75). (¬3) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬4) إنباء الغمر 1/ 180. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 330. (¬6) خبر نيابة طرابلس في: تاريخ ابن خلدون 5/ 468، والسلوك ج 3 ق 1/ 331، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 571، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 224. (¬7) خبر نيابة حلب في: السلوك ج 3 ق 1/ 331، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 571، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 224.

القبض على جماعة أمراء

[القبض على جماعة أمراء] وفيه قبض على جماعة من الأمراء، وعلى نحو الثمان ماية من مماليك ألجاي، وعلى جماعة من الجند عليهم (¬1) في أيام متعدّدة، وأهينوا بالسلاسل في أعناقهم، والخشب في أيديهم، وقضى منهم جماعة. وسجن آخرين (¬2) بخزانة شمايل، ووسّط عدّة بعد تسميرهم، وعدّ مثل هذه الإهانة بزوال الدولة من أمراء، وصار من النوادر المستغربة، وهي من مقترحات الدولة الجركسية فاحفظها وانظر ما لديهم من النوادر الغريبة الخارجة عن الحدّ والطّور (¬3). [سجن نائب حلب] وفيه سجن أشقتمر نائب حلب / 234 / بالإسكندرية (¬4). [ربيع الآخر] [كائنة السراج بن الملقّن] وفي ربيع الآخر كائنة السراج بن الملقّن (¬5) كان عيّن لقضاء الشافعية بمصر، ثم لم يتمّ ذلك لأمر ما وأهين، وشهّره برقوق، وأمر بتسليمه لمقدّم الدولة، وقام العلاّمة أكمل الدين الحنفيّ في ذلك هو وشيخ الإسلام السراج البلقيني، وشمس الدين الركراكي المالكي، ولا زالا ببرقوق حتى أفرج عنه (¬6). [الإفراج عن طشتمر] وفيه أفرج عن الأتابك طشتمر وأخرج إلى دمياط (¬7). [قضاء الحنفية بدمشق] وفيه قرّر في قضاء الحنفية بدمشق همام الدين أمير غالب بن العلاّمة قوام الدين ¬

(¬1) كذا في الأصل. (¬2) الصواب: «وسجن آخرون». (¬3) النفحة المسكية 227، 228، السلوك ج 3 ق 1/ 331، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 571، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 224. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 332، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 571، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 224 و 226. (¬5) في الأصل: «الملق»، والمثبت عن المصادر. (¬6) خبر الكائنة في: السلوك ج 3 ق 1/ 333، 334، وإنباء الغمر 1/ 172، 173، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 228، 229. (¬7) خبر طشتمر في: تاريخ ابن خلدون 5/ 468، والسلوك ج 3 ق 1/ 334، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 229.

رأس النوبة الكبرى

الأتقانيّ الأبزاريّ (¬1)، الحنفيّ، عوضا عن ابن (¬2) أبي العزّ (¬3). [رأس النوبة الكبرى] وفيه استقرّ بركة في الرأس نوبة الكبرى عوضا عن تمرباي بعد قبضه عليه هو وبرقوق (¬4). [إمرة المجلس] وقرّر قراد مرداش في إمرة مجلس (¬5). [غزوة مراكب الفرنج إلى طرابلس] وفيه قدم البريد من طرابلس بأنّ عدّة من مراكب الفرنج وردوا (¬6) إلى ساحلها ونزلوا (¬7) به، فخرج إليهم يلبغا الناصريّ النائب بها، وكانت غزوة هائلة قتل فيها جماعة وافرة من الفرنج، ثم أقلعوا بمراكبهم بعد الغلبة (¬8). [وفاة ابن قراجا القيصري] [576]- وفيه مات الشيخ العلاّمة، الفقيه، المقريء، حافظ الدين محمد بن إبراهيم بن سنبلي (¬9) بن أيوب بن قراجا بن يوسف القصيري (¬10)، الحنفيّ. وكان عالما مفنّنا، بارعا في الفنون وفي القراءآت (¬11). وولي قضاء العسكر بحلب، ثم انقطع بداره على العبادة والخير حتى مات عن نيّف وسبعين سنة. وولي وظائفه وأمره محمود، وكان فاضلا كأبيه. ¬

(¬1) في السلوك: «الاتراري»، وهو غلط. (¬2) في السلوك: «عن بن». (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 334، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 572، وإنباء الغمر 1/ 174، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 229. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 335، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 230. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 335، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 230. (¬6) الصواب: «وردت». (¬7) الصواب: «ونزلت». (¬8) خبر المراكب في: السلوك ج 3 ق 1/ 335، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 573، وإنباء الغمر 1/ 174، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 230. (¬9) في السلوك ج 3 ق 1/ 351 «سنبكي»، ومثله في: المنهل الصافي 3 / ورقة 83، وفي الدليل الشافي 2/ 576 «سنكي»، والمثبت يتفق مع الدرر الكامنة 3/ 283 رقم 748. (¬10) في الدرر الكامنة: «القيصري»، ومثله في: الدليل الشافي 2/ 577، والمثبت يتفق مع السلوك، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 239. (¬11) في الأصل: «الفرات».

جمادى الأول

[جمادى الأول] [القبض على ناظر الخاص] وفي جماد الأول قبض على الشمس المقسي ناظر الخاص وسجن بدار الأمير بركة، وصودر على مال كبير، ونقل جميع ما في داره، وكان من جملته ألفي (¬1) بدن من الفرو السنجاب (¬2). [نظر الخاص] وقرّر في نظر الخاصّ ابن (¬3) مكانس، مضافا للوزارة (¬4). [كوكب الذؤآبة] وفيه ظهر في السماء كوكب له وجه وذؤآبة (¬5). [القبض على نائب دمشق] وفيه خرج الأمراء إلى دمشق بالقبض على بيدمر نائبها (¬6). [نظارة الأوقاف] وفيه تكلّم الأمير (¬7) بركة في نظر الأوقاف استضعافا لجانب القاضي الشافعيّ، ولم يبقى (¬8) وقف حكميّ ولا أهلي إلاّ وطلب مباشريه (¬9). والبلاء قديم لكن لا بحيث ما نحن فيه الآن. وبالله المستعان. [وفاة الشيخ شهاب الدين] [577]- وفيه مات الشيخ شهاب الدين عبد الله بن شهاب الدين (¬10) محمد نزيل الإسكندرية. وكان معتقدا. ¬

(¬1) الصواب: «ألفا». (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 336، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 573، وإنباء الغمر 1/ 175، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 230، 231. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 336، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 231. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 336، وإنباء الغمر 1/ 175، وفي السلوك: «له وجه ذنب». (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 336، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 231. (¬7) في الأصل: «الامرر». (¬8) الصواب: «ولم يبق». (¬9) خبر الأوقاف في: السلوك ج 3 ق 1/ 337، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 574، وإنباء الغمر 1/ 175، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 231. (¬10) انظر عن (ابن شهاب الدين) في: إنباء الغمر 1/ 184 رقم 21، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 239 وهو يعرف بالشيخ نهار.

جمادى الآخر

[جمادى الآخر] [سجن نائب دمشق] وفي جماد الآخر أحضر بيدمر نائب الشام فحمل إلى الإسكندرية مقيّدا (¬1). [الإفراج عن نائب حلب] وفيه أفرج عن / 235 / أشقتمر نائب حلب وأخرج إلى القدس (¬2). [نيابة الشام] وفيه قرّر في نيابة الشام كمشبغا الحموي نائب حماه (¬3). [خروج إنسان من قبره بعد دفنه] [وفيه] جرت غريبة نادرة بدمشق، وهي أنّ رجلا من أعيان الناس مرض فحمل إلى البيمارستان ومات به فغسّل وكفّن وصلّي عليه، وحين أنزل إلى قبره عطس فأخرج منه وعوفي، وحدّث الناس بما جرى له في الموت. ثم عاش هذا الرجل بعد ذلك نحوا من ثلاث سنين (¬4). [وفاة ابن جابر الأندلسي] [578]- وفيه مات الأديب، العالم، الفاضل، الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن جابر الأندلسي (¬5)، الهوّاريّ، المالكيّ، الأعمى. صاحب البديعية المعروفة ب‍ «العميان». وكان علاّمة وقته في الأدب، والعبرية والتصريف، مع كثرة العبادة. وكان هو ورفيقه أبو جعفر الماضي كالأخوين لا يزالان سفرا وحضرا. وله مصنّفات عديدة. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 337، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 231. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 337، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 575. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 337، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 576، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 231. (¬4) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 231، 232. (¬5) انظر عن (ابن جابر الأندلسي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 350، وإنباء الغمر 1/ 186 رقم 32، والدرر الكامنة 3/ 339، 340 رقم 90، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 587، ووجيز الكلام 1/ 241 رقم 507، والنجوم الزاهرة 11/ 192، وبغية الوعاة 1/ 14، ونفح الطيب 2/ 29 - 44، وشذرات الذهب 6/ 268، وكشف الظنون 152 و 234 و 688 و 1171 و 1274، ومفتاح السعادة 1/ 157، وهدية العارفين 2/ 17، ومعجم المؤلفين 8/ 294، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 2/ 5، والمستدرك عليه (صنعتنا) 7، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 239 وفيه: «أبو العباس أحمد بن علي بن جابر الهواري الأندلسي».

نفي حاجب الحجاب

وحدّث عن المزّي، والحريري، وغيرهما. وانتفع به الناس. ومولده سنة سبع وتسعين وستماية. [نفي حاجب الحجّاب] وفيه نفي حاجب الحجّاب تغري برمش إلى حلب (¬1). [رجب] [نيابة حلب] وفي رجب قرّر تمرباي الدمرداشي في نيابة حلب بعد القبض على منكلي بغا وسجنه بقلعتها (¬2). [قتل جماعة من أولاد الكنز] وفيه استقدم بنحو المايتي رجلا (¬3) من أولاد الكنز النوبة (¬4) في السلاسل الحديد ومعهم عدّة روس (¬5) مقطوعة، فعل بهم ذلك قرط متولّي أسوان، وعلّقت الروس (¬6) بباب زويلة. وهذا أول حدوث ذلك بالقاهرة، وما عهد ذلك قبل ذلك، واستمرّ يفعل به مثل هذا (¬7). [قدوم أمين الدين النسفيّ] وفيه قدم الشيخ أمين الدين محمد بن محمد بن محمد العلاّمة الصالح، أبو عبد الله النّسفّي، الخوارزميّ، الخلوتيّ، الحنفيّ، أحد المسلّكين العارفين ببلاده، وكان معه طائفة من الفقراء، فأنزله شيخ الشيوخ النظام الأصفهانيّ بمدرسته التي بطارف الجبل تحت دار الضيافة، وهرع إليه الأمراء الأكابر والناس، وبالغوا في إكرامه. وكان فقيها. حصل له عمل الأطعمة للناس في الأوقات (¬8). وذكر عن نفسه أنه جال الكثير من البلاد في سياحاته، ووصل إلى بلغار حيث لا تطلع الشمس عندهم عدّة أشهر، ودعاهم إلى الإسلام، وأجابوه، وعلّمهم الشرائع (¬9). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 337، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 231. (¬2) تاريخ ابن خلدون 5/ 468، والسلوك ج 3 ق 1/ 337، وإنباء الغمر 1/ 176، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 231 و 232 وفيه «نيابة حماه» وهو غلط. (¬3) الصواب: «رجل». (¬4) الصواب: «النوبيين». (¬5) الصواب: «رؤوس». (¬6) الصواب: «الرؤوس». (¬7) السلوك ج 3 ق 1/ 239، وإنباء الغمر 1/ 175، 176، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 232. (¬8) السلوك ج 3 ق 1/ 339، 340، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 232، 233. (¬9) المصدران السابقان.

شعبان

[شعبان] [مشيخة سعيد السعداء] وفي شعبان قرّر الشيخ شمس الدين محمد النيسابوري الحنفي ابن (¬1) أخي قاضي القضاة جار الله في مشيخة سعيد السعداء عوضا عن البرهان الإبناسي، وكان خرج للحج في هذه السنة، وأقام نائبا عنه الحافظ زين الدين عبد الرحيم العراقي (¬2). [رمضان] [نيابة الوجه القبليّ] وفي رمضان خلع على موسى بن / 236 / قرمان بنيابة الوجه القبليّ، ولقّب بملك الأمراء على تقدمه ألف بمصر، وجعل معه حاجب أمير طبلخاناه، وهو أول من ولّي من كشّاف الصعيد نيابة الصعيد، وخوطب بملك الأمراء (¬3). [هدم كنيسة] وفي ثامنه كانت كائنة هدم كنيسة ناحية بو النمرس من الجيزة، وجعلت مسجدا (¬4). [وفاة ابن نجم بن صالح] [579]- ومات في نصفه الشيخ الصالح، المعتقد، صالح بن نجم (¬5) بن صالح بزاوية له بمنية السيرج. وكان يقصد للزيارة تبرّكا به، وللناس فيه الاعتقاد الحسن. [وفاة الأمير موسى بن شهري] [580]- والأمير موسى بن محمد بن شهري الحلبيّ (¬6)، الشافعيّ، أحد الأعيان من الأمراء. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 338، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 578، بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 232. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 340. (¬4) خبر الكنيسة في: السلوك ج 3 ق 1/ 340، وإنباء الغمر 1/ 176، 177. (¬5) انظر عن (ابن نجم) في: السلوك ج 3 ق 1/ 349، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 583، وإنباء الغمر 1/ 183 رقم 16 وفيه: «صالح بن محمد بن صالح»، والنجوم الزاهرة 11/ 193، والدليل الشافي 1/ 351، 352 رقم 1208، والمنهل الصافي 6/ 334 رقم 1211، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 497، ووجيز الكلام 1/ 242 رقم 510 وفيه: «صالح بن بحر»، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 239، والذيل على العبر 2/ 479، وطبقات الأولياء 553، وحسن المحاضرة 1/ 527. (¬6) انظر عن (ابن شهري الحلبي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 351، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 589، وإنباء الغمر 1/ 188، 189 رقم 41، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 239.

شوال

ولي عدّة ولايات، منها نيابة سيس حين فتحت. وكان عارفا بالفقه للشافعية، وله ذكر وشهرة ومآثر حسان، وأذن له بالفتيا. [شوال] [القبض على الوزير ابن مكانس] وفي شوال قبض على ابن (¬1) مكانس الوزير وأخيه، وامتحنا، وفرّا واختفيا، وكانا قد أحدثا عدّة مظالم يطول الكلام عنها (¬2). [نظارة الخاص] وفيه أعيد ابن (¬3) المقسي لنظر الخاص (¬4). [وفاة شيخ الخاتونية] [581]- وفيه مات الشيخ العالم، العلاّمة، محمود بن علي بن إبراهيم القيصري (¬5)، الحنفيّ، شيخ الخاتونية. وكان فاضلا كبير الهمّة. وله مكانة وعظمة عند الناس مع كثرة أفضال وجزيل نوال ومكارم أخلاق. وكان نزل عمّا بيده لولده عبد الملك، وذلك قبل موته بيسير. وكان عبد الملك أيضا من الفضلاء. [وفاء المسند المقدسي القاسمي] [582]- وفيه مات مسند الوقت [ابن أبي] عمر محمد (¬6) بن أحمد بن إبراهيم أبي عمر المقدسيّ، الدمشقيّ القاسميّ. وهو آخر من بقي من أصحاب الفخر بن البخاريّ. ونزل الناس بموته درجة. ¬

(¬1) في الأصل: «على بن». (¬2) خبر ابن مكانس: السلوك ج 3 ق 1/ 343، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 578، وإنباء الغمر 1/ 177، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 233، 234. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 343، وإنباء الغمر 1/ 177، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 234. (¬5) انظر عن (القيصري) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 589، وإنباء الغمر 1/ 188 رقم 39. (¬6) في الأصل: «مسند الوقت عمر بن محمد»، والتصويب من المصادر: السلوك ج 3 ق 1/ 351، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 586، وإنباء الغمر 1/ 186 رقم 30، والدرر الكامنة 3/ 304، 305 رقم 817، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 239، وذيل التقييد 1/ 34 - 37 رقم 4.

ذو القعدة

[ذو القعدة] [وفاة الأمير موسى الأزكشي] [583]- وفي ذي قعدة مات الأمير موسى الأزكشّيّ (¬1). وكان حشما، كريما، رئيسا. تنقّل في عدّة ولايات جليلة، وتكلّم في المملكة وكان ذا عفّة وديانة. [نظر الدولة] قرّر في نظر الدولة يحيى بن رزق الله بن إبراهيم بن الفخر، المعروف بطباهجة (¬2). [ذو الحجّة] [قضاء الإسكندرية] وفي ذي حجّة استقرّ ناصر الدين التّنسي أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عطاء الله المالكي في قضاء الإسكندرية (¬3). وهو جدّ البدر التّنسي قاضي مصر. [خروج التجريدة إلى البحيرة] وفي سابعه خرجت تجريدة كبيرة إلى البحيرة عليها إينال اليوسفي أمير سلاح، وعدّة أمراء في جماعة من الجند وافرة، وعادوا وقد أوقعوا بالعربان، / 237 / وساقوا أنعاما كثيرة جدّا (¬4). [إخماد فتنة الحاجّ اليمني] وفيه وصل إلى مكة حاجّ من اليمن ومعهم محمل وكسوة للكعبة، فكادت أن تقوم فتنة، ومنع قراد مرداش حجّاج اليمن من دخول مكة حتى تلطّف الشريف أحمد بن عجلان به، وحصل الخير وخمدت الفتنة (¬5). ¬

(¬1) كتب (موسى الأزكشي) بخط كبير. انظر عنه في: السلوك ج 3 ق 1/ 351، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 590، وإنباء الغمر 1/ 188 رقم 40، والدليل الشافي 2/ 748 رقم 2553، والنجوم الزاهرة 11/ 194، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 239. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 344، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 234. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 344، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 579، 580، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 34. (¬4) خبر التجريدة في: النفحة المسكية 228، 229، والسلوك ج 3 ق 1/ 344، 345، وتاريخ ابن خلدون 5/ 470، وإنباء الغمر 1/ 177، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 235. (¬5) خبر الفتنة في: السلوك ج 3 ق 1/ 345، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 580، وإنباء الغمر 1/ 178، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 238.

خبر ارتجاع الأوقاف

[خبر ارتجاع الأوقاف] وفي سادس عشره كانت كائنة إرادة حلّ الأوقاف وارتجاعها، وطلب الأتابك برقوق العلماء والقضاة، وعقد مجلس بسب ذلك، فطال فيه الكلام، وقام فيه الشيخ أكمل الدين الحنفي والشيخ سراج الدين البلقيني قياما تامّا حتى أسمعهما برقوق وبركة كلاما منكيا، ومع ذلك فما بلغ برقوق مراده، وانفضّ المجلس، وأخرجت بعض أوقاف من لا يعبأ به مستحقّه لذلك، وأقطعت لأناس (¬1). [وفاة قاضي قرم القزويني] [584]- وكان لضياء (¬2) الدين في هذا المجلس، وتكلّم بكلام قويّ حتى حنق منه برقوق وخشن عليه في كلامه بحيث ما خاف منه على نفسه حتى نزّل فتمرّض ومات في ثالث عشرينه. وهو ضياء بن سعد الله (¬3) بن محمد بن (¬4) عثمان القرميّ، القزوينيّ، العفيفيّ، الشافعي، الحنفي، المعروف بقاضي قرم. وكان من أجلّ العلماء قدرا. أخذ عن جماعة منهم القاضي العضد، وأخذ عنه جماعة منهم السعد الساداني، وسمع العفيف المصري، وغيره. وكان يقول: أنا حنفيّ الأصول، شافعيّ الفروع. وكان يستحضر المذهبين، ويقرىء فيهما. وأخذ عنه جماعة في المذهبين. ولما قدم القاهرة قرّر في مشيخة البيبرسية وتدريس الشافعية بالشيخونية. وكان معظّما في الدولة سيما في أيام الأشرف شعبان، مع الدين المتين والمهابة والإحسان إلى الطلبة، والتواضع الزائد، ومحبّة الخير وأهله. ¬

(¬1) خبر الأوقاف في: السلوك ج 3 ق 1/ 345 - 347، والذيل على العبر 2/ 475، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 580، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 235، 236. (¬2) في الأصل: «وكان الضيا». (¬3) انظر عن (ابن سعد الله) في: السلوك ج 3 ق 1/ 350، والذيل على العبر 2/ 475 وفيه: «ضياء الدين»، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 583، 584، وإنباء الغمر 1/ 183 رقم 27، ووجيز الكلام 1/ 240 رقم 504، والدرر الكامنة 2/ 209، 210 رقم 1988، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 235 و 239 وفيه: «ضياء الدين عبيد الله بن سعد الله العفيفي القزويني المعروف بقاضي قر»، وبغية الوعاة 2/ 13، وحسن المحاضرة 1/ 546، ودرّة الحجال 3/ 37، 38، وشذرات الذهب 6/ 266، والبدر الطالع 1/ 300، وروضات الجنات 4/ 136، 137. (¬4) في الأصل: «ابن».

إيقاع نائب حلب بالتركمان

وكانت لحيته طويلة جدّا بحيث إذا نام جعلها في كيس. وكان إذا ركب جعلها فرقتين، فكان العوامّ يبصرون رؤيتها، فإذا رأوها قالوا: «سبحان الخالق» (¬1). وكان يقول: «عوام نظر مؤمنون فإنهم يستدلّون على الصانع بالصنعة». وله نظم حسن. كتب إليه البدر بن حبيب: قل لمثرى الندى ومن طلب ... العلم بجدّ إلى سبل السواء (¬2) إن أردت الخلاص من ظلمة ... الجهل فيما تهتدي بغير الضياء فكتب في جوابه: قل لمن يطلب الندا (¬3) ... منّي خلت لمع السراب بركة ماء ليس عندي من الضياء شعاع (¬4) ... حين تبغي الهدى من اسم الضياء (¬5) [إيقاع نائب حلب بالتركمان] / 238 / [وفيه] قدم البريد من جهة حلب بأن تمرباي نائبها لما كثر فساد التركمان الأجقية (¬6)، والأغاجرية جمع عساكر حلب وبعضا من عساكر دمشق وحماه وتلك النواحي، وجنّبها إلى جهة سيس، فتتابع به التركمان، فتجهّز إليه جماعة من أكابرهم بالهدايا، وجمعوا طواشيهم، فأوقع بهم وقبض عليهم. وجهّز مع فرسانه بالعساكر حتى نهب بيوت التركمان وسبى حريمهم وقتل منهم ما لا يحصى، وعاد. فكاده التركمان وكمنوا له بمضيق باب الملك، وأوقعوا به وبمن معه، فهلكوا ما بين غريق وقتيل، ولم ينج منهم إلاّ القليل، وهم يعطبون. ونهب التركمان جميع برق (¬7) العسكر كلّه، من ذلك ثلاثون ألف جمل محمّل، وثلاثة عشر ألف فرس بآلاتها. وكان هذا أول وهن وقع من التركمان، فإنهم كانوا كالسور للمملكة، فجعلهم سوء التدبير أعداء للمملكة، للطمع والظلم والعسف (¬8). ومن حينئذ استمرّ حالهم على نحو ¬

(¬1) راجع ما قيل في ذقنه شعرا، في بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 237. (¬2) البيت في الدرر الكامنة 2/ 210. قل لرب العلى ومن طلب الع‍ لم مجدا إلى سبيل السواء (¬3) في الدرر الكامنة: «قل لمن يطلب الهداية». (¬4) في الأصل: «كيف تجدي»، والمثبت عن الدرر الكامنة. (¬5) في الدرر: «كيف تبغي الهدى من اسم ضياء». (¬6) في الأصل: «التركمان اللاحقة». والمثبت عن السلوك. (¬7) الصواب: «برك». (¬8) خبر التركمان في: النفحة المسكية 229، والسلوك ج 3 ق 1/ 347، 348، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 574، وإنباء الغمر 1/ 178، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 237.

محن الحجاج

هذه الحالة إلى هلمّ جرّا، كما سيأتي ذلك في محلّه مفصّلا، وناهيك بالفتن الكائنة بعد ذلك، سيما من سوار وعلاء الدولة، من سنيّ ما بعد السبعين وثمانماية إلى هلمّ جرّا. [محن الحجّاج] وفيه أيضا حدث للحجّاج محن شديدة يطول الشرح في ذكرها. وغلت عندهم الأسعار في عودهم لفساد العربان وقطع الطريق على الإقامات (¬1). [وفاة الضياء الهندي الصاغاني] [585]- مات الضياء الهنديّ، الصاغانيّ (¬2)، الشيخ، العلاّمة، ضياء الدين محمد بن محمد بن سعيد (¬3) بن عمر بن علي الحنفيّ نزيل المدينة، ثم مكة. وكان عالما، فاضلا، عارفا بالفنون، ماهرا في الفقه، والعربية والأصول. سمع المصري، وأخرين. وهو جدّ بني الضياء قضاة مكة، وكان يدّعي أنه من ذرّية الصاغاني صاحب «المشارق»، وهو من ذرّية عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) (¬4). وله زيادة على الثمانين سنة. ¬

(¬1) خبر الحجاج في: السلوك ج 3 ق 1/ 348، 349، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 238. (¬2) انظر عن (الصاغاني) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 588، وإنباء الغمر 1/ 187، 188 رقم 37، ووجيز الكلام 1/ 241 رقم 505، والدليل الشافي 2/ 691 رقم 2365، والدرر الكامنة 4/ 177 رقم 479 وفيه الترجمة مبتورة. (¬3) في تاريخ ابن قاضي شهبة «سعد». والمثبت هو الصحيح. (¬4) ما بين القوسين كتب فوق السطر.

حوادث سنة إحدى وثمانين وسبعماية

[حوادث] سنة إحدى وثمانين وسبعماية [المحرّم] [القبض على مهتار الطشت خاناه] في محرّم منها كثر تخوّف [العامّة] (¬1) من وضع بركة السيف فيهم، وكان قد أسمع بأنّ غلام الله مهتار الطشت خاناه يريد الفتك ببرقوق، وبركة هو وطائفة من الزعر والعبيد في صلاة الجمعة، / 239 / وتخوّفا على أنفسهما. وكان هذا في آخر الماضية. ووقعت أشياء، فقبض برقوق في هذا الشهر على غلام الله بمندوحة أنه وجدت سيوف عليها اسمه متوجّه بها لأولاد الكنز بالتوبة. ولما تخوّف العامة أغلقوا حوانيت معايشهم من أول الليل حتى نادى برقوق بالأمان حتى أحبّوه وتعصّبوا له بعد ذلك (¬2). [خراب إسوان] وفيه كان ابتداء خراب إسوان وتغيير أحوال الوجه القبلي حتى آل إلى ما هو عليه الآن بعد تلك العظمة التي كانت له (¬3). [مشيخة البيبرسية] وفيه استقرّ العلاّمة عزّ الدين الرازي الحنفي في مشيخة البيبرسية عوضا عن الضياء القرمي، وفي مشيخة الحديث بالمنصورية (¬4). [صفر] [عزل ابن أبي البقاء عن القضاء] صفر، في أوائله عزل ابن (¬5) أبي البقاء عن القضاء للشافعية، وخرج البريد ¬

(¬1) ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل. (¬2) خبر المهتار في: السلوك ج 3 ق 1/ 353، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 40. (¬3) خبر أسوان في: السلوك ج 3 ق 1/ 352. (¬4) خبر المشيخة في: بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 240. (¬5) في الأصل: «عزل بن».

إظهار ذخائر الأشرف

لإحضار ابن (¬1) جماعة من القدس (¬2). [إظهار ذخائر الأشرف] وفي سابعه أخرج من ذخائر الأشرف بمكان (¬3) من القلعة على يد الزمام مثقال الجمالي مبلغ ثلاثين ألف دينار، وبمكان آخر خمسة عشر ألف دينار، وبرنية ملئت (¬4) بالفصوص والجواهر السّنيّة، من جملة ذلك فصّ عين الهرّ زنته ستة عشر درهما، ثم عوقب مثقال فلم يقرّ بشيء حتى وجدت أوراق عند بعض جواري الأشرف بخطه بفهرست ذخائره، فقوبلت، فما نقص منها شيء، فأطلق مثقال، فتحقّق براءته (¬5)، وكان ذلك من الفرج بعد الشدّة. [وفاة شيخ القراء] [586]- وفي تاسعه مات شيخ القرّاء (¬6) البغداديّ، عبد الرحمن [بن أحمد] بن علي الواسطيّ (¬7)، نزيل مصر. وكان عالما، فاضلا. درّس الحديث بالشيخونية. وتلى (¬8) على التقيّ بن الصائغ، وانتفع به الناس في القراءآت، ودرّس بجامع ابن (¬9) طولون فيها، وشرح «الشاطبية» وله غير ذلك من التصانيف. وقرأ على الزين العراقيّ. ومولده سنة ثلاث وسبعماية. [استمرار ابن جماعة بالقضاء] وفي ثالث عشرينه استمرّ البرهان ابن جماعة في القضاء بعد أن حضر من القدس، ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 354، ووجيز الكلام 1/ 243، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 240. (¬3) في الأصل: «بمكال». (¬4) في الأصل: «ملت». والبرنية: وعاء من الزجاج. (¬5) خبر الذخائر في: السلوك ج 3 ق 1/ 354، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 241. (¬6) في الأصل: «العراءه». (¬7) انظر عن (الواسطي) في: غاية النهاية 1/ 364 رقم 1554، والسلوك ج 3 ق 1/ 375، وإنباء الغمر 1/ 203، 204 رقم 14، والدرر الكامنة 2/ 323، 324 رقم 2281، والنجوم الزاهرة 11/ 196، ووجيز الكلام 1/ 246 رقم 520، وبغية الوعاة 2/ 76، وحسن المحاضرة 1/ 396، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 252، وطبقات المفسرين للداوودي 1/ 262، وكشف الظنون 1/ 647، وشذرات الذهب 6/ 271، وهدية العارفين 1/ 528، ومعجم المؤلفين 5/ 121. (¬8) الصواب: «وتلا». (¬9) في الأصل: «بن».

قتل الكلاب

وأكرم غاية الإكرام، لا سيما من بركة. ولما نزل بخلعته كان له يوما مشهودا (¬1) كأيام دوران المحمل، وتصالح هو والسراج البلقينيّ لنفرة كانت بينهما، وأركبه بغلة رائعة بقماش فاخر (¬2). [قتل الكلاب] وفيه كانت كائنة قتل الكلاب، أمر بذلك الأمير بركة، وألزم كلّ أمير نقل ما بها، وقتل منها الكثير. وكانت قد كثرت بالأزقّة والشوارع. وعمل الشعراء في قتلها أشعارا (¬3). [ربيع الأول] [ثورة الجند على نائب حلب] وفي ربيع الأول قدم / 240 / البريد من حلب بأنه ثار بها جماعة من الجند والأمراء على النائب فكادوا يقتلونه، ووقع بينهم حرب فانكسروا. وفرّ أقبغا كبير القائمين بهم إلى نعير أمير آل فضل واستجار به (¬4). [وفاة الشيخ التروجي] [587]- وفيه مات الشيخ إبراهيم التروجيّ (¬5). وكان صالحا، قائما بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويؤذى في ذلك فلا يرجع. وكان كثير العبادة. [وفاة صالح الجزيري] [588]- ومات الشيخ الصالح المعتقد صالح الجزيريّ (¬6)، ودفن بزاويته من جزيرة أروى المعروفة بالوسطانية. [وفاة ابن مرزوق المغربي] [589]- ومات فيه العلاّمة، الإمام أبو عبد الله بن مرزوق (¬7)، محمد بن محمد بن ¬

(¬1) الصواب: «يوم مشهود». (¬2) خبر ابن جماعة في: الذيل على العبر 2/ 483، وإنباء الغمر 1/ 190، والسلوك ج 3 ق 1/ 354، 355، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 241. (¬3) خبر الكلاب في: السلوك ج 3 ق 1/ 355، وإنباء الغمر 1/ 191، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 241. (¬4) خبر الثورة في: السلوك ج 3 ق 1/ 355، وإنباء الغمر 1/ 192، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 242. (¬5) انظر عن (التروجي) في: إنباء الغمر 1/ 201 رقم 2. (¬6) انظر عن (الجزيري) في: السلوك ج 3 ق 1/ 375، وإنباء الغمر 1/ 203 رقم 13، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 241 وفيه: «الحريري» و 252 «الجزيري». (¬7) انظر عن (ابن مرزوق) في: السلوك ج 3 ق 1/ 376، وإنباء الغمر 1/ 206، 207 رقم 31 وفيه: =

وفاة الطبردار الحراوي

محمد بن أحمد بن أبي بكر بن محمد بن مرزوق المغربيّ، التّلمسانيّ، التّجيبيّ (¬1)، المالكيّ، وزير المغرب وعالمه، وشيخ تدريس الفقه بالشيخونية، والمدرسة القمحية. وكان علاّمة وقته، وشهرته تغني عن مزيد ذكره. وله عدّة تصانيف. وكان عالي الهمّة، قويّ العزيمة. وجرت عليه أمور وخطوب ببلاده. وكان صالحا من الأولياء. [وفاة الطبردار الحراوي] [590]- ومات فيه المسند ناصر الدين (¬2) الطبردار، محمد بن يوسف (¬3) بن علي بن إدريس الحراويّ (¬4)، الكرديّ. سمع كتاب «الحيل» للدمياطيّ، منه، ورحل إليه الناس للسماع عليه. وكان سنّه أربعا وثمانون (¬5) سنة. [إحضار أشقتمر] [وفيه] (¬6) خرج البريد لإحضار أشقتمر (¬7). [ربيع الآخر] [إغلاق فم قنطرة الخور بسلسلة] وفي ربيع الآخر قام إنسان يقال له الشيخ محمد صائم الدهر وتحدّث مع الأمير برقوق وبركة في النسق الذي يجري على ظهر الخلجان (¬8) من النيل المبارك، فأمر السلاسل عملت على فوهات القناطر كام (¬9) الخور، وموردة الجبس (¬10) ¬

= «محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن مرزوق»، والدرر الكامنة 3/ 360 - 362 رقم 957، ووجيز الكلام 1/ 245 رقم 518، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 252. (¬1) في الوجيز: «العجيسي»، وهي غلط. (¬2) في الأصل: «فاضل». (¬3) في الأصل: «محمد بن وهيب». (¬4) انظر عن (الحراوي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 376، وإنباء الغمر 1/ 208 رقم 39 وفيه «محمد بن علي بن يوسف بن علي»، والدرر الكامنة 4/ 99 رقم 262 وفيه «محمد بن علي بن يوسف بن إدريس»، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 252 وفيه: «محمد بن يوسف بن علي». (¬5) الصواب: «أربعا وثمانين». (¬6) في الأصل: «ومولده»، وهو وهم. (¬7) السلوك ج 3 ق 1/ 356، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 244. (¬8) في السلوك: «قنطرة الخور». (¬9) في السلوك: «قنطرة الفخر». (¬10) يقع فيها تصحيف، فترد: «موردة الجيش»، و «موردة الحبش»، والمثبت يتفق مع: السلوك.

عمارة الحرم الشريف

حتى لا يدخل الشخاتير إلى البرك، لا سيما بركة الرطلي (¬1). [عمارة الحرم الشريف] (¬2) وفيه بعث الأمير بركة دواداره سودون باشاه لعمارة الحرم الشريف بمكة، وما بدا فيه بركة منها إجراء عين عرفة (¬3). [منع الخمور] وفيه منع الخمر وكبست بسببه الكثير من الدور بحارة الأسرى وغيرها وأريقت وكسرت الكثير من جراره جدّا، وتولّى ذلك مأمور حاجب الحجّاب (¬4). وفيه أراق أيضا الأمير بركة خمرا كثيرا من دور الأقباط (¬5). [وفاة البرهان القيراطي] [591]- وفي عشرينه مات الأديب البارع البرهان القيراطيّ (¬6)، شاعر وقته، إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عسكر بن مظفّر بن نجم بن شادي بن هلال الطائيّ، الطريفيّ، الشافعيّ. وكان مجاورا بمكة، وله القصائد الطنّانة / 241 / في امتداح جماعة من العلماء وغيرهم. وكان مع تعانيه النظم والأدب عابدا، خيّرا صالحا، فاضلا، درّس وأجاد. ومولده سنة إحدى وثلاثين وسبعماية (¬7). [جمادى الأول] [نيابة أشقتمر لحلب] وفي جماد الأول في مستهلّه قدم أشقتمر المارديني من القدس، وخرج الأميران ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 357، وإنباء الغمر 1/ 192، 193، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 242 و 243. (¬2) في الإنباء: «باجه». (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 357، وإنباء الغمر 1/ 193، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 243. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 358، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 243. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 358، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 243. (¬6) انظر عن (القيراطي) في: العقد الثمين 3/ 217 - 229، والذيل على العبر 2/ 489، 490، والسلوك ج 3 ق 1/ 374، وإنباء الغمر 1/ 200، 201 رقم 1، والدرر الكامنة 1/ 31 رقم 7، والدليل الشافي 1/ 18، 19، والمنهل الصافي 1/ 70 - 76، والنجوم الزاهرة 11/ 196 - 200، وحسن المحاضرة 1/ 572، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 243 و 252، ووجيز الكلام 1/ 245 / رقم 516، وشذرات الذهب 6/ 269، وإيضاح المكنون 2/ 501، وهدية العارفين 1/ 17، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 124، والأعلام 1/ 49، وذيل التقييد 1/ 428، 429 رقم 839، ومعجم المصنّفين 3/ 213 - 217، وفهرست الخديوية 4/ 325، ومعجم المؤلفين 1/ 54، 55. (¬7) وقيل مولده سنة 726 هـ‍. (بدائع الزهور).

الحجابة الثالثة

برقوق وبركة إلى لقائه بالريدانية، وترجّلا له عن فرسيهما، فنزل لهما، ثم سارا معه إلى القاهرة، وأنزله برقوق وقام بما يليق به، ثم خلع عليه في رابعه وقرّر في نيابة حلب عوضا عن تمرباي بحكم أن يقيم بالقدس (¬1). [الحجابة الثالثة] وفيه قرّر سودون الشيخوني حاجبا ثالثا (¬2). [اتخاذ قاضي الأحناف مودعا لأموال الأيتام] وفيه خلع على قاضي القضاة الحنفية جار الله بأن يقرّر مودع حكم الأيتام وأن يلبس الطرحة كالقاضي الشافعيّ، ويقيم أمين حكم، ويولّي قضاة الحنفية بالبلاد، فقام الشافعية في ذلك أشدّ قيام، واستمال العلاّمة الكمال البدر في ذلك. ولا زالوا حتى بطّلوا هذا الأمر بعد أن عقد مجلس عند الأتابك برقوق بسبب ذلك. وكان إنسان يقال له الشيخ خلف الطوخي ممّن يعتقد ولبرقوق فيه اعتقاد زائد استماله الشافعية بأن يخوّف برقوق عاقبة هذا الأمر حتى أبطل ذلك (¬3). وهذا أمر لا طائل تحته حتى يتنافس فيه في الحقيقة، فإنّ قاضي القضاة في هذا الزمن اسم لا مسمّى له إذ كان في العصر الأول منفرد (¬4) كأبي يوسف فهو قاضي قضاة الإسلام حقيقة. ولي في هذا كلام طويل لا يسعه هذا المختصر. [جمادى الآخر] [فيضان ماء الخليج الناصري] وفي جماد الآخر فاض الماء من الخليج الناصريّ وساح حتى غرق عدّة بساتين، وأغرق كوم الريش وما حولها من الأراضي بحيث صار لجّة عظيمة، وتلف فيه عدّة أماكن وأشياء (¬5). [الإفراج عن نائب الشام] وفيه أفرج عن بيدمر نائب الشام من الإسكندرية إلى القدس (¬6). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 358، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 244. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 358. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 358، 359، وإنباء الغمر 1/ 193. (¬4) الصواب: «منفردا». (¬5) خبر الفيضان في: السلوك ج 3 ق 1/ 360، وإنباء الغمر 1/ 293، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 243. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 360؛ وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 244، 245.

نيابة غزة

[نيابة غزّة] وقدم أقبغا عبد الله طائعا فقرّر في نيابة غزّة (¬1). [نيابة السكندري قضاء الأحناف] وفيه أمر برقوق للقاضي الحنفي يولّي إنسان (¬2) من نوّابه يقال له زين الدين السكندري، وكان رجلا قد احتمى به خوفا على نفسه من بطش مأمور حاجب الحجّاب في أمر ما، وطلب هذا الرجل النظر في حاله بالطريق الشرعي، فغضب مأمور من ذلك وشكاه لبرقوق، وطلب المحتمى وضربه بالمقارع وشهّره، والمنادي ينادي عليه. / 242 / وكان هذا أول حدوث كسر حرمة الشرع في دولة الجركس، وكان من أفظع الحوادث التي ما عهدت، واتّضع بها جانب منصب الشرع وطمع الترك الظلمة في القضاة، وانبسطت أيدي حكّام السياسة في الأحكام بما تهوى أنفسهم، والله حسبهم (¬3). [رجب] [كائنة كلام الحائط] وفي رجب كانت كائنة كلام الحائط، وهي كائنة غريبة فظيعة، كان الناس بمصر افتتنوا بها وبقي لهم عند ذلك المكان اجتماع عظيم وقال وقيل، وكان من تقدّم منهم إلى الحائط وسأله عمّا يشاء أجابه بما أحبّ أو كره، وكادت تكون هذه من غرائب العجائب أو كانت. وهدم الحائط بسببها ثم عاد الكلام من حائط إلى جانبها حتى انكشف أن ذلك حيلة، وقبض برقوق وسمّرهم على جمال وطيف بهم القاهرة، وكان لهم يوما مشهودا (¬4). وكان تسمير امرأة على هذا أول ما حدث، ولم يسمع به قطّ. وهي من حوادث دولة الجراكسة (¬5). [شعبان] [فتنة إينال اليوسفي] وفي شعبان كائنة إينال اليوسفي أمير سلاح، وكان قد بلغه أنّ برقوق وبركة في ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 360؛ وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 145. (¬2) الصواب: «إنسانا». (¬3) خبر السكندري في: السلوك ج 3 ق 1/ 360، 361، وإنباء الغمر 1/ 194. (¬4) الصواب: «يوم مشهود». (¬5) خير الحائط في: النفحة المسكية 229، والسلوك ج 3 ق 1/ 361 - 364، وإنباء الغمر 1/ 198، 199، والنجوم الزاهرة 11/ 172 - 174، ووجيز الكلام 1/ 243، 244، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 245 - 248.

رمضان

قصد السوء له. واتفق أن خرج بركة لجهة الصيد بالبحيرة فتضاعف إينال حيلة وخوفا على نفسه، وأخذ يدبّر ما يفعله. ونزل إلى برقوق للعيادة غير ما مرة. ثم خرج برقوق إلى جهة المطعم، فاغتنم إينال الفرصة وركب من فوره بجماعة مماليكه وآخرين انضمّوا إليه، فكبس باب السلسلة فملكها، ونهب من معه جميع ما فيه لبرقوق، واستمال إينال من به من مماليك برقوق ووعدهم ومنّاهم، وبعث بطلب السلطان، فما أجاب، فأمر بضرب الدبادب حربيّا. وكانت كائنة غريبة وفتنة كبيرة، وبلغ برقوق ذلك فخارت قواه، وكاد أن يفرّ من هناك حتى قوّاه أيتمش وشجّعه وأخذه، وعاد به إلى داره، وجمع عليه الناس وثار معه العامّة، وقابلوا جماعة إينال وهم قد اشتغلوا بما نهبوه / 243 / فهزموهم، وفرّ إينال بعد أن دخل أصحاب برقوق إلى الإصطبل من جهة باب السرّ من ناحية الصوّة. وكان قد جرح إينال في عقبه بسهم أصابه بعد أن قاتل قتال الموت ثم قبض عليه بعد فراره وقيّد وحمل إلى الإسكندرية فسّجن بها. وزيّنت القاهرة زينة حافلة. وأظهرت العامّة لبرقوق غاية التعصّب والمحبّة (¬1). [رمضان] [نيابة طرابلس] وفي رمضان قرّر منكلي بغا البلدي في نيابة طرابلس (¬2). [تسمير الكمال الخرّوبي ورفيقه] وفيه ضرب برقوق الكمال سبط الخرّوبي هو وآخر معه وسمّرهما على جملين وهما ينادى عليهما: «هذا جزاء من يتكلّم فيما لا يعنيه». وكان الكمال هذا قد سعى في الوزارة سعيا جريئا عند الأمير بركة، وعيّن عدّة من أصحابه، منهم لنظر الخاصّ، وآخر لشدّ الدواوين، وآخر لتقدمة الدولة، وشرط أن يكفي الدولة ستة أشهر، وأن يسلّم إليه خاله التاج الخرّوبي وقرّ به وآخرين من التجار، وأجاب بركة إلى ذلك وما بقي إلاّ أن يتمّ. وبلغ ذلك الخراربة والتجار فأوصلوه إلى القبط، فثاروا على الكمال، وبلغوا ما قاله لبرقوق فأحضره ومن ساعده، وفرّ عنه بعض التجّار، فضرب رفقته بالمقارع، وشهّره كما قلناه (¬3). ¬

(¬1) خبر فتنة اليوسفي في: النفحة المسكية 230، والسلوك ج 3 ق 1/ 365 - 367، وتاريخ ابن خلدون 5/ 468، 469، و 475، وإنباء الغمر 1/ 199، 200، ووجيز الكلام 1/ 244. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 367، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 249. (¬3) خبر الخرّوبي في: السلوك ج 3 ق 1/ 248، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 367، 368.

وفاة الشرف ابن عسكر البغدادي

[وفاة الشرف ابن عسكر البغدادي] [592]- وفيه مات الشرف ابن (¬1) عسكر (¬2) البغداديّ أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عسكر المالكيّ. وكان فاضلا، وولّي قضاء دمشق ونظر خزانة الخاصّ بمصر وغير ذلك، وكفّ بصره بأخرة. وكان درّس بالمستنصرية ببغداد. ومولده سنة ست (¬3) وستّين وستماية. [وفاة خضر الكردي] [593]- وفيه مات الشيخ الوليّ الصالح، المعتقد، خضر الكرديّ (¬4)، المهلّل. وكان للناس فيه الاعتقاد الحسن، وظهرت له كرامات، وكانت جنازته حافلة جدّا. [وفاة الطواشي ياقوت] [594]- والطواشي الصالح، الخيّر، افتخار الدين ياقوت الرسولي (¬5) الحسنيّ، شيخ خدّام الحرم الشريف النبويّ. وكان إماما بالحرم الشريف / 244 / على مشيخته أحد (¬6) وعشرين سنة. ومات في ليلة الجمعة سابع عشرينه. [إمرة السلاح] وفيه قدم يلبغا الناصريّ، وقرّر في إمرة سلاح عوضا عن إينال اليوسفيّ (¬7). [شوال] [وفاة ابن عبد الملك] [595]- وفي شوال مات الشيخ العالم الصالح، نزيل مكة المشرّفة، أبو عبد الله محمد بن عبد الملك (¬8) بن عبد الله بن محمد. ¬

(¬1) الصواب: «بن». (¬2) انظر عن (ابن عسكر) في: السلوك ج 3 ق 1/ 374، 375، وإنباء الغمر 1/ 313، ووجيز الكلام 1/ 245 رقم 517، والدرر الكامنة 1/ 168، 169 رقم 430، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 252. (¬3) في بدائع الزهور: «سنة تسع». (¬4) انظر عن (خضر الكردي) في: إنباء الغمر 1/ 203 رقم 11. (¬5) انظر عن (ياقوت الرسولي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 376، وإنباء الغمر 1/ 209 رقم 41، والدرر الكامنة 4/ 408، 409 رقم 1128، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 253، والدليل الشافي 2/ 772 رقم 2613. (¬6) الصواب: «إحدى». (¬7) السلوك ج 3 ق 1/ 368، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 249. (¬8) انظر عن (ابن عبد الملك) في: إنباء الغمر 1/ 207 رقم 35.

القبض على متنبىء

وكان عارفا بالفقه والتّفسير وعلم الحرف، منجمعا عن الناس. [القبض على متنبّىء] وفيه، نصفه، قبض على رجل من آحاد الناس فقيرا (¬1)، وهو يدّعي أنه النبيّ الأمين، وأنه جاء ليقرّر شرع محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه ينزل عليه قرآن مع جبريل وميكائيل وإسرافيل، ويذكر أسماء ملائكة أيضا، ويذكر أنّ الترك سيحكمه عليها ويكون سلطانا. فشهد رؤساء الطب بأنه مجنون، فجعل عند المجانين بالمارستان مدّة. ثم أطلقه بركة وضربه حتى رجع عن قوله. وذكر بعضهم عنه أنه كان يتلو عنه من قرآنه لنفسه (¬2). [ذو القعدة] [محاولة الاستيلاء على تركة] وفي ذي قعدة قصد الأمير بركة الاستيلاء على تركة إنسان يقال له ابن الأنصاري قاضي دمنهور، وآخر يقال له محمد بن سلام التاجر، وكان مالا عريضا، فركب قاضي القضاة البرهان بن جماعة إلى برقوق ووعظه، ولا زال به حتى رجع عن ذلك (¬3). [وفاة الشرف الصرخدي] [596]- وفي أوائله مات الشيخ الصالح الشرف الصرخديّ (¬4)، محمود بن أحمد بن صالح، نزيل دمشق. وكان عالما خاشعا، ناسكا، عابدا. ويشبّه بعض العلماء طريقته بطريقة النوويّ. [ذو الحجّة] [فساد الحال في ولايات البرّ] وفي ذي حجّة ولايات البرّ من الوجه البحري والقبلي والكشوفات قد زاد الحال في أمرها من كثرة عزل وأخذ، وولاته آخر بالمال حتى فسد الحال جدّا. وكان هذا أيضا من حوادث الدولة الجركسية، وكان سببا لفساد إقليم مصر وخراب بلادها في الحقيقة، وانسحب ذلك إلى أن كان منه أمرا فاحشا (¬5)، لا سيما / 245 / في ¬

(¬1) الصواب: «فقير». (¬2) خبر المتنّبيء في: السلوك ج 3 ق 1/ 368، 369، وإنباء الغمر 1/ 196، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 249. وفي الأصل: «يتلو عنه من قرآنه ععه». (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 369، وإنباء الغمر 1/ 197، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 250. (¬4) انظر عن (الصرخدي) في: إنباء الغمر 1/ 208 رقم 40، ووجيز الكلام 1/ 244 رقم 514. (¬5) الصواب: «إلى أن كان منه أمر فاحش».

جر المياه من عرفة إلى خارج باب المعلاة

هذه الدول القريبة بعد الثمان ماية (¬1). ولله الأمر. [جرّ المياه من عرفة إلى خارج باب المعلاّة] وفي هذا الشهر جرّت عين الأزرق وعين ابن (¬2) رخم من عرفة إلى البركتين خارج باب المعلاّة (¬3) بمكة، واستجدّت ميضأة عند باب بني شيبة وربع من حوانيت، وأصلحت بئر زمزم والحجر وسطح الكعبة والميزاب. كل ذلك بواسطة الأمير بركة (¬4). [قتل جماعة من المرتدّين] وفيه حضر جماعة ما بين رجال ونساء كانوا قد أسلموا عن النصرانية فجاءوا مرتدّين (عن) (¬5) الإسلام - نعوذ الله من ذلك - وقالوا: نريد أن تطهّرونا بسفك دمائنا على ما وقع منّا متقرّبين عن ذلك إلى السيّد المسيح. فوعظهم القاضي المالكي، فما قبلوا وصمّموا على ما هم عليه، فحكم بسفك دمائهم وضربت أعناق الرجال تحت شبّاك الصالحية، والنساء بالرميلة تحت القلعة، وشنّع الناس على القاضي المالكيّ كونه ضرب أعناق النساء وأنكر عليه ذلك (¬6). [ضرب عنق راهب وثلاث نساء نصرانيات] وفيه أيضا قدم راهب من النصارى وأفحش في قدحه في الإسلام، وأصرّ على ذلك، فضرب عنقه. واتّفق أن كان ثلاثة من النساء النصارى تعشّقوا (¬7) هذا الراهب وأفرطن في عشقه، فلما رأينه فعل به ذلك رفعن أصواتهنّ بالولولة بألسنتهنّ فرحا بما صاروا (¬8) إليه هذا الراهب، وأخذن يقدحن في الإسلام مثله، فضرب الحاجب رقابهنّ بالرميلة. وضرب رقبة شخص آخر رفيق الراهب بعده بعد ذلك (¬9). [سجن مختلّ العقل] وفيه جاء إنسان جنديّ على فرس للقاضي المالكيّ وقال له: طهّرني بالسيف فإنّي ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 370، 371، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 251. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «المعلا». (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 372، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 251. (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 372، 373، وإنباء الغمر 1/ 197، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 250. (¬7) الصواب: «تعشّقن». (¬8) الصواب: «بما صرن». (¬9) خبر الراهب في: السلوك ج 3 ق 1/ 372، 373.

تجمع التركمان لأخذ ملطية

موتدّ عن الإسلام، فضرب وسجن بالبيمارستان لما قيل عنه إنه مختلّ في عقله (¬1). [تجمّع التركمان لأخذ ملطية] هذا الشهر عزم بركة على خروجه للسفر لقتال التركمان، وكان ورد الخبر بأنهم تجمّعوا لأخذ ملطية، ثم اقتضى الحال أن يتولّى قتالهم بيدمر، فأحضر من القدس واستقرّ في نيابة الشام / 246 / عوضا عن كمشبغا الحموي (¬2). [قتل ابن مكي داعية الرافضة] وفيه قتل بدمشق ابن ملي (¬3)، الرافضيّ، بعد أن شهد عليه بقوادح في دينه (¬4). [قطع مرتّبات جماعة] وفيه قطع الوزير معاليم جماعة من الناس ورواتبهم، فطلبه برقوق وسأل عن مقدار ما توفّر من ذلك، فأعلمه به، فأخرج عنه من جهات الدولة بقدر ذلك، فسقط في يده وبقي عليه أثر ما فعله، ومقته الناس وكثر الدعاء عليه (¬5). [المحمل اليمني] وفيه وصل المحمل اليمني إلى مكة أيضا ومعه الحاج (¬6). ¬

(¬1) خبر المختلّ في: السلوك ج 3 ق 1/ 373، وإنباء الغمر 1/ 198. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 374. (¬3) في الأصل: «ملي»، والمثبت عن السلوك ج 3 ق 1/ 374، وإنباء الغمر 1/ 200. (¬4) وضربت عنق رفيقه عرفة بطرابلس وكان على معتقده. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 374، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 251، 252. (¬6) إنباء الغمر 1/ 200.

حوادث سنة اثنتين وثمانين وسبعماية

[حوادث] سنة اثنتين وثمانين وسبعماية [المحرّم] [سفر بيدمر] في ثاني محرّم خرج بيدمر نائب الشام مسافرا إليها وهو في تجمّل زائد، وخرج مسفّره خضر رأس نوبة بركة، وعاد بعد ذلك بمال طائل جدّا يطول الشرح في تفصيل جرياته (¬1). [وفاة نقيب الأشراف] [597]- وفي عاشره مات نقيب الأشراف السيد الشريف شرف الدين عاصم (¬2). [زواج السلطان بابنة طشتمر] وفي ليلة عاشره بنى الأتابك برقوق على ابنة طشتمر الخوند بعد أن حملت إليه جهازا عظيما (¬3). [ضرب النشو الملكي] وفيه ضرب التاج النشو الملكيّ الوزير، ضربه بركة محفيّا تحت رجله، ثم خلع عليه في غده، ونودي له بأنّ أحدا لا يحتمي عليه (¬4). [عبث رجل بشخص يصلّي] وفي آخره قدم البريد من حلب وعلى يده محضر فيه من الغريب النادر أنّ أنسانا قام يصلّي بقوم فعبث به شخص، فتمادى في صلاته ولم يقطعها حتى فرغ، وحوّل الله تعالى وجه الشخّص العابث وجه خنزير رآه جمعا (¬5) من الناس، وشهدوا به، وكتب بذلك ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 377، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 253. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 406، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 280، وإنباء الغمر 1/ 224 رقم 14. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 374، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 253. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 378، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 253. (¬5) الصواب: «رآه جمع».

صفر

المحضر وذكر البريد محضره أنه شاهده وقد فرّ ودخل إلى غابة هناك (¬1). [صفر] [زواج امرأة من رجلين] وفي صفر شهّرت امرأة على جمل وهي ينادى عليها: هذا جزاء من يتزوّج برجلين في وقت واحد (¬2). [قتل فرنجيّ قتل رجلا عدوانا] وفيه وقعت نادرة غريبة، وهي أنّ رجلا من الفرنج خاصم شخصا على مال ادّعاه عليه بين يدي الأمير بركة فلم يثبت له شيء، فحنق الفرنجيّ وأخرج سكّينا معه وضرب بها إنسان (¬3)، يقال له بلبان الترجمان (¬4)، فمات في الحال في موقف الدعوى بين يدي بركة بحضرة الملأ العام، فقبض عليه وسمّر تسميرا غريبا بحيث صارت اللعبة التي سمّر عليها تدور به على الجمل، ثم قطعت يداه ورجلاه، وأحرقت جثّته خارج القاهرة، وكان له وقتا حافلا (¬5). [وفاة العلاء السعدي الحسباني] [598]- وفي ليلة سابع عشره مات بدمشق حجّي بن موسى بن أحمد بن سعد بن غنم بن غزوان بن علي بن شرف بن محمد الشيخ علاء الدين السعدي، الحسبانيّ (¬6)، الدمشقيّ، الشافعيّ. وهو جدّ الجماعة بني حجّي. وكان من أعيان فقهاء دمشق الأفاضل، مع خير، وفيه الجماع. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 378، وإنباء الغمر 1/ 210، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 254 وذكر محقّق إنباء الغمر الدكتور حسن حبشي أن «ابن دقماق» المؤرخ رأى بنفسه الرجل العابث. ويقول خادم العلم وطالبه، محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري»: هذا غلط، فابن دقماق لم يكن في حلب حتى يشاهد ذلك. ويمكن أنه رأى المحضر الذي أتى به البريديّ. وقد شكّك ابن قاضي شهبة بصحّة هذا الخبر، وقال في ختامه: «والظاهر أن ذلك لو وقع لنقل متواترا». (تاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 21، 22). (¬2) خبر المرأة في: السلوك ج 3 ق 1/ 379، وإنباء الغمر 1/ 218، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 254. (¬3) الصواب: «إنسانا». (¬4) في الأصل: «التركمان». (¬5) الصواب: «وقت حافل». والخبر في: السلوك ج 3 ق 1/ 379، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 255. (¬6) انظر عن (الحسباني) في: السلوك ج 3 ق 1/ 408، وإنباء الغمر 1/ 223 رقم 10، والدرر الكامنة 2/ 6، 7 رقم 1482، ووجيز الكلام 1/ 250 رقم 527، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 281، وشذرات 6/ 274.

الوحشة بين برقوق وبركة

[الوحشة بين برقوق وبركة] وفيه كادت أن تكون فتنة كبيرة، / 247 / وأغلقت أسواق القاهرة وتعطّلت أحوالهم في تاسع عشره لوحشة وقعت بين برقوق وبركة، وألبس بركة مماليكه آلة الحرب والسلاح ليلة كاملة وكذا الأمراء، حتى تلطّف به برقوق بأن طلب القضاة والشيخ العلاّمة أكمل الدين الحنفي والمشايخ وقرّبهم بأن يدخلوا بينه وبين بركة بالصلح، وكان ذلك مكيدة منه ودهاء، فلا زالوا يتردّدون بينهما حتى قرّروا الصلح، ووقع الصفاء ظاهرا، وحلف كلّ لصاحبه بما أحبّه. وكان بركة حتى أخذ حذره من أيتمش وهو على قصد إزالته، وأحسّ أيتمش بذلك ولجأ إلى برقوق، وكان عنده فبعث به برقوق إليه فلم يجد بدّا من الإغضاء، فخلع عليه وأعاده لبرقوق والقلوب فيها ما فيها. ونودي بالأمان. فسكن انزعاج الناس شيئا (¬1). [الخلعة على القضاة] وفيه خلع على القضاة وعلى الشيخ أكمل الدين ما عدا القاضي المالكي لأجل سعيهم في الصلح. والتزم بركة بأنه لا يتكلّم في شيء من أمور المملكة، وأن ينفرد برقوق بالتكلّم (¬2). [ربيع الأول] [استمرار قاضي المالكية] وفي ربيع الأول خلع على العلم البساطي باستمراره على قضاء المالكية، وكان قد أرجف بصرفه عنها لا سيما وما ألبس خلعة في يوم صلح برقوق وبركة، فوعد بمال حتى خلع عليه (¬3). ولله الأمر. [فتنة القبض على بركة] وفي سابعه كانت فتنة القبض على بركة، والكلام فيها طويل، محصّله أنّ بركة كان في قلبه من أيتمش أشياء، وهو مستند إلى برقوق، وتوحّش بسبب ذلك ما بين برقوق وبركة حتى بلغ برقوق بعد الصلح أنّ بركة في قصده الفتك به في يوم الجمعة حادي عشره، فبادره قبل ذلك بأن عمل مهمّا لمولود ولد له حضره الأمراء الأكابر وما حضره بركة بل بعضا (¬4) من خواصّه من الأمراء، فقبض عليهم برقوق وأعلن بالركوب، ونادى ¬

(¬1) خبر الوحشة في: النفحة المسكية 231، والسلوك ج 3 ق 1/ 379، 380، وتاريخ ابن خلدون 5/ 419، وإنباء الغمر 1/ 210، 211، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 254، 255. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 380، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 256. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 380، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 256. (¬4) الصواب: «بل بعض».

تقييد يلبغا الناصري

في العامة: «عليكم ببركة، انهبوا داره»، فثاروا به وهجموا داره، ففرّ هاربا إلى جهة الصحراء، وأقام بها، وتأهّب لقتال برقوق، ثم تقاتلوا، وكانت بينه وبين أصحاب برقوق عدّة وقفات. ودام ذلك أياما. وآل في يوم الخميس عاشره إلى قبض بركة وقيّد وحمل إلى سجن الإسكندرية هو وقراد مرداش وطائفة آخرين (¬1) من الأمراء (¬2). وفي الحقيقة من هذا اليوم علت كلمة الجراكسة وزالت الدولة التركية الصمدية وانقرضت، / 248 / فإنهم تتبّعوا حتى أخذوا فقتّلوا وسجنوا ونفوا. وقامت دولة الجراكسة وأمرها لم يتمّ، فإنها من أسوأ (¬3) دولة وشرّها، وعلى يديها كان زوال محاسن مملكة مصر وقواعد سلطنتها، وتغيّرت الأحوال وظهرت الأهوال. وبالله المستعان. [تقييد يلبغا الناصري] وفي ليلة ثالث عشره أخرج يلبغا الناصريّ مقيّدا إلى الإسكندرية (¬4). وكان ممّن قام مع بركة. [القبض على نائب الشام] وفيه قدم البريد بسيف بيدمر الخوارزميّ نائب الشام. وكان برقوق لما وقع ما وقع بينه وبين بركة بادر فبعث إلى الشام بالقبض عليه إن تيسّر ذلك، وبعث بركة بأن يحترز على نفسه فإنه قائم، وإذا وقع أمر قدم عليه، فوقعت فتنة بدمشق آلت إلى القبض على بيدمر وسجنه بقلعة دمشق. وكان ذلك من سعد برقوق، فسرّ به في هذا اليوم (¬5). [استقرار عدّة أمراء] وفي حادي عشره استقرّ أيتمش في الرأس نوبة عوضا عن بركة. وقرّر علاّن الشعباني في إمرة سلاح. وألطنبغا الجوباني في إمرة مجلس. وصيّر جركس الخليلي أمير أخور من المقدّمين. ¬

(¬1) الصواب: «آخرون». (¬2) النفحة المسكية 232، والسلوك ج 3 ق 1/ 381، 384، وإنباء الغمر 1/ 210، 211، وتاريخ ابن خلدون 5/ 469، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 23 - 26. (¬3) في الأصل: «أسو». (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 387، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 262. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 388، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 264، وإنباء الغمر 1/ 212 و 214.

نيابة طرابلس وحلب ودمشق

وولّي عدّة من الأمراء عدّة وظائف. وأعيد خليل بن عرّام إلى نيابة الإسكندرية (¬1). [نيابة طرابلس وحلب ودمشق] وفيه أفرج عن إينال اليوسفي وبعث به نائبا على طرابلس، عوضا عن منكلي بغا البلدي، بعد نقله إلى نيابة حلب، عوضا عن أشقتمر المارديني، بعد نقله إلى نيابة دمشق، عوضا عن بيدمر (¬2). [احتياط السلطان على مال امرأة وغيرها] وفي هذا الشهر احتاط برقوق على مال امرأة أشيع بأنها ماتت بطريق الحجاز، وكان موجودا كثيرا، فظهر كذب الإشاعة، وعادت فلم يعوّض عن مالها شيء. واتفق أن كان بإخميم خطيبا (¬3) صاحب ثروة عظيمة مات، فبعث بركة بالاحتياط على ماله، وجرى عليه ما جرى، فأخذه برقوق وترك ورثته فقراء (¬4). ومات أيضا بعض الجند السلطانيّ، / 249 / وترك مالا وأولادا، فلم يعط ورثته شيئا. فكان هذا من الحوادث التي ما عهدت قطّ إلاّ في دولة الجركس، واستمرّت كذلك إلى يومنا هذا. بل فحش الأمر في ذلك في هذا (¬5) الأزمان إلى تجريها بعد الثمان ماية (¬6). [وفاة ابن الموّاز] [599]- وفيه مات الشيخ الصالح المعتقد محمد بن الموّاز (¬7)، وكان من عباد الله الصالحين. [ربيع الآخر] [القبض على الوزير الملكي] وفي ربيع الآخر قبض برقوق على الوزير التاج الملكيّ بسبب شكوى جماعة، ثم أفرج عنه (¬8). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 388، 389، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 264، والنفحة المسكية 233، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 26، وإنباء الغمر 1/ 211، والنجوم الزاهرة 11/ 179، 180. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 389، وتاريخ ابن خلدون 5/ 469 و 475، وإنباء الغمر 1/ 212 و 220، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 265. (¬3) الصواب: «خطيب». (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 390. (¬5) الصواب: «في هذه». (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 389، 390. (¬7) في الأصل: «المداز»، والتصويب من: السلوك ج 3 ق 1/ 407، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 280. (¬8) السلوك ج 3 ق 1/ 390، وإنباء الغمر 1/ 216، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 266.

موت الوزير التاج الملكي

وزادت عظمة برقوق في هذا الشهر، وصار المنفرد في تدبير المملكة، وإليه المرجع في جليلها وحقيرها، وصار يقيم مواكب حافلة لم يعهد مثلها إلاّ من قبله. [موت الوزير التاج الملكي] [600]- وفيه ترك التاج الملكي (¬1) الوزارة ولبس هيئة الزّهّاد، وقصد جامع عمرو بن العاص، وأقام به وأحضر وسجن ولا زال يعاقب حتى مات تحت العقوبة. [جمادى الأول] [خراب دمنهور] وفي أول جماد الأول سارت تجريدة للبحيرة، وآل الأمر إلى خراب دمنهور وما حولها من البلاد، ثم تراجع الحال شيئا (¬2). [إبطال ألعاب النوروز] وفيه نودي بإبطال ما كان يفعل في يوم النوروز من اللعب بالماء، وضرب أربعة بالمقارع بسبب ذلك وشهّروا (¬3). [نيابة الوجه البحري] وفيه خلع على الشريف بكتمر واستقرّ في نيابة الوجه البحري، وأمر بأن يقيم بتروجة، وخوطب بملك الأمراء. وهو أول من خوطب بذلك من كشّاف البحيرة (¬4). [جمادى الآخر] [وضع سلسلة بقنطرة المقسي] وفي جماد الآخر، في مستهلّه سلسلت قنطرة المقسي والفخر لأجل امتناع الشخاتير فيها (¬5). [هبوط النيل وغلاء الأسعار] وفيه هبط النيل قبل أوان هبوطه، وغلت أسعار الغلال، ثم انحلّ شيئا (¬6). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 1/ 407، وإنباء الغمر 1/ 217، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 281. (¬2) خبر دمنهور في: النفحة المسكية 235، والسلوك ج 3 ق 1/ 393، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 266. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 394. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 394، وإنباء الغمر 1/ 215، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 273. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 394. (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 395، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 273.

وفاة منكلي بغا نائب طرابلس

[وفاة منكلي بغا نائب طرابلس] [601]- وفيه قرّر إينال اليوسفي في نيابة حلب عوضا عن منكلي بغا البلديّ (¬1)، وفيه مات، وكان إنسانا حسنا، مات عن نيّف وأربعين سنة. ومن آثاره البرج الذي بناه بساحل طرابلس في أيام نيابته لها (¬2). [نيابة طرابلس وصفد] وقرّر كمشبغا الحمويّ في نيابة طرابلس. وطشتمر في نيابة صفد (¬3). [رجب] [قتل بركة بالسجن] [602]- وفي رجب كان قتل بركة بسجن الإسكندرية، قتله خليل (بن أحمد بن علي) (¬4) بن عرّام، فأنكر عليه ذلك واحتيط بموجوده. وخرج يونس دوادار برقوق / 250 / فقبض عليه، فيقال إنه لما قبض عليه أخرج له ورقة فيها خطوط الأمراء من برقوق ومن دونه، فقتله، ونبش يونس قبر بركة فوجده قد دفن بثيابه بغير غسل ولا صلاة، ووجد به أثرا (¬5) لضرب في رأسه وجسده، فغسّل وكفّن، وصلّي عليه، ودفن، وبني عليه قبّة وتربة. [قتل ابن عرّام] [603]- ثم أحضر ابن (¬6) عرّام فسجن بخزانة شمائل، وقرّر على مال اتّهم بأنه ¬

(¬1) انظر عن (منكلي بغا) في: السلوك ج 3 ق 1/ 406، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 54، 55، وإنباء الغمر 1/ 230 رقم 41، والدليل الشافي 2/ 744 رقم 2541، والنجوم الزاهرة 11/ 205، والدرر الكامنة 4/ 367، 368 رقم 999، ووجيز الكلام 1/ 253 رقم 536، وتاريخ ابن خلدون 5/ 469 و 475، وشذرات الذهب 6/ 237، وتاريخ طرابلس السياسي الحضاري عبر العصور (تأليفنا) 2/ 41 و 42. (¬2) انفرد المؤلّف، رحمه الله، بهذا الخبر. (¬3) الذيل على العبر 2/ 495، والسلوك ج 3 ق 1/ 396، وإنباء الغمر 1/ 215، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 273. (¬4) ما بين القوسين كتب فوق السطور. (¬5) الصواب: «أثر». وانظر عن (بركة) في: النفحة المسكية 234، والعقد الثمين 3/ 361، والذيل على العبر 2/ 494، والسلوك ج 3 ق 1/ 396، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 42، 43، وإنباء الغمر 1/ 396، والنجوم الزاهرة 11/ 204، والمنهل الصافي 3/ 351 - 355 رقم 661، والدليل الشافي 1/ 189 رقم 660، ووجيز الكلام 1/ 248، 249، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 273، 274. (¬6) في الأصل: «بن». وفي تاريخ ابن خلدون 5/ 470 و 471 «ابن عزام».

وفاة جار الله النيسابوري

أخذه من بركة، فلم يقرّ. ثم أخرج في رابع عشرينه على حمار، وطيف به القاهرة ينادى عليه: «هذا جزاء من يقتل الأمراء بغير إذن»، وهو يقول: «ما قتلته إلاّ بإذن»، ويستغيث: «يا سيدي نهار هذا ما وعدتني به». وكان الشيخ «نهار» فيما ذكره ابن (¬1) عرّام عنه أنه قال له إنه يموت مقتولا بالسيف، وكان سمّر بالمسامير (¬2) في كفّيه وذراعيه وقدميه، وصار ينشد: لك قلبي تعلّه ... فدمي لم تحلّه قال: إن كنت بالأمر (¬3) ... فلي الأمر كلّه وهو يكرّر ذلك في مثل تلك الحالة. ثم أحضر إلى تحت القلعة للتوسيط فبدره مماليك بركة بسيوفهم فقطّعوه قطعا، وحزّت رأسه وعلّقت على باب زويلة، فلا زالت أمّه تلقط ما عساها قدرت عليه من بدنه، وأخذت رأسه وغسّلته ودفنته بمدرسته جوار قنطرة أمير حسين. وكان ابن (¬4) عرّام هذا إنسانا حسنا، له فضيلة، ويذاكر بعلوم. وصنّف تاريخا مفيدا مع معرفة وذكاء وفطنة ورياسة، وتقدّم في عدّة دول، سيوسا حازما، عنده نوادر، وله جرأة وإقدام. فيقال إنه قتل ظلما لأنه أمر بقتل بركة ثم أنكر عليه ذلك افتئاتا (¬5). وهذه من نذالة الجراكسة فافهمها. [وفاة جار الله النيسابوري] [604]- وفي رابع عشره مات الشيخ الإمام، العلاّمة، جلال الدين محمد بن محمد بن محمد النيسابوريّ، الحنفيّ، المدعو بجار الله (¬6). وكان عالما فاضلا ترقّى المناصب العليّة، وله معرفة بالعقول العلمية. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بالمآمير». (¬3) في السلوك ج 3 ق 1/ 397 «إن كنت مالكا»، ومثله في: تاريخ ابن قاضي. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) انظر عن (ابن عرام) في: تاريخ ابن خلدون 5/ 470، و 471، والسلوك ج 3 ق 1/ 398 و 408، وإنباء الغمر 1/ 215 و 223، 224 رقم 12، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 33، 34 و 44، 45، والنفحة المسكية 234، والذيل على العبر 2/ 494، والمواعظ والاعتبار 2/ 393، 394، والنجوم الزاهرة 11/ 183 - 187، والدليل الشافي 1/ 291 - 292 رقم 1003، والمنهل الصافي 5/ 263 - 268 رقم 1006، ووجيز الكلام 1/ 248، 249، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 273، 274 و 281. (¬6) انظر عن (جار الله) في: السلوك ج 3 ق 1/ 407، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 53، وإنباء الغمر 1/ 229 رقم 33، ووجيز الكلام 1/ 251، 252 رقم 530، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 272.

إعفاء الجلال بن رسولا من قضاء الأحناف

[إعفاء الجلال بن رسولا من قضاء الأحناف] وفيه طلب الأتابك برقوق بالشيخ العلاّمة جلال الدين بن رسولا التبّاني، فصعد إليه بعد أن استعفى في ذلك غير ما مرة، فسأله أن يتولّى الصالحية، فأصرّ في الامتناع، وصمّم على عدم ذلك كما وقع له في الدولة الأشرفية شعبان، واعتذر. فألحّ عليه / 251 / برقوق، فأخرج من كمّه مصحفا شريفا وفتحه (وكتاب الشفاء) (¬1)، وقال لبرقوق: أقسم عليك بالله تعالى وبهما أن تعفيني من هذه القضية، فإن العجم لا معرفة لهم باصطلاح مصر. فسكت عنه برقوق، فاستدعى برقوق القضاة واستشارهم فيمن يصلح لهذه الوظيفة، فأشار عليه ابن (¬2) جماعة بالصدر بن منصور قاضي دمشق، فخرج البريد لإحضاره (¬3). [شعبان] [الإفراج عن أمراء] وفي شعبان أفرج عن يلبغا الناصريّ، وقرا دمرداش، وبيدمر الخوارزميّ (¬4). [وفاة ابن منصور الحنفي] [605]- وفيه مات بدمشق ابن (¬5) منصور (¬6) الحنفيّ، الشيخ العلاّمة، شرف الدين أحمد بن علي بن أبي منصور (¬7). وكان عالما، خيّرا، ديّنا، ترك قضاء مصر كما تقدّم. [رمضان] [الخلعة بقضاء الحنفية] وفي رمضان خلع على الصدر (¬8) محمد بن علي بن أبي البركات منصور الدمشقيّ، ¬

(¬1) ما بين القوسين رسم في الأصل: «مار لصفا». والمثبت عن السلوك. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 398، 399، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 276. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 399، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 277. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) انظر عن (ابن منصور) في: السلوك ج 3 ق 1/ 406، وإنباء الغمر 1/ 221 رقم 4، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 41، ووجيز الكلام 1/ 251 رقم 529، والدليل الشافي 1/ 65 رقم 123، والمنهل الصافي 2/ 35 رقم 225، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 14 رقم 32، والدرر الكامنة 1/ 221 رقم 568، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 280، والطبقات السنية 1/ 474 رقم 265، وشذرات الذهب 6/ 273. (¬7) في المصادر السابقة: «أحمد بن علي بن منصور». (¬8) في الأصل: «البدر». والتصحيح من: الذيل على العبر 2/ 495، والسلوك ج 3 ق 1/ 399.

تعيين نواب القضاة

وقرّر في القضاء الحنفية، وكان قدم القاهرة قبل ذلك، ونزل في موكب حافل ومعه ابن جماعة والحاجب الكبير. [تعيين نوّاب القضاة] وفيه رسم بأن يكون لكلّ قاضي (¬1) من القضاة الأربع أربع (¬2) نوّاب، فاستناب الثلاثة كلّ أربع (¬3) نوّاب، ولم يستنب الحنبليّ نائبا، واستراح الناس ممّا كانوا فيه من نوّاب المجالس الذين اتخذوا لهم (¬4) مكتبا مكتبا يتكسّبون من الخلع بين الناس ويجلسون لذلك على أبواب المساجد والجوامع وفي الحوانيت، ويقاسمون الشهود. وكان هذا بواسطة ابن (¬5) جماعة. ومشت أحوال الناس (¬6). ولما احتاجوا إلى مثل هؤلاء. ثم نقض ذلك (¬7). ولو رأيت ما الناس فيه وفي زمننا هذا بعد الثمان ماية في مثل هؤلاء القضاة لرأيت العجب العجاب. [شوال] [مشيخة الخانقاه] وفي شوال أعيد البرهان الأبناسيّ إلى مشيخة الخانقاه الصلاحية سعيد السعداء (¬8). [الوباء بالإسكندرية] [وفيه] فشا الوباء بثغر الإسكندرية وتمادى إلى أثناء ذي الحجّة (¬9)، ومات به الكثير من الناس. [ذو الحجّة] [خروج الأتابك برقوق للقاء أبيه] وفي ذي حجّة خرج الأتابك برقوق إلى لقاء أبيه آنص الجركسيّ وقد أحضره الخواجا عثمان من بلاده فتلقّاه بجميع العساكر معه وأوصله إلى القاهرة في موكب حافل جدّا، فيقال إنّ آنص لما (¬10) رأى ما أهاله تعجّب وقال لولده: يا ولدي هذه المملكة ما لها أصحاب؟ فقال: نحن أصحابها. ¬

(¬1) الصواب: «لكل قاض». (¬2) الصواب: «أربعة». (¬3) الصواب: «أربعة». (¬4) في الأصل: «‍اهم». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) السلوك ج 3 ق 1/ 400، وإنباء الغمر 1/ 218. (¬7) كتب بعدها كلمة غير مفهومة. (¬8) السلوك ج 3 ق 1/ 402، والذيل على العبر 2/ 495. (¬9) السلوك ج 3 ق 1/ 402، وإنباء الغمر 1/ 219. (¬10) تكرّرت «لما» في الأصل.

اهتمام السلطان بالخروج

فقال له: لو كان لها أصحاب ما كنتم أنتم أصحابها ولا تمكّنتم منها. / 252 / وهذا الكلام من مثل هذا الإنسان عبرة لمن تدبّر وتذكرة لمن تبصّر. ثم صعد عثمان بآنص إلى بين يدي السلطان المنصور، فشراه وأجرى عتقه عليه، وقرّره في تقدمة ألف من يومه (¬1). [اهتمام السلطان بالخروج] وفيه همّ السلطان بالخروج بالعساكر إلى جهة البحيرة. وفيه ورد الخبر بقتل نائبها قرط، ثم ترك سفر السلطان، وخرجت العساكر إلى جهة البحيرة بعد أن كشف الخبر فلم يوجد لقتل قرط صحّة. وكانت فتنة كبيرة بالبحيرة، والقائم بها شيخ العرب بدر بن سالم (¬2). [إبطال ضمان المغاني] وفيه أبطل برقوق ضمّان المغاني من مدينة حماه والكرك، وناحية منّية بني خصيب. وأبطل ضمان الملح من ناحية عينتاب. وضمان الدقيق من البيرة. وأبطل عدّة مكوس (¬3). * * * [عمارة جسر نهر الأردن] وأعمر في هذه السنة جسر نهر الأردن، يعرف بالشريعة، فيما بين مدينة بيسان ودمشق، وجاء طوله ماية وعشرون ذراعا (¬4). ¬

(¬1) الذيل على العبر 2/ 496، النفحة المسكية، ورقة 112، والسلوك ج 3 ق 1/ 403، وتاريخ ابن خلدون 5/ 472، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 38، وإنباء الغمر 1/ 217، والنجوم الزاهرة 11/ 182، 183، ووجيز الكلام 1/ 249، 250، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 277، 278. (¬2) النفحة المسكية، ورقة 112، والسلوك ج 3 ق 1/ 404، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 56، وإنباء الغمر 1/ 232، بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 279. (¬3) خبر ضمان المغاني في: السلوك ج 3 ق 1/ 405، وإنباء الغمر 1/ 219، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 280. (¬4) الصواب: «ماية وعشرين. وخبر نهر الأردن في: السلوك ج 3 ق 1/ 405، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 259.

حوادث سنة ثلاث وثمانين وسبعماية

[حوادث] سنة ثلاث وثمانين وسبعماية [المحرّم] [الوباء بالقاهرة] في محرّم ابتدأ الوباء في الناس بالطاعون بالقاهرة (¬1). [نقابة ابن أصفر عينه الجيش] وفيه استقرّ جمال الدين محمود بن علي بن أصفر عينه في نقابة الجيش. وكان [من] أجناد الحلقة بسكندرية (¬2). وهذا أول ظهور محمود بالقاهرة. وهو الذي ولي الأستادارية بعد ذلك، وأنشأ المدرسة المحمودية بالشارع، وعظم قدره جدّا. [مرض السلطان] وفيه مرض السلطان حتى أرجف بموته ثم عوفي (¬3). [صفر] [وفاة أبي لحاف] [606]- وفي صفر في ثامنه مات الشيخ الصالح، المعتقد، أبو لحاف (¬4) علي الشاميّ. [وزارة ابن مكانس] وفيه استقرّ كريم الدين بن مكانس في الوزارة، ونظر الخاص عوضا عن المقسي (¬5). ¬

(¬1) الذيل على العبر 2/ 506، والسلوك ج 3 ق 1/ 409، وإنباء الغمر 1/ 231، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 56، ووجيز الكلام 1/ 254، بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 254. (¬2) السلوك ج 3 ق 1/ 410، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 281. (¬3) السلوك ج 3 ق 1/ 410، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 282. (¬4) السلوك ج 3 ق 1/ 463، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 286 و 301، وإنباء الغمر 1/ 248، وطبقات الأولياء 565، والنجوم الزاهرة 11/ 220، والذيل على العبر 2/ 508. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 410، 411، والذيل على العبر 2/ 506، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 283، إنباء الغمر 1/ 231.

وفاة أيدمر الشمسي

[وفاة أيدمر الشمسي] [607]- وفيه مات أيدمر الشمسيّ (¬1)، أحد الألوف، وقرّر في ذلك فيه آنص والد الأتابك برقوق، وخلع عليه بذلك ولم يكن [له] عادة. [وفاة الملك المنصور علي بن شعبان] [608]- وفيه يوم الأحد ثالث عشرينه مات السلطان الملك المنصور علي (¬2) بن الأشرف شعبان، ودفن ليلا بتربة جدّه خوند بركة بالتّبانة. فكانت مدّة سلطنته خمس سنين وثلاثة أشهر وعشرين يوما ليس له فيها من الأمر شيء سوى الاسم. وكان سنّه يوم مات نحو الاثنتي عشرة سنة. وكان له نفقة في كل يوم. / 253 / ولا يمكّن من شيء غير ذلك. [سلطنة الملك الصالح] وفي رابع عشرينه تسلطن الملك الصالح صلاح الدين، ويقال: زين الدين أمير حاج، ويقال: حاجّي أيضا، ابن (¬3) الأشرف شعبان بعد أن اجتمع الأتابك برقوق بالقلعة هو والأمراء، وحضر الخليفة والقضاة إلى باب الستارة، وبعث إلى الزمام بإحضار الأسياد أولا الأشرف شعبان، فأحضروا إليه الثلاثة وهم: إسماعيل، وأبي (¬4) بكر، وحاجي، فاختاروا حاجي، وكان أكبرهم، فسلطنوه وحلفوا له، وبايعه الخليفة، وركب بشعار السلطنة من باب الستارة، وساروا (¬5) الأمراء في ركابه إلى القصر فأجلس على سرير ¬

(¬1) انظر عن (أيدمر الشمسي) في: الوافي بالوفيات 10/ 18، والذيل على العبر 2/ 508، 509، والسلوك ج 3 ق 2/ 462، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 71، وإنباء الغمر 1/ 244 رقم 14، والنجوم الزاهرة 1/ 219، والمنهل الصافي 2/ 177، 178 رقم 604، والدليل الشافي 1/ 169، ووجيز الكلام 1/ 258 رقم 549، والنفحة المسكية 236 رقم 88، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 301، وهو ممّا يستدرك على الدرر الكامنة. (¬2) انظر عن (الملك المنصور علي) في: النفحة المسكية 236 رقم 89، ومآثر الإنافة 2/ 178 و 184، والذيل على العبر 2/ 514، 515، وتاريخ ابن خلدون 5/ 471، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 74، والسلوك ج 3 ق 1/ 312، وإنباء الغمر 1/ 232، والنجوم الزاهرة 11/ 148 - 188، والمنهل الصافي 8/ 82 رقم 1591، ووجيز الكلام 1/ 254، وتاريخ الخلفاء 503، وحسن المحاضرة 2/ 79، وتاريخ ابن سباط 2/ 527، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 284، وتاريخ الأزمنة 324، وأخبار الدول 205، والغرر الحسان 501. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) الصواب: «وأبو بكر». (¬5) الصواب: «وسار».

وفاة المسندة جويرية

الملك على العادة، وقام الكلّ بين يديه، ولقّب بالصالح، وكني بأبي الجود (¬1). [وفاة المسندة جويرية] [609]- وفيه ماتت المسندة جويرية (¬2) بنت أحمد بن أحمد بن الحسين بن موسك الهكّاريّ. وكانت خيّرة، ديّنة، أكثر عنها طلب الحديث. [وفاة ابن السيوري الموسيقي] [610]- وابن (¬3) السيوري (¬4)، شيخ الموسيقا، والأستاذ في ضرب العود، محمد بن محمد بن محمد. وكانت قد انتهت إليه الرياسة في فنّه وفي الموسيقا. وكان يذكر أنه من ذرّية عامر بن ياسر. [ربيع الأول] [وفاة صاحب النظامية] [611]- وفي ربيع الأول مات الشيخ نظام الدين (¬5)، صاحب النظاميّة، بطارف الجبل، إسحاق بن عاصم الأصفهانيّ الهنديّ، الحنفي، شيخ الشيوخ بالخانقاه السّرياقوسيّة. وكان عالي الهمّة، مقرّبا. ¬

(¬1) خبر السلطنة في: السلوك ج 3 ق 2/ 439، وتاريخ ابن خلدون 5/ 471، ووجيز الكلام 1/ 254، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 285، وغيره. (¬2) انظر عن: «جويرية»، في: السلوك ج 3 ق 2/ 463 وفيه: «جويرة» وإنباء الغمر 1/ 245 رقم 18، والدرر الكامنة 1/ 544، 546 رقم 1472، والنجوم الزاهرة 11/ 361 وفيه: «جريرة»، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 301 وفيه: «حوبرة»، والذيل على العبر 2/ 512 - 514، وشذرات الذهب 6/ 280، وأعلام النساء 1/ 226، 227. (¬3) في الأصل: «وبن». (¬4) انظر عن (ابن السيوري) في: السلوك ج 3 ق 2/ 463، وإنباء الغمر 1/ 252 رقم 51، والنجوم الزاهرة 11/ 220 وفيه: «السوري العمّاري» نسبة إلى عمّار بن ياسر، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 301 وفيه: شمس الدين محمد بن الكومي العمّاري نسبة إلى عمّار بن ياسر. (¬5) انظر عن (نظام الدين) في: السلوك ج 3 ق 2/ 461، وإنباء الغمر 1/ 243 رقم 11، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 289، 300، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 68 وفيه: «إسحاق بن محمد، ويقال لأبيه أيضا: عاصم»، والدليل الشافي 1/ 117 رقم 406، والنجوم الزاهرة 11/ 217، والمنهل الصافي 2/ 362 رقم 408، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 289 و 300، والذيل على العبر 2/ 518، 519.

ارتفاع الوباء

وولي شيخ الشيوخ بعده ولده جلال الدين، ولقّب بشيخ الإسلام شيخ الشيوخ (¬1). وأرّخه البعض في ربيع الآخر. [ارتفاع الوباء] وفيه ارتفع الوباء في أواخره (¬2). [خروج التركمان عن الطاعة] وفيه ورد الخبر بخروج التركمان بالأعمال الحلبية والأبلستين عن الطاعة (¬3). [ربيع الآخر] [نصب خيمة عظيمة بميدان القاهرة] وفي ربيع الآخر وصلت خيمة عظيمة تحمل على ماية وثمانين جملا أحضرت للأتابك برقوق، فنصبت بالميدان، وركب الأتابك أرديتها وعمل مهمّا حافلا بها، ومدّ سماطا عظيما أكله الأمراء ومن حضر، وهرع الناس إلى رؤية ذلك. وكان من النوادر (¬4). [تقرير سودون الشيخوني] وفيه قرّر سودون الشيخونيّ في تقدمة ألف والحجوبية الثانية (¬5). [وفاة علاّن العثماني] [612]- وفيه مات علاّن العثماني (¬6) أمير سلاح. [وفاة ابن قشتمر الحاجب] [613]- وأمير علي بن قشتمر (¬7) الحاجب أحد مقدّمي الألوف. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 440. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 440، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 286. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 440، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 286، 287. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 441، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 287، ووجيز الكلام 1/ 255. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 441. (¬6) انظر عن (علان العثماني) في: إنباء الغمر 1/ 244 رقم 15 وفيه: «ألان بن عبد الله الشعباني»، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 287 و 301، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 70، والدليل الشافي 1/ 443، 444، رقم 1534، والسلوك ج 3 ق 2/ 462، والنجوم الزاهرة 11/ 220، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 287 و 301، والذيل على العبر 2/ 519، والمنهل الصافي 8/ 31 رقم 1540. (¬7) انظر عن (ابن قشتمر) في: السلوك ج 3 ق 2/ 463، وإنباء الغمر 1/ 248 رقم 35، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 74، والدرر الكامنة 1/ 96 رقم 215 وفيه: «علي بن قشمير الناصري»، والدليل الشافي 1/ 468 رقم 1622، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 286، والذيل على العبر 2/ 517، والنجوم الزاهرة 11/ 220، والمنهل الصافي 8/ 143 رقم 1629.

جمادى الأول

وكان فاضلا من أهل العلم. [جمادى الأول] [التنبّوء بعدم زيادة النيل] وفي جماد الأول وقعت غريبة، وهي أنّ إنسانا أعجميّا حضر إلى الأتابك برقوق فذكر له أنّ النيل لا يزيد شيئا في هذه السنة، فاتفق أن زاد في ثاني يوم ذلك خمسة عشر إصبعا، ثم بعده ستة عشر، فأحضره برقوق وضربه وشهّره (¬1). [وفاء النيل] وفي عاشره وفاء النيل، وركب الأتابك برقوق إليه فخلّق المقياس، وفتح الخليج بحضوره (¬2). [الريح العاصف بدمشق] وفيه هبّت بدمشق ريح عاصفة جدّا / 254 / هال الناس أمرها، ووقع بسببها الكثير من الأشجار اقتلعت من الأرض (¬3). [خروج عساكر الشام لقتال ابن دلغادر] وقدم الخبر بخروج العساكر الشامية بأجمعها لقتال خليل بن قراجا بن دلغادر (¬4). وفتنة بني دلغادر فتنة قبيحة من تلك الأيام وهلمّ جرّا. وما ستقف عليه بعد هذا، لا سيما بعد سنيّ ثمان ماية ترى فيه العجب. [الخلاف بين القضاة] وفيه عقد مجلس عند الأتابك برقوق بسبب وقف حضره القضاة الأربع (¬5) ومشايخ العلم، فوقع كلام بين ابن (¬6) جماعة الشافعي، والبساطي المالكي، فتغيّظ ابن (¬7) جماعة، ونهر البساطيّ، فعزله برقوق، وجعل تعيين القاضي المالكي إلى ابن (¬8) جماعة، فعيّن الجمال عبد الرحمن بن خير وقرّر في القضاء (¬9). ¬

(¬1) خبر التنبؤ في: السلوك ج 3 ق 2/ 442، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 287. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 442. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 442. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 442، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 288. (¬5) الصواب: «الأربعة». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) السلوك ج 3 ق 2/ 443، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 288.

كسرة ابن دلغادر

[كسرة ابن دلغادر] وفيه ورد الخبر بكسرة ابن (¬1) دلغادر من العساكر الشامية وتملّك مرعش منه (¬2). [جمادى الآخر] [وفاة الأمير أحمد بن حسين] [614]- وفي جماد الآخر، في عاشره مات الأمير (إبراهيم بن) (¬3) حسين بن محمد بن قلاوون (¬4). وكان خيّرا، ديّنا، وذكر للسلطنة مرة وما تمّ ذلك. [القبض على ابن المقسي] وفي خامس عشره قبض على العلم بن المقسي واحتيط بموجوده (¬5). [ظلم ابن مكانس] وفي هذا الشهر كثر ظلم ابن مكانس، والدعاء عليه، وشنّعت العامّة (¬6) في حقّه (¬7). [وفاة الشهاب الأذرعيّ] [615]- وفيه مات الشهاب الأذرعيّ (¬8)، الشيخ، الإمام، العالم، العلاّمة، ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) النفحة المسكية 237، السلوك ج 3 ق 2/ 443، 444، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 60، ووجيز الكلام 1/ 255، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 289. (¬3) في الأصل: «أحمد»، وما بين القوسين كتب فوق السطر. (¬4) انظر عن (إبراهيم بن حسين) في: السلوك ج 3 ق 2/ 461، وإنباء الغمر 1/ 240 رقم 1، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 65، ووجيز الكلام 1/ 258 رقم 547، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 300. (¬5) السلوك ج 3 ق 1/ 444. (¬6) في الأصل: «العاله». (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 444، وإنباء الغمر 1/ 234. (¬8) انظر عن (الأذرعي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 469، وإنباء الغمر 1/ 241 رقم 2، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 66، 67، والذيل على العبر 2/ 528، والدرر الكامنة 1/ 125 - 128 رقم 354، والدليل الشافي 1/ 46، والمنهل الصافي 1/ 274 - 277، والنجوم الزاهرة 11/ 216، والدارس 1/ 56 - 58، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 300، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 292 - 294 رقم 678، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 237، وذيل التقييد 1/ 309، 310 رقم 613، وكشف الظنون 1/ 627 و 930 و 2/ 1361 و 1873 و 1915، وشذرات الذهب 6/ 278، ووجيز الكلام 1/ 255، 256 رقم 539، والبدر الطالع 1/ 32، وهدية العارفين 1/ 115، وإعلام النبلاء 5/ 86، والأعلام 1/ 119، ومعجم المؤلفين 1/ 210، وديوان الإسلام 1/ 95، 96 رقم 117.

وصول رسل ابن أويس

الفقيه، أحمد بن حمدان بن أحمد (¬1) بن عبد الواحد بن عبد الغني بن محمد بن أحمد بن سالم بن داود بن يوسف الحلبيّ، الشافعيّ. صاحب «الغوث» (¬2) وهو كتاب جليل فيه فقه كثير. وأصله من أذرعات. وتفقّه بدمشق وشهر وبرع، وأقبل على الإشغال والتصنيف والفتوى، وكان عنده كتبا (¬3) جمّة لم يجمع لغيره في عصرنا. ورحل إلى حلب فأقام بها. وانتهت إليه رئاسة مذهبه بها. وله شعر. ومولده سنة تسع وسبعماية. [وصول رسل ابن أويس] وفيه قدمت رسل السلطان جمال الدين الملك المعزّ حسين بن أويس صاحب أذربيجان وبغداد، وكبيرهم قاضي قضاة تبريز الشيخ علاء الدين علي بن عبد الله بن سليمان العتائقي (¬4) الأسدي، الشافعي، والوزير شرف الدين عطاء بن حسين الواسطي، في آخرين، فأنزلوا وأكرموا، وهرع إليهم الأعيان، وكانوا في تجمّل زايد. ثم أحضروا الأتابك برقوق فخلع عليهم بعد ما مدّ لهم سماطا حافلا أوقف عليه مقدّم المماليك، ولم يتقدّم برقوق أمير لفعل ذلك، أحدث من نوادره (¬5). [إيقاع جيش الحبشة بالمسلمين في معاملة أسوان] وفيه ورد الخبر بأنّ الحطّي (¬6) أحمد (¬7) بن السيف أرعد ملك الحبشة بعث بجيش إلى أطراف مقابلة (¬8) أسوان فأوقعوا / 255 / بمن هناك، ونال أهل الإسلام منهم عناء (¬9) كبير، فأمر الأتابك برقوق البطرك متّى (¬10) بن سمعان اليعقوبي بأن يكتب لملك الحبشة بالكفّ عن ذلك، فأجاب بعد تمنّع زائد. وكتب إليه السلطان بالإنكار عليه وتهديده، وبعث له رسولا بهدية (¬11). [وفاة أقتمر عبد الغني] [616]- ومات في تاسع عشرينه أقتمر عبد الغني (¬12)، وكان من أجلّ الأمراء، ¬

(¬1) في الأصل: «محمد»، والتصويب من المصادر. (¬2) في بدائع الزهور: «الغوث». (¬3) الصواب: «وكان عنده كتب». (¬4) في الإنباء: «الغافقي». (¬5) خبر الرسل في: السلوك ج 3 ق 2/ 444، 445، وإنباء الغمر 1/ 537، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 288. (¬6) في السلوك: «الحطي». (¬7) في السلوك: «داود». (¬8) في الأصل: «الحطين» والتصحيح من السلوك. (¬9) في الأصل: «غناء». (¬10) في الأصل: «سى». (¬11) السلوك ج 3 ق 2/ 445، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 289. (¬12) انظر عن (آقتمر عبد الغني) في: الذيل على العبر 2/ 521، والسلوك ج 3 ق 2/ 462، وإنباء الغمر 1 / =

رجب

تنقّل في عدّة ولايات، منها نيابة طرابلس، والشام، ونيابة السلطنة بمصر. ثم مقدّم ألف بمصر، وحاجب، وغير ذلك من الولايات. وكان متواضعا، ليّنا، سليم الباطن، يرجع إلى خير. [رجب] [استمرار ابن جماعة بالقضاء] وفي رجب في ثانيه خلع على العزّ بن جماعة باستمراره على قضائه. وكان قد تغيّظ حتى طلب منه مال من الأوقاف فجهّز به رسول إلى صاحب الحبشة، وامتنع من الخلع حتى استرضي (¬1). [إزالة الأتربة من الشوارع] وفيه قام مأمور الحاجب بقطع ما على الطرقات بالشوارع ونحوها، فقطعت بالمساحي، ورميت بالكيمان (¬2). [زيادة النيل] وفيه بلغت زيادة النيل إلى تسعة عشر ذراعا واثنتي عشر إصبعا، وغرقت فيه عدّة بساتين (¬3). [دورة المحمل] وفيه دار المحمل وتجهّز حجّاج كثيرون رجبيّة، وخرجوا بعد ذلك في أواخره (¬4). [وفاة ركن الدين القرشي] [617]- وفيه مات العلاّمة، الشيخ ركن الدين القرشيّ (¬5)، أحمد بن ¬

= 243، 244 رقم 12، والدرر الكامنة 1/ 392 رقم 1008 ولم يكمل ترجمته، والذيل على العبر 2/ 521، والدليل الشافي 1/ 141، والنجوم الزاهرة 11/ 219، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 300، ووجيز الكلام 1/ 258 رقم 548. (¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 445، 446، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 289. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 446، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 290. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 446، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 290. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 447، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 290. (¬5) انظر عن (القرشي) في: الذيل على العبر 2/ 521 - 523، والسلوك ج 3 ق 2/ 461، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 67، 68، وإنباء الغمر 1/ 242 رقم 7، والنجوم الزاهرة 11/ 217، ووجيز الكلام 1/ 256، 257 رقم 541، وبغية الوعاة 1/ 372، 373، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 300، ودرّة الحجال 1/ 25، 26، وشذرات الذهب 6/ 289 و 300.

نيابة حماه

محمد (¬1) بن عبد المؤمن الحنفيّ، شارح «البخاريّ»، ويعرف بقاضي القرم أيضا. ولّي قضاء القرم نحوا من ثلاثين سنة، ثم قدم القاهرة وقطنها، وكان عالما مفنّنا، واسع الفضيلة، عارفا بالفنون. وولّي إفتاء دار العدل، وتصدّر بالأزهر وغيره، ونفع الناس. وشرحه حافل على «البخاري». [نيابة حماه] وفيه نفي مأمور حاجب الحجّاب إلى الشام، ثم قرّر في نيابة حماه عوضا عن طشتمر بعد موته، وقرّر في الحجوبية تغري برمش (¬2). [سفر رسل بغداد] وفيه سافر رسل بغداد بعد ما خلع عليهم (¬3). [وفاة قاضي حلب] [618]- وفيه مات قاضي حلب الشافعيّ، الكمال بن المعرّيّ (¬4) عمر بن عثمان بن هبة الله. [وفاة الإسعردي تاجر المماليك] [619]- والخواجا تاجر المماليك، فخر الدين، عثمان بن محمد بن أيوب بن مسافر الإسعرديّ (¬5)، جالب الأتابك برقوق، ثم والده، وغيرهما من المماليك. وكان معظّما في الدول سيما في دولة برقوق جدّه. وسعى في إبطال مكس الرمّان من دمشق، وأجيب إلى ذلك. وكان له جاه عريض وصيت، وله قيسارية / 256 / بدمشق حسنة. وأسف عليه برقوق في موته، وحضر الصلاة عليه. وإليه ينسب برقوق العثمانيّ. ¬

(¬1) في الأصل: «محمود» والتصويب من المصادر السابقة. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 447، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 290، 291. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 447، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 291. (¬4) في الأصل: «المصري». وانظر عن (ابن المعرّي) في: الذيل على العبر 2/ 530، والسلوك ج 3 ق 2/ 462، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 75، 76، وإنباء الغمر 1/ 248، 249 رقم 37، والدرر الكامنة 3/ 177 رقم 416، والنجوم الزاهرة 11/ 216، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 301، وقضاة دمشق 111، وإعلام النبلاء 5/ 84 - 86، ووجيز الكلام 1/ 256 رقم 540. (¬5) انظر عن (الإسعردي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 463، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 290 و 301.

تغريق ابن مكانس

[تغريق ابن مكانس] وفيه غرّق الوزير ابن (¬1) مكانس نهارا كاملا حتى أرجف بغرقه (¬2)، ثم أفرج عنه. [شعبان] [نفي العجمي المحتسب] وفي شعبان كائنة الجمال محمود العجمي المحتسب، أمر الأتابك برقوق بنفيه، وكان سبب ذلك أنه وقع كلام في مجلس برقوق وهو حاضر، وذكر فيه الهندي بن منصور القاضي الحنفي، فقال برقوق: القضاة ما هم مسلمين (¬3)، وكان ذلك بالتركية، فنقل محمود هذا لابن منصور، فشقّ عليه ذلك وركب إلى ابن (¬4) جماعة الشافعيّ، وقال له: إني قطعت عمري بالإشتغال بالعلم بدمشق في آخر عمري أنفى بمصر عن الإسلام. وذكر له ما نقل عن برقوق، واستشاره في عزل نفسه، فتغيّر ابن (¬5) جماعة من ذلك جدّا، وركب من فوره إلى برقوق، وفاوضه في ذلك فغضب من محمود وعزله وأمر بنفيه حتى شفع فيه (¬6). وهذا أيضا ممّا حدث في دولة الجركس، وأنّ القضاة والعلماء كانوا في غاية الأوج من العظمة حتى على تقدير شيء فيهم، لكن لكونهم وعاء العلم كانوا يعظّمون ويقبّل السلطان والأمراء الأكابر أياديهم ويخشون من ألسنتهم، ويرون أنهم ما عرفوا دين الإسلام إلاّ بهم، وأنهم عسى ما كانوا هم في بركتهم، فعاد الأمر بالعكس حتى وصلوا الوقيعة فيهم، ثم تزايد الأمر بعد ذلك لا سيما في أزماننا هذه حتى صار أقلّ الناس فضلا عن الأماثل والأكابر يتكلّمون في القضاة والعلماء وينسبونهم إلى المعائب والمثالب والمصائب، حتى أقبل الغلمان وأراذل العامّة وسفلة الناس، وما ذاك إلاّ عقوبة من الله تعالى لهم لامتهانهم العلم وخضوعهم لبني الدنيا في طلبها، وليتها لو وصلت إليهم. وإنّا لله وإنّا إليه راجعون. [كوكب الذؤآبة] وفيه ظهر في السماء كوكب بذؤآبة تزيد على قدر الرمحين، ودام مدّة كذلك (¬7). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 447 وفيه: «عوّق» بدل: «غرّق». (¬3) الصواب: «مسلمون». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 447، 448، وإنباء الغمر 1/ 233، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 291. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 450، وإنباء الغمر 1/ 239، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 292.

وفاة ابن حديدة الأنصاري

[وفاة ابن حديدة الأنصاري] [620]- وفيه مات الشيخ المعتقد جمال الدين عبد الله بن محمد بن علي بن حديدة (¬1) الأنصاريّ. ومولده سنة عشرة (¬2) وسبعماية. [رمضان] [تقرير يلبغا مقدّم ألف] / 257 / وفي رمضان قرّر يلبغا الناصري في جملة مقدّمي الألوف في مستهلّه. وكان قد استقدم قبل ذلك للقاهرة، وتلقّاه برقوق بالإجلال والتعظيم، وجلس بالإيوان في وقت الخدمة رأس الميسرة مرتفعا على أمير سلاح (¬3). [نظارة الخاص] وفي ثالثه قرّر سعد الدين بن نصر الله بن البقريّ في نظارة الخاص، وكانت مضافة للوزير ابن (¬4) مكانس (¬5). [تقرير مشير الدولة] وفيه قرّر جركس الخليلي في الإشارة، فصار مشير الدولة، وتقدّم للمباشرين الأمر بأن لا يفعلوا شيئا إلاّ بإشارته (¬6). [جرّ ماء النيل إلى ميدان تحت القلعة] وفيه أجرى جركس الخليليّ، أمير أخور ماء من النيل إلى الميدان الأسود تحت القلعة، وصبّ في الحوض الذي على باب الميدان بالرميلة، فحصل به نفع عظيم للناس هناك. وكان له نحوا من سبعين سنة لم تجر به الماء، ثم انقطع بعد ذلك، وهو باق على انقطاعه إلى يومنا هذا (¬7). [قراءة البخاري بالقلعة] وفيه قريء «البخاري» بالقلعة بالقصر كما كانت العادة في أيام الأشرف شعبان (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «حريرة»، والتصحيح من: السلوك ج 3 ق 2/ 462، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 301. (¬2) الصواب: «سنة عشر». (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 450، وإنباء الغمر 1/ 236، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 293. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 450، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 293. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 451، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 293. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 451، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 293. (¬8) السلوك ج 3 ق 2/ 451، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 294.

عزل ابن جماعة من القضاء

[عزل ابن جماعة من القضاء] وفيه عزل ابن (¬1) جماعة نفسه من القضاء وخرج ليتوجّه إلى القدس فلا زالوا به حتى أعيد، وضرب إنسان يقال له «نهار» (¬2) بالمقارع، وكان هو السبب في ذلك. [سيل الأودية بالمطر الغزير] وفيه أمطرت السماء مطرا غزيرا نادرا قلّ ما عهد مثله سالت منه الأودية، وكانت الخيل تخوض فيه بالشارع فيبلغ الماء بطونها (¬3). [سجن إينال اليوسفي] وفيه قبض على إينال اليوسفيّ بقطيا، وبعث به إلى سجن الكرك (¬4). [البدء بهدم خان الزكاة بين القصرين] وفي تاسع عشرينه ابتديء بهدم خان الزكاة بين القصرين، وكان قد تداعى للسقوط، وهو المكان الذي عمّر به برقوق مدرسته المعروفة به الآن (¬5). [شوّال] [نيابة حلب] وفي شوال لما نزل السلطان لصلاة العيد بالميدان على العادة حمل يلبغا الناصري القبّة والطير على رأسه، ثم خلع عليه في ثانيه بنيابة حلب عوضا عن إينال اليوسفي (¬6). [تقرير تقدمة ورأس نوبة] وفيه قرّر في تقدمة يلبغا يونس دوادار الأتابك برقوق، وقرّر قردم الحسني رأس نوبة في تقدمة أيضا. وعدّ هذا من النوادر كون دوادار أمير ورأس نوبة يكونان من مقدّمي الألوف (¬7). [وفاة القاضي ابن أبي العزّ] [621]- ومات فيه القاضي عماد الدين، إسماعيل بن محمد بن أبي العزّ بن ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «زنهار». والتصحيح من: الذيل على العبر 2/ 506، 507، والسلوك ج 3 ق 2/ 451، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 294. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 452، وإنباء الغمر 1/ 238، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 294. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 453، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 295. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 453، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 295. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 453، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 295، ووجيز الكلام 1/ 475. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 453، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 295.

وفاة آنص والد برقوق

صالح بن أبي العزّ الدمشقيّ، الحنفيّ، المعروف بابن الكشك (¬1) قاضي دمشق. وكان عالما فاضلا، / 258 / جامعا بين العلم والعمل، مصمّما في الأمور، حسن السيرة. جاوز التسعين. وكان ولي القضاء نحوا من سنة، ثم تركه لولده نجم الدين وكان ولي القضاء نحوا من سنة ثم تركه. [وفاة آنص والد برقوق] [622]- مات آنص (¬2) والد الأتابك برقوق. وكان سليم الباطن، كثير البرّ والنفقة، لا يمرّ به مسجون من الذين في السلاسل إلاّ وأطلقه، وأسف ولده عليه. ثم دفن بتربة يونس الدوادار. ونقل منها بعد ذلك إلى المدرسة البرقوقية. [الحجّ بالنيابة عن والد برقوق] وفيه طلب الأتابك برقوق جلال الدين وسأله أن يحجّ عن والده وأعطاه فضّة القيمة عنها ألف وخمسماية مثقال ذهب، أو ألفي مثقال. وجهّزه بأشياء أخر غير ذلك، وعدّوا (¬3) من النوادر (¬4). [ذو القعدة] [إمرة المدينة المنوّرة] وفي ذي قعدة استقرّ السيّد الشريف جمّاز بن هبة الحسني في إمرة المدينة الشريفة، بعد موت عمّه عطيّة (¬5). [قدوم ابن القونوي الحنفي إلى القاهرة] وفيه قدم إلى القاهرة الشيخ، العلاّمة، الصالح، شمس الدين أحمد بن القونوي ¬

(¬1) انظر عن (ابن الكشك) في: السلوك ج 3 ق 2/ 461، وإنباء الغمر 1/ 243 رقم 11، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 68، 69، والدليل الشافي 1/ 129 رقم 450، والدرر الكامنة 1/ 405 رقم 957، والنجوم الزاهرة 11/ 216، ووجيز الكلام 1/ 257 رقم 542، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 300. (¬2) انظر عن (آنص) في: تاريخ ابن خلدون 5/ 473، والسلوك ج 3 ق 2/ 462، وإنباء الغمر 1/ 244 رقم 13، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 70، 71، ووجيز الكلام 1/ 259 رقم 551، والدليل الشافي 1/ 156 رقم 555، والنجوم الزاهرة 11/ 218، والمنهل الصافي 3/ 105، 107 رقم 556، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 295 و 301، وشذرات الذهب 6/ 279. (¬3) الصواب: «وعدّوا». (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 355، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 296. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 355، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 297، الذيل على العبر 2/ 507.

القبض على بني مكانس وأتباعهم

الحنفي، نزيل دمشق. وكان جرى عليه كائنة بدمشق يطول الشرح في ذكرها. وخلّصه الله تعالى، ثم حضر إلى القاهرة وهرع الناس إليه لالتماس بركته (¬1). [القبض على بني مكانس وأتباعهم] وفيه قبض الأتابك برقوق على بني مكانس وأتباعهم وجماعته بحيلة غريبة دبّرها، وما أغنى عن ابن (¬2) مكانس حذره منه (¬3). [تقرير الضيائي بالوزارة] وفيه قرّر علم الدين عبد الوهّاب الطنساوي (¬4)، المعروف بسنّ إبرة في الوزارة، وسلّم ابن (¬5) مكانس وإخوته لشادّ الدواوين فعوقبوا أشدّ عقوبة (¬6). [غلاء الغلال] وفي هذا الشهر ارتفع سعر الغلال وعزّ وجودها. وفيه توقّفت أحوال الناس وكثرت شكايتهم، وزاد هذا الأمر في الناس (¬7). [ذو الحجّة] [تزهّد تغري برمش] وفي ذي حجّة ترك تغري برمش أمير سلاح إمريّته ووظيفته وتزيّا بزيّ الفقراء، وفرّق عنه جماعته ومماليكه، وتوجّه إلى جامع قوصون وجمع عليه طائفة من العامّة، فبعث إليه الأتابك برقوق عن ما أمر يستعطفه في عوده إلى ما كان عليه، فأبا (¬8) وصمّم على أنه يتزهّد. ثم لم يكن بأسرع من توجّهه إلى العلاّمة الشيخ أكمل الدين وسؤاله في التحدّث له مع الأتابك في عوده كما كان. / 259 / فصار سائلا بعد أن كان مسؤولا. فحنق منه برقوق وأمر بإخراجه إلى القدس ماشيا. ثم تدورك فأركب وسار إلى القدس (¬9). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 355، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 297. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 456، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 297. (¬4) في الأصل: «الضيائي»، والمثبت عن السلوك والبدائع. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 456، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 298. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 457، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 298. (¬8) الصواب: «فأبى». (¬9) السلوك ج 3 ق 2/ 457، 458، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 298.

الاحتيال بأخذ المال من قيسارية جركس

[الاحتيال بأخذ المال من قيسارية جركس] وفيه كانت كائنة أخذ المال والجواهر (¬1) من قيسارية جركس وذلك بحيلة غريبة افتعلها بعض الشياطين، ثم قبض عليه بعد ذلك، وجرت عليه أمور يطول شرحها (¬2). [الغلاء بمكة] وجاء الخبر بغلاء الأسعار بمكة (¬3). [الوباء بصفد] وقدم البريد بوقوع الوباء بصفد وتلك البلاد (¬4). ¬

(¬1) في الأصل: «والمهماحر». (¬2) النفحة المسكية 237، 238، والسلوك ج 3 ق 2/ 458 - 460، وإنباء الغمر 1/ 236، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 299، 300. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 460، والذيل على العبر 2/ 507، ووجيز الكلام 1/ 355. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 460، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 300.

حوادث سنة أربع وثمانين وسبعماية

[حوادث] سنة أربع وثمانين وسبعماية [المحرّم] [حجوبية الحجّاب] في يوم الخميس ثالث محرّم استقرّ الأمير سودون الشيخوني في حجوبية الحجّاب (¬1). [فقدان الخبز] وفي هذا الشهر تزايد سعر الغلال، وفقد الخبز من الأسواق (¬2). [الطاعون بدمشق] وفيه وقع الطاعون بدمشق، ودام إلى ربيع الآخر (¬3). [إطلاق سجناء الديلم والرحبة] وفيه أمر برقوق بإطلاق من بسجني الديلم والرحبة ممّن عليه دين، وأطلق باب السجنين، ومنع القضاة من سجن أحد على دين، فوجد الحجّاب بذلك السبيل إلى المقبوضين على من عليه دين وطلبهم بنقبائهم (¬4). [نيابة بيدمر الشام] وفي عشرينه وصل بيدمر الخوارزمي من دمياط، وخرج برقوق إلى لقائه، وقرّر في ثامن يوم قدومه في نيابة الشام عوضا عن أشقتمر. وهذه سادسة ولاية له بدمشق. وأمر أشقتمر (¬5) بالتّوجّه إلى القدس بطّالا (¬6). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 465، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 302. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 466، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 302، والنفحة المسكية، ورقة 114، وإنباء الغمر 1/ 253. (¬3) إنباء الغمر 1/ 253. (¬4) إنباء الغمر 1/ 253، السلوك ج 3 ق 2/ 466، بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 302. (¬5) في الأصل: «اقتمر». (¬6) النفحة المسكية 238، والسلوك ج 3 ق 2/ 466، وتاريخ ابن خلدون 5/ 478، وإنباء الغمر 1/ 253، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 80، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 302، وإعلام الورى 30.

انحطاط سعر الغلال

[انحطاط سعر الغلال] وفيه انحطّ سعر الغلال شيئا (¬1). [صفر] [قضاء الحنفية بدمشق] وفي صفر أعيد الشيخ محمد بن أحمد بن [أبي] (¬2) العزّ الحنفي إلى قضاء دمشق عوضا عن أمير غالب بن (¬3) العلاّمة القوام الأتقاني (¬4) بحكم صرفه (¬5). [623]- ومات ابن (¬6) القوام هذا بعد ذلك بسنة في جماد الأول من هذه السنة. ولم يكن مشكور (¬7) السيرة في شيء. [قدوم البربري المجذوب على برقوق] وفيه قدم الشيخ الوليّ، الصالح، المعتقد، سيّدي علي الروبيّ (¬8) المجذوب من الفيّوم واجتمع بالأتابك برقوق وهرع الناس إليه لزيارته وبالغوا في اعتقاده، وذكرت عنه خوارق غريبة (¬9). [امتناع البرهان ابن جماعة من الحكم] وفيه امتنع البرهان بن جماعة من الحكم بين الناس، وكان قد مات إنسان متموّل له ورثه غيّب، فطلب الأتابك برقوق الاستيلاء على ماله، فامتنع ابن (¬10) جماعة من ذلك، فسعى ابن (¬11) أبي البقاء في إعادته للقضاء، وتسلّم المال، / 260 / واستشار برقوق فيمن يولّيه القضاء، وكان في عزمه صرف ابن (¬12) جماعة خوفا من شرّه حين أراده برقوق الوثوب على الملك، فإنه كان في إعمال فكره في ذلك مدّة، وكأنه رأى في نفسه أنّ البرهان أنها لا توافق على ذلك، فكان في عرفه إزالته. ثم طلب البرهان الأبناسي لذلك فطلب منه إمهاله (¬13) ليستخير الله تعالى. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 466، وإنباء الغمر 1/ 253، ووجيز الكلام 1/ 261، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 303. (¬2) في بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 303: «نجم الدين أحمد بن القاضي عماد الدين إسماعيل بن أبي العز». (¬3) الصواب: «ابن». (¬4) في الأصل: «الأنعامي»، وفي البدائع: «الأنغاني». (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 467 و 483، ووجيز الكلام 1/ 325، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 303. (¬6) في الأصل: «ومات بن». (¬7) الصواب: «مشكورا». (¬8) السلوك ج 3 ق 2/ 467، وفي الأصل: «البربري». (¬9) السلوك ج 3 ق 2/ 467. (¬10) في الأصل: «فامتنع بن». (¬11) في الأصل: «فسعى بن». (¬12) في الأصل: «صرف بن». (¬13) في الأصل: «الهله».

تقرير القضاء

فيقال إنه فتح المصحف للتفاؤل (¬1) به، فوجد قوله تعالى: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} (¬2)، فأطبقه وخرج من باب داره مغيّبا حتى استقرّ غيره فظهر (¬3). [تقرير القضاء] وفي (¬4) سلخه قرّر في القضاء البدر محمد بن أبي البقاء عوضا عن ابن (¬5) جماعة. وخرج هو إلى القدس على عادته (¬6). [ربيع الأول] [عمل جسر بين الروضة وجزيرة أروى] وفي ربيع الأول بدأ جركس الخليلي بعمل جسر بين الروضة وجزيرة أروى، ونفق عليه مالا عظيما، وعمل فيه حتى بنفسه. وكان طول ثلاثماية قصبة في عرض عشرة، وحفر خليجا في وسط مجرى النيل من هذا الجسر إلى الزريبة (¬7) لتفور الماء إلى البرّ الشرقي، ويستمرّ طول السنة. وقال الشعراء في ذلك أشعارا، ومع ذلك فما أفاد شيئا (¬8). [وفاة الخطيب الإسنوي] [624]- وفيه مات الخطيب الإسنويّ (¬9) جمال الدين محمد بن علي بن يوسف النيسابوريّ (¬10)، الشافعيّ، شارح «التعجيز». وكان عالما، فاضلا، خيّرا، ديّنا، له شهرة ومهابة وعفّة، وكان من نوّاب الحكم لكن بحرمة وافرة. ¬

(¬1) في الأصل: «العآل». (¬2) سورة يوسف، الآية. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 468، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 303. (¬4) مكرّرة في الأصل. (¬5) في الأصل: «عن بن». (¬6) الذيل على العبر 2/ 532، والسلوك ج 3 ق 2/ 468، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 303، 304. (¬7) في الأصل: «الرزبيه». (¬8) النفحة المسكية 238، والجوهر الثمين 2/ 260، وإنباء الغمر 1/ 253، والسلوك ج 3 ق 2/ 469، 470، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 304، 305. (¬9) انظر عن (الإسنوي) في: الذيل على العبر 2/ 536 - 538، والسلوك ج 3 ق 2/ 484، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 101، وإنباء الغمر 1/ 269، 270 رقم 34، والدرر الكامنة 4/ 98، 99 رقم 261 وفيه «كمال الدين»، والنجوم الزاهرة 11/ 295، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 326، وشذرات الذهب 6/ 285، ونزهة النفوس والأبدان 1/ 58، وهدية العارفين 2/ 171. (¬10) في الأصل: «الكساوي».

هرب الوزير ابن مكانس من مكان معتقله

[هرب الوزير ابن مكانس من مكان معتقله] وفيه هرب الوزير ابن (¬1) مكانس من مكان التوكيل به من جامع الصالح، فحنق من ذلك برقوق وضرب إخوته بالمقارع وقبض على حواشيهم وحريمهم (¬2). والفخر (¬3) بن مكانس في هذا (¬4) الكائنة قوله: ربّ خذ بالعدل ... أهل ظلم متوالي كلّفوني بيع خيلي ... برخيص وبغالي [ربيع الآخر] [قتل ابن أويس صاحب بغداد] [625]- وفي ربيع الآخر ورد الخبر إلى مصر بأنّ السلطان حسين بن أويس (¬5) صاحب أذربيجان وبغداد قتله ابن (¬6) أخته أحمد. وتقرّر عوضه في الملك. وكان حسين هذا ملكا مهابا، شهما، شجاعا، سيوسا. [جمادى الأول] [وفاة الشهاب ابن فضل الله] [626]- وفي جماد الأول مات الشهاب بن فضل الله (¬7)، أحمد بن يحيى (¬8) بن محمد بن أحمد العمريّ، كاتب سرّ دمشق ونابلس. وكان فاضلا وجيها بين أهل العلم، / 261 / عارفا بالأدب والعربية والفرائض بينهما. [وفاة الأرزنجاني الحنفي] [627]- وفي هذا الشهر، على ما رأيت على بعض هوامش بعض التواريخ: مات الأرزنجانيّ، (¬9) شارح «المشارق» العلاّمة شرف الدين محمد الحنفيّ. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 470، وإنباء الغمر 1/ 257، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 82. (¬3) الصواب: «وللفخر». (¬4) الصواب: «في هذه». (¬5) انظر عن (ابن أويس) في: السلوك ج 3 ق 2/ 470، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 96، 97، والنجوم الزاهرة 11/ 66 و 133 و 209 و 296، ووجيز الكلام 1/ 263 رقم 563، وإنباء الغمر 1/ 265، 266 رقم 9، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 306، والدليل الشافي 1/ 272 رقم 938، والمنهل الصافي 5/ 149 رقم 940. (¬6) في بدائع الزهور: قتله أخوه أحمد. (¬7) انظر عن (ابن فضل الله) في: إنباء الغمر 1/ 263 رقم 1 وفيه: «أحمد بن أحمد بن أحمد بن فضل الله»، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 94 وفيه: «أحمد بن أحمد بن أحمد بن يحيى بن فضل الله». (¬8) في الأصل: «علي». (¬9) انظر عن (الأرزنجاني) في: إنباء الغمر 1/ 269 رقم 31 وفيه «الأرزكياني»، وبدائع الزهور ج 1 ق 2 / =

جماد الآخر

وكان عالما، علاّمة مجدّا، وله حاشية، بل شرح على «الكشّاف»، وكان قد مهر في بلاده، وقدم إلى الشام، وانتفع به أهل تلك البلاد وأخذوا عنه في «الكشاف» وغيره. ومن وقف على شرحه عرف مقداره في العلم. [جماد الآخر] [وصول رسل ملك قشتالة] وفي جماد الآخر وصل رسل الفنش صاحب إشبيلية الذي يقال له ملك قشتالة يشفع (¬1) في تكفور صاحب سيس (¬2)، وبعث أيضا يسأل في أن يختار سلطان مصر إنسانا من النصارى الأرمن الذين بمصر يكون حاكما على الأرمن بسيس الذين في تلك المملكة، وذكر أنهم بعثوا رسالتهم إلى ذلك، فأجيب إلى ذلك، واختار برقوق إنسانا من النصارى الأرمن بالكوم ممّن يبيع الخمر فخلع عليه بذلك فأصبح ملكا بعد أن كان وضيعا. [رجب] [وفاة الشهاب العينتابي] [628]- وفي رجب مات الشهاب العينتابيّ (¬3)، أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين بن يوسف بن محمود قاضي عينتاب الحنفيّ (¬4)، والد شيخ الإسلام البدر العقيليّ، قاضي القضاة. ومولده سنة عشرين وسبعماية. وكان قاضيا ببلده نحوا من ثلاثين سنة. [وفاة البدر الإخنائي] [629]- ومات في سادس عشرينه قاضي القضاة المالكية البدر الإخنائيّ (¬5)، عبد الوهّاب بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عيسى بن بدران الشافعيّ، ثم المالكيّ. ولّي قضاء مصر غير ما مرّة، ومات معزولا عنه. ¬

= 306، وشذرات الذهب 6/ 284، وإيضاح المكنون 2/ 484، ومعجم المؤلفين 10/ 199. (¬1) في الأصل: «عع». (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 471، وإنباء الغمر 1/ 256، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 306. (¬3) انظر عن (العينتابي) في: إنباء الغمر 1/ 264 رقم 5، والدليل الشافي 1/ 91 رقم 318، ووجيز الكلام 1/ 262 رقم 554، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 307 و 321. (¬4) في إنباء الغمر: «الخسفي»!، وفي بدائع الزهور: «الشافعي»! (¬5) انظر عن (الإخنائي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 483، والذيل على العبر 2/ 538 - 540، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 99، وإنباء الغمر 1/ 267 رقم 20، والدليل الشافي 1/ 434 رقم 1499 وفيه: «عبد الوهاب بن محمد بن محمد بن بن عيسى بن أبي بكر»، والنجوم الزاهرة 11/ 294، 295، والمنهل الصافي 7/ 393، 394 رقم 1505 وفيه وفاته سنة 789 هـ‍. وهو غلط، وحسن المحاضرة 2/ 188، =

شعبان

[شعبان] [إنشاء طاحون] وفي شعبان أنشأ جركس الخليليّ طاحونا في موكب عند بسطة المقياس دورة الماء، هرع الناس إلى رؤيتها. وقال فيها الشعراء أشياء كثيرة لكونها نادرة هذه البلاد لا سيما على هذه الهيئة (¬1). [القبض على أيتمش وبطا الخاصكي] وفيه نقل للأتابك برقوق أنّ جماعة من مماليك الأسياد ومن مماليكه في عزمهم الفتك به وقتله، وأنّ كبيرهم في ذلك أيتمش الخاصكي، وبلغه ذلك فقبض على أيتمش وعلى بطا الخاصكي، وسجنهم بالبرج، ثم قبض على جماعة، وهرب جماعة، وقبض على الأبغا العثماني ونفاه إلى طرابلس، وأعطى إرثه لأناس من أقاربه يقال له قجماس قدم من الجركس، فيقال إنه غرق منه عدّة، وخلا له الجوّ، / 262 / فأخذ في تدبير أن يتسلطن. حتى كان ما سنذكره (¬2). [رمضان] [نفي جماعة من مماليك الأسياد] وفي رمضان في أوله نفى جماعة من مماليك الأسياد الذين تقدّم ذكرهم إلى قوص، وكانوا نحوا من خمسين نفرا، وشفع الباقي، وشتّت محلّ الجميع بالنفي والغرق في النيل. وقرّب برقوق الجراكسة واشترى منهم جمعا وافرا، فقوي جدّا (¬3). [وفاة الصاحب ابن الرويهب] [630]- وفي سابع عشره مات الصاحب كريم الدين ابن الرويهب (¬4) عبد الكريم القبطيّ، المصريّ. ولي الوزارة ستّ مرّات، وتنقّل في غيرها، واتّضع حاله بأخرة حتى مات فقيرا. ¬

= وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 307، 325، وشذرات الذهب 6/ 284، ووجيز الكلام 1/ 262 رقم 556. (¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 472، وإنباء الغمر 1/ 254. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 473، 474، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 308. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 473، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 309. (¬4) انظر عن (ابن الرويهب) في: السلوك ج 3 ق 2/ 484، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 99، ووجيز الكلام 1/ 263 رقم 561 وفيه: «ابن الرويهبة»، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 322 و 326، والدليل الشافي 1/ 426 رقم 1471، وحسن المحاضرة 2/ 143 (طبعة الهند)، والنجوم الزاهرة 11/ 295، وإنباء الغمر 1/ 271 رقم 43.

(أول دولة الجراكسة)

(أول دولة الجراكسة) (السلطان برقوق) (¬1) وفي يوم الأربعاء تاسع عشره كان خلع الصالح حاجي بن شعبان وسلطنة الظاهر برقوق. جمع برقوق في هذا اليوم القضاة والمشايخ من أهل الحلّ والعقد وأمراء الدولة وأربابها عند الخزانة من الإسطبل من باب السلسلة، بعد أن بعث بطلب الخليفة إلى عنده، وأخذ في التكلّم معهم بأنّ الأمور ضاعت لصغر السلطان وقلّة حرمته فاتفقوا على سلطنته، وخلعوا الصالح وبعثوا إليه بمن قبضه وأدخله إلى الحريم موكّلا به، وأحضرت نمجاة الملك والدرقة. وكانت سلطنة حاجي سنة ونصف سنة ونصف شهر ليس له من الأمر سوى الاسم خاصّة، والسلطان في الحقيقة هو برقوق وزالت بخلع هذا دولة الأتراك بمصر ودولة بني قلاون. وبحاجي هذا ختمت ملوك بني قلاون. فسبحان من لا يزول ملكه. ولما تمّ خلع الصالح بويع برقوق بالسلطنة بعد الزوال، ولقّبه السراج البلقيني بالظاهر لكون ذلك كان في وقت الظهر، وكني بأبي سعيد. وركب بشعار السلطنة من الحرّاقة، وأمطرت السماء عند ركوبه، فتفاءل الناس بذلك. ولما نزل بالقصر جلس على سرير الملك، وقام الكلّ ممّن حضر بين يديه، ونودي بسلطنته بالقاهرة، وكتب بها إلى البلاد الشامية وغيرها من أعمال المملكة. وهو أول جركسيّ تسلطن وقام بدولة الجراكسة (¬2). [تقرير الأتابكية ونيابة السلطنة] وفيه استقرّ أيتمش في الأتابكية. ¬

(¬1) العنوان عن هامش المخطوط. (¬2) انظر عن سلطنة برقوق في: الذيل على العبر 2/ 532، والنفحة المسكية 239، والسلوك ج 3 ق 2/ 477، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 186، وإنباء الغمر 1/ 257، والنجوم الزاهرة 11/ 221، وتاريخ ابن سباط 2/ 732، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 312، وتاريخ ابن خلدون 5/ 473، 474، ووجيز الكلام 1/ 260.

انحطاط سعر القمح

وعلى سودون الشيخوني واستقرّ في نيابة السلطانة (¬1). [انحطاط سعر القمح] وفيه انحطّ سعر القمح فتفاءل الناس ببرقوق (¬2). [شوال] [قدوم ابن خلدون على برقوق] وفي شوال قدم الشيخ أبو زيد عبد الرحمن بن خلدون بن المالكيّ من المغرب، فأكرمه برقوق (¬3). [كتابة السرّ بمصر] / 263 / وفي تاسعه استقرّ أوحد الدين عبد الواحد بن إسماعيل بن ياسين الحنفي بكتابة السرّ بمصر عوضا عن البدر بن (¬4) فضل الله. وكان أوحد الدين موقّع برقوق في حال إمرته وبينهما صحبة (¬5). [تتبّع مماليك الأشرف شعبان] وفيه تتبّع السلطان مماليك الأشرف شعبان وبقي منهم جماعة، وقطع أرزاق جماعة، حتى أنّ بعضا ممّن كان في زمن الأشرف من مقدّمي الألوف صار بعد ذلك يسأل الناس (¬6). [ذو القعدة] [غضب السلطان على الوزير] وفي ذي قعدة غضب السلطان على الوزير الطنساوي سنّ إبرة وضربه، واستدعى بإنسان (¬7) يقال له أبو الفرج الأسود نصرانيا من الكتّاب وأمره بالإسلام، ¬

(¬1) النفحة المسكية 239، والذيل على العبر 2/ 532، والسلوك ج 3 ق 2/ 478، وإنباء الغمر 1/ 257، وتاريخ ابن خلدون 5/ 474، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 87، والنجوم الزاهرة 11/ 226، 227، ووجيز الكلام 1/ 260، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 321. (¬2) النفحة المسكية 240، والجوهر الثمين 2/ 262 ونسخة د. عاشور 2/ 458 وإنباء الغمر 1/ 257، ووجيز الكلام 1/ 261، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 318. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 480، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 323. (¬4) في الأصل: «التبرنرى». (¬5) تاريخ ابن خلدون 5/ 474، والذيل على العبر 2/ 533، والسلوك ج 3 ق 2/ 479، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 323. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 479، وإنباء الغمر 1/ 258. (¬7) في الأصل: «‍امنان».

استحداث الحجوبية الخامسة

ففي الحال أجابه لذلك، فخلع عليه واستقرّ به في نظر ديوان ولده محمد (¬1). [استحداث الحجوبية الخامسة] وفيه قرّر إنسان يقال له جلبّان العلائيّ في الحجوبية الخامسة. وعدّ الحاجب الخامس من النوادر التي ما عهدت (¬2). ثم بعد ذلك زاد الحال في الحجّاب حتى بلغوا عدّة وافرة في زمننا هذا. [قضاء الحنفية بالقدس] وفيه قرّر صدر الدين الحنفيّ (¬3) بعد صرفه [من] الشيخونية في القضاء الحنفية بالقدس. وهو أول حنفيّ بها. [قضاء الحنفية بغزّة] وقرّر موفّق الدين في قضاء غزّة الحنفية، فهو أول حنفيّ بها (¬4). [تكفير البلقيني لابن الصاحب] وفيه كان بين السراج البلقينيّ وبين البدر بن الصاحب بحثّ، كفّر فيه البلقيني (¬5) ابن (¬6) الصاحب، ووقعت بينهما أمور يطول الأمر فيها إلى الحكم بصحّة إسلام ابن (¬7) الصاحب وحقن دمه (¬8). وكان لما طلبه البلقيني إلى القاضي المالكي وهو في التوكيل رفعه بين القصرين أحمد البلقيني بهادر بأعلا (¬9) صوته: «يا مسلم هذا كثير»، وشحنه ابن (¬10) الصاحب بأعلا (¬11) صوته: «يا مسلمين هذا حسر» (¬12). [ذو الحجّة] [الإزدحام في الحجّ] وفي ذي حجّة كان الحاجّ بمكة كثيرا جدّا، بحيث مات بباب السلام من ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 480، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 323. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 480، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 323، 324. (¬3) في البدائع: «خير الدين العجمي». والمثبت يتفق مع: السلوك ج 3 ق 2/ 480. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 480، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 324. (¬5) في الأصل: «المقدسي». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) السلوك ج 3 ق 2/ 481، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 324. (¬9) الصواب: «بأعلى». (¬10) في الأصل: «بن». (¬11) الصواب: «بأعلى». (¬12) هذه الفقرة ليست في السلوك ولا البدائع.

وفاة عز الدين الأسيوطي

كثرة الازدحام أربعون نفسا. وكانت الدفعة (. . .) عندهم (¬1). [وفاة عزّ الدين الأسيوطي] [631]- وفيه مات الشيخ عزّ الدين الأسيوطيّ (¬2)، الشافعيّ، عبد العزيز بن عبد الخالق بن [عبد] العزيز الشافعيّ. وكان فاضلا، انتفع به جماعة، ومن قرأ عليه السّراج البلقينيّ. [الكشف على قناطر أبي المنجا] وفيه ركب السلطان إلى جهة المطرية وتوجّه منها إلى قناطر أبي المنجّا، وقد أعمرها وأحكم عمارتها، فكشف على ذلك وعاد (إلى) (¬3) القاهرة من باب الشعرية، وزيّنت له، وأوقد [ت] الشموع والقناديل. وكان ركب قبل هذه أيضا في الشهر الماضي (¬4). وعدّ (ذلك) (¬5) من النوادر. / 264 / ومن يعتبر أبّهة الملك فماذا يقال في هذه الأيام التي نحن فيها؟ وكثر ركوب السلطان حتى صار ذلك لا يورّخه المورّخون، على ما سيأتي في محلّه. [إمرة الطبلخانات وشدّ الدواوين] وفيه قرّر محمود بن أصفر عينه في إمرة طبلخانات، وجعل شادّ الدواوين. وهو الذي ولّي الأستادارية بعد ذلك (¬6). [فرار نائب غزّة] وفيه قدم الخبر بفرار أقبغا عبد الله نائب غزّة منها إلى جهة نعير أمير العرب (¬7). [تعدية السلطان النيل إلى الجيزة] وفيه ركب السلطان وشقّ مصر العتيقة (¬8)، وعدّى النيل إلى الجيزة، ثم عاد من على بولاق لقلعته (¬9). ¬

(¬1) إنباء الغمر 1/ 260، 261، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 325 وفي الأصل مقدار كلمة غير مقروءة. (¬2) انظر عن (الأسيوطي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 484، وإنباء الغمر 1/ 267 رقم 18 وفيه «عبد العزيز بن عبد المحيي بن عبد الخالق»، ووجيز الكلام 1/ 261 رقم 552، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 326. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) أي شهر ذي القعدة. (¬5) كتبت فوق السطر. والخبر في: السلوك ج 3 ق 2/ 481 و 482، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 325. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 483. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 483، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 325. (¬8) في الأصل: «العتيق». (¬9) السلوك ج 3 ق 2/ 483، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 325.

وفاة الجلال العدوي

[وفاة الجلال العدوي] [632]- وفي أواخره مات الجلال العدويّ (¬1)، الحنفيّ، الشيخ عبد الكريم بن محمود بن علي شيخ الخاتونية بدمشق. وكان عالما، فاضلا، كريما. حجّ في هذه السنة، وعاد فمات (مع المصري فمات في عوده) (¬2). ¬

(¬1) انظر عن (الجلال العدوي) في: إنباء الغمر 1/ 267 رقم 19، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 98. (¬2) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط.

حوادث سنة خمس وثمانين وسبعماية

[حوادث] سنة خمس وثمانين وسبعماية [المحرّم] [قدوم نائب حلب على السلطان] في يوم السبت مستهلّ محرّم قدم يلبغا الناصريّ نائب حلب، وخرج سودون النائب إلى لقائه وصعد به لبين يدي السلطان وقبّل له الأرض، وجلس إلى جانب سودون، وكان في هذا عبرة لأولي النهى، فإنّ الناصريّ بالأمس كان من جملة الأمراء الأشرفية ولا ذكر لبرقوق إذ ذاك، فإنه كان من مماليك الأسياد في الخدمة حتى لوضمّه مع الناصريّ مجلس لكان قائما بين يديه على رجليه، فأصبح ملكا يقبّل له الناصريّ الأرض، فسبحان مغيّر الأحوال. ودام يلبغا أياما وعاد إلى نيابة حلب (¬1). [وفاة الشهاب ابن ساعد] [633]- وفي هذا الشهر، فيما يظنّ، مات الأعرج السّعديّ (¬2)، الأديب، الفاضل، شهاب الدين أحمد بن يحيى بن مخلوف بن مرّي (¬3) بن فضل الله بن سعد بن ساعد. وكان فاضلا، عالما، وغلب عليه الأدب. ونظم نظما حسنا من صغره. وكان سنّه نحوا من ثمانين سنة. [وفاة الأمير قطلوبغا] [634]- ومات الأمير قطلوبغا الكوكاي (¬4). ¬

(¬1) تاريخ ابن خلدون 5/ 476، والسلوك ج 3 ق 2/ 485، وإنباء الغمر 1/ 272، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 326. (¬2) انظر عن (السعدي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 510، وإنباء الغمر 1/ 143، ووجيز الكلام 1/ 266 رقم 568، والدرر الكامنة 1/ 335، 336 رقم 834، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 342، والدليل الشافي 1/ 97 رقم 337، والمنهل الصافي 2/ 266 رقم 339، وشذرات الذهب 6/ 287، والنجوم الزاهرة 11/ 297، والذيل على العبر 2/ 547، ونزهة النفوس والأبدان 1/ 89. (¬3) في السلوك: «مر». وهو خطأ. (¬4) انظر عن (قطلوبغا الكوكاي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 511، وإنباء الغمر 1/ 285 رقم 26، وتاريخ ابن =

وفاة أمين الدين الأسلمي

[وفاة أمين الدين الأسلمي] [635]- وأمين الدين بن جعيص الأسلميّ (¬1)، القبطيّ. وكان له شهرة. [وزارة كاتب أرلان] وفي رابع عشره استقرّ كاتب (¬2) أرلان شمس الدين إبراهيم القبطيّ في الوزارة بعد أن تمنّع من ذلك، فألحّ عليه السلطان وأجابه بشروط أشرطها، وخلع عليه من خلع الوزراء كما أشار، وأشار السلطان له بأن لا يكون على يده يد، وأن يستبدّ بالأمور، / 265 / فباشر الوزارة بحرمة وافرة، وضيّق على القبط، واقتصر في مركبه وحاله، ولم يمكّن أحدا يركب معه، وصار يغلق باب داره بيده ويجعل مفاتيحه في كمّه، وملأ حواصل الدولة وبيت المال، ولم يتناول من معلوم الوزر إلاّ القليل جدّا، ورفع يد جركس الخليلي من التحدّث في الدولة، وعظم جدّا، وما وجد عدوّه عليه سبيلا من حسن سيرته (¬3). [صفر] [رسالة السلطان ابن أويس للسلطان] وفي صفر وصل إلى القاهرة رسالة السلطان أحمد بن أويس صاحب بغداد ومعه هديّة سنيّة للسلطان (¬4). [ربيع الأول] [الحروب بين الدوكاري وحاكم الموصل] وفي ربيع الأول وقعت بين سالم الدوكاري وقرا محمد بن بيرم خجا حاكم الموصل حروب آلت إلى فرار سالم إلى هذه المملكة والالتجاء بها (¬5). ¬

= قاضي شهبة 1/ 124، والنجوم الزاهرة 11/ 298، والدليل الشافي 2/ 545 رقم 1874، ووجيز الكلام 1/ 267 رقم 570، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 327 و 343. (¬1) انظر عن (الأسلمي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 511، وإنباء الغمر 1/ 287 رقم 41، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 343. واسمه: «عبد الله». (¬2) في الأصل: «استقر بن كاتب». (¬3) خبر كاتب أرلان في: الذيل على العبر 2/ 545، والسلوك ج 3 ق 2/ 486، 487، وإنباء الغمر 1/ 272. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 487، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 327. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 489، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 328.

الوقائع بحلب

[الوقائع بحلب] [وفيه] كان بين تركمان حلب ونائبها وقائع، وانتصر النائب يلبغا الناصريّ (¬1). [وفاة ابن جزيّ الأندلسي] [636]- ومات ابن جزيّ (¬2) الشيخ، العالم، العلاّمة، الأديب، أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الكلبيّ، الأندلسيّ، الدماطيّ، المالكيّ، قاضي الجماعة بغرناطة. وكان من العلماء الأفاضل. أجاز له جماعة، منهم: وزيرة، والحجّار، وسمع جماعة، منهم: الوادياشي. وكان عارفا بالفقه، والفرائض، والعربية، وفنون الأدب، وشرح «الألفيّة» وغيرها. ومن نظمه: قالوا: الحبيب شكا (¬3) ... - جعلت فداه - رمدا أصاب جفونه كالعندم فأجبتهم: ما زال يفتك لحظه ... في مهجتي حتّى تلطّخ بالدم [ربيع الآخر] [غارة مراكب الفرنج على ساحل مصر] وفي ربيع الآخر وردت بعض مراكب فرنج إلى ساحل الطينة وأسروا منها سبعة أنفار وقتلوا واحدا، ومرّوا على دمياط فباعوا الأسرى السبعة هناك (¬4). [تقرير إينال اليوسفي مقدّما] وفيه قرّر إينال اليوسفي في تقدمة ألف بدمشق (¬5). [تقرير الدوكاري طبلخانا] وفيه قدم سالم الدوكاريّ إلى مصر، فأكرمه السلطان، وقرّره في إمرة طبلخاناة بحلب (¬6). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 488، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 328، 329. (¬2) انظر عن (ابن جزي) في: إنباء الغمر 1/ 281 رقم 6، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 119، ووجيز الكلام 1/ 266 رقم 566، والدرر الكامنة 1/ 293، وبغية الوعاة 1/ 663، ونفح الطيب 3/ 273 - 283، وشذرات الذهب 6/ 286، وإيضاح المكنون 1/ 119، ومعجم المؤلفين 2/ 72. (¬3) في الأصل: «شكى». (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 490، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 329. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 490، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 329. (¬6) النفحة المسكية 240، والسلوك ج 3 ق 2/ 489 وفيه: «الدكري»، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 105 وفيه =

جمادى الأول

[جمادى الأول] [وفاء النيل] وفي جماد الأول أوفى النيل، وركب السلطان إلى كسره بنفسه، وعدّ ذلك من النوادر، فإنه لم يعهد بعد الظاهر بيبرس من كسر النيل من السلاطين سوى برقوق هذا (¬1). [وفاة بلاط الصغير] [637]- وفيه مات بلاط الصغير (¬2) أمير سلاح، وكان بطرابلس. [وفاة نائب صفد] [638]- وتمرباي نائب صفد (¬3). وكانا من الأمراء الأعيان. [كائنة أهل برما والنصارى] / 266 / وفيه كائنة أهل برما، وكان طائفة من النصارى عملوا بها عرسا جمعوا فيه أرباب الملاهي، فما هو أن صعد المؤذّن ليلا للمنار فأوسعوه (¬4) سبّا ولعنا، بل همّوا بقتله وقتل آخرين معه، وساعدهم على ذلك جماعة من مسالمة النصارى ببرما، فحضر المؤذّن وآخرين (¬5) إلى سودون النائب وشكوا له ما جرى عليهم، فبعث بهم إلى جركس الخليلي، وكانت برما في إقطاعه، فما قبل قولهم وسجن منهم طائفة. وبلغ ذلك البلقيني وآخرين من العلماء، فتوجّه الناصر بن الميلق إلى الخليلي ووعظه وأعلا (¬6) عليه في قوله. ثم قدم جماعة من أهل برما واستغاثوا بالسلطان، فأنكر على الخليلي، وعيّن أيدكار الحاجب لبرما للكشف عن هذه الكائنة، فعاد وقد صحّ عنده قبح سيرة المسالمة بها، وأحضرهم معه، فانسحبت عليهم البيّنات عند القاضي المالكيّ، بقوادح فسجنهم. وجرت على الخليلي أمور منها في ماله وفي بدنه (¬7). ¬

= «الدكرى»، والنجوم الزاهرة 11/ 233، ونزهة النفوس 1/ 64، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 329. (¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 491، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 329. (¬2) انظر عن (بلاط الصغير) في: السلوك ج 3 ق 2/ 580، وإنباء الغمر 1/ 282 رقم 12، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 120، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 343. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 510، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 329. (¬4) في الأصل: «صعد المؤذن ليلا للمنار الشيخ على المنار فأوسعوه». (¬5) الصواب: «وآخرون». (¬6) الصواب: «وأعلى». (¬7) خبر أهل برما في: السلوك ج 3 ق 2/ 492، وإنباء الغمر 1/ 273، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 330، 331.

جمادى الآخر

[جمادى الآخر] [نيابة صفد] وفي جماد الآخر قرّر كمشبغا الحمويّ في نيابة صفد بعد موت تمرباي (¬1). [وفاة علم الدين الكناني العسقلاني] [639]- وفيه مات الشيخ علم الدين الكنانيّ (¬2)، والعسقلانيّ، سليمان بن أحمد بن سليمان بن أبي الفتح بن هاشم الحنبليّ. (¬3) وكان من أعيان الفقهاء الحنابلة، بارعا في مذهبه. أفتى ودرّس، وناب في الحكم. [ضرب أعناق مسالمة] وفي سادس عشره ضربت أعناق مسالمة برما على الزندقة (¬4). [رجب] [خلع الخليفة المتوكل] وفي رجب كائنة خلع الخليفة المتوكل. وكان من خبر ذلك على جهة الاختصار أنّ إنسانا يقال له محمد بن محمد بن تنكز نائب الشام أخبر السلطان بأنّ قرط الكاشف، وإبراهيم بن قطلقتمر اتفقا مع الخليفة على القيام وقتل السلطان إذا نزل إلى الميدان للعب الكرة، فإنهم تجمّعوا من التركمان وغيرهم نحوا من ثمان ماية نفر يكونوا (¬5) معهم على ما هم عليه، وإنه إن رابهم أمر وما تمّ ما قصدوه بعد قتل السلطان أخذوا الخليفة وساروا به إلى أيّ جهة شاء، فأحضر السلطان النائب سودون الشيخوني وعرّفه القضيّة، فأخذ يستبعد وقوع ذلك من الخليفة، وقال: إنه رجل عاقل لا يقع في مثل هذا. وأمر السلطان بإحضاره وإحضار قرط وإبراهيم بن قطلقتمر، فأنكروا أن يكون وقع منهم ذلك أو شيئا (¬6) منه. فهدّد السلطان قرط، فأخذ يقول: نعم كان ذلك. وذكر عن الخليفة أشياء بحضوره، وهو ينكر ذلك. ثم إنّ إبراهيم أيضا تكلّم بكلمات نحوا ممّا قاله قرط وأنهم قصدوا نصرة الحق ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 492، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 331. (¬2) انظر عن (الكناني) في: الذيل على العبر 2/ 546، 547، والسلوك ج 3 ق 2/ 511، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 121، وإنباء الغمر 1/ 283 رقم 17، والنجوم الزاهرة 11/ 298، ووجيز الكلام 1/ 216 رقم 567، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 343، وشذرات الذهب 6/ 288، والمنهج الأحمد 468، والمقصد الأرشد رقم 440، والجوهر المنضد 43، والسحب الوابلة 102، والدر المنضد 2/ 571، 527 رقم 1419. (¬3) في بدائع الزهور: «سليمان بن أحمد بن عبد الرحمن». (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 493 وفيه عددهم ستة، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 331. (¬5) الصواب: «يكونون». (¬6) الصواب: «شيء».

خلافة الواثق بالله

وإزالة الظلم عن المسلمين، فأخذ السلطان يقول للخليفة: / 267 / ما تقول في هذا؟ فأنكره جدّا، فحنق منه السلطان واستلّ النّمجاة وأراد أن يضرب عنقه. ثم أمر بتسمير الثلاثة. فقال له سودون النائب: متى سمّرنا الخليفة رجمتنا الناس، وآل الآمر إلى يوسف وقرط، ووقعت الشفاعة في أمرهم فسجن وسجن الخليفة بعد أن جمع السلطان القضاة واستفتاهم في جواز قتله، فما أفتاه أحد منهم، وقاموا عنه، فطلب أحمد عمّ المعتصم إبراهيم بن المستمسك بن محمد بن (¬1) الحاكم أحمد القرشي وبايعه بالخلافة (¬2). [خلافة الواثق بالله] لما جرت هذه الكائنة وطلب السلطان عمّ هذا وصرّح بخلع المتوكل وقرّر عمّه في الخلافة وتلقّب بالمعتصم، ثم غيّره إلى الواثق بالله، وألبس شعار الخلافة، ونزل إلى داره على العادة، ودامت خلافته زيادة على ثلاث سنين على ما ستعرف ذلك (¬3). [إمارة عرب الشام وفتنة نعير] [وفيه] كتب بولاية عثمان بن قاره أمير (¬4) عرب الشام عوضا عن نعير، وخرج تقليده بذلك (¬5). ثم خرج بعد ذلك يلبغا الناصري نائب حلب، وكان حامل (¬6) تقليد عثمان، فأوقعوا بنعير على حين غفلة وكبسوا عليه، وكانت بينهم وقعة هائلة انهزم فيها نعير ونهبت أمواله وكانت لا تعدّ، فمن جملة ما نهب له ثلاثون ألفا من الإبل، وسبى حريمه، وكانت هذه من الفتن الكبيرة ومن عظيم أسباب خراب الشام (¬7). [وفاة صاحب جزيرة ابن عمر] [640]- وفيه مات سيف الدين صاحب جزيرة ابن عمر، واستقرّ بعده (. . .) أخوه شمس الدين أحمد (¬8). ¬

(¬1) تكرّرت «بن» في الأصل. (¬2) خبر خلع المتوكل في: النفحة المسكية 240، والسلوك ج 3 ق 2/ 493، والذيل على العبر 2/ 544، وتاريخ ابن خلدون 5/ 474، 475، ووجيز الكلام 1/ 264، وتاريخ الخلفاء 504، وتاريخ ابن سباط 2/ 732، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 332، 333. (¬3) تاريخ ابن خلدون 5/ 475، والذيل على العبر 2/ 544، والسلوك ج 3 ق 2/ 495، 496، ووجيز الكلام 1/ 264، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 333. (¬4) في السلوك: «قارا»، وفي الأصل: «قاره أيده». (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 496 و 510، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 334. (¬6) الصواب: «وكان حاملا». (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 489، وإنباء الغمر 1/ 279. (¬8) إنباء الغمر 1/ 280 وهو سيف الدين النجيبي. وفي الأصل كلمة لا معنى لها: «البر».

دورة المحمل

[دورة المحمل] وفيه دار المحمل على العادة بعد ما استجدّ له ثوب من حرير أطلس أصفر بشمسات زركش فيها اسم السلطان، وعملت له رصافيات (¬1) فضّة مموّهة بالذهب، فجاء حسن النظر بهيئة على ما عهد قبل ذلك. وهذا أول ما عمل له ذلك (¬2). [عرض كسوة الكعبة] وفيه عرضت كسوة الكعبة على السلطان وقد استجدّ بها طراز دائر بأعلاها من القصب (¬3). [كشف السلطان لأحوال المرضى] وفيه ركب السلطان وسيّر ثم دخل إلى القاهرة ونزل بالبيمارستان فكشف أحوال المرضى بنفسه، وركب في هذا النهار (¬4) غير ركبة، وعدّ من النوادر (¬5). [وصول رسل سنجار وتكريت والروم إلى السلطان] وفيه وصل إلى القاهرة رسل من عند صاحب سنجار، ومن عند صاحب تكريت، ومن عند صاحب قيصرية الروم / 268 / يسألون السلطان في أن تكون الولايات ببلادهم، فأجيبوا إلى ذلك وكتب لهم تقاليد بذلك، وضخمت مملكة برقوق بواسطة ذلك وبأشياء أخر (¬6). [وفاة الشهاب ابن مسلم الحنفي] [641]- وفيه مات ابن خضر، شارح «درر البحار»، الشيخ الإمام، العلاّمة، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر بن مسلم الدمشقيّ (¬7)، الحنفيّ. ¬

(¬1) الشمسات: مفردها شمس. حلى مستديرة في شكل الشمس الصغيرة، تزيّن بها الثياب ونحوها، ويغلب أن تكون من القصب (Dozy : Supp .Dict .Art) . ورصافيات: هي القلنسوات العالية المرتفعة الطويلة، التي كان يرتديها الخلفاء العباسيون. ويفهم من الرصافيات هذا أن المقصود حلى بارزة من الفضة زيّن بها المحمل (Dozy : Supp .Dict .Art) . (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 497، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 334. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 497. (¬4) في الأصل: «النهر». (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 397، 498، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 335. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 498، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 335. (¬7) انظر عن (ابن مسلم الدمشقي) في: إنباء الغمر 1/ 281 رقم 7، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 118، ووجيز الكلام 1/ 265، 266 رقم 565، وغاية النهاية 1/ 113، وكشف الظنون 746، وشذرات الذهب 6/ 286، 287، وإيضاح المكنون 2/ 151، ومعجم المؤلفين 2/ 138.

شعبان

وكان إماما عالما، فاضلا، عارفا بالفنون، أقرأ في الفقه والأصول، درّس بأماكن عديدة، وولّي إفتاء دار العدل بدمشق. وهو أول من ولّي ذلك. وشرحه ل‍ «درر البحار» شرح حسن في عدّة مجلّدات. وسمع من: عيسى بن المطعم، والحجّار، وغيرهما. ومولده سنة ست وسبعمائة. [شعبان] [تحرّك الفرنج في البحر] وفي شعبان في أوله قدمت الأخبار بتحرّك الفرنج في البحر، فخرجت (¬1) عدّة من الأمراء لليزك، وقووا (¬2) الثغور الساحلية لدمياط وغيرها (¬3). [خروج نائب حلب لقتال الفرنج] ثم قدم الخبر فيه أيضا بأنّ يلبغا الناصري خرج من حلب بعساكرها لقتال الفرنج، وقد وردت شوانيهم (¬4) بالرجال لقصد آياس (¬5). [حصار الفرنج بيروت] وفيه وصل الفرنج إلى ثغر بيروت ونزلوا بالساحل وانتشروا به وحاصروا بيروت وملكوا بعض أبراجها لولا أدركهم العسكر الشامي لأخذوها، وحصل بين العسكر الشامي وبينهم قتال انتصر المسلمين (¬6)، وقتل من الفرنج نحوا (¬7) من خمسماية، وفرّ الباقين (¬8). [رمضان] [القبض على ناظر الخاص] وفي رمضان قبض على نصر الله [بن] البقريّ (¬9)، ناظر الخاص، ونزل إلى داره الأستادار ومعه إنسان آخر يقال له قرقماس الخازندار، وكان بها فرح، ونساؤه وغلمانه ¬

(¬1) الصواب: «فخرج». (¬2) في الأصل: «وقوو». (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 498، وإنباء الغمر 1/ 274. (¬4) في الأصل: «شوانهم». (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 499، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 335. (¬6) الصواب: «المسلمون». (¬7) الصواب: «نحو». (¬8) الصواب: «الباقون». وخبر بيروت في: الذيل على العبر 2/ 545، والسلوك ج 3 ق 2/ 499، وإنباء الغمر 1/ 274، ووجيز الكلام 1/ 265، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 335. (¬9) في الأصل: «نصر الله الفوي».

تقرير ناطر الخاص

عليهم من الحليّ والجواهر فاحتيط بهم وحمل جميع ما في الدار، فبلغت قيمته بذلك زيادة على مائتي ألف دينار (¬1). [تقرير ناطر الخاص] وقرّر في نظر الخاص كاتب أرلان (¬2)، فاستعفى فأعفي، وقرّر موفّق الدين أبو الفرج الذي أسلم عن قريب. [مصادرة ابن البقري] وفيه صودر ابن (¬3) البقريّ، وشدّدت عقوبته، فكان ما أخذ منه زيادة على ثلاثمائة ألف دينار (¬4). [وفاء ديون مساجين] وفيه وفّى السلطان ديونا على جماعة في سجن القضاة على ديون من ماله، وأفرج عنهم (¬5). [شفاعة الأمراء بالخليفة] وفيه شفع الأمرا في الخليفة وسألا السلطان في العفو عنه، وترفّق له أيتمش وألطنبغا الجوباني، وقبّلا الأرض، فأخذ يعدّ له / 269 / أشياء منها أنه أراد قتلي وقتلكم، فكفّا عن مسألته. ثم سأله سودون النائب في ذلك، فأجابه إلى فكّ قيده (¬6). [تتبّع المماليك الأشرفية والبطّالة] وفي شوال عدّى السلطان إلى الجيزة وعاد من يومه وأمر بتتبّع المماليك الأشرفية والبطّالة، فأخذوا من كل مكان وعملوا في الحديد ونفوا (¬7). [وفاة السبكي قاضي دمشق] [642]- وفيه مات السبكيّ (¬8) قاضي دمشق، عبد الله بن أبي البقا ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 500، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 336. (¬2) في الأصل: «ابن كاتب أرلان». والتصحيح من: السلوك ج 3 ق 2/ 500، وفي بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 336 «أزلان» بالزاي، وهو خطأ. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 501، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 337. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 501، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 337. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 501. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 501، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 337. (¬8) انظر عن (السبكي) في: الذيل على العبر 2/ 548، 549، والسلوك ج 3 ق 2/ 511، وتاريخ ابن =

الإفراج عن ولد قطلقتمر

محمد بن عبد البّر (¬1) بن يحيى بن علي بن تمام الشافعيّ. وكان عالما فاضلا، أديبا. وله خمس وستون سنة. [الإفراج عن ولد قطلقتمر] [وفيه] عدّى السلطان إلى الجيزة أيضا فتصيّد وعاد لمخيّمه تحت الأهرام، واتفق مروره على خيمة قطلقتمر أمير خازندار فوقف عليها، وخرج إليه قطلقتمر فقبّل له الأرض وقدّم له أربعة أفراس، فلم يقبلها، فقبّل الأرض ثانيا، وسأل جبر خاطره بقبولها، فقبل ذلك وتوجّه إلى مخيمه، فبعث يطلب ولده إبراهيم فأحضر من خزانة شمائل، فحنّ عليه وخلع عليه وأركبه فرسا بسرج ذهب وكنبوش من زركش، وأعطاه الخيل التي قدّمها له أبوه وأمره بأن يمشي في الخدمة، ووعده برزق، وبعثه إلى أبيه، فسرّ به. وكان من يوم حبس لم يتكلّم مع السلطان ولا سمع أحد من الأمراء ولا غيرهم في لسانه (¬2). [وفاة ابن بردس البعلبكي] [643]- وفيه مات المسند، المحدّث، الفاضل، ابن بردس (¬3)، إسماعيل بن محمد بن بردس بن نصر بن بردس بن رسلان البعلبكّيّ، الحنبليّ. ¬

= قاضي شهبة 1/ 122، 123، وإنباء الغمر 1/ 283، 284 رقم 19، والدرر الكامنة 2/ 292 رقم 2212، والنجوم الزاهرة 11/ 298، ونزهة النفوس والأبدان 1/ 89، والدارس 1/ 39 / 40، ووجيز الكلام 1/ 265 رقم 564، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 343، والقلائد الجوهرية 1/ 173، وقضاة دمشق 112، وشذرات الذهب 6/ 288، وهدية العارفين 1/ 468، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 305، 306 رقم 687. (¬1) في الأصل: «عبد الحميد» بدل «عبد البر». (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 501، 502، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 337. (¬3) في الأصل: «بن بردش». وانظر عن (ابن بردس) في: الرد الوافر لابن ناصر الدين 91، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 140، 141، وإنباء الغمر 1/ 292، 293 رقم 5 وفيه: «إسماعيل بن محمد بن قيس بن نصر بن بردس بن رسلان البعلبكي»، والمنهج الأحمد 268، والضوء اللامع 1/ 140 و 8/ 187 و 188، والدرر الكامنة 1/ 387 رقم 954، ومختصر المنهج الأحمد 167، 168، ووجيز الكلام 2/ 494، 495 رقم 1133، ولحظ الألحاظ 166، والمقصد الأرشد، رقم 86، والسحب الوابلة 40، والدرر المنضد 2/ 572 رقم 1421، والجوهر المنضد 17 - 20 رقم 16، ونوادر المخطوطات العربية في مكتبات تركيا 1/ 367، وكشف الظنون 1500، وهدية العارفين 1/ 214، وشذرات الذهب 7/ 146، والمخطوطات العربية في مكتبة طوب قابي سراي باستانبول (مجلّة المورد) مجلّد 5، عدد 2/ 253، فهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية، ج 2 ق 4/ 65 (قسم التاريخ) وق 1 / رقم 88، وفهرس المخطوطات المصورة بدار الكتب المصرية (التاريخ) ج 2 ق 4/ 38 رقم 1379، وق 1 / رقم 51 وق 3 / رقم 897، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 1/ 402 - 405 رقم 282، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 342 وفيه: «ابن بردش»، ومعجم المؤلفين 2/ 290. وقد أجمعت المصادر على وفاة «ابن بردس» في سنة 786 هـ‍، باستثناء شذرات الذهب حيث ذكر وفاته كما هنا في سنة 785 هـ‍.

ذو القعدة

سمع من القطب، اليونينيّ، وآخرين، وعني بالحديث، وصنّف فيه، وحدّث، وتخرّج به جماعة. ومولده سنة عشرين. [ذو القعدة] [شراء السلطان لأيتمش البجاسي] وفي ذي قعدة اشترى السلطان أيتمش البجاسي وهو في حال إمرته، وكان قد ثبت أنه لم يعتق، وأن أستاذه جرجي لما مات أخذه نائب حلب بجكم (¬1) من غير شرى (¬2) ولا طريق شرعي، وأجرى عليه عتقه وما صادف محلاّ، فوزن السلطان فيه ماية ألف درهم، وأجرى عليه عتقه، وخلع على القضاة ومن شهد بهذه الحادثة واستحلّوا عتقه، وعدّت هذه من النوادر، وكون إنسانا (¬3) صار يعتبر (¬4) من أكابر الأمراء يتصرّف تصرّف الأحرار وهو رقيق وما خفي من نحو هذه مما نعلمه أعظم من هذه، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله (¬5). [استقرار ابن جماعة بقضاء دمشق] وفيه كتب البرهان ابن جماعة باستقراره في قضاء الشافعية بدمشق، فأجاب إلى ذلك، وتوجّه إلى دمشق من القدس، وبها ناب، وكان يظنّ به عدم القبول. ويقال إنه لم يقبل حتى خوّف عاقبة ذلك، فأجاب (¬6). [وفاة الشيخ المرداوي] [644]- مات الشيخ شمس الدين المرداوي (¬7)، الحنبليّ، محمد بن عبيد بن داود بن أحمد بن يوسف الدمشقيّ. وكان عالما / 270 / بالفقه، غاية في الفرائض. [ذو الحجة] [الإفراج عن الخليفة المتوكل] وفي ذي حجّة أفرج عن الخليفة المتوكل من سجنه بالبرج، وأسكن ¬

(¬1) في الأصل: «نجاس». (¬2) الصواب: «من غير شراء». (¬3) الصواب: «وكون إنسان». (¬4) في الأصل: «صار معبر». (¬5) خبر الشراء في: الذيل على العبر 2/ 545، وإنباء الغمر 1/ 278، والسلوك ج 3 ق 2/ 502، 503، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 337، 338. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 503، 504، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 338. (¬7) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 342، وإنباء الغمر 1/ 285، 286 رقم 33، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 125، والمنهج الأحمد 455، والمقصد الأرشد، رقم 975، والجوهر المنضد 129، والدر المنضد 2/ 572 رقم 1420، والسحب الوابلة 274.

محاربة التركمان

بدار الخليلي بالقلعة، وأذن له في [أن] يعيد إليه عياله (¬1). [محاربة التركمان] وفيه قدم البريد بمحاربة التركمان، وكانت فتنة يطول الشرح في ذكرها آلت إلى قبض ابن (¬2) رمضان وأخيه أحمد وتوسيطهما، وانتصار يلبغا الناصري نائب حلب (¬3). [أخبار الحجّاج] وفيه قدم مبشّر الحاج وأخبر بأنه قتل جمع من حاج التكرور والمغاربة على يد أمير الينبع سعد بن أبي الغيث ونهب أمول جمعا (¬4) منهم ممّن لم يقتل، وأن قريش ابن أخي زامل (¬5) فعل في حاج شيراز والبصرة وأخذوا منهم مالا عظيما. وأنّ الحاج العراقي حصل عليهم تشويش منه أيضا، وأنّ الحاج اليمني كثرت حضوره في هذه السنة للفتن القائمة هناك (¬6). * * * [رخاء الأسعار] وخرجت هذه السنة والأسعار في غاية الرخاء بالقاهرة، ولله الحمد (¬7). ¬

(¬1) الذيل على العبر 2/ 544، 545، والسلوك ج 3 ق 2/ 504، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 340، 341. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) تاريخ ابن خلدون 5/ 476، والذيل على العبر 2/ 545، والسلوك ج 3 ق 2/ 504، وإنباء الغمر 1/ 279، ووجيز الكلام 1/ 265، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 338 و 340. (¬4) الصواب: «ونهب أموالا جمّة». (¬5) في الأصل: «اميرا لعل». (¬6) في السلوك ج 3 ق 2/ 508، 509: «حاج اليمن تعذر حجهم لفتنة». والخبر أيضا في: إنباء الغمر 1/ 278، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 341. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 509، وإنباء الغمر 1/ 279، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 342.

حوادث سنة ست وثمانين وسبعماية

[حوادث] سنة ست وثمانين وسبعماية [المحرّم] [سفر السلطان إلى الصعيد] في أول محرّم أشيع بسفر السلطان إلى جهة الصعيد، ورسم بعمل الإقامات بها لأجل سفره (¬1). [السيل بدمشق] وفيه ورد الخبر بأنه حصل بدمشق سيل عظيم جدّا لم يعهد مثله، وخربت به عدّة دور. (¬2) [عمارة برجين بدمياط] وفيه بعث السلطان الشهاب أحمد الطولونيّ كبير المهندسين لعمارة البرجين بدمياط (¬3). [الخلاف بين عين تجار الكارم وتاجر يمني] وفيه وقع بين زكيّ الدين الخرّوبّي عين تجّار الكارم وبين تاجر من اليمن يقال له شهاب الدين الفارقيّ حظ نفس، فترافعا للسلطان، ونسب الفاروقيّ الخرّوبيّ إلى أمور، فأخرج كتابا للسلطان يذكر فيه لأخيه الشرف الفارقيّ وزير اليمن أنّ مصر آل أمرها إلى الفساد، وأشياء أخر من جملتها، وأنّ سلطانها من أقلّ المماليك فلا بعث بعد هذه السنة هدية، فقبض على الفارقيّ، وخلع على الخرّوبيّ، واستقرّ كبير التجار (¬4). (الكرماني شارح البخاري) (¬5) [645]- وفي سادس عشره مات عالم بغداد في زمانه، الشيخ العلاّمة، شمس الدين الكرمانيّ (¬6)، شارح «البخاريّ» محمد بن يوسف بن علي بن عبد الكريم الشافعيّ، بطريق الحجاز، وحمل إلى بغداد وبها دفن. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 512. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 512، وإنباء الغمر 1/ 289، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 344. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 512، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 344. (¬4) إنباء الغمر 1/ 288. (¬5) العنوان عن هامش المخطوط. (¬6) انظر عن (الكرماني) في: السلوك ج 3 ق 2/ 527، وإنباء الغمر 1/ 299 رقم 27، وتاريخ ابن قاضي =

صفر

وكان علاّمة عصره في سائر الفنون، وأخذ عن أبيه وعن القاضي (¬1) العضد، وطاف البلاد شاما ومصرا وحجازا وعراقا، واستوطن بغداد وتصدّى بالنشر العلم (¬2) ثلاثين سنة. وصنّف كتبا حافلة منها شرحا (¬3) على المختصر، وشرحه المشهور على «البخاري». كان شيخنا العلاّمة الأستاذ الكافيجي يقول: ما شرح البخاري سوى الكرماني. وكان شريف النفس، قانعا باليسير لا يزور إلى بني الدنيا. / 271 / ومولده سنة تسع (¬4) عشره. [صفر] [وفاة البساطي المالكي] [646]- وفي صفر مات البساطي (¬5)، المالكيّ، الشيخ علم الدين، سليمان بن خالد بن نعيم [بن مقدّم] (¬6) بن محمد بن حسن بن غانم بن محمد الطائيّ (¬7). وكان عالما، ماهرا، متقشّفا، طارحا التكلّف حتى في قضائه (¬8) لمصر. وكان مولده بعد سنة عشرين وسبعماية. وقرّر بعده في تدريس القمحية الشيخ وليّ الدين ابن (¬9) خلدون. [ربيع الأول] [الخلعة لنائب الشام] وفي ربيع الأول قدم بيدمر نائب الشام القاهرة وخلع عليه (¬10). ¬

= شهبة 1/ 151، 152، والدليل الشافي 2/ 716، 717 رقم 2449. ونزهة النفوس 1/ 109 رقم 29، والنجوم الزاهرة 11/ 303، وبغية الوعاة 1/ 120، 121 رقم 515، وشذرات الذهب 6/ 294، والدرر الكامنة 4/ 310، 311 رقم 836، وكشف الظنون 37 و 546 و 1299 و 1662 و 1891، ومفتاح السعادة 1/ 170، 171، و 2/ 18، 19، والبدر الطالع 2/ 292، وفهرست الخديوية 1/ 390 - 392، وفهرس المخطوطات المصوّرة 1/ 93، وهدية العارفين 2/ 172، ومعجم المؤلفين 12/ 129، 130، وديوان الإسلام 4/ 78، 79 رقم 1764، والأعلام 7/ 153. (¬1) في الأصل: «الفاسي». (¬2) الصواب: «وتصدّى لنشر العلم». (¬3) الصواب: «وشرح». (¬4) في بدائع الزهور، وإنباء الغمر، ولد سنة سبع عشرة. (¬5) انظر عن (البساطي) في: الذيل على العبر 2/ 552، والسلوك ج 3 ق 2/ 526، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 142، 143، وإنباء الغمر 1/ 293، 294 رقم 9، والدرر الكامنة 2/ 148 رقم 1838، ورفع الإصر 48، ولحظ الألحاظ 167، والدليل الشافي 1/ 317 رقم 1079، والمنهل الصافي 6/ 26 - 28 رقم 1082، والنجوم الزاهرة 11/ 300، ونزهة النفوس والأبدان 1/ 108، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 356، وشذرات الذهب 6/ 290، وشجرة النور الزكية 1/ 223، ووجيز الكلام 1/ 272 رقم 576. (¬6) ما بين الحاصرتين إضافة من المصادر. (¬7) في الأصل: «العاني». (¬8) في الأصل: «قضاه». (¬9) في الأصل: «بن». والخبر في: السلوك ج 3 ق 2/ 513. (¬10) السلوك ج 3 ق 2/ 513، وإنباء الغمر 1/ 288، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 344.

وفاة ابن قاضي القضاة الحنفية

[وفاة ابن قاضي القضاة الحنفية] [647]- وفي عاشره مات الصدر بن منصور (¬1) ابن قاضي القضاة الحنفية بمصر محمد بن علي بن منصور الدمشقيّ، وهو على القضاء. وكان إماما عالما. أخذ عن أبيه، والبرهان بن عبد الحق، وابن (¬2) النجم القحفاري، وآخرين. وسمع من الحجّار، وغيره، ودرّس في عدّة أماكن، منها الصرغتمشية، وولّي القضاء الأكبر. وكان بارعا في الفقه متواضعا، ليّن الجانب، صلبا في أحكامه. [عقد السلطان على ابنة منجك] في يوم الجمعة رابع عشره كان عقد السلطان على فاطمة ابنة منجك اليوسفيّ، وخلع فيه على قاضي القضاة الأربع (¬3)، وعلى كاتب السرّ، وناظر الخاص، وموقّعين (¬4) الحكم. ثم بعد ذلك حمل جهاز فاطمة هذه إلى القلعة، وكان شيئا كثيرا قيمته ثمان ماية ألف مثقال من الذهب، ومشى من الأمراء الحاجب الكبير والرأس نوبة. والأشياء كثيرة والدوادار. وكان له يوما مشهودا (¬5). ثم بنى السلطان عليها بعد ذلك (¬6). [خلع ملك فاس] وفي عشرينه خلع ملك المغرب فاس من الملك وهو أبو العباس أحمد بن أبي سالم بن أبي الحسن المريني، وملك فاس عوضه موسى بن أبي عنان. وكانت هناك فتن عظيمة (¬7). [الإذن لنواب القضاة الأحناف بالحكم] وفيه أذن السلطان لنوّاب الحكم الحنفية بأن يحكموا حتى يولّوا قاضي (¬8). ¬

(¬1) انظر عن (ابن منصور) في: الذيل على العبر 2/ 552، 553، والسلوك ج 3 ق 2/ 526، وإنباء الغمر 1/ 297 رقم 24، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 149، والدليل الشافي 2/ 656 رقم 2256، ونزهة النفوس والأبدان 1/ 108 رقم 26، والنجوم الزاهرة 11/ 302، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 357، ووجيز الكلام 1/ 269، 270 رقم 574، وشذرات الذهب 6/ 293. (¬2) في الأصل: «القجقاري». (¬3) الصواب: «الأربعة». (¬4) الصواب: «وموقّعي». (¬5) الصواب: وكان له يوم مشهود. والخبر في: السلوك ج 3 ق 2/ 513 و 514، 515، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 345. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 513. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 525، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 346. (¬8) السلوك ج 3 ق 2/ 515، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 345.

ربيع الآخر

[ربيع الآخر] [قدوم رسول الحبشة] وفي ربيع الآخر قدم البرهان إبراهيم الدمياطي رسول الحبشة وخلع عليه، وكان عاد مطرودا من صاحب الحبشة بعد أن أخرق فيه بسبب فساد حصل منه هناك فإنه كان جريئا (¬1). [رفض الجلال التبّاني منصب القضاء] وفيه سئل الجلال التبّاني بمنصب القضاء فأباه على عادته، وهذه ثالث مرة من ذلك وتمنّع أشدّ امتناع (¬2)، رحمه الله. وفيه قرّر في القضاء الحنفية بعد امتناع الشيخ شمس الدين الطرابلسي محمد بن أحمد بن أبي بكر، وكان من أجلّ النواب، فوقع الاختيار عليه بسفارة أوحد الدين كاتب السرّ (¬3). [جمادى الأولى] [غضب السلطان على ناظر الجيش] [648]- وفي جماد الأول حنق السلطان على ناظر الجيش تقيّ الدين عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف بن أحمد التيميّ، الحنفيّ الأصل بسبب إقطاع يتعلّق بأمير آل فضل زامل. وكان التقيّ زاد السلطان فيه فغضب (وقد رادّه فيه، ثم) (¬4) أمر به فبطح وضرب نحوا من ثلاثمائة عصى (¬5)، فلم يحتملها لترفه (¬6)، فحمل إلى داره في محفّة ولزم الفراش حتى مات بعد ثلاثة أيام في سادس عشره. / 272 / ومولده سنة ست وعشرين (¬7). وكان فاضلا، أخذ عن أبيه وغيره. وكان عارفا بالإنشاء، وله مصنّف (¬8) لطيف عليه اعتماد الموقّعين الآن. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 525، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 346. (¬2) الذيل على العبر 2/ 550، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 346، 347. (¬3) المصدران السابقان. (¬4) في الأصل: «واتدا ارداه فمضه بها». والمثبت عن السلوك. (¬5) الصواب: «عصا». (¬6) في الأصل: «لترافته». (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 516 و 526، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 347، وإنباء الغمر 1/ 289. (¬8) في الأصل: «ورمه لسف».

وفاة الجمال ابن بكتمر

[وفاة الجمال ابن بكتمر] [649]- ومات الجمال عبد الله بن بكتمر (¬1) الحاجب أحد الطبلخانات من صورة أغراض السلطان. وكان له ذكر وشهرة وخير وأمانة. [نظارة الجيش والخاص] [وفيه] خلع على موفّق الدين أبو (¬2) الفرج الأسلميّ ناظر الخاص، وقرّر في نظر الجيش مضافا لنظر الخاص (¬3). [جمادى الآخر] [عزل قاضي القضاة المالكي] وفي جماد الآخرة، في ثالثه عزل قاضي القضاة الجمال عبد الرحمن المالكي عن القضاة لقضيّة ما حكم فيها، فخطّأه أهل مذهبه في ذلك (¬4). [كسر النيل عن الوفاء] وفيه في سادسه، ورابع مسرى، كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل إلى ذلك السلطان (¬5). [صلاة أكمل الدين الحنفي مع السلطان بالقلعة] وفي يوم الجمعة سادس عشره صعد العلاّمة أكمل الدين الحنفي إلى القلعة فشهد الصلاة مع السلطان وترضّاه عن نفسه، فإنه كان وقع بينه وبين الشيخ شمس الدين الركراكي ماجرية بالشيخونية فعزله من مشيخة (¬6) المالكية، بشكاية الأمراء فتشفّعوا إليه فيه فما قبل شفاعتهم، فبلغ آخرين (¬7) إلى السلطان، فبعث يسأله فيه، فلم يقبل، وبلغ السلطان ذلك، فتغيّر خاطره عليه وذكر ذلك لجلسائه وبلّغوها لأكمل الدين وترضّاه، وركب بأن في ذلك طمع أهل الخانقاه فيه وبعدالته (¬8)، فقبل عذره. وقرّر الشيخ تاج الدين بعده في الشيخونية عوضا عن الركراكيّ (¬9). ¬

(¬1) انظر عن (بكتمر الحاجب): في: السلوك ج 3 ق 2/ 516 و 526، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 356. (¬2) الصواب: «أبي». (¬3) الذيل على العبر 2/ 550، السلوك ج 3 ق 2/ 516، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 347. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 517. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 517، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 347، 348. (¬6) في الأصل: «مى وباس». (¬7) الصواب: «فبلغ آخرون». (¬8) في الأصل: «وبعدلته». (¬9) السلوك ج 3 ق 2/ 517، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 348.

تقرير ابن خلدون في قضاء المالكية

[تقرير ابن خلدون في قضاء المالكية] وفيه طلب السلطان أبو (¬1) زيد عبد الرحمن بن خلدون المالكي وعرض عليه القضاء المالكية، وقرّره في ذلك وخلع عليه، ولقّب من يومئذ بوليّ الدين. وكان القائم تولاّه ابن (¬2) خلدون الأمير ألطنبغا الجوبانيّ، فإنه كان معنيّ (¬3) به حتى قدم القاهرة (¬4). [هدم المستجدّ من كنيسة المعلّقة] وفي أواخره ركب سودون الشيخونيّ نائب السلطنة ومعه قضاة القضاة إلى مصر لكنيسة المعلّقة بقصر الشمع فكشفت وهدم منها ما استجدّه النصارى بها من أبنية (¬5). [رجب] [ابتداء عمارة المدرسة البرقوقية بين القصرين] (¬6) وفي رجب استبدل السلطان خان الزكاة بين القصرين، من ورثة الناصر، ورسم أن يعمل مكانه مدرسة (¬7). [وفاة قاضي مكة] [650]- وفيه مات الكمال النويريّ، قاضي مكة (¬8)، أبو الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز (¬9) بن قاسم بن عبد الرحمن بن قاسم بن عبد الله الملكيّ، العقيليّ، الشافعيّ. وكان مشهورا بالعلم والذكاء. خطب بمكة وولي قضائها (¬10) الأكبر. وتفقّه بالتاج ¬

(¬1) الصواب: «طلب السلطان أبا». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) الصواب: «كان معنيّا». (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 517، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 348. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 518، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 348، وإنباء الغمر 1/ 290، وجيز الكلام 1/ 268. (¬6) العنوان عن هامش المخطوط. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 519، وإنباء الغمر 1/ 290، ووجيز الكلام 1/ 268، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 349. (¬8) انظر عن (قاضي مكة) في: الذيل على العبر 2/ 556، 557، والعقد الثمين 1/ 300، 307، والسلوك ج 3 ق 2/ 527، وإنباء الغمر 1/ 296 رقم 21، والدرر الكامنة 3/ 326 رقم 874، ولحظ الألحاظ 167، والنجوم الزاهرة 11/ 303، ونزهة النفوس 1/ 109، ووجيز الكلام 1/ 269 رقم 572، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 357 وفيه: «محمد بن أحمد بن علي العقيلي»، وشذرات الذهب 6/ 292. (¬9) في الأصل: «عبد الرحمن». (¬10) الصواب: «وولي قضاءها».

البدء بهدم خان الزكاة

السبكي، والوليّ الملوي، وأخذ عن ابن (¬1) هشام وآخرين. [البدء بهدم خان الزكاة] / 273 / وفيه ابتديء بهدم خان الزكاة لتنظيف العمارة بمدرسة، وأقيم جركس الخليليّ شادّا على العمارة (¬2). [عزل قضاة حلب الأربعة] وفيه قدم البريد من حلب أنّ قضاتها الأربع (¬3) حصل بينهم فتنة تماسكوا فيها باللحا، وبعث كلّ منهم بمصر بقوادح في الفتنة، فقال السلطان إنه لا يحلّ ولاية الفسّاق، وصرّح بعزل الأربعة، ويولّي أربعة غيرهم، فولّى المحبّ بن الشحنة حنفيّا عوضا عن الكمال بن العديم، وقرّر في القضاء المالكية الجمال عبد الله النحريريّ عوضا عن عبد الرحمن بن رشد المغربيّ، وقرّر في القضاء الحنبلية شرف الدين موسى بن فيّاض عوضا عن الشهاب أحمد. وتأخّرت القضاة الشافعية إلى بعد هذا الشهر فقرّر فيها شرف الدين مسعود بن شعبان بن إسماعيل عوضا عن الشهاب أحمد بن عمر بن يحيى الرحبيّ (¬4). [شعبان] [هدم خان الزكاة] وفي شعبان مات جماعة تحت هدم خان الزكاة (¬5). [ركوب السلطان ودخوله القاهرة] وفيه ركب السلطان إلى عمارته فدخل القاهرة من باب النصر وخرج من باب زويلة، ودخل دار الأتابك أيتمش، وخرج عائدا إلى القلعة (¬6). [رمضان] (الأكمل شارح الهداية) (¬7) [651]- وفي رمضان في ليلة الجمعة تاسع عشره مات عظيم الفقهاء بمصر، ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 519، ووجيز الكلام 1/ 268، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 349. (¬3) الصواب: «الأربعة». (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 519، وإنباء الغمر 1/ 290، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 349. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 520، ووجيز الكلام 1/ 268، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 349. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 520، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 350. (¬7) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط.

العلاّمة أكمل الدين محمد بن محمد بن محمود بن أحمد الروميّ، البابرتيّ (¬1)، الحنفيّ، شيخ الشيوخ بالخانقاه الشيخونية بعد أن انتهت إليه رياسة الفقهاء بمصر على الإطلاق. وكان إماما عالما، بارعا، ورعا، صالحا، خيّرا، ديّنا، حسن السّمت والملتقى، متنزّها عن الدخول في المناصب الكبار مع خطبته لها، وكان أربابها على بابه قائمين، ولأوامره مسترعيين (¬2)، وإلى قضاء مآربه مجدّيين (¬3). معظّما عند أرباب الدول، لا تردّ رسالته، مع حسن بشر وقيام مع من يقصده، وإنصاف وتواضع ولطف عشرة. مولده سنة تسع عشرة. واشتغل قديما، ودخل حلب ثم مصر، وأخذ عن الشمس الأصبهانيّ، وأبي حيّان، وغيرهما من الأعيان. وسمع من ابن عبد الهادي، والدلاصيّ، وآخرين، واختصّ بشيخو، ولأجله أنشأ الخانقاه الشيخونية ورتّبها على وفق ما أراد واقترح، وجعل إليه نظرها العام فباشرها أحسن مباشرة، وأعمر أوقافها، وأضاف إلى ذلك أوقافا أخر، ووقف رزقه عليها. وكان شهما، قويّ النفس، عالي الهمّة، كثير الهيبة، / 274 / ماهرا في الفقه، والعربية، والأصول، مشاركا في كل الفنون، حسن المعرفة والنظر، صوفيّ المشرب. وله عدّة تصانيف مشهورة، منها: «شرح الهداية»، و «شرح المختصر من»، و «شرح التلخيص»، و «شرح البرماوي»، و «المنار»، و «شرح المشارق» جيّد جدّا، و «شرح ألفيّة ابن (¬4) معطي»، وغير ذلك من التصانيف. وكان برقوق يعظّمه جدّا حتى في أيام سلطنته فإنه كان يركب من قلعته وينزل فيقف ¬

(¬1) انظر عن (البابرتي) في: النفحة المسكية 241 رقم 90، والذيل على العبر 2/ 558 - 560، والسلوك ج 3 ق 2/ 527، والمواعظ والاعتبار 2/ 421، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 150، 151، وإنباء الغمر 1/ 298 رقم 25، والدرر الكامنة 4/ 250، 251 رقم 686، ولحظ الألحاظ 168، والدليل الشافي 2/ 680 رقم 330، والنجوم الزاهرة 11/ 302، 303، وتاج التراجم 66، ونزهة النفوس والأبدان 1/ 102، 103 و 109 رقم 27، ووجيز الكلام 1/ 269، وبغية الوعاة 1/ 239، وحسن المحاضرة 1/ 471، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 357، وطبقات المفسّرين للداوودي 2/ 251، وكتائب أعلام الأخيار، وورقة 222 أ - 240 ب، وطبقات الحنفية للقاري، وورقة 49 أ، وكشف الظنون 1/ 112 و 155 و 351 و 443 و 477 و 514 و 852 و 2/ 1158 و 1247 و 1478 و 1688 و 1806 و 1824 و 1854 و 1861 و 1977 و 2015 و 2035، وشذرات الذهب 6/ 293، والفوائد البهية 195 - 199، وهدية العارفين 2/ 171، وطبقات الأصوليين 3/ 201، وتاريخ التراث العربي 1/ 359، وإيضاح المكنون 2/ 353، والأعلام 7/ 42، ومفتاح السعادة 2/ 132، وطبقات الفقهاء لطاش كبري 126، ومعجم المؤلفين 11/ 298، وفهرس المخطوطات الإسلامية في قبرص 144، 145 رقم 202 وص 229 رقم 366، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 1/ 120، 121، والمستدرك عليه 1/ 62. (¬2) الصواب: «مسترعين». (¬3) الصواب: «مجدّين». (¬4) في الأصل: «بن».

وفاة ابن صديق التبريزي

على باب الشيخ عند الخانقاه الشيخونية ويركب معه فيسايره ويكالمه ويقضي المهمّات الكبار. ولما آل مرض (¬1) نزل لعيادته وتأسّف عليه، ومات، ونزل فحضر الصلاة عليه بسبيل المؤمني، ومشى أمام نغشه إلى الخانقاه، وهمّ في طريقه بحمل نعشه فمنعه الأمراء من (¬2) ذلك بالمبادرة لأخذ قوائم النعش، وحضر على قبره حتى دفن بالقبّة التي بالخانقاه في قبر أعدّ له. وهو مشهور، رحمه الله تعالى. [وفاة ابن صديق التبريزي] [652]- وفيه مات الشيخ محمد بن صدّيق التبريزيّ (¬3)، الصوفيّ، الصالح، العابد، الزاهد، المعروف بصائم الدهر. وكان شديدا في ذات الله تعالى، أقام نيّفا وأربعين سنة يصوم الدهر ولا يفطر إلاّ على حمّص يخلطه بالملح فقط يشتريه بفلس، أعني الحمّص، ويقسم أوقاته كلّها للطاعات ما بين صلاة وذكر وتلاوة، ومطالعة لكتب العلم. [وفاة بنت صصرى] [653]- وفيه ماتت المسندة بنت صصرى (¬4) إسحاق بن علي ستّ الوزراء. وحدّثت. ومولدها بعد العشرة (¬5). [تعزير رسول الحبشة] وفيه عزّر ابن (¬6) خلدون المالكيّ إبراهيم رسول الحبشة وقد شهد عليه عنده أنه قال: لا رحم الله أكمل الدين، وأمر بحبسه (¬7). [تولية الرازي مشيخة الخانقاة الشيخونية] وفي سابع عشرينه خلع على العلاّمة عزّ الدين يوسف بن محمود الرازي (¬8)، ¬

(¬1) كذا في الأصل. والصحيح: «ولما زاد مرضه». (¬2) في الأصل: «بحمل نعشه حمادر الأمر المنفذ من». والتصحيح من إنباء الغمر 1/ 298. (¬3) انظر عن (التبريزي) في: إنباء الغمر 1/ 300 رقم 36، والسلوك ج 3 ق 2/ 527، 528، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 147، 148، والدليل الشافي 2/ 629 رقم 2165، ونزهة النفوس 1/ 110 رقم 30، والنجوم الزاهرة 11/ 303، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 351 و 357. (¬4) هي: هبة بنت أحمد بن محمد بن سالم بن صصرى. انظر عنها في: إنباء الغمر 1/ 300 رقم 35. (¬5) في إنباء الغمر: ولدت سنة إحدى عشرة أو اثنتي عشرة. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 521. (¬8) في الأصل: «الداري».

قضاء مكة

الحنفيّ واستقرّ في مشيخة الخانقاة الشيخونية عوضا عن الأكمل الحنفيّ. وقرّر في مشيخة البيبرسية عوضه الشرف عثمان بن سليمان بن رسول بن أمير يوسف بن خليل بن نوح الكرادي، الحنفيّ، المعروف بالأشقر إمام السلطان. وأعيد الشمس الركراكي إلى مشيخة المالكية بالشيخونية. وقرّر كاتب السرّ أوحد الدين في التحدّث على نظر الشيخونية (¬1). [قضاء مكة] وفيه استقرّ الشهاب أحمد بن ظهيرة / 275 / في قضاء مكة (¬2). [هدية صاحب قيسارية] وفيه قدمت هدية من صاحب قيسارية (¬3). [وفاة بدر الدين الأنطاكي] [654]- وفيه مات الشيخ العالم، العامل، بدر الدين محمود الأنطاليّ (¬4)، النظاميّ. كان عالما، يدرّس السميساطية بدمشق. [شوال] [اجتماع نائب حلب بالسلطان] وفي شوال قدم يلبغا الناصريّ نائب حلب واجتمع بالسلطان، وهو (كان متوجّه) (¬5) بالبحيرة (¬6). [خروج الحاج المصري] وفيه خرج الحاج صحبة بهادر الجمالي (¬7). [وفاة الشيخ العريان] [655]- وفيه مات المعتقد علي العريان (¬8). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 521، 522، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 353. (¬2) الذيل على العبر 2/ 551، السلوك ج 3 ق 2/ 522، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 353. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 522. (¬4) في الأصل: «محمد الأنطالي»، والتصويب من: إنباء الغمر 1/ 300 رقم 28. (¬5) ما بين القوسين كتب فوق السطر. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 522. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 523. (¬8) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 357.

ذو القعدة

[ذو القعدة] [عودة السلطان من البحيرة] وفي شهر ذي قعدة في أوله قدم السلطان من سرحة البحيرة (¬1). [تأسيس المدرسة البرقوقية] وفيها منه كان ابتداء أساس المدرسة الظاهرية البرقوقية (¬2). [وفاة الأمير بهادر الجمالي] [656]- وفي رابع عشره قدم الخبر بموت أمير الحاج بهادر الجماليّ بعيون القصب، فخلع السلطان على أبي بكر بن سنقر الجماليّ بإمرة الحاج وأعطاه تقدمة بهادر، وأمره بالخروج ليدرك الحاج، فخرج حتى أدرك الحاج، وأنعم على عمر بن بهادر، وهو أعمى، بإمرة عشرة، وعدّت من النوادر (¬3). [ذو الحجّة] [وفاة كاتب السرّ أوحد الدين] [657]- وفي ذي حجّة في ثامنه مات كاتب السرّ، أوحد الدين (¬4) عبد الواحد بن إسماعيل بن ياسين بن عمر الإفريقيّ، المصريّ، الحلبيّ، سبط الجمال التركمانيّ. كان حسن الذات، تفقّه واشتغل، وحصّل، ووقّع في الحكم، واتّصل ببرقوق، وحظي عنده حتى ولاّه حين تسلطن كتابة السرّ، وباشرها مباشرة حسنة، مع سكونه وحسن خلقته وهيئته وحشمته، وبلغ من شهرته ونفاذ الكلمة ما لا يعبّر عنه. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 523، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 354. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 523. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 523، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 354 و 356، ووجيز الكلام 1/ 271 رقم 580، وإنباء الغمر 1/ 293 رقم 6، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 141، والمنهل الصافي 3/ 432، 433 رقم 707، والدليل الشافي 1/ 200 رقم 705، والدرر الكامنة 1/ 496 رقم 1353، ونزهة النفوس 1/ 105. (¬4) انظر عن (أوحد الدين) في: السلوك ج 3 ق 2/ 526، وإنباء الغمر 1/ 295 رقم 16، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 145، 146، والدرر الكامنة 2/ 421 رقم 2532 وهو مذكور دون ترجمة ولا تاريخ وفاة، والدليل الشافي 1/ 431 رقم 1489، والمنهل الصافي 7/ 376، 377 رقم 1495، والنجوم الزاهرة 11/ 301، ونزهة النفوس 1/ 108 رقم 24، ووجيز الكلام 1/ 271 رقم 579، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 354، وشذرات الذهب 6/ 291.

تقرير العمري في كتابة السر

[تقرير العمري في كتابة السرّ] وفيه قرّر في كتابة السرّ عوضا عن أوحد الدين هذا بدر الدين محمد بن فضل الله العمري (¬1). * * * [وفاة طشتمر الدوادار] [658]- وفي هذه السنة مات طشتمر الدوادار (¬2) الذي ولي الأتابكية، على ما تقدّم. وكان من الأعيان. وله مشاركة في فهم العلوم. [التمكيس على التجار البغداديّين] وفيها مكّس في قطيا على ستين ألف نصفية قدمت مع التّجار من بغداد، وذلك سوى الثياب البغدادية والموصلية والحموية والدمشقية من جنس البعلبكي، وهي أضعاف ذلك (¬3). [قتل محمد بن بكر على الرفض] [659]- وفيها قتل محمد بن مكّي (¬4) على الرفض وغيره. وكان عارفا بالأصول والعربية. [الحكم في تلمسان] [وفيها] ثار على أبي حمو (¬5) صاحب تلمسان ولده أبو تاشفين واقتلع الملك منه. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 524، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 355. (¬2) انظر عن (طشتمر الدوادار) في: إنباء الغمر 1/ 294 رقم 11، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 143، 144، ووجيز الكلام 1/ 271 رقم 581، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 354 و 357. (¬3) خبر التمكيس في: السلوك ج 3 ق 2/ 525. (¬4) في الأصل: «محمد بن بكر»، والتصحيح من: إنباء الغمر 1/ 299 رقم 26، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 151، وغاية النهاية 2/ 265 رقم 3480 واسمه بالكامل: «محمد بن مكي بن محمد بن حامد أبو عبد الله الجزّيني الشافعي»، وضبطه في تاريخ ابن قاضي شهبة ب‍ «الجريني»، والذي في غاية النهاية هو الصواب، فهو منسوب إلى بلدة «جزّين» بجبل عامل من جنوب «لبنان» وهي منطقة يكثر فيها الشيعة. وقد ترجمت له كتبهم. انظر عنه في: نقد الرجال للتيفاشي 335، وأمل الآمل 1/ 181 - 183، وشهداء الفضيلة 80، والأعلام 7/ 330، والتحف من مخطوطات النجف لمحمد حسين الحسيني الجلالي (مجلّة معهد المخطوطات العربية) مجلّد 20 ج 1/ 15 و 20 و 27 و 33 - القاهرة 1974، ومعجم المطبوعات العربية في إيران 53 و 67 و 85 و 195، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 4/ 211 - 213 رقم 1221. (¬5) في الأصل عبارة غير واضحة، والمثبت عن إنباء الغمر 1/ 288.

تهدم قبة القاهرة

[تهدّم قبّة القاهرة] وفيه تهدّمت قبّة القاهرة (¬1). [تعاظم شوكة قرا محمد] وفيها عظمت شوكة قرا محمد بن بيرم خجا، ووقع منه أشياء تطول (¬2). [رسل التتار] وفيها قدمت رسل من بلاد التتار (¬3). ¬

(¬1) إنباء الغمر 1/ 290. (¬2) إنباء الغمر 1/ 291، 292. (¬3) إنباء الغمر 1/ 291، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 355.

حوادث سنة سبع وثمانين وسبعماية

[حوادث] سنة سبع وثمانين وسبعماية [المحرّم] [نفي نائب الإسكندرية] في ثامن محرّم منها نفي بلوط الصرغتمشيّ، نائب الإسكندرية إلى الكرك، وقرّر عوضه قرا بلاط (¬1). [وفاة التاج ابن محبوب] [660]- / 276 / وفيه مات التاج محمد بن أحمد بن محمد بن محبوب (¬2) الدمشقيّ، الحنفيّ، قاضي حلب. وكان عارفا، عالما، مشاركا في الفنون، ماهرا في التاريخ. ولي قضاء حلب. وكانت وفاته بدمشق. ومولده سنة خمس وسبعماية. [بسط دهليز القصر] وفيه بسط دهليز القصر، وأمر الأمراء أن لا يدخل أحد منهم ومعه من مماليكه إلى القصر إلاّ مملوك واحد، واستمرّ ذلك (¬3). [وصول رسل ملك التتار] وفيه قدمت رسل طقطمش خان بن أزبك خان ملك التتار (¬4). [طاعة ابن دلغادر للسلطان] وفيه قدم الخبر بأنّ سولي بن دلغادر وصل إلى حلب طائعا مختارا، فسرّ السلطان بذلك (¬5). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 530، وإنباء الغمر 1/ 301، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 358. (¬2) انظر عن (ابن محبوب) في: السلوك ج 3 ق 2/ 538 وفيه: «أحمد بن محمد بن محبوب»، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 367، وإنباء الغمر 1/ 305 رقم 6. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 531، وإنباء الغمر 1/ 301، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 358. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 531، وإنباء الغمر 1/ 301، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 359. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 531، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 356.

صفر

[صفر] [وفاة محتسب دمشق] [661]- وفي صفر مات ابن (¬1) مرّي (¬2) محتسب دمشق محمد بن إبراهيم بن محمود السلمي، الدمشقيّ. وكان له ذكر وشهرة لا سيما في حسبته. وولي قضاء العسكر بدمشق. وكان فاضلا. [ربيع الأول] [وفاة أمير آل فضل] [662]- وفي ربيع الأول مات عثمان بن حيار بن مهنّا (¬3) أمير آل فضل. [هرب ابن دلغادر من حلب] وفيه ورد الخبر بهروب سولي بن دلغادر من حلب، وأنّ يلبغا الناصري نائب حلب ركب في جماعته خلفه فلم يدركه لوفاته، ونسب آخرته ليلبغا، وكان ذلك سببا لعزله من نيابة حلب (¬4). [وفاة ابن الوردي الأديب] [663]-، [وفيه] مات ابن (¬5) الورديّ (¬6)، الشيخ الأديب، الفاضل، العالم، أبو بكر بن عمر بن مظفّر بن عثمان بن أبي الفوارس المصريّ، الحلبيّ الشيخ شرف الدين. كان فاضلا، مطّرح النفس، حسن النظم والنثر، وشهرته تغني عن مزيد ذكره. وكان سنّه نحوا من سبعين سنة. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (ابن مرّي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 175، 176، وإنباء الغمر 1/ 309 رقم 25، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 3/ 190 رقم 901. (¬3) انظر عن (ابن مهنّا) في: السلوك ج 3 ق 2/ 539، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 174، وإنباء الغمر 1/ 309 رقم 19، والدرر الكامنة 2/ 447، 448 رقم 2601، والمنهل الصافي 7/ 424 رقم 1528، والذيل الشافي 1/ 440 رقم 1522، والنجوم الزاهرة 11/ 305، ونزهة النفوس 1/ 125 رقم 48، وشذرات الذهب 6/ 298، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 359 و 367. وهو: «عثمان بن قارا بن حيار بن مهنّا». (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 539، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 359. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في الأصل: «بن الرومي»، والتصحيح من: إنباء الغمر 1/ 306 رقم 10، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 168، والدرر الكامنة 1/ 453، 454 رقم 1215، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 368.

ربيع الآخر

[ربيع الآخر] [عودة نعير إلى إمرة آل فضل] وفي ربيع الآخر أعيد نعير بن حيار بن مهنّا إلى إمرة آل فضل بعد موت عثمان بن قارا (¬1). [وفاة نائب الإسكندرية] [664]- وفيه مات قرا بلاط (¬2) الأحمديّ نائب الإسكندرية. [وفاة أقبغا الدوادار] [665]- وأقبغا الدوادار (¬3). [نيابة الإسكندرية] وفيه قرر في نيابة الإسكندرية بجمان (¬4). [جمادى الأول] [قضاء المالكية] وفيه وفي جمادى الأول أعيد الجمال عبد الرحمن بن خير (¬5) المالكي بمصر، وصرف ابن (¬6) خلدون لعدم مداراته للناس (¬7). [وفاة سعد الدين السانكاري] [666]- وفيه مات الشيخ العالم، سعد الدين فضل الله بن إبراهيم بن عبد الله السانكاري (¬8)، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا. قرأ على القاضي العضد، وتقدّم في المعقولات، وصنّف في الأصول والعربية. وكان له نظم. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 532، وإنباء الغمر 1/ 301، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 359 وفيه «عثمان بن حيار». (¬2) انظر عن (قرا بلاط) في: السلوك ج 3 ق 1/ 539، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 175، وإنباء الغمر 1/ 309 رقم 24، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 359 و 367. (¬3) انظر عن (آقبغا الدوادار) في: السلوك ج 3 ق 2/ 539، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 171، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 367. (¬4) في الأصل: «نجمان»، والتصحيح من: السلوك ج 3 ق 2/ 532، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 359. (¬5) في الأصل: «حميد». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 533، ونزهة النفوس 1/ 118، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 359. (¬8) انظر عن (السانكاري) في: إنباء الغمر 1/ 309 رقم 23 وفيه: «السامكاري».

وفاة شيخ الشام ابن الجابي

[وفاة شيخ الشام ابن الجابي] [667]- وفيه مات شيخ الشام ابن الجابي الياسوفيّ (¬1)، الشيخ نجم الدين أحمد بن عثمان بن عيسى بن حسن بن حسين بن عبد المحسن الدمشقي، الشافعيّ. وكان بارعا في الفقه والأصول. [وفاة الفقيه الطبري] [668]- ومات الفقيه الطبري (¬2) عبد الله بن محمد بن أحمد / 277 / بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن إبراهيم المكي. [جمادى الآخر] [عودة الشواني غانمة] وفي جماد الآخر عادت الشواني من الغزاة، وكان قد أنشأها ألطنبغا الجوباني، وخرجت للجهاد قبل هذا التاريخ، وعادت بغنيمة كبيرة وأسرى كثيرون (¬3). [رجب] [إرسال البريد لإحضار نائب حلب] وفي رجب خرج البريد لإحضار يلبغا الناصريّ نائب حلب (¬4). [إيقاع أولاد الكنز بأهل أسوان] وفيه ورد الخبر بأنّ أولاد الكنز أوقعوا بأهل أسوان وقتلوا خلقا ونهبوا مالا (¬5). [وفاة مفتي اليمن الزبيدي] [669]- وفيه مات مفتي اليمن وعالمها، العلاّمة أحمد بن أبي بكر الحضرميّ (¬6)، الزّبيديّ، الشافعيّ. وكان قد انتهت إليه الرياسة في العلم بزبيد. ¬

(¬1) انظر عن (الياسوفي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 540، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 169، 170، وإنباء الغمر 1/ 305 رقم 5، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 367. (¬2) انظر عن (الطبري) في: إنباء الغمر 1/ 308 رقم 16، وذيل التقييد 2/ 26، 27، رقم 1099، والعقد الثمين 5/ 100، والدرر الكامنة 2/ 245، وشذرات الذهب 6/ 297. (¬3) الصواب: «كثيرين» والخبر في السلوك ج 3 ق 2/ 533، وإنباء الغمر 1/ 302، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 360. (¬4) تاريخ ابن خلدون 5/ 476، والسلوك ج 3 ق 2/ 533، وإنباء الغمر 1/ 302، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 361. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 534، وإنباء الغمر 1/ 302، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 362. (¬6) في الأصل: «الحربي»، والتصحيح من: «إنباء الغمر 1/ 304 رقم 2، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 361.

سجن نائب حلب بالإسكندرية

[سجن نائب حلب بالإسكندرية] وفيه وصل يلبغا نائب حلب إلى بلبيس فاستقبل وأخذ مقيّدا إلى سجن الإسكندرية فسجن بها (¬1). [شعبان] [وفاة ابن سبع المتولّي] [670]- وفي شعبان مات الأديب الفاضل، الشمس، العبسيّ (¬2)، محمد بن أحمد بن سبع، متولّي ديوان الأحباس. [زلزلة القاهرة] وفيه زلزلت القاهرة ليلا زلزلة لطيفة مرتين (¬3). (واقعة فظيعة) (¬4) وفيه جرت حادثة غريبة وهي أنّ امرأة رأت في نومها النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو ينهاها عن لباس الشاش، وكان شيئا قد اقترحته النساء من نحو سنة ثمانين وسبعماية تلبس على الرؤوس كأسنمة البخت أوله على جبين المرأة وآخره عند ظهرها، طوله نحوا (¬5) من ذراع، وارتفاعه ربع الذراع، وبالغ النساء فيه، فما انتهت (¬6) هذه المرأة حتى رأت المنام بعينه ثانيا والنبيّ صلى الله عليه وسلم يقول لها قد نهيتك عن لبس الشاش فما انتهيتي (¬7) ما تموتي إلاّ نصرانية، فأتت بما أمرها للشيخ سراج الدين البلقيني وقصّت رؤياها فأمرها أن تذهب بها إلى كنيسة النصارى فتصلّي بها ركعات وتسأل الله تعالى الرحمة ثم تأتي بها ليدعوا (¬8) لها، ففعلت ذلك، وما انتهت حتى خرّت ميتة لوقتها، فتركتها أمّها هناك وأخذها النصارى فدفنوها عندهم (¬9)، نعوذ بالله من سوء العاقبة ونسأله حسن الخاتمة ببركة نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم. [قدوم رسل ملك القسطنطينية] وفيه قدم رسل الأشكري ملك القسطنطينية العظمى بهدية من مرسلهم ومكاتبة ¬

(¬1) تاريخ ابن خلدون 5/ 476، وإنباء الغمر 1/ 302، والسلوك ج 3 ق 2/ 534، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 361. (¬2) انظر عن (العبسي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 539، وإنباء الغمر 1/ 311 رقم 30 وفيه: «محمد بن عبد الله القيسي». (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 534، وإنباء الغمر 1/ 303، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 361. (¬4) العنوان عن هامش المخطوط. (¬5) الصواب: «نحو». (¬6) في الأصل: «است». (¬7) الصواب: «انتهيت». (¬8) الصواب: «ليدعو». (¬9) خبر الواقعة في: السلوك ج 3 ق 2/ 534، 535، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 362.

رمضان

السلطان يلتمس بها أن يكون لجنسه من الفرنج قنصلا بالإسكندرية كما لغيرهم فأجيب إلى ذلك (¬1). [رمضان] (عجيبة) (¬2) وفي رمضان ولدت امرأة ابنة لها / 278 / رأسان كائنان على صدر واحد وبدن ومن تحت السّرّة صورة شخص (¬3) كاملين، كل شخص بفرج أنثى، وما عاشت (¬4). [قضاء الأحناف بالإسكندرية] وفيه قرّر الشيخ همام الدين عبد الواحد بن عبد الحميد بن مسعود السيواسي (¬5)، الحنفيّ في قضاء الإسكندرية الحنفية. والهمام هذا هو والد شيخنا العلاّمة، الكمال بن الهمام، رحمهما الله تعالى. [وفاة شرف الدين اليونينيّ] [671]- وفيه مات الشيخ شرف الدين اليونينيّ (¬6)، حسن بن محمد بن أبي الحسن بن عبد الله البعلبكّيّ. وكان فاضلا. [شوال] [وصول رسول صاحب الموصل] وفي شوال وصل إلى مصر قرم خجا عم قرا محمد صاحب الموصل ومعه رسالة من أخيه قرا محمد المذكور للسلطان بأنه يكون مشمولا بنظره، ويكون مأذونا له بأنه إذا دهمه أمر من عدوّ وغيره يمكّن من عبوره إلى الشام (¬7). ¬

(¬1) خبر الرسل في: النفحة المسكية 242، والسلوك ج 3 ق 2/ 535، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 155، وإنباء الغمر 1/ 301، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 362، 363. (¬2) العنوان من هامش المخطوط. (¬3) الصواب: «صورة شخصين». (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 535، وإنباء الغمر 1/ 303، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 363. (¬5) في الأصل: «السرامى». والمثبت عن: السلوك ج 3 ق 2/ 516، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 363 و 365. (¬6) انظر عن (اليونيني) في: إنباء الغمر 1/ 306 رقم 13، ووجيز الكلام 1/ 274 رقم 590، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 367، وشذرات الذهب 6/ 297، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 2/ 53 رقم 349. (¬7) النفحة المسكية 242، والسلوك ج 3 ق 2/ 536، وإنباء الغمر 1/ 301، ونزهة النفوس 1/ 122، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 366.

ذو القعدة

[ذو القعدة] [وفاة قاضي حلب] [672]- وفي ذي قعدة مات عبد الرحمن بن زيد المغربيّ (¬1)، المالكيّ، قاضي حلب. [البدء بعمل شوان] وفيه ابتديء بعمل شواني للغزو وأجهد في عملها قبال المقياس (¬2). [عودة السلطان من البحيرة] وفيه في ثانيه (¬3) عاد السلطان من سرحة البحيرة، وكان قد خرج إليها في الشهر الماضي. [إرسال القمح إلى الحرمين] وفيه بعث جركس الخليليّ قمحا كثيرا إلى الحرمين ليعمل في كل منهما في كل يوم خمس ماية رغيف تفرّق في المساكين على كل من حضر لا على تعيين أحد، وحصل بذلك النفع بالحرمين (¬4). [كسوف الشمس] وفيه كسفت الشمس من قبل الزوال إلى العصر (¬5). [ذو الحجة] [وصول رسل تمرلنك] وفي ذي حجّة وصل رسل تمرلنك بمكاتبة للسلطان وأعيد جوابه (¬6). [خسف القمر] وفيه خسف القمر (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (ابن زيد المغربي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 539 وفيه «ابن رشد»، والمثبت يتفق مع: بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 367. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 536، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 366. (¬3) في السلوك ج 3 ق 2/ 536 «في ثالثه»، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 366. (¬4) في السلوك ج 3 ق 2/ 536، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 366. (¬5) في السلوك ج 3 ق 2/ 536، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 366. (¬6) في السلوك ج 3 ق 2/ 537، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 366. (¬7) في السلوك ج 3 ق 2/ 537، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 366.

القبض على ألطنبغا الجوباني

[القبض على ألطنبغا الجوباني] وفيه قبض على ألطنبغا الجوباني أمير مجلس وقيّد، ثم بعد أيام أفرج عنه، وقرّر على نيابة الكرك (¬1). [زيادة الأسعار في مصر] وفيه زادت الأسعار في الغلال لتوقّف النيل، وكان غلاء. وفيه كثر رماة القمح على الطحّانين بالسعر الغالي، وهذا ممّا استجدّ في هذه الدولة، وترتّب عليه مفاسد ظاهرة (¬2). * * * [الرخاء بالحجاز] وفي هذه السنة كان الرخاء بالحجاز (¬3). [الوباء بحلب] وفيها كان الوباء بحلب ومات به خلقا (¬4). [وفاة صاحب شيراز] [673]- وفيها مات شاه شجاع (¬5) صاحب شيراز وكرمان. وكان من أعيان الملوك العلماء، عارفا بالفنون العلمية، وكان يقرأ «الكشاف». وله معرفة تامّة وعدل وسياسة ومحبّة في العلم والعلماء. وله نظم حسن بالعرض والعادي، مع حلم وفضل وكرم، وكتابة حسنة جدا. وكان به علّة داء الكلب، ولا يسير / 279 / إلاّ ومعه الأكل على البغال، ولا يزال يأكل وما شبع قطّ. وولي ملكه بعده ولده زين زين العابدين. ¬

(¬1) تاريخ ابن خلدون 5/ 477، والسلوك ج 3 ق 2/ 537. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 538، وإنباء الغمر 1/ 303، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 366. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 538. (¬4) الصواب: «لا خلق» والخبر في: السلوك ج 3 ق 2/ 538، وإنباء الغمر 1/ 302. (¬5) انظر عن (شاه شجاع) في: إنباء الغمر 1/ 306، 307 رقم 14، ووجيز الكلام 1/ 274 رقم 591، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 366.

حوادث سنة ثمان وثمانين وسبعماية

[حوادث] سنة ثمان وثمانين وسبعماية [المحرّم] [تأخّر عودة الحاجّ] في محرّم منه قدم مبشّرو الحاج وتأخّروا عن العادة بزيادة عشرة أيام (¬1). [عقد السلطان على ابنة منكلي بغا] وفي تاسعه عقد السلطان على هاجر ابنة منكلي بغا الشمسيّ من زوجته الخوند، أخت الأشرف شعبان (¬2). [وفاة الأديب ابن الشيخ الدمنهوري] [674]- وفيه مات الأديب الذكيّ، المعتقد، الشيخ، شهاب الدين أحمد بن عبد الهادي بن الشيخ أحمد الدمنهوريّ (¬3)، المعروف بابن الشيخ. وكان شاعرا، عارفا بالفنون الأدبية. وله في الذكاء غرائب. وكان لا يسمع حكاية ولا شعرا إلاّ أخبر (¬4) بعددها في ذلك من الحروف فلا يخطيء. ومولده سنة ثلاث وثلاثين وسبعماية. حجّ وعاد فمات في طريقه. [وفاة زين الدين الملطي] [675]- وفيها مات الشيخ زين الدين صريجا بن محمد بن صريجا بن أحمد الملطيّ (¬5)، هو الماردينيّ، الحنفيّ. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 541، وإنباء الغمر 1/ 312، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 368. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 541، وإنباء الغمر 1/ 312، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 368. (¬3) انظر عن (الدمنهوري) في: السلوك ج 3 ق 2/ 555، وإنباء الغمر 1/ 304، 305 رقم 4، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 169، والدرر الكامنة 1/ 195 رقم 500، والدليل الشافي 1/ 57 رقم 196، والمنهل الصافي. (¬4) في الأصل: «إلا آخر». (¬5) انظر عن (الملطي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 199 وهو مذكور بدون ترجمته، وفيه: «سريجا»، =

القبض على تمربغا الحاجب

وكان عالما، فاضلا، له صيت وذكر بتلك البلاد. وكان عارفا بالفقه والقراءآت والآدب. وله في غير ذلك مشاركة تامّة. وله عدّة تصانيف، من ذلك: «شرح أربعين النّوويّ»، وله قصيدة في القراءآت السبع على وزن الشاطبيّة وقافيتها. أولها: يقول صريجا قانتا مبتهلا ... بدأت بنظمي حامدا ومبسملا (¬1) ومولده سنة عشرين تقريبا. [القبض على تمربغا الحاجب] وفيه قبض السلطان على تمربغا الحاجب وسمّره هو وعشرة مماليك ذكر عنهم أنهم أرادوا الفتك بالسلطان، وأنّ تمربغا علم بذلك وما أخبر السلطان، فسمّروا على الجمال، وكان لهم يوما مشهودا (¬2)، ثم وسّطوا. وقبض بعد ذلك على عدّة من مماليك الأتابك أيتمش ونفوا إلى الشام. وتتبّع من بقي من المماليك الأشرفية ونفوا أيضا (¬3). [صفر] [استيلاء تمرلنك على أذربيجان] وفي صفر قدم الخبر باستيلاء تمرلنك على مملكة أذربيجان ونهب تبريز (¬4) وقتل أهلها وتخريبها (¬5). [وفاة شمس الدين القرمي] [676]- وفيه مات العابد الزاهد، الورع، شمس الدين القرميّ (¬6)، محمد بن أحمد بن عثمان بن عمر التركستانيّ الأصل، نزيل القدس. ¬

= ومثله في: إنباء الغمر 1/ 323 رقم 12 وقد ضبطه: بفتح المهملة، وكسر الراء بعدها تحتانية ساكنة ثم جيم مفتوحة بغير مدّ، والدرر الكامنة 2/ 130، 131 رقم 1805، وشذرات الذهب 6/ 304. (¬1) في الأصل: تقول صريحا كاتبا متهللا فها بدأت بنظمي حامدا ومبسملا وفي الدرر الكامنة: «توخّيت نظمي. .». وفي الشذرات: «بدأت بحمدي ناظما ومبسملا». والمثبت عن إنباء الغمر. (¬2) الصواب: «يوم مشهود». (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 541، 542، وبدائع الزهور ج 1 ق 2 / ج 368. (¬4) في الأصل: «قيصرية». (¬5) خبر أذربيجان في: النفحة المسكية 243، والسلوك ج 3 ق 2/ 542، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 181، وإنباء الغمر 1/ 312، والنجوم الزاهرة 11/ 247، وفيه (في آخر جمادى الثانية 789 هـ‍.)، ونزهة النفوس 1/ 129، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 369، وتاريخ ابن خلدون 5/ 507. (¬6) انظر عن (القرمي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 557، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 202، 203، وإنباء الغمر =

ربيع الأول

ومولده بدمشق سنة ست وعشرين وسبعماية (¬1). وطاف البلاد، وكان أحد أفراد الزمان عبادة وزهادة وورعا، وقصد بالزيارة من الملوك. وكان كثير التلاوة حتى بلغ في يوم ثمان ختمات قرأها. ويذكر عنه كرامات وخوارق مع سعة العلم. وذكر بعضهم وفاته في رمضان. [ربيع الأول] [رخص اللحم] وفي ربيع الأول كان اللحم قد رخص جدا (¬2). [وفاة أمين الحكم الزركشي] [677]- / 280 / وفيه مات أمين الحكم أحمد (¬3) بن محمد بن علي الزّركشيّ فجأة، وتلف عنده الكثير من مال الأيتام نحوا (¬4) من خمسة عشر ألف دينار ذهبت، حتى قيل إنه سمّ نفسه لإهلاكه هذا المال. [الإفراج عن يلبغا الناصري] وفيه أخرج عن يلبغا الناصريّ إلى دمياط (¬5). [تسمير طائفة من اللصوص] وفيه سمّر طائفة من رجال المنسر نحوا (¬6) من عشرين (¬7)، وكانوا قد سرقوا الجملون بالقاهرة، مكان البزّازين عند باب الفتوح، ومن يومئذ آل حاله إلى الخراب حتى لم يبق به الآن أحد من التجار. ¬

= 1/ 326 رقم 26، والدرر الكامنة 3/ 335، 336 رقم 893، والدليل الشافي 2/ 600 رقم 2060، ووجيز الكلام 1/ 279 رقم 600، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 375 و 382، وذيل التقييد 1/ 55 رقم 42، وشذرات الذهب 6/ 303. (¬1) في الأصل: «سنة ست وسبعماية وسبعماية». (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 543، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 370. (¬3) في الأصل: «محمد بن محمد»، والتصحيح من: السلوك ج 3 ق 2/ 556، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 198، وإنباء الغمر 1/ 322 رقم 7، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 382. (¬4) الصواب: «نحو». (¬5) النفحة المسكية، ورقة 116، والسلوك ج 3 ق 2/ 543، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 181، وإنباء الغمر 1/ 313، ونزهة النفوس 1/ 130، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 369. (¬6) الصواب: «نحو». (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 543، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 370.

ربيع الآخر

[ربيع الآخر] [وصول رأس ابن دلغادر إلى مصر] [678]- فيه قدم البريد من حلب برأس خليل (بن قراجا) (¬1) [بن] (¬2) دلغادر صاحب الأبلستين، وفرّ قبله إبراهيم بن همز (¬3) بحيلة دبّرها عليه وفرّ. وكان خليل هذا داهية في بني دلغادر، صاحب سياسة ورأي. [الوباء بالإسكندرية] وفيه قدم الخبر بوقوع الوباء بالإسكندرية (¬4). [جمادى الأول] [نظر الدولة] وفي جماد الأول، في أوله، استقرّ الصاحب كريم الدين بن مكانس في نظر الدولة، وذلك بعد أن كان وزيرا (¬5). [نظارة الأسواق] وفيه استقرّ الصاحب الوزير علم الدين سنّ إبرة في نظر الأسواق بعد الوزارة أيضا (¬6). [إسلام ابن ملك الكرج] وفيه وصل إلى القاهرة أمير زاه (¬7) ابن (¬8) ملك الكرج راغبا في الإسلام، فأسلم بحضور القضاة الأربع (¬9) بين يدي السلطان، وتسمّى بعبد الله، فأنزله السلطان بقصر الحجازية من رحبة باب العيد (¬10). وقرّر بأخذ إمرة عشرة. [صرف ابن ظهيرة عن قضاء مكة] وفيه صرف الشهاب أحمد بن ظهيرة عن قضاء مكة، ووليها الشيخ محبّ الدين محمد النويري، وكان قاضيا بالمدينة الشريفة وخطيبا، وقرّر عوضه في ¬

(¬1) ما بين القوسين كتب فوق السطر. (¬2) إضافة للضرورة. (¬3) في الأصل: «يغمر»، والمثبت عن: السلوك ج 3 ق 2/ 544، و 556، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 369 و 382. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 544، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 370. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 544. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 544. (¬7) في السلوك: «أميرزه». (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) الصواب: «الأربعة». (¬10) السلوك ج 3 ق 2/ 545، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 371.

وصول هدية صاحب بغداد

القضاء والخطابة بالمدينة الحافظ زين الدين عبد الرحيم العراقيّ (¬1). [وصول هدية صاحب بغداد] وفيه وصلت هدية من صاحب بغداد أحمد بن أويس (¬2). [جمادى الآخر] [الوقعة بين التركمان ونواب الشام] وفيه كانت وقعة عظيمة بين التركمان ونواب البلاد الشامية قتل فيها نائب حماه سودون العلائي، وخلق كثيرون، وانكسر بقية العسكر (¬3). [اكتمال عمارة المدرسة الظاهرية] وفيه كملت عمارة المدرسة الظاهرية البرقوقية بين القصرين، ونزل السلطان إلى مدفنها، [ونقلت رمم] (¬4) أولاده ورمّة والده ليلا، والأمراء مشاة أمامهم حتى دفنوا بالقبة المعظّمة بها (¬5). [وفاة ابن الناصر حسن] [679]- ومات أحمد بن الناصر حسن (¬6) بن محمد بن قلاون، / 281 / ودفن بمدرسة أبيه. وكان أسنّ أولاده، وذكر للسلطنة غير ما مرة وما اتفق له ذلك. [الزلزلة بالقاهرة] وفي ثامن عشره زلزلت القاهرة نهارا زلزلة خفيفة (¬7). [وفاة ابن حنا أديب مصر] [680]- وفيه مات ابن (¬8) حنا (¬9) أديب مصر، بدر الدين أحمد بن محمد بن ¬

(¬1) في الأصل: «الوافي»، والتصحيح من: السلوك ج 3 ق 2/ 545، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 370. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 545، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 377. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 546، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 372. (¬4) في الأصل: «وعنهم»، وما بين الحاصرتين عن المصادر. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 546، وإنباء الغمر 1/ 313، 314، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 372. (¬6) انظر عن (ابن الناصر حسن) في: إنباء الغمر 1/ 320 رقم 1، ووجيز الكلام 1/ 279 رقم 601، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 193، والدرر الكامنة 1/ 122 رقم 341، والدليل الشافي 1/ 44 رقم 145، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 382. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 546، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 373. (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) انظر عن (ابن حنا) في: السلوك ج 3 ق 2/ 555، وإنباء الغمر 1/ 321، رقم 6، وتاريخ ابن قاضي =

وفاة شمس الدين القونوي

الصاحب فخر الدين (¬1) محمد بن الصاحب بهاء الدين (¬2) علي بن محمد بن سليم بن حنا. وكان عالما فاضلا، أديبا، عارفا، وله عدّة تواليف. [وفاة شمس الدين القونوي] [681]- وفيه مات الشيخ الصالح، بل الوليّ، الشديد في الله تعالى، العلاّمة، شمس الدين، القونوي (¬3) محمد بن يوسف بن إلياس الحنفيّ، نزيل دمشق، بالمزّة. كان من العلماء العاملين وأهل الله الخيّرين المفلحين، ذا عبادة وعلم وزهادة وورع ونسك، شديد البأس على الحكام، شديد الإنكار للمنكر، أمّارا بالمعروف، قائما في ذات الله تعالى. حلف غير ما مرة أنه إذا رأى ما يخالف الشرع يجمع. وكان يحبّ الإنفراد، كثير الانجماع، شريفا عن وظائف القضاء وغيرهم (¬4). وكان له وجاهة بدمشق زائدة جدا، ونهاية في القلوب، وكان لا يعبأ بالأمراء والملوك والسلاطين، مع الدين المتين. وكان ربّما كتب شفاعة إلى نائب الشام أو غيره: «إلى فلان المكاس أو الظالم» أو نحوا من ذلك، وهم مع ذلك لا يخالفون له أمرا، ولا يردّون له شفاعة. وكان عارفا بالفروسية. غزا غير ما غزوة، وبنى برجا على ساحل بيروت. وله عدّة مصنّفات، من (ذلك) (¬5): «شرح مجمع البحرين» في عدّة مجلّدات، واختصر «شرح مسلم» للنوويّ، وتعقّب عليه مواضيع، وكتابه «درر البحار» إليه المنتهى في الفقه، وهو على أسلوب غريب. وكان موته بالطاعون شهيدا. ومولده سنة خمس أو ست عشرة. ¬

= شهبة 1/ 195، 196، ووجيز الكلام 1/ 277، 278 رقم 595، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 374. (¬1) في الأصل: «فخر الدين». (¬2) في الأصل: «شهاب الدين». (¬3) في الأصل: «النويري»، والمثبت عن: السلوك ج 3 ق 2/ 557، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 208، 209، وإنباء الغمر 1/ 328، 329، ووجيز الكلام 1/ 278 رقم 597، والدرر الكامنة 4/ 292 - 294 رقم 815، والدليل الشافي 2/ 717، رقم 2450، والنجوم الزاهرة 16/ 309، ونزهة النفوس 1/ 148 رقم 69، وشذرات الذهب 6/ 305، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 382، والفوائد البهية 202، 203، وتاج التراجم 50، وكشف الظنون 128 و 477 و 557 و 746 و 1168 و 1600 و 1776، ومعجم المؤلفين 12/ 122، 123، وهدية العارفين 2/ 72، وفهرس مخطوطات الفقه الحنفي بالظاهرية، وتاريخ المساجد والجوامع الشريفة في بيروت لطه الولي بيروت، دار الكتب 1973 - ص 77، 78، وموسوعة علماء المسلمين ق 2/ 2384، 239 رقم 1249. (¬4) الصواب: «وغيرها». (¬5) كتبت فوق السطر.

رجب

ولم يخلّف بعده مثله في جميع أموره، رحمه الله تعالى. [رجب] [كسر النيل] وفي رجب، في ثالثه كان كسر النيل عن الوفاء، ولم ينزل السلطان، بل نزل للكسر قردم الحسينيّ [رأس] (¬1) نوبة، ويونس الدوادار (¬2). [وفاة الغزولي] [682]- وفيه مات الغزولي (¬3)، العلاّمة في الميقات، شمس الدين محمد. وكان أمّة في علم الميقات والفلكيّات. (إقامة شعائر البرقوقية) (¬4) فيه في ثامن عشره كان المهمّ العظيم بالبرقوقية، وكان أول فتحها وحضورها، وقرّر أمورها. وحضر السلطان مع أمرائه وجميع علماء البلد وقضاتها وأعيانها، وكان يوما مشهودا. وأمدّت فيه الأسمطة الحافلة، وملئت الفسقية بمشروب السكّر، ولما انتهى أكل السلطان والأعيان / 282 / نهبت العامّة السماط. وقرّر في مشيختها العلاّمة علاء الدين السيرامي، وقد استدعاه السلطان من بلاد المشرق لذلك، وعظّمه جدا في هذا اليوم حتى أنه فرش سجّادته بيده على ما ذكره البعض. وذكر بعض أنه فرشه جركس الخليلي، وتكلّم على قوله تعالى: {قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ} (¬5) الآية. وقرّر بها سبعة مشايخ على المذاهب الأربعة أربعة، وشيخ الحديث، وشيخ التفسير، وشيخ القراءآت السبع. وخلع فيه على جماعة كبيرة. وكان يوما مشهودا (¬6). [شعبان] [إمرة المجلس] وفي شعبان قرّر أحمد بن يلبغا الخاصكي في إمرة مجلس (¬7). ¬

(¬1) إضافة من السلوك للتوضيح. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 546، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 373. (¬3) انظر عن (الغزولي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 557، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 209، وإنباء الغمر 1/ 330 رقم 42، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 382. (¬4) العنوان عن هامش المخطوط. (¬5) سورة آل عمران، الآية 26. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 547، ووجيز الكلام 1/ 276. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 548.

وفاة ابن الجندي الخطائي

[وفاة ابن الجندي الخطائي] [683]- وفيه مات ابن (¬1) الجندي الخطائي (¬2)، شيخ الميقات، شمس الدين محمد. وكان أمّة في الميقات وحلّ الزّيج وعلم التقاويم، وإليه انتهت الرياسة في فنّه. وكان يناظر ابن (¬3) الغزولي (¬4)، ولكلّ عصبة، فاتفق موتهما في ذي الشهرين من هذه السنة. [وفاة ابن رميثة صاحب مكة] [684]- وفيه مات الشريف أبو سليمان، أحمد بن عجلان بن رميثة (¬5) الحسنيّ، صاحب مكة. وكان حسن السيرة، وولي إمرة مكة بعده ولده محمد، ثم قتل في ذي حجّة كما ستراه. [رمضان] [القبض على نائب الشام] وفي رمضان خرج الأمر بالقبض على بيدمر نائب الشام والحوطة على جميع موجوده. وقرّر أشقتمر المارديني في نيابة الشام، وكان بطّالا بالقدس (¬6). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (الخطائي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 557، وإنباء الغمر 1/ 330 رقم 43 وفيه: «الخطابي»، والنجوم الزاهرة 11/ 310، ونزهة النفوس والأبدان 1/ 148، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 210. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «العرولي». (¬5) انظر عن (ابن رميثة) في: النفحة المسكية 245 رقم 91، والسلوك ج 3 ق 2/ 555، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 195، وإنباء الغمر 1/ 320 رقم 3، والعقد الثمين 2/ 18، وشفاء الغرام بأخبار البلد الحرام للفاسي (بتحقيقنا) 1/ 323، والنجوم الزاهرة 11/ 308، ووجيز الكلام 1/ 280 رقم 602، ونزهة النفس 1/ 146 رقم 59، والمنهل الصافي 1/ 369 - 371 رقم 204، والدرر الكامنة 1/ 201، 202 رقم 519، والدليل الشافي 1/ 59 رقم 204، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 376، 377 و 382 وفيه «محمد بن أحمد بن عجلان» وهو غلط. (¬6) النفحة المسكية 245، والدرة المضيّة في الدولة الظاهرية لابن صصرى 2، والسلوك ج 3 ق 2/ 549، وتاريخ ابن خلدون 5/ 478، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 226، 227، وإنباء الغمر 1/ 317، وتاريخ ابن الفرات 9/ 240، وتاريخ بيروت لصالح بن يحيى 215، والدرر الكامنة 1/ 513، 514 رقم 1393، والمنهل الصافي 3/ 498، 499 رقم 738، والدليل الشافي 1/ 209، ونزهة النفوس =

إقامة الجمعة بالمدرسة البرقوقية

[إقامة الجمعة بالمدرسة البرقوقية] وفي يوم الجمعة عاشره أقيمت الجمعة بالمدرسة البرقوقية، وخطب بها الجمال محمود القيصري المحتسب بثياب بيض حتى نزلت إليه الثياب السّود الخليفتية بعد ذلك (¬1). [تغيّر السلطان على ابن كبيش] وفيه قدم الخبر من مكة بأنّ كبيش ابن (¬2) عجلان وكان قد قام بأمره ابن أخيه محمد بمكة قبض على جماعة من أقاربه وسمل أعينهم، فتغيّر السلطان عليه وعلى ابن أخيه محمد (¬3). [إمرة مكة] وفيه قرّر في إمرة مكة الشريف عنان بن مغامس (¬4). [وفاة المقريء فتح الدين] [685]- وفيه مات الشيخ المقريء فتح الدين عبد المعطي (¬5). ومهر (¬6)، وكان أخذ القراءآت عن أبي حيّان. [شوال] [ضرب السلطان الشيخ ابن الجندي] وفي شوال ضرب السلطان برقوق الشيخ الصالح، العالم، شهاب الدين أحمد بن الجنديّ، من أجلّ فقهاء دمنهور وأعيان الناس ومن أهل الله، وألزمه بأن لا يسكن دمنهور. وكان قد قام على ضامن هناك وأنكر عليه هذه المكوس، ثم كلّم السلطان عن ¬

= 1/ 138، وتاريخ ابن سباط 2/ 734، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 375، وإعلام الورى 30، 31 رقم 33. (¬1) خبر البرقوقية في: النفحة المسكية 244، والسلوك ج 3 ق 2/ 547، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 184، 185، وإنباء الغمر 1/ 313، 314، والنجوم الزاهرة 1/ 243، ووجيز الكلام 1/ 276، ونزهة النفوس 1/ 135، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 372. (¬2) الصواب: «بن». (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 550، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 376. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 550، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 376 و 381. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 556، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 382، وإنباء الغمر 1/ 325 رقم 20. (¬6) في الأصل: «ومهراسى».

سفر المحمل والحاج

الشهاب هذا وما هو عليه / 283 / من الزهادة والورع والديانة، فخجل ما (¬1) فعل، وبعث إليه يستحلّه عن فعله واعتذر إليه، وخلع عليه، وأعاده بكرة إلى دمنهور (¬2). [سفر المحمل والحاج] وفيه سار المحمل والحاج مع أقبغا الماردينيّ، وحجّ فيها جركس الخليليّ وصنع بالحرمين الكثير من المعروف، وخرج أيضا جماعة من الأمراء للحجّ (¬3). [وفاة الخليفة الواثق بالله] [686]- وفيه مات الخليفة الواثق بالله (¬4) عمر العبّاسيّ. وكانت خلافته ثلاث سنين تزيد شيئا. [خلافة المعتصم بالله ثانيا] لما مات الخليفة الواثق عمر استدعى السلطان زكريا أخوه (¬5) وأعلمه بأنه يريد أن يقيمه في الخلافة، فأخرج خطا من عنده بأنّ عمر المعتضد بالله كان عهد إليه بالخلافة، فأحضر السلطان القضاة وأوقعهم على الخط. وكان قد تكلّم للمتوكل في إعادته، فلم يجب السلطان إلى ذلك وخلع على زكريا هذا في خامس عشرينه بالخلافة، ونزل إلى داره. ثم حضر في ثامن عشرينه للقلعة عند السلطان، وحضر قضاة القضاة وأهل الحلّ والعقد. وكانت المبايعة له بالخلافة (¬6)، وخلع عليه بشعار الخلافة وعلى جماعة ممّن حضر. ونزلوا (معه) (¬7) إلى داره. وكان له يوما مشهودا (¬8). [قدوم رسل صاحب بغداد] وفي سلخه قدمت رسل صاحب بغداد أحمد بن أويس تتضمّن أنّ تمرلنك ¬

(¬1) الصواب: «مما». (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 550، 551، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 376. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 551، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 377. (¬4) انظر عن (الواثق بالله) في: النفحة المسكية 245 رقم 92، والسلوك ج 3 ق 2/ 551، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 201، وإنباء الغمر 1/ 325، 326 رقم 24، والنجوم الزاهرة 11/ 245، ونزهة النفوس 1/ 141، وتاريخ ابن سباط 2/ 733، ووجيز الكلام 1/ 277 رقم 594، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 377 و 382، والدليل الشافي 1/ 492 رقم 1709، وشذرات الذهب 6/ 303. (¬5) الصواب: «أخاه». (¬6) في الأصل: «له الخلافة». (¬7) كتبت فوق السطر. (¬8) الصواب: «يوم مشهور»، والخبر في: خبر خلافة المعتصم في: السلوك ج 3 ق 2/ 551، 552، ووجيز الكلام 1/ 277.

ذو القعدة

عاث بتلك البلاد، وأنه نزل قراباغ ليشتّي بها (¬1). [ذو القعدة] [رمي القمح على التجار] وفي ذي قعدة رمى الوزير كاتب أرلان (¬2) نحوا من ماية وعشرين ألف إردبّ قمح على التجار، وحصل بواسطة ذلك الضرر الزائد. [نظارة ديوان المفرد] وفيه استقرّ سعد الدين نصر الله بن البقريّ ناظر ديوان المفرد (¬3)، وكان قد استجدّ السلطان هذا الديوان واستمرّ إلى الآن (¬4). [وفاة صاحب صنعاء] [687]- ومات فيه صاحب صنعاء من جبال اليمن، داود بن محمد بن داود الحسينيّ (¬5)، الحميريّ. وكان قد حاربه الإمام صاحب صعدة وملك منه صنعاء، وفرّ هو إلى زبيد، فأقام عند صاحبها الأشرف مكرّما إلى أن مات. وهو آخر من ولي صنعاء من طائفته (¬6)، وكان الملك فيهم نحوا من خمسماية [سنة] (¬7). [ذو الحجة] [القبض على أربعة فقهاء بدمشق] وفي ذي حجّة، في أوله استقدم من دمشق بأربعة من فقهائها قبض عليهم، وعملوا في السلاسل الحديد، فيهم إنسان من الأعيان يقال له أحمد بن البرهان، اتهموا بأنهم سعوا في نقض الدولة والدعاء لإمام قرشيّ، فأمر بهم إلى البحرة، ثم بعد أيام أحضروا إلى بين يدي السلطان، فأخذ ابن (¬8) البرهان في الصدع بالحقّ، وكلّم السلطان بكلمات ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 552، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 378. (¬2) في الأصل: «ابن كاتب أرلان». وفي السلوك: «أرنان»، وفي بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 379 «أزنام»، والمثبت يتفق مع السلوك في عدة مواضع سابقة، ونزهة النفوس 1/ 143. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 553، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 378. (¬4) أي إلى عصر المؤلّف - رحمه الله -. (¬5) انظر عن (ابن داود الحسيني) في: إنباء الغمر 1/ 323 رقم 11، ووجيز الكلام 1/ 280 رقم 605، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 378. (¬6) في الأصل: «طايفه». (¬7) إضافة للتوضيح. (¬8) في الأصل: «بن».

مقتل أمير مكة ابن عجلان

يرجى له بها من الله تعالى الرحمة والرضا، من جملتها أنه غير أهل القيام بأمر المسلمين، وعدّد ما هو عليه / 284 / من أخذه المكوس والمظالم، ونحو ذلك. وأمر السلطان بعقوبته ومن معه ليعترفوا من هو القائم معهم بهذا الأمر من أمراء الدولة. واتّهم بيدمر نائب الشام، والظاهر بركة، فإنّ نائب القلعة بدمشق كان يكرهه، واطّلع على ما قصد من البرهان ومن معه فوجد سبيلا إلى الافتراء على بيدمر، وكان ذلك سببا القبض (¬1) عليه (¬2). [مقتل أمير مكة ابن عجلان] [688]- وفيه قدم مبشّروا الحاجّ وفيهم بطا الخاصكيّ، وأخبروا بأنّ المحمل لما وصل إلى مكة وخرج أميرها محمد بن أحمد بن عجلان إلى لقائه ونزل لتقبيل نعل حمل المحمل على العادة فوثب فداويّين (¬3) بخناجر معهما فقتلاه وقالا: «غريم السلطان»، فخرّ ميتا، وترك نهاره كذلك، ووقع خوف في الحاج. ثم لم ير إلاّ الخير والسلامة. وخلع على الشريف عنان وتسلّم مكة (¬4). * * * [وفاة الزمكحل الكاتب] [689]- وفي هذه السنة مات الكاتب المجيد إسماعيل، المعروف بالزّمكحل (¬5). وكان غاية في كتابة قلم الغبار، وكتب من المصاحف الجمالية ما شاء الله أن يكتب، وكان لا يطمس واوا ولا نحوها من الحروف، ويكتب آية الكرسي على أرزّة، وسورة الإخلاص ويقرأها كل أحد، ولم يخلّف مثله في ذلك. ¬

(¬1) الصواب: «للقبض». (¬2) خبر فقهاء دمشق في: السلوك ج 3 ق 2/ 554، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 379. (¬3) الصواب: «فدائيّان». (¬4) خبر أمير مكة في: تاريخ ابن خلدون 5/ 481 و 505، والسلوك ج 3 ق 2/ 554، 555، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 381. (¬5) انظر عن (الزمكحل) في: السلوك ج 3 ق 2/ 556، وإنباء الغمر 1/ 322 رقم 8، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 198، والدليل الشافي 1/ 123 رقم 429، والدرر الكامنة 1/ 385 رقم 977، والمنهل الصافي 2/ 393 رقم 430، ووجيز الكلام 1/ 280 رقم 607، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 380، 381.

حوادث سنة تسع وثمانين وسبعماية

[حوادث] سنة تسع وثمانين وسبعماية [المحرّم] [أخبار تلمسان وابن تاشفين] في محرّم منها (ملك) (¬1) أبو حمّو المعزّ في تلمسان (¬2) بالمغرب، فثار به ولده أبو تاشفين وحاربه وحاصره حتى آل أمره إلى قبضه عليه وسجنه، فسأله أن يمنّ عليه بإخراجه إلى بعض المراكب ليمضي إلى الحج، فأجابه إلى ذلك، فلما وصل إلى المركب إلى بجاية خدع صاحب المركب وأنزله بها، فاستنجد بالقائد محمد بن مهدي قائد بجاية، فوعده بالحيل، وكتب إلى صاحب تونس في شأنه، فبعث إليه بأن يقوم معه، فجمع جموعا كثيرة وقصد تلمسان فأخذها من ابن تاشفين بعد أن قتل في الحرب. وكان ذلك في رجب من هذه السنة. [صفر] [نيابة الشام] وفي صفر استقرّ ألطنبغا الجوباني في نيابة الشام عوضا عن أشقتمر الماردينيّ (¬3). [وفاة ابن عقيل الشافعي] [690]- وفيه مات ابن (¬4) عقيل (¬5) محمد بن (¬6) قاضي القضاة بهاء الدين عبد الله بن عبد الرحمن بن عقيل الشافعيّ. ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) في الأصل: «أبو حمو المعز الواد في تلمسان»، وفي بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 383 «أبو جمّو»، والمثبت يتفق مع: إنباء الغمر 1/ 334. (¬3) خبر نيابة الشام في: النفحة المسكية 245، والدرّة المضيّة 3، و 190، والسلوك ج 3 ق 2/ 560، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 214، وإنباء الغمر 1/ 331، والنجوم الزاهرة 11/ 246، ووجيز الكلام 1/ 281، ونزهة النفوس 1/ 151، وتاريخ ابن سباط 2/ 734، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 384، وإعلام الورى 31. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) انظر عن (ابن عقيل) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 233، وإنباء الغمر 1/ 344 رقم 20، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 381 (سنة 788 هـ‍). و 384 (سنة 789 هـ‍). (¬6) الصواب: «ابن».

نظارة الإسكندرية

[نظارة الإسكندرية] وفيه قرّر إنسان يقال له عبد الله الأسلمي / 285 / في نظر الإسكندرية. وكان عبد الله هذا اسمه ميخائيل، فأسلم في السنة الماضية بحضرة السلطان وقرّبه حتى رقّاه إلى هذه الوظيفة، ثم جرت عليه كائنة، وشهد عليه بالزندقة فضربت عنقه بعد ذلك (¬1). [ربيع الأول] [ضرب ابن مكانس وأبي البركات لمعاقرة الخمر] وفي ربيع الأول كان السلطان بالقصر فرأى خيمة قد ضربت على شاطيء النيل فبعث بالكشف عنها، فأخبر بأنّ كريم الدين بن مكانس هو وأبو البركات بها يتعاقران الخمر فأمر بهما فأحضرا بين يديه فضربهما بالمقارع ورتّب عليهما مالا كثيرا (¬2). [إبطال عرض أجناد الحلقة] وفيه قصد السلطان عرض أجناد الحلقة وشرع في التحدّث في ذلك فروجع فيه فأبطله (¬3). [سفر نائب الشام] وفي هذا الشهر سافر ألطنبغا الجوباني نائب الشام إليها في تجمّل زائد (¬4). [ربيع الآخر] [بدء العمل بالرمح] وفي ربيع الآخر ابتدأ السلطان بالعمل بالرمح، وألزم أغوات المماليك بالطباق بأن يعلّموا المماليك ذلك فامتثل ذلك، واستمرّ إلى يومنا هذا (¬5). وهو أول سلطان أحدث لعب الرمح على هذه الهيئة (¬6). [نقش اسم السلطان على الفلوس] [وفيه] ضربت فلوس جعل بها دائرة فيها اسم السلطان فتفاءل الناس بأنه ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 560. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 561، وإنباء الغمر 1/ 332، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 384. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 561. (¬4) وجيز الكلام 1/ 281، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 384 و 385. (¬5) أي إلى عصر المؤلّف - رحمه الله -. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 566، وإنباء الغمر 1/ 331، ووجيز الكلام 1/ 281، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 384.

(اتفاقيات)

يدور عليه الدوائر ويسجن (¬1)، وكان كما تفاءلوا، على ما سيأتي. (اتفاقيات) (¬2) ومما يشبه هذا أنّ المنصور عثمان بن جقمق لما تسلطن بعد أبيه في سنة سبع وخمسين وثمانمائة كما سيأتي في محلّه، أحضر النقد المضروب لبصره، فوجد اسمه في دائرة، فتطيّر من ذلك، وأمر بإبطالها، ومع ذلك فوقع ما تطيّر به وأخذ وسجن. ووقع مثله أيضا للمؤيّد أحمد بن الأشرف إينال لما ولي الملك في سنة خمس وستّين وثمانمائة أحضر له النقد، واسمه في دائرة فقال: أحمد مقيّدا لا تفعلوا كذلك، فجعله في السّكّة دائرة بنقط لا خطّ يحيط بها، ومع ذلك، فكان ما قاله وقيّد وسحب (¬3). [انهزام الفرنج أمام طرابلس] وفي هذا الشهر قدم البريد بأنه حضر مراكب من الفرنج بطرابلس وحصل بين أهلها وبين الفرنج مقاتلة وآلت إلى نصرة المسلمين، وقتل جماعة من الفرنج (¬4). [نهب المدينة المنورة] وفيه ورد الخبر بأنّ المدينة الشريفة نهبت من علي بن عطية الحسني (¬5). [حصر مكة] وقدم (¬6) / 286 / الخبر أيضا بأنّ كبيش بن عجلان حصر مكة المشرّفة وأخذ من جدّة ثلث مال التجار (¬7). [الحرب بين ابن همز وابن دلغادر] وقدم الخبر أيضا بوقوع حرب بين ابن همز (¬8) وابن (¬9) دلغادر (¬10). ¬

(¬1) إنباء الغمر 1/ 335، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 384، 385. (¬2) العنوان عن هامش المخطوط. (¬3) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 385. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 562. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 562، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 389. (¬6) كلمة (قدم) مكرّرة في الأصل. (¬7) تاريخ ابن خلدون 5/ 481 و 505، والسلوك ج 3 ق 2/ 563، وإنباء الغمر 1/ 332. (¬8) في الأصل: «ابن يغمر». (¬9) في الأصل: «وبن». (¬10) السلوك ج 3 ق 2/ 563.

وفاة ابن عشاير الحلبي

[وفاة ابن عشاير الحلبي] [691]- وفيه مات الحافظ ناصر الدين بن عشائر (¬1)، الخطيب محمد بن علي بن محمد بن هاشم بن عبد الواحد أبي المكارم بن حامد بن عشائر الحلبي، الشافعيّ، الفقيه، المحدّث. سمع كثيرا بعدّة بلاد، وقدم القاهرة لقضيّة، فاتفق موته بها ويقال إنه سمّ، وكان بارعا في الفقه والحديث والأدب والتاريخ. ومولده سنة اثنتين وأربعين وسبعماية. [وفاة نائب الشام] [692]- ومات بيدمر الخوارزميّ (¬2) نائب الشام، أظنّ في هذا الشهر أو قبله بيسير. وكان مسلم الأصل يقال إن أبيه (¬3) كان زكريا بن عبد الله بن أيوب، وولي نيابة الشام عدّة مرات. [جمادى الأول] [الغلاء بالشام] وفي جماد الأول وصل الخبر بأنّ الغلاء بالشام، وأنّ الماء عزّ ببيت المقدس (¬4). [جمادى الآخر] [توقف زيادة النيل] وفي جماد الآخر توقّف النيل عن الزيادة ونقص شيئا، فقلق الناس لذلك، ثم ردّ النقص ثم زاد (¬5). [الكوكب المذنّب] وفيه ظهر في السماء كوكب غريب نادر امتدّ من جهة الشمال إلى جهة المغرب وله ¬

(¬1) انظر عن (ابن عشائر) في: السلوك ج 3 ق 2/ 571، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 233، 234، وإنباء الغمر 1/ 344، 345 رقم 23، ووجيز الكلام 1/ 282 رقم 609، والدرر الكامنة 4/ 85، 86 رقم 237، وذيل التقييد 1/ 188، 189 رقم 346. (¬2) انظر عن (بيدمر الخوارزمي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 226، 227، وإنباء الغمر 1/ 329 رقم 6، والدليل الشافي 1/ 209 رقم 736، والمنهل الصافي 3/ 498، 499 رقم 738، والدرر الكامنة 1/ 513، 514 رقم 1393، ووجيز الكلام 1/ 283 رقم 614. (¬3) الصواب: «إن أباه». (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 562، وإنباء الغمر 1/ 335. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 563، وإنباء الغمر 1/ 334.

استيلاء تمرلنك على البلاد المشرقية

ثلاث شعب في إحداها ذنب طويل في قدر الرمح، وله ضوء زائد على ضوء القمر، ثم تحوّل استدارة من المغرب إلى الجنوب، وسمع له صوت شديد، وكان ذلك بعد عشاء الآخرة (¬1). (سبحان القادر على كل شيء) (¬2). [استيلاء تمرلنك على البلاد المشرقية] وفيه ورد الخبر بأنّ تمرلنك عاث بالبلاد المشرقية وأباد الملوك وأخذهم، وقتل الخلق، وبنى (¬3) عدّة قلاع ومدن وسمّاها بأسماء (¬4) المدن العظام، من ذلك حلب، وبغداد، ودمشق، وغير ذلك، وأنه وصل لبلاد الموصل، وفرّ منه قرا محمد بعد كسره، ونزل قرب ملطية، وأنه يختشى على هذه البلاد من هجومه عليها، فخارت قوى السلطان ودول المملكة، وجمع السلطان القضاة والعلماء، وأخذ يستفتيهم في جواز أخذ مال من الأوقاف ليهيّء بذلك العساكر إلى قتال اللنك، فكثر النزاع وآل الأمر إلى أن يأخذ متحصّل الأوقاف لسنة واحدة، وعيّن السلطان تجريدة عليها عدّة من الأمراء. ثم قدم / 287 / بأنّ ولد تمرلنك كسر فسكن الحال شيئا (¬5). [رجب] [خروج التجريدة إلى حلب] وفي رجب خرجت التّجريدة إلى جهة حلب لأجل تمرلنك (¬6). [أخذ زكاة الأموال من التجار] [وفيه] أمر السلطان بأخذ زكاة الأموال من التجار، وقام المحتسب في تحصيل ذلك، وأمر القاضي الحنفيّ ابن (¬7) الطرابلسيّ أن يتولّى تحليف الناس على أموالهم، ثم جبى ذلك يوما واحدا، ففرّج الله تعالى بأن ورد الخبر برجوع تمرلنك، فأمر السلطان بردّ ما أخذ من الناس إليهم (¬8). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 563، وإنباء الغمر 1/ 333، 334، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 386. (¬2) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬3) في الأصل: «ومبنى». (¬4) في الأصل: «باسام». (¬5) النفحة المسكية 245، 246، والجوهر الثمين 2/ 267 (2/ 462)، والسلوك ج 3 ق 2/ 563، وإنباء الغمر 1/ 36، والنجوم الزاهرة 11/ 247، ونزهة النفوس 1/ 154، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 386. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 564، وإنباء الغمر 1/ 335، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 387. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) السلوك ج 3 ق 2/ 564، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 387.

شعبان

[شعبان] [قضاء الشافعية] وفي شعبان استقرّ في القضاء الشافعية الشيخ ناصر الدين ابن (¬1) بنت الميلق بعد ما امتنع، فألحّ السلطان عليه، فصلّى ركعتي الاستخارة، وصرف البدر بن أبي البقاء لأسباب حقدت عليه (¬2). [وفاة الصاحب كاتب أرلان] [693]- وفيه مات الصاحب شمس الدين إبراهيم كاتب أرلان (¬3) الوزير بعد أن بلغ مبلغا عظيما في الحرمة. وأوصى السلطان أن يتولّى الوزارة لعلم الدّين عبد الوهّاب بن ألقسيس المعروف بكاتب مهدي. ويقال: [إنّ] (¬4) ابن (¬5) كاتب أرلان يخفي النصرانية ويظهر الإسلام، والله أعلم بحاله. وترك في حواصل الدولة ما قيمته زيادة على مائة ألف دينار. وقبل السلطان وصيّته فولّى الوزارة لابن كاتب سيدي بعد أن كان مستوفيا في ديوان المرتجع (¬6). [رمضان] [جلوس السلطان للحكم بين الناس] وفي رمضان جلس السلطان بالميدان الأشرفي تحت القلعة للحكم بين الناس، وكان نادى قبل ذلك بالقاهرة: من كان له ظلامة فعليه بالميدان في يومين (¬7) الأحد والأربعاء، فداخل الأعيان من ذلك رعب وجرّأ (¬8) الأسافل على الأكابر (¬9). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 565، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 397، 388. (¬3) في الأصل: «ابن كاتب أرلان»، والمثبت عن: النفحة المسكية 247 رقم 93، والسلوك ج 3 ق 2/ 565 وفيه «أرنان»، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 224، 225، وإنباء الغمر 1/ 338، 339 رقم 1، وفيه «أرنان»، والنجوم الزاهرة 11/ 362، والدرر الكامنة 1/ 33 رقم 86، ووجيز الكلام 1/ 284 رقم 618، ونزهة النفوس 1/ 160، 161 رقم 77، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 388 وفيه «أزلان». (¬4) إضافة يقتضيها السياق. (¬5) في بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 358 «بابن كاتب سيدي». (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 565. (¬7) الصواب: «يومي». (¬8) في الأصل: «وعسر». (¬9) النفحة المسكية 246، والسلوك ج 3 ق 2/ 566، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 221، وإنباء الغمر =

اقتتال صاحب مكة وكبيش

[اقتتال صاحب مكة وكبيش] [694]- وفيه ورد الخبر من مكة بأنّ الشريف عنان صاحب مكة اقتتل هو وكبيش فقتل كبيش في عدّة من بني حسن (¬1). [قضاء العسكر] وفيه قرّر الجمال محمود القيصري في قضاء العسكر بعد موت شمس الدين محمد القرمي الحنفي (¬2). [شوال] [قضاء الشافعية بطرابلس] وفي شوّال استقرّ شمس الدين محمد النويريّ في قضاء الشافعية بطرابلس مسؤولا في ذلك (¬3). [وفاة الصدر الياسوفي] [695]- وفيه مات الصدر الياسوفيّ (¬4) سليمان بن يوسف بن مفلح بن أبي الوفاء الدمشقيّ، الشافعيّ، الشيخ، الحافظ، العلاّمة. اشغل وسمع الكثير، وعني بالحديث، وأفاد الناس، مع الخط الحسن والدين المتين، وشدّة اليقين، بل وما (¬5) إلى / 288 / أنه مجتهد، وأوذي في فتنة من البرهان الماضي خبرها، وسجن بقلعة دمشق، وبهامات. [إمرة مكة] وفيه قرّر الشريف علي بن عجلان في إمرة مكة شريكا لعنان (¬6). ¬

= 1/ 336، ووجيز الكلام 1/ 281، ونزهة النفوس والأبدان 1/ 157، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 388. (¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 566، تاريخ ابن خلدون 5/ 481. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 566. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 566. (¬4) في الأصل: «السامولي»، والتصحيح من: السلوك ج 3 ق 2/ 570، وإنباء الغمر 1/ 340 رقم 8، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 228، 229، والدليل الشافي 1/ 322 رقم 1099، والدرر الكامنة 2/ 166 - 168 رقم 1869، وذيل التقييد 2/ 11، 12 رقم 1063، وشذرات الذهب 6/ 307، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 303 - 305 رقم 686، والمنهل الصافي 6/ 58 - 60 رقم 1102، ونزهة النفوس والأبدان 1/ 162 رقم 81، ومعجم المؤلفين 4/ 279. (¬5) الصواب: «بل أومى». (¬6) تاريخ ابن خلدون 5/ 482 و 505، والسلوك ج 3 ق 2/ 567، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 388.

وفاة الجمال ابن قاضي شهبة

[وفاة الجمال ابن قاضي شهبة] [696]- وفيه مات الجمال ابن (¬1) قاضي شهبة (¬2) يوسف بن محمد بن عمر بن محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن ذأيب الأسدي (¬3)، الشهبيّ، الدمشقيّ، الشافعيّ، الشيخ جمال الدين. وكان ماهرا، فاضلا. ومولده سنة عشرين. [إكرام السلطان يلبغا الناصري] وفيه طلب السلطان يلبغا الناصريّ وهو بسرحة سرياقوس، فحضر من دمياط، فأكرمه السلطان ووصله بأشياء كثيرة، وكذا الأمراء (¬4). [ذو القعدة] [وفاة شمس الدين ابن المحبّ المقدسي] [697]- وفي ذي قعدة، في خامسه مات شمس الدين الصامت (¬5) محمد بن الصامت، محبّ الدين عبد الله بن أحمد بن المحبّ المقدسيّ، الدمشقيّ، الحنبليّ. وكان إماما في الحديث والورع والزهد، كثير الانجماع والسكون، ولذا لقّب بالصامت. [نيابة حلب] وفيه استقرّ يلبغا الناصريّ في نيابة حلب، وخلع عليه بها عوضا عن سودون المظفّري. وقرّر سودون في الأتابكية بحلب وذلك لضعفه عن مقاومة التركمان ومن عساه يقصد حلب كاللنك وغيره (¬6). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (ابن قاضي شهبة) في: إنباء الغمر 1/ 346 رقم 33، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 237، والدرر الكامنة 4/ 472 رقم 1297، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 335 رقم 710، والدارس 1/ 404، وشذرات الذهب 6/ 310. (¬3) في الأصل: «الاسهري». (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 567، وإنباء الغمر 1/ 338. (¬5) انظر عن (الصامت) في: السلوك ج 3 ق 2/ 572، وإنباء الغمر 1/ 343، 344 رقم 19، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 232، 233، والدرر الكامنة 3/ 465 رقم 1249، وذيل التقييد 1/ 132، 133 رقم 211، وغاية النهاية 2/ 174، وطبقات الحفاظ 539، وشذرات الذهب 6/ 309، ووجيز الكلام 1/ 283 رقم 613. (¬6) النفحة المسكية 246، والسلوك ج 3 ق 2/ 567، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 223، وإنباء الغمر 1/ 338، والنجوم الزاهرة 11/ 250، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 388.

خروج منطاش عن طاعة السلطان

[خروج منطاش عن طاعة السلطان] وفيه قدم البريد من حلب بخروج منطاش نائب ملطية عن طاعة السلطان، وساعده القاضي برهان الدين صاحب سيواس مع موافقة عدّة من الأمراء المماليك الأشرفية (¬1). [قطع رأس كبير عربان البحيرة] [698]- وفيه أحضرت رأس بدر بن سلام كبير عربان البحيرة إلى القاهرة، وكان قد عاش في البلاد وأفسد وأخرب. وله جريات يطول الشرح في ذكرها. وكان قد فر من سجن الإسكندرية بشواشي (¬2) خام أحضرت إليه ليعمل منها قمصانا وتدلّى بها بعد أن برد شبّاك البرج، ولا زال هاربا يفسد حتى قتله بعض، فعلّقت رأسه بباب زويلة أياما (¬3). [قضاء الأحناف بدمشق] واستقرّ النجم أحمد بن الكشك في قضاء دمشق الحنفية، عوضا عن التقيّ الكفري (¬4). [ذو الحجة] [نيابة الإسكندرية] وفي ذي حجة قرّر أمير حاج بن مغلطاي في نيابة الإسكندرية عوضا عن بجمان المحمدي (¬5). [فرار عنان من مكة] وفيه ورد الخبر من مكة المشرّفة بفرار عنان منها (¬6). [خلع صاحب فاس] وفي هذه السنة خلع الواثق محمد بن أبي الحسن صاحب فاس، وأعيد أبو العباس أحمد، وحمل الواثق إلى طنجة فسجن بها (¬7). ¬

(¬1) النفحة المسكية 246، والسلوك ج 3 ق 2/ 567، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 223، والنجوم الزاهرة 11/ 251، وتاريخ ابن الفرات 9/ 20، وإنباء الغمر 1/ 332، ونزهة النفوس والأبدان 1/ 158، وتاريخ ابن سباط 2/ 734، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 388، وتاريخ ابن خلدون 5/ 482. (¬2) في الأصل: «بسواسي». (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 567، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 388. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 568، وإنباء الغمر 1/ 338. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 568، وإنباء الغمر 1/ 338، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 388. (¬6) تاريخ ابن خلدون 5/ 505، والسلوك ج 3 ق 2/ 568. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 568، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 389.

وفاة ابن رشد

[وفاة ابن رشد] [699]- وفيها مات ابن (¬1) رشد (¬2) المالكيّ، أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن السّجلماسيّ، المغربي، المعروف بابن الحفيد. وكان بارعا في مذهبه، وله شهرة وذكر، ولأسلافه. ولي قضاء حلب. [وفاة ملك التكرور] [700]- وفيها مات ملك التكرور موسى بن مالك (¬3) بن موسى. وكان عادلا، عاقلا. [وفاة النسفي الخوارزمي] [701]- والشيخ الصوفيّ، المسلّك، أبو أحمد محمد بن محمد بن محمد النّسفيّ (¬4) / 289 / الخوارزميّ، الحنبليّ، البلغاريّ، المعروف بالخلوتيّ. وكان من الصالحين. [وفاة العزّ الموصلي] [702]- والعزّ الموصليّ (¬5)، صاحب «البديعة» البديعة، علي بن الحسين بن علي بن أبي بكر، نزيل دمشق، على ماء العيون. وكان ماهرا في النظم. وبديعته في غاية الحسن، وهو الذي اخترع تسمية النوع البديعي في كل بيت، وشرح بديعته شرحا حسنا. [قتل ملوك عراق العجم] وفيها قتل تمرلنك ستة عشر ملكا من ملوك عراق العجم بل وغيرهم كانوا لما قدم بلادهم في قصد أخذها بادروه بالطاعة والإذعان، وأصبحوا عنده، فبلغه عنهم أنّ قصدهم الفتك به، فبادر بالقبض عليهم وقتلهم وأباد أولادهم وأخبارهم، وقرّر في ممالكهم من أولاده وأجناده وأمدائه (¬6). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (ابن رشد) في: السلوك ج 3 ق 2/ 271، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 230، وإنباء الغمر 1/ 341، 342 رقم 9، والدرر الكامنة 2/ 343 رقم 2350، ووجيز الكلام 1/ 283 رقم 612. (¬3) انظر عن (ملك التكرور) في: بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 389. (¬4) في الأصل: «أبو أحمد بن محمد». وانظر عن (النسفي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 572، وإنباء الغمر 1/ 345، 346 رقم 26، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 235. (¬5) انظر عن (العزّ الموصلي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 230، 231، وإنباء الغمر 1/ 342 رقم 11، والدرر الكامنة 3/ 43 رقم 99، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 389، والدليل الشافي 1/ 453 رقم 1572، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 389، والمنهل الصافي 8/ 63 رقم 1579. (¬6) إنباء الغمر 1/ 336 وفيه «سبعة عشر ملكا».

حوادث سنة تسعين وسبعماية

[حوادث] سنة تسعين وسبعماية [المحرّم] [إخبار منطاش بالطاعة] في محرّم منها قدم قاصد من عند منطاش يخبر بأنه مقيم على الطاعة، وقدم البريد من حلب بضدّ ما قاله، وأنه قصد بذلك المخادعة والمدافعة حتى يدخل فصل الربيع، فعيّن السلطان ملكتمر الدوادار ومعه عشرة آلاف دينار يحملها إلى العسكر يتقوّوا بها، وتعود له بحقيقة أمر منطاش (¬1). [السيل العظيم بوادي القباب] وفي ليلة تاسع عشرة أصاب الحجّاج سيل عظيم بترعة حامد بفم وادي القباب، وغرق منه خلق كثيرون، دفن منهم ماية وسبعة، ومن لا عرف راح وتلف به من الأمتعة ما لا يعبّر عنه. وقدم الحاجّ بعد ذلك وهم في مشقّة من جهة هذا السيل (¬2). [تسمير وتوسيط أمير عرب الفيّوم] [703]- وفيه سمّر علي بن نجم وهو أمير عرب الفيّوم ومعه جماعة نحو العشرين من أصحابه ووسّطوا (¬3). [وصول رسل ملك الروم] وفيه وصل رسل السلطان ابن يزيد بن عثمان ملك الروم، فأكرموا (¬4). [صفر] [عودة تمرلنك إلى سمرقند] وفي صفر وصل الخبر برحيل تمرلنك من أذربيجان راجعا لسمرقند (¬5). ¬

(¬1) تاريخ ابن خلدون 5/ 482، السلوك ج 3 ق 2/ 573. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 573، إنباء الغمر، 347، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 389. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 574. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 574، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 320 وفيه «أبو يزيد». (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 574، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 320.

اتفاق منطاش وصاحب سيواس

[اتفاق منطاش وصاحب سيواس] وفيه قدم الخبر بتوجّه منطاش إلى سيواس فإنه وافقه صاحب سيواس على القيام معه ومساعدته (¬1). [توزيع الحفّاظ لتعليم الباعة] وفيه جمع المحتسب نجم الدين محمد بن عرب الطنبدي (¬2) عشرة من فقراء الفقهاء ممّن يحفظ القرآن وزّعهم على الباعة بالحوانيت ليعلّمونهم ما يحتاجون إليه من القرآن، وقرّر لكلّ مسلم على كل حانوت فلس في كل يوم، واستمرّ ذلك مدّة (¬3). [ربيع الأول] [منع القراء من التهتيك] وفي ربيع الأول منع قرّاء الأجواق عن التهتيك، وأن يكون عوضه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (¬4). [الطاعون بالقاهرة] وفيه فشا الموت بالقاهرة ونواحيها بالطاعون والحمّيات الحارّة (¬5). [وفاة الأخوين المغنّي والمشبّب] [704]- وفي ليلة ثاني عشره مات إبراهيم بن الجمال (¬6) (¬7). [705]- وأخوه خليل (¬8)، المغنيّ والمشبّب، وكانا أعجوبة عصرهما في فنّهما وإليهما المنتهى في صناعتهما. اتفق أن حضرا قبل ذلك مولد السلطان، فيقال إنه أصابتهما عين منه فطلبهما بعض المصريين لعمل مولد عنده، فسقط / 290 / الدار التي هم فيها، فمات هو وأخوه وأربعة أنفس معهما، أو أشهدوا لهم جماعة. ومن غريب الاتفاقات أنه غنّى في هذه الليلة بأبيات من جملتها: سيطرب من في الحمى ... ويرقص حتى السكن (¬9) ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 574، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 320، وتاريخ ابن خلدون 5/ 482. (¬2) في الأصل: «السندى». (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 574. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 574. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 574، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 390. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 575، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 390، ووجيز الكلام 1/ 285. (¬7) انظر عن (إبراهيم بن الجمال) في: السلوك ج 3 ق 2/ 575، وإنباء الغمر 1/ 351. (¬8) انظر عن (خليل المغنّي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 575، ووجيز الكلام 1/ 288 رقم 627 و 628، وإنباء الغمر 1/ 351. (¬9) السلوك ج 3 ق 2/ 575.

الاحتفال بمولد الأنبابي

[الاحتفال بمولد الأنبابي] [وفي] هذه الليلة عمل الشيخ المعتقد إسماعيل بن يوسف الأنبابيّ مولده بزاويته على عادته، وكان فيه من الفسق والفساد والزنا واللواط والسّرقة وشرب الخمور ما لا يعبّر عنه، حتى ذكر من نثق به أنه وجدت في صبيحة هذه الليلة بالمزارع من جرار الخمر زيادة على المائة وخمسين فارغة، فبعث الله تعالى ريحا عاصفة كادت أن تقلع الأرض بمن عليها حتى ارتفع الناس من ركوب النيل للتعدية من منبابة إلى بولاق، وتأخّروا هناك يومهم (¬1). واتفق موت خمسة من المشهورين في فنّهم في هذا الشهر، ولم يخلفهم بعدهم مثلهم في معناهم وما كانوا عليه. فمنهم إبراهيم المغنيّ هذا وأخوه خليل المشبّب فإنهما كانا نادران. [وفاة رئيس المؤذّنين بالأزهر] [706]- وعلي بن الشاطر (¬2)، رئيس المؤذّنين بالجامع الأزهر، وكان إليه المنتهى في فنّه. [وفاة القرافي المادح] [707]- وسليمان القرافي (¬3) المادح. وكان أعجوبة زمانه. [وفاة الرخيجاني] [708]- والمعلّم إسماعيل الرخيجاني (¬4). [ربيع الآخر] [قضاء الإسكندرية] وفي ربيع الآخر صرف الشيخ همام الدين عبد الواحد السيواسي (¬5) عن قضاء الإسكندرية وقرّر فيها جمال الدين يوسف بن محمد بن عبد الله الحميدي (¬6). [زيادة أسعار الثمار للوباء] وفيه زاد الوباء وتطلّب الناس البطّيخ الصيفي للمرضى حتى أبيعت البطيخة الصيفي ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 576، و 578. (¬2) انظر عن (علي بن الشاطر) في: السلوك ج 3 ق 2/ 576، ووجيز الكلام 1/ 288 رقم 631. (¬3) انظر عن (القرافي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 576. (¬4) انظر عن (الرخيجاني) في: السلوك ج 3 ق 2/ 576 وفيه «بلد جيجاني» ووجيز الكلام 1/ 288 رقم 630 وفيه «الدجيجاتي». (¬5) في الأصل: «السرامي». (¬6) في الأصل: «الكرى» والتصحيح من: السلوك ج 3 ق 2/ 577.

قراءة صحيح البخاري في الجامع الأزهر

الواحدة بخمسين درهما فضّة قيمتها ديناران حينئذ، وأبيع الرطل من الكمّثرى بعشرة دراهم فضّة (¬1). [قراءة صحيح البخاري في الجامع الأزهر] وفيه أمر الناصر ابن (¬2) الميلق قاضي القضاة بقراءة «صحيح البخاري» بالجامع الأزهر، واجتمع خلق ودعوا الله تعالى في رفع الطاعون، وكرّروا ذلك غير ما مرّة بجامع الأزهر، والحاكم، وحضر قاضي القضاة ومعه جمع وافر من الناس والأطفال اليتامى (¬3). [حجوبية الحجّاب] وفيه قرّر في حجوبية الحجّاب أيدكار العمري عوضا عن قطلوبغا الكوكائي، وكان قد مات من نحو / 291 / أربع سنين والحجوبية شاغرة، وهي من النوادر لبرقوق. وأضيف إلى الحاجب هذا نظر الخانقاه الشيخونية (¬4). [وفاة نائب القلعة بالقاهرة] [709]- وفيه مات سبرج الكمشبغاوي (¬5) نائب القلعة. وكان إنسانا حسنا. وتزايد الموت في المماليك السلطانية بالقلعة. [جمادى الأولى] [تزايد الموت] وفي جماد الأول تزايد الموت (¬6). [وفاة شيخ شيوخ البرقوقية] [710]- وفي ثالثه مات العلاّمة الشيخ علاء الدين السيراميّ (¬7)، شيخ الشيوخ ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 577، وإنباء الغمر 1/ 350، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 390. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 577، ووجيز الكلام 1/ 285، 286، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 390. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 577، 578. (¬5) في الأصل: «الكمشباوي» والمثبت عن: السلوك ج 3 ق 2/ 578 و 588. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 578، ووجيز الكلام 1/ 285. (¬7) انظر عن (السيرامي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 588، وإنباء الغمر 1/ 359 رقم 22 وفيه: «العلاء بن أحمد بن محمد بن أحمد السيرامي»، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 255، 256 وفيه: «الصيرامي» والنجوم الزاهرة 11/ 316، ووجيز الكلام 1/ 287 رقم 261، وشذرات الذهب 6/ 313.

حصار سيواس

بالبرقوقية، أحمد بن محمد بن أحمد - كذا ذكر بعضهم اسمه واسم أبيه وجدّه -. كان من أكابر العلماء الأعيان، عارفا بالمعقولات، بارعا في الفقه، والأصول، والمعاني، والبيان. درّس في عدّة بلاد ثم قدم ماردين وأفادها مدّة، ثم رحل إلى حلب وقطنها، وطالت شهرته، وبعد صيته، وانتفع به الناس وأخذوا عنه الفنون حتى طلبه الظاهر برقوق وقرّره في مشيخة مدرسته، وعظم قدره جدّا، مع حسن سمته وصلاحه ودينه وخيره وأمانته وعفّته ونفعه للطلبة، وانجماعه وتواضعه والتفاته التامّ إلى العوالم الملكوتية، ومواظبته على العبادات. ولم يزل على ذلك حتى بغته الأجل، رحمه الله. وكانت جنازته حافلة جدّا. وكان سنّه زيادة على السبعين سنة. [حصار سيواس] وفيه ورد الخبر بكائنة حصار سيواس من العساكر المصرية حتى طلب صاحبها القاضي شهاب الدين أحمد الأمان، وجرت أمور آلت على كسر التتار الذي جمعهم صاحب سيواس ونصره العسكر المصري، وعودهم إلى حلب، لكن ما طالوا من منطاش طائلا (¬1). [مقتل الأمير ابن شهري] [711]- وقتل في هذه الكائنة الأمير إبراهيم بن شهري (¬2)، نائب دوركي. وكان من الأعيان. [جمادى الآخر] [وفاة بهادر المنجكي] [712]- وفي جماد الآخر أوّله مات الأستاذ الكبير بهادر المنجكي (¬3). ¬

(¬1) خير سيواس في: النفحة المسكية 247، والسلوك ج 3 ق 2/ 573 و 574 و 576 و 579، وتاريخ ابن الفرات 9/ 29، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 239 و 240 و 241، وإنباء الغمر 1/ 347، 348، ونزهة النفوس 1/ 166، و 168 و 169 و 171، والنجوم الزاهرة 11/ 251 و 252 و 253، وتاريخ بيروت 232، ووجيز الكلام 1/ 285، وتاريخ ابن سباط 2/ 734، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 390 و 391، وتاريخ ابن خلدون 5/ 483. (¬2) انظر عن (إبراهيم بن شهري) في السلوك ج 3 ق 2/ 579. (¬3) انظر عن (بهادر المنجكي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 587، وإنباء الغمر 1/ 358 رقم 12، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 254، والدليل الشافي 1/ 201 رقم 708، والمنهل الصافي 3/ 435، 436 رقم 710، والنجوم الزاهرة 11/ 316، والمواعظ والاعتبار 2/ 67، ونزهة النفوس 1/ 180، وتاريخ ابن الفرات 9/ 43، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 391.

التقرير في الأستادارية

وكان عارفا، لكنه كان ظالما مع كثرة صدقات للفقراء، سيما الغرباء. [التقرير في الأستادارية] وفي ثالثه قرّر في الأستاداريّة عوضا عن بهادر المذكور الجمال محمود بن علي بن أصفر عينه، على إمرة طبلخاناة، وهذا أول ترقّي محمود للمنصب الجليل، وأخذ أمره في النموّ والإزدياد. وقرّر بعد أيام في وظيفة الإشارة (¬1)، وصار مشير الدولة. وتحدّث في جميع أمور المملكة، وقرّر عزيز مصر (¬2). [وفاة شيخ الوصولية] [713]- وفيه مات الشيخ العالم، / 292 / شمس الدين، شيخ الوصولية، إبراهيم بن يعقوب (¬3) الشافعيّ. وكان يعتريه رعدة (¬4)، وفي كلامه، وله ميل عظيم التّصدّي. [ارتفاع الوباء] وفي هذا الشهر ارتفع الوباء من مصر (¬5). [رجب] [فرار منطاش من صاحب سيواس] وفي رجب قدم تلكتمر الدوادار (¬6) من حلب، وكان قد حمل مالا إلى العسكر، فأخبر بأنّ منطاش فرّ هاربا من صاحب سيواس خوفا على نفسه منه لئلا يقبض عليه. [وفاة ابن الكويك] [714]- وفيه مات المسند محمد بن الكويك (¬7) بن عبد اللطيف [بن] محمود بن أحمد الربعيّ (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «الإسان». (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 579، 580، وإنباء الغمر 1/ 349، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 391. (¬3) لم أجد له ترجمة. (¬4) في الأصل: «رعدرنه». (¬5) السلوك / 3 ق 2/ 580، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 391. (¬6) في الأصل: «السدامى» والتصحيح من: السلوك ج 3 ق 2/ 580، وإنباء الغمر 1/ 350، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 391. (¬7) انظر عن (ابن الكويك) في: السلوك ج 3 ق 2/ 588، وإنباء الغمر 1/ 361 رقم 31، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 259، والدرر الكامنة 4/ 25 رقم 69، وذيل التقييد 1/ 163، 164 رقم 284، وشذرات الذهب 6/ 314. (¬8) في إنباء الغمر 1/ 361 «الريغي» والمثبت هو الصحيح.

وفاة الكمال الأسيوطي

[وفاة الكمال الأسيوطي] [715]- وفيه مات الكمال الأسيوطيّ (¬1)، إبراهيم بن محمد بن عبد الرحيم (¬2) بن إبراهيم بن علي ابن المجد. وكان ماهرا في الفنون. ومولده سنة ثلاث عشرة وسبعماية. [شعبان] [قدوم الأمراء من حلب] وفي شعبان قدم الأمراء المجرّدين (¬3) من حلب (¬4). [نفي مقدّم المماليك] وفيه طلب السلطان الطواشي بهادر مقدّم المماليك فلم يوجد بالقلعة، ففحص السلطان عنه وأحضره وهو سكران من مكان على البحر، فحنق السلطان منه ونفاه إلى صفد، وقرّر في تقدمته الطواشي شمس الدين صواب السعدي، ويعرف بشنكل، وكان نائب المقدّم، وقرّر الطواشي بشير الشرفي في نيابة المقدّم، عوضا عنه (¬5). وبشير هذا هو صاحب البشيرية بدرب الخازن. (البرهان بن جماعة) (¬6) [716]- في ليلة الجمعة ثامن عشره مات قاضي القضاة البرهان ابن (¬7) جماعة (¬8)، إبراهيم بن عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن سعد الله بن ¬

(¬1) انظر عن (الأسيوطي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 587، وإنباء الغمر 1/ 356 رقم 3 وفيه «الأميوطي» وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 251 وفيه: «الأميوطي» والدرر الكامنة 1/ 60، 61 رقم 161، وذيل التقييد 1/ 446، 447 رقم 869، والعقد الثمين 3/ 258، والدليل الشافي 1/ 27، وبغية الوعاة 1/ 427، وشذرات الذهب 6/ 312 وفيه: «أحمد». وهو «الأميوطي» في جميع المصادر، باستثناء «السلوك» فهو فيه «الأسيوطي» كما هنا. (¬2) في الأصل: «عبد الدائم». والتصحيح من المصادر. (¬3) الصواب: «المجرّدون». (¬4) اسلوك ج 3 ق 2/ 581. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 581، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 392. (¬6) العنوان من هامش المخطوط. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) انظر عن (ابن جماعة) في: النفحة المسكية 248 رقم 94، السلوك ج 3 ق 2/ 586، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 248 - 251، وإنباء الغمر 1/ 354، 355 رقم 1، والدرر الكامنة 1/ 38، 39 رقم 95، =

قضاء الشافعية بدمشق

سعد الله بن جماعة الكناني، الدمشقيّ، الشافعيّ، الشيخ، العلاّمة، أبو إسحاق. وكان من أكابر علماء الشافعية وأعيانهم، قوّالا بالحق، وقد عرفت طلبه وولايته قضاء مصر فيما تقدّم وصرفه، ثم إعادته، ثم ولايته لقضاء دمشق. وكان إماما عالما معظّما لحرمات الشرع، مهابا، محبّا في السّنّة وأهلها، معظّما عند الملوك، عزل نفسه عنها مرة ويعاد، وجمع كتبا نفيسة جدا صارت بعده إلى الجمال محمود وأوقفها بمدرسة المحمودية بالشارع وانتفع بها الناس. ومولده سنة ثلاث وستين وسبعماية. [قضاء الشافعية بدمشق] وفيه قرّر في قضاء دمشق عوضا عن ابن (¬1) جماعة المذكور القاضي شرف الدين محمد بن عمران بن محمد بن عبد الرحيم بن علي بن عبد الملك السلميّ، المسلاّتيّ (¬2)، الدمشقيّ، مسئولا بذلك (¬3). [سيدي إسماعيل الإنبابيّ] (¬4) [717]- وفيه مات الشيخ المعتقد سيدي إسماعيل بن يوسف الإنبابيّ (¬5) بزاويته بمنبابه. [رمضان] [القبض على الوزير كاتب سيدي] وفي رمضان قبض على الوزير علم الدين عبد الوهّاب كاتب سيدي، وأسلم ¬

= ونزهة النفوس 1/ 179 رقم 93، وتاريخ ابن الفرات 9 ق 1/ 175، ورفع الإصر 1/ 29، والنجوم الزاهرة 11/ 314، ووجيز الكلام 1/ 286 رقم 619، والأنس الجليل 452، 453، وقضاة دمشق 112، 115، وكشف الظنون 437، وشذرات الذهب 6/ 311، 312، والدليل الشافي 1/ 19، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 290 - 292 رقم 677، وهدية العارفين 1/ 17، وديوان الإسلام 2/ 106 رقم 706، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 391، ومعجم المصنّفين 3/ 192 - 194، وكتبخانة أسعد أفندي 18، وذيل التقييد 1/ 431، 432 رقم 845، والأعلام 1/ 46، ومعجم المؤلفين 1/ 47، والقاموس الإسلامي 1/ 627 رقم 4، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 / ج 1/ 217، 218 رقم 32. (¬1) في الأصل: «عن بن». (¬2) في الأصل: «السلالي». (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 582. (¬4) العنوان عن هاشم المخطوط. (¬5) انظر عن (الإنبابي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 587، وإنباء الغمر 1/ 357 رقم 9، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 253، والدرر الكامنة 1/ 384 رقم 973، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 391، والدليل الشافي 1/ 131 رقم 456، والمنهل الصافي 2.

وفاة جلبان الحاجب

للصاحب كريم الدين عبد الكريم بن الغنّام، وقرّر عوضه في الوزارة، وصادره على مال كبير / 293 /، وقبض على السعديّ المستوفي (¬1) أيضا وصودر. [وفاة جلبّان الحاجب] [718]- وفيه مات الأمير جلبّان الحاجب (¬2). وكان خيّرا، متديّنا، عارفا، حنفيا. [شوال] [قدوم قراد مرداش] وفي شوال قدم قراد مرداش من حلب باستدعاء (¬3). [استجارة الشريف ابن مغامس بالأتابك أيتمش] وفيه وصل الشريف عنان بن مغامس أمير مكة مستجيرا بالأتابك أيتمش، فأنزله عنده وشفع فيه عند السلطان، فقبل شفاعته، وأحضر إلى عند السلطان، فعفى عنه (¬4). [وفاة ابن الكويز المغربي] [719]- وفيه مات ابن (¬5) الكويز (¬6) المغربيّ، الفاضل عبد الواحد. وكان عارفا بالطبّ والهيئة وغير ذلك. [مشيخة خانقاه سعيد السعداء] وفيه قرّر في مشيخة خانقاه سعيد السعداء، الشيخ شمس الدين ابن أخي الجلال، العلاّمة جار الله، عوضا عن الشهاب أحمد الأنصاري (¬7). [سفر المحمل والحاج] وفيه سافر المحمل والحاج، وكان الأمير عليهما جركس الخليلي أمير أخور (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «السدى». والخبر في: السلوك ج 3 ق 2/ 583، وإنباء الغمر 1/ 351، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 391. (¬2) انظر عن (جلبان الحاجب) في: إنباء الغمر 1/ 358 رقم 13، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 392. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 583. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 583، وإنباء الغمر 1/ 350. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) انظر عن (ابن الكويز) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 255، وإنباء الغمر 1/ 359 رقم 20 وفيه: «ابن اللوز». (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 583. (¬8) النفحة المسكية ورقة 118، والسلوك ج 3 ق 2/ 583، وتاريخ ابن الفرات ج 9 ق 1/ 36، وتاريخ ابن =

القبض على ألطنبغا الجوباني وأمراء آخرين

[القبض على ألطنبغا الجوباني وأمراء آخرين] وفيه بعث طرنطاي حاجب دمشق للسلطان يعرّفه بأنّ ألطنبغا الجوباني عازم على المخامرة، وأنه ضرب لكلام وقع بينه وبينه في هذا المعنى، وبعث ألطنبغا يتنصّل ممّا ينسب إليه ويستأذن في حضوره إلى القاهرة، ثم حضر فاستقبل من سرياقوس وقيّد وحمل إلى الإسكندرية فسجن بها، ثم قبض بمصر على ألطنبغا أمير سلاح، وعلى قردم الحسني الرأس نوبة، وقيّدا وحملا إلى الإسكندرية فسجنا بها (¬1). [نيابة دمشق] وفيه قرّر طرنطاي حاجب دمشق في نيابتها (¬2). [القبض على نائب طرابلس] وكتب [بالقبض] (¬3) على كمشبغا نائب طرابلس، وقرّر عوضه في النيابة حاجبها أسندمر المحمودي، وخرج شيخ الصفوي بتقليده (¬4). [ذو القعدة] [إحضار سيوف أمراء] وفي ذي قعدة قدم من دمشق بعشرين سيفا لأمراء قبض عليهم هناك (¬5). [القبض على أمراء بطّالين] وفيه كتب أيضا بالقبض على الأمراء البطّالين بتلك البلاد (¬6). [نيابة حماه] وفيه قرّر سودون العثماني في نيابة حماه (¬7). ¬

= قاضي شهبة 1/ 245، وإنباء الغمر 1/ 353، والنجوم الزاهرة 11/ 253، ونزهة النفوس 1/ 175، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 392. (¬1) تاريخ ابن خلدون 5/ 483، 484، السلوك ج 3 ق 2/ 584، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 392. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 584، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 392. (¬3) الإضافة للضرورة. (¬4) النفحة المسكية 248، وتاريخ ابن الفرات 9/ 36، والسلوك ج 3 ق 2/ 584، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 246، وإنباء الغمر 1/ 349، والنجوم الزاهرة 11/ 254، ونزهة النفوس 1/ 176. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 585. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 585. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 585.

نيابة ملطية

[نيابة ملطية] وقرّر في نيابة [ملطية] (¬1) أحمد كشلي القلمطاويّ (¬2). [وفاة الشهاب ابن قاضي شهبة] [720]- وفيه مات الشهاب ابن (¬3) قاضي شهبة (¬4) أحمد بن محمد بن عمر الدمشقيّ، الشافعيّ. وكان ماهرا في الفرائض، وصنّف وألّف. ومولده سنة سبع وثلاثين. [وفاة المنبجي خطيب المزّة] [721]- وفيه مات المسند المنبجيّ (¬5)، خطيب المزّة، شمس الدين، محمد بن أحمد بن عبد الرحمن عن خمس وثمانين سنة. [ذو الحجّة] [الخطبة للسلطان في تبريز] وفي ذي حجّة وصل رسل قرا محمد بن بيرم خجا التركمانيّ بمكاتبة منه للسلطان يخبر بأنه ملك أذربيجان ووصل إلى تبريز وخطب بها للسلطان وضرب السكة باسمه، وسيّر دنانير ودراهم عليها اسم السلطان، وهو يسأل أن يكون نائبا عنه بها، فأجيب بالشكر والثناء (¬6). [وفاة المسند النشاوري] [722]-، [وفيه] مات المسند النشاوريّ (¬7)، عبد الله بن محمد بن محمد بن سليمان، / 294 / النيسابوريّ الأصل، ثم المكي. ¬

(¬1) إضافة على الأصل للضرورة. (¬2) انظر عن (القلمطاوي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 585. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) انظر عن (ابن قاضي شهبة) في: إنباء الغمر 1/ 356، 357 رقم 5، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 252، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 299 رقم 682، وشذرات الذهب 6/ 312، ومعجم المؤلفين 2/ 140. (¬5) انظر عن (المنبجي) في: إنباء الغمر 1/ 361 رقم 28، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 258. (¬6) خبر الخطبة في: النفحة المسكية 248، وتاريخ ابن الفرات 9/ 37، والسلوك ج 3 ق 2/ 585، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 247، وإنباء الغمر 1/ 349، والنجوم الزاهرة 11/ 255، ونزهة النفوس 1/ 177، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 392. (¬7) انظر (النشاوري) في: إنباء الغمر 1/ 358، 359 رقم 18، والدرر الكامنة 2/ 300 - 302 رقم 2229، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 393.

المجيء بأقارب السلطان الأسرى

سمع من الرحبيّ الضرير، وحدّث. * * * [المجيء بأقارب السلطان الأسرى] وفيها وصل البريد من الإسكندرية بأنّ الخواجا (علي أخو (¬1) الخواجا) (¬2) عثمان تاجر السلطان قد وصل من أسره من الفرنج ومعه عدّة من أقارب السلطان كانوا قد أسروا ورباه، وقام السلطان في ذلك، وقبض على تجّار الفرنج بالسواحل حتى أحضروه (¬3). [قضاء الأحناف بدمشق] وفيها قرّر التقيّ عبد الله بن يوسف بن أحمد بن الحسين بن فزارة الكفري (¬4)، الحنفيّ في قضاء دمشق عن النجم بن الكشك. واستمرّ المحبّ بن الشحنة في قضاء حلب عوضا عن موفّق الدين. [مشقّة الحاجّ] وكان بالحاجّ في هذه السنة تسعة (¬5) ركوب من القاهرة لكثرتهم. [وفاة الشهاب اليمني] [723]- و [مات] (¬6) الشيخ العلاّمة شهاب الدين أحمد بن عمر اليمنيّ (¬7)، الحنفيّ. وكان ماهرا في الفقه والنحو والقراءآت والفرائض. ومات بزبيد. [استيلاء الفرنج على جربة] وفيها استولى الفرنج على جزيرة جربة، وكانت في أعمال إفريقية (¬8). [بدء السلطان بشرب النبيذ] وفيها ابتدأ السلطان بشرب النبيذ، واستمرّ على ذلك في كل أربعاء، وكان هذا النبيذ من التمر والبرّ (¬9). ¬

(¬1) الصواب: «أخا». (¬2) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 585. (¬4) في الأصل: «الكندي» والتصحيح من: السلوك ج 3 ق 2/ 586. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 586 وفيه: «سبعة». (¬6) إضافة على الأصل للضرورة. (¬7) في الأصل: «أحمد بن محمد» والتصويب من: إنباء الغمر 1/ 356 رقم 4. (¬8) إنباء الغمر 1/ 351، بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 393. (¬9) إنباء الغمر 1/ 351، بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 393.

حوادث سنة إحدى وتسعين وسبعماية

[حوادث] سنة إحدى وتسعين وسبعماية [المحرّم] [وصول هدية ابن قرمان] في محرّم وصل رسل ابن (¬1) قرمان بهدية من صاحبها فقبلت (¬2). [وصول رسل صاحب جنوة] وفيه وصل رسل صاحب جنوة بهدية ومعهم الخواجا علي وأقارب السلطان، فأمر السلطان بفكّ ختوم حواصل الفرنج وخلع على القاصد (¬3). [انهزام سولي بن دلغادر ومنطاش] وفيه وصل الخبر بأنه كان ابن (¬4) خليل بن دلغادر ونائب سيس بعد أن جمعوا تركمان الطاعة لمحاربة شديدة مع سولي بن دلغادر ومنطاش، وأنهم اقتتلوا، وهزم التركمان المتحالفون (¬5) [و] ولّى منطاش، وقتلوا جمعا وافرا منهم وغنموا شيئا كثيرا (¬6). [وفاة شهاب الدين البيري] [724]- وفيه مات العلاّمة المفنّن الصالح مولانا زاده السرائي (¬7)، أحمد بن أبي يزيد بن محمد الشيخ شهاب الدين البيري، الحنفيّ. وزاده لقب عليه. كان إماما عالما، فاضلا، صالحا، صوفيا، فقيها، عارفا بفنون العلوم لا سيما فقه ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 589، وإنباء الغمر 1/ 364. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 589، وإنباء الغمر 1/ 364. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) الصواب: «المتحالفين»، وهي غير واضحة في الأصل. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 589، وإنباء الغمر 1/ 364، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 395. (¬7) انظر عن (السرائي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 684، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 305، 306، وإنباء الغمر 1/ 383، 384 رقم 9، والدرر الكامنة 1/ 336 رقم 835، والنجوم الزاهرة 11/ 383، ونزهة النفوس 1/ 275 وفيه «السيرامي» والدليل الشافي 1/ 38 رقم 117، والمنهل الصافي 2/ 173 رقم 298.

التنافس بين يلبغا الناصري وسودون المظفري

الحنفية، ودقائق العربية والمعاني، معظّما عند الملوك وبني الدنيا، له التفات تامّ إلى العوالم الملكوتية، صوفيّ المشرب، بارعا في طريقة التصوّف. سالكا اليد الطولى في النظم والنثر، وشهرته تغني عن مزيد ذكره، ولّي تدريس الحديث / 295 / بالبرقوقية أول ما فتحت، وبالصرغتمشية. ومولده سنة أربع وثلاثين وسبعماية. وكان والده معظّما عند ملوك التتار، صالحا، دعا بأن يرزقه الله تعالى ولدا صالحا، فأجيبت دعوته ورزق هذا الولد من علماء الله تعالى. [التنافس بين يلبغا الناصري وسودون المظفري] وفيه قويت الإشاعة بمصر بأنّ يلبغا الناصريّ في نيّة المخامرة على السلطان، وورد الخبر بأنه وقع بينه وبين سودون المظفّري منافسة. ثم وردت مكاتبة كلّ منهما على السلطان بشكوى الآخر. وفيه لهج العامّة بقولهم: «من غلب نائب حلب». وزاد هذا على ألسنتهم حتى تكاد أن لا تجد صغيرا ولا كبيرا إلاّ وهو يقول ذلك، وكان فألا فإنه صحّ، وكان من غلب نائب حلب الناصريّ ما سنذكره. وكان هذا من غريب الاتفاقات (¬1). [شرب السلطان للقمز] ابتدأ السلطان بشرب القمز بعد أن جمع الأمراء الخاصكية بالميدان تحت القلعة، وشرب معهم، وقرّر لهم أنه يفعل ذلك في كلّ أحد وأربعاء (¬2). [وفاة الواعظ ابن الحلواني] [725]-، [وفيه] مات الواعظ المذكّر المشهور برهان الدين بن الحلوانيّ (¬3)، إبراهيم بن علي بن إبراهيم الشاميّ. وكان إلى وعظه المنتهى. [فشل السلطان في خداع نائب حلب] [وفيه] بعث السلطان هدية جيّدة للناصري نائب حلب يخادعه بها، وطلب منه ¬

(¬1) خبر التنافس في: تاريخ ابن خلدون 5/ 484، والسلوك ج 3 ق 2/ 590، وإنباء الغمر، 1/ 365، 366، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 395. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 590، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 391. (¬3) انظر عن (ابن الحلواني) في: السلوك ج 3 ق 2/ 684، وإنباء الغمر 1/ 381 رقم 1، والدرر الكامنة 1/ 42، 43، رقم 109، والدليل الشافي 1/ 22 رقم 55، والمنهل الصافي 71 /.

وفاة الشهاب ابن الوكيل

حضوره للقاهرة ففطن بذلك وبعث يعتذر عن حضوره بوجود منطاش وفتنة البلاد، فلم يقبل السلطان عذره، ثم جهّز تلكتمر الدوادار لمخادعته، وكتب ملطّفات لأمراء حلب وسودون المظفّري بالفتك بالناصري إن قدروا عليه، وبلغ الناصريّ ذلك قبل وصول تلكتمر المذكور، فأقرّ في استقراره لما في ضميره، حتى كان ما ستراه (¬1). [وفاة الشهاب ابن الوكيل] [726]-، [وفيه] مات الشهاب بن الوكيل (¬2) أحمد بن موسى بن محمود. وسمع من جماعة، منهم الكبار. وعنه أخذ أشياء. وكان من الفضلاء الشافعية. [وفاة الناهي اليمني] [727]- والفاضل علي بن محمد بن عيسى اليافعيّ (¬3)، الشافعيّ. وكان من علماء بلاد اليمن، عارفا بالعربية. [عصيان نائب حلب] [وفيه] أعلن الناصريّ نائب حلب بخروجه عن طاعة برقوق ودعا إلى الخليفة، وأخذ في أسباب إزالة دولة برقوق، وقتل سودون المظفرّي، وثار بقلعة حلب متملّكها، / 296 / ووصل إليه منطاش داخلا تحت طاعته قائما معه، وانضمّ إليه عدّة من أمراء تلك (البلاد) (¬4)، واجتمع عليه الناس (¬5). [تقليد نيابة حلب] وفيه لما تحقّق السلطان أمر خروج الناصري عليه قرّر في نيابة حلب إينال اليوسفي أتابك دمشق وبعث إليه بالتقليد (¬6). [تعبئة الرأي ضد عصيان نائب حلب] وفيه جمع السلطان العلماء والقضاة والمشايخ، وعقد مجلسا حافلا، وكلّمهم في ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 590، 591، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 395. (¬2) انظر عن (ابن الوكيل) في: السلوك ج 3 ق 2/ 688، وإنباء الغمر 1/ 383 رقم 8 وفيه: «أحمد بن موسى بن علي». (¬3) في الأصل: «الناهي» والتصويب عن: إنباء الغمر 1/ 387 رقم 29. (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) خبر العصيان في النفحة المسكية 249، والدرّة المضيّة 3، 4، والسلوك ج 3 ق 2/ 590 - 594، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 263، وإنباء الغمر 1/ 364، 365، والنجوم الزاهرة 11/ 256 و 259، 260، ووجيز الكلام 1/ 289، ونزهة النفوس 1/ 184 - 186، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 394 - 396. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 592.

نفقة السلطان على الجند

شأن عصيان الناصري، ووقع الاتفاق على بعث عسكر إليه، وعيّن جماعة من الألوف والطبلخانات والعشرات والجند السلطاني، وكان الباش عليهم الأتابك أيتمش ومعه جركس الخليلي، ويونس الدوادار، وما عدا رأس نوبة (¬1). [نفقة السلطان على الجند] وفيه نفق السلطان نفقة السفر على أمرائه وجنده، وكانت مالا كبيرا، وصارت الأجناد يتاومروا (¬2) على السلطان بعصيان بعض نواب تلك البلاد والأمراء بها وانضمامهم إلى الناصريّ، فخارت قواه، وصار يبلغه عن الناصري أشياء يطعن بها في سلطنته، منها كونه حبس الخليفة إلى غير ذلك من مساويء عدّدها له، فحار برقوق في أمره (¬3). [وفاة مجد الدين البسنتي] [728]- وفيه مات الشيخ الصالح المعتقد، مجد الدين البسنتيّ (¬4)، أحمد بن محمد. وكان يشار إليه بعلم الحرف ولسان عند الناس، وانقطع بمصلاّ (¬5) حولان بالقرافي مدّة، وكان حسن السّمت والملتقى. عمّر نحوا من تسعين سنة. [سجن الخليفة المتوكل على الله] وفيه سجن الخليفة المخلوع المتوكل على الله ببرج من القلعة وضيّق عليه ومنع من دخول أخواله، ثم أصبح من غده فأعيد إلى مكانه، وألزم مقبل الطواشي الزمام من التضييق على الأسياد أولاد الملوك الناصرية ومنع من يدخل عليهم والتفحّص عن أحوالهم، كل ذلك خوفا من الناصريّ (¬6). [ربيع الأول] [وفاة سراج الدين العجمي] [729]- وفي ربيع الأول مات الشيخ الفاضل منهاج الدين العجميّ (¬7)، ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 592، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 396. (¬2) الصواب: «يتآمروا». (¬3) المصادر السابقة عن العصيان. (¬4) هكذا في الأصل: «البسنتي»، وفي الدرر الكامنة 1/ 315 رقم 792 «السبتي» وفي بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 394 «البستي» والله أعلم بالصواب. (¬5) الصواب: «بمصلّى». (¬6) خبر سجن الخليفة في: السلوك ج 3 ق 2/ 294، وإنباء الغمر 1/ 366 وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 397. (¬7) في الأصل: «سراج الدين»، والتصحيح من السلوك ج 3 ق 2/ 688، وإنباء الغمر 1/ 390 رقم 43 =

نفقة السلطان الثانية

الحنفيّ، شيخ مدرسة أمّ السلطان بالتبّانة وشيخ تدريس الحنفية بجامع ابن (¬1) طولون. [نفقة السلطان الثانية] وفيه فرّق السلطان على الجند المعيّن للسفر نفقة ثانية وخيلا وعمّالا وسلاحا، ورتّب لحومهم وعليقهم (¬2). [تحالف أمراء الشام للعصيان على السلطان] وفيه تواترت الأخبار بكثرة جموع الناصريّ ودخول سائر أمراء الشام والمماليك اليلبغاوية والأشرفية، وسولي بن دلغادر، ونعير / 297 / أمير العرب في طاعة الناصريّ على محاربة السلطان وأنه أقام سناجق خليفتيّة، واستولى على جميع القلاع بتلك البلاد ما عدا قلعة الكرك، ودمشق، وبعلبكّ، فكثر الاضطراب بالقاهرة (¬3). [استرضاء السلطان للخليفة] وفيه لما وقعت هذه الفتن واضطرب ملك برقوق، وبلغه أنّ الناصريّ نقم عليه أشياء منها حبس الخليفة ندم على ما كان منه في حقّه حضر بمسجد رديني (¬4) داخل القلعة، وبعث بإحضار شيخ الإسلام السراج البلقيني. ثم استدعى الخليفة المتوكل، فلما حضر قام له وتلقّاه وتلطّف به واعتذر إليه ووعده بالجميل وتحالف على الوفاء، ثم قام فبعث إليه السلطان بعشرة آلاف درهم وأشياء أخر، قيمة الجميع ألف دينار (¬5). [خروج التجريدة] وفيه خرجت التجريدة لقتال الناصري بتجمّل عظيم جدّا (¬6). ¬

= وفيه «الرومي» بدل «العجمي»، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 317، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 394. (¬1) في الأصل: «بن». (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 594، 595. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 595، تاريخ ابن خلدون 5/ 484، بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 395. (¬4) مسجد الرديني: هو داخل قلعة الجبل بالقاهرة. ينسب إلى أبي الحسن ي بن مرزوق بن عبد الله الرديني الفقيه. (المواعظ والاعتبار 2/ 203). (¬5) النفحة المسكية 150، وتاريخ ابن الفرات 9/ 69، والسلوك ج 3 ق 2/ 605، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 266، والنجوم الزاهرة 11/ 261، 262، ووجيز الكلام 1/ 289، ونزهة النفوس 1/ 196، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 398. (¬6) خبر التجريدة في: تاريخ ابن خلدون 5/ 484، والسلوك ج 3 ق 2/ 595، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 393.

إبطال مكوس وإعادتها

[إبطال مكوس وإعادتها] وفيه أبطلت عدّة مكوس ثم أعيدت في وقتها (¬1). [ربيع الآخر] [تفشّي الطاعون بمصر] وفي ربيع الآخر فشى (¬2) الطاعون بمصر ومات خلق كثير (¬3). [تملّك الناصريّ دمشق] وفيه ملك الناصريّ دمشق وفرّ إليه عدّة من أمراء مصر وعساكره (¬4). (قتل جركس) (¬5) [730]- وفيه قتل جركس الخليليّ في المعركة مع الناصريّ (¬6). [وفاة الشرف ابن الأشقر] [731]- وفيه مات الشرف ابن (¬7) الأشقر (¬8) عثمان بن سليمان بن رسول بن يوسف بن خليل بن نوح (¬9) الكراني (¬10)، التركمانيّ، الحنفيّ، القرميّ. [وفاة الشيخ الخبّاز] [732]- وفيه مات الشيخ المعتقد حسين الخبّاز (¬11). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 603، 604، وإنباء الغمر 1/ 366 و 370. (¬2) الصواب: «فشا». (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 607. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 607، وإنباء الغمر 1/ 367، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 397. (¬5) العنوان عن هامش المخطوط. (¬6) تاريخ ابن خلدون 5/ 484، 485، والسلوك ج 3 ق 2/ 685، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 397. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) انظر عن (ابن الأشقر) في: السلوك ج 3 ق 2/ 686، 687، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 311، 312، وإنباء الغمر 387، 388 رقم 30 وفيه: «عنان بن سليمان»، والدرر الكامنة 2/ 440 رقم 2580، والدليل الشافي 1/ 439 رقم 1517، والمنهل الصافي 7/ 415، 416، رقم 1523، ونزهة النفوس 1/ 278 رقم 12، ووجيز الكلام 1/ 291 رقم 635، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 387، وشذرات الذهب 6/ 318. (¬9) في تاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 311 «فرج» بدل «نوح» وهو غلط. (¬10) «الكراني» في الأصل، والسلوك أيضا. أما في إنباء الغمر 1/ 387 «الكردي» وفي الدرر الكامنة 2/ 440 «المكرادي»، وفي وجيز الكلام 1/ 291، «الكرادي» ومثله في الدليل الشافي، والمنهل الصافي وقال: بتخفيف الراء المهملة. (¬11) السلوك ج 3 ق 2/ 685، 686.

وفاة الجمال مغلطاي

[وفاة الجمال مغلطاي] [733]- والجمال عبد الله بن العلاء مغلطاي (¬1). [وفاة صاحب خان يونس] [734]- ومات يونس الدوادار (¬2) صاحب خان يونس بطريق الشام قتيلا بعد فراره من الناصري، قتله عنقاء بن شطي (¬3) أمير آل مرا. [جمادى الأول] [اضطراب القاهرة] وفيها في جماد الأول كثر الاضطراب بالقاهرة بسماعهم بمجيء الناصري، وأنه واصل لمصر عن قريب ومعه منطاش، وخار (¬4) قوى السلطان. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 686. (¬2) انظر عن (يونس الدوادار) في: النفحة المسكية 250 رقم 97، والسلوك ج 3 ق 2/ 688، 689، وإنباء الغمر 1/ 390 رقم 45، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 316، 317، والدرر الكامنة 4/ 489 رقم 1343، والنجوم الزاهرة 11/ 384، والدليل الشافي 2/ 810 رقم 2728، ونزهة النفوس 1/ 279 رقم 129، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 397. (¬3) في الأصل: «سطي» والمثبت عن المصادر السابقة. (¬4) الصواب: «وخارت».

خلافة المتوكل على الله ثالثا

خلافة المتوكل على الله ثالثا استدعاه السلطان وأحضر القضاة والأعيان وبايعوه بالخلافة على ما كان عليه أولا، وخلع عليه وأركب من القلعة مركوبا سلطانيا ونزل إلى داره في مشهد حافل (¬1). ثم بعد ذلك اعتقل الخليفة زكريا بعد أن أشهد عليه بأنه لا يعود يسعى في الخلافة. [الاهتمام بشأن الناصري ومنطاش] وفيه ركب الخليفة والقضاة الأربع (¬2) / 298 / ونوّابهم وجماعة من المشايخ وسودون نائب السلطنة، ونودي بالقاهرة بالاهتمام بشأن العدوّ الناصريّ ومنطاش وأن يصلح الدروب، فشرع الناس في ذلك وفي عمل الدروب وشراء الأقوات للحصار، وأخذ السلطان في تحصين قلعته وتوعير طرقاتها، وما أفاده ذلك. وقدم الناصريّ بعساكره وقد أقام قشتمر أخو طاز نائبا على دمشق ودخل القاهرة، فاختفى برقوق، وملك الناصري القلعة، ووقع النهب بالقاهرة، وكانت فتنة كبيرة. وزالت دولة برقوق كأنها لم تكن (¬3). [جمادى الآخر] (عود الملك الصالح للسلطنة) (¬4) وفيها في جماد الآخر أعيد الملك الصالح أمير حاج إلى السلطنة، ولقّب بالمنصور بعد أن كلّم الناصري في أن يتسلطن هو فأبا (¬5) لقلّة سعده (¬6). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 611، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 398، 399. (¬2) الصواب: «الأربعة». (¬3) النفحة المسكية، ورقة 119، و 120، والدرّة المضيّة 3، 4، وتاريخ ابن خلدون 5/ 485، والسلوك ج 3 ق 2/ 611 - 619، وإنباء الغمر 1/ 367. (¬4) العنوان عن هامش المخطوط. (¬5) الصواب: «فأبى». (¬6) خبر الملك الصالح في: النفحة المسكية 250، والدرّة المضيّة 19، وتاريخ ابن الفرات 9 / ق 1/ 104، وتاريخ ابن خلدون 5/ 486 و 488، ومآثر الإنافة 2/ 195، والسلوك ج 3 ق 2/ 623، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 277، وإنباء الغمر 1/ 368، والنجوم الزاهرة 11/ 319، والمنهل الصافي 5 / =

الإفراج عن أمراء

[الإفراج عن أمراء] وفيه بعث بالإفراج عمّن بالإسكندرية (¬1). [القبض على الأستادار] وفيه قبض على محمود الأستادار ومحن، ثم بعد ذلك أعيد إلى الأستادارية (¬2). [سجن برقوق بالكرك] وفيه أحضر برقوق إلى الناصريّ، فأراد منطاش قتله، واتفق الرأي بعد ذلك بأن يبعث به إلى سجن الكرك، وتأسّف العامّة عليه وصاروا يجهروا (¬3) بقولهم: راح برقوق وغزلانه ... وجاء الناصريّ وثيرانه إشارة إلى التركمان والأوباش الذين جاءوا معه من العساكر، وكانوا قد كادوا أن يحرثوا القاهرة، ونهبوا وفعلوا أشياء يطول الشرح في ذكرها (¬4). [تعيين نواب في مدن الشام] وفيه قرّر بزلار العمري في نيابة الشام (¬5). وكمشبغا الحموي في نيابة حلب (¬6). وشيخو في نيابة طرابلس (¬7). وأحمد بن المهمندار في نيابة حماه (¬8). ¬

= 49، ووجيز الكلام 1/ 289، ونزهة النفوس 1/ 217، وتاريخ الخلفاء 504، وحسن المحاضرة 79، وتاريخ ابن سباط 2/ 740، 741، والبدر الطالع 1/ 163 و 187، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 404، وأخبار الدول 209، والتاريخ الغياثي 349. (¬1) النفحة المسكية، ورقة 123، وتاريخ ابن خلدون 5/ 486، والسلوك ج 3 ق 2/ 621، والنجوم الزاهرة 11/ 287، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 405، 406. (¬2) تاريخ ابن خلدون 5/ 488. (¬3) الصواب: «وصاروا يجهرون». (¬4) تاريخ ابن خلدون 5/ 486، النفحة المسكية 251، السلوك ج 3 ق 2/ 629 - 632، وإنباء الغمر 1/ 369، والنجوم الزاهرة 11/ 237، 328، ووجيز الكلام 1/ 289، 290، ونزهة النفوس 1/ 223 - 225، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 409. (¬5) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 406. (¬6) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 406. (¬7) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 406. (¬8) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 406.

تعيين أمراء

وقطلوبغا الصفوي في نيابة صفد (¬1). [تعيين أمراء] وفيه استقرّ يلبغا الناصري أتابك العسكر. (¬2) وألطنبغا الجوباني رأس نوبة النوب (¬3). وقراد مرداش أمير سلاح (¬4). وأحمد بن يلبغا أمير مجلس (¬5). وتمرباي الحسني حاجب الحجّاب (¬6). [كسر جرار الخمر] وفيه كسرت الكثير من جرار الخمر تحت القلعة للذي (¬7) في بيوت الأسرى الأرمن (¬8). [رجب] [المجلس بشأن ابن سبع] وفيها في رجب عقد مجلس بدار الأتابك يلبغا بسبب إنسان يقال له ابن (¬9) سبع، وله حكايات تطول / 299 / وكان يراد قتله، وبعض يريد إبقاؤه (¬10). وأحجم القضاة عن حقن دمه، فأشار ابن (¬11) المدوّن للناصريّ بأن يحكم بحنق دمه، ونفّذ القضاة حكمه. وعدّ هذا من النوادر (¬12). [قضاء العسكر] وفيه قرّر البدر محمود الكلستاني الحنفي في قضاء العسكر (¬13). [شعبان] [الأمر بالصلاة على النبيّ بعد الأذان] وفيها في شعبان أمر المؤذّنون بمصر والقاهرة أن يزيدوا في الأذان بعد الفراغ منه ¬

(¬1) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 406. (¬2) تاريخ ابن خلدون 5/ 486. (¬3) تاريخ ابن خلدون 5/ 486. (¬4) تاريخ ابن خلدون 5/ 486. (¬5) تاريخ ابن خلدون 5/ 486. (¬6) تاريخ ابن خلدون 5/ 486. (¬7) الصواب: «التي». (¬8) إنباء الغمر 1/ 370، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 410. (¬9) في الأصل: «بن». (¬10) الصواب: «يريد إبقاءه». (¬11) في الأصل: «بن». (¬12) خبر ابن سبع في: إنباء الغمر 1/ 370، 371. (¬13) السلوك ج 3 ق 2/ 639، وإنباء الغمر 1/ 371، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 410.

وفاة البدر ابن البلقيني

الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم عدّة مرار إلاّ في المغرب، واستمرّ ذلك إلى يومنا (¬1). [وفاة البدر ابن البلقيني] [735]- وفيه مات البدر ابن البلّقينيّ (¬2) محمد بن عمر بن رسلان الشافعيّ. وكان من العلماء، إلاّ أنه كان مشغولا بملاذ نفسه منهمكا في لذّاتها، مع حدّة مزاج. [إبطال السّوّاقين والطواشية بالقلعة] وفيه أبطل الناصريّ السّوّاقين والطواشية بالقلعة، وأنزل المماليك الذين رتّبوا لخدمة السلطان بالطباق، وكانوا ستّين نفرا، فاتّضع أمر السلطان المنصور (¬3). [إحداث الزمر المنطاشي] وفيه حدث الزّمر المنطاشي بالقاهرة، وما عهد قبل ذلك (¬4). [الفتنة بين منطاش ويلبغا] وفيه ثار منطاش بيلبغا الناصري وأراد أخذه بغتة، فتحفّظ على نفسه، ووقعت الفتنة بينهما، وآلت إلى غلبة منطاش للناصري والقبض عليه وبعثه إلى سجن الإسكندرية بعد أن قبض على ألطنبغا الجوباني أيضا، وقراد مرداش وجماعة من أكابر الأمراء وغيرهم. ودخل منطاش وقال: «أنا عبدك ومملوكك وقد قبضت على غريمي، وأنت هو السلطان» (¬5). [سجن سودون الشيخوني] وفيه استقدم سودون الشيخوني النائب وسجن بالإسكندرية. [رمضان] [القبض على مماليك الظاهر برقوق] وفي رمضان تتبّع منطاش مماليك الظاهر برقوق، وقبض على الكثير منهم، وبدّد ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 639، وإنباء الغمر 1/ 378. (¬2) انظر عن (ابن البلقيني) في: السلوك ج 3 ق 2/ 687، 688، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 315، وإنباء الغمر 1/ 389 رقم 37، والدرر الكامنة 4/ 105 رقم 288، والدليل الشافي 2/ 666 رقم 2289، والنجوم الزاهرة 11/ 389، ووجيز الكلام 1/ 290، 291، رقم 633، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 410، 411، وشذرات الذهب 6/ 318. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 640. (¬4) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 415. (¬5) تاريخ ابن خلدون 5/ 487، 488، وإنباء الغمر 1/ 372، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 641.

وفاة قاضي المالكية السكندري

شملهم، وتتبّع جماعة من الزعر، ووسّط منهم ثمانية أنفس. وجهّز منطاش أحمد البريدي إلى الكرك لقتل برقوق، فما قدّر ذلك، وأراد الله بالإفراج عنه، وما وافق أهل الكرك على قتله وأطلق (¬1)، وكان له ما سنذكره. [وفاة قاضي المالكية السكندري] [736]- وفيه مات الشيخ جمال الدين عبد الرحمن بن محمد بن خير السكندريّ (¬2)، المالكيّ، قاضي المالكية. / 300 / وكان بارعا في فقه مذهبه، حسن السيرة. [مقتل ابن قطلقتمر] [737]- وفيه خامر كمشبغا نائب حلب على منطاش، وجرت فتنة بحلب قتل فيها كمشبغا إبراهيم بن قطلقتمر (¬3). [مقتل قاضي الشافعية بحلب] [738]- وقاضي الشافعية الشهاب أحمد بن عمر بن أبي الرضا (¬4). وكان من العلماء، قتله كمشبغا صبرا، فإنه ثار به مع إبراهيم نصرة لمنطاش. [القبض على نائب دمشق] وفيه قبض بدمشق على بزلار نائبها على يد قشتمر أخو (¬5) طاز بعد أن ولّي نيابة دمشق (¬6). ¬

(¬1) النفحة المسكية 253، وتاريخ ابن خلدون 5/ 486، وإنباء الغمر 1/ 375، والسلوك ج 3 ق 2/ 641 - 657، والدرّة المضيّة 27، وتاريخ ابن الفرات ج 9 ق 1/ 137 - 140، وتاريخ بيروت 232، والنجوم الزاهرة 11/ 355، وتاريخ ابن سباط 2/ 741، 742، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 413. (¬2) انظر عن (ابن خير السكندري) في: السلوك ج 3 ق 2/ 686، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 310، 311، وإنباء الغمر 1/ 386 رقم 22، والدرر الكامنة 2/ 345 رقم 2357، والنجوم الزاهرة 11/ 386، والدليل الشافي 1/ 406 رقم 1397، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 411 وفيه: «عبد الله بن خير» و 415، وذيل التقييد 2/ 99 رقم 1230. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 683. (¬4) انظر عن (ابن أبي الرضا) في: السلوك ج 3 ق 2/ 684، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 305، وإنباء الغمر 1/ 381، 382 رقم 4، والدرر الكامنة 1/ 227 - 230 رقم 583، والدليل الشافي 1/ 65 رقم 225، ووجيز الكلام 1/ 290 رقم 632 والنجوم الزاهرة 11/ 382. (¬5) الصواب: «أخي». (¬6) تاريخ ابن خلدون 5/ 486 و 488، السلوك ج 3 ق 2/ 655.

تخلص الظاهر برقوق من سجنه

[تخلّص الظاهر برقوق من سجنه] وفيه قدم الخبر بقيام الظاهر برقوق بالكرك وخلاصه من سجنه، فانزعج منطاش من ذلك، وبلغه أنّ شوكته قويت، وأنّ جماعته انضمّوا إليه (¬1). [قضاء المالكية بمصر] وفيه قرّر في القضاء المالكية بمصر الشيخ تاج الدين بهرام بن عبد الله بن عبد العزيز الدميريّ (¬2). [رمضان] [ضبط حاصل منطاش] وفي رمضان ضبط حاصل منطاش فوجد له ثلاثمائة ألف دينار وخمسة وثلاثين ألف دينار، سوا (¬3) الدراهم (¬4). [تعيين مماليك لصحبة الحجّاج] وفيه عيّن ماية مملوك من السلطانية للسفر صحبة الحاج خوفا عليهم من برقوق (¬5). [تفويض أمور المملكة لمنطاش] وفيه استقرّ منطاش في الأتابكية، وفوّض إليه السلطان جميع أمور المملكة، وخلع عليه خلعة حافلة، وعلى جماعة من الأمراء معه بعدّة وظائف كبار (¬6). [إبطال تجريدة الشام] وفيه أبطلت التجريدة إلى الشام خوفا من مخامرتهم وتوجّههم إلى برقوق، وكانت عيّنت قبل ذلك (¬7). [عقد منطاش على أخت السلطان] وفيه عقد منطاش على أخت السلطان وحمل إليه جهازها للقلعة، وكان له يوما مشهودا (¬8)، وبنى عليها من ليلته (¬9). ¬

(¬1) خبر تخلّص الظاهر في: النفحة المسكية 256، تاريخ ابن خلدون 5/ 487 و 489، السلوك ج 3 ق 2/ 655، 656، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 413. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 658، وفي الأصل: «الديري». (¬3) الصواب: «سوى». (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 659. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 659. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 659. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 660. (¬8) الصواب: «يوم مشهود». (¬9) السلوك ج 3 ق 2/ 661.

قضاء الشافعية بمصر

[قضاء الشافعية بمصر] وفيه قرّر في القضاء الشافعية بمصر الصدر المناوي محمد بن إبراهيم عوضا عن الناصر بن الميلق (¬1). [وفاة أشقتمر المارديني] [739]- وفيه مات الأمير أشقتمر المارديني (¬2). [شوال] [وصول الظاهر برقوق إلى دمشق] وفي شوال ورد الخبر بوصول الظاهر برقوق إلى دمشق وحصارها، وحرق القبيبات، وكسوة نعير وقوّته بما كان معه، وأنّ شوكته في غاية القوة، فأخذ منطاش في تجهيز السلطان المنصور للسفر. واضطرب الناس بالقاهرة، وأخذ منطاش مال مودع الأيتام بغير رضى المناوي قاضي القضاة (¬3). [محاولة منطاش إضدار فتوى بقتال برقوق] وفيه استدعى منطاش بالخليفة والقضاة والسراج البلقيني، وأمر بكتابة فتيا في أمر (مقاتلة) (¬4) برقوق، وقاموا على غير طائل (¬5). [تملّك يلبغا السالمي قلعة صفد] وفيه قدم الخبر بقيام يلبغا السالمي، وكان منفيّا بصفد من مماليك الظاهر برقوق وتملّك قلعته، وإفراجه عن إينال اليوسفي، وقجماس قريب السلطان. وقام إينال بأمر صفد (¬6). [انهزام أمراء عن برقوق إلى مصر] وفيه قدم عدّة أمراء ومماليك انهزموا من برقوق فوصلوا القاهرة وأخبروا بزيادة أمر برقوق (¬7). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 664، وإنباء الغمر 1/ 380، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 415. (¬2) انظر عن (أشقتمر المارديني) في: السلوك ج 3 ق 2/ 687، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 306، 307، وإنباء الغمر 1/ 384، 385 رقم 11، والدرر الكامنة 1/ 389 رقم 991، والدليل الشافعي 1/ 134 رقم 469، والمنهل الصافي 2/ 451 رقم 470، ووجيز الكلام 1/ 293 رقم 640، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 417. (¬3) تاريخ ابن خلدون 5/ 489، السلوك ج 3 ق 2/ 668، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 418، 419. (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 669، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 417، 418. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 669، 670، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 417، 418. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 671.

تتبع المماليك الجراكسة

[تتبّع المماليك الجراكسة] وفيه زاد تتبّع المماليك / 301 / الجراكسة، وأخذوا من كل مكان وبدّد شملهم وسجنوا وأهينوا ونفوا (¬1). [ترشيد السلطان] وفيه جمع منطاش الأمراء وأكابر الدولة واتفقوا على استبداد السلطان بالملك وأثبتوا رشده بحضور الخليفة والقضاة والمشايخ، ونصب جاليش السفر على الطبلخاناة السلطانية (¬2). [إصدار فتوى بحق الظاهر برقوق] وفيه كتب فتوى في أمر الظاهر، صورتها: السؤال عن رجل خلع الخليفة والسلطان، وقتل تمربغا محرما في الحرم في البلد الحرام، واستحلّ أخذ أموال الناس وقتل الأنفس، واستعان بالكفّار على قتال المسلمين. وحضر بعد ذلك الخليفة والقضاة وكتبوا على نص السؤال، وكانت في عشر نسخ (¬3). [ذو الحجة] [جبي المال من أهل الذمّة] وفيه قرّر على أهل من نصارى ويهود مال كثير جبي منهم (¬4). [إلزام الركراكي بكتابة فتوى ضد الظاهر برقوق] وفيه طلب الشيخ شمس الدين الركراكي المالكي وألزم بأن يكتب على سؤال من أولئك الأسئلة في أمر الظاهر برقوق، فامتنع من ذلك، فضرب مائة عصى (¬5) وسجن بالإصطبل (¬6). [سدّ أبواب القاهرة] وفيه سدّت بعض أبواب القاهرة وخوخة أيدغمش (¬7). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 672. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 673. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 673، 674، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 418. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 675. (¬5) الصواب: «عصا». (¬6) السلوك ج 3 ق 3/ 675. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 675.

تحرك العسكر للسفر

[تحرّك العسكر للسفر] وفيه تحرّك العسكر للسفر إلى جهة قتال برقوق، وكان لهم اضطراب زائد (¬1). [القبض على الخليفة المعتصم المخلوع] وفيه قبض على الخليفة المعتصم زكريا المخلوع، وأخذ منه العهد الذي كان عهد به إليه أبوه بالخلافة، وأشهد عليه بأنه لا حق له في الخلافة وأنه لا يسعى فيها، واعتقل (¬2). [معاقبة أمراء ومماليك أحضروا من الصعيد] [وفيه] أحضرت جماعة من الأمراء والمماليك من الصعيد كانوا خرجوا عن طاعة منطاش فعمل فيهم البطيط قتلا وتغريقا وسجنا وغير ذلك (¬3). [جبي المال من المباشرين] وفيه جبي من المباشرين وغيرهم كثير من المال صودروا عليه (¬4). [سفر السلطان ومنطاش لقتال برقوق] وفيه كان سفر السلطان في يوم الإثنين سابع عشره ومعه الأتابك منطاش والعساكر إلى قتال برقوق، واستولى منطاش على مال كثير أخذه من مودع الأيتام، وصرف المناوي من القضاء وقرّر فيه ابن (¬5) أبي البقاء، وشرط عليه أن لا يعارض في أخذ مال الأيتام على جهة القرض، وأقام هو أيضا من ماله بماية ألف درهم فضّة، وخلع عليه بالقضاء من الريدانية بعد استعفاء المناوي. ثم بعد أيام رحل السلطان ومنطاش ومعهم الخليفة والقضاة بعد أن ألزم الناس بخيول / 302 / فرضت عليهم حتى على القاضي الشافعي، وقاسا (¬6) الناس الشدائد في جباية ذلك منهم (¬7). * * * [الزلزلة بخراسان] ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 676. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 676. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 676، 677، وإنباء الغمر 1/ 380. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 677، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 421. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) الصواب: «وقاسى». (¬7) تاريخ ابن خلدون 5/ 491، 492، السلوك ج 3 ق 2/ 678، 679، وإنباء الغمر 1/ 377، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 420، 421.

اسعد التفتازاني

وفي هذه السنة كانت زلزلة هائلة بخراسان يطول الشرح في ذكرها، فيها من الجريات حتى صارت مدينة نيسابور عاليها سافلها (¬1). [اسعد التفتازاني] (¬2) [740]- وفيها مات علاّمة العالم وأستاذ بني آدم (¬3) في زمانه، السّعد التفتازانيّ (¬4)، مسعود بن عمر بن [عبد الله] (¬5). وناهيك به فضلا وعلما وتصانيفا (¬6)، وفي شهرته ما يغني عن مزيد التعريف به. [وفاة بزلار نائب دمشق] [741]- وفيها مات بزلار (¬7) نائب دمشق مسجونا بقلعتها. [فتن العربان والتركمان بالصعيد] وفيها ثارت الفتن الكثيرة بالصعيد من العربان والتركمان. وخرجت هذه السنة على شدائد كثيرة وفتن كثيرة (¬8). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 682، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 423 دون ذكر المكان. (¬2) العنوان عن هامش المخطوط. (¬3) في الأصل: «آجرم». (¬4) انظر عن (التفتازاني) في: إنباء الغمر 1/ 389، 390 رقم 42 وفيه: «محمود»، والدرر الكامنة 4/ 332 رقم 903 وفيه: «محمود» ولم يترجم له، و 4/ 350 رقم 953 وفيه: «مسعود»، والدليل الشافي 2/ 734 رقم 2506، وبغية الوعاة 2/ 285 رقم 1992، وشذرات الذهب 6/ 319، 332، والبدر الطالع 2/ 303 - 305، وفيه وفاته 792 هـ‍، ومفتاح السعادة 1/ 165 - 167، وكشف الظنون 55، 67، 474، 496، 515، 847، 1063، 1129، 1145، 1222، 1148، 1478، 1722، 1763، 1769، 1780، 1853، 1879، وإيضاح المكنون 283، وروضات الجنات 309، 310، وهدية العارفين 2/ 429، 430، والقاموس الإسلامي 1/ 481، وديوان الإسلام 3/ 24، 25 رقم 1132، والأعلام 7/ 219، ومعجم المؤلفين 12/ 228، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 1/ 251 - 155 وفيه وفاته 793 هـ‍، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 345 رقم 640، ووجيز الكلام 1/ 295 رقم 648 وفيه وفاته 792 هـ‍، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 423. (¬5) ما بين الحاصرتين إضافة من إنباء الغمر 1/ 389، وفي الأصل بياض. (¬6) الصواب: «تصانيف». (¬7) انظر عن (بزلار) في: السلوك ج 3 ق 1/ 685، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 307، وإنباء الغمر 1/ 385 رقم 12، والدرر الكامنة 1/ 476 رقم 1285، والدليل الشافي 1/ 190 رقم 663، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 423. (¬8) السلوك ج 3 ق 2/ 682، وإنباء الغمر 1/ 378، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 423.

حوادث سنة اثنتين وتسعين وسبعماية

[حوادث] سنة اثنتين (¬1) وتسعين وسبعماية [المحرّم] [حالة الترقّب في مصر] أهلّ محرّم منها ومملكة مصر بأسرها في غاية الاضطراب وترقّب ما يأتي من الشرور والفتن، والسلطان مسافر بعساكره، وبالقاهرة نائب الغيبة عنه صراي تمر، وقد احتاط في هذا الشهر على خيول الناس، وأدخل منها الكثير في الجشارات السلطانية، وبعث إلى السلطان بالكثير من ذلك حتى أخذت خيول الأمراء وأولاد الناس فضلا عن العربان والفلاّحين (¬2). [إشاعة هرب الظاهر برقوق] وفيه أشيع بأنّ الظاهر برقوق هرب فدقّت البشائر وزيّنت مصر والقاهرة، وكان ذلك مكيدة مفتعلة كذبا (¬3). [القبض على بعض الأمراء] وفيه قبض على بعض الأمراء العشرات وعلى طائفة كبيرة من المماليك كان في قصدهم الثورة بالقاهرة نصرة للظاهر (¬4). [كبس الوالي أماكن بالقاهرة] وفيه كبس حسين بن الكوراني الوالي مكانا هو سكن أخوات الظاهر فهتكهنّ وسحبهنّ على وجوههنّ بباب زويلة، وكبست المدرسة البرقوقية وفتّش خلاويها لأجل المماليك الظاهرية (¬5). ¬

(¬1) في الأصل: «سنة اثنين». (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 690، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 423، 424. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 690. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 691، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 413. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 691، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 413.

مساعدة نائب حلب للظاهر برقوق

[مساعدة نائب حلب للظاهر برقوق] هذا وكمشبغا نائب حلب يبعث إلى برقوق بالأموال حتى أقامه وعمل له يرقا جيدا، ثم قدم على برقوق وقام معه أتمّ قيام (¬1). [موقعة شقحب بين برقوق وخصومه] وبلغ برقوق مجيء عسكر مصر فترك حصار دمشق وأقبل إلى جهة مصر / 303 / والتقى الفريقان على قرب شقحب فانتصر بعض كلّ من الفريقين وانكسر البعض بعد حروب هائلة، ولم يعلم أحد حال أحد، وانهزم كمشبغا لنحو حلب واستولى عليها، ومنطاش في إثره حتى وصل إلى دمشق، واحتال حتى مشت حيلته ودخل دمشق. وأمّا برقوق فثبت في القلب وحمل بمن بقي معه، وكانوا قلائل، لكن غلب السعد، فلم يشعر إلاّ وهو على مخيّم المنصور حاجي، فنزل وقبض عليه، وجلس على الكرسي، وصار من يحضر من الفئتين يجده كان سلطانا فلا يسعه إلاّ تقبيل الأرض له، واستولى على الخليفة والقضاة وخزائن المال، ونهب من معه أثقال عساكر مصر وغنموا مالا طائلا (¬2). (عود الظاهر برقوق للسلطنة) (¬3) وركب الظاهر ووقف تحت العصائب السلطانية، والخليفة والمنصور معه، ووكّل بهما من يحفظهما. ثم أقبل منطاش من دمشق فوقع بينهما بعض قتال، ثم زاد الأمر فكانت بينهما حروب شديدة. وبعث الله تعالى ريحا ومطرا في وجه منطاش، وانهزم (¬4) في آخر نهاره إلى جهة دمشق، واتفق رأي السلطان على عوده للقاهرة بعد أن كان قصد أن يتوجّه لقتال منطاش بدمشق. وفي أثنا ذلك تغيّر عزمه، ثم عقد الملك لنفسه في أثناء ذلك بعد أن خلع المنصور نفسه من الملك باختياره وأشهد عليه بذلك، وبايع برقوق هو والخليفة والقضاة وأشهدوا عليهم بذلك. وبعد أيام رحل قاصدا مصر. ويوم رحيله وصل منطاش ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 692. (¬2) انظر موقعة شقحب في: النفحة المسكية 257، 258، وتاريخ ابن الفرات 9 / ق 1/ 191، 192، ومآثر الإنافة 2/ 195، والدرّة المضيّة 26، وتاريخ ابن خلدون 5/ 492، 493، والسلوك ج 3 ق 2/ 692 - 695، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 326، وإنباء الغمر 1/ 392، وتاريخ بيروت 233، والنجوم الزاهرة 11/ 371، ونزهة النفوس 1/ 287، وتاريخ الخلفاء 504، وتاريخ ابن سباط 2/ 742، 743، وحسن المحاضرة 2/ 79، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 428 - 433، والبدر الطالع 1/ 163. (¬3) العنوان عن هامش المخطوط. (¬4) تكرّرت في الأصل.

وفاة صاحب تلمسان

بعساكر الشام فوقف الظاهر ليقاتله فعاد وما قاتل، وتم الظاهر في مسيره حتى وصل إلى القاهرة كما سيأتي (¬1). [وفاة صاحب تلمسان] [742]- وفيه، أعني محرّم هذا، مات صاحب تلمسان أبو حمّو (¬2) موسى بن يوسف بن عبد الرحمن، وكان قد وقع بينه وبين أبيه يوسف منافرة وملك تلمسان، وجرت عليه [من] ابيه تاشفين خطوب آلت إلى قتله. [صفر] [مقتل مساجين بالفيّوم] وفي صفر أحضر من الفيوم محضر يقال إنه مفتعل بأنّ حائط / 304 / السجن الذي به جماعة من الأمراء وغيرهم في الاعتقال سقط عليهم وماتوا (¬3). [تزوير مرسوم بكسرة برقوق] وفيه وصل بريديّ وعلى يده مرسوم مفتعل بأنّ الظاهر كسر وأبى المنصور دخل دمشق (¬4). [المنافسة بين نائب الغيبة ونائب القلعة] وفيه حصلت منافسة بين نائب الغيبة صراي تمر وبين نائب القلعة تكا، وصار كلّ منهما يحترز على نفسه من الآخر (¬5). [تخلّص سجناء من خلال سرب] وفيه اتفق (من) (¬6) غريب الاتفاقات ونوادرها ما لو قصده برقوق بمال عظيم لما وصل لذلك، وهو أنّ جماعة من أمراء ومماليك من جهة الظاهر برقوق كانوا قد سجنوا بالقلعة بخزانة الخاص اتفق أنهم أصابوا سربا فدخلوا فيه حتى وصلوا منه إلى الإصطبل السلطاني في طبقة الأشرفية، وكان معهم جنديا (¬7) اسمه بطا، فأخذ في الفحص عن هذا الحال وترأس عليهم، ولا زالوا حتى خرجوا بالإسطبل من باب كان قد سدّ، فاحتالوا حتى فتحوه وقيودهم معهم اتخذوها سلالم. هذا والحرّاس في غفلة، فلما انتهوا وجدوا إنسانا قد خرج عليهم فضربوه وقتلوه، وكان من المماليك، فاقتحم بطا عليهم وضربه ¬

(¬1) انظر المصادر السابقة. (¬2) انظر عن (أبي حمو) في: إنباء الغمر 1/ 402، ووجيز الكلام 1/ 297 رقم 605. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 696. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 696. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 696. (¬6) كتبت فوق السطر. (¬7) الصواب: «جندي».

اقتراب دخول برقوق القاهرة

ضربة صرعه ثم قام مسرعا وضرب من ضربة كانت القاضية، فبدا الحرس، فظنّ صراي تمر بأنّ تكا قصده ففرّ وترك الإصطبل السلطاني، فملكه بطا وأتباعه الذين معه وأمر بدق الكوسات ليلا، وتسامع من (له) (¬1) هوى في الظاهر، فاجتمعوا صبح هذه الليلة. ووقعت أمور يطول الشرح في ذكرها، آلت إلى أن تملّك بطا القلعة واستولى على المملكة ولا علم عنده بما جرى من الظاهر، ولا الظاهر بما جرى منه، ثم قصد من سجن بالقلعة فأطلقهم، وفيهم الخليفة المخلوع، والشيخ شمس الدين الركراكي، وسودون النائب. ثم ترادفت الأخبار في أثناء ذلك بنصرة الظاهر، فكان هذا من غرائب الاتفاقات، وأذهب الله الدولة المنطاشية بأسرها (¬2). [اقتراب دخول برقوق القاهرة] وفيه ورد الخبر الصحيح بأنّ الظاهر قريب من دخول القاهرة، فكتب بطا إليه يخبره بما وقع على يد عنان (¬3) بن مغامس بن سلام، وكان مسجونا، وصار بطا كالملك بمصر / 305 / يأمر وينهى ويعمل السماط بالإصطبل السلطاني ويحضره بمن معه. وأخذ بطا يحصّن القلعة حتى ظنّ الناس أنه يمتنع بها عن الظاهر (¬4). [شكر برقوق لبطا على صنيعه] وفيه ورد مرسوم الظاهر إلى بطا يحمده ويشكره وتجهيز الإقامات له. وصار بطا يولّي ويعزل في هذه الأيام بحسب ما يراه (¬5). [تزيين القاهرة] وفيه نودي بزينة القاهرة فزيّنت (¬6). [دخول الظاهر برقوق مصر] وفي رابع عشره كان وصول الظاهر برقوق إلى مصر في موكب حافل وفرشت الشقق الحرير تحت نعال فرسه، فتأخّر عن المشي عليها، وأنّ المنصور أن يمشي (¬7) ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) خبر السجناء في: النفحة المسكية 258، 259، والدرّة المضيّة 28، و 49 - 51، وتاريخ ابن خلدون 5/ 493، 494، وإنباء الغمر 1/ 393، 394، والسلوك ج 3 ق 2/ 697، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 324، والنجوم الزاهرة 11/ 373، ونزهة النفوس، 1/ 288، 289، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 424، 425. (¬3) في الأصل: «عمان». (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 700، 701، وإنباء الغمر 1/ 394. (¬5) تاريخ ابن خلدون 5/ 494 وفيه: «بكا» بدل: «بطا»، السلوك ج 3 ق 2/ 701. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 703، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 427 و 430. (¬7) كدّا، ولعل الصواب: إن المنصور أراد أن يمشي عليها بفرسه.

الإفراج عن الأمراء بسجن الإسكندرية

عليها بفرسه، وصار هو والخليفة كالذي في خدمة المنصور معظّما له. وعدّ هذا من نوادر برقوق ودهائه. ولا زال على هذا حتى وصل إلى القلعة ونزل بها، وأمر بإدخال المنصور إلى منزل له وإكرامه. ثم أخذ في شأن نفسه والمبايعة العامة. ولم يزل لقبه وكنيته، وعاد لملكه فرحا مسرورا، وأخذ في التصرّف في السلطنة كما كان، وزالت دولة بني قلاون من هذا اليوم الزوال الحقيقي التامّ (¬1). [الإفراج عن الأمراء بسجن الإسكندرية] وفيه وصل الأمراء الذي (¬2) بسجن الإسكندرية وهم: يلبغا الناصري، وألطنبغا الجوباني، وآخرين (¬3) معهما، منهم: قرادمرداش الأحمدي. وكان السلطان بعث بالإفراج عنهم، فقبّلوا الأرض بين يديه وما واخذ أحدا منهم على ما كان منه قبل ذلك (¬4). [وفاة شرف الدين الرومي] [743]- وفيه مات الشيخ العالم، الفقيه، شرف الدين إسماعيل بن حاجي الرومي (¬5)، الشافعي. كان درّس بالمستنصرية بعد ذلك، ثم قدم دمشق وبها مات بعد أن تصدّق في مرض موته بما يملكه. [وفاة الحافظ ابن سند اللخمي] [744]- وفيه مات الحافظ ابن (¬6) سند (¬7) شمس الدين [محمد] (¬8) بن موسى بن ¬

(¬1) خبر برقوق في: النفحة المسكية 259، وتاريخ ابن خلدون 5/ 494، وإنباء الغمر 1/ 394، والسلوك ج 3 ق 2/ 704، 705. (¬2) الصواب: «الذين». (¬3) الصواب: «وآخرون». (¬4) خبر المساجين في: النفحة المسكية 258، والسلوك ج 3 ق 2/ 706، 707، وتاريخ ابن خلدون 5/ 494، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 326، وإنباء الغمر 1/ 397، والنجوم الزاهرة 12/ 4، ونزهة النفوس 1/ 296، 297، وتاريخ ابن سباط 2/ 473، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 435. (¬5) انظر عن (ابن حاجي الرومي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 353، وإنباء الغمر 1/ 404 رقم 6، والدرر الكامنة 1/ 365 رقم 922. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) انظر عن (ابن سند) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 364، 365، وإنباء الغمر 1/ 409، 410 رقم 27، والدرر الكامنة 4/ 270، 271 رقم 747، والدليل الشافي 2/ 708، رقم 2418، وطبقات الحفاظ 537 رقم 1174، وشذرات الذهب 6/ 326، ووجيز الكلام 1/ 296 رقم 652، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 437، وذيل التقييد 1/ 268، 269 رقم 529، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 330، 331 رقم 706، وذيل تذكرة الحفاظ 177، وحسن المحاضرة 1/ 203، والأعلام 7/ 340، ومعجم المؤلفين 12/ 67. (¬8) إضافة عن المصادر.

تعيين أمراء بالقاهرة

محمد بن سند بن تميم اللخمي، الدمشقيّ الشافعيّ، ثم المالكيّ، ثم الشافعيّ. ومولده سنة تسع وعشرين وسبعماية. وكان فاضلا، معجبا بنفسه، كثير الوقيعة في الناس. وقول (¬1): الحافظ الفرد إن أحببت رؤيته ... فانظر إليّ تجدني ذاك منفردا كفى بهذا دليل (¬2) ... أنّني رجل لولا [ي أضحى] (¬3) الورى لم يعرفوا سندا (¬4) وابتلي في / 306 / آخرته بنسيان ما حفظه حتى القرآن. [تعيين أمراء بالقاهرة] وفيه قرّر سودون الشيخوني في نيابة السلطنة كما كان. واستقرّ إينال اليوسفيّ أتابك العساكر. وقرّر يلبغا الناصريّ في إمرة سلاح. وألطنبغا الجوباني برأس نوبة. وقرّر بطا في الدوادارية جزاء لصنيعه. وخلع على جماعة أيضا بعدّة وظائف (¬5). وفيه قرّر علاء الدين علي بن عيسى المقدّم الكركي في كتابة السرّ عوضا عن البدر بن فضل الله. وعلاء الدين هذا كان من أصحاب الظاهر ومن قام معه بالكرك (¬6). وفيه قرّر في الإشارة الجمال محمود الأستادار (¬7). [جلوس السلطان للمظالم] وفيه جلس السلطان تحت القلعة بالميدان للمظالم (¬8). ¬

(¬1) كذا في الأصل. (¬2) في إنباء الغمر 1/ 410 «دليلا». (¬3) ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل. وفي إنباء الغمر: «لولاه». (¬4) البيتان في: إنباء الغمر، وبدائع الزهور. (¬5) خبر تعيين الأمراء في: النفحة المسكية 260، وتاريخ ابن الفرات 9 ق 1/ 201، والسلوك ج 3 ق 2/ 708، و 710، والدرّة المضيّة 60، 61، وتاريخ ابن قاضي شهبة 326، 327، والنجوم الزاهرة 12/ 6، ونزهة النفوس 1/ 300، وتاريخ ابن خلدون 5/ 494، وإنباء الغمر 1/ 395، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 435. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 708. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 708، وإنباء الغمر 1/ 396. (¬8) السلوك ج 3 ق 2/ 709.

تقرير الركراكي في قضاء المالكية

[تقرير الركراكي في قضاء المالكية] وفيه قرّر الشمس الركراكي المالكي في قضاء المالكية بعد أن شكر له السلطان صنيعه في عدم كتابته على الفتيا التي تقدّم خبرها (¬1). [نيابة الشام] وفيه قرّر ألطنبغا الجوباني في نيابة الشام (¬2). [نيابة طرابلس] وقرادمرداش في نيابة طرابلس (¬3). وأمرا بالمسير لقتال منطاش. [وفاة ابن ظهيرة قاضي مكة] [745]- وفيه مات الشهاب ابن (¬4) ظهيرة (¬5) قاضي مكة، أحمد بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة بن محمد بن عليّان بن هاشم بن مرزوق المخزوميّ، المكيّ، الشافعيّ. وكان عالما فاضلا، مهابا. ومولده سنة ثمان عشرة وسبعماية. [وفاة الفخر المقرىء] [746]- والفخر محمد (¬6) بن أحمد بن عمر بن عبد الكريم بن محمد المصري (¬7)، المقرىء. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 709، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 436. (¬2) خبر نيابة الشام في: تاريخ ابن خلدون 5/ 495، والنفحة المسكية 260، والسلوك ج 3 ق 2/ 710، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 332، وإنباء الغمر 1/ 397، ونزهة النفوس 1/ 300، والدرّة المضيّة 190، والنجوم الزاهرة 12/ 8، وتاريخ ابن سباط 2/ 743، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 436، وإعلام الورى 32. (¬3) خبر نيابة طرابلس في: النفحة المسكية 261، وتاريخ ابن خلدون 5/ 495، والسلوك ج 3 ق 2/ 310، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 332، وإنباء الغمر 1/ 398، والنجوم الزاهرة 12/ 8، ونزهة النفوس 1/ 300، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 435، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري 2/ 43 رقم 70. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) انظر عن (ابن ظهيرة) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 351، 352، وإنباء الغمر 1/ 403 رقم 3، والدرر الكامنة 1/ 143، 144، رقم 405، والدليل الشافي 1/ 51 رقم 172، والمنهل الصافي ووجيز الكلام 1/ 295 رقم 647 وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 437. (¬6) في الأصل: «الفخر بن محمد» والتصحيح من: إنباء الغمر 1/ 407 رقم 19، والدرر الكامنة 3/ 345 رقم 915. (¬7) في الإنباء: «محمد بن أحمد بن عمر بن عبد الكريم بن محبوب، فخر الدين بن مجد الدين، سبط شرف الدين الحافظ». وفي الدرر: «محمد بن أحمد بن عمر بن محبوب. سمع من الشرف ابن الحافظ. .». ولم يؤرخ لوفاته.

نظارة الخاص

وذكر بعضهم وفاته في جماد الأول. وكان له نظم حسن جدّا. [نظارة الخاص] وفيه قرّر سعد الدين بن كاتب السّعديّ في نظر الخاص (¬1). [ربيع الآخر] [إمارة مكة] وفي ربيع الآخر قرّر عنان بن مغامس في إمرة مكة شريكا لعلي بن عجلان (¬2). [تقرير الوزارة] وفيه قرّر في الوزارة السعدي، البقري (¬3). [اغتيال عبد ابن سبع] وفيه اغتال عبد من عبيد بن سبع الماضي خبر عقد المجلس له، وكلّم التركي بحقن دمه فقتله وذهب دمه هدرا، ووجد له من المال ما لا يحدّ (¬4). [باشيّة العساكر] وفيه خلع على يلبغا الناصري وقرّر في باشية العساكر المتوجّهة لقتال منطاش (¬5). [قبض منطاش على نائب الشام] وفيه قبض منطاش على جنتمر نائب الشام. وورد الخبر بقبضه (¬6) على قاضيها الشهاب القرشي، في آخرين (¬7). [أخذ منطاش بعلبك] وفيه سارت العساكر إلى قتال منطاش، وورد الخبر بأخذ منطاش بعلبك (¬8). [جمادى الأول] [الأستادارية] وفي جماد الأول أعيد الجمال محمود إلى الأستاداية (¬9). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 711، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 437. (¬2) السلوك ج 3 ق 2 / وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 437. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 711. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 712. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 712، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 435. (¬6) في الأصل: «ووربه الحبر ويقبضه». (¬7) تاريخ ابن خلدون 5/ 492، والسلوك ج 3 ق 2/ 713. (¬8) السلوك ج 3 ق 2/ 713، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 438. (¬9) السلوك ج 3 ق 2/ 713، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 438، وتاريخ ابن خلدون 5/ 497.

وفاة المغربل

[وفاة المغربل] [747]- وفيه مات الشيخ المعتقد علي المغربل (¬1). [وفاة الفاوي] [748]- والشيخ المعتقد محمد بن الفاوي (¬2). [وفاة سلطان الحرافيش] [749]- وسلطان الحرافيش علي بن أبي الجعيدي (¬3). وكان غاية في فنّه لم يخلفه بعده مثله. [وفاة شمس الدين الأفلاقي] [750]- / 307 / والأديب الشاعر شمس الدين الأفلاقي (¬4) محمد بن إسماعيل المالكيّ. [جمادى الآخر] [وفاة البرهان الواسطي] [751]- وفي جماد الآخر مات الشيخ المعتقد برهان الدين إبراهيم الواسطيّ (¬5). [وفاة الزين البلخي] [752]- والشيخ زين الدين الكتّاني، القرشيّ، البلّخيّ (¬6) الأصل، الغسّانيّ، عمر بن سعيد بن عمر بن مسلم بن سعد الشافعيّ. وكان عارفا بالفقه والأصول والعربية. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 730، وإنباء الغمر 1/ 405 رقم 15، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 359، والدرر الكامنة 3/ 145 رقم 340، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 438. (¬2) في الأصل: «الساولى» والمثبت عن: السلوك ج 3 ق 2/ 731، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 366 وفيه: «محمد الغاوي» بالغين المعجمة. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 730، ووجيز الكلام 1/ 397 رقم 654. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 731، وإنباء الغمر 1/ 407 رقم 70. (¬5) انظر عن (الواسطي) في: إنباء الغمر 1/ 403 رقم 1. (¬6) انظر عن (البلخي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 359، 360 وفيه: «عمر بن مسلم بن سعيد بن عمر بن بدر بن مسلم القرشي الملحي الأصل» وإنباء الغمر 1/ 405، 406 رقم 16، والدرر الكامنة 3/ 194 رقم 471، والنجوم الزاهرة 11/ 323، ووجيز الكلام 1/ 295 رقم 646.

فرار منطاش من دمشق

ومولده سنة أربع وعشرين، ومات بسجن دمشق. [فرار منطاش من دمشق] وفيه ورد الخبر بأن عساكر مصر سافرت من دمشق، وبلغ منطاش حضورهم لقتاله فرّ من دمشق وسار إلى البلاد الحلبية بعد أن قتل عدّة في سجنه من المماليك الظاهرية (¬1). [753]- ومحمد ابن المهمندار (¬2). [تملّك أيتمش قلعة دمشق] وأنّ الأمير أيتمش ملك قلعة دمشق بعد أن خلّص من سجنها وخلّص من فيه فأفرج عنهم، و (أنه) (¬3) بعث إلى المنزل، وكتابا (¬4) للسلطان بذلك، وأنّ النواب ساروا إلى دمشق فملكوها بغير قتال، فسرّ السلطان بذلك ونادى به وبزينة مصر والقاهرة، وكانت زينة حافلة (¬5). [قدوم سيوف المنطاشية] وفيه قدم عدّة سيوف للمنطاشية الذين قبض عليهم بدمشق (¬6). [فرار منطاش إلى أمير العرب] وفيه ورد الخبر بفرار منطاش إلى نعير أمير العرب (¬7). [رجب] [قدوم قاضي الكرك على السلطان] وفي رجب قدم قاضي الكرك عماد الدين بن عيسى أخو كاتب السرّ، ففرح به السلطان وأكرمه (¬8). ¬

(¬1) خبر فرار منطاش في: تاريخ ابن خلدون 5/ 496 و 501، والنفحة المسكية 262، والسلوك ج 3 ق 2/ 712 و 715، 716، و 720، والدرّة المضيّة 62، 63، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 333 و 336، 337، وإنباء الغمر 1/ 399، والنجوم الزاهرة 11/ 9، 11، ونزهة النفوس 1/ 304، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 438. (¬2) انظر عن (ابن المهمندار) في: السلوك ج 3 ق 2/ 715. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) كذا. (¬5) تاريخ ابن خلدون 5/ 496، والسلوك ج 3 ق 2/ 715، وإنباء الغمر 1/ 397، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 440. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 715، وإنباء الغمر 1/ 397. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 716، وتاريخ ابن خلدون 5/ 502. (¬8) السلوك ج 3 ق 2/ 716.

قدوم كاتب السر

[قدوم كاتب السرّ] وفيه قدم كاتب السرّ البدر بن فضل الله، وناظر الجيش الجمال محمود القيصري، ولم يجتمعا بالسلطان (¬1). [وفاة الأبار] [754]- وفيه مات الشيخ المعتقد، الصالح، عثمان الأبّار (¬2)، نزيل جامع عمرو بن العاص. [قضاء الشافعية] وفي ثالث عشره قرّر العماد الكركي في قضاء الشافعية بمصر عوضا عن البدر بن أبي البقاء. وقرّر ولده شرف الدين موسى بن العماد في قضاء الكرك عوضا عن أبيه (¬3). [معاناة نائب حلب من منطاش] وفيه قدم البريد من حلب بأنّ نائبها كمشبغا قاسى الشدائد والأهوال من منطاش وأهل بانقوسا، وحوصر في القلعة عشرة شهور، وأنه آل أمره إلى أن نصره الله وأنه خرّب بانقوسا عن آخرها، وحصّن حلب، وجبى مالا كثيرا، وعمّر به سور حلب في غاية الاتقان، وكان خرابا من أيام هولاكوا النصارى (¬4)، وجاء محكما حسنا، وأنه قتل في هذه الكائنة بحلب الألوف (¬5). [تسمير وتوسيط أمراء] وفيه قبض السلطان / 308 / على بعض الأمراء العشرات وسمّره وشهّره، ووسّط اثنان من الجند بسبب فتنة كادت أن تقع نسب فيها بطا إلى أنه هو الذي في قصده إثارتها، وآل الأمر إلى تحليف الأمراء وبطا، ولمّ السلطان القضية بعد ما كادت تثور فتنة (¬6). [تملّك ابن أيمان طرابلس] (وفيه قدم الخبر أنّ ابن أيمان توجّه إلى طرابلس من قبل منطاش وملكها، فتوجّه ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 716، وتاريخ ابن خلدون 5/ 495. (¬2) انظر عن (عثمان الأبّار) في: إنباء الغمر 1/ 405 رقم 13. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 717. (¬4) كذا في الأصل. (¬5) تاريخ ابن خلدون 5/ 502، 503، والسلوك ج 3 ق 2/ 717، 718، وإنباء الغمر 1/ 397، 398. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 719.

نيابة يلبغا بدمشق

إليه يلبغا الناصري) (¬1)، وبينا هو في أثناء توجّهه إذ جاءه الخبر من أيتمش بأنّ جماعته نادوا: لا بد بدمشق، فعاد من وقته وقبض على من قام بذلك، ووسّط جماعة، وسكنت الفتنة بدمشق بعد أن قطع أيدي سبع ماية إنسان، وعاد يلبغا وتفرّق العساكر ثلاث فرق، وقاتل يلبغا نعيرا وكسره، وحارب قراد مرداش منطاش، وجرح منطاش، وقطعت أصابع لقراد مرداش، وثار جماعة من الأشرفية على ألطنبغا الجوباني بعد ركونه إليهم وإحسانه، فقتلوه وقتلوا مأمور وأقبغا الجوهري وعدّة من الأمراء. وكانت حروبا كثيرة (¬2) قتل فيها بين الفرق الثلاثة (¬3) جماعة لا يحصي عددهم إلاّ الله تعالى، وأنّ منطاش فرّ فأقام الأشرفية فرقتين معهم بدله ألطنبغا الأشرفي. ثم حضر منطاش وأراد قتله فما مكّنته الأشرفية من ذلك، ولما بلغ السلطان ذلك اهتم لبعث تجريدة أخرى (¬4). [نيابة يلبغا بدمشق] فيه خرج الأمر إلى يلبغا الناصريّ بنيابة الشام عوضا عن ألطنبغا الجوباني (¬5). [رمضان] [نيابة الإسكندرية] وفي رمضان قرّر ألطنبغا المعلّم في نيابة الإسكندرية (¬6). [قضاء الأحناف بمصر] وفيه قرّر في قضاء مصر الحنفية المجد إسماعيل بن إبراهيم عوضا عن ابن الطرابلسي (¬7). [وصول هدية صاحب تونس] وفيه وصل من المغرب قاصد صاحبها المتوكل على الله أبو (¬8) العباس أحمد الحفصي صاحب توس بهدية جليلة للسلطان ومكاتبة بتهنئته بعوده إلى ملكه، فأكرم القاصد (¬9). ¬

(¬1) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬2) الصواب: «وكانت حروب كثيرة». (¬3) الصواب: «الفرق الثلاث». (¬4) تاريخ ابن خلدون 5/ 495، والسلوك ج 3 ق 2/ 720، 721. (¬5) تاريخ ابن خلدون 5/ 496، والسلوك ج 3 ق 2/ 722. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 723. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 723، وإنباء الغمر 1/ 400، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 441. (¬8) الصواب: «أبي». (¬9) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 441.

شوال

[شوال] [إمارة آل فضل] وفي شوال قرّر في إمرة آل فضل نعير بعد أن أعطي الأمان ودخل تحت طاعة السلطان (¬1). [سفر ابن عرفة للحجّ] وفيه قدم فقيه بلاد الغرب وعالمها الشيخ الإمام، العالم، العلاّمة، أبو عبد الله محمد بن محمد بن عرفة قاصدا الحج، وسمع عليه جماعة من المصريين واستجازه آخرين (¬2). [خروج الحاج من القاهرة] وفيه خرج الحاج من القاهرة ومعهم الفقيه ابن (¬3) عرفة، ومحمد بن أبي هلال رسول صاحب تونس. وبعثت الخوند عائشة أخت السلطان، وأمّ بيبرس بكسوة هائلة إلى الحجرة النبوية، وحصل / 309 / للحاج عطش بعجرود، ورجع الكثير منهم (¬4). [ذو القعدة] [ركوب السلطان للصيد] وفي ذي قعدة ركب السلطان للصيد في بركة الجبّ (¬5)، وعاد شاقّا القاهرة، ودخل لدار بطا الدوادار، وأقام عنده ساعة، ثم حضر له لعبته. وكان يوما مشهودا (¬6). [أخذ منطاش عينتاب وقتل صاحبها] [755]- وفيه ورد الخبر بأخذ منطاش لمدينة عينتاب من ابن شهري ناصر الدين محمد، وأنّ ابن شهري امتنع عليه بقلعتها، ونزل ليلا ففتك فيه وقتل ستة من أمرائه ونحوا من مايتي من جنده (¬7). [وفاة ابن أبي العزّ قاضي مصر] [756]- وفيه مات الصدر بن أبي العزّ (¬8) الحنفيّ، قاضي مصر كان، ¬

(¬1) تاريخ ابن خلدون 5/ 502، والسلوك ج 3 ق 2/ 724، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 441. (¬2) الصواب: «آخرون». والخبر في: السلوك ج 3 ق 2/ 725، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 441. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 2 / 725، 726. (¬5) في السلوك: «بركة الحاج». (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 726. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 726، وتاريخ ابن خلدون 5/ 498، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 440. (¬8) انظر عن (ابن أبي العزّ) في: إنباء الغمر 1/ 408، 409 رقم 24، ووجيز الكلام 1/ 295، 296 رقم 649 وفيه «علي بن علي بن محمد بن محمد بن أبي العز» وبدائع الزهور ج 1 ق 2 ج 441.

ذو الحجة

محمد بن علي بن محمد بن محمد بن أبي العزّ الدمشقيّ، الحنفي. وكان عالما، ماهرا، ولّي قضاء دمشق، ثم مصر، وله عدّة تصانيف منها من المنافسات على البداية كالحاشية، وشرح «عقيدة الطحاوي»، وله غير ذلك من التصانيف. [ذو الحجة] [نيابة حلب] وفي ذي حجّة قرّر قرادمرداش في نيابة حلب (¬1). [نيابة طرابلس] وإينال من خجا علي في نيابة طرابلس (¬2). [استقدام نائب حلب] وكتب باستقدام كمشبغا (الحموي) (¬3) نائب حلب (¬4). [منع المتعمّمين من ركوب الخيل] وفيه نودي بأنه لا يركب أحدا (¬5) من المتعمّمين فرسا غير الوزير، وكاتب السّر، وناظر الجيش، والخاص فقط، ولا يحمل المكارية إكديشا (¬6). [وفاة سرحان المالكي] [757]- وفيه مات الشيخ سرحان المالكي (¬7). وكان فقيه مذهبه، مشهورا بكثرة الأكل. [وفاة الشرف الأقصرائي] [758]- وفيه مات الشرف الأقصرائي (¬8)، الشيخ العالم الفاضل يعقوب بن عيسى الدمشقي. ¬

(¬1) تاريخ ابن خلدون 5/ 499، والسلوك ج 3 ق 2/ 726. (¬2) تاريخ ابن خلدون 5/ 499، والسلوك ج 3 ق 2/ 727. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) تاريخ ابن خلدون 5/ 499. (¬5) الصواب: «أحد». (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 727. (¬7) انظر عن (سرحان المالكي) في: إنباء الغمر 1/ 404 رقم 10، ووجيز الكلام 1/ 296 رقم 650 وفيه «سرحان بن عبد الله»، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 441. (¬8) انظر عن (يعقوب الأقصرائي) في: إنباء الغمر 1/ 410 ورقم 29، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 442.

استقرار الصقري بالوزارة

وكان عالما، فاضلا، سمع من الحجّار، والمزّي، وغيرهما، وحدّث، وكان خيّرا، ديّنا، مفيدا للطلبة. [استقرار الصقري بالوزارة] وفيه استقرّ ناصر الدين محمد بن الحسام الصقري في الوزارة عوضا عن أبي الفرج موفّق الدين، وأمر له بأن تستبدّ الأمور. وقرّر الوزراء المنفصلين (¬1) في وظائف عديدة، وصاروا يركبون في خدمته، وعدّ ذلك من نوادره، وكانوا خمسة من الوزراء (¬2). * * * [وفاة السلطان العثماني] [759]- وفي هذه السنة مات متملّك الروم السلطان محمد بن عثمان (¬3)، وقرّر في مملكة الروم ولده أبو يزيد المعروف بيلدرم، وهو الذي قصده تمرلنك وأسره، على ما سيأتي. ¬

(¬1) الصواب: «المنفصلون». (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 727، 728، وإنباء الغمر 1/ 401، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 442. (¬3) انظر عن (ابن عثمان) في: إنباء الغمر 1/ 401، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 442.

حوادث سنة ثلاث وتسعين وسبعماية

[حوادث] سنة ثلاث وتسعين وسبعماية [المحرّم] [التنافس بين يلبغا الناصري وأيتمش] في محرّم منها ورد الخبر على السلطان بأنّ يلبغا الناصري أظهر منافسة مع أيتمش وجعل كأنه قد خرج عن الطاعة وكبس وألبس جماعته آلة السلاح، ونادى بدمشق: / 310 / من كان من جهة منطاش فليحضر. فحضر إليه من المنطاشية (¬1) نحوا (¬2) من ألف ومايتي فارس، فقبض على الجميع وسجنهم، فسرّ السلطان بهذا وكتب يشكره (¬3). [وفاة ابن رزين الشافعي] [760]- وفيه مات الشيخ صدر الدين عمر بن عبد المحسن بن سلطان بن رزين (¬4) الشافعيّ. وكان فاضلا من أهل العلم. [وفاة الزيلعي الحنفي] [761]- والشيخ شمس الدين الزيلعيّ (¬5)، محمد بن يوسف بن محمد الحنفي، الفاضل، الصالح، المعتقد. [وفاة العسقلاني] [762]- وإمام جامع ابن (¬6) طولون، أبو الفتح العسقلانيّ (¬7)، المقرىء، محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد. ¬

(¬1) في الأصل: «السلطانة». (¬2) الصواب: «نحو». (¬3) تاريخ ابن خلدون 5/ 500، وإنباء الغمر 1/ 411، والسلوك ج 3 ق 2/ 732، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 442. (¬4) انظر عن (ابن رزين) في: السلوك ج 3 ق 2/ 757، وإنباء الغمر 1/ 426 رقم 19، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 404، والدرر الكامنة 3/ 173، 174، رقم 409. (¬5) وانظر عن (الزيلعي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 758، وإنباء الغمر 1/ 430 رقم 43، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 415. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) انظر عن (أبي الفتح العسقلاني) في: السلوك ج 3 ق 2/ 759، وإنباء الغمر 1/ 428، رقم 27، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 408، و 415، والدرر الكامنة 3/ 352، رقم 931، وغاية النهاية 2/ 82 رقم 2783.

أخذ الكراء من الخيول

تلى (¬1) بالسبع على التقيّ بن الصائغ، وسمع عليه «الشاطبية». وهو خاتمة أصحابه بالسماع، وأقرأ الناس وانتفعوا به. [أخذ الكراء من الخيول] وفيه أخذت الكرى من خيول الناس (¬2). [صفر] [هدم أماكن من مدرسة السلطان حسن] وفي صفر هدمت سلالم منار مدرسة السلطان حسن وسدّ باب، وفتح فيها بابا (¬3) بمدرسة الحنفية أحد شبابيكها تجاه باب السلسلة، وهو معروف اليوم، وهدم سلالم منابرها وسطحها، وصار يؤذّن فيها في شبّاك هناك، وتارة على الشبّاك الذي استجّد، واستمرّ الأمر على ذلك مدّة (¬4). [ترفّع كمشبغا الحموي في مجلس السلطان] وفيه قدم كمشبغا الحموي من حلب وجلس عند السلطان مترفّعا على الأتابك إينال اليوسفي (¬5). [ضرب السلطان قاضي طرابلس] وفيه امتحن القاضي شهاب (¬6) الدين أحمد بن محمد بن الحبّال الحنبلي قاضي طرابلس بإحضاره القاهرة، وضرب السلطان له بسبب قيامه مع منطاش وفتواه له (¬7). [توسيط العربان من الزهيرية] وفيه وسّط من العربان الزهيرية (¬8) طائفة لكثرة فسادهم وقطعهم الطرقات (¬9). [هدية السلطان إلى صاحب تونس] وفيه سافر محمد بن أبي هلال رسول صاحب تونس بجواب السلطان إليه وهديّة سنيّة (¬10). ¬

(¬1) الصواب: «تلا». (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 733. (¬3) الصواب: «باب». (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 733، وإنباء الغمر 1/ 414، 415، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 443. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 733، وتاريخ ابن خلدون 5/ 499. (¬6) في الأصل: «بها». (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 735. (¬8) في السلوك: «الزهور». (¬9) السلوك ج 3 ق 2/ 735. (¬10) السلوك ج 3 ق 2/ 735.

فرار منطاش من عينتاب

[فرار منطاش من عينتاب] وفيه وصل الخبر بأنّ منطاش فرّ من عينتاب لما قدمها العساكر وتوجّه إلى مرعش (¬1). [ربيع الأول] [طلب إحضار إيتمش] وفي ربيع الأول بعث إلى دمشق بإحضار الأمير الكبير أيتمش (¬2). [إمرة العرب] وفيه خرج يلبغا السالميّ (¬3) بتقليد إمرة العرب على عادته (¬4). [ربيع الآخر] [الحجوبية بطرابلس] وفي ربيع الآخر ولّي [برمش] (¬5) الكمشبغاوي الحجوبية الكبرى بطرابلس. [جمادى الأول] [قدوم أيتمش من دمشق ومعه أمراء] وفي جماد الأول وصل أيتمش من دمشق ومعه عدّة من الأمراء، منهم: جنتمر أخو طاز الذي كان نائبا بدمشق، وكان عدّة الأمراء ستة وثلاثين أميرا، ومن المماليك جماعة كثير [ة]، وهم كلّهم في التوكيل بهم، ومعهم قاضي دمشق الشهاب بن القرشي، وكاتب سرّها الفتح بن الشهيد ناظر جيشها ابن مشكور (¬6) / 311 / ولما وقع بصر السلطان عليهم وبّخ بابن القرشي، وألطنبغا الحلبي، وأطال الكلام معهم لكونهم كانوا قاتلوه على حصار دمشق، وأفحشوا في أمره فحشا زائدا لا سيما القاضي، وأمر بهم فسجنوا، إلاّ ابن مشكور (¬7) فإنه سلّم لشادّ الدواوين، فصودر على مال حتى أفرج عنه (¬8). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 734، و 741، تاريخ ابن خلدون 5/ 498، وإنباء الغمر 1/ 411. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 735. (¬3) في الأصل: «السامي». (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 736. (¬5) في الأصل بياض، والإضافة من السلوك ج 3 ق 2/ 736. (¬6) في الأصل: «ابن مسكور». (¬7) في الأصل: «بشكور». (¬8) تاريخ ابن خلدون 5/ 500، والسلوك ج 3 ق 2/ 736، 737، وإنباء الغمر 1/ 415، 416.

وفاة الزين المصري

[وفاة الزين المصري] [763]- وفيه مات الشيخ الصالح المعتقد ابن (¬1) الزين محمد المصري (¬2). [قضاء الحنفية بحلب] وفيه قرّر في قضاء الحنفية بحلب الجمال محمود (¬3) بن محمد بن إبراهيم. [قضاء الشافعية بمصر] والمعرّي في قضاء الشافعية بطرابلس (¬4). [قضاء المالكية بدمشق] والمعلّم محمد القفصي في قضاء المالكية بدمشق (¬5). [قضاء الحنابلة] وابن أبي المنجّا في قضاء الحنابلة بها (¬6). وعدّة آخرين (¬7) ولّوا عدّة وظائف، ونزلوا بخلعهم من القلعة (¬8). [جمادى الآخر] [القبض على جماعة وتوسيطهم] وفي جماد الآخر قبض السلطان على جماعة من الأمراء وغيرهم وشهّر منهم جماعة ووسّطوا بالكوم، وما عهد مثل هذا الأمر في هذه الدولة (¬9). [نيابة ملطية] وفيه قرّر محمد بن شهري في نيابة ملطية (¬10). [نيابة حماة] وقرّر الأبغا العثماني في نيابة حماه (¬11). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (ابن الزين المصري) في: إنباء الغمر 1/ 429 رقم 33 وفيه: «محمد بن عبد الله بن الكلح زين الدين المصري». (¬3) في الأصل: «الجمال بن محمود» والتصحيح من: السلوك ج 3 ق 2/ 737. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 738. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 738. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 738. (¬7) الصواب: «وعدّة آخرون». (¬8) السلوك ج 3 ق 2/ 738. (¬9) السلوك ج 3 ق 2/ 739. (¬10) السلوك ج 3 ق 2/ 740، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 444. (¬11) السلوك ج 3 ق 2/ 740، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 444.

وفاة ولي الدين ابن خير

[وفاة وليّ الدين ابن خير] [764]- وفيه مات ابن (¬1) خير (¬2)، الشيخ وليّ الدين أحمد بن قاضي القضاة عبد الرحمن بن محمد بن خير. وكان عالما، بارعا في فقه مالك، رحمه الله تعالى، عارفا بالعربية والأصول، مشاركا في الفنون. [وفاة الشهاب ابن آل ملك] [765]- ومات الشهاب بن آل ملك (¬3) الجوكندار أحمد. وكان ترقّى حتى صيّر من من مقدّمي الألوف ثم ترك الدنيا وانجمع عن الناس ولبس عباءة وركب الحمار، وقنع بما يحصل له من أوقاف أبيه، وأقبل على العبادة حتى بغته الأجل. [الكوكب قليل النور] وفيه ظهر كوكب قليل النور طوله نحوا من ثلاث (¬4) رماح يرى أول الليل، أقام كذلك، ثم اختفى (¬5). [ضرب قاضي دمشق] وفيه امتحن ابن (¬6) القرشيّ، قاضي دمشق، فضرب بين يدي الوالي نحوا من مايتي شيب (¬7). [رجب] [الوقعة بين منطاش والناصري] وفي رجب وصل منطاش إلى دمشق، وكان الناصريّ خرج منها قاصدا له، فخالفه في طريقه، وعاد إليه الناصريّ، ووقع بينهما قتال وحراب عظيم (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (ابن خير) في: السلوك ج 3 ق 2/ 755، وإنباء الغمر 1/ 422 رقم 3، والدرر الكامنة 1/ 168 رقم 427، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 444. (¬3) انظر عن (ابن آل ملك) في: السلوك ج 3 ق 2/ 754، وإنباء الغمر 1/ 422 رقم 1، وتاريخ ابن قاضي شهبة 392، والدرر الكامنة 1/ 108 رقم 298، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 444. (¬4) الصواب: «طوله نحو من ثلاثة رماح». (¬5) خبر الكوكب في: السلوك ج 3 ق 2/ 741، وإنباء الغمر 1/ 420، 421. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 741. (¬8) خبر الوقعة في: الدرّة المضيّة 76 - 82، والنفحة المسكية 262، 263، والسلوك ج 3 ق 2/ 741، =

وفاة ابن القرشي قاضي دمشق

[وفاة ابن القرشي قاضي دمشق] [766]- وفيه مات ابن (¬1) القرشي (¬2) قاضي دمشق بخزانة شمائل، وأخرج من وقف الطرحاء، ولم ينال (¬3) به، وهو أحمد بن عمر بن مسلم بن سعيد بن بدر بن مسلم. وكان واعظا، فقيها، معتقدا. ولما أحضر بين يدي برقوق بادر فقال: «تالله لقد آثرك الله / 312 / علينا». فلم يرقّ له، ولا زال يهان حتى مات تحت العقوبة بالسجن. ويقال إنه خنق. [وفاة الجلال التبّاني] [767]- وفيه مات الشيخ الإمام، العلاّمة جلال بن أحمد بن يوسف بن طوع بن رسلان الثيريّ (¬4)، التباني، الحنفيّ. ويقال إن اسمه رسولا. قدم القاهرة قديما وأخذ بها عن جماعة منهم: الجمال بن هشام، وابن (¬5) عقيل، وابن (¬6) أمّ قاسم. ولّي الفقه عن القوام الأتقاني، وسمع على العلاء التركماني، وشهر ومهر وصنّف وألّف. ومن تصانيفه: «شرح المشارق»، و «شرح مختصر ابن (¬7) الحاجب»، و «شرح التلخيص» و «شرح المنار»، و «التعليق على البزدوي». ونظم كتابا في الفقه وشرحه، واختصر «شرح البخاري» لمغلطاي، وله عدّة رسائل وأشياء أخر. وكان خيّرا ديّنا، كثير الانجماع عن الناس. طلب للقضاء غير ما مرة وهو يمتنع ¬

= 742، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 373 - 375، وإنباء الغمر 1/ 412، والنجوم الزاهرة 12/ 22، وتاريخ ابن خلدون 5/ 501، ونزهة النفوس 1/ 328، 329، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 444. (¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (ابن القرشي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 742 و 754، وإنباء الغمر 1/ 423 رقم 5، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 391، 392، والدرر الكامنة 1/ 232 رقم 587، والدليل الشافي 1/ 66 رقم 228، وذيل التقييد 1/ 363، 364 رقم 704، ووجيز الكلام 1/ 299 رقم 660، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 444، 445. (¬3) الصواب: «ولم ينل به». (¬4) انظر عن (الثيري) في: إنباء الغمر 1/ 424 رقم 8، والدليل الشافي 1/ 247 رقم 850، والنجوم الزاهرة 11/ 123، ووجيز الكلام 1/ 299، 300، رقم 662، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 445، وشذرات الذهب 6/ 325، وفي الأصل: «بن رسولا السيري»، وقد قيّده ابن حجر بكسر المثلّثة وسكون التحتانية بعدها راء. (¬5) في الأصل: «وبن». (¬6) في الأصل: «وبن». (¬7) في الأصل: «بن».

ضرب عنقي رجلين نسب إليهما الكفر

من ذلك، وأنجب ولده العلاّمة شرف الدين يعقوب، وسيأتي في محلّه. [ضرب عنقي رجلين نسب إليهما الكفر] وفيه ضرب عنقي (¬1): [768]- ألطنبغا دوادار جنتمر (¬2). [769]- وألطنبغا الحلبي (¬3). لكفر نسب إليهما، وطيف برأسهما (¬4) على رمحين (¬5). [حثّ السلطان على الخروج] وفيه ورد الخبر من الناصريّ باستحثاث السلطان للخروج، وأنّ منطاش محصور بدمشق بالقصر الأبلق (¬6). [شعبان] [تجهّز السلطان للسفر] وفي شعبان أمر السلطان بأن يتجهّز الأمراء للسفر وأمر بتجهيز نفسه، فأخذ في أسباب ذلك. ثم قدم الخبر بأنّ منطاش فرّ من دمشق، فسرّ السلطان بذلك. ثم علّق الجاليش وأمر الخليفة والقضاة بأن يتهيؤا (¬7) مع السلطان. [قتل والي دمشق عدّة أمراء] [770]- وفيه تسلّم الوالي: [771]- صراي تمر (¬8) دوادار منطاش. [772]- وتكا الأشرفي (¬9)، وآخرين، فقتلوا. وفيه قتل: [773]- جنتمر أخوطاز (¬10) نائب الشام، وابنه. ¬

(¬1) الصواب: «ضربت عنقا». (¬2) تاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 395، 396. (¬3) تاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 395، 396. (¬4) الصواب: «وطيف برأسيهما». (¬5) في الأصل: «الحسين». والتصحيح من: السلوك ج 3 ق 2/ 742، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 395، 396. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 743. (¬7) الصواب: «يتهيؤوا». والخبر في: السلوك ج 3 ق 2/ 743، وتاريخ ابن خلدون 5/ 502. (¬8) انظر عن (صراي تمر) في: السلوك ج 3 ق 2/ 744. (¬9) انظر عن (تكا الأشرفي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 744، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 396. (¬10) انظر عن (جنتمر) في: إنباء الغمر 1/ 424 رقم 9، والدرر الكامنة 1/ 539 رقم 1458، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 397، 398، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 445.

قضاء الحنفية بمصر

[774]- والطواشي تقطاي (¬1)، وكان من الأبطال المعدودين. [775]- وقتل ابن (¬2) الشهيد (¬3) فتح الدين محمد بن إبراهيم بن أبي بكر النابلسيّ الأصل، الدمشقي. وكان عالما علاّمة. له تصانيف ونظم ونثر. ضربت عنقه هو ومن ذكرنا بالصحراء وحقد عليه الظاهر أمور (¬4) أعظمها أنه لما كان يخطب بدمشق كان يعرّض به في خطبته. [776]- وفيه خنق حسين بن الكوراني (¬5)، الوالي أيضا. [قضاء الحنفية بمصر] وفيه قرّر في القضاء الحنفية بمصر الجمال محمود القيصري عوضا عن المجد إسماعيل الكناني، / 313 / ونزل معه بطا الدوادار وكتب له في توقيعه: «الجناب العالي». وكان كتب قبله للعماد الكركي كذلك، وأن يكتب لهما «المجلس السامي». واستمرّ ذلك لمن بعدهما (¬6). [القبض على أمراء وقتلهم] وفيه، أواخره، قبض على عدّة من الأمراء وسجنوا ثم قتلوا (¬7). [نيابة الغيبة والتجهّز للسفر] وفيه قرّر السلطان في نيابة الغيبة كمشبغا الحموي، وتحوّل إلى باب السلسلة، وصعد سودون الشيخوني نائب السلطنة إلى القلعة، وعيّن السلطان جماعة من الأمراء للإقامة بالقاهرة، وتجهّز للسفر، وخرج من القاهرة في ثامن عشره، وقبض وهو بالريدانية على محمد بن أقبغا آص وعوقب وصودر، وغرّق جماعة في بحر النيل، وقتل آخرين. ورحل السلطان في سادس عشرينه، ثم قدم البريد منه بأنّ منطاش فرّ من ¬

(¬1) انظر عن (تقطاي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 396. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) انظر عن (ابن الشهيد): في إنباء الغمر 1/ 417 و 427 رقم 24، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 406، والدرر الكامنة 3/ 206، 297 رقم 791، والدليل الشافي 2/ 580 رقم 1991، والنجوم الزاهرة 12/ 125، وشذرات الذهب 6/ 329. (¬4) الصواب: «أمورا». (¬5) انظر عن (ابن الكوراني) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 400، وإنباء الغمر 1/ 417، والسلوك ج 3 ق 2/ 756. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 744. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 745، وإنباء الغمر 1/ 417.

رمضان

دمشق ومعه جماعة قليلون، وعنقاء بن شطي (¬1) أمير آل مرّا (¬2). [رمضان] [القبض على ابن رجب وتغريمه] وفي رمضان وصل إنسان يقال له محمد بن رجب ومعه مثال من السلطان للجمال الأستادار، فإذا فيه القبض عليه وإلزامه بحمل ماية ألف درهم، ففعل به ذلك. فكان كالباحث عن حتفه بظلفه، وكرسالة المتلمّس (¬3). [دخول السلطان دمشق] وفيه دخل السلطان إلى دمشق ونادى بالأمان وبأنّ الماضي ما يعاد، وصلّى الجمعة بالجامع الأموي، فأصرّ الناس بإعلان الدعاء له، وكانوا في غاية الخوف وترقّب وقوع المكروه بهم منه لما فعلوا معه في العام الماضي من الحداثة، إلى غير ذلك من أذاه (¬4) بفاحش القول وهم يقاتلونه (¬5). [حظر زيارة الترب على النساء] وفيه نودي أنّ امرأة لا تخرج في العيد ولا غيره ولا لتربة ولا غيرها. وشدّ كمشبغا (نائب الغيبة) (¬6) في ذلك، وفي تهديد من ركب البحر للفرجة على النيل، فلم يتجاسر أحد أن يخرج في العيد إلى القرافة ولا إلى تربة (¬7). [شوال] [أخذ ملك الروم قيسارية] وفي شوال ورد الخبر بأنّ أبا يزيد بن عثمان ملك الروم أخذ قيسارية وتلك النواحي (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «سطي». (¬2) كذا. والخبر في: السلوك ج 3 ق 2/ 744 - 747. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 747. (¬4) الصواب: «من إيذائه». (¬5) النفحة المسكية 260، والدرّة المضيّة 93، 94، وتاريخ ابن خلدون 5/ 502، والسلوك ج 3 ق 2/ 747، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 277 و 381، 382، وإنباء الغمر 1/ 412، والنجوم الزاهرة 12/ 29، ووجيز الكلام 1/ 298، ونزهة النفوس 1/ 333، 334، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 446، 447. (¬6) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 749، وإنباء الغمر 1/ 418، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 448، 449. (¬8) السلوك ج 3 ق 2/ 749، وإنباء الغمر 1/ 419، و 422.

خروج السلطان من دمشق إلى حلب

[خروج السلطان من دمشق إلى حلب] وفيه خرج السلطان من دمشق قاصدا حلب، وجاء إليه دوادار متولّي ابن (¬1) دلغادر بهدية سنيّة، فيها مائة بقجة من القماش ومائتا فرس (¬2). [وفاة ابن اليونانية] [777]- وفيه مات المسند ابن (¬3) اليونانية (¬4)، الشيخ، العالم، / 314 / محمد بن علي بن أحمد، شمس الدين اليونينيّ، البعليّ، الحنبليّ. ومولده سنة سبعين وسبعماية. وسمع من الحجّار وآخرين، وله تصانيف. [منع لبس القمصان الكبار للنساء] وفيه نودي بمنع النساء لبس القمصان الكبار (¬5)، وكنّ أفحشن في ذلك حتى فتن النساء العاهرات في ذلك: كمشبغا يالكع (¬6) ... يا ساكن البلوانه أحرمتنا لبس الشاش ... وأكمامنا البشخانه [وفاة القاضي الركراكي] [778]- وفيه لما اجتاز السلطان على حمص مات بها الركراكي (¬7)، قاضي المالكية، شمس الدين محمد بن يوسف. وكان عالما بالأصول والمعقول، وتقدّم عند الظاهر كما مرّ. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) تاريخ ابن خلدون 5/ 502، والسلوك ج 3 ق 2/ 750، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 447. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) انظر عن (ابن اليونانية) في: المنهج الأحمد 464، ومعجم الشيوخ للذهبي 542 رقم 802، وإنباء الغمر 1/ 429 رقم 35، والجوهر المنضد 151 رقم 173 ورقم 181، 154، 155، والدر المنضد 2/ 557 رقم 1399، و 2/ 587 رقم 1468، وشذرات الذهب 6/ 331، وهدية العارفين 2/ 174، والسحب الوابلة 413 رقم 646، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 4/ 86 - 88 رقم 1084 وفيه مصادر أخرى. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 751، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 448، 449، وإنباء الغمر 1/ 418. (¬6) في الأصل: «لغ». ولم أجد هذا الزجل في المصادر لأصحّحه. (¬7) انظر عن (الركراكي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 751 و 759، وإنباء الغمر 1/ 430، 431 رقم 43، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 413، 414، والنجوم الزاهرة 12/ 124، والدليل الشافي 2/ 713، 714 رقم 2439، ووجيز الكلام 1/ 300 رقم 633، ونزهة النفوس 1/ 340 رقم 157، وحسن المحاضرة 2/ 123، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 446، وشذرات الذهب 6/ 331.

عودة ابن فضل الله لكتابة السر

[عودة ابن فضل الله لكتابة السرّ] وفيه ورد الخبر إلى القاهرة بإعادة البدر بن فضل الله لكتابة السرّ عوضا عن العلاء الكركي لمرضه، وكان ابن (¬1) فضل الله خرج مع السلطان (¬2). [ذو القعدة] [قصّ أكمام النساء] وفي ذي قعدة ندب كمشبغا نائب الغيبة رجالا نزلوا إلى أسواق القاهرة فقصّوا أكمام النساء الواسعة (¬3). [وفاة موقّع الدّست] [779]- وفيه قدم الخبر بموت موقّع الدّست ناصر الدين محمد بن علي الطوسيّ (¬4). [تقرير موقّع الدّست] وتقرّر ناصر الدين محمد بن حسن الفاقوسيّ في توقيع الدّست (¬5). [السماح لنواب الحاكم المالكي بالحكم] وفيه أذن كمشبغا لنوّاب المالكيّ بالحكم بين الناس على عادتهم (¬6). [تقسيم العسكر ثلاث فرق] وفيه قدم الخبر بأنّ السلطان قسّم ثلاث فرق من العسكر، فرقة مع يلبغا الناصريّ، وآخرين (¬7) مع إينال اليوسفي، وآخرين (¬8) مع قراد مرداش، وبعث بهم لإحضار منطاش، وقد ورد عليه الخبر بقبضه من سالم الدوكاري، ودقّت البشائر بالقاهرة. ثم ظهر أنّ سالم لم يسلّم منطاش وأخذه وفرّ به، وأنّ قراد مرداش نهب بيوته، وأن يلبغا الناصري نسب في ذلك إلى مواطأته، وأنّ قصده مطاولة الأمر مع منطاش، ونقل دمرداش عنه للسلطان بأنه قال: «ما دام منطاش فنحن نمر» إلى غير ذلك من أشياء أخر. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 751، وإنباء الغمر 1/ 420، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 449. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 751. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 751 و 758، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 449. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 751. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 751. (¬7) الصواب: «وآخرون». (¬8) الصواب: «وآخرون».

وفاة الشهاب الأنصاري

وكان دمرداش قد تناول مع يلبغا ووقع بينهما منافسة كبيرة تحامل عليه فيها، وآلت إلى أن قتل يلبغا على ما سيأتي (¬1). [وفاة الشهاب الأنصاري] [780]- وفيه مات الشهاب أحمد بن الأنصاري (¬2) الشافعيّ شيخ خانقاه سعيد السعداء. [وفاة النجم ابن شهيد] [781]- والنجم محمد بن الشهيد (¬3) أخو فتح الدين كاتب سرّ سيس، كان دفن مع أخويه: [782]- شمس الدين محمد (¬4). [783]- وفتح الدين (¬5). وكان الثلاثة مشتّتين في البلاد، فاجتمعوا في الممات. [وفاة المجد بن الفاضل] [784]- وفيه مات المجد بن الفاضل (¬6) التقيّ بن قاسم محمد بن أحمد. [وفاة موسى الأنصاري] [785]- وموسى / 315 / بن عيسى الأنصاري (¬7). وكان خيّرا، ديّنا. وهو آخر شهيد (¬8) من بلاده. ¬

(¬1) خبر التقسيم في: تاريخ ابن خلدون 5/ 502، 503، والسلوك ج 3 ق 2/ 751، 753. (¬2) انظر عن (ابن الأنصاري) في: السلوك ج 3 ق 2/ 755، وإنباء الغمر 1/ 423 رقم 7 وفيه: «أحمد بن محمد الأنصاري المصري»، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 393، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 449. (¬3) انظر عن (ابن الشهيد) في: السلوك ج 3 ق 2/ 758، وإنباء الغمر 1/ 427 رقم 24، والدليل الشافي 2/ 580 رقم 1992، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 407، 408، ووجيز الكلام 1/ 300 رقم 665، وشذرات الذهب 6/ 330. (¬4) انظر عن (شمس الدين محمد) في: السلوك ج 3 ق 2/ 758، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 408 (في ترجمة أخيه المتقدّمة)، وإنباء الغمر 1/ 427 رقم 23، ووجيز الكلام 1/ 300 رقم 665، وشذرات الذهب 6/ 330. (¬5) انظر عن (فتح الدين) في: السلوك ج 3 ق 2/ 758، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 406، 407، وإنباء الغمر 1/ 426، 427 رقم 22، والنجوم الزاهرة 12/ 125، 126، والمنهل الصافي 3 / ورقة 88، 89، والدليل الشافي 2/ 580 رقم 1991، وشذرات الذهب 9/ 329، 330، ووجيز الكلام 1/ 300 رقم 665 وموسوعة علماء المسلمين ق 2 / ج 3/ 189، 190، رقم 899. (¬6) لم أقف على ترجمته. (¬7) لم أقف على ترجمته. (¬8) في الأصل: «سهد».

القبض على جماعة من المنطاشية

[القبض على جماعة من المنطاشية] وفيه أحضر إينال اليوسفي جماعة من النظامية قبض عليهم صاحب ماردين وسلّمهم إليه، وبعث بمكاتبة إلى السلطان يعده فيها بالقبض على منطاش (¬1). [ذو الحجة] [انتقام السلطان من خصومه بحلب] [786]- وفي ذي حجّة ورد الخبر بأن السلطان لما دخل إلى حلب في ذي قعدة خلا بالناصريّ (¬2) وعاتبه ثم أمر به فذبح بين يديه. [787]- وقتل معه نائب حماه أحمد بن المهمندار (¬3). [788]- وأمير أخور الناصريّ (¬4). [789]- ورأس نوبته (¬5). [تقرير نوّاب بالشام] وأنّ بطا الدوادار تقرّر في نيابة الشام (¬6). وجلبان الكمشبغاوي في نيابة حلب (¬7). وإياس الجرجاوي في نيابة طرابلس (¬8). ودمرداش المحمدي في نيابة حماه (¬9). [تقرير الدوادارية] وقرّر في الدوادارية إنسان يقال له أبو يزيد كان مختصّا بالظاهر، وكان قد أخفاه في فتنة يلبغا الناصري ومنطاش فعرف له ذلك (¬10). ¬

(¬1) تاريخ ابن خلدون 5/ 503، السلوك ج 3 ق 2/ 751، 752. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 753. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 753. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 753، ويدعى «كشلي». (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 753، وهو «شيخ حسن». (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 753، والنفحة المسكية 264، وتاريخ ابن خلدون 5/ 503. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 753، والنفحة المسكية 264. (¬8) السلوك ج 3 ق 2/ 753. (¬9) السلوك ج 3 ق 2/ 753، وتاريخ ابن خلدون 5/ 503. (¬10) السلوك ج 3 ق 2/ 753.

قتل أمراء بدمشق

[قتل أمراء بدمشق] وورد الخبر بأن السلطان خرج من حلب عائدا إلى مصر في أول ذي حجّة هذا، وأنه لما دخل دمشق قتل عدّة من الأمراء (¬1). [تنظيف طرقات القاهرة] وفيه نودي بتنظيف طرقات مرور السلطان من قصبة القاهرة (¬2). [وفاة الشيخ الروبي] (¬3) [790]- وفيه مات الشيخ الصالح المعتقد سعد بن علي الروبي (¬4). [وفاة الزبيدي] [791]- وفيه أو في الذي قبله مات الإمام الزبيدي (¬5) صاحب صعدة من اليمن صلاح بن علي بن محمد بن علي العلويّ. وكان عالما فاضلا عادلا. [سياسة كمشبغا] وقد خرجت هذه السنة وقد ساس بها كمشبغا ديار مصر سياسة حسنة ولم يجسر أحد يتظاهر في مدّة تحكّمه منكر (¬6) ولا يحمل سلاح (¬7). [خروج السلطان إلى مصر] وخرج السلطان من دمشق في هذا الشهر قاصدا مصر (¬8). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 753، 754، والنفحة المسكية 264. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 753. (¬3) العنوان عن هامش المخطوط. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 757، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 449. (¬5) انظر عن (الزبيدي) في: إنباء الغمر 1/ 424، 425 رقم 10، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 449. (¬6) الصواب: «منكرا». (¬7) الصواب: «سلاحا»، والخبر في: السلوك ج 3 ق 2/ 754، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 449. (¬8) السلوك ج 3 ق 2/ 754، وتاريخ ابن خلدون 5/ 503.

حوادث سنة أربع وتسعين وسبعماية

[حوادث] سنة أربع وتسعين وسبعماية [المحرّم] [الاستعدادات لاستقبال السلطان] في محرّم وصل مقدّم المماليك ومعه حريم السلطان وأخبر بأنّ السلطان قد عدّى قطيا وهو عن قريب يحضر للقاهرة، فضربت الكوسات لذلك، ونودي بزينة القاهرة وتبييض الشوارع، وخرج سودون النائب والأمراء ومن بمصر إلى لقائه (¬1). [مقتل عنقاء بن شطي] [792]- وفيه قتل عنقاء بن شطي (¬2) أمير آل مرا على يد الفداوية، وكان عدوّا للسلطان. [وفاة الجلال البسطامي] [793]- وفيه مات الشيخ الصالح، المعتقد، المسلّك، جلال الدين البسطاميّ (¬3)، عبد الله بن خليل بن عبد الرحمن، نزيل البيت المقدس. وكان صالحا، كثير الاتّباع، مهيبا، مع تواضع زايد. [دخول السلطان القاهرة] / 316 / وفيه في سابع عشره دخل السلطان القاهرة في موكب حافل، وكان له يوما مشهودا (¬4). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 760، وإنباء الغمر 1/ 432، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 449. (¬2) انظر عن (ابن شطي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 779، والدليل الشافي 1/ 508 رقم 1771. (¬3) انظر عن (البسطامي) في: الدرر الكامنة 2/ 259 رقم 2138 وفيه وفاته في المحرّم سنة 785 هـ‍، والدليل الشافي 1/ 385 رقم 322، والمنهل الصافي 7/ 86 - 88 رقم 1325، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 442، وإنباء الغمر 1/ 442، 443. (¬4) الصواب: «وكان له يوم مشهود»، والخبر في: النفحة المسكية 265، وتاريخ ابن الفرات ج 9 ق 1/ 292، والدرّة المضيّة 112، والسلوك ج 3 ق 2/ 760، 761، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 421، وتاريخ ابن خلدون 5/ 503، وإنباء الغمر 1/ 432، والنجوم الزاهرة 12/ 35، ووجيز الكلام 1/ 302، ونزهة النفوس 1/ 341، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 450.

وفاة بطا الطولوتمري

[وفاة بطا الطولوتمري] [794]- مات بطا (¬1) الطولوتمريّ الدوادار نائب الشام، فيقال إنه سمّ. [وفاة عزّ الدين الرازي] [795]- وفيه مات الشيخ الإمام، العلاّمة، عزّ الدين الرازي (¬2)، يوسف بن محمود بن محمد الحنفيّ. كان من أفاضل العلماء وأهل الدين. وولّي مشيخة البيبرسية ثم الشيخونية بعد الأكمل. [قضاء المالكية بمصر] وفيه قرّر في قضاء المالكية بمصر الشهاب أحمد بن عبد الله النحريريّ (¬3)، قاضي طرابلس، عوضا عن الركراكيّ (¬4). [وفاة الوزير الصقري] [796]- وفيه مات الأمير الوزير محمد بن الحسام لاجين الصقريّ (¬5) بعد مرض طال به. وكان ذكيّا مفرط الكرم، عارفا، وما نكب. [القبض على نائبي حلب والإسكندرية] وفيه قبض السلطان على نائب حلب قرادمرداش. وألطنبغا المعلّم نائب الإسكندرية، وسجنا بالبرج من القلعة (¬6). ¬

(¬1) في الأصل: «بطا مات» وانظر عنه في: السلوك ج 3 ق 2/ 761 و 776، وتاريخ ابن خلدون 5/ 503، وإنباء الغمر 1/ 442 رقم 6، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 439، والدرر الكامنة 1/ 479 رقم 1293، والدليل الشافي 1/ 192 رقم 670، والمنهل الصافي 3/ 375، 380 رقم 671، والنجوم الزاهرة 12/ 129 ونزهة النفوس 1/ 351، ووجيز الكلام 1/ 305 رقم 679، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 450. (¬2) في الأصل: «الرازي» والمثبت عن: السلوك ج 3 ق 2/ 777. (¬3) انظر عن (النحريري) في: السلوك ج 3 ق 2/ 761، وإنباء الغمر 1/ 432. (¬4) تولّى قضاء المالكية بطرابلس من سنة 787 حتى سنة 792 هـ‍، وتوفي سنة 803 هـ‍. انظر عنه في كتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاري (عصر دولة المماليك) 2/ 67 رقم 3، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 1/ 318 - 320 رقم 159. (¬5) في الأصل: «الصفدي»، وأثبتنا «الصقري» عن: السلوك ج 3 ق 2/ 761، 779، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 453، 454، وإنباء الغمر 1/ 434 وفيه: «ناصر الدين بن الحصام» و 1/ 448 رقم 40، والدرر الكامنة 3/ 418 رقم 1110 و 4/ 279 رقم 785، والدليل الشافي 2/ 676 رقم 2317، والنجوم الزاهرة 12/ 134، ونزهة النفوس 1/ 355 رقم 177، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 450. (¬6) تاريخ ابن خلدون 5/ 503، والسلوك ج 3 ق 2/ 762، وإنباء الغمر 1/ 432.

وزارة مصر

[وزارة مصر] وفيه قرّر في الوزارة الركن عمر بن محمد بن قايماز (¬1). [نيابة الإسكندرية] وفيه قرّر في نيابة الإسكندرية محمد بن الجمال محمود الأستادار (¬2). [مقتل نائب قلعة دمشق] وفيه ورد الخبر على البريد من دمشق بأنّ خمسة عشر نفرا من المماليك أتوا إلى باب قلعة دمشق على حين غفلة وشهروا سيوفهم وهجموا باب القلعة فاقتحموه ودخلوا فأغلقوا الباب ثم أخرجوا من سجنها من المنطاشية والناصرية، وكانوا نحوا من مائة وثاروا بأجمعهم فقتلوا نائب القلعة وجماعة معه وملكوها، فركب حاجب دمشق بعساكرها وقاتلهم ثلاثة أيام، ولا زال حتى اقتحم القلعة وأخذهم كلّهم إلاّ خمسة فرّوا، ووسّط الجميع (¬3). [صفر] [نيابة الشام] وفي صفر خرج سودون الطرنطاي مسافرا على نيابة الشام، وكان قرّر فيها بعد موت بطا (¬4). [وفاة الشرف الموصلي] [797]- وفيه مات الشرف الزينبيّ، محمود بن أحمد الموصليّ (¬5)، الدمشقيّ، الشافعيّ. ومولده سنة تسع وستين وسبعماية. [وفاة العلاء الكركي] [798]- وفيه مات العلاء الكركيّ (¬6) كاتب السرّ، علي بن عيسى بن ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 762، وإنباء الغمر 1/ 432. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 762. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 762، وإنباء الغمر 1/ 432، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 451. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 763، وإنباء الغمر 1/ 432، و 433، وتاريخ ابن خلدون 5/ 503. (¬5) لم أجد له ترجمة. (¬6) انظر عن (الكركي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 778، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 446، 447، وإنباء الغمر 1/ 445 رقم 23، والدليل الشافي 1/ 467 رقم 1619، والنجوم الزاهرة 12/ 132، والمنهل الصافي 8/ 140 رقم 1626.

مشيخة الشيخونية

موسى بن عيسى بن سليمان (¬1) بن حميد بن عبد الله (¬2) الكركيّ. وكان لما عاد الظاهر عاده وهو مريض ووعده بإعادة كتابة السرّ إليه، فاتفقت منيّته. [مشيخة الشيخونية] وفيه قرّر في مشيخة الشيخونية الشيخ جمال الدين محمود القيصريّ (¬3). [زواج السلطان] [وفيه] تزوّج السلطان بابنة الشهاب أحمد بن الطولوني كبير المهندسين ومعلّم المعلّمين (¬4). [ربيع الأول] [عزل نواب الشافعي والمالكي] وفيه عزل القاضي الشافعيّ والقاضي المالكيّ عدّة من نوابهم (¬5) وكانوا قد كثروا، وأنكر السلطان ذلك، واقتصر كلّ قاض على خمسة من النواب (¬6). [تسليم الوالي أميرين] [وفيه] سلّم المحبّ بن الشحنة، والعلاء البيري موقّع يلبغا الناصري للوالي بعد أن كانا عند الأستادار (¬7). [قتل العلاء البيري] [799]- وبعد قليل قتل العلاء البيريّ (¬8) خنقا. وهو الأديب، الشاعر، المنشيء، الكاتب، علي بن عبد الله بن يوسف الحلبي، وكان بارعا في فنونه. ¬

(¬1) في السلوك وتاريخ ابن قاضي شهبة: «سليم». والمثبت يتفق مع إنباء الغمر. (¬2) لم يرد هذا الاسم في المصادر. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 763، وإنباء الغمر 1/ 433. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 763، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 451. (¬5) الصواب: «نوابهما». (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 764، وإنباء الغمر 1/ 433، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 451. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 764. (¬8) السلوك ج 3 ق 2/ 778، وإنباء الغمر 1/ 434 و 444 رقم 20، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 445، 446، والدليل الشافي 1/ 459، 460 رقم 1594، والدرر الكامنة 3/ 147 رقم 2787، والنجوم الزاهرة 12/ 132.

الإفراج عن ابن الشحنة

[الإفراج عن ابن الشحنة] وأفرج / 317 / بعد ذلك عن ابن (¬1) الشحنة. وكان السلطان قد أحضرهم معه من حلب (¬2). [وفاة الشهاب القيسي] [800]- وفيه مات الشهاب الفيشي (¬3)، المالكيّ. [وزارة دمشق] وفيه قرّر الفخر بن مكانس في وزارة دمشق (¬4). [ربيع الآخر] [وفاة الجمال ابن ظهيرة] [801]- وفي ربيع الآخر مات الجمال عبد الله بن ظهيرة (¬5) المخزومي، الشافعيّ. [قضاء الشافعية بحلب] وفيه قرّر في قضاء حلب الشافعية شرف الدين موسى بن محمد بن محمد بن جمعة الأنصاري، عوضا عن الناصر محمد بن خطيب نقيرين (¬6). [نظارة جامع ابن طولون] وفيه أعيد نظر جامع ابن (¬7) طولون إلى الكركي قاضي الشافعية، وكان بيد قطلوبغا الصفدي مدّة، فلما مات قطلوبغا في هذه الأيام أعيد الشافعيّ (¬8). [قتل أمراء] وفيه قتل السلطان عدّة أمراء، منهم: ¬

(¬1) في الأصل: «عن بن». (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 764، وإنباء الغمر 1/ 434. (¬3) انظر عن (الفيشي) في: السلوك ج 3 ق 1/ 777. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 764. (¬5) انظر عن (ابن ظهيرة) في: إنباء الغمر 1/ 443 رقم 15، والعقد الثمين 5/ 183 رقم 1553، وذيل التقييد 2/ 35، 36 رقم 1115، والدرر الكامنة 2/ 264 رقم 2149، والدليل الشافي 1/ 385، 386 رقم 1326، والمنهل الصافي 7/ 91 رقم 1329 وشذرات الذهب 6/ 333. (¬6) في الأصل: «حصد معمر بن» والمثبت عن: السلوك ج 3 ق 2/ 765، وإنباء الغمر 1/ 434. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) السلوك ج 3 ق 2/ 765.

التكلم على أوقاف الحرمين

[802]- أيدكار العمريّ (¬1). [803]- وقراكسك (¬2). [التكلّم على أوقاف الحرمين] وفيه قرّر السلطان في التّكلّم على أوقاف الحرمين أبو (¬3) يزيد الدوادار، وابن (¬4) فضل الله كاتب السرّ، وأمرهما بأن يجروا حسابهما وحساب مودع الأيتام (¬5). [وفاة الشهاب ابن العطار] [804]- وفيه مات الشهاب، الأديب، ابن (¬6) العطار، أحمد بن محمد بن علي الدنيسريّ (¬7)، القاهريّ، الشافعيّ. وكان فريدا في جودة النّظم، وله مقاطيع جيّدة في الوقائع مشهورة. وله تصانيف حسنة. [جمادى الأول] [إحضار رؤوس قتلى] وفي جماد الأول أحضرت عدّة رؤوس أمراء قتلوا بالإسكندرية (¬8). [وفاة إينال اليوسفي] [805]- وفيه مات الأتابك إينال اليوسفيّ (¬9). وكان من أعيان الأمراء، وهو من اليلبغاوية، ومشى السلطان في جنازته. وكان شهما شجاعا، كثير المروءة، شرس الأخلاق، ومن آثاره المدرسة الإينالية بالشارع. ¬

(¬1) انظر عن (أيدكار العمري) في: السلوك ج 3 ق 2/ 765، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 451. (¬2) انظر عن (قراكسك) في: السلوك ج 3 ق 2/ 765، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 451 وفيه: «كشك» وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 449. (¬3) الصواب: «أبا». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 766. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الأصل: «الدنيزي»، والتصحيح عن: السلوك ج 3 ق 2/ 776، وإنباء الغمر 1/ 441 رقم 3، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 434 - 436، والدرر الكامنة 1/ 287 - 289 رقم 732، والدليل الشافي 1/ 85 رقم 298، والمنهل الصافي وشذرات الذهب 6/ 333، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 452. (¬8) السلوك ج 3 ق 2/ 766. (¬9) انظر عن (إينال اليوسفي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 776، وإنباء الغمر 1/ 441 رقم 5، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 438، 439، والدرر الكامنة 1/ 433 رقم 1135 ولم يؤرّخ لوفاته، والنجوم الزاهرة 12/ 128، وتاريخ ابن خلدون 5/ 500، ووجيز الكلام 1/ 304 رقم 678، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 452.

الأتابكية ورأس النوبة

[الأتابكية ورأس النوبة] وقرّر في الأتابكية بعد كمشبغا الحمويّ (¬1). وقرّر أيتمش في الرأس نوبة الكبرى (¬2). [وفاة الركراكي المغربي] [806]- وفيه مات الشيخ المعتقد، أبو عبد الله محمد الركراكيّ (¬3)، المغربيّ، وله نحو الماية أو جاوزها. وكان من أهل الخير والدين المتين. [جمادى الآخر] [وفاة الصدر بن الفرات] [807]- وفي جماد الآخر الصدر بن الفرات (¬4)، عبد الخالق بن علي بن الحسن بن عبد العزيز بن محمد. وكان بارعا في الفقه والكتابة، مالكيّ المذهب، وكتب على غازي، وشرح «مختصر الشيخ خليل». [كائنة المغربي نزيل جامع ابن طولون] [808]- وفيه كائنة الشيخ المعتقد سعيد المغربي نزيل جامع ابن (¬5) طولون، وكان مقيما به مدّة والناس تزوره وتعتقده وزاره السلطان غير ما مرة، وكان يعظّمه ويقبل شفاعته، فاتفق له أن سافر إلى العراق ثم عاد فصعد إلى السلطان ليسلّم عليه فأنس إليه وعظّمه. ولما قام حدّث السلطان / 318 / بعض البزدارية بأنه رآه عند نعير أمير العرب، فغضب السلطان، ثم بعث إليه من قبض عليه، وكان آخر العهد به لأنّ السلطان توهّم منه أنه جاسوس (¬6). ¬

(¬1) تاريخ ابن خلدون 5/ 500، السلوك ج 3 ق 2/ 766، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 452. (¬2) تاريخ ابن خلدون 5/ 500، السلوك ج 3 ق 2/ 766، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 452. (¬3) انظر عن (الركراكي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 779، والنجوم الزاهرة 12/ 124، ووجيز الكلام 1/ 300 رقم 663 و 304 رقم 677، وحسن المحاضرة 2/ 123 وشذرات الذهب 6/ 333. (¬4) انظر عن (ابن الفرات) في: السلوك ج 3 ق 2/ 777، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 443، 444، وإنباء الغمر 1/ 443 رقم 17، ووجيز الكلام 1/ 303 رقم 672، وشذرات الذهب 6/ 333، ولم يذكر في الدرر الكامنة. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر كائنة المغربي في: إنباء الغمر 1/ 438.

رجب

[رجب] [البدر الزركشي] (¬1) [809]- وفي رجب في ثالثه مات الزركشيّ (¬2)، الشيخ، العالم، بدر الدين محمد بن بهادر المنهاجيّ، الشافعيّ. وكان عالما، وله عدّة تصانيف، منها «شرح البخاريّ»، و «شرح المنهاج». ومولده بعد الأربعين. [ثورة المماليك بالأستادار] وفيه ثار المماليك بكمال (¬3) الدين محمد الأستادار وضربوه وكادوا أن يقتلوه، لولا أدركه أيتمش رأس نوبة حتى خلّصه منهم (¬4). [تقرير الوزارة] وفيه قرّر في الوزارة التاج عبد الرحيم بن أبي شاكر عوضا عن ابن (5) قايماز. وقرّر ابن (¬5) قايماز في الأستادارية عوضا عن محمود، وبقي محمود على إمريّته (¬6). [استدعاء ابن مغامس وابن عجلان] وفيه قدم الشريفان عنان بن مغامس وعلي بن عجلان أمير مكة باستدعاء، ولما حضرا مجلس السلطان جلس عنان مترفّعا على عليّ، فرفع السلطان عليّا عليه مع صغر سنّه وشيخوخة عنان (¬7). [شعبان] [مرض السلطان] وفي شعبان ابتدأ السلطان مرض لزم منه الفراش (¬8). ¬

(¬1) العنوان عن هامش المخطوط. (¬2) انظر عن (الزركشي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 779، وإنباء الغمر 1/ 446 رقم 29، والدرر الكامنة 3/ 397، 398 رقم 1059، والدليل الشافي 1/ 609 رقم 2091، والنجوم الزاهرة 12/ 134، ووجيز الكلام 1/ 302 رقم 670، وشذرات الذهب 6/ 335، وكشف الظنون 491، 549، 698، 1201، 1223، 1334، 1495، وهدية العارفين 2/ 174، 175، وفهرس المخطوطات المصورة 2/ 185، 186، ومعجم المؤلفين 9/ 121، 122. (¬3) في الأصل: «كمال». (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 767، وإنباء الغمر 1/ 435. (¬5) في الأصل: «عن بن». (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 767، وإنباء الغمر 1/ 435. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 768، وإنباء الغمر 1/ 435، وتاريخ ابن خلدون 5/ 505. (¬8) السلوك ج 3 ق 2/ 768.

وفاة نائب الشام

[وفاة نائب الشام] [810]- وفيه مات نائب الشام سودون الطرنطاي (¬1) بدمشق. [وفاة ناصر الدين بن السلار] [811]- وفيه مات المسند ناصر الدين بن السلار (¬2)، إبراهيم بن عمر بن أبي بكر بن إسماعيل بن عمر بن بختيار الصالحيّ (¬3). وهو آخر من روى عن الدمياطيّ بالإجازة. ومولده سنة أربع. وكان فقيها، وله نظم وعدّة مجاميع. [الحريق بدمشق] وفي هذا الشهر كان الحريق العظيم بدمشق فاحترق منه عدّة أماكن جليلة من ذلك المنارة الشرقية بالجامع الأمويّ والصاغة، وسوق الدهيشة (¬4). [رمضان] [نيابة الشام] وفي رمضان استقر كمشبغا الخاصكي في نيابة الشام (¬5). [عافية السلطان] وفيه نودي بزينة القاهرة لعافية السلطان (¬6). [وفاة النيل] وفيه أوفا (¬7) النيل في ثالث مسرى ونزل السلطان للكسر (¬8). [هرب منطاش] وفيه ورد الخبر عن عسكر حلب حاربوا منطاش ففرّ إلى أن عدّى الفراة (¬9) ¬

(¬1) انظر عن (سودون الطرنطاي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 768، و 776، وتاريخ ابن خلدون 5/ 503، وإنباء الغمر 1/ 436، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 440، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 453. (¬2) في الأصل: «السلارا» والتصحيح من: إنباء الغمر 1/ 440، 441، رقم 1 وفيه: «إبراهيم بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن إسماعيل بن عمر بن بختار الصالحي». (¬3) في الأصل: «حسار العباسي» والتصويب من: الدرر الكامنة 1/ 21 رقم 45. (¬4) خبر الحريق في: السلوك ج 3 ق 2/ 768، وإنباء الغمر 1/ 436، 437. (¬5) تاريخ ابن خلدون 5/ 504، السلوك ج 3 ق 2/ 769، بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 453. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 768. (¬7) الصواب: «أوفى». (¬8) السلوك ج 3 ق 2/ 768. (¬9) كذا. والصواب: «الفرات».

وفاة قاضي حلب

وقبض على جماعة من أصحابه (¬1). [وفاة قاضي حلب] [812]- وفيه مات ابن (¬2) الحافظ الحنفيّ، قاضي حلب، الشيخ جمال الدين محمود بن محمد بن إبراهيم بن شنبكي (¬3) بن أحمد بن قراجا بن يوسف القيصري (¬4)، الحلبيّ. وكان عالما، ماهرا، عفيفا، وجيها، مشكور السيرة. مات وله زيادة على تسعين سنة. [إمرة مكة] وفيه أفرد علي بن عجلان بإمرة مكة وحده (¬5). [مقدّميّة الألوف] وفيه قرّر تغري بردي من يشبغا (¬6) في جملة مقدّمي الألوف. / 319 /. وتغري بردي هذا والد صاحبنا الجمال يوسف المؤرخ، رحمه الله تعالى. [عودة الأستادارية] وفيه أعيد محمود إلى الأستادارية (¬7). [وباء البقر] وفيه وقع وباء عظيم في البقر وفني منها ما لا يقع عليه حصر، ورخصت جدا في أيام وبائها، فبيعت البقرة بخمسة دراهم بعد ما كانت تباع بخمسماية (¬8). ¬

(¬1) تاريخ ابن خلدون 5/ 504، والسلوك ج 3 ق 2/ 768. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «سكى»، وفي الإنباء: «سنبكي» وفي الدرر «سنبلي». (¬4) انظر عن (القيصري) في: السلوك ج 3 ق 2/ 780، وإنباء الغمر 1/ 448 رقم 41، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 445، والدرر الكامنة 4/ 333 رقم 908 وفيه وفاته في سنة 799 هـ‍. والدليل الشافي 2/ 729 رقم 2489، والنجوم الزاهرة 12/ 134، ونزهة النفوس 1/ 355 رقم 178 وفيه: «محمد بن تاج الدين إبراهيم بن شنبكي بن أيوب ابن قراجا بن يوسف القيصري». (¬5) خبر مكة في: النفحة المسكية 266، والجوهر الثمين 2/ 285 (و 485)، والسلوك ج 3 ق 2/ 770، وتاريخ ابن خلدون 5/ 506، وتاريخ ابن الفرات 9/ 303، 304، وإنباء الغمر 1/ 435، ونزهة النفوس 1/ 347. (¬6) في الأصل: «العسعاوى» والمثبت عن: السلوك ج 3 ق 2/ 769، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 453. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 769. (¬8) خبر وباء البقر ذكر مرتين في إنباء الغمر 1/ 437، و 454، وهو في: السلوك ج 3 ق 2/ 769، ووجيز الكلام 1/ 302.

شوال

[شوال] [الشكاية على ابن النظام للسلطان] وفي شوال شكى (¬1) شيخ الإسلام وشيخ الشيوخ بالخانقاه السرياقوسية الشيخ أصلم بن النظام الأصفهاني إلى السلطان فأحضره وسلّمه لشادّ الدواوين على أن يصادره على مايتي ألف درهم، وقرّر عوضه الشريف فخر الدين، يقال إنّ ذلك لشيء حقده السلطان على ابن (¬2) النظام (¬3). [وفاة طلحة المغربي] [813]- وفيه مات الشيخ الصالح المعتقد طلحة المغربيّ (¬4)، ثم المصريّ، المخزوميّ. وهو أحد من أوصى الظاهر برقوق بأن يدفن تحت أرجلهم، وهو مدفون جنب مدفن الظاهر بالتربة البرقوقية، بالخانقاه بالصحراء. [وفاة رأس الدولة المرغيناني] [814]- وفيه مات رأس الدولة الحنفيّ، الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن إسماعيل الحلبيّ، المرغينانيّ (¬5). وكان علاّمة وقته، ناب في القضاء بالقاهرة، وقرّر في مشيخة الخانقاه الطقزدمرية بالقرافة. [نظارة الخاص] وفيه استقرّ في نظارة الخاص بمصر الجمال محمود القيصري مضافا لما بيده من القضاء الحنفية وشيخ الشيخونية، وعدّ هذا من نوادره (¬6). [تقرير الأمير أخورية] وفيه قرّر في الأمير أخورية تنبك اليحياوي عوضا عن بكلمش، وقرّر بكلمش في إمرة سلاح (¬7). ¬

(¬1) الصواب: «شكا». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر الشكاية في: السلوك ج 3 ق 2/ 770، 771، وإنباء الغمر 1/ 437، 438. (¬4) انظر عن (طلحة المغربي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 777، وإنباء الغمر 1/ 442 رقم 10، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 441، 442، والدليل الشافي 1/ 369 رقم 1268، والمنهل الصافي 6/ 433، 434 رقم 1271، ونزهة النفوس 1/ 352 رقم 164، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 454. (¬5) انظر عن (المرغيناني) في: السلوك ج 3 ق 2/ 779، وإنباء الغمر 1/ 447 رقم 36 وفيه: «الرعياني» وهو غلط، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 450، 451، ووجيز الكلام 1/ 303 رقم 671. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 777. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 777، وإنباء الغمر 1/ 438.

إخراج ذوي العاهات من القاهرة

[إخراج ذوي العاهات من القاهرة] وفيه نودي بخروج ذوي العاهات كالمجذومين والمبروصين، والقطعان أيضا من القاهرة، وهدّد من أقام منهم بعد ذلك بالتوسيط (¬1). [ذو القعدة] [قضاء المالكية] وفي ذي قعدة قرّر الناصري التّنسي في قضاء المالكية بمصر بعد أن طلب بها من الإسكندرية، وصرف الشهاب النحريري (¬2). [الاعتداء بالفاحشة على أمرد] وفيه قبض على ستة من المماليك بسرياقوس كانوا قبضوا على أمرد فارتكبوا منه الفاحشة ومات (¬3). [مقتل نائب حلب] [815]- وفيه مات قرادمرداش (¬4) نائب حلب مقتولا، وقتل فيه عدّة من الأمراء. [816]- منهم: طغاي تمر (¬5) نائب سيس. وكان أخذه السلطان غفلة، بادره لما بلغه أنه في عزم المخامرة. [قضاء الحنفية بدمشق] وفيه قرّر في قضاء الحنفية بدمشق التقيّ بن الكفري (¬6) عوضا عن النجم بن الكشك، والبرهان الشاذلي (¬7) في قضاء المالكية. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 777، وإنباء الغمر 1/ 438. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 773، وإنباء الغمر 1/ 438. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 773. (¬4) انظر عن (قرادمرداش) في: السلوك ج 3 ق 2/ 773، وإنباء الغمر 1/ 446 رقم 25، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 448، والدرر الكامنة 3/ 245 رقم 623، والدليل الشافي 2/ 538 رقم 1848، والنجوم الزاهرة 12/ 134. (¬5) انظر عن (طغاي تمر) في: السلوك ج 3 ق 2/ 773، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 441 وفيه: «طغيتمر». (¬6) في الأصل: «الكندي»، والمثبت عن السلوك ج 3 ق 2/ 373، وإنباء الغمر 1/ 439. (¬7) في السلوك: «التادلي» وفي نسختين خطّيّتين «الشاذلي».

ذو الحجة

[ذو الحجة] [وفاة الفخر بن مكانس] [817]- وفي ذي حجّة مات الفخر بن مكانس (¬1) عبد الرحمن بن / 320 / عبد الرزّاق بن إبراهيم بن مكانس القبطيّ، الأديب، الفاضل، الكاتب. وكان نادرة في بني جنسه، لعلّ ما جاء في القبط أجود شعرا منه. ومنه قوله: علقتها معشوقة خالها ... قد عمّها بالحسن بل خصّصا ما وصلها الغالي وما جسمها ... لله ما أغلا (¬2) وما أرخصا كان تنقّل في عدّة ولايات وتكررّت ولاياته لنظر الدولة، ثم صيّر وزيرا بدمشق، ثم طلب القاهرة ليلي الوزارة، فيقال إنه سمّ في طريقه فدخلها مع ولده وهو ميّت. وكان أعجوبة عصره ونادرة دهره في ذكائه وآخرته. [صرف الكركي عن القضاء] وفيه صرف العماد أحمد الكركيّ عن قضاء الشافعية لمرافعة أهل الحرمين فيه (¬3). * * * [مقتل التركماني] [818]- وفيه هذه السنة قتل قرا يوسف التركمانيّ (¬4). [مقتل شاه منصور] [819]-[وفيها] ملك تمرلنك أصفهان وشيراز وفعل أفعالا عجيبة، واقتتل هو وشاه منصور، وقتل شاه منصور (¬5) من آل هرمز في المعركة. (معجزة نبوية) (¬6) وفيه خرج جماعة من بلاد المغرب قاصدين الحج في البحر المالح في رجب ¬

(¬1) انظر عن (ابن مكانس) في: السلوك ج 3 ق 2/ 770، وإنباء الغمر 1/ 443، 444 رقم 18، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 444، والدرر الكامنة 2/ 330، 331 رقم 2304، والدليل الشافي 1/ 400 رقم 1378، والنجوم الزاهرة 12/ 131، والمنهل الصافي 7/ 173 - 183 رقم 1382، وشذرات الذهب 6/ 334، ووجيز الكلام 1/ 303 رقم 675، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 455، 456. (¬2) الصواب: «ما أغلى». (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 774، وإنباء الغمر 1/ 439، بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 456. (¬4) إنباء الغمر 1/ 439، 440، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 455. (¬5) إنباء الغمر 1/ 440. (¬6) العنوان عن هامش المخطوط.

ومعهم شريف، فأخذ الفرنج المركب في طريقهم، وعرضوا على صاحب صقلّية، فأمرهم أن يصعدوا (¬1) فكلّمهم الشريف على لسان ترجمانه بأنه إذا قدم عليك ابن (¬2) ملك ماذا تصنع به؟ قال: أكرمه. قال: وإن لم يكن على دينك؟ قال: نعم. فقال له: فإني أكبر ملوك الأرض. فقال: ومن أبوك؟ قال: علي بن أبي طالب! فقال له الفرنجي: لم لم [تذكر] (¬3) نسبك إلى محمد صلى الله عليه وسلم؟ فقال: خشيت أن تشتموه. فقال: لا والله لا نشتمه أبدا. ثم قال للشريف: بيّن لي صدق دعواك. فأخرج رقّا معه فيه نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر بتخليته ومن معه إلى حال سبيلهم وأمر بتجهيزهم وإكرامهم، ثم بلغه أن بعضا من النصارى من أجناده (¬4) بال على الشريف هذا، فأمر به الشريف (¬5) وشهر ببلده: هذا جزاء من يبغض الملوك ويشتمهم (¬6). وهذه من غرائب العجائب ومن بركة النبي صلى الله عليه وسلم. ¬

(¬1) في الأصل: «ععدوا». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) إضافة على الأصل يقتضيها السياق. (¬4) في الأصل: «من مصاىه على». (¬5) في الأصل: «فأمر به فأحرق». (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 774، 775، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 455.

حوادث سنة خمس وتسعين وسبعماية

[حوادث] سنة خمس وتسعين وسبعماية [المحرّم] [قضاء الشافعية] / 321 / في محرّم، يوم ثانيه، أعيد الصدر محمد بن إبراهيم المناوي إلى قضاء الشافعية، وكان له يوما مشهودا (¬1). [الوزارة] وفيه أعيد موفّق الدين أبو الفرج إلى الوزارة، وقبض على ابن (¬2) أبي شاكر (¬3). [وفاة الشهاب الزهري البقاعي] [820]-، [وفيه] مات الشهاب الزّهريّ، أحمد بن صالح بن أحمد بن خطّاب البقاعيّ (¬4)، الدمشقيّ، الشافعيّ. كان عالما، فاضلا، خيّرا، ديّنا، انتهت إليه رياسة الشافعية بدمشق. [وفاة الجمال المغربي] [821]- والجمال السكسونيّ (¬5)، المغربيّ، المالكيّ، محمد بن يحيى بن سليمان. وكان عارفا بالمعقولات، وولّي قضاء حماة، وطرابلس، ودمشق. ¬

(¬1) الصواب: «وكان له يوم مشهود»، والخبر في: السلوك ج 3 ق 2/ 781، وإنباء الغمر 1/ 450. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 781، وإنباء الغمر 1/ 450، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 456. (¬4) انظر عن (ابن خطاب البقاعي) في: إنباء الغمر 1/ 458 رقم 3، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 481، 482، ووجيز الكلام 1/ 307 رقم 683، والدارس 1/ 370، 371، وشذرات الذهب 6/ 338، وهدية العارفين 1/ 116، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 1/ 301 - 303 رقم 142، وقضاة دمشق 119 - 121، ومعجم المؤلفين 1/ 250. (¬5) انظر عن: (التلمسوني) في: إنباء الغمر 1/ 464، 465 رقم 34، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 495، وفيه «السلسيوي»، وقضاة دمشق 251، وشذرات الذهب 342، وتاريخ طرابلس 2/ 67 رقم 4.

وفاة نائب الشام

[وفاة نائب الشام] [822]- وفيه قدم الخبر بموت كمشبغا الخاصكي (¬1) المعروف نائب الشام، وقرّر في نيابة الشام عوضه تنبك الحسني المعروف بتنم. [نيابة طرابلس وحماه] وقرّر في إمريته (¬2) إياس الجرجاوي نائب طرابلس، وقرّر في نيابة طرابلس دمرداش المحمدي، وقرّر عوضه في نيابة حماه أقبغا الصغير (¬3). [صفر] [مقتل ابن أويس الريّس] [823]- وفي صفر قتل أحمد بن أويس الرئيس التبريزيّ (¬4)، محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الشيخ أحمد شاه الحجاني (¬5). وكان رئيسا متموّلا، مطاعا في تلك النواحي، وله شهرة وذكر، وربّما أن سار بولاية السلطنة ببعض ملوك تبريز. وله خانقاه بالشرف الأعلا (¬6) من دمشق، ولأبيه خانقاه بالخلجان. [الفتنة بين أمير الحاج وأحد أشراف المدينة] وفيه ورد الخبر بأنّ أمير الحاج جنتمر التركمانيّ وقع بينه وبين بعض أشراف المدينة تنافس بسبب صقر وفهد، طلب أحدهما للصيد بهما، وكادت أن تكون فتنة كبيرة لولا قام صاحب المدينة فيها حتى انصلح الحال (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (كمشبغا الخاصكي) في: النفحة المسكية 266 رقم 100، والسلوك ج 3 ق 2/ 781، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 459 و 491، وإنباء الغمر 1/ 451 و 462 رقم 23، والدرّة المضية 190، والنجوم الزاهرة 12/ 38، والدليل الشافي 2/ 559، 560 رقم 1919، ونزهة النفوس 1/ 356، ووجيز الكلام 1/ 310 رقم 693، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 456. (¬2) في الأصل: «امرنه». (¬3) النفحة المسكية 267، والدرّة المضيّة 133، والسلوك ج 3 ق 2/ 781، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 459، وإنباء الغمر 1/ 451، والنجوم الزاهرة 12/ 38، نزهة النفوس 1/ 356، 357، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 456. (¬4) في الأصل: «ىديربن»، والتصحيح من: إنباء الغمر 1/ 463 رقم 24، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 491. (¬5) في تاريخ ابن قاضي شهبة: «الكججي»، وفي الإنباء: «اللححاني». (¬6) الصواب: «الأعلى». (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 782.

ربيع الأول

[ربيع الأول] [وفاة علم الدين بن الغنام] [824]- وفي ربيع الأول مات علم الدين عبد الله بن أبي شاكر عبد الكريم بن الغنّام (¬1) ناظر البيوت. وكان حشما، رئيسا. [وفاة الصلاح ابن الأعمى] [825]- وفيه مات الصلاح ابن الأعمى (¬2) الحنبليّ، مدرّس الظاهرية البرقوقية محمد بن محمد بن سالم بن عبد الرحمن المقدسيّ الأصل. وكان من كبار علماء مذهبه، مشهورا بالدين والخير والصلاح، وعيّن للقضاء الحنابلة، وهو أول حنبليّ درّس بالظاهرية (¬3). [ربيع الآخر] [وفاة الشهاب المناوي] [826]- وفي ربيع الآخر مات الشهاب المناوي (¬4)، أحمد بن محمد بن إبراهيم الشافعيّ، شيخ الخانقاه الجاولية، وابن عمّ قاضي القضاة. [السيل بحلب] / 322 / [وفيه] (¬5) حصل سيل عظيم بحلب، وساق الكثير من الوحوش والأفاعي، ووجد بها ثعبان لو دخل الآدميّ في فمه لوسعه، وكان عظيما جدّا طوله زيادة على ستة أذرع (¬6). [جمادى الأول] [وفاة الأمين ابن الأدمي] [827]- وفي جماد الأول مات الأمين بن الأدمي (¬7)، محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن أحمد الدمشقيّ، الحنفيّ. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 793. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 793، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 457. (¬3) في الأصل: «الأسرىه». (¬4) انظر عن (المناوي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 792، وإنباء الغمر 1/ 459 رقم 7، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 483، والدرر الكامنة 1/ 240، 241 رقم 614. (¬5) في الأصل: «تمه». (¬6) خبر السيل في: إنباء الغمر 1/ 456، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 457. (¬7) انظر عن (ابن الأدمي) في: إنباء الغمر 1/ 463 رقم 30، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 495، ووجيز الكلام 1/ 307، 308 رقم 684، وشذرات الذهب 6/ 341.

كسرة منطاش

وكان فاضلا من أهل العلم، له معرفة بالعربية. ومولده سنة سبع وثلاثين. وهو والد قاضي القضاة الصدر بن الأدميّ الآتي. [كسرة منطاش] وفيه قدم الخبر بكسرة منطاش من التركمان وهربه (¬1) وفراره رديفا لابن نعير بعد محاربة كثيرة قتل فيها جماعة من الفريقين ومن المنطاشية: [828]- ابن بزدغان (¬2). [829]- وابن أينال التركماني (¬3). [وفاة ابن منصور المالكي] [830]- وفيه مات العبدوسيّ (¬4)، الشيخ، العالم، الصالح، موسى بن أحمد بن منصور المالكيّ. وكان على طريقة السلف في أموره. وعيّن لقضاء دمشق فامتنع من ذلك. [جمادى الآخر] [سجن الشريف عنان] وفي جماد الآخر سجن الشريف عنان بالبرج، وكان مقيما بالقاهرة وله مرتّب (¬5). [مواصلة الحرب بين منطاش ونواب الشام] وفيه ورد الخبر بكسرة نائب طرابلس وحماه من منطاش ونعير، وأنّ حماه نهبت، وأنّ نائب حلب جلباي لما بلغه ذلك أسرع إلى ديار نعير فنهب وسبا (¬6) حريمه، فعاد نعير إليه فكسره وقتل جماعة منه، وأسر وقتل من نائب حلب نحوا من ماية (¬7). [نيابة غزّة] وفيه قرّر ألطنبغا العثمانيّ في نيابة غزّة بعد موت يلبغا الأشقتمريّ (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «وحرىه». (¬2) في الأصل: «بردعان»، والمثبت عن: السلوك ج 3 ق 2/ 782. (¬3) السلوك، تاريخ ابن خلدون 5/ 504. (¬4) انظر عن (العبدوسي) في: إنباء الغمر 1/ 466 رقم 39، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 498. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 783. (¬6) الصواب: «وسبى». (¬7) تاريخ ابن خلدون 5/ 504، والسلوك ج 3 ق 2/ 783. (¬8) السلوك ج 3 ق 2/ 783.

وفاة أبي يزيد الدوادار

[وفاة أبي يزيد الدوادار] [831]- وفيه مات أبو يزيد من مراد الدوادار (¬1). وكان سبب سعادته اختفاء برقوق عنده في الكائنة التي جرت عليه، فتعهّده (¬2) لما عاد للسلطنة، وترقّى للدوادارية. وكان خيّرا، ديّنا، فقيها على مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه، مشاركا في علوم. [رجب] [تقرير دوادار] وفي رجب استقرّ قلمطاي دوادارا عوضا عن أبي يزيد (¬3). [وفاة الشهاب البلقيني] [832]- وفيه مات الشهاب البلقينيّ (¬4)، أحمد بن إبراهيم الصالحيّ، الحنفيّ. وكان عالما فاضلا، مفتي (¬5)، وناظر (¬6) ماهرا في الفنون، يشار إليه في هذه (. . .) (؟)، عارفا بذلك. [توعّك السلطان] وفيه وعك السلطان واشتدّ به الإسهال الدموي وكثر الإرجاف، ثم عوفي عن قريب، وزيّنت له القاهرة، وركب ونزل وشقّ القاهرة، ودخل لدار أيتمش / 323 / فعاده من مرض (¬7). [القبض على ابن أقبغا آص] وفيه قبض على محمد بن محمد بن أقبغا آص وضرب بالمقارع وسلّم للوالي ثم الأستادار ليصادره على مال كثير، ثم أعيد ضربه بالمقارع، وسلّم للوالي ثانيا، وأمر بأن يستخلص منه مال الفلاّحين، وكانوا شكوه للسلطان (¬8). [شعبان] [وفاة قاضي الحنابلة] [833]- وفي شعبان مات قاضي الحنابلة الشيخ ناصر الدين نصر الله بن ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 792، وإنباء الغمر 1/ 495 رقم 46، تاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 500، 501. (¬2) في الأصل: «مده ىه». (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 783. (¬4) انظر عن (البلقيني) في: إنباء الغمر 1/ 457 رقم 2، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 480. (¬5) الصواب: «مفتيا». (¬6) الصواب: «وناظرا». (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 784. (¬8) السلوك ج 3 ق 2/ 784، وبدائع الزهور ج 3 ق 2/ 458.

وفاة الشمس المقسي

أحمد بن محمد بن أبي الفتح (¬1) بن هاشم الكنانيّ، العسقلاّنيّ. ولي قضاء مصر مدّة سنين. وكان عالما فاضلاف، خيّرا، ديّنا، عفيفا. [وفاة الشمس المقسي] [834]- والشمس المقسي (¬2)، عبد الله القبطيّ، الصاحب، الوزير، أبو الفرج. وكان أسلم وحسن إسلامه، واستدلّ على ذلك محبّة العلم والعلماء وفعل الخير، وتجديد جامع المقس الذي دفن به. ومنها أنّ أمّه ماتت فهرع الناس إلى بابه، فخرج إليهم وقال لهم: إنّ لها أهلا من غير أمّ. [وفاة الشريف البلدي] [835]- وفيه مات السيّد الشريف البلديّ (¬3)، محمد بن علي بن سلم بن حسن بن حمزة الحسنيّ، الأزهريّ، كمال الدين. وكان من أعيان طرابلس، ولّي بها وكالة بيت المال. وهو جدّ أصحابنا بني البلدي بطرابلس، وسيأتون. [قدوم رسل تمرلنك] وفيه قدمت رسل تمرلنك ومعهم مكاتبة على لسان طقطمش خان ملك التتار بدشت قبجاق (¬4). [رمضان] [القبض على منطاش] [836]- وفي رمضان ورد الخبر بالقبض على منطاش، وكان ذلك باجتهاد ¬

(¬1) انظر عن (ابن أبي الفتح) في: السلوك ج 3 ق 2/ 794، 795، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 499، وإنباء الغمر 1/ 466 رقم 40، والدرر الكامنة 4/ 390 رقم 1068، والدليل الشافي 1/ 757 رقم 2579، ونزهة النفوس 1/ 371 رقم 192، والنجوم الزاهرة 12/ 137، ووجيز الكلام 1/ 309 رقم 688، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 458، وشذرات الذهب 6/ 343، والمنهج الأحمد 470، والمقصد الأرشد، رقم 1177، والجوهر المنضد 169، والدر المنضد 2/ 578 رقم 1432، والسحب الوابلة 315. (¬2) انظر عن (المقسي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 793، وإنباء الغمر 1/ 460 رقم 15، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 487، والنجوم الزاهرة 12/ 136، ووجيز الكلام 1/ 309 رقم 691. (¬3) انظر عن (الشريف البلدي) في: إنباء الغمر 1/ 463 رقم 28 وفيه: محمد بن حسن بن سليمان بن حسن بن حمزة الحسني، جمال الدين الطرابلسي»، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 492 وفيه: «محمد بن الحسن بن علي بن الحسن بن حمزة، كمال الدين الحسيني الطرابلسي المعروف بالبلدي، نسبة إلى منكلي بغا البلدي لمباشرته له». (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 785، وإنباء الغمر 1/ 452، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 458.

قضاء الحنابلة

جلبّان نائب حلب، ونزل عند نعير، ولما أحسّ منطاش الشرّ ضرب نفسه بسكين معه ليموت فأدرك وقيّد، وحمل إلى حلب، فسجن بها، فخرج الأمر بإحضاره، ثم عذّب بقلعة حلب، وعصر لتقريره فلم يقرّ بشيء، وذبح بالقلعة، وحملت رأسه إلى القاهرة فطيف بها وعلّقت على باب زويلة أيام (¬1)، ثم أسلم لأمّ ولده فدفنته (¬2). وكان منطاش هذا جريئا (¬3) شجاعا، مسلم الأصل. [قضاء الحنابلة] وفيه قرىء تقليد البرهان بن نصر الله الحنبليّ، وقرّر في القضاء عن أبيه (¬4). [وفاة علاء الدين بن سبع] [837]- وفيه مات الشيخ علاء الدين علي بن محمد المعطي بن سالم بن سبع (¬5)، الفقيه الشافعيّ، بعد ما خرّف، وقارب الماية. [وفاة العلاء بن العطار] [838]- وفيه مات العلاء بن العطّار (¬6)، علي بن محمود بن علي بن محمود بن علي بن محمود الشافعيّ. وكان فاضلا. [مهاجمة الفرنج نستراوه] وفيه هجم الفرنج على نستراوة (¬7) ونهبوا وسبوا وأقاموا أياما (¬8). ¬

(¬1) الصواب: «أياما». (¬2) خبر القبض في: السلوك ج 3 ق 2/ 385، 786، والنفحة المسكية 267، وتاريخ ابن خلدون 5/ 504، 505، والدرّة المضيّة 139، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 470، 471، وتاريخ ابن الفرات ج 9 ق 1/ 340، وإنباء الغمر 1/ 452، والنجوم الزاهرة 12/ 39 - 41، ونزهة النفوس 1/ 360، 361، ووجيز الكلام 1/ 306، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 458 - 460. (¬3) في الأصل: «حرما». (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 786. (¬5) انظر عن (ابن سبع) في: السلوك ج 3 ق 2/ 793، وإنباء الغمر 1/ 461، 462 رقم 19، والدرر الكامنة 3/ 111 رقم 248. (¬6) انظر عن (ابن العطار) في: إنباء الغمر 1/ 462 رقم 21، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 489، 490، والدرر الكامنة 3/ 126، 127 رقم 291. (¬7) نستراوة: بلدة كانت واقعة غربي البرلس على الساحل الرملي الفاصل بين البحر المتوسط وبين بحيرة البرلس التي كانت تسمّى قديما بحيرة نسترو. (القاموس الجغرافي - محمد رمزي ج 1 / ق1/ 459، 460). (¬8) السلوك ج 3 ق 2/ 787.

وفاء النيل

[وفاء النيل] وفيه في سادس عشر مسرى وفاء النيل، ونزل السلطان للكسر (¬1). [وفاة الحافظ ابن رجب الحنبلي] [839]- وفيه / 324 / مات الحافظ بدر الدين [ابن] رجب (¬2) عبد الرحمن بن أحمد بن رجب البغداديّ، الدمشقيّ، الحنبليّ. وكان ماهرا في فنون الحديث وأسماء الرجال، و «شرح الترمذي»، وكان خيّرا ديّنا، ومولده سنة ست وثلاثين وسبعماية. [قدوم رسل دهلك] وفيه قدم رسل صاحب دهلك بهدية للسلطان فيها فيل وزرافة وأشياء أخر (¬3). [شوال] [بدء عمارة الكبش] وفي شوال ابتدأ الناس في العمارة على الكبش ما بين دور الإصطبلات وغيرها (¬4). [وصول رسل صاحب ماردين] وفيه وصل رسول المجاهد عيسى صاحب ماردين يخبر بأنّ تمرلنك ملك أذربيجان وبعث إليه يستدعيه إلى عنده وأنه اعتذر بمشاورة السلطان وبعث إليه بصكة لنقش الدرهم والدينار وخلعة (¬5). [قدوم رسول صاحب بسطام] وفيه قدم رسول صاحب بسطام بأنّ تمرلنك قتل شاه منصور ملك شيراز وبعث ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 787. (¬2) انظر عن (بدر الدين رجب) في: وجيز الكلام 1/ 308 رقم 687، والمنهج الأحمد 470، والمقصد الأرشد رقم 568، والجوهر المنضد 46، والدر المنضد 2/ 79 رقم 1433 وفيه: «عبد الرحمن بن أحمد بن رجب عبد الرحمن بن الحسن بن محمد، ابن أبي البركات مسعود»، والسحب الوابلة 116. وفي الأصل: «رجب بن عبد الرحمن». (¬3) خبر رسل دهلك في: النفحة المسكية 268، وتاريخ ابن الفرات ج 9 ق 1/ 242، 243، والسلوك ج 3 ق 2/ 787، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 472، وإنباء الغمر 1/ 452، ونزهة النفوس 1/ 362. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 787. (¬5) النفحة المسكية 268، 269، وتاريخ ابن الفرات ج 9 ق 1/ 343، والسلوك ج 3 ق 2/ 787، 788، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 472، والنجوم الزاهرة 12/ 43، ونزهة النفوس 1/ 362، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 460، 461.

وفاة العلاء الأقفهسي

برأسه إلى بغداد ومعها خلعة وصكة إلى أحمد بن أويس صاحب بغداد وطمّنه. ثم جاء بغداد على غفلة وملكها. وفرّ أحمد بن أويس قاصدا حلب في جماعة يسيرة من أصحابه وهم عدّة (¬1). [وفاة العلاء الأقفهسي] [840]- وفيه مات العلاء الأقفهسي (¬2)، علي بن محمد بن عبد الرحيم المصريّ، الشافعيّ. وكان ديّنا، وانتفع به جملة من الطلبة. [وفاة ابن الفصيح الهمداني] [841]- وفيه مات ابن الفصيح (¬3) الهمدانيّ، الحنفيّ، الشيخ عبد الرحيم بن أحمد بن علي بن أحمد بن الفصيح الكوفيّ (¬4)، الدمشقيّ. وكان من مسنديها. [المطر الشديد] وفيه عشرينه، ووافق أول توت القبطي، أمطرت السماء مطرا غزيرا حتى سالت منه الأودية والأزقّة، وخاضت الناس في الماء. وعدّ ذاك من النوادر (¬5). [ذو القعدة] [إحضار ابن أويس إلى السلطان] وفيه ورد الخبر بوصول أحمد بن أويس ملك بغداد إلى حلب هو ونعير وأنه يستأذن في حضوره إلى مصر ويشفع في نعير، فجمع السلطان الأمراء واستشارهم في ذلك، ووقع الاتفاق على إحضاره وقبول شفاعته في نعير، وعيّن السلطان من الأمراء إنسان (¬6) ¬

(¬1) خبر رسل بسطام في: النفحة المسكية 269، وتاريخ ابن الفرات ج 9 ق 1/ 343، والسلوك ج 3 ق 2/ 788، 789، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 472، 473، ونزهة النفوس 1/ 363، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 460. (¬2) انظر عن (الأقفهسي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 793، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 489، وإنباء الغمر 1/ 462 رقم 20، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 462. (¬3) انظر عن (ابن الفصيح) في: إنباء الغمر 1/ 461 رقم 17، وفيه: «عبد الرحيم بن أحمد بن عثمان بن إبراهيم بن الفصيح»، والدرر الكامنة 2/ 353 رقم 2384، وفيه: «عبد الرحيم بن أحمد بن علي ابن الفصيح الهمذاني، الكوفي، ثم الدمشقي». (¬4) في الأصل: «العسح الكوىى». (¬5) إنباء الغمر 1/ 452، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 462. (¬6) الصواب: «إنسانا».

وفاة الخطيب ابن جماعة

يقال له أزدمر، وبعث معه ثلاثمائة ألف درهم وألف دينار ذهبا للنفقة على أويس وإحضاره مكرما (¬1). [وفاة الخطيب ابن جماعة] [842]- وفيه مات الخطيب، نجم الدين، محمد بن محمد بن البرهان بن جماعة (¬2). [وفاة الشريشي] [843]- والشيخ المسلّك عبد الرحمن الشريشي (¬3). [إرسال طبيب لمعالجة السلطان العثماني] وفيه قدمت رسل أبي يزيد بن عثمان ملك الروم بهدية سنيّة ومعهم حسام الدين حسن الكجكي الذي كان نائب الكرك، وصار من أمراء مصر، وبعث به السلطان قبل ذلك لابن عثمان، وسأل الرسل السلطان في أن يجهّر طبيبا لابن عثمان لمرض به، فعيّن الطبيب شمس الدين محمد بن محمد الصغير، وبعث معه بكثير من عقاقير وأدوية برسم مرض ابن (¬4) عثمان (¬5). [تخريب تمرلنك بغداد] وفيه ورد الخبر بأنّ تمرلنك لما ملك بغداد أخربها وأهلك أهلها وأفقرهم وأخذ منهم من المال زيادة على الماية ألف ألف وخمسة وثلاثين ألف ألف درهم، وشوى منهم على النار وعذّب الكثير بأنواع من التعذيب والمحن، وأنه قتل في العقوبة زيادة على ثلاثة آلاف نفس، وأنّ صاحب البصرة ورد عليه / 325 / وقابله تمرلنك بالجيوش فقابله وكسر تمرلنك، فأعاد يمدّ إليه العساكر ثانيا فظفر بهم أيضا. ¬

(¬1) خبر ابن أويس في: النفحة المسكية 269، 270، وتاريخ ابن خلدون 5/ 508 و 555، والجوهر الثمين 2/ 288 (و 488)، وتاريخ ابن الفرات ج 9 ق 1/ 347، والسلوك ج 3 ق 2/ 799، 801، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 504 - 506، وإنباء الغمر 1/ 469، ومآثر الإنافة 2/ 190، والمنهل الصافي 3 / ورقة 319، والنجوم الزاهرة 12/ 45 - 48، ووجيز الكلام 1/ 311، ونزهة النفوس 1/ 375، 377، وتاريخ ابن سباط 2/ 744، 745، وتاريخ الأزمنة 329، والتاريخ الغياثي 115 - 117، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 462. (¬2) انظر عن (ابن جماعة) في: السلوك ج 3 ق 2/ 795، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 496 وفيه: «محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن سعد الله ابن جماعة»، وإنباء الغمر 1/ 463 رقم 25 وفيه: «محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة». (¬3) في الأصل: «السريسي»، ولم أجده. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 790.

وفاة الأديب ابن العجمي

وصاحب البصرة، وهو صالح بن جولان (¬1). [وفاة الأديب ابن العجمي] [844]- وفيه مات الأديب، الشاعر زين الدين، أبو بكر بن عثمان بن العجميّ (¬2)، الحلبيّ، زين الدين. ومولده بعد العشرين. [وفاة عمر بن نجم] [845]- وفيه مات الشيخ الصالح، المعتقد، عمر بن نجم بن يعقوب المخزوميّ، البغداديّ، نزيل الخليل. وكان عابدا صالحا، لا يضع جنبه على الأرض. [النداء بالتجهّز لقتال تمرلنك] وفيه نودي بشوارع القاهرة بالتجهيز لقتال تمرلنك فإنّ قصده أخذ البلاد وإهلاك العباد، وهتك الحريم، وقتل الأطفال، فعظم خوف الناس واشتدّ بكاؤهم، وكان يوما من أشنع الأيام (¬3). [إحراق رهبان النصارى] وفيه وقعت بالقدس حادثة غريبة وهي أنّ أربعة من رهبان النصارى خرجوا فدعوا (¬4) الفقهاء لمناظرتهم.، فلما اجتمع الناس لهم أخذوا في الجهر بالسوء من (¬5) القول، وصرّحوا بذمّ ملّة الإسلام والإزراء على القائم بها صلى الله عليه وسلم وأنه كذّاب وساحر، وما الحقّ إلاّ في دين عيسى، فقبض عليهم وقتلوا وأحرقت جثثهم بالنار، وكان لهم يوما مشهودا (¬6). * * * ¬

(¬1) خبر تخريب بغداد في: تاريخ ابن خلدون 5/ 507 و 555، والسلوك ج 3 ق 2/ 790، 791، وإنباء الغمر 1/ 450، 451. (¬2) انظر عن (ابن العجمي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 792، وإنباء الغمر 1/ 467 رقم 43، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 484، والدرر الكامنة 1/ 448 رقم 1198، والدليل الشافي 2/ 817 رقم 2750، والنجوم الزاهرة 12/ 135، ونزهة النفوس 1/ 368 رقم 1182، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 463، 464. (¬3) تاريخ ابن خلدون 5/ 508، والسلوك ج 3 ق 2/ 793، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 463. (¬4) الصواب: «فدعوا» بإثبات الألف في آخره. (¬5) وردت العبارة مشوّشة في الأصل: «أحد في الجهة لو من القول». (¬6) الصواب: «وكان لهم يوم مشهود». والخبر في: السلوك ج 3 ق 2/ 792.

سجن ابن الميلق

[سجن ابن الميلق] وفي هذه السنة أسجن الناصر بن الميلق الشافعيّ، وأعدم ما قرّره تمنتمر في حقّه أحدا من أبناء جنسه ولا غيرهم (¬1). [الحرب بالمدينة الموّرة] وفيها كانت حرب عظيمة بالمدينة الشريفة بين (¬2) أميرها المتصل ثابت بن نعير (¬3)، والمنفصل جمّاز بن هبة، وقتل فيها خلق (¬4). [استقرار السيرامي الحنفي بمشيخة الشيخونية] وفيها استقرّ السيف السيراميّ، الحنفيّ، شيخ البرقوقية في مشيخة الشيخونية على ما بيده من مشيخة البرقوقية، وأمر أن يستنيب في البرقوقية، ويدرّس بالمكانين، وذلك لما كثرت عيّنوا على الجمال القيصري ناظر الجيش وقاضي الحنفية، وعدّ هذا من النوادر (¬5). ¬

(¬1) إنباء الغمر 1/ 454، 455، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 463. (¬2) في الأصل: «من». (¬3) في الأصل: «بابن بن بعر» (مهملة كلها). (¬4) إنباء الغمر 1/ 454. (¬5) إنباء الغمر 1/ 456.

حوادث سنة ست وتسعين وسبعماية

[حوادث] سنة ست وتسعين وسبعماية [المحرّم] [ركوب السلطان للصيد] في محرّم منها ركب السلطان غير ما مرّة للصيد (¬1). [دخول الأكراد في طاعة تمرلنك] وفيه قدم الخبر من صاحب ماردين على يد وزيره بأنّ الأكراد دخلوا في طاعة تمرلنك (¬2). [وفاة ملك المغرب الأقصى] [846]- وفيه مات ملك المغرب الأقصى فاس وتلك النواحي السلطان أبو العباس بن أحمد أبي سالم إبراهيم بن أبي الحسن المرينيّ (¬3). وأقيم بعده ولده أبو فارس عبد العزيز بن أبي العباس (¬4). [هدية تمرلنك للسلطان] وفيه ورد الخبر بوصول رسل تمرلنك بهدية للسلطان، فكتب باستقبالهم وقبلهم فقبلوا، ثم أحضرت هديتهم على يد رسل بعض النواب، فكان فيها تسعة مماليك، فيهم واحد مرقوق، والبقية (¬5) / 326 / من أعيان أهل بغداد، أسرهم وجعلهم عبيدا، فأمر السلطان ناظر الجيش بأن يحسن إليهم ويلبسهم بزيّ الفقراء (¬6). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 796. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 796. (¬3) انظر عن (المريني) في: السلوك ج 3 ق 2/ 853، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 525، 526، وفيه: «أحمد بن إبراهيم بن فارس بن علي بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق»، وإنباء الغمر 1/ 478، 479 رقم 3 وفيه «أحمد بن إبراهيم بن علي بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق»، ومثله في: الدرر الكامنة 1/ 93، 94 رقم 247، والدليل الشافي 1/ 36 رقم 109، والنجوم الزاهرة 12/ 142، والمنهل الصافي 1/ 201 رقم 109، وشذرات الذهب 6/ 345، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 464. (¬4) في الأصل: «أبو فارس عر حرىر». (¬5) كلمة «البقية» مكرّرة. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 797.

صفر

[صفر] [تملّك تمرلنك لتكريت] وفي صفر وصل الخبر بثوران تمرلنك وتملّكه لتكريت وما يليها من الممالك وخراب الكثير من بلاد تلك النواحي وقتل التتار (¬1). [تجهيز أجناد الحلقة] وفيه عرض سودون النائب أجناد الحلقة وأمر من له إقطاع ثقيل بالتجهيز لقتال تمرلنك (¬2). [ركوب السلطان للصيد] وفيه ركب السلطان للصيد غير ما مرة (¬3). [وفاة الشريف الفاسي] [847]- وفيه مات الشريف الفاسي، المكي (¬4)، سبط البهاء بن الضرير محمد بن أحمد بن محمد بن محمد الحسني، المكيّ، المالكيّ. سمع على جماعة وأجاز له آخرين (¬5). وحدّث. ومولده سنة اثنتين وثلاثين وسبعماية. [وفاة صائم الدهر] [848]- ومات صائم الدهر التاج المليجي (¬6) محمد بن محمد. وكان ولي حسبة القاهرة، ونظر الأحباس، وخطابة مدرسة الناصر حسن. وهي بيد ذرّيته إلى الآن. وكان يسرد الصوم دائما مع خير ودين وكثرة نسك. ¬

(¬1) تاريخ ابن خلدون 5/ 508 و 555، إنباء الغمر 1/ 471، 472. (¬2) النفحة المسكية 270، وتاريخ ابن الفرات ج 5 ق 1/ 364، والسلوك ج 3 ق 2/ 799، 801، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 509، ونزهة النفوس 1/ 374. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 797 و 798. (¬4) انظر عن (المكي) في: إنباء الغمر 1/ 482 رقم 18، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 532. (¬5) الصواب: «آخرون». (¬6) انظر عن (المليجي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 821، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 535، وإنباء الغمر 1/ 484 رقم 24، والدليل الشافي 1/ 701 رقم 2395 وفيه «المليحي» بالمهملة، والنجوم الزاهرة 12/ 141، ونزهة النفوس 1/ 395 رقم 206، وشذرات الذهب 6/ 347.

ربيع الأول

[ربيع الأول] [رمي البضائع] وفي ربيع الأول كثرت رمايات البضائع من جهة السلطان على التجّار (¬1). [وفاة الأمير العسقلاني] [849]- وفيه مات الأمين، العسقلانيّ، يحيى بن محمد بن علي الحنبليّ، الكنانيّ (¬2). [استقبال السلطان رسول صاحب بغداد] وفيه وصل السلطان غياث الدين أحمد بن أويس صاحب بغداد بعد أن احتفل السلطان به جدا، وبعث بالأمر إلى لقائه وهيّأ له مبركا على بركة الفيل وما يحتاج إليه. وركب السلطان إلى الريدانية فجلس بالمصطبة بالمطعم، وقد استقبل الأمراء ابن أويس، ولما قرب من السلطان نزل عن المصطبة ومشى إليه خطوات وهرول هو حتى وصل إليه فتعانقا ومنعه من تقبيل يده، ثم تباكيا، وأخذه وصعد إليه إلى المصطبة وتكالما طويلا، ثم أركبه بعد أن خلع عليه خلعة حافلة، وركب وسار إلى جهة القاهرة في موكب حافل حتى وصل معه إلى باب المدرج فسلّم عليه وأشار له بالتوجّه إلى المنزل المعدّ له، فنزل معه الأمراء، وكان له يوما مشهودا (¬3). ثم بعث إليه بمال كثير وبمماليك وجوار وقماش وغير ذلك. ثم حضر الموكب عند السلطان بعد أيام فأكرمه جدا. / 327 / ومدّ له سماطا حافلا، وأشار إليه بأن لا يقعد على السماط كالأمراء. ثم بعد أيام ركب مع السلطان إلى الصيد وعومل معاملة جيدة (¬4). [تجهّز عسكر السلطان] وفيه علّق جاليش عسكر السلطان وأخذ في تجهيز نفسه للسفر لقتال تمرلنك (¬5). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 799، إنباء الغمر 1/ 470. (¬2) انظر عن (الكناني) في: السلوك ج 3 ق 2/ 822، وإنباء الغمر 1/ 485 رقم 28، ووجيز الكلام 1/ 312 رقم 695، والمنهج الأحمد 491، والجوهر المنضد 148، وشذرات الذهب 6/ 347. (¬3) الصواب: «وكان له يوم مشهود». (¬4) خبر الاستقبال في: النفحة المسكية 271، وتاريخ ابن الفرات ج 9 ق 1/ 347، والسلوك ج 3 ق 2/ 799 - 801، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 504 - 506، وإنباء الغمر 1/ 469، والنجوم الزاهرة 12/ 45 - 48، والمنهل الصافي 3/ 319، ووجيز الكلام 1/ 311، ونزهة النفوس 1/ 375 - 377، وتاريخ ابن سباط 2/ 744، 745، وتاريخ الأزمنة 329، والتاريخ الغياثي 115 - 117، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 464، 465. (¬5) تاريخ ابن خلدون 5/ 508، وإنباء الغمر 1/ 469.

هزيمة طلائع التتار

[هزيمة طلائع التتار] وفيه قدم الخبر بأنّ عساكر حلب خرجت إلى جهة الرها وأنهم قابلوا طلائع تمرلنك وهزموهم وأحضروا إلى حلب بماية رأس من التمرية وعدّة من الأسرى (¬1). [تأمين البغال للسفر] وفيه فرض السلطان على مباشري الدولة والأمراء البغال فأخذوا في جمع ذلك (¬2). [ربيع الآخر] [عرض السلاح على السلطان] وفي ربيع الآخر صعد جمال الدين الأستادار بسلاح إلى القلعة على رأس ثمان ماية حمّال وفي جملة ذلك ثلاث ماية لبس للفارس وثلاث ماية لبس للفرس، فعرض ذلك على السلطان (¬3). [وفاة أمير صنهاجة] [850]- وفيه مات سلام بن محمد بن سليمان بن فايد، أمير صنهاجة بالصعيد، المعروف بابن التركية (¬4). [وفاة البرهان الصنهاجي] [851]- والبرهان الصنهاجي (¬5) إبراهيم بن عبد الله بن عمر المالكي. وكان عالما فاضلا، ولي قضاء دمشق غير ما مرة، بغته أجله فجأة. ومولده سنة سبعة عشر (¬6) وسبعماية. [نفقة المماليك للسفر] وفيه ابتدىء بنفقة المماليك السلطانية للسفر ثم على الأمراء، وبلغت النفقة في المماليك خاصة عشرة آلاف ألف درهم فضة (¬7). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 802. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 802، وإنباء الغمر 1/ 469، 470. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 803. (¬4) انظر عن (ابن التركية) في: إنباء الغمر 1/ 480 رقم 12، وتاريخ ابن الفرات ج 9 ق 1/ 391. (¬5) انظر عن (الصنهاجي) في: إنباء الغمر 1/ 477 رقم 2، وفيه: «إبراهيم بن خليل بن خلف بن عمر»، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 524 وفيه «إبراهيم بن محمد بن علي»، والدرر الكامنة 1/ 30 رقم 74 وفيه كما هو مثبت أعلاه، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 466 وفيه: «المنهاجي». (¬6) الصواب: «سنة سبع عشرة». (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 803، إنباء الغمر 1/ 474.

كتاب تمرلنك إلى السلطان

[كتاب تمرلنك إلى السلطان] وفيه وصل كتاب تمر للسلطان وهو يرعد فيه ويبرق، وكان في أوله: {قُلِ اللهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} (¬1)، ثم أطال الكلام ووبّخ وقرّع وخوّف وفزّع، وعدّد مساويء من جملتها أكل الحرام ومال الأيتام وقبول رشوة الحكام، وقتل الشرفاء، إلى غير ذلك من مثالب (¬2). وكتب ابن (¬3) فضل الله جوابه، بدأ في أوله بعد البسملة: {قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ} (¬4). ثم أخذ يعرّض بمثالب ويتهدّد. وقرأ ابن (¬5) فضل الله هذا الكتاب على السلطان بحضور الأمراء فأعجبهم وبعث به إلى تمرلنك (¬6). [عقد السلطان على بنت حسين بن أويس] وفيه عقد السلطان [على] (¬7) تندى خاتون بنت حسين بن أويس / 328 / وهي بنت أخي القان أحمد بن أويس، وبنى عليها من ليلته (¬8). [سفر السلطان] وفيه كان سفر السلطان، وكان لخروجه من القاهرة يوما مشهودا (¬9)، واستصحب معه أحمد بن أويس والخليفة وقضاء القضاة، والسراج البلقيني. ونزل بالريدانية (¬10). ¬

(¬1) سورة الزمر، الآية 46. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 803 - 805، وإنباء الغمر 1/ 474، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 466. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) سورة آل عمران، الآية 26. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 805 - 807. (¬7) إضافة على الأصل. (¬8) السلوك ج 3 ق 2/ 807، إنباء الغمر 1/ 469، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 466. (¬9) الصواب: «يوم مشهود». (¬10) خبر السفر في: النفحة المسكية 272، وتاريخ ابن خلدون 5/ 555، والدرة المضيّة 151 - 157، والسلوك ج 3 ق 2/ 812 و 813، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 508 و 512، وإنباء الغمر 1/ 469 و 471، والنجوم الزاهرة 12/ 48 و 53 - 56، ووجيز الكلام 1/ 311، ونزهة النفوس 1/ 383، 384 و 386 و 388، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 468.

كائنة الشريف العنابي

وولّى بدر الدين أبي (1) البقاء القضاء الشافعية، وصرف المناوي لكونه طلب منه فرض شيء من مال الأيتام، فامتنع وأعطاه أبي (¬1) البقاء نحوا من ستماية ألف درهم، وعوّض أربابها أرضا يستغلّونها إلى الآن، واقترض من المحلّي والخرّوبي ومن مسلم مايتي ألف درهم، وكتب عليه صكّا بذلك ضمنه فيه محمود الأستادار، وكان ذلك بترتيبه (¬2). [كائنة الشريف العنّابي] [وفيه] كائنة الشريف العنّابيّ محمود، نمّ عليه موسى العائديّ (¬3) وهو بالسجن فإنه في قصده القيام لأخذ الملك والخلافة لنفسه وتولية أحمد بن قايماز الأتابكية، فقبض عليه، وآل أمره أن قتل وموسى العائدي (¬4) في آخرين (¬5). [الخطبة للسلطان ببغداد] [وفيه] قدم فرار نعير، وآخر بتملّك نعير بغداد، وأنه خطب بها للسلطان (¬6). [الإحاطة بالجند البطّالين] وفيه قدم قلمطاي الدوادار من الريدانية ونادى بعرض الجند البطّالة فحضروا فأمرهم بأن يحضروا سلاحهم فأحضروه طمعا بأنهم يعطوا نفقة ويخرجوا مع السلطان فأحاط بهم، وفرّ منهم بعض يسير، وقتل ثلاثة وجرح آخرين (¬7)، وسجنوا بخزانة شمائل، وكان لعيالهم عويل وبكاء بالقاهرة، فعدّ من الأيام المهولة (¬8). [نائب الغيبة] [وفيه] قرّر سودون الشيخوني نائب غيبة عن السلطان إلى حين حضوره وخلع عليه (¬9). [انتقال السلطان من الريدانية] [وفيه] انتقل السلطان بالرحيل من الريدانية وكان معه من الدوابّ زيادة على ماية ألف (¬10). ¬

(¬1) الصواب: «أبا». في الموضعين. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 808، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 467، 468. (¬3) في الأصل: «الظاهري»، والمثبت عن السلوك وإنباء الغمر. (¬4) في الأصل: «الداري». (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 809، 810، وإنباء الغمر 1/ 470، 471. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 811. (¬7) الصواب: «وجرح آخرون». (¬8) السلوك ج 3 ق 2/ 810، 811. (¬9) السلوك ج 3 ق 2/ 811، وتاريخ ابن خلدون 5/ 555، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 468. (¬10) السلوك ج 3 ق 2/ 812، وتاريخ ابن خلدون 5/ 555، وفيه: «الزيدانية» بالزاي، وهو تصحيف، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 468.

ترجمة الكلستاني من الفارسية للسلطان

[ترجمة الكلستاني من الفارسية للسلطان] [وفيه] بعث السلطان يطلب الشيخ بدر الدين الكلستاني الحنفي، وكان بالشيخونية، فخاف على نفسه لأنه كان من ألزام ألطنبغا الجوباني، فظنّ سوءا وكان خيرا، وأنه ولي كتابة سرّ مصر عن قريب بدمشق كما سيأتي. وكان السلطان ورد عليه كتاب باللغة الفارسية، فلم يجد من يقرأه، فذكر له الكلستاني، فبعث بطلبه، فلما قرأه أمر كاتب السرّ أن يجهّزه للسفر معه، وكان ذلك سببا لسعادته (¬1). [جمادى الأول] [وصول رسل التتار إلى السلطان] [وفي] جماد الأول وصل رسل طقطمش خان / 329 / ملك التتار بأنه من معيني السلطان على تمرلنك (¬2). [وصول السلطان دمشق] وفيه وصل السلطان إلى دمشق (¬3). [تراجع تمرلنك بسبب سمرقند] وفيه قدم الخبر برجوع تمرلنك خوفا على سمرقند من طقطمش خان، فدقّت البشائر (¬4). [وفاة الشهاب ابن الشاطر] [852]- وفيه مات الأديب الشاعر، الشهاب ابن (¬5) الشاطر (¬6)، أحمد بن عبد (¬7) الهادي بن أحمد. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 813، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 468. (¬2) خبر رسل التتار في: النفحة المسكية 272، والسلوك ج 3 ق 2/ 813، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 512، وإنباء الغمر 1/ 471، والنجوم الزاهرة 12/ 58، ونزهة النفوس 1/ 387، ووجيز الكلام 1/ 311، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 469. (¬3) تاريخ ابن خلدون 5/ 552، السلوك ج 3 ق 2/ 813، وإنباء الغمر 1/ 471 و 475. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 813، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 369. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) انظر عن (ابن الشاطر) في: السلوك ج 3 ق 2/ 820، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 526، والدرر الكامنة 1/ 195 رقم 500، والدليل الشافي 1/ 57 رقم 196 وفيه وفاته سنة 787 هـ‍، وشذرات الذهب 6/ 296. (¬7) في الأصل: «عبيد».

جمادى الآخر

[جمادى الآخر] [رسول السلطان العثماني] وفي جماد الآخر قدم إلى القاهرة رسل السلطان أبو (¬1) يزيد بن عثمان (¬2). [وفاة التكروري الأسود] [853]- وفيه مات الشيخ الصالح المعتقد رشيد التكروري (¬3) الأسود. وكان مقيما بجامع راشدة. [وفاة المحدّث الجندي] [854]- ومات المحدّث ناصر الدين محمد بن مقبل الجندي (¬4)، الظاهري. وكان عارفا بالحديث واشتغل فيه. كان يتظاهر بمذهب أهل الظاهر ولا يتكتّم الاقتداء به. [وفاة الشيخة زينب] [855]- وفيه ماتت الشيخة الصالحة زينب (¬5) بنت أبو (¬6) البركات البغدادية التي إليها ينسب رباط البغدادية بقرب البيبرسية. وكانت صالحة خيّرة، ديّنة، عابدة. نفعت الكثير من النساء بتذكيرها إيّاهنّ في وعظها، وبنت لها الستّ تذكار بنت الظاهر بيبرس الرباط المعروف بها، وصار كالمدرع للنساء الأرامل، ويعرف برواق البغدادية. [رجب] [وفاة ابن المطوّع المصري] [856]- وفي رجب مات المسند كمال الدين المطوّع (¬7)، عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرزاق المصري. ¬

(¬1) الصواب: «أبي». (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 813. (¬3) انظر عن (التكروري) في: السلوك ج 3 ق 2/ 821، وإنباء الغمر 1/ 480 رقم 7 وفيه «راشد بن عبد الله التكروري»، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 529، والدليل الشافي 1/ 303، 304 رقم 1036 وفيه: راشد، ويقال: رشيد، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 470. (¬4) انظر عن (الجندي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 822، وإنباء الغمر 1/ 484 رقم 25، والدليل الشافي 2/ 706 رقم 2414، والنجوم الزاهرة 12/ 142، ونزهة النفوس 1/ 395 رقم 207، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 470. (¬5) انظر عن (زينب) في: السلوك ج 3 ق 2/ 823، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 470، وإنباء الغمر 1/ 480 رقم 11، والنجوم الزاهرة 11/ 142، ووجيز الكلام 1/ 313، 314 رقم 701. (¬6) الصواب: «بنت أبي». (¬7) انظر عن (ابن المطوّع) في: إنباء الغمر 1/ 481 رقم 16 وفيه: «عبد الرزاق بن عبد الله بن عبد الرزاق المصري»، وانظر الحاشية رقم (2).

إمرة نعير على العرب

وله تاريخ في الوقائع التي شاهدها. [إمرة نعير على العرب] وفيه قرّر نعير في إمرة العرب وسارت خلعته وتقليده إليه بذلك (¬1). [توجّه العساكر إلى حلب] وفيه توجّه العساكر من دمشق قاصدة حلب وفيها الأتابك كمشبغا وعدّة من الأمراء (¬2). [شعبان] [تقليد ابن أويس بنيابة بغداد] وفي شعبان خرج القان أحمد بن أويس من دمشق لبغداد بعد أن قام له السلطان بجميع ما يحتاج إليه وخلع عليه وأركبه وأعطاه تقليدا بنيابة بغداد ولم يمكّنه من تقبيل الأرض (¬3). [وفاة صاحب تونس] [857]- وفيه مات صاحب تونس السلطان أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر بن يحيى بن إبراهيم بن يحيى بن عبد الواحد بن عمر بن يحيى بن عمر بن ونودين (¬4) الحفصيّ، الهنتاتيّ، البربريّ. ودامت مملكة تونس في يده زيادة على أربع وعشرين سنة. وملك بعده ولده السلطان الصالح أبو فارس بن عبد الرحمن بن عثمان الذي ملك بعد ذلك زيادة على الخمسين سنة. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 814. (¬2) النفحة المسكية 273، والدرّة المضيّة 160، وتاريخ ابن الفرات ج 9 ق 1/ 382، والسلوك ج 3 ق 2/ 814، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 514، 515، وإنباء الغمر 1/ 475، والنجوم الزاهرة 12/ 59، ووجيز الكلام 1/ 311، ونزهة النفوس 1/ 388، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 469. (¬3) النفحة المسكية 273، السلوك ج 3 ق 2/ 814، تاريخ ابن خلدون 5/ 555، وإنباء الغمر 1/ 475، 476، وتاريخ ابن الفرات ج 9 ق 1/ 383، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 515، 516، الدرّة المضيّة 158، والنجوم الزاهرة 12/ 56، 57، الظفرنامه لنظام الدين شامي (ت 807 هـ‍). نشره فلكس تاور، براغ 1956 - ج 2/ 118، وتاريخ ابن سباط 2/ 745، وتاريخ الأزمنة 330، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 471. (¬4) في الأصل: «بن ونود»، والمثبت عن: النفحة المسكية 273، رقم 102، والسلوك ج 3 ق 2/ 823، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 927، وإنباء الغمر 1/ 476، 477 و 479 رقم 4، والنجوم الزاهرة 12/ 139، والمنهل الصافي 2/ 105 - 108 رقم 267، والدليل الشافي 1/ 76 رقم 265، ووجيز الكلام 1/ 313، والمؤنس في أخبار أفريقيا وتونس لابن أبي دينار 151، وتاريخ الدولتين للزركشي 106، والدرر الكامنة 1/ 273 رقم 659، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 470، وشذرات الذهب 6/ 345.

رمضان

[رمضان] [إخصاب البطيخ] وفي رمضان أخصب البطّيخ العبداللي (¬1) حتى أبيع القنطار بدرهم. [توقف زيادة النيل] [858]- وفيه توقّف النيل عن الزيادة، وقلق الناس (¬2). [شوال] [وفاة البدر ابن فضل الله العمري] [859]- وفي شوال مات البدر بن نصر الله كاتب السرّ محمد بن علي / 330 / بن يحيى بن فضل الله العمريّ (¬3)، العدويّ، المصريّ، الشافعيّ. وكان رئيسا، فاضلا، ناظما، ناثرا، باشر كتابة السرّ نيّفا وعشرين سنة، وعزل ويعود. ومولده قبل الخمسين. ولما مات قرّر السلطان في كتابة السرّ البدر الكلستانيّ (¬4)، وكان معه في سفرته كما تقدّم. [دخول ابن أويس بغداد] وفيه ورد الخبر على السلطان بدخول ابن (¬5) أويس إلى بغداد وتمكّنه من أعوان تمرلنك بعد قتال لهم (¬6). [ورود رسول ابن عثمان إلى السلطان] وفيه ورد رسل ابن (¬7) عثمان على السلطان بأنه جهّز مايتي ألف من العساكر وهو ينتظر ما يرد عليه من السلطان ليعتمده ويعمل به، وقد سيّر (¬8) رسل البرهان صاحب ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 816 وفيه العبدلي، وإنباء الغمر 1/ 476 وفيه العبدلاوي، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 470. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 816، وإنباء الغمر 1/ 476، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 470. (¬3) انظر عن (ابن فضل الله العمري) في: النفحة المسكية 274 رقم 103، وتاريخ ابن الفرات ج 9 ق 1/ 391، 392، والسلوك ج 3 ق 2/ 821، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 533، 534، وإنباء الغمر 1/ 482، 483 رقم 22، والنجوم الزاهرة 12/ 58 و 140، 141، ووجيز الكلام 1/ 312، 313 رقم 697، ونزهة النفوس 1/ 394، 395 رقم 205، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 471. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 816. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 817، وإنباء الغمر 1/ 476، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 471. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) في الأصل: «وقدسر».

ذو القعدة

سيواس أيضا بمثل ذلك، وأنه في طاعة السلطان (¬1). [ذو القعدة] [مسير السلطان إلى حلب] وفي ذي قعدة سار السلطان إلى جهة حلب (¬2). [غلاء الأسعار بمصر] وفيه غلت الأسعار بمصر وخاف الناس القحط لكثرة تشريق الأراضي وعدم زراعتها وشحّوا بالمغلّ واحتاطوا عليه في الخزن (¬3). [وفاة الغباري المالكي] [860]- وفيه مات الغماري (¬4) الفقيه، المالكيّ، أحمد بن يعقوب. وكان فاضلا أفتى ودرّس، وولي أيضا حماة. [مقتل الأمير زكريا الحفصي] [861]- وقتل الأمير زكريا بن أحمد بن أبي بكر الحفصي (¬5)، خوفا من أن يتسلطن بعد أخيه بتونس، وكان قدم إليها في مرض أخيه فخاف عليه وأمره بالإنصراف، وأعاده أبو فارس حتى مات والده وتسلطن فقتله. [ذو الحجة] [نيابة حلب] وفي ذي حجّة وصل الخبر بأنّ السلطان قرّر في نيابة حلب تغري بردي الكمشبغاوي (¬6)، وقرّر جلبان نائبها في إمرة تغري بردي (¬7). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 817، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 471. (¬2) خبر السلطان بحلب في: النفحة المسكية 274، والسلوك ج 3 ق 2/ 817، والدرّة المضيّة 162، وإنباء الغمر 1/ 475، والنجوم الزاهرة 12/ 59، ووجيز الكلام 1/ 311، ونزهة النفوس 1/ 390، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 469. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 818، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 470. (¬4) انظر عن (الغباري) في: بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 471، وإنباء الغمر 1/ 479 رقم 5، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 527، 528، والدرر الكامنة 1/ 338 رقم 839. (¬5) انظر عن (زكريا الحفصي) في: إنباء الغمر 1/ 480 رقم 9، والدرر الكامنة 2/ 113، 114 رقم 1734، وتاريخ الدولتين الموحّدية والحفصية للزركشي 114. (¬6) في الأصل: «اللشغاوي». (¬7) خبر نيابة حلب في: النفحة المسكية 274، والسلوك ج 3 ق 2/ 818، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 522، والنجوم الزاهرة 12/ 59، ونزهة النفوس 1/ 391، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 469.

وفاة رئيس الأطباء

[وفاة رئيس الأطباء] [862]- وفيه مات الرئيس الطبيب العلاء بن صغير (¬1) علي بن عبد الواحد بن علي رئيس الأطباء. وكان فاضلا، دربا، صائب الحدس. [تعيين نواب وقضاة] وفيه تعيّن نائب طرابلس، ونائب صفد، وقاضي الشافعية، والحنفية بدمشق (¬2). * * * [وفاة السلطان مراد العثماني] [863]- وفي هذه السنة مات السلطان مراد (¬3) بن أردخان بن علي الدرم بن عثمان بن سلمان بن عثمان التركماني، ملك الروم. استشهد في حرب بينه وبين الكفّار. قال الحافظ (¬4): ويقال إنّ أصله من عرب الحجاز، وأنّ سلمان أول من نبه منهم، وأنّ ابنه عثمان فتح برصا / 331 / بعده واستوطنها في حدود الثلاثين وسبعماية. ثم مات فقام ابنه أردم علي، وأدلّ على أبيه في الجهاد، وقرّب العلماء، وأنشأ المدارس والزوايا والخوانق، ثم مات فملك ابنه أردخان، ومات، فملك ابن (¬5) أخيه هذا وهو أول من ركب البحر منهم ونازل ما وراء خليج القسطنطينية وأذلّ الكفرة، ونشر العدل، واتسعت مملكته واستشهد، وكان عهد لابنه يلدرم بالدية، وجرت أمور بعده. ¬

(¬1) انظر عن (ابن صغير) في: السلوك ج 3 ق 2/ 821، وإنباء الغمر 1/ 481، و 482 رقم 17، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 530، والدرر الكامنة 3/ 79، 80 رقم 165، ووجيز الكلام 1/ 312 رقم 696، والنجوم الزاهرة 12/ 140، والدليل الشافي 1/ 462 رقم 1602، وشذرات الذهب 6/ 346، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 471، والمنهل الصافي 8/ 103 رقم 1609. (¬2) النفحة المسكية 275، والسلوك ج 3 ق 2/ 818، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 522، وإنباء الغمر 1/ 476، والنجوم الزاهرة 12/ 59، ونزهة النفوس 1/ 391، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 469. (¬3) انظر عن (السلطان مراد) في: إنباء الغمر 1/ 484، 485 رقم 27، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 536، ووجيز الكلام 1/ 313 رقم 698. (¬4) أي الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتاب: إنباء الغمر 1/ 484. (¬5) في الأصل: «فملك بن».

حوادث سنة سبع وتسعين وسبعماية

[حوادث] سنة سبع وتسعين وسبعماية [المحرّم] [وصول ثقل الأستادار] في محرّم وصل ثقل محمود الأستادار من الشام (¬1). [نيابة ملطية] ووصل الخبر باستقرار دقماق في نيابة ملطية. ودقماق هذا هو مولى الأشرف برسباي بعث به بعد ذلك في هدية إلى السلطان (¬2). [القبض على أمراء بحلب] وفيه ورد الخبر بأنّ السلطان قبض على جماعة من أمراء حلب وابن مهنّا من العرب خرجوا عن الطاعة (¬3). [قصد السلطان القاهرة] وفيه وردت الأخبار بدخول السلطان دمشق ثم خروجه منها قاصدا مصر (¬4). [وفاة العزّ، نائب كاتب السرّ] [864]- وفيه مات العزّ بن فضل الله، حمزة (¬5)، نائب كاتب السرّ. وكان فاضلا، نبيها، رئيسا، وعيّن لكتابة السرّ بعد أخيه فتمرّض ومات بعده بيسير. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 824، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 472. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 824. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 824. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 824، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 472. (¬5) انظر عن (حمزة) في: السلوك ج 3 ق 2/ 844 وهو: حمزة بن علي بن يحيى بن فضل الله العمري، وإنباء الغمر 1/ 498، 499 رقم 16، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 562، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 472، والنفحة المسكية، رقم 109، وتاريخ ابن الفرات ج 9 ق 2/ 4109، ونزهة النفوس 1/ 437 رقم 219.

وفاة الشريف البعلي

وفيهما يقول عيسى بن حجّاج (¬1). وأخذ منه (¬2) الحافظ ابن (¬3) إجازة عن المذكور (¬4): قضى البدر بن فضل الله نحبا ... ومات أخوه حمزة بعد شهر ولا تعجب لذا الأجلين يوما ... فحمزة مات حقّا بعد بدر (¬5) [وفاة الشريف البعلي] [865]- ومات السيّد الشريف، البعليّ (¬6)، سعيد بن نصر الله بن علي الدمشقيّ، الحنبليّ. وكان من فقهاء دمشق وقدّمناهم. [وصول الحاج] وفيه وصل الحاج وهم كثيرون (¬7) الثناء على أميرهم قديد (¬8). [صفر] [دخول السراج البلقيني القاهرة] وفي صفر دخل شيخ الإسلام السراج البلقيني إلى القاهرة (¬9). ثم وصل حريم السلطان مع الطواشي بهادر المقدّم وفيه عدّة من جواري تلك البلاد ونواحيها من الأبكار وغيرهنّ ليختار بينهنّ السلطان من يعقد عليها (¬10). ثم قدم محمود الأستادار، وكان له يوما مشهودا (¬11)، فرشت فيه شقق الحرير تحت رجلي فرسه، وأوقدت له الشموع (¬12). ¬

(¬1) في الأصل: «عوبس العاليه». والمثبت عن إنباء الغمر. (¬2) في الأصل: «السد». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) هكذا وردت العبارة مقحمة مشوّشة. (¬5) البيتان في إنباء الغمر 1/ 498. (¬6) انظر عن (البعلي) في: إنباء الغمر 1/ 499 رقم 19 وفيه «سعيد بن عمر بن علي الشريف البعلي، الحنبلي»، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 563 وفيه: «سعد بن نصر بن علي»، وشذرات الذهب 6/ 348، والجوهر المنضد 43 رقم 51 وفيه وفاته سنة 777 وهو غلط. ولهذا قال محقّقه: «لم يذكره ابن قاضي شهبة ولم أقف على أخباره»، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 2/ 119 رقم 423، والسحب الوابلة 171 رقم 256 وفيه وفاته سنة 897 هـ‍. (¬7) الصواب: «وهم كثيرو». (¬8) السلوك ج 3 ق 2/ 825، إنباء الغمر 1/ 486. (¬9) السلوك ج 3 ق 2/ 825، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 472. (¬10) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 472. (¬11) الصواب: «وكان له يوم مشهود». (¬12) السلوك ج 3 ق 2/ 825، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 472.

ظلم المباشرين والغلاء

[ظلم المباشرين والغلاء] / 332 / وفيه زاد ظلم المباشرين بالرمايات وكان الغلاء موجودا فانحلّ فيه السعر شيئا (¬1). [وفاة الغياث الواسطي] [866]- ومات العلاّمة الغياث محمد بن محمد بن عبد الله بن علي بن حمّاد بن ثابت الواسطيّ (¬2)، البغداديّ، الشافعيّ، ودرّس [ب‍] ‍المستنصرية هناك. وكان إليه انتهت رياسة مذهبه ببغداد، وجرت عليه أمور في فتنة تمرلنك، وقدم هذه البلاد وحجّ ثم عاد إلى بغداد مع ابن أويس. وذكر بعضهم وفاته في ربيع الآخر من هذه السنة. [الخروج للقاء السلطان] وفيه نودي بالخروج إلى لقاء السلطان (¬3). [القبض على نائب حلب] وورد الخبر بأن السلطان قبض على كمشبغا نائب حلب وبعث به إلى دمياط (¬4). [صعود السلطان إلى قلعته] وفيه قدم السلطان وصعد إلى قلعته، وكان له يوما مشهودا (¬5). [تزايد الغلاء] وأخذ الغلاء في التزايد من يوم دخوله القاهرة، وكان العوامّ قد لهجوا قبل مجيئه بقولهم: لو جاء السلطان لوقع الرخاء، فأكذبهم الله تعالى وأخلف ظنّهم لكونهم تعلّقوا بشيء فوكّلوا إليه. وفيه وقع وباء وتزايد الظلم وتوقّفت أحوال الناس من قلّة المكاسب (¬6). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 826، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 473، وإنباء الغمر 1/ 486. (¬2) انظر عن (الغياث الواسطي) في: النفحة المسكية 280 رقم 110، والسلوك ج 3 ق 2/ 846، وإنباء الغمر 1/ 504، 506 رقم 42، والدرر الكامنة 4/ 314، ووجيز الكلام 1/ 317 رقم 705، ونزهة النفوس 1/ 419 رقم 231، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 473، وشذرات الذهب 6/ 350. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 825. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 825. (¬5) الصواب: «وكان له يوم مشهود». والخبر في النفحة المسكية 276، السلوك ج 3 ق 2/ 825، وإنباء الغمر 1/ 486. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 825، 826.

استعفاء سودون من النيابة

[استعفاء سودون من النيابة] وفيه استعفى سودون الشيخوني من النيابة لكبر سنّه فأعفي وأنعم عليه بما يقوم به ويقيم بداره (¬1). [إحداث شراب التمربغاوي] وفيه أحدث تمربغا المنجكي شرابا من الزبيب يعرف الآن بالتمربغاوي، وله إسكار. وأقبل السلطان على الشرب منه مع الأمراء، ولم يكن يعرف منه تعاطي المسكر قبل ذلك (¬2). [تقرير وظائف] وفيه قرّر نوروز الحافظي في تقدمة ألف، وشيخ المحمودي الذي ولي السلطنة فيما بعد في إمرة طبلخاناة. وقرّر علاء الدين الطبلاوي حاجبا مضافا لما بيده من ولاية الشرطة، وأخذ أمره في الإزدياد (¬3). [ربيع الأول] [كائنة الشيخ القرماني] وفي ربيع الأول كائنة الشيخ مصطفى القرماني، الحلبيّ، شارح «مقدّمة أبي الليث»، تعصّب عليه بعض ونسب إلى تكفير في مسألة قالها في شرحه المذكور، وآل أمره إلى أن عوقب (¬4) وحكم بإسلامه وحقن دمه (¬5). [أخذ طقطمش بلادا من التتار] [وفيه] قدم الخبر على البريد بأنّ طقطمش خان ملك التتار أخذ الكثير من بلاد تمرلنك (¬6). [الوباء ببغداد] وأنه حدث ببغداد وباء، وارتحل ابن أويس منها إلى الحلّة (¬7). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 827، وإنباء الغمر 1/ 487. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 826، وإنباء الغمر 1/ 487، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 473. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 827، وإنباء الغمر 1/ 487، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 473. (¬4) في الأصل: «عومي». (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 828، وإنباء الغمر 1/ 488، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 473. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 829، وإنباء الغمر 1/ 489. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 829، وإنباء الغمر 1/ 488.

وفاة صدر الدين التبريزي

[وفاة صدر الدين التبريزي] [867]- ومات فيه رئيس الأطبّاء صدر الدين بديع بن نفيس (¬1) الإسرائيلي، التبريزي. وكان شريكا لابن صغير. [تقادم العربان للسلطان] [وفيه] وصل مبارك شاه نائب الوجه القبلي ومعه أمراء عربان (¬2) الوجه القبلي، وهم أبو (¬3) بكر بن الأحدب ابن عرك بالأشمونين، وعمر بن عبد العزيز أمير هوارة، / 333 / وعلي بن غريب أمير هوارة أيضا، ومعهم تقادم للسلطان (¬4). [تنكّر السلطان على الأستادار] وفيه كانت بداية تنكّر السلطان على الجمال محمود الأستادار، وكاد أن يبطش به، وآل أمره إلى حمل ماية وخمسين ألف دينار. ثم تسلسل الأمر عليه بعد ذلك فيما بعد هذا الشهر وجرت عليه محن، وأخذ منه أموالا لا تحدّ ولا تحصى، ولو ذكرنا جرياتها لطال المجال، بل لا يكاد أن يصدّق وإيّاه، أو كان أكثر المحطّين عليه كاتبه الذي أنشاه وربّاه، وهو سعد الدين بن غراب، وكان فعله ذلك أول بداية ظهوره (¬5). [ربيع الآخر] [ضرب الأستادار] وفي ربيع الآخر ضرب السلطان محمود الأستادار لتأخّره الكسوة عن عادتها (¬6). [وفاة معروف الحموي] [868]- وفيه مات معروف بن إسماعيل (¬7) بن إبراهيم الحمويّ. ¬

(¬1) انظر عن (ابن نفيس) في: السلوك ج 3 ق 2/ 844، وإنباء الغمر 1/ 497 رقم 11، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 562، والدرر الكامنة 1/ 472 رقم 1275، والدليل الشافي 1/ 183 رقم 643، والنجوم الزاهرة 12/ 144، والمنهل الصافي 3/ 244، 245 رقم 644، وذيل عيون الأنباء 151. (¬2) في السلوك: «عرك». (¬3) في الأصل: «وهم ابن بكر». (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 829. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 829، وإنباء الغمر 1/ 489. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 830. (¬7) لم أجد له ترجمة.

قدوم ابن جلال الدين إلى السلطان

[قدوم ابن جلال الدين إلى السلطان] وفيه قدم إلى القاهرة سلطان ولد بن جلال الدين شيخ حسين (¬1) بن أويس، وكان قدم مع عمّه أحمد بن أويس فخرج معه بعد ما حمله الخوف من عمّه فخرج (¬2) إلى القدس وزار وعاد إلى القاهرة، فأكرمه السلطان ووعده بإمرة، ثم طلّق ابنة عمّه تنغدو وأمره بزواجها، ثم انقضت عدّتها من السلطان فتزوجها، وقرّره السلطان بعد ذلك في إمرة عشرة (¬3). وكان السلطان ولد هذا من الأكابر والعلماء، وله نظم بالفارسية رائق، وفنونه مشهور من العجم. [جمادى الأول] [إلزام الأمراء بخيول البريد] وفي جماد الأول اعتنى (¬4) السلطان بشأن خيول البريد وألزم الأمراء بها فجبيت وهيّئت إلى المراكز (¬5). [وفاة الناصر بن الميلق] [869]- ومات فيه الناصر بن الميلق (¬6)، قاضي القضاة، محمد بن عبد الدائم بن محمد بن سلام الشاذليّ، الشافعيّ. كان عالما، فاضلا، واعظا، مذكّرا، ناظما، ناثرا. ولي قضاء مصر وعزل ونكب وأغرم مالا كثيرا ظلما وأعيدت عنه. [وفاة الشمس الأقصرائي] [870]- وفيه مات الشمس الأقصرائيّ (¬7)، محمد بن إبراهيم بن أحمد الحنفيّ، شيخ المدرسة الأيتمشيّة. وهو والد شيخنا العلاّمة الأمين الأقصرائيّ، رحمه الله. ¬

(¬1) في إنباء الغمر 1/ 491 «حسن». (¬2) في الأصل: «ففرح». (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 832، إنباء الغمر 1/ 491. (¬4) في الأصل: «أعني». (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 833. (¬6) انظر عن (ابن الميلق) في: النفحة المسكية 280، رقم 108، والسلوك ج 3 ق 2/ 846، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 568، 569، وإنباء الغمر 1/ 503 رقم 37، والدرر الكامنة 3/ 494، 495 رقم 1331، ووجيز الكلام 1/ 315، 316 رقم 702، ونزهة النفوس 1/ 419 رقم 230، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 473، وشذرات الذهب 6/ 351. (¬7) انظر عن (الأقصرائي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 847، ووجيز الكلام 1/ 318 رقم 709، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 474، والدليل الشافي 1/ 574، 575 رقم 1974، والنجوم الزاهرة 12/ 149، وشذرات الذهب 6/ 352.

جمادى الآخر

[جمادى الآخر] [هزيمة التركمان نعيرا] وفي جماد الآخر قدم البريد بمحاربة التركمان نعيرا وهزيمته وقتل جموعاته (¬1). [وفاة المغربي البجائي] [871]- وفيه مات الشيخ الصالح، المعتقد أبو بكر المغربيّ، البجائيّ (¬2)، المجذوب. وهو أحد من أوصى الظاهر أن يدفن تحت أرجلهم. وكانت له جنازة حافلة جدا بالخلائق. شبّهت ليوم العيد أو الاستسقاء. [وفاة شمس الدين بن المطرّز] [872]- والمسند شمس الدين بن المطرّز (¬3)، محمد بن أحمد بن أحمد بن علي بن عبدي المصريّ. ومولده في سنة عشر وسبعماية تخمينا. [وصول رسل صاحب ماردين] وفيه وصل رسل صاحب ماردين فجهّز له تقليد / 334 / بنيابتها وخلعة سنية بما يلائمها من سيف وعنبرته (¬4) ومنديل زركش (¬5). [نظر خانقاه سيد السعداء] وفيه قرّر يلبغا السالميّ في نظر خانقاه سعيد السعداء وأخذ يعمل فيها بشرط الواقف، فأخرج منها أرباب الأموال، وزاد الفقراء المحرومين في معاليمهم، وجرت أمور يطول ذكرها (¬6). [رجب] [كائنة الشيخ العبادي] وفي رجب كائنة الشيخ شهاب العبادي مع يلبغا السالمي، وهي مشهورة (¬7). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 833، وإنباء الغمر 1/ 490. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 844، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 474. (¬3) انظر عن (ابن المطرّز) في: السلوك ج 3 ق 2/ 847، 848. (¬4) هكذا في الأصل. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 833، وإنباء الغمر 1/ 490. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 834، وإنباء الغمر 1/ 392، 493. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 834 - 837.

وفاة النور الهوريني

[وفاة النور الهوريني] [873]- وفيه مات النور الهورينيّ (¬1)، علي بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن، شيخ الخانقاه القوصونية. [وفاة علاء الدين الحنفي] [874]- والشيخ علاء الدين، علي بن محمد بن الركاب (¬2) الحنفيّ، وكان من أهل العلم والفضل. [وفاة الحريري الحنفي] [875]- وفيه مات محمد بن علي بن صلاح الحريري (¬3)، الحنفيّ، إمام الصرغتمشية. وكان من أهل العلم والفضل، عارفا بالفقه والحديث والقراءآت، وأخذ عن القوام الأتقاني وغيره. [شعبان] [إقامة الخدمة بدار العدل] وفيه، شعبان، أقيمت الخدمة بدار العدل الإيوان الأعظم، وكان له زيادة على شهر ونصف معطّلا من الخدمة (¬4). [قضاء الشافعية بمصر] وفيه أعيد الصدر المناوي إلى القضاء الشافعية، وصرف أبي (¬5) البقاء، وأعاد السلطان ما كان أفرضه من مال الأيتام، وهو مبلغ ألف ألف درهم ومائة ألف درهم، وجهّز ألف درهم لمودع مصر والشام (¬6). ¬

(¬1) في الأصل: «السهورمي». والتصحيح من: السلوك ج 3 ق 2/ 845، ووجيز الكلام 1/ 317، 318 رقم 706، وشذرات الذهب 6/ 350، وإنباء الغمر 1/ 500، 501 رقم 26، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 564. (¬2) انظر عن (ابن الركاب) في: السلوك ج 3 ق 2/ 845، وإنباء الغمر 1/ 501 رقم 29. (¬3) انظر عن (الحريري) في: السلوك ج 3 ق 2/ 846، 847، وإنباء الغمر 1/ 504 رقم 39، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 569، 570، والدرر الكامنة 4/ 66 رقم 189، وذيل التقييد 1/ 180 رقم 328، وغاية النهاية 2/ 203، والدليل الشافي 2/ 662، 663 رقم 2276، والنجوم الزاهرة 12/ 148، ووجيز الكلام 1/ 318 رقم 707، وشذرات الذهب 6/ 351. (¬4) خبر الخدمة في: السلوك ج 3 ق 2/ 837، وإنباء الغمر 1/ 493. (¬5) الصواب: «وصرف أبو». (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 838، وإنباء الغمر 1/ 493.

رمضان

[رمضان] [الخلاف بين الأمير محمود وكاتبه] وفي رمضان صعد نور الدين بن غراب كاتب محمود إلى السلطان وهو شاب، أخذها نحو العشرين سنة أو زيادة عليها، فخلى (¬1) به وتكلّم في حق محمود ثانيا، وكان سببا لمصادراته والاستيلاء على الأموال الطائلة، بل سببا لموته (¬2). [وفاة ابن الأشرف شعبان] [876]- وفيه مات إسماعيل بن الأشرف شعبان (¬3) بن حسين. [وفاة السملوطي المالكي] [877]- والشيخ المعتقد محمد بن أبي محمد السملّوطيّ (¬4)، المالكيّ. [وفاة الشمس القدسي] [878]- والشمس القدسيّ نزيل جامع المقس (¬5)، محمد بن أبي بكر بن (¬6) يعقوب. وكان صالحا، عالما، وله التصنيف. [شوال] [حكم السلطان بين الناس] وفي شوال ابتدأ السلطان بالحكم بين الناس بالإصطبل في يومي السبت والثلاثاء. وكانت عادته أن يجلس في يومي الأحد والأربعاء، فجعلهما للشرب مع الأمراء، واستمرّ ذلك إلى يومنا هذا عند السلاطين - أعني جلوسهم للأحكام في السبت والثلاثاء (¬7) -. ¬

(¬1) الصواب: «فخلا». (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 839، 840. (¬3) انظر عن (إسماعيل بن شعبان) في: النفحة المسكية 279، رقم 106، والسلوك ج 3 ق 2/ 844، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 561، وإنباء الغمر 1/ 497 رقم 9، والدرر الكامنة 1/ 367 رقم 929، والمنهل الصافي 2/ 393، 394 رقم 431، والدليل الشافي 1/ 123 رقم 430، وفيه مات سنة 795 هـ‍، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 474. (¬4) انظر عن (السملوطي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 847، وإنباء الغمر 1/ 506 رقم 44. (¬5) في الأصل: «جامع المقيسي». (¬6) في الأصل: «ابن». وانظر عنه في: السلوك ج 3 ق 2/ 847، وإنباء الغمر 1/ 506 رقم 44 وفيه: «محمد بن أبي يعقوب المقدسي، شمس الدين نزيل جامع المقسي»، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 474. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 840، وإنباء الغمر 1/ 489، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 474.

وفاة أبي بكر الموصلي

[وفاة أبي بكر الموصلي] [879]- وفيه مات الشيخ الصالح، العالم، أبو بكر الموصليّ (¬1)، نزيل دمشق. / 335 / وهو مشهور، زاره السلطان بداره لما دخل القدس وأعطاه مالا فلم يقبله. [إمارة الحاج] وفيه سار ناصر الدين محمد بن جمق ابن (¬2) الأتابك أيتمش أميرا على الحاج وكان لخروجه يوما مشهودا (¬3). [وفاة الجندي عالم نابلس] [880]- وفيه مات عالم نابلس الشيخ، شمس الدين، محمد بن عبد القادر (¬4) بن عثمان بن عبد الرحمن بن أحمد الجنديّ، وقد اختلط. [مقتل أمير مكة] [881]- وفيه قتل الشريف علي بن عجلان أمير مكة في حرب كانت بين بني حسن وقوّاد مكة ببطن مرّ، امتنع القوّاد بمكة وصدّوا عنها بني حسن (¬5). [ذو القعدة] [إمرة ابن عجلان على مكة] وفي ذي قعدة قرّر حسن بن عجلان على إمرة مكة بعد أن فرج (¬6) عنه السلطان، وعيّن معه يلبغا السالمي لتقليده، وساروا (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (الموصلي) في: إنباء الغمر 1/ 497 رقم 13، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 559، 560. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) الصواب: «يوم مشهود». والخبر في: السلوك ج 3 ق 2/ 841، وإنباء الغمر 1/ 494. (¬4) في الأصل: «عبد الهادي» والتصحيح من: إنباء الغمر 1/ 503 رقم 38. (¬5) خبر مقتل أمير مكة في: النفحة المسكية، رقم 107، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) 2/ 328، 329، والسلوك ج 3 ق 2/ 845، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 563، 564، وطبقات الشافعية، له 3/ 320، 321 رقم 701، وإنباء الغمر 1/ 501 رقم 28، والنجوم الزاهرة 12/ 144، 145، ووجيز الكلام 1/ 319 رقم 714، ونزهة النفوس 1 ج 417 رقم 226، وشذرات الذهب 6/ 350، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 475، وهدية العارفين 2/ 175، وتاريخ الأدب العربي 2/ 119، وذيله 2/ 148، والأعلام 7/ 59، ومعجم المؤلفين 10/ 131. (¬6) الصواب: «أفرج». (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 841.

عيادة السلطان أستاداره

[عيادة السلطان أستاداره] وفيه نزل السلطان لعيادة محمود الأستادار في مرضه (¬1). [وفاة البرهان الآمدي] [882]- وفيه مات البرهان الآمدي (¬2) إبراهيم بن داود الدمشقيّ، نزيل القاهرة، أحد أصحاب ابن تيمية. وكان أسلم على يده وهو دون البلوغ، وأخذ عن أصحابه، وسمع الحديث. وكان حنبليّ الأصول، شافعيّ الفروع، عالما، ديّنا، خيّرا. [ذو الحجة] [قدوم طولو من علي باشاه من الرسلية إلى طقطمش] وفي ذي حجّة، فيه قدم طولو من علي باشاه، وكان بعث به السلطان في الرسلية إلى طقطمش خان ملك التتار للاتفاق معه على محاربة تمرلنك، ووقع منه الاتفاق، وبينا هو في أثناء ذلك إذ طرقه تمرلنك، ووقع بينهما حروب كثيرة انهزم فيه (¬3) طقطمش، ومرّ إلى بلاد الأروس (¬4)، وملك تمرلنك بلاده والكفار (¬5) والقرم، وفرّ طولوا هذا بعد أشياء جرت عليه حتى توصّل إلى القاهرة (¬6). [وفاة الشريف ابن عدنان الحسيني] [883]- ومات فيه الشريف ابن (¬7) عدنان شهاب الدين إبراهيم بن عدنان بن جعفر بن محمد بن عدنان الحسيني (¬8)، الدمشقي، نقيب الأشراف (¬9) بدمشق. وكان رئيسا. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 841. (¬2) انظر عن (الآمدي) في: إنباء الغمر 1/ 496 رقم 1، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 475، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 558، والدرر الكامنة 1/ 25، 26 رقم 61، والسلوك ج 3 ق 2/ 844، وذيل التقييد 1/ 425، 426 رقم 834. (¬3) الصواب: «انهزم فيها». (¬4) الصواب: «بلاد الروس». (¬5) الكفا: بالفتح. فرضة القرم. تقع على الساحل الغربي لبحر ينطش (البحر الأسود) في مقابلة طرابزون. (تقويم البلدان 33 و 200 و 214). (¬6) خبر طولوفي: السلوك ج 3 ق 2/ 842، 843، وإنباء الغمر 1/ 491، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 476. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) انظر عن (الحسيني) في: إنباء الغمر 1/ 496 رقم 2، وبدائع الزهور ج 1 ق 3/ 476. (¬9) في الأصل: «عد سراف».

وفاة ابن الظاهر برقوق

[وفاة ابن الظاهر برقوق] [884]- وناصر الدين محمد بن الظاهر برقوق (¬1)، وأسف عليه جدّا. [مبشّر الحاج] وفيه قدم المبشّر من الحجاز وأخبر بالأمن والسلامة (¬2). * * * [الحرب بين النصارى وصاحب غرناطة] وفي هذه السنة وقعت حرب بين الكفّار وصاحب غرناطة بالأندلس، نصر الله فيها المسلمين (¬3). [الخلف بين ملوك الروم] وفيه وقع الخلف بين ملوك الروم لما تسلطن يلدرم مع بايزيد، وجرت أمور آلت إلى نصرة أبي يزيد لقوّة ملكه لتقدمة أبيه له بذلك قبل موته، فإنه كان عظيما حتى خافه الملوك النائية عنه وكاتبوه وهادنوه. قال الحافظ ابن (¬4) حجر (¬5): حتى كان الظاهر يخاف من غائلته، ويقول: لا أخاف من اللنك فإنّ كل أحد يساعدني عليه، / 336 / وأنا أخاف مراد بن عثمان. قال: وسمعت ابن (¬6) خلدون مرارا يقول: لا نخشى على ملك مصر إلاّ من [ابن] عثمان (¬7). وكان الوالد يذكر لنا عن أبيه، عن بعض أخصّاء الظاهر برقوق أنّ بعض المنجّمين ذكر له أنّ الذي يراه في صناعته أنّ إنسانا يقال له يلدرم واسمه أبو يزيد من بني عثمان يثور بملك مصر. فلما مات مراد واستقرّ يلدرم كان الظاهر يخشاه أيضا ويتوهّم منه كثيرا، ويحدّث أخصّاؤه (¬8) بذلك، ولا يزال يلهج إليهم بذكره (¬9). ¬

(¬1) انظر عن (ابن برقوق) في: إنباء الغمر 1/ 503 رقم 36، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 567، والنجوم الزاهرة 12/ 145، ووجيز الكلام 1/ 320 رقم 715، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 475، والدليل الشافي 2/ 608 رقم 2087، والسلوك ج 3 ق 2/ 846. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 843. (¬3) إنباء الغمر 1/ 490، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 476. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في إنباء الغمر 1/ 490. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) إنباء الغمر 1/ 492 والإضافة منه. وفيه: «ما يخشى». (¬8) الصواب: «ويحدّث أخصّاءه». (¬9) يروي المؤلّف - رحمه الله - هنا عن أبيه غرس الدين خليل بن شاهين، عن جدّه شاهين.

حوادث سنة ثمان وتسعين وسبعماية

[حوادث] سنة ثمان وتسعين وسبعماية [المحرّم] [انحطاط السعر وارتفاعه] استهلّت وقد انحطّ السعر في محرّم منها شيئا، ثم عاد ارتفاعه (¬1). [وقف المدرسة الظاهرية] وفيه غيّر السلطان كتاب وقف مدرسته، ثم قرّر قلمطاي الدوادار في نظرها (¬2). [ثبات النيل] وفيه في أثناء هاتور كان النيل ثابتا على نحو التسعة عشر ذراعا، وعدّ من نوادر أحوال النيل (¬3). [صفر] [نيابة الوجه البحري] وفي صفر أبطل السلطان كشف الوجه البحري وصيّره نيابة بتقدمة ألف قرّر فيها يلبغا الأحمدي المجنون (¬4). [وفاة شيخ الإقراء بمصر] [885]- وفيه مات شيخ الإقراء بمصر ابن (¬5) الركن البيسريّ (¬6)، الجنديّ، شهاب الدين أحمد بن محمد بن محمد بن بيبرس الحنفيّ. ¬

(¬1) خبر السعر في: السلوك ج 3 ق 2/ 849، وإنباء الغمر 1/ 507. (¬2) خبر الوقف في: السلوك ج 3 ق 2/ 849، وإنباء الغمر 1/ 508. (¬3) خبر النيل في: السلوك ج 3 ق 2/ 849، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 476. (¬4) خبر النيابة في: السلوك ج 3 ق 2/ 850، وإنباء الغمر 1/ 508. (¬5) في الأصل: «ابن». (¬6) انظر عن (البيسري) في: السلوك ج 3 ق 2/ 863، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 593، وإنباء الغمر 1/ 514 رقم 7، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 477.

وفاة التقي ابن الواسطي

وكان عارفا بالقراءآت، ماهرا في الميقات. وله فضل غزير. ومولده سنة ثلاث وستين وستماية. [وفاة التقيّ ابن الواسطي] [886]- والتقيّ ابن (¬1) الواسطيّ (¬2) عبد الرحمن بن أحمد بن علي البغدادي، المقريء أيضا. وكان عارفا بالقراءآت والميقات أيضا. [نكبة الأستادار محمود] وفيه نكب محمود النكبة الكبرى واستئصل ماله، واستولى السلطان على أشياء كثيرة، يقال إنّ جملة ما أخذ له نيّفا (¬3) عن ألف ألف مرتين دينارا (¬4). [وفاة الأمين الوزير التركماني] [887]- وفيه مات الأمين، الوزير، الصاحب، ناصر الدين محمد بن رجب بن محمد بن كلفت (¬5)، التركمانيّ الأصل. وكان رئيسا محتشما وما نكب قطّ. [تقرير في الأستادارية] وفيه قرّر في الأستادارية قطلوبغا (¬6) العلائيّ، أستادار الأتابك أيتمش، عوضا عن محمود. ويقي محمود على إمرته وهو مريض، وقرّر كاتبه السعد بن غراب في نظر الديوان المفرد. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (ابن الواسطي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 863، وغاية النهاية 1/ 364 رقم 1554 وفيه وفاته يوم الخميس 9 صفر سنة 781 هـ‍، ومثله في الدرر الكامنة 2/ 323، 324 رقم 2281، وبغية الوعاة 2/ 296، 297، وكشف الظنون 647، وشذرات الذهب 6/ 271، ومعجم المؤلفين 5/ 121. (¬3) الصواب: «نيّف». (¬4) خبر النكبة في: النفحة المسكية 281 رقم 111، والسلوك ج 3 ق 2/ 854 و 855 و 856، وتاريخ ابن الفرات ج 9 ق 2/ 430، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 573 و 577 و 579، وإنباء الغمر 1/ 510، والنجوم الزاهرة 12/ 62 و 159، 160، ونزهة النفوس 1/ 425 و 427، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 477 و 479 - 481. (¬5) انظر عن (ابن كلفت) في: السلوك ج 3 ق 2/ 865، وإنباء الغمر 1/ 520 رقم 40. (¬6) انظر عن (قطلوبك) في: السلوك ج 3 ق 2/ 851، والدليل الشافي 2/ 547 رقم 1879 وهو توفي سنة 806 هـ‍، وورد في بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 477 «قطلوبغا».

قدوم رسول صاحب أذربيجان

[قدوم رسول صاحب أذربيجان] وفيه قدم رسول قرا يوسف بن قرا محمد صاحب أذربيجان ومعه إنسان في الحديد يقال له أطلمش قريب تمرلنك ومن أمرائه، فسلّمه السلطان للوالي، وكان أكبر الأسباب في إفساد تمرلنك بعد ذلك البلاد الحلبية والشامية (¬1). [تقرير الوزارة] وفيه قرّر مبارك شاه في الوزارة (¬2). [ربيع الأول] [القبض على ناظر الخاص] وفي ربيع الأول قبض على سعد الدين / 337 / ابن التاج موسى ناظر الخاص، وأسلم للوالي. ثم بعد أيام أسلم محمود الأستادار له أيضا (¬3). [وفاة العماد الباريني] [888]- وفيه مات العماد البارينيّ (¬4)، إسماعيل بن أحمد بن علي الحلبيّ، الفقيه، الشافعيّ. [وفاة تمر الحاجب] [889]- وتمر الحاجب (¬5) الحنفيّ، أحد الأمراء الطبلخانات. وكان عارفا بالفقه، وله تديّن وتحرّي في أحكام الشرع، وخرج لبعض شؤونه فجرح من العرب فمات شهيدا. [ربيع الآخر] [تفرقة الخبز على الفقراء] وفي ربيع الآخر ابتدأ السلطان بتفرقة خبز على الفقراء فصار يعمل في كل يوم عشرون إردبّا من القمح خبزا، وحصل به النفع العام بحيث سدّ جوع الكثير، بل وما ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 851. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 851، وإنباء الغمر 1/ 509، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 479 و 482. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 852، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 482. (¬4) انظر عن (الباريني) في: إنباء الغمر 1/ 515 رقم 11، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 594، 595، والدرر الكامنة 1/ 365 رقم 919، ووجيز الكلام 1/ 321 رقم 717، وشذرات الذهب 6/ 353. (¬5) انظر عن (تمر الحاجب) في: السلوك ج 3 ق 2/ 864، وإنباء الغمر 1/ 516 رقم 14، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 595، والدرر الكامنة 1/ 518، 519 رقم 1418 وفيه وفاته سنة 898 هـ‍. وهو خطأ.

وفاة شمس الدين الزرزاري

عرفوا الغلاء. وأكثر السلطان من الصدقات وتفرقة المال، وصار الفقراء يزدحمون لذلك. ومات به مرة من الزحمة نحوا (¬1) من خمسين نفرا، وقام بدفنهم الحاجب والوزير (¬2). [وفاة شمس الدين الزرزاري] [890]- وفيه مات الصوفيّ، المعتقد، شمس الدين محمد الزرزاريّ (¬3)، الحجّاجّي، أمين مطبخ (¬4) المارستان. [وفاة الشريف مرتضى الحسني] [891]- والسيد الشريف صدر الدين مرتضى بن إبراهيم (¬5) بن حمزة الحسنيّ، العراقيّ. وكان وجيها معظّما ببغداد، وقدم مصر فعظّمه بها أهل الدول من الأيام الناصرية حسن، وهلمّ جرّا. [جمادى الأول] [فرار الشمس ابن الجزري من المحاسبة بمصر] وفي جماد الأول أحضر العلاّمة الشمس بن الجزريّ من دمشق في أمر يتعلّق بالأتابك أيتمش للمحاسبة، وسلّم للوالي، ففرّ من داره وستر الله عليه، وما وقف له على خبر حتى ورد الخبر بعد ذلك بأنه اتصل بابن عثمان وقام بمجده وأكرمه جدّا، ورتّب له الرواتب السنية (¬6). [إطعام السلطان الفقراء] وفيه عرض السلطان طعاما للفقراء بلحم ومرق، ففرّق على نحو الخمسة آلاف، وكان فيه النفع العام لتزايد الأسعار بالقاهرة. وتكالب الناس على الأفران لأجل الخبز وخطفه. وكان فقد من الحوانيت سبعة أيام متوالية، وحضر السراج البلقيني إلى الجامع ¬

(¬1) الصواب: «نحو». (¬2) خبر الخبز في: النفحة المسكية 282، والسلوك ج 3 ق 2/ 853، 854، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 576، وإنباء الغمر 1/ 507، ووجيز الكلام 1/ 321، ونزهة النفوس 1/ 424، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 482. (¬3) في الأصل: «الزرزاي». والتصويب من: السلوك ج 3 ق 2/ 866. (¬4) في الأصل: «أمير مطله». (¬5) انظر عن (مرتضى بن إبراهيم) في: السلوك ج 3 ق 2/ 867، وإنباء الغمر 1/ 521 رقم 47، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 601، والدليل الشافي 2/ 732 رقم 2500، والنجوم الزاهرة 12/ 153، ونزهة النفوس 1/ 437 رقم 262. (¬6) خبر الفرار في: السلوك ج 3 ق 2/ 855، وإنباء الغمر 1/ 510.

وفاة الشهاب المناوي

الأزهر ومعه من الخلائق ما لا يحصى وذلك للدعاء بكشف البلاء ورفع الغلاء، وكان وقتا عظيما (¬1). [وفاة الشهاب المناوي] [892]- وفيه مات الشهاب أحمد بن محمد بن طريف الشاوي (¬2). وكان عيّن لنظر الخاص فعاجلته الوفاة وما بلغ مناه. [وفاة الرضى الأفقهسي] [893]- والرضى الأقفهسيّ (¬3) حمود بن علي الحنفيّ. وكان عارفا بمذهبه ماهرا في العربية، مشاركا في الفنون، خيّرا ديّنا، عفيفا، ناب في الحكم، وشكرت سيرته. [وفاة سودون الفخري] [894]- ونائب السلطنة الأمير سودون الفخري (¬4)، الشيخونيّ. وكان متديّنا، محبّا في العلماء والصالحين، بل عدّه البعض من أهل الخير، وكان قد تنقّلت به الأحوال على ما تقدّم معظّما في الدول، وللظاهر فيه اعتقاد يعظّمه جدا ويحترمه ويستحي منه، حتى أنه لم يتظاهر بالشرب إلاّ بعد موته. [وفاة شمس الدين الشنشي] [895]- والشّنشيّ (¬5)، الشيخ، العالم، الفاضل، شمس الدين محمد بن محمد بن موسى. ¬

(¬1) خبر الإطعام في: السلوك ج 3 ق 2/ 856. (¬2) في الأصل: «المناوي»، والمثبت عن: إنباء الغمر 1/ 514 رقم 8، والدرر الكامنة 1/ 268، 269 رقم 691. (¬3) انظر عن (الأقفهسي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 864، وإنباء الغمر 1/ 516 رقم 17. (¬4) انظر عن (سودون الفخري) في: النفحة المسكية، رقم 112، والسلوك ج 3 ق 2/ 865، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 596، 597، وإنباء الغمر 1/ 517 رقم 22، والنجوم الزاهرة 12/ 151، والمنهل الصافي 6/ 104 - 109 رقم 1128، والدليل الشافي 1/ 328 رقم 1125، ونزهة النفوس 1/ 434 رقم 10، ووجيز الكلام 1/ 323 رقم 723، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 482. (¬5) انظر عن (الشنشي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 866، وإنباء الغمر 1/ 520، 521 رقم 44، والنجوم الزاهرة 12/ 154، والدليل الشافي 2/ 685 رقم 2347، ونزهة النفوس 1/ 436 رقم 258، ووجيز الكلام 1/ 322 رقم 719، وشذرات الذهب 6/ 355. و «الشنشي»: بمعجمتين وبينهما نون، مفتوحات. نسبة إلى: شنشا من الدقهلية بمصر. (مباهج الفكر 128).

وفاة التقي القاياتي

وكان عالما، فاضلا، نبيها. [وفاة التقيّ القاياتي] [896]- والتقيّ القاياتيّ (¬1)، محمد بن محمد بن أحمد الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا رئيسا، وله خير وديانة. [تشديد عقوبة الأستادار] وفيه شدّد على محمود الأستادار وعاقبه شادّ الدواوين (¬2) وعذّبه. [جمادى الآخر] [مشيخة الصلاحية بالقدس] وفي جماد الآخر استقرّ الزين اليمنيّ، أبو بكر، في مشيخة الصلاحية بالقدس عوضا عن ابن (¬3) الجزريّ. [مشيخة الشيخونية] والعلاّمة مولى زاده الخوندانيّ (¬4)، الحنفيّ في مشيخة الشيخونية عوضا عن البدر الكلستانيّ كاتب السرّ، وكان وليها قبل ذلك، فقرّر في مشيخة الصرغتمشيّة عوضا عن الجمال ناظر الجيش. [نظر الشيخونية والصرغتمشية] وفيه استمرّ في نظر الشيخونية والصرغتمشية فارس حاجب الحجّاب (¬5). [وفاة شهاب الدين ابن عبد الهادي] [897]- ومات المسند العالم، الفاضل، شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة (¬6) بن مقدام المقدسيّ، الدمشقيّ، الحنبليّ. ¬

(¬1) انظر عن (القاياتي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 866، وإنباء الغمر 1/ 520 رقم 42. (¬2) في الأصل: «الشداوين». والخبر في: النفحة المسكية 281، والسلوك ج 3 ق 2/ 857، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 579. (¬3) في الأصل: «عن بن». والخبر في: السلوك ج 3 ق 2/ 858. (¬4) انظر عن (الخونداني) في: السلوك ج 3 ق 2/ 858، وفي إنباء الغمر 1/ 510، 511 «الحريزاني». (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 859، وإنباء الغمر 1/ 511. (¬6) انظر عن (ابن قدامة) في: إنباء الغمر 1/ 515 رقم 10، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 591، 596، والدرر الكامنة 1/ 109 رقم 302، والمنهج الأحمد 474، والمقصد الأرشد، رقم 13، والدر النضد 2/ 588 رقم 1471، والسحب الوابلة 27.

وفاة رسول ابن عثمان

وكان خاتمة المسندين بالشام. ومولده سنة تسع. [وفاة رسول ابن عثمان] [898]- ورسول ابن (¬1) عثمان، الشيخ العالم، الفاضل، صفر شاه الروميّ (¬2)، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، قدم رسولا إلى السلطان فأكرمه جدا وبغته الأجل بالقاهرة. [رجب] [تقرير الوزارة] وفي رجب استقرّ السعد بن البقريّ نصر الله في الوزارة عوضا عن مبارك شاه (¬3). [ثورة الأحامدة بالصعيد] وفيه ثارت الأحامدة بنواحي الصعيد (¬4). [وفاة ناصر الدين الحنفي] [899]- وفيه مات الشيخ ناصر الدين محمد بن عبد العظيم (¬5) الحنفيّ. وكان فاضلا، بارعا في الميقات، مشاركا في الفضائل. [وفاة خطيب الحسينية] [900]- وخطيب الحسينية، الشيخ شهاب الدين، إبراهيم، ابن (¬6) الوليّ الصالح، الشيخ عبد الله المنوفيّ (¬7)، المالكيّ. وكان صالحا، عالما، خيّرا، وناهيك بأبيه. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «الدويني»، والتصويب من: إنباء الغمر 1/ 517 رقم 23، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 596، وفيهما «سفر شاه»، والمثبت «صفر شاه» عن السلوك ج 3 ق 2/ 865، ونزهة النفوس. (¬3) خبر الوزارة في: النفحة المسكية 284، والسلوك ج 3 ق 2/ 860، وإنباء الغمر 1/ 511، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 482. (¬4) خبر الثورة في: النفحة المسكية 282، والسلوك ج 3 ق 2/ 860، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 482. (¬5) لم أجد له ترجمة. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) انظر عن (المنوفي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 867، وإنباء الغمر 1/ 514 رقم 1، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 591، والدرر الكامنة 1/ 33 رقم 84، والدليل الشافي 1/ 18 رقم 39 وشذرات الذهب 6/ 269، والمنهل الصافي 1/ 69 رقم 39.

معاقبة الأستادار

[معاقبة الأستادار] وفيه عوقب محمود الأستادار حتى باع سائر موجوده وما بلغ ما يطلب منه (¬1). [وفاة المسند ابن سند] [901]- وفيه مات المسند أبو سعيد أحمد بن محمد بن موسى بن سند (¬2). وكان عارفا بالعربية. [رمضان] [خسوف القمر] وفي رمضان خسف جميع جرم القمر حتى أظلم الجوّ (¬3). [وفاة شيخ الإقراء بالشيخونية] [902]- وفيه مات شيخ الإقراء بالشيخونية، نور الدين، علي بن عبد الله بن عبد العزيز بن عمر بن عوض الدّميريّ (¬4)، المالكيّ. أخو العلاّمة الشيخ بهرام. [وفاة الميقاتي الكركي] [903]- والأستاذ الميقاتيّ، زين الدين، عبد (¬5) الكركيّ. وكان ماهرا في فنّه. [وفاة زين الدين مقبل] [904]- وفيه مات الشيخ زين الدين مقبل (¬6)، أحد الجند السلطاني. وكان فاضلا، خيّرا، ديّنا، عارفا بفقه أبي حنيفة وبالنحو، ويشارك في فنون. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 861. (¬2) انظر عن (ابن سند) في: إنباء الغمر 1/ 515 رقم 9، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 593، 594، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 482. (¬3) خبر الخسوف في: السلوك ج 3 ق 2/ 861، وإنباء الغمر 1/ 512، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 482. (¬4) انظر عن (الدميري) في: السلوك ج 3 ق 2/ 865، وإنباء الغمر 1/ 518 رقم 29، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 482. (¬5) هكذا في الأصل. ولعلّه هو: «علي بن قاضي الكرك زين الدين عمر بن خضر بن ربيع الغافري بن علاء الدين». (إنباء الغمر 1/ 518 رقم 31). (¬6) انظر عن (مقبل) في: السلوك ج 3 ق 2/ 867، وإنباء الغمر 1/ 521 رقم 48، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 601، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 482.

شوال

[شوال] [الحرب بين بني حسن وأمير مكة] وفي شوال كانت حرب بين بني حسن وأمير مكة حسن بن عجلان قتل فيها جماعة (¬1). [وفاة شهاب الدين الحنفي] [905]- وفيه مات الشيخ شهاب الدين [أحمد] بن علي بن أيوب بن رافع (¬2) الحنفيّ، إمام قلعة دمشق. وكان فاضلا، وحدّث بسماعه بن أبي بكر بن الرحبيّ، وآخرين. [ذو القعدة] [نظارة الخاص] وفي ذي قعدة استقرّ في نظر الخاص سعد الدين إبراهيم بن غراب عوضا عن السعد بن التاج موسى بعد القبض عليه، وهذا أول الرياسة الكبرى لابن غراب (¬3). [وفاة الفخر الكفر عامري] [906]- وفيه مات الفخر الكفر عامريّ (¬4) عثمان بن عبد الله الدمشقيّ، الشافعيّ. وكان عالما فاضلا. [ذو الحجة] [وفاة ميكائيل التركماني] [907]- وفي ذي حجّة مات الشيخ، العالم، الفاضل، ميكائيل بن حسن (¬5) بن إسرائيل التركمانيّ، الحنفيّ، نزيل عينتاب. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 862، وإنباء الغمر 1/ 510، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 483. (¬2) انظر عن (ابن رافع) في: إنباء الغمر 1/ 514 رقم 5، والإضافة منه. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 861، 862، وإنباء الغمر 1/ 513، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 483. (¬4) في الأصل: «الكفر غازي»، والتصحيح من: تاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 598، وإنباء الغمر 1/ 518 رقم 28. (¬5) انظر عن (ميكائيل بن حسن) في: إنباء الغمر 1/ 521 رقم 49، وفيه «حسين»، والنجوم الزاهرة 12/ 158 وفيه: «حسن»، ومثله في وجيز الكلام 1/ 322 رقم 720، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 483، وشذرات الذهب 6/ 355، وفي الدليل الشافي 2/ 755 رقم 2576 «حسين».

نظارة البيمارستان

وهو ممّن أخذ عنه البدر العينيّ قاضي القضاة. * * * [نظارة البيمارستان] وفيها قرّر ابن (¬1) الطبلاويّ في نظر البيمارستان عوضا عن الأمير الكبير كمشبغا الحمويّ (¬2). [وفاة طقطمش ملك التتار] [908]- وفيها أعني هذه السنة، مات طقطمش خان (¬3) ملك التتار مقتولا بعد فراره من تمرلنك، قتله إنسان يقال له تمر قطلو من أمرائه. [وفاة ملك المغرب] [909]- وفيها مات ملك المغرب الأقصى، السلطان، أمير المسلمين، أبو فارس عبد العزيز (¬4) بن أحمد بن إبراهيم بن أبي الحسن المرينيّ، صاحب فاس. وملك بعده أخوه أبو عامر عبد الله. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 862، وإنباء الغمر 1/ 512. (¬3) انظر عن (طقطمش خان) في: إنباء الغمر 1/ 518 رقم 25 وفيه: «طقتمش»، ووجيز الكلام 1/ 323 رقم 724، وشذرات الذهب 6/ 354. (¬4) في الأصل: «فارس بن عبد الرحمن». والتصويب من: السلوك ج 3 ق 2/ 867، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 483.

حوادث سنة تسع وتسعين وسبعماية

[حوادث] سنة تسع وتسعين وسبعماية [المحرّم] [إحضار نائب الشام إلى القاهرة] في محرّم خرج الأمر لتنم نائب الشام بحضوره إلى القاهرة (¬1). [حضور نائب السلطنة بماردين إلى مصر] وفيه حضر الأمير علاء الدين ألطنبغا نائب السلطنة بماردين عن متملّكها الملك الظاهر مجد الدين عيسى، وكان تمرلنك قد قبض على عيسى هذا، فقام ألطنبغا بتدبير المملكة بعده، ومنع تمر عنها، ثم خلّص عيسى بعد سنين، وأعاده تمر لملكه بعد تحليفه على طاعته، وعلى قبضه ألطنبغا وإرساله إليه، ففرّ ألطنبغا إلى هذه المملكة، فأكرمه السلطان وقام له بما يليق به (¬2). [وصول رسل تمرلنك] وفيه وصل رسل تمرلنك فعوّقوا، وحملت مكاتبهم إلى السلطان. وفيها طلب قريبه أطلمش فما أجاب السلطان، وأمر أطلمش أن يكتب إليه ويعرفه بما هو منه من إحسان السلطان (¬3). [وفاة المسند ابن عبد الهادي] [910]- وفيه مات المسند، أبو بكر بن أحمد بن عبد الهادي (¬4) بن عبد الحميد بن عبد الهادي، المقدسيّ، الصالحيّ. ¬

(¬1) النفحة المسكية 285، والسلوك ج 3 ق 2/ 869، 870. (¬2) النفحة المسكية 285، السلوك ج 3 ق 2/ 868، وإنباء الغمر 1/ 522، تاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 604. (¬3) النفحة المسكية 285، والسلوك ج 3 ق 2/ 869، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 604، وإنباء الغمر 1/ 522، ووجيز الكلام 1/ 324، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 483. (¬4) انظر عن (ابن عبد الهادي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 625، وإنباء الغمر 1/ 533 رقم 15، والدرر الكامنة 1/ 438، 439 رقم 1159، وذيل التقييد 2/ 338، 339 رقم 1751، وشذرات الذهب 6/ 358.

وفاة المسند ابن الملقن

[وفاة المسند ابن الملقّن] [911]- والمسند علي بن عبد الرحمن بن إبراهيم / 340 / ابن الملقّن (¬1) الدمشقيّ. [وفاة زين الدين المغربيّ] [912]- والشيخ زين الدين المغربيّ (¬2)، قاسم بن محمد بن إبراهيم بن علي المالكيّ. وكان عالما، صالحا، خيّرا، ديّنا. [وفاة المسند ابن العطار] [913]- والمسند ابن (¬3) العطار (¬4) يوسف بن عبد الوهّاب بن يوسف. [صفر] [وفاة إمام المالكية بدمشق] [914]- وفي صفر مات إمام المالكية بدمشق أحمد بن محمد الياد المالكيّ (¬5). [المبالغة بعقوبة الأستادار] وفيه حمل محمود الأستادار إلى بين يدي السلطان، وبالغ ابن (¬6) غراب في محاققته وفجوره عليه، وأفحش في حقّه، حتى عصر السلطان محمود، وأمر بمبالغة عقوبته حتى يموت، فسلّم لشادّ الدواوين (¬7). [إكرام السلطان نائب الشام] وفيه وصل تنم نائب الشام، فخرج السلطان إلى القلعة وأكرمه جدّا. وقدّم بعد ذلك تقدمة حافلة للسلطان، فخلع عليه باستمراره على نيابة الشام، وعاد إليها بعد هذا اليوم (¬8). ¬

(¬1) انظر عن (ابن الملقّن) في: إنباء الغمر 1/ 537 رقم 33، وذيل التقييد 2/ 196، 197 رقم 1428. (¬2) انظر عن (المغربي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 884، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 638، وإنباء الغمر 1/ 538 رقم 39. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) انظر عن (ابن العطار) في: إنباء الغمر 1/ 543 رقم 61. (¬5) انظر عن (ابن الياد المالكي) في: إنباء الغمر 1/ 532 رقم 10، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 629 وفيه: «أحمد بن محمد بن محمد، القاضي، شهاب الدين، الباذيني، المالكي». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 869. (¬8) النفحة المسكية 285، والسلوك ج 3 ق 2/ 865 و 870، وإنباء الغمر 1/ 523، 524.

قضاء الحنابلة بدمشق

[قضاء الحنابلة بدمشق] وفيه استقرّ في قضاء الحنابلة بدمشق الشمس محمد بن أحمد بن محمود النابلسيّ (¬1). [نظارة جيش دمشق] والتاج عبد [الرزاق] (¬2) الملكيّ، ناظر ديوان ناظر الشام في نظارة جيش دمشق (¬3). [أتابكية دمشق] وقرّر جلبان الكمشبغاوي نائب حلب في أتابكية دمشق بعد طلبه من دمياط، عوضا عن إياس الجرجاويّ (¬4). [915]- وعوقب إياس عند الوالي حتى مات بعد أيام (¬5). [تقرير الوزارة] وفيه قرّر في الوزارة البدر محمد بن محمد بن محمد بن الطّوخيّ، بعد القبض على البقريّ سعد الدين وحواشيه وولده (¬6). [وفاة أبي عبد الله النبراوي] [916]- وفيه مات الشيخ الصالح، المسند، أبو عبد الله محمد النّبراويّ (¬7). وكان كبير القدر، عظيم الجلالة والشأن، له عبارات، وتؤثر عنه الكرامات والمكاشفات. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 871، إنباء الغمر 1/ 524. (¬2) إضافة على الأصل. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 871 والإضافة منه. (¬4) خبر أتابكية دمشق في: النفحة المسكية 286، والسلوك ج 3 ق 2/ 871، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 607، وإنباء الغمر 1/ 524، والنجوم الزاهرة 12/ 65، ونزهة النفوس 1/ 441، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 487. (¬5) انظر عن (إياس الجرجاوي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 871، 872، وإنباء الغمر 1/ 533 رقم 14، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 630، 631، والدرر الكامنة 1/ 420 رقم 1095، والدليل الشافي 1/ 159 رقم 568، والنجوم الزاهرة 12/ 155، و 156، الدرّة المضيّة 2/ 192، وتاريخ ابن الفرات ج 9 ق 2/ 271 و 331، ونزهة النفوس 1/ 452، والمنهل الصافي 3/ 124، 125، وتاريخ وآثار مساجد ومدارس طرابلس في عصر المماليك (تأليفنا) 85 - 87، وتاريخ طرابلس 2/ 43 رقم 72. (¬6) خبر الوزارة في: النفحة المسكية 286، والسلوك ج 3 ق 2/ 872، وإنباء الغمر 1/ 524. (¬7) انظر عن (النبراوي) في: إنباء الغمر 1/ 541 رقم 53.

وفاة مسند الشام الذهبي

ومات وله نحوا (¬1) من ماية سنة. [وفاة مسند الشام الذهبي] [917]- ومسند الشام في عصره، أبو هريرة الذّهبيّ (¬2)، عبد الرحمن بن الحافظ شمس الدين محمد الذهبيّ، صاحب أصل «دول الإسلام» الذي قابلنا عليه تاريخنا هذا. [وفاة الجمال القيصري] [918]- وفيه مات العلاّمة الجمال القيصريّ (¬3)، قاضي القضاة، وناظر الجيش، وشيخ الشيخونية محمود بن علي الحنفيّ. قدم القاهرة قديما واشتغل ومهر في الفنون. وكان علاّمة عصره، وترقّى في الوظائف الجليلة، وكان حشما، رئيسا، سخيّا، زائد المروءة، مفرط الذكاء، فصيحا في اللغة العربية والفارسية والتركية، جمّ المحاسن. قرّر بعده في نظارة الجيش شرف الدين محمد الدمامينيّ (¬4). وقرّر في قضاء الحنفية الشمس محمد بن محمد بن أبي بكر الطرابلسيّ، وخطب بها من غير سعي منه. [قدوم طولو من علي باشاه من سفارته] وفيه قدم طولو من علي باشا من بلاد الروم، وكان بعث رسولا إلى ابن (¬5) عثمان، وأخبر عن ابن (¬6) عثمان بأنه واقع ابن (¬7) الأصفر الأنكورس وظفر منهم بالغنائم الجزيلة، وقتل منهم / 341 / ما لا يحصى عدّة. وأمر برؤياه (¬8) من الجدري هناك، وأنه في غاية الإكرام والعظمة (¬9). ¬

(¬1) الصواب: «وله نحو». (¬2) انظر عن (أبي هريرة الذهبي) في: إنباء الغمر 1/ 536 رقم 26، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 634، والدرر الكامنة 2/ 341 رقم 2343، وذيل التقييد 2/ 92 - 95 رقم 1218، وشذرات الذهب 6/ 360. (¬3) انظر عن (القيصري) في: النفحة المسكية، رقم 115، وتاريخ ابن الفرات ج 9 ق 2/ 447، والسلوك ج 3 ق 2/ 885، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 645، 646، وإنباء الغمر 1/ 541، 542 رقم 54، والنجوم الزاهرة 12/ 158 وفيه: «محمود بن أحمد وسمّاه بعضهم محمود بن محمد بن علي بن عبد الله»، ووجيز الكلام 1/ 325 رقم 727، وحسن المحاضرة 2/ 122، ونزهة النفوس 1/ 450، 451 رقم 266، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 486 وفيه: «القصيري»، وشذرات الذهب 6/ 362. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 872. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) الصواب: «برؤه». (¬9) السلوك ج 3 ق 2/ 872، إنباه الرواة 1/ 525، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 486.

هدية ملك اليمن إلى السلطان

[هدية ملك اليمن إلى السلطان] وفيه وصلت هدية من ملك اليمن الأشرف إسماعيل بن الأفضل عبّاس صحبة البرهان المحلّي والطواشي فاخر، وكانت هدية حافلة جدا (¬1). [ربيع الآخر] [وفاة قاضي صور] [919]- وفي ربيع الآخر مات قاضي صور (¬2)، الشهاب السنجاريّ (¬3)، وهو من علماء (¬4) حصن كيفا، عبد الله بن علي بن عمر الحنفيّ (¬5). وكان عالما فاضلا، حسن العشرة، وله تصانيف. وذكر بعضهم وفاته في الآتية. [إمارة هوارة] وفيه قرّر في إمرة هوّارة محمد بن عمر (¬6) بن عبد الرحمن بعد موت أبيه (¬7). [البدء بلبس الأصواف المربّعة] وفيه ابتدأ القضاة والفقهاء وأرباب الوظائف الدينية بلبس الأصواف المربّعة الملوّنة، وما عهد ذلك قبل هذا، وأول من لبس ذلك الشرف الدماميني ناظر الجيش، فإنه لبس ثوبا أخضر وركب به إلى القلعة. وكانت العادة لأمثال هؤلاء لبس البياض في الصيف أنواع البعلبكي ونحو ذلك، وفي الشتاء الصوف الأبيض. وكان السلطان هو الذي أمر بهذا على لسان كاتب السرّ فاستمرّ (¬8). ¬

(¬1) خبر هدية اليمن في: النفحة المسكية 286 - 288، والسلوك ج 3 ق 2/ 874، 875، وإنباء الغمر 1/ 526، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 608، 609، والنجوم الزاهرة 12/ 66، 67، ونزهة النفوس 1/ 444، 45، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 487. (¬2) في الأصل: «قاضي صفد»، والتصويب من المصادر. وصور: بفتح الصاد المهملة وسكون الواو، بلدة بين حصن كيفا وماردين. (¬3) في الأصل: «اليحارى». (¬4) في الأصل: «وهي علمار حصن». (¬5) انظر عن (ابن عمر الحنفي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 911 (في وفيات سنة 800 هـ‍). وإنباء الغمر 1/ 534 رقم 24، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 632، 633، والدرر الكامنة 2/ 277 رقم 2179، والدليل الشافي 1/ 387 رقم 1334، والمنهل الصافي 7/ 108 رقم 1337، وفيه وفاته آخر سنة 800 هـ‍، والنجوم الزاهرة 12/ 162، ووجيز الكلام 1/ 325 رقم 729، وشذرات الذهب 6/ 358. (¬6) في الإنباء: «عرب» بدل «عمر». (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 875، وإنباء الغمر 1/ 526، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 488. (¬8) السلوك ج 3 ق 2/ 875، 876، وإنباء الغمر 1/ 526.

ولادة أربعة توائم

[ولادة أربعة توائم] وفي هذا الشهر ولدت امرأة في بطن أربعة بطنا (¬1)، وعاش واحد منهم بعد ذلك (¬2). [وفاة المسند زين الدين بن تركي] [920]- وفيه مات المسند، المعمّر، الشيخ زين الدين، عبد الرحمن بن أحمد بن مبارك بن حمّاد بن تركي الغزّيّ (¬3). وكان صالحا، خيّرا، ديّنا، لا يدخل في وظائف الفقهاء. سمع الكثير جدا، وحدّث كثيرا، وكان مشاركا، صبورا على المتحدّثين. [جمادى الأول] [سجن الأستادار] وفي جماد الأول نقل محمود الأستادار إلى سجن خزانة شمائل (¬4). [وفاة القشتمري] [921]- وفيه مات الشيخ المعتقد حسن القشتمريّ (¬5)، الصوفيّ، رفيق سيدي يوسف العجميّ. وكان من عباد الله الصالحين. [وفاة البرهان الأخلاطي] [922]- والسيد الشريف برهان الدين الأخلاطيّ (¬6)، إبراهيم بن عبد الله. ¬

(¬1) الصواب: «أربعة بطون». (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 876، وإنباء الغمر 1/ 526. (¬3) انظر عن (الغزي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 883، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 633، وإنباء الغمر 1/ 535، 536 رقم 25، والدرر الكامنة 2/ 324، 325 رقم 2283، والدليل الشافي 1/ 398 رقم 1370، والمنهل الصافي 7/ 161، 162 رقم 1373، والنجوم الزاهرة 12/ 157، وتاريخ ابن الفرات ج 9 ق 2/ 473، وشذرات الذهب 6/ 359. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 876. (¬5) في الأصل: «السرى»، وانظر عن (حسن القشتمري) في: السلوك ج 3 ق 2/ 883، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 631 وفيه: «التستري»، ومثله: إنباء الغمر 1/ 534 رقم 19، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 488 وفيه: «القشتمري». (¬6) انظر عن (الأخلاطي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 882، وإنباء الغمر 1/ 531 رقم 2، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 625، والدرر الكامنة 1/ 32 رقم 82، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 488.

وفاة النور النويري

وكان ينسب إلى عمل الكيمياء ويعمل اللازورد. وكان معظّما، وجيها في الدولة، يعيش عيش الملوك. [وفاة النور النويري] [923]- وفيه مات النور النويريّ (¬1)، علي بن أحمد بن عبد العزيز (¬2) العقيليّ، المكيّ، المالكيّ. [قضاء الشافعية] وفيه قرّر في القضاء الشافعية نور الدين عبد الرحمن الزبيريّ (¬3). وكان أحد نوّاب الحكم، وصرف المناوي. [جمادى الآخر] [وفاة الوزير ابن البقري] [924]- وفي جماد الآخر مات الوزير الصاحب نصر الله بن البقريّ (¬4)، القبطيّ، الأسلميّ، مخنوقا بعد عقوبة شديدة. [الغلاء بدمشق] وفيه اشتدّ / 342 / الغلاء بدمشق، وثار العوامّ برجل يعرف بابن النشو كان يحتكر الغلال فقتلوه شرّ قتلة وحرّقوه بالنار، وكان ذلك في يوم خروج الناس للاستسقاء (¬5). [وصول القاضي شرف الدين] وفيه وصل من دمشق القاضي شرف الدين، وكان عيّن أيضا بمصر نيابة ذلك بولاية الزّبيريّ، فلم يلبث شرف الدين هذا أنّ بغته الأجل في رجب كما سيأتي. ¬

(¬1) انظر عن (النويري) في: السلوك ج 3 ق 2/ 883، وإنباء الغمر 1/ 537 رقم 30، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 635، والدرر الكامنة 3/ 17 رقم 30، وذيل التقييد 2/ 176، 177 رقم 1384، والعقد الثمين 6/ 132، والنجوم الزاهرة 12/ 157، والدليل الشافي 1/ 449 رقم 1555، وشذرات الذهب 6/ 360، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 488، والمنهل الصافي 8/ 41 رقم 1562. (¬2) في الأصل: «أحمد بن عبد الرحمن»، والمثبت عن المصادر. (¬3) النفحة المسكية 289، والسلوك ج 3 ق 2/ 876، وإنباء الغمر 1/ 526، وفيه: «تقيّ الدين» بدل «نور الدين». (¬4) انظر عن (ابن البقري) في: السلوك ج 3 ق 2/ 885، وإنباء الغمر 1/ 543 رقم 59، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 646، 647، ووجيز الكلام 1/ 328 رقم 738، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 488. (¬5) خبر الغلاء في: السلوك ج 3 ق 2/ 875، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 611، وإنباء الغمر 1/ 526، والنفحة المسكية 289، ونزهة النفوس 1/ 446، 447، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 488.

رجب

[رجب] [وفاة الأستادار محمود] [925]- وفي رجب مات الأستادار، جمال الدين، محمود بن علي بن أصفر عينه السودونيّ (¬1). يقال مخنوقا بعد تلك النكبة المشنعة والمصادرات. فيقال إنّ الذي أخذ له ألف ألف دينار وأربعمائة ألف دينار ذهبا، ومن الفضة ألف ألف درهم، ومن البضائع والغلال وغيرها ما يكون بمثل ذلك. وهو صاحب المدرسة المحمودية بالشارع المشهورة، وبها خزانة كتب مشهورة ليس في الإسلام مثلها في كثرة ما بها من الكتب في سائر الفنون. [وفاة المحبّ ابن هشام] [926]- ومات المحبّ بن هشام (¬2)، محمد بن الشيخ جمال الدين عبد الله بن يوسف بن حسام (¬3) النّحويّ. وكان خيّرا، ديّنا، تصدّى لأمراء النحويّين. [وفاة السري بن المسلاّتي] [927]- والسّريّ بن المسلاّتي (¬4)، الشيخ أبو الخطّاب، محمد بن محمد بن عبد الرحيم بن علي بن عبد الملك الدمشقيّ، الشافعيّ، قاضي دمشق. وكان قدم القاهرة لولاية القضاء، فولّي غيره قبل وصوله. [خطابة بيت المقدس] وفيه استقرّ في خطابة البيت المقدس العماد أحمد بن عيسى الكركيّ (¬5). ¬

(¬1) انظر عن (الأستادار السودوني) في: النفحة المسكية، رقم 117، والسلوك ج 3 ق 2/ 885، وتاريخ ابن الفرات ج 9 ق 2/ 430، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 643، 644، والنجوم الزاهرة 12/ 159، 160، ونزهة النفوس 1/ 427، 428، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 479 - 481، ووجيز الكلام 1/ 327 رقم 737. (¬2) انظر عن (ابن هشام) في: السلوك ج 3 ق 2/ 884، وإنباء الغمر 1/ 540 رقم 45، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 641، 642، وبغية الوعاة 1/ 148 رقم 245، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 489. (¬3) في الإنباء: «همام»، وفي تاريخ ابن قاضي شهبة، والبغية «هشام»، والمثبت يتفق مع السلوك، والبدائع. (¬4) انظر عن (ابن المسلاّتي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 884، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 642، 643، وإنباء الغمر 1/ 540، 541 رقم 50. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 877.

قضاء دمشق

[قضاء دمشق] والعلاء بن أبي البقاء في قضاء دمشق (¬1). [مشيخة الحديث بجامع ابن طولون] والزين الحافظ عبد الرحيم العراقي في مشيخة الحديث بجامع ابن طولون (¬2). [تدريس المنصورية] والسراج بن الملقّن في تدريس قبّة المنصورية (¬3). [شعبان] [رعد وبرق ومطر] وفي شعبان، في خامس عشر بشنس (¬4)، حدث برق ورعد، وأمطرت السماء مطرا غزيرا قلّ أن يرى مثله في هذا الشهر، وعدّ من النوادر. [وفاة الشمس ابن حبّ الله] [928]- وفيه مات الشمس [محمد بن] (¬5) علي بن حبّ الله (¬6) بن حسّون المصريّ، الشافعيّ. [عمارة الجامع الأقمر] وفيه شرع يلبغا السالميّ عمارة الجامع الأقمر، وأنشأ فيه منارا وأقام به الخطبة الجمعة في رمضان (¬7). [وفاة إبراهيم الحلبي] [929]- وفيه مات الشيخ إبراهيم الحلبي (¬8)، الصوفيّ. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 877. (¬2) في الأصل: «بن». والخبر في: السلوك ج 3 ق 2/ 877، وإنباء الغمر 1/ 526. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 877، وإنباء الغمر 1/ 527. (¬4) في السلوك ج 3 ق 2/ 878 ليلة الأحد ثامن شعبان وحادي عشر بشنس، ومثله في: إنباء الغمر 1/ 527 و 529، وفي جداول التوفيقات الإلهامية ص 400 فإن الثامن من شعبان يوافق 12 من بشنس. وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 489. (¬5) ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل لتصحيح الاسم. (¬6) في السلوك ج 3 ق 2/ 884 «حسب الله»، ومثله في: إنباء الغمر 1/ 540 رقم 49. (¬7) خبر الجامع الأقمر في: السلوك ج 3 ق 2/ 879، وإنباء الغمر 1/ 527. (¬8) انظر عن (الحلبي) في: إنباء الغمر 1/ 530 رقم 1، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 624، والدرر الكامنة 1/ 32 رقم 81.

إقطاع صرغتمش القزويني

وكان صالحا، خيّرا، ديّنا، يقريء القرآن في حلقة حافلة بجامع دمشق. وعمّر ماية وعشرون (¬1) على ما قيل. وكانت جنازته حافلة جدّا. [إقطاع صرغتمش القزويني] وفيه قرّر شيخ المحمودي في إقطاع صرغتمش القزوينيّ (¬2)، بعد أن ولي صرغتمش نيابة الإسكندرية، عوضا عن قديد بحكم نفيه للكرك. وشيخ هذا هو الذي ولّي السلطنة فيما بعد ولقّب بالمؤيّد، كما سيأتي في محلّه. [رمضان] [قدوم رسل ابن عثمان] / 343 / وفي رمضان قدمت رسل ابن (¬3) عثمان ملك الروم من جهة البحر (¬4). [وفاة مسعود الركراكي] [930]- وفيه مات الشيخ مسعود الركراكي (¬5)، المالكيّ، أخو قاضي القضاة. [تقرير الأستادارية] وفيه استقرّ يلبغا المجنون في الأستادارية عوضا عن قطلوبك (¬6). [وصول تمرلنك إلى أرزنجان] وفيه وصل البريد بأنّ تمرلنك وصل إلى أرزنجان، وأشيع سفر السلطان (¬7). [تقرير مشيخة الخانقاه الطولونية] وفيه استقرّ الشيخ شمس الدين أبنيا (¬8) الحنفيّ في مشيخة الخانقاه الطولونية (¬9). ¬

(¬1) الصواب: «وعشرين». (¬2) في الأصل: «العرىري». والتصحيح من السلوك ج 3 ق 2/ 878. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 879. (¬5) انظر عن (الركراكي) في: إنباء الغمر 1/ 542 رقم 56. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 880، وإنباء الغمر 1/ 528. (¬7) النفحة المسكية 290، والسلوك ج 3 ق 2/ 881، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 620 و 622، وإنباء الغمر 1/ 529، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 490. ويقال: أرزنجان وأرزنكان وأرزن كان. بالفتح ثم السكون وفتح الزاي. بلدة طيبة مشهورة من بلاد أرمينية بين بلاد الروم وخلاط قريبة من أرزن الروم، وغالب أهلها أرمن، وفيها مسلمون. (معجم البلدان). (¬8) هكذا في الأصل، وفي نسخة خطية من السلوك. وفي الإنباء «أنبيا»، وانظر ابن الفرات. (¬9) السلوك ج 3 ق 2/ 881، وتاريخ ابن الفرات 9 ق 2/ 467، وإنباء الغمر 1/ 529.

شوال

[شوال] [وفاة الأمير إسماعيل بن حسن] [931]- وفي شوّال مات الأمير إسماعيل بن حسن (¬1) بن محمد بن قلاوون بقلعة الجبل. وكان ممّا تأمّر في دولة الأشرف شعبان. [إلزام الوزير ابن أبي شاكر بيته] وفيه وصل الصاحب الوزير ابن تاج الدين عبد الرحيم بن أبي شاكر من بلاد الروم، فأمر بلزوم بيته (¬2). [وفاة النوساني] [932]- ومات علي بن محمد النوسانيّ (¬3)، شيخ صندفا (¬4). وكان غاية في الجود والكرم، كثير البرّ والصدقات بحج، ويعمل معه جمعا (¬5) من الفقهاء والفقراء، وخلف موجودا هائلا، من جملة ذلك ألف رأس من الجاموس. [ذو القعدة] [وفاء النيل] وفي ذي قعدة أوفا (¬6) النيل في عاشر مسرى، ونزل السلطان لكسره (¬7). [وفاة أبي بكر الحفصي الموحّدي] [933]- وفيه مات أبو بكر بن أحمد بن محمد أبي بكر الحفصيّ (¬8)، ¬

(¬1) انظر عن (إسماعيل بن حسن) في: السلوك ج 3 ق 2/ 882، وإنباء الغمر 1/ 533 رقم 13، وتاريخ ابن الفرات ج 9 ق 2/ 471، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 629، والدرر الكامنة 1/ 366 رقم 923، ووجيز الكلام 1/ 328 رقم 742. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 880، إنباء الغمر 1/ 528. (¬3) انظر عن (النوساني) في: السلوك ج 3 ق 2/ 884، وإنباء الغمر 1/ 538 رقم 36، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 636، ووجيز الكلام 1/ 328 رقم 739. (¬4) صندفا: بفتح أوله وسكون النون، وفتح الدال المهملة. بلدة من الغربية في مصر. (¬5) الصواب: «جماعة». (¬6) الصواب: «أوفى». (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 881، وتكرّر خبر النيل في إنباء الغمر 1/ 529 مرتين. (¬8) انظر عن (الحفصي) في: إنباء الغمر 1/ 533 رقم 16، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 490.

مقتل أمير عرك

الموحّديّ، صاحب قسنطينة (¬1). من إفريقية. وأخو السلطان أبو (¬2) فارس. كان خالف على أخيه، ولم يعطه البيعة وهو بقسنطينة، فقبض عليه واعتقله فبغته الأجل في الاعتقال. وكان شجاعا جريئا. [مقتل أمير عرك] [934]- وفيه قتل أمير عرك (¬3) أبو بكر بن الأحدب، وقرّر في إمرته أخوه عثمان. [ذو الحجّة] [مرض السلطان] وفي ذي حجّة توعّك السلطان وأرجف به ثم عوفي فزيّنت القاهرة، ونزل السلطان إلى الميدان، وصلّى صلاة العيد به على العادة (¬4). [وفاة النجم ابن أبي العزّ] [935]- وفيه مات النجم بن أبي العزّ (¬5) قاضي القضاة أبو العباس أحمد بن إسماعيل بن محمد بن أبي العزّ بن صالح بن وهيب بن عطاء بن نصير بن جابر بن وهيب الأذرعيّ، الدمشقي، الحنفيّ. وكان رئيسا، عالما، فاضلا، عارفا. تفقّه [بفقه] (¬6) أبي حنيفة. ولّي قضاء بلده والقاهرة واستعفى عنها. وكان له ولد أخ مجنون ضربه فقتله، فمات شهيدا. ¬

(¬1) في الأصل: «مسطه». (¬2) الصواب: «أبي». (¬3) انظر عن (أمير عرك) في: السلوك ج 3 ق 2/ 881، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 625، وإنباء الغمر 1/ 529 وفيه «عرب كرك»، و 1/ 533 كما هو أعلاه، وتاريخ ابن الفرات ج 9 ق 2/ 471، 472، والدرر الكامنة 1/ 470 رقم 1266، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 490. (¬4) خبر مرض السلطان في: النفحة المسكية 290، والسلوك ج 3 ق 2/ 881، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 623، وإنباء الغمر 1/ 530، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 491. (¬5) انظر عن (ابن أبي العزّ) في: إنباء الغمر 1/ 531، 532 رقم 5، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 625 - 627، والسلوك ج 3 ق 2/ 885، 886، والدرر الكامنة 1/ 107 رقم 295، ورفع الإصر 1/ 55، والنجوم الزاهرة 12/ 160، والدليل الشافي 1/ 40 رقم 128، والمنهل الصافي 1/ 223 رقم 128، ووجيز الكلام 1/ 326، رقم 730، والطبقات السنية 1/ 326 رقم 144، وشذرات الذهب 6/ 357، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 491. (¬6) إضافة على الأصل يقتضيها السياق.

وفاة الشمس الطرابلسي

[وفاة الشمس الطرابلسي] [936]- وفيه مات الشمس الطرابلسيّ (¬1)، قاضي القضاة، محمد بن أحمد بن أبي بكر الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، عارفا بالفنون والأحكام، خبيرا بالشعر. أخذ عن جماعة منهم بمصر السراج الهنديّ. وولّي قضاء / 344 / مصر غير ما مرة. * * * [إفساد تمرلنك في بلاد الجزيرة] وفيها - أعني هذه السنة - عاث ولد تمرلنك ببلاد الجزيرة والموصل، وشتّت شمل أهلها، وفرّ قرا يوسف إلى الشام (¬2). ¬

(¬1) انظر عن (الطرابلسي) في: النفحة المسكية، رقم 116، وتاريخ ابن الفرات ج 9 ق 2/ 476، والذيل على العبر لابن العراقي 2/ 550، والسلوك ج 3 ق 2/ 885، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 638، 639، وإنباء الغمر 1/ 539 رقم 40، والنجوم الزاهرة 12/ 157، والمواعظ والاعتبار 3/ 84، 85، والمنهل الصافي 3 / ورقة 118 و 4 / ورقة 605، ورفع الإصر 1/ 130، ووجيز الكلام 1/ 325 رقم 267، وحسن المحاضرة 1/ 269 و 2/ 144، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 491، وشذرات الذهب 6/ 311، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 3/ 213، 214 رقم 929. (¬2) إنباء الغمر 1/ 523.

حوادث سنة ثمانمائة

[حوادث] سنة ثمانمائة [المحرّم] [قدوم ملك النوبة] في محرّم قدم ناصر النوبيّ ملك النوبة على السلطان فارّا من عمّه وقد ثار به، فأكرمه السلطان وخلع عليه، وأعاد إبراهيم بن الصارم إلى ولاية أسوان وأمره بمساعدة ناصر (¬1). [نيابات حلب وطرابلس وصفد] وخرج بكتمر جلق على البريد لإحضار تغري بردي نائب حلب، وقرّر في نيابة حلب أرغون شاه (¬2) نائب طرابلس، وقرّر في نيابة طرابلس أقبغا الجماليّ من نيابة صفد، وقرّر في نيابتها نائب غزّة أحمد بن الشيخ علي (¬3). [خروج السلطان إلى السرحة] وفيه خرج السلطان إلى السرحة ونزل قصور سرياقوس ثم عاد بعد أيام، وهي آخر عودة من سرياقوس، ثم أبطلت سرحاتها إلى يومنا، وجهلت عوائدها، وخربت قصورها، وكانت من أجلّ عوائد ملوك مصر (¬4). [وفاة صفيّ الدين الدميري] [937]- وفيه مات صفيّ الدين الدّميريّ (¬5)، أحمد بن محمد بن عثمان المالكيّ. وله نظم. [القبض على أميرين] وفيه قبض السلطان على الأتابك كمشبغا، وعلى بكلمش أمير سلاح وقيّدا وحملا إلى الإسكندرية فسجنا بها (¬6). ¬

(¬1) النفحة المسكية، ورقة 148، السلوك ج 3 ق 2/ 887، تاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 648، إنباء الغمر 2/ 7. (¬2) في الأصل: «أرغو شاه». (¬3) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 492، السلوك ج 3 ق 2/ 887، 888. (¬4) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 492، السلوك ج 3 ق 2/ 888. (¬5) انظر عن (الدميري) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 672، وإنباء الغمر 2/ 24 رقم 8. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 888.

نيابة غزة

[نيابة غزة] وبعث إلى شيخ الصفويّ أمير مجلس بخلعة نيابة غزّة فلبسها وخرج من وقته إلى سرياقوس، ثم بعث يستعفي ويسأل الإقامة بالقدس، فأجيب إلى ذلك، ورتّب له ما يكفيه (¬1). [صفر] [تقرير أمراء] وفي صفر استقرّ أيتمش البجاسيّ في الأتابكية. وقرّر سودون في جملة مقدّمي الألوف، ويعرف بابن أخت السلطان. وقرّر في إمرة سودون عبد العزيز ولد السلطان. وقرّر في تقدمة شيخ الصفوي تغري بردي نائب حلب قبل قدمته (¬2). وفيه قرّر في إمرة مجلس بيبرس ابن (¬3) أخت السلطان. [توسيط شاهين الدوادار] وفيه وسّط شاهين دوادار كمشبغا الأتابك بعد تسميره وإشهاره (¬4). [نيابة غزّة] وفيه قرّر طيفور في نيابة غزة (¬5). [ترقية أمير] وفيه صيّر يلبغا السالمي من العشرات (¬6). [ربيع الأول] [وفاة الشهاب الشوبكي] [938]- وفي ربيع الأول مات الشهاب الشوبكيّ (¬7)، أحمد بن محمد بن موسى الدمشقيّ، المقريء. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 888. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 689. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 890، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 493. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 890، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 493. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 890، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 494. (¬7) انظر عن (الشوبكي) في: إنباء الغمر 2/ 24 رقم 9، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 672، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 495.

وفاة تنبك اليحياوي

وكان عالما، فاضلا. [وفاة تنبك اليحياوي] [939]- والأمير أخور الكبير تنبك اليحياويّ (¬1)، وبكى السلطان عليه، ومشى في جنازته من الإصطبل إلى سبيل المؤمني، ثم ركب حتى حضر دفنه. [وفاة المسند ابن الطائع] [940]- والمسند ابن (¬2) خطيب عين ثرما الجوزيّ (¬3)، علي بن محمد بن محمد بن أبي المجدي علي الدمشقيّ، ويعرف بابن الصائغ أيضا. وقد جاوز السبعين. [الوباء بالقاهرة] / 345 / وفيه فشا الوباء بالقاهرة وضواحيها، وكان قد خرج للصيد جماعة من الأمراء فمرض أكثرهم وعادوا (¬4) فمات منهم جماعة، منهم: [وفاة طوغان الشاطر] [941]- طوغان العمري (¬5) الشاطر، مقرّر في إمرته، وكانت عشرة، سودون من زادة صاحب الجامع المعروف به. [وفاة الأمين الأنصاري] [942]- ومات الأمين الأنصاري (¬6)، محمد بن محمد بن علي الدمشقيّ، الحنفيّ، الحمصيّ. ¬

(¬1) انظر عن (تنبك اليحياوي) في: النفحة المسكية 294 رقم 119، والسلوك ج 3 ق 2/ 900، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 674، وإنباء الغمر 2/ 25 رقم 11، والدرر الكامنة 1/ 516 رقم 1405، والنجوم الزاهرة 12/ 161، والدليل الشافي 1/ 213 رقم 752، والمنهل الصافي 4/ 11، 12 رقم 754، ووجيز الكلام 1/ 332 رقم 750، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 495. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «الغوري». والتصحيح من: إنباء الغمر 2/ 27، 28 رقم 21، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 679، 680. (¬4) الصواب: «وعاد». (¬5) انظر (طوغان العمري) في: السلوك ج 3 ق 2/ 911، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 495. (¬6) انظر عن (الأنصاري) في: السلوك ج 3 ق 2/ 912، وإنباء الغمر 2/ 31 رقم 40، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 685، والدليل الشافي 2/ 696، والنجوم الزاهرة 12/ 163، ووجيز الكلام 1/ 331 رقم 746، وشذرات الذهب 6/ 367.

ربيع الآخر

وكان عالما، فاضلا، رئيسا، حشما، تقدّم في الأدب، وشارك في الفنون، ونظم نظما حسنا مع الأدب والتّواضع وحسن السّمت، وولي كتابة سرّ دمشق. [ربيع الآخر] [استيلاء تمرلنك على دلي] وفي ربيع الآخر وصل الخبر بتملّك تمرلنك دلي من بلاد الهند بحيلة غريبة (¬1). [وفاة قلمطاي العثماني] [943]- وفيه مات قلمطاي العثماني (¬2)، الدوادار. وكان مشكور السيرة، قليل الشرّ، بطلا شجاعا، ونزل السلطان فحضر الصلاة عليه، وبكى عليه، ودفن بتربته المعروفة به بالصحراء قرب سبيل شيخو. [944]- وذكر بعضهم وفاته في جماد الأول. [سجن الشهاب العبادي] وفيه امتحن الشهاب العبادي، الحنفيّ بالسجن (¬3). [قضاء الأحناف بمصر] وفيه استقرّ في القضاء الحنفية بمصر الشيخ جمال الدين يوسف بن موسى بن محمد الملطيّ، الحنفي. وكان القضاء شاغرا ماية وأحد عشر يوما (¬4). [جمادى الأول] [زلة علي باي] وفي جماد الأول قدم علي (¬5) باي، الذي يضرب العامّة المثل بزلّته، فتقول: زلّة علي باي. وسيأتي ذكرها. [المسند البرهان الشامي] [945]- وفيه مات المسند البرهان الشاميّ، إبراهيم بن أحمد بن عبد ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 892، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 495. (¬2) انظر عن (قلمطاي العثماني) في: النفحة المسكية، رقم 120، والسلوك ج 3 ق 2/ 911، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 681، وإنباء الغمر 2/ 28 رقم 25، والنجوم الزاهرة 12/ 163، ووجيز الكلام 1/ 332 رقم 751، ونزهة النفوس 1/ 475، 476 رقم 277، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 911. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 892. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 893، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 496. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 893، ويرد «علي باي» و «ألي باي».

وفاة المؤقت البكتمري

الواحد بن عبد المؤمن (¬1) بن سعيد بن علوان بن كامل البعليّ، الدمشقي، مسند القاهرة وشيخ الإقراء. ومولده سنة تسع وسبعماية. [وفاة المؤقّت البكتمري] [946]- وفيه مات المؤقّت، العارف شهاب الدين، أحمد بن محمد البكتمريّ (¬2). [تقرير أمراء] وفيه قرّر في إمرة تغري بردي اليشبغاويّ. [و] ولي إمرة مجلس أقبغا اللكاش. [و] ولي الأمير اخورية نوروز الحافظيّ. وفي الدوادارية بيبرس ابن (¬3) أخت السلطان. وفي الخازندارية علي باي العلائي (¬4). [قضاء الشافعية بدمشق] وقرّر في قضاء دمشق الشافعية الشمس محمد الأخنائي عوضا عن ابن أبي البقاء علاء الدين (¬5). [جمادى الآخر] [خمول ابن الطبلاوي] وفي جماد الآخر كان بداية خمول علي بن الطبلاوي فمنع من التحدّث على الإسكندرية، وبعث بالكشف عليه، وأخذ السعد بن غراب يغري السلطان به، ¬

(¬1) في الأصل: «عبد الرحمن»، والتصحيح من: السلوك ج 3 ق 2/ 910، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 767 - 769، ولسان الميزان 6/ 869، وإنباء الغمر 2/ 22، 23 رقم 2، والنجوم الزاهرة 12/ 166، وقرّة العيون في أخبار باب جيرون لابن طولون، تحقيق د. صلاح الدين المنجّد - مجلّة المجمع العلمي بدمشق - مجلّد 39 ج 2/ 285 و 290، نيسان 1964، والدرر الكامنة 1/ 11، 12، وذيل التقييد 1/ 416، 417، رقم 814، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 496، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 1/ 202، 203 رقم 11. (¬2) انظر عن (البكتمري) في: السلوك ج 3 ق 2/ 911، وإنباء الغمر 2/ 251 رقم 10. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 894. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 894.

وفاة صاحب فاس

واستقدم الوزير علم الدين ابن (1) سنّ إبرة منها فضرب بين يدي السلطان بالمقارع (¬1). [وفاة صاحب فاس] [947]- وفيه مات السلطان أبي (¬2) عامر صاحب فاس (¬3) / 346 / عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق المرينيّ. وملك بعده أخوه أبو سعيد عثمان، ودبّر المملكة الوزير أحمد بن علي القبايلي (¬4) كما هي عادته قبل ذلك والسلاطين في حجره. [وفاة الأديب البديوي] [948]- ومات الأديب، الفاضل، المادح، أبو الفتح بن الشيخ المسلّك، العارف علي البديوي (¬5). وكان صالحا خيّرا، له نظم كبير، أكثره مدائح نبوية. [رجب] [الإفراج عن العبادي] وفي رجب أفرج عن الشهاب العباديّ من السجن (¬6). [وفاة الشرف ابن قماري] [949]- وفيه مات الشرف موسى بن قماري (¬7) أمير شكار. وكان من الأعيان. [وفاة ابن أبي المجد] [950]- والمسند محمد بن يوسف بن أبي المجد (¬8). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 895، 896. (¬2) الصواب: «أبو». (¬3) انظر عن (صاحب فاس) في: السلوك ج 3 ق 2/ 913، وإنباء الغمر 2/ 25 رقم 14، ووجيز الكلام 1/ 332 رقم 752، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 496، وشذرات الذهب 6/ 365. (¬4) في الأصل: «الشاماتي». والتصحيح من المصادر. (¬5) هكذا. في الأصل والسلوك ج 3 ق 2/ 914، أما في بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 497 «البيري». (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 895. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 913. (¬8) انظر عن (ابن أبي المجد) في: إنباء الغمر 2/ 32 رقم 45، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 497.

شعبان

[شعبان] [نكبة ابن الطبلاوي] وفي شعبان كانت نكبة ابن (¬1) الطبلاوي (¬2) والقبض عليه بإغراء ابن (¬3) غراب، وجرت عليه كواين، وصودر، ووجد له من الأموال أشياء كثيرة على كرّات، فكانت دخائره توجد كما كانت توجد ذخائر محمود الأستادار سواء، شيئا فشيئا، كما تدن تدان. ولما قبض عليه تجمّع العامّة والغوغاء ورفعوا أعلاما، وحملوا المصاحف على رؤوسهم ووقفوا تحت القلعة يسألون السلطان في إعادته إلى الولاية، فما التفت إليهم، بل وبعث من ضربهم وبدّد شملهم. وأوقعت الحوطة على دار ابن (¬4) الطبلاوي، وأخذت حوانيته وأخوه (¬5). [نظارة البيمارستان] وفيه أعيد نظر البيمارستان إلى الأتابك أيتمش، وكان بيد ابن (¬6) الطبلاوي (¬7). [طعن ابن الطبلاوي نفسه بالسكّين] وفيه ضرب ابن (¬8) الطبلاوي نفسه بسكّين كانت معه فجرح (¬9) نفسه، وأخذت منه وكانت معه مخفيّة، وطلبه السلطان فطلب الإستدناء منه، فأسرّ له وأبعده، فلما بلغه بعد أن خرج من عنده الباب القلعة ما فعل بنفسه لم يشك أنه كان قصد اغتياله فزاد حنقه منه وأمر بتشديد عقوبته (¬10). [وفاة الزراري المالكي] [951]- وفيه مات الشيخ العالم، الصالح، محمد الزراري (¬11) المالكيّ. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «الطبلاء». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 896، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 497. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 897، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 498. (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) في الأصل: «فخرج». (¬10) السلوك ج 3 ق 2/ 897، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 498. (¬11) في إنباء الغمر 2/ 33 رقم 46 وفيه: «محمد بن. . الزرزاري»، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 499 وفيه: «الرازي».

رسول صاحب ماردين

[رسول صاحب ماردين] وفيه قدم رسول الظاهر محمد بن أحمد بن عيسى صاحب ماردين وهو يعتذر عن طاعته لتمرلنك وأنه مقيم تحت طاعة السلطان، وتطلّب التقليد والتشريف بنيابة ماردين فبعث إليه ذلك وبمبلغ ثلاثين ألف دينار (¬1). [رمضان] [حصار تمرلنك بغداد] وفي رمضان نزل تمرلنك على بغداد لحصارها، وكان ابن أويس قد حصّنها فسار عنها نحو حمدان (¬2). [عودة قطلوبغا من بلاد المغرب] وفيه عاد قطلوبغا الخليلي / 347 / أحد الأمير اخورية، وكان توجّه إلى بلاد المغرب بسبب شرى (¬3) خيول للسلطان، فأحضر معه ثمانية وعشرين فرسا، وحضر معه رسول صاحب تونس ومعه هدية ثلاثين (¬4) فرسا وبغلتين، ورسول صاحب تلمسان بأربعة وعشرين فارسا، وأشياء أخر من القماش، وغيره (¬5). [وفاة ابن خطيب الحديثة] [952]- وفيه مات ابن (¬6) خطيب الحديث بدر الدين حسن بن علي بن سرور بن سليمان الرهاويّ (¬7)، الشافعي. وكان أعبد الفقهاء في زمانه. [شوال] [ختان ولدي السلطان] وفي شوّال كان ختان ولدي السلطان وهما: فرج، وعبد العزيز، اللذان وليا ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 898، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 499. (¬2) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 499. (¬3) الصواب: «شراء». (¬4) الصواب: «ثلاثون». (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 899، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 499، 500. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) هكذا في الأصل. وفي تاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 674، 675، «الرمثاوي» وفي إنباء الغمر 2/ 25 رقم 12 «الرشاوي»، ووجيز الكلام 1/ 330 رقم 744، «الرمثاوي» وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 200 وفيه «مسرور» بدل «سرور» وانظر الدرر الكامنة 2 / رقم 153.

سجن ابن الطبلاوي بالخزانة

السلطنة بعده، وكان مهمّا عظيما بالقلعة، وختن معه عدّة من أولاد الأمراء المقتولين منهم ابن (¬1) منطاش (¬2). [سجن ابن الطبلاوي بالخزانة] وفيه نقل ابن (¬3) الطبلاوي إلى خزانة شمائل فسجن بها (¬4). [قضاء دمشق الحنفي] وفيه قرّر في قضاء دمشق محمود بن أبي العزّ الحنفي عوضا عن التقيّ الكفريّ (¬5). [الحريق بدمشق] وفيه قدم الخبر بأنه وقع بدمشق حريق عظيم أقام ثلاثة أيام، ووقعت فيه معظم أسواق دمشق، وتشعّث جدار جامع بني أميّة القبليّ (¬6). [ذو القعدة] [نظارة الجيش] وفي ذي قعدة قرّر السعد بن غراب في نظر الجيش بعد عزل الشرف الدمامينيّ (¬7). [وفاة نقيب الأشراف الطباطبي] [953]- وفيه مات نقيب الأشراف، السيد الشريف، جمال الدين عبد الله بن عبد الكافي بن علي الطباطبيّ الحسنيّ. وكان حسن الطريقة، عفيف النفس. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر الختان في: النفحة المسكية 293، والسلوك ج 3 ق 2/ 900، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 361، ووجيز الكلام 1/ 329، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 500. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 900. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 900. (¬6) خبر الحريق في: النفحة المسكية 293، والسلوك ج 3 ق 2/ 901، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 661، وإنباء الغمر 2/ 14، وعقد الجمان 25 / ورقة 38. (¬7) انظر عن (الطباطبي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 911، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 500، وإنباء الغمر 2/ 26 رقم 16.

وفاة ابن الخباز

[وفاة ابن الخباز] [954]- وابن (¬1) الخبّاز، الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب بن عبد الرحيم. [وفاة ابن الشهيد] [955]- والتاج بن الشهيد (¬2) أحمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد النابلسيّ الأصل، الدمشقيّ الشافعي. وله فضل، ونظم، ونثر. [وفاة ناظر جيش دمشق] [956]- وناظر جيش دمشق، الرئيس شمس الدين محمد بن عبد الله بن مشكور (¬3). وكان رئيسا حشما. [الحريق بدار التفاح] وفيه وقع حريق بدار التفاح خارج باب زويلة، وطفّاه (¬4) الأمراء (¬5)، وآثاره باقية إلى اليوم. [احتفال السلطان] وفيه احتفل السلطان بمهمّ عظيم جدا عمل بالميدان الأسود، ونصبت الخيم، وكان فيه من اللحم عشرون ألف رطل من الإوزّ وأربعماية طائر، ومن الدجاج ألف، ومن الخيول خمسين (¬6) فرسا، ومن السكّر ثلاثين (¬7) قنطارا، وعمل فيه من الأشربة المسكرة في دنان فخّار شيئا كثيرا (¬8)، فمن الزبيبي عشرون قنطارا من الزبيب، ومن البوزا ماية إردبّ قمح، وعمل في الشراب من الحشيش عشرة قناطير، وكان مهمّا حافلا جدا، ظهرت فيه من القبائح ما لا يحدّ، وأبيحت فيه المسكرات، / 348 / وتجاهر الناس فيه بالفحش والمعاصي ممّا لم يعهد مثله. ومن ذلك اليوم قلّ احتشام أهل مصر حتى تزايد إلى ما أنت عارف به في هذه الأيام (¬9). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». وانظر عن (ابن الخباز) في: إنباء الغمر 2/ 23، 24 رقم 5، والدرر الكامنة 1/ 505 وفيهما «ابن الحباب». (¬2) انظر عن (ابن الشهيد) في: السلوك ج 3 ق 2/ 910، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 500. (¬3) انظر عن (ابن مشكور) في: إنباء الغمر 2/ 30 رقم 35، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 684. (¬4) الصواب: «وأطفأه». (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 901. (¬6) الصواب: «خمسون». (¬7) الصواب: «ثلاثون». (¬8) الصواب: «شيء كثير». (¬9) السلوك ج 3 ق 2/ 902، 903، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 501.

مقتل ابن دلغادر

[مقتل ابن دلغادر] [957]- وفيه ورد الخبر بقتل سولي بن دلغادر (¬1) أمير التركمان، وكان ذاك حيلة من السلطان. [واقعة علي باي] [958]- وفيه كانت واقعة علي باي، وهي طويلة، ملخّصها أنه تضاعف الكمين (¬2) عنده من السلطان، واتفق وفاء النيل ونزول السلطان، فاتفق علي باي مع مماليكه بالفتك به إذا دخل لعيادته حين عوده من الكسر، وبلغ السلطان ذلك فاحتاط على نفسه، ولما اجتاز بدار علي باي حرّك فرسه، وبلغ علي باي ذلك فبادر بركوبه إليه وساق فما ظفر به، وارتجّت القاهرة. وآل الأمر إلى القبض على علي باي وقتله خنقا بحضرة السلطان (¬3). [قتل صاحب سيواس] [959]- وفيه ورد الخبر بقتل البرهان صاحب سيواس (¬4) أحمد بن محمد بن عبد الله الحنفيّ المعروف بالقاضي برهان الدين. وكان عالما فاضلا، داهية، استقلّ وجال البلاد ودخل مصر، وسكن الخانقاه الشيخونية، وأخذ بها عن جماعة، وتنقلت به الأحوال حتى ملك سيواس. وكان قتله (¬5) على يد قرايلك عثمان بن أغلي، قتله خارج سيواس وعاد إليها فحاصرها فما قدر عليها، وقدم ابن (¬6) عثمان بجموعه فملكها وأقام بها ولد القاضي برهان الدين. ¬

(¬1) انظر عن (ابن دلغادر) في: النفحة المسكية 255 رقم 122، والسلوك ج 3 ق 2/ 914، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 676، وإنباء الغمر 2/ 34 رقم 54، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 499، والدرر الكامنة 2/ 179 رقم 1911، والنجوم الزاهرة 12/ 166، والدليل الشافي 1/ 337 رقم 1161، والمنهل الصافي 6/ 183 - 186 رقم 1164، ونزهة النفوس 1/ 477، 478 رقم 284، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 502. (¬2) في الأصل: «لكمين». (¬3) خبر واقعة علي باي في: النفحة المسكية 254، والسلوك ج 3 ق 2/ 903 - 907، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 633 - 665، وإنباء الغمر 2/ 16 - 18، والنجوم الزاهرة 12/ 82 - 88، ونزهة النفوس 1/ 466 - 471، ووجيز الكلام 1/ 330، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 502 - 507، والمنهل الصافي 8/ 246 رقم 1709. (¬4) انظر عن (صاحب سيواس) في: السلوك ج 3 ق 2/ 906، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 672، 673، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 502. (¬5) في الأصل: «قبله». (¬6) في الأصل: «بن».

الفتن بالقاهرة

[الفتن بالقاهرة] وفيه ثارت الفتن بالقاهرة وأرجف بقيام المماليك، ولم ينزل السلطان من يومئذ ولا ركب، وصارت الأراجيف كثيرة من هذه الأيام (¬1). [القبض على يلبغا المجنون] وقبض السلطان على يلبغا المجنون الأستادار ونفي إلى دمياط، وقرّر في الأستادارية محمد بن سنقر البكجاوي (¬2). [ذو الحجّة] [الرخاء بمصر] وفي ذي حجّة كثر الرخاء بمصر فأبيع كل أربعة (¬3) أرطال خبز بدرهم. وأبيع بطرابلس في هذه الأيام ثمانون رغيفا بثلاثة أرباع درهم، حتى عدّ ذلك من نوادر الرخاء وعجائبه (¬4). [سجن شيخ الصفوي] وفيه حمل شيخ الصفوي من القدس إلى سجن قلعة المرقب (¬5). [وفاة الحرضي اليمني] [960]- وفيه مات الصالح، المعتقد باليمن، أحمد بن عبد الله الحرضيّ (¬6)، الفقيه. وكان له أتباع، وتؤثر عنه الكرامات. [وفاة بدر الدين بن الرضى] [961]- والشيخ بدر الدين بن الرضى (¬7)، محمد بن يوسف بن أحمد بن عبد الرحمن الدمشقيّ، الحنفي. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 907. (¬2) في السلوك ج 3 ق 2/ 908 «البكجري». (¬3) في السلوك ج 3 ق 2/ 908، «ثمانية». (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 909، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 508. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 909، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 508. (¬6) انظر عن (الحرضي) في: إنباء الغمر 2/ 23 رقم 4. (¬7) انظر عن (ابن الرضى) في: إنباء الغمر 2/ 32 رقم 44، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 686، 687، ووجيز الكلام 1/ 331 رقم 746، وشذرات الذهب 6/ 368.

صلاة السلطان عيد النحر

كان عارفا / 349 / بفنون المذهب، مدرّسا، عالما يعتمد عليه في المكاتيب بدمشق. [صلاة السلطان عيد النحر] وفيه صلّى السلطان صلاة عيد النحر بالجامع الناصريّ من القلعة، ولم ينزل إلى جامع الميدان خوفا من حادث. واستمرّ الحال على ذلك إلى يومنا (¬1). [ظهور المرض على السلطان] وفيه ظهر المرض على السلطان وكان قد بدأ به من حين كائنة علي باي فاستمرّ إلى آخر هذا الشهر فعوفي شيئا ونودي بزينة القاهرة، وفرّق السلطان في مرضه مالا جزيلا يقال إنه مبلغ مايتا ألف وخمسين (¬2) ألف دينار ذهبا (¬3). * * * وخرجت هذه السنة والأماير تدلّ على زوال برقوق، وكان ذلك. * * * يليه القسم الثالث من الجزء الأول (801 - 820 هـ‍.) (بعون الله وتوفيقه، تم تحقيق هذا الجزء من كتاب «نيل الأمل في ذيل الدول» للمؤرّخ غرس الدين عبد الباسط بن خليل بن شاهين الظاهري الحنفي، المتوفّى بحدود سنة 920 هـ‍، على يد خادم العلم وطالبه، الحاج الأستاذ، الدكتور «عمر عبد السلام تدمري» أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، عضو الهيئة العربية العليا لإعادة كتابة تاريخ الأمة في اتحاد المؤرّخين العرب، الطرابلسي مولدا وموطنا، الحنفيّ مذهبا، وكان الفراغ منه صباح يوم السبت 28 من شهر صفر - 1422 هـ‍ / الموافق 12 من حزيران 1999 م. وذلك بمنزله في ساحة السلطان الأشرف خليل بن قلاوون (النجمة سابقا) من ثغر طرابلس المحروسة، ويسّر الله تعالى تحقيق أجزاء الكتاب الباقية بمنّه وكرمه، وهو المستعان على كل حال، وإليه المآل، والحمد له وحده، وصلّى الله على سيدنا محمد من لا نبيّ بعده). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 909، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 508. (¬2) الصواب: «وخمسون». (¬3) النفحة المسكية 294، والسلوك ج 3 ق 2/ 909، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 666، وإنباء الغمر 2/ 20، ونزهة النفوس 1/ 474، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 509.

حوادث سنة إحدى وثمانمائة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [حوادث] سنة إحدى وثمانمائة وهي أول القرن التاسع الذي ظهرت فيه الغرائب والعجائب، وكثرت أنكاد الناس فيه والفتن، وتغيّرت الأحوال، وبالله المستعان. [المحرّم] [ضرب عنق مرتدّ] في محرّم منها ضربت عنق إنسان من المسالمة يقال له إبراهيم بن برينيّة (¬1) كان أسلم ثم ارتدّ عن الإسلام، وعرض العود عليه فامتنع. [وفاة الملك المنصور ابن حاجي] [962]- وفيه مات السلطان الملك المنصور محمد بن المظفّر حاجي (¬2) بن الناصر محمد بن قلاوون. وكان مسجونا بقلعة الجبل. [وفاة الشهاب بن شعيب] [963]- والشهاب بن (¬3) خطيب بيت لهيا أحمد بن شعيب (¬4). وكان عابدا، كثير التهجّد والذكر. [القبض على أقبغا الفيل] وفيه قبض على أقبغا الفيل من جملة المماليك السلطانية ومعه سبعة من المماليك على باي (¬5)، فسمّروا ووسّطوا. ¬

(¬1) في الأصل: «سه» والتصحيح من: السلوك ج 3 ق 2/ 917. (¬2) انظر عن (ابن المظفّر حاجي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 975، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 511 و 551، والدليل الشافي 2/ 611 رقم 2099، والضوء اللامع 7/ 216. (¬3) الصواب: «بن». (¬4) انظر عن (ابن شعيب) في: إنباء الغمر 2/ 59 رقم 7 والضبط منه. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 917.

ضرب سودون الحمزاوي

[ضرب سودون الحمزاوي] وفيه ضرب السلطان سودون الحمزاوي من خاصكيته، ونفاه إلى الشام بعد أن سجن بالخزانة أياما (¬1). [صفر] [الحريق بالمدرسة الصالحية] وفي صفر وقع حريق عظيم بباب سرّ الصالحية، تلف [فيه] (¬2) عدّة دور، ونزل جماعة من الأمراء لطفيه (¬3). [وفاة بكلمش العلائي] [964]- وفيه مات بكلمش العلائيّ (¬4) بالقدس. [توزيع المال للفقراء] وفيه أخرج السلطان مالا كثيرا للتفرقة في الفقراء، فمات منهم في الزحمة نحو خمسة أو سبعة وخمسون (¬5) نفسا (¬6). [إظهار السلطان التجلّد] وفيه كان السلطان موعوكا وهو يتعلّل بأشياء ويظهر الجلادة (¬7). [القبض على نوروز الحافظي] وفيه قبض على نوروز الحافظي لاتّهامه بأنه كان ينتمي ويمالي مع علي باي. وارتجّت القاهرة حين السماع بقبض نوروز هذا، وأغلق باب زويلة بغير إذن الوالي، فنادى السلطان بالأمان، وضرب بوّاب باب زويلة بالمقارع (¬8). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 918، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 511. (¬2) إضافة على الأصل للضرورة. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 918. (¬4) انظر عن (بكلمش العلائي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 974، ووجيز الكلام 1/ 342 رقم 700، والضوء اللامع 3/ 17، وذيل الدرر الكامنة 69، 70 رقم 12، وإنباء الغمر 2/ 69 رقم 23، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 177 أ، والدر المنتخب في تكملة تاريخ حلب، رقم 374، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 511، و 550، والدليل الشافي 1/ 196 رقم 689، والنجوم الزاهرة 13/ 5، والمنهل الصافي 3/ 414 رقم 691. (¬5) الصواب: «وخمسين». (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 919، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 512. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 919. (¬8) السلوك ج 3 ق 2/ 920، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 512، والنفحة المسكية ورقة 150، وإنباء الغمر 2 / =

وفاة شمس الدين بن نجم

[وفاة شمس الدين بن نجم] [965]- وفيه مات الشيخ العارف، الصوفي، المسلّك، شمس الدين بن نجم (¬1)، محمد بن أحمد بن علي. وكان على طريقة الغزالي. [وفاة الزهوري العجمي] [966]- والزهوري، الشيخ المعتقد بالصلاح أحمد بن محمد بن عبد الله العجمي (¬2)، نزيل دمشق، ثم القاهرة. وكان يذكر عنه مكاشفات، وكان مجذوما. [سجن نوروز بالإسكندرية] وفيه أخرج / 350 / نوروز إلى سجن الإسكندرية، وقرّر في الأمير اخورية سودون قريب السلطان (¬3). [الخطبة والسكة بماردين] وفيه وصل الخبر بإقامة الخطبة وضرب السكة بماردين باسم السلطان (¬4). [وفاة أرغون شاه الإبراهيمي] [967]- وفيه مات أرغون شاه الإبراهيميّ (¬5)، نائب حلب. وكان غاية في العدل والإحسان إلى الرعيّة، ديّنا خيّرا، نادرة في أبناء جنسه. ¬

= 38، 39، والنجوم الزاهرة 12/ 92، ونزهة النفوس 1/ 482، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 512. (¬1) انظر عن (ابن نجم) في: السلوك ج 3 ق 2/ 975. (¬2) انظر عن (العجمي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 975، وفيه «أحمد بن عبد الله»، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 551. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 920 و 921، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 513. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 921، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 514. (¬5) انظر (أرغون شاه الإبراهيمي) في: تاريخ ابن الفرات ج 9 ق 2/ 388، والنفحة المسكية، رقم 126، والسلوك ج 3 ق 2/ 974، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 175 ب، وإنباء الغمر 2/ 65 رقم 18، وذيل الدرر الكامنة 68 رقم 9، والدر المنتخب، رقم 278، والضوء اللامع 2/ 267، ووجيز الكلام 1/ 342 رقم 711، والنجوم الزاهرة 13/ 4، والدليل الشافي 1/ 108 رقم 374، والمنهل الصافي 2/ 323، 324 رقم 376، ونزهة النفوس 2/ 25 رقم 295، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 550، وتاريخ وآثار مساجد ومدارس طرابلس في عصر المماليك 218، وتاريخ طرابلس 2/ 44 رقم 75.

ربيع الأول

[ربيع الأول] [قضاء العسكر] وفي ربيع الأول استقرّ الأمين الطرابلسيّ، عبد الوهّاب بن (¬1) قاضي القضاة شمس الدين الحنفيّ في قضاء العسكر (¬2). [نيابة حلب] وفيه قرّر في نيابة حلب أقبغا الجمالي نائب طرابلس (¬3). [نيابة طرابلس] وقرّر في نيابة طرابلس يونس بلطا نائب حماه (¬4). [نيابة حماه] وقرّر في نيابة حماه دمرداش المحمدي أتابك دمشق (¬5). [وفاة الأديب ابن أيبك] [968]- وفيه مات الأديب علاء الدين علي بن أيبك (¬6) الدمشقيّ. [وفاة ابن الشيّب] [969]- وابن الشيّب (¬7)، الشيخ الصالح، المقرىء، خليل بن عثمان (¬8) بن عبد الرحمن بن عبد الجليل. ¬

(¬1) الصواب: «ابن». (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 921. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 922، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 514. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 922، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 514. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 922، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 514. (¬6) انظر عن (ابن أيبك) في: السلوك ج 3 ق 2/ 979، وإنباء الغمر 2/ 75 رقم 52، وبدائع الزهور ج 1 ق 2 /، 515 و 550، والمنهل الصافي 8/ 56 رقم 1572. (¬7) في الأصل: «ابن الخسب»، والمثبت عن السلوك. (¬8) انظر عن (خليل بن عثمان) في: السلوك ج 3 ق 2/ 975، وإنباء الغمر 2/ 71 رقم 33 وفيه: «المشبّب»، ومثله في الذيل على الدرر الكامنة 71 رقم 17، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 177 أ، والضوء اللامع 3/ 200، ووجيز الكلام 1/ 340 رقم 764، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 550، والدليل الشافي 1/ 291 رقم 1002، وغاية النهاية 1/ 276 رقم 1245، والمنهل الصافي 4/ 262، 263 رقم 1005، والنجوم الزاهرة 13/ 6.

وفاة قاضي القضاة الكركي

[وفاة قاضي القضاة الكركي] [970]- وقاضي القضاة العماد الكركي (¬1)، أحمد بن عيسى بن موسى بن عيسى بن سليم بن جميل الأزرقيّ، العامريّ. وكان من أهل العلم والفضل والديانة، انجمع عن الناس بأخرة، وقرّر في خطابة البيت المقدس، وبه بغته الأجل. ومولده سنة إحدى أو اثنتين وأربعين. [وفاة ابن كثير] [971]- والمسند ابن (¬2) كثير (¬3)، أحمد بن إسماعيل بن عمر بن كثير. ومولده سنة ثلاث وستين وسبعماية. [وفاة الشهاب العبادي] [972]- والشيخ العلاّمة الشهاب العبادي (¬4)، أحمد بن أبي بكر بن مجد الدين الحنفيّ. وكان عالما فاضلا، قائما في الحق، عارفا بالفنون، له جرأة وإقدام على أهل الدولة. ودرّس وأفتى، وناب في الحكم، وجرت عليه محن في قيامه في الدين، والتكلّم بالحق. وذكر بعضهم وفاته في ربيع الآخر. [وفاة الشهاب الحلبي] [973]- والشهاب الحلبيّ (¬5)، أحمد بن موسى. وكان عارفا بالمذهب، فاضلا، مشاركا في الفنون. ¬

(¬1) انظر عن (الكركي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 974، وذيل الدرر الكامنة 65، 66 رقم 5، وإنباء الغمر 2/ 60 - 62 رقم 10، أو تاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 175 أ، والدر المنتخب، رقم 186، والضوء اللامع 2/ 60، والنجوم الزاهرة 13/ 117، ورفع الإصر 1/ 92، ووجيز الكلام 1/ 317 رقم 725، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 515 و 550، ودرر العقود الفريدة، رقم 96، وشذرات الذهب 3/ 4، والدليل الشافي 1/ 68 رقم 234. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) انظر عن (ابن كثير) في: إنباء الغمر 2/ 58 رقم 4. (¬4) انظر عن (العبادي) في: إنباء الغمر 2/ 58 رقم 5، وذيل الدرر الكامنة 63 رقم 1، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 175 أ، والدر المنتخب رقم 105، والضوء اللامع 1/ 262، ودرر العقود الفريدة، رقم 276، وشذرات الذهب 7/ 3، ووجيز الكلام 1/ 339 رقم 761، والدليل الشافي 1/ 36 رقم 111، والطبقات السنية 1/ 331 رقم 150. (¬5) انظر عن (الشهاب الحلبي) في: إنباء الغمر 2/ 64 رقم 16، وذيل الدرر الكامنة 68 رقم 8، ودرر العقود، رقم 18 والضوء اللامع 2/ 231، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 175 ب.

وفاة همام الدين

[وفاة همام الدين] [974]- والشيخ همام الدين عبد الواحد السيراميّ (¬1)، الحنفيّ، والد شيخنا العلاّمة الكمال بن الهمام. [ربيع الآخر] [جلوس السلطان للمظالم] وفي ربيع الآخر جلس السلطان للمظالم على العادة في يومي الثلاثاء والسبت (¬2). [وفاة الطوخي] [975]- وفيه مات الشيخ الصالح المعتقد خلف بن حسن الطوخيّ (¬3). وذكر بعضهم وفاته في ربيع الأول. [وفاة المقرىء جمال الدين المالكي] [976]- ومات السكسونيّ (¬4)، المقرىء، الشيخ جمال الدين عبد الله بن محمد المالكيّ. وكان من العلماء الأخيار. [وفاة ابن بيبرس الحاجب] [977]- والمقرىء علي بن أحمد بن بيبرس (¬5) الحاجب. وكان الأمير علي، وكان قويا. [وفاة قديد القلمطاوي] [978]- وقديد القلمطاوي (¬6)، وهو والد العلاّمة سيدي عمر بن قديد المشهور. ¬

(¬1) انظر عن (السيرامي) في: بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 515. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 923. (¬3) انظر عن (الطوخي) في: إنباء الغمر 2/ 70 رقم 30، وذيل الدرر الكامنة 7 رقم 15، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 177 أ، والضوء اللامع 3/ 183، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 515 وفيه: «حسين» و 550 «حسن». (¬4) انظر عن (السكسوني) في: تاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 177 ب، وذيل الدرر الكامنة 73 رقم 24، وفيه: «السكسيوي» وإنباء الغمر 2/ 73 رقم 44 وفيه: «السّكوني» والضوء اللامع 5/ 29، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 515، وشذرات الذهب 7/ 8 وفيه «السكوني». (¬5) انظر عن (ابن بيبرس) في: تاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 177 أ، ب، وإنباء الغمر 2/ 75 رقم 51، والضوء اللامع 5/ 165، وشذرات الذهب 7/ 8. (¬6) انظر عن (قديد القلمطاوي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 178 أ، وإنباء الغمر 2/ 80 رقم 69، =

وفاة الشمس النابلسي

[وفاة الشمس النابلسي] [979]- ومات الشمس النابلسيّ (¬1)، محمد بن علي بن يعقوب الشافعيّ، نزيل حلب. ومولده بعد الخمسين وسبعماية. [اعتداء أعجميّ على السلطان] / 351 / وفيه صعد إنسان أعجميّ القلعة وجلس إلى جانب السلطان وهو جالس للحكم بين الناس، وأخذ لحيته بيده فقبض عليها، وسبّه سبّا قبيحا، فبادر إليه روس النوب وأقاموه ومضوا به وهو مستمرّ على السبّ، فتسلّمه الوالي وضربه عدّة أيام حتى مات (¬2). [وزارة الأرمني] وفيه استقرّ في الوزارة التاج عبد الرزّاق بن أبي الفرج بن نقولا الأرمنيّ والي قطيا، عوضا عن الطوخي، وقرّر ولده فخر الدين عبد الغني في ولاية قطيا. وعبد الغني هو الذي ولي الأستادارية بعد ذلك وشهر (¬3). [جمادى الأول] [وفاة بدر الدين الكلستانيّ] [980]- وفي جماد الأول مات كاتب وشيخ الشيخونية، العلاّمة بدر الدين الكلستانيّ (¬4)، الحنفيّ، محمود بن عبد الله السّرائيّ. وكان عالما، فاضلا، مفوّها، حسن الخط والعبارة. تنقّلت به الأحوال، حتى ولي كتابة السرّ ومشيخة الشيخونية وغير ذلك. وكان فصيحا باللغات الثلاث: العربية والفارسية، والتركية، عارفا بالفنون، وله نظم. ¬

= والضوء اللامع 6/ 214، وبدائع الزهور ج 1 ق 2، 515، وتوفي ابنه عمر في سنة 856 هـ‍. (¬1) في الأصل: «البالسي»، والتصحيح من: تاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 179 ب، وإنباء الغمر 2/ 85، 86 رقم 83، وذيل الدرر الكامنة 78 رقم 39، والدر المنتخب، رقم 1362، والضوء اللامع 8/ 225، وشذرات الذهب 7/ 11، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 385، 386 رقم 747. (¬2) خبر الأرمني في: السلوك ج 3 ق 2/ 924، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 516. (¬3) خبر وزارة الأرمني في: السلوك ج 3 ق 2/ 924، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 516. (¬4) انظر عن (الكلستاني) في: السلوك ج 3 ق 2/ 976، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 179 ب، وذيل الدرر الكامنة 79، 80 رقم 44، وإنباء الغمر 2/ 88 - 90 رقم 92، والدر المنتخب، رقم 1512، والضوء اللامع 10/ 136، ووجيز الكلام 1/ 338، 339 رقم 758، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 517 و 551، وشذرات الذهب 7/ 12، والدليل الشافي 2/ 726 رقم 2479، ونزهة النفوس 2/ 21 رقم 292، والنجوم الزاهرة 13/ 11.

فتنة الصعيد

ولما ولّي كتابة السرّ أراد أن يغيّر مصطلحها الذي هي عليه فما قرّ له ذلك، وولي بعده كتابة السرّ فتح الدين فتح الله بن معتصم بن نفيس الإسرائيلي الداوودي، وكان رئيس الأطبّاء (¬1). وقرّر في مشيخة الصرغتمشية الجمال الملطيّ (¬2). [فتنة الصعيد] وفيه كانت الفتنة بين هوارة بالصعيد (¬3). [وفاة نائب الإسكندرية] [981]- وفيه مات صرغتمش القزوينيّ (¬4)، نائب الإسكندرية، وقرّر عوضه فرج الحلبيّ الأستادار. [وفاة الخليفة المستعصم] [982]- وفيه الخليفة المخلوع المستعصم (¬5)، زكريا بن إبراهيم بن محمد بن أحمد الحاكم، العبّاسيّ، المصريّ. وهو مخلوع بداره. [وفاة ناظر الصاحبية] [983]- والمسند ناظر الصاحبيّة (¬6)، زين الدين، عبد الرحمن بن أحمد بن الموفق بن إسماعيل بن أحمد الصالحيّ، الذهبيّ، الحنبليّ. وجاوز السبعين. وسيأتي ولده بعد الأربعين. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 926. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 926. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 927، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 518. (¬4) انظر عن (صرغتمش القزويني) في: السلوك ج 3 ق 2/ 927، و 975، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 177 ب، وذيل الدرر الكامنة 72 رقم 22، وإنباء الغمر 2/ 72 رقم 39، والضوء اللامع 3/ 322، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 519 و 551، والدليل الشافي 1/ 354 رقم 1215، والمنهل الصافي 6/ 344 رقم 1218. (¬5) انظر عن (المستعصم) في: تاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 177 أ، وذيل الدرر الكامنة 71، 72 رقم 18، وإنباء الغمر 2/ 71 رقم 34، والضوء اللامع 3/ 233، ووجيز الكلام 1/ 340، 341 رقم 766، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 550، 551، والسلوك ج 3 ق 2/ 975. (¬6) انظر (ناظر الصاحبية) في: إنباء الغمر 2/ 73، 74 رقم 46، والضوء اللامع 4/ 45، ووجيز الكلام 1/ 340 رقم 763.

جمادى الآخر

[جمادى الآخر] [رياسة الطب] وفي جماد الآخر قرّر الكمال عبد الرحمن بن صغير في رياسة الطب عوضا عن فتح الله كاتب السرّ (¬1). [مصادرة الطوخي] وفيه صودر الصاحب بدر الدين الطوخي (¬2). [رجب] [نيابة ملطية] وفي رجب قرّر جقمق الصفوي في نيابة ملطية عوضا عن دقماق (¬3). [قضاء الحنفية بدمشق] وفيه استقرّ الشيخ بدر الدين حسن المقدسي في قضاء الحنفية بدمشق (¬4). [دوران المحمل] وفيه أدير المحمل وسافر الحاج الرجبية ومعهم أمراء عليهم بيسق الشيخي. وسافر الشهاب أحمد بن الطولوني المهندس لعمارة ما تهدّم من المسجد الحرام (¬5). وكانت الرجبية قد أبطلوا من هذه [السنة] (¬6). [تقرير الحسبة] وفيه استقرّ التقيّ المقريزي في الحسبة (¬7). [قضاء الشافعية] وفيه أعيد الصدر المناوي إلى القضاء الشافعية / 352 / وصرف بالتقيّ الزبيري، وأعيد يلبغا المجنون إلى الأستادارية (¬8). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 929. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 928. (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 929، بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 519. (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 929. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 929، 930، والنفحة المسكية، ورقة 150. (¬6) الإضافة يقتضيها السياق. (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 930. (¬8) السلوك ج 3 ق 2/ 930، والنفحة المسكية 297.

شعبان

[شعبان] [قضاء الحنفية بحلب] وفي شعبان استقرّ الكمال عمر بن العديم في قضاء الحنفية بحلب (¬1). [نظارة الشيخونية] وفيه قرّر في نظر الشيخونية يلبغا السالميّ وهو من الأمراء العشرات (¬2). [وفاة وزير اليمن] [984]- وفيه مات الفارقي وزير اليمن (¬3) حسين بن علي الزبيديّ، شرف الدين. [وفاة السّبزوانيّ الأزهري] [985]- والشيخ العلاّمة في المعقولات، قنبر بن عبد الله (¬4) السّبزوانيّ، الأزهريّ، الشافعيّ. وكان معرضا عن الدنيا، قانعا باليسير، درّس بالجامع الأزهر، وكان سمحا جوادا، ينفق ما حصل عنده، ولا يتردد إلى أحد (¬5). وكان مشهورا بالتشيّع، ورؤي غير ما مرّة وهو يمسح على رجله مكشوفة. [خسوف القمر] وفيه خسف جميع جرم القمر، وتفاءل الناس بزوال السلطان، وكان كذلك (¬6). [كتاب الأمان لقرايلك عثمان] وفيه كتب أمان لقرايلك عثمان بن طرغلي، وبعث إليه عمر القادر تنم من حلب (¬7). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 931. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 932. (¬3) انظر عن (وزير اليمن) في: تاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 177 أ، وذيل الدرر الكامنة 70 رقم 14، وإنباء الغمر 2/ 70 رقم 27، والضوء اللامع 3/ 149، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 521. (¬4) في الأصل: «قنبر بن محمد الشرواني» والتصحيح من: تاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 178 أ، وإنباء الغمر 2/ 80، 81 رقم 70، وذيل الدرر الكامنة 75 رقم 32، ووجيز الكلام 1/ 338 رقم 757، والضوء اللامع 6/ 225، وشذرات الذهب 7/ 9، والدليل الشافي 2/ 549، 550 رقم 1888 وفيه «الشيرازي» والنجوم الزاهرة 13/ 4 وفيه: «السيرامي». (¬5) في الأصل: «ولايته ووالى أحمد». والمثبت عن إنباء الغمر 2/ 81. (¬6) السلوك ج 3 ق 2/ 932، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 521. (¬7) السلوك، البدائع.

قضاء الشافعية بحلب

[قضاء الشافعية بحلب] وفيه استقرّ في قضاء دمشق الشافعية أصيل الدين محمد بن عثمان الأسلميّ (¬1) عوضا عن الشمس الأخنائي. [رمضان] [وفاة القاضي ابن التنسي] [986]- وفي رمضان مات القاضي المالكيّ، ناصر [الدين] (¬2) أحمد بن التنسيّ (¬3)، أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عطاء الله بن عوض بن نجا بن حمود بن نهار بن يونس (¬4) بن حاتم بن علي بن عامر بن هشام بن عروة بن الزبير بن العوّام السكندريّ، الزهريّ، المالكيّ. وكان عالما، فاضلا، ماهرا، قيّما في العربية، وله تصانيف. وهو والد البدر التنسيّ قاضي القضاة أيضا الآتي في محلّه. [قضاء المالكية] وفيه قرّر في القضاء المالكية بعد ابن (¬5) التنسيّ عبد الرحمن بن خلدون، وطلب للولاية من الفيّوم، وهي ثانية بعد خمسة عشر (¬6) سنة (¬7). [وفاة الأتابك كمشبغا الحموي] [987]- وفيه مات الأتابك كمشبغا الحموي (¬8). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 2/ 932، وفيه: «الأشليمي». (¬2) إضافة على الأصل. (¬3) انظر عن (ابن التنسي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 175 ب، والسلوك ج 3 ق 3/ 976، وإنباء الغمر 2/ 63، 64 رقم 14 وفيه: «حمزة» بدل «حمود» وذيل الدرر الكامنة 67 رقم 7، والضوء اللامع 2/ 192، ودرر العقود الفريدة، رقم 264، والدر المنتخب، رقم 225، ووجيز الكلام 1/ 339 رقم 762، وشذرات الذهب 7/ 5، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 522 و 551، والدليل الشافي 1/ 82 رقم 289، والنجوم الزاهرة 13/ 10، وحسن المحاضرة 2/ 123. (¬4) في الأصل: «عواض بن عامر بن حمود بن زياد بن مونس». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) الصواب: «خمس عشرة». (¬7) السلوك ج 3 ق 2/ 933، بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 522. (¬8) انظر ن (كمشبغا الحموي) في: السلوك ج 3 ق 2/ 935 وق 3/ 975، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 178 أ، وذيل الدرر الكامنة 75، 76 رقم 33، وإنباء الغمر 2/ 81، 82، رقم 71، والدر المنتخب، رقم 1122. ووجيز الكلام 1/ 341 رقم 769، والضوء اللامع 6/ 230، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 523 و 551، والدليل الشافي 560 رقم 1920 ونزهة النفوس والأبدان 2/ 26 رقم 301، والنجوم الزاهرة 13/ 9.

وفاة ابن ميمون المغربي

وتنقّلت به الأحوال في الولايات الجليلة، منها: نيابة صفد، وحماة، وطرابلس، وحلب، ودمشق، وأتابكية مصر. ويقال إنه دسّ عليه بالسجن بالإسكندرية من خنقه، ولم يعش برقوق بعده إلاّ يسيرا. [وفاة ابن ميمون المغربي] [988]- وفيه مات الشيخ أبو عبد الله بن الفخار، محمد بن محمد بن ميمون المغربيّ، الجزائريّ (¬1)، المالكيّ. وكان عالما، صالحا، خيّرا، ديّنا، عارفا بالفقه، يؤثر عنه كرامات. [شوال] [كثرة الفسوق في مصر] وفي شوال كثر فسق أهل مصر في مفترجاتهم، وتنافسوا في أنواع الملاذّ الجثمانية والملاهي وكأنهم كانوا يودّعون الأمن والراحات لما دهم بعد ذلك من الأتراح (¬2). [نفي ابن الطبلاوي] وفيه أخرج ابن (¬3) الطبلاويّ منفيّا إلى الكرك فما تمّ له من وصوله إليها حتى مات السلطان، على ما سنذكره، وأقام بالقدس بشفاعة بعض الأمراء فيه (¬4). [عزل نائب ملطية] وفيه وصل دقماق نائب ملطية / 353 / معزولا (¬5). [مرض الموت للسلطان] وفيه، في خامسه، ابتدأ بالسلطان مرضه الذي مات فيه، وكان قد ركب وضرب الكرة، ولما فرغ قدّم إليه عسل نحل كختاوي (¬6) فأكل منه ومن لحم بلشون (¬7)، وشرب ¬

(¬1) في الأصل: «الخبائري» والتصحيح من: تاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 179 ب، وذيل الدرر الكامنة 79 رقم 41، وإنباء الغمر 2/ 87 رقم 87، والضوء اللامع 10/ 23. (¬2) السلوك ج 3 ق 2/ 935. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) السلوك ج 3 ق 2/ 935، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 523. (¬5) السلوك ج 3 ق 2/ 935، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 524. (¬6) كختاوي: نسبة إلى كختا بفتح الكاف وسكون الخاء. قلعة عالية البناء تقع شرقيّ ملطية. (تقويم البلدان 262، 263). (¬7) بلشون: بفتح أوله وسكون ثانيه. كلمة قبطية تعني طائر (Dozy : Supp .Dict .Ar) .

(موت الملك الظاهر برقوق)

عقيب ذلك خمرا، فاستحال خلطا رديّا لزم منه الفراش، وتنوّع مرضه، وضعفت قوّته، وهو كل يوم إلى وراء حتى أرجف بموته، وغلّقت الأسواق حتى نادى الوالي بالأمان. ثم استدعى السلطان بالخليفة والقضاة، وعهد بالسلطنة لولده فرج من بعده، ثم لعبد العزيز، ثم لإبراهيم، وكتب وصيّة أوصى فيها بثلاث ماية ألف دينار، منها ثمانين ألف (¬1) لعمارة تربته، وأن يدفن في لحد تحت أرجل سبعة من المشايخ، وهم مشهورون، وجعل الأتابك أيتمش هو المدبّر لمملكة ولده ووصيّا على تركته هو وتغري بردي اليشبغاوي، وكاتب السرّ، ويلبغا السالمي وآخرين، وجعل الخليفة الناظر على الجميع، وأخذ السلطان يكثر من الصدقات (¬2). (موت الملك الظاهر برقوق) (¬3) [989]- ثم مات في ليلة الجمعة نصف هذا الشهر، وقد جاوز الستين سنة. وكانت مدّة ملكه من يوم تسلطن إلى أن مات ست عشرة سنة وأربعة أشهر وسبعة وعشرون (¬4) يوما. ومدّة حكمه أتابكا وسلطانا نحوا (¬5) من اثني وعشرون (¬6) سنة. وترك ثلاثة أولاد، وثلاثة (¬7) بنات، ومن الذهب النقّد ألف ألف دينار وأربعماية ألف دينار، ومن أنواع شتّى ما قيمته مثلها، ومن الخيل نحوا من سبعة آلاف فرس، ومن الجمال نحوا من خمسة آلاف. وكان عدّة مماليكه خمسة آلاف. وكان يقدّم الجراكسة على الترك شرها في جمع الأموال، كثير التروّي والتؤدة، يجلّ العلماء وأهل الخير. وهو أول سلطان قام للفقهاء حين دخولهم عليه. وكان كثير الصدقات. وله آثار عظام. وخطب له على منابر تبريز، والموصل، وماردين، وسنجار. وله مساويء أضربنا عنها (¬8). ¬

(¬1) الصواب: «منها ثمانون ألفا». (¬2) خبر المرض في: النفحة المسكية، ورقة 150 و 151، والسلوك ج 3 ق 2/ 936، وإنباء الغمر 2/ 49، والنجوم الزاهرة 12/ 101، ونزهة النفوس 1/ 494، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 524. (¬3) العنوان عن هامش المخطوط. (¬4) الصواب: «وعشرين». (¬5) الصواب: «نحو». (¬6) الصواب: «من اثنتين وعشرين». (¬7) الصواب: «ثلاث». (¬8) انظر عن (الظاهر برقوق) في: الدرّة المضيّة، ودرّة الأسلاك 2 / حوادث سنة 801 هـ‍، وعجائب المقدور 169، والعقد الثمين 3/ 357، والنفحة المسكية، رقم 123، وتاريخ بيروت 234، والسلوك ج 3 ق 2/ 936، وإنباء الغمر 2/ 49، و 66 رقم 22، والنجوم الزاهرة 11/ 221 - 318 و 12/ 3 - 23، والدليل الشافي 1/ 187، والمنهل الصافي 3/ 285 - 342 رقم 657، ومورد اللطافة، ورقة 91 - 94 ب، والضوء اللامع 3/ 10 - 12 رقم 48، والسيف المهنّد 240، ومآثر الإنافة 2/ 190، وحسن المحاضرة 2/ 79، وتاريخ الخلفاء 504، ونزهة النفوس 1/ 493، والبدر الطالع 1/ 163، 164 =

(تولية الملك الظاهر فرج)

(تولية الملك الظاهر فرج) (¬1) وفي يوم الجمعة، نصفه، تسلطن ولده الملك الناصر فرج أبو السعادات بعد أن نزل إلى الإسطبل، وحضر الخليفة ومشايخ الإسلام والقضاة والأمراء وأرباب الدولة وبايعوه / 354 / وألبس شعار السلطنة، وقام إلى القصر وجلس مرفوعا على كرسي الملك، ونودي بسلطنته وعمره خمسة عشر (¬2) سنة (¬3). [دفن السلطان برقوق] وفيه جهّزوا أمر الظاهر، وأخرجت جنازته نهارا، وما عهد قبل ذلك أن يخرج السلطان نهارا. واستمرّ ذلك إلى الآن، وكانت جنازته حافلة. ولما تمّ أمر دفنه نودي بالترحّم عليه والدعاء لولده، وخطب باسم الناصر في هذا اليوم. وكان الناس يظنّون قيام فتنة، فما تحرّك فيه ساكن (¬4). [وفاة الشجاع ابن العسكري] [990]- وفيه مات الشجاع، الفارس، البطل، ابن (¬5) العسكري حيدر (¬6) بن يونس، بطّالا بدمشق. وكان من الفرسان المعدودين. [خروج المحمل والحاج] وفيه خرج المحمل والحاج، وأميرهم شيخ المحمودي الذي ولي السلطنة فيما بعد (¬7). [القبض على سودون الأمير اخور] وفيه قبض على سودون أمير اخور، وصعد أيتمش إلى الإصطبل فسكن فيه (¬8). ¬

= رقم 106، وتاريخ ابن سباط 2/ 751، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 524 - 535، والتاريخ الغيائي 352، وتاريخ الأزمنة 331، 332، وشذرات الذهب 7/ 6، 7، وأخبار الدول 205 - 210، وتاريخ الأمير حيدر 506. (¬1) العنوان عن هامش المخطوط. (¬2) الصواب: «خمس عشرة». (¬3) السلوك ج 3 ق 2/ 959، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 536. (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 959، 960، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 536، 537، والنفحة المسكية 300. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في الأصل: «الشكر»، والتصويب من: إنباء الغمر 2/ 70 رقم 28. (¬7) السلوك ج 3 ق 3/ 961، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 538. (¬8) السلوك ج 3 ق 3/ 962، والنفحة المسكية 302.

الفتنة بقصر السلطان

[الفتنة بقصر السلطان] وفيه ثارت فتنة بالقصر وقبض الخاصكية على جماعة من الأمراء منهم أرقطاي رأس نوبة، ويلبغا المجنون الأستادار. وقرّر في الأستادرية مبارك شاه (¬1). [نفقة البيعة] وفيه فرّقت نفقة البيعة على المماليك، وكان أعلاها ستون (¬2) دينارا (¬3). [تقرير الأستادارية] وفيه قرّر في الأستادارية الوزير عبد الرزاق بن أبي الفرج من استعفاء مباركشاه (¬4). [تحرّك ابن عثمان] وفيه ورد الخبر بأنّ ابن (¬5) عثمان تحرّك على ممالك الشام (¬6). [تملّك تمرلنك البلاد] وأنّ تمرلنك ملك بلاد التتر بأسرها (¬7). [استيلاء نائب دمشق على قلتها] وفيه ورد الخبر بأخذ نائب الشام قلعة دمشق، وتوقّع الناس بدمشق وقوع فتنة، وأخذ تنم نائب الشام يؤذن بخروجه عن الطاعة (¬8). [ذو القعدة] [رخص الذهب] وفي ذي قعدة رخص سعر الذهب فكان الدّينار الهرجة بخمسة وعشرين درهما بعد الثلاثين، والإفرنجي بعشرين، وذلك لكثرة الذهب بالنفقة السلطانية (¬9). ¬

(¬1) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 539. (¬2) الصواب: «ستين». (¬3) السلوك ج 3 ق 3/ 964، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 540. (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 965. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) السلوك ج 3 ق 3/ 965، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 542. (¬7) السلوك ج 3 ق 3/ 965. (¬8) السلوك ج 3 ق 3/ 968، 969. (¬9) السلوك ج 3 ق 3/ 967.

رفع الحجاب إلى ستة في مصر

[رفع الحجّاب إلى ستة في مصر] وفيه صيّرت الحجّاب بمصر ستة، ولم يعهد ذلك قبل ذلك (¬1). [مشيخة الخانقاه السرياقوسية] وفيه أعيد الشيخ أصلم أحمد بن النظام الأصفهاني الحنفي إلى مشيخة الشيوخ بالخانقاه السرياقوسية، بعد موت الشريف فخر الدين (¬2). [تداول العلماء بشأن تركة الظاهر برقوق] وفيه عقد مجلس بالحرّاقة من الإصطبل حضره السراج البلقيني وقضاة القضاة ونوابهم والمشايخ والأعيان من الفقهاء عند الأتابك أيتمش بسبب الأموال التي تركها برقوق، هل تقسّم بين ورثته أو تكون لبيت المال؟ وطال الكلام في ذلك، [و] آل إلى أن يفرّق لورثته السدس منه، والباقي لبيت المال (¬3). [نظر الشيخونية] / 355 / وفيه قرّر أرغون شاه البيد مري أمير مجلس في نظر الشيخونية عوضا عن السالمي بقيام بعض أهل الخانقاه عليه (¬4). [وزارة ابن قطينة] وفيه قرّر في الوزارة الشهاب ابن (¬5) الحاج عمر بن قطينة، وقبض على ابن (¬6) أبي الفرج (¬7). [تقرير الأستادارية] وفيه قرّر يلبغا السالمي في الأستادارية (¬8). [استدعاء ابن الطبلاوي] وفيه توجّه العلاء بن الطبلاوي من القدس لنائب الشام باستدعائه له، وكان قد بعث إليه من القاهرة للحضور، فما وجد بالقدس (¬9). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 3/ 968. (¬2) السلوك ج 3 ق 3/ 968، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 544. (¬3) السلوك ج 3 ق 3/ 969. (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 969. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) السلوك ج 3 ق 3/ 970. (¬8) السلوك ج 3 ق 3/ 970. (¬9) السلوك ج 3 ق 3/ 970، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 549.

ذو الحجة

[ذو الحجّة] [حسبة القاهرة] وفي ذي حجّة استقرّ الشيخ بدر الدين محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد العيني الحنفي في حسبة القاهرة، عوضا عن التقيّ المقريزي. وهذه أول ولايات البدر العيني لهذه الوظيفة (¬1). [الاستعفاء من الوزارة] وفيه استعفى بن (¬2) قطينة من الوزارة فأعفي، وقرّر فيها الفخر بن غراب، وصار هو وأخوه السعد في الأوج، وإليهما أمر الدولة (¬3). [وفاة ابن القاضي] [991]- وفيه مات ابن (¬4) القاضي المقريء الشيخ بدر الدين علي بن محمد (¬5). وكان عالما بالقراءات، وصنّف فيها. وأقرأ بالجامع المارداني. [وفاة الكاتب الطواويسي] [992]- والكاتب المسند، بدر الدين الطواويسيّ (¬6) محمد بن محمد بن أحمد بن طوق. [وفاة الكاتب الموصلي] [993]- والكاتب المجوّد (¬7) ناصر الدين الرمليّ (¬8) محمد بن محمد بن محمد، صاحب الخطّ الحسن المنسوب. وكان أستاذا في فنّه، وكتب بخطّه كثيرا. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 3/ 970. (¬2) الصواب: «ابن». (¬3) السلوك ج 3 ق 3/ 971. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) انظر عن (علي بن محمد) في: إنباء الغمر 2/ 77 رقم 60 وفيه «نور الدين»، ومثله في: ذيل الدرر الكامنة 74 رقم 29، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 178 أ. (¬6) انظر عن (الطواويسي) في: إنباء الغمر، 2/ 86 رقم 84. (¬7) في الأصل: «والكاتب مجود». (¬8) في الأصل: «الموصلي»، والمثبت عن: تاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 179 ب، وإنباء الغمر 2/ 86 رقم 86، وذيل الدرر الكامنة 78 رقم 40، والضوء اللامع 10/ 15، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 551.

استيلاء ابن عثمان على ملطية وغيرها

[استيلاء ابن عثمان على ملطية وغيرها] وفيه وصل الخبر باستيلاء ابن (¬1) عثمان على ملطية والأبلستين، فتحرّك العسكر بالقاهرة للتجريد إليه، هذا والمماليك السلطانية تنكر ذلك وتقول إنما هو حيلة على مصر (¬2). [إبطال التعريفات في أماكن بمصر] وفيه أبطل السالمي تعرفة منية بني خصيب، وضمان العرصة والأخصاص، ووفّر الشون، ورسم البرددار، وما يأخذه السماسرة إلاّ اليسير من معلوم السماسرة (¬3). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) السلوك ج 3 ق 3/ 971. (¬3) السلوك ج 3 ق 3/ 971.

حوادث سنة اثنتين وثمانمائة

[حوادث] سنة اثنتين (¬1) وثمانمائة [المحرّم] [مخامرة نائب الشام] في محرّم أظهر تنم نائب الشام المخامرة، وكاتب نواب البلاد فأجابوه بالطاعة إلاّ نائب حلب، ثم أطلق جماعة من الذين بالسجن من الأمراء وجمع جموعا (¬2). [وفاة البرهان الإبناسي] [994]- وفيه مات العلاّمة الأبناسي (¬3)، إبراهيم بن حسن بن موسى بن أيوب الشافعيّ. وكان من العلماء العاملين، وأهل الدين المتين. ومولده سنة ثلاث وستين وسبعماية. [وفاة ابن حمزة القرشي] [995]- والمسند شهاب الدين بن حمزة (¬4) / 356 / أحمد بن محمد بن أحمد بن سليمان بن حمزة القرشيّ، الحنبليّ. [وفاة الشهاب الطولوني] [996]- وكبير المهندسين، ومعلّم المعلّمين، الشهاب الطولوني (¬5)، أحمد بن محمد. ¬

(¬1) في الصواب: «سنة اثنتين». (¬2) السلوك ج 3 ق 3/ 978. (¬3) في الأصل: «الأنباني»، والمثبت عن: إنباء الغمر 2/ 112، رقم 5 وفيه: «إبراهيم بن موسى بن أيوب»، ومثله في: ذيل الدرر الكامنة 84 - 86 رقم 57، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 191 ب، ودرر العقود الفريدة، رقم 23، والضوء اللامع 1/ 172، وشذرات الذهب 7/ 13، والمثبت أعلاه يتفق مع: السلوك ج 3 ق 3/ 1024، ووجيز الكلام 1/ 345 رقم 773، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 553، والدليل الشافي 1/ 29 رقم 84. (¬4) انظر عن (ابن حمزة) في: إنباء الغمر 2/ 115 رقم 18. (¬5) انظر عن (الطولوني) في: تاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 193 أ، ودرر العقود الفريدة، رقم 112، =

ركوب السلطان فرج

وكان رئيسا حشما، تزوّج الظاهر برقوق بابنته. وكان من الأعيان. وهو جدّ بني الطولوني المشهورون الآن، ومنهم: البدر حسن، كبير المهندسين الآن في عصرنا، وله رياسة وأدب وحشمة. [ركوب السلطان فرج] وفيه ركب الملك الناصر من قلعته ومعه الأتابك أيتمش وجميع أمراء الدولة، ونزلوا سائرين إلى تربة الظاهر، ثم عاد شاقا القاهرة من باب النصر إلى أن خرج من باب زويلة فصعد القلعة، وهي أول ركباته (¬1). [وفاة البرهان الفرضي] [997]- وفيه مات البرهان الفرضيّ (¬2)، إبراهيم بن أبي بكر بن محمد البرلّسيّ، نزيل مكة. وكان صاحب الكلائي (¬3)، وعنه أخذ وانتفع به أهل مكة في الفرائض. [عودة الحجّاج] وفيه وصل الحاج بعد أن قاسوا مشقّة زائدة، وتأخّر الفقراء بالينبع حتى يحضروا في المراكب. وكان شيخ المحمودي أمير الحاج تحيّل عليهم وقبض الجميع، ووكّل بهم عند صاحب الينبع حتى يحضروا في المراكب (¬4). [صفر] [تزايد الأسعار] وفي صفر تزايدت الأسعار بمصر من غير سبب (¬5). ¬

= وذيل الدرر الكامنة 84 رقم 56، وإنباء الغمر 2/ 116 رقم 21، والسلوك ج 3 ق 3/ 1024، والضوء اللامع 1/ 221، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 553. (¬1) خبر ركوب السلطان في: النفحة المسكية 304، والسلوك ج 3 ق 3/ 979، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 553. (¬2) انظر عن (الفرضي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 191 ب، وذيل الدرر الكامنة 87 رقم 61، وإنباء الغمر 2/ 111 رقم 1، والضوء اللامع 1/ 35، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 553. (¬3) الكلائي: هو محمد بن شرف بن عادي، شمس الدين الفرضي. توفي سنة 777 هـ‍. (الدرر الكامنة 3/ 452). (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 980. (¬5) خبر الأسعار في: النفحة المسكية 304، والسلوك ج 3 ق 3/ 982، و 993، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 554.

القبض على الوزير الطوخي

[القبض على الوزير الطوخي] (¬1) وفيه قبض على الوزير الطوخي للمصادرة، ففرّ من التوكيل به. [وفاة شهاة الدين العاملي] [998]- وفيه مات العالم الفرضيّ، شهاب الدين أحمد بن شاور (¬2) العامليّ. [وفاة عبد المنعم الحنفي] [999]- والشيخ عبد المنعم الحنفيّ (¬3)، المصري. وكان أمّة في عمل المواعيد للتذكير. [الوحشة بين الخاصكية والأمراء] وفيه وقعت الوحشة بين الخاصكية والأمراء ونفر الخاصكية من الأتابك أيتمش، وظنّوا به الممالأة مع نائب الشام لإفنائهم، وكان رأسهم سودون طاز، وسودون من زاده، وجركس المصارع، وصار كلّ من الخاصكية والأمراء في التدبير على الآخر (¬4). [الفتنة الكبرى بطرابلس] وفيه كانت فتنة كبيرة بطرابلس، وقبض نائبها على حاجبها فقتله، ثم صارت هذه الفتنة تظهر وقتل من الخلق من أهل طرابلس ما لا يحصى، وذبح قاضيها المالكيّ بن الأذرعيّ، وخطيبها الجمال النابلسيّ، ونهبت طرابلس، وكانت حادثة فظيعة (¬5). [وفاة الشمس السعودي] [1000]- وفيه مات الشمس بن شيخ البير الحنفيّ، محمد بن أحمد بن محمد السعوديّ (¬6)، المصريّ. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 3/ 981، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 555. (¬2) انظر عن (ابن شاور) في: ذيل الدرر الكامنة 82 رقم 50، وإنباء الغمر 2/ 114 رقم 12، والضوء اللامع 1/ 312، وعقد الجمان 25 / ورقة 111، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 1/ 300 رقم 139. (¬3) انظر عن (عبد المنعم الحنفي) في: إنباء الغمر 2/ 122 رقم 39، وذيل الدرر الكامنة 91 رقم 72، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 195 ب، والضوء اللامع 5/ 88، وشذرات الذهب 7/ 17. (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 982، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 555. (¬5) خبر الفتنة بطرابلس في: السلوك ج 3 ق 3/ 983، 984، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 555 و 556 و 562 و 566. (¬6) انظر عن (السعودي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 196 أ، وإنباء الغمر 2/ 124 رقم 48، وذيل الدرر الكامنة 92 رقم 77، والضوء اللامع 7/ 33، وشذرات الذهب 7/ 18 وفيه: «المعري. . . ابن شيخ السنيين».

تقرير متكلم الدولة بدمشق

وكان عالما بارعا في المذهب وفي عمل المواعيد، وله مجاميع مفيدة، وتأسّفت الناس على موته. [تقرير متكلّم الدولة بدمشق] / 357 / وفيه قرّر تنم العلاء بن الطبلاوي متكلّما على أمور الدولة بدمشق فوقعت منه أمور ومظالم نفّرت قلوب الناس عن تنم بسببها، وأخذ تنم في التجهّز إلى حلب لقتال نائبها (¬1). [تحرّز الخاصكية] وفيه كثر تحرّز الخاصكية من الأتابك أيتمش (¬2). [كسوف الشمس] وفيه كسفت الشمس قبل العصر (¬3)، فأخذ المنجّمون يتفاءلون بوقوع حوادث كثيرة. [ربيع الأول] [إثبات رشد السلطان] وفيه ربيع الأول استدعى السلطان الأتابك أيتمش وذكر له أنه بلغ، وأنه يريد إثبات رشده، وكان ذلك من تدبير يشبك والخاصكية بعض مالهم ظاهر، فاستدعى الخليفة والقضاة والفقهاء، وادّعى مدّع من قبل السلطان، وشهد جماعة، وأثبت رشد السلطان، وخلع فيه على الخليفة والقضاة وأيتمش وجماعة آخرين. ونزل أيتمش إلى داره وشرع في التحويل من الإصطبل، وزيّنت القاهرة، وعمل المولد في ذلك اليوم (¬4). [وفاة القاضي العسقلاني] [1001]- وفيه مات قاضي القضاة الحنبليّ، الشيخ (برهان الدين إبراهيم) (¬5) بن ناصر الدين نصر الله بن أحمد بن محمد الكنانيّ، العسقلانيّ (¬6). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 3/ 984. (¬2) السلوك ج 3 ق 3/ 984. (¬3) السلوك ج 3 ق 3/ 984، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 555. (¬4) النفحة المسكية 304، والسلوك ج 3 ق 3/ 985، وإنباء الغمر 2/ 95، والنجوم الزاهرة 12/ 182، ونزهة النفوس 2/ 34، ووجيز الكلام 1/ 343، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 557. (¬5) ما بين القوسين كتب فوق السطر. (¬6) انظر عن (العسقلاني) في: النفحة المسكية 314 رقم 138، والسلوك ج 3 ق 3/ 1024، ودرر العقود =

كائنة أيتمش

وكان عفيفا، حسن السيرة، من أهل العلم والفضل. [كائنة أيتمش] وفيه كانت كائنة أيتمش، وكان العسكر قد افترق على فرقتين إحداهما الترك والروم، وبهم بعض جراكسة مع أيتمش، والثانية: الجراكسة، وهم مع يشبك الخازندار، فركبوا في هذا اليوم يريدون القتال، ووقعت حرب يطول الشرح في ذكرها آلت إلى هزيمة أيتمش ومن معه، فمرّوا على وجوههم إلى جهة الشام، ونهبت دور كثيرة بالقاهرة، ونهبت المدرسة الأيتمشية والوكالة وربع أيتمش وألقي فيه النار، وكسرت الزعر السجون وأخرجوا من كان بها، ودام النهب بالقاهرة حتى قطّعت أيدي جماعة من أهل الجرائم وضربوا بالمقارع وشهّروا لردع الناس حتى سكن الحال شيئا. وكان تغري بردي اليشبغاوي مع أيتمش وعدّة وافرة من أعيان الأمراء، ووصلوا غزّة فوجدوها قد ملكها نائب الشام أقبغا اللكاش. وكان تجهّز نائب الشام منها للحضور بمصر، فلما بلغه ما وقع لأيتمش عاد وقدم على أيتمش بذلك فأكرمه وبذل له الطاعة، فامتنع وقال له: «نحن كلّنا تحت طاعتك» (¬1). [القبض على أعوان أيتمش] / 358 / وفيه بعد هرب أيتمش قبض السلطان على جميع من نسب إلى هواه وسجنوا (¬2). [إحضار نورزو وغيره] وفيه أحضر نوروز من دمياط هو وآخرين (¬3) من الأمراء. [الاتفاق على الخروج لغزو الشام] وفيه اتفق رأي الأمراء الذين بمصر على الخروج بالسلطان لغزو الشام، وقرّر بيبرس ¬

= 1/ 148 رقم 35، وإنباء الغمر 2/ 113 رقم 6، وذيل الدرر الكامنة 87 رقم 60، ورفع الإصر 1/ 42، 43، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 192 أ، والمنهل الصافي 1/ 180 رقم 86، والنجوم الزاهرة 13/ 17، والدليل الشافي 1/ 30 رقم 85، والضوء اللامع 1/ 179، ووجيز الكلام 1/ 348 رقم 780، ونزهة النفوس 2/ 69 رقم 336، وشذرات الذهب 7/ 14. (¬1) خبر كائنة أيتمش في: النفحة المسكية 305، والسلوك ج 3 ق 3/ 986 - 989، وإنباء الغمر 2/ 93 - 97، والنجوم الزاهرة 12/ 184 - 190، ونزهة النفوس 2/ 35 - 40، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 555 - 561. (¬2) السلوك ج 3 ق 3/ 991، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 563. (¬3) الصواب: «وآخرون». والخبر في: السلوك ج 3 ق 3/ 992، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 563.

قضاء الحنابلة بمصر

قريب السلطان في الأتابكية، ونوروز في الرأس نوبة، وسودون طاز في الأمير اخورية (¬1). [قضاء الحنابلة بمصر] وفيه قرّر في قضاء الحنابلة بمصر الشيخ موفّق الدين أحمد بن نصر الله عوضا عن أخيه (¬2). [وفاة الشيخ السوّاق] [1002]- ومات الشيخ المعتقد سليمان السوّاق (¬3) القرافي. [الوزارة ونظر الخاص] وفيه قرّر في الوزارة البدر الطوخي، وفي نظر الخاص والجيش: الشرف الدماميني، ثم صرفا عن قريب، وأعيد الفخر (¬4) ابن غراب إلى نظارة الخاص والجيش، وأخيه (¬5) الفخر إلى الوزارة، وكانا قد قبض عليهما (¬6). [وفاة إبراهيم الشافعي] [1003]- وفيه مات شيخ إبراهيم السرائي (¬7) بن عبد الرحمن بن سليمان الشافعيّ. ومن إصابته قوله: كان خروج تمرلنك في سنة عذاب، إشارة إلى سنة ثلاث وتسعين، فأما ذلك حساب الجمّل. [وفاة مجد الدين البلبيسي] [1004]- والقاضي العلاّمة مجد الدين إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 3/ 995. (¬2) السلوك ج 3 ق 3/ 992، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 563. (¬3) انظر عن (السواق) في: تاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 195 أ، وذيل الدرر الكامنة 90 رقم 68، وإنباء الغمر 2/ 120 رقم 33، والضوء اللامع 3/ 271، والسلوك ج 3 ق 3/ 1025، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 567. (¬4) في الأصل: «المعد». (¬5) الصواب: «وأخوه». (¬6) السلوك ج 3 ق 3/ 997 و 998. (¬7) انظر عن (السرائي) في: إنباء الغمر 2/ 111 رقم 3، وذيل الدرر الكامنة 86 رقم 59، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 191 ب، ودرر العقود، رقم 26، والدر المنتخب، رقم 35، والضوء اللامع 1/ 58، وشذرات الذهب 7/ 13.

ربيع الثاني

علي بن موسى الكنانيّ، البلبيسيّ (¬1)، القاهريّ، الحنفيّ، قاضي القضاة. وكان من العلماء الأعلام، سمع الحديث، وكان ماهرا في الفقه والفرائض، مشاركا في الأدب والفنون. له نظم حسن وصيت. [ربيع الثاني] [الإخبار عن فتنة طرابلس] وفي ربيع الثاني قدم قاضي طرابلس الشرف مسعود ومعه السيد الشريف البلدي بدر الدين أحمد بن محمد بن محمد، وأخبرا بواقعة طرابلس، وأنه قتل فيها قرمش الحاجب وجملة من الأعيان، ونحو الألفي رجل، وأراد النائب حرقها حتى اشتريت منه بثلاث ماية وخمسين ألف درهم جبيت فيما بينهم (¬2). [وفاة الجلال الأصبهاني] [1005]- وفيه مات الشيخ أصلم، وهو شيخ الإسلام (¬3)، وهو الجلال أحمد بن النظام (¬4) إسحاق الأصبهانيّ، الحنفيّ، شيخ الشيوخ بالخانقاه السرياقوسية. وقرّر في مشيخة الشيخ زين الدين أينبا التركمانيّ الحنفيّ (¬5). ¬

(¬1) انظر عن (البلبيسي) في: النفحة المسكية 313، رقم 137، والسلوك ج 3 ق 3/ 1024، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 192 ب، وإنباء الغمر 2/ 117، 118 رقم 23، وذيل الدرر الكامنة 87، 88 رقم 63، والدليل الشافي 1/ 121 رقم 422، والمنهل الصافي 2/ 379 - 382 رقم 423، والضوء اللامع 2/ 286 - 288 رقم 897، وحسن المحاضرة 1/ 269، ووجيز الكلام 1/ 347 رقم 777، والمجمع المؤسس للمعجم المفهرس 1/ 420 و 568، وكشف الظنون 134 و 390 و 553 و 1315 و 1392، وشذرات الذهب 7/ 16، وإيضاح المكنون 1/ 77، والأعلام 1/ 302، ومعجم المؤلفين 2/ 257، ودرر العقود، رقم 338. (¬2) فتنة طرابلس في: النفحة المسكية 306، والسلوك ج 3 ق 3/ 990، 991، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 155، ومختصر التواريخ للسلامي (رقم 9051 ج) ورقة 466، وإنباء الغمر 2/ 93، 94، وثمرات الأوراق في المحاضرات (على هامش المستظرف - مصر 1385 هـ‍)، 2/ 65 - 67، ونزهة النفوس 2/ 68، ووجيز الكلام 1/ 344، والنجوم الزاهرة 12/ 190 - 192، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 555، 556 و 561، 562، وتاريخ طرابلس 2/ 215 - 223. (¬3) في الأصل: «علا عن اسلام». (¬4) انظر عن (ابن النظام) في: النفحة المسكية 314، رقم 140، والسلوك ج 3 ق 3/ 1024، وإنباء الغمر 2/ 113 رقم 7، وذيل الدرر الكامنة 81 رقم 45، ودرر العقود الفريدة، رقم 273، وعقد الجمان 25 / ورقة 114، والنجوم الزاهرة 13/ 17، والمنهل الصافي 1/ 219 / 220 رقم 124، والدليل الشافي 1/ 39 رقم 124، ونزهة النفوس 2/ 68، 69 رقم 335 وفيه: «الشيخ إسلام بن الأصفهاني»، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 567. (¬5) السلوك ج 3 ق 3/ 998.

جمادى الأول

وقرّر في مشيخة القوصونية عوضا عنه الشيخ العلاّمة شرف الدين يعقوب بن الجلال التبّاني الحنفيّ. [جمادى الأول] [السيل في مكة المكرّمة] وفيه (في جماد الأول) (¬1) جاء بمكة المشرّفة سيل عظيم جدّا امتلأ منه المسجد الحرام، وعلا على باب الكعبة حتى دخلها، وتهدّمت (به) (¬2) عدّة دور، وسقطت عواميد بالمسجد، ومات تحت الردم، ومن السيل نحوا (¬3) من ستين نفسا (¬4). [خروج نائب الشام وأيتمش نحو القاهرة] وفيه وصل الخبر بخروج تنم نائب هو وأيتمش بجموعهما من دمشق إلى جهة القاهرة، فاضطرب الناس واجتهدوا في عمل الدروب والخوخ خوفا من النهب (¬5). [تعيين أمراء للسفر مع النفقة] فيه تعيّن جماعة من الأمراء للخروج للسفر، / 359 / وحملت إليهم النفقات، وبقيت النفقة على المماليك السلطانية، وكانوا ثلاثة آلاف لكل نفر ماية دينار، فبلغت النفقة لهم نحوا من خمسماية ألف دينار ثم علق الجاليش، وخرج خام السلطان (¬6). [جمادى الآخر] [قضاء الحنابلة بمصر] (¬7) وفي جماد الآخر قرّر في قضاء الحنابلة بمصر النور الحكر علي بن خليل بن علي بن أحمد بن عبد الله بن محمد، وصرف الموفّق بن نصر الله (¬8). وقرّر بكتمر في إمرة سلاح عوضا عن تغري بردي (¬9). [الفتنة بالكرك] وفيه ورد الخبر بفتنة وقعت بالكرك وذبح فيها قاضيها الشرف موسى، وأخيه (¬10) ¬

(¬1) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) الصواب: «نحو». (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 998، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 568. (¬5) السلوك ج 3 ق 3/ 999، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 568. (¬6) السلوك ج 3 ق 3/ 1000. (¬7) في السلوك: «الحكري». (¬8) السلوك ج 3 ق 3/ 1001، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 569. (¬9) السلوك ج 3 ق 3/ 1001. (¬10) الصواب: «وأخوه».

خروج أمير هوارة عن الطاعة

الجمال عبد الله ولدي قاضي القضاة العماد الكركي، وخرج نائبها عن الطاعة (¬1). [خروج أمير هوارة عن الطاعة] وفيه ورد الخبر بخروج أمير هوارة بن عمر ونائب الوجه [القبليّ] (¬2) أيضا معه عن الطاعة (¬3). [الوباء بالقاهرة] وفيه كان الوباء بالقاهرة وضواحيها، وابتداؤه كان من ربيع الأول والأمراض فاشية في الناس بالحمّى والباردة، ومات من الخلق كثير، وانتهى في أخريات هذا الشهر. هذا وأحوال الناس واقفة والأراجيف بالفتن شائعة (¬4). [رجب] [خروج السلطان بالعساكر] وفي رجب كان خروج الناصر بعساكره من القاهرة لقتال أيتمش ونائب الشام، وأخذ معه الخليفة وقضاة القضاة. وقرّر الأتابك بيبرس في نيابة الغيبة. وقرّر نوروز الحافظي في نظر الشيخونيّة. وقرّر علي بن غريب في إمرة هوارة. وجعل نوروز مقدّم العساكر، وسار قبل السلطان ومعه جماعة من كبار الأمراء منهم بكتمر، ويلبغا الناصري، وتمراز، وسودون، وشيخ المحمودي، ودقماق. ثم رحل هو بعد ذلك. وكان عدّة من سار بأجمعهم نحوا من سبعة آلاف فارس، وأقام بالقلعة إينال باي، وإينال حطب، وبالإصطبل سودون من زاده (¬5). [خروج عساكر تنم إلى القاهرة] وفيه أيضا خرجت عساكر تنم إلى جهة القاهرة، فسار أولا نائب حلب إلى جهة غزّة، ثم هو ومعه أيتمش، وكان معه من مقدّمي الألوف خمسة وعشرون نفرا، سوى النواب والأمراء غيرهم، وأمراء التركمان، وكانت عساكره وافرة، ولكنهم أكثروا ظلم الرعية، فلا جرم أخذهم الله تعالى (¬6). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 3/ 1001، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 570. (¬2) إضافة على الأصل. (¬3) السلوك ج 3 ق 3/ 1002. (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 1003، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 572. (¬5) السلوك ج 3 ق 3/ 1003، 1004، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 572، والنفحة المسكية 308. (¬6) السلوك ج 3 ق 3/ 1004.

وفاة الشيخ المقدشي

[وفاة الشيخ المقدشي] [1006]- وفيه مات الشيخ محمد بن محمد المقدشي (¬1). وكان فيه خير وعبادة وصلاح، وسمع أكثر «مسلم» على عبد الهادي، وحدّث. [ثورة يلبغا المجنون] وفيه ثار يلبغا المجنون ومعه عدّة أمراء كان قبض عليهم قبل سفر السلطان وحملوا التوجّه (¬2) بهم إلى دمياط / 360 / وآخرين (¬3) إلى سجن الإسكندرية، فساروا إليه ثورة واحدة، وقصدوا دمنهور، وأخذوا خيولا كثيرة، وتجمّع عليهم أناس من العرب وغيرهم، وأرجف بالقاهرة بهجومه، وخرج جماعة من الأمراء تجريدة لقتاله، وجرت أمور آلت إلى فرار يلبغا إلى بلاد الصعيد (¬4). [استيلاء السلطان على غزة] وفيه ورد الخبر باستيلاء السلطان على غزة، وطاعة من بها من عساكر تنم. [كسرة تنم أمام السلطان] وفيه بعث السلطان قاضي القضاة المناوي رسولا منه إلى تنم في طلب الصلح، فعظّمه وأكرمه جدا، وبعث يقول للسلطان: «ابعث إليّ فلان وفلان وجماعة من الأمراء» عيّنهم، «وأنا مملوكك»، فما رضي السلطان بذلك، وسار إلى لقائه، والتقت الفريقان (¬5) بقرب فلسطين، وكانت الكسرة على تنم مع كثرة جموعه وخوف المصريين منه، وأسروا نائب حلب، ونائب طرابلس، ثم قبض بعد أيام على تغري بردي اليشبغاوي وآخرين كانوا فرّوا إلى دمشق (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (المقدشي) بالشين المعجمة، في: إنباء الغمر 2/ 127 رقم 60، وذيل الدرر الكامنة 94 رقم 86، والضوء اللامع 9/ 52. (¬2) الصواب: «للتوجّه». (¬3) الصواب: «وآخرون». (¬4) النفحة المسكية 308، 309، والسلوك ج 3 ق 3/ 1005، 1006، وإنباء الغمر 2/ 104، 105، والنجوم الزاهرة 12/ 202، 203، ونزهة النفوس 2/ 49، 50، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 574، 575. (¬5) الصواب: «والتقى الفريقان»، والخبر في: السلوك ج 3 ق 3/ 1007. (¬6) خبر الكسرة في: النفحة المسكية 310، 311، والسلوك ج 3 ق 3/ 1009 - 1012، وإنباء الغمر 2/ 00 - 102، والنجوم الزاهرة 12/ 205 - 208، ونزهة النفوس 2/ 52 - 54، ووجيز الكلام 1/ 402، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 578 - 581.

نيابة الشام

[نيابة الشام] وفيه قرّر في نيابة الشام سودون الدوادار قريب السلطان (¬1). [وفاة الطواشي بهادر] وفيه مات الطواشي بهادر (¬2) مقدّم المماليك. وكان من الأعيان. [شعبان] [دخول السلطان دمشق] وفي شعبان دخل السلطان إلى دمشق في موكب حافل جدّا، وسرّ الناس بقدومه، وحبس تنم، وأيتمش، ومن قبض عليهم من الأمراء بقلعتها، ونودي للمماليك بالكفّ عن الرعايا وأن لا ينزلوا داخل دمشق (¬3). [قضاء دمشق] وفيه قرّر في قضاة دمشق الشرف مسعود عوضا عن الأخنائيّ (¬4). [القبض على ابن الطبلاوي] وفيه قبض على علي بن الطبلاوي (¬5). [نيابات بلاد الشام] وخلع فيه على سودون بنيابة دمشق. وعلى دمرداش بنيابة حلب. وعلى شيخ المحمودي بنيابة طرابلس. وعلى دقماق بنيابة حماه (¬6). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 3/ 1012. (¬2) انظر عن (الطواشي بهادر) في: النفحة المسكية 314 رقم 139، والسلوك ج 3 ق 3/ 1025، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 194 أ، وذيل الدرر الكامنة 89 رقم 64، وإنباء الغمر 2/ 119 رقم 28، والنجوم الزاهرة 13/ 18، والدليل الشافي 1/ 201، والمنهل الصافي 3/ 136 رقم 711، والضوء اللامع 3/ 19، ونزهة النفوس 2/ 67، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 573. (¬3) النفحة المسكية 311، والسلوك ج 3 ق 3/ 1012. (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 1012. (¬5) السلوك ج 3 ق 3/ 1012. (¬6) السلوك ج 3 ق 3/ 1012، والنفحة المسكية 311، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 580 و 581.

عودة الأخنائي إلى قضاء دمشق

[عودة الأخنائي إلى قضاء دمشق] وفيه أعيد الأخنائي إلى القضاء بدمشق، وصرف مسعود وما باشر شيئا سوى ثلاثة أيام بدمشق (¬1). [قضاء الأحناف] وفيه قرّر التقيّ بن الكفري في قضاء الحنفية عوضا عن البدر القدسي، واستناب الصدر بن الآدمي (¬2). [تزيين القاهرة] وفيه زيّنت القاهرة لنصرة السلطان (¬3). [تزايد الأسعار] وفيه تزايدت الأسعار بالقاهرة (¬4). [وفاة النجم بن المالكي] [1007]- ومات النجم بن المالكيّ (¬5) محمد بن محمد بن محمد بن عبد الدائم الحنبليّ. وكان من العلماء الفضلاء. [ذبح أمراء بقلعة دمشق] وفيه ذبح بقلعة دمشق أربعة عشر أميرا، منهم: [1008]- الأتابك أيتمش البجاسي (¬6). [1009]- وأقبغا اللكاش (¬7). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 3/ 1012، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 581. (¬2) السلوك ج 3 ق 3/ 1012، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 581. (¬3) السلوك ج 3 ق 3/ 1013. (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 1013. (¬5) انظر عن (النجم بن المالكي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 197 أ، وإنباء الغمر 2/ 128 رقم 63، ووجيز الكلام 1/ 349 رقم 781، والضوء اللامع 9/ 224، وشذرات الذهب 7/ 20. (¬6) انظر عن (أيتمش البجاسي) في: النفحة المسكية 310، والسلوك ج 3 ق 3/ 1013، ووجيز الكلام 1/ 349 رقم 782، وإنباء الغمر 2/ 118 رقم 24، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 582. (¬7) السلوك ج 3 ق 3/ 1013، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 582، والنفحة المسكية 310، والنجوم الزاهرة 13/ 15، والدليل الشافي 1/ 138 رقم 485، والضوء اللامع 2/ 318 رقم 1016.

كتابة السر بدمشق

[1010]- وجلبان الكمشبغاوي (¬1) / 361 /. [1011]- وأرغون شاه (¬2). [1012]- وأحمد بن يلبغا (¬3) العمري، في آخرين وجهّزت رأس أيتمش، وفارس الحاجب إلى مصر، وعلقتا بباب القلعة، ثم بباب زويلة (¬4). [كتابة السرّ بدمشق] وفيه قرّر في كتابة سرّ دمشق السيد الشريف علاء الدين علي بن عدنان عوضا [عن] (¬5) الناصر محمد بن أبي الطيب (¬6). [رمضان] [قتل تنم ونائب طرابلس] [1013]- وفي رمضان قتل تنم (¬7). [1014]- ويونس الرمّاح نائب طرابلس بقلعة دمشق خنقا (¬8). [قتل ابن الطبلاوي] [1015]- وفيه خرج السلطان من دمشق قاصدا القاهرة، ولما وصل غزّة قتل علاء الدين بن الطبلاوي (¬9)، وكان من الظلمة الكبار، ومن العوامّ. ¬

(¬1) انظر عن (جلبان) في: وجيز الكلام 1/ 349 رقم 784، والسلوك ج 3 ق 3/ 1013، والضوء اللامع 3/ 77، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 582. (¬2) السلوك ج 3 ق 3/ 1013، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 582، والنفحة المسكية 310. (¬3) السلوك ج 3 ق 3/ 1013، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 582، والدليل الشافي 1/ 97 رقم 339، والضوء اللامع 2/ 236 رقم 684. (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 1013، 1014، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 582. (¬5) إضافة يقتضيها السياق. (¬6) السلوك ج 3 ق 3/ 1015. (¬7) انظر عن (تنم) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1015، وإنباء الغمر 2/ 119 رقم 29، ووجيز الكلام 1/ 349 رقم 783، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 483. (¬8) انظر عن (يونس الرمّاح) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1015، وتاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 155، ومختصر التواريخ للسلامي 466، وإنباء الغمر 1/ 497، والضوء اللامع 1/ 345، ووجيز الكلام 1/ 350 رقم 785، والنجوم الزاهرة 13/ 14، والمنهل الصافي 3 / ورقة 473، وثمرات الأوراق 65 - 67، وخزانة الأدب 568. (¬9) السلوك ج 3 ق 3/ 1016، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 584، والدليل الشافي 2/ 811 رقم 2730.

دخول السلطان القاهرة

[دخول السلطان القاهرة] وفيه وصل السلطان إلى القاهرة، وكان لدخوله إليها يوما مشهودا (¬1)، وقدم فيه جماعة من الأمراء (¬2). [نقصان ماء النيل] وفيه نقص ماء النيل واحترق جدا بحيث صار الناس يخوضون من بولاق إلى أنبابة، وغلا فيه سعر الماء وازدحم الناس على الروايا حتى بلغت الراوية أربعة دراهم بزيادة ثلثي قيمتها، وصار الناس يخرجون بأنفسهم وعبيدهم وإمائهم وغلمانهم لنقل الماء من البحر على البغال والحمير بالجرار وعلى الروس. وتزايد العطش بالناس، وقوي الحرّ (¬3). [الفتن بالكرك] وفيه وقعت حروب وفتن كثيرة بالكرك هلك فيها خلق، وخربت عدّة قرى هناك (¬4). [شوال] [غرق يلبغا المجنون] [1016]- وفي شوال خرجت تجريدة إلى قتال يلبغا المجنون بالوجه القبليّ، عليها نوروز الحافظي وعدّة من الأمراء. ثم ورد الخبر بموت يلبغا. وأنّ سبب ذلك أنّ الأمير محمد بن عمر الهواري حاربه وقبض على دواداره، وأنه فرّ فنزل البحر فغرق بفرسه، وأخرج وقد أكل السمك معظم وجهه، فأعيدت التجريدة (¬5). [خروج الحاجّ] وفيه خرج الحاجّ وأميرهم على المحمل بيسق (¬6). ¬

(¬1) الصواب: «يوم مشهود». (¬2) السلوك ج 3 ق 3/ 1016، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 584. (¬3) السلوك ج 3 ق 3/ 1016، 1017، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 585. (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 1017، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 586. (¬5) انظر عن (يلبغا) في: النفحة المسكية 313 رقم 135، والسلوك ج 3 ق 3/ 1017، 1018، وإنباء الغمر 2/ 106، والنجوم الزاهرة 12/ 214، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 586. (¬6) السلوك ج 3 ق 3/ 1018، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 587.

الهوجة بالقاهرة

[الهوجة بالقاهرة] وفيه (في) (¬1) يوم الجمعة رابع عشرينه والناس في انتظار صلاة الجمعة بالجوامع قامت هجّة كبيرة ارتجّت (منها) (¬2) القاهرة، وجرى على لسان الخلق بأنّ الأمراء والمماليك قد ركبوا، فغلّقت أبواب الجوامع، واختصر الخطباء وأوجزوا في الصلاة، ولم يخطب في بعض الجوامع بل ولا صلّي في بعض أيضا، وخرج الناس في ذعر، وأغلقت الأسواق، وتكالب الناس على الخبز. ثم ظهر أنّ أصل ذلك من مملوكين تخاصما، فنفر من ذلك حمار مربوط في دكّة من خشب، فجفلت خيول من بالجامع الشيخوني. وكان الناس في ظن سوء لما كان يظهر من الاختلاف بين سودون طاز أمير اخور، وبين يشبك الشعباني الدوادار / 362 / فتوهّموا أنهما عزما على الركوب وركبا، وطار هذا الخبر إلى أقاصي القاهرة، وتشغب الزعر حتى نودي بالأمان (¬3). [ظهور النار بالمسجد الحرام] وفيه ظهرت نار بالمسجد الحرام، وكانت عظيمة، تهدّم منها جانبا (¬4) منه، وتكسّرت عدّة أساطين رخام، بل صار بعضها كلسا (¬5). [ذو القعدة] [حروب ابن أويس] وفي ذي قعدة وصل الخبر بأن أحمد بن أويس صاحب بغداد أخرج منها فصار إلى قرا يوسف صاحب الموصل وعاد به معه، وقاتل أهل بغداد. وكانت الحروب صعبة، وانهزم ابن (¬6) أويس، فوصلا إلى شاطىء الفرات. وخرج العسكر الحلبي، ووقع بينه وبين [ابن] (¬7) أويس حرب قتل فيها خلق، وأسر دقماق نائب حماه، ثم خلّص (¬8). ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) السلوك ج 3 ق 3/ 1018، 1019، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 587. (¬4) الصواب: «جانب». (¬5) السلوك ج 3 ق 3/ 1019، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 588. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) إضافة على الأصل. (¬8) خبر ابن أويس في: النفحة المسكية 313، والسلوك ج 3 ق 3/ 1020، 1021، وإنباء الغمر 2/ 108، 109، والنجوم الزاهرة 12/ 275، 276، ونزهة النفوس 2/ 60، 61، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 589.

ذو الحجة

[ذو الحجّة] [وفاة أمّ السلطان فرج] [1017]- وفي ذي حجّة ماتت شيرين الرومية (¬1) أمّ السلطان الناصر فرج. وكانت كثيرة البرّ والمعروف سرّا، سيما في سلطنة ولدها. [وفاة النيل] وفيه، ووافق سابع مسرى (¬2)، أوفى النيل، ونزل يشبك لكسره بعد ما أراد السلطان النزول فحذّروه من وقوع فتنة (¬3). [الإفراج عن تغري بردي] وفيه أفرج عن تغري بردي اليشبغاوي، وبعث إلى القدس بطّالا (¬4). [كسرة ابن أويس على يد نائب بهسنا] وفيه ورد الخبر بأنّ نائب بهسنا جمع الكثير من التركمان، وقصد أحمد بن أويس وقاتله فكسره، ونهب جميع ما معه، وبعث بسيف أخذه من النهب، فزعم أنه سيف علي بن أبي طالب (¬5). [عيث التتار في البلاد] وفيه قصد اللنك الموصل وعاث فيها، وقصد سيواس فملكها، وفرّ ولد ابن (¬6) عثمان منها إلى أبيه (¬7). [تغريق نوروز أربعة من مماليكه] وفيه قبض نوروز على أربعة من مماليكه وغرّقهم في بحر النيل، وكانوا ثاروا فيه وأرادوا قتله (¬8). ¬

(¬1) انظر عن (شيرين) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1025، وإنباء الغمر 2/ 120 رقم 34، وتاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 115 أ، وذيل الدرر الكامنة.9 رقم 69، والضوء اللامع 12/ 69، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 591، وفيه «شرين»، والدليل الشافي 1/ 348 رقم 1196، والنجوم الزاهرة 13/ 19. (¬2) مسرى: آخر شهور السنة القبطية. (¬3) السلوك ج 3 ق 3/ 1022، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 589. (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 1023، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 590. (¬5) السلوك ج 3 ق 3/ 1023، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 590. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) السلوك ج 3 ق 3/ 1023، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 591. (¬8) السلوك ج 3 ق 3/ 1023.

وفاة فيروز شاه ملك الهند

[وفاة فيروز شاه ملك الهند] [1018]- وفي هذه السنة مات فيروز شاه (¬1) بن نصر شاه ملك الهند، وملك دلّي بعده مملوكه دلوه (¬2). [تملّك تمرلنك دلّي] وفيها ملك تمرلنك دلّي، وأخرجها وسار عنها، فعاد دلو (¬3) وملكها ثانيا (¬4). [الإرجاف بوصول تمرلنك إلى الشام] وفيها كثرت الأراجيف بالشام بوصول تمرلنك إليها (¬5)، وكان فألا، فلم يمض إلاّ القليل وجرى منه ما سنذكره. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 3/ 1024، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 591، والدليل الشافي 2/ 525 رقم 1807، والنجوم الزاهرة 13/ 26، والضوء اللامع 6/ 175 رقم 594، والمنهل الصافي 8/ 420 رقم 1815. (¬2) في السلوك: «ملّو». (¬3) في السلوك: «ملّو». (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 1023، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 591. (¬5) السلوك ج 3 ق 3/ 1023.

حوادث سنة ثلاث وثمانمائة

[حوادث] سنة ثلاث وثمانمائة [المحرّم] [تملّك تمرلنك سيواس] في محرّم قدم البريد بكائنة سيواس وتملّك تمرلنك لها، وفرار سليمان بن عثمان منها وقرا يوسف، وأنّ تمرلنك أخذ سيواس بالأمان، ثم عدّى فقتل أهلها وأخربها، / 363 / وأنه سار عنها إلى بهسنا (¬1). [وفاة الأديب العراقي] [1019]- وفيه مات الأديب، الفاضل، الحسن بن محمد بن علي العراقيّ (¬2)، نزيل حلب. وكان شاعرا ماهرا، لكنّه ينسب إلى التّشيّع. [صرف ابن خلدون عن القضاء] وفيه صرف ابن (¬3) خلدون عن القضاء المالكية، وقرّر عوضه نور الدين علي بن يوسف البقريّ، بمال وعد به (¬4). [مشاورة القضاة والفقهاء بأمر تمرلنك] وفيه قدم البريد بوصول طلائع تمرلنك إلى عينتاب، ويقول نائب حلب: «أدركوا المسلمين»، فجمع السلطان الخليفة وقضاة القضاة وأعيان الفقهاء. وعقد مجلس بسبب تمرلنك بأنه زاحف على البلاد، وأنّ المال قد فرغ من الخزائن، وأنّ السلطان في قصد أن يأخذ من مال التجار ما يستعين به على العدوّ، فهل يجوز ذلك أم لا؟ فتكلّم الجمال ¬

(¬1) النفحة المسكية 314، والسلوك ج 3 ق 3/ 1027، وإنباء الغمر 2/ 133، والنجوم الزاهرة 12/ 216، ونزهة النفوس 2/ 71، وتاريخ ابن سباط 2/ 758، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 592. (¬2) انظر عن (العراقي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 214 أ، وذيل الدرر الكامنة 100 رقم 103، وإنباء الغمر 2/ 161، 162 رقم 37، والضوء اللامع 3/ 126 وشذرات الذهب 7/ 27. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 1027.

وفاة الشرف ابن الدماميني

الملطي، رحمه الله، بما يلقى به ربّه من كلام يبيّن فيه المنع من ذلك شرعا. وانفصل المجلس على غير طائل بعد أن تكلّموا في أخذ شيء من مال الأوقاف أيضا، ومنع من ذلك الملطي أيضا، وساعده بقيّة القضاة والمشايخ (¬1). [وفاة الشرف ابن الدماميني] [1020]- وفيه مات الرئيس، العالم، الفاضل، الشرف بن الدماميني (¬2) محمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن محمد المخزوميّ، السكندريّ، المالكيّ. وكان من أعيان العلماء وأهل الفضل، وولي الوظائف الجليلة. [الأمر بخروج العساكر إلى الشام] وفيه خرج الأمر بخروج عساكر الشام إلى لقاء تمرلنك ومحاربته (¬3). [صفر] [إراقة الخمور] وفي صفر خرج يلبغا السالمي إلى شبرا فأراق بها الخمور وكسر نحوا من خمسين ألف جرّة خمر، وخرّب كنيسة هناك للنصارى (¬4). [قضاء الأحناف بدمشق] [1021]- وفيه قرّر البدر محمد بن محمد بن مقلد (¬5) القدسيّ في قضاء الحنفية بدمشق، وصرف التقيّ عبد الله بن الكفري، ثم مات البدر بغزّة قبل وصوله دمشق (¬6). وكان عالما بارعا في الفقه والمعقول والعربية. ¬

(¬1) خبر المشاورة في: النفحة المسكية، ورقة 165، والسلوك ج 3 ق 3/ 1028، 1029، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 593. (¬2) انظر عن (ابن الدماميني) في: النفحة المسكية، رقم 151، والسلوك ج 3 ق 3/ 1073، وتاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 218 ب، وإنباء الغمر 2/ 190 رقم 115، وذيل الدرر الكامنة 113 رقم 133، والنجوم الزاهرة 13/ 23، 24 ونزهة النفوس 2/ 129، 130 رقم 364، والضوء اللامع 9 / رقم 167 وفيه «محمد بن عبد الله بن أبي بكر» و 12/ 247، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 592، و 636، والدليل الشافي 2/ 680 رقم 2329. (¬3) النفحة المسكية، ورقة 168، والسلوك ج 3 ق 3/ 1029. (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 1030، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 594، 595. (¬5) السلوك ج 3 ق 3/ 1030. (¬6) السلوك ج 3 ق 3/ 1073، 1074، وإنباء الغمر 2/ 193، 194 رقم 124.

ربيع الأول

[ربيع الأول] [جاليش سفر السلطان] وفي ربيع الأول علّق جاليش سفر السلطان إلى لقاء تمرلنك (¬1). [كتاب تمرلنك بالتهديد] وفيه وصل كتاب تمرلنك إلى قضاة هذه المملكة والمشايخ والأمراء فيه التهديد إن لم يبادروا بطاعته ويضربوا السكة باسمه ويقيموا له الخطبة. وذكر ما فعل ببلاد الهند وغيرها (¬2). [أعمال تمرلنك الفظيعة بحلب] وفيه سارت العساكر الشامية إلى حلب، وبعث تمرلنك رسوله إلى نائبها يأمره بطاعته، ويبقى على ما هو فيه ويبعث له / 364 / نائب الشام مقبوضا عليه، وكلّمه الرسول بكلمات يقال إنها من تنميق تمرلنك لأجل اختلاف كلمة العساكر، فحنق منه وأمر به فضربت عنقه، وبلغ تمرلنك فزحف على حلب في يوم عاشره، وجرت حروب وكروب، ونقل أهل حلب ما يخافون عليه إلى قلعتها من المال والحرم. وآل الأمر بعد القتال الشديد وهلاك العباد إلى أخذ حلب، ثم قلعتها، ووقع السيف في الناس ونهب أموالهم، وتخريب ديارهم، وقتل أطفالهم، وسبي حريمهم، وأبكارهم، وافتضاد الأبكار في الجامع والشارع جهارا من غير احتشام، وأحرقوا الكثير من دور حلب، وفرّ العساكر والنواب إلى القلعة وتحصّنوا بها وما أفاد ذلك، فإنه ملكها بعد ذلك، وكانت القتلى بحلب لا تحدّ ولا تعدّ، حتى صار التمرية يعملون من روس القتلى القلاع والمنائر المرتفعة، وكانت زيادة على العشرين ألف رأس، وتعطّلت من الأذان وإقامة الصلوات (¬3). [وفاة صاحب اليمن] [1022]- وفيه مات صاحب اليمن، السلطان الملك الأشرف، إسماعيل بن عباس بن علي بن داود بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول (¬4) التركمانيّ الأصل. ¬

(¬1) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 595. (¬2) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 595، والسلوك ج 3 ق 3/ 1031. (¬3) خبر فظائع تيمور في: النفحة المسكية 315 - 317، والسلوك ج 3 ق 3/ 1031 - 1034، وإنباء الغمر 2/ 134 - 136، وعجائب المقدور 196 - 214، والنجوم الزاهرة 12/ 225، ونزهة النفوس 2/ 74 - 77، ووجيز الكلام 1/ 351، 352، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 596 - 599، وروضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر لابن الشحنة (طبع على هامش الكامل في التاريخ لابن الأثير) 9/ 214، وتاريخ ابن سباط 2/ 758، 759، وتاريخ الأزمنة 335. (¬4) انظر عن (ابن رسول) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1074، وتاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 213 ب، وذيل الدرر الكامنة 98 رقم 98، وإنباء الغمر 2/ 158 رقم 158، والضوء اللامع 2/ 299، ووجيز الكلام =

تخريب حماه وإحراقها

وكان ملكا شهما، حليما، فاضلا، عاملا، وله «تاريخ اليمن». وتملّك بعده ولده الملك الناصر أحمد. [تخريب حماه وإحراقها] وفيه ملك ولد تمرلنك حماه وأخربها وأضرم بها النار (¬1). [طاعة نائب حلب لتمرلنك] وفيه نزل دمرداش نائب حلب من القلعة إلى تمرلنك فأكرمه وخلع عليه، واتّهم بأنه معه (¬2). [التحريض على قتال تمرلنك بالقاهرة] وفيه ركب السراج البلقيني وقضاة القضاة والحاجب الكبير، ونودي بين أيديهم بشوارع القاهرة من مكتوب معهم يتضمّن كلمات طويلة فيها تحريض الناس على قتال تمرلنك، فاشتدّ جزع الناس، وكان يوما مهولا (¬3). [إحضار علماء حلب أمام تمرلنك] وفيه لما ملك تمرلنك القلعة وما فيها أحضر من أسر من الأمراء ودمرداش وعنّفهم، ثم طلب علماء حلب فحضروا عنده، وعنده الشيخ العلاّمة عبد الجبّار بن الشيخ نعمان الدين الحنفي، وهو من أجلّ علماء تمرلنك، وجماعة من العلماء أيضا، وأخذ يسأل عن قتلاه وقتلا (¬4) أهل حلب من الشهيد منهم؟ وسأل عن معاوية وعليّ، وأجاب المجد بن الشحنة بجواب أعجبه، وفتح باب موانسهم، ودام تمرلنك بحلب إلى آخر ربيع هذا (¬5). [ربيع الآخر] [خروج تمرلنك إلى دمشق] وفي ربيع الآخر، في أوله، / 365 / خرج تمرلنك قاصدا دمشق وقد استعدّ أهلها لقتاله وحصّنوها بعد أن أرادوا تركها والرحيل عنها، فمنعهم نائب الغيبة عن ذلك (¬6). ¬

= 1/ 359 رقم 799، وشذرات الذهب 7/ 26، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 601، 602. (¬1) السلوك ج 3 ق 3/ 1035، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 600، 601. (¬2) السلوك ج 3 ق 3/ 1033، 1034. (¬3) السلوك ج 3 ق 3/ 1036، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 601. (¬4) الصواب: «وقتلى». (¬5) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 600. (¬6) النفحة المسكية 319، والسلوك ج 3 ق 3/ 1037.

خروج السلطان لقتال تمرلنك

[خروج السلطان لقتال تمرلنك] وفي هذا اليوم خرج الناصر فرج أيضا من القاهرة قاصدا قتال تمرلنك واستصحب معه الخليفة والقضاة إلاّ الحنفي لمرضه، وأقام تمراز بالقاهرة نائب غيبة (¬1). [فرار دمرداش من حلب إلى السلطان] وفيه فرّ دمرداش من تمرلنك، وحضر إلى السلطان (¬2). [وفاة نائب دمشق] [1023]- ومات نائب دمشق (¬3) قبل ذلك فقرّر السلطان في نيابته تغري بردي، وقرّر عدّة نواب بالبلاد، ونزل (¬4) غزّة وأمرهم بالمسير أمامه (¬5). [وفاة ابن أيوب النسّاج] [1024]- وفيه مات الزاهد الشيخ علي بن أيوب النسّاج (¬6). وكان صالحا معتقدا، بركة، [تروى] (¬7) عنه كرامات ومكاشفات. [وفاة ابن أبي البقاء الخزرجي] [1025]- وفيه مات قاضي القضاة البدر بن أبي البقاء محمد بن محمد بن عبد البر الخزرجيّ (¬8)، السبكيّ، الشافعيّ، وهو مصروف عن القضاء. [وفاة الجمال الملطي] [1026]- والعلاّمة قاضي القضاة، الجمال، الملطي، يوسف بن موسى بن محمد بن أحمد بن أبي بكر الخربرتي (¬9)، الحلبي الحنفيّ. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 3/ 1038، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 602. (¬2) السلوك ج 3 ق 3/ 1038. (¬3) السلوك ج 3 ق 3/ 1038، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 636، والنائب هو: «سودون». (¬4) في الأصل: «يولى». (¬5) المصدران السابقان. (¬6) انظر (النسّاج) في: إنباء الغمر 2/ 172 رقم 71، والضوء اللامع 5/ 688، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 603. (¬7) إضافة في الأصل. (¬8) انظر عن (الخزرجي) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1073، وتاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 218 ب، وذيل الدرر الكامنة 111، 112 رقم 130، وإنباء الغمر 2/ 191، 192 رقم 117، والدر المنتخب، رقم 1409، ووجيز الكلام 1/ 354 رقم 787، والضوء اللامع 9/ 89، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 603، وشذرات الذهب 7/ 37، والدليل الشافي 2/ 676، 677، رقم 2320، والنجوم الزاهرة 13/ 23، ونزهة النفوس 2/ 124 رقم 340. (¬9) انظر عن (الخربرتي) في: النفحة المسكية، رقم 146، والسلوك ج 3 ق 3/ 1073، وتاريخ ابن قاضي =

وفاة ابن المكين البكري

ولد بخرت برت في سنة ست وعشرين وسبعماية، ونشأ بملطية فنسب إليها واشتغل بها حتى شهر، وكان يستحضر «الكشاف». وأخذ عن القوام الأتقاني، والأرشد الأقصرائي، وجماعة. وكان عالما بمذهب أبي حنيفة رضي الله عنه، عارفا بالفنون. ولّي قضاء مصر بعد أن طلب من حلب، وشغر المنصب مدة. وكان ظريفا، لطيفا، شكلا، حسن الهيئة، كثير الصدقات. [وفاة ابن المكين البكري] [1027]- وشيخ المالكية ابن (¬1) المكين (¬2) الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن إسماعيل البكريّ (¬3)، المصريّ. وكان عالما بمذهبه لا فنّ له غير ذلك، خيّرا، ديّنا. ولي تدريس المالكية بالبرقوقية، وناب في الحكم، وطلب للقضاء، فامتنع من ذلك. [جمادى الأول] [أخذ العربان حلب من تمرلنك] وفي جماد الأول ورد الخبر بأنّ تمرلنك لما رحل عن حلب ثار ابن (4) رمضان، ابن (4) شهري، وابن (¬4) صاحب الباز وأخذوا حلب من أصحاب تمرلنك، وقتلوا من بها منهم وهو زيادة على ثلاثة آلاف، وأنه بعث عسكرا إلى طرابلس فثاروا بهم في الطريق بين جبلين فقتلوهم بالحجارة. وأنه لما وصل إلى حمص لم يتعرّض لها لأجل خالد بن الوليد، وأنه حضر إلى السلطان عدّة من أمرائه فارّين منه (¬5). ¬

= شهبة 4 / ورقة 220 أ، ب، وذيل الدرر الكامنة 115، 116 رقم 139، وإنباء الغمر 2/ 196 - 198 رقم 132، والدر المنتخب، رقم 1646 والمنهل الصافي 3 / ورقة 469، والضوء اللامع 10/ 335، ووجيز الكلام 1/ 355 رقم 789، ونزهة النفوس 2/ 119 - 123 رقم 338، وحسن المحاضرة 2/ 122، ومعجم شيوخ ابن فهد 293، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 603، والدليل الشافي 2/ 808 رقم 2718. (¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «المسكين». (¬3) انظر عن (البكري) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1073، وتاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 218 ب، وإنباء الغمر 2/ 189، 190 رقم 114، وذيل الدرر الكامنة 112 رقم 131، والضوء اللامع 9/ 54، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 636 وشذرات الذهب 7/ 37، والدليل الشافي 1/ 680 رقم 2328، ونزهة النفوس 2/ 126 رقم 349 وفيه «محمد بن محمد بن مكين». (¬4) في الأصل: «بن» في المواضع الثلاث. (¬5) السلوك ج 3 ق 3/ 1039، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 604، 605.

وفاة قاضي المالكية ابن الجلال

[وفاة قاضي المالكية ابن الجلال] [1028]- وفيه مات قاضي القضاة المالكية، ابن (¬1) الجلال نور الدين، علي بن يوسف بن مكيّ / 366 / الدّميريّ (¬2)، المالكيّ، في طريق دمشق. [عودة السلطان إلى مصر خوفا من عزله] وفيه وصل السلطان إلى دمشق وقاتل بعض عساكره بعض عساكر تمرلنك، وبينا هم في أثناء ذلك إذ وقع الاختلاف بين عسكر السلطان، وتخوّف بعض الأمراء من بعضهم، فاختفى البعض، فظنّ البعض الآخر أنّ من اختفى قصد مصر ليملكها، وأشيع بأنهم في قصد سلطنة إنسان كان بالقاهرة يقال له الشيخ لاجين شيخ الجراكسة، فتركوا الناس يومين لا شراة لهم، وأخذوا السلطان والخليفة وعادوا بهم في مثل هذه الكائنة الفظيعة (¬3)، فلا جوزوا خيرا عن مروءتهم (¬4). [وفاة قاضي المالكية بدمشق] [1029]- وفيه مات قاضي المالكية بدمشق في المحاربة مع تمرلنك، وهو برهان الدين إبراهيم بن علي التّادليّ (¬5). وكان عالما فاضلا، قويّ النفس. [وفاة المسندة فاطمة التنوخية] [1030]- والمسندة فاطمة (¬6) بنت محمد بن أحمد بن محمد بن عثمان بن المنجّا التنوخية، الدمشقية. [النفرة بين نائب الغيبة والسالمي بمصر] وفيه وقعت النفرة بين نائب الغيبة تمراز وبين السالمي، وصار كلّ منهما يعارض الآخر. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (الدميري) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1072، وتاريخ ابن قاضي شهبة، 4 / ورقة 216 ب، وإنباء الغمر 2/ 176، 177 رقم 78، وذيل الدرر الكامنة 107، 108 رقم 123، والضوء اللامع 6/ 55، ووجيز الكلام 1/ 356 رقم 792، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 636، وشذرات الذهب 7/ 32، والدليل الشافي 1/ 490 رقم 1701، والمنهل الصافي 8/ 245 رقم 1708. (¬3) في الأصل: «الفضيعة». (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 1041 و 1044 و 1045، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 604. (¬5) انظر عن (التادلي) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1074، وإنباء الغمر 2/ 150 رقم 2، ووجيز الكلام 1/ 356، 357 رقم 793، والضوء اللامع 1/ 155، وشذرات الذهب 7/ 22، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 637. (¬6) انظر عن (فاطمة) في: إنباء الغمر 2/ 180 رقم 89.

وفاة قطلوبغا الحنفي

وكان السالميّ لما مات قاضي القضاة الملطي بعث يستأذن السلطان أن يتكلّم في الأحكام الشريفة فأجيب بذلك، وفعل، فما احتمل نائب الغيبة ذلك، وبعث إلى السلطان، فعاد إليه المرسوم بكفّ السالمي عن مثل ذلك. وكان قد جعل الفتيا كقضاة القضاة، فنادى نائب الغيبة بذلك في القاهرة، فتغيّظ السالميّ وما أفاده ذلك. ثم قام تمراز في كتابة محضر بعظائم في السالميّ، وكادت أن تقوم فتنة بالقاهرة بسبب ذلك، وآل الأمر إلى أن أصلح بينهما على رضى (¬1). [وفاة قطلوبغا الحنفي] [1031]- وفيه مات الشيخ العالم، الفاضل، قطلوبغا الحنفيّ (¬2). وكان عالما عارفا بمذهب أبي حنيفة، وله شهرة وذكر. [جمادى الآخر] [دخول تمرلنك دمشق] وفي جماد الآخر، بعد عود السلطان إلى جهة مصر طمع تمرلنك فحاصر دمشق، وجرت أمور كثيرة، وخدع تمرلنك التقيّ إبراهيم بن مفلح الحنبلي. وكان هو أصل للخيانة بدمشق في ذلك (¬3) الأيام، فمنع الناس من قتال تمرلنك، ثم نزل إليه بأنّ دلّي من السور فاجتمع به وقرّر معه الصلح على مال يجبى له، وعاد فثبّط الناس عن القتال، وأخذ في جباية المال، فجبى ألف ألف دينار وحملها إلى تمرلنك، وما أفاد ذلك، / 367 / وجبى مثلها أيضا ثانيا وما أفاد، وتمكّن تمرلنك من دمشق فأحرق الجامع الأموي، والديار، وأخرب وقتل وسبى ونهب وفعل أفعالا منكرة قبيحة جدا فوق ما فعل بحلب، وقتل من الأعيان تحت العقوبات عددا لا يحصر ومن الناس عشرات ألوف (¬4). [وصول السلطان ذليلا إلى مصر] وفيه وصل السلطان إلى مصر وأمراؤه، وجنده في غاية القلّة والذّلّة والعزي ¬

(¬1) خبر النفرة في: السلوك ج 3 ق 3/ 1044، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 603، 604. (¬2) انظر عن (قطلوبغا الحنفي) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1072، وإنباء الغمر 2/ 181 رقم 91، وذيل الدرر الكامنة 108 رقم 125، والضوء اللامع 6/ 223، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 636. (¬3) الصواب: «في تلك». (¬4) خبر تمرلنك بدمشق في: النفحة المسكية 319، 320، والسلوك ج 3 ق 3/ 1046 - 1051، وعجائب المقدور 219 - 296، ومآثر الإنافة 2/ 192، 193، وشفاء الغرام 2/ 401، وإنباء الغمر 2/ 137، 138، والنجوم الزاهرة 12/ 238 - 246، وتاريخ بيروت 234، ووجيز الكلام 1/ 353، ونزهة النفوس 2/ 87 - 94، وتاريخ ابن سباط 2/ 765 - 768، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 610 - 618.

عودة ابن خلدون إلى مصر من دمشق

والخمول، وقد تفرّقوا وتلاشوا، ونهب من بقي منهم، وطمع فيهم العربان وغيرهم في عودهم، وصار يسلبوا (¬1) من وجدوه في جماعة قليلة ونحوها. وقام يلبغا السالمي بالكساوي لهم والإسعاف، وأخذ في مظالم العباد، ففرض على الأوقاف والرزق والأقاطيع والأراضي أموالا جباها وجبى كري الأملاك من الناس لشهر واحد، وما أفلح بعدها، فإنه قبض عليه بعد ذلك غير ما مرة وصودر وحوسب على ما أخذ من الناس، فضرب عليه وعلى من قام معه بتهوّر قضيته بما لا خير فيه (¬2). [عودة ابن خلدون إلى مصر من دمشق] وفيه كان ابن (¬3) خلدون بدمشق، كان قد استصحبه السلطان، فلما عاد إلى القاهرة تولّى أمر سور دمشق وتوجّه إلى تمرلنك ووقع منه معه أشياء، وخلّص منه وأكرمه، وأمره بأن يعود إلى مصر إن شاء أو يتوجّه معه، فاختار العود إلى مصر (¬4). [القبض على الصدر المناوي] [1032]- وفيه قبض علي الصدر المناويّ، محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن السلميّ، المناويّ (¬5)، الشافعيّ، قاضي القضاة، أسره اللنكيّة ودام معهم في الأسر حتى مات بعد ذلك غريقا في بحر الزاب بقيده. وكان عالما فاضلا، رئيسا، حشما، وكان موته في شوّال. [نفرة قلوب الناس من يلبغا السالمي] وفيه أمر السلطان يلبغا السالميّ بأن يتحدّث في جميع أمور المملكة وأن يجهز في إرسال عسكر إلى الشام لقتال تمرلنك، فأخذ يلبغا في تحصيل الأموال ونهب المسلمين، فضلا عن أن جبى منهم، فنفرت القلوب عنه وتمالت الناس عليه، وشنّعت القالة فيه، وكثر الدعاء عليه (¬6). ¬

(¬1) الصواب: «وصاروا يسلبون». (¬2) النفحة المسكية 319، والسلوك ج 3 ق 3/ 1045، وإنباء الغمر 2/ 137، والنجوم الزاهرة 12/ 236، 237، ووجيز الكلام 1/ 352، 353، ونزهة النفوس 2/ 87، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 610. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 1052، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 618. (¬5) انظر عن (المناوي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 217 أ، وذيل الدرر الكامنة 108 - 110 رقم 126، وإنباء الغمر 2/ 181، 182 رقم 92، والدر المنتخب، رقم 1132، والضوء اللامع 6/ 249، ووجيز الكلام 1/ 354 رقم 786، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 616 و 618 و 645، وشذرات الذهب 7/ 34، والدليل الشافي 2/ 577 رقم 1982. (¬6) خبر النفرة في: السلوك ج 3 ق 3/ 1052.

قضاء الأحناف والمالكية

[قضاء الأحناف والمالكية] وفيه قرّر في قضاء الحنفية الأمين الطرابلسيّ عبد الوهّاب بن قاضي القضاة شمس الدين محمد بن أحمد بن أبي بكر عوضا عن الجمال الملطيّ. وقرّر الجمال عبد الله الأقفهسيّ المالكيّ في قضاء المالكية عوضا عن (ابن) (¬1) الجلال (¬2). [وفاة الصاحب ابن مكانس] [1033]- وفيه مات الصاحب كريم الدين / 368 / ابن مكانس (¬3) عبد الكريم بن عبد الرزاق بن إبراهيم. وهو أخو الفخر بن مكانس، وكان رئيسا وجيها، لكنه لم يكن فيه من الأدب والإنسانية ما في أخيه. [وفاة العلاء الشيرازي] [1034]- والعلاء الشيرازي، الشيخ أسد (¬4) بن محمد بن محمود الحنفيّ. أخذ ببغداد عن جماعة، منهم: الشمس الكرمانيّ، والشمس السمرقنديّ، وأتقن فتونا. وكان عارفا بالقراءات، مع ديانة وصدق لهجة وسلامة باطن. [وفاة ابن عرفة الورغمي] [1035]- وعالم الغرب، العلاّمة، شيخ الإسلام، أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد (¬5) (بن عرفة) (¬6) الورغمّيّ (¬7)، التونسيّ، المالكيّ. ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) السلوك ج 3 ق 3/ 1053، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 620. (¬3) انظر عن (ابن مكانس) في: النفحة المسكية، رقم 152، والسلوك ج 3 ق 3/ 1072، وتاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 215 ب، وذيل الدرر الكامنة 102، 103، رقم 114، وإنباء الغمر 2/ 169، 170 رقم 66، والدليل الشافي 1/ 425 رقم 1466، والنجوم الزاهرة 13/ 22، والمنهل الصافي 7/ 337 - 340 رقم 1472، والضوء اللامع 4/ 312 رقم 846، ووجيز الكلام 1/ 359، 360 رقم 803، ونزهة النفوس 2/ 129 رقم 363، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 636. (¬4) انظر عن أسد في: إنباء الغمر 2/ 157، 158 رقم 23، والضوء اللامع 2/ 279، 280 رقم 883، وفي الأصل: «أسعد». (¬5) في الأصل: «أحمد». (¬6) ما بين القوسين كتب في الأصل بالمداد الأحمر. (¬7) انظر عن (الورغمي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 219 ب، وإنباء الغمر 2/ 192، 193، رقم 119، وذيل الدرر الكامنة 114 رقم 134، والضوء اللامع 9/ 240، ووجيز الكلام 1/ 356 رقم 791، وشذرات الذهب 7/ 38.

وصول أسرى لدى تمرلنك

وناهيك [به] وبعلومه في سائر الفنون وتصانيفه وعظمته عند الملوك مع الخير والدين المتين والصلاح والجدة. مات عن سبع وثمانين سنة. [وصول أسرى لدى تمرلنك] وفيه وصل جماعة من أسر تمرلنك، ومنهم الموفّق أحمد بن نصر الله الحنبلي قاضي القضاة. ووصلت مكاتبة تمرلنك بطلب أطلمش وأنه إذا قدم عليه بعث بمن عنده من الأسرى من قضاة ونواب وأمراء وأجناد وغيرهم فجهّز إليه أطلمش المذكور بعد أن أحسن إليه، وكتب للنك كتاب من الناصر، وبعث إليه مع رسول السلطان (¬1). [رجب] [ضرب دنانير يلبغاوية] وفي رجب اقترح يلبغا السالميّ ضرب دنانير، ونسبت إليه فيما بعد ذلك (¬2). [تقرير الوزارة] وفيه قرّر العلم يحيى بن الأسعد أبوكم في الوزارة، عوضا عن الفخر بن غراب باستعفائه (¬3). [أخذ دمرداش قلعة حلب] وفيه ورد الخبر بأخذ دمرداش قلعة حلب من التمريّة (¬4). [القبض على أميرين] وفيه قبض على السالميّ، وابن قطيفة، وسلّما لابن غراب (¬5). وقرّر ابن (¬6) غراب في الأستادارية، مضافا لما بيده من نظر الجيش والخاص (¬7). [وفاة الأمير بجاس العثماني] [1036]- وفيه مات الأمير بجاس (¬8) العثمانيّ، النوروزيّ، اليلبغاويّ. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 3/ 1054. (¬2) السلوك ج 3 ق 3/ 1055، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 621. (¬3) السلوك ج 3 ق 3/ 1055، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 621. (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 1055، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 621. (¬5) السلوك ج 3 ق 3/ 1065، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 622. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) السلوك ج 3 ق 3/ 1056، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 622. (¬8) انظر عن (بجاس العثماني) في: النفحة المسكية، رقم 142، وتاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة =

البرد بحسبان

وكان قد استعفى من الإمرة من مدّة، وأقام بداره وبيده ما يكفيه من الرزق. وبجاس هذا هو الذي ينسب إليه تنبك نائب الشام، وآخرين (¬1)، منهم جمال الدين الأستادار. وينسب إلى من ينسب إليه أيضا جماعة صاروا أعيانا بعد ذلك سيأتون في محالّهم. [البرد بحسبان] وفيه وقع بحسبان بردكبار، (منها) (¬2) ما هو قدر جوزة الهند، وعدّ من النوادر (¬3). [الحريق بدمشق] وفيه كان الترح والمرح بدمشق، وتعطّلت الجمعة بجامع الأمويّ، وغيره، ثم أطلق النار في البلد، ودامت أياما حتى احترق، واحترق عامّة قبلة الجامع الأمويّ، وما إلى ورائها من الأسواق (¬4). [وفاة الشهاب النحريري المالكي] [1037]- وفيه مات قاضي القضاة المالكية، الشهاب النحريري (¬5) / 369 / أحمد بن عبد الله بن أحمد. وكان عالما فاضلا، عارفا بمذهبه. [وفاة سودون نائب الشام] [1038]- ونائب الشام سودون قريب برقوق (¬6). مات في أسر تيمور لنك مبطونا. ¬

= 213 ب، والسلوك ج 3 ق 3/ 1072، وذيل الدرر الكامنة 98، 99 رقم 99، وإنباء الغمر 2/ 161 رقم 33، والدليل الشافي 1/ 182، 183، والمنهل الصافي 3/ 240 رقم 642، والنجوم الزاهرة 13/ 22، ونزهة النفوس 2/ 131، ووجيز الكلام 1/ 360 رقم 804، والضوء اللامع 3/ 1، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 635. (¬1) الصواب: «وآخرون». (¬2) في الأصل كتبت فوق السطر. (¬3) لم يرد هذا الخبر في المصادر. (¬4) لم يرد هذا الخبر في المصادر. (¬5) انظر عن (الشهاب النحريري) في: النفحة المسكية، رقم 148، والسلوك ج 3 ق 3/ 1071، وتاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 212 ب، وذيل الدرر الكامنة 98 رقم 95، وإنباء الغمر 2/ 154 رقم 12، ورفع الإصر 1/ 76، 77، والنجوم الزاهرة 13/ 21، والمنهل الصافي 1/ 83، ووجيز الكلام 1/ 357 رقم 794، والضوء اللامع 1/ 372، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 635، وشذرات الذهب 7/ 24. (¬6) انظر عن (سودون قريب برقوق) في: النفحة المسكية، رقم 141، والسلوك ج 3 ق 3/ 1072، =

فقد القاضي التركماني

وكان من الظلمة الكبار، ودفن بعيون استعجالا في أمره. [فقد القاضي التركماني] [1039]- وفيه فقد القاضي ناصر الدين محمد بن أحمد بن يحيى التركماني، الغبطينيّ (¬1) الحلبيّ، الحنفيّ. وكان عالما فاضلا، خرج مع السلطان نائبا عن الجمال الملطيّ لمرضه ففقد في الكائنة اللنكيّة بدمشق. [وفاة كاتب سرّ دمشق] [1040]- وكاتب سرّ دمشق بن (¬2) أبي الطيب، ناصر الدين، محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن هبة الله بن عبد المنعم بن محمد بن الحسين بن علي بن أبي ثابت بن أبي الكتائب العجلي (¬3)، النهاونديّ الأصل، الدمشقي. وكان ولي كتابة سرّ دمشق رادا ثم بأخرة عن اللنك، وعوقب حتى مات. وكان فاضلا، حشما. [وصول ابن عثمان إلى قيصرية] وفيه قدم الخبر بأنّ ابن (¬4) عثمان وصل إلى قيصرية (¬5). [شعبان] [وصول ابن خلدون إلى مصر] وفي شعبان وصل ابن (¬6) خلدون إلى القاهرة، ومعه الصدر القيصريّ، وآخرين (¬7). ¬

= والدليل الشافي 1/ 329 رقم 1127، والمنهل الصافي 6/ 111 - 115 رقم 1130، والنجوم الزاهرة 13/ 20، والضوء اللامع 3/ 284 رقم 1079، ووجيز الكلام 1/ 359 رقم 802، ونزهة النفوس 2/ 131 رقم 375، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 636. (¬1) انظر عن (الغبطيني) في: إنباء الغمر 182 رقم 94 وفيه «العبطيني» بالعين المهملة، والضوء اللامع 6/ 981، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 645. (¬2) الصواب: «ابن». (¬3) انظر عن (ابن أبي الكتائب العجلي) في: إنباء الغمر 2/ 188، 189، رقم 113 وفيه: «محمد بن عمر بن محمد بن محمد بن هبة الله». وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 635 وفيه «الكاتب». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) السلوك ج 3 ق 3/ 1056، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 622. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) الصواب: «وآخرون». والخبر في: السلوك ج 3 ق 3/ 1056، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 622.

الجراد بدمشق

[الجراد بدمشق] وفيه جاء جراد كثير إلى دمشق ودام أياما (¬1). [رحيل تمرلنك عن دمشق] وفيه رحل تمرلنك عن دمشق بعد أن أفنى أمما وأباد خلقا. وأعقب رحيله الغلاء العظيم، وفقد الناس الأقوات، وصاروا يقتاتوا (¬2) بنباتات الأرض بعد أن برز الأمراء الذين كانوا بالقاهرة، لما سافر السلطان إلى الشام ليتوجّهوا إلى قتال تمر. وامتنع جكم من عوض من السفر عادوا وأبطل السفر، وعدّ هذا من الوهن في الدولة (¬3). [تخلّص نائب طرابلس من الأسر] وفيه وصل شيخ نائب طرابلس فارّا من تمرلنك (¬4). ثم بعد أيام قدم دقماق نائب حماه (¬5). [تخريب حلب] وفيه لما عاد تمرلنك من دمشق ما دخل حلب، ولكن بعث بتخريبها وحرقها ولحوق من بها به (¬6). [وفاة التقي ابن مفلح] [1041]- وفيه مات التقيّ ابن (¬7) مفلح (¬8) إبراهيم بن محمد بن مفلح بن محمد بن مفرّج الدمشقيّ، الحنبليّ. وكان من أعيان دمشق، فقيها، واعظا، بارعا في مذهبه. ولما طرق اللنك قام في ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 3/ 1056، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 623. (¬2) الصواب: «يقتاتون». (¬3) خبر رحيل التتار عن دمشق في: النفحة المسكية 320، والسلوك ج 3 ق 3/ 1051، وإنباء الغمر 2/ 139، والنجوم الزاهرة 12/ 265، ووجيز الكلام 11/ 353، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 618. (¬4) النفحة المسكية 321، والسلوك ج 3 ق 3/ 1057، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 623، والسيف المهنّد 244. (¬5) النفحة المسكية 321، والسلوك ج 3 ق 3/ 1057، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 623. (¬6) المصادر السابقة. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) انظر عن (ابن مفلح) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1075، وإنباء الغمر 2/ 150، 151 رقم 3، ووجيز الكلام 1/ 357 رقم 795، والضوء اللامع 1/ 167، وشذرات الذهب 7/ 22، والدليل الشافي 278، 28 رقم 76، وقضاة دمشق 288.

وفاة ابن ربيعة المقرىء

الصلح، وتشبّه بابن تيمية مع غازان وما أفاد قيامه ولم ينجح ولم يحمل وتمرّض ومات. [وفاة ابن ربيعة المقرىء] [1042]- وفيه مات أحمد بن ربيعة (¬1) المقري. وكان عارفا بالقراءات، وانتهت إليه الرياسة في ذلك بدمشق. [وفاة ابن الجندي الساعاتي] [1043]- وأبو بكر بن الجندي، الساعاتي (¬2). وكان بارعا في فنّه. [وفاة السعدي الكركي] [1044]- والكاتب المجوّد، العالم، الشيخ، مجد الدين، عثمان بن محمد بن عمر بن محمد بن موسى بن جعفر الأنصاري، السعدي، القباري (¬3)، الكركي الأصل، الدمشقيّ، الشافعيّ. [وفاة المسندة فاطمة] [1045]- والمسندة فاطمة (¬4) بنت محمد بن عبد الهادي / 370 / بن عبد الحميد بن عبد الهادي المقدسية، الصالحية، أمّ يوسف. جاوزت الثمانين. [وفاة ابن طوغان الحريري] [1046]- والمسند، العالم، الفاضل، ابن (¬5) المنصفي، محمد بن خليل بن محمد بن طوغان الدمشقيّ، الحريريّ (¬6)، الحنبليّ. ومولده سنة ست وأربعين وسبعماية. ¬

(¬1) انظر عن (ابن ربيعة) في: إنباء الغمر 2/ 154 رقم 10، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 645. (¬2) انظر عن (الساعاتي) في: إنباء الغمر 2/ 160 رقم 32 وفيه «الجنيدي»، والمثبت يتفق مع: الضوء اللامع 11/ 273، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 645. (¬3) هكذا في الأصل: «القباري»، وفي إنباء الغمر 2/ 170، 171 رقم 68 وفيه «العبادي» بالضم والتخفيف، وفي بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 645 «الغباري». (¬4) انظر عن (المسندة فاطمة) في: إنباء الغمر 2/ 180، 181 رقم 90. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) انظر عن (الحريري) في: إنباء الغمر 2/ 185، 186 رقم 105.

وفاة الزيلعي الميقاتي

[وفاة الزيلعي الميقاتي] [1047]- والكاتب المجوّد، الميقاتيّ، النسّابة، محمد بن عبد الله الزيلعيّ (¬1)، الدمشقيّ. كان بارعا في هذه الفنون الثلاث. [وفاة الشرف الأنصاري] [1048]- وقاضي قضاة حلب الشرف الأنصاريّ (¬2) موسى بن محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن جمعة الحلبيّ، الشافعيّ، عوضا عن محمود بن الكشك. [مسير نائب الشام] وفيه سار تغري بردي نائب الشام إلى جهة الشام ومعه النّوّاب (¬3). [النداء بمنع الأعاجم من الإقامة بمصر] وفيه نودي بأن لا يقيم بمصر أعجمي، وما تمّ ذلك تعفّفا منهم لا بسبب باد، لأنهم جبلوا على بغض العجم، أعني المصريين. (ولهج الناس بالكتابة على الحيطان «من نصرة الإسلام قتل الأعجام». وكان ذلك) (¬4). [قضاء الشافعية بمصر] وفيه قرّر في القضاء الشافعية بمصر القاضي ناصر الدين محمد بن الصالحي على أن التزم به، وذلك بعد الإياس من المناوي (¬5). [رمضان] [وفاة موفّق الدين العسقلاني] [1049]- وفي رمضان مات قاضي القضاة موفّق الدين (أحمد بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن هاشم بن إسماعيل الكناني (¬6)، العسقلانيّ الحنبليّ. ¬

(¬1) انظر عن (الزيلعي) في: إنباء الغمر 2/ 194، رقم 128. (¬2) انظر عن (الشرف الأنصاري) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 220 أ، وذيل الدرر الكامنة 115 رقم 138، وإنباء الغمر 2/ 195 رقم 130، والدر المنتخب، رقم 1564، والضوء اللامع 10/ 189 وشذرات الذهب 7/ 39، والدليل الشافي 2/ 753 رقم 2570، ونزهة النفوس 2/ 126 رقم 346. (¬3) السلوك ج 3 ق 3/ 1057. (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 1058. (¬5) السلوك ج 3 ق 3/ 1058، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 624. (¬6) انظر عن (الكناني) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1070، وتاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 213 أ، ودرر =

قضاء الحنابلة

وكان مشكور السيرة) (¬1). [قضاء الحنابلة] وفيه قرّر المجد سالم في القضاء الحنبلية، عوضا عن ابن (¬2) نصر الله بعد أن طلب هو والعلاّمة علاء الدين علي بن محمد بن علي بن عباس بن فتيان البعليّ، الحنبليّ. وكان قدم من دمشق، وخوطبا بالقضاء، فصارا يمتنعان ويقول كلّ منهما: أنا لا أصلح، وإنما يصلح هذا، عن صاحبه، لخيره ودينه، ويعجب من ذلك، ثم استقرّ ابن (¬3) المجد سالم (¬4). [إعادة ابن خلدون إلى القضاء] [وفيه] أعيد الوليّ ابن خلدون إلى قضاء المالكية وصرف الأقفهسيّ (¬5). [وفاة الشهاب الملكاوي] [1050]- ومات الشهاب الملكاويّ بن أحمد بن أسد بن طرخان (¬6) الشافعيّ بدمشق. [وفاة الحافظ المقدسي] [1051]- والحافظ ابن (¬7) بزريق (¬8) محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سليمان بن حمزة المقدسيّ، الصالحيّ. وكان عالما بالحديث، مات أسفا على ولده، وكان قد أسره اللنك، وله نحوا (¬9) من عشر سنين. ¬

= العقود الفريدة، رقم 293، وذيل الدرر الكامنة 97 رقم 93، وإنباء الغمر 2/ 157 رقم 20، ورفع الإصر 1/ 109، ووجيز الكلام 1/ 358 رقم 796، والضوء اللامع 2/ 239، وحسن المحاضرة 1/ 124، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 635، وشذرات الذهب 7/ 25، والدليل الشافي 1/ 93 رقم 325، والمنهج الأحمد 477، والمقصد الأرشد، رقم 180، والدر المنضد 2/ 594 رقم 1488، والسحب الوابلة 71. (¬1) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 1059، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 625. (¬5) السلوك ج 3 ق 3/ 1059، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 625. (¬6) انظر عن (ابن طرخان) في: إنباء الغمر 2/ 153، 154، رقم 9 وفيه: أحمد بن راشد بن طرخان، والمثبت يتفق مع السلوك ج 3 ق 3/ 1071، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 635، وانظر: الضوء اللامع 1/ 299، والدارس 1/ 241، وشذرات الذهب 7/ 24 وفيه «المكاوي». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) انظر عن (بزريق) تصغير أزرق - في: إنباء الغمر 2/ 187 رقم 109. (¬9) الصواب: «وله نحو».

وفاة ابن شكر الدمشقي

[وفاة ابن شكر الدمشقي] [1052]- وابن (¬1) شكر (¬2) محمد بن عثمان بن عبد الله بن ملك الدمشقيّ، الحنبليّ. وله تصانيف حسنه. [شوال] [وفاة ابن اللحّام الحنبليّ] [1053]- وفي شوّال مات العلاّمة، العلاء علي بن اللحّام (¬3) الحنبليّ، الدمشقيّ. وكان علاّمة وقته في مذهبه. [حذر أمراء المماليك من بعضهم البعض] وفيه تحرّز الأمراء بمصر من بعضهم البعض، وأشيع إثارة فتنة، ثم بعد أيام ثارت فتنة كبيرة كان فيها نوروز وجكم في جهة مع جماعات، ويشبك وأقباي في جهة. وثارت الحرب بينهم، وبعث يشبك فقبض على لاجين الشيخ الجركسي، وأخرج من القاهرة خوفا من سلطنته، وقبض على سودون الفقيه أحد دعاة لاجين، وأخرج إلى الإسكندرية، ثم التقى الجمعان، وكانت الكسرة على يشبك، وقبض عليه وعلى جماعة معه، وبعثوا إلى الإسكندرية، واستقدم سودون الفقيه / 371 / وظهر نوروز وجكم على الأعداء، وصارا في الأوج (¬4). [تقرير الدوادارية] وقرّر جكم في الدوادارية عوضا عن يشبك الشعباني، وسودون من زاده خازندارا ¬

(¬1) في الأصل: «وبن». (¬2) انظر عن (ابن شكر) في: إنباء الغمر 2/ 188 رقم 111، والضوء اللامع 8/ 339. (¬3) هو: «علي بن محمد بن علي بن عباس بن فتيان البعلبكي»، انظر عنه في: تاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 216 أ، وإنباء الغمر 2/ 174، 175، رقم 74، ذيل الدرر الكامنة 107 رقم 121، وقضاة دمشق 288، والضوء اللامع 5/ 320، وشذرات الذهب 7/ 31، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 625 و 636، والسلوك ج 3 ق 3/ 1059 و 1072، والرد الوافر 111، والجوهر المنضد 81 - 83 رقم 88، والمنهج الأحمد 2/ 135 (477)، والمقصد الأرشد 104 رقم 735، ومختصر المنهج الأحمد 175، والسحب الوابلة 308، 309، ووجيز الكلام 1/ 358 رقم 797، وموسوعة علماء المسلمين ق 2 ج 3/ 73، 74 رقم 770، وتاريخ بعلبك لنصر الله 2/ 371 - 373. (¬4) خبر حذر الأمراء في: النفحة المسكية 322، 323، والسلوك ج 3 ق 3/ 1063، وإنباء الغمر 2/ 145، والنجوم الزاهرة 12/ 273 - 276، ونزهة النفوس 2/ 107 - 112، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 626 - 628.

وفاة البرهان العجلوني

عوضا عن أقباي، وأرغون اليشبغاوي شادّا على الشراب خاناه عوضا عن قطلوبغا الكركيّ (¬1). [وفاة البرهان العجلوني] [1054]- وفيه مات البرهان العجلوني (¬2) إبراهيم الشافعيّ، الدمشقيّ. وكان ديّنا منجمعا. [وفاة الشرف المصري] [1055]- والشرف المصريّ، شعبان (¬3) بن علي بن إبراهيم الحنفيّ. وكان ماهرا في المذهب والعربية، من أهل الفضل. [وفاة التقيّ ابن الخبّاز] [1056]- والتقيّ بن الخبّاز (¬4) محمد بن محمد الدمشقيّ، الشافعيّ، ثم الحنفيّ. وكان فاضلا مشغولا بالإتجار. [الجراد بدمشق] وفيه أيضا أقبل على دمشق جراد عظيم حجب عين الشمس عن الأعين، وتلف به الكثير من النبات، وكان عاليا من غزّة إلى الفرات (¬5). [ذو القعدة] [النفقة للمماليك] وفي ذي قعدة طلب المماليك نفقة النصرة فألزم السعد بن غراب بتجهيز ذلك، فالتزم بمائة ألف دينار، وأكرم جماعة أخر من المباشرين بمثلها، وقبض على يلبغا السالمي وأهين وعصر، وباع موجوده ليفي بما فرض عليه بعد أن أشرف على الهلاك (¬6). ¬

(¬1) النفحة المسكية 324، والسلوك ج 3 ق 3/ 1064، والنجوم الزاهرة 12/ 177، ونزهة النفوس 2/ 113، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 629. (¬2) انظر عن (العجلوني) في: إنباء الغمر 2/ 151 رقم 4 وفيه: «اللملوسقي» ومثله في الضوء اللامع 1/ 187. (¬3) انظر عن (شعبان) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 114 أ، وذيل الدرر الكامنة 101 رقم 108، وإنباء الغمر 2/ 164 رقم 49، والضوء اللامع 3/ 225، وشذرات الذهب 7/ 28. (¬4) انظر عن (ابن الخباز) في: إنباء الغمر 2/ 191 رقم 116. (¬5) السلوك ج 3 ق 3/ 1065، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 629. (¬6) السلوك ج 3 ق 3/ 1065، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 629، 630.

خروج نائب حلب عن الطاعة

[خروج نائب حلب عن الطاعة] وفيه قدم الخبر بأنّ نائب حلب في عزمه المخامرة والخروج عن الطاعة لما يظهر من حركاته (¬1). [وفاة القاضي ابن الكفري] [1057]- وفيه مات ابن (¬2) الكفريّ (¬3)، قاضي القضاة بدمشق، تقيّ الدين عبد الله (¬4) بن يوسف بن أحمد بن الحسين بن سلمان بن فزارة الدمشقي، الحنفيّ. وكان بارعا في الفنون من فقه وأصول وعربية وغير ذلك. وأخذ عن القطب التحتاني، والبهاء المقريء، والسلماني. وسمع الحديث، وحصّل، وتميّز وتمهّر، وأوذي في الفتنة ومات، ولم يكمل الستين سنة. [خراب بغداد] وفيه خربت بغداد من اللنك (¬5). [طمع العربان ببلاد الشام] وفيه طمع العربان ببلاد الشام وعاثوا وأفسدوا (¬6). [خروج نعير عن الطاعة] وفيه خرج نعير أمير العرب عن الطاعة (¬7). [ثورة المماليك على ابن غراب] وفيه نفق ابن (¬8) غراب على نحو من ألف من المماليك، ثم ثاروا به، ورجموه وكاد أن يموت (¬9). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 3/ 1067، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 631. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) انظر عن (ابن الكفري) في: النفحة المسكية، رقم 149، والسلوك ج 3 ق 3/ 1072، وإنباء الغمر 2/ 166 رقم 55، والنجوم الزاهرة 13/ 21، والمنهل الصافي 7/ 130، 131 رقم 1353، والدليل الشافي 1/ 392 رقم 1350، والضوء اللامع 5/ 73 رقم 266، ووجيز الكلام 1/ 355، 356 رقم 790، وقضاة دمشق 201 - 205، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 630 و 636 وشذرات الذهب 7/ 29. (¬4) في الأصل: «عبد العزيز»، أو المثبت عن المصادر. (¬5) السلوك ج 3 ق 3/ 1067، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 631. (¬6) السلوك ج 3 ق 3/ 1067، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 631. (¬7) لم يرد هذا الخبر في المصادر. (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) السلوك ج 3 ق 3/ 1067، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 631.

ذو الحجة

[ذو الحجة] [تقرير الأستادارية] وفي ذي حجّة اختفى ابن (¬1) غراب، فقرّر في الأستادارية عوضا عنه ناصر الدين محمد بن سنقر البجكاوي، وقرّر في نظر الخاص الوزير ابن (¬2) أبي كم، وفي نظر الجيش السعد بن أبي الفرج الملكي (¬3). [فتنة ابن غراب] وفيه سار ابن (¬4) غراب إلى البحيرة وأراد أن يثور بها ويقصد الإسكندرية ويخرج يشبك ومن بها من الأمراء ويقصد القاهرة، وجرت فتن آلت إلى خمدة ابن (¬5) غراب، ثم إتيانه طائعا، فأعفى عنه. / 372 / وكان القائم بذلك الجمال البيري أستادار بجاس الذي عظم أمره بعد ذلك (¬6). [رحيل تمرلنك عن بغداد] وفيه رحل تمرلنك عن بغداد بعد خرابها (¬7). [إعادة ابن غراب إلى وظائفه] وفيه أعيد ابن (¬8) غراب إلى وظائفه، وأنفق تتمّة النفقة على المماليك (¬9). [آلاف القتلى ببغداد] وفيه ورد الخبر بصحة أخذ بغداد، وأنّ روس القتلى بها بلغت نحوا من ثلاثمائة ألف رأس بنى بها المنائر والمصاطب، وأنّ ابن (¬10) أويس عاد إليها وأخذ في رمّ سورها وإعادة ما خرب من دور السلطنة من الأسواق والمدارس والجوامع (¬11). * * * ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) السلوك ج 3 ق 3/ 1067، 1068، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 631. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) السلوك ج 3 ق 3/ 1068، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 632. (¬7) السلوك ج 3 ق 3/ 1069، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 633. (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) السلوك ج 3 ق 3/ 1070، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 634. (¬10) في الأصل: «بن». (¬11) لم أجد هذا الخبر في المصادر.

زوال دولة بني عمار

[زوال دولة بني عمار] وفيها - أعني هذه السنة - نازل السلطان أبو فارس (صاحب) (¬1) تونس طرابلس وأزال منها دولة بني عمار، وكانت بيدهم مدّة تزيد على السبعين سنة (¬2). ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 633، تاريخ الدولتين الموحّدية والحفصية 120.

حوادث سنة أربع وثمانمائة

[حوادث] سنة أربع وثمانمائة [المحرّم] [وفاء النيل] في محرّم كان وفاء النيل وكانت الأسعار مرتفعة (¬1). [وفاة نجم الدين النابلسي] [1058]- وفيه مات المسند نجم الدين النابلسيّ (¬2)، محمد بن علي بن محمد بن عقيل بن محمد بن الحسن بن عليّ. وكان خيّرا ديّنا، وحدّث عن ابن (¬3) عبد الهادي، وغيره. [وليمة عرس أخت الناصر] وفيه كانت وليمة عرس الخوند سارة أخت الناصر على نوروز، وكانت حافلة جدا (¬4). [قضاء الحنفية بدمشق] وفيه استقرّ في قضاء الحنفية بدمشق الشهاب أحمد بن الجواشنيّ، عوضا عن ابن (¬5) القطب (¬6). [فرار نائب دمشق إلى حلب] وفيه ترك تغري بردي نائب الشام دمشق وفرّ إلى حلب، وكان قد خرج الأمر بالقبض عليه، وأحسّ بذلك (¬7). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 3/ 1076، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 638. (¬2) انظر عن (النابلسي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 227 ب، وذيل الدرر الكامنة 124، 125 رقم 164، وإنباء الغمر 2/ 220 رقم 31 وفيه: «محمد بن علي بن عقيل بن محمد بن الحسن بن علي»، وشذرات الذهب 7/ 45. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 1077، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 639. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) السلوك ج 3 ق 3/ 1077، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 639. (¬7) السلوك ج 3 ق 3/ 1077، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 639، 640.

صفر

[صفر] [نيابات دمشق وصفد وحلب] وفي صفر قرّر أقبغا الجماليّ أتابك دمشق في نيابتها. وقرّر في نيابة صفد تمربغا المنجكيّ عوضا عن دقماق. وقرّر دقماق في نيابة حلب. وطلب دمرداش إلى القاهرة (¬1). [قضاء الشافعية والحنابلة] وفيه قرّر النجم عمر بن حجّي في قضاء الشافعية، والعلاء بن مغلي في قضاء الحنابلة بحلب (¬2). [إطلاق سراح خليل بن قراجا] وفيه ورد الخبر بأنّ نائب حلب دمرداش كان قبض على خليل (بن قراجا) (¬3) بن دلغادر، فلما ورد عليه تغري بردي نائب الشام شفع عليه (¬4) فأطلقه ومن معه، وكانوا نحوا من ستين نفرا (¬5). [انتشار الأقاويل حول الفتنة بمصر] وفيه كثرت الأقاويل بمصر بثوران الفتنة بين الأمراء، وأنهم حزبين (¬6)، أحدهما: سودون الحمزاوي، وسودون بقجة، وأزبك، وقانباي. والأخرى: نوروز، وجكم بن عوض، وسودون طاز، وتمربغا المشطوب. ثم اتفق الصلح على إخراج سودون الحمزاوي لنيابة صفد، وحلفوا على الاتفاق (¬7). [قدوم ألطنبغا العثماني من الأسر] وفيه قدم ألطنبغا العثماني / 373 / من أسر تمرلنك (¬8). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 3/ 1077، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 640. (¬2) السلوك ج 3 ق 3/ 1077. (¬3) ما بين القوسين كتب فوق السطر. (¬4) الصواب: «شفع فيه». (¬5) السلوك ج 3 ق 3/ 1078، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 640. (¬6) الصواب: «وأنهم حزبان». (¬7) السلوك ج 3 ق 3/ 1078، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 640، 641. (¬8) النفحة المسكية 327، والسلوك ج 3 ق 3/ 1079، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 642.

هزيمة الفرنج عند طرابلس

[هزيمة الفرنج عند طرابلس] وفيه كانت بطرابلس كائنة من الفرنج، هجموها (¬1) وملكوا بعض مراكب المسلمين، وأسروا جماعة، ثم جرت فتنة وأخذ بعض المراكب المأخوذة منها، وأسر طائفة من الفرنج (¬2). [ربيع الأول] [ترجمة ابن الملقّن] (¬3) [1059]- وفي ربيع الأول مات شيخ الإسلام، السراج بن الملقّن (¬4)، عمر بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله الأندلسيّ الأصل، المصريّ، الأنصاريّ، الشافعيّ. وكان علاّمة وقته في الفنون، وله التصانيف الكثيرة، وهي فيما نقل زيادة على الثلاثمائة. ومات وقد جاوز الثمانين. ¬

(¬1) في الأصل: «لهرموها». (¬2) السلوك ج 3 ق 3/ 1079، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 642. (¬3) العنوان عن هامش المخطوط. (¬4) انظر عن (ابن الملقّن) في: النفحة المسكية 322، رقم 156، وتاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 266 ب، وذيل الدرر الكامنة 121 - 123 رقم 161، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 373 - 376 رقم 739، وذيل التقييد 2/ 246، 247 رقم 1541، والدر المنتخب، رقم 1044، وإنباء الغمر 2/ 216 - 219 رقم 26، ووجيز الكلام 1/ 362 رقم 807، والضوء اللامع 6/ 100 - 105 رقم 330، ولحظ الألحاظ لابن فهد 197، وذيل تذكرة الحفاظ 369، وحسن المحاضرة 1/ 249، والدليل الشافي 1/ 502، وطبقات الحفاظ للسيوطي 542، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 642، والبدر الطالع 1/ 508 - 511، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 90، 91، وكشف الظنون 29، و 60 و 100 و 103 و 153 و 280 و 392 و 479 و 491 و 547 و 559 و 598 و 625 و 633 و 706 و 747 و 760 و 1004 و 1005 و 1075 و 1096 و 1101 و 1104 و 1106 و 1152 و 1156، و 1157 و 1165 و 1170 و 1192 و 1510 و 1626 و 1672 و 1680 و 1750 و 1809 و 1851 و 1852 و 1856 و 1873 و 1874 و 1879 و 1913 و 1921 و 2003 و 2009، وشذرات الذهب 7/ 44، وهدية العارفين 1/ 791، 792، وإيضاح المكنون 1/ 153 و 391 و 436 و 2/ 587 و 716، وفهرست الخديوية 5/ 89، وفهرس المخطوطات المصوّرة للطفي عبد البديع 2/ 17، 18، 29، 39، 185، 277، وفهرس المخطوطات المصوّرة لفؤآد سيد 2/ 107، 108، وديوان الإسلام 4/ 247 - 249 رقم 2002، والأعلام 5/ 218، وتاريخ الأدب العربي 2/ 92، وذيله 2/ 109، ومعجم المؤلفين 7/ 297 - 298، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 5/ 160، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 160 - 162 رقم 226، والمجمع المؤسس للمعجم المفهرس 2/ 311 - 321 رقم 167، والكشاف عن مخطوطات خزائن كتب الأوقاف لمحمد أسعد طلس، بغداد 1953 - ص 411، 412 رقم 370 و 388 رقم 1209، وفهرس مخطوطات الحديث بالظاهرية 117، 118.

نظارة الخاص

[نظارة الخاص] وفيه استقرّ الفخر بن غراب في نظر الخاص، عوضا عن أخيه السعد برغبة له في ذلك (¬1). [وفاة شيخ الجراكسة لاجين] [1060]- وفيه مات شيخ الجراكسة لاجين (¬2). وكان معظّما عندهم جدا، ويسمعون عنه أنه لا بدّ أن يلي الأمر، ويفعل ويفعل، وكان هو لا يتكتم ذلك. وكان يعد أنه إذا ملك بنى على ما كان عليه الخلفاء، وأنه يفعل في الفقهاء ويترك، ويحرق كتب الفقه، إلى غير ذلك من ترّهات لم ينلها. وكان يناضل عن مقاتلة ابن (¬3) عربيّ، ويتصدّق. [وفاة الشيخ التركي] [1061]- والشيخ المعتقد، الصالح، علي بن عبد الله التركي (¬4). وكان يذكر عنه الكرامات والمكاشفات. [ربيع الآخر] [نظارة الأحباس] وفي ربيع الآخر قرّر في نظر الأحباس الشيخ بدر الدين العيني، الحنفي، عوضا عن الشمس محمد بن البنّاء، وكان قد مات (¬5). [قضاء الشافعية بدمشق] وفيه استقرّ في قضاء الشافعية بدمشق الشمس الصّلتي محمد بن عباس عوضا عن الشمس الأخنائيّ (¬6). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 3/ 1080، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 643، والمنهل الصافي 8/ 306 رقم 1754. (¬2) انظر عن (لاجين) في: السلوك ج 3 ق 3، وذيل الدرر الكامنة 125 رقم 166، وتاريخ ابن قاضي شهبة 14 ورقة 1237، والضوء اللامع 6/ 232، ووجيز الكلام 1/ 365 رقم 816، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 642 و 658، والدليل الشافي 2/ 567 رقم 1943، والنجوم الزاهرة 12/ 236 و 273، وإنباء الغمر 2/ 221، 222 رقم 35. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) انظر عن (التركي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 226 ب، وإنباء الغمر 2/ 215 رقم 22، وذيل الدرر الكامنة 121 رقم 159، والضوء اللامع 5/ 255، ووجيز الكلام 1/ 364، 365 رقم 815، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 642. (¬5) السلوك ج 3 ق 3/ 1080، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 643. (¬6) السلوك ج 3 ق 3/ 1081، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 644.

تقرير الوزارة

[تقرير الوزارة] وفيه استقرّ في الوزارة مباركشاه، وصرف العلم أبوكم، وقبض عليه للمعاقبة (¬1). [وفاة المسند السويداوي] [1062]- وفيه مات المسند السويداوي (¬2)، شهاب الدين أحمد بن الحسن بن محمد بن محمد بن زكريا بن يحيى المقدسيّ، المصريّ، الشافعيّ. وكان قد أكثر من الشيوخ والمسموعات، مات وله نحوا (¬3) من ثمانين أو أكملها. [قتال دقماق ودمرداش] وفيه جمع دقماق لحرب دمرداش، وقرّر في حلب، ففرّ من كان معه من التركمان، فعاد إلى حماه، واستنجد بنائب الشام، فأمدّه بجماعة حتى استقام وعاد إلى قتال دمرداش (¬4). [جمادى الأول] [كسرة دمرداش] وفي أول جماد الأول وصل إلى قرب حلب وأصبح فالتقى هو ودمرداش، وكانت بينهما حروب (¬5) كثيرة في جميع النهار. وانكسر دمرداش، وفرّ، وتسلّم دقماق حلب (¬6). [منع العمارة بظاهر دمشق] وفيه نودي بدمشق بمنع العمارة ظاهرها، وكان الناس بعد حرقها سكنوا خارجها وأخذوا في البناء فمنعوا من ذلك، وهدّد من بنى بتخريب بنائه (¬7). [إهانة الأخنائي قاضي دمشق] وفيه نودي في الأخنائي قاضي دمشق: من له عنده / 374 / ظلامة، ووكّل به، وهرع الناس لشكواه أفواجا، وبهدل (¬8). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 3/ 1081، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 644. (¬2) انظر عن (السويداوي) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1090، وتاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 225 ب، ودرر العقود الفريدة، رقم 288، وإنباء الغمر 2/ 209، 210 رقم 3، والضوء اللامع 1/ 278، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 642 وفيه «السويداوي»، وشذرات الذهب 7/ 41. (¬3) الصواب: «وله نحو». (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 1081، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 646. (¬5) في الأصل: «جربت». (¬6) السلوك ج 3 ق 3/ 1081. (¬7) السلوك ج 3 ق 3/ 1082. (¬8) السلوك ج 3 ق 3/ 1082، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 644.

فتنة غزة

[فتنة غزّة] وفيه كانت بغزّة فتنة كبيرة من نائبها صرق (¬1)، وحاجبها سلامش، وساعد الحاجب جركس نائب الكرك، وكان قد صرف عنها فثار آل حزم (¬2) مع النائب، وكانت فتنة كبيرة قتل فيها جماعة. وجرح الكثير أولا وثانيا، ونهب غزّة، ولولا ردّ عمر بن فضل أمير العرب وإلاّ كانت نهبت عن آخرها (¬3). [وفاة إبراهيم الرّفا] [1063]- وفيه مات الشيخ المعتقد إبراهيم الرفّا (¬4). وكان يؤثر عنه كرامات. [وفاة العماد السعدي] [1064]- والشيخ عماد الدين أبو بكر بن أبي المجد بن ناصر بن أبي المجد بن بدر بن سالم السعدي (¬5)، الدمشقي الحنبليّ. وكان محدّثا فاضلا، منجمعا، خيّرا ديّنا، كثير العبادة، واختصر «تهذيب الكمال» (¬6). [جمادى الآخر] [صرف القاضي الشافعي بمصر] وفي جماد الآخرة صرف الناصر الصالحي عن القضاء الشافعية، وقرّر فيه الجلال عبد الرحمن بن شيخ الإسلام السراج البلقيني بمال كثير بذله في ذلك، وساعده سودون طاز، وما سهل ذلك بجكم وغضب، ولما دخل عليه الجلال أساء له في القول حتى لاطفه والده (¬7). ¬

(¬1) في السلوك: «حروق». (¬2) في الأصل: «جرم». (¬3) السلوك ج 3 ق 3/ 1082، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 644. (¬4) انظر عن (الرفا) في: إنباء الغمر 2/ 209 رقم 1، وذيل الدرر الكامنة 118 رقم 149، وتاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 225 ب والضوء اللامع 1/ 72. (¬5) انظر عن (السعدي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 225 ب، وذيل الدرر الكامنة 118، 119 رقم 150، وإنباء الغمر 2/ 212 رقم 11، ودرر العقود الفريدة، رقم 87، والضوء اللامع 11/ 66، ووجيز الكلام 1/ 364 رقم 813، وشذرات الذهب 7/ 43. (¬6) طبع بتحقيق د. بشار عوّاد معروف، وصدر في 35 مجلّدا، وهو للمزّي. (¬7) النفحة المسكية 328، والسلوك ج 3 ق 3/ 1082، 1083، وإنباء الغمر 2/ 202، والنجوم الزاهرة 12/ 283، ونزهة النفوس 2/ 138، وبدائع الزهور ج 2/ 646.

نيابة غزة

[نيابة غزّة] وفيه قرّر ألطنبغا العثماني في نيابة غزّة عوضا عن صرق (¬1). [العداوة بين جكم وسودون طاز] وفيه دبّت العداوة بين جكم وسودون طاز، وانقطع نوروز وجكم عن الخدمة السلطانية مدّة، وكثر تنافر الأمراء واختلافهم (¬2). [وفاة البرهان الملكاوي] [1065]- وفيه مات البرهان الملكاوي (¬3)، إبراهيم بن محمد بن أحمد الدمشقيّ، الشافعيّ. [رجب] [انحطاط الأسعار بدمشق] وفي رجب انحطّت الأسعار بدمشق بالنسبة لما كانت في فتنة تمرلنك (¬4). [القبض على لصوص بدمشق] وفيه قبض على كثير من المنسرين بدمشق، وعلّقوا بكلاليب في أفواههم، وكانوا قد كثروا بعد الكائنة العظمى، وصاروا يهجمون على الناس فيقتلون ويختفون وينهبون، فأخذوا ووجد عندهم من قماش الناس وأثاثهم وأمتعتهم ما لا يوصف كثرة، فأحضره النائب إلى دار العدل من دمشق، وصار من عرف شيئا هو له أخذه (¬5). [ظهور كوكب كبير] وفيه ظهر بالسماء كوكب كبير قدر الثريّا بذؤابة ظاهرة النور يكاد يقرب من نور القمر في سطوعه، وكان يرى نهارا، واستمرّ يطلع ويغيب حتى غاب أصلا. واتّفق أنّ بعض الناس أوّل ذلك بظهور ملك شيخ المحمودي، وكان نائبا بطرابلس، وكان كما قاله هذا القائل، والغيب عند الله (¬6). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 3/ 1083، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 647. (¬2) النفحة المسكية 328، والسلوك ج 3 ق 3/ 1083، وإنباء الغمر 2/ 202، 203، والنجوم الزاهرة 12/ 284، ووجيز الكلام 1/ 361، ونزهة النفوس 2/ 139، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 640، 641. (¬3) انظر عن (الملكاوي) في: إنباء الغمر 2/ 209 رقم 2، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 646. (¬4) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 647. (¬5) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 646. (¬6) خبر الكوكب في: النفحة المسكية 328، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 647.

شعبان

[شعبان] [كشافة بلاد الشام] وفي شعبان ولّي صرق نائب القدس كشف بلاد الشام / 375 / فأوقع بالعربان المفسدين، وكان قد كثر فسادهم بعد الكائنة العظمى، فأبادهم صرق قتلا (¬1). [صاعقة بدمشق] وفيه نزلت صاعقة بدمشق على رجل تحت قلعتها فقتلته خاصّة (¬2). [وفاة الزرع ببلاد الشام] وفيه وفّى الزرع بالأعمال الشامية حتى ذكر من يوثق به من العلماء أنه عدّ في جنّة أنبتت مايتي سنبلة في سنبلة واحدة. وكان هذا من غرائب ما سمع ونوادره، ولله الحمد (¬3). [عودة الخطبة للجامع الأموي] وفيه (¬4) أعيدت الخطبة بالجامع الأمويّ، وكان له مدّة قد تعطّل منها، واجتمع الناس للتنظيف (¬5). [وقوع فيل] فيه وقع الفيل في القنطرة التي بعد قنطرة الفجر، فانخسف به ونزل منها فاشتبك وصار معلّقا لا يقدر على النهوض، وما قدر على تخليصه، وهرع الناس إليه للتفرّج عليه، ودام كذلك حتى مات. وقال الناس فيه أغاني، وعمل الأدباء فيه الأشعار، ولهجوا بذلك مدّة طويلة (¬6). [انهزام ابن صوجي أمام نائب طرابلس] وفيه كان بين شيخ نائب طرابلس وابن صوجي التركمانيّ وقعة انهزم فيها ابن صوجي وانتصر شيخ (¬7). [رمضان] [انهزام دمرداش أمام نائب حلب] وفي (رمضان) (¬8) قصد دمرداش حلب ومعه من جملة التركمان شيء كثير. وكان ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 3/ 1082. (¬2) لم يرد خبر الصاعقة في المصادر. (¬3) لم يرد خبر الزرع في المصادر. (¬4) من هنا بدأ اختلاف الخط. (¬5) السلوك ج 3 ق 3/ 1082. (¬6) بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 648 - 650. (¬7) إنباء الغمر 2/ 205، تاريخ طرابلس 2/ 128، 129. (¬8) كتبت فوق السطر.

وفاة ابن الناصح

ابن (رمضان) (¬1) أمير أدنة معه بجموعه، فخرج دقماق نائب حلب إليه وساعده نعير أمير العرب وانهزم دمرداش، وأخذت أكثر أثقاله (¬2). [وفاة ابن الناصح] [1066]- وفيه مات الشيخ المعتقد شهاب الدين أحمد بن محمد بن محمد بن الناصح (¬3). وكان من أهل الخير والدين والصلاح، وللناس فيه الاعتقاد الزائد. [بناء القبة فوق الخانقاه الشيخونية] وفيه، في سلخه، كانت نهاية (¬4) القبّة التي أقامها (¬5) نوروز الحافظي على فسقيّة الخانقاه الشيخونية تقيها من الشمس، وكانت كشفا، وكان للخانقاه ستارة من الخام أصلها وعتقت، فأبطلت وعمّرت القبّة، وكتب بعض الشعراء إنسان يقال له عنها الشغري أبياتا لطيفة في ذلك، وكتبت على الفسقية: ابتنى الأمير الحافظي بقيّة ... للناظرين تزها (¬6) في بعدها / 376 / بنيت بصحن الخانقاه فأصبحت ... كؤوس حسن تنجلي في عقدها عقدت على فسقية في صحنها ... جاءت كحسن حلاوة في عقدها يريد نوروز، فإنه كان يقال له الحافظيّ نسبة إلى تاجر والخواجا حافظ، فكانت تورية حسنة (¬7). [شوال] [امتناع نوروز وجكم عن صلاة العيد بالقلعة] وفي شوّال لم يصعد نوروز وجكم وقانباي إلى صلاة العيد مع السلطان، وكان لهم ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) إنباء الغمر 2/ 206، السلوك ج 3 ق 3/ 1082. (¬3) انظر عن (ابن الناصح) في: النفحة المسكية، رقم 157، والسلوك ج 3 ق 3/ 190، وإنباء الغمر 2/ 211 رقم 8، وذيل الدرر الكامنة 17، 118 رقم 146، وتاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 225 ب، ودرر العقود الفريدة 2/ 398 رقم 112، والدليل الشافي 1/ 74 رقم 258، والمنهل الصافي 2/ 87 رقم 260، والنجوم الزاهرة 13/ 28، والضوء اللامع 2/ 205 رقم 543، ووجيز الكلام 1/ 364 رقم 814، والأنس الجليل 2/ 165، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 658، وشذرات الذهب 7/ 42. (¬4) في الأصل: «كانهايه». (¬5) الكلمة غامضة في الأصل. (¬6) الصواب: «تزهى». (¬7) لم أجد مصدرا للخبر.

نيابة شيخ بدمشق

مدّة انقطعوا عن الخدمة لكثرة التنافر الحاصل بينهم وبين سودون. فلما كان ثاني شوال هذا كانت الحرب بينهم، وأنزل السلطان إلى الإسطبل ومعه سودون طاز، وبعث جماعة ليكبسوا على نوروز بداره فركب ووقعت معركة قتل فيها جماعة، وجرح سودون من زاده وأسر. ثم بعث السلطان بالخليفة والقضاة إلى نوروز في طلب الصلح، وكان ذلك مكيدة من سودون فإنّ شوكة نوروز وجكم كانت قويّة، ووقع الصلح، وصعد نوروز إلى القلعة وخلع عليه، ثم بعد ذلك بأيام صعد جكم أيضا. واختفى قانباي، وقرقماس فأمر السلطان أن يكون قانباي نائب حماه، وقرقماس حاجب دمشق، فلم يظهرا، واتّهم بهما جكم. وركب جكم ومعه جماعة على هواه وساروا إلى بركة الحبش، وعادت الفتنة. وركب نوروز أيضا وسودون من زاده، وتمربغا المشطوب، ولحقوا بجكم. وركب السلطان في عسكره، وخرج من باب القرافة إلى قتالهم، وآل الأمر إلى كسر نوروز وجكم، وهزمها، بل حمل إلى سجن الإسكندرية، وكذا جكم قبله (¬1). [نيابة شيخ بدمشق] وفيه قرّر شيخ المحمودي في نيابة الشام، وخرج إليه التقليد والتشريف، عوضا عن أقبغا الأطروش (¬2). [ذو القعدة] [تفريق إقطاعات الأمراء المعتقلين] وفي ذي قعدة فرّق السلطان أقاطيع الأمراء الذين قبض عليهم من الأمراء التي (¬3) بمصر، وكانوا جماعة (¬4). [وصول أمراء من سجن الإسكندرية] وفيه وصل: أقباي، وقطلوبغا الكركيان، وجركس المصارع من سجن إسكندرية (¬5). ¬

(¬1) خبر نوروز وجكم في: النفحة المسكية 328، والسلوك ج 3 ق 3/ 1083 - 1085 و 1087، 1088، وإنباء الغمر 2/ 202، 203، وتاريخ بيروت 236، والنجوم الزاهرة 12/ 284، 287، ونزهة النفوس 2/ 140، 141، وتاريخ ابن سباط 2/ 769، 770، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 651 - 654 و 655. (¬2) السلوك ج 3 ق 3/ 1086، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 655. (¬3) الصواب: «الذين». (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 1086، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 656. (¬5) السلوك ج 3 ق 3/ 1087، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 655.

وفاة شيخ القراء بمصر

[وفاة شيخ القراء بمصر] [1067]- وفيه مات شيخ القرّاء بالديار المصرية الشيخ فخر الدين عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان المخزوميّ، البلبيسيّ (¬1)، المصريّ، الشافعيّ، المقرىء، الضرير، إمام الجامع الأزهر. وكان فاضلا، خيّرا، ديّنا، صالحا، يقال عنه إنه أخبر أنّ الجنّ كانوا يقرأون عليه، وانتفع به الخلق في القراءات وأخذوا عنه. [مشيخة الخانقاه السرياقوسية] وفيه استقرّ البدر حسن بن آمدي في مشيخة الخانقاه السرياقوسية، وصرف الشيخ أينبا (¬2) التركماني. [بطالة أقبغا] وفيه سار أقبغا إلى القدس بطّالا من دمشق (¬3). [نفي يلبغا السالمي] وفيه نفي يلبغا السالمي إلى دمياط (¬4). [تقرير الدوادارية] وفيه قرّر في الدوادارية يشبك الشعباني على عادته، وكان قد أحضر من السجن بالإسكندرية (¬5). [ذو الحجّة] [وصول شيخ إلى دمشق] وفي ذي حجّة وصل شيخ إلى دمشق، وكان له يوم مشهودا (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (البلبيسي) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1089، وذيل الدرر الكامنة 120 رقم 157، وإنباء الغمر 2/ 214 رقم 20، والضوء اللامع 5/ 130، ووجيز الكلام 1/ 363 رقم 809، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 657، وشذرات الذهب 7/ 44، والدليل الشافي 1/ 439 رقم 1519، والنجوم الزاهرة 13/ 27. (¬2) في السلوك ج 3 ق 3/ 1087 «أنبياء». (¬3) السلوك ج 3 ق 3/ 1087. (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 1088. (¬5) السلوك ج 3 ق 3/ 1088. (¬6) الصواب: «مشهود». والخبر في: السلوك ج 3 ق 3/ 1088.

وفاة ابن زبرق

[وفاة ابن زبرق] [1068]- وفيه مات ابن زبرق (¬1) الحنفيّ، شهاب الدين، أحمد بن محمد بن يعقوب الغسانيّ، المكيّ. وكان مسند مكة. [وفاة قاضي دمشق] [1069]- وقاضي دمشق الإشليميّ (¬2)، أصيل الدين، محمد بن عثمان الشافعيّ. [عودة ابن خلدون إلى القضاء] وفيه أعيد الوليّ / 378 / ابن خلدون إلى قضاء المالكية، وصرف الجمال يوسف بن خالد بن نعيم بن مقدّم البساطيّ (¬3). * * * [امتناع حجّ الشاميين والعراقيين] وفيها - أعني هذه السنة - لم يحجّ من الشام ولا العراق أحد لما حلّ بهم من فتنة تمرلنك (¬4). [قتل الحروفي التبريزي] [1070]- وفيها قتل فضل الله بن آل محمد بن أبي محرم الحروفي (¬5)، التبريزيّ. وكان من المتقشّفين، وهو الذي ابتدع النحلة (¬6) التي عرفت بالحروفيّة، ودعى (¬7) تمرلنك إلى تدعيته (¬8) فأراد قتله، وفرّ هو إلى ولده أميرزه (¬9) واستجار به، فضرب عنقه بيده، واستدعى تمرلنك برأسه وجثّته، فأمر بهما فحرّقتا. ¬

(¬1) انظر عن (ابن زبرق) في: بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 657. (¬2) في الأصل: «الأسلمي»، و «الإشليمي» نسبة إلى إشليم كورة أو قرية بحوف مصر الغربي، بالمنوفية. انظر عنه في: إنباء الغمر 2/ 220 رقم 30، وذيل الدرر الكامنة 124 رقم 163، ووجيز الكلام 1/ 363 رقم 808، والضوء اللامع 8/ 142، ومباهج الفكر 119، والدليل الشافي 2/ 652 رقم 2242. (¬3) السلوك ج 3 ق 3/ 1088، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 657. (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 1089، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 657. (¬5) انظر عن (الحروفي) في: إنباء الغمر 2/ 219 رقم 27، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 659. (¬6) في الأصل: «الحلة». (¬7) الصواب: «ودعا». (¬8) الصواب: «إلى دعوته». (¬9) في إنباء الغمر 2/ 219 «أميرزاه».

وفاة السرائي التبريزي

ونشأ من أتباعه نسيم الدين الذي يقال [له] (¬1) النّسيميّ. ودعا إلى محلّته شيخه وقام بذلك وقتل هو أيضا بعد ذلك، وسنذكر ذلك في سنة أحد (¬2) وستين إن شاء الله تعالى. [وفاة السرائي التبريزي] [1071]- وفيها مات العلاّمة العزّ الحلوائيّ (¬3) يوسف بن حسن بن محمود السرائيّ (¬4) الأصل، التّبريزيّ، الشافعيّ. وكان غاية في الفنون، وأخذ عن الأكابر، كالخونجيّ، والقزوينيّ، والكرمانيّ، وكتب حاشية على «الكشاف». ¬

(¬1) إضافة على الأصل. (¬2) الصواب: «سنة إحدى». (¬3) انظر عن (الحلوائي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 228 أ، وإنباء الغمر 2/ 222، 223 رقم 36، والضوء اللامع 10/ 309، وشذرات الذهب 7/ 46. (¬4) في الأصل: «السهلي». والتصحيح من المصادر.

حوادث سنة خمس وثمانمائة

[حوادث] سنة خمس وثمانمائة [المحرّم] [وقعة تمرلنك وابن عثمان ملك الروم] في أول يوم من المحرّم كانت كائنة ابن (¬1) عثمان ملك الروم مع تمرلنك، وهي كائنة عظيمة، مكر فيها تمر بابن عثمان وخدعه. وكان مع ابن عثمان من العساكر نحوا (¬2) من ألف ألف فرسانا ورجالا. وكانت تعيّنت نصرته، لكنّ المقدور أغلب، وقضيّته فيها طول آلت إلى أخذه مأسورا، وعاثت التمرية في بلاده وأحرقوا برصا (¬3). وقتل منهما نحوا (¬4) من ثمانين ألف (¬5). واختلف أولاد ابن (¬6) عثمان، وتسلطن غير ما ولد. ثم استقرّت / 379 / قدم ولده محمد الذي يلقّب بكرجش. ودام التمريّة نحوا من ستة أشهر ببلاد ابن عثمان (¬7). [العزل من الأمير اخورية] وفيه انتقل سودون طاز من الإصطبل، وعزل نفسه من الأمير اخورية حنقا (¬8). [قضاء الشافعية بدمشق] وفيه استقرّ في قضاء دمشق الشافعية عليّ (¬9) الدين بن أبي البقاء، وصرف ابن عباس. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) الصواب: «نحو». (¬3) هي مدينة بورصا التركية المعروفة حاليا. (¬4) الصواب: «وقتل منهما نحو». (¬5) الصواب: «من ثمانين ألفا». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) السلوك ج 3 ق 3/ 1091، 1092، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 659، 660. (¬8) السلوك ج 3 ق 3/ 1093. (¬9) في السلوك: «علاء».

وفاة الشمس النابلسي

واستقرّ في كتابة سرّها الصدر بن الأدمي عوضا عن الشريف ابن (¬1) عدنان (¬2). [وفاة الشمس النابلسي] [1072]- وفيه مات الشمس النابلسي (¬3)، محمد بن أحمد بن محمود الدمشقيّ، الصالحيّ، الحنبليّ، قاضي دمشق. ولم يكن مرضيّا في قضائه، وحصل منه الأذا (¬4) للمسلمين في فتنة تمرلنك. [وفاة العلم القفصي] [1073]- والعلم القفصيّ (¬5)، محمد بن محمد بن محمد الدمشقيّ، المالكيّ، قاضي حلب ودمشق. وكان عفيفا، له عناية بالعلم. مات ولم يكمل السبعين. [وفاة الفقيه ابن الزيات] [1074]- والفقيه المعتقد، شمس الدين بن الزيّات (¬6) محمد بن محمد بن عبد الله الأنصاريّ. [صفر] [إعلان سودون طاز مخالفته للسلطان] وفي صفر كانت كائنة سودون طاز ركب بذاته إلى المرج والزّيّات (¬7)، وأظهر المخالفة والمحاربة، فلم يتوجّه إليه أحد، فبعث السلطان إليه ليعود وله ما يختار، فلم يوافق، فتركه ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) السلوك ج 3 ق 3/ 1093، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 661. (¬3) انظر عن (النابلسي) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1108، وإنباء الغمر 2/ 250 رقم 27، ووجيز الكلام 1/ 369 رقم 826، والضوء اللامع 7/ 107، والدارس 2/ 46، 47، وقضاة دمشق 287، وشذرات الذهب 7/ 52، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 676، والدليل الشافي 2/ 593 رقم 2035. (¬4) كذا. والصواب: «الأذى». (¬5) انظر عن (القفصي) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1108، وإنباء الغمر 2/ 252 رقم 34، ووجيز الكلام 1/ 369 رقم 825، والضوء اللامع 9/ 68 و 11/ 221، وشذرات الذهب 7/ 23، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 676، والدليل الشافي 2/ 681 رقم 2333، والنجوم الزاهرة 13/ 32، ونزهة النفوس 2/ 172 رقم 389. «والقفصي»: نسبة إلى قفصة من بلاد المغرب قريبة من القيروان. (¬6) انظر عن (ابن الزيات) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1110، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 677، والنجوم الزاهرة 13/ 32، والدليل الشافي 2/ 681 رقم 2333، ونزهة النفوس 2/ 172 رقم 389 وشذرات الذهب 7/ 53. (¬7) الزيّات: هي القرية المعروفة اليوم بالقلج إحدى قرى مركز شبين الكوم قليوبية. (النجوم الزاهرة 12/ 292 بالحاشية 1).

وفاة الهاروني

السلطان. وقرّر في أمير اخوريّته إينال باي بن قجماس، ودام هو هناك إلى ما سنذكره (¬1). [وفاة الهاروني] [1075]- وفيه مات الشيخ المعتقد، المجذوب، محمد بن أحمد الهاروني (¬2). [تصميم سودون طاز على مخالفته] وفيه، في أواخره، تردّد القصّاد من السلطان غير ما مرة إلى سودون طاز فلم [يقبل] (¬3) وصمّم على أن يخرج أقباي الكركي / 380 / إلى بلاد الشام، ثم (¬4) يفعل به السلطان ما أراد (¬5). [ربيع الأول] [وفاة ابن مغامس أمير مكة] [1076]- وفي ربيع الأول مات عنان بن مغامس (¬6)، السيد الشريف، الحسيني، أمير مكة. وكان شجاعا كريما، وله نظم. مات بالقاهرة. [انهزام سودون طاز أمام السلطان] وفيه خرج السلطان لقتال سودون طاز، فلم يثبت، وجاء من طريق أخرى إلى تحت قلعة الجبل، وأراد تملّك باب السلسلة، فما قدر على ذلك وفرّ هاربا، وآل أمره أن اختفى، ثم [نزل] (¬7) عند يشبك فأكرمه، ثم حمل إلى دمياط بغير قيد ولا شوكة (¬8). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 3/ 1094، 1095، والنفحة المسكية 333، 334، وإنباء الغمر 2/ 230، 231، النجوم الزاهرة 12/ 291 - 293، ووجيز الكلام 1/ 366، ونزهة النفوس 2/ 153، 154، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 661. (¬2) انظر عن (الهاروني) في: إنباء الغمر 2/ 250 رقم 28، والضوء اللامع 7/ 311، وتاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 235 ب، وذيل الدرر الكامنة 136 رقم 186، والضوء اللامع 7/ 131. (¬3) إضافة على الأصل. (¬4) في الأصل: «ثعو». (¬5) السلوك ج 3 ق 3/ 1095، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 662. (¬6) انظر عن (عنان بن مغامس) في: شفاء الغرام (بتحقيقنا) 1/ 25 و 208 و 2/ 327، 328 و 400، والنفحة المسكية، رقم 158، والسلوك ج 3 ق 3/ 1109، وتاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 235 أ، وإنباء الغمر 2/ 248، 249، وذيل الدرر الكامنة 134، 135 رقم 183، والنجوم الزاهرة 13/ 30، والمنهل الصافي 2 / ورقة 492، والضوء اللامع 6/ 147، ونزهة النفوس 2/ 173 رقم 392، والدليل الشافي 1/ 508 رقم 1769، والعقد الثمين 6/ 430 رقم 3162 وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 676. (¬7) إضافة يقتضيها السياق. (¬8) النفحة المسكية 334، 335، والسلوك ج 3 ق 3/ 1095، 1096، وإنباء الغمر 2/ 231، والنجوم الزاهرة 12/ 294، 295، ونزهة النفوس 2/ 156، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 663.

نيابة طرابلس

[نيابة طرابلس] وفيه استقرّ دمرداش نائب حلب بعد عوده إلى الطاعة في نيابة طرابلس (¬1). [تقرير ابن جمّاز بإمرة المدينة] وفيه قرّر في إمرة المدينة الشريفة جمّاز بن هبة بن جمّاز الشريف الحسيني (¬2). [ربيع الآخر] [مشيخة سرياقوس] وفي ربيع الآخر أعيد الشيخ أينبا (¬3) التركماني، الحنفي إلى مسجد سرياقوس عوضا عن ابن آمدي (¬4). [نيابة صفد] وقرّر شيخ السليماني في نيابة صفد (¬5). وقرّر نائب صفد سودون الحمزاوي في المقدّمين بمصر هو وتغري بردي نائب الشام (¬6). [ارتفاع الأسعار بمصر] وفيه - أعني هذا الشهر - ارتفعت الأسعار بمصر في جميع الأشياء حتى الملبوسات، وزاد الحال (¬7). [جمادى الأول] [وفاة أقباي الكركي] [1077]- وفي جمادى الأول مات أقباي الكركي (¬8) الخازندار. [كتاب تمرلنك إلى السلطان] وفيه قدم الخواجا نظام الدين مسعود الكحجاني (¬9) وعلى يده مكاتبة تمرلنك، وفيها ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 3/ 1097، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 663. (¬2) النفحة المسكية، ورقة 178، السلوك ج 3 ق 3/ 1097، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 664. (¬3) في السلوك: «أنبياء». (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 1097، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 664. (¬5) السلوك ج 3 ق 3/ 1098. (¬6) السلوك ج 3 ق 3/ 1097، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 664. (¬7) السلوك ج 3 ق 3/ 1098، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 664. (¬8) انظر عن (أقباي الكركي) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1109، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 676. (¬9) هكذا في الأصل. ويرد: «الكججاني» بالمعجمتين.

وفاة الشهاب البوصيري

أشياء، منها أنه إذا وصل إليه أطلمش قريبه سار إلى سمرقند، فجهّز أطلمش، وكان له نحو (¬1) من عشر سنين / 381 / معتقلا، وأخرج مرة ليبعث إلى تمرلنك ثم ما نفذ ذلك، فبعث معزّزا مكرّما في هذه المرة (¬2). [وفاة الشهاب البوصيري] [1078]- وفيه مات الواعظ، الخيّر، الصالح، الشهاب، البوصيريّ (¬3)، أحمد بن عبد الله بن الحسن. وكان صوفيّا بارعا في الفنون، سنّيّا، شافعيّ المذهب. [وفاة عثمان الفيل] [1079]- والشيخ الصالح، المعتقد، عثمان الفيل (¬4). [وفاة غياث الدين الشيرازي] [1080]- وغياث الدين الشيرازي، محمد بن إسحاق بن أحمد بن إسحاق الأبرقوهيّ (¬5)، نزيل مكة. وكان عالما فاضلا، ماهرا في الطبّ، وله مكانة عند شاه شجاع، وهو الذي تولّى عمارة رباطه بمكة. [جمادى الآخر] [وفاة الشيخ القوّاص] [1081]- وفي جمادى الآخر مات الشيخ الصالح، من كان يعتقد بمصر، سيدي الخوّاص (¬6). ¬

(¬1) الصواب: «نحوا». (¬2) السلوك ج 3 ق 3/ 1098، والضوء اللامع 10/ 157، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 665. (¬3) انظر عن (البوصيري) في: درر العقود الفريدة، رقم 150، وتاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 232 ب، وإنباء الغمر 2/ 239 رقم 2، والضوء اللامع 1/ 359، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 666، وشذرات الذهب 7/ 48. (¬4) انظر عن (عثمان الفيل) في: إنباء الغمر 2/ 245 رقم 20، وذيل الدرر الكامنة 131 رقم 179، وتاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 233 ب، والضوء اللامع 5/ 133. (¬5) انظر عن (الأبرقوهي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 225 ب، وإنباء الغمر 2/ 251 رقم 30، والضوء اللامع 7/ 132. (¬6) هو: «محمد بن عبد الله الخوّاصّ». انظر عنه في: إنباء الغمر 2/ 251 رقم 32.

وفاة بهرام قاضي المالكية

[وفاة بهرام قاضي المالكية] [1082]- وقاضي قضاة المالكية، الشيخ تاج الدين بهرام (¬1) بن عبد الله العزيز بن عمر بن عوض بن عزّ الدّميريّ. وكان علاّمة وقته، وعين المالكية، وله عدّة تصانيف. وأخذ عن الشيخ خليل، وشرح مختصره، وكان حسن السيرة، وله نظم. ومولده قبل الأربعين. [القبض على سودون طاز بعد هربه] وفيه هرب سودون طاز من دمياط (وقصد) (¬2) ابن بقر (¬3) ليتوجّه به إلى الشام، فبعث السلطان من قبض عليه وأحضره إلى القاهرة، ثم أخرج في رجب إلى سجن الإسكندرية (¬4). [رجب] [سكون فتنة كادت تثور] وفي رجب كاد أن تثور فتنة بسبب تسمير السلطان بعض المماليك ممّن كان مع سودون طاز / 382 / ثم تركوا وسكنت الفتنة (¬5). [دوران المحمل] وفيه كان دوران المحمل (¬6). [سكن المحمودي بدار السعادة بدمشق] وفيه سكن شيخ نائب الشام بدار سعادة دمشق، وكانت قد خربت في كائنة تمر، فرمّت، وأعيدت إلى السكن (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (بهرام) في: تاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 233 أ، والسلوك ج 3 ق 3/ 1108، وإنباء الغمر 2/ 242 رقم 9، والضوء اللامع 3/ 19، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 676، وشذرات الذهب 7/ 49، والدليل الشافي 1/ 202 رقم 711، والنجوم الزاهرة 13/ 29. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) هو سليمان. (¬4) خبر سودون طاز في: النفحة المسكية 335، والسلوك ج 3 ق 3/ 1096، وإنباء الغمر 2/ 231، والنجوم الزاهرة 12/ 294، 295، ونزهة النفوس 2/ 156، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 663. (¬5) السلوك ج 3 ق 3/ 1099، 1100، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 666. (¬6) السلوك ج 3 ق 3/ 1100، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 666. (¬7) السلوك ج 3 ق 3/ 1100، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 666.

عقد سودون الحمزاوي على ابنة الظاهر برقوق

[عقد سودون الحمزاوي على ابنة الظاهر برقوق] وفيه عقد لسودون الحمزاويّ على الخوند بنت أخت الناصر وابنة الظاهر، وعمرها نحو الثماني سنين (¬1). [غلاء الأسعار] وفيه غلت الأسعار جدّا في المأكولات والملبوسات، بل في كل ما يباع، وزاد على القيمة بمقدار الثلثين (¬2). [قضاء مصر] وفيه قرّر في قضاء مصر الكمال عمر بن الكمال إبراهيم بن العديم العقيليّ، الحلبيّ، على مال كبير، وصرف الأمين الطرابلسيّ (¬3). [شعبان] [تفريق الأمراء على سجون الشام] وفي شعبان أخرج نوروز، وجكم، وقانباي، وسودون طاز إلى بلاد الشام، ففرّقوا في السجون هناك بالمرقب، والصبيبة، وما بقي بالإسكندرية من المسجونين سوى سودون من زاده، وتمربغا المشطوب (¬4). [تقرير الوزارة] [وفيه] استقرّ علاء الدين البغدادي في الوزارة، عوضا عن الفخر بن غراب (¬5). [وفاة الجمال القسطلاني] [1083]- وفيه مات الجمال القصطلاني (¬6)، خطيب جامع عمرو بن العاص، عبد الله بن أحمد. وكان إنسان (¬7) حسنا، خطب هو وأبوه بالجامع نحو خمسين سنة. ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 3/ 1100، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 666. (¬2) السلوك ج 3 ق 3/ 1100، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 666. (¬3) السلوك ج 3 ق 3/ 1101، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 667. (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 1101، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 668. (¬5) السلوك ج 3 ق 3/ 1102، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 669. (¬6) انظر عن (القصطلاني) في: بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 677. (¬7) الصواب: «وكان إنسانا».

إقامة قرقماس الإينالي بدمشق

[إقامة قرقماس الإينالي بدمشق] وفيه [أقام] (¬1) قرقماس الإينالي الرمّاح بدمشق بأمر السلطان (¬2). [القبض على الأخوين بني غراب] وفيه قبض على السعد بن غراب وأخيه الفخر، وعلى جماعة من الأمراء، منهم: يوسف / 383 / أستادار بجاس (¬3). [نظارة الجيش] وفيه استقرّ في نظر الجيش التاج أبي (¬4) بكر بن محمد بن عبد الله الدمياميني (¬5). [نظر الخاص] والتاج عبد الله بن البقريّ في نظر الخاصّ (¬6). [قطع جوامك المماليك] وفيه قطع السلطان لجوامك الكثير من المماليك المستجدّة بالديوان المفرد بعد موت أبيه الظاهر، وكانوا نحوا من ألف ومايتين (¬7) مملوك، ثم شفع فيهم، فأعيدوا إلاّ القليل ممّن لا جاه له (¬8). [تقرير الأستادارية] وفيه [قرّر] (¬9) في الأستادارية الركن عمر بن قيماز (¬10). وقرّر جمال الدين البيبرسي أستادا للأتابك بيبرس، ولسودون الحمزاوي، وأخذ ينموا (¬11) أمر يوسف هذا حتى وصل إلى ما ستعرفه (¬12). ¬

(¬1) إضافة على الأصل. (¬2) السلوك ج 3 ق 3/ 1098. (¬3) السلوك ج 3 ق 3/ 1103، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 669. (¬4) الصواب: «أبو». (¬5) السلوك ج 3 ق 3/ 1103، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 669. (¬6) السلوك ج 3 ق 3/ 1103، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 669. (¬7) الصواب: «ومايتي». (¬8) السلوك ج 3 ق 3/ 1103، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 669. (¬9) إضافة على الأصل. (¬10) السلوك ج 3 ق 3/ 1103، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 670. (¬11) الصواب: «ينمو». (¬12) السلوك ج 3 ق 3/ 1103.

إمرة الحاج

[إمرة الحاج] وفيه قرّر أزبك الرمضانيّ الأشقر في إمرة الحاج (¬1). [شوال] [تقرير الوزارة] وفي شوال استقرّ مبارك شاه في الوزارة، وصرف البغداديّ بعد القبض عليه (¬2). [وفاة قاضي حلب] [1084]- وفيه مات الشهاب المعرّي (¬3) أحمد بن يحيى بن أحمد بن مالك القرشيّ، العثمانيّ، الشافعيّ، قاضي حلب. وكان حسن السيرة. [عودة سيس وملطية إلى السلطان] وفيه عادت سيس وملطية إلى ولاية صاحب مصر، وبعث إليهما بنائيين (¬4). [تقرير رأس نوبة] وفيه استقرّ سودون الحمزاويّ رأس نوبة كبير (¬5). [إمرة مجلس] واستقرّ سودون الماردانيّ الرأس نوبة كان في إمرة مجلس (¬6). [إمرة سلاح] واستقرّ أمير مجلس تمراز في إمرة سلاح (¬7). ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 3/ 1103، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 670. (¬2) السلوك ج 3 ق 3/ 1104، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 670. (¬3) في الأصل: «المقريزي»، والتصحيح من: تاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 232 ب، وإنباء الغمر 2/ 240، 241 رقم 7، وذيل الدرر الكامنة 128، 129 رقم 170، والضوء اللامع 2/ 244، وشذرات الذهب 7/ 49. (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 1104، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 670. (¬5) السلوك ج 3 ق 3/ 1104، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 670. (¬6) السلوك ج 3 ق 3/ 1104، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 670. (¬7) السلوك ج 3 ق 3/ 1104، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 671.

رأس نوبة الأمراء

[رأس نوبة الأمراء] واستقرّ بكتمر أمير سلاح في رأس نوبة الأمر (¬1)، وكانت وظيفة جليلة / 384 / تلي الأتابكية، بل كان يقال: الأتابك. ولا وجود لها في زمننا هذا. [مشير الدولة] وفيه قرّر يلبغا السالميّ مشير الدولة، وكان قد استقدم من دمياط (¬2). [الإعادة إلى الوزارة] وفيه أعيد التاج عبد الرزاق ابن أبي الفرج في الوزارة عوضا عن مبارك شاه (¬3). [قضاء الشافعية] وفيه أعيد الناصر الصالحيّ إلى قضاء الشافعية، وصرف الجلال البلقينيّ (¬4). [نظارة الجيش] وفيه [قرّر] (¬5) تاج الدين عبد الله بن السعد بن غراب في نظر الجيش، وصرف ابن الدماميني (¬6). [ذو القعدة] [تعرّض الفرنج للسواحل] وفي ذي قعدة أشيع الخبر بحركة الفرنج على الإسكندرية والسواحل، فخرج الأمراء بالجيوش إلى السواحل (¬7). [إعادة الأستادارية] وفيه أعيد يلبغا السالميّ إلى الأستادارية وصرف (¬8). ¬

(¬1) الصواب: «الأمراء». والخبر في: السلوك ج 3 ق 3/ 1104، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 671. (¬2) السلوك ج 3 ق 3/ 1104، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 671. (¬3) السلوك ج 3 ق 3/ 1104، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 671. (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 1105، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 671. (¬5) إضافة على الأصل. (¬6) السلوك ج 3 ق 3/ 1105، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 671. (¬7) السلوك ج 3 ق 3/ 1106، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 672. (¬8) السلوك ج 3 ق 3/ 1106، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 672.

(وفاة السراج البلقيني)

(وفاة السراج البلقيني) (¬1) [1085]- وفيه مات عالم مصر وشيخها السّراج البلقينيّ (¬2)، عمر بن رسلان بن شهاب بن عبد الخالق بن عبد الحقّ بن شاور الكنانيّ الشافعيّ. وقد انتهت إليه رئاسة العلم بمصر في زمنه وشهرته تغني عن مزيد ذكره. وكان له زيادة على إحدى وثمانين سنة. ورثاه جماعة منهم تلميذه الحافظ ابن حجر، رحمهم الله تعالى. [وفاة رئيس علماء تمرلنك] [1086]- وعالم الشرق رئيس العلماء عند تمرلنك، العلاّمة زين الدين عبد الجبّار ابن (¬3) عبد الخالق الحنفيّ (¬4). وكان علاّمة وقته وبعد صيت. وكان تمرلنك يعظّمه جدّا وهو معه في أسفاره. وأصله من بلاد الدشت. [وفاة السلطان العثماني] [1087]- وملك الروم السلطان المعظّم أبو يزيد ابن (¬5) مراد ابن عثمان، (¬6) وهو في أسر تمرلنك. ¬

(¬1) العنوان عن هامش المخطوط. (¬2) انظر عن (السراج البلقيني) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1108، وتاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 233 ب، 234 أ، وذيل الدرر الكامنة 132 - 134 رقم 181، وإنباء الغمر 2/ 245 - 247 رقم 21، والدر المنتخب 1 رقم 1033، والضوء اللامع 6/ 85، ووجيز الكلام 1/ 367 رقم 820، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 673، 675، وشذرات الذهب 7/ 51، والدليل الشافي 1/ 497 رقم 1727، والنجوم الزاهرة 13/ 29، وذيل التقييد 2/ 238 - 240 رقم 1520، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 365 - 372 رقم 737، وطبقات المفسّرين للسيوطي 2/ 3، وطبقات المفسّرين للداوودي 2/ 5، وحسن المحاضرة 1/ 329، وطبقات الحفّاظ 542، والبدر الطالع 1/ 506، ولحظ الألحاظ لابن فهد 206، وذيل تذكرة الحفّاظ 369، وقضاة دمشق 109، وهدية العارفين 1/ 792، وتاريخ الأدب العربي 2/ 93، وذيله 2/ 101، والأعلام 5/ 205، ومعجم المؤلفين 7/ 284، وديوان الإسلام 1/ 297، 298 رقم 462، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 331 رقم 608. (¬3) الصواب: «بن». (¬4) انظر عن (ابن عبد الخالق الحنفي) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1109، وتاريخ ابن قاضي شهبة 4 / ورقة 233 ب، وذيل الدرر الكامنة 131 رقم 176، وإنباء الغمر 2/ 244 رقم 16، والدر المنتخب، رقم 722، والضوء اللامع 4/ 35، وشذرات الذهب 7/ 50، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 671، والدليل الشافي 1/ 394 رقم 1356، والمنهل الصافي 7/ 143، 144 رقم 1359 وفيه «عبد الجبار بن نعمان بن ثابت الخوارزمي الحنفي». (¬5) الصواب: «بن» في الموضعين. (¬6) انظر عن (ابن عثمان) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1109، وإنباء الغمر 2/ 255 رقم 42، والنجوم الزاهرة =

ذو الحجة

وكان ملكا جليلا، شجاعا، مهابا، جوادا / 385 / سمحا، محبّا في العلم والعلماء، واتّسعت مملكته، وكان الأمن فاشيا ببلاده، والعدل ظاهرا، يورّث ذوي الأرحام، ومن مات لا عن وارث لا يتعرّض لما له، بل يجعله تحت يد القاضي وديعة حتى ينقطع منه الإياس، فيتصرّف القاضي كيف شاء. [ذو الحجّة] [ثورة المماليك السلطانية] وفي ذي حجّة ثار المماليك السلطانية وأغلقوا باب القصر على من به من الأمراء لأجل تأخّر نفقاتهم، ووصل بالسالمي حتى تكمل النفقات، ونزل الأمراء من باب السرّ وهم في غاية التخوّف (¬1). * * * ولم يحجّ في هذه السنة أحد أيضا من الشام ولا العراق ولا اليمن (¬2). [وفاة صاحب بغداد] [1088]- وفيه، أعني بعده، قام على أحمد (بن أويس) (¬3) صاحب بغداد ولده (¬4) طاهر فسار (¬5) به وحاربه، وملك منه بغداد، ففرّ أحمد إلى الحلّة لمال له هناك فأخذه، واستنجد بقرا يوسف، فقبل وصوله إليه هجم طاهر وأخذ المال منه، ففرّ وعاد ومعه قرا يوسف، فتحارب مع طاهر، ففرّ واقتحم بفرسه دجلة، فمات بها غريقا. [الوقعة مع صاحب الحبشة] [1089]- وفيها كائنة قتل ابن سعد الدين (¬6) صاحب الحبشة شهيدا، وهو محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن ولجون بن منصور بن (¬7) عمري. (وأجمع الخبر) (¬8)، في ملك المسلمين من الحبشة الحرب في حرب بينه وبين ¬

= 12/ 176، 177، ووجيز الكلام 1/ 369، 37 رقم 828، والضوء اللامع 11/ 148، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 677، والدليل الشافي 2/ 837 رقم 2815. (¬1) السلوك ج 3 ق 3/ 1107، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 673. (¬2) السلوك ج 3 ق 3/ 1107. (¬3) ما بين القوسين كتب فوق السطر. (¬4) في الأصل: «وولده». (¬5) في السلوك: «فثار به». (ج 3 ق 3/ 1107 وهو الصحيح). (¬6) في إنباء الغمر 2/ 237 «سعد الدين» من غير «ابن». (¬7) في الأصل «ابن». (¬8) ما بين القوسين تكرّر في الأصل.

الحطي الكافر / 386 / صاحب الحبشة، وكانت هائلة قتل فيها من المسلمين ما شاء الله، وكذا من الحبشة الكفّار، وحرب بلاد المسلمين. ثم ملك بعد سعد الدين ولده خير الدين، وأوقع بالكفّار وأخذ الثأر (¬1). ¬

(¬1) إنباء الغمر 2/ 237، 238، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 677.

حوادث سنة ست وثمانمائة

[حوادث] سنة ستّ وثمانمائة [محرّم] [النقد الرائج بمصر] / 386 / في محرّم منها كان النقد الرائج بمصر هو الفلوس الجدد التي ضربت باسم السلطان، وصار جميع ما يباع ينسب [إلى القاموس] (¬1). [رسل تمرلنك] وفيه وصل إلى القاهرة رسل تمرلنك ومعهم الخواجا مسعود الكحجاوي (¬2)، وهدية من تمر للسلطان، فيها فيل وفهد وسنوان (¬3) وصوان (¬4) وثياب وغير ذلك. وفي مكاتبته ينكر (. . .) (¬5) على إرسال أطلمش (¬6). [تقرير الاستادارية] وفيه قبض على السالميّ (¬7)، وقرّر في الأستادارية عوضه عمر بن قيماز (¬8). [تقرير الوزارة] وفيه خلع على الجمالي يوسف أستادار الخاصّ بالوزارة، فامتنع ورمى بالخلعة فلمّا ألحّ عليه قال: عندي من يتولاّها لكن مع نظارة الخاص، وأحضر العلم يحيى أبوكمّ، فقرّر في ذلك (¬9). ¬

(¬1) خبر النقد في: بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 677 والإضافة منه. (¬2) هكذا في المخطوط. وفي السلوك، وإنباء الغمر، ونزهة النفوس: «الكججاني». (¬3) غير واضحة في المخطوط. والتحرير من: بدائع الزهور. (¬4) في السلوك: «صقران». (¬5) كلمة غير مقروءة. (¬6) خبر رسل تمرلنك في: النفحة المسكية (بتحقيقنا) 336، والسلوك ج 3 ق 3/ 1111، وإنباء الغمر 2/ 264، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 678. (¬7) هو: «يلبغا السالمي». (¬8) خبر الأستادارية في: السلوك ج 3 ق 3/ 1112، والنجوم الزاهرة 12/ 300، ونزهة النفوس والأبدان 2/ 177. (¬9) خبر الوزارة في: السلوك ج 3 ق 3/ 1112، والنجوم الزاهرة 12/ 300، ونزهة النفوس 2/ 177، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 679.

وفاة النور الحكري

[وفاة النور الحكري] [1090]- وفيه مات النور الحكري (¬1) قاضي الحنبلي، علي بن خليل بن علي بن أحمد بن عبد الله بن المصريّ. وكان عالما فاضلا، نبيها. [وفاة قاضي القضاة الشافعي] [1091]- وقاضي القضاة الشافعيّ الشيخ ناصر الدين، محمد بن محمد بن عبد الرحمن الصالحيّ (¬2). وكان حسن السيرة. [قضاء مصر الشافعي] وفيه قرّر في قضاء مصر قاضي الشام (¬3) محمد الأخنائي الشافعيّ. [اختفاء الوزير] وفيه اختفى الوزير فأعيد ابن البقريّ (¬4). ¬

(¬1) انظر عن (الحكري) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1112، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 244 أ، وذيل الدرر الكامنة 145 رقم 205، وإنباء الغمر 2/ 280 رقم 21، ورفع الإصر 3/ 399، والدليل الشافي 1/ 454، 455 رقم 1577، والمنهل الصافي 8/ 71 رقم 1584، والنجوم الزاهرة 13/ 36، ووجيز الكلام 1/ 374 رقم 833، والضوء اللامع 5/ 216 رقم 735، ونزهة النفوس 2/ 189 رقم 399، وحوليات دمشقية 88 وفيه: «محمد بن علي»، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 691، والمنهج الأحمد 479، والمقصد الأرشد، رقم 715، والجوهر المنضد 86، والسحب الوابلة 185، والدرّ المنضد 2/ 601 رقم 1507، وشذرات الذهب 7/ 59، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 274 ب. و «الحكري»: بضم الحاء المهملة وسكون الكاف. (¬2) انظر عن (الصالحي) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1127، وإنباء الغمر 2/ 281، 287 رقم 41، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 245 أ، و 245 ب، وذيل الدرر الكامنة 151 رقم 220، والنجوم الزاهرة 13/ 34، والدليل الشافي 2/ 683 رقم 2339، والضوء اللامع 9/ 100 رقم 261، ووجيز الكلام 373 رقم 830، ونزهة النفوس 2 ج 189، 190 رقم 400، وحسن المحاضرة 1/ 75، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 692، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 274 أ. (¬3) في المخطوط: «قاضي الشمس». والتصحيح من: إنباء الغمر 2/ 257، ونزهة النفوس 2/ 178، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 679، والسلوك ج 4 ق 1/ 113، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 273 ب. (¬4) في المخطوط: «ابن المصري»، والتصحيح من المصادر. (السلوك ج 4 ق 1/ 1113).

توقف زيادة النيل

[توقّف زيادة النيل] وفيه توقّف النيل عن الزيادة، فزاد سعر الغلال، واستسقوا (¬1) الناس بالجوامع عقيب صلاة الجمعة (¬2). [غزوة الفرنج إلى ساحل الشام] وفيه كانت / 387 / غزوة بطرابلس، وصيدا، وبيروت، مع عدّة من شواني الفرنج وقراقيرهم (¬3)، ممّا يزيد على ثلاثين مركبا، ونصر الله المسلمين. وخرج نايب الشام (¬4) بالنفير العام إلى طرابلس وتلك الجهات، وكانت غزوة حافلة (¬5). [صفر] [توقّف وفاء النيل] وفي صفر خرج شهر [مسرى] (¬6) من شهور القبط [و] لم يحصل وفاء النيل، فاشتدّ جزع الناس ودخلت أيام النسيء وقد بقي من إصبعان (¬7) ثم نقص النيل أربع أصابع، فزاد القلق والجزع، وخرج الجلال البلقيني من داره بحارة بهاء (¬8) الدين ماشيا في [جمع] (¬9) موقور إلى الجامع الأزهر للاستسقاء ومعه من الناس ما شاء الله أن يكونوا. ثم خرج شيوخ الخوانق (¬10) وداموا في الدعاء والتضرّع إلى آخر النهار، فتراجع إصبعين من الغد ولم يحصل الوفاء. ¬

(¬1) كذا. والصواب: «واستسقى». (¬2) خبر النيل في: السلوك ج 3 ق 3/ 1113، 1114. (¬3) القراقير: مفردها قرقورة أو قراق، وهي من سفن العصور الوسطى المتعدّدة الصواري والشرع، وهي كبيرة تستعمل في تموين الأسطول بالزاد والمتاع والذخيرة، ومنها ما كان يحتوي على ثلاثة ظهور ولا يخشى معها الرياح العاصفة. (البحرية في مصر الإسلام - د. سعاد ماهر 262 و 263). (¬4) هو: شيخ المحمودي الذي صار سلطانا فيما بعد. (¬5) خبر غزوة الفرنج في: السلوك ج 3 ق 3/ 1114، وإنباء الغمر 2/ 258، وتاريخ ابن قاضي (الإعلام بتاريخ أهل الإسلام) مصوّر بدار الكتب المصرية، ج 3 / ورقة 212، وتاريخ بيروت لصالح بن يحيى 32 - 34، ونزهة النفوس 2/ 179، وتاريخ ابن سباط 2/ 776، 777، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 680، 681 و 682، وتاريخ الأزمنة 344، وتاريخ الأمير حيدر الشهابي 519، وخطط الشام 2/ 186، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري (تأليفنا) 2/ 163، 164، والسيف المهنّد 228، والذيل على تاريخ ابن كثير (تاريخ ابن حجي)، ورقة 272 ب (رسالة ماجستير) ص 373 - 377. (¬6) إضافة من: السلوك. ومسرى هو آخر شهور السنة عند القبط. (¬7) كذا. والصواب: «وقد بقي منه إصبعان». (¬8) في المخطوط: «بهاي». (¬9) إضافة على الأصل يقتضيها السياق. (¬10) الخوانق: مفردها: خانقاه، وتكتب: «خانكاه»، وهو لفظ: فارسيّ معناه: بيت. أطلق في العصر الإسلامي على الأماكن المعدّة للزهّاد والعبّاد وأتباع الطرق الصوفية ومن في حكمم، ويتّخذ أحيانا مكانا للدراسة، والرباط. وفيه زاوية للصلاة، وحجرات للمبيت.

وفاء العلاء الخوارزمي

ودخل توت (¬1) فنزل يشبك (¬2) بعد العصر وكسر الخليج بها عن وفاء. ثم حصل الوفاء (¬3). [وفاء العلاء الخوارزمي] [1092]- وفيه مات العلاء أبو الحسن الخوارزمي، علي بن عمر بن سليمان (¬4) الظاهريّ. وكان قد أكبّ على الاشتغال بالعلم، ونظر في كتب ابن حزم، وتظاهر بمذهب أهل الظاهر، مع ديانة وصلاح. [ربيع الأول] [نقص ماء النيل] وفي ربيع الأول نقص ماء النيل فشرق الكثير من الوجه القبليّ، بل عامّة بلاده، وارتفعت [الأسعار] (¬5). [قضاء الشافعية] وفيه أعيد الجلال البلقيني إلى قضاء الشافعية، وصرف الأخنائيّ (¬6). [قضاء المالكية] وأعيد الجمال البساطيّ إلى القضاء المالكية، وصرف الوليّ بن خلدون (¬7). [فرار صاحب بغداد] وفيه وصل الخبر / 388 / بأنّ أحمد بن أويس صاحب بغداد وصل إلى حلب فارّا من تمرلنك، وبعث يعتذر عمّا كان منه، وأنه إن لم يقبل عذره توجّه إلى بلاد الروم (¬8). ¬

(¬1) توت: هو أول شهر في السنة عند القبط. (¬2) في المخطوط: «يسيل». (¬3) خبر وفاء النيل في: السلوك ج 3 ق 3/ 1115، وإنباء الغمر 2/ 259، ووجيز الكلام 1/ 371، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 680، 681. (¬4) انظر عن (الخوارزمي) في: إنباء الغمر 2/ 280، 281 رقم 22 وفيه: «سلمان»، وذيل الدرر الكامنة 145، 146 رقم 206، والضوء اللامع 5/ 266، وشذرات الذهب 7/ 59. (¬5) خبر النيل في: السلوك ج 3 ق 3/ 1116، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 682، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 274 ب. (¬6) السلوك ج 3 ق 3/ 1116، ونزهة النفوس 2/ 180، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 682، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 274 ب. (¬7) السلوك ج 3 ق 3/ 1116، ونزهة النفوس 2/ 180، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 682. (¬8) خبر صاحب بغداد في: السلوك ج 4 ق 1/ 1116، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 682، 683.

الوزارة

[الوزارة] وفيه أعيد بن أبي الفرج إلى الوزارة (¬1). [قضاء الحنفية] واستقرّ محيي الدين محمود بن الكشك في قضاء الحنفية بدمشق، عوضا عن ابن الكفري، ولم ينشب (¬2) أن عزل، وأعيد ابن (¬3) القطب. [قضاء الشافعية بحلب] وفيه استقرّ الشمس محمد البيري أخو الجمال (¬4) الأستادار في قضاء حلب للشافعية (¬5). [وفاة التاجر البرهان المحلّي] [1093]- وفيه مات الخواجا، التاجر، المعظّم، البرهان المحلّي (¬6)، إبراهيم بن عمر بن علي. وكان قد بلغ من الحظ في المتجر وسعة المال الغاية القصوى. وله آثار حسان. [وفاة ابن مسلم السلمي] [1094]- والشيخ المعتقد، محمد بن حسين ابن الشيخ مسلم السلميّ (¬7). [وفاة الشمس الحموي] [1095]- والشمس الحرّاني، الشافعي محمد بن سليمان (¬8) بن عبد الله الحمويّ. ¬

(¬1) خبر الوزارة في: السلوك ج 3 ق 3/ 1117، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 683. (¬2) في الأصل: «ولم ينسب في عزل». (¬3) في الأصل: «وأعيد بن». والخبر في: السلوك ج 3 ق 3/ 1117، وإنباء الغمر 2642، 265، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 683. (¬4) في الأصل: «أخو الكمال». (¬5) السلوك ج 3 ق 3/ 1117. (¬6) انظر عن (البرهان المحلّي) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1129، والمقفّى الكبير 1/ 246 رقم 283، ودرر العقود الفريدة 1/ 169، 170 رقم 46، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 242 أ، ب، وذيل الدرر الكامنة 139 رقم 194، والنجوم الزاهرة 13/ 35، والمنهل الصافي 1/ 130، 131 رقم 60، والدليل الشافي 1/ 23 رقم 59، ونزهة النفوس 2/ 193 رقم 409، ووجيز الكلام 1/ 374، 375 رقم 836، والضوء اللامع 1/ 112، 113، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 691. (¬7) انظر عن (السلمي) في: إنباء الغمر 2/ 283 رقم 33، وذيل الدرر الكامنة 147 رقم 213، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 244 ب، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 691 وفيه «محمد بن حسن». (¬8) انظر عن (الحرّاني) في: إنباء الغمر 2/ 284 رقم 36 وفيه: «محمد بن سلمان».

كتابة أموال الشهود

وكان فاضلا مشكورا. [كتابة أموال الشهود] وفيه ألزم الجلال البلقيني جميع الشهود أن يكتبوا الأموال الدائنة والمستحقّة عليهم بالفلوس، واستمرّ ذلك إلى يومنا هذا (¬1). [ربيع الآخر] [نيابة حلب] وفي ربيع الآخر قرّر في نيابة (حلب) (¬2) أقبغا الهدباني، وطلب دقماق، فلما فطن دقماق بذلك فرّ هاربا (¬3). [إكرام قرا يوسف] وفيه وصل قرا يوسف بن قرا محمد إلى دمشق، فأكرمه شيخ نايبها وأنزله، وكان قد أخذ بغداد من أحمد بن أويس، فبعث تمرلنك من أخذها منه (¬4). [جمادى الأولى] [نظارة الخاص] وفي جمادى الأولى استقرّ البدر حسن بن نصر الله ابن حسن الفوّي الأدكاوي، في نظارة الخاصّ، عوضا عن ابن البقريّ (¬5). [قدوم ابن أويس دمشق] وفيه قدم أحمد بن أويس إلى (دمشق) (¬6) فأمّر (¬7) له شيخ نايبها. [إبطال مكس بدمشق] / 389 / وفيه أبطل شيخ مكس الفاكهة والخضراوات بدمشق، وكاتب السلطان في ذلك فأمضاه (¬8). ¬

(¬1) خير الشهود في: السلوك ج 3 ق 3/ 1117. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) السلوك ج 3 ق 3/ 1118، وإنباء الغمر 2/ 261، والنجوم الزاهرة 12/ 301، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 275 ب. (¬4) خبر قرا يوسف في: السلوك ج 3 ق 3/ 1118، والنجوم الزاهرة 12/ 301، ونزهة النفوس 2/ 183، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 275 ب. (¬5) السلوك ج 4 ق 1/ 1118. (¬6) كتبت فوق السطر. (¬7) كذا في الأصل: والخبر في: السلوك ج 3 ق 3/ 1119، وإنباء الغمر 2/ 264، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 276 أ. (¬8) خبر المكس في: السلوك ج 4 ق 1/ 1119.

وفاة أقبغا الهدباني

[وفاة أقبغا الهدباني] [1096]- وفيه مات أقبغا الهدباني (¬1) نائب حلب. وكان من مماليك برقوق، إنسان حسن، كثير السكون، وله جامع وتربة بحلب. ولما ولّيها ثانيا أقام على نيابتها أربعين يوما، وبغته الأجل. [وفاة أقبغا الفقيه] [1097]- وأقبغا الفقيه (¬2)، الدوادار الثاني. وكان له معرفة، لكنه كان غير مشكور السيرة. [ابتداء الوباء] وفيه ابتداء الوباء (¬3) حتى كان ما سنذكره. [جمادى الآخر] [وزارة ابن البقري] وفي جماد الآخر أعيد ابن البقري إلى الوزارة ونظر الخاص (¬4). [تفشّي السعال] وفيه فشا في الناس السعال، وتبع ذلك حمّى جنوبية، وكان الإنسان يوعك به نحوا من أسبوع ثم يبرأ، وكان الغالب عليه السلامة لكن كثر فيه البرد واشتدّ بحيث كان نادرا، ومات به الناس الفقراء آلافات (¬5) مؤلّفة، ومن الجوع، فإنّ الغلاء كان موجودا، والأقوات قد عزّت، وقام ابن غراب، وسودون المارداني، وسودون الحمزاوي، وغيرهم بمواراة ¬

(¬1) انظر عن (أقبغا الهدباني) في: السلوك ج 3 ق 11203، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 243 أ، وإنباء الغمر 2/ 273 رقم 10، وذيل الدرر الكامنة 141، 142 رقم 199، والضوء اللامع 2/ 316، والدرّ المنتخب في تكملة تاريخ حلب، رقم 329، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 686، والضوء اللامع 2/ 316 رقم 1011، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 277 ب، وتاريخ بيروت لصالح بن يحيى 235. (¬2) انظر عن (أقبغا الفقيه) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1120، ونزهة النفوس 2/ 193 رقم 408، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 693، والضوء اللامع 2/ 317 رقم 1014. (¬3) خبر الوباء في: السلوك ج 3 ق 3/ 1119، والنجوم الزاهرة 12/ 301. (¬4) خبر ابن البقري في: السلوك ج 3 ق 3/ 1119، والنجوم الزاهرة 12/ 302، ونزهة النفوس 2/ 184، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 685. (¬5) كذا في الأصل: والصواب «آلاف».؟؟؟؟

القبض على ابن أويس وقرا يوسف

الموتى، وتجرّد ابن (¬1) غراب لذلك بعد ذلك تجرّدا تامّا، وقام به أحسن قيام، وبلغت عدّة من واراهم إلى آخر شوّال نحوا من ثلاثة عشر ألف نسمة (¬2)، حتى صار بعد ذلك يضرب به المثل، ويقال: فصل ابن (¬3) غراب. [القبض على ابن أويس وقرا يوسف] وفيه قبض على أحمد بن أويس، وقرا يوسف بدمشق، فقيّدا واعتقلا في دار السعادة خوفا من مخالفة أمر تمرلنك (¬4). [رجب] [عودة رسل تمرلنك] وفي رجب أعيد رسل تمرلنك إليه، وعين السلطان قصّادا من عنده، وهديّة جليلة (¬5). [اشتداد الغلاء] وفيه اشتدّ الغلاء بمصر والشام (¬6). [المحمل الشامي] وفيه أقام شيخ نايب الشام المحمل الشامي، وصنع له ثوبا صرف عليه خمسة وثلاثين ألف درهم فضّة، ونودي بالحجّ في هذه السنة، وكان قد تعطّل من دمشق على ما عرفته (¬7). [وفاة العلاّمة الزبيدي] [1098]- وفيه مات العلاّمة إبراهيم بن إسماعيل الجبرتي (¬8)، الزبيدي. وكان خيّرا عابدا، حسن السّمت. ¬

(¬1) كذا في الأصل: «وتجرّد بن». (¬2) في السلوك ج 3 ق 3/ 1119، 1120 فبلغت عدّة من واراه منهم إلى آخر شوال اثني عشر ألف وسبعمائة، سوى من ذكرناه، وانظر الخبر في: إنباء الغمر 2/ 260، والنجوم الزاهرة 12/ 302، ووجيز الكلام 1/ 372، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 685، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 276 أ. (¬3) في الأصل: «فصل بن». (¬4) خبر القبض في: السلوك ج 3 ق 3/ 1120، وإنباء الغمر 2/ 264، والنجوم الزاهرة 12/ 302، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 277 أ. (¬5) خبر الرسل في: السلوك ج 3 ق 3/ 1120، وإنباء الغمر 2/ 264. (¬6) خبر الغلاء في: السلوك ج 3 ق 3/ 1120، 1121، وإنباء الغمر 2/ 261، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 278 أ. (¬7) خبر المحمل في: السلوك ج 3 ق 3/ 1121، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 278 أ. (¬8) انظر عن (الجبرتي) في: الضوء اللامع 1/ 32 وفيه: مات سنة إحدى وثلاثين. ولم يزد على ذلك شيئا، وهو في: الذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 278 ب.

شعبان

[شعبان] [ملك دقماق حلب] وفي شعبان قدم الخبر بأنّ دقماق ملك حلب ومعه جمايع (¬1) التركمان وعلي باي بن دلغادر. فخرج الأمر باستقرار دمرداش نايب طرابلس في نيابة حلب عوضا عن أقبغا بحكم موته (¬2). [نيابة طرابلس] / 390 / وقرّر في نيابة طرابلس شيخ السليماني نايب صفد، وقرّر عوضه في صفد بكتمر جلق، أحد أمراء دمشق (¬3). [قضاء الشافعية] وفيه أعيد الأخنائي إلى قضاء الشافعية، وصرف الجلال البلقينيّ (¬4). [الزلزلة بطرابلس] وفيه ورد الخبر بأنه كانت ببلاد طرابلس الشام زلزلة هائلة هدمت عدّة أماكن جليلة، منها جانبا من قلعة المرقب، وعمّت اللاذقيّة، وجبلة، وقلعة بلاطنس، وعدّة بلاد بالجبل والساحل، وهلك تحت الردم من الخلق (¬5). [وفاة الزين العراقي] [1099]- وفيه مات حافظ العصر الزين العراقي (¬6)، عبد الرحيم بن ¬

(¬1) كذا في الأصل. (¬2) خبر حلب في: السلوك ج 3 ق 3/ 1121، وإنباء الغمر 2/ 261، والنجوم الزاهرة 12/ 302، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 687. (¬3) خبر نيابة طرابلس في: السلوك السلوك ج 1 ق 2/ 1121، وإنباء الغمر 2/ 261، والنجوم الزاهرة 12/ 303، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 687. (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 1121، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 687. (¬5) خبر الزلزلة في: السلوك ج 3 ق 3/ 1122، ونزهة النفوس 2/ 186، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 687، وأخبار الدول (طبعة بيروت 1992) ج 2/ 302، وكشف الصلصلة 207. (¬6) انظر عن (الزين العراقي) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1128، وذيل التقييد 2/ 101 - 109 رقم 1245، وإنباء الغمر 2/ 275، 276 رقم 19، وذيل الدرر الكامنة 143، 144 رقم 204، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 243 ب، وغاية النهاية 1/ 382 رقم 1630، وذيل تذكرة الحفاظ 370، والدرّ المنتخب، رقم 785، والنجوم الزاهرة 13/ 34، 35، والدليل الشافي 1/ 409، 410 رقم 1409، والمنهل الصافي 7/ 245 - 250 رقم 14154، ووجيز الكلام 1/ 372، 373 رقم 829، والضوء اللامع 4/ 171 رقم 452، والبدر الطالع 1/ 354، وطبقات الحفاظ 543، وحسن المحاضرة 1/ 204، وطبقات الشافعية لابن قاضي =

رمضان

الحسين بن عبد الرحيم بن أبي بكر بن إبراهيم المهراني، الكردي، الشافعي. وكان حافظ عصره على الإطلاق، ومحدّث زمانه، وله شهرة وذكر. ومن تصانيفه: «ألفّية الحديث». وكان إليه النهاية في فنّه. ومولده سنة خمس وعشرين وسبعماية. ورثاه تلميذه الحافظ ابن (¬1) حجر. [رمضان] [افتتاح جامع سودون] وفي رمضان فتح جامع سودون من زاده بخطّ سويقة العزّي (¬2)، وقرّرت أموره، وخطب فيه الأمين عبد الوهّاب الطرابلسيّ، وولي مشيخة درس الحنفية البدر حسن القدسي، ودرس الشافعية العزّ عبد الرحمن البلقينيّ (¬3). [وفاة عوض الزاهد] [1100]- وفيه مات الشيخ عوض الزاهد (¬4). وكان منقطعا بجامع عمرو بن العاص، وللناس فيه الاعتقاد. ¬

= شهبة 4/ 359 - 363 رقم 732، ولحظ الألحاظ 220، ودرّة الحجال 3/ 113 رقم 1050، ونزهة النفوس 2/ 190، 191 رقم 401، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 691، 692، وشذرات الذهب 7/ 55، وديوان الإسلام 3/ 313، 314 رقم 1478، والرد الوافر 107، 108 رقم 61، وكشف الظنون 34 و 135 و 156، 218 و 464 و 465 و 559 و 747 و 930 و 1124 و 1162 و 1208 و 1235 و 1324 و 1696 و 1867 و 1880 و 1915 و 1961 و 2018 و 2020، وإيضاح المكنون 2/ 96، 442، وفهرس الفهارس 2/ 197 - 199، وهدية العارفين 1/ 562، وتاريخ الأدب العربي 2/ 65، وذيله 2/ 69، والأعلام 4/ 119، ومعجم المؤلفين 5/ 204، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 457، 458 رقم 852، وفهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية (التاريخ) 2/ 321 رقم 1885 و 454 رقم 2135، وفهرست المخطوطات العربية المصورة في خزانة مركز الخدمات والأبحاث الثقافية؛ بيروت 1984 - ص 23 رقم 61 وص 24 رقم 62 و 65 وص 39 رقم 129 وص 56 رقم 200 وص 65 رقم 242 وص 89 رقم 344، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 278 ب. (¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن سويقة العزّي في: المواعظ والاعتبار 2/ 106. (¬3) خبر جامع سودون في: السلوك ج 3 ق 3/ 1122، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 688، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 279 أ. (¬4) انظر عن (عوض الزاهد) في: إنباء الغمر 2/ 282 رقم 26، وذيل الدرر الكامنة 147 رقم 209، والضوء اللامع 6/ 149، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 691.

إطلاق سراح أميرين

[إطلاق سراح أميرين] وفيه أطلق دمرداش جكم من عوض، وسودون طاز، وسار بهم (¬1) إلى حلب (¬2). [انهزام التركمان أمام أمير العرب] وفيه كانت وقعة بين نعير أمير العرب وبين خجا (¬3) بن سالم الدوكاري (¬4) وتراكمينه، فقتل ابن (¬5) سالم، وانهزم التركمان أقبح هزيمة (¬6). [تزايد الريح ووقوع الطاعون] وفيه تزايد هبوب الريح المرّيسيّ حتى كان الناس يحسّون بنداوة ثيابهم منها، ووقع الطاعون والأمراض الحارّة، وغلت الأدوية جدّا حتى أبيع القدح الواحد بماية درهم، والفرّوج بسبعين درهما، وقس على هذا (¬7). [شوّال] [وزارة ابن نصر الله] وفي شوّال استقرّ في الوزارة البدر حسن بن نصر الله، وقبض على ابن (¬8) البقريّ. [وفاة الحرفيّ] [1101]- وفيه مات الحرفيّ (¬9)، محمد بن علي بن عبد الله المغربيّ. وكان من أخصّاء الظاهر برقوق لما كان ينسب إليه من علم الحرف. ¬

(¬1) الصواب: «وسار بهما». (¬2) خبر الأميرين في: السلوك ج 4 ق 1/ 1122، وإنباء الغمر 2/ 262، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 688. (¬3) في الأصل: «وبين دمشق خجا». وهو إقحام. (¬4) يرد: الدوكاري والدكري والذكاري، والدكاري. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر الإنهزام في: السلوك ج 3 ق 3/ 1123، وإنباء الغمر 2/ 266، ونزهة النفوس 2/ 187، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 688، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 279 أ، ب. (¬7) خبر الريح والطاعون في: السلوك ج 3 ق 3/ 1124 - 1126. (¬8) في الأصل: «على بن». (¬9) انظر عن (الحرفي) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1129، وذيل الدرر الكامنة 149، 150 رقم 216، وإنباء الغمر 2/ 285 رقم 38، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 2435 أ، والنجوم الزاهرة 13/ 27، والضوء اللامع 8/ 193 رقم 502، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 693 و «الحرفي»: بفتح الحاء المهملة وسكون الراء بعدها فاء.

ذو القعدة

[ذو القعدة] [مشيخة خانقاه سرياقوس] وفي ذي قعدة استقرّ شمس الدين محمد بن عبد الله / 391 / بن أبي بكر القليوبي، الشافعي، في مشيخة خانقاه سرياقوس، عوضا عن الشيخ إيلياء (¬1) وما عهد من ولّي مشيختها شافعيّ المذهب سوى هذا. [إزكاء الزروع] وفيه زكت الزروع حتى أخبر الثقة أنّ الفدّان الواحد بالفيّوم أخرج أحد وتسعين (¬2) إردبّا من الشعير، وما سمع بمثل هذا قط (¬3). [الموتى بالصعيد] وهلك من الخلق ببلاد الصعيد في هذه السنة ما لا يحصى عددا (¬4). [ذو الحجّة] [قضاء الشافعية] وفي ذي حجّة أعيد الجلال البلقيني إلى القضاء، وصرف الأخنائيّ (¬5). [مقتل سودون طاز] [1102]- وفيه مات سودون طاز (¬6) مقتولا. [موت فارح المريني] [1103]- والقائد فارح (¬7) بن مهدي، المرينيّ، مدبّر دولة بني مرين بفاس. * * * ¬

(¬1) كذا في الأصل. وفي المطبوع من السلوك ج 3 ق 3/ 1124 «أنبياء». وفي نسخة مخطوطة: «أنبيلا». أنظر الحاشية رقم (1). (¬2) كذا في الأصل. وفي السلوك: «وسبعين». (¬3) خبر الزروع في: السلوك ج 3 ق 3/ 1125، 1126. (¬4) خبر الموتى في: السلوك ج 3 ق 3/ 1126، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 281 أ. (¬5) السلوك ج 3 ق 3/ 1126، نزهة النفوس 2/ 188، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 282 أ. (¬6) انظر عن (سودون طاز) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1129، ووجيز الكلام 1/ 375 رقم 838، والضوء اللامع 3/ 280، 281 رقم 1065، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 693، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 282 ب، وتاريخ بيروت لصالح بن يحيى 235، 236. (¬7) في الأصل: «فارخ» بالخاء المعجمة. والمثبت عن: إنباء الغمر 2/ 282 رقم 27، والضوء اللامع 6/ 162 رقم 535.

خلاف قاضي القدس وابن الباعوني

[خلاف قاضي القدس وابن الباعوني] وفيه قام العزّ عبد العزيز البغدادي الحنفي قاضي القدس على الشهاب بن الباعوني خطيب القدس، فتقلّد بسيف، ووقعت بالمسجد الأقصى، فاجتمع إليه الناس، فقال بأعلا (¬1) صوته: اشهدوا عليّ بأنه حكم بزندقة ابن (¬2) الباعوني، ومنع الناس من الصلاة خلفه. فبعث الباعوني من سأله عن مستنده في حكمه، فأجاب بأنه سمعه يقول إنه رأى - أعني الباعوني - في منامه النبي صلّى الله عليه وسلّم وهو يقبّل يده، فأخذ الباعوني في استفتاء علماء البيت المقدس عن ذلك، فأجابوا بأنّ ذلك لا يقتضي كفرا ولا زندقة. فخرج الباعوني إلى دمشق وشكاه لنايبها شيخ، فكتب بإحضاره للحكومة، وبلغ العزّ ذلك، ففرّ هاربا إلى بغداد (¬3). [انخفاض ماء النيل] وفيه أخذ قاع النيل فجاء دراع واحده (¬4) وعدّة (¬5) أصابع، وكان قد احترق جدّا بحيث قلّت جريته الماء (¬6)، وخاض الناس البحر من مصر إلى الجيزة (¬7). * * * وكانت هذه السنة أول سنيّ الحوادث والمحن التي ابتدأ فيها خراب ملك مصر وفني معظم أهلها، واتّضع حالها، واختلّت أمورها، وأذن ذلك بدمارها، وتسلسل الأمر إلى أيامنا هذه، ولله الأمر (¬8). ¬

(¬1) كذا. والصواب: «بأعلى». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر الخلاف في: إنباء الغمر 2/ 263. (¬4) الصواب: «فجاء ذراعا واحدة». (¬5) في السلوك: «عشرة». (¬6) كذا في الأصل. وفي السلوك: «جرية». (¬7) خبر النيل في: السلوك ج 3 ق 3/ 1127 وفيه: يخوضون من برّ القاهرة إلى برّ الجيزة. (¬8) السلوك ج 3 ق 3/ 1127.

حوادث سنة سبع وثمانمائة

/ 392 / [حوادث] سنة سبع وثمانمائة [محرّم] [قضاء الشافعية بدمشق] في محرّم قرّر في قضاء دمشق الشافعية أبو العباس الحمصيّ وصرف ابن (¬1) أبي البقاء (¬2). [وفاة شرف الدين موسى] [1104]- وفيه مات الشيخ [الموقّت، ابن قتامة] (¬3) شرف الدين، موسى بن محمد (¬4). وكان خيّرا منجمعا. وله تواليف مفيدة. [وفاء النيل] وفيه كان وفاء النيل، ونزل السلطان لكسره. (ومنع الناس من ركوب الشخاتير ببركة الرطلي، وعمل على رأسها جسرا بقنطرة، وباشر ذلك باشر باي الحاجب، فنسب إليه واستمرّ) (¬5). [وفاة ابن السفاح] [1105]- وفيه مات ابن (¬6) السفاح (¬7)، ناصر الدين، محمد بن صالح بن عمر (¬8) ابن أحمد الحلبيّ، الشافعيّ. ¬

(¬1) في الأصل: «وصرف بن». (¬2) السلوك ج 3 ق 3/ 1130، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 283 ب. (¬3) ما بين الحاصرتين إضافة من: إنباء الغمر 2/ 314 رقم 32، والضوء اللامع 10/ 189 رقم 794 وفيه: «موسى بن محمد بن قبا الشرف الموقت ابن أخت الخليلي»، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 284 ب، وفيه: «موسى بن محمد قبانا». (¬4) حتى هنا في: السلوك ج 3 ق 3/ 1130، ونزهة النفوس 2/ 194. (¬5) ما بين القوسين عن: إنباء الغمر 2/ 289، والخبر أيضا في: الذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 284 ب. (¬6) في الأصل: «مات بن». (¬7) انظر عن (ابن السفاح) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1167، وإنباء الغمر 2/ 311، 312 رقم 20، والنجوم الزاهرة 13/ 39، والدليل الشافي 2/ 629 رقم 2163، والضوء اللامع 7/ 268 رقم 683، ونزهة النفوس 2/ 206 رقم 414، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 724، 725، وإعلام النبلاء 5/ 142 رقم 491، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 282 ب (سنة 806 هـ‍). (¬8) في الأصل: «محمد»، والتصحيح من مصادر الترجمة.

صفر

وكان رئيسا حشما، فاضلا. ولي كتابة سرّ حلب، ثم اتصل بمصر بيشبك، وعيّن مرّة لكتابة السرّ، وكان عالي الهمّة. [صفر] [عصيان نائب الشام] وفي صفر فشت الإشاعة بعصيان شيخ نايب الشام (¬1). [نظارة الخاص] وفيه أعيد الفخر بن غراب إلى نظارة الخاصّ، وصرف البدر بن نصر الله (¬2). [وفاة المسند الأزهري] [1106]- وفيه مات المسند الحلاوي (¬3) جمال الدين، عبد الله بن عمر بن علي بن مبارك الصفدي، السعودي، الأزهريّ. [ربيع الأول] [تزايد الغلاء والبلاء] وفي ربيع الأول كان الغلاء زايدا والأسعار في جميع المبيعات من فضّة، والبلاء قد عمّ الناس في أمر الفلوس وكثرتها، وتغيّر النقود بسببها (¬4). [وفاة شهاب الدين الحنفي] [1107]- وفيه مات الشيخ العالم الفاضل شهاب الدين، أحمد بن محمد التركي (¬5) الحنفيّ. وكان عالما ماهرا في كثير من الفنون، خيّرا، ديّنا كبير المروة. وله مكارم أخلاق، عيّن في الرسلية إلى تمرلنك، فبغته أجله بحلب في ذهابه. ¬

(¬1) خبر العصيان في: إنباء الغمر 2/ 289، ووجيز الكلام 2/ 376، ونزهة النفوس 2/ 194. (¬2) خبر النظارة في: السلوك ج 3 ق 3/ 1133، وإنباء الغمر 2/ 289، ونزهة النفوس 2/ 195، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 694. (¬3) انظر عن (الحلاوي) في: ذيل التقييد 2/ 47 - 49 رقم 1134، وإنباء الغمر 2/ 305 رقم 8، والضوء اللامع 5/ 38، وشذرات الذهب 7/ 97، وتحفة الأحباب للسخاوي 76، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 285 ب. (¬4) خبر الغلاء في: السلوك ج 3 ق 3/ 1131، وإنباء الغمر 2/ 289، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 694، 695. (¬5) انظر عن (التركي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 254 ب، وذيل الدرر الكامنة 153 رقم 226، ووجيز الكلام 9/ 378 رقم 842، والضوء اللامع 2/ 64، والدرّ المنتخب، رقم 191، وشذرات الذهب 7/ 61.

وفاة التاج الشافعي

[وفاة التاج الشافعي] [1108]- والعالم الماهر، التاج الأصفهيدي (¬1)، تاج بن محمود الشافعيّ. وله تصانيف. [وفاة الجمال النحريري] [1109]- والجمال النحريري (¬2) عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إدريس بن نصر الحلبي المالكي، قاضي حلب. وكان فقيها، عالما، فاضلا. [ربيع الآخر] [وفاة الجلال الحموي] [1110]- وفي ربيع الآخر مات الجلال الحموي (¬3)، علي بن إبراهيم بن علي القصاي (¬4)، الشافعيّ، ثم الحنفيّ. وكان فاضلا أدرك كبار المشايخ وأخذ عنهم، وبرع في الأدب. ومن شعره: عين على المحبوب قد قال لي (¬5) ... : راح إلى غيرك يبغي اللجين فجيته بالتبر مستدركا ... وقلت: ما جيتك إلاّ بعين ويقال: إنّ وفاته في التي تليها. ¬

(¬1) انظر عن (الأصفهيدي) في: إنباء الغمر 2/ 301 رقم 5، وذيل الدرر الكامنة 153، 154 رقم 227، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 255 أ، وطبقات الشافعية، له 4/ 352، 353 رقم 724، وفيه: «الأصفهيدي»، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 233 أ، رقم 422، ووجيز الكلام 1/ 377 رقم 841، والضوء اللامع 2/ 25، ودرّة الحجال 1/ 230 رقم 344 وفيه: «الأصفهندي»، وبغية الوعاة 4781 رقم 982 وفيه «الأصفهندي»، وشذرات الذهب 7/ 62، ومعجم المؤلّفين 3/ 87، وديوان الإسلام 1/ 135، 136 رقم 189. (¬2) انظر عن (النحريري) في: ذيل التقييد 2/ 55 رقم 1144، وذيل الدرر الكامنة 156، 157 رقم 231، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 259 أ، والدرّ المنتخب، رقم 698، ووجيز الكلام 1/ 379 رقم 845، والضوء اللامع 5/ 42، وإنباء الغمر 2/ 306 رقم 10، وشذرات الذهب 7/ 68، وإعلام النبلاء 5/ 142، 143 رقم 492، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 286 ب. (¬3) انظر عن (الجلال الحموي) في: الدليل الشافي 1/ 445 رقم 1541، والمنهل الصافي 8/ 27، 28 رقم 1547، وإنباء الغمر 2/ 370 رقم 29، والضوء اللامع 5/ 155 رقم 539، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 725، وشذرات الذهب 7/ 85. (¬4) في الدليل الشافي: «القضاعي»، وفي المنهل الصافي: «القضامي»، ومثله في: الضوء اللامع. (¬5) في بدائع الزهور: «عيني على المحبوب مذ قيل لي».

جمادى الأول

[جمادى الأول] [كساد المبيعات والأسعار] وفي جماد الأول توقّفت أحوال الناس في المبيعات والصرف، وكسد الدينار الإفرنتي وكثر في الأيدي، وتسفّه فاختشى الناس / 393 / من انحطاط سعره (¬1). [غلاء البزورات] وفيه غلت البزورات لأجل الزرع، وتعطّلت الكثير من الأراضي لاتساع ماء النيل لكثرة زيادته، وعجز الفلاّحين عن الزّرع، سيما أهل الصعيد لدمار أهلها موتا وجوعا وبردا، وباعوا أولادهم كابتياع النسايا (¬2)، ووطيت الجواري منهنّ بمندوحة تلك (¬3) الثمن، وهلك في هذه السنة والتي قبلها من أهل مصر نحوا (¬4) من الثلثين، ودمّرت أكثر قراها (¬5). [كثرة التحاسد] وفيه كثر تحاسد أهل الدولة سيما الأمراء، وتدابرهم، وصارت الإشاعات فأشبه بثوران الفتن. [جمادى الآخر] [فتنة قريب السلطان] وفي جماد الآخر انقطع عدّة من الأمراء عن حضور الخدمة، واستوحش السلطان منهم، وذلك بسبب إينال باي بن قجماس قريب السلطان وزوج أخته الخوند بيرم وأميراخور، وكان في غرضهم إشارة (¬6) من باب السلسلة، وإعطاء الأمير اخورية لجركس المصارع، كل ذلك بتدبير يشبك وعصبته. وقام السلطان في الصلح فما اتّفق ذلك. وركب يشبك وأخذ مدرسة الناصر حسن، وأظهر المخالفة، ووقعت أمور وحرب كثيرة دامت بين السلطانية ومعه الأتابك بيبرس، وإينال باي واليشبكية (¬7)، ومعه جماعة كبيرة، منهم تمراز أمير سلاح، وسودون الحمزاوي، وجركس المصارع، وآخرين (¬8). ثم آل الأمر إلى فرار يشبك ليلا إلى جهة الشام، ونهبت أصحابه قطيا، ومرّ إلى ¬

(¬1) خبر الكساد في: السلوك ج 3 ق 3/ 1134، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 695. (¬2) كذا في الأصل. والصواب: «النساء». (¬3) كذا في الأصل. والصواب: «ذلك». (¬4) كذا في الأصل. والصواب: «نحو». (¬5) خبر البزورات في: السلوك ج 3 ق 3/ 1135، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 696. (¬6) كذا في الأصل. والصواب: «أسر». (¬7) في السلوك ج 3 ق 3/ 1137 «ويشي». (¬8) الصواب: «وآخرون».

الإفراج عن أمراء

دمشق، وانضمّ إلى شيخ نايبها، وأطاعهما جماعات. وكانت فتن كثيرة. وبلغت نفقة نايب الشام على يشبك ومن معه نحوا من مايتي ألف دينار (¬1). [الإفراج عن أمراء] وفيه أفرج السلطان عن سودون من زاده، وتمربغا المشطوب، وبعث بإحضار نوروز بأمان. وقرّر في الدوادارية سودون المارداني عوضا عن يشبك، وقرّر في إمرة مجلس سودون الطيار، وقرّر أقباي الحاجب في إمرة سلاح، واستقرّ أبو كمّ في نظر الجيش عوضا عن ابن (¬2) غراب، وكان توجّه للشام مع يشبك (¬3). [قضاء الشافعية] وفيه أعيد الأخنائي إلى قضاء الشافعية وصرف الجلال البلقينيّ (¬4). [نظر الجيش] وفيه أعيد البدر بن نصر الله في نظر الجيش، وصرف أبو كمّ (¬5). [تحالف نوروز وشيخ] وفيه انضمّ نوروز إلى شيخ نايب الشام، وكان لدخوله دمشق في هذا الشهر يوما مشهودا، وضربت له فيها الدبادب، وأظهر شيخ الهناء لأجله (¬6). [الفتن ببلاد حلب] وفيه كانت فتن ببلاد حلب وكان القائمون فيها جماعات / 394 / وأحلاف، منهم ابن (¬7) صاحب الباز فارس، أو ابن (¬8) دلغادر، وابن (¬9) رمضان، وكلّهم من غرض دمرداش نايب حلب، في آخرين (¬10). ¬

(¬1) خبر الفتنة في: السلوك ج 3 ق 3/ 1136 - 1140، والنجوم الزاهرة 12/ 303 - 306، ووجيز الكلام 1/ 376، ونزهة النفوس 2/ 196، 197 وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 698 - 700، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 287 ب. (¬2) في الأصل: «عن بن». (¬3) خبر الإفراج في: السلوك ج 3 ق 3/ 1140، 1141، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 702، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 287 ب. (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 1141، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 702. (¬5) السلوك ج 3 ق 3/ 1141، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 702. (¬6) خبر التحالف في: السلوك ج 3 ق 3/ 1141 - 1144، ووجيز الكلام 1/ 376، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 702، 703، وتاريخ بيروت 236. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) في الأصل: «بن». (¬10) خبر الفتن في: السلوك ج 3 ق 3/ 1142، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 703، والدر المنتخب 1 / ورقة 248 ب.

رجب

[رجب] [الأستادارية بمصر] وفي رجب استقرّ جمال الدين يوسف البيري أستادار بجاس، أستادارا بمصر بإلحاح من السلطان عليه في ذلك (¬1). [الإفراج عن قرا يوسف] وفيه أفرج نايب الشام عن قرا يوسف وحلّفه على طاعته وأن يكون معه، وأخذ من حينئذ في إظهار عصيانه على السلطان (¬2). [وفاة الجمال الرشيدي] [1111]- وفيه مات الجمال الرشيدي (¬3)، عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن لاجين. وسمع على جماعة، وأسمع. [اعتقال نائب طرابلس] وفيه ملك جكم طرابلس، وحمل نايبها شيخ السليمانيّ إلى قلعة صهيون فسجنه بها، وقطع اسم السلطان من الخطبة، وأظهر عزم التّوجّه إلى مصر لأخذها. ولم ينضمّ إلى شيخ ونوروز مع بعثهما إليه، وسوّف بهما (¬4). [ازدياد الغلاء] وفيه زاد حال الغلاء جدّا واشتدّ، لا سيما بالوجه البحري، حتى أبيع القدح الواحد من القمح بأربعين درهما، وبيعت البيضة من بيض الدجاج بدرهمين (¬5). ¬

(¬1) خبر الإستدارية في: السلوك ج 3 ق 3/ 1143، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 704، والنجوم الزاهرة 12/ 309. (¬2) خبر الإفراج في: السلوك ج 3 ق 3/ 1143، 1144، والنجوم الزاهرة 12/ 310، وبدائع الزهور ج 2 ق 2/ 704، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 288 أ. (¬3) انظر عن (الرشيدي) في: لحظ الألحاظ 241، وذيل التقييد 2/ 55، 56 رقم 1145، وذيل الدرر الكامنة 155 رقم 230، وإنباء الغمر 2/ 306 رقم 11، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 259 أ، والضوء اللامع 5/ 43، وشذرات الذهب 7/ 68، والمجمع المؤسس 2/ 82 رقم 116، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 288 ب. (¬4) خبر نائب طرابلس في: السلوك ج 3 ق 3/ 1144، والنجوم الزاهرة 12/ 310، ونزهة النفوس 2/ 197، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 705، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 288 أ، والدر المنتخب 1 / ورقة 248 ب. (¬5) خبر الغلاء في: السلوك ج 3 ق 3/ 1145.

غرق جماعة بالبحر

[غرق جماعة بالبحر] وفيه ركب جماعة من أهل الإسكندرية البحر في خمسة مراكب فارّين منها من الغلاء فغرقوا بأجمعهم (¬1). [تزايد الموت] وفيه تزايد الموتان في أهل الحاجة بالجوع، حتى قبض على رجل من المفسدين ببلبيس ووسّط وعلّق خارجها، فوجد رجل قد أخذ قلبه وكبده ليأكلهما من الجوع، فأحضر إلى الوالي وهما معه، فقال: حملني عليه الجوع، فوصله بمال، وخلّى سبيله (¬2). [مصادرة الناس بالشام] وفيه أكثر نايب الشام من مصادراته الناس، وألزم جماعات بأموال جزيلة، وفرض على البساتين مبلغا كبيرا (¬3). [شعبان] [استيلاء جكم على حلب] وفي شعبان ملك جكم حلب واستولى عليها، وفرّ نايبها دمرداش ومعه حاجبها ناصر الدين محمد في شهري وابن (¬4) عمّه محمد نايب القلعة (¬5). (واقعة فظيعة) (¬6) ثم أخذ جكم في الإحسان إلى الرعايا بحلب وولّى بلادها جماعة من جماعته (¬7). [أخذ نائب الشام صفد] وفيه بعث نايب الشام عسكرا لأخذ صفد، ثم سار بنفسه وجيوشه. ولا زال على ¬

(¬1) خبر الفرق في: السلوك ج 3 ق 3/ 1145. (¬2) خبر الموت في: السلوك ج 3 ق 3/ 1145. (¬3) خبر المصادرة في: السلوك ج 3 ق 3/ 1145. (¬4) في الأصل: «وبن». (¬5) خبر جكم في: السلوك ج 3 ق 3/ 1146، وإنباء الغمر 3/ 245، والنجوم الزاهرة 12/ 310، ووجيز الكلام 1/ 376، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 706، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 289 أ، والدر المنتخب 1 / ورقة 248 ب، 249 أ. (¬6) العنوان عن هامش المخطوط. (¬7) خبر الواقعة في: السلوك ج 3 ق 3/ 1146، وإنباء الغمر 2/ 295، والنجوم الزاهرة 12/ 310.

قضاء المالكية

صفد حتى ملكها وقلعتها، ونزل إليه بكتمر جلق بالأمان، وذلك بعد نحو من شهر (¬1). [قضاء المالكية] وفيه أعيد الوليّ بن خلدون إلى القضاء المالكية، وصرف البساطيّ (¬2). [هلاك اللنك الباغي] (¬3) [1112]- وفيه مات تمرلنك (¬4) بن طرغاي بن ألغاي بن سنباي بن طارم / 395 / بن طغريل بن قليج بن سنقر بن كيحك بن طور سومان بن القان خان المغليّ، الملقّب بكوركان، ومعناه: الصهر. ومات وله نحوا (¬5) من ثمانين سنة، وكان من عتاة الملوك، سلّطه الله (تعالى) (¬6) على العباد والبلاد بالخراب والإهلاك والفساد، فغازى في المسلمين، ولم يتعرّض للكافرين. وكان في الأصل من الرعاة قطّاع الطريق. وله أخبار تطول وجريات تطول، خدم ملك التتار حتى مات، فولي سلطنة البلاد. له صغير يقال له محمود، فصار تمر نظامه ومدبّر مملكته. وتزوّج بأنّه لأجل الشهرة والذكر، وما أراد أن ينفرد هو بنفسه، ولهذا لقّب نفسه بكوركان يعني صهر الملك، وكانت الكتب والمراسلات تخرج باسم محمود. وكان يسيّره معه حيث شاء، وإن أمر بشيء من الأمر. وملك تمر عامّة بلاد العراق، وخراسان، وماوراء النهر، والهند، وديار بكر، والروم، وحلب، ودمشق، وغير ذلك، وخرّب مدن الشام، وحرّق، وأزال نعم الناس. وكان أعرج، وكان بطلا، شجاعا، شهما، جبّارا، ظالما، غاشما، شرها على سفك ¬

(¬1) خبر صفد في: السلوك ج 3 ق 3/ 1147، 1148، والنجوم الزاهرة 12/ 311، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 708، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 289 أ. (¬2) السلوك ج 3 ق 3/ 1149، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 289 أ. (¬3) العنوان عن هامش المخطوط. (¬4) انظر عن (تمرلنك) في: عجائب المقدور لابن عربشاه 393 و 454 وما بعدها، وإنباء الغمر 2/ 299 و 301 - 304 رقم 6، والنجوم الزاهرة 12/ 253، والدليل الشافي 1/ 224 رقم 785، والمنهل الصافي 4/ 103 - 138 رقم 787، ووجيز الكلام 2/ 380 رقم 849، ودرّة الحجال 1/ 230، 231 رقم 346، والضوء اللامع 3/ 46 رقم 192، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 709 - 711 و 757، وشذرات الذهب 7/ 62، ومآثر الإنافة 2/ 197، وأخبار الدول (طبعة بيروت المحقّقة) 2/ 505، 506، والتاريخ الغياثي (انظر فهرس الأعلام) 422، 423، وتاريخ بخارى لأرمينوس فامبري 239 - 257، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 290 ب، و 294 أ، والدر المنتخب 1 / ورقة 239 أ - 242 أ، وتاريخ بيروت 234، 235. (¬5) الصواب: «وله نحو». (¬6) كتبت فوق السطر.

وفاة ابن الملقن

الدماء، عارفا بالشطرنج ولازمه نقلا وحملا. وكان يقرّب العلماء والصالحين والأشراف والشجعان، وكان له فكر صائب ومكائد في الحروب ونوائبه، ومعرفة بتواريخ الخلق، عارفا بالفارسية والمغلية، والتركيّة، وكان أمّيّا، ومع ذلك فكان يجمع العلماء ويذاكر ويطرح الأسئلة المشكلة لدرسه، وتعنّت في المسائل، وكان يجمع العلماء للمناظرة عنده مع تعظيمهم جدا، وكانت عساكره لما جاء البلاد الشامية (¬1)، وكانت عساكره المدوّنة المختصّة به خاصّة ثمان ماية ألف. وله بسمرقند آثار عظيمة، وأنشأ قصبات كثيرة سمّاها باسم البلاد الكبيرة كبغداد ومصر ودمشق وحلب وشيراز وغير ذلك. وأنشأ قلاعا وحصونا. وكان يقدّم قواعد جنكز خان ويجعلها أصلا. وقد أفتى بعض العلماء بكفره. وكان عزم بأخرة أن يتوجّه إلى الخطأ وتجهّز لذلك، وسار، فجاءه الأمراض (¬2) الذي ما عنه مدفع، فمرض بعلّة القولنج المقابل بالإسهال. وكان موته في سابع عشر رمضان هذا باهنكداده من قرى سمرقند. وذكر بعضهم وفاته في ثالث عشره. وأخباره تطول جدّا، وهذا ملخّصها. [وفاة ابن الملقّن] [1113]- وفيه مات النور بن الملقّن (¬3)، علي بن عمر بن علي الأندلسيّ الأصل، الأنصاري، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، عيّن للقضاء، ولم يتّفق له ذلك. ومولده سنة ثمان وثمانين وسبعماية. [امتلاك طرسوس] / 396 / وفيه ملك محمد بن قرمان طرسوس بمال بذله لنا بها سنقر (¬4). [رمضان] [تقرير مشير ووزير] وفي رمضان قرّر يلبغا السالمي مشيرا، ومحمد بن الطبلاوي وزيرا (¬5). ¬

(¬1) كذا في الأصل، والعبارة مشوّشة. (¬2) الصواب: «فجاءه المرض». (¬3) انظر عن (ابن الملقّن) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1168، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 260 أ، وذيل الدرر الكامنة 160 رقم 237، وإنباء الغمر 2/ 308 رقم 15، والدليل الشافي 1/ 465، 466 رقم 1614، والمنهل الصافي 8/ 132 رقم 1621، والنجوم الزاهرة 13/ 39، والضوء اللامع 5/ 267 رقم 894، ونزهة النفوس 2/ 206 رقم 413، وشذرات الذهب 7/ 66، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 289 ب. (¬4) خبر طرسوس في: السلوك ج 3 ق 3/ 1148. (¬5) خبر المشير في: السلوك ج 3 ق 3/ 1149، 1150، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 711.

طاعة نوروز للسلطان

[طاعة نوروز للسلطان] وفيه قدم نوروز إلى القاهرة طائعا. وكان نايب الشام قد أحسن إليه وأعطاه ما يتحصّل له من الدورة بحوران، فخرج إلى ذلك، فلما انتهى أمره قصد القاهرة، فسرّ السلطان به وخلع عليه وقرّره في تقدمة ألف (¬1). [عدول جكم عن السلطنة] وفيه وصل جكم من عوض من حلب إلى دمشق، وسرّ به نايب الشام. وكان لما استولى على قلعة حلب ومملكتها عزم أن يتسلطن بها ويلقّب بالعادل، فأخّر ذلك، ولما دخل دمشق أخذ في إظهار شعار السلطنة، فشقّ ذلك على الأمراء بدمشق، ولا زالوا به حتى ترك ذلك (¬2). [قطع الخطبة للسلطان] وفيه قطع شيخ نايب الشام اسم السلطان من الخطبة على منابر دمشق (¬3). [وفاة الهيثمي] [1114]- وفيه مات المحدّث، بل الحافظ نور الدين الهيثميّ (¬4)، علي بن أبي بكر بن سليمان بن أبي بكر بن عمر بن صالح، الشيخ أبو الحسن. وكان فاضلا، تقيّا، خيّرا، ديّنا. ¬

(¬1) خبر نوروز في: السلوك ج 3 ق 3/ 1150، ووجيز الكلام 1/ 376، ونزهة النفوس 2/ 198، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 711. (¬2) خبر جكم في: السلوك ج 3 ق 3/ 1150، 1151، ووجيز الكلام 1/ 376، ونزهة النفوس 2/ 197، 198، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 711. (¬3) خبر الخطبة في: السلوك ج 3 ق 3/ 1151، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 290 أ. (¬4) انظر عن (الهيثمي) في: ذيل التقييد 2/ 229، 230 رقم 1500، وذيل الدرر الكامنة 160 - 162 رقم 238، وإنباء الغمر 2/ 309، 310 رقم 17، وتذكرة الحفّاظ 4/ 1423، وطبقات الحفّاظ 545، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 260 أ، ووجيز الكلام 1/ 377 رقم 840، والضوء اللامع 5/ 200 رقم 676، والدرّ المنتخب، رقم 919، والدليل الشافي 1/ 446 رقم 1545، والمنهل الصافي 8/ 30، 31 رقم 551، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 725، وشذرات الذهب 7/ 70، وديوان الإسلام 4/ 354، 355 رقم 2151، وحسن المحاضرة 1/ 250، وكشف الظنون 957 و 1400، وإيضاح المكنون 1/ 186 و 2/ 566، وهدية العارفين 1/ 727، والأعلام 4/ 266، ومعجم المؤلفين 7/ 45، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 5/ 315، 316، والمجمع المؤسس 2/ 263 - 267 رقم 154، ولحظ الألحاظ 239، وتاريخ الأدب العربي 2/ 91، وذيله 2/ 82، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 291 أ.

نهب ألبيرة

[نهب ألبيرة] وفيه نهب عثمان بن طرغلي (¬1) المعروف بقرايلك ألبيرة وسبى وأحرق (¬2). [تزايد الأمراض] وفيه تزايدت الأمراض الحارّة وفشت في الناس، وغلت الأدوية جدّا (¬3). (عجيبة) (¬4) وفيه ظهرت في برّ الجيزة على شاطىء النيل وفي نفس النيل وفي مزارع بلاد القليوبية شبه نيران كأنها مشاعل تقد أو كفتايل السرج، أو مشعل النيران. ودام ذلك يرى مدّة ليالي متوالية، ثم لم ير بعد ذلك، وما علم ما أصل ذلك (¬5). [وفاة الجلال الأردبيلي] [1115]- وفيه مات الجلال، عبد الله (¬6) بن عوض بن محمد بن عوض بن عبد الله الأردبيلي (¬7)، الحنفي، نزيل القاهرة. وكان من العلماء وأهل الفضل، ومن أجلّ الفقهاء الحنفية. وولّي قضاء العسكر ومشيخة مدرسة أمّ السلطان بالتّبّانة، وغير ذلك. وكان قد لقي كبار المشايخ. [شوال] [تجهّز نائب الشام للمسير إلى القاهرة] وفيه تجهّز شيخ نايب الشام للمسير إلى القاهرة، وخرجت مقدّمات عساكره بعد أن نفق فيهم أموالا كثيرة، وبعث بحريمه وعياله إلى قلعة الصبيبة بعد أن حصّنها، وولّى نيابة قلعتها لإنسان من جهته (¬8). ¬

(¬1) في السلوك: «طور علي». (¬2) خبر البيرة في: السلوك ج 3 ق 3/ 1151. (¬3) خبر الأمراض في: السلوك ج 3 ق 3/ 1152. (¬4) العنوان عن هامش المخطوط. (¬5) خبر العجيبة في: السلوك ج 3 ق 3/ 1152، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 713. (¬6) في الأصل: «عبد الله»، والتصحيح من مصادر ترجمته التالية. (¬7) انظر عن (الأردبيلي) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1168، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 7259، وذيل الدرر الكامنة 159 رقم 234، وإنباء الغمر 3/ 307، 308 رقم 14، والنجوم الزاهرة 13/ 38، والضوء اللامع 5/ 117، ونزهة النفوس 2/ 206 رقم 411، وفيه «عبد الله»، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 725، وشذرات الذهب 7/ 69 وفيه: «عبد الله». (¬8) خبر نائب الشام في: السلوك ج 3 ق 3/ 1153، ووجيز الكلام 1/ 376، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 714.

إطلاق ابن أويس

[إطلاق ابن أويس] وفيه أطلق شيخ السلطان أحمد بن أويس، وأقام له يزكا، وصار معه هو وقرا يوسف (¬1). [تزايد الأسعار] وفيه تزايدت الأسعار وفقد الخبز من القاهرة سيما والبقسماط يعمل لأجل سفر السلطان، والناس في وقوف الحال بسبب الفلوس وفساد المعاملة، / 397 / وقد عمّ الأنام الضرر العامّ (¬2). [وفاة عبد المنعم البغدادي] [1116]- وفيه مات العلاّمة عبد المنعم بن سليمان بن داود الشيخ شرف الدين البغدادي (¬3)، الحنبلي. وكان عالما، ماهرا، أفتى ودرّس، وعيّن للقضاء غير مرة، وانتهت إليه رياسة مذهبه. [ذو القعدة] [النفقة على جند السلطان للسفر] وفي ذي قعدة علّق جاليش سفر السلطان على القلعة، وأنفق على الجند منه نفقة بلغت مايتي ألف دينار وخمسين ألف دينار اقترض منها من مال الأيتام، وأخذ من مال تركة التاجر المحلّي وغيره (¬4). [تقرير القضاة] وفيه أعيد الجلال البلقيني إلى القضاء وصرف الأخنائي، وأعيد أيضا الجمال يوسف البساطي إلى القضاء المالكية، وصرف ابن (¬5) خلدون (¬6). ¬

(¬1) خبر ابن أويس في: السلوك ج 3 ق 3/ 1154، والنجوم الزاهرة 12/ 314، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 714. (¬2) خبر الأسعار في: السلوك ج 3 ق 3/ 1154، والنجوم الزهور ج 1 ق 2/ 715. (¬3) انظر عن (البغدادي) في: السلوك ج 3 ق 3/ 1168، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 259 ب، وإنباء الغمر 2/ 307 رقم 13، والنجوم الزاهرة 13/ 39 وفيه: «عبد المنعم بن محمد بن داود. . .»، والضوء اللامع 5/ 88 رقم 324، ووجيز الكلام 1/ 379 رقم 847، ونزهة النفوس 2/ 206 رقم 412، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 725، والمنهج الأحمد 479، وشذرات الذهب 7/ 68، والمقصد الأرشد، رقم 624، والجوهر المنضد 71، والدرّ المنضد 2/ 601، 602 رقم 1509، والسحب الوابلة 169، وذيل الدرر الكامنة 158 رقم 234. (¬4) خبر النفقة في: السلوك ج 3 ق 3/ 1156، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 715. (¬5) في الأصل: «وصرف بن». (¬6) خبر القضاة في: السلوك ج 3 ق 3/ 1157، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 716، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 293 ب.

تحالف نائب حماه وشيخ السليماني

[تحالف نائب حماه وشيخ السليماني] وفيه وقع من علاّن نايب حماه اتفاق مع شيخ السليماني الذي كان نائبا بطرابلس وتعاضدا فأخذاها من جكم ومهّداها، وطردوا (¬1) المخالفين من العرب والتركمان عن البلاد (¬2). [دخول جكم دمشق] وفيه وصل جكم إلى دمشق وكان له يوما مشهودا (¬3)، وأخذ يترفّع على الأمير شيخ ويشبك الدوادار بدمشق، ويتحرّك حركة السلاطين والأمراء بملاطفة حتى لا يتظاهر بالسلطنة، وهو في رأي التوجّه إلى البلاد الشمالية، وهم في رأي التوجّه إلى مصر، وداموا في تخالف الرأي مدّة أيام، ثم قوي العزم على قصد مصر، وساروا، وكان لهم في أثناء ذلك أشياء يطول شرحها (¬4). [ذو الحجّة] [وقعة السعيدية] وفي ذي حجّة خرج السلطان بعساكره إلى لقاء شيخ، وكانت وقعة السعيدية (¬5) المشهورة قتل فيها صرق (¬6)، وكان الناصر ولاّه نيابة الشام فقبض عليه وقتله شيخ صبرا بين يديه، وفرّ الناصر على الهجن إلى قلعة الجبل، فما وصلها إلى قرب العصر، وقد شاع موته وموت الأمراء، وأقيمت الأعزية بكثير من الدور. وكان يوما مهولا بالقاهرة. وغنم الشاميّون أثقالا المصريّين واستولوا على الخليفة وقضاة القضاة. ثم زحف شيخ على القاهرة، ووقعت الحرب بين السلطانية وبينه فانكسر بعد النصرة، وجرت أمور، وهرب يشبك الأربعة (¬7) واختفوا بظواهر القاهرة، وفرّ شيخ ¬

(¬1) الصواب: «وطردا». (¬2) خبر التحالف في: السلوك ج 3 ق 3/ 1157، 1158، والنجوم الزاهرة 12/ 315، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 716. (¬3) الصواب: «وكان له يوم مشهود». (¬4) خبر جكم في: السلوك ج 3 ق 3/ 1158، 1159، والنجوم الزاهرة 31412، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 717، 718، والسيف المهنّد 245، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 293 أ. (¬5) السعيدية: قرية قديمة اندثرت، كانت تقع بأراضي ناحية العباسة بين بلبيس والخطّارة بالشرقية في مصر، كانت ضمن مراكز البريد في طريق الشام. وقد أسماها الظاهر بيبرس: السعيدية نسبة إلى ولده السعيد محمد بركة خان. (السلوك). وأثبتها ابن خطيب الناصرية بالصاد، «الصعيدية» (الدرّ المنتخب 1 / ورقة 249 أ). (¬6) صرق: هو اسم للرمح. انظر عنه في: الدليل الشافي 1/ 354 رقم 1217، والمنهل الصافي 6/ 346، 347 رقم 1220، ووجيز الكلام 1/ 377 ووقع فيه «صرف» والضوء اللامع 3/ 322 رقم 1137. (¬7) كذا في الأصل، وفي السلوك: وتسلّل الأمير قطلوبغا الكركي والأمير يشبك الدودادار، والأمير تمراز الناصري، وجركس المصارع.

نيابة الشام

وجكم إلى جهة الشام، فلم يتبعهم أحد من السلطانية. وأخلت هذه الفتنة عن تلاف مال العسكرين، وذهب فيها ما شاء الله أن يذهب (¬1). [نيابة الشام] وفيه قرّر السلطان نوروز في نيابة الشام، وكان قد فرّ إليه (¬2). (سيدي علي بن أبي الوفا) (¬3) [1117]- وفيه مات سيدي علي بن محمد بن أبي الوفاء الشاذليّ (¬4)، الصوفي، المالكي. وهو مشهور، وكان له شعر حسن، وللناس فيه الاعتقاد الجميل. [مرض السلطان] وفيه مرض السلطان بحمّى حارّة (¬5) حتى أرجف بموته ورمى الدم، وأشيع بأنه بمرض الدوسنطاريا، ودام مدّة حتى شفي ممّا هو فيه (¬6). [احتياط شيخ على ديار الأمراء] وفيه وصل شيخ إلى دمشق / 398 / واحتاط على ديار الأمراء الذين فرّوا عنه بمصر، وهم يشبك وغيره (¬7). ¬

(¬1) خبر وقعة السعيدية في: السلوك ج 3 ق 3/ 1164 - 1164، وإنباء الغمر 2/ 292، 296، وتاريخ بيروت 236، والنجوم الزاهرة 12/ 319 - 321، ووجيز الكلام 1/ 376، 377، ونزهة النفوس 2/ 202 - 205، وتاريخ ابن سباط 2/ 770، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 720، 721، والسيف المهنّد 246، 247، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 294 أ، ب، و 295 أ، ب، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 249 أ، ب. (¬2) خبر نيابة الشام في: السلوك ج 3 ق 3/ 1165، وإنباء الغمر 2/ 297، والنجوم الزاهرة 12/ 321، ووجيز الكلام 1 ج 377، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 722، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 249 ب. (¬3) العنوان عن هامش المخطوط. (¬4) انظر عن (ابن أبي الوفا الشاذلي) في: إنباء الغمر 2/ 308 رقم 16، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 260 أ، وذيل الدرر الكامنة 159، 160 رقم 236، والدليل الشافي 1/ 472 رقم 1638، والمنهل الصافي 8/ 163 - 165 رقم 1645، والضوء اللامع 6/ 21 رقم 46، ووجيز الكلام 1/ 379 رقم 846، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 726، 727 وطبقات المفسّرين للداوودي 1/ 434 رقم 376، وشذرات الذهب 7/ 70. (¬5) في الأصل: «حارة». (¬6) خبر مرض السلطان في: السلوك ج 3 ق 3/ 1168، وإنباء الغمر: 2/ 299، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 722، وتاريخ بيروت 236. (¬7) خبر الاحتياط في: السلوك ج 3 ق 3/ 165، والنجوم الزاهرة 12/ 322.

فرار ابن أويس

[فرار ابن أويس] وفيه فرّ أحمد بن أويس في غيبة شيخ (¬1). [ثورة الأمراء والعرب والتركمان تأييدا للسلطان] وفيه ثار عدّة من أمراء حلب وأخذوها للسلطان وقام ابنا شهري الحاجب ونايب القلعة بتدبير أمورها ويونس الحافظي بعد أن حلّفوا العسكر بها للسلطان. وثار العرب والتركمان فاستولوا على مغلّ بلاد حلب (¬2). [قياس الكعبة طولا وعرضا] وفيه قدم حاج من العراق بمحمل، وقاس بعض أعيان الحاجّ طول الكعبة وعرضها ليبعث تمر من قابل بكسوة الكعبة مع جيش (¬3). [تقرير نواب حلب وحماه وطرابلس وصفد] وفيه بعث إلى علاّن اليحياوي تقليد بنيابة حلب، وقرّر عوضه في حماه دقماق، وقرّر في نيابة طرابلس بكتمر جلق نايب صفد، وقرّر بكتمر الركنيّ في نيابة صفد (¬4). [استيلاء قرايلك والتركمان على عدّة بلاد] وفيه استولى قرايلك على قلعة الرها واستولى التركمان على عدّة بلاد وقلاع منها: أدنة (¬5)، وكحتا، وكركر، وبهسنا (¬6). * * * [تجديد قاضيين للأحناف والمالكية بمكة] وفيها - أعني هذه السنة - استجدّ بمكة قاضيان: حنفيّ، وهو الشهاب أحمد بن الضياء محمد بن (¬7) محمد بن نصر (. . .) (¬8) ومالكيّ، وهو المجد بن تقيّ الدين، ¬

(¬1) خبر الفرار في: السلوك ج 3 ق 3/ 1165، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 723، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 294 أ. (¬2) خبر الثورة في: السلوك ج 3 ق 3/ 1165، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 723، والنجوم الزاهرة 12/ 322. (¬3) خبر الكعبة في: السلوك ج 3 ق 3/ 1166. (¬4) خبر النواب في: السلوك ج 3 ق 3/ 1167، والنجوم الزاهرة 12/ 322، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 724، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 249 ب. (¬5) في السلوك: «ماردين». (¬6) خبر قرايلك في السلوك ج 3 ق 3/ 1166، 1167. (¬7) في الأصل: «ابن». (¬8) كلمة غير واضحة.

وفاة الشاعر السعدي

محمد بن أحمد بن علي الفاسي (¬1). [وفاة الشاعر السعدي] [1118]- وفيها مات الشاعر، الأديب، العالية (¬2) عيسى بن حجّاج المصري، السعدي (¬3). صاحب «النزهة» وكان ماهرا في الأدب، وشعره كلّه جيّد. [وفاة الصاحب الصفطي] [1119]- والصاحب الوزير، بدر الدين، محمد بن محمد الطوخي (¬4). * * * وخرجت هذه السنة وقد عمّ الخراب جميع إقليم مصر، وتلاشى الصعيد جدّا، وخرب به عدّة مدن والقرى، وغرقت أهاليه. ¬

(¬1) خبر القاضيين في: إنباء الغمر 2/ 298. (¬2) كذا في الأصل. (¬3) انظر عن (السعدي) في: تاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 260 ب، وإنباء الغمر 2/ 390 رقم 15، وذيل الدرر الكامنة 162 رقم 239، والدليل الشافي 1/ 508، 509، رقم 1772، والمنهل الصافي 8/ 343 - 345 رقم 1780، والضوء اللامع 6/ 151 رقم 484، وشذرات الذهب 7/ 73. (¬4) في الأصل: «الصفطي»، والتصحيح من مصادر الترجمة: السلوك ج 3 ق 3/ 1167، وتاريخ ابن قاضي شهبة، ورقة 1262 أ، وذيل الدرر الكامنة 165 رقم 246، وإنباء الغمر 2/ 314 رقم 29، والنجوم الزاهرة 13/ 38، والضوء اللامع 10/ 36، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 724.

حوادث سنة ثمان وثمانمائة

[حوادث] سنة ثمان وثمانمائة [محرّم] [اشتداد مرض السلطان] في محرّم اشتدّ بالسلطان مرضه برمي الدم وأرجف بموته، وباع فرسا بمائتي ألف درهم وتصدّق بها (¬1). [رفض السلطان اعتذار شيخ] وفيه قدم الشهاب بن حجّي، والشيخ المعتقد بدمشق محمد بن قدادار (¬2)، ويلبغا المنجكي برسالة شيخ نايب الشام للسلطان، ومعه (¬3) الشريف علاء الدين (¬4) أيضا باعتذاره للسلطان وترقّقه بدمشق إليه أن يبقى في نيابة الشام على عادته، فما التفت السلطان إلى ذلك (¬5). [النداء بالزينة] وفيه نودي بالزينة لعافية السلطان (¬6). [صفر] [اختفاء إينال باي الأميراخور] وفي صفر اختفى إينال باي بن قجماس الأميراخور. وكان السلطان قد قبض على عدّة من الأمراء، وكادت أن تثور فتنة، وما وقع شيء (¬7). ¬

(¬1) خبر مرض السلطان في: السلوك ج 3 ق 3/ 1169، وإنباء الغمر 2/ 316، وجيز الكلام 1/ 381، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 727. (¬2) في الأصل: «قرادار». (¬3) في الأصل: «هم». (¬4) في الأصل: «الشريف من بن عدنان». (¬5) خبر الاعتذار في: السلطان ج 3 ق 3/ 1169، وإنباء الغمر 2/ 316، وبدائع الزهور ج 1 ق 3/ 728، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 297 أ. (¬6) خبر الزينة في: السلوك ج 3 ق 3/ 1170، وإنباء الغمر 2/ 316، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 728. (¬7) خبر اختفاء إينال في: السلوك ج 3 ق 3/ 1171، والنجوم الزاهرة 12/ 323، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 729، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 298 ب.

نظارة الجيش

[نظارة الجيش] وفيه استقرّ فخر الدين ماجد بن المزوّق / 399 / في نظارة الجيش عوضا عن البدر بن نصر الله. وكان الفخر هذا كاتبا عند ابن (¬1) غراب. [القبض على إينال باي] وفيه قبض على إينال باي وبعث به إلى دمياط (¬2). [قضاء الشافعية] وفيه أعيد الأخنائي إلى القضاء، وصرف الجلال البلقينيّ (¬3). [تقرير أميراخور] وفيه قرّر جرباش أميراخورا كبيرا (¬4). [اختلاف شيخ وجكم وقرا يوسف] وفيه اختلف شيخ وجكم وقرا يوسف، ففارق كلّ صاحبه، وكانوا خرجوا لمحاربة نعير أمير العرب. فذهب جكم لناحية طرابلس، وقرا يوسف إلى جهة بلاده، ومرّ شيخ إلى الصبيبة، فدخل نوروز إلى دمشق من غير مانع (¬5). [وفاة الشهاب العكاري] [1120]- وفيه مات الشهاب بن العلم، أحمد بن إبراهيم بن سليمان العكاري (¬6)، الطرابلسيّ، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، سمع الحديث. ¬

(¬1) في الأصل: «عند بن». والخبر في: السلوك ج 3 ق 3/ 1171، 1172، وإنباء الغمر 2/ 317، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 729. (¬2) خبر إينال باي في: السلوك ج 3 ق 3/ 1172، وإنباء الغمر 2/ 317، والنجوم الزاهرة 12/ 232، ونزهة النفوس 2/ 208، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 729. (¬3) السلوك ج 3 ق 3/ 1172، وإنباء الغمر 2/ 317، ونزهة النفوس 208، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 329. (¬4) السلوك ج 3 ق 3/ 1172، والنجوم الزاهرة 12/ 324، ونزهة النفوس 2/ 209، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 730، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 299 أ، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 249 ب. (¬5) خبر الاختلاف في: السلوك ج 3 ق 3/ 1173، والنجوم الزاهرة 12/ 324، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 730. (¬6) انظر عن (العكاري) في: ذيل الدرر الكامنة 166 رقم 248، والدر المنتخب، رقم 78، والضوء اللامع 1/ 195، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 753، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) قسم 2 ج 1/ 265 رقم 76.

ربيع الأول

[ربيع الأول] [قضاء المالكية] وفيه ربيع الأول قرّر في القضاء المالكية الجمال، عبد الله بن الناصر التنسي (¬1). ثم صرف بعد يومين، وأعيد البساطي. [تقرير رأس نوبة] وفيه قرّر في الرأس نوبة الكبرى باش باي (¬2). [قضاء الشافعية] وفيه قرّر في القضاء الشافعية الجلال البلقيني، وصرف الأخنائيّ، فكانت مدّة عزله وولايته عشرين يوما (¬3). [ميل السلطان إلى جنس الروم] وفيه كادت أن تثور فتنة، ونمّرت المماليك السلطانية، وقالوا إنّ السلطان قد مال إلى جنس الروم، وقصده إزالة الجركس بإبعاد إينال باي وغيره، وتقريب تغري بردي ودمرداش، وآل الأمر إلى المصالحة والإرضاء (¬4). [تقرير كتابة السرّ] وفيه قرّر سعد الدين بن غراب في كتابة السرّ عوضا عن فتح الله بعد القبض عليه ومصادرته وخلع على ابن (¬5) غراب. بخلع الأمراء، وما عهد ذلك قبله (¬6). [عودة الفتنة بين السلطان والمماليك] وفيه عادت الفتنة بين السلطان والمماليك، وصاروا حزبين، وظهر ميل السلطان مع الأروام وصار ينتمي إليهم، ووقع له أمر كادت روحه أن تزهق في لهو من يد جركسي، ¬

(¬1) السلوك ج 3 ق 3/ 1173، ونزهة النفوس 2/ 209، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 730، 731، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 299 أ. (¬2) السلوك ج 3 ق 3/ 1174، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 731، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 300 أ. (¬3) السلوك ج 3 ق 3/ 1174، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 731، إنباء الغمر 2/ 318، ونزهة النفوس 2/ 210، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 299 أ. (¬4) خبر جنس الروم في: السلوك ج 3 ق 3/ 1174، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 731. (¬5) في الأصل: «على بن». (¬6) السلوك ج 3 ق 3/ 1175، وإنباء الغمر 2/ 318، ونزهة النفوس 2/ 211، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 732، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 299 ب.

(سلطنة عبد العزيز بن برقوق)

فخلّصه الله تعالى على يد روميّ. ثم جرت أمور آلت إلى اختفاء السلطان خوفا على نفسه (¬1). (سلطنة عبد العزيز بن برقوق) (¬2) فلما فقد من القلعة في خامس عشرين هذا الشهر أحضر الأمراء الخليفة والقضاة، وأحضروا الأمير عبد العزيز أخو (¬3) السلطان وقد ناهز الاحتلام، فبايعوه بالسلطنة ولقّبوه بالمنصور، وكنّوه بأبي العزّ، وكان ذلك عند أذان العشاء / 400 / ليلة الإثنين سادس عشرين ربيع هذا، وزالت دولة الناصر، ولم تضرب البشاير ولا زيّنت القاهرة على العادة، وعدّ ذلك من النوادر. وقام ابن (¬4) غراب بتدبير المملكة والناصر مختقي (¬5) عنده. ثم حصلت ولايات وأوامر ونواهي في أمراء مصر (¬6). [موقعة الزقاق بين المسلمين والفرنج] وفيه كانت كائنة المسلمين بالأندلس مع الطاغية الفنش صاحب قشتالة والفرنج أتباعه. وكانت مدّة الصلح قد تمّت بينه وبين أهل الأندلس، فسار إليهم في البحر. وتجهّز المسلمون أيضا في المراكب مع نجدة صاحب فاس لصاحب غرناطة، والتقت المراكب بالزقاق بين سبتة وجبل الفتح، فكانت الكسرة على المسلمين، ولله الأمر (¬7). [ربيع الآخر] [وفاة قوام الدين] [1121]- وفي ربيع الآخر مات قوام بن عبد الله (¬8) بن قوام، الملقّب قوام الدين. وأظنّ اسمه محمدا كاسم ولده شيخنا العلاّمة قوام الدين الروميّ، الدمشقيّ، الحنفيّ. وكانا عالمين فاضلين، خيّرين، ديّنين، عارفين بالفنون. ونشأ ولده في محلّ وفاته. ¬

(¬1) خبر الفتنة في: السلوك ج 3 ق 3/ 1177، 1178، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 299 ب. (¬2) العنوان عن هامش المخطوط. (¬3) الصواب: «أخا». (¬4) في الأصل: «وقام بن». (¬5) الصواب: «مختفيا». (¬6) خبر السلطنة في: السلوك ج 4 ق 1/ 1، 2، وإنباء الغمر 2/ 319، 320، والنجوم الزاهرة 12/ 325 و 3/ 41، ووجيز الكلام 1/ 381، ونزهة النفوس 2/ 212، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 733، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 300 أ. (¬7) خبر موقعة الزقاق في: السلوك ج 4 ق 1/ 4، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 737، 738. (¬8) في الأصل: «قوام بن محمد»، والتصحيح من: الضوء اللامع 6/ 225 رقم 757، ووجيز الكلام 1/ 384، 385 رقم 857، وإنباء الغمر 2/ 342 رقم 23، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 753، وشذرات الذهب 7/ 77، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 301 أ.

وفاة الصاحب ابن أبي الفرج

[وفاة الصاحب ابن أبي الفرج] [1122]- وابن أبي الفرج (¬1)، الصاحب، الوزير، تاج الدين عبد الرزاق الأرمنيّ (¬2). [جمادى الآخرة] [وفاة الكمال الدّميري] [1123]- وفيه مات الكمال الدّميريّ (¬3) صاحب «حياة الحيوان» محمد بن موسى بن عيسى المصري، الشافعيّ. وكان عالما، صالحا. [1124]- وأبو هاشم جعيد (¬4). [وفاة حفيد السبكي] [1125]- والبهاء السبكي (¬5)، محمد بن أحمد بن علي بن عبد الكافي. ومولده في سنة أربع وستين وسبعماية. ¬

(¬1) انظر عن (ابن أبي الفرج) في: السلوك ج 4 ق 1/ 24، والنجوم الزاهرة 13/ 159، 160، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 756، 757، والضوء اللامع 12/ 128 رقم 410 وفيه: «أبو الفرج». (¬2) في الأصل: «الآدمي». (¬3) انظر عن (الدميري) في: السلوك ج 4 ق 1/ 22، وذيل التقييد 1/ 269 رقم 530، وإنباء الغمر 2/ 348 رقم 37، وذيل الدرر الكامنة 176، 177 رقم 266، والضوء اللامع 10/ 59 - 62 رقم 204، والدليل الشافي 2/ 708 رقم 2419، ووجيز الكلام 1/ 383 رقم 851، والبدر الطالع 2/ 272، وحسن المحاضرة 1/ 249، وشذرات الذهب 7/ 79، 80، ومفتاح السعادة 1/ 186، 187، والمقفّى الكبير 7/ 215، 216 رقم 3275، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 240، والفوائد البهية 203، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 390، 391 رقم 751، وكشف الظنون 386 و 619 و 696 و 1004 و 1190 و 1537 و 1741 و 1875 و 1930، وهدية العارفين 2/ 178، وروضات الجنات 208، 209، والأعلام 7/ 340، ومعجم المؤلّفين 12/ 65، 66، وديوان الإسلام 2/ 290 رقم 950، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 2/ 346، والمستدرك عليه (تأليفنا) 174، 175، والقاموس الإسلامي 2/ 391، وفهرس المخطوطات الإسلامية في قبرص 531 رقم 999، وفهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (قسم الأدب) 1/ 191، وفهرس المخطوطات دار الكتب الظاهرية (الشعر) 293، وفهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية (العلوم) ج 3 ق 4/ 37 رقم 34، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 304 ب، و 305 ب. (¬4) انظر (جعيد) في: بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 753. (¬5) انظر عن (السبكي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 22، 23، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 753 و 754 (ذكر مرّتين).

وفاة أبي هاشم الظاهري

[وفاة أبي هاشم الظاهري] [1126]- والشهاب بن البرهان (¬1)، أحمد بن محمد بن إسماعيل بن عبد الرحيم بن يوسف بن شمس (¬2) بن حازم، الشيخ أبو هاشم الظاهري، التّيميّ. وكان صالحا، خيّرا، ديّنا، داعيا إلى الله تعالى. [وهو الذي قام على الملك الظاهر برقوق] (¬3). [وفاة الشهاب الأقفهسي] [1127]- والشهاب بن العماد، أحمد بن عماد بن يوسف الأقفهسيّ (¬4)، الشافعيّ. وله نظم وعدّة تصانيف. [وفاة الشمس ابن سنان] [1128]- والشمس، الرئيس، محمد بن عبد الخالق بن سنان (¬5) الشافعيّ. [فرار نوروز وبكتمر] وفيه ترك نوروز وبكتمر نايب طرابلس حماه فرارا من شيخ، وهم في ذلك مرض السلطان المنصور (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (البرهان) في: السلوك ج 4 ق 1/ 23، وذيل الدرر الكامنة 167 - 170 رقم 252، وإنباء الغمر 2/ 332، 333 رقم 7، والدرّ المنتخب، رقم 203، ووجيز الكلام 1/ 385، 386 رقم 860، والضوء اللامع 2/ 96 رقم 297، والدليل الشافي 1/ 74 رقم 259، والمنهل الصافي 2/ 87 - 89 رقم 261، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 755، وشذرات الذهب 7/ 73، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 305 ب. (¬2) في السلوك: «سمير». (¬3) في الأصل: «وقام برقوق». والذي بين الحاصرتين استدركته من المصادر. (¬4) انظر عن (الأقفهسي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 25، وإنباء الغمر 2/ 332 رقم 6، وذيل الدرر 167 رقم 251، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 346، 347 رقم 719 وفيه: «أحمد بن عماد بن محمد»، والضوء اللامع 2/ 47، وحسن المحاضرة 1/ 249، والبدر الطالع 1/ 93، وشذرات الذهب 7/ 73، وكشف الظنون 3 و 63 و 135 و 262 و 407 و 508 و 740 و 742 و 849 و 1363 و 1485 و 1486 و 1874 و 1915، ومعجم المؤلّفين 2/ 26، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 1/ 94، والمستدرك على الجزء الأول 54، وديوان الإسلام 1/ 143، 144 رقم 202، والأعلام 1/ 184، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 302 رقم 545 وفيه «أحمد بن محمد»، وتاريخ الأدب العربي 2/ 93 وذيله 2/ 110 وفهرس دار الكتب الظاهرية (الشعر) 343، وفهرس المخطوطات المصورة (العلوم) ج 3 ق 4/ 23 رقم 23 و 64 رقم 64، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 305 ب. (¬5) انظر عن (ابن سنان) في: السلوك ج 4 ق 1/ 25، وإنباء الغمر 2/ 346 رقم 31 وفيه: محمد بن عبد الرحمن بن عبد الخالق، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 753. (¬6) خبر الفرار في: السلوك ج 4 ق 1/ 7، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 739.

الإشاعة بالفتنة

[الإشاعة بالفتنة] وفيه قويت الإشاعة بوقوع فتنة (¬1). (عود فرج بن برقوق للسلطنة) (¬2) وفيه ظهر الناصر في دار سودون الحمزاوي، وكان ذلك ليلا، ولم يطلع الفجر حتى ركب بآلة الحرب، وسار إلى القلعة، فثارت حرب يسيرة كان القائم بها سودون أميراخور وآخرين (¬3)، وخمدت في الحال، / 401 / وانهزموا، وملك الناصر ثانيا بأيسر شيء، وعند ما رآه صوماي الموكّل بباب القلعة فتح له وقبض على يشبك وبعث به إلى الإسكندرية، واختفى عدّة من الأمراء (¬4). وكانت مدّة سلطنة المنصور عبد العزيز سبعين يوما، فإنّ الناصر عاد لملكه في خامس هذا الشهر. [وفاة المعبّر الحنبليّ] [1129]- وفيه مات المعبّر شمس الدين (¬5)، محمد بن محمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن عبد الله الحنبليّ. وكان فائقا في تعبير المنامات. [استقرار أمراء في مناصبهم] وفيه استقرّ يشبك الشعباني في الأتابكية عوضا عن بيبرس، وسودون الحمزاوي في الدوادارية عوضا عن المارديني، وجركس القاسمي المصارع في الأمير اخورية، عوضا عن سودون المحمدي (¬6). [القبض على أمراء] وفيه قبض على عدّة من الأمراء، منهم جار قطلو الذي ولي نيابة الشام بعد ذلك (¬7). ¬

(¬1) خبر الإشاعة في: السلوك ج 4 ق 1/ 7، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 739. (¬2) العنوان عن هامش المخطوط. (¬3) الصواب: «وآخرون». (¬4) خبر عودة فرج في: السلوك ج 4 ق 1/ 7 - 9، والنجوم الزاهرة 13/ 48، ووجيز الكلام 1/ 382، ونزهة النفوس 2/ 214، 215، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 741، وأخبار الدول 2/ 303، وتاريخ بيروت 236. (¬5) انظر عن (المعبّر شمس الدين) في: إنباء الغمر 2/ 343 رقم 25 وفيه: محمد بن أبي بكر بن إبراهيم الجعبري الحنبلي، والضوء اللامع 7/ 392، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 742. (¬6) خبر استعداد الأمراء في: السلوك ج 4 ق 1/ 9، والنجوم الزاهرة ج 1 ق 2/ 9، والنجوم الزاهرة 13/ 48، ونزهة النفوس 2/ 215، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 742. (¬7) خبر القبض في: السلوك ج 4 ق 1/ 10، والنجوم الزاهرة 13/ 48، ونزهة النفوس 2/ 315، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 742.

تعيين رأس المشورة

[تعيين رأس المشورة] وفيه صيّر السعد بن غراب رأس المشورة ومن معدّ في الألوف، ولبس الكلفتاه وتزيّا بزيّ الأتراك، ونزل إلى داره في موكب حافل، ولم يركب بعده إلى القلعة ومرض (¬1)، وكان هو الذي أخفى السلطان ثم قام بما يحتاج إليه من التدبير حتى أعاده، فعرفها له. [نيابة شيخ وجكم] فيه كتب تقليد شيخ بنيابة الشام، وجكم بنيابة حلب، وكتب ببطلان نوروز وإقامته بالقدس. وكتب لدمرداش نايب حلب بحضوره إلى القاهرة (¬2). [نيابة السلطنة] وفيه قرّر تمراز الناصريّ في نيابة السلطنة، وكانت قد شغرت هذه الوظيفة بل تركت في أثناء دولة برقوق بعد موت سودون الشيخوني (¬3). [إعادة الخطبة للناصر] وفيه أعيدت الخطبة للناصر بدمشق (¬4). [فتنة جكم بحلب] [1130]- وفيه ملك جكم حلب قبل وصول تقليده إليه، وجرت بينه وبين من بها حروب قبض فيها على دقماق وقتله بين يديه صبرا، ونهبت حلب (¬5). [رجب] [استقرار جكم بنيابتي طرابلس وحلب] وفي رجب كتب لجكم في استقراره على نيابة طرابلس مضافا لنيابة حلب وكانت هذه من النوادر (¬6). ¬

(¬1) خبر التعيين في: السلوك ج 4 ق 1/ 9، والنجوم الزاهرة 13/ 48، ووجيز الكلام 1/ 382، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 742. (¬2) السلوك ج 4 ق 1/ 10، النجوم الزاهرة 13/ 49، ووجيز الكلام 1/ 382، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 742، وإعلام الورى 35، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 250 أ. (¬3) السلوك ج 4 ق 1/ 11، والنجوم الزاهرة 13/ 49، ونزهة النفوس 2/ 216. (¬4) السلوك ج 4 ق 1/ 12. (¬5) خبر الفتنة وقتل دقماق في: السلوك ج 4 ق 1/ 12، وذيل الدرر الكامنة 170 رقم 253، والدرّ المنتخب، 1 / ورقة 250 أ، رقم 530، والدليل الشافي 1/ 297 رقم 1021، والمنهل الصافي 5/ 310 رقم 1024، والضوء اللامع 3/ 218 رقم 820. (¬6) السلوك ج 4 ق 1/ 13، والنجوم الزاهرة 13/ 50، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 742، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 250 أ.

وفاة الفخر القاياتي

[وفاة الفخر القاياتي] [1131]- وفيه مات الفخر القاياتي (¬1)، محمد بن محمد بن محمد بن أسعد بن عبد الكريم بن يوسف بن علي بن الثقفيّ الشافعيّ. وكان ثريّا جدّا. [انضمام نوروز وعلاّن إلى جكم] وفيه كاتب جكم نوروز وعلاّن ولا زال بهما حتى قدما عليه وانضمّا إليه (¬2). [وفاة عصفور شيخ الكتّاب] [1132]- وفيه مات الكاتب المجيد، شيخ الكتّاب، علي بن محمد بن عبد النصير بن علي علاء الدين الملقّب عصفور (¬3)، الدمشقيّ، السخاويّ، / 402 / المالكيّ. وكان إليه المنتهى في كتابة المنسوب، وكان كتب عقد الناصر في عوده هذه المرة، وشهر عقيب ذلك. وأنشد (بعضهم في ذلك) (¬4): قد نسخ الكتّاب من بعده ... عصفورنا وطار للّحد (¬5) مذ كتب العهد قضى نحبه ... وكان فيه (¬6) آخر العهد [وفاة الزين الفارسكوري] [1133]- والزين الفارسكوري (¬7)، عبد الرحمن بن علي بن خلف الشافعيّ. ¬

(¬1) انظر عن (القاياتي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 23، وإنباء الغمر 2/ 347 رقم 34، وذيل الدرر الكامنة 175 رقم 264، والمقفى الكبير 7/ 84 رقم 3158، ووجيز الكلام 1/ 384 رقم 855، والضوء اللامع 9/ 53 و 201، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 755. (¬2) السلوك ج 4 ق 1/ 13، والنجوم الزاهرة 13/ 50، 51، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 304 ب، و 305 أ. (¬3) انظر عن (عصفور) في: السلوك ج 4 ق 1/ 23، وإنباء الغمر 2/ 341 رقم 21، والنجوم الزاهرة 13/ 154، ووجيز الكلام 1/ 386 رقم 862، والضوء اللامع 5/ 316، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 754، 755. (¬4) ما بين القوسين كتب بالمداد الأحمر. (¬5) في إنباء الغمر: «عصفور لما طار للخلد». (¬6) في إنباء الغمر: «وكان منه». (¬7) انظر عن (الفارسكوري) في: السلوك ج 4 ق 1/ 23، وإنباء الغمر 2/ 338، 339 رقم 17، وذيل الدرر الكامنة 171، 172 رقم 257، والضوء اللامع 4/ 96 رقم 281، ووجيز الكلام 1/ 383، 384 رقم 853، والدليل الشافي 1/ 202 رقم 1385، والمنهل الصافي، ونزهة النفوس 2/ 221 رقم 422، وشذرات الذهب 7/ 67.

وفاة الخليفة المتوكل على الله

[وفاة الخليفة المتوكل على الله] [1134]- (والخليفة) (¬1) أمير المؤمنين المتوكّل على الله (¬2)، محمد بن أبي بكر بن سليمان بن أحمد العباسي، المصري. وكان بويع بالخلافة بعهد من أبيه المعتضد بالله سنة ثلاث وستّين وسبعماية، وخلعه أينبك في سنة تسع وسبعين، ثم أعيد، وبقيت (¬3) ما جريانه تقدّمت. وكان عرض عليه الاستقلال بالأمر مرتين فأبا (¬4). وكان قد أثرى جدّا (¬5). وكانت مدّة خلافته خمسا وأربعين سنة، بما تخلّلها من خلع وحبس. وأعقب أولادا كثيرة. ويقال إنّ جملة ما جاء له من الأولاد ماية ما بين مولود وسقط، ومات عن عشرة من الذكور والإناث. وولي الخلافة من ولده خمسة على ما سنذكره لك. ومن وجد الآن من العبّاسيين الكلّ من ذرّيته. وقلّ عدّة من السلاطين. وكانت وفاته في ليلة الثلاثاء من عشرين رجب هذا. خلافة المستعين بالله أمير المؤمنين، أبو الفضل العباس بن المتوكّل على الله. [شعبان] [البيعة بالخلافة] في مستهلّ شعبان منها استدعى السلطان الناصر العباسي هذا وبايعه بالخلافة وذلك ¬

(¬1) كتبت بالمداد الأحمر (¬2) انظر عن (الخليفة المتوكل على الله) في: السلوك ج 4 ق 1/ 23، 24، وإنباء الغمر 2/ 343 - 345 رقم 26، وذيل الدرر الكامنة 177 - 179 رقم 267، والدرّ المنتخب، رقم 1212، والنجوم الزاهرة 13/ 51، والدليل الشافي 2/ 581 رقم 1994، ومآثر الإنافة 2/ 187، ووجيز الكلام 1/ 382 و 386، 387 رقم 863، والضوء اللامع 7/ 168 رقم 405، ونزهة النفوس 2/ 220 رقم 417، وحسن المحاضرة 2/ 60، وتاريخ ابن سباط 2/ 770، وتاريخ الخلفاء 501 - 505، وتاريخ الأزمنة 342، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 745، وتاريخ الخميس 2/ 428، 429، وشذرات الذهب 7/ 78، وأخبار الدول 2/ 213 - 215، والنفحة المسكية 240 و 250 و 253 و 257 و 298، والنزهة السنية في أخبار الخلفاء والملوك المصرية لابن الطولوني - تحقيق د. محمد كمال الدين عز الدين، بيروت 1988 - ص 127، وتاريخ الدول الإسلامية ومعجم الأسر الحاكمة، د. أحمد السعيد سليمان - دار المعارف بمصر 1972 - ج 1/ 20، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 305 ب. (¬3) كذا. والصواب: «وبقيّة». (¬4) كذا. والصواب: «فأبى». (¬5) السلوك ج 4 ق 1/ 24.

القضاء بدمشق

بعد موت أبيه بثلاثة أيام، وكان قد عهد إليه بها بعد أن كان عهد قبل لولده الآخر المعتمد على الله أحمد، ثم خلعه، وعهد لهذا وسجن هناك (¬1) إلى أن مات. ولما بويع بالخلافة ولقّب بالمستعين لبس شعار الخلافة عند السلطان، وأركب من القلعة ونزل إلى داره في موكب مشهود (¬2). [القضاء بدمشق] وفيه قرّر في قضاء دمشق الشهاب الحسباني، وكان بعد ذلك يقضي بغير ولاية السلطان (¬3). [الحجوبية بدمشق] وفيه دخل ألطنبغا العثماني إلى دمشق على الحجوبيّة (¬4). [رمضان] [قضاء المالكية] وفي رمضان أعيد ابن (¬5) خلدون إلى القضاء المالكية، وصرف البساطيّ (¬6). [وفاة السعد بن غراب] [1135]- وفيه مات السعد إبراهيم بن عبد الرزاق بن غراب (¬7)، / 403 / الأمير، القاضي. ولم يبلغ الثلاثين. [وفاة ابن خلدون] [1136]- وابن (¬8) خلدون (¬9) وليّ الدين، عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن ¬

(¬1) كذا في الأصل. (¬2) خبر البيعة في: السلوك ج 4 ق 1/ 14، والنجوم الزاهرة 3/ 51، ونزهة النفوس 2/ 217، وتاريخ ابن سباط 2/ 772، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 747، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 305 ب. (¬3) السلوك ج 4 ق 1/ 14، بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 747، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 306 أ. (¬4) خبر الحجوبية في: السلوك ج 4 ق 1/ 15، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 747. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) السلوك ج 4 ق 1/ 15، ونزهة النفوس 2/ 217، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 747. (¬7) انظر عن (ابن غراب) في: السلوك ج 4 ق 1/ 24، وإنباء الغمر 2/ 328، 329، و 330 رقم 2، والنجوم الزاهرة 13/ 156، 157، والدليل الشافي 1/ 21 رقم 47، والمنهل الصافي 1/ 85 رقم 47، ووجيز الكلام 1/ 387 رقم 864، والضوء اللامع 1/ 65، ونزهة النفوس 2/ 221 رقم 420، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 755. (¬8) في الأصل: «وبن». (¬9) انظر عن (ابن خلدون) في: السلوك ج 4 ق 1/ 24، وذيل التقييد 2/ 100، 101 رقم 1232، وإنباء الغمر 2/ 339، 340 رقم =

فساد التركمان

محمد بن الحسن بن محمد بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحيم الحضرميّ، القرشي، الأندلسي، المالكيّ. وكان بارعا، عالما، فاضلا، صاحب أخبار ونوادر ولطايف، وله «تاريخ» حسن، وغير ذلك. ومولده سنة ست وثلاثين وسبعماية. وكان في قضائه لمصر على زيّ المغاربة، وعدّت من نوادره. وكان موته فجأة بعد ثمانية أيام من عوده للقضاء. وأعيد إلى القضاء بعده [ابن التنسي] (¬1). [فساد التركمان] وفيه كثر فساد التركمان ببلاد حماه وطرابلس، لا سيما من [ابن] صاحب الباز (¬2). ¬

= 18، والنجوم الزاهرة 13/ 155، 156، والدليل الشافي 1/ 403، 404 رقم 1391، والضوء اللامع 4/ 145 رقم 387، ووجيز الكلام 1/ 385 رقم 858، ونزهة النفوس 2/ 221 رقم 419، وحسن المحاضرة 2/ 123، والبدر الطالع 1/ 337، وبدائع الزهور ج 1 ق 2، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 2/ 293 - 298، والمستدرك عليه 147، ونفح الطيب 4/ 6 - 17، ونيل الابتهاج 169، 170، وكشف الظنون 278 و 835 و 124 و 795، وإيضاح المكنون 2/ 228، وهدية العارفين 1/ 259، وديوان الإسلام 2/ 249، 250 رقم 895، والأعلام 3/ 330، وفهرس مخطوطات الظاهرية ليوسف العش 6/ 1، 2، وفهرس مخطوطات الموصل 235، وكنوز الأجداد لكرد علي 387 - 396، ومعجم المؤلفين 5/ 188، 189، وعلم التأريخ عند المسلمين 4 و 5 و 49 و 60 و 63 و 117 و 158 و 159 و 160 و 163 و 165 و 167 و 170 و 263 و 430 و 436 و 496 و 497 و 545 و 690، والقاموس الإسلامي 2/ 270، 271، وذيل الدرر الكامنة 172، 173 رقم 258، وعجائب المقدور 452 - 454، والمجمع المؤسس 3/ 157 - 160 رقم 523، ورفع الإصر، وجذوة الاقتباس فيمن حلّ من الأعلام بفاس لابن القاضي المكناسي - الكرّاس 33 - ص 7، وتعريف الخلف برجال السلف للحفناوي 2/ 213، وشجرة النور الزكية 227، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 210، ودائرة المعارف الإسلامية (ألفرد بك) 1/ 152، وتاريخ الأدب العربي 2/ 314، وذيله 2/ 342، وهو ترجم لنفسه في آخر كتاب التاريخ (العبر في ديوان المبتدأ والخبر)، وأفرد له كلّ من: محمد الخضر بن الحسين في: «حياة ابن خلدون»، وطه حسين في: «فلسفة ابن خلدون»، وساطع الحصري في: «دراسات عن مقدّمة ابن خلدون»، ومحمد عبد الله عنان في «ابن خلدون حياته وتراثه الفكري»، ويوحنّا قمير في «ابن خلدون»، ود. عمر فرّوخ في «ابن خلدون»، والفهرس المختصر للمخطوطات العربية والإسلامية بدار الكتب الوطنية (المجمع الثقافي - أبو ظبي 1/ 294 رقم 727، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 307 ب. (¬1) ما بين الحاصرتين أضفته من السلوك ج 4 ق 1/ 15. (¬2) خبر التركمان في: السلوك ج 4 ق 1/ 15، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 748، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 306 ب.

جباية دمشق

[جباية دمشق] وفيه قبض شيخ نايب الشام على أهل جباية كرى ديارهم لشهر، وزعم أنّ ذلك إعانة له على قتال المفسدين من التركمان وغيرهم (¬1). [شوال] [قضاء المالكية] وفي شوّال أعيد البساطي إلى القضاء المالكية، وصرف التّنسي (¬2). [مشيخة الخانقاه الشيخونية] وفيه قرّر الكمال بن العديم الحنفي قاضي القضاة في مشيخة الخانقاه الشيخونية عوضا عن المولى زاده (¬3) وثب على الوظيفة في مرض المولى زاده ولم يمهل لموته. [محاربة جكم لابن صاحب الباز] [1137]- وفيه تحارب جكم مع ابن (¬4) صاحب الباز وهزمه، وملك جميع أمواله وتقوّى بها، ثم (¬5) قبض جكم على نعير بعد محاربة وسجنه، وولّى عوضه ابنه العجل. ثم جكم إلى أنطاكية فخافه ابن (¬6) صاحب الباز والتراكمين فراسلوه يطلبوا (¬7) الأمان، فأمّنهم، ثم أسلم ابن (¬8) صاحب الباز لغازي بن أوزار فقتله، وأجمع جكم جميع البلاد (¬9). [قتل نعير] [1138]- وفيه قتل نعير (¬10) أيضا، وبعث برأسه إلى السلطان. ¬

(¬1) خبر الجباية في: السلوك ج 4 ق 1/ 16. (¬2) السلوك ج 4 ق 1/ 17، ونزهة النفوس 2/ 218، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 749. (¬3) السلوك ج 4 ق 1/ 17، وفيه: «الخرزياني»، ونزهة النفوس 2/ 218، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 749. (¬4) في الأصل: «مع بن». (¬5) تكرّرت «ثم» في الأصل. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) الصواب: «يطلبون». (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) خبر المحاربة في: السلوك ج 4 ق 1/ 17، 18، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 749، 750، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 308 أ، ب، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 250 أ. (¬10) انظر عن (نعير) في: السلوك ج 4 ق 1/ 18، وإنباء الغمر 2/ 349، 350 رقم 41، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 750، والضوء اللامع 10/ 203، 204 رقم 865، وإعلام النبلاء 5/ 146، 147 رقم 494، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 309 أ، والدر المنتخب 1 / ورقة 250 ب.

ذو القعدة

[ذو القعدة] [القبض على ابن غراب الوزير] وفي ذي قعدة قبض على الفخر بن غراب الوزير، ثم رضي السلطان عنه وأعيد بعد ما صودر على مال كثير (¬1). [وفاة الصاحب السعدي] [1139]- وفيه مات الصاحب تاج الدين عبد الله (¬2) السعدي (¬3) ابن نصر الله (¬4). [ذو الحجّة] [كتابة السرّ] وفي ذي حجّة أعيد فتح الله إلى كتابة السرّ وصرف ابن (¬5) المزوّق. [الطاعون بالوجه القبلي] وفيه وقع وباء بالطاعون في بلاد الوجه القبلي، ومات به من الخلق ما شاء الله (¬6). [نيابات حلب وطرابلس وحماه] وفيه كتب بعزل جكم عن نيابة حلب وطرابلس، وقرّر دمرداش في نيابة حلب، وعلاّن في نيابة طرابلس، وولّي حماه عمر الهدبانيّ (¬7). [حرب شيخ وجكم] وفيه كانت الحرب بين شيخ وجكم بأرض الرّستن وقتل فيها. ¬

(¬1) خبر ابن غراب في: السلوك ج 4 ق 1/ 18، ونزهة النفوس 2/ 219، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 750. (¬2) في الأصل: «تاج الدين بن عبد الله». (¬3) انظر عن (السعدي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 24، ووجيز الكلام 1/ 387 رقم 865، والضوء اللامع 5/ 41، ونزهة النفوس 2/ 221 رقم 423 وفيه: «عبد الله بن سعد الدين بن البقري» وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 756. (¬4) في السلوك: «ابن سعد». (¬5) في الأصل: «ابن». والخبر في: السلوك ج 4 ق 1/ 19، ونزهة النفوس 2/ 219، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 751. (¬6) خبر الطاعون في: السلوك ج 4 ق 1/ 19، والنجوم الزاهرة 13/ 52، ووجيز الكلام 1/ 382، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 751، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 250 ب. (¬7) خبر النيابات في: السلوك ج 4 ق 1/ 20، وفيه: «الهيدباني»، والنجوم الزاهرة 13/ 52، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 751.

دخول نوروز وجكم دمشق

[1140]- طولو (¬1) نايب صفد (¬2). [1141]- وعلاّن (¬3) نايب حماه. [1142]- وكمشبغا (¬4). وأمراء من الفريقين. وانهزم شيخ / 404 / ومعه دمرداش ثم مضى إلى الرملة قاصدا القاهرة (¬5). [دخول نوروز وجكم دمشق] وفيه قدم نوروز إلى دمشق من جهة جكم، ثم وصل بعيده جكم وأظهر العدل بدمشق (¬6). [وفاة الزين ابن سونج الحلبي] [1143]- وفيه مات الزين طاهر بن حسن بن عمر بن الحسن بن عمر بن حبيب (¬7) بن شونج (¬8) الحلبيّ. ¬

(¬1) في الأصل: «الولد»، والمثبت عن المصادر. (¬2) خبر الحرب في: السلوك ج 4 ق 1/ 20 و 22، والنجوم الزاهرة 13/ 52، ونزهة النفوس 2/ 220، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 753، والسيف المهنّد 247، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 310 ب، و 311 أ، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 251 أ. (¬3) انظر عن (علاّن) في: السلوك ج 4 ق 1/ 20 و 22، والنجوم الزاهرة 13/ 52، والدليل الشافي 1/ 444 رقم 1535، والمنهل الصافي 8/ 21، 22 رقم 1541، والضوء اللامع 5/ 150 رقم 523، ونزهة النفوس 2/ 220، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 751 و 753، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 311 أ، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 251 أ. (¬4) هذا الاسم مقحم في الأصل، إذ لا تذكره المصادر في خبر الحرب بين شيخ وجكم. (¬5) السلوك ج 4 ق 1/ 20 و 22، والنجوم الزاهرة 13/ 52، ونزهة النفوس 2/ 219، 220، وبدائع الزهور ج 1 ق 2، 751، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 251 أ. (¬6) السلوك ج 4 ق 1/ 20، والنجوم الزاهرة 13/ 52، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 752، وإعلام الورى 36، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 311 أ، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 251 أ. (¬7) انظر عن (ابن حبيب) في: السلوك ج 4 ق 1/ 24، وإنباء الغمر 2/ 337 رقم 15 وفيه: «حسن بن عمر بن الحسين. .»، والدرّ المنتخب، رقم 644، والنجوم الزاهرة 13/ 157، 158، والدليل الشافي 1/ 358 رقم 1228، والمنهل الصافي 6/ 366 - 368 رقم 1231، وذيل الدرر الكامنة 170، 171 رقم 255، ووجيز الكلام 1/ 386 رقم 861، والضوء اللامع 4/ 3 رقم 9، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 755، 756، وشذرات الذهب 7/ 75، وإعلام النبلاء 5/ 147، 148 رقم 495، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 311 ب. (¬8) في الأصل: «سونح» وهو تصحيف.

وفاة ابن الكشك

وكان فاضلا، ماهرا (¬1) في الأدب. [وفاة ابن الكشك] [1144]- وابن (¬2) الكشك (¬3) محمود بن أحمد بن إسماعيل الدمشقي، الحنفيّ. [امتناع الحجّ من الشام] وفيه لم يحجّ أحد من الشام لقيام الفتن (¬4). * * * [بداية خراب المملكة بمصر] وفيها - أعني هذه السنة - كان ابتداء خراب مملكة مصر وتغيّر أحوالها، وتسلسل الحال إلى هلمّ جرّا. ومن أراد إفادة وضوح هذا الأمر فلينظر في تواريخ العلاّمة التقيّ المقريزي متأمّلا يظهر له ذلك. ¬

(¬1) في الأصل: «ماهر». (¬2) في الأصل: «وبن». (¬3) انظر عن (ابن الكشك) في: إنباء الغمر 2/ 349 رقم 40. (¬4) خبر الحج في: السلوك ج 4 ق 1/ 22، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 753.

حوادث سنة تسع وثمانمائة

[حوادث] سنة تسع وثمانمائة [محرّم] [اهتمام السلطان بالسفر إلى الشام] في محرّم كثر اهتمام السلطان بالسفر إلى الشام، ونادى بالعرض لأخذ النفقة السفر للجند (¬1). [وفاة الأصبحي النحوي] [1145]- وفيه مات الشيخ النّحويّ، يحيى بن محمد بن عبد الله التلمسانيّ (¬2) الأصبحيّ، المالكيّ. وكان ماهرا في العربية. [الطائر المتكلّم] وفيه أثبت قضاة حماه محضرا بأنّ طائرا سمع وهو يقول بصوت فصيح: «اللهم انصر جكم» (¬3). ثم بعد ذلك جرت (¬4) على هؤلاء القضاة ما لا خير فيه من الناصر بعد قتله جكم. وكان الناس يلهجون بقولهم: «جكم حكم وما ظلم». [صفر] [الغلاء والظلم] وفي صفر كانت الأسعار مرتفعة بالقاهرة، والظلم فاش (¬5). ¬

(¬1) خبر السفر في: السلوك ج 4 ق 1/ 29، والنجوم الزاهرة 13/ 54، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 251 أ. (¬2) انظر عن (التلمساني) في: إنباء الغمر 2/ 376 رقم 46، وذيل الدرر الكامنة 180 رقم 269 (في وفيات 808 هـ‍)، والضوء اللامع 10/ 249 رقم 1021، ووجيز الكلام 1/ 391، 392، رقم 877، وشذرات الذهب 6/ 87، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 314 أ. (¬3) خبر الطائر في: السلوك ج 4 ق 1/ 31، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 314 أ. (¬4) الصواب: «جرى». (¬5) خبر الغلاء في: السلوك ج 4 ق 1/ 31، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 760.

إقرار شيخ ودمرداش بنيابتيهما

[إقرار شيخ ودمرداش بنيابتيهما] وفيه قدم شيخ ومعه عدّة من الأمراء وصعد إلى القلعة، فأكرمهم السلطان. ثم قرّر شيخ في نيابة الشام على عادته، ودمرداش في نيابة حلب (¬1). [وفاة أبي اليمن الطبري] [1146]- وفيه مات أبو اليمن الطبري (¬2)، محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر المكي، الشافعيّ، إمام مقام إبراهيم، على نبيّنا وعليه الصلاة والسلام. ومولده سنة ثلاثين وسبعماية. [نقل أخوي السلطان إلى الإسكندرية] وفيه بعث السلطان أخاه الملك المنصور عبد العزيز وإبراهيم إلى الإسكندرية مع قطلوبغا الكركي وآخرين من الأمراء ليحفظاهما (¬3) ممّن عساه يثور (¬4). [وفاة ابن السري الحنفي] [1147]- وفيه مات الشيخ عبد الله بن سيرين السريّ (¬5) الحنفيّ. وكان فاضلا. [ربيع الأول] [خروج الناصر والأمراء للسفر] في ربيع الأول خرج شيخ ودمرداش ومن معهما وطلائع عساكر الناصر إلى السفر لجهة الشام. ثم خرج الناصر بعد ذلك بعد أن قام تمراز الناصري نائبا في الغيبة (¬6). ¬

(¬1) خبر الإقرار في: السلوك ج 4 ق 1/ 31، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 761، والنجوم الزاهرة 13/ 54، ونزهة النفوس 2/ 224، والسيف المهنّد 247. (¬2) انظر عن (أبي اليمن الطبري) في: العقد الثمين 1/ 282، وذيل التقييد 1/ 38 رقم 6، وإنباء الغمر 2/ 373 رقم 35، وذيل الدرر الكامنة 187 رقم 289، والضوء اللامع 6/ 297، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 774، وشذرات الذهب 7/ 85، والمجمع المؤسّس 2/ 494، 495 رقم 222، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 315 أ. (¬3) الصواب: «ليحفظهما». (¬4) خبر أخوي السلطان في: السلوك ج 4 ق 1/ 31، والنجوم الزاهرة 13/ 54، ووجيز الكلام 1/ 388، ونزهة النفوس 2/ 225، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 761. (¬5) انظر عن (ابن سيرين) في: ذيل الدرر الكامنة 184 رقم 281 وفيه «شيرين»، وإنباء الغمر 2/ 368 رقم 22 وفيه «عبد الله بن سيرين الهندي»، والضوء اللامع 5/ 21، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 774. (¬6) خبر خروج الناصر في: السلوك ج 4 ق 1/ 32، والنجوم الزاهرة 13/ 54، 55، ونزهة =

وفاة البدر الطنبذي

[وفاة البدر الطنبذي] [1148]- وفيه مات البدر الطنبذي (¬1)، أحمد بن عمر بن محمد الشافعيّ. وكان عالما، لكنّه غير مرضيّ الديانة. [دخول شيخ دمشق] / 405 / وفيه خرج نوروز من دمشق لما سمع بسفر السلطان لجهته، وفيه دخل شيخ إلى دمشق ولم يجد من يمانعه عنها (¬2). [ربيع الثاني] [وفاة أخوي السلطان] [1149]- وفي ربيع الثاني مات الملك المنصور (¬3) عبد العزيز بالإسكندرية بعد أن تمرّض زيادة على العشرين يوما. [1150]- وفي يوم موته مات أخوه إبراهيم (¬4) أيضا. وكتب (محضر) (¬5) بالإسكندرية أنهما ماتا بقضاء الله، ولهج الناس بأنّهما سمّا. ¬

= النفوس 2/ 225، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 761، والسيف المهنّد 248، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 315 أ، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 251 أ. (¬1) انظر عن (الطنبذي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 47، 48، وإنباء الغمر 2/ 363 رقم 10 وفيه: «أحمد بن محمد بن عمر»، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 347 رقم 720، ودرر العقود الفريدة 2/ 395 رقم 209، والنجوم الزاهرة 13/ 164، والدليل الشافي 1/ 67 رقم 231، والمنهل الصافي 2/ 51، 52 رقم 233، والضوء اللامع 2/ 56 رقم 161، ووجيز الكلام 1/ 390 رقم 870، ونزهة النفوس 2/ 235 رقم 446، وبغية الوعاة 1/ 390 رقم 765، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 774، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 316 أ. (¬2) خبر شيخ في السلوك ج 4 ق 1/ 32 و 33، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 762، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 315 ب. (¬3) انظر عن (الملك المنصور) في: السلوك ج 4 ق 1/ 33، والدليل الشافي 1/ 314 رقم 1426، والنجوم الزاهرة 13/ 41 - 47، والضوء اللامع 4/ 217 رقم 552، ووجيز الكلام 1/ 388، ونزهة النفوس 2/ 226، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 762، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 317 أ. (¬4) انظر عن (إبراهيم) في: السلوك ج 4 ق 1/ 33، ووجيز الكلام 1/ 388، ونزهة النفوس 2/ 226، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 762، 763، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 317 أ. (¬5) كتبت فوق السطر.

وفاة قاضي دمشق

[وفاة قاضي دمشق] [1151]- ومات قاضي دمشق العلاء السبكي (¬1)، علي بن محمد بن عبد البرّ (¬2) الدمشقي، الشافعيّ. ومولده سنة سبع وخمسين وسبعماية. [دخول السلطان دمشق] وفيه دخل السلطان دمشق في موكب حافل جدا، وشيخ قد حمل القبّة والطير على رأسه، ثم خرج بعد أيام منها إلى جهة حلب وقد رحل جكم منها وعدّى الفرات ومعه نوروز وتمربغا المشطوب (¬3). [جمادى الأول] [تقرير نيابتي حلب وطرابلس] وفي جماد الأول خرج السلطان من حلب عايدا إلى دمشق بعد أن ولّى نايبا جركس القاسمي، وولّى نيابة طرابلس لسودون بقجة، وجدّ السلطان في سيره حتى دخل دمشق (¬4). [ثورة العامّة بحلب] وفي أثناء ذلك ثار العامّة بحلب ومعهم جماعة من المماليك على جركس ففرّ. ثم قدم نوروز وتبعه في أثره، وعثر بخام السلطان فأتلفه ونهب منه شيئا كثيرا. وبلغ السلطان ذلك، فنادى بالأمان بدمشق شهرين. ثم بدا له السير إلى جهة حلب وقد قلّ الكثير من عسكره، وعادوا إلى جهة مصر. ولما سار ورأى حاله عاد من قارا مجدّا إلى دمشق، ثم رحل طالبا مصر وما حصل على طائل، وتبدّد شمل العسكر، وتأخّر عدّة من الأمراء عند شيخ نايب الشام (¬5). ¬

(¬1) انظر عن (العلاء السبكي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 49، وإنباء الغمر 2/ 371، 372 رقم 32، والنجوم الزاهرة 13/ 165، ووجيز الكلام 1/ 389 رقم 868، والضوء اللامع 5/ 308، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 316 ب، 317 أ. (¬2) في الأصل: «علي بن محمد بن عباس». (¬3) خبر السلطان في: السلوك ج 4 ق 1/ 34، وإنباء الغمر 2/ 352، ونزهة النفوس 2/ 226، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 763، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 316 أ. (¬4) خبر التقرير في: السلوك ج 4 ق 1/ 34، والنجوم الزاهرة 13/ 56، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 763، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 316 أ. (¬5) خبر ثورة العامّة في: السلوك ج 4 ق 1/ 34، 35، والنجوم الزاهرة 13/ 56.

استيلاء الحمزاوي على صفد

[استيلاء الحمزاوي على صفد] وفيه استولى الحمزاوي على صفد وخرج عن طاعة السلطان (¬1). [وفاة سراج الدين المحتسب] [1152]- وفيه مات سراج الدين عمر بن منصور بن سليمان القرمي (¬2)، الحنفيّ، المحتسب. [وفاة الشهاب ابن نشوان] [1153]- والشهاب بن نشوان (¬3) أحمد بن محمد بن نشوان بن محمد بن نشوان بن محمد بن أحمد الحصراني (¬4)، الدمشقي، الشافعيّ. وكان من الفضلاء أولي العلم. [جماد الثاني] [ثورة جماعة نوروز بدمشق] وفي جماد الثاني ثار جماعة ممّن كان بدمشق على هوى نوروز واستولوا عليها، وقدم بعد ذلك جماعد من عند نوروز فتسلّموها (¬5). [وفاة الشرف المناوي] [1154]- وفيه مات الشرف المناوي (¬6)، أبو بكر بن محمد بن إسحاق السلمي، الشافعيّ. ¬

(¬1) خبر الحمزاوي في: السلوك ج 4 ق 1/ 35، والنجوم الزاهرة 13/ 57. (¬2) انظر عن (القرمي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 49، وذيل الدرر الكامنة 186 رقم 288، وإنباء الغمر 2/ 372 رقم 33، والضوء اللامع 6/ 138 رقم 431، ونزهة النفوس 2/ 235 رقم 447، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 775، والدليل الشافي 1/ 506 رقم 1761، والمنهل الصافي 8/ 329، 330 رقم 1768، وشذرات الذهب 7/ 85. (¬3) انظر عن (ابن نشوان) في: السلوك ج 4 ق 1/ 48. (¬4) هكذا في الأصل. ولم أتأكد من النسبة. (¬5) خبر الثورة في: السلوك ج 4 ق 1/ 37، 38. (¬6) انظر عن (الشرف المناوي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 48، ودرر العقود الفريدة 1/ 201 رقم 73، وذيل الدرر الكامنة 183 رقم 275، وإنباء الغمر 2/ 363 رقم 13، والضوء اللامع 11/ 69 رقم 196، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 774.

وفاة ابن المغيربي

[وفاة ابن المغيربيّ] [1155]- وابن (¬1) المغيربيّ، الشيخ أحمد بن محمد بن فهيد (¬2). وكان من الأغنياء الأعيان. [وفاة ابن الجواشني] [1156]- وابن الجواشني (¬3)، شهاب الدين أحمد بن محمد الشافعي، الدمشقي، الحنفيّ، قاضي دمشق. وكان مشكورا. [وفاة شارح المقدّمة] [1157]- والشيخ العالم، الفاضل، مصطفى بن زكريا بن (¬4) أيدغمش القرماني (¬5) شارح «المقدّمة». وكان عارفا بالفنون، وولي عدّة تداريس بمصر. [وفاة القيصري] [1158]- والشيخ رسول القيصري (¬6)، الحنفيّ، قاضي غزّة. وكان فاضلا. [وفاة الجمال المارداني] [1159]- والجمال المارداني (¬7)، عبد الله بن خليل بن يوسف الدمشقيّ، الحاسب. ¬

(¬1) في الأصل: «وبن». (¬2) في الأصل: «فهد» والمثبت عن: السلوك ج 4 ق 1/ 48، والنجوم الزاهرة 13/ 166، والضوء اللامع 7/ 106، ونزهة النفوس 2/ 236 رقم 450، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 774، وفيه: «محمد بن أحمد»، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 319 ب. (¬3) انظر عن (ابن الجواشني) في: السلوك ج 4 ق 1/ 50، وإنباء الغمر 2/ 363 رقم 11، والنجوم الزاهرة 13/ 166، والضوء اللامع 2/ 216، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 775، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 318 ب. (¬4) في الأصل: «مصطفى بن سكرماني». (¬5) انظر عن (القرماني) في: إنباء الغمر 2/ 375 رقم 44، وذيل الدرر الكامنة 189 رقم 296، وفيه: «مصطفى بن عبد الله»، ووجيز الكلام 1/ 391 رقم 874، والضوء اللامع 10/ 160، والشقائق النعمانية لطاش كبرى زادة 1/ 322، وكشف الظنون 1795 و 2037، وهدية العارفين 2/ 433، والأعلام 8/ 134، ومعجم المؤلّفين 12/ 253. (¬6) انظر عن (القيصري) في: إنباء الغمر 2/ 367 رقم 18. (¬7) انظر (المارداني) في: إنباء الغمر 2/ 368 رقم 21، وذيل الدرر الكامنة 185 رقم 282، ووجيز الكلام 1/ 352 رقم 880، =

رجب

انتهت إليه الرياسة في عمل الميقات مع الدين المتين. وله تواليف وافرة. [رجب] [ملك نوروز دمشق] وفي رجب دخل نوروز دمشق فملكها (¬1). [وفاة الشمس القلقشندي] [1160]- وفيه مات الشمس القلقشندي (¬2)، / 406 / محمد بن إسماعيل بن علي المصري، المقدسيّ، الشافعيّ. [عودة السلطان إلى مصر دون طائل] وفيه وصل السلطان إلى القاهرة ولم ينل طايلا، فيما توجّه إليه، وتلف له كثير من المال، ونقصت عساكره (¬3). [ثورة خير بك بغزّة] وفيه ثار خير بك بغزّة، ففرّ نائبها سودون من زاده إلى القاهرة (¬4). [وصول نائب حلب] وفيه وصل دمرداش نايب حلب أيضا (¬5). [عمارة قلعة دمشق] وفيه ابتدأ نوروز بعمارة قلعة دمشق، ووقف على ذلك بنفسه ومعه الأمراء والقضاة (¬6)، ¬

= والضوء اللامع 5/ 19، وشذرات الذهب 7/ 84، وفهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية (العلوم) ق 331 و 41 ومعجم المؤلفين 6/ 53، وفهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية (المعارف العامة) 46، 71. (¬1) خبر نوروز في: السلوك ج 4 ق 1/ 38، والنجوم الزاهرة 13/ 58، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 766، وإعلام الورى 36، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 319 أ، وتاريخ بيروت 236. (¬2) انظر عن (القلقشندي) في: ذيل الدرر الكامنة 188 رقم 292، وإنباء الغمر 2/ 373 رقم 36، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 381، 382 رقم 744، والضوء اللامع 7/ 137، ووجيز الكلام 1/ 389 رقم 867، وشذرات الذهب 7/ 86، والمجمع المؤسس 2/ 504 رقم 232، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 319 ب. (¬3) خبر عودة السلطان في: السلوك ج 4 ق 1/ 38، والنجوم الزاهرة 13/ 57، ونزهة النفوس 2/ 227، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 766، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 251 أ. (¬4) خبر الثورة في: السلوك ج 4 ق 1/ 38، ونزهة النفوس 2/ 227، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 766. (¬5) خبر نائب حلب في: السلوك ج 4 ق 1/ 38 وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 766. (¬6) خبر قلعة دمشق في: السلوك ج 4 ق 1/ 39، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 766، والنجوم الزاهرة 13/ 58، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 319 أ، ب.

جباية نوروز الأموال

وبنى الطارمة العظيمة بها، وهي على بنائه إلى يومنا هذا. [جباية نوروز الأموال] وفيه فرض نوروز الأموال على الأراضي، وجبى من ذلك شيئا كثيرا، وأخرج الأوقاف إقطاعات لأصحابه، بل والأملاك (¬1). [شعبان] [تقرير الوزارة ونظر الخاص] وفي شعبان قرّر جمال الدين الأستادارية في الوزارة ونظر الخاص مضافا الأستادارية، وقبض على الفخر بن غراب للعقوبة (¬2). [وفاة قاضي حلب] [1161]- وفيه مات الشرف مسعود (¬3) بن شعبان بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن مسعود بن علي بن محمد بن عبد الله هبة الله الحنفي الطائي، الشافعيّ، قاضي حلب. [تقرير نوروز جماعته] وفيه قرّر نوروز في نيابة غزّة (¬4) إينال باي بن قجماس، وبعث معه عسكرا في عدّة أمراء، وقرّر في نيابة الكرك سودون الجلب (¬5). [رمضان] [خروج العسكر من القاهرة] وفي رمضان خرج من القاهرة عسكر إلى جهة الشام، فلما وصل إليهم الخبر باستيلاء نوروز على غزّة وأقام نائبا من جهته أقاموا على بلبيس (¬6). ¬

(¬1) خبر الجباية في: السلوك ج 4 ق 1/ 39، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 766 و 768. (¬2) خبر الوزارة في: السلوك ج 4 ق 1/ 39، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 766، والنجوم الزاهرة 13/ 58. (¬3) انظر عن (مسعود) في: السلوك ج 4 ق 1/ 50، وإنباء الغمر 2/ 375 رقم 34، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 775، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3 / ورقة 524، والضوء اللامع 10/ 157، 158 رقم 628، وإعلام النبلاء 5/ 154 رقم 498، وتاريخ طرابلس (تأليفنا) 2/ 59 و 60 رقم 31 و 35 و 37، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 321 ب. (¬4) في الأصل: «وفيه قرر نوروز جماعة من في نيابة غزة». (¬5) خبر نوروز في: السلوك ج 4 ق 1/ 40، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 868. (¬6) خبر العسكر في: السلوك ج 4 ق 1/ 41، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 868، والنجوم الزاهرة 13/ 58، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 321 أ، ب.

سلطنة جكم بحلب

[سلطنة جكم بحلب] وفيه (تسلطن جكم بحلب) (¬1)، وكان ذلك في حادي عشره جمع أهل الحلّ والعقد بها فبايعوه، ولقّب نفسه بالملك العادل، وتكنّى بأبي الفتوح وخطب باسمه بعد ذلك من حلب إلى الفراة (¬2)، إلى غزّة ما عدا صفد، وما أجاب نايب الشام إلى طاعة جكم (¬3). [شوال] [نيابة صفد] وفي شوال قرّر نوروز في نيابة صفد بكتمر جلق عن أمر العادل جكم (¬4). [مكاتبة جكم للمماليك] وفيه وردت مكاتبات إلى القاهرة إلى المماليك السلطانية يستدعيهم في طاعة جكم، ومكاتبات إلى عزيز مصر وفلاّحيها بمنع أداء الخراج إلى الناصر وأمرائه (¬5). [الخطبة بدمشق لجكم] وفيه خطب بدمشق باسم العادل جكم (¬6). [تعيين جكم للأمراء] وفيه وصل إلى دمشق قاصد من جكم باستقرار سودون الحمزاوي في الدوادارية، وإينال باي ابن قجماس في الأمير اخورية، ويشبك بن أزدمر في الراس نوبة، وسودون الحمزاوي / 407 / في إمرة مجلس، وأن نوروز قسيم الملك، وأنه يفعل ما يختار، وأمرهم أن يوكبوا بالشاش والقماش. وكان له مدّة قد ترك. وأفيض على نوروز خلعة جكم وقبّل له الأرض، وضربت البشائر بدمشق وزيّنت لسلطنته (¬7). ¬

(¬1) ما بين القوسين كتب بالمداد الأحمر. (¬2) كذا. والصواب: «الفرات». (¬3) خبر سلطنة جكم في: السلوك ج 4 ق 1/ 41، وإنباء الغمر 2/ 356، والنجوم الزاهرة 13/ 58، ووجيز الكلام 1/ 388، ونزهة النفوس 2/ 229، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 769، والسيف المهنّد 248، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 251، وتاريخ بيروت 236. (¬4) خبر صفد في: السلوك ج 4 ق 1/ 41، والنجوم الزاهرة 13/ 58، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 769، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 321 ب. (¬5) خبر المكاتبة في: السلوك ج 4 ق 1/ 42، والنجوم الزاهرة 13/ 58، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 869. (¬6) خبر الخطبة في: النجوم الزاهرة 13/ 58، ووجيز الكلام 1/ 388، ونزهة النفوس 2/ 229، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 321 أ، وتاريخ بيروت 236. (¬7) خبر التعيين في: السلوك ج 4 ق 1/ 42، والنجوم الزاهرة 13/ 58، 59، ونزهة النفوس 2/ 229، 230، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 769، والسيف المهنّد 248، 249، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 321 أ، ب.

(اتفاقية)

(اتفاقية) (¬1) وفيه فشا الطاعون بمصر، وكان ابتدأ من رمضان وصار الموت فرضا، وكان غالب من يموت منه النساء والشباب، ووقع فيه من النوادر أن إنسانا من العجم كان له ولد صغير كيّس، فكان الوالد يقول: لو مات هذا أموت أنا عليه من الأسف، فقدّر الله تعالى بموت الولد فما فرغوا من غسّله إلاّ وقد مات الوالد، فأخرجا معا (¬2). [وفاة الشريف الحسني] [1162]- وفيه مات الشريف النسّابة حسن (¬3) بن إدريس، بدر الدين الحسنيّ. [ذو القعدة] [زيادة المرض والموت] وفي ذي قعدة زاد المرض وشيعّت الموت، وبيعت بطّيخة صيفي بنحو الثلاثمائة درهم (¬4). [وصفة الفرّوج للسّلعة] وفيه ظهرت بإنسان سلعة، فوصف له شخص بأن يؤخذ فرّوج ويجعل دبره على البثرة، فإن مات أعيد غيره، ففعلوا به ذلك، فصاروا كلّما وضعوا دبر فروج مات لوقته، فمات عشرون فرّوجا، وعدّ هذا من النوادر (¬5). [ملك جكم ألبيرة] وفيه ملك العادل جكم ألبيرة (¬6). [وفاة المولى زاده] [1163]- وفيه مات العلاّمة المولى زاده الخرزباني (¬7)، الحنفيّ، شيخ الخانقاه الشيخونية. ¬

(¬1) العنوان عن هامش المخطوط. (¬2) خبر الاتفاقية في: السلوك ج 4 ق 1/ 43، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 769، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 320 ب. (¬3) انظر عن (النسّابة حسن) في: السلوك ج 4 ق 1/ 48، وفيه: «حسن بن محمد بن حسن»، وإنباء الغمر 2/ 366، 367 رقم 16، وذيل الدرر الكامنة 183 رقم 276 وفيه: «حسن بن محمد بن الحسن بن. . .»، والنجوم الزاهرة 13/ 164، والضوء اللامع 3/ 123، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 774، 775، وفيه: حسن بن محمد بن حسن، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 322 ب. (¬4) خبر المرض في: السلوك ج 4 ق 1/ 43. (¬5) خبر الفرّوج في: السلوك ج 4 ق 1/ 43، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 770. (¬6) خبر البيرة في: السلوك ج 4 ق 1/ 44، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 771، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 323 أ، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 251 ب. (¬7) انظر عن (الخرزباني) في: السلوك ج 4 ق 1/ 49، والنجوم الزاهرة 13/ 164، 165، ونزهة النفوس 2/ 234 رقم 444، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 775، وشذرات الذهب 7/ 75، وورد في الأصل مهملا.

ذو الحجة

وكان من كبار العلماء، عارفا بالعلوم العقلية الفلسفية، إماما في الهيئة، بل والفنون كلّها، كاشفا للمشكلات، عارفا بالكشّاف، وشهرته تغني عن مزيد ذكره، ودفن بقبّة الجامع الشيخونيّ. [ذو الحجّة] [مقتل جكم] [1164]- وفي ذي حجّة وقع الاهتمام لسفر السلطان إلى قتال جكم، وعلّق جاليش السفر، وبينما هم في أثناء ذلك إذ ورد الخبر بقتل جكم (¬1). وكان من خبر ذلك ملخّصا أنه لما ملك حلب فكّر في توجّهه لمصر، فحسن بباله أن ينظّف التركمان أولا، وسار لأخذ بلادهم، فملك ألبيرة، ثم قصد جهة آمد، فأتاه رسل قرايلك بطلب الصلح، وأنه يحمل إليه ما أحبّه من الأموال، فأبى ذلك لفراغ أجله. ولما وصل إلى قرب ماردين نزل إليه صاحبها الظاهر مجد الدين عيسى الأرتقي وحاجبه فيّاض، وسارا في خدمته حتى واقع عساكر قرايلك وقاتلهم قتالا شديدا، وتعيّنت له النصرة. [1165]- وقتل إبراهيم بن قرايلك (¬2) بيده، فانهزم / 408 / التركمان إلى آمد والتجأوا إليها، فاقتحم جكم مع طائفة منه حتى توسّط بساتين آمد. وكانت قد وحلت أراضيها بإرسال المياه عليها تحصّنا بذلك، فظهر (¬3) ومن معه الرجم من كل جهة، وقد انحصر في مضيق لا يمكن له فيه الفرّ والكرّ. وضرب تركمان منهم عليه بمقلاع، فرماه بحجر أصاب جبهته، فتجلّد له قليلا، ومسح الدم عن وجهه ولحيته، ثم اختلط وسقط عن فرسه، فقتله التركمان، وانهزم عسكره والتركمان في إثرهم تقتل وتأسر (¬4). [1166]- وقتل في هذه الكائنة الأمجد عيسى (¬5) صاحب ماردين. ¬

(¬1) انظر عن (جكم) في: السلوك ج 4 ق 1/ 45، وإنباء الغمر 2/ 364 - 366 رقم 14، والدليل الشافي 1/ 247 رقم 848، والمنهل الصافي 4/ 313 - 324 رقم 850، والنجوم الزاهرة 13/ 61، ووجيز الكلام 1/ 389، والضوء اللامع 3/ 76 رقم 292، ونزهة النفوس 2/ 230 و 232 رقم 432، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 771، 772، و 777، 778، وإعلام النبلاء 5/ 150 - 154 رقم 497، والسيف المهنّد 249، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 324 أ، و 324 ب، 325 أ، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 248 أ - 252 أ، وتاريخ بيروت 235، 236. (¬2) انظر عن (ابن قرايلك) في: بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 772. (¬3) في السلوك: «فأخذ ومن معه الرجم». (¬4) خبر مقتل جكم في: السلوك ج 4 ق 1/ 45، 46، ونزهة النفوس 2/ 230. (¬5) انظر عن (الأمجد عيسى) في: السلوك ج 4 ق 1/ 46، والدليل الشافي 1/ 509، 510 رقم 1775، والمنهل الصافي 8/ 346 - 352 رقم 1873، والضوء اللامع 6/ 152 رقم 485، ونزهة النفوس 2/ 231 و 232 رقم 433، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 772، والسيف المهنّد 249، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 252 أ.

وفاة المؤرخ ابن دقماق

[1167]- وحاجبه فيّاض (¬1). [1168]- ومحمد بن شهري (¬2) حاجب حلب، وآخرين (¬3). وفرّ كمشبغا وتمربغا المشطوب ولحقا بحلب (¬4). وكانت هذه الكائنة في أواخر ذي قعدة. وقطعت رأس جكم وبعث بها بعد ذلك إلى القاهرة، وبضّعت أعضاؤه، وبعث قرايلك بكلّ عضو منه إلى جهة، افتخارا بذلك. وكانت مدة سلطنة جكم بزعمه قدر شهرين. وكان ملكا مهابا، بطلا، شجاعا، يحبّ العدل والخير، لكنه كان مقداما، سفّاكا للدماء. [وفاة المؤرّخ ابن دقماق] [1169]- وفيه مات مؤرّخ الديار المصرية الصارم، (إبراهيم بن محمد بن أيدمر) (¬5) [المعروف بابن دقماق] (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (فياض) في: نزهة النفوس 2/ 231 و 232 رقم 433، والضوء اللامع 6/ 175 رقم 592، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 772، والسيف المهنّد 249. (¬2) انظر عن (ابن شهري) في: السلوك ج 4 ق 1/ 46، والنجوم الزاهرة 13/ 61 و 62، ونزهة النفوس 2/ 231 و 232 رقم 435، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 772، والسيف المهنّد 249، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 252 أ. (¬3) الصواب: «وآخرون». (¬4) السلوك ج 4 ق 1/ 46، والنجوم الزاهرة 13/ 60، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 772. (¬5) ما بين القوسين غير مقروء في الأصل. (¬6) ما بين الحاصرتين أضفته على الأصل للتوضيح. وانظر عن (ابن دقماق) في: درر العقود الفريدة 1/ 162 - 166 رقم 44، وإنباء الغمر 2/ 360 رقم 1، وذيل الدرر الكامنة 182 رقم 274، والمجمع المؤسس 3/ 17، 18 رقم 387، والمنهل الصافي 1/ 120، 121 رقم 63، والدليل الشافي 1/ 25 رقم 63، وتاج التراجم 92، ونزهة النفوس 2/ 237 رقم 458، والضوء اللامع 1/ 145، والإعلان بالتوبيخ 152 رقم 73، ووجيز الكلام 1/ 391 رقم 876، وحسن المحاضرة 1/ 321، والطبقات السنية 1/ 260، 261 رقم 73، وكشف الظنون 174 و 278 و 305 و 396 و 1098 و 1151 و 1243 و 1941 و 1961 و 2052، وشذرات الذهب 7/ 80، 81، وإيضاح المكنون 1/ 45، وهدية العارفين 1/ 18، وديوان الإسلام 2/ 302 رقم 962، ومعجم المصنّفين 4/ 348 - 350، والفهرس التمهيدي 380، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 160، والكنى والألقاب للقمّي 1/ 285، وريحانة الأدب 7/ 519، وفهرس المخطوطات المصوّرة 2 ق 2/ 39، وتاريخ الأدب العربي 2/ 49، 50، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 188، والموسوعة الإسلامية 1/ 344، والأعلام 1/ 64، ومعجم المؤلفين 1/ 86، وعصر سلاطين المماليك 3/ 109، والقاموس الإسلامي 2/ 376، وعلم التأريخ العربي والمؤرّخون 3/ 131 - 133 رقم 12، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 2/ 339، والمستدرك عليه (تأليفنا) 170، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 69، 70 رقم 99، وانظر =

الحرب بين شيخ وأمراء جكم

وكان نشأ محبّا في فنّ التاريخ حتى كتب منه ما شاء الله أن يكتب، فمن ذلك تاريخا (¬1) على الحوادث، وآخر على التراجم، وآخر في «طبقات الحنفية» (¬2). ومات ولم يبلغ السبعين. [الحرب بين شيخ وأمراء جكم] وفيه وقعت الحرب بين شيخ وأمراء جكم بغزّة، وقتل. [1170]- إينال باي (¬3). [1171]- وسودون المحمّدي (¬4). وآخرين (¬5)، وقبض على سودون الحمزاوي. وفرّ يشبك بن أزدمر إلى دمشق (¬6). [طاعة نوروز للسلطان] وفيه عاد نوروز لطاعة السلطانة وأعاد الخطبة للناصر بدمشق (¬7). * * * [الزلزلة بأنطاكية] وفيها - أعني هذه السنة - زلزلت أنطاكية زلزلة عظيمة مات تحت الهدم ثمانية وتسعين (¬8) كانت في ذي قعدة. ¬

= مقدّمة كتابه: الجوهر الثمين للدكتور سعيد عبد الفتاح عاشور، وللدكتور محمد كمال عز الدين علي، ومقدّمة كتابه: نزهة الأنام للدكتور سمير طبارة، ومقدّمة كتابه: النفحة المسكية، من تأليفنا، وفهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية (التاريخ) 2/ 27 رقم 1356. (¬1) الصواب: «فمن ذلك تاريخ». (¬2) راجع أسماء مؤلّفات ابن دقماق في مقدّمتنا لكتابه: النفحة المسكية - طبعة المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، 1999. (¬3) خبر الحرب في: السلوك ج 4 ق 1/ 47، والنجوم الزاهرة 13/ 61، ونزهة النفوس 2/ 232، والضوء اللامع 2/ 326 رقم 1065، والسيف المهنّد 250، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 324 أو 325 أ. (¬4) انظر عن (سودون المحمدي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 47، والنجوم الزاهرة 13/ 61 وفيه: سودون قرناص، ونزهة النفوس 2/ 232، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 325 ب. (¬5) الصواب: «وآخرون». (¬6) السلوك ج 4 ق 1/ 46، 47، والنجوم الزاهرة 13/ 61، ونزهة النفوس 2/ 232، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 773. (¬7) خبر الطاعة في: السلوك ج 4 ق 1/ 47، والنجوم الزاهرة 13/ 62، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 773، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 324 ب. (¬8) هكذا في الأصل، والصواب: «ثمانية وتسعون» والخبر مشوّش». انظر: بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 774، وكشف الصلصلة 207.

وفاة قاضي غزة

[وفاة قاضي غزّة] [1172]- وفيه مات الموفّق الحنفي، قاضي غزّة الشيخ موفّق الدين الروميّ (¬1). وكان من طلبة الأكمل، ومن فضلاء الحنفية. [وفاة خير الدين البابرتي] [1173]- والشيخ خير الدّين الحنفيّ، خليل البابرتي (¬2)، بلديّ الأكمل المذكور، ومن أعيان جماعته. وكان من العلماء الفضلاء، وعيّن مرة للقضاء الحنفية بمصر، فلم يتمّ ذلك. وولي قضاء القدس. مات وقد أناف على الستين. وترك كتبا كثيرة. ¬

(¬1) انظر عن (الرومي) في: إنباء الغمر 2/ 377 رقم 50. (¬2) انظر عن (البابرتي) في: إنباء الغمر 2/ 367 رقم 17، وذيل الدرر الكامنة 184 رقم 277، والضوء اللامع 3/ 199، وشذرات الذهب 7/ 84.

حوادث سنة عشر وثمانمائة

/ 409 / [حوادث] سنة عشر وثمانمائة [محرّم] [تأخّر مبشّر الحاجّ] في ثالث محرّم وصل مبشّر والحاج وقد تأخّروا عن العادة بأيام لقضية ما جرت عليهم (¬1). [نقل رأس جكم وابن شهري إلى مصر] وفيه وصل حاجب ابن (¬2) نعير ومعه رأس جكم ورأس ابن (¬3) شهري فطيف (¬4) بهما على رمحين، وعلّقتا بباب زويلة، وضربت الدبادب بالبشارة، وزيّنت القاهرة، واستحثّ السلطان العسكر على الخروج للبلاد الشامية (¬5). [التدريس بالمدرسة المنصورية] وفيه درّس ناصر الدين محمد بن قاضي القضاة كمال الدين عمر بن العديم بالمدرسة المنصورية وهو شاب صغير مراهق أبلغ قريبا (¬6). [منازلة التركمان حلب] وفيه نازل التركمان حلب مع أميرهم علي بن دلغادر، وذبّ أهل حلب عن أنفسهم، وقام تمربغا المشطوب قياما تامّا في ذلك حتى أزاح التركمان (¬7). [كسرة ابن نعير على حماه] وفيه واقع نوروز العجل بن نعير وعربه فكسرهم على حماه، وتوجّه إلى جهة (. . .) (¬8). ¬

(¬1) خبر تأخّر الحاج في: السلوك ج 4 ق 1/ 51، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 776. (¬2) في الأصل: «حاجب بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «حصب». (¬5) خبر نقل الرأس في: السلوك ج 4 ق 1/ 52، وإنباء الغمر 2/ 380، والنجوم الزاهرة 13/ 62، ونزهة النفوس 2/ 238، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 777، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 326 ب. (¬6) خبر التدريس في: السلوك ج 4 ق 1/ 52، وإنباء الغمر 2/ 379. (¬7) خبر المنازلة في: السلوك ج 4 ق 1/ 51، وإنباء الغمر 2/ 378. (¬8) كلمة غير واضحة في الأصل.

وصول الحاج

[وصول الحاج] وفيه وصل الحاج إلى القاهرة وكان أميرا على المحمل أحمد بن كمال الدين الأستادار وهو شابّ أمرد له نحوا (¬1) من سبعة عشر (¬2) سنة (كان) (¬3). ولما خرج من البركة وقف والده الجمال فرتّب جمال الحاجّ وجعلهم (¬4) قطارين، ميمنة وميسرة، وأمرهم أن يدوموا على هذا في ذهابهم وإيابهم، فداموا عليه. وهو أول من أحدث ذلك. وكان قبل ذلك يسير الحاجّ كيف شاؤا ثم صار هذا، فسمّي التعقيب، وصار الأمراء يفعلونه مع الحاجّ من العقبة واستمرّ (¬5). [عودة ركب المغاربة] وعاد ركب المغاربة في هذه السنة وقد هنّوهم ومن انضمّ إليهم من حاج الإسكندرية وغزّة والقدس (¬6). [سفر السلطان إلى الشام] وفيه خرج السلطان مسافرا إلى جهة الشام في كلفة هايلة جدّا وأمر عظيم (¬7). [الفتن بين نوروز وشيخ] وفيه بعث نوروز إلى السلطان يطلب منه الأمان والصلح، وكانت بين نوروز وشيخ فتن وحظوة أنفس يطول الشرح في ذكرها (¬8). [صفر] [دخول شيخ دمشق] وفي صفر فرّ نوروز من دمشق إلى جهة حلب، ودخل شيخ دمشق ومعه ألطنبغا العثماني نايب طرابلس (¬9). [بيع الشعير بالصالحية] وفيه أبيع الإردبّ الشعير بالصالحية لعساكر السلطان بدرهمين، وتعجّب من ذلك (¬10). ¬

(¬1) الصواب: «له نحو». (¬2) الصواب: «سبع عشرة سنة». (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) الصواب: «وجعلها». (¬5) خبر الحاج في: السلوك ج 4 ق 1/ 53، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 778. (¬6) خبر المغاربة في: السلوك ج 4 ق 1/ 54. (¬7) خبر السفر في: السلوك ج 4 ق 1/ 54، ونزهة النفوس 2/ 239. (¬8) خبر الفتن في: السلوك ج 4 ق 1/ 54، 55، والنجوم الزاهرة 13/ 63. (¬9) خبر شيخ في: السلوك ج 4 ق 1/ 55، ونزهة النفوس 2/ 239، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 327 ب. (¬10) خبر الشعير في: السلوك ج 4 ق 1/ 55.

القبض على شيخ بدمشق

[القبض على شيخ بدمشق] وفيه دخل السلطان إلى دمشق، وقبض بعد أيام على شيخ ويشبك، وقيّدا وسجنا، وفرّ جركس المصارع، وفرّ الكثير من جماعات من قبض عليه، وممّن فرّ جقمق أخو جركس، وهو الذي ولي السلطنة فيما بعد (¬1). [النيابة والقضاء بدمشق] وفيه قرّر بيغوت (¬2) في نيابة الشام، والصدر علي بن الأدمي في قضاء الحنفية بدمشق (¬3). [ربيع الأول] [القبض على أمراء شيخ] وفي ربيع الأول ورد الخبر من نوروز على السلطان بأنه قبض على من فرّ من غند شيخ / 410 / وهم: علاّن، وجانم، وإينال المنقار، وجقمق أخو جركس (¬4). [القبض على تمراز نائب الغيبة] وفيه وصلت مكاتبة الناصر إلى القاهرة بالقبض على تمراز نائب الغيبة، فقيّد وحبس بالبرج، وانفرد أقباي بالحكم بين الناس، وزيّنت القاهرة (¬5). [فرار شيخ ويشبك من دمشق] وفيه فرّ شيخ ويشبك من قلعة دمشق بمواطاة نايبها، وقبض على النائب في فراره وقتل، وعلّقت رأسه على قلعة دمشق. ثم قدم الخبر باجتماع شيخ ويشبك وجركس على حمص وهم في غاية الاجتهاد في طلب المال من الناس، وقد انضمّ إليه دون الألف من جماعاته (¬6). ¬

(¬1) خبر قبض شيخ في: السلوك ج 4 ق 1/ 56، وإنباء الغمر 2/ 381، والنجوم الزاهرة 13/ 64، ووجيز الكلام 1/ 393، ونزهة النفوس 2/ 239 رقم 240، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 781. (¬2) في الأصل: «نبوت». (¬3) خبر النيابة في: السلوك ج 4 ق 1/ 56، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 328 ب. (¬4) خبر القبض في: السلوك ج 4 ق 1/ 57، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 782. (¬5) خبر تمراز في: السلوك ج 4 ق 1/ 58، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 782، والنجوم الزاهرة 13/ 65، ووجيز الكلام 1/ 393. (¬6) خبر الفرار في: السلوك ج 4 ق 1/ 57، وإنباء الغمر 2/ 381، والنجوم الزاهرة 13/ 64، 65، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 782، والسيف المهنّد 251، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 328 ب.

نيابة نوروز الشام

[نيابة نوروز الشام] وفيه كتب السلطان إلى نوروز بنيابة الشام، وندبه لقتال شيخ ومن معه. وكان نوروز قد وصل إلى حلب وأكرمه تمربغا المشطوب، وقام له بما يليق به، فوصلت إلى نوروز خلعة السلطان فلبسها بحلب، وبعث يعتذر عن تأخّره من حياء وخوف إذا رحل السلطان عن دمشق جاءها وكفاه شرّ الأعداء، فخرج السلطان من دمشق قاصدا مصر (¬1). [وفاة ابن خطيب داريّا] [1174]- وفيه مات ابن (¬2) خطيب داريّا (¬3)، الأديب البارع، جلال الدين، عبد الله بن أحمد بن سليمان بن يعقوب بن علي بن سلامة بن عساكر بن حسين بن قاسم بن محمد بن جعفر الأنصاري، البيسانيّ الأصل، الدمشقي، الشافعيّ. وكان عارفا باللغة، ماهرا في فنون الأدب، حسن النظم جدا. ومولده سنة خمس وأربعين وسبعماية. [وفاة السيرامي شيخ البرقوقية] [1175]- ومات العلاّمة السّيراميّ (¬4)، بن (¬5) محمد بن عيسى، واسمه العلم يوسف الحنفيّ، شيخ البرقوقية، ثم تولّى مضافا لها الشيخونية، ثم تركها هو. وكان خيّرا، ديّنا، كثير العبادة، جمّ الفضائل. وقرّر عوضه في مشيخة ولده يحيى، والد شيخنا العضد عبد الرحمن، رحمه الله تعالى. [ربيع الآخر] [ملك شيخ دمشق] وفي ربيع الآخر طرق شيخ دمشق، ففرّ من كان بها من جهة السلطان (بعد أن ¬

(¬1) خبر نيابة نوروز في: السلوك ج 4 ق 1/ 57، وإنباء الغمر 2/ 382، والنجوم الزاهرة 13/ 65، ونزهة النفوس 2/ 240، ووجيز الكلام 1/ 393، والسيف المهنّد 251، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 329 أ. (¬2) في الأصل: «مات بن». (¬3) انظر عن (ابن خطيب داريا) في: وجيز الكلام 1/ 395 رقم 889 وفيه: «أبو المعالي محمد بن أحمد بن سليمان»، والضوء اللامع 2/ 326، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 789، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 329 أ. (¬4) انظر (السيرامي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 65، وذيل الدرر الكامنة 191، 192 رقم 303، والنجوم الزاهرة 13/ 168، ونزهة النفوس 2/ 243، 244 رقم 460، ووجيز الكلام 1/ 394 رقم 885، والضوء اللامع 3/ 289 و 10/ 327 رقم 1234، وحسن المحاضرة 1/ 547، ودرّة الحجال 3/ 357 رقم 1508، وبغية الوعاة 1/ 327. (¬5) يرد في المصادر: سيف ويوسف، ولهذا ذكره السخاوي مرتين في: الضوء اللامع.

مقتل يشبك وجركس المصارع

سافر السلطان) (¬1) ونوروز، وملكها شيخ (¬2). [مقتل يشبك وجركس المصارع] [1176]- وفيه قتل يشبك (¬3). [1177]- وجركس المصارع (¬4) في حرب / 411 / بينه وبين نوروز بقرب بعلبكّ، وبلغ شيخ ذلك، فخرج من دمشق، ثم دخلها نوروز بغير ممانع، وبلغ السلطان الخبر، فسرّ به، وهو في طريقه. [دخول السلطان القاهرة] وفيه دخل السلطان القاهرة في موكب حافل وبين يديه نحوا (¬5) من عشرين أميرا في السلاسل، ورمّة إينال باي بن قجماس (¬6). [قتل سودون الحمزاوي] [1178]- وفيه قتل سودون الحمزاوي (¬7)، يقال إنه قتل قصاصا بعد أن حكم بسفك دمه، وقتل جماعة أيضا. [مقتل أسنباي] [1179]- وفيه قتل أسنباي (¬8) أميراخور. ¬

(¬1) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬2) خبر شيخ في: السلوك ج 4 ق 1/ 59، وإنباء الغمر 2/ 382، والنجوم الزاهرة 13، 66، والسيف المهنّد 250، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 329 أ. (¬3) انظر عن (يشبك) في: السلوك ج 4 ق 1/ 59، وإنباء الغمر 2/ 383، والنجوم الزاهرة 13/ 67 و 170، والدليل الشافي 2/ 784 رقم 2646، ونزهة النفوس 2/ 241، ووجيز الأعلام 1/ 395 رقم 891، والضوء اللامع 10/ 278 رقم 1090، وإعلام الورى 36، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 329 أ، و 329 ب، وتاريخ بيروت 235 - 237 و 239. (¬4) انظر عن (جركس المصارع) في: السلوك ج 4 ق 1/ 59، وإنباء الغمر 2/ 383 و 390 رقم 6، والنجوم الزاهرة 13/ 67، ونزهة النفوس 2/ 241، ووجيز الكلام 1/ 396 رقم 894، والضوء اللامع 3/ 67، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 782، وإعلام الورى 36، وتاريخ الأزمنة 343، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 329 ب، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 247 أ، ب، وتاريخ بيروت 237. (¬5) الصواب: «نحو». (¬6) خبر دخول السلطان في: السلوك ج 4 ق 1/ 59، والنجوم الزاهرة 13/ 67، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 783. (¬7) انظر عن (سودون الحمزاوي) في: إنباء الغمر 2/ 383، والدليل الشافي 1/ 330 رقم 1131، والمنهل الصافي 6/ 123 - 127 رقم 1134، والنجوم الزاهرة 13/ 169، والضوء اللامع 3/ 275 رقم 1057، ووجيز الكلام 1/ 396 رقم 892، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 329 ب. (¬8) انظر عن (أسنباي) في: النجوم الزاهرة 13/ 67 و 170، ونزهة النفوس 2/ 240 و 241، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 784.

جمادى الأول

[جمادى الأول] [تقرير أمراء بالمناصب] وفي جمادى الأول استقرّ تغري بردي اليشبغاوي في الأتابكية بمصر، عوضا عن يشبك الشعباني، وقرّر كمشبغا المزوّق في الأمير اخورية الكبرى، عوضا عن جركس المصارع (¬1). [قدوم رؤوس القتلى] وفيه قدم قاصد نوروز ومعه رأس يشبك، وجركس، وفارس حاجب دمشق (¬2). [تأسيس المدرسة الجمالية] وفيه كان ابتداء شقّ أساس المدرسة الجمالية برحبة باب العيد (¬3). [ركوب السلطان بثياب الجلوس] وفيه ركب السلطان بثياب جلوسه، وعاد بعض الأمراء دخل في ثيابه هذه إلى عدّة من الأمراء بديارهم، وما عهد قبل الناصر هذا من نزل بثياب جلوسه أصلا (¬4). [مصالحة نوروز وشيخ] وفيه خرج نوروز من دمشق لمصالحة شيخ، وقد جرت بينهما المكاتبات (¬5). [وفاة الهمداني مدرّس الجوهرية] [1180]- وفيه مات الشيخ العالم، جمال الدين، عبد الله بن محمد الهمداني (¬6)، مدرّس الجوهرية بدمشق. وكان عالما فاضلا، عارفا بالمذهب والقراءات (¬7) ديّنا. ¬

(¬1) خبر الأمراء في: إنباء الغمر 2/ 383، والنجوم الزاهرة 13/ 67 و 68، ونزهة النفوس 2/ 241، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 784، 785. (¬2) خبر الرؤوس في: السلوك ج 4 ق 1/ 60، والنجوم الزاهرة 13/ 68 و 170، ونزهة النفوس 2/ 241، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 785. (¬3) خبر التأسيس في: السلوك ج 4 ق 1/ 61، والنجوم الزاهرة 13/ 68، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 785. (¬4) خبر الركوب في: السلوك ج 4 ق 1/ 61، وإنباء الغمر 2/ 386، والنجوم الزاهرة 13/ 68، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 785. (¬5) خبر المصالحة في: السلوك ج 4 ق 1/ 62، وإنباء الغمر 2/ 385، 386، والنجوم الزاهرة 13/ 69، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 785. (¬6) انظر عن (الهمداني) في: إنباء الغمر 2/ 391 رقم 10، والضوء اللامع 5/ 70، ووجيز الكلام 1/ 394 رقم 886، وشذرات الذهب 7/ 88، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 330 أ. (¬7) في الأصل: «القرات».

جمادى الآخرة

[جمادى الآخرة] [القبض على سودون] وفي جمادى الآخرة قبض على سودون من زاده، وحمل إلى سجن الإسكندرية (¬1). [تحالف شيخ ونوروز] وفيه اصطلح شيخ ونوروز وتحالفا على المصافاة والموادّة، ووصل عدّة من أصحابه إلى دمشق. وفيه كان توجّه قاصد السلطان لنوروز بمكاتبة من السلطان، فلما بلغه ما جرى له مع شيخ وصلحه عاد من دمشق (¬2). [رجب] [نيابة شيخ بطرابلس] وفي رجب أحضر بكتمر جلق إلى دمشق مقيّدا فسجن بقلعتها، وقرّر في نيابة طرابلس عوضه شيخ. وفيه دخل نوروز وشيخ إلى دمشق، وتجهّز شيخ منها إلى طرابلس وسار إليها ومعه قاضيا على طرابلس التاج محمد بن الشهاب الحسباني، الشافعيّ (¬3). [شعبان] [قتال نائب الكرك ونائب غزّة] وفي شعبان تقاتل يشبك الموساوي نائب الكرك هو وسلامش نايب غزّة، / 412 / فقبض سلامش على يشبك، وبعث به إلى نوروز، فسجنه بقلعة دمشق (¬4). [رمضان] [فرار بكتمر جلق] وفي رمضان فرّ بكتمر جلق من محبسه بقلعة دمشق وقصد جهة صرخد، وخرج نوروز من دمشق فبلغ إلى الرملة وعاد (¬5). ¬

(¬1) خبر سودون في: السلوك ج 4 ق 1/ 62، والنجوم الزاهرة 13/ 69، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 786. (¬2) خبر التحالف في: النجوم الزاهرة 13/ 69، ووجيز الكلام 1/ 394، وإعلام الورى 37، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 330 أ. (¬3) خبر شيخ بطرابلس في: النجوم الزاهرة 13/ 69، وإعلام الورى 37، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 331 أ. (¬4) خبر القتال في: السلوك ج 4 ق 1/ 62، 63، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 322 أ. (¬5) خبر الفرار في: السلوك ج 4 ق 1/ 63، وإنباء الغمر 2/ 384، والنجوم الزاهرة 13/ 70، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 333 أ.

السيل بطرابلس

[السيل بطرابلس] وفيه جاء سيل عظيم إلى طرابلس فهدم أبنية كثيرة، وهلك بسببه خلق كثير (¬1). [كسرة تمربغا أمام التركمان] وفيه خرج تمربغا المشطوب نايب حلب إلى قتال التركمان فتلقّوه وكسروه، فعاد إلى حلب، وبلغ نوروز ذلك فعاد من سفره إلى دمشق (¬2). [خطابة جامع دمشق] وفيه استقرّ الشهاب ابن حجّي في خطابة جامع دمشق (¬3)، وصرف الشهاب الباعوني وأعيد إلى خطابة القدس. [شوال] [تقليد شيخ نيابة الشام] وفي شوال بعث شيخ إلى السلطان يترضّاه ويسأله أن يقرّره في نيابة الشام وهو يكفيه مؤونة الأعداء، فأعاد السلطان إليه الجواب بما سأله، وبعث إليه بالتقليد والتشريف (¬4). [وفاة البدر الدمشقي] [1181]- وفيه مات البدر إسماعيل (¬5) بن محمد بن محمد بن يعقوب الدمشقي، الظاهريّ المذهب. وكان مشكورا. [قضاء الشافعية والحنفية بدمشق] وفيه قرّر الناصر في قضاء دمشق الشافعية النجم عمر بن حجّي، وفي القضاء الحنفية الصدر بن الأدمي، وبعثهما مع قاصده لشيخ (¬6). ¬

(¬1) خبر السيل في: إنباء الغمر 2/ 384، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 787، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 332 ب، وتاريخ طرابلس (عصر المماليك) 2/ 238. (¬2) خبر الكسرة في: السلوك ج 4 ق 1/ 63. (¬3) خبر الخطابة في: السلوك ج 4 ق 1/ 63، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 333 أ. (¬4) خبر التقليد في: السلوك ج 4 ق 1/ 63، والنجوم الزاهرة 13/ 70، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 787، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 334 ب. (¬5) لم أجد له ترجمة. (¬6) خبر القضاء في: السلوك ج 4 ق 1/ 63، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 787، والذيل على تاريخ ابن كثير، ورقة 334 ب.

ذو القعدة

[ذو القعدة] [عودة نوروز إلى دمشق] وفي ذي قعدة عاد نوروز إلى دمشق بعد أن غاب زيادة عن شهر (¬1). [وفاة سودون الطيّار] [1182]- وفيه مات أمير سلاح سودون الطيّار (¬2). وكان مشكور السيرة، محبّا في العلم وأهله. [وفاة العز النمراوي] [1183]- وفيه مات العز النمراوي (¬3)، الفقيه الشافعيّ، عبد الله بن عبد الجليل، بن عبد الله. [ذو الحجة] [تنازل شيخ عن نيابة دمشق لنوروز] وفي ذي حجّة وصلت رسل السلطان إلى شيخ بنيابة الشام وتقليده وتشريفه، فلم يعبأ بذلك، وأخبر بأنه مقيم على طاعة نوروز، وبعث بالتقليد إلى نوروز وأخبره بما وقع، فسرّ نوروز بذلك، وضربت البشائر بدمشق، وزيّنت (¬4). [منازلة شيخ المرقب] وفيه نازل شيخ المرقب (¬5). [تأكيد الاتفاق بين تمربغا ونوروز] وفيه قدم تمربغا المشطوب إلى دمشق ليأكد (¬6) الاتفاق بينه وبين نوروز دفعا لما نقل ¬

(¬1) خبر نوروز في: السلوك ج 4 ق 1/ 64، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 787، وتاريخ بيروت 237. (¬2) انظر عن (سودون الطيار) في: السلوك ج 4 ق 1/ 66، وإنباء الغمر 2/ 94 رقم 19، والنجوم الزاهرة 13/ 167، ونزهة النفوس 2/ 244 رقم 462، ووجيز الكلام 396 رقم 893، والضوء اللامع 3/ 281، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 789. (¬3) هكذا في الأصل. ولم أتبيّن صحّتها، إذ لم أجد هذه الترجمة في المصادر. (¬4) خبر التنازل في: السلوك ج 4 ق 1/ 64، وإنباء الغمر 2/ 386، والنجوم الزاهرة 13/ 71، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 787، 788. (¬5) خبر المرقب في: السلوك ج 4 ق 1/ 64، وإنباء الغمر 2/ 386، والنجوم الزاهرة 13/ 71، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 788. (¬6) الصواب: «ليؤكد».

وفاة مقبل الزمام

عنه من الإشاعة، وإظهار الكذب الناقل ذلك عنه، فأكرمه نوروز وعظّمه، ودام بدمشق أسبوعا وعاد إلى حلب (¬1). [وفاة مقبل الزمام] [1184]- وفيه مات مقبل الزمّام (¬2)، الطواشي، الروميّ، باني المدرسة بخطّ سويقة الصاحب البندقانيّين. وخلّف موجودا كثيرا. / 413 / (غريبة) (¬3) وفيها - أعني هذه السنة - أقبلت سحابتان من جهة إيلة والطور حتى حاذتا العريش، ومرّتا بالبحر المالح، فرؤي في وسطهما تنّينان عظيمان مثل عمودين عظيمين أسفلهما ممّا يلي البحر، وأعلاهما لا يرى. وفي كل واحد منهما خطّ أبيض لطوله، وكانا يرتفعان عن الماء ساعة ثم ينحطّان فيضربان بذنبيهما في البحر فيضطرب اضطرابا شديدا، ثم يرتفعان. وكان ذنب كل واحد منهما بقدر جامور (¬4) المنارة التي يؤذّن عليها. وداما كذلك حتى غابا عن الأعين (¬5). * * * [ابتداء عمارة المدرسة البنجالية بمكة] وفيها كان ابتداء عمارة المدرسة البنجالية بمكة المشرّفة، أرسل بعمارتها السلطان أحمد خان بن سر خان بن طقز خان صاحب بنجالة من الهند، وصرف على هذه المدرسة الألوف من المال (¬6). ¬

(¬1) خبر الاتفاق في: السلوك ج 4 ق 1/ 64، وإنباء الغمر 2/ 386. (¬2) انظر عن (مقبل الزمّام) في: السلوك ج 4 ق 1/ 66، وإنباء الغمر 2/ 394 رقم 29، والنجوم الزاهرة 13/ 168، والدليل الشافي 2/ 740 رقم 2526، ونزهة النفوس 2/ 245 رقم 465، ووجيز الكلام 1/ 396 رقم 895، والضوء اللامع 10/ 168 رقم 789 و 797. (¬3) العنوان عن هامش المخطوط. (¬4) الجامور: القمّة أو الرأس، تشبيها بجامور السفينة. (لسان العرب). (¬5) خبر الغريبة في: السلوك ج 4 ق 1/ 64، 65. (¬6) خبر العمارة في: إنباء الغمر 2/ 388.

حوادث سنة إحدى عشر وثمانمائة

[حوادث] سنة إحدى عشر (¬1) وثمانمائة [محرّم] [الرخاء بمصر] في محرّم منها كان الرخاء جدّا بمصر (¬2). [الحرب بين نوروز وبكتمر جلق] وفيه خرج نوروز بجيوشه إلى جهة صفد فتقاتل هو وبكتمر جلق، وفسد الحال بتلك النواحي، وخرجت تجريدة من مصر لأخذ غزّة، وانحاز من بصفد فلم يتهيّأ تمام التوجّه على غارات من العريش خوفا من نوروز فإنه كان جمع لحربهم (¬3). [امتناع الحاج من زيارة قبر النبيّ صلى الله عليه وسلّم] وفيه وصل الحاجّ ولم يزوروا قبر النبي صلى الله عليه وسلّم في هذه السنة لقبض أمير الحاجّ المصريّ على قرقماس أمير الحاج الشام (¬4) بمكة، وحمله معه، فخاف أن يقصد بسوء في طريقه من نوروز، وهلك جماعة من عنف السير (¬5). [صفر] [وفاء النيل] وفي صفر وفا (¬6) النيل ستة عشر ذراعا، ونزل الناصر لكسر الخليج (¬7). [استعداد نوروز لمحاربة شيخ] وفيه عاد نوروز إلى دمشق، فبلغه حركة شيخ عليه، فضاق ذرعا، وأخذ في ¬

(¬1) الصواب: «سنة إحدى عشرة». (¬2) خبر الرخاء في: السلوك ج 4 ق 1/ 67، وإنباء الغمر 2/ 395. (¬3) خبر الحرب في: السلوك ج 4 ق 1/ 67، 68، وإنباء الغمر 2/ 395، والنجوم الزاهرة 13/ 71. (¬4) كذا. والصواب: «الشامي». (¬5) خبر الحاج في: السلوك ج 4 ق 1/ 67، 78، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 790. (¬6) الصواب: «وفى». (¬7) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 1/ 68، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 790.

ربيع الأول

الاستعداد له، وسار من دمشق إلى جهة حمص (¬1). [ربيع الأول] [تواعد نوروز وشيخ على القتال] وفي ربيع الأول تجهّز شيخ لقتال نوروز وجمع من طوائف العرب والتركمان شيئا كثيرا، ثم سار حتى قرب من نوروز، فبعث نوروز إليه بالكفّ عن القتال، فأبى إلاّ أن يأخذ دمشق بمندوحة كون السلطان قد ولاّها له، فتواعدا على القتال في الغد، وسار شيخ حتى قرب من دمشق، فتبعه نوروز ودخلها، فقدم عليه تمربغا المشطوب نايب حلب فأكرمه (¬2). [القضاء بدمشق] وفيه أعاد نوروز إلى قضاء دمشق الشمس محمد الأخنائي، الشافعيّ، وإلى القضاء الحنفية الجمال بن القطب (¬3). [انهزام نوروز أمام شيخ] ثم خرج إلى قتال شيخ وكان قد تفرّق عن شيخ أصحابه، وبقي في نحو الثلاث ماية / 414 / ونوروز في زيادة على الأربع (¬4) آلاف، فالتقيا وتقاتلا، فانهزم نوروز بقدرة الله تعالى، طالبا حلب، مجتازا على دمشق، ودخلها شيخ فملكها، وزالت النوروزية كأنهم ما كانوا (¬5). [نيابة الإسكندرية] وفيه قرّر في نيابة الإسكندرية جرباش (¬6) كباشه، فاستعفى، فقرّر فيها سنقر الروميّ (¬7). [وفاة النجم ابن فهد] [1185]- وفيه مات النجم بن فهد (¬8)، محمد بن محمد بن أحمد بن عبد ¬

(¬1) خبر الاستعداد في: السلوك ج 4 ق 1/ 68، والنجوم الزاهرة 13/ 72. (¬2) خبر التواعد في: السلوك ج 4 ق 1/ 69، والنجوم الزاهرة 13/ 72، وإنباء الغمر 2/ 396. (¬3) السلوك ج 4 ق 1/ 70. (¬4) الصواب: «الأربعة». (¬5) خبر الانهزام في: السلوك ج 4 ق 1/ 70، والنجوم الزاهرة 13/ 72، ووجيز الكلام 1/ 397، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 790. (¬6) جرباش - شرباش. (¬7) السلوك ج 4 ق 1/ 70، 71. (¬8) انظر عن (ابن فهد) في: العقد الثمين 2/ 333، وذيل التقييد 1/ 251، 252 رقم 491، وذيل الدرر الكامنة 200 رقم 330، وإنباء الغمر 2/ 416 رقم 16، والضوء اللامع 9/ 231، وشذرات الذهب 7/ 94.

وفاة ابن شيخ الربوة

الله بن محمد بن فهد الأصوليّ، المكي. وقد تجاوز الخمسين. [وفاة ابن شيخ الربوة] [1186]- وابن (¬1) شيخ الربوة، تقيّ الدين، أبو بكر بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن (¬2) الدمشقي، الحنفيّ. وكان ماهرا في المذهب ودرّس، وأفتى، وجاوز الستين. [الخروج لقتال نوروز] وفيه خرج دمرداش المحمدي وبكتمر جلق من دمشق لقتال نوروز (¬3). [قضاء الشافعية بدمشق] وفيه أعيد النجم بن حجّي إلى قضاء الشافعية بدمشق، واستناب عدّة من النواب، وما وقع ذلك لمن قبله (¬4). [ربيع الآخر] [مصادرة شيخ أهل دمشق] وفي ربيع الآخر فرض شيخ على أهل دمشق أموالا عظيمة وصادر الناس والتّجار والقضاة، وجبى ذلك منهم بعسف وعنف، وقبض على ناظر جيش دمشق، وألزمه بمال كثير، وقرّر عوضه العلم داود بن الكويز، وقرّر صلاح الدين خليل بن الكويز أخو علم الدين في نظر ديوان النيابة. وقرّر الشهاب الصفدي الموقّع في نيابة دمشق (¬5). [الخلاف بين نائب حلب ونوروز] وفيه وقع الخلف بين تمربغا المشطوب نائب حلب ونوروز، فملك نوروز حلب، وامتنع تمربغا بالقلعة. ثم سار نوروز إلى جهة ملطية (¬6). [صلاة الكسوف بدمشق] وفيه اتّفق جميع أهل النجامة، والميقات على أنّ الشمس تنكسف في ثامن عشرينه، ¬

(¬1) في الأصل: «وبن». (¬2) انظر عن (ابن شيخ الربوة) في: إنباء الغمر 2/ 408 رقم 16، والضوء اللامع 11/ 68 رقم 189. (¬3) في الإنباء: «عبد العزيز»، ومثله في الضوء اللامع. (¬4) خبر قتال نوروز في: السلوك ج 4 ق 1/ 71، والنجوم الزاهرة 13/ 73، ونزهة النفوس 2/ 246. (¬5) السلوك ج 4 ق 1/ 72، وإنباء الغمر 2/ 396. (¬6) خبر المصادرة في: السلوك ج 4 ق 1/ 72، وإنباء الغمر 2/ 396، 397، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 790.

قضاء الحنفية بدمشق

وكان بدمشق غيم في هذا اليوم مطبق لا يرى (¬1) معه الشمس، فجمع الشهاب الباعوني الناس وصلّى بهم صلاة الكسوف وشهّر في أول أمره فكذّبه واعتمد على ذلك، وأنكر كونه اعتمد على قول المنجّم الصنر (¬2) كان غير ذلك في هذا، فما رؤي فيها كسوف. [قضاء الحنفية بدمشق] وفيه دخل دمشق الصدر بن الأدميّ وقرّره الناصر في قضاء الحنفية وكتابة السرّ، فأمضى شيخ القضاء ولم يمض كتابة السرّ (¬3). [وفاة ابن الكفري] [1187]- وفيه مات ابن (¬4) الكفري (¬5) زين الدين عبد الرحمن بن يوسف الدمشقي، الحنفيّ، قاضي دمشق. ومولده سنة أحد (¬6) وثلاثين وسبعماية. [جمادى الأول] [سجن أمراء وذبح آخرين] وفي جمادى الأول قبض السلطان على بيغوت وسودون بقجة وآخرين، فبعث بيغوت وسودون إلى سجن الإسكندرية ومعهما أمير عشرة قرا يشبك، وذبح الباقين، وهم: [1188]- أرنبغا (¬7). [1189]- وإينال الأجرود (¬8). ¬

(¬1) خبر الخلاف في: السلوك ج 4 ق 1/ 73، والنجوم الزاهرة 13/ 74، 75، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 790. (¬2) الصواب: «لا ترى». (¬3) كذا في الأصل. والخبر في: بدائع الزهور ج 1 ق 2/ 790، 791. (¬4) السلوك ج 4 ق 1/ 73، وإنباء الغمر 2/ 397. (¬5) انظر عن (ابن الكفري) في: النجوم الزاهرة 13/ 166 (في وفيات 809 هـ‍)، والدليل الشافي 1/ 408 رقم 1405، والمنهل الصافي 7/ 237 رقم 1411، والضوء اللامع 4/ 159 رقم 415. (¬6) الصواب: «سنة إحدى». (¬7) انظر عن (أرنبغا) في: نزهة النفوس 2/ 250 رقم 471. (¬8) انظر عن (الأجرود) في: السلوك ج 4 ق 1/ 74، وإنباء الغمر 2/ 405 رقم 3، ونزهة النفوس 2/ 247، و 250، رقم 470، والضوء اللامع 2، رقم 1070.

وفاة الشهاب اليغموري

[وفاة الشهاب اليغموري] [1190]- / 415 / وفيه مات الشهاب اليغموري (¬1)، الأمير أحمد بن محمد، حاجب دمشق. وكان حنفيّ المذهب يعرف فقها وغيره. وله ميل للعلم وأهله، وفهم جيّد. [وفاة الجلال السبكي] [1191]- والجلال السبكيّ (¬2)، محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن يحيى بن علي بن تمّام المصريّ، الشافعيّ. وكان ذميم السيرة، شان سؤدد والده وذمّ بسببه في حياته وبعد موته. [تقرير مشيخة الشيخونية] وفيه قرّر في مشيخة الشيخونية الناصر محمد بن قاضي القضاة الكمال ابن العديم، عوضا عن أبيه برغبته له عن ذلك برضاه، فباشر ذلك مع صغر سنّه وخلوّ وجهه من الشعر، وهي من نوادره (¬3). [منع الفصل بالمحاكمات] وفيه منع الجمال الأستادار من الفصل للمحاكمات بين الناس، وهو أول وهن وقع له (¬4). [تسلّم شيخ حلب] وفيه ورد الخبر بأن تمربغا المشطوب بعد توجّه نوروز إلى جهة ملطية وتملّكها نزل من القلعة وسلّم حلب لأصحاب شيخ (¬5). [كسوف الشمس] وفيه كسفت الشمس (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (اليغموري) في: إنباء الغمر 2/ 407 رقم 14. (¬2) انظر عن (الجلال السبكي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 88، وإنباء الغمر 2/ 416 رقم 37، وذيل الدرر الكامنة 200 رقم 329، والضوء اللامع 9/ 224، وشذرات الذهب 7/ 95. (¬3) خبر المشيخة في: السلوك ج 4 ق 1/ 74. (¬4) خبر المحاكمات في: السلوك ج 4 ق 1/ 75. (¬5) خبر حلب في: السلوك ج 4 ق 1/ 75، وإنباء الغمر 2/ 398. (¬6) خبر الكسوف في: السلوك ج 4 ق 1/ 75.

جمادى الآخر

[جمادى الآخر] [فرار نوروز من أنطاكية] وفي جمادى الآخر استولى عسكر [الأمير شيخ] (¬1) على أنطاكية، وفرّ نوروز منها (¬2). [وفاة الشاعر العبدلي] [1192]- وفيه مات ابن (¬3) المزين (¬4) الشاعر، الأديب، شمس الدين محمد بن إبراهيم بن بركة (¬5) العبدليّ. وشعره جيّد، فمنه (قوله) (¬6) في شافعيّ: (. . .) الشافعيّ (. . .) (¬7) ... يقول قولا ذكيا لا حرّره شافعيّ إن لم يكن أشعريّا ومولده سنة ثلاثين وسبعماية. [وفاة ابن طوغان الأوحدي] [1193]- وفيه مات الأديب المقريء، الكاتب، وابن (¬8) الأوحد (¬9) شهاب الدين أحمد بن عبد الله بن الحسن بن طوغان الأوحديّ. وكان فاضلا، عارفا بالأدب والقراءات (¬10) والتاريخ. وله في خطط مصر تاريخا كبيرا (¬11). وكتب المنسوب فأجاد فيه. ومولده سنة 761. ¬

(¬1) ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل، واستدركته من: السلوك. (¬2) خبر الفرار في: السلوك ج 4 ق 1/ 77، والنجوم الزاهرة 13/ 74. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) انظر عن (ابن المزيّن) في: إنباء الغمر 2/ 412، 413 رقم 28، والنجوم الزاهرة 13/ 173، 174، والدليل الشافي 2/ 577، 578 رقم 1985، والضوء اللامع 6 / رقم 870، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 791. (¬5) في الأصل سقطت «بن» بين إبراهيم وبركة. (¬6) كتبت بالمداد الأحمر. (¬7) في الأصل: «للعدو الشافعي عرار» ولم يذكر الشعر في المصادر لضبطه. (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) في الأصل: «الأوحد بن شهاب الدين»، وهو إقحام. انظر عن (ابن الأوحد) في: ذيل الدرر 195 رقم 316، وإنباء الغمر 2/ 406 رقم 10، والمقفى الكبير 1/ 513 رقم 496، ودرر العقود الفريدة 1/ 232 - 237 رقم 96، والضوء اللامع 1/ 358، 359، وحسن المحاضرة 1/ 556 رقم 24، وشذرات الذهب 7/ 89، وكشف الظنون 1186، وإيضاح المكنون 486، ومعجم المؤلفين 1/ 287. (¬10) في الأصل: «القرات». (¬11) الصواب: «تاريخ كبير».

وفاة القاضي العقيلي

[وفاة القاضي العقيلي] [1194]- وفيه مات الكمال بن العديم (¬1)، قاضي القضاة بمصر، عمر بن إبراهيم بن محمد بن عمر بن عبد العزيز العقيلي، الحلبي، الحنفي، بعد أن تنقّل في عدّة ولايات جليلة. وكان عالما فاضلا من بيوتات حلب، وله رياسة ومروّة وعطيّة ومعرفة بأمور الدنيا، ولم يكن مشكورا في قضائه، مع تواضعه وبشاشته. [تقرير قضاء الحنفية] وفيه استقرّ في القضاء الحنفية الناصر محمد بن الكمال بن العديم، عوضا عن أبيه بحكم موته، وعدّ كون قاضي القضاة أمردا من النوادر أيضا (¬2). [وفاة باش باي] [1195]- وفيه مات باش باي (¬3) رأس نوبة النوب. وكان ظالما غاشما. [رجب] [دخول شيخ دمشق] وفي رجب كان دخول شيخ إلى دمشق بعد عوده من حلب (¬4). [افتتاح مدرسة الجمال الأستادار] وفيه فتحت مدرسة الجمال الأستادار برحبة العيد، وكانت قد انتهت عمارتها، وقرّر جمال الدين بها ستّة من المدرّسين، أربعة على المذاهب الأربعة، ودرس حديث، ودرس ¬

(¬1) انظر عن (ابن العديم) في: السلوك ج 4 ق 1/ 88، وذيل الدرر الكامنة 197، 198، رقم 323، وإنباء الغمر 2/ 411، 412 رقم 25، والدليل الشافي 1/ 492، 493 رقم 1710، والمنهل الصافي 8/ 262 - 264 رقم 1717، والنجوم الزاهرة 13/ 171، ونزهة النفوس 2/ 249 رقم 466، والضوء اللامع 6/ 65 رقم 221، ووجيز الكلام 1/ 399 رقم 898، والدرّ المنتخب، رقم 1014، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 791، 792، وشذرات الذهب 7/ 92، وإعلام النبلاء 5/ 155، 156 رقم 500. (¬2) السلوك ج 4 ق 1/ 77، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 792. (¬3) انظر عن (باش باي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 88 بشباي، وإنباء الغمر 2/ 405 رقم 2، وذيل الدرر 195 رقم 314، والنجوم الزاهرة 13/ 172، ونزهة النفوس 2/ 205 رقم 469، ووجيز الكلام 1/ 400 رقم 901، والضوء اللامع 3/ 16. (¬4) السلوك ج 4 ق 1/ 78، النجوم الزاهرة 13/ 75، وتاريخ بيروت 238.

حجوبية برسباي بدمشق

تفسير. / 416 / وكان في يوم حضورها يوما مشهودا (¬1). [حجوبية برسباي بدمشق] وفيه قرّر شيخ برسباي حاجب الحجّاب بدمشق (¬2). وبرسباي هذا هو صاحب الجامع بسويقة صار وجا بدمشق، والبرج العظيم بمينا طرابلس (¬3)، وسيأتي في محلّه. [فرار تمربغا من شيخ] وفيه فرّ تمربغا المشطوب من شيخ من دمشق، وكان قد انضمّ إليه فباينه ثم فرّ جماعة من دمشق أيضا ولحقوا بنوروز (¬4). [وفاة الجلال ابن أبي البقاء] [1196]- وفيه مات الجلال ابن أبي البقاء (¬5)، محمد بن محمد. وكان بيده تدريس قبّة الإمام الشافعيّ مع خلوة ابن (¬6) الطفيليّ. [وفاة الشهاب ابن الظريف] [1197]- والشهاب بن الظريف (¬7)، أحمد بن علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى البلبيسيّ (¬8) الأصل، المصري، المالكيّ. وكان عارفا بالشروط والقراءات (¬9)، ماهرا في الفرائض، عارفا بالأدب، غاية في فك المترجم والألغاز، مع ذكاء مفرط. ¬

(¬1) خبر الافتتاح في: السلوك ج 4 ق 1/ 78، وتحفة الأحباب 83. (¬2) خبر الحجوبية في: السلوك ج 4 ق 1/ 78. (¬3) هو البرج القائم حتى الآن، المعروف ببرج السباع. (¬4) خبر الفرار في: السلوك ج 4 ق 1/ 79، والنجوم الزاهرة 13/ 74. (¬5) انظر عن (ابن أبي البقاء) في: السلوك ج 4 ق 1/ 88، وإنباء الغمر 2/ 416 رقم 37، ونزهة النفوس 2/ 249، 250 رقم 467. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) انظر عن (ابن الظريف) في: درر العقود الفريدة 2/ 288، 289 رقم 129، وذيل التقييد 1/ 343، 344، رقم 679، والعقد الثمين 3/ 101، 102 رقم 595، وإنباء الغمر 2/ 406، 407 رقم 11، وذيل الدرر الكامنة 195، 196 رقم 317، ووجيز الكلام 1/ 399، 400 رقم 900، والضوء اللامع 2/ 14، 15 رقم 40، وشذرات الذهب 7/ 90. (¬8) في ذيل التقييد: «البهنسي» والطريف أن محقّقه نسبه في الحاشية إلى بهسنا، وشتّان بين المدينتين. (¬9) في الأصل: «الفرات».

وفاة المجذوب ابن سعيد

[وفاة المجذوب ابن سعيد] [1198]- وفيه مات الشيخ المعتقد المجذوب شهر بن سعيد (¬1). [قضاء الحنفية بمصر] وفيه أعيد إلى القضاء الحنفية بمصر الأمين عبد الوهّاب بن الطرابلسيّ، وصرف ابن (¬2) العديم. [تخلّص نوروز من التركمان] وفيه ورد الخبر بأنّ نوروز خلّص من التركمان وكان عندهم، وأنه استولى على قلعة الروح (¬3). [مشيخة قبة الإمام الشافعي] وفيه استقرّ في مشيخة قبّة الإمام الشافعي الشمس محمد ألبيري بعناية أبيه (¬4) جمال الدين الأستادار، وقرّر أيضا في مشيخة الخانقاه البيبرسية مع ما بيده من خطابة البيت المقدس (¬5). [أي في شعبان] (¬6). [شعبان] [خطابة الجامع الأموي] وفيه قرّر شيخ [في] (¬7). خطابة الجامع الأمويّ ناصر الدين محمد بن البارزي الحمويّ، كاتب سرّ حماه، وكان قصد شيخ وأنعم عليه، وترك كتابة سرّ حماه، ودام مع شيخ حتى وصل إلى ما وصل بعد ذلك (¬8). [وفاة ابن القزويني] [1199]- وفيه مات الشيخ شمس الدين بن القزويني (¬9)، محمد بن أحمد المصريّ. ¬

(¬1) لم أجد له ترجمة. (¬2) في الأصل: «بن». والخبر في: السلوك ج 4 ق 1/ 79، ونزهة النفوس 2/ 248، 249، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 792. (¬3) خبر التخلّص في: السلوك ج 4 ق 1/ 79، والنجوم الزاهرة 13/ 74. (¬4) في السلوك: «بعناية أخيه». (¬5) خبر المشيخة في: السلوك ج 4 ق 1/ 79. (¬6) ما بين الحاصرتين استدركته على الأصل. (¬7) ما بين الحاصرتين استدركته على الأصل. (¬8) خبر الخطابة في: السلوك ج 4 ق 1/ 80، وإنباء الغمر 2/ 398. (¬9) انظر عن (ابن القزويني) في: ذيل الدرر الكامنة 198 رقم 324، وإنباء الغمر 2/ 404 رقم 30، والضوء اللامع 7/ 105، وشذرات الذهب 7/ 93.

الزلزلة في بلاد الشام

وكان صوفيّا صالحا، حسن المعتقد، كثير الإنكار على مبتدعة الصوفية، كثير الحجّة والمحاورة. [الزلزلة في بلاد الشام] وفيه كانت زلزلة عظيمة في نواحي بلاد حلب وطرابلس، وخرّب فيها أماكن عديدة من مدنة جبلة، واللاذقية وبلاطنس وسقطت قلعة بلاطنس فمات تحتها خمسة عشر نفسا، ومات بجبلة كذلك، وخرّبت شغر بكاس كلّها والقلعتين بها، ومات جميع من فيها إلاّ القليل. وانشقّت الأرض وانقلبت مساحة مدّ يريد من القصير إلى سلفرهم (¬1)، وكانت سلفرهم على جبل فنزلت عنه وانقلبت من مكانها قدر ميل بأهاليها، وأشجارها وعيونها ومواشيها ليلا (¬2). فلم يشعرون إلاّ وقد صاروا إلى الموضع الذي انتقلت إليه البلد. / 417 / ولم يتأذّ منهم أحد، حتى عدّ ذلك من النوادر، وكانت بالساحل والجبال. وشوهد ثلج على رأس الجبل الأقرع وقد نزل إلى البحر وطلع بينه وبين البحر عشر فراسخ. ثم ترادفت الأخبار بأنّ قبرص (خرب) (¬3) بها أماكن كثيرة، وأنّ المراكب في البحر الملح جلست على الأرض حين انحاز الماء عنها بما فيها من الناس والمتاجر. ولما عاد عادت على وجه الماء كما كانت، ولم يتضرّر أحد بسبب ذلك (¬4). [إلزام الناس بعمارة المدارس] وفيه ورد مرسوم من السلطان إلى دمشق، بإلزام الناس بعمارة ما خرب من المدارس بها (¬5). [رمضان] [منع التعامل بالذهب] وفي شعبان نودي من قبل السلطان بأنّ أحدا لا يتعامل بالذهب، وهدّد من باع أو استدمن (¬6) بالذهب، وما سمع بأغرب من هذا. وحصل بذلك ضرر بالغ للناس. ومنع الناس أيضا من بيع الذهب المطرّز أو المصوغ. ثم بعد أيام نودي بإعادة التعامل به (¬7). ¬

(¬1) في المطبوع من السلوك: «سلفوهم» والمثبت يتفق مع نسخة خطية منه، ومع إنباء الغمر. وهي بلدة فوق جبل قرب القصير، والقصير أول منزل لمن يريد حمص من دمشق. (معجم البلدان). (¬2) في الأصل: «مستطيلا». (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) خبر الزلزلة في: السلوك ج 4 ق 1/ 80، 81، وإنباء الغمر 2/ 400، 401، وبدائع الزهور ج 4 ق 1/ 292، وكشف الصلصلة 207، 208. (¬5) خبر العمارة في: السلوك ج 4 ق 1/ 81. (¬6) الصواب: «أو استدان». (¬7) خبر المنع في: السلوك ج 4 ق 1/ 82، وإنباء الغمر 2/ 401.

منع الناس من ركوب الخيل والبغال

[منع الناس من ركوب الخيل والبغال] وفيه كان الناس كافّة من قضاة ورؤساء قد منعوا من ركوب الخيل والبغال، وكان نودي بذلك في شعبان، واستمرّ إلى هذه الأيام حتى صار من يركب الفرس أو البغلة يستنجز مرسوما يكون معه، فإذا عورض من المماليك أوقفهم على المرسوم فسكتوا عنه، حتى انحلّ ذلك في هذا الشهر (¬1). [فرار حاجب دمشق] وفيه فرّ برسباي الحاجب من دمشق وما علم إلى أين توجّه. وقرّر شيخ في الحجوبية ألطنبغا القرمشيّ (¬2). [الشروع بعمارة الخراب بدمشق] وفيه شرع شيخ بعمارة أماكن داخل دمشق ممّا خرب في فتنة تمرلنك، وألزم الناس بالعمارة أو بالإجارة لمن يعمّر (¬3). [خروج شيخ ماشيا إلى الجامع الأموي] وفيه خرج شيخ من دار السعادة ماشيا على قدميه حافيا، مظهرا الذّلّ والخضوع والمسكنة. قاصدا الجامع الأمويّ، قد حمل معه الكثير من أقراص محشوّة بالسّكّر وغير محشوّة، ففرّقها على الفقراء وغيرهم، وكانت شيئا كثيرا. ثم إنه بعد ذلك طلب من بالسجون فأفرج عنهم وأرضى أخصامهم (¬4). [مقتل يلبغا السالمي] [1200]- وفيه قتل بالإسكندرية خنقا يلبغا السالميّ (¬5). وكان من ذوي الآراء والعزايم، لكنه كان مخبّطا خلط عملا صالحا بعمل سيّء. وكان له شهرة وصيت، فيقال إنه / 418 / ليس برقيق الأصل، وإنه كان من أهل سمرقند. ¬

(¬1) خبر ركوب الخيل في: السلوك ج 4 ق 1/ 82، وإنباء الغمر 2/ 400، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 792. (¬2) خبر الفرار في: السلوك ج 4 ق 1/ 82. (¬3) خبر الخراب في: السلوك ج 4 ق 1/ 82. (¬4) خبر الجامع في: السلوك ج 4 ق 1/ 82، وإنباء الغمر 2/ 404. (¬5) انظر عن (السالمي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 88، وذيل الدرر الكامنة 200 - 252 رقم 331، وإنباء الغمر 2/ 417 رقم 38، والدليل الشافي 2/ 4، 75، 795 رقم 2677، والنجوم الزاهرة 13/ 171، والضوء اللامع 10/ 289 رقم 1134، ووجيز الكلام 1/ 400، 401 رقم 905، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 792، وشذرات الذهب 7/ 95.

وفاة البدر قاضي العسكر

واسمه يوسف، وإنه سبي وجلبه إلى مصر إنسان يقال له الخواجا سالم، وتنقّلت به الأحوال بمصر على ما تقدّم. وكان آخر أمره أن تمالى عليه جمال الدين الأستادار، ولا زال حتى استأذن الناصر في قتله بعد أن استرضاه بمال كثير فداء له في ذلك حتى أذن له، فبعث من خنقه وهو صايم بعد عصر يوم الجمعة سابع عشره. وكان له نوادر ومحاسن ابتدعها، وله مساويء أيضا. [وفاة البدر قاضي العسكر] [1201]- وفيه مات البدر محمد بن محمد بن علي بن منصور (¬1)، قاضي العسكر الحنفي، الدمشقي، بدمشق. ومولده سنة ست وثلاثين وسبعماية. [مكاتبة قرا يوسف] وفيه كوتب قرا يوسف جوابا عن مكاتبته عند أخذه تبريز وتملّكها من التّمرّية (¬2). [شوال] [القبض على قاضي دمشق] وفي رمضان (¬3) قبض شيخ على قاضي دمشق الشمس الأخنائي وسجنه، لأنه وشي إليه عنه أنه يكاتب نوروز، ثم ألزم بمال كثير، فأفرج عنه (¬4). [قضاء دمشق] وفيه ولي ابن (¬5) حجّي قضاء دمشق عوضا عن الأخنائيّ (¬6). [خروج المحمل والحاجّ] وفيه خرج المحمل والحاجّ، وأميرهم أحمد بن جمال الدين الأستادار وقد غرم والده على سفره نحوا من أربعين ألف دينار (¬7). [ذو قعدة] [الرياح العاصفة بالقاهرة] وفي ذي قعدة هبّت رياح عاصفة بالقاهرة جدا (¬8). ¬

(¬1) انظر عن (ابن منصور) في: إنباء الغمر 2/ 416 رقم 35. (¬2) خبر المكاتبة في: السلوك ج 4 ق 1/ 83، وإنباء الغمر 2/ 404. (¬3) في السلوك: «الخامس من شوال». (¬4) خبر القبض في: السلوك ج 4 ق 1/ 83. (¬5) في الأصل: «ولي بن». (¬6) السلوك ج 4 ق 1/ 83. (¬7) خبر المحمل في: السلوك ج 4 ق 1/ 84، وإنباء الغمر 2/ 404، ونزهة النفوس 2/ 249. (¬8) خبر الرياح غير مذكور في المصادر.

غضب السلطان على شيخ

[غضب السلطان على شيخ] وفيه بلغ شيخ نايب الشام أنّ السلطان غضب عليه، وأنه في عزم السفر لأخذه لما بلغه عنه من عصيانه ومخامرته، فجمع قضاة الشام والأعين وأخذ خطوطهم ببطلان ما نقل عنه، وأنه مقيم تحت طاعة السلطان، وبعث إليه ابن (¬1) حجّي بذلك، فوصل إلى القاهرة فلم يقبل السلطان عذره واشتدّ غضبه، وكتب إلى شيخ يطلب أمراء عيّنهم وإن لم يحضروا له إلى أيام عيّنها وإلاّ خرج إلى الشام بعساكره، وأعاد ابن (¬2) حجّي ذلك (¬3). [مقتل أمير جرم] [1202]- وفيه قتل عمر بن فضل (¬4) أمير جرم. [وفاة الشمس الكبردي] [1203]- وفيه مات الشيخ الصالح العابد، شمس الدين، محمد بن إبراهيم الكبردي (¬5)، المقدّمي، نزيل القاهرة. وكان لا يضع جنبه بالأرض ويواصل الأسبوع، وكان يعرف فقه الشافعية. وممّا يذكر عنه أنه كان يقيم أربعة أيام لا يحتاج إلى تجديد الوضوء، وهذا من الغرائب. [الحرب بين نوروز ودمرداش] وفيه كانت الحرب بين نوروز / 419 / ودمرداش نايب حلب وبين نوروز على عينتاب، وفرّ نوروز منها منهزما، وأخذ دمرداش عينتاب للسلطان (¬6). [استعطاف شيخ لمصالحة نوروز] وفيه قبل الكائنة بين نوروز ودمرداش بعث شيخ إلى نوروز يستعطفه للصلح (¬7). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر الغضب في: السلوك ج 4 ق 1/ 84، 85، والنجوم الزاهرة 13/ 75، ووجيز الكلام 1/ 397، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 793. (¬4) انظر عن (ابن فضل) في: السلوك ج 4 ق 1/ 85. (¬5) في الأصل: «الكبرى». والتصويب من: إنباء الغمر 2/ 413، 414 رقم 29، وذيل الدرر الكامنة 198، 199 رقم 325، والضوء اللامع 6/ 256، 257 رقم 980، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 792، وشذرات الذهب 7/ 93. (¬6) خبر الحرب في: السلوك ج 4 ق 1/ 86، 87، والنجوم الزاهرة 13/ 76. (¬7) خبر الاستعطاف في: السلوك ج 4 ق 1/ 86، والنجوم الزاهرة 13/ 76.

ذو الحجة

[ذو الحجة] [ازدياد هبوب الرياح] وفي ذي حجّة زادت هبوب الرياح العاصفة الشديدة (¬1). [قتل الفخر ابن غراب] [1204]- وفيه قتل الفخر ماجد بن غراب (¬2) الوزير بممالأة جمال الدين الأستادار. [ضرب الدينار الناصري] وفيه كان ضرب الدينار الناصريّ (¬3). [عزم شيخ على الاتفاق مع نوروز ضد السلطان] وفيه بعد عزم شيخ على إرسال من طلبه السلطان من الأمراء بلغه حركة السلطان إلى جهة البلاد الشامية، وبعث كاشف الرملة من قبله، ونايب القدس امتنع شيخ (¬4) عن ذلك، وأخذ في عزم الاتفاق مع نوروز على محاربة السلطان (¬5). * * * [ملك قرايلك ماردين] وفيها - أعني هذه السنة - ملك قرايلك ماردين، وصاحبها إذ ذاك الصالح أحمد بن اسكندر الأرتقي آخر ملوك بني الأرتق، فأعطاه قرايلك الموصل وملك ماردين، وزالت دولة الأرتقيّة منها بعد أن كانت بها زيادة على الثلاث ماية سنة. [وفاة الصالح أحمد] [1205]- ثم لم يلبث الصالح أحمد (¬6) بالموصل إلا ثلاثة أيام ومات فجأة، فاتّهم بأنه سمّ. ¬

(¬1) خبر الرياح في: السلوك ج 4 ق 1/ 87، وإنباء الغمر 2/ 404. (¬2) انظر عن (ابن غراب) في: السلوك ج 4 ق 1/ 87 و 89، وإنباء الغمر 2/ 401، وذيل الدرر الكامنة 194 رقم 312، والدليل الشافي 2/ 569 رقم 1959، والضوء اللامع 6/ 234 رقم 811. (¬3) خبر الدينار في: إنباء الغمر 2/ 403. (¬4) في الأصل: «احسالان» والمستدرك عن السلوك. (¬5) خبر الاتفاق في: السلوك ج 4 ق 1/ 87، 88، والنجوم الزاهرة 13/ 76. (¬6) انظر عن (الصالح أحمد) في: إنباء الغمر 2/ 404، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 493.

سلطنة أمير مكة

[سلطنة أمير مكة] وفيها فوّض الناصر سلطنة الحجاز جميعه للسيد الشريف حسن بن عجلان أمير مكة، ووقع بسبب ذلك فتنة كبيرة بالمدينة الشريفة. [قتل جماعة من الأمراء] وفيها قتل الناصر جماعة من الأمراء الكبار وغيرهم، منهم: [1206]- بيبرس الأتابك (¬1) قريبه. [1207]- وسودون المارداني (¬2). في آخرين. [وفاة عالم شيراز] [1208]- وفيها مات عالم شيراز ونحويّها وفاضلها العلاّمة الشيخ، جنيد بن أحمد البليانيّ (¬3). وهو مشهور. [وفاة الضياء التبريزي] [1209]- والضياء التبريزي (¬4)، الشيخ ضياء بن عماد الدين. وكان محدّثا خيّرا، ديّنا، فاضلا. ¬

(¬1) انظر عن (بيبرس الأتابك) في: السلوك ج 4 ق 1/ 89، وذيل الدرر الكامنة 194 رقم 309، وإنباء الغمر 2/ 405 رقم 5، والدليل الشافعي 1/ 205، 206 رقم 324، والضوء اللامع 3/ 21 رقم 101، ووجيز الكلام 1/ 400 رقم 903. (¬2) انظر عن (سودون المارداني) في: السلوك ج 4 ق 1/ 89، وإنباء الغمر 2/ 405 رقم 6، وذيل الدرر الكامنة 194 رقم 311، والضوء اللامع 6/ 234. (¬3) انظر عن (البلياني) في: إنباء الغمر 2/ 418، 419 رقم 19، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 793 وفيه: عالم سيراج جنيد بن أحمد البلباني. (¬4) انظر عن (التبريزي) في: إنباء الغمر 2/ 409 رقم 22، وذيل الدرر الكامنة 197 رقم 321، والضوء اللامع 4/ 2، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 793.

حوادث سنة اثنتي عشر وثمانمائة

[حوادث] سنة اثنتي عشر (¬1) وثمانمائة [محرّم] [تجهّز شيخ لمحاربة السلطان] في أول محرّم منها تجهّز شيخ للخروج من دمشق، ثم أخرج المنجنيق العظيم من قلعة دمشق إلى الإصطبل، ثم سار من دمشق فخيّم بالمرج وبقي به أياما، وفي أثنائها أقطع أصحابه عدّة من أوقاف دمشق، ثم بعث إلى قضاء دمشق وطالبهم في أن تقطع الأوقاف، فنازعوه في ذلك، وآل الآمر أن صالحوه بدفع ثلث متحصّلها في هذه السنة، / 420 / ثم بعث إلى قلعة صرخد فملأها بالأقوات وحصّنها وجعل بها حرمه وذخايره، ثم استفتى قضاة دمشق وعلمائها (¬2) بحضور أمرائه في جواز مقابلة السلطان. فيقال إنّ الحسباني ممّن أفتاه بالجواز، وساعده الشمس البنّانيّ، وقام في ذلك، ونقم منهما الناصر بعد ذلك (¬3). [مسير الناصر لقتال شيخ] وفيه سار الناصر إلى قتال شيخ بعساكر، ومعه الخليفة والقضاة. وكان الأتابك تغري بردي جاليش العساكر (¬4). [وفاة الشيخ القرماني] [1210]- وفيه [مات] (¬5) الشيخ أبو محمد، عبد الله بن أحمد اللخمي (¬6)، ¬

(¬1) الصواب: «اثنتي عشرة». (¬2) الصواب: «وعلماءها». (¬3) خبر التجهز في: السلوك ج 4 ق 1/ 91 و 92 و 93، وإنباء الغمر 2/ 421، والنجوم الزاهرة 13/ 77، ووجيز الكلام 1/ 402 رقم 794. (¬4) خبر المسير في: السلوك ج 4 ق 1/ 92، وإنباء الغمر 2/ 420، ونزهة النفوس 2/ 251، ووجيز الكلام 1/ 402، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 794. (¬5) إضافة على الأصل للتوضيح. (¬6) انظر عن (اللخمي) في: إنباء الغمر 2/ 440 رقم 5، والضوء اللامع 5/ 7، ووجيز الكلام 1/ 404 رقم 910، وشذرات الذهب 7/ 97.

وفاة الشاعر موفق الدين اليمني

المقري، التونسيّ، الفرّيانيّ، (¬1) المالكيّ، وكان عالما فاضلا مع الدّين والخير. [وفاة الشاعر موفق الدين اليمني] [1211]- والشاعر الأديب، المستور، موفّق الدين، الناشري (¬2) علي بن محمد بن إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن الزبيديّ، اليمنيّ. وكان جيّد الشعر، حسنه، منسجمه. وقيل: مات في صفر. [وفاة رئيس حلب ابن مكحول] [1212]- ورئيس حلب وشيخ شيوخها ابن (¬3) سحلول (¬4) محمد بن عبد الرحمن بن يوسف الحلبيّ. وكان يكثر من إطعام الطعام على من يرد عليه من عباد الله بحلب. [رحيل شيخ عند قدوم السلطان] وفيه رحل شيخ بجمايعه (¬5) إلى ناحية صرخد وقد بلغه قدوم السلطان، وفرّ من كان من جهته بالرملة وغزّة (¬6). [مرسوم الناصر لأعيان دمشق بعصيان شيخ] وفيه ورد مرسوم الناصر إلى قضاة دمشق وأمرائها والأعيان، بل والعامّة، بأنّ شيخ قد خرج عن طوره، وما لم يجب ما أريد منه وإلاّ فهو معزول، ولتقاتله العامّة (¬7). ¬

(¬1) بضم الفاء وتشديد الراء. نسبة إلى: فرّيان. (معجم البلدان 4/ 259). (¬2) انظر عن (الناشري) في: إنباء الغمر 2/ 441، 442 رقم 11، وذيل الدرر الكامنة 203، 204 رقم 335، والضوء اللامع 5/ 290، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 795، 796، وشذرات الذهب 7/ 98. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «مكحول» والتصويب من: إنباء الغمر 2/ 443 رقم 16، وذيل الدرر الكامنة 204، 205 رقم 338، والدرّ المنتخب، رقم 1293، والضوء اللامع 8/ 45، وشذرات الذهب 7/ 98. (¬5) الصواب: «بجموعه». (¬6) خبر الرحيل في: السلوك ج 4 ق 1/ 94، وإنباء الغمر 2/ 421، والنجوم الزاهرة 13/ 77، 78، والسيف المهنّد 252. (¬7) خبر المرسوم في: السلوك ج 4 ق 1/ 94.

قتل ابن تمرلنك

[قتل ابن تمرلنك] [1213]- وفيه قتل محمد بن عمر بن تمرلنك (¬1)، وتقرّر في ملكه من بعده إسكندر أخوه. [صفر] [تنكّر القلوب على السلطان] وفي صفر كانت كائنة إرادة قتل الناصر بمنزلة بطريق، وكان الجند قد أخذوا في أسباب إثارة فتنة، ووافقهم بعض الأمراء بمواطأة جمال الدين الأستادار، وبلغ السلطان ما أرادوا فعله إلاّ باتفاق جمال الدين، فماج عسكر الناصر وهو نازل على بيسان، وتنكّرت قلوب الظاهرية على السلطانية، فبات وهو خايف وجل. وكان رتّب القبض على من تسبّب إلى هذه الفتنة من الأمراء، فسبقه جمال الدين فأعلمهم، فعملوا على الفرار، وفرّوا إلى جهة شيخ ولحقوا به. واشتدّ قلق السلطان في هذه الليلة. واستشار جمال الدين / 421 / وفتح الله كاتب السرّ، فأشار عليه فتح الله بالتثبّت، وأشار جمال الدين بعوده إلى مصر يريد إفساد حاله، وقوّى عزمه على الثبات. ثم سار يريد دمشق حتى دخلها وقرّر بها الكثير من الأمور، وكتب إلى نوروز بتقليد نيابة حلب، وشنق رجلان (¬2) معهما كتب من شيخ إلى الأمراء (¬3). [تفشّي الطاعون بحمص وحماه وطرابلس] وفيه وصل الخبر إلى دمشق بفشا الطاعون بحمص وحماه وطرابلس، وأنه مات من ذلك الكثير من الخلق (¬4). [فرض السلطان جباية شعير الخيل] وفيه فرض السلطان على أهل نواحي بلاد الشام شعيرا برسم عليق خيوله، فناب الناس من ذلك الضرر البالغ، لا سيما في جبايته (¬5). [نيابة الشام وطرابلس] وفيه قرّر في نيابة الشام بكتمر جلق، وأضيفت نيابة طرابلس إلى دمرداش نايب حلب (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (ابن تمرلنك) في: السلوك ج 4 ق 1/ 130، وذيل الدرر الكامنة 206 رقم 344، والنجوم الزاهرة 13/ 177، والدليل الشافي 2/ 667، 668 رقم 2293، والضوء اللامع 8/ 242 رقم 650. (¬2) الصواب: «رجلين». (¬3) خبر التنكر في: السلوك ج 4 ق 1/ 95 - 97، وإنباء الغمر 2/ 421، 422، والنجوم الزاهرة 13/ 78. (¬4) خبر الطاعون في السلوك ج 4 ق 1/ 98، وإنباء الغمر 2/ 430 وفيه: «بمصر» بدل «بحمص»، وهو وهم، والنجوم الزاهرة 13/ 80. (¬5) السلوك ج 4 ق 1/ 98. (¬6) خبر النيابة في: السلوك ج 4 ق 1/ 98، وإنباء الغمر 2/ 422، والنجوم الزاهرة 13/ 80.

القبض على القاضي ابن البارزي

[القبض على القاضي ابن البارزي] وفيه قبض جمال الدين الأستادار على القاضي الرئيس ناصر الدين محمد بن البارزيّ وضربه ضربا مبرحا، وألزمه بإعادة معلوم خطابة الجامع الأمويّ وسجنه (¬1). [وفاة شيخ الحنابلة الششتري] [1214]- وفيه مات شيخ الحنابلة بالمدرسة الظاهرية بالبرقوقية، الشيخ جلال الدين، نصر الله بن أحمد بن محمد بن عمر الششتري (¬2) البغدادي. وكان عالما، فاضلا، أخذ عن الأكابر، وشهر ببغداد، ثم رحل إلى هذه البلاد. وله تصانيف ونظم ونثر. ومولده في حدود الثلاثين وسبعماية. [مقتل جمال الدين الأستادار] [1215]- وفيه قتل جمال الدّين الأستادار الشرف بن الشهاب محمد (¬3) بن موسى بن محمد الحلبيّ، بسجن دمشق. وكان رئيسا حشما، وولي كتابة سرّ دمشق وغير ذلك. وكان جمال الدين يعدّ عليه أشياء. [وفاة الشاعر ابن قطلبك] [1216]- والأديب الشاعر، المنجّم، أبو بكر بن عبد الله بن قطلبك (¬4). وكان بارعا في النظم والمجون، عارفا بالنجامة، مشهورا بالنوادر. ¬

(¬1) خبر ابن البارزي في: السلوك ج 4 ق 1/ 98. (¬2) في الأصل: «البشري»، والمثبت عن: السلوك ج 4 ق 1/ 128، وذيل الدرر الكامنة 205 رقم 339، وإنباء الغمر 2/ 444 رقم 20 وفيه: التستري، والدليل الشافي 2/ 757 رقم 2580، ووجيز الكلام 1/ 404 رقم 911، والضوء اللامع 10/ 198 رقم 849، والمنهج الأحمد 480، والنجوم الزاهرة 13/ 175 و 176، والمنهج الجليّ 251، والجوهر المنضد 171، والدرّ المنضد 2/ 605 رقم 1516، وشذرات الذهب 7/ 99 وفيه. التستري، وتاريخ علماء المستنصرية 1/ 373. (¬3) في الأصل: «محمود بن محمد» والتصويب من: السلوك ج 4 ق 1/ 99، وإنباء الغمر 2/ 424 رقم 19، والدليل الشافي 2/ 709 رقم 2422، والضوء اللامع 10/ 63 رقم 209، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 795. (¬4) انظر عن (ابن قطلبك) في: إنباء الغمر 2/ 438 - 440 رقم 5، والدليل الشافي 2/ 817 رقم 2748، والضوء اللامع 11/ 40 رقم 105، وشذرات الذهب 7/ 97.

القضاء بدمشق وطرابلس

[القضاء بدمشق وطرابلس] وفيه قرّر في قضاء الحنفية بدمشق الشهاب أحمد بن الكشك، عوضا عن الصدر بن الأدمي. وقرّر في قضاء الشافعية الشهاب الباعوني، عوضا عن ابن (¬1) حجّي. وقرّر ابن حجّي في قضاء طرابلس باختياره ذلك (¬2). [المناداة بدمشق بقتال شيخ] وفيه ركب الخليفة ومعه قضاة مصر والشام، وسار في شوارع دمشق، والمنادي بين يديه ينادي بقتال شيخ، ويعدّد له مثالب ومعايب من ورقة تقرأ بين يديهم (¬3). [ربيع الأول] [موقعة السلطان وشيخ] وفي ربيع الأول خرج السلطان من دمشق إلى جهة قتال شيخ، وبلغه أنه كاد أن يفرّ بسببه إلى القاهرة فما حدث شيء، وسار إلى بصرى، فقدم عليه من الشيخية برسباي الدقماقي - وهو الذي تسلطن فيما بعد - وسودون اليوسفي، ثم قرب السلطان من صرخد، وتناوش بعض جيشه مع بعض من الشيخية، وقتل من الشيخية بعض، وثبت السلطان على قتال شيخ، فبلغه أنه إذا تمّ المصافّ تركوه إلى شيخ، فأخذ في الرأي، ورتّبوا ما كان فيه نجاته بأن نادى / 422 / بأن لا تهدم خيمة، ولا تحمل الأثقال على الجمال، بل يركب الجند على جرائد الخيل للقتال، وأصبح ففعل ذلك، وتقاتل هو وشيخ حتى انهزم إلى قلعة صرخد بعد أن تسلّل عنه جماعات من أصحابه إلى السلطان، ونهبت النّهابة جميع وطاق شيخ بعد أن ملكه السلطان، والتجأ شيخ إلى قلعة صرخد، وملك السلطان صرخد ونهبت، وكانت واقعة هائلة. وأخذ السلطان في حصار القلعة، وكتب إلى دمشق بذلك (¬4). [فرار الأمراء أمام السلطان] وفيه نودي بدمشق أنّ من قبض على أحد من الأمراء المنهزمين من الذين كانوا مع شيخ فله كذا (¬5) وكان قد سار جماعة، منهم: سودون الجلب، وسودون بقجة، وتمراز، ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) السلوك ج 4 ق 1/ 99، وإنباء الغمر 2/ 423، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 796. (¬3) خبر المناداة في: السلوك ج 4 ق 1/ 99، وإنباء الغمر 2/ 423، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 796. (¬4) خبر الموقعة في: السلوك ج 4 ق 1/ 99 - 102، وإنباء الغمر 3/ 423، والنجوم الزاهرة 13/ 80، 81، ووجيز الكلام 1/ 402، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 796، وتاريخ بيروت 238. (¬5) خبر الفرار في: السلوك ج 4 ق 1/ 103.

كسرة نوروز

وتمربغا المشطوب في آخرين. وقاتلهم أهل دمشق، ففرّوا إلى جهة الكرك، وأخذ منهم بدمشق جماعة، وجرح آخرين (¬1). [كسرة نوروز] وفيه قدم الخبر على السلطان بكسرة نوروز من التركمان، فضربت البشائر بصرخد (¬2). [القبض على ابن الكويز] وفيه قبض بدمشق على العلم داود بن الكويز وأخيه خليل (¬3). [الصلح بين شيخ والسلطان] وفيه أخرج من دمشق بالمنجنيق الكبير فحمل على نحو مايتي جمل، طلبه السلطان لينصبه على قلعة صرخد لأخذ شيخ، وكان الحصار قائما عليها. ولما وصل المنجنيق ونصب، ولم يبق إلاّ الرمي به، أخذ شيخ في الخضوع، وترامى على الأتابك تغري بردي في أن يسعى له في الصلح مع السلطان، فما تغري بردي حتى وقع الصلح، وشرط السلطان أن ينزل إليه، وإلاّ فلا صلح، فأخذ يعتذر شيخ بأنه في غاية الحياء من السلطان ولا جأش له على أن يقاتله. وقام تغري بردي وكاتب السرّ فتح الله في ذلك حتى أجاب السلطان إلى الصلح على ما شرط شيخ، وكان ذلك هو قصد من كان مع السلطان من الأمراء خوفا على تفرّغه لهم، ثم قرّر شيخ في نيابة طرابلس على أن لا يدخل دمشق. ولما تمّ أمر الصلح سرّ الشيخية والسلطانية لمللهم من الأسفار. وبعث شيخ للسلطان تقدمة جليلة، منها عدّة من المماليك، وحلف على طاعة السلطان، ورحل السلطان عنه (¬4). [ربيع الآخر] [وفاة سيدي الخردفوشي] [1217]- وفي ربيع الآخر مات الشيخ المعتقد سيدي محمد الخردفوشي (¬5). ¬

(¬1) السلوك ج 4 ق 1/ 102. (¬2) خبر الكسرة في: السلوك ج 4 ق 1/ 103، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 797. (¬3) خبر ابن الكويز في: السلوك ج 4 ق 1/ 103، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 797. (¬4) خبر الصلح في: السلوك ج 4 ق 1/ 103 - 106، وإنباء الغمر 2/ 423، 424، والنجوم الزاهرة 13/ 80 - 88، ووجيز الكلام 1/ 402، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 797. (¬5) انظر من (الخردفوشي) في: إنباء الغمر 2/ 442 رقم 15، والضوء اللامع 8/ 278، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 797.

إكرام السلطان ولد شيخ

[إكرام السلطان ولد شيخ] وفيه قدم على السلطان إبراهيم ابن (¬1) الأمير شيخ وعمره سبع سنين، فأكرمه السلطان / 423 / وأعاده إلى أبيه ومعه عدّة من الخيول والجمال والثياب وغير ذلك. وكان السلطان دخل دمشق (¬2). [تقرير أمير المدينة وخطيبها] وفيه قرّر السلطان في إمرة المدينة وهو بدمشق الشريف جمّاز بن هبة، وشرط عليه إعادة ما أخذه من الحاصل النبويّ. وقرّر الجمال محمد الكازروفي في قضاء المدينة الشريفة. وأقررت الخطابة لابن صالح (¬3). [عقد نائب الشام على بنت السلطان] وفيه عقد لبكتمر جلق نايب الشام على ابنة السلطان بحضرته وحضور القضاة، وتولّى السلطان العقد بنفسه، وقبله الأتابك تغري بردي عن بكتمر (¬4). [قضاء الحنفية بدمشق] وفيه أعيد ابن الأدميّ إلى القضاء الحنفية بدمشق، وصرف ابن (¬5) الكشك (¬6). [مسير السلطان إلى مصر] وفيه خرج السلطان سايرا إلى جهة مصر، وزار في طريقه البيت المقدس، وتصدّق بخمسة آلاف دينار ذهبا، وبعشرين ألف درهم فضّة (¬7). [منع شيخ من دخول دمشق] وفيه قصد شيخ دمشق ناقضا صلح الناصر، لكن ذكر أنه إنما يدخلها لأجل تجهيز حاله، فبعث بكتمر يعلم السلطان بذلك، فعاد إليه جوابه بأنه لا يمكّن من دخولها، وأن يدافعه العامّة في ذلك إن قصده (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر (الإكرام) في: السلوك ج 4 ق 1/ 106، والنجوم الزاهرة 13/ 88، ووجيز الكلام 1/ 402، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 797. (¬3) خبر أمير المدينة في: السلوك ج 4 ق 1/ 106. (¬4) خبر عقد النائب في: السلوك ج 4 ق 1/ 107، والنجوم الزاهرة 13/ 88، 89. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) السلوك ج 4 ق 1/ 107. (¬7) السلوك ج 4 ق 1/ 108، والنجوم الزاهرة 13/ 89. (¬8) خبر منع شيخ في: السلوك ج 4 ق 1/ 108، والنجوم الزاهرة 13/ 89، 90، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 798.

جمادى الأول

[جمادى الأول] [وفاة الشمس القليوبي] [1218]- وفي جمادى الأول مات الشمس القليوبيّ (¬1)، محمد بن عبد الله بن أبي بكر الشافعيّ، شيخ الشيوخ بالخانقاه السرياقوسية. وكان من أهل العلم والفضل والخير والديانة. [نكبة الجمال الأستادار] وفيه كاينة نكبة الجمال الأستادار. وكان السلطان قد تنكّر عليه، فلما وصل بلبيس قبض عليه وعلى أقاربه وعامّة جماعته وقيّدوا وبعثوا إلى القاهرة، وقد أمر السلطان كاتب السرّ فتح الله أن يحتاط على موجوده ويختم على حواصله، ويبيع بعد ذلك ماله، فكان جملة ما حصل للسلطان من ذلك زيادة على ألف ألف دينار (¬2). [دخول شيخ دمشق] وفيه قصد شيخ دمشق فخرج بكتمر جلق إلى لقائه، ولم يلبث بكتمر أن انهزم عن معه، ودخل شيخ إلى دمشق من غير مانع، وخرج الناس إلى لقائه، فأخذ يعتذر بأنه إنما جاء ليجهّز حاله، وأنّ بكتمر تعدّى عليه. واستمرّ بكتمر في هزيمته إلى جهة صفد، وأخذ شيخ دمشق في الولاية والعزل (¬3). [تقرير الأستادارية ونظر الخاص والوزارة] وفيه قرّر السلطان في الأستادارية، عوضا عن جمال الدين التاج عبد الرزاق بن الهيصم، وقرّر في نظر الخاصّ المجد عبد الغني الهيصم أخو (¬4) التاج. / 424 / وقرّر في الوزارة سعد الدين إبراهيم البشيري (¬5). ¬

(¬1) انظر عن (القليوبي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 129، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 4/ 392، 383 رقم 745، وإنباء الغمر 2/ 442 رقم 14، وذيل الدرر الكامنة 204 رقم 337، والنجوم الزاهرة 13/ 177، والدليل الشافي 2/ 642 رقم 2210، ووجيز الكلام 1/ 403 رقم 907، والضوء اللامع 8/ 83، وشذرات الذهب 7/ 98، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 799. (¬2) خبر النكبة في: السلوك ج 4 ق 1/ 109، والنجوم الزاهرة 13/ 91 - 95، ونزهة النفوس 2/ 254، 255، ووجيز الكلام 1/ 402 رقم 906، والضوء اللامع 10/ 294، وشذرات الذهب 7/ 99. (¬3) خبر دخول شيخ في: السلوك ج 4 ق 1/ 908، 109، والنجوم الزاهرة 13/ 96. (¬4) الصواب: «أخا». (¬5) خبر التقرير في: السلوك ج 4 ق 1/ 110، والنجوم الزاهرة 13/ 96، ونزهة النفوس 2/ 255، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 798.

خروج شيخ لقتال بكتمر

[خروج شيخ لقتال بكتمر] وفيه سار شيخ إلى جهة صفد لقتال بكتمر جلق، ودخل بكتمر إلى القاهرة فدخلها بعد أن خرج السلطان إلى لقائه وأنزله وأكرمه (¬1). [مشيخة خانقاه سرياقوس] وفيه قرّر في مشيخة خانقاه سرياقوس الشهاب أحمد بن أوحد (¬2). [تشديد العقوبة على الأستادار] وفيه شدّدت عقوبة الجمال الأستادار على ذخايره واستصفيت أمواله (¬3). [دخول نوروز حلب] وفيه وصل نوروز إلى حلب فأكرمه نايبها، وبعث يسأل السلطان أن يعيده إلى نيابة الشام (¬4). [جمادى الآخر] [تقليد نوروز نيابة الشام] وفي جمادى الآخر خرج مقبل الروميّ، أحد مقدّمي الألوف، بأمر السلطان إلى جهة دمياط ليركب البحر وعلى يده تقليد نوروز وخلعة بنيابة الشام ومعه مبلغ خمسة عشر ألف دينار يحملها إليه (¬5). [ضرب جندي] وفيه وصل إلى القاهرة إمام الصخرة ومعه جنديّ، على يده محضر من عند شيخ يذكر فيه أنه كان متوجّها إلى طرابلس، ولما وصل إلى شقحب خرج إليه بكتمر جلق وقاتله، فدافع عن نفسه وأنه مقيم على الطاعة. وكان قد كتب هذا المحضر قبل ذلك، ولم يجسر أحد أن يحضر به إلى السلطان حتى لقي شيخ إمام الصخرة فتوجّه (¬6) إلى ¬

(¬1) خبر الخروج في: السلوك ج 4 ق 1/ 110، 111، والنجوم الزاهرة 13/ 96، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 799. (¬2) خبر المشيخة في: السلوك ج 4 ق 1/ 111، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 799. (¬3) خبر العقوبة في: السلوك ج 4 ق 1/ 112، والنجوم الزاهرة 13/ 97، ونزهة النفوس 2/ 255. (¬4) خبر دخول نوروز في: السلوك ج 4 ق 1/ 112، والنجوم الزاهرة 13/ 97. (¬5) خبر نيابة الشام في: السلوك ج 4 ق 1/ 112، وإنباء الغمر 2/ 426، والنجوم الزاهرة 13/ 97، ووجيز الكلام 1/ 402، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 799. (¬6) الصواب: «متوجّها».

وفاة جماز بن ثقبة

مصر، فبعث به معه على يد هذا الجندي، فغضب السلطان حين قراءة (¬1) المحضر، وأمر بتوسيط الجندي، وضرب إمام الصخرة ضربا مبرحا، وسجنه بخزانة شمايل (¬2). [وفاة جمّاز بن ثقبة] [1219]- وفيه مات جمّاز (¬3) بن هبة بن جمّاز الحسني أمير المدينة مقتولا بالفلاة. [قضاء العسكر] وفيه استقرّ زين الدين حاجّي الحنفيّ في قضاء العسكر، وصرف الشمس محمد البرتي الحنفيّ (¬4). [قتل الجمال الأستادار] [1220]- وفيه أحضر الجمال الأستادار (¬5) إلى بين يدي السلطان وهو في قبض حمّال، فأخذ يتلطّف بالسلطان ويعترف بالتقصير ويسأل العضو حتى رقّ له، وأمر بأن يداوى حتى يبرأ، فقامت قيامة أعدائه ولا زالوا بالسلطان حتى أمر بقتله، فعوقب حتى أشرف على الهلاك، ثم خنق في حادي عشره، وحزّت رأسه، وحملت إلى السلطان. [قطع لسان الشهاب الزعيفريني] وفيه كاينة الشهاب أحمد بن الزعيفريني، أحضره السلطان بين يديه وأمر به أن يقطع لسانه ويقصّ عقد أصابعه. وكان قد كتب ملحمة كمال الدين / 425 / نظمها وعتّق خطّها يوهمه فيها بأنه سيلي الأمر، وبلغ السلطان ذلك (¬6). ¬

(¬1) في الأصل: «قراة». (¬2) خبر الجندي في: السلوك ج 4 ق 1/ 113، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 800. (¬3) انظر عن (جمّاز) في: السلوك ج 4 ق 1/ 129، 130، وإنباء الغمر 2/ 436، وذيل الدرر الكامنة 206 رقم 342، والنجوم الزاهرة 13/ 176، والضوء اللامع 3/ 78 رقم 317، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 800. (¬4) في السلوك ج 4 ق 1/ 113 «البرقي». (¬5) انظر عن (الجمال الأستادار) في: السلوك ج 4 ق 1/ 113، 114، وذيل الدرر الكامنة 205 رقم 340، والدرّ المنتخب، رقم 1619، والنجوم الزاهرة 13/ 98 و 175، ونزهة النفوس 2/ 260 رقم 472، والضوء اللامع 10/ 294، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 799، وشذرات الذهب 7/ 99، والسيف المهنّد 252. (¬6) خبر الزعيفريني في: السلوك ج 4 ق 1/ 114، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 800.

المصالحة بين شيخ ونوروز

[المصالحة بين شيخ ونوروز] وفيه خرج شيخ بعساكر دمشق إلى جهة حماه وقد دخلها نوروز، وآل الأمر أن تقرّر الصلح بين شيخ ونوروز، فضربت دبادب البشاير بدمشق لذلك (¬1). [الفتن بنواحي صفد] وفيه كانت الفتن ثايرة بتلك النواحي وبصفد وغزّة (¬2). [وفاة أقباي الطرنطاوي] [1221]- وفيه مات أقباي الطرنطاوي (¬3)، رأس نوبة الأمراء. [رجب] [ضرب عنق نصراني] وفي رجب ضربت عنق نصراني كان أسلم ثم ارتدّ فعرض عليه الإسلام فأبى (¬4). [كسر النيل] وفيه كسر النيل عن الوفاء، ووافق ذلك أول يوم من مسرى، ثم تبعت زيادته في هذه السنة ما يقارب اثنين وعشرين ذراعا، وثبت إلى نصف هاتور (¬5). [شعبان] [خطابة الجامع الأموي] وفي شعبان قرّر شيخ في خطابة الجامع الأمويّ الشيخ شمس الدين محمد بن التبّاني، وقدم من عند شيخ وهو بنواحي حماه، فقامت قيامة كثير من الناس بدمشق وأنكروا أن تكون خطابة الجامع إلاّ للشافعية، وكاتبوا شيخ في ذلك، فبعث بإعادة الباعوني (¬6)، وقرّر ابن (¬7) النيربي في مشيخة الشميساطية، والخاتونية. ¬

(¬1) خبر المصالحة في: السلوك ج 4 ق 1/ 114 و 115، والنجوم الزاهرة 13/ 100. (¬2) خبر الفتن في: السلوك ج 4 ق 1/ 115، وفي الأصل: «وغيره» بدل «غزّة». (¬3) انظر عن (أقباي الطرنطاي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 129، وذيل الدرر الكامنة 206 رقم 345، وإنباء الغمر 2/ 437، والدليل الشافي 1/ 136 رقم 477، والنجوم الزاهرة 13/ 176، والمنهل الصافي 2/ 465، 466، رقم 478، ونزهة النفوس 2/ 260، 261 رقم 473، والضوء اللامع 2/ 313 رقم 993، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 800. (¬4) انفرد المؤلّف - رحمه الله - بهذا الخبر، إذ لم أجده في المصادر التي بين يديّ. (¬5) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 1/ 116، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 800 و «هاتور» هو الشهر الثالث في السنة عند القبط. (¬6) السلوك ج 4 ق 1/ 117، 118. (¬7) في الأصل: «بن».

ضرب عنق شريف

[ضرب عنق شريف] وفيه ضربت عنق شخص شريف ادّعي عليه بما يقتضي بكفره، وحكم القاضي المالكيّ بكفره (¬1). [فرار الأخنائي] وفيه قبض على الأخنائي بدمشق (¬2)، ثم فرّ منها. [وفاة الشمس الحجاوي] [1222]- وفيه مات الموقّت الهوئي (¬3)، الشمس الحجاويّ، محمد بن محمد بن موسى بن سليم (¬4). وكان بارعا في الهيئة. [رمضان] [الفتنة بدمشق] وفي رمضان كانت فتنة كبيرة، بدمشق في غياب شيخ، وأرجف مرة بهجوم سودون المحمدي، ووقعت بينه وبين الشيخيّة معركة هزم فيها سودون (¬5). [مخادعة شيخ للسلطان] وفيه وصلت مكاتبة شيخ إلى السلطان وهو يخادعه فيها ويغريه بنوروز، فما التفت السلطان إلى ذلك وعرف أنه مكر وخداع (¬6). [نيابة صفد] وفيه قرّر شيخ في نيابة صفد سودون بقجة (¬7). [شوال] [تحريض قاضي دمشق على محاربة شيخ] وفي شوّال ورد كتاب من الأخنائي قاضي دمشق من صفد إلى السلطان يستحثّه على ¬

(¬1) خبر الشريف في: إنباء الغمر 2/ 434، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 802. (¬2) خبر الأخنائي في: السلوك ج 4 ق 1/ 116. (¬3) انظر عن (الهوئي) في: إنباء الغمر 2/ 443 رقم 18. (¬4) بفتح السين المهملة، وكسر اللام، كما ضبطه الحافظ ابن حجر. (¬5) خبر الفتنة في السلوك ج 4 ق 1/ 118. (¬6) خبر المخادعة في: السلوك ج 4 ق 1/ 119، والنجوم الزاهرة 13/ 99. (¬7) خبر صفد في: السلوك ج 4 ق 1/ 119.

القبض على قردم الخازندار

الخروج إلى شيخ ويعدّد قبائحه ويغريه به ويعرّفه بما جرى له معه (¬1). [القبض على قردم الخازندار] وفيه عاد السلطان من مرابط خيوله بالجيزة وكان خرج إليها للنزهة قبل ذلك، وبينا هو قرب قناطر السباع عند الميدان أمر بالقبض على قردم الخازندار / 426 / وإينال المحمدي الساقي المعروف بضضغ، فقبض على قردم في الطريق في الحال، وشهر إينال سيفه وساق فرسه فارّا، فلم يلحقه أحد غير الأمير قجق، فعاد إليه إينال وضربه بالسيف على يده كاد أن يرميها وجرح جرحا بليغا، وفاته فلم يقدر عليه، ونودي عليه بالقاهرة أياما فما وجد (¬2). وإينال هذا هو الذي صار تاجرا في المماليك بعد ذلك وجلب منهم عدّة، منهم يلباي الذي تسلطن بعد ذلك على ما سيأتي. وكان حين فراره رأس نوبة كبيرا، وكلّم بعد ذلك في عوده من الإمرة، فأبى ودام يتّجر في المماليك. [الحروب على صفد] وفيه كانت على صفد حروب كبيرة وحوصرت وجرى ما لا خير فيه من الشيخية والسلطانية (¬3). [مكاتبة قرا يوسف لشيخ] وفيه وصلت مكاتبة قرا يوسف على شيخ يذكر فيها أنه يصافيه وموافيه، وأنه ملك عراق العجم، وديار بكر، وماردين، وأنه سلطن ولده محمد شاه، ونزل الموصل، وهو يستأذن شيخ في حضوره إليه نجدة له، فمال شيخ إلى ذلك، فخوّفه تمراز الناصري من سوء عاقبة ذلك، فأخّر جوابه وكتب به إلى السلطان يعرّفه بذلك (¬4). [قضاء المالكية بمصر] وفيه قرّر الشمس محمد بن علي بن معبد المدني، المالكيّ في قضاء المالكية بمصر، عوضا عن الجمال البساطيّ، بحكم صرفه (¬5). ¬

(¬1) خبر قاضي دمشق: السلوك ج 4 ق 1/ 120. (¬2) خبر قردم في: السلوك ج 4 ق 1/ 121، والنجوم الزاهرة 13/ 100، ونزهة النفوس 2/ 258، 259، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 801. (¬3) خبر الحروب في: السلوك ج 4 ق 1/ 121 - 123. (¬4) خبر المكاتبة في: السلوك ج 4 ق 1/ 123. (¬5) خبر المالكية في: السلوك ج 4 ق 1/ 124، ونزهة النفوس 2/ 259، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 802.

وفاة الشهاب ابن أبي الوفاء

[وفاة الشهاب ابن أبي الوفاء] [1223]- وفيه مات الشهاب بن أبي الوفاء (¬1) أحمد بن محمد بن محمد بن محمد الشاذلي. وهو والد الشيخ أبو (¬2) الفضل. [ذو القعدة] [القبض على إينال ضضغ] وفي ذي قعدة قبض على إينال ضضغ الماضي خبره، فبعث به إلى سجن الإسكندرية، وكان قد ولي إمرة سلاح أيضا (¬3). [الوقعة بين الشيخية والسلطانية] وفيه كانت بين الشيخية والسلطانية وقعة صفد أيضا جرح فيها جماعة (¬4). [ذو الحجّة] [كتابة شيخ برفع المظالم بدمشق] وفي ذي حجّة كتب شيخ إلى دمشق برفع المظالم، وأنه قد رجع وأناب إلى الله تعالى، وكان ذلك برؤيا أخبرها له بعض الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم فيها أمارة استقبحها شيخ، فكتب بما كتب، ومع ذلك فلم ير فيه مصلحة (¬5). [تخوّف نوروز من شيخ] وفيه اشتدّ على نوروز الحال بوثيقة (¬6) مخافته من شيخ بحماه، ووقع لهما أمور تطول، واحتال نوروز عليه حتى نهب وطاقه وفرّق بينه وبين العجل ابن (¬7) نعير أمير العرب بحيلة بالغة دبّرها من حيل الرجال (¬8). ¬

(¬1) انظر عن (ابن أبي الوفاء) في: إنباء الغمر 2/ 437، 438 رقم 3، والدليل الثاني 1/ 77 رقم 267، والمنهل الصافي 2/ 110، 111 رقم 269، والضوء اللامع 2/ 202 رقم 536، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 802. (¬2) الصواب: «أبي». (¬3) خبر إينال في: السلوك ج 4 ق 1/ 124، والنجوم الزاهرة 13/ 100. (¬4) خبر الوقعة في: السلوك ج 4 ق 1/ 124. (¬5) خبر المظالم في: السلوك ج 4 ق 1/ 125. (¬6) مهملة في الأصل، ورسمت هكذا، وهي غير مؤكّدة. (¬7) الصواب: «بن». (¬8) خبر التخوّف في: السلوك ج 4 ق 1/ 126، والنجوم الزاهرة 13/ 100، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 802، 803، وفيه: «العجيل».

طلب دمرداش النجدة من السلطان

[طلب دمرداش النجدة من السلطان] وفيه كتب دمرداش إلى السلطان يستحثّه على أن ينجده وإلاّ راحت البلاد الشامية من يده جميعها (¬1). [استيلاء شيخ على أنطاكية] وفيه استولى شيخ على أنطاكية (¬2). [الإشاعة بسفر السلطان] وفيه أشاع السلطان / 427 / بأنه يسافر إلى الشام (¬3). * * * [وفاة ملك الحبشة] [1224]- وفيها - أعني هذه السنة - مات الكافر داود بن سيف ارعد (¬4) الحطي ملك الحبشة بأمحرة. وكان من العتات (¬5) الجبابرة. [وفاة الشريف ابن ثقبة] [1225]-[و] مات الشريف أحمد بن ثقبة (¬6) بن رميثة الحسني أمير مكة. وكان متموّلا. ¬

(¬1) خبر دمرداش في: السلوك ج 4 ق 1/ 127، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 802. (¬2) خبر أنطاكية في: السلوك ج 4 ق 1/ 127، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 802. (¬3) خبر الإشاعة في: السلوك ج 4 ق 1/ 128. (¬4) انظر عن (ابن سيف أرعد) في: إنباء الغمر 2/ 435، 436، ووجيز الكلام 1/ 405 رقم 914، والضوء اللامع 3/ 212، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 802. (¬5) الصواب: «العتاة». (¬6) انظر عن (ابن ثقبة) في: السلوك ج 4 ق 1/ 130، والعقد الثمين 3/ 22، 23 رقم 527، ودرر العقود الفريدة 2/ 285 رقم 126، وإنباء الغمر 2/ 436، والنجوم الزاهرة 13/ 177، والدليل الشافي 1/ 42 رقم 134، والمنهل الصافي 1/ 258، 259 رقم 135، وذيل الدرر الكامنة 206 رقم 341، والضوء اللامع 1/ 266، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 802.

حوادث سنة ثلاث عشرة وثمانمائة

[حوادث] سنة ثلاث عشرة وثمانمائة [محرّم] [استيلاء دوادار شيخ على حلب] في محرّم استولى شاهين دوادار شيخ على مدينة حلب بسلالم صعد عليها الرجال بعد مقاتلة كثيرة، وامتنعت عليه القلعة (¬1). [تقرير الدوادارية الكبرى] وفيه قرّر في الدوادارية الكبرى قراجا شادّ الشرابخاناه (¬2). [وليمة بكتمر] وفيه كانت وليمة بكتمر جلق على ابنة السلطان (¬3). [احتراق ترابي وقيّم حمّام] وفيه وقع بدمشق كاينة غريبة، وهي أنّ ترابيّا (¬4) وقيّم حمّام اجتمعا بصالحية دمشق للشرب فعكفا عليه، فأصبحا محرّقين ولم يكن عندهما نار ولا بقربهما، ولا تغيّر بدنهما وبعض ثيابهما، وهرع الناس إلى رؤيتهما أفواجا (¬5). [وفاة بتخاص الدوادار] [1226]- وفيه مات بتخاص (¬6) الدوادار. [1227]- وقرّر في دواداريّته قراجا (¬7). شادّ الشراب خاناه، فلم يلبث أن مات في صفر. ¬

(¬1) خبر حلب في: السلوك ج 4 ق 1/ 132، وإنباء الغمر 2/ 449، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 803. (¬2) خبر الداودية في: السلوك ج 4 ق 1/ 132. (¬3) خبر الوليمة في: السلوك ج 4 ق 1/ 132. (¬4) في السلوك: ترّاسا. (¬5) خبر التراني في: السلوك ج 4 ق 1/ 132. (¬6) لم أجد له ترجمة. (¬7) خبر قراجا في: السلوك ج 4 ق 1/ 132.

الطاعون ببلاد الشام

[الطاعون ببلاد الشام] وفيه فشا الطاعون ببلاد الشام فعمّ فلسطين، وحوران، وعجلون، ونابلس، وطرابلس، ودمشق، ومات به خلق كثير، ووقع جراد كبير عمّ ضرره (¬1). [حرب ابن أويس وقرا يوسف] وفيه خرج أحمد بن أويس من بغداد قاصدا أذربيجان ليأخذ تبريز من قرا يوسف، وكان قرا يوسف خرج إلى جهة أذربيجان. ثم لما بلغ قرا يوسف عاد ووقع بينه وبين أحمد بن أويس حروب يطول الشرح في ذكرها (¬2). [اتصال ابن البارزي بشيخ] وفيه اتصل الناصر بن البارزي والد الكمال بشيخ ودام في خدمته حتى وصل إلى ما وصل (¬3). [صفر] [خروج بكتمر إلى الشام] وفي صفر خرج بكتمر جلق جاليشا لعساكر الناصر إلى جهة الشام (¬4). [زيادة سعر الفلوس] وفيه نودي على الفلوس بزيادة سعرها عمّا كانت فغلّقت القاهرة أسواقها وتعطّلت أحوال الناس. ولما بلغ الناصر ذلك غضب، وهمّ بأن يوقع بالعامّة ووضع فيهم السيف حتى لطف به، وعاد الأمر إلى ما كان (¬5). [قراءة المولد النبويّ بالقلعة] وفيه في سلخه عمل السلطان المولد النبويّ بالقلعة على العادة، وعجّل به في غير شهره لكونه مسافرا، وجلس القضاة عن يساره والشيخ إبراهيم بن زقّاعة والشيخ نصر الله الجلالي عن يمينه (¬6). ¬

(¬1) خبر الطاعون في: السلوك ج 4 ق 1/ 132، وإنباء الغمر 2/ 459، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 803. (¬2) خبر الحرب في: السلوك ج 4 ق 1/ 133، وإنباء الغمر 2/ 459، 460. (¬3) لم يرد هذا الخبر في المصادر. (¬4) خبر بكتمر في: السلوك ج 4 ق 1/ 133، وإنباء الغمر 2/ 449، والنجوم الزاهرة 13/ 102. (¬5) خبر الفلوس في: السلوك ج 4 ق 1/ 133، وإنباء الغمر 2/ 461. (¬6) خبر المولد في: السلوك ج 4 ق 1/ 134، وإنباء الغمر 2/ 449، ووجيز الكلام 1/ 406، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 804.

ربيع الأول

[ربيع الأول] [خروج السلطان إلى الشام] وفي ربيع الأول خرج السلطان بعساكره إلى سفره للشام ومعه الخليفة والقضاة على العادة (¬1). [زيارة السلطان تربة أبيه] وفيه زار السلطان تربة أبيه (¬2) وقد كملت، ورتّب فيها الشيخ صدر الدين أحمد بن محمود / 428 / العجمي شيخا ومعه عدّة من الصوفية وقرّر معاليمهم (¬3). [الإحاطة بخيول الطواحين] وفيه أحيط بخيول الطواحين والمكاريّة وبغالها، وجهّزت العسكر، وحصل الضرر على الناس بذلك (¬4). [خروج شيخ ونوروز عن طاعة السلطان] وفيه تقرّر الصلح بين شيخ ونوروز بعد الحصار الشديد، وفرّ دمرداش نايب حماه إلى جهة السلطان، ورحل نوروز إلى حلب وتسلّم قلعتها، ودخل شيخ دمشق، والكلّ في تخوّف من السلطان. وأعلن شيخ ونوروز بالخروج عن طاعة السلطان، وأسقط من الكتب في المكاتبات: «الملكي، الناصري»، وصار يكتب بدلا عن ذلك: «الملك لله»، ورحل السلطان من الريدانية ومعه العساكر والأمراء، وقد عدم من النفقات مالا كثيرا (¬5). وأعطى للقاضي الحنبلي ماية دينار، ولم يعط غيرهم (¬6) من القضاة شيئا (¬7). [فرار شيخ من دمشق] وفيه فرّ شيخ من دمشق خوفا على نفسه، فأعقبه وصول بكتمر جلق إلى دمشق فأوقع بأعقابه (¬8). ¬

(¬1) خبر خروج السلطان في: السلوك ج 4 ق 1/ 135، والنجوم الزاهرة 13/ 102 - 104، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 804، والسيف المهنّد 252. (¬2) في الأصل: «ابنه». (¬3) خبر الزيارة في: السلوك ج 4 ق 1/ 135، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 804. (¬4) خبر الطواحين في: السلوك ج 4 ق 1/ 135، وإنباء الغمر 2/ 450. (¬5) كذا، والصواب: «كثيرا». (¬6) الصواب: «غيره». (¬7) خبر خروج شيخ في: السلوك ج 4 ق 1/ 135، 136، وإنباء الغمر 2/ 450، والنجوم الزاهرة 13/ 104، ونزهة النفوس 2/ 265. (¬8) خبر فرار شيخ في: السلوك ج 4 ق 1/ 136، 137، والنجوم الزاهرة 13/ 104.

وفاة كاتب سر دمشق

[وفاة كاتب سرّ دمشق] [1228]- وفيه مات السيد الشريف علي بن إبراهيم بن عدنان الحسني (¬1)، الدمشقي، كاتب سرّ دمشق. وكان رئيسا حشما، ولي كتابة سرّ دمشق غير ما مرّة، ثم انجمع بداره حتى مات. [تأمين السلطان أهل دمشق] وفيه وصل السلطان إلى دمشق فنادى بالأمان والاطمان (¬2) وأن أحدا لا يشوّش على أحد، ولا ينزل على منزله، وأنّ الأمير نوروز هو نايب الشام (¬3). [قضاء دمشق وخطابة الأموي وبيت المقدس] وفيه أعاد السلطان الأخنائي إلى قضاء دمشق. وأعطي خطابة الجامع الأمويّ. وعوّض الشهاب الباعوني خطابة البيت المقدّس (¬4). [إعراض قرا يوسف عن محاربة قرايلك] وفيه عاد قرا يوسف من أذربيجان وأعرض عن محاربة قرايلك لما بلغه بشير ابن أويس إلى تبريز، وعزم على حرب ابن أويس (¬5). [ربيع الآخر] [نيابة طرابلس] وفي ربيع الآخر قرّر يشبك الموساوي في نيابة طرابلس بمال كثير بذله في ذلك (¬6). [مسير السلطان إلى حلب] وفيه سار السلطان من دمشق إلى جهة حلب في طلب شيخ ونوروز بعد أن قدم عليه دمرداش نايب حلب (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (الحسني) في: إنباء الغمر 2/ 471 رقم 12، والدليل الشافي 1/ 445 رقم 1540، والمنهل الصافي 8/ 26، 27 رقم 1546، والضوء اللامع 5/ 555 رقم 538. (¬2) كذا. والصواب: «والاطمئنان». (¬3) خبر التأمين في: السلوك ج 4 ق 1/ 137، والنجوم الزاهرة 13/ 105، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 804. (¬4) السلوك ج 4 ق 1/ 137. (¬5) السلوك ج 4 ق 1/ 137. (¬6) السلوك ج 4 ق 1/ 138، وإنباء الغمر 2/ 451، والنجوم الزاهرة 13/ 105. (¬7) السلوك ج 4 ق 1/ 139، وإنباء الغمر 2/ 451، والنجوم الزاهرة 13/ 105.

فرار قاضي الحنفية بدمشق

[فرار قاضي الحنفية بدمشق] وفيه فرّ الصدر بن الأدمي قاضي الحنفية بدمشق لطلب السلطان له (¬1). [مكاتبة السلطان شيخا ونوروز] ودام السلطان في مسيره حتى وصل إلى الأبلستين ونزل بها وقد فرّ شيخ ونوروز إلى قيسارية، فكتب السلطان لهما: إمّا أن يخرجا من مملكته أصلا أو يعودا إلى طاعته أو يقفا لمحاربته، فأعاد شيخ الجواب بتلطّف واعتذار شديد، وأنه إن لم ينعم عليه / 429 / السلطان بنيابة الشام وإلاّ فهو راض بنيابة الأبلستين، ونوروز بنيابة ملطية، وعلى من تقدّم من الأمراء ببقيّة القلاع، فإنهم أحقّ من التركمان والأكراد المفسدين، فما رضي السلطان بذلك وصمّم على إقامته الأبلستين سنينا (¬2). [فتن العشير بنابلس] وفيه كانت الفتن قايمة بنابلس بين عشرانها حتى سدّت الطرق على العادة (¬3). [مقتل صاحب بغداد وولده] [1229]- وفيه قتل أحمد بن أويس (¬4) صاحب بغداد هو وولده سلطان علي على يد قرا يوسف بعد محاربة كثيرة. وأمّر صاحب شروان وشماخي ابن الشيخ إبراهيم الدربندي، وزالت دولة ابن أويس وسلطنته. وكان شهما له فضيلة وعلم وشعر، وكتب المنسوب. وكانت له شجاعة ودهاء فراسة. وكان سفّاكا للدماء. [جمادى الأول] [القبض على ابن الأدمي] وفي جمادى الأول قبض على ابن (¬5) الأدميّ، وسجن بقلعة دمشق (¬6). ¬

(¬1) السلوك ج 4 ق 1/ 139. (¬2) السلوك ج 4 ق 1/ 139، 140، وإنباء الغمر 2/ 451، والنجوم الزاهرة 13/ 105، 106، ونزهة النفوس 2/ 266، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 804، السيف المهنّد 253. (¬3) خبر العشير في: السلوك ج 4 ق 1/ 140، وإنباء الغمر 2/ 462. (¬4) انظر عن (ابن أويس) في: السلوك ج 4 ق 1/ 171، وإنباء الغمر 2/ 460 و 465 - 468 رقم 2، والنجوم الزاهرة 13/ 181، 182، والدليل الشافي 1/ 41 رقم 132، والمنهل الصافي 1/ 232 - 240 رقم 132، والضوء اللامع 1/ 244، ووجيز الكلام 1/ 410 رقم 923، ونزهة النفوس 2/ 281 رقم 492، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 805، وشذرات الذهب 7/ 101، والتاريخ الغيائي 135، 136. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر ابن الأدمي في: السلوك ج 4 ق 1/ 141، وإنباء الغمر 2/ 451، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 805.

الحرب بين ولدي ملك الروم العثماني

[الحرب بين ولدي ملك الروم العثماني] وفيه كانت الحرب بين الأخوين سلمان (¬1) وموسى ولدي أبو (¬2) يزيد بن عثمان ملك الروم. وكان أخوهما محمد له سنين مقيما ببرصا (¬3). [قتل سلمان ابن ملك الروم] [1230]- وآل الأمر إلى قتل سلمان (¬4) على يد موسى، واستولى موسى على أدرنة وما يليها. وملك كوشجي برصا وما يليها، وكانت الفتن كثيرة هناك. [وفاة ابن المعيد الخوارزمي] [1231]- وفيه مات ابن (¬5) المعيد، الشيخ صدر الدين، محمد بن محمد الخوارزميّ (¬6)، إمام مقام الحنفية بمكة المشرّفة ونزيلها. وكان عالما فاضلا، ماهرا في العربية. سمع جماعة، وحدّث بالإجازة العامة عن الحجّاز. وحجّ خمسين سنة. وجاوز الثمانين سنة. [الوقيعة بين ابن قرمان وصهره] وفيه وقع بين محمد بن قرمان وصهره ابن (¬7) كرميان، فثار منه إلى محمد بن عثمان ملك الروم (¬8). ¬

(¬1) في السلوك ج 4 ق 1/ 142 «سليمان» و 171 «سلمان». (¬2) الصواب: «أبي». (¬3) خبر الحرب في: السلوك ج 4 ق 1/ 142، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 805. (¬4) انظر عن (سلمان) في: السلوك ج 4 ق 1/ 142 و 171، وإنباء الغمر 2/ 462، والدليل الشافي 1/ 316 رقم 1075 وفيه: سليمان، والضوء اللامع 3/ 259 رقم 978 وقد ضبطه فقال: «سلمان»: بضم أوله، والمنهل الصافي. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) انظر عن (الخوارزمي) في: العقد الثمين 2/ 349 رقم 448، وذيل التقييد 1/ 262، 263 رقم 514، وإنباء الغمر 2/ 477، 478 رقم 32، وذيل الدرر الكامنة 215 رقم 368، والدليل الشافي 2/ 704، 705 رقم 2408، وفيه: «محمود بن محمود»، ووجيز الكلام 1/ 409 رقم 920، والضوء اللامع 10/ 45 رقم 158، وشذرات الذهب 7/ 104. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) خبر الوقيعة في: السلوك ج 4 ق 1/ 142، وإنباء الغمر 2/ 462.

مساعدة التركمان للسلطان

[مساعدة التركمان للسلطان] وفيه قدم على السلطان طوائف التركمان وغيرهم ووعدوه بالقيام التامّ في أمر عدوّه شيخ ونوروز، وأنهم يكفونه المؤنة. والتزم ابنا دلغادر علي ومحمد بأخذ الأعداء (¬1). [القبض على نائب قلعة الروم] وفيه أتته رسل قرا يوسف وقرايلك وماردين بتقادم جليلة، وسار راجعا، فمضى إلى قلعة الروم فقبض على نايبها وقرّر غيره، وسار على ألبيرة إلى جهة حلب (¬2). [جمادى الآخر] [ملك سودون الجلب الكرك] وفي جمادى الآخر ملك سودون الجلب الكرك بعد أن فارق شيخ نوروز (¬3). [قيام الفرنج بتوسعة طريق بيت لحم] وفيه وصل إلى ميناء يافا مركب للفرنج وفيه آلات وأخشاب وصفائح وعجل دهن يلين به الحجر فيسهل قطعه، وغير ذلك لأجل / 430 / عمارة بيت لحم. وكانوا لما كان الناصر بالقدس استأذنوه في عمارته، فأذن لهم في ذلك على لسان بعض صبيان بطرك النصارى الملكية، وكتب لهم مرسوم، فبعثوا به إلى بلاد الفرنج فاغتنموا الفرصة وبعثوا بما بعثوا، ثم أخذوا في توسّع الطريق من الوعر، وكان يسلكه فارسين (¬4) فوسّع بحيث صار يسع عشرة من الفرسان. ولما عاد السلطان ذكروا له أن ذلك ليس بمصلحة وفيه من الفساد ما لا يخفى، فأمر بالقبض عليهم وختم حواصلهم التي فيها الآلات، وأبطل ذلك كلّه (¬5). [تقرير نيابات الشام وطرابلس وصفد] وفيه قرّر بكتمر جلق في نيابة الشام، وقرّر في تقدمته دمرداش. وقرّر في نيابة طرابلس جانم. وفي نيابة صفد قرقماس بن أخي دمرداش، ويعرف بسيدي الصغير (¬6). ¬

(¬1) خبر المساعدة في: السلوك ج 4 ق 1/ 142، وإنباء الغمر 2/ 452. (¬2) خبر القبض في: السلوك ج 4 ق 1/ 142. (¬3) خبر سودون في: السلوك ج 4 ق 1/ 142، وإنباء الغمر 2/ 462. (¬4) الصواب: «فارسان». (¬5) خبر الفرنج في: السلوك ج 4 ق 1/ 143، 144، وإنباء الغمر 2/ 462. (¬6) خبر النباتات في: السلوك ج 4 ق 1/ 144.

رجب

[رجب] [الفتنة بدمشق وتقرير نيابتي حلب وصفد] وفي رجب قامت فتنة بدمشق آلت إلى سكون، وفرّ منها بردبك من السلطانية ولحق بالكرك في نفر قليل. وقرّر في نيابة حلب قرقماس الذي ولي صفد. وقرّر في صفد تغري بردي أخوه، وهو الذي يقال له: سيدي الكبير (¬1). [دخول السلطان دمشق عند إدارة المحمل] وفيه أدير محمل دمشق، وبينا الناس في أثناء التفرّج عليه إذ فجأهم الخبر بوصول السلطان، فماجت دمشق بأهلها، ولم يكن بعد العصر إلاّ والسلطان وصل في طائفة من خواصّه، وكان قد اتصل الخبر بالسلطان، بأنّ نوروز وشيخ وصلا عينتاب وسارا على البريد، فبعث في طلبهما، وركب من حلب قاصدا دمشق حتى وصلها في أربعة أيام، ثم تلاحق به الأتابك تغري بردي، وبكتمر نايب الشام (¬2). [أحداث بغداد] وفيه قدم محمد شاه بن قرا يوسف بغداد ليملكها، فامتنعت عليه وبها بخشايش مملوك أحمد بن أويس، وجرت خطوب. [1232]- وقتل بخشايش (¬3)، وأقيم عبد الرحيم بن الملاّح. وأشيع بأنّ الذي أمر بقتل بخشايش هو أحمد بن أويس، وأنه حيّ. وكان أقام بخشايش إنسانا صغيرا وهو من أولاد أحمد بن أويس يقال له أويس، أو هو ابن أويس نفسه، ثم بطل أمره. ودعي لأحمد بن أويس، وضربت السّكّة باسمه. وبقي كلّ أحد يأتيه في (. . .) (¬4) افتعلت ببغداد. وعاد محمد شاه إلى أبيه بعد حصار بغداد عدّة شهور. [1233]- ثم قتل ابن (¬5) الملاّح في آخرين. ¬

(¬1) خبر الفتنة في: السلوك ج 4 ق 1/ 145، والنجوم الزاهرة 13/ 106. (¬2) خبر السلطان في: السلوك ج 4 ق 1/ 146. (¬3) انظر عن (بخشايش) في: السلوك ج 4 ق 1/ 146، وإنباء الغمر 2/ 460، والتاريخ الغياثي 244، 245. (¬4) في الأصل كلمة رسمت: «نحيلى»، ولعلّ المراد: «تخيّلات». (¬5) في الأصل: «بن». وانظر عن (ابن الملاّح) في: إنباء الغمر 2/ 460، والتاريخ الغياثي 245 واسمه «عبد الرحيم بن الملاّح».

وفاة النور الرشيدي

وأعيد أويس في سلطنة بغداد، ثم أشاعوا تحقّق أحمد بن أويس. ثم جرت أمور ببغداد آلت إلى خروج أمّ أويس الصبيّ بابنها فارّة به إلى ششتر. وجاء قرا يوسف إلى بغداد في السنة الآتية وملكها. وعدّ ما وقع فيها من إشاعة حياة ابن أويس، وما وقع في أثناء ذلك من الغرائب (¬1). [وفاة النور الرشيدي] [1234]- / 431 / وفيه مات النور الرشيدي (¬2)، علي بن عبد الرحمن بن أحمد الربعيّ (¬3)، الشافعيّ. وكان منها من أهل العلم والفضل. وجاوز الخمسين. [وفاة ابن الحريري] [1235]- وابن (¬4) الحريري، الشيخ علاء الدين، علي بن محمد بن علي الدمشقيّ، الحنفيّ. أظنّ في هذا الشهر. [وفاة الشاعر الطرابلسي] [1236]- والشاعر الأديب، الماهر، عمر بن محمد الطرابلسي (¬5)، نزيل القاهرة، عن نحو من خمسين سنة. [وفاة الفقيه ابن خاص بك] [1237]- والفقيه، العالم، الفاضل، بدر الدين، محمد بن خاص بك البرقي، الحنفيّ. ¬

(¬1) خبر بغداد في: التاريخ الغياثي 246، 247. (¬2) انظر عن (الرشيدي) في: إنباء الغمر 2/ 473 رقم 16، وذيل الدرر الكامنة 209، 210 رقم 354، والضوء اللامع 5/ 237، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 808، وشذرات الذهب 7/ 103. (¬3) في الأصل: «وبن». وانظر عن (ابن الحريري) في: إنباء الغمر 2/ 473 رقم 18، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 808. (¬4) انظر عن (الطرابلسي) في: ذيل الدرر الكامنة 211 رقم 359، وإنباء الغمر 2/ 474 رقم 21، والضوء اللامع 6/ 137 رقم 424، ومعجم الشعراء والأدباء في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) مخطوط. (¬5) انظر عن (البرقي) في: إنباء الغمر 2/ 475 رقم 26، وفيه: «التركي»، وذيل الدرر الكامنة 211 رقم 360، ووجيز الكلام 1/ 409 رقم 919، والضوء اللامع 1/ 292، وفيه: «أحمد بن خاص» وشذرات الذهب 7/ 104 وفيه «السبكي».

شعبان

وهو جدّ الخاصكيّة الموجودون الآن. وكان ينسب إلى الظاهر بيبرس من جهة النساء. وأخذ عن الأكمل وغيره. وكان بحّاثا، مناظرا، بارعا في الفقه، مشاركا في الفنون، مع ديانة ومروءة وعصبيّة. وكان بيده إقطاعا (¬1) يكفيه، ولم يزاحم الفقهاء في شيء من تعلّقاتهم. هنيئا له. جاوز الخمسين. [شعبان] [تجهيز صرر الحرمين الشريفين بالقاهرة] وفي شعبان خرج الجلال البلقينيّ قاضي القضاة من دمشق متوجّها إلى القاهرة لتجهيز صور الحرمين الشريفين، وسافر معه المجد بن الهيصم ناظر الخاص (¬2). [توسيط ستة بدمشق] وفيه وسّط ستّة بدمشق من أصحاب شيخ بعد التّسمير والتّشهير (¬3). [تمزّق العساكر عن نوروز وشيخ] وفيه ورد الخبر على السلطان أنّ شيخ ونوروز في أناس قلايل مقلّين جدّا في أرض البلقاء. وكانوا لما عاد السلطان قدموا إلى الأبلستين فقاتلهم ابن دلغادر وانكسروا منه إلى عينتاب، ثم تمزّقوا وانصرفوا. وكانوا لما ورد الخبر بأنهم بالبلقاء توجّهوا منها إلى جهة غزّة فدخلوا في أواخر هذا الشهر (¬4). [وفاة تمربغا المشطوب] [1238]- وقد مات تمربغا المشطوب (¬5) مطعونا. [1239]- وإينال المنقار (¬6) في حسبان. ¬

(¬1) الصواب: «إقطاع». (¬2) خبر الحرمين في: السلوك ج 4 ق 1/ 148. (¬3) خبر التوسيط في: السلوك ج 4 ق 1/ 148. (¬4) خبر التمزّق في: السلوك ج 4 ق 1/ 149، والنجوم الزاهرة 13/ 107. (¬5) انظر عن (تمربغا المشطوب) في: السلوك ج 4 ق 1/ 151، والنجوم الزاهرة 13/ 108، والدليل الشافي 1/ 223 رقم 781، والمنهل الصافي 4/ 100 رقم 783، ووجيز الكلام 1/ 411 رقم 929، والضوء اللامع 3/ 41 رقم 169، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 806. (¬6) انظر عن (إينال المنقار) في: النجوم الزاهرة 13/ 108، ونزهة النفوس 2/ 280 رقم 488، ووجيز الكلام 1/ 411 رقم 926.

دخول شيخ ونوروز غزة

وكان تمر بغا فارسا، بطلا، شجاعا، استولى على حلب بعد قتل جكم. [دخول شيخ ونوروز غزّة] ولما دخل شيخ ونوروز إلى غزّة أخذوا ما فيها من الخيول، وجاءهما سودون الجلب من الكرك (¬1). [وفاة المحتسب المناوي] [1240]- وفيه مات المحتسب، شمس الدين الطويل، محمد بن محمد بن عبد الوهّاب المناويّ (¬2). وكان له معرفة بالهيئة، ومشاركة في بعض أشياء. [وفاة المحتسب الهوّي] [1241]- والمحتسب الهوّي (¬3) كريم الدين، محمد بن محمد بن محمد بن نعمان (¬4) بن هبة الله. وكان اشتغل قليلا، وحضر عند الناصر والشهاب الدويداري كاشف الجيزة، وترك موجودا كثيرا جدّا. [وفاة المجد القبطيّ] [1242]- وفيه مات المجد العلم عبد الغني القبطيّ (¬5) ناظر الخاص. وكان وصل إلى القاهرة ناظر في الناس (¬6) فأكثر من المصادرات. واستقدم بمرسوم ¬

(¬1) خبر غزّة في: السلوك ج 4 ق 1/ 150، وإنباء الغمر 2/ 455 و 456، والنجوم الزاهرة 13/ 108، ونزهة النفوس 2/ 268. (¬2) انظر عن (المناوي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 170 وفيه: «محمد بن عبد الخالق»، ووفاته في شهر رجب، وإنباء الغمر 2/ 476 رقم 28 وهو يتفق مع ما أثبته المؤلّف، وذيل الدرر الكامنة 212 رقم 362، والنجوم الزاهرة 13/ 181، والضوء اللامع 9/ 135، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 808. (¬3) في الأصل: «الهوني»، والتصحيح من: إنباء الغمر 2/ 476، 477 رقم 29، وذيل الدرر الكامنة 213 رقم 365، والسلوك ج 4 ق 1/ 169 والضوء اللامع 10/ 7، ونزهة النفوس 2/ 279 رقم 482. (¬4) في الأصل: «شعبان»، والتصويب من المصادر. (¬5) انظر عن (القبطي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 169، والدليل الشافي 1/ 420 رقم 1447، والنجوم الزاهرة 13/ 178، 179، والمنهل الصافي 7/ 313، 314 رقم 1453، والضوء اللامع 4/ 245 رقم 638، ووجيز الكلام 1/ 410، 411 رقم 924، ونزهة النفوس 2/ 279 رقم 483. (¬6) في الأصل «ناصح الناس»، وهو غلط.

رمضان

فيه إبطال المواريث الأهلية. وصل من مات من غير وارث أخذ موجوده بأمر السلطان، فعاقبه الله لسوء فعله بأن أخذه عن قريب وأراح الله منه. [رمضان] [تقدّم شيخ ونوروز إلى قطيا] وفي رمضان وصل بكتمر جلق إلى غزّة جادّا في السير هو وجماعة من الأمراء ومعهم عساكر عساهم يدركوا شيخ ونوروز. وبلغ شيخ ونوروز فرحلوا من غزّة مسرعين إلى أن وصلوا إلى قطيا، / 432 / وبلغ من بقلعة الجبل بالقاهرة، فحضر أرغون نايب الغيبة واستعدّ للقاء شيخ. [1243]- فمات شاهين (¬1) دوادار شيخ بالصالحية، ودفنه هناك وأسف عليه. [وفاة التقيّ الزبيريّ] [1244]- وفيه مات التقيّ، الزبيريّ (¬2)، قاضي القضاة، عبد الرحمن بن محمد الملقّب تاج الرياسة بن عبد الناصر المحلّي، الشافعيّ، مصروفا عن القضاء مدّة سنين. ومولده سنة أربع وثلاثين وستماية. وكان عالما، وصنّف وألّف، وكان حسن السيرة. [وفاة الشمس الدميري] [1245]- والشمس الدّميريّ (¬3)، محمد بن أحمد بن عبد الواحد المالكيّ. وكان ولي عدّة وظائف. [دخول شيخ القاهرة وانهزامه أمام السلطان] وفيه وصل نوروز وشيخ ومعهما جمايع من عرب الزهور وبني وابل إلى القاهرة، ¬

(¬1) انظر عن (شاهين) في: السلوك ج 4 ق 1/ 151، وإنباء الغمر 2/ 454 و 470، والنجوم الزاهرة 13/ 109، ونزهة النفوس 2/ 280 رقم 489، والضوء اللامع 3 / رقم 1126، ووجيز الكلام 1/ 411، 412 رقم 931. (¬2) انظر عن (الزبيري) في: السلوك ج 4 ق 1/ 169، 170، وإنباء الغمر 2/ 470 رقم 11، ورفع الإصر 2/ 338، وذيل الدرر الكامنة 207، 208 رقم 351، والدليل الشافي 1/ 406 رقم 1398، والنجوم الزاهرة 13/ 179، 180، والضوء اللامع 4/ 138 رقم 362، ووجيز الكلام 1/ 408 رقم 916، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 808، وشذرات الذهب 7/ 101، والمجمع المؤسس 2/ 169، 170 رقم 132، ومعجم المؤلفين 5/ 182. (¬3) انظر عن (الدميري) في: السلوك ج 4 ق 1/ 170، وإنباء الغمر 2/ 475 رقم 23، وذيل الدرر الكامنة 213 رقم 264، ونزهة النفوس 2/ 279، والضوء اللامع 6/ 329، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 808.

وبلغهم ما في القلعة من التّحصين ومدرستي الأشرف شعبان والناصر حسن، فساروا إلى الرملة من جهة الصليبية، وأخذ من بالقلعة في رميهم بالسهام والمدافع. وقام إينال الصصلاني الحاجب بمن معه، وثار بعضا (¬1) من الغوغاء والعامّة مع شيخ لما أقام واليا من جهته، ونادى بأنه يرخّص الأسعار، ووقع خراب (¬2)، وملك شيخ مدرسة الأشرف شعبان، ثم مدرسة حسن، ورموا منهما على الإصطبل، ولا زالوا به حتى ملكوه بعد أن فرّ منه أرغون نائب الغيبة إلى القلعة من باب السرّ، وتخوّف من بالقلعة لا سيما على حريم السلطان. ثم فعل أصحاب شيخ بالقاهرة أفعالا يطول الشرح في ذكرها، وقصدوا السجون فأطلقوا من بها، ونهبوا دار بعض الأمراء، وأخذوا مالا من حاصل الديوان المفرد. ثم طلب شيخ فتح باب القلعة فما مكّن من ذلك، فطلب من الزمام الأمير فرج ولد السلطان، فقال الزمام: وما جرى على السلطان؟ فقالوا: لو كان حيّا ما كنّا ها هنا، يوهموه (¬3) بأنهم يطلبون سلطنته، فلم يفتح لهم، فهدّدوه بإحراق الباب فلم يدافعهم ويسوّف بهم رجاء أن يحضر العسكر، وبينا هو في أثناء ذلك إذ لاحت بوارق القوم، فضجّ من بالقلعة بالتكبير والتهليل، وإذا بالعساكر متابعين بخيولهم سوقا عظيما مجدّين، فشاع وصول السلطان، فخارت قوى شيخ ومن معه ولم يثبتوا وركبوا خيولهم، ووقفوا عند باب السلسلة لحظة، فدهمهم العسكر فولّوا هاربين من نحو باب القرافة، وركب القوم أقفيتهم، وكبا بشيخ فرسه، فبادر إليه أصحابه ومنهم جلبّان الذي ولي نيابة الشام بعد ذلك، / 433 / وأركبوه، ومرّ على وجهه. وملك السلطانية القلعة، وأخذوا جماعة من جماعة شيخ وسجنوهم بالقلعة، وجرح آخرين (¬4)، وتبع العسكر شيخ إلى طموه (¬5). ومرّ شيخ مع شعبان بن محمد بن عيسى العابدي إلى جهة الطور، ثم ظهر أنهم وصلوا إلى السويس، ثم ساروا إلى الكرك ودخلوها. وعاد بكتمر جلق إلى جهة السلطان وقد وشي به عنده وبطوغان الدوادار، وأنهما قصّرا، ولو شاؤا (¬6) لأخذا شيخ ونوروز، فأسرّ السلطان ذلك في نفسه وهو بدمشق، والبلاء محيط بالناس والمصادرات (¬7). ¬

(¬1) الصواب: «بعض». (¬2) الصواب: «ووقعت حروب». (¬3) الصواب: «يوهمونه». (¬4) الصواب: «آخرون». (¬5) طمّوه: قرية من الأعمال الجيزية. (الانتصار لابن دقماق 132، التحفة السنية لابن الجيعان 55 و 145). (¬6) الصواب: «ولو شاءا». (¬7) خبر انهزام شيخ في: السلوك ج 4 ق 1/ 152 - 156، وإنباء الغمر 2/ 457، والنجوم الزاهرة 13/ 109 - 117، ونزهة النفوس 2/ 268 - 272، ووجيز الكلام 1/ 407، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 807، والسيف المهنّد 253 - 255، وتاريخ بيروت 238.

سجن جماعة من الأعيان بدمشق

[سجن جماعة من الأعيان بدمشق] وفيه سجن بقلعة دمشق ولد العلاّمة الجلال التبّانيّ الشمس محمد، والشرف يعقوب، ومعهما المحبّ ابن الشحنة، والشهاب بن سفري إمام نوروز (¬1). [قضاء طرابلس ودمشق] وفيه أعيد ابن (¬2) حجّي إلى قضاء طرابلس، وابن (¬3) الكشك إلى قضاء دمشق (¬4). [خروج الأمراء لأخذ نوروز وشيخ] وفيه خرج الأتابك تغري بردي وعدّة من الأمراء لأخذ نوروز وشيخ (¬5). [قدوم نواب البلاد على السلطان] وفيه قدم على السلطان جماعة من النواب، منهم: نايب طرابلس، ونايب حماه، ونايب صفد، وقرقماس، نايب حلب، وقد عاث في التركمان، وقدم معه صبيّ صغير له من العمر نحوا (¬6) من خمس سنين اسمه حسن ابن السلطان أحمد بن أويس فرّت به أمّه خيفة من بغداد (¬7). [أخبار بلاد الأفلاق والأبلستين] وفيه ورد الخبر بأن سلمان حصر أخاه ببلاد أفلاق، وأن أخاه أحمد (¬8) بن كرشجي ولّى ولده مراد السلطنة، وأنّ ابن قرمان حاصر بلاد ابن (¬9) رمضان وأحرقها، وأنّ ابن دلغادر منع من الزرع بالأبلستين (¬10). [شوّال] [وفاة الشمس ابن العطار] [1246]- وفي شوّال مات ابن (¬11) القطّان (¬12) شمس الدين، محمد بن ¬

(¬1) خبر السجن في: السلوك ج 4 ق 1/ 157، وإنباء الغمر 2/ 457. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر القضاء في: السلوك ج 4 ق 1/ 157، وإنباء الغمر 2/ 463. (¬5) خبر الخروج في: السلوك ج 4 ق 1/ 157، وإنباء الغمر 2/ 457. (¬6) الصواب: «نحو». (¬7) خبر النواب في: السلوك ج 4 ق 1/ 157 - 159. (¬8) في السلوك: «محمد». (¬9) في الأصل: «بن». (¬10) خبر الأفلاق في: السلوك ج 4 ق 1/ 159. (¬11) في الأصل: «بن». (¬12) انظر عن (ابن القطان) في: السلوك ج 4 ق 1/ 170، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 386، 387 رقم 748، وذيل الدرر الكامنة 213، 214 رقم 366، وإنباء الغمر 2/ 476 رقم 27 ونزهة النفوس 2/ 279، 280 رقم 485، =

عزم السلطان على التوجه إلى الكرك

علي بن محمد بن عمر بن عيسى بن محمد المصري، الشافعيّ. وكان فقيها، نحويّا مقرئا، عالما، فاضلا، أفتى ودرّس، وناب في الحكم، وصنّف. ومولده آخر سنة ثلاثين وسبعماية. [عزم السلطان على التوجّه إلى الكرك] وفيه عزم السلطان على التوجّه إلى الكرك، وبعث بتجهيز الإقامات من بلاد عجلون، وخرج لذلك قاضي القضاة بدمشق الشمس الأخنائي، وتاج الدين رزق الله ناظر جيش دمشق، وخليل الأشقتمري أستادارها (¬1). [ذو القعدة] (¬2) [تحصيل أموال الورثة بالقاهرة] وفي ذي قعدة وصل إلى القاهرة ابن الهيصم الأستادار وابن البشيري الوزير لتحصيل الأموال، وطلب ابن (¬3) الهيصم جماعة قد ورثوا أمّهات لهم في غيبة السلطان ما بين أولاد ذكور وإناث وزوجات وإخوة وأخوات وغير ذلك من العصبات وألزمهم بردّ، وما وفوه شرعا، ووقع ما لا خير فيه، وشنّعت القالة بأنهم قد أبطلوا أحكام الله تعالى في المواريث. وعدّ هذا من النوادر التي ما وقعت (¬4). [خسوف القمر] / 434 / وفيه خسف جميع جرم القمر (¬5). [كبسة غوطة دمشق بحثا عن شيخ] وفيه ركب السلطان بنفسه إلى غوطة دمشق وكبس على عقرباء (¬6)، وقد وشي إليه بأنّ شيخ قد اختفى بها، فما كان لذلك حقيقة. وحلّ بالزحمة من الضرر ما لا يعبّر عنه (¬7). ¬

= ووجيز الكلام 1/ 409 رقم 918، والضوء اللامع 8/ 9، 10، والبدر الطالع 2/ 226، وشذرات الذهب 7/ 104، وإيضاح المكنون 1/ 32 و 545 و 2/ 31 و 486 و 715، وهدية العارفين 2/ 180، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 808، وفيه «ابن العطار»، وهو غلط، ومعجم المؤلفين 11/ 57، 58. (¬1) خبر الكرك في: السلوك ج 4 ق 1/ 159. (¬2) كتب العنوان على هامش المخطوط أيضا. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر أموال الورثة في: السلوك ج 4 ق 1/ 160، وإنباء الغمر 2/ 463، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 809. (¬5) خبر الخسوف في: السلوك ج 4 ق 1/ 161، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 809. (¬6) عقرباء: اسم مدينة الجولان، وهي كورة من كور دمشق. (معجم البلدان). (¬7) خبر الغوطة في: السلوك ج 4 ق 1/ 161.

وفاة أبي زيد الذماري

[وفاة أبي زيد الذماري] [1247]- وفيه مات أبو زيد الذماري (¬1)، اليمني، عبد الرحمن بن علي بن زيد بن علوان بن صبره بن مهدي بن حرب الزبيدي، ويسمّى عبد الرحمن بأخرة، وإلاّ فاسمه علّى. كان عالما بارعا في الفنون، تارك (¬2) لمذهب أهل الظاهر. ومولده سنة أحد (¬3) وأربعين وسبعماية. [خروج السلطان إلى الكرك] وفيه خرج السلطان من دمشق إلى جهة الكرك، وعاد بكتمر جلق بعد وداع السلطان وعليه خلعة حافلة، فدخل دمشق (¬4). [نجاة شيخ من محاولة اغتياله بالكرك] وفيه ورد الخبر بأنه ثار جماعة بالكرك وكادوا أن يقتلوا شيخ وهو في الحمّام وجرح، وخلّص باللّتيّا واللّتي (¬5) بعد أن أدركه نوروز (¬6). [1248]- وقتل في هذه الكاينة سودون بقجة (¬7). [خروج سودون الجلب للّحاق بقرا يوسف] وفيه تنكّر سودون الجلب على من عنده من الأمراء بالكرك فتركهم وسار إلى أن وصل إلى ماردين، وعزم على اللحوق (¬8) بقرا يوسف، فوافاه الخبر بأنّ أيدكي أحد الأمراء الكبار والنيّاب (¬9) بسراي من دست قبجاق، والشيخ إبراهيم الدردبندي، وشاه رخّ صاحب العجم بما وراء النهر قد اجتمعوا على محاربة قرا يوسف، فحار في أمره (¬10). [نزول السلطان الكرك] وفيه نزل السلطان على الكرك، وبعث يطلب نواب الشام (¬11). ¬

(¬1) لم أجد له ترجمة في المصادر المتوفّرة لديّ. (¬2) الصواب: «تاركا». (¬3) الصواب: «سنة إحدى». (¬4) خبر الكرك في: السلوك ج 4 ق 1/ 161، وإنباء الغمر 2/ 458، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 809. (¬5) كذا. (¬6) خبر نجاة شيخ في: السلوك ج 4 ق 1/ 161، والسيف المهنّد 257. (¬7) انظر عن (سودون بقجة) في: السلوك ج 4 ق 1/ 162، والدليل الشافي 1/ 332 رقم 1142، ووجيز الكلام 1/ 412 رقم 932، والضوء اللامع 3/ 277 و 281 رقم 1068، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 809. (¬8) الصواب: «على اللحاق». (¬9) الصواب: «النوّاب». (¬10) خبر سودون في: السلوك ج 4 ق 1/ 162، 163. (¬11) خبر الكرك في: السلوك ج 4 ق 1/ 163، ونزهة النفوس 2/ 273.

ذو الحجة

[ذو الحجة] [وصول حريم السلطان إلى القاهرة] وفي ذي حجّة وصل حرم السلطان إلى القاهرة صحبة كزل العجميّ، ووصل معهم (¬1) قضاة القضاة الثلاث (¬2) وجماعة ممن كان مع العسكر (¬3). [مصالحة السلطان لشيخ ونوروز] وفيه قرّر الصلح بين السلطان وشيخ ونوروز، على أن يستقرّ الأتابك تغري بردي في نيابة الشام، وشيخ في نيابة حلب، ونوروز في نيابة طرابلس، وشرط السلطان على شيخ ونوروز أن لا يخرجا إمرة ولا إقطاعا ولا غير ذلك إلاّ بإذن منه، وأن يسلّما قلعة الكرك وقلعة صرخد وصهيون للسلطان. وحلف الجميع للسلطان على الوفاء، وحلف هو أيضا لهم، ونزلوا إليه وأكلوا على سماطه وخلع عليهم، ورحل عن الكرك طالبا القدس، وسار كلّ إلى نيابته. وكانت مدّة نيابة بكتمر جلق على دمشق بعد رحيل السلطان عنها إلى الكرك ستة وثلاثين يوما، والنيابة الأولى عشرين يوما (¬4). [تفشّي الطاعون بدمشق] وفيه فشا الطاعون بدمشق وضواحيها ومات به خلق (¬5). [انحلال الأسعار بمصر] وفيه انحلّت الأسعار بمصر (¬6). [إبطال التعامل بالدينار الشامي] وفيه بطل التعامل بالدينار السالميّ (¬7). [انتصار الفرنج على المسلمين في غرناطة] وفيها - أعني هذه السنة - استولى الفرنج على مدينة النقيرة (¬8) من الأندلس / 435 / ¬

(¬1) الصواب: «وصل معهلّ». (¬2) الصواب: «القضاة الثلاثة». (¬3) خبر الحريم في: السلوك ج 4 ق 1/ 163. (¬4) خبر المصالحة في: السلوك ج 4 ق 1/ 163، 164، والنجوم الزاهرة 13/ 117، ونزهة النفوس 2/ 274، ووجيز الكلام 1/ 407، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 809، والسيف المهنّد 258. (¬5) خبر الطاعون في: السلوك ج 4 ق 1/ 165، وإنباء الغمر 2/ 459، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 810. (¬6) خبر الأسعار في: السلوك ج 4 ق 1/ 165. (¬7) خبر الدينار في: السلوك ج 4 ق 1/ 165. (¬8) النقيرة: مدينة قديمة عامرة تبعد عن مالقة بنحو 59 كيلومترا، ذكر ياقوت أنها تقع بين مالقة وغرناطة =

الفتن ببلاد المغرب

وكانت كاينة كبيرة قتل فيها من المسلمين من أهل غرناطة خاصّة ماية ألف إنسان، واستولى الطاغية (¬1) صاحب قشتاله على جميع ما معهم (2). [1249]- واستشهد في هذه الكاينة عالم الأندلس، أبو يحيى ابن عاصم (¬2) في جملة من الفقهاء. * * * [الفتن ببلاد المغرب] وفيه كانت فتن كثيرة بفاس من بلاد المغرب، وكانت سببا لخراب تلك النواحي وللحروب بين الملوك (¬3). ¬

= بالأندلس. انظر: نفاضة الجراب في علالة الاغتراب للسان الدين بن الخطيب 286 الحاشية. (¬1) في الأصل: «الطاغة». (¬2) خبر غرناطة في: السلوك ج 4 ق 1/ 166 - 169، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 880. (¬3) خبر الفتن في: إنباء الغمر 2/ 464.

حوادث سنة أربع عشرة وثمانمائة

[حوادث] سنة أربع عشرة وثمانمائة [محرّم] [دخول السلطان القاهرة] في محرّم وصل السلطان إلى القاهرة فدخلها في يوم مشهود (¬1). [مشيخة الظاهرية برقوق] وفيه قرّر الشيخ زين الدين حاجي التركماني الحنفيّ في مشيخة الظاهرية برقوق عوضا عن الصدر بن العجمي لتغيّظ السلطان عليه لمال أودعه عنده فتصرّف في أكثره فقبض عليه وأغرم بعضا، وترك له البعض (¬2). [وفاة الشيخ الماحوزي] [1250]- وفيه مات الشيخ المعتقد، الصوفيّ، إبراهيم بن أبي بكر الماحوزي (¬3) الدّمشقيّ. وكان للناس فيه الاعتقاد الزايد، ولا يمشي لأحد مطلبا، مع الدين المتين والثروة الزايدة والنفع للكبار. ولم يبلغ الستّين. [وفاة قاضي أذرعات] [1251]- والصدر قاضي أذرعات، حسن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن الأذرعي (¬4)، الصالحيّ، الشافعيّ. ¬

(¬1) خبر السلطان في: السلوك ج 4 ق 1/ 174، وإنباء الغمر 2/ 480، والنجوم الزاهرة 13/ 120، ونزهة النفوس 2/ 283، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 810. (¬2) خبر المشيخة في: السلوك ج 4 ق 1/ 175، وإنباء الغمر 2/ 480، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 810. (¬3) انظر عن (الماحوزي) في: إنباء الغمر 2/ 495 رقم 2، وحوليات دمشقية 52، ووجيز الكلام 1/ 415 رقم 936، والضوء اللامع 1/ 36، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 810 وفيه «الماحوري» بالراء. (¬4) انظر عن (الأذرعي) في: إنباء الغمر 2/ 497 رقم 12، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 353 رقم 725، ووجيز الكلام 1/ 2 / 414، 415 رقم 132، والضوء اللامع 3/ 152، والدارس 2/ 234، وشذرات الذهب 7/ 106.

وفاة البكري المالكي

وكان فاضلا بارعا، له ديانة وخير، وله نظم حسن. [وفاة البكري المالكي] [1252]- والشيخ عبد الوارث بن محمد بن عبد الوارث البكري (¬1)، المالكي، الأنصاريّ، الحجّ. [وفاة ابن أخي البدر العيني] [1253]- وابن (¬2) أخي البدر العينيّ قاسم بن أحمد بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين بن يوسف بن محمود العينتابيّ (¬3) الحنفيّ. ترجمه عمّه في «تاريخه» (¬4) فقال: كان فاضلا في الحساب والهندسة والنجوم والطلسمات وعلم الحرف والطبّ، مع فرط الذكاء. [وفاة الجمال ابن القطب] [1254]- والجمال بن القطب (¬5)، قاضي الحنفية بدمشق، يوسف بن محمد. ولم يكمل السبعين. [غرق ابن أبي الوفاء] [1255]- وأبو الفضل بن أبي الوفاء (¬6)، عبد الرحمن بن أحمد بن محمد غريقا ببحر النيل، هو. ¬

(¬1) انظر عن (الكبرى) في: إنباء الغمر 2/ 499 رقم 17، وذيل الدرر الكامنة 211 رقم 380، والضوء اللامع 5/ 95، ووجيز الكلام 2/ 417 رقم 941، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 811. (¬2) في الأصل: «وبن». (¬3) انظر عن (العينتابي) في: إنباء الغمر 2/ 501، 502 رقم 22، ووجيز الكلام 2/ 416 رقم 936 في جمادى الأولى، والضوء اللامع 6/ 178، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 810. (¬4) هو كتاب «عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان» لبدر الدين محمود العيني (ت 855 هـ‍) نشر منه الدكتور محمد محمد أمين أربعة أجزاء، ابتداء من سنة 648 هـ‍. وهو بداية عصر سلاطين المماليك، حتى نهاية حوادث ووفيات سنة 707 هـ‍ - طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1407 هـ‍ / 1987 م. - 1412 هـ‍ / 1992 م. ونشر منه الدكتور عبد الرازق الطنطاوي القرموط جزءا واحدا، يتناول حوادث وتراجم من سنة 815 - 824 هـ‍، وكان رسالته للدكتوراه - مطبعة علاء، بالقاهرة 1406 هـ‍ / 1985 م. (¬5) انظر عن (ابن القطب) في: إنباء الغمر 2/ 504 رقم 36، ووجيز الكلام 2/ 416، 417 رقم 940، والضوء اللامع 10/ 334. (¬6) انظر عن (ابن أبي الوفاء) في: السلوك ج 4 ق 1/ 202، ورفع الإصر 2/ 281، وذيل الدرر 218 رقم 378، ودرر العقود الفريدة 2/ 311 (في ترجمة أبيه: أحمد بن محمد)، والضوء اللامع 4/ 58، 59 رقم 183، وإنباء الغمر 2 / =

غرق الجمال التنسي

[غرق الجمال التنسي] [1256]- والجمال التنسي (¬1) عبد الله بن أحمد بن محمد المالكيّان. وكانا من الفضلاء الأعيان. ولي التّنسي قضاء مصر. ولابن أبي الوفاء النظم الحسن الرائق. [غرق ابن عبيد البشكالسي] [1257]- وغرق معهما محمد بن عبيد البشكالسي (¬2)، المالكي أيضا. وكان ذكيّا كصاحبه. وبلغني في أمر ابن أبي الوفاء هذا أنه كان يتمنّى موته على هذه الهيئة. أعني الغرق. [تغيير المدرسة الجمالية إلى الناصرية] وفيه عزم السلطان على هدم المدرسة الجمالية، ولا زال به فتح الله كاتب السرّ حتى صرفها عن اسم جمال الدين إلى اسم الناصر، وكلّم بذلك عدّة من القضاة، وصارت تسمّى الناصرية بعد أن كانت تسمّى الجمالية، / 436 / وعدّ ذلك من النوادر، ثم عادت (بعد) (¬3) موت الناصر إلى وقف جمال الدين وصارت تسمّى الجمالية (¬4). ولعلّ لم يسمع بأغرب من هذا، وليس هذا بعجب في قضاة السوء لا نحوا من السوء. [خروج نوروز وشيخ من دمشق] وفيه توجّه شيخ ونوروز من دمشق، كلّ إلى محلّ كفالته (¬5). ¬

= 498، 499 رقم 19، ونزهة النفوس 2/ 300 رقم 504، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 810، 811، وشذرات الذهب 7/ 106. (¬1) انظر عن (الجمال التنسي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 202، وذيل الدرر الكامنة 218 رقم 379، والضوء اللامع 5/ 12، ورفع الإصر 2/ 281، وشذرات الذهب 7/ 106. (¬2) انظر عن (البشكالسي) في: إنباء الغمر 2/ 502 رقم 26، وذيل الدرر الكامنة 217 رقم 377، ورفع الإصر 2/ 281، والضوء اللامع 8/ 139. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) خبر المدرسة الجمالية في: السلوك ج 4 ق 1/ 175، 176، وإنباء الغمر 2/ 481، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 811. (¬5) خبر الخروج في: السلوك ج 4 ق 1/ 175، وإنباء الغمر 2/ 480.

صفر

[صفر] [وفاة الأذرعي القابوني] [1258]- وفي صفر مات العبد الصالح المنقطع إلى الله تعالى عن الناس، خليل الأذرعيّ، القابونيّ (¬1). وكان كثير الحجّ، مع فقره. وللناس فيه الاعتقاد الحسن الزايد. [قتل أمراء بسجن الإسكندرية] وفيه قتل بسجن الإسكندرية من الأمراء: [1259]- جانبك القرمي (¬2). [1260]- وأسندمر الحاجب (¬3). [1261]- وسودون البجاسي (¬4) [1262]- وقانباي أخو بلاط (¬5). [وفاة فتح الدين ابن الجزريّ] [1263]- وفيه مات الشيخ فتح الدين بن الجزريّ (¬6)، محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن يوسف الدمشقيّ، الشافعيّ. وهو الشيخ العلاّمة، شمس الدين المقريء، العالم، المشهور. وعاش بعد ولده مدّة كما سيأتي. ¬

(¬1) انظر عن (القابوني) في: إنباء الغمر 2/ 498 رقم 12، ووجيز الكلام 2/ 415 رقم 935، والضوء اللامع 3/ 199، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 812. (¬2) انظر عن (جانبك القرمي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 178، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 812. (¬3) انظر عن (أسندمر الحاجب) في: السلوك ج 4 ق 1/ 178، ونزهة النفوس 2/ 284، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 812. (¬4) انظر عن (سودون البجاسي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 178، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 812، والضوء اللامع 3/ 277 (دون ترقيم، ودون ترجمة). (¬5) انظر عن (قانباي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 178، ونزهة النفوس 2/ 898 رقم 499، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 812. (¬6) انظر عن (ابن الجزري) في: إنباء الغمر 2/ 503 رقم 29.

القبض على جماعة أمراء

[القبض على جماعة أمراء] وفيه قبض على تسعة (¬1) من الأمراء وحملوا إلى الإسكندرية للسجن، وفيهم من مقدّمي الألوف ثلاثة، وصرف تمراز الناصري، عن إمرته، وخيّر في الإقامة بداره أو بدمياط (¬2). [وصول قاصد صاحب القسطنطينية] وفيه وصل قاصد الكافر مانويل صاحب القسطنطينية بمكاتبة منه وهدية للسلطان، وفي كتابه التودّد والوصيّة بأهل ملّته ومراعات (¬3) كنايسهم (¬4). [تقرير الرأس نوبة الكبرى] وفيه قرّر في الرأس نوبة الكبرى سنقر الروميّ عوضا عن قانباي، وهو من الذين بعثوا إلى الإسكندرية (¬5). [ارتفاع الطاعون بالشام] وفيه ارتفع الطاعون بالبلاد الشامية بعد أن فني به الكثير من الخلق، ويقال إنّ من مات من أهل دمشق وسكان غوطتها كانوا خمسين ألفا سوى من لم يعرف، وخلت عدّة قرى وبقيت الزروع قايمة على أصولها لعدم من يحصدها (¬6). [نيابة غزّة] وفيه قرّر سودون من عبد الرحمن في نيابة غزّة (¬7). [نظارة الخاص] وفيه قرّر التقيّ بن أبي شاكر في نظر الخاص (¬8). [ربيع الأول] [القبض على جماعة مماليك] وفي ربيع الأول قبض السلطان على جماعة من المماليك وفيهم الخاصكية الكبار (¬9). ¬

(¬1) في السلوك: «ثلاثة». (¬2) خبر الأمراء في: السلوك ج 4 ق 1/ 178، وإنباء الغمر 2/ 482، 483، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 812. (¬3) الصواب: «ومراعاة». (¬4) خبر القاصد في: السلوك ج 4 ق 1/ 178، وإنباء الغمر 2/ 482، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 812. (¬5) خبر رأس النوبة في: السلوك ج 4 ق 1/ 178. (¬6) خبر الطاعون في: السلوك ج 4 ق 1/ 179، وإنباء الغمر 2/ 482، والنجوم الزاهرة 13/ 122. (¬7) خبر غزّة في إنباء الغمر 2/ 482، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 812. (¬8) خبر النظارة في: إنباء الغمر 2/ 482. (¬9) خبر المماليك في: السلوك ج 4 ق 1/ 179، وإنباء الغمر 2/ 482، والنجوم الزاهرة 13/ 122.

نكث نوروز وشيخ ما حلفا عليه

[نكث نوروز وشيخ ما حلفا عليه] وفيه وصل الخبر إلى السلطان بأنّ شيخ ونوروز قد نكثا ما حلفا عليه وأخرجا الإقطاعات لجماعتهما، وأنهما بعثا جموعا لمحاصرة قلعة ألبيرة وقلعة الروم، وأحوالهم (¬1) دالّة على الخروج عن الطاعة (¬2). [الفتن ببلاد الروم] وفيه وصل الخبر بفتن قايمة ببلاد الروم من الإخوة أولاد أبي يزيد بن عثمان، وأنّ موسى قتل أخاه سلمان (¬3)، وأخذ جميع بلاده، وعزم على أخذ أخيه محمد كرشجي (¬4). [قتل أمراء بسجن الإسكندرية] وفيه قتل بسجن الإسكندرية عدّة من الأمراء (¬5) / 437 / وزادت شرور الناصر في هذه الأيام، وأخذ في إفناء مماليكه بل وغيرهم (¬6) وصار يذبح منهم كالغنم، يظنّ أنّ ذلك توطية لملكه، وكان توطية في الحقيقة لملك المؤيّد شيخ كما سيأتي. [ربيع الآخر] [تقرير الأستادارية] وفي ربيع الآخر (¬7) قرّر الفخر عبد الغني بن أبي الفرج الأرمنيّ [في] الأستادارية عوضا عن التاج بن الهيصم بعد القبض عليه (¬8)، وفخر الدين هذا هو صاحب الفخرية بين السورين، وعظم بعد ذلك، سيما في دولة المؤيّد شيخ. [الفتن والحروب بين قرا يوسف وقرايلك] وفيه وردت الأخبار بثوران الفتن بين قرا يوسف وقرايلك والحروب العظيمة التي قتل فيها من الخلق ما لا يعدّ (¬9). ¬

(¬1) الصواب: «وأحوالهما». (¬2) خبر النكوث في: السلوك ج 4 ق 1/ 179، والنجوم الزاهرة 13/ 122، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 812. (¬3) بضمّ السين المهملة. (¬4) خبر الفتن في: السلوك ج 4 ق 1/ 179، وإنباء الغمر 2/ 483 و 491. (¬5) السلوك ج 4 ق 1/ 180، والنجوم الزاهرة 13/ 122، 123. (¬6) كذا في الأصل. (¬7) في الأصل: «ربيع الأول». (¬8) السلوك ج 4 ق 1/ 180، وإنباء الغمر 2/ 483، والنجوم الزاهرة 13/ 123، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 812. (¬9) خبر الفتن في: السلوك ج 4 ق 1/ 181، وإنباء الغمر 2/ 483، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 813.

سفر نوروز وشيخ إلى ممالكهما

[سفر نوروز وشيخ إلى ممالكهما] وفيه وردت الأخبار بسفر شيخ ونوروز إلى جهة بلاد ممالكهما، وأنّ الفتن قايمة هناك بينهما ومن غيرهما من النواحي والعربان (¬1). [فتنة الفرنج بالإسكندرية] وفيه كانت فتنة كبيرة بين الفرنج بالإسكندرية ثم مرّت إلى المسلمين بدمياط وغيرها، وقتل جماعة من المسلمين (¬2)، فيهم: [1264]- الشيخ المعتقد محيي الدين ابن النّماس (¬3)، ومعه جماعة من فقرائه، وكان دائما يغزو بتلك النواحي. وله علم وفضيلة، وصنّف كتابا حافلا في أحوال الجهاد «مشارع الأشواق (¬4) إلى مصارع العشّاق»، وكان من أهل الخير والبرّ، كثير الحثّ على الجهاد، وكان يتمنّى دائما أن يموت شهيدا، فنال ما تمنّاه، وقتل في المعركة مقبلا غير مدبر، رحمه الله. [الإحاطة بولد الأستادار وإخوته] وفيه أحيط بولد جمال الدين الأستادار وبإخوته شمس الدين وناصر الدين وبابني أخته أحمد وحمزة (¬5)، وبزوج ابنة أخيه الشرف أبو (¬6) بكر بن العجمي وعوقبوا. [1265]- ومات ناصر الدين تحت العقوبة (¬7). ¬

(¬1) خبر السفر في: السلوك ج 4 ق 1/ 181. (¬2) خبر الفرنج في: السلوك ج 4 ق 1/ 182، وإنباء الغمر 2/ 491، 492. (¬3) انظر عن (ابن النحاس) وهو: أبو زكريا أحمد بن إبراهيم بن محمد الدمشقي ثم الدمياطي، في: السلوك ج 4 ق 1/ 182، وإنباء الغمر 2/ 492، والضوء اللامع 1/ 203، وشذرات الذهب 7/ 105، وكشف الظنون 262 و 348 و 487 و 1686 و 1703، وإيضاح المكنون 2/ 424، ومعجم المؤلفين 1/ 142، 143، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 5/ 228، 229، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 168 رقم 243، والأعلام 8/ 52. (¬4) في الأصل: «الأسواق» بالسين المهملة، وقد طبع الكتاب في جزءين بتحقيق ودراسة: إدريس محمد علي ومحمد خالد اسطنبولي - نشرته دار البشائر الإسلامية، بيروت 1410 هـ‍ / 1990 م. (¬5) في الأصل: «عمر». والتصحيح من: السلوك ج 4 ق 1/ 183، وإنباء الغمر 2/ 486. (¬6) الصواب: «أبي». (¬7) انظر عن (ناصر الدين) في: السلوك ج 4 ق 1/ 183، وإنباء الغمر 2/ 486 و 491، والنجوم الزاهرة 13/ 124، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 813.

جمادى الأول

[جمادى الأول] [هدم مدرسة الأشرف شعبان] وفي جمادى الأول أمر السلطان بهدم مدرسة الأشرف شعبان، وكانت من أعظم المباني بمصر، وهدمت أيضا الدور الملاصقة لسور القلعة والميدان (¬1). [خنق أولاد الأستادار] [1266]- وفيه خنق أحمد بن جمال الدين (¬2). [1267]- وأحمد ابن (¬3) أخته. [1268]- وحمزة (¬4) أيضا. [ملك قرا يوسف بغداد] وفيه ملك عسكر قرا يوسف بغداد بعد أهوال (¬5) وأنكاد (¬6). [جمادى الآخر] [البدء بعمارة قلعة دمشق] وفيه ابتدأ نائب الشام بعمارة قلعة دمشق بأمر السلطان (¬7)، وكتب تقدير مصروفها ثلاثين ألف دينار. [أخذ أموال الناس ومصادراتهم] وفيه فحش أخذ أموال الناس بالقاهرة، وكثرت مصادرات الناس (¬8). ¬

(¬1) خبر المدرسة في: السلوك ج 4 ق 1/ 183، وإنباء الغمر 2/ 490، والنجوم الزاهرة 13/ 127، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 813. (¬2) انظر عن (أحمد بن جمال الدين) في: ذيل الدرر الكامنة 221 رقم 393، والنجوم الزاهرة 13/ 104، ووجيز الكلام 2/ 413، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 813. (¬3) انظر عن (ابن أخت أحمد) في المصادر السابقة. (¬4) في الأصل: «عمر»، والتصحيح من المصادر السابقة، مع: السلوك ج 4 ق 1/ 183، وإنباء الغمر 2/ 486 و 491، وذيل الدرر 221 رقم 393. (¬5) في الأصل: «أموال». (¬6) خبر بغداد في: السلوك ج 4 ق 1/ 183. (¬7) خبر القلعة في: السلوك ج 4 ق 1/ 184، وإنباء الغمر 2/ 484. (¬8) خبر المصادرات في: السلوك ج 4 ق 1/ 185، وإنباء الغمر 2/ 493.

القبض على ابن الهيصم وابن أبي الفرج

[القبض على ابن الهيصم وابن أبي الفرج] وفيه قبض على التاج بن الهيصم والفخر بن أبي الفرج وعوقبا، فوجد لابن أبي الفرج نحوا (¬1) من ستة ألف دينار وكثير من جرار الخمر، ففرّق على باعة الخمر كلّ جرة / 438 / بمائة درهم، فكان هذا من أشنع ما سمع (¬2). [رجب] [رجم زان] وفي رجب رجم إنسان اعترف بأنه زنا وهو محصن، فكتّف وأبعد في حفيرة، ورجم بالحجارة حتى مات وغسّل وكفّن وصلّي عليه (¬3). [وفاة الطواشي فيروز] [1269]- وفيه مات الطواشي فيروز (¬4). وكان قد شرع في بناء مدرسة بخطّ الغرابلييّن تجاه حارة الروم فلم يكمل وآل أمره أن ملكها الزين عبد الباسط، وصيّر هذه القيسارية التي عرفت الآن بالباسطية. [القبض على جماعة أمراء] وفيه قبض السلطان على جماعة من الأمراء وجماعة ممن مماليك أبيه، ووسّط خمسة (¬5). [1270]- وقتل بالسهام في النيل الأمير جانم (¬6) وكانت فتنة كبيرة. ¬

(¬1) الصواب: «نحو». (¬2) خبر القبض في: السلوك ج 4 ق 1/ 185، وإنباء الغمر 2/ 484، والنجوم الزاهرة 13/ 124، ونزهة النفوس 2/ 285. (¬3) خبر الزاني في: السلوك ج 4 ق 1/ 185. (¬4) انظر عن (الطواشي فيروز) في: السلوك ج 4 ق 1/ 202، وإنباء الغمر 2/ 491، وذيل الدرر الكامنة 220 رقم 384، والدليل الشافي 2/ 524 رقم 1804، والنجوم الزاهرة 13/ 186، والمنهل الصافي 8/ 414، 415 رقم 1812، ونزهة النفوس 2/ 299، 300 رقم 503، والضوء اللامع 6/ 175 رقم 595، ووجيز الكلام 2/ 418 رقم 948، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 813، 814، وشذرات الذهب 7/ 105. (¬5) خبر القبض في: السلوك ج 4 ق 1/ 187، وإنباء الغمر 2/ 485، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 814. (¬6) انظر عن (جانم) في: السلوك ج 4 ق 1/ 186، و 201، وإنباء الغمر 2/ 485 و 497 رقم 10، وذيل الدرر الكامنة 221 رقم 390، والدليل الشافي 1/ 234، 235 رقم 811، والنجوم الزاهرة 13/ 125، ونزهة النفوس 2/ 297 رقم 496، والضوء اللامع 3/ 65 رقم 264، والمنهل الصافي.

اتفاق نوروز شيخ ضد التركمان

[اتفاق نوروز شيخ ضد التركمان] وفيه وردت الأخبار باتفاق شيخ ونوروز وقيامهما في تلك النواحي ومقابلة من خالفهما من التركمان، وضمّ بعضا إليه وراسله قرا يوسف بالهدية والمكاتبات (¬1). [القبض على أمراء بالشام] وفيه كتب إلى تغري بردي نايب الشام بالقبض على جماعة من الأمراء هناك. وكان نايب الشام قد ابتدأ به مرضه الذي مات به، فبعث إلى نايب صفد فحضر عنده، وقبض على بعض من الأمراء، وفرّ يشبك بن أزدمر إلى شيخ ونوروز (¬2). [شعبان] [ذبح وتوسيط كثير من الأمراء] وفي شعبان ذبح الناصر عشرين ممّن قبض عليهم، ووسّط تحت القلعة خمسة عشر رجلا منهم الأمراء، ثم قتل ليلا بالقلعة من أكابر المماليك الجركسية زيادة على الماية (¬3). [خروج السلطان للصيد سكرانا] وفيه ركب السلطان إلى الصيد بضواحي القاهرة، وأمر الوالي أن يقتل عشرة من المماليك، وكانوا تخلّفوا عن الركوب معه، فقتلوا وعاد السلطان من الشارع في دون الماية فارس وهو بثياب جلوسه يطفح سكرا يكاد أن لا يثبت على فرسه. فعدّ ذلك من النوادر من وجهين: أحدهما كونه شقّ القاهرة بثياب جلوسه وما علم ذلك من ملك بالقاهرة قبله. والثاني كونه شاقّا في وسط النهار بين الناس سكرانا (¬4). [وفاة الشيخ صارو الرومي] [1271]- وفيه مات الشيخ صارو (¬5)، أحمد بن عبد الله الروميّ، الحنفيّ. وكان من أهل العلم والدين، كثير الإنكار للمنكر، وقد شاخ. ¬

(¬1) خبر الاتفاق في: السلوك ج 4 ق 1/ 187. (¬2) خبر القبض في: السلوك ج 4 ق 1/ 188، والنجوم الزاهرة 13/ 106، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 814. (¬3) خبر الذبح في: السلوك ج 4 ق 1/ 188، وإنباء الغمر 2/ 486، والنجوم الزاهرة 13/ 126، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 814. (¬4) خبر خروج السلطان في: السلوك ج 4 ق 1/ 188، وإنباء الغمر 2/ 486، والنجوم الزاهرة 13/ 126، 127، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 814. (¬5) انظر عن (صارو) في: إنباء الغمر 2/ 495 رقم 3، وذيل الدرر الكامنة 217 رقم 374، والضوء اللامع 1/ 373.

تقادم الأعيان إلى السلطان عند شرب دواء الإسهال

[تقادم الأعيان إلى السلطان عند شرب دواء الإسهال] وفيه سنّ الناصر حمل التقادم إليه لأجل شربه الدواء المسهل، وأمر رئيس الأطباء أن ينزل إلى دور الأعيان من المباشرين وغيرهم فيعلمهم ذلك، فحملوا إليه تقادم كثيرة، ودام ذلك بعده سنّة على سلطان في أول دخول الوباء إلى القاهرة (¬1). [الإرجاف بدخول شيخ دمشق] وفيه اشتدّ مرض نايب الشام، وقدم عليه نايب صفد وقبض على كثير من الأمراء وسجنوا، وكثرت الأراجيف بدمشق بأخذ شيخ لها، فاستعدّ عسكرها، وحصّنوا القلعة، وكتبوا للسلطان بطلب نجدة. وكتب تغري بردي نايب الشام يشير عليه بخروجه بنفسه، فأعاد إليه الجواب بتجهيز الإقامات (¬2). [الوقعة بين ملك الروم وأخيه] وفيه كانت بين محمد كرشجي ملك الروم وبين أخيه وقعة انكسر فيها كرشجي من موسى على قسطنطينية (¬3). [الفناء في عسكر قرا يوسف] وفيه وقع في عسكر قرا يوسف وهو نازل على قرا باغ ليشتّي بها فناء عظيم (¬4). [نهب سنجار] وفيه اغتنم قرايلك الفرصة فسار إلى قرا يوسف وعاث فيها بالنهب، ونهب سنجار، وأوقع بقفل الموصل وبالأكراد، وأسر جماعة من أمرائهم، فما خلّصوا منه إلاّ بمال عظيم افتدوا به (¬5). [قصد التتار تبريز] وفيه قصد التمريّة تبريز (¬6). [رمضان] [غدر السلطان بعد الأمان للمماليك] وفي رمضان نودي من قبل السلطان بالأمان لساير المماليك، وأنهم عتقاء شهر ¬

(¬1) خبر الأعيان في: السلوك ج 4 ق 1/ 189. (¬2) خبر الإرجاف في: السلوك ج 4 ق 1/ 189، 190. (¬3) خبر الوقعة في: السلوك ج 4 ق 1/ 190. (¬4) خبر الفناء في: السلوك ج 4 ق 1/ 190. (¬5) خبر سنجار في: السلوك ج 4 ق 1/ 190. (¬6) خبر تبريز في: السلوك ج 4 ق 1/ 190. ويقال: تبريز وتوريز.

شوال

رمضان، فظهر منهم جماعة، فوعدوا بالخير، وأن تعاد إليهم خيولهم، وعيّن لهم يوم يحضروا (¬1) فيه لذلك. فلما حضروا أحيط بهم كلّهم وسجنوا، ثم جلس السلطان مرة أخرى لتفرقة الدروع والسلاح على المماليك، فقبض على جماعة كبيرة، فما خرج شهر رمضان إلاّ وفي السجن منهم نحوا (¬2) من زيادة عن الخمس ماية (¬3). [شوّال] [ذبح أكثر من ماية مملوك] وفي شوّال ذبح السلطان نيّفا عن ماية من المماليك الذين قبض عليهم، ثم استمرّ الذبح فيهم كالغنم، وصاروا يسجنون ويرمون من سور القلعة ويلقون في جبّ ممّا يلي القرافة (¬4). [مصادرة خيول الناس] وفيه سار السلطان يريد الإسكندرية، وبعث جماعة من الأمراء ليحتاطوا على ما وجدوه من خيول الناس فما عفّوا ولا كفّوا، وكان من جملة من بعث جانبك الصوفي، فساقوا خيلا وجمالا، وأعناقا كثيرة، ودخل السلطان إلى الإسكندرية وقبض على جماعة من عربان البحيرة (¬5). [إعفاء المغاربة حتى العشر] وفيه لما دخل السلطان إلى الإسكندرية عفى (¬6) عن ما كان يؤخذ من المغاربة من الثلث إلى العشر، فكانت هذه من محاسنه وشكر عليها (¬7). [وفاة السلطان الصالح حاجّي] [1272]- وفيه مات السلطان الصالح المنصور حاجي (¬8) بن شعبان بن ¬

(¬1) الصواب: «يحضرون». (¬2) الصواب: «نحو». (¬3) خبر الغدر في: السلوك ج 4 ق 1/ 190، 191، وفيه: أربع مائة، وإنباء الغمر 2/ 487، والنجوم الزاهرة 3/ 127. (¬4) خبر الذبح في: السلوك ج 4 ق 1/ 192، وإنباء الغمر 2/ 486، والنجوم الزاهرة 13/ 126، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 814. (¬5) خبر الخيول في: السلوك ج 4 ق 1/ 192، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 815. (¬6) الصواب: «عفا». (¬7) خبر المغاربة في: السلوك ج 4 ق 1/ 193، وإنباء الغمر 2/ 487، والنجوم الزاهرة 13/ 128، وبدائع الزهور ج 13/ 815. (¬8) انظر عن (حاجي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 200، وذيل الدرر الكامنة 217 رقم 373، وإنباء الغمر 2/ 489 و 497 رقم 11، والدليل الشافي 1/ 257 رقم 876، ونزهة النفوس 2/ 295، 296 رقم 493، ووجيز الكلام 2/ 418 =

قتل المئات من المماليك الظاهرية

حسين بن محمد بن قلاون، وقد تعطّلت حركة يديد ورجلين مدّة سنين عن بضع وأربعين سنة. [قتل المئات من المماليك الظاهرية] وفيه قتل من المماليك الظاهرية نحوا (¬1) / 440 / من سبعماية، وعدّة من الأمراء. [غلاء الزيت الحار] وفيه غلا سعر الزيت الحارّ حتى ساوى سعر زيت الزيتون، وعدّ من النوادر (¬2). [القبض على الحسباني وابن البارزي] وفيه قبض بدمشق على الشهاب الحسباني والناصر بن البارزي وسجنا بقلعتها بأمر سلطانيّ (¬3). [محضر بطاعة نوروز نائب طرابلس] وفيه وردت مكاتبة نوروز من طرابلس ومحضر بأنه مقيم على الطاعة، فلم يغترّ السلطان بذلك (¬4). [الوقعة بين الفرنج والمسلمين بدمياط] وفيه كانت كاينة بدمياط والطينة بين الفرنج والمسلمين قتل فيها اثنان من الفرنج (¬5). [الوقعة بين أصحاب شيخ وعسكر قلعة الروم] وفيه وقع بين أصحاب (شيخ) (¬6) وجماعة من عسكر قلعة الروم كاينة على قلعة نجيمة، فأثخنوا جراح أصحاب شيخ، وحرّقوا مركبا كانوا أقاموها هناك وقاربا صغيرا (¬7). ¬

= رقم 946، والضوء اللامع 3/ 87 رقم 340، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 815، والمنهل الصافي 5/ 48 - 50 رقم 878. (¬1) الصواب: «نحو». (¬2) في السلوك ج 4 ق 1/ 201 ستمائة وثلاثون رجلا، وإنباء الغمر 2/ 489، 490، والنجوم الزاهرة 13/ 125، ونزهة الزمان 2/ 288. (¬3) خبر الزيت في: السلوك ج 4 ق 1/ 193، وإنباء الغمر 2/ 487. (¬4) خبر القبض في: السلوك ج 4 ق 1/ 193. (¬5) خبر المحضر في: السلوك ج 4 ق 1/ 194، وإنباء الغمر 2/ 487. (¬6) وخبر الوقعة في: السلوك ج 4 ق 1/ 194، وإنباء الغمر 2/ 492. (¬7) كتبت فوق السطر.

ذو القعدة

[ذو القعدة] [إغلاق القاهرة احتجاجا على خفض قيمة الفلوس] وفي ذي قعدة وصل السلطان من سفره ونادى بالقاهرة بأن يكون الرطل الفلوس باثني عشر درهما، فماج الناس وأغلقت حوانيت القاهرة وعدم المأكول بالأسواق، وبلغ السلطان ذلك فأظهر الغضب الشديد، وهمّ بأن يركب مماليكه الجلبان ويضع السيف في العامّة ويحرق جميع الأسواق. فلاطفه الأمراء حتى كفّ وقبض على جماعة فضربوا بالمقارع، وشنق رجل أشيع بأنه بسبب الفلوس (¬1). [نفقة السلطان للسفر] وفيه أنفق السلطان نفقة السفر على الجند والأمراء (¬2). [قتل إحدى زوجات السلطان وابن الطبلاوي] [1273]- وفيه ضرب السلطان عنق أحمد بن الطبلاوي (¬3) بيده. [1274]- وأحضر الخوندانيّة [بنت] (¬4) صرق إحدى زوجاته وقد وشي بها أنها تنزل من القلعة متنكّرة إلى ابن الطبلاويّ هذا، فقتلها وأمر بها فلفّت في ثوب هي وابن الطبلاوي ودفنا كذلك في قبر واحد (¬5). [سفر طليعة العساكر إلى الشام] وفيه سافر الأمراء جاليشا للسلطان للشام، وباشهم بكتمر جلق رأس نوبة النوب، وكانوا في تجمّل زائد (¬6). [ذو الحجة] [سفر السلطان إلى الشام] وفي ذي حجة كان سفر السلطان إلى جهة الشام، وهي آخر سفراته وما عاد بعدها بل قتل كما سيأتي. وخرج في سفرته هذه خرجة حافلة جدا لم يخرجها قبل ذلك، وكان ¬

(¬1) خبر قلعة الروم في: السلوك ج 4 ق 1/ 195، وإنباء الغمر 2/ 485. (¬2) خبر الإغلاق في: السلوك ج 4 ق 1/ 195، وإنباء الغمر 2/ 487. (¬3) خبر النفقة في: السلوك ج 4 ق 1/ 196، والنجوم الزاهرة 13/ 130. (¬4) انظر عن (ابن الطبلاوي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 196 و 201، وإنباء الغمر 2/ 488، ونزهة النفوس 2/ 290، ووجيز الكلام 2/ 413، 414، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 815. (¬5) إضافة للضرورة. وخبر بنت صرق في المصادر السابقة. (¬6) خبر الطليعة في: السلوك ج 4 ق 1/ 196 و 197، وإنباء الغمر 2/ 488، والنجوم الزاهرة 13/ 132.

نفرة مقدمة العساكر من السلطان

معه من الخيل الجنايب والجشار والعجل وآلات الحصار والأنفاط والأثقال تجرّ على الأبقار، وخزانة السلاح على ما ينيف على ألف جمل، وخزانة المال وفيها ما ينيف على أربع ماية ألف دينار والمطبخ السلطاني وسيق معه من الغنم نحوا (¬1) من ثلاثين ألف رأس، والبقر والجاموس والخلاّبة، وتقدّم حريمه في سبع محفّات هايلة، / 441 / ومعها نحوا (¬2) من ثلاثين حمل (¬3) من المحابر (¬4). وكانت عدّة جماله زيادة على ثلاثة وعشرين ألف جمل، وخرج معه الخليفة والقضاة الأربع (¬5) وأرباب الدولة (¬6)، وقد بالغ في سفره هذا زيادة على عادته كأنه انتهى. وأنشد لسان الحال: إذا تمّ أمر بدا نقصه ... توقّع زوالا إذا قيل تمّ ونحر السلطان ضحايا على تربة أبيه بالصحراء، وجعل يلبغا الناصري نايب الغيبة، وألطنبغا العثماني بالإصطبل، وأسنبغا الزردكاش بالقلعة. واستقلّ بالمسير يوم الجمعة حادي عشره (¬7) قبيل غروب الشمس في ساعة رصدها له البرهان بن زقّاعة (¬8)، فكان الأمر بخلاف ما أرادوه ورصدوه. سبحان من بيده الأمر. [نفرة مقدّمة العساكر من السلطان] وفيه وسّط السلطان إنسانا بسبب الرحيل قبل السلطان، وبقيت معه مشنقة صار يشنق عليها من يرحل قبله، ولما نزل بغزّة وسّط نحوا من عشرين مملوكا من الظاهرية وهو لا يعقل من سكره، فتفاءل الناس بزواله ونفرت عنه القلوب، وتنكّروا عليه، وبينا هو ساير إذ ورد عليه الخبر بمخامرة من تقدّمه من عساكره والأمير بكتمر جلق ووصلوا إلى الشام فعادوا نايبها تغري بردي وهو مريض، ثم دخلوا من دمشق قاصدين شيخ واللحاق به وبنوروز وهما على حمص، وخالفهم بعض من الأمراء الذين معهم فقبضوا عليه (¬9). ¬

(¬1) الصواب: «نحو». (¬2) الصواب: «نحو». (¬3) الصواب: «ثلاثين حملا». (¬4) كذا. والصحيح: «المخابز». (¬5) الصواب: «الأربعة». (¬6) خبر السفر في: السلوك ج 4 ق 1/ 197، 198، وإنباء الغمر 2/ 488، والنجوم الزاهرة 13/ 133، ووجيز الكلام 2/ 413، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 816. (¬7) في السلوك: «ثاني عشرة». (¬8) في الأصل: «رقاعة» بالراء. (¬9) خبر النفرة في: السلوك ج 4 ق 1/ 199، وإنباء الغمر 2/ 489، والنجوم الزاهرة 13/ 137، ووجيز الكلام 2/ 414، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 816، 817.

وفاة النور الأنباري

[وفاة النور الأنباري] [1275]- وفيه مات النور الأنباري (¬1) النّحويّ، اللغويّ، علي بن سيف بن علي بن سليمان العراقيّ المصري، الشافعيّ. وكان عالما فاضلا، بارعا في الفنون وسيما العربية. وله نحوا (¬2) من سبعين سنة. [دخول السلطان دمشق] وفيه دخل السلطان دمشق وهو سايق بنفسه (¬3). [قتل تمراز الناصري بالسجن] [1276]- وفيه قتل تمراز الناصري (¬4) نايب السلطنة بمحبسه من سجن الإسكندرية. وكان إنسانا حسنا يحبّ العلم والعلماء. * * * [وفاة ملك الهند] [1277]- وفيها - أعني هذه السنة - مات ملك الهند صاحب بنجاله السلطان غياث الدين (¬5) أعظم شاه. [قتل وزير ملك الهند] [1278]- وقتل وزيره خان جهان (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (الأنباري) في: إنباء الغمر 2/ 500، 501 رقم 19، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 817، وبغية الوعاة 2/ 169 رقم 1712، والضوء اللامع 5/ 230 رقم 770. (¬2) الصواب: «وله نحو». (¬3) خبر الدخول في: السلوك ج 4 ق 1/ 200، والنجوم الزاهرة 13/ 137، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 817. (¬4) انظر عن (تمراز الناصري) في: السلوك ج 4 ق 1/ 201، وإنباء الغمر 2/ 490 و 497 رقم 9، وذيل الدرر الكامنة 220 رقم 387 (في وفيات سنة 813 هـ‍)، والنجوم الزاهرة 13/ 183، 184، والدليل الشافي 1/ 225 رقم 787، ووجيز الكلام 2/ 418 رقم 947، والضوء اللامع 3/ 38 رقم 156، ونزهة النفوس، 2/ 396، 297 رقم 494. (¬5) انظر عن (غياث الدين) في: إنباء الغمر 2/ 494 و 496، 497 رقم 7، وذيل الدرر الكامنة 220 رقم 385 (في وفيات سنة 813 هـ‍) والدليل الشافي 1/ 135 رقم 473، والضوء اللامع 2/ 313 رقم 992، والمنهل الصافي 2/ 458 - 460 رقم 474، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 817. (¬6) انظر عن (خان جهان) في: إنباء الغمر 2/ 494 وفيه: يحيى بن عرب شاه ويلقّب شاه جهان.

قتل أمير زبيد باليمن

[قتل أمير زبيد باليمن] [1279]- ومرجان الطواشي (¬1) أمير زبيد من اليمن. وكان زمام الأشرف، ثم الناصر. [قتل أمير الينبع] [1280]- ووبير الشريف (¬2) أمير الينبع. [الفتن بين ملوك بني مرين] وفيها كانت الفتن بفاس وتلمسان بين الملوك من بني مرين / 442 / ووزرائهم، وبين بني عبد الواحد ملوك تلمسان (¬3). * * * [ملك مملكة كرميان] وفيها ملك ابن (¬4) قرمان مملكة كرميان بأسرها. [غزو القسطنطينية] وفيها غزا موسى بن أبي يزيد بن عثمان (¬5) القسطنطينية وملك غيره من بلادها وغنم كثيرا وبدّد شمل أهل الكفر وأذلّهم (¬6). [خروج ذباب من مقبرة باب الصغير بدمشق] (¬7) وفيها انخسف قبر بمقبرة باب الصغير من دمشق فخرج به ذباب أزرق كبار حتى صار كالظلّة. وكان القبر الذي انخسف به ميت طوله زيادة على العشرين ذراعا وهو بطول القبر، وصار كالرماد فتعجّب من ذلك (¬8). * * * ¬

(¬1) انظر عن (مرجان الطواشي) في: إنباء الغمر 2/ 494، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 817. (¬2) انظر عن (ويبر الشريف) في: إنباء الغمر 2/ 494، والضوء اللامع 10/ 210 رقم 908. (¬3) خبر الفتن في: إنباء الغمر 2/ 494. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر كرميان في: السلوك ج 4 ق 1/ 200. (¬6) في السلوك: «موسى بن عثمان». (¬7) خبر الغزو في: السلوك ج 4 ق 1/ 200. (¬8) خبر الذباب في: السلوك ج 4 ق 1/ 200.

الحرب بين الحاج الشامي والعرب

[الحرب بين الحاج الشامي والعرب] وفيها كان بين الحاجّ الشاميّ وبين العرب بناحية زيزا محاربة جرح فيها أمير الحاجّ، ومات بعد ذلك (¬1). [الفتن بين التركمان] وفيها كانت الفتن بين طوايف التركمان (¬2). [وفاة الشريف الجرجاني] [1281]- وفيها مات السيد الشريف الجرجاني (¬3)، علي بن محمد بن علي. هكذا قاله العينيّ في «تاريخه» (¬4). ورأيت إجازة بخط الشريف هذا كتب فيها نسب شريف بن محمد الحسني. وكان من أكابر العلماء، وناهيك به شهرة وحسبا. قال العيني (¬5) في ترجمته: عالم بلاد السروحان (¬6)، علاّمة دهره، وكان بينه وبين نصر الدين التفتازاني (. . .) (¬7) ومحاورات في مجلس الملك تمرلنك وغيره. ¬

(¬1) خبر الحرب في: إنباء الغمر 2/ 493. (¬2) خبر الفتن لم تذكره المصادر التي بين يديّ. (¬3) انظر عن (الجرجاني) في: الدليل الشافي 1/ 474 رقم 1645، والضوء اللامع 5/ 328 رقم 1087، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 817، والأشباه والنظائر في النحو 1/ 347 و 3/ 6، وبغية الوعاة 2/ 196. (¬4) في عقد الجمان. (¬5) في الأصل: «الصفي». (¬6) كذا. (¬7) كلمة غير واضحة.

حوادث سنة خمس عشرة وثمانمائة

[حوادث] سنة خمس عشرة وثمانمائة [محرّم] [قضاء الحنفية بدمشق] في محرّم منها قرّر في قضاء الحنفية بدمشق الشهاب بن الكشك، ثم صرف وقرّر عوضه قبله إبراهيم بن القضامي، ووليها معارضا له أيضا الشريف ابن (¬1) بنت عطاء، فاتفق (¬2) ولاية ثلاثة قضاة في عشرة أيام، وهو من النوادر (¬3). [كسرة السلطان أمام شيخ ونوروز] وفيه خرج الناصر من دمشق إلى محاربة شيخ ونوروز، وجرت أمور يطول في ذكرها آلت إلى فرار الناصر وخذلان عساكره، وعاد إلى دمشق فالتجأ إلى قلعتها وحصّنها، وكان أشير عليه بالتوجّه إلى مصر فما قبل، وقام معه أهل دمشق بعد أن استولى شيخ على أمواله وأثقاله على الخليفة والقضاة، وأمن على نفسه من غائلة الناصر، واتّفق بأن رحل وقت المغرب في يومه ذلك، فقام إمامه الشهاب أحمد بن حسن الأذرعي فصلّى به والخليفة وقضاة مصر، فرأوه يقرأ بقوله تعالى: {وَاُذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النّاسُ فَآواكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (¬4)، / 443 / فوقعت قراءة هذه الآية من هذا الإمام أحسن موقع لمناسبة الحال. وبعث شيخ بمكاتبة منه في آخرين من نوروز وآخرين من الخليفة إلى مصر بالاحتفاظ بالقلعة والمدينة حتى يقدم عليهم ما يعتمدوه (¬5). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) الصواب: «فاتفقت». (¬3) خبر القضاء في: السلوك ج 4 ق 1/ 205، وإنباء الغمر 2/ 505، والنجوم الزاهرة 13/ 138. (¬4) قرآن كريم، سورة الأنفال، الآية 26. (¬5) الصواب: «يعتمدونه». وخبر الكسرة في: السلوك ج 4 ق 1/ 206 - 209، وإنباء الغمر 2/ 505، 506، والنجوم الزاهرة 13/ 139 - 147، ونزهة النفوس 2/ 305، 306، ووجيز الكلام 2/ 419، وعقد الجمان 94 - 98، والسيف المهنّد 258، 259، وأخبار الدول 2/ 304، وتاريخ بيروت 238.

وفاة تغري بردي نائب الشام

[وفاة تغري بردي نائب الشام] [1282]- وفيه يوم دخول الناصر مكسورا إلى دمشق مات نايبها تغري بردي اليشبغاوي (¬1) فأراحه الله تعالى من الأنكاد. وكان تغري بردي هذا من أعيان الأمراء الأكابر، وله آثار بحلب وغيرها. وهو والد صاحبنا الجمال يوسف المؤرّخ، وكان سنّه إذ ذاك نحوا من سنتين (رحمه الله تعالى) (¬2). [بيعة الخليفة المستعين بالله بالسلطنة] وفيه قرّر الناصر في نيابة الشام الأتابك دمرداش المحمّدي وما تمّ أمره، ووصل (¬3) عساكر شيخ ونوروز، ولا زالوا بالناصر يقاتلونه ويحاصرون دمشق حتى خلعه الخليفة من الملك، ونودي بذلك خارج دمشق، فتقاعد الناس عن الناصر، وأخذت دمشق. ثم امتنع الناصر بالقلعة، وآل أمره أن نزل إلى شيخ ماشيا فقبض عليه، وسجن. ثم بويع الخليفة المستعين بالله أبو الفضل العباس بالسلطنة مضافة إلى الخلافة بعد ما امتنع، فألحّوا عليه، لا سيما كاتب السرّ فتح الله، فإنه كان تخوّف من عود الناصر، فأخذ في إزالة دولته بالكلّية. ثم قتل الناصر في صفر كما سيأتي. ولما تسلطن الخليفة أفيض عليه شعار الملك، ورفع على كرسيّ، وقام الأمراء كلّهم بين يديه والعساكر ومن حضر من القضاة والعلماء وأرباب الدولة وحلفوا له على الطاعة والمناصحة، ثم أخذوا في حصار دمشق. وجرت أمور تطول (¬4). [تقرير النواب وتدبير المملكة] وفيه قرّر بكتمر جلق في نيابة الشام، وقرقماس في نيابة حلب، وسودون الجلب في نيابة طرابلس، وشيخ ونوروز في تدبير المملكة، ونظامة الملك للخليفة. ونودي بسلطنة الخليفة، وخلع الناصر، ومن حضر يكون آمنا (¬5). ¬

(¬1) انظر عن (اليشبغاوي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 210، وإنباء الغمر 2/ 526، 527 رقم 9 وفيه الكمشبغاوي، وعقد الجمان 99، والدليل الشافي 1/ 215، 216 رقم 758، والنجوم الزاهرة 14/ 115 - 118، والمنهل الصافي 4/ 31 - 43 رقم 760، ومورد اللطافة 104، والضوء اللامع 3/ 27 رقم 132، ووجيز الكلام 2/ 427 رقم 956، ونزهة النفوس 2/ 320، 321 رقم 506، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 818، وشذرات الذهب 7/ 109. (¬2) ما بين القوسين كتب فوق السطر. (¬3) الصواب: «ووصلت». (¬4) خبر البيعة في: السلوك ج 4 ق 1/ 210 - 216، وإنباء الغمر 2/ 507، 508، والنجوم الزاهرة 13/ 146، 147، وعقد الجمان 109، 110، ووجيز الكلام 2/ 420. (¬5) خبر النواب في: السلوك ج 4 ق 1/ 216، وإنباء الغمر 2/ 508، وعقد الجمان 111.

القضاء بمصر ودمشق

[القضاء بمصر ودمشق] وقرّر في قضاء مصر الشهاب بن الباعوني، والحسباني في قضاء دمشق، وابن الشحنة في قضاء الحنفية بمصر (¬1). ولما بلغ الناصر ذلك أخذ هو أيضا في ولاية / 444 / من شاء ممّن عنده. [وفاة يشبك العثماني] [1283]- وفيه مات في حصار دمشق يشبك العثماني (¬2). [توسيط قانباي بالقاهرة] [1284]- ومات قانباي (¬3) موسّطا بالقاهرة. وهو قريب الأتابك بيبرس ابن (¬4) أخت السلطان الظاهر. ومات جماعة على حصار دمشق. [تأخّر الحاجّ] وفيه تأخّر الحاجّ عن وقت حضورهم المعتاد، فلم يرحلوا إلى القاهرة إلاّ في سادس عشرينه (¬5). [وفاة عالم اليمن] [1285]- وفيه مات عالم اليمن الشهاب الناشري (¬6) أحمد بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن يعقوب الزبيديّ، الشافعيّ. وقد جاوز السبعين. ¬

(¬1) خبر القضاء في: السلوك ج 4 ق 1/ 217، وإنباء الغمر 2/ 508. (¬2) انظر عن (يشبك العثماني) في: السلوك ج 4 ق 1/ 218، والنجوم الزاهرة 13/ 192، والدليل الشافي 2/ 786 رقم 2651، ونزهة النفوس 2/ 322 رقم 510، والضوء اللامع 10/ 279 رقم 1093، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 819. (¬3) انظر عن (قانباي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 218، وإنباء الغمر 2/ 531 رقم 22، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 819. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر الحاج في: السلوك ج 4 ق 1/ 217. (¬6) انظر عن (الناشري) في: إنباء الغمر 2/ 525 رقم 4، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 341 رقم 715، وذيل الدرر الكامنة 222 رقم 393، ودرر العقود الفريدة 1/ 277 رقم 119، وعقد الجمان 154 رقم 2، والضوء اللامع 1/ 257 رقم 258، وشذرات الذهب 7/ 109، وهدية العارفين 1/ 120، ومعجم المؤلفين 1/ 177، ولحظ الألحاظ 246، وديوان الإسلام 4/ 316 رقم 2093.

توسيط بلاط

[توسيط بلاط] وفيه وسّط شيخ بلاط (¬1) لما نقل عنه أنه كان يذبح المماليك بين يدي الناصر. [صفر] [وصول قاصد الخليفة إلى مصر] وفي صفر وصل قاصد الخليفة إلى مصر، فاضطربت الناس بها (¬2). [وفاة الجمال الطيمائي] [1286]- وفيه مات في الحصار الجمال الطيمائي (¬3)، عبد الله بن محمد بن عثمان الدمشقي، الشافعيّ. وكان عالما فاضلا، وما أكمل الخمسين. [وفاة الأمين الصفدي] [1287]- والأمين الصفدي (¬4) محمد السامريّ الأصل، الدمشقيّ. وكان عالما بالطب ماهرا فيه. وكان من مسالمة السامرة، ولم يكن ماهرا في المعالجة، وكان يشخّص المرض، وغيره يعالج. [مقتل السلطان الناصر] [1288]- وفيه نزل الناصر من القلعة ماشيا ومعه أولاده، واجتمع بشيخ، فقام له وقبّل الأرض بين يديه، فهدا (¬5) شيئا ثم تركه وخرج عنه، فوكّل به بمكان. ثم اشتوروا في أمره، فقام ابن (¬6) العديم ناصر الدين قياما تامّا في سفك دمه، وكتب خطّه بذلك وأشهد على نفسه بأنه حكم بذلك ونسبت إلى الناصر مثالب وأشياء تقتضي كفره وإراقة ¬

(¬1) انظر عن (بلاط) في: السلوك ج 4 ق 1/ 217 وفيه بلاط آقشق، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 819. (¬2) خبر القاصد في: السلوك ج 4 ق 1/ 217، وإنباء الغمر 2/ 509، وعقد الجمان 112، 113، ونزهة النفوس 2/ 305. (¬3) انظر عن (الطيمائي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 254، وفيه: «طيمان»، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 355، 356 رقم 728، وإنباء الغمر 2/ 529 رقم 113، والنجوم الزاهرة 13/ 121، وعقد الجمان 155 رقم 4 والضوء اللامع 5/ 50، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 256، وشذرات الذهب 7/ 111. (¬4) انظر عن (الأمين الصفدي) في: إنباء الغمر 2/ 533 رقم 27. (¬5) الصواب: «فهدأ». (¬6) في الأصل: «بن».

كتابة سر دمشق

دمه. وأكّد ذلك قيام بكتمر جلق ونوروز. وكان في عزم شيخ أن لا يقتله بل يسجنه، فغلب رأي من أراد قتله وبعثوا إليه من دخل عليه فذبحه وسلبه، وسحب برجله فرمي على مزبلة تجاه باب سرّ قلعة دمشق وهو عريان مفتوح العين، وصار من يمرّ به يعبث بلحيته وبيديه. ثم حمل في ليلة الأحد بعد قتله بيوم، وذلك في سابع عشره، وغسّل وكفّن، وصلّي عليه، ودفن بمرج الدحداح، ولم يعرف من فعل به ذلك (¬1). وكانت مدّة سلطنته من يوم بويع بها إلى خلعه في السلطنتين ثلاثة عشر سنة (¬2) وثلاثة أشهر، وأحد عشر يوما. / 445 / وكان مولده سنة إحدى وتسعين، في وسط فتنة يلبغا ومنطاش، فسمّاه والده «بلغاق»، ومعناه: تكدير، ثم سمّاه: «فرج» بعد خلاصه من الكرك. وكان اسمه الأول هو الحقيقي في الحقيقة. وقد ذمّه عدّة من المؤرّخين الأكابر بأنه أشأم الملوك وأعظمهم خذلانا لدين الإسلام، وأنه كان مستخفّا بعظمة الله تعالى، يخامر بالمعاصي والمنكرات جريئا على سفك الدماء، حتى يباشر ذلك بيده، وخربت في دولته جميع أراضي مصر والشام، وهلك ثلثي (¬3) الناس، ودثر ثغر أسوان، ولو عددنا جريات ما حدث من المصايب في أيامه لطال الكلام (¬4). [كتابة سرّ دمشق] وفيه قرّر في كتابة سرّ دمشق الصدر بن الآدمي، وقرّر الشهاب أحمد بن محمد بن محمد الأمويّ في قضاء المالكية (¬5). [نيابة نوروز بالشام] وفيه قرّر نوروز في نيابة الشام وخلع عليه بحضرة أمير المؤمنين في دار السعادة، ¬

(¬1) انظر عن السلطان الناصر في: السلوك ج 4 ق 1/ 223 - 228، وإنباء الغمر 2/ 510، 511، وذيل الدرر الكامنة 222 رقم 395، وعقد الجمان 158، 159 رقم 11، والسيف المهنّد 260، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) 2/ 407، وزبدة كشف الممالك 148، 149، وتاريخ بيروت 238، ونزهة النفوس 2/ 309، 310، والنجوم الزاهرة 13/ 147 - 153، والضوء اللامع 6/ 168 رقم 562، ووجيز الكلام 2/ 420، ومآثر الإنافة 2/ 205، وحسن المحاضرة 2/ 79، وتاريخ الخلفاء 506، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 819 - 822، وشذرات الذهب 7/ 112، وتاريخ الأزمنة 343، وأخبار الدول 208 - 211، وتاريخ ابن سباط 2/ 772، والتاريخ الغياثي 353. (¬2) الصواب: «ثلاث عشرة». (¬3) الصواب: «ثلثا». (¬4) السلوك ج 4 ق 1/ 225 - 228، وإنباء الغمر 2/ 509 - 511، والنجوم الزاهرة 13/ 147 - 153، عقد الجمان 116 - 124، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 819 - 822. (¬5) خبر كتابة السر في: السلوك ج 4 ق 1/ 228، وإنباء الغمر 2/ 511.

قضاء مصر وكتابة سر دمشق

وكانت الخدمة تقام بها. وكان اتفق الحال أن يتوجّه الأميران نوروز وشيخ إلى القاهرة مع الخليفة، ويسكن شيخ بباب السلسلة، ونوروز بدار قوصون، ثم نقض ذلك، وطلب نوروز نيابة الشام فقرّر فيه. وجعل إليه التكلّم في أمر الشام كلّه من ولاية وعزل. وكانت ولاية بكتمر جلق نحوا من شهرين (¬1). [قضاء مصر وكتابة سرّ دمشق] وفيه أعاد الخليفة الجلال البلقيني إلى قضاء مصر وخلع عليه بذلك. وقرّر محمد بن محمد البصرويّ موقّع نوروز في كتابة سرّ دمشق، وصرف ابن الأدميّ (¬2). [المناداة بالأمان بجوامع القاهرة] وفيه وصل كتاب الخليفة ومعه كتابي (¬3) شيخ ونوروز إلى القاهرة. بما جرى بدمشق، والقبض على الناصر، وكان ذلك قبل قتله. وقريت على منابر جوامع القاهرة ونودي بالأمان والإطمان (¬4) فأخذ أسنبغا الذي أقامه الناصر بالقلعة يكذّب ذلك، وأشيع بالقلعة حتى ساسه يلبغا الناصري، فكفّ عن الفتنة (¬5). [صدور الأوامر عن الخليفة] وفيه صدرت الأوامر إلى البلاد عن الخليفة وجعل افتتاحها بعد البسملة: «من عبد الله ووليّه الإمام المستعين بالله أمير المؤمنين، وخليفة ربّ العالمين، وابن (¬6) عمّ سيّد المرسلين، المفترض طاعته على الخلق أجمعين، أعزّ الله ببقايه الدين، إلى فلان» (¬7). [توقّع الفتنة بين شيخ ونوروز] وفيه كان الناس يتوقّعون الفتنة بين الأميرين شيخ ونوروز / 446 / حتى وقع من ولاية نوروز للشام ما وقع، فأخذ شيخ في الانفراد بتدبير المملكة، وظهر من حينئذ إقطاع جانب الخليفة، واحتال شيخ حيلا غريبة حتى طلب نوروز نيابة الشام (¬8). ¬

(¬1) خبر نوروز في: السلوك ج 4 ق 1/ 228، 229، وإنباء الغمر 2/ 511، ونزهة النفوس 2/ 311، ووجيز الكلام 2/ 420، وإعلام الورى 37، وتاريخ الأزمنة 343. (¬2) خبر القضاء في: السلوك ج 4 ق 1/ 230، وإنباء الغمر 2/ 512. (¬3) الصواب: «كتابا». (¬4) الصواب: «الاطمئنان». (¬5) خبر المناداة في: السلوك ج 4 ق 1/ 230، وإنباء الغمر 2/ 512. (¬6) في الأصل: «وبن». (¬7) خبر الأوامر في: السلوك ج 4 ق 1/ 230، 231، وإنباء الغمر 2/ 512، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 826. (¬8) خبر الفتنة في: السلوك ج 4 ق 1/ 231، و 233.

ربيع الأول

[ربيع الأول] [خروج الخليفة وشيخ إلى مصر] وفي ربيع الأول وصل كتاب الخليفة إلى الأمراء بمصر وفيه قتل فرج، فسلّم أسنبغا القلعة، وخرج الخليفة ومن معه الأمير شيخ والعساكر وهم قاصدون مصر (¬1). [قضاء دمشق] وفيه أعيد الأخنائي إلى قضاء دمشق، وصرف الحسباني (¬2). [توجّه نوروز إلى حلب] وفيه سار نوروز إلى جهة حلب لتقرير مصالحها (¬3). [ضرب نوروز دراهم فضة ونحاس] وفيه أمر نوروز بضرب دراهم، نصفها فضّة ونصفها نحاس، وتعومل بها، وكانت قد غلب عليها الفتن قبل ذلك، ثم بعد ذلك أمر بضرب فضّة خالصة (¬4). [مشيخة الخانقاه السرياقوسية] وفيه قرّر الشيخ محبّ الدين بن الأشقر، محمد بن عثمان بن سليمان بن رسول بن أمير يوسف بن خليل بن نوح الكرادي (¬5)، التركي البيري (¬6) الحنفيّ في مشيخة الخانقاه السرياقوسية، عوضا عن ابن (¬7) أوحد برغبته له عنها (¬8). [ربيع الآخر] [دخول الخليفة إلى القاهرة] وفي ربيع الآخر كان دخول الخليفة السلطان المستعين بالله إلى القاهرة هو وشيخ، وكان لهما يوما مشهود (¬9)، ونزل الخليفة بالقصر من قلعة الجبل، ونزل شيخ بباب ¬

(¬1) خبر الخليفة في: السلوك ج 4 ق 1/ 230. (¬2) خبر القضاء في: السلوك ج 4 ق 1/ 231. (¬3) خبر نوروز في: السلوك ج 4 ق 1/ 231. (¬4) خبر الدراهم في: السلوك ج 4 ق 1/ 232. (¬5) في إنباء الغمر (المطبوع) 2/ 513 «الرازي» وفي نسخة مخطوطة «الكرادي». (¬6) مهملة في الأصل. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) خبر المشيخة في: السلوك ج 4 ق 1/ 232، وإنباء الغمر 2/ 513، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 825. (¬9) الصواب: «وكان له يوم مشهود».

القبض على أسنبغا الزردكاش وقتله

السلسلة وأخذ جانب الخليفة في الاتّضاع وجانب شيخ في الارتفاع، وكان ظن شيخ أنّ الخليفة إذا وصل إلى مصر ترك له السلطنة وتوجّه إلى داره ولم يصعد إلى القلعة، ولم يخلع في هذا اليوم على من جرت به العادة بالخلع عليه من القدوم من السفر، وأخذ الناس في السعي في الوظايف من باب شيخ، ونزل الخليفة وحده وليس في خدّمته إلاّ من يخدمه من حاشيته قبل أن يصير إلى ما صار إليه (¬1). [القبض على أسنبغا الزردكاش وقتله] [1289]- وفيه قبض شيخ على أسنبغا الزردكاش (¬2) واستفتى في قتله فأفتوا به وحكم بذلك، ثم قتل بعد ذلك قصاصا بزعمهم. [نيابة الإسكندرية] وفيه قرّر خليل الجشاري في نيابة الإسكندرية، وكان من أصحاب شيخ وقدم معه (¬3). [1290]- وكان نايبها قطلوبغا الخليلي (¬4) قد مات. [تفويض حكم المملكة لشيخ] وفيه حضر شيخ خدمة القصر ومعه الأمراء وأهل الدولة، وجلس أمير المؤمنين مجلس السلطنة، ثم خلع على شيخ خلعة حافلة جدا، وقرّره في إمرة الكبرى وفوّض إليه الحكم في جميع أمور المملكة من غير مراجعة ولا مشورة، ولقب نظام الملك وأشهد على الخليفة بذلك وقرّر في إمرة سلاح شاهين الأفرم / 447 / على عادته، وفي إمرة مجلس يلبغا الناصري، وفي الحجوبية إينال الصصلاني، واستقرّ سودون الأشقر رأس نوبة النوب، وقرّر في الدوادارية الكبرى طوغان الحسني على عادته، وقرّر ألطنبغا العثماني في نيابة غزّة، عوضا عن سودون من عبد الرحمن، ونزلوا في خدمة شيخ. وكان يوما مشهودا (¬5). ¬

(¬1) خبر الخليفة في: السلوك ج 4 ق 1/ 232، 233، وإنباء الغمر 2/ 513، ونزهة النفوس 2/ 311، وتاريخ بيروت 238. (¬2) انظر عن (أسنبغا الزردكاش) في: السلوك ج 4 ق 1/ 233، وإنباء الغمر 2/ 513، وعقد الجمان 131، ونزهة النفوس 2/ 311. (¬3) خبر الإسكندرية في: السلوك ج 4 ق 1/ 233، وإنباء الغمر 2/ 513 وفيه «الدشاري»، وعقد الجمان 132، ونزهة النفوس 2/ 313. (¬4) انظر عن (قطلوبغا) في: السلوك ج 4 ق 1/ 233، وإنباء الغمر 2/ 513. (¬5) خبر التفويض في: السلوك ج 4 ق 1/ 233، 234، وإنباء الغمر 2/ 514، وعقد الجمان 132 - 136، ونزهة النفوس 2/ 313، ووجيز الكلام 2/ 421، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 825، والسيف المهنّد 303.

دوادارية جقمق

[دوادارية جقمق] وفيه قرّر شيخ دواداره جقمق في دوادارية الخليفة وأسكنه بالقلعة، وصار الخليفة لا يتمكّن من العلامة على شيء حتى يكون على يد جقمق، ولا يقدر أحد على الاجتماع به إلاّ وهو معه، فأخذه من ذلك التغرض وزاده قلقه وفكره وضاق صدره سيما وهو منفرد بعياله في تلك القصور الواسعة (¬1). [تعاظم قدر كاتب السرّ فتح الله] وفيه خلع على المباشرين وفيهم كاتب السرّ فتح الله واستمرّوا على وظايفهم، وعظم قدر فتح الله في هذه الأيام جدّا، وصار يجلس مرتفعا على الوزير. وهو أول من وقع له ذلك. وصار عند شيخ والأمراء بمنزلة كبيرهم ومشيرهم لمانته عليهم بقوطيته لهم بولاية الخليفة وقيامه في ذلك على أتمّ وجه وأحسنه (¬2). [وفاة الشهاب الحسباني] [1291]- وفيه مات الشهاب الحسباني (¬3)، أحمد بن إسماعيل بن خليفة بن عبد العال الدمشقيّ، الشافعيّ، بعد أن ولي عدّة وظايف منها قضاء دمشق غير ما مرة. وكان عالما سخيا جدا، له شجاعة وإقدام، وصنّف وألّف، وكان عارفا بالفنّ الحديثي. ومولده سنة تسع وأربعين وسبعماية. ¬

(¬1) خبر جقمق في: السلوك ج 4 ق 1/ 234، وإنباء الغمر 2/ 514. (¬2) انظر عن فتح الله في: السلوك ج 4 ق 1/ 236، 237. (¬3) انظر عن (الحسباني) في: السلوك ج 4 ق 1/ 254، وإنباء الغمر 2/ 524 رقم 3، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 341، 342 رقم 716، وذيل تذكرة الحفاظ 374، ولحظ الألحاظ 244 - 246، وعقد الجمان 153، 154، ودرر العقود الفريدة 2/ 432، 433 رقم 239، والمنهل الصافي 1/ 224، 225، والدليل الشافي 1/ 40، 41 رقم 129، والضوء اللامع 1/ 237 - 239، ووجيز الكلام 2/ 421 رقم 950، وطبقات المفسّرين للداوودي 1/ 29 - 31 رقم 27، والدارس 1/ 164 و 204، وقضاة دمشق 131 - 133، وشذرات الذهب 7/ 108، والنجوم الزاهرة 13/ 114، وكشف الظنون 153 و 626 و 2003، وإيضاح المكنون 1/ 352 و 451 و 2/ 79، ومعجم المؤلفين 1/ 164، والأعلام 1/ 93، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 826، والتاريخ العربي والمؤرخون 4/ 185، والرد الوافر 73 رقم 32، ومقدّمة رسالة ماجستير لعمر علي ذياب الشامي - (الذيل على تاريخ ابن كثير ص 6 وما بعدها - جامعة اليرموك، الإربد 1999. و «الحسباني» نسبة إلى حسبان بلدة صغيرة تتبع حاليا محافظة مأدبا في المملكة الأردنية الهاشمية. وكانت مركز نيابة البلقاء في عصر المماليك. (تقويم البلدان - ص 227).

وفاة المحب ابن الشحنة

[وفاة المحبّ ابن الشحنة] [1292]- وعالم الحنفية بحلب المحبّ بن الشحنة (¬1)، محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن غازي بن أيوب بن محمود الثقفي، الحلبي، الحنفي، الشيخ العلاّمة أبو الوليد. والشحنة هو جدّه الأعلا (¬2) محمود الأول كان شحنة حلب. وكان المحبّ هذا عالما فاضلا، عارفا بالفنون له وجاهة ورياسة، وولي الوظائف الجليلة وقضاء مصر، لكنه لم يباشرها. وله نظم ونثر وتصانيف. وهو والد المحبّ أيضا قاضي القضاة، وجدّ ولده السريّ عبد البرّ. ومولده - أعني (¬3) صاحب الترجمة - في سنة تسع وأربعين وسبعماية. [ولاية ابن سيف القاهرة] وفيه قرّر التاج ابن (¬4) سيفا الشويكيّ، آخر أصحاب شيخ، في ولاية القاهرة (¬5). [الأستادارية الكبرى] وفيه قرّر في الأستادارية الكبرى حسن بن عبد الله الطرابلسي أحد أصحاب شيخ (¬6). [تقرير ابن البارزي موقّعا] وفيه قرّر في توقيع شيخ الناصري البارزي، وصار هو الذي يقرأ / 448 / القصص ¬

(¬1) انظر عن (ابن الشحنة) في: السلوك ج 4 ق 1/ 254، وإنباء الغمر 2/ 534 - 536 رقم 32، وذيل الدرر الكامنة 225، 226 رقم 409، وعقد الجمان 153، 154 رقم 1، و 156، 157 رقم 17، والنجوم الزاهرة 13/ 114، 115، والضوء اللامع 10/ 60 رقم 5، ووجيز الكلام 2/ 422 رقم 952، والدرّ المنتخب رقم 1431، والدليل الشافي 2/ 699 رقم 2389، وذيل رفع الإصر 406، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 826، وشذرات الذهب 7/ 113، 114، والبدر الطالع 2/ 264، 265، وكشف الظنون 157 و 202 و 920 و 1629، وإيضاح المكنون 1/ 551 و 597 و 2/ 33، وهدية العارفين 2/ 180، وفهرسة الخديوية 5/ 63، وفهرس المخطوطات المصوّرة للطفي عبد البديع 2/ 147، وفهرس المخطوطات المصوّرة لفؤاد سيد 2 ق 3/ 168، ومعجم المؤلفين 11/ 295، 296، وديوان الإسلام 3/ 178 رقم 1286، والأعلام 7/ 44، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 99 رقم 132، والقاموس الإسلامي 4/ 66، والتاريخ العربي والمؤرّخون 4/ 93 - 95، وعلم التأريخ عند المسلمين 638، وإعلام النبلاء 5/ 158 - 161. (¬2) الصواب: «الأعلى». (¬3) مكرّرة في الأصل. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر ابن سيفا في: السلوك ج 4 ق 1/ 237، وإنباء الغمر 2/ 514. (¬6) خبر الأستادارية في: السلوك ج 4 ق 1/ 237، وإنباء الغمر 2/ 514، ونزهة النفوس 2/ 315.

تعيين نوروز النواب في حلب وطرابلس

بين يدي شيخ، بعد أن كان يقرأها كاتب السرّ، فصار الناس على باب ابن (¬1) البارزي، واتّضع جانب فتح الله ونزل (¬2). [تعيين نوروز النواب في حلب وطرابلس] وفيه حاصر نوروز حمص، وأخذ إينال الركني بعد أن أمّنه، وقتل من جماعته نحوا من خمسة عشر نفسا، ثم بعث إلى قلعة دمشق فسجن بها مقيّدا، ثم سار نوروز إلى حلب وقرّر في نيابتها عنه سودون الجلب نايب طرابلس، وفرّ دمرداش من حلب أمام نوروز حتى عدّى الفراة (¬3)، فعاد نوروز فعيّن لنيابة حلب يشبك بن أزدمر، ولنيابة طرابلس طوخ (¬4). [ربيع الآخر] [وفاء النيل] وفي ربيع الآخر أوفى النيل في سابع عشر مسرى، ونزل أمير سلاح وأمير مجلس والدوادار لكسره (¬5). [إقامة شيخ الموكب] وفيه أقام شيخ موكبا حافلا بالإسطبل حضره الأمراء كمجلس السلطان، وقرأ كاتب السرّ فيه القصص عليه، وولّى وعزل، ولم يفته إلاّ اسم السلطنة (¬6). [وفاة الشيخ العجمي] [1293]- وفيه مات الشيخ محمد العجمي (¬7)، الصوفيّ، صاحب الزاوية بالعقبة الصغرى بدمشق. وكان إنسانا مباركا. [قضاء الحنفية بمصر] وفيه قرّر في قضاء الحنفية بمصر الصدر بن الآدميّ، وصرف ابن (¬8) العديم (¬9). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر ابن البارزي في: السلوك ج 4 ق 1/ 237، 238، وإنباء الغمر 2/ 514. (¬3) كذا. والصواب: «الفرات». (¬4) خبر التعيين في: السلوك ج 4 ق 1/ 238، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 827. (¬5) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 1/ 238، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 827. (¬6) خبر المركب في: السلوك ج 4 ق 1/ 239. (¬7) انظر عن (العجمي) في: إنباء الغمر 2/ 533 رقم 26. (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) خبر القضاء في: السلوك ج 4 ق 1/ 239، وإنباء الغمر 2/ 517.

تقاليد النواب بالبلاد الشامية

[تقاليد النواب بالبلاد الشامية] وفيه خرج جقمق دوادار شيخ بتقاليد النواب إلى البلاد الشامية (¬1). [وفاة أبي بكر الهاشمي] [1294]- وفيه مات أبو بكر بن علي بن يوسف الهاشمي الحسني (¬2)، الموصليّ، الظاهريّ المذهب. وكان خيّرا، ديّنا، قانعا، واعظا، حسن الوعظ. [جمادى الآخر] [وفاة بكتمر جلق] [1295]- وفي جمادى الآخر مات الأمير بكتمر جلق (¬3) رأس نوبة الأمراء. وكان متمرّضا من مدّة شهرين من عقرب لسعته في طريق الشام حين عوده، ونزل شيخ راكبا فصلّى على جنازته. وخلا الجوّ بموته، ومن يومئذ أخذ في التصريح باستعداده بالأمر، بل كان عزم عليه، ثم أخّره إلى شعبان. [وفاة ابنة برقوق] [1296]- وفيه خرج نوروز من دمشق لملاقاة الخوند سارة (¬4) ابنة برقوق وقد تزوّج بها فوجدها مريضة، فخرج بها إلى القدس فماتت به. [وفاة الشهاب ابن الهائم] [1297]- وفيه مات الشهاب بن الهائم (¬5)، أحمد بن عماد بن علي المصري، المقدسي، الشافعيّ. ¬

(¬1) خبر التقاليد في: السلوك ج 4 ق 1/ 239، وإنباء الغمر 2/ 517. (¬2) انظر عن (الحسني) في: إنباء الغمر 2/ 526 رقم 8. (¬3) انظر عن (بكتمر جلق) في: السلوك ج 4 ق 1/ 239، 240، وإنباء الغمر 2/ 515، والنجوم الزاهرة 13/ 119، والدليل الشافي 1/ 195 رقم 682، ووجيز الكلام 2/ 424 رقم 959، والضوء اللامع 3/ 17 رقم 18، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 827. (¬4) انظر عن (سارة) في: السلوك ج 4 ق 1/ 240، ووجيز الكلام 2/ 424 رقم 961، وإنباء الغمر 2/ 515. (¬5) انظر عن (ابن الهائم) في: السلوك ج 4 ق 1/ 240، وإنباء الغمر 2/ 425 رقم 5 وفيه: أحمد بن محمد بن عماد. .، وذيل الدرر الكامنة 223 رقم 398، والدرّ المنتخب، رقم 218، ولحظ الألحاظ 246، 247، وعقد الجمان 154 رقم 3، ودرر العقود الفريدة 2/ 339 رقم 170، والمقفّى الكبير 1/ 621 رقم 604، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 347، 348 رقم 721، ووجيز الكلام 2/ 422 رقم 951، والضوء اللامع 2/ 157، =

مشيخة الصلاحية

وكان عالما فاضلا، عارفا بالفرايض والحساب. وله في ذلك التصانيف النافعة، وولي تدريس الصالحية. ومولده سنة ثلاث وخمسين وسبعماية. [مشيخة الصلاحية] وفيه قرّر نوروز في مشيخة الصلاحيّة العلاّمة الشمس الهرويّ محمد بن عطاء الله بن محمد بن محمود بن أحمد الرازي، الشافعيّ، / 449 / وكانت بيد الزين القمني، وهو بالقاهرة، ونايبه فيها ابن (¬1) الهايم (¬2). [الدعاء للخليفة على منبر المسجد الحرام] وفي يوم الجمعة ثالث عشرينه دعي للخليفة أمير المؤمنين المستعين بالله على منبر المسجد الحرام، بعد ما دعي له على ظهر زمزم، وفي كل جمعة على منبري مكة والمدينة، وعدّ من نوادره، فإنه لم يدع بها لأحد من الخلفاء الذين كانوا بمصر من بني العباس سوى المستعين هذا (¬3). [رجب] [وفاة الشاعر جمال الدين الحلوي] [1298]- وفي رجب مات الشاعر الأديب، الفاضل، جمال الدين بن العليف (¬4) محمد بن الحسن بن عيسى بن محمد بن أحمد بن مسلم بن يحيى الحلوي (¬5)، المكيّ. وكان بارعا في النظم، إلاّ أنه كان عريض الدعوى، وكان متغاليا في التشيّع. ¬

= 158 رقم 449، والأنس الجليل 2/ 110، 111، والبدر الطالع 1/ 117، 118، وكشف الظنون 124 و 1125 و 1265 و 1562 و 1655 و 1743 و 1769 و 1809 و 1942 و 2010، وإيضاح المكنون 1/ 10 و 165 و 223 و 233 و 282 و 580 و 643 و 1172، وفهرست الخديوية 5/ 190 - 192، ومعجم المطبوعات لسركيس 269، 270، وفهرس الرياضيات بالمكتبة البلدية 18 و 19 و 22، ومعجم المؤلفين 2/ 137، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 5/ 285، وشذرات الذهب 7/ 109، والنجوم الزاهرة 13/ 121، والجامع لبا مطرف 1/ 135، وفهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية (الرياضيات) ج 3 ق 3/ 59 رقم 105، ورقم 122 و 128 وتاريخ الأدب العربي 1/ 125 و 145. (¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر المشيخة في: السلوك ج 4 ق 1/ 240، وإنباء الغمر 2/ 515. (¬3) خبر الدعاء في: السلوك ج 4 ق 1/ 240، 241. (¬4) انظر عن (ابن العليف) في: إنباء الغمر 2/ 532، 533 رقم 25، وذيل الدرر الكامنة 224، 225 رقم 406، وعقد الجمان 155، 156، رقم 6، والبدر الطالع 2/ 157، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 827، وشذرات الذهب 7/ 112. (¬5) في البدائع: «المحلاوي».

مشيخة الشيخونية

بغته الأجل وله ثلاث وستون سنة. [مشيخة الشيخونية] وفيه أعيد الناصر بن العديم إلى مشيخة الشيخونية، وصرف ابن الطرابلسيّ (¬1). [عودة الجمالية إلى وقفها] وفيه كاينة عود الجمالية إلى وقف جمال الدين، وعقد مجلس عند شيخ نظام الملك بسبب ذلك وبسبب ساير أوقاف جمال الدين، وقام الشمس أخو جمال الدين في ذلك لا نتمايه إلى شيخ هو وذريّة جمال الدين، وشكوا حالهم وما نالهم من الناصر. وقام معهم الصدر بن الأدميّ الحنفي وابن البارزي. وحضر أخو جمال الدين، وكاتب السرّ فتح الله، وهو ناظر المدرسة يومئذ بتقرير الناصر له في ذلك. وطال المجلس العام والدعوى، وآل الأمر أن حكم الصدر بن الأدميّ بإعادة المدرسة إلى وقف جمال الدين، وكذا جميع أوقافه، وعدّ ذلك من عجيب الأحكام (¬2). [شعبان] [سلطنة شيخ وتلقيبه بالمؤيّد] وفي شعبان في مستهلّه، كانت (¬3) جلوس نظام الملك الأمير شيخ (في مصر) (¬4)، وكان قدم عزم على ذلك حتى أظهره، وحضر القضاة الأربع (¬5) والأمراء وأهل الدولة كلهم بالإصطبل، وقام فتح الله كاتب السرّ على قدميه فقال مخاطبا لمن حضر أن الأحوال ضايعة ولم يعهد أهل نواحي مصر عندهم اسم الخليفة ولا تستقيم الأمور للمسلمين إلاّ بقيام سلطان على العادة، ودعاهم إلى شيخ، فأجاب الجميع، ومدّ الجلال البلقيني قاضي القضاة يده وبايعه، وتبعه الناس، ثم قام من فوره فلبس شعار السلطنة، وتقلّد السيف، وخرج فركب فرس النوبة، وسار والكلّ مشكاة بين يديه حتى وصل إلى القصر، / 450 / فأنزل على بابه ودخل إليه فرفعوه على سرير الملك ووقف الكل بين يديه، ولقّب بالمؤيّد وكنّي بأبي النصر، وبعث القضاة وهو بالقصر إلى الخليفة فشهدوا عليه بالتفويض إليه بالسلطنة فتوقّف الخليفة في ذلك، وقال بعد ذلك بشرط أن أنزل إلى داري. فلم يعبأ المؤيّد به، بل وكل به في بعض دور القلعة، ورسخت قدمه في السلطنة، وزالت (¬6) اسم السلطنة عن الخليفة وكانت مدّتها له منذ بويع بها خارج دمشق ¬

(¬1) خبر المشيخة في: السلوك ج 4 ق 1/ 241. (¬2) خبر الجمالية في: السلوك ج 4 ق 1/ 241، 242، وإنباء الغمر 2/ 516، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 827، 828. (¬3) الصواب: «كان». (¬4) كتب فوق السطر. (¬5) الصواب: «الأربعة». (¬6) الصواب: «وزال».

الأتابكية والأميراخورية الكبرى

إلى هذا اليوم سبعة أشهر وخمسة أيام، وليس له سوى الاسم، لا سيما بمصر (¬1). [الأتابكية والأميراخورية الكبرى] وفيه خلع على يلبغا الناصريّ الأتابكية، وعلى جماعة كبيرة منهم: قانباي المحمّدني قرّر في الأمير اخورية الكبرى (¬2). [وفاة الشرف الأنطاكي] [1299]- وفيه مات الشرف الأنطاكيّ (¬3) مسعود بن عمر بن محمود بن ألمان الحنفيّ. وكان عالما بالعربية. قارب الثمانين. [إنكار نوروز سلطنة شيخ] وفيه وصل خبر سلطنة المؤيّد شيخ إلى دمشق فأنكرها نوروز وصرّح بردّها، وأعاد قاصد السلطان إليه، وأخبره بما جرى من نوروز فامتعض لذلك (¬4). [جزية اليهود والنصارى] وفيه جمع اليهود والنصارى بزيادة جامع الحاكم ليؤخذ منهم الجزية على الوجه الشرعي بحسب قدرتهم، وكانت صلحا قبل ذلك (¬5). [وفاة الزين الطبري] [1300]- وفيه مات الزين الطبري (¬6)، محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر. ¬

(¬1) خبر السلطنة في: السلوك ج 4 ق 1/ 243، 244، وإنباء الغمر 2/ 516، وعقد الجمان 144، 145، ونزهة النفوس 2/ 317، والسيف المهنّد 305، 306، وتاريخ ابن سباط 2/ 774، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 828، وتاريخ الأزمنة 344، وتاريخ بيروت 238. (¬2) السلوك ج 4 ق 1/ 245. (¬3) انظر عن (الأنطاكي) في: إنباء الغمر 2/ 536، 537 رقم 35. (¬4) خبر الإنكار في: السلوك ج 4 ق 1/ 246، وإنباء الغمر 2/ 517، وعقد الجمان 147، والنجوم الزاهرة 14/ 4، وبدائع الزهور ج 2/ 4. وبعد هذا الخبر توجد حاشية على هامش المخطوط غير مقروءة. (¬5) خبر الجزية في: السلوك ج 4 ق 1/ 247، وعقد الجمان 149، وبدائع الزهور 2/ 5. (¬6) انظر عن (الطبري) في: إنباء الغمر، 2/ 531 رقم 23، وذيل الدرر الكامنة 224 رقم 405، والضوء اللامع 7/ 46، وشذرات الذهب 7/ 112.

إكرام تغري بردي وابن دلغادر

[إكرام تغري بردي وابن دلغادر] وفيه قدم إلى دمشق تغري بردي ابن (¬1) أخي دمرداش، وعلي بن دلغادر، فأكرمهما نوروز (¬2). [رمضان] [وصول رسول من شيخ إلى نوروز] وفي رمضان وصل إلى دمشق الشرف يعقوب بن التبّاني رسولا من عند المؤيّد إلى نوروز فمنعه من الاجتماع بالناس، وكتب يستدعي النواب إليه (¬3). [شوال] [القبض على فتح الله كاتب السرّ] وفيه [في شوال] (¬4) قبض على فتح الله كاتب السرّ وأحيط بداره وبحواشيه وأسبابه. وكانت مدّة ولايته لكتابة السرّ أربع عشرة سنة وماية وعشرين يوما، وأخذوا في مصادرته وعقوبته. وقرّر في كتابة السرّ عوضه ناصر الدين محمد بن البارزيّ (¬5). [سجن النجم بن حجّي] وفيه قبض نوروز بدمشق على النجم بن حجي وسجن أياما خوفا من فراره إلى شيخ ثم أطلق (¬6). [دوران المحمل] وفيه، في عشرينه، دار المحمل بالقاهرة، وما عهد مثل ذلك في تأخّر دورانه، وكان الأمير يلبغا المظفّري أمير الحاجّ في هذه السنة (¬7). [أخذ غزّة من أعوان نوروز] وفيه أخذ إينال الرجبيّ، وجانبك الصوفيّ غزّة / 451 / من أعوان نوروز لجهة المؤيّد شيخ (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر الإكرام في: السلوك ج 4 ق 1/ 248، وإنباء الغمر 2/ 517. (¬3) خبر الرسول في: السلوك ج 4 ق 1/ 248، وإنباء الغمر 2/ 517. (¬4) إضافة من السلوك. (¬5) خبر فتح الله في: السلوك ج 4 ق 1/ 247 و 248، والنجوم الزاهرة 14/ 5، ونزهة النفوس 2/ 318، وبدائع الزهور 2/ 5، وعقد الجمان 149، والسيف المهنّد 313. (¬6) خبر السجن في: السلوك ج 4 ق 1/ 249. (¬7) خبر المحمل في: السلوك ج 4 ق 1/ 249، وبدائع الزهور 2/ 5. (¬8) خبر غزّة في: السلوك ج 4 ق 1/ 249، وإنباء الغمر 2/ 517، وعقد الجمان 148.

ذو القعدة

[ذو القعدة] [الامتناع عن الفتوى بشأن سلطنة شيخ] وفي ذي قعدة جمع نوروز قضاة دمشق وعلمائها (¬1) ليستفتي في أمر شيخ، وما حكم سلطنته وسجنه للخليفة، فلما اجتمعوا بدار السعادة جلسوا ساعة وقاموا، وما وقع استفتاء ولا سؤال (¬2). [إنعامات نوروز] وفيه كثرت إنعامات نوروز على الأمراء والنواب حتى بلغ في يوم إنعامه أربعين ألف دينار. وأخذ في الاهتمام بشأنه، وأعمر قلعة دمشق (¬3). [القبض على إينال الرجبي] وفيه قبض على إينال الرجبي وحمل إلى نوروز فأفرج عنه وخلع عليه (¬4). [استيلاء نوروز على غزّة] واستولى عسكر نوروز على غزّة (¬5). [قطع الدعاء للخليفة] وفيه قطع الدعاء للخليفة بالحرمين (¬6). [وفاة الشهاب الأنصاري] [1301]- وفيه مات الشهاب إمام المشهد (¬7) محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن سعيد الأنصاريّ، الشافعيّ. ومولده سنة سبع وستين وسبعماية. [ذو الحجّة] [نيابة الشام] وفي ذي حجّة خلع المؤيّد على قرقماس ابن (¬8) أخي دمرداش واستقرّ في نيابة الشام عوضا عن نوروز (¬9). ¬

(¬1) الصواب: «وعلماءها». (¬2) خبر الفتوى في: السلوك ج 4 ق 1/ 250. (¬3) خبر الإنعامات في: السلوك ج 4 ق 1/ 250. (¬4) خبر الرجبي في: السلوك ج 4 ق 1/ 251. (¬5) خبر غزّة في: السلوك ج 4 ق 1/ 251. (¬6) خبر الدعاء في: السلوك ج 4 ق 1/ 251، وإنباء الغمر 2/ 519. (¬7) انظر عن (إمام المشهد) في: إنباء الغمر 2/ 531، 542 رقم 24. (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) خبر النيابة في: السلوك ج 4 ق 1/ 252، وإنباء الغمر 2/ 520، ونزهة النفوس 2/ 319.

مشيخة الخانقاه الشيخونية

[مشيخة الخانقاه الشيخونية] وفيه قرّر في مشيخة الخانقاه الشيخونية الشيخ شرف الدين بن التبّانيّ، وكان عاد من دمشق، وكانت الوظيفة بيد ابن (¬1) العديم، وقد حجّ واستناب في تدريسها السراج قارىء «الهداية»، وفي حضورها الشهاب بن سفري (¬2). [فرار يشبك من حلب] وفيه قاتل أهل حلب يشبك بن أزدمر فهزموه وفرّ هاربا (¬3). [ثورة أهل طرابلس] وثار أهل طرابلس على أستادار نايبها فقتلوه وولده وأخرجوا الحاجب بعد أن جرح، وكان النايب مقيما بحماه (¬4). [نيابة حلب] وفيه قلّدت نيابة حلب لدمرداش المحمّدي، ودعا بها باسم المؤيّد شيخ وضرب السكة باسمه، وحلف له الأمراء (¬5). [الغلاء بمكة] وفيه اشتدّ الغلاء بمكة في أيام الموسم، وعزّ بمكة وجود الفلفل، وكان قلّ بمصر حتى أبيع الحمل بمايتي دينار وعشرين دينارا، بعد ما كان بستين (¬6). * * * [الأمن من المصادرات] وفيها - أعني هذه السنة - كانت مصر أمينة من المصادرات بالنسبة لما كانت في أيام الناصر. [الحروب بين ولدي ملك الروم] وفيها جرت بين ولدي ابن (¬7) عثمان ملوك الروم فتن وحروب كثيرة. وكان موسى ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر المشيخة في: السلوك ج 4 ق 1/ 252، وإنباء الغمر 2/ 520. (¬3) خبر يشبك في: السلوك ج 4 ق 1/ 252، وإنباء الغمر 2/ 520. (¬4) خبر الثورة في: السلوك ج 4 ق 1/ 252، وإنباء الغمر 2/ 520. (¬5) خبر حلب في: السلوك ج 4 ق 1/ 252، وإنباء الغمر 2/ 520. (¬6) خبر الغلاء في: السلوك ج 4 ق 1/ 253، وإنباء الغمر 2/ 520، 521، وبدائع الزهور 2/ 5. (¬7) في الأصل: «بن».

اشتداد البلاء بأهل فاس

توغّل في بلاد الكفّار يأسر وينهب، فما عاد إلاّ وقد عدّى صاحب القسطنطينية بأخيه، فقامت الحروب (¬1). [اشتداد البلاء بأهل فاس] وفيها اشتدّ البلاء على أهل فاس بالمغرب الأقصى لاستمرار حصار السيد إيّاها إلى أن قدّرت هزيمته (¬2). [قتل أهل فاس للسيد] [1302]- ثم عاد في شوال فخرجوا إليه وقاتلوه فكبا به فرسه وأخذ وقتل، وحصل به من الفساد / 452 / ما لا يعبّر عنه، ومات فيها من الخلايق ما لا يحدّ. وكان بها الوباء (¬3). [فخامة أمر نوروز بدمشق] وفيها أظهر نوروز بدمشق من البذل والإحسان إلى الرعايا ما لا يوصف، وفخم أمره بها جدّا (¬4). ¬

(¬1) خبر الحروب في: السلوك ج 4 ق 1/ 253، وبدائع الزهور ج 2/ 5. (¬2) خبر فاس في: إنباء الغمر 2/ 521. (¬3) خبر فاس في: إنباء الغمر 2/ 521. (¬4) خبر نوروز في: السلوك ج 4 ق 1/ 250، وإنباء الغمر 2/ 522.

حوادث سنة ست عشرة وثمانمائة

[حوادث] سنة ستّ عشرة وثمانمائة [محرّم] [الغلاء بالقاهرة] في محرّم منها كان الغلاء موجودا بالقاهرة حتى في الثياب القطن والكتّان (¬1). [تفشّي الطاعون] وفيه فشا الطاعون بالناس، وكان قد اشتدّ في أثناء ذي حجّة من الماضية، وكانت الحمّى الحادّة المحرقة في الناس لا سيما الأطفال والشبّان. وكان الوقت مع كونه ربيعا حارّا يابسا تهبّ فيه الرياح الشديدة، وكان خبره خارجا عن المعتاد. وكثر الوباء (¬2). [وفاة الشهاب الباعوني] [1303]- وفيه مات الشهاب الباعونيّ (¬3)، أحمد بن ناصر بن خليفة بن فرج بن عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن الناصريّ، الدمشقي، الشافعيّ. وكان من علماء دمشق وقضاتها، وولي قضائها (¬4) غير ما مرّة، وقضاء مصر، وباشره، وخطب بالقدس. وله تصانيف ونظم ونثر. ومولده بعد الخمسين وسبعماية. ¬

(¬1) خبر الغلاء في: السلوك ج 4 ق 1/ 256، وإنباء الغمر 3/ 7. (¬2) خبر الطاعون في: السلوك ج 4 ق 1/ 257، وإنباء الغمر 4/ 8، وعقد الجمان 165، ووجيز الكلام 2/ 425، وبدائع الزهور 2/ 6، والسيف المهنّد 315. (¬3) انظر عن (الباعوني) في: السلوك ج 4 ق 1/ 277، ودرر العقود الفريدة 2/ 348 - 351 رقم 174، وذيل التقييد 1/ 405 رقم 793، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 350 - 352 رقم 723، والدرّ المنتخب ورقة 131 ب - 133 ب، وعقد الجمان 187 رقم 13، والذيل على رفع الإصر 105 - 109، والنجوم الزاهرة 14/ 124، والدليل الشافي 1/ 93 رقم 324، والمنهل الصافي 2/ 238 - 241 رقم 326، والضوء اللامع 2/ 231 رقم 655، ووجيز الكلام 2/ 427، وقضاة دمشق 122 - 124 رقم 125، وبدائع الزهور 2/ 6، وشذرات الذهب 7/ 117، وديوان الإسلام 1/ 237 رقم 360، ولحظ الألحاظ 251، وهدية العارفين 1/ 121. ولم يذكره كحّالة في: معجم المؤلفين ولا في المستدرك، مع أنه من شرطه. (¬4) الصواب: «وولي قضاءها».

وفاة البهاء بن حجي

[وفاة البهاء بن حجّي] [1304]- والعالم بدمشق الشهاب بن حجّي (¬1) بن موسى بن حجّي بن أحمد بن سعيد بن غنيم بن غزوان بن علي بن مشرف بن تركي الحسبانيّ، الدمشقيّ، الشافعيّ. عن خمس وستين سنة. وكان قد انتهت إليه رياسة مذهبه بدمشق، وولي القضاء والخطابة وعدّة وظايف. [بدء وجع المفاصل بشيخ] وفيه بدأ بالمؤيّد وجع المفاصل في رجليه، واستمرّ يتعاهده إلى آخر عمره (¬2). [معاقبة كاتب السرّ] وفيه أسلم فتح الله كاتب السرّ للتاج الوالي، فأخذ في تنويع عقوبته (¬3). [صفر] [تزايد الوباء والغلاء] وفي صفر تزايد الوباء، وعزّ وجود الماء حتى بلغت رواية إلى خمسة عشر درهما، وتكالب الناس على جمال السقّائين (¬4). [ربيع الأول] [خنق فتح الله كاتب السرّ] [1305]- وفي ربيع الأول خنق فتح الله (¬5) كاتب السرّ ¬

(¬1) في الأصل: «البهاء»، والتصحيح من مصادر ترجمته، وهي: السلوك ج 4 ق 1/ 276، 277، وإنباء الغمر 3/ 18 - 20 رقم 6، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 342 - 344 رقم 717، وذيل التقييد 1/ 304 رقم 605، وعقد الجمان 186، 187 رقم 12، والنجوم الزاهرة 14/ 123، 124، والدليل الشافي 1/ 42 رقم 137، والمنهل الصافي 1/ 261، 262 رقم 138، ودرر العقود 2/ 437 رقم 243، ولحظ الألحاظ 247 - 250، ووجيز الكلام 2/ 426 - 427 رقم 962، والضوء اللامع 1/ 269، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 138 - 143 و 204، و 205، وشذرات الذهب 7/ 116 - 118، وكشف الظنون 277 و 1122 و 2019، وإيضاح المكنون 2/ 91 و 508، والقلائد الجوهرية 112 - 115، ومعجم المؤلفين 1/ 188، والردّ الوافر 74 - 76 رقم 33. (¬2) خبر الوجع في: السلوك ج 4 ق 1/ 257، وإنباء الغمر 3/ 8. (¬3) خبر المعاقبة في: إنباء الغمر 3/ 8. (¬4) خبر الوباء في: إنباء الغمر 3/ 8، والسلوك ج 4 ق 1/ 258. (¬5) انظر عن (فتح الله) في: السلوك ج 4 ق 1/ 259، وإنباء الغمر 3/ 8 و 29، 30 رقم 24، ووجيز الكلام 2/ 431 رقم 976، والضوء اللامع 6/ 165، ونزهة النفوس 2/ 335، 336، رقم 513، وبدائع الزهور 2/ 6، وشذرات الذهب 7/ 137.

الحريق بالدور السلطانية

وكان فاضلا، مشاركا في علوم، ماهرا في الطبّ، حسن العقيدة، ديّنا خيّرا، [فيه] (¬1) عصبة، ذا رأي وسياسة، له حظ من عبارة، وله محاسن جمّة، ما عدا الشحّ بحاله وبماله. [الحريق بالدور السلطانية] وفيه وقع حريق مهول بالدور السلطانية من قلعة الجبل واستمرّ أياما، ومات إنسان فيه (¬2). [قتل فارس المحمودي] [1306]- وفيه سمّر فارس المحمودي (¬3) أحد الطبلخانات، ووسّط تحت القلعة لكونه / 453 / وشى عن السلطان بأنه يقبض على طوغان الدوادار، وشاهين الأفرم. [وفاة موسى الدمثاوي] [1307]- وفيه مات موسى بن محمد بن موسى الدمثاوي (¬4)، الدمشقيّ، الشافعيّ. وكان عارفا بالفرائض. [وفاة الصفدي] [1308]- والشيخ المعتقد، حسام الدين، حسام الصفديّ (¬5). [وفاة المسندة عائشة] [1309]- والمسندة عائشة (¬6) ابنة محمد بن عبد الهادي بن محمد الصالحية. ومولدها سنة 724. ¬

(¬1) إضافة يقتضيها السياق. (¬2) خبر الحريق في: السلوك ج 4 ق 1/ 259، وإنباء الغمر 3/ 8. (¬3) انظر عن (فارس المحمودي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 259، وعقد الجمان 166، ونزهة النفوس 2/ 327، والسيف المهنّد 315. (¬4) انظر عن (الرمثاوي) في: إنباء الغمر 3/ 33، 34 رقم 33 وفيه: «موسى بن أحمد»، والضوء اللامع 10/ 757، والدارس 6/ 155، 156، وشذرات الذهب 7/ 123. (¬5) انظر عن (الصفدي) في: إنباء الغمر 3/ 24 رقم 13. (¬6) انظر عن (عائشة) في: ذيل التقييد 2/ 381 رقم 854، وإنباء الغمر 3/ 25 رقم 16، والضوء اللامع 12/ 81، والمنهج الأحمد 481، والجوهر المنضد 110، والدرّ المنضد 2/ 605، 606، رقم 1518، والسحب الوابلة 334، وشذرات الذهب 7/ 120.

قتل العجيل بن نفير

[قتل العجيل بن نفير] [1310]- وفيه قتل العجيل بن نفير (¬1) بن حيّار بن مهنّا. وله أخبار طويلة. ويقال إنّ اسمه يوسف، وانكسر بقتله شوكة آل مهنّا فإنه كان شهما جريّا فتّاكا، محبّا في الخمر. [ظهور الدّعيّ السفياني] وفيه كان ظهور الخارجي المدّعي أنه السفيانيّ، وهو إنسان من فقهاء دمشق يعرف بابن تغاله (¬2)، وهو: عثمان بن أحمد بن عثمان بن محمود بن محمد بن علي بن فضل بن ربيعة. وكان من عجلون، قدم دمشق فاشتغل بها قليلا. قام يعجلون فادّعى أنه السفيانيّ، ثم ظهر بقرية الجيدور (¬3) وبايعه جماعة، وحلّف أهل البلاد بعد أن دعى (¬4) إلى نفسه، فأطاعه الكثير من الناس، وأقطع الإقطاعات، وأمر جماعة ونادى بالمسامحة عن مغلّ سنة، وأن لا يؤخذ بعد هذه السنة سوى العسر. وصنع فيه ألوية خضر نشرت على رأسه وبين يديه، وسار إلى وادي الناس (¬5) ومعه خلق كثير، منهم عرب وعشير وترك، وبثّ كتبه إلى النواحي، ولقّب نفسه بالملك الأعظم، وصار يكتب تحت البسملة: «السفيانيّ»، ثم يكتب: «إلى حضرة فلان أن يجمع فرسان هذه الدولة السلطانية، الملكية، الأعظمية، الربّانية، المحمّدية، السفيانية، أعلاها الله تعالى وشرّفها وأنفذها في الآفاق وصرّفها. ويحضروا بخيلهم ورجالهم وعددهم مهاجرين إلى الله تعالى وإلى رسوله، ومجاهدين في سبيل الله تعالى، ومقاتلين لتكون كلمة الله تعالى هي العليا. والاعتماد على العلامة الشريفة أعلاه أعلاها الله تعالى». ثم دخل بعسكر إلى مدينة عجلون في هيئة السلاطين ومعه عسكر، وفيهم السلاح دارية والطبر دارية. وكتب على القصص كما يكتب السلطان الكتب، وأقطع الأقاطيع، وقبّل له الأرض في ساعة واحدة نحوا (¬6) من خمسماية نفر، وخطب له على منبر ¬

(¬1) انظر عن (ابن نعير) في: السلوك ج 4 ق 1/ 261، وإنباء الغمر 3/ 9 و 26، 27 رقم 20 وفيه: «العجل»، والدليل الشافي 1/ 442 رقم 1529، ووجيز الكلام 2/ 432 رقم 977، والضوء اللامع 5/ 146 رقم 500، وذيل الدرر الكامنة 230 رقم 416، وعقد الجمان 182 وإعلام النبلاء 5/ 164 رقم 506. (¬2) في السلوك: «ثقالة». (¬3) الجيدور: بالفتح ثم السكون وضم الدال وسكون الواو وراء، كورة من نواحي دمشق فيها قرى، وهي في شمال حوران، (معجم البلدان). (¬4) الصواب: «وعا». (¬5) في السلوك: «البايس». (¬6) الصواب: «نحو».

وفاة البرهان الصالحي

عجلون، ونادى بأنّ حكم الترك قد بطل، فثار به غانم الغزّاوي وجهّز إليه طائفة جرحوه بجامع عجلون وحاربوه، وآل أمره أن قبض عليه وعلى ثلاثة من أصحابه بعد ما ركبوا وقاتلوا، ثم اعتقل عليه بقلعة عجلون، وطولع المؤيّد بقصّته فأمر بنقله إلى سجن قلعة صرخد (¬1). [وفاة البرهان الصالحي] [1311]- وفيه مات البرهان، إبراهيم بن أحمد بن خضر الصالحي (¬2)، الحنفيّ. وكان فاضلا خيّرا. [ربيع الآخر] [سجن قصروه بالإسكندرية] وفي ربيع الآخر حمل قصروه إلى سجن الإسكندرية (¬3). [دخول نوروز غزّة] / 454 / وفيه خرج نوروز من دمشق إلى جهة غزّة ودخلها وقد فرّ من كان بها، وعاد نوروز إلى دمشق (¬4). [تحضير نوروز لمحاربة شيخ] وفيه ظهر نوروز واجتهد في إقامة عساكره بقصد حرب المؤيّد. [جمادى الأول] [وفاء النيل] وفي جمادى الأول في تاسع مسرى أوفا (¬5) النيل ونزل المؤيّد لكسره وكان له يوما مشهودا (¬6). ¬

(¬1) خبر الدعيّ في: السلوك ج 4 ق 1/ 262، 263، وإنباء الغمر 3/ 9، 10، وعقد الجمان 713، وبدائع الزهور 2/ 7. (¬2) انظر عن (الصالحي) في: إنباء الغمر 3/ 16 رقم 1، ووجيز الكلام 2/ 430 رقم 971، والضوء اللامع 1/ 13، وشذرات الذهب 7/ 115. (¬3) خبر قصروه في: السلوك ج 4 ق 1/ 259، وإنباء الغمر 3/ 9. (¬4) خبر غزّة في: السلوك ج 4 ق 1/ 263، وإنباء الغمر 3/ 8. (¬5) الصواب: «أوفى». (¬6) الصواب: «وكان له يوم مشهود». وخبر النيل في: عقد الجمان 167، ونزهة النفوس 2/ 327.

نظارة الخاص

وفيه أنشد التقيّ بن حجّة: أيا ملكا بالله أضحى مؤيّدا ... ومنتصبا في ملكه نصب تمييز كسرت بمسرى نيل مصر وتنقضي ... وحقّك يوم (¬1) الكسر أيام نوروز وانتصر كما قال في هذا الفال. [نظارة الخاص] وفيه قرّر في نظارة الخاصّ الصاحب بدر الدين حسن بن نصر الله ناظر الجيش، عوضا عن التقيّ بن أبي شاكر بعد القبض عليه وقرّر في الوزارة التاج عبد الرزاق بن الهيصم، عوضا عن البشيري. وقرّ في نظر الجيش العلم داود بن الكويز (¬2). [الحسبة بالقاهرة] وفيه قرّر قاضي القضاة الصدر بن الآدمي في وظيفة الحسبة مضافة للقضاء، ولعلّه أول من جمع بينهما (¬3). وضرب المحتسب محمد بن عمر شعبان (¬4) بين يدي السلطان ضربا مبرحا. [رأس النوبة وإمرة المجلس] وفيه قرّر جانبك الصوفي في رأس نوبة النوب. وقرّر سودون الأشقر في إمرة مجلس (¬5). [القبض على أمراء وسجنهم] وفيه قبض على طوغان وبعث إلى الإسكندرية، وكادت أن تثور فتنة قبل ذلك. ثم قبض على سودون الأشقر أمير مجلس، وكمشبغا أمير شكار، وتوجّه بهما برسباي الدقماقي إلى سجن الإسكندرية (¬6) وبرسباي هذا هو الذي تسلطن بعد ذلك ولقّب بالأشرف. ¬

(¬1) في السلوك ج 4 ق 1/ 264 «وحقّك بعد». (¬2) خبر النظارة في: السلوك ج 4 ق 1/ 264، وإنباء الغمر 3/ 10، وعقد الجمان 168، ونزهة النفوس 2/ 327 و 328، وبدائع الزهور ج 2/ 7، والسيف المهنّد 316. (¬3) خبر الحسبة في: بدائع الزهور 2/ 8. (¬4) في الأصل: (ابن رمضان) والتصحيح من: السلوك ج 4 ق 1/ 264 وفيه «شعبان» وإنباء الغمر 3/ 11، وعقد الجمان 168، 169، ونزهة النفوس 2/ 328، والسيف المهنّد 317. (¬5) السلوك ج 4 ق 1/ 265، وإنباء الغمر 3/ 12، ونزهة النفوس 2/ 328، وبدائع الزهور ج 2/ 8، والسيف المهنّد 317. (¬6) خبر الأمراء في: السلوك ج 4 ق 1/ 265، 266، وبدائع الزهور 2/ 8، والسيف المهنّد 317، 318.

قتل نائب القدس

[قتل نائب القدس] [1312]- وفيه استقدم مغلباي نايب القدس من جهة نوروز وكان قد قبض عليه فأمر السلطان بتوسيطه هو وثلاثة معه. [تقرير عدّة أمراء في وظائف] وفيه قرّر في إمرة مجلس إينال الصصلاني. وقرّر قجق في حجوبية الحجّاب. وقرّر جانبك أحد مماليك المؤيّد في الدوادارية عوضا عن طوغان. وقرّر في الأستادارية التاج عبد الغني بن أبي الفرج. وفي المشيرية حسن بن محبّ الدين (¬1). [جمادى الآخر] [تقديم تنبك البجاسي] وفي جمادى الآخر تقدّم تنبك البجاسي (¬2) الذي ولي نيابة الشام فيما بعد. [رجب] [عرس ابن السلطان] وفي رجب كانت وليمة عرس إبراهيم ابن (¬3) السلطان على الخوند ابنة الناصر، وهي التي كانت تزوّج بها بكتمر جلّق ووجدها إبراهيم بكرا، وكان مهمّا جميلا (¬4). [فرار جار قطلو من نوروز] وفيه وصل جار قطلو أتابك نايب دمشق / 455 / منها فارّا من نوروز (¬5). وجار قطلو هذا هو الذي ولي الأتابكية بعد ذلك ثم نيابة الشام. [نيابة صفد] وفيه قرّر في نيابة صفد قرقماس [ابن] (¬6) أخي دمرداش عوضا عن ألطنبغا ¬

(¬1) انظر عن (مغلباي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 266، وعقد الجمان 171، وبدائع الزهور 2/ 8. (¬2) خبر الأمراء في: السلوك ج 4 ق 1/ 266، 267، وعقد الجمان 172، ونزهة النفوس 2/ 330. (¬3) انظر عن (البجاسي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 266، وبدائع الزهور 2/ 9 وفيه تنبك اليحياوي. (¬4) خبر العرس في: السلوك ج 4 ق 1/ 267، وإنباء الغمر 3/ 13، وعقد الجمان 174، وبدائع الزهور 2/ 9. (¬5) خبر الفرار في السلوك ج 4 ق 1/ 267، وعقد الجمان 173، 174، ونزهة النفوس 2/ 331. (¬6) إضافة على الأصل للتصويب.

أول تركي يتولى الحسبة

القرمشي، وطلب القرمشيّ إلى القاهرة. وكان قرقماس قد ولي نيابة الشام وصرف عنها لعدم تمكّنه منها (¬1). [أول تركيّ يتولّى الحسبة] وفيه قرّر في الحسبة منكلي بغا العجميّ، عوضا عن ابن (¬2) الأدميّ، وأظنّ منكلي بغا هذا هو أول تركيّ تولّى الحسبة (¬3). [تفشّي الأمراض] وفيه فشت الأمراض بالحمّيات والنزلات والسعال، وعزّ السكّر النبات الرمّان. وكانت أمراضا تعبه (¬4)، وقدم الخبر بأنه كان ببلاد الروم فناء عظيم (¬5). [وفاة التاج رزق الله] [1313]- وفيه مات التاج رزق الله (¬6)، ويقال له: عبد الرزّاق بن فضل الدين بن يونس القبطيّ ناظر جيش دمشق. وكان ذا رياسة وأدب وحشمة ومروءة. [وفاة الشمس الإخنائي] [1314]- والشمس الإخنائي (¬7)، محمد بن محمد بن عثمان الدمشقيّ، السّعديّ، الشافعيّ. وكان فاضلا، ولي قضاء مصر والشام وحلب غير ما مرة، ولم يكمل الستين سنة. ¬

(¬1) خبر صفد في السلوك ج 4 ق 1/ 268، وإنباء الغمر 3/ 13، وعقد الجمان 174، ونزهة النفوس 2/ 331. (¬2) في الأصل: «عن بن». (¬3) خبر الحسبة في: السلوك ج 4 ق 1/ 269، وعقد الجمان 175، ونزهة النفوس 2/ 331، وبدائع الزهور 2/ 9. (¬4) في السلوك: «أمراض سليمة». (¬5) خبر الأمراض في: السلوك ج 4 ق 1/ 269، وإنباء الغمر 3/ 14. (¬6) انظر عن (رزق الله) في: إنباء الغمر 3/ 25 رقم 15، وعقد الجمان 195 رقم 26، والضوء اللامع 3/ 225. (¬7) انظر عن (الأخنائي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 277، وإنباء الغمر 3/ 32، 33 رقم 31، وعقد الجمان 192، 193 رقم 20، والنجوم الزاهرة 14/ 125، ووجيز الكلام 2/ 419 رقم 968، والضوء اللامع 9/ 136، وذيل رفع الإصر 353 - 357، ونزهة النفوس 2/ 337 رقم 517، وبدائع الزهور 2/ 9، وقضاة دمشق 126، 127.

شعبان

[شعبان] [وصول قرقماس إلى القاهرة] وفي شعبان وصل قرقماس ابن (¬1) أخي دمرداش للقاهرة، فأكرمه السلطان. وأقام أخوه تغري بردي على قطيا، ولم يثبتا لنوروز فإنه كان خرج إلى جهتهما (¬2). [وفاة ابن الغرابيلي] [1315]- وفيه مات الناصر بن الغرابيلي (¬3)، محمد بن محمد بن مسلّم بن علي بن أبي (¬4) الجود الكركي الشافعيّ. وكان فاضلا ديّنا. وهو والد الحافظ تاج الدين. [وفاة الشمس العراقي] [1316]- ومات الشمس العرّاقيّ (¬5) محمد بن أحمد بن خليل المصري الشافعيّ. وكان عالما، ماهرا في الفرايض والقراءات، خيّرا، ديّنا، صالحا، كثير الطلبة. [وفاة الفخر البرماوي] [1317]- والفخر البرماوي (¬6)، عثمان بن إبراهيم بن أحمد الشافعيّ. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر قرقماس في: السلوك ج 4 ق 1/ 269، وإنباء الغمر 3/ 13، ونزهة النفوس 2/ 332، والسيف المهند 319. (¬3) انظر عن (ابن الغرابيلي) في: إنباء الغمر 3/ 33 رقم 32، وذيل الدرر الكامنة 233 رقم 424، والضوء اللامع 10/ 6، وبدائع الزهور 2/ 9. (¬4) في الأصل: «بن سلد». (¬5) انظر عن (الغرّاقي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 275، 276، وذيل الدرر الكامنة 233 رقم 425، وعقد الجمان 191، 192 رقم 19، وإنباء الغمر 3/ 31 رقم 27، ونزهة النفوس 2/ 366 رقم 514، والضوء اللامع 6/ 307، ووجيز الكلام 2/ 428 رقم 966، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 380 رقم 742، وبدائع الزهور ج 2/ 9 وفيه: «العراقي»، وهو تصحيف، شذرات الذهب 7/ 122. و «الغرّاقي»: بالغين المعجمة، وتشديد الراء، وألف، وقاف. (¬6) انظر عن (البرماوي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 276، وإنباء الغمر 3/ 26 رقم 19، وذيل الدرر الكامنة 230، 231 رقم 419، وعقد الجمان 189، 190 رقم 16، والدليل الشافي 1/ 438 رقم 1512، والنجوم الزاهرة 14/ 122، ونزهة النفوس 2/ 336، 337 رقم 515، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 364 رقم =

رمضان

وكان ماهرا في العربية والقراءات. مات فجأة ولم يكمل الخمسين. [رمضان] [وصول دمرداش إلى القاهرة] وفي رمضان وصل دمرداش في البحر، فصعد إلى السلطان فأكرمه (¬1)، وخلع عليه خلعة حافلة، وأركبه من مراكيبه الخاص بالسّرج الذهب والكنبوش الزركش. [مشيخة تربة الظاهر برقوق] وفيه قرّر في مشيخة تربة الظاهر برقوق الصدر النجم، عوضا عن حاجي فضة وقد صرف عنها (¬2). [وفاة الصدر ابن الأدمي] [1318]- وفيه مات قاضي القضاة الصدر ابن الآدميّ (¬3)، علي بن محمد بن محمد الدمشقيّ، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، أديبا، بارعا، ناظما، ناثرا جمّ المحاسن. ولي عدّة وظائف جليلة، وجمع له بين قضاء الحنفية والحسبة. ومن (¬4) شعره: / 456 / يا متّهمي بالصبر كن منجدي ... ولا تطل رفضي فإنّي علي ل أنت خليلي فبحقّ الهوى ... كن لشجوني راحما يا خلي ل (¬5) ¬

= 734، والضوء اللامع 5/ 123 رقم 436، ووجيز الكلام 2/ 428، 429 رقم 967، وبدائع الزهور 2/ 9، وشذرات الذهب 7/ 121. و «البرماوي»: بكسر الباء الموحّدة، وسكون الراء. (¬1) خبر دمرداش في: السلوك ج 4 ق 1/ 270، وعقد الجمان 186، ونزهة النفوس 2/ 332. (¬2) خبر المشيخة في: السلوك ج 4 ق 1/ 270، وعقد الجمان 177. (¬3) انظر عن (ابن الآدمي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 276، وإنباء الغمر 3/ 27، 28 رقم 22، والنجوم الزاهرة 14/ 122، 123، والدليل الشافي 1/ 481 رقم 1669، والمنهل الصافي 8/ 199 - 201 رقم 1676، وذيل رفع الإصر 186، ونزهة النفوس 3378 رقم 516، والضوء اللامع 6/ 8 رقم 25، وعقد الجمان 190، 191، رقم 18، وذيل الدرر الكامنة 231 رقم 421، ووجيز الكلام 2/ 429، 430 رقم 970، وقضاة دمشق 207، وحسن المحاضرة 122، وفهرس دار الكتب الظاهرية (الشعر) 370، وخزانة الأدب 11 و 12 و 161، 162 و 489 و 491، وثمرات الأوراق 266 و 275. (¬4) في الأصل: «وهو». (¬5) وجيز الكلام 2/ 430.

وفاة الحجبي الملقب بالنطعة

[وفاة الحجبي الملقّب بالنطعة] [1319]- وفيه مات الشيخ شمس الدين محمد الحجبي (¬1) الحنفي، الملقّب بالنطعة. وكان إماما في استحضار الفروع. [القبض على دمرداش وابن أخيه] وفيه قبض على دمرداش وعلى ابن (¬2) أخيه قرقماس وحملا في الحال إلى سجن الإسكندرية (¬3). [قتل تغري بردي] [1320]- وفيه أحضر تغري بردي ابن (¬4) أخي دمرداش أخو قرقماس وقد قبض عليه بالصالحية بحيلة، فسجن بقلعة الجبل، ثم قتل بعد ذلك. وكان من عادته أن لا يجتمع هو وأخوه قرقماس بالقاهرة خوفا من القبض عليهما. ولما قدم أخاه (¬5) القاهرة بقي هو بالصالحية حتى قبض عليه وعلى عمّهما، وسكن بذلك الكثير من الشرور (¬6). [قضاء الحنفية] وفيه أعيد الناصر بن العديم إلى القضاء الحنفية، عوضا عن ابن (¬7) الآدميّ (¬8). ¬

(¬1) انظر عن (الحجبي) في: إنباء الغمر 3/ 31 رقم 28، والضوء اللامع 8/ 275، وشذرات الذهب 7/ 123 وفيه: الحجي. (¬2) في الأصل: «وعلى بن». (¬3) خبر القبض في: السلوك ج 4 ق 1/ 271، وإنباء الغمر 3/ 13، وعقد الجمان 178، وبدائع الزهور ج 2/ 10، والسيف المهنّد 320. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) الصواب: «أخوه». (¬6) انظر عن (تغري بردي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 271، وعقد الجمان 78 و 195 رقم 27، والدليل الشافي 1/ 216، 217 رقم 760، والضوء اللامع 3/ 28 رقم 135، ووجيز الكلام 2/ 432 رقم 979، وبدائع الزهور 2/ 10، والمنهل الصافي 4/ 46 - 56 رقم 765، وإعلام النبلاء 5/ 162، 163 رقم 505 وفيه وفاته سنة 815 هـ‍، والسيف المهند 320. (¬7) في الأصل: «عن بن». (¬8) خبر القضاء في: السلوك ج 4 ق 1/ 271، وإنباء الغمر 3/ 14، وعقد الجمان 178، 179، ونزهة النفوس 2/ 333، والسيف المهنّد 320.

نيابة الشام

[نيابة الشام] وفيه قرّر في نيابة الشام قانباي المحمّديّ، وقرّر عوضه في الأمير اخورية ألطنبغا القرمشيّ (¬1). [نيابة حلب] وقرّر إينال الصصلاني في نيابة حلب (¬2). [نيابة غزّة] وفيه قرّر سودون قرا سقل في نيابة غزّة (¬3). [شوال] [نيابة الإسكندرية] وفي شوّال قرّر المشير حسن بن محبّ الدين في نيابة الإسكندرية، وصرف خليل الجشاري (¬4). [وفاة عبد القوي البجاني] [1321]- وفيه مات الشيخ عبد القويّ (¬5) بن محمد بن عبد القويّ المغربي، البجّائيّ، المالكيّ، نزيل مكة. وكان فقيها، خيّرا ديّنا، جاوز الستّين. [ذو القعدة] [وفاة الخالدي] [1322]- مات أحد المشاهير بالدين والخير والعبادة بصفد أحمد الخالديّ (¬6). ¬

(¬1) خبر النيابة في: السلوك ج 4 ق 1/ 271، وعقد الجمان 179، ونزهة النفوس 2/ 333، والسيف المهنّد 320. (¬2) خبر حلب في: السلوك ج 4 ق 1/ 271، وعقد الجمان 179، ونزهة النفوس 2/ 333، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 190 ب. (¬3) خبر غزّة في: السلوك ج 4 ق 1/ 179، ونزهة النفوس 2/ 333، وإنباء الغمر 3/ 14، والسيف المهنّد 320. (¬4) خبر الإسكندرية في: السلوك ج 4 ق 1/ 272، وإنباء الغمر 3/ 14، وبدائع الزهور 2/ 10، والسيف المهنّد 321. (¬5) انظر عن (عبد القويّ) في: إنباء الغمر 3/ 26 رقم 18، وذيل الدرر الكامنة 230 رقم 418، والدليل الشافي 1/ 423 رقم 1458، والمنهل الصافي 7/ 328، 329 رقم 1464، والضوء اللامع 4/ 302 رقم 812، ووجيز الكلام 2/ 430 رقم 973، وشذرات الذهب 7/ 121. (¬6) انظر عن (الخالدي) في: إنباء الغمر 3/ 29 رقم 9.

تأهب السلطان للسفر

[تأهّب السلطان للسفر] وفيه علّق جاليش سفر السلطان وعرض الجند، وأخذ في التأهّب للسفر إلى جهة نوروز (¬1). [خروج قانباي إلى نيابة الشام] وفيه خرج قانباي المحمدي نايب الشام مسافرا إلى محلّ كفالته (¬2). [وفاة البرهان النوفلي] [1323]- وفيه مات البرهان (ابن زقّاعة (¬3) إبراهيم) (¬4) بن محمد بن بهادر بن أحمد المقري، النّوفليّ، الفوّيّ، الشافعي. وكان عارفا بكثير من الفنون والأعشاب وغيرها. وله نظّم كثير وأشياء مبتدعة. وكان يعتقد به السلطان برقوق ويعظّمه جدا. ومولده سنة خمس وأربعين. [وفاة ابن الجوبان] [1324]- والكاتب المجوّد، شهاب الدين، أحمد بن الجوبان (¬5) الذهبيّ. [وفاة قاضي المدينة] [1325]- وقاضي المدينة الزين [أبو بكر] (¬6) بن حسين المراغيّ (¬7)، أبو بكر بن ¬

(¬1) خبر التأهب في: السلوك ج 4 ق 1/ 272، وإنباء الغمر 3/ 15، وبدائع الزهور 2/ 10. (¬2) خبر قانباي في: السلوك ج 4 ق 1/ 273، وإنباء الغمر 3/ 14، وعقد الجمان 181، والسيف المهنّد 321. (¬3) انظر عن (ابن زقّاعة) في: السلوك ج 4 ق 1/ 278، وذيل التقييد 1/ 439، 440 رقم 861، ودرر العقود الفريدة 1/ 97 - 99 رقم 8 والمقفّى الكبير 1/ 294 رقم 342، وغاية النهاية 1/ 5 رقم 53، وذيل الدرر الكامنة 228، 229 رقم 414، وعقد الجمان 118، 119 رقم 15، والدليل الشافي 1/ 28 رقم 77، والمنهل الصافي 1/ 165 - 170 رقم 78، والنجوم الزاهرة 14/ 125، 126، ووجيز الكلام 2/ 431 رقم 975، والضوء اللامع 2/ 10 وفيه «رقاعة»، وديوان الإسلام 2/ 406 رقم 1093، وإيضاح المكنون 1/ 209 و 482 و 485 و 2/ 413، وهدية العارفين 1/ 19، ومعجم المصنّفين 4/ 333، والأعلام 1/ 64، ومعجم المؤلفين 1/ 89، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 76، 77 رقم 109، والتاريخ العربي والمؤرخون 4/ 185 رقم 145، وتحفة الأحباب 42 - 44، وفهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (الشعر) 157، وذيل تاريخ الأدب العربي 2/ 8. (¬4) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬5) انظر عن (ابن الجوبان) في: إنباء الغمر 13/ 18 رقم 5، وبدائع الزهور 2/ 11. (¬6) ما بين الحاصرتين أضفته على الأصل للتصويب. (¬7) انظر عن (المراغي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 277، 278، وذيل الدرر الكامنة 229، 230 رقم 415، وإنباء الغمر 3/ 23 رقم =

وفاة جابر الحراشي

حسين بن عمر بن عبد الرحمن ابن النجم / 457 / بن نجم بن طولوا العثماني، المراغيّ، الشافعيّ. وكان عالما فاضلا، وله سماع من جماعة، منهم: صالح بن مختار، وأحمد بن كشتغدي. وله «تاريخ المدينة الشريفة». ومولده قبل الثلاثين وسبعمائة. وأجاز له الحجّاز، والبرزالي، والمزّي، وآخرين (¬1). [وفاة جابر الحراشي] [1326]- وفيه مات جابر الحراشيّ (¬2). وكان من الدهاة يميل إلى مذهب الزيدية، وتقدّم بمكة. [ذو الحجة] أمير المؤمنين أبو الفتح داود بن المتوكّل على الله في سابع عشره طلب السلطان المؤيّد شيخ داود هذا، وهو أخو الخليفة السلطان المستعين بالله، فلما حضر إلى عنده للقلعة قام له وأجلسه وعنده القضاة الأربع (¬3)، وطلب خلعة الخلافة الشعار الأسود. فأفيض عليه، ثم دعا وأركب إلى داره (¬4). قال بعض المؤرّخين أيضا: في سادس عشر ذي حجّة خلع المستعين من الخلافة، وكانت مستمرّة باسمه من يوم عزل من السلطنة، فلما عزم المؤيّد إلى الشام طلب داود بن المتوكّل بحضرة القضاة وألبس خلعة سوداء، وأجلسه بينه وبين القاضي الشافعي البلقيني، وقرّره في الخلافة عوضا عن أخيه المستعين. ¬

= 10، ودرر العقد والفريدة 1/ 171، 172 رقم 47، وذيل التقييد 2/ 343، 344 رقم 1758، والنجوم الزاهرة 14/ 125، والدليل الشافي 2/ 814، 815 رقم 2741، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 338، 339 رقم 712، ووجيز الكلام 2/ 427، 428 رقم 964، والضوء اللامع 11/ 28 - 31، وشذرات الذهب 7/ 120، وكشف الظنون 302 و 378، وإيضاح المكنون 2/ 467 و 700، وفهرس مخطوطات الظاهرية ليوسف العش 6/ 104، وفهرس الخديوية 5/ 32، ومعجم المؤلفين 3/ 60، وتاريخ الأدب العربي 2/ 172، وذيله 2/ 221، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 5/ 67، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 757 رقم 1438. (¬1) الصواب: «وآخرون». (¬2) انظر عن (الحراشي) في: إنباء الغمر 3/ 23، 24 رقم 12، وذيل الدرر الكامنة 227 رقم 413، والضوء اللامع 3/ 51. (¬3) الصواب: «الأربعة». (¬4) خبر الخليفة في: السلوك ج 4 ق 1/ 273، 274، ونزهة النفوس 2/ 334، وإنباء الغمر 3/ 15، ووجيز الكلام 2/ 425، وبدائع الزهور 2/ 11، والسيف المهنّد 321.

قضاء الحنفية بدمشق

[قضاء الحنفية بدمشق] وفيه قرّر الشمس بن التبّاني في قضاء الحنفية بدمشق (¬1). [رماية ابن أبي الفرج على الناس] وفيه عاد الأستادار ابن (¬2) أبي الفرج من الصعيد وقد جرفها جرفا، ولم يتحاشى عن حلال ولا حرام، ولا عفّ ولا كفّ، وأخذ في رمي ما نهبه من البلاد على الناس، ومن يومئذ ضرب المثل برماياته فقيل: «رماية ابن (¬3) أبي الفرج» (¬4). [نصب خام السلطان] وفيه نصب خام السلطان بالريدانية على أنه يسافر إلى قتال نوروز (¬5). * * * [نادرة الجمّال بمكة] وفيها - أعني هذه السنة - وقعت نادرة غريبة بمكة، وهي أنّ جمّال (¬6) أسنّ عنده جمل باعه للجزّار فربطه الجزّار بالمجزرة، فانفلت ودخل المسجد الحرام بعد صلاة العشاء، فقام الناس لإخراجه فعجزوا فيه، وأخبروا ذلك ابن (¬7) ظهيرة، فأمر بحفظ المطاف منه، فباتوا يحرسونه ويمنعونه من المطاف، فهجم وطاف بالبيت ثلاثة أشواط، ثم ذهب إلى جهة مقام إبراهيم وسقط ميتا، فأخرج وحفر له حضرة ودفن فيها (¬8). * * * [حصار برصا وإحراقها] وفيها نزل محمد بن قرمان على برصا وحصرها وحرّقها، وأخذ في حصار قلعتها، فبلغه موت موسى بن عثمان، فرحل (¬9). * * * ¬

(¬1) خبر القضاء في: السلوك ج 4 ق 1/ 274، وإنباء الغمر 3/ 15، ونزهة النفوس 2/ 334. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر الرماية في: السلوك ج 4 ق 1/ 274، 275، وإنباء الغمر 3/ 15. (¬5) خبر الخام في: السلوك ج 4 ق 1/ 274، وإنباء الغمر 3/ 15، ونزهة النفوس 2/ 335. (¬6) الصواب: «أنّ جمّالا». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) خبر النادرة في: إنباء الغمر 3/ 16، ووجيز الكلام 2/ 425، 426، ونزهة النفوس 2/ 524، 325، وبدائع الزهور 2/ 10. (¬9) خبر برصا في: السلوك ج 4 ق 1/ 275، وبدائع الزهور ج 2/ 10.

خراب مملكة فاس

[خراب مملكة فاس] وفيها كان خراب مملكة فاس ومدينة فاس بسبب اختلاف ملوكها، واتّضع ملك بني مرين لأسباب / 458 / يطول الشرح في ذكرها (¬1). [قطع الدعاء لبني العباس] وفيها قطع من الخطبة التصريح بالدعاء لبني العباس والكنية واللقب، واستمرّ ذلك (¬2). ¬

(¬1) خبر فاس في: بدائع الزهور 2/ 13. (¬2) خبر الدعاء في: السلوك ج 4 ق 1/ 273، 274.

حوادث سنة سبع عشرة وثمانمائة

[حوادث] سنة سبع عشرة وثمانمائة [محرّم] [هبوب رياح وسقوط برد وخراب بيوت] في محرّم هبّت ريح شديدة وأرعدت السماء رعدا مهولا، ثم نزل مطر غزير، ونزل بمدينة مصر برد كبار كثير جدّا بحيث خرب منه (¬1)، وأبيع البرد بعد ذلك بالرطل، وجرف منه من على الأسطحة، وخربت به بيوت كثيرة، وما سقط منه بالقاهرة ولا واحدة، وعدّ من النوادر. وكان ذلك في بشنس (¬2). [سفر السلطان إلى الشام] وفيه خرج السلطان مسافرا من القاهرة ومعه الخليفة والقضاة وما طلّب (¬3)، وكان في قليل من العسكر، ثم خرجت الأطلاب في أثناء نهارها شيئا فشيئا (¬4). وبينا السلطان بالريدانية أحضر إليه طبق فيه من البرد الذي نزل بمصر فشربه، وقال بأنه يصل إلى بلاد الثلج. وقرّر السلطان ألطنبغا العثماني في نيابة الغيبة وأنزله بباب السلسلة وأنزل بالقلعة برد بك قصقا (¬5) من مقدّمي الألوف، وأقام عند باب الستارة صماي الحسني، وجعل قجق حاجب الحجّاب لفصل الحكومات بين العامّة (¬6). ¬

(¬1) الصواب: «خربت منه». (¬2) خبر الرياح في: السلوك ج 4 ق 1/ 280، وإنباء الغمر 3/ 35، وبدائع الزهور 2/ 13، و «بشنس» هو الشهر التاسع عند القبط. (¬3) طلّب: من التطليب، وهو لفظ عامّيّ درج على ألسنة الناس في عصر المماليك. معناه: الحضور بمجموعة من فرق الجند إلى أماكن الاحتفالات على هيئة مخصوصة بالمواكب. (معجم المصطلحات والألقاب التاريخية 108). (¬4) السلوك ج 4 ق 1/ 281. (¬5) قصق: القصير. (¬6) خبر السفر في: السلوك ج 4 ق 1/ 281، وإنباء الغمر 3/ 35، وعقد الجمان 196، 197، ونزهة النفوس 2/ 340، ووجيز الكلام 2/ 433، وبدائع الزهور، 2/ 13، وإعلام الورى 37، والسيف المهنّد 323.

نظر جيش دمشق

[نظر جيش دمشق] وفيه قرّر في نظر جيش دمشق الصدر بن العجميّ (¬1). [مشيخة مدرسة برقوق] وقرّر في مشيخة مدرسة برقوق حاجي فقيه على عادته، وأعيدت المواريث إلى ديوان الوزارة، وكانت خرجت عنه من مدّة (¬2). [وفاة الفقيه الخضر] [1327]- وفيه مات الفقيه الخضر (¬3) بن عبد الرحمن بن محمد الزبيدي، اليمنيّ، عن ثمان وثمانين سنة. وأجاز له عبد الرحمن، وإبراهيم ابنا أحمد بن أبي الخير، وسمع من خاله عيسى بن أحمد بن أبي الخير. [جباية الأموال بالوجه البحري] وفيه خرج الأستادار فخر الدين بن أبي الفرج إلى الوجه البحريّ، فجبى منه أموالا جزيلة، بحيث عاد ومعه جمال موقرة بالذهب، وسار به إلى السلطان بعد سفره (¬4). [صفر] [مقتل الأمير نوروز] [1328]- وفي صفر وصل السلطان إلى قبّة يلبغا خارج دمشق، وكان قد بعث إلى نوروز يطلب الصلح فأبى، فوقعت الحرب بينهما، وكانت الغلبة متعيّنة لنوروز، ثم مع ذلك انهزم وأشيع بقلعة دمشق وقد حصّنها، فزحف عليه المؤيّد وأخذ في الرمي عليه بآلات الرمي حتى المنجنيق، فبعث بطلب الأمان فأمّن ونزل فغدر به المؤيّد وقبض عليه، ثم قتله (¬5) في ربيع الآخر من ليلة نزوله إليه بعد أن أقام السلطان على محاصرته في هذه المدّة. ¬

(¬1) خبر الجيش في: السلوك ج 4 ق 1/ 281، وعقد الجمان. (¬2) خبر المشيخة في: السلوك ج 4 ق 1/ 281، 282. (¬3) لم أجده في مصادري. (¬4) خبر الجباية في: السلوك ج 4 ق 1/ 282. (¬5) خبر مقتل نوروز في: السلوك ج 4 ق 1/ 282، ظ 28 و 294، وإنباء الغمر 3/ 36 و 50، 51 رقم 17، والسيف المهنّد 324 - 327، وعقد الجمان 199 - 202، والنجوم الزاهرة 14/ 21 و 128، 129، والدليل الشافي 2/ 762، 763 رقم 2597، والضوء اللامع 10/ 204 رقم 871، ووجيز الكلام 2/ 433، ونزهة النفوس 2/ 341، وتاريخ ابن سباط 2/ 775، وإعلام الورى 37، وبدائع الزهور 2/ 13، 14 وتاريخ الأزمنة 344، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 191 أ (في ترجمة: إينال الصصلاني)، وتاريخ بيروت 207 و 236 - 238.

ربيع الأول

وفيه في آخره، قاتل السلطان في دمشق وأخذ / 459 / يحاصر قلعتها بعد أن تحوّل من الميدان إلى الإصطبل (¬1). [ربيع الأول] [اشتداد الحصار على نوروز] وفي ربيع الأول اشتدّ الحصار على نوروز مع ثباته (¬2). [وفاة قاضي المدينة] [1329]- وفيه مات قاضي المدينة المشرّفة، الزين عبد الرحمن بن علي بن يوسف بن الحسن بن محمود الزرندي (¬3) الحنفيّ. وكان فاضلا، وسمع من العلائي وتفرّد بالإجازة من الزبيري على الأسواني، وأقرى (¬4) «الشفاء». ومولده قبل الخمسين وسبعماية. [ربيع الأول] [وفاة ابن أبي المعالي] [1330]- وفي ربيع الآخر مات عبد الله بن صالح (¬5) بن عبد الحكم بن أبي المعالي الشيباني، المكّيّ (¬6). وسمع من جماعة منهم: عثمان بن الصفيّ الطبريّ، وطبقته، وتفرّد بالرواية عنهم. قارب الثمانين. ¬

(¬1) السلوك ج 4 ق 1/ 283. (¬2) السلوك ج 4 ق 1/ 283، ونزهة النفوس 2/ 341. (¬3) انظر عن (الزرندي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 296، وإنباء الغمر 3/ 44، 45 رقم 10، وذيل الدرر الكامنة 236 رقم 433، وذيل التقييد 2/ 89 رقم 1212، وعقد الجمان 212 رقم 31، والنجوم الزاهرة 14/ 132، والدليل الشافي 1/ 402 رقم 1387، والمنهل الصافي 7/ 196، 197 رقم 1391، ووجيز الكلام 2/ 435 رقم 983، والضوء اللامع 4/ 105 رقم 297، وشذرات الذهب 7/ 125. (¬4) الصواب: «وأقرأ». (¬5) انظر عن (ابن صالح) في: العقد الثمين 5/ 178، وذيل التقييد 2/ 35 رقم 1114، وذيل الدرر الكامنة 235 رقم 428، وإنباء الغمر 3/ 43 رقم 7، ونزهة النفوس 2/ 341 و 342 رقم 523، ووجيز الكلام 2/ 433، والضوء اللامع 5/ 21، وبدائع الزهور 2/ 14، وشذرات الذهب 7/ 125. (¬6) في الأصل: «السرلى الملكي».

قتل نوروز

[قتل نوروز] [1331]- وفيه قتل نوروز (¬1). وكان من مماليك الظاهر برقوق، وتنقّل في عدّة وظايف جليلة. وكان شهما، مهابا، متعاظما، سفّاكا للدماء، عبوسا شديد البأس، جبّارا، ظالما. ومن محاسنه عمارة قلعة دمشق. [مقتل عدّة أمراء] وقتل معه: [1332]- يشبك بن أزدمر (¬2). [1333]- وسودون كستا (¬3). [1334]- وبرسبغا (¬4). [1335]- وإينال (¬5). [1336]- وطوخ نائب حلب (¬6). [1337]- وقمش (¬7). ¬

(¬1) انظر خبر مقتله ومصادره هناك. (¬2) انظر عن «يشبك بن أزدمر» في: السلوك ج 4 ق 1/ 295، وإنباء الغمر 3/ 36 و 51 رقم 18، والدليل الشافي 2/ 786 رقم 2649، والنجوم الزاهرة 14/ 21 و 129، ونزهة النفوس 2/ 345 رقم 524، ووجيز الكلام 2/ 436 رقم 987، والضوء اللامع 10/ 279 رقم 1097، وبدائع الزهور 2/ 14، وعقد الجمان 216 رقم 37. (¬3) انظر عن (سودون كستا) في: السلوك ج 4 ق 1/ 183، وإنباء الغمر 3/ 36 وفيه «كسا»، وبدائع الزهور ج 2/ 14 وفيه «كسا». (¬4) انظر عن (برسبغا) في: السلوك ج 4 ق 1/ 283 و 295 «برصبغا»، وإنباء الغمر 3/ 36 وفيه: «برسنبغا»، وعقد الجمان 217 رقم 40، والنجوم الزاهرة 14/ 21، والضوء اللامع 3/ 10، وبدائع الزهور 2/ 14. (¬5) انظر عن (إينال) في: السلوك ج 4 ق 1/ 283، وإنباء الغمر 3/ 36، والنجوم الزاهرة 1/ 21، وبدائع الزهور 2/ 14، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 275 ب (في ترجمة: تغري ورمش). (¬6) انظر عن (طوخ) في: السلوك ج 4 ق 1/ 283 و 294، وعقد الجمان 217 رقم 39، والنجوم الزاهرة 14/ 21 و 130، والدليل الشافي 1/ 372، 373 رقم 1278، والضوء اللامع 4/ 11، رقم 40، ونزهة النفوس 2/ 345 رقم 526، والمنهل الصافي 6/ 12 رقم 1275، وبدائع الزهور 2/ 14. (¬7) انظر عن (قمش) في: السلوك ج 4 ق 1/ 83، و 295، وعقد الجمان 217 رقم 38، والنجوم الزاهرة 14/ 21 و 130، ونزهة النفوس 2/ 345 رقم 525، وبدائع الزهور 2/ 14.

وفاة الأديب البربري

[وفاة الأديب البربري] [1338]- وفيه - على ما ذكره بعض المؤرّخين - مات بالنحريرية الأديب، الشاعر، مادح النبيّ عليه الصلاة والسلام، محمد بن محمد بن علي البديوي (¬1). وبعضهم قدّم وفاته بمدّة عن هذه السنة. [جمادى الأول] [وصول رأس نوروز إلى القاهرة] وفي جمادى الأول وصل إلى القاهرة جرباش قاشوق، وهو أحد العشرات إذ ذاك، وعلى يده رأس نوروز الحافظي، فارتجّت القاهرة وزيّنت، وعلّقت الرأس على باب القلعة (¬2) [مسير السلطان إلى حلب] وفيه سار السلطان من دمشق يريد حلب لتدبير أمور البلاد (¬3). [وفاة جانبك الدوادار] [1339]- وفيه مات جانبك الدوادار (¬4) من جرح أصابه على حصار دمشق، وكان (¬5) من أخصّاء المؤيّد ومماليكه. [جمادى الآخر] [تعيين نوّاب ببلاد الشام] وفي جمادى الآخر سار السلطان من حلب يريد الأبلستين فدخلها وبقي بها أياما، ثم سار منها إلى ملطية فاستناب بها كزل نايب طرابلس، ثم عاد إلى حلب فاستناب بها إينال الصصلاني، وقرّر في نيابة حماه تنبك البجاسيّ، وفي نيابة طرابلس سودون من عبد الرحمن، وبقلعة المسلمين نايبها طوغان (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (البديوي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 297. (¬2) خبر رأس نوروز في: السلوك ج 4 ق 1/ 283، وعقد الجمان 201، ونزهة النفوس 2/ 342، وبدائع الزهور 2/ 14، والسيف المهنّد 326. (¬3) خبر المسير في: السلوك ج 4 ق 1/ 283، وعقد الجمان 202، والنجوم الزاهرة 14/ 22، ونزهة النفوس 2/ 342، وبدائع الزهور 2/ 14، والسيد المهنّد 328. (¬4) انظر عن (جانبك الدوادار) في: السلوك ج 4 ق 1/ 295، ونزهة النفوس 2/ 346 رقم 526. (¬5) في الأصل: «وكامن». (¬6) خبر التعيين في: السلوك ج 4 ق 1/ 283 وفيه: «وبقلعة الروم جانبك الحمزاوي بعد ما قتل نائبها طوغاي»، وعقد الجمان 203، والنجوم الزاهرة 14، 22، ونزهة النفوس 2/ 342، ووجيز الكلام 2/ 434، والسيف المهنّد 328، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 191 أ، و 233 ب.

وفاة الجمال سبط القلانسي

[وفاة الجمال سبط القلانسي] [1340]- وفيه مات الجمال سبط القلانسي (¬1)، عبد الله بن علي بن محمد بن علي بن أبي الفتح الكنانيّ العسقلانيّ، الحنبليّ. وكان بزيّ الجند، مع كون والده كان قاضي القضاة. وكان خيّرا ديّنا، أخذ من علي الميدوميّ، وأسمع على القلانسيّ، والفرضيّ، وابن (¬2) الملوك. ومولده سنة خمسين. [وفاة الواعظ الحنفي] [1341]- والشيخ الواعظ محمد بن عزيز (¬3) الحنفي. وكان فاضلا، ذكيا، خيّرا، وولي مشيخة / 460 / اليونسية، وأفاد الطلبة، وألقى الدروس. وكان كريم النفس أحسن العشرة والخط، وكتب به كثيرا. [نيابة الكرك] وفيه قرّر في نيابة الكرك يشبك، وقد صارت خرابا من الفتن (¬4). [هرب الأستادار من حماه] وفيه فرّ الفخر عبد الغني الأستادار هاربا من حماه، وكان قد داخله خوف شديد من المؤيّد، فما ثبت جنانه مع ذلك، وتوجّه في هربه إلى بغداد، فتكلّم في الأستادارية التقيّ عبد الوهاب بن أبي شاكر، وهو على نظر المفرد (¬5). [نيابة دمشق] وفيه وصل السلطان إلى دمشق، وقرّر في نيابتها قانباي المحمدي (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (سبط القلانسي) في: إنباء الغمر 3/ 44 رقم 8، وذيل الدرر الكامنة 235، 236 رقم 430، وذيل التقييد 2/ 42 رقم 1129، وعقد الجمان 212 رقم 30، ووجيز الكلام 2/ 435 رقم 995، والضوء اللامع 5/ 34، 35، وبدائع الزهور 2/ 15، والمنهج الأحمد 481، والمقصد الأرشد، رقم 528، وشذرات الذهب 7/ 125، والدرّ المنضد 2/ 606 رقم 1519، والسحب الوابلة 161. (¬2) في الأصل: «وبن». (¬3) انظر عن (ابن عزيز) في: إنباء الغمر 3/ 46، 47، رقم 14، والضوء اللامع 8/ 754، والدارس 1/ 550. (¬4) خبر الكرك في: السلوك ج 4 ق 1/ 284، وإنباء الغمر 3/ 36، وبدائع الزهور 2/ 15. (¬5) خبر الأستادار في: السلوك ج 4 ق 1/ 287، وبدائع الزهور 2/ 15. (¬6) خبر دمشق في: عقد الجمان 203، والنجوم الزاهرة 14/ 22، ونزهة النفوس 2/ 342، ووجيز الكلام 2/ 434، وبدائع الزهور 2/ 15، وإعلام الورى 39، والسيف المهنّد 328.

شعبان

[شعبان] [وفيه مات السعد الهمداني] [1342]- وفي شعبان مات السعد الهمدانيّ (¬1)، الشيخ، العالم، الفاضل، نور الدين سعد بن علي بن إسماعيل الحنفيّ، نزيل حلب. وكان عالما، فاضلا، خيّرا، ديّنا، عاقلا، انتفع به الطلبة علما وإحسانا وجاها، وترك ولده الشيخ سعد الدين سعد الله، ومات في سنة أحد (¬2) وسبعماية قبل كهولته. [وفاة فتح الدين السكندري] [1343]- وفتح الدين السّكندريّ (¬3) محمد بن محمد بن محمد المخزوميّ (¬4). سمع من ابن نباتة سيرة ابن (¬5) هشام، وحدّث بها عنه. [نيابة غزة] وفيه سار السلطان إلى القدس فتصدّق بها، وسار إلى غزّة وقرّر في نيابتها طرباي (¬6). [استيلاء الفرنج على شقير] وفيه استولى الفرنج البرطغال (¬7) على مدينة شقير (¬8) بالمغرب، وقتلوا ما كان بها، حتى الكتب العلمية، وكانت شيئا كثيرا إلى الغاية، وتركوها قاعا خرابا وهي بأيديهم. وكان سبب أخذها اختلاف الملوك من بني مرين أصحاب فاس حتى أعطوها لابن الأحمر صاحب غرناطة من الأندلس، فنقل سلاحا كان بها، فطمع فيها الفرنج فأخذوها، وهي بيديهم إلى الآن، ولله الأمر. ¬

(¬1) انظر عن (الهمداني) في: إنباء الغمر 3/ 43 رقم 5، ووجيز الكلام 2/ 435 رقم 984، والضوء اللامع 3/ 248، وشذرات الذهب 7/ 124. (¬2) الصواب: «سنة إحدى». (¬3) انظر عن (السكندري) في: إنباء الغمر 3/ 47 رقم 15، وذيل الدرر الكامنة 237، 238 رقم 436، والضوء اللامع 10/ 13. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر غزّة في: السلوك ج 4 ق 1/ 284، وعقد الجمان 203، وبدائع الزهور 2/ 15، والسيف المهنّد 328. (¬6) في السلوك ج 4 ق 1/ 292 «البرتقال». (¬7) في بدائع الزهور 2/ 15 «شقرة». (¬8) خبر الإقامة في: السلوك ج 4 ق 1/ 284، وعقد الجمان 203، والنجوم الزاهرة 14/ 22، ووجيز الكلام 2/ 434.

إقامة السلطان بسرياقوس

[إقامة السلطان بسرياقوس] وفيه وصل السلطان إلى سرياقوس فأقام بها عدّة أيام يقيم بها أوقات السماع والغناء وغير ذلك، وأنعم على أهل الخانقاه بأموال جزيلة (¬1). [مسير نائب حلب لقتال ابن نعير] وفيه سار نايب حلب لقتال حسين بن نعير (¬2). [رمضان] [مرض السلطان بالقلعة] وفي رمضان دخل السلطان القاهرة وصعد قلعة الجبل، ولم ينشب أن ثار به ألم المفاصل في رجله فانقطع به مدّة في دوره بالقلعة (¬3). [وفاة الأتابك يلبغا] [1344]- وفيه مات الأتابك يلبغا الناصريّ (¬4). وكان من خيار الأمراء. وقرّر في الأتابكية بعده ألطنبغا العثماني. [صعود السلطان القلعة] وفيه ركب السلطان وعاد شاقّا القاهرة من باب النصر حتى صعد القلعة فهدّفت الزينة، وكان لها أياما (¬5). [القبض على أمراء] وفيه قبض على حاجب الحجّاب قجق، ويلبغا المظفّري، وتمان تمر أرق، وحملوا إلى سجن الإسكندرية (¬6). ¬

(¬1) خبر ابن نعير في: السلوك ج 4 ق 1/ 284. (¬2) خبر المرض في: السلوك ج 4 ق 1/ 284، وعقد الجمان 203، والنجوم الزاهرة 14/ 23. (¬3) انظر عن (يلبغا الناصري) في: السلوك ج 4 ق 1/ 284، وعقد الجمان 204، وإنباء الغمر 3/ 51 رقم 19، والنجوم الزاهرة 14/ 130، 131، والدليل الشافي 2/ 794 رقم 674، ونزهة النفوس 2/ 346 رقم 528، والضوء اللامع 10/ 290 رقم 1139، وبدائع الزهور 2/ 15. (¬4) خبر القلعة في: السلوك ج 4 ق 1/ 285، وعقد الجمان 204، 205، والنجوم الزاهرة 14/ 23، والسيف المهند 328. (¬5) خبر الأمراء في: السلوك ج 4 ق 1/ 285، وعقد الجمان 205، والسيف المهنّد 329، والنجوم الزاهرة 14/ 23، وبدائع الزهور 2/ 15. (¬6) خبر المالكية في: السلوك ج 4 ق 1/ 285، وعقد الجمان 205، ونزهة النفوس 2/ 343، وبدائع الزهور 2/ 16.

قضاء المالكية

[قضاء المالكية] وفيه أعيد الجمال الأقفهسي عبد الله بن مقداد بن إسماعيل المالكي في القضاء المالكية، وصرف الشهاب الأموي المغربيّ. [نيابة الإسكندرية] وفيه قرّر صوماي الحسنيّ في نيابة الإسكندرية، عوضا عن ابن (¬1) محبّ الدين الطرابلسيّ، وكتب بحضور المذكور إلى القاهرة (¬2). [تعيين أمراء] وفيه قرّر في حجوبية الحجّاب سودون القاضي / 461 / وفي إمرة مجلس قجفار القردميّ، وفي إمرة سلاح جانبك الصوفي بعد موت شاهين الأفرم (¬3). [وفاة قاضي مكة] [1345]- وفيه مات قاضي مكة ومفتيها جمال الدين أبو حامد، محمد بن عبد الله بن ظهيرة (¬4) بن أحمد المخزومي، القرشي، المكي، الشافعيّ، عن بضع وستين سنة. وكان عالما، فاضلا، أفتى ودرّس وصنّف وألف، وولي قضاء بلده سنين. وكان من أعيان مكة وأكابرها، ومن شيوخه في الحديث ابن (¬5) أميلة، وابن (¬6) هبل، وآخرين (¬7) من طبقتهما. وله نظم. ومن مشايخه: السراج البلقيني، والبهاء السبكيّ. ¬

(¬1) في الأصل: «عن بن». (¬2) خبر الإسكندرية في: السلوك ج 4 ق 1/ 285، وعقد الجمان 205، والنجوم الزاهرة 14/ 24. (¬3) خبر التعيين في: السلوك ج 4 ق 1/ 285، وعقد الجمان 205، 206، والنجوم الزاهرة 14/ 23، 24، ونزهة النفوس 2/ 344، وبدائع الزهور 2/ 16 وفيه «سودون العاص»، والسيف المهنّد 329. (¬4) انظر عن (ابن ظهيرة) في: السلوك ج 4 ق 1/ 296، وإنباء الغمر 3/ 45، 46 رقم 13، وذيل الدرر الكامنة 237 رقم 435، والعقد الثمين 2/ 53 رقم 213، وذيل التقييد 1/ 137 - 139 رقم 220، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 383 - 385 رقم 746، وذيل تذكرة الحفاظ 4/ 2375، ولحظ الألحاظ 253، وعقد الجمان 212، 213 رقم 32، والدليل الشافي 2/ 645 رقم 2219، والنجوم الزاهرة 14/ 132، والدرّ المنتخب رقم 1269، والضوء اللامع 8/ 92 رقم 194، ووجيز الكلام 2/ 434 رقم 981، والبدر الطالع 2/ 196، وطبقات الحفاظ 548، وبدائع الزهور 2/ 16، وشذرات الذهب 7/ 125، وهدية العارفين 2/ 182، ومعجم المؤلفين 10/ 221، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 106 رقم 149. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) الصواب: «وآخرون».

تعيين أمراء

[تعيين أمراء] وفيه قرّر في الرأس نوبة الكبرى تنبك ميق (¬1)، وفي الدوادارية الكبرى أقباي الخازندار. [الأستادارية في مصر] وفيه أعيد البدر حسين بن محبّ الدين الطرابلسيّ إلى الأستادارية عوضا عن الفخر بن أبي الفرج بحكم فراره لبغداد (¬2). [انحلال سعر الغلال بالقاهرة] وفيه انحلّ سعر الغلال بالقاهرة جدا حتى أبيع كل ثلاثة أرادب قمح طيب بدينار، وأربعة من الشعير بدينار (¬3). [كثرة الدراهم الفضة] وفيه كثرت الدراهم الفضّة بأيدي الناس، وكانت جلبت من الشام، وهي ضرب نوروز، وعليها اسم الخليفة المستعين بالله، ووزن الدرهم منها نصف درهم فضّة خالصة، وضرب الفرنج وهي البنادقة، وتعامل الناس بها بالقاهرة، وكانوا قد بعد عهدهم بالدراهم وفقدت من نحو ثلاثين سنة أو أكثر (¬4). [شوال] [كثرة بيع النارنج] وفي شوال أبيع بالقاهرة كل ماية وعشرون (¬5) نارنجة بدرهم بندقيّ، قيمته اثني (¬6) عشر نقرة من الفلوس، وكان قد كثر حمله في هذه السنة حتى تعجّب من ذلك (¬7). [ضرب الدراهم المؤيّدية] وفيه أمر السلطان بضرب الدراهم المؤيّدية، فضربت وحصل بها النفع (¬8). ¬

(¬1) في السلوك ج 4 ق 1/ 286 وفيه: «شوارب». والخبر في: عقد الجمان 206، ونزهة النفوس 2/ 344، وبدائع الزهور 2/ 16، والسيف المهنّد 330 وفيه «بيق». (¬2) خبر الأستادارية في: السلوك ج 4 ق 1/ 287، وعقد الجمان 207، ونزهة النفوس 2/ 344، وبدائع الزهور 2/ 16. (¬3) خبر السعر في: السلوك ج 4 ق 1/ 287. (¬4) خبر الدراهم في: السلوك ج 4 ق 1/ 287، 288، وبدائع الزهور 2/ 16. (¬5) الصواب: «وعشرين». (¬6) الصواب: «اثنتا عشرة». (¬7) خبر النارنج في: السلوك ج 4 ق 1/ 290، وبدائع الزهور 2/ 16. (¬8) خبر الدراهم في: السلوك ج 4 ق 1/ 288، وعقد الجمان 207، وإنباء الغمر 3/ 38.

تعيين جماعة ولاة

[تعيين جماعة ولاة] وفيه ولّى السلطان جماعة من الولاة بالنواحي وعزل آخرين وقتل عدّة مشايخ النواحي. [جلوس السلطان لفصل الحكومات] وفيه ابتدأ السلطان بالجلوس بفصل الحكومات بين العامّة والخاصّة بالإصطبل في يومي السبت والثلاث (¬1) بكرة، وفي يوم الجمعة بعد الصلاة، وكان يسمع الخصومة والدعوى ويردّ غالبه إلى القضاء (¬2). [خسوف القمر] وفيه خسف جرم جميع القمر واستمرّ نحوا من ستين درجة (¬3). [مصادرة أعوان الظلمة من الرسل وغيرهم] وفيه خصّ السلطان الأستادار وغيره من المباشرين على مصادرة أعوان الظلمة من البرد دارية والرسل والمتصرّفين، وكانوا قد كثر عددهم من أيام جمال الدين، وتوفّرت أموالهم المأخوذة من الحرام، وصار نفقة الواحد منهم في داره الألف درهم في اليوم ونحو ذلك، فمال الأستادار وغيره عليهم، وأخذوا منهم أموالا جمّة (¬4)، وكان فيهم / 462 / واحد يقال له سعد كان ببركة الرطابي دابرا، يقال إنه صرف عليه نحوا من خمسين ألف دينار. [التشديد على الذّمّة] وفيه شدّد المؤيّد على القبط وعلى اليهود والنصارى (¬5). [النظارة على الجوالي] وأقام قاسم البشتكي ناظرا على الجوالي، فأغرم نحوا من عشرين ألف دينار مصالحة عمّا مضى من الخدمة (¬6). ¬

(¬1) الصواب: «والثلاثاء». (¬2) خبر الجلوس في: السلوك ج 4 ق 1/ 289، وعقد الجمان 207، وبدائع الزهور 2/ 16، 17. (¬3) خبر الخسوف في: السلوك ج 4 ق 1/ 289، وفيه: «مكث منخسفا نحو أربع ساعات» وإنباء الغمر 3/ 38، وعقد الجمان 208، وبدائع الزهور 2/ 17. (¬4) انظر عن المصادرة في: السلوك ج 4 ق 1/ 289، وإنباء الغمر 3/ 38، وعقد الجمان 208، وبدائع الزهور 2/ 17. (¬5) خبر أهل الذمة في: السلوك ج 4 ق 1/ 289 و 290، وإنباء الغمر 3/ 39، وعقد الجمان 208. (¬6) خبر الجوالي في: السلوك ج 4 ق 1/ 290، وعقد الجمان 208، وبدائع الزهور 2/ 17 وفيه: «قاسم اليشبكي».

وفاة المقري الحلبي

[وفاة المقري الحلبي] [1346]- وفيه مات أحمد بن محمد بن أحمد المقري الحلبيّ (¬1). وكان خيّرا ديّنا، وانتفع به الناس في القراءات (¬2). [وفاة الفيروزابادي] [1347]- والعلاّمة اللغويّ، صاحب «القاموس» (¬3) الشيخ مجد الدين، أبو الطاهر، محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر الفيروزابادي (¬4) الشيرازيّ، الشافعيّ. عن ثمان وثمانين سنة. ¬

(¬1) انظر عن (الحلبي) في: إنباء الغمر 3/ 41، 42 رقم 1، وفيه أحمد بن أحمد المقرىء، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 149 ب، وفيه أحمد الحموي، المقرىء، نزيل حلب، وذكره السخاوي في الضوء اللامع ترتيل، مرة باسم: أحمد بن أبي أحمد الحلبي المقري ج 1/ 226، وأخره باسم: أحمد الحموي المقرىء نزيل حلب ج 2/ 261، 262 رقم 777، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي - المستدرك - ص 79 رقم 25 باسم: أحمد الحموي. (¬2) في الأصل: «القرات». (¬3) هو «القاموس المحيط»، وقد طبع أكثر من مرة. (¬4) انظر عن (الفيروزأبادي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 296، 297، وذيل التقييد 1/ 276 - 278 رقم 553، والعقد الثمين 2/ 192، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 391 - 395 رقم 752، وإنباء الغمر 3/ 47 - 50 رقم 16، وفي الدرر الكامنة 238 - 240 رقم 437، والدر المنتخب، رقم 1481، وعقد الجمان 213 - 215 رقم 33، والنجوم الزاهرة 14/ 132 - 134، والدليل الشافي 2/ 713 رقم 2438، ووجيز الكلام 2/ 434 رقم 982 والضوء اللامع 10/ 79 - 86 رقم 174، وبغية الوعاة 1/ 117، 118، وطبقات المفسّرين للداوودي 2/ 275، وبدائع الزهور 2/ 17، ومفتاح السعادة 1/ 103 - 106، وكشف الظنون 14 و 85 و 87 و 90 و 149 و 167 و 186 و 246 و 252 و 253 و 303 و 307 و 344 و 354 و 372 و 401 و 425 و 455 و 468 و 502 و 519 و 537 و 550 و 593 و 624 و 732 و 736 و 749 و 920 و 933 و 991 و 1081 و 1098 و 1102 و 1145 و 1165 و 1201 و 1260 و 1280 و 1306 و 1480 و 1536 و 1585 و 1587 و 1605 و 1656 و 1657 و 1688 و 1689 و 1699 و 1747 و 1806 و 1816 و 1885 و 1916 و 1935 و 1939 و 1969 و 2014 و 2048، وإيضاح المكنون 1/ 80 و 85 و 89 و 106، وهدية العارفين 2/ 180، 181، وشذرات الذهب 7/ 126 - 131، وروضات الجنات 207، 208، وفهرست الخديوية 4/ 171 و 227، 224 و 227، وفهرس الفهارس 2/ 269 - 272، وفهرس المخطوطات المصورة للطفي عبد البديع 2/ 80 و 257، وفهرس المخطوطات المصوّرة لفؤاد سيد 2 ق 3/ 49 و 268 ومعجم المؤلفين 12/ 118 ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 664 رقم 1227، وفهرس المخطوطات الإسلامية في قبرص 323، 324 رقم 587، وفهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية (التاريخ) 2/ 387 رقم 2009، و (اللغة) ج 1 ق 2/ 43 و 179 و 200.

إضافة الحسبة إلى الولاية

وهو متمتّع بحواسّه. وله عدّة مصنّفات ونظم حسن، وولي قضاء القضاة كبلاد اليمن مدّة سنين، وكان قد جال البلاد وأخذ عنه الأكابر. وكان معظّما عند الملوك مثل شاه شجاع بن الأشرف شعبان، والأشرف صاحب اليمن، وابن (¬1) عثمان، وأحمد بن أويس، وغيرهم، وكان له عناية بالحديث. وفضله وشهرته تغني عن مزيد ذكره. [إضافة الحسبة إلى الولاية] وفيه أضيفت الحسبة إلى الولاية وقرّر فيها التاج الوالي، وقبض على منكلي بغا العجمي المحتسب وألزم بمال (¬2). [إحضاء قاضي حماه] وفيه خرج الأمر بإحضار العلاء بن مفلح الحنبليّ، الحموي، قاضي حماه، وكان القائم بذلك بلديّه الناصر بن البارزيّ (¬3). [ذو القعدة] [تنزّه السلطان] وفي ذي قعدة عاد السلطان إلى وسيم للتنزّه بها، وسافر منها إلى جهة تروجة (¬4). [وفاة ابن بهادر] [1348]- وفيه مات يغمور بن بهادر الذكري أمير التركمان، هو وولده بطاعون في يوم واحد (¬5). [تفشّي الوباء بالبهنسا] وفيه فشا الوباء بناحية البهنسا من الوجه القبلي، واستمرّ بقيّة السنة، فمات كثير من الخلق (¬6). ¬

(¬1) في الأصل: «وبن». (¬2) خبر الحسبة في: السلوك ج 4 ق 1/ 290، وإنباء الغمر 3/ 39، وعقد الجمان 209، ونزهة النفوس 2/ 344، وبدائع الزهور 2/ 17. (¬3) خبر حماه في: إنباء الغمر 3/ 39. (¬4) خبر التنزّه في: السلوك ج 4 ق 1/ 290، ونزهة النفوس 2/ 345، وبدائع الزهور 2/ 17. (¬5) انظر عن (يغمور بن بهادر) في: السلوك ج 4 ق 1/ 291، وعقد الجمان 217 رقم 41 وفيه «يغمر». (¬6) خبر الوباء في: إنباء الغمر 3/ 39.

كشف الوجه البحري

[كشف الوجه البحري] وفيه قرّر كمشبغا العيساوي في كشف الوجه البحريّ (¬1). [ذو الحجة] [وفاة ابن قاضي الزبداني] [1349]- وفي ذي حجّة مات ابن (¬2) قاضي الزبداني (¬3)، الشيخ تقيّ الدين، أبو بكر بن علي بن سالم (¬4) بن أحمد الكناني (¬5)، العامريّ، الشافعيّ. وكان بارعا في الفرائض والحساب، خيّرا، ديّنا. مولده سنة خمسين (¬6). [كائنة جقمق الدوادار] [وفيه] كاينة جقمق الدوادار أمير الحاج مع العبيد بمكة، وهي أنّ جقمق كان نادى بمكة أنّ أحدا من العبيد لا يحمل سلاحا في الحرم، فاتفق أن وجد واحدا بسلاح، فقبض عليه جقمق وضربه وقيّده، فأدّا (¬7) بالعبيد بمكة إثارة فتنة، فأدخل جقمق جنده وخيله / 463 / إلى المسجد، وغلّق أبوابه، فهجم عليه العبيد بالسلاح ركوبا إلى المسجد، فذهب جماعة من أهل الجند إلى جقمق وأشاروا عليه بإطلاق ذلك العبد، فأطلقه، فسكنت الفتنة، وقام الشريف حسن في إطفائها ومنع القوّاد من القتال بعد أن وقع بينهم الشرّ، وحصل لبعض الحاج نهب عند الدفع من عرفة وجراح، وقتل جماعة في المعركة، ولم يحجّ أكثر أهل مكة خوفا على أنفسهم (¬8). * * * [إحراق قبر ابن مسافر] وفيها - أعنق هذه السنة - أحرق قبر الشيخ عديّ بن مسافر الهكّاريّ (¬9)، يجبل ¬

(¬1) خبر الوجه البحري في: السلوك ج 4 ق 1/ 290. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) انظر عن (ابن قاضي الزبداني) في: إنباء الغمر 3/ 42 رقم 3، والدليل الشافي 2/ 819 رقم 2755، والضوء اللامع 11/ 52 رقم 141، وعقد الجمان 211، وشذرات الذهب 7/ 124. (¬4) في عقد الجمان: «شاكر». (¬5) في الأصل: «الكحبان». (¬6) هكذا في الأصل. (¬7) الصواب: «فأدّى». (¬8) خبر الكائنة في: السلوك ج 4 ق 1/ 291، وإنباء الغمر 3/ 39، 40، وعقد الجمان 209، 210، والنجوم الزاهرة 14/ 24، 25. (¬9) في بدائع الزهور 2/ 18 «غريب بن مسافر المكاري»، وهو غلط.

هزيمة ابن قرمان

هكّار من بلاد الأكراد، ونبش القبر فأخرجت عظام الشيخ عديّ المذكور وأحرقت. وكان القائم بذلك الشيخ جلال الدين يوسف الحلواني، الشافعيّ. وكان الحال فسد عند الأكراد في تعظيمهم الشيخ عديّ هذا، حتى عملوا في ذلك إلى ما يقتضي الكفر. والقصّة عن آخرها وفيها طول (¬1). [هزيمة ابن قرمان] وفيها كانت بين محمد بن عثمان، ومحمد بن قرمان وقعة انهزم فيها ابن (¬2) قرمان ونجا بنفسه (¬3). [واقعة قرا يوسف وشاه رخ] وفيها تواقع قرا يوسف وشاه روخ (4) بن تمرلنك، وآل أمرهما أن تصالحا وتصاهرا (¬4). [تجديد منارة الأزهر] وفيها جدّدت منارة الجامع الأزهر بحجر منحوت، وعمل عليها باب حديد، ومع ذلك فجدّدت بعد ذلك أيضا في دولة الأشرف قايتباي، على ما سيأتي، وأحكمت جدا، وكان قد تكرّر تجديدها غير ما مرة و [كتب عليها اسم السلطان] (¬5). ¬

= انظر عن (عديّ) في: تاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 114 - 116 رقم 41، والكامل في التاريخ (بتحقيقنا) 9/ 297، ووفيات الأعيان 3/ 254، 255، والمختصر في أخبار البشر 2/ 140، والحوادث الجامعة 271، 274، وبهجة الأسرار 100 - 105، وتاريخ الإسلام (بتحقيقنا) 38/ 230 - 233 رقم 248 (وفيات 557 هـ‍)، ودول الإسلام 2/ 72، وسير أعلام النبلاء 2/ 342 - 344 رقم 333، والعبر في خبر من غبر 4/ 163، والمعين في طبقات المحدّثين 167 رقم 1796، والإعلام بوفيات الأعلام 229، وتاريخ ابن الوردي 2/ 100 - 103، ومرآة الجنان 3/ 39، والبداية والنهاية 12/ 243، وذيل مرآة الزمان 5 / ورقة 166، 167، وروضة المناظر 12/ 168، والكواكب الدرية 2/ 93، والنجوم الزاهرة 5/ 261 وشذرات الذهب 4/ 179، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 81، وهدية العارفين 1/ 662، وجامع كرامات الأولياء 2/ 147، وفهرس دار الكتب المصرية 2/ 72، والأعلام 5/ 11، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي - القسم الثاني - ج 2/ 313، 314 رقم 669. وهو توفي سنة 557 هـ‍. (¬1) خبر الإحراق في: السلوك ج 4 ق 1/ 293، 294. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر الهزيمة في: السلوك ج 4 ق 1/ 292، والنجوم الزاهرة 14/ 25. (¬4) خبر الواقعة في: إنباء الغمر 3/ 40، وبدائع الزهور ج 2/ 18. (¬5) خبر المنارة في: إنباء الغمر 3/ 40، وعقد الجمان 209 والإضافة منهما.

حوادث سنة ثمان عشرة وثمانمائة

[حوادث] سنة ثمان عشرة وثمانمائة [محرّم] [عودة السلطان من البحيرة] في محرّم عاد السلطان من البحيرة وقد قرّر على أهلها أربعين ألف دينار (¬1). [الإفراج عن أميرين] وفيه أخرج عن بيبغا المظفّري، وتمان تمر من سجن الإسكندرية (¬2). [تأزّم الوضع بين قرا يوسف وشاه رخ] وفيه ورد الخبر بأنّ قرا يوسف استعدّ لمحاربة شاه روخ، وأن شارخ (¬3) بعث إليه قصّادا شغبت عليه في سؤال أشياء لاح لقرا يوسف إنها لتحريك الشرّ (¬4). [كتاب الفحر الأستادار للسلطان] وفيه وصل كتاب الفخر الأستادار بأنه مقيم بالمدرسة المستنصرية ببغداد ويسأل عفو السلطان، فأجيب بما فيه تطييب خاطره (¬5). [العودة بأسرى لدى الفرنج] وفيه عاد أقبغا النظاميّ، وكان بعث به السلطان لبلاد الفرنج فافتكّ نحوا من أربعماية أسير وساعده ملك قبرس على بعض من ماله، وكانوا نحوا من ماية وخمسين زيادة / 464 / على أولئك. وكان المبلغ من الجانبين زيادة على خمسين عشر ألف دينار (¬6). ¬

(¬1) خبر العودة في: السلوك ج 4 ق 1/ 299، وإنباء الغمر 3/ 52، وعقد الجمان 218، 219. (¬2) خبر الإفراج في: السلوك ج 4 ق 1/ 299، وإنباء الغمر 3/ 52. (¬3) كذا في الأصل. وهو: شاه رخ. (¬4) خبر التأزّم في: السلوك ج 4 ق 1/ 300، وإنباء الغمر 3/ 52، وبدائع الزهور 2/ 18. (¬5) خبر الفخر في: السلوك ج 4 ق 1/ 300، وإنباء الغمر 3/ 52، وعقد الجمان 219. (¬6) خبر الأسرى في: السلوك ج 4 ق 1/ 300، وإنباء الغمر 3/ 53، وعقد الجمان 220.

قتل طوغان الحسني

[قتل طوغان الحسني] [1350]- وفيه قتل بسجن الإسكندرية طوغان الحسني (¬1) الدوادار. وكان حشما، يجالس العلماء ويحبّهم، ومن آثاره الصهريج والسبيل رأس حارة برجوان. [قتل نائب حلب] [1351]- وقتل دمرداش المحمدي (¬2) نايب حلب. وليها غير مرة، وكان من قدماء مماليك الظاهرية برقوق، وقرّر أتابكا بمصر أيضا، وجرت عليه ومنه أمور يطول ذكرها آلت إلى سجنه بالإسكندرية ثم قبله بها. وكان إنسانا شهما، مهيبا عاقلا، فاضلا، مشاركا في مسائل، محبّا لأهل العلم، معظّما لهم. وله جامع بحلب، وزاوية بظاهر طرابلس. [قتل سودون المجنون] [1352]- وقتل سودون المجنون (¬3) أيضا. وكان شجاعا، مفرطا في الجهل. [قتل أسنبغا الزردكاش] [1353]- وأسنبغا الزردكاش (¬4). ¬

(¬1) انظر عن (طوغان الحسني) في: السلوك ج 4 ق 1/ 301، وإنباء الغمر 3/ 53 و 81 رقم 9، والدليل الشافي 1/ 372، 373 رقم 1278، ونزهة النفوس 2/ 359، 360 رقم 531، ووجيز الكلام 2/ 440 رقم 995، والضوء اللامع 4/ 11 رقم 40، والمنهل الصافي 6/ 18 - 21 رقم 1281، وبدائع الزهور 2/ 18. (¬2) انظر عن (دمرداش المحمدي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 301، وإنباء الغمر 3/ 53 و 79 - 81 رقم 8، وعقد الجمان 253 رقم 49، والدليل الشافي 1/ 298 رقم 1024، والمنهل الصافي 5/ 316 - 324 رقم 1027، والنجوم الزاهرة 14/ 138، 139، ونزهة النفوس 2/ 360 رقم 532، ووجيز الكلام 2/ 440 رقم 994، والضوء اللامع 3/ 219 رقم 822، وبدائع الزهور 2/ 18، 19، وتاريخ بيروت 32 و 237. (¬3) انظر عن (سودون المجنون) في: إنباء الغمر 3/ 53، وعقد الجمان 253 رقم 51، والدليل الشافي 1/ 329 رقم 1129، ونزهة النفوس 2/ 360 رقم 534، والضوء اللامع 3/ 285 رقم 1183، والمنهل الصافي 6/ 118 - 121 رقم 1132، وبدائع الزهور 2/ 19. (¬4) انظر عن (أسنبغا الزردكاش) في: السلوك ج 4 ق 1/ 301، وإنباء الغمر 3/ 53، و 77 رقم 3، وعقد الجمان 253 رقم 50، والنجوم الزاهرة 14/ 139، 140، ونزهة النفوس 2/ 360 رقم 533، وبدائع الزهور 2/ 19.

بدء الطاعون

وكان في الأصل باع نفسه، وحظي عند الناصر، وتزوّج بأخته، وكان ظالما غاشما. [بدء الطاعون] وفيه ابتدأ الطاعون بالقاهرة (¬1). [وفاة ابن البدر العيني] [1354]- وفيه مات عبد الرحمن بن محمود بن أحمد العينيّ (¬2)، الحنفيّ، ولد البدر قاضي القضاة العينتابيّ. وكان شابّا حسنا، فاضلا. [صفر] [قضاء الحنابلة] وفي صفر قرّر في القضاء الحنبلية العلاء بن مغلي بن علي بن محمود بن أبي بكر الحمويّ. وكان قد قدم من حماه، فصرف السلطان المجد سالم وأمره لزوم داره (¬3). [قضاء العسكر] وقرّر التقيّ أبو بكر بن عثمان بن محمد الجبتي، الحمويّ في قضاء العسكر (¬4). [وفاة الصاحب ابن بركة] [1355]- وفيه مات الصاحب سعد الدين البشري (¬5)، إبراهيم بن بركة المصري. وكان حسن الإسلام كثير الأدب والحشمة، وجدّد الجامع بالقرب من منزلة بركة الرطلي. [وفاة النجم الحسباني] [1356]- والنجم أيوب بن سعد بن علوي الحسباني (¬6)، الشافعيّ. ¬

(¬1) خبر الطاعون في: السلوك ج 4 ق 1/ 301، وبدائع الزهور ج 2/ 19. (¬2) انظر عن (العيني) في: بدائع الزهور 2/ 19. (¬3) خبر الحنابلة في: السلوك ج 4 ق 1/ 302، وإنباء الغمر 3/ 53، وعقد الجمان 220، والسيف المهنّد 331. (¬4) خبر القضاء في السلوك ج 4 ق 1/ 302، وعقد الجمان 220، والسيف المهنّد 331 وفيه: الحبتي. (¬5) انظر عن (البشيري) في: السلوك ج 4 ق 1/ 339، وعقد الجمان 252 رقم 46، وذيل الدرر الكامنة 242 رقم 438، والدليل الشافي 1/ 11 رقم 23، والمنهل الصافي 1/ 44 رقم 23، والنجوم الزاهرة 14/ 137، والضوء اللامع 1/ 33، ونزهة النفوس 2/ 363 رقم 535، وبدائع الزهور 2/ 19. (¬6) انظر عن (الحسباني) في: إنباء الغمر 3/ 78 رقم 5، والضوء اللامع 2 / رقم 1090.

وفاة قاضي حلب

وكان ملازما بالطاعات، فارغا عن الرياسة، سليم الباطن. [وفاة قاضي حلب] [1357]- والناصر ابن خطيب نقيرين (¬1) بن محمد بن محمد بن محمد الحمويّ الشافعيّ، قاضي حلب. وكان متكالبا على المناصب الدنيوية، كثير الجرأة والإقدام (¬2) والبذل، وجرت عليه أمور، وسجن بقلعة صفد فأخرج منها ميّتا، واتّهم السلطان به بلديّه الناصر بن البارزي كاتب السرّ، وكان بينهما عداوة، وأنكر السلطان موته، ونقم على ابن (¬3) البارزي بسببه. [حرف رمال الجامع الناصري الجديد] وفيه كان ابتدأ الشروع في جرف الرمال المستجدّة من الجامع الجديد الناصري بمصر وبين جامع الخطيري ببولاق، ودام العمل فيه بماية وخمسين رأسا من البقر بالجراريف، وكزل العجمي الخازندار، وسودون القايني، حاجب الحجّاب على مباشرة ذلك إلى آخر ربيع الأول (¬4). [كثرة الدراهم المؤيّدية] وفيه كثرت الدراهم المؤيّدية بأيدي الناس وراجت (¬5). [ضرب دنانير جديدة] / 465 / وفيه عقد مجلس عند السلطان بالقضاة الأربع (¬6). بسبب النقود الذهبية، بل والفضّة والفلوس، وآل الأمر إلى أن أمر السلطان بضرب دنانير، ووقع أشياء يطول الشرح في ذكرها، وضربت المؤيّدية على ثلاثة أنحاء درهم زينه (¬7) نصف وربع وثمن، وآخر نصف هذا، وآخر نصف هذا النصف، فصار يقال: نصف، ربع، ثمن، وحجر على الفضّة الحجر بأن لا تباع. أمر السلطان ليضربها دراهم (¬8). ¬

(¬1) انظر عن (ابن خطيب نقيرين) في: إنباء الغمر 3/ 83، 84 رقم 16، والضوء اللامع 10/ 14، ووجيز الكلام 2/ 438 رقم 989، وقضاة دمشق 131، 132. (¬2) مكرّرة في الأصل. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر الرمال في: السلوك ج 4 ق 1/ 302 - 304، وعقد الجمان 221 - 223، وبدائع الزهور 2/ 19. (¬5) خبر الدراهم في: السلوك ج 4 ق 1/ 304، وإنباء الغمر 3/ 54. (¬6) الصواب: «الأربعة». (¬7) الصواب: «زنة». (¬8) خبر الدنانير في: السلوك ج 4 ق 1/ 304 - 308، وإنباء الغمر 3/ 54، وعقد الجمان 221، والسيف المهند 336.

وفاة سنقر الرومي

[وفاة سنقر الرومي] [1358]- وفيه مات سنقر الروميّ (¬1) بسجن الإسكندرية. [استيلاء ابن رمضان على طرسوس] وفيه ورد الخبر بأنّ ابن (¬2) رمضان التركماني الأمير أحمد استولى على مدينة طرسوس وقرّر فيها ولده إبراهيم، وخطب بها باسم السلطان، وكانت لها مدّة يخطب بها لتمرلنك، وتارة باسم ابن (¬3) قرمان (¬4). [وصول قاصد قرايلك إلى السلطان] وفيه وصل قاصد قرايلك بمكاتبة منه إلى السلطان ومعه قاصد حسين بن نعير وقوده، وهو يطلب من السلطان العفو عنه ونايبه، فأجيب بما فيه تطييب خاطرهما (¬5). [محاربة ملك الروم وابن قرمان] وفيه ورد الخبر بأنّ ابن (¬6) عثمان محمد كرشجي ملك الروم تحارب هو ومحمد بن قرمان وملك عامّة بلاده، ولم يبق بيد ابن (¬7) قرمان سوى قونية (¬8). [كثرة الموتى بالوباء] وفيه كثر من يموت بالقاهرة من الوباء (¬9). [المطر الغزير والسيل] وفيه وافق تاسع بشنس (¬10) أرعدت السماء وأبرقت شيئا قلّ أن عهد مثله في مثل هذا الزمان، ثم أمطرت مطرا غزيرا بحيث سالت منه الأودية حتى تكون ماء النيل من السيل المهتدى إليه (¬11). [تخفيض نواب القضاة] وفيه أنكر السلطان على القضاة لكثرة نوّابهم، وكانوا زادوا على مايتي نايب، ¬

(¬1) انظر عن (سنقر الرومي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 308. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر ابن رمضان في: السلوك ج 4 ق 1/ 309، وغنباء الغمر 3/ 5. (¬5) خبر القاصد في: السلوك ج 4 ق 1/ 310، وغنباء الغمر 3/ 55. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) خبر المحاربة في: السلوك ج 4 ق 1/ 310، وإنباء الغمر 3/ 55، وبدائع الزهور 2/ 19. (¬9) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 1/ 310. (¬10) بشنس: هو الشهر التاسع في السنة القبطية. (¬11) خبر المطر في: السلوك ج 4 ق 1/ 310، وإنباء الغمر 3/ 56، وعقد الجمان 249، وبدائع الزهور 2/ 19.

وفاة النجم البازي

فعزلوا، ثم أذن الناصر بن العديم بستة من نوّابه فقط، ثم بعد ذلك أذن البلقيني لأربعة عشرة، وشرط عليهم شروطا (¬1). [وفاة النجم البازي] [1359]- وفيه مات الشيخ الصالح المعتقد سيدي نجم البارزي (¬2) بدمشق. [ربيع الأول] [البدء بهدم قيسارية سنقر] وفي ربيع الأول ابتديء بهدم قيسارية سنقر الأشقر تجاه قيسارية الفاضل داخل باب زويلة مكان الخانقاه المؤيّدية الآن، وكان تقدّم الأمر لسكّانها بالنقلة منها ومن جاورها من المساكن، فانتقلوا، وكثر بكاء الأطفال والنساء في حين نقل أمتعتهم، وأشيع بأنّ السلطان يريد بناء جامعا (¬3) هناك. ووقف التاج الوالي على هدم ذلك (¬4). [فرح ابن ألطنبغا على ابنة الناصر فرج] وفيه عمل مهمّ ابن (¬5) ألطنبغا القرمشيّ على ابنة الناصر فرج، وكان فيه من المماليك ومن العامّة أفعالا (¬6) فاحشة تظاهروا بها، ولله الأمر (¬7). [وصول شيخ الصلاحية بالقدس إلى القاهرة] وفيه قدم إلى القاهرة العلاّمة الشيخ شمس الدين الديريّ محمد بن عطاء الله محمد بن محمود / 466 / الرازي (¬8) الشافعيّ، شيخ الصلاحية بالبيت المقدس، وخرج لملتقاه الأتابك ألطنبغا العثماني، وصعد إلى القلعة، فأقبل عليه السلطان وأكرمه وأنزله ورتّب له راتبا سنيّا، وأنعم عليه بمركوب كسرج الذهب، وبعث إليه ثيابا فاخرة بعد أن أجلسه على يمينه وهرع الناس إليه بالهدايا والتقادم (¬9). ¬

(¬1) خبر النواب في: السلوك ج 4 ق 1/ 310، 311، وإنباء الغمر 2/ 56، وعقد الجمان 224، وبدائع الزهور 2/ 19، 20. (¬2) انظر عن (البارزي) في: إنباء الغمر 3/ 84 رقم 17 وفيه: «القابوني». (¬3) الصواب: «بناء جامع». (¬4) خبر القيسارية: في السلوك ج 4 ق 1/ 311، وإنباء الغمر 3/ 56، 57، وعقد الجمان 224 - 226، وبدائع الزهور 2/ 20، وتحفة الأحباب 78. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) الصواب: «أفعال». (¬7) خبر الفرح في: السلوك ج 4 ق 1/ 311، 312. (¬8) في الأصل: «الداري». (¬9) خبر الصلاحية في: السلوك ج 4 ق 1/ 312، وعقد الجمان 226، 227، وبدائع الزهور 2/ 20.

ارتفاع الوباء

[ارتفاع الوباء] وفيه ارتفع الوباء من القاهرة (¬1). [ربيع الآخر] [العمل بالحفير تجاه منشأة المهراني] وفي ربيع الآخر ركب السلطان بجميع أمرائه ومماليكه وأرباب دولته وسار إلى حيث الحفير تجاه منشأة المهراني، وقد نصبت له هناك الخيم، ونودي بخروج الناس للعمل كافة، فخرجوا طوايف طوايف ومعهم الطبول والزمور، وغلّقت أسواق القاهرة، وأخذوا في شيل التراب، وعمل معهم الأمراء والعسكر وأرباب الدولة، وكان يوما مشهودا. ثم مدّت فيه أسمطه جليلة، وركب السلطان بعد العصر عايدا إلى قلعته وقد فرض على الأمراء العمل بأعوانهم وعيّن لكل أمير مكان (¬2) يحفره، واستمرّ النداء في كل يوم بخروج الناس، وصار كل أمير يخرج في نوبته ومعه أتباعه حتى صوفة الخوانق التي له النظر عليها، ومرّت أياما (¬3) هي بالهزل أشبه منها بالجدّ، ودام إلى أواخر هذا الشهر (¬4). [امتحان الشمس الهروي] وفيه كان مجلس امتحان الشمس الهرويّ بين يدي السلطان اجتمع فيه قضاة القضاة، والحافظ ابن (¬5) حجر، ومشايخ العلم، وحضر الهرويّ، ووقع (¬6) أشياء يطول الشرح في ذكرها. وكان المجلس كلّه على الهرويّ. ورتب الحافظ ابن (¬7) حجر أشياء ذكرها الهرويّ تتعلّق بالإسناد وغيره (¬8). [مشيخة البيبرسية] وفيه أعيد الحافظ ابن (¬9) حجر إلى مشيخة البيبرسية، وصرف الشيخ البيري (¬10) أحمد بن جمال الدين الأستادار. ¬

(¬1) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 1/ 312. (¬2) الصواب: «مكانا». (¬3) الصواب: «ومرّت أيام». (¬4) خبر الحفير في: السلوك ج 4 ق 1/ 314، وعقد الجمان 224، ونزهة النفوس 2/ 349، وبدائع الزهور 2/ 20، 21، والسيف المهنّد 332. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) الصواب: «وقعت». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) خبر الهروي في: إنباء الغمر 3/ 57 - 64، وعقد الجمان 227، 228، وبدائع الزهور 2/ 21. (¬9) في الأصل: «بن». (¬10) مهملة في الأصل.

فرض مال على مباشري الدولة

[فرض مال على مباشري الدولة] وفيه فرض السلطان على مباشري الدولة والخاص ثلاثين ألف دينار، فوقع الشروع في توزيعها وجبايتها حتى كملت بعد ذلك (¬1). [عبث العربان وثورتهم] وفيه كثر عبث عربان الوجه القبلي والبحري واشتدّ بأسهم، وعجزت الدولة عنهم، وثارت عربان الأحامدة بوالي قوص فقتلوه وكثيرا ممّن معه (¬2). [الإمرة الكبرى بدمشق] وفيه قرّر بيلبغا المظفّري في الإمرة الكبرى بدمشق (¬3). [مقتل يشبك من عبد الرحمن] [1360]- وفيه قتل يشبك (¬4) من عبد الرحمن بدمشق وصلب على باب قلعتها. [الحروب بين التركمان ونائب حلب] وفيه كانت ببلاد حلب ونواحيها حروب بين التركمان ونايب حلب ونايب ملطية وفتن (¬5). [نيابة صفد] وفيه قرّر خليل الجشاري / 467 / في نيابة صفد، وقرّر بدله في حجوبية الحجّاب بدمشق طوغان نايب صفد (¬6). [جمادى الأول] [استمرار حفر البحر] وفي جمادى الأول كان العمل في حفر البحر جادّ، وحضره الأمير إبراهيم ابن (¬7) السلطان. ثم لما زاد النيل ترك العمل ولم يظهر له أثر، وذهب تعب الناس ونصبهم وما عملوا كأنه لم يكن (¬8). ¬

(¬1) خبر الفرض في: السلوك ج 4 ق 1/ 315. (¬2) خبر العربان في: السلوك ج 4 ق 1/ 316. (¬3) خبر الإمرة في: السلوك ج 4 ق 1/ 316. (¬4) انظر عن (يشبك) في: السلوك ج 4 ق 1/ 316، وبدائع الزهور 2/ 22. (¬5) خبر الحروب في: السلوك ج 4 ق 1/ 316 و 317. (¬6) خبر صفد في: السلوك ج 4 ق 1/ 317، وعقد الجمان 228، 229، ونزهة النفوس 2/ 350، والسيف المهند 332، 333. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) خبر الحفر في: السلوك ج 4 ق 1/ 317 و 318.

نيابة الشام

[نيابة الشام] وفيه قرّر ألطنبغا العثماني في نيابة الشام، وعزل قانباي (¬1). [نيابة الإسكندرية] وقرّر أقبردي المنقار في نيابة الإسكندرية (¬2). [توقّف زيادة النيل] وفيه توقّفت زيادة النيل شيئا، فقلق الناس، وارتفع سعر الغلال شيئا، ثم منّ الله بالزيادة (¬3). [وفاة الشهاب المحلّي] [1361]- وفيه مات الشهاب الوجيزيّ (¬4) أحمد بن محمد بن أحمد بن عرندة المحلّي، الشافعيّ. وكان عارفا بالحساب، وله خط صحيح كتب به الكتب. [منع التعامل بالذهب الناصري] وفيه نودي بمنع المعاملة بالذهب الناصري وهدّد من تعامل به (¬5). [عودة الألم للسلطان] فيه عاود السلطان ألم رجليه ولزم الفراش أياما (¬6). [مقياس النيل] ثم في سابع عشر منه، وحادي عشر مسرى، ركب لتخليق المقياس على النيل، وكان له يوما مشهودا (¬7). [زيادة النيل] وفيه زاد النيل بعد الوفاء في آخره خمسة عشر إصبعا، وما عهد مثله، فعدّ من النوادر (¬8). ¬

(¬1) خبر الشام: السلوك ج 4 ق 1/ 318، وعقد الجمان 229، ونزهة النفوس 2/ 350. (¬2) خبر الإسكندرية في: السلوك ج 4 ق 1/ 318، وعقد الجمان 229، ونزهة النفوس 2/ 350. (¬3) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 1/ 318، والسيف المهنّد 333. (¬4) انظر عن (الوجيزي) في: درر العقود الفريدة 1/ 215 رقم 82، وإنباء الغمر 3/ 76، 77 رقم 2، والضوء اللامع 2/ 77 رقم 232. (¬5) خبر الذهب في: السلوك ج 4 ق 1/ 318. (¬6) خبر الألم في: السلوك ج 4 ق 1/ 318، وبدائع الزهور 2/ 22. (¬7) خبر المقياس في: السلوك ج 4 ق 1/ 318، 319، ونزهة النفوس 2/ 350. (¬8) خبر الزيادة في: السلوك ج 4 ق 1/ 319، ونزهة النفوس 2/ 350، وبدائع الزهور 2/ 22.

تزايد حركة قطاع الطرق

[تزايد حركة قطّاع الطرق] وفيه تزايد صدر قطّاع الطريق في عامّة أرض مصر، قبليّها وبحريّها بسبب خروج العربان عن الطاعة، وأخذوا على المارّة بالطرقات وقتلوا كثيرا من الناس، وكثر تجرّيهم، وقلّت معابتهم للسلطنة (¬1). [اكتمال مئذنة الجامع الأزهر] وفيه كملت عمارة مادنة (¬2) الجامع الأزهر والبوّابة تحتها (¬3). [إخراج المجاروين بالأزهر] وفيه أخرج من الجامع المذكور الكثير من خزاين مجاوريه وصناديقهم وأمروا بالخروج منه (¬4). [تخريب الرحبة وأعمالها] وفيه أخرب حسين بن نعير الرحبة وأعمالها، ورعى زروع ناحيها. وكان السلطان قد قرّر في إمرة العرب حديثة بن يوسف بن آل فضل، فعجز عن مقاومة حسين (¬5). [نيابة الشام] وفيه كتب لقانباي نايب الشام بحضوره إلى القاهرة على الإمرة الكبرى، وتعريفه بأنّ ألطنبغا قرّر في نيابته، وخرج لذلك جلبان أمير اخور (¬6)، وهو الذي ولّي نيابة الشام بعد ذلك في دولة الظاهر جقمق على ما سيأتي. [جمادى الآخر] [البدء بأساس الجامع المؤيّدي] وفي جمادى الآخر، في رابعه، ابتديء بحفر أساس الجامع المؤيّدي بباب زويلة (¬7). [مهاجمة البائتين في الجامع الأزهر] وفيه بعد العشاء الآخرة طرق حاجب الحجّاب الجامع الأزهر على حين غفلة ومعه ¬

(¬1) خبر القطّاع في: السلوك ج 4 ق 1/ 319. (¬2) كذا. (¬3) خبر المئذنة في: السلوك ج 4 ق 1/ 319. (¬4) خبر المجاورين في: السلوك ج 4 ق 1/ 319. (¬5) خبر الرحبة في: السلوك ج 4 ق 1/ 319. (¬6) خبر الشام في: السلوك ج 4 ق 1/ 319، وإنباء الغمر 3/ 66، وبدائع الزهور 2/ 22. (¬7) خبر الأساس في: السلوك ج 4 ق 1/ 320، ونزهة النفوس 2/ 351، وتحفة الأحباب 79.

خروج قانباي نائب الشام عن الطاعة

كثير من أعوانه ومماليكه، فنهبوا الكثير من أثاث الناس وفرشهم، ومنع من المبيت به. وكان قد وشي إليه بأشياء منكرة تقع من الناس به (¬1). [خروج قانباي نائب الشام عن الطاعة] وفيه ورد الخبر بخروج قانباي نايب الشام على طاعة السلطان، وأنه ثارت الفتنة بدمشق. ثم ورد الخير / 468 / بفرار طرباي نايب غزّة منها خارجا عن الطاعة إلى جهة قانباي، فاستعدّ السلطان وندب يشبك المشدّ ومعه طايفة من الجند السلطاني نجدة لألطنبغا العثماني نايب الشام (¬2). [أتابكية العساكر] وفيه قرّر ألطنبغا القرمشيّ الأمير اخور أتابكية العساكر عوضا عن العثمانيّ، وقرّر في الأمير اخورية تنبك ميق الرأس نوبة (¬3). [رجب] [رأس النوبة] وفي رجب استقرّ سودون القاضي رأس نوبة النوب (¬4). [حجوبية الحجّاب] وقرّر في حجوبية الحجّاب سودون قرا سقل (¬5). [التجريدة إلى نائب الشام] وفيه خرج أقباي الدوادار بتجريدة نجدة لنايب الشام على قانباي وقد ملك دمشق وفرّ أمراؤها بعد محاربة إلى جهة صفد (¬6). [فرار ابن منجك من نائب الشام] وفيه قدم محمد بن منجك فارّا من قانباي نايب الشام، فارتجّت القاهرة يوم دخوله بالإشاعة لسفر السلطان، وكثر الاهتمام بذلك (¬7). ¬

(¬1) خبر الجامع في: السلوك ج 4 ق 1/ 320. (¬2) خبر قانباي في: إنباء الغمر 3/ 66، وعقد الجمان 229، ونزهة النفوس 2/ 351، وبدائع الزهور ج 2/ 22، والسيف المهنّد 333، 334، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 191 أو 233 ب، وتاريخ بيروت 239. (¬3) خبر الأتابكية في: السلوك ج 4 ق 1/ 325، ونزهة النفوس 2/ 351، وبدائع الزهور 2/ 22. (¬4) خبر رأس النوبة في: السلوك ج 4 ق 1/ 326، ونزهة النفوس 2/ 352. (¬5) خبر الحجوبية في: السلوك ج 4 ق 1/ 326 وفيه «قراصقل» وعقد الجمان 232، ونزهة النفوس 2/ 351. (¬6) خبر التجريدة في: السلوك ج 4 ق 1/ 326، وعقد الجمان 232. (¬7) خبر ابن منجك في: السلوك ج 4 ق 1/ 326، وعقد الجمان 232، 233.

القبض على جانبك الصوفي

[القبض على جانبك الصوفي] وفيه قبض على جانبك الصوفي أمير سلاح، وسجن بالبرج من القلعة (¬1). [تأهّب السلطان للسفر] وفيه أخذ السلطان في التأهّب للسفر وأمر أمراؤه (¬2) بذلك، وعرض المماليك، ثم فرّق النفقات والجمال للسفر (¬3). [سفر السلطان لقتال قانباي] وفيه في ثاني عشرينه كان خروج السلطان من القاهرة مسافرا لقتال قانباي، وقرّر ططر في نيابة الغيبة، وأنزله بباب السلسلة، وجعل حاجب الحجّاب متكلّما بين الناس في الخصومات والحكومات، وجعل قطلوبغا التنمي بالقلعة، ثم استقلّ بالمسير من الريدانية ومعه الخليفة، ومن القضاة الناصر بن العديم وحده بحسب سؤاله في ذلك (¬4). [خروج نائب دمشق وغزة وطرابلس إلى حلب] وفيه بلغ قانباي توجّه السلطان إلى جهته خرج من دمشق ومعه طرباي نايب غزّة، وسودون من عبد الرحمن نايب طرابلس، وتوجّهوا إلى جهة حلب لإينال الصصلاني وقد وافقهم على ما هم عليه (¬5). [شعبان] [مسير السلطان إلى حلب] وفي شعبان وصل المؤيّد إلى دمشق ثم سار بعد يومين إلى جهة قانباي مجدّا في سيره (¬6). [موقعة حلب] وفيه كانت بحلب فتنة كبيرة، ورمى نايب قلعتها على نايب وحصن القلعة، ثم نزل إلى ¬

(¬1) خبر جانبك في: السلوك ج 4 ق 1/ 326، والسيف المهنّد 335. (¬2) الصواب: «وأمر أمراءه». (¬3) خبر التأهب في: السلوك ج 4 ق 1/ 327، وعقد الجمان 233، ونزهة النفوس 2/ 352، وبدائع الزهور 2/ 22، 23، والسيف المهنّد 335. (¬4) خبر السفر في: السلوك ج 4 ق 1/ 327، وعقد الجمان 234، ووجيز الكلام 2/ 437، ونزهة النفوس 2/ 353، وبدائع الزهور 2/ 23، والسيف المهند 335، 336، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 233 ب، وتاريخ بيروت 239. (¬5) خبر الخروج في: السلوك ج 4 ق 1/ 327، وإنباء الغمر 3/ 66، 67، وعقد الجمان 235، ونزهة النفوس 2/ 354، والسيف المهنّد 336. (¬6) خبر المسير في: السلوك ج 4 ق 1/ 328، وإنباء الغمر 3/ 67، والسيف المهنّد 336.

مقتل قانباي

محاربة قانباي وإينال فلم يثبتا وفرّا إلى جهة العمق، وجدّ السلطان في سيره، والسيفي قانباي، وإينال الصصلاني بمقدّمة عساكر السلطان الذين مع أقباي، / 469 / فتقاتلوا، فكسروا أقباي وقبضوا عليه وعلى جماعة كبيرة. وبلغ ذلك السلطان، وكان بسرمين فركب مجدّا حتى أدركهم، فلم يثبتوا وفرّوا منهزمين، فقبض على إينال نايب حلب والذين معه، وسار بهم إلى حلب وهم أسرى في القيود والأغلال مشاة بين يديه يوم دخوله حلب (¬1). [مقتل قانباي] [1362]- واستمرّ قانباي (¬2) في هزيمته إلى جهة اعزاز فقبض عليه بها وحمل إلى السلطان، فأمر بقتله هو. [1363]- وإينال الصصلاني (¬3). [1364]- وتمان تمرارق (¬4). [1365]- وجرباش كباشه (¬5)، وكانوا من أكابر الأمراء. وقانباي هو صاحب المدرسة التي برأس سويقة عبد المنعم، وكان حسن الصورة، جميل الفعل. [مقتل إينال] وكذا إينال كان شجاعا، حشما، عاقلا، وحزّت رقبهم (¬6) وبعث بها إلى القاهرة (¬7). ¬

(¬1) خبر الموقعة في: السلوك ج 4 ق 1/ 328، وإنباء الغمر 3/ 68، وعقد الجمان 235، 236، والنجوم الزاهرة 14/ 36 و 37، والسيف المهنّد 337 - 339، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 233 ب. (¬2) انظر عن (قانباي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 328، وإنباء الغمر 3/ 68، و 112 رقم 13، وعقد الجمان 235، 236، والنجوم الزاهرة 14/ 36، و 37، والضوء اللامع 6/ 666، ووجيز الكلام 2/ 438 رقم 988، وإعلام الورى 40، ونزهة النفوس 2/ 354، والسيف المهنّد 339، وتاريخ بيروت 239. (¬3) انظر عن (الصصلاني) في: السلوك ج 4 ق 1/ 328، وإنباء الغمر 3/ 68 و 77 رقم 4، وعقد الجمان 238، والنجوم الزاهرة 14/ 136، وبدائع الزهور 2/ 23، والسيف المهنّد 339، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 190 ب، 191 أ. (¬4) انظر عن (تمان تمر أرق) في: السلوك ج 4 ق 1/ 328، والنجوم الزاهرة 14/ 136، وبدائع الزهور 2/ 23، وإنباء الغمر 3/ 68، والسيف المهند 339. (¬5) انظر عن (جرباش كباشة) في: السلوك ج 4 ق 1/ 328، وإنباء الغمر 3/ 68 وفيه «بكباشة»، وعقد الجمان 236، وفيه «ترماش الكباشي»، والدليل الشافي 1/ 242 رقم 833، والنجوم الزاهرة 14/ 136، ونزهة النفوس 2/ 355، وبدائع الزهور 2/ 23، والسيف المهند 339. (¬6) الصواب: «رقابهم». (¬7) انظر عن (إينال) في مصادر «الصصلاني»، ويضاف إليها: الضوء اللامع 2/ 327 رقم 1079.

ضرب سكران الحد وقتله

[ضرب سكران الحدّ وقتله] وفيه أخذ إنسان في ليلة الجمعة ثالثه وهو سكران، فضرب الحدّ وطيف به، فثار به عامّة الصبية فقتلوه ثم أحرقوه بالنار (¬1). [وفاة ابن بنت المالكي] [1366]- وفيه مات سعد الدين ابن (¬2) بنت المالكي، وولي نظر الجيش. [تعليق رؤوس القتلى بباب زويلة] وفيه وصلت رأس قانباي، وإينال، وجرباش كباشه، وتمان تمرأق (¬3)، فعلّقت على رماح وطيف بها القاهرة ينادى عليها، ثم علّقت بباب زويلة أياما، ثم حملت إلى الإسكندرية نشرت هناك أيضا، ثم أعيدت إلى القاهرة، ودفنت رأس قانباي بمدفن مدرسته (¬4). [نيابات حلب وحماه وطرابلس] وفيه قرّر أقباي الدوادار في نيابة حلب. وجار قطلوا في نيابة حماه. ويشبك المشدّ في نيابة طرابلس (¬5). [عزم السلطان الإقامة بحماه] وفيه عاد السلطان من حلب، فعزم على الإقامة بحماه يشتّي بها لحسم مادّة الفتن، وعساه يأخذ من فاته من رفقة قانباي قبل سودون من عبد الرحمن، وتنبك البجاسيّ، وطرباي، وكزل نائب ملطية، وغيره. ثنى عزمه على العود للقاهرة (¬6). ¬

(¬1) خبر السكران في بدائع الزهور 2/ 24. (¬2) في الأصل: «بن» وانظر عن (سعد الدين) في: السلوك ج 4 ق 1/ 339، وبدائع الزهور 2/ 24. (¬3) في الأصل: «تمراوق». (¬4) خبر الرؤوس في: السلوك ج 4 ق 1/ 328، 329، وإنباء الغمر 3/ 68، والنجوم الزاهرة 14/ 37، ونزهة النفوس 2/ 355، وبدائع الزهور 2/ 24، والسيف المهنّد 339. (¬5) خبر النيابات في: السلوك ج 4 ق 1/ 329، وإنباء الغمر 3/ 68، وعقد الجمان 239، والنجوم الزاهرة 14/ 37، 38، ونزهة النفوس 2/ 356، وبدائع الزهور 2/ 24، والسيف المهنّد 340. (¬6) خبر (السلطان) في: السلوك ج 4 ق 1/ 327، وعقد الجمان 234، ونزهة النفوس 2/ 353، ووجيز الكلام 2/ 437، وبدائع الزهور 2/ 23، والسيف المهنّد 340.

وفاة قاضي دمشق

[وفاة قاضي دمشق] [1367]- وفيه مات قاضي دمشق، الشمس التبّاني (¬1)، محمد بن الجلال بن أحمد بن يوسف التركمانيّ الأصل، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، ماهرا في العربية والمعاني، وكان جيّد العقل، عارفا، مشكور السيرة في قضايه. وولي عدّة وظايف وتداريس جليلة. ومولده في سنة سبعين وسبعماية. [شوّال] [الغلاء بمصر] وفي شعبان زاد سعر الغلال، وكان ابتدأ غلاء عظيم بمصر، وعدم الخبز بالأسواق والقمح بمظانّه وتزاحم الناس / 470 / على الطواحين والأفران، ووقعت نوادر يطول الشرح في ذكرها (¬2). [وصول ابن أبي الفرج من بغداد] وفيه وصل إلى القاهرة فخر الدين بن أبي الفرج على ولاية البحيرة والشرقية والغربية وقطيا، وكان وصل من بغداد إلى السلطان (¬3). [وفاة الزين حاجي الرومي] [1368]- وفيه مات الشيخ زين الدين حاجي (¬4) الروميّ، الحنفيّ، شيخ تربة الظاهر برقوق. وقرّر عوضه في مشيخة الشيخ شمس الدين البساطي المالكي، بعناية نايب الغيبة الأمير ططر أمير مجلس. ¬

(¬1) انظر عن (التباني) في: السلوك ج 4 ق 1/ 339، وذيل الدرر الكامنة 242، 243 رقم 440، وإنباء الغمر 3/ 68، ووجيز الكلام 2/ 439 رقم 990، والضوء اللامع 7/ 213، ونزهة النفوس 2/ 361 رقم 537، وشذرات الذهب 7/ 133. (¬2) خبر الغلاء في: السلوك ج 4 ق 1/ 330، وإنباء الغمر 3/ 69 و 70، وبدائع الزهور 2/ 24. (¬3) خبر ابن أبي الفرج في: السلوك ج 4 ق 1/ 336، وبدائع الزهور 2/ 24. (¬4) انظر عن (زين الدين حاجي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 339، وذيل الدرر الكامنة 243 رقم 441، وإنباء الغمر 3/ 78، 79 رقم 6، والنجوم الزاهرة 14/ 137، ونزهة النفوس 2/ 361 رقم 536، والضوء اللامع 3/ 87، ووجيز الكلام 2/ 439 رقم 993.

وفاة العزيز بن خضر

[وفاة العزيز بن خضر] [1369]- العزيز بن خضر (¬1)، محمد بن أحمد بن محمد بن جمعة بن مسلم الدمشقيّ، الصالحي، الحنفيّ. وكان رأس الحنفية بدمشق، وله علم وفضل ومهارة في كثير من الفنون. ومولده سنة اثنين (¬2) وسبعين. [وفاة سونجبغا] [1370]- وفيه مات سونجبغا (¬3) الفقيه. وكان اشتغل كثيرا، وهو من خاصّكيّة الظاهر برقوق. [ذو القعدة] [غرق شختور] وفي ذي قعدة ركب جماعة من رجال ونساء شختورا وتوجّهوا به إلى مركب وقف بوسط البحر به القمح ليشتروا فتزاحموا وغرقت الشختور فمات بها نحوا (¬4) من عشرين نفسا (¬5). [وفاة النساء في الزحام على الخبز] وفيه مات عدّة من النساء في الزحمة على الخبز بالأفران، واشتدّ الغلاء، مع عدم وجود ما يشترى من قمح ودقيق وخبز (¬6). [خروج الجلال البلقيني للاستسقاء] وفيه خرج الجلال البلقينيّ ماشيا إلى الصحراء ومعه خلق لا يحصون كثرة للاستسقاء، وكادت العامّة أن ترجم التاج بالوالي، وكان يوما مشهودا (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (ابن خضر) في: إنباء الغمر 3/ 82 رقم 14، والضوء اللامع 7/ 60 رقم 132، ووجيز الكلام 2/ 439 رقم 991، وشذرات الذهب 7/ 133. (¬2) الصواب: «سنة اثنتين». (¬3) انظر عن (سونجبغا) في: عقد الجمان 254 رقم 52. (¬4) الصواب: «نحو». (¬5) خبر الشفتور في: السلوك ج 4 ق 1/ 333، وإنباء الغمر 3/ 70. (¬6) خبر النساء في: (¬7) خبر الاستسقاء في: السلوك ج 4 ق 1/ 334، وإنباء الغمر 3/ 71، وبدائع الزهور 2/ 25.

القبض على سودون القاضي

[القبض على سودون القاضي] وفيه قبض السلطان على سودون القاضي الرأس نوبة وسجنه، وقرّر عوضه بردبك (¬1). [وفاة الديلمي] [1371]- وفيه مات الفقير المعتقد، الشيخ محمد الديلميّ (¬2). [خروج الصارم إبراهيم للقاء أبيه] وفيه خرج الصارم إبراهيم ابن (¬3) السلطان للقاء أبيه، وقد ورد له الخبر بالخروج (¬4). [ذو الحجّة] [وفاة العرجاني] [1372]- وفي ذي حجّة مات الشيخ عبد الله العرجاني (¬5). ونشأ في صلاح وعبادة. [إقامة السلطان ليلة في الخانكاه] وفيه وصل السلطان إلى السماسم (¬6)، ووصل إلى الخانكاه في ليلة الجمعة نصفه، وعمل بها وقتا حافلا فيه عشرة أجواق من القرّاء وعدّة من المنشدين، وأعطى السلطان القرّاء والمنشدين وصوفية الخانقاه ماية ألف درهم. وركب في بكرة السبت فدخل القاهرة، وكان له يوما مشهودا (¬7). ¬

(¬1) خبر سودون في: السلوك ج 4 ق 1/ 336، وإنباء الغمر 3/ 71، والنجوم الزاهرة 14/ 72، وبدائع الزهور 4/ 25. (¬2) انظر عن (الديلمي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 340، والنجوم الزاهرة 14/ 137، وبدائع الزهور 2/ 25. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر الصارم في: السلوك ج 4 ق 1/ 336، وإنباء الغمر 3/ 72، والنجوم الزاهرة 14/ 38، وبدائع الزهور 2/ 25. (¬5) انظر عن (العرجاني) في: إنباء الغمر 3/ 81، 82 رقم 11، وبدائع الزهور 2/ 25. (¬6) السماسم: موضع يقع شمالي خانقاه سرياقوس، خارج القاهرة. (¬7) خبر السلطان في: السلوك ج 4 ق 1/ 336، 337، وعقد الجمان 240، 241، والنجوم الزاهرة 14/ 38، ونزهة النفوس 2/ 358، وبدائع الزهور 2/ 25.

نظر السلطان في الأسعار

[نظر السلطان في الأسعار] وفيه تصدّى السلطان بنفسه للنظر في الأسعار وقد تزايدت جدّا (¬1). [الدوادارية الكبرى] وفيه قرّر جقمق في الدوادارية الكبرى عوضا عن أقباي نايب حلب (¬2). [حكم السلطان بين الناس] وفيه جلس السلطان بالإصطبل للحكم بين الناس (¬3). * * * [وفاة ملك بلاد فارس] [1373]- وفيها - أعني هذه السنة - / 471 / مات ملك بلاد فارس، اسكندر (¬4) بن شيخ عمر بن تمرلنك، قتله رستم أخوه بأمر عمّه شاه رخ. [تعدية ابن عثمان إلى بلاد أفلاق] وفيها عدّى مصطفى بن عثمان من القسطنطينية إلى بلاد أفلاق، فاضطربت مملكة محمد كرشجي (¬5). [خراب فاس] وفيها خربت فاس بالمغرب بالوباء والفتن، وتلاشت نواحيها (¬6). [هدم كنيسة بالجيزة] وفيها قام الشيخ سليم في هدم كنيسة للنصارى بالجيزة، فأهانه السلطان لذلك، وتألّم له المسلمون (¬7). ¬

(¬1) خبر الأسعار في: السلوك ج 4 ق 1/ 337، وعقد الجمان 241، 242، والنجوم الزاهرة 14/ 39، ونزهة النفوس 2/ 358، والسيف المهنّد 341، 342. (¬2) خبر الدوادارية في: السلوك ج 4 ق 1/ 337، وإنباء الغمر 3/ 72، والنجوم الزاهرة 14/ 39، ونزهة النفوس 2/ 359، وبدائع الزهور 2/ 25، والسيف المهنّد 342. (¬3) خبر الحكم في: السلوك ج 4 ق 1/ 338. (¬4) انظر عن (إسكندر) في: السلوك ج 4 ق 1/ 340، والنجوم الزاهرة 14/ 137، 138، وبدائع الزهور 2/ 25. (¬5) خبر ابن عثمان في: السلوك ج 4 ق 1/ 339. (¬6) خبر فاس في: السلوك ج 4 ق 1/ 339، وعقد الجمان 267، وبدائع الزهور 2/ 25. (¬7) خبر الكنيسة في: إنباء الغمر 3/ 74.

حوادث سنة تسع عشرة وثمانمائة

[حوادث] سنة تسع عشرة وثمانمائة [محرّم] [تفريق المال في الجوامع والمدارس] في محرّم فرّق السلطان على يد الطواشي فارس مبلغا وافيا من الفضّة في الجوامع والمدارس والخوانق، ثم فرّق على المشايخ أيضا، وزيدوا مع المال القمح، ثم فرّق في أهل المسألة من الفقراء، وكان جملة ما فرّق أربعة آلاف دينار، عمّ بها النفع لكثير من الناس (¬1). [جملة أخبار في مصر] وفيه أعيد البدر العيني في الحسبة. وكانت الأسعار مرتفعة جدّا في الغلال، فوصل إلى ساحل مصر من الصعيد عدّة مراكب، منها نحوا (¬2) من ألفي إردبّ توسّع الناس بها، لكن كان في معها (¬3) ازدحام عظيم غرقت فيه امرأة، وصلب الأزعري أربعة رجال طول نهارهم لأجل ذلك. وكانت كاينة غريبة، وميت (¬4) فيها جماعة من الضرب، وكسرت لوح كتف إنسان. وعدم الخبز من الأسواق والأفران (¬5). [وصول رسول صاحب اليمن إلى السلطان] وفيه صعد رسول الملك الناصر أحمد صاحب اليمن، واسمه زين الدين مفلح، إلى القلعة لبين يدي السلطان، وقد أقيم له موكب بالقصر، وقدّم هدية جليلة من مرسله ومكاتبة. وكانت الهدية على رأس مايتي حمّال (¬6). ¬

(¬1) خبر المال في: السلوك ج 4 ق 1/ 342، وعقد الجمان 254، وإنباء الغمر 3/ 85، وبدائع الزهور 2/ 25. (¬2) الصواب: «نحو». (¬3) كذا. و «في» مقحمة. (¬4) الصواب: «ومات». (¬5) أخبار مصر في: السلوك ج 4 ق 1/ 343، 344، وإنباء الغمر 3/ 85، وعقد الجمان 255، ونزهة النفوس 2/ 362، وبدائع الزهور 2/ 25، والسيف المهنّد 343، 344. (¬6) خبر رسول اليمن في: السلوك ج 4 ق 1/ 345، وعقد الجمان 260، 261، ونزهة النفوس 2/ 362، وبدائع الزهور 2/ 26، والسيف المهنّد 344.

وفاة الوزير ابن قطينة

[وفاة الوزير ابن قطينة] [1374]- وفيه مات الوزير ابن (¬1) قطينة (¬2) أحمد بن الحاج عمر. وكان ذا يسار وثروة. [زيادة قطيعة أراضي مصر] وفيه زيد في قطيعة أراضي مصر مايتي درهم الفدّان، وكانت بأربعماية، فصارت بستماية، وهذا يقتضي استمرار الغلاء، ولله الأمر (¬3). [تقرير ابن أبي شاكر بالوزارة] وفيه قرّر التقيّ بن أبي شاكر في الوزارة كرها، وكانت شاغرة مدّة بعد صرف ابن (¬4) الهيصم (¬5). [عمارة دار الضيافة] وفيه ركب السلطان ونزل إلى دار الضيافة وأمر بعمارتها ورمّ ما فسد بها (¬6). [التأهّب لعرض الجند] وفيه نودي بتأهّب أجناد الحلقة للعرض (¬7). [صفر] [عزل نواب القضاة الأربعة] وفي صفر عزل السلطان جميع نوّاب القضاة الأربع (¬8)، وكانوا بلغوا نحو (¬9) من مايتي نفر (¬10). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (ابن قطينة) في: السلوك ج 4 ق 1/ 375، وإنباء الغمر 3/ 104 رقم 6، وذيل الدرر الكامنة 244 رقم 443، وعقد الجمان 279 رقم 72، والنجوم الزاهرة 14/ 141، والضوء اللامع 2/ 55، ونزهة النفوس 2/ 378 رقم 554 وفيه: «شهاب الدين بن عمر بن قطينة»، وبدائع الزهور 2/ 26. (¬3) خبر القطيعة في: السلوك ج 4 ق 1/ 345. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر الوزارة في: السلوك ج 4 ق 1/ 345، وإنباء الغمر 3/ 88، ونزهة النفوس 2/ 363، وبدائع الزهور 2/ 26، والسيف المهنّد 344. (¬6) خبر العمارة في: السلوك ج 4 ق 1/ 346، وإنباء الغمر 3/ 88. (¬7) خبر الجند في: السلوك ج 4 ق 1/ 346. (¬8) الصواب: «الأربعة». (¬9) الصواب: «نحوا». (¬10) خبر العزل في: السلوك ج 4 ق 1/ 347، والنجوم الزاهرة 14/ 40، وبدائع الزهور 2/ 26.

ظهور الخير

[ظهور الخير] وفيه ظهر الخير بالحوانيت، فتباشر الناس لذلك (¬1). [تزايد الموت بالطاعون] وفيه تزايد موت الناس بالطاعون (¬2). [عمارة الجامع المؤيّدي] وفيه كثر الاهتمام بعمارة / 472 / الجامع المؤيّدي مكان خزانة شمايل، وكان السلطان قد سجن بها في كاينة منطاش وماله حال من بها، ونذر عليه إن خلّصه الله تعالى منها وأتاه الملك بناها جامعا. فأخذ في الوفاء بنذره، وأقام بها من الفعلة ماية فاعل، ومن البنّايين ما ينيف عن ثلاثين، ووفّيت لهم أجرهم (¬3) من غير أن يكلّفوا في العمل فوق الطاقة، ولا سخّر فيه أحد من الناس غصبا. وكان الشادّ على عمارته ططر أمير مجلس (¬4). [تحديد نوّاب القضاة] وفيه قرّر السلطان مع القاضي الشافعي أن يكونوا به عشرة والحنفيّ ثمانية (¬5)، والمالكي أربعة، وكان ذلك بحضورهم عند السلطان إلاّ الحنبليّ، وكان قد سافر إلى حماه بلده لمآرب، ثم بعد أيام عاد الحال في النوّاب لما كان، ولعلّ زادوا (¬6). [منع عقد عقود مماليك السلطان] وفيه نودي أن لا يعقد أحد من الشهود عقد مملوك من مماليك السلطان في زواج (¬7). [إبطال تفرقة الخبز] وفيه أبطل تفرقة الخبز الذي كان للسلطان على الفقراء، وكان نحوا من اثني عشر ألف رغيف في كل يوم (¬8). ¬

(¬1) خبر الخير في: السلوك ج 4 ق 1/ 347، وإنباء الغمر 13/ 86. (¬2) خبر الطاعون في: السلوك ج 4 ق 1/ 347، وإنباء الغمر 13/ 87، والنجوم الزاهرة 14/ 41. (¬3) الصواب: «أجورهم». (¬4) خبر الجامع في: السلوك ج 4 ق 1/ 347، والنجوم الزاهرة 14/ 41، ونزهة النفوس 2/ 365، 366، وتحفة الأحباب 79. (¬5) في السلوك: «خمسة». (¬6) خبر النواب في: السلوك ج 4 ق 1/ 348، وعقد الجمان 261، والنجوم الزاهرة 14/ 40، 41. (¬7) خبر العقود في: السلوك ج 4 ق 1/ 348، وإنباء الغمر 3/ 90، وعقد الجمان 261. (¬8) خبر الخبز في: السلوك ج 4 ق 1/ 348.

وفاة الشهاب الأشليمي

[وفاة الشهاب الأشليمي] [1375]- وفيه مات الشهاب الأشليمي (¬1)، أحمد بن محمد بن عثمان، مطعونا. [وفاة ابن ظهيرة] [1376]- وظهيرة (¬2) بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة المخزوميّ، المكي، الشافعيّ. وسمع على المقري جماعة، وأجاز له الغلاميّ، وغيره. جاوز السبعين. [تزايد الموتى بالقاهرة] وفيه تزايد الموتان بالقاهرة وضواحيها، ووردت الأخبار بأنه فشا بالوجه القبليّ، وكذا البحري، ونواحي الشام، سيما طرابلس، وأنه في عدّة أيام [مات] (¬3) عشرة آلاف إنسان (¬4). [انحلال سعر الغلال] وفيه انحلّ السعر في الغلال شيئا (¬5). [نيابة الإسكندرية] وفيه قرّر في نيابة الإسكندرية قطلوبغا السيفي، وكان خاملا مدّة من أيام منطاش، وأنه كان ولاّه إمرة ماية، ثم خمل فطلبه المؤيّد ورثى له، ولما ولاّه الإسكندرية لم يكن في مقدرته ما يتجهّز به حتى أسعف (¬6). [قتل أمراء بدمشق] وفيه قتل بدمشق ثلاثة من الأمراء (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (الأشليمي) في: إنباء الغمر 3/ 105 رقم 8. (¬2) انظر عن (ظهيرة) في: العقد الثمين 5/ 77 رقم 1450، وذيل التقييد 2/ 22، 23 رقم 1091، وعقد الجمان 277 رقم 65، والدليل الشافي 1/ 378 رقم 1297، والمنهل الصافي 7/ 48 رقم 1300، والضوء اللامع 4/ 15 رقم 58، ونزهة النفوس 2/ 377 رقم 549، وشذرات الذهب 7/ 135. (¬3) إضافة للضرورة. (¬4) خبر تزايد الموتى في: السلوك ج 4 ق 1/ 349، والسيف المهنّد 344. (¬5) خبر السعر في: السلوك ج 4 ق 1/ 349، والسيف المهنّد 345. (¬6) خبر الإسكندرية في: السلوك ج 4 ق 1/ 350، والنجوم الزاهرة 14/ 41، والسيف المهنّد 344. (¬7) خبر الأمراء في: السلوك ج 4 ق 1/ 350، وهم: يعقوب شاه، وشاهين الأجرود، وطوغان المجنون.

فساد ابن بشارة

[فساد ابن بشارة] وفيه كثر فساد محمد بن بشارة بأرض صفد ونواحيها (¬1). [ربيع الأول] [تزايد الموت بالطاعون] وفيه ربيع الأول زاد الموتان بالقاهرة، وصار كلّ من طعن مات سريعا وحيّا (¬2)، وتوهّم الناس أنهم يموتون عن آخرهم، ووردت الأخبار بهجوم الوباء بالمشرق والمغرب، وأن أصبهان خلت وفاس وصارت الديار لا أنيس بها (¬3). [الإشهاد على وقف جامع المؤيّد] وفيه قام البدر حسن الأستادار بتجهيز الطرحاء (¬4). [وقفيّة جامع المؤيّد] وطلب السلطان / 473 / من يشهد عليه بوقف الجامع الذي أنشأه بباب زويلة وبعدّة أماكن وقفها عليه بمصر والشام، ثم تزايد ألم رجله وتمادى به أياما (¬5). [وفاة المدني قاضي المالكي] [1377]- وفيه مات المدني (¬6) قاضي المالكية، شمس الدين، محمد بن علي بن معبد المقدسيّ. وبلغ السبعين، وكان مشكورا في قضائه، بارعا في الفنون، صيّنا، كثير الأدب. [وفاة همام الدين الخوارزمي] [1378]- والعلاّمة همام الدين (¬7) محمد بن أحمد الخوارزميّ، الشافعيّ. ¬

(¬1) خبر ابن بشارة في: السلوك ج 4 ق 1/ 350، وإنباء الغمر 3/ 91. (¬2) هكذا في بدائع الزهور. (¬3) خبر الطاعون في: السلوك ج 4 ق 1/ 351، ونزهة النفوس 2/ 363، وبدائع الزهور 2/ 26. (¬4) السلوك ج 4 ق 1/ 351. (¬5) خبر الإشهاد في: السلوك ج 4 ق 1/ 352، وإنباء الغمر 3/ 90، وبدائع الزهور 2/ 26، وتحفة الأحباب 79. (¬6) انظر عن (المدني) في: السلوك ج 4 ق 1/ 375، وإنباء الغمر 3/ 118 رقم 38، وعقد الجمان 274 رقم 59، ونزهة النفوس 2/ 375 رقم 543، ووجيز الكلام 2/ 444 رقم 1004، والضوء اللامع 8/ 220، وشذرات الذهب 7/ 141. (¬7) انظر عن (همام الدين) في: السلوك ج 4 ق 1/ 376، وإنباء الغمر 3/ 122، 123 رقم 51 وفيه: همام بن أحمد، وقد يدعى =

وفاة الأمين الطرابلسي

وكان عالما، عارفا ب‍ «الكشّاف» إماما في المعقولات والفنون، وله شهرة طائلة ولّي مشيخة الجمالية مدّة. وممّن أخذ عنه الشمس القاياتي، وغيره من الفضلاء الأعيان. وولي الجمالية عوضه الولي العراقيّ. [وفاة الأمين الطرابلسي] [1379]- وفيه مات قاضي القضاة الأمين الطرابلسي (¬1) عبد الوهاب بن محمد بن محمد بن أحمد بن أبي بكر الحنفيّ. ولي القضاء، ومشيخة الشيخونية، وكان مشكور السيرة في قضائه. ومولده سنة أربع وسبعين وسبعماية. [وفاة الشيخ المصري الزاهد] [1380]- ومات الشيخ الصالح المعتقد، أحمد بن محمد بن سليمان المصري (¬2)، المعروف بالزاهد، صاحب الجامع المعروف به بالمقس. وكان يعظ الناس ويفتي، وله سلامة باطن وكثرة عبادة. [وفاة المارديني] [1381]- والجمال يوسف المارديني (¬3)، الحنفي، الواعظ. ¬

= محمدا، وذيل الدرر الكامنة 251 رقم 461، وعقد الجمان 272، 273 رقم 56، والنجوم الزاهرة 14/ 41 وفيه: محمد بن محمد الخوارزمي، والدليل الشافي 2/ 594 رقم 2040، ونزهة النفوس والأبدان 2/ 373 رقم 540، ووجيز الكلام 2/ 442 رقم 999، والضوء اللامع 7/ 128 رقم 294، وبدائع الزهور 2/ 26، وشذرات الذهب 7/ 143. (¬1) انظر عن (الأمين الطرابلسي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 376، وإنباء الغمر 3/ 111 رقم 23، وذيل الدرر الكامنة 250 رقم 459، وعقد الجمان 275 رقم 60، والدليل الشافي 1/ 434، 435 رقم 1500، والمنهل الصافي 7/ 394 - 396 رقم 1506، والنجوم الزاهرة 14/ 142، ونزهة النفوس 2/ 375 رقم 544، ووجيز الكلام 2/ 443 رقم 1000، والضوء اللامع 5/ 106 رقم 393، وبدائع الزهور 2/ 26، وشذرات الذهب 7/ 137، ورفع الإصر 2/ 383، 384، وحسن المحاضرة 2/ 144، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) - ق 2 ج 2/ 294 - 296 رقم 646. (¬2) انظر عن (المصري) في: إنباء الغمر 3/ 105 رقم 7 وفيه: أحمد بن أبي أحمد بن محمد، وذيل الدرر الكامنة 251 رقم 462، وعقد الجمان 276 رقم 63، والضوء اللامع 1/ 209، ووجيز الكلام 2/ 442 رقم 998، ونزهة النفوس 2/ 376 رقم 547، وبدائع الزهور 2/ 27، وشذرات الذهب 7/ 136. (¬3) انظر عن (المارديني) في: إنباء الغمر 3/ 123، 124 رقم 52، وذيل الدرر الكامنة 253 رقم 468، والضوء اللامع 10/ 319، وشذرات الذهب 7/ 144.

وفاة التقي الجيتي

وكان خيّرا، ديّنا، فاضلا. [وفاة التقي الجيتي] [1382]- والتقيّ الجيتي (¬1) أبو بكر بن عثمان بن محمد الحموي، الحنفي. وكان عالما فاضلا عارفا بالعربية، وولي قضاء العسكر. [وفاة الشهاب الصفدي] [1383]- والشهاب الصفدي (¬2) أحمد، ناظر الأوقاف والأحباس. وولي نظر الأحباس بعده البدر العيني. [الموقعة بين نائب حلب وكزل] [1384]- وفيه كانت وقعة بين نايب حلب وكزل، انهزم منها كزل وقتل (¬3). [1385]- وأخذ كردي بك (¬4) فقتل وأرسلت رأسه إلى القاهرة. [أخذ التركماني ملطية] وفيه أخذ حسين بن كبك التركماني ملطية وأساء إلى أهلها (¬5). [محاربة نائب حلب لابن نعير] وفيه حارب نايب حلب حميد بن نعير فهزمه وغنم الكثير من جماله (¬6). [إحصاء الموتى بالقاهرة] وفيه - في سلخه - ضبط من مات بالقاهرة من أول محرم إلى هذا اليوم، فكانوا زيادة على العشرين ألفا، والمكثر يبالغ (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (الجيتي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 376، ودرر العقود الفريدة 1/ 173 رقم 48، وإنباء الغمر 3/ 107 رقم 14، وذيل الدرر الكامنة 244، 245 رقم 446، وعقد الجمان 275 رقم 61، والضوء اللامع 11/ 50 رقم 130، والنجوم الزاهرة 14/ 142، ونزهة النفوس 2/ 376 رقم 545. (¬2) انظر عن (الصفدي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 375، وإنباء الغمر 3/ 103 رقم 1، وذيل الدرر الكامنة 244 رقم 444، وعقد الجمان 276 رقم 62، ونزهة النفوس 2/ 376 رقم 546، والضوء اللامع 1/ 225. (¬3) خبر الموقعة في: السلوك ج 4 ق 1/ 353، وإنباء الغمر 3/ 91، وعقد الجمان 268. (¬4) انظر عن (كردي بك) في: السلوك ج 4 ق 1/ 353. (¬5) خبر ملطية في: السلوك ج 4 ق 1/ 353، وإنباء الغمر 3/ 91. (¬6) خبر ابن نعير في: السلوك ج 4 ق 1/ 353، وإنباء الغمر 3/ 91، ونزهة النفوس 2/ 369. (¬7) خبر الإحصاء في: السلوك ج 4 ق 1/ 353، 354، وبدائع الزهور 2/ 27.

ربيع الآخر

[ربيع الآخر] [نقل جانبك إلى سجن الإسكندرية] وفي ربيع الآخر نقل جانبك الصوفي من سجنه بالبرج من قلعة الجبل إلى الإسكندرية فسجن بها (¬1). [تغيّظ السلطان على أستاداره] وفيه تأخّر (¬2) جوامك المماليك، فتغيّظ السلطان على الأستادار وضربه، بل همّ بقتله، ثم تسلّمه جقمق الدوادار على أن يحمل ثلاثمائة ألف دينار (¬3). [تزايد الموتى بدمشق] وفيه ورد الخبر بتزايد الموتان بدمشق، وعظم الحال بها في ذلك (¬4). [انحطاط الطاعون] وفيه انحطّ الطاعون شيئا بالنسبة لما كان (¬5). [وفاة الطواشي مقبل الرومي] [1386]- / 474 / وفيه مات الطواشي مقبل الرومي (¬6)، الأشقتمري، رأس نوبة الجمدارية. وكان فاضلا، شافعيّ المذهب. حفظ «الحاوي» وحلّه، وكان حسن القراءة. وله مدرسة بخطّ التبّانة. [وفاة ابن العديم] [1387]- وقاضي القضاة ناصر الدين بن العديم (¬7)، محمد بن عمر بن ¬

(¬1) خبر جانبك في: السلوك ج 4 ق 1/ 354، وعقد الجمان 262. (¬2) الصواب: «تأخّرت». (¬3) خبر التغيّظ في: السلوك ج 4 ق 1/ 354، وإنباء الغمر 3/ 92، وعقد الجمان 262، والنجوم الزاهرة 14/ 42، ونزهة النفوس 2/ 364، والسيف المهند 345. (¬4) خبر الموتى في: السلوك ج 4 ق 1/ 355، والنجوم الزاهرة 14/ 43. (¬5) خبر الطاعون في: السلوك ج 4 ق 1/ 355، والنجوم الزاهرة 14/ 43. (¬6) انظر عن (مقبل الرومي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 377، وذيل الدرر الكامنة 252 رقم 465، وإنباء الغمر 3/ 122 رقم 48، والنجوم الزاهرة 14/ 143، وعقد الجمان 279، 280 رقم 74، والدليل الشافي 2/ 740 رقم 2528، والضوء اللامع 10/ 167 رقم 695، ونزهة النفوس 2/ 380 رقم 560، ووجيز الكلام 2/ 445 رقم 1009. (¬7) انظر عن (ابن العديم) في: السلوك ج 4 ق 1/ 377، وذيل الدرر الكامنة 250، 251 رقم 460، وإنباء الغمر 3/ 118، 119 رقم =

وفاة الزين الكردي

إبراهيم العقيليّ، الحلبيّ، الحنفيّ، بعد مرض طويل، عن سبع وعشرين سنة. وكان سيّء السيرة ظالما، كثير الهوج، مع فرط ذكاء ومعرفة بالفنون وجرأة وإقدام. أسمع بمصر على عمر بن أيدغمش، وغيره، وأخذ في فنّ الحديث عن الزين العراقي. [وفاة الزين الكردي] [1388]- ومات الزين الكردي (¬1)، عبد الرحمن بن يوسف الدمشقي، الشافعيّ. وكان يتعانى بأخذه عمل المواعيد، وشهر بذلك، مع ديانة وخير. [وفاة الشيخ الوالوغي] [1389]- والشيخ أبو عبد الله الوالّوغي (¬2) المالكيّ، محمد بن أحمد بن عثمان بن عمر التونسي، المغربيّ. وكان بارعا في الفنون، مع فرط ذكاء. وسمع من أبي الحسن البطرنيّ، وابن عرفة، وكان من تلامذته. وله شعر حسن، أفتى ودرّس وصنّف وألّف، وكان شديد الإعجاب بنفسه. ومولده سنة تسع وخمسين. [قضاء الأحناف] وفيه خرج الأمر إلى الشمس بن الديري المقدسي الحنفي بطلبه من القدس إلى القضاء الحنفية (¬3). ¬

= 39، وعقد الجمان 273، 274 رقم 57، والدر المنتخب، رقم 1366، والدليل الشافي 2/ 667 رقم 2292، والنجوم الزاهرة 14/ 143، ونزهة النفوس 2/ 373، 374 رقم 541، والضوء اللامع 8/ 235 رقم 631، وبدائع الزهور 2/ 27، وحسن المحاضرة 122، وشذرات الذهب 7/ 141، وإعلام النبلاء 5/ 165، 166 رقم 509. (¬1) انظر عن (الزين الكردي) في: إنباء الغمر 3/ 109 رقم 20، وعقد الجمان 278 رقم 69، ونزهة النفوس 2/ 378 رقم 553، والضوء اللامع 4/ 417. (¬2) انظر عن (الوانوغي) في: إنباء الغمر 3/ 114 رقم 29، وذيل الدرر الكامنة 252، 253 رقم 466، وعقد الجمان 276، 277 رقم 64، ووجيز الكلام 2/ 443، 444 رقم 1002، والضوء اللامع 7/ 3، وشذرات الذهب 7/ 138. و «الوانّوغي»: بالنون المشدّدة. (¬3) خبر الأحناف في: السلوك ج 4 ق 1/ 355، وعقد الجمان 263، ونزهة النفوس 2/ 364.

الخلعة بالأستادارية لابن أبي الفرج

[الخلعة بالأستادارية لابن أبي الفرج] وفيه خرجت خلعة إلى الفخر بن أبي الفرج، وهو بالوجه البحري ليلبسها ويستقرّ في الأستادارية عوضا عن ابن (¬1) المحبّ بعد أن عصر، وتقرّر الحال معه على أن يحمل ماية ألف دينار، وخمسين ألف دينار (¬2). [وفاة العزّ ابن جماعة] [1390]- وفيه مات العزّ بن جماعة (¬3)، الشيخ عزّ الدين (¬4) محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن جماعة الشافعيّ. وكان علاّمة وقته في عدّة فنون وعلوم وصنايع وأعمال وغير ذلك. مع انقطاعه عن الناس، واطّرح نفسه (¬5)، وعدم تكلّفه في شونه (¬6)، وتقنّعه باليسير. وكان بزيّ العجم، مداوما على الطهارة. وله نوادر، وشهرته تغني عن مزيد ذكره. سمع من القلانسي (¬7)، والعرضيّ، وآخرين، وأحضر على الميدوميّ، وأجاز له جماعة. ومولده سنة تسع وأربعين بمدينة الينبوع. [غارة الفرنج على يافا] وفيه وصل إلى يافا عدّة أغربة من الفرنج وأسروا من خمسين امرأة وطفلا (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «عن بن». (¬2) خبر الخلعة في: السلوك ج 4 ق 1/ 355، والنجوم الزاهرة 14/ 43. (¬3) انظر عن (ابن جماعة) في: السلوك ج 4 ق 1/ 378، وإنباء الغمر 3/ 115 - 117 رقم 32، وذيل الدرر الكامنة 247، 248 رقم 451، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 378 - 380 رقم 741، وعقد الجمان 271، 272 رقم 55، والنجوم الزاهرة 14/ 143، 144، ووجيز الكلام 2/ 441، 442 رقم 996، والضوء اللامع 7/ 171، وبغية الوعاة 1/ 25 - 27، وحسن المحاضرة 1/ 317، والبدر الطالع 2/ 147 - 149، وشذرات الذهب 7/ 139، 140، وكشف الظنون 91 و 118 و 124 و 151 و 155 و 169 و 196 و 200 و 202 و 359 و 407 و 475 و 478 و 577 و 596 و 718 و 917 و 918 و 929 و 1021 و 1080 و 1088 و 1147 و 1162 و 1268 و 1290 و 1328 و 1350 و 1360 و 1495 و 1587 و 1717 و 1855 و 1856 و 1865 و 1880 و 1884 والأعلام 6/ 282، ومعجم المؤلفين 9/ 111، وديوان الإسلام 2/ 106 - 108 رقم 707، وهدية العارفين 2/ 182، والقاموس الإسلامي 1/ 627. (¬4) في الأصل: «عبد البر». (¬5) الصواب: «واطّرح نفسه». (¬6) كذا. والصواب: «شؤونه». (¬7) في الأصل: «العسلاني». (¬8) خبر الغارة في: السلوك ج 4 ق 1/ 357.

جمادى الأول

[جمادى الأول] [تقصير النيل عن الزيادة] وفي جمادى الأول قصّر النيل عن الزيادة، / 475 / فبعث السلطان بقرّاء القرآن بالمقياس، وعملت أطعمة، وفرّق عليهم مالا، وركب حاجب الحجّاب إلى ساحل النيل وأحرق ما كان به من الأخصاص، ومنع الناس من الاجتماع هناك، وجرت أمور (¬1). [وفاة الشهاب ابن نشوان] [1391]- وفيه مات الشهاب ابن (¬2) نشوان (¬3)، أحمد بن محمد بن نشوان بن محمد بن نشوان بن محمد بن أحمد الخواريّ، الدمشقيّ، الشافعيّ. وكان ماهرا في فقههم. ومولده سنة سبع وخمسين. [قضاء الحنفية] وفيه قرّر الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الله بن نصر الدّيريّ، الحنفيّ في القضاء الحنفية بعد أن حضر من القدس وأكرمه السلطان (¬4). [عيث عرب لبيد] وفيه نزل عرب لبيد على البحيرة فعاثوا (¬5). [جمادى الآخرة] [تشديد عقوبة الأستادار] وفي جمادى الآخرة شدّدت عقوبة بدر الدين الأستادار (¬6). ¬

(¬1) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 1/ 357، 358، وعقد الجمان 263، وبدائع الزهور 2/ 27. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) انظر عن (ابن نشوان) في: إنباء الغمر 3/ 105، 106 رقم 9، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 348 - 351 رقم 722، ونزهة النفوس 2/ 378، 379 رقم 556، والضوء اللامع 2/ 210، والدارس 1/ 320، 321، وشذرات الذهب 7/ 135 وفيه: «الحوراني» بدل «الحواري». (¬4) خبر الحنفية في: السلوك ج 4 ق 1/ 358، والسيف المهنّد 345. (¬5) خبر العرب في: السلوك ج 4 ق 1/ 359. (¬6) خبر العقوبة في: السلوك ج 4 ق 1/ 359، وإنباء الغمر 3/ 95، والنجوم الزاهرة 14/ 43، وبدائع الزهور 2/ 27.

الدعاء للسلطان على المنبر

[الدعاء للسلطان على المنبر] وفيه أمر السلطان أن يدعا (¬1) له على المنبر بعد هبوط درجة منه ليكون ذكر اسم الله ورسوله بمكان أعلا (¬2) من ذكر اسم السلطان تأدّبا، ففعل ابن (¬3) النقّاش ذلك في جامع ابن (¬4) طولون، والحافظ ابن (¬5) حجر في الجامع الأزهر. وكان البلقينيّ خطيبا بجامع القلعة وهمّ بفعل ذلك لكونه لم يبدأ في الأمر بذلك. فسأله السلطان عن ذلك، فقال: ليس هذا من السّنّة، فاستمرّ الحال ما كان قبل ذلك، على أنه كان مقصدا حسنا (¬6). [تفريق المال على الفقهاء] وفيه فرّق السلطان مبلغا له صورة على الفقهاء والأيتام (¬7). [وفاء النيل] وفيه في عاشر مسرى كان وفاء البحر، ونزل السلطان إلى كسره (¬8). [واقعة الإسكندرية] وفيه وقعت بالإسكندرية كاينة من الفرنج يطول الشرح في ذكرها كادت أن يرحل أهل الإسكندرية منها خوفا على أنفسهم وأسر الفرنج جماعة من المسلمين وأخذوا مركبا للمغاربة وقتلوا من بها ونجا منها بعض أناس، وورد الخبر إلى القاهرة، فاضطربت، وخرج عدّة أمراء للغزو، وخرج ابن (¬9) النقاش ومعه عدّة من المطّوّعة، ثم عادوا وقد انقضى الأمر، وسار الفرنج بما أخذوه (¬10). [الطاعون بدمشق] [1392]- وفيه كثر الطاعون بدمشق (¬11). ¬

(¬1) الصواب: «يدعى». (¬2) الصواب: «أعلى». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر الدعاء في: السلوك ج 4 ق 1/ 359، 360، والنجوم الزاهرة 14/ 43، وبدائع الزهور 2/ 27، 28. (¬7) خبر المال في: السلوك ج 4 ق 1/ 360. (¬8) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 1/ 360، وبدائع الزهور 2/ 28، والسيف المهنّد 346، وخزانة الأدب 526. (¬9) في الأصل: «بن». (¬10) خبر الواقعة في: السلوك ج 4 ق 1/ 361، 362، ونزهة النفوس 2/ 365 و 470، وبدائع الزهور 2/ 28. (¬11) خبر الطاعون في: السلوك ج 4 ق 1/ 362.

وفاة مساعد بن شادي

[وفاة مساعد بن شادي] ومات به الشيخ الصالح، مساعد (¬1) بن شاري بن مسعود بن عبد الرحمن الهواري، نزيل عقربا. وكان عالما، فاضلا، ماهرا في الفرائض والحساب والميقات، شافعيّ المذهب، خيّرا، ديّنا، متواضعا، سليم الباطن. ومولده قبل الثلاثين وسبعماية. [قتل ابن نعير] [1393]- وفيه قتل حميد بن نعير (¬2)، ونزل حسن بن نعير على الرحبة / 476 / فنهبها وقتل وخرّبها بعد حروب عظيمة (¬3). [رجب] [دوران المحمل] وفي رجب دار المحمل على العادة فعرض منه خرز الوالي على جماعة من النصارى عدّة جرار من الخمر لشرب المماليك السلطانية الرمّاحة في المحمل، وطلب لنفسه شيئا ولأعوانه، فتعزّز النصارى عليهم، فحنق منهم، وركب في أعوانه، وأوقع بمظان الخمر، وكسر لهم الكثير من الجرار وكتب على أكابرهم وعلى كثير من باعة الخمر منها، فكتب بأن يقوموا له بكذا كذا جرّة من الخمر، بعد ما نهب أعوانه أشياء كثيرة للنصارى، وبعد المغارم لهم. وكان هذا من أشنع المنكرات وأقبحها (¬4). [تقدير الدراهم الفضّة] وفيه نودي بأن يكون النصف الفضّة المؤيّدي بثمانية دراهم من الفلوس، والرطل الفلوس بخمسة دراهم ونصف، والدينار الإفرنتي بمائتين (5) وثلاثين فلوسا، والدينار الهرجة بمائتين (¬5) وخمسين، فخسر الناس فيه أموالا جمّة (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (مساعد) في: إنباء الغمر 3/ 121، 122 رقم 47، والضوء اللامع 10/ 155، وشذرات الذهب 7/ 143، وإيضاح المكنون 1/ 208، ومعجم المؤلفين 12/ 223. (¬2) انظر عن (ابن نعير) في: السلوك ج 4 ق 1/ 362. (¬3) خبر المحمل في: السلوك ج 4 ق 1/ 362، 363. (¬4) في الأصل: «بماسيين». (¬5) الصواب: بماءتين. أو بمئتين. (¬6) خبر الدراهم في: السلوك ج 4 ق 1/ 363، وبدائع الزهور 2/ 28.

عزل قاضي دمشق

[عزل قاضي دمشق] وفيه عزل النجم بن حجّي من قضاء دمشق ونودي بها بعزله والكشف عليه (¬1). [نزول قرايلك على أذربيجان] وفيه نزل قرايلك على أذربيجان وأفسد بلادها، فبلغ قرا يوسف، فبعث بابنه اسكندر بجيوشه، ففرّ منه قرايلك (¬2). [وفاة حاجب غزّة] [1394]- وفيه مات محمد حاجب غزّة (¬3). وكان من كبار الظلمة، فأراح الله تعالى منه. [وفاة الشمس البيري] [1395]- وفيه مات الشمس ابن (¬4) الجواد (¬5) محمد بن أبي بكر بن محمد بن أبي الفتح ألبيري، الشافعيّ. وكان ماهرا. [شعبان] [طلب الرخام لجامع المؤيّد] وفي شعبان كثر طلب مباشري الدولة للرخام برسم الجامع المؤيّدي، وأخذ ذلك من عدّة ديار ومساجد بمصر والقاهرة (¬6). [توسيط قاضي جوجر] [1396]- وفيه وسّط بالمحلّة شمس الدين محمد المعروف بابن مربحينة (¬7) ¬

(¬1) خبر العزل في: السلوك ج 4 ق 1/ 363، وإنباء الغمر 3/ 95. (¬2) خبر قرايلك في: السلوك ج 4 ق 1/ 364. (¬3) انظر عن (حاجب غزة) في: السلوك ج 4 ق 1/ 364 واسمه: محمد إلياس. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) انظر عن (ابن الجواد) في: ذيل الدرر الكامنة 253 رقم 467، وإنباء الغمر 3/ 117 رقم 33، والدر المنتخب، رقم 1219، والضوء اللامع 7/ 197 رقم 264، وشذرات الذهب 7/ 138. (¬6) خبر الرخام في: السلوك ج 4 ق 1/ 364، والنجوم الزاهرة 14/ 43، 44، ونزهة النفوس 2/ 366، وتحفة الأحباب 79. (¬7) انظر عن (ابن مريجينة) في: السلوك ج 4 ق 1/ 365، وعقد الجمان 264.

كشف الوجه القبلي

قاضي جوجر (¬1) ومتدرّكها، وأحيط بموجوده، وكان نحوا من خمسة وأربعين ألف دينار، واستولى عليها السلطان ولم يترك لأولاده من ذلك شيء. [كشف الوجه القبلي] وفيه استقر بدر الدين حسن الطرابلسيّ في كشف الوجه القبلي وسار ليليه (¬2). [قضاء العسكر] وفيه قرّر في قضاء العسكر الشيخ زين الدين قاسم الحنفي العلائي الروميّ، قاضي العلايا (¬3). وكان قدم القاهرة من منذ سنة واتّصل بالسلطان (¬4). [وصول هدية ابن عثمان إلى السلطان] وفيه وصل رسول السلطان محمد بن كرشجي بن عثمان (¬5) ومعه هدية فقبلت وجهّزت إليه هدية. [رمضان] [تفريق الأموال والذبائح على الناس] وفي رمضان فرّق السلطان على يد الطواشيّ فيروز مبلغا له صورة، وكان السلطان منقطعا فيه، / 477 / وما شهد الجمعة في أوله، ثم رتّب السلطان عدّة أبقار تذبح وتفرّق على كثير من الناس كما كان في أيام الظاهر برقوق في مثل هذا الشهر (¬6). [تقرير الولاية ونقابة الجيش] وفيه صرف خرز عن أبو صربة وقرّر عوضه أقبغا شيطان، وقرّر حرز في نقابة الجيش (¬7). [وفاة ناصر الدين بن طيبغا] وفيه مات ناصر الدين محمد بن طيبغا التنكزي (¬8) الشافعيّ. ¬

(¬1) جوجر: تذكرة في: الانتصار لابن دقماق 88، والتحفة السنية لابن الجيعان 75. (¬2) خبر الكشف في: السلوك ج 4 ق 1/ 365. (¬3) خبر القضاء في: السلوك ج 4 ق 1/ 365، وعقد الجمان 265. (¬4) السلوك ج 4 ق 1/ 365. (¬5) خبر الهدية في: السلوك ج 4 ق 1/ 366 وفيه: «قدمت هدية سلمان بن أبي يزيد بن عثمان متملّك برصا». (¬6) خبر الأموال في: السلوك ج 4 ق 1/ 366، وبدائع الزهور 2/ 28. (¬7) خبر الولاية في: السلوك ج 4 ق 1/ 366، وعقد الجمان 265 وفيه: نقابة خرس. (¬8) انظر عن (ابن طيبغا التنكزي) في: إنباء الغمر 3/ 117، 118 رقم 36، والضوء اللامع 7/ 707.

إمرة مكة

وكان تركيّا، وتمذهب للشافعي، وحفظ «الحاوي»، وهو بزيّ الجند، وكان عريض الدعوى. ومولده بعد الستّين. [إمرة مكة] وفيه كتب تقليد الشريف حسن بن عجلان بإمرة مكة المشرّفة، وعزل رميثة (¬1). [سجن دعيّ أعجميّ] وفيه أحضر إلى بين يدي السلطان رجل أعمى يدّعي أنه صعد إلى السماء ورأى ربّ العزّة وصرّفه في الملك. فأمر بسجنه في البيمارستان مع المجانين (¬2). [قراءة البخاري بقلعة القاهرة] وفيه قرىء «صحيح البخاري» بالقلعة على العادة، وحضر القضاة الأربع (¬3)، ولم تجر العادة بأن يحضر إلاّ القاضي الشافعيّ فقط في طايفة يسيرة من الفقهاء، فزاد عدد الفقهاء الحاضرين في هذه السنة على ستّين فقيها، وأعطى كلّ صرّة فيها ألف درهم فلوسا، ثم تزايد الحال، والقيل بهذا المجلس والقال، حتى بلغ إلى ما هو معلوم لكل أحد، وعلى الله الاتكال (¬4). [انقطاع السلطان لألمه] وفيه كان السلطان منقطعا لألم رجله (¬5). [شوال] [قدوم ركب التكرور] وفي شوّال قدم ركب من التكرور برسم الحجّ ومعهم نحوا (¬6) من ألفي رأس من الرقيق وكثير من التبر (¬7). ¬

(¬1) خبر مكة في: السلوك ج 4 ق 1/ 367، وإنباء الغمر 3/ 98، وسمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي، لعبد الملك بن حسين بن عبد الملك الشافعي العاصمي المكي (ت 1111 هـ‍) - تحقيق عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوّض. دار الكتب العلمية؛ بيروت 1419 هـ‍ / 1998 م - ج 4/ 271. (¬2) خبر الدعيّ في: السلوك ج 4 ق 1/ 367، وبدائع الزهور 2/ 28، 29. (¬3) الصواب: «الأربعة». (¬4) خبر (البخاري) في: السلوك ج 4 ق 1/ 367، وإنباء الغمر 3/ 99، وبدائع الزهور 2/ 29. (¬5) خبر السلطان في: السلوك ج 4 ق 1/ 367. (¬6) الصواب: «نحو». (¬7) خبر الركب في: السلوك ج 4 ق 1/ 368، وإنباء الغمر 3/ 99، وبدائع الزهور 2/ 29.

خروج الحجاج من مصر

[خروج الحجّاج من مصر] وفيه خرج الحاجّ، وخرج للحج صحبتهم من الأعيان القاضي المالكي الجمال الأقفهسيّ، وصلاح الدين محمد ابن (¬1) الصاحب بدر الدين بن نصر الله، ومحمد بن الخوند خديجة زوجة السلطان (¬2). [وفاة القاضي المكي] [1397]- وفيه مات الشريف الفاسي (¬3)، شهاب الدين، أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن المكي، المالكي، الحسنيّ. وكان ماهرا في الفنون، عارفا بالأدب، وله شعر جيّد. وسمع من العزّ بن جماعة، وخيره. ومولده سنة أربع وثلاثين وسبعمائة. [شراء باب مدرسة السلطان حسن] وفيه اشترى السلطان باب مدرسة السلطان حسن والتنّور المعلّق داخله بخمسماية دينار ونقلها إلى جامعه (¬4)، وها هما إلى يومنا هذا ظاهران هناك. [وفاة قماري أمير الركب] [1398]- وفيه مات قماري (¬5) أمير الركب الأول، فقام بأمير الركب ولد ابن (¬6) نصر الله. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر الحجّاج في: السلوك ج 4 ق 1/ 368، وبدائع الزهور 2/ 29. (¬3) انظر عن (الشريف الفاسي) في: إنباء الغمر 3/ 104 رقم 5، وذيل التقييد 1/ 350 - 352 رقم 690، والعقد الثمين 3/ 109 - 111 رقم 605، وعقد الجمان 277 رقم 66، ودرر العقود الفريدة 2/ 366 رقم 184، والمنهل الصافي 1/ 400، 401 رقم 214، والضوء اللامع 2/ 35، 36 رقم 103، ووجيز الكلام 2/ 444 رقم 1003، والدليل الشافي 1/ 62 رقم 213، ونزهة النفوس 2/ 377 رقم 550، وشذرات الذهب 7/ 134. (¬4) خبر المدرسة في: السلوك ج 4 ق 1/ 368، وإنباء الغمر 3/ 100، والنجوم الزاهرة 14/ 44، وتحفة الأحباب 79، 80. (¬5) انظر عن (قماري) في: السلوك ج 4 ق 1/ 378، وإنباء الغمر 3/ 114 رقم 28، وذيل الدرر الكامنة 249 رقم 457، والضوء اللامع 6/ 224 رقم 753. (¬6) في الأصل: «بن».

وفاة الشريف ابن حمزة

[وفاة الشريف ابن حمزة] [1399]- ومات السيّد الشريف ابن (¬1) حمزة (¬2)، علي بن محمد بن علي بن الحسن بن حمزة بن محمد بن ناصر الحسنيّ. وكان من الأعيان، وله فضيلة. [وفاة ابن مؤذّن الزنجيلية] [1400]- والشمس ابن (¬3) مؤذّن (¬4) / 478 / الزنجيلية، محمد بن محمد بن عبد الله الدمشقيّ، الحنفيّ. وكان فاضلا، خيّرا، ديّنا، ماهرا في الفرايض ونقع الطلبة بها. [الخطبة لابن عثمان في بلاد اسفنديار] وفيه قصد السلطان محمد بن عثمان صاحب برصا بلاد إسفنديار تملّك قسطمونية (¬5) لمحاربته، فآل أمرهما إلى الصلح بأن يخطب له بقسطمونية واضرب (¬6) السكة باسمه، فأفرج عنه وكان محصورا، فعاد إلى قسطمونية، وكان له وزير اسمه خوند (¬7) سلار، فلم يوافقه على إقامته (¬8) بالخطبة بالجامع الذي أنشأه، وصار يخطب فيه باسم ملكه اسفنديار، وخطب اسفنديار في بقيّة جوامع قسطمونية باسم محمد بن كرشجي. وعدّ هذا من غرايب النوادر كون مدينة واحدة يخطب فيها باسم ملكين في وقت واحد (¬9). [نقص اللحوم بالقاهرة] وفيه عزّ وجود اللحم بالقاهرة (¬10). [الفتنة بمكة] وفيه ثارت فتنة بمكة من حسن الذي وليها، رميثة، وثار رميثة وأعماله بأنه لا يمكّن حسن من مكة. وآل الأمر إلى تسليم حسن مكة، وخروج رميثة منها بعد أمور وحروب (¬11). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (ابن حمزة) في: إنباء الغمر 3/ 113 رقم 26، والضوء اللامع 5 / رقم 1087. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) انظر عن (ابن مؤذن) في: إنباء الغمر 3/ 120 رقم 41. (¬5) قسطمونية: بفتح القاف. مدينة في آسية الصغرى، تقع في شرقي هرقلة. (تقويم البلدان لأبي الفداء 393). (¬6) كذا. والصواب: «وضرب». (¬7) في السلوك: «خواند». (¬8) كذا. (¬9) خبر الخطبة في: السلوك ج 4 ق 1/ 369. (¬10) خبر اللحوم في: السلوك ج 4 ق 1/ 369، وبدائع الزهور 2/ 29. (¬11) خبر الفتنة في: السلوك ج 4 ق 1/ 369 - 371، وبدائع الزهور 2/ 29، وسمط النجوم العوالي 4/ 272.

قدوم امرأة أمير قبجاق إلى دمشق للحج

[قدوم امرأة أمير قبجاق إلى دمشق للحج] وفيه قدم إلى دمشق زوجة الأمير الكبير بدست قبجاق صراي وملك الممالك التبريزية أيدكي أمير الميمنة هناك لا صاحب الملك، على أنه كان مهابا وبيده المقدّمين (¬1) هناك، فكان بمعنى الأتابك لملك الدّست. وكان مع هذه المرأة نحوا (¬2) من ثلاثمائة فارس لأجل حجّها (¬3). [ذو القعدة] [عودة ابن أبي الفرج من برقة] وفي ذي قعدة عاد ابن (¬4) أبي الفرج من البحيرة، وكان خرج لقتال المفسدين، فعاد بغير طايل، بعد أن توغّل إلى برقة وعدّى العقبة الذي (¬5) يقال لها عقبة المياس (¬6). [خروج السلطان للصيد] وفيه توجّه السلطان إلى الصيد ببرّ الجيزة، ثم انتهى إلى الطوّانة وعاد بعد أيام (¬7). [وفاة الأمير اخور أرغون] [1401]- وفيه مات بالبيت المقدّس أرغون (¬8) الأمير أخور بعد ما ابتلي بعلّة الجذام. وكان خيّرا، ديّنا. [وفاة ابنة أنص] [1402]- وفيه مات (¬9) الخوند عائشة (¬10) ابنة أنص، أخت الظاهر برقوق، وأمّ الأتابك بيبرس وقد أسنّت. ¬

(¬1) الصواب: «المقدّمون». (¬2) الصواب: «نحو». (¬3) خبر المرأة في السلوك ج 4 ق 1/ 371. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) الصواب: «التي». (¬6) خبر برقة في: السلوك ج 4 ق 1/ 372. (¬7) خبر الصيد في: السلوك ج 4 ق 1/ 372. (¬8) انظر عن (أرغون) في: السلوك ج 4 ق 1/ 379، وإنباء الغمر 3/ 107 رقم 13، وذيل الدرر الكامنة 249 رقم 456، والضوء اللامع 2/ 268، والنجوم الزاهرة 14/ 143. (¬9) الصواب: «ماتت». (¬10) انظر عن (عائشة) في: السلوك ج 4 ق 1/ 378، وإنباء الغمر 3/ 108 رقم 17، وذيل الدرر الكامنة 250 رقم 458، والضوء اللامع 7482، والنجوم الزاهرة 14/ 144، وبدائع الزهور 2/ 29.

نقص البنفسج بالقاهرة

[نقص البنفسج بالقاهرة] وفيه عزّ وجود البنفسج بالقاهرة على أنه أوله، حتّى بيعت باقة منه بعشرين مؤيّديّا من الفضّة منها ماية وخمسين (¬1) درهما فلوسا. وما سمع بأغرب من هذا (¬2). [وفاة الصاحب تقيّ الدين القبطي] [1403]- وفيه مات الصّاحب الوزير تقيّ الدين، عبد الوهّاب بن أحمد (¬3) بن موسى بن أبي شاكر بن أبي الفتوح بن إبراهيم بن سعيد الدهلة القبطيّ. وكان موصوفا بالدهاء، عارفا بالمباشرة، يحبّ فعل الخير وأهل العلم، عن خمسين سنة. [ذو الحجة] [قضاء الشافعية بدمشق] وفي ذي حجّة أعيد النجم بن يحيى إلى قضاء الشافعية بدمشق (¬4). [مقتل شيخ صفد] [1404]- وفيه قتل شيخ صفد (¬5). [نقل الخليفة المستعين بالله إلى الإسكندرية] / 479 / وفيه في يوم العيد الأكبر أركب الخليفة المستعين بالله فرسا نهارا، وأنزل من محبسه بالبرج من القلعة حتى أوصل إلى ساحل النيل، فأنزل إلى مركب يسير به إلى الإسكندرية، وجيء أيضا بأولاد الناصر ابن الظاهر، وكانوا: فرج بن فرج (¬6) وإخوته (¬7) محمد وخليل في محفّة، وأنزلوا في البحر، وتوكّل بالجميع كزل الأرغون شاوي، وسار بهم إلى الثغر فسجنوا به. وكان الخليفة لما تسلطن المؤيّد سكن بأمره ببعض دور الحرم السلطانية بأهله وولده، ثم ¬

(¬1) الصواب: «وخمسون». (¬2) خبر البنفسج في: السلوك ج 4 ق 1/ 373، وبدائع الزهور 2/ 29. (¬3) انظر عن (عبد الوهاب بن أحمد) في: السلوك ج 4 ق 1/ 378، وفيه: «عبد الوهاب بن عبد الله»، وإنباء الغمر 3/ 110، 111 رقم 22، وعقد الجمان 278، 279 رقم 70، والضوء اللامع 5/ 102، ووجيز الكلام 2/ 445 رقم 1008، وبدائع الزهور 2/ 29. (¬4) السلوك ج 4 ق 1/ 373. (¬5) لم أجد هذا الخبر في المصادر، ولعلّه مقحم في الأصل. (¬6) في الأصل: «فرح بن فرح». (¬7) الصواب: «وأخواه».

البشارة بقدوم الحجاج

نقله إلى برج قريب من باب القلعة فأقام به، وعنده أهله، ودام مدّة على ذلك حتى أخرج إلى الإسكندرية بأهله وولده، فأنزل ببرج بها من غير أن يجري شيء من مرتّب أو خيره (¬1). [البشارة بقدوم الحجّاج] وفيه قدم مبشّرو الحاجّ وأخبروا بالأمن والسلامة، واختلاف الوقفة فإنها كانت هناك بالخميس، وبمصر الأربعاء (¬2). [وفاة ابن النقّاش] [1405]- وفيه مات أبو هريرة ابن (¬3) النقّاش، زين الدين، عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عبد الواحد بن يوسف بن عبد الرحيم الدكالي (¬4) الشافعيّ، خطيب جامع ابن (¬5) طولون. وكان فاضلا، آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، قوّالا بالحقّ، قائما فيه، صادق اللهجة، حسن التذكير، صادعا بالحق في خطبته مع الظرافة والوجاهة. وسمع جماعة، منهم العلاميّ، وتلك الطبقة. ومولده سنة سبع وأربعين وسبعماية. [وفاة ابن رمضان التركماني] [1406]- ومات أحمد بن رمضان التركمانيّ، الأجقيّ (¬6)، صاحب أذنة والمصّيصة، وسيس، وأياس، وغيرها من بلاد ابن (¬7) رمضان. ¬

(¬1) خبر الخليفة في: السلوك ج 4 ق 1/ 373، وإنباء الغمر 3/ 101، وعقد الجمان 266، ونزهة النفوس 2/ 367. (¬2) خبر البشارة في: السلوك ج 4 ق 1/ 374. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) انظر عن (الدكالي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 378، وإنباء الغمر 3/ 08 - ، 109 رقم 19، وذيل الدرر الكامنة 246 رقم 449، وعقد الجمان 271 رقم 54، والدليل الشافي 1/ 405 رقم 1396، والمنهل الصافي 7/ 223، 224 رقم 1401، والنجوم الزاهرة 14/ 144، 145، ونزهة النفوس 2/ 372 رقم 538 وفيه «الزركافي» ووجيز الكلام 2/ 442 رقم 997، والضوء اللامع 4/ 140 رقم 370، وشذرات الذهب 7/ 136، وبدائع الزهور 2/ 29. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) انظر عن (الأجقي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 382، وفيه وفاته 820 هـ‍، وإنباء الغمر 3/ 103 رقم 2، والدليل الشافي 1/ 46 رقم 156، والمنهل الصافي 1/ 280 - 282 رقم 156، ووجيز الكلام 2/ 445 رقم 1006، والضوء اللامع 1/ 303، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 69 أ - 71 أ. و «الأجقي» بضم الهمزة والجيم. (¬7) في الأصل: «بن».

وفاة ابن ظهيرة

وكان شهما، مهيبا، وله وقائع وأياد في طرده العرب عن حلب. [وفاة ابن ظهيرة] [1407]- وفيه مات أبو البركات بن ظهيرة (¬1)، قاضي مكة، محمد بن محمد بن حسن بن علي بن أحمد بن ظهيرة المخزوميّ، المكي، الشافعيّ. (ولم يكن له عناية بالعلم) (¬2). ¬

(¬1) انظر عن (ابن ظهيرة) في: العقد الثمين 2/ 286 رقم 394، وإنباء الغمر 3/ 120 رقم 40، وعقد الجمان 277، 278 رقم 67، والدليل الشافي 2/ 701 رقم 2396، والضوء اللامع 9/ 77 رقم 111، ونزهة النفوس 2/ 377، 378 رقم 551 وفيه: محمد بن محمد بن حسين. .، وبدائع الزهور 2/ 29. (¬2) ما بين القوسين عن هامش المخطوط.

حوادث سنة عشرين وثمانمائة

[حوادث] سنة عشرين وثمانمائة [محرّم] [وفاة الشيخ داود القماري] [1408]- في محرّم - في أوله - مات الشيخ داود بن محمد بن موسى القماري (¬1)، المالكيّ. وكان عالما، ثم عني بالعبادة وتزهّد وجاور بالحرمين، وأقام مجاورا زيادة على عشرين سنة. [عرض الجند للسفر مع السلطان] وفيه عرض السلطان الجند البطّالة، وعيّن منهم طائفة للسفر معه إلى الشام، ثم علّق جاليش السفر على الطبلخاناة بقلعة الجبل (¬2). [تسعير الفضة المؤيّدية] وفيه نودي بتسعير الفضّة المؤيّدية (¬3). [ولادة عجلين برأسين ملتصقين] وفيه ولدت جاموسة بناحية بلقس (¬4) / 480 / عجلا برأسين وعنقين، وأربعة قوائم، أيدين ورجلين اثنين (¬5)، وسلسلتي ظهر، ودبر واحد، وفرج، وذنب مفروق باثنين. وتعجّب من ذلك، وكانت من بدائع صنعة الخالق جلّ وعلا (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (الغماري) في: إنباء الغمر 3/ 48 رقم 10، وذيل الدرر الكامنة 259 رقم 485، ووجيز الكلام 2/ 448، 449 رقم 1017، والضوء اللامع 3/ 216، وشذرات الذهب 7/ 145 و «الغماري»: بالغين المعجمة المضمومة. (¬2) خبر الجند في: السلوك ج 4 ق 1/ 381، وإنباء الغمر 3/ 125، وعقد الجمان 281، 282. (¬3) خبر الفضة في: السلوك ج 4 ق 1/ 381. (¬4) بلقس: في ضواحي القاهرة من أعمال القليوبية. (التحفة السنية لابن الجيعان 6). (¬5) الصواب: «ويدين ورجلين اثنتين». (¬6) خبر العجلين في: السلوك ج 4 ق 1/ 381، وإنباء الغمر 3/ 137 وفيه: بلقيس، وعقد الجمان 302 =

وفاة المعتقد ابن الجبرتي

[وفاة المعتقد ابن الجبرتي] [1409]- وفيه مات المعتمر، الشيخ، الصالح، المعتقد، أبو بكر بن محمد بن الجبرتي (¬1). كان خيّرا، ديّنا، صالحا، للناس فيه الاعتقاد الحسن، جاور بمكة ثلاثين سنة، وكان كثير الاعتماد، ينسب إلى معرفة علم الحرف، وعلى ذهنه الكثير من الفوايد. [وفاة السكسكي] [1410]- وفيه مات الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن حسن السكسكي (¬2)، البدهي (¬3)، التعزي، الشافعيّ. وكان بارعا في الفقه وغيره. [تفريق النفقة على الجند للسفر] وفيه فرّق السلطان النفقة على الجند لأجل السفر لكل نفر عشرة آلاف درهم، حيث أنها لا تعني شيئا إلا من الذهب (¬4)، وبعث إلى الأمير الكبير خمسة آلاف دينار، ولأمير أخور أربعة آلاف، ولكلّ من المقدّمين ثلاثة آلاف، والطبلخاناة خمسماية لكل نفر. [نيابة دمشق] وفيه وصل أقباي نايب حلب إلى القاهرة، وكان بلغه تغيّر السلطان عليه، فركب من حلب على الهجن جريدة، إلى أن وصل في أسرع وقت، ودخل على السلطان بعد أن بعث بلقائه وبعث إليه كامليّة ومركوبا، ولامه السلطان على سرعة الحركة، فاعتذر إليه، فقرّره في نيابة الشام، وصار جريدة على الخيل (¬5). ¬

= وفيه: بلقين. وقال محققه: قرية من حوف مصر من كورة بنا، وهي الآن تابعة للمحلّة الكبرى، ونزهة النفوس 2/ 400، وبدائع الزهور 2/ 30، 31 وفيه: «بلبيس». (¬1) انظر عن (ابن الجبرتي) في: ذيل الدرر الكامنة 255 رقم 476، وإنباء الغمر 3/ 148 رقم 5، والضوء اللامع 11/ 252 رقم 94. (¬2) انظر عن (السكسكي) في: إنباء الغمر 3/ 149 رقم 14، وذيل الدرر الكامنة 256 رقم 479، والضوء اللامع 4/ 329. (¬3) في الإنباء: «البريهي». (¬4) كذا في الأصل. والخبر في: السلوك ج 4 ق 1/ 382، وإنباء الغمر 3/ 125، والنجوم الزاهرة 14/ 44، ونزهة النفوس 2/ 383، وبدائع الزهور 2/ 30. (¬5) خبر دمشق: في السلوك ج 4 ق 1/ 383، والنجوم الزاهرة 14/ 45، ووجيز الكلام 2/ 446.

نيابة حلب

[نيابة حلب] وقرّر عوض أقباي في حلب قجقار القردمي أمير سلاح، وقوّر عوضه بيبغا الظاهريّ (¬1). [سجن الطنبغا العثماني بدمشق] وفيه خرج أقبغا المؤيّدي أمير أخور إلى دمشق للقبض على نايبها ألطنبغا العثماني، وسجنه بقلعة دمشق، والحوطة على ماله (¬2). [عودة الحجّاج إلى مصر] وفيه وصل الحاج صحبة أزدمر شايا، وقد قاسوا أنكاد (¬3) لا يعبّر عنها من موت الجمال، وزيادة الغلاء (¬4). [سفرة السلطن] وفيه خرج السلطان مسافرا، وبقي عشرة أيام، واستقلّ (¬5) بأنه يسير بعد ذلك. [تقرير بالأمير اخورية] وفيه قرّر طوغان أمير أخور في نيابة الغيبة، وقرّر أزدمر شايا بالقلعة (¬6). [مسير ابن السلطان في مقدّمة العساكر] وفيه سار الصارم إبراهيم ابن (¬7) السلطان بمقدّمة العساكر، وتقدّم الجاليش معه، وسار معه [عدّة] (¬8) الأمراء. [صفر] [مصادرة أهل الوجه البحري] وفي صفر بعد سفر السلطان ومعه الخليفة والقضاة سافر الفخر الأستادار إلى الوجه ¬

(¬1) خبر حلب في: السلوك ج 4 ق 1/ 383، والنجوم الزاهرة 14/ 45، وعقد الجمان 283. (¬2) خبر السجن في: السلوك ج 4 ق 1/ 383، وعقد الجمان 283. (¬3) الصواب: «أنكادا». (¬4) خبر الحجّاج في: السلوك ج 4 ق 1/ 384، والنجوم الزاهرة 14/ 45. (¬5) في السلوك: «واستقر»، والخبر في: السلوك ج 4 ق 1/ 384، وإنباء الغمر 3/ 126، والنجوم الزاهرة 14/ 45. (¬6) خبر التقرير في: السلوك ج 4 ق 1/ 384، وإنباء الغمر 3/ 126، والنجوم الزاهرة 14/ 46. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) إضافة على الأصل لضرورة السياق. وخبر المسير في: السلوك ج 4 ق 1/ 384، وإنباء الغمر 3/ 126، وعقد الجمان 284، والنجوم الزاهرة 14/ 46.

وفاة أقبردي المنقار

البحريّ، وفعل به أفعالا غريبة، ونهب الأموال نهبا وجرفها جرفا بعد أن رمى البضائع بمصر على الناس، وعاد من الوجه البحريّ وقد حصّل الكثير من الأموال، وصادر فيها الناس، وساق الكثير من خيولهم وجمالهم وغير ذلك (¬1). [وفاة أقبردي المنقار] [1411]- وفيه مات أقبردي المنقار (¬2) أحد مقدّمي الألوف من مماليك السلطان. ولم يكن بالمشكور (¬3). وقرّر في مقدّمته سودون القاضي، وكان مسجونا بدمشق (¬4). [وفاة محيي الدين بن المدني] [1412]- ومات محيي الدين بن المدنيّ (¬5) / 481 / أحمد بن حسين بن إبراهيم الدمشقيّ. وكان عارفا بالإنشاء، وينسب إلى التشيّع. ومولده بعد الخمسين وسبعماية. [ربيع الأول] [استحداث السجن بالمقشّرة] وفي ربيع الأول كان حدوث السجن بالمكان الذي يعرف الآن بالمقشّرة، عوضا عن خزانة شمايل التي أدخلها السلطان في عمارته من الجامع المؤيّدي (¬6). [الإرجاف بحركة الفرنج] وفيه كثر الإرجاف بحركة الفرنج على هذه البلاد، فأخذ أهل الإسكندرية إلى الاستعداد وحفروا خندقها (¬7). ¬

(¬1) خبر المصادر في: السلوك ج 4 ق 1/ 385، وعقد الجمان 313، ونزهة النفوس 2/ 401. (¬2) انظر عن (أقبردي المنقار) في: السلوك ج 4 ق 1/ 431، وإنباء الغمر 3/ 148 رقم 7، والدليل الشافي 1/ 139، 140 رقم 490، والنجوم الزاهرة 14/ 46، وعقد الجمان 312 رقم 86، والمنهل الصافي 2/ 487، 488 رقم 491، ونزهة النفوس 2/ 407 رقم 568، ووجيز الكلام 2/ 451 رقم 1025، والضوء اللامع 2/ 316 رقم 1008، وبدائع الزهور 2/ 30. (¬3) في الأصل: «بالمنكدر». (¬4) إنباء الغمر 2/ 127، والنجوم الزاهرة 14/ 46. (¬5) انظر عن (ابن المدني) في: إنباء الغمر 3/ 147 رقم 3، وذيل الدرر الكامنة 254 رقم 472، ودرر العقود الفريدة 2/ 290 رقم 130، والدليل الشافي 1/ 45 رقم 151، والضوء اللامع 1/ 281. (¬6) خبر السجن في: السلوك ج 4 ق 1/ 386، والنجوم الزاهرة 14/ 46، وبدائع الزهور ج 2/ 31. (¬7) خبر الفرنج في: السلوك ج 4 ق 1/ 386.

فساد العربان

[فساد العربان] وفيه كثر فساد العربان بالوجهين القبلي والبحري، فخرج الفخر الأستادار لطردهم وقتالهم (¬1). [وفاة حفيد برقوق] [1413]- وفيهم فرج بن فرج (¬2) بن برقوق بسجنه بالإسكندرية. وكان أكبر أولاد الناصر وتحدث بأنه يقام في الملك غير ما مرة، وكان ناهز الاحتلام، وانكسرت سورة الطايفة الناصرية والظاهرية بمعرته. [كثرة الموات بالطاعون] وفيه كثر الموت بدمياط والإسكندرية وتلك النواحي، وكان ظاهرا بالقاهرة أيضا، وهو بالطاعون (¬3). [وفاة النويري قاضي مكة] [1414]- وفيه مات العزّ النويريّ (¬4)، قاضي مكة وخطيبها، محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المكي، الشافعي، العقيليّ. وكان مشكورا. ومولده سنة أربع أو خمس وسبعين وسبعماية. [وصول السلطان إلى حلب] وفيه كان وصول السلطان حلب بعد أن سار من دمشق (¬5). [ربيع الآخر] [تزايد الظلم بمصر] وفي ربيع الآخر زاد ظلم الظلمة الكبار بمصر، لا سيما الفخر الأستادار (¬6). ¬

(¬1) خبر العربان في: السلوك ج 4 ق 1/ 387. (¬2) انظر عن (فرج بن فرج) في: السلوك ج 4 ق 1/ 387، وإنباء الغمر 3/ 139، والنجوم الزاهرة 14/ 46، 47 و 146، وبدائع الزهور 2/ 31. (¬3) خبر الطاعون في: السلوك ج 4 ق 1/ 388، ووجيز الكلام 2/ 447. (¬4) انظر عن (النويري) في: إنباء الغمر 3/ 150 رقم 17، وذيل الدرر الكامنة 259 رقم 487، وعقد الجمان 309 رقم 80، ووجيز الكلام 2/ 447 رقم 1012، والضوء اللامع 7/ 44، ونزهة النفوس 2/ 406 رقم 564، وشذرات الذهب 7/ 147. (¬5) خبر السلطان في: السلوك ج 4 ق 1/ 388، وإنباء الغمر 3/ 127، والنجوم الزاهرة 14/ 48. (¬6) خبر الظلم في: السلوك ج 4 ق 1/ 388، وإنباء الغمر 3/ 127، والنجوم الزاهرة 14/ 48.

وصول السلطان إلى العمق

[وصول السلطان إلى العمق] وفيه كان وصل الخبر بأنّ السلطان خرج من حلب إلى جهة العمق فنزل بها (¬1). [عودة رسول صاحب اليمن] وفيه سار مفلح قاصد الناصر صاحب اليمن عايدا إلى مرسله بهدية من السلطان ومكاتبة على يد بكتمر السعديّ (¬2). [سقوط عمّال بالجامع المؤيّدي] وفيه سقط عشرة أنفار من العمال بالجامع المؤيّدي، فمات منهم أربعة، وكسرت اعضايه (¬3)، وزادت النقمة على الجامع المؤيّدي إلى هذا التاريخ على الأربعين ألف دينار (¬4). [وصول رسل ابن قرمان إلى السلطان] وفيه وصل إلى السلطان رسل ابن (¬5) قرمان بالاعتذار، وفيهم إنسان يقال له مفلح الدين مصطفى، هو قاضي تلك البلاد، وأخذ في التلطّف بالسلطان والاعتذار عن مرسله، وأنه يجب (¬6) إلى جميع ما يؤمر به (¬7). وقدمت أيضا رسل ابن (¬8) عثمان، وقصّاد أخر. [جماد الأول] [إقامة الجمعة بالجامع المؤيّدي] وفي جماد الأول، في يوم الجمعة ثانيه، كان إقامة الجمعة بالجامع المؤيّدي بباب زويلة، وكان لم يكمل منه سوى الإيوان القبليّ، وخطب به الشيخ عزّ الدين بن عبد السلام المقدسي، الشافعيّ، / 482 / أحد نوّاب الحكم نيابة عن الناصر بن البارزيّ كاتب السرّ، فإنّ الخطابة جعلها السلطان باسمه (¬9). ¬

(¬1) خبر العمق في: السلوك ج 4 ق 1/ 395، وإنباء الغمر 3/ 128، والنجوم الزاهرة 14/ 49، وبدائع الزهور 2/ 31. (¬2) خبر الرسول في: السلوك ج 4 ق 1/ 395، ونزهة النفوس 2/ 401، وبدائع الزهور 2/ 31. (¬3) كذا. والصواب: «أعضاؤه». (¬4) خبر العمّال في: السلوك / 4 ق 1/ 395، وعقد الجمان 303، ونزهة النفوس 2/ 401. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) الصواب: «يجيب». (¬7) خبر المرسل في: السلوك ج 4 ق 1/ 395، وإنباء الغمر 3/ 128. (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) خبر الجمعة في: السلوك ج 4 ق 1/ 395، وعقد الجمان 303، ونزهة النفوس 2/ 401.

عودة الأستادار بعد نهبه الوجه القبلي

[عودة الأستادار بعد نهبه الوجه القبلي] وفيه قدم ابن (¬1) أبي الفرج الأستادار من الوجه القبليّ وقد أخربه ونهب أموال أهله، وأحضر معه من البقر ستة آلاف رأس، ومن الغنم ثمانية آلاف، وألف جمل، وألف قنطار (¬2) من القند، وشيء كثير (¬3) من الرقيق، ومن الذهب النّقد مبلغا وافرا، ثم أخذ في رمي ما قدم به من الأصناف على الناس، وعمّ الناس بالضرر والأذى (¬4). [ارتفاع سعر الغلال] وفيه ارتفع سعر الغلال لتسلسل الزيادة في النيل قليلا قليلا أياما، ثم توقّفه، ثم نقصه في بعض الأيام حتى كثر قلق الناس، فمنّ الله تعالى بالزيادة (¬5). [جمادى الآخر] [وفاة التاج الفوّي] [1415]- وفي جمادى الآخر مات التاج عبد الوهّاب بن نصر الله بن حسّون الغوّي (¬6)، الحنفيّ، أخو ناظر الخاص البدر حسن. وكان قد ولي عدّة وظايف جليلة، وناب في الحكم. ومولده سنة ستين وسبعماية. [البدء بعمارة برجين عند باب السلسلة] وفيه ابتديء بعمارة برجين إلى جانبي باب السلسلة (¬7)، وهما هذان البرجان الموجودان بها الآن. [قدوم القصّاد على السلطان ببلاد حلب] وفيه كان السلطان بالبلاد الحلبية، وجال بتلك النواحي، وقدم عليه عدّة قصّاد من ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في السلوك: «ألفا جمل وألفا قنطار». (¬3) الصواب: «وشيئا كثيرا». (¬4) خبر الأستادار في: السلوك ج 4 ق 1/ 396، وبدائع الزهور ج 2/ 31، 32. (¬5) خبر الغلال في: السلوك ج 4 ق 1/ 397، وبدائع الزهور ج 2/ 31، 32، ونزهة النفوس 3/ 405. (¬6) انظر عن (الفوّي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 432، وإنباء الغمر 3/ 150 رقم 16، وذيل الدرر الكامنة 259 رقم 486، وعقد الجمان 308 رقم 79، والنجوم الزاهرة 14/ 147، والدليل الشافي 1/ 435 رقم 1503 وفيه «حسن»، والضوء اللامع 5/ 115 رقم 409. (¬7) السلوك ج 4 ق 1/ 397، وبدائع الزهور 2/ 32، وباب السلسلة هو أحد أبواب قلعة الجبل.

رجب

عدّة ملوك كابن عثمان، وابن (¬1) قرمان، وقرا يوسف، وصاحب بير (¬2) عمر، وصاحب ديار بكر، وغيرهم. وكانت له وقايع مع جموع التركمان، واستولى أوزنكان على عدّة قلاع ومدن، وحاصر الكثير منها. وجرت أمور يطول الشرح في ذكرها، فعل السلطان بها أفعالا غريبة يذكر بها إلى الآن. وافتتح عدّة بلاد أضافها إلى ملكه كانت بيد طوايف قد زادت شرورهم وكثر فجورهم، وولّى جماعة بتلك النواحي وعزل آخرين. وكان في الحقيقة في سفرته هذه فتح تلك البلاد ثانيا، وطارت شهرة السلطان هناك، وخافه القاصي والداني، وكان معه من العساكر ما لا يحدّ ومن آلات الحصار وأسباب ذلك ما لا يدرك إلى حدّ. وقدم عليه التركمان والعربان وساير الطوايف. وكان له بتلك البلاد أوقافا (¬3) حافلة ومواكب هايلة، وجريان لو عودناه لطال الحال، واتّسع المقال (¬4). [رجب] [تسلّم كختا] وفي رجب تسلّم نواب السلطان كختا (¬5). [عودة السلطان إلى حلب] وفيه سار السلطان عايدا إلى حلب وقد عاوده ألم رجله، فركب المحفّة عجزا عن ركوب الفرس، هذا وقجقار نايب حلب على حصار قلة كركر، ونايب الشام أقباي بتلك النواحي أيضا، / 483 / وقرا يوسف مع قرايلك في الحراب، والأراجيف عمّالة بحلب بأنه يقصدها حتى قدم الخبر على السلطان بهزيمة قرايلك بن قرا يوسف، وأنّ العسكر السلطاني الذي صحبة قجقار على حصار كركر عزموا على الرحيل خوفا من قرا يوسف بعد [أن] (¬6) وود كتاب أقباي نايب الشام بأنّ قجقار رحل عن كركر بمن معه من غير إعلامه، وكتب إلى أقباي بثباته على محاربتهما، واشتدّ حنق السلطان على قجقار، ثم قدم عليه الخبر بمصالحة أقباي لنايب كركر، فغضب أيضا من ذلك (¬7). ¬

(¬1) في الأصل: «وبن». (¬2) في الأصل: «وصاحب أذربيجان عيد». (¬3) الصواب: «أوقاف». (¬4) خبر القصّاد في: السلوك ج 4 ق 1/ 402 - 410، و 3/ 127 - 131، وعقد الجمان 287، 288، والنجوم الزاهرة 14/ 46 و 48، ووجيز الكلام 2/ 446، ونزهة النفوس 2/ 388. (¬5) خبر كختا في: السلوك ج 4 ق 1/ 461، وإنباء الغمر 3/ 131، وعقد الجمان 290 و 292، والنجوم الزاهرة 14/ 54، وبدائع الزهور ج 2/ 32 وفيه «بختا». (¬6) إضافة على الأصل يقتضيها السياق. (¬7) خبر العودة في: السلوك ج 4 ق 1/ 412، وإنباء الغمر 3/ 131، 132، وعقد الجمان 293، 294، والنجوم الزاهرة 14/ 55، وبدائع الزهور 2/ 32، وخزانة الأدب 64.

تفريق السلطان المال بحلب

[تفريق السلطان المال بحلب] وفيه حلّ السلطان حلب بأبّهة الملك بعد تقرير أمور البيرة وتلك النواحي، ثم فرّق بحلب مالا على الفقهاء والفقراء، وأمر بذلك القصر بقلعة حلب الذي كان جكم شرع في عمارته (¬1). [قدوم الأمراء على السلطان بحلب] وفيه قدم قجقار نايب حلب، وأقباي نايب الشام، وجار قطلو نايب حماه على السلطان بحلب، فاغتاظ على قجقار وقرّعه، فأجابه بجواب فيه خشيانه (¬2)، فقبض عليه وسجنه بالقلعة، ثم أفرج عنه في يومه بشفاعة الأمراء، وبعثه بطّالا إلى دمشق (¬3). [تقرير نواب حلب وطرابلس وصفد] وقرّر في نيابة حلب يشبك اليوسفيّ نايب طرابلس، وقرّر برد بك الرأس نوبة في نيابة طرابلس، وقرّر ططر في الرأس نوبة الكبرى، وقرّر جار قطلو في نيابة صفد، وقرّر عوضه في حماه نكباي، وقرّر خليل الجشاري في حجوبيّة طرابلس، فاستعفى، فأعفي، فقرّر فيها سودون قرا صقو، وكان حاجب الحجّاب بمصر. وقرّر ألطنبغا المرقبيّ في جملة مقدّمي الألوف بمصر، وقرّر عوضه في نيابة قلعة حلب شاهين الأرغون شاوي. وفيه أمر السلطان النوّاب بالعود إلى محلّ ولاياتهم بعد أن خلع عليهم (¬4). [عمارة القصر بقلعة حلب] وفيه كملت عمارة القصر بقلعة حلب، وجلس السلطان فيه (¬5). ¬

(¬1) خبر التفريق في: السلوك ج 4 ق 1/ 413، والنجوم الزاهرة 14/ 55. (¬2) الصواب: «خشونة». (¬3) خبر الأرقام في: السلوك ج 4 ق 1/ 413، والنجوم الزاهرة 14/ 55، 56، ونزهة النفوس 2/ 388. (¬4) خبر النواب في: السلوك ج 4 ق 1/ 413، 414، وإنباء الغمر 3/ 132، وعقد الجمان 294، والنجوم الزاهرة 14/ 56، ونزهة النفوس 2/ 393، 394. (¬5) خبر العمارة في: السلوك ج 4 ق 1/ 414، وإنباء الغمر 3/ 132.

وفاة الشمس بن عبادة

[وفاة الشمس بن عبادة] [1416]- وفيه مات الشمس ابن (¬1) عبادة (¬2)، محمد بن محمد بن عبادة بن عبد الغني بن منصور الحرّافيّ، الدمشقيّ، الحنبليّ. وله سبع وخمسون سنة. وولي قضاء دمشق، ولم تحمد سيرته فيه. [شعبان] [إقامة الخدمة بقصر قلعة حلب] وفي شعبان أقام السلطان الخدمة بالقصر الجديد من قلعة حلب، وأصلح بين حديثة أمير آل فضل وبين عمّه ابن (¬3) فضل (¬4)، وحلّفهما على طاعته، وقرّر محمد بن دلغادر في نيابة الأبلستين على عادته، وبعث إليه بأشياء (¬5). [رجم نصرانيّ زنا بمسلمة] وفيه قبض على نصرانيّ زنى بمسلمة، واعترفا بالزنا، فرجمهما القاضي شرف الدين عيسى الأقفهسيّ المالكيّ عند قنطرة الرمّاحين. وكان لهما يوما مشهورا (¬6)، وأحرق العامّة النصرانيّ، وكان قد صرّح بالإسلام، وادّعت المرأة الإكراه، وأقامت رجلا شهد لها، فأعاب أهل العلم على هذا القاضي ونقم عليه ذلك (¬7). [وفاة الشيخ شرف الدين نعمان] [1417]- وفيه مات الشيخ شرف الدين، نعمان (¬8) بن محمد بن يوسف الحنفيّ. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (ابن عبادة) في: السلوك ج 4 ق 1/ 420، وإنباء الغمر 3/ 142 و 152 رقم 21، وذيل الدرر الكامنة 257 رقم 481، ووجيز الكلام 2/ 449 رقم 1020، والضوء اللامع 9/ 88، والمنهج الأحمد 481، والجوهر المنضد 147، والمقصد الأرضد، رقم 1047، والدرر المنضد 2/ 607 رقم 1512، والسحب الوابلة 283. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في السلوك: «وبين غنام بن زامل». (¬5) خبر الخدمة في: «السلوك ج 4 ق 1/ 415. (¬6) الصواب: «وكان لهم يوم مشهود». (¬7) خبر الرجم في: السلوك ج 4 ق 1/ 415، 415، وإنباء الغمر 3/ 141. (¬8) انظر عن (نعمان) في: إنباء الغمر 3/ 153 رقم 24 وفيه: «نعمان بن فخر»، وذيل الدرر الكامنة 258 رقم 482، ووجيز الكلام 2/ 448 رقم 1015 وفيه: «بن فخر»، وعقد الجمان 311 رقم 85، ونزهة النفوس 2/ 407 رقم 567، والضوء اللامع 10/ 201، وشذرات الذهب 7/ 148.

إسلام نصراني بعد التهديد بإراقة دمه

وكان عالما، فاضلا، بارعا في الفقه، ماهرا فيه، فرّق كتبه على الفقراء قبل موته. [إسلام نصرانيّ بعد التهديد بإراقة دمه] / 484 / وفيه ادّعي على نصرانيّ بما يوجب إراقة دمه، فأنكر، فشهد عليه واحد منهما (¬1) فأمر أن يتمّ نصاب الشهادة، أسلم، فترك (¬2). منع النصارى من عدّة أمور. وفيه منع النصارى من تكبير عمايهم ولبس الفرجيّات والجبب بالأكمام الواسعة الكبيرة، وركوب الحمير الفره، ونودي لهم بذلك، وأن لا يستخدموا مسلما (¬3). [قراءة البخاري بجامع المؤيّد] وفيه قرىء «البخاريّ» بالجامع المؤيّديّ (¬4). [قراءة كتاب السلطان بالجامع الأزهر] وفيه وصل كتاب السلطان يشرح حاله في سفرته وما ملك من القلاع التي لم يملكها قبله أحد من السلاطين الترك وغير ذلك من جريات، وقرأ الحافظ ابن (¬5) حجر هذا الكتاب بالجامع الأزهر على روس (¬6) الأشهاد، وقريء أيضا بالجامع المؤيّديّ، وكان يوما حافلا (¬7). [مصالحة قرا يوسف مع قرايلك] وفيه رحل قوا يوسف عن بلاد قرايلك بعد أن تصالح هو وأيّاه، ولما بلغ أهل حلب ذلك اطمأنّوا (¬8). [إسلام نصرانيّ] وفيه أيضا أسلم إنسان من النصارى يقال له الأسعد من كتّاب الأستادار، وكان يميل إلى الإسلام بطبعه، وحفظ الكثير من القرآن، وشهد طرفا من النّحو قبل إسلامه، فأنعم عليه الأستادار، وسمّاه محمدا، ولقّبه بمحبّ الدين (¬9). ¬

(¬1) كذا. (¬2) خبر النصراني في: السلوك ج 4 ق 1/ 416، وإنباء الغمر 3/ 141. (¬3) خبر النصارى في: السلوك ج 4 ق 1/ 416، وإنباء الغمر 3/ 141، وعقد الجمان 303، ونزهة النفوس 2/ 401. (¬4) خبر البخاري في: السلوك ج 4 ق 1/ 417. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) كذا. (¬7) خبر كتاب السلطان في: السلوك ج 4 ق 1/ 417، وإنباء الغمر 3/ 142، وبدائع الزهور 2/ 401، 402. (¬8) خبر المصالحة في: السلوك ج 4 ق 1/ 417، وإنباء الغمر 3/ 133. (¬9) خبر النصراني في: السلوك ج 4 ق 1/ 418، وإنباء الغمر 3/ 142.

وفاة الشهاب المغراوي

[وفاة الشهاب المغراوي] [1418]- وفيه مات الشهاب المغراوي (¬1)، أحمد بن أحمد المالكيّ. وكان مشاركا في الفنون، بارعا في العربية. وعيّن مرة للقضاء فلم يتمّ له ذلك. [رحيل السلطان عن حلب] وفيه رحل السلطان عن حلب عايدا إلى جهة مصر بعد ما قهر تلك النواحي وقرّر أمورها (¬2). [رمضان] [القبض على أقباي نائب الشام] وفي شعبان بعد أن وصل السلطان إلى دمشق في يوم مشهود، وقبض على أقباي نايب الشام، وسجنه بقلعة دمشق، وكان من مماليكه ورقّاه إلى هذه المرتبة، فوشي به عند السلطان بأنه في عزم الخروج عن الطاعة، ورأى السلطان الأمارات دالّة على ذلك فبادره بالقبض عليه بعد أن عدّد له ذنوبا ووبّخه، وقرّر عوضه في نيابة الشام تنبك ميق، أمير أخور كبير، وقرّر قجقار في إمرة تنبك ميق (¬3). [الإفراج عن ألطنبغا القرمشي] وفيه أفرج عن ألطنبغا القرمشي (¬4) إلى القدس، وقبض على جماعة من المماليك. [قضاء الحنابلة بدمشق] وفيه قرّر في قضاء الحنابلة بدمشق العزّ المقدسي، عوضا عن ابن (¬5) عبادة (¬6) بحكم موته، على ما تقدّم، فلم يلبث العزّ هذا أن مات في ذي قعدة، كما سيأتي. ¬

(¬1) انظر عن (المغراوي) في: ذيل الدرر الكامنة 254 رقم 471 وفيه: «أحمد بن أبي أحمد»، وإنباء الغمر 3/ 147 رقم 2، وعقد الجمان 308 رقم 78، ووجيز الكلام 2/ 449 رقم 1018، والضوء اللامع 1/ 266 و 2/ 138، ونزهة النفوس 2/ 406 رقم 562، ودرّة الحجال 1/ 63 رقم 91 وفيه: أحمد بن محمد، وشذرات الذهب 7/ 145 وفيه: «الغزواي»، ونيل الإبتهاج 76. (¬2) خبر الرحيل في: السلوك ج 4 ق 1/ 418، وإنباء الغمر 3/ 133، والنجوم الزاهرة 14/ 77. (¬3) خبر نائب الشام في: السلوك ج 4 ق 1/ 419، 420، وإنباء الغمر 3/ 133، وعقد الجمان 296، والنجوم الزاهرة 14/ 57، 58، وإعلام الورى 40. (¬4) انظر عن (القرمشي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 420 وفيه: «العثماني»، وإنباء الغمر 3/ 133، والنجوم الزاهرة 14/ 59. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في الأصل: «عثمان».

تحويل قصر الحجازية إلى سجن

[تحويل قصر الحجازية إلى سجن] وفيه شرع الفخر الأستادار في عمل قصر الحجازية برحبة باب العيد سجنا لأولي الجرايم، واهتمّ لذلك ثم أهمله ولم يتمّ أمره، وكان قد تشكّى إلى الفخر هذا / 485 / ما فيه أهل المقشرة من الكرب والغمّ والضرر لضيق المكان وظلمته وغير ذلك (¬1). [عودة السلطان من دمشق] وفيه خرج السلطان من دمشق عايدا إلى القاهرة، ودخل البيت المقدّس في طريقه وقد وفى أهله مالا جزيلا، وصلّى به الجمعة، وقرّر (¬2) «صحيح البخاري» من ربعة فرّقت (¬3) بين يديه، وختم بحضور جماعة من فقهاء مصر كانوا خرجوا للقايه، وحضروا منها [إلى] (¬4) القدس، وكان يوما مشهودا. ثم سار السلطان من القدس حتى زار سيّدنا الخليل عليه وعلى نبيّنا أفضل السلام، وفرّق به مالا أيضا. ثم سار إلى جهة القاهرة فلقيه (¬5) الفخر الأستادار قريبه لا سيما حين أطلعه على قايمة اكتتبها بما حصّله من الأموال، وكانت نحوا من خمسماية ألف دينار، وهي من النوادر الغريبة، قلله الأمر (¬6). [وفاة المناوي] [1419]- وفيه مات الشيخ الإمام، العالم، الصالح، المبارك، بل وليّ الله، موسى بن محمد بن علي المناويّ (¬7)، الحجازي، المالكيّ. وكان عني بالعلم، وحفظ «الموطّأ» وكتب ابن (¬8) الحاجب الثلاثة: «الأصلي»، و «الفرعي»، و «الفخري»، وبرع في العربية، وحصّل وظايف الفقهاء، ثم تزهّد بعد ذلك، وترك جميع ما كان يأتيه من الوظايف من غير عوض، وأقبل على شأنه، وتخلّى عن أمور الدنيا، ثم خرج إلى مكة فأقام بها عدّة سنين معرضا عن الناس، يسكن القفر والجبال، ويقتات من ينبته (¬9) الأرض، ولا يدخل (¬10) مكة إلاّ في يوم الجمعة، وأقام بالمدينة ¬

(¬1) خبر القصر في: السلوك ج 4 ق 1/ 426. (¬2) الصواب: «وقريء». (¬3) في الأصل: «من العدومت». (¬4) إضافة للضرورة. (¬5) في الأصل: «فقلعة». (¬6) خبر العودة في السلوك ج 4 ق 1/ 421، وإنباء الغمر 3/ 134، وعقد الجمان 297، والنجوم الزاهرة 14/ 59، 60، ونزهة النفوس 2/ 395، 396. (¬7) انظر عن (المناوي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 432، 433، وذيل الدرر الكامنة 260، 266 رقم 490، وإنباء الغمر 3/ 152، 153 رقم 22 وفيه «موسى بن علي بن محمد»، وعقد الجمان 310، 311 رقم 82، والضوء اللامع 10/ 186 رقم 201، ووجيز الكلام 2/ 488 رقم 1016، وبدائع الزهور 2/ 33، وشذرات الذهب 7/ 148. (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) الصواب: «ويقتات مما تنبته». (¬10) في الأصل: «يرحل».

وفاة العجلوني

المشرّفة أيضا مدّة، وتردّد إلى الحرمين. وخرج إلى اليمن وعاد وصارت الأموال تعرض إليه فلا يلتفت إليها، وعظم أمره، وصار حاله يشبه حال المجاذيب. وكان يكاتب السلطان فمن دونه بكلام فيه ورع زايد. ومولده بعد الخمسين وسبعماية. [وفاة العجلوني] [1420]- ومات أيضا الشيخ المعتقد، شمس الدين، محمد بن علي بن حسن البلالّي (¬1)، العجلوني، الشافعيّ، شيخ خانقاه سعيد السعداء. وكان فقيها صوفيّا، معتقدا، له شهرة طايلة، مع تواضع، وحسن سمت، وكرم نفس، وصنّف «إختصار الإحياء» (¬2) وغير ذلك. جاوز السبعين. [شوال] [دخول السلطان القاهرة] وفي شوال دخل السلطان إلى القاهرة في موكب حافل جدّا ومعه الخليفة والقضاة والأمراء وأرباب الدولة ركبانا، والجند مشاة من باب النصر. ولما شقّ القاهرة ووصل إلى جامعه نزل به، وقد مدّ له به الأستادار سماطا حافلا، فأكل و (من) (¬3) معه، وصعد إلى القلعة. وكان يوما مشهودا، / 486 / وزيّنت له القاهرة، وتوقّدت القناديل والشموع نهارا (¬4). [تقرير مناصب الأمراء] وفيه خلع على قجقار القردمي بإعادته لإمرة سلاح، وقرّر ألطنبغا المرقبيّ في حجوبية الحجّاب، وطوفان في الأمير اخورية الكبرى، ¬

(¬1) انظر عن (البلالي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 1 / 433، وذيل الدرر الكامنة 259، 260 رقم 488، وإنباء الغمر 3/ 151 رقم 19 وفيه: محمد بن علي بن جعفر، وعقد الجمان 309، 310 رقم 81 وفيه: محمد بن علي بن جعفر، ونزهة النفوس 2/ 407 رقم 565، ووجيز الكلام 2/ 447، 448 رقم 1013، والضوء اللامع 8/ 178 رقم 439، وبدائع الزهور 2/ 33، وشذرات الذهب 7/ 147، والنجوم الزاهرة 14/ 148، وكشف الظنون 24، وإيضاح المكنون 2/ 31، وهدية العارفين 2/ 179، ومعجم المؤلفين 10/ 313. (¬2) في الأصل: «الاحبا». (¬3) كتبت فوق السطر، (¬4) خبر دخول السلطان في: السلوك ج 4 ق 1/ 422، وإنباء الغمر 3 ج 13، وعقد الجمان 297، 298، ووجيز الكلام 2/ 447، والنجوم الزاهرة 14/ 60، وبدائع الزهور 2/ 33.

مسير المحمل والحجاج

وأضيف إلى الأستادار أستادارية الصارم إبراهيم ولد السلطان وخلع عليه (¬1). [مسير المحمل والحجّاج] وفيه سار المحمل والحاجّ، وأميرهم (¬2) يشبك الدوادار الثاني، وكان السلطان قد بعثه من البلاد الشامية على إمرة الحاج، وحصل الرخاء في سعر الجمال جدّا، حتى أبيعت ما نقص من قيمتها بأكثر من النصف لكثرة ما جاء مع السلطان من الجمال، فحصل للحاجّ بذلك رفق. وحجّ من لا في ضميره الحجّ (¬3). [تقرير الوزارة ومشير الدولة] وفيه استقرّ في الوزارة أرغون شاه النوروزي عوضا عن الفخر الأستادار برضاه، وخلع على الفخر بالإستمرار وأن يكون مشير الدولة، هذا بعد ما قدّم الفخر هذا إلى السلطان تقادم جليلة (¬4). [عصيان أقباي بدمشق والقبض عليه] وفيه كانت كاينة أقباي بدمشق، تقاتل مع بعض (¬5)، وخرج من محبسه بالقلعة، وثار بها، ففرّ نايبها، وملك أقباي القلعة وامتنع بها، وقاتله تنبك ميق نايب الشام، وآل أمره أن فرّ في النهر فقبض عليه عند طاحون باب الفرج وعلى طايفة معه، وفرّ طايفة. وبعث نايب الشام بعد ذلك خبر (¬6) بذلك إلى السلطان، فأعاد إليه الجواب بأن يعاقبه ويقرّره على أمواله، ثم يقتله ويستقرّ شاهين نايب القلعة بدمشق، وتقرّر في وظيفته الحجوبية الثانية كمشبغا طولو (¬7). [ذو القعدة] [خرج السلطان إلى السرحة] وفي ذي القعدة خرج السلطان إلى سرحة الطرّانة (¬8). ¬

(¬1) خبر الأمراء في: السلوك ج 4 ق 1/ 423، وإنباء الغمر 3/ 134، وعقد الجمان 298، ونزهة النفوس 2/ 396، 397، والنجوم الزاهرة 14/ 61. (¬2) في الأصل: «وأمرهم». (¬3) خبر المحمل في: السلوك ج 4 ق 1/ 423، وإنباء الغمر 3/ 135، وعقد الجمان 307، والنجوم الزاهرة 14/ 61. (¬4) خبر الوزارة في: السلوك ج 4 ق 1/ 424، وإنباء الغمر 3/ 135، وعقد الجمان 298، والنجوم الزاهرة 14/ 62، ونزهة النفوس 2/ 397. (¬5) كذا. (¬6) الصواب: «خبرا». (¬7) خبر العصيان في: السلوك ج 4 ق 1/ 425، وإنباء الغمر 3/ 135، وعقد الجمان 300، والنجوم الزاهرة 14/ 62، ونزهة النفوس 2/ 398، وبدائع الزهور 2/ 34، وإعلام الورى 40، وتاريخ بيروت 239. (¬8) خبر السرحة في: السلوك ج 4 ق 1/ 425، وإنباء الغمر 3/ 143، والنجوم الزاهرة 14/ 63، وبدائع الزهور 2/ 34.

وصول ولدي الناصر فرج

[وصول ولدي الناصر فرج] وفيه وصل من الإسكندرية ولدي (¬1) الناصر فرج، محمد، وخليل، ووصلت رمّة فرج الماضي خبر موته، فصلّي عليه بسبيل المؤمني، وحمل إلى تربة الظاهر برقوق فدفن بها (¬2). [قتل أقباي نائب الشام] [1421]- وفيه قتل أقباي (¬3) المؤيّدي نايب الشام بقلعة دمشق. وكان شهما، شجاعا، عارفا، سيوسا، متحملا في شونه (¬4). [وفاة الجمال المصري] [1422]- وفيه مات الجمال المصريّ، محمد بن أبي بكر بن علي النويريّ (¬5)، ثم الزبيديّ، اليمنيّ (¬6). وكان حشما. اتّصل بصاحب اليمن فحظي عنده، وولي حسبة زبيد. وكان فقيها، حسن النوادر، ذا مروءة، وترك عشرين ولدا. ومولده سنة تسع وأربعين وسبعماية. وسمع العزّ بن جماعة. [قدوم رسول قرايلك] وفيه قدم رسول / 487 / قرايلك بالتودّد (¬7). ¬

(¬1) الصواب: «ولدا». (¬2) خبر ولدي الناصر في: السلوك ج 4 ق 1/ 425 و 426، وإنباء الغمر 3/ 143. (¬3) انظر عن (أقباي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 427 و 433، وإنباء الغمر 3/ 148 رقم 6، وذيل الدرر الكامنة 258 رقم 484، والدليل الشافي 1/ 137 رقم 479، والمنهل الصافي 2/ 468 - 470 رقم 480، والنجوم الزاهرة 14/ 147، 148، ونزهة النفوس 2/ 405، ووجيز الكلام 2/ 451 رقم 1026، والضوء اللامع 2/ 314 رقم 998، وإعلام الورى 40، وتاريخ بيروت 239. (¬4) كذا. ولعلّ الصحيح: «متجمّلا في شؤونه». (¬5) انظر عن (النويري) في: إنباء الغمر 3/ 150، 151 رقم 18، وذيل الدرر الكامنة 260 رقم 489، والضوء اللامع 7/ 181، وبدائع الزهور 2/ 34. (¬6) في البدائع: «القمني». (¬7) خبر الرسول في: السلوك ج 4 ق 1/ 425.

وفاة العز المقدسي

[وفاة العزّ المقدسي] [1423]- وفيه مات العزّ المقدسيّ (¬1)، محمد بن علي بن عبد الرحمن بن محمد بن سليمان بن حمزة الحنبليّ، قاضي دمشق. سمع ستّ العزّ بنت الفخر، وغيرها. وكان عالما، ماهرا، خيّرا، ديّنا، عين حنابلة دمشق بأخره. ومولده سنة أربع وستين وسبعماية. [موت آلاف الغنم بالصعيد] وفيه اتّفق ببلاد الصعيد نادرة غريبة، وهي أنّ غنما لإنسان يزيد على العشرين ألف رأس من الغنم رعت ببعض المراعي، فماتت عن آخرها، فيقال: إنّ هذا المرعى كان به نبات من السموم (¬2). [انحلال الأسعار] وفيه انحلّ سعر المبيعات والغلال وساير الأقوات والملابس وغيرها (¬3). [ذو الحجة] [شراء الفلوس من الناس] [1424]- وفي ذي حجّة أخرج السلطان (¬4) من خزانته مايتي ألف دينار فرّقها على الأستادار، والوزير، وناظر الخاص، وألزموا أن يشتروا بها فلوسا من الناس ليضرب بصكة السلطان، ونودي بأنّ من عنده فلوس فليحضرها إلى الديوان السلطاني، وهدّد من امتنع أو سافر بها (¬5). [وصول رأس نائب الشام] وفيه وصلت رأس أقباي نايب الشام فعلّقت على باب النصر بعد ما علّقت جثّته على قلعة دمشق وصلب بها جماعة (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (المقدسي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 433، وإنباء الغمر 3/ 152 رقم 20، وعقد الجمان 311 رقم 84، والضوء اللامع 8/ 187، ووجيز الكلام 2/ 449 رقم 1019، وشذرات الذهب 7/ 147. (¬2) خبر الغنم في: السلوك ج 4 ق 1/ 426، وإنباء الغمر 3/ 143، وبدائع الزهور ج 342. (¬3) خبر الأسعار في: السلوك ج 4 ق 1/ 427، ونزهة النفوس 2/ 399، 400. (¬4) مكرّرة في الأصل. (¬5) خبر الفلوس في: السلوك ج 4 ق 1/ 427، ونزهة النفوس 2/ 400، وبدائع الزهور 2/ 34. (¬6) خبر رأس النائب في: السلوك ج 4 ق 1/ 427، وإعلام الورى 40.

وفاة سالم المغربي

[وفاة سالم المغربي] [1425]- وفيه مات سالم بن عبد الله بن شعبان المقربيّ، القسنطينيّ (¬1)، المالكيّ، تذيل الإسكندرية. وكان معتقدا. جاوز الثمانين. [وفاة ابن مهنّا] [1426]- والشيخ الوليّ الكبير شهر بن مهنا المسكيّ (¬2). [الفتنة بدمياط] [1427]- وفيه كانت الفتنة بدمياط، وكانت فتنة كبيرة، ثار جماعة يقال لهم السخاوية صيدة الأسماك بواليها محمد السلاخوري، وكان ظالما، فاسقا، فتعرّض لمال المسلمين وأولادهم، وقاتلوه وأخذوه فقتلوه وحرّقوا جثّته بعد قتل نايبه، ونهبوا داره، وسلبوا حريمه وأولاده. وقيل: له ولد صبيّ في المهد، وأسروا له ابنا. وكانت كاينة فضيعة (¬3). [ظهور الحراميّة في القاهرة] وفيه طرق القاهرة منسر من الحراميّة ليلا، وكانوا نحوا من ثلاثة وعشرين رجلا، فيهم اثنان من الفرسان، فمرّوا على الجامع الأزهر أول الليل وقتلوا رجلين برحبة الأيدمري، ونهبوا عدّة حوانيت، وعادوا على الباطلية (¬4) فتوزّعوا فيها وما تبعهم أحد. وعدّ هذا من أشنع الشنائع (¬5). ¬

(¬1) في الأصل: «السمى». والتصحيح من مصادر الترجمة: ذيل الدرر الكامنة 261 رقم 491، وإنباء الغمر 3/ 148 رقم 11، والضوء اللامع 3/ 242 رقم 909. (¬2) انظر عن (ابن مهنّا المسكي) في: ذيل الدرر الكامنة 261 رقم 492 وفيه: «مهنّا بن عبد الله المكي»، وبدائع الزهور 2/ 34 وفيه: «زهر بن مهنّا». (¬3) خبر الفتنة في: السلوك ج 4 ق 1/ 429، 430، وإنباء الغمر 3/ 144، وعقد الجمان 204، 205، ونزهة النفوس 2/ 403. وكذا كتب: «فضيعة»، والمراد: «فظيعة». (¬4) الباطلية: حيّ من أحياء القاهرة بجوار الجامع الأزهر. (¬5) خبر الحرامية في: السلوك ج 4 ق 1/ 430، وإنباء الغمر 3/ 144، وعقد الجمان 305، ونزهة النفوس 2/ 403.

قلة الغلال وارتفاع الأسعار

[قلّة الغلال وارتفاع الأسعار] وفيه قلّت الغلال وارتفع السعر شيئا حتى أغاث الله تعالى الناس بالمطر فزكت الزروع (وصلح الحال) (¬1). * * * [ميل منارة الجامع المؤيّدي] / 488 / وفيه مالت المنارة التي بنيت على البرج الشمالي بباب زويلة بجامع المؤيّديّ، وكادت أن تسقط. فنقضت برفق، وأمن الناس منها، وقال الأدباء في ذلك أشعارا معروفة. وللحافظ ابن (¬2) حجر، والبدر العيني في ذلك حكاية معروفة (¬3). [امتلاك أويس البصرة] وفيها - أعني هذه السنة - ملك أويس البصرة وانتزعها من قانم أمير العرب، وكان العرب انتزعها من بني أويس من أول هذا القرن (¬4). [فرار أمير الحاج إلى بغداد] وفيها فرّ يشبك أمير الحاجّ إلى محمد شاه صاحب بغداد وترك الحاجّ، فقام بأمرهم دواداره أقبغا الزّينيّ، وشكروا منه (¬5). [خروج محمد شاه عن طاعة أبيه] وفيها خرج محمد شاه بن قرا يوسف عن طاعة أبيه واستبدّ بملك بغداد، فطاوله والده (¬6). * * * [حصار ابن عثمان لقونية] وفيها غزا ابن (¬7) عثمان ملك برصا قونية، وحاصر محمد بن قرمان، فدهمه سيل عظيم كاد أن يهلك به، فرحل عنها (¬8). ¬

(¬1) عن الهامش. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر المنارة في: إنباء الغمر 3/ 144 - 146، وعقد الجمان 306، ونزهة النفوس 2/ 403، 404، وبدائع الزهور 2/ 35. (¬4) خبر أويس في: إنباء الغمر 3/ 146. (¬5) خبر أمير الحاج في: إنباء الغمر 3/ 146، ونزهة النفوس 2/ 405. (¬6) خبر محمد شاه لم تذكره المصادر. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) خبر قونية في: السلوك ج 4 ق 1/ 431، وعقد الجمان 300، 301.

قتل نسيم الدين التبريزي

[قتل نسيم الدين التبريزي] [1428]- وفيها قتل الشيخ نسيم الدين (¬1) التبريزي، نزيل حلب. وكان شيخ الطايفة المبتدعة الذي (¬2) يقال لهم الحروفية، وأخذ عن فضل الله منتحل هذه النحلة، الماضي خبره، وكان قد كثرت أتباعه بحلب، فبعث السلطان بقتله، فضربت عنقه، وسلخ جلده، وصلب. ولنسيم الدين هذا شعر حسن بلغة الترك فيه تصوّف على طريقة الفلاسفة. [وفاة الجمال الراعي] [1429]- وفيها مات المسند، الجمال، والراعي (¬3)، عبد الله بن إبراهيم بن خليل البعلبكيّ، الدمشقيّ. وكان أمّيّا، فأخذ عن العماد بن بردس وغيره، وأدرك جماعة من الكتّاب: الفخر، ونحوه، وسمع منهم، ومن جماعة أيضا من أصحاب ابن (¬4) القوّاس، وابن (¬5) عساكر، والمطعم، والحجّار، والجزري، والمزّي، وابن بردس (¬6). وكان أعجوبة في معرفة الأجزاء والمرويّات، وروا (¬7) بها الحديث بالأشرفية بدمشق. [وفاة صاحب شماخي] [1430]- وفيها مات صاحب شماخي (¬8) وشروان السلطان الدّربنديّ إبراهيم بن محمد. وكان ينتمي كثيرا ليوسف، وكان من أكابر الملوك، وولي ملكته بعده ولده خليل، ودام مدّة نحوا من خمسين سنة، على ما سيأتي في محلّه. ¬

(¬1) انظر عن (نسيم الدين) في: إنباء الغمر 3/ 136، 137، وبدائع الزهور 2/ 36 وفيه: نسيم الدين النسيمي. (¬2) الصواب: «الذين». (¬3) انظر عن (الجامل الراعي) في: ذيل التقييد 2/ 28، 29 رقم 1102، وذيل الدرر الكامنة 255، 256 رقم 478، وإنباء الغمر 3/ 149 رقم 12، والدليل الشافي 1/ 381 رقم 1305، والمنهل الصافي 7/ 64 رقم 1308، ووجيز الكلام 2/ 450 رقم 1021، والضوء اللامع 5/ 2 رقم 5/ 2 رقم 5، وشذرات الذهب 7/ 146، وطبقات الحفاظ 547. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في الأصل: كلمة غامضة. والمثبت عن المصادر. (¬7) الصواب: «ورووا». (¬8) انظر عن (صاحب شماخي) في: إنباء الغمر 3/ 147 رقم 1، والضوء اللامع 1/ 188، ووجيز الكلام 2/ 451 رقم 1024، وبدائع الزهور 2/ 36 وفيه: «شماخ وشروان».

وفاة ابن يهودا الطرابلسي

[وفاة ابن يهودا الطرابلسي] [1431]- ومات النّحويّ، الشيخ شهاب الدين أحمد بن يهودا (¬1) الطرابلسيّ، الدمشقيّ، الحنفيّ. وكان فاضلا، ماهرا في النحو، بل عدّ من أئمّته، ونظم «التّسهيل» في سبعماية بيت، ونفع الناس في العربية، واشتهر بها. ومولده بعد السبعين وسبعماية. [وفاة الشيخ النجيليّ] [1432]- والشيخ، العابد، المعتقد، بمكة المشرّفة، محمد بن يحيى النّجيليّ (¬2). وكان من بجيلة زهران من ضواحي مكة. [وفاة البرقي] [1433]- والشيخ الصالح، العابد، المعتقد، أحمد البرقي (¬3) الدمشقيّ. وكان قد أضرّ في آخر عمره. * * * يليه القسم الرابع من الجزء الأول (821 - 840 هـ‍.) ¬

(¬1) انظر عن (ابن يهودا) في: ذيل الدرر الكامنة 255 رقم 473، وإنباء الغمر 3/ 147 رقم 4، والضوء اللامع 2/ 246 رقم 685 وفيه «يهودية»، ووجيز الكلام 2/ 448 رقم 1014، وبغية الوعاة 1/ 175، ودرّة الحجال 1/ 151 رقم 173، وشذرات الذهب 7/ 145، وهدية العارفين 1/ 121، 122، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 1/ 383، 384 رقم 251. (¬2) انظر عن (النجيلي) في: إنباء الغمر 3/ 153 رقم 25، وبدائع الزهور 2/ 36، و «النجيلي»: نسبة للنجيل تصغير النجل من أعراض المدينة من ينبع. (مراصد الإطلاع 3/ 1361). (¬3) في الأصل: «الرالي». وانظر عن (العرقي) في: إنباء الغمر 3/ 147، 148 رقم 5، وذيل الدرر الكامنة 255 رقم 474 وفيه: «أحمد الريفي».

سنة إحدى وعشرين وثمانماية

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سنة إحدى وعشرين وثمانماية [محرّم] [عرس ابن أبي الفرج الأستادار] في محرّم كان مهمّ عرس الفخر بن أبي الفرج الأستادار، وكان قد زوجّه السلطان بسريّة من سراريه أعتقها، وكان هذا المهم حافلا جدّا، ذبح فيه ثمانية وعشرين فرسا، ومن الأغنام ما كان زنة لحمها عشرة آلاف رطل، ومن الدجاج ألفين (¬1) طاير، وماية طاير، ومن الإوزّ ثلاثة آلاف طائر، وأشياء أخر يتعجّب من كثرتها (¬2). [صلاة السلطان في جامع ابن طولون] وفيه ركب السلطان في يوم الجمعة إلى جامع أحمد بن طولون، وصلّى به الجمعة، وخطب بها القاضي الشافعيّ، وكان ابن (¬3) النقاش تهيّأ ليخطب به فحصل له قهر بواسطة خطبة الشافعي. ثم ركب السلطان بعد الصلاة وعدّى النيل سارحا إلى ناحية وسيم (¬4). [محاصرة ابن التركماني لبلاد في الشمال] وفيه نزل حسين بن كبك التركمانيّ على قلعة فحصرها، وكان حسين هذا قد أثار فتنا بتلك النواحي، وقتل ألطنبغا الجكميّ نايب درنده، فأمر السلطان بخروج عسكر من دمشق وحمص وحماه، وكتب إلى حديثة بن سيف أمير آل فضل بالخروج لقتال التركمان (¬5). ¬

(¬1) الصواب: «ألفان». (¬2) خبر العرس في: السلوك ج 4 ق 1/ 424، وإنباء الغمر 3/ 154، وعقد الجمان 3212، 313، ونزهة النفوس 2/ 409. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر الصلاة في: السلوك ج 4 ق 1/ 424 وفيه: «أو سليم»، وإنباء الغمر 3/ 155، ونزهة النفوس 2/ 409 وفيه: أوسيم، وبدائع الزهور 2/ 36، 37. (¬5) خبر ابن التركماني في: السلوك ج 4 ق 1/ 424، وعقد الجمان 325.

فرار يشبك الدوادار إلى العراق

[فرار يشبك الدوادار إلى العراق] وفيه وصل الخبر بفرار يشبك الدوادار (¬1) من الحاجّ إلى العراق خوفا من سطوة السلطان لئلاّ يصيبه ما أصاب أقباي نايب الشام (¬2). [إيقاد النار الهائل بين يدي السلطان] وفيه في يوم رابع عشرينه كانت الوقدة الهايلة ببئر أنبابة (¬3) بين يدي السلطان. وكان السلطان لما عاد من وسيم نزل بالقصر الذي أنشأه ابن (¬4) البارزي ببر منبابه (¬5)، وألزم الأمراء بحمل الزيت والنفط، فجمع من ذلك الشيء الكثير، وألزم الباعة، وطوايف عديدة من العوامّ بحمل المسارح فأحضر من قشر البيض والنارنج ومسارج الخزف ومن أظلاف البقر، وأشياء غير هذه، وجعل فيها الفتايل، وأوقدت بعد الغروب بنحو ساعة، ثم أطلقت النفوط، هذا، وقد امتلأ الميدان بالخلق والناس الكثير من ساير الطوايف، وكانت ليلة حافلة جدّا مرّ فيها من الفسق والسخر ما لا يعبّر عنه ولا عهد مثله كذلك قطّ (¬6). [القبض على بيبغا المظفّري] وفيه قبض على بيبغا المظفّري أمير سلاح، وحمل في القيد إلى سجن الإسكندرية (¬7). [فرار جماعة من المقشّرة] / 490 / وفيه نقب جماعة في المقشّرة مكانا وفرّوا منه ممّا قرّر عليهم (¬8). [المناداة بإخراج الغرباء من القاهرة] وفيه نودي بأن لا يبقى بالقاهرة غريبا (¬9)، وكانت قد كثرت طوايف الغرباء ما بين ¬

(¬1) في الأصل: «الدوادا». (¬2) خبر يشبك في: السلوك ج 4 ق 1/ 425، والنجوم الزاهرة 14/ 64، وبدائع الزهور 2/ 37. (¬3) في السلوك: «منبابة». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) كذا. (¬6) خبر النار في: السلوك ج 4 ق 1/ 435، وعقد الجمان 313، والنجوم الزاهرة 14/ 64، وبدائع الزهور 2/ 37. (¬7) خبر بيبغا في: السلوك ج 4 ق 1/ 436، وإنباء الغمر 3/ 155 وفيه «يلبغا»، وعقد الجمان 313، والنجوم الزاهرة 14/ 64، ونزهة النفوس 2/ 409، وبدائع الزهور 2/ 37. (¬8) خبر الفرار في: السلوك ج 4 ق 1/ 436. (¬9) الصواب: «غريب».

صفر

عجم وترك وروم وغير ذلك، فاضطربت (¬1) الغرباء، ثم تركوا على ما كانوا عليه (¬2). [صفر] [توسيط نائب كختا] [1434]- وفي صفر وسّط قرقماس (¬3) نايب كختا ومعه خمسة عشر رجلا. [عيادة السلطان لألطنبغا العثماني] وفيه ركب السلطان من قلعته ونزل إلى دار الأمير الكبير الأتابك ألطنبغا العثماني (¬4) لعيادته من مرض حصل له، ثم خرج من عنده فتوجّه إلى دار جقمق الدوادار وأقام عنده نهاره كلّه في لهو وشرب، وعاد إلى القلعة على حالة غير مرضية في الدين، وأعيب عليه ذلك (¬5). [تسعير المأكولات] وفيه سعّرت المبيعات المأكولات لكون الذهب كان قد سعّر قبل ذلك، وحصل لكثير من الناس بواسطة سعر الذهب والفلوس الضرر (¬6). [ربيع الأول] [تكريم العلاء الكيلاني] وفي ربيع الأول قدم من بلاد المشرق العلاء الكيلاني محمد الشافعيّ فأنزل، وأكرمه السلطان والأعيان، وركب إليه القضاة والمشايخ فزاروه لقدومه، وتردّد إلى مجلس السلطان غير ما مرة مع الفقهاء (¬7). [توقّف أحوال الناس] وفيه، في هذه الأيام، توقّفت أحوال الناس، وقلّ جلب البضايع، وكثر خسران الناس (¬8). ¬

(¬1) الصواب: «فاضطرب». (¬2) خبر الغرباء في: السلوك ج 4 ق 1/ 426، وإنباء الغمر 3/ 155، وبدائع الزهور 2/ 37. (¬3) انظر عن (قرقماس) في: السلوك ج 4 ق 1/ 436، وإنباء الغمر 3/ 156، وعقد الجمان 313، ونزهة النفوس 2/ 309. (¬4) في السلوك: «القرمشي». (¬5) خبر العيادة في: السلوك ج 4 ق 1/ 437، وإنباء الغمر 3/ 156، وعقد الجمان 330، والنجوم الزاهرة 14/ 65، وبدائع الزهور 2/ 37. (¬6) خبر التسعير في: السلوك ج 4 ق 1/ 436، وعقد الجمان 314. (¬7) خبر التكريم في: السلوك ج 4 ق 1/ 438، وإنباء الغمر الغمر 3/ 156، 157. (¬8) خبر الناس في: السلوك ج 4 ق 1/ 437.

وفاة نقيب الأشراف الأرموي

[وفاة نقيب الأشراف الأرموي] [1435]- وفيه مات نقيب الأشراف، السيد الشريف، أبو الحسن الأرمويّ (¬1)، علي بن أحمد بن علي بن حسين بن محمد بن حسين الحسينيّ. وكان من الرؤساء من غير أن يشهر بعلم ولا نسك. [وفاة ابن باباي العوّاد] [1436]- ومات قبله إبراهيم بن باباي العوّاد (¬2). وكان أستاذا في فنّه، انتهت إليه رياسة ضرب العود، وكان من أخصّاء السلطان وندمايه المقرّبين. [وفاة الكمال الشمنّي] [1437]- والكمال الشمنّي (¬3)، محمد بن حسن بن محمد بن محمد بن خلف الله بن خليفة بن محمل السكندريّ، المالكيّ. وكان عالما، ماهرا، عارفا بفنون الحديث، وله نظم حسن، وولي تدريس الحديث بالجمالية. ومولده بعد الستين وسبعماية. وهو والد شيخنا العلاّمة التقيّ الشمنّي الحنفيّ. [قيام أهل طرابلس على نائبهم لظلمه] وفيه وصل الخبر بأنّ برد بك الخليلي نايب طرابلس قام عليه أهلها لكثرة ¬

(¬1) انظر عن (الأرموي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 472، وإنباء الغمر 3/ 184 رقم 19، وذيل الدرر الكامنة 263 رقم 495، والدليل الشافي 1/ 449 رقم 1554، والمنهل الصافي 8/ 39، 40 رقم 1560، والنجوم الزاهرة 14/ 149، وعقد الجمان 339 رقم 93، وفيه: علي بن محمد بن علي، والضوء اللامع 5/ 172 رقم 594، ونزهة النفوس 2/ 573 وفيه: علي بن حجر بن محمد الأرموي. (¬2) انظر عن (ابن باباي العوّاد) في: السلوك ج 4 ق 1/ 476، وإنباء الغمر 3/ 177 رقم 1 وفيه: «بابى»: بفتح الموحّدتين، والدليل الشافي 1/ 10 رقم 20، والمنهل الصافي 1/ 42 رقم 21، والضوء اللامع 1/ 32، والنجوم الزاهرة 14/ 151، 152، وبدائع الزهور 2/ 37. (¬3) انظر عن (الشمنّي) في: إنباء الغمر 3/ 185، 186 رقم 23، وذيل الدرر الكامنة 268، 269 رقم 507، وعقد الجمان 337 رقم 88، والضوء اللامع 8/ 71 و 9/ 74 رقم 197، ووجيز الكلام 2/ 453 رقم 1030، ونزهة النفوس 2/ 431 رقم 570، وبدائع الزهور 2/ 37، و «الشمنّي»: بضم الشين والميم وتشديد النون.

ثورة أهل المحلة على واليهم

ظلمه وتعدّيه، ومنعوه من دخول طرابلس، وكتب إليه مرسوم بحضوره (¬1). [ثورة أهل المحلّة على واليهم] وفيه ثار أهل المحلّة على واليها ورجمه (¬2). [تألّم السلطان] وفيه انقطع السلطان بألم رجله (¬3). [عزل جماعة من نوّاب القضاة] وفيه تنكّر السلطان على بن الجلال (البلقيني) (¬4) / 491 / بسبب كثرة النواب، فعزل منهم طائفة واقتصر على أربعة عشر نائبا (¬5). [سقوط البرد بالغربية] وفيه سقط بالغربية برد وزنت حبّة منها فكانت ماية درهم، وتلف زرع كثير بواسطة ذلك، وهلكت بعض أغنام (¬6). [قدوم الشمس الهروي] وفيه قدم الشمس الهروي (¬7). [ربيع الآخر] [القبض على أرغون شاه وأقبغا] وفي ربيع الآخر قبض على أرغون شاه الوزير، وعلى أقبغا شيطان (¬8) الوالي، وتسلّمهما الأستادار وتتّبع حواشيهما وأسبابهما (¬9). [وفاة ابن البيطار] [1438]- وفيه مات ناصر الدين، محمد بن البيطار (¬10). ¬

(¬1) خبر أهل طرابلس في: السلوك ج 4 ق 1/ 438، وإنباء الغمر 3/ 157، وعقد الجمان 314، والنجموم الزاهرة 14/ 65، ونزهة النفوس 2/ 410. (¬2) خبر الثورة في: السلوك ج 4 ق 1/ 439، وإنباء الغمر 3/ 157. (¬3) خبر الألم في: السلوك ج 4 ق 1/ 441، وإنباء الغمر 3/ 157، والنجوم الزاهرة 14/ 65. (¬4) عن الهامش. (¬5) خبر العزل في: السلوك ج 4 ق 1/ 440، وإنباء الغمر 3/ 157، وعقد الجمان 330. (¬6) خبر البرد في: السلوك ج 4 ق 1/ 440، وإنباء الغمر 3/ 158. (¬7) خبر الهروي في: السلوك ج 4 ق 1/ 440. (¬8) في الأصل: «شطان». (¬9) خبر القبض في: السلوك ج 4 ق 1/ 441 و 474، وإنباء الغمر 3/ 158، وبدائع الزهور 2/ 37. (¬10) انظر عن (ابن البيطار) في: إنباء الغمر 3/ 188 رقم 26، وبدائع الزهور 2/ 37.

نيابة صفد

وكان صالحا، خيّرا، ديّنا، يتعانى البيطرة، ثم قرأ القرآن، ثم تعانى العلم فمهر في الفرائض والفقه، وفضل، وهو مع ذلك يسترزق في البيطرة، ويجلس لإشغال العلم. [نيابة صفد] وفيه قرّر بردبك الخليلي المعروف بقصقا نايب طرابلس في نيابة صفد بعد أن قدم القاهرة، وعزل عن طرابلس (¬1). [نيابة بهسنا] وكتب بنفي عمر بن الهدباني إلى طرسوس، ثم قرّر في نيابة بهسنا (¬2). [حصار ابن رمضان طرسوس] وفيه وصل الخبر من شاهين الأيدكاري نايب طرسوس بأنه محصور من ابن رمضان مدّة أربعة شهور، وأنّ الأمير محمد بن قرمان عازم على المشي على طرسوس لأخذها (¬3). [تقرير الوزارة] وفيه قرّر في الوزارة البدر حسن بن محبّ (¬4) الدين، عوضا عن أرغون شاه. [ضرب عنق متصرّف بأبواب الحكام] وفيه ضربت عنق إنسان من المتصرّفين بأبواب بعض الحكام، وكان قد ثبت عليه ما يوجب إراقة دمه شرعا (¬5). [نقل سوق الرقيق بالقاهرة] وفيه نقل سوق الرقيق من موضعه بخط المسطاح (¬6) فيما بين الوزيرية وخط الملحيين (¬7) إلى فندق تجاه المشهد الحسينيّ، ثم بعد قليل أعيد إلى موضع كان أولا (¬8). ¬

(¬1) خبر صفد في: السلوك ج 4 ق 1/ 441، وعقد الجمان 315، ونزهة النفوس 2/ 411، وبدائع الزهور 2/ 37، 38. (¬2) خبر بهسنا في السلوك ج 4 ق 1/ 441. (¬3) خبر طرسوس في: السلوك ج 4 ق 1/ 441، وإنباء الغمر 3/ 159، 160. (¬4) في الأصل: «حسن بن محمد»، والتصحيح من: السلوك ج 4 ق 1/ 442، وإنباء الغمر 3/ 158، وعقد الجمان 315، ونزهة النفوس 2/ 411. (¬5) خبر المتصرّف في: السلوك ج 4 ق 1/ 442. (¬6) خط المسطاح: يقع فيما بين خط الملحيين وخط سويقة الصاحب، وكان به سوق الرقيق المعروف بسوق الجوار والمدرسة الحسامية. (المواعظ والاعتبار 2/ 33). (¬7) مهملة في الأصل. (¬8) خبر السوق في: السلوك ج 4 ق 1/ 442.

الوقعة بين ابن دلغادر وأخيه

[الوقعة بين ابن دلغادر وأخيه] وفيه وصل الخبر من حلب بوقعة هائلة كانت بين علي (بك) (¬1) بن دلغادر وبين أخيه محمد بن انتصر فيها محمد وكسر أخاه وغنم جميع موجوده، وأنّ يشبك نايب حلب أدركه (¬2) بعد الوقعة، وقد انتصر، فتلقّاه وأضافه، وقدّم له تقادم حسنة وحلف له على طاعة السلطان (¬3). [سجن نائب حماه] وفيه استقبل جار قطلو نايب حماه وصفد (¬4) وصل إلى الإسكندرية فسجن بها. [نيابة طرابلس] وفيه استقرّ في نيابة طرابلس برسباي الدّقماقيّ الظاهريّ أحد مقدّمي الألوف، عوضا عن برد بك قصقا (¬5). وبرسباي هذا هو الذي تسلطن بعد ذلك، ولقّب الأشرف، وذلك بعد أربعة [أعوام] (¬6) من هذا التأريخ، على ما سيأتي. [كتابة محضر بهدم مئذنة الجامع المؤيّدي] وفيه كتب محضر بهدم المادنة (¬7) / 492 / التي على برج باب زويلة، الماضي خبرها، وأخذ في هدمها بعد أن أغلق باب زويلة مدّة ثلاثين يوما، وعدّ ذلك من النوادر (¬8). [جمادى الأول] [عزم السلطان على الحج] وفي جمادى الأول تحرّك عزم السلطان على السفر إلى الحج، وكتب إلى الحجاز بذلك (¬9). ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) مكرّرة في الأصل. (¬3) خبر الوقعة في: السلوك ج 4 ق 1/ 443، وإنباء الغمر 3/ 160. (¬4) في الأصل: «نايب حماه من قصاد وصل. . .»، والتصحيح من. السلوك ج 4 ق 1/ 443. وإنباء الغمر 3/ 161. (¬5) خبر طرابلس في: السلوك ج 4 ق 1/ 444، وإنباء الغمر 3/ 161، وعقد الجمان 316، والنجوم الزاهرة 14/ 66، ونزهة النفوس 2/ 412، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 193 ب. (¬6) إضافة للتوضيح. (¬7) كذا. (¬8) خبر المحضر في: السلوك ج 4 ق 1/ 444، وإنباء الغمر 2/ 162، والنجوم الزاهرة 14/ 75، وتحفة الأحباب 81. (¬9) خبر الحج في: السلوك ج 4 ق 1/ 444، وإنباء الغمر 2/ 162، والنجوم الزاهرة 14/ 66.

قتل ابن كبك التركماني

[قتل ابن كبك التركماني] [1439]- وفيه قتل حسين بن كبك (¬1) التركمانيّ بحيلة دبّرها عليه نايب ملطية تغري بردي الجكميّ، وسرّ السلطان بقتل حسين هذا، فإنّه كان من المفسدين. [وفاة سعد الدين الهمداني] [1440]- وفيه مات الشيخ العالم، الفاضل، سعد الدين، سعد الله بن سعد الله (¬2) بن علي بن إسماعيل الهمدانيّ، الحنفيّ، نزيل حلب. وكان عالما فاضلا، ماهرا. درّس في حلب بمدارس. وكان موته فجأة. [مولود السلطان] وفيه ولد للسلطان ولد ذكر سمّاه موسى من أمة يقال لها طولوباي (¬3)، فدقّت البشاير لمولده، وخرج الطواشيّ مرجان الهندي الخازندار بالبشارة به إلى البلاد الشاميّة، وعمل له السلطان عقيقة بلغ المصروف عليها خمسة عشر ألف دينار، وخلع فيها على الأمراء، وحملوا على المراكب السلطانية بالقماش الذّهب والزركش، فلم يلبث موسى هذا أن مات في الشهر الخامس من ولادته، في أواخر رمضان (¬4). [حمل مبلغ ضخم إلى ملطية] وفيه حمل إلى ملطية مبلغ أربعين ألف دينار لإنسان له تربة بها، وأنشأ خانا وطاحونتين وعدّة حوانيت بقيسارية، وكتب إلى نايب طرابلس بالتوجّه إلى ملطية لمعاضدة نائبها على ذلك (¬5). [قضاء الشافعية] وفيه قرّر في القضاء الشافعية الشيخ شمس الدين التّبريزي محمد بن عطاء الله، وصرف الجمال البلقينيّ. ولم يخطب الشمس التّبريزيّ بجامع القلعة ¬

(¬1) انظر عن (ابن كبك) في: السلوك ج 4 ق 1/ 472، 473، وإنباء الغمر 3/ 179 رقم 9، وعقد الجمان 327، والنجوم الزاهرة 14/ 149، والضوء اللامع 3/ 586. (¬2) انظر عن (سعد الله) في: إنباء الغمر 3/ 181 رقم 12 وفيه: سعد الله بن سعد. (¬3) مهملة في الأصل. (¬4) خبر المولود في: السلوك ج 4 ق 1/ 444، 445، وإنباء الغمر 3/ 162، وعقد الجمان 316، ونزهة النفوس 2/ 412. (¬5) خبر ملطية في: السلوك ج 4 ق 1/ 446.

جمادى الآخرة

بالسلطان، وقرّر نايبا عنه في الخطبة لعجمة في لسانه وعدم معرفة هذا المصطلح (¬1). [جمادى الآخرة] [قضيّة الإفتراء على جقمق] وفي جمادى الآخرة كانت كاينة الإفتراء على جقمق الدوادار، ونسبته أنه كاتب قرا يوسف وأتى معه على السلطان، وظهر كذب ذلك، وأنه ينتقل. وأنّ إنسانا يقال له ابن (¬2) الدّربنديّ هو الذي افترى ذلك عليه لغميض ما، وأنّ إنسانا من العجم كتب كتابا على لسان قرا يوسف باسم جقمق، وجعله في خشبة مخروطة مخرّمة وسدّ عليها، ثم اعترف ابن (¬3) الدربندي بذلك ونسبه إلى ألطنبغا الصغير، وأنه هو الذي ألجأه إلى ذلك، فلم يلتفت إلى قوله وغرّق في بحر الفيل. وكان العجميّ الذي كتب الكتاب مريضا بالبيمارستان فمات من حرقة في (ليلته) (¬4). [وفاة الأمير الدربندي] [1441]- / 593 / وفيه وصل الخبر بموت الأمير إبراهيم بن محمد الدّربندي (¬5) صاحب شروان وشماخي (¬6)، وأنّ قرا يوسف بعث ابنا له ومعه ستة آلاف فارس إلى شماخي، فأتته عساكر بلاد الدشت وكسر وقتل معه جمعا وافرا (¬7). وأنه لما بلغ ذلك شاه مرزة بن تمرلنك غرّه على أن يصيّف في تبريز لأجل قرا يوسف، وأنّ ابن (¬8) عمر صاحب أرزن الروم كان انكسر من عساكر الروم كسرة قبيحة قتل فيها جمعا (¬9) من أصحابه، وأن قرايلك قصد بلاد قرا يوسف وحارب من بماردين منهم فقتل وأسر منهم جماعة، وأخذ منهم ثمان قلاع ومدينتين، وساق جماعة من الناس من نحو مايتي وخمسين قربة بأموالهم وعيالهم ليسكنهم ببلاده، وأنه على حصار ماردين (¬10). [عودة الأستادار من قتال بني عمر وهوّارة] وفيه قدم الفخر الأستادار من الوجه القبلي، وكان قد توجّه إليه لقتال بني عمر ¬

(¬1) خبر الشافعية في: السلوك ج 4 ق 1/ 446، 447، وعقد الجمان 317، وبدائع الزهور 2/ 38. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر الإفتراء في: السلوك ج 4 ق 1/ 448، 449، وعقد الجمان 331، 332، وإنباء الغمر 3/ 166، ونزهة النفوس 2/ 426، 427. (¬5) السلوك ج 4 ق 1/ 450. (¬6) السلوك ج 4 ق 1/ 450. (¬7) الصواب: «جمع وافر». (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) الصواب: «جمع». (¬10) انظر عن (الدربندي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 450.

الموقعة بين هوارة وسودون القاضي

وهوّارة، وفعل أفعالا كثيرة، وعاد بأموال جزيلة جرفها جرفا من تلك البلاد ما بين غنم وبقر وجاموس وإبل، ومن الدقيق والقند والأعسال ما لا يعبّر عنه ما تكون قيمته زيادة على الماية ألف دينار (¬1). [الموقعة بين هوّارة وسودون القاضي] وفيه قدم الخبر بأنّ هوّارة اجتمعوا وتحالفوا، ووقع بينهم وبين سودون القاضي، وكان قد أقام بالوجه القبليّ هو وإينال الأزعريّ احتياطا، وقتل طائفة من أصحابهما، وكانت الكسرة على هوّارة وقتل منهم جماعة، وأحضر نحوا من عشرين رأسا مقطوعة، وعيّن السلطان جماعة من الأمراء للخروج تجريدة نجدة لسودون القاضي، فتجهّزوا وخرجوا بعد أيام وفيهم الأتابك ألطنبغا القرمشيّ، وططر رأس نوبة النوب، وجقمق الدوادار، وألطنبغا المرقبيّ حاجب الحجّاب، وقطلوبغا الشمسيّ، في عدّة من الجند السلطانيّ. [وفاة الشهاب القرقشندي] [1442]- وفيه مات الشهاب القرقشندي (¬2)، أحمد بن عبد الله بن أحمد. وذكر بعضهم أنّ اسم أبيه عليّا (¬3). مات عن (¬4) خمس (¬5) وستين سنة. وكان بارعا في العربية وفقه الشافعية، عارفا بالفرائض والأدب، وله نظم ونثر وتصانيف، فمن تصانيفه «صبح الأعشا في صناعة الإنشا» (¬6) جيّد في فنّه ما صنّف مثله. [وفاة الأمير بيسق الشيخي] [1443]- والأمير بيسق الشيخي (¬7)، الظاهري، الحنفيّ. ¬

(¬1) خبر الأستادار في: السلوك ج 4 ق 1/ 450، وإنباء الغمر 3/ 167. (¬2) في الأصل: «القرقشدي» والتصحيح من: السلوك ج 4 ق 1/ 473، 474، وإنباء الغمر 3/ 178، 179 رقم 3، وفيه: أحمد بن علي بن أحمد بن عبد الله، ودرر العقود الفريدة 2/ 361 - 363 رقم 181، وعقد الجمان 338، 339 رقم 92، والمنهل الصافي 1/ 351، 352 رقم 190، والدليل الشافي 1/ 55 رقم 186، والنجوم الزاهرة 14/ 149، 150، ووجيز الكلام 2/ 452 رقم 1027، والضوء اللامع 2/ 8 رقم 25، ونزهة النفوس 2/ 432 رقم 572، وشذرات الذهب 7/ 149، وكشف الظنون 1070 و 1985، وإيضاح المكنون 1/ 421، ومفتاح السعادة 1/ 182، وفهرس مخطوطات الظاهرية 6/ 308، وفهرست الخديوية 4/ 278، 279، وفهرس المخطوطات المصورة للطفي عبد البديع 2/ 204، والتاريخ العربي والمؤرّخون 3/ 133 - 137 رقم 13. (¬3) الصواب: «عليّ». (¬4) في الأصل: «عن و». (¬5) في الأصل: «خمسين». (¬6) مطبوع بدار الكتب المصرية في 14 جزءا. (¬7) انظر عن (بيسق الشيخي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 474، وذيل الدرر الكامنة 263 رقم 496، وإنباء الغمر 3/ 179 رقم 7، والدليل =

الشروع ببناء المارستان

/ 494 / وكان ترقّى حتى صيّر أمير اخورا على إمرة طبلخانات، وحجّ كثيرا بالمحمل في الأيام الظاهرية الناصرية، وتولّى عمارة المسجد الحرام بعد حريقه، وجرى عليه أمور بعد ذلك، وأخرج إلى القدس بطّالا، وبها بغته الأجل. وكان كثير التعصّب لمذهب أبي حنيفة رضي الله عنه، مع شراسة في خلقه وكثرة ماله، وكان له برّ وصدقات. [الشروع ببناء المارستان] وفيه شرع السلطان في بناء مارستانا (¬1) للمرض بمكان المدرسة الأشرفية الشعبانية الماضي خبر هدمها (¬2). [وفاة جمال الدين الحميدي] [1444]- وفيه مات الشيخ العالم، الفاضل، جمال الدين، يوسف بن محمد بن عبد الله الحميديّ (¬3)، السكندري، الحنفيّ. وكان فاضلا، موسرا، ماهرا في الفقه، بارعا فيه. وكان سنّه زيادة على الثمانين. [رجب] [وفاء النيل] وفيه وفاء النيل، ونزل السلطان لكسره، وكان له يوما مشهودا (¬4). [وفاة ابن هبة الله الملحاني] [1445]- وفيه مات الشيخ عبد الرحمن بن هبة الله الملحاني (¬5)، اليماني. ¬

= الشافي 1/ 210 رقم 740، والمنهل الصافي 2/ 502 - 504 رقم 742، والنجوم الزاهرة 14/ 150، 151، ونزهة النفوس 2/ 433 رقم 577، والضوء اللامع 3/ 22 رقم 114، وعقد الجمان 340، 341 رقم 97، وبدائع الزهور 2/ 38. (¬1) الصواب: «مارستان». (¬2) خبر المارستان في: السلوك ج 4 ق 1/ 452، وعقد الجمان 333، ونزهة النفوس 2/ 428، وبدائع الزهور 2/ 38. (¬3) انظر عن (الحميدي) في: إنباء الغمر 3/ 188 رقم 28، وذيل الدرر الكامنة 269 رقم 508، وعقد الجمان 337 رقم 89، والدليل الشافي 2/ 807 رقم 2715، ووجيز الكلام 2/ 453 رقم 1029، والضوء اللامع 10/ 331 رقم 1253، وشذرات الذهب 7/ 153. (¬4) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 4521، وبدائع الزهور 2/ 39. (¬5) انظر عن (الملحاني) في: إنباء الغمر 3/ 182 رقم 17 وفيه: «اللحاني»، والضوء اللامع 4/ 210، وشذرات الذهب 7/ 151.

وفاة نائب صفد

وكان عارفا بالقراءآت (¬1)، مشاركا في عدّة فنون، مع دين وعبادة ونسك. [وفاة نائب صفد] [1446]- وبردبك الخليلي (¬2) المعروف بقصقا نايب صفد وطرابلس. [كسرة هوّارة] وفيه ورد الخبر بكسرة هوّارة وفرار جماعة منهم إلى ناحية الولايات، وقتل الكثير منهم، وأسر نحوا (¬3) من خمسين نفر (¬4) في وقعة كبيرة (¬5). [شعبان] [معاناة والد أراد دفن ابنه] وفي شعبان وقعت حادثة شنيعة، وهي أنّ بعضا من الباعة الفقراء غرق له ولد في الخليج، فأخرجه والده ميتا، فلم يمكّن من دفنه إلاّ بعد استيذان العلاء بن الطبلاوي الوالي كما جرت به العادة، فأمر به عندما استأذنه إلى السجن، وطلب منه خمسة دنانير حتى يفرج عنه، فالتزم بأن يقوم بذاك، فأخرج إلى المتوكّل به فباع ما بحانوته من البضاعة التي بها كان قيام أوده وأود عياله، فلم يحرز ثلاثة دنانير إلاّ بتكلّف، ثم أخذ جميع ما عند زوجته أمّ الغريق وباعه فبلغ دينارا، واقترض دينارا فأكملت الخمسة للوالي، فاقترض ما يدفع لأعوان الوالي أيضا، واقترض شيئا لتجهيز ولده، ثم دفعه لمن يخرجه، وفرّهو وترك زوجته، وهذا من أشنع ما يفعله الولاة في هذا الزمن العجيب في قبحه (¬6). [قتل أقبغا شيطان] [1447]- وفيه قتل أقبغا شيطان (¬7). ¬

(¬1) في الأصل: «القرات». (¬2) انظر عن (برد بك الخليلي) في: إنباء الغمر 3/ 179 رقم 6، والسلوك ج 4 ق 1/ 474، وعقد الجمان 341 رقم 99، والدليل الشافي 1/ 184 رقم 645، والمنهل الصافي 3/ 249، 250 رقم 646، والنجوم الزاهرة 14/ 151، ونزهة النفوس 2/ 434 رقم 579، والضوء اللامع 3/ 6 رقم 25، وبدائع الزهور 2/ 39. (¬3) الصواب: «نحو». (¬4) الصواب: «نفرا». (¬5) خبر هوارة في: السلوك ج 4 ق 1/ 452، وبدائع الزهور 2/ 39. (¬6) خبر المعاناة في: السلوك ج 4 ق 1/ 453، 454. (¬7) انظر عن (أقبغا شيطان) في: السلوك ج 4 ق 1/ 474، وإنباء الغمر 3/ 179 رقم 4، وعقد الجمان 341 رقم 98، والنجوم الزاهرة 14/ 151، والدليل الشافي 1/ 139 رقم 487، والمنهل الصافي 2/ 484 رقم 488، ونزهة النفوس 2/ 434 رقم 578، وبدائع الزهور 2/ 38.

الخلاف بين ناظر الخاص والأستادار

وكان قد جمع له بين الولاية، والحسبة، وشدّ الدواوين. وكان كيّسا، يحسن المباشرة، عفيفا عن القاذورات كالخمر ونحوه / 495 / وله معرفة وسياسة. [الخلاف بين ناظر الخاص والأستادار] وفيه وقعت مفاوضة ومقاولة من البدر بن نصر الله ناظر الخاص، والفخر بن أبي الفرج الأستادار، وتفاحشا في القول بحضرة السلطان، ورمى فخر الدين ابن نصر الله بعظايم، ومع ذلك فما اكترث السلطان بما وقع بينهما ومنهما، ثم بعد أيام تغيّظ السلطان على ابن (¬1) نصر الله فقبض عليه وأسلمه للفخر، فظنّ كل أحد بهلاكه لما تقدّم منه، فلم يقابله الفخر إلاّ بجميل حتى عدّ ذلك من غاية فضله وإحسانه، وتعجّب الناس منها. ثم تمّم ذلك بأن ركب بنفسه بعد أيام إلى السلطان، وكان ببركة الحبش يعرض هجنا يعول (¬2) لأجل سفره إلى الحجاز، فما زال الفخر به حتى شفّعه فيه فعاد إليه وأركبه إلى داره. ثم خلع السلطان عليه بعد ذلك وقرّره على حاله (¬3). [نيابة صفد] وفيه قرّر في نيابة صفد مراد خجا، وقرّر في تقدمته جلبّان المؤيّدي (¬4). وهو الذي ولّي نيابة الشام بعد ذلك. [نزول قرا يوسف على آمد] وفيه وصل الخبر بنزول قرا يوسف على مدينة آمد وفرار تمرلنك منه، وبعثه إلى نايب حلب يستأذنه في أن يعدّي الفرات إلى هذه المملكة، وأنّ محمد بن قرمان باق على حصار طرسوس وقد أشرف على أخذها. وبعث نايب حلب يعرّف السلطان بأنّ أهل حلب في رجيف وخوف شديد على أنفسهم من قرا يوسف أن لا يصيبهم مثل ما أصاب في أيام تمرلنك، وهم في عزم الرحيل من حلب. وبينا السلطان في هذا الفكر إذ خرج إلى ظاهر القاهرة وعاد شاقّا لها من باب النصر، ومن إشارته الهجن التي عيّنها لسفر الحجاز وهي مقمّشة بالذهب والزركش والحرير، وصعد القلعة إذ قدم عليه الخبر بوصول قرايلك إلى حلب فارّا بنفسه من قرا يوسف، وأنّ أهل حلب قد فرّ من كان خارج سورها، وأمّا من هو داخل السور نفر منهم ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) مهملة في الأصل. ولعلّ المراد: «بعولة». (¬3) خبر الخلاف: السلوك ج 4 ق 1/ 455، 456، وعقد الجمان 333، ونزهة النفوس 2/ 428، 429. (¬4) خبر صفد في: السلوك ج 4 ق 1/ 457، وبدائع الزهور 2/ 39.

ارتفاع سعر الغلال

جماعة ألقوا بأنفسهم من السور، وأنّ الحال هناك في إمرة النزع شديد جدّا، فانثنى عزم السلطان عن سفره للحج، وأخذ في تدبير ما يفعل، فبرز بأن كتب بخروج العساكر الشامية إلى حلب سريعا، وأخذ في تهيئة الإقامات لسفره، ثم جمع الأعيان من الخليفة، والقضاة الأربع (¬1)، والعلماء، وأبلغهم بواقعة الحال وما هو عليه قرا يوسف من قلّة الدين، وأن يحثه في عقد النكاح زيادة على أربعين ليلة، وأنه لا يتديّن بدين الإسلام، وأنّ الناس جفلوا منه / 496 / حتى بلغ ثمن الحمار بحماه خمسماية درهم، والإكديش خمسين دينارا، وكتبت فتوى بصورة الحال والسؤآل عن جواز قتاله، فأفتوا بجواز ذلك، وكتب الخليفة خطّه والقضاة، وانصرفوا، والخليفة راكب، ومعه القضاة، ومقبل الدوادار، والمنادي ينادي بين يديهم بمثالب قرا يوسف، وأنه ينبغي أن يجاهد بالأموال والأنفس، فدهى الناس عند سماع هذا الخبر، واشتدّ جزعهم وكثر قلقهم. ثم كتب إلى الممالك الشامية بأن ينادى في كل مدينة قاعدة مثل هذه المناداة، وأنّ السلطان واصلّ لهم بنفسه وعساكره. ثم نادى السلطان لأجناد الحلقة بالتجهّز سريعا للسفر، وهدّد من تأخّر عن ذلك (¬2). [ارتفاع سعر الغلال] وفيه ارتفع سعر الغلال، لا سيما وهذه الأراجيف عمّالة. وكان النيل قد نقص شيئا قبل أوان نقصه (¬3). [الواقعة بين نائب طرابلس والتراكمين] وفيه وقعت كاينة طرابلس بين برسباي نايبها وبين بعض التراكمين قتل فيها سودون الأسندمري وعدّة من جيش طرابلس (¬4). [1448]- وكان سودون هذا من المماليك الظاهرية، وجرت عليه أمور، وآل أمره أن أخرج أمرا (¬5) بطرابلس (¬6). ¬

(¬1) الصواب: «الأربعة». (¬2) خبر آمد في: السلوك ج 4 ق 1/ 457 - 460، وإنباء الغمر 3/ 168، والنجوم الزاهرة 14، 67، 68، وبدائع الزهور 2/ 39. (¬3) خبر الغلال في: السلوك ج 4 ق 1/ 460. (¬4) خبر الواقعة في: السلوك ج 4 ق 1/ 464، وإنباء الغمر 3/ 171، والنجوم الزاهرة 14/ 72، 73، ونزهة النفوس 2/ 434 رقم 580. (¬5) الصواب: «أميرا». (¬6) انظر عن (سودون الأسندمري) في: إنباء الغمر 3/ 171، وعقد الجمان 341 رقم 100، والنجوم الزاهرة 14/ 73 و 151، والدليل الشافي 1/ 332 رقم 1140، والمنهل الصافي، والضوء اللامع 3/ 276 رقم 1051.

رمضان

[رمضان] [مهاجمة قرا يوسف حلب] وفي رمضان قدم الخبر على السلطان بأنّ قرايلك رحل من حلب، وأنها خلت من أهلها من شدّة الخوف، وأنه وصل مقدّمات عساكر قرا يوسف، فخرج إليها وقاتلهم وهزمهم، وقتل وأسر جماعة منهم، فأخبروا نايب حلب بأنهم إنما جاؤوا لكشف خبر قرايلك، وأنّ قرا يوسف بعينتاب، وأنه لما بلغه هزيمة عسكره كتب إلى نايب حلب يعتذر إليه عن نزوله بعينتاب، وأنه ما قصد إلاّ قرايلك لكونه أفسد لي ماردين، وبعث نايب حلب إلى قرا يوسف بمهمندار حلب، وقد جازت جموعه الفرات وهو أيضا على [نيّة] (¬1) الجواز، وأنه أكرم المهمندار واعتذر إليه عن دخوله عينتاب، وحلف أنه لا قصد له عن قرايلك، وأعاده هدية للنايب، فحصل السرور بهذا الخبر للسلطان وللناس (¬2). [عرض السلطان أجناد الحلقة] وفيه عرض السلطان أجناد الحلقة بعد أن نادى لهم بالعرض وبين من هو منهم في الخدمة ومن غيره، وخيّر هو بين الإقامة بخدمة الأمراء، وبين الإقامة على ما بيده من الإقطاع، فمنهم من اختار هذا، ومنهم من اختار ذلك. واشتكى بعضهم (¬3) / 497 / من قلّة متحصّل إقطاعه وأن (¬4) لا يكفيه، فزاده عليه. وكان هذا من حسن تدابير المؤيّد لو دام، بل زاد الخلاط، وكثر طمع الطامع، وقلّت (¬5) خير هذه الدولة المصرية، ولله الأمر (¬6). [الإفراج عن عدّة أمراء] وفيه أفرج السلطان عن عدّة من الأمراء بسجون متفرّقة، منهم: كمشبغا الفيسيّ أمير اخور، وقصروه، وكزل العجميّ، وشاهين نايب الكرك (¬7). [إحراق أسواق عينتاب] وفيه وصل الخبر بأنّ قرا يوسف أحرق أسواق عينتاب ونهبها وصالحه أهلها على ¬

(¬1) إضافة على الأصل من السلوك. (¬2) خبر المهاجمة في: السلوك ج 4 ق 1/ 460، 461، وإنباء الغمر 3/ 168، والنجوم الزاهرة 14/ 69، ونزهة النفوس 2/ 423 - 425، وبدائع الزهور 2/ 40. (¬3) في الأصل: «واشتكى بيسق». (¬4) الصواب: «وأنه». (¬5) الصواب: «وقلّة». (¬6) خبر الأجناد في: السلوك ج 4 ق 1/ 461، 462، والنجوم الزاهرة 14/ 69، 70، وبدائع الزاهرة 14/ 40. (¬7) خبر الإفراج في: السلوك ج 4 ق 1/ 463، والنجوم الزاهرة 14/ 71، وبدائع الزهور 14/ 40.

حنق السلطان على نائب طرابلس

مال دفعوه إليه حتى رحل عنها، وأنه لما نزل على البيرة أحرقها ونهبها، وقد امتنع الناس عنه بقلعتها، وأنه رحل عنها بعد ما حرّق معاملتها وأفسدها (¬1). [حنق السلطان على نائب طرابلس] وفيه ورد الخبر من طرابلس بكاينة برسباي نايبها مع التركمان وقتل سودون الأسندمري وعدّة من جند طرابلس، فحنق السلطان وأظهر التغيّظ على برسباي، وكتب بعزله واعتقاله بقلعة المرقب، وعيّن سودون القاضي لنيابة طرابلس (¬2). [عرض أجناد الحلقة] وفيه عرض السلطان أجناد الحلقة وشدّد عليهم في طلب المال فيهم فحصل عليهم ما لا خير فيه لفقرهم عن الكثير منهم عن القيام بما ألزم به (¬3). [ختم البخاري] وفيه ختم «صحيح البخاري» بحضور السلطان، وفرّق على الفقهاء ممّن حضره لكلّ ماية وأربعين مؤيّدا من الفضّة (¬4). [ملك ابن قرمان طرسوس] وفيه ملك ابن (¬5) قرمان مدينة طرسوس وقبض على نايبها شاهين الأيدكاري (¬6). [شوّال] [جلوس السلطان للحكم بين الناس] وفي شوّال جلس السلطان للحكم بين الناس، وكان قد ترك ذلك، فاستدعى ابن (¬7) الطبلاوي الوالي وضربه بالمقارع، ولم يعزله. وكان قد بلغ السلطان قصّة الذي مات ولده غرقا وما فعله معه ابن (¬8) الطبلاوي وفراره، فتألّم السلطان من ذلك، وكان سببا لانتقامه من ابن (¬9) الطبلاوي (¬10). ¬

(¬1) خبر الإحراق في: السلوك ج 4 ق 1/ 463، وإنباء الغمر 3/ 170، والنجوم الزاهرة 14/ 71. (¬2) خبر نائب طرابلس في: السلوك ج 4 ق 1/ 464، 465، وإنباء الغمر 3/ 171، وعقد الجمان 322، والنجوم الزاهرة 14/ 73، ونزهة النفوس 2/ 417، 418. (¬3) خبر الأجناد في: السلوك ج 4 ق 1/ 465. (¬4) خبر البخاري في: السلوك ج 4 ق 1/ 465. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر طرسوس في: السلوك ج 4 ق 1/ 465، 466، وك 3/ 173، ونزهة النفوس 2/ 425. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) في الأصل: «بن». (¬10) خبر الجلوس في: السلوك ج 4 ق 1/ 466، وبدائع الزهور 2/ 40.

تقرير الوظائف بمدرسة الأستادار

[تقرير الوظائف بمدرسة الأستادار] وفيه قرّر فخر الدين الأستادار أمور مدرسته بين الصورين، وكانت قد انتهت عمارتها في رمضان، وقرّر فيها شيخا للحضور، وهو الشمس البرماوي، وقرّر في مشيخة تدريس الحنفية الشمس ابن (¬1) الديري قاضي القضاة، وفي تدريس المالكية القاضي / 498 / جمال الدين، وفي تدريس الحنابلة القاضي عزّ الدين البغدادي المقدسيّ (¬2). [وفاة الأستادار ابن أبي الفرج] [1449]- واشتدّ بالفخر هذا مرضه حتى لم يقدر على الحضور في يوم إجلاس المدرّسين، وتمادى به الأمر حتى مات. وهو عبد الغني بن عبد الرزاق بن أبي الفرج (¬3) بن نقولا الأرمنّي. عاش سبعا وثلاثين سنة. وكان داهية من الدواهي شهما، شجاعا، مقداما، قويّ الجنان، ثابت الجأش، عارفا بجمع الأموال من أيّ وجه كان، وتنقّلت به الأحوال على ما عرفت ذلك فيما تقدّم من أخباره، وهي طويلة جدّا. [تقرير مناصب] وفيه قرّر في الأستادارية سيف الدين أبو بكر المعروف بابن المزوّق عوضا عن [ابن] (¬4) أبي الفرج. وقرّر في نيابة طرابلس سودون القاضي. وفي إمرة الكبرى كمشبغا القيسي (¬5). [مرض السلطان] وفيه عرض للسان رجله على العادة ولزم الفراش (¬6). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) لم يرد هذا الخبر في المصادر. (¬3) انظر عن (ابن أبي الفرج) في: السلوك ج 4 ق 1/ 467 و 475، وإنباء الغمر 3/ 182 - 184 رقم 18، وذيل الدرر الكامنة 263، 264 رقم 497، وعقد الجمان 339، 340 رقم 94، ونزهة النفوس 2/ 432، 433 رقم 574، والنجوم الزاهرة 14/ 152، والدليل الشافي 1/ 420 رقم 1448، والمنهل الصافي 7/ 314 - 318 رقم 1454، والضوء اللامع 4/ 248 رقم 649، ووجيز الكلام 2/ 454 رقم 1034، وبدائع الزهور 2/ 41. (¬4) إضافة للتصويب. (¬5) خبر المناصب في: إنباء الغمر 467. (¬6) خبر المرضى في: السلوك ج 4 ق 1/ 467، والنجوم الزاهرة 14/ 74، وبدائع الزهور 2/ 41.

خروج الحجاج

[خروج الحجّاج] وفيه خرج الحاجّ وأميرهم بالمحمل جلبان المؤيّدي الأمير اخور الذي ولي نيابة الشام بعد ذلك (¬1). [وفاة الأتابك] [1450]- وفيه مات الأتابك (ألطنبغا العثماني) (¬2) نايب الشام بطّالا بالقدس. [وفاة نائب الوجه القبلي] [1451]- ولولو العزّي (¬3) الطواشيّ، نايب الوجه القبلي، ثم شادّ الدواليب به. وكان أحمقا متمعقلا (¬4)، فاتكا في هيئة ناسك، ظالما في هيئة عادل. [وفاة غياث الدين المتيمّ] [1452]- وغياث الدين، محمد بن علي الكيلانيّ، الشافعيّ، المتيّم (¬5). وكان قد اشتغل ومهر، ثم ترك واشتغل بالإتّجار، ثم خمل وتزوّج سريّة من سراري الناصر تسمّى سمراء، وله معها نوادر، وكان قد شغف بها، وهي تصدّه في البغض له. وله في سمراء شعر، وهو آخر من عرف خبره من المتيّمين بعصرنا، والغريب منه. [إفراج السلطان عن أمير المدينة] وفيه أفرج السلطان عن السيد الشريف عجلان بن نعير الحسنيّ، أمير المدينة ¬

(¬1) خبر الحجّاج في: السلوك ج 4 ق 1/ 467، ونزهة النفوس 2/ 430. (¬2) ما بين القوسين كتب بالمداد الأحمر. وانظر عن (ألطنبغا العثماني) في: السلوك ج 4 ق 1/ 475، وإنباء الغمر 3/ 179 رقم 5، والنجوم الزاهرة 14/ 154، 155، والدليل الشافي 1/ 150 رقم 532، والمنهل الصافي 3/ 51 - 53 رقم 533، والضوء اللامع 2/ 320 رقم 1033، وبدائع الزهور 2/ 41، وتاريخ بيروت 239. (¬3) انظر عن (لولو العزّي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 475، وإنباء الغمر 3/ 185 رقم 22، وذيل الدرر الكامنة 264 رقم 498، والدليل الشافي 1/ 568 رقم 1950، والنجوم الزاهرة 14/ 154، ووجيز الكلام 2/ 454 رقم 1035، والضوء اللامع 6/ 234. (¬4) في الأصل: «أحمقا مانعا». (¬5) انظر عن (المتيمّ) في: ذيل الدرر الكامنة 267، 268 رقم 506، وإنباء الغمر 3/ 186، 187 رقم 24، وعقد الجمان 337، 338 رقم 90، ونزهة النفوس 2/ 431 رقم 571، والضوء اللامع 8/ 223، وشذرات الذهب 7/ 151.

ذو القعدة

الشريفة، ولإفراجه سبب من رؤيا رآها بعض أخصّاء السلطان، وهي غريبة نادرة يطول الشرح في ذكرها (¬1). [ذو القعدة] [تقرير الوزارة] وفي ذي قعدة قرّر في الوزارة الصاحب بدر الدين حسن بن نصر الله مضافا لنظر الخاصّ بعد القبض على البدر حسن بن محبّ الدين الطرابلسي وأهنته (¬2). [ركوب السلطان المحفّة] وفيه ركب السلطان المحفّة وهو (في) (¬3) ألم من رجليه، وسرح ثم عاد (¬4). [وفاة الشهاب ابن الرداد] [1453]- وفيه مات الشهاب ابن (¬5) الرداد (¬6)، أحمد بن أبي بكر بن محمد المكي، اليمني، الزبيدي، الصوفيّ، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، صوفيا، له تصانيف كثيرة / 499 / واعتناء بمقالة ابن (¬7) عربيّ، وميل إلى مذهبه، وله نظم. ومولده سنة سبع وأربعين وسبعماية. [تعيين بطرك اليعاقبة] وفيه قرّر رفاييل النصرانيّ كاتب الجيزة في بطركة النصارى اليعاقبة عوضا عن متّى بعد موته (¬8). [وفاة ابن الكويك التكريتي] [1454]- وفيه مات المسند شرف الدين بن الكويك (¬9)، محمد بن محمد بن ¬

(¬1) خبر الإفراج في: السلوك ج 4 ق 1/ 469، 470. (¬2) خبر الوزارة في: السلوك ج 4 ق 1/ 468، وعقد الجمان 323، وبدائع الزهور 2/ 41. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) خبر الركوب في: السلوك ج 4 ق 1/ 468، والنجوم الزاهرة 14/ 74. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) انظر عن (ابن الرداد) في: إنباء الغمر 3/ 177، رقم 2، ووجيز الكلام 2/ 452 رقم 1028، والضوء اللامع 1/ 260. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) خبر البطرك في: السلوك ج 4 ق 1/ 469. (¬9) انظر عن (ابن الكويك) في: السلوك ج 4 ق 1/ 475، 476، وإنباء الغمر 3/ 188 رقم 25، وذيل الدرر الكامنة 269، 270 رقم =

نقص اللحوم

عبد اللطيف بن أحمد بن محمود بن أبي الفتح الرّبعيّ، التّكريتيّ، السكندريّ، الشافعيّ. كان مسند عصره، أجاز له في سنة مولده المزّي، والبرزالي، والذهبي، وبنت الكمالي، (وغيرهم، وأسمع من ابن (¬1) كيدغدي، وأبي نعيم بن الإسعردي وابن (¬2) عبد الوهاب، وآخرين، وتفرّد في آخر) (¬3) عمره بأكثر مشايخه، وتكاثر عليه الطلبة. ومولده سنة سبع وثلاثين وسبعماية. [نقص اللحوم] وفيه عزّ وجود لحم الضأن مع بقاء سعره على ما كان (¬4). [ذو الحجة] [نقص الخبز] وفي ذي حجّة قلّ وجود الخبز بالأسواق وازدحمت (¬5) الناس عليه، ثم كثر وارتفعت الأسعار (¬6). [وفاة نائب الإسكندرية] [1455]- وفيه مات قطلوبغا الخليلي (¬7) نايب الإسكندرية. [صلاة السلطان عيد الأضحى بجامع وردان] وفيه صلّى السلطان عيد النحر بوردان، وخطب به ابن البارزي كاتب السرّ، وكان الحال في الأضاحي بالقاهرة بخلاف ما كان معهودا بقلة ما ذبح فيه السلطان (¬8). [تشاتم القاضيين الشافعي والحنفي بحضور السلطان] [وفيه] (¬9) ركب السلطان إلى جامعه بباب زويلة، واجتمع عنده القضاة، فتنافس ¬

= 509، وعقد الجمان 335، 336 رقم 87، والنجوم الزاهرة 14/ 155، والدليل الشافي 2/ 687 رقم 2353، وذيل التقييد 1/ 232 - 235 رقم 455، ونزهة النفوس 2/ 430، 431 رقم 569، والضوء اللامع 9/ 111 رقم 294، وبدائع الزهور 2/ 41، وشذرات الذهب 7/ 152. (¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬4) خبر اللحوم في: السلوك ج 4 ق 1/ 469. (¬5) الصواب: «وازدحم». (¬6) خبر الخبز في: السلوك ج 4 ق 1/ 470. (¬7) انظر عن (قطلوبغا الخليلي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 476، وذيل الدرر الكامنة 265 رقم 499، وإنباء الغمر 3/ 185 رقم 21، وعقد الجمان 340 رقم 95، والنجوم الزاهرة 14/ 155، والدليل الشافي 2/ 546 رقم 1875، والضوء اللامع 6/ 223 رقم 745، ونزهة النفوس 2/ 433 رقم 575 وفيه: «قطلوقجا». (¬8) خبر الصلاة في: السلوك ج 4 ق 1/ 470، والنجوم الزاهرة 14/ 74، 75، وبدائع الزهور 2/ 41. (¬9) إضافة على لأصل.

كلّ، من القاضيين: الشمس الهروي الشافعيّ، والشمس الديري الحنفيّ، وخرجا في ذلك عن الحدّ حتى تسابّا سبّا قبيحا، وذلك بحضور السلطان، وقد اجتمع من طوايف الناس خلق كثير، وانفضّوا. وكانت عناية السلطان بالهروي، وأعيب ما وقع على القاضيين، ونسب إلى ما لا يليق بالقضاة وتشنّع القالة في حقّهما (¬1). ¬

(¬1) خبر التشاتم في: السلوك ج 4 ق 1/ 471.

سنة اثنتين وعشرين وثمانماية

سنة اثنتين وعشرين وثمانماية [محرّم] [النفقة على الجند] في محرّم كانت النفقة على الجند لأجل السفر إلى بلاد الشمال مع ولد السلطان، الصارمي إبراهيم، وكان عيّن للسفر معه جماعة من الأمراء، منهم الأتابك ألطنبغا القرمشيّ، وططر أمير مجلس، فحمل لكلّ منهما ثلاثة آلاف دينار، ولبقيّة المقدّمين لكلّ ألفين. وأظنّ أنه بعث إلى قجقار القردميّ أمير سلاح بثلاثة آلاف أيضا. وبعد أيام سافر ولد السلطان وهو والأمراء معه، وكانوا جماعة يزيدون على الخمسة وعشرين أميرا من مقدّمي ألوف، وطبلخانات، وغيرهم. ومن المماليك السلطانية مايتي نفر (¬1). [وفاة الشيخ علي بن محمد] [1456]- وفيه مات بالنحريرية الشيخ الصالح، المعتقد، أبو الحسن علي بن محمد ابن (¬2) الشيخ كمال الدين عبد الوهّاب (¬3). وكان من عباد الله الصالحين، وله شهرة وذكر. [وصول الحجّاج] وفيه وصل الحاجّ ومعهم السيد أحمد بن عجلان بن نعير الحسني، الماضي خبر إطلاقه. وكان قرّر في إمرة المدينة، فقبض عليه نايبها. ووصل بكتمر السعدي الذي توجّه إلى اليمن رسولا عن السلطان إلى الناصر أحمد بن الأشرف (¬4). ¬

(¬1) خبر النفقة في: السلوك ج 4 ق 1/ 478، وعقد الجمان 343، 344، والنجوم الزاهرة 14/ 76، 77، وبدائع الزهور 4212. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) انظر عن (علي بن محمد) في: السلوك ج 4 ق 1/ 516. (¬4) خبر الحجّاج: السلوك ج 4 ق 1/ 479، وبدائع الزهور 2/ 42.

نيابة قيسارية

[نيابة قيسارية] وفيه قرّر محمد بك بن دلغادر في نيابة / 500 / القيسارية، وجهّز إليه التقليد بذلك مضافا لنيابة الأبلستين (¬1). [وفاة نائب الكرك] [1457]- وفيه مات كزل (¬2) الأرغون شاوي نايب الكرك، ثم أحد الطبلخانات بدمشق قبل أن يتوجّه إليها. [تشاتم القضاة أمام السلطان] وفيه ركب السلطان ونزل إلى جامعه بباب زويلة، وبعث يطلب القضاة ومشايخ العلم، فلما اجتمعوا سألهم: من أين يعمّر البيت الحرام، وأروقة المسجد الحرام، والحجرة النبوية؟ وكان الحاجّ لما قدم وصل إليه الخبر بأنّ الكعبة قد تشقّق جدرانها، وأروقة المسجد آيلة إلى سقوط، والحجرة النبوية محتاجة إلى بناء، فوقع بينهم كلام كثير في ذلك، وأخذ القاضي الحنبلي العلاء بن مغلي يسأل القاضي الشافعي الشمس الهروي عن أربع مسائل في معنى ذلك، وكلّما أجاب أجابه الحنبلي بقوله: أخطأت. ثم أخذ الشمس الديري القاضي الحنفي في الكلام مع الهروي حتى خرجا عن الحدّ وتسابّا وتفاحشا في الخطاب، حتى قال ابن (¬3) الديري: أشهدك، وهو يخاطب السلطان، أنني حجرت على هذا من أن يفتي وحكمت بذلك، فنفّد الحنبلي والمالكي حكمه. وكان مجلسا شنيعا لا يرضاه أحد، يهدل فيه الهروي غاية البهدلة، وانفضّوا على غير طايل (¬4). [صفر] [ثورة المماليك بطباق القلعة] وفي صفر ثار المماليك السلطانية بطباق القلعة وهمّوا بأن يوقعوا بالوزير والأستادار بسبب تأخّر عليق خيولهم، وكادت أن تثور فتنة حتى تلطف، فسكن الحال شيئا (¬5). ¬

(¬1) خبر قيسارية في: السلوك ج 4 ق 1/ 479، وإنباء الغمر 3/ 189. (¬2) انظر عن (كزل) في: السلوك ج 4 ق 1/ 513، وإنباء الغمر 3/ 208 رقم 12، وعقد الجمان 367 رقم 109، والنجوم الزاهرة 14/ 157، والدليل الشافي 2/ 557 رقم 1910، ونزهة النفوس 2/ 460 رقم 589، والضوء اللامع 6/ 157 رقم 777. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر التشاتم في: السلوك ج 4 ق 1/ 479، 480، وإنباء الغمر 3/ 190، وبدائع الزهور 2/ 42، 43. (¬5) خبر الثورة في: السلوك ج 4 ق 1/ 480، وعقد الجمان 350، وإنباء الغمر 3/ 191، ونزهة النفوس 2/ 442.

وفاة الشرف ابن بركة

[وفاة الشرف ابن بركة] [1458]- وفيه مات الشرف، يحيى بن بركة بن محمد بن لاقي (¬1) الدمشقيّ، أستادار الجلال، منفيّا بغزّة. وكان صار من الأعيان بالقاهرة، وأخرج منها على حمار فمات بطريقه قبل وصوله غزّة، وحمل إليها، وبها دفن. [إخراج البدر حسن إلى طرابلس] وفيه أخرج البدر حسن بن مجد الدين الطرابلسيّ إلى طرابلس على كره بها (¬2). [تعدية السلطان النيل] وفيه عدّى السلطان النيل إلى ناحية وسيم وأقام بها ثم عاد إلى بنبابه (¬3)، وصنع له وقدة هايلة كالتي تقدّمت في الماضية، وحرق فيها الكثير من الزيت والأنفاط، ومرّ فيها من أسخف ما لا يعبّر عنه، ثم أصبح وركب البحر، وعدّى وركب إلى قلعته، فوجد المماليك السلطانية سكان الطباق قد قاموا قومة واحدة، وامتنعوا من أخذ جوامكهم، وطلبوا الزيادة على عادة ما كانت في الأيام الظاهرية برقوق من جامكية وكسوة وعليق ولحم وسكّر وأشياء أخر، فتوقّع الناس حدوث فتنة. ثم أخذ السلطان في تلطيف القضية وأرضاهم حتى سكنوا (¬4). [الوقعة بين هوارة القبلية والبحرية] وفيه كانت بين هوّارة القبلية وهوّارة البحرية وقعة حضرها ألطنبغا المرقبيّ، أحد مقدّمي الألوف، ومعه أمير هوّارة البحرية رقم، فقتل بين الفريقين زيادة على ثلاثة آلاف نفر، واستولى العسكر السلطاني على مال كثير لهم ما بين إبل / 501 / وبقر وغنم وجاموس وغير ذلك (¬5). ¬

(¬1) انظر عن (ابن لاقي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 513، وإنباء الغمر 3/ 211 رقم 28، وذيل الدرر الكامنة 271 رقم 512، والنجوم الزاهرة 14/ 157، والدليل الشافي 2/ 775 رقم 2621، والضوء اللامع 10/ 223 رقم 957. (¬2) خبر البدر في: السلوك ج 4 ق 1/ 480، وإنباء الغمر 3/ 191، وعقد الجمان 349. (¬3) كذا. (¬4) خبر التعدية في: السلوك ج 4 ق 1/ 480، ونزهة النفوس 2/ 441، 442، وبدائع الزهور 2/ 43. (¬5) خبر الوقعة في: السلوك ج 4 ق 1/ 471، وإنباء الغمر 3/ 191، وعقد الجمان 350.

دخول ابن السلطان دمشق

[دخول ابن السلطان دمشق] وفيه كان دخول إبراهيم ابن (¬1) السلطان بمن معه من الأمراء والعساكر إلى دمشق، وكان له يوما مشهودا (¬2). [بدء الطاعون بمصر] وفيه ابتدأ الطاعون بنواحي الشرقية والغربية، ثم بدأ بالقاهرة ومصر حين حلول الشمس برج الحمل، وصار الموت فاشيا في الناس، سيما في ربيع الأول (¬3). [ترميم قناطر شبين القصر] وفيه أمر السلطان برمّة قناطر شبين القناطر (¬4)، وحسب المصروف على ذلك فكان خمسة عشر ألف دينار (¬5)، وفرضت على نواحي تلك البلاد وجبيت وعمّرت القنطرة عمارة جيدة (¬6). [الصلاة لكسوف الشمس] وفيه كسفت الشمس قبل الزوال، واجتمع الناس لصلاة الكسوف بعدّة جوامع من القاهرة، وصلّى الحافظ ابن (¬7) حجر بالجامع الأزهر عقيب صلاة الظهر ركعتين بركوعين على مقتضى مذهبه صلاة حسنة تقرب من صلاة السلف الصالحين الماضين، ثم خطب عقب الصلاة خطبتين صادعين (¬8) بالوعظ والتذكير والتخويف، وقام المحتسب في جمع الناس بكثير من جوامع القاهرة لأجل صلاة الكسوف، وكان يوما عظيما (¬9). [الزلزلة في مدينة برسا ببلاد الروم] وفيه كانت بمدينة بروسا (¬10) من بلاد الروم زلزلة دامت ثلاثة أيام بلياليها، وحصل على الناس بسببها فزع كبير وهدّمت سور المدينة وعامّة دورها، وانفلق جبل وسقط منه ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر الدخول في: السلوك ج 4 ق 1/ 481، وعقد الجمان 344، والنجوم الزاهرة 14/ 77. (¬3) خبر الطاعون في: السلوك ج 4 ق 1/ 481، وعقد الجمان 350، وإنباء الغمر 3/ 191، ووجيز الكلام 2/ 456، ونزهة النفوس 2/ 442. (¬4) في الأصل: «القصر». (¬5) في السلوك: «خمسة آلاف». (¬6) خبر القناطر في: السلوك ج 4 ق 1/ 481، 482، وإنباء الغمر 3/ 191، وعقد الجمان 350، وبدائع الزهور 2/ 43، 44. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) الصواب: «صادعتين». (¬9) خبر الصلاة في: السلوك ج 4 ق 1/ 482، وإنباء الغمر 3/ 192، وعقد الجمان 353، وبدائع الزهور 2/ 44. (¬10) كذا. وهي: برسا بورصا.

وفاة رئيس الطب بمصر

قلعة عظيمة هايلة إلى الأرض فارتجّت منها وتفجّرت عدّة أعين، وطمّت عدّة أنهار. وكان سمع لهذه الزلزلة دويّ من جهة المغرب إلى جهة المشرق بحركة كركض الخيل، ثم اشتدّت هذه الزلزلة بعد الثلاثة أيام أربعين يوما، كلّما هدأت تعود في اليوم مرة أو مرتين أو أزيد، حتى ترك الناس الأبنية وخرجوا إلى الصحارى. وكانت من عجائب صنع الله تعالى (¬1). [وفاة رئيس الطب بمصر] [1459]- وفيه مات رئيس الطب بمصر، إبراهيم بن خليل بن علوة (¬2) السكندريّ. وكان عارفا بالعلاج، حاذقا في الفنّ، واستقدم السلطان بعده بعد هذا التاريخ إنسانا من دمشق يقال له نظام الدين أبو بكر بن محمد بن أبي بكر الهمدانيّ الأصل، التبريزيّ. وكان فاضل الشام في الطب وله معرفة بفنون أخر كالتنجيم وغيره، وتناظر هو والسراج عمر بن منصور البهادري، واستظهر عليه البهادري وكاد / 502 / أن يتمّ أمره في رياسة الطبّ، فنكت عليه كاتب السرّ بن البارزي، وذكر عنه أنه وإن كان عارفا بالعلم، لكنه غير درب في العلاج، وأنه استقرى عنه أنه متى عالج إنسان (¬3) مات، وغير ذلك من كلمات، فصرف عن ذلك هو و (. . .) (¬4) أيضا، وقرّر في رياسة الطب البدر بن بطّيخ. [ربيع الأول] [دخول ابن السلطان حلبا] وفي ربيع الأول دخل إبراهيم ابن (¬5) السلطان إلى مدينة حلب، وكان له يوما مشهودا (¬6). [تفشّي الوباء بالقاهرة] وفيه فشا الوباء بالقاهرة، وصار أكثر من يموت الأطفال بأمراض حادّة، وحبّة الموت التي يقال لها الكبّه، وكان الموت فجيّا سريعا بموت من يمرض في يومه وساعته، وقلّ من تمادى به مرضه ثلاثة أيام، وذعر الناس ذعرا شديدا. ووردت الأخبار بأنّ الوباء قد عمّ بلاد الفرنج (¬7). ¬

(¬1) خبر الزلزلة في: السلوك ج 4 ق 1/ 482، 483، وإنباء الغمر 3/ 192، وبدائع الزهور 2/ 44. (¬2) في الأصل: «علي». والتصويب من: السلوك ج 4 ق 1/ 514، وإنباء الغمر 3/ 194، والنجوم الزاهرة 14/ 159، وبدائع الزهور 2/ 44. (¬3) الصواب: «إنسانا». (¬4) كلمة غير مفهومة: «الدالى». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر حلب في: السلوك ج 4 ق 1/ 483، وعقد الجمان 344. (¬7) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 1/ 483، ونزهة النفوس 2/ 456.

شكوى أهل الخليل من القاضي الهروي

[شكوى أهل الخليل من القاضي الهروي] وفيه رفع جماعة من الخليل قصّة للسلطان يشكون فيها من الشمس الهرويّ، وأنه في جهته من مال وقف الخليل على نبيّنا وعليه أفضل الصلاة والسلام مبلغا (¬1) له صورة، فأحضره السلطان إلى القلعة، ثم وكّل به، وأمر القاضي الحنفي أن يعمل معه الشرع. وجرت عليه أمور، وبهدل بالتوكيل والاعتقال، بل رجمته العامّة، لولا الطواشي مرجان الخازندار نزل إليه فأخذه إلى داره، وإلاّ كان حصل له التلف بل الهلاك، ثم أعيد التوكيل عليه، ثم أخذ في بيع موجوده للقيام بما عليه من المال، ثم بعث السلطان إليه بأن يحضر ما كان عنده من الأموال التي جبيت من أجناد الحلقة، فوجد ألف ألف درهم، ونقصت ستماية ألف درهم تصرّف فيها الهروي لنفسه، فغضب السلطان من ذلك، وبعث الشمس ابن (¬2) الديري إلى نوّاب الهروي يمنعهم من الحكم، وأن مستفتيهم (¬3) قد فسق. ثم أشيع عن الهروي بأنه قد تهيّأ للهرب حتى أحيط به (¬4). [وفاة الصولي] [1460]- وفيه مات الفاضل، العالم، محمد بن محمود الصوفيّ (¬5)، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، طارحا للتكلّف في ساير شونه (¬6). [تولية الجلال البلقيني القضاء] وفيه ركب السلطان إلى جامعه بباب زويلة، واستدعى الجلال بن البلقيني، وارتجّت له القاهرة لما سمعوا بطلب السلطان إيّاه، وهرعوا إلى جهة باب زويلة، وغصّت الشوارع بالناس، وعندما حضر / 503 / عند السلطان قام له وأجلسه، وشافهه بولاية القضاء وأفاض عليه بشعار القضاء، وركب إلى المدرسة الصالحية من باب المؤيّدية الذي تحت الربع، وعبر من باب زويلة في موكب حافل. وقد قام السلطان بأحد شبابيك المؤيّدية لرؤيته، فهاله ما رآه من الناس، وهم يظهرون الفرج بولايته وغاية السرور، وضجّوا بالدعاء للسلطان، وأوقدت مجامر البخور بالعنبر والعود، وتخلّق الناس بالزعفران وسمحوا بماء الورد يرشّونه على الناس، وأوقدت الشموع. وكان يوما قلّ أن رؤي مثله في ولاية قاض، وأخذ أعداء الهروي يظهرون الشماتة به (¬7). ¬

(¬1) الصواب: «مبلغ». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «مستفتهم». (¬4) خبر الشكوى في: السلوك ج 4 ق 1/ 483، 484، ونزهة النفوس 2/ 444 - 446. (¬5) انظر عن (الصوفي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 514. (¬6) كذا. (¬7) خبر البلقيني في: السلوك ج 4 ق 1/ 485، 486، وعقد الجمان 351، 352.

إراقة الخمور

[إراقة الخمور] وفيه تتبّعت الخمور فأريق منها مساكرا (¬1) ومنع النساء من الفواحش ومن النياحة على الأموات، وضيّق فيه المحتسب على اليهود والنصارى وألزمهم بأشياء كثيرة (¬2). [ربيع الآخر] [خلوّ القرى لكثرة الموت] وفي ربيع الآخر خلت عدّة من القرى بضواحي القاهرة وغيرها لكثرة من يموت بها، وزاد الموت في هذا الشهر (¬3). [فرار الهروي] وفيه فرّ الهروي من الأعوان الموكّلين به إلى دار بعض الأمراء، فبعث السلطان الوالي فأحضره إلى القلعة فسجن ببعض أبراجها (¬4). [وفاة ناصر الدين التبريزي] [1461]- وفيه مات ناصر الدين التبريزي (¬5)، محمد بن علي بن عبد الهادي بن أحمد التقيّ، المقريزي. ومولده سنة اثنتين وسبعين وسبعماية. [وفاة الشهاب البارزي] [1462]- ومات الشهاب أحمد بن ناصر الدين محمد بن عثمان البارزي (¬6)، ولد كاتب السرّ، ونزل السلطان فصلّى عليه. [وفاة المجد بن مكانس] [1463]- ومات الأديب الفاضل، الريّس المجد بن مكانس (¬7)، فضل الله بن فخر الدين عبد الرحمن بن عبد الرزّاق. ¬

(¬1) الصواب: «مسكرات». (¬2) خبر الخمور في: السلوك ج 4 ق 1/ 486، وعقد الجمان 361، ونزهة النفوس 2/ 453. (¬3) خبر القرى في: السلوك ج 4 ق 1/ 487. (¬4) خبر الهروي في: السلوك ج 4 ق 1/ 487، وإنباء الغمر 3/ 193. (¬5) لم أجد للتبريزي ترجمة في المصادر. (¬6) انظر عن (البارزي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 514، وذيل الدرر الكامنة 271 رقم 511، وإنباء الغمر 3/ 205 رقم 3، والضوء اللامع 2/ 181 رقم 513، والنجوم الزاهرة 14/ 159. (¬7) انظر عن (ابن مكانس) في: السلوك ج 4 ق 1/ 514، وذيل الدرر الكامنة 272 رقم 515، وإنباء الغمر 207 رقم 11، وعقد =

الدعوة للصيام بالقاهرة

وكان فاضلا يترسّل وينظم، وكتب في الإنشاء مدّة. ومولده سنة سبع أو تسع وستين وسبعماية. [الدعوة للصيام بالقاهرة] وفيه نودي بالقاهرة من قبل المحتسب بأن يصوم الناس ثلاثة أيام آخرها يوم الخميس خامس عشره ليخرجوا مع السلطان للدعاء في كشف الوباء، ورفع هذا الخطب، فصاموا، وبطّل كثير من الباعة مع الأقوات في أول النهار كما يفعل ذلك في رمضان. ثم خرج السلطان إلى الصحراء وقد ركب فرسا بقماش ساذج لا ذهب ولا فضّة عليه، وعلى رأسه عمامة صغيرة جدّا، وعلى كتفه ميزر أبيض من الصوف وهو لابس صوفا وله عذبة في عمامته مرخاة صغيرة من كتفه الأيسر، ولحية كهيئة الصوفية، وخرج قضاة القضاة والعلماء / 504 / والمشايخ وأهل الخوانق وصوفيّتها وعامّة الناس، وقد حملت الأعلام والمصاحف، وساروا حتى وصلوا إلى الصحراء قرب تربة الظاهر برقوق، وقد بات بها الوزير وأستادار الصحبة، وهيّأوا بها أسمطة هايلة وأغناما وأبقارا للعربان. ونزل السلطان عن فرسه ووقف ماشيا والخليفة معه وعن يمينها وشمالها القضاة والناس وهم طوايف لا يحصون عددا، فبسط السلطان يده يدعوا (¬1) الله وهو يبكي وينتحب زمانا طويلا، ثم ركب والناس يمشون معه إلى تربة الظاهر، فمدّت الأسمطة وأكلت، ثم قام فذبح بيده ماية وخمسين كبشا سمينا قربانا لله تعالى، ثم عشر بقرات سمان وجاموستين وجملين، وهو يبكي، وترك القرابين تمشي بمضاجعها كما هي، وركب إلى القلعة، وتولّى الوزير وأستادار الصحبة تفرقتها على الجوامع المشهورة والخوانق والمشاهد والزوايا، وفرّق منها بعضا لحما على الفقراء، وحمّل منها، ومن الخبز إلى السجون. وكان الخبز الذي فرّق نحوا من ثلاثين ألف رغيفا (¬2) من نقيّ الخبز الجيّد، ودام الناس يدعون إلى أن اشتدّ حرّ النهار فانصرفوا. وكان يوما مشهودا ما عهد مثله، لكن كان هذا الفعل خلاف ما عليه السلف فإنه لم يرد عنهم الدعاء إلاّ أن يستشهدوا في مثل هذه الأيام، ويسألوا الله تعالى في أن يقسم لهم حظا من الموت فيه لأنه رحمة على هذه الأمّة، وكان في هذا الزمن فعل عكس ما كان (¬3). ¬

= الجمان 366 رقم 104، ووجيز الكلام 2/ 458 رقم 1042، والضوء اللامع 6/ 712 رقم 81، والنجوم الزاهرة 14/ 157، 158، والدليل الشافي 2/ 522 رقم 1898، ونزهة النفوس 2/ 459 رقم 584، وبدائع الزهور 2/ 46، 47، وشذرات الذهب 7/ 156. (¬1) الصواب: «يدعو». (¬2) الصواب: «رغيف». (¬3) خبر الصيام في: السلوك ج 4 ق 1/ 487 - 489، وإنباء الغمر 3/ 198، وعقد الجمان 362، 363، والنجوم الزاهرة 14/ 78، 79، ونزهة النفوس 2/ 455، 456، وبدائع الزهور 2/ 46.

تجمع الفرنج لحرب ابن عثمان

[تجمّع الفرنج لحرب ابن عثمان] وفيه وصل الخبر بأنّ الفرنج قد تجّمعوا لحرب ابن (¬1) عثمان ملك الروم صاحب برصا. [استيلاء ولد السلطان على قيسارية] وفيه ورد الخبر بأنّ إبراهيم ابن (¬2) السلطان استولى على قيسارية وأقام بها نايبا عن السلطان محمد بن قرمان وخطب فيها باسم السلطان، وضربت السّكّة باسمه (¬3). [جمادى الأول] [إحصاء الموتى بالوباء] وفيه حزر من مات بمصر والقاهرة وضواحيها من الناس فكانوا زيادة على العشرين ألفا (¬4)، جملة. [مولود السلطان] وفيه ولد للسلطان ولد ذكر سمّاه أحمد من زوجته الخوند سعادات (¬5). وأحمد هذا هو الذي تسلطن بعد هذا التاريخ بسنة وثمانية أشهر، ولقّب بالملك المظفّر بعد موت والده، كما سيأتي. [تقرير المشايخ في جامع السلطان] وفيه قرّر السلطان في جامعه شيوخ التداريس، فاستقرّ بالحافظ ابنّ (¬6) حجر في درس الشافعية، واستقرّ بالشيخ يحيى العجيسي، البجّائي، المغربيّ، المالكيّ، النّحوي في تدريس المالكية، وقرّر العزّ عبد العزيز البغدادي في تدريس الحنابلة، وخلع عليهم بحضرة السلطان، وتوجّهوا إلى منازلهم (¬7). [توبيخ السلطان لبطرك الفصارى] وفيه جمع السلطان قضاة القضاة ومشايخ العلم عنده، وأحضر بطرك النصارى ¬

(¬1) في الأصل: «بحرب بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر قيسارية في: السلوك ج 4 ق 1/ 491، 492، وإنباء الغمر 3/ 197، وعقد الجمان 344، 345 و 348، والنجوم الزاهرة 14/ 80، ونزهة النفوس 2/ 437 - 441، ووجيز الكلام 2/ 455، وبدائع الزهور 2/ 47. (¬4) في السلوك ج 4 ق 1/ 492 «عشرة آلاف». (¬5) خبر المولود في: السلوك ج 4 ق 1/ 492، وعقد الجمان 354، وبدائع الزهور 2/ 47. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر المشايخ في: السلوك ج 4 ق 1/ 493، وبدائع الزهور 2/ 97، وتحفة الأحباب 80.

وفاة النظام الكججاني

اليعاقبة، / 505 / وأوقف على قدميه ووبّخ وقرّع، (وخوّفه) (¬1) السلطان وهدّده، وأنكر عليه ما فيه المسلمين (¬2) من الذّلّ ببلاد الحبشة تحت حكم الحطي متملكّها، ثم انتدب له المحتسب وأسمعه المكروه من أجل تهادن النصارى فيما أمروا به من التزام الذلّة والصغار في هياتهم (¬3) وملابسهم، وطال الكلام في معنى ذلك إلى أن تطوّر الحال بمنع النصارى من المباشرة مطلقا، وأن يلتزموا ما أمروا به. ثم طلب السلطان بالأكرم فضايل النصراني كاتب الوزير، وكان قد سجن منذ أيام لأمور نسبت إليه، منها المباشرة في ديوان السلطان بعد المنع. وكان الناس قد قاموا عليه. وكاد السلطان أن يميل معه، فكلّم إنسان الشهاب الأذرعيّ أمام السلطان في شأنه، فاتفق أن صلّى بالسلطان يوما المغرب، فقرأ فيه بسورة العلق، فلما وصل إلى قوله تعالى: {اِقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} (¬4) أخذ يكرّرها ويظهر البكاء والخشوع بحيث انفعل السلطان بخشوعه، فلما قضى الصلاة سأله عن سبب خشوعه فقال له إنني أجلت (¬5) هذا الاسم العظيم، يعني: «الأكرم»، أن يسمّى به هذا اللعين اللئيم، يعني «فضايل» النصراني، فكان ذلك أكثر الأسباب في إهانة السلطان للأكرم بعد ذلك، وعدّ ذلك من حسن ماجريات الأذرعي. ولما وقع هذا انكفّ الكثير من النصارى عن المباشرة وغير ذلك ولزموا الذلّ، وأنف جماعة منهم فبادروا إلى إظهار الإسلام، وما برّوا، وأخذوا في الانتقام والحقد على من توسّموا فيه شيئا ممّا جرى عليهم. ولله الأمر (¬6). [وفاة النظام الكججاني] [1464]- وفيه مات النظام الكججاني (¬7)، الخواجا مسعود بن محمود العجميّ، ناظر الأوقاف. وكان مثريا، وتردّد في الرسالة إلى تمرلنك، وكان له شهرة وذكر، وباشر الأوقاف مباشرة فاحشة. [إعادة أدنة وطرسوس إلى السلطان] وفيه ورد الخبر بأخذ أدنة وطرسوس وإعادتها إلى معاملة السلطان (¬8). ¬

(¬1) غامضة في الأصل. (¬2) الصواب: «المسلمون». (¬3) الصواب: «هيئآتهم». (¬4) سورة العلق،. الآية 3. (¬5) الصواب: «أجللت». (¬6) خبر البطرك في: السلوك ج 4 ق 1/ 493، 494، وعقد الجمان 361، 362، والنجوم الزاهرة 14/ 81، ونزهة النفوس 2/ 454، 455. (¬7) انظر عن (الكججاني) في: السلوك ج 4 ق 1/ 515، وذيل الدرر الكامنة 271 رقم 510، وإنباء الغمر 3/ 210 رقم 26، وعقد الجمان 368 رقم 112، ونزهة النفوس 2/ 461 رقم 592، والضوء اللامع 10/ 157 وفيه: «مسعود بن محمد»، وبدائع الزهور 2/ 47. (¬8) خبر أذنة في: السلوك ج 4 ق 1/ 495، وعقد الجمان 341، والنجوم الزاهرة 14/ 84، وخزانة الأدب 64.

عمل العقيقة لابن السلطان

[عمل العقيقة لابن السلطان] وفيه عملت عقيقة أحمد ابن (¬1) السلطان، وأركب السلطان الأمراء الخيول بالسروج الذهب والكنابش الزركش بعد أن خلع عليهم (¬2). [حفر صهريج للسبيل] وفيه ابتدأ السلطان بحفر صهريج للسبيل بجوار الخانقاه البيبرسية (¬3). [وفاة العزّ البلقيني] [1465]- وفيه مات العزّ البلقينيّ (¬4)، عبد العزيز (¬5) بن أبي بكر بن نصير الكناني، الشافعيّ، ابن (¬6) أخي شيخ الإسلام سراج الدين. وكان فقيها أصوليّا، عارفا بالعربية، حسن السيرة في نيابة الحكم، ودرس بمدرسة سودون من زاده للشافعية. [جمادى الآخر] [ملازمة السلطان الفراش] وفي جمادى الآخر كان السلطان منقطعا ملازما الفراش لألم رجله على عادته. هذا، والأسعار مرتفعة، والخبز عزيز الوجود بالأسواق (¬7). [الإفراج عن الشمس الهروي] وفيه أفرج عن الشمس الهروي ونزل إلى داره على هيئة حسنة (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر العقيقة في: السلوك ج 4 ق 1/ 495. (¬3) خبر الصهريج في: السلوك ج 4 ق 1/ 496. (¬4) انظر عن (البلقيني) في: السلوك ج 4 ق 1/ 515، وإنباء الغمر 3/ 206، 207، 207 رقم 8، وذيل الدرر الكامنة 272 رقم 514، وعقد الجمان 365 رقم 102، والدليل الشافي 1/ 413 رقم 1422، والمنهل الصافي 7/ 268 رقم 1428، والنجوم الزاهرة 14/ 159، ونزهة النفوس 2/ 458 رقم 582 وفيه: محمد بن مصطفى بن نصير بن صالح، والضوء اللامع 4/ 228 رقم 600، ووجيز الكلام 2/ 457 رقم 1037، وبدائع الزهور 2/ 47، وشذرات الذهب 7/ 156، والأشباه والنظائر في النحو للسيوطي 4/ 509 و 513 و 517 و 550 و 574 و 577، وخزانة الأدب 523 و 568. (¬5) في الأصل: «عبد الرحمن». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر الفراش في: السلوك ج 4 ق 1/ 498، والنجوم الزاهرة 14/ 84، وبدائع الزهور 2/ 48. (¬8) خبر الإفراج في: السلوك ج 4 ق 1/ 498.

فتح قلعة ومدينة نكدة

[فتح قلعة ومدينة نكدة] وفيه ورد الخبر بأنّ الصارم إبراهيم ابن (¬1) السلطان أخذ قلعة نكدة، وكان قد أخذ المدينة، وعصت القلعة عليه / 506 / ولا زال يحاصرها حتى استولى عليها عنوة، وقبض على من فيها وقيّدوا، وكانوا زيادة على ماية رجل. وسار إلى لارندة لأخذها، وأنّ ابن (¬2) قرمان فرّ بين يديه (¬3). [تعزير ابن العجمي المحتسب] وفيه طلب القاضي الحنفي الشمس ابن (¬4) الديري الصدر بن أحمد بن العجمي المحتسب وعزّره بشيء أوجب له ذلك (¬5). [إركاب السلطان في محفّة] وفيه وقع من الغرايب أنّ السلطان عزم على التوجّه إلى دار ابن (¬6) البارزي ببولاق، فأحضر له فرس يركبه فما طاق ذلك لشدة ألم رجله، فأركب محفّة وساروا به حتى وصل الدار المذكورة، فأنزل إليها على الأعناق حتى وضع على فراشه، ونزل الأمراء بقربه في دور هناك حول دار ابن (¬7) البارزي للناس، وصارت الطبلخانات تدقّ بتربة هناك، والأسمطة تمدّ، وتقام الخدمة (على ما جرت به العادة في القلعة) (¬8). [رجب] [إقامة السلطان بدار ابن البارزي] وفي رجب كان السلطان مقيما بدار ابن (¬9) البارزي ينتقل منها على الأعمال لعمارة الحمّام التي بالحكر، وتارة إلى الحراقة (ويسير فيها على النيل إلى رباط الآثار النبوية، ثم يحمل من الحراقة إلى الرباط) (¬10)، وتارة يقيم فيه (¬11). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر الفتح في: السلوك ج 4 ق 1/ 498، وإنباء الغمر 3/ 197، والنجوم الزاهرة 14/ 84. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر المحتسب في: السلوك ج 4 ق 1/ 498، 499، وعقد الجمان 355. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) ما بين القوسين غامض في الأصل، استدركته من المصادر: السلوك ج 4 ق 1/ 499، وإنباء الغمر 3/ 196، وعقد الجمان 355، والنجوم الزاهرة 14/ 84، 85، ونزهة النفوس 2/ 448، وبدائع الزهور 2/ 48. (¬9) في الأصل: «بن». (¬10) ما بين القوسين غامض في الأصل، استدركته من المصادر. (¬11) خبر الإقامة في: السلوك ج 4 ق 1/ 500، وإنباء الغمر 3/ 196، وعقد الجمان 356، والنجوم الزاهرة 14/ 85، ونزهة النفوس 2/ 448، وبدائع الزهور 2/ 48.

وفاء النيل

[وفاء النيل] وكان في رجب هذا، أول مسرى، وافى النيل على عشرة أذرع وست عشرة إصبعا (¬1). [نيابة ملطية] وفيه وصل الخبر بأن ابن (¬2) السلطان لما استولى على ملطية أقام باك بن قرمان نائبا. وكان قد فرّ من أخيه إلى (. . . . .) (¬3). وأن الصارم ابن (¬4) السلطان وصل إلى أركلي لارندة، وبعث عساكر وابنه عليهم (¬5) الأتابك ألطنبغا القرمشيّ وآخرين من أكابر الأمراء في طلب ابن (¬6) قرمان، وكبسوا عليه في جبال لارندة، هاربا، واستولوا على عامّة أثقاله ووطاقه (¬7). [النفقة على الأمراء للإقامة بحلب] وفيه جهز السلطان إليه ستة آلاف دينار ينفقها على الأمراء، ويأمره أن يقيم بحلب حتى يعمّر سورها بنظره (¬8). [انتقال السلطان إلى دار الخروبي] وفيه انتقل السلطان من بولاق إلى دار الخرّوبيّ التاجر بساحل الجيزة تجاه المقياس. وهي الخرّوبية المدرسة في زماننا هذا. وجرت للناس ببولاق في أيام إقامة السلطان متفرّجات غريبة ونزهة عجيبة، وكانت الحواريق بوسط النيل يلعبا (¬9) بين يدي السلطان. وكانت المماليك تحمل بالسلطان هناك، وكانت السبّاحة عمّالة من الأستاذين في النيل، والسلطان يتفرّج على ذلك. وخلت في هذه المرة من المنكرات من الخمر ونحوها (¬10). [وفاة النيل] وفيه أوفى النيل، فركب السلطان (من الخرّوبية في الحراقة على النيل إلى ¬

(¬1) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 1/ 500، ونزهة النفوس 2/ 448 و 458. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) ما بين القوسين مقدار 4 كلمات غامضة. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) كذا. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر ملطية في: السلوك ج 4 ق 1/ 500، 501. (¬8) خبر النفقة في: السلوك ج 4 ق 1/ 501. (¬9) الصواب: «تلعب». (¬10) خبر دار الخروبي في: السلوك ج 4 ق 1/ 501، 502، وإنباء الغمر 3/ 196، 197، والنجوم الزاهرة 14/ 86، وبدائع الزهور 2/ 48.

عودة ابن السلطان إلى حلب

المقياس) (¬1) / 507 / حتى حضر فتح السدّ، وصعد إلى قلعته وقد غاب عنها ثلاثين يوما. وكانت له أوقاتا ونزها (¬2) مشهورة (¬3). [عودة ابن السلطان إلى حلب] وفيه ورد الخبر بأنّ [ابن] (¬4) السلطان عاد إلى حلب، وأنه دخلها في ثالث هذا الشهر (¬5). [وقعة نائب الشام على أدنة] وأنّ تنبك ميق نايب الشام واقع مصطفى وإبراهيم ولدي ابن (¬6) قرمان (¬7) على أدنة فانهزما منه. وإبراهيم هو الذي ولي مملكة قرمان بعد ذلك، وعاش مدّة، وسيأتي إن شاء الله تعالى (¬8). [إراقة خمور الفرنج بالإسكندرية] وفيه وصل الخبر بأنّ العامّة قد ثارت بالإسكندرية على الفرنج وأراقوا لهم خمورا كثيرة يبلغ قيمة ذلك نحوا من أربعة آلاف دينار (¬9). [شعبان] [ارتفاع الأسعار] وفي شعبان ارتفع سعر الغلال، وتزايد الغلاء في اللحم وفي غيره (¬10). [تزايد مرض السلطن] وفيه تزايد المرض بالسلطان في رجله واشتدّ به الأمر (¬11). ¬

(¬1) ما بين القوسين غامض في الأصل، استدركته من المصادر. (¬2) الصواب: «أوقات ونزه». (¬3) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 1/ 502، وإنباء الغمر 3/ 197، وعقد الجمان 356، وبدائع الزهور 2/ 48، 49. (¬4) إضافة إلى الأصل. (¬5) خبر العودة في: السلوك ج 4 ق 1/ 502، وإنباء الغمر 3/ 197، والنجوم الزاهرة 14/ 87. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) انظر عن (ابني قرمان) في: السلوك ج 4 ق 1/ 502، وفيه: مصطفى بن محمد قرمان، وإبراهيم بن رمضان. (¬8) السلوك، إنباء الغمر 3/ 197. (¬9) خبر الخمور في: السلوك ج 4 ق 1/ 503، وإنباء الغمر 3/ 198. (¬10) خبر الأسعار في: السلوك ج 4 ق 1/ 503. (¬11) خبر المرض في: السلوك ج 4 ق 1/ 503.

سرقة رأس مرقص الإنجيلي

[سرقة رأس مرقص الإنجيلي] وفيه سرق الفرنج رأس مرقص الإنجيلي أحد من كتب الأناجيل الأربعة من الإسكندرية. وكان الذي سرقونه (¬1) من اليعاقبة. وكانت هذه الرأس موضوعة بمكان بالإسكندرية، وتوضع هذه الرأس في حجرة ثم ترجع زعما منهم أنّ البطركية لا تتم بدون (¬2) ذلك. فلما شرقت استعظم اليعاقبة ذلك، ووقفوا للسلطان ورفعوا قصّة بسبب ذلك (¬3). [معافاة السلطان من الألم] وفيه حصل للسلطان بعض بروء ممّا كان به من ألم رجله، وركب غير ما مرة منها إلى قبّة النصر ومعه الأمراء والجند وسابق بين الخيل. ثم بعد ذلك ركب إلى بركة الحج وسابق بين الهجن (¬4). [وفاة شيخ عربان البحيرة] [1466]- وفيه مات أحمد بن بدر (¬5)، شيخ عربان البحيرة. [إمرة الحاج] وفيه قرّر التاج الشويكي في إمرة الحاج (¬6). [رمضان] [نقص النيل] وفي رمضان نقص النيل في غير أوانه، وأخذ الناس القلق من ذلك، وتزايدت الأسعار (¬7). [رحيل ابن السلطان عن حلب] وفيه وصل الخبر بأنّ ابن (¬8) السلطان رحل من حلب في رابع عشرين رمضان، وأنّ محمد بن قرمان وولده مصطفى وصلاه بعساكرهما إلى قيسارية، وعاد ابن دلغادر. وكان ¬

(¬1) الصواب: «سرقوه». (¬2) في الأصل: «برون» مهملة. (¬3) خبر مرقص في: السلوك ج 4 ق 1/ 505، وإنباء الغمر 3/ 200، وعقد الجمان 364، ونزهة النفوس 2/ 457، وبدائع الزهور 2/ 49. (¬4) خبر المعافاة في: السلوك ج 4 ق 1/ 504، ونزهة النفوس 2/ 488. (¬5) انظر عن (ابن بدر) في: السلوك ج 4 ق 1/ 516. (¬6) خبر الحاج في: السلوك ج 4 ق 1/ 504. (¬7) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 1/ 505، وبدائع الزهور 2/ 49. (¬8) في الأصل: «بن».

مقتل ابن قرمان

إبراهيم بن رمضان معهما، فقاتلهم (¬1) ابن (¬2) دلغادر وكسرهم ونهب الكثير ممّا معه (¬3). [مقتل ابن قرمان] [1467]- وفيه قتل مصطفى بن قرمان (¬4)، وجهّز رأسه إلى القاهرة، وقبض على ابنه محمد بن قرمان وسجن. وعلّقت رأس مصطفى على باب النصر. وكانت العادة جارية من منذ زمان أنّ الروس (¬5) تعلّق على باب زويلة، فلما أنشأ السلطان جامعه بباب زويلة منع من ذلك، وأمر / 508 / بأن يكون ذلك بباب النصر، فاستمرّ مدّة، ثم أعيد ذلك بعد المؤيّد. [عودة ابن السلطان إلى القاهرة] وفيه ورد الخبر بقرب وصول ابن (¬6) السلطان فركب والده إلى لقائه وقد وصل قطيا، وتقدّم الأمراء وأهل الدولة فوافوه بالخطّارة (¬7)، فلما عاين كاتب السرّ ابن (¬8) البارزي ترجّل عن فرسه وتعانقا، ولم ينزل لأحد غير ابن البارزي، ثم عاد الأمراء معه إلى العكرشة، والسلطان على فرسه، فنزل الأمراء وقبّلوا الأرض، ثم نزل إبراهيم وقبّل الأرض لأبيه، ثم تقدّم وقبّل ركاب السلطان، وبكا (¬9) السلطان لشدّة فرحه وسروره به، وبكا (¬10) الناس لبكايه، ثم ساروا إلى المنزلة من سرياقوس وباتوا بها. ثم أصبح فتهيّأ لدخول القاهرة، وقد ورد على السلطان في بكرة يومه تنبك ميق نايب الشام، وقد طلب، فعمل موكب هايل ودخل القاهرة، وعلى الأمراء الخلع، وعلى ولد السلطان خلعة هايلة جدّا، والأسرى الذين قبض عليهم من جماعة القرمانين مشاة بين يديه، وهم نحو من مايتي نفر ليس فيهم من هو راكب إلاّ أربعة، منهم نايب نكده وثلاثة من الأمراء، وكلّهم في السلاسل والأغلال، وشقّوا باب النصر في موكب حافل جدّا، وقد زيّنت القاهرة، وكان يوما مشهودا، وصعدوا للقلعة. وأذن هذا اليوم بتمام الأمر، فزال إبراهيم عن قريب، ثم والده على ما سيأتيك (ذلك) (¬11). وكانت سفرة هذا الولد خاتمة سعادة أبيه وسعادته، وشكر الأمراء الأكابر هذا الولد وذكروه بجميل ومدحوه (¬12). ¬

(¬1) في الأصل: «فقالهم». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر الرحيل في: السلوك ج 4 ق 1/ 505، والنجوم الزاهرة 14/ 88. (¬4) انظر عن (ابن قرمان) في: السلوك ج 4 ق 1/ 506، وإنباء الغمر 3/ 197، والنجوم الزاهرة 14/ 88، وبدائع الزهور 2/ 49. (¬5) كذا. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) الخطّارة: قرية من أعمال الشرقية، مركز فاقوس. (التحفة السنية 17، الانتصار 54). (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) الصواب: «وبكى». (¬10) الصواب: «وبكى». (¬11) كتبت فوق السطر. (¬12) خبر عودة السلطان في: السلوك ج 4 ق 1/ 506، 507، وإنباء الغمر 3/ 197، 198، والنجوم الزاهرة 14/ 88، 89، ووجيز الكلام 2/ 456، وبدائع الزهور 2/ 49.

تقرير ملك اليمن

[تقرير ملك اليمن] وفيه أقرّ في ملك اليمن حسين ابن الأشرف أخو صاحب اليمن، وكان قد ثار به سوداء فاختلّ عقله، فاعتقل. وكان القايم بأمر حسين الأمير محمد بن رياب الكاملي (¬1). [شوّال] [صلاة السلطان عيد الفطر بالقصر] وفي شوّال صلّى السلطان صلاة عيد الفطر بالقصر لعجزه عن التوجّه إلى الجامع لشدّة ما به من ألم رجليه (¬2). [توسيط شيخ عربان البحيرة] [1468]- وفيه مات خضر بن موسى (¬3)، شيخ عربان البحيرة، موسّطا من قبل طوغان التاجي نايب البحيرة. [نيابة الشام] وفيه قرّر جقمق الدوادار في نيابة الشام، عوضا عن تنبك ميق، وقرّر تنبك ميق في تقدمة جقمق، وقرّر في الدوادارية عوضا عن جقمق مقبل الدوادار الثاني (¬4). وجقمق هذا هو صاحب المدرسة الجقمقية بجوار الجامع الأموي بدمشق. [قتل صدقة بن رمضان] [1469]- وفيه قتل صدقة بن رمضان (¬5) أحد أمراء التركمان ونواب سيس. [نيابة صفد] وفيه قرّر في نيابة صفد قطلوبغا التنمي، عوضا عن مراد خجا، ونفي مراد خجا إلى القدس. وقرّر في إقطاع / 509 / قطلوبغا جلبان الأمير اخور الثاني الذي ولي نيابة الشام فيما بعد (¬6). ¬

(¬1) خبر ملك اليمن في: إنباء الغمر 3/ 200، وعقد الجمان 364، 365، ونزهة النفوس 2/ 457. (¬2) خبر الصلاة في: السلوك ج 4 ق 1/ 507، والنجوم الزاهرة 14/ 90، وبدائع الزهور 2/ 49. (¬3) انظر عن (ابن موسى) في: السلوك ج 4 ق 1/ 516. (¬4) خبر الشام في: إنباء الغمر 3/ 201، وعقد الجمان 357، وبدائع الزهور 2/ 49، 50، ونزهة النفوس 2/ 449، والسلوك ج 4 ق 1/ 507، 508. (¬5) انظر عن (ابن رمضان) في: السلوك ج 4 ق 1/ 516. (¬6) خبر صفد في: السلوك ج 4 ق 1/ 508، وإنباء الغمر 3/ 201، وبدائع الزهور 2/ 50.

صلاة السلطان الجمعة بالمؤيدية

[صلاة السلطان الجمعة بالمؤيّدية] وفيه في يوم الجمعة حادي عشرينه، كان الحضور بالمؤيّدية، وإجلاس الشمس ابن (¬1) الديري على سجّادة مشيختها وتدريس الحنفية. وتقرّر الناصر بن البارزي في خطابتها، وكان يوما مشهودا. وأنزل السلطان مع أمرائه إلى الجامع المذكور قبل الصلاة، وقد هيّئت الأسمطة، ومليت فسقيّة الجامع بالسّكّر المذاب، حضر قضاة القضاة والعلماء ومشايخ البلد فأكلوه، ثم خلع على ابن (¬2) الديري، وفرش ولد السلطان سجّادته بيده، وجلس بالمحراب والسلطان وولده عن يمينه، والقضاة عن يساره، وأمراء الدولة. وألقى ابن (¬3) الديري درسا حافلا دام إلى قريب الصلاة، ثم انفضّوا. فلما قرب (¬4) الصلاة حضروا، ولما حان الوقت صعد ابن (¬5) البارزي المنبر، وخطب خطبة بليغة من إنشايه. ثم لما صلّى وفرغ خلع عليه، وقرّر في الخطابة وفي خزانة الكتب بها، وهي خزانة جليلة بها كتب عظيمة جدّا. وقرّر السلطان الصوفية في هذا اليوم بعد عرضهم، وجعل عند كل تدريس منهم جماعة، وجعل المشايخ بهذا الجامع سبعة، المذاهب الأربعة، والحديث، والطحاوي (¬6)، والتفسير. ثم ركب السلطان وعدّى إلى الجيزة وعاد في يوم الأحد لقلعته (¬7). [الغلاء في مكة] وفيه وصل الخبر من مكة باشتداد الغلاء بها وعدم الأقوات، وأنه أكلت فيها القطاط والكلاب حتى فقدت من مكة، فأكل بعض الناس الآدميّين، وكثر الخوف منهم حتى صار الكثير من الناس لا يمرّون إلى ظاهر مكة خشية أن يؤكلوا (¬8). [مقتل ابن بشارة] [1470]- وفيه قتل بالقاهرة محمد بن بشارة (¬9) شيخ جبل صفد، وكان قد كثر فساده هناك، فقبض عليه بحيلة بدمشق، ثم أحضر القاهرة. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) الصواب: «قربت». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) المقصود: كتاب «مشكل الآثار» للطحاوي. (¬7) خبر الصلاة في: السلوك ج 4 ق 1/ 508، 509، وإنباء الغمر 3/ 201، وعقد الجمان 358، 359، والنجوم الزاهرة 14/ 90، 91، ونزهة النفوس 2/ 450. (¬8) خبر الغلاء في: السلوك ج 4 ق 1/ 509، وإنباء الغمر 3/ 203. (¬9) انظر عن (ابن بشارة) في: السلوك ج 4 ق 1/ 516، وإنباء الغمر 3/ 202، وعقد الجمان 361.

ذو القعدة

[ذو القعدة] [خروج الحجّاج] وفي ذي قعدة خرج الأتابك ألطنبغا القرمشي، وطوغان أمير اخور للحجّ على الهجن (¬1). [قضاء الحنفية] وفيه قرّر في القضاء الحنفية الشريف عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن التّفهني (¬2)، الحنفيّ، عوضا عن الشمس ابن الديري، الماضي خبر ولايته مشيخة المؤيّدية (¬3). [تزايد الغلاء وإتلاف الدودة البرسيم] وفيه تزايد سعر الغلال، وأتلفت الدودة الكثير من البرسيم المزدرع، فتلف بناحية طهرمس وقرية إلى جوانبها نحوا (¬4) من ألفي فدّان (¬5). [تفشّي الحمّيّات] وفيه فشت الحمّيّات بالأمراض الحادة في الناس، وصارت يموت من ذلك خلقا (¬6). [سرحة السلطان بالبحيرة] وفيه سار السلطان يريد سرحة البحيرة، وأقام إينال الأزعري في نيابة الغيبة (¬7). [وفاة نائب طرابلس] [1471]- وفيه مات سودون القاضي (¬8) نايب طرابلس. ولم يكن مشكورا / 510 / في أحكامه. ¬

(¬1) خبر الحجّاج في: السلوك ج 4 ق 1/ 510، وعقد الجمان 365، ونزهة النفوس 2/ 458. (¬2) السلوك ج 4 ق 1/ 510. (¬3) خبر الحنفية في: السلوك، وإنباء الغمر 3/ 202، ونزهة النفوس 2/ 451. (¬4) الصواب: «نحو». (¬5) خبر الغلاء في: السلوك ج 4 ق 1/ 510. (¬6) خبر الحميّات في: السلوك ج 4 ق 1/ 511. (¬7) خبر السرحة في: السلوك ج 4 ق 1/ 511. (¬8) انظر عن (سودون القاضي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 516، وإنباء الغمر 3/ 206 رقم 7، وعقد الجمان 368 رقم 111، والنجوم الزاهرة 14/ 158، 159، والضوء اللامع 3/ 284، ووجيز الكلام 2/ 458 رقم 1044، ونزهة النفوس 2/ 461 رقم 591، وبدائع الزهور 2/ 50.

وفاة النظام التفتازاني

[وفاة النظام التفتازاني] [1472]- وفيه مات النظام التفتازاني (¬1)، محمد عمر الحمويّ (¬2) الأصل، الحنفيّ. وكان فاضلا، يتكلّم بالفارسية، ويتزيّا بزيّ العجم، ويقري الكثير من العلوم (. . .) (¬3) - وله شعر - ومات عن نحو من ستين سنة [ذو الحجة] [وفاة الشهاب المطري] [1473]- وفي ذي حجّة مات الشهاب المطري (¬4)، أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد المدني، الشافعيّ. وكان فاضلا، تزهّد بأخرة، ودخل اليمن، وكان ينسب إلى معرفة الكيمياء. وسمع من العزّ ابن (¬5) جماعة. [منع النساء من المرور بالجامع الحاكمي] وفيه منع المحتسب النساء من (¬6) المرور بالجامع الحاكمي، ومنع من دخوله بالنعال، ومن لعب الصبيان فيه، وكان قد تفاحش الحال في هذه المدّة (¬7) بهذا الجامع حتى طهّره الله (¬8). [عودة السلطان من السرحة] وفيه عاد السلطان من سرحة البحيرة ونزل بدار ابن (¬9) البارزي ببولاق، وبات بها، ثم دخل الحمام التي أنشأها ابن (¬10) البارزي قرب الدار المذكورة، ثم صعد القلعة، ونزل ¬

(¬1) انظر عن (التفتازاني) في: إنباء الغمر 3/ 209 رقم 17، وذيل الدرر الكامنة 273 رقم 521، والدليل الشافي 2/ 668 رقم 2294، والضوء اللامع 8/ 271 رقم 729، وشذرات الذهب 7/ 155. (¬2) في الأصل: «الحوي». (¬3) غير واضحة في الأصل، ولعلّها: «العقلية». (¬4) انظر عن (ابن المطري) في: إنباء الغمر 3/ 204 رقم 2، وذيل الدرر الكامنة 274 رقم 525، والضوء اللامع 1/ 332، وشذرات الذهب 7/ 154. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) مكرّرة في الأصل. (¬7) مشوّشة في الأصل. (¬8) خبر النساء في: السلوك ج 4 ق 1/ 511، وإنباء الغمر 3/ 202. (¬9) في الأصل: «بن». (¬10) في الأصل: «بن».

وفاة الأديب الصنعاني

في يوم الجمعة تاسع عشره إلى الجامع المؤيّدي فصلّى به الجمعة، وخطب به الناصر ابن (¬1) البارزي، وأحضر له شيخ الشيوخ ابن (¬2) الديري طعاما هيّأه له فأكله، ثم ركب وسار إلى الصيد (¬3). [وفاة الأديب الصنعاني] [1474]- وفيه مات الأديب الفاضل، هادي بن إبراهيم بن علي بن المرتضى (¬4) الحسني، الصنعاني، الزبيدي. الذي كان ماهرا في الأدب، وله شعر حسن، وشرح «المنصور» صاحب صنعاء. [وصول ابن قرمان أسيرا إلى القاهرة] وفيه وصل إلى القاهرة بالأمير محمد بن قرمان صاحب قونية ولا رندة وقيسارية من بلاد الروم وتمرلنك من بلاد قرمان، وكان قد أسر على ما تقدّم، فاستقدم إلى القاهرة فدخلها مقيّدا، وأنزل بدار مقبل الدوادار حتى يصعد به إلى بين يدي السلطان (¬5). [زلزلة القسطنطينية] وفيه زلزلت القسطنطينية زلزلة هايلة حتى اضطرب البحر وزاد زيادة غير معهودة، وزلزلت أماكن بتلك النواحي، وكانت هذه الزلزلة هناك شديدة (¬6). * * * [حوادث هذه السنة لا فى شهر معين] [موت الأولاد المختونين بالسكّر المسموم] وفيه - أعني هذه السنة - وقع في أيام الطاعون حادثة غريبة، وهي أنّ إنسانا كان له أربعة أولاد ذكور سألت والدتهم زوجها في أن تختنهم لتفرح بهم قبل أن يموتوا، فاحتفل لذلك على عادة أهل زمننا هذا، ولما حضروا للختان ختن الواحد بعد الواحد، وكلّما ختن واحدا (¬7) يسقى السّكّر المذاب على العادة، فما انتهى ختان الأربعة إلاّ وحصل عليهم شيء فماتوا في الحال حتى اتّهم المزيّن، فأخرج الموسى التي ختن بها وجرح ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر السرحة في: السلوك ج 4 ق 1/ 1 / 512، والنجوم الزاهرة 14/ 92، ونزهة النفوس 2/ 451، وبدائع الزهور 2/ 50. (¬4) انظر عن (ابن المرتضى) في: إنباء الغمر 3/ 210، 211 رقم 27، وذيل الدرر الكامنة 274 رقم 527، والضوء اللامع 10/ 206 رقم 879. (¬5) خبر ابن قرمان في: السلوك ج 4 ق 1/ 513، وعقد الجمان 359، ونزهة النفوس 2/ 452. (¬6) خبر الزلزلة في: السلوك ج 4 ق 1/ 513، وعقد الجمان 354، وكشف الصلصلة 208. (¬7) الصواب: «واحد».

وفا الشهاب ابن عياش

نفسه بيده، ثم اطّلعوا على أنه كان في زير الماء الذي منه كان تذويب السّكّر حيّة ماتت به وتمزّقت، وكانت حيّة عظيمة (¬1). [وفا الشهاب ابن عيّاش] [1475]- وفيها مات الشهاب ابن (¬2) عيّاش (¬3) المقري، أحمد بن محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن عيّاش الدمشقي. وكان فاضلا في القراءآت (¬4). أخذ عن ابن (¬5) العسقلاني / 511 / إمام جامع [ابن] (¬6) طولون، وعلى الشمس ابن (¬7) اللبّان، وغيرهما. وسمع من ابن (¬8) التبّاني، وابن (¬9) قواليح (¬10). وانتفع به الناس في القراءآت (¬11). لا سيما أهل الحجاز واليمن. وكان ديّنا، خيّرا، زاهدا في الدنيا، آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، قائما في الحق. ومولده سنة ستّ وأربعين. وهو والد مقري الحرم الشيخ عبد الرحمن بن عيّاش. [وفاة الأمير أيدكي] [1476]- ومات الأمير الكبير بالدشت أيدكي (¬12). وكان إليه تدبير مملكة سراي ودشت (¬13) قبجاق، والسلاطين معه اسم بلا مسمّى، ولهذا وهم عدّة من المؤرّخين فسمّوه: صاحب الدست، وعزّا (¬14) به السلطان، مع أنه كان الأمير الثاني، فإنه كان معه أميرا (¬15) آخر يقال له نكيا، فإنّ أكابر الأمراء هناك أمير ¬

(¬1) خبر المختونين في: إنباء الغمر 3/ 199، 200، وعقد الجمان 363، 364، ونزهة النفوس 2/ 456، وبدائع الزهور 2/ 50، 51. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) انظر عن (ابن عياش) في: إنباء الغمر 3/ 205 رقم 4. (¬4) في الأصل: «القرات». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) في الأصل: «بن». (¬10) مهملة في الأصل. (¬11) في الأصل: «القرات». (¬12) انظر عن (أيدكي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 162، 173 و 371، ودرر العقود الفريدة 2/ 518 - 521 رقم 300 وفيه: «إيدكو»، وعقد الجمان 369، 370 رقم 115، وفيه: «أدكي»، والدليل الشافي 1/ 165 رقم 588، والمنهل الصافي 2/ 151، 152 رقم 589، والضوء اللامع 2/ 325 رقم 1061، ووجيز الكلام 2/ 458 رقم 1043، وفيه: أدكي، وبدائع الزهور 2/ 51. (¬13) في الأصل: «دست». (¬14) الصواب: «وعزّى». (¬15) الصواب: «أمير».

وفاة الخوند بنت ابن أويس

الميمنة وأمير الميسرة، والأمير أمير الميمنة، وكانت رتبة نكيا، وإمرة الميسرة رتبة أيدكي، لكن الشهرة والتدبير كانت لأيدكي (¬1). وله أخبار تطول كنت اجتمعت بإنسان رآه وعرف أحواله وصحبه هذا الإنسان مدّة سنين، فكان يذكر لي عنه غرايب وعجايب في شجاعته ومعرفته و (. . .) (¬2) ورياسته وعظمته. [وفاة الخوند بنت ابن أويس] [1477]- وماتت الخوند تندو (¬3) بنت حسين بن أويس، زوجة الظاهر برقوق، ثم زوجة ابن (¬4) عمّها شاه ولد ابن (¬5) شاه زاده بن أويس، ثم صاحب مملكة ولدها. وكانت من النساء الجليلات، وصار لها (¬6) ذكر وشهرة، وملكت واسط، وحاربت العرب بالبصرة، وصار في ملكها الجزيرة وواسط، يدعى لها على منابرها، واضربت (¬7) السكة باسمها، حتى ماتت في هذه السنة. وقام بالمملكة بعدها ولدها أويس بن شاه ولد وكان منها، وتحارب هو وأخ له من غيرها. [وفاة الشهاب الغزّي] [1478]- ومات أحد أئمّة الشافعية بدمشق، الشهاب الغزّي (¬8)، أحمد بن عبد الله بن بدر بن مفرّج بن بدر بن عثمان بن جابر الشيخ أبو نعيم القاهريّ، الغزّي، ثم الدمشقي، الشافعيّ. وكان من العلماء الأكابر، وله التصانيف. وكان عيّن لقضاء دمشق، ثم ما تمّ له ذلك. ¬

(¬1) راجع مصادر الترجمة. (¬2) كلمة غير واضحة. (¬3) انظر عن (تندو) في: إنباء الغمر 3/ 205، 206 رقم 5، ووجيز الكلام 2/ 458، 459 رقم 1045، والضوء اللامع 12/ 16، وشذرات الذهب 7/ 155. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في الأصل: «له». (¬7) الصواب: «وضربت». (¬8) انظر عن (الغزّي) في: العقد الثمين 3/ 55 رقم 566، وذيل التقييد 1/ 321 رقم 138، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 405 - 407 رقم 760، وعقد الجمان 367 رقم 108 وفيه: محمد بن عبد الله، والدليل الشافي 1/ 55 رقم 185، والمنهل الصافي 1/ 329، ووجيز الكلام 2/ 456، 457 رقم 1036، والضوء اللامع 1/ 356، والبدر الطالع 1/ 75، وشذرات الذهب 7/ 153، وكشف الظنون 596 و 626 و 1832 و 1835 و 1879 و 1915 و 2018، وإيضاح المكنون 2/ 120، ومعجم المؤلفين 1/ 285، وديوان الإسلام 3/ 381 رقم 1560، والأعلام 1/ 159.

وفاة الجمال ابن شرنكار

ومولده بعد الخمسين. وسمع أبيه (¬1). [وفاة الجمال ابن شرنكار] [1479]- والجمال يوسف بن شرنكار العينتابي (¬2)، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، ماهرا في القراءآت (¬3)، واعظا، مفسّرا. (عن خمس وستين سنة) (¬4). ¬

(¬1) الصواب: «أباه». (¬2) انظر عن (العينتابي) في: إنباء الغمر 3/ 211 رقم 29، وعقد الجمان 370 رقم 116، وشذرات الذهب 7/ 155. (¬3) في الأصل: «القرات». (¬4) ما بين القوسين عن هامش المخطوط.

سنة ثلاث وعشرين وثمانماية

سنة ثلاث وعشرين وثمانماية [محرّم] [إيقاف ابن قرمان مقيّدا بين يدي السلطان] في ثاني محرّم منها كان إصعاد محمد بن قرمان صاحب قونية وما والاها مأسورا لبين يدي السلطان، بعد أن عمل السلطان موكبا حافلا بإيوان دار العدل حضره قضاة القضاة والعلماء والأمراء، وجلس من له الجلوس، ووقف الباقون، وقد حفّ الجند صفوفا من باب القلعة إلى الإيوان. ثم أحضر ابن (¬1) قرمان مقيّدا صحبة داود بن محمد بن خليل بن دلغادر التركماني، فوقف داود مع الأمراء، وأخّر ابن (¬2) قرمان حتى قريت القصّة / 512 / على السلطان، ثم قام فركب إلى القصر، وأحضر ابن (¬3) قرمان وداود، فخلع على داود، ثم أخذ السلطان في عتاب ابن قرمان على تعرّضه لطرسوس وعلى قبح سيرته مع رعاياه، فسأل العفو، ثم قال: لمن يعطي مولانا السلطان البلاد؟، فاستسمجه السلطان وضحك منه وقال له: مالك والبلاد؟، ثم أمر به فأخرج إلى سجن البرج بالقلعة، فدام مسجونا به بعد ذلك سنة كاملة بعد أن استكتب نوابه بالقلاع بتسليمها وإلاّ يقتل. ثم بعد موت السلطان أفرج عنه وبعث إلى بلاده على ما سيأتي. وكان هذا المجلس من أحفل مجالس هذا السلطان، وكأنه كان يؤذن بتمام الأمر، فإنه كان كذلك، وما جلس السلطان بعده مجلسا أفخر ولا أفخم منه إلاّ مجلسا في آخر هذا الشهر لرسول ابن (¬4) عثمان ملك الروم السلطان محمد كرشجي، ومع ذلك فما كان مثل هذا (¬5). [الغلاء في موسم الحج] وفيه وصل مبشّرو الحاجّ بأخبار غريبة منها كثرة الغلاء وشدّته بمكة. ومنها أنّ الحاجّ العراقي ما وصل منه أحد في هذه السنة. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر ابن قرمان في: السلوك ج 4 ق 1/ 518، 519، وإنباء الغمر 3/ 212، وعقد الجمان 371، 372، ونزهة النفوس 2/ 464، 465، وبدائع الزهور 2/ 51.

النيابة بطرابلس وحماه وغزة وطرسوس

ومنها أن مسجدي مكة والمدينة قد تشعّثا، وأنّ جانبا من الكعبة آيل للسقوط. وفيه وصل ألطنبغا القرمشي الأتابك، وطوغان الأمير اخور قبل الحاجّ بنحو من عشرين يوما. وكانت غيبتهما عن القاهرة ستين يوما أو دونها بيوم (¬1). [النيابة بطرابلس وحماه وغزّة وطرسوس] وفيه قرّر في نيابة طرابلس شاهين الزّردكاش نايب حماه، وقرّر في نيابة حماه عوضه إينال نايب غزّة، وقرّر في نيابة غزّة أركماس الجلباني، وقرّر في نيابة طرسوس نكباي حاجب دمشق، وكان قد قبض عليه قبل ذلك وسجنا (¬2) بقلعة دمشق فأفرج عنه. وقرّر في حجوبية دمشق خليل الجشاري (¬3). [وفاة بدر الدين التركماني] [1480]- وفيه مات الشيخ العالم، الفاضل، بدر الدين، أحمد بن (. . .) (¬4) بن يوسف بن عبد الله التركماني، الحنفيّ. وكان كثير الحطّ على ابن (¬5) عربي، وعلى صوفية الفلاسفة مع بيانه في ذلك، وكان يحبّ أهل السّنّة والحديث، وله شهرة طايلة بمصر. [قضاء الحنابلة بدمشق] وفيه قرّر في قضاء الحنابلة بدمشق العزّ البغدادي، وقرّر عوضه في تدريس المالكية بالمؤيّدية المحبّ أحمد بن نصر الله البغداديّ، وخلع عليهما (¬6). [الإفراج عن برسباي الدقماقي] وفيه بعث بالإفراج عن برسباي الدقماقي نايب طرابلس من سجن المرقب، وقرّر في جملة مقدّمي الألوف بدمشق (¬7). ¬

(¬1) خبر الغلاء في: السلوك ج 4 ق 1/ 519. (¬2) الصواب: «وسجن». (¬3) خبر النيابة في: السلوك ج 4 ق 1/ 520، وإنباء الغمر 3/ 212، 213، والنجوم الزاهرة 14/ 92، 93، وبدائع الزهور 2/ 51. (¬4) كلمة غير مفهومة. ولم أجد مصدرا للترجمة. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر الحنابلة في: السلوك ج 4 ق 1/ 520، وإنباء الغمر 3/ 213، وعقد الجمان 372، ونزهة النفوس 2/ 465. (¬7) خبر الإفراج في: السلوك ج 4 ق 1/ 520، وإنباء الغمر 3/ 213، وعقد الجمان 372، ونزهة النفوس 2/ 465، وبدائع الزهور 2/ 51.

الفتنة في اليمن

[الفتنة في اليمن] وفيه ورد الخبر بأنه ثارت فتنة باليمن في رمضان من الخالية قام بها الحسين بن الأشرف على أخيه الناصر أحمد والأشرف. وأنه عمّ بلاد اليمن جراد كثير هلك منه الورع، واشتدّ الغلاء عندهم (¬1). [لزوم السلطان الفراش] وفيه لزم السلطان الفراش لمعاودة ألم رجله على العادة (¬2). [صفر] [وصول قاصد ابن قرمان] وفي صفر خرج السلطان إلى الصيد بالجيزة، فوصل قاصد علي بن قرمان بهدية للسلطان / 513 / ومكاتبة منه يخبر فيها بأنه استولى على جميع بلاد أخيه ما عدا قلعة كونيه، وأنه أقام الخطبة والسكة باسم السلطان في ساير مملكته ابن (3) قرمان، وأنه محاصر قلعة قونية وسيأخذها (¬3). [تأهّب قرا يوسف لغزو الشام] وفيه وصل الخبر أنّ قرا يوسف نادى في عسكره بالتّأهّب لغزو الشام (¬4). [ربيع الأول] [نفي ابن العجمي إلى صفد] وفي ربيع الأول غضب السلطان على الصدر ابن (¬5) العجمي فنفاه إلى صفد، وجرت أمور تطول في شأنه، فقرّر في كتابة صفد، ثم شفع فيه، فأعيد إلى الحسبة على عادته (¬6). [دعوة الشمس الرومي لمقابلة السلطان] وفيه قدم إلى القاهرة العلاّمة الشمس ابن (¬7) الفناري (¬8)، محمد بن حمزة (¬9) بن ¬

(¬1) خبر الفتنة في: السلوك ج 4 ق 1/ 521. (¬2) خبر السلطان في: السلوك ج 4 ق 1/ 521. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر القاصد في: السلوك ج 4 ق 1/ 521، وعقد الجمان 373، ونزهة النفوس 2/ 466. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر النفي في: السلوك ج 4 ق 1/ 522، 523، ونزهة النفوس 2/ 467، وبدائع الزهور 2/ 51. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) انظر عن (الفناري) في السلوك: «الفنري». (¬9) في الأصل: «محمد بن محمد».

وفاة ابن بطالة

محمد الرومي، الحنفي، عالم تلك النواحي وقاضي مملكة الروم، وكان قد قدم دمشق حاجّا، فلما عاد بعث السلطان بطلبه إلى القاهرة ليستفهم منه الأحوال بالبلاد الرومية. فلما حضر أكرم غاية الإكرام من السلطان ومن أمراء الدولة، وأنزل بدار عند القاضي عبد الباسط ناظر الخزانة. ثم حصر على العادة في المولد (¬1). [وفاة ابن بطالة] [1481]- وفيه مات ابن (¬2) بطاله (¬3) الشيخ الصالح، المعتقد، محمد. وكان له شهرة وذكر في الصلاح. [الإعداد لمحاربة قرا يوسف] وفيه كتب السلطان بتهيئة الإقامات له لعزمه على سفره إلى حراب قرا يوسف، وكان قد بعث قرا يوسف للسلطان أن يجهّز إليه الجواهر التي أخذها منه وهو مسجون بدمشق كما هي، وإلاّ سار إليه وخرّب البلاد، فغضب السلطان وأخذ يظهر أنه متوجّه إليه (¬4). [تقرير الشمس الهروي في وظائفه] وفيه قرّر الشمس الهروي في وظايفه بالبيت المقدس، وأمر بالتوجّه، فسار إليه (¬5). [سفر ابن العبادي] وفيه سافر ابن (¬6) الفناري إلى جهة بلاده بعد ما أكرم غاية الإكرام، وألقى دروسا حافلة في العربية والأصول وغير ذلك بالجامع الباسطي قبل فراغه (¬7). [قدوم قاصد شاه رخ] وفيه [قدم] (¬8) قاصد شاه رخ بن تمرلنك (¬9). ¬

(¬1) خبر الدعوة في: السلوك ج 4 ق 1/ 524، ونزهة النفوس 2/ 462، 463 (في حوادث سنة 822 هـ‍). (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) انظر عن (ابن بطالة) في: إنباء الغمر 3/ 234، 235 رقم 19، ووجيز الكلام 2/ 463 رقم 1054، وبدائع الزهور 2/ 51. (¬4) خبر قرا يوسف في: السلوك ج 4 ق 1/ 524، 525، والنجوم الزاهرة 14/ 93. (¬5) خبر الهروي في: السلوك ج 4 ق 1/ 525. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر ابن العبادي في: السلوك ج 4 ق 1/ 525، ونزهة النفوس 2/ 469 وفيه: «ابن العنزي». (¬8) إضافة على الأصل يقتضيها السياق. (¬9) خبر القاصد في: السلوك ج 4 ق 1/ 525.

حضور السلطان على المدرسين في جامعه

[حضور السلطان على المدرّسين في جامعه] وفيه ركب السلطان إلى جامعه بالمؤيّدية ودار على تداريس المشايخ كلّهم، فكان يحضر عند شيخ منهم وهو يقرّر فيجلس ساعة ثم يقوم إلى درس الآخر حتى طاف السبع حلقات للمدرّسين، ثم ركب عايدا إلى قلعته (¬1). [تجهّز الأمراء للخروج مع السلطان] وفيه أخذ الأمراء في تجهيز أنفسهم للخروج مع السلطان إلى قتال يوسف (¬2). [وفاة الأستادار] [1482]- وفيه مات أبو بكر الأستادار (¬3)، فقرّر السلطان في الأستادارية إنسان (¬4) يقال له يشبك الإينالي، كان كاشفا على الجسور بالغربية وصرف عنها. [ربيع الآخر] [إبطال مكس الفاكهة] وفي ربيع الآخر أبطل السلطان مكس الفاكهة مطلقا، ونقش ذلك على الجامع المؤيّدي (¬5). [الأمر ببناء منظرة خارج القاهرة] وفيه أمر السلطان ببناء منظرة على الخمس وجوه (¬6) بجوار التاج (¬7) خارج القاهرة، وأن ينشأ هناك بستانا جليلا (¬8) فعوّض به عن مناظر وقصور من سرياقوس (¬9). ¬

(¬1) خبر المدرّسين في: السلوك ج 4 ق 1/ 526. (¬2) خبر التجهّز في: السلوك ج 4 ق 1/ 526، وإنباء الغمر 3/ 214. (¬3) انظر عن (الأستادار) في: السلوك ج 4 ق 1/ 525 و 527، وعقد الجمان 391، ونزهة النفوس 2/ 583 رقم 598، والضوء اللامع 11/ 66 رقم 181، وبدائع الزهور 2/ 51. (¬4) الصاب: «إنسانا». (¬5) خبر الفاكهة في: السلوك ج 4 ق 1/ 527، وعقد الجمان 381، وإنباء الغمر 3/ 217، ونزهة النفوس 2/ 474. (¬6) الصواب: «وجوها». (¬7) التاج: منظرة كانت من جملة المناظر التي ينزلها الخلفاء الفاطميون للنزهة، وقد بناها الأفضل أمير الجيوش. (المواعظ والاعتبار 1/ 481). (¬8) الصواب: «بستان جليل». (¬9) خبر المنظرة في: السلوك ج 4 ق 1/ 526، وعقد الجمان 381، ونزهة النفوس 2/ 473.

الوباء بالإسكندرية

[الوباء بالإسكندرية] وفيه فشا الوباء بالإسكندرية وأحوازها (¬1). [الإرجاف بمسير قرا يوسف إلى الشام] وفيه كثرت الأراجيف بمسير قرا يوسف إلى جهة البلاد الشامية، وقلق الناس بسبب ذلك سيما بحلب والشام (¬2). [اشتداد الألم بالسلطان] وفيه اشتدّ بالسلطان ألم رجله، وزاد عليه حبس الإراقة (¬3). [دسّ السمّ لابن السلطان] وفيه في هذه الأيام أغري السلطان بولده الصارم إبراهيم حتى دسّ له السّمّ / 514 / فيما قيل (¬4). [وفاة ناصر الدين الطازي] [1483]- وفيه مات ناصر الدين، محمد بن مبارك الطازي (¬5)، أخو الخليفة السلطان المستعين بالله لأمّه. وكان من أعيان الرؤساء، وله فضيلة وخير وديانة. [وفاة محب الدين الأسلمي] [1484]- ومحبّ الدين محمد بن الخضري (¬6)، الأسلمي، القبطيّ. [جمادى الأول] [ركوب السلطان إلى خارج القاهرة] وفي جمادى الأول ركب السلطان وقد أبلّ من مرضه، فسيّر خارج القاهرة، وعاد ¬

(¬1) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 1/ 527، وعقد الجمان 382، ونزهة النفوس 474، وإنباء الغمر 3/ 217، ووجيز الكلام 2/ 460. (¬2) خبر الإرجاف في: السلوك ج 4 ق 1/ 527. (¬3) خبر الألم في: السلوك ج 4 ق 1/ 527، والنجوم الزاهرة 14/ 94. (¬4) خبر السمّ في: عقد الجمان 382، ونزهة النفوس 2/ 474، وبدائع الزهور 2/ 52. (¬5) انظر عن (الطازي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 543، والنجوم الزاهرة 4/ 165، والدليل الشافي 2/ 676 رقم 2319، والضوء اللامع 8/ 296 رقم 831. (¬6) انظر عن (ابن الخضري) في: السلوك ج 4 ق 1/ 544.

مرض إبراهيم ابن السلطان

شاقّا لها من باب النصر وقد زيّنت له وأوقدت الشموع والقناديل، فمرّ إلى القلعة، وكان له يوما مشهودا (¬1). [مرض إبراهيم ابن السلطان] وفيه ابتدأ بإبراهيم ابن (¬2) السلطان مرض موته فأخذه القلق، وركب في محفّة إلى دار عبد الباسط بشاطىء النيل، ثم ركب إلى الخروبية بالجيزة في النيل، وأقام هناك وقد تزايد مرضه فيقال إنّ أباه ندم على ما صدر منه من الأمر فسمّه، وأمر الأطبّاء بعلاجه فعولج حتى عاد يبرأ، ثم انتكس بعدها من دسايس الناصري البارزي فيما يقال، وأنه كان أغرى به، ثم خان عاقبة أمره (¬3)، ومع ذاك فمات قبل المؤيّد والده. ومات ابن (¬4) البارزي. كلّهم قريبا من بعضهم البعض (¬5). وبين يدي الله يتلاقى الخصوم. [وفاة الجمال القفصي] [1485]- وفيه مات الجمال القفصي (¬6)، قاضي القضاة المالكية عبد (الله بن) (¬7) مقداد بن إسماعيل المصري، المالكيّ. عن نحو ثمانين سنة. وكان عالما فاضلا في الفقه، شرح «الرسالة»، وأخذ عن الشيخ خليل المالكي، وولي قضاء مصر مرّتين. [التكلّم في قضاء المالكية] وفيه تكلّم الجمال بن نعيم البساطي في قضاء المالكية وكاد أن يتمّ له ذاك، ثم عدل عنه ¬

(¬1) الصواب: «وكان له يوم مشهود». والخبر في: السلوك ج 4 ق 1/ 528، والنجوم الزاهرة 14/ 95. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «مره». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر المرض في: السلوك ج 4 ق 1/ 528، 529، وعقد الجمان 382، والنجوم الزاهرة 14/ 95، ونزهة النفوس 2/ 474، 475، وبدائع الزهور 2/ 52. (¬6) انظر عن (القفصي) في: ذيل الدرر الكامنة 275 رقم 530، والنجوم الزاهرة 14/ 160، والدليل الشافي 1/ 391 رقم 11347، ورفع الإصر 2/ 303، والمنهل الصافي 7/ 125، 126 رقم 1350، ووجيز الكلام 2/ 462 رقم 1052 وفيه: «الأقفهسي»، والضوء اللامع 5/ 71 رقم 262، وشذرات الذهب 7/ 160، وبدائع الزهور 2/ 52، وإيضاح المكنون 3/ 557، ونيل الابتهاج 155، ومعجم المؤلفين 6/ 155، وتحفة الأحباب 191. (¬7) غير واضح في الأصل. توضّحه المصادر.

الكشف على ميدان الناصرية

إلى ابن (¬1) عمّه الشمس محمد بن أحمد بن عثمان البساطي، شيخ تربة الظاهر برقوق (¬2). [الكشف على ميدان الناصرية] وفيه نزل السلطان إلى الميدان بالناصرية فكشف عليه، وكان قد تشعّث وانهدم، فأمر السلطان بإصلاحه فأصلح، فلما رآه أعجبه ما عمل جدّا، ثم سار منه إلى برّ بولاق وقد أخذ ولده الصارم إبراهيم إلى الحجازية فزاره، وأكّد في علاجه (¬3). [وفاة ابن البرقي] [1486]- ومات الشمس ابن (¬4) البرقي (¬5)، محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أيوب المصري، الحنفيّ. كان فاضلا، عارفا بالأحكام من أجل النوّاب، لكنه كان غير مشكور في قضائه وسيرته. [جمادى الآخر] [بناء جامع ابن البارزي ببولاق] وفي جمادى الآخر كمل بناء ابن (¬6) البارزي الجامع الذي جدّده ببولاق تجاه داره، وكان يعرف بجامع الأسيوطي. ونزل السلطان في يوم الجمعة أول هذا الشهر وقد كمل الجامع فصلّى فيه الجمعة، وخطب الجلال البلقيني قاضي القضاة، وبات السلطان هناك. ثم ركب في غده وتوجّه إلى الميدان فعمل به الموكب، وسار منه إلى القلعة (¬7). [وفاة ولد السلطان] [1487]- وفيه حمل ولد السلطان (¬8) على الأكفان من الحجازية إلى القلعة وقد ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر المالكية في: السلوك ج 4 ق 1/ 528. (¬3) خبر الكشف في: السلوك ج 4 ق 1/ 529، والنجوم الزاهرة 14/ 95. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) انظر عن (ابن البرقي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 544، وإنباء الغمر 3/ 232 رقم 13، وذيل الدرر الكامنة 278، 279 رقم 540، والدرّ المنتخب، رقم 1486، والضوء اللامع 9/ 78 رقم 213، ووجيز الكلام 2/ 462 رقم 1051، والنجوم الزاهرة 14/ 160، وبدائع الزهور 2/ 52، وشذرات الذهب 7/ 161. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر الجامع في: السلوك ج 4 ق 1/ 529، والنجوم الزاهرة 14/ 95، وبدائع الزهور 2/ 52. (¬8) انظر عن (ولد السلطان) في: السلوك ج 4 ق 1/ 530، 531، وعقد الجمان 382، والنجوم الزاهرة 14/ 96، 97، 165، 166، =

وفاة الشرف البعلبكي

زاد ألمه واشتدّ مرضه فمات في ليلة الجمعة خامس عشرة، وأخرجت جنازته حافلة، ودفن بالقبّة من المؤيدية، وحضر والده الصلاة عليه، ودفن، وأقام بالجامع المؤيّدي حتى شهد به الجمعة، وخطب ابن (¬1) البارزي خطبة بليغة ذكر فيها قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الرب، وإنّا بك يا إبراهيم لمحزونون» (¬2) / 515 / فأبكى السلطان ومن حضر (كثير) (¬3)، وتأسّف السلطان على ولده هذا. وكان شابا، ذكيّا، شهما، شجاعا، حشما، أدوبا، كريما، فاضلا، ساكنا، عفيفا، مايلا إلى الخير، بريئا مما قيل فيه وعنه ممّا ابتلى به عليه والده. واتّفق أن والده لم يدخل بعد ذلك المؤيّدية، ووقع الخلل في أهل دولته ولم يتهنّ له (. . .) (¬4) العيش. [وفاة الشرف البعلبكي] [1488]- وفيه مات الشرف ابن (¬5) السقيف (¬6)، موسى بن محمد بن نصير البعلبكّيّ، الشافعيّ. وكان عالما، بارعا في الفقه، انتهت إليه الرياسة فيه ببلده، وولي قضائها (¬7)، وكان مشكورا. [توقف زيادة النيل] وفيه توقّف النيل عن الزيادة، وارتفع سعر الغلال، فنودي بصيام ثلاثة أيام، وأن يخرجوا عقبها للصحراء للاستسقاء، فخرج القضاة والعلماء والمشايخ، وأنصب منبر، وحضر السلطان وهو في (. . .) (¬8) المنوفيّة، وعلى رأسه ميزر صغير قد تعمّم به، ومنها مما يلي يسار المنبر، وصلّى الجلال البلقيني ركعتين كهيئة صلاة العيد، ثم خطب خطبتين بليغتين حثّ فيهما على التوبة والاستغفار، وأعمال البرّ، وتحرّك من فوق المنبر ¬

= ونزهة النفوس 2/ 475، ووجيز الكلام 2/ 463 رقم 1055، وبدائع الزهور 2/ 53، وشذرات الذهب 7/ 59: وتحفة الأحباب 81، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 25 أ. (¬1) في الأصل: «بن». (¬2) أخرجه البخاري 2/ 84، 85 في الجنائز، باب قول النبي صلّى الله عليه وسلّم إنّا بك لمحزونون، ومسلم في الفضائل 62 رقم 2415 باب: رحمته صلّى الله عليه وسلّم الصبيان والعيال، وتواضعه، وفضل ذلك، وابن ماجه في الجنائز 1/ 506، 507 رقم 1589، ومسند أحمد 3/ 273 و 250. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) في الأصل مقدار كلمة غير مقروءة. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) انظر (ابن السقيف) في: إنباء الغمر 3/ 235 رقم 20، والضوء اللامع 10/ 191، ووجيز الكلام 2/ 461 رقم 1049، وطبقات ابن قاضي شهبة 4/ 435 رقم 782، وشذرات الذهب 7/ 162، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 4/ 278 رقم 1296. (¬7) الصواب: «قضاءها». (¬8) كلمة غير مقروءة.

وصول قرا يوسف إلى بغداد

واستقبل القبلة ودعا فأطال في دعايه، والسلطان بكى، والناس خاضعون خاشعون، وعدّت هذه من نوادر هذا السلطان ومن غرايبه، لم تقع لغيره من سلاطين مصر. ثم إنّ الله تعالى منّ عقيب ذلك بزيادة النيل (¬1). [وصول قرا يوسف إلى بغداد] وفيه وصل الخبر بوصول قرا يوسف على بغداد وقد خرج ولده شاه محمد عن طاعته فحصره وأخذه واستصفى أمواله، وأقام عوضه في بغداد ابنه اصبهان، ثم عاد لتبريز لما بلغه تحرّك شاه رخ ملك سمرقند وما والاها من بلاد المشرق عليه (¬2). [نظارة المؤيّديّة] وفيه قرّر السلطان في نظر المؤيّديّة مقبل الدوادار والناصر بن البارزي، وخلع عليهما بذلك، فنزلا إليها في موكب حافل، ونظر في مصالحها (¬3). [وفاة الشيخ العجمي] [1489]- وفيه مات الشيخ علي كهنفوش (¬4) العجمي، صاحب الزاوية المشهورة الآن تحت الجبل الأحمر بالريدانية حيث تربة يشبك الدوادار في زمننا هذا. وكان إنسانا حسنا، مشكور السيرة، حسن الطريقة، كريم النفس، له شهرة وذكر وحظ من الخير. [رجب] [كتابة سرّ صفد] وفي رجب أخرج الصدر ابن (¬5) العجمي من القاهرة على كتابة سرّ صفد، وجهت عليه أمور أيضا. وقرّر في الحسبة عوضا عنه إبراهيم ابن (¬6) الصاحب الوزير ناصر الدين محمد بن ¬

(¬1) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 1/ 531، 532، وإنباء الغمر 3/ 219، 220، وعقد الجمان 383، ووجيز الكلام 2/ 460، ونزهة النفوس 2/ 475، 476، والنجوم الزاهرة 14/ 97، وبدائع الزهور 2/ 53، 45. (¬2) خبر قرا يوسف في: السلوك ج 4 ق 1/ 533، والنجوم الزاهرة 14/ 98. (¬3) خبر النظارة في: السلوك ج 4 ق 1/ 533، وإنباء الغمر 3/ 220، وبدائع الزهور 2/ 54. (¬4) انظر عن (كهنفوش) في: السلوك ج 4 ق 1/ 544، والنجوم الزاهرة 14/ 160، والدليل الشافي 1/ 484 رقم 1679، والمنهل الصافي 8/ 211، 212 رقم 1686، وإنباء الغمر 3/ 229، والضوء اللامع 6/ 62 رقم 209. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في الأصل: «بن».

وفاة جمال الدين السوهائي

الحسام الصفدي (¬1) برشوة يحملها إلى السلطان وهي ألف دينار. وباشر الحسبة بزيّ الجند، ثم أشيع قتل الصدر ابن (¬2) العجمي، ثم أطلع بأن ذلك مفتعل منه وأنه اختفى بالقاهرة، ولم يتوجّه إلى صفد. وطلب زوج ابنته، وكان الولي السنباطي الذي ولي القضاء المالكية بمصر بعد مدة من هذا التاريخ فألزم به، فأجابه أنه لا يعرف له شأنا (¬3)، / 516 / فضرب وأهين وسجن ظلما (¬4). [وفاة جمال الدين السوهائي] [1490]- وفيه مات المكتّب، المجوّد، جمال الدين، محمد بن علي السوهائي (¬5). [سباحة السلطان في النيل] وفيه ركب السلطان إلى بولاق لدار ابن (¬6) البارزي ليقيم بها على عادته، ونزل الأمراء بالدور من حوله، وصارت الخدمة تقام هناك، وفي أثناء ذلك سبح السلطان بالنيل في جماعة من خواصّه من دار كاتب السرّ إلى منية السرح حتى تعجّب الناس من قوة سباحته مع زمانة رجله وعجزه عن القيام حتى أنه يحمل على الأكتاف ويمشي به أو يوضع على ظهر الفرس. ولما أن ينزل عنه يحمل حتى ينزل، ثم عاد في الحرّاقة من المنية، ورفع في آلة من خشب كالتخت إلى دارا بن (¬7) البارزي من البحر، وكان لما أراد السباحة أيضا أرخي إلى البحر في هذا التخت. ثم أصبح في غد سباحته السلطان فنودي على النيل بزيادة ثلاثين إصبعا، ولم تقع زيادة نظيرها في هذه السنة، فتيامن الناس بسباحة السلطان في النيل، وعدّوا ذلك من جملة سعادته، ولما بلغه عن العوامّ أنهم يقولون: ما زاد البحر هذه الزيادة إلاّ لكون السلطان سبح فيه، فقال: لو علمت أنّ ذلك يكون لما سبحت به لئلاّ يطيل العوامّ ذلك (¬8). [القبض على صاحب أرزنكان] وفيه وصل الخبر بأنّ قرايلك قبض على بير عمر صاحب أرزنكان (¬9) من قبل قرا يوسف بعد أن كبس عليه في غفلته وقيّده هو وأربعة وعشرين من أهله وأولاده وجماعة، وقتل ستين نفرا من جماعته، وغنم أشياء كثيرة (¬10). ¬

(¬1) في السلوك: «الصقري». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «وشانا». (¬4) خبر صفد في: السلوك ج 4 ق 1/ 533 - 535. (¬5) انظر عن (السوهائي) في: إنباء الغمر 3/ 232 رقم 11. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) خبر السباحة في: السلوك ج 4 ق 1/ 534، والنجوم الزاهرة 14/ 98، وبدائع الزهور 2/ 54، 55. (¬9) في الأصل: «أذربيجان». (¬10) خبر أرزنكان في: السلوك ج 4 ق 1/ 535.

الأمر بهدم المقياس

[الأمر بهدم المقياس] وفيه ركب السلطان النيل إلى الآثار فزاره وبّر من هو مقيم به ثم توجّه إلى الروضة وصلّى الجمعة بجامع المقياس وأمر بهدمه وبنائه وتوسعته (¬1). [شعبان] [وصول رأس حاكم أرزنكان] [1491]- وفي شعبان وصلت رأس بير عمر حاكم أرزنكان (¬2). [الفتاوى بقبائح قرا يوسف] وفيه كتبت فتاوى بقبايح قرا يوسف ومساوئه وما هو فيه وما قصده من قصده الشام وتخريبه، وكتب العلماء بجواز قتاله، وأخذ السلطان يهيّء أسباب سفره (¬3). [استثارة الناس لقتال قرا يوسف] وفيه ركب الخليفة والقضاة ونوّابهم، / 517 / والبدر حسن البرديني أحد نوّاب الحكم الشافعية بين يديهم راكب ومعه ورقة يقرأ فيها استثار الناس لقتال قرا يوسف وتعداد مساويه وقتاله وما هو فيه كلّه من القبائح، وكانوا بشوارع القاهرة، فاضطرب الناس وأخذهم الفزع والقلق. وفيه حملت نفقة السفر إلى الأمراء (¬4). [توسيط والي القاهرة] [1492]- وفيه ادّعي على محمد ابن (¬5) أمير اخور والي القاهرة بأنه قتل إنسانا وسّطه بسيفه نصفين بغير موجب شرعيّ، وأقيمت البيّنة عليه بذلك بين يدي السلطان بحضور القضاة، فأمر السلطان بأخذ الحكم الشرعي، عليه، فحكم بقتله فأخذ ووسّط بالمكان الذي وسّط به ذلك الرجل. وقرّر في الولاية محمد المعروف ببكلمش، وسار سيرة سيئة وقلّت حرمته ¬

(¬1) خبر المقياس في: السلوك ج 4 ق 1/ 534، والنجوم الزاهرة 14/ 99، ونزهة النفوس 2، 476. (¬2) خبر الحاكم في: السلوك ج 4 ق 1/ 535. وإنباء الغمر 3/ 222 وفيه «ابن عمر»، وعقد الجمان 383، 384، ونزهة النفوس 2/ 476. (¬3) خبر الفتاوى في: السلوك ج 4 ق 1/ 535، ونزهة النفوس 2/ 467. (¬4) خبر الاستثارة في: السلوك ج 4 ق 1/ 536، والنجوم الزاهرة 14/ 99، 100، ونزهة النفوس 2/ 476، وبدائع الزهور 2/ 55. (¬5) في الأصل: «بن».

كسر النيل

سيما بين العوام ونعتوه بقندورتي لكونه نطق بها غلطا عن قبائي (¬1). [كسر النيل] وفيه في خامس عشرين مسرى وفاء النيل، ونزل السلطان لكسره وفتح الخليج بحضوره (¬2). [العقد على ابنة السلطان] وفيه عقد الأتابك ألطنبغا القرمشي على ابنة السلطان المؤيّد «ستيتة» على صداق جملته خمسة عشر ألف دينار هرجه، وحضر القضاة والأعيان هذا العقد بالجامع المؤيّدي، ثم أصبح ألطنبغا القرمشي على عزم السفر، وخرج في تجمّل إلى الريدانية ومعه عدّة من الأمراء مقدّمي الألوف من ذوي الوظائف وغيرهم من الطبلخانات والعشرات ليتوجّهوا إلى حلب لحفظها خشية من تطرّقها قرا يوسف (¬3). [وفاة ناصر البسكري] [1493]- وفيه مات ناصر بن أحمد بن منصور بن مزني (¬4) البسكري، المالكيّ. كان والده من أمراء العرب بإفريقية وله ثروة ومعرفة. اتفق لولده هذا أن قدم للحجّ فبلغه أنّ صاحب تونس غضب على ابنه فلم يعد، وأقام بالقاهرة. وكان فاضلا. وله تاريخ، ومات ولم يبلغ الكهولية. [رمضان] [عودة الألم إلى السلطان] وفي رمضان انتقض على السلطان ألم رجله، وكان قد تنصّل شيئا وركب غير ما مرّة (¬5). ¬

(¬1) خبر التوسيط في: إنباء الغمر 223، وعقد الجمان 384، ونزهة النفوس 2/ 476، 477، وبدائع الزهور 552. (¬2) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 1/ 536، وعقد الجمان 384، والنجوم الزاهرة 14/ 100، ونزهة النفوس 2/ 477، وبدائع الزهور 2/ 55. (¬3) خبر العقد في: السلوك ج 4 ق 1/ 536، 537، وإنباء الغمر 3/ 223، والنجوم الزاهرة 14/ 100. (¬4) انظر عن (ابن مزني) في: ذيل الدرر الكامنة 276 رقم 5/ 534، وإنباء الغمر 3/ 235 رقم 21، والضوء اللامع 10/ 195 رقم 829. (¬5) خبر الألم في: السلوك ج 4 ق 1/ 537، وإنباء الغمر 3/ 224، والنجوم الزاهرة 14/ 102.

وفاة الصلاح ابن الكويز

[وفاة الصلاح ابن الكويز] [1494]- وفيه مات الصلاح ابن (¬1) الكويز (¬2)، خليل بن عبد الرحمن الشويكيّ الأصل، الأرمني، صاحب ديوان المفرد. وكان بشوشا، متواضعا، له برّ وصدقات. وقرّر عوضه في نظر الديوان المفرد الصاحب تاج الدين عبد الرزاق بن الهيصم. [الضوء من الجمل المذبوح] / 518 / وفيه وصل الخبر إلى القاهرة أنه ذبح جمل (¬3)، وعلّق الجزّار ذابحه لحمه في داره، فأضاء هذا اللحم كما تضيء الشمعة إذا اشتعل فيها النار، وصار كلّما قطعوا من لحمه قطعة أضاءت بمفردها، فأخذوه جملته ودفنوه ولم يأكلوا (¬4) منه شيئا. ووقع مثل هذا بعد الثمانين وثمانماية في بقرة ذبحت بالقاهرة، فأضاء لحمها، وعدّ ذلك من غاية العجب (¬5). [بدء مرض ابن البارزي] وفيه ابتدأ بالناصر ابن (¬6) البارزي كاتب السرّ مرضه الذي مات به (¬7). [ختم البخاري بالقلعة] وفيه ختم «البخاري» بالقلعة على العادة، فوقع بين القاضي الحنفي الزين التّفهنيّ وبين القاضي الحنبلي العلاء المغلي بحث جرّ الحنفي إلى الاستطالة على الحنبلي، فأعان جماعة من حضر الحنفي على الحنبلي لاستطالته قبل ذلك على الناس (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (ابن الكويز) في: السلوك ج 4 ق 1/ 545، وإنباء الغمر 2/ 228 رقم 3، والدليل الشافي 1/ 291 رقم 1001، والمنهل الصافي 5/ 261، 262 رقم 1004، والضوء اللامع 3/ 197 رقم 751، والنجوم الزاهرة 14/ 161، ونزهة النفوس 2/ 478 و 483 رقم 596، وبدائع الزهور 2/ 55. (¬3) في الأصل: «ذبح بقرة حمل». (¬4) الصواب: «يأكلوا». (¬5) خبر الضوء في: السلوك ج 4 ق 1/ 538، وإنباء الغمر 3/ 224، ووجيز الكلام 2/ 460، وبدائع الزهور 2/ 42. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر المرض في: السلوك ج 4 ق 1/ 538، والنجوم الزاهرة 14/ 102. (¬8) خبر الختم في: إنباء الغمر 3/ 224.

شوال

[شوّال] [صلاة السلطان صلاة العيد] وفي شوال صلّى السلطان صلاة العيد بالقصر بالكبير من القلعة لعجزه عن التوجّه إلى الجامع (¬1). [ركوب السلطان المحفّة] وفيه ركب السلطان في المحفّة إلى التاج والسبع وجوه، فرأى المنظرة التي أعمرها هناك وقد كملت ثم عاد (¬2). [وفاة الناصر ابن البارزي] [1495]- وفيه مات الناصر (ابن البارزي) (¬3)، محمد بن محمد بن عثمان بن محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن مسلم بن هبة الله بن حسّان بن محمد بن منصور بن أحمد بن علي بن عامر (بن عبد الله) (¬4) بن حسّان بن عبد الله بن عطيّة بن عبد الله بن أنس المهنّى، الحموي، الشافعيّ، كاتب السرّ. وكان عالما، فاضلا، رئيسا، حشما، بل عدّ من الملوك، وولي قضاء بلده وكتابة سرّها، وكتابة سرّ حلب ثم كتابة سرّ مصر مدّة دولة المؤيّد، وكان من أخصّ خواصّه، بل إليه تدبير دولته مع بشر وبشاشة إنسانية وكرم زائد على طريقة قدماء الكرماء. وله الآثار الحسنة، وكان فقيها، نحويا، أديبا، ناظما، ناثرا. ومولده (سنة 74) (¬5). وقرّر في كتابة السرّ غيره ولده الذي أربى على أبيه في كرمه ومعاليه الكمال محمد، وقرّر عليه مبلغ أربعين ألف دينار يحملها لخزانة السلطان. ¬

(¬1) خبر الصلاة في: السلوك ج 4 ق 1/ 538، والنجوم الزاهرة 14/ 102. (¬2) خبر الركوب في: السلوك ج 4 ق 1/ 538، والنجوم الزاهرة 14/ 102. (¬3) ما بين القوسين كتب بالمداد الأحمر. وانظر عن (ابن البارزي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 539 و 545، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 432 - 434 رقم 780، وذيل الدرر الكامنة 278، 279 رقم 540، وإنباء الغمر 3/ 233 رقم 16، وعقد الجمان 389، 390 رقم 117، والدليل الشافي 1/ 677، 678 رقم 2322، والنجوم الزاهرة 14/ 161، 162، ووجيز الكلام 2/ 461 رقم 1047، والضوء اللامع 9/ 236 رقم 583، ونزهة النفوس 2/ 481، 482 رقم 595، وبدائع الزهور 2/ 55، وشذرات الذهب 7/ 161، وديوان الإسلام / 235 رقم 356، وخزانة الأدب 20 و 21 و 39 و 53 و 118 و 294 و 488، و 518 و 519 و 526 و 537 و 553، وثمرات الأوراق 98 و 226، وتاريخ بيروت 207. (¬4) ما بين القوسين كتب فوق السطر. (¬5) ما بين القوسين كتب تحت السطر.

ظهور الصدر بن العجمي

[ظهور الصدر بن العجمي] وفيه بعد موت ابن (¬1) البارزي ظهر الصدر ابن (¬2) العجمي، المحتسب. وكان مختفيا هذه المدّة، وفي ظنّ كثير من الناس أنّ ابن (¬3) البارزي قتله. ولما ظهر كان السلطان في شغل بابنه فشفع فيه بعض الأمراء، فقبل شفاعته وأمر بأن يلزم داره بالقاهرة (¬4). [التقرير في كتابة السرّ] وفيه قرّر في نيابة كتابة السرّ البدر بن مزهر محمد بن محمد بن أحمد / 519 / عوضا عن الكمال ابن (¬5) البارزي. والبدر هذا هو والد الرئيس زين الدين أبو (¬6) بكر بن مزهر كاتب السرّ الآتي في محلّه، رحمه الله تعالى. [شفاء السلطان] وفيه أبلّ السلطان من مرضه ودخل الحمّام، وزيّنت القاهرة لذلك، وفرّق السلطان مالا في الفقهاء والفقراء وغيرهم (¬7). [وفاة رئيس الأطبّاء] [1496]- وفيه مات رئيس الأطبّاء الشمس بن الصغير (¬8)، محمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد، الطبيب الحاذق. وكان ماهرا في العلاج، عارفا به، وكان ذا مروءة. ومولده سنة ثلاث وأربعين وسبعماية. [وفاة صاحب فاس] [1497]- وفيه مات صاحب فاس (¬9) ملك المغرب، السلطان، أبو سعيد، ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر ابن العجمي في: السلوك ج 4 ق 1/ 539، وإنباء الغمر 3/ 225. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر التقرير في: السلوك ج 4 ق 1/ 540، وإنباء الغمر 3/ 225. (¬7) خبر الشفاء في: السلوك ج 4 ق 1/ 540، وعقد الجمان 186، والنجوم الزاهرة 14/ 104، ونزهة النفوس 2/ 479، وبدائع الزهور 2/ 56. (¬8) انظر عن (ابن الصغير) في: إنباء الغمر 3/ 233 رقم 15، وذيل الدرر الكامنة 276 رقم 532، والضوء اللامع 6/ 323 رقم 1059 وفيه محمد بن أحمد بن عبد الله، و 9/ 116، وشذرات الذهب 7/ 161. (¬9) انظر عن (صاحب فاس) في: السلوك ج 4 ق 1/ 545، 546، والنجوم الزاهرة 14/ 163، وبدائع الزهور 2/ 56، 57.

وفاة الصاحب ابن غنام

عثمان بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق المريني، التبريزيّ، مقتولا على يد وزيره عبد الرحمن اللبّاني، وأقام في ملكه بعده ابنه أبا عبد الله محمد. وكانت مدّة عثمان ثلاثا (¬1) وعشرين سنة، وثلاثة أشهر وأياما، خربت فيها فاس وأعمالها، وملك أمير بني مرين بعد العظمة الزائدة. [وفاة الصاحب ابن غنام] [1498]- ومات الصاحب الوزير كريم الدين، عبد الكريم (¬2) بن [أبي] شاكر بن غنّام القبطي. وقد أناف على الماية، وهو سليم الحواسّ. وتوزّر مرّتين. ومن آثاره مدرسته بجواز الجامع الأزهر تعرف به. [وفاة جمال الدين الأنبابي] [1499]- والشيخ جمال الدين يوسف بن الشيخ القدوة سيدي إسماعيل بن يوسف الأنبابيّ (¬3). وكان عالما فاضلا، عارفا بالفقه، والأصول، والعربية، وانقطع بأخرة بزاوية والده، وأحبّه الناس واعتقدوه، وكان يذكر لنفسه نسبا إلى سعد بن عبادة، وخلّف مالا كثيرا بعد موته. [ولاية العهد لولد السلطان الرضيع] وفيه عهد السلطان بالملك لولده الرضيع أحمد، وجعله السلطان من بعده بعد أن جمع الخليفة والقضاة، وجعل مدبّر مملكته الأتابك ألطنبغا القرمشيّ، وجعل القائم بتدبير الدولة حتى يحضر ألطنبغا من حلب ثلاثة من الأمراء، وهم: ططر، وتنبك، ميق، ¬

(¬1) في الأصل: «ثلثا». (¬2) انظر عن (عبد الكريم) في: السلوك ج 4 ق 1/ 545 وفيه: «عبد الله»، ووجيز الكلام 2/ 464 رقم 1057، والضوء اللامع 5/ 21، وعقد الجمان 390، 391 رقم 119، والنجوم الزاهرة 14/ 162، 163، والدليل الشافي 1/ 424 رقم 1461، والمنهل الصافي 7/ 333 رقم 1467، ونزهة النفوس 2/ 483 رقم 597، وبدائع الزهور 2/ 57. (¬3) انظر عن (الأنبابي) في: طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 438 رقم 784، وذيل الدرر الكامنة 276، 277 رقم 535، وإنباء الغمر 3/ 235، 236 رقم 22، ووجيز الكلام 2/ 461 رقم 1048، والضوء اللامع 10/ 303، وشذرات الذهب 7/ 163.

خروج الحاج والمحمل

وقجقار القردميّ، وحلّفهم على ذلك، ثم حلّف المماليك من الغد، وأرجف بالقاهرة بموت السلطان، ونقل الناس الكثير من أثاثهم وتعلّقاتهم ووزّعوها (¬1). [خروج الحاجّ والمحمل] وفيه خرج الحاجّ والمحمل، وهم على تخوّف من أشرار ما عليهم في الطريق (¬2). [ذو القعدة] [ظهور خبيئة لابن البارزي] وفي ذي قعدة ظهر لابن البارزي خبيئة / 520 / فيها نحوا (¬3) من سبعين ألف دينار استولى عليها السلطان بأجمعها (¬4). [عافية السلطان] وفيه أبلّ السلطان من مرضه فركب وسار إلى القاهرة، فدخل من باب زويلة وخرج من باب النصر متوجّها إلى التاج والسبع وجوه، فأقام به أربعة أيام، وركب عائدا إلى قلعته فشقّ القاهرة أيضا من باب القنطرة (¬5). [نظارة الخزانة] وفيه أمر السلطان الطواشي مرجان الخازندار، وعبد الباسط ناظر الخزانة بالنزول إلى دار الصاحب بدر الدين بن نصر الله، ويسلّم خزانة الخاصّ منه، وأن يتحدّث في الخاصّ مرجان المذكور. وكان نصر الله متمرّضا من مدّة ضرب السلطان له، فإنه كان تغيّظ عليه وضربه، ثم بعد أيام خلع على البدر المذكور خلعة الرضا واستمراره على الوزارة (¬6). [القراءة بتوقيع كاتب السرّ] وفيه قرىء توقيع الكمال بن البارزي بكتابة السرّ بالجامع المؤيّدي. وما قريء توقيع كاتب سرّ قطّ (¬7). ¬

(¬1) خبر ولاية العهد في: السلوك ج 4 ق 1/ 539، وإنباء الغمر 3/ 227، وعقد الجمان 386، ونزهة النفوس 2/ 478، وبدائع الزهور 2/ 57. (¬2) خبر الحاج في: السلوك ج 4 ق 1/ 539. (¬3) الصواب: «نحو». (¬4) خبر الخبيئة في: السلوك ج 4 ق 1/ 540، والنجوم الزاهرة 14/ 104، وبدائع الزهور 2/ 58. (¬5) خبر العافية في: السلوك ج 4 ق 1/ 540، وعقد الجمان 385، 387، والنجوم الزاهرة 14/ 105، ونزهة النفوس 2/ 479، وبدائع الزهور 2/ 57. (¬6) خبر النظارة في: السلوك ج 4 ق 1/ 541، والنجوم الزاهرة 14/ 105، وبدائع الزهور 2/ 58. (¬7) خبر القراءة في: السلوك ج 4 ق 1/ 541، وإنباء الغمر 3/ 225.

خروج السلطان للصيد

[خروج السلطان للصيد] وفيه ركب السلطان غير ما مرّة إلى المنظرة بالتاج والسبع وجوه، وعدّى إلى الجيزة للتصيّد بها، وركب مرة أيضا إلى الجامع الجديد بمصر وصلّى به الجمعة بعد ما دخل الحمّام الذي بقرب الجامع المذكور، وهو في هذا كلّه يحمل على الأكتاف (¬1). [وفاة قرا يوسف] [1500]- وفيه مات قرا يوسف (¬2) بن قرا محمد بن بيرم خجا التركماني، صاحب أذربيجان وعراقين (¬3) العرب والعجم، وما والا (¬4) تلك الممالك، في رابع عشره. وكان موته بين مدينة السلطانية وتبريز، وهو متوجّه إلى شاه رخ لقتاله، وكان قرا يوسف هذا من فسقة الملوك، وله جرأة وإقدام وظلم وعسف، لا يرجع إلى دين ولا عفّة، وخربت مملكة العراق في أيام أبيه وأيامه. وتولّى مملكته بعده ابنه اسكندر، وبقي ابنه محمد شاه بغداد. [غلاء اللحم بالقاهرة] وفيه فقد لحم الضأن بالقاهرة وغلا (¬5). [ذو الحجّة] [اشتداد مرض السلطان] وفي ذي حجّة عاد السلطان من السرحة بعد ما انتهى إلى الطرّانة وقد اشتدّ به مرضه وأفرط عليه الإسهال فأرجف بموته وكادت أن تكون فتنة. ثم ركب النيل عجزا عن ركوب الفرس بل المحفّة، فأقام بأنبابة حتى ضحّى بها، ثم عدّى في البحر إلى دار كاتب السرّ، ثم صعد منه إلى القلعة، وقد زاد مرضه وقوي ¬

(¬1) خبر الصيد في: السلوك ج 4 ق 1/ 541، 542، والنجوم الزاهرة 14/ 105، ونزهة النفوس 2/ 479، 480، وبدائع الزهور 2/ 58. (¬2) انظر عن (قرا يوسف) في: السلوك ج 4 ق 1/ 545، وإنباء الغمر 3/ 226 و 230، 231 رقم 8، وذيل الدرر الكامنة 279، 280 رقم 541، وعقد الجمان 392 رقم 122، والنجوم الزاهرة 14/ 163 - 165، ووجيز الكلام 2/ 463، 464 رقم 1056، والضوء اللامع 6/ 216، ونزهة النفوس 2/ 480 و 484 رقم 600، وبدائع الزهور 2/ 58، وشذرات الذهب 7/ 163، والتاريخ الغيائي (انظر فهرس الأعلام) 430، وأخبار الدول 2/ 504، و 506، وخزانة الأدب 520، وثمرات الأوراق 283، وتاريخ بيروت 236. (¬3) الصواب: «وعراقي». (¬4) الصواب: «وما والى». (¬5) خبر الغلاء في: السلوك ج 4 ق 1/ 542.

محاصرة فاس

بالإسهال / 521 / والبطن والحاه والحمّى والصداع والمفاصل، حتى كان من موته في الآتية ما ستعرفه (¬1). [محاصرة فاس] وفيه سار أبو رياني محمد بن أبي طريف محمد بن السلطان أبي عبّاد المهاجر بن مازي (¬2) لأخذ فاس. وكان أبو ريّان هذا بالأندلس، فلما بلغه موت صاحب فاس جهّزه ابن (¬3) الأحمر صاحب الأندلس فنازل فاس وطارحه جماعة منهم الشيخ يعقوب الحلفاوي ومعه جموع من أهل فاس قاموا على الوزير اللباني، ودام الحصار على فاس أربعة أشهر (¬4). [وفاة الحافظ جمال الدين المغربي] [1501]- وفيه مات الحافظ جمال الدين ابن (¬5) موسى (¬6) محمد بن موسى بن علي بن عبد الصمد بن محمد بن عبد الله المغربي، المالكيّ. وكان من العلماء والأعيان والحفّاظ المحدّثين. أجاز له ابن (¬7) عرفة، وابن (¬8) حازم، وابن (¬9) الميلق، وآخرين (¬10). وسمع من جماعة كثيرون (¬11)، منهم ابن (¬12) صديق، وعائشة بنت عبد الهادي، وجال الكثير من البلاد للسماع، ودخل اليمن، وله شعر. وكان خيّرا، ديّنا، صادق اللهجة. ومولده سنة سبع وثمانين وسبعماية. [رسالة صاحب حصن كيفا] وفيه قدم رسول سليمان صاحب حصن كيفا الأيوبيّ بمكاتبة مرسله تتضمّن موت قرا يوسف مسموما كما تقدّم (¬13). ¬

(¬1) خبر المرض في: السلوك ج 4 ق 1/ 542، وإنباء الغمر 3/ 225، والنجوم الزاهرة 14/ 106، ونزهة النفوس 2/ 480، وبدائع الزهور 2/ 58. (¬2) كذا في الأصل. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر فاس في: بدائع الزهور 2/ 58. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) انظر عن «ابن موسى» في: إنباء الغمر 3/ 234 رقم 18، ووجيز الكلام 2/ 462 رقم 1053، والضوء اللامع 9/ 221، وبدائع الزهور 2/ 58، وشذرات الذهب 7/ 161. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) في الأصل: «بن». (¬10) الصواب: «وآخرون». (¬11) الصواب: «كثيرين». (¬12) في الأصل: «بن». (¬13) خبر الرسالة في: السلوك ج 4 ق 1/ 543، والنجوم الزاهرة 14/ 107.

الإرجاف بموت السلطان

[الإرجاف بموت السلطان] وفيه أرجف بموت السلطان (¬1). [تثبيت ولاية العهد] وفيه أثبت عهده لولده أحمد على القاضي الحنفي وبعده بقيّة القضاة، فكثر اضطراب الناس وتوقّعوا الفتنة، ونقل خواصّ الناس ما في دورهم واشتدّ خوفهم (¬2). * * * [حوادث هذه السنة لا فى شهر معين] [الخطبة بمدرسة الزين عبد الباسط] وفيها، أعني هذه السنة، كانت إقامة الخطبة بمدرسة الزين عبد الباسط تجاه داره، وكان أنشأها مدرسة بغير خطبة، ثم عنّ له أن يقيم بها خطبة فأنشأ بها منبرا وأقيمت بها الخطبة فصارت هي الجامع الباسطي. وهي من أجلّ المباني الجليلة، أنشأها وهو ناظر الخزانة قبل شهرته الطايلة الآتي ذكرها في [ترجمة] (¬3) الأشرف برسباي (¬4). ¬

(¬1) خبر الإرجاف في: السلوك ج 4 ق 1/ 543، والنجوم الزاهرة 14/ 107. (¬2) خبر ولاية العهد في: السلوك ج 4 ق 1/ 543، والنجوم الزاهرة 14/ 107. (¬3) إضافة على الأصل. (¬4) خبر الخطبة في: إنباء الغمر 3/ 226، وبدائع الزهور 2/ 59.

سنة أربع وعشرين وثمانماية

سنة أربع وعشرين وثمانماية [محرّم] [فساد الحال مع اشتداد مرض السلطان ووفاته] [1502]- في محرّم استهلّ بالإثنين بالقاهرة، وفي غيرها بالأحد. وكان حادي عشرين طوبة القبطيّ، والسلطان في ألم شديد، والأراجيف عمّالة بموته، وفحش الحال في قتل الأنفس وأخذ الأموال ببلاد الصعيد، وكثر فساد المفسدين بسبب هذه الأراجيف، وتوقع الناس بالقاهرة نهبا أو نحو هذا، والأمراء تصعد القلعة فلا يمكّنوا من دخولهم / 522 / على السلطان لشغله بنفسه، وططر بالقلعة، وطلب التاج الشويكي وخلع عليه بالولاية لشدّة بأسه، ونزل في موكب حافل جدّا، فسكن أمر المتشغّبين شيئا، وما برح الإرجاف بالسلطان في كل يوم حتى مات (¬1) قبيل الظهر من يوم الإثنين ثامنه أو تاسعه على ما وقع فيه من الخلاف، وحضر عنده حين موته العلاّمة الشيخ يحيى السيرامي وبعض الأمراء. مات ولم يكمل الستين. وكان ملكا جليلا، شهما، شجاعا، عارفا، سيوسا، عاقلا، حشما، محبّا في العلم ¬

(¬1) انظر عن (المؤيّد شيخ) في: السلوك ج 4 ق 1/ 243، وما بعدها، و 549 - 551 و 597، والسيف المهنّد في سيرة الملك المؤيّد (كلّه)، وإنباء الغمر 3/ 237، وتاريخ بيروت 239، والنجوم الزاهرة 14/ 103 - 113، والدليل الشافي 1/ 346، 347 رقم 1191، والمنهل الصافي 6/ 263 - 312 رقم 1194، والضوء اللامع 3/ 308 رقم 1190، وتاريخ الملك الأشرف قايتباي، ورقة 37 أ، ب، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) 2/ 412، والبدر الطالع 1/ 283 رقم 198، ونزهة النفوس 2/ 488 - 493، ووجيز الكلام 2/ 465، وتاريخ ابن سباط 2/ 777، وبدائع الزهور 2/ 59 - 63، وشذرات الذهب 7/ 164، 165، وتاريخ الأزمنة 345، وأخبار الدول 221، والتاريخ الغياثي 354، وتاريخ الأمير حيدر الشهابي 520، وتحفة الأحباب 81، والمجمع المؤسس 3/ 127 - 130 رقم 493، والأعلام 3/ 182 وقال السخاوي: «وعمل العيني في سيرته أرجوزة سمّاها «الجوهر» انتقد منها شيخنا ابن حجر ما أفرده في جزء سمّاه: «قذى العين في من يعيب غراب البين». وكذا أفردها ابن ناهض في مجلّد حافل، قرّضه له كل عالم وأديب، ومؤرّخ وحبيب». وقد أفرد له البدر العيني كتابا في سيرته سمّاه «السيف المهنّد في سيرة الملك المؤيّد». وهو مطبوع، وتحفة الناظرين 2/ 30 - 33 و 161 خزانة الأدب 64 و 98 و 161 و 529، وثمرات الأوراق 713، وتاريخ بيروت 33 و 207 و 236 - 239.

سلطنة المظفر بن المؤيد

والعلماء، والبرّ، وفعل الخير، ويذاكر بأشياء في فنون علميّة، مع معرفة بالموسيقا، وكان كثير التواضع، مع علوّ همّة، وحسن عقيدة، ومحبّة في العدل. وكان محسنا إلى أصحابه، كثير العفو والصفح عنهم، يميل إلى العدل، ولو سلم من وسايط السوء ما كان مثله في سلاطين مصر. وله آثار عظام، منها: المؤيّدية، وناهيك بها، ذكر الثقة أنه سمعه يقول: أصرفت عليها أربع ماية ألف دينار. وكان يحبّ الهزل والمجون. وأقام أميرا وأتابكا وسلطانا زيادة على العشرين سنة، وأوصى عند موته بثمانين ألف دينار، تصرف في مصالح المؤيّدية، وترك في الخزانة لما مات على ما قيل ألف ألف دينار وخمسماية ألف دينار من الذهب النقد العين، فلم تمض السنة وفيها الدينار الواحد. وكان جركسيّ الجنس، هذا هو الصحيح من حاله، بل كان من ذرّيّة كرموك كبير هذه الطائفة، وما يقال إنه كان تركمانيا فليس بصحيح وإنما هو وهم من فصاحته وبراعته، وكان حسن الهمّة والشمائل. [سلطنة المظفّر بن المؤيّد] وفيه كانت سلطنة المظفّر أبو (¬1) السعادات أحمد. ولما مات المؤيّد كادت أن ترتجّ القاهرة بأهلها حتى أحضر الخليفة وقضاة القضاة وأهل الدولة، فلما تكامل أهل الحلّ والعقد أحضر أحمد ابن المؤيّد وهو ابن (¬2) عشرين شهرا وسبعة أيام، وبويع بالسلطنة ولقّب بالمظفّر، وكنّي بأبي السعادات، وأفيض عليه شعار صغير فصّل له، وأركب فرس النوبة من باب السفارة قبليّ، وساروا به وهو يبكي إلى القصر، وأجلس على سرير الملك، وقام الكل بين يديه / 523 / وقبّلوا الأرض له، ونودي للسلطنة بالقلعة وشوارع القاهرة والترحّم على والده المؤيّد شيخ. ثم أخذوا في جهاز المؤيّد ودفنه (¬3). [دفن المؤيّد] ومن غريب ما اتّفق في أمر جهاز المؤيّد هذا ما فيه عبرة وموعظة لمن تدبّر وأبصر، وهو أنه لما وضع على سريره للغسل ما وجد له إناء صغير يصبّ به عليه الماء، ولا منشفة ينشّف بها، فنشّف بمنديل بعض من حضر غسله، ولا وجد له مئزر يستر به عورته ¬

(¬1) في الأصل: «أبي». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر السلطة في: السلوك ج 4 ق 2/ 563، والنجوم الزاهرة 14/ 168، ووجيز الكلام 2/ 465، ونزهة النفوس 2/ 494، وتاريخ ابن سباط 2/ 778، وبدائع الزهور 2/ 63، 64، وتحفة الأحباب 82، والتاريخ الغياثي 354، وسمط النجوم 4/ 273.

القبض على قجقار القردمي وسجنه

حتى أخذ مئزر من على رأس بعض الجواري القايمين بالنياحة من الميازر السود الصعيدي، وحمل بعد تجهيزه إلى باب القلّة، فصلّي عليه، وحمل إلى جامعه التي بها (¬1) مدفنه فدفنوه بها. وكانت مدّة ملكه في السلطنة ثمان سنين وخمسة أشهر وثمانية أيام. وكان من معايبه البخل والشحّ حتى بالأكل، وعنده لجاجة، عصوبا، حسودا، معيانا، نكدا، فحّاشا، سبّابا، بذيئا، يتظاهر بمنكرات محرّمة. عفا الله عنه. [القبض على قجقار القردمي وسجنه] وفيه بعد تجهيز المؤيّد ودفنه، وذكر بعضهم: قبل ذلك، قبض على قجقار القردمي وسجن بالقلعة بإشارة ططر، وكان قد شاع في مدّة مرض المؤيّد بأنه يريد الركوب عليه، وكان قصد هو القبض على ططر، فبادره ططر بأن قبض هو عليه، وصار إليه تدبير المملكة، ونادى بالإنفاق في الجند، وكثرت الأراجيف، وصار الناس في تخوّف (¬2). [تدبير ططر المملكة] وفيه عرض على تنبك ميق بأن يكون رفيقا لططر في تدبير المملكة، فامتنع من ذلك أشدّ امتناع، فقام ططر بأعباء الأمر وتدبير الدولة، وخلع عليه بأن يكون لالا السلطان وكافله، وخلع على تنبك ميق أيضا. هذا، وقد أجلس المظفّر أحمد والأمراء حوله، وقد أقيمت الخدمة بالقصر، فلما انقضت الخدمة أعيد إلى أمّه، وسكن ططر بالأشرفية من القلعة، وصار الأمراء ومباشروا (¬3) الدولة يقفون بين يديه، ويدبّر الأمور على وفق مراده (¬4). [القبض على جلبان رأس نوبة] وفيه قبض على جلبان رأس نوبة سيدي أحد مقدّمي الألوف، وقبض معه على شاهين الفارسي من المقدّمين أيضا (¬5). ¬

(¬1) الصواب: «إلى جامعه الذي بها». (¬2) خبر قجقار في: السلوك ج 4 ق 2/ 563، وإنباء الغمر 3/ 237، 238، والنجوم الزاهرة 14/ 167 و 171. (¬3) الصواب: «مباشرو». (¬4) خبر ططر في: السلوك ج 4 ق 2/ 564، وإنباء الغمر 3/ 238، والنجوم الزاهرة 14/ 168، وبدائع الزهور 2/ 64، وتاريخ الغياثي 354. (¬5) خبر جلبان في: السلوك ج 4 ق 2/ 564، وإنباء الغمر 3/ 238، والنجوم الزاهرة 14/ 170.

الختم على نفقة المؤيد

[الختم على نفقة المؤيّد] وفيه طلب ططر القضاة وأمر بأن يختم بحضورهم، على حواصل المؤيّد بعد أن أخرج منها مال نفقة البيعة أربعماية ألف دينار (¬1). [محاولة الركوب على ططر] وفيه اضطرب الناس / 524 / في وقت العشاء الآخرة، وكان جماعة من الأمراء اتفقوا على الركوب على ططر، فركب منهم جماعة، وتخلّف آخرين (¬2). فلما لم يحضروا لهم ساقوا هاربين، وكبيرهم مقبل الدوادار نفروا إلى جهة الشام من البحر من جهة الطينة، وكان منهم عدّة من الطبلخانات والعشرات، منهم: أسندمر النوري، وجلبان، وكمشبغا الحمزاوي، ومباركشاه، ويلخجا، وساق وراءهم (¬3) جانبك الصوفي، ويشبك الأستادار، ومقبل ميق، فلم يلحقهم وعادوا (¬4). [نظر الخاص] وفيه قرّر البدر بن نصر الله في نظر الخاص، وصرف مرجان الخزندار من التكلّم فيه، ودامت الوزارة مع البدر أيضا، وقرّر الصدر ابن (¬5) العجمي في الحسبة على عادته، وجعل له الأمير ططر في كل يوم دينارين على الجوالي، وشرط عليه أن يبطل الدكّة ويوفّر ما كان المحتسب يأخذه من القلعة (¬6). [إعادة أموال التجريدة] وفيه نودي في الجند الذين أخذ منهم مال لأجل التجريدة أن يحضروا ليعاد إليهم ما أخذ منهم، فأعلنوا بالدعاء. وكان المؤيّد قد أخذ منهم مال (¬7) لأجل السفر (¬8). [إقرار أمراء المناصب] وفيه خلع على ططر خلعة حافلة جدّا، واستقرّ نظام الملك، واستقرّ تغري ¬

(¬1) خبر الختم في: السلوك ج 4 ق 2/ 564، وإنباء الغمر 3/ 238، والنجوم الزاهرة 14/ 170، ونزهة النفوس 2/ 495، 496. (¬2) الصواب: «آخرون». (¬3) في الأصل: «ورهم». (¬4) خبر الركوب في: السلوك ج 4 ق 2/ 564، وإنباء الغمر 3/ 238، والنجوم الزاهرة 14/ 170. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر نظر الخاص في: السلوك ج 4 ق 2/ 565، وإنباء الغمر 3/ 238، والنجوم الزاهرة 14/ 171، ونزهة النفوس 2/ 496. (¬7) في الأصل: «مالا». (¬8) خبر التجريدة في: السلوك ج 4 ق 2/ 565، 566، وإنباء الغمر 3/ 239.

الاستعفاء من نظارة الجيش

بردي من قصروه أمير اخور، وجانبك الصوفي أمير سلاح، وعلى باي دوادار كبير، وخلع على عدّة من الأمراء. وقرّر إينال الأزعري في حجوبية الحجّاب وخلع على القضاة والمباشرين على عادتهم (¬1). [الاستعفاء من نظارة الجيش] وفيه استعفى ناظر الجيش الصلاح ابن (¬2) كويز من وظيفته فأعفي وقرّر في كتابة السرّ. وقرّر في نظر الجيش الكمال ابن (¬3) البارزي كاتب السرّ (¬4). [وفاة الشهاب الدمنهوري] [1503]- وفيه مات الشهاب ابن (¬5) كمال، أحمد بن أحمد بن عثمان الدمنهوريّ (¬6)، الشافعيّ. وكان عبدا صالحا، واعظا، كثير الحجّ والمجاورة، كثير الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم حتى ذكر عنه أنه صلّى في يوم واحد على النبي صلعم (¬7) ماية ألف مرة. ومات وله نحوا (¬8) من ثمانين سنة. [الإنفاق على الجند] وفيه أنفق على الجند ماية دينار لكلّ نفر، واستمرّ المنفق أياما (¬9). [تعليم ططر على المناشير] وفيه أخذ ططر بيد المظفّر أحمد وفيها العلم حتى علّم على المناشير ونحوها بحضور الأمراء وأرباب الدولة، ودام ذلك مستمرّا أحيانا (¬10). [مقتل قجقار] [1504]- وفيه حمل قجقار القردميّ، وجلبان، وسار (¬11) إلى سجن ¬

(¬1) خبر الإقرار في: السلوك ج 4 ق 2/ 565، وإنباء الغمر 3/ 239، والنجوم الزاهرة 14/ 172، ونزهة النفوس 2/ 497. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر الاستعفاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 566، وإنباء الغمر 3/ 239، والنجوم الزاهرة 14/ 173. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) انظر عن (الدمنهوري) في: ذيل الدرر الكامنة 283 رقم 546، وإنباء الغمر 3/ 255 رقم 2، والضوء اللامع 1/ 215. (¬7) كذا. (¬8) الصواب: «وله نحو». (¬9) خبر الإنفاق في: السلوك ج 4 ق 2/ 567. (¬10) خبر ططر في: السلوك ج 4 ق 2/ 566، والنجوم الزاهرة 14/ 173. (¬11) انظر عن (قجقار القردمي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 599، وإنباء الغمر 3/ 261، 262 رقم 14، والدليل الشافي 2/ 534 رقم 1830، =

الجلوس لظلامات الناس

الإسكندرية / 525 / في القيود. وكان آخر العهد بقجقار. يقال إنه قتل هناك. [الجلوس لظلامات الناس] وفيه جلس نظام الملك بالمقعد من الإصطبل لكشف ظلامات الناس، وحضر معه الأمراء. وصار يجلس عن يسار كرسي الملك، ولم يرقه (¬1). [عزل ابن الهيثم] وفيه غضب ططر على الصلاح بن الهيثم وعزله عن نظر الديوان المفرد، وقرّر عوضه التاج عبد الرزاق بن الشمس عبد الله المعروف ابن (¬2) كاتب المناخات. ثم لما خرج طلب ونزعت خلعته وأفيض عليه خلعة الوزارة وهو يمتنع من ذلك، فما التفت إليه (¬3). [صفر] [الأراجيف بالشام] وفي صفر قويت الأراجيف بأنّ أهل الشام قد خرجوا عن طاعة ططر (¬4). [استيلاء جقمق على قلعة دمشق] وفيه ورد الخبر بأنّ جقمق نائب الشام استولى على قلعة دمشق بما فيها من الأموال وغيرها، وكان بها نحوا (¬5) من ماية ألف دينار، فوقع الاضطراب في الدولة (¬6). [وفاة ابن سكز باي] [1505]- وفيه مات فرج بن سكز (¬7) باي أحد العشرات. وكان جميل الصورة، حسن الأخلاق والشمايل. ¬

= والنجوم الزاهرة 14/ 239، 240، والضوء اللامع 6/ 211 رقم 700، ووجيز الكلام 2/ 470 رقم 1068، ونزهة النفوس 2/ 521 رقم 604، وشذرات الذهب 7/ 169. (¬1) خبر الظلامات في: السلوك ج 4 ق 2/ 567، والنجوم الزاهرة 14/ 173. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر العزل في: السلوك ج 4 ق 2/ 567، والنجوم الزاهرة 14/ 174، وبدائع الزهور 2/ 65. (¬4) خبر الأراجيف في: السلوك ج 4 ق 2/ 568، وبدائع الزهور 2/ 66. (¬5) الصواب: «نحو». (¬6) خبر جقمق في: السلوك ج 4 ق 2/ 569، والنجوم الزاهرة 14/ 175، 176. (¬7) انظر عن (ابن سكزباي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 597، ونزهة النفوس 2/ 522 رقم 608، والضوء اللامع 6/ 168.

وفاة عبد الرحمن السمسار

[وفاة عبد الرحمن السمسار] [1506]- وعبد الرحمن السمسار (¬1). وكان مشهورا في طايفته، وله مال جمّ. [وفاة الشيخ حدندل] [1507]- والشيخ الصالح، المعتقد علي، المعروف حدندل (¬2). وكان من المتجرّدين. [اطلاع أعيان مصر على الحال بدمشق] وفيه، في عاشره، جمع نظام الملك الملك ططر قضاة القضاة والأمراء وجميع أهل الدولة محتفلة بالطبقة الأشرفية من القلعة بعد أن حضر الخليفة المتوكل على الله وأعلمهم بما وقع بالشام من نايبها جقمق، وأنّ ألطنبغا القرمشيّ ومن معه من الأمراء لم يرضوا بما عمله ططر بعد موت المؤيّد، وأنه لا بدّ للناس من حاكم يتولّى تدبير أمورهم يعيّنونه ويرضون به، فأجابوا كلّهم: «رضيناك»، فأشهد الخليفة على نفسه بأنه فوّض جميع أمور الرعيّة إلى ططر، وأن يولّي من شاء ويعزل من شاء، ويفعل كلّما يختار ما عدا اللقب بالسلطنة والدعاء له على المنابر، وضرب الدينار والدرهم فإنها باقية على ما هي عليه باسم المظفّر أحمد إلى بلوغ رشده. فلما تمّ ذلك أثبته قاضي القضاة الزين التّفهنيّ وحكم بصحّته، ونفذ بقية القضاة، ثم حلف الأمراء للأمير ططر. وكان بعضا (¬3) من أصحاب ططر من القضاة الحنفية حسّن هذا الفعل لططر وأوقفه على نقل من بعض الكتب / 526 / بأنّ السلطان إذا كان صغيرا وأجمع أهل الشوكة على إقامة رجل ليتحدّث عنه إلى بلوغ رشده، صحّ ذلك، ونفدت أحكامه. فكان ططر يتقدّم ويتأخّر لذلك، حتى وردت الأخبار من الشام بما وقع من نايبها ومن ألطنبغا القرمشي، ففعل هذا مقدّمة له. واضطرب العسكر وإنهم على حق ومن يخالفهم على الباطل (¬4). [وفاء البهاء المحتسب] [1508]- وفيه مات البهاء ابن (¬5) البرجي (¬6) المحتسب، محمد بن حسن بن عبد الله المصري، الشافعيّ. ¬

(¬1) انظر عن (السمسار) في: السلوك ج 4 ق 2/ 597. (¬2) انظر عن (حدندل) في: إنباء الغمر 3/ 261 رقم 13 وفيه: «صندل»، وبدائع الزهور 2/ 66 وفيه: «جدندل». (¬3) الصواب: «وكان بعض». (¬4) خبر الأعيان في: السلوك ج 4 ق 2/ 569، 570، والنجوم الزاهرة 14/ 176، وبدائع الزهور 2/ 66. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) انظر عن (ابن البرجي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 597، وإنباء الغمر 3/ 264 رقم 21، وذيل الدرر الكامنة 283 رقم 545، والدليل =

ولاية قطيا

وكان من الأعيان، ولي الحسبة غير ما مرّة وعدّة وظايف جليلة، ونظر عمارة المؤيّدية. ومولده بعد الخمسين وسبعماية. [ولاية قطيا] وفيه ولّي عبد القادر بن عبد الغني بن أبي الفرج ولاية قطيا وهو ابن (¬1) خمسة عشر (¬2) سنة (¬3). [خسوف القمر] وفيه خسف جرم القمر، وتفاءل الناس بزوال سلطنة المظفّر (¬4). [مقتل نائب حلب] [1509]- وفيه وصل سيف يشبك اليوسفي (¬5) الظاهريّ نايب حلب، وأخبر من أحضره بقتله في محرّم على يد الأتابك ألطنبغا القرمشي، وأنه لما ورد عليه الخبر بسلطنة المظفّر بحلب جمع الأمراء وحلّفهم على مبايعته، ثم رحل من حلب بمن معه، في تكامل وصوله حتى سار يشبك ومعه طوايف التركمان لقتال ألطنبغا، فقاتله ألطنبغا وهم في جدران حلب لم يبرحوا عنها، فمالت العامّة مع ألطنبغا، فاتفق أن كبا به فرسه، فأخذ وقتل. وأقام ألطنبغا القرمشي في نيابة حلب ألطنبغا الصغير. وكان يشبك هذا من الظلمة الكبار، فاجرا، جريئا، فاسقا، متهوّرا في أخذ الأموال وسفك الدماء. وكان المؤيّد قد استوحش منه بأخرة وأحسّ بأنه في عزمه خروجه عن طاعته، فبعث الأتابك ألطنبغا القرمشي بأنه في الظاهر يحفظ حلب من طروق قرا يوسف، وأسرّ إليه باطنا بأنه يعمل الحيلة في قبضه، مما قدر عليه لاحترازه على نفسه حتى وقع له ما وقع، وكفى الله شرّه. [الإفراج عن مسجونين] وفيه وصل إلى القاهرة. قجق العيساوي، وبيبغا المظفّري وقد أفرج عنهما من إسكندرية. ¬

= الشافي 2/ 614 رقم 2110، والضوء اللامع 7/ 225 رقم 559، ووجيز الكلام 2/ 470 رقم 1067، وبدائع الزهور 2/ 66. (¬1) في الأصل: «وهو بن». (¬2) الصواب: «خمس عشرة». (¬3) خبر قطيا في: السلوك ج 4 ق 2/ 570. (¬4) خبر الخسوف في: السلوك ج 4 ق 2/ 570. (¬5) انظر عن (يشبك اليوسفي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 598، وإنباء الغمر 3/ 240، والدليل الشافي 2/ 686، 787 رقم 2652، والنجوم الزاهرة 14/ 235، 236، والضوء اللامع 10/ 279 رقم 1096، ونزهة النفوس 2/ 501 و 522 رقم 609، وبدائع الزهور 2/ 66.

الإفراج عن ابن قرمان

ثم قدم يشبك الساقي الأعرج من القدس، وكان منفيّا له نحوا (¬1) من عشرين سنة (¬2). [الإفراج عن ابن قرمان] وفيه أفرج ابن (¬3) الأمير ناصر الدين محمد بن علي ابن قرمان وخلع عليه، وأمر بأن يتجهّز إلى بلاده نايبا عن السلطان في مملكته / 527 / وأحسن إليه الأمراء بمصر وقرّره، فسار في النيل ليتوجّه إلى بلاده من البحر (¬4). [وفاة رئيس الأطبّاء الإسرائيلي] [1510]- وفيه مات رئيس الأطبّاء، علم الدين، سليمان بن جنيبة (¬5) الإسرائيلي الأصل، القاهريّ. وقد أناف على الثمانين. وكان أبوه يهوديا، ونشأ هو على الإسلام، وكان عارفا بالعلاج، دربا، حاذقا، كتب الخطّ الجيّد، وكان حشما، أدوبا، حسن المعاشرة. [القبض على قاطع طريق] وفيه قبض على ابن (¬6) وثاب، وكان من المفسدين وقطّاع الطريق بالأيصحية (¬7) وجمع عنده الكثير من المفسدين وهما (¬8) جماعة منهم بأسماء أمراء مصر، فإذا مرّت مركب عليه بالنيل فيها غلّة يسأل لمن هي؟ فإذا قيل له: الأمير فلان. يطلب من سمّاه من جماعته باسم ذلك الأمير وقال له: هذه مركبك خذها. وكانوا قد استطالوا على الناس (¬9) جدا. [ربيع الأول] [قراءة المولد بالقلعة] وفي ربيع الأول، أول يوم منه، عمل المولد النبويّ السلطان بالقلعة، وأحضر ¬

(¬1) الصواب: «له نحو». (¬2) خبر الإفراج في: السلوك ج 4 ق 2/ 571، ونزهة النفوس 2/ 501، وبدائع الزهور 2/ 66. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر ابن قرمان في: السلوك ج 4 ق 2/ 571، وإنباء الغمر 3/ 241، ونزهة النفوس 2/ 499، وبدائع الزهور 2/ 66. (¬5) انظر عن (ابن جنيبة) في: السلوك ج 4 ق 2/ 598، والنجوم الزاهرة 14/ 235، وبدائع الزهور 2/ 66 وفيه: «حبيبة». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) كذا في الأصل. (¬8) الصواب: «وهم». (¬9) خبر قاطع الطريق في: إنباء الغمر 3/ 242.

وصول مكاتبة ألطنبغا القرمشي

السلطان المظفّر أحمد فأجلس في مجلس أبيه وهو ابن سنتين لم يكملها، فجلس ساكتا لا ينطق ولا يتكلّم ولا يعبث قدر خمسة عشر (¬1) درجة، ثم رفع إلى أمّه، ثم أعيد عند مدّ السماط، فجلس على الصفة المشروحة أولا حتى تعجّب من ذلك (¬2). [وصول مكاتبة ألطنبغا القرمشي] وفيه وصل كتاب ألطنبغا القرمشيّ يذكر فيه أنه ولّي نيابة حلب لألطنبغا بعد ما حكى ما جريّة يشبك وقتله، وأنه وصل إليه الخبر بأنه ولاّه المؤيّد تدبير دولته ولده، وأنه اشتغل عن المسير إلى القاهرة بما جرى، وأنه ورد الخبر عليه بأنه طلب من نواب البلاد الشامية التحليق للمظفّر وللأمير ططر، وأنه حلف أن ذلك قد غلط فيه الكاتب، وإلاّ فالحلف إنما هو له، وهو يسأل الإفصاح عن ذلك وإعادة الجواب إليه، فأعيد إليه الجواب بأنّ مدبّر المملكة الآن بمصر، وقد فعل ذلك وأمضاه الخليفة وثبت على قضاة الشرع، وأنك تحضر ومن معك على ما أنت وهم عليه من وظايفهم وإقطاعاتهم، وأنكر عليه كونه قرّر ألطنبغا في نيابة حلب من غير استئذان (¬3). [وفاة الشريف قاضي مكة] [1511]- وفيه مات السيد الشريف الفاسي (¬4)، رضيّ الدين، أبو حامد، محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الحسيني، المكي، المالكيّ، قاضي مكة. وكان ماهرا في الفقه، فاضلا خيّرا، ساكنا. ومولده سنة (784) (¬5). [نائب الشام يسكن قلعتها] وفيه ورد الخبر بأنّ جقمق نايب الشام صعد قلعتها وسكن بها، / 528 / واستخدم جماعة زيادة على من كان في خدمته من الجند (¬6). ¬

(¬1) الصواب: «خمس عشرة». (¬2) خبر المولد في: إنباء الغمر 3/ 241، وبدائع الزهور 2/ 66. (¬3) خبر المكاتبة في: السلوك ج 4 ق 2/ 572، والنجوم الزاهرة 14/ 180، 181، ونزهة النفوس 2/ 500، و 501. (¬4) انظر عن (الشريف الفاسي) في: إنباء الغمر 3/ 264 رقم 20، وذيل الدرر الكامنة 284 رقم 549، ووجيز الكلام 2/ 466 رقم 1063، والضوء اللامع 8/ 41، وشذرات الذهب 7/ 168. (¬5) كتبت تحت السطر. (¬6) خبر نائب الشام في: السلوك ج 4 ق 2/ 572.

إخراج الإقطاعات إلى الأمراء

[إخراج الإقطاعات إلى الأمراء] وفيه قرّر تنبك ميق في الأتابكية بمصر عوضا عن ألطنبغا القرمشي، وأخرجت إقطاعات من ناب مع ألطنبغا من الأمراء، وفرّقت على جماعة بمصر، منهم: يلبغا المظفّري، وقجق العيساوي، وجقمق الذي ولي السلطنة فيما بعد، وقانباي الحمزاوي الذي ولي نيابة الشام فيما بعد، وقطج التمرازي، وآخرين (¬1). [إعاقة ابن البارزي بالقلعة] وفيه عوّق الكمال ابن (¬2) البارزي وحموه ابن (¬3) العطار نايب الإسكندرية بالقلعة على مال ليحملاه، ثم أفرج عنهما، وخلع على ابن (¬4) البارزي باستمراره على نظر الجيش (¬5). [تعيين أمراء للسفر إلى الشام] وفيه عيّن الأمير ططر الأمراء للسفر وأمر بتجهيزهم أنفسهم للخروج إلى الشام، وفرّق نحوا من أربع ماية فرس (¬6). [تخيير ألطنبغا القرمشي] وفيه وصل جماعة من قصّاد (من) (¬7) الأمراء المجرّدين بطلب جمالهم وتعلّقاتهم، فمنعوا من ذلك. وكتب إلى ألطنبغا القرمشيّ بأن يتخيّر بين أن يحضر على ما كان عليه، وبين أن يستقرّ في نيابة الشام (¬8). [تقرير بالأستادارية] وفيه قرّر في الأستادارية الصلاح محمد بن البدر حسن بن نصر الله، وصرف يشبك وكان الصلاح هذا أحد الحجّاب بالقاهرة فصيّر من مقدّمي الألوف (¬9). ¬

(¬1) خبر الإقطاعات في: السلوك ج 4 ق 2/ 572، 573. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر ابن البارزي في: السلوك ج 4 ق 2/ 573، وإنباء الغمر 3/ 241. (¬6) خبر التعيين في: السلوك ج 4 ق 2/ 574. (¬7) كتبت تحت السطر. (¬8) خبر ألطنبغا في: السلوك ج 4 ق 2/ 574. (¬9) خبر الأستادارية في: السلوك ج 4 ق 2/ 574، ونزهة النفوس 2/ 502.

منع السفر من مصر إلى الشام

[منع السفر من مصر إلى الشام] وفيه نودي بأنّ أحدا لا يخرج مسافرا من مصر إلى جهة البلاد الشامية. وقصد ططر بذلك تعميمة الأخبار عمّن هناك من المخالفين (¬1). [بداية رياح الخماسين في مصر] وفيه كان أول خماسين النصارى، وكان ذلك موافيه لأوائل نيسان هوى (¬2) الحرّ والسّموم المفرطة، واستمرّ ذلك حتى صار كأشدّ ما يكون في القيظ من أيام تموز، وتعجّب من ذلك. ولولا برد الماء لهلك كثير من الناس، ثم بعد أيام زال ذلك وعاد الحال لما كان من البرد القويّ (¬3). [وفاة ابن خليل الحلبي] [1512]- وفيه مات الحاضري (¬4)، محمد بن خليل بن حسن الحلبي، الحنفيّ، قاضي (¬5). وكان عالما فاضلا، فقيها، محدّثا. سمع على جماعة، ومنهم من قرأ عليه ابن (¬6) أميلة، وكان عارفا بفنون من العلم، مع حسن الطريقة والسيرة والخير والدين المتين والتواضع. ومن مشايخه: الوليّ المنفلوطي، والجمال الإسنويّ، والشيخ حيدر، والزين العراقي، وآخرين (¬7). ومولده سنة 747. [ربيع الآخر] [إقامة ططر الموكب في مصر] وفي ربيع الآخر ركب النظام ططر ومعه الأمراء والمماليك السلطانية في مركب حال يشبه مواكب السلاطين ما فقد فيه من ذلك إلاّ العصابة والجاويشية، وسار إلى خارج ¬

(¬1) خبر المنع في: السلوك ج 4 ق 2/ 574، والنجوم الزاهرة 14/ 183. (¬2) الصواب: «هواء». (¬3) خبر الرياح في: إنباء الغمر 3/ 242. (¬4) انظر عن (الحاضري) في: إنباء الغمر 3/ 263 رقم 18، وذيل الدرر الكامنة 284، 285 رقم 550، والدليل الشافي 2/ 619 رقم 2127، والضوء اللامع 7/ 232 رقم 573، ووجيز الكلام 2/ 469 رقم 1062، وشذرات الذهب 7/ 168. (¬5) كذا في الأصل. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) الصواب: «وآخرون».

نفقة الجند للسفر

القاهرة وعاد إليها فشقّها من باب النصر إلى باب زويلة. وكان له يوما مشهودا (¬1). وهذا أول ركباته من منذ مات المؤيّد (¬2). [نفقة الجند للسفر] / 529 / وفيه نودي للجند. بحضورهم لأخذ نفقة السفر، وجلس ططر للنفقة فأعطى كلّ نفر من الجند ماية دينار من الإفرنتية، ثم بعد ذلك حمل نفقات الأمراء (¬3). [إخراج ولدي الناصر إلى الإسكندرية] وفيه أخرج بولدين (¬4) الناصر فرج: خليل ومحمد إلى الإسكندرية (¬5). [نصب الخيام السلطانية] وفيه نصب الخام السلطاني بالريدانية (¬6). [توسيط أمير العرب] [1513]- وفيه وسّط راشد بن أحمد بن بقر (¬7) أمير العرب بالشرقية ظلما خارج باب النصر. [وفاة محتسب القاهرة] [1514]- وفيه مات التاج عبد الوهاب بن الجبّاس (¬8)، محتسب القاهرة. وكان عامّيّا في زيّ المتفقهّين. [وفاة التاج الزهري] [1515]- وفيه مات التاج الزهري (¬9)، عبد الوهّاب بن أحمد بن ¬

(¬1) الصواب: «وكان له يوم مشهود». (¬2) خبر ططر في: السلوك ج 4 ق 2/ 575، وإنباء الغمر 3/ 242، والنجوم الزاهرة 14/ 185، وبدائع الزهور 2/ 67. (¬3) خبر النفقة في: السلوك ج 4 ق 2/ 575، وإنباء الغمر 3/ 243، والنجوم الزاهرة 14/ 185، ونزهة النفوس 2/ 502، وبدائع الزهور 2/ 67. (¬4) الصواب: «بولدي». (¬5) خبر ولدي الناصر في: السلوك ج 4 ق 2/ 575، والنجوم الزاهرة 14/ 185، 186، وبدائع الزهور 2/ 67. (¬6) خبر الخيام في: السلوك ج 4 ق 2/ 576، والنجوم الزاهرة 14/ 186، ونزهة النفوس 2/ 502. (¬7) انظر عن (ابن بقر) في: السلوك ج 4 ق 2/ 576، وإنباء الغمر 3/ 244، ونزهة النفوس 2/ 503. (¬8) انظر عن (ابن الجبّاس) في: السلوك ج 4 ق 2/ 598. (¬9) انظر عن (الزهري) في: إنباء الغمر 3/ 260، 261 رقم 11، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 417 - 419 رقم 770، =

خروج عساكر دمشق نحو مصر

صالح بن أحمد بن خطّاب البقاعي، الفاري (¬1)، الدمشقيّ، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، ولي قضاء دمشق في أيام نوروز. ومولده سنة 767. [خروج عساكر دمشق نحو مصر] وفيه وصل الخبر بأنّ عساكر دمشق برزت منها إلى جهة مصر، فتجهّز ططر للخروج (¬2). [نيابة الغيبة بمصر] وفيه أقيم في نيابة الغيبة بمصر قانباي الحمزاوي، وكان غائبا بالصعيد، فأقيم جقمق أخو جركس متحدّثا إلى حين عوده من الصعيد (¬3). [خروج ططر إلى الشام] وفيه في يوم الثلاثاء تاسع عشره خرج ططر ومعه السلطان المظفّر أحمد بن المؤيّد شيخ، واستصحب معه الخليفة والقضاة الأربع (¬4) والأمراء سايرا إلى جهة الشام، وكان لخروجه يوما مشهودا (¬5). [وفاة الشمس البوصيري] [1516]- وفيه مات الشمس، محمد بن إبراهيم بن جامع البوصيريّ (¬6)، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، صالحا، يؤثر عنه الكرامات وبه النفع. [انتصار نائب حلب على ابن نعير والتركمان] وفيه كانت بين ألطنبغا الصغير نايب حلب، وبين عدرا بن نعير حرب كسر فيها عدرا ونهبت أمواله. ¬

= ووجيز الكلام 2/ 468 رقم 1060، والضوء اللامع 5/ 96 رقم 362، وقضاة دمشق 148، وشذرات الذهب 7/ 167، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 2/ 289، رقم 640. (¬1) في الأصل: «التباني القارفي». (¬2) خبر العساكر في: السلوك ج 4 ق 2/ 576، وإنباء الغمر 3/ 243، وبدائع الزهور 14/ 67. (¬3) خبر النيابة في: السلوك ج 4 ق 2/ 576، وإنباء الغمر 3/ 244، ونزهة النفوس 2/ 503، وبدائع الزهور 2/ 67. (¬4) الصواب: «الأربعة». (¬5) خبر ططر في: السلوك ج 4 ق 2/ 576 و 577، وإنباء الغمر 3/ 244، والنجوم الزاهرة 14/ 187، ونزهة النفوس 2/ 502 و 503. (¬6) انظر عن (البوصيري) في: إنباء الغمر 3/ 263 رقم 16، ووجيز الكلام 2/ 468، 469 رقم 1061، والضوء اللامع 6/ 252.

رخص الورد

ثم وقع من نايب حلب وابن (¬1) كبك التركماني حرب أيضا، فانتصر فيها نايب حلب، وأوقع بالتركمان وأسر منهم جماعة وقتل آخرين، وغنم أموالا جمّة منهم (¬2). [رخص الورد] وفيه كثر الورد ورخص جدّا حتى أبيع على روس (¬3) الباعة من حساب كل ألف وردة بعشرين درهما معاملة الفلوس الجدد (¬4). [جمادى الأول] [دخول ططر غزّة] وفي جمادى الأول وصل ططر إلى غزّة ودخلها بأنفة في عظمة وأبّهة هائلة. وكان (¬5) عساكر الشام قد وصل منهم إلى غزّة طائفة كبيرة، فيهم مقبل الدوادار فانهزموا بغير لقاء، وجاء منهم طايعا جلبان أمير اخور الذي ولي نيابة الشام بعد ذلك ومعه إينال النوروزي نايب حماه وجماعة كانوا نحوا من ستماية نفر، فسرّ بهم ططر وأكرمهم. ولما ورد الخبر بذلك / 530 / إلى القاهرة ضربت البشاير بالقلعة (¬6). [الخلاف بين جقمق وألطنبغا] وفيه تحالف جقمق وألطنبغا القرمشي بدمشق، واتفق رأي ألطنبغا الدخول في طاعة السلطان والمصريّين، فخالفه جقمق وتحاربا حتى فرّ جقمق هاربا ومعه مقبل الدوادار، وطوغان أميراخور، واستولى ألطنبغا على دمشق وتقدّم إلى القضاة والأعيان أن يتوجّهوا إلى ملاقاة السلطان (¬7). [نيابة الغيبة بمصر] وفيه وصل قانباي الحمزاوي من الصعيد وأخذ في التكلّم في نيابة الغيبة، وانكفّت يد جقمق العلائي أخو (¬8) جركس عن الحكم، وكان حسن السيرة في حكمه (في) (¬9) الناس (¬10). ¬

(¬1) في الأصل: «وبن». (¬2) لم أجد هذا الخبر في المصادر المتوفّرة لديّ. (¬3) كذا. (¬4) خبر الورد في: بدائع الزهور ج 2/ 67. (¬5) الصواب: «وكانت». (¬6) خبر غزّة في: السلوك ج 4 ق 2/ 576، وإنباء الغمر 3/ 244، والنجوم الزاهرة 14/ 186، ونزهة النفوس 2/ 504، وبدائع الزهور 2/ 68. (¬7) خبر الخلاف في: السلوك ج 4 ق 2/ 577، وإنباء الغمر 3/ 244، والنجوم الزاهرة 14/ 187، ونزهة النفوس 2/ 504، وبدائع الزهور 2/ 68. (¬8) الصواب: «أخي». (¬9) كتبت فوق السطر. (¬10) خبر النيابة في: السلوك ج 4 ق 2/ 577.

دخول ططر دمشق

[دخول ططر دمشق] وفيه وصل ططر بالسلطان ومن معه من العساكر إلى دمشق، وخرج ألطنبغا القرمشي إلى لقائهم ومعه جرباش قاشق، وألطنبغا المرقبيّ، فخلع على القرمشيّ وشكره على صنيعه في كاينة جقمق، فأخبره بأنه فرّ ومعه من تبعه، وهم نحوا (¬1) من خمسين نفر (¬2) إلى صرخد. ونزل ططر بقلعة دمشق مع السلطان، وأول ما بدأ به بأن قبض على القرمشي، وعلى جرباش، والمرقبي، وعلى عدّة أخر من أمراء دمشق، ومنهم البدر حسن بن محب الدين الطرابلسي الأستادار كان (¬3). [تقرير أمراء في المناصب] وفيه أقام ططر الخدمة بقلعة دمشق وخلع على تنبك ميق بنيابة الشام عوضا عن جقمق. وقرّر في نيابة حلب إينال الجكميّ رأس نوبة النوب. وقرّر يونس أتابك دمشق في نيابة غزّة عوضا عن أركماس الجلبانيّ. وقرّر في الأتابكية بمصر جانبك الصوفي، عوضا عن تنبك ميق. وبعث جيشا عليهم بيبغا المظفّري وآخرين (¬4) في طلب جقمق، ووصل هذا الخبر إلى القاهرة فزيّنت أياما، وضربت البشاير بالقلعة (¬5). [ظهور دعيّ بالصعيد] وفيه ادّعى شخص يقال له عرّام من عرب الصعيد النبوّة، وخرج في بعض نواحي الأشمونين، وأطاعه جماعة، فقام عليه القاضي نجم الدين عبد الرحمن بن عبدون البكري حتى تاب عن دعواه بعد ضرب وتعزير شديد وحبس وإهانة (¬6). [جمادى الآخر] [وصول مماليك كانوا فارّين إلى دمشق] وفي جمادى الآخر وصل إلى دمشق جماعة من المماليك الظاهرية برقوق ممّن كان ¬

(¬1) الصواب: «وهم نحو». (¬2) الصواب: «نفرا». (¬3) خبر ططر في: السلوك ج 4 ق 2/ 578، وإنباء الغمر 3/ 244، والنجوم الزاهرة 14/ 188، ونزهة النفوس 2/ 504، وبدائع الزهور 2/ 68. (¬4) الصواب: «وآخرون». (¬5) خبر التقرير في: السلوك ج 4 ق 2/ 578، 579، وإنباء الغمر 3/ 244، والنجوم الزاهرة 14/ 189، وبدائع الزهور 2/ 68، وإعلام الورى 41. (¬6) خبر الدعيّ في: إنباء الغمر 3/ 244، 579، وبدائع الزهور 2/ 69.

المطر الغزير بالقاهرة

فرّ من المؤيّد خوفا وتشتّتوا في بلاد العجم وغيرها، وهم طرباي نايب غزّة، وسودون من عبد الرحمن نايب طرابلس، ويشبك الدوادار، وجانبك الحمزاوي نايب طرسوس، فسرّ بهم ططر / 531 / وخلع عليهم، وبعث إليهم ما يلائمهم من الخيل والآلات والاحتياج، وكذا فعل معهم الأمراء (¬1). [المطر الغزير بالقاهرة] وفيه بعد نزول الشمس السرطان أمطرت السماء مطرا غزيرا بحيث تعجّب منه بالقاهرة (¬2). [مقتل ألطنبغا القرمشي] [1517]- وفيه قتل ألطنبغا القرمشيّ (¬3) بقلعة دمشق. وكان من خيار الأمراء، وأعيب على ططر قتله. [قتل الأستادار بدر الدين الطرابلسي] [1518]- وقتل معه أيضا بعده بيوم الوزير المشير الأستادار، بدر الدين، محمد بن محبّ الدين الطرابلسيّ (¬4). وكان قد عوقب أشدّ عقوبات حتى هلك تحت العقوبة. وكان والده من مسالمة طرابلس، وقرأ هو في الفقه وغيره، واتّصل بالمؤيّد وترقّى إلى ما قد عرفته، وكان يكتب المنسوب، مع ظلم وعسف، وتظاهر بالقبائح والمنكرات. [مسير ططر بالسلطان إلى حلب] وفيه سار النظام ططر ومعه السلطان والعساكر إلى جهة حلب بعد تقرير الأمور بدمشق (¬5). ¬

(¬1) خبر المماليك في: السلوك ج 4 ق 2/ 579، وبدائع الزهور 2/ 69. (¬2) خبر المطر في: إنباء الغمر 3/ 244، وبدائع الزهور 2/ 69. (¬3) انظر عن (ألطنبغا القرمشي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 598، والنجوم الزاهرة 14/ 189 و 193، والدليل الشافي 1/ 151 رقم 536، والضوء اللامع 2/ 319 رقم 1025، ونزهة النفوس 2/ 522 رقم 610، وبدائع الزهور 2/ 69 وفيه «جقمق» بدل «ألطنبغا» والمنهل الصافي، وتاريخ بيروت 239. (¬4) انظر عن (المحبّ الطرابلسي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 598، 599، والنجوم الزاهرة 14/ 190، 191، ونزهة النفوس 2/ 522، 523 رقم 611، ووجيز الكلام 2/ 470 رقم 1066، والضوء اللامع 3/ 102. (¬5) خبر ططر في: السلوك ج 4 ق 2/ 579، وإنباء الغمر 246، والنجوم الزاهرة 14/ 191، ونزهة النفوس 2/ 506.

رجب

[رجب] [شنق أمير تركمان العمق] [1519]- وفي رجب دخل ططر إلى حلب وأمر بشنق كردي بك بن كندر (¬1) التركماني أمير تركمان العمق بحلب. وكان له شهرة وذكر. [العفو عن مقبل الحسامي] وفيه قدم على ططر بحلب مقبل الحسامي الدوادار طائعا، فأكرمه وعفى (¬2) عنه، وخلع عليه وطمّنه (¬3). [نيابة حلب] وفيه قرّر في نيابة حلب تغري بردي من قصروه أميراخور عوضا عن إينال الحكمي، وقرّر إينال في إمرة سلاح، وخلع عليهما بذلك (¬4). [زيادة النيل] وفيه زاد النيل واستمرّت زيادته حتى كان الوفاء، وكان قد توقّف قبل ذلك، وقلق الناس حتى أغاثهم الله تعالى بالزيادة (¬5). [وفاة السلطان العثماني غياث الدين] [1520]- وفيه مات السلطان المعظّم الغازي، غياث الدين (¬6)، أبو الفتح، محمد بن بايزيد بن مراد بن أرخان بن على أرخان بن عثمان بن سلمان بن عثمان الأوجاتي (¬7)، الرومي، الحنفيّ، متملّك أدنا وبرصا وما والاهما من بلاد الروم، المعروف كرشجي. ¬

(¬1) انظر عن (ابن كندر) في: السلوك ج 4 ق 2/ 599، وإنباء الغمر 3/ 262 رقم 15، والدليل الشافي 2/ 556 رقم 1906، والضوء اللامع 6/ 227 رقم 775، وبدائع الزهور 2/ 69. (¬2) الصواب: «وعفا». (¬3) خبر العفو في: السلوك ج 4 ق 2/ 780، وبدائع الزهور 2/ 69. (¬4) خبر حلب في: السلوك ج 4 ق 2/ 780، وبدائع الزهور 2/ 69، وإنباء الغمر 3/ 246، والنجوم الزاهرة 14/ 192، ونزهة النفوس 2/ 506. (¬5) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 580. (¬6) انظر عن (غياث الدين) في: السلوك ج 4 ق 2/ 599، وعجائب المقدور 335، والنجوم الزاهرة 14/ 238، 239، وبدائع الزهور 2/ 69. (¬7) في عجائب المقدور: «الادوماني».

وصول رسول شاه رخ

وكان ملكا جليلا، شهما، شجاعا، له أياد في غزو الكفّار وشهرة طويلة. وجرت عليه خطوب وحروب إلى أن استقرّ بملكه. ولما مات استقرّ في ملكه بعده ولده الكبير مراد بك الآتي في محلّه. وذكر بعض وفاة كرشجي هذا في التي تليها، وما حرّرت ذلك. [وصول رسول شاه رخ] وفيه وصل رسول شاه رخ بن تمرلنك إلى المظفّر ومدبّر دولة ططر يخبر بأنه نازل مدينة تبريز وبها اسكندر بن قرا يوسف فقاتله حتى هزمه وملكها منه. ووصل أيضا رسول قرايلك أيضا (¬1). [شعبان] [قتل ألطنبغا الصغير] [1521]- وفي شعبان قتل ألطنبغا (¬2) من عبد الواحد الصغير نايب حلب بعد فراره منها على يد بعض التركمان في وقعة بينه وبينهم بقرب ملطية، وكان قد فرّ منها. [وفاء النيل] وفيه كان وفاء النيل (¬3). [قتل جقمق الأرغون شاوي] [1522]- وفيه قدم الخبر بأنّ نظام الملك ططر لما وصل إلى حلب عيّن الأمير برسباي الدقماقي ومعه بدر الدين بن مزهر ناظر الإصطبل، وبعثهما إلى صرخد لجقمق برجوعه عمّا فكّر به، فما زالا به حتى أذعن للطاعة، وسار معهما ومعه طوغان أميراخور، فوصلوا إلى دمشق، فقبض تنبك ميق نايب الشام عليهما وسجنهما، ثم لما دخل ططر إلى دمشق عايدا من حلب أمر بجقمق (¬4) الأرغون شاوي فقتل بعد عقوبة بالغة. ¬

(¬1) خبر الرسول في: بدائع الزهور 2/ 69. (¬2) انظر عن (ألطنبغا) في: السلوك ج 4 ق 2/ 599، والنجوم الزاهرة 14/ 239، ونزهة النفوس 2/ 522 رقم 610، وبدائع الزهور 2/ 69. (¬3) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 580، وبدائع الزهور 2/ 69. (¬4) انظر عن (جقمق) في: السلوك ج 4 ق 2/ 580 و 600، وإنباء الغمر 3/ 256 رقم 5، والنجوم الزاهرة 14/ 240 رقم 241، والدليل الشافي 1/ 245 رقم 845، والمنهل الصافي 4/ 271 - 274 رقم 847، ووجيز الكلام 2 / =

إقامة طوغان بطالا

وكان ظالما، فاجرا، غاشما، لا يكفّ عن قبيح، شرها في الأموال. وكان أصله من التركمان، وتحيّل حتى بايع نفسه، وترقّى إلى ما ترقّى إليه. [إقامة طوغان بطّالا] وفيه بعد قتل جقمق نقل طوغان الأميراخور إلى القدس بطّالا (¬1). [قتل القردمي] [1523]- (وفيه قتل قجقار القردمي (¬2) بالإسكندرية) (¬3). [القبض على أمراء بدمشق] وفيه قبض ططر بعد وصوله إلى دمشق على عدّة من الأمراء المقدّمين بلغه عنهم أنهم يريدون الفتك به، وهم: إينال جكم، وإينال الأزعري الحاجب الكبير، وسودون اللكاش، وجلبان أمير اخور، وعلي بيه الدوادار، ويشبك الإينالي، وأزدمر الناصري. [خلع المظفّر] ثم قوي غرضه على أن يستبدّ بنفسه ويخلع المظفّر من الملك فخلعه في تاسع عشرين هذا الشهر بدمشق. فكانت مدة سلطنته سبعة أشهر وعشرين يوما (¬4). [سلطنة ططر] وفيه، أعني هذا اليوم، كانت مبايعة ططر بالسلطنة، فإنه لما قبض على من كان بغيضا له من الأمراء، وخلاله الجوّ، طلب الخليفة والقضاة المصريّين والشاميّين فحضروا له بقلعة دمشق، وخلع المظفّر، واحتج بصغره وضياع الأمور. ثم بويع بالسلطنة ولقّب بالظاهر، وكنّي بأبي الفتح، وتمّ أمره، وخطب له من يومه على منابر دمشق، فإنه كان يوم الجمعة، وخرجت القصّاد بسلطنته إلى جهة مصر وحلب وغيرهما من البلاد، وعادت إليه الأخبار من نواب البلاد وإطاعته، وأقام بدمشق سلطانا أياما، وعزم على الرحيل إلى مصر. وكانت سعادات ابنة سودون الجركسي زوجة المؤيّد وأمّ المظفّر في عصمة ططر، فإنه ¬

= 466، 467 رقم 1058، والضوء اللامع 3/ 74 رقم 288، ونزهة النفوس 2/ 511 رقم 606، وتاريخ بيروت 240. (¬1) خبر طوغان في: السلوك ج 4 ق 2/ 580. (¬2) تقدّمت ترجمة «قجقار» برقم (1501). (¬3) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬4) خبر المظفّر في: السلوك ج 4 ق 2/ 581، وإنباء الغمر 3/ 247، والنجوم الزاهرة 14/ 195، وبدائع الزهور 2/ 69، 70.

رمضان

تزوّج بها قبل (نيابته بدمشق) (¬1) / 533 / ولا زال ذلك به حتى كان من موته ما سنذكره (¬2). [رمضان] [حجوبية الحجّاب بمصر] وفي رمضان أقيمت الخدمة بقلعة دمشق، وحضره السلطان الملك الظاهر ططر، فقرّر طرباي في حجوبيّة الحجّاب بمصر عوضا عن إينال الأزعري الذي قبض عليه (¬3). [تقرير برسباي بالدوادارية الكبرى] وقرّر برسباي الدقماقي، الذي كان نايبا بطرابلس، وجرى عليه ما تقدّم ذكره، ثم صيّر من مقدّمي الألوف بدمشق في الدوادارية الكبرى عوضا عن علي باي. وكان برسباي هذا من كبار معارف ططر حتى كان يقول له: «أخي». وكان تعالى الأمر إلى نوروز بعد فرارهما من الناصر، ثم انتمى إلى شيخ وجرت عليه أمور قد عرفتها. ثم لما خرج جقمق عن طاعة ططر قبض على برسباي هذا، واعتقله لأنه يعرف أنه من أصحاب ططر. فلما وصل ططر إلى الشام أفرج عنه حتى عاد من حلب إلى دمشق وتسلطن، فرقّاه (¬4). [شوّال] [تقرير الأميراخورية] وفي شوّال قرّر يشبك الدوادار في الأميراخورية عوضا عن تغري بردي من قصروه (¬5). [إبطال مظلمة على المحتسب بدمشق] وفيه أبطل السلطان من دمشق ما كان لنايب الشام على المحتسب في كل سنة، وهو نحو الألف وخمس ماية دينار فتقوضها (¬6) بزيادة من مظالم العباد، وعوّض السلطان نايب ¬

(¬1) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬2) خبر السلطنة في السلوك ج 4 ق 2/ 582، وإنباء الغمر 3/ 247، والنجوم الزاهرة 14/ 198، ونزهة النفوس 2/ 508، 509، وبدائع الزهور 2/ 70 - 72. (¬3) خبر الحجوبية في: السلوك ج 4 ق 2/ 582، والنجوم الزاهرة 14/ 201، ونزهة النفوس 2/ 510. (¬4) خبر برسباي في: السلوك ج 4 ق 2/ 582، 583، وإنباء الغمر 3/ 247 و 248، والنجوم الزاهرة 14/ 201، وبدائع الزهور 2/ 72. (¬5) خبر الأميراخورية في: إنباء الغمر 3/ 247 و 248، والنجوم الزاهرة 14/ 201، وبدائع الزهور 2/ 72. (¬6) كذا.

ذو القعدة

الشام عن هذا المبلغ ببلد إربل ومتحصّلها نحوا (¬1) من ألفي دينار وخمسماية دينار، ونقش بإبطال هذه الحادثة على حجر بالجامع الأموي، وولى حسبة دمشق لرجل بغير مال، ونادى: «إن طلب منكم المحتسب مالا فارجموه» فكثر الدعاء له (¬2). [ذو القعدة] [تزيين القاهرة بسلطنة الظاهر] وفي ذي قعدة وصل الخبر إلى القاهرة بسلطنة الظاهر ططر بدمشق، فضربت البشاير بالقلعة، وسرّ الناس لمعرفتهم بخير ططر هذا (¬3). [مرور السلطان الظاهر ببيت المقدس] وفيه، في سابع عشره، خرج الظاهر ططر من دمشق عايدا للقاهرة بعد ما قرّر أمورها وأمور تلك البلاد بأسرها، فلما مرّ بطريقه على مدينة القدس أشيع إليه أنّ من عادة نايبها أن يجبى إليه من فلاّحي البلاد في كل سنة نحو الأربعة آلاف دينار، فأمر بإبطال ذلك ونقشه على حجر بالأقصى، وعوّض النايب عن ذلك شيء (¬4) يعادله أو يزيد عليه. فسرّ الناس وتباشروا بأيامه فما دامت، فإنه مات عن قريب كما ستراه (¬5). [ترتيب مبلغ على الجوالي للشمس الهروي] وفيه لاقى الشمس الهرويّ السلطان / 534 / فرتّب له على الجوالي في كلّ يوم دينار (¬6). [دخول الظاهر ططر القاهرة] وفي شوّال، في يوم الخميس، رابعه، كان دخول الظاهر ططر إلى القاهرة في يوم مشهود، وقد تزايد سرور الناس لما يعلمون من خيره وعدله وحسن سيرته (¬7). [إنزال المظفّر بالقلعة] وفيه أنزل المظفّر مع أمّه في بعض دور القلعة (¬8). ¬

(¬1) الصواب: «نحو». (¬2) خبر المظلمة في: بدائع الزهور 2/ 72. (¬3) خبر التزيين في: إنباء الغمر 3/ 203، ونزهة النفوس 2/ 509، وبدائع الزهور 2/ 72. (¬4) الصواب: «شيئا». (¬5) لم يرد هذا الخبر في المصادر. (¬6) لم يرد هذا الخبر في المصادر. (¬7) خبر الدخول في: السلوك ج 4 ق 2/ 585، والنجوم الزاهرة 14/ 203، ونزهة النفوس 2/ 510. (¬8) خبر القلعة في: السلوك ج 4 ق 2/ 585.

استعراض مماليك الطباق

[استعراض مماليك الطباق] وفيه عرض السلطان مماليك الطباق وأنزل منهم جماعة من القلعة فسكنوا أسفل (¬1). [وفاة الجلال البلقيني] [1524]- وفيه كانت وفاة شيخ الإسلام، قاضي القضاة، الجلال البلقيني (¬2)، عبد الرحمن بن عمر بن رسلان بن نصر الكنانيّ، الشافعيّ. وناهيك به علما وفضلا ودمائة وخيرا، وكانت انتهت إليه رياسة مذهبه بمصر، بل الدنيا. وكان واسع العلم، عارفا بالفقه وأصوله، وبالحديث والتفسير والعربية، وسمع الكثير على والده، وولي عدّة وظايف جليلة، منها: القضاء الأكبر غير مرة، وكان عفيفا ما قبل هدية في قضائه حتى ولا جرت له عادته بالهدية قبل ذلك. ومولده سنة ثلاث وستين وسبعماية. [وفاة المسند عبد القادر] [1525]- وفيه مات المسند عبد القادر (¬3) بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن يوسف. [قضاء الشافعية بمصر] وفيه استقرّ في القضاء الشافعية بمصر الوليّ العراقي الشيخ أبو زرعة أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين، فسرّ الناس بولايته، وكان له يوما مشهودا (¬4). ¬

(¬1) خبر المماليك في: السلوك ج 4 ق 2/ 585، والنجوم الزاهرة 14/ 204. (¬2) انظر عن (البلقيني) في: السلوك ج 4 ق 2/ 600، وإنباء الغمر 3/ 259، 260 رقم 9، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 415، 416 رقم 768، وذيل الدرر الكامنة 285، 286 رقم 552، والنجوم الزاهرة 14/ 237، 238، والدليل الشافي 1/ 403 رقم 1389، والمنهل الصافي 7/ 197 - 203 رقم 1393، والضوء اللامع 4/ 106 رقم 301، ووجيز الكلام 2/ 467، 468 رقم 1059، ورفع الإصر 2/ 332، ونزهة النفوس 2/ 523 رقم 612، ولحظ الألحاظ 282، وبدائع الزهور 2/ 73، 74، وكشف الظنون 444 و 554 و 555 و 626 و 706 و 885 و 930 و 1163 و 1856 و 1874 و 1890 وفهرس الفهارس 2/ 130، 131، وهدية العارفين 1/ 529، 530، وشذرات الذهب 7/ 166، ومعجم المؤلفين 5/ 160، وديوان الإسلام 1/ 298 رقم 463، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 330 رقم 607. (¬3) انظر عن (عبد القادر) في: إنباء الغمر 3/ 260 رقم 10، وفيه: عبد القادر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم. . . الأرموي، وذيل التقييد 2/ 139، 140 رقم 1306، والضوء اللامع 4/ 261. (¬4) الصواب: «وكان له يوم مشهود».

توعك السلطان

[توعّك السلطان] وفيه وعك السلطان وكان قد وعك بدمشق أيضا وعوفي، ثم وعك غير ما مرّة وعكا بيّنا يتجلّد لأجله ولا يظهر إلى هذه المرة، فإنه لازم الفراش أياما (¬1). [تأمير كزل العجمي] وفيه أمّر كزل العجميّ وكان منفيّا، واستقدم هو وسودون الأشقر، فأعيد إلى الإمرة (¬2). [ذو القعدة] [دخول السلطان الحمّام] وفي ذي قعدة دخل السلطان الحمّام، وخلع على الأطبّاء بعافيته (¬3). [نيابة الإسكندرية] وفيه قرّر في نيابة الإسكندرية فارس من مماليك السلطان، وكان دواداره في أيام إمرته، عوضا عن قشتمر، وقد حضر من الإسكندرية فقبض عليه وعلى قانباي الحمزاوي، وحملوا إلى الإسكندرية فسجنا بها (¬4). [نظارة الجيش] وفيه قرّر الزين عبد الباسط الذي صار عظيم دولة الأشرف برسباي بعد ذلك عن قريب في وظيفة نظر الجيش، وصرف الكمال بن البارزي وقرّر الشرف محمد بن التاج بن نصر الله في وظايف غير ذلك من نظر الخزانة والكسوة وغير ذلك (¬5). [انتكاس صحّة السلطان] وفيه انتكس السلطان وعاوده مرضه، / 535 / فلزم الفراش (¬6). ¬

= وخبر الشافعية في: السلوك ج 4 ق 2/ 585، وإنباء الغمر 3/ 249، ونزهة النفوس 2/ 510، وبدائع الزهور 2/ 74. (¬1) خبر التوعّك في: السلوك ج 4 ق 2/ 586، والنجوم الزاهرة 14/ 204. (¬2) خبر كزل في: السلوك ج 4 ق 2/ 586، والنجوم الزاهرة 14/ 204. (¬3) خبر الحمّام في: السلوك ج 4 ق 2/ 586، والنجوم الزاهرة 14/ 204، 205، وبدائع الزهور 2/ 74. (¬4) خبر الإسكندرية في: السلوك ج 4 ق 2/ 205، ونزهة النفوس 2/ 511. (¬5) خبر النظارة في: السلوك ج 4 ق 2/ 586، وإنباء الغمر 3/ 249، والنجوم الزاهرة 14/ 205، ونزهة النفوس 2/ 551، وبدائع الزهور 2/ 74. (¬6) خبر الانتكاس في: السلوك ج 4 ق 2/ 586، وإنباء الغمر 3/ 25، والنجوم الزاهرة 14/ 205، وبدائع الزهور 2/ 74.

اعتزال الولي العراقي القضاء

[اعتزال الوليّ العراقي القضاء] وفيه عزل الوليّ العراقي قاضي القضاة نفسه لأمر ما (¬1). [الإفراج عن الخليفة المستعين بالله] وفيه كتب بالإفراج عن الخليفة السلطان أمير المؤمنين المستعين بالله، أبو (¬2) الفضل العباس، وأن يسكن بقاعة في الثغر، ويخرج إلى الصلاة بالجامع في يوم الجمعة ويركب إلى حيث شاء من الثغر. وبعث إليه بفرس بالقماش الزركش والذهب، وتعبية قماش برسم لباسه. ورتّب له على الثغر في كل يوم ثمانماية درهم، وعدّ هذا من محاسن الظاهر ططر ومكارمه (¬3). [البرد الشديد] وفيه كان البرد شديدا جدّا (¬4). [ذو الحجّة] [اشتداد المرض بالسلطان] وفي ذي حجّة اشتدّ مرض السلطان وكثرت الأراجيف به، وكان يتعلّل قبل ذلك ويقيم المواكب داخل قاعة البيسريّة لعجزه عن التّوجّه إلى القصر. [ولاية العهد] (فلما كان ثاني يوم ثاني هذا الشهر طلب السلطان الخليفة والقضاة والأمراء وأهل الدولة) (¬5) فذكر لهم ما هو فيه من المرض، وطلب أن يعهد بالسلطنة لولده محمد، فعهد إليه وجعل جانبك الصوفي، وبرسباي الدقماقي هما القايمان بتدبير دولته، وجعل كفالة ولده إلى برسباي، وحلّف الأمراء على ذلك، وكلّم السلطان في إعادة الوليّ إلى القضاء فاستدعى عليه ذلك، وأعيد المذكور، وكان يوم جمعة، فصلّى بالناس الجمعة بجامع القلعة، ونزل من قلعته لشغل السلطان بمرضه (¬6). ¬

(¬1) خبر الاعتزال في: السلوك ج 4 ق 2/ 586، والنجوم الزاهرة 14/ 205، ونزهة النفوس 2/ 511، 512. (¬2) الصواب: «أبي». (¬3) خبر الخليفة في: السلوك ج 4 ق 2/ 587، والنجوم الزاهرة 14/ 205، 206، وبدائع الزهور 2/ 74. (¬4) لم يرد هذا الخبر في المصادر التي بين يديّ. (¬5) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬6) خبر ولاية العهد في: السلوك ج 4 ق 2/ 587، وإنباء الغمر 3/ 250، والنجوم الزاهرة 14/ 206، وبدائع الزهور 2/ 74.

الإعفاء عن تقادم الحجاج

[الإعفاء عن تقادم الحجّاج] وفيه لما وصل الحاج إلى مكة أخرجت بها مراسيم سلطانية بالعفو عن التقادم لمن حجّ من الأمراء من صاحب مكة والمدينة، وبإعفاء التجار والمجاورين من ذوي الأموال عن الاقتراض منهم أو ظلم شيء من أمواله الدرهم، ونقش ذلك على بعض عواميد المسجد الحرام، وكان يحصل من ذلك ضرر كبير لكثير من الناس (¬1). [وفاة المظفّر ططر] [1526]- وفيه، في رابعه (مات الظاهر ططر) (¬2) وكانت مدّته من أقصر المدد، وهي أربعة وتسعين (¬3) يوما. وكان إنسانا حسنا، متديّنا، ليّنا، هيّنا، كريم النفس، محبّا في الخير وفعله، له معرفة بالفقه، وقرأ فيه شيئا. وكان كثير التّعصّب لمذهب أبي حنيفة رضي الله عنه، وكان جركسيّ الجنس. شراه الظاهر في أواخر دولته، ومات ولم يدفع ثمنه، فقام به الأتابك أيتمش من عنده، وأخرج له الخيل والناس في سلطنة الناصر الثانية، ثم تنقّلت به الأحوال بعده، وانضمّ إلى نوروز، ثم إلى شيخ حتى ترقّى إلى [ما] ترقّى. وكان عنده بعض طيش وخفّة. وأذهب جميع ما تركه المؤيّد من الأموال الجزيلة / 536 / في مدّة قليلة حتى لم يبق في الخزانة بعد موته سوى ستين ألف دينار، ودفن بعد موته بقبر كان أعدّه لنفسه قبل سفره إلى الشام بجوار الإمام ابن (¬4) سعد رضي الله عنه، وأنزل نعشه وليس معه إلاّ نحوا (¬5) من عشرين نفرا خاصّة، واضطربت الناس عقيب موته شيئا، ثم سكن الحال. ¬

(¬1) خبر الإعفاء في: بدائع الزهور 2/ 75. (¬2) في الأصل: «المظفر»، وما بين القوسين عن هامش المخطوط. وانظر عن (الظاهر ططر) في: السلوك ج 4 ق 2/ 588 و 600، وإنباء الغمر 3/ 250 و 254 و 257، 258 رقم 7، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) 2/ 412، والروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر، لبدر الدين العيني، تحقيق د. هانس أرنست - طبعة دار إحياء الكتب العربية، مصر 1962، وتاريخ بيروت 240، والدليل الشافي 1/ 363 رقم 1245، والمنهل الصافي 6/ 397 - 405 رقم 1248، والنجوم الزاهرة 14/ 206 - 210، والضوء اللامع 4/ 7، رقم 22، ونزهة النفوس 2/ 513 - 515 و 521 وتاريخ الخلفاء 509، وحسن المحاضرة 2/ 80، والبدر الطالع 1/ 302 رقم 212، والتاريخ الغياثي 354، وتاريخ ابن سباط 2/ 778، وبدائع الزهور 2/ 75، وشذرات الذهب 7/ 165، 166، وتاريخ الأزمنة 345، وأخبار الدول 211، 212، وتحفة الناظرين 2/ 33، 34، وتاريخ بيروت 239، 240. (¬3) الصواب: «وتسعون». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) الصواب: «نحو».

مبايعة ولد الظاهر بالسلطنة

[مبايعة ولد الظاهر بالسلطنة] وفيه أعني هذا اليوم، عقيب موت الظاهر، كانت مبايعة ولده محمد بالسلطنة، وقد أحضر الخليفة والقضاة وجميع الأمراء إلاّ جانبك الصوفي فإنه امتنع من الحضور لأمر ما، فما زالوا به حتى حضر فبايعوا لولده ولقّبوه بالصالح، وكنّوه بأبي السعادات، وأفاضوا عليه شعار السلطنة وأجلسوه على سرير الملك، وقاموا بين يديه، ثم نودي بسلطنته، وجهّز والده بعد ذلك. وسكن جانبك الصوفي في باب السلسلة، وانضمّ إليه معظم الأمراء والمماليك. وأقام برسباي الدقماقي بالأشرفية من القلعة، وانضم إليه عدّة أخر من الأمراء والمماليك، ومنهم: طرباي حاجب الحجّاب، وقصروه الرأس نوبة، وجقمق، وبات الجمع مستعدّين. ثم أصبح المماليك السلطانية فطلبوا نفقة البيعة على العادة والأضحية أيضا، وأغلظوا حتى كادت تثور الفتنة وتقوم الحرب، حتى سكنت شيئا، وفرّقت الأضحية، ثم طلبوا النفقة وطال الكلام منهم ومن جانبك الصوفي، وآل الأمر أن استرضوا على أن ينفق لهم بعد عشرة أيام (¬1). [القبض على جانبك الصوفي ويشبك] وفيه، في يوم العيد، أخرج السلطان إلى القصر وصلّى به صلاة العيد، ولم يحضر جانبك الصوفي بعد أن كادت تثور فتنة، وآلت إلى القبض على جانبك الصوفي، ويشبك وقيّدا وصعد بهما إلى القلعة، وكان القايم بذلك طرباي مساعدة لبرسباي، وهي حيلة غريبة صعدت معه، وكانت القاهرة قد غلّقت أسواقها وتوقّعوا الفتنة فنودي بالأمان، ثم حمل جانبك الصوفي ويشبك إلى الإسكندرية (¬2). [تفويض برسباي بتدبير المملكة] وفيه فوّض الخليفة إلى برسباي تدبير المملكة للصالح محمد، وجعله نظام ملكه كما وقع لططر قبله، وأثبت ذلك، وحكم الحنفيّ بصحّته ونفذه معه القضاة (¬3). ¬

(¬1) خبر المبايعة في: السلوك ج 4 ق 2/ 590، وإنباء الغمر 3/ 250، والنجوم الزاهرة 14/ 211، 212، ونزهة النفوس 2/ 516، وتاريخ ابن سباط 2/ 779، وبدائع الزهور 2/ 76، وإعلام الورى 42، وتاريخ بيروت 240. (¬2) خبر جانبك في: السلوك ج 4 ق 2/ 591، 592، وإنباء الغمر 3/ 250، والنجوم الزاهرة 14/ 220، ونزهة النفوس 2/ 517، وبدائع الزهور 2/ 76. (¬3) خبر التفويض في: السلوك ج 4 ق 2/ 593، وإنباء الغمر 3/ 250، 251 و 254، وتاريخ بيروت 240، والنجوم الزاهرة 14/ 221، ونزهة النفوس 2/ 518.

تعيين أمراء

[تعيين أمراء] وفيه قرّر في الدوادارية الكبرى سودون من عبد الرحمن عوضا عن برسباي. / 537 / وقرّر طرباي في الأتابكية من الحجوبية عوضا عن جانبك الصوفي. وقرّر في الأميراخورية الكبرى قصروه. وقرّر في الرأس نوبة الكبرى أزبك. وقرّر جقمق العلائي في حجوبية الحجّاب. وخلع على الجميع بين يدي السلطان بالقصر، ثم خرجوا مشاة مع نظام الملك حتى أو صلوه إلى الأشرفية محلّ سكنه، وأقيمت الخدمة عنده، وفرّق الأمور على وفق مراده (¬1). [خروج نائب حلب عن الطاعة] وفيه ورد الخبر بخروج تغري بردي من قصروه نايب حلب عن الطاعة، وكان قد أثبت الظاهر ططر قبل موته بعزله، وولّى تنبك البجاسي نيابة حلب عوضه، فبلغه ذلك فجمع جمايع من التركمان وأعلن خروجه عن الطاعة (¬2). [كثرة الأمراض بالقاهرة] وفيه كثرت الأمراض بالقاهرة، وصار يموت منه (¬3) الناس، فمنع حاجب الحجّاب النساء من الخروج إلى الترب وتشدّد في ذلك (¬4). [الوباء ببلاد الفرنج والروم] وفيه وصل الخبر بأنّ الوباء قد عظم ببلاد الفرنج وبالجزاير الرومية سيما رودس، وأنّ الغلاء قد اشتدّ بالبلاد الرومية (¬5). [تفريق نفقة البيعة] وفيه فرّق السلطان بيعة النفقة، وجلس نظام الملك برسباي لتفرقة ذلك، وهو ¬

(¬1) خبر التعيين في: السلوك ج 4 ق 2/ 593، وإنباء الغمر 3/ 250، 251 و 254، والنجوم الزاهرة 14/ 221، ونزهة النفوس 2/ 518، 519، وبدائع الزهور 2/ 76، 77. (¬2) خبر نائب حلب في: السلوك ج 4 ق 2/ 564، وإنباء الغمر 3/ 251، والنجوم الزاهرة 14/ 222، وبدائع الزهور 2/ 77. (¬3) الصواب: «منها». (¬4) خبر الأمراض في: السلوك ج 4 ق 2/ 594. (¬5) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 594.

حوادث هذه السنة لا فى شهر معين

مستشعر الشرّ، فإنه جعلها خمسون (¬1) دينارا لكلّ نفر لقلّة المال، وما جمعت هذه النفقة إلاّ بأمور شديدة وهول (¬2). * * * [حوادث هذه السنة لا فى شهر معين] [حوادث السنة] وخرجت هذه السنة وقد وقع فيها من النوادر كون أربعة سلاطين كانوا فيها: المؤيّد في أولها، ثم ولده المظفّر، ثم الظاهر ططر، ثم ولده الصالح (¬3) وصار العوامّ يقولون: «ما هذا إلاّ عنا - أربع سلاطين في سنا» (¬4). وفيه (¬5) كانت الحروب والفتن بمصر والشام على ما عرف من تغيير دولها، وقتل وسجن من أمرائها نحو (¬6) من أربعين أميرا. [تملّك قرا يوسف تبريز] وفيه [عاد شاه رخ إلى] (¬7) بلاده راجعا عن بلاد قرا يوسف بعد أن تملّك تبريز فعاد قرا يوسف بعد عودته وملكها أيضا (¬8). [الحرب بين صاحب قشتالة والكتلان] وفيه كانت حروب كثيرة بين الفنش صاحب قشتالة وبين الكتلان، وقتل منهم عشرات ألوف (¬9)، وانهزم الفنش فحزر ما قتل (في) (¬10) هذا (¬11) الحرب، فكان أقلّ ما قتل منهم ثمانون ألفا (¬12). [الحرب في فاس] وفيه كانت الحرب بمدينة فاس من بلاد المغرب / 538 / بين أبي زيّان وبين أبي عبد الله، وقعت أمور يطول الشرح في ذكرها وآل الأمر أن تملّك أبو عبد الله فاس (¬13). وكانت هذه السنة من غرائب نوادر السنين. ¬

(¬1) الصواب: «خمسين». (¬2) خبر النفقة في: السلوك ج 4 ق 2/ 594، 595، والنجوم الزاهرة 14/ 223، وبدائع الزهور 2/ 77. (¬3) في الأصل: «ثم ولده الصالح ططر»، وهو شطح قلم من الناسخ. (¬4) العبارة في بدائع الزهور 2/ 77: «أربع سلاطين في سنة، وإيش دا العينة». (¬5) الصواب: «وفيها». (¬6) الصواب: «نحو». (¬7) ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل، أضفته للتوضيح. (¬8) لم أجد هذا الخبر في المصادر المتوفّرة لديّ. (¬9) الصواب: «عشرات الألوف». (¬10) كتبت فوق السطر. (¬11) الصواب: «هذه». (¬12) خبر الحرب في: السلوك ج 4 ق 2/ 596، وبدائع الزهور 2/ 77. (¬13) خبر فاس في: السلوك ج 4 ق 2/ 596، وبدائع الزهور 2/ 77.

سنة خمس وعشرين وثمانماية

سنة خمس وعشرين وثمانماية [محرّم] [فساد العربان بالصعيد] في محرّم اشتدّ أمر عتوّ (¬1) العربان بالصعيد وكثرة فسادهم بتلك الجهات. [نيابة حلب] وفيه وصل الخبر بتسليم تنبك البجاسيّ نايب طرابلس حلب، واستقراره في نيابتها بعد وقعة كانت بينه وبين نايبها تغري بردي، فضربت البشاير لهذا الخبر (¬2). [وفاة العلاء الزبيري] [1527]- وفيه مات العلاء الزبيريّ (¬3)، علي بن عبد الرحمن الشافعيّ، وقد أناف على الستين. وكان عارفا بالحساب ثم الفرائض، مشاركا في الفقه. [وفاة البدر الأقصرائي] [1528]- والبدر الأقصرائي (¬4)، محمود بن محمد بن إبراهيم بن أحمد الحنفيّ. وكان شابا ذكيا، حشما، عالما، فاضلا عارفا، بالفقه وعدّة فنون، ماهرا متميّزا. وأخذ عن العزّ ابن (¬5) جماعة، وغيره. ¬

(¬1) خبر العربان لم أجده في المصادر المتوفّرة لديّ. والعبارة وردت في الأصل هكذا. ولعلّها: «عيث». (¬2) خبر حلب في: السلوك ج 4 ق 2/ 601، 602، ونزهة النفوس 2/ 525، وبدائع الزهور 2/ 77. (¬3) انظر عن (الزبيري) في: السلوك ج 4 ق 2/ 626، وإنباء الغمر 3/ 188 رقم 15، والضوء اللامع 5/ 807. (¬4) انظر عن (الأقصرائي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 626، وإنباء الغمر 3/ 295 رقم 30، وذيل الدرر الكامنة 288 رقم 555، والدليل الشافي 2/ 729 رقم 2490، والنجوم الزاهرة 14/ 112، ووجيز الكلام 2/ 472، 473 رقم 1072، والضوء اللامع 10/ 143 رقم 572، ونزهة النفوس 2/ 614 وفيه: «محمود بن أحمد». (¬5) في الأصل: «بن».

تفريق الأموال بالجامع الأزهر

وكان معظّما عند المؤيّد، وأقرأ ولده إبراهيم، ثم قرّبه ططر، وكان جمّ المحاسن، ذا عقل وتؤدة، ودرّس التفسير بالمؤيّدية، وولي مشيخة الأيتمشيّة وعنه تلقّاها شيخنا الأمين الأقصرائي أخوه. ومولده بعد التسعين وسبعماية. [تفريق الأموال بالجامع الأزهر] وفيه دخل شخص يقال له الشيخ سعد إلى الجامع الأزهر وأخرج مايتين وسبعين دينارا إفرنتية، وستة وعشرين دينارا هرجه، وأربعة آلاف وخمسماية درهم من الفضة المؤيّدية، وتصدّق بالجميع، وكان لم يزل معروفا بالفقر، ويقرىء الأطفال بالأجرة فعدّ فعله من نوادر الزمان (¬1). [وفاة الشمس ابن معالي] [1529]- ومات الشمس الحبتي (¬2) محمد بن أحمد بن معالي الدمشقي، الحنبليّ. وكان فاضلا، مشاركا في الفنون، ماهرا في الأدب. وسمع من ابن أميلة، والعماد بن كثير، وغيرهما. ومولده سنة ثلاث وأربعين وسبعماية. [البرد بحوران] وفيه نزل برد ببعض نواحي حوران، وكان فيه شبه العقارب والخنافس والضفادع حتى عدّ ذلك من النوادر (¬3). [وفاة ابن قاضي شهبة] [1530]- وفيه مات البرهان ابن (¬4) قاضي شهبة (¬5)، إبراهيم بن محمد بن عيسى بن عمر العجلوني، الشهبيّ، الدمشقيّ، الشافعيّ. ¬

(¬1) خبر الأموال في: السلوك ج 4 ق 2/ 602. (¬2) انظر عن (الحبتي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 226، 227، وإنباء الغمر 3/ 291، 292 رقم 21، وذيل الدرر الكامنة 288، 289 رقم 557، والدليل الشافي 2/ 595، 596 رقم 2046، والنجوم الزاهرة 14/ 113، 114، والضوء اللامع 7/ 107 رقم 234، ووجيز الكلام 2/ 473 رقم 1075، ونزهة النفوس 2/ 615، والمنهج الأحمد 482، والمقصد الأرشد، رقم 892، والدرّ المنضد 2/ 611 رقم 1525، والسحب الوابلة 228. (¬3) خبر البرد في: السلوك ج 4 ق 2/ 602. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) انظر عن (ابن قاضي شهبة) في: إنباء الغمر 3/ 283، 284 رقم 2، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 400 - 402 رقم 757، =

صفر

ويعرف أيضا بابن خطيب عدرا، وكان منفردا في علمه بعلم الفقه ومعرفته وله شهرة في ذلك وأياد. ومولده سنة اثنين (¬1) وخمسين وسبعماية. وله شرح على «المنهاج». [صفر] [نفي أيتمش الخضري] وفي صفر نفي أيتمش الخضري إلى القدس بطّالا وكان قد عظم في دولة ططر، / 539 / حتى أراد أن يستقلّ بتدبير الدولة، وصار ينازع المباشرين، ولا زالوا به حتى نفي، (ثم) (¬2) بعد ذلك أعيد (¬3). [إبطال التعامل بالفضة المؤيّدية] وفيه لما كثر الفساد في المعاملة وصارت الفضّة المؤيّدية تقرض بالمقاريض من المفسدين، ووقع الكلام في ذلك أبطل المعاملة بها عددا، ونودي عليها بأن يتعامل بها وزنا، وسعر الرزم منها بعشرين درهما من الفلوس (¬4). [وفاة ابن سودون الفقيه] [1531]- وفيه مات حسن بن سودون (¬5) الفقيه، أحد مقدّمي الألوف، وخال السلطان الملك الصالح محمد بن ططر. وكان أدوبا، حشما، مشاورا، أسف والده عليه غاية الأسف. [الوحشة بين برسباي وطرباي الأتابك] وفيه وقعت الوحشة بين برسباي نظام الملك، وطرباي الأتابك، وكان ذلك بسبب إمرة ¬

= والدليل الشافي 1/ 26 رقم 70، والمنهل الصافي 1/ 139، 140 رقم 70، ووجيز الكلام 2/ 472 رقم 1070، والضوء اللامع 1/ 156، وشذرات الذهب 7/ 169، والدارس 1/ 258، ومعجم المصنّفين 4/ 386، 387، ومعجم المؤلفين 1/ 103، وديوان الإسلام 2/ 246 رقم 890، وهدية العارفين 1/ 19، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 47 ب، 48 أ. (¬1) الصواب: «سنة اثنتين». (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) خبر أيتمش في: السلوك ج 4 ق 2/ 602، وإنباء الغمر 3/ 266، ونزهة النفوس 2/ 525، وبدائع الزهور 2/ 78. (¬4) خبر الفضة في: السلوك ج 4 ق 2/ 603، وبدائع الزهور 2/ 78. (¬5) انظر عن (ابن سودون) في: السلوك ج 4 ق 2/ 627، وإنباء الغمر 3/ 286 رقم 8، والنجوم الزاهرة 14/ 114، والدليل الشافي 1/ 262 رقم 898، والمنهل الصافي 5/ 79 - 81 رقم 900، والضوء اللامع 3/ 100 رقم 405.

خسوف القمر

حسن هذا فإنّ طرباي تعصّب لواحد من أصحابه بأن يقرّر في هذه الإمرة، فعارضه برسباي، وخرج طرباي إلى برّ الجيزة لمرابع خيوله في هيئة تنزّه، وفي الحقيقة هو غضبان، وصارت الأراجيف تقوى بوقوع فتنة، فأخذ برسباي في تلافي خاطر طرباي، وأمر الوزير أن يحمل إليه ما جرت به العادة، وأن يحمل للأتابك حين خروجه للربيع ويعظ عليه بسبب تأخّره ذلك ليبلغ طرباي، وبعث الأستادار أيضا وناظر الخاصّ إليه بأشياء (¬1). [خسوف القمر] وفيه خسف جرم القمر بحيث لم يبق إلاّ اليسير، وكان ذلك في الثلث الأخير من الليل، وأخذ الناس يشيعوا على عادتهم بزوال السلطان، وكان ما تفاءلوا به (¬2). [ربيع الأول] [القبض على طرباي وسجنه] وفي ربيع الأول عاد طرباي من الربيع بعد أن أقام عدّة أيام وهو يمتنع في حضوره حتى توجّه إليه يشبك الأعرج وطيّب خاطره وحلف له أنه ما عليه إلاّ الخير والسلامة، فانخدع لذلك، وذهب إلى القلعة للخدمة، وفي ظنّه (¬3) أنّ برسباي لا يفاجئه بمكروه لاتحاد بينهما. وكان طرباي يرى أنه هو الذي أقام برسباي لا سيما وقد خدع جانبك الصوفي حتى قبض عليه. فلما حضر الخدمة أمر برسباي للقبض عليه، فثار وسلّ سفيه وقام ليدفع عن نفسه، فبدره جماعة وأعاقوه عن النهوض، وعاقه برسباي بالسيف وضربه ضربة جاءت في يده قطعت إلى ثلثها، ويقال إنه أطاح بعضا من أصابعه، ثم أخذ وقد نضح الدم / 540 / وحمل إلى مكان سجن به. ووقعت هجّة بالقصر ثم سكنت للحال، ونودي بالقاهرة بالأمان وعدم التكلّم فيما لا يعني الإنسان. وكان في القبض على طرباي عبرة بأن تبصّر، فإنه حصل عليه ما حصل على جانبك الصوفي بل وأزيد، فإنه خدعه طرباي، فخدع هو أيضا، كما تدين يدان، وبالله المستعان (¬4). [نفي سودون وسجن طرباي] وفيه نفي سودون الحموي أحد الألوف إلى دمياط، وأخرج طرباي إلى سجن الإسكندرية (¬5). ¬

(¬1) خبر الوحشة في: السلوك ج 4 ق 2/ 604، وإنباء الغمر 3/ 267، والنجوم الزاهرة 14/ 225، 226، وبدائع الزهور 2/ 78. (¬2) خبر الخسوف في: إنباء الغمر 3/ 266، وبدائع الزهور 2/ 78. (¬3) الكلمتان غير واضحتين في الأصل. (¬4) خبر طرباي في: السلوك ج 4 ق 2/ 604، 605، وإنباء الغمر 3/ 267، والنجوم الزاهرة 14/ 227 - 231، ونزهة النفوس 2/ 526، وبدائع الزهور 2/ 78، 79. (¬5) خبر النفي في: السلوك ج 4 ق 2/ 605، والنجوم الزاهرة 14/ 231، وبدائع الزهور 2/ 79.

وفاة الشريف أمير المدينة

[وفاة الشريف أمير المدينة] [1532]- وفيه مات السيد الشريف، عزيز بن هيازع (¬1) بن هبة بن جمّاز بن شيحة الحسيني، أمير المدينة المشرّفة. وكان مسجونا بالقلعة، أحضره في الخالية مقيّدا. [إلزام أيتمش الحضري داره] وفيه استقدم أيتمش الحضري من القدس وأمر بلزوم داره (¬2). [الرياح السموم بالكرك] وفيه هبت رياح ذات سموم بالكرك ونواحيها فأفسدت الزروع، وقلّ الماء جدّا بتلك النواحي وبالبيت المقدس وما حولها من البلاد، وحصل قحط تفرّق منه أهل تلك النواحي (¬3). [ضرب أحد نوّاب الحكم] وفيه ضرب القاضي الحنفي الزين التّفهنيّ الشمس بن الكوم الريشي محمد بن عبد المعطي، أحد نوّاب الحكم، وكان بذيء اللسان جريئا، ادّعى عليه أنه قال إنه فعل بالشيخ شمس الدين محمد بن حسن الحنفي الشيخ الصالح المعتقد الفاحشة، وقذفه بالزنا، وأقيمت عليه بيّنة بذلك، وأرسل بعد ضربه إلى السجن مكشوف الرأس (¬4). [إحضار نائب الشام] وفيه خرج محمد بن منجك إلى الشام لإحضار نائبها تنبك ميق بطلب (¬5). [ربيع الآخر] [الإفراج عن الطواشي مرجان] وفي ربيع الآخر أفرج عن الطواشي مرجان الهندي الزمّام بعد حمل عشرون (¬6) ألف ¬

(¬1) انظر عن (ابن هيازع) في: السلوك ج 4 ق 2/ 627، وذيل الدرر الكامنة 289 رقم 558، والضوء اللامع 6/ 161، وبدائع الزهور 2/ 79 وفيه: «هنازع». (¬2) خبر الإلزام في: السلوك ج 4 ق 2/ 605 و 606، ونزهة النفوس 2/ 527. (¬3) خبر الرياح لم يرد في المصادر المتوفّرة لديّ. (¬4) خبر الضرب في: إنباء الغمر 3/ 268، 269. (¬5) خبر نائب الشام في: السلوك ج 4 ق 2/ 605. (¬6) الصواب: «عشرين».

استقبال نائب الشام بمصر

دينار، وكان قبض عليه قبل ذلك، وقرّر في وظيفة كافور الشبلي على عادته قبل ذلك (¬1). [استقبال نائب الشام بمصر] وفيه وصل نائب الشام تنبك ميق العلائي بعد أن خرج عامّة أهل الدولة إلى لقائه، وأكرمه برسباي وخلع عليه باستمراره على نيابة الشام. ثم تكلّم معه في سلطنة برسباي، فوافق على ذلك ورآه رأيا حسنا، فسرّ برسباي بذلك، فإنه ما استدعاه إلاّ ليرا (¬2) الأمر، لا سيما وقد خلا الجوّ بسجن طرباي (¬3). [سلطنة برسباي] وفيه بعد قدوم نايب الشام بيومين، في ثامن ربيع هذا، وكان يوم الأربعاء، كانت سلطنة برسباي بعد أن طلب الخليفة والقضاة / 541 / وأهل الحلّ والعقد والأمراء وأرباب الدولة. وعمل خلع الصالح محمد بن الظاهر ططر. فكانت مدّة سلطنته أربعة أشهر، ليس له فيها سوى الاسم. ثم بويع برسباي بالسلطنة، ولقّب بالأشرف، وكنّي بأبي العزم، عدل عنه إلى أبي النصر، وكان ذلك قبل الزوال بدرجتين بطبقة الأشرفية من القلعة، وأفيض عليه شعار السلطنة. وركب إلى القصر، فأنزل به، وأجلس على سرير الملك، وقام الكلّ بين يديه، وتمّ له الأمر، ونودي بسلطنته، وأنزل الصالح مع أبيه ببعض دور (¬4) القلعة، معظّما مبجّلا مراعا (¬5). وكانت سلطنته أبعد ما في الأذهان فسبحان المعطي المنّان (¬6). [تقرير أمراء في المناصب] وفيه خلع على بيبغا المظفّري، وقرّر في الأتابكية عوضا عن طرباي. وقرّر قجق أمير مجلس في إمرة سلاح عوضا عن بيبغا. وقرّر أقبغا التمرازي أحد مقدّمي الألوف في إمرة مجلس (¬7). ¬

(¬1) خبر الإفراج في: السلوك ج 4 ق 2/ 606، وإنباء الغمر 3/ 268، ونزهة النفوس 2/ 527. (¬2) الصواب: «ليرى». (¬3) خبر الاستقبال في: السلوك ج 4 ق 2/ 606، وإنباء الغمر 3/ 269، 270، والنجوم الزاهرة 14/ 232، ونزهة النفوس 2/ 527، وبدائع الزهور 2/ 79. (¬4) تكرّرت في الأصل. (¬5) الصواب: «مراعى». (¬6) خبر السلطنة في: السلوك ج 4 ق 2/ 607، وإنباء الغمر 3/ 270، والنجوم الزاهرة 14/ 233 و 242، ونزهة النفوس 3/ 5، 6، وبدائع الزهور 2/ 81، 82، وتاريخ ابن سباط 2/ 779 و 780، وإعلام الورى 43، والتاريخ الغياثي 355، وتحفة الناظرين 2/ 35، وتاريخ بيروت 240. (¬7) خبر الأمراء في: السلوك ج 4 ق 2/ 408، وإنباء الغمر 3/ 270، والنجوم الزاهرة 14/ 247، ونزهة النفوس 3/ 6، 7.

منع تقبيل الأرض للسلطان

[منع تقبيل الأرض للسلطان] وفيه منع السلطان الناس من تقبيل الأرض له، ويا ليته لو دام، لكنه عاد بعد قليل (¬1). [نيابة الشام] وفيه خلع على تنبك ميق خلعة السفر، وكان خيّر في الأتابكية وبين النيابة على نيابة الشام، فاختار نيابة الشام طلبا للسلامة والبعد عن الفتن (¬2). [الفتن ببلاد الصعيد] وفيه عظم الخطب وكثرت الفتن ببلاد الصعيد، وقتل والي قوص (¬3). [جمادى الأول] [منع اليهود والنصارى من مباشرة الدواوين] وفي جمادى الأولى نودي أن لا يباشر أحد من اليهود والنصارى في شيء من دواوين السلطان أو الأمراء، ثم لم يتمّ ذلك (¬4). [وفاة المقرىء الجيدوري] [1533]- وفيه مات المقريء زين الدين، صدقة بن سلامة بن حسين بن بدران بن إبراهيم بن خلف الجيدوري (¬5) الدمشقيّ، الضرير. وكان عارفا بالقراءات، و (. . . .) (¬6) خلق كثير، وله عدّة تواليف في ذلك، ومولده بعد الخمسين وسبعماية. [الخطبة بمدرسة ابن البقري] وفيه جدّدت خطبة بمدرسة شمس الدين شاكر بن البقري تجاه الجوّانية قرب الجامع التي قام بتجديدها العلم بن الكويز كانت لقرب داره بها فإنه كان تعاظم عن ¬

(¬1) خبر المنع في: السلوك ج 4 ق 2/ 609، والنجوم الزاهرة 14/ 247، وبدائع الزهور 2/ 82. (¬2) خبر نيابة الشام في: السلوك ج 4 ق 2/ 609، وإنباء الغمر 3/ 271، والنجوم الزاهرة 14/ 247، وتاريخ ابن سباط 2/ 782، وبدائع الزهور 2/ 82، وإعلام الورى 41، وتاريخ بيروت 240. (¬3) خبر الفتن في: السلوك ج 4 ق 2/ 610. (¬4) خبر اليهود في: السلوك ج 4 ق 2/ 610، وإنباء الغمر 3/ 271، وبدائع الزهور 2/ 82. (¬5) انظر عن (الجيدوري) في: إنباء الغمر 3/ 287 رقم 10، والضوء اللامع 3 / رقم 1213. (¬6) كلمتان غير مقروءتين.

الوباء بالمدن الشامية

المشي إلى الجامع ويرى أنه إذا توجّه ذاهبا مع قرب المكان يتكلّم فيه (¬1). [الوباء بالمدن الشامية] وفيه كان الوباء قد فشا ببلاد حلب وحماه وحمص، وهلك به من الخلق ما لا يحصى عددا (¬2). [الخطبة بالمارستان المؤيّدي] / 542 / وفيه أقيمت الخطبة بالمارستان المؤيّدي بالصوّة مكان الأشرفية، وأبطل كونه مارستانا (¬3). [القحط في العراق] وفيه قدم الخبر بوقوع القحط بالعراق، وأن سببه شاه محمد بن قرا يوسف، فإنه لما بلغه قدوم شاه رخ إليه منع الناس من الزرع وتجرّد ضعفاء المال من الناس فنزحوا إلى الشام، وجمع عنده ببغداد أهل القوّة، فعاقبه الله وإيّاهم بالغلاء (¬4). [جمادى الآخر] [شنق أحد العوامّ نفسه] وفي جمادى الآخر شنق بعض العوامّ نفسه حتى مات قهرا من زوجته فإنه كان طلّقها واتّصلت بغيره ووكّلته فيه (¬5). [قطع إنسان مذاكيره] وفيه جبّ إنسان أعجميّ مذاكيره بموسى بسبب أنه كان يعشق حدثا من المرد ولا يقدر عليه، ثم تمكّن منه فلم ينشر آلته، فحنق وجبّ نفسه، فحمل إلى البيمارستان، ومات به (¬6). [استمرار نائب حماه] وفيه قدم جار قطلو نايب حماه إلى القاهرة فخلع عليه باستمراره وعاد (¬7). ¬

(¬1) خبر الخطبة في: السلوك ج 4 ق 2/ 611، وإنباء الغمر 3/ 272. (¬2) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 611، والنجوم الزاهرة 14/ 248. (¬3) خبر المارستان في: السلوك ج 4 ق 2/ 611، وإنباء الغمر 3/ 2072، وبدائع الزهور 2/ 83. (¬4) خبر القحط في: السلوك ج 4 ق 2/ 611. (¬5) خبر الشنق في: إنباء الغمر 3/ 273، وبدائع الزهور 2/ 83. (¬6) خبر القطع في: إنباء الغمر 3/ 273. (¬7) خبر نائب حماه في: إنباء الغمر 3/ 273.

تأخر المطر ببلاد إفريقية

[تأخّر المطر ببلاد إفريقية] وفيه ورد الخبر بأنّ المطر (¬1) تأخّر نزوله ببلاد إفريقية، وأن الغلاء بها موجود (¬2). [وفاة الصدر ابن مفلح] [1534]- وفيه مات الصدر، أبو بكر بن إبراهيم بن محمد بن مفلح (¬3) المقدسي الأصل، الدمشقي، الصالحي، الحنبلي، قاضي دمشق. وكان فاضلا عارفا بالعربية. ومولده سنة خمس وسبعين وسبعماية. وأخذ على ابن (¬4) (. . .)، وأسمع على ابن (¬5) صدّيق. [قتل تغري بردي الجكمي] [1535]- وفيه عزم تغري بردي الجكميّ (¬6) أحد الأمراء بدمشق على الفتك بنايب الشام ففطن به وقتله. [إقامة الموكب السلطاني] وفيه أقام السلطان الموكب في يومي السبت والثلاثاء بالمقعد في الإسطبل، وصار يحكم به بين الناس (¬7). [التجهيز للحج] وفيه نودي بالتجهيز للخروج إلى الحج في رجب فسرّ الناس بذلك (لبعد العهد) (¬8) به، ثم أبطل (¬9). [رجب] [منازلة بهسنا] وفي رجب نازل تنبك البجاسي نايب حلب بعساكره مدينة بهسنا وعبر تغري بردي من قصروه (¬10). ¬

(¬1) في الأصل: «المظفّر». (¬2) خبر المطر لم أجده في المصادر المتوفّرة لديّ. (¬3) انظر عن (ابن مفلح) في: إنباء الغمر 3/ 285 رقم 7، والمنهج الأحمد 482، والمقصد الأرشد، رقم 1294، والدرّ المنضد 2/ 611 رقم 1526، والسحب الوابلة 76. (¬4) في الأصل: «بن». وبعدها مقدار كلمة غير مقروءة. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) انظر عن (الجكمي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 613، وإنباء الغمر 3/ 274 وفيه: «الكبكي». (¬7) خبر الموكب في: السلوك ج 4 ق 2/ 613. (¬8) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬9) خبر الحج في: السلوك ج 4 ق 2/ 613، والنجوم الزاهرة 14/ 248. (¬10) خبر بهسنا في: السلوك ج 4 ق 2/ 614، والنجوم الزاهرة 14/ 248.

خروج نائب صفد عن الطاعة

[خروج نائب صفد عن الطاعة] وفيه خامر إينال الظاهري نايب صفد وخرج عن الطاعة، وأخرج من كان مسجونا بقلعة صفد مثل إينال الجكمي، ويشبك الأستادار، وجلبان أمير اخور، وقبض على من خالفه من أمراء صفد وأعيانها. ولما قدم الخبر بذلك على السلطان كتب لنايب الشام بالخروج إلى قتاله (¬1). [فرار الأمراء من صفد إلى دمشق] / 543 / وفيه وصل كتاب نايب الشام يخبر السلطان بأنّ إينال الجكمي ومن معه ممّن أخرجهم نائب صفد من سجنها فرّوا إلى دمشق، فسرّ السلطان بذلك، وضربت البشائر بالقلعة (¬2). [زلزلة القاهرة] وفيه حدث بالقاهرة زلزلة هائلة (¬3). [نيابة صفد] وفي كتب باستقرار مقبل الدوادار كان حاجب الحجّاب بدمشق في نيابة صفد عوضا عن إينال المخامر (¬4). [نيابة الإسكندرية] وفيه قرّر أسندمر النوري أحد مقدّمي الألوف في نيابة الإسكندرية عوضا عن فارس، واستقدم فارس إلى القاهرة وصيّر من مقدّمي الألوف (¬5). [وفاة البرهان البيجوري] [1536]- وفيه مات البرهان البيجوريّ (¬6)، إبراهيم بن أحمد بن علي الشافعي. ¬

(¬1) خبر نائب صفد في: السلوك ج 4 ق 2/ 614، 615، وإنباء الغمر 3/ 274. (¬2) خبر الفرار في: السلوك ج 4 ق 2/ 615. (¬3) خبر الزلزلة في: إنباء الغمر 3/ 273 وفيه: «زلزلة لطيفة»، وبدائع الزهور ج 2/ 83، وكشف الصلصلة 208. (¬4) خبر صفد في: السلوك ج 4 ق 2/ 615، وإنباء الغمر 3/ 274. (¬5) خبر الإسكندرية في: السلوك ج 4 ق 2/ 615، والنجوم الزاهرة 14/ 249، وبدائع الزهور 2/ 83. (¬6) انظر عن (البيجوري) في: السلوك ج 4 ق 2/ 627، وإنباء الغمر 3/ 283 رقم 1 / وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 399، 400 رقم 756، وذيل الدرر الكامنة 287، 288 رقم 554، والدرّ المنتخب 20 أ، رقم 8، والضوء اللامع 1/ 17، ووجيز الكلام 2/ 471، 472 رقم 1069، والنجوم الزاهرة 14/ 114، وشذرات =

كسوة الكعبة

وكان عين العلماء الفقهاء الشافعية، وكان عارفا بمذهب الشافعي، حافظة له، مع الديانة والتّصدّي لنفع الطلبة، والإعراض عن الرياسة. ومولده مع الخمسين وسبعماية. [كسوة الكعبة] وفيه عملت كسوة الكعبة في غاية الحسن بحيث ذكروا أنه لم يعمل مثلها في هذه الأزمان القريبة (¬1). [شعبان] [عمل حساب المدرسة القمحية] وفي شعبان جلس السلطان للحكم بين الناس بالإصطبل، وطلب مدرّسي المدرسة القمحية فأوقفوا بين يديه، وأمر بعمل حسابها، وألزم بما أشادوه من المعلوم، فخرجوا في التوكيل، وجرى عليهم ما لا خير فيه، وأخرج ضيعتان (¬2) من أوقافها لبعض مماليكه (¬3). [النظر في جامع عمرو] وفيه نظر الناس في أمر جامع عمرو بن العاص (¬4). [تتبّع عورات القضاة] وفيه أخذ الناس في تتبّع عورات القضاة والفقهاء لما يعرفونه من ميل ولاة الشوكة إلى معرفة ذلك، فإنّ الأحدوثة عنهم فتحت والقالة فيهم شنّعت حتى ازدروهم غاية الازدراء بلا شكّ ولا مراء (¬5). [وفاء النيل] وفيه وافق تاسع عشرين أبيب (¬6) كان وفاء النيل، (زاد) (¬7) ستة عشر ذراعا، ونزل الأتابك بيبغا المظفّري ففتح الخليج، وعدّ كسره فيه من النوادر، على أنّ زيادته في هذه السنة أيضا كانت من النوادر لأنّ الجاري من العادة أنّ زيادة النيل في أبيب تكون قليلة، وأمّا مسرى فهي التي فيها الزيادة والدفوعات القويّة، فاتفق في هذه السنة أنه منذ أخذ قاع النيل كانت زيادة جيدة كبيرة حتى نودي عليه في يوم خمسين إصبعا، فكان هذا عجب ¬

= الذهب 7/ 169، والدليل الشافي 1/ 8 رقم 12، والمنهل الصافي 1/ 27 - 30 رقم 12، ومعجم المصنّفين 3/ 49 - 51، ومعجم المؤلفين 1/ 7. (¬1) خبر الكسوة لم أجده في المصادر المتوفّرة لديّ. (¬2) الصواب: «ضيعتين». (¬3) خبر المدرسة في: السلوك ج 4 ق 2/ 616. (¬4) خبر الجامع في: السلوك ج 4 ق 2/ 616. (¬5) خبر القضاة في: السلوك ج 4 ق 2/ 616. (¬6) أبيب هو الشهر الحادي عشر من السنة عند القبط. (¬7) في الأصل: «غا».

خسوف القمر

على عجب. ولما صعد الأتابك / 544 / بيبغا إلى السلطان أخذ يمزح معه فقال: إنّ نيلنا تحقق في هذا العام، فعرف بيبغا مراده فقال: لكون الذي كسره مجنونا. فضحك، ثم خلع عليه خلعة حافلة، ونزل على المركوب المجهّز إليه (¬1). [خسوف القمر] وفيه خسف جرم القمر ولم يبق منه إلاّ اليسير (¬2). [تقرير الحسبة] وفيه قرّر في الحسبة البدر العيني، وجعل المرتّب الذي على الجوالي في اليوم بينه وبين العجمي الذي صرف عن الحسبة (¬3). [حبس المظفّر ببرج الإسكندرية] وفيه أخرج بالمظفّر أحمد وأخيه من القلعة نهارا إلى الإسكندرية وسجن ببرج هناك حتى مات بعد المظفّر بعد ذلك، كما سيأتي (¬4). [رسول ابن قرا يوسف] وفيه قدم رسول اسكندر بن قرا يوسف ومعه رأسان مقطوعان زعم محضرهما بأنهما رأس متملّك السلطانية، ومتملّك شيراز عن شاه رخ بن تمرلنك (¬5). [عبث الفرنج بالسواحل] وفيه كثر عبث الفرنج بالسواحل (¬6). [رمضان] [وفاة الشيخ الصماري] [1537]- وفي رمضان مات الشيخ الصالح المعتقد، صالح بن عيسى بن محمد بن عيسى بن داود بن سالم الصماري (¬7). ¬

(¬1) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 616، 617، وإنباء الغمر 3/ 275، والنجوم الزاهرة 14/ 249، ونزهة النفوس 3/ 9، وبدائع الزهور 2/ 83. (¬2) خبر الخسوف في: إنباء الغمر 3/ 275. (¬3) خبر الحسبة في: السلوك ج 4 ق 2/ 617، وإنباء الغمر 3/ 275، ونزهة النفوس 3/ 10، وبدائع الزهور 2/ 83. (¬4) خبر الحبس في: السلوك ج 4 ق 2/ 617، وإنباء الغمر 3/ 275، والنجوم الزاهرة 14/ 249. (¬5) خبر الرسول في: السلوك ج 4 ق 2/ 618. (¬6) خبر الفرنج في: السلوك ج 4 ق 2/ 617، والنجوم الزاهرة 14/ 249. (¬7) لم أجد ترجمة للصماري في المصادر المتوفّرة تحت يديّ.

نظارة الأوقاف

وكان له شهرة وذكر، ولأسلافه، سيما جدّه الشيخ سالم فإنه بنيت له زاوية بصمار قريب قصرين. وكان الشيخ صالح هذا بها، وله بها الخير وإطعام الطعام، وكانت كلمته مسموعة في البرّ. [نظارة الأوقاف] وفيه قرّر في نظر الأوقاف إنسان يقال له قطلوبغا حاجي التركماني الحلبي، وكان حمو الظاهر ططر، وصار جدّ الخوند بنت ططر زوج السلطان، وكان يقال له أبو السلطان، فباشر بشدّة وعنف، وحصل منه على الناس ضرر لكنه لا يكون مقدار عشر ما حدث بعد ذلك بمباشرة أناس في دولة الأشرف قايتباي على ما ستعرف ذلك في محلّه (¬1). [الأذان بمدرسة السلطان حسن] وفيه أمر السلطان بأن يعاد الأذان بما دنتي (¬2) مدرسة السلطان حسن، وكان ذلك قد بطل من أيام الظاهر برقوق وقطع السلالم الموصلة إليهما فأعيد بعد بضع وثلاثين سنة، وأعيد أيضا فتح بابها (¬3) وكان قد سدّه الظاهر بالحجارة المثلّثة، وقلع الباب وأخذه المؤيّد لجامعه، فعمل لها باب جديد، وبنى من الحسينية (¬4) شيئا والدرج (¬5). [نوروز القبط بمصر] وفيه، في حادي عشره كان نوروز القبط بمصر، وبلغ النيل فيه إلى تسعة عشر ذراعا وستّ أصابع، وعدّ هذا في هذه الأيام من النوادر (¬6). [الزحف على القسطنطينية] وفيه زحف مراد بن عثمان ملك الروم على / 545 / القسطنطينية وكان بينه وبين أهلها حروب شديدة، وكاد أن يفتحها، فإنه كان سار إليها بعساكره وكانوا نحوا من ماية وخمسين ألفا، ونزل عليها وقطع عامّة أشجارها ومنع عنها الميرة من غير حرب قبل ذلك حتى كان ما ذكرناه، فتخلّى عنه عسكره، وبينا هو في أثناء ذلك إذ وصل أخوه مصطفى ¬

(¬1) خبر الأوقاف لم أجده في المصادر المتوفّرة تحت يديّ. (¬2) كذا. (¬3) في الأصل: «نابها». (¬4) مصحّفة في الأصل: «العيطة». (¬5) خبر الأذان في: السلوك ج 4 ق 2/ 618 باختصار، وإنباء الغمر 3/ 276. (¬6) خبر النوروز في: السلوك ج 4 ق 2/ 618.

الموكب السلطاني بدار العدل

الذي كان يقال له قارني يرق،. أي مشقوق البطن، والتجأ إلى القسطنطينية وواقف مراد غريمه، وقد عجز مراد عنه لمخالفة عسكره عليه (¬1). [الموكب السلطاني بدار العدل] وفيه أقيم الموكب السلطاني بدار العدل وحضر السلطان الخدمة بالإيوان به، وأحضر إليه رسل صاحب إفرنسة الفرنجية وعلى يدهم هدية للسلطان، وكانت هذه أولى مواكب هذا السلطان بدار العدل (¬2). [تقرير الأستادارية] وفيه قرّر أيتمش الخضري في الأستادارية عوضا عن أرغون شاه، وقرّر الصدر ابن العجمي في نظر الجوالي (¬3). [منع الفقهاء عن التنازل عن وظائفهم] وفيه نودي من قبل السلطان بمنع الفقهاء عن النزول عن الوظائف بالمدارس وغيرها من التداريس والمعصوبات وغير ذلك، وكان يكثر ذلك، وتطرّق الجهلة إلى ما لا يستحقّون، ثم ما دام ذلك (¬4). [إغلاق كنيسة القمامة] وفيه أمر السلطان بغلق كنيسة قمامة بالقدس، ومنع النصارى من دخولها (¬5). [منع النساء من زيارة الترب بالعيد] وفيه نودي بمنع النساء عن الخروج إلى الترب في أيام العيد (¬6). [شوّال] [رفع يد القاضي الشافعي عن وقف قراقوش] وفي شوّال رفعت يد القاضي الحنفي عن وقف الطرحاء، ورفعت يد القاضي الشافعي عن وقف قراقوش، ثم بعد أيام أعيد الحنفي ولم يعد الشافعيّ (¬7). ¬

(¬1) خبر الزحف لم أجده في المصادر المتوفّرة لدي. (¬2) خبر الموكب في: السلوك ج 4 ق 2/ 618. (¬3) خبر الأستادارية في: السلوك ج 4 ق 2/ 619، والنجوم الزاهرة 14/ 251. (¬4) خبر الفقهاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 619. (¬5) خبر الكنيسة في: السلوك ج 4 ق 2/ 619. (¬6) خبر النساء في: السلوك ج 4 ق 2/ 619، وبدائع الزهور 2/ 620. (¬7) خبر الوقف في: السلوك ج 4 ق 2/ 620.

إعادة ضريبة الفاكهة

[إعادة ضريبة الفاكهة] وفيه أعيد مكس الفاكهة الذي كان (¬1) قد أمر المؤيّد بإبطاله. وكان السبب في الإعادة الوزير ابن (¬2) كاتب المناخات، وعليه إثم ذلك إلى يوم القيامة (¬3). [خروج محمل الحاج] وفيه خرج المحمل والحاج وأميرهم الطواشي افتخار الدين ياقوت الحسني مقدّم المماليك (¬4). وكان الحاج كثيرا في هذه السنة، فجعل ثلاثة ركوب، وكان أمير الركب الأول جانبك الخازندار، وأمير الركب الثالث أسندمر. وخرج ركب المغاربة على حدة. وكان ركب الينابعة أيضا على حدة، فاتفق سير خمسة ركوب في هذه السنة، حتى عدّ ذلك من النوادر (¬5). [قضاء الشافعية بدمشق وحلب وطرابلس] وفيه قرّر في قضاء دمشق الشافعية التاج ابن (¬6) الكركي نقلا عن قضاء حلب، وصرف النجم ابن (¬7) حجّي وقرّر العلاء ابن (¬8) خطيب الناصرية في قضاء حلب عوضا عن الكركي نقلا من قضاء طرابلس، وأعيد ابن (¬9) النويري إلى قضاء طرابلس (¬10). [قضاء أسيوط] وفيه قرّر في قضاء أسيوط شيخنا السراج عمر الحمصي، وكان أحد نواب الحكم بالقاهرة (¬11). [تسلّم أعوان السلطان قلعة صفد] وفيه تسلّم أعوان السلطان قلعة صفد من إينال بعد ما أسر ثم قبض عليه وعلى جماعة من أتباعه (¬12). [قتل إينال] [1538]- وقتل إينال (¬13) بعد عقوبة شديدة، وقتل معه نحوا (¬14) من ماية نفر وعلّقوا على القلعة. ¬

(¬1) «كان» مكرّرة في الأصل. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر الضريبة في: السلوك ج 4 ق 2/ 621. (¬4) خبر المحمل في: السلوك ج 4 ق 2/ 622. (¬5) إنباء الغمر 3/ 281، وبدائع الزهور 2/ 84. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) في الأصل: «بن». (¬10) خبر الشافعية في: إنباء الغمر 3/ 279. (¬11) خبر أسيوط لم أجده في المصادر المتوفّرة لديّ. (¬12) خبر قلعة صفد في: السلوك ج 4 ق 2/ 621، 262، وإنباء الغمر 3/ 276. (¬13) انظر عن (إينال) في: السلوك ج 4 ق 2/ 622. (¬14) الصواب: «نحو».

تسلم قلعة بهسنا

[تسلّم قلعة بهسنا] وفيه تسلّم أعوان السلطان أيضا قلعة بهسنا من تغري بردي نايب حلب، / 546 / وقبض عليه وسجن بقلعة حلب (¬1). [ذو القعدة] [موكب السلطان في القاهرة] وفي ذي قعدة ركب السلطان من قلعته، وخرج سايرا في موكب حفل هو وأمراؤه إلى مطعم الطير، فنزل به، وألبس الأمراء الصوف هناك، وهو قماش الشتاء، ثم ركب فشقّ القاهرة من باب زويلة، ونثر عليه الحفاظ من الذهب والفضّة، ودخل عند اجتيازه بالركن المخلّق إلى عماراته فكشف عنها، وهي الوكالة الموجودة الآن هناك. وكان قد انتدب بالعمل فيها في شوال وكانت هذه الركبة أول ركباته في سلطنته. (¬2) [عزل أيتمش الأستادار] وفيه عزل أيتمش الخضري عن الأستادارية، وقرّر أرغون شاه على عادته، بل وأضيف إليه الوزارة مع ذلك في الشهر الآتي، وصرف ابن (¬3) كاتب المناخ، وألزم بمال (¬4). [ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان إلى جهة بركة الجبّ (¬5) وعاد. [قلّة لحم الضأن] وفيه قلّ جالب الضأن فعزّ وجود اللحم بسبب ذلك، وأخذ الناس في التفكّر في أمر الأضحية لقربها، وأهمّهم هذا الشأن (¬6). [وفاة مسند الشام ابن طولوبغا] [1539]- وفيه مات مسند الشام، أسد الدين، عبد الرحمن بن محمد بن طولوبغا (¬7) التنكزي. ومولده سنة 712. ¬

(¬1) خبر بهسنا في: السلوك ج 4 ق 2/ 622، وإنباء الغمر 3/ 276. (¬2) خبر الموكب في: السلوك ج 4 ق 2/ 622. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر العزل في: السلوك ج 4 ق 2/ 622، 623، وإنباء الغمر 3/ 279، وبدائع الزهور 2/ 84. (¬5) خبر ركوب السلطان في: السلوك ج 4 ق 2/ 622 وفيه «بركة الحجّاج». (¬6) خبر لحم الضأن في: إنباء الغمر 3/ 278. (¬7) انظر عن (ابن قطلوبغا) في: إنباء الغمر 3/ 287، 288 رقم 13، والضوء اللامع 4/ 346.

ذو الحجة

[ذو الحجة] [قضاء الشافعية] وفي ذي حجّة استقرّ في القضاء الشافعية شيخنا العلم صالح ابن (¬1) شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني، وصرف الولي العراقيّ (¬2). [هدية اللحم المجهولة لأسرة فقيرة] وفيه وقعت غريبة نادرة، وهي أنّ رجلا له عائلة وأولاد وهو من الفقراء فسكن بخرائب الحسينية لما جاء العيد وذبحت الضحايا وأكلت اللحوم المشويّة هاجت شهوتهم لأكل شيء ممّا يشويه الناس، وطلبت العيال من هذا الفقير شيئا من ذلك، فما وجد إلى قضاء شهواتهنّ سبيلا، وكن عدّة من البنات، فأخذ يعلّلهن وهنّ يبكين حتى جنّ عليه الليل وهو متحسّر، فصار يسمع في ليلة حركة تتوالى بطول الليل هو وأمّ الأولاد زوجته نومهما (¬3) ممّا هما فيه من غمّ. فلما أصبحا وجدا كوما من اللحم كثير له جرم في دارهم، كانت الفرس تنقله طول الليل لا يدرون من أين هو، فسرّ بذلك وعيّدوا منه، بل واقتنوا منه شيئا له وفرة (¬4). [الحرب بين أمير الينبع ومتولّيها] وفيه كانت بالينبع كائنة بين أميرها عقيل وبين المتولّي عن قريب وبين عمّه مقبل، وقتل (¬5) فيها جماعة من الأشراف، وجرح الكثير من العرب والعبيد، وانهزم مقبل، ثم عاد بعد أمور، / 547 / فوقع أيضا حرب ثانية وأشياء يطول الشرح في ذكره (¬6). [وفاة النفيس اليمني] [1540]- وفيه مات النفيس التعزيّ (¬7) سليمان بن إبراهيم بن علي بن عمر اليمني، المحدّث باليمن. وكان فاضلا، عارفا بالحديث. وأخذ عن المجد الشيرازي صاحب «القاموس» (¬8) وجاوز الثمانين سنة. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر الشافعية في: السلوك ج 4 ق 2/ 623، وإنباء الغمر 3/ 279، وبدائع الزهور 2/ 84. (¬3) في الأصل: «لكونهما ولنا» وما أثبتناه عن: السلوك. والجملة مضطربة. (¬4) خبر الهدية في: السلوك ج 4 ق 2/ 625، وبدائع الزهور 2/ 84. (¬5) في الأصل: «وقبل». (¬6) خبر الحرب في: السلوك ج 4 ق 2/ 623. (¬7) انظر عن (التعزي) في: إنباء الغمر 3/ 286 رقم 9، وذيل الدرر الكامنة 291، رقم 565، والضوء اللامع 3/ 259، وشذرات الذهب 7/ 170. (¬8) هو «القاموس المحيط» للفيروزابادي.

ورود الورد إلى القاهرة

[ورود الورد إلى القاهرة] وفيه، في ثالث كيهك (¬1)، ورد الورد إلى القاهرة، وعدّ من النوادر في هذه الأيام (¬2). * * * [حوادث هذه السنة لا فى شهر معين] [وفاة صاحب الحبشة] [1541]- وفيها - أعني هذه السنة - مات صاحب الحبشة (¬3) من المسلمين علي ابن (¬4) الملك صدر الدين بن الملك سعد الدين. وكان بطلا شجاعا. وقع له مع كبار الحبشة وقايع يطول الشرح في ذكرها. [وفاة الصنهاجي الجزائري] (¬5) [1542]- وفيها مات عثمان بن سليمان المغربي، الصّنهاجيّ الجزائري، المالكي. وكان فاضلا، قصيرا جدّا، كان طوله من رأسه إلى قدمه ذراع واحد بذراع الآدميين لا يزيد على ذلك شيئا. وكان كامل الأعضاء إذا قام على قدميه فظنّ من رآه أنه صغير قاصر، وهو أقصر آدميّ سمعنا به. وكان سنّه زيادة على خمسين سنة. وصحب ابن (¬6) عرفة، وأبا عبد الله النجار. [كثرة الأمطار بالحجاز والشام] وفيها كثرت الأمطار بالحجاز ومكة والشام، ونزل ببعض قرى صفد برد كبار جدّا بلغ وزن بردة واحدة من ذلك سبعة أرطال ونصف بالرطل الدمشقي، عنها ثلاثون رطلا بالمصري، ووجدت بردة على باب دار في قدر بورد، ذكر لي من أثق به أنّ ذلك في ذي حجّة لا في سادسه أو سابعه (¬7). ¬

(¬1) كيهك: هو الشهر الرابع في السنة القبطية. (¬2) خبر الورد في: إنباء الغمر 3/ 279. (¬3) انظر عن (صاحب الحبشة) في: وجيز الكلام 2/ 477 رقم 1076، وبدائع الزهور 2/ 85. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) انظر عن (الصنهاجي) في: ذيل الدرر الكامنة 290 رقم 561، والضوء اللامع 5/ 129، وشذرات الذهب 7/ 170. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر الأمطار في: السلوك ج 4 ق 2/ 625.

انحطاط الأسعار

[انحطاط الأسعار] وفيها زكت الغلال، وانحطّت في الأسعار جدّا (¬1). [الحروب بين حصون الروم] وفيها كان ببعض حصون بلاد الروم وبعض حصون الكفّار عداوة وحروب قائمة بين أهل الحصن، وامتدّت الحرب أياما، فبيناهم في بعض الليالي وإذا بصيحة من حصن النصارى كادت أن تنخلع بها قلوب المسلمين. فلما أصبحوا وجدوا جميع من بحصن النصارى قد هلكوا هم ودوابّهم، فتسلّم المسلمون الحصن بما فيه بلا مانع يمنع عنه (¬2). [الإدّعاء على امرأة مستدينة] وفيها أحضر إلى قرقماس الشعباني الدوادار الثاني امرأة ادّعي عليها بدين مطلت به، فضربها (¬3) فأخرجت من يدها مكتوبا بإثبات إعسارها، فما التفت إليه، ثم أمر بها فضربت مرة ثانية، ثم ثالثة، فاتفق موتها من ذلك، فرفع الأمر إلى السلطان، فأمر بدفنها، وذهب دمها هدرا. وقرقماس هذا هو الذي جرى عليه بعد سلطنة الظاهر وضربت عنقه / 548 / بالإسكندرية. ولا يظلم ربّك أحدا (¬4). [الطاعون بحلب] وفيه (¬5) كان الطاعون الشديد بمدينة حلب، حتى يقال إنّ جملة من مات به سبعون ألفا، وخلت البلد من أكثر أهلها (¬6). [التشديد بأمر الأوقاف] وفيه (¬7) شدّد السلطان في أمر الأوقاف جدّا، وأخذ على الذي يباشر بها وألزمهم بالقيام بها، وجرت أمور (¬8). [الحرب بين العرب وملك إفريقية] وفيه (¬9) خرج العرب على السلطان أبي فارس ملك إفريقية وتونس بالمغرب فسار في آثارهم نحوا من عشرة أيام في آلاف من جيوشه حتى أوقع بهم، وخضع له الجميع، وقامت حرمته (¬10). ¬

(¬1) خبر الأسعار في: السلوك ج 4 ق 2/ 625. (¬2) خبر الحروب في: السلوك ج 4 ق 2/ 625. (¬3) مبهمة في الأصل. والتحرير من: إنباء الغمر. (¬4) خبر المرأة في: إنباء الغمر 3/ 281. (¬5) الصواب: «وفيها». (¬6) خبر الطاعون في: إنباء الغمر 3/ 282. (¬7) الصواب: «وفيها». (¬8) خبر الأوقاف في: إنباء الغمر 3/ 282. (¬9) الصواب: «وفيها». (¬10) خبر الحرب في: إنباء الغمر 3/ 276.

استقواء صاحب تلمسان

[استقواء صاحب تلمسان] وفيه (¬1) قوي صاحب تلمسان واستجدّ عسكرا (¬2). [المقتلة العظيمة بفاس] وفيه (¬3) كان بفاس مقتلة عظيمة قتل فيها أناس كثير (¬4) من أهلها على يد سلطانها. وكان جرى على المسلمين من الفرنج كسرة، فاتّهم العامّة أنّ صاحب فاس هو الذي واطأ الفرنج على المسلمين، فثاروا به، فأوقع بهم وفتك فيهم قتلا (¬5). [المولود العجيب] وفيه (¬6) ولدت فاطمة ابنة الجلال البلقيني ولدا خنثى من قاضي الفيّوم مرحب بن العماد. ويقال إنّ له يدين زايدتين ناتئتان (¬7) في كتفه، وفي رأسه قرنان كقرني الثور. ومات بعد أن ولدته. ويقال: بل ولدته ميتا (¬8). [الفتنة بين أمير مكة وقادتها] وفيه (¬9) كان بين حسن بن عجلان أمير مكة وبين قوّادها فتنة كبيرة، وتعصّبوا عليه مع أخيه رميثة بن محمد بن عجلان، فاستعان حسن بمقبل أمير الينبوع، وآل الأمر إلى إخراج رميثة عنهم بعد أن صالحوا حسن وتوجّه رميثة إلى جهة اليمن (¬10). ¬

(¬1) الصواب: «وفيها». (¬2) خبر تلمسان في: إنباء الغمر 3/ 277. (¬3) الصواب: «وفيها». (¬4) الصواب: «كثيرون». (¬5) خبر فاس في: إنباء الغمر 3/ 276. (¬6) الصواب: «وفيها». (¬7) الصواب: «نائتين». (¬8) خبر المولود لم أجده في المصادر المتوفّرة لديّ. (¬9) الصواب: «وفيها». (¬10) خبر الفتنة لم أجده في المصادر المتوفّرة لديّ.

سنة ست وعشرين وثمانماية

سنة ست وعشرين وثمانماية [محرّم] [تفشّي الأمراض] في محرّم كانت الأمراض فاشية في الناس بالقاهرة (¬1). [وفاة الطواشي الرومي] [1543]- وفيه مات الطواشي فارس (¬2) الروميّ الخازندار. وكان قد ترقّى في الدولة المؤيّديّة، وكتب المنسوب كتابة حسنة على الشيخ عبد الرحمن بن الصايغ، وحفظ القرآن وتلاه على جماعة، وكان يتفقّه ويجتمع عنده الطلبة (¬3). ويجيد الرمي بالنّشّاب، وخلّف موجودا طايلا. وقرّر في الخازندارية بعده الطواشي خشقدم الروميّ صاحب التربة بالصحراء. [عودة الحجّاج] وفيه وصل الحاجّ سالما، لكنه قاسى المشاقّ في طريقه ذهابا وإيابا من الأمطار ومن الغلاء سيما بمكة وكثرة موت الجمال حتى مشت النساء والأطفال عدّة مراحل. ومات به خلق، واستداد الحريم البرد مع كثرة الخوف (¬4). [تقرير الدوادارية الثانية] / 549 / وفيه قرّر جانبك أحد خواصّ السلطان في الدوادارية الثانية، وخلع عليه فور عوده من الحاجّ، وحمد الحاجّ سيرته في الركب الأول، وقرّر في جملة أمراء الطبلخانات (¬5). ¬

(¬1) خبر الأمراض في: السلوك ج 4 ق 2/ 628. (¬2) انظر عن (فارس) في: إنباء الغمر 3/ 320 رقم 24، وذيل الدرر الكامنة 293 رقم 569، والضوء اللامع 6/ 163، ونزهة النفوس 3/ 37 رقم 623 و 38/ 627، وبدائع الزهور 2/ 85. (¬3) في الأصل: «لبه»، والمثبت عن: نزهة النفوس. (¬4) خبر الحجّاج في: السلوك ج 4 ق 2/ 628، 629. (¬5) خبر الدوادارية في: بدائع الزهور ج 2/ 85.

وقوع برد ببلاد حوران

[وقوع برد ببلاد حوران] وفيه وقع ببلاد حوران برد كبار في صورة خشاش الأرض والماء على هيئة الخنفساء والوزغة والحيّة والعقرب والسرطان والضفدع، وغير ذلك، فتعجّب منه (¬1). [نظر الجوالي] وفيه قرّر في نظر الجوالي الشيخ قاسم بن الجلال البلقيني، وصرف الصدر ابن (¬2) العجميّ (¬3). [تعزيز موقّعي الحكم الشافعي] وفيه عزّر موقّعي (¬4) الحكم الشافعيّ فتح الدين محمد بن المؤيّد، والمالكي جمال الدين عبد الله بن عمر بن عمر النحريريّ بسبب شهادة قيل إنها زوّرت عليهما، ولله الأمر (¬5). [اجتماع الولي العراقي بالسلطان] وفيه صعد الولي العراقيّ إلى القلعة فاجتمع بالسلطان ودعى (¬6) له، فألبسه كاملية بسمّور وأركبه بغلة، ونزل. فبلغ العلم ابن (¬7) البلقينيّ المتولّي ذلك. فشقّ عليه خوفا على المنصب (¬8). [تمييز الفلوس ممّا خالطها] وفيه عقد مجلس بين يدي السلطان حضره القضاة والأمراء والمباشرين (¬9) بسبب الفلوس، وطال فيه الأمر، واستقرّ الحال على تمييز الفلوس بما خالطها من النحاس قطعا، والحديد والرصاص، ونودي على الرطل الخالص منها بسبعة دراهم، والمخلوطة بخمسة، وحصل بين الباعة وبين الناس منازعات بسبب ذلك (¬10). [رخاء الأسعار] وفيه رخت الأسعار حتى أبيع بكلّ درهم فلوس رغيفان (¬11) من الخبز، واتّضع سعر الغلال جدّا، حتى أبيع القمح كل خمسة أرادب بدينار (¬12). ¬

(¬1) خبر البرد في: إنباء الغمر 3/ 298. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر الجوالي في: السلوك ج 4 ق 2/ 629. (¬4) الصواب: «موقّعو». (¬5) خبر الموقّعين في: إنباء الغمر 3/ 298. (¬6) الصواب: «ودعا». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) خبر الاجتماع في: السلوك ج 4 ق 2/ 631. (¬9) الصواب: «المباشرون». (¬10) خبر الفلوس في: السلوك ج 4 ق 2/ 629، 630، وإنباء الغمر 3/ 299. (¬11) في الأصل: «عفان». (¬12) خبر الأسعار في: السلوك ج 4 ق 2/ 630، 631.

وفاة التاج بن الديالي

[وفاة التاج بن الديالي] [1544]- وفيه مات التاج فضل الله بن الرملي (¬1) القبطيّ، ناظر الدولة. وقد جاوز الثمانين. وسئل بالوزارة غير ما مرة فامتنع، وكان سيّء السيرة. [وفاة قاضي المدينة] [1545]- ومات قاضي المدينة المشرّفة، ناصر الدين عبد الرحمن بن محمد بن صالح المدني (¬2)، الشافعيّ. ودام على قضاء المدينة مدّة تزيد على الثلاثين سنة، بما في ذلك من عزله، وقرّر في وظيفته من بعده ولده أبو الفتح. [مقتل متملّك بلاد قرمان] [1546]- وقتل متملّك بلاد قرمان قونية ولارندة وما والاهما، الأمير ناصر الدين بن علي بن قرمان (¬3) بحجر أصابه من مدفع في جبهته فصرعه، وذلك في حرب كانت بينه وبين عسكر ابن (¬4) عثمان. وقد عرفت أخبار محمد هذا وما جرى عليه ممّا تقدّم، واستقرّ في مملكته قرمان بعده ولده إبراهيم وله نحوا (¬5) من خمسة عشر (¬6) سنة وزيادة. ودام ملكه مدّة وسيأتي ذلك. [نيابة طرابلس] وفيه قدم إينال نائب طرابلس باستدعاء، فأكرمه السلطان ثم عزله عن نيابة طرابلس، وقرّر فيها قصروه أمير اخور، / 550 / وقرّر إينال في تقدمة قصروه (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (ابن الرملي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 650، وإنباء الغمر 3/ 320 رقم 23، والنجوم الزاهرة 14/ 116، والدليل الشافي 2/ 522 رقم 1799، والمنهل الصافي 8/ 408 رقم 1807، والضوء اللامع 6/ 173 رقم 585. (¬2) انظر عن (المدني) في: السلوك ج 4 ق 2/ 650، وإنباء الغمر 3/ 317 رقم 15، وذيل الدرر الكامنة 293 رقم 572، والضوء اللامع 4/ 131 رقم 344، ووجيز الكلام 2/ 486 رقم 1083، ونزهة النفوس 3/ 36 رقم 622 وفيه: «زين الدين». (¬3) انظر عن (ابن قرمان) في: السلوك ج 4 ق 2/ 650، والنجوم الزاهرة 14/ 116، ونزهة النفوس 3/ 30، 31. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) الصواب: «وله نحو». (¬6) الصواب: «خمس عشرة سنة». (¬7) خبر طرابلس في: السلوك ج 4 ق 2/ 630، وإنباء الغمر 3/ 300، ونزهة النفوس 3/ 19 وفيه: «خسرو».

وفاة سودون الفقيه

[وفاة سودون الفقيه] [1547]- وفيه مات سودون الفقيه (¬1) الجركسيّ. وكان يتديّن، ويعتقده الناس، ويعتقد الكثير بأنه سيلي الأمر. وكان تلميذ الشيخ لاجين الجركسي. [ربيع الأول] [قراءة المولد النبويّ] وفي ربيع الأول عمل المولد السلطاني بالقلعة على العادة، وبعث السلطان يطلب الوليّ العراقيّ ليحضر، فامتنع من ذلك، فأعاد استدعاءه فحضر وأمر بأن يجلس رأس الميسرة أين يجلس الحنفيّ، وانتقل الحنفي فجلس في الميمنة إلى جانب العلم البلقيني القاضي الشافعيّ (¬2). [وفاة الجمال القرافي] [1548]- وفيه مات الجمال القرافيّ (¬3)، عبد الله بن محمد. وكان فاضلا ماهرا في العربية، وصنّف مختصرا لطيفا، وانتفع به جماعة، منهم ابن (¬4) خضر. [الريح والظلمة في مصر] وفيه ثارت ريح مريسية طول النهار، فلما كان قريب الغروب ظهر في السماء صفرة كست بلونها الجدران والأرض، ثم أعقبها ظلمة الجو حتى صار النهار كوقت العتمة، حتى كان الإنسان يمدّ يده فلا يكاد يراها من الظلمة، فاشتدّ فزع الناس. ثم أخذ الظلام ينجلي شيئا فشيئا، فما استتمّ الانجلاء إلاّ وريح عاصفة قد هبّت فكادت المباني أن تتساقط منها، ثم عادت في طول ليلته وعمّت هذه الظلمة أرض مصر حتى اتصلت بدمياط والإسكندرية وجميع الوجه البحري وبعض بلاد الوجه القبلي. وتاه منها جماعة من المسافرين وضلّوا طريقهم. ¬

(¬1) انظر عن (سودون الفقيه) في: إنباء الغمر 3/ 316 رقم 12، وذيل الدرر الكامنة 293 رقم 570، والضوء اللامع 3/ 282 رقم 1072، وبدائع الزهور 2/ 85. (¬2) خبر المولد في: السلوك ج 4 ق 2/ 631، وإنباء الغمر 3/ 300، وبدائع الزهور 2/ 85. (¬3) انظر عن (القرافي) في: إنباء الغمر 3/ 316 رقم 13، وذيل الدرر الكامنة 295 رقم 579، والضوء اللامع 5/ 68، وبغية الوعاة 1/ 290، وإيضاح المكنون 2/ 545، ومعجم المؤلفين 6/ 138. (¬4) في الأصل: «بن».

وفاة قطلوبغا التنمي

وفيه عقيب هذه الرياح رأى بعض من يظنّ به الخير في منامه كأنّ قايلا يقول: يا قضاة، لولا شفاعة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في أهل مصر لأهلكهم الله تعالى بهذه الريح (¬1). [وفاة قطلوبغا التنمي] [1549]- وفيه مات قطلوبغا التنميّ (¬2)، أحد المقدّمي الألوف بمصر. كان بطّالا بدمشق، وكان ولي نيابة صفد، وتزوّج بابنة سيده تنم الحسني نايب الشام. [مصادرة قاضي الشافعية والحنفية بدمشق] وفيه أمر السلطان بمصادرة ابن (¬3) النجم بن حجّي قاضي الشافعية بدمشق، والنجم بن الكشك قاضي الحنفية بها وجماعة من تجّارها أيضا، فصودروا على مال كبير (¬4). [وفاة الشاعر الأسواني] [1550]- وفيه مات الأديب، الشاعر، السراج الأسواني (¬5)، عمر بن عبد الله بن عامر بن أبي بكر بن عبد الله. وكان فاضلا، بارعا في الأدب، عارفا باللغة والعربية. وكان سالكا في نظمه طريق المقدّمين مع دعوى عريضة جدّا. ومن شعره: إنّ ذا الدهر قد رماني بقوم ... هم على بلواي (¬6) أشدّ حثيثا إن أفز منهم (¬7) ... بشيء أجدهم {لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً} (¬8) ومولده بعد الستين وسبعماية، ولعلّه جاوز الستين. ¬

(¬1) خبر الريح في: السلوك ج 4 ق 2/ 632، وإنباء الغمر 3/ 301، 302، والنجوم الزاهرة 14/ 252، ونزهة النفوس 3/ 25. (¬2) انظر عن (قطلوبغا التنمي) في: إنباء الغمر 3/ 320 رقم 25، والنجوم الزاهرة 14/ 116، 117، ووجيز الكلام 2/ 477 رقم 1081، والضوء اللامع 6/ 223 رقم 744، والدليل الشافي 2/ 546 رقم 1873، وبدائع الزهور 2/ 85. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر المصادرة في: السلوك ج 4 ق 2/ 637. (¬5) انظر عن (الأسواني) في: إنباء الغمر 3/ 318، 319 رقم 21، وذيل الدرر الكامنة 294، 295 رقم 576، والضوء اللامع 6/ 95، وبدائع الزهور 2/ 85، 86، وشذرات الذهب 7/ 175. (¬6) في الإنباء: «بلوتي». (¬7) في الإنباء: «أفه بينهم». (¬8) اقتباس الآية 78 من سورة النساء.

وفاة الشمس بن الركاب

[وفاة الشمس بن الركاب] [1551]- وفيه مات الشمس ابن (¬1) الركاب، محمد بن علي بن أحمد الغزّيّ (¬2)، الحلبيّ، الشافعيّ. وكان فاضلا، عارفا بالقراءآت، وانتفع عليه جماعة فيها، وكان قايما / 551 / في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ومولده سنة ثمان وثلاثين وسبعماية. [الجراد في المدينة] وفيه كان بالمدينة الشريفة جراد كثير أتلف عامّة زروعها وأشجارها حتى أكل أسابيط النخل، فحصل للمدينة المحل بواسطة ذلك، ونزح أكثر أهلها، ومات معظم الفقراء النازحين من الجوع والعطش (¬3). [نفي واش إلى الصعيد] وفيه رفع شخص قصّة إلى السلطان يذكر فيها بأنّ كاتب السرّ ابن (¬4) الكويز في قصد إعادة المظفّر بن المؤيّد، وأنه تواطأ هو وجماعة على ذلك، وآل أمر هذا الرافع أن نفي إلى الصعيد، وحصل على كاتب السر تشويش وحدث به المرض عقيب ذلك حتى كان موته على ما سيأتي (¬5). [ربيع الآخر] [ركوب السلطان في النيل] وفي ربيع الآخر ركب السلطان وعدّى النيل إلى الجيزة وأقام يتنزّه هناك بناحية وسيم هو والأمراء والمماليك (¬6). [إكرام نائب حلب] وفيه وصل تنبك البجاسيّ نايب حلب إلى القاهرة، فأكرمه السلطان وخلع عليه باستمراره على نيابة، وعاد بعد أيام (¬7). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «المقري». وانظر عن (الغزّي) في: إنباء الغمر 3/ 321، 322 رقم 29، وذيل الدرر الكامنة 299 رقم 582، والدرّ المنتخب، رقم 1328، والضوء اللامع 8/ 185 رقم 378، وشذرات الذهب 7/ 176. (¬3) خبر الجراد في: السلوك ج 4 ق 2/ 633، وإنباء الغمر 3/ 302. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر النفي في: السلوك ج 4 ق 2/ 632. (¬6) خبر الركوب في: السلوك ج 4 ق 2/ 633، والنجوم الزاهرة 14/ 253، وبدائع الزهور 2/ 86. (¬7) خبر نائب حلب في: السلوك ج 4 ق 2/ 633، والنجوم الزاهرة 14/ 253، ونزهة النفوس 3/ 25، وبدائع الزهور 2/ 86.

الوباء بدمشق

[الوباء بدمشق] وفيه كثر الوباء بدمشق فمات به كثير من الخلق (¬1). [قتل مصطفى بن عثمان] [1552]- وفيه كان قتل مصطفى بن عثمان (¬2). وكان قد انفرد عن أخيه مراد، ولا زال به حتى أخذه بعد أن حاصره بازنيك وقلعتها. وكان مصطفى قد جاء إلى أزنيك (¬3) فحاصرها وملكها أيضا وسار مراد إليه وقبض عليه وقتله، وعاد إلى برصا وقد خلا له الجوّ، وصفا له الوقت. [وفاة بنت برقوق] [1553]- وفيه ماتت الخوند زينب (¬4) بنت برقوق، الجركسيّة الأصل. وكانت بارعة الجمال تزوّجت بعد أبيها، ثم تزوّجها المؤيّد، ومات عنها. وكانت بنت سلطان وأخت سلطانين وزوج سلطان. وتزوّجت بعد ذلك قجق العيساوي أمير سلاح. وماتت في عصمته، وهي آخر أولاد الظاهر لصلبه وفاة. [جمادى الأول] [زيادة الرخاء] وفي جمادى الأول زاد الرخاء في مصر وعمّ الشام والحجاز (¬5). [وفاة الشهاب الخرباوي] [1554]- وفيه مات الشهاب الخرباوي (¬6)، أحمد بن عثمان بن يوسف البعلبكّي. ¬

(¬1) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 633، وإنباء الغمر 3/ 304، والنجوم الزاهرة 14/ 253، ونزهة النفوس 3/ 25، 26، ووجيز الكلام 2/ 475. (¬2) انظر عن (ابن عثمان) في: السلوك ج 4 ق 2/ 634، ونزهة النفوس 3/ 32، وبدائع الزهور 2/ 86. (¬3) مهمل في الأصل. (¬4) انظر عن (زينب) في: السلوك ج 4 ق 2/ 651، وإنباء الغمر 3/ 315 رقم 10، والنجوم الزاهرة 14/ 117، ونزهة النفوس 3/ 39 رقم 629، ووجيز الكلام 2/ 478 رقم 1091، والضوء اللامع 12/ 40، وبدائع الزهور 2/ 86. (¬5) خبر الرخاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 634. (¬6) انظر عن (الخرباوي) في: إنباء الغمر 3/ 312 رقم 5، ووجيز الكلام 2/ 477 رقم 1087، والسحب الوابلة 80 رقم 96، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 1/ 331 رقم 177.

وفاة الزين النيني

وكان فاضلا في الفقه وغيره. وسمع على ابن (¬1) اليونانية، والعماد ابن (¬2) يعقوب، وولي قضاء بعلبكّ. وكان ساكنا. [وفاة الزين النينيّ] [1555]- وفيه مات الزين النّيني (¬3)، عمر بن محمد الصفديّ، الدمشقيّ، الشافعيّ. وكان (. . . . . .) لم (¬4)، عارفا بالفقه، ماهرا فيه. وسمع من ابن (¬5) قواليح. ومولده في حدود الخمسين. [تقرير الأمير اخور] وفيه قرّر في الأمير اخورية الكبرى جقمق العلائي عوضا عن قصروه نايب طرابلس، وكانت الوظيفة شاغرة من منذ ولاية قصروه طرابلس، وقرّر في الحجوبية الكبرى عوضا عنه أزبك الأشقر (¬6). [المطر وزيادة النيل] وفيه أمطرت السماء / 552 / مطرا غزيرا، وكان عامّا بمعظم أرض مصر، قبليّها وبحريّها، وسالت منه الأودية ودلفت البيوت، وزاد منه النيل نحوا من ذراع، وسقط ببلاد البحيرة برد كبار جدّا يتعجّب منه من كبره. وكان الزمن في بشنس (¬7)، وهو زمن الربيع. ثم ثارت في يوم المطر بعد الزوال ريح عاصفة شديدة ألقت مباني عديدة وأشجار (¬8) كثيرة ما بين نخيل وجمّيز وسفط، وغير ذلك، وكانت تقلع الشجرة من أصلها، واحتملت أشياء كثيرة من أماكنها فألقتها ببعد، وسقط بها كثير من طير السماء. وكانت عامّة الهبوب بأرض مصر كعموم المطر. وشملت مضرّة هذا المطر وهذه الريح أشياء عدّة. وورد الخبر من الصعيد بأنه انتشر ببلادها من الطير الذي يقال له الزرزور شيئا كثيرا (¬9) لا يحصى عدده إلاّ الله تعالى. وهذا الريح أهلكها (¬10) حتى صارت ملقاة كيمانا ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) انظر عن (النيني) في: إنباء الغمر 3/ 319، 320 رقم 22، وذيل الدرر الكامنة 295، 296 رقم 581، والضوء اللامع 6/ 118، وشذرات الذهب 7/ 175. (¬4) مقدار كلمتين غامضتين في الأصل. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر الأمير اخور في: السلوك ج 4 ق 2/ 634، والنجوم الزاهرة 14/ 253، ونزهة النفوس 3/ 19. (¬7) بشنس: هو الشهر التاسع حسب السنة القبطية. (¬8) الصواب: «وأشجارا». (¬9) الصواب: «شيء كثير». (¬10) الصواب: «وهذه الريح أهلكتها».

الرخاء بالبلاد

يمرّ الفارس منها بفرسه مدّة ثلاثة أيام، وأنّ هلاكها بهذه الريح كان من بديع ألطاف الله تعالى، وإلاّ لرعت الزروع. وورد الخبر أيضا بأنه جاء من قبل الحجاز جراد منتشر يخرج عن الحدّ في كثرته، وأنه لما والى أرض الطور يريد الدخول إلى أرض مصر اتفق أن بعث الله تعالى بهذه الريح، فأهلكت الجراد عن آخره، ولله المنّة على ذلك. وورد الخبر أيضا بأنه وجد فيما بين الإسكندرية وأرض برقة كثير جدّا من طير السماء ميّت (¬1) بواسطة هذه الريح، فكان من نوادر (هذه) (¬2) الآيات البّينات (¬3). [الرخاء بالبلاد] وفيه كان الرخاء بمصر، ثم ورد الخبر بعموم الرخاء بالشام والحجاز (¬4). [جمادى الآخر] [الوباء بدمشق] وفي جمادى الآخر عظم الوباء بدمشق وفشى (¬5) في نواحيها ببلادها إلى غزّة (¬6). [ارتفاع سعر الغلال] وفيه تحرّك سعر الغلال وارتفع شيئا (¬7). [عودة الأستادار من الوجه القبليّ] وفيه وصل أرغون شاه الأستادار من بلاد الوجه القبلي وقد وصل إلى هوّ فجرف الأموال جرفا وأخربها ما بين رقيق وخيول وأغنام وأبقار وجاموس وقند وسكندر وأشياء أخر أخرب البلاد بسبب جمعها. ثم أخذ في طرحها على الباعة والمسبّبين بأغلا (¬8) الأثمان، ثم أخذ في الاستحثاث في جمع أكمانها، وعسف في الطلب فأضرّ كثيرا من الناس بعموم ظلمه (¬9). [رجب] [تغريم القاضي ابن حجّي] وفي رجب كاينة ابن (¬10) حجّي / 553 / قاضي الشام، وكان بينه وبين أمين حكمه ¬

(¬1) الصواب: «ميّتا». (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) خبر المطرفي: السلوك ج 4 ق 2/ 634، 635، وبدائع الزهور 2/ 86. (¬4) خبر الرخاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 634. (¬5) الصواب: «وفشا». (¬6) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 635. (¬7) خبر السعر في: السلوك ج 4 ق 2/ 636. (¬8) الصواب: «بأغلى». (¬9) خبر الأستادار في: السلوك ج 4 ق 2/ 636، وبدائع الزهور 2/ 86. (¬10) في الأصل: «بن».

وفاة خليل الجشاري

إنسان يقال له أبو شامة منافسة وحظ تعس، وعضد ذلك تغيّر نايب الشام عليه، فروفع فيه إلى السلطان، وآل أمره أن أغرم مالا طايلا، وترك على قضائه، وفرّج الله تعالى عنه بميتة نايب الشام، وإلاّ كان حاله غير ذلك (¬1). [وفاة خليل الجشاري] [1556]- وفيه مات خليل الجشاري (¬2)، التبريزي، التركماني الأصل، الدمشقيّ. وكان ترقّى إلى مناصب جليلة، منها: نيابة الإسكندرية، وحجوبية دمشق، وغير ذلك. وكان من جماعة المؤيّد شيخ. ومن آثاره جامعه الأنيق بدمشق. [عمارة الأشرفية] وفيه كانت البداية بعمارة الأشرفية المستجدّة بين القصرين بخط العنبرانيّين فيما بين المدرسة السيوفية (¬3) وسوق العنبر (¬4). وكانت هناك حوانيت وفنادق ودور، فاستبدلت برضا أربابها ومستحقّيها من غير إجبار ولا إكراه، وجعل السلطان الاختيار لهم فيما يستبدل حتى تراضوا، وما شقّ عليهم ذلك، وأقيم الزين عبد الباسط متكلّما على هذه العمارة، فجاءت بعد ذلك من أجلّ المباني كما هي ظاهرة الآن للعيان (¬5). [وفاة الخواجا ابن مباركشاه] [1557]- وفيه مات الخواجا برهان الدين، إبراهيم بن مباركشاه (¬6) الإسعرديّ. وكان من المباشرين وذوي الأموال الطايلة مع كرم النفس وسعة العطاء. ومن آثاره: المدرسة التي بالجسر الأبيض بطريق الصالحية من دمشق. ¬

(¬1) خبر ابن حجي في: إنباء الغمر 3/ 304، 305. (¬2) انظر عن (الجشاري) في: السلوك ج 4 ق 2/ 651. (¬3) المدرسة السيوفية: كانت من جملة دار الوزير المأمون البطائحي. وقفها السلطان صلاح الدين الأيوبي على الحنفية، وعرفت بالسيوفية لأن سوق السيوفيين كان حينئذ على بابها، المواعظ والاعتبار 2/ 365. (¬4) كذا. وهو سوق العنبريين. كان قديما سجنا في الدولة الفاطمية يعرف بحبس المعونة، فلما تسلطن المنصور قلاوون هدمه وبناه سوقا لبائعي العنبر. (السلوك 636 بالحاشية 4). (¬5) خبر المدرسة في: السلوك ج 4 ق 2/ 636، 637، وإنباء الغمر 3/ 305، ونزهة النفوس 3/ 26، 27، وبدائع الزهور 2/ 86. (¬6) انظر عن (ابن مباركشاه) في: إنباء الغمر 3/ 310 رقم 1.

ظلم الأستادار للجزارين

[ظلم الأستادار للجزّارين] وفيه وقعت حادثة غريبة نادرة، وهي أنّ أرغون شاه الأستادار بعث إلى جماعة من الجزّارين بأعوانه لطلبهم له من ما أخذه من الأبقار وغيرها، وكانت ببرّ منبابه (¬1)، فأحضروا، فأمرهم أن يمضوا إلى مبابه (¬2) يتسلّموا ما رسم لهم به من البقر فمرّوا ونزلوا بمعدّية من بولاق، وساروا، فقام إنسان منهم وقال: يا رب خذنا قبل أخذ هذه البقرة، فأمّن البقيّة على ذلك. ثم قرأ واحد منهم الفاتحة، ودعا على نفسه، وأمّن الباقين (¬3) كذلك بالدعاء على أنفسهم بالموت ليستريحوا مما هم فيه من الظلم وغرامة المال، فما تمّ ذلك حتى توسّطو (¬4) النيل، وإذا بمركبهم وقد انقلبت بمن فيها، فغرقوا بأجمعهم في الحال إلاّ القليل منهم، وكانت (¬5) الغرقى نحوا من عشرين رجلا، وغرق منهم أربع نسوة، وبلغ ذلك أهل القاهرة، فارتجّت بعويل أهالي الغرقي وبكايهم، وشنّعت القالة على الأستادار، وذهب من مات هدرا / 554 / ولا من يتّعظ. وعدّ هذا من شنيع النوادر، ولله الأمر (¬6). [الأمر بتخفيف نوّاب القضاة] وفيه أمر السلطان القضاة أن يخفّفوا نوّابهم، وأن يكون للشافعي عشرة، وللحنفيّ ثمانية، وللمالكيّ ستة، وللحنبليّ أربعة، لتضرّر الناس من كثرة النوّاب وكثرة ما يغرمونه بأبوابهم، فعمل بذلك مديدة يسيرة، ثم أعيدوا كما كانوا بل وزيادة، ولله الأمر (¬7). [شعبان] [تناقص الوباء بالشام] وفي شعبان تناقص الوباء ببلاد الشام بعد أن جرف الناس جرفا بحيث أحصي من ورد اسمه بديوان دمشق فقط عن من لا يكتب اسمه، فكانوا زيادة على الثمانين ألفا (¬8). [الوباء في الخليل] وفيه وقع الوباء بحرون مدينة الخليل، على نبيّنا وعليه أفضل الصلاة والسلام (¬9). [إمساك مختلّ العقل] وفيه حضر إنسان من مماليك الشمس الخضري إلى السلطان، وذكر له أنّ بالمحلّة ¬

(¬1) كذا. (¬2) كذا. (¬3) الصواب: «الباقون». (¬4) الصواب: «توسّطوا». (¬5) الصواب: «وكان». (¬6) خبر الجزّارين في: السلوك ج 4 ق 2/ 638. (¬7) خبر النواب في: السلوك ج 4 ق 2/ 638. (¬8) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 639. (¬9) خبر الخليل في: السلوك ج 4 ق 2/ 639.

وفاة نائب الشام

كنز فيه ماية ألف إردبّ من الدنانير الذهب، فأسلمه السلطان إلى أرغون شاه للأستادار، وآل أمره أن لم يوجد لما قاله صحّة، وشهد جماعة في القائل بأنه مختلّ العقل (¬1). [وفاة نائب الشام] [1558]- وفيه مات تنبك (¬2) العلائي، الظاهري، نايب الشام. وكان ظالما، سخيفا، ماجنا، متجاهرا بالقبائح والفسق، وكان من المماليك الظاهرية الذين أثاروا الفتن عقيب موت الظاهر، وفرّ من الناصر فرج ولحق بشيخ، ولا زال ملازما له حتى تسلطن فرقّاه ثم ترقّى بعده إلى الأتابكية ونيابة الشام. وكان لما دخل الطاعون خاف منه جدّا، وخرج من دمشق فارّا منه، وصار يتنقل يمينا وشمالا حتى ارتفع فعاد إلى دمشق فبغته أجله، وما نفعه حذره وأمله. [فرار جانبك الصوفي من سجنه] وفيه وصل الخبر من الإسكندرية بفرار جانبك الصوفي من سجنها بمواطأة السّجّان معه، فلما سمع السلطان ذلك انزعج واضطرب العسكر بالقاهرة، وأخذ السلطان في الندى (¬3) للتفتيش عليه، فما وقف له على خبر، وعوقب بسببه جماعة وأهينوا إهانة فاحشة (¬4). [الوباء بدمياط] وفيه ورد الخبر بوقوع الوباء بدمياط (¬5). [الحجوبيّة الكبرى] وفيه قرّر جرباش الكريمي قاشق في الحجوبية الكبرى، عوضا عن جقمق المستقرّ في الأمير اخورية. وكانت الحجوبية شاغرة في هذه المدّة (¬6). [تقرير نواب الشام] وفيه قرّر تنبك البجاسي نايب حلب في نيابة الشام، عوضا عن تنبك ميق. ¬

(¬1) خبر المختلّ لم أجده في المصادر المتوفّرة لديّ. (¬2) انظر عن (تنبك) في: السلوك ج 4 ق 2/ 651، والدليل الشافي 1/ 214 رقم 753، والنجوم الزاهرة 14/ 117، 118، والمنهل الصافي 4/ 13 رقم 755، ووجيز الكلام 2/ 477 رقم 1088، والضوء اللامع 3/ 26 رقم 128، وبدائع الزهور 2/ 87، وتاريخ بيروت 240. (¬3) الصواب: «النداء». (¬4) خبر الفرار في: السلوك ج 4 ق 2/ 639، وإنباء الغمر 3/ 306، 307، ونزهة النفوس 3/ 27. (¬5) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 639، وإنباء الغمر 3/ 304. (¬6) خبر الحجوبية في: السلوك ج 4 ق 2/ 639، ونزهة النفوس 3/ 19.

جريان الماء في خليج الإسكندرية

وقرّر جار قطلوا (¬1) في نيابة حلب. وقرّر في نيابة حماه عوضا عن جار قطلوا جلبان المؤيّدي أمير اخور أحد مقدّمي الألوف. وعيّن السلطان مملوكه / 555 / جانبك الدوادار، فحمل تقاليد المشار إليهم وخلعهم (¬2). [جريان الماء في خليج الإسكندرية] وفيه جرى الماء من النيل في خليج الإسكندرية، وعبر فيه السفن، وكان قد تعطّل من منذ سنين تزيد على الخمسين سنة، حتى بعث السلطان جرباش قاشق لحفره، فقام في ذلك أتمّ قيام حتى كمل في تسعين. وكان لدخول الماء فيه إلى الإسكندرية يوما مشهودا سرّ فيه الناس (¬3). [وفاة الولي العراقي] [1559]- وفيه مات الحافظ الوليّ العراقيّ (¬4)، أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن. ¬

(¬1) في السلوك: «شار قطلو». (¬2) خبر النواب في: السلوك ج 4 ق 2/ 640، والنجوم الزاهرة 14/ 254، وتاريخ ابن سباط 2/ 782، وبدائع الزهور 2/ 87، وإعلام الورى 46، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 234 أ، وتاريخ بيروت 240. (¬3) خبر الماء في: السلوك ج 4 ق 2/ 640، وبدائع الزهور 2/ 807. (¬4) انظر عن (الولي العراقي) في: السلوك ج 4 ق 1/ 651، 652، وذيل التقييد 1/ 332 - 336 رقم 662، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 407 - 409 رقم 762، وإنباء الغمر 3/ 311، 312 رقم 3، وذيل الدرر الكامنة 296، 297 رقم 583، ولحظ الألحاظ 284 - 291، وطبقات الحافظ 548، وذيل طبقات الحفاظ 375، 376، ورفع الإصر 1/ 81 - 83، والدليل الشافي 1/ 53 رقم 179، والمنهل الصافي 1/ 312 رقم 174، والنجوم الزاهرة 14/ 118، ونزهة النفوس 3/ 34، 35 رقم 619، ووجيز الكلام 2/ 475، 476 رقم 1081، والضوء اللامع 1/ 336، ودرّة الحجال 1/ 21، 22 و 3/ 326 رقم 1437، وحسن المحاضرة 1/ 363 رقم 100، والبدر الطالع 1/ 72، وطبقات المفسّرين للداوودي 1/ 49، رقم 43، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 239، وكشف الظنون 12 و 63، و 117، و 166 و 364 و 376 و 464 و 595 و 627 و 761 و 1005 و 1042 و 1124 و 1279 و 1368 و 1480 و 1511 و 1541 و 1583 و 1867 و 1880 و 1915 و 1977، وإيضاح المكنون 1/ 46 و 54 و 72 و 2/ 83، ومعجم المؤلفين 1/ 270، 271، وهدية العارفين 1/ 124، وفهرس الفهارس 2/ 435، 436، وبدائع الزهور 2/ 87، وشذرات الذهب 7/ 173، وديوان الإسلام 2/ 378 رقم 1054 والأعلام 1/ 148، والرسالة المستطرفة 61 و 92، والتبصرة والتذكرة 1/ 4، وفهرس المخطوطات العربية المصورة في خزانة مركز الخدمات والأبحاث الثقافية؛ بيروت 1984 - ص 66 رقم 245 وص 68 رقم 250 وص 77 رقم 288 وص 100 رقم 387، وخزانة الأدب 568.

القضاء بدمشق

وكان عالما فاضلا، نادرة عصره، حافظا، محدّثا، (نشأ) (¬1) على أجمل طريقة، وبرع في الفقه والحديث، وشارك في غيرهما. وناب في القضاء، ورفع غير ذلك. ثم ولي القضاء الشافعية وباشره مدّة حسنة، وولي عدّة وظايف جليلة. وأسمع في الأولى والثانية على ابن (¬2) [أبي] الحرم القلانسيّ، وأخذ صحيفة له من أبي الحسن العرضي، وأحضر على جماعة من أصحاب الفخر ابن (¬3) البخاريّ. ثم طلب بنفسه، ودار على الشيوخ حتى صار إمام الفنّ، وكثيرا (¬4) ما صنّفه من الفقه النظم المنتهى. وله عدّة تصانيف. ومولده سنة 762. [القضاء بدمشق] وفيه كتب لابن حجّي توقيع بإعادته للقضاء بدمشق (¬5). [رمضان] [وفاء النيل] وفيه رمضان، ثانيه، الموافق لسادس مسرى (¬6) كان وفاء النيل، ونزل محمد ابن (¬7) السلطان خلّق المقياس بحضوره وفتح الخليج (¬8). [حراسة السواحل من الفرنج] وفيه ورد الخبر بتحرّك الفرنج على السواحل. وكان الذي بعث بالخبر متملّك قبرس كالمستنصح. فعيّن السلطان عدّة من الأمراء للخروج لليزك إلى دمياط ونستراوه ورشيد وسكندرية، وغير ذلك، وخرج جماعة من المماليك السلطانية معهم (¬9). [إبطال التعامل بالفلوس المخلوطة] وفيه نودي بإبطال التعامل بالفلوس المخلوطة بقطع النحاس والحديد والرصاص، وأن لا يعامل إلاّ بالفلوس المنقّاة، وأنّ الرطل منها بتسعة (¬10) دراهم، وأنه لا يخرج بها من القاهرة، وكانت قلّت جدّا، فمشى الحال بالنسبة لما كان (¬11). ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) في الأصل: «بن»، والإضافة للتصويب. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) الصواب: «وكثير». (¬5) خبر القضاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 640. (¬6) مسرى، هو الشهر الأخير في السنة القبطية. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 641، وبدائع الزهور 2/ 87. (¬9) خبر الفرنج في: السلوك ج 4 ق 2/ 641، وبدائع الزهور 2/ 87، 88، وإنباء الغمر 3/ 307، والنجوم الزاهرة 14/ 255. (¬10) في السلوك: «بسبعة». (¬11) خبر الفلوس في: السلوك ج 4 ق 2/ 641، 642.

قراءة البخاري

[قراءة البخاري] وفيه قرىء البخاريّ، بحضور السلطان بالقصر الأعلا (¬1)، وكانت العادة قد جرت بالقراءة (¬2) في القصر الأسفل، فصار يكثر اللغط والكلام من كثرة اجتماع الطلبة، فمنعوا من ذلك غير ما مرّة، وهم يزيدون، حتى أمر السلطان القراءة (¬3) في القصر الأعلا (¬4). [وفاة كاتب السرّ ابن الكويز] [1560]- وفيه مات كاتب السرّ العلم ابن (¬5) الكويز (¬6)، داود بن عبد الرحمن بن داود الشوبكي، الأرمنيّ الأصل، الكركي. وكان والده من نصارى الكرك، / 556 / واسمه جرجس، وسمّي عبد الرحمن. وتنقّلت بداود هذا الأحوال حتى اتصل بشيخ، وترقّى إلى أن ولي كتابة السرّ بعد أمور. وكان قد عدّ من رؤساء مصر وأعيانها، وكان يؤثر عنه فضايل، وله صيام وصلاة، وتنزّه عن القاذورات المحرّمة كالسرّ واللواط والزنا، مع وفور الصدقات مع تمكّن في الدولة جدّا حتى قيل عنه إنه يريد تبديل الدولة إلى غير ذلك، وكان معجبا بنفسه، كثير التعاظم، زايد الشحّ. وتزوّج (. . .) (¬7) ابنة الناصر ابن (¬8) البارزي التي صارت الخوند بعد ذلك لزواجها لجقمق العلائي الذي تسلطن. ومات العلم هذا ولم يبلغ الخمسين سنة. [فتوحات ابن قرا يوسف] وفيه نازل إسكندر بن قرا يوسف ماردين حتى تسلّمها، وانهزم منه قرا يلك، ثم نازل آمد، ففرّ قرايلك إلى شاه رخ بن تمرلنك، وكان قد قصد تبريز وملكها. فلما بلغ ذلك اسنكدر وبقيّة إخوته بني قرا يوسف ساروا إلى جهة شاه رخ والتقوا به، فكانت الهزيمة على إسكندر ومن معه إلى الجزيرة، وأخرب شاه رخ تبريز ونقل أموالها، ورجع إلى جهة بلاده، فرجع قرايلك إلى آمد، ثم عاد إسكندر من الجزيرة إلى تبريز (¬9). ¬

(¬1) الصواب: «الأعلى». (¬2) في الأصل: «بالقراة». (¬3) في الأصل: «القراة». (¬4) خبر البخاري في: إنباء الغمر 3/ 306 و 309. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) انظر عن (ابن الكويز) في: السلوك ج 4 ق 2/ 642، 643، وذيل الدرر الكامنة 297، 298 رقم 584، وإنباء الغمر 3/ 313 - 315 رقم 9، والدرّ المنتخب، رقم 525، ولنجوم الزاهرة 14/ 118، 119، والمنهل الصافي 5/ 289 - 292 رقم 1016، والدليل الشافي 1/ 295 رقم 1013، ووجيز الكلام 2/ 478 رقم 1090، والضوء اللامع 3/ 212 رقم 797، وبدائع الزهور 2/ 88، وإعلام النبلاء 5/ 178 وفيه: «الكوثر». (¬7) كلمة غير مقروءة. (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) خبر الفتوحات في: إنباء الغمر 3/ 307، 308.

تحركات الفرنج

وأمّا ماردين فدامت في يد إنسان من جهة ابن (¬1) قرا يوسف يقال له: ناصر الدين بك، وهو غلط عن ناصر. [تحرّكات الفرنج] وفيه كثر الإزعاج بأنّ الفرنج في حركة كبيرة، وهم قاصدون بلاد الإسلام (¬2). [شوّال] [وصول ابن الكشك إلى القاهرة] وفي شوّال وصل إلى القاهرة الشهاب ابن الكشك قاضي الحنفية بدمشق وقد استدعي (¬3). [كتابة السرّ] وفيه قرّر في كتابة السرّ الجمال يوسف بن الصفيّ الكركي، الأرمنيّ الأصل، عوضا عن العلم بن الكويز (¬4). [نيابة الإسكندرية] وفيه استقدم اسندمر النوري نايب الإسكندرية، فلما وصل إلى القاهرة نفي إلى دمياط، وقرّر في نيابة الإسكندرية أقبغا التمرازي أمير مجلس، وعدّ كون أمير مجلس تولّى الإسكندرية من النوادر (¬5). [مسير الحجّاج] وفيه سار الحاجّ وأميرهم على المحمل الطواشي مثقال مقدّم المماليك، وعلى الأول إينال الششماني (¬6). [القبض على الأستادار] وفيه قبض على أرغون شاه الأستادار، وقرّر عوضه في الأستادارية محمد بن محمد بن موسى المرداوي، الدمشقيّ، المعروف بابن أبي والي. وكان قد قدم من دمشق، ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر الفرنج في: السلوك ج 4 ق 2/ 641، وإنباء الغمر 3/ 309. (¬3) خبر ابن الكشك في: السلوك ج 4 ق 2/ 642. (¬4) خبر كتابة السر في: السلوك ج 4 ق 2/ 642، ونزهة النفوس 3/ 20، 21، وبدائع الزهور 2/ 88. (¬5) خبر الإسكندرية في: السلوك ج 4 ق 2/ 643، والنجوم الزاهرة 14/ 257، ونزهة النفوس 3/ 21، وبدائع الزهور 2/ 88. (¬6) خبر الحجّاج في: السلوك ج 4 ق 2/ 644، ونزهة النفوص 3/ 29 و 33.

نظارة الجوالي

والتزم بما له لكونه كان أستادار جقمق نايب الشام وغزّه، فالتزم به على أن يولّى أستادارية مصر، فقرّر فيها (¬1). [نظارة الجوالي] وفيه قرّر الصدر ابن العجمي في نظر الجوالي والكسوة، وصرف ابن (¬2) البلقينيّ قاسم والشرف ابن (¬3) نصر الله (¬4). [تقرير الوزارة] وفيه قرّر في الوزارة كريم الدين عبد الكريم ابن (¬5) الصاحب تاج الدين ابن (¬6) كاتب المناخات، وخلع عليه بذلك عوضا عن أرغون شاه أيضا (¬7). [معاقبة أرغون شاه] وفيه سلّم أرغون شاه لابن أبي والي / 557 / ليعاقبه على إحضار ستين ألف دينار، وأنزل مع أعيان الوالي إلى دار ابن (¬8) أبي والي. وقد كانت قبل ذلك سكنا لأرغون شاه. وكان ابن (¬9) أبي والي تردّد إلى بابها حتى يؤذن له بالدخول فيها لأرغون شاه، وزيادة على ذلك أنّ ابن (¬10) أبي والي هذا كان قبل ذلك من جملة الأجناد الذين يخدمون أرغون شاه بدمشق في أيام أستاداريّته لنوروز الحافظي. أعاذنا الله تعالى من زوال النعم (¬11). [إمرة المجلس] وفيه قرّر إينال النوروزي في إمرة مجلس، عوضا عن أقبغا التمرازي (¬12). [ذو القعدة] [سفر أمراء للحجّ] وفي ذي قعدة خرج الزين عبد الباسط ناظر الجيش، وقجق أمير سلاح، ¬

(¬1) خبر الأستادار في: السلوك ج 4 ق 2/ 644، ونزهة النفوس 3/ 29، 30، وبدائع الزهور 2/ 88. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر الجوالي في: السلوك ج 4 ق 2/ 644، وإنباء الغمر 3/ 308، ونزهة النفوس 3/ 22. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر الوزارة في: السلوك ج 4 ق 2/ 645، وإنباء الغمر 3/ 308، والنجوم الزاهرة 14/ 259، ونزهة النفوس 3/ 22، وبدائع الزهور 2/ 88. (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) في الأصل: «بن». (¬10) في الأصل: «بن». (¬11) خبر المعاقبة في: السلوك ج 4 ق 2/ 645، 646. (¬12) خبر المجلس في: السلوك ج 4 ق 2/ 646، وبدائع الزهور 2/ 88.

وفاة المجد المقدسي

وأركماس الظاهري أحد مقدّمي الألوف مسافرين على الرواحل إلى الحج (¬1). [وفاة المجد المقدسي] [1561]- وفيه مات المجد، سالم (¬2) بن سالم بن أحمد بن سالم بن عبد الملك بن عبد الباقي بن عبد المؤمن بن عبد الملك المقدسي، الحنبليّ. وكان عالما فاضلا، ولي قضاء مصر فباشره بلين وعفّة. ومولده سنة أربع وستين وسبعماية. [المطر والرعد] وفيه في اليوم الموافق لثاني عشرين بابه (¬3) أرعدت السماء وأبرقت وأمطرت مطرا غزيرا سالت منه الأودية، وأوحلت الأزقّة، ومع ذلك فالحرّ موجود (¬4). [ارتفاع شأن جانبك] وفيه قدم جانبك الخازندار وقد عاد من الشام بعد أن قلّد النواب فخلع عليه، وقرّر في الداودارية الثانية عوضا عن قرقماس الشعباني، وقد توجّه إلى الحجاز، وصيّر من مقدّمي الألوف، وعظم قدر جانبك جدّا زيادة على ما كان، بل صار هو المدبر للدولة في الحقيقة، وأثرى. وهو صاحب الجانبكية بالشارع قريب القريتين (¬5). [التضييق في بيع السّكّر] وفيه ضيّق في بيع السّكّر وشرابه، وألزم الناس ببيع السّكّر إلى جهة السلطان وشرابه من السلطان، وجعل له ديوان على حدة. ثم لما عاد عبده من الحجاز انحلّ منه الأمر إلى ما كان (¬6). ¬

(¬1) خبر الحج في: السلوك ج 4 ق 2/ 646، وبدائع الزهور 2/ 88، 89، وإنباء الغمر 3/ 309، ونزهة النفوس 3/ 33. (¬2) انظر عن (سالم) في: السلوك ج 4 ق 2/ 653، وإنباء الغمر 3/ 315 رقم 11، وذيل الدرر الكامنة 298 رقم 585، والدليل الشافي 1/ 311 رقم 1057، والمنهل الصافي 5/ 379 رقم 1069، والنجوم الزاهرة 14/ 117، والضوء اللامع 3/ 241 رقم 906، ووجيز الكلام 2/ 477 رقم 1086، وبدائع الزهور 2/ 89، وشذرات الذهب 7/ 174، والسحب الوابلة 101، 102، والدر المنضد 2/ 612 رقم 1528. (¬3) بابه: هو الشهر الثاني في السنة القبطية. (¬4) خبر المطر في: السلوك ج 4 ق 2/ 647، وإنباء الغمر 3/ 309. (¬5) خبر جانبك في: السلوك ج 4 ق 2/ 647، وبدائع الزهور 2/ 89. (¬6) خبر السكّر في: السلوك ج 4 ق 2/ 647، وإنباء الغمر 3/ 309.

وفاة الشمس القباقبي

[وفاة الشمس القباقبي] [1562]- وفيه مات الشمس محمد القباقبي (¬1)، الدمشقي، الصالحي، الحنبليّ. وكان من قدماء الحنابلة بدمشق ومشايخهم. [ذو الحجة] [التفتيش عن جانبك الصوفي] وفي ذي حجّة اشتدّ الفحص عن جانبك الصوفي، وعوقب بعض المماليك حتى هلك بسببه، وقبض على بعض أصهاره وعوقبت زوجة لجانبك آسيا، فأخذت، وحصل بسببه على أناس كثير (¬2) الضرر البالغ، ومنهم يشبك الصوفي (¬3). [ركوب ولد السلطان] وفيه ركب محمد ابن (¬4) السلطان مع جماعة من الأمراء / 558 / وقت السرحة، وعاد فشق القاهرة، وكان له يوما مشهودا (¬5). هذا، وهو ولد صغير، فإنّ مولده سنة تسع عشرة (¬6). [زلزلة القاهرة] وفيه، في ليلة سادس عشره، زلزلت القاهرة زلزلة لطيفة، ثم عادت في الليلة الأخرى (¬7). [قدوم مبشّر الحاج] وفيه قدم مبشّر الحاجّ وأخبر بالأمن والسلامة ورخاء الأسعار وكثرة الأمطار، وأنّ حسن بن عجلان صاحب مكة المشرّفة لم يقابل أمير الحاج لما كثر الإرجاف بمكة أنه يقبض عليه. ونزح عن مكة، سيما وبلغه أنّ عدّة أمراء خرجوا بعد خروج الحاج، فأمر السلطان بأن ينادى بعرض الجند ليعيّن منهم من يختار لغزو مكة، فاستبشع ذلك (¬8). * * * ¬

(¬1) انظر عن (القباقبي) في: إنباء الغمر 3/ 322 رقم 34 وفيه: «القبّاري»، وفي نسخة خطّية كما هو مثبت أعلاه. (¬2) الصواب: «كثيرين». (¬3) خبر التفتيش في: السلوك ج 4 ق 2/ 648، والنجوم الزاهرة 14/ 260، وبدائع الزهور 2/ 89. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) الصواب: «وكان له يوم مشهود». (¬6) خبر الركوب في: السلوك ج 4 ق 2/ 648. (¬7) خبر الزلزلة في: السلوك ج 4 ق 2/ 648، وإنباء الغمر 3/ 309. (¬8) خبر المبشر في: السلوك ج 4 ق 2/ 648، وبدائع الزهور 2/ 89.

حوادث هذه السنة لا فى شهر معين

[حوادث هذه السنة لا فى شهر معين] [حوادث السنة] وفي هذه السنة اتفق أمر غريب ما عهد مثله، وهو انتشار حمرة ساطعة عند غروب الشمس وعند طلوع الفجر في جهة الشمال حتى يمضي من الليل ساعة، وإلى وقت طلوع الشمس وتحمرّ الدنيا حتى تصير الأرض والحيطان كأنّما صبغت بحمرة، واستمرّ ذلك زيادة على أربعة أشهر حتى انقضى رجب منها (¬1). [تفشّي الأمراض] وفيها كانت الأمراض بالناس فاشية بالحمّيّات (¬2). [الملحمة العظيمة بالحبشة] وفيها كانت ملحمة عظيمة بالحبشة وبلاد الجبرت (¬3) المسلمين، وذلك أنّ الطاغية متملّك الحبشة أبرم وهو إسحاق بن داود بن سيف أرعد الحطي أشتدّ غضبه بسبب غلق كنيسة قمامة بالبيت المقدس، فثار على من ببلاده من المسلمين، فقتل الرجال وأسروا النساء والأولاد وعذّبهم بأنواع العذاب، وهدم مساجدهم (¬4). ¬

(¬1) خبر الحوادث في: بدائع الزهور 2/ 89. (¬2) خبر الأمراض لم أجده في المصادر. (¬3) جبرت أو جبرة أو وفات: مدينة من أكبر مدن الحبشة، تقع غربي زيلع وأهلها مسلمون. (تقويم البلدان لأبي الفداء). (¬4) خبر الحبشة في: السلوك ج 4 ق 2/ 649.

سنة سبع وعشرين وثمانماية

سنة سبع وعشرين وثمانماية [محرّم] [قلق السلطان من فرار جانبك الصوفي] في محرّم كثر قلق السلطان بسبب جانبك الصوفي، وحثّ في التفحّص عن أمره، وصار الناس في تخوّف بسبب ذلك، فما بين الإنسان وهلاكه إلاّ أن يقول: عدوّه جانبك الصوفي عند فلان، أو هو يعرف مكانه، فيؤخذ ذلك الإنسان ويعذّب حتى يهلك (¬1). [الحجر على السكّر] وفيه كان الناس في ضيق من الحجر على السّكّر (¬2). [وفاة الشهاب الصنهاجي] [1563]- وفيه مات المقريء، الشهاب، الصنهاجيّ (¬3)، أحمد بن عيسى بن أحمد المغربي، المالكيّ. وكان ماهرا في القراءآت (¬4)، والعربية، والفقه، يلزم الجامع الأزهر ما ينفع به الناس. [ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان في طايفة يسيرة ونزل من القلعة متفقّدا عمارته بالعنبرانيّين، فدخل من باب زويلة وهو كآحاد الأجناد في الهيئة، فإنه ركب بثبات جلوسه بغير شعار السلطنة، فكشف عن عمارته وعاد إلى القلعة (¬5). ¬

(¬1) خبر القلق في: السلوك ج 4 ق 2/ 654، وإنباء الغمر 3/ 306، 307. (¬2) خبر السكّر في: السلوك ج 4 ق 2/ 654، وإنباء الغمر 3/ 309. (¬3) انظر عن (الصنهاجي) في: وجيز الكلام 2/ 481 رقم 1100، والضوء اللامع 2/ 59. (¬4) في الأصل: «القرات». (¬5) خبر الركوب في: السلوك ج 4 ق 2/ 655، وإنباء الغمر 3/ 308.

الخلعة على أمراء

[الخلعة على أمراء] وفيه وصل ناظر الجيش عبد الباسط بن المنجّا في ثانيه (¬1)، وكذا قجق أمير سلاح، وأركماس الظاهري، وصعدوا إلى السلطان ومعهم مقبل الحسني أمير الينبوع / 559 / فخلع عليهم وعليه (¬2). [عصيان نائب الشام] وفيه فشت الإشاعة بعصيان تنبك البجاسي نايب الشام، وأنه أكثر من استخدام المماليك، وقصد الخروج عن الطاعة (¬3). [وفاة الشهاب اللؤلوئي] [1564]- وفيه مات الشهاب، أحمد بن عبد الله الحجيرانيّ (¬4)، اللؤلوئي، الشافعيّ. وكان من أهل العلم والفضل والدين. ومولده بعد الثمانين وسبعماية. [التحضير لمحاربة أمير مكة] وفيه وصل الحاجّ وتأخّر قرقماس الشعباني بينبع، وبعث بطلب عسكر ليحارب به حسن بن عجلان ويستقرّ عوضه في إمرة مكة، فأجيب إلى ذلك. وعرض السلطان الجند البطّالة، وعيّن منهم جماعة ومن المماليك السلطانية. وعيّن حسين الكردي الكاشف باشا عليهم ليسافر بهم إلى قرقماس (¬5). [نيابة الشام] وفيه خلع على سودون من عبد الرحمن باستقراره في نيابة الشام، ونزل سايرا إلى جهتها بمماليكه من يومه على جرايد الخيل، وقد أمر بالقبض على تنبك البجاسي، فسار بغير أثقال (¬6). ¬

(¬1) إنباء الغمر 3/ 309. (¬2) خبر الخلعة في: السلوك ج 4 ق 2/ 655، وإنباء الغمر 3/ 323. (¬3) خبر العصيان في: السلوك ج 4 ق 2/ 655، 656، والنجوم الزاهرة 14/ 261، ونزهة النفوس 3/ 42، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 234 ب، وتاريخ بيروت 240. (¬4) لم أجد للحجيراني ترجمة في المصادر المتوفّرة لديّ. (¬5) خبر أمير مكة في: السلوك ج 4 ق 2/ 655. (¬6) خبر الشام في: السلوك ج 4 ق 2/ 655، 656، وإنباء الغمر 3/ 323، والنجوم الزاهرة 14/ 261، ونزهة النفوس 3/ 42 و 46، وتاريخ ابن سباط 2/ 782، وإعلام الورى 46، وتاريخ بيروت 241.

إمرة مكة

[إمرة مكة] وفيه خلع على الشريف (علي بن) (¬1) عثمان بن مغامس، وقرّر في إمرة مكة شريكا لقرقماس (¬2). [تولية ابن حجر القضاء] وفيه قرّر في القضاء الشافعية الحافظ، العلاّمة، الشيخ شهاب الدين، أبو الفضل ابن (¬3) حجر، وصرف العلم البلقيني، فثارت العداوة بينهما بهذا السبب (¬4). [كثرة الأمطار بالقاهرة] وفيه كثر المطر بالقاهرة وبنواحي الوجه البحري حتى خرج في الكثرة عن الحدّ، واشتدّ البرد وقوي قوّة لم تعهد حتى جمدت المياه في بعض الأواني، وتجلّد الطلّ على الأرض في وقت الأسحار وعلى الزروع، وهلك بسبب البرد دوابّ كثيرة بالأرياف وسقطت عدّة دور بالأمطار، ورؤي الثلج على الجبل المقطّم، وعدّ من النوادر (¬5). [صفر] [جلوس ابن حجر لإملاء الحديث] وفي صفر، في أول يوم منه جلس الحافظ ابن (¬6) حجر قاضي القضاة بالخانقاه البيبرسيّة لإملاء الحديث، واستملى عنه الشيخ زين الدين رضوان العقبي (¬7). [القبض على تنبك البجاسي وقتله] وفيه كائنة تنبك البجاسي بدمشق. وكانت الملطّفات السلطانية قد خرجت إلى أمراء دمشق بالتحيّل على تنبك وقبضه إن قدروا على ذلك، فأتوا دار السعادة في يوم الجمعة رابع صفر هذا وطلبوه ليقرأ عليه كتاب السلطان، فاستراب منهم، ولبس السلاح وآلة الحرب، وخرج هو ومماليكه من باب السرّ، فثار إليه الأمراء واقتتلوا معه إلى ما بعد الزوال من يوم الجمعة، ثم انهزموا منه، فتحصّن طايفة منهم بالقلعة، ومضى آخرون إلى جهة سودون من عبد الرحمن وقد وصل قريب / 560 / صفد، ونزل إليه (¬8) تنبك فتلقّاه على جسر يعقوب، ثم سار تنبك من دمشق حتى وصل الجسر المذكور، وبات هو وسودون يتحارسون، ثم أصبحوا يترامون نهارهم كلّه حتى دخل الليل. ¬

(¬1) ما بين القوسين كتب فوق السطر. (¬2) خبر مكة في سمط النجوم العوالي 4/ 274. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر ابن حجر في: السلوك ج 4 ق 2/ 656، ونزهة النفوس 3/ 48، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 106 ب. (¬5) خبر الأمطار في: السلوك ج 4 ق 2/ 656، ونزهة النفوس 3/ 51، وإنباء الغمر 3/ 323. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر الجلوس لم أجده في المصادر. (¬8) في الأصل: «ونزل إلى إليه».

وفاة الشرف ابن التباني

ثم آل الأمر بعد ذلك وصل تنبك إلى جهة الصبيبة وهو يستنصر قدوم ابن (¬1) بشارة عليه نجدة له، فركب سودون مسرعا حتى دخل دمشق وملكها والقلعة، وبلغ تنبك ذلك فتبعه مسرعا حتى وصل دمشق، ووقع بينه وبينهم قتال عند باب الجابية وثبت لهم مع كثرتهم، وكادت أن تكون الكسرة على السلطانية، بل كانوا زلزلوا شيئا. ثم كبا بتنبك فرسه بسبب حفرة دخل فيها رجل الفرس، فأخذ قبضا باليد ومعه عدّة من جماعته، وسجن بالقلعة. وكانت الأخبار وردت إلى القاهرة قبل ذلك بكائنة تنبك، ثم كائنة جسر يعقوب، واضطرب الناس، وأخذ السلطان في التجهّز إلى السفر، حتى ورد الخبر بالقبض على تنبك، فسكن الحال، وكتب إلى سودون بقتله، وضربت البشائر بالقلعة (¬2). [وفاة الشرف ابن التبّاني] [1565]- وفيه مات الشرف ابن (¬3) التبّاني (¬4)، شيخ الخانقاه الشيخونية، يعقوب بن الجلال بن رسولا (¬5) بن أحمد بن يوسف الرومي، الحنفيّ. وكان عالما بارعا، علاّمة، عارفا بالعربية والمعاني والبيان وغير ذلك من العلوم العقلية، بارعا في الفقه، وله همّة عالية ومكارم أخلاق، وصنّف وألّف وسمع الحديث، وأفتى ودرّس، وولي عدّة وظايف جليلة منها وكالة بيت المال ونظر الكسوة وعدّة تداريس ومشيخة الشيخونية. وتجاوز السبعين سنة. [هذم مئذنة الجامع الأزهر] وفيه ابتدىء بهدم المادنة (¬6) التي كان أنشأها المؤيّد شيخ على باب الجامع الأزهر، ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر تنبك في: السلوك ج 4 ق 2/ 657، 658، وإنباء الغمر 3/ 323، 324، والنجوم الزاهرة 14/ 262، 263، ونزهة النفوس 3/ 42 - 46 و 52، وبدائع الزهور 2/ 90، وإعلام الورى 46، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 233 أ - 235 أ، وتاريخ بيروت 241. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) انظر عن (ابن التبّاني) في: السلوك ج 4 ق 2/ 673، وإنباء الغمر 3/ 340 رقم 21، وذيل الدرر الكامنة 300 رقم 588، والنجوم الزاهرة 15/ 121، ونزهة النفوس 3/ 57، 58 رقم 630، ووجيز الكلام 2/ 481 رقم 1099، والضوء اللامع 10/ 282 رقم 1109، وبدائع الزهور 2/ 91، وشذرات الذهب 7/ 183، والدليل الشافي 2/ 790 رقم 2662، وإيضاح المكنون 2/ 484، وهدية العارفين 2/ 546، والأعلام 9/ 358، ومعجم المؤلفين 13/ 247. (¬5) في الأصل: «رسولان». (¬6) كذا.

مشيخة الخانقاه الشيخونية

وقد (¬1) تداعت للميلان، وأمر السلطان بإعادتها فأعيدت بعد ذلك أحسن ممّا كانت، ومع ذلك فهدمت أيضا في دولة الأشرف قايتباي بعد السبعين وثمانماية، وانخلع بناؤها، وهي هذه الموجودة الآن (¬2). [مشيخة الخانقاه الشيخونية] وفيه قرّر العلاّمة السراج قارىء «الهداية» عمر بن علي بن فارس الخلاطي، الحنفيّ في مشيخة الخانقاه الشيخونية، عوضا عن الشرف التبّاني، / 561 / وركب معه إلى الخانقاه أزبك الأشقر رأس نوبة النوب بعد ما خلع السلطان عليه وأركبه فرسا من خيوله، وكان وقتا حافلا، مشى فيه معه جميع طلبة الشيخونية بل وغيرهم (¬3). [قضاء الشافعية] وفيه قدم الشيخ الهروي من القدس طامعا في شيء من المناصب سيما قضاء الشافعية، فوجدها قد تقرّر فيها الحافظ ابن (¬4) حجر عن قريب (¬5). [النداء على جانبك الصوفي] وفيه نودي من قبل السلطان على جانبك الصوفي، وأنّ من أحضره إن كان جنديّا فله إمرة، وإن كان غير ذلك فله ألف دينار وهدّد من أخفاه، وظهر عنده بإحراق الحارة التي هو ساكن بها والتنكيل به. وصار المنادي يحلف عن السلطان على كل واحد (¬6). [ربيع الأول] [قتل تنبك البجاسي] [1566]- وفي ربيع الأول قتل تنبك البجاسيّ (¬7) بقلعة دمشق. وكان من أعيان الأمراء، وتنقّل في عدّة ولايات جليلة تقدّم ذكرها، منها: نيابة ¬

(¬1) مكرّرة في الأصل. (¬2) خبر المئذنة في: السلوك ج 4 ق 2/ 658، وإنباء الغمر 3/ 325. (¬3) خبر المشيخة في: السلوك ج 4 ق 2/ 658، وإنباء الغمر 3/ 324، ونزهة النفوس 3/ 51، 52. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر القضاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 656، وبدائع الزهور 2/ 91. (¬6) خبر النداء في: السلوك ج 4 ق 2/ 659، والنجوم الزاهرة 14/ 263. (¬7) انظر عن (تنبك البجاسي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 673، وإنباء الغمر 3/ 323، 324 و 333، 334 رقم 7، والنجوم الزاهرة 14/ 263، و 15/ 120، 121، والدليل الشافي 1/ 214 رقم 754، ونزهة النفوس 3/ 44، ووجيز الكلام 2/ 483 رقم 1105، والضوء اللامع 3/ 26 رقم 125، وبدائع الزهور 2/ 90 و 91، وإعلام الورى 46، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 233 أ - 235 أ، وتاريخ بيروت 241.

إحصاء الأموات بمكة

حماه، وطرابلس، وحلب، ودمشق. وكان مشكور السيرة، عفيفا عن القاذورات، مع إظهار العدل وفعل الخير والشفقة وكثرة الحياء والشجاعة. [إحصاء الأموات بمكة] وفيه حصر من مات بمكة المشرّفة من الوباء، وكان قد ابتدأ بها من أوائل هذه السنة، فجاء من مات منه بها خاصّة ألفان وسبعماية. ويقال إنّ إمام المقام لم يصلّ معه في تلك الأيام سوى اثنين، وأمّا بقيّة الأئمّة فبطّلوا لعدم من يصلّي معهم من الناس (¬1). [ختان ولد السلطان] وفيه ختن السلطان ولده محمد (¬2)، وكان ختانا حافلا، وذكر أنّ الأعيان رموا (¬3) الذهب نقوطا في طشت طهوره، فأمر السلطان به فجمع، وأعطي منه الخاتن ماية دينار، ودفع الباقي إلى الخزانة، فعدّ ذلك من النوادر (¬4). [وفاة ابن زيد البعلبكي] [1567]- وفيه مات ابن (¬5) زيد، عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد بن زيد البعلبكّيّ (¬6)، الشافعيّ. وكان ولي قضاء بلده، ثم قضاء طرابلس، ثم قضاء دمشق. ومولده سنة ستين وسبعماية. [وفاة قاضي المدينة] [1568]- ومات قاضي المدينة الشريفة، الزين، عبد الرحمن بن علي بن يوسف بن حسن بن محمد الزرندي (¬7)، الحنفيّ. أبو الفرج. ¬

(¬1) خبر الإحصاء لم أجده في مصادري. (¬2) الصواب: «محمدا». (¬3) الصواب: «رموا». (¬4) خبر الختان في: إنباء الغمر 3/ 325، ونزهة النفوس 3/ 55، وبدائع الزهور 2/ 91. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) انظر عن (البعلبكي) في: ذيل التقييد 2/ 64 رقم 1160، وإنباء الغمر 3/ 335، 336 رقم 12، ونزهة النفوس 3/ 59 رقم 631، وفيه: «زبد»، ووجيز الكلام 2/ 480 رقم 1096، والضوء اللامع 5/ 65، وشذرات الذهب 7/ 179، والدارس 1/ 146، والسلوك ج 4 ق 2/ 367، وقضاة دمشق 150، 151، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 560، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 / ج 2/ 275 - 277 رقم 620. (¬7) انظر عن (الزرندي) في: إنباء الغمر 3/ 335 رقم 10، والدليل الشافي 1/ 402 رقم 1387، والمنهل الصافي 7/ 196، 197 رقم 1391، والضوء اللامع 4/ 105 رقم 297.

الإنفاق على التجريدة إلى مكة

هكذا ذكره الحافظ ابن (¬1) حجر في وفيات هذه السنة (¬2)، وقال: إنه سمع من ابن (¬3) جماعة، وآخرين، وأجاز له الزبير بن علي الأسواني، وكان خاتمة أصحابه. [الإنفاق على التجريدة إلى مكة] وفيه نودي بالخروج إلى حرب مكة فاستبشع ذلك، وكان قد بطل أمر التجريدة إليها لما اشتغل السلطان بخبر تنبك البجاسي. فلما فرغ من ذلك أعاد ذلك وأنفق للمجرّدين / 562 / لكلّ نفر أربعين دينار (¬4). [وصول رأس تنبك البجاسي] وفيه وصلت رأس تنبك البجاسي، فعلّقت على باب النصر (¬5). [فتح كنيسة قمامة] وفيه أمر السلطان بفتح كنيسة قمامة بالقدس على عادة ما كانت (¬6). [تقرير الشمس البرماوي] وفيه قرّر الشمس محمد بن عبد الدايم البرماويّ (¬7)، الشافعيّ في تدريس الشافعية بالمدينة عوضا عن الحافظ ابن (¬8) حجر، وكان أنهى البرماويّ أنّ شرط الواقف أن لا تكون الوظيفة مع قاضي (¬9)، ثم قام الحافظ ابن (¬10) حجر في ذلك. وأخرج كتاب وقف المؤيّديّة، وليس به هذا الشرط فأعيد إليه، وقرّر البرماوي نائبا عن علي حفيد العراقي ولد ولده (¬11). [الدوادارية الكبرى] وفيه قرّر في الدوادارية الكبرى أزبك الأشقر رأس نوبة النوب، عوضا عن سودون من عبد الرحمن المنتقل لنيابة الشام، وكانت الوظيفة شاغرة إلى هذه المدّة، وقرّر في الرأس نوبة تغري بردي المحمودي حاجب الحجّاب (¬12). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في: إنباء الغمر 3/ 335. (¬3) في الأصل: «بن» وقد تكرّرت. (¬4) خبر الإنفاق في: السلوك ج 4 ق 2/ 659. (¬5) خبر تنبك في: السلوك ج 4 ق 2/ 659، وإنباء الغمر 3/ 324، وبدائع الزهور 2/ 91. (¬6) خبر الكنيسة في: السلوك ج 4 ق 2/ 659. (¬7) في إنباء الغمر: «الهرماوي». (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) الصواب: «مع قاض». (¬10) في الأصل: «بن». (¬11) خبر البرماوي في: السلوك ج 4 ق 2/ 660، وإنباء الغمر 3/ 325. (¬12) خبر الدوادارية في: السلوك ج 4 ق 2/ 660، وإنباء الغمر 3/ 325، والنجوم الزاهرة 14/ 264، وبدائع الزهور 2/ 91.

كشف السلطان على عمارته

[كشف السلطان على عمارته] وفيه نزل السلطان إلى عمارته بين القصرين وكشفها وعاد وهو بثياب جلوسه كما فعل قبل ذلك (¬1). [كتابة السرّ] وفي ربيع الأول خلع على الشمس الهرويّ، وقرّر في كتابة السرّ عوضا عن يوسف بن الصفي، وأركب حجرة بالسّرج الذهب والكنبوش الزركشي والخلعة الحرير والطرحة الحرير، حتى أعيد عليه ذلك كونه كان قاضي القضاة ولا يليق له التحلّي بهذه الأشياء فإنه كان يمكنه أن يتكلّم في أن يخلع عليه ما يليق به، وكان بينه وبين الشمس الهرويّ منافسة، وكذا الحنبلي بن مغلي، فأصلح السلطان بينهم (¬2). [القبض على جامعي الرمم] وفيه قبض على جماعة وجد عندهم من رمم بين آدم شيئا كثيرا (¬3) فحملوا إلى الوالي، فاعترفوا أنهم ينبشون على الموتى ويغلون لحمهم في الدسوت ويقطفون دكّهم يبيعونه للفرنج كل قنطار بخمس (¬4) وعشرين دينارا، فحبسوا ونسي خبرهم (¬5). [وفاة المحبّ قاضي مكة] [1569]- وفيه مات المحبّ ابن (¬6) محمد (¬7) قاضي مكة أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله المخزومي، المكي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، فقيها، عارفا بالفرائض والحساب، مشاركا في الفنون، حسن السيرة في قضائه. ومولده سنة 789. وخلت مكة بعده أن يفتى على مذهب الإمام الشافعي، رضي الله عنه. ¬

(¬1) خبر الكشف في: السلوك ج 4 ق 2/ 659. (¬2) خبر الكتابة في: السلوك ج 4 ق 2/ 660، وإنباء الغمر 3/ 325، والنجوم الزاهرة 14/ 265، ونزهة النفوس 3/ 48، وبدائع الزهور 2/ 91. (¬3) الصواب: «شيء كثير». (¬4) الصواب: «بخمسة». (¬5) خبر الرمم في: السلوك ج 4 ق 2/ 661، وبدائع الزهور 2/ 91، 92. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) انظر عن (ابن محمد) في: السلوك ج 4 ق 2/ 674، والعقد الثمين 3/ 139 - 142 رقم 628، ودرر العقود الفريدة 2/ 399 رقم 213، وإنباء الغمر 3/ 332 رقم 4، ووجيز الكلام 2/ 479 رقم 1093، والضوء اللامع 2/ 135 رقم 384، وبدائع الزهور 2/ 88، وشذرات الذهب 7/ 177 و 178.

وفاة الجمال النويري

[وفاة الجمال النويري] [1570]- وفيه مات النّويريّان: الجمال محمد بن أحمد بن محمد النويريّ، الشافعيّ، خطيب مكة، أبو الفضل (¬1). [وفاة الشهاب العزيزي] [1571]- والشهاب أحمد (¬2) بن علي النويري، المالكي، إمام مقام المالكية، بمكة. [تفريق جامكية الجند] / 563 / وفيه حضر السلطان تفرقة الجامكية على الجند، وقطع جامكية عدّة ممّن لهم أقاطيع بالحلقة (¬3). [ربيع الآخر] [منع النزول بالخوانق] وفيه ربيع الآخر نودي من قبل السلطان بأنّ أحدا لا ينزل عن وظيفة له بصورة وغيرها بخانقة (¬4) من الخوانق، ومن فعل ذلك ضرب بالمقارع. وكان لما أنشأ السلطان مدرسة الأشرفية شرع جماعة من أهل الطمع ممّن له وظايف بعدّة من الخوانق كسعيد السعداء، والبيبرسية، والشيخونية، وغيرها في النزول عن وظايفهم والإستناد إلى من له جاه في أن ينزلهم في مدرسة السلطان، ويبقى معه ما نزل به من المبلغ، وبلغ السلطان ذلك فأمر بما أمر لينزل في مدرسة من لا وظيفة له من فقراء طلبة العلم (¬5). [الخطبة بالمدرسة الأشرفية] وفيه في يوم الجمعة، سابعه، أقيمت الخطبة بالمدرسة الأشرفية، وكان لم يكمل منها سوى الإيوان القبلي فقط، وخطب بها الشيخ عبد الرحيم الحموي، الواعظ. وكان السلطان قد خلع عليه قبل ذلك، وقرّره في الخطابة (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (أبي الفضل) في: السلوك ج 4 ق 2/ 674، والنجوم الزاهرة 14/ 123. (¬2) انظر عن (الشهاب أحمد) في: السلوك ج 4 ق 2/ 674. (¬3) خبر الجامكية في السلوك ج 4 ق 2/ 661. (¬4) الصواب: «بخانقاه». (¬5) خبر الخوانق في: السلوك ج 4 ق 2/ 661، 662. (¬6) خبر الخطبة في: السلوك ج 4 ق 2/ 662، وبدائع الزهور 2/ 92.

وفاة ابن كاتب المناخات

[وفاة ابن كاتب المناخات] [1572]- وفيه مات التاج ابن (¬1) كاتب المناخات (¬2)، عبد الرزاق بن عبد الله القبطيّ. وكان هيّنا ليّنا، سيوسا، ضابطا، أسير بطنه وفرجه، وهو الذي استجدّ مكس الفاكهة بعد أن كان قد بطل، وما تهنّى (¬3) به في وزارته، فإنه صرف عنها، ثم تعطّل بداره. وهو والد الصاحب كريم الدين. ومات ووالده على الوزارة. [وفاة سودون الأشقر] [1573]- وفيه مات سودون الأشقر (¬4) الظاهريّ، أحد المقدّمين بدمشق. وكان ولي شادّيّة الشراب خاناه في دولة الناصر فرج بن برقوق. وما كان مشكورا. [مصادرة أعيان دمشق] وفيه صودر أعيان دمشق، وهي ثالث مصادرة (¬5). [تعويق الأستادار وناظر الديوان] وفيه قبض على محمد بن أبي والي الأستادار، وعلى ابن (¬6) جكم عبد الكريم بن بركة ناظر الديوان المفرد، وعوّقا بالقلعة (¬7). [جمادى الأول] [تقرير الأستادارية] وفي جمادى الآخر قرّر الصلاح محمد بن الصاحب بدر الدين حسن بن نصر الله ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (ابن كاتب المناخات) في: السلوك ج 4 ق 2/ 673، 674، وإنباء الغمر 3/ 335 رقم 11، والنجوم الزاهرة 14/ 121، 122، والمنهل الصافي 7/ 257 - 259 رقم 1421، والدليل الشافي 1/ 411، 412 رقم 1415، والضوء اللامع 4/ 194 رقم 495، ونزهة النفوس 3/ 59 رقم 632، وبدائع الزهور 2/ 92. (¬3) الصواب: «وما تهنّأ». (¬4) انظر عن (سودون الأشقر) في: السلوك ج 4 ق 2/ 674، وإنباء الغمر 3/ 335 رقم 9، والنجوم الزاهرة 14، 122، والدليل الشافي 1/ 331 رقم 1138، والمنهل الصافي 6/ 147 - 149 رقم 1142، ونزهة النفوس 3/ 60 رقم 634، والضوء اللامع 3/ 282 رقم 1069. (¬5) خبر المصادرة في: السلوك ج 4 ق 2/ 662. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر التعويق في: السلوك ج 4 ق 2/ 662.

وصول المماليك إلى ينبع

في الأستادارية عوضا عن ابن أبي والي، وأضيف إليه كشف الوجه البحري (¬1). [وصول المماليك إلى ينبع] وفيه قدم الخبر بوصول الشريف علي بن عثمان إلى ينبع بمن معه من المماليك المجرّدين، وأنّ قرقماس توجّه معه إلى مكة، ووصلوها / 564 / في سادس جمادى الأول بغير حرب. وأنّ السيد حسن بن عجلان سار إلى مدينة حلى (¬2) من بلاد اليمن، وأنه مات من الوباء بمكة نحوا (¬3) من ثلاثة آلاف نفر، وأنه جاء مكة سيل عظيم بلغ الماء إلى الحجر الأسود وقريبا منه، وأنّ الخطبة أعيدت بمكة (. . .) (¬4) لصاحب اليمن، وكانت قد تركت من أيام الموسم (¬5). [وفاة زوجة السلطان] [1574]- وفيه ماتت [خوند] (¬6) فاطمة: ابنة قجقار (¬7) وزوج السلطان وأمّ ولده محمد. وحضرت وصلّي عليها عند باب الستارة. وتقدّم الخليفة، وأنزلت إلى المدرسة الأشرفية فدفنت بالقبّة بها. وكانت جنازتها حافلة. [وفاة صاحب اليمن الملك الناصر] [1575]- وفيه مات صاحب اليمن (¬8)، الملك الناصر، أحمد بن الأشرف إسماعيل بن عباس بن علي بن مالك بن عيسى بن عمر بن علي بن رسول. وكان فاجرا، فاسقا. أخذه الله تعالى بصاعقة سقطت على حصنه فوارو، فارتاع لها وتوعّك أيّاما، وأقيم في الملك بعده ولده الملك المنصور عبد الله. ¬

(¬1) خبر الأستادارية في: السلوك ج 4 ق 2/ 662. (¬2) حلى: مدينة من أطراف اليمن من جهة الحجاز، وتعرف بمدينة حلى ابن يعقوب. (تقويم البلدان). (¬3) الصواب: «نحو». (¬4) كلمة مبهمة. (¬5) خبر ينبع في: السلوك ج 4 ق 2/ 663. (¬6) إضافة على الأصل للتوضيح. (¬7) في الأصل غموض في الخط. وما أثبتناه عن المصادر، ومن الآتي في الكتاب، وانظر عن (فاطمة بنت قجقار) في: السلوك ج 4 ق 2/ 674، وإنباء الغمر 3/ 327، والنجوم الزاهرة 14/ 123، ونزهة النفوس 3/ 63 رقم 638، والضوء اللامع 12/ 99 رقم 622، ووجيز الكلام 2/ 483 رقم 1106، وبدائع الزهور 2/ 92. (¬8) انظر عن (صاحب اليمن) في: السلوك ج 4 ق 2/ 674، 675، وذيل الدرر الكامنة 300 رقم 589، وإنباء الغمر 3/ 331 رقم 1، والنجوم الزاهرة 14/ 123، 124، والدليل الشافي 1/ 41 رقم 130، ونزهة النفوس 3/ 62 رقم 637، ووجيز الكلام 2/ 482 رقم 1103، والضوء اللامع 1/ 239، وشذرات الذهب 7/ 177.

البحث في زكاة الأموال الباطنة والظاهرة

[البحث في زكاة الأموال الباطنة والظاهرة] وفيه جمع السلطان القضاة وأهل العلم يسألهم عن جواز أخذ زكاة الأموال الباطنة والظاهرة من الناس. وكان قد حرّكه بعض لذلك. فلما اجتمعوا طال الكلام في ذلك حتى اتّفقوا على أنّ الأموال الباطنة زكاتها موكولة إلى أربابها، وأمّا الإبل والبقر والغنم فلا يجب فيها الزكاة، إلاّ أنه كانت سايمة، وأرض مصر لا ترعى فيها سايمة، إنّما تشترى لها المراعي بالمال فليست سايمة. وأمّا عروض التجارة من الأصناف التي بيد التجّار، فإنّ المكوس أخذت منهم عليها في الأصل على أنها زكاة. ثم تضاعفت هذه المكوس إلى أن خرجت عن الحدّ، وجرى ما جرى. وأمّا الزروع والثمار والخضراوات فإنّ الفلاّحين في حال من المغارم معروفة. وانفضّ المجلس على هذا، فبطل ما رامه النجس الشيطان الذي تسبّب في ذلك (¬1). [عودة قاضي الحنفية إلى دمشق] وفيه عاد الشهاب ابن (¬2) الكشك إلى دمشق على قضائها الحنفية بعد ما أخذ منه نحوا من عشرة آلاف دينار (¬3). [جمادى الآخر] [جلوس ولد السلطان والصالح ابن ططر في التعزية] وفي جمادى الآخر اتفقت نادرة غريبة جدا وهي أنّ الخوند فاطمة لما ماتت (عمل لها ختم) (¬4) عند قبرها، وصارت / 565 / الختمات تقرأ هناك، فنزل ولدها إلى تربتها ومعه الصالح محمد بن ططر فشقّا القاهرة، والصالح في خدمة محمد، ثم جلسا بالأشرفية وهو إلى جانبه، ومحمد هو صاحب المجلس وصدره، ويقوم الصالح بقيامه ويجلس بجلوسه وهو في الخدمة بعد ما كان بالأمس سلطانا، ووالد محمد هذا في خدمته فضلا عنه. وكان في ذلك عبرة لمن اعتبر (¬5). [كتابة السرّ بمصر] وفيه قرّر النجم بن حجّي في كتابة السرّ بمصر وخلع عليه بذلك عوضا عن الهرويّ بحكم صرفه، ونزل على فرس بالسّرج الذهب والكنبوش الزركش، وكان في موكب حافل جدّا. وكان الهرويّ في مدّة ولايته لا يقرأ القصص ولا الكتب الواردة على السلطان، بل ¬

(¬1) خبر الزكاة في: السلوك ج 4 ق 2/ 663، وإنباء الغمر 3/ 327، وبدائع الزهور 2/ 92، 93. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر الحنفية في: السلوك ج 4 ق 2/ 664، وإنباء الغمر 3/ 327. (¬4) ما بين القوسين غامض في الأصل. (¬5) خبر التعزية في: السلوك ج 4 ق 2/ 664.

قضاء الشافعية بدمشق

يقرأها نيابة البدر بن مزهر لعجز الهروي عن ذلك لعدم معرفته باصطلاحها (¬1). [قضاء الشافعية بدمشق] وفيه استقرّ الشريف شهاب الدين أحمد بن علي بن إبراهيم الدمشقي، نقيب الأشراف بدمشق في القضاء الشافعية بها، عوضا عن ابن (¬2) حجّي بمال كبير بذله في ذلك. وكان قد قدم إلى القاهرة قبل ذلك (¬3). [قدوم علاء الدين الرومي إلى القاهرة] وفيه قدم الشيخ علاء الدين علي بن موسى الروميّ، الحنفيّ إلى القاهرة من جهة دمياط، فتلقّاه البدر محمود العيني وأنزله بجواره، وعرّف السلطان بفضله وعلمه حتى قرّر في مشيخة الأشرفية، كما سيأتي (¬4). [رجب] [أخذ الفرنج مركبين للمسلمين] وفي رجب وصل الخبر بأن الفرنج أخذوا للمسلمين مركبين فيهما زيادة على الماية نفر من المسلمين، والكثير من البضايع، وذلك بقرب دمياط، فانزعج السلطان لذلك وكتب بإيقاع الحوطة على جميع من في مملكة مصر من تجار الفرنج والختم على أموالهم، وتعويقهم عن السفر إلى بلادهم (¬5). [مشيخة التصوف والتدريس] وفيه طلب السلطان العلاء الروميّ وخلع عليه باستقراره في مشيخة التصوّف ومشيخة تدريس الحنفية بالخانقاه التي أنشأها السلطان وهي الأشرفية، ونزل في مشهد حافل إلى الأشرفية، وحضر أجلاسه من الأعيان (¬6). [زيارة ابن الديري لبيت المقدس] وفيه سافر الشمس ابن (¬7) الديري شيخ الشيوخ بالمؤيدية إلى البيت المقدّس لزيارته. ¬

(¬1) خبر كتابة السر في: السلوك ج 4 ق 664، 665، وإنباء الغمر 3/ 326، ونزهة النفوس 3/ 49، وبدائع الزهور 2/ 93. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر الشافعية في: السلوك ج 4 ق 2/ 665، والنجوم الزاهرة 14/ 266. (¬4) خبر الرومي: في السلوك ج 4 ق 2/ 665، والنجوم الزاهرة 14/ 266. (¬5) خبر الفرنج في: السلوك ج 4 ق 2/ 665، 666، والنجوم الزاهرة 14/ 266، وتاريخ ابن سباط 2/ 783. (¬6) خبر المشيخة في: إنباء الغمر 3/ 328، والنجوم الزاهرة 14/ 266، ونزهة النفوس 3/ 53. (¬7) في الأصل: «بن».

عودة ابن الجزري المقريء إلى القاهرة

وكان أحسّ أنه إذا قريء الحديث وصعد إلى القلعة أن يجلس الهروي مترفّعا عليه (¬1). [عودة ابن الجزري المقريء إلى القاهرة] وفيه كان قدوم الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن الجزريّ، الدمشقيّ، العلاّمة، المقريء، المحدّث، إلى القاهرة، وكان له مدّة سنين تزيد على الثلاثين غائبا عن هذه / 566 / المملكة، فإنه كان قد فرّ لضائقة نزلت به على ما تقدّم ذلك في محلّه، وقصد ابن (¬2) عثمان ببرصا فأكرمه غاية الإكرام. ثم لما جرى على بن (¬3) عثمان من تمرلنك ما جرى توجّه إلى بلاد تمر المذكور، وكان مكرما عنده، ودخل سمرقند وغيرها من تلك البلاد، ثم قدم دمشق من شيراز. وكان قد قدم مرة قبلها أيضا، وحجّ، وعاد إلى شيراز، ثم قدم هذه القدمة. وكان قد عظم بتلك البلاد، وولي القضاء ببعض تلك الممالك، وانتفع به الناس هناك في القراءآت (¬4)، بل وغيرها (¬5). [وفاة النجم المرجاني] [1576]- وفيه مات النجم المرجاني (¬6)، محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف النويريّ، الصعيديّ الأصل، المكي، الشافعيّ. وكان من أهل العلم والفضل، بارعا في العربية، وله نظم حسن. وأسمع على العزّ ابن (¬7) جماعة وغيره. وطلب الحديث بنفسه، فسمع من جماعة، منهم: ابن خطيب المزّة، وابن (¬8) النجيب، وابن (¬9) الصيرفي. ومولده سنة ستين أو إحدى وستين وسبعماية. [شعبان] [تتبّع البغايا] وفي شعبان أمر السلطان بتتبّع البغايا بأن يتزوّجن ولا يزاد في مهر الواحدة منهنّ على ماية درهم معجّلة، ومايتي مؤجّلة، ونودي بذلك، فما تمّ (¬10). ¬

(¬1) خبر الزيارة في: السلوك ج 4 ق 2/ 666، وإنباء الغمر 3/ 328. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «القرات». (¬5) خبر ابن الجزري في: السلوك ج 4 ق 2/ 666، وإنباء الغمر 3/ 326، وبدائع الزهور 2/ 93 وفيه: «محمد الحرزني». (¬6) انظر عن (المرجاني) في: إنباء الغمر 3/ 338 رقم 19. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) في الأصل: «بن». (¬10) خبر البغايا في: السلوك ج 4 ق 2/ 666.

وفاة الشمس ابن الجزري

[وفاة الشمس ابن الجزري] [1577]- وفيه مات الشمس ابن (¬1) الجزري (¬2)، محمد بن أحمد بن المبارك الحمويّ، الحنفيّ. وكان مشاركا في عدّة فنون. ومولده قبل الستين وسبعماية. [قراءة البخاري بالقلعة] وفيه ابتديء بقراءة «الجامع الصحيح البخاري» بالقلعة بين يدي السلطان على العادة، لكنه عيّن الوقت الذي كان في أيام الأشرف شعبان، فإنه كان يقرأ في أول رمضان إلى أن يختم. وفي أيام المؤيّد في أول رجب، فأخّر هذا السلطان وقدّم، وزاد فيه أيضا بأن حضره القضاة الأربع (¬3) ومشايخ العلم، والشمس الهرويّ، وابن (¬4) الحريري، وكاتب السرّ ابن (¬5) حجّي، وناظر الجيش عبد الباسط، وجماعة أخر ما جرت العادة بحضورهم، وصار اللغط يكبر في هذا المجلس والصياح والمخاصمات وإساءة البعض على البعض لأجل المباحث، بحيث صار في سحره يضحك منهم الأمراء وأتباعهم. وخرج حضور هذا المجلس عن كونه طاعة إلى كونه معصية. ثم تزايد فيه الهمّ إلى هلمّ جرّا، وها أنت خبير بأمره. وعلى أخيرة منه سيما في أزماننا هذه (¬6). [الوباء بدمياط] وفيه فشا الوباء بدمياط، / 567 / ومات فيه خلق لا يحصون (¬7). [وفاة الشرف السماقي] [1578]- وفيه مات الشرف السمّاقيّ (¬8)، قاسم بن سعد بن محمد الحسبانيّ، الشافعيّ، قاضي حمص. وكان جريئا، متساهلا في أحكامه. ومولده في سنة تسع وأربعين. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) لم أجد لابن الجزري ترجمة في مصادري. (¬3) الصواب: «الأربعة». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر البخاري في: السلوك ج 4 ق 2/ 667، وإنباء الغمر 3/ 330، والنجوم الزاهرة 14/ 267، ونزهة النفوس 3/ 55، وبدائع الزهور 2/ 93. (¬7) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 667. (¬8) انظر عن (السمّاقي) في: إنباء الغمر 3/ 338 رقم 18.

رمضان

[رمضان] [نفي أميرين إلى دمشق] وفي رمضان نفي أرغون شاه، وابن (¬1) أبي والي إلى دمشق بطّالين. وما ربّك بظلاّم للعبيد (¬2). [تجهيز مركبين للغزو] [وفيه] جهّز السلطان مركبين للغزو في البحر عسى يجدوا من يتجرّم به من الفرنج، وأمر بأن يضمّ إليهما من سواحل الشام عدّة أغربة، وأشحنوا بالمقاتلة، وكانوا نحوا من ستماية مقاتل، ومعهم من الخيل نحوا (¬3) من ثلاثماية فارس. وساروا بعد أن اجتمعوا ببعض سواحل الشام وعاثوا في البحر، ثم نازلوا الماغوصة فانتهبوها وحرّقوا ما حولها من القرى وما بساحلها من المراكب، وعاثوا في شوّال فعادوا سالمين غانمين، ووصلوا القاهرة في ذي قعدة ومعهم جمعا (¬4) من الأسرى نحوا من ألف وستماية نفر (¬5). [خروج المقاتلة إلى مكة] وفيه خرج إلى مكة المشرّفة ماية من المقاتلة في بحر القلزم (¬6). [غلاء الغلال ونقص النيل] وفيه غلت أسعار الغلال لتوقّف النيل عن الزيادة بل ولنقصه، فمنّ الله تعالى بالوفاء فيه في ثالث عشرين مسرى. وعاد السعر إلى ما كان بعد أن قلق الناس، وتكالبوا على المغل وضنّوا به (¬7). [ختم البخاري] وفيه ختم «البخاري» على العادة، وخلع على قضاة القضاة، وعلى البدر العيني، والشمس الهروي جبّين (¬8) بسمّور، فغضب القاضي الحنبلي وواجه السلطان بالعتاب، وأغلظ. فحنق منه السلطان وتوجّه على غير طائل. ثم استمرّ على غضبه حتى أنه لم يحضر العيد. ثم استأذن السلطان في الحج فأذن له وجهّز حاله جهازا حافلا، فبلغه أنه إذا خرج ولي القضاءة غيره، وأنه أمر أن يتوجّه من حجّه على الشام ويقيم ببلده حماه ¬

(¬1) في الأصل: «وبن». (¬2) خبر النفي في: السلوك ج 4 ق 2/ 667. (¬3) الصواب: «نحو». (¬4) الصواب: «جمع». (¬5) خبر المركبين في: السلوك ج 4 ق 2/ 668، والنجوم الزاهرة 14/ 268، ووجيز الكلام 2/ 479. (¬6) خبر المقاتلة في: السلوك ج 4 ق 2/ 668. (¬7) خبر الغلال في: السلوك ج 4 ق 2/ 668. (¬8) الصواب: «جبّتين».

ضرب الأتابك يلبغا المظفري

بطّالا، فنأى عن الحج وفرّق جميع ما كان هيّأه من الزاد، وتصدّق بالبقسماط، وأقام مدّة متمرّضا ثم عوفي ثم انتكس، فمات في الآتية، كما سيأتي (¬1). [ضرب الأتابك يلبغا المظفري] وفيه ضرب الأتابك يلبغا المظفّري بأمور أحمد بن علي الطّنبدي ضربا مبرحا، وكان / 568 / الطنبدي كبير تجار مصر يومئذ، فحقد ذلك على بيبغا، ولا زال يؤلّب عليه حتى كان ما سنذكره (¬2). [شوال] [حفر الصهريج بالجامع الأزهر] وفي شوّال ابتديء بحفر الصهريج الموجود الآن بوسط الجامع الأزهر، ووجد به آثار فسقية الأموات، ثم وجد عدّة أموات (¬3). [زوال دولة بني عبد الواد] وفيه ورد الخبر من بلاد المغرب بأنّ السلطان أبا فارس عبد العزيز صاحب تونس جهّز جيشا عليه ولده المعتمد على الله محمد صاحب بجّاية إلى قتال السلطان أبا (¬4) محمد عبد الواحد إلى محمد عبد الله إلى حمو موسى العبد الوادي صاحب تلمسان، وأنه حاربه وملك تلمسان في جمادى الآخرة، وخطب بها لأبيه ولنفسه، وأزال منها دولة بني عبد الواد بعد ما ملكت ماية وثمانين سنة. ثم بعد ذلك لم يتمّ ملك ملوك إفريقية لتلمسان على ما سيأتي في محالّه من تاريخنا هذا (¬5). [خروج المحمل] وفيه خرج الحاج وأميرهم على المحمل قرا سنقر كاشف الجيزة (¬6). [القبض على الأتابك بيبغا] وفيه قبض السلطان على الأتابك بيبغا المظفّري وقيّد وأنزل إلى بحر النيل إلى الإسكندرية، فسجن بها. وكان قد تنكّر ما بينه وبين السلطان، واتّهم بأنه صار له حزب (¬7). ¬

(¬1) خبر البخاري في: إنباء الغمر 3/ 330. (¬2) خبر الضرب في: إنباء الغمر 3/ 329، وبدائع الزهور 2/ 93. (¬3) خبر الصهريج في: السلوك ج 4 ق 2/ 668. (¬4) الصواب: «أبي». (¬5) خبر الزوال في: السلوك ج 4 ق 2/ 668، 669، وتاريخ الدولتين الموحدية والحفصية للزركشي 125، 126. (¬6) خبر المحمل في: السلوك ج 4 ق 2/ 669، ونزهة النفوس 3/ 57. (¬7) خبر بيبغا في: السلوك ج 4 ق 2/ 669، ونزهة النفوس 3/ 50، 51.

المحل في النخل وتلف الموز

[المحل في النخل وتلف الموز] وفيه كان أوان حرارة النخل فما أثمر كبير شيء، وأمحل النخل أيضا ببلاد الصعيد حتى عزّ وجود التمر هناك. أيضا تلف الموز يدمياط، وفقد من القاهرة، وتعجّب كونه وافق النخل في المحل (¬1). فأقول: لعلّ هذا يقوّي قول من قال بأنه تركب النخل على القلقاس، فإنه على هذا من جنسه، فلزم ما لزم النخل. فسبحان الفاعل الحكيم. [ذو القعدة] [تقرير الأتابكية] وفي ذي قعدة خلع على قجق العيساويّ وقرّر في الأتابكية عوضا عن بيبغا المظفّري، وقرّر في إمرة سلاح عوضا عن قجق إينال النوروزي. وقرّر في إمرة مجلس عوضا عن إينال النوروزي إينال الجكميّ وهو بالقدس، وبعث إليه بالإحضار، فقدم بعد ذلك وخلع عليه بها، وأقطع هو وتغري برمش البهسني التركماني إقطاع الأتابكية بعد أن أخذ منه شيء أضيف إلى إقطاع قجق، وجعل الباقي تقدمتين (¬2) ألف (¬3). وكان تغري بدمشق هذا (نائب القلعة) (¬4). [قضاء الشافعية] / 569 / وفيه قرّر الشمس الهرويّ في القضاء الشافعية، وصرف الحافظ ابن (¬5) حجر، وغيّر الهرويّ زيّه الذي كان عليه في كتابة السرّ بعد أن غير زيّه العجمي، ثم تزيّا بزيّ القضاة، ثم بزيّ المباشرين، ثم عاد لزيّ القضاة، حتى أعيب عليه ذلك (¬6). [النداء بخروج الأرياف] وفيه نودي بخروج أهل الأرياف إلى بلادهم، فما عمل من هذه المناداة شيء (¬7). ¬

(¬1) خبر النخل في: السلوك ج 4 ق 2/ 670. (¬2) الصواب: «تقدمتي». (¬3) خبر الأتابكية في: السلوك ج 4 ق 2/ 670، وبدائع الزهور 2/ 93، 94. (¬4) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر القضاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 670، 671، وإنباء الغمر 3/ 331، ونزهة النفوس 3/ 331، ونزهة النفوس 3/ 49. (¬7) خبر الأرياف في: السلوك ج 4 ق 2/ 672.

هبوط الفيل

[هبوط الفيل] وفيه عجّل النيل بالهبوط، فشرق الكثير من النواحي بالوجهين القبلي والبحري، وسعر الغلال رخى مع ذلك (¬1). [الفتن بالوجه القبلي] وفيه كثرت الفتن والهرج والمرج بالوجه القبليّ (¬2). [فتح كنيسة القمامة] وفيه كان فتح كنيسة قمامة، فإنها لما رسم السلطان بفتحها جرى ما أوجب تأخّر ذلك إلى هذا الشهر ففتحت فيه (¬3). [وفاة أتابك دمشق] [1579]- وفيه مات بدمشق سودون الحموي (¬4) أتابكها. وكان أولا من أمراء مصر فنفاه الأشرف، ثم قرّره في أتابكية دمشق. [ذو الحجّة] [تفرقة السلطان على المماليك] وفي ذي حجّة فرّق السلطان على المماليك لكلّ نفر دينار برسم الأضحية، فلم يرضهم ذلك. ولما كان يوم النحر والسلطان يذبح أضحيته ترامى المماليك بالحجارة من الطباق، وأصاب حجر بعض الأمراء، فدخل السلطان إلى الدور، وأخذ المماليك في نهب ما ذبحه السلطان على خلاف العادة، ثم كثر الكلام والقال والقيل، وسكن الحال في الحال (¬5). [القبض على كمشبغا القيسي] وفيه قبض على كمشبغا القيسيّ، وكان من الأمراء الناصرية (¬6). ¬

(¬1) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 672. (¬2) خبر الفتن في: السلوك ج 4 ق 2/ 672. (¬3) خبر الكنيسة في: السلوك ج 4 ق 2/ 672. (¬4) انظر عن (سودون الحموي) في: نزهة النفوس 3/ 60، 61 رقم 635، والضوء اللامع 3/ 1059. (¬5) خبر التفرقة في: السلوك ج 4 ق 2/ 672، 673، وبدائع الزهور 2/ 94. (¬6) خبر كمشبغا في: السلوك ج 4 ق 2/ 673.

وفاة شيخ الإسلام الشمس الديري

[وفاة شيخ الإسلام الشمس الديري] [1580]- وفيه مات شيخ الإسلام، الشمس الديري (¬1)، محمد بن سعيد بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مفلح بن أبي بكر بن سعد القيسيّ، المقدسيّ، الحنفي، قاضي القضاة، ثم شيخ الشيوخ بالخانقاه المؤيّدية. وكان من العلماء الأكابر والأفاضل الأماثل. وكان من أكابر البيت المقدس. تقدّم فنّه في الفنون، وأفتى ودرّس ووعظ، وأفاد المشار إليه هناك. ثم طلب إلى القاهرة وولي القضاء الأكبر، ثم ولي مشيخة المؤيّدية، ورأى العزّ، وانتهت إليه الرياسة في مذهبه. ثم عنّ له التوجّه إلى البيت المقدس ليزوره ويعود، وكان يتأسّف كون به كان مرباه ويموت بغيره. فاتّفقت وفاته هناك في يوم عرفة. وكان عارفا بالفقه والأصول / 570 / والتفسير والعربية، شهما، قويّا، خيّرا، ديّنا، له توجّه إلى العوالم الملكوتية ومشارب الصوفية، من أهل السّنّة والجماعة. ومولده بعد الأربعين وسبعماية. [وفاة الزين الطريني] [1581]- وفيه مات زاهد الوقت الشيخ الصالح، الولي، المعتقد، زين الدين، أبو بكر بن عمر بن محمد الطريني (¬2)، ثم المحلّي، المالكيّ. وكان عالما، عارفا بالفقه، من عباد الله الصالحين وحزبه المفلحين، وله آثار جميلة وأياد مشكورة وزهد وقناعة وصلاح ظاهر، نفع الله تعالى به. مات وقد جاوز السبعين. ¬

(¬1) انظر عن (الديري) في: السلوك ج 4 ق 2/ 675، وذيل الدرر الكامة 300، 301 رقم 590، وإنباء الغمر 3/ 339 / 340 رقم 20، وفيه: «محمد بن سعد»، والنجوم الزاهرة 15/ 124، ونزهة النفوس 3/ 61، 62 رقم 636، ووجيز الكلام 2/ 480، 481 رقم 1098، والضوء اللامع 8/ 88، وبدائع الزهور 2/ 94، وشذرات الذهب 7/ 182. (¬2) انظر عن (الطريني) في: السلوك ج 4 ق 2/ 676، وإنباء الغمر 3/ 332، 333 رقم 6، وذيل الدرر الكامنة 301 رقم 592، ودرر العقود الفريدة 1/ 192، 193 رقم 65، والدليل الشافي 2/ 820 رقم 2757، والنجوم الزاهرة 14/ 124، 125، ووجيز الكلام 2/ 481 رقم 1101، والضوء اللامع 11/ 64، 65 رقم 171، والمنهل الصافي 3 / ورقة 336 ب، 337 أ، وبدائع الزهور 2/ 94، وشذرات الذهب 7/ 178.

مشيخة المؤيدية

[مشيخة المؤيّديّة] وفيه خلع على شيخنا العلاّمة الإمام شيخ الإسلام السعد ابن (¬1) الدّيريّ، وقرّر في مشيخة المؤيّديّة عوضا عن والده، ودامت بيده مدّة سنين (¬2). * * * [حوادث هذه السنة لا فى شهر معين] [وفاة صاحب كيفا] [1582]- وفيها أعني هذه السنة - مات صاحب كيفا، الملك العادل، فخر الدين، أبو المفاخر، سليمان بن غازي (¬3) بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن توران شاه بن أيوب بن محمد بن أبي بكر بن أيوب بن شادي. وكانت له فضائل ومكارم وآداب وخير وعلم، وجمع كتبا نفيسة جدّا، وأقام في مملكة الحصن سواء من خمسين سنة. وقرّر في ملكه بعده ولده الأشرف أحمد. وستأتي ترجمته (وترجمة أخلافه في ما سيأتي) (¬4). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر المشيخة في: السلوك ج 4 ق 2/ 673. (¬3) انظر عن (ابن غازي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 676، وإنباء الغمر 3/ 334، 335 رقم 8، وذيل الدرر الكامنة 301 رقم 591، والنجوم الزاهرة 14/ 122، 123، والدليل الشافي 1/ 320 رقم 1093، والمنهل الصافي 6/ 48 - 51 رقم 1096، والضوء اللامع 3/ 268، ووجيز الكلام 2/ 482 رقم 1104، وبدائع الزهور 2/ 94، 95، وشذرات الذهب 7/ 178. (¬4) ما بين القوسين عن هامش المخطوط.

سنة ثمان وعشرين وثمانماية

سنة ثمان وعشرين وثمانماية [محرّم] [كساد الأسواق] في محرّم كانت الأسواق كاسدة، والظلم من ولاة الأمر ونوّاب القضاة والكشّاف فاش جدّا، والعظمة في الدولة لجانبك الدوادار الثاني مملوك السلطان، وله شهرة طايلة، وإليه المرجع في أمور المملكة (¬1). [عودة الحجّاج] وفيه، في ثانيه قدم مبشّروا (¬2) الحاجّ وقد تأخّروا عن العادة بأيام وأخبروا بالأمن والسلامة ورخاء الأسعار بمكة المشرّفة، وأنه لم يحجّ من العراق أحد، وأخبروا أن سبب تعويقهم خوفا على أنفسهم من مقبل أمير الينبع، فإنه كان تحوّل إلى طريق الحاجّ لفساد يفعله (¬3). [مجلس فحص علماء الحنفية] وفيه جمع السلطان علماء الحنفية وفضلائها (¬4) عنده بسبب إنسان حضر من حلب من الحنفية يقال له جمال الدين يوسف بن قطب الدين ادّعى أنه لا أعلم منه بمذهب أبي حنيفة، وأظهر الإزدراء بعلماء الحنفية، وأنه ليس فيهم مثله، فحضروا وحضر هو، وأمر السلطان بإحضار فتاوى كتبت من نسخة واحدة، ففرّقت على المشايخ، وهم: النظام الشيرازي شيخ الظاهرية، والسراج قارىء، «الهداية»، / 571 / وشيخ الشيخونية، والسعد بن الديري شيخ المؤيّدية، والبدر العيني، والصدر ابن (¬5) العجمي، ويوسف نفسه، وأمروا أن يكتب كلّ على ذلك وهم منفردون، فأجابوا إلى ذلك إلاّ يوسف فقال: أنا لا أكتب إلاّ بداري، وأمّا هم فكتبوا كلّهم، ثم قضوا بعجز يوسف المذكور، وقطع السلطان ¬

(¬1) خبر الكساد في: السلوك ج 4 ق 2/ 678. (¬2) الصواب: «مبشرو». (¬3) خبر الحجاج في: السلوك ج 4 ق 2/ 678، وإنباء الغمر 3/ 341. (¬4) الصواب: «وفضلاءها». (¬5) في الأصل: «بن».

وفاة العلم ابن الكويز

الفتاوى للزين التّفهنّي القاضي الحنفي، ويعرّفه بالمصيب منهم والمخطيء. وانفصل الأمر إلى ذلك (¬1). [وفاة العلم ابن الكويز] [1583]- وفيه مات العلم ابن (¬2) الكويز (¬3)، سليمان بن عبد الرحمن بن داود الشوبكي، الكركيّ الأصل، أخو العلم كاتب السرّ. وكان عاقلا، حسن الصورة والفضائل، وقد باشر استيفاء الديوان مدّة، وكان أصغر إخوته. [القبض على الشريف ابن عجلان] وفيه وصل الحاج إلى مصر وقد تأخّروا عن عادتهم بيومين لأسباب اقتضت ذلك، وأحضر معهم الشريف رميثة بن محمد بن عجلان وهو مقبوض عليه (¬4). [الكشف على عمارة السلطان] وفيه ركب السلطان ونزل لكشف عمايره، ثم سار إلى الجامع الأزهر فكشف الصهريج الذي أمر بإنشائه، ثم زار به الشيخ خليفة المغربي والشيخ سعد المغربي وكانا من المقيمين بالجامع المذكور مدّة سنين على قدم الخير والصلاح، ثم خرج من الجامع إلى دار الشيخ محمد بن سلطان فزاره وعاد إلى القلعة (¬5). [تجهيز العسكر إلى مكة] وفيه نودي بتجهيز عسكر إلى مكة المشرّفة (¬6). [وفاة الفخر البكري] [1584]- وفيه مات الفخر الطاغي (¬7)، عثمان التلائي، البكري، خازن كتب المحمودية. ¬

(¬1) خبر الفحص في: إنباء الغمر 3/ 341. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) انظر عن (ابن الكويز) في: إنباء الغمر 3/ 353 رقم 5، والضوء اللامع 3/ 997، وبدائع الزهور 2/ 95. (¬4) خبر ابن عجلان في: السلوك ج 4 ق 2/ 678، وسمط العوالي 4/ 275. (¬5) خبر الكشف في: السلوك ج 4 ق 2/ 679، وبدائع الزهور 2/ 95. (¬6) خبر التجهيز في: السلوك ج 4 ق 2/ 679، وإنباء الغمر 3/ 341. (¬7) انظر عن (الطاغي) في: إنباء الغمر 3/ 356 رقم 9.

عمل مراكب حربية

وكان فاضلا، لقي الأكابر، وكان شديد الضبط لخزانة المحمودية حتى تسلّط عليه بالخداع ففرّط في الكثير من نفايس كتبها وجرت عليه محنة كبيرة بسبب ذلك، وصرف عنها في سنة ست وعشرين. [عمل مراكب حربية] وفيه اهتم السلطان في عمل مراكب حربية لغزو بلاد الفرنج (¬1). [صفر] [وفاة القاضي ابن هاني اللخمي] [1585]- وفي صفر مات قاضي حلب وطرابلس ناصر الدين، محمد بن إسماعيل (¬2) بن محمد بن محمد بن هانيء اللخميّ، المالكيّ. وكان من أهل الفضل، وولي قضاء حماه وطرابلس وحلب (¬3)، ثم ولاّه نوروز في إمرته قضاء دمشق، ثم أعيد إلى قضاء طرابلس. ومولده سنة ثلاث (¬4) وأربعين وسبعماية. [تفقّد السلطان لمراكب الغزو] وفيه ركب السلطان ونزل إلى رؤية ما أمر بإنشائه من المراكب لغزو الفرنج بساحل بولاق، وسار في طائفة قليلة، وتسامع به أهل الدولة فتلاحقوا به، وسار من جهة جزيرة الفيل إلى التاج والسبع وجوه. ثم سار في أرض (. . .) إلى خليج الزعفران وعاد إلى القلعة (¬5). [وفاة العلاء بن مغلي] [1586]- وفيه مات العلاء بن مغلي (¬6) قاضي الحنابلة، علي بن محمود بن أبي بكر / 572 / بن مغلي السلماني، الحموي. ¬

(¬1) خبر المراكب في: السلوك ج 4 ق 2/ 679، وإنباء الغمر 3/ 342، والنجوم الزاهرة 14/ 271، وبدائع الزهور 2/ 95، وأخبار الدول 2/ 307. (¬2) انظر عن (ابن إسماعيل) في: إنباء الغمر 3/ 361 رقم 19، ووجيز الكلام 2/ 485، 486 رقم 1111، والضوء اللامع 7/ 42. (¬3) غير واضحة في الأصل. (¬4) الصواب: «سنة ثلاث». (¬5) خبر المراكب في: السلوك ج 4 ق 2/ 679، والنجوم الزاهرة 14/ 271، ونزهة النفوس 3/ 71، 72، وبدائع الزهور 2/ 95. وفي الأصل كلمة غير واضحة. (¬6) انظر عن (ابن مغلي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 701، وإنباء الغمر 3/ 357، 358 رقم 12، وذيل الدرر الكامنة 302 رقم 593، =

قضاء الحنابلة

وكان عالما فاضلا بارعا له معرفة بالمذاهب الأربعة، وحفظ في كل مذهب من الثلاثة كتاب (¬1)، ومن مذهبه عدّة كتب. وكان ذكيّا جدّا، جمّ الفضائل، محمود السيرة، حسن العشرة، رئيسا حشما، ولي قضاء حماه ثم حلب، ثم استقدم إلى القاهرة فولي قضائها (¬2). وكان ذا ثروة وسعة مال. ومولده سنة أحد (¬3) وسبعين وسبعماية. [قضاء الحنابلة] وفيه قرّر في قضاء الحنابلة عوضا عن ابن (¬4) مغلي المذكور الشيخ محبّ الدين أحمد بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن التستري، البغدادي، شيخ درس الحنابلة بالبرقوقيّة (¬5). [غرق امرأة في النيل] وفيه غرقت امرأة في النيل أي قيل عنها ولها ولزوجها شهرة وذكر (¬6). [ربيع الأول] [عمل المولد النبويّ] وفي ربيع الأول عجّل السلطان بعمل المولد في ليلة الجمعة، خامسة (¬7). [أخذ المكوس ببندر جدّة] وفيه خرج أرنبغا أحد العشرات ومعه جماعة من الجند إلى مكة ومعه السعد إبراهيم بن المراه القبطي لأخذ مكوس جدّة. وهي أول سنة أقيم البندر بها بجدّة، ومن حينئذ صارت جدّة بندرا عظيما (¬8). ¬

= والدليل الشافي 1/ 481، 482 رقم 1670، والمنهل الصافي 5/ 202، 203 رقم 1677، والنجوم الزاهرة 14/ 126 - 128، ورفع الإصر 2/ 404، ووجيز الكلام 2/ 486 رقم 1112، والضوء اللامع 6/ 34، وبدائع الزهور 2/ 96، وشذرات الذهب 7/ 185، والمنهج الأحمد 482، والمقصد الأرشد، رقم 764، والجوهر المنضد 61، والدر المنتخب، رقم 993، والدرّ المنضد 2/ 612 رقم 1530، والسحب الوابلة 196. (¬1) الصواب: «كتابا». (¬2) الصواب: «قضاءها». (¬3) الصواب: «إحدى». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر الحنابلة في: السلوك ج 4 ق 2/ 680، والنجوم الزاهرة 14/ 271، ونزهة النفوس 3/ 66. (¬6) خبر الغرق في: السلوك ج 4 ق 2/ 680. (¬7) خبر المولد في: السلوك ج 4 ق 2/ 680، والنجوم الزاهرة 14/ 271، وبدائع الزهور 2/ 96. (¬8) خبر المكوس في: السلوك ج 4 ق 2/ 680، 681، وبدائع الزهور 2/ 96.

قتل نائب حلب

[قتل نائب حلب] [1587]- وفيه قتل بقلعة حلب تغري بردي بن قصروه (¬1) نايب حلب خنقا، وكان من الظلمة الكبار. [قضاء الحنيفة بحلب] وفيه استقرّ في قضاء الحنفية بحلب الشيخ جمال الدين يوسف السمرقندي عوضا عن شمس الدين بن أمين الدولة، وكانا تنافسا بحلب، فقدم يوسف هذا في حظ نفس وولي القضاء، وصرف الشمس، فقدم القاهرة واجتهد في عوده فما أفاد (¬2). [تنزّه السلطان بالجيزة] وفيه ركب السلطان النيل وعدّى الجيزة إلى وسيم وأقام بها أياما يتنزّه، ثم عاد (¬3). [اكتمال الصهريج بالجامع الأزهر] وفيه كمل الصهريج بالجامع الأزهر وعمل عليه قبّة، وعرّش حوله أربع شجرات من النارنج، فما أفلحت (¬4). [بناء ميضأة الجامع الأزهر] وفيه كملت زيادة الميضأة أيضا بالجامع الأزهر وحصل بها النفع. ثم بعد الثمانين أنشأها الأشرف قايتباي إنشاء حسنا. وهي الميضأة المعظّمة النادرة الموجودة به الآن (¬5). [أسرى المسلمين بقبرس] وفيه جهّز الشيخ محمد بن قديدار ولده إلى صاحب قبرس يسأله في إطلاق من عنده من أسرى المسلمين ليسعى له في التمكين من زيارة قمامة، فعوّق ولده عنده، فضجّ الشيخ (¬6)، وكان من غزو قبرس ما سيأتي ذكره. ¬

(¬1) انظر عن (ابن قصروه) في: السلوك ج 4 ق 2/ 701، وإنباء الغمر 3/ 353 رقم 4، والنجوم الزاهرة 14/ 129، وبدائع الزهور 2/ 96. (¬2) خبر القضاء في: نزهة النفوس 3/ 66، وبدائع الزهور 14/ 96. (¬3) خبر التنزّه في: السلوك ج 4 ق 2/ 682، ونزهة النفوس 3/ 72. (¬4) خبر الصهريج في: السلوك ج 4 ق 2/ 682، والنجوم الزاهرة 14/ 268، وبدائع الزهور 2/ 96. (¬5) خبر الميضأة في: السلوك ج 4 ق 2/ 682، وبدائع الزهور 2/ 96. (¬6) خبر الأسرى في: وجيز الكلام 2/ 484.

ربيع الآخر

[ربيع الآخر] [الشفاعة في إطلاق طرباي من السجن] وفي ربيع الآخر قدم سودون من عبد الرحمن / 573 / نايب الشام فأكرمه السلطان وخلع عليه، وأقام بالقاهرة أياما، ثم عاد مستمرّا على نيابته بعد أن شفع عند السلطان في إطلاق طرباي من سجن الإسكندرية إلى دمياط، وأجيب إلى ذلك (¬1). [بناء التربيعة بسوق الورّاقين] وفيه كمل بناء التربيعة التي زيدت بسوق الورّاقين، وفتح لها باب كبير في آخر سوق المهامزيّين، وجاءت من أحسن العماير، وكمل أيضا سوق الجوهر تجاه المدرسة الصالحية (¬2). [عمارة برج بالطينة] وفيه أيضا كملت عمارة البرج الذي أنشأه السلطان حربيا بالقرب من الطينة، وحصل به النفع التامّ هناك، فإنه أقام السلطان فيه خمسة وعشرين مقاتلا، فيهم عشرة فرسان، وأنزل حوله جماعة من عرب الطينة، وأمن الناس من خطف الفرنج لهم في كل قليل حين مرورهم من قطيا إلى جهة العريش (¬3). [جمادى الأول] [اكتمال بناء الأشرفية] وفي جمادى الأول كملت الأشرفية التي أنشأها السلطان بالخانكة بجوار الخانقاه السرياقوسية، وجاءت من أحسن المباني في محلّها، وقرّر فيها صوفية وشيخا لهم (¬4). [تقرير الأستادارية] وفيه قرّر في الأستادارية الصاحب بدر الدين بن نصر الله عوضا عن ولده صلاح الدين محمد بعد استعفائه (¬5). ¬

(¬1) خبر الشفاعة في: السلوك ج 4 ق 2/ 682، وإنباء الغمر 3/ 342، وبدائع الزهور 2/ 96، 97. (¬2) خبر التربيعة في: السلوك ج 4 ق 2/ 683. (¬3) خبر البرج في: السلوك ج 4 ق 2/ 683، وبدائع الزهور 2/ 97. (¬4) خبر الأشرفية في: إنباء الغمر 3/ 343، وبدائع الزهور 2/ 97. (¬5) خبر الأستادارية في: السلوك ج 4 ق 2/ 684، وإنباء الغمر 3/ 343، ونزهة النفوس 3/ 67، وبدائع الزهور 2/ 97.

نظارة الخاص

[نظارة الخاص] وفيه قرّر كريم الدين بن عبد الكريم بن كاتب جكم في نظر الخاص، عوضا عن البدر بن نصر الله، وقرّر في نظر الدولة عوضا عن ابن (¬1) كاتب جكم المذكور الأمين إبراهيم بن الهيصم (¬2). [حراسة الثغور من الفرنج] وفيه خرج عدّة من الأمراء والجند لحراسة الثغور لأجل الإشاعة بحركة الفرنج (¬3). [حريق دمياط] وفيه وقع بدمياط حريق مهول ذهبت فيه ديار وأموال كبيرة، وهلك فيه جماعة من الناس (¬4). [غارة الفرنج على صور] وفيه وصل إلى مدينة صور من سواحل الشام طايفة من الفرنج ووقع بينهم وبين المسلمين قتال كثير استشهد فيه من المسلمين نحوا (¬5) من خمسين نفرا، وقتل الكثير من الفرنج (¬6). [وفاة الشهاب الدفري] [1588]- وفيه مات الشهاب الدّفريّ (¬7)، أحمد بن القاضي شمس الدين محمد المالكيّ. وكان فاضلا، محدّثا، ودرّس بالحسينية للمالكية. ومولده بعد الستين وسبعماية. ووالده قاضي القضاة تقدّم. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر النظارة في: إنباء الغمر 3/ 343، والسلوك ج 4 ق 2/ 684، ونزهة النفوس 3/ 67، وبدائع الزهور 2/ 97. (¬3) خبر الحراسة في: السلوك ج 4 ق 2/ 684. (¬4) خبر الحريق في: السلوك ج 4 ق 2/ 684، وإنباء الغمر 3/ 343. (¬5) الصواب: «نحو». (¬6) خبر الغارة في: السلوك ج 4 ق 2/ 684. (¬7) انظر عن (الدفري) في: وجيز الكلام 2/ 485 رقم 1110 وفيه: محمد بن أحمد. و «الدفري»: نسبة إلى دفراي بالقرب من طنا بالغربية بمصر.

اجتياح البرد الفواكه بالشام

[اجتياح البرد الفواكه بالشام] وفيه - أعني هذا الشهر - اجتيحت الفواكه بعامّة بلاد الشام من دمشق إلى حلب في ليلة واحدة من شدّة البرد. وكان ذلك / 574 / والشمس في الحمل، حتى تعجّب من ذلك، فتلفت الأعناب ونحوها (¬1). [جمادى الآخر] [المطر الغزير] وفي جمادى الآخر، ووافق خامس بشنس (¬2) والشمس في برج الثور، أمطرت السماء مطرا غزيرا، وأعقبها ريح شديدة بحيث تعجّب من ذلك في هذه الأيام (¬3). [سجن كاتب السرّ] وفيه قبض على النجم بن حجّي كاتب السرّ، وسلّم لجانبك الدوادار فسجنه بالبرج من القلعة، وطولب منه آلاف (¬4) دينار. وكان قد حنق منه جانبك الدوادار وسلّطه عليه أناس لشيء ذكره عن جانبك وعنهم ففعل به ما فعل. ثم نفي في سلسلة إلى الشام وهو مهان. ثم بعث إليه بالقرين أن يطلق فيتوجّه إلى الشام فيقيم به بطّالا (¬5). [اكتمال مئذنة جامع الحاكم] وفيه كملت المادنة (¬6) التي على باب جامع الحاكم من جهة القبلة، وأنشأها بعض الباعة من ماله، فكانت حسنة في محلّها (¬7). [قتال المسلمين والفرنج بين جبلة وطرابلس] وفيه ورد الخبر بأنه كان بين المسلمين وبين طائفة من الفرنج، وردوا إلى ساحل الأعمال الطرابلسية فيما بين جبلة وطرابلس كائنة قتل فيها جماعة من الفرنج وانهزم باقيهم (¬8). [كتابة السرّ] وفيه قرّر في كتابة السرّ البدر بن مزهر الدمشقي نايب كاتب السر (¬9). ¬

(¬1) خبر البرد في: السلوك ج 4 ق 2/ 684. (¬2) بشنس: هو الشهر التاسع في السنة القبطية. (¬3) لم أجد خبر المطر في المصادر. (¬4) الصواب: «ألف». (¬5) خبر السجن في، السلوك ج 4 ق 2/ 685، وإنباء الغمر 3/ 343، ونزهة النفوس 3/ 68، وبدائع الزهور 2/ 97. (¬6) كذا. (¬7) خبر المئذنة في: السلوك ج 4 ق 2/ 685. (¬8) خبر القتال في: السلوك ج 4 ق 2/ 686. (¬9) خبر الكتابة في: السلوك ج 4 ق 2/ 686، وإنباء الغمر 3/ 344، والنجوم الزاهرة 14/ 274، ونزهة النفوس 3/ 68، وبدائع الزهور 2/ 97.

نظارة الإسطبل

[نظارة الإسطبل] وفيه قرّر في نظر الإصطبل التاج الخطير، الأسلمي، القبطي، وكان لما أسلم تسمّى بعبد الوهّاب (¬1). [وفاة الزين شعبان المصري] [1589]- وفيه مات الزين، شعبان بن محمد بن داود الأثاري (¬2)، المصري، الموصليّ الأصل، الشافعيّ. وكان يقال إنّ والده هو داود، وإنه تشرّف بالإسلام، وإنّ شعبان زعم أن داود جدّه، وأنّ والده اسمه محمد، والله أعلم. وكان كثير النظم وله فضل وثروة وعدّة تصانيف، وجال كثيرا من البلاد، وكتب المنسوب كتابة جيّدة، وولي حسبة مصر وجرت عليه أمور، وترك ما يقوّم بخمسة آلاف دينار. وكان له تسعا وستين (¬3) سنة. [وصول قرقماس إلى أطراف اليمن] وفيه خرج قرقماس من مكة بمن معه يريد حسن بن عجلان، وسار حتى وصل إلى حلي من أطراف اليمن، وعاد وما قابله حسن مع كثرة جموعه، بل توجّه إلى نجد قاصدا إخماد الفتنة والشرّ (¬4). [تسفير جماعة لغزو الفرنج] وفيه عرض السلطان جماعة عيّنهم للسفر في البحر لغزو الفرنج، وفرض على كل أمير من مقدّمي الألوف عشرة من المماليك (¬5). ¬

(¬1) خبر الإسطبل في: السلوك ج 4 ق 2/ 686، وبدائع الزهور 2/ 97. (¬2) انظر عن (الآثاري) في: السلوك ج 4 ق 2/ 701، 702، وذيل الدرر الكامنة 303، 304 رقم 598، وإنباء الغمر 3/ 353 رقم 6، والنجوم الزاهرة 14/ 128، والمنهل الصافي 6/ 248 - 250 رقم 1188، والدليل الشافي 1/ 344 رقم 1184، ووجيز الكلام 2/ 487 رقم 1115، والضوء اللامع 3/ 303 رقم 1162، وشذرات الذهب 7/ 184. (¬3) الصواب: «وكان له تسع وستون». (¬4) خبر قرقماس في: السلوك ج 4 ق 2/ 687، وبدائع الزهور 2/ 97. (¬5) خبر السفر في: السلوك ج 4 ق 2/ 687، وإنباء الغمر 3/ 345، والنجوم الزاهرة 14/ 275، وبدائع الزهور 2/ 97، 98، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 108 ب.

رجب

[رجب] [إعادة ابن حجر إلى القضاء] وفي رجب أعيد الحافظ / 575 / ابن حجر إلى قضاء الشافعية، وصرف الشمس الهرويّ. ثم بعد أيام خرج إلى القدس على وظيفة مشيخة الصلاحية (¬1). [سجن أمير الينبع] وفيه حمل الشريف مقبل الحسني أمير الينبع، ورميثة بن محمد بن عجلان في الحديد إلى سجن الإسكندرية (¬2). [عرض كسوة الكعبة] وفيه عرضت كسوة الكعبة على السلطان، وكانت في غاية الحسن لاجتهاد الزين عبد الباسط ناظر الجيش وناظر الكسوة في عملها، بحيث ذكر أنه لم يعهد مثلها قبلها في حسنها وإتقان عملها (¬3). [ارتفاع سعر العسل] وفيه كان أوان جمع عسل النحل فلم يوجد فيه كبير أمر، فارتفع سعره (¬4). [غلاء الفول] وفيه ارتفع سعر الفول أيضا (¬5). [النفقة على الغزاة] وفيه كانت النفقة على الغزاة الذين عيّنهم السلطان للسفر، وجعل الباش عليهم جرباش قاشق، وكانوا نحوا من ألف، فمن السلطانية ستماية نفر، في كل نفر منهم عشرون دينارا، ومماليك الأمراء زيادة على الثلاثماية. ونودي: من أراد الجهاد فليحضر لأخذ النفقة. ثم بعث السلطان خيولا في البرّ إلى جهة طرابلس، وكانت ثلاثماية فرس جهّزها برسم أن تحمل مع الغزاة من طرابلس (¬6). ¬

(¬1) خبر ابن حجر في: السلوك ج 4 ق 2/ 687، والنجوم الزاهرة 14/ 276، ونزهة النفوس 3/ 68، وبدائع الزهور 2/ 98. (¬2) خبر السجن في: السلوك ج 4 ق 2/ 687، والنجوم الزاهرة 14/ 276، وبدائع الزهور 2/ 98. (¬3) خبر الكسوة في: السلوك ج 4 ق 2/ 688. (¬4) خبر العسل في: السلوك ج 4 ق 2/ 688. (¬5) خبر الغلاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 688. (¬6) خبر الغزاة في: السلوك ج 4 ق 2/ 688، 689، والنجوم الزاهرة 14/ 276، ونزهة النفوس 3/ 77، وزبدة كشف الممالك 140، وبدائع الزهور 2/ 98.

اعتداءآت الفرنج على ساحل الشام

[اعتداءآت الفرنج على ساحل الشام] وفيه خرجت طايفة من الفرنج من جزيرة أرواد فاستولوا على مركب للمسلمين من مراكب اللاذقية كان أشحن بالمجاديف لأجل عمارة السلطان من الأغربة التي قام في العمل بها الرئيس فاصل تحسينه ذلك للسلطان، وكان قد بعث يطلب المجاديف لها من الجون فهيّئت فيها وأوسقت بهذه المركب، فاعترضهم الفرنج، وقاتل المسلمون فيها حتى قتلوا عن آخرهم، وكانوا نحوا من خمسين رجلا أو هم. وأفلت منهم واحد فقط، وأخذ الفرنج المجاديف وغيرها وحرّقوا المركب (¬1). [الوباء بدمياط وفارسكور] وفيه فشى (¬2) الوباء بدمياط وفارسكور، وشنّع الموتان هناك، وكان ابتدأ من جمادى الأول (¬3). [خروج الأسطول للغزو] وفيه كان توجّه الأصطول الذي أنشأه السلطان، فخرج يوما أربعة أغربة متوالية، والباش فيها جرباش الحاجب، ثم بعد ذلك توجّه بقيّة الأغربة شيئا فشيئا، وكان (¬4) جميعا ثمانية أغربة، وكان لسفرها أوقاتا مشهورة بساحلي بولاق (¬5). [قطع القمح عن المباشرين] وفيه قطع السلطان القمح المرتّب للمباشرين برسم حرماتهم، وكان خمسة آلاف إردبّ في كل سنة، / 576 / فوفّرها السلطان (¬6). [شعبان] [وفاة الشهاب ابن الفصيح] [1590]- وفي شعبان مات الشهاب، أحمد بن عبد الرحيم بن الفصيح (¬7) الكوفيّ الأصل، البغدادي، الدمشقي، الحنفيّ. ¬

(¬1) خبر الفرنج في: السلوك ج 4 ق 2/ 689. (¬2) الصواب: «فشا». (¬3) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 689. (¬4) الصواب: «وكانت». (¬5) خبر الأسطول في: السلوك ج 4 ق 2/ 690، وزبدة كشف الممالك 140، وبدائع الزهور 2/ 98. (¬6) خبر القمح في: السلوك ج 4 ق 2/ 690، وبدائع الزهور 2/ 98. (¬7) انظر عن (ابن الفصيح) في: إنباء الغمر 3/ 352، 353 رقم 2، ووجيز الكلام 2/ 485 رقم 1109، والضوء اللامع 1/ 335.

زلزلة القاهرة

يقال إنه سمع على ابن (¬1) أميلة، وابن (¬2) قره. [زلزلة القاهرة] وفيه، في سادسه، زلزلت القاهرة عند غروب الشمس زلزلة هائلة، لكنها كانت قصيرة الزمن، ثم زلزلت ثانيا، ثم ثالثا، ومادت الأرض منها، وتحرّكت المباني حركة قوية مفزعة. وأخبر من رأى حائطا خرج عن محلّه ثم عاد، وأخبر إنسانا (¬3) أنه كان راكبا فخرج عن سرجه حتى كاد يسقط، وكانت آية من آيات الله، لكن ما هلك بها أحد، ولا سقط بها من الأماكن إلاّ القليل، ونودي من غده من أمر السلطان بصوم الناس ثلاثة أيام، فما أنابوا ولا أجابوا (¬4). [احتكار السلطان بيع السكّر] وفيه نودي على السكّر بأن لا يباع إلاّ للسلطان ولا يشترى إلاّ منه. وكان قد بطل هذا فأعيد (¬5). [وفاة البدر الدماميني] [1591]- وفيه مات بالهند البدر الدمامينيّ (¬6)، محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر محمد بن سليمان المخزومي، السكندري، المالكيّ. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) الصواب: «إنسان». (¬4) خبر الزلزلة في: السلوك ج 4 ق 2/ 690، ونزهة الفنوس 3/ 95، وكشف الصلصلة 208. (¬5) خبر الاحتكار في: السلوك ج 4 ق 2/ 691. (¬6) انظر عن (البدر الدماميني) في: السلوك ج 4 ق 2/ 702، وإنباء الغمر 3/ 361، 362 رقم 20، وذيل الدرر الكامنة 304 رقم 599، والدليل الشافي 2/ 583، 584 رقم 2003، والنجوم الزاهرة 14/ 128 - 130، والضوء اللامع 7/ 184 رقم 440، وبدائع الزهور 2/ 98، 99، وكشف الظنون 406، 549 و 613 و 696 و 1135 و 1215 و 1293 و 1537، و 1538 و 1561 و 1752 و 1781 و 1998، وبغية الوعاة 1/ 27، 28، وحسن المحاضرة 1/ 113، والبدر الطالع 2/ 150، 151، ونيل الابتهاج 287، 288، وهدية العارفين 2/ 185، وإيضاح المكنون 2/ 621 و 510، وروضات الجنات 209، 210، وديوان الإسلام 2/ 284، 285 رقم 940، والأعلام 6/ 57، ومعجم المؤلفين 9/ 115، وفهرس المخطوطات الإسلامية في قبرص 377، 378 رقم 678، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 2/ 343، والمستدرك عليه (تأليفنا) 172، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 419، 420 رقم 787، وتاريخ الأدب العربي 2/ 21، وذيله 2/ 26، وفهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (قسم الأدب) 1/ 388 و 2/ 344، وفهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية (النحو:) ق 1 ج 2/ 73 والأشباه والنظائر في النحو 2/ 392 و 660، وخزانة الأدب 22 و 23 و 30 و 227 و 367 و 485 و 489، وثمرات الأوراق 29 و 228.

توجيه طرباي إلى بيت المقدس

وكان عالما، فاضلا، بارعا في الأدب، حسن النظم جدا والنثر، عارفا بالعربية. وكان يتّجر، وحصل له محنة نزح بسببها إلى اليمن، ثم الهند، وحصل على مال طائل هناك، فما نشب أن بغته الأجل. ومولده سنة ثلاث وستين وسبعماية. [توجيه طرباي إلى بيت المقدس] وفيه بعث السلطان إلى طرباي بألف دينار وأمره بأن يتوجّه إلى البيت المقدس (¬1). [التمساح يأكل قاطع طريق] وفيه قطع على إنسان الطريق وأخذ عن الطريق مكتوفا، إلى مكان قريب شاطيء النيل ليذبحه قاطع الطريق، فأقسم عليه أن يسقيه شربة ماء قبل قتله، فأخذ إناء من خرج المقطوع عليه ومرّ إلى البحر ليحضر له فيه ما يشربه، فلما عبر الماء ليملأ منه الإناء اختطفه التمساح والرجل يشاهده وقد كسره وأكله والرجل مكتوف وأتانه وخرجه وفرس الذي قطع عليه الطريق بقربه قريبا (¬2) منه، فدام كذلك حتى مرّ به أناس، فصاح بهم وهم بالبعد عنه فأتوه فأعلمهم بحاله وما جرى عليه، فأطلقوه (¬3). [نادرة الموسّطين وحراستهم] وفيه أيضا جرت كائنة قريبة من هذه الكائنة، وهي أنّ متولّي الحرب ببعض النواحي أمر بتوسيط سبعة من قطّاع الطريق وعلّقهم على ممرّ المسافرين كما هي العادة وأكّد على الخفراء أرباب الدرك في حراستهم طول ليلهم كيلا يأخذهم أهاليهم، وحلف يمينا مؤكّدة / 577 / أنه إذا نقص واحدا (¬4) منهم وسّطهم بدله، فباتوا يتحاربون إلى آخر الليل فأخذهم النوم فناموا ثم انتبهوا وعدّوا القتلى فنقص منهم واحد فاهتمّوا وخافوا، فمرّوا في الطريق المسلوك ليأخذوا من وجدوه منفردا من المسافرين فيوسّطوه ويعلّقوه (¬5) بمكان الذي أخذ، فإذا هم برجل على حمار وتحته قفّتين (¬6) فأخذوه، وكان سحرا وهم خائفون من طلوع النهار فوسّطوه وعلّقوه مع الموسّطين، فلما طلع النهار جاءهم مقدّم الوالي لكشف حال الموسّطين وعدّهم فإذا عدّتهم قد زادت واحدا، فأنكر ذلك وقبض على الخفراء وأحضرهم إلى الوالي وعرّفه بالحال فلم يجدوا بدّا من أن يخبروه (¬7) بما وقع لهم، وحلفوا على ذلك أيمانا مؤكّدة، وعلى أنهم ما رأوا الموسّطين إلاّ ناقصين واحدا، ¬

(¬1) خبر طرباي في: السلوك ج 4 ق 2/ 693. (¬2) الصواب: «قريب». (¬3) خبر التمساح في: السلوك ج 4 ق 2/ 691، 692، وبدائع الزهور 2/ 99. (¬4) الصواب: «واحد». (¬5) الصواب: «فيوسّطونه ويعلّقونه». (¬6) الصواب: «قفتان». (¬7) الصواب: «يخيرونه».

وفاة الشمس النستراوي

فأمر الوالي بفتح القفّتين، فإذا في كل قفّة نصف امرأة وهي منشقّة، فظهر للوالي ومن حضره أن هذا الذي قتله الخفراء كان قد قتل هذه المرأة وسرى بها سحرا حتى يواريها، فأخذه الله تعالى بها وقتله، فكانت هذه والتي قبلها عبرة لأولي الأبصار، ومن غرائب النوادر والأخبار (¬1). [وفاة الشمس النستراوي] [1592]- وفيه مات الشمس، محمد بن أحمد بن عبد الرحمن اللخميّ، النستراويّ (¬2)، الشافعي، ابن (¬3) أخي ناظر الجيش كريم الدين. كان باشر مدّة في الديوان، ثم في ديوان الجيش لما ولي أخاه (¬4) نظره، ثم ترك جميع ذلك وتزهّد في الدنيا، وسمع الحديث على كثير من الأشياخ، وأحبّ أهل الخير، وأقام على قدم التصوّف عدّة سنين نحوا من الأربعين، مع سلامة الباطن، وحسن العقيدة، والصبر على الدنيا. ومولده سنة سبعين وسبعماية. [ارتفاع سعر الغلال] وفيه ارتفع سعر الغلال (¬5). [رمضان] [القبض على الأستادار وولده] وفي رمضان قبض على الصاحب بدر الدين ابن (¬6) نصر الله الأستادار وعلى ولده، وعوّقا بالقلعة. وطلب السلطان بعد يومين من قبضهما عبد القادر بن عبد الله بن أبي الفرج، وقرّر في الأستادارية. ثم أفرج عن ابن (¬7) نصر الله بعد أن التزم بحمل نفقة الجامكية عن شهر وكذا عليقه، وذلك نحوا من ثلاثين ألف دينار، وأخذ في بيع تعلّقاته وخيوله ليسدّ ذلك، وترك ابنه رهينة بالقلعة (¬8). [نظارة الجيش بدمشق] وفيه قرّر الجمال يوسف بن الصفيّ في نظر الجيش بدمشق عوضا عن البدر حسين، ¬

(¬1) خبر النادرة في: السلوك ج 4 ق 2/ 692، 693. (¬2) انظر عن (النستراوي) في: إنباء الغمر 3/ 359 رقم 15 وفيه: محمد بن أحمد بن أحمد بن عبد العزيز. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) الصواب: «أخوه». (¬5) خبر الغلال في: السلوك ج 4 ق 2/ 691. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) خبر القبض في: السلوك ج 4 ق 2/ 693، وبدائع الزهور 2/ 99، 100.

وفاة الشمس ابن المحب

وكان بيده وظيفتي (¬1) كتابة السرّ / 578 / ونظر الجيش، فبقي على كتابة السرّ (¬2). [وفاة الشمس ابن المحبّ] [1593]- وفيه مات الشمس بن المحبّ (¬3)، محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد المقدسي، الصالحيّ. وكان عالما فاضلا، وأسمع على جماعة منهم ابن قيّم الضيائية، وابن (¬4) الجوجري، وعمر بن أميلة، وغيرهما (¬5). وشرح «البخاري»، ما عاش لتبييضه وتركه مسوّدة. وكان يذكر عن نفسه أنه رأى مناما من منذ عشرين سنة يدلّ على موته بالمدينة الشريفة، وكان كذلك. ومولده سنة ثلاث وثلاثين وسبعمية. [وفاء النيل] وفيه كان الوفاء للنيل في رابع عشر مسرى. ونزل محمد بن السلطان لكسره، ومعه في خدمته الملك الصالح بن الظاهر ططر. وعدّ ذلك من النوادر (¬6). [قلّة اللحم] وفيه عزّ وجود اللحم بالأسواق (¬7). [الخلاف بين الميموني والتفهني] وفيه كائنة الشمس محمد بن السراج عمر الميموني الشافعيّ، مع القاضي زين الدين التّفهنيّ، والكلام عليها فيه طول آلت إلى حكم التّفهني، فرقّده الميمونيّ المذكور، وطلب من الحافظ ابن (¬8) حجر وهو القاضي الشافعي أن ينفّذ حكمه فامتنع من ذلك ¬

(¬1) الصواب: «وظيفتا». (¬2) خبر النظارة في: السلوك ج 4 ق 2/ 694، وبدائع الزهور 2/ 100. (¬3) انظر عن (ابن المحب) في: ذيل التقييد 1/ 146، 147 رقم 482، وإنباء الغمر 3/ 362 رقم 21، ووجيز الكلام 2/ 487 رقم 1114، والضوء اللامع 9/ 194، والمنهج الأحمد 483، والمقصد الأرشد، رقم 1085، والجوهر المنضد 140، والدرّ المنضد 2/ 613 رقم 1531، والسحب الوابلة 290. (¬4) في الأصل: «وبن». (¬5) الصواب: «وغيرهم». (¬6) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 694، ونزهة النفوس 3/ 95. (¬7) خبر اللحم في: السلوك ج 4 ق 2/ 694. (¬8) في الأصل: «بن».

مهاجمة المسلمين سواحل قبرس

وقال: قد بلغني أنّ في عقله خلل. ثم آل الأمر إلى سجنه، وجرى عليه أشياء، ثم نفي (¬1). [مهاجمة المسلمين سواحل قبرس] وفيه عاث الغزاة الذين توجّهوا في البحر في جزيرة قبرس وخرّبوا كثيرا من قراها وبلادها (¬2)، وسيأتي تمام خبرهم. [فتح حصن اللمسون] وفيه كان أخذ الجند الذين سافروا صحبة جرباش الكريمي حاجب الحجّاب إلى الغزاة حصن اللمسون (¬3)، وسيأتي تفصيل ذلك. [انتصار الأسطول الإسلامي على الفرنج] وفيه ورد الخبر من طرابلس ببشارة نصرة الأصطول الإسلامي على الفرنج، وأنهم في غاية النصرة على الأعداء، وغنموا غنائم عظيمة، وفعلوا أفعالا غريبة، فضربت البشائر بالقلعة وعلى أبواب الأمراء. ثم جمع القضاة والأعيان بالأشرفية، وقريء عليهم كتب البشارة، ونودي بزينة مصر والقاهرة، ثم قريء الكتاب بجامع عمرو بن العاص أيضا، وكتبت البشاير إلى الإسكندرية وبجهات مصر (¬4). [الغزوة الأولى لقبرس] وفيه وصل الخبر بوصول الغزاة إلى الطينة، وكان الناس في الزينة والسرور فجعل القلق بسبب ذلك وزاد الكلام ونقص حتى صحّ أنهم عادوا بخير، وكان من خبرهم أنهم لما خرجوا وسافروا من القاهرة مرّوا على دمياط ونجّاهم الله / 579 / من عدّة مراكب، كان فيها جانوس ملك قبرس أخذوا فوهة دمياط فترصدو (¬5) منهم فما قدروا على شيء، وتوجّهوا إلى طرابلس أعني المسلمين، واجتمع بها الأصطول السلطاني، وكانت مراكبة زيادة على الأربعين قطعة أشحنت بالرجال من جند وعشير وغيرهم بالآلات والعدد، وساروا من طرابلس بعد أن راسل جرباش جينوس صاحب قبرس يحذّره ويخوّفه ويدعه (¬6) في الدخول في الطاعة. فأبى وامتنع، فسار إليه بالمراكب ووصلوا الماغوصة (¬7)، وهلي بلد على ساحل البحر، بجزيرة قبرس من جهة الشمال، ولها سور ¬

(¬1) خبر الخلاف لم أجده في المصادر. (¬2) خبر المهاجمة في: السلوك ج 4 ق 2/ 695. (¬3) خبر اللمسون في: السلوك ج 4 ق 2/ 695، وإنباء الغمر 3/ 346. (¬4) خبر الإنتصار في: إنباء الغمر 3/ 347، 348، وبدائع الزهور 2/ 100. (¬5) الصواب: «فتصدّوا». (¬6) الصواب: «ويدعوه». (¬7) الماغوصة: فما غوستا.

وفاة نور الدين ابن سلامة

محكم بني في الإسلام بإذن معاوية بن أبي سفيان على يد الأمير موسى بن نصير صاحب فتوح المغرب، فحضر إليهم رسول صاحب الماغوصة ومعه ضيافة من مرسله، وبذل لهم الطاعة، فبعثوا إليه بأمان، ثم نزلوا وركبوا في الحال، وساروا في جزيرة قبرس يخرّبون وينهبون ويأسرون، وقد أوقع الله تعالى الرعب في قلوب الكفار، وقصدوا الملاّحة وأحرقوها، ووصلوا إلى مكان يقال له رأس العجوز، فقتلوا [أحد] (¬1) أمرائه وأسروا من معه، ثم صادفوا عدّة مراكب بعث بها صاحب قبرس نجدة، وبعث أخاه مع عسكر برّا فما أفادوا وانهزموا جميعا مع قتال لأهل البحر وبغير قتال لأهل البرّ، وأحاطوا بزرد خانة لصاحب قبرس وبعث بها لأخيه فأخذوها وعادوا بالأسرى والغنائم إلى مراكبهم، وتوجّهوا إلى حصن اللمسون، كل ذلك في رمضان، فلما أهلّ شوّال ملكوا الحصن وأخذوه عنوة، وجهّز جرباش المبشر الماضي خبره، فيقال إن جملة من قتل من الفرنج في هذه الكائنة زيادة على خمسة آلاف، وما قتل من المسلمين ثلاثة عشر نفسا. وأعزّ الله دينه الإسلام ببركة نبيّه عليه أفضل الصلاة والسلام. وكانت هذه الغزوة الصغرى (¬2) الأولى بقبرس، وهي التي جرّت الأشرف للثانية التي كان بها فتح قبرس كما سيأتي. ولما فعل جرباش هذه الأفعال وامتلأت مراكبه بالغنائم والأسرى، بلغه أنّ جينوس قد جمع له جموعا وافرة فرأى الرائي في عوده أفعالا. / 580 / وجاء الخبر بعوده في هذا الشهر في ثالث عشره (¬3)، ثم كان ما سنذكره. [وفاة نور الدين ابن سلامة] [1594]- وفيه مات المسند نور الدين، ابن سلامة، علي بن أحمد بن سلامة بن عطوف (¬4)، السلميّ، المكي. وكان فاضلا، محدّثا، عني بالحديث جدّا، وسمع من جماعة، منهم: ابن (¬5) ¬

(¬1) إضافة يقتضيها السياق. (¬2) في الأصل: «الصغر». (¬3) خبر الغزوة الأولى لقبرس في: السلوك ج 4 ق 2/ 694، 695، وزبدة كشف الممالك 138، والنجوم الزاهرة 14/ 268، ونزهة النفوس 3/ 77 - 83، ووجيز الكلام 2/ 484، وتاريخ الملك الأشرف قايتباي، ورقة 50 ب، 51 أ، وتاريخ بيروت 242، وتاريخ ابن سباط 2/ 783 و 785، وإنباء الغمر 3/ 330 و 346، وبدائع الزهور 2/ 100، 101، وتاريخ الأزمنة 346، وأخبار الدول 2/ 307، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 194 أ. (¬4) انظر عن (ابن عطوف) في: السلوك ج 4 ق 2/ 703، وإنباء الغمر 3/ 356، 357 رقم 11، وذيل الدرر الكامنة 303 رقم 507، ووجيز الكلام 2/ 484، 485 رقم 1107، والضوء اللامع 5/ 629، وبدائع الزهور 2/ 101، وشذرات الذهب 7/ 184. (¬5) في الأصل: «بن».

وفاة الناصر بن العطار

أميلة، والصلاح أبي (¬1) عمر، وابن (¬2) كثير، وابن (¬3) حبيب، وعمر بن علي القزويني، والتقيّ البغدادي، وغيره. وحدّث وصار مسند مكة المشرّفة. وكان عارفا بالقراءآت (¬4). وله نظم. ومولده سنة تسع وأربعين وسبعماية. [وفاة الناصر بن العطار] [1595]- وفيه مات الناصر بن العطار (¬5)، محمد بن أحمد بن عمر بن يوسف بن عبد الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر التنوخي، الحمويّ. وكان رئيسا حشما، عارفا، تنقّل في عدّة ولايات جليلة، منها نيابة الإسكندرية وحجوبية حماه، وغير ذلك، حتى ولي نظر القدس والخليل، على نبيّنا وعليه أفضل صلاة وتسليم، وكان له ديانة وعفّة وأمانة ومعرفة تامة بالأمور، وفضل وإحسان. ومولده سنة 74. [الإفراج عن بيبغا المظفّري] وفيه أفرج عن بيبغا المظفّري من سجن الإسكندرية، وأمر بالإقامة بدمياط، وجهّز له مركوب يركبه هناك (¬6). [عودة الغزاة بالأسرى] وفيه وصل الغزاة إلى ساحل بولاق وكان معهم ألف وستين (¬7) أسيرا غير ما غنموا من الأموال، وصعدوا إلى القلعة، ومعهم الأسرى، ومعهم ماية وسبعين حمالا (¬8) عليها الغنائم وعدّة بغال، وعدّة من الجمال محمّلين (¬9) الأثاث والمياخر والآلات والأواني، وعرض ذلك على السلطان، فأمر ببيع الأسرى وأن لا يفرّق بين قريب وقريبه. وأمر بتقويم الأصناف، وحضّرهم العلائي للبيع، وتولّى البيع عن السلطان إينال الششماني. ثم نفق السلطان في الغزاة، لكل نفر سبعة دنانير، ولبعض نصف ذلك (¬10). ¬

(¬1) الصواب: «أبو». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «القرات». (¬5) انظر عن (ابن العطار) في: السلوك ج 4 ق 2/ 702، وإنباء الغمر 3/ 359، 360 رقم 16، والنجوم الزاهرة 14/ 131، والدليل الشافي 2/ 596 رقم 2048، وبدائع الزهور 2/ 101. (¬6) خبر الإفراج في: السلوك ج 4 ق 2/ 695، وبدائع الزهور 2/ 101. (¬7) الصواب: «ألف وستون». (¬8) الصواب: «مائة وسبعون جملا». (¬9) الصواب: «محمّلة». (¬10) خبر العودة في: السلوك ج 4 ق 2/ 696، والنجوم الزاهرة 14/ 269، 270 و 278 - 281، ونزهة النفوس 3/ 83، 84، ووجيز الكلام 2/ 484، وبدائع الزهور 2/ 101.

إنشاء بستان وبركة

[إنشاء بستان وبركة] وفيه أنشأ الزين عبد الباسط ناظر الجيش ببركة الحاج بستانا وساقية وبركة ماء عمّ بها النفع هناك (¬1). [ذو العقدة] [قياس النيل] وفي ذي قعدة، في أوله كان ماء النيل على عشرين ذراعا، ووافق ذلك يوم عيد الصليب، وقلّ ما عهد مثله هذا، فكان نادرا (¬2). [قتل ابن الحمراء البيروتي بالقاهرة] [1596]- وفيه كان إنسان يساير إنسان (¬3) من العشير يقال له شعث بن أبي بكر بن الحمراء كان قدم من بيروت إلى القاهرة، فلقيه هذا الرجل الذي كان يسايره بين القصرين، وهو أيضا من أهل تلك البلاد، فبينا هو وإيّاه أخرج خنجرا فضرب به ابن (¬4) الحمراء ضربة والثانية، فسقط ابن (¬5) الحمراء ميتا، وفرّ الضارب فلم يقدر عليه، وعرف من ضربه. ثم إنّ ابن (¬6) الحمراء هذا كان قد قتل والد هذا / 582 / الرجل من عدّة سنين، فهو يتطلّب ثأره حتى أمكنه ذلك ففعله (¬7). [وفاة الشمس ابن العبّار] [1597]- وفيه مات الشمس بن العبّار (¬8)، محمد الحمويّ، النحوّيّ. وكان معدودا من أئمّة النحو، وله فضائل جمّة، وحسن عشرة، ونظم. [قلّة الفلوس] وفيه نودي على الفلوس باثني عشر درهم (¬9) الرطل، وكانت قد قلّت جدّا وعزّ وجودها (¬10). ¬

(¬1) خبر البستان في: السلوك ج 4 ق 2/ 696، وبدائع الزهور 2/ 101. (¬2) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 697، وبدائع الزهور 2/ 101. (¬3) الصواب: «إنسانا». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر ابن الحمراء في: السلوك ج 4 ق 2/ 697. (¬8) انظر عن (ابن العيّار) في إنباء الغمر 3/ 362، 363 رقم 22، والضوء اللامع 10/ 360. (¬9) كذا. (¬10) خبر الفلوس في: السلوك ج 4 ق 2/ 698.

ذو الحجة

[ذو الحجّة] [ذبح طوغان التركماني] [1598]- وفي ذي حجّة مات طوغان (¬1) أمير اخور ذبحا بقلعة المرقّب. وكان تركماني الأصل، فباع نفسه ولم يكن مشكورا. [غلاء اللحم والقمح] وفيه عزّ وجود اللحم بالأسواق، وارتفع سعره وسعر القمح أيضا، وعزّ وجوده مع كثرته وعلوّ النيل وثباته (¬2). [ثورة العامّة بالبدر العيني] وفيه ثارت العامّة بالبدر العيني وهو على الحسبة فرجموه وخلص منهم نجيّا، وصعد إلى القلعة وشكاهم إلى السلطان، فحنق السلطان وبعث عدّة من الأمراء إلى باب زويلة، فأخذوا على المارّة أفواه السكك ليقبضوا على الناس، فسار بعض العبيد فرجم بعض الأمراء، فأصابه الحجر فقبض عليه وضرب، وقبض على جماعة كبيرة من الناس، وأحضروا إلى السلطان فأمر بتوسيطهم فشفع فيهم فأسلمهم إلى الوالي فضربهم وقطع آناف (¬3) بعضهم وآذانهم، وكانوا زيادة على العشرين رجلا من المستورين، فكسرت القلوب، وانطلقت الألسن بالدعاء وغيره. وكانت هذه الحادثة من أشنع الحوادث (¬4). [وفاة الشمس البيري] [1599]- وفيه مات الشمس البيري (¬5)، محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن قاسم العثمانيّ، الشافعيّ، أخو الجمال الأستادار. وكان عالما فاضلا، وسمع على جماعة، وولي قضاء البيرة، ثم حلب، ثم عظم ¬

(¬1) انظر عن (طوغان) في: السلوك ج 4 ق 3/ 703، وإنباء الغمر 3/ 355 رقم 8، والنجوم الزاهرة 14/ 130، 131، ووجيز الكلام 2/ 497 رقم 1116، والضوء اللامع 4/ 11، وبدائع الزهور 2/ 101، 102. (¬2) خبر اللحم في: السلوك ج 4 ق 2/ 699، وبدائع الزهور 2/ 101. (¬3) الصواب: «أنوف». (¬4) خبر الثورة في: «السلوك ج 4 ق 2/ 698، والنجوم الزاهرة 14/ 282، وبدائع الزهور 2/ 101. (¬5) انظر عن (الشمس البيري) في: السلوك ج 4 ق 2/ 703، وإنباء الغمر 3/ 360 رقم 17، وذيل الدرر الكامنة 303 رقم 596، والدرّ المنتخب، رقم 1282، والضوء اللامع 7/ 43 رقم 89، ووجيز الكلام 2/ 485 رقم 1108، والنجوم الزاهرة 14/ 132، والدليل الشافي 2/ 595 رقم 2042، وبدائع الزهور 2/ 102، وشذرات الذهب 7/ 186.

مشيخة سعيد السعداء

في دولة أخيه، وعيّن للقضاء الشافعية، ثم لم يتمّ له ذلك، وولي خطابة البيت المقدس وتدريس قبّة الشافعي، ومشيخة البيبرسية، وسعيد السعداء. ومولده سنة خمسين وسبعماية. [مشيخة سعيد السعداء] وفيه قرّر الشهاب بن المحمرة أحمد بن محمد بن المصري الشافعي في مشيخة سعيد السعداء، عوضا عن الشمس البيري أخي جمال الدين الماضي (¬1). [استخلاف ابن عجلان بإمارة مكة] وفيه ورد الخبر من تغري بردي المحمودي من مكة، وكان قد خرج حاجّا بأنه حلف لحسن بن عجلان عن نفسه وعن السلطان وأعطاه الأمان وأدخله إلى مكة، وخلع عليه بالإمارة على عادته، وأنه سيحضر إلى السلطان ويستخلف ولده بركات بمكة (¬2). [قدوم مبشّر الحاجّ] وفيه قدم مبشّر الحاج وأخبر بالأمن والسلامة، وأنّ الوقفة كانت بالإثنين، وكانت بالقاهرة بالأحد، وأخذ السلطان / 582 / يتغيّظ من ذلك ونعت القضاة إلى التقصير، وشنّع البعض عنده على القضاة، فاتفق أن اجتمع به الحافظ بن (¬3) حجر يعرّفه أنّ ذلك يكون كثيرا ولكلّ بلد يطلع يرجع إليه حتى سكن شيئا (¬4). * * * [حوادث هذه السنة لا فى شهر معين] [واقعة الفيران باللجون] وفيها - أعني هذه السنة - كانت واقعة الفيران باللجون من طريق الشام وهي من النوادر الغريبة، كانت الفيران كثرت فراخه بتلك الناحية حتى شاهدها الناس وهي تخرج فراخها الصغار فتدعها عند حجورها، ثم تذهب إلى المزارع فتحضر القمح في سنبله وتدسّه إلى الفراخ فتدخله كالناقلة له إلى أوكارها، وتذهب هي لإنسان غيره جاءت به فمن وجد بعد رجوعه شيئا من القمح لم يحول ظهر منه (¬5) غضب وضرب ولده ضربا ¬

(¬1) خبر المشيخة في: السلوك ج 4 ق 2/ 699. (¬2) خبر الاستخلاف في: السلوك ج 4 ق 2/ 700، ونزهة النفوس 3/ 74، وسمط النجوم العوالي 4/ 275. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر المبشّر في: السلوك ج 4 ق 2/ 700، وإنباء الغمر 3/ 350، ونزهة النفوس 3/ 74، وبدائع الزهور 2/ 102. (¬5) «منه» مكرّرة في الأصل.

وفاة زوجة السلطان

مبرحا، وزاد الأمر في ذلك حتى حصل الضرر به على الناس هناك بسبب الزرع. ثم عقيب ذلك وقع بين الفيران مقتلة عظيمة، وشاهد الناس منها مقاتلتها مقتلة بعضها قد قدّ نصفين، ونصفها مقطوع الرأس والذّنب، وكذا البدو الرحّل، حتى تعجّب من ذلك غاية التعجّب (¬1). [وفاة زوجة السلطان] [1600]- وفيه ماتت الخوند (¬2) زوجة السلطان من الجواري، وكانت يذكر عنها بأنها ابنة عمّه، ماتت بطريق الحجّ بوادي الصفرا، وهي حامل، فوقعت فماتت في نفاسها. وبلغ ذلك السلطان، فاشتدّ أسفه عليها. [وفاة حاجب طرابلس] [1601]- وفيها مات الزين (¬3)، أبو بكر حاجب طرابلس. وكان معدودا من الأعيان والرؤساء، وله شهرة (وحسن سيرة) (¬4). ¬

(¬1) خبر الفيران في: إنباء الغمر 3/ 351، ووجيز الكلام 2/ 484، وبدائع الزهور 2/ 102. (¬2) انظر عن (الخوند) في: إنباء الغمر 3/ 351. (¬3) انظر عن (الزين أبي بكر) في: السلوك ج 4 ق 2/ 703 وفيه: «سيف الدين»، وإنباء الغمر 3/ 353 رقم 3، والنجوم الزاهرة 14/ 130، ووجيز الكلام 2/ 488 رقم 1117. (¬4) ما بين القوسين عن هامش المخطوط.

سنة تسع وعشرين وثمانماية

سنة تسع وعشرين وثمانماية [محرّم] [انعدام اللحم والألبان] في محرّم منها كان اللحم والجبن واللبن كالمعدوم بالقاهرة من قلّتها (¬1). [تقرير الحسبة] وفيه قرّر إينال الششماني بالحسبة وصرف البدر العيني (¬2). [وفاة الجمال الحسفاوي] [1602]- وفيه مات الجمال الحسفاوي (¬3)، يوسف بن خالد بن أيوب الحلبي الشافعيّ. وكان فاضلا، عارفا بالفنون، وولي قضاء ملطية وحلب وطرابلس، وكتابة سرّ صفد. وكان له نظم حسن. [خسوف القمر] وفيه، في ليلة خامس عشرة خسف جميع جرم القمر، ودام نحوا من اثني عشر درجة (¬4). ¬

(¬1) خبر اللحم في: السلوك ج 4 ق 2/ 705، وإنباء الغمر 3/ 364. (¬2) خبر الحسبة في: إنباء الغمر 3/ 364، والنجوم الزاهرة 14/ 283، وبدائع الزهور 2/ 102. (¬3) في الأصل: «القجفاري». والمثبت عن: الضوء اللامع. وانظر عن (الحسفاوي) في: إنباء الغمر 3/ 380، والضوء اللامع 10/ 312 رقم 1188، وطبقات المفسّرين للداوودي 2/ 379، 80 رقم 198 وفيه: «الحسناوي»، وشذرات الذهب 7/ 191، 192 وفيه: «الحفناوي»: بفتح الحاء المهملة وسكون الفاء ونون نسبة إلى حفنا قرية بمصر، والأصحّ «حسفاوي» نسبة إلى: «حسفايا من قرى حلب، ونيل الإبتهاج 353، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ج 5 ق 2/ 59، 60، رقم 1355، وإعلام النبلاء 5/ 175. (¬4) الصواب: «من اثنتي عشرة درجة»، وخبر الخسوف في: السلوك ج 4 ق 2/ 705 وفيه: «ثماني عشرة درجة»، وبدائع الزهور 2/ 102.

الإفراج عن ابن عجلان

[الإفراج عن ابن عجلان] وفيه قدم الشريف رميثة بن محمد بن عجلان وقد أفرج عنه من سجن الإسكندرية (¬1). [الأمر بتخفيف نوّاب القضاة] وفيه أمر السلطان القضاة الأربع (¬2) / 583 / بأن يخفّفوا نوّابهم، ففعلوا ذلك، ثم عادوا لما نهوا عنه بعد مدّة يسيرة (¬3). [إمرة ابن عجلان على مكة] وفيه وصل الحاج وهم في ضرّ من غلاء الأسعار، وقدم مع الحاج قرقماس الذي كان مقيما بمكة، وولي إمرتها شركة، وقدم أيضا حسن بن عجلان وأكرمه السلطان، ثم خلع عليه بعد أيام باستمراره على إمرة مكة وألزم بحمل ثلاثين ألف دينار، وبعث قاصده إلى مكة لإحضارها، وأقام هو بمصر رهينة عليها، وعدّ هذا من النوادر التي ما وقع في الإسلام مثلها (¬4). [وفاة الشيخ خليفة المغربي] [1603]- وفيه مات الشيخ الصالح، المعتقد، خليفة المغربي (¬5)، المالكي، نزيل الجامع الأزهر. وكان مباركا للناس فيه الاعتقاد الحسن، دام بالجامع الأزهر نيّفا وأربعين سنة منقطعا للعبادة. ومات فجأة في الجامع، ووجد له شيء كثير من المال والأثاث. [مظلمة الحجّاج] وفيه حدثت مظلمة على الحجّاج متجدّدة بالحدوث قبل ذلك، وهي أن ناظر الخاصّ خرج بأعوانه ومباشروا (¬6) الخاص فأخذوا في الاستقصاء الشديد [و] الفحص عن المبلغ التي ¬

(¬1) خبر الإفراج في: السلوك ج 4 ق 2/ 706، وبدائع الزهور 2/ 102. (¬2) الصواب: «الأربعة». (¬3) خبر النواب في: السلوك ج 4 ق 2/ 706. (¬4) خبر ابن عجلان في: السلوك ج 4 ق 2/ 706، وإنباء الغمر 3/ 364، وبدائع الزهور 2/ 102، وسمط النجوم العوالي 4/ 275. (¬5) انظر عن (خليفة المغربي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 729، وإنباء الغمر 3/ 377 رقم 6، والدليل الشافي 1/ 289 رقم 195، والمنهل الصافي 5/ 231 رقم 998، والنجوم الزاهرة 14/ 134، والضوء اللامع 3/ 187 رقم 722، ووجيز الكلام 2/ 492 رقم 1124. (¬6) الصواب: «ومباشرو».

وباء الجاموس

أحضرها (¬1) الحجّاج والتّجار من مكة، وكان قد خرج أمر بأنّ جميع التجار من أشرف الأصناف من المتاجر الهندية لا يمكّنوا من التّوجّه من مكة إلى الشام ولا غيرها، بل يحضر الجميع بما معهم من المتاجر إلى مصر مع الحاج لتؤخذ منهم المكوس، فخرج المباشرين (¬2) لأخذ ذلك، فما عفّوا ولا كفّوا حتى أخذوا من الحاج، وفتّشوا محايرهم، وأخذوا من العجائز وغيرهنّ حتى على النطع الواحد الهدية عشرة دارهم من الفلوس. هذا، بعد أن خرج السعد إبراهيم بن المره إلى جدّة، وأخذ العشور من أصناف المتاجر، فإن المراكب الهندية كانت تركب بندر عدن إلى جدّة، وأحدث بها بندر عظيم (¬3) جدّا، حتى ضعف بندر عدن، ثم صار نظر جدّة وظيفة مستقلّة على ما عرف ذلك بعد هذه الأيام وصار يحمل من جدّة من الأموال ما لا يعبّر عنه، وشورك صاحب مكة، بل وزاد الحال في ذلك جدا حتى بلغ ما حمل من جدّة من الأموال زيادة على سبعين ألف دينار (¬4). ثم بعد ذلك زاد العيار، واتّسع الأمر، سيما في دولة الأشرف قايتباي من بعد السبعين / 584 / إلى هذه الأيام التي هي خمس وتسعين (¬5). ولو ذكرنا جريات ما حدث بجدّة، بل وغيرها، لطال المجال واتّسع المقال، ولله عاقبة الأمور، وهو العليم بالأحوال. [وباء الجاموس] وفيه فشا الوباء في الجاموس ومات الكثير منها، وقلّت الألبان والأجبان بسبب ذلك (¬6). [افتقار أهل الوجه القبلي] وفيه اتّضع حال أهل الوجه القبلي وافتقروا جدّا بعد سعة الأموال الطايلة حتى صاروا يبتاعوا ويمتاروا (¬7) بالغلال لعدم الذهب والفضة عندهم (¬8). [صفر] [إلزام العامّة بالصلاة] وفي صفر، لما صعد قضاة القضاة إلى القلعة لتهنئة السلطان بالشهر على العادة أمرهم أن يلزموا العامّة بالصلاة، فاجتمع القضاة في ثاني الشهر بالمدرسة الصالحية ومعهم المحتسب ونايب الوالي وكتبوا ورقة تقرأ على الناس، وتولّى قراءتها بعض نواب القاضي الشافعي في الشارع الأعظم من باب النصر إلى جامع ابن (¬9) طولون (¬10). ¬

(¬1) الصواب: «المبالغ التي أحضرها». (¬2) الصواب: «المباشرون». (¬3) الصواب: «وأحدث بها بندرا عظيما». (¬4) خبر المظلمة في: السلوك ج 4 ق 2/ 707، 708، وبدائع الزهور 2/ 103. (¬5) الصواب: «التي هي خمس وتسعون». (¬6) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 707. (¬7) الصواب: «يبتاعون ويمتارون». (¬8) خبر الافتقار في: السلوك ج 4 ق 2/ 711. (¬9) في الأصل: «بن». (¬10) خبر العامّة في: إنباء الغمر 3/ 364، وبدائع الزهور 2/ 104.

التعامل بالذهب

[التعامل بالذهب] وفيه حدث التعامل بالذهب الذي هو الآن بالأيدي. وكان قد عقد مجلس بحضرة السلطان حضره القضاة والأمراء والكثير من التجار وبياض الناس، وتحدّثوا في إبطال المعاملة بالذهب المشخّص بالصور، الذي يسمّى الإفرنتي من ضرب الفرنج، وأن يتعامل الناس بالذهب الأشرفي المصكوك بصكّة الإسلام، وعليه اسم الله ورسوله بأحد وجهيه، وبالأخير اسم السلطان وكنيته ولقبه، وكونه ضرب القاهرة، وألزم الناس بحمل الذهب الإفرنتية إلى دار الضرب حتى بعيد ضربها إلى الأشرفية، وخلع على الشرف أبي الطيّب محمد بن التاج عبد الوهاب بن نصر الله بوظيفة نظر دار الضرب، وضربت الدنانير الأشرفية على أنه (¬1) الإفرنتية، ثم تعامل الناس بها بعد ذلك وكثرت في الأيدي. ولا زال الذهب الإفرنجي يقلّ حتى لم يوجد بعد ذلك بعد مدّة (¬2). [تزاحم الناس على الأفران] وفيه تكالب الناس على القمح، وقلّ وجوده، وتزاحم الناس على الأفران لطلب الخبز، وارتفعت الأسعار في الغلال (¬3). [الغلاء بالشام] وفيه ترادفت الأخبار بوجود الغلاء بالبلاد الشامية وما حولها (¬4). [هلاك البقر والجاموس] وفيه هلك الكثير من البقر والجاموس، وقلّت الألبان والأجبان بالقاهرة (¬5). [وفاة الكمال المخزومي] [1604]- وفيه مات / 585 / الكمال، أبو الفضل ابن (¬6) ظهيرة (¬7)، محمد بن أحمد المخزومي، المكي، الشافعيّ. ¬

(¬1) الصواب: «على أنها». (¬2) خبر الذهب في: السلوك ج 4 ق 2/ 709، والنجوم الزاهرة 14/ 283، 284، وبدائع الزهور 2/ 104. (¬3) خبر التزاحم في: السلوك ج 4 ق 2/ 710، وبدائع الزهور 2/ 104. (¬4) خبر الغلاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 711. (¬5) خبر البقر في: السلوك ج 4 ق 2/ 710. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) انظر عن (ابن ظهيرة) في: إنباء الغمر 3/ 380 رقم 11، وذيل الدرر الكامنة 305 رقم 601، والضوء اللامع 6/ 315، وشذرات الذهب 7/ 191.

انخفاض سعر اللحم

سمع من العزّ ابن (¬1) جماعة، والشيخ خليل (¬2) المالكي، [و] ابن (¬3) الجندي، والموفّق الحنبلي، وآخرين. وأضرّ بأخرة. ومولده سنة 796. [انخفاض سعر اللحم] وفيه انحطّ سعر اللحم لكنه كان هزيلا (¬4). [ربيع الأول] [تفريق الخبز على الفقراء] وفي ربيع الأول ابتدأ السلطان بعمل خبز يفرّق في الفقراء في كل يوم (¬5). [إزالة المرتفعات في الطرقات] وفي نودي بقطع ما ارتفع بالطرقات، فشرع الناس في ذلك، وقطع البعض منهم وتكلّفوا على شيل ما يقطع ورميه بالكيمان، وحصل على كثير من الناس الضرر بسبب ذلك. ثم بعد أيام بطل ذلك (¬6). [وصول نائب طرابلس إلى القاهرة] وفيه وصل إلى القاهرة قصروه نائب طرابلس (¬7). [وفاة البدر بن سويد] [1605]- وفيه أوفي الذي قبله مات البدر [حسن] بن (¬8) سويد المصري، المالكيّ. وكان قد اشتغل وتعانى الاتجار ونفع وشهر، ومن آثاره السويدية بمصر وسلفه من القبط. [ربيع الآخر] [وفاة إينال النوروزي] [1606]- وفي ربيع الآخر مات إينال النوروزي (¬9) أمير سلاح. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «سعيد»، والتصحيح من مصادر الترجمة. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر اللحم في: السلوك ج 4 ق 2/ 711. (¬5) خبر الخبز في: السلوك ج 4 ق 2/ 711. (¬6) خبر الطرقات في: السلوك ج 4 ق 2/ 712. (¬7) خبر نائب طرابلس في: السلوك ج 4 ق 2/ 713، والنجوم الزاهرة 14/ 284، ونزهة النفوس 3/ 100. (¬8) ساقطة من الأصل. وانظر عن (حسن بن سويد) في: إنباء الغمر 3/ 375، وبدائع الزهور 2/ 104. (¬9) انظر عن (إينال النوروزي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 729، وإنباء الغمر 3/ 375 رقم 3، والنجوم الزاهرة 14/ 285، و 15/ 134، 135، ونزهة النفوس 3/ 111 رقم 645، وبدائع الزهور 2/ 105.

إمرة السلاح

وترك من الذهب النقد خمسون (¬1) ألف دينار. وكان ظالما، غير موصوف بخير. [إمرة السلاح] وفيه قرّر يشبك الساقي الأعرج في إمرة سلاح عوضا عن إينال المذكور (¬2). [البهلوان الأعجمي] وفيه نصب رجل أعجميّ حبلا بمنارتي السلطان حسن وأظهر من البهلوانية ما يتعجّب منه. وكان قبله في الشهر الماضي لعب بهلوان جركسي، وجلس السلطان له لرؤيته، فنصب حبلا من مادنة (¬3) حسن إلى الأشرفية من القلعة، ومشى عليه وأظهر أنداب (¬4) غريبة يتعجّب منها إلى يومنا هذا. وفعل إنسانا (¬5) آخر من أهل مصر مثله وزاد عليه، فعدّوا من النوادر في أمورهم (¬6). [وفاة التاج بن المكلّلة] [1607]- وفيه مات التاج بن المكلّلة (¬7)، محمد بن أحمد بن علي، ويعرف أيضا بابن جماعة، محتسب القاهرة. [وفاة صوفيّ بالأشرفية] [1608]- وفيه مات إنسان من صوفية الأشرفية وخلّف موجودا جمّا، فوضع العلاء الروميّ يده على ذلك، فبلغ السلطان ذلك، وبلغه عنه أشياء أخر حنق منها عليه، فصرفه عن مشيخة الأشرفية (¬8). [مشيخة الأشرفية] وفيه طلب شيخنا العلامة الجمال محمد بن الهمام، وخلع عليه بمشيخة الأشرفية، عوضا عن العلاء الروميّ، ولم يكن من الشيخ سعي في شيء من ذلك، بل ولا كان على ماله فإنه كان يدرّس بقبّة الصالح، فطلبه السلطان لما ذكرناه (¬9). ¬

(¬1) الصواب: «خمسين». (¬2) خبر السلاح في: السلوك ج 4 ق 2/ 716، ونزهة النفوس 3/ 101، وبدائع الزهور 2/ 105. (¬3) كذا. (¬4) الصواب: «أندابا». (¬5) الصواب: «إنسان». (¬6) خبر البهلوان في: السلوك ج 4 ق 2/ 716، 717، وبدائع الزهور 2/ 205. (¬7) انظر عن (ابن المكلّلة) في: السلوك ج 4 ق 2/ 730، والنجوم الزاهرة 14/ 137، وبدائع الزهور 2/ 105. (¬8) خبر الصوفي لم أجده في المصادر. (¬9) خبر المشيخة في: السلوك ج 4 ق 2/ 717، ونزهة النفوس 3/ 101.

وفاة السراج الطواقي

[وفاة السراج الطواقي] [1609]- وفيه مات العلاّمة السراج، قارىء «الهداية» (¬1) عمر بن علي بن فارس الطواقي، الحنفيّ. وكان قد / 586 / انتهت إليه رياسة مذهبه بمصر لعلمه ودينه وخيره، وكان بارعا في الفقه والأصول والعربية، مشاركا في الفنون، معتصرا في أموره، جميل السيرة، حسن الطريقة. وكان من تلامذة العلاء السيرامي، وهو الذي نعته بقاري الهداية، فإنه كان عند العلاء سراجين (¬2)، فمن هذا عيّن ذلك بهذا اللقب، وكان له يد في النظم والنثر، متورّعا عن الكتابة على الفتوى إلاّ في النادر. وأناف على الثمانين. [مشيخة الشيخونية] وفيه قرّر في مشيخة الشيخونية الزين التفهني وطلبها بنفسه، وهو قاضي القضاة، فأجابه السلطان إلى ذلك، ولما صعد القلعة وخلع عليه بها ظن أنها أضيفت إلى القضاء فما هو إلاّ [أن] (¬3) خرج من بين أيادي السلطان طلب السلطان البدر العيني وخلع عليه بوظيفة القضاء عوضا عن التفهني، فسقط في يد التفهني وندم (¬4). [واقعة حارة الجودرية] وفيه كانت كائنة الحارة الجودرية (¬5)، وهي أنه بلغ السلطان ممّن وشى إليه بأنّ جانبك الصوفي مختف بها، فأركب جماعة من الجلبان من مماليكه متقلّدين السيوف حتى طرقوا الحارة المذكورة وأحاطوا بها من جميع جهاتها، وفتّشوا جميع دورها، وحصل على الناس السكان بها من الضرر مالا عنه مزيد. ولم يعثروا بجانبك ولا وجدوه، وقبض على إنسان يقال له فخر الدين بن المزوّق، وكان بينه وبين جانبك صهارة، فضرب ¬

(¬1) انظر عن (قاريء الهداية) في: السلوك ج 4 ق 2/ 730، وذيل الدرر الكامنة 305 رقم 600، وإنباء الغمر 3/ 379 رقم 9، والدليل الشافي 1/ 501، 502 رقم 1744، والمنهل الصافي 8/ 304، 305 رقم 1751، ونزهة النفوس 3/ 107، 108 رقم 641، ووجيز الكلام 2/ 491 رقم 1122، والضوء اللامع 6/ 109 رقم 344، وشذرات الذهب 7/ 191. (¬2) الصواب: «سرّاجون». (¬3) إضافة للضرورة. (¬4) خبر المشيخة في: السلوك ج 4 ق 2/ 717، والنجوم الزاهرة 14/ 285، ونزهة النفوس 3/ 102، وبدائع الزهور 2/ 105. (¬5) الجودرية: حارة في القاهرة باسم طائفة من العسكر أيام الحاكم بأمر الله الفاطمي. (المواعظ والاعتبار 2/ 5).

ارتفاع الأسعار

بالمقارع ونفي، ونودي بإخلاء ديار الجودرية فأخليت ودامت مدّة خالية، ولله الأمر (¬1). [ارتفاع الأسعار] وفيه ارتفع سعر المغل بعد الانحطاط (¬2). [جمادى الأول] [قضاء الشافعية] وفي جمادى الأولى باشر الحافظ ابن (¬3) حجر قضاء الشافعية بغير معلوم، فإنه جعل ما يتحصّل من معلومه للسلطان سنة، فحيا السلطان لنفسه (¬4). [اهتمام السلطان بأمر قبرس] وفيه اهتمّ السلطان لغزو قبرس، وكانت الحركة لذلك قبل هذا الشهر من أوائل السنة، بل من السنة الماضية أيضا، لكن كان الاهتمام قد اشتدّ في هذا الشهر (¬5). [وصول رسول القسطنطينية] وفيه وصل رسول صاحب القسطنطينية بهدية إلى السلطان ومكاتبة يشفع فيها في صاحب قبرس بأن لا يغزوه السلطان (¬6). [جمادى الآخر] [وفاة الشريف أمير مكة] [1610]- وفي جمادى الآخر مات السيد الشريف حسن بن عجلان (¬7) بن رميثة الحسني أمير مكة. / 587 / وقد أناف على الستين سنة. ومات بالقاهرة بعد أمور وخطوب جرت عليه. ¬

(¬1) خبر الجودرية في: السلوك ج 4 ق 2/ 717، 718، وإنباء الغمر 3/ 365، والنجوم الزاهرة 14/ 286، وبدائع الزهور 2/ 105. (¬2) خبر الأسعار في: السلوك ج 4 ق 2/ 718. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر القضاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 718. (¬5) خبر قبرس في: السلوك ج 4 ق 2/ 718، وبدائع الزهور 2/ 106. (¬6) خبر الرسول في: النجوم الزاهرة 14/ 286، 287. (¬7) انظر عن (ابن عجلان) في: السلوك ج 4 ق 2/ 730، 731، والعقد الثمين 4/ 86 رقم 995، وذيل الدرر الكامنة 306 رقم 604، وإنباء الغمر 3/ 376، 377 رقم 5، والنجوم 14/ 135، 136، والدليل الشافي 1/ 264 رقم 905، والمنهل الصافي 5/ 92 - 97 رقم 907، ونزهة النفوس 3/ 109 رقم 642، ووجيز الكلام 2/ 492 رقم 1125، والضوء اللامع 3/ 103 رقم 417، وبدائع الزهور 2/ 106، وسمط النجوم العوالي 4/ 275 - 279.

وفاة قاضي قضاة المالكية

[وفاة قاضي قضاة المالكية] [1611]- وفيه مات قاضي القضاة المالكية، الجمال البساطي (¬1)، يوسف بن خالد بن نعيم بن مقدّم بن حسن بن غانم بن محمد بن علي الطائيّ، المالكيّ. وكان عالما، فاضلا، عارفا بفقه مذهبه، مشاركا في الفنون، حسن السيرة في قضائه. ومات مصروفا عن القضاء وله ثمان وثمانين (¬2) سنة. [قضاء الحنابلة بمصر] وفيه قرّر في القضاء الحنبلية بمصر ابن الفرّاء البغداديّ، الشيخ عزّ الدين عبد الرحمن بن علي، عوضا عن المحبّ بن نصر الله، بعد صرفه لشيء نسب إلى ابنه وأخيه (¬3). [خروج العشران للجهاد] وفيه قدم طوائف من عشران الشام وعسكرها للخروج للجهاد (¬4). [عرض المجاهدين] وفيه عرض السلطان المجاهدين وجلس بالدكة من الحوش وانفق فيهم، وكان لهم يوما مشهودا (¬5). [وفاة الجمال السّمرقندي] [1612]- وفيه مات الجمال السمرقنديّ (¬6)، يوسف الحنفي، قاضي حلب. وكان فاضلا، مع إعجاب بنفسه. ¬

(¬1) انظر عن (البساطي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 731، والدليل الشافي 2/ 800، 802 رقم 2695، والنجوم الزاهرة 15/ 136، 137، ونزهة النفوس 3/ 109 رقم 143، ووجيز الكلام 2/ 492 رقم 1123، والضوء اللامع 10/ 312 رقم 1189، وبدائع الزهور 2/ 106. (¬2) الصواب: «وثمانون». (¬3) خبر الحنابلة في: السلوك ج 4 ق 2/ 719، وإنباء الغمر 3/ 365، والنجوم الزاهرة 14/ 287، وبدائع الزهور 2/ 106. (¬4) خبر العشران في: السلوك ج 4 ق 2/ 718. (¬5) خبر المجاهدين في: السلوك ج 4 ق 2/ 719، والنجوم الزاهرة 14/ 287. والصواب: «وكان له يوم مشهود». (¬6) انظر عن (السمرقندي) في: نزهة النفوس 3/ 107 رقم 640، والضوء اللامع 10 / رقم 1288.

وفاة التقي الحصني

وذكر بعضهم وفاته في هذه السنة، وما عيّن شهره، ولعلّه هذا. وأعيد ابن أمين الدين إلى قضاء حلب بعده، وكان هو قد أخذ عنه. [وفاة التقيّ الحصني] [1613]- وفيه مات الشيخ الصالح التّقيّ الحصني (¬1)، أبو بكر بن محمد بن عبد المؤمن بن عبد الله الدمشقي الشافعيّ. وكان من أجلّ فقهاء الشافعية، وله علم وعمل وصلاح مشهور، وخير وعفّة وديانة، بل كان من الأولياء. وكان دائما في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مشدّدا في ذلك. وله عدّة تصانيف جليلة في الفقه وغير ذلك وشهرته تغني عن مزيد التعريف به. ومولده سنة 742. [رجب] [مسير مراكب الغزو إلى قبرس] وفي رجب تجهزت مراكب الغزاة للسفر للجهاد، وعيّن السلطان عدّة من الأمراء، فجعل باش البرّ تغري بردي المحمودي رأس نوبة النّوب، ومقدّم عساكر البحر ورأس باشهم إينال الجكمي أمير مجلس، وعيّن تغري برمش ومراد خجا، وآخرين منهم إينال الأجرود الذي تسلطن بعد ذلك، وسودون اللكاشي، وجانم المحمدي، ويشبك الشادّ. وكانت هذه الغزوة التي همّ بها السلطان هي غزوة قبرس الكبرى التي فيها فتحت قبرس، كما سيأتي. وكان السبب فيها أنه بلغ السلطان أن جينوس صاحب قبرس بعث قصّاد (¬2) إلى ملوك الفرنج يشكوا (¬3) ما جرى عليه من سلطان مصر، ويطلب أن ينجدوه (¬4). واتخذ عدّة مراكب ليغزو بها الإسكندرية تأسّيا بأبيه، وبلغ السلطان هذا، / 588 / فاهتمّ في إنشاء أصطول عظيم همّة قويّة حتى تكامل ذلك بجميع السواحل حتى ¬

(¬1) انظر عن (الحصني) في: طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 403 - 405 رقم 759، ودرر العقود الفريدة 1/ 190، 191 رقم 64، وإنباء الغمر 3/ 374، 375 رقم 2، والدرّ المنتخب 1 / ورقة، 232 ب، والضوء اللامع 11/ 81 - 84 رقم 220، ووجيز الكلام 2/ 490 رقم 1119، وبدائع الزهور 2/ 106، والبدر الطالع 1/ 166، وشذرات الذهب 7/ 188، وكشف الظنون 203 و 487 و 491 و 558 و 1013 و 1032 و 1193 و 1356 و 1625 و 5875 و 1915 و 2039، ومعجم المؤلفين 3/ 74، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 2/ 205، 206، والأعلام 2/ 45، وفهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (قسم الأدب) 1/ 445. (¬2) الصواب: «قصّادا». (¬3) الصواب: «يشكو». (¬4) الصواب: «ينجدونه».

نظارة الدولة

بلغت عدّة المراكب زيادة على الماية. وسار في هذا الشهر الأمراء بالمراكب، وتتابع سفر الباقين، وكانوا أرسالا شيئا فشيئا، حتى كمل سفر الجميع في هذا الشهر (¬1). [نظارة الدولة] وفيه قرّر عبد العظيم بن صدقة الأسلميّ كاتب إبراهيم الدوادار في نظر الدولة. وكانت الوظيفة شاغرة من مدّة عن الصاحب كريم الدين بن كاتب المناخ (¬2). [منع التعامل بالذهب الإفرنتي] وفيه نودي بمنع الناس من المعاملة بالذهب الإفرنتية (¬3). وكان قد نودي بذلك قبل هذا، لكن ما أمكن الناس عن ذلك على عادة المصريّين في مخالفة الولاة لعلة ثبات الولاة على ما يأمرون به، فأعيدت المناداة، وأمروا بأن يقطع (¬4) الدنانير هذه وتحمل إلى دار الضرب ليضرب (¬5) أشرفية بصكّة الإسلام (¬6). [كسر مراكب للغزاة] وفيه قدم الخبر بأنّ أربعة من مراكب الغزاة قد انكسرت، وغرق منها نحو العشرة أنفار، فانزعج السلطان من ذلك، وكاد أن يبطل الغزو، وتطيّر كثير من الناس حتى سكّن البدريّ من جأش (¬7) السلطان، وصرف نفسه عن النظر، بل قال له: إنّ ما كان في أوله كسر كان فألا بأنّ في آخره جبر، حتى ثبت على ما كان عليه. وبعث جرباش قاشق لكشف الخبر والعمل بما يقتضيه رأيه في سير المراكب أو عودهم، فخرج ولمّ شعث ما تكسّر من المراكب، واقتضى رأيه سفر الكلّ، فساروا في أمن وسلامة. وكان من أخذ قبرس ما ستعرفه (¬8). [شعبان] [الغزوة الكبرى إلى قبرس] وفي شعبان وصل الخبر بأنّ طائفة من الفرنج في أربعة مراكب كانوا يترصّدون خروج المسلمين من رشيد إلى الإسكندرية، فالتقوا مراكب الفرنج، وحصل بينهم قتال، ¬

(¬1) خبر المراكب في السلوك ج 4 ق 2/ 719، 720، وزبدة كشف الممالك 138 و 142، ونزهة النفوس 3/ 84، 85، وبدائع الزهور 2/ 106. (¬2) خبر النظارة في السلوك ج 4 ق 2/ 719. (¬3) الصواب: «الإفرنتي». (¬4) الصواب: «تقطع». (¬5) الصواب: «لتضرب». (¬6) خبر الذهب في: السلوك ج 4 ق 2/ 720. (¬7) في الأصل: «من ذلك جأش». (¬8) خبر الكسر في: السلوك ج 4 ق 2/ 720، وإنباء الغمر 3/ 366، والنجوم الزاهرة 14/ 289، ونزهة النفوس 4/ 86، وبدائع الزهور 2/ 106.

وفاة ابن كاتب الشمس

وتلاحق بهم مراكب المسلمين، فولّى الفرنج الإدبار، واستشهد من المسلمين عدّة عشرة أنفار، واجتمع (¬1) مراكب المسلمين بالإسكندرية، ثم أقلعوا سايرين إلى جهة قبرس فوصلوا إلى اللمسون في أخريات رمضان. فبلغهم أنّ صاحب قبرس قد استعدّ لهم في خمسة آلاف فارس وسبعة آلاف راجل. / 589 / ثم استولوا على اللمسون، وأخذوا قرية بقربه بالأمان، وحملت لهم منها الضيافات. ثم عيّنوا قاصدا إلى صاحب قبرس وراسلوه بأن يدخل تحت الطاعة ليؤمّنوه على نفسه وبلاده وجنده وأولاده، وإلاّ ساروا إليه وفعلوا به وببلاده ما يفعل بالأعداء فلما وصل إليه القاصد أخذته حميّة الجاهلية، فأمر بقتله، فقتل شهيدا، وأحرق بالنار. فلما بلغهم الخبر (¬2) تهيّوا (¬3) له (¬4). وكان ما سنذكره. [وفاة ابن كاتب الشمس] [1614]- وفيه مات ابن (¬5) كاتب السمسرة (¬6)، محمد بن عبد الله بن محمد العمري، عن نحو سبعين سنة. وكان فاضلا، ماهرا في صناعة الإنشاء. باشر توقيع الدّست ونيابة كتابة السرّ. [قياس النيل] وفيه كانت القاعدة في النيل أربع أذرع وسبعة أصابع، وهي من أقلّ القواعد (¬7). [رمضان] [وفاة الأتابك قجق] [1615]- وفي رمضان مات الأمير الكبير الأتابك قجق الشعباني (¬8). وكان غير مشكور. ¬

(¬1) الصواب: «واجتمعت». (¬2) في الأصل: «الجند». (¬3) كذا. والصواب: «تهيّأوا». (¬4) خبر الغزوة الكبرى في: السلوك ج 4 ق 2/ 721 - 723، وزبدة كشف الممالك 138، والنجوم الزاهرة 14/ 290، وتاريخ ابن سباط 2/ 790، وبدائع الزهور 2/ 107، وتاريخ الأزمنة 346، 347، وأخبار الدول 2/ 307. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في الأصل: «كاتب الشمس». والتصحيح من: السلوك ج 4 ق 2/ 731، والنجوم الزاهرة 14/ 15 / 137، 138، والدليل الشافي 2/ 644 رقم 2216، والضوء اللامع 8/ 113 رقم 245. (¬7) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 720. (¬8) في الأصل: «العيساوي». وانظر عن (الشعباني) في: السلوك ج 4 ق 2/ 731، وإنباء الغمر 3/ 380 رقم 10، والنجوم الزاهرة 14/ 137، ونزهة النفوس 3/ 111، 112 رقم 646 وفيه بضم القاف والجيم لقجق، ووجيز الكلام 2/ 492 رقم 1126، والضوء اللامع 6/ 212، وبدائع الزهور 2/ 107.

تقرير الأتابكية

[تقرير الأتابكية] وفيه قرّر في الأتابكية يشبك الساقي الأعرج عوضا عن قجق، وقرّر في مقدّمة قرقماس برد بك أمير اخور ثاني، وقرّر في طبلخاناة برد بك يشبك أخو السلطان (¬1). [وفاء النيل] وفيه في أول مسرى كان النيل على ثلاث (¬2) عشرة ذراعا، وأربع أصابع، وهو ممّا يندر وقوعه في أول مسرى، هذا مع كون القاعدة كانت أربع أذرع، ونقص أصابع كما تقدّم (¬3). [وفاة الشهاب القطوي] [1616]- وفيه مات الشهاب، أحمد بن محمد بن مكنون المنافي (¬4)، القطويّ، الشافعيّ. وكان فاضلا عرف الفرائض، وولي قضاء قطيا وغزّة ودمياط. ومولده سنة تسع وسبعين وسبعماية. [فتح جزيرة قبرس] وفيه وصل الخبر بأخذ المسلمون (¬5) جزيرة قبرس ومدينتها العظمى المسمّاة الأفقسية وأسر جينوس ملكها بعد حرب شديدة كانت بين المسلمين وبينه، وكان في خيول كثيرة أذلّها الله تعالى وأعزّ الإسلام مع قلّة العسكر بالنسبة إلى جيش الكافر، وانجلت الحرب عن أسر جينوس المذكور وانهزام جيوشه مع جيوش أخر جاءت في البحر، وانهزموا، وتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون ويغنمون الأموال حتى وصلوا إلى الأفقسيّة ودخلوها وملكوها، واحتووا على قصر الملك، ونهبوا جانبا من المدينة وأقاموا بها يومين بعد أن أقاموا بها شعائر الإسلام عادوا إلى جهة البحر لمدينة الملاّحة. وبعث أهل الماغوصة إليهم يطلبون الأمان، وأنهم واصلون عن قريب. فلما سمع السلطان بهذا ¬

(¬1) خبر الأتابكية في: السلوك ج 4 ق 2/ 721، وبدائع الزهور 2/ 107. (¬2) الصواب: «ثلاثة». (¬3) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 721، وبدائع الزهور 2/ 107. (¬4) انظر عن (ابن مكنون المنافي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 731، وإنباء الغمر 13/ 373، 374 رقم 1، وذيل الدرر الكامنة 306، 307 رقم 605، والدليل الشافي 1/ 79 رقم 278، والمنهل الصافي 2/ 128 رقم 280، والضوء اللامع 2/ 208 رقم 559، وشذرات الذهب 7/ 188. (¬5) الصواب: «بأخذ المسلمين».

ملاقاة المراكب العائدة من الفتح

الخبر سرّ سرورا زائدا وأمر بالبشائر فضربت بالقلعة، ونودي بزينة القاهرة بشارة بهذا الفتح، وقرىء الكتاب الوارد بالبشارة بالمدرسة الأشرفية (¬1). [ملاقاة المراكب العائدة من الفتح] / 590 / وفيه انتدب السلطان جماعة من المماليك يسيروا إلى دمياط لملاقاة مراكب الغزاة يحفظونها حتى يوقفوها (¬2) بميناء الإسكندرية (¬3). [تقرير بركات بإمرة مكة] وفيه وصل الشريف بركات بن حسن بن عجلان فقرّر في إمرة مكة عوضا عن أبيه بحكم موته، وألزم بالقيام بما تأخّر على أبيه، وهو مبلغ خمسة وعشرين (¬4) ألف دينار، وألزم بركات بحمل عشرة آلاف دينار في كل سنة، وأن لا يتعرّض لعبور جدّه المأخوذة من التّجار من أهل الهند وغيرهم (¬5). [عودة الغزاة من قبرس] وفيه لما منّ الله تعالى على المسلمين بفتح قبرس وملك الأفقسيّة والاستيلاء على الغنائم والأسرى، وقع التشاور بين الأمراء هناك، هل يقيمون ويبعثون إلى السلطان يطالعونه بما يفعلون أو يعودون بما معهم من الملك والغنائم. ثم إذا أمرهم السلطان بالعود عادوا، فقوي عزمهم على العود، فركبوا مراكبهم عائدين بعد أن أقاموا الجمعة بالأفقسية وأقاموا شعائر الإسلام في تلك النواحي (¬6). [ختم البخاري] [وفيه] (كان ختم البخاري بالقلعة بين يدي السلطان، وحضرة عدّة من القضاة وأعيان الدولة وغيرهم من القرّاء، واتخذ السلطان لهم حلقة، فكان القضاة سبعة، ¬

(¬1) خبر فتح قبرس في: السلوك ج 4 ق 2/ 722، 723، وإنباء الغمر 3/ 366 - 369، وزبدة كشف الممالك 139 - 145، والنجوم الزاهرة 14/ 292 - 298، ونزهة النفوس 3/ 87 - 93، ووجيز الكلام 2/ 489، 490، وتاريخ بيروت 249 - 252، وتاريخ الملك الأشرف قايتباي، ورقة 57 أ، وتاريخ ابن سباط 2/ 790، 791، وبدائع الزهور 2/ 107، والدر المنتخب 1 / ورقة 194 أ، ب، والتاريخ الغياثي 355، وتاريخ الأزمنة 347، وأخبار الدول 307. (¬2) الصواب: «حتى يوقفونها». (¬3) خبر المراكب في: السلوك ج 4 ق 2/ 723، ونزهة النفوس 3/ 93. (¬4) الصواب: «خمسة وعشرون». (¬5) خبر التقرير في: السلوك ج 4 ق 2/ 723، ونزهة النفوس 3/ 105، وبدائع الزهور 2/ 107، وسمط النجوم العوالي 4/ 279. (¬6) خبر العودة في: السلوك ج 4 ق 2/ 723، وإنباء الغمر 3/ 369، والنجوم الزاهرة 2/ 289.

شوال

والشيوخ خمسة عشر. لما خلع بسعي العيني، وهي أول سنة كان أداء ذلك) (¬1). [شوال] [وصول الغزاة] وفي شوّال كان ابتداء دخول الغزاة، فقدم منهم في أوله جماعة منهم في البرّ والبحر. [وفاء النيل] وفيه في خامس عشر مسرى كان وفاء النيل وفتح الخليج على العادة (¬2). [دخول الغزاة القاهرة بالأسرى] وفيه كان دخول الأمراء الغزاة إلى القاهرة ومعهم جينوس صاحب قبرس وولده وابن (¬3) أخي ملك الكيتلان، وكان قد جاء نجدة لصاحب قبرس. وكان لدخولهم إلى القاهرة يوما مشهودا أعزّ الله فيه الإسلام وأهله، وأذلّ الكفر وأهله. وأقيم الموكب بالقلعة وصعد الأمراء وصاحب قبرس بين يديهم هو وولده وابن أخي ملك الكيتلان في القيود على بغال عرج، والأسرى مشاة في السلاسل وبعض منهم مطلقون، والغنائم محمولة على روس (¬4) الرجال وظهور الحمير والبغال والجمال، وأعلام الملك منكّسة، وتاجه منكوس وجعله يقاد من وراء الغنائم. وكانت الأسرى زيادة على الألف إنسان وجينوس وخاصّته وراء الجميع. ثم أنزل على باب القلعة، وأدخل إلى بين يدي السلطان وهو مكشوف الرأس، فألبس السلطان الأمراء الخلع وشكرهم على فعلهم، ثم عرض الغنائم، ثم جيء إليه بجينوس في قيوده، فخرّ على وجهه، فقبّل الأرض ثم قام وقد خارت قواه، فلم يتمالك نفسه وسقط إلى الأرض مغشيّا عليه لهول ما رآه، هذا وقد حضر عند السلطان عدّة قصّاد منهم / 591 / رسل ابن (¬5) عثمان، ورسل صاحب تونس، ورسل أمراء التركمان، ورسل نواب البلاد، ورسل ابن (¬6) نعير عدرا أمير العرب، وصاحب مكة الشريف بركات، فكان اجتماع هؤلاء في هذا اليوم من غرائب الاتفاقات النادرة. وأنزل جينوس بمكان أعدّ له، وجرت منه وله وعليه أمور يطول الشرح في ذكرها آلت إلى المنّ عليه والتزامه بمال كبير وهي مايتي (¬7) ألف دينار، وأن يكون نائبا عن السلطان بقبرس يحمل في كل سنة عشرين ألف دينار، وهي من الصوف ألفي (¬8) ثوب. ¬

(¬1) خبر البخاري في: إنباء الغمر 3/ 372. (¬2) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 723، والنجوم الزاهرة 14/ 299. (¬3) الصواب: «وبن». (¬4) كذا. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) الصواب: «زهاء مايتي». (¬8) الصواب: «ألفا».

بيع الغنائم للتجار

وشرط على السلطان أن يكفّ عنه الكيتلان والبنادقة، وشروط (¬1) أخر أجيب إلى ذلك. وجهّز بعد ذلك بمدّة وأعيد إلى بلاده بعد أن خلع السلطان عليه، وأركبه من خيله، وبعث به إلى الإسكندرية ليشاهدها، فدخلها في يوم مشهود، ورأى بها أمرا مهولا حتى تعجّب كيف أخذها والده، وأخذ الله تعالى بثأر الإسكندرية من ولد من كان قد أخذها. وكانت هذه الغزوة من الغزوات المشهورة ارتفع بها حرمته ملك (¬2) مصر وعظم قدره زيادة. وصارت تذكارا للأشرف. وعمل فيها الأدباء الأشعار الكثيرة، بل ودوّنت سيرة في مجلّد، وبلغ خبرها أقطار الأرض. وعلّق تاج جينوس بداخل باب الأشرفية، وهو باق إلى يومنا هذا، ولله الحمد والمنّة (¬3). [بيع الغنائم للتجار] وفيه جمع التجار ليبتاع عليهم ما حضر من الغنيمة، وأبيع ذلك، وحمل ثمنه إلى الخزائن السلطانية بعد ما كان قد عزم السلطان على أن يقسّم ذلك بالقسمة الشرعية، ثم انثنى عزمه عن ذلك. وكان ممّن أحضر في هذا السبي جماعة منهم: بردبك الذي صار مدبّر دولة الأشرف إينال وآخرين (¬4)، وأسلم منهم جماعة، وحسن إسلامهم، وصار منهم أهل علم وخير وديانة، منهم موجودون إلى الآن (¬5). [إمرة مكة] وفيه سار الشريف بركات إلى مكة على إمرتها (¬6). [تقرير أمراء] وفيه خلع على إينال الجكميّ أمير مجلس، وقرّر في إمرة سلاح عوضا عن يشبك، وكانت شاغرة من منذ ولي الأتابكية. وخلع على جرباش قاشق بإمرة مجلس. ¬

(¬1) الصواب: «وشروطا». (¬2) الصواب: «حرمة ملك». (¬3) خبر الغزاة في: السلوك ج 4 ق 2/ 724، 725، وإنباء الغمر 3/ 369، 370، وزبدة كشف الممالك 144، 145، والنجوم الزاهرة 14/ 299 - 304، ونزهة النفوس 3/ 93، 94، وتاريخ ابن سباط 2/ 791، وبدائع الزهور 2/ 108، 109، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 194 ب. (¬4) الصواب: «وآخرون». (¬5) خبر الغنائم في: السلوك ج 4 ق 2/ 726. (¬6) خبر مكة في: السلوك ج 4 ق 2/ 726، والنجوم الزاهرة 14/ 304، وبدائع الزهور 2/ 109، وسمط النجوم العوالي 4/ 279.

قدوم ابن نعير إلى القاهرة

وخلع على قرقماس بحجوبية الحجّاب (¬1). [قدوم ابن نعير إلى القاهرة] وفيه قدم إلى القاهرة أمير العرب عذرا بن نعير، وكان لامير الملامدة لم يدخل القاهرة، فدخلها هذا وأكرم (¬2). [إمرة المدينة المنوّرة] وفيه قرّر في إمرة المدينة المشرّفة الشريف خشرم الحسني (¬3) عوضا عن عجلان بن نعير. [ذو القعدة] [وفاء الشيخ اليمني] [1617]- وفي ذي قعدة مات / 592 / أحد المشايخ الصوفية بزبيد، الشيخ أبو عبد الله، محمد بن أحمد بن أبي القاسم اليمني، الزّجاجيّ (¬4). وكان متقدّما عند صاحب اليمن الأشرف إسماعيل وولده من بعده الناصر. وكان حسن الوساطية. مات عن ستّ وسبعين سنة. [قدوم ابن حجي إلى القاهرة] وفيه قدم ابن (¬5) حجّي نجم الدين من دمشق، وكان قد بعث يسعى في حضوره حتى أجيب إليه. وكان مقيما بدمشق من منذ عزله من كتابة السرّ وإخراجه من مصر (¬6). [نهب المدينة النبوية] وفيه وقعت حادثة شنيعة، وهي نهب المدينة النبوية، على ساكنها أفضل الصلاة ¬

(¬1) خبر الأمراء في: السلوك ج 4 ق 2/ 727، والنجوم الزاهرة 14/ 304، ونزهة النفوس 3/ 106، وبدائع الزهور 2/ 109، 110. (¬2) خبر ابن نعير في: السلوك ج 4 ق 2/ 727، ونزهة النفوس 3/ 106. (¬3) انظر عن (خشرم الحسني) في: السلوك ج 4 ق 2/ 727 وفيه: «الحسيني»، وإنباء الغمر 3/ 373 وفيه كما هو مثبت أعلاه، والنجوم الزاهرة 14/ 304 وفيه: «الحسيني». (¬4) انظر عن (الزجاجي) في: ذيل الدرر الكامنة 305، 306 رقم 602 وفيه: «محمد بن محمد الزجاجي»، والضوء اللامع 10/ 36 وفيه: «المزجاجي»، وإنباء الغمر 3/ 380 رقم 12 وفيه: «محمد بن محمد». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر ابن حجي في: السلوك ج 4 ق 2/ 728.

فشل مساعي ابن حجي بقضاء مصر

والسلام. وكان لما بلغ عجلان عزله عن إمرتها، وولاية خشرم خرج منها راحلا عنها، ودخلها خشرم، فلم يلبث غير ليلة حتى صبّحه عجلان ومعه أحلافه وجموعه من العريان فنهبوها وأخربوا مواضع من سورها، وأخذوا ودائع كانت بها للحاج، وقبضوا على خشرم، ثم خلّوه لسبيله، وأهانوا حرمة المسجد النبويّ، ووقع منهم عظائم، وجريات، ولله الأمر (¬1). [فشل مساعي ابن حجّي بقضاء مصر] وفيه أخذ النجم ابن (¬2) حجّي يسعى بجهده في قضاء مصر، وانتمى إلى جانبك الدوادار وهو الذي كان السبب في إخراجه قبل ذلك، ومن جملة برهانه أنه استدعى بديوان خطب قبل أن يستهلّ ذي الحجّة فحفظ خطبة عيد النحر بجدّ منه، فإنه ربّما ولّي خطبة، فربّ، فيكون سيقرأ الخطبة العيد (¬3) بالسلطان وهيّأ أشياء أخر تتعلّق بالقضاة، ثم لم يتمّ (له) (¬4) ذلك. [ذو الحجة] [قدوم نائب حلب] وفي ذي حجّة قدم جار قطلوا نائب حلب، فأكرمه السلطان، وخلع عليه (¬5). [ثبات ارتفاع النيل] وفيه دخل هاتور وماء النيل في ثبات جيد لم يعهد مثله إلاّ قليلا، فإنه كان في تسعة عشر ذراعا (¬6). [قدوم قاضي دمشق إلى القاهرة] وفيه قدم السيّد الشريف شهاب الدين أحمد بن علي بن إبراهيم الحسني الشافعي، قاضي دمشق، وأحضر معه من الهدايا للسلطان ولأرباب دولته ما يستكثر رجاء أن يبقى على قضائه، ومع ذلك فلم يبق، وولّي ابن (¬7) حجّي على ما سيأتي (¬8). ¬

(¬1) خبر النهب في: السلوك ج 4 ق 2/ 728، وإنباء الغمر 3/ 373، والنجوم الزاهرة 14/ 305. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) الصواب: «خطبة العيد». (¬4) كتبت فوق السطر. وخبر الفشل في: إنباء الغمر 3/ 372. (¬5) خبر نائب حلب في: السلوك ج 4 ق 2/ 729. (¬6) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 729. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) خبر قاضي دمشق في: السلوك ج 4 ق 2/ 729، وإنباء الغمر 3/ 372.

وفاة الشمس الهروي

[وفاة الشمس الهروي] [1618]- وفيه مات العلاّمة قاضي القضاة، وكاتب السرّ الشمس الهرويّ (¬1)، محمد بن عطاء الله بن محمد بن محمود بن أحمد بن فضل الله بن محمد الرازيّ الأصل، الشافعيّ، الحنفيّ. وكان عالما فاضلا، عارفا بالفنون، مقريء مذهبي الشافعي وأبي حنيفة، إلاّ أنه كان يعتقد مذهب الشافعي. وكان بارعا في المعاني والبيان، / 593 / عارفا بالعربية، متراكدا بالأدب والتاريخ، سيما تواريخ العجم، يستحضر الكثير من الأحاديث، بل كان محدّثا، وكان له وصلة بتمرلنك. ثم قدم إلى هذه البلاد، وجرت له وعليه أمور. وولي عدّة وظائف جليلة، منها تدريس الصلاحية بالبيت المقدس، والقضاء الأكبر بمصر غير ما مرة، وكتابة السرّ. ومولده بهراة سنة سبع وستين وسبعماية. [إزالة رنوك الأمراء] وفيه نودي بمنع الأمراء والأعيان من الحمايات، ومحيت رنوك من كان له حماية من الطواحين والدكاكين وغيرها. وإنما فعل ذلك للتمكّن من طرح البضائع من جهة السلطان على المسبّبين، ولله الأمر (¬2). * * * [حوادث هذه السنة لا فى شهر معين] [قتل ابن دلغادر] [1619]- وفيها - أعني هذه السنة - كان قتل علي بك بن خليل بن دلغادر على يد جار قطلوا نائب حلب. وكان خرج إليه بعساكره إلى عينتاب وكبس عليه وقتله، وأراح الله تعالى العباد والبلاد من شرّه وفساده (¬3). ¬

(¬1) انظر عن (الشمس الهروي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 732، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 430، 431 رقم 778، والدليل الشافي 2/ 654، 655، رقم 2249، والنجوم الزاهرة 14/ 136، وذيل الدرر الكامنة 306 رقم 603 وفيه: «شمس بن عطاء الله»، والضوء اللامع 8/ 151 رقم 359، ونزهة النفوس 3/ 109 - 111، رقم 644، ووجيز الكلام 2/ 490، 491 رقم 1120، والبدر الطالع 2/ 206، والأنس الجليل 456، 457، وشذرات الذهب 7/ 189، 190، وبدائع الزهور 2/ 110، وإيضاح المكنون 2/ 199 و 490 وهدية العارفين 2/ 185، 186، والأعلام 7/ 150، 151، ومعجم المؤلفين 10/ 293، 294، وخزانة الأدب 523. (¬2) خبر الرنوك في: السلوك ج 4 ق 2/ 729، وبدائع الزهور 2/ 110. (¬3) انظر عن (ابن دلغادر) في: السلوك ج 4 ق 2/ 454 رقم 1576، والمنهل الصافي 8/ 68 - 70 رقم 1583، والضوء اللامع 5/ 217 رقم 736، وبدائع الزهور 2/ 111، وإعلام النبلاء 5/ 175 - 178 رقم 524.

سجن ابن قرايلك بالقاهرة

[سجن ابن قرايلك بالقاهرة] وفيها أحضر هابيل بن قرايلك أسيرا إلى القاهرة، وسجن بها حتى مات بعد ذلك بالطاعون في سنة ثلاث وثلاثين وثمانماية (¬1). [نيابة صفد] وفيها استقرّ مقبل الرومي في نيابة صفد عوضا عن إينال الخزندار، وكان قد خامر هو وأخوه، فتحيّل مقبل عليهما حتى قبضهما وقتلاه (¬2). [تضرّر الناس من رمايات السلطان] وفيها كانت الرمايات من جهة السلطان كثيرة بحيث حصل على الناس الضرر من ذلك، سيما حرصا به أثمانها، وتسلّط الأعوان على الناس بسبب ذلك، ولله الحمد (¬3). ¬

(¬1) خبر السجن في: إنباء الغمر 3/ 373، وبدائع الزهور 2/ 111. (¬2) خبر صفد في: بدائع الزهور 2/ 111. (¬3) خبر التضرّر في: بدائع الزهور 2/ 111.

سنة ثلاثين وثمانماية

سنة ثلاثين وثمانماية [محرّم] [عودة نائب حلب إلى نيابته] في محرّم سافر جار قطلوا نائب حلب عائدا إلى حلب على عادته (¬1). [نفي أزدمر إلى حلب] وفيه أخرج أزدمر شايا أحد مقدّمي الألوف منفيّا على إمرة بحلب. وكان من أقبح الناس سيرة يرمى بالعظائم (¬2). [وفاة قشتمر المؤيّدي] [1620]- وفيه مات قشتمر المؤيّديّ (¬3) الذي نائبا بالإسكندرية، ثم أخرج إلى حلب على إمرة بها. وقتل في كائنة بين التركمان، وكان غير مشكور. [قضاء دمشق] وفيه أعيد النجم ابن (¬4) حجّي إلى قضاء دمشق وخلع عليه بذلك، وصرف الشريف شهاب الدين، وزادت العداوة بينهما فسبّب في قتله غيلة على ما سيأتي. [بيع الفلفل بالإسكندرية] وفيه (¬5) / 594 / كان بداية أمر بيع الفلفل على تجار الفرنج بالإسكندرية بالقيمة ¬

(¬1) خبر نائب حلب في: السلوك ج 4 ق 2/ 734، والنجوم الزاهرة 14/ 305، وبدائع الزهور 2/ 111. (¬2) خبر أزدمر في: السلوك ج 4 ق 2/ 734، والنجوم الزاهرة 14/ 305، وبدائع الزهور 2/ 111. (¬3) في الأصل: «قسيم»، وانظر عن (قشتمر المؤيدي) في: الدليل الشافي 2/ 542 رقم 1865، والنجوم الزاهرة 15/ 141، والضوء اللامع 6/ 222 رقم 737. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر دمشق في: السلوك ج 4 ق 2/ 734، وإنباء الغمر 3/ 382، ونزهة النفوس 3/ 115، وبدائع الزهور 2/ 111.

أهل الذمة

الزائدة، وصار ذلك مصطلحا دام واستمرّ، زاد فيه الحال بعد ذلك (¬1). [أهل الذمّة] وفيه ألزم أهل الذّمّة بأشياء حرجة، ثم لم يتمّ ذلك (¬2). [الزلزلة بجزيرة درخت] وفيه كانت زلزلة بجزيرة درخت المجاورة لهرمز من البحرين، فخسفت بدار القاضي وببعض إصطبل سلطان تلك الجهة وانفرج جبل بالقرب منهم عن فيران كبار جدّا في قدر الكلاب، وما سمع بأغرب منها (¬3). [وفاة الفتح ابن الشحنة] [1621]- وفيه مات الفتح ابن (¬4) الشحنة (¬5)، عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمود بن غازي بن أيوب بن محمود بن خلف الثقفيّ، الحلبيّ، الحنفيّ، ثم المالكيّ، أبو البشرى، أخو العلاّمة المحبّ. وكان أصغر سنّا من المحبّ، وله فضل وعلم وبراعة، وولي القضاء المالكية بعد ذلك. ومولده سنة ثلاث وخمسين وسبعماية. وسمع على الظهير بن العجمي، وابن الصابوني، وآخرين. [وفاة البدر القلقشندي] [1622]- وفيه مات البدر القلقشنديّ (¬6)، محمد بن محمد بن محمد بن إسماعيل بن علي القرشيّ، الشافعي، أمين الحكم. وكان عالما، فاضلا، عارفا بالفرائض والحساب والجبر والمقابلة، مع قصر باع في العربية. ومولده سنة اثنين (¬7) وأربعين وسبعماية. ¬

(¬1) خبر الفلفل في: السلوك ج 4 ق 2/ 735، وبدائع الزهور 2/ 111. (¬2) خبر أهل الذمة في: السلوك ج 4 ق 2/ 735، وبدائع الزهور 2/ 111. (¬3) خبر الزلزلة في: السلوك ج 4 ق 2/ 736. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) انظر عن (ابن الشحنة) في: إنباء الغمر 3/ 389 رقم 9، وإعلام النبلاء 5/ 178، 179 رقم 525. (¬6) انظر عن (القلقشندي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 757، وإنباء الغمر 3/ 395 رقم 20، والنجوم الزاهرة 14/ 145، ووجيز الكلام 2/ 494 رقم 113، والضوء اللامع 9/ 202. (¬7) الصواب: «سنة اثنتين».

وفاة النور القمني

[وفاة النور القمني] [1623]- والنور القمنيّ (¬1) علي بن عبد الرحمن الشافعي. وكان من أهل الفضل والعلم، محدّثا، وولي درس الحديث بالبرقوقية. وقرّر عوضه فيها الشمس القاياتي. [وفاة ابن الضياء الصاغاني] [1624]- وفيه مات أبو البركات ابن الضياء (¬2)، محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن سعيد الصاغاني، الهنديّ، المكي، الحنفيّ. وكان فاضلا بارعا، وله نظم، وسمع من النشاوريّ، وغيره. [عزل قاضي دمشق] وفيه عاد الشريف قاضي دمشق إلى بلده معزولا بعد أن غرم نحوا من ثلاثين ألف دينار، وألزم بحمل خمسة آلاف إردبّ. وكان ابن (¬3) حجّي، وكانت غرامية أضعاف ذلك (¬4). [صفر] [تدريس الصلاحية بالقدس] وفي صفر قرّر الشيخ شمس الدين البرماويّ الشافعيّ في تدريس الصلاحية بالبيت المقدس، عوضا عن الشمس الهرويّ. وكانت شاغرة منذ مات الهرويّ (¬5). [استمرار سودون بنيابة دمشق] وفيه قدم سودون من عبد الرحمن نائب الشام إلى القاهرة، وقدّم للسلطان تقدمة فيها فرو وقماش يساوي ثلاثة آلاف دينار، ومع ذلك بين الذهب عشرة آلاف دينار أو فرنتية فخلع عليه بعد ذلك باستمراره على نيابته، وعاد إلى دمشق (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (القمنيّ) في: إنباء الغمر 3/ 390 رقم 10، والضوء اللامع 5/ 236، ووجيز الكلام 2/ 493، 494 رقم 1129. (¬2) انظر عن (ابن الضياء) في: وجيز الكلام 2/ 494 رقم 1131، والضوء اللامع 7/ 86. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر العزل في: السلوك ج 4 ق 2/ 735، 736. (¬5) خبر التدريس في: السلوك ج 4 ق 2/ 736، ونزهة النفوس 3/ 115، وبدائع الزهور 2/ 111. (¬6) خبر سودون في: السلوك ج 4 ق 2/ 737، وإنباء الغمر 3/ 383، ونزهة النفوس 3/ 115، وبدائع الزهور 2/ 111.

قلة اللحم

[قلّة اللحم] وفيه عزّ وجود اللحم بالأسواق، بل فقد أياما لكثرة المظالم (¬1). [قلّة الألبان والأجبان] وفيه قلّ وجود الألبان والأجبان، وغلا سعر الحطب حتى كان بمثلي قيمته، هذا، والوقت مظنّة وجود اللبن والجبن ورخاء سعرهما (¬2). [انتشار الجراد إلى طرا] وفيه جاء جراد كثير سدّ الأفق وعمّ الجوّ لكثرته، وانتشر إلى ناحية طرا. / 595 / وخاف الناس من غائلته، فإنه أضرّ ببعض الزروع. فبعث الله تعالى من فضله بريح مريسيّة فمزّقته وأهلكته عن آخره (¬3). [ربيع الاول] [تفشّي الأمراض بالناس] وفي ربيع الأول كانت الأمراض من السعال والنزلات والجدري فاشية في الناس إلاّ أنها كان الغالب فيها السلامة، وتزول إلى الأسبوع، وكان الوقت شتاء (¬4). [الوباء بصفد] وفيه قدم الخبر بفشاء الوباء بنواحي صفد (¬5). [قراءة المولد النبويّ] وفيه كان المولد النبويّ بالقلعة، وكان الذي عمل في سماط المولد عشر كباش (¬6) حتى عدّ من النوادر ليلة ذلك. [إطلاق سراح صاحب قبرس] وفيه أطلق جينوس صاحب قبرس وخلع عليه، وأركب فرسا وهو بالقماش الذهب والزركش، وأذن له بأن يركب إلى حيث يشاء، فصار يركب إلى مزارات النصارى وكنائسهم، وأقام مدّة في أرغد عيش حتى سافر إلى بلاده كما تقدّم ذلك (¬7). ¬

(¬1) خبر اللحم في: السلوك ج 4 ق 2/ 737. (¬2) خبر الألبان في: السلوك ج 4 ق 2/ 737. (¬3) خبر الجراد في: السلوك ج 4 ق 2/ 737، وبدائع الزهور 2/ 111. (¬4) خبر الأمراض في: السلوك ج 4 ق 2/ 838. (¬5) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 838. (¬6) خبر المولد في: السلوك ج 4 ق 2/ 838. (¬7) خبر صاحب قبرس في: السلوك ج 4 ق 2/ 738، وزبدة كشف الممالك 145، والنجوم الزاهرة 14/ 306، وتاريخ ابن سباط 2/ 791، وتاريخ ابن الأزمنة 347، والدر المنتخب 1 / ورقة 194 ب.

الرياح العاصفة

[الرياح العاصفة] وفيه كانت رياح عاصفة جدّا وكثر هبوبها، وقدم الخبر بأنه غرق بسببها عدّة مراكب نحوا (¬1) من ثلاثة عشر (¬2)، وهي كانت أشحنت بالبضائع من صيدا وبيروت، وقصدت دمياط، فذهبت (¬3). [الدابّة البحرية] وفيه ورد الخبر أنّ البحر قذف بدابّة عظيمة مهولة الخلقة بشاطىء دمياط، ذرعت فكان طولها خمسا وخمسين ذارعا، وعرضها سبعة أذرع (¬4). [وفاة الزاهد ابن عرب] [1625]- وفيه كانت وفاة زاهد الوقت وعابده الوليّ، الصالح، سيدي أحمد بن إبراهيم بن محمد اليمنيّ، المعروف بابن (¬5) عرب (¬6). وكان من عباد الله الصالحين وحزبه المفلحين، وله كرامات، وكان زاهد أهل عصره، وأصله من اليمن، وولد لأبيه ببرصا من بلاد الروم، وكان مقيما بالخانقاه بالشيخونية، وله بها خلوة، وكانت أكثر إقامته بسطح الخانقاه. ونزل السلطان فحضر الصلاة عليه، وتقدّم في ذلك البدر العيني القاضي الحنفي، وحمل إلى الخانقاه، فدفن بقبر فهو في قبّتها، قد أعدّه الله تعالى له من مدّة سنين، حتى عدّ ذلك من كراماته، فإنّ القبر المذكور من عمل شيخو، وكان خاليا، وكان يعرف القراءات (¬7). وذكر عنه أنه أقام زيادة على العشرين سنة لم يشرب الماء. وشهرته تغني عن مزيد ذكره، رضي الله تعالى ونفع به. [وفاة الشهاب المتبولي] [1626]- وفيه مات الشهاب، أحمد بن موسى بن نصر المتبوليّ (¬8) المالكيّ، موقّع عن الحكم، عن خمس وثمانين سنة. ¬

(¬1) الصواب: «نحو». (¬2) الصواب: «ثلاث عشرة». (¬3) خبر الرياح في: السلوك ج 4 ق 2/ 738. (¬4) خبر الدابّة في: السلوك ج 4 ق 2/ 738، وبدائع الزهور 2/ 111. (¬5) في الأصل: «بان». (¬6) انظر عن (ابن عرب) في: السلوك ج 4 ق 2/ 757، 758، ودرر العقود الفريدة، رقم 105، وذيل الدرر الكامنة 308 رقم 606، وإنباء الغمر 3/ 384، 385 رقم 1، والدليل الشافي 1/ 36 رقم 110، والمنهل الصافي 1/ 205، ونزهة النفوس 3/ 124، 125 رقم 648، والضوء اللامع 2/ 200، 201، وبدائع الزهور 2/ 112، وتحفة الأحباب 91 - 93. (¬7) في الأصل: «القرات». (¬8) انظر عن (ابن نصر المتبولي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 758، 759، والنجوم الزاهرة 15/ 141، والمنهل الصافي 2/ 228 رقم 318، =

وفاة الشهاب الزعيفريني

وسمع من جماعة منهم محمد بن أزبك، وعمر بن أميلة، وستّ العرب، وناب في الحكم. [وفاة الشهاب الزعيفريني] [1627]- ومات الشهاب الزّعيفريني (¬1)، أحمد بن يوسف بن محمد الدمشقيّ، المالكيّ. الفاضل، الأديب، الكاتب. / 596 / وكان فاضلا، يزعم أنه يعرف علم الحرف، وراج بذلك عند الأمير يشبك. ثم امتحن على يد الناصر فرج، وأمر بقطع لسانه وعقدتين من أصابعه بسبب جمال الدين الأستادار، فإنه كان صنّف له ملحمة من نظمه ذكر فيها أنه يتسلطن بمصر، وولده من بعده، وأوهمه بأنها عتيقة، قلما وكتابة، فإنه كان كتبها في ورق عتيق. ثم لما مات الناصر تكلّم فإن القاطع ترفّق به، وكتب بيده اليسرى، لكنه خمل بعد ذلك حتى احتاج إلى أن كتب إلى ابن (¬2) الآدمي صدر الدين (بيتين قال فيهما) (¬3): لقد كنت (¬4) ... دهرا في الكتابة مفردا أصوّر منها أحرفا تشبه الدّرّا وقد عاد حالي (¬5) ... اليوم أضعف ما ترى وهذا الذي قد يسّر الله لليسرا (¬6) [فأجابه قاضي القضاة صدر الدين المذكور] (¬7): لئن (¬8) ... فقدت يمناك حسن كتابة فلا تحملن همّا ولا تعتقد عسرا وأبشر بيسر (¬9) ... دائم ومسرّة فقد يسّر الله العظيم لك اليسرا (¬10) [هلاك بطرك النصارى] [1628]- وفيه هلك بطرك النصارى اليعاقبة غبريال (¬11). ¬

= والدليل الشافي 1/ 91 رقم 316، وإنباء الغمر 3/ 385 رقم 2 وفيه: «نصير»، ونزهة النفوس 3/ 125 رقم 649، والضوء اللامع 2/ 230 رقم 652، وشذرات الذهب 7/ 192. (¬1) انظر عن (الزعيفريني) في: السلوك ج 4 ق 2/ 759، وإنباء الغمر 3/ 378، 388 رقم 4، والنجوم الزاهرة 5/ 141 - 143، والدليل الشافي 1/ 98 رقم 341، ونزهة النفوس 3/ 125، 126 رقم 650، والضوء اللامع 2/ 250 رقم 698، ووجيز الكلام 2/ 496 رقم 137، وبدائع الزهور 2/ 112 وفيه: «الزعفراني»، وشذرات الذهب 7/ 192. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) ما بين القوسين كتب بالمداد الأحمر. (¬4) في النجوم، والوجيز: «لقد عشت». (¬5) في النجوم، والوجيز: «وقد عاد حظي». (¬6) كذا. (¬7) ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل. (¬8) في الأصل: «إن». (¬9) في النجوم: «ببشر». والمثبت يتفق مع: وجيز الكلام. (¬10) الأبيات في: النجوم الزاهرة، ووجيز الكلام، وبدائع الزهور. (¬11) انظر عن (غبريال) في: السلوك ج 4 ق 2/ 760، وبدائع الزهور 2/ 112.

غلاء الشعير

وكانت أيامه شرّ أيام مرّت بالنصارا (¬1). وأهين غير ما مرّة، ولقي الخطوب. وكان قليل الوضع والحرمة من أهل ملّته، محتقرا مطعونا فيه عندهم ما تقدّمه أخمل منه. [غلاء الشعير] وفيه غلا سعر الشعير جدّا (¬2). [ربيع الثاني] [واقعة صاحب قشتالة مع أهل غرناطة] وفي ربيع الثاني وصل الخبر بكائنة الفنش (¬3) صاحب قشتالة مع أهل غرناطة بالأندلس، وهي أن صاحب غرناطة أبو (¬4) عبد الله محمد الأمير ابن (¬5) السلطان أبي الحجّاج بن الأحمر (¬6) ملك الأندلس اتّفق أنه خرج للتنزّه خارج غرناطة، فثار بحمرا غرناطة ابن عمّه (¬7) محمد، وكان مسجونا بها، وملك غرناطة، فبلغ الأيسر، ففرّ إلى رنده وامتنع بها، وبلغ صاحب قشتالة ذلك فجمع جنده (¬8) وسار قاصدا غرناطة، كما هو دأبه في أيام فترات السلاطين وشغلهم ببعضهم البعض، فخرج إليه القائم بغرناطة بجنوده وقاتله، فنصر الله المسلمين، وكانت وقعة هائلة قتل فيها من الكفّار ما شاء الله أن يقتل، وغنم المسلمون ما يجلّ الوصف عنه من الأموال. ولله الحمد (¬9). [ضياع أحوال المدينة المنوّرة] وفيه عيّن السلطان بكتمر السعدي أحد الأمر العشرات للسفر إلى المدينة (المشرّفة) (¬10). وكانت الأخبار وردت بأنّ المسجد النبويّ قد ضاعت أحواله، وأنّ أكثر أهل المدينة نزحوا عنها / 597 / خوفا على أنفسهم من منذ كانت الفتنة الماضي خبرها (¬11). [التجريدة إلى حلب لفساد التركمان] وفيه أيضا عيّن السلطان ثمانية من مقدّمي الألوف يخرجوا (¬12) تجريدة إلى ¬

(¬1) الصواب: «النصارى». (¬2) خبر الشعير لم أجده في المصادر. (¬3) في الأصل: «العيش». (¬4) في الأصل: «أبي». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في الأصل: «الاحر». (¬7) في الأصل: «ولد عير». (¬8) في الأصل: «جبده». (¬9) خبر قشتالة في: السلوك ج 4 ق 2/ 739، 740، وبدائع الزهور 2/ 112. (¬10) كتبت فوق السطر. (¬11) خبر الضياع في: السلوك ج 4 ق 2/ 739، وبدائع الزهور 2/ 112. (¬12) الصواب: «ليخرجوا».

وفاة كافور الصرغتمشي

حلب. وكان قد ورد الخبر بفساد التراكمين بتلك النواحي، ثم بطل ذلك (¬1). [وفاة كافور الصرغتمشي] [1629]- وفيه مات الطواشي كافور الصرغتمشي (¬2)، زمام الدار. وقد قارب الثمانين، وله آثار حسان، منها المدرسة بحارة الديلم، والتربة بالصحراء، وغير ذلك، وخلّف مالا كثيرا. وكان مشكورا. [جمادى الأول] [نيابة حلب وطرابلس] وفيه عيّن قصروه نائب طرابلس لنيابة حلب عوضا عن جار قطلوا، وكتب بحضوره إلى القاهرة. وفيه قرّر جرباش الكريمي قاشق أمير مجلس في نيابة طرابلس عوضا عن قصروه (¬3). [وصول رسول صاحب رودس] وفيه قدم رسول صاحب رودس يسأل السلطان الأمان وأن يعفى من تجهّز العسكر إليه، وكان قد بلغه أنّ السلطان في قصده غزوه كما غزى (¬4) قبرس، وأنه تقدّم بما يراد منه، وأحضر الرسول هدية قوّمت بستماية دينار فيها أشياء مستطرفة (¬5). [تقرير بطركية النصارى] وفيه أحضر راهب بدير شعران من طرا يقال له ميخائيل، فقرّر في بطركية النصارى اليعقوبية، عوضا عن غبريال الهالك الماضي خبره (¬6). ¬

(¬1) خبر التجريدة في: السلوك ج 4 ق 2/ 739، وبدائع الزهور 2/ 113. (¬2) انظر عن (الصرغتمشي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 760، 761، والدليل الشافي 2/ 553 رقم 1894، والنجوم الزاهرة 15/ 143، ونزهة النفوس 3/ 126 رقم 652، ووجيز الكلام 2/ 497 رقم 1141، والضوء اللامع 6/ 226 رقم 765، وبدائع الزهور 2/ 113. (¬3) خبر النيابة في: السلوك ج 4 ق 2/ 741، والنجوم الزاهرة 14/ 306، ونزهة النفوس 3/ 116، وبدائع الزهور 2/ 113. (¬4) الصواب: «غزا». (¬5) خبر الرسول في: السلوك ج 4 ق 2/ 741، والنجوم الزاهرة 14/ 306، 307، وبدائع الزهور 2/ 113. (¬6) خبر البطركية في: السلوك ج 4 ق 2/ 741.

جمادى الآخر

[جمادى الآخر] [رأس النوبة الكبرى] وفيه خلع على أركماس الظاهريّ، وقرّر في الرأس نوبة الكبرى عوضا عن المحمودي. وقرّر في تقدمة أركماس قانباي البهلوان أحد الطبلخانات (¬1). [وفاة البدر البشتكي] [1630]- وفيه مات البدر البشتكي (¬2)، محمد بن (¬3) إبراهيم بن محمد الدمشقيّ الأصل، الشافعيّ، الربعيّ، بل الظاهريّ. وكان فاضلا عالما، بارعا في الأدب، حسن النظم جدّا، حسن الخط كتب بخطّه ما يتعجّب منه كثرة. وكان نزه النفس، حادّ المزاج، شديد التمسّك بمذهب ابن حزم الظاهري. مات فجأة بحوض الحمّام. ومولده سنة ثمان وأربعين وسبعماية. [رجب] [الموكب السلطاني] وفي رجب أقيم الموكب السلطانيّ، وكان حافلا جدّا. وصعد قاصد ملك الروم ابن (¬4) عثمان، ومعه هديّة جليلة، ويستأذن السلطان في الحجّ (¬5). [وفاة حاجب الحجّاب] [1631]- وفيه مات حاجب الحجّاب بحلب، عمر بن طرخان (¬6) بن شهري. وكان من الأعيان الأكابر. [شعبان] [قراءة الحديث الشريف بالقلعة] وفي شعبان ابتديء بقراءة الحديث الشريف بالقلعة بالقصر على العادة التي ¬

(¬1) خبر رأس النوبة في: السلوك ج 4 ق 2/ 742، وإنباء الغمر 3/ 384، والنجوم الزاهرة 14/ 307، ونزهة النفوس 3/ 117، وبدائع الزهور 2/ 113. (¬2) انظر عن (البشتكي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 761، وإنباء الغمر 3/ 392، 393 رقم 14، والنجوم الزاهرة 15/ 143، 144، ووجيز الكلام 2/ 495 رقم 1136، والضوء اللامع 6/ 277، وبدائع الزهور 2/ 113، 114. (¬3) ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل للتصويب. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر الموكب لم أجده في المصادر. (¬6) انظر عن (ابن طرخان) في: إنباء الغمر 3/ 392 رقم 12.

أمر القضاة بعزل نوابهم

استحدث (¬1)، وأمر السلطان أن لا يحضر أحد من القضاة المعزولين، وأن لا يبحث أحد ممّن حضر في حال القرّاء لكونه مجلس سماع لا مجلس بحث، وكان يقع بينهم، فما جني من الأشياء / 598 / التي لا يليق ما لا يعبّر عنه (¬2). [أمر القضاة بعزل نوّابهم] وفيه أمر السلطان القضاة بعزل نوّابهم للكثرة، وأن يقتصر الشافعي على عشرة، والحنفي والمالكي كلّ منهما على ثمانية، والحنبلي على خمسة أو ثلاثة، ثم لم يتمّ ذلك (¬3). [تعيين كبير القرعان] وفيه وقعت حادثة فظيعة، وهي أنّ إنسانا من الجراكسة اتفق أن كشفت رأسه بين يدي السلطان، فإذا هو أقرع، فسخر منه من حضر من الجراكسة، فسأل السلطان أن يجعله كبير القرعان واليا عليهم، فأجيب إلى ذلك، وكتب بيده مرسوم سلطاني (¬4) بذلك، وخلع عليه، فنزل وأخذ يعرض على الناس ممّن به قرع برأسه ضرائب على المسلم والنصراني واليهودي، وصار يكشف روس (¬5) الناس في الملأ العام، فمن وجده أقرع (¬6) أخذ منه شيء (¬7)، ولم يتحاش عن كشف رأس أحد، حتى الأمراء، وأخذ من بعضهم عشرة دنانير عن نفسه. وزاد الحال في ذلك فبلغ السلطان، فنادى بالقاهرة، معاشر القرعان، لكم الأمان. وكان هذا من أشنع الحوادث، وبالله المستعان (¬8). [ازدياد الرخاء] وفيه زاد الرخاء جدّا حتى أبيع كل أربعة أرادب شعير بدينار [و] أقلّ، والفول كلّ ثلاثة بدينار، والقمح كلّ إردبّين. وفي الأرياف أكثر رخاء. وأقبلت الفاكهة والخصب إقبالا زائدا على المعهود (¬9). [وفاة السراج ابن اللبّان] [1632]- وفيه مات السراج عمر بن محمد بن اللبّان (¬10) المقرىء، ولد الشيخ شمس الدين المارّ في في محلّه. ¬

(¬1) الصواب: «استحدثت». (¬2) خبر الحديث في: السلوك ج 4 ق 2/ 745. (¬3) خبر القضاة في: السلوك ج 4 ق 2/ 745. (¬4) الصواب: «وكتب بيده مرسوما سلطانيا». (¬5) كذا. (¬6) الصواب: «أقرعا». (¬7) الصواب: «شيئا». (¬8) خبر القرعان في: السلوك ج 4 ق 2/ 745، 476، وبدائع الزهور 2/ 114. (¬9) خبر الرخاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 476، وبدائع الزهور 2/ 114، 115. (¬10) انظر عن (ابن اللبّان) في: إنباء الغمر 3/ 392 رقم 13، ووجيز الكلام 2/ 495 رقم 1135، والضوء اللامع 6/ 116.

رمضان

وكان سنّه نحو الثمانين سنة، وقد أخذ عن أبيه، وانتفع به الناس في فنّه، وكان عالية في الشطرنج. [رمضان] [القضاء بمكة] وفي رمضان قرّر في قضاء مكة الجمال محمد بن علي المسمّى عوضا عن أبي السعادات بن ظهيرة بعد صرفه (¬1). [فتح المدرسة الخانكيّة] وفيه (¬2) فتحت المدرسة الخانكية بالشارع وأقيمت بها الجمعة، وجاءت من أبهج المباني وأحسنها، ورتّب فيها شيخ تدريس الحنفية، وشيخ حضور بصوفية، وأوقف عليها جانبك أوقافا جيّدة (¬3). [الاحتفال بعودة ناظر الجيش من حلب] وفيه وصل الزين عبد الباسط ناظر الجيش إلى القاهرة، وكان انتهى في سفرته إلى حلب، ورتّب عمارة سورها، وعمل به في يوم واحد بين يديه ألف ومايتا حجر (¬4)، وعاد وقد فخم أمره، وبعد صيته، وانتشر ذكره، وصعد القلعة، فخلع السلطان عليه، ونزل في موكب حافل إلى داره بعد أن خرج جانبك الدوادار إلى لقائه وجماعة من الأمراء وسائر مباشرين (¬5) الدولة والأعيان، وزيّنت له شوارع ممرّه، وجلس الناس لرؤيته. ثم بعد أيام حمل هدية للسلطان، وكان فيها / 599 / من الخيول فقط مايتا فرس، ومن الثياب الفاخرة والحليّ والزركش واللؤلؤ وثياب الصوف والفرو من سمّور وغيره ما لا يعبّر عنه مما قوّم بعشرين ألف دينار. ثم فرّق في الأمراء والمباشرين هدايا جليلة، كلّ على حسب رتبته. ودخل إليه من التقادم ما لا يوصف وعظم قدره جدّا حتى صار هو المشار إليه في الدولة، بل مدبّرها، وعن رأيه (. . .) (¬6) الناس حتى السلطان!. [وفاة أبي حامد الغزالي] [1633]- وفيه مات أبو حامد الغزاليّ (¬7)، محيي الدين محمد بن محمد بن ¬

(¬1) خبر مكة لم أجده في المصادر. (¬2) في الأصل: «وفي». (¬3) خبر الخانكية في: السلوك ج 4 ق 2/ 746، وبدائع الزهور 2/ 115. (¬4) في الأصل: «تعجر». (¬5) الصواب: «وسائر مباشري». (¬6) في الأصل كلمة غير واضحة «حربدز». (¬7) انظر عن (الغزالي) في: الدر المنتخب رقم 1430، وإنباء الغمر 3/ 395، 396 رقم 21، وذيل الدرر الكامنة 308، 309 رقم 607، والضوء اللامع 9/ 289، وشذرات الذهب 7/ 196.

شوال

محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد ابن الإمام أبي حامد محمد بن محمد الغزاليّ، الطوسيّ، الشافعيّ. وكان عالما فاضلا، خيّرا، ديّنا، كثير الأتباع والتلامذة، وكان تلامذته يعظّمونه ويصفونه بزهد وورع كثير، وعلم غزير. وحجّ غير ما مرّة. وسمع من عمر بن أبي أميلة وغيره، وكانت وفاته بحلب، وأخرجت جنازته حافلة جدّا مشهودة. [شوال] [محاربة السلطان العثماني لملك الروم] وفي شوّال ورد الخبر بحراب متملّك الروم السلطان مراد بن عثمان للكفّار الذين يقال لهم الأنكورس من طوائف الروم المتنصّرة، وأنه واقعهم فهزموه وقتلوا عدّة من عساكره (¬1). [زلزلة وخسف بالأندلس] وفيه وصل الخبر من جهة الإسكندرية بأنّ مدينة بلنسية من الأندلس المتغلّب عليها الفرنج في جملة ما تغلّبوا من البلاد الأندلسية قد وقع بها خسف عظيم وبما حولها نحو الثلاث ماية ميل، وهلك به خلق كثيرون، وأنّ مدينة برشلونة زلزلت زلزالا شديدا، ونزل بها صاعقة أهلكت من الخلق ما لا يحصون عدّا، وأنّ ملكها خرج بمن بقي من أهلها فارّين إلى ظاهرها، فحصل لهم وباء عام هلك منه خلق كثير (¬2). [وفاء النيل] وفيه في ثاني عشرين (¬3) مسرى كان وفاء النيل، ونزل محمد ابن (¬4) السلطان لتحليق المقياس وفتح الخليج بين يديه على العادة، لكن لم يكن للناس من السرور والاجتماعات بمصر بمثل ما جرت به عوائدهم في ليالي الوفاء، لأنّ النيل كان (قد) (¬5) توقّف حتى آيس منه لمجيئه الهيّن، حتى منّ الله تعالى بالوفاء على خلاف ما كان في الظنّ. وكان السلطان منع من تزيين الحراريق واجتماع الناس بشاطىء النيل لانتظار الوفاء، فانكفّوا عن ذلك، وتواترت تلك المفاسد والقبائح التي كانت تفعل هناك (¬6). ¬

(¬1) خبر المحاربة في: السلوك ج 4 ق 2/ 747، 748، ونزهة النفوس 3/ 122، وفيه: «أنكرور»، و 122 وفيه: «ألكروز». (¬2) خبر الزلزلة في: السلوك ج 4 ق 2/ 748، وبدائع الزهور 2/ 116. (¬3) في البدائع: «ثاني عشر». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 748، وبدائع الزهور 2/ 116.

فساد جلبان السلطان

[فساد جلبان السلطان] وفيه، بل وفي الذي قبله، زاد شرّ جلبان السلطان وكثر عبثهم، وتعدّى فسادهم حتى إلى الحرم، ولله الأمر (¬1). [توقف زيادة النيل] [و] توقّف النيل من الزيادة بعد وفائه، بل ونقص شيئا، فقلق الناس وظنّوا ظنونا، / 600 / وشحّوا بالغلال، وتوقّف خزّانها عن بيعها، وارتفع السعر، وتكالب بعض الناس على شرائها (¬2). [وفاة التاج ابن بردس] [1634]- وفيه مات التاج ابن (¬3) بردس (¬4)، محمد بن إسماعيل بن محمد بن بردس بن رسلان البعلبكّيّ، الحنبليّ. وكان والده محمد باق هو أيضا، وأسمعه والده أشياء كثيرة من ابن الخبّاز، وتفرّد به وسمع على أبيه وعلى آخرين منهم ابن (¬5) الجوخي، وابن أميلة. وأجاز له جماعة، منهم العرضي، وابن نباتة، وحدّث، وانتفع به الرحّالة. وكان خيّرا ديّنا، كثير البشاشة. ومولده سنة 748. [ذو القعدة] [قراءة القرآن لوفاء النيل] وفي ذي قعدة، في ليلة أوله، جمع السلطان القضاة والمشايخ والقرّاء عنده، وقرئت سورة الأنعام أربعين مرّة، ودعوا الله تعالى أن يجري النيل، وكان قد توقّف، بل ونقص ثلاثة أصابع، وتوقّع الناس المكروه (¬6). ¬

(¬1) خبر الجلبان في: السلوك ج 4 ق 2/ 749. (¬2) خبر الزيادة في: السلوك ج 4 ق 2/ 749. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) انظر عن (ابن بردس) في: ذيل التقييد 1/ 102 رقم 122، والردّ الوافر 41، 42، وإنباء الغمر 3/ 393، 394 رقم 15، وذيل الدرر الكامنة 311 رقم 611 وفيه قال محقّقه: «لم نجده في الإنباء»، ووجيز الكلام 2/ 494، 495 رقم 1133، والضوء اللامع 9/ 142، والمنهج الأحمد 483، والمقصد الأرشد، رقم 905، والجوهر المنضد 132، والدرّ المنضد 2/ 613، 614 رقم 1533، والسحب الوابلة 231، والدارس 2/ 98، وارتياح الخاطر، لابن طولون، ورقة 69 ب، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 3/ 251، 252 رقم 973. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر القراءة في: السلوك ج 4 ق 2/ 749.

قتل ابن حجي قاضي دمشق

[قتل ابن حجّي قاضي دمشق] [1635]- وفيه، في ليلة ثانيه، قتل النجم عمر بن حجّي (¬1) الحسباني، الشافعي، قاضي دمشق، وكاتب سرّ مصر. وكان عالما فاضلا، لكنه كان قد أدخل نفسه في أشياء تعب من أجلها وتكالب على المناصب وحبّ الرياسة، وأغرم أموالا طائلة هائلة. وتولّى قضاة دمشق غير ما مرّة، وكتابة سرّ مصر، وعادى الناس، فنقب عليه بستان له، ودخل إليه منه فذبحه، ولم يعلم من فعل به ذلك، واتّهم الشريف قاضي الشافعية. وكان ابن (¬2) حجّي أسمع من جماعة، منهم ابن (¬3) أميلة، وغيره. ومولده سنة سبع وسبعين وسبعماية. [نيابة ملطية] وفيه قرّر قانباي البهلوان في نيابة ملطية على ما بيده من التقدمة بمصر لتكون عونا له على قتال التركمان المفسدين بتلك النواحي، وصرف أزدمر شايه عن نيابة ملطية، وقرّر في إمرة بحلب (¬4). [هبوط النيل] وفيه، ووافق ثامن توت (¬5) أسرع النيل بالهبوط قبل أوانه، وكان انتهى إلى سبعة عشر ذراعا وست أصابع (¬6). [وفاة ابن البدر المغربي] [1636]- وفيه مات أحمد بن البدر محمد بن أويس (¬7) المغربيّ، المالكي، نزيل طرابلس الشام. ¬

(¬1) انظر عن (ابن حجي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 750 و 761، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 421 - 424 رقم 772، وذيل التقييد 2/ 234، 235 رقم 1515، والدليل الشافي 1/ 496، والنجوم الزاهرة 14/ 308 و 15/ 144 و 145، وإنباء الغمر 3/ 390 - 392 رقم 11، والضوء اللامع 6/ 78، وقضاة دمشق 133، والدارس 1/ 157، وشذرات الذهب 7/ 193. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر ملطية في: السلوك ج 4 ق 2/ 750، والنجوم الزاهرة 14/ 309، 310، ونزهة النفوس 3/ 119 و 121. (¬5) توت: هو أول شهور السنة القبطية. (¬6) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 750. (¬7) انظر عن (ابن أويس) في: إنباء الغمر 3/ 388 رقم 5، وذيل الدرر الكامنة 312 رقم 613، والضوء اللامع 1/ 247.

وفاة التاجر ابن بركوت

وكان صوفيا، مثريا، فاضلا، وسمع من بها، ومن القرمي، وابن (¬1) اليونانية (¬2) علي، وغيرهما. [وفاة التاجر ابن بركوت] [1637]- وفيه مات التاجر الجليل، الشهير، شهاب الدين بركوت (¬3) بن عبد الله المكيني، مولى سعيد بن عبد الله المكيني، مولى الخواجا الكبير مكين الدين اليمنيّ. وكان إنسانا حسنا، حبشيّا، صافي اللون، واسع الثراء، حسن الأخلاق، كثير البرّ والأفضال، محبّا في أهل العلم / 601 / والخير، ولقي حظا من الدنيا، وأنشأ بعدن عدّة أماكن، وبمكة دارا عظيمة. وهو والد الجمال محمد والد الصلاح أحمد بن بركوت المكيني قاضي القضاة الشافعية بمصر، الآتي في محلّه. [التكالب على شراء القمح] وفيه تكالب الناس على شراء القمح، فأمر السلطان أن لا يباع الإردبّ بأزيد من ماية وخمسين، وأن لا يشتري الإنسان أكثر من عشرة أرادب، لأنه كان يؤخذ للخزن حتى يباع بأوفر سعر (¬4). [زيادة النيل] وفيه ردّ الله نقص النيل وأخذ يزيد، فسكن قلق الناس (¬5). [القبض على ابن قرمان] وفيه أحضر إبراهيم بن قرمان نائب طرسوس وأدنة وباب الملك، وزعيم التركمان بتلك النواحي. وكان قد صرف عن إمرته، ففرّ إلى بلاد ابن (¬6) قرمان ليحتمي به، فقبض [عليه] وقيّده خوفا من سطوة السلطان وأسلمه إلى قصّاده، فأحضروه ذليلا، وأمر بسجنه (¬7). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) يقال: ابن اليونانية وابن اليونيني، وهو نسبة إلى بلدة يونين القريبة من بعلبك. (¬3) انظر عن (بركوت) في: السلوك ج 4 ق 2/ 762، وإنباء الغمر 3/ 388 رقم 7، وبدائع الزهور 2/ 117 وفيه: «بركات». (¬4) خبر القمح في: السلوك ج 4 ق 2/ 750. (¬5) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 751. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر ابن قرمان في: السلوك ج 4 ق 2/ 751، ونزهة النفوس 3/ 120 و 121.

قضاء دمشق

[قضاء دمشق] وفيه قرّر في قضاء دمشق البهاء محمد بن النجم عمر بن حجّي، عوضا عن أبيه، وغرم نحوا من ثلاثين ألف دينار وزيادة عليها. وكان البهاء هذا صغير السنّ، لم يسر عذاره بالشهر، وما قرا ولا درا (¬1) ما يتأهّل به لهذه الزينة (¬2). [ذو الحجّة] [انتهاء زيادة النيل] وفي ذي حجّة انتهت زيادة النيل في أوله الموافق لخامس عشرين توت. وكانت نهايته سبع عشرة ذراعا، وإصبعين بعد تراجع النقص، وأخذ في الهبوط سريعا بشرق الكثير من أراضي الوجهين القبلي والبحري (¬3). [وفاة التقي ابن الأخنائي] [1638]- وفيه مات التقيّ ابن (¬4) الأخنائيّ (¬5)، محمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي بكر المالكيّ. وكان باشر حكم (¬6)، وله سيرة محمودة. حجّ وجاور بمكة فبغته الأجل بها. ومولده بعد الثمانين وسبعماية. [تقليد ابن قرمان صاحب قونية] وفيه جهّزت خلعة ومركوب بالسرج الذهب والكنبوش الزركش وتقليد الأمير إبراهيم بن قرمان صاحب قونية وما والاها بنيابة فيها عن السلطان. وكان قد بعث قاصده يسأل في ذلك، فأجيب إلى ذلك (¬7). [نيابة مدينة العلايا من بلاد الروم] وفيه خلع على إياس أحد الجند السلطانية وقرّر في نيابة مدينة العلايا من الروم، وعيّن طائفة من العسكر ليسيروا معه عونا له في البحر. وكان السبب الموجب لهذا أنّ صاحب العلايا الأمير قرمان بن صوجي بن شمس ¬

(¬1) الصواب: «ولا درى». (¬2) خبر القضاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 751، ونزهة النفوس 3/ 121، وبدائع الزهور 2/ 117. (¬3) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 752. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) انظر عن (ابن الإخنائي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 762، وذيل الدرر الكامنة 311 رقم 609، وإنباء الغمر 3/ 394 رقم 17، والنجوم الزاهرة 15/ 146، والضوء اللامع 8/ 132، وشذرات الذهب 7/ 195. (¬6) الصواب: «باشر الحكم». (¬7) خبر التقليد في: السلوك ج 4 ق 2/ 752.

مطالبة ابن دلغادر بأداء عداد الغنم

الدين السلجوقي، على ما زعم، أمر أن من أمر فألجأته الضرورة إلى القدوم على السلطان ودخلوه تحت كنفه تراميا عليه في أخذه بلاده وضمّها إلى مكة مصر، وإقامته هو في خدمة السلطان حتى يتسلّم من يولّيه السلطان البلاد، وابتاع السلطان منه ثلاث (¬1) من القلاع بخمسة آلاف دينار أخّر قبضها حتى تدخل في حوزة السلطان. وكان ما ذكرناه (¬2). [مطالبة ابن دلغادر بأداء عداد الغنم] / 602 / وفيه جهّز إلى ناصر الدين محمد بن دلغادر خاصكيّا يقال له أماج، أحد الدوادارية الصغار، يطالبه بما جرت العادة القديمة من إعطاء عدّاد الغنم من تركمانه ومنه، وإلاّ وقع به ما يكره، وجهّز إليه السلطان الجيوش (¬3). [رخاء الأسعار] وفيه مع تشريق الكثير من الأراضي كانت أسعار البلاد رخيّة، وهي موجودة، ولله المنّة (¬4). [استعراض الجند] وفيه أمر السلطان بعرض الجند عليه بآلات الحرب الكاملة، فتسارع الجند إلى شراء الأسلحة، وكانت كاسدة الأسواق، فنفقت وربحت تجارة أربابها وصنّاعها (¬5). [وصول مبشّر الحاج] وفيه وصل مبشّر الحاجّ مخبرا بالأمن والسلامة، وبما حدث بمكة من منع العامّة في أيام الموسم أن يبيعوا أيضا معهم بالمسجد الحرام، وأن يفرشوا، كذلك يرون ضرب الناس الخيام به على مصاطبه، والمنع من تحويل المنبر من مكانه في يوم الجمعة إلى أن يلصق بجوار الكعبة، وأن يترك مكانه ويخطب به هناك مسامتا لمقام السيد إبراهيم الخليل على نبيّنا وعليه أفضل الصلاة والسلام، وأن يسدّ أبواب المسجد أو تغلق بعد انقضاء الموسم إلاّ أربعة أبواب، من كل جهة باب، وأن يسدّ الأبواب الشارعة من السور إلى حج المسجد الحرام، وأنه ورد بذلك مرسوم سلطاني قريء بمكة المشرّفة، وأمضى حكمه (¬6). [المناداة بأخذ المكوس في عرفات] وفيه، والناس بعرفات واقفون يدعون ويرغبون إلى الله تعالى، فأقام المنادي الذي يقال له المشاعلي فنادى معاشر الناس كافّة، من اشترى بضاعة وسافر بها إلى غير القاهرة ¬

(¬1) الصواب: «ثلاثة». (¬2) خبر العلايا في: السلوك ج 4 ق 2/ 752. (¬3) خبر ابن دلغادر في: السلوك ج 4 ق 2/ 753. (¬4) خبر الأسعار في: السلوك ج 4 ق 2/ 753. (¬5) خبر الجند في: السلوك ج 4 ق 2/ 753. (¬6) خبر الحاج في: السلوك ج 4 ق 2/ 754، والنجوم الزاهرة 14/ 310.

حوادث هذه السنة لا فى شهر معين

حلّ ماله ودمه للسلطان، وأخذ التجار القادمون من الأقطار حتى ساروا مع الركب المصري ليؤخذ منهم المكوس عن بضائعهم، ثم إذا ساروا إلى جهات بلادهم أخذ منهم المكس ثانيا بالشام وغيرها. وكان هذا من شنيع الحوادث التي استجدّها (هذا) (¬1) السلطان في دولتين من سنتين (¬2). * * * [حوادث هذه السنة لا فى شهر معين] [وفاة أويس صاحب بغداد] [1639]- وفيها - أعني هذه السنة - مات أويس (¬3) (شاه ولد) بن شاه زاده بن أويس، صاحب بغداد. قتل في حرب كانت بينه وبين محمد شاه بن قرا يوسف، واستولى محمد شاه على بغداد مرة أخرى. [وفاة الشهاب الجهري] [1640]- وفيها مات الشهاب الرواقي (¬4) الصوفي، أحمد بن يحيى بن عبد الله الجهري. وكان صالحا، خيّرا، ناسكا، صوفيّا، وسمع على العفيف اليافعيّ، ولبس خرقة الصوف، وتلقّن الذكر عن الشيخ يوسف العجميّ. ومولده سنة سبع وأربعين وسبعماية. [وفاة الشمس ابن زاده] [1641]- وفيها مات الشمس ابن (¬5) زاده (¬6)، محمد بن خالد بن موسى الحمصي، الحنبليّ، قاضي حمص. ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) خبر المكوس في: السلوك ج 4 ق 2/ 754، 755. (¬3) انظر عن (أويس) في: إنباء الغمر 3/ 388 رقم 6، ووجيز الكلام 2/ 497 رقم 1140، والضوء اللامع 2/ 324، وتاريخ العراق بين احتلالين 3/ 74. (¬4) انظر عن (الرواقي) في: إنباء الغمر 3/ 386 رقم 3، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 136 أ - 137 أ، وذيل الدرر الكامنة 311، 312 رقم 612، والضوء اللامع 2/ 242 رقم 668، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 1/ 379، 380 رقم 247، وهو مات بين سنتي 828 و 829 هـ‍. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) انظر عن (ابن زاده) في: إنباء الغمر 3/ 394 رقم 16، وذيل الدرر الكامنة 311 رقم 610، ووجيز الكلام 2/ 495 رقم 1134 ويعرف بابن زهرة بفتح الزاي، وشذرات الذهب 7/ 195.

قدوم رسول من الهند

وهو أول حنبليّ ولّي بحمص. [قدوم رسول من الهند] وفيه قدم شمس الدين الغالي رسولا من الهند من السلطان محمود صاحب كلبرجا (¬1) وصحبته هدية / 603 / لصاحب مكة وللسلطان، ومبلغ سبعة آلاف دينار ليشتري بها دارا عند الصفا، فتبنى مدرسة لمحمود المذكور. وقدم رسولا (¬2) آخر من الهند أيضا من صاحب بنجاله بهدية للسلطان وهدية للخليفة. ¬

(¬1) السلوك ج 4 ق 2/ 756. (¬2) الصواب: «رسول». وخبر رسول الهند في بدائع الزهور 2/ 117.

سنة أحد وثلاثين وثمانماية

سنة أحد (¬1) وثلاثين وثمانماية [محرّم] [وصول جزية ملك قبرس] في محرّم وصل حمل قبرس من متملّكها جينوس، الماضي خبر المنّ عليه وأعاده لملكه، وكان مبلغ خمسين ألف دينار، فأمر السلطان بضربها دنانير أشرفية (¬2) عليها بسكة الإسلام (¬3). [الاهتمام بعرض الجند] وفيه كان الجند في الاهتمام للعرض على السلطان بآلة الحرب كاملة، كما كان قد أمر به في الحالية (¬4). [وفاة الشمس ابن النحاس] [1642]- وفيه مات الشمس، محمد بن يعقوب النحاس (¬5) الدمشقيّ، محتسب دمشق، ثم القاهرة. وكان عامّيّا، عريا عن الفنون. وولي وزارة دمشق. [التعجيل بلبس الصوف] وفيه عجّل السلطان بلبس الصوف وذلك قبل العادة بمدّة، هذا والحرّ موجود، واستمرّ أياما. ثم وقع النّدا (¬6) وأمطرت السماء. ودخل كيهك (¬7) القبطي، ومع ذلك لم ¬

(¬1) الصواب: «سنة إحدى». (¬2) في الأصل: «أشرفة». (¬3) خبر الجزية في: السلوك ج 4 ق 2/ 765، وإنباء الغمر 3/ 397، والنجوم الزاهرة 14/ 311، وبدائع الزهور 2/ 117. (¬4) لم أجد خبر الجند في المصادر. (¬5) أنظر عن (ابن يعقوب النحاس) في: السلوك ج 4 ق 2/ 785، وإنباء الغمر 3/ 416 رقم 18 وفيه: «اليجانسي». (¬6) الصواب: «الندى». (¬7) كيهك: هو الشهر الرابع من السنة القبطية.

مقتل ابن نعير

يقع برد، بل كان الزمن نظير فصل الربيع، واستمرّ كذلك إلى أن نقلت الشمس برج الحوت، حتى عدّ ذلك من النوادر (¬1). [مقتل ابن نعير] [1643]- وفيه قتل عذرا (¬2) بن علي بن نعير أمير آل فضل. وولي بعده أخوه مذحج. [ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان من القلعة ونزل إلى دار جانبك الدوادار يعوده من مرض حصل له وتمادى به (¬3). [وفاة الشمس الكفيري] [1644]- وفيه مات الشمس الكفيريّ (¬4)، محمد بن أحمد بن موسى العجلونيّ، الدمشقيّ، الشافعيّ. وكان فاضلا، وله شرح على «البخاري». وأجاز له المنبجي، وابن الصيرفي. وسمع على ابن (¬5) أميلة، وابن (¬6) قواليح، وآخرين. ومولده سنة 787. [وصول الحجّاج] وفيه وصل الحاجّ ومعهم خشرم الحسنيّ أمير المدينة وقد قبض عليه وهو يصيد. ووصل بكتمر السعدي من المدينة أيضا، ووصل الحمل الجداوي المأخوذ من عشور التجار، ومكس البضائع، وهو أصناف ما بين بهار وشاشات وغير ذلك، ما قوّم بزيادة على الخمسين ألف دينار، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله (¬7) ¬

(¬1) خبر الصوف في: إنباء الغمر 3/ 397، وبدائع الزهور 2/ 117. (¬2) انظر عن (عذرا) في: السلوك ج 4 ق 2/ 785، وإنباء الغمر 3/ 397، والنجوم الزاهرة 15/ 147، ووجيز الكلام 2/ 501 رقم 1150، والضوء اللامع 5/ 146. (¬3) خبر الركوب في: السلوك ج 4 ق 2/ 765، وبدائع الزهور 2/ 118. (¬4) انظر عن (الكفيري) في: إنباء الغمر 3/ 413 رقم 15، والضوء اللامع 7/ 244، ووجيز الكلام 2/ 499 رقم 1143، وشذرات الذهب 7/ 196. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر الحجّاج في: السلوك ج 4 ق 2/ 765، والنجوم الزاهرة 14/ 312، وبدائع الزهور 2/ 118.

هدم خان وقف الشهابي

[هدم خان وقف الشهابي] وفيه ابتدىء بهدم خان الحجر وقف الشهابيّ، وقد أخذه السلطان وألزم سكانه بالنقلة منه، فجرى عليهم مكاره ومضارّ لا تحدّ (¬1). [صفر] [احتكار السلطان زرع القصب] وفي صفر أمر السلطان بأن لا يزرع أحد من الناس قصب السكّر، ولا يكون ذلك إلاّ من خصائص السلطان، يزرع له فقط، ثم لم يمش ذلك (¬2). [دود المزدرعات] وفيه فشا أكل الدود المزدرعات عامّة، سيما البرسيم، لشدّة ما كان من الحرّ في الخريف (¬3). [قضاء الحنابلة بمصر] وفيه قرّر في قضاء الحنابلة بمصر عائدا إلى ذلك المحبّ بن نصر الله عوضا عن العزّ البغداديّ، وكان العزّ قد تنكّر بينه وبين كاتب السرّ / 604 / وكان سببا بحيلة غريبة (¬4). [نظر الديوان المفرد] وفيه قرّرّ السعد إبراهيم بن السراج القبطي في نظر الديوان المفرد، عوضا عن عبد العظيم بن صدقة، وقرّر ابن (¬5) صدقة في كشف الجسور بالبهنساويّة (¬6). [بناء درب لليهود] وفيه هدم بناء درب كان اليهود قد أحدثوه على كنيستهم وسياج كالسّور حولها كانوا حازوا ذلك من كثير من دور المسلمين هدمت قديما (¬7). [ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان من قلعته بثياب جلوسه، وشقّ من القاهرة من باب زويلة حتى ¬

(¬1) خبر الخان في: السلوك ج 4 ق 2/ 765. (¬2) خبر القصب في: السلوك ج 4 ق 2/ 766، وإنباء الغمر 3/ 398، وبدائع الزهور 2/ 118. (¬3) خبر الدود في: السلوك ج 4 ق 2/ 766. (¬4) خبر القضاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 766، وإنباء الغمر 3/ 397، وبدائع الزهور 2/ 118. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر الديوان في: السلوك ج 4 ق 2/ 766. (¬7) خبر الدرب في: إنباء الغمر 3/ 398، 399.

وفاة الشمس التروجي

خرج من باب النصر سائرا إلى خليج الزعفران، فكشف على بستان أمر بإنشائه هناك، ثم عاد إلى الصحراء فرأى عمارة ما أمر بإنشائه من تربته الموجودة الآن. وكان قد ابتدىء بالعمل بها، ثم صعد القلعة (¬1). [وفاة الشمس التروجي] [1645]- وفيه مات تحت الهدم الشمس التّرّوجي (¬2)، محمد بن الحسين المالكيّ. وكان فاضلا، وله نظم حسن كثير. ومولده بعد الثلاثين وسبعماية. [ربيع الأول] [وفاة بكتمر السعدي] [1646]- وفي ربيع الأول مات بكتمر السعدي (¬3)، أحد الطبلخانات. وكان إنسانا حسنا، فاضلا، عاقلا، حشما، ديّنا، شجاعا، ذا معرفة تامّة، وهو من أنشأ السعد بن غراب على أجمل طريقة في حجور نسائه صغيرا. وقرّر في طبلخاناته قجقار حقط، أي أحد العشرات. [إلزام قاضي دمشق بالمال] وفيه قدم الشهاب أحمد بن الكشك قاضي الحنفية بدمشق، وقد ألزم بحمل عشرة آلاف دينار (¬4). [وفاة سعيد المغربي] [1647]- وفيه مات الشيخ المعتقد سعيد المغربي (¬5)، نزيل الجامع الأزهر. وكان للناس فيه الاعتقاد، ويؤثر عنه كرامات، وترك مالا جمّا زيادة على الألفي ¬

(¬1) خبر الركوب في: السلوك ج 4 ق 2/ 766، والنجوم الزاهرة 14/ 312، 313، وبدائع الزهور 2/ 118. (¬2) انظر عن (الترّوجي) في: إنباء الغمر 1/ 413 رقم 16، وذيل الدرر الكامنة 314 رقم 617، ووجيز الكلام 500 رقم 1145. (¬3) انظر عن (بكتمر السعدي) في: إنباء الغمر 3/ 407 رقم 4، وذيل الدرر الكامنة 320 رقم 626، والنجوم الزاهرة 14/ 313، والدليل الشافي 1/ 195 رقم 683، والمنهل الصافي 3/ 408 - 410 رقم 684، والضوء اللامع 3/ 17 رقم 77، ونزهة النفوس 3/ 138 رقم 655، وبدائع الزهور 2/ 118، والسلوك ج 4 ق 2/ 785. (¬4) خبر القاضي في: السلوك ج 4 ق 2/ 767. (¬5) انظر عن (المغربي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 786، وإنباء الغمر 3/ 411 رقم 9، والنجوم الزاهرة 15/ 149، 150.

إلزام قاضي دمشق بالمال

دينار، ما بين ذهب وفضة وفلوس حملت إلى بيت المال. وكان قد علت سنّه وتغيّب تارة، ويحضر أخرى، ومرض مدّة طويلة. [إلزام قاضي دمشق بالمال] وفيه قدم السيد الشريف شهاب الدين أحمد بن عدنان الحسينيّ، قاضي دمشق كان، وكاتب سرّها وقد ألزم بحمل مال كثير (¬1). [وفاة جانبك الدوادار] [1648]- وفيه مات جانبك الدوادار (¬2)، صاحب الجانبكية بالشارع، وله نحوا (¬3) من خمس وعشرين سنة. وكان من مماليك السلطان ومن أخصّائه، ورقّاه في دولته إلى الدوادارية الثانية، وكان في قصد أن يصيّره من مقدّمي الألوف، واتّهم السلطان بأنه سمّه لشيء بلغه عنه، على أنه تأسّف عليه، ونزل إلى داره فجلس بداره في حوشه حتى جهّز وركب إلى المصلّى، فصلّى عليه، وكان عاقلا، عارفا سيوسا حشما، محبّا في الخير وفعله. [ربيع الآخر] [ارتفاع سعر الغلال] وفي ربيع الآخر ارتفع سعر الغلال، وقلّت بسواحل مصر وبولاق، وقلق الناس بسبب ذلك (¬4). [تفشّي الأمراض بالشام] / 605 / وفيه قدم الخبر بفشاء الأمراض بالشام، وكثرة موت الخيول بدمشق وحماه (¬5). [وفاة أزدمر الظاهري] [1649]- وفيه مات أزدمر شايا (¬6) الظاهريّ برقوق. ¬

(¬1) خبر الإلزام في: السلوك ج 4 ق 2/ 767. (¬2) انظر عن (جانبك الدوادار) في: السلوك ج 4 ق 2/ 786، وذيل الدرر الكامنة 313 رقم 614، وإنباء الغمر 3/ 408 رقم 5، والنجوم الزاهرة 15/ 149، ونزهة النفوس 3/ 138، 139 رقم 656، ووجيز الكلام 2/ 501 رقم 1151، والضوء اللامع 3/ 54، وبدائع الزهور 2/ 118. (¬3) الصواب: «وله نحو». (¬4) خبر الغلال في: السلوك ج 4 ق 2/ 767. (¬5) خبر الأمراض في: السلوك ج 4 ق 2/ 767. (¬6) انظر عن (أزدمر شايا) في: السلوك ج 4 ق 2/ 786، وذيل الدرر الكامنة 313 رقم 615، وإنباء الغمر 3/ 407 رقم 2، والنجوم =

استمرار قاضي الحنفية بدمشق

وكان من أتباع شيخو ترقّى إلى تقدمة ألف بمصر، ثم أخرج إلى نيابة ملطية، ثم أمّر بحلب. وكان ظالما غير مشكور. [استمرار قاضي الحنفية بدمشق] وفيه خلع على ابن (¬1) الكشك باستمراره على قضاء الحنفية بدمشق، وقد اعتنى به بعض الأمراء، فأنزل من عشرة آلاف دينار ألفي دينار فحملها، وتوجّه إلى دمشق (¬2). [إراقة الخمور] وفيه شدّد السلطان في أمر الخمور وأمر بإراقتها وتتبّع أماكنها، وأمر بالمنع من جلبها من بلاد الفرنج، وبالمنع من عصير الزبيب، وبإحراق الحشيش فأحرقوها وأدوات من الحشيش شيئا كثيرا، والكثير ذلك بدمياط، وكان ضمانها شيئا كثيرا من المال، فبطل ثم عاد بعد قريب بدسائس الظلمة، لا بورك لهم (¬3). [إعفاء الشوام من إحضار بضائعهم إلى مكة] وفيه أعفي تجّار الشام من المجيء ببضائعهم من مكة إلى مصر على أن يزادوا على كل جمل ثلاثة دنانير ونصف زيادة على المكس الذي عليهم ولله الأمر (¬4). [وفاة كمشبغا الجمالي] [1650]- وفيه مات كمشبغا الجمالي (¬5). وكان عاقلا متديّنا، وقورا، واستنابه الناصر في بعض سفراته إلى الشام. وكان من الأربعينات وله ذكر وشهرة، أبطل في دولة المؤيّد، ودام بطّالا. وعاش زيادة على الثمانين. [وفاة شيخ الحسني] [1651]- وفيه مات شيخ الحسني (¬6) أحد العشرات، وروس النوب. وكان قد نفي إلى حلب. ¬

= الزاهرة 15/ 150، ونزهة النفوس 3/ 139، 140 رقم 658، وبدائع الزهور 2/ 119. (¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر القاضي في: السلوك ج 4 ق 2/ 768. (¬3) خبر الخمور في: السلوك ج 4 ق 2/ 768، وإنباء الغمر 3/ 399، و 405، وبدائع الزهور 2/ 119. (¬4) خبر الشوام في: السلوك ج 4 ق 2/ 768، وإنباء الغمر 3/ 400. (¬5) انظر عن (كمشبغا الجمالي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 787، والنجوم الزاهرة 14/ 150، 151، وذيل الدرر الكامنة 314 رقم 616، والدليل الشافي 2/ 560 رقم 1921، والضوء اللامع 6/ 229 رقم 791. (¬6) انظر عن (شيخ الحسني) في: الدليل الشافي 1/ 348 رقم 1195، والمنهل الصافي 6/ 315 رقم 1198، ونزهة النفوس 3/ 140 =

كائنة ابن الملاح النصراني

[كائنة ابن الملاّح النصراني] وفيه كائنة ابن (¬1) الملاّح النصراني (الملكي) (¬2) وإسلامه، وكان كاتبا بدمياط، وله جاه عريض، حتى كان والي دمياط في خدمته يتلفّت لما يأمره به، وكان قد زاد شرّه وفساده، وأسرف في المجاهرة باللواط وشرب الخمر وإفساد الأحداث من أولاد المسلمين واستخدامهم عنده، فثار به أهل دمياط وشكوه للسلطان، وعدّدوا شنائعه وأشياء كثيرة تنسب إليه، فأمر السلطان بأن يعقد له مجلس، فعقد، وادّعي عليه بعظائم وشنائع، فأنكر وقامت عليه البيّنة، فنقضها فبادر إلى الإسلام وحكم بإسلامه، ولقّب بمجد الدين، وألزم بالمشي على الطرائق الحميدة، فالتزم ذلك وعاد إلى دمياط، وقد حسنت سيرته بالنسبة لما كان (¬3). [جمادى الأول] [انخفاض سعر الغلال] وفي ربيع الآخر انحلّ سعر الغلال وكسد، بعد أن كاد الناس أن يقنطوا (¬4). [غضب السلطان على الطواشي فيروز] / 606 / وفيه غضب السلطان على الطواشي فيروز الساقي وضربه وأمر بنفيه إلى المدينة، وكان قد تكلّم في حقّ البدر العيني بكلام وما قدر على إثباته ولا مواجهته به ومحاققته عليه، وأخذ يعتذر عمّا قاله، وأنه باطل، فحنق منه السلطان وأوقع به (¬5). [الفتنة في تعز باليمن] وفيه كانت الفتنة الكبرى بتعز من اليمن وخلع فيها الأشرف إسماعيل بن الناصر أحمد بثوران الجند عليه من أجل وزيره إسماعيل العلويّ، وكانت قد اشتدّت وطأته عليهم فهجموا دار السلطنة، وقتلوا سنقر أمير جاندار وجماعة معه، وقبضوا على الوزير والسلطان وجماعة. وكان رأس القائم بالفتنة هذه برقوق التركي، وهو كبير الأتراك. وجرت أمور يطول الشرح في ذكرها من نهب دار السلطنة ونهب الحرم وارتكاب ما حرّم الله تعالى، منهنّ من العبيد والترك والعامّة، وأحضر هزبر الدين علي بن شحنه وسلطنوه، ولقّبوه بالظاهر، وسجن الأشرف مكانه وقيّد بقيد كان في رجل يحيى. وولي برقوق الجندارية، وأهين الوزير وعصر، وألزم بمال كثير. ¬

= رقم 659، والضوء اللامع 3/ 307 رقم 1185. (¬1) في الأصل: «بن». (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) خبر ابن الملاّح في: إنباء الغمر 3/ 399، 400، وبدائع الزهور 2/ 119. (¬4) خبر الغلال في: السلوك ج 4 ق 2/ 769. (¬5) خبر الطواشي في: السلوك ج 4 ق 2/ 768، ونزهة النفوس 3/ 130، 131، وبدائع الزهور 2/ 119.

ركب مكة

وكانت هذه الفتنة من أكثر الفتن بتلك البلاد، واختلّ بسببها ملك بني رسول ملوك اليمن (¬1). [ركب مكة] وفيه سار ركب إلى مكة (¬2). [أتابكية العساكر بتعز] وفيه قرّر بدر الدين محمد اليمني في أتابكية العساكر بتعز في الفتنة الماضية (¬3). [جمادى الآخر] [وفاة الأمير الكبير يشبك الظاهري] [1652]- وفي جمادى الآخر مات الأمير (الأتابك سيف الدين يشبك الساقي) (¬4) الظاهري. وكان من مماليك الظاهر برقوق، وتنقّلت به الأحوال حتى ولّي الأتابكية، وكان الأشرف يراعيه ويحبّه، وكان من خيار الأمراء ديانة وعبادة ومحبّة في الخير واهما (¬5)، قوّالا بالحق، مشايعا للشرع. ودفن بالتربة التي أنشأها بالصحراء، وجعل عليها أوقافا حسنة على جماعة من الطلبة. [تقرير الأتابكية] وفيه قرّر في الأتابكية جار قطلوا (¬6). [هدية ملك الهند للسلطان] وفيه أحضرت للسلطان هدية ملك الهند صاحب كلبرجا (¬7). ¬

(¬1) خبر تعز في: السلوك ج 4 ق 2/ 769 - 773، والنجوم الزاهرة 14/ 314 - 317، وبدائع الزهور 2/ 119. (¬2) خبر مكة لم أجده في مصادري. (¬3) خبر الأتابكية في: السلوك ج 4 ق 2/ 772. (¬4) ما بين القوسين غامض في الأصل: استدركته من المصادر. وانظر عن (يشبك الساقي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 787، وإنباء الغمر 3/ 417 رقم 21، والنجوم الزاهرة 14/ 317 و 15/ 151، وذيل الدرر الكامنة 314، 315 رقم 618، والدليل الشافي 2/ 784، 785 رقم 2648، ونزهة النفوس 3/ 140، 141 رقم 661، والضوء اللامع 10/ 276 رقم 1088، ووجيز الكلام 2/ 501، 502 رقم 1152. (¬5) كذا. (¬6) خبر الأتابكية في: السلوك ج 4 ق 2/ 773، والنجوم الزاهرة 14/ 317، ونزهة النفوس 3/ 131، وبدائع الزهور 2/ 119. (¬7) خبر الهدية في: السلوك ج 4 ق 2/ 773، ووجيز الكلام 2/ 498.

إمرة مجلس لنائب طرابلس

[إمرة مجلس لنائب طرابلس] وفيه كتب بحضور جرباش (¬1) قاشق نائب طرابلس وعيّن لإمرة مجلس، وقرّر عوضه في نيابة طرابلس طرباي الأتابك، وكان مقيما بالقدس بطّالا. [وفاة البدر السامري] [1653]- وفيه مات البدر حسن السامريّ (¬2) الأصل، كاتب سرّ دمشق وناظر جيشها، وكان من سمرة دمشق / 607 / وكتب في ديوان بكتمر جلق، ثم أسلم، وترقّى إلى أن جمع له بين كتابة السرّ ونظر الجيش بدمشق، ولم يجمعا لأحد قبله، وطالت أيامه، وكثر ماله، ولم يشهر بدين ولا فضيلة. [وفاة التقيّ القرشيّ] [1654]- وفيه مات التقيّ القرشيّ (¬3) محمد بن يوسف بن عبد الرحمن الدمشقيّ، كاتب سرّ دمشق. وكان ساكنا فاضلا، منجمعا عن الناس، وولي وزارة دمشق أيضا. ومولده بعد الستين وسبعماية. [الترحيب برسل السلطان العثماني] وفيه قدمت رسل السلطان مراد بن عثمان صاحب الروم بمكاتبة وهدية، واحتفل السلطان بهم وأقام الموكب، وأركب العسكر إلى لقائهم، وكان لهم يوما مشهودا (¬4). [وفاة الشمس البرماوي] [1655]- وفيه مات الشمس البرماوي (¬5) محمد بن عبد الدائم بن موسى بن فارس الشافعيّ. ¬

(¬1) خبر الإمرة في: السلوك ج 4 ق 2/ 775، وفيه: «صرماش»، والنجوم الزاهرة 14/ 318، وبدائع الزهور 2/ 119. (¬2) في الأصل: «حسين السامري»، والتصحيح من: إنباء الغمر 3/ 410، 411 رقم 8، والسلوك ج 4 ق 2/ 787، والنجوم الزاهرة 14/ 152. (¬3) انظر عن (القرشي) في: إنباء الغمر 3/ 416 رقم 19. (¬4) خبر الترحيب في: السلوك ج 4 ق 2/ 776، والنجوم الزاهرة 14/ 318، ونزهة النفوس 3/ 131. (¬5) انظر عن (البرماوي) في: ذيل الدرر الكامنة 315، 316 رقم 619، وإنباء الغمر 3/ 414 - 416 رقم 17، والسلوك ج 4 ق 2/ 788، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 427 - 429 رقم 776، والدليل الشافي 2/ 633 رقم =

تغيير خان ورباع

وكان عالما فاضلا، بارعا في الفقه والأصول والعربية والحديث، وله مصنّفات مفيدة، وسمع على جماعة منهم: الآمدي، والقاري. ومولده سنة ثلاث وستين وسبعماية. وولي نيابة الحكم بالقاهرة، ثم مشيخة الصلاحية بالقدس وعدّة وظائف بدمشق أيضا قبل ذلك. [تغيير خان ورباع] وفيه أخذ السلطان خان (¬1) [مسرور] وما حوله من الرباع والأماكن، وغيّرت بعد ذلك إلى ما هي عليه الآن (¬2). [وفاة التاج ابن الجيعان] [1656]- وفيه مات التاج ابن (¬3) الجيعان (¬4)، عبد اللطيف بن شاكر بن ماجد بن عبد الوهاب بن يعقوب الدمياطيّ الأصل، القبطيّ. وكان عارفا بأمور ديوان الخاص وولي استيفاؤه (¬5) وله شهرة وذكر. وهو أخو عبد الغني والد العلم شاكر بن الجيعان الآتي في محلّه إن شاء الله، هو وذويه (¬6). [وفاة إياس الظاهري] [1657]- وفيه مات إياس الظاهري (¬7) الحاجب بطّالا. ¬

= 2176، والنجوم الزاهرة 15/ 152، ووجيز الكلام 2/ 499 رقم 1142، والضوء اللامع 7/ 280 رقم 725، وحسن المحاضرة 1/ 250، وبدائع الزهور 2/ 119، وشذرات الذهب 7/ 197، 198، والدارس 1/ 202، والبدر الطالع 2/ 181، والأنس الجليل 457، وكشف الظنون 157 و 547 و 958 و 959 و 1170 و 1561 و 1881 و 1923، وإيضاح المكنون 2/ 617، 618، وهدية العارفين 2/ 186، وفهرس مخطوطات الظاهرية 6/ 77، وديوان الإسلام 1/ 308، 309 رقم 485، ومعجم المؤلفين 10/ 132، وفهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية (النحو) ق 1 ج 2/ 80. (¬1) إضافة على الأصل. (¬2) خبر الخان في: السلوك ج 4 ق 2/ 776 والإضافة منه. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) انظر عن (ابن الجيعان) في: وجيز الكلام 2/ 501 رقم 1149، والضوء اللامع 4/ 326، وبدائع الزهور 2/ 119. (¬5) الصواب: «وولي استيفاءه». (¬6) الصواب: «وذووه». (¬7) انظر عن (إياس الظاهري) في: إنباء الغمر 3/ 407 رقم 3، والدليل الشافي 1/ 160 رقم 569، والمنهل الصافي 3/ 125 رقم 570، والضوء اللامع 2/ 324 رقم 1057، ونزهة النفوس 3/ 140 رقم 660 وفيه: «إياس الجلالي».

رجب

وكان له شهرة وذكر. [رجب] [الموكب بالقلعة] وفي جمادى الآخر، في أوّله، كان الموكب العظيم بالإيوان من القلعة، وأقيمت الخدمة حافلة لأجل صعود قصّاد ابن عثمان الماضي خبر قدومهم (¬1). [كتابة السرّ بدمشق] وفيه قرّر في كتابة سرّ دمشق الكمال بن البارزي، عوضا عن حسين السامريّ. وكان الكمال هذا منذ عزل عن نظر الجيش بعد كتابة السرّ بمصر مقيما بداره من القاهرة في عظمة وجلالة، وله إحسان وآثار على الناس (¬2). [مشيخة الصلاحية بالقدس] وفيه قرّر في مشيخة الصلاحية بالقدس العزّ عبد السلام بن داود بن عثمان العجلونيّ، المقدسي، الشافعيّ، أحد نقباء الحكم الشافعي بمصر عوضا عن الشمس البرماويّ، الماضي خبر موته (¬3). [التداول بشأن دوران المحمل] / 608 / وفيه التمس العلاء البخاري من السلطان بأن يبطل إدارة المحمل لما يترتّب عليه من المفاسد والفسق. ووقع بسبب ذلك كلام كثير في مجلس السلطان، وحضره العلاء البخاري والقضاة والمشايخ، ثم انتشر الكلام بينهم في أشياء يطول الشرح في ذكرها (¬4). [بطركية النصارى] وفيه قرّر في بطركية النصارى إنسان يقال له، القسّيس يوحّنا أبو الفرج، وصرف ميخائيل لطعن النصارى فيه (¬5). [دوران المحمل] وفيه أدير المحمل، وأبطل منه أشياء كانت يتظاهر بها لأجل كلام العلاء البخاري (¬6). ¬

(¬1) خبر الموكب في: السلوك ج 4 ق 2/ 777. (¬2) خبر كتابة السر في السلوك ج 4 ق 2/ 777، وإنباء الغمر 3/ 406، والنجوم الزاهرة 14/ 318، ونزهة النفوس 3/ 132، وبدائع الزهور 2/ 119. (¬3) خبر المشيخة في: إنباء الغمر 3/ 406، ونزهة النفوس 3/ 131. (¬4) خبر المحمل لم أجده في المصادر. (¬5) خبر البطركية في: بدائع الزهور 2/ 119. (¬6) خبر المحمل في: السلوك ج 4 ق 2/ 778، والنجوم الزاهرة 14/ 319، ووجيز الكلام 2/ 498.

نظارة الجيش بدمشق

[نظارة الجيش بدمشق] وفيه قرّر البدر الشريف شهاب الدين أحمد بن عدنان في نظر الجيش بدمشق، وكتب له بذلك، وجهّز توقيعه وخلعته على يد نجّاب، وذلك عوضا عن حسين السامريّ (¬1). [تقرير إمرة مجلس] وفيه وصل جرباش قاشق، وقرّر في إمرة مجلس وخلع عليه (¬2). [وفاة البدر البرديني] [1658]- وفيه مات البدر البرديني (¬3)، حسن بن أحمد بن محمد الشافعيّ. وكان عجيبا في أموره، وله دعاوى عريضة، وحفظ عنه أشياء غريبة، منها إنكار أن يكون في الميراث خمس أو سبع، لكون ذلك لم يذكر في القرآن، وأشياء، أو نحو هذا من الترّهات كان يتبجّح بها، وتسمّيها (¬4) المفردات. [وفاة قجقار جقطاي] [1659]- وفيه مات قجقار جقطاي (¬5)، أحد الطبلخانات. وكان لا بأس به. [الإفراج عن مساجين] وفيه أفرج السلطان [عن] عدّة من المسجونين على الديون بسجن القضاة (¬6). [انحباس المطر عن حوران والحجاز] وفيه وصل الخبر بأنّ أراضي حوران من بلاد الشام لم تزرع لانقطاع الأمطار، ¬

(¬1) خبر النظارة في: السلوك ج 4 ق 2/ 778. (¬2) خبر الإمرة في: السلوك ج 4 ق 2/ 778، والنجوم الزاهرة 14/ 319، ونزهة النفوس 3/ 132. (¬3) انظر عن (البرديني) في: ذيل الدرر الكامنة 317، 318 رقم 621، وإنباء الغمر 3/ 409، 410 رقم 7، والسلوك ج 4 ق 2/ 788، والدليل الشافي 1/ 260 رقم 887، والنجوم الزاهرة 15/ 152، والضوء اللامع 3/ 95 رقم 384، ونزهة النفوس 3/ 137، 138، رقم 654. (¬4) الصواب: «ويسمّيها». (¬5) انظر عن (جقطاي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 788، وإنباء الغمر 3/ 412 رقم 12، والدليل الشافي 2/ 534، 535 رقم 832، ونزهة النفوس 3/ 141، 142 رقم 662 وفيه: قجفار الشهير ببرغطاي الزردكاش، والضوء اللامع 6/ 211 رقم 699، والنجوم الزاهرة (طبعة كاليفورنيا) 6/ 801. (¬6) خبر المساجين في السلوك ج 4 ق 2/ 778.

هبوب الريح

ووصل الخبر أيضا بأنّ الغلاء ببلاد الحجاز وأنه شديد لعدم الأمطار هناك (¬1). [هبوب الريح] وفيه هبّت ريح شديدة مزعجة أثارت غبارا عظيما، واستمرّ نهارا كاملا وبعض الليل (¬2). [الوباء ببلاد الصعيد] وفيه كان الوباء فاشيا ببلاد الصعيد بالأمراض الحادّة، ومات به كثير من الخلق سيما لوبح (؟) ومنشأة إخميم، وهو وما بنواحيها من البلاد (¬3). [شعبان] [قلّة الفول والحمّص] وفي رجب عزّ وجود الفول وقلّ الحمّص أيضا لأنه كان حصل به صقيع فأتلفه. وفيه تحرّك سعر سائر الغلال. وفيه لم يوجد العسل النحل عند قطافه لموت النحل من قلّة المراعي. وفيه تحسّن سعر الكتّان أيضا (¬4). [تجريدة الينبع] وفيه خرجت تجريدة عدّتها خمسون من الجند إلى الينبع (¬5). [الوباء بالصعيد] وفيه اشتدّ الوباء بالصعيد جدّا (¬6). [وفاة الشمس العسقلاني] [1660]- وفيه مات المسند شمس الدين العسقلاني (¬7)، الشاميّ محمد بن أحمد بن علي الرمليّ، الحنبليّ. وكان فاضلا، تفقّه على موفّق الدين بن المغلي، وسمع على جماعة منهم: أبو ¬

(¬1) خبر المطر في: السلوك ج 4 ق 2/ 779. (¬2) خبر الريح لم أجده في المصادر. (¬3) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 779، وإنباء الغمر 3/ 406، وبدائع الزهور 2/ 120. (¬4) خبر الفول في: السلوك ج 4 ق 2/ 779. (¬5) خبر التجريدة في: السلوك ج 4 ق 2/ 779. (¬6) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 779، وبدائع الزهور 2/ 120. (¬7) انظر عن (العسقلاني) في: السلوك ج 4 ق 2/ 789، وذيل الدرر الكامنة 318، 319 رقم 624، وإنباء الغمر 3/ 412 رقم 14، والضوء اللامع 7/ 14، وبدائع الزهور 2/ 120.

وفاة جانبك بن حسين

الحسن الفرضيّ، وتفرّد بالرواية عنه، وسمع من القلانسيّ وآخرين، وناب في الحكم، / 609 / ولم يكن متصوّنا. ومولده سنة أربع وأربعين وسبعماية. وهو والد صاحبنا الزين عبد الرحمن بن الشامي أحد صوفية الشيخونية. ومات في شوال سنة سبع وثمانين وسبعماية. [وفاة جانبك بن حسين] [1661]- وفيه مات جانبك (¬1) بن حسين بن محمد بن قلاوون، عن نحو ثمانين سنة. وكان تأمّر طبلخاناة في دولة الأشرف شعبان، وأقام بقلعة الجبل سنين عديدة حتى تسلطن الأشرف برسباي، فأمر بنزولهم من القلعة وأن يسكنوا حيث شاءوا، وكان جانبك هذا من جملتهم، بل كان أوجههم، وأقعدهم نسبا. [رمضان] [نظارة الديوان المفرد] وفي رمضان صرف سعد الدين إبراهيم بن المرة القبطيّ عن نظر الديوان المفرد، وقرّر عوضه زين الدين يحيى الأشقر قريب ابن (¬2) أبي الفرج. وهو أول ظهور يحيى. ثم بلغ مبلغا ناهيك به، يأتي في محلّه إن شاء الله تعالى (¬3). [نيابة طرسوس] وفيه أخرج قانصوه النوروزيّ أحد الطبلخاناة إلى نيابة طرسوس وأضيف إقطاعه إلى الديوان المفرد. وكان قانصوه هذا أحد الفرسان الأبطال، وكبير طائفة النوروزية، وستأتي ترجمته في وفاته إن شاء الله تعالى (¬4). [قدوم الحمل من قبرس] وفيه قدم الحمل من قبرس، وبعث ملكها يحذّر من مراكب الفرنج الكيتلان، فاتفق ¬

(¬1) انظر عن (جانبك) في: السلوك ج 4 ق 2/ 788، وإنباء الغمر 3/ 409 رقم 6، وذيل الدرر الكامنة 318 رقم 622، والضوء اللامع 3/ 53. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر الديوان في: السلوك ج 4 ق 2/ 779، وبدائع الزهور 2/ 120. (¬4) خبر طرسوس في: السلوك ج 4 ق 2/ 779، 780، وإنباء الرواة 3/ 405، ونزهة النفوس 3/ 133.

شوال

أن تيّقظ لها أهل الثغر ففرّ ذلك وهي اثنان مشحونة (¬1) بالمقاتلة. فلما تفطّن لهم المسلمون ردّهم الله تعالى خائبين (¬2). [شوال] [ركوب السلطان] وفي شوال راكب السلطان ونزل، فشقّ القاهرة وكشف على عمائره ونزل بالبيمارستان فعاد المرضى وعاد لقلعته (¬3). [زيادة النيل] وفيه في أول يوم من مسرى نودي على النيل بزيادة أربع وعشرين إصبعا لتتمّة اثنتي عشرة ذراعا وعشرة أصابع، وكان هذا ممّا يستكثر من زيادة النيل في مثل هذا الوقت (¬4). [حصر التعامل بالدنانير الأشرفية] وفيه نودي بإبطال التعامل بالدنانير الإفرنتية والبندقية واللنكيّة، وأخرجت الدنانير الأشرفية ونودي بأن يكون الدينار منها ثمانين وخمس وعشرين (¬5) درهما من الفلوس (¬6). [تحصيل مكوس التجار مع الهند] وفيه سافر سعد الدين إبراهيم بن المرة إلى جدّة لأخذ مكوس التّجار الواردين من الهند، وقد أعيد إلى ولايته (¬7). [باشية الجند بمكة] وفيه عيّن أرنبغا اليونسي لباشيّة الجند بمكة المشرّفة، وعيّن معه خمسون من الجند السلطاني تقوية لابن المرة، ودفعا لبني حسن والقوّاد عن التعرّض لمال جدّه (¬8). [ذو القعدة] [خروج المحمل والحاج] وفي ذي قعدة خرج الحاج وأميرهم على المحمل قرا سنقر على عادته، ¬

(¬1) الصواب: «وهي اثنتان مشحونتان». (¬2) خبر الحمل في: السلوك ج 4 ق 2/ 780، وبدائع الزهور 2/ 120. (¬3) خبر الركوب في: السلوك ج 4 ق 2/ 780، وبدائع الزهور 2/ 120. (¬4) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 780، وبدائع الزهور 2/ 120. (¬5) الصواب: «وخمسة وعشرين». (¬6) خبر الدنانير في: إنباء الغمر 3/ 406. (¬7) خبر المكوس في: السلوك ج 4 ق 2/ 780، وإنباء الغمر 3/ 404. (¬8) خبر مكة في: السلوك ج 4 ق 2/ 781، ونزهة النفوس 3/ 133.

وفاء النيل

وبالأول إينال الششماني أحد العشرات وروس النوب والمحتسب (¬1). [وفاء النيل] وفيه، في رابع عشر مسرى كان الوفاء للنيل، ونزل محمد ابن (¬2) السلطان، وركب معه الأتابك جار قطلوا وغيره من الأمراء حتى خلّق المقياس، وفتح الخليج بحضوره، وكان له وقتا حافلا (¬3). [القبض على جرباش الكريمي] / 610 / وفيه قبض على جرباش الكريمي قاشق أمير مجلس، وحمل إلى ثغر دمياط منفيّا (¬4). [القبض على قطج] وفيه قبض على قطج (¬5) أحد مقدّمي الألوف، وحمل إلى الإسكندرية مقيّدا. [نيابة غزّة] وفيه قرّر إينال العلائي الأجرود الذي تسلطن بعد ذلك في نيابة غزّة عوضا عن تمراز الدقماقي الذي ولي إمرة سلاح فيما بعد ذلك. وقرّر في طبلخانات إينال الأجرود تمرباي الدوادار (¬6). [انحلال سعر الغلال] وفيه انحلّ سعر الغلال، وعزّ وجود اللحم بالسوق (¬7). [ذو الحجّة] [مصادرة التبن بالعسف] وفي ذي حجّة عزّ وجود التبن وخرج المماليك السلطانية إلى الطواحين في طلبه ¬

(¬1) خبر المحمل في: السلوك ج 4 ق 2/ 781، وبدائع الزهور 2/ 120. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 781، ونزهة النفوس 3/ 137. والصواب: «وقت حافل». (¬4) خبر جرباش في: السلوك ج 4 ق 2/ 781، ونزهة النفوس 3/ 134، وإنباء الغمر 3/ 404، والنجوم الزاهرة 14/ 319، وبدائع الزهور 2/ 120. (¬5) انظر عن قطج في: السلوك ج 4 ق 2/ 781، وفيه: «قطش»، وبدائع الزهور 2/ 120، ونزهة النفوس 3/ 134. (¬6) خبر غزّة في: السلوك ج 4 ق 2/ 781، ونزهة النفوس 3/ 135 وفيه: «أسنبغا الطياري، وتمراز الرقشي»؟!، وبدائع الزهور 2/ 120، 121. (¬7) السلوك ج 4 ق 2/ 782.

زيادة النيل

فصاروا يأخذوه (¬1) بالعسف والتعدّي حتى قلّ جالبه وأبيع بزيادة على المايتي درهم الحمل، فبدر السلطان طائفة للخروج إلى الأرياف بالجمال السلطانية وشراء التبن إلى النواحي، ولا يزاد في شرائه على ماية درهم الحمل. وأراد السلطان الحال به أن يوقف بها تحت القلعة بالرميلة، وأن يباع كل حمل منها بماية وأربعين درهما، ومنع المماليك من الخروج إلى الضواحي، فمشى حال الناس في أمر التبن (¬2). [زيادة النيل] وفيه، في يوم النوروز القبطي بلغ زيادة النيل ثمانية عشر ذراعا وأربع عشرة إصبعا، وهو ممّا يندر في هذه الأيام ويستكثر من الزيادة، ومع ذلك فالغلال من سعة الأسعار والخبز يفقد من الأسواق أحيانا، والغلال محكر (¬3) رجاء الفائدة، ولله الأمر (¬4). [تقرير بيبغا المظفّري بإمرة مجلس] وفيه وصل بيبغا المظفّري من القدس، وكان قد بعث السلطان بحضوره فأنس به وخلع عليه، وقرّره في إقطاع جرباش ووظيفته إمرة مجلس (¬5). [وفاة المهمندار خرز] [1662]- وفيه مات المهمندار خرز (¬6)، وهو إبراهيم الشامي والي القاهرة. وكان من أتباع المؤيّد شيخ، وقدم معه من الشام، فلما تسلطن صيّره إلى ما صار. [محاولة اغتيال السلطان] وفيه بلغ السلطان أنّ جماعة من خاصكيّته ومماليكه يريدون الفتك به وقتله ليلا، فأخذ في الحذر والاستعداد بعد أن قبض على جماعة منهم في أيام متفرّقة، ابتداؤها من أواخر هذا الشهر، فنفى طائفة منهم وعاقب طائفة، فكثر الإرجاف بوقوع فتنة، وسقط على السلطان سهام نشّاب من بعض طباق القلعة وسلّمه الله تعالى منها، ثم بلغه أن أزبك الدوادار له رجل في هذه الكائنة، وأنّ المماليك كانوا يجتمعون عليه، فكان له ما سنذكره (¬7). ¬

(¬1) الصواب: «فصاروا يأخذونه». (¬2) خبر المصادرة في: السلوك ج 4 ق 2/ 782، وبدائع الزهور 2/ 121. (¬3) الصواب: «محكّرة». (¬4) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 782. (¬5) خبر بيبغا في: السلوك ج 4 ق 2/ 783، ونزهة النفوس 3/ 135، وبدائع الزهور 2/ 121. (¬6) انظر عن (خرز) في: السلوك ج 4 ق 2/ 789 وفيه: «حرز»، وذيل الدرر الكامنة 318 رقم 623 وهو ضبطه بالمعجمتين وراء، وإنباء الغمر 3/ 407، والضوء اللامع 1/ 72 وفيه «خرر» وبدائع الزهور 2/ 121 وفيه: «جرر». (¬7) خبر الاغتيال في: السلوك ج 4 ق 2/ 783، 784، وبدائع الزهور 2/ 121.

غلاء الغلال ثم انخفاض سعرها

[غلاء الغلال ثم انخفاض سعرها] وفيه كانت الغلال / 611 / مرتفعة السعر عزيزة الوجود مع كثرتها في المخازن، وأبيع الفدان البرسيم في أوائل هذا الشهر بألف درهم، ثم عن قليل فرّج الله تعالى، وانحطّ السعر وصارت الغلال ظاهرة لا يؤخذ من يشتريها. ولله الحمد (¬1). [القبض على أزبك الأشقر] وفيه قبض على أزبك الأشقر الدوادار ليلا، وأخرج إلى القدس من ليلته بطّالا (¬2). [القبض على عدّة خاصكية] وفيه قبض على عدّة من الخاصكية أيضا ونفوا للشام وقوص (¬3). [الدوادارية الكبرى] وفيه قرّر في الدوادارية الكبرى أركماس الظاهري الرأس نوبة الكبير، وخلع عليه ذلك، عوضا عن أزبك. وكانت الرأس نوبة الكبرى من أجلّ الوظائف على ما عرفت ذلك أن كتب على بصيرة مما تقدّم ذكره، سيما في دولة الناصر حسن فمن بعده. وكانت الدوادارية وظيفة لا يؤبه إليها بذاك، فانعكس الأمر في هذه الدولة الجركسية (¬4). [تقرير تمراز في رأس النوبة] وفيه خلع على تمراز نائب غزّة، وقرّر في الرأس نوبة عوضا عن أركماس الظاهري وصيّر يشبك المشدّ، وهو الذي ولي الأتابكية فيما بعد من جملة مقدّمي الألوف، وصيّر أقبغا الخازندار من الطلبخانات، وقرّر الطواشي جوهر الحبشي القنقباي في الخازندارية. ثم اتصل [ب‍] السلطان وتمكّن به بعد ذلك جدا حتى صار هو المدبّر للمملكة، على ما ستعرف ذلك، فإنه ولي الخزندار (¬5) الكبرى بعد ذلك (¬6). [وصول مبشّري الحاج] وفيه وصل مبشّرو الحاج وأخبروا بالأمن السلامة والرخاء، وأنه (وصل) (¬7) محمل ¬

(¬1) خبر الغلاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 783. (¬2) خبر أزبك في: السلوك ج 4 ق 2/ 783، وإنباء الغمر 3/ 407، والنجوم الزاهرة 14/ 321. (¬3) خبر الخاصكية في: السلوك ج 4 ق 2/ 784، ونزهة النفوس 3/ 135. (¬4) خبر الدوادارية في: السلوك ج 4 ق 2/ 784، وإنباء الغمر 3/ 407، والنجوم الزاهرة 14/ 321. (¬5) الصواب: «الخزندارية». (¬6) خبر تمراز في: السلوك ج 4 ق 2/ 784، والنجوم الزاهرة 14/ 321، ونزهة النفوس 3/ 136. (¬7) كتبت فوق السطر.

حوادث هذه السنة لا فى شهر معين

من العراق مع الحاجّ العراقيّ، وكان له عدّة سنين [تزيد] على العشرة لم يحضر، وكان جهّزه حسين بن علاء الدولة ابن السلطان أحمد بن أويس صاحب الحلّة، وكان قد شهر واستولى على ششتر (¬1)، وصاهر العرب، فقوي بهم، وناهض محمد شاه بن قرا يوسف متملّك بغداد (¬2). * * * [حوادث هذه السنة لا فى شهر معين] [وفاة الكاتب ابن أمير السرائي] [1663]- وفيها - أعني هذه السنة - مات الكاتب المجوّد المشهور شرف بن أمير السّرّائي البيري (¬3) نزيل ماردين. وكان بارعا في صناعته، أتقن الخط على طريقتي ابن (¬4) البوّاب، وياقوت، وفاق الناس في ذلك وبعد صيته وشهرته، وكتب عليه أهل تلك البلاد وانتفعوا به، وكان بماردين، ثم انتقل عنها إلى حصن كيفا، وكان قدم للحجّ من مدّة وعاد، وكان صاحب الحصن يجلّه وله عنده مكانة. ¬

(¬1) الضبط من السلوك. (¬2) خبر المبشّر في السلوك ج 4 ق 2/ 784، 785، والنجوم الزاهرة 14/ 322. (¬3) انظر عن (البيري) في: الدر المنتخب، رقم 626، وذيل الدرر الكامنة 319 رقم 625، وإنباء الغمر 3/ 411 رقم 10، والضوء اللامع 3/ 298 رقم 1150، ووجيز الكلام 2/ 501 رقم 1148، وبدائع الزهور 2/ 121. (¬4) في الأصل: «بن».

سنة اثنين وثلاثين وثمانماية

سنة اثنين (¬1) وثلاثين وثمانماية [محرّم] [نقص مياه النيل] / 612 / في محرّم منها نقص النيل التي انتهى إليها في العام الماضي، وكانت عشرين (¬2) ذراعا سواء، فهبط سريعا بعد نقص ذراع وثلث. وكان في عاشره، وهو رابع عشر بابه في غاية الهبوط حتى بادر الناس إلى الزراعة (¬3). [وفاة شمس الدين الظاهري الأعمى] [1664]- وفيه مات العبد الصالح، العابد، الناسك، شمس الدين، محمد بن إبراهيم بن أحمد الصوفيّ (¬4) الظاهري، الأعمى. وكان عالما، فاضلا، ظاهريّ المذهب، كثير العبادة والنسك، جال الأقطار ورأى الناس. وكان قد ولي نظر البيمارستان مدّة. وله تقرّب عند الظاهر برقوق. ومولده سنة تسع وأربعين وسبعماية. [تهدّم السقوف من المطر] وفيه في ليلة خامس عشرة، مع غروب الشمس حدث برق، وتبعه رعد شديد مزعج في الليل، ثم أمطرت السماء مطرا غزيرا جدا دلفت منه السقوف وسقطت عدّة أماكن، واستمرّ إلى معظم الليل، وحصل عند الناس الباعث الشديد والانزعاج لكونهم ما عهدوا كهذا في أثناء فصل الخريف، وأصبحت القاهرة خلجان (¬5) ثم كثر الوحل جدّا (¬6). ¬

(¬1) الصواب: «سنة اثنتين». (¬2) الصواب: «وكان النقص». (¬3) خبر النيل في: إنباء الغمر 3/ 418، وبدائع الزهور 2/ 122. (¬4) انظر عن (الصوفي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 812، وإنباء الغمر 3/ 428 رقم 15، وذيل الدرر الكامنة 323، 324 رقم 631، والنجوم الزاهرة 15/ 154، ونزهة النفوس 3/ 170 رقم 664، والضوء اللامع 6/ 248. (¬5) الصواب: «خلجانا». (¬6) خبر المطر في: السلوك ج 4 ق 2/ 790، وإنباء الغمر 3/ 418، والنجوم الزاهرة 14/ 323، ونزهة النفوس 3/ 144.

البرد بنواحي البهنسا

[البرد بنواحي البهنسا] وفيه وصل الخبر بأنّ السماء أمطرت في ليلة ثانيه بنواحي البهنسا بردا كبارا في قدر بيضة الدجاجة والحمامة، وهلك به الكثير من الدجاج والغنم والبقر، وكان مع ذلك رعد شديد وبرق (¬1). [إراقة الخمور وإحراق الحشيش] وفيه قام قرقماس الحاجب الكبير قياما تامّا بإراقة الخمور من مظانّ وجودها، وإحراق الحشيش، وهدم الكثير من مواضع الفسق والفساد، ومنع من الاجتماع على ذلك (¬2). [وصول المحمل والحجّاج] وفيه وصل المحمل والحاج، ووصل معهم التجّار الذين يشترون البضائع من مكة، وقد أعيد ما كان أبطل من الإذن لهم بالتّوجّه إلى بلادهم بعد ما يقومون بما على بضائعهم من المكوس بزيادة عن العادة ثلاثة دنانير وثلث على ما تقدّم ذلك، فحصل عند التجار بذلك غاية التشويش والضرر، وحلّ بهم من البلاء ما لا يوصف (¬3). [ازدياد سعر الفلفل] وفيه أحدث بيع الفلفل بالإسكندرية بزيادة على قيمة الحمل، ودام ذلك إلى هلمّ جرّا، وألزم الفرنج بشرائه بزيادة خمسين دينارا الحمل، حتى عاد أكثر تجار الفرنج بالكثير من بضائعهم ومالهم إلى بلادهم بحدوث هذه المظلمة القبيحة وعلى من أحدثها وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة (¬4). [احتكار بيع الثياب البعلبكية والموصلية] وفيه حجر على / 613 / الثياب البعلبكي والموصل، وأمر أن لا يباع ما يحضر منها إلاّ لجهة السلطان فقط، وحصل من ذلك بلاء لا يوصف، وتفصيل جرياته يطول الشرح فيه (¬5). [وصول الحمل من قبرص] وفيه وصل حمل قبرس وفيه ثياب الصوف فحملت إلى دمشق ليطرح على التجار ¬

(¬1) خبر البرد في: السلوك ج 4 ق 2/ 790، وإنباء الغمر 3/ 418، وبدائع الزهور 2/ 122. (¬2) خبر الخمور في: السلوك ج 4 ق 2/ 790، ونزهة النفوس 3/ 144، وبدائع الزهور 2/ 122. (¬3) خبر المحمل في: السلوك ج 4 ق 2/ 791، ونزهة النفوس 3/ 145. (¬4) خبر الفلفل في: السلوك ج 4 ق 2/ 791، وإنباء الغمر 3/ 423. (¬5) خبر الثياب في: السلوك ج 4 ق 2/ 792، وإنباء الغمر 3/ 423.

صفر

بأزيد قيمته من قيمتها، فحصل بذلك ضرر بواسطة ذلك وبواسطة طرح السكّر هناك على الناس، ولله الأمر (¬1). [صفر] [وفاة الشمس سويدان] [1665]- وفي صفر مات الشمس سويدان (¬2)، محمد بن سعيد الصالحي، المقرىء، وأحد أئمّة القصر. وكان عارفا بقراءة الأجواق، بارعا في ذلك، وولي حسبة القاهرة. ومولده بعد الستين وسبعماية. [خروج التجريدة] وفيه خرجت تجريدة لأخذ خيول الغربية (¬3). [ربيع الأول] [نهب دار الأستادار] وفي ربيع الأول شنّعت الجند وشنّعوا على الأستادار عبد القادر بن أبي الفرج، ونزلوا من القلعة قاصدين داره فنهبوا ما فيها وتعدّى أذاهم إلى من بالطرقات فبعثوا فيها وأخذوا ما قدروا عليه، ثم مضوا إلى دار الوزير بعد أن توجّهوا إلى دار ناظر الديوان المفرد، وكان لهم يوما شنيعا (¬4) لولا نزل مقدّم المماليك والزمام وأخذوا في التلطّف بهم حتى ردّوهم وإلا كان فحش الحال بزيادة فحش، وكانت جوامكهم تأخّرت، فشكوا إلى السلطان فقال: امضوا إلى المباشرية فرأوا وسمعوا هذه المقالة، فما عفّوا ولا كفّوا (¬5). [ضرب السلطان للأستادار] وفيه قبض السلطان على الأستادار وضربه بين يديه، ثم خلع عليه في ثاني يوم فعل به ذلك واستمرّ على عادته، ونفق السلطان الجامكية من خزانته عن شهرين (¬6). ¬

(¬1) خبر قبرس في: إنباء الغمر 792، ونزهة النفوس 3/ 146. (¬2) انظر عن (سويدان) في: السلوك ج 4 ق 2/ 812، 813، وذيل الدرر الكامنة 321، 322 رقم 268، وإنباء الغمر 3/ 429، 43 رقم 18، والنجوم الزاهرة 15/ 154، ونزهة النفوس 3/ 170، 171 رقم 665، والضوء اللامع 7/ 250 رقم 629، وبدائع الزهور 2/ 122. (¬3) خبر التجريدة في: السلوك ج 4 ق 2/ 793، ونزهة النفوس 3/ 147. (¬4) الصواب: «وكان لهم يوم شنيع». (¬5) خبر النهب في: السلوك ج 4 ق 2/ 793، وإنباء الغمر 3/ 418، ونزهة النفوس 3/ 147، وبدائع الزهور 2/ 122. (¬6) خبر الضرب في: السلوك ج 4 ق 2/ 794، وإنباء الغمر 3/ 418، ونزهة النفوس 3/ 147.

قراءة المولد بالقلعة

[قراءة المولد بالقلعة] وفيه عمل المولد بالقلعة وحضره القضاة المتّصلين، والمنفصلين فجلس المتّصلين (¬1) عن ميمنة السلطان، وجلس البلقيني، والتفهنيّ، وهما من المنفصلين عن ميسرة السلطان (¬2). [المنع بالتعامل بالدراهم البندقية] وفيه نودي بمنع الناس من المعاملة بالدراهم البندقية واللنكية (¬3). [وفاة الناصر البارنباري] [1666]- وفيه مات الناصر البارنباري (¬4)، محمد بن عبد الوهاب بن محمد الشافعيّ. وكان فاضلا ماهرا في فنون كالفقه والعربية والحساب والعروض، وانتفع به الناس، ومولده قبل السبعين وسبعماية. [وفاة الشمس ابن الموّاز] [1667]- ومات فجأة الشمس ابن (¬5) الموّاز (¬6) محمد بن عبد الله بن الحسين. وكان فاضلا، خيّرا، ديّنا، حسن السمت والملتقى. [وفاة الشمس الشطنوفي] [1668]- وفيه مات الشمس الشّطّنوفيّ (¬7) محمد بن إبراهيم بن عبد الله الشافعيّ. ¬

(¬1) الصواب: «وحضره القضاة المتّصلون والمنفصلون، فجلس المتّصلون». (¬2) خبر المولد في: بدائع الزهور 2/ 123. (¬3) خبر الدراهم في: السلوك ج 4 ق 2/ 793، ونزهة النفوس 3/ 147. (¬4) انظر عن (البارنباري) في: السلوك ج 4 ق 2/ 813، وإنباء الغمر 3/ 430 رقم 21، والدليل الشافي 2/ 651 رقم 2237، وذيل الدرر الكامنة 322 رقم 629، ووجيز الكلام 2/ 504 رقم 1154، والضوء اللامع 8/ 138 رقم 319، وشذرات الذهب 7/ 199. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) انظر عن (ابن المواز) في: السلوك ج 4 ق 2/ 813، وذيل الدرر الكامنة 325 رقم 635، والنجوم الزاهرة 15/ 154 وفيه: «محمد بن عبد الله بن حسن»، ونزهة النفوس 3/ 171، 172 رقم 667، والضوء اللامع 8/ 86 رقم 179، والمثبت أعلاه يتفق مع إنباء الغمر 3/ 430 رقم 19. (¬7) انظر عن (الشطنوفي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 813، وذيل الدرر الكامنة 321 رقم 627، وإنباء الغمر 3/ 428، 429 / رقم 16، =

ربيع الآخر

/ 614 / وكان فاضلا بارعا في الفقه والفرائض والعربية وغير ذلك. وولي تدريس الحديث بالشيخونية وكان خيّرا ديّنا، منجمعا. وسمع من التقيّ الواسطيّ، وغيره. ومولده بعد الخمسين وسبعماية. [ربيع الآخر] [وفاة العلاء الأردبيلي] [1669]- وفيه مات العلاء الأردبيليّ (¬1)، شيخ الصوفية بالعراق، علي بن محمد بن الصفيّ. وكان كثير الأتباع ولوالده من المريدين بتلك النواحي ما يزيد عدّتهم على ماية ألف إنسان، ولهم الصّيت العظيم بتلك البلاد، وخلفهم باق إلى الآن. [العمل بالفلوس] وفيه نودي على الفلوس بثمانية عشر درهما الرطل، وكانت قلّت جدّا لرفعها وحمل التجار بها إلى النواحي (¬2). [ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان غير ما مرّة إلى غير ما جهة (¬3). [كتابة صداق المرأة] وفيه أمر قاضي القضاة الحافظ ابن (¬4) حجر جماعة الشهود بأن لا يكتبوا صداق امرأة إلاّ بأحد النقدين إمّا الدراهم الفضة أو الدنانير الذهب، وأبطل ما كان يكتب من أيام الجلال البلقينيّ من الفلوس، ثم بعد مدّة نقض أيضا وأعيد كتابة الفلوس (¬5). [منع بيع الخيل] وفيه أمر السلطان أن لا تباع من الخيل شيئا إلاّ لمتعمّم ولا لابن ناس من الجند (¬6). ¬

= والنجوم الزاهرة 15/ 155، والدليل الشافي 2/ 574 رقم 972، والضوء اللامع 6/ 256 رقم 889، ووجيز الكلام 2/ 503، 504 رقم 1153، ونزهة النفوس 3/ 172 رقم 668، وبدائع الزهور 2/ 123، وشذرات الذهب 7/ 198. (¬1) انظر عن (الأردبيلي) في: إنباء الغمر 3/ 427، 428 رقم 13، وبدائع الزهور 2/ 123 وفيه: «الإربلي». (¬2) خبر الفلوس في: السلوك ج 4 ق 2/ 794، وإنباء الغمر 3/ 419. (¬3) خبر الركوب في: السلوك ج 4 ق 2/ 794، ونزهة النفوس 3/ 148. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر الصّداق في: السلوك ج 4 ق 2/ 795، ونزهة النفوس 3/ 149. (¬6) خبر الخيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 796، ونزهة النفوس 3/ 150.

الإحاطة بمركب إفرنجي

[الإحاطة بمركب إفرنجي] [1670]- وفيه احتيط بمركب فيه الخواجا علي بن محمد بن يوسف التبريزي، وكان قد قدم من الاتجار إلى الإسكندرية من بلاد الفرنج فنسب إلى أنه بعثه الحطي ملك الحبشة إلى ملوك الفرنج يستجيشهم ويحثّهم على القيام وقصد الإسلام بهم من هناك والحطي من هنا ليزيلوا دولة الإسلام، وجرت عليه أمور آلت إلى ضرب عنقه، وكان مظلوما فيما نسب إليه. نعم كان يتّجر ببلاد الحطي، ويحمل سلاحه إلى ملوك الفرنج على عادة التجار، وأما ما نسب إليه من أمر إزالة دولة الإسلام فما هو كما نسب (¬1). [قدوم الطواشي فيروز من المدينة] وفيه قدم الطواشيّ فيروز الساقي من المدينة المشرّفة، وكان قد بعث بإحضاره فأعيد إلى رتبته وتقرّبه من السلطان كما كان (¬2). [الإرجاف بأخذ الخيول] وفيه كثر الإرجاف بأخذ خيول الناس لنفاق الكثير من خيول السلطان والجند بموتها، ثم بعث السلطان بمن استولى على كثير من خيول الناس بالربيع وأدخلها إلى حوزته (¬3). [التجريدة إلى البلاد الشمالية] وفيه عيّنت تجريدة تخرج إلى جهة البلاد الشمالية بسبب حركة قرايلك (¬4). [مساعدة الخواجا الطنبدي بالتجارة] وفيه ألزم الخواجا نور الدين الطنبدي كبير التجار بأنه يأخذ من السلطان مالا يتّجر له فيه مساعدة للديوان له، ولعجزه عن القيام بتكملة الجامكية، / 615 / وحصل من ذلك ضرر بالناس، وأعطي الطنبدي ستين ألف دينار للاتجار بها (¬5). [الحجر على السّكّر] وفيه أعيد الحجر على السّكّر، وأن لا تباع إلاّ لجهة السلطان، ثم بطل ذلك (¬6). ¬

(¬1) خبر المركب في: السلوك ج 4 ق 2/ 795، 796، ونزهة النفوس 3/ 149، 150. (¬2) خبر الطواشي في: السلوك ج 4 ق 2/ 796، وبدائع الزهور 2/ 123. (¬3) خبر الخيول في: السلوك ج 4 ق 2/ 796، 797، ونزهة النفوس 3/ 150، 151. (¬4) خبر التجريدة في: نزهة النفوس 3/ 150. (¬5) خبر الخواجا لم أجده في المصادر. (¬6) خبر السكّر في: السلوك ج 4 ق 2/ 795، وإنباء الغمر 3/ 419 و 423.

جمادى الأول

[جمادى الأول] [وفاة الآمدي] [1671]- وفي جمادى الأول مات السعد الآمدي (¬1)، سعد الله الشافعي نزيل طرابلس. [كان] عالما، فاضلا، عارفا، بالأصول لكنه كان متّهم (¬2) بالرفض. [خروج ركب إلى مكة] وفيه خرج السعد بن المرة يريد جدّة، وخرج معه ركب إلى مكة المشرّفة فيه جماعة (¬3). [ضرب عنق الخواجا التبريزي] [1672]- وفيه ضربت عنق الخواجا نور الدين على التبريزي (¬4) بحكم قاضي القضاة الشمس البساطي بعد أن شهد عليه جماعة بما يوجب إراقة دمه، وشهّر على جمل وهو ينادي ويعلن بالشهادتين، وما جرى عليه (¬5) من شهد عليه خير بعده، وعند الله مجتمع الكل. [تجهّز التجريدة] وفيه أخذ الجند في التجهّز إلى التجريدة (¬6). [جمادى الآخر] [قضاء الشافعية بدمشق] وفي ربيع الآخر قرّر الشهاب أحمد بن المحمّرة الشافعي شيخ الخانقاه الصلاحية سعيد السعداء في قضاء الشافعية بدمشق عوضا عن البهاء بن حجّي، وكان السلطان قد ¬

(¬1) انظر عن (الآمدي) في: طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 414 رقم 767، والضوء اللامع 3/ 247، 248، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 2/ 118، 119 رقم 422. (¬2) الصواب: «لكنه كان متّهما». (¬3) خبر الركب في: السلوك ج 4 ق 2/ 697، ونزهة النفوس 3/ 151. (¬4) انظر عن (التبريزي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 797، وإنباء الغمر 3/ 426، 427 رقم 12، والنجوم الزاهرة 14/ 324 و 345، ونزهة النفوس 3/ 151، 152، وبدائع الزهور 2/ 123. (¬5) الصواب: «وما جرى على من شهد عليه». (¬6) خبر التجريدة في: بدائع الزهور 2/ 123.

نظارة الجيش بدمشق

استدعى بالعلم البلقيني وسأله بذلك فلم يقبل، فاستدعى بابن المحمرة هذا فقبل، فخلع عليه بذلك وبقيت مشيخة باسمه، وأمر بأن يستنيب فيها من شاء (¬1). [نظارة الجيش بدمشق] وفيه خلع على الجمال يوسف بن الصفيّ، وقرّر في نظر الجيش بدمشق عوضا عن السيد الشريف بن عدنان (¬2). [قضاء الحنفية بدمشق] وفيه قرّر الشيخ شمس الدين محمد بن الصفدي في قضاء الحنفية بدمشق، وصرف الشهاب ابن (¬3) الكشك ورسم له أن يستقرّ في قضاء الحنفية بطرابلس عوضا عن الصفدي ثم بطل ذلك، ودام ابن (¬4) الكشك معزولا (¬5). [وفاة البدر بن مزهر] [1673]- وفيه مات البدر بن مزهر (¬6)، كاتب السرّ محمد بن محمد بن أحمد الأنصاريّ، الدمشقيّ الأصل، الشافعيّ. وكان من بيت أصل ورياسة، فاضلا، بارعا فصيحا، مفوّها، عارفا، تنقّل في الوظائف حتى ولي كتابة السرّ، وصار أحد مدبّري الدولة، ورأس جدّا، واشتهرت مكارمه. ومولده سنة ستّ وثمانين وسبع ماية. وقرّر في كتابة السرّ بعده ولده الجلال محمد وتلقّب بلقب أبيه، وغرم مالا هائلا نحوا من ماية ألف دينار، وهو شاب أمرد، وما أقام إلاّ يسيرا، فصرف بالشريف ابن (¬7) عدنان، كما سيأتي. ¬

(¬1) خبر القضاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 798. (¬2) خبر النظارة في: السلوك ج 4 ق 2/ 798، ونزهة النفوس 3/ 153. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر القضاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 799، ونزهة النفوس 3/ 153. (¬6) انظر عن (ابن مزهر) في: السلوك ج 4 ق 2/ 814، وإنباء الغمر 3/ 431، 432 رقم 23، وذيل الدرر الكامنة 324، 325 رقم 634، والدليل الشافي 2/ 681 رقم 2334، والنجوم الزاهرة 15/ 155، ونزهة النفوس 3/ 172 رقم 669، ووجيز الكلام 2/ 505، 506 رقم 1159، والضوء اللامع 9/ 39 رقم 108، وبدائع الزهور 2/ 123، 124. (¬7) في الأصل: «بن».

تتبع العبيد السود

[تتبّع العبيد السود] وفيه تتبّع الوالي العبيد السّود لكثرة فسادهم فنفاهم من القاهرة (¬1). [رجب] [كتابة السرّ بمصر] وفي رجب خلع على الجلال ابن (¬2) مزهر، واستقرّ في كتابة السرّ، وكان سنّه إذ ذاك نحوا من خمس عشرة سنة، وخلع على الشرف أبي بكر بن سليمان / 616 / الأشقر الحلبي، وقرّر في نيابة كتابة السرّ، فقام الشرف هذا بأعباء الوظيفة (¬3). [دورة المحمل] وفيه أدير المحمل فكان فيه من المماليك من الشناعات ونهب الباعة والتعرّض للنساء والأحداث في أيام الزينة ما لا يعبّر عنه اقتضى ذلك بجمع العبيد السود وقتالهم المماليك، وتقاتلوا غير ما مرّة، وقتل بينهم اثنان من الرجال (¬4). [احتكار الحطب] وفيه حكر الحطب المجلوب من الوجه القبليّ، وجعل من جملة أنواع المتاجر السلطانية. وفيه حكر الغلال أيضا، ثم بطل جميع ذلك (¬5). [وفاة الشهاب الشاذلي] [1674]- وفيه مات الواعظ المذكّر، الصالح، الشهاب، أحمد بن عمر بن أحمد بن عيسى المصري، الشاذلي، الشافعيّ، المعروف بالشابّ التائب (¬6)، نزيل دمشق. ¬

(¬1) خبر العبيد في: السلوك ج 4 ق 2/ 799، ونزهة النفوس 3/ 154، وبدائع الزهور 2/ 124. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر الكتابة في: السلوك ج 4 ق 2/ 800، وإنباء الغمر 3/ 419، ونزهة النفوس 3/ 154، 155، وبدائع الزهور 2/ 124. (¬4) خبر المحمل في: السلوك ج 4 ق 2/ 800، ونزهة النفوس 3/ 155، وبدائع الزهور 2/ 124. (¬5) خبر الحطب في: السلوك ج 4 ق 2/ 801. (¬6) انظر عن (الشاب التائب) في: السلوك ج 4 ق 2/ 815، 816، وإنباء الغمر 3/ 424 رقم 3، والنجوم الزاهرة 15/ 154، ونزهة النفوس 3/ 175، 176 رقم 673، والضوء اللامع 2/ 51، ووجيز الكلام 2/ 505 رقم 1128، وبدائع الزهور 2/ 124، وتحفة الأحباب 217، 218.

وفاة برسبغا الجلباني

وكان عالما، فاضلا، صالحا، صوفيّا، حسن الوعظ والتذكير. جال اليمن والعراق وغيرهما. وبرع في الوعظ وعمل المواعيد الحافلة، وكان له زاوية أنشأها خارج القاهرة وأخرى بدمشق، وصار له شهرة وذكر. ومولده سنة ثمان وستين وسبعماية. [وفاة برسبغا الجلباني] [1675]- وفيه مات برسبغا الجلباني (¬1). وكان فصيحا، عارفا بالأمور، لا يشبه المماليك، وتنقّل في الخير من أيام الناصر فرج، وصار من الدوادارية، ثم شادّا لدواليب السلطان بالوجه القبلي. وكان مشكور السيرة. [تقدمة نائب الشام للسلطان] وفيه تقدم سودون بن عبد الرحمن نائب الشام وصحبته الكمال ابن (¬2) البارزي كاتب السرّ، وقدم نائب الشام تقدمة سنيّة فيها من النقد خمسة عشر ألف دينار، فأخذه السلطان وردّ ما عداه من التقدمة، ثم خلع عليه وأعيد إلى نيابته، وقرّر عليه خمسين ألف دينار يقوم بها، فحمل منها خمسة وعشرون (¬3) ألفا، ووعد بحمل الباقي إذا توجّه إلى دمشق (¬4). [شعبان] [ثورة جماعة من الجلبان] وفي شعبان ثار جماعة من الجلبان السلطانية ونزلوا غايرين على دار الصاحب كريم الدين ابن (¬5) كاتب المناخات فنهبوه، وكان قد تأخّر مرتّبهم من اللحم في كل يوم (¬6). [قضاء الحنابلة بدمشق] وفيه استقرّ النظام عمر بن إبراهيم بن محمد بن مفلح الدمشقيّ في قضاء دمشق ¬

(¬1) انظر عن (برسبغا الجلباني) في: إنباء الغمر 3/ 424، 425 رقم 4، والضوء اللامع 1/ 233. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) الصواب: «خمسة وعشرون». (¬4) خبر التقدمة في: السلوك ج 4 ق 2/ 801، والنجوم الزاهرة 14/ 326، ونزهة النفوس 3/ 156، وبدائع الزهور 2/ 124. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر الثورة في: السلوك ج 4 ق 2/ 802، ونزهة النفوس 3/ 157، وبدائع الزهور 2/ 124.

منازلة الفرنج الإسكندرية

الحنبلية، وكان قد قدم القاهرة وأقام بها يعمل المواعيد الحافلة بالجامع الأزهر (¬1). [منازلة الفرنج الإسكندرية] وفيه نازل ثغر الإسكندرية عدّة مراكب أغربة للفرنج وردت الميناء، فاستعدّ لهم المسلمون وواقعوهم، فبادر الأستادار بن (¬2) أبي الفرج وكان بتلك النواحي، وجمع طوائف كثيرة من العرب، ودخل بهم الإسكندرية، فشدّ عضد (المسلمين) (¬3) / 617 / وتقوّوا بهم، فلما اشتدّ الأمر عليهم وجرح منهم جماعة انهزموا، وما قتل من المسلمين إلاّ فارس واحد من جماعة ابن (¬4) أبي الفرج (¬5). [فتنة الجلبان السلطانية] وفيه ثارت فتنة بين طائفة من الجلبان السلطانية وبين جماعة من مماليك الأتابك جار قطلوا، وكادت تكون فتنة عظيمة وتخوّف الأتابك وركب الجلبان ووقفوا بالرملة، وماج الناس واضطربوا وترقبوا وقوع أمر هائل، حتى تدارك الله تعالى بلطفه، وبعث السلطان يطلب ثلاثة من مماليك جار قطلوا كانوا أسّ هذه الحادثة، وضربهم، وبعث بهم إلى السجن، فخمد الشرّ وسكن الحال (¬6). [نفقة التجريدة] وفيه كانت النفقة على المعيّنين إلى التجريدة، وكانوا نحوا من أربع ماية نفر، كل نفر خمسين دينارا، وكان عيّن من الأمراء مقدّمي الألوف أربعة وهم: أركماس الظاهري الدوادار، وقرقماس حاجب الحجّاب، وتغري بردي، ويشبك المشدّ، وبعث إليهم بالنفقات، فكانت جملة النفقة في الجميع ثلاثين ألف دينار أو دونها ثم ساروا بعد أيام إلى جهة الرها لابن قرايلك (¬7). [وفاة النور الحاضري] [1676]- وفيه مات النور الحاضري (¬8)، علي بن حسين بن علي. ¬

(¬1) خبر القضاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 802، ونزهة النفوس 3/ 157، 158. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) عن هامش المخطوط. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر الفرنج في: السلوك ج 4 ق 2/ 802، 803، وإنباء الغمر 3/ 420، ونزهة النفوس 3/ 158، 159. (¬6) خبر الفتنة في: السلوك ج 4 ق 2/ 802، 803، وإنباء الغمر 3/ 420، والنجوم الزاهرة 14/ 328 رقم 329، ونزهة النفوس 3/ 158، ووجيز الكلام 2/ 503، وبدائع الزهور 2/ 125. (¬7) خبر النفقة في: السلوك ج 4 ق 2/ 803، والنجوم الزاهرة 14/ 330، ونزهة النفوس 3/ 159، وبدائع الزهور 2/ 125. (¬8) انظر عن (الحاضري) في: إنباء الغمر 3/ 426 رقم 11.

الوباء بفلسطين

وكان وجيها، وولي عدّة وظائف سلطانية. ومولده سنة ثلاث وثلاثين وسبعماية. [الوباء بفلسطين] وفيه كثر الوباء بأرض فلسطين كغزّة والرملة، وتلك النواحي (¬1). [سقوط مكتب أطفال] وفيه سقط مكان على مكتب مات فيه من الأطفال اثني (¬2) عشر نفرا، وأصيب منهم تسعة (¬3). [رمضان] [هدم سوق الكتبيين] وفي رمضان ابتدىء بهدم سوق الكتبيّين وحوانيت الصيارف والنقليين وما إلى جانبها لتجدّد عمارتها للسلطان. وكانت جارية في أوقاف البيمارستان، ثم جدّدت على ما هي عليه الآن (¬4). [زيادة جوامك لبعض الجلبان] وفيه زيد في جوامك عدّة من شرار الجلبان فسكن شرّهم، وكان فاشيا، وامتنعوا من قبض الجامكية، حتى زيد ذلك فأخذ الجميع (¬5). [الاستعفاء من نظارة الديوان المفرد] وفيه استعفى الصاحب تاج الدين عبد الرزاق بن الهيصم من نظر الديوان المفرد فأعفي، وكان قرّر فيه في أوائل هذا الشهر (¬6). [تقاتل المماليك الجلبان والسودان] وفيه تفرّق المماليك الجلبان والسودان من العبيد فرقتين وتقاتلوا، وقتل منهم عدّة واشتدّ فساد الجلبان في هذه الأيام وكثر عبثهم بالناس وغصب الأموال والحرم وكان ذلك سببا لتجمّع السودان وتعدّيهم بالمماليك صاروا فرقتين، وصار لكل فرقة منهم عصبة (¬7). ¬

(¬1) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 803، ونزهة النفوس 3/ 159. (¬2) الصواب: «اثنا». (¬3) خبر المكتب في: السلوك ج 4 ق 2/ 803، وبدائع الزهور 2/ 125. (¬4) خبر الهدم في: السلوك ج 4 ق 2/ 803، ونزهة النفوس 3/ 159. (¬5) خبر الجوامك في: السلوك ج 4 ق 2/ 804. (¬6) خبر الاستعفاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 804، ونزهة النفوس 3/ 159 و 160. (¬7) خبر المماليك في: السلوك ج 4 ق 2/ 804، والنجوم الزاهرة 14/ 330، ونزهة النفوس 3/ 160.

شوال

[شوال] [منع إقامة الولائم والأعراس] وفي شوال برز أمر السلطان / 618 / بمنع الناس من عمل الولائم والأعراس لكثرة فساد جلبانه وإثارة أذاهم حتى اشتدّ البلاء بالناس وعظم الضرر، وقصّرت يد السلطان عن ردعهم، فنادى بإبطال الأعراس وتهديد من عمل ذلك خوفا من هجم المماليك على النساء حين اجتماعهنّ (¬1). [وفاة التقيّ الفاسي] [1677]- وفيه مات الحافظ التقيّ الفاسي (¬2)، محمد بن أحمد بن علي المكي، المالكي، حافظ الحجاز وعالمه. وكان عالما فاضلا، وله سماع كثير، وأجازه له من (. . .) (¬3) وابن (¬4) المحتسب، وابن (¬5) عوض، وعني بالحديث، وسمع ابن (¬6) جماعة، وولي قضائها (¬7) وهو أول مالكيّ ولي القضاء بها. ومولده سنة 778. ¬

(¬1) خبر الولائم في: السلوك ج 4 ق 2/ 805، ونزهة النفوس 3/ 161، وبدائع الزهور 2/ 125. (¬2) انظر عن (التقي الفاسي) في: ذيل التقييد 1/ 60 - 69 رقم 52، والعقد الثمين 1/ 331 رقم 38، وإنباء الغمر 3/ 429 رقم 17 وفيه «محمد بن علي»، والدليل الشافي 2/ 585 رقم 2007، والضوء اللامع 7/ 33، ووجيز الكلام 2/ 505 رقم 1157، وطبقات الحفاظ 549، 550، ونزهة النفوس 3/ 161، والبدر الطالع 2/ 114، وشذرات الذهب 7/ 199، وكشف الظنون 304 و 306 و 372 و 470 و 697 و 1015 و 1151، 1150، وإيضاح المكنون 1/ 236، وديوان الإسلام 3/ 418، 419 رقم 1616، ونيل الابتهاج 304، وفهرست الخديوية 5/ 74 و 87 و 88، وفهرس المخطوطات المصورة لفؤاد سيد 2/ 36 و 106، وفهرس المخطوطات المصوّرة لعبد البديع 2/ 181، 182، والأعلام 6/ 227، 228، وفهرست مخطوطات الموصل 72، ودليل مؤرّخ المغرب لابن سودة 346، ومعجم المؤلفين 8/ 300، والمجمع المؤسس 3/ 275 - 279 رقم 650، ولحظ الألحاظ 291، والمنهل الصافي 6 / ورقة 219، وإتحاف الورى بأخبار أم القرى لابن فهد 4 / ورقة 406، وطبقات صلحاء اليمن للبريهي 349، وذيل طبقات الحفاظ 377، وتوشيح الديباج للقرافي 181، ودرّة الحجال 2/ 280، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 201، ومعجم المطبوعات العربية 2/ 1429، وفهرس الفهارس 1/ 269، والفهرس التمهيدي 363 و 408، وفهرس التيمورية 3/ 223، وفهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية (التاريخ) 2/ 92 رقم 1471 و 99 رقم 1483 و 224 رقم 1709 و 258 رقم 1764 ومكتبة الأوقاف العامة ببغداد رقم 17. (¬3) كلمة غير واضحة. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) الصواب: «قضاءها».

خروج الحاج

[خروج الحاج] وفيه خرج الحاج وأميرهم على المحمل قرا سنقر. [خراب مدينة الرها] وفيه خربت مدينة الرها على يد العسكر المصرية بعد أن ساروا إليهم، ولما نزلوا على المدينة بعث أهلها يطلبون الأمان فأمّنوا، ثم انتقض ذلك، ووصل هابيل بن قرايلك من قبل أبيه بجيش ووقع بينه وبين عساكر مصر قتال شديد وأخذوا المدينة، ثم حاصروا القلعة حتى أخذوها وأوقعوا النهب والتخريب والتحريق والسبي بهما، وفعلوا أفعالا لا يفعلها الكفّار، وقبض على هابيل وتسعة من أمرائه وخواصّه بعد تأمينهم، وكانت كائنة فظيعة. وفيها من الخلق والنساء والأطفال قتلا وحرقا ما لا يحصى عددا، ولله الأمر (¬1). [ذو القعدة] [زيادة النيل] وفي ذي قعدة نودي على النيل بزيادة سبع أصابع تتمّة خمسة عشر ذراعا وتسع عشرة إصبعا. ووافق ذلك ثاني عشر مسرى. ثم توقّفت الزيادة أياما ونقص النيل لانقطاع بعض الجسور من فساد عملها، وغرقت عدّة جرون (¬2) تلف فيها ما شاء الله من الغلال، وأخذ الناس في التكالب على الغلال خوفا من الشراقي (¬3). [وفاء النيل] وفيه نزل السلطان إلى الآثار النبوية ودعا الله تعالى بأن يغيث عباده بالنيل، فأغاث الله تعالى في ثاني يوم نزوله وحصل الوفاء في سابع عشر مسرى، ونزل سيدي محمد ولد السلطان فخلّق المقياس، وفتح الخليج بين يديه على العادة (¬4). [فتح الرها] وفيه وصل الخبر بأخذ الرها على ما شرحناه فيما تقدّم في شوّال. وكان أخذها غريبة نادرة في الإسراف في القتل والسبي والنهب والحرق وهلاك النساء والأطفال بأسباب متعدّدة، فكانت / 619 / كائنة من أعظم المصائب وأفظع الغرائب (¬5). ¬

(¬1) خبر الرها في: السلوك ج 4 ق 2/ 806 - 809، والنجوم الزاهرة 14/ 330 - 334، ونزهة النفوس 3/ 162 و 163 - 166، وبدائع الزهور 2/ 125. (¬2) الصواب: «أجران». (¬3) خبر النيل في؛ السلوك ج 4 ق 2/ 805، ونزهة النفوس 3/ 162، 163، وبدائع الزهور 2/ 125، 26. (¬4) خبر الوفاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 806. (¬5) خبر الرها في: السلوك ج 4 ق 2/ 806 - 809، وإنباء الغمر 3/ 422، والنجوم الزاهرة 14/ 332، 333، وحوليات دمشقية 146، 147، ونزهة النفوس 3/ 163 - 165، ووجيز الكلام 2/ 503.

كتابة السر بمصر

[كتابة السرّ بمصر] وفيه عيّن السلطان بعض خاصكيّته بالتوجّه إلى دمشق لإحضار السيد الشريف شهاب الدين [ابن] (¬1) عدنان إلى القاهرة وقد عيّن لكتابة السرّ بمصر (¬2). [وفاة الشهاب الزبيري] [1678]- وفيه مات الشهاب الزبيريّ (¬3)، أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب المكي. وله سماعات من جماعة منهم القاري، ومنهم عبد المعطي، واليافعي، والعزّ ابن (¬4) جماعة، وآخرين (¬5) وأجاز له ابن أميلة، وابن (¬6) هبل، وابن (¬7) قواليح، وأبو البقاء السبكي. ومولده سنة ستين وسبعماية. [هرب تجار الفرنج من الإسكندرية] وفيه هرب من ثغر الإسكندرية جماعة من التجار من الفرنج الجنويّين وفي حقّهم لتجار المسلمين أكثر من عشرين ألف دينار وذلك لما ظهرت المظالم التي ما ألفوها فهيّأوا أسبابهم وهربوا في البحر في بعض المراكب، ووجدوا في طريقهم (. . . . . .) (¬8) الإسكندرية فردّوهما وبلغ السلطان هذا، فانزعج له جدّا. ثم كان ما سيأتي بيانه (¬9). [ذو الحجة] [زيادة النيل] وفي ذي حجّة كانت زيادة النيل تارة وتارة، ونقص غير ما مرة ويعود، حتى نودي عليه في خامس عشر توت بزيادة إصبعين تتمّة ثمان عشرة ذراعا وعشرين إصبعا (¬10). ¬

(¬1) إضافة ضرورية. (¬2) خبر كتابة السر في: السلوك ج 4 ق 2/ 809، وإنباء الغمر 3/ 421، ونزهة النفوس 3/ 166، وبدائع الزهور 2/ 126. (¬3) انظر عن (الزبيري) في: ذيل الدرر الكامنة 322، 223 رقم 630، وإنباء الغمر 3/ 423، 424 رقم 1، ودرر العقود الفردة 2/ 466 رقم 265، ووجيز الكلام 2/ 505 رقم 1156، والضوء اللامع 1/ 191، وشذرات الذهب 7/ 198. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) الصواب: «آخرون». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) مقدار ثلاث كلمات غير واضحة. (¬9) خبر التجار لم أجده في المصادر. (¬10) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 810، ونزهة النفوس 3/ 167.

وفاة الشريف عجلان

[وفاة الشريف عجلان] [1679]- وفيه مات السيد الشريف عجلان بن نعير (¬1) بن منصور بن جمّاز بن منصور بن جمّاز بن شيحة بن هاشم بن قاسم بن مهنّا بن حسن بن مهنّا بن داود بن قاسم بن عبد الله بن طاهر بن علي بن الحسين بن جعفر بن الحسين بن علي بن أبي طالب مقتولا. ولي إمرة المدينة غير ما مرة. [وفاة خشرم الحسني] [1680]- ومات قريبه أيضا خشرم بن دوغان (¬2) بن حصن بن هبة بن جمّاز بن منصور بن جمّاز بن شيحة الحسني، مقتولا في حرب. [تقرير كتابة السرّ بمصر] وفيه خلع على السيد شهاب الدين ابن (¬3) عدنان الحسني، الدمشقي، وقرّر في كتابة السرّ وكان قدم من دمشق موعوكا، وبقي عدّة أيام حتى عوفي، وكان له يوما مشهودا (¬4). وصرف الجلال ابن (¬5) مزهر، وعدّ كون في سنة واحدة ثلاثة من كتّاب السرّ بمصر من النوادر (¬6). [سجن ابن قرايلك بقلعة القاهرة] وفيه وصل إلى القاهرة بهابيل بن قرايلك ومن معه وهم في الحديد مشهورون (¬7) بالقاهرة إلى القلعة حتى سجنوا بها (¬8). ¬

(¬1) انظر عن (ابن نعير) في: السلوك ج 4 ق 2/ 814، 815، وإنباء الغمر 3/ 426 رقم 10، والنجوم الزاهرة 15/ 153، والدليل الشافي 1/ 441، 442 رقم 1527، والمنهل الصافي 8/ 7، 8 رقم 1533، ونزهة النفوس 3/ 173، 174 رقم 671، ووجيز الكلام 2/ 506 رقم 1160، والضوء اللامع 5/ 145 رقم 497. (¬2) انظر عن (ابن دوغان) في: السلوك ج 4 ق 2/ 815، وإنباء الغمر 3/ 425 رقم 20، والنجوم الزاهرة 15/ 155، ونزهة النفوس 3/ 174 رقم 672. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) الصواب: «وكان له يوم مشهود». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر كتابة السر في: السلوك ج 4 ق 2/ 810، وإنباء الغمر 3/ 421، والنجوم الزاهرة 14/ 334. (¬7) الصواب: «مشهّرين». (¬8) خبر السجن في: السلوك ج 4 ق 2/ 810، وإنباء الغمر 3/ 421، وحوليات دمشقية 145، ونزهة النفوس 3/ 168، ووجيز الكلام 2/ 503، وبدائع الزهور 2/ 126.

انتهاء زيادة النيل

[انتهاء زيادة النيل] وفيه كانت نهاية النيل في تسع عشرة ذراعا وست عشرة إصبعا (¬1). [خراب تبريز] وفيه خربت مدينة تبريز لحرب كان (¬2) بين اسكندر بن قرا يوسف وبين عساكر شاه رخ. وقد تقدّم قرايلك بعد انضمامه إليه وانهزم ابن (¬3) قرا يوسف، وتبعه العساكر نحوا من ثلاثة أيام وعاثوا / 620 / في أعمال تبريز ونفسها حتى خربت، وجلى (¬4) شاه رخّ أهلها إلى سمرقند، وأقفرت هذه النواحي، وحصل على الناس بها من الشدّة والغلاء والقحط والجراد ما لا يعبّر عنه (¬5). * * * [حوادث هذه السنة لا فى شهر معين] [الحرب بنواحي المدينة المنوّرة] وفيها كانت الحرب بنواحي المدينة المشرّفة، وقتل فيها غير ما واحد من أعيان بني حسين (¬6). ¬

(¬1) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 811، ونزهة النفوس 3/ 168. (¬2) الصواب: «كانت». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) الصواب: «وجلا». (¬5) خبر تبريز في: السلوك ج 4 ق 2/ 811، 512، وإنباء الغمر 3/ 422، والنجوم الزاهرة 14/ 334، 335، ونزهة النفوس 3/ 168 - 170، وبدائع الزهور 2/ 126. (¬6) خبر الحرب في: نزهة النفوس 3/ 168، وبدائع الزهور 2/ 126.

سنة ثلاث وثلاثين وثمانماية

سنة ثلاث وثلاثين وثمانماية [محرم] [نظارة الديوان المفرد] في محرّم قرّر الصاحب كريم الدين في نظر الديوان المفرد مضافا للوزارة، وكان الزين عبد القادر بن أبي الفرج قد تعلّق في أستاداريّته وأرجف بعزله وولاية أقبغا الجمالي الكاشف الأستادارية، ثم بطل ذلك، وقرّر هذا في النظارة لتقوية الأستادار (¬1). [وفاة الشمس الهيتي] [1681]- وفيه مات الشمس الهيتي (¬2)، محمد بن علي بن محمد بن عبد الكريم بن صالح بن شهاب بن محمد. وكان مولده في سنة 767. [مطر الضفادع بحمص] وفيه أمطرت السماء بمدينة حمص مطرا غزيرا ونزل معه ضفادع خضر صغار حتى امتلأت منها الأزقّة والسطوحات، وكانت غريبة (¬3). [تزايد شرور جلبان السلطان] وفيه زاد شرّ جلبان السلطان وأذاهم وخرجوا في ذلك عن الحدّ وأفحشوا وأرجف بثوران فتنة، ووزّع أهل الدولة ما في دورهم. ثم لما كان وقت الجامكية امتنعوا من قبضها وطلبوا أن يزاد الواحد منهم على جامكيّته مبلغ ثلاثماية درهم في كل شهر، فلم يكن بدّا من الزيادة وبلغت نحوا من خمسة آلاف دينار، فسكن الحال شيئا (¬4). ¬

(¬1) خبر النظارة في: السلوك ج 4 ق 2/ 817، وإنباء الغمر 3/ 433، ونزهة النفوس 3/ 177، وبدائع الزهور 2/ 126. (¬2) انظر عن (الهيتي) في: بدائع الزهور 2/ 127 وفيه «الهيثمي». (¬3) خبر الضفادع في: السلوك ج 4 ق 2/ 817، وإنباء الغمر 3/ 433، ونزهة النفوس 3/ 177، وبدائع الزهور 2/ 126، وأخبار الدول 2/ 309. (¬4) خبر الجلبان في: السلوك ج 4 ق 2/ 817، 818، ونزهة النفوس 3/ 88.

وصول رسول ملك العجم

[وصول رسول ملك العجم] وفيه وصل رسول شاه رخ بن تمرلنك ملك العجم ومعه كتابه يطلب فيه «شرح البخاري» (¬1) الذي صنّفه ابن (¬2) حجر، و «السلوك في معرفة دول الملوك» (¬3) تاريخ التقيّ المقريزي، وبعرض فيه بأن قصده أن يكسوا (¬4) الكعبة وتجرى العين بمكة، فجهّز له ثلاث (¬5) مختصرات من أوائل «شرح البخاري»، وكان الحافظ لم يكمله إلى الآن، وما كمل إلا بعد ذلك (¬6). [غزو جزيرة صقلّية] وفيه اهتمّ السلطان أبو فارس عبد العزيز صاحب تونس ومملكة إفريقية وتلمسان لغزو جزيرة صقلّية، ونازلوا مدينة مارز وأخذوها عنوة ونازلوا جزيرة مالطة، وحصروها ولم يبق إلاّ أخذها، فانهزم قائد من قوّاده العلوج وانهزم المسلمون تبعا له، فركب الفرنج أقفيتهم واستشهد منهم في القرية نحوا (¬7) من خمسين نفرا من الأعيان / 621 / ثم ثبتوا وقبضوا على العلج المنهزم وبعثوا به إلى أبي فارس فأمدّهم بالجيوش الكثيرة (¬8). [صفر] [الغلاء بالشام] وفي صفر وصل الخبر بغلاء الأسعار بدمشق وحلب، وأنّ بدمشق وحمص طاعون قد فشا في الناس (¬9). [ارتفاع سعر الدينار بالقاهرة] وفيه ارتفع سعر الدينار بالقاهرة حتى بلغ مايتين وستين درهما، وارتفع سعر الغلال أيضا (¬10). ¬

(¬1) أي كتاب: «فتح الباري» للحافظ ابن حجر. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) هو الكتاب المطبوع بعنوان: «السلوك لمعرفة دول الملوك». (¬4) الصواب: «يكسو». (¬5) الصواب: «ثلاثة». (¬6) خبر الرسول في: السلوك ج 4 ق 2/ 818، وإنباء الغمر 3/ 434. والنجوم الزاهرة 14/ 336، ونزهة النفوس 3/ 178، وبدائع الزهور 2/ 127. (¬7) الصواب: «نحو». (¬8) خبر صقلّية في: السلوك ج 4 ق 2/ 818، وإنباء الغمر 3/ 435، ونزهة النفوس 3/ 179. (¬9) خبر الغلاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 819، وإنباء الغمر 3/ 435. (¬10) خبر الغلاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 819، ونزهة النفوس 3/ 179.

وفاة التاج البطرني

[وفاة التاج البطرني] [1682]- وفيه مات التاج البطرنيّ (¬1)، محمد بن إسماعيل المغربيّ الأصل، المالكيّ، نزيل دمشق. ولي قضاء طرابلس، وكان عارفا بفقه مذهبه، حسن السيرة. [قضاء الشافعية بمصر] وفيه أعيد إلى قضاء الشافعية بمصر العلم البلقيني، وصرف الحافظ ابن (¬2) حجر (¬3). [قضاء الحنفية بمصر] وفيه قرّر في القضاء الحنفية الزين التفهني، وصرف البدر العيني (¬4). [مشيخة الخانقاه الشيخونية] واستقر في مشيخة الخانقاه الشيخونية الشيخ صدر الدين أحمد بن محمود العجمي عوضا عن التفهنيّ (¬5). [ربيع الأول] [انحلال سعر الغلال] وفي ربيع الأول انحلّ سعر الغلال عمّا كان (¬6). [وفاة الشرف الفوّي] [1683]- وفيه مات الشرف أبو الطيّب، محمد بن عبد الوهاب بن نصر الله الأذكوني، والفوّي (¬7) الحنفيّ. ¬

(¬1) انظر عن (البطرني) في: إنباء الغمر 3/ 449 رقم 34، ووجيز الكلام 2/ 510 رقم 1169، والضوء اللامع 7/ 144. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر الشافعية في: السلوك ج 4 ق 2/ 819، ونزهة النفوس 3/ 179، وبدائع الزهور 3/ 127. (¬4) خبر الحنفية في: السلوك ج 4 ق 2/ 819، وإنباء الغمر 3/ 435، وبدائع الزهور 2/ 127. (¬5) خبر المشيخة في: السلوك ج 4 ق 2/ 819، ونزهة النفوس 3/ 180. (¬6) خبر الغلال في: السلوك ج 4 ق 2/ 820، ونزهة النفوس 3/ 180. (¬7) انظر عن (الفوّي) في: إنباء الغمر 3/ 450 رقم 39، والنجوم الزاهرة 15/ 157، وفيه: «الغزي»، والسلوك ج 4 ق 2/ 841، ونزهة الفنوس 3/ 206 رقم 676، والدليل الشافي 2/ 651 رقم 238، والضوء اللامع 8/ 138 رقم 320.

وفاة أزبك الأشقر

وكان فاضلا، وولي وظائف جليلة، وشكرت سيرته. ومولده سنة سبع وتسعين وسبعماية. [وفاة أزبك الأشقر] [1684]- ومات أزبك الأشقر (¬1) الدوادار الكبير وهو بطّال بالقدس. وكان متديّنا، وهو من المماليك الظاهرية. [وفاة عالم نكده] [1685]- ومات عالم نكده من بلاد قرمان، قرا يعقوب بن أويس (¬2) بن عبد الله بن يعقوب الروميّ، الحنفيّ. وكان من كبار أهل العلم والفضل، وله شرف وذكر بتلك البلاد. [وفاة ابن كاتب جكم] [1686]- وفيه مات ابن (¬3) كاتب جكم (¬4) عبد الكريم بن بركة القبطي. وكان والده سعد الدين بركة كتب عند الأمير جكم من عوض فشهر به. وكان كريم الدين ولده إنسانا حشما، رئيسا، نزها، محبّا في زيارة الصالحين. وهو والد السيد إبراهيم بن كاتب جكم ناظر الخاصّ الذي ولي الوظيفة بعد أبيه عبد الكريم هذا، ووالده أخوه (¬5) يوسف الذي عظم قدره جدّا بعد ذلك. [بيع الغلال السلطانية] وفيه أخرجت الغلال السلطانية من شون السلطان وأبيعت، ومنع الناس من بيع الغلال حتى انحطّ السعر (¬6). ¬

(¬1) انظر (أزبك الأشقر) في: السلوك ج 4 ق 2/ 842، وإنباء الغمر 3/ 434 و 443 رقم 9، والنجوم الزاهرة 15/ 157، 158، ونزهة النفوس 3/ 206 رقم 679، ووجيز الكلام 2/ 512 رقم 1176، والضوء اللامع 2/ 273، وبدائع الزهور 2/ 127. (¬2) انظر عن (ابن أويس) في: إنباء الغمر 3/ 453، 454، وفيه: «إدريس» وهو غلط. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) انظر عن (ابن كاتب جكم) في: السلوك ج 4 ق 2/ 842، وإنباء الغمر 3/ 447 رقم 24، والنجوم الزاهرة 14/ 336 و 15/ 158، 159، والدليل الشافي 1/ 424، 425 رقم 1463، والمنهل الصافي 7/ 334 رقم 1469، ووجيز الكلام 2/ 512 رقم 1175، والضوء اللامع 4/ 308 رقم 833، ونزهة النفوس 3/ 205، 206 رقم 675، وبدائع الزهور 2/ 127. (¬5) الصواب: «أخيه». (¬6) خبر الغلال في: السلوك ج 4 ق 2/ 821، ونزهة النفوس 3/ 181.

ربيع الآخر

[ربيع الآخر] [حسبة القاهرة] وفي ربيع الآخر قرّر البدر العيني في حسبة القاهرة عوضا عن إينال الششماني مضافا لما بيده من نظر الأحباس (¬1). [نيابة الإسكندرية] وفيه قرّر في نيابة الإسكندرية أحمد بن الأسود بن الأقطع الدوادار، وكتب بإحضار نائبها أقبغا التمرازيّ (¬2). [وفاة الجمال البرماوي] [1687]- وفيه مات الجمال البرماويّ (¬3) عبد الله بن خليل بن فرج بن سعيد المقدسيّ الأصل الدمشقيّ، الشافعيّ. وكان من أهل العلم والفضل. ومولده في حدود الستين وسبعماية. [وفاة كمشبغا القيسي] [1688]- وفيه مات كمشبغا القيسي (¬4) المزوّق / 622 / الظاهري. وكان أمير اخورا في دولة الناصر، ثم صيّر كاشفا، ثم نفي إلى دمشق، وما شهر بشيء من الخير. [تقرير الأستادارية] وفيه قرّر في الأستادارية أقبغا الجمالي الكاشف، عوضا عن عبد القادر بن أبي الفرج، على أن يحمل ماية ألف دينار، وما نهض بذلك (¬5). ¬

(¬1) خبر الحسبة في: السلوك ج 4 ق 2/ 820، ونزهة النفوس 3/ 181، وبدائع الزهور 2/ 127. (¬2) خبر الإسكندرية في: السلوك ج 4 ق 2/ 820، والنجوم الزاهرة 14/ 337، وبدائع الزهور 2/ 127. (¬3) انظر عن (البرماوي) في: إنباء الغمر 3/ 446 رقم 20. (¬4) انظر عن (الفيسي) في: إنباء الغمر 3/ 448 رقم 30، والنجوم الزاهرة 15915، والسلوك ج 4 ق 2/ 842، ونزهة النفوس 3/ 206 رقم 678، والضوء اللامع 6/ 231، وبدائع الزهور 2/ 127، 128 وفيه: «القيسي». (¬5) خبر الأستادارية في: السلوك ج 4 ق 2/ 821، والنجوم الزاهرة 14/ 337، ونزهة النفوس 3/ 181، وبدائع الزهور 2/ 128.

تفشي الطاعون

[تفشّي الطاعون] وفيه ورد الخبر بفشاء الطاعون بالنحريرية وبلاد الوجه البحري سيما بدمنهور، ومات خلق كثير حتى قيل إنّ الذي أحصي ممّن مات بالمحلّة زيادة على خمسة آلاف نفر، وكانت الأخبار ترادفت بفشائه ببلاد الشمال وكثرة موت الناس هناك، وكذا ببلاد الروم سيما برصا. وورد الخبر بفشائه وشناعته وهناك حتى كان يموت بها في كل يوم زيادة على ألف وخمس ماية إنسان (¬1). [بدء الطاعون بالقاهرة] وفيه ابتدأ بالقاهرة الطاعون أيضا، وكان الناس يرجفون به ويلهجون بمجيئه حتى كان الأطفال يتحدّثون به في الطرقات إلى أن وقع بدايته في هذا الشهر، ثم فشى (¬2) جدّا حتى كان يعد ذلك من نوادر الطواعين والأوبئة، وصار له ذكر وشهرة فيما بعد ذلك، وسمّي الفصل الكبير، وأرّخ به، وزادت هذه الأموات في أواخر هذا الشهر بالقاهرة ممّن يرد اسمه للديوان الحشري خاصّة نحو الخمسين إنسانا في كل يوم. وفيه، اشتدّ خوف الناس من الوباء والطاعون وكثرت أوهامهم حتى كان منه ما سنذكره (¬3). [جمادى الأول] [سفر طائفة إلى مكة] وفي جمادى الأول خرج طائفة من الناس مسافرون (¬4) إلى مكة صحبة ناظر جدّة إبراهيم بن المرة. [تفشّي الطاعون] وكان ابتداء فشاء الطاعون، وكان عدّة من يرد اسمه الديوان فقط زيادة على الماية، وذلك بعض من يرد لا الكلّ. وفيه لما كثر الإرجاف بأمر الطاعون وأخذ في الظهور، فصار يموت الناس زيادة على ما كان قبل ذا اليوم نودي في الناس بصيام ثلاثة أيام، وبالتوبة إلى الله تعالى من ¬

(¬1) انظر عن (الطاعون) في: السلوك ج 4 ق 2/ 821، وإنباء الغمر 3/ 437، والنجوم الزاهرة 14/ 338، ووجيز الكلام 2/ 507. (¬2) الصواب: «فشا». (¬3) خبر بدء الطاعون في: السلوك ج 4 ق 2/ 822، وإنباء الغمر 3/ 437، والنجوم الزاهرة 4/ 338، ووجيز الكلام 2/ 507، ونزهة النفوس 3/ 182، وبدائع الزهور 2/ 128. (¬4) خبر مكة في: السلوك ج 4 ق 2/ 822، وإنباء الغمر 3/ 434.

وصول قائد ابن قرا يوسف

الذنوب والآثام، وأن يتهيّأوا بعد الثلاثة أيام للخروج إلى الصحراء للدعاء برفع الطاعون، والوباء عنهم، ثم خرج في رابعه العلم البلقيني قاضي القضاة، والسيد الشريف ابن (¬1) عربان كاتب السرّ، وجمع كثير من بياض الناس وعوامّهم إلى الصحراء بقرب تربة الظاهر برقوق. وقام العلم البلقيني في الناس / 623 / واعظا في عمل الميعاد، فضجّ الناس وبكوا وهم يدعون ويتضرّعون إلى قبيل الزوال، ثم انصرفوا، فزادت عدّة الأموات عمّا كانت وبلغت ثلاثماية نفر يرد اسمهم الديوان بخلاف من لا يرد اسمه، فذهل الناس وكثرت الأراجيف بشدّة الطاعون وأنه سيرتدّ لا سيما وقد ترادفت الأخبار تساقط الأطيار من الهواء وموتها، وبدخول الوحوش موتى في البراري ووجود التماسيح والأسماك ببحر النيل والبرك ميّتة طافية على الماء (¬2). [وصول قائد ابن قرا يوسف] وفيه وصل قاصد اسكندر بن قرا يوسف يخبر بأنه حارب شاه رخ، وأنه عاد إلى بلاده، وأنّ قرا يوسف رجع إلى تبريز وفي قصده إذا انفصل الشتاء أن يمشي على قرايلك لمكارة صدرت منه في حقّه (¬3). [وصول رسول ملك الروم] وفيه وصل رسول ملك الروم مراد بن عثمان بكتابه يخبر فيه بأنه هادن الفرنج ثلاث سنين. ووصل كتاب قرايلك صاحب آمد أيضا السلطان بالاعتذار عن ولده هابيل، فلم يجب (¬4). [تزايد الموتى] وفيه بلغت عدّة الموتى إلى زيادة عن الألف. وفيه وقع الموت الوجيء وشنّع بالناس سريعا عاجلا بالطاعون والنزلات المنحدرة من الدماغ إلى الصدر، فصار الإنسان يموت في وقته من غير تقدّم مرض في أقلّ من ساعة، وكثر في الأطفال والعبيد والإماء، وشنّع بالقلعة في المماليك السلطانية بالطباق، فصار يموت منهم في كل يوم زيادة على خمسين نفرا، وعمّ الوباء إقليم مصر، وقلّ وجود حمّالين (¬5) الموتى والغسّال وحفّار القبور، حتى صاروا يحفروا (¬6) حفرة كبيرة ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر الطاعون في: السلوك ج 4 ق 2/ 821، 822، وإنباء الغمر 3/ 437 - 439، ونزهة النفوس 3/ 183 و 184، ووجيز الكلام 2/ 507، وبدائع الزهور 2/ 128، وأخبار الدول 2/ 308. (¬3) خبر القاصد في: السلوك ج 4 ق 2/ 823، والنجوم الزاهرة 14/ 338، ونزهة النفوس 3/ 184. (¬4) خبر الرسول في: السلوك ج 4 ق 2/ 823. (¬5) الصواب: «حمّال». (¬6) الصواب: «يحفرون».

توعك ابن السلطان

يلقوا (¬1) فيها عدّة من الأموات، وسرقت الأكفان من على الموتى، ونبشت الكلاب كثيرا منهم، وأكلت من أطراف الموتى، وزادت كثرة الموتى حتى صارت النفوس ترى كالقطارات، ورؤيت الجنائز تتلوا بعضها بعضا، وصار الناس في شاغل (¬2). [توعّك ابن السلطان] وفيه وعك يوسف ابن (¬3) السلطان فتصدّق عليه بوزنة فضّة. ويوسف هذا هو الملك العزيز الذي ولي السلطنة بعد أبيه على ما نبيّنه (¬4). [الوباء ببلاد الفرنج] وفيه وصل الخبر بوقوع الوباء ببلاد الفرنج أيضا ولعلّ هذا الوباء كان كثير العموم بكثير من الأقاليم (¬5). [ضبط الأموات بالقاهرة] وفيه ضبطت الأموات الذي صلّي (¬6) عليها، فكانت زيادة على الألفين وماية (¬7). [موت الصيّادين] وفيه شنّع الموتان حتى أنّ ثمانية عشر من صيّادين (¬8) / 624 / السمك كانوا بمكان فمات منهم في يوم واحد أربعة عشر نفسا، ومضى الأربعة ليجهّزوهم فمات منهم وهم مشاة ثلاثة، فقام الواحد بشأن السبعة عشر، ولما أن وصل بهم إلى قبورهم مات هو أيضا. وفيه ركب البحر أربعون نفرا في مركب، وصاروا من مصر جهة الوجه القبلي، فقبل أن يصلوا الميمون مات الجميع (¬9). [وفاة امرأة] [1689]- وفيه مرّت امرأة من مصر تريد القاهرة وكان (¬10) على حمار مكاريّ، ¬

(¬1) الصواب: «يلقون». (¬2) خبر الموتى في: السلوك ج 4 ق 2/ 824، والنجوم الزاهرة 14/ 339، 340، ونزهة النفوس 3/ 186، وبدائع الزهور 2/ 129. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر ابن السلطان في: إنباء الغمر 3/ 438. (¬5) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 825. (¬6) الصواب: «التي صلّي». (¬7) خبر الأموات في: السلوك ج 4 ق 2/ 825، والنجوم الزاهرة 14/ 340، ونزهة النفوس 3/ 186. (¬8) الصواب: «من صيّادي». (¬9) خبر الصيّادين في: السلوك ج 4 ق 2/ 825، وإنباء الغمر 3/ 437، ونزهة النفوس 3/ 186، 187، وبدائع الزهور 2/ 129. (¬10) الصواب: «وكانت».

وفاة المظفر ابن المؤيد شيخ

فماتت وهي راكبة، وصارت ملقاة بالطريق يومها كلّه. ثم لما بدت (¬1) رائحتها تتغيّر حملت ودفنت، وما عرف أهلها، وكان الإنسان في هذا الوباء إذا مات أسرع إليه التغيّر في سرعة مع برد الزمان (¬2). [وفاة المظفّر ابن المؤيّد شيخ] [1690]- وفيه مات المظفّر أحمد (¬3) بن المؤيّد شيخ بثغر الإسكندرية هو وأخوه إبراهيم، ودفنا بالثغر. ثم بعد عدّة شهور حملا إلى القاهرة ودفنا بالقبّة المؤيّدية، ولم يبق للمؤيّد بعدهما ولد ذكر. [تشنيع الموت بعدّة أمكنة] وفيه شنّع الموت بالخانكاه السرياقوسية، وكان يموت بها نحوا (¬4) من مايتي نفر في كل يوم، وكثر أيضا، بالمنوفية والقليوبية حتى صار يموت في الكفر الواحد ستماية إنسان (¬5). [جمادى الآخر] [تزايد الوباء والموتى] وفي جمادى الآخر تزايد الوباء جدّا، وكثرت عدّة الأموات حتى زادت على الثلاثة آلاف في اليوم، وصار الناس في أمر مريج، وصنع كثير من أهل الخير نعوشا للسبيل وصارت لا توجد النعوش، فيحملون الموتى على الأبواب والألواح والبسط وغير ذلك. وانذهل الخلق، وتعطّلت الأحوال حتى المعايش، وارتفعت أسعار الثياب التي هي الأكفان كالبعلبكيّ، والبطاين وغير ذلك. وارتفع أيضا سعر ما يحتاج إليه المرضى لكثرتهم، مع أن المعالج بالأدوية كان القليل منهم، لأنّ الموت كان سريعا وخيما، وعظم الوباء في المماليك السلطانية (¬6). [كثرة الموتى بالصعيد] وفيه ورد الخبر بشناعة الموت بفوّه وكذا بلبيس، وابتدأ بالصعيد الأدنى، وكثر ¬

(¬1) الصواب: «بدأت». (¬2) خبر المرأة في: السلوك ج 4 ق 2/ 825. (¬3) انظر عن (المظفّر أحمد) في: السلوك ج 4 ق 2/ 842، ودرر العقود الفريدة 2/ 376، 377 رقم 192، وإنباء الغمر 3/ 441، وعقد الجمان 394، 395 رقم 96، والدليل الشافي 1/ 49 رقم 166، والمنهل الصافي 1/ 297، 298 رقم 166، ونزهة النفوس 3/ 207 رقم 680، والضوء اللامع 1/ 313، وبدائع الزهور 2/ 129. (¬4) الصواب: «نحو». (¬5) خبر الموت في: السلوك ج 4 ق 2/ 825، وبدائع الزهور 2/ 129. (¬6) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 826، وبدائع الزهور 2/ 129، ونزهة النفوس 3/ 187، 188.

وفاة أمير مكة

بالمحلّة وتلك النواحي، وانقطع من البحيرة والنحريرية، وكان في هذه الأيام الوباء شنيعا جدا، ووقعت فيه نوادر وغرائب وأهوال، وصار الناس لا يهجعون / 625 / من الليل إلاّ القليل وهم في شغل شاغل لأجل حفر القبور وتجهيز الأموات، وصاروا يباتون (¬1) بهم في الليل في المقابر حتى يتهيّأ لهم من يحفر إلى غير ذلك من نوادر غريبة يطول الشرح في تفصيل جرياتها (¬2). [وفاة أمير مكة] [1691]- وفيه مات السيد الشريف علي بن عنان بن مغامس (¬3) الحسني، أمير مكة، بالقاهرة مطعونا. وكان قد توجّه بعد صرفه عن إمرة مكة إلى بلاد المغرب، وأكرمه السلطان أبو فارس صاحب تونس، ثم عاد ولزم الإقامة بالقاهرة بطّالا. وكان حسن المحاضرة، حلو المعاشرة، له فضل ومعرفة بالأدب. [وفاة الأتابك بيبغا المظفّري] [1692]- ومات الأتابك بيبغا المظفّري (¬4) الظاهري، التركيّ. وكان من كبار الأمراء، سليم الفطرة، مع مهابة وقوّة نفس. [وفاة بردبك] [1693]- ومات بردبك (¬5) أحد مقدّمي الألوف، وهو والد الزيني فرج الموجود الآن. ¬

(¬1) الصواب: «يبيتون». (¬2) خبر الصعيد في: السلوك ج 4 ق 2/ 829، ونزهة النفوس 3/ 188 و 190. (¬3) انظر عن (ابن مغامس) في: السلوك ج 4 ق 2/ 842، 843، وإنباء الغمر 3/ 448 رقم 26، والنجوم الزاهرة 15/ 151، والدليل الشافي 1/ 467 رقم 1618، والمنهل الصافي 8/ 139 رقم 1825، ونزهة النفوس 3/ 207، 208 رقم 684، والضوء اللامع 4/ 2 رقم 842، ووجيز الكلام 2/ 512 رقم 1174، وبدائع الزهور 2/ 129. (¬4) انظر عن (بيبغا المظفّري) في: السلوك ج 4 ق 2/ 843، وإنباء الغمر 3/ 445 رقم 15، والنجوم الزاهرة 15/ 159 - 161، والدليل الشافي 1/ 207 رقم 730، والمنهل الصافي 3/ 489 - 492 رقم 732، ونزهة النفوس 3/ 207 رقم 681، ووجيز الكلام 2/ 512 رقم 1177، والضوء اللامع 3/ 22 رقم 106، وبدائع الزهور 2/ 129. (¬5) انظر عن (بردبك) في: السلوك ج 4 ق 2/ 843، وإنباء الغمر 3/ 444، 445 رقم 14، والنجوم الزاهرة 15/ 161، ونزهة النفوس 3/ 207 رقم 682، ووجيز الكلام 2/ 513 رقم.،،، والضوء اللامع 3/ 6، وبدائع الزهور 2/ 129، 130.

وفاة ابن الناصر فرج

[وفاة ابن الناصر فرج] [1694]- ومات محمد بن الناصر فرج (¬1) بن الظاهر برقوق بثغر الإسكندرية. وله إحدى وعشرون سنة. وأمّه أمّ ولد اسمها عاقوله. [صلاة أربعين شريفا] وفيه جمع السيد الشريف شهاب الدين أحمد بن عدنان كاتب السرّ بأربعين شريفا، كل منهم اسمه محمد، وفرّق فيهم من ماله خمسة آلاف درهم، وأمرهم عن إذن السلطان بأن يجلسوا بالجامع الأزهر فيقرأوا القرآن ويشهدوا الجمعة، ثم قاموا بعد الجمعة على أرجلهم ودعوا الله تعالى والناس معهم، وقد ازدحموا بالجامع، وداموا كذلك حتى دخل وقت العصر، فصعد الأربعون شريفا إلى سطح الجامع وأذّنوا بأجمعهم، ثم نزلوا فصلّوا العصر مع الجماعة وانفضّوا. وكان بعض العجم أشار بهذا على السلطان وذكر له أن في بلاد العجم عمل هكذا في بعض الأوبئة فرفعه الله تعالى. قال الحافظ ابن (¬2) حجر (¬3): فلما فعل ذلك ما ازداد الطاعون إلاّ كثرة حتى دخل رجب فتناقص. انتهى. وقال المقريزي (¬4): فلما أصبح يوم السبت أخذ الوباء يتناقص في كل يوم حتى انقطع. [تفشّي الوباء] وفيه فشا الوباء ببلاد الصعيد وبوادي العرب وبحماه وحمص (¬5). [موت الذئاب بالطاعون] وفيه وجد في بعض بساتين القاهرة / 626 / سبع (¬6) ذئاب موتى بالطاعون (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (الناصر فرج) في: السلوك ج 4 ق 2/ 843، وإنباء الغمر 3/ 449 رقم 35، والنجوم الزاهرة 15/ 162، ونزهة النفوس 3/ 207 رقم 683، وبدائع الزهور 2/ 80 و 130. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في إنباء الغمر 3/ 438. (¬4) في السلوك ج 4 ق 2/ 829، وانظر أيضا: النجوم الزاهرة 14/ 343، ونزهة النفوس 3/ 190، 191، ووجيز الكلام 2/ 507، وبدائع الزهور 2/ 132. (¬5) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 829. (¬6) الصواب: «سبعة». (¬7) خبر الذئاب في: السلوك ج 4 ق 2/ 829، ونزهة النفوس 3/ 191.

استفتاء العلماء بأمر الطاعون

[استفتاء العلماء بأمر الطاعون] وفيه جمع السلطان العلماء عنده، وكان قبل ذلك أمر بالاستفتاء في أمر الطاعون، وهل يشرع الاجتماع للدعاء برفعه أو يقنت له في الصلوات، وما الذي قال فيه العلماء، وماذا وقع لهم في الزمان الماضي في أمره. فكتب جماعة من أهل المذاهب الأربعة كلّ بما ظهر له، وما ذكروا أنّ الإجماع شهر عن أحد من السلف، وذكروا أنّ المبتغى التوبة والكفّ عن المظالم إلى غير ذلك، فلما قرئت الفتيا قرّر عند السلطان اجتماعهم قال: إذا لم يكن الخروج مشروعا فأنا لا أخرج، ولكن يبتهل الناس إلى الله تعالى. ثم سألهم عن المراد بالمظالم؟ فأخذوا يذكرون له أشياء خجلة، ومنهم من فصّل وذكر ما حدث من المظالم الثلاثة في أيامه، وهي: التشديد على التجار في بيع البهار للسلطان، وقضية طرح القطرون على الباعة، وقضية تحكير القصب السكّر، فما تحصّل جواب طائل عن ذلك. وأمّا أمر السلطان القضاة والحكام من الأمراء أن يأمروا الناس بالتوبة ويمنعونهم عن الفساد والفسق، ونودي بمنع النساء من الخروج إلى الترب، وانفضّ المجلس على ذلك (¬1). [إصابة ابن السلطان بالطاعون] وفيه بعد انفضاض هذا المجلس دخل من أخبر السلطان بأن ولده الأكبر محمد قد طعن (¬2). [وفاة الزين ابن كمشبغا] [1695]- وفيه مات الزين قاسم بن كمشبغا (¬3) الحمويّ. وكان أحد الحجّاب بالقاهرة، وكان والده أتابكا، وقد مرّ ذكره في محلّه. [وفاة الشيخ الرفاعي] [1696]- وفيه مات الشيخ علي الرفاعي (¬4). وكان إنسانا حسنا. ¬

(¬1) خبر الاستفتاء في: إنباء الغمر 3/ 438، 439، وبدائع الزهور 2/ 131. (¬2) خبر ابن السلطان لم أجده في المصادر. (¬3) انظر عن (كمشبغا) في: السلوك ج 4 ق 2/ 844، وإنباء الغمر 3/ 448 رقم 29، وبدائع الزهور 2/ 130. (¬4) انظر عن (الرفاعي) في: بدائع الزهور 2/ 130.

وفاة الشمس الأذرعي

[وفاة الشمس الأذرعي] [1697]- ومات الشمس الأذرعيّ (¬1)، محمد بن أحمد بن سليمان الحنفي، ثم الشافعيّ، ثم الحنفيّ. وكان عالما فاضلا، أفتى ودرّس، وقدم مصر في آخر عمره، وحين وصلها طعن ومات. [وفاة الخليفة] [1698]- وفيه مات الخليفة (¬2) السلطان أمير المؤمنين المستعين بالله (¬3) أبو الفضل العباس (¬4) بن المتوكل محمد بن المعتضد أبي بكر العباسي المصري بالإسكندرية، ولم يبلغ الأربعين. وكان خيّرا، ديّنا، حشما، أدوبا. وقد تقدّم خبره فيما مرّ، وخلّف ولدا اسمه يحيى. [وفاة ابن السلطان] [1699]- وفيه مات (محمد) (¬5) ابن السلطان. وكان قد ترشح للسلطنة بعد أبيه فتأسّف عليه جدا، ودفن على أمّه بقبة الأشرفية بين القصرين. وكان من مقدّمي الألوف، شابّا حسنا، جميل الصورة. [وفاة الطواشي ابن الهندي] [1700]- وفيه مات الطواشي مرجان (¬6) الهندي / 627 / الخازندار، وناظر الخاص. ¬

(¬1) انظر عن (الأذرعي) في: إنباء الغمر 3/ 488 رقم 32، وبدائع الزهور 2/ 130. (¬2) كتبت بالمداد الأحمر. (¬3) كتبتا بالمداد الأحمر. (¬4) انظر عن (العباس) في: السلوك ج 4 ق 2/ 844، وإنباء الغمر 3/ 445، 446 رقم 19، والدليل الشافي 1/ 380، 381 رقم 1304، والمنهل الصافي 7/ 60 - 64 رقم 1307، ونزهة النفوس 3/ 208، 209 رقم 687، والضوء اللامع 4/ 19 رقم 70، وبدائع الزهور 2/ 130، وشذرات الذهب 7/ 207. (¬5) كتبت بالمداد الأحمر. وانظر عن (ابن السلطان) في: السلوك ج 4 ق 2/ 844، وإنباء الغمر 3/ 449 رقم 36، والنجوم الزاهرة 15/ 162، 163، والدليل الشافي 2/ 607، 608 رقم 2086، ونزهة النفوس 3/ 209 رقم 688، ووجيز الكلام 2/ 512، والضوء اللامع 7/ 150 رقم 375، وبدائع الزهور 2/ 130، وشذرات الذهب 7/ 204. (¬6) انظر عن (مرجان) في: السلوك ج 4 ق 2/ 844، وإنباء الغمر 3/ 451 رقم 45، والنجوم الزاهرة 15/ 163، ونزهة النفوس 3/ 209 رقم 689، وبدائع الزهور 2/ 130.

وفاة الأستادار الأرمني

وكان قد بلغ من التمكّن في دولة المؤيّد ما قد عرفته فيما تقدّم ثم انحطّ قدره. [وفاة الأستادار الأرمني] [1701]- ومات الأستادار عبد القادر بن عبد الغني بن عبد الرزاق بن أبي الفرج الأرمنيّ (¬1). ودفن على أبيه بمدرسته الفخرية بين الصورين. وكان حشما ساكنا، ليّنا، محبّا في أهل الخير. [وفاة الملك الصالح] [1702]- وفيه مات السلطان الملك الصالح (محمد بن ططر) (¬2). وقد عرفت أحواله فيما تقدّم. [وفاة الشريف الشهاب الحسيني] [1703]- وفيه مات السيد الشريف شهاب الدين، أحمد بن علي بن إبراهيم بن عدنان الحسينيّ (¬3)، الدمشقيّ، الشافعيّ، كاتب السرّ بمصر. وكان فاضلا، عالما، وولي عدّة وظائف، منها: قضاء دمشق وكتابة سرّها، وكان من أعيانها، ثم ولي كتابة سرّ مصر، وباشرها مباشرة حسنة. ومولده سنة 774. [وفاة التقي الكرماني] [1704]- وفيه مات التقيّ يحيى بن محمد الكرماني (¬4) الشافعي. ¬

(¬1) انظر عن (الأرمني) في: السلوك ج 4 ق 2/ 845، وإنباء الغمر 3/ 447 رقم 23، والدليل الشافي 1/ 421 رقم 1451، والنجوم الزاهرة 15/ 163، 164، ونزهة النفوس 3/ 209 رقم 690، والضوء اللامع 4/ 272 رقم 721، وبدائع الزهور 2/ 130. (¬2) في الأصل: «محمد بن المظفر»، وما بين القوسين كتب بالمداد الأحمر. وانظر عن (ابن ططر) في: السلوك ج 4 ق 2/ 845، والدليل الشافي 2/ 630 رقم 2167، ونزهة النفوس 3/ 209 رقم 691، والضوء اللامع 7/ 274 رقم 702، وبدائع الزهور 2/ 130. (¬3) انظر عن (الحسيني) في: السلوك ج 4 ق 2/ 845، وإنباء الغمر 3/ 441، 442 رقم 6، والدليل الشافي 1/ 62 رقم 614، والمنهل الصافي 1/ 383، 384 رقم 214، والنجوم الزاهرة 15/ 214، ونزهة النفوس 3/ 209، 210 رقم 692، والضوء اللامع 2/ 5 رقم 14، وبدائع الزهور 2/ 131، وشذرات الذهب 7/ 201، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 103 ب. (¬4) انظر عن (الكرماني) في: السلوك ج 4 ق 2/ 845، وإنباء الغمر 3/ 453 رقم 52، والنجوم الزاهرة 15/ 169، ونزهة النفوس =

وفاة السراج النويري

وكان فاضلا في الفنون. أخذ عن أبيه العلاّمة شارح «البخاري». [وفاة السراج النويري] [1705]- ومات السراج عمر النويريّ (¬1)، الشافعيّ، قاضي طرابلس. [وفاة الشرف السنقاري] [1706]- والشرف السّنقاري (¬2)، محمد بن عبد الواحد بن أبي بكر بن إبراهيم بن محمد الشافعي. نزيل هوّ. وكان فاضلا. [ظهور كوكب بحجم القمر] وفيه ظهر بالسماء كوكب عظيم قدره مقدار جرم القمر في ليلة البدر، ظهر بعد غروب الشمس بقليل، فمرّ ما بين المشرق والقبلة إلى جهة المغرب، وبقرونه شرر عظيم من ورائه. وتعجّب منه (¬3). [منع الحبس على الدين] وفيه برز أمر السلطان للقضاة والحكام من أهل السياسة أن لا يحبسوا أحد (¬4) على دين، ودام ذلك كذلك إلى شوال (¬5). [انحصار الوفيات بالكبار] وفيه ارتفع موت الأطفال والشباب، وأخذ الموت في كبار الناس (¬6). [تزايد الموتى بالقاهرة] وفيه بلغت عدّة الموتى الذين خرجوا من أبواب القاهرة فقط زيادة على الإثني عشر ¬

= 3/ 210 رقم 693، ووجيز الكلام 2/ 509 رقم 1164، والضوء اللامع 10/ 259، رقم 1040، وبدائع الزهور 2/ 131. (¬1) انظر عن (النويري) في: إنباء الغمر 3/ 448 رقم 28، والضوء اللامع 6/ 417. (¬2) انظر عن (السنقاري) في: إنباء الغمر 3/ 449 رقم 33، وورد في الأصل: «السعاري». (¬3) خبر الموكب في: السلوك ج 4 ق 2/ 829، وإنباء الغمر 3/ 436، ونزهة النفوس 3/ 191، وبدائع الزهور 2/ 132. (¬4) الصواب: «أحدا». (¬5) خبر الحبس في: إنباء الغمر 3/ 439. (¬6) خبر الوفيات في: نزهة النفوس 3/ 191، وبدائع الزهور 2/ 132.

وفاة النظام السيرامي

ألفا، وقالوا إنّ من خرج من خارجها زيادة على ذلك فلعلّ بلغ إلى هذا اليوم من هذا الشهر نحوا من خمسة وعشرين ألفا، وما هذا إلاّ أمرا (¬1) مهولا. ولله الأمر (¬2). [وفاة النظام السيرامي] [1707]- وفيه مات العلاّمة شيخ الشيوخ النظام السيرامي (¬3) يحيى بن يوسف بن محمد بن عيسى الحنفيّ، نزيل القاهرة. وكان عالما فاضلا، مفنّنا في الفنون، كثير الأدب والحشمة والسكون، معظّما. أخذ عنه الطلبة وانتفعوا به. وكان قد خضع وخشع حين دخول الطاعون، وأخذ في الاستكانة والعبادة، وملازمة الصلاة على الجنائز حتى قدّر أجله، وكان من / 628 / أعيان الحنفية وأئمتهم. [وفاة الشريف سرداج] [1708]- وفيه مات الشريف سرداج بن مقبل بن نخبار (¬4) الحسني، ابن أمير الينبوع. وكان قد أخذ بعد أبيه وسملت عيناه حتى سالت حدقتاه، ثم عمي، وتوجّه إلى المدينة الشريفة فلاذ بحجرة النبي صلّى الله عليه وسلّم، وتضرّع إلى الله تعالى، فرأى النبي عليه السلام في منامه فمسح بيده على عينه، فانتبه وهو يبصر، وشهرت قضيّته هذه، حتى لما بلغ ذلك السلطان شقّ ذلك عليه وأغضبه وظنّ أن سائله قصّر، فأحضره هو وأخوه (¬5) وحضرهما فأحضرا من شهد برؤيته حدقته وقد سالت حين دخل الميل محميّا في عينيه، وكذلك أخبر أهل المدينة أنهم رأوه ذاهب الحدقتين. [وفاة الناصر البسطامي] [1709]- وفيه مات الشيخ ناصر الدين ناصر بن محمد البسطاميّ (¬6). ¬

(¬1) الصواب: «أمر». (¬2) خبر الموتى في: السلوك ج 4 ق 2/ 830. (¬3) انظر عن (السيرامي) في: إنباء الغمر 3/ 452، والنجوم الزاهرة 15/ 162، والدليل الشافي 2/ 1782 رقم 2641، ووجيز الكلام 2/ 510 رقم 1166، والضوء اللامع 10، 266 رقم 1056، ونزهة النفوس 3/ 208 رقم 686 وفيه: «يحيى بن سيف الدين سيف بن محمد بن عيسى»، وبدائع الزهور 1312 وفيه: «علاء الدين السيراني»، وشذرات الذهب 7/ 207، وكشف الظنون 475، وهدية العارفين 2/ 527، ومعجم المؤلفين 14/ 236. (¬4) في الأصل: «سرداج بن مقبل بن مختار»، والتصحيح من المصادر: السلوك ج 4 ق 2/ 845، 846، وإنباء الغمر 3/ 445 رقم 18، والنجوم الزاهرة 15/ 164، ونزهة النفوس 3/ 210، 211 رقم 694، وبدائع الزهور 2/ 133، وفيه: «سراج». (¬5) الصواب: «هو وأخاه». (¬6) انظر عن (البسطامي) في: إنباء الغمر 3/ 451 رقم 46، وبدائع الزهور 2/ 133.

رجب

وكان من أهل الخير. [رجب] [وفاة الطبيب الإسرائيلي] [1710]- وفي رجب مات الطبيب الحاذق، الفاضل، جمال الدين، يوسف بن إبراهيم بن عبد الله بن داود بن أبي الفضل بن أبي المنى بن أبي البيان الداودي، الإسرائيلي (¬1). وقد أناف على التسعين، وكان عارفا بصناعة الطب، فاضلا. [وفاة الطواشي ياقوت] [1711]- والطواشيّ ياقوت الحبشيّ (¬2)، مقدّم المماليك. وكان جميل السريرة، حسن السيرة. [غلاء الأدوية] وفيه ارتفع سعر الأدوية وما يحتاج إليه المرضى، وزاد على أضعاف القيمة لطول مدّة الأمراض بعد أن كان الموت سريعا عاجلا (¬3). [وفاة يشبك أخي السلطان] [1712]- وفيه مات يشبك (¬4) أخو السلطان أحد الأمراء من مقدّمي الألوف. وكان أسنّ من السلطان إلاّ أنه لم يكن شايبا كأخيه لكونه قدم من بلاده بعده بمدّة في سلطنة أخيه. وكان شديد عجمة اللسان مع عصبة فيه، ومكارم أخلاق. ¬

(¬1) انظر عن (الإسرائيلي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 846، وإنباء الغمر 3/ 454 رقم 55، ونزهة النفوس 3/ 211 رقم 695، وبدائع الزهور 2/ 133. (¬2) انظر عن (ياقوت الحبشي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 847، وإنباء الغمر 3/ 452 رقم 50، والنجوم الزاهرة 15/ 164، 165، والدليل الشافي 2/ 773 رقم 2615، ونزهة النفوس 3/ 211 رقم 696، ووجيز الكلام 2/ 513 رقم 1180، والضوء اللامع 10/ 213 رقم 923، وبدائع الزهور 2/ 633. (¬3) خبر الأدوية في: السلوك ج 4 ق 2/ 829. (¬4) انظر عن (يشبك) في: السلوك ج 4 ق 2/ 847، وإنباء الغمر 3/ 453 رقم 53، والنجوم الزاهرة 15/ 165، والدليل الشافي 2/ 787 رقم 2654، ونزهة النفوس 3/ 211 رقم 697، والضوء اللامع 10/ 280 رقم 1101، وبدائع الزهور 2/ 131.

وفاة الخوند هاجر

[وفاة الخوند هاجر] [1713]- وفيه، في يوم موت يشبك هذا ماتت الخوند هاجر (¬1) ابنة منكلي بغا الشمسي، نائب الشام، وزوج الظاهر برقوق. وأمّها الخوند فاطمة بنت الأشرف شعبان. [وفاة هابيل بن قرايلك] [1714]- وفيه مات بالسجن هابيل (¬2) بن عثمان قرايلك الماضي خبر إحضاره من الرها في الكائنة التي جرت. وكان شهما شجاعا. [وفاة الجلال الروياني] [1715]- وفيه مات الشيخ الصالح، الجلال الرويانيّ، نصر (¬3) الله بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل الأنصاري، الشافعيّ. وكان فاضلا، بارعا في التصوّف والحكمة وعلم الحرف، وتجرّد مرة ثم وطن القاهرة. وكان كثير الأفضال، محبّا للغرباء، محسنا لهم، عارفا، فصيحا، مفوّها، جميل الذكر كثير المروءة، ذا أدب زائد وحشمة، وله عدّة تصانيف في التصوّف وعلم الحرف. / 629 / وطلب مرة لكتابة السرّ بمصر، فامتنع. [تقدمة المماليك] وفيه قرّر خشقدم اليشبكي الطواشي الرومي في تقدمة المماليك عوضا عن ياقوت الأرغون شاوي (¬4). ¬

(¬1) انظر عن (هاجر) في: السلوك ج 4 ق 2/ 847، وإنباء الغمر 3/ 452 رقم 49، والنجوم الزاهرة 15/ 169، ونزهة النفوس 3/ 211، 212 رقم 698، ووجيز الكلام 2/ 513 رقم 1179، والضوء اللامع 10/ 292، وبدائع الزهور 2/ 131. (¬2) انظر عن (هابيل) في: السلوك ج 4 ق 2/ 848، وإنباء الغمر 3/ 452 رقم 48، والدليل الشافي 2/ 765 رقم 2600، ونزهة النفوس 3/ 213 رقم 702، والضوء اللامع 10/ 206 رقم 848، وبدائع الزهور 2/ 111 و 131. (¬3) في الأصل: «الروماني بن نصر الله»، والتصحيح من المصادر: السلوك ج 4 ق 2/ 847، والنجوم الزاهرة 15/ 165، 166، والدليل الشافي 2/ 758 رقم 2583، ونزهة النفوس 3/ 212 رقم 699، والضوء اللامع 10/ 198، 199 رقم 850، وشذرات الذهب 7/ 206، وإيضاح المكنون 1/ 103 و 2/ 149، وهدية العارفين 2/ 493، والأعلام 8/ 353، ومعجم المؤلفين 3/ 96. (¬4) خبر التقدمة في: السلوك ج 4 ق 2/ 830، والنجوم الزاهرة 14/ 344، ونزهة النفوس 3/ 193.

أتابكية دمشق

[أتابكية دمشق] وفيه قرّر في أتابكية دمشق تغري بردي المحمودي، وبعث بإحضاره من دمياط، وتوجّه إلى دمشق حين وصل إلى قليوب (¬1). [وفاة الصدر ابن العجمي] [1716]- وفيه مات الصدر بن العجمي (¬2)، أحمد بن محمود بن عبد الله القيصريّ (¬3)، الحنفيّ. وكان علاّمة فاضلا، عالما، عارفا بالفنون، بارعا في الفقه، والعربية والمعاني والبيان، وولي الحسبة غير ما مرة وعدّة وظائف جليلة، منها مشيخة الشيخونية، وكان وجيها من الأعيان الرؤساء. ومولده سنة سبع وسبعين وسبعماية. [مشيخة الشيخونية] وفيه قرّر في مشيخة الشيخونية العلاّمة البدر حسن القدسي (¬4) الحنفي. [وفاة الفخر بن المزوّق] [1717]- وفيه مات الفخر بن المزوّق (¬5) ماجد (¬6)، ويدعى بعبد الله بن السديد بن أبي الفضائل بن سناء الملك. وكان ولي كتابة السرّ ونظر الجيش، ثم نظر الإسطبل، ثم تعطّل عن (¬7) الوظائف بيده وهو بداره. ¬

(¬1) خبر الأتابكية في: السلوك ج 4 ق 2/ 830، والنجوم الزاهرة 14/ 344. (¬2) انظر عن (ابن العجمي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 848، وإنباء الغمر 3/ 442، 443 رقم 8، والنجوم الزاهرة 15/ 167، ونزهة النفوس 3/ 213 رقم 704، والضوء اللامع 2/ 623، وبدائع الزهور 2/ 133، وشذرات الذهب 7/ 202. (¬3) في إنباء الغمر: «القيري». (¬4) في الأصل: «الفدمي» والمثبت عن: السلوك ج 4 ق 2/ 830، والنجوم الزاهرة 14/ 344. (¬5) انظر عن (ابن المزوّق) في: السلوك ج 4 ق 2/ 847، 848، والنجوم الزاهرة 15/ 166، 167، ونزهة النفوس 3/ 212 رقم 700، وبدائع الزهور 2/ 133. (¬6) في الأصل: «ناصر». (¬7) «عن» مكرّرة في الأصل.

وفاة الشريف عماد الدين

[وفاة الشريف عماد الدين] [1718]- والسيد الشريف عماد الدين، أبو بكر (¬1) بن علي بن إبراهيم بن عدنان الحسنيّ، أخو كاتب السرّ، مطعونا بعد أن عاش بعد أخيه عدّة أيام. وكان تعيّن لكتابة السرّ، وباشرها قبل أن يخلع عليه، حتى ذكر أنه في هذا الوباء أحضر مرة مطالعة للسلطان فلم يوجد من يتناولها من يد محضرها لينتفع بها السلطان ويقرأها هو عليه لكثرة من مات من المماليك حتى خرج إلى خارج باب الحوش، وأحضر بعض المماليك فتناوله وأعطاه السلطان. وكان السيد هذا قدم على أخيه من دمشق. [وفاة الزين القمني] [1719]- وفيه مات الزين القمني (¬2)، أبو بكر بن عمر بن عرفات بن عوض الشافعي، عن أحد (¬3) وثمانين سنة. وكان عالما، فاضلا، من أعيان الشافعية وفضلائهم مع ديانة وخير وعبادة، وسمع من جماعة كثيرون (¬4) وولي مشيخة الصلاحية بالبيت المقدس. وكان ينتسب أنصاريا وطعن بعض فيه. [وفاة الجلال ابن مزهر] [1720]- وفيه الجلال بن مزهر (¬5)، محمد بن محمد بن محمد الأنصاري، الشافعيّ، عن نحو العشرين سنة. وولي كتابة السرّ بعد أبيه، وكان حظّه من ذلك الاسم فقط، ثم صرف. ¬

(¬1) انظر عن (أبي بكر) في: السلوك ج 4 ق 2/ 848، وإنباء الغمر 3/ 443 رقم 12، ونزهة النفوس 3/ 212، 213 رقم 701، والدارس 1/ 492. (¬2) انظر عن (القمني) في: السلوك ج 4 ق 2/ 848، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 402، 403 رقم 758، وإنباء الغمر 3/ 443، 444 رقم 13، والنجوم الزاهرة 15/ 167، والدليل الشافي 2/ 819، 820 رقم 2756، ونزهة النفوس 3/ 213 رقم 702، والضوء اللامع 6311 رقم 168، ووجيز الكلام 2/ 508، 509 رقم 1163، وبدائع الزهور 2/ 131، وشذرات الذهب 7/ 206. (¬3) الصواب: «عن إحدى». (¬4) الصواب: «كثيرين». (¬5) انظر عن (ابن مزهر) في: السلوك ج 4 ق 2/ 848، ودرر العقود الفريدة 1/ 184 رقم 58، وإنباء الغمر 3/ 450، 451 رقم 41، وعقد الجمان 388، 389 رقم 80، ونزهة النفوس 3/ 213 رقم 705، والضوء اللامع 9/ 197، ووجيز الكلام 2/ 509 رقم 1165، وبدائع الزهور 2/ 133.

مباشرة ديوان الإنشاء

[مباشرة ديوان الإنشاء] وفيه باشر ديوان الإنشاء الشرف بن العجميّ، حتى يقرّر السلطان رأيه فيمن يولّي ذلك (¬1). [انحلال سعر الغلال] وفيه انحلّ سعر الغلال (¬2). [التخوّف من حركة قرا يوسف] وفيه كثرت الأراجيف بأنّ قرا يوسف في حركة المسير إلى جهة / 630 / البلاد الفراتية، فأخذ السلطان في الاهتمام لتجهيز العسكر (¬3). [حصار قراباغ] وفيه ورد الخبر بأنّ شاه رخ بن تمرلنك شتا على قراباغ (¬4). [وفاة ابن أبي البقاء] [1721]- وفيه مات عبد البرّ (¬5) بن محمد بن محمد بن أبي البقاء الشافعيّ، ولم يكمل الثلاثين. وكان شابّا حسنا، وله فضيلة. [شعبان] [منع النوّاب عند القضاة] وفي شعبان منع السلطان نوّاب القضاة من الحكم، وأمر الشافعي أن يقتصر على أربعة منهم، والحنفي على ثلاثة، والمالكي والحنبلي كلّ على اثنين. فما أحسن هذا لو دام (¬6). [وفاة الزين ألدميري] [1722]- وفيه مات الزين الدميري (¬7) محمد بن محمد بن محمد بن عبد الملك بن أحمد المالكي. ¬

(¬1) خبر الديوان لم أجده في المصادر. (¬2) خبر الغلال في: السلوك ج 4 ق 2/ 830، ونزهة النفوس 3/ 193. (¬3) خبر قرا يوسف في: السلوك ج 4 ق 2/ 830، 8312. (¬4) خبر قراباغ في: السلوك ج 4 ق 2/ 831. (¬5) انظر عن (عبد البر) في: إنباء الغمر 3/ 446، 447 رقم 21. (¬6) خبر النواب في: السلوك ج 4 ق 2/ 831، والنجوم الزاهرة 14/ 345، ونزهة النفوس 3/ 194، وبدائع الزهور 2/ 133. (¬7) انظر عن (الدميري) في: السلوك ج 4 ق 2/ 849، وإنباء الغمر 3/ 451 رقم 42، والنجوم الزاهرة 15/ 168، ونزهة النفوس =

وفاة الشمس السكندري

وكان حشما له فضيلة وولي الحسبة ونظر البيمارستان. [وفاة الشمس السكندري] [1723]- والشمس محمد بن المعلّمة (¬1) السكندري، المالكي. وكان فاضلا، له معرفة بالعربية، وولي حسبة القاهرة. [زوال أثر الطاعون] وفيه لم يبق للطاعون أثر، وارتفع أصلا كأنه لم يكن بعد أن خلا (¬2) المنازل والديار، وجرف جرفا. وكان مشاهير الطواعين وكبارها، ووقع فيه نوادر غريبة يطول الشرح في ذكرها، منها أنّ الناس كانوا يكتبون أوراقا في روسهم ربّما مات الواحد منهم، وهو يمشي كما اتفق كثيرا فيعرفونه من الورقة التي معه من أيّ حارة هو، واسمه، إلى غير ذلك من غرائب. واتفق فيه أيضا [أن] إقطاعا خرج لسبعة أنفار أو أكثر في مدّة بسيرة (¬3). [وفاة قاضي حلب] [1724]- وفيه مات قاضي حلب محمد بن عمر بن عبد الوارث، أمين الدولة الحلبيّ (¬4)، الحنفي، الشيخ شمس الدين. [دوران المحمل] وفيه أدير المحمل، وأخّر إلى هذه الأيام بسبب الوباء وموت مماليك السلطان الرمّاحة الذين يعملون في المحمل، فاستقلّ من يعلم من بقي بالتعليم حتى يعلموا شيئا قليلا، وكان الجمع دون العادة (¬5). ¬

= 3/ 214 رقم 706، وبدائع الزهور 1332 وفي الأصل: «الزين الدمري بن محمد. . .». (¬1) انظر عن (ابن المعلّمة) في: السلوك ج 4 ق 2/ 849، وإنباء الغمر 3/ 451 رقم 43، والنجوم الزاهرة 15/ 168، ونزهة النفوس 3/ 214 رقم 707. (¬2) الصواب: «بعد أن خلت». (¬3) خبر الطاعون في: «بدائع الزهور 2/ 133. (¬4) في الأصل: «أمين الدولة والحلبي». وانظر عن قاضي حلب في: إنباء الغمر 3/ 450 رقم 40 وفيه: «محمد بن عمر بن عبد العزيز». (¬5) خبر المحمل في: السلوك ج 4 ق 2/ 831، وإنباء الغمر 3/ 441، والنجوم الزاهرة 14/ 345، ونزهة النفوس 3/ 194، وبدائع الزهور 2/ 134.

مشيخة سعيد السعداء

[مشيخة سعيد السعداء] وفيه استقرّ الجمال يوسف بن محمد التزمنتي المعروف بابن المحمرة، أحد الفضلاء الشافعية، في مشيخة خانقاه سعيد السعداء استقلالا، عوضا عن ابن (¬1) المحمرة (¬2). [عزل الكمال ابن الهمام] وفيه عزل شيخنا العلاّمة الكمال ابن (¬3) الهمام نفسه من مشيخة الخانقاه الأشرفية. وكان السبب في ذلك أن وظيفته شغرت فعيّن الشيخ بها الشمس الأمشاطي. وكان إذ ذاك من طلبة الحنفية فعارضه جوهر الخازندار اللالا في ذلك، وقرّر غيره، فغضب الشيخ من ذلك. ثم لما كان وقت الحضور حضر على العادة. ثم لما فرغ قام واقفا، وقال بحضور الجماعة: اشهدوا على أنني عزلت نفسي من هذه الوظيفة وخلعتها كما خلعت طيلساني هذا. ثم خلع طيلسانه ورمى به، وأخذ في الحال في نقل أمانته من المدرسة إلى دار له في باب القرافة. / 631 / وعدّ هذا من غاية همّته ومن زهده وورعه وعفّته. فقرّر السلطان عوضه في المشيخة شيخنا الأمين الأقصرائي وخلع عليه بذلك، ونزل الأمين عن مشيخة الجانبكية للشيخ محبّ الدين الأقصرائي (¬4). [اهتمام السلطان بالسفر] وفيه كثر اهتمام السلطان بأمر السفر ولهج العسكرية (¬5). [رمضان] [تقرير ثلاثة مدرّسين في الأشرفية] وفي رمضان قرّر السلطان في الأشرفية المستجدّة ثلاثة من الدروس زيادة عن درس الحنفية على المذاهب الثلاثة، فجعل مدرّس الشافعية العلاّمة الشمس القاياتي، والمالكية الزين عثمان الزرزاري، ومدرس [الحنابلة] (¬6) الزين عبد الرحمن الزركشيّ (¬7). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر المشيخة في: السلوك ج 4 ق 2/ 831، وإنباء الغمر 3/ 441، ونزهة النفوس 3/ 194، وبدائع الزهور 2/ 134. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر العزل في: إنباء الغمر 3/ 439، 440، ونزهة النفوس 3/ 194، 195، وبدائع الزهور 2/ 134. (¬5) خبر السفر في: السلوك ج 4 ق 2/ 832. (¬6) إضافة على الأصل. وفي الأصل: «عثمان الزرزاي». (¬7) خبر المدرّسين في: السلوك ج 4 ق 2/ 832، ونزهة النفوس 3/ 195، 196.

كتابة السر بمصر

[كتابة السرّ بمصر] وفيه قرّر في كتابة السرّ بمصر الشهاب أحمد بن صالح السفّاح الحلبي، وكان السلطان بعث بطلبه، وكانت كتابة السرّ شاغرة منذ مات السيد ابن (¬1) عدنان وأخوه والشرف الأشقر يباشرها، وهو نائب كاتب السرّ، وكان قد سعى في كتابة السرّ جماعة فاختار السلطان ابن (¬2) السفاح هذا، وقرّر ولده في كتابة سرّ حلب عوضا عن أبيه على أن يحمل للسلطان عشرة آلاف دينار (¬3). [وصول كتاب ملك العجم] وفيه وصل إلى القاهرة كتاب شاه رخ ملك العجم على يد إنسان شريف اسمه هاشم، وكان الكتاب بغير ختم، وأوله: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ} (¬4) السورة إلى آخرها، ثم خاطب فيه السلطان بالأمير برسباي، وأبرق وأرعد وتوعّد وهدّد، وكان مع القاصد هدية للسلطان أيضا وهي عدّة قطع من الفيروزج، فأعيد إليه الجواب ومن جنس كتابه (¬5). [شوال] [مقياس النيل] وفي شوال كانت قاعدة المقياس بالنيل ست أذرع وثلاث أصابع. وابتديء النداء عليه (¬6). [رخاء الأسعار] وفيه كانت الأسعار مرخيّة جدّا في جميع عامّة المبيعات من الغلال واللحوم والفواكه وغير ذلك (¬7). [مقتل مدلج بن نعير] [1725]- وفيه قتل مدلج (¬8) بن علي بن نعير بن حيار بن مهنّا أمير آل فضل. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر كتابة السر في: السلوك ج 4 ق 2/ 832، 833، وإنباء الغمر 3/ 440، والنجوم الزاهرة 4/ 345، ونزهة النفوس 3/ 196، وبدائع الزهور 2/ 134. (¬4) أول سورة الفيل. (¬5) خبر كتاب العجم في: السلوك ج 4 ق 2/ 833، وإنباء الغمر 3/ 440، ونزهة النفوس 3/ 197، وبدائع الزهور 2/ 134. (¬6) خبر المقياس في: السلوك ج 4 ق 2/ 833، ونزهة النفوس 3/ 197، وبدائع الزهور 2/ 135. (¬7) خبر الأسعار في: السلوك ج 4 ق 2/ 833، ونزهة النفوس 3/ 197، وبدائع الزهور 2/ 135. (¬8) انظر عن (مدلج) في: السلوك ج 4 ق 2/ 849، وإنباء الغمر 3/ 451 رقم 44، والنجوم الزاهرة 15/ 168، ونزهة النفوس 3/ 214 رقم 708 ووجيز الكلام 2/ 508، والضوء اللامع 10/ 150 رقم 602، وبدائع الزهور 2/ 135.

سفر الحجاج

وكان وقع بينه وبين عمّه قرقماس الذي قتل غدرا وقعة هائلة. [سفر الحجّاج] وفيه سافر الحاج وكانوا جمعا وافرا (¬1). [وصول التجريدة إلى الرها] وفيه وصل الجند الذي (¬2) كانوا خرجوا تجريدة إلى الرها (¬3). [إمرة آل فضل] وفيه قرّر سليمان بن عذرا بن علي بن نعير (¬4) بن حيار بن مهنّا في إمرة آل فضل وخلع عليه بذلك / 632 / عوضا عن مدلج. وكان سنّه نحوا من خمس عشرة سنة. [ذو القعدة] [رسول شاه رخ] وفي ذي قعدة وصل رسول من عند شاه رخ أيضا (¬5). [القبض على أقبغا الجمالي] وفيه قرّر في الأستادارية الصاحب كريم الدين ابن (¬6) كاتب المناخ عوضا عن أقبغا الجمالي، مضافا للوزارة. ثم قبض على أقبغا وعوقب على المال (¬7). [وفاء النيل] وفيه ووافق ثامن عشر مسرى، كان وفاء النيل، وركب السلطان ونزل إلى تحليق المقياس وفتح الخليج. وهذه أول ركبة ركبها السلطان لكسر النيل في سلطنته، وكان له يوما مشهودا (¬8). ¬

(¬1) خبر الحجّاج في: السلوك ج 4 ق 2/ 833، ونزهة النفوس 3/ 197. (¬2) الصواب: «الذين». (¬3) خبر التجريدة في: السلوك ج 4 ق 2/ 834، والنجوم الزاهرة 14/ 346، ونزهة النفوس 3/ 198. (¬4) خبر آل فضل في: السلوك ج 4 ق 2/ 834، ووجيز الكلام 2/ 508. وفي الأصل: «. . . علي بن يعقوب. .». (¬5) خبر الرسول في: السلوك ج 4 ق 2/ 834، ونزهة النفوس 3/ 198. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر أقبغا في: السلوك ج 4 ق 2/ 834، والنجوم الزاهرة 14/ 346، ونزهة النفوس 3/ 198، 199، وبدائع الزهور 2/ 135. (¬8) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 834، وبدائع الزهور 2/ 135.

توقف زيادة النيل

[توقف زيادة النيل] وفيه توقّفت الزيادة لتقطّع الجسور من فساد عملها (¬1). [ظهور كوكب للحجّاج] وفيه ورد الخبر من عند الحجّاج بأنه ظهر لهم في طريقهم إلى مكة وهم سائرون كوكب من جهة البحر الملح، وصار يرتفع ويعظم، ثم تفرّع منه شرر كبار ثم اجتمع، فلما أصبحوا اشتدّ عليهم الحرّ جدّا، فهلك الناس من ذلك مشاة وركبانا، ومات الكثير من الجمال والحمير. وكان في بعض أودية بلاد الينبع إبلا وغنما (¬2)، وهلك الجميع من شدّة الحرّ والعطش (¬3). [هلال ملك الحبشة] [1726]- وفيه هلك متملّك الحبشة الكافر إسحاق بن داود بن سفارعد الحطي، الأمجري (¬4). وكنت ولايته ستا وعشرين سنة. وفي أيامه حضّرت دولته بعد أن كانت همجا على يد قبطيّ يقال له فخر الدولة من الكتّاب بمصر، توجّه إليه بكتاب الشرك ثم تمكّن منه، ورتّب له أمور المملكة، وجبى الأموال. واتفق أن أميرا من الجراكسة أو من التتر (يقال له) (¬5) ألطنبغا مفرق فرّ إلى الحبشة أيضا، وكان عارفا بأنواع الملاعيب والأنداب الحربية. فرتّب لإسحاق زردخاناه، وعلّم جماعة منهم الفروسية من نشّاب ورمح وسيف وغير ذلك. واتفق أيضا دخول علي بن التبريزي التاجر الماضي خبر قتله إلى الحبشة، فصار يحمل إلى إسحاق أشياء كثيرة من الآلات الملوكية والأسلحة، وكذلك التجار غير علي المذكور. ¬

(¬1) خبر التوقف في: السلوك ج 4 ق 2/ 834، ونزهة النفوس 3/ 200. (¬2) الصواب: «إبل وغنم». (¬3) خبر الكوكب في: السلوك ج 4 ق 2/ 834، 835، وإنباء الغمر 3/ 416، والنجوم الزاهرة 14/ 346. (¬4) انظر عن (الأمحري) في: السلوك ج 4 ق 2/ 838 وفيه: «داود بن سيف أرعد»، وإنباء الغمر 3/ 443 رقم 11، ودرر العقود الفريدة 2/ 470 - 472 رقم 269، والنجوم الزاهرة 14/ 349، 350، والدليل الشافي 1/ 116، 117 رقم 405، والضوء اللامع 2/ 277 رقم 873، وبدائع الزهور 2/ 135، وشذرات الذهب 7/ 202. (¬5) ما بين القوسين عن هامش المخطوط.

ذو الحجة

وأقيم بعد إسحاق هذا في ملكه ولده أندراس، ولم تطل مدّته (¬1). [ذو الحجة] [سفر ناظر الجيش] وفي ذي حجّة خرج الزين عبد الباسط ناظر الجيش وعظيم الدولة مسافرا إلى زيارة القدس، ثم عاد في أواخره (¬2). [وفاة القاضي ابن الجزري] [1727]- وفيه في يوم عيد الأضحى مات القاضي، / 633 / الحافظ، المقريء، شمس الدين ابن (¬3) الجزري (¬4)، محمد بن محمد بن محمد بن يوسف بن علي الدمشقيّ، الشافعيّ. ¬

(¬1) السلوك ج 4 ق 2/ 838، نزهة النفوس 3/ 202، 203. (¬2) خبر السفر في: السلوك ج 4 ق 2/ 835، والنجوم الزاهرة 14/ 347 ونزهة النفوس 3/ 200. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) انظر عن (ابن الجزري) في: ذيل التقييد 1/ 256 رقم 499، وغاية النهاية 2/ 247، 251، وإنباء الغمر 3/ 466 - 468 رقم 16 وفيه وفاته (سنة 835 هـ‍)، والدليل الشافي 2/ 697، والضوء اللامع 9/ 255، ووجيز الكلام 2/ 508 رقم 1162، وبدائع الزهور 2/ 135، وطبقات الحفاظ 549، وطبقات المفسّرين للداوودي 2/ 59، والبدر الطالع 2/ 257 - 259، وشذرات الذهب 7/ 204 - 206، وقضاة دمشق 121، 122، والأنس الجليل 454، 455، ومفتاح السعادة 1/ 88 و 392 - 394، وكشف الظنون 53 و 114 و 128 و 150 و 152 و 200 و 211 و 277 و 290 و 295، 389 و 421 و 484 و 520 و 621 و 669 و 743 و 1105 و 1118 و 1132 و 1150 و 1179 و 1194 و 1323 و 1497 و 1617 و 1699 و 1799 و 1803 و 1859 و 1910، و 1952 و 2028 و 2042، وإيضاح المكنون 1/ 8 و 26 و 81 و 151 و 168 و 315 و 539 و 2/ 110 و 227 و 447 و 481 و 544 و 723، وهدية العارفين 2/ 187، 188، وفهرس المخطوطات المصوّرة لفؤاد سيد 2/ 154 و 2/ 3 و 222 و 290 وروضات الجنات 211، وفهرس الفهارس 1/ 223، 224، ومعجم المؤلفين 12/ 291، 292، وفهرس المخطوطات الإسلامية في قبرس 21، 22 رقم 18، و 24 و 25 رقم 23 و 25، و 308 رقم 551، وديوان الإسلام 2/ 113 - 115 رقم 716، والأعلام 7/ 45، والشقائق النعمانية 1/ 198، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 360، 361 رقم 665، وتاريخ الأدب العربي 2/ 203، وذيله 2/ 274، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 2/ 59 - 61، والمستدرك عليه (تأليفنا) 2/ 24، 25، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 167 رقم 1183، والقاموس الإسلامي 1/ 605، 606. وورد لقبه في الأصل: «محب الدين» وهو غلط، والمجمع المؤسس 3/ 222 - 229 رقم 603، وطبقات صلحاء اليمن للبريهي 346، وذيل تذكرة الحفاظ 376، والدارس 1/ 8، وتاريخ ثغر عدن لبامخرمة 229، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 247، ومعجم المطبوعات العربية 1/ 62، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 118، وفهرس المخطوطات التيمورية 2/ 16 و 326 و 3/ 57 د والفهرس التمهّيدي 435، وفهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية (التاريخ) 2/ 76 والفهرس المختصر للمخطوطات العربية والإسلامية بدار الكتب الوطنية بأبو ظبي 1/ 37 رقم 27 و 2/ 20 رقم 404.

وقعة نائب حلب وابن نعير

وكان إماما عالما، بارعا حافظا، محدّثا، مقرئا، ماهرا في القراءات والحديث مبرّزا فيهما. وله عدّة تصانيف جليلة في علم القراءات كتابه «النشر» (¬1) وغيره أيضا. وانتهت إليه الرياسة في الإقراء، وجال البلاد وعمّم وأكرم من الملوك، وولي قضاء شيراز عن تمرلنك. وسمع من جماعة، منهم ابن أميلة. وفضائله وشهرته تغني [عن] مزيد التعريف به. ومولده سنة أحد (¬2) وثلاثين وسبعماية. [وقعة نائب حلب وابن نعير] وفيه كانت كائنة قصروه نائب حلب مع قرقماس بن نعير، خرج إليه بعساكر حلب، واشتغل بالنهب قريبا من قلعة جعبر، فخرج عليهم العرب واقتتلوا، فقتلوا كثيرا من عسكر حلب وسلبوهم، وقتل منهم أتابك حلب. وعادوا في أسوأ حال (¬3). * * * [حوادث هذه السنة لا فى شهر معين] وفيها - أعني هذه السنة - كانت بلايا بكثير من بلاد الإسلام وغيرها من أوبئة وملاحم وفتن وموت بطاعون وتقتيل وغرق، وغير ذلك مما لا يضبط حدّه، وذلك ببلاد مصر والشام والروم والعجم وتبريز وبغداد وبلاد الدشت وبلاد الفرنج والحبشة والمغرب أقصاه ووسطه وأدناه، وببلاد الروم، وعامّة ممالك الإسلام، والكثير بغالب المعمور من الأرض، وكانت من نوادر السنين (¬4). ¬

(¬1) مطبوع بعنوان: «النشر في القراءآت العشر». (¬2) الصواب: «سنة إحدى». وفي إنباء الغمر: سنة 751 هـ‍. (¬3) خبر الوقعة في: السلوك ج 4 ق 2/ 835، 836، ونزهة النفوس 3/ 201، ووجيز الكلام 2/ 508. (¬4) خبر الحوادث في: السلوك ج 4 ق 2/ 836، ونزهة النفوس 3/ 202.

سنة أربع وثلاثين وثمانماية

سنة أربع وثلاثين وثمانماية [محرّم] [رخاء الأسعار] في محرّم كان الرخاء في الأسعار جدّا، حتى أبيع كل إردبّ قمح بستة دراهم فضة وزنا، والشعير بثلاثة، والفول بدرهمين ونصف. وكان هذا غاية الرخص بالنسبة إلى ما تقدّم في غير هذه الدولة من دولة المؤيّد شيخ (¬1). [غلاء الذهب] وفيه غلا سعر الذهب حتى كان الأشرفي ثمانين وخمسة وسبعين درهما (¬2). [عودة التجريدة] وفيه وصل أركماس الظاهري الدوادار الكبير وقرقماس الشعباني حاجب الحجّاب، ومعه الأمراء ومن معهم من الجند من التجريدة الماضي خبرها في التي قبلها (¬3). [التجريدة لقتال قرايلك] وفيه عيّن السلطان الأتابك جار قطلوا أمير كبير (¬4) وعدّة من أمراء الألوف، وهم: إينال الجكميّ أمير سلاح، وأقبغا التمرازيّ أمير مجلس، وتمراز القرمشيّ الدّقماقيّ رأس نوبة النوب، ومراد خجا، ومعهم عدّة من الطبلخانات والعشرات، ومن الجند / 634 / خمس ماية، وأمروا بالمسير إلى قتال قرايلك. وقد ورد الخبر بأنه عاث بتلك البلاد ونزل بملطية ونهب بلادها ونواحيها، وأحرق الكثير من القرى، وحصر ملطية. وكان قد بلغ ذلك نائب الشام فخرج بالعساكر الشامية، وأرسل يستحث السلطان على ¬

(¬1) خبر الأسعار في: السلوك ج 4 ق 2/ 850، وإنباء الغمر 3/ 455، ونزهة النفوس 3/ 215. (¬2) خبر الغلاء في: إنباء الغمر 3/ 455. (¬3) خبر التجريدة في: السلوك ج 4 ق 2/ 850، وإنباء الغمر 3/ 455، وبدائع الزهور 2/ 136. (¬4) في السلوك: «شار قطلوا».

ركوب السلطان للصيد

تلاحق العساكر المصرية، فعيّن من عيّن، ثم خرجوا بعد أن تجهّزوا في هذا الشهر أيضا (¬1). [ركوب السلطان للصيد] وفيه ركب السلطان بأبّهة السلطنة ونزل من قلعته شاقّا القاهرة حتى خرج من باب الشعرية، وسار للصيد ثم عاد (¬2). [توهّم السلطان خيانة نائب الشام] وفيه ورد الخبر من نائب حلب ونائب الشام بأنه لا حاجة إلى خروج تجريدة من مصر، فتخيّل السلطان من نائب الشام وتوهّم خروجه عن الطاعة. وكان ما سنذكره (¬3). [وصول الحجّاج] وفيه وصل الحاجّ وهم في كنف السلامة، وتأخّروا عن العادة يومين (¬4). [التنازع بين الأمير اخور والزين التفهني] وفيه عقد مجلس بين أمير اخور كبير وهو جقمق العلائي، وبين الزين التّفهنيّ، وبيده يومئذ تدريس الحنفية بالمدرسة القانياسة (¬5) برأس سويقة عبد المنعم، ووقع فيه لغط كبير ودعاوى في التنازع في النظر، وكان للتفهني ومن يكون زماما، وآل في هذا الوقت لجقمق ولمن يكون أمير اخورا، واستمرّ على ذلك إلى يومنا (¬6). [نقض البيعة لصاحب تونس] وفيه نقض [صاحب] (¬7) تلمسان بيعة صاحب تونس التي كان التزمها فأخذ في تجهيز نفسه إلى جهة تلمسان بعساكره، حتى كان ما سنذكره. [صفر] [إعادة التجريدة] وفي صفر أمر السلطان بعود التجريدة التي خرجت في الشهر الماضي، فعادت من ¬

(¬1) خبر قرايلك في: السلوك ج 4 ق 2/ 850، والنجوم الزاهرة 14/ 350، ونزهة النفوس 3/ 215، 216، وبدائع الزهور 2/ 136. (¬2) خبر الصيد في: السلوك ج 4 ق 2/ 851، وإنباء الغمر 3/ 455، والنجوم الزاهرة 14/ 351، وبدائع الزهور 2/ 136. (¬3) خبر الخيانة لم أجده في المصادر. (¬4) خبر الحجاج في: السلوك ج 4 ق 2/ 850. (¬5) كذا في الأصل. (¬6) خبر التنازع لم أجده في المصادر. (¬7) إضافة على الأصل للضرورة. وهو محمد بن أبي تاشفين. انظر: تاريخ الدولتين الموحّدية والحفصية 127.

وفاة السلطان ابن أويس

الخانكاه، ثم استعيدت النفقة من الأمراء والجند فلم يجدوا مالا معهم إلاّ القليل، فأخذوا في استعادة ما ابتاعوا به من الأعيان من أرباب الاحتياج حتى الأمتعة التافهة والأزواد بل واستعادوا ما أنفقوه على غلمانهم، واحتاج الغلمان إلى استعادة ما أخرجوه لأهاليهم وما شعروا به من الاحتياج لأنفسهم، وحصل عند الناس بواسطة ذلك الضرر العام (¬1). [وفاة السلطان ابن أويس] [1728]- وفيه مات السلطان حسين (¬2) علاء الدولة بن أحمد بن أويس صاحب البصرة وواسط وعامّة عراق العراق، عدا بغداد. وكان لم يزل يحارب أصبهان بن قرا يوسف حتى نزل عليه أصبهان المذكور وحصره بالحلّة مدّة سبعة أشهر حتى أحضره وقتله، / 635 / فانقرضت بقتله دولة بني أويس الأتراك من العراق، وصار جملة عراقي العرب والعجم بيد إسكندر وشاه محمد وأصبهان أولاد قرا يوسف، وقد خربت تلك الممالك والنواحي على أيديهم، ولله الأمر. [التعامل بالدراهم الأشرفية] وفيه نودي أن لا يتعامل بشيء من الدراهم غير الأشرفية التي ضربت بصكّة الإسلام على اسم السلطان، وكانت نقود الفضة قد كثرت بالقاهرة من أصناف عديدة (¬3). [ركوب السلطان للصيد] وفيه ركب السلطان للصيد غير ما مرة، وغاب في بعض ركباته يوما وليلة، وعاد من الغد (¬4). [تسعير الدينار الأشرفي] وفيه نودي بأن يكون سعر الدينار الأشرفي مايتين وخمسة وثلاثين درهما بعد مايتين وثمانين (¬5). ¬

(¬1) خبر التجريدة في: السلوك ج 4 ق 2/ 851، والنجوم الزاهرة 14/ 350، 351، ونزهة النفوس 3/ 216، وبداية الزهور 2/ 136، 137. (¬2) ستعاد ترجمة السلطان حسين في وفيات السنة التالية 835 هـ‍. برقم (1738) وسأذكر مصادرها هناك. (¬3) خبر الدراهم في: السلوك ج 4 ق 2/ 851، 852، والنجوم الزاهرة 14/ 352، وبدائع الزهور 2/ 137. (¬4) خبر الصيد في: السلوك ج 4 ق 2/ 851، والنجوم الزاهرة 14/ 351، ونزهة النفوس 3/ 216، 217. (¬5) خبر الدينار في: السلوك ج 4 ق 2/ 852، والنجوم الزاهرة 14/ 352 وفيه (285 درهما).

وفاة البدر بن العصياتي

[وفاة البدر بن العصيّاتي] [1729]- وفيه مات البدر بن العصيّاتي (¬1)، محمد بن إبراهيم بن محمد الحمصيّ، الشافعيّ. وكان فاضلا، عارفا بالعلوم العقلية مع تديّن وحدّة في مزاجه. [ربيع الأول] [حصر التعامل بالدراهم الأشرفية] وفي ربيع الأول وقع الاتفاق على ترك المعاملة بعين الدراهم الأشرفية التي ضربها السلطان والمؤيّدية والبندقية فقط لغشّ بقيّة النقود من اللنكية والقرمانية والعربية، وأمر بإدخالها لدار الضرب، وأشهد على الصيارف والتجار بذلك (¬2). [وفاة الشمس الحسني] [1730]- وفيه مات الشمس، محمد بن الحسن بن محمد الحسني الدّمشقيّ (¬3)، الشافعيّ، ابن أخي الشيخ الصالح تقيّ الدين الحصنيّ. وكان فاضلا ملازما طريقة عمّه، قائما في الله، مثابرا على العبادة والتجرّد، وكثر التعصّب على الحنابلة. [ركوب السلطان للصيد] وفيه ركب السلطان إلى الصيد وعاد من يومه (¬4). [قراءة المولد] وفيه عمل المولد بالقلعة على العادة (¬5). ¬

(¬1) انظر عن (العصيّاتي) في: إنباء الغمر 3/ 468 رقم 18، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 424، 425 رقم 773، والضوء اللامع 6/ 250، ووجيز الكلام 2/ 515، 516 رقم 1183، وبدائع الزهور 2/ 137، وشذرات الذهب 7/ 209، ومعجم المؤلفين 8/ 193. (¬2) خبر الدراهم في: «السلوك ج 4 ق 2/ 852، 853، والنجوم الزاهرة 14/ 352، ونزهة النفوس 3/ 217 و 218. (¬3) انظر عن (الدمشقي) في: إنباء الغمر 3/ 464 رقم 12، والدارس 1/ 213، 214، وبدائع الزهور 2/ 137، وشذرات الذهب 7/ 209. (¬4) خبر الصيد في: السلوك ج 4 ق 2/ 853، والنجوم الزاهرة 14/ 353، ونزهة النفوس 3/ 217 و 218. (¬5) خبر المولد في: بدائع الزهور 2/ 137.

ربيع الآخر

[ربيع الآخر] [تجهّز السلطان للسفر] وفي ربيع الآخر كثر اهتمام السلطان في تجهّز نفسه للسفر لمحاربة قرايلك، وزادت الحركة والاضطراب من الأمراء والجند في ذلك، وأشيع السفر (¬1). [إصلاح طرقات مكة] وفيه سافر شاهين الطويل أحد العشرات إلى جهة مكة ومعه جماعة من الحجّارين والبنّائين والصّنّاع والفعلة والآلات، وقد عيّنه السلطان إلى إصلاح طرقات مكة والمياه، وحفر آبار في المواضع المعطشة، وساروا في نحو ماية بعير (¬2). [وفاة المجد البرماوي] [1731]- وفيه مات المجد البرماويّ (¬3)، إسماعيل بن علي بن عبد الله المصري، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا في فنون. ومولده سنة خمسين وسبعماية. [تسعير الدراهم] / 636 / وفيه نودي على الدراهم أيضا نحو ما قدّمناه في الحال بأنّ الدينار الأشرفي بمايتين وثلاثين والإفرنتي بمايتين [و] خمسة وعشرين (¬4). [جمادى الأول] [مشقّة الحجّاج ووفاة الكثير منهم] وفي جماد الأول خرج السعد بن المراه (¬5) المتحدّث على جدّة ومعه ركب كبير فيه ¬

(¬1) خبر السفر في: السلوك ج 4 ق 2/ 853، والنجوم الزاهرة 14/ 354، ونزهة النفوس 3/ 218. (¬2) خبر الطرقات في: السلوك ج 4 ق 2/ 853، والنجوم الزاهرة 14/ 355، ونزهة النفوس 3/ 218، ووجيز الكلام 2/ 514. (¬3) انظر عن (البرماوي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 861، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 413، 414 رقم 466، والنجوم الزاهرة 15/ 171، ونزهة النفوس 3/ 266 رقم 709، والضوء اللامع 2/ 295 رقم 916، ووجيز الكلام 2/ 514، 515 رقم 1181، وحسن المحاضرة 1/ 202، وبدائع الزهور 2/ 137، وشذرات الذهب 7/ 208. (¬4) خبر التسعير في: السلوك ج 4 ق 2/ 853، ونزهة النفوس 3/ 219. (¬5) كذا. ويرد: «ابن المره».

إعادة ابن حجر للقضاء

نحو من ألف وخمس ماية بعير، ولما وصلوا إلى الوجه إذ حصل على الحاج العطش في العام الماضي والمشقة التي مات فيها خلق كثير من الناس والجمال وجدوا عدّة موتى ما بين رجال ونساء، فأخذوا في دفن الكثير منهم. وكان جملة من دفن زيادة على الألف، وترك منهم ما شاء الله (¬1). [إعادة ابن حجر للقضاء] وفيه أعيد الحافظ ابن (¬2) حجر إلى القضاء الشافعية، وصرف العلم البلقيني، وهذه ثالثة الحافظ في ولاية القضاء (¬3). [جمادى الآخر] [مصالحة عرب زبيد] وفي جماد الآخر عارض الركب الذي سار مع ابن (¬4) المراه عرب زبيد، وكادت الفتنة أن تثور حتى صالحهم ابن (¬5) المراه على ماية دينار وزنها من ماله ولم يكلّف أحدا من الناس بشيء، ثم خلّصوا وساروا فإذا هم بعد ذلك بالشريف بن زهير بن سليمان بن منصور بن جمّاز الحسيني وقد أغار عليهم في نحو ماية فارس وعدّة من المشاة وتقاتل هو والحاج مليّا، والجمال مناخة بأحمالها، وقتل من الركب رجلان، ومن العرب نحوا (¬6) من عشرة، وجرح جماعة. ثم وقع الصلح معهم على ألف وماية دينار جبيت من الناس حتى أعطيت للمذكور وسار (¬7). [وفاة الشهاب ابن الأقطع] [1732]- وفيه مات الشهاب أحمد بن الأقطع (¬8) (ويعرف بالأسود) (¬9) أيضا، الدوادار، ونائب الإسكندر. ¬

(¬1) خبر الحجّاج في: السلوك ج 4 ق 2/ 854، ونزهة النفوس 3/ 219، وبدائع الزهور 2/ 137. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر ابن حجر في: السلوك ج 4 ق 2/ 854، ونزهة النفوس 3/ 219، وبدائع الزهور 2/ 137. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) الصواب: «نحو». (¬7) خبر المصالحة في: السلوك ج 4 ق 2/ 853، 855، ونزهة النفوس 3/ 219، 220. (¬8) انظر عن (ابن الأقطع) في: السلوك ج 4 ق 2/ 861، وإنباء الغمر 3/ 457 و 462 رقم 2، والنجوم الزاهرة 15/ 170، 171، ونزهة النفوس 3/ 226 رقم 710، والضوء اللامع 12 رقم 782، ووجيز الكلام 2/ 517، 518 رقم 1189، وبدائع الزهور 2/ 138. (¬9) ما بين القوسين مكرّر في الأصل.

نيابة الإسكندرية

وكان والده طرقيّا من العامّة، واتّصل هو بالأشرف فصيّر دوادارا، ثم زردكاشا، ثم ترقّى إلى نيابة الإسكندرية ومرض بها، وطال مرضه حتى استقدم إلى فوه، ثم القاهرة وبغته الأجل بها. وذكر بعض أن أباه كان من أوجاقية الإصطبل، وأنّ والده كان دوادارا نائبا عند الأشرف في أيام إمرته. [نيابة الإسكندرية] وفيه قرّر في نيابة الإسكندرية جانبك الناصري المعروف بالثور (¬1)، وهو الذي ولي عنه الوالد - أعني الغرس خليل - نيابة الإسكندرية بعد قليل، كما سيأتي في محلّه (¬2). [وفاة جدّ المؤلّف] [1733]- وفيه مات الجدّ شاهين الشيخي (¬3) الصفوي. وكان خيّرا، ديّنا، شجاعا، سالم الفطرة، حسن العشرة، ملكه الظاهر برقوق / 637 / بعد موت شيخ الصفوي، وجرت عليه أمور يطول الشرح في ذكرها، ثم قرّر في شادّية القمامة بالبيت المقدّس، وبه ولد له الوالد سنة ثلاث عشرة وثمانماية. ثم ولي نيابة المقدس في دولة المؤيّد، ثم استقدم إلى القاهرة وبها مات، وله نحوا (¬4) من ثمانين سنة، ودفن بالقرافة. [كسوف الشمس في الأندلس] وفيه ذكر المنجّمون وأهل الحساب أنّ الشمس تكسف في ثامن عشرينه، فتهيّأ السلطان لذلك والناس، ونودي بالقاهرة قبل ذلك بأن يصوم الناس ويفعلوا الخير، ثم ترقّبوا الكسوف في الوقت الذي أنذر به، فلم يقع كسوف حتى حنق السلطان وأراد أن يبطش بمن أنذر به، وأنكر الناس عليهم ذلك. ثم ورد الخبر بأنه وقع بجزيرة الأندلس في يوم الثامن والعشرين كسوف أتى على جميع جرم الشمس إلاّ مقدار الثمن منه، وذلك بعد نصف النهار. وتعجّب الناس من ذلك، والسرّ عند الله (¬5). ¬

(¬1) خبر الإسكندرية في: إنباء الغمر 3/ 457، والنجوم الزاهرة 14/ 354، وبدائع الزهور 2/ 138. (¬2) السلوك ج 4 ق 2/ 855. (¬3) انظر عن (شاهين الشيخي) في: الضوء اللامع 3/ 295 رقم 1137 ولم يذكر تاريخا لوفاته. (¬4) الصواب: «وله نحو». (¬5) خبر الكسوف في: السلوك ج 4 ق 2/ 855، ونزهة النفوس 3/ 220، 221، وبدائع الزهور 2/ 138.

رجب

[رجب] [وفاة العلاّمة الرومي] [1734]- وفي رجب مات العلاّمة محيي الدين، ويقال: شمس الدين أيضا الفنري (¬1)، محمد بن حمزة بن محمد بن محمد الروميّ، الحنفيّ. وكان أستاذ وقته وعلاّمة عصره، كثير الفضل، غزير العلم، ماهرا في الفنون جميعها. أخذ عن جماعة من الأكابر، وارتفع قدره بمملكة الروم عند ابن (¬2) عثمان، وولّي قضاء برصا، بل صار في معنى الوزير بل فوقه. وشهرته تغني عن مزيد ذكره. ومولده سنة أحد (¬3) وثلاثين وسبعماية. [دوران المحمل] وفيه أدير المحمل على العادة (¬4). [وفاة الوحيد اليمني] [1735]- وفيه مات الوحيد، عبد الرحمن ابن الجمال المصري (¬5)، اليمني، الشافعيّ. وكان عارفا بالفقه. [شعبان] [الزلزلة بغرناطة] وفي شعبان كانت زلزلة هائلة بمدينة غرناطة من الأندلس، فتهدّم بسببها جانبا (¬6) ¬

(¬1) الفنري: بفتح الفاء والنون مخفّفا. وانظر عن (الفنري) في: إنباء الغمر 3/ 464، 465 رقم 13، ووجيز الكلام 2/ 516 رقم 1186، وشذرات الذهب 7/ 209، وبغية الوعاة 2/ 39، والشقائق النعمانية 1/ 84 - 92، والبدر الطالع 2/ 226 - 269، ومفتاح السعادة 1/ 452 - 454، والفوائد البهية 166، 167، وكشف الظنون 75، و 92 و 107 و 113 و 184 و 207 و 455 و 472 و 647 و 867 و 882 و 1067 و 1180 و 1181 و 1247 و 1267 و 1299 و 1655 و 1709 و 1766 و 1768 و 1802، وفهرس الخديوية 2/ 255، 6/ 66، وهدية العارفين 2/ 718، 789، والأعلام 6/ 342، ومعجم المؤلفين 9/ 272، والفهرس المختصر للمخطوطات العربية والإسلامية بدار الكتب الوطنية (المجمع الثقافي - أبو ظبي 1995 - ج 2) 342 رقم 878 ورقم 923. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) الصواب: «سنة إحدى». وفي إنباء الغمر 3/ 464 سنة 758 هـ‍. في شهر صفر. (¬4) خبر المحمل في: السلوك ج 4 ق 2/ 855، وبدائع الزهور 2/ 138. (¬5) انظر عن (المصري) في: إنباء الغمر 3/ 463 رقم 8، والضوء اللامع 4/ 334، وبدائع الزهور 2/ 138، وشذرات الذهب 7/ 208. (¬6) الصواب: «جانب».

رمضان

من حمراء غرناطة دار السلطان، ومن جامعها الأعظم ومنارته وعدّة مباني، وخسف سلته من بلاد مرج غرناطة بأناسها وبقرها وغنمها وسائر ما فيها، ووقعت أشياء نادرة، وأقامت الزلزلة تعاود عدّة أيام زيادة على الأربعين، فيقال إن (¬1) مات من الزلزة زيادة على الستة آلاف إنسان، وكان هذا بعد فتنة اتفقت بغرناطة، وأن عبد الله الأيسر ملك غرناطة الذي تقدّم حتى خلعه، وفراره إلى تونس عاد إليها وحاصرها مدّة، ووقعت أشياء يطول الشرح في ذكرها (¬2). [رمضان] [انتصار المسلمين في الأندلس] وفي رمضان كانت الغزوة العظمى بالأندلس، ونصر الله تعالى فيها الإسلام وأهله. / 638 / وكان من خبرها أنّ ملك برشلونة الكيتلاني كان وقع بينه وبين الفنش صاحب قشتالة فتنة، وجمع كلّ لصاحبه، ثم سار أحدهما على الآخر والتقيا في جموع موفورة جدا، فدخل الأكابر بين الملكين حتى تصالحا، فاستقرّ على الفنش بأن يغزوا (¬3) المسلمين، لا سيما وقد حصنوا بسبب الزلزلة والفتنة بين السلطان المتّصل والمنفصل، وعود المنفصل لعلّ ما ذهب منه من المال يعوّض عليه من غنيمته للمسلمين، ففعل ذلك وجمع جموعه، وقصد غرناطة لأخذها، ونزل بالقرب منها، وأخذ في قتال المسلمين حتى كاد أن يقبض عليهم أخذا باليد، فتحيّل الشيخ يحيى بن عمر بن يحيى بن عمر بن عثمان بن عبد الحق شيخ الغزاة بأن خرج من غرناطة في ألفين من الجند ونحو العشرين ألفا من العامّة المطّوّعة، وسار على جبل الفجار حتى أبعد عن معسكر الكافر، وكان قرّر مع أهل البلد أن يخرجوا إلى الفرنج، فإذا حملوا عليهم قاتلوا ساعة ثم انهزموا يظهرون أنهم قاصدين غرناطة للتحصّن بها، ففعلوا، فطمع الكفار، وانحطّوا وراءهم يتوهّمون أنهم يدركونهم على باب غرناطة، فدهمهم الشيخ يحيى بمن معه من خلفهم وقصد بعسكرهم وفيه من فيه، فأوقع بهم، وقتل وأسر وأطلق النار فيه، فجاء الفرنج الصريخ بما دهم بعسكرهم، فتركوا أهل غرناطة وعادوا لا يلوون على أحد فركب السلطان بجيوشه أقفيتهم يقتلون ويأسرون. فيقال إن عدّة القتلى بلغت زيادة على ثلاثين ألفا، والأسرى زيادة على الإثني عشر ألفا، ويقول المكثر إن من قتل ومات وأسر كانوا زيادة على الستين ألف إنسان، فإنّ عسكر الكافر كان زيادة على الماية وثمانين ألفا، وحصل بذلك النصرة العامّة، وصارت هذه الغزوة من مشاهير الغزوات بغرناطة تذكر إلى الآن (¬4). ¬

(¬1) الصواب: «إنه». (¬2) خبر الزلزلة في: السلوك ج 4 ق 2/ 856، وإنباء الغمر 3/ 457، 458، و 461، ونزهة النفوس 3/ 221، وبدائع الزهور 2/ 138، وأخبار الدول 2/ 308، وكشف الصلصلة 208. (¬3) الصواب: «يغزو». (¬4) خبر الانتصار في: السلوك ج 4 ق 2/ 857، 858، وإنباء الغمر 3/ 458، ونزهة النفوس 3/ 221 - 223، وبدائع الزهور 2/ 138، 139، وتاريخ الدولتين الموحدّية والحفصية 129، 130.

وفاة الناصر القبيباتي

[وفاة الناصر القبيباتي] [1736]- وفيه مات الناصر القبيباتي (¬1)، محمد بن أرغون المارداني، التركيّ الأصل، الشافعيّ. وكان فاضلا فقيها، يستحضر الكثير من المسائل، واشتغل بأخرة فإنه كان أولا يخدم عند الأمراء من النائب (¬2) عبد الغني أقمر، وهلمّ جرّا، وتقرّر أستادار (¬3) عند جماعة، وولي الجيزة والحجوبية / 639 / وداخل الدولة، ثم عنّ له الاشتغال بالفقه حتى عرفه معرفة جيدة. ومولده سنة خمسين وسبعماية. [شوال] [إحضار المطلوب من قبرس] وفي شوال بعث السلطان في البحر الملح نحوا من ثلاثماية من الجند السلطاني لمطالبة صاحب قبرس، فإن امتنع بعثوا يخبروه (¬4) بما وقع، فكان من التوفيق إجابته، فعاد الجند ومعهم المال وهو عدّة من ثياب الصوف (¬5). [واقعة الفئران] وفيه واقعة الفئران وهي من النوادر الغريبة، وذلك أنّ بلدة يقال لها كوم التجار (¬6) بالغربية حدث بها من الفئران ما شاء الله أن يحدث، ووقع بينهم مقتلة عظيمة من العصر إلى قريب عشاء الآخرة، ثم وجد الناس من غد ذلك اليوم عدّة من الفئران قتلى زيادة على الخمسة آلاف فأر، فجمعوا وأحرقوا. وأفسد الفأر بتلك النواحي أشياء كثيرة جدّا ما بين مقاثي بطيخ وغيرها (¬7). [وفاة الرومي الطبيب] [1737]- وفيه مات إسماعيل الرومي (¬8)، الصوفي، الشافعي، الطبيب. ¬

(¬1) انظر عن (القبيباتي) في: إنباء الغمر 3/ 464 رقم 11، والضوء اللامع 7/ 313، وبدائع الزهور 2/ 139 وفيه: «المقيبساني». وفي الأصل: «القبيساني». (¬2) الصواب: «مثل النائب». (¬3) الصواب: «أستادارا». (¬4) الصواب: «يخبرونه». (¬5) خبر قبرس في: إنباء الغمر 3/ 460. (¬6) في البدائع: «كوم النجار». (¬7) خبر الفئران في: السلوك ج 4 ق 2/ 859، وبدائع الزهور 2/ 139. (¬8) انظر عن (الرومي) في: إنباء الغمر 3/ 462 رقم 4، والضوء اللامع 2/ 310 رقم 972، ووجيز الكلام 2/ 516 رقم 1184، وبدائع الزهور 2/ 139.

وفاة ابن الظريف

وكان من صوفة (¬1) الخانقاه البيبرسية، ويقريء العربية والتصوّف، وله معرفة بالطبّ، لكنه كان غير محمود السيرة والعلاج، وكان يتأصل عن مقالة ابن عربي وينتمي إليها، وامتحن بسبب ذلك غير ما مرة. [وفاة ابن الظريف] [1738]- وفيه مات ابن (¬2) الظريف (¬3) البرهان، إبراهيم بن علي بن إسماعيل بن إبراهيم البلبيسي، الشافعيّ. وكان ولي أمانة الحكم ونيابته، وله حسن عشرة، مع إسراف على نفسه. [خروج الحجّاج] وفيه خرج الحاج مع أميرهم قرا سنقر على عادته، وحجّت الخوند جلبان زوجة السلطان وأمّ ولده يوسف، وقد جعلها الخوند الكبرى بعد عتقها وعقده عليها، وخرج في خدمتها جماعة من الأعيان، منهم ناظر الجيش الزين عبد الباسط في مشهد حافل. وكانت حجّة حافلة جدّا، وسار الحاج من أجلها قبل عادته بثلاثة أيام (¬4). [وفاة السراج البهادري] [1739]- وفيه مات السراج البهادري (¬5)، عمر بن منصور الحنفيّ. وكان فاضلا، عارفا، عالما بالفنون، بارعا في الفقه والطب، لا سيما علمه، وانفرد به، ودرّس بعدّة أماكن، وناب في الحكم. ومولده بعد الستّين وسبعماية. [ذو القعدة] [وفاء النيل] وفي ذي قعدة كان وفاء النيل في تاسع عشرين أبيب (¬6)، ونزل قرقماس حاجب ¬

(¬1) الصواب: «من صوفية». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) انظر عن (ابن الظريف) في: السلوك ج 4 ق 2/ 862، وإنباء الغمر 3/ 461 رقم 1، والنجوم الزاهرة 15/ 172، ونزهة النفوس 3/ 227 رقم 712، والضوء اللامع 1/ 82. (¬4) خبر الحجاج في: السلوك ج 4 ق 2/ 858، ونزهة النفوس 3/ 223، وبدائع الزهور 2/ 139. (¬5) انظر عن (البهادري) في: السلوك ج 4 ق 2/ 862، وإنباء الغمر 3/ 463 رقم 10، والنجوم الزاهرة 15/ 172، والدليل الشافي 1/ 506 رقم 1762، والمنهل الصافي 8/ 330 رقم 1769، ونزهة النفوس 3/ 227 رقم 713، والضوء اللامع 6/ 139 رقم 432، ووجيز الكلام 2/ 516 رقم 1185، وشذرات الذهب 7/ 208. (¬6) أبيب: هو الشهر الحادي عشر في السنة القبطية.

وفاة الشرف ابن مفلح

الحجّاب لكسره، وكان وفاؤه (¬1) في هذا اليوم من النوادر لكونه قبل مسرى، وزاد في يوم الوفاء ستة عشر إصبعا، وعدّ ذلك أيضا من النوادر (¬2). [وفاة الشرف ابن مفلح] [1740]- وفيه مات الشرف ابن (¬3) مفلح (¬4)، عبد الله بن مفلح بن محمد بن مفرّج المقدسيّ / 640 / ثم الصالحيّ، الدمشقيّ، الحنبليّ. وكان فقيها، كثير الاستحضار لفقه مذهبه، وأجاز له العزّ ابن جماعة وآخرين (¬5)، وسمع على جماعة، منهم: الجمال المرداوي، والشرف ابن (¬6) قاضي الجبل، وغيرهما. وانتهت إليه الرياسة (¬7) الحنابلة في زمنه، وعيّن للقضاء غير مرة، وما اتفق له ذلك. ومولده سنة خمسين (¬8). [حفر آبار بطريق الحج] وفيه استجدّ الزين عبد الباسط ناظر الجيش بعيون القصب من طريق مكة، فتراجعت هناك نعم نفعها، لكون ما بها كان جيّدا عذبا، وكذا استجدّ حفر بئرين بناحية زعم على يد شاهين الطويل الماضي خبره، وبطل سفر الحاج من على طريق الوجه من هذه السنة لما حصل عليهم فيه من المشاقّ، على ما تقدّم (¬9). ¬

(¬1) في الأصل: «وفاه». (¬2) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 859، وإنباء الغمر 3/ 460، ونزهة النفوس 3/ 224، ووجيز الكلام 2/ 514، وبدائع الزهور 2/ 139. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) انظر عن (ابن مفلح) في: إنباء الغمر 3/ 463 رقم 9، وحوليات دمشقية 7، 8، والدليل الشافي 1/ 390 رقم 1342، والمنهل الصافي 7/ 116 رقم 1345، ووجيز الكلام 2/ 517 رقم 1187، والضوء اللامع 5/ 66 رقم 239، وبدائع الزهور 2/ 139، وشذرات الذهب 7/ 208، والمنهج الأحمد 485، والمقصد الأرشد، رقم 543، والجوهر المنضد 72، والدّر المنضد 2/ 619 رقم 1542، والسحب الوابلة 166. (¬5) الصواب: «وآخرون». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) الصواب: «رياسة». (¬8) في الضوء اللامع مولده سنة 757 هـ‍. (¬9) خبر الآبار في: السلوك ج 4 ق 2/ 859، 860، وحوليات دمشقية 6، ونزهة النفوس 3/ 224، وبدائع الزهور 2/ 140.

ذو الحجة

[ذو الحجّة] [وفاة الصاحب ابن الهيصم] [1741]- وفي ذي حجّة مات الصاحب تاج الدين عبد الرزاق بن سعد الدين بن الهيصم (¬1) القبطيّ. وكان ولي الأستادارية وغير ذلك. [نظارة الديوان] وفيه قرّر التاج عبد الوهاب بن الخطير القبطي في نظر الديوان المفرد عوضا عن ابن (¬2) الهيصم (¬3). [نظر الأوقاف الحكمية] وفيه قرّر التاج الشوبكي الوالي في نظر الأوقاف الحكمية، وقرّر له في الأوقاف ثلاثة آلاف [في] (¬4) الشهر، فقنع بها وباشر شيئا (¬5). ¬

(¬1) انظر عن (ابن الهيصم) في: السلوك ج 4 ق 2/ 862، وإنباء الغمر 3/ 462 رقم 7، وحوليات دمشقية 13، 14، والنجوم 15/ 172، ونزهة النفوس 3/ 226، 227 رقم 711، ووجيز الكلام 2/ 518 رقم 1191، والضوء اللامع 4/ 191 رقم 860، وحسن المحاضرة 2/ 130، وبدائع الزهور 2/ 140. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر النظارة في: السلوك ج 4 ق 2/ 860، ونزهة النفوس 3/ 225. (¬4) إضافة على الأصل يقتضيها السياق. (¬5) خبر الأوقاف في: بدائع الزهور 2/ 140.

سنة خمس وثلاثين وثمانماية

سنة خمس وثلاثين وثمانماية [محرّم] [زيادة النيل] في محرّم كان نهاية زيادة النيل في اليوم الموافق لعشرين مسرى عشرين ذراعا واثني عشرة إصبعا. [إكرام السلطان نائب طرابلس] وفيه قدم الأتابك طرباي نائب طرابلس إلى القاهرة، فأكرمه السلطان، ثم أعاده إلى نيابته على عادته، وسافر بعد خمسة أيام (¬1). [عودة الحجّاج] وفيه وصل الحاج، وقدمت الخوند جلبان، والزين عبد الباسط ناظر الجيش صحبة المحمل مع قرا سنقر، وقد عسف في سيره مع ما أصاب الناس من العطش في التوجّه في طريقهم (¬2). [تفريق الخوند الهدايا] وفيه فرّقت خوند الهدايا على الأعيان، وحصل أيضا من الناس التقادم الكثيرة (¬3). [صفر] [انتشار الجراد] وفي صفر حدث في الآفاق جراد كبير، وضاق الناس منه، فكفى الله شرّه (¬4). ¬

(¬1) خبر الإكرام في: السلوك ج 4 ق 2/ 863، وإنباء الغمر 3/ 470، وحوليات مشقية 20، ونزهة النفوس 3/ 228، وبدائع الزهور 2/ 140. (¬2) خبر الحجّاج في: السلوك ج 4 ق 2/ 863، والنجوم الزاهرة 14/ 355، وحوليات دمشقية 20، ونزهة النفوس 2/ 228، وبدائع الزهور 1402. (¬3) خبر الهدايا لم أجده في المصادر. (¬4) خبر الجراد في: السلوك ج 4 ق 2/ 863، وإنباء الغمر 3/ 470، ونزهة النفوس 3/ 288، وأخبار الدول 2/ 309.

وفاة السلطان صاحب العراق

[وفاة السلطان صاحب العراق] [1742]- وفيه مات السلطان حسين (¬1) بن علاء الدولة بن أحمد بن أويس صاحب البصرة وواسط وعامّة عراق العرب وما عدا بغداد. وكان لا ينفكّ عن محاربة أصبهان بن قرا يوسف حتى نزل قصده أصبهان ونزل عليه المحاربة وحضره (¬2) / 641 / بالجملة مدّة سبعة أشهر وأخذه وقتله خنقا، وانقرضت بقتلته دولة بني أويس الأتراك من العراق، وصار جملة عراقي العرب والعجم بيد إسكندر وشاه محمد وأصبهان أولاده قرا يوسف فعاثوا فيها حتى خربت تلك الممالك المعظّمة على يديهم. ولله الأمر. [الجراد والوباء في أذربيجان والعراق] وفيه ورد الخبر بأنّ الجراد وقع ببلاد أذربيجان بتبريز بعراق العرب والعجم ولم يدع بها ما أبقاه من خضراء، وذلك مع وجود الوباء وشدّته، ومع شمول تلك الأقاليم الخراب، وفساد الأكراد بها وانتهابهم ما بقي مع وجود الغلاء الشديد، حتى أبيع الرطل اللحم الضأن المصري بنصف دينار، وأبيع لحم الكلب بالرطل بثلاثة دراهم، وأكل الناس الجيف وغيرها، وأنّ الوباء ببغداد والجزيرة وديار بكر عامّ شديد، وأنّ البلاء قد عمّ الناس بأفعال أصبهان، لا سيما بنواحي الحلّة ومشهد الحسين وتلك النواحي (¬3). [كشف الوجه القبلي] وفيه أعيد أقبغا الجماليّ لكشف الوجه القبلي، وصرف دولات (¬4) خجا لظلمه وسوء سيرته. [ربيع الآخر] [مهاجمة المماليك دار الأستادار] وفي ربيع الآخر تجرّأ (¬5) المماليك السلطانية ونزلوا من الطباق من القلعة قاصدين ¬

(¬1) انظر عن (السلطان حسين) في: السلوك ج 4 ق 2/ 876، 877، وإنباء الغمر 3/ 484، 485 رقم 5، والنجوم الزاهرة 15/ 173، 174، والدليل الشافي 1/ 174، 275 رقم 945، ونزهة النفوس 3/ 242 رقم 714، والضوء اللامع 3/ 160 رقم 611، وبدائع الزهور 2/ 137، وشذرات الذهب 7/ 213، والتاريخ الغياثي 263 - 265، وأعيان الشيعة 17/ 473. (¬2) مكرّرة في الأصل. (¬3) خبر الجراد في: السلوك ج 4 ق 2/ 864، وحوليات دمشقية 23، ونزهة النفوس 3/ 229. (¬4) في السلوك ج 4 ق 2/ 864: «مراد» ونزهة النفوس 3/ 229. (¬5) في الأصل: «تجري».

منع السفر مع ابن المرة

دار الصاحب كريم الدين ابن كاتب المناخ، وهو الأستادار حينئذ وأرادوا الفعل به، وكأنه كان قد أحسّ بذلك فوزّع جميع ما في داره وفرّ بنفسه مختفيا مغيّبا منهم، فلم يظفروا به ولا بداره، فعادوا من حيث جاؤوا لكنهم أفسدوا فيما حوله، ثم استعفى من الأستادارية، فخلع بها على الصاحب بدر الدين بن نصر الله بعد أن بعث إليه السلطان بالزين عبد الباسط ناظر الجيش والصاحب كريم الدين والسعد إبراهيم ابن (¬1) كاتب جكم ناظر الخاص، ولا زالوا به حتى أجاب (¬2). [منع السفر مع ابن المرة] وفيه نودي بأن لا يسافر أحد مع ابن (¬3) المرة إلى مكة، وكان قد تجهّر كثير من الناس، فشقّ (ذلك) (¬4) عليهم (¬5). [إطلاق المساجين على الديون] وفيه أمر السلطان بإخراج من بالسجون على الديون، وقام في المصالحة عنهم (¬6). [هدم قصر بين القصرين] وفيه ابتدىء بهدم قصر بنت بيسرى بين القصرين، وكان قد أخذ السلطان رخامه لمدرسته الأشرفية وهو الرخام الفائق النادر الموجود الآن بالمدرسة المذكورة (¬7). [ركوب السلطان] وفيه تكرّر ركوب السلطان إلى غير ما جهة غير ما مرّة (¬8). [فرار صاحب هيت] وفيه قدم بيرم صاحب هيت فارّا من أصبهان / 642 / بن قرا يوسف، وقد قتل ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر المهاجمة في: السلوك ج 4 ق 2/ 864، وإنباء الغمر 3/ 470، 471، و 480، والنجوم الزاهرة 14/ 356، 357، ونزهة النفوس 3/ 229، 230، وبدائع الزهور 2/ 140. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) مكرّرة في الأصل. (¬5) خبر المنع في: السلوك ج 4 ق 2/ 865، وإنباء الغمر 3/ 475، ونزهة النفوس 3/ 230، وحوليات دمشقية 31. (¬6) خبر المساجين في: إنباء الغمر 3/ 477، وبدائع الزهور 2/ 140. (¬7) خبر القصر في: نزهة النفوس 3/ 231، وبدائع الزهور 2/ 140. (¬8) خبر الركوب في: إنباء الغمر 3/ 476، والنجوم الزاهرة 14/ 356، وحوليات دمشقية 30، ونزهة النفوس 3/ 231.

جمادى الآخر

السلطان حسين وملك الحلّة، فخرج بيرم من هيت في ستماية نفر من أصحابه، فيهم من الفرسان ثلاثماية قلعه عربه عرب في طريقه من عربان تلك البلاد (¬1) فأخذوا من كان معه وكانوا كثير (¬2) ما بين تجار وغيرهم، ونجا هو في طائفة قليلة معه فأكرمه السلطان وأنزله، وأجرى له مرتّبا يليق بمثله، ثم أقطعه إقطاعا حسنا بناحية الفيّوم (¬3). [جمادى الآخر] [تقرير الأستادار] وفي جماد الآخر قرّر أقبغا الجمالي الكاشف في الأستادارية بسعي منه، وعلى أن يحمل عشرة آلاف دينار، وإن سافر السلطان إلى الشام حمل معه جامكية شهرين للجند، وهي مبلغ أربعين (¬4) ألف دينار، فأجيب إلى ذلك، وصرف ابن (¬5) نصر الله ولزم داره (¬6). [وفاة ابن حسام] [1743]- وفيه مات الشهاب ابن (¬7) حسام (¬8). [وفاة الشرف الأقفهسي] [1744]- وفيه مات الشرف الأقفهسيّ (¬9)، عيسى بن محمد بن عيسى المصريّ، الشافعيّ. وكان فاضلا، وناب في الحكم، وكان عارفا بالعربية. وجاوز الثمانين، ولم يكن مشكورا. ¬

(¬1) الجملة هكذا مشوّشة في الأصل. (¬2) الصواب: «وكانوا كثيرا». (¬3) خبر الفرار في: السلوك ج 4 ق 2/ 866، وإنباء الغمر 3/ 481، وحوليات دمشقية 25، 26 و 30، ونزهة النفوس 3/ 231، 232. (¬4) الصواب: «أربعون». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر الأستادار في: السلوك ج 4 ق 2/ 866، 867، وإنباء الغمر 3/ 470، وحوليات دمشقية 31، وبدائع الزهور 2/ 140. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) لم أجد لابن حسام المذكور ترجمة في المصادر. (¬9) انظر عن (الأقفهسي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 877، وإنباء الغمر 3/ 487 رقم 10، والدليل الشّافي 1/ 510 رقم 1776، ونزهة النفوس 3/ 242، 243 رقم 715، والضوء اللامع 6/ 156 رقم 503، وشذرات الذهب 7/ 214، 215، وحوليات دمشقية 35.

وفاة ابن الصوبائي

[وفاة ابن الصوبائي] [1745]- ومات الشهاب بن الصوبائي (¬1) (. . . . . .) (¬2). [عودة البدر العيني إلى قضاء الحنفية] وفيه أعيد البدر العيني إلى قضاء الحنفية عوضا عن الزين التفهني، وكان قد مرض فطال به المرض حتى مات كما سيأتي. فباشر البدر الحسبة والقضاء ونظر الأوقاف (¬3). [سفر ابن المرة] وفيه سافر ابن (¬4) المرة، وما سافر معه غير حواشيه (¬5). [مقتل ملك المسلمين بالحبشة] [1746]- وفيه قتل ابن (¬6) سعد الدين، ملك الحبشة المسلمين، محمد جمال الدين. وكان من أجلّ ملوك الحبشة (¬7)، خيّرا، ديّنا، ومحبّة للعلم والعلماء. [وفاة التاج ابن ماجد] [1747]- وفيه مات الحافظ التاج ابن (¬8) ماجد (¬9) بن محمد بن محمد، بعد ما ابتلي. وكان فاضلا محدّثا. [رجب] [تقرير الحسبة] وفي رجب قرّر الصلاح محمد بن البدر حسن بن نصر الله في الحسبة عوضا عن العيني، وصيّر من جملة الحجّاب أيضا (¬10). ¬

(¬1) لم أجد لابن الصوبائي المذكور ترجمة في المصادر. (¬2) كلمتان غير واضحتين في الأصل. (الي اسره). (¬3) خبر البدر العيني في: السلوك ج 4 ق 2/ 867، وحوليات دمشقية 32، والنجوم الزاهرة 14/ 357، ونزهة النفوس 3/ 232، وبدائع الزهور 2/ 141. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر ابن المرة في: السلوك ج 4 ق 2/ 867، ونزهة النفوس 3/ 232. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) انظر عن (ملك الحبشة) في: درر العقود الفريدة 2/ 471، وإنباء الغمر 3/ 487، 488 رقم 11، ووجيز الكلام 2/ 522 رقم 1200، وبدائع الزهور 2/ 141، وشذرات الذهب 7/ 215. (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) لم أجد لابن ماجد مصدرا لترجمته. (¬10) خبر الحسبة في: السلوك ج 4 ق 2/ 867، ونزهة النفوس 3/ 233.

دوران المحمل

[دوران المحمل] وفيه أدير المحمل على العادة، لكنه عجّل به عن أيام العادة لكون السلطان في حركة السفر إلى قرايلك (¬1). [الاهتمام بسفر السلطان] وفيه زادت الحركة والاضطراب للسفر، واهتمّ السلطان وأمراؤه وجنده في ذلك، وهيّأوا أسبابهم، ولم يبق إلاّ السفر حتى كان ما سنذكره (¬2). [تقرير سودون أتابكا للعساكر] وفيه وصل نائب الشام سودون من عبد الرحمن بطلب من السلطان، وقدم معه الكمال ابن (¬3) البارزي كاتب السرّ بدمشق، وصعد إلى يمين يدي السلطان، ونزل سودون من غير خلعة، فاستشعر الناس عزله عن نيابة الشام، ثم صعد في غد يوم حضوره، فخلع عليه واستقرّ أتابك العساكر بمصر، وخلع على جار قطلوا الأتابك بنيابة الشام. وكان قد قيل إن حركة السلطان إلى جهة الشام / 643 / إنما كان (¬4) لأجل سودون من عبد الرحمن لاستشعار أمر منه، واستدلّ على ذلك بأنّ السلطان فتر عزمه عن السفر بعد مجيء سودون. وكان قرايلك قد غلب على ماردين وقتل صاحبها واستولى عليها، وبعث بمفاتيحها للسلطان، فجعل له السلطان المندوحة لترك السفر بذلك (¬5). [إصلاح دار العدل] وفيه اهتمّ السلطان بأن تكون دار العدل كما كانت في أيام الظاهر برقوق، فبادروا بإصلاح ما شعث منها، وجلس بها يوما ثم ترك (¬6). [شعبان] [نيابة دمشق] وفي شعبان سار نائب الشام جار قطلوا إليها بعد أن خلع عليه خلعة السفر، وخلع ¬

(¬1) خبر المحمل في: السلوك ج 4 ق 2/ 867، وإنباء الغمر 3/ 475، والنجوم الزاهرة 14/ 357، ونزهة النفوس 3/ 233، وبدائع الزهور 2/ 141. (¬2) خبر الاهتمام في: السلوك ج 4 ق 2/ 867، والنجوم الزاهرة 14/ 358. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) الصواب: «كانت». (¬5) خبر سودون في: السلوك ج 4 ق 2/ 868، وإنباء الغمر 2/ 481، والنجوم الزاهرة 14/ 358، ونزهة النفوس 3/ 233، ووجيز الكلام 2/ 519، وبدائع الزهور 2/ 141. (¬6) خبر دار العدل لم أجده في المصادر.

الرعد والمطر

معه على الكمال ابن (¬1) البارزي خلعة السفر أيضا، ثم خلع عليه في ثالثه بقضاء الشافعية بدمشق عوضا عن ابن (¬2) المحمرة مضافا إلى كتابة السرّ، وما وقع مثل ذلك قبل هذا بدمشق في أن يجمع القضاء وكتابة السرّ. نعم وقع مثل ذلك بحماه لوالد الكمال هذا القاضي ناصر الدين ابن (¬3) البارزي في جمعه بين قضاء حماه وكتابة سرّها (¬4). [الرعد والمطر] وفيه في اليوم الموافق الثالث عشرين برموده (¬5) أرعدت السماء وأمطرت مطرا غزيرا ما عهد مثله إلاّ نادرا (¬6). [رمضان] [الحوطة على تجار الكارم] وفي رمضان أوقعت الحوطة من السلطان على ما للتجار الكارمية وغيرهم بمصر والقاهرة والإسكندرية من الفلفل ليشتري السلطان من حساب خمسين دينار (¬7) الحمل. وكان قد أبيع عليهم من السلطان في أوائل هذه السنة بتسعين دينار (¬8) الحمل. ثم أمر السلطان بأن يكون الفلفل مختصّا في الاتجار لا يشتريه من تجار الهند الواصلين إلى جدّة إلاّ لجهة السلطان وأن لا تباع للفرنج بالإسكندرية إلاّ من السلطان، فحلّ بالتجار بسبب ذلك بلاء عظيم (¬9). [استمرار الجمالي في الأستادارية] وفيه تقاول التاج الخطير ناظر الديوان المفرد هو وأقبغا الجمالي الأستادار، وكان قد قدم من بلاد الوجه القبلي وقد جرف الأموال جرفا، فحاققه التاج على أنّ في جهته خمسة عشر ألف دينار وذلك بين يدي السلطان، ثم آل أمره أن خلع عليه خلعة الاستمرار على الأستادارية، ونزل ليحمل ما حقّق في جهته (¬10). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر دمشق في: السلوك ج 4 ق 2/ 868، وإنباء الغمر 3/ 473 و 481، والنجوم الزاهرة 14/ 359، ونزهة النفوس 3/ 234، ووجيز الكلام 2/ 519، وبدائع الزهور 2/ 141. (¬5) برموده: هو الشهر الثامن من السنة القبطية. (¬6) خبر الرعد في: إنباء الغمر 3/ 475. (¬7) الصواب: «خمسين دينارا». (¬8) الصواب: «تسعين دينارا». (¬9) خبر الحوطة في: السلوك ج 4 ق 2/ 869، ونزهة النفوس 3/ 235. (¬10) خبر الجمالي في: نزهة النفوس 3/ 234، 235.

وفاة القطب البهنسي

[وفاة القطب البهنسي] [1748]- وفيه مات القطب البهنسيّ (¬1)، عبد الله بن محمد بن عبد الله بن حسين بن يوسف بن عبد الحميد بن أبي الغيث. ويقال له كمال الدين أيضا، الشافعيّ. وكان فاضلا، وسمع الحديث. وله شعر منه: (أنشده للمقريزي) (¬2) / 644 / إذا الخلّ قد ناجاك بالهجر فاصطبر ... وسامح له واغفر بصفح (¬3) وداره فإن عاد فاقليه (¬4) ... ثم لا تذكر اسمه وحوّل طريق القصد عن باب داره ومولده سنة ثلاث وثلاثين (¬5) وسبعماية. [وفاة ابن السفاح] [1749]- وفيه مات ابن (¬6) السفاح (¬7)، أحمد بن صالح بن أحمد بن عمر الحلبيّ. وكان من رؤساء حلب، باشر كتابة سرّها هو وأخوه، ثم طلب إلى مصر فقرّر في كتابة سرّها، وكان حشما ذا مروءة، مع طيش فيه وهوج، وولي عدّة وظائف أيضا. ومولده [سنة] (¬8) ست وسبعين وسبعميّة (¬9). وله سماع على جماعة. [تقرير بولاية القاهرة] وفيه قرّر دولات خجا في ولاية القاهرة عوضا عن التاج الشوبكي وأخيه عمر فإنّ التاج كان قد ترفّع عن الولاية فجعل أخاه متحدّثا فيها، فضاع حال الناس لأخذه المال ¬

(¬1) انظر عن (البهنسي) في: إنباء الغمر 3/ 485 رقم 7، وبدائع الزهور 2/ 141. (¬2) ما بين القوسين باهت في الأصل. والمثبت يحتمل عن إنباء الغمر. (¬3) في الإنباء: «بنصح». (¬4) مهملة في الأصل. وإسقاط: «ثم». (¬5) في الإنباء مولده سنة 755 هـ‍. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) انظر عن (ابن السفاح) في: السلوك ج 4 ق 2/ 877، ودرر العقود الفريدة 2/ 282 رقم 123، والدرر المنتخب 1 / ورقة 75 أ، وإنباء الغمر 3/ 482، 483 رقم 2، والنجوم الزاهرة 15/ 174، 175، والدليل الشافي 1/ 50 رقم 170، والمنهل الصافي 1/ 302، 303 رقم 169، وعقد الجمان 421 رقم 111، ووجيز الكلام 2/ 522 رقم 1198، والضوء اللامع 1/ 314، 315، ونزهة النفوس 3/ 243 رقم 716، وبدائع الزهور 3/ 141، 142، وتحفة الأنباء في تاريخ حلب الشهباء لبيشوف 148، وإعلام النبلاء 5/ 184 - 188 رقم 532. (¬8) إضافة للتوضيح. (¬9) في إنباء الغمر: مولده سنة 772 هـ‍.

وفاة الوزير أبي كم

من السّرّاق وتركهم على حالهم، فلما ولّي دولات خجا هذا أطلق من بالسجن منهم، وحلف الأيمانات المؤكّدة أنّ من قبض عليه وقد سرق وسّطه ورفع ما غير (¬1) ما واحد فنجز وعده (¬2) ولم يحنث في يمينه، فذعر الناس منه، وصار يركب في الليل ويطوف، فارتعب ارتعابا زائدا. [وفاة الوزير أبي كم] [1750]- وفيه مات الصاحب الوزير علم الدين، يحيى أبو كمّ (¬3) القبطي، الأسلميّ. وكان ولي عدّة وطائف، ثم ولي الوزارة وباشر. وقد أناف على سبعين سنة. [قرارات الوالي] وفيه ألزم الوالي دولات خجا الباعة بكنس الشوارع ورشّها بالماء، وعاقب على ذلك، ومنع النساء من الخروج إلى الترب في أيام الجمع (¬4). [إجراء ابن المزلّق العين إلى مكة] وفيه أجرى الخواجا شمس الدين، محمد بن المزلّق الدمشقيّ رئيس التّجار بالشام العين إلى مكة المشرّفة، ونفق في ذلك مالا وافرا من ماله، وعمّ النفع بذلك (¬5). [شوال] [استعفاء كاتب السرّ بدمشق] وفي شوال وصل نجّاب من دمشق من عند نائبها جار قطلو بمكاتبة منه إلى السلطان يعتذر فيها من عن (¬6) حضور الشهاب ابن (¬7) الكشك إلى القاهرة وأنه يعتريه ضعف بصر وتغيّر مزاج في كل قليل، ويستعفي فيها من كتابة السرّ بمصر. وكان السلطان ¬

(¬1) كذا في الأصل، و «ما» مقحمة. (¬2) خبر الولاية في: السلوك ج 4 ق 2/ 869، وإنباء الغمر 3/ 470، ونزهة النفوس 3/ 235، 236، وبدائع الزهور 2/ 142. (¬3) انظر عن (أبي كم) في: السلوك ج 4 ق 2/ 877، وإنباء الغمر 3/ 489 رقم 14، والنجوم الزاهرة 15/ 176، 177، والدليل الشافي 2/ 834، 835 رقم 2807، ونزهة النفوس 3/ 244 رقم 717، والضوء اللامع 10/ 230 رقم 977، ووجيز الكلام 2/ 522 رقم 1199، وبدائع الزهور 2/ 142. (¬4) خبر القرارات في: السلوك ج 4 ق 2/ 870، وإنباء الغمر 3/ 470، ونزهة النفوس 3/ 236، 237، وبدائع الزهور 2/ 142. (¬5) خبر العين في: إنباء الغمر 3/ 471، ونزهة النفوس 3/ 237. (¬6) هكذا في الأصل. (¬7) في الأصل: «بن».

تقرير كتابة السر

قد عيّنه لها بعد موت ابن (¬1) السفاح، وبعث إليه يطلبه، وأن يحمل معه عشرة آلاف دينار، فأعفي بمال بعث به (¬2). [تقرير كتابة السرّ] وفيه قرّر في كتابة السرّ الصاحب كريم الدين عبد الكريم ابن (¬3) كاتب المناخ. مضافا إلى الوزارة، وما وقع هذا في الدولة التركية أنهما اجتمعا لإنسان، وكذا كون القبطي ولي كتابة السرّ لعلّها نادرة. / 645 / هذا مع بعد ابن (¬4) كاتب المناخ هذا عن صناعة الإنشاء وقلّة دربته بقراءة القصص بين يدي السلطان (¬5). [ركب التكاررة للحجّ] وفيه وصل ركب من المقاربة وآخر من التكاررة برسم الحج، وفي ركب التكرور بعض ملوكهم، فتلقّاهم المكّاسة ليأخذوا منهم مكس ما أحضروه من الخيل والرقيق والتبر والثياب وغير ذلك، فحلّ بهم ما لا يوصف، وشنّعت القالة بسبب ذلك، ولله الأمر (¬6). [شراء السلطان الغلال] وفيه أمر السلطان بشراء الغلال الخزين له حتى يباع بأغلا (¬7) الأسعار، أو ربّما توقّف النيل، فخرج الأعوان إلى جهات النواحي لشرى (¬8) ذلك، ومنع السماسرة من تمكين أخذ من يشتري الغلّة حتى يتكفّا (¬9) السلطان، فارتفع سعرها شيئا بواسطة ذلك، وشرع الناس في تحصيل ما يدّخرونه لقوتهم خوفا من سوء عاقبة هذا الأمر (¬10). [وفاة قاضي القضاة التفهني] [1751]- وفيه مات قاضي القضاة الزين التفهنيّ (¬11) عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن علي بن هاشم الحنفيّ. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر الاستعفاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 870، وإنباء الغمر 3/ 476، والنجوم الزاهرة 14/ 360، ونزهة النفوس 3/ 237، وبدائع الزهور 2/ 142. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر كتابة السر في: إنباء الغمر 3/ 476، والنجوم الزاهرة 14/ 361، ونزهة النفوس 3/ 237، وبدائع الزهور 2/ 142. (¬6) خبر التكاررة في: السلوك ج 4 ق 2/ 872، وإنباء الغمر 3/ 473، ونزهة النفوس 3/ 239. (¬7) الصواب: «بأغلى». (¬8) الصواب: «لشراء». (¬9) الصواب: «حتى يكتفي». (¬10) خبر الشراء في: السلوك ج 4 ق 2/ 872، ونزهة النفوس 3/ 239. (¬11) انظر عن (التفهني) في: السلوك ج 4 ق 2/ 877، 878، وإنباء الغمر 3/ 486، 487 رقم 8، والدليل الشافي 1/ 401، 402 =

وفاة الشهاب الإبشيطي

وكان علاّمة عصره، فاضلا، ماهرا في الفنون كالفقه والعربية والمعاني والبيان، وكان حسن الخط، ولّي عدّة وظائف جليلة منها القضاء الأكبر، ومشيخة الشيخونية والصرغتمشية وغير ذلك. ويقال إنه سمّ من جارية له، وأوصى بخمسة آلاف درهم لماية فقير يذكرون الله تعالى أمام نعشه، وتسعة آلاف لتجهيزه ودفنه وقراءة ختمات. ومولده سنة أربع وستين وسبعميّة (¬1). [وفاة الشهاب الإبشيطي] [1752]- وفيه مات الشهاب الإبشيطيّ (¬2)، أحمد بن إسماعيل. وكان فاضلا، جمع سيرة حافلة زيادة على الثلاثين سفرا. وكان سنّه نحوا من سبعين سنة أو جاوزها. [ذو القعدة] [الأمر بتخفيف عدد نوّاب القضاة] وفي ذي قعدة، لما صعد قضاة القضاة لتهنئة السلطان بالشهر أمر بعرض النواب، وكان تقدّم أمره بأن لا يتأخّر في أول الشهر منهم أحد، فلما دخل قضاة القضاة على السلطان عوّق النوّاب عن الدخول معهم، ثم أمر السلطان بأن يقتصر الشافعي على خمسة عشر نائبا، والحنفي على عشرة، والمالكي على سبعة، والحنبلي على خمسة، وقد فعل مثل هذا غير ما مرّة، ولم يتمّ (¬3). [إعادة الشوبكي إلى ولاية القاهرة] وفيه أعيد التاج الشوبكي إلى ولاية القاهرة وصرف دولات خجا (¬4). ¬

= رقم 1384، والمنهل الصافي 7/ 191 - 194 رقم 1388، والنجوم الزاهرة 15/ 175، 176، ونزهة النفوس 3/ 244 رقم 718، ورفع الإصر 2/ 330، 331، ووجيز الكلام 2/ 520 رقم 1195، والضوء اللامع 4/ 285، وبدائع الزهور 2/ 142، وحسن المحاضرة 1/ 218 و 2/ 111، وشذرات الذهب 7/ 214، وبغية الوعاة 2/ 84 رقم 1498، وديوان الإسلام 2/ 26 رقم 597. (¬1) كذا. (¬2) انظر عن (الإبشيطي) في: إنباء الغمر 3/ 482 رقم 1، ودرر العقود الفريدة 2/ 469 رقم 268، والضوء اللامع 1/ 244، ووجيز الكلام 2/ 519، 520 رقم 1192، وشذرات الذهب 7/ 211، وبدائع الزهور 2/ 142. (¬3) خبر النواب في: السلوك ج 4 ق 2/ 873، والنجوم الزاهرة 14/ 362، ونزهة الفنوس 3/ 2391، 240، ووجيز الكلام 2/ 519، وبدائع الزهور 2/ 142، 143. (¬4) خبر الشوبكي في: السلوك ج 4 ق 2/ 873، والنجوم الزاهرة 14/ 363، وبدائع الزهور 2/ 143.

النقاش حول دار ابن النقاش

[النقاش حول دار ابن النقّاش] وفيه عقد مجلس بسبب هدم دار ابن (¬1) النقاش التي بناها بزيادة جامع ابن (¬2) طولون، وآل الأمر في ذلك إلى تبقيتها بحكم أنّ الأرض مؤجّرة على ابن (¬3) النقاش مدّة / 646 / ما نمت. ثم آل الأمر بعد مدّة من هذا التاريخ إلى هدمها على ما سيأتي في دولة الظاهر جقمق (¬4). [قضاء الحنابلة بدمشق] وفيه قرّر العزّ البغدادي في قضاء الحنابلة بدمشق (¬5). [موت ملك قبرس] [1753]- وفيه ورد الخبر بموت جينوس (¬6) بن جوان بن بترو (¬7) بن أنطون بن جينوس الفرنجيّ، متملّك قبرس. وكان ملك بعد أبيه في سنة ثمانماية، وجرى عليه بعد ذلك ما جرى، وقرّر السلطان في مملكته قبرس ولده جاكم. [ذو الحجّة] [وفاء النيل] وفي ذي حجّة كان وفاء النيل في خامس مسرى، وهو ممّا يندر وقوعه، ونزل جقمق العلائي أمير اخور لكسره على العادة (¬8). [خلعة السلطان على والي قبرس الجديد] وفيه عيّن السلطان بعض الأمراء العشرات ومعه ستّون من الجند السلطاني، وعلى ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر النقاش في: إنباء الغمر 3/ 474، 475، وبدائع الزهور 2/ 143. (¬5) خبر الحنابلة في: السلوك ج 4 ق 2/ 873، وإنباء الغمر 3/ 476 و 481، ونزهة النفوس 3/ 240، وبدائع الزهور 2/ 143. (¬6) انظر عن (جينوس) في: السلوك ج 4 ق 2/ 878، وإنباء الغمر 3/ 481، والنجوم الزاهرة 14/ 363، و 15/ 176، ونزهة النفوس 3/ 240 و 245 رقم 719، ووجيز الكلام 2/ 523 رقم 1202، والضوء اللامع 3/ 86 رقم 337، والدليل الشافي 1/ 255 رقم 875، وبدائع الزهور 2/ 143، وشذرات الذهب 7/ 213، والتاريخ الغياثي 355. (¬7) في السلوك: «جاك بن بيروس». (¬8) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 874، ونزهة النفوس 3/ 240، وبدائع الزهور 2/ 143.

وفاة الشريف العاجلي

يديهم خلعة وتقليدا (¬1) لجوان بن جينوس بولاية قبرس عوضا عن أبيه نيابة عن السلطان، وأن يطالب بما تأخّر على أبيه من المال، وهو مبلغ أربعة وعشرون ألف دينار. وما التزم به في كل سنة، وهو خمسة آلاف دينار (¬2). [وفاة الشريف العاجلي] [1754]- وفيه مات الشريف العاجلي (¬3)، خالد بن قاسم بن محمد الحلبي، الحنبليّ. وكان فاضلا محبّا في مقالة ابن (¬4) تيميّة مناضلا عنها. وقام في كائنة البرهان على الظاهر برقوق، وكان من روس (¬5) القائمين، وهو آخر من مات منهم. ومولده في سنة 783. [تهدّم الجسور على النيل] وفيه كثر تقطّع الجسور وذهاب ماء النيل إلى النواحي فغرّقها، وأتلف الكثير من الغلال والمباني وغير ذلك بما يساوي الآلاف من الدنانير، وسرقت الكثير من الأراضي وذلك لعدم إحكام إصلاح الجسور بواسطة الظلم وجبي الأموال عوضا عن الأبقار والرجال (¬6). [تفريق بلاد على المباشرين] وفيه فرّقت عدّة بلاد من الديوان المفرد لجماعة من المباشرين ليعمّروها، لخرابها من ظلم الأستادارية وعسفهم (¬7). [زيادة النيل] وفيه كثرت زيادة النيل (¬8). ¬

(¬1) الصواب: «وتقليد». (¬2) خبر الخلعة في: السلوك ج 4 ق 2/ 874، ونزهة النفوس 3/ 241، وبدائع الزهور 2/ 143. (¬3) انظر عن (العاجلي) في: إنباء الغمر 3/ 485 رقم 6، ورفع الإصر 2/ 330، ووجيز الكلام 2/ 521 رقم 1197، والضوء اللامع 3/ 172، وبدائع الزهور 2/ 141، وشذرات الذهب 7/ 213. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) كذا. (¬6) خبر الجسور في: السلوك ج 4 ق 2/ 874، وإنباء الغمر 2/ 475، ونزهة النفوس 3/ 241. (¬7) خبر التفريق في: السلوك ج 4 ق 2/ 874، ونزهة النفوس 3/ 241. (¬8) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 875، وإنباء الغمر 3/ 490، ونزهة النفوس 3/ 241.

تحويل السنة الخراجية

[تحويل السنة الخراجية] وفيه حوّلت السنة الخراجية (¬1). * * * [حوادث [هذه السنة لا فى شهر معين]] [استيلاء الفرنج على جزيرة جزبة] وفيها - أعني هذه السنة - أخذ الفرنجيّ صاحب برشلونة ملك الكيتلان جزيرة جربة، وكان حضر ومعه صاحب صقلّية. وكان السلطان أبا (¬2) فارس عبد العزيز غائبا في جهة تلمسان، فلما بلغه الخبر اهتمّ لذلك وعاد مسرعا من على جهة البيرنة حتى وصل إلى جربة، ووقع بينه وبين الكافر وقعة هائلة كاد أن يؤخذ منها هو والمسلمون، وقتل فيها جماعات وافرة (¬3). [وفاة ملك التكرور] وفيه سار أحد ملوك التكرور الذي (¬4) كانوا قدموا برسم الحجّ إلى جهة الطور / 647 / ليركب إلى الحجّ في البحر، فمات بالطور ودفن بجامعه (¬5). وكان من أهل الصلاح والدين والخير، كثير العبادة، وتلاوة القرآن، وله فضل وبرّ. [وفاة ابن صاحب تونس] [1755]- وفيها مات أبو عبد الله، محمد بن أبي فارس عبد العزيز الحفصيّ (¬6)، ولد صاحب تونس. وكان وليّ عهد أبيه، وكان موصوفا بالشهامة ومكارم الأخلاق وعلوّ الهمّة، لا يعرف له صبوة سوى غرامه بالصيد. وهو صاحب الزاوية بمنشيّة طرابلس المغرب، وقد رأيتها من أظرف المباني هناك، وبها مات من الإسراف في الجماع حتى حدث له ورم في ركبته، وكان في شبابه. ¬

(¬1) خبر السنة في: السلوك ج 4 ق 2/ 875، وإنباء الغمر 3/ 490، ونزهة النفوس 3/ 241، والنجوم الزاهرة 14/ 363. (¬2) الصواب: «أبو». (¬3) خبر (جربة» في: السلوك ج 4 ق 2/ 875. (¬4) الصواب: «الذين». (¬5) خبر ملك التكرور في: السلوك ج 4 ق 2/ 876. (¬6) انظر عن (الحفصي) في: إنباء الغمر 3/ 488 رقم 12، ووجيز الكلام 2/ 522، 523 رقم 1201، وبدائع الزهور 2/ 143، وتاريخ الدولتين الموحدّية والحفصية 131.

سنة ست وثلاثين وثمانماية

سنة ستّ وثلاثين وثمانماية [محرّم] [زيادة النيل] في محرّم كانت زيادة النيل وافرة، والأسعار رخيّة، والأسواق كاسدة. والسلطان يشيع أنه يسافر لجهة قرايلك (¬1). [السنة الخراجية] وفيه، في ثانيه، كان أول السنة الخراجية التي حوّلت (¬2). [وفاة الفخر بن الطحّان] [1756]- وفيه مات الفخر ابن (¬3) الطحّان عثمان (¬4) بن محمد الحاجب بحلب. وكان من أعيانها. [مقياس النيل] وفيه، في يوم عيد الصليب سابع عشر توت (¬5) كان النيل في عشرين ذراعا ينقص إصبعا واحدا، وهو ممّا يندر وقوعه (¬6). [ضرب الأستادار الجمالي] وفيه حنق السلطان على أقبغا الجمالي الأستادار، فضرب بين يديه، وحمل على حمار إلى دار والي الشرطة ليعاقبه على المال (¬7). ¬

(¬1) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 880، ونزهة النفوس 2/ 247. (¬2) خبر السنة الخراجية في: السلوك ج 4 ق 2/ 880، وإنباء الغمر 3/ 490. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: الفخر بن الطحّان بن عثمان»، والتصحيح من: إنباء الغمر 3/ 507 رقم 12. (¬5) توت: هو أول شهور السنة القبطية. (¬6) خبر المقياس في: السلوك ج 4 ق 2/ 881، ونزهة النفوس 3/ 248، وحوليات دمشقية 40. (¬7) خبر الضرب في: السلوك ج 4 ق 2/ 881، وإنباء الغمر 3/ 490، والنجوم الزاهرة 14/ 364، وحوليات دمشقية 40، 41، ونزهة النفوس 3/ 249، وبدائع الزهور 2/ 144،

تقرير ابن كاتب المناخ في الأستادارية

[تقرير ابن كاتب المناخ في الأستادارية] وفيه طلب كاتب السرّ الصاحب كريم الدين ابن (¬1) كاتب المناخ إلى بين يدي السلطان فخلع عليه بالإستادارية مضافا للوزارة، ووقع يده عن كتابة السرّ، وأمر السلطان الشرف ابن (¬2) العجمي بمباشرة كتابة السرّ حتى ندب السلطان رأيه في ذلك. ثم وقع اختياره على الكمال ابن (¬3) البارزي (¬4). [غارة الفرنج على ساحل طرابلس] وفيه طرق طائفة من الفرنج ساحل طرابلس وهجموا الميناء فأخذوا مركبا فيه الكثير من المسلمين التجار وبضائعهم. وبينما هم في أثناء ذلك إذ قدمت مراكب من دمياط، فبادروا إليها فأخذوها أيضا، ولما بلغ السلطان ذلك خرج أمره بالاحتياط على أموال الفرنج الجنويّين والكيتلان دون البنادقة، فأحيط بأموالهم بالشام والإسكندرية وغيرهما من السواحل (¬5). [سفر صاحب برشلونة إلى صقلّية] وفيه أقلع الطاغية الفنش صاحب برشلونة هو / 648 / وصاحب صقلّية عن جزيرة جربه، ووضى إلى صقلّية (¬6). [صفر] [تقرير عدّة وظائف بمصر ودمشق] وفي صفر خرج القاصد من عند السلطان إلى جهة دمشق يستدعي الكمال البارزي ليلي كتابة سرّ مصر، وكتب باستقرار البهاء (¬7) محمد بن حجّي في قضاء دمشق عوضا عنه، وباستقرار قاضيها الحنفي الشهاب ابن (¬8) الكشك في كتابة السرّ بها، واستقرار ولده محمد في القضاء عوضا عنه، وأن يستقرّ الجمال يوسف ابن الصفيّ في نظر الجيش بدمشق عوضا عن البهاء ابن (¬9) حجّي، كلّ ذلك بمال فرضه السلطان على المذكورين. فلما وصل القاصد بذلك فيما بعد انتقض هذا الرأي بامتناع الشهاب بن الكشك عن ولاية كتابة السرّ واعتذاره بضعف يعتريه، وغير ذلك، فآل الأمر أن وليها إنسان يقال له تاج ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر ابن كاتب المناخ في: السلوك ج 4 ق 2/ 881، والنجوم الزاهرة 14/ 364، ونزهة النفوس 3/ 249، وحوليات دمشقية 41. (¬5) خبر الغارة في: السلوك ج 4 ق 2/ 882، وحوليات دمشقية 41، 42، ونزهة النفوس 3/ 249. (¬6) خبر صاحب برشلونة في: السلوك ج 4 ق 2/ 882، ونزهة النفوس 3/ 249. (¬7) في الأصل: «وكتب باستقرار ومنه البهاء». (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) في الأصل: «بن».

وفاة الخواجا الطنبذي

الدين عبد الوهاب بن أفتكين، وكان أحد موقّعي الدّست بدمشق (¬1). [وفاة الخواجا الطنبذي] [1757]- وفيه مات الخواجا نور الدين الطنبذي (¬2)، علي بن محمد كبير التجار بمصر. انتهت إليه الرياسة في ذلك بمصر، وكان حسن المعاملة، كثير الإسراف على نفسه، ترك مالا جمّا. وكان سنّه زيادة على السبعين. [وفاة السبتي] [1758]- ومات أبو عبد الله السّبتيّ (¬3)، محمد بن عبد الحق بن أصيل المغربيّ، المالكي. وكان فاضلا، عارفا بالأدب، وله شرح على «البردة». ومولده سنة ثلاث وثمانين وسبعماية. [عودة رسل السلطان من قبرس] وفيه عاد رسل السلطان من قبرس وقد أكرمهم جوان، ولبس خلعة السلطان وحمل التقادم، وسمع وأطاع وكتب الأجوبة بأنه يقيم تحت طاعة السلطان ونائبه (¬4). [استمرار الذكري في وظيفته] وفيه خلع على حسن بك بن سالم الذكري التركماني ابن أخت قرايلك، واستمرّ في كشف البحيرة، وأن يكون ملك الأمراء عوضا عن أمير علي، وبعث له السلطان الخيل والسلاح تقوية له (¬5). ¬

(¬1) خبر الوظائف في: السلوك ج 4 ق 2/ 882، وحوليات دمشقية 42، والنجوم الزاهرة 14/ 364، ونزهة النفوس 3/ 250. (¬2) انظر عن (الطنبذي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 899، وإنباء الغمر 3/ 507 رقم 14، والنجوم الزاهرة 15/ 178، والدليل الشافي 1/ 480، 481 رقم 1667، والمنهل الصافي 8/ 196 رقم 1674، ونزهة النفوس 3/ 267 رقم 722، والضوء اللامع 6/ 30، ووجيز الكلام 2/ 529 رقم 1215، وبدائع الزهور 2/ 144. (¬3) انظر عن (السبتي) في: إنباء الغمر 3/ 508 رقم 18، ووجيز الكلام 2/ 528 رقم 1210، والضوء اللامع 7/ 279، وبدائع الزهور 2/ 144، وشذرات الذهب 7/ 217. (¬4) خبر الرسل في: السلوك ج 4 ق 2/ 882، وحوليات دمشقية 42، 43، والنجوم الزاهرة 14/ 364، 365، ونزهة النفوس 3/ 250، 251، وبدائع الزهور 2/ 144. (¬5) خبر الذكري في: السلوك ج 4 ق 2/ 884، وإنباء الغمر 3/ 491، والنجوم الزاهرة 14/ 366، ونزهة النفوس 3/ 251 وفيه: «الذوكاري»، وحوليات دمشقية 44، وبدائع الزهور 2/ 144.

وفاة الشهاب الأموي

[وفاة الشهاب الأموي] [1759]- وفيه مات الشهاب الأمويّ (¬1)، أحمد بن عبد الله بن محمد بن محمد الدمشقيّ، المالكيّ. وكان لم يشهر بعلم، وولي عدّة ولايات، منها قضاء طرابلس ودمشق. وكان غير مشكور في قضائه. [ارتداد نصرانيّ عن الإسلام] وفيه ارتدّ إنسان عن الإسلام وكان نصرانيّا قبل ذلك فأسلم لكائنة ما جرت له، ثم ارتدّ فضربت عنقه وأحرقت جثّته (¬2). [وفاة رئيس الميقاتية] [1760]- وفيه مات رئيس الميقاتية، الشهاب أحمد بن غلام الله (¬3) بن أحمد بن محمد الكوم ريشي. وله نحوا (¬4) من ستين سنة. وكان عارفا بالفنّ ويشدو شيئا من أحكام النجوم، وله معرفة بحلّ التقويم من الريح، وله خبرة وشهرة. [قضاة المالكية بدمشق] وفيه قرّر في قضاء المالكية بدمشق محيي الدين يحيى بن حسن بن عبد الدائم الحيحانيّ، المغربي، المالكيّ، / 649 / عوضا عن الأمويّ لما مات (¬5). ¬

(¬1) انظر عن (الأموي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 899، وإنباء الغمر 3/ 503، 504 رقم 3، وحوليات دمشقية 46، 47، والنجوم الزاهرة 15/ 178، ورفع الإصر 1/ 71، ونزهة النفوس 3/ 267 رقم 721، ووجيز الكلام 2/ 527 رقم 1209، والضوء اللامع 1/ 369. (¬2) خبر النصراني في: السلوك ج 4 ق 2/ 884، وحوليات دمشقية 45، ونزهة النفوس 3/ 251، 252. (¬3) انظر عن (ابن غلام الله) في: السلوك ج 4 ق 2/ 899، وإنباء الغمر 3/ 504 رقم 4، والنجوم الزاهرة 15/ 183، حوليات دمشقية 46، ونزهة النفوس 3/ 267 رقم 720، ووجيز الكلام 2/ 528، 529 رقم 1214، والضوء اللامع 2/ 62، وبدائع الزهور 2/ 144. (¬4) الصواب: «وله نحو». (¬5) خبر المالكية في: السلوك ج 4 ق 2/ 884، وإنباء الغمر 3/ 491، وحوليات دمشقية 45، ونزهة النفوس 3/ 252.

ربيع الأول

[ربيع الأول] [وصول رسل ملك الكتلان] وفي ربيع الأول وصل رسول ملك الكيتلان صاحب برشلونه من جزيرة صقلّية، وكان قد نزل عليها في نحو مايتي قطعة من السفن ومعه كتاب السلطان يتضمّن الإنكار على أهل الدولة ما يعتمده من التجارة في البضائع، وأنّ رعيّة الفرنج لا يشتروا من السلطان ولا من أهل دولته بضاعة، فردّ السلطان رسوله ردّا غير جميل على أنه جاء في خير، فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله (¬1). [افتتاح قيسارية بالقاهرة] وفيه كان فتح القيسارية المستجدّة بخط باب الزهومة، وسكنها الكتبيّون بعد أن هدمت سوقهم قبل ذلك، ونقلوا إلى خارج باب زويلة إلى حوانيت متفرّقة، فأعيدوا إلى هذه القيسارية، وجاءت حسنة (¬2). [افتتاح قيسارية أخرى] وفيه فتحت القيسارية الأخرى المقابلة لباب الكتبيّين أيضا التي يقال لها الآن سوق الجواهرة (¬3). [وفاة العلاء منكلي] [1761]- وفيه مات العلاء منكلي بغا (¬4) الصلاحي، الظاهري، أحد الحجّاب. وكان إنسانا حسنا، يعرف الكثير من الفقه، وكتب الخط الجيد، وولي عدّة وظائف، منها حسبة القاهرة، وصيّر من الدوادارية في دولة أستاذه الظاهر برقوق، وبعث مرة رسولا إلى تمرلنك في أيام الناصر فرج. [خروج السلطان للصيد] وفيه سرّح السلطان غير ما مرة إلى الصيد نحو شيبين وبركة الجبّ وأطفيح (¬5). ¬

(¬1) خبر الرسل في: السلوك ج 4 ق 2/ 885، والنجوم الزاهرة 14/ 366، ونزهة النفوس 3/ 253. (¬2) خبر القيسارية في: السلوك ج 4 ق 2/ 885، وحوليات دمشقية 47، 48، ونزهة النفوس 3/ 253. (¬3) خبر الافتتاح في: السلوك ج 4 ق 2/ 885. (¬4) انظر عن (منكلي بغا) في: السلوك ج 4 ق 2/ 899، 900، وحوليات دمشقية 48، 49، والنجوم الزاهرة 15/ 178، 179، والدليل الشافي 2/ 745 رقم 2545، ونزهة النفوس 3/ 267، 268 رقم 723، والضوء اللامع 10/ 173 رقم 731. (¬5) خبر الصيد في: السلوك ج 4 ق 2/ 886، والنجوم الزاهرة 4/ 367، ونزهة النفوس 3/ 253.

كتابة سر مصر

[كتابة سرّ مصر] وفيه خلع على الكمال ابن (¬1) البارزي واستقرّ في كتابة سرّ مصر، ونزل من القلعة في موكب حافل، فسرّ الكثير من الناس به. وكان قد قدم من دمشق قبل ولايته بيوم، وقد خرج الناس من الأعيان وغيرهم إلى لقائه (¬2). [ربيع الآخر] [وفاة البرهان الإبناسي] [1762]- وفي ربيع الآخر مات الشيخ برهان الدين إبراهيم بن حجّاج بن محرز الإبناسي (¬3)، الشافعيّ. وكان عالما فاضلا، خيّرا، ديّنا، انتفع به الطلبة وأخذوا عنه. وسمع على جماعة، منهم: الزين العراقي. ومولده سنة تسع وثمانين وسبعماية. [وفاة البدر القدسي] [1763]- وفيه مات العلاّمة البدر القدسي (¬4)، حسن بن أبي بكر بن أحمد. وله نحوا (¬5) من سبعين سنة. وكان إماما، عالما، فاضلا، عارفا بالفقه والفنون، سيما العربية. وناب في القضاء أولا، ثم ولي عدّة وظائف جليلة منها: مشيخة الشيخونية، وجامع المارداني. وعيّن للشيخونية بعده الشيخ باكير. وكتب بطلب لأنه (¬6). [جمادى الأول] [تجهّز السلطان للسفر] وفي جمادى الأول أظهر السلطان الخبر في توجّهه إلى البلاد الشمالية، وأخذ في التجهيز هو وأمراؤه وجنده (¬7). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر كتابة السرّ في: السلوك ج 4 ق 2/ 886، والنجوم الزاهرة 14/ 367، ونزهة النفوس 3/ 254، وبدائع الزهور 2/ 144. (¬3) انظر عن (الإبناسي) في: وجيز الكلام 2/ 226 رقم 1205، والضوء اللامع 1/ 37، وبدائع الزهور 2/ 144، وشذرات الذهب / 2167 /. (¬4) انظر عن (القدسي) في: وجيز الكلام 2/ 527 رقم 1208، والضوء اللامع 10/ 69، ودرّة الحجال 1/ 239 رقم 356، وشذرات الذهب 7/ 219. (¬5) الصواب: «وله نحو». (¬6) هكذا في الأصل. ولم يذكر السبب. (¬7) خبر التجهّز في: السلوك ج 4 ق 2/ 886، 887، وإنباء الغمر 3/ 490.

سفر نائب صفد

[سفر نائب صفد] [1764]- وفيه سافر مقبل الرومي نائب صفد إلى محلّ كفالته، وكان قد استقدم إلى القاهرة قبل ذلك. / 650 / وقدّم للسلطان هدية هائلة، وأكرمه (¬1). [نيابة جدّة] وفيه قرّر أسنبغا الطياري أحد العشرات إذ ذاك في نيابة جدّة عوضا عن السعد بن المرة. وأمر ابن (¬2) المرة بأن يتوجّه معه مساعدا له وكاتبا ضابطا (¬3). [التجهّز للسفر إلى مكة] وفيه تجهّز الناس للسفر إلى مكة صحبة أسنبغا الطياري، وكان نودي لهم بالإذن في ذلك، فسرّوا سرورا زائدا (¬4). [خسوف القمر] وفيه خسف جرم القمر جميعه، وأقام زيادة على الخمسين درجة (¬5). [تحصيل الأستادار المال من الوجه البحري] وفيه خرج الوزير الأستادار ابن (¬6) كاتب المناخ مسافرا إلى جهة الوجه البحري لتحصيل المال والخيل والغنم والجمال لأجل سفر السلطان (¬7). [كتاب شاه رخ إلى السلطان] وفيه ورد كتاب شاه رخ بن تمرلنك على السلطان يخاطبه بالأمير برسباي ويظهر فيه بأنّ قصده أن يكسوا (¬8) الكعبة، وتكرّر من مكاتبته بمعنى ذلك غير ما مرة (¬9). ¬

(¬1) خبر نائب صفد في: السلوك ج 4 ق 2/ 887،، والنجوم الزاهرة 14/ 367، ونزهة النفوس 3/ 254، وفيه «مقبل الزيني»، و 255، وحوليات دمشقية 49 وفيه «الزيني» و 50. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر نيابة جدّة في: السلوك ج 4 ق 2/ 887، والنجوم الزاهرة 14/ 367، ونزهة النفوس 3/ 254، وحوليات دمشقية 49، 50، وبدائع الزهور 2/ 145. (¬4) خبر التجهّز في: السلوك ج 4 ق 2/ 887، والنجوم الزاهرة 14/ 368، وحوليات دمشقية 50، ونزهة النفوس 3/ 254. (¬5) خبر الخسوف في: السلوك ج 4 ق 2/ 887، ونزهة النفوس 3/ 255، وبدائع الزهور 2/ 145. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر التحصيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 887، وحوليات دمشقية 50. (¬8) الصواب: «يكسو». (¬9) خبر الكتاب في: السلوك ج 4 ق 2/ 887، والنجوم الزاهرة 14/ 368، وحوليات دمشقية 50، ونزهة النفوس 3/ 255، وبدائع الزهور 2/ 145.

جمادى الآخر

[جمادى الآخر] [النفقة على الجند السلطاني] وفي جمادى الآخر كانت النفقة على خمسين نفرا من الجند السلطاني كانوا عيّنوا مع أسنبغا الطياري لأجل أن ينزلوا بمكة، وكانت النفقة على كل نفر ثلاثين دينار (¬1)، ثم بعد أيام سافروا صحبة أسنبغا وسعد الدين ابن (¬2) المراة (¬3) وكان معهم جماعة حافلة من الناس (¬4). [اهتمام السلطان بالسفر] وفيه قويت الحركة إلى جهة بلاد الشمال، وزاد اضطراب السلطان وجنده لذلك (¬5). [نفقة السلطان للسفر] وفيه أنفق السلطان إلى الأمراء نفقة السفر فحمل إلى الأتابك سودون من عبد الرحمن من الفضة ما قيمته ثلاثة آلاف دينار، وإلى بقية الأمراء وهم عشرة من الألوف، لكل نفر من الفضة ما ثمنه ألف دينار، والطبلخانات لكل نفر من الفضة ما ثمنه خمسماية دينار، والعشرات مايتي دينار (¬6). [وفاة الخوند قنقباي] [1765]- وفيه، في سلخه، ماتت الخوند قنقباي (¬7) الجركسية الجنس، زوج الظاهر برقوق وأمّ ولده المنصور عبد العزيز. وخلّفت مالا طائلا، وهي آخر من بقي من أمّهات أولاد الظاهر. وكانت حسنة السيرة. ¬

(¬1) الصواب: «ثلاثين دينارا». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) المراه المره. (¬4) خبر النفقة في: النجوم الزاهرة 14/ 369، والسلوك ج 4 ق 2/ 887، وإنباء الغمر 3/ 490، وحوليات دمشقية 53، ونزهة النفوس 3/ 255، وبدائع الزهور 2/ 145. (¬5) خبر الاهتمام في: النجوم الزاهرة 14/ 369. (¬6) خبر النفقة في: السلوك ج 4 ق 2/ 888، والنجوم الزاهرة 14/ 369، ونزهة النفوس 3/ 256، وبدائع الزهور 2/ 145. (¬7) انظر عن (قنقباي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 900، ونزهة النفوس 3/ 268 رقم 724، والضوء اللامع 12/ 148 رقم 915، وبدائع الزهور 2/ 145.

النفقة على الجند

[النفقة على الجند] وفيه ابتدىء بنفقة الجند السلطاني، وكانوا عدّة ألفين وسبعماية نفر، لكلّ نفر منهم من الفضة ما الصرف ثمنه ماية دينار من الأشرفيّ (¬1). [عودة الأستادار] وفيه وصل الأستادار الصاحب كريم الدين ابن (¬2) كاتب المناخ من الوجه البحريّ، وقد جرف الأموال جرفا، فاحتاج أهل تلك البلاد باستيلائه على الكثير من الخيول والجمال والأغنام والأبقار والأموال، وتسلّط أعوانه على الخلق من غير عفّ ولا كفّ (¬3). [كائنة قاضي طرابلس السراج الحصني] وفيه كائنة شيخنا السراج عمر الحصني، وكان قاضي طرابلس إذ ذاك، فثار عليه جماعة أهل طرابلس وكادوا أن يقتلوه (¬4) / 651 / لولا فرّ إلى جهة بعلبك حتى خلّص. وكان السبب في ذلك أنه وقع بدمشق كائنة قام فيها جماعة على الحنابلة، وتعصّب العلاّمة العلاء البخاري، وأفتى بتكفير ابن (¬5) تيميّة، وجرت كائنة كبيرة، وبعث إلى مصر فاستعفى عن ذلك بقيام بعض من تعصّب لابن تيميّة، فأفتى كثير من المصريين بتخطئة البخاري، وبلغ ذلك الحمصي، فنظم قصيدة ركيكة تزيد على الماية بيت بموافقة المصريين. وبلغ ذلك عالم طرابلس يومئذ الشمس بن مزهر (¬6)، وأخذ شيخنا التاج، فقال: هذا القاضي، فلم يسمع أهل طرابلس إلاّ هذا، فثاروا وأرادوا الفتك بالحمصي، ففرّ وبعث إلى القاهرة بما وقع له، حتى نجز المرسوم من السلطان بالكفّ عنه، وإلاّ ما كان يلقى الخير (¬7). [دوران المحمل] وفيه أدير المحمل ولا عملت الزينة ولا كان فيه سوق الرمّاحة ولا رمي النفط، ولم ¬

(¬1) خبر النفقة في: السلوك ج 4 ق 2/ 888، والنجوم الزاهرة 14/ 370، وحوليات دمشقية 55، وبدائع الزهور 2/ 145. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر الأستادار في: السلوك ج 4 ق 2/ 889، والنجوم الزاهرة 14/ 372، وحوليات دمشقية 55، 56، ونزهة النفوس 3/ 257. (¬4) الصواب: «أن يقتلونه». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) الصواب: «ابن زهرة» وهو: شمس الدين محمد بن يحيى بن أحمد بن دغرة بن زهرة الحبراضي، الدمشقي، الطرابلسي. المتوفى سنة 848 هـ‍، وستأتي ترجمته في وفيات تلك السنة. (¬7) خبر الكائنة في: إنباء الغمر 3/ 491، وحوليات دمشقية 45، 46، والرد الوافر 89.

خروج جاليش السلطان

ينقل المحمل إلى مصر على العادة، بل رجعوا به من صليبية جامع ابن (¬1) طولون الكبرى (¬2). [خروج جاليش السلطان] وفيه خرج الأتابك سودون من عبد الرحمن هو وأمير سلاح إينال الجكمي، وقرقماس صاحب الحجّاب، وقانباي الحمزاوي، وسودون ميق، وعدّة من الأمراء غير المقدّمين، وساروا مقدّمة جاليش السلطان (¬3). [إخراج الأمراء البطّالين من القاهرة] وفيه أخرج جماعة من الأمراء البطّالين بالقاهرة، وكذلك من المماليك البطّالة، ومنهم الأسياد أولاد الملوك ممّن بقي من ذرّيّة الناصر محمد بالقاهرة من سكنى القلعة، وأنزلوا الدور بالقاهرة (¬4). [ولاية الشرطة بالقاهرة] وفيه أعيد دولات خجا إلى ولاية الشرطة بالقاهرة عوضا عن التاج لكونه يخرج مع السلطان (¬5). [وقعة صاحب تونس مع الفرنج] وفيه قدم قاصد صاحب تونس السلطان أبي فارس عبد العزيز يتضمّن واقعته مع الفرنج على جزيرة جربة (¬6). [سفر السلطان إلى آمد] في تاسع عشره، ووافق يوم نزول الشمس برج الحمل، كان خروج السلطان من ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر المحمل في: السلوك ج 4 ق 2/ 889، وإنباء الغمر 3/ 491، والنجوم الزاهرة 12/ 372، وحوليات دمشقية 56، ونزهة النفوس 3/ 257، وبدائع الزهور 2/ 145. (¬3) خبر الجاليش في: السلوك ج 4 ق 2/ 889، والنجوم الزاهرة 4/ 372، ونزهة النفوس 3/ 257، وحوليات دمشقية 56، وبدائع الزهور 2/ 145. (¬4) خبر البطّالين في: السلوك ج 4 ق 2/ 889، والنجوم الزاهرة 14/ 372، وحوليات دمشقية 56، 57، ونزهة النفوس 3/ 257. (¬5) خبر الشرطة في: السلوك ج 4 ق 2/ 890، والنجوم الزاهرة 14/ 373، وحوليات دمشقية 57، 58، ونزهة النفوس 3/ 258. (¬6) خبر صاحب تونس في: السلوك ج 4 ق 2/ 890، ونزهة النفوس 3/ 258، وتاريخ الدولتين الموحّدية والحفصية 129، 130.

شوال

القاهرة إلى جهة آمد، وهي السفرة المشهورة التي صارت تاريخا إلى يومنا هذا، وكان لخروجه يوما مشهودا، وعبّأ أطلابه وكانت حافلة، واستصحب معه الخليفة المعتضد بالله داود، وقضاء القضاة الأربعة وأمراء الدولة والمباشرون (¬1)، بعد أن قرّر في نيابة الغيبة تغري برمش التركماني أحمد مقدّمي الألوف، وأمره بسكن باب السلسلة، وجعل بالقلعة ولده الجمال يوسف الذي تسلطن بعده ولقّب بالعزيز، والطواشي خشقدم الزمام، وتنبك البرد بكي الذي ولي الإسكندرية فيما بعد. / 652 / وكان نائب القلعة، وجعل بالقاهرة أقبغا التمرازي أمير مجلس، وقرّر في إمرة الحاج إينال الششماني، وأقام الصاحب كريم الدين ابن (¬2) كاتب المناخ بالقاهرة أيضا. وأقام السلطان بالريدانية إلى ثاني يوم، ورحل، وعدّت من النوادر كونه يرحل السلطان ثاني يوم خروجه من القاهرة. ثم كان له ما سنذكره (¬3). [شوال] [دخول السلطان غزّة] وفي شوّال، في أول يوم منه، وصل السلطان إلى غزّة فدخلها، وذلك بعد أن خرج إليه نائبها، وكان إذ ذاك إينال العلائي الأجرود الذي تسلطن بعد ذلك. وكان للسلطان حين دخوله غزّة وقتا حافلا (¬4)، ثم سار منها بعد ثلاثة أيام غير يوم دخوله، ووصل النجّاب بذلك إلى القاهرة، ونودي بالأمان ورفع المظالم من رمايات وغيرها (¬5). [مقتل تاجر بسوق الحاجب] وفيه دخل إنسان مكدّيّ إلى سوق الحاجب، فسأل، فقال تاجر له: «يفتح الله» فخطف من يد التاجر أوراق حساب كانت في يده وفرّ بها، فتبعه التاجر وضربه بيديه، فتناول سكينا من جزّار خطفها (¬6) منه وضرب بها التاجر فسقط ميتا في الحال، وأظهر السائل التجانن، فحمل إلى البيمارستان، وذهب دم التاجر هدرا (¬7). ¬

(¬1) الصواب: «والمباشرين». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر السفر في: السلوك ج 4 ق 2/ 890، 891، وإنباء الغمر 3/ 492 وما بعدها، والنجوم الزاهرة 15/ 7 - 9، وحوليات دمشقية 59، ونزهة النفوس 3/ 258، 259، ووجيز الكلام 3/ 524، 525، وبدائع الزهور 2/ 146، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 196 ب. (¬4) الصواب: «وقت حافل». (¬5) خبر غزّة في: السلوك ج 4 ق 2/ 891، وإنباء الغمر 3/ 493، والنجوم الزاهرة 15/ 10، وحوليات دمشقية 61، ونزهة النفوس 3/ 259، وبدائع الزهور 2/ 147. (¬6) في الأصل: «حفطفها». (¬7) خبر التاجر في: إنباء الغمر 3/ 500، وبدائع الزهور 2/ 147.

دخول السلطان دمشق

[دخول السلطان دمشق] وفيه، في نصفه، كان دخول السلطان إلى دمشق في موكب حافل بعد أن خرج إليه نائبها والأعيان من قضاة وغيرهم، وتلقّوه مسيرة أيام (¬1). [هبوب الريح] وفيه هبّت ريح شديدة والسلطان بدمشق (¬2). [سفر السلطان إلى حلب] وفيه في مدّة إقامة السلطان بدمشق ركب غير ما مرة وصعد إلى قلعتها، ثم سار عنها يريد حلب، وزار في توجّهه خالد رضي الله عنه بحمص، ودخل حماه في أبّهة زائدة بعد أن خرج إليه نائبها جلبان. وفيه وصل النجّاب بدخول السلطان دمشق وسفره منها، فضربت البشائر بالقلعة، ونادى المنادي بذلك في شوارع القاهرة (¬3). [تهنئة السلطان بالشهر] وفيه هنّيء السلطان بالشهر في طريقه إلى حلب، ثم وصل قضاة حلب وأعيانها فالتقوا بالسلطان (¬4). [دخول السلطان حلب] وفيه في خامسه كان دخول السلطان إلى حلب في موكب حافل جدّا بأبّهة السلطنة، ونزل بظاهرها، ونزل القاضي الحافظ ابن (¬5) حجر عن قاضيها الشافعيّ، وبقي السلطان بحلب أياما، ثم رحل عنها قاصدا آمد (¬6). [قضاء الأحناف بحلب] / 653 / وفيه في أثناء إقامة السلطان بحلب قرّر المحبّ بن الشحنة في قضاء حلب ¬

(¬1) خبر السلطان في: إنباء الغمر 3/ 494، وبدائع الزهور 2/ 147، والنجوم الزاهرة 15/ 259، وحوليات دمشقية 61، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 196 ب. (¬2) خبر الريح في: إنباء الغمر 3/ 494. (¬3) خبر السفر في: السلوك ج 4 ق 2/ 891، وحوليات دمشقية 62، ونزهة النفوس 3/ 259، وبدائع الزهور 2/ 147. (¬4) خبر التهنئة في: إنباء الغمر 3/ 495. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر حلب في: السلوك ج 4 ق 2/ 891، وإنباء الغمر 3/ 495، والنجوم الزاهرة 15/ 11، 12، ونزهة النفوس 3/ 259، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 196 ب.

عمارة جسر الفرات

الحنفية، وكانت شاغرة من منذ تحوّل الشيخ باكير إلى القاهرة وولي الشيخونية (¬1). [عمارة جسر الفرات] وفيه قبل سفر السلطان من حلب تقدّم كثير من الأمراء إلى الفرات، منهم نائب طرابلس ونائب صفد وحماه وغزّة وأعمروا الجسر. وورد الخبر بأن قرقماس أمير العرب أراد خراب الجسر، فقدّر أن قبض على زيادة على العشرين ممّن نصبهم لذلك (¬2). [سفر نائب حلب إلى الفرات] وفيه سافر نائب حلب قبل السلطان إلى جهة الفراة (¬3) أيضا (¬4). [تقاتل أقسماوي ولحّام] وفيه تخاصم اثنان من العوامّ وهم (¬5) أقسماوي ولحّام بسبب نصف فضّة، فتقابضا وتخانقا، فزرد أحدهم على خناق صاحبه فوقع مغشيّا عليه، فحمل إلى منزله فمات بعد يومين (¬6). [تخاصم شخصين] وفيه تخاصم اثنان فضرب أحدهما الآخر فوقع ميّتا (¬7). [قتل امرأة بعد طلاقها] وفيه طلّق إنسان أعجميّ امرأته وندم بعد ذلك وتبعها في زقاق وهي غافلة فضربها بسكّين معه فماتت (¬8). [تنكّر عبد بزيّ امرأة] وفيه وقعت حادثة غريبة أيضا وهي أنّ إنسانا كان من البزّازين تزوّج بابنة أمير ابتليت بعبد أسود وأحبّته فأدخلته إلى داره في زيّ امرأة وقالت لزوجها موهمة إيّاه بأنها بنت بعض أكابر الأمراء جاءت لزيارتها، فاهتمّ لها في ضيافة حافلة، وجلست يومها مع ذلك العبد، والزوج لا يجسر على دخول الدار إكراما لها. ثم لما دخل الليل سألته أن يبيت هو وحده في طبقة وتبيت هي مع الضيفة، ففعل ذلك، وباتت هذه مع العبد ¬

(¬1) خبر الأحناف في: إنباء الغمر 3/ 495، وحوليات دمشقية 62. (¬2) خبر الجسر في: إنباء الغمر 3/ 496، والنجوم الزاهرة 15/ 13. (¬3) كذا. والصواب: «الفرات». (¬4) خبر نائب حلب في: إنباء الغمر 3/ 496، والنجوم الزاهرة 15/ 13. (¬5) الصواب: «وهما». (¬6) خبر التقاتل في: إنباء الغمر 3/ 500. (¬7) خبر الشخصين لم أجده في المصادر. (¬8) خبر المرأة لم أجده في المصادر.

وصول السلطان البيرة

وأخذت له مشروبا فسكر وسوّلت لهما أنفسهما بقتل الزوج فثار العبد به وقصده هاجما عليه بسكين معه وضربه بها فأخطأت الضربة واستغاث الزوج وقبض على العبد وضرب فأقرّ، فأمضي فيه الحكم. وأمّا الزوجة فحلفت لزوجها أنها ما علمت الكائنة، وإنما (. . .) (¬1)، وثبت الأمر، فصدّقها وأقام معها، ولله الأمر (¬2). [وصول السلطان البيرة] وفيه وصل السلطان إلى البيرة ونزلها، ووصل النجّاب بدخوله حلب (¬3). [مقتل ابن الأقرع البدوي] [1766]- وفيه قتل قرقماس البدوي (¬4) بن الأقرع البدوي بعد أن أغار عليه واستاق من ماله نحو مايتي بعير، وما قدر على قرقماس. وكان بأحواز حلب والسلطان بالبيرة. [وفاة الشيخ ابن قديدار] [1767]- / 654 / وفي شوال في ليلة العيد مات الشيخ شمس الدين ابن (¬5) قديدار (¬6)، محمد بن علي بن موسى الدمشقيّ، الشافعيّ. أحد العلماء الصلحاء المعتقدين بدمشق. وكان عالما فاضلا، على قدم الخير والعبادة والصلاح، وله بدمشق ذكر كبير وصيت وشهرة، حتى أنّ تمرلنك لما ورد على البلاد الشامية بعث لما أخذ دمشق من يحميه ويحمي من معه من إفساد المفسدين. وكان شيخ يجلّه جدّا ويعظّمه، وبنى له زاوية. وكان يتردّد إلى بيروت للجهاد، وله بها زاوية بها الكثير من السلاح، وكانت كلمته نافذة حتى عند الفرنج، ويكتب لهم بسبب المسلمين فيجيبون إلى ما يأمر به. ومولده سنة اثنتين وخمسين وسبعماية تقريبا. وكانت جنازته حافلة جدّا. ¬

(¬1) كلمة غامضة «بانسالى». (¬2) خبر التنكر لم أجده في المصادر. (¬3) خبر البيرة في: السلوك ج 4 ق 2/ 891، وإنباء الغمر 3/ 496، والنجوم الزاهرة 15/ 13، والتاريخ الغياثي 355، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 196 ب. (¬4) انظر عن (قرقماس البدوي) في: إنباء الغمر 3/ 496. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) انظر عن (ابن قديدار) في: إنباء الغمر 3/ 508، 509 رقم 19، وحوليات دمشقية 64، 65، والضوء اللامع 11/ 266 رقم 1068 وفيه: «محمد بن أحمد بن عبد الله»، ووجيز الكلام 2/ 527 رقم 1207، وشذرات الذهب 7/ 218.

عبور السلطان الفرات

[عبور السلطان الفرات] وفيه وصل نجّاب من عند السلطان بأنه رحل من البيرة معدّيا الفراة (¬1) قاصدا آمد (¬2). [سفر الحجّاج] وفيه سافر الحاجّ بالمحمل وأميره إينال الششماني. وكانوا ركبا واحدا فقط، وما عهد ذلك قبل ذلك، وذلك لقلّة الحاج في هذه السنة (¬3). [الحرائق في مصر] وفيه تعدّد وقوع الحريق بمصر والقاهرة وأماكن غيرهما أيضا حتى مركب في البحر وحروق (¬4) ببعض النواحي وعدّة دور بالقاهرة ومصر حتى فزع الناس (¬5). [كسوف الشمس] وفيه كسفت الشمس بعد العصر وظهرت بعض الكواكب لظلمة الجوّ (¬6). [احتراق دار البرهان المحلّي] وفيه احترق لبرهان الدين المحلّي التاجر دار عظيمة بشاطيء النيل بمصر، يقال إن مصروفها خمسون ألف مثقال من الذهب (¬7). [منازلة السلطان آمد] وفيه وصل السلطان إلى آمد ونزل عليها، وقد استعدّ له قرايلك ووقع قتال كثير (¬8). ¬

(¬1) كذا. والصواب: «الفرات». (¬2) خبر العبور في: السلوك ج 4 ق 2/ 892، وإنباء الغمر 3/ 496، والنجوم الزاهرة 15/ 13، ونزهة النفوس 3/ 260، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 196 ب. (¬3) خبر الحجّاج في: السلوك ج 4 ق 2/ 892، وحوليات دمشقية 63، ونزهة النفوس 3/ 260. (¬4) الصواب: «وحرائق». (¬5) خبر الحرائق في: السلوك ج 4 ق 2/ 892، وحوليات دمشقية 63، ونزهة النفوس 3/ 260، وبدائع الزهور 2/ 148. (¬6) خبر الكسوف في: السلوك ج 4 ق 2/ 892، ونزهة النفوس 3/ 260، وحوليات دمشقية 63، وبدائع الزهور 2/ 148، والتاريخ الغياثي 356. (¬7) خبر الدار في: بدائع الزهور 2/ 148. (¬8) خبر آمد في: السلوك ج 4 ق 2/ 893، ونزهة النفوس 3/ 261، والتاريخ الغياثي 355، 356، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 196 ب.

[1768]- وقتل من السلطانية جماعة منهم تنبك المصارع (¬1) أحد العشرات وروس النوب، ويعرف بالبهلوان أيضا، وكان من مماليك الناصر، وتزوّج بأصيل أخت الخوند جلبان، ومن بعده تزوّجها الوالد رحمه الله تعالى. وقتل أيضا ممّن قتل جماعة من الجند وجرح آخرون، مات منهم: [1769]- سودون ميق (¬2) الظاهري، أحد مقدّمي الألوف. ثم في أثناء ذلك بلغ السلطان أنّ قرايلك شحن آمد بالمقاتلة، وخرج من بعض الجهات طالبا حلب على حين غفلة السلطان، فجهّز إليه بعضا من العساكر، فأدركته، وقد ترك بعض أصحابه الفرات قاتلوهم وقتلوا منهم، وغرق منهم جماعة، / 655 / وأسر آخرون ضربت أعناقهم (¬3). وأمّا آمد فأخذ السلطان في حصارها ونصب عليها منجنيقا دام الصّنّاع في نصبه عدّة أيام، وقاسى السلطان والعساكر أهوالا في مدّة إقامتهم على آمد. ووقعت أشياء يطول شرحها آلت إلى رحيل السلطان عن آمد بعد ما أقام على حصارها زيادة عن الشهر، وقرايلك ليس بها بل ولده، وزحف السلطان عليها زحفة قتل فيها جماعة من الفريقين (¬4)، منهم: [1770]- مراد بك (¬5) بن قرايلك. [1771]- وحمزة (¬6) نائب آمد. وجرح جماعة، وقبض على آخرين من الآمديّة، وقتل بعضهم. ونزل محمود بن قرايلك في عسكر على جبل مشرفا على العسكر السلطاني، وصار يفعل أفعالا كثيرة، ومنع من البيرة، وقصد السلطان جماعة من أمراء النواحي، فأتوه طائعين، منهم دولات شاه صاحب الحلّة. ¬

(¬1) انظر عن (تنبك المصارع) في: السلوك ج 4 ق 2/ 900، والنجوم الزاهرة 15/ 181، 182، ونزهة النفوس 3/ 269 رقم 728، وحوليات دمشقية 66، 67، وبدائع الزهور 2/ 148. (¬2) انظر عن (سودون ميق) في: السلوك ج 4 ق 2/ 900، والنجوم الزاهرة 15/ 180، ونزهة النفوس 3/ 268 رقم 726، والضوء اللامع 3/ 283، ووجيز الكلام 2/ 529 رقم 1217، وبدائع الزهور 2/ 148. (¬3) السلوك ج 4 ق 2/ 893. (¬4) السلوك ج 4 ق 2/ 895. (¬5) انظر عن (مراد بك) في: السلوك ج 4 ق 2/ 895، وإنباء الغمر 3/ 499، وزبدة كشف الممالك 137، ونزهة النفوس 3/ 263. (¬6) في الأصل: «ضميرة» وانظر عن (حمزة) في: السلوك ج 4 ق 2/ 895، ونزهة النفوس 3/ 263.

مقتل أتابك دمشق

[1772]- وخرج صاحب الحصن الملك الأشرف (¬1) أحمد بن سليمان بن غازي باستدعاء اتصل إلى السلطان، فاغتيل في طريقه، وقتل هو وقاصد السلطان إليه. وبلغ السلطان ذلك فشقّ عليه، وبعث في طلب قاتليه فقبض على جماعة منهم، ووسّطوا تجاه قلعة آمد. ثم سار جار قطلوا نائب الشام في طلب قرايلك. وجرت أمور آلت (بأخرة) (¬2) إلى بعث قرايلك بقاصده أحمد ولد عمّه وبكاتب سرّه يبذلون على السلطان في طلب الصلح. وكان العسكر المصري قد قاربوا التسلّل، واختلف منهم الكلمة، وخاف السلطان على نفسه أيضا، فأجاب إلى الصلح، وبعث إليه بابن الأشقر نائب كاتب السرّ فعقد معه الصلح، وحلّفه على طاعة السلطان وبعث إليه بالخلعة والمركوب والسيف وأشياء أخر، وتمّ الصلح، وهم في أثناء ذلك وصل قاصد اسكندر بن قرا يوسف متملّك أذربيجان، والأمراء في ثانيه قادم إلى خدمة السلطان، فأعيد قاصده بالشكر والثناء، وأنه تمّ الصلح على شروط. ثم قدم على السلطان الملك الأشرف يحيى بن الأشرف صاحب حصن كيفا من عند أخيه الملك الكامل خليل، وكان لقّب أولا بالصالح. وكان تقرّر في سلطنة الحصن عوضا عن أبيه بعد قتله، وحضر معه كتابه للسلطان، وخرج / 656 / إليه التقليد والخلع وغير ذلك. وكان في جملة صلح قرايلك عدم التعرّض إلى مملكة الحصن، وهذا ما وقع في شوال على جهة الاختصار (¬3). [مقتل أتابك دمشق] [1773]- وفيه قتل تغري بردي (¬4) المحمودي، أتابك دمشق في واقعة آمد، وهو وآخرين (¬5). ¬

(¬1) انظر عن (الملك الأشرف) في: نزهة النفوس 3/ 264. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) خبر منازلة آمد في: السلوك ج 4 ق 2/ 895 - 897، وإنباء الغمر 3/ 497، وزبدة كشف الممالك 137، ونزهة النفوس 3/ 263 - 266، وحوليات دمشقية 67 - 70، وبدائع الزهور 2/ 148، 149، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 196 ب، 197 أ، وثمرات الأوراق 245. (¬4) انظر عن (تغري بردي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 900، والنجوم الزاهرة 15/ 33 و 15/ 179، ونزهة النفوس 3/ 268 رقم 725، والدليل الشافي 1/ 267 رقم 761، والمنهل الصافي 7/ 51 - 54 رقم 763، والضوء اللامع 3/ 29 رقم 139، ووجيز الكلام 2/ 529 رقم 1216، وحوليات دمشقية 72، 73. (¬5) الصواب: «وآخرون».

ذو القعدة

[ذو القعدة] [خسوف القمر] وفي ذي قعدة خسف القمر، فعدّ كسوف الشمس وخسوف القمر في خمسة عشر يوما من النوادر (¬1). [وصول نجّاب السلطان من آمد] وفيه وصل نجّاب بمرسوم السلطان من آمد يذكر فيه بعضا ممّا قدّمناه، وكان ذلك قبل الصلح (¬2). [ارتفاع أسعار الغلال] وفيه تحرّكت أسعار الغلال بإرجاف طائفة بأنّ النيل يتوقّف في هذه السنة، وكان قد ابتدأ بالزيادة (¬3). [عزل الوالي دولات خجا] وفيه عزل نائب الغيبة دولات خجا الوالي لتقصير نسبه إليه، وأقام في الولاية دوادار دولات خجا المذكور على أنّ الأمن والأمان والرخاء كان موجودا بالقاهرة، وحسنت سيرة نائب الغيبة (¬4). [رحيل السلطان عن آمد] وفيه كان رحيل السلطان عن آمد بعد أن وقع في عسكره الغلاء، سيما في العليق، بل وفي كل شيء، وخربت تلك النواحي وفعل بها أفعالا لا توصف (¬5). [نيابة الرها] وفيه وصل السلطان إلى الرها وقرّر في نيابتها إينال الأجرود نائب غزّة، فحنق من ذلك وتغيّظ ورمى بسيفه فغضب السلطان وأراد الانتقام منه، ثم كفّ عنه وطلب إنسانا من مماليكه وقرّره في نيابة الرها. ثم في يومه كلّم إينال في ذلك فندم خوفا من سطوة السلطان، فأعيد إلى ذلك ونزل بتقدمة ألف، وأمدّه بالزاد والمال والرجال (¬6). ¬

(¬1) خبر الخسوف في: بدائع الزهور 2/ 149. (¬2) خبر النجّاب في: حوليات دمشقية 74. (¬3) خبر الغلال في: نزهة النفوس 3/ 261، 262. (¬4) خبر العزل في: حوليات دمشقية 70، ونزهة النفوس 3/ 262. (¬5) خبر الرحيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 894، و 897، وإنباء الغمر 3/ 499، والنجوم الزاهرة 15/ 22، وحوليات دمشقية 70، ونزهة النفوس 3/ 262 و 265. (¬6) خبر الرها في: السلوك ج 4 ق 2/ 898، وإنباء الغمر 3/ 498، والنجوم الزاهرة 15/ 31، وبدائع الزهور 2/ 150، وثمرات الأوراق 245.

نيابة غزة

[نيابة غزّة] وفيه قرّر في نيابة غزّة جانبك الحمزاوي عوضا عن إينال الأجرود (¬1). [دخول السلطان حلب] وفيه سار السلطان قاصدا حلب فدخلها في أواخره فعقد موكب سلطاني وخرج الناس ومن كان بها من قضاة مصر وأعيانها وأعيان حلب إلى لقائه، وأقام بحلب عدّة أيام (¬2). [أتابكية دمشق] وفيه قرّر في أتابكية دمشق قانباي البهلوان عوضا عن تغري بردي المحمودي (¬3). [ذو الحجّة] [مكاتبة السلطان إلى مصر] وفي ذي حجّة في أوله قدم كمشبغا الأحمدي أحد الأمراء الطبلخانات بمكاتبة للسلطان من الرها تتضمّن ما تقدّم ذكره من حصار آمد وإقامته عليها مدّة، ثم المصالحة مع قرايلك إلى غير ذلك ممّا عرفته (¬4). [زيادة النيل] وفيه نودي على النيل بزيادة إصبع واحد لتتمّة خمسة عشر ذراعا، وثمان عشرة إصبع (¬5). ثم أصبح الناس في ثاني يوم من هذه المنادات. ووافق ذلك ثالث عشرين مسرى، / 657 / وقد نقص النيل ستّ أصابع، فانذعر الناس وانزعجوا وبادروا بشراء الغلال وتكالبوا على ذلك (¬6). [ملاقاة السلطان] وفيه خرج الصاحب كريم الدين ابن (¬7) كاتب المناخ للقاء السلطان (¬8). ¬

(¬1) خبر غزوة في: السلوك ج 4 ق 2/ 898، والنجوم الزاهرة 15/ 33، وبدائع الزهور 2/ 150. (¬2) خبر حلب في: السلوك ج 4 ق 2/ 898، وإنباء الغمر 3/ 498، وحوليات دمشقية 70، وبدائع الزهور 2/ 150، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 197 أ. (¬3) خبر الأتابكية في: النجوم الزاهرة 15/ 33، وبدائع الزهور 2/ 150. (¬4) خبر المكاتبة في: السلوك ج 4 ق 2/ 894، والنجوم الزاهرة 15/ 33، 34، وبدائع الزهور 2/ 150. (¬5) الصواب: «إصبعا». (¬6) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 894، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 197 أ. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) خبر الملاقاة في: السلوك ج 4 ق 2/ 895.

دخول السلطان دمشق

[دخول السلطان دمشق] وفيه وصل السلطان إلى دمشق وأقام بها أياما ثم خرج يريد القاهرة (¬1). [وفاة ابن أفتكين] [1774]- وفيه مات التاج عبد الوهاب بن أفتكين (¬2)، كاتب سرّ دمشق، وولي عوضه نجم الدين يحيى بن الزين ناظر الجيش بحلب. [خوف قرايلك من عودة السلطان] وفيه بلغ قرايلك بأنّ السلطان في قصده عوده إليه يفعل ببلاده أفعالا قبيحة من خراب وقطع أشجار وغير ذلك (¬3). * * * [حوادث هذه السنة لا فى شهر معين] [وفاة الزين الحلاّلي] [1775]- وفيها - أعني هذه السنة - مات الزين الخلالي (¬4)، عبد الرحمن بن محمد القزوينيّ، الشافعيّ. وكان علاّمة عصره من العلماء الأكابر والأعيان الأفاضل، بارعا في الفقه والقراءات والتفسير، وغير ذلك. ومولده بعد السبعين وسبعماية. [وفاة صاحب مقديشو] [1776]- وفيها مات صاحب مقدشوه (¬5)، علي بن يوسف بن عمر بن أحمد المؤيّد بن المظفّر بن المنصور شهاب. ¬

(¬1) خبر دمشق في: السلوك ج 4 ق 2/ 895، وإنباء الغمر 3/ 498. (¬2) انظر عن (ابن أفتكين) في: السلوك ج 4 ق 2/ 900، وإنباء الغمر 3/ 506، 507 رقم 11، والنجوم الزاهرة 15/ 183، وحوليات دمشقية 73، 74، ونزهة النفوس 3/ 269 رقم 729، والضوء اللامع 5/ 369، وبدائع الزهور 2/ 151. (¬3) خبر قرايلك لم أجده في المصادر. (¬4) انظر عن (الحلاّلي) في: إنباء الغمر 3/ 506 رقم 10، والضوء اللامع 4/ 399، ووجيز الكلام 2/ 526، 527 رقم 1206، وفيه: «عبد الرحيم» وبدائع الزهور 2/ 150 وفيه: «جلال الدين»، وشذرات الذهب 7/ 217. (¬5) انظر عن (صاحب مقدشوه) في: إنباء الغمر 3/ 507 رقم 15، والضوء اللامع 5/ 272 رقم 913، ووجيز الكلام 2/ 528 رقم 1212، وبدائع الزهور 2/ 151.

فرار محمد شاه من بغداد

[1777]-[و] علي بن عمر الكثيريّ، صاحب طبار (¬1) من اليمن. [فرار محمد شاه من بغداد] وفيه تحوّل أصبهان بن قرا يوسف على أخيه محمد شاه وملك منه بغداد وسلب ممّن بها جميع ما في أيديهم، وفرّ شاه محمد فلحق بالموصل (¬2). [موت أرخان أخي ملك الروم] [1778]- وفيها قبض مراد بك بن عثمان ملك الروم على أخيه أرخان، فسمل عينيه وسجنه، فاتفق موته. وكان مملوكا (¬3) له يقال له طوغان قد أدخل إليه جارية بيضاء على أنها مملوك بخدمه في السجن اتفق أن حملت منه، وولدت ذكرا ثم أنثى، وسمّى الذكر سليمان، والأنثى: شاه أود. فلما مات أرخان فرّ طوغان منهم من السجن إلى حلب، ثم قدم القاهرة، وكان لهم ما سنذكره في محلّه إن شاء الله تعالى (¬4). ¬

(¬1) في الأصل: «طيار». (¬2) خبر الفرار في: السلوك ج 4 ق 2/ 899، وإنباء الغمر 3/ 502، وبدائع الزهور 2/ 151. (¬3) الصواب: «وكان مملوك». (¬4) انظر عن (أرخان) في: إنباء الغمر 3/ 499، 500.

سنة سبع وثلاثين وثمانماية

سنة سبع وثلاثين وثمانماية [محرّم] [زيادة النيل] في محرّم نودي على النيل بزيادة ما نقص وزيادة ثلاث أصابع، فسرّ الناس بذلك وفرحوا، ثم في اليوم الموافق لسادس عشرين مسرى حصل الوفاء، وفتح الخليج، وكان يوما مشهودا فيه أظهر الناس غاية الفرح والسرور (¬1). [وفاة الشيخ أبي بكر] [1779]- وفيه مات الشيخ أبو بكر (¬2)، أحد من كان يعتقد بمصر. وكان يذكر عنه كرامات ومكاشفات، أقام مدّة بالحسينية، ثم ابتنى زاوية ببولاق وتحوّل / 658 / إليها، فاتفق أن عمل بها قبرا لنفسه، فلما انتهى مرض ومات. [وصول مبشّر الحاج] وفيه وصل مبشّر الحاج وتأخّر عن عادته أياما نحوا من عشرة أيام (¬3). [تزيين القاهرة] وفيه نودي بزينة القاهرة بقدوم السلطان، وكان الخبر وصل بخروجه من دمشق في أول هذا الشهر، فأخذ الناس في التهيّ (¬4) لأسباب ملاقاته (¬5). [وصول أثقال السلطان] وفيه وصل أيتمش الحضري من القدس، وجاءت أثقال كثيرة للسلطان ¬

(¬1) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 903، ونزهة النفوس 3/ 271، وبدائع الزهور 2/ 151. (¬2) انظر عن (أبي بكر) في: إنباء الغمر 3/ 523 رقم 6. (¬3) خبر المبشر في: السلوك ج 4 ق 2/ 903، ونزهة النفوس 3/ 272. (¬4) الصواب: «التهيؤ». (¬5) خبر التزيين في: السلوك ج 4 ق 2/ 903، وإنباء الغمر 3/ 510، والنجوم الزاهرة 15/ 34، وحوليات دمشقية 79.

خروج ولد السلطان لملاقاة أبيه

والأمراء وغيرهم. ثم تتابع وصول الأثقال شيئا فشيئا (¬1). [خروج ولد السلطان لملاقاة أبيه] وفيه خرج الجمال يوسف ولد السلطان لملاقاة والده (¬2). [المطر الغزير في الصيف] وفيه أمطرت السماء مطرا غزيرا، وكان ذلك في توت بعد تقضّي يوم السرور، وما عهد مثل ذلك في المصيف فأخذ الناس يرجفون بأنّ ذلك يؤذن بهبوط النيل، وكان ما أرجفوا به، فأخذ في النقص، وشرّق بعد ذلك الكثير من البلاد (¬3). [دخول السلطان القاهرة] وفيه في يوم عشرينه كان دخول السلطان إلى القاهرة، وقد زيّنت لقدومه، وقعد الناس لرؤيته، وكان له يوما مشهودا (¬4). ولما حاذى مدرسته الأشرفية نزل ودخل إليها فصلّى بها ركعتين، ثم ركب فخرج من باب زويلة صاعدا القلعة، وخلع على أرباب الدولة، وعاد من هذه السفرة، وما نال كثير طائل، بل كانت سفرة شاقّة وعديمة النفع كبيرة الضرر، (تلف) (¬5) فيها الكثير من المال، فيقال إنّ جملة ما أنفقه السلطان فيها خمسماية ألف دينار، وتلف له من الخلق والخيل والسلاح والآلات أمثال ذلك، وكذا تلف لأمرائه وعساكره شاما ومصرا، وتلف لأهل آمد أيضا أموالا (¬6) عظيمة، وقتل خلق لا يعدّون، وهلك من دوابّ العساكر ما بين خيل وجمال زيادة على العشرة آلاف، ومع ذلك فلم يسكن الفتنة، ولا بلغ أحد غرض (¬7)، فلله الأمر (¬8). [ولاية القاهرة] وفيه أعيد التاج الوالي إلى ولاية القاهرة مضافا لما بيده من الوظائف على عادته (¬9). ¬

(¬1) خبر الأثقال في: السلوك ج 4 ق 2/ 903، ونزهة النفوس 3/ 272، وبدائع الزهور 2/ 151. (¬2) خبر ولد السلطان في: السلوك ج 4 ق 2/ 903، والنجوم الزاهرة 15/ 34، وحوليات دمشقية 79، وبدائع الزهور 2/ 151. (¬3) خبر المطر في: السلوك ج 4 ق 2/ 903، وإنباء الغمر 3/ 510، ونزهة النفوس 3/ 272، وحوليات دمشقية 80، وبدائع الزهور 2/ 151. (¬4) الصواب: «وكان له يوم مشهود». (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) الصواب: «أموال». (¬7) الصواب: «غرضا». (¬8) خبر السلطان في: السلوك ج 4 ق 2/ 903، 904، والنجوم الزاهرة 15/ 35، ونزهة النفوس 3/ 273، وحوليات دمشقية 80، وبدائع الزهور 2/ 151، 152، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 197 أ. (¬9) خبر الولاية في: السلوك ج 4 ق 2/ 904، وحوليات دمشقية 80، وإنباء الغمر 3/ 512، والنجوم الزاهرة 15/ 35، ونزهة النفوس 3/ 273.

عودة الحجاج

[عودة الحجّاج] وفيه وصل الحاجّ وهم في مشقّة لموت جماعة من شدّة الحرّ في طريق المدينة المشرّفة (¬1). [صفر] [غلاء الغلال وتراجع النيل] وفي صفر شره الناس في شراء الغلّة، وشحّ بها أربابها، وارتفع سعرها، / 659 / وفقد الخبز من الحوانيت عدّة ليالي، وكان قد تراجع بعض النيل حتى بلغ إلى سبعة عشر ذراعا، ثم نقص ستة أصابع فحصل عند الناس التكالب بسبب ذلك (¬2). [وفاة البدر المارداني] [1780]- وفيه مات البدر الماردانيّ (¬3)، محمد بن أبي بكر بن محمد بن سلامة الحلبيّ، الحنفيّ. وكان عالما فاضلا، لقي الكبار من المشايخ، وأخذ عنهم، وشهر في الفنون، وتنقّلت به الأحوال في اشتغال الناس ببلده وحلب وغيرها، وقطن حلب بآخرة، وكان له نظم حسن، وفضائل جمّة. ومولده قبل الستين وسبعماية. [الكوكب ذو الذؤابة] وفيه ظهر في جهة المغرب ليلا كوكب له ذؤابة نحو من رمحين وله رأس في قدر رمح يضيء ولا زال يشرق حتى تعهد رقة ذنبه كرقّة الشعر (¬4). [الأمطار والبرق والرعد] وفيه توالت الأمطار غزيرة بالوجه البحري وفي بلاد غزّة والقدس، وكانت مع برق رعد شديد (¬5). ¬

(¬1) خبر الحجّاج في: السلوك ج 4 ق 2/ 904، وإنباء الغمر 3/ 512، وحوليات دمشقية 80، والنجوم الزاهرة 15/ 35، ونزهة النفوس 3/ 273. (¬2) خبر الغلاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 904، وإنباء الغمر 3/ 510، ونزهة النفوس 3/ 273، وبدائع الزهور 2/ 152. (¬3) انظر عن (المارداني) في: إنباء الغمر 3/ 529 رقم 17، ووجيز الكلام 2/ 532 رقم 1221، والضوء اللامع 7/ 195، وشذرات الذهب 7/ 223. (¬4) خبر الكوكب في: السلوك ج 4 ق 2/ 905، ونزهة النفوس 3/ 274، وبدائع الزهور 2/ 152. (¬5) خبر الأمطار في: السلوك ج 4 ق 2/ 905، ونزهة النفوس 3/ 274.

استيلاء الفرنج على مراكب للمسلمين

[استيلاء الفرنج على مراكب للمسلمين] وفيه ظفر الفرنج بتسع سفن للمسلمين قريبا من طرابلس المغرب، فيها الكثير من البضايع والأموال والرجال (¬1). [وفاة قطلوبغا حجّي] [1781]- وفيه مات قطلوبغا حجّي (¬2) البانقوسيّ، الحلبيّ، حمو الظاهر ططر. وكان ولي نظر الأوقاف في دولة الأشرف هذا، وباشر بعنف ثم لانت عريكته. [القبض على كاشف الوجه القبلي] وفيه قبض على داود التركمان كاشف الوجه القبلي، وسلّم لأقبغا الجمالي (¬3)، وكان قد جهّز في جملة الأمراء بمصر بعد الأستادارية (¬4). [ربيع الأول] [وفاة الشهاب ابن الكشك] [1782]- وفي ربيع الأول مات بدمشق الشهاب ابن (¬5) الكشك (¬6)، أحمد بن محمود بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن أبي العزّ الدمشقي، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، شهما، قويّ النفس، انتهت إليه رياسة أهل الشام في عصره، وكان عارفا بالأحكام، ولي عدّة وظائف جليلة، منها: قضاء دمشق، ونظر جيشها، وعيّن لكتابة سرّ مصر، واعتذر عن ذلك، وكان جوادا سمحا، عاش بضعا وخمسين سنة. ¬

(¬1) خبر الفرنج في: السلوك ج 4 ق 2/ 905، ونزهة النفوس 3/ 274، وإنباء الغمر 3/ 513 وفيه: «سبع سفن»، ونزهة النفوس 3/ 274، وحوليات دمشقية 82. (¬2) انظر عن (قطلوبغا حجي) في: إنباء الغمر 3/ 528 رقم 15، والضوء اللامع 6/ 742 وفيه قطلو خاجي، وحوليات دمشقية 81 وفيه: «قطلو خجا». (¬3) في الأصل: «الجمال». (¬4) خبر الكاشف في: نزهة النفوس 3/ 273. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) انظر عن (ابن الكشك) في: السلوك ج 4 ق 2/ 922، وإنباء الغمر 3/ 520، 521 رقم 2، والنجوم الزاهرة 15/ 185، 186، والمنهل الصافي 2/ 214، 215 رقم 312، والدليل الشافي 1/ 89 رقم 310، والضوء اللامع 2/ 220 رقم 619، ووجيز الكلام 2/ 532 رقم 1222، وحوليات دمشقية 85 - 88، ونزهة النفوس 3/ 292، 293، وبدائع الزهور 2/ 153، ورفع الإصر 1/ 108، وشذرات الذهب 7/ 217 و 219.

قراءة المولد

[قراءة المولد] وفيه كان المولد النبويّ بالقلعة عند السلطان على العادة (¬1). [خروج السلطان للصيد] وفيه خرج السلطان للصيد في أبّهة السلطنة فعبر من باب زويلة وخرج من باب القنطرة، وكان له يوما حافلا (¬2). [نصب مدفع بالقلعة] وفيه نصب المدفع الذي أعدّه السلطان لحصار آمد، وهو مكحلة من النحاس زنتها ماية وعشرون قنطارا مصريا، وجلس السلطان لرؤيتها بأعلا (¬3) سور القلعة ورما (¬4) بها / 660 / فيما بين باب القرافة وباب الدرفيل إلى جهة الجبل بعدّة أحجار منها ما زنته خمسماية وسبعون رطلا، واجتمع الناس لمشاهدة ذلك، وكان أمرا مهولا، واستمرّ الرمي بها عدّة أيام (¬5). [إضافة الأتابكية إلى الديوان المفرد] وفيه صرف الأتابك سودون من عبد الرحمن عن الأتابكية، وأمر بإخراجه إلى القدس بطّالا، فاستعفى من سفره وسأل الإقامة بداره، فأجيب إلى ذلك، وأضيف إقطاع الأتابكية إلى الديوان المفرد وما قرّر في وظيفته أحد (¬6). [العاصفة بدمياط] وفيه وقع بدمياط حادث عظيم من هبوب رياح مزعجة شديدة العصوف اقتلعت الكثير من النخيل، وسقط بسببها عدّة أماكن، وتلف الكثير من قصب السّكّر المزروع بها، وخرج الناس لعظم ما هالهم إلى ظاهر البلد، ثم سقطت صاعقة فأحرقت شيئا كثيرا، ثم أمطرت السماء مطرا مغرقا، ولم يوجد بالقاهرة شيء من ذلك أصلا (¬7). ¬

(¬1) خبر المولد في: السلوك ج 4 ق 2/ 905، وحوليات دمشقية 84، ونزهة النفوس 3/ 274. (¬2) خبر الصيد في: السلوك ج 4 ق 2/ 906، ونزهة النفوس 3/ 275. (¬3) الصواب: «بأعلى». (¬4) الصواب: «ورمى». (¬5) خبر المدفع في: السلوك ج 4 ق 2/ 906، وإنباء الغمر 3/ 514، ونزهة النفوس 3/ 275. (¬6) خبر الديوان في: السلوك ج 4 ق 2/ 906، وإنباء الغمر 3/ 513، والنجوم الزاهرة 15/ 36. (¬7) خبر العاصفة في: السلوك ج 4 ق 2/ 906، وإنباء الغمر 3/ 512، ونزهة النفوس 3/ 275.

وفاة ولد الخليفة العباسي

[وفاة ولد الخليفة العباسي] [1783]- وفيه مات الشاب الريّس، إبراهيم بن داود بن محمد العبّاسي (¬1)، المصري، الشافعيّ، ولد الخليفة أمير المؤمنين. وكان رئيسا حشما، فاضلا، أدوبا، قرأ واشتغل، ولم يكن لأبيه غيره. [وفاة البدر الحكري] [1784]- وفيه مات البدر الحكري (¬2)، محمد ابن (¬3) قاضي القضاة علي المصري، الحنبليّ. وكان فاضلا، عارفا بمذهبه، ناب في الحكم مدّة، وكان حسن السيرة والهيئة والشكالة. وعاش ثلاثا وخمسين سنة. [قضاء الحنفية بدمشق] وفيه قرّر الشمس محمد بن الشهاب أحمد بن الكشك في قضاء الحنفية بدمشق عوضا عن أبيه بحكم وفاته، بمال وعد به (¬4). [وفاة مقبل الرومي] [1785]- وفيه مات مقبل الرومي (¬5) الدوادار، نائب صفد. وكان فارسا، بطلا، عارفا، سيوسا. ولي الدوادارية الكبرى في دولة المؤيّد. وجرت عليه أمور، وولي نيابة صفد مدّة، وحسنت بها سيرته. [الشكوى من نائب القدس] وفيه قدم جماعة من البيت المقدس ومن أهل الخليل يشكون من أركماس الجلباني نائب القدس، ويذكرون عنه مصائب ومظالم شنيعة، فعزل وقرّر عوضه حسن خجا أخو ¬

(¬1) انظر عن (العباسي) في: إنباء الغمر 3/ 520 رقم 1، والضوء اللامع 1/ 50، ووجيز الكلام 2/ 533 رقم 1226، وشذرات الذهب 7/ 154. (¬2) انظر عن (الحكري) في: إنباء الغمر 3/ 530 رقم 22، وحوليات دمشقية 88. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر الحنفية في: السلوك ج 4 ق 2/ 906. (¬5) انظر عن (مقبل الرومي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 922، وإنباء الغمر 3/ 533 رقم 28، والدليل الشافي 2/ 739 رقم 2524، والضوء اللامع 10/ 167 رقم 696، والنجوم الزاهرة 15/ 36 و 184، وحوليات دمشقية 89، 90، ونزهة النفوس 3/ 293 رقم 732.

وفاة قاضي مكة

تغري برمش نائب الغيبة الذي ولي نيابة حلب فيما بعد على ما سيأتي (¬1). [وفاة قاضي مكة] [1786]- وفيه مات الجمال الشيبي (¬2)، قاضي مكة، محمد بن علي بن محمد بن أبي بكر القرشي، العبدريّ، المكي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، ألّف وصنّف، / 661 / وسمع على جماعة منهم البرهان ابن (¬3) صدّيق. وأجاز له النيسابوريّ، والقرافي (¬4)، وآخرون. ومن نظمه لما أعيد الجلال البلقيني إلى القضاء بعد الشمس الهرويّ: عود الإمام لدى الأنام كعيدهم ... [بل عود] (¬5) لا عيد أعيد (¬6) مثاله أجلا (¬7) ... جلال الدين عنّا غمّة زالت بعون الله جلّ جلاله ومولده في سنة ثمان وسبعين وسبعمية (¬8). [نظارة الديوان المفرد] وفيه أعيد عبد العظيم بن صدقة الأسلمي إلى نظر الديوان المفرد، وكان تركه التاج الخطير عند سفر السلطان بصناعته، فبقي إلى هذه المدّة (¬9). [ربيع الآخر] [وفاة ملك البنجال] [1787]- وفي ربيع الآخر مات ملك بنجالة من الهند السلطان جلال الدين أبو المظفّر محمد بن فندو (¬10) المعروف بكاس. ¬

(¬1) خبر الشكوى لم أجده في المصادر. (¬2) انظر عن (الشيبي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 922، وإنباء الغمر 3/ 530 رقم 21، والنجوم الزاهرة 15/ 186، 187، ونزهة النفوس 3/ 293 رقم 734، والضوء اللامع 8/ 174، ووجيز الكلام 2/ 531، 532 رقم 1220، وبدائع الزهور 2/ 153، وشذرات الذهب 7/ 423، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 431، 432 رقم 779، والبدر الطالع 2/ 314، وهدية العارفين 2/ 189، وكشف الظنون 697، وإيضاح المكنون 1/ 172 و 239 و 321 و 512 و 2/ 406 والأعلام 7/ 179، 180، ومعجم المؤلفين 11/ 45. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «العرامي». والتصحيح من الضوء اللامع 11/ 13 رقم 39. (¬5) ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل من إنباء الغمر. (¬6) في الأصل: «عاد». (¬7) الصواب: «أجلى». (¬8) في إنباء الغمر سنة 779 هـ‍. (¬9) خبر النظارة في: السلوك ج 4 ق 2/ 906، 907، ونزهة النفوس 3/ 276. (¬10) انظر عن (ابن فندو) في: السلوك ج 4 ق 2/ 924، 925، وإنباء الغمر 3/ 532 رقم 26، والنجوم الزاهرة 15/ 192، 193، =

نيابة صفد

وكان كاس هذا كافرا، فثار على شهاب الدين صاحب بنجالة وملكها منه، وكان شهاب الدين مملوكا للسلطان سيف الدين حمزة بن أعظم شاه بن إسكندر شاه بن شمس الدين. ثم ثار جلال الدين هذا على أبيه الكافر وقد أسلم، أعني جلال الدين ويسمّى محمدا، وملك بنجاله من أبيه، وأظهر الإسلام، وجدّد مآثر جليلة، وأعاد المساجد التي خرّبها والده، واعتنى بإقامة شعائر الإسلام، وحسن إسلامه جدّا، وجاءت رسله إلى القاهرة للسلطان بهدايا وللخليفة، وطلب التقاليد بولاية بنجالة، وبعث مالا إلى مكة فرّق بها. ودام مدّة على سلطنة بنجالة. ولما مات أقرّ بعده ولده أحمد شاه، ولقّب المظفّر. [نيابة صفد] وفيه قرّر إينال الششماني في نيابة صفد عوضا عن مقبل (¬1). [تقرير والد المؤلّف في ولاية نظر الإسكندرية] وفيه طلب السلطان الوالد خليل بن شاهين الصفوي، المنفيّ - تغمّده الله برحمته -، وسأله مشافهة في ولاية نظر الإسكندرية، فأجاب إلى ذلك، وكان سنّه نحوا من ثلاث وعشرين سنة. وكان قد قدم مع الجدّ من القدس، وأقام بالقاهرة (¬2) على سيرة حسنة، مشتغلا بالعلم يتردّد إلى خشداشيّ والده من أكابر الأمراء وهم يبالغون في إكرامه لحسن سمته ودينه، مع شبوبيّته، ورتّب له عن ما أمر منهم مرتّبات تكفيه في أمر معاشه. وكانت عمّتي أخت الوالد الستّ / 662 / صفر ملك قد تزوّجت بالخواجا صارم الدين إبراهيم بن الخواجا قرمش، وله اتصال بالأشرف، فاتفق يوما أن حضر إليه في خلوة، وبينا هو في منادمته إذ قال له: قد أعياني أمر ناظر الإسكندرية ابن (¬3) الصغير، ولو وجدت كائنا من كان لولّيته نظرها، أهل على ذهنك من يسدّ ذلك؟ فأجرى الله على لسانه ذكر الوالد ومدحه له، ووصفه بالمعرفة والكتابة الجيّدة، وحسن السيرة. وقال: بأنه ولد فلان وأخته معي، فأمره بإحضاره إلى بين يديه فأحضره في الحال بعد أن تمنّع الوالد، ¬

= والدليل الشافي 2/ 674 رقم 2314، ونزهة النفوس 3/ 297، 298 رقم 741، ووجيز الكلام 2/ 534، 535 رقم 1230، والضوء اللامع 8/ 480 رقم 770، وشذرات الذهب 7/ 225. (¬1) خبر صفد في: السلوك ج 4 ق 2/ 907، وإنباء الغمر 3/ 513، وحوليات دمشقية 90، ونزهة النفوس 3/ 277، وبدائع الزهور 2/ 153. (¬2) خبر والد المؤلف في: السلوك ج 4 ق 2/ 907، وإنباء الغمر 3/ 513، وحوليات دمشقية 90/ 91، ونزهة النفوس 3/ 277. (¬3) في الأصل: «بن».

تفقد السلطان للبيمارستان المنصوري

وقال: والي، ولا، ولا. فألحّ عليه، فلما حضر عند الأشرف أنس به، وكالمه (¬1)، فرأى عليه آثار النجابة، فوقع منه بموقع، ثم شافهه في ولاية النظر، وقال: هل تقدر تسدّ ذلك؟ فأجابه بأنه إن يسّر الله تعالى عليه، وكانت عناية السلطان معه سدّ ما هو فوق ذلك، فأعجبه جوابه، وقرّر معه أن يصعد إليه في بكرة غد نهاره ذلك، فصعد، فخلع عليه بذلك، وخرج مسافرا إلى اسكندرية بعد أيام، وباشر النظر مباشرة حسنة أوجبت له الشكر عند السلطان حتى رقّاه إلى الحجوبية بالثغر، مضافا للنظر، ثم إلى النيابة مضافة لهما على ما سيأتي ذلك في محلّه، وكان هذا أول ظهور الوالد في الدولة. [تفقّد السلطان للبيمارستان المنصوري] وفيه ركب السلطان بعد الموكب ومعه ناظر الجيش الزين عبد الباسط، وكاتب السرّ، والتاج الشوبكي، ونزل إلى البيمارستان المنصوريّ للنظر في أحواله حيث لم يزل نظره لأحد بغير صرف الأتابك سودون من عبد الرحمن، ثم أقام الطواشي جوهر الخزندار متحدّثا عليه (¬2). [كشف الوجه البحري] وفيه قرّر في كشف الوجه البحري أقبغا الجمالي عوضا عن حسن بك بن سقلسيز التركماني، وأضيف إليه كشف الجسور أيضا (¬3). [وفاة عالم تونس وإفريقية] [1788]- وفيه مات [عالم] (¬4) تونس وإفريقيّة، بل المغرب كلّه، أبو عبد الله بن القمّاح (¬5)، محمد بن محمد بن محمد القرشي، المالكيّ. وكان فاضلا حنفيا بالحديث، سمع من ابن (¬6) عرفة، وجماعة، وحجّ فسمع من جماعة منهم: ابن (¬7) موسى، ومن البرهان الشامي، وحدّث بالكثير، وبالإجازة العامّة / 663 / عن العراقي. وكان محبّا في الحديث وأهله. ¬

(¬1) الصواب: «وكلّمه». (¬2) خبر التفقد في: السلوك ج 4 ق 2/ 907، 908، وحوليات دمشقية 91، ونزهة النفوس 3/ 277، وبدائع الزهور 2/ 153. (¬3) خبر الكشف في: السلوك ج 4 ق 2/ 908، ونزهة النفوس 3/ 277، وحوليات دمشقية 91، وبدائع الزهور 2/ 153. (¬4) إضافة للضرورة. (¬5) انظر عن (ابن القماح) في: إنباء الغمر 4/ 31 رقم 24، ووجيز الكلام 2/ 533 رقم 1224، وشذرات الذهب 7/ 224، وتاريخ الدولتين الموحّدية والحفصية 130 وفيه: «أبو عبد الله محمد القلجاني». وفي الأصل: «الكماح». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الأصل: «بن».

جمادى الأول

[جمادى الأول] [قضاء الحنابلة بدمشق] وفي جماد الأول أعيد النظام بن مفلح الدمشقي إلى قضاء الحنابلة بدمشق، وصرف العزّ البغداديّ (¬1). [وفاة الشمس الحلبي] [1789]- وفيه مات الشمس محمد بن المشنتل (¬2) الحلبيّ، أحد الفقهاء بحلب. وكان فاضلا وله نظم. [مقتل أقبغا الجمالي] [1790]- وفيه استقرّ حسين الكردي في كشف الوجه البحري عوضا عن أقبغا الجمالي، وكان قد قتله العرب في الشهر الماضي في حرب جرت بينه وبين عرب البحيرة قتل فيها جماعة من مماليك أقبغا معه، وجماعة من العرب، وكانت فتنة كبيرة أحرقت فيها البيوت وأخذت السبايا (¬3). [تسكين الفتنة في الوجه البحري] وفيه عيّن الصاحب كريم الدين ابن كاتب المناخ بأن يتوجّه إلى الوجه البحري والكاشف الجديد معه لتقويته في تسكين الفتنة وتطمين العرب الذي (¬4) قتلوا أقبغا ويعملوا مصالح البحيرة (¬5). [السيل الجارف بمكة المكرّمة] وفيه كان السيل المهول بمكة المشرّفة حتى ارتفع بالمسجد الحرام زيادة على مقدار أربع أذرع، وتهدّم بسببه الكثير من الدّور. يقول المكثر: زيادة على الألف دار. ¬

(¬1) خبر الحنابلة في: السلوك ج 4 ق 2/ 908، ونزهة النفوس 3/ 278، وحوليات دمشقية 93. (¬2) انظر عن (ابن المشنتل) في: إنباء الغمر 3/ 529 رقم 19 وفيه «شقيل»، والضوء اللامع 7/ 680 وفيه «شفيش». (¬3) انظر عن (أقبغا الجمالي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 908، وإنباء الغمر 3/ 522 رقم 4، والنجوم الزاهرة 15/ 38 و 186، 187، وحوليات دمشقية 93، 94، ونزهة النفوس 3/ 293 رقم 733، والدليل الشافي 1/ 139 رقم 488، والمنهل الصافي 2/ 485 رقم 489، والضوء اللامع 2/ 317 رقم 1013. (¬4) الصواب: «الذين». (¬5) خبر الفتنة في: السلوك ج 4 ق 2/ 908.

وفاة العز ابن الأمانة

ومات تحت الردم جماعة، يقال: اثني (¬1) عشر إنسانا، وغرق ثمانية. ودلف سقف الكعبة حتى ابتلّ (¬2) منه الكسوة التي بداخلها، وامتلأت قناديلها ماء، ثم حدث عقيب هذا السيل، وما جاء من جهة اليمن (¬3). [وفاة العزّ ابن الأمانة] [1791]- وفيه مات العزّ ابن (¬4) الأمانة (¬5)، عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز الظاهري، الشافعيّ. وكان شابّا، فاضلا، عالما، خيّرا، ديّنا، من أهل الخير والصلاح والفقه، وكان يدرّس ويعمل المواعيد بالجامع الأزهر. [جمادى الآخر] [إحصاء أنوال النسيج الإسكندري] وفي جماد الآخر أحصي من الإسكندرية من النسّاجين للقماش السكندري فكانوا نحوا من ثماني ماية فاستكبر ذلك، وغفلوا عمّا كان قبل ذلك في أيام الظاهر برقوق وولده الناصر، فإنّ أنوال النسيج بها كانت أحصيت فجاءت أربعة عشر ألف نول، بل وزيادة على ذلك تشتّت أهلها لظلم ولاة الأمور (¬6). وأخذ الوالد في هذه الأيام يطمئن القزّازين ويعدهم بإزاحة المظالم عنهم حتى بالغوا، بل وزادت عدّة الأموال بعد ذلك لحسن سيرته في مباشرته وعدم عنفه، حتى أحبّه أهل الثغر سيما لما ولي النيابة على ما سيأتي. [قضاء مكة] وفيه أعيد الجلال أبو السعادات / 664 / محمد بن ظهيرة (¬7) إلى قضاء مكة عوضا عن الجمال الشيبي الماضي خبر موته (¬8). ¬

(¬1) الصواب: «ثنا». (¬2) الصواب: «ابتلّت». (¬3) خبر السيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 908، 909، وإنباء الغمر 3/ 514، ونزهة النفوس 3/ 278، 279، وحوليات دمشقية 93، وبدائع الزهور 2/ 153. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) نظر عن (ابن الأمانة) في: إنباء الغمر 3/ 517، 518 و 526 رقم 11، وبدائع الزهور 2/ 153. (¬6) خبر الإحصاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 909، وإنباء الغمر 3/ 516، والنجوم الزاهرة 15/ 38، وحوليات دمشقية 94، ونزهة النفوس 3/ 279، ووجيز الكلام 2/ 530. (¬7) انظر عن (ابن ظهيرة) في: السلوك ج 4 ق 2/ 909 وفيه: «زهيرة»، ونزهة النفوس 3/ 279، وبدائع الزهور 2/ 153. (¬8) هو: «الشيبي» الذي تقدّمت ترجمته برقم (922).

وفاة ابن زكنون

[وفاة ابن زكنون] [1792]- وفيه مات الشيخ الوليّ، الزاهد، الورع، العابد، أبو الحسن علي بن حسين بن عروة بن زكنون (¬1) المشرفي ثم الدمشقي، الحنبليّ. وكان جمّالا في ابتداء أمره، ثم اشتغل ففضل وصار عالما، عابدا، صالحا، إليه المنتهى في ذلك، وشرح «مسند الإمام أحمد بن حنبل» في عدّة مجلّدات ورتّبه على الأبواب، وكان منقطعا عن الناس لا يأكل إلاّ من كسب (1) يده. وسمع على جماعة منهم: علي بن يوسف الرحبي، ويوسف الصيرفيّ. وذكر أنه سمع من المحبّ. ومولده قبل الستين وسبعماية. [رجم المباشرين] وفيه رجم مماليك الطباق المباشرين عند خروجهم من الخدمة السلطانية بسبب تأخر جوامكهم عن العادة (¬2). [وفاة الشمس الكماخي] [1793]- وفيه مات الشمس الكماخي (¬3)، محمد بن حسن بن قطلوبك الحنفيّ. [مرض السلطان] وفيه مرض (¬4) السلطان بالقولنج ولزم الفراش، وحقن في ليلة مرارا، واحتجب عن الناس، وبعث بمال تفرقة في الفقراء، ودام محجوبا أياما. ثم دخل ¬

(¬1) انظر عن (ابن زكنون) في: السلوك ج 4 ق 2/ 922، وإنباء الغمر 3/ 527، 528 رقم 13، والنجوم الزاهرة 15/ 193، ونزهة النفوس 3/ 294 رقم 735، والضوء اللامع 5/ 214، ووجيز الكلام 2/ 533 رقم 1225، والمنهج الأحمد 486، والمقصد الأرشد، رقم 736، والجوهر المنضد 95، والدر المنضد 2/ 622، 623 رقم 1549، وشذرات الذهب 7/ 222، وإيضاح المكنون 2/ 390، وهدية العارفين 1/ 731، والأعلام 5/ 91، ومعجم المؤلفين 7/ 74، وديوان الإسلام 2/ 407 رقم 1094. (¬2) خبر الرجم في: السلوك ج 4 ق 2/ 909، ونزهة النفوس 3/ 279، وحوليات دمشقية 95. (¬3) انظر عن (الكماخي) في: إنباء الغمر 3/ 531 رقم 23 وفيه «قطلبك الكماخي»، وبدائع الزهور 2/ 154 وفيه: «الكماجي»، والضوء اللامع 8/ 269 رقم 720 وفيه: «محمد بن عمر بن محمود. . . الكماخي - بفتح الكاف ثم ميم ومعجمة». (¬4) في الأصل: «عرض».

رجب

عليه الأمراء لعيادته، وقد تزايد ألمه ولازمه، وعيى الطبّ ثم أبلّ في أواخره من مرضه، ودام به هذا المرض حتى مات به بعد ذلك بعد سنين ثلاثة (¬1) على ما سيأتي (¬2). وفيه كثرت الأراجيف بموت السلطان. [رجب] [معافاة السلطان] وفي رجب هذا أقيمت الخدمة السلطانية بالقاعة البيسرية وقد تعافى السلطان ممّا كان به وخلع على الأطبّاء والسقاه (¬3). [وفاة الشريف رميثة] [1794]- وفيه مات السيد الشريف، رميثة (¬4) بن محمد بن حسن بن عجلان الحسني، المكّي، قتيلا في معركة بينه وبين بني إبراهيم خارج مكة، بمكان مدّة ثمانية أيام (¬5). وكان قد ولي إمرة مكة فيما مضى. [ركوب السلطان ودوران المحمل] وفيه ركب السلطان ونزل فشقّ القاهرة من باب زويلة سائرا إلى خليج الزّعفران، ثم عاد إلى قلعته. ثم أدير المحمل على العادة، وعيّن جماعة من الجند إلى مكة صحبة أرنبغا اليونسي، ونودي في الناس بالسفر معهم، فتأهّب جماعة لذلك (¬6). ¬

(¬1) الصواب: «ثلاث». (¬2) خبر المرض في: السلوك ج 4 ق 2/ 910، وإنباء الغمر 3/ 515، ونزهة النفوس 3/ 279، وحوليات دمشقية 95، وبدائع الزهور 2/ 154. (¬3) خبر المعافاة في: السلوك ج 4 ق 2/ 910، وإنباء الغمر 3/ 515، وحوليات دمشقية 96، ونزهة النفوس 3/ 280. (¬4) انظر عن (رميثة) في: السلوك ج 4 ق 2/ 923، وإنباء الغمر 3/ 524 رقم 8، والنجوم الزاهرة 15/ 189، والدليل الشافي 1/ 306 رقم 1045، والضوء اللامع 3/ 230 رقم 868، ووجيز الكلام 2/ 534 رقم 1229، وشذرات الذهب 7/ 225. (¬5) العبارة مشوّشة في الأصل. (¬6) خبر المحمل في: السلوك ج 4 ق 2/ 910، والنجوم الزاهرة 15/ 38، وحوليات دمشقية 96، ونزهة النفوس 3/ 280، وبدائع الزهور 2/ 154.

وفاة نائب الشام

[وفاة نائب الشام] [1795]- وفيه مات جار قطلوا (¬1) نائب الشام بعد ما تمرّض خمسة وأربعين يوما. وكان شهما يحبّ العدل والإنصاف لا الإسراف وحدّ المزاج. وولي عدّة ولايات منها نيابة حماه وحلب ودمشق بعد الأتابكية بمصر وغير ما إمرة بها. وكان من مماليك الظاهر برقوق. وقدم بربغا التنمي الحاجب (الثاني) (¬2) بسيفه للسلطان فأخذ السلطان يستشير فيمن يولّي نيابة الشام، / 665 / فذكر له سودون من عبد الرحمن، وكان يستشعر السلطان منه الحركة، فأراد أن يستفزه، فلو لم يبعث إليه أظهر الامتناع وعدم القبول والاعتذار، كذلك ما كان يتوهّمه السلطان من حركته وتقريره في نيابة دمشق، لكنه أسرع إلى الإجابة للقبول، ووعد بمال أيضا، يقال إنه ستون ألف دينار، فبيّته السلطان له وأبى عليه الولاية، بل وكان سببا لنفيه إلى دمياط بعد ذاك (¬3). [قدوم الوزير من البحيرة] وفيه قدم الوزير من البحيرة وقد تهيّأ أمورها على أتمّ وجه (¬4). [نيابة دمشق] وفيه كتب باستقرار قصروه نائب حلب في نيابة دمشق، وعيّن خجا سودون رأس نوبة، وأحد الطبلخانات بحمل تقليده وتشريفه إليه (¬5). [نيابة حلب] وفيه قرّر قركماس (¬6) الشعباني حاجب الحجّاب في نيابة حلب وخلع عليه بذلك، وعيّن ¬

(¬1) انظر عن (جار قطلوا) في: السلوك ج 4 ق 2/ 911 و 923، وإنباء الغمر 3/ 523، 524 وفيه: «جار قطلي»، وحوليات دمشقية 96، والنجوم الزاهرة 15/ 38 و 187 - 189، والدليل الشافي 1/ 234 رقم 810، والمنهل الصافي 4/ 212 - 215 رقم 812، ووجيز الكلام 2/ 34 رقم 1227، والضوء اللامع 4/ 214، وبدائع الزهور 2/ 154، وشذرات الذهب 7/ 222، وإعلام الورى 47، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 245 ب، 246 أوفيه «جار قطلي»، وتاريخ بيروت 241. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) السلوك ج 4 ق 2/ 911، والنجوم الزاهرة 15/ 38. (¬4) خبر البحيرة في: السلوك ج 4 ق 2/ 911، ونزهة النفوس 3/ 280، وحوليات دمشقية 97. (¬5) خبر دمشق في: السلوك ج 4 ق 2/ 911، ونزهة النفوس 3/ 282، وإعلام الورى 48، وتاريخ بيروت 241. (¬6) كذا. والصواب: «قرقماس».

حجوبية الحجاب

شادبك الجكمي أحد روس النوب والطبلخانات معه مسفّرا له يحمل تقليده وتشريفه (¬1). [حجوبية الحجّاب] وفيه قرّر في حجوبية الحجّاب يشبك المشدّ الذي ولي الأتابكية فيما بعد، وقرّر في إقطاع قرقماس أقبغا التمرازي أمير مجلس، وقرّر في إقطاع أقبغا يشبك المذكور (¬2). [الأتابكية بمصر] وفيه خلع على إينال الجكمي أمير سلاح وقرّر في الأتابكية وكانت شاغرة من منذ صرف سودون من عبد الرحمن، على ما تقدّم ذلك (¬3). [تقرير أمراء في وظائف] وفيه قرّر تغري برمش إلى الأمير اخورية الكبرى عوضا عن جقمق العلائي وخلع عليه وخلع على جقمق، واستقرّ في إمرة مجلس عوضا عن أقبغا التمرازي، وقرّر التمرازي في إمرة سلاح عوضا عن إينال الجكمي (¬4). ثم لما نزلوا تكلّم جقمق في أن الأمير اخورية خير له من إمرة مجلس، فإن كان ولا بدّ فليكن أمير سلاح. فبعث إلى السلطان من كلّمه في ذلك، فرسم له بإمرة سلاح، وبعث إلى أقبغا بأن يكون على إمرة مجلس كما كان. وكان ذلك في هذا اليوم بعينه، وعدّ ذاك من النوادر. [إخراج سودون] وفيه أخرج سودون من عبد الرحمن إلى دمياط (¬5). [بشارة نائب الشام] وفيه سار بربغا التنمي الحاجب بدمشق يحضر سيف جار قطلوا مبشّرا قصروه بنيابة الشام (¬6). ¬

(¬1) خبر حلب في: السلوك ج 4 ق 2/ 911، والنجوم الزاهرة 15/ 39، ونزهة النفوس 15/ 282، وحوليات دمشقية 97. (¬2) خبر الحجوبية في: السلوك ج 4 ق 2/ 911، والنجوم الزاهرة 15/ 39، ونزهة النفوس 3/ 282، وحوليات دمشقية 97. (¬3) خبر الأتابكية في: السلوك ج 4 ق 2/ 911، والنجوم الزاهرة 15/ 39، ونزهة النفوس 3/ 283، وحوليات دمشقية 97. (¬4) خبر الأمراء في: السلوك ج 4 ق 2/ 911، والنجوم الزاهرة 15/ 39، ونزهة النفوس 3/ 283، وحوليات دمشقية 97. (¬5) خبر سودون في: السلوك ج 4 ق 2/ 911، والنجوم الزاهرة 15/ 40، ونزهة النفوس 3/ 283. (¬6) خبر البشارة في: السلوك ج 4 ق 2/ 911، والنجوم الزاهرة 15/ 40.

شعبان

[شعبان] [منع التعامل بالدراهم القرمانية] وفي شعبان نودي بأن لا يتعامل الناس بالدراهم القرمانية (¬1). [وفاة الشرف ابن المقريء] [1796]- وفيه، أو الذي قبله، مات الشرف ابن (¬2) المقري (¬3)، عالم بلاد اليمن، إسماعيل بن محمد بن أبي بكر العذريّ الأبيات، حسيني اليمنيّ، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، شهر في الفقه والعربية والنظم الحسن. وله عدّة تصانيف جليلة، منها «عنوان الشرف»، / 666 / وهو بديع النمط، غريب الأسلوب، وكان مقرّبا عند ملوك اليمن خصوصا الأشرف، وولاّه الأعمال الجليلة. ومولده سنة خمس وستين وسبعماية. [وفاة أمّ تغري برمش] [1797]- وفيه ماتت أمّ تغري برمش (¬4) أمير اخور، وكان الجمع في جنازتها حافلة (¬5). [سفر نائب حلب] وفيه سافر قرقماس نائب حلب بعد أن طلّب تطليبا حافلا، وخلع عليه خلعة السفر (¬6). [ختان ابن السلطان] وفيه كان ختان الجمال يوسف ابن (¬7) السلطان، وكان ختانا حافلا، وختن فيه معه ¬

(¬1) خبر الدراهم في: السلوك ج 4 ق 2/ 912، ونزهة النفوس 3/ 283، وحوليات دمشقية 98. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) انظر عن (ابن المقري) في: إنباء الغمر 3/ 521 رقم 3، ووجيز الكلام 2/ 530، 531 رقم 1218، والضوء اللامع 2/ 292 - 295، وشذرات الذهب 7/ 220، وبغية الوعاة 3/ 193، 194، وكشف الظنون 69 و 234 و 310 و 626 و 794 و 919 و 930 و 1175 و 1336، والبدر الطالع 1/ 142 - 145، وإيضاح المكنون 1/ 49 و 2/ 189، وروضات الجنات 114، وفهرست الخديوية 4/ 212، ومعجم المؤلفين 2/ 262، فهرست المخطوطات العربية المصورة في خزانة مركز الخدمات والأبحاث الثقافية، بيروت 1984 ص 18 رقم 38. (¬4) لم أجد لأمّ تغري برمش ترجمة. (¬5) الصواب: «حافلا». (¬6) خبر السفر في: السلوك ج 4 ق 2/ 913، والنجوم الزاهرة 15/ 41، ونزهة النفوس 3/ 284. (¬7) في الأصل: «بن».

اختفاء الوزير ابن كاتب المناخ

من أولاد الأكابر الأتراك وغيرهم نحوا (¬1) من أربعين صبيّا بعد ما قام السلطان بكسوتهم. وصنّف الحافظ ابن (¬2) حجر في الختان كتابا سمّاه «الإخبار عن الأغرار (¬3) وما جاء به (¬4) من الأخبار والآثار». وهو كتاب جليل المقدار (¬5). [اختفاء الوزير ابن كاتب المناخ] وفيه اختفى (الوزير) (¬6) الصاحب كريم الدين ابن (¬7) كاتب المناخ، فطلب السلطان ناظر الدولة الأمين إبراهيم بن عبد الغني بن الهيصم، وقرّره في الوزارة (¬8). [وفاة التقيّ ابن حجّة الحموي] [1798]- وفيه مات الأديب، الشاعر، الناظم، الناثر، التقيّ ابن (¬9) حجّة (¬10) أبو بكر بن علي الحموي، الحنفيّ. ¬

(¬1) الصواب: «نحو». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في السلوك: «الأعذار». (¬4) في الأصل: «ما حانه». (¬5) خبر الختان في: السلوك ج 4 ق 2/ 913، ونزهة النفوس 3/ 284، ووجيز الكلام 2/ 530، وحوليات دمشقية 98، وبدائع الزهور 2/ 155. (¬6) كتبت فوق السطر. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) خبر الوزير في: السلوك ج 4 ق 2/ 913، والنجوم الزاهرة 15/ 42، ونزهة النفوس 3/ 284، وحوليات دمشقية 99، وبدائع الزهور 2/ 155. (¬9) في الأصل: «بن». (¬10) انظر عن (ابن حجّة) في: السلوك ج 4 ق 2/ 923، وإنباء الغمر 3/ 522، 523 رقم 5، وذيل معجم الشيوخ لابن فهد 349، 350، رقم 27، وحوليات دمشقية 100 - 108، والنجوم الزاهرة 15/ 189 - 192، والدليل الشافي 2/ 818 رقم 1752، ونزهة النفوس 3/ 295، 296 رقم 738، ووجيز الكلام 2/ 532، 533 رقم 1223، والضوء اللامع 11/ 53 رقم 144، وبدائع الزهور 2/ 155، 156، وحسن المحاضرة 1/ 330، والبدر الطالع 1/ 164، 165، وكشف الظنون 254 و 524 و 607 و 764 و 904 و 1366 و 1593، وإيضاح المكنون 1/ 177 و 2/ 397، 398، وفهرست الخديوية 4/ 223، وفهرس مخطوطات الموصل 151، ومعجم المؤلفين 3/ 67، 68، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 2/ 163 - 166، والمستدرك عليه (تأليفنا) 78، 79، والتاريخ العربي والمؤرّخون 188 رقم 155، وفهرس معهد المخطوطات العربية (التاريخ) ق 3/ 339، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 55، 56 رقم 76، والقاموس الإسلامي 2/ 49، 50، والمجمع المؤسس 3/ 96 - 98 رقم 461، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 125، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 135، والأعلام 2/ 67، وتاريخ حماه، لأحمد الصابوني، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري 2/ 470، ونشق الأزهار في عجائب الأقطار لابن إياس - مخطوط بدار الكتب المصرية، رقم 1606 ط، ورقة 129 أوفهرس مخطوطات دارت الكتب الظاهرية (قسم الأدب) 1/ 78، 79 و 149، 150، و 447، وذيل تاريخ الأدب العربي 2/ 8، والدر المنتخب 1 / ورقة 221 ب - 229 ب.

ظهور ابن كاتب المناخ وتقريره أستادارا

وكان فاضلا في فنون الأدب والإنشاء، وله النظم الحسن، و «بديعته» بديعة في الحسن، وشرحها في مجلّدين حافلين أودعهما غرائب. وله عدّة مصنّفات، وكتب الإنشاء بمصر في دولة المؤيّد وغيره، ثم عاد لبلده حماه، وبها مات. ومولده سنة سبع وستين وسبعماية. [ظهور ابن كاتب المناخ وتقريره أستادارا] وفيه أمر السلطان عبد الباسط ناظر الجيش في التكلّم في الأستادارية وإقامة دواداره جانبك في ذلك، فلم يرض وتنصّل من ذلك واستعفى، فعيّن فيها السعد إبراهيم بن (¬1) كاتب جكم ناظر الخاص، فأخذ يسعى الآخر في الإعفاء، فاتفق ظهور كريم الدين ابن (¬2) كاتب المناخ وصعد إلى القلعة، فقرّره السلطان في الأستادارية كما كان (¬3). [الوباء في مكة] وفيه اشتدّ الوباء بمكة المشرّفة، ومات فيه جماعة (¬4). [رمضان] [تمزيق كتاب ملك الكتلان] وفي رمضان وصل كتاب من ملك الكيتلان إلى والي دمياط ليحمل إلى السلطان وفيه حدّة ومخاشنة بسبب بيع الفلفل. ولما قريء على السلطان غضب ومزّق الكتاب (¬5). [استيلاء الفرنج على مراكب للمسلمين] وفيه استولى الفرنج الكيتلان على عدّة مراكب للمسلمين ببيروت وغيرها فيها الكثير من المال والرجال (¬6). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر الظهور في: السلوك ج 4 ق 2/ 913، والنجوم الزاهرة 15/ 42، 43، ونزهة النفوس 3/ 284، وحوليات دمشقية 99، وبدائع الزهور 2/ 156. (¬4) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 914، والنجوم الزاهرة 15/ 43، ونزهة النفوس 3/ 285، وحوليات دمشقية 99. (¬5) خبر الكتلان في: السلوك ج 4 ق 2/ 914، ونزهة النفوس 3/ 285، وحوليات دمشقية 108. (¬6) خبر الفرنج في: السلوك ج 4 ق 2/ 914، وإنباء الغمر 3/ 518، ونزهة النفوس 3/ 285، وحوليات دمشقية 108.

قطع مرتبات ديوانية

[قطع مرتّبات ديوانية] وفيه قطع عدّة مرتّبات على الديوان (المفرد) (¬1) وعلى الإصطبل السلطاني وعلى الدولة ما بين لحم ونقد وقمح، واغتمّ لذلك كثير من الناس (¬2). [عبث الفرنج بالسواحل] وفيه كثر عبث الفرنج بالسواحل، وعيّن السلطان تجريدة تسير في البحر الملح عسى تنكفّ عادية الفرنج (¬3). [هزيمة إينال الأجرود] / 667 / [وفيه] كانت بين إينال الأجرود نائب الرها وبين أصحاب قرايلك وقعة انهزم فيها إينال ومن معه، ووصل الخبر إلى مصر، فقامت قيامة السلطان، وأخذ في أهبة السفر (¬4). [وفاة ناصر الدين بن تيمية] [1799]- وفيه مات ناصر الدين محمد بن تيمية (¬5) الدمشقي. وكان عارفا بالطبّ، فاضلا، كثير الدعاوى، بمعرفة الفنون. ولي قضاء الإسكندرية مدّة. مات وقد جاوز السبعين. [تناقص الوباء بمكة] وفيه تناقص الوباء بمكة (¬6). [شوال] [مسير نائب حلب إلى الرها] وفي شوال خرج نائب حلب قرقماس بعساكر حلب يسير إلى جهة الرها مساعدة لإينال الأجرود (¬7). ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) خبر المرتبات في: السلوك ج 4 ق 2/ 914، ونزهة النفوس 3/ 285، وحوليات دمشقية 109. (¬3) خبر العبث في السلوك ج 4 ق 2/ 915، ونزهة النفوس 3/ 285، وحوليات دمشقية 109. (¬4) خبر الهزيمة في: السلوك ج 4 ق 2/ 915، وإنباء الغمر 3/ 519، ونزهة النفوس 3/ 286. (¬5) انظر عن (ابن تيمية) في: إنباء الغمر 3/ 532 رقم 37، وحوليات دمشقية 110، وشذرات الذهب 7/ 225. (¬6) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 915، ونزهة النفوس 3/ 286. (¬7) خبر المسير في: السلوك ج 4 ق 2/ 916، ونزهة النفوس 3/ 286 و 288.

توسيط شيخ لواته

[توسيط شيخ لواته] [1800]- وفيه وسّط حذيفة بن علي بن نصير الدين شيخ لواته (¬1). [تعبئة العساكر لقتال قرايلك] وفيه كتب إلى البلاد الشامية بتعبئة الإقامات لسفر السلطان، وأخذ هو في أهبة السفر، وكتب إلى نواب البلاد الشامية بخروجهم ليتلاحقوا بنائب حلب، ثم أبطل ذلك، وكتب ليكونوا على أهبة، فإن وصل لهم الخبر بنزول قرايلك على الرها بجموعه فليخرجوا (¬2). [خروج الحجّاج] وفيه خرج الحاجّ وأميرهم على المحمل، واستقرّ على عادته (¬3). [تقرير والد المؤلّف نائبا للإسكندرية] وفيه قرّر الوالد في نيابة الإسكندرية عوضا عن جانبك الثور، وكان قد وقع بينه وبين جانبك تنافس في أمر يتعلّق بالسلطنة، وبلغ السلطان ذلك، فبعث إلى الوالد بتقليد النيابة والتشريف مضافا لما بيده من الحجوبية والنظر، وعدّ ذلك من النوادر كون الحاجب والنائب يكون واحدا، أو الحاجب كالأمين على النائب (¬4). [خراب بغداد والموصل ومشهد] وفيه وصل قاصد من بغداد كان قد توجّه لكشف الأخبار فأخبر بأنّ أصبهان بن قرا يوسف لما ملك بغداد من شاه محمد بن قرا يوسف أساء السيرة في أهلها وأخربها حتى صارت خالية، وكذا خرّب الموصل والمشهد وتلك النواحي (¬5). [كسوف الشمس] وفيه كسفت الشمس قليلا، وكان قد أرجف بعض التقويم بكسوف مهول، وتهيّأ له الناس، فلما لم يكن كما قيل، وما شعر به بعض بل كثير من الناس حنق السلطان من ¬

(¬1) خبر التوسيط في: السلوك ج 4 ق 2/ 916. (¬2) خبر التعبئة في: السلوك ج 4 ق 2/ 917، والنجوم الزاهرة 15/ 43، ووجيز الكلام 2/ 530. (¬3) خبر الحجّاج في: السلوك ج 4 ق 2/ 917، ونزهة النفوس 3/ 288. (¬4) خبر والد المؤلّف في: السلوك ج 4 ق 2/ 917، والنجوم الزاهرة 15/ 44، ونزهة النفوس 3/ 288، وبدائع الزهور 2/ 157. (¬5) خبر الخراب في: السلوك ج 4 ق 2/ 917، 918، والنجوم الزاهرة 15/ 44، 45، ونزهة النفوس 3/ 289.

الرخاء في الشام والحجاز

ذلك القائل لا سيما، وكان قد شنع هذا القائل بأمر الكسوف وما يدلّ عليه، فطلب جماعة ممن ينتحل فنّ حلّ التقويم، وأنكر عليهم وهدّدهم ووعدهم (¬1). [الرخاء في الشام والحجاز] وفيه ارتفع سعر الغلال مع وجود المغل وكثرته ورخاء بلاد الشام والحجاز (¬2). [ذو القعدة] [حجّ جقمق أمير السلاح] وفي ذي قعدة خرج جقمق العلائي أمير سلاح إلى الحجّ، وخرج معه جماعة كثيرة لا سيما من المغاربة، وكانوا حضروا قبل ذلك صحبة الركب المغربي، / 668 / ومعهم حينئذ الأمير اخور. وكان السلطان قد بعثه إلى بلاد المغرب ليشتري له خيولا من هناك، فأحضر خيولا جيادا، وحضر قاصد ابن (¬3) أبي فارس بعدّة خيول وغير ذلك هدية للسلطان (¬4). [قضاء نابلس] وفيه استقرّ أبو عبد الله محمد بن أحمد الغرياني، المالكي، المغربي في قضاء نابلس وتحوّل شافعيا بعد أن كان مالكيّا (¬5). وستأتي ترجمة الغرياني هذا في محلّها من تاريخنا هذا في سنة اثنين وستين إن شاء الله تعالى. [ذو الحجّة] [شراء الغلال مع زيادة النيل] وفي ذي حجّة تكالب الناس على شراء الغلّة مع استمرار زيادة النيل من غير أن تتوقّف (¬6). [وفاة ملك المغرب] [1801]- وفيه مات ملك المغرب صاحب تونس وإفريقية بأسرها وتلمسان ¬

(¬1) خبر الكسوف في: السلوك ج 4 ق 2/ 918، 919، ونزهة النفوس 3/ 290. (¬2) خبر الرخاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 919، ونزهة النفوس 3/ 290. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر الحج في: السلوك ج 4 ق 2/ 919، والنجوم الزاهرة 15/ 47، ونزهة النفوس 3/ 290، وبدائع الزهور 2/ 157. (¬5) خبر نابلس لم أجده في المصادر. (¬6) خبر الغلال في: السلوك ج 4 ق 2/ 920، ونزهة النفوس 3/ 291.

زيادة النيل

السلطان المنصور أبو فارس عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن أبي بكر الهنتاتي (¬1)، الموحّدي، الحفصيّ، البربريّ، البواشي (¬2)، المالكي. وكان ملكا جليلا، أصيلا، نبيلا، جوادا، حازما، شهما، شجاعا، مقداما، عارفا، فاضلا، خيّرا، ديّنا، بل صالحا سيوسا، عادلا، حسن السيرة والطريقة، كثير الإحسان إلى رعاياه، مواظبا على الخيرات وتداول العبادات والطاعات، كثير التهجّد والصيام والتعبّد والقيام، محسن إلى رعاياه. ولي مملكة إفريقية نحوا من اثنين وأربعين سنة، وخطب له بتلمسان و (. . . .) (¬3). وكان سنّة زيادة عن ست وسبعين سنة. وقام من بعده بالأمر حفيده المستعين بالله محمد بن محمد بن أبي فارس، ولم تطل أيامه حتى ولي الملك المتوكّل على الله عثمان، كما سيأتي ذلك. [زيادة النيل] وفيه، ووافق أول يوم من مسرى، كان النيل على ثلاث عشرة ذراعا واثنين وعشرين إصبعا، ونودي به كذلك، وهذا مما يستكثر في مثل هذا اليوم من زيادة النيل، ثم في سابع مسرى، وكان رابع عشرين هذا الشهر كان الوفاء بعد أن زاد النيل عشرة أصابع فيه، فكان في ذلك ثلاث نوادر، أحدها زيادة العشرة في يوم الوفاء، والثانية وفاء النيل في سنة واحدة مرتين. والثالثة الوفاء في سابع مسرى وأكبرها قدرة، بل لعلّ ما وقع لها نظير كونه أوفى مرتين في سنة واحدة. وفيه بعد الوفاء بيوم زاد النيل ثمانية أصابع، ثم في الذي يليه زاد خمسة عشر إصبعا فكانت هذه أيضا من النوادر (¬4). ¬

(¬1) انظر عن (الهنتاتي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 923، وإنباء الغمر 3/ 526، 527 رقم 12، و 559 رقم 19 (في وفيات سنة 838 هـ‍)، والنجوم الزاهرة 15/ 192، ونزهة النفوس 3/ 296 رقم 739، ووجيز الكلام 2/ 534 رقم 1228، والدليل الشافي 1/ 414 رقم 1424، والمنهل الصافي 7/ 269 رقم 1430، والضوء اللامع 4/ 214 رقم 547، ودرّة الحجال 3/ 126، 127 رقم 1068، والحلل السندسية 4/ 1071 - 1080، وتاريخ الدولتين الموحدية والحفصية 130، 131، وأخبار الدول 2/ 412، وخزانة الأدب 520. (¬2) كذا. (¬3) كلمة أو اثنتان غير واضحتين، لعلّ إحداهما: «بفاس». (¬4) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 921، ونزهة النفوس 3/ 291، وبدائع الزهور 2/ 157.

وفاة ابن حجي البسطامي

[وفاة ابن حجي البسطامي] [1802]- وفيه مات الشيخ المعتقد، الصالح عمر بن علي بن حجي (¬1) البسطاميّ، الحنفيّ. وقد جاوز السبعين. وكان قد صحب الشيخ عبد الله (البسطامي) (¬2)، / 669 / وعرف به وأخذ عن الشيخ القرمي. وكان خيّرا، ديّنا، ساكنا، على قدم خير. [مقتل متملّك بغداد] [1803]- وفيه مات محمد شاه بن قرا يوسف (¬3) متملّك بغداد مقتولا على حصن يقال له شنكان من بلاد شاه رخ بن تمرلنك. وكان شرّ ملوك زمانه فسقا وعتوّا وفسادا في الأرض وسوء اعتقاد، بل طعن فيه بأنه تنصروا عليّ بذلك (¬4). وسيرته مشهورة لا بورك فيه. * * * [حوادث هذه السنة [لا فى شهر معين]] [مطلّقة تلد ضفدعا] وفيها - أعني هذه السنة - طلّق رجل مرسى سهرى بأرض البلقاء زوجته وهي حامل، فكتمت الحمل وتزوّجت بآخر، ثم دخل بها وطلّقها، فتزوّجت بآخر، فاتفق أن وضعت ولدا صورته صورة ضفدع في قدر الطفل، فاتفق أن سترها الله تعالى بموته فدفنوه خوفا من العار (¬5). [الفتنة بالأندلس] وفيها كانت الفتنة بالأندلس بين أبي الحجّاج يوسف بن محمد بن يوسف ابن (¬6) أخي صاحب غرناطة وبين السلطان المخلوع أبو (¬7) عبد الله محمد بن نصر بن محمد الأحمر المعروف بالأيسر، وكانت فتنة كبيرة يطول الشرح في ذكرها (¬8). ¬

(¬1) انظر عن (ابن حجي) في: إنباء الغمر 3/ 528 رقم 14 و 560 رقم 24 (في وفيات 838 هـ‍)، وبدائع الزهور 2/ 157، 158. (¬2) عن هامش المخطوط. (¬3) انظر عن (ابن قرا يوسف) في: السلوك ج 4 ق 2/ 924، والنجوم الزاهرة 15/ 193، ونزهة النفوس 3/ 297 رقم 740، وبدائع الزهور 2/ 158. (¬4) هكذا في الأصل. (¬5) خبر المطلّقة في: السلوك ج 4 ق 2/ 921، وإنباء الغمر 3/ 512، والنجوم الزاهرة 15/ 47، ونزهة النفوس 3/ 292، وأخبار الدول 2/ 309. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) الصواب: «أبي». (¬8) خبر الفتنة لم أجده في المصادر.

سنة ثمان وثلاثين وثمانماية

سنة ثمان وثلاثين وثمانماية [محرّم] [وصول رسول بني عثمان] في محرّم وصل قاصد عثمان المعروف بقرايلك صاحب آمد ومعه مكاتبة من مرسله السلطان، وهدية تسعة أكاديش وشيء من الدراهم الفضة عليها اسم السلطان (¬1). [العودة من الحج] وفيه وصل جقمق العلائي أمير سلاح من الحج وسبق الحجّاج تسعة أيام (¬2). [عمارة الحرمين الشريفين] وفيه شرع سودون المحمدي قبل تاريخه لعمارة الحرمين في هدم سقف الكعبة ليعيد تجديده، وحصل عند الكثير من أهل الصلاح والولاية والفقهاء بمكة تأثّر بسبب ذلك بل وخرج البعض منهم من مكة خوفا من حدوث حادث (¬3). [زيادة النيل] وفيه، في يوم النوروز نودي على النيل بزيادة إصبعين لتتمّة تسع عشرة ذراعا وأربع عشرة إصبعا، وهي نوادر الزيادات في مثل يوم النوروز (¬4). [وصول الحاج والمحمل] وفيه وصل المحمل والحاج وقد هلك جماعة من المشاة وهلك الكثير من الجمال (¬5). ¬

(¬1) خبر الرسول في: السلوك ج 4 ق 2/ 926 وفيه: «عليها سكة السلطان»، والنجوم الزاهرة 15/ 47، ونزهة النفوس 3/ 299، وبدائع الزهور 2/ 158. (¬2) خبر الحج في: السلوك ج 4 ق 2/ 927، ونزهة النفوس 3/ 299، وحوليات دمشقية 116، وبدائع الزهور 2/ 158. (¬3) خبر الحرمين في: السلوك ج 4 ق 2/ 926، وإنباء الغمر 3/ 536، ونزهة النفوس 3/ 299، ووجيز الكلام 2/ 536، وحوليات دمشقية 116. (¬4) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 926، وإنباء الغمر 3/ 552. (¬5) خبر المحمل في: السلوك ج 4 ق 2/ 927، ونزهة النفوس 3/ 300، وحوليات دمشقية 117.

وصول هدية ملك العجم

[وصول هدية ملك العجم] وفيه أقيمت الخدمة بالإيوان، وكان موكب (¬1) حافلا، وصعد فيه إلى بين يدي السلطان قاصد شاه رخ ملك العجم، وكان قدم قبل ذلك، وهو من الأشراف السيد تاج الدين عبد الحسيني الرازي، ومعه مكاتبة من مرسله وهدية فيها / 670 / ثمانين (¬2) ثوبا من الأطلس، وألف قطعة من الفيروزج بما قوّم جميع ذلك، فكان بثلاثة آلاف دينار، وكانت مكاتبته تتضمّن أنه نذر يكسوا (¬3) الكعبة، وسأل الإذن في ذلك. وذكر السيد تاج الدين هذا أنه متزوّج بابنة السيد الرضا الجرجاني، وكان معه ولده من بيت الشريف المذكور، وكانا معا من أهل الفضل والعلم والخير. فترقّب السلطان به وبمن معه. وكان له ما سنذكره (¬4). [إمساك جماعة من الفرنج الكيتلان] وفيه أحضر من البيت المقدس جماعة من الفرنج الكيتلان الذين كثر عبثهم وفسادهم في البحر الملح فسجنوا أياما، ثم أفرج عنهم وقد مات منهم جماعة (¬5). [وفاة الركن المهجمي] [1804]- وفيه مات الركن أبو بكر بن عبد الله بن الهلّيس، المهجميّ (¬6) الأصل، المصريّ، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، أخذ عنه جماعة، وسمع على جماعة، منهم: البرهان الشامي، وغيره. [صفر] [قضاء دمشق الشافعيّ] وفي صفر عيّن شيخنا السراج الحمصي قاضي طرابلس الشافعيّ لقضاء دمشق عوضا ¬

(¬1) الصواب: «وكان موكبا». (¬2) الصواب: «فيها ثمانون». (¬3) الصواب: «يكسو». (¬4) خبر الهدية في: السلوك ج 4 ق 2/ 927، وإنباء الغمر 3/ 534، 535، والنجوم الزاهرة 15/ 48، 49، ونزهة النفوس 3/ 300، وحوليات دمشقية 117، وبدائع الزهور 2/ 158. (¬5) خبر الكتلان في: السلوك ج 4 ق 2/ 928، ونزهة النفوس 3/ 301، وحوليات دمشقية 117، 118. (¬6) انظر عن (المهجمي) في: إنباء الغمر 3/ 556 رقم 9، وذيل معجم شيوخ ابن فهد 348 رقم 4، والضوء اللامع 11/ 51 وفيه: «الهجيمي».

قضاء الأحناف بدمشق

عن البهاء ابن (¬1) حجّي، وكان قد بعث يسأل في ذلك، والتزم بأن يقوم عليهم [بمال] (¬2) كثير، يقال: أربعة آلاف دينار أو ثلاثة آلاف. وعيّن عوضه لقضاء طرابلس الصدر محمد بن أحمد بن محمد (¬3) النويريّ، وقد عيّن هو أيضا بأن يقوّم عليهم ألف (¬4) وثلاثماية دينار (¬5). [قضاء الأحناف بدمشق] وفيه أعيد الشمس محمد بن علي بن محمد الصفدي إلى قضاء دمشق الحنفية، على أن يقوم بألفي دينار. وصرف الشمس ابن (¬6) الكشك (¬7). [قضاء الشافعية بمكة] وفيه قرّر في قضاء مكة الشافعية الشهاب بن المحمرة، وكان السلطان قد كتب إليه بولاية قضاء دمشق عوضا عن ابن (¬8) حجّي قبل سعي الحمصي، وأن يعطي المسفّر خمسماية دينار، فامتنع من ذلك، فغضب السلطان منه، وبعث إليه: إمّا أن يتوجّه إلى القدس بطّالا، وإمّا إلى قضاء مكة، فاختار قضاء مكة (¬9). [وفاة التقيّ القزويني] [1805]- وفيه مات التقيّ القزوينيّ (¬10) محمد بن أحمد الشافعيّ. وكان فاضلا. [مشاورة القضاة بكسوة الكعبة] وفيه عقد مجلس بين يدي السلطان حضره القضاة الأربع (¬11) والسيد الشريف قاصد شاه رخ في أمر نذر شاه رخ أن يكسو (¬12) الكعبة، ووقع كلام كثير أجاب فيه البدر العيني قاضي الحنفية بأنّ نذره لا ينعقد، وأجاب الحافظ ابن (¬13) حجر بأن ذلك لا يجوز لئلاّ يطلب / 671 / غيره من الملوك ذلك فيقع النزاع في ذلك والخصومة بين الملوك، وانفضّ المجلس على ما قاله العينيّ (¬14). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) إضافة للتوضيح. (¬3) في الأصل: «ابهر». (¬4) الصواب: «ألفا». (¬5) خبر القضاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 928، ونزهة النفوس 3/ 311، وحوليات دمشقية 118، وبدائع الزهور 2/ 158. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر الأحناف في: السلوك ج 4 ق 2/ 928. (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) خبر مكة في: إنباء الغمر 3/ 536. (¬10) لم أجد للقزويني ترجمة في المصادر. (¬11) الصواب: «الأربعة». (¬12) الصواب: «يكسو». (¬13) في الأصل: «بن». (¬14) خبر المشاورة في: السلوك ج 4 ق 2/ 928، والنجوم الزاهرة 15/ 49، 50، ونزهة النفوس 3/ 302، وحوليات دمشقية 118، وبدائع الزهور 2/ 158، 159.

شادية جدة

[شادّية جدّة] وفيه قرّر نوكار الناصري، الخاصكيّ في شادّية جدّة، وقرّر معه العلم عبد الرزاق الملكي في نظرها عوضا عن السعد بن المراه، فسافر بعد أيام في البحر الملح (¬1). [رسوم التجار الواردين إلى جدّة] وفيه كتب إلى سودون المحمدي المقيم بمكة المكرّمة بالتكلّم في نظر الحرم، (وكتب) (¬2) بأن لا يؤخذ من تجّار الهند الواردين إلى جدّة بالبضائع سوى العشر فقط، وأن يؤخذ من تجار مصر والشام إذا وصلوا جدّة بالبضائع من اليمن عشران، وأن يؤخذ جميع ما يحضر به من تجار اليمن من غير ثمن، ووصلت هذه المراسيم إلى مكة بعد ذلك، وقرئت بالحرم تجاه الكعبة مقابلة الحجر الأسود، وقعد السيد الشريف بركات بن عجلان صاحب مكة يدافع السلطان في أمرها، وما عمل، ولله الأمر (¬3). [فتنة المماليك] وفيه كانت فتنة المماليك ثاروا من طباقهم بالقلعة ونزلوا مسحرين إلى القاهرة طالبين القبض على المباشرين بسبب تأخّر جوامكهم عن العادة. وكان قد أحسّ المباشرون الشرّ من ذلك، ففرّوا من ديارهم، فأتى المماليك إلى دار الزين عبد الباسط ونهبوا منه ما وجدوه، ثم توجّهوا إلى دار ابن (¬4) الهيصم الوزير والأستادار ابن (¬5) كاتب المناخ، فنهبوا ما قدروا عليه وما ظفروا بأصحاب الدور، وكان يوما شنيعا فتحت أسواق القاهرة في غده مغلقة، وماج الناس في الشوارع والأزقّة، واختفى الكثير من الأعيان من دورهم. وكانت الإشاعة فشت عقيب هذا الفعل في اليوم الثاني بنزول المماليك ثانيا. وكانت إشاعة كاذبة سكنت الناس لما تبيّن كذبها (¬6). [تقرير الوزارة] وفيه قرّر في الوزارة كريم الدين ابن (¬7) كاتب المناخ الأستادار عوضا عن ابن الهيصم، وقرّر ابن (¬8) الهيصم بعدها في نظر الدولة بعد أمور جرت على كريم الدين (¬9). ¬

(¬1) خبر جدّة في: السلوك ج 4 ق 2/ 928، وحوليات دمشقية 118 وفيه «بكار»، وبدائع الزهور 2/ 159. (¬2) كتبت فوق السطور. (¬3) خبر التجار في: السلوك ج 4 ق 2/ 929، وحوليات دمشقية 119، 120، ونزهة النفوس 3/ 302. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر الفتنة في: السلوك ج 4 ق 2/ 930، 931، والنجوم الزاهرة 15/ 50، 51 وحوليات دمشقية 120، 121، ونزهة النفوس 3/ 304، وبدائع الزهور 2/ 159. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) خبر الوزارة في: السلوك ج 4 ق 2/ 932، ونزهة النفوس 316.

وزارة أرغون شاه

[وزارة أرغون شاه] وفيه كتب بقدوم أرغون شاه من دمشق إلى الوزارة (¬1). [القبض على كريم الدين الوزير] وفيه اختفى كريم الدين ثم قبض عليه، وخلع على جانبك دوادار الزين عبد الباسط، وقرّر في الأستادارية عوضا عن كريم الدين وذلك برغم أستاذه. وكان جوهر الخازندار الطواشي هو السبب في ذلك عند السلطان، فلم يقدر الزين عبد الباسط على المخالفة، وسكت على مضض عنده (¬2). [ولاية الوزارة] وفيه ألزم السعد إبراهيم بن كاتب جكم بولاية الوزارة، فامتنع من ذلك أشدّ امتناع (¬3). [عودة الرسول إلى شاه رخ] وفيه سار قاصد شاه رخ / 672 / عائدا إليه، وعيّن السلطان معه رسولا عنه بجوابه وهو أقطوه الموساوي المهمندار، وفي جوابه أنّ العادة جرت بأن الكعبة لا يكسوها إلاّ ملوك مصر، والعادة معتبرة في الشرع. وجهّز إليه هدية (¬4). [ضرب ابن كاتب جكم] وفيه حنق السلطان على إبراهيم بن كاتب جكم ناظر الخاصّ، لكونه امتنع عن استقراره في الوزارة، وأمر به فبطح وضرب بين يدي السلطان ضربا مبرحا، ثم نزل إلى داره (¬5). [غلاء اللحم والأجبان] وفيه قلّ وجود اللحم بالأسواق وارتفع سعره وسعر الأجبان مع كثير من (¬6) المأكولات، مع رخاء السعر في الغلال (¬7). ¬

(¬1) خبر أرغون في: حوليات دمشقية 121. (¬2) خبر القبض في: النجوم الزاهرة 15/ 52، ونزهة النفوس 3/ 306، وبدائع الزهور 2/ 159. (¬3) خبر الولاية في: السلوك ج 4 ق 2/ 932، والنجوم الزاهرة 15/ 52. (¬4) خبر الرسول في: السلوك ج 4 ق 2/ 932، والنجوم الزاهرة 15/ 52، وحوليات دمشقية 121، ونزهة النفوس 3/ 306. (¬5) خبر الضرب في: السلوك ج 4 ق 2/ 933، والنجوم الزاهرة 15/ 53، وحوليات دمشقية 121، 122، ونزهة النفوس 3/ 306. (¬6) «من» مكرّرة في الأصل. (¬7) خبر الغلاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 933، ونزهة النفوس 3/ 306، وبدائع الزهور 2/ 159.

معاقبة السلطان وزيره

[معاقبة السلطان وزيره] وفيه ضرب السلطان الوزير ابن (¬1) كاتب المناخ بالمقارع زيادة على الماية شيب، وقد عرّي من ثيابه، ثم ضرب على أكتافه بالعصيّ ضربا مؤلما مبرحا، وعصرت كفاية، ثم أسلم للتاج الوالي، ونزل به إلى داره على بغل بعد أن كان في التوكيل به مقيّدا بالقلعة عدّة أيام، وكان حوسب، وزعم أنّ الباقي في جهته خمسة وخمسون ألف دينار، صولح عنها بعشرين ألف دينار، وأخذ في بيع موجوده ليورّد المال (¬2). [الحكم برمي قاتلة في الخليج الناصري] وفيه حكم بعض نوّاب المالكي بربط أمة من كتافها (¬3) ورميها في الخليج الناصري للغرق. وكانت قد اعترفت بأنها رمت ولدا لسيّدها طفل صغير (¬4) سنّه ست سنين، حملته وهو نائم فألقته في الخليج فغرق (¬5). [ربيع الأول] [وزارة ابن كاتب جكم] وفي ربيع الأول خلع على إبراهيم بن كاتب جكم جبّة سمّور، وقرّر على عادته، وخلع على أخيه الجمال يوسف وقرّر في الوزارة، وخلع على إنسان يقال له ابن (¬6) قطارة واستقرّ في نظر الدولة (¬7). [قراءة المولد] وفيه عمل المولد النبويّ بالقلعة على العادة (¬8). [موت إنسان تحت ضرب الوالي] وفيه ضرب الوالي إنسانا حتى مات تحت الضرب فادّعى عليه ذلك، فأجاب بأنه ضربه حدّا لسكر، فمات وذهب دمه هدرا (¬9). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر المعاقبة في: السلوك ج 4 ق 2/ 933، والنجوم الزاهرة 15/ 53، وحوليات دمشقية 122، ونزهة النفوس 3/ 307، وبدائع الزهور 2/ 159، 160. (¬3) الصواب: «من أكتافها». (¬4) الصواب: «طفلا صغيرا». (¬5) خبر الحكم في: السلوك ج 4 ق 2/ 934، والنجوم الزاهرة 15/ 54، ونزهة النفوس 3/ 307، وبدائع الزهور 2/ 160. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر الوزارة في: السلوك ج 4 ق 2/ 934، والنجوم الزاهرة 15/ 54، ونزهة النفوس 3/ 317، وبدائع الزهور 2/ 160. (¬8) خبر المولد في: السلوك ج 4 ق 2/ 934، ونزهة النفوس 3/ 307، وحوليات دمشقية 123، وبدائع الزهور 2/ 160. (¬9) خبر الإنسان لم أجده في المصادر.

وفاة البدر البوصيري

[وفاة البدر البوصيري] [1806]- وفيه مات البدر البوصيريّ (¬1)، حسين بن علي بن سبع المالكيّ. وكان فاضلا، وسمع على المحبّ الخلاطي، والعزّ ابن (¬2) جماعة. وأجاز له الحافظ مغلطاي، وحدّث، وسمع منه الفضلاء، كرضوان، وابن (¬3) فهد، والبقاعيّ، وغيرهم. ومولده سنة 748 (¬4). [عمارة سقف الكعبة] [وفيه] انتهت عمارة سقف الكعبة الذي جدّده السلطان على يد سودون المحمدي، ومع ذلك فما جاء على (¬5) قصد، فإنه بعد ذلك دلف من المصر، وصار الحمام يجلس على سطح الكعبة ويزبّل عليها بعد أن كان لا يطير على علوها في هوائها، فضلا عن الجلوس على السطح، ولكن الكثير من أهل الخير والصلاح بمكة [كرهوا] (¬6) هذا البناء / 673 / وما أحبّوه. ولله الأمر (¬7). [ربيع الآخر] [زلزلة القاهرة] وفي ربيع الآخر حدثت زلزلة لطيفة بالقاهرة اضطربت لها الأرض، وارتجّت الدور والأبنية، فلو طالت قليلا لأفسدت أشياء كثيرة بالخراب (¬8). [وزارة أرغون شاه] وفيه قدم أرغون شاه المطلوب ليلي الوزارة من دمشق، وقدّم للسلطان تقدمة (¬9). ¬

(¬1) انظر عن (البوصيري) في: إنباء الغمر 3/ 557 رقم 12، وذيل معجم شيوخ ابن فهد 355 رقم 39، ووجيز الكلام 2/ 538 رقم 1236، والضوء اللامع 3/ 150 رقم 572، وبدائع الزهور 2/ 160، وشذرات الذهب 7/ 227. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الضوء والشذرات: مولده في سنة 745 هـ‍. (¬5) «على» مكرّرة في الأصل. (¬6) إضافة على الأصل. (¬7) خبر العمارة في: السلوك ج 4 ق 2/ 934، ونزهة النفوس 3/ 308، ووجيز الكلام 2/ 536، وحوليات دمشقية 125، وبدائع الزهور 2/ 160. (¬8) خبر الزلزلة في: السلوك ج 4 ق 2/ 935، وإنباء الغمر 3/ 546، ونزهة النفوس 3/ 308، وحوليات دمشقية 125، وكشف الصلصلة 208. (¬9) خبر الوزارة في: السلوك ج 4 ق 2/ 935، والنجوم الزاهرة 15/ 54، 55، وحوليات دمشقية 125، ونزهة النفوس 3/ 308.

خروج السلطان للصيد

[خروج السلطان للصيد] وفيه ركب السلطان وخرج إلى الصيد شاقّا القاهرة، وعاد بعد يومين ثم تكرّر ركوبه إلى الصيد غير مرة (¬1). [الأمطار بغزّة والشام] وفيه كثرت الأمطار بغزّة وغالب البلاد الشامية، وحصل لهم النفع بذلك (¬2). [وفاة المسند القبابيّ] [1807]- وفيه مات المسند القبابيّ (¬3)، زين الدين، أبو زيد، عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحمن بن حسين بن يحيى بن عبد المحسن المقدسيّ، الحنبليّ. [أجازه] (¬4) الميدومي وجماعة من شيوخ الولي العراقيّ، وسمع من السبكي تقيّ الدين، والصلاح ابن أبي عمرو، واليونسي، والتبّاني، وابن (¬5) رافع، ومغلطاي، وخلق نحو الماية، وهم شيوخه بالإجازة والسماع، وتفرّد بأكثر مشايخه، وقصد السماع، وأكثروا عنه. ومولده سنة 744 (¬6). [غلاء الأرزّ] وفيه غلا الأرزّ بالقاهرة والكثير من المأكولات (¬7). [وفاة الزين المقدسي] [1808]- وفيه مات فجأة الزين ابن (¬8) حمزة، عبد الرحيم بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن سلمان بن حمزة المقدسي. ¬

(¬1) خبر الصيد في: السلوك ج 4 ق 2/ 935، ونزهة النفوس 3/ 308. (¬2) خبر الأمطار في: السلوك ج 4 ق 2/ 935، ونزهة النفوس 3/ 308. (¬3) انظر عن (القبابي) في: إنباء الغمر 3/ 558، 559 رقم 17، والدليل الشافي 1/ 402، 403 رقم 1388، والمنهل الصافي 7/ 197 رقم 1392، وذيل معجم شيوخ ابن فهد 361، 362 رقم 50، والضوء اللامع 4/ 113 رقم 302، ووجيز الكلام 2/ 538 رقم 1237، والمنهج الأحمد 486، وبدائع الزهور 2/ 161 وفيه: «التبياني»، وشذرات الذهب 7/ 227، والجوهر المنضد 57، والدرّ المنضد 2/ 623 رقم 1550، والسحب الوابلة 126. (¬4) إضافة للتصويب. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في إنباء الغمر 3/ 558 مولده في سنة 749 هـ‍. (¬7) خبر الغلاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 935، ونزهة النفوس 3/ 308. (¬8) في الأصل: «بن». وانظر عن (ابن حمزة) في: إنباء الغمر 3/ 558 رقم 16 وفيه «عبد الرحمن»، وذيل معجم شيوخ ابن فهد 360، 361 رقم 49، والضوء اللامع 4/ 63.

وفاة المقريء السكاكي

أسمعه عمّه الكثير من ابن (¬1) المحبّ، وابن (¬2) عوض، وابن (¬3) داود، وابن (¬4) الذهبيّ، وآخرون. ومولده سنة تسع وثمانين وسبعماية. [وفاة المقريء السكاكي] [1809]- ومات المقري محمد بن عبد الله بن عبد القادر بن الشيخ نجم الدين الواسطي، السكاكيني (¬5). وكان ماهرا في القراءات، ويقال إنه قرأ على العاقولي، وكان فاضلا، عارفا بالفقه، والنظم، بارعا فيهما. وله شرح سمّاه «البيضاوي»، وذكر أنه أقرأ «الحاوي» ثلاثين مرة. [منع البهار عن تجار الفرنج] وفيه منع تجار الإسكندرية وغيرهم ممّن هو بها من التجار من ربيع البهار على الفرنج، فتضرّروا بذلك (¬6). [وفاة نقيب الجيش] [1810]- وفيه مات نقيب الجيش، ناصر الدين، محمد بن الشيرازيّ (¬7)، عن بضع وخمسين سنة. وكان محبّبا إلى الناس، مع إسراف على نفسه. [جمادى الآخر] [سفر والد المؤلّف إلى الإسكندرية] وفي جماد الآخر سافر الوالد إلى محلّ نيابته ونظره وحجوبيّته من الإسكندرية. وكان قد قدم القاهرة في الشهر الحالي، وقدّم للسلطان تقدمة حافلة فيها من الذهب خمسة آلاف دينار، وقدّم لخوند جلبان زوجة السلطان أمّ ولده يوسف قميصا من نسيج الإسكندرية، فيه خمسمائة مثقال من الذهب، فلما رأت / 674 / همّته عالية بعث بمال في زواج أختها الست أصيل، فأجاب إلى ذلك ولم يكن ذلك على ماله، وعقد عليها على ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) انظر عن (السكاكيني) في: إنباء الغمر 3/ 561 رقم 27، والضوء اللامع 8/ 121 و 11/ 207، ووجيز الكلام 2/ 536 رقم 1231، وبدائع الزهور 2/ 161، وشذرات الذهب 7/ 228، ومعجم المؤلفين 10/ 224. (¬6) خبر البهار في: السلوك ج 4 ق 2/ 935، وحوليات دمشقية 126. (¬7) انظر عن (الشيرازي) في: إنباء الغمر 3/ 562 رقم 30، ووجيز الكلام 2/ 538، 539 رقم 1240.

تجهز السلطان للسفر

ألف دينار يحمل البعض وينجّم عليه الباقي. ثم بعد توجّهه بأيام جهّزت أصيل إليه بالثغر، وكان لدخولها يوما مشهودا (¬1). وعمل لها العرس الحال بدار السلطان من الثغر بعد ما رمّ شعثها وأصلحت. وساق الوالد الحلقة إلى رحبة أمام الدار المذكورة. وعدّ ذلك من النوادر. [تجهّز السلطان للسفر] وفيه تحرّك السلطان للسفر إلى جهة البلاد الشمالية وأخذ يجهّز نفسه (¬2). [ولاية القاهرة] وفيه أعيد علي بن محمد الطبلاوي إلى ولاية القاهرة عوضا عن دولات خجا، وقد قرّر في ولاية منفلوط. وكان ابن (¬3) الطبلاوي هذا خاملا مدّة طويلة (¬4). [وفاة أركماس الجلباني] [1811]- وفيه مات أركماس الجلباني (¬5)، نائب القدس وناظره. وكان ولي نيابة طرابلس قبل ذلك، وكان غير مشكور السيرة. [نقل الرخام إلى مكة] وفيه حمل إلى مكة المشرّفة الكثير من الرخام والحديد والجبس والخشب لاحتياج مرمّات بالمسجد الحرام والحجر الإسماعيليّ (¬6). [ثورة العربان في مصر] وفيه ثار جماعة من عربان الوجه القبلي من هوّارة البحرية، وأميرهم علي بن غريب، وثار جماعة من فزارة ومحارب، وقاتلوا محمد الصغير وعلي بن غريب، وجرت فتنة كبيرة أوجبت أن عيّن السلطان أربعة [أمراء] (¬7) للتّوجّه تجريدة إلى الصعيد. وكان تغري برمش الأمير اخور قد خرج للسرحة هناك. ثم عيّن السلطان لكشف الوجه القبليّ ¬

(¬1) خبر والد المؤلف في: السلوك ج 4 ق 2/ 936، وحوليات دمشقية 127 و 128، ونزهة النفوس 3/ 309. والصواب: «وكان لدخولها يوم مشهود». (¬2) خبر التجهّز في: السلوك ج 4 ق 2/ 936، والنجوم الزاهرة 15/ 55، ونزهة النفوس 3/ 309. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر الولاية في: السلوك ج 4 ق 2/ 936، وحوليات دمشقية 128، وبدائع الزهور 2/ 161. (¬5) انظر عن (أركماس الجلباني) في: وجيز الكلام 2/ 539 رقم 1241، والضوء اللامع 2/ 268، وحوليات دمشقية 130، 131. (¬6) خبر الرخام في: السلوك ج 4 ق 2/ 936، ونزهة النفوس 3/ 309. (¬7) إضافة للتوضيح.

استيلاء ابن دلغادر على مرعش

الصاحب كريم الدين ابن (¬1) كاتب المناخ، وجعل محمد الصغير دواداره، وخرج بعد مدّة (¬2). [استيلاء ابن دلغادر على مرعش] وفيه وثب فيّاض بن محمد بن دلغادر على قريبه حمزة بن علي بن دلغادر وهو على إمرة مرعش، فاقتلعها منه، واستولى عليها بغير [أمر] (¬3) سلطانيّ. وبلغ قرقماس نائب حلب ذلك، فانزعج ثم قبض على فيّاض المذكور، وأعاد حمزة إلى ولاية مرعش (¬4). [وفاة فاطمة المقدسية] [1812]- وفيه ماتت المسندة فاطمة (¬5) بنت خليل بن أحمد بن أبي الفتح المقدسية، ثم القاهرية، زوج غازي الحنبليّ. وسمعت على أكثر شيوخ التبّانيّ، وتفرّدت (¬6) عنهم بأشياء. [جمادى الآخر] [انزعاج السلطان على الرها وملطية] وفي جماد (¬7) الآخر ورد الخبر بأنّ [ابن] (¬8) قرايلك جمع جمايعه ونزل على الرها، وأنّ ابنه قصد دوركي ونهب بلادها وبلاد ملطية، وانزعج السلطان لهذا الخبر (¬9). [صرف الوزير في مصر] وفيه قبض على إبراهيم بن كاتب جكم وعلى أخيه الجمال يوسف الوزير، / 675 / وأوقف الحوطة على دارهما، ثم أفرج عنهما، وخلع على إبراهيم باستمراره على نظر ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر العربان في: السلوك ج 4 ق 2/ 936، 937، وإنباء الغمر 3/ 542، ونزهة النفوس 3/ 310، وبدائع الزهور 2/ 161. (¬3) إضافة للتوضيح. (¬4) خبر مرعش في: السلوك ج 4 ق 2/ 937، وإنباء الغمر 3/ 543، وحوليات دمشقية 128، 129، ونزهة النفوس 3/ 310، 311. (¬5) انظر عن (فاطمة) في: إنباء الغمر 3/ 560 رقم 25، والضوء اللامع 12/ 91 رقم 564. (¬6) في الأصل: «وتفرد». (¬7) في الأصل: «وفي ربيع». (¬8) إضافة للضرورة. (¬9) خبر الانزعاج في: السلوك ج 4 ق 2/ 937، وإنباء الغمر 3/ 543، ونزهة النفوس 3/ 311.

تقرير المهمندارية

الخاص، وصرف يوسف عن الوزارة، وألزم بحمل ثلاثين ألف دينار، وألزم السلطان التاج الخطير وهو ناظر الإصطبل بولاية الوزارة، وخلع عليه بها كرها (¬1). [تقرير المهمندارية] وفيه قرّر التاج الشوبكي في المهمندارية عوضا عن أقطوه المتوجّه في الرسالة إلى شاه رخ (¬2). [تقرير أمراء في وظائف] وفيه قرّر تمراز المؤيّدي في جملة أمراء المقدّمين بدمشق عوضا عن أركماس الجلباني ابن الماضي خبر موته. وقرّر في طبلخانات تمراز بمصر سنقر العزي نائب حمص، وكتب بحضوره. وقرّر في نيابة حمص طغرق بن دلغادر أحد أمراء دمشق. وفيه قرّر في نظر الإصطبل أبو الحسن ابن (¬3) التاج الخطير عوضا عن أبيه (¬4). [التجريدة لعرب لبيد بالبحيرة] وفيه خرجت تجريدة للبحيرة لعرب لبيد عليها الأتابك إينال الجكمي ومعه ثلاثة من الأمراء الألوف، وهم جقمق العلائي أمير سلاح، ويشبك المشدّ حاجب الحجّاب، وقانباي الحمزاوي في عدّة من الأمراء الطبلخانات والعشرات وجماعة من الجند (¬5). [العمل بموجب وقفيّات الواقفين للمدارس وغيرها] وفيه أمر السلطان أن يكشف عن شروط واقفي المدارس والخوانق ويعمل بمقتضاها ولا يخرج عن معناها، وندب السلطان قاضي القضاة الشهاب ابن (¬6) حجر، فأول ما ابتدأ به مدرسة صرغتمش بعد أن حضر قاضي القضاة المذكور، وحضر القضاة الثلاث (¬7) معه أيضا، ثم قريء كتاب وقفها واحتفل الحافظ ابن (¬8) حجر في ذلك، فلم يعجب ذلك ¬

(¬1) خبر الوزير في: السلوك ج 4 ق 2/ 938، والنجوم الزاهرة 15/ 56، ونزهة النفوس 3/ 311، 312، وبدائع الزهور 2/ 161. (¬2) خبر التقرير في: السلوك ج 4 ق 2/ 938، ونزهة النفوس 3/ 312، وبدائع الزهور 2/ 161. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر الأمراء في: السلوك ج 4 ق 2/ 938، والنجوم الزاهرة 15/ 56، 57، وحوليات دمشقية 130. (¬5) خبر التجريدة في: السلوك ج 4 ق 2/ 939، وإنباء الغمر 3/ 544، والنجوم الزاهرة 15/ 57، ونزهة النفوس 3/ 313، وبدائع الزهور 2/ 161. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) الصواب: «الثلاثة». (¬8) في الأصل: «بن».

انحباس المطر

السلطان وهمّ بعزل الكثير من أرباب وظائفها فروجع في ذلك حتى آل الأمر إلى إبطال الكشف، فسرّ الكثير من الناس بذلك لأنهم كانوا يتوقّعون حلول البلاء بهم والتعثّرات الكثيرة (¬1). [انحباس المطر] وفيه اشتدّ قلق الناس لقلّة البرد في الشتاء وعدم الأمطار، لا سيما والرياح الحارّة تهبّ في بعض الأوقات، فخافوا على الزرع (¬2). [زواج والد المؤلّف] وفيه كان دخول الوالد على أصيل أخت الخوند جلبان وكان لها بالإسكندرية يوما مشهودا (¬3). [رجب] [دوران المحمل] وفي [رجب] (¬4) في ثامنه أدير المحمل على العادة، لكن سبقها بأيام كما وقع ذلك في هذه الدولة غير ما مرّة (¬5). [إمرة الحاج] وفيه خلع على تمرباي بإمرة الحاج وكان دوادارا ثانيا، وخلع على الصلاح ابن (¬6) نصر الله بإمرة الركب الأول (¬7). [الوقعة بين عرب محارب وتغري برمش] وفيه كانت بين عرب محارب وبين تغري برمش وتمراز رأس نوبة النوب / 676 / وكريم الدين ابن (¬8) كاتب المناخ الكاشف بالوجه القبلي. وكانت محارب لما بلغها ¬

(¬1) خبر الوقفيات في: السلوك ج 4 ق 2/ 939، وإنباء الغمر 3/ 538، والنجوم الزاهرة 15/ 57 - 59، ونزهة النفوس 3/ 313، 314. (¬2) خبر المطر في: السلوك ج 4 ق 2/ 940، ونزهة النفوس 3/ 314. (¬3) الصواب: «يوم مشهود». (¬4) في الأصل: «وفي جماد الآخر». (¬5) خبر المحمل في: السلوك ج 4 ق 2/ 940، والنجوم الزاهرة 15/ 59، وحوليات دمشقية 131، ونزهة النفوس 3/ 314، وبدائع الزهور 2/ 161. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر الإمرة في: السلوك ج 4 ق 2/ 940، والنجوم الزاهرة 15/ 60، وحوليات دمشقية 131، ونزهة النفوس 3/ 314. (¬8) في الأصل: «بن».

سجن فياض بن دلغادر

خروج الأتابك بالتجريدة ونزولهم على الفيوم ساروا إلى جهة الواح، ثم بدا لهم فنزلوا بالأشمونين، وركب إليه من ذكرنا، فقاتلوهم وهزموهم، وظفروا منهم (. . .) (¬1) نحوا من ستماية جمل غير ما نهبوا لهم (¬2). [سجن فياض بن دلغادر] وفيه وصل إلى القاهرة بفيّاض الذي قبض عليه قرقماس نائب حلب فسجن بالقلعة (¬3). [غزوة المسلمين في الحبشة] وفيه كانت غزوة عظيمة ببلاد الحبشة كانت بعث (¬4) السلطان شهاب الدين أحمد بن سعد الدين ملك المسلمين أخاه خير الدين لقتال الكفّار من الحبشة فنصره الله تعالى عليهم وفتح من بلاد أمحره عدّة، وأخرب لهم ستّ كنائس. وكان الوباء العظيم قد شنّع بعامّة بلاد الحبشة ومات فيه من المسلمين والكفّار عالم لا يحصى حتى كادت أن تخلو (¬5) البلاد، بل خلا الكثير منها. وكان هلك في هذا الوباء ملك الحبشة الكافر صاحب أمحره الذي يقال له الحطي، ووقع الخلف بعده، ثم اتفقوا على إقامة صغير، فاغتنم فخر الدين الفرصة وغزى (¬6) هذه الغزوة وعاد مؤيّدا منصورا ومعه من الأموال والسبايا ما لا يحصى، ثم عاد غازيا في شوال أيضا، وكانت له الأيادي في غزوته (¬7) [وفاة ملك الهند] [1813]- وفيه مات ملك كلبرجه (¬8) من الهند السلطان شهاب الدين أبو المغازي أحمد شاه بن أحمد بن حسين (¬9) شاه بن مهمن (¬10) شاه، وكان من خير ¬

(¬1) كلمة مهملة غير مفهومة. (¬2) خبر الوقعة في: السلوك ج 4 ق 2/ 940، ونزهة النفوس 3/ 314. (¬3) خبر السجن في: السلوك ج 4 ق 2/ 3 / 315، وإنباء الغمر 3/ 543، وحوليات دمشقية 132. (¬4) هكذا في الأصل. والصواب أن يقال: «حيث بعث». (¬5) الصواب: «تخلوا». (¬6) الصواب: «وغزا». (¬7) خبر الغزوة في: السلوك ج 4 ق 2/ 940، 941، ونزهة النفوس 3/ 315، وحوليات دمشقية 132. (¬8) في السلوك ج 4 ق 2/ 953 «كربرجه». وانظر عن (ملك كلبرجه) في: السلوك ج 4 ق 2/ 953 و 987 (سنة 839 هـ‍)، وإنباء الغمر 3/ 555 رقم 6، والنجوم الزاهرة 15/ 194 وفيه: «كربرجه»، والدليل الشافي 1/ 38 رقم 120، ونزهة النفوس 3/ 324، 325 رقم 744، والضوء اللامع 1/ 209، 210، ووجيز الكلام 2/ 538 رقم 1238، وشذرات الذهب 7/ 229، 230. (¬9) في السلوك: «حسن». (¬10) في السلوك: «بهمن»، وفي حوليات دمشقية: «مهيمن».

وفاة نائب طرابلس

ملوك تلك البلاد عدلا وفضلا وسياسة. أقام في الملك أربع عشر (¬1) سنة. فقام من بعده ابنه أحمد الملقّب ظفر شاه. [وفاة نائب طرابلس] [1814]- وفيه أيضا مات الأتابك طرباي (¬2) نائب طرابلس فجأة. وكان من الظاهرية البرقوقية، وشهر ذكره بعد موته، وخرج عن طاعة الناصر، ثم تنقلت به الأحوال في كثير من المحن والأموال، حتى آل أمره إلى الأتابكية كما عرفت ذلك ثم سجن، ثم نفي إلى دمياط، ثم قرّر في نيابة طرابلس. وكان عفيفا عن القاذورات، ذا ديانة. وكان الأشرف يراعيه لصحبة بينهما. [البرد الشديد] وفيه، في أواخر أمشير، وقع برد شديد وسرّ به الناس، وحصل بعض مطر، وكان الناس آيسوا منه في هذه السنة (¬3). [مقتل الشريف زهير] [1815]- وفيه مات قتيلا السيد الشريف زهير (¬4) بن سليمان بن زيّان (¬5) / 677 / بن منصور بن جمّاز بن شيحة الحسينيّ في محاربة بينه وبين مانع بن علي بن عطية بن هيازع بن هبة بن جمّاز بن منصور بن جمّاز بن شيحة. وكان زهير هذا فاتكا له وقائع وأمور يطول الشرح في ذكرها. ¬

(¬1) الصواب: «أربع عشرة». (¬2) انظر عن (طرباي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 953 و 987 (سنة 839 هـ‍)، وإنباء الغمر 3/ 558 رقم 15، والنجوم الزاهرة 15/ 194، 195، والمنهل الصافي 6/ 373 - 378 رقم 1235، والدليل الشافي 1/ 359، 360 رقم 1232، وحوليات دمشقية 134، 135، ونزهة النفوس 3/ 324 رقم 742، ووجيز الكلام 2/ 539 رقم 1242، والضوء اللامع 4/ 7 رقم 19 (سنة 837 هـ‍)، وبدائع الزهور 2/ 161، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري (تأليفنا) 2/ 50 رقم 114. (¬3) خبر البرد لم أجده في المصادر. (¬4) في الأصل: «. . . الشريف بن هبير. .» والتصحيح من المصادر: السلوك ج 4 ق 2/ 953، 954، وإنباء الغمر 3/ 558 رقم 14، والنجوم الزاهرة 15/ 196، والدليل الشافي 1/ 308، 309 رقم 1053، والمنهل الصافي 5/ 368 رقم 1056، وحوليات دمشقية 133، 124، ونزهة النفوس 3/ 325 رقم 745، والضوء اللامع 3/ 894 رقم 239. (¬5) في الحوليات: «زيان».

وفاة الشهاب البلقيني

[وفاة الشهاب البلقيني] [1816]- وفيه مات الشهاب البلقيني (¬1)، أحمد بن محمد بن أبي بكر بن سليمان الكنانيّ، البليرى (¬2) الشافعيّ، وكان فاضلا. ومولده سنة اثنين (¬3) وتسعين وسبعماية. [شعبان] [اللغط أثناء قراءة البخاري] وفي شعبان برز أمر السلطان للقاضي الشافعي الحافظ شهاب الدين ابن (¬4) حجر بأنه إذا صعد لسماع «البخاري» بالقلعة فليحضر معه الفلقة والعصيّ، ومن تجاوز الحدّ في بحثه أو كلامه ممّن يحضر السماع يضربه ويردعه، وأكّد في ذلك، وكانوا قد أكثروا من اللغط في مجلس السماع كما هو دأبهم إلى يومنا هذا (¬5). [وفاة الجلال المرشديّ] [1817]- وفيه مات الجلال المرشديّ (¬6) عبد الواحد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب الفوّيّ الأصل، المكي، الحنفيّ. وكان علاّمة وقته في النحو، عارفا بفنون كثيرة، عالما فاضلا، وأسمع على النشاوري، والأسيوطي، والشهاب ابن (¬7) ظهيرة، وغيرهم. وكان ذا مروءة وعفّة وصيانة، ودين، وخير. ومولده سنة ثمانين وسبعماية. [نيابة حماه] وفيه خلع على قانباي الحمزاوي وقرّر في نيابة حماه عوضا عن جلبان (¬8). ¬

(¬1) انظر عن (البلقيني) في: إنباء الغمر 3/ 555 رقم 4، والضوء اللامع 2/ 102، ووجيز الكلام 2/ 537 رقم 1232، وشذرات الذهب 7/ 225. (¬2) هكذا في الأصل. ولم أتحقق النسبة. (¬3) الصواب: «سنة اثنتين». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر اللفظ لم أجده في المصادر. (¬6) انظر عن (المرشدي) في: إنباء الغمر 3/ 559 رقم 20، ووجيز الكلام 2/ 537 رقم 1235، والضوء اللامع 5/ 53، وبغية الوعاة 2/ 118، ودرة الحجال 3/ 145 رقم 1102، وشذرات الذهب 7/ 228 وفيه: «عبد الرحمن». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) خبر حماه في: السلوك ج 4 ق 2/ 941 و 944.

العمل بفلوس السلطان

ونقل جلبان إلى نيابة طرابلس عوضا عن طرباي. وقرّر في تقدمة قانباي خجا سودون أحد الطبلخانات، وقرّر في طبلخاناته قاسم ديوان الدولة تقوية للوزير (¬1). [العمل بفلوس السلطان] وفيه نودي أن لا يتعامل الناس إلاّ بالفلوس الذي (¬2) ضربت باسم السلطان عددا، وأن يبطل الفلوس بالميزان وتحمل إلى دار الضرب، وجعل كل درهم فلوس ثمانية من الجدد بعد أن وقعت أمور يطول الشرح في ذكرها آلت إلى هذا (¬3). [كذب الإشاعة بموت الزين الأذرعي] [1818]- وفيه أشيع موت الشيخ زين الدين، عبد الرحمن ابن (¬4) الشيخ شهاب الدين أحمد بن أحمد بن حمدان الأذرعي (¬5)، الشافعيّ. ثم ظهر كذب هذه الإشاعة. ثم صحّ موته بعد ذلك في هذه السنة. وكان من أهل العلم والفضل. أخذ عن أبيه وغيره. وسمع من الصدر ابن (¬6) عبد الكريم وغيره. وله نظم. ومولده سنة 788 (¬7). [رمضان] [كشف الوجه القبلي] وفي رمضان أعيد / 678 / محمد الصغير إلى كشف الوجه القبلي، وصرف الصاحب كريم الدين (¬8). ¬

(¬1) السلوك ج 4 ق 2/ 941، وحوليات دمشقية 135، ونزهة النفوس 3/ 315، وبدائع الزهور 2/ 161. (¬2) الصواب: «التي». (¬3) خبر الفلوس في: السلوك ج 4 ق 2/ 941 - 944، ونزهة النفوس 3/ 316، وحوليات دمشقية 136. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) انظر عن (الأذرعي) في: إنباء الغمر 3/ 549، 550 (دون ترجمة)، ومعجم الشيوخ لابن فهد 120، 121، وحوليات دمشقية 138، 139، والدليل الشافي 1/ 397، 398 رقم 1369، والمنهل الصافي 7/ 160 رقم 1372، والضوء اللامع 4/ 49 رقم 154، ووجيز الكلام 2/ 537 رقم 1234، وعنوان الزمان للبقاعي، ورقة 129 أ. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الضوء: مولده سنة 759 هـ‍. (¬8) خبر الكشف في: السلوك ج 4 ق 2/ 944، وحوليات دمشقية 137، ونزهة النفوس 3/ 316، وبدائع الزهور 2/ 162.

المطر والسيل بالمقطم

[المطر والسيل بالمقطّم] وفيه، وكان في برموده (¬1) أمطرت السماء مطرا غزيرا جدّا سالت منه الأودية ودلفت السقوف، ونزل من جبل المقطّم سيل عظيم أقام منه الماء بالصحراء عدّة أيام، وعدّ هذا المطر في مثل هذه الأيام من النوادر بأرض مصر (¬2). [وفاة صاحب شيراز] [1819]- وفيه مات صاحب شيراز السلطان إبراهيم أميرزاه (¬3) بن شاه رخ بن تمرلنك. وكان من أجلّ الملوك، وله فضل وعلم، ويكتب المنسوب كتابة حسنة جدّا. وكان قد بعث جيشا قبل موته، في شعبان، فملك البصرة، ثم ثار بهم أهلها وهزموهم وقتلوا منهم عدّة وافرة في شوال، وورد عليهم الخبر بموت إبراهيم هذا فسرّوا. [صرف السلطان النظر عن أخذ قيصرية من ابن دلغادر] وفيه خرج قرقماس نائب حلب بعساكره لأخذ قيصرية من ابن (¬4) دلغادر ناصر الدين بك وإعادته لإبراهيم بن قرمان. وكان ابن (¬5) قرمان بعث يسأل السلطان في ذلك وأنه يكون نائبا عنه في قيصرية التي هي بلاد أبيه وجدّه، وأن ابن (¬6) دلغادر أخذها عدوانا وبغيا. فبعث السلطان إليه بأن يمشي بجيوشه ويلاقيه نائب حلب، ويتعاهدا على ابن (¬7) دلغادر. ولما بلغ ابن (¬8) دلغادر ذلك جهّز زوجته الحاجّة خديجة خاتون، وهي والدة فيّاض المسجون بقلعة الجبل، وجهّز بعصا هديّة للسلطان وبمفاتيح قيصرية، وهو يسأل أن يكون نائبا عن السلطان بها، وأنه أولى من ابن قرمان لأنه من تحت الإيالة بخلاف ابن قرمان، ويلتمس من السلطان العفو عن ولده فيّاض، ووعد بمال جزيل. فقدمت القاهرة بعد ذلك وأجيبت إلى سؤالها وأكرمت وأعيدت بولدها نيابة مرعش، وفتر عزم أخذ قيصرية لابن قرمان (¬9). ¬

(¬1) برمودة: هو الشهر الثامن من السنة القبطية. (¬2) خبر المطر في: السلوك ج 4 ق 2/ 944، 945، وإنباء الغمر 3/ 550، وحوليات دمشقية 137، ونزهة النفوس 3/ 316. (¬3) انظر عن (أمير زاه) في: السلوك ج 4 ق 2/ 954 و 987 (سنة 839 هـ‍)، وإنباء الغمر 3/ 554 رقم 1، وفيه: «زاده»، والنجوم الزاهرة 15/ 195، 196، والدليل الشافي 1/ 16 رقم 32، والمنهل الصافي 1/ 58 رقم 32، ونزهة النفوس 3/ 325 رقم 746، وحوليات دمشقية 138، والضوء اللامع 1/ 52، وبدائع الزهور 2/ 162 وفيه: «شيراح»، وشذرات الذهب 7/ 299. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) خبر قيصرية في: السلوك ج 4 ق 2/ 945، وحوليات دمشقية 137، 138، ونزهة النفوس 3/ 316، 317.

ختم البخاري

[ختم البخاري] وفيه كان ختم البخاري، وقصد السلطان أن يقطع الخلع على الشافعيّ من الطلبة وأهل العلم، حتى شفع فيهم في هذه السنة (¬1). [شوال] [وصل كتاب تهديد من شاه رخ] وفي شوال وصل كتاب شاه رخ بن تمرلنك على السلطان بأنه عازم على زيارة البيت المقدس، / 679 / وأنكر فيه على السلطان أخذه المكوس من التجّار بجدّة، وأرعد فيه وأبرق (¬2). [ولاية القاهرة] وفيه أعيد التاج الوالي إلى ولاية القاهرة وصرف ابن (¬3) الطبلاوي، فأقام التاج عمر أخاه للتحدّث عنه فيها كما كانت عادته قبل ذلك (¬4). [سفر الحجّاج والمحمل] وفيه خرج الحاجّ صحبة تمرباي الدوادار الثاني. وكان أمير المحمل والصلاح بن نصر الله أمير الأول (¬5). وحجّت في هذه السنة الخوند فاطمة ابنة الظاهر ططر وزوج السلطان. [وفاة ابن طيبغا القبيباتي] [1820]- وخرج للحجّ أيضا الشيخ علاء الدين علي بن طيبغا (¬6) بن حاجي بك القبيباتي، الحنفي، شيخ تربة الأشرف برسباي السلطان وما عاد فمات بطريق الحج. وكان عالما، فاضلا، وقورا، ماهرا في الفنون، وكان بيده خطابة التربة المذكورة أيضا. وعنه ولي شيخنا العلاّمة الكافيجي مشيخة التربة المذكورة، ودامت بيده دهرا إلى أن مات، فقرّر فيها بعده البدر بن الغرس. ثم مدّة وقرّر فيها ¬

(¬1) خبر الختم لم أجده في المصادر. (¬2) خبر الكتاب في: السلوك ج 4 ق 2/ 946، وحوليات دمشقية 139، ونزهة النفوس 3/ 318، وبدائع الزهور 2/ 162. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر الولاية في: السلوك ج 4 ق 2/ 946، وحوليات دمشقية 139، ونزهة النفوس 3/ 318. (¬5) خبر الحجّاج في: السلوك ج 4 ق 2/ 946، 947، وإنباء الغمر 3/ 551، ونزهة النفوس 3/ 318، وبدائع الزهور 2/ 162. (¬6) انظر عن (ابن طيبغا) في: إنباء الغمر 3/ 560 رقم 22.

ظهور جانبك الصوفي

البدر بن الديري، وهي بيده الآن في عصرنا هذا. وسيأتي كلّ من ذلك في محلّه من تاريخنا هذا. [ظهور جانبك الصوفي] وفيه، أعني هذا الشهر كان ظهور جانبك الصوفي الأتابك الماضي خبره وخبر سجنه وهربه من السجن وما وقع في ذلك من الأمور. وكان منذ فرّ من السجن من الإسكندرية من سنة ست وعشرين لم يوقف له على خبر حتى قدم من كان في شوال هذا إلى حلب يقال له محمد قبض عليه نائب حلب قرقماس ومعه كتاب من جانبك المذكور، فجهّز النائب إلى السلطان وسجن التركماني بقلعة حلب. ولما بلغ السلطان ذلك انزعج جدّا (¬1). ثم كان لجانبك ما سنذكره. [وفاة التقيّ البلقيني] [1821]- وفيها مات التقيّ البلقيني (¬2)، محمد بن محمد بن عمر بن رسلان الكنانيّ، القاهريّ، الشافعيّ. وكان ذكيّا، فاضلا، لازم الكمال الدميري وأخذ عنه، وولي تدريس جامع ابن طولون، وناب في الحكم. ولزم الزين عبد الباسط ناظر الجيش وأثرى. ومولده سنة 779 (¬3). وهو والد الوليّ أحمد البلقيني قاضي قضاة دمشق الآتي في محلّه في سنة 868 إن شاء الله تعالى. [وفاة النور المدني] [1822]- وفيها مات النور المدنيّ (¬4)، علي بن محمد بن محمد بن موسى بن منصور المحلّي، الشافعيّ. ¬

(¬1) خبر جانبك في: السلوك ج 4 ق 2/ 947، 948، وحوليات دمشقية 140، ونزهة النفوس 3/ 319، وبدائع الزهور 2/ 162، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 197 أ. (¬2) انظر عن (البلقيني) في: إنباء الغمر 3/ 561، 562 رقم 29، وذيل معجم الشيوخ لابن فهد.390 رقم 103، والدليل الشافي 1/ 686، 687 رقم 2351، ووجيز الكلام 2/ 537 رقم 1233، والضوء اللامع 9/ 171 رقم 439، وبدائع الزهور 2/ 162، وشذرات الذهب 7/ 229. (¬3) في الإنباء: مولده سنة 789 هـ‍. (¬4) انظر عن (النور المدني) في: إنباء الغمر 3/ 560 رقم 23.

ذو القعدة

وكان مسند عصره بالحجّار، وسمع على ابن (¬1) حبيب، وابن (¬2) خليل، وابن (¬3) العمادي، / 680 / وأبي البقاء السبكي، وخلق، وأجاز له ابن (¬4) أميلة، وابن (¬5) الهبل، وابن (¬6) أبي عمر. ومولده سنة أربع وخمسين وسبعماية (¬7). [ذو القعدة] [استيلاء ابن قرمان على قيصرية] وفي ذي قعدة ورد الخبر بأنّ جانبك الصوفي بعث دواداره ومعه محمد بن كندغدي بن رمضان التركماني إلى ناصر الدين محمد بك بن دلغادر صاحب الأبلستين ليحلّفاه على أنه إذا وصل إليه جانبك لا يسلمه ولا يحيله. وأن جانبك كان عند اسفنديار ببلاد الروم، وأنه سار من عنده يريد سليمان بن دلغادر، وأنه خرج إليه وتلقّاه هو وأمراؤه بقيصرية، وأنّ قيصرية قد استولى عليها ابن (¬8) قرمان، وفرّ سليمان بن دلغادر منها، وأن جانبك اجتمع عليه أسلماش بن كبك التركماني ومحمد بن قطبكي وهما من أكابر أمراء تلك البلاد، ونزلوا على ملطية، وأن سليمان بن دلغادر قادم لمصر بعد عوده منهزما من قيصرية، وأن نائب حلب يقيم بعساكر حلب وجموع التركمان على عينتاب. وقد وصل إليه الخبر بخروج حمزة بن دلغادر عن الطاعة، وأنه توجّه إلى جهة سلمان ابن عمّه بعدما بعث إليه، واستوثقه باليمين، وأن تلك البلاد مخبّطة. فزاد انزعاج السلطان من هذه الأخبار (¬9). [استيلاء ابن قرا يوسف على أرزن الروم] وفيه ورد الخبر أيضا باستيلاء اسكندر بن قرا يوسف على أرزن الروم، وأنه (¬10) قرايلك فرّ منه عائدا إلى آمد، ثم خرج منها خوفا على نفسه من اسكندر، وأنّ جانبك الصوفي بعث قاصده بمكاتبة معه إلى بليان نائب درنده فقبض عليه، وبعث بكتاب إلى السلطان. ثم ورد الخبر بأن نائب حلب عاد بعساكره وقد فاته أخذ قيصرية لاستيلاء ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) كذا. (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) خبر ابن قرمان في: السلوك ج 4 ق 2/ 948، 949، والنجوم الزاهرة 15/ 21، ونزهة النفوس 3/ 319، 320، وبدائع الزهور 2/ 162. (¬10) الصواب: «وأن».

قلق السلطان من جانبك الصوفي

إبراهيم بن قرمان عليها. وكان غرض السلطان أخذها وتولية إنسان من جهته لابن قرمان ولابن دلغادر (¬1). [قلق السلطان من جانبك الصوفي] وفيه اشتغل فكر السلطان وقلق بسبب جانبك الصوفي وانتمائه إلى ابن (¬2) دلغادر وإلى أمراء التركمان بتلك البلاد، فندم على الإفراج عن فيّاض، فإنّ والده كان يداري لأجله، والآن قد انقطع رجاء مداراته، واشتغل فكر الدولة أيضا لهذه الحوادث (¬3). / 681 / قال لي شيخنا الوالد - رحمه الله -: ومن حينئذ خارت قوى الأشرف واشتغل باطنه بالخوف من جانبك، وكان ذلك سببا لحدوث مرضه الذي مات به، فإنه تمادى به من هذه الأيام حتى كان من موته ما كان. [مقياس النيل] وفيه كانت قاعدة النيل أحد عشر ذراعا وعشر أصابع، ونودي عليه. وكانت هذه القاعدة ممّا ينذر. وكان النيل قد زاد في شوال نحوا من أربعة أذرع قبل أوان الزيادة، وأتلف الكثير من المزدرعات، وذهب للناس مال كثير وتلف البطّيخ وغيره. ثم لم يناد على النيل عدّة أيام في هذا الشهر بل ونقص نحوا من ستة عشر إصبعا (¬4). [كسر جرار خمر] وفيه كسرت عدّة جرار خمور، فيهم (¬5) ما يسع زنة القنطار من الخمر، وكانت لبعض المسلمين عثر عليها، وكسرت ببولاق، وكان لكسرها يوما مشهودا (¬6). [ذو الحجّة] [نظارة الجيش بحلب] وفي ذي حجّة أضيفت نظارة الجيش بحلب إلى كاتب سرّها الزين عمر بن أحمد بن السفاح عوضا عن الجمال يوسف بن أبي أصيبعة بمال كثير وعد به (¬7). ¬

(¬1) خبر أرزن في: السلوك ج 4 ق 2/ 949، وإنباء الغمر 3/ 543، 544، ونزهة النفوس 3/ 320. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر القلق في: النجوم الزاهرة 15/ 62 و 63، وبدائع الزهور 2/ 162. (¬4) خبر المقياس في: السلوك ج 4 ق 2/ 949، وبدائع الزهور 2/ 162، 163. (¬5) الصواب: «فيها». (¬6) الصواب: «يوم مشهود». وخبر الخمر في: إنباء الغمر 3/ 552، 553، وبدائع الزهور 2/ 163. (¬7) خبر النظارة في: السلوك ج 4 ق 2/ 950، ونزهة النفوس 3/ 321.

مهاجمة بني لام لمبشري الحاج

[مهاجمة بني لام لمبشّري الحاج] وفيه خرج طائفة من بني لام على المبشّرين بالوجه، فقتلوا منهم اثنين، وسلم بيرم خجا المبشّر بنفسه، وجاء إلى القاهرة مسلوبا وليس معه شيء من كتب الحاج (¬1). [مشيخة الصلاحية] وفيه خرج الشهاب ابن المحمرة مسافرا إلى القدس على مشيخة الصلاحية (¬2). [وفاة صاحب كرمان] [1823]- وفيه مات صاحب كرمان السلطان باي سنقر (¬3) بن شاه رخ بن تمرلنك. وكان جريئا، مقداما، شجاعا، فعظم شأنه على أبيه زيادة على مصابه بابنه إبراهيم الماضي. وكان باي سنقر هذا ولي عهد شاه رخ. [إظهار العدل بمملكة أذربيجان] وفيه جهّز شاه رخ ولده أحمد جوكي إلى نحو ديار بكر، وخرج هو حتى نزل بقراباغ، وبعث المنادي بالأمان والاطمئنان (¬4) وإظهار العدل بمملكته أذربيجان (¬5). * * * [حوادث هذه السنة [لا فى شهر معين]] [قطع إصبع ابن الجيعان لتزويره] وفيها - أعني هذه السنة - قطعت إصبع عبد القدّوس بن الجيعان، وذلك لكثرة ما ظهر من تزويره بخطوط من أراد بما أراد. وكان نادرة في ذلك (¬6). [نزول شاه رخ قزوين وتبريز] وفيها نزل شاه رخ قزوين وبعث بأتابكه وأمير (¬7) أمرائه فيروز شاه إلى بغداد، ونادى ¬

(¬1) خبر بني لام في: السلوك ج 4 ق 2/ 950، ونزهة النفوس 3/ 321، 322، وبدائع الزهور 2/ 163. (¬2) خبر المشيخة لم أجده في المصادر. (¬3) انظر عن (باي سنقر) في: السلوك ج 4 ق 2/ 954 و 988 (سنة 839 هـ‍)، وإنباء الغمر 3/ 557 رقم 11 وفيه: «بابى»، والنجوم الزاهرة 15/ 195، والمنهل الصافي 3/ 233 - 236 رقم 639، والدليل الشافي 1/ 181، 182 رقم 638، ونزهة النفوس 3/ 326 رقم 747، والضوء اللامع 3/ 2 رقم 1. (¬4) في الأصل: «الاطمان». (¬5) خبر العدل في: بدائع الزهور 2/ 163. (¬6) خبر ابن الجيعان في: إنباء الغمر 3/ 547، وبدائع الزهور 2/ 163. (¬7) في الأصل: «أمر».

دخول أصبهان تحت طاعة شاه رخ

هو بمملكة قزوين إلى السلطانية وتبريز وساير ممالك العراقين / 682 / بعمارة ما خرب منها وزراعة ما تعطّل من الأراضي وغراسة البساتين وبإبطال الخراج عمّن زرع بيده خمس سنين، وصار يدفع لمن هو عاجز ما يتقوّى به على الزراعة (¬1). [دخول أصبهان تحت طاعة شاه رخ] وفيها بعث أصبهان بكتابه إلى شاه رخ بدخوله (تحت) (¬2) طاعته، فكفّ عن بعث العساكر إليه، وسار شاه رخ حتى نزل على تبريز لقتال اسكندر بن قرا يوسف (¬3). [وفاة الزين ابن المجد] [1824]- وفيها مات المسند الزين ابن (¬4) المجد، إسماعيل بن علي بن محمد بن داود بن محسن بن عبد الله بن رستم البيضاوي (¬5) الشافعي. وكان فاضلا أديبا، ماهرا في العروض، وأجاز له الصلاح ابن (¬6) أبي عمرو بن أبي سلمة، وابن (¬7) النجم، والحسن بن مقبل، وخلق. وله سماع من جماعة من القدماء، ونظم كثير، وحدّث باليسير. ومولده سنة 769 (¬8). ¬

(¬1) خبر شاه رخ في: «نزهة النفوس 3/ 327 (سنة 839 هـ‍). (¬2) في الأصل: «إلى». (¬3) خبر أصبهان في: السلوك ج 4 ق 2/ 950. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) انظر عن (البيضاوي) في: إنباء الغمر 3/ 556 رقم 8، وبدائع الزهور 2/ 163. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. وفي إنباء الغمر: مولده في سنة 766 هـ‍.

سنة تسع وثلاثين وثمانماية

سنة تسع وثلاثين وثمانماية [محرّم] [وفاة النيل] في محرّم يوم ثاني مسرى كان وفاء النيل، ونزل الجمال يوسف ولد السلطان، فخلّق المقياس وفتح السدّ بين يديه (¬1). [تحالف جانبك الصوفي وابن قرايلك] وفيه ورد الخبر باتصال جانبك الصوفي بابن قرايلك، وأنه بمدينة كماخ، وأنّ قرايلك سرّ به وجهّز إليه بالخيل والمال، وأمدّه بأشياء كثيرة، فزاد انزعاج السلطان وأهل الدولة بهذا الخبر (¬2). [محاصرة عرب إفريقية لمدينة تونس] وفيه وصل الخبر بقوّة عرب إفريقية، وأنهم حصروا مدينة تونس لاشتغال السلطان بها بمرض نفسه، وأنّ عالمها ومفتيها وخطيبها الشيخ الفقيه أبو القاسم البرزلي (¬3) قام بتونس يجول فيها ويحرّض الناس على قتال العرب، وأنه قتل من أهل تونس والعرب جماعة. ووصل العرب إلى باب خالد من تونس وأشرفوا على أخذها، لولا لطف الله بهم بقدوم عثمان أخو (¬4) السلطان صاحب قسنطينة منها (¬5). [الحروب بين الفرنج] وفيه ورد الخبر أيضا بأنه كان بين طوائف الفرنج الكيتلان والجنويّين حروب يطول الشرح في ذكرها (¬6). ¬

(¬1) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 955، وإنباء الغمر 4/ 9، وبدائع الزهور 2/ 163. (¬2) خبر التحالف في: النجوم الزاهرة 15/ 63، ونزهة النفوس 3/ 328، وبدائع الزهور 2/ 164، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 197 أ. (¬3) مهملة في الأصل. «البرولي». والمثبت عن: تاريخ الدولتين الموحّدية والحفصية 135 و 139 وقد توفي البرزلي في سنة 841 هـ‍. (¬4) الصواب: «أخي». (¬5) خبر المحاصرة في: إنباء الغمر 4/ 19، وتاريخ الدولتين الموحّدية والحفصية 133. (¬6) خبر الفرنج في: إنباء الغمر 4/ 19.

وفاة الركن الدخان

[وفاة الركن الدخان] [1825]- وفيه مات الركن الدخان (¬1)، السيد الشريف عبد الرحمن بن علي بن محمد الدمشقي، الحنفي، الحسنيّ. وكان عالما، فاضلا، ماهرا في الفقه، مشاركا في الفنون، ناب بالحكم مدّة، / 683 / ودرّس بأماكن جليلة. ثم ولي القضاء الأكبر بغير دمشق، وكان مشكور السيرة في قضائه. مات وقد أناف على الستين سنة. [وفاة المجد السيوطي] [1826]- وفيه مات المجد السيوطي (¬2)، إسماعيل بن عبد الخالق بن عبد العزيز القاهري، الشافعيّ. وكان وقورا، وله سماع وحضور. وأجازه ابن (¬3) البارزي. [صفر] [مقتل قرايلك] [1827]- وفي صفر كانت [الحرب] (¬4) بين اسكندر بن قرا يوسف وقرايلك (¬5) آلت إلى فرار قرايلك المذكور منهزما والخيل في طلبه قاصدا أرزن الروم، وخاف على نفسه أن يؤخذ باليد، فلم يصبر إلى [أن] (¬6) يرفع من سورها، ورمى بنفسه إلى خندقها فمات به غريقا، وأخرجه أولاده فدفنوه هناك، وأراح الله تعالى منه العباد والبلاد، وقدم ¬

(¬1) انظر عن (الركن الدخان) في: السلوك ج 4 ق 2/ 981، 982، وإنباء الغمر 4/ 29 رقم 15، وحوليات دمشقية 142، 143، والدليل الشافي 1/ 402 رقم 1386، والمنهل الصافي 7/ 195 رقم 1390، والنجوم الزاهرة 15/ 198، ونزهة النفوس 3/ 355 رقم 748، ووجيز الكلام 2/ 542 رقم 1249، والضوء اللامع 4/ 103 رقم 294، وشذرات الذهب 7/ 231. (¬2) انظر عن (السيوطي) في: إنباء الغمر 4/ 25 رقم 5، وذيل معجم الشيوخ لابن فهد 347 رقم 22، والضوء اللامع 2/ 299 رقم 933. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) إضافة يقتضيها السياق. (¬5) انظر عن (قرايلك) في: السلوك ج 4 ق 2/ 954 و 984، وزبدة كشف الممالك 137، وحوليات دمشقية 144، 145، والنجوم الزاهرة 15/ 200، 201، ووجيز الكلام 2/ 544 رقم 1258، والضوء اللامع 5/ 135، ونزهة النفوس 3/ 329، وبدائع الزهور 2/ 164. (¬6) إضافة يقتضيها السياق.

امتلاك أحمد جوكي أرزن الروم

اسكندر بن قرا يوسف وسأل عن قبره فأخرجه منه بعد أيام من دفنه، وحزّ رأسه وجهّزها إلى صاحب مصر ومعه خمسة أروس، منها بعض أولاد قرايلك. وكان قرايلك هذا وهو عثمان بن قطلبك بن علي التركماني نحوا من تسعين سنة وزاد عليها. وقطع عمره في الشرور والحروب والفتن، وأخباره تطول (¬1). [امتلاك أحمد جوكي أرزن الروم] وفيه بعث شاه رخ ولده أحمد جوكي نجدة لقرايلك على إسكندر، وتقاتلا، وانهزم إسكندر إلى جهة بلاد الروم، وملك أحمد جوكي أرزن الروم وفرض على أهلها أموالا عظيمة، وتزوّج بابنة (¬2) قرايلك، وعاد إلى أبيه وهو نازل على قراباغ ليشتّي بها. وجرت على إسكندر أمور، وعاث بنوقات من مملكة ابن (¬3) عثمان بعد أن كان ابن (¬4) عثمان قد بعث إليه بهدية ومال وخيول، فلما بلغه فعله ذلك أرسل من أعاد الهدية، وكتب لأمراء تلك الجهة بقتاله، ففرّ منهم إلى جهة البلاد الفراتية (¬5). [خلع شاه رخ إلى الملوك] وفيه بعث شاه رخ بالخلع إلى عدّة ملوك منهم: مراد بن عثمان، وإبراهيم بن قرمان، وإلى قرايلك قبل موته، وإلى أولاد قرايلك، وإلى محمد بن دلغادر (¬6). [وفاة صاحب تونس] [1828]- وفيه مات ملك إفريقية صاحب تونس السلطان المنتصر بالله، أبو عبد الله محمد بن أبي عبد الله محمد بن أبي فارس (¬7) عبد العزيز. ¬

(¬1) إنباء الغمر 3/ 543، 544 و 4/ 10، وحوليات دمشقية 145 وفيه: «عثمان بن قرايلك بن قطلوبك بن طر علي»، والتاريخ الغياثي 372 - 375، ولب التواريخ، للقزويني يحيى بن عبد اللطيف الحسيني - (توفي 960 هـ‍)، از نشريات مؤسسة خاور - اسفند ماه، 1314 مطبعة يمني - ص 219. (¬2) في الأصل: «بابنته». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر أحمد جوكي في: السلوك ج 4 ق 2/ 955، 956، وإنباء الغمر 4/ 10، ونزهة النفوس 3/ 329، 330، وحوليات دمشقية 144، وبدائع الزهور 2/ 164، والتاريخ الغياثي 258. (¬6) خبر شاه رخ في: السلوك ج 4 ق 2/ 957، والنجوم الزاهرة 15/ 63، 64، ونزهة النفوس 3/ 330، وحوليات دمشقية 145. (¬7) انظر عن (ابن أبي فارس) في: السلوك ج 4 ق 2/ 982، 983، و 988، وإنباء الغمر 4/ 35 رقم 30، والنجوم الزاهرة 15/ 197، 198، وحوليات دمشقية 148، 149، ونزهة النفوس 3/ 355 - 357 رقم 749، ووجيز الكلام 2/ 545 رقم 1260، والضوء اللامع 5/ 138، وبدائع الزهور 2/ 164، وشذرات الذهب 7/ 232، وتاريخ الدولتين الموحّدية والحفصية 134 و 167، 168.

وفاة الشمس القبابي

وكان لما ملك لم يتهنّ بالملك لاشتغاله بالمرض وكثرة الفتن وسفك الدماء في مدّته القليلة. وقام بالملك بعده أخوه شقيقه المتوكّل على الله عثمان، وقتل عدّة من أقاربه وغيرهم، وقاسى المشاقّ حتى توطّد (¬1) له الملك. وقام عليه عمّه أبو الحسن ببجاية (¬2). [1829]- وقتل عثمان هذا / 684 / القائد محمد الهلالي (¬3). وعمّ أبيه العلاّمة الفقيه الحسين بن أبو (¬4) العباس (¬5)، وجرت أمور يطول الشرح في ذكرها. ودام ملك عثمان من هذه الأيام إلى سنة ثلاث وتسعين وثمانماية. وفي سنة ولايته هذه استقدم سلطان عصرنا (الآن) (¬6) الأشرف قايتباي من بلاد الجركس جلبا صغيرا له من السنين نحوا (¬7) من ثمانية عشر (¬8) سنة، ومات الأشرف برسباي وهو من الكتابية وما جرى عليه العتق إلاّ في دولة الظاهر جقمق منه على ما زعموا وإلاّ (فقد) (¬9) قيل إن الأشرف برسباي أشهد على نفسه بعتق جميع من في ملكه عند موته. [وفاة الشمس القبابي] [1830]- وفيه مات الشمس القبابيّ (¬10)، يحيى بن يحيى بن أحمد بن حسن، أبو زكريا المصري، الشافعيّ. وكان عالما فاضلا. وسمع من ابن (¬11) المحبّ، وكفّ بصره، ومع ذلك أقرأ كتبا كثيرة. وكان فصيحا مفوّها، واعظا، بليغا في ذلك. ومولده قبل الستين وسبعماية. ¬

(¬1) في الأصل: «توطر». (¬2) تاريخ الدولتين الموحّدية والحفصية 137 و 139 و 145، 146. (¬3) انظر عن (الهلالي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 982، وتاريخ الدولتين الموحّدية والحفصية 132 و 135 و 137. (¬4) الصواب: «أبي». (¬5) تاريخ الدولتين الموحّدية والحفصية 136. (¬6) كتبت فوق السطر. (¬7) الصواب: «نحو». (¬8) الصواب: «ثماني عشرة سنة». (¬9) كتبت فوق السطر. (¬10) انظر عن (القبابي) في: إنباء الغمر 4/ 36، 37 رقم 31، والضوء اللامع 10/ 263 رقم 1051، ووجيز الكلام 2/ 541 رقم 1244، وشذرات الذهب 7/ 232. (¬11) في الأصل: «بن».

ربيع الأول

[ربيع الأول] [كتابة سرّ حلب] وفي ربيع الأول خلع على الشرف أبي بكر الأشقر كاتب السرّ وقرّر في كتابة سرّ حلب عوضا عن ابن (¬1) السفاح بعد امتناع كبير، حتى هدّد بالقتل. وكان السبب في عزل ابن (¬2) السفاح أنه كان بينه وبين قرقماس نائب حلب حظ نفس، فكان لكاتب السلطان في السرّ ويحذّره من قرقماس، ويذكر له أن من أمارات خروجه عن الطاعة ظاهره عنده، ويحطّ عليه في أثناء مكاتباته حتى بلا إذن السلطان، وتحيّل وتوهّم صدق ذلك. وحصل عنده قلق شديد، ثم عيّن نجّابا إلى قرقماس يطلبه إلى القاهرة. وصار السلطان متوهّما أنه لا يجيب. وبينا هو في أثناء هذا الفكر وإذا بنجائب من عند قرقماس يسأل السلطان في أن يأذن له بالحضور إلى القاهرة لما بلغه من أشياء ممّا رمي بها عند السلطان، فتحقّق السلطان براءته ممّا رمي به. وغضب على ابن (¬3) السفاح وعزله ثم بعد أيام قلائل وصل قرقماس فقرّره السلطان في إمرة سلاح عوضا عن جقمق العلائي. وقرّر جقمق بالأتابكية عوضا عن إينال الجكمي / 685 / واستقرّ بإينال الجكمي في نيابة حلب عوضا عن قرقماس (¬4). [كتابة السرّ بمصر] وفيه قرّر معين الدين عبد اللطيف في نيابة كتابة السرّ بمصر عوضا عن أبيه شرف الدين. وقرّر باسمه جميع ما بيد أبيه من الوظائف، وخلع عليه بذلك (¬5). [الوباء بمدينة برصا] وفيه ابتدأ الوباء بمدينة بروشا التي يقال لها برصا من بلاد الروم من بلاد ابن (¬6) عثمان، واستمرّ بها وبأعمالها نحوا من أربعة أشهر حتى هلك الكثير من الناس (¬7). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر حلب في: السلوك ج 4 ق 2/ 958، وإنباء الغمر 4/ 10، 11، والنجوم الزاهرة 15/ 64، ونزهة النفوس 3/ 331، وحوليات دمشقية 149، 150. (¬5) خبر مصر في: السلوك ج 4 ق 2/ 959، ونزهة النفوس 3/ 332 وفيه: كتابة السرّ بحلب، وهو وهم، وحوليات دمشقية 150، وبدائع الزهور 2/ 165. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 959، وحوليات دمشقية 151، ونزهة النفوس 3/ 333.

القبض على جانبك الصوفي

[القبض على جانبك الصوفي] وفيه قبض على جانبك الصوفي بحيلة دبّرها عليه سليمان بن دلغادر حتى قيّده وسرى به ليلا من ملطية إلى بيوته بالأبلستين. وبعث سليمان يخبر السلطان بذلك (¬1). [وفاة التاج الوالي] [1831]- وفيه مات التاج الوالي، محمد بن تاج الدين بن سيفا بن شعبان القازانيّ (¬2) الأصل، الدمشقيّ الشوبكي (¬3). وكان من الفسق والفساد على جانب عظيم. واتصل بعد الخمول بالمؤيّد، وحضر معه إلى القاهرة وولي ولاية الشرطة وغير ما وظيفة، وحاله معلوم. واتصل بالأشرف بعد ذلك. وكان يتمسخر له. وأخباره تطول، وكان من قبائح الدهر. ومولده بعد الخمسين وسبعماية. [ولاية القاهرة] وفيه قرّر في ولاية القاهرة عمر أخو التاج، وكان نائبا عنه فيها لترفّعه هو عنها بمنادمة السلطان، وما عارضه السلطان في موجود أخيه، وكان شيئا كثيرا (¬4). [ربيع الآخر] [تأهّب نواب الشام لنجدة حلب] وفي ربيع الآخر أحضر إلى السلطان كتاب من شاه رخ إلى جانبك الصوفي وقد قبض على محضره وحبس بحلب يتضمّن أنه عزيز عنده، ويحرّضه على أخذ حلب، وأنه قد عيّن ولده أحمد جوكي وبابا حاجي سيقدم عليه ما يجده (¬5) له، فكتب إلى نواب الشام بالتأهّب لنجدة نائب حلب إذا طلبهم إليه (¬6). ¬

(¬1) خبر جانبك في: السلوك ج 4 ق 2/ 959، وإنباء الغمر 4/ 12، وحوليات دمشقية 151، والنجوم الزاهرة 15/ 65 - 68، ونزهة النفوس 3/ 333، 334، وبدائع الزهور 2/ 165، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 197 أ، ب. (¬2) انظر عن (القازاني) في: السلوك ج 4 ق 2/ 983، وإنباء الغمر 4/ 26، 27 رقم 8، وحوليات دمشقية 152 وفيه: «القاراني»، ونزهة النفوس 3/ 357، 358 رقم 750، ووجيز الكلام 2/ 546 رقم 1265، والضوء اللامع 3/ 24، وبدائع الزهور 2/ 165 وفيه «الفاراني». (¬3) الشوبكي: نسبة للشوبكة خارج دمشق. (حوليات دمشقية). (¬4) خبر الولاية لم أجده في المصادر. (¬5) في الأصل: «وبابا حاجي وسمعه ما عليه يجده له». (¬6) خبر التأهب في: السلوك ج 4 ق 2/ 961، والنجوم الزاهرة 15/ 65.

سرور السلطان بالقبض على جانبك

[سرور السلطان بالقبض على جانبك] وفيه وصل الخبر بالقبض على جانبك الصوفي، فسرّ السلطان بذلك (¬1). [وفاة قصروه نائب الشام] [1832]- وفيه مات قصروه (¬2) نائب الشام وكان من مماليك الظاهر برقوق، وتنقّل حتى ولي الأمير اخورية الكبرى في هذه الدولة، ثم نيابة طرابلس، ثم حلب، ثم دمشق. وكان غير محمود السيرة مع عقل وأدب، وجمع المال الحرام. وكان تركته نحوا من ستماية ألف دينار، وقدم سيفه / 686 / على السلطان على يد أمير علي أحد الحجّاب بدمشق. [نظارة الحرم الشريف] وفيه قرّر وليّ الدين محمد بن هاشم (¬3) الششيني، المحلّي، الشافعيّ، مضحك السلطان وأحد خواصّ ندمائه في نظر الحرم الشريف وفي مشيخة الحرم بالمسجد النبوي، وعدّ ولايته بمشيخة (¬4) الخدّام الطواشية من النوادر، فإنّ العادة جرت أيام الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب إلى يوم ولاية هذا أن لا يلي هذه الوظيفة إلاّ الخدّام الطواشية (¬5). [إلزام ولد قصروه بحمل مال من تركة أبيه] وفيه قدم محمد بن قصروه، وقراجا دواداره، فألزما بماية ألف دينار من الذهب النقد وبخيول وغلال وبضائع وغيرها ممّا يكون قيمته مثلها، وعاد إلى دمشق يحمل ذلك من تركة قصروه (¬6). ¬

(¬1) خبر السرور في: السلوك ج 4 ق 2/ 961، وإنباء الغمر 4/ 12، ونزهة النفوس 3/ 434. (¬2) انظر عن (قصروه) في: السلوك ج 4 ق 2/ 961 و 984 و 988، وإنباء الغمر 4/ 11 و 32 رقم 23، و 61 رقم 22 (سنة 840 هـ‍)، وحوليات دمشقية 154 و 156، و 157، والنجوم الزاهرة 15/ 65 و 65/ 195، 200، والدليل الشافي 2/ 544 رقم 1866، والضوء اللامع 6/ 222 رقم 739، ووجيز الكلام 2/ 545 رقم 1263، ونزهة النفوس 3/ 358 رقم 751، وبدائع الزهور 2/ 165، وإعلام الورى 48، وتاريخ بيروت 241. (¬3) في بدائع الزهور 2/ 165 «محمد بن قاسم». (¬4) في الأصل: «باشيحة». (¬5) خبر النظارة في: السلوك ج 4 ق 2/ 961. (¬6) خبر الإلزام في: السلوك ج 4 ق 2/ 962، ونزهة النفوس 3/ 335.

عرض أجناد الحلقة

[عرض أجناد الحلقة] وفيه نودي بعرض أجناد الحلقة ليتجهّزوا للسفر إلى قتال شاه رخ وأن لا يعفى عن أحدهم (¬1). [استفتاء القضاة بشأن النفقة للجند] وفيه عقد مجلس بين يدي السلطان بالقضاة الأربع (¬2) واستفتوا في جواز أخذ المال من الناس للنفقة على العساكر في قتال شاه رخ، فكثر الكلام في ذلك، ثم انفضّوا وقد أشار السلطان بأن من ينسب إلى الغناء يجهّز ما وصلت قدرته إليه من المقاتلة. وقرّر على القضاة جماعة يجهّزونهم (¬3). [إلزام جميع الناس بالسفر] وفيه عرض أجناد الحلقة على السلطان وفيه (¬4) ذوي (¬5) الأعذار والعميان والفقراء فأمروا بالنزول إلى منزل أركماس الظاهري الدوادار، وألزموا بالسفر جميعا كلّ على مقدار حاله حتى لو ركب الحمار، وحلّ بهم من الشدّة ما لا يوصف (¬6). [وصول رأس قرايلك إلى القاهرة] وفيه وصل رأس قرايلك إلى القاهرة ومعها ثلاثة أرؤس من أولاده وتتمّة الخمسة من أعيان جماعته. وزيّنت القاهرة لهذه الروس وطيف بها الشوارع، وعلّق (¬7) على باب زويلة ثلاثة أيام ثم دفنت. وكان قرايلك يعتقد أنه يدخل مصر ويملكها لإخبار منجّم له بذلك. وكان ذلك دخول رأسه إليها (¬8). [نيابة حلب] وخلع على تغري برمش التركماني أمير اخور كبير وقرّر في نيابة حلب عوضا عن ¬

(¬1) خبر الأجناد في: السلوك ج 4 ق 2/ 962، ونزهة النفوس 3/ 335، وحوليات دمشقية 154، وبدائع الزهور 2/ 166. (¬2) الصواب: «الأربعة». (¬3) خبر الاستفتاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 962، والنجوم الزاهرة 15/ 68، وحوليات دمشقية 154، ونزهة النفوس 3/ 335، 336، وبدائع الزهور 2/ 166. (¬4) الصواب: «وفيهم». (¬5) الصواب: «ذوو». (¬6) خبر الإلزام في: السلوك ج 4 ق 2/ 962، والنجوم الزاهرة 15/ 68، 69، ونزهة النفوس 3/ 336. (¬7) الصواب: «وعلّقت». (¬8) خبر قرايلك في: السلوك ج 4 ق 2/ 963، وزبدة كشف الممالك 137، ونزهة النفوس 3/ 336، وبدائع الزهور 2/ 166.

وصول رسل ابن قرا يوسف للتحالف مع السلطان

إينال الجكميّ وكتب بانتقال الجكميّ إلى نيابة الشام عوضا عن قصروه (¬1). [وصول رسل ابن قرا يوسف للتحالف مع السلطان] وفيه وصل قصّاد إسكندر بن قرا يوسف بمكاتبة بالتودّد، وأنه مع السلطان علي شاه رخ، فأجيب بالشكر والثناء، وجهّزت له هدية / 687 / وأشياء نحو العشرة آلاف دينار، ووعد بخروج السلطان سائرا إلى تلك البلاد. [و] عرض السلطان الإسطبل بنفسه، وزادت الإشاعة والاضطراب بالسفر (¬2). [ارتفاع الأسعار بالقاهرة] وفيه ارتفعت الأسعار بالقاهرة. وفقدت الأخباز (¬3). بالأسواق. فاتفق أن ركب السلطان فيه يوما للصيد فضجّت العامّة له واستغاثوا إليه من ذلك فلم يلتفت إليهم (¬4). [المكاتبة بتسليم جانبك لقلعة حلب] وفيه خرج شاد بك الجكميّ أحد روس النوب سائرا بخلعة وخيول ومال وغير ذلك إلى ناصر الدين محمد بك بن دلغادر وإلى ولده سليمان، ومعه مكاتبة السلطان بأن يسلّما جانبك الصوفي لشاد بك ليحمله إلى قلعة حلب (¬5). [جمادى الأول] [نظارة جدّة وشدّها] وفي جماد الأول قرّر الصاحب كريم الدين في نظر جدّة، وقرّر في شادّيتها بلخجا من مامش أحد الطبلخانات وروس النوب عوضا عن نوكار، ونودي بتأهّب الناس للسفر إلى مكة، فسرّوا بذلك (¬6). [كتابة السرّ بدمشق] وفيه قرّر في كتابة سرّ دمشق الجمال يوسف بن الصفيّ عوضا عن يحيى بن ¬

(¬1) خبر حلب في: السلوك ج 4 ق 2/ 963، والنجوم الزاهرة 68، وحوليات دمشقية 155، ونزهة النفوس 3/ 337، وبدائع الزهور 2/ 166، والدرّ المنتخب 1 / ورقة 275 ب، وتاريخ بيروت 241. (¬2) خبر الرسل في: السلوك ج 4 ق 2/ 964، والنجوم الزاهرة 2/ 70، وحوليات دمشقية 155، ونزهة النفوس 3/ 337، وبدائع الزهور 2/ 166. (¬3) في الأصل: «وقدت الأخبار». (¬4) خبر الأسعار في: السلوك ج 4 ق 2/ 964، وحوليات دمشقية 155 و 156، ونزهة النفوس 3/ 337. (¬5) خبر المكاتبة في: السلوك ج 4 ق 2/ 964، 965، والنجوم الزاهرة 15/ 71، وحوليات دمشقية 155، 156، ونزهة النفوس 3/ 338. (¬6) خبر جدّة في: السلوك ج 4 ق 2/ 965، وحوليات دمشقية 158، ونزهة النفوس 3/ 338، وبدائع الزهور 2/ 166.

القضاء الحنفي بدمشق

المدني، وكتب لابن حجّي قاضي دمشق بنظر جيش دمشق عوضا عن الجمال هذا (¬1). [القضاء الحنفي بدمشق] وفيه قرّر في قضاء دمشق الحنفية البدر محمد الجعفري بغير مال (¬2). [وفاة الطواشي خشقدم] [1833]- وفيه مات الطواشي خشقدم (¬3) الزمام الظاهري، الرومي. وترك موجودا ينيف عن ماية ألف دينار. وقرّر جوهر اللالا في الزمامية عوضا عنه. [وفاة الشهاب ابن الحيار] [1834]- وفيه مات المعمّر الشهاب، أحمد بن علي بن إسماعيل بن علي بن محمد بن محمد الزاهد بن الحيار (¬4)، خادم ضريح وليّ الله سيّدي رسلان بدمشق. وكان عابدا، زاهدا. ذكر أنّ مولده سنة تسع وثلاثين وسبعماية، وأنه سمع من زينب بنت الكمال، وغيرها. فقروا (¬5) عليه بالإجازة، ولم يظهر له سماع. [الاستعفاء من الوزارة] وفيه استعفى الصاحب تاج الدين الخطير من الوزارة، فقوي بمال إعانة له (¬6). [وفاة ابن الحرّاني] [1835]- وفيه مات الشيخ المعتقد عبد العزيز، ويدعى محمد أيضا، بن ¬

(¬1) خبر كتابة السر في: السلوك ج 4 ق 2/ 965، ونزهة النفوس 3/ 339. (¬2) خبر القضاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 966، ونزهة النفوس 3/ 339، وحوليات دمشقية 158. (¬3) انظر عن (خشقدم) في: السلوك ج 4 ق 2/ 984، 985، وإنباء الغمر 4/ 27، 28 رقم 11، وحوليات دمشقية 159، والدليل الشافي 1/ 285 رقم 981، والمنهل الصافي 5/ 207 - 209 رقم 984، ونزهة النفوس 3/ 359 رقم 753، والضوء اللامع 3/ 175 رقم 680، ووجيز الكلام 2/ 546 رقم 1264، وبدائع الزهور 2/ 166. (¬4) انظر عن (ابن الحيار) في: إنباء الغمر 25 رقم 4 وفيه: «أحمد بن محمد بن علي. . . الزاهدي»، ومعجم الشيوخ لابن فهد 87، 88، وفيه: «الزاهدي الحفار»، وعنوان الزمان، ورقة 49 ب، والضوء اللامع 2/ 145، وشذرات الذهب 7/ 230. (¬5) كذا. والصواب: «فقرأوا». (¬6) خبر الوزارة في: السلوك ج 4 ق 2/ 966، وحوليات دمشقية 159، ونزهة النفوس 3/ 339.

إخراج الفرنج من السواحل

محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد الله بن عمر بن حداه بن قيس الحرّانيّ (¬1) الأصل، الدمشقي، الشافعيّ. وكان صالحا يؤثر عنه الكرامات، وله فضل وتصانيف ونظم ونثر وكلام في الرقائق. [إخراج الفرنج من السواحل] وفيه أمر السلطان بإخراج الفرنج المقيمين بالسواحل مثل إسكندرية ودمياط وطرابلس وبيروت وغير ذلك، فأخرجوا (¬2). [الإذن بمجيء قصّاد شاه رخ] وفيه وصل الخبر من حلب بوصول أقطو الموسوي / 688 / من عند شاه رخ ومعه قصّاده، فكتب لهم بالإذن بالمجيء إلى القاهرة (¬3). [جمادى الآخر] [الإفراج عن المساجين] وفي جماد الآخر عرض أرباب السجون على السلطان ليفرج عنهم لكثرة شكواهم بالجوع، ثم أعيدوا لما يترتّب على الإفراج من المفاسد، وأمر بأنّ كل من سجن شخصا يقوم له بما يكفيه حتى تنقضي أيام الغلاء هذا إن كان دينا له صورة، وإلاّ فيقسّط على المديون ويفرج عنه. ثم بعد أيام عرض السلطان السجون وأفرج عن جميع من بها حتى أرباب الجرائم. وأمر السلطان بأنّ أحدا من القضاة وولاة السياسة لا يسجنون أحدا، وأنّ من قبض عليه من السّرّاق يقتل ولا تقطع يده، فغلّقت السجون بأسرها، ثم أعيد الحال بعد قليل (¬4). [وفاة الزين ابن الفخر] [1836]- وفيه مات الزين بن الفخر (¬5) المسند، عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن الفخر محمد بن علي المصري، الدمشقيّ، الشافعيّ. ¬

(¬1) انظر عن (الحرّاني) في: إنباء الغمر 4/ 30 رقم 17، والضوء اللامع 4/ 231. (¬2) خبر الفرنج في: السلوك ج 4 ق 2/ 966، وحوليات دمشقية 159، ونزهة النفوس 3/ 340، وبدائع الزهور 2/ 166. (¬3) خبر القصّاد لم أجده في المصادر. (¬4) خبر الإفراج عن: السلوك ج 4 ق 2/ 966، 967، وحوليات دمشقية 160، ونزهة النفوس 3/ 340، 341، وبدائع الزهور 2/ 166، 167. (¬5) انظر عن (ابن الفخر) في: إنباء الغمر 4/ 29 رقم 14، ومعجم شيوخ ابن فهد 127، والضوء اللامع 4/ 89، وشذرات الذهب 7/ 230.

وفاة الشيخ عبيد

وكان قد اشتغل وأسمعه أبوه الكثير من مشايخ عصره كالكمال ابن حبيب، وابن (¬1) المحبّ، والصلاح بن أبي عمر. [وفاة الشيخ عبيد] [1837]- ومات الشيخ عبيد، وهو عبد الملك بن علي بن أبي المنا (¬2) البابي (¬3)، الشافعيّ، نزيل حلب. وكان قد قرأ الفقه والعربية والقراءات (¬4)، ودرّس بحلب. ومولده سنة تسعين وسبعماية. [بيع الجليد في أسواق القاهرة] وفيه اشتدّ البرد بالقاهرة وضواحيها جدّا حتى جمدت المياه بالبرك والخلجان، وصار الناس يخرجون بالحمير والمزابل فيأخذون بالجليد ويبيعونه في الأسواق بالرطل مدة أيام، وما عهد مثل ذلك بمصر. وكانت هذه الشتوية بضدّ شتوية العام الماضي في الحرّ في ذاك، والبرد في هذا (¬5). [وفاة الشريف مانع] [1838]- وفيه مات السيد الشريف مانع (¬6) بن عطيّة بن منصور بن جمّاز بن شيحة الحسيني، أمير المدينة النبوية قتيلا خارج المدينة. وكان قد خرج للصيد فوثب عليه حيدر بن دوغان بن جعفر بن هبة بن جمّاز بن منصور بن شيحة فقتله لأخذ ثأر أخيه خشرم بن دوغان أمير المدينة أيضا. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) الصواب: «بن أبي المنى». (¬3) مهملة في الأصل. وانظر عن (البابي) في: معجم الشيوخ لابن فهد 154، 155، وإنباء الغمر 4/ 30 رقم 18، وعنوان الزمان، ورقة 161 أ، وعنوان العنوان، رقم 310، ووجيز الكلام 2/ 541 رقم 1246، والضوء اللامع 5/ 87، وشذرات الذهب 7/ 231. (¬4) في الأصل: «القرات». (¬5) خبر الجليد في: السلوك ج 4 ق 2/ 967، وحوليات دمشقية 162، ونزهة النفوس 3/ 341، وبدائع الزهور 2/ 167. (¬6) انظر عن (مانع) في: السلوك ج 4 ق 2/ 985، وإنباء الغمر 4/ 33 رقم 25 وفيه: «مانع بن علي بن عطية»، والنجوم الزاهرة 15/ 202، وحوليات دمشقية 162، والدليل الشافي 2/ 570، 571 رقم 1959، ونزهة النفوس 3/ 359، 360 رقم 754، ووجيز الكلام 2/ 544 رقم 1259، والضوء اللامع 6/ 236 رقم 819، وبدائع الزهور 2/ 167.

استعفاء والد المؤلف من الإسكندرية

وكان مانع هذا مشكور السيرة. [استعفاء والد المؤلّف من الإسكندرية] وفيه قدم الوالد من الإسكندرية يستعفي منها، فخلع عليه بالاستمرار، ثم أجيب إلى سؤاله وصرف عنها بعد أن قدّم للسلطان هدية سنية (¬1). [قضاء الإسكندرية ونظرها] وفيه قرّر الشيخ سرور المغربي المالكي في قضاء الإسكندرية وفي نظرها على أشياء التزمها في النظر. ثم بعد / 689 / أيام استعفى من النظر، فحنق السلطان منه وضربه وأمر بنفيه، وذلك متألّبة الأعداء على سرور المذكور (¬2). [وفاة التاج ابن الشرابيشي] [1839]- وفيه مات المسند تاج الدين ابن (¬3) الشرابيشي (¬4) محمد بن عمر بن أبي بكر، بعد أن أسنّ وتغيّر عقله. وكان قد سمع على جماعة منهم: الشهاب خليل، والعراقي، وابن (¬5) الملقّن، ومن أصحاب السبط، ومن الطبقة، ومن أصحاب النجيب، ومن أصحاب الفخر، ودار على الشيوخ وحصّل الفوائد. [العودة إلى السجون] وفيه فتحت السجون وسجن بها الناس على العادة (¬6). [قضاء الإسكندرية] وفيه جهّزت خلعة إلى الجمال عبد الله بن الدماميني باستقراره على قضاء الإسكندرية على عادته (¬7). ¬

(¬1) خبر والد المؤلف في: السلوك ج 4 ق 2/ 967، وحوليات دمشقية 160، ونزهة النفوس 3/ 341. (¬2) خبر القضاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 968، وحوليات دمشقية 160، 161. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) انظر عن (الشرابيشي) في: إنباء الغمر 4/ 35 رقم 29، وحوليات دمشقية 163، ووجيز الكلام 2/ 543 رقم 253، والضوء اللامع 8/ 241، وشذرات الذهب 7/ 232. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر السجون في: السلوك ج 4 ق 2/ 968، وحوليات دمشقية 161. (¬7) خبر القضاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 968، وحوليات دمشقية 161، ونزهة النفوس 3/ 342.

نظر الإسكندرية

[نظر الإسكندرية] وفيه قرّر الشرف ابن (¬1) مفضّل في نظر الإسكندرية عوضا عن الوالد (¬2). [نيابة الإسكندرية] وفيه خلع على أقباي اليشبكي الدوادار وقرّر في نيابة الإسكندرية عوضا عن الوالد (¬3). وبقي مع الوالد إمرية الطبلخاناة وما معها من الزيادة وهي ناحية البسقلون، وطيّب السلطان خاطره ووعده بأن يرقّيه. [ضرب السلطان رسل شاه رخ] وفيه وصل أقطوه المتوجّه إلى شاه رخ ومعه إنسان يقال له شيخ صفا رسول شاه رخ بمكاتبة منه فأنزل، ثم بعد أيام أصعد إلى القلعة بين (يدي) (¬4) السلطان وقريء كتابه فإذا هو يتضمّن بأن يخطب له بمصر، وأن يضرب السكة باسمه، وأخرج صفا هذا خلعته وتاجا، وأمر السلطان أن يلبسها وأن يكون نائبا عن شاه رخ في مملكة مصر، فما وسع السلطان الصبر ولا السّكات، بل غضب وزاد غضبه وحنقه، سيما وقد خاطبه صفا هذا بكلمات شافهه بها فيها خشونة، فأمر به فضرب ضربا مبرحا وألقي في بركة ماء هو وآخرين (¬5) معه. وصاروا كلّما يخرجوا من الماء غطّوا فيه غير ما مرّة بأخفافهم وثيابهم حتى كادوا أن يموتوا غمّا. ثم أنزلوا موكّلين بهم، ونفوا إلى مكة ليتوجّهوا منها إلى بلادهم، فساروا في البحر وأقاموا بمكة بقيّة سنتهم وحجّوا، وعادوا إلى شاه رخ. وكانت هذه مما أوقفت شاه رخ عن تحرّكه لهذه المملكة، وحمد البعض الأشرف على فعلته هذه وعدّها من علوّ همّته (¬6). [رسل متملّك بغداد إلى شاه رخ] وفيه وصل رسل أصبهان بن قرا يوسف متملّك بغداد إلى شاه رخ وهو مقيم على قراباغ بأنه من جملة خدّامه وداخل تحت طاعته. / 690 / وبعث بهدية. فبقيت رسله زيادة على الشهر هناك، وما وصلوا إلى شاه رخ إلاّ بعد جهد جهيد، فقبل هديته وما عوّضه ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر النظر في: السلوك ج 4 ق 2/ 968، وحوليات دمشقية 161، ونزهة النفوس 3/ 342. (¬3) خبر النيابة في: السلوك ج 4 ق 2/ 968، ونزهة النفوس 3/ 342. (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) الصواب: «وآخرون». (¬6) خبر ضرب الرسل في: السلوك ج 4 ق 2/ 969، وحوليات دمشقية 163، ونزهة النفوس 3/ 342 و 343، وبدائع الزهور 2/ 167، 168.

زواج جانبك الصوفي بابنة ابن دلغادر

عنها. وكتب إليه ينكر عليه خراب بلاده وأنه إن لم يعمّرها وإلاّ فعل به وفعل، وبعث إليه بخلعة وتقليد بولاية بغداد، وأمهله في عمارة البلاد إلى سنة، وخلع على رسله (¬1). [زواج جانبك الصوفي بابنة ابن دلغادر] وفيه ورد الخبر بأنّ شاد بك لما توجّه لابن دلغادر بالمال أخذه منه وأفرج عن جانبك الصوفي، وصار في جمع حافل، بل وأزوجه بابنته، فكثر قلق السلطان بسبب ذلك وانزعاجه (¬2). [رجب] [الإشاعة بسفر السلطان] وفي رجب اضطرب العسكر بمصر وزادت حركة السلطان، وفشت الإشاعة بسفره إلى قتال شاه رخ. وكاتب السلطان مراد بن عثمان بأنه سائر إلى جهة البلاد الشمالية، وأنه يتأهّب ليكون عونا مع السلطان على قتال شاه رخ، وخرجت المراسيم إلى البلاد الشامية لتجهيز الإقامات وتجمّع العساكر (¬3). [كتابة السرّ بمصر] وفيه قرّر في كتابة السرّ شيخ الشيوخ محبّ الدين محمد بن عثمان بن سليمان الكراني (¬4)، التركمانيّ الأصل، المصري، الحنفيّ، المعروف بابن الأشقر عوضا عن الكمال ابن (¬5) البارزي، وقرّر في مشيخة الشيوخ ولده الشهاب أحمد (¬6). [الخلعة على والد المؤلّف] وفيه خلع على الوالد وقرّر في نظر دار الضرب وفي إمرة الحاج (¬7). [تعيين الأمراء للسفر لقتال شاه رخ] وفيه وصل شاد بك الذي تقدم في سفره لأجل إحضار جانبك، وغدر ابن (¬8) دلغار ¬

(¬1) خبر رسل بغداد في: إنباء الغمر 14/ 16. (¬2) خبر الزواج في: بدائع الزهور 2/ 168. (¬3) خبر الإشاعة في: السلوك ج 4 ق 2/ 969، وإنباء الغمر 4/ 15 و 16، وحوليات دمشقية 164، ونزهة النفوس 3/ 344. (¬4) في الأصل: «الكرادي». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر كتابة السرّ في: السلوك ج 4 ق 2/ 970، وإنباء الغمر 4/ 18، ونزهة النفوس 3/ 344. (¬7) خبر الخلعة في: السلوك ج 4 ق 2/ 970. (¬8) في الأصل: «بن».

حصر السجن بالمقشرة

به، وعدم إرساله فشقّ ذلك على السلطان وتقوّى عزمه على السفر بنفسه لأجل شاه رخ وجانبك أيضا، وجمع الأمراء وحلّفهم على طاعته، وعيّن سبعة يسيرون قبله وألفا من الجند السلطاني، والسبعة منهم: الأتابك جقمق العلائي، وأركماس الظاهري الدوادار، ويشبك المشدّ حاجب الحجّاب، وخجا سودون، وقرا خجا الحسني، وتغري بردي المؤيّديّ (¬1)، وتنبك البرد بكي نائب القلعة. وعيّن من أجناد الحلقة ألفا، ونفق فيهم نفقة السفر، وأمروا بالتجهّز سريعا (¬2). [حصر السجن بالمقشّرة] وفيه برز أمر السلطان بأنّ من وجب عليه دين وأمر القضاة بسجنه فلا يسجن إلاّ بالمقشّرة سجن أولى الجرائم، وأن لا يحبس في دين دون الثلاثمائة درهم فصاعدا، ثم أبطل هذا بعد قليل (¬3). [الوقعة بعسفان] [1840]- وفيه كانت وقعة / 691 / بعسفان قتل فيها الشريف ميلب (¬4) الحسيني قريب السيد الشريف بركات صاحب مكة، وكان قد بعثه على بعث وفيهم جماعة، منهم أكابر أعيان (¬5) مكة والأمير أرنبغا اليونسي باش الجند المركزين (¬6) بمكة، وقتل فيها جماعة من الجند السلطاني ثمانية، ومن أهل مكة، وغيرهم زيادة على الأربعين، وجرح جماعة ونهبوا. وقامت بمكة صرخة وعويل. وكان يوما شنيعا جرى عليهم (¬7) في هذه الكائنة (¬8). [طرح الفلفل على تجار مصر والشام] وفيه طرح السلطان على التجار بمصر والشام ألف حمل فلفل بماية ألف دينار، فنزل بهم من البلاء ما لا يوصف ولا يحدّ (¬9). [دوران المحمل] وفيه أدير المحمل وأبطلت منه الرمّاحة، ورجع من مصر إلى الصليبة فقط والقضاة ¬

(¬1) في الأصل: «المودي». (¬2) خبر الأمراء في: السلوك ج 4 ق 2/ 970، ونزهة النفوس 3/ 344، وبدائع الزهور 2/ 168، 169. (¬3) خبر السجن في: السلوك ج 4 ق 2/ 970، 971. (¬4) انظر عن (ميلب) في: السلوك ج 4 ق 2/ 972. (¬5) في الأصل: «ماله». (¬6) في الأصل: «الرآكر». (¬7) في الأصل: «حربلتهم». (¬8) خبر الوقعة في: السلوك ج 4 ق 2/ 971، 972، وإنباء الغمر 4/ 18، ونزهة النفوس 3/ 344، 345، وفيه: «سعفان» بدل «عسفان»، وسمط النجوم العوالي 4/ 280. (¬9) خبر الفلفل في: السلوك ج 4 ق 2/ 972.

وفاة المجد الزواوي

أمامه، ثم سار من الصليبة إلى تحت القلعة ثم إلى الجامع الحاكمي، والفقراء معه (¬1). [وفاة المجد الزواوي] [1841]- وفيه مات العبد الصالح المعتقد المجد، أبو محمد، الزّواوي (¬2)، صالح بن محمد بن موسى المغربيّ، المالكيّ. وكان من أهل العلم والفضل والخير، وجاور بالمدينة المشرّفة، وحصل له جذبة. وكان سمع على جماعة منهم الجمال الحنبلي، وابن (¬3) الكويك (¬4)، والشرائحيّ. ومولده سنة ستين وسبعماية. [عمارة شاه رخ مدينة تبريز] وفيه كملت عمارة شاه رخ بن تمرلنك تبريز وردّ أهلها إليها وأقام في سلطنتها جهان شاه من قرا يوسف. وكان جهان شاه هذا قد توجّه إليه وانتمى له، فأقامه بعساكر وولاّه عوضا عن أخيه إسكندر (¬5). وامتدّ ملك جهان شاه على تبريز بيده سنين حتى مات قتيلا في سنة اثنين وسبعين، على ما سيأتي في محلّه إن شاء الله تعالى. [شعبان] [النفقة على الجند] وفي شعبان كانت النفقة السلطانية على الأمراء والجند الذين عيّنوا للتجريدة للشام، وبلغت النفقة سبعة عشر ألف دينار حتى استكثرها البعض من الناس (¬6). فلو نظر إلى زمننا هذا وما فيه من النفقات فإنّ في هذه الأيام التي نحن بها في عصرنا حين تصنيفنا هذا التاريخ في سنة خمس وتسعين وثمانمائة، خرج العسكر إلى قتال ابن (¬7) عثمان، فكانت النفقة فيه على الأتابك وحده أربعة وعشرين ألف دينار، وزادت النفقة بأسرها على الألف ألف دينار فيما أخبرت. وسيأتي ذلك في محلّه من هذه السنة من تاريخنا هذا إن شاء الله تعالى. ¬

(¬1) خبر المحمل في: السلوك ج 4 ق 2/ 972، ونزهة النفوس 3/ 346. (¬2) انظر عن (الزواوي) في: إنباء الغمر 4/ 28، 29 رقم 13، ووجيز الكلام 2/ 542، 543 رقم 1250، والضوء اللامع 3/ 315، وبدائع الزهور 2/ 169. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «اللونك». (¬5) خبر العمارة في: السلوك ج 4 ق 2/ 972، وإنباء الغمر 14/ 13. (¬6) خبر النفقة في: نزهة النفوس 3/ 347. (¬7) في الأصل: «بن».

وفاة ابن شاه رخ

[وفاة ابن شاه رخ] [1842]- / 692 / وفيه مات أحمد جوكي (¬1) بن شاه رخ فعظم مصابه على أبيه سيما وقد فقد غيره من أولاده فصاروا ثلاثة في أقلّ من سنة. [فتح سجن الرحبة] وفيه فتح سجن الرحبة وأعيد السجن به فصار يسجن به، وبالمقشّرة فقط (¬2). [وفاة ابن الأمانة] [1843]- وفيه مات ابن الأمانة (¬3)، البدر، محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن عبد الله الأبياري، القاهري، الشافعيّ. وكان فاضلا، عارفا بالفقه والأصول والعربية مشاركا في فنون، خبيرا بالقضاء، سمع من التاجي عبد الله، والسراج الكوفي، وطبقتهما. ومولده سنة 792 (¬4). [الوباء باليمن] وفيه كان آخر الوباء ببلاد اليمن، وكان له بها أربعة شهور آخرها شعبان هذا. مات به عالم لا يحصى عددهم إلاّ الله تعالى (¬5). [وفاة الجمال ابن الخيّاط] [1844]- ومن جملة من مات فيه الحافظ، العلاّمة، الجمال ابن (¬6) الخيّاط (¬7) محمد بن أبي بكر بن محمد اليمنيّ، الشافعيّ، حافظ البلاد اليمنية ومفتيها. ¬

(¬1) انظر عن (ابن جوكي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 986، وإنباء الغمر 4/ 24، 25 رقم 2، ووجيز الكلام 2/ 544 رقم 1255، والضوء اللامع 1/ 311، ونزهة النفوس 3/ 363 رقم 759، وبدائع الزهور 2/ 170، وشذرات الذهب 7/ 229. (¬2) خبر السجن في: السلوك ج 4 ق 2/ 973. (¬3) انظر عن (ابن الأمانة) في: السلوك ج 4 ق 2/ 985، وإنباء الغمر 4/ 33، 34 رقم 27، والنجوم الزاهرة 15/ 202، والدليل الشافي 2/ 597 رقم 2051، ووجيز الكلام 2/ 541 رقم 1245، والضوء اللامع 6/ 318 رقم 1059، ونزهة النفوس 3/ 360 رقم 755، وديوان الإسلام 1/ 187 رقم 279. (¬4) في إنباء الغمر: مولده في حدود 760 هـ‍. (¬5) خبر الوباء لم أجده في المصادر. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) انظر عن «بن الخياط» في: إنباء الغمر 4/ 34، 35 رقم 28.

وفاة الولي الخولاني

وكان قد انتهت إليه رياسة اليمن في العلم وشهر بها، وذكر. ومن مشايخه: المجد الشيرازي صاحب «القاموس»، وكان يعظّمه. [وفاة الوليّ الخولاني] [1845]- ومات فيه أيضا الوليّ الخولانيّ (¬1)، عبد المولى بن محمد بن الحسن اليمني، الشافعيّ. وكان من أكابر علماء تلك البلاد ومن المصنّفين مع الذي قبله بمدينة تعز. [وفاة صاحب هرمز] [1846]- وفيه مات فيروز شاه (¬2) بن رستم بن جردن (¬3) شاه بن طغلق بن طبق شاه، قطب الدين، صاحب هرمز والقطيف والحسا. [مكاتبة إسكندر للسلطان] وفيه وصلت مكاتبة إسكندر بن قرا يوسف على السلطان يستأذنه في القدوم عليه، فوعد بجميل (¬4). [الوباء بصعدة] وفيه ابتدأ الوباء بصعدة من بلاد اليمن وارتفع من تعز وأحوازها (¬5). [عدول السلطان عن السفر] وفيه سار الأتابك جقمق ومن عيّن معه من الأمراء، وأخذ السلطان في التأهّب للسفر، ثم بطل عزمه (¬6). [استمرار البرد مع انقضاء فصل الشتاء] وفيه نقلت الشمس إلى برج الحمل، وانقضى فصل الشتاء والبرد أشدّ ما يكون، حتى تعجّب من ذلك، وكان ضدّ السنة الماضية (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (الخولاني) في: إنباء الغمر 4/ 30، 31 رقم 19، والضوء اللامع 5/ 360، وشذرات الذهب 7/ 231. (¬2) انظر عن (فيروز شاه) في: السلوك ج 4 ق 2/ 988، وإنباء الغمر 4/ 32 رقم 22، والضوء اللامع 6/ 593، وبدائع الزهور 2/ 169. (¬3) في السلوك: «حودن». (¬4) خبر المكاتبة في السلوك ج 4 ق 2/ 974، وإنباء الغمر 4/ 10، ونزهة النفوس 3/ 348. (¬5) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 974، ونزهة النفوس 3/ 347، وبدائع الزهور 2/ 169 وفيه: «جاءت الأخبار بوقوع الطاعون ببلاد الصعيد وقد جاء من بلاد اليمن». (¬6) خبر السفر في: إنباء الغمر 4/ 10. (¬7) خبر البرد في: إنباء الغمر 4/ 16.

رمضان

[رمضان] [تقرير والد المؤلّف في الوزارة] وفي رمضان خلع على الأمير غرس الدين خليل، وهو الوالد رحمه الله تعالى، وقرّر في الوزارة بعد أن ألحّ السلطان عليه في ذلك، فشرط (¬1) عليه شروطا أجابه إليها وكان المماليك قد ثاروا بالوزير التاج الخطير ورجموه، وأمر السلطان بأن يكتب لابن كاتب المناخ بحضوره من مكة ليلي الوزارة. ثم تهيّأت للوالد / 693 / فقرّر فيها على شروط. ثم بعد شهر سأل الإعفاء فأعفي. وبعث إلى ابن كاتب المناخ بطلبه (¬2). [وفاة الزين الرومي] [1847]- وفيه مات الشيخ العارف، المسلّك، زين الدين، أبو بكر محمد بن علي الحافي (¬3)، الروميّ، الحنفيّ، بهراة في الوباء الحادث هناك. وكان من كبار أهل الله العارفين وحزبه المفلحين، ومن أفراد الزمان. ويقال: إنه لا يعرف في العجم من اسمه أبو بكر غيره. [الوباء في تعز] وفيه وقع الوباء بمدينة تعز من اليمن وعمّ أعمالها (¬4). [وفاة الجمال المرشدي] [1848]- وفيه مات الجمال أبو المحامد المرشدي (¬5)، محمد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي الفوّيّ الأصل، المكيّ، الحنفيّ. وكان فاضلا، عارفا بالفقه والنحو، محدّثا. سمع الكثير على جماعة، منهم: التقيّ ¬

(¬1) في الأصل: «فشرطه». (¬2) خبر والد المؤلف في: السلوك ج 4 ق 2/ 975، وإنباء الغمر 4/ 22، 23، والنجوم الزاهرة 15/ 76، 77، ونزهة النفوس والأبدان 3/ 349، وبدائع الزهور 2/ 169. (¬3) انظر عن (الحافي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 987 وفيه: «الخافي الهروي»، وإنباء الغمر 4/ 26 رقم 6 وفيه: «الخوافي»، والنجوم الزاهرة 15/ 202 وفيه «الخافي»، ونزهة النفوس 3/ 363 رقم 761، ووجيز الكلام 2/ 541، 542 رقم 1247 وفيه: الخافي نسبة لخاف قرية من خراسان بقرب هراة، والضوء اللامع 9/ 260، و 11/ 86 و 91. (¬4) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 974 و 976، وإنباء الغمر 4/ 24. (¬5) انظر عن (المرشدي) في: إنباء الغمر 4/ 33 رقم 26، ومعجم شيوخ ابن فهد 198 - 200، والدليل الشافي 2/ 573 رقم 1969، ووجيز الكلام 2/ 542 رقم 1248، والضوء اللامع 6/ 241 رقم 848.

مقدمية الألوف بدمشق

ابن (¬1) حاتم، وأسمع على النيشابوري، والأسيوطي، وغيرهما. وأجاز له جماعة، منهم: الصلاح ابن أبي عمر، وابن (¬2) أبي أميلة، وصحب المجد صاحب «القاموس» وخرّج له البعض «أربعين» والبعض (. . .) (¬3). ومولده سنة ستين وسبعماية (¬4). [مقدّمية الألوف بدمشق] وفيه قرّر قانصوه النوروزي في جملة مقدّمي الألوف بدمشق عوضا عن جانبك المؤيّدي بحكم موته (¬5). [إكرام السلطان لأسلماس] وفيه قدم أسّلماس بن كبك التركماني مفارقا لجانبك الصوفي، فأكرمه السلطان وسرّ به (¬6). [شوّال] [وفاة الخوند جلبان] [1849]- وفي شوال ماتت الخوند جلبان (¬7) ابنة يشبك الجركسية زوجة السلطان وأمّ ولده يوسف الذي ولي السلطنة بعد أبيه. وكانت أمة لزوجها فاستولدها، ثم أجرى عتقه عليها وعقد لها، وصارت ذا ذكر وشهرة، وقصدت لقضاء المهمّات عند زوجها، وكثر مالها. وبعث السلطان إلى بلاد الجركس فأحضر أمّها وعدّة من إخوتها وأخواتها وأقاربها وخولهم في النعيم. فمن إخوته أبازير، وجكم، وبيبرس، وقانباي، ومن أخواتها أرزي وأصيل. وسنذكر كل (¬8) في محلّه من تاريخنا بهذا. وكانت هذه قد حظيت عند زوجها جدا، وتركت بعد موتها أشياء كثيرة نحو الماية ألف دينار. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) كلمة في الأصل مهملة، ولعلّها: «فهرسا». (¬4) في إنباء الغمر: مولده سنة 770، وقال البقاعي: سنة 776 هـ‍. (¬5) خبر المقدّمية في: السلوك ج 4 ق 2/ 975، ونزهة النفوس 3/ 348. (¬6) خبر الإكرام في: السلوك ج 4 ق 2/ 975، ونزهة النفوس 3/ 348، والنجوم الزاهرة 15/ 77. (¬7) انظر عن (الخوند جلبان) في: السلوك ج 4 ق 2/ 985، 986، وإنباء الغمر 4/ 27 رقم 9، والنجوم الزاهرة 15/ 203، ونزهة النفوس 3/ 361، 362 رقم 757، ووجيز الكلام 2/ 546 رقم 1266، والضوء اللامع 12/ 17، وبدائع الزهور 2/ 169. (¬8) الصواب: «كلاّ».

نيابة الرها

[نيابة الرها] وفيه قرّر شاد بك في نيابة الرها. وكتب بحضور إينال العلائي الأجرود (¬1). [نيابة صفد] وفيه قرّر في نيابة صفد تمراز المؤيّدي، وصرف إينال الششماني، وكتب بتوجّهه إلى القدس بطّالا (¬2). [الوباء باليمن والحبشة] وفيه شنّع الوباء باليمن، وشمل جميع بلاد الحبشة والكثير من بلاد الزنج (¬3). [وفاة سعد الدين العجلوني] [1850]- وفيه مات الشيخ الصالح، المعتقد، سعد الدين العجلونيّ (¬4)، سعد بن محمد بن جابر الأزهري / 694 / الشافعيّ. وقد قارب الثمانين، وكان يؤثر عنه الكرامات مع ملازمة العبادة والخير. وكان إماما بالطبرسية المجاورة للجامع الأزهر. [رحيل شاه رخ عن أذربيجان] وفيه رحل شاه رخ عن مملكة أذربيجان بعد أن أقام في ملكها جهان شاه، وزوّجه بنساء إسكندر (¬5). [وفاة صاحب تلمسان] [1851]- وفيه مات صاحب تلمسان السلطان المتوكل على الله (¬6)، أبو العباس أحمد بن أبي حمّو موسى بن يوسف العبد الوادي. ¬

(¬1) خبر الرها في: السلوك ج 4 ق 2/ 976، والنجوم الزاهرة 15/ 78، ونزهة النفوس 3/ 349، وبدائع الزهور 2/ 169. (¬2) خبر صفد في: السلوك ج 4 ق 2/ 976، والنجوم الزاهرة 15/ 78، وبدائع الزهور 2/ 169. (¬3) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 976، وإنباء الغمر 4/ 24. (¬4) انظر عن (العجلوني) في: إنباء الغمر 4/ 28 رقم 12، ووجيز الكلام 2/ 543 رقم 1251، والضوء اللامع 3/ 248، وبدائع الزهور 2/ 169. (¬5) خبر أذربيجان في: السلوك ج 4 ق 2/ 976، وإنباء الغمر 4/ 13، ونزهة النفوس 3/ 349. (¬6) انظر عن (المتوكل على الله) في: السلوك ج 4 ق 2/ 986، ونزهة النفوس 3/ 362 رقم 758، ووجيز الكلام 2/ 545 رقم 1261، والضوء اللامع 11/ 15، وبدائع الزهور 2/ 169، 170.

وفاة أبي طاهر المراكشي

وكان قد أقامه أبو فارس صاحب تونس في مملكة تلمسان في سنة أربع وثلاثين عوضا عن محمد بن أبي تاشفين بن أبي حمّو الذي كان يقال له ابن الركاشية (¬1) بعد أن قتله في تلك السنة، وولي مملكة تلمسان بعد أحمد هذا أبو (¬2) يحيى بن أبي حمّو، وهو أخو أحمد هذا (¬3). [وفاة أبي طاهر المراكشي] [1852]- وفيه مات الشيخ الصالح المعتقد بمكة أبو طاهر المراكشي (¬4)، المغربي، نزيل مكة. [ذو القعدة] [قضاء الحنفية بدمشق] وفي ذي قعدة قرّر في قضاء الحنفية بدمشق الشمس الصفدي عوضا عن البدر الجعفري بمال وعد به (¬5). [منع ضرب أواني الفضة] وفيه أمر السلطان بأن يمنع الناس من ضرب أواني الفضة وآلاتها، وأن تحمل إلى دار الضرب ليضرب (¬6) دراهم (¬7). [الهواء البارد في فصل الصيف] وفيه هبّ هواء باردا (¬8) وكان الربيع قد انفصل ودخل الصيف، فعاد الناس إلى لبس الصوف بعد أن كانوا نزعوه في شوال، وزاد البرد سيما في الليل حتى تعجّب من ذلك (¬9). ¬

(¬1) في السلوك: «الزكاغية». (¬2) في الأصل: «بعد أخذ هذ أبو». (¬3) تاريخ الدولتين الموحّدية والحفصية 129. (¬4) انظر عن (المراكشي) في: إنباء الغمر 4/ 37 رقم 32، وبدائع الزهور 2/ 170. (¬5) خبر القضاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 977، وإنباء الغمر 4/ 23، ونزهة النفوس 3/ 350، وبدائع الزهور 2/ 170. (¬6) الصواب: «لتضرب». (¬7) خبر الأواني في: السلوك ج 4 ق 2/ 977، وإنباء الغمر 4/ 23، ونزهة النفوس 3/ 350، وبدائع الزهور 2/ 170. (¬8) الصواب: «هواء بارد». (¬9) خبر الهواء في: إنباء الغمر 4/ 23، وبدائع الزهور 2/ 170.

ذو الحجة

[ذو الحجّة] [وفاة أمير الحاج] [1853]- وفيه مات قرا سنقر (¬1) أمير الحاج. وكان قد حجّ بالناس عدّة سنين وله برّ وخير ومعروف، وبنا (¬2) بالناصرية مسجد (¬3) به حضور في كل يوم، وله الشقادف اليمني وعمارة الحاج للمنقطعين. وكان العشرات. [سجن أمير مرعش] وفيه وصل محمد بن دلغادر أمير مرعش فقبض عليه وسجن بالبرج من القلعة (¬4). * * * حوادث أخرى [فى هذه السنة لا فى شهر معين] [الوباء ببلاد كرمان] وفيها - أعني هذه السنة - فشا الوباء ببلاد كرمان ومات به خلق، وذكر أنّ عدّة من مات بهراة ثمانماية ألف إنسان (¬5). [وفاة ملك البنجال] [1854]- وفيه مات ملك بنجالة من بلاد الهند السلطان المظفّر، شهاب الدين، أحمد شاه بن جلال الدين أحمد شاه بن فندوكاس (¬6)، قتلا بيد مملوك (¬7) أبيه كالوا الملقّب أولا بمصباح خان ثم بوزير خان، ثار عليه وقتله واستولى على ملكه. [وفاة ملك دلّي] [1855]- وفيه مات ملك دلّي من بلاد الهند أيضا ملك خان بن مبارك خان بن خضر خان (¬8). ¬

(¬1) انظر عن (قراسنقر) في: بدائع الزهور 2/ 170. (¬2) الصواب: «وبنى». (¬3) الصواب: «مسجدا». (¬4) خبر السجن في: السلوك ج 4 ق 2/ 979، وإنباء الغمر 4/ 23، وفيه: «حمزة بن علي باك بن دلغادر»، ونزهة النفوس 3/ 352. (¬5) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 987، وإنباء الغمر 4/ 30. (¬6) السلوك ج 4 ق 2/ 987. (¬7) في الأصل: «ملوك». وانظر عن (ابن فندوكاس) في: السلوك ج 4 ق 2/ 987، والنجوم الزاهرة 15/ 203، 204، ونزهة النفوس 3/ 363 رقم 760، ووجيز الكلام 2/ 543 رقم 1254، وبدائع الزهور 2/ 170، وخزانة الأدب 21. (¬8) انظر عن (ابن خضر خان) في: السلوك ج 4 ق 2/ 988، وبدائع الزهور 2/ 170.

زوال دولة صاحب برشلونة

[زوال دولة صاحب برشلونة] وفيها، أو التي قبلها زالت دولة الفرنجي بترو بن ألفنت (¬1) صاحب برشلونة وتليسة من مملكة أرغون، وكانت بتلك النواحي وبقشتاله فتن كثيرة (من الفرنج) (¬2). ¬

(¬1) في الأصل: «الفرنجي العدابدرو بن بندو صاحب» والمثبت عن السلوك. (¬2) ما بين القوسين عن هامش المخطوط.

سنة أربعين وثمانماية

سنة أربعين وثمانماية [محرّم] [وفاة الزين ابن الخرّاط] [1856]- في محرّم ليلة أوله مات الأديب الشاعر، الفاضل، الزين ابن (¬1) الخرّاط (¬2) عبد الرحمن بن محمد بن سلمان (¬3) بن عبد الله المروزيّ الأصل، القاهري، الشافعيّ، نزيل القاهرة. وكان فاضلا، فقيها، أديبا، بارعا، له النظم الجيّد وقصائد طنّانة. وكان اختصّ بحكم نائب حلب المتغلّب بها، وولي توقيع الدّست بالقاهرة. ومولده سنة ثمان وثمانين. [نزول شاه رخ بالسلطانية] وفيه نزل شاه رخ بالسلطانية، وعزم على أنه لا يرحل عنها أو يبلغ غرضه من إسكندر بن قرا يوسف (¬4). [دخول العسكر حلبا] وفيه دخل العسكر المجرّد من القاهرة إلى حلب (¬5). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (ابن الخرّاط) في: السلوك ج 4 ق 2/ 1013، وإنباء الغمر 4/ 58، 59 رقم 14، والنجوم الزاهرة 15/ 205، 206، والمنهل الصافي 7/ 213 - 221 رقم 1399، والدليل الشافي 1/ 405 رقم 1394، ومعجم شيوخ ابن فهد 130، 131، ونزهة النفوس 3/ 387 رقم 762، ووجيز الكلام 2/ 550، 551 رقم 1275، والضوء اللامع 4/ 130 رقم 343، وعنوان الزمان، ورقة 141 أ، وإيضاح المكنون 1/ 173، وهدية العارفين 1/ 530، والأعلام 4/ 107، ومعجم المؤلفين 5/ 175، وشذرات الذهب 7/ 325، وبدائع الزهور 2/ 170، والدر المكنون (سنة 840 هـ‍)، وفهرس دار الكتب الظاهرية (قسم الأدب) 1/ 328. (¬3) في الدليل الشافي: «سليمان». (¬4) خبر شاه رخ في: إنباء الغمر 4/ 38. (¬5) خبر حلب في: السلوك ج 4 ق 2/ 993، ونزهة النفوس 3/ 366، وبدائع الزهور 2/ 170.

وفاة الجمال ابن جماعة

[وفاة الجمال ابن جماعة] [1857]- وفيه مات الجمال ابن (¬1) جماعة (¬2)، عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن نصر الله الكناني، القاهريّ، الشافعيّ. أجاز له ابن أميلة، وابن (¬3) القاري، وابن (¬4) السل (¬5)، في آخرين. [وفاة شيخ أمير اخور] [1858]- وفيه مات شيخ أمير اخور أحد الطبلخانات (¬6). [مقتل قرمش الأعور] [1859]- وقتل قرمش الأعور (¬7) في وقعة بينه وبين خجا سودون أحد الأمراء المجرّدين. وكان قرمش هذا قد ظهر مع جانبك الصوفي وصار من حزبه. [مقتل كمشبغا الظاهري] [1860]- وقتل معه أيضا كمشبغا الظاهري (¬8). وكان ممّن خامر مع جانبك أيضا. وكانا قدما ليوقعا بخجا سودون فقتلا وحزّ روسهما (¬9)، وبعث بهما إلى القاهرة، فشهّرتا وألقيتا في بعض الأسربة، وكانا قصدا أخذ عينتاب لجانبك وبها خجا سودون. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (ابن جماعة) في: معجم شيوخ ابن فهد 150، 151، والضوء اللامع 5/ 38. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) مهملة هكذا. (¬6) لم أجد لشيخ أمير اخور ترجمة في المصادر. (¬7) انظر عن (قرمش الأعور) في: السلوك ج 4 ق 2/ 1013، 1014، وإنباء الغمر 4/ 60، 61 رقم 20، والنجوم الزاهرة 15/ 80، والدليل الشافي 2/ 542، 543 رقم 1862، ونزهة النفوس 3/ 389 رقم 768، والضوء اللامع 6/ 220 رقم 731، وبدائع الزهور 2/ 170، 171. (¬8) انظر عن (كمشبغا الظاهري) في: السلوك ج 4 ق 2/ 1014، وإنباء الغمر 14/ 396 و 15/ 61 رقم 21، والنجوم الزاهرة 15/ 80 و 205، والدليل الشافعي 2/ 561 رقم 1925، والضوء اللامع 6/ 231 رقم 794. (¬9) كذا. والصواب: «وحزّ رأساهما».

إعادة المال لأجناد الحلقة

[إعادة المال لأجناد الحلقة] وفيه أعيد لأجناد الحلقة ما كان قد أخذ منهم من المال بسبب السفر (¬1). [وفاء النيل] وفيه كان وفاء النيل، ونزل الجمال يوسف ولد السلطان فخلّق المقياس وفتح الخليج بين يديه (¬2). [مسير العسكر إلى الأبلستين] وفيه ورد الخبر بمسير العسكر من حلب إلى جهة الأبلستين (¬3). [حصار قسنطينة] وفيه خرج من بجّاية صاحبها أبو الحسن علي بن أبي فارس عبد الرحمن بن الحفصي عمّ السلطان عثمان صاحب تونس وقصد قسنطينة وحصرها، وجرت أمور كدّرت على صاحب تونس عيشه وشوّشت عليه وآلت بأخرة إلى نصرته (¬4). [وفاة الشهاب البوصيري] [1861]- وفيه مات المحدّث شهاب الدين، أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن سليم (¬5) بن قايماز بن عثمان بن عمر الكناني، البوصيريّ (¬6) الشافعيّ. وله ثمان وسبعون سنة. ¬

(¬1) خبر الأجناد في: السلوك ج 4 ق 2/ 993، وإنباء الغمر 4/ 38، ونزهة النفوس 3/ 367، وبدائع الزهور 2/ 171. (¬2) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 993، 994، وإنباء الغمر 4/ 39، ونزهة النفوس 3/ 367، وبدائع الزهور 2/ 172. (¬3) خبر المسير في: السلوك ج 4 ق 2/ 994، وإنباء الغمر 4/ 41، ونزهة النفوس 3/ 367. (¬4) خبر القسنطينة في: السلوك ج 4 ق 2/ 994، وإنباء الغمر 4/ 38، ونزهة النفوس 3/ 368، وتاريخ الدولتين الموحّدية والحفصية 137، 138. (¬5) في الأصل: «سللم». (¬6) انظر عن (البوصيري) في: السلوك ج 4 ق 2/ 1013، وإنباء الغمر 4/ 53، 54 رقم 2، والنجوم الزاهرة 15/ 209، ومعجم شيوخ ابن فهد 55، 56، وعنوان الزمان، ورقة 3 ب، ودرر العقود الفريدة 2/ 323 رقم 156، ونزهة النفوس 3/ 388 رقم 764، والضوء اللامع 1/ 251، 252، ووجيز الكلام 2/ 549 رقم 1269، وحسن المحاضرة 1/ 206، وكشف الظنون 6/ 956، وإيضاح المكنون 1/ 17 و 245، ومعجم المؤلفين 1/ 175، وديوان الإسلام 1/ 309، 310 رقم 487، ومعجم طبقات الحفاظ 50، وطبقات الحفاظ 547، وذيل طبقات الحفاظ 379، والأعلام 1/ 104، وفهرست المخطوطات العربية المصورة في مركز الخدمات والأبحاث الثقافية، بيروت 1984 - ص 93 رقم 358.

صفر

وكان محدّثا، لازم العراقيّ، وسمع منه الكثير، وأخذ عنه، ولازم الحافظ ابن (¬1) حجر أيضا / 696 / في تلك الأيام، وكتب عنه، وجمع في الحديث أشياء كثيرة. [صفر] [وفاة الشمس القادري] [1862]- وفي صفر مات الشمس القادري (¬2) محمد بن سيدي عبد القادر الكيلانيّ. وكان حنبليّ المذهب، له ذكر وشهرة وديانة وخير. [عودة الجند من مكة] [وفيه] قدم الصاحب كريم الدين ابن (¬3) كاتب المناخ من مكة هو ويلخجا من مامش ومعهما الجند الراكز بمكة (¬4). [قتال صاحب تونس وعمّه] وفيه خرج السلطان أبو عمرو عثمان صاحب تونس منها لقتال عمّه أبو (¬5) الحسن الذي خرج عليه (¬6). [التحاق جانبك وابن دلغادر بالسلطان مراد] وفيه وصل العساكر المصرية إلى سيواس في طلب جانبك الصوفي وناصر الدين محمد بن دلغادر وما بلغوا غرضا، فعادوا، وقد بلغهم لحاق جانبك وابن (¬7) دلغادر ببلاد الروم وانتمائها (¬8) إلى السلطان مراد بن عثمان ملك الروم (¬9). [نيابة صهيون] وفيه قرّر خشكلدي أحد الخاصكية في نيابة صهيون، عوضا عن خليل القرماني بعد وفاته بعد يومين من صرف (¬10) بأخي خليل (¬11). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (القادري) في: إنباء الغمر 4/ 65 رقم 31، وبدائع الزهور 2/ 172. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر الجند في: السلوك ج 4 ق 2/ 995، ونزهة النفوس 3/ 369. (¬5) الصواب: «أبي». (¬6) خبر صاحب تونس في: السلوك ج 4 ق 2/ 995، ونزهة النفوس 3/ 369، وتاريخ الدولتين الموحّدية والحفصية 137، 138. (¬7) في الأصل: «وبن». (¬8) الصواب: «وانتماؤه». (¬9) خبر السلطان مراد في: السلوك ج 4 ق 2/ 996، ونزهة النفوس 3/ 369. (¬10) العبارة مشوّشة في الأصل. (¬11) لم أجد لخبر صهيون مصدرا لتصحيحه.

ربيع الأول

[ربيع الأول] [نيابتا غزّة وصفد] وفي ربيع الأول نقل تمراز المؤيّدي من نيابة صفد إلى نيابة غزّة. ونقل يونس الأعور من غزّة إلى صفد، كلّ عوضا عن الآخر (¬1). [عودة كريم الدين إلى الوزارة] وفيه أعيد الصاحب كريم الدين ابن (¬2) كاتب المناخ إلى الوزارة وكانت شاغرة منذ استعفى الوالد منها، والمتكلّم فيها الزين عبد الباسط، والأمين بن الهيصم ناظر الدولة (¬3). [فرار طوغان بابن أرخان وأخته والقبض عليهم] وفيه فقد سليمان (¬4) بن أرخان بن محمد كرشجي بن عثمان من قلعة الجبل هو وأخته شاه زادة ومملوك أبيهما محضرهما إلى السلطان كما تقدّم، طوغان، وجماعة كانوا معهما بالقلعة. ثم اطّلع على خبرهم وأنهم فرّ بهم طوغان وسافر في بعض المراكب ليتوجّه بهم إلى الروم، ويثور بسلمان هذا هناك. وجرت أمور قبض فيها على الجميع حتى التّجار الذي (¬5) كانوا بالمراكب، وأحضروا إلى بين يدي السلطان، فضرب سلمان على رجليه عصيّا تأديبا. [1863]- وأمر بتوسيط طوغان (¬6)، فوسّط، هو وثمانية من مماليك السلطان صحبوهم. وقطع أيدي جماعة نحو الستين نفرا. / 697 / لا ذنب لهم سوى المدافعة عن أنفسهم حين قدم عليهم بالمركب من يريد أخذهم ظنّا منهم بأنهم سرّاق ولا علم عندهم بخبر سلمان ومن اتفق معه. ولما رأى السلطان شاه زاده أعجبه حسنها، فعقد عليها واستكبر بها (¬7). ¬

(¬1) خبر غزّة وصفد في: السلوك ج 4 ق 2/ 996، والنجوم الزاهرة 15/ 80، 81، ونزهة النفوس 3/ 370، وبدائع الزهور 2/ 172. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر الوزارة في: السلوك ج 4 ق 2/ 996، والنجوم الزاهرة 15/ 80، 81، ونزهة النفوس 3/ 370 و 371. (¬4) في إنباء الغمر: «سليمان». (¬5) الصواب: «الذين». (¬6) انظر عن (طوغان) في: السلوك ج 4 ق 2/ 999، ونزهة النفوس 3/ 373. (¬7) خبر الفرار في: السلوك ج 4 ق 2/ 997 - 999، ونزهة النفوس 3/ 373، وبدائع الزهور 2/ 172.

قتل جاسوس

وسيأتي (¬1) ترجمتها في محلّها من تاريخنا هذا. [قتل جاسوس] وفيه قتل جاسوس وجد ومعه كتب من جانبك الصوفيّ (¬2). [الواقعة بين الهنود الأجلاب] وفيه وقع بين الهنود الذي (¬3) بظاهر المدرسة الصالحية من الجلبية، ووثب واحد منهم على رجلين فقتلهما، ثم من تأخر يصلح شارب إنسان فضربه بسكّين في كتفه فوقع ميتا، وحصل للذي كان جالسا لإصلاح شاربه فزع فحمل مغشيّا عليه إلى داره فمات بعد ذلك، فكان جملة من مات أربعة أنفار، وقبض على الهنديّ الفاعل هذه الفعلة فقطعت يده وقتل، ونودي بخروج الهنود من القاهرة. وكانت هذه من أشنع الحوادث (¬4). [وفاة الشمس ابن الكشك] [1864]- وفيه مات الشمس ابن (¬5) الكشك (¬6) قاضي قضاة دمشق الحنفية محمد بن أحمد بن محمود الدمشقي، الحنفيّ، عن نحو ثلاثين سنة. وكان فاضلا، وولي قضاء دمشق وصرف عنها. [منع لبس الزموط وحمل السلاح] وفيه نودي بمنع لبس الزمّوط (¬7) الحمر، وبمنع حمل السلاح (¬8). [نظارة جدّة وشدّها] وفيه أعيد السعد بن المراه إلى نظر جدّة (¬9). ¬

(¬1) الصواب: «وستأتي». (¬2) خبر الجاسوس في: السلوك ج 4 ق 2/ 998، وإنباء الغمر 4/ 41، ونزهة النفوس 3/ 372. (¬3) الصواب: «الذين». (¬4) خبر الواقعة في: السلوك ج 4 ق 2/ 998، وإنباء الغمر 4/ 41، 42، ونزهة النفوس 3/ 372 و 373. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) انظر عن (ابن الكشك) في: إنباء الغمر 4/ 61 رقم 23، والنجوم الزاهرة 15/ 206، والدليل الشافي 2/ 593، 594 رقم 2037، ووجيز الكلام 2/ 549 رقم 1270، والضوء اللامع 7/ 106 رقم 229. (¬7) الزموط الزمط: لباس رأس أو قلنسوة، أحمر اللون، له خصلات أي شراريب طويلة مسدلة بطول الإصبع، وملفوف من حوله شال. (الملابس المملوكية 58، 59). (¬8) خبر اللبس في: السلوك ج 4 ق 2/ 1000، وإنباء الغمر 4/ 41، ونزهة النفوس 3/ 374، وبدائع الزهور 2/ 172، 173. (¬9) السلوك ج 4 ق 2/ 1000، نزهة النفوس 3/ 374.

إعادة الخازندار إلى حلب

وقرّر جانبك الناصري المعروف بالثور حاجب ميسرة في شادّيتها وفي إمرة الجند الراكز بمكة، وأنعم عليه بألف دينار وبأشياء أخر، وعيّن معه ماية وعشرين من المماليك السلطانية سوى ثلاثين مملوكا في خدمته (¬1). [إعادة الخازندار إلى حلب] وفيه أعيد يونس خازندار نائب حلب إلى أستاذه، وكان قدم قبل ذلك بأخبار العسكر ووصولهم إلى الأبلستين، ثم خروجهم منها إلى حلب بعد ما عاثوا فيها ونهبوا، وأخربوا، وبعث معه السلطان بالخلع وبأموال لنائب حلب وللأتابك جقمق ولمن معه من الأمراء، ولعدّة، أمراء عربان ببلاد حلب. وكانت هذه النفقة نحوا من عشرين ألف دينار (¬2). [هدم دير في الوجه البحري] وفيه قام إنسان يقال له الشيخ ناصر الدين محمد بن علي الطنتداوي في هدم الدير الذي في الوجه البحري، فحضر الشيخ / 698 / ناصر الدين هذا مولد السلطان وأخرج محضرا من يده يتضمّن أنّ النصارى يقصدون هذا الدير في كل عام ويحجّونه ويجتمع فيه من النصارى والمسلمين جمعا وافرا (¬3) للفرجة والتجارة، حتى صاروا يضاهون في ذلك أهل الموقف بعرفة، ويقع منه من المفاسد ما لا يعبّر عنه، وأنّ العلماء أفتوا بهدم هذا الدير وإزالة تلك العادة، ففوّض السلطان الأمر في ذلك للقاضي المالكي، فأقام (¬4) المالكي في ذلك حقّ القيام، وفتر العزم عن هذه في هذا العام حتى كان العام الآتي فهدم، ولله الحمد (¬5). [المناداة بالسفر إلى مكة] وفيه نودي بالسفر إلى مكة صحبة جانبك، وابن المراة، فتأهّب الناس لذلك (¬6). [ربيع الآخر] [خروج السلطان للصيد] وفي ربيع الآخر ركب السلطان من قلعته وسار فشقّ القاهرة وخرج من باب القنطرة قاصد (¬7) الصيد، وعاد في غده، ثم خرج في أواخره للصيد ثانيا (¬8). ¬

(¬1) خبر جدّة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1000، ونزهة النفوس 3/ 374، وبدائع الزهور 2/ 173. (¬2) خبر الخازندار في: السلوك ج 4 ق 2/ 1000، ونزهة النفوس 3/ 374، 375. (¬3) الصواب: «جمع وافر». (¬4) الصواب: «فقام». (¬5) خبر الدير في: إنباء الغمر 4/ 39، 40. (¬6) خبر السفر في: السلوك ج 4 ق 2/ 1001، ونزهة النفوس 3/ 375. (¬7) الصواب: «قاصدا». (¬8) خبر الصيد في: السلوك ج 4 ق 2/ 1001، ونزهة النفوس 3/ 375، وبدائع الزهور 2/ 173.

وفاة الشهاب ابن المحمرة

[وفاة الشهاب ابن المحمرة] [1865]- وفيه مات الشهاب ابن (¬1) المحمرة (¬2)، أحمد بن محمد بن صلاح بن محمد بن محمد بن عثمان بن علي بن السمسار القاهريّ الشافعيّ، وهو على مشيخة الصلاحية بالقدس. وكان عالما، فاضلا، وسمع الحديث على جماعة منهم: التاجي، والتقيّ بن حاتم، وأكثر عن البرهان الشافعي، وابن (¬3) أبي المجد. ولازم السراج البلقيني، والزين العراقي. ودار على الشيوخ، وولي عدّة وظائف، منها قضاء دمشق. ومولده سنة سبع وستين وسبعماية. [إلزام الجزّارين بشراء أغنام السلطان] وفيه جمع الطواشي جوهر الخزندار الحبشي جزّاري اللحم وألزمهم أن لا يشتروا الغنم للجزارة إلاّ من أغنام السلطان، وكتبت عليهم شواهد بذلك. وصار يذبح لهم من الأغنام السلطانية ما يبيعوا لحمه للناس، وعدّت هذه من النوادر (¬4). [جمادى الأول] [رسل السلطان مراد] وفي جماد الأول وصل رسل السلطان مراد بن عثمان ملك الروم بهدية للسلطان (¬5). [وفاة بردبك الإسماعيلي] [1866]- وفيه مات بردبك الإسماعيلي (¬6)، أحد العشرات. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (ابن المحمرة) في: السلوك ج 4 ق 2/ 1014، وإنباء الغمر 4/ 54، 55 رقم 3، وفيه: «أحمد بن صلاح بن محمد بن محمد»، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 410 - 412 رقم 764، والنجوم الزاهرة 15/ 206، 207، والدليل الشافي 1/ 81 رقم 284، والمنهل الصافي 2/ 146، 147 رقم 286، ودرر العقود الفريدة 1/ 268، 269 رقم 111، وعنوان الزمان، ورقة 56 ب، ومعجم شيوخ ابن فهد 89 - 91، وعقد الجمان 289 رقم 152، ونزهة النفوس 3/ 388 رقم 765، والضوء اللامع 2/ 186، 187 رقم 515، ووجيز الكلام 2/ 548، 548 رقم 1268، وقضاة دمشق 160، والدر المكنون (سنة 840 هـ‍)، وبدائع الزهور 2/ 173، وشذرات الذهب 7/ 234. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر الجزّارين في: السلوك ج 4 ق 2/ 1001، وإنباء الغمر 4/ 42. (¬5) خبر الرسل في: السلوك ج 4 ق 2/ 1001، وإنباء الغمر 4/ 43، ونزهة النفوس 3/ 376. (¬6) انظر عن (بردبك الإسماعيلي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 1014، وإنباء الغمر 4/ 57 رقم 10، والنجوم الزاهرة 15/ 207، والضوء اللامع 3/ 19، ونزهة النفوس 3/ 389 رقم 769.

وفاة ابن دلغادر

[وفاة ابن دلغادر] [1867]- ومات مقتولا بالسجن من قلعة الجبل حمزة بن علي بن دلغادر (¬1)، الماضي خبره. [عودة العسكر من قتال جانبك] وفيه وصل العسكر المجرّد إلى قتال جانبك الصوفي مع الأتابك جقمق العلائي ومن معه من الأمراء والجند، إلاّ خجا سودون فتأخّر لبطوه (¬2) في مسيره (¬3). [عودة تجريدة البحيرة] وفيه قدم قرقماس الشعباني أمير سلاح، وجانم أمير اخور قريب السلطان ومن معهما / 699 / من الأمراء والجند، وكانوا خرجوا تجريدة للبحيرة، ووصل صحبتهم حسن بك بن سالم الدوكاري وقد صرف عن كشف البحيرة، وقرّر عوضه دمرداش على عادته، ووصل معهم محمد بن بكار بن رحاب البدري، وقد دخل تحت طاعة السلطان (¬4). [ركوب السلطان للصيد] وفيه تكرّر ركوب السلطان للصيد غير ما مرة (¬5). [رفع يد البدر العيني عن وقف الطرحاء] وفيه رفعت يد قاضي القضاة الحنفية البدر العيني عن التحدّث في وقف الطرحاء، وفوّض أمره إلى جوهر الخازندار، وأمر بأن يسترفع حساب الوقف فيما مضى، ثم أبطل ذلك وبقي الأمر على ما كان (¬6). [جلوس السلطان للحكم بين الناس] وفيه اهتمّ السلطان للجلوس بالإيوان للحكم، ونودي بأنّ من له ظلامة فعليه بالسلطان يومي الثلاثاء والسبت. وأمر السلطان للقضاة الأربع (¬7) أن يحضروا لمجلسه في ¬

(¬1) انظر عن (ابن دلغادر) في: السلوك ج 4 ق 2/ 1015، وإنباء الغمر 4/ 57 رقم 11، والنجوم الزاهرة 15/ 207، ونزهة النفوس 3/ 389 رقم 770. (¬2) كذا. والصواب: «لبطئه». (¬3) خبر العسكر في: السلوك ج 4 ق 2/ 1002، وإنباء الغمر 4/ 43، والنجوم الزاهرة 15/ 81، ونزهة النفوس 3/ 736، وبدائع الزهور 2/ 173. (¬4) خبر البحيرة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1002، وإنباء الغمر 4/ 43، ونزهة النفوس 3/ 376، 377. (¬5) خبر الصيد في: السلوك ج 4 ق 2/ 1002، ونزهة النفوس 3/ 377. (¬6) خبر البدر العيني في: السلوك ج 4 ق 2/ 1002، وإنباء الغمر 4/ 43، ونزهة النفوس 3/ 377. (¬7) الصواب: «الأربعة».

جمادى الآخر

ذا (¬1) اليومين. فجلس به وحضروا عنده مرة، ثم بطل حضورهم، وصار هو يجلس من غير حضور القضاة (¬2). [جمادى الآخر] [بيع الفلفل للفرنج] وفي جماد الآخر خرج تمر باي الدوادار الثاني (مسافرا) (¬3) إلى جهة الإسكندرية ليبيع الفلفل المحمول من جدّة على الفرنج الواردين إلى الثغر بالبضائع. وكان السلطان قد عيّن الزين عبد الباسط ناظر الجيش، (ثمّ) (¬4) أعفي من ذلك وسار تمرباي في النيل (¬5). [ارتفاع سعر المغل] وفيه رخص سعر المغل جدّا فبعث السلطان بشرائه للخزين فارتفع السعر شيئا (¬6). [الحرب بين السلطان العثماني وابن قرمان] وفيه وصل قاصد ابن (¬7) قرمان إبراهيم ومكاتبة إلى السلطان يعرّفه بأنّ ناصر الدين بن دلغادر نزل هو وجانبك الصوفي بعد توجّه العسكر قريبا من الثغرة التي يقال لها الكوارة، وأنه جهّز ولده سلمان لابن عثمان يترامى عليه بأن ينجده على إبراهيم هذا. وكان إبراهيم هذا ضارب صاحب أماسية وهو من أمراء ابن (¬8) عثمان وقتله. فغضب ابن عثمان من ذلك وتحرّكت كوامن عنده - والعداوة بين القرمانية والعثمانية معروفة - فعزم على المسير على ابن (¬9) قرمان لأخذه، وبرز من كالي بولي يريد بروشا، ولما قدم عليه سلمان بن دلغادر جهّز معه عسكر (¬10) ندب معه صاحب توقات وأمره بمنازلة قيصرية وحصارها وتسليمها لابن دلغادر، وجهّز عيسى أخا إبراهيم بن قرمان / 700 / على عسكر آخر، وأمره بالإغارة على بلاد أخيه، وذكر أنه يسير هو بنفسه من وراء العسكرين، فشقّ هذا على السلطان وأهمّه، وكتب إلى عينتاب وملطية وتلك النواحي بالاستعداد، وبعث إليها بالمال والسلاح، وكتب إلى تركمان الطاعة بمعاونة إبراهيم بن قرمان على من قصده (¬11). ¬

(¬1) الصواب: «في هذين». (¬2) خبر الحكم في: السلوك ج 4 ق 2/ 1003، وإنباء الغمر 4/ 43، ونزهة النفوس 3/ 377، وبدائع الزهور 2/ 173، 174. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) خبر الفلفل في: السلوك ج 4 ق 2/ 1003، ونزهة النفوس 3/ 377. (¬6) خبر السعر في: السلوك ج 4 ق 2/ 1004، وإنباء الغمر 4/ 45. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) في الأصل: «بن». (¬10) الصواب: «عسكرا». (¬11) خبر الحرب في: السلوك ج 4 ق 2/ 1004، وإنباء الغمر 4/ 44، ووجيز الكلام 2/ 547، ونزهة النفوس 3/ 378.

وفاة المجد العلوي

[وفاة المجد العلوي] [1868]- وفيه مات المجد ابن (¬1) العامر (¬2) العلويّ، محمد بن محمد بن علي بن إدريس بن أحمد بن محمد بن عمر بن علي بن أبي بكر بن عبد الرحمن اليمنيّ، البصريّ. وكان فاضلا، ناظما، ناثرا، محدّثا. حضر عند صاحب «القاموس» وأجاز له. [حفر خليج الإسكندرية] وفيه أمر السلطان بحفر خليج الإسكندرية، وخرج لذلك الزين عبد الباسط ناظر الجيش وعظيم الدولة. وخرج يشبك حاجب الحجّاب، وإينال الأجرود أحد مقدّمي الألوف. وكان قد قدم من الرها، والصاحب كريم الدين ابن (¬3) كاتب المناخ (¬4). [قضاء دمياط] وفيه استقرّ جوهر الخازندار في قضاء دمياط عوضا عن الكمال بن البارزي، وعدّ ذلك من النوادر، التي ما وقعت (¬5). [رجب] [قضاء دمشق] وفي رجب قرّر الكمال بن البارزي في قضاء دمشق عوضا عن السراج الحمصي بغير سعي منه ولا مال يحمله، بل لكثرة السكون من الحمصي ونسبته إلى أمور (¬6). [وفاة الشيخ نور الله] [1869]- وفيه مات الشيخ نور الله بن محمد بن عبد الرحيم الجرهي (¬7)، السنداري، التاجر شابا (¬8) ولم يكمل الثلاثين. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (ابن العامر) في: إنباء الغمر 4/ 62 رقم 26. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر الخليج في: السلوك ج 4 ق 2/ 1004، 1005، وإنباء الغمر 4/ 45، وبدائع الزهور 2/ 174. (¬5) خبر دمياط في: السلوك ج 4 ق 2/ 1005، ونزهة النفوس 3/ 379، 380. (¬6) خبر دمشق في: السلوك ج 4 ق 2/ 1006، وإنباء الغمر 4/ 46، والنجوم الزاهرة 15/ 81، ونزهة النفوس 3/ 380، وبدائع الزهور 2/ 174. (¬7) انظر عن (الجرهي) في: إنباء الغمر 4/ 66 رقم 34 وفيه: «نعمة الله»، والضوء اللامع 10 / رقم 862، وشذرات الذهب 7/ 237. (¬8) في الأصل: «شابه».

دوران المحمل

وكان فاضلا، محدّثا، سمع الكثير على الحافظ ابن (¬1) حجر، وغيره. [دوران المحمل] وفيه أدير المحمل قبل نصف الشهر، وحصل من المماليك من أذى الناس ما لا يعبّر عنه (¬2). [إمرة الحاج لوالد المؤلّف] وفيه خلع على الوالد واستقرّ في إمرة الحاج (¬3). [كشف قناطر الفيّوم] وفيه خرج الزين عبد الباسط إلى جهة الفيّوم لكشف قناطر اللامون (¬4) وقد خربت، وعزم السلطان على عمارتها (¬5). [قياس خليج الإسكندرية لتقدير نفقاته] وفيه عاد يشبك الحاجب، ومن خرج معه لأجل حفر خليج الإسكندرية، وقد قاسوه فجاء طوله ثلاث وعشرون (¬6) ألف قصبة، والمحتاجة للحفر منها ستة آلاف وأربعماية قصبة، وباقيها يحتاج إلى الإصلاح. وقاسوا عرضه فكان عشر قصبات. وفرضوا الأموال على النواحي لأجل الحفير (¬7). [نيابة صفد] وفيه خلع على إينال العلائي الأجرود باستقراره في نيابة صفد عوضا عن يونس الأعور، / 701 / وقد أمر بأن يتوجّه إلى القدس بطّالا (¬8). [تقرير أمراء في وظائف] وقرّر قراجا الأشرفي شادّ الشراب خاناه في جملة مقدّمي الألوف بمصر على تقدمة إينال الأجرود. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر المحمل في: السلوك ج 4 ق 2/ 1006، ونزهة النفوس 3/ 380، وبدائع الزهور 2/ 174. (¬3) خبر والد المؤلّف في: السلوك ج 4 ق 2/ 1006، وإنباء الغمر 4/ 42 و 46، ونزهة النفوس 3/ 381، وبدائع الزهور 2/ 174. (¬4) في الأصل: «اللامون»، وفي: السلوك ج 4 ق 2/ 1006، ونزهة النفوس 3/ 381 «اللاهون». (¬5) خبر القناطر في: السلوك ج 4 ق 2/ 1006، ونزهة النفوس 3/ 381. (¬6) الصواب: «ثلاثة وعشرين». (¬7) خبر الخليج في: السلوك ج 4 ق 2/ 1006، ونزهة النفوس 3/ 381. (¬8) خبر صفد في: السلوك ج 4 ق 2/ 1007، والنجوم الزاهرة 15/ 81، ونزهة النفوس 3/ 381، وبدائع الزهور 2/ 174، 175.

الخلعة لحفر الخليج

وقرّر إينال الخازندار الأشرفي في شادّية الشراب خاناه وإمرة طبلخاناة عوضا عن قراجا. وقرّر علي باي الساقي الأشرفي أحد خواصّ خاصّكيّة السلطان في خازندارية إينال (¬1). [الخلعة لحفر الخليج] وفيه خلع على أقبغا التمرازي ليلي حفر خليج الإسكندرية (¬2). [هدم كنيسة بشبرا] وفيه كان هدم كنيسة النصارى التي بشبرا الخيام، بعث إليها السلطان جانبك الأستادار في طائفة فهدموها، ونهب ما كان بها من الحواصل، وأحرقت عظام رمم كانت بها تزعم النصارى أنها عظام شهداء منهم (¬3). [وفاة أرغون النوروزي] [1870]- وفيه مات أرغون شاه النوروزي (¬4). وكان ظلوما غشوما. وهو من مماليك نوروز الحافظي، وتنقّلت به الأحوال حتى ولي الأستادارية (¬5) السلطان بدمشق، ثم ولي الوزارة بمصر والأستادارية، ثم أعيد إلى دمشق على إمرة بها. [اهتمام السلطان بحفر خليج الإسكندرية] وفيه اهتمّ السلطان لحفر خليج الإسكندرية، وعيّن من البقر ستماية وعشرين رأسا، ومن الجراريف والمقلقلات مايتي وعشر قطع عملت بالميدان بين يدي السلطان. وندب للحفر ثلاثماية نفر بعد [أن] (¬6) أصرف عليهم مما جبي من المال من نواحي الغربية والمنوفية والبحيرة، وهو عشرة عن كل ألف دينار نصف راحل يؤخذ عنه مبلغ ألفين وخمسماية درهم من الفلوس معاملة مصر (¬7). ¬

(¬1) خبر الأمراء في: السلوك ج 4 ق 2/ 1007، وإنباء الغمر 4/ 47، والنجوم الزاهرة 15/ 82، وبدائع الزهور 2/ 175. (¬2) خبر الخلعة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1008. (¬3) خبر الكنيسة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1007، ونزهة النفوس 3/ 382، وبدائع الزهور 2/ 175. (¬4) انظر عن (النوروزي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 1015، وإنباء الغمر 4/ 56، والنجوم الزاهرة 15/ 207، والدليل الشافي 1/ 108، 109 رقم 375، والمنهل الصافي 2/ 324 - 327 رقم 377، ونزهة النفوس 3/ 390 رقم 771، ووجيز الكلام 2/ 552 رقم 1277، والضوء اللامع 2/ 267 رقم 828، وبدائع الزهور 2/ 175. (¬5) الصواب: «استادارية السلطان». (¬6) إضافة على الأصل. (¬7) خبر الخليج في: السلوك ج 4 ق 2/ 1008، ونزهة النفوس 3/ 382.

الرياح الباردة في مصر

[الرياح الباردة في مصر] وفيه، في أمشير، هبّت رياح مريسية باردة جدّا، وكان الحال أبرد مما في طوبة (¬1)، وثارت أغبرة شديدة حتى أرسل الله تعالى المطر بعد ذلك، فحصل به نفع للزرع، وانصلح ما كان حلّ به من الأغبرة (¬2). [شعبان] [استعفاء الكمال ابن البارزي] وفي شعبان خرج الكمال بن البارزي مسافرا إلى محلّ كتابته من دمشق، وقد عيّن معه جكم الأمير خال العزيز يوسف ولد السلطان وخازنداره ليكون مسفّرا له، ولنقل تمربغا أتابك طرابلس إلى حجوبتها الكبرى، ونقل أقجا الحاجب بها من الحجوبية إلى الأتابكية، وإلزام تمربغا بأربعة آلاف دينار، ولجكم ألف لتسفيره، حتى استعفى الكمال من ذلك، فأعفي على أن يقوّم لجكم ثلاثمائة دينار، / 702 / فأعطاها له من يومه. وعدّ ذلك من النوادر (¬3). [كتابة السرّ بحلب] وفيه خلع على معين الدين عبد اللطيف بن الشرف بن العجمي وقرّر بكتابة السرّ في حلب، عوضا عن أبيه. وكان قد قدم قبل ذلك القاهرة وقدّم للسلطان تقدمة جيّدة، وخلع عليه، وقرّر في كتابة السرّ كما كان قبل توجّهه إلى حلب (¬4). [تقرير تقدمة والأعداد] وفيه قرّر تقدمة أرغون شاه بدمشق محمد بن إبراهيم بن منجك، وأضيفت أستادارية دمشق والتحدّث على الأعداد إلى طوغان العثماني نائب القدس (¬5). [قراءة البخاري بالقلعة] وفيه ابتديء بقراءة «البخاري» بالقلعة، وألزم الذين يحضرون بالسكوت، وأمر أن يجلس الأعيان بناحية وغيرهم بناحية أخرى. وما وقع كلام (في هذه المرة) (¬6) كما كان أولا (¬7). ¬

(¬1) طوبة: هو الشهر الخامس في السنة القبطية. (¬2) خبر الرياح لم أجده في المصادر. (¬3) خبر الاستعفاء في: إنباء الغمر 4/ 46، وبدائع الزهور 2/ 175. (¬4) خبر كتابة السر في: السلوك ج 4 ق 2/ 1008، ونزهة النفوس 3/ 387. (¬5) خبر التقدمة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1008. (¬6) ما بين القوسين كتب فوق السطر. (¬7) خبر البخاري في: إنباء الغمر 4/ 46، وبدائع الزهور 2/ 175.

وفاة النور البغدادي

[وفاة النور البغدادي] [1871]- وفيه مات النور، عبد الرحمن بن نصر الله البغدادي النستريّ (¬1)، الحنبليّ، أخو قاضي القضاة المحبّ أحمد بن نصر الله. وكان إنسانا حسنا، حشما. وله سماع، وأجاز له ابن (¬2) المحبّ، وآخرين (¬3). ومولده سنة اثنين (¬4) وثمانين وسبعماية. [وفاة الشمس اللقاني] [1872]- وفيه مات الشمس اللقاني (¬5)، محمد بن موسى بن عمر بن عطية الأزهريّ، المالكيّ. وكان فاضلا اعتنى بالحديث، وقرأ في الجوق بنغمة حسنة، وكان ذا شهرة. ومولده سنة أربع وسبعين (¬6) وسبع ماية. وكانت جنازته حافلة. [تسفير المقطّعة أيديهم في كائنة سلمان بن أرخان] وفيه نودي من قبل السلطان باجتماع الذين قطعت أيديهم في كائنة هرب سلمان بن أرخى (¬7) بن عثمان، فظنّوا أنّ السلطان قد تألّم لهم وأنه يعينهم على مجيء رمضان بشيء من الصدقة، فتجمّع الجميع، وحضروا بقلعة الجبل، فأمر السلطان بالقبض عليهم، وسألهم أعوان الظلمة في أسوأ حال، حتى نزلوا بهم إلى مركب بالنيل، وأحدروا مقدّمين في الأخشاب مزدوجين ليسيروا إلى بلاد الروم. فكان هذا من شنيع الحوادث (¬8). [وفاة النحوي الأندلسي] [1873]- وفيه مات النحويّ الفاضل، الشيخ شمس الدين محمد الأندلسي (¬9)، المغربي، المالكيّ. ¬

(¬1) انظر عن (التستري) في: إنباء الغمر 4/ 59، 60 رقم 15، ومعجم شيوخ ابن فهد 134، 135، والضوء اللامع 4/ 406 رقم 157، ووجيز الكلام 2/ 550 رقم 1273، والدر المكنون (سنة 840 هـ‍). (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) الصواب: «وآخرون». (¬4) الصواب: «اثنتين». وفي الضوء: سنة 771 هـ‍. (¬5) انظر عن (اللقاني) في: إنباء الغمر 4/ 63 رقم 27، ووجيز الكلام 2/ 550 رقم 1272، والضوء اللامع 10/ 95. (¬6) في الإنباء: مولده سنة 772 هـ‍. (¬7) كذا. وهو: أرخان. (¬8) خبر التسفير في: السلوك ج 4 ق 2/ 1008، 1009، وإنباء الغمر 4/ 47. (¬9) انظر عن (الأندلسي) في: إنباء الغمر 4/ 64، 65 رقم 30، ووجيز الكلام 2/ 549، 550 رقم 1271، والضوء اللامع 10/ 26.

الإشاعة بسفر السلطان

وكان فاضلا، بارعا في العربية، وولي قضاء حماه، ثم رحل إلى الروم ومات ببرصا. [الإشاعة بسفر السلطان] وفيه أشيع بسفر السلطان إلى جهة البلاد الشمالية، وكانت الأراجيف عمّالة من جهة ابن (¬1) عثمان وجانبك الصوفي (¬2). [رمضان] [اجتماع الأمراء بالسلطان للتشاور بالسفر] وفي رمضان اجتمع الأمراء عند السلطان وعقد مجلس للمشور (¬3) واتفق رأي الجميع على سفر السلطان وأمرهم بالأهبة، فأخذوا في تجهيز أنفسهم، ثم أبطل ذلك بعد أيام (¬4). [نجدة ابن قرمان] وفيه كتب بتوجّه نواب الشام / 703 / نجدة لابن قرمان على ابن (¬5) عثمان (¬6). [وفاة الشمس القاهري] [1874]- وفيه مات الشمس الضبّيّ (¬7)، محمد بن إسماعيل بن أحمد القاهري، الشافعيّ. وكان من أهل الخير والديانة، مقبلا على شأنه. لازم الحافظ ابن (¬8) حجر نحوا من ثلاثين سنة. وكتب الكثير من تصانيفه. [ختم البخاري] وفيه كان ختم «البخاري» على العادة، ووقع بين الشيخ باكير والعلاء الرومي كلام يطول الشرح في ذكره (. . .) (¬9) الرومي الشيخ باكير وقام عليه، وكان قبل ذلك سعى في ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر الإشاعة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1009، وإنباء الغمر 4/ 416. (¬3) الصواب: «للمشورة». (¬4) خبر التشاور في: السلوك ج 4 ق 2/ 1009، ونزهة النفوس 3/ 383. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر النجدة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1009، وإنباء الغمر 4/ 48، ونزهة النفوس 3/ 383. (¬7) انظر عن (الضبّي) في: إنباء الغمر 4/ 61، 62 رقم 24. (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) في الأصل: كلمة غير مفهومة: «كعدمته»!

عبث جلبان السلطان بالناس

مشيخة الشيخونية فما أجيب إلى ذلك. وآل الأمر إلى أن أمر السلطان بأن يصلح بينهما (¬1). [عبث جلبان السلطان بالناس] وفيه كثر عبث (جلبان) (¬2) السلطان بالناس ليلا وكثر شرّهم (¬3). [شوال] [قضاء الشافعية] وفي شوال أعيد العلم البلقيني إلى القضاء الشافعية بعد سعي حثيث، وصرف الحافظ ابن (¬4) حجر. وكان السراج الحمصي قد حضر من دمشق بعد عزله عن قضائها فدسّ في التحدّث في ولاية قضاء مصر وسيلة إلى ولاية البلقينيّ. بحيل عملت غريبة، ولله الأمر (¬5). [مجلس علماء الحنفية] وفيه عقد مجلس لعلماء الحنفية بسبب شرط الواقف في الشيخونية في أمر مشيختها، وانفضّ بعد ذلك على غير طائل. وكان ذلك بين يدي السلطان، وبقي الحال كما كان (¬6). [وفاة الشمس ابن الحلاوي] [1875]- وفيه مات الشمس ابن الحلاوي (¬7)، محمد بن يوسف بن أبي بكر بن صالح الحلبي الأصل، الدمشقي الشافعي. سمع من العمادي كثير، وابن أميلة، فيما ذكره عن نفسه، وولي عدّة وظائف منها وكالة بيت المال بمصر. ومولده سنة 764 (¬8). ¬

(¬1) خبر الختم في: إنباء الغمر 4/ 46، وبدائع الزهور 2/ 175. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) خبر الجلبان في: السلوك ج 4 ق 2/ 1009. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر الشافعية في: السلوك ج 4 ق 2/ 1009، وإنباء الغمر 4/ 50، ونزهة النفوس 3/ 383، وبدائع الزهور 2/ 175، 176. (¬6) خبر المجلس في: إنباء الغمر 3/ 50. (¬7) انظر عن (ابن الحلاوي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 1015، وإنباء الغمر 4/ 63، 64 رقم 28، والنجوم الزاهرة 15/ 207، والضوء اللامع 10/ 90 رقم 2902، ووجيز الكلام 2/ 551، 552 رقم 1276، ونزهة النفوس 3/ 288 رقم 766، وبدائع الزهور 2/ 176. (¬8) في الإنباء: مولده سنة 765 هـ‍.

وفاة الشمس ابن الربعي

وقرّر عوضه في الوكالة النور بن مفلح. [وفاة الشمس ابن الربعي] [1876]- وفيه مات الشمس ابن (¬1) الريفي (¬2)، محمد بن محمد بن أحمد المناويّ الأصل، الجوهري، الشافعيّ. وكان عالما فاضلا، سمع من جويرية وغيرها، وكانت جنازته مشهودة. ومولده سنة 788. [سفر الحاج والمحمل] وفيه خرج الحاج وأميرهم على المحمل الوالد، وخرج في تجمّل زائد، وكان أمير الأول محمد بن أركماس الظاهري (¬3). [الصاعقة بجدّة] وفيه نزلت صاعقة بجدّة هلك فيها نحوا (¬4) من ماية نفر من الناس، وشيئا كثيرا (¬5) من البضائع وغيرها (¬6). [الفتنة بين القوّاد وباش الجند] وفيه كانت فتنة بين القوّاد وجانبك باش الجند قتل فيها وجرح عدّة من الناس (¬7). [ذو القعدة] [الصلح بين ابن عثمان وابن قرمان] وفي ذي قعدة وقع الصلح بين ابن (¬8) عثمان وبين [ابن] (¬9) قرمان (¬10). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (ابن الريفي) في: إنباء الغمر 4/ 62 رقم 25، والضوء اللامع 9/ 122، وشذرات الذهب 7/ 236. (¬3) خبر الحاج في: السلوك ج 4 ق 2/ 1010، وإنباء الغمر 4/ 251، ونزهة النفوس 3/ 384 وفيه: «أحمد بن أركماس» وبدائع الزهور 2/ 176. (¬4) الصواب: «فيها نحو». (¬5) الصواب: «وشيء كثير». (¬6) خبر الصاعقة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1010، وإنباء الغمر 4/ 51، ونزهة النفوس 3/ 384. (¬7) خبر الفتنة في: السلوك ج 4 ق 2/ 101، ونزهة النفوس 3/ 384. (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) في الأصل: «بن». (¬10) خبر الصلح في: السلوك ج 4 ق 2/ 1010، وإنباء الغمر 4/ 52، ووجيز الكلام 2/ 548.

وفاة نائب الإسكندرية

[وفاة نائب الإسكندرية] [1877]- وفيه وصل سيف أقباي اليشبكي (¬1) نائب الإسكندرية وقد مات. وكان بشوشا، متواضعا، تنقل حتى قرّر في نيابة الإسكندرية بعد الوالد، وما حمدت سيرته فيها. [نيابة الإسكندرية] وفيه قرّر في نيابة الإسكندرية الزين عبد الرحمن بن الكويز أحد الدوادارية الصغار (¬2). [عودة نائب حلب إليها] وفيه عاد نائب حلب إليها، وكان قد خرج منها نجدة لابن قرمان / 704 / (على ابن (¬3) عثمان) (¬4)، فلما وقع الصلح بينهما عاد من مرعش (¬5). [الحرب بين متملّك بغداد وصاحب ماردين] وفيه وصل الخبر بأنه وقع بين أصبهان بن قرا يوسف متملّك بغداد، وبين حمزة بن قرايلك صاحب ماردين، وتحاربا، فانهزم أصبهان بعد ما قتل عدّة من أمرائه وجنده، وأنّ من بقي معه كادوا أن يقتلوه (¬6)، فامتنع منهم بقلعة فولاد (¬7). [وفاة الشرف السبكي] [1878]- وفيه مات الشرف موسى السبكي (¬8)، الشافعي، وقد بلغ السبعين. وكان عالما فاضلا، انتفع به الطلبة. ¬

(¬1) انظر عن (أقباي اليشكري) في: السلوك ج 4 ق 2/ 1010، وإنباء الغمر 4/ 56 رقم 8، والنجوم الزاهرة 15/ 207، والدليل الشافي 1/ 137 رقم 480، والمنهل الصافي 2/ 471 رقم 481، ونزهة النفوس 3/ 384، ووجيز الكلام 2/ 552 رقم 1278، والضوء اللامع 2/ 314 رقم 999. (¬2) خبر النيابة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1010، وإنباء الغمر 4/ 56، والنجوم الزاهرة 15/ 83، وبدائع الزهور 2/ 176. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) ما بين القوسين عن الهامش. (¬5) خبر العودة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1010، ونزهة النفوس 3/ 385. (¬6) الصواب: «أن يقتلونه». (¬7) خبر الحرب في: السلوك ج 4 ق 2/ 1011، ونزهة النفوس 3/ 385. (¬8) انظر عن (السبكي) في: إنباء الغمر 4/ 65، 66، رقم 33، والضوء اللامع 10/ 176 رقم 754، ووجيز الكلام 2/ 548 رقم 1267، وشذرات الذهب 7/ 236.

وفاة عائشة بنت العلاء

[وفاة عائشة بنت العلاء] [1879]- وفيه ماتت المرأة العالمة، الفاضلة، عائشة (¬1) أمّ عبد الله، بنت قاضي القضاة العلاء علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن أبي الفتح العسقلانيّ، الحنبليّ. وكانت من بيت علم ورياسة، وحضرت على جدّها الفتح القلانسيّ. وسمعت من العزّ ابن (¬2) جماعة، والموفّق الحنبلي، وهي آخر من مررت عنهم بالسماع. وهي زوجة القاضي برهان الدين بن نصر الله الحنبلي أمّ ولده قاضي القضاة العزّ أحمد الآتي في محلّه. ومولده سنة أحد (¬3) وستين وسبعماية. [ذو الحجّة] [كتابة السرّ] وفي ذي حجّة ولي كتابة السرّ الأمير صلاح الدين محمد بن الصاحب نور الدين بن نصر الله عوضا عن المحبّ بن الأشقر، وخلع عليه بذلك، ولبس العمامة المدوّرة وغيّر زيّه الأميري إلى الزّيّ القضائيّ، ونزل من القلعة في موكب حافل جدّا (¬4). [وفاة الشهاب الهيثمي] [1880]- وفيه مات الشهاب الهيثميّ (¬5) أحمد بن محمد بن أبي بكر بن سليمان القاهري، الشافعيّ. سمع من عمّه الحافظ نور الدين، والزين العراقي، والإبناسي، وابن (¬6) الشيخة. ومولده سنة ثمانين وسبعماية. ¬

(¬1) انظر عن (عائشة) في: السلوك ج 4 ق 2/ 1015، وإنباء الغمر 4/ 58 رقم 13، ونزهة النفوس 3/ 388، 389 رقم 667، والضوء اللامع 12/ 482، وشذرات الذهب 7/ 235. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) الصواب: «سنة إحدى». (¬4) خبر كتابة السر في: السلوك ج 4 ق 2/ 1011، والنجوم الزاهرة 15/ 83، ونزهة النفوس 3/ 385، 386. (¬5) انظر عن (الهيثمي) في: إنباء الغمر 4/ 55 رقم 4، وعنوان العنوان، رقم 51، ومعجم شيوخ ابن فهد 85، 86، والضوء اللامع 2/ 103 رقم 312، وبدائع الزهور 2/ 176. (¬6) في الأصل: «بن».

قدوم مبشر الحاج

[قدوم مبشّر الحاجّ] وفيه قدم مبشّرا (¬1) الحاج وأخبروا بالأمن والسلامة والرخاء والشكر من أمر (¬2) الحاج (¬3). [الوباء باليمن] وفيه كان الوباء بصعدة وصنعاء من بلاد اليمن حتى شنّع الموتان بها، حتى وردت مكاتبة يخبر فيها بأنّ الذين ماتوا بتلك النواحي زيادة على ثمانين ألف إنسان (¬4). [وفاة صاحب صنعاء] [1881]- وفيه مات صاحب صنعاء (¬5)، إمام الزيدية ورأسهم، علي بن صلاح بن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن منصور بن حجّاج بن يوسف الحسيني، المرسي، الإمام المنصور بن حجّاج بن يوسف الحسيني، المرسي الإمام المنصور نجاح الدين المدعو بأمير المؤمنين. وقد أقام في الملك بعد أبيه زيادة على ستّ وأربعين سنة. وقام من بعده ولده الإمام الناصر صلاح الدين محمد بعهد من أبيه / 705 / وبيعة (¬6) الجماعة له، فاتفق أن مات بعد ثمانية وعشرين يوما، فأقيم بعده رجل يقال له صلاح بن علي بن محمد بن أبي القاسم، وهو من بني عمّ الإمام، ولقّبوه بالمهدي. وجرت أمور يطول الشرح في ذكرها. * * * [حوادث أخرى [فى هذه السنة لا فى شهر معين] [الوباء بديار بكر] وفيها كان الوباء بآمد وعامّة ديار بكر، ومات به خلق لا تحصى (¬7). ¬

(¬1) الصواب: «مبشّرو». (¬2) الصواب: «أمير». (¬3) خبر المبشر في: السلوك ج 4 ق 2/ 1013، ونزهة النفوس 3/ 387. (¬4) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 1013، ونزهة النفوس 3/ 387. (¬5) انظر عن (صاحب صنعاء) في: السلوك ج 4 ق 2/ 1015 - 1017، وإنباء الغمر 4/ 60 رقم 18، وفيه: «علي بن علي بن محمد بن منصور بن حجاج»، ونزهة النفوس 3/ 390، 391 رقم 772، والضوء اللامع 5/ 1071، والنجوم الزاهرة 15/ 209، وبدائع الزهور 2/ 176. (¬6) في الأصل: «بعقه». (¬7) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 1013.

وفاة سليم العسقلاني

[وفاة سليم العسقلاني] [1882]- وفيها مات الشيخ الصالح المعتقد، الشيخ سليم بن عبد الرحمن الجناني (¬1) العسقلانيّ الأصل، الأزهري. وقد جاوز الستين، وكان شهما صالحا، له ذكر وشهرة. [وفاة الشهاب البابي] [1883]- وفيها مات الشهاب البابي (¬2) أحمد بن محمد بن محمد بن نجم الدين القاهريّ، المخزوميّ، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، درّس بالشريفية. وهي بيد ولده الشيخ شمس الدين الآن. [وفاة ابن قرمان] [1884]- وفيها مات عيسى بن قرمان (¬3) قتيلا في حرب بينه وبين أخيه إبراهيم. [وفاة أمير الملا] [1885]- ومات أمير الملا، قرقماس (¬4) بن عذرا (¬5) بن نعير بن حيار بن مهنّا. [وفاة محمد شاه] [1886]- ومحمد شاه ابن (¬6) العلاّمة ابن الشمس الفنريّ (¬7). ¬

(¬1) مهمل في الأصل. وانظر عن (الجناني) - بكسر الجيم - في: إنباء الغمر 4/ 57 رقم 12، والدليل الشافي 1/ 322 رقم 1102، والمنهل الصافي 6/ 62 - 65 رقم 1105، ووجيز الكلام 2/ 550 رقم 1274، والضوء اللامع 3/ 371 رقم 1027. (¬2) انظر عن (البابي) في: إنباء الغمر 4/ 56 رقم 6. (¬3) انظر عن (ابن قرمان) في: إنباء الغمر 4/ 60 رقم 19، وبدائع الزهور 2/ 76. (¬4) انظر عن (قرقماس) في: السلوك ج 4 ق 2/ 1015، والنجوم الزاهرة 15/ 209، وبدائع الزهور 2/ 176. (¬5) في الأصل: «عبد». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) انظر عن (الفنري) في: إنباء الغمر 4/ 64 رقم 29.

الحروب ببلاد الروم وديار بكر

وكان فاضلا، عالما. وهو والد العلاّمة حسن بن الصيرمي الآتي. [الحروب ببلاد الروم وديار بكر] وفيها كانت الحروب والفتن ببلاد الروم وديار بكر وما يلي تلك النواحي (¬1). [الحروب والفتن باليمن] وفيها كان ببلاد صنعاء وصعدة الحروب والفتن والشرور من بعد موت ابن (¬2) صلاح وأنزله الإمام المهدي بعد أمور تملّك صعدة، وآخر يقال له قاسم تملّك صنعاء على كره من أهلها. والله أعلم (¬3). [خاتمة] تمّ الجزء الأول بحمد الله وعونه وحسن توفيقه يتلوه الجزء الثاني من سنة أحد (¬4) وأربعين وثمانماية إن شاء الله تعالى (بعون الله تعالى وحمده وتوفيقه تمّ إنجاز تحقيق هذا الجزء من كتاب «نيل الأمل في ذيل الدول» للمؤرّخ غرس الدين عبد الباسط بن خليل بن شاهين الظاهريّ، المتوفّى بحدود سنة 920 هـ‍. وضبط نصّه، وتوثيق مادّته، والإحالة إلى مصادره، على يد خادم العلم وطالبه «عمر عبد السلام تدمري» الطرابلسي مولدا وموطنا، الحنفيّ مذهبا، الأستاذ الدكتور في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة اللبنانية، عضو الهيئة العربية العليا لإعادة كتابة تاريخ الأمة في اتحاد المؤرّخين العرب، وكان نسخ نصف هذا الجزء على يد المحقق في القاهرة، وتتمّة النسخ والتحقيق والتعليق بمنزله بساحة الأشرف خليل بن قلاوون (النجمة سابقا) في مدينة طرابلس الشام المحروسة، وذلك بعد ظهر يوم الأربعاء في الخامس والعشرين من شهر رجب الفرد سنة 1120 هـ‍ / الموافق للثالث من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) سنة 1999 م. والله الموفّق لمتابعة تحقيق بقيّة أجزاء هذا الكتاب، وعليه اتكالي). ¬

(¬1) خبر الحروب في: السلوك ج 4 ق 2/ 1013، وإنباء الغمر 4/ 52، ونزهة النفوس 3/ 387. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر اليمن لم أجده في المصادر. (¬4) الصواب: «سنة إحدى».

الجزء الثاني [القسم الخامس] أخبار الدول وآثار الأوّل الجزء (¬1) الثاني من كتاب حوادث الدهور في مدى (¬2) الأيام والشهور والمسمّى ب‍ نيل الأمل في ذيل الدول تأليف سيّدنا ومولانا، الشيخ، الإمام، العلاّمة، جامع (فضيلتي السيف والقلم) (¬3). عبد الباسط المؤرّخ رحمه (¬4) الله وتغمّده الله بالرحمة والرضوان وأسكنه فسيح الجنان بجاه سيّدنا محمد آمين دخل في ملك (. . . . . .) (¬5) في يوم الإثنين سلخ جماد الآخر سنة 1045 ¬

(¬1) في الأصل: «الجزؤ». (¬2) في الأصل: «مد». (¬3) ما بين القوسين كتب بكلمات فوق بعضها: «جامع» وفوقها «فضيلتي»، ثم فوقها: «السيف»، ثم في الأعلى: «والقلم»، وذلك على يسار السطر. (¬4) في الأصل: «رحمة» بإثبات النقطتين فوق الهاء. (¬5) في الأصل: «كلمتان ممسوحتان».

حوادث سنة إحدى وأربعين وثمانماية

/ 1 / بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَصلى الله على مُحَمَّد وَآله وسلّم [حوادث] سنة إحدى وأربعين وثمانماية [محرّم] [تقرير قاضي الشافعية بطرابلس] في محرّم قرّر السراج الحمصي في قضاء الشافعية بطرابلس، ونزل من القلعة بخلعة، وركب معه الزين عبد الباسط ناظر الجيش، والعلم البلقيني قاضي القضاة (¬1). [وفاة أركماس] [1887]- وفيه مات أركماس دوادار (¬2) الأتابك جقمق. وكان إنسانا حسنا، حسن السيرة، عارفا سيوسا. وولي مرّة نظر الأوقاف. [ثورة الجلبان السلطانية] وفيه ثار جماعة من الجلبان السلطانية، وكانوا نحوا من مائة نفر، فنزلوا قاصدين دار الزين عبد الباسط ناظر الجيش، والصاحب كريم الدين الوزير، والسعد ناظر الخاص ابن (¬3) كاتب جكم، فنهبوا ما وجدوه في دار ناظر الجيش، وكان قد بلغه وهم أيضا شيئا (¬4) من ذلك، فوزّعوا ما بدورهم. وطلب المماليك زيادة جوامك ومرتّبهم. وبعث السلطان بمنعهم من ذلك، فأجابوا، وكثر الإرجاف في هذه الأيام، ثم سكنت الفتنة (¬5). ¬

(¬1) خبر القضاء في: إنباء الغمر 4/ 67. (¬2) انظر عن (أركماس الدوادار) في: إنباء الغمر 4/ 77 رقم 6. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) الصواب: «شيء». (¬5) خبر ثورة الجلبان في: السلوك ج 4 ق 2/ 1018، وإنباء الغمر 4/ 67، والنجوم الزاهرة 15/ 83، ونزهة النفوس 3/ 392، وبدائع الزهور ج 2/ 176، 177.

وصول الحاج

[وصول الحاج] وفيه وصل الحاج في [البقية] (¬1) بالسلامة (¬2). [محاربة نواب البلاد الشمالية لابن دلغادر وجانبك] وفيه ورد الخبر بأنّ عدّة من نوّاب البلاد الشمالية كنائب دوركي وبهسنا ونحوهما، ساروا بنحو الألفي فارس، وقد بلغهم أن ناصر الدين بن دلغادر هو وجانبك الصوفي نزلا على نحو المرحلتين من مرعش في أناس قلائل لكون جماعتهم مع سليمان بن دلغادر على حصار قيصرية الروم، فانتهزوا الفرصة عساهم يظفروا بجانبك وابن (¬3) دلغادر وأخذهما فطرقوهما، ففرّا، فنهبوا أشياء (¬4) وأحرقوا فسرّ الناس بهذا الخبر (¬5). [صفر] [خروج نائب الشام إلى حلب] وفي صفر خرج نائب الشام يريد حلب، وقد توجّهت جميع نواب البلاد بالجيوش ليوافوا بنصرته مددا لابن قرمان على سليمان بن دلغادر (¬6). [وفاء النيل] وفيه كان وفاء النيل في رابع عشر (¬7) مسرى، ونزل الجمال يوسف ولد السلطان لخلق المقياس وفتح الخليج على العادة (¬8). [تقرير والد المؤلّف نائبا للكرك] وفيه قرّر الوالد في نيابة الكرك، وخلع عليه بذلك عوضا عن عمر شاه، وشافههما السلطان بأنه إنّما ولاه ليكون نظره على قلعة الكرك، فإنه يحدس من نفسه أنه يموت، ويتولّى ولده الجمال يوسف، وأنه لا يبقى / 2 / في الملك فيجد معقلاّ يأوي إليه، سيما ¬

(¬1) إضافة من: نزهة النفوس 3/ 392. (¬2) خبر الحاج في: السلوك ج 4 ق 2/ 1018، وإنباء الغمر 4/ 68، ونزهة النفوس 3/ 392. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «اسيا». (¬5) خبر المحاربة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1018، 1019، والنجوم الزاهرة 15/ 84، ونزهة النفوس 3/ 392، وبدائع الزهور 2/ 177. (¬6) خبر نائب الشام في: السلوك ج 4 ق 2/ 1019، والنجوم الزاهرة 15/ 85، ونزهة النفوس 3/ 392. (¬7) في السلوك: «رابع عشرين». (¬8) خبر الوفاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 1019، ونزهة النفوس 3/ 393، وبدائع الزهور 2/ 177.

استمرار ابن ظهيرة بقضاء مكة

وأخت أبيه، وهي خالته أصل معك - يخاطب الوالد بذلك في خلوة، وأظهر له أشياء من تمرّضه وغير ذلك مما لحقه (¬1). [استمرار ابن ظهيرة بقضاء مكة] وفيه خلع على الجلال أبي السعادات بن ظهيرة باستمراره على قضاء مكة، وكان قد حضر مع الحاج وأرجف بصرفه، فاعتنى به الصلاح بن نصر الله كاتب السرّ حتى تمّ أمره في استمراره بعد ما فرض عليه مال قام به (¬2). [مقياس النيل] وفيه - في أيام توت - وهو يوم النوروز القبطيّ، رأس سنة القبط، نودي على النيل: إصبع من إحدى (¬3) وعشرين ذراعا. وهو ممّا يندر في مثل هذا اليوم (¬4). [الوباء بحلب] وفيه نشا الوباء بحلب وأعمالها، حتى بلغ من يموت بها زيادة على المائة في اليوم. وكان ابتدأ بها في الشهر الماضي، ثم حدثت لمدة ذلك بالقاهرة كما سنذكره (¬5). [زيادة النيل] وفيه انتهت زيادة النيل إلى خمسة عشر إصبعا من إحدى وعشرين ذراعا، واستمرّ ثابتا. [ربيع الأول] [سفر والد المؤلّف لنيابته] وفي ربيع الأول خرج الوالد مسافرا إلى محلّ ولايته بالكرك والشوبك، وسار في تجمّل زائد (¬6). وكانت الكرك إذ ذاك في غاية العظمة، وبها الأموال والحواصل، وقد آل أمرها إلى ما هو معروف الآن. وبالله المستعان. ¬

(¬1) خبر والد المؤلّف في: بدائع الزهور 4/ 177. (¬2) خبر ابن ظهيرة في: نزهة النفوس 3/ 393 و 394 وبدائع الزهور 2/ 177. (¬3) في السلوك: «من عشرين». (¬4) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 1020، وبدائع الزهور 2/ 177. (¬5) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 1020، ونزهة النفوس 3/ 394. (¬6) خبر والد المؤلّف في: السلوك ج 4 ق 2/ 1020، ونزهة النفوس 3/ 394.

وفاة ابن كاتب جكم

[وفاة ابن كاتب جكم] [1888]- وفيه مات السعيد ابن كاتب جكم (¬1)، إبراهيم بن عبد الكريم بن بركة القبطي، المصري. ولم يكمل الثلاثين. وكان رئيسا حشما في نظر الخاص بعد أبيه وشهر وذكر، ودفنوه بالقرافة عند أبيه. ثم نقله الجمال بعد مدّة إلى تربته التي أنشأها بالصحراء هو وأبوه ودفنا بها. [نظارة الخاص] وفيه قرّر في نظر الخاص الجمال يوسف بن كاتب جكم، عوضا عن أخيه، وعظم يوسف هذا بعد ذلك حدّا على ما ستعرف ذلك (¬2). [ربيع الآخر] [تفشّي الموت بحماه] وفي ربيع الآخر فشا الموت بمدينة حماه وأعمالها، وكان ابتدأ بها في الشهر الماضي، حتى كان عدّة من يموت بها مائة وخمسين نفرا (¬3). [احتراق بلاد باليمن] وفيه وصل الخبر بأنّ عدن من بلاد اليمن احترقت كلها، وأنّ دار الملك بزبيد أيضا احترقت مع جانب مع مدينة زبيد. وأنّ ملك اليمن الظاهر يحيى كانت بينه وبين عرب اليمن المعازبة وقعة هائلة، قتل فيها جماعة وافرة من عسكره، وقد شغبت بلاد تعز، وقد انتفضت عليه عرب اليمن من باب عدن إلى الشجر، وأنه قبض على برقوق ثأرا (وكان) (¬4) كبير دولته، فسجنه بعد أن أخذ جميع موجوده، ثم أفرج عنه (¬5). [الحرب بين أهل المغرب والفرنج] وفيه كانت بين المسلمين من أهل المغرب الأقصى فاس وفاسها (¬6) وبين الفرنج ¬

(¬1) انظر عن (ابن كاتب حكم) في: إنباء الغمر 4/ 75 رقم 1، والنجوم الزاهرة 15/ 210، 211، والسلوك ج 4 ق 2/ 1060، 1061، والضوء اللامع 1/ 68، ووجيز الكلام 2/ 560، 561 رقم 1297، ونزهة النفوس 3/ 374، و 428، وبدائع الزهور 2/ 178. (¬2) خبر النظارة في: السلوك ج 4 ث 2/ 1021، والنجوم الزاهرة 15/ 211، ونزهة النفوس 3/ 395. (¬3) خبر حماه في: السلوك ج 4 ق 2/ 1021، ونزهة النفوس 3/ 395، وشذرات الذهب 7/ 237. (¬4) في الأصل بياض. (¬5) خبر اليمن في: السلوك ج 4 ق 2/ 1022، ونزهة النفوس 3/ 395، وبدائع الزهور 2/ 178. (¬6) هكذا في الأصل.

عمارة جامع السلطان

البرتقال / 3 / صاحب مدينة شلب من الأندلس في جموع هائلة كثيرة، وحاصرها مدّة، فجاءه (¬1) المسلمون بجموعهم من فاس ومكناس وأصيلا، وقامت الحرب، وآلت إلى نصر المسلمين. والحكاية فيها طول. [عمارة جامع السلطان] وفيه كملت عمارة الجامع الذي أنشأه السلطان بالخانكاه من سرياقوس، ورتّب أموره، وجاء نافعا في محلّه (¬2). [القبض على جانبك الصوفي] وفيه كان القبض على جانبك الصوفيّ، فمات. وسيأتي خبره بعد قبضه (¬3). [جمادى الأول] [ركوب السلطان للصيد] [وفي] جمادى الأول ركب السلطان إلى الصيد ونزل من قلعته شاقّا القاهرة من باب زويلة حتى خرج من باب القنطرة، وغاب أياما، ولم يقع له صيد البتّة. فيقال بعض نهاية أمره، وكان ما تفاءلوا (¬4) به (¬5). [القبض على نائب غزّة] وفيه قدم تمراز المؤيّدي نائب غزّة فقبض عليه وحمل إلى الإسكندرية في القيد، واستدعى السلطان بجرباش قاشق من ثغر دمياط ليولّيه غزّة، فلم يجب إلى ذلك، واستعفى، فأعيد إلى دمياط (¬6). [نيابة غزّة] وفيه قرّر في نيابة غزّة أقبردي القجماسي (¬7). ¬

(¬1) في الأصل: «فجاه». (¬2) خبر المغرب في: السلوك ج 4 ق 2/ 1022، و 4 ق 3/ 1059، 1060، ونزهة النفوس 3/ 396، وبدائع الزهور 2/ 178. (¬3) خبر جامع السلطان في: النجوم الزاهرة 15/ 85، 86، ونزهة النفوس 3/ 395. (¬4) خبر جانبك في: إنباء الغمر 4/ 69، وإعلام الورى 50. (¬5) في الأصل: «تفالوا». (¬6) خبر ركوب السلطان في: السلوك ج 4 ق 2 / - 1022، والنجوم الزاهرة 15/ 86، ونزهة النفوس 3/ 396. (¬7) خبر نائب غزّة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1022 و 1023، والنجوم الزاهرة 15/ 86، ونزهة النفوس 3/ 396.

وصول رأس جانبك

[وصول رأس جانبك] [1889]- وفيه وصلت رأس جانبك الصوفي (¬1) إلى القاهرة ومعها يده أيضا. وكان جانبك هذا قد توجّه إلى محمد ومحمود ولدي قرايلك ونزل عندهما بعد فرار ابن (¬2) دلغادر لابن عثمان، فأخذ تغري برمش نائب حلب يستميل ولدي قرايلك، ولا زال يعدهما، وذكر لهما أنهما إن قبضا على جانبك وبعثا به يرسل لهما خمسة آلاف دينار، وتكون صحبة أكيدة بينهما وبينه وبين السلطان. وبلغ جانب ذلك فبادر ليفرّ من عندهما، وخرج معه زيادة على العشرين فارس (¬3) ممّن ينتمي إليه لينجوا (¬4) بنفسه، فأدركه جماعة ولدي قرايلك وقاتلوه ورموه بسهم، فسقط عن فرسه، فأخذوه وسجنوه عندهم، فمات في ثاني يومه في سادس عشرين ربيع الآخر، فحزّوا رأسه وبعثوا بها وبيده إلى تغري برمش نائب حلب، فجهّزهما إلى السلطان، فسرّ بذلك، وأمر بالرأس فطيف بها شوارع القاهرة، واطمأنّت نفوس كثير من الناس، وظهر كذب من قال بأنه يلي الأمر، وبطلت الملحمة، وظنّ السلطان أنه قد أمن، وأجرى الله تعالى على الألسنة بأنّ / 4 / أيامه انقضت ودولته حان زوالها (¬5)، فكان كذلك. ومات في ذي حجّة من هذه السنة كما سيأتي. [وفاة عبد الملك الزنكلوني] [1890]- وفيه مات العبد الصالح، المعتقد، الشيخ عبد الملك بن محمد بن عبد الله الزنكلوني (¬6)، القاهري، الشافعيّ. وكان من عباد الله الصالحين، وحزبه المفلحين، ويذكر عنه كرامات ومكاشفات وللناس فيه الاعتقاد الحسن. [هدية ملك الحبشة] وفيه ورد إلى القاهرة مكاتبة الحطي ملك الحبشة، الناصر يعقوب بن داود بن ¬

(¬1) انظر عن (جانبك الصوفي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 1061، وإنباء الغمر 4/ 69، 70 و 80 / رقم 83، والنجوم الزاهرة 15/ 87، 88 و 211 - 213، ونزهة النفوس 3/ 397، 398، و 430 رقم 777، ووجيز الكلام 2/ 553، وبدائع الزهور 2/ 178، 179، وإعلام الورى 50. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) الصواب: «فارسا». (¬4) الصواب: «لينجو». (¬5) السلوك ج 4 ق 2/ 1023، 1024. (¬6) انظر عن (الزنكلوني) في: إنباء الغمر 4/ 82 رقم 20، وبدائع الزهور 2/ 179.

كثرة الموتى بوباء حماه

سيف أرعد النصرانيّ، ومع المكاتبة هدية ما بين ذهب وزباد (¬1) وغير ذلك. وفي مكاتبته التودّد والوصيّة بإخوانه من النصارى بهذه البلاد، والالتماس من السلطان أن يأمر البطرك الذي بالقاهرة أن يعيّن لهم بطركا، فإنّ البطرك الذي كان عندهم من قبله قد هلك. فعيّن البطرك إنسانا يقال له ميخائيل، وبعثه مع قاصد من جهته يقال له صدقة، وعلى يده تقليد ميخائيل المذكور بعد أن حضر عندهما جماعة من نصارى الحبشة، وذكروا لهما أنهم مقيمون بدير، فنزل عليهم قطّاع الطريق وقتلوا منهم ثلاثة، وفرّ من بقي، وسألوا أن يرمّم كنيسة لهم كانت قديمة بقرى بساتين الوزير من الضواحي، كان أهلها قد تركوها من أجل كونها خرابا. فرفع البطركان قصّة للسلطان، فأذن بذلك. ورجع الأمر فيه إلى القاضي الحنفي، فعيّن ذلك على بعض نوابه، وأنها تعاد بأنقاضها من غير زيادة على ذلك (¬2). وكان لهذه الكنيسة قصة بعد هذا التاريخ لعلّنا نذكرها. [كثرة الموتى بوباء حماه] وفيه فحش الوباء بحماه، وشنّع الموتان فيها حتى تجاوز عدّة من يموت بها على الثلاثمائة إنسان، وما عهد مثل ذلك بحماه في الموت من هذه الأزمنة (¬3). [إهانة ابن سالم] وفيه طلب السلطان نور الدين عليّ بن سالم أحد نواب الحكم الشافعية، وكان قد رفع بعضهم بشكواه إلى السلطان في حكم حكم به، فسأله السلطان عن الشهود: لم لم يكتبوا أسماؤهم (¬4) في الحكم؟ فأجاب بأنه ليس بشرط. فتغيّظ منه، وأمر به، فبطح وضرب، وعرّي رأسه، وأهين إهانة كبيرة، فخرج وهو مكسور الخاطر، فما كان إلاّ اليسير حتى وعك السلطان وتمادى به ذاك حتى مات. / 5 / وكان الناس قد علموا أنه ظلم ابن (¬5) سالم هذا، وتألّموا عليه (¬6). [جمادى الآخر] [نظارة الجيش وكتابة السرّ بدمشق] وفي جماد الآخر كتب بنقل الجمال يوسف بن الصفيّ كاتب سرّ دمشق إلى ناظر ¬

(¬1) السلوك ج 4 ق 2/ 1024. (¬2) خبر الهدية في: السلوك ج 4 ق 2/ 1024، وإنباء الغمر 4/ 69، ونزهة النفوس 3، 398. (¬3) خبر وباء حماه في: السلوك ج 4 ق 2/ 1024، وإنباء الغمر 4/ 70، ونزهة النفوس 3/ 398، وشذرات الذهب 7/ 237. (¬4) الصواب: «أسماءهم». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر الإهانة في: إنباء الغمر 4/ 70.

ركوب السلطان للصيد

جيشها عوضا عن البهاء بن حجّي على أن يحمل أربعة آلاف دينار، وأن يستقرّ ابن (¬1) حجّي في كتابة السرّ، على أن يحمل ألف دينار (¬2). [ركوب السلطان للصيد] وفيه كثر ركوب السلطان إلى الصيد، وتكرّر ذلك غير ما مرة كأنه يودّع (¬3). [وباء الطاعون بدمشق وطرابلس] وفيه وقع الوباء بدمشق وطرابلس، وفشا الموت بهما بالطاعون الوخى (¬4)، ومات به خلق لا يحصون (¬5). [قتال ولدي قرا يوسف] وفيه وردت الأخبار أنّ اسكندر بن قرا يوسف قصد أخاه جهان شاه بتبريز، وأنّ جهان شاه برز إليه، واقتتلا، وكانت الهزيمة على اسكندر، وأنه فرّ بنفسه إلى قلعة بلنجا (¬6) من أعمال تبريز، وأنّ جهان شاه نازله وهو محاصر له بالقلعة (¬7). [امتلاك ابن قرايلك آمد] وورد الخبر أيضا بأنّ حمزة بن قرايلك صاحب ماردين وأرزنجان أخرج أخاه ناصر الدين علي بك من آمد وملكها منه، فقلق السلطان لهذه الأخبار ومغص باطنه، وعزم على أن يسافر بنفسه إلى تلك الجهات، وكتب بتجهيز الإقامات، ثم بطل ذلك، وفتر العزم، لكون السلطان متمرّض الباطن وهو يخفي ذلك (¬8). [رجب] [دورة المحمل] وفي رجب أدير المحمل ووقع فيه من الشنائع ما لا يعبّر عنه من مماليك السلطان وجرى منهم ومن العبيد معاملة قتل فيها خمسة من العبيد وجرح عدّة من المماليك وخطف فيها في الليل العمائم، وأخذ من الأمتعة ما لا يعبّر عنه، وحصل من الفسق ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) السلوك ج 4 ق 2/ 1025، ونزهة النفوس 3/ 398، 399. (¬3) خبر الركوب في: السلوك ج 4 ق 2/ 1025. (¬4) كذا في الأصل. (¬5) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 1025، ونزهة النفوس 3/ 398، 399، وبدائع الزهور 2/ 179. (¬6) في السلوك: «يلنجا» بالياء المثنّاة من تحت. والمثبت يتفق مع النجوم الزاهرة. ونزهة النفوس. (¬7) خبر القتال في: السلوك ج 4 ق 2/ 1025، والنجوم الزاهرة 15/ 89، ونزهة النفوس 3/ 399. (¬8) خبر آمد في: السلوك ج 4 ق 2/ 1025، والنجوم الزاهرة 15/ 89.

وفاة نائب غزة

والفجور بالنساء والمرد وخطفهم ما كان ذلك من أشنع القبائح (¬1). [وفاة نائب غزّة] [1891]- وفيه مات تمراز (¬2) المؤيّدي نائب غزّة وصفد قتيلا بالسجن من الإسكندرية. ولم يكن مشكورا. [وصول سيف جانبك] وفيه وصل ولد المحمود بن قرايلك وعلى يده سيف جانبك الصوفي الماضي خبره. وكان جانبك هذا ظالما غاشما جبّارا. وقد عرفت ما جريّاته بأسرها. وكان الأشرف كثير التخوّف من أمره بنقص العيش بوجوده. ولمّا أخذ لم يتهنّ الأشرف بعده (¬3). [التجريدة إلى البلاد الشمالية] وفيه عيّن السلطان تجريدة إلى البلاد الشمالية وجعل عليها ثمانية من مقدّمي الألوف، منهم أرباب / 6 / وظائف ستة، وهم: قرقماس الشعبانيّ أمير سلاح، وأقبغا التمرازيّ أمير سلاح، وجانم الأشرفيّ قريب السلطان أمير أخور كبير، وأركماس الظاهري، الدوادار الكبير، وتمراز الدّقماقيّ رأس نوبة النوب، ويشبك المشدّ حاجب الحجّاب. وعيّن أرباب الوظائف خجا سودون، وقراجا الأشرفيّ (¬4). [منع العبيد من حمل السلاح] وفيه نودي أنّ أحدا من العبيد ولا غيرهم لا يحمل سلاحا ولا عصا بعد المغرب. وأن المماليك لا تتعرّض لأحد. وكان لما وقعت الفتنة الماضي خبرها في دوران المحمل صار المماليك يتتبّعون العبيد وتسلّطوا عليهم، وقتلوا منهم جماعة، وفرّ الكثير منهم من القاهرة، واختفى الكثير، وحصل بذلك الضرر للناس، فكلّم السلطان في ذلك فنودي بما ذكرناه، فسكن ¬

(¬1) خبر المحمل في: السلوك ج 4 ق 2/ 1026 ونزهة النفوس 3/ 399، 400، وبدائع الزهور 2/ 179. (¬2) انظر عن / تمراز) في: إنباء الغمر 4/ 80 رقم 11، والنجوم الزاهرة 18/ 213، والدليل الشافي 1/ 225 رقم 2089، والمنهل الصافي 4/ 147، 148 رقم 791، ونزهة النفوس 3/ 429 رقم 776، والضوء اللامع 3/ 38 رقم 154، ووجيز الكلام 2/ 559 رقم 1291، وبدائع الزهور 2/ 179. ووقع في الأصل: «موار». (¬3) خبر سيف جانبك في: نزهة النفوس 3/ 400. (¬4) خبر التجريدة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1026، ونزهة النفوس 3/ 400، وبدائع الزهور 2/ 179، 180.

ركوب السلطان

الحال، وأمر الناس على عبيدهم بعد أشياء، ومنع السلطان نزول المماليك من الطباق، فما تمّ له ذلك، بل وكثر أذاهم في هذه الأيام (¬1). [ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان إلى خليج الزعفران سرا، وعاد من يومه فأصبح ملازما للفراش، وقد ابتدأ به مرضه الذي مات به. وتحرّك عليه قولنج، وسقوط شهوة الأكل (¬2). [نفقات التجريدة] وفيه حملت نفقات الأمراء المعيّنين للتجريدة، فكانت (¬3) لكل أمير ألفي (¬4) دينار (¬5). [الوباء في الوجه القبلي] وفيه وقع الوباء بالوجه القبليّ، وتعجّب من ذلك كونه بالبلاد الشمالية. وبدأ بالصعيد قبل مصر (¬6). [الوباء بدمشق] وكثر الوباء بدمشق وتلك النواحي حتى كاد أن يفنى الناس، فأخذوا في الإقلاع عن الذنوب، وأغلقوا الخمامير (¬7)، وأقاموا البغايا والمد والمرصد من الفسق، وكسروا الخمور، فكاد الوباء أن يرتفع وخفّ، فأعاد الظلمة تلك القبائح، فعاودهم الوباء وشنّع فيهم سيما في هذا الشهر وما بعده (¬8). [شعبان] [تفريق السلطان المال] وفي شعبان أخرج السلطان مالاّ ففرّق على كثير من الناس على سبيل البرّ والصدقة ¬

(¬1) خبر العبيد في: السلوك ج 4 ق 2/ 1026، 1027، والنجوم الزاهرة 15/ 90، ونزهة النفوس 3/ 400 و 401، وبدائع الزهور 2/ 180. (¬2) خبر الركوب في: السلوك ج 4 ق 2/ 1027، والنجوم الزاهرة 15/ 91. (¬3) الصواب: «فكان». (¬4) الصواب: «ألفا». (¬5) خبر النفقات في: السلوك ج 4 ق 2/ 1027، والنجوم الزاهرة 15/ 90، ونزهة النفوس 3/ 400، وبدائع الزهور 2/ 180. (¬6) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 1027، والنجوم الزاهرة 15/ 91، ونزهة النفوس 3/ 401، وبدائع الزهور 2/ 180. (¬7) كذا. والمراد: «الخمّارات». (¬8) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 1027، 1028، ونزهة النفوس 3/ 401.

وفاة الشمس المصري

ليعافى ممّا هو فيه، وهو مريض ملازم الفراش، ثم نصل شيئا في أثناء هذا الشهر، فأظهر أنه تعافى (¬1) وخلع على الأطبّاء والسقاة، وركب إلى القرافة فزارها والمرض ظاهر في وجهه، غير أنه قلّ بالنسبة لما كان، وهو أيضا يظهر الجلادة (¬2). [وفاة الشمس المصري] [1892]- وفيه مات الشمس المصري (¬3)، محمد بن خضر بن داود بن يعقوب الحلبي، الشافعي. وكان فاضلا، عالما، صالحا، خيّرا، ديّنا. وأسمع على ابن (¬4) حبيب، والصدر العجمي، وعمر بن أيدغمش، وغيرهم. ومولده سنة سبعين وسبعمائة. [الرياح بمدن الشام] وفيه ثارت رياح / 7 / قويّة شديدة الهبوب عاصفة بمعاملة حلب وحماه وطرابلس واللاذقية وتلك النواحي، ودام هبوبها عدّة أيام حتى ظنّوا بأنّ القيامة ستقوم، وهلك بها كثير من الأشجار (¬5). [إمرة جدّة ونظرها] [وفيه] (¬6) قرّر في إمرة جدّة الخواجا بدر الدين حسين بن الخواجا التاجر شمس الدين محمد بن المزلّق، وقرّر معه في نظر جدّة السعد بن المرة بعد ما طلبه السلطان وصادره على مال حمله، ثم أعاده إلى ما كان عليه. وسار إلى الطور ليتوجّه إلى جدّة في البحر (¬7). [دخول السلطان جامع الحاكم] وفيه ركب السلطان من قلعته وسار إلى خارج القاهرة، وعاد إليها من باب النصر، ¬

(¬1) الصواب: «تعافى». (¬2) خبر التفريق في: السلوك ج 4 ق 2/ 1028، ونزهة النفوس 3/ 401، وبدائع الزهور 2/ 180. (¬3) انظر عن (الشمس المصري) في: السلوك ج 4 ق 2/ 1061، 1062، وإنباء الغمر 4/ 86 رقم 28، والنجوم الزاهرة 15/ 214، ونزهة النفوس 3/ 430 رقم 779، والدليل الشافي 2/ 618، ومعجم شيوخ ابن فهد 381، والمجمع المؤسس 3/ 304، 305 رقم 673، ولحظ الألحاظ 315 (في وفيات 841 هـ‍). (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر الرياح في: السلوك ج 4 ق 2/ 1028، ونزهة النفوس 3/ 401. (¬6) إضافة على الأصل. (¬7) خبر جدّة في السلوك ج 4 ق 2/ 1028، ونزهة النفوس 3/ 402، وبدائع الزهور 2/ 181.

تشنيع الوباء بدمشق

فلما وصل إلى جامع الحاكم نزل به ودخل إليه. وكان قد ذكر له أنّ بهذا الجامع دعامة قد ملئت ذهبا، فشره لذلك وطمع أن يظفر بالتي فيها الذهب إن صحّ ذلك، ثم لا بدّ من إعادة عمارتها، وظهر له عجز نفسه، فخرج من الجامع، وركب وعاد إلى قلعته (¬1). [تشنيع الوباء بدمشق] (¬2) وفيه ورد الخبر بأنّ الوباء قد شنّع بدمشق وأعمالها وبتلك النواحي، وأنه مات بها الخلق ما لا يحصي عددهم إلاّ خالقهم، سيما من سكن هذه النواحي من الغرباء من أهل بغداد وتبريز والحلّة وغالب بلاد العراق، والفارّين من الفتن والجور والظلم. [إنفاق السلطان على عين عرفة] وفيه بعث السلطان لابن المزلّق بخمسة آلاف دينار، وأمره بأن يحملها إلى مكة ويصرفها على إجراء عين عرفة، وكان ذلك قبل سفره مع ابن (¬3) المراه، ثم خرجوا مسافرين. [وفاة جانبك نائب جدّة] [1893]- وفيه مات جانبك (¬4) نائب جدة أحد الطبلخانات الحاجب الثاني المعروف بالثور (¬5). ولم يكن مشكورا. [الزلزلة بمصر] وفيه حدث بمصر والقاهرة زلزلة ماجت الأرض منها مرتين. وكانت خفيفة جدا (¬6). [كشف الوجه القبلي] وفيه سار أركماس الجاموس إلى كشف الوجه القبلي من الجيزة إلى أسوان، ¬

(¬1) خبر جامع الحاكم في: السلوك ج 4 ق 2/ 1029، ونزهة النفوس 3/ 402، وبدائع الزهور 2/ 180. (¬2) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 1029. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) انظر عن (جانبك) في: السلوك ج 4 ق 2/ 1062، وإنباء الغمر 4/ 180 رقم 12، والنجوم الزاهرة 15/ 213 رقم 214، والمنهل الصافي 4/ 230 - 232 رقم 820، والدليل الشافي 1/ 237 رقم 818، ونزهة النفوس 3/ 430 رقم 778، والضوء اللامع 3/ 56 رقم 221، ووجيز الكلام 2/ 560 رقم 1293. (¬5) في الأصل: «بالبواب»، والتصحيح من المصادر. (¬6) خبر الزلزلة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1029، ونزهة النفوس 3/ 402، وبدائع الزهور 2/ 181، وكشف الصلصلة 209.

الريح العاصفة بدمشق

وخوطب بملك الأمراء. وكان بيده إمرة شكار، فقرّر فيها غيره (¬1). [الريح العاصفة بدمشق] وفيه ثارت ريح عاصفة، بل قاصفة، شديدة جدّا بدمشق، ودامت نحوا من يومين، فاقتلعت شيئا كثيرا وهدمت أعالي عدّة ديار واقتلعت الكثير من الأشجار سيما شجر الجوز الكبار، وهدمت بعض أعالي المنارة الشرقية بجامع بني أميّة، وكان أمرا مهولاّ لا يعبّر عنه أفزعت الخلق، وعمّت هذه الريح بلاد صفد والغور (¬2). [خروج التجريدة إلى ابن قرايلك] وفيه خرجت التجريدة الماضي خبرها، وكانت بالأمراء خاصّة، وعدّت من النوادر / 8 / كونه لم يخرج فيها أحد من الجند السلطاني لسوء سيرتهم، وخرجوا على أن يبعثوا إلى حمزة بن قرايلك صاحب ماردين وأرزنجان إلى طاعة السلطان، فإن هو أجاب خلعوا عليه بنيابة السلطنة فيما يليه، وإلاّ قاتلوه ومشوا على بلاده (¬3). [قتل محمد بن قرايلك] [1894]- وفيه وصل الخبر بأنّ حمزة بن قرايلك قتل أخاه محمد، ولحقده عليه قتل جانبك الصوفي. وهذا جزاء من بغى (¬4). [هلاك البقر بالطاعون] وفيه هلك الكثير من البقر بطاعون أصابها وأكثرها العجاجيل، وعرض السلطان الحوامل منها إذ (¬5) صارت تطرح العجول مطعونة حتى تعجّب من ذلك (¬6). [رمضان] [الوباء بالقاهرة] وفي رمضان ظهر الوباء بالقاهرة، وصارت عدّة من يرد اسمه ديوان المواريث ثمانية عشر إنسانا، ثم تزايد حتى بلغ أضعاف ذلك، وفشا الموت بالطاعون بمصر والقاهرة، وأكثر من يموت الأطفال والعبيد والإماء، وصاروا يموتون وجيئا سريعا. هذا وقد عمّ ¬

(¬1) خبر الكشف في: السلوك ج 4 ق 2/ 1029، ونزهة النفوس 3/ 402. (¬2) خبر الريح في: السلوك ج 4 ق 2/ 1029، 1030، ونزهة النفوس 3/ 402. (¬3) خبر التجريدة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1030، ونزهة النفوس 3/ 402، 403، وبدائع الزهور 2/ 181. (¬4) خبر ابن قرايلك في: السلوك ج 4 ق 2/ 1030، 1031، ونزهة النفوس 3/ 403. (¬5) في الأصل: «ذا». (¬6) خبر البقر في: السلوك ج 4 ق 2/ 1031، وبدائع الزهور 2/ 181.

وفاة العلاء البخاري

الوباء جميع مملكة مصر وبلاد الشام بأجمعها والواحات والصعيد، لكنّه كان شنيعا ببلاد الشمال (¬1). [وفاة العلاء البخاري] [1895]- وفيه مات العلاّمة العلاء البخاري عليّ (¬2)، ويدعى محمد أيضا، ابن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد العجمي، الحنفيّ. وكان عالم وقته في سائر الفنون مع الدين المتين والزهد والورع والتقوى والوجاهة والعظمة عند الملوك بسائر البلاد التي دخلها من هند ومصر، وشام، وغير ذلك، ومع نفعه العام للطلبة وقضدته لإفادتهم. وأخذ عنه الأعيان. وأخذ هو عن جماعة من الأكابر، منهم: السيد الشريف، والجرجاني، والسعد الفارابيّ. وكان قائما في الحق وفي مصالح المسلمين. ومولده سنة تسع وسبعين وسبعماية. [وفاة العلاء الرومي] [1896]- وفيه مات العلاء الرومي (¬3) [أبو حسن] (¬4) علي بن موسى بن إبراهيم الحنفيّ. وكان عالما فاضلا، محقّقا. أخذ عن السيد الشريف الجرجاني وغيره. وولي مسجد الأشرفية. وكان يعاب ببعض طيش عنده. مات وقد جاوز الثمانين. ¬

(¬1) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 1031، والنجوم الزاهرة 15/ 92، و 210، ووجيز الكلام 2/ 553، 554، وبدائع الزهور 2/ 181. (¬2) انظر عن (العلاء البخاري) في: السلوك ج 4 ق 2/ 1062، وإنباء الغمر 4/ 87 رقم 30، وعقد الجمان 23 ق 4 / ورقة 690، والنجوم الزاهرة 15/ 214 - 216، والدليل الشافي 2/ 698 رقم 2386، ونزهة النفوس 3/ 428 رقم 773، والضوء اللامع 9/ 291 - 294 رقم 751، ووجيز الكلام 2/ 557 رقم 1283، وبدائع الزهور 2/ 181، 182، وشذرات الذهب 7/ 241، 242. (¬3) انظر عن (العلاء الرومي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 1062، وإنباء الغمر 4/ 84 رقم 24، والنجوم الزاهرة 15/ 216، 217، والدليل الشافي 1/ 486 رقم 1687، والمنهل الصافي 8/ 227، 228 رقم 1694، ونزهة النفوس 3/ 429 رقم 775، ووجيز الكلام 2/ 557، 558 رقم 1285، والضوء اللامع 6/ 41 رقم 118، وبدائع الزهور 2/ 182، وشذرات الذهب 7/ 241، والمجمع المؤسس 3/ 197 - 199 رقم 570، ولحظ الألحاظ 315، 316، وحسن المحاضرة 1/ 548. (¬4) في الأصل شبه بياض. والذي أثبتناه عن المصادر.

ختم البخاري بالقلعة

[ختم البخاري بالقلعة] وفيه ختم «صحيح البخاري» بالقلعة، فاتفق أن سأل السلطان القضاة ومن حضر من مشايخ العلم عن الذنوب التي إذا ارتكبها الإنسان كانت سببا للطاعون، فتكلّم كلّ بما عنده، وذكر بعض منهم أنّ سببه أن يفشوا (¬1) الزنا، وأخذ يعدّد كونه فاشيا بالقاهرة لكون النساء تتزيّن ويمشين (¬2) متبرّجات في الطرقات ليلا ونهارا في الأسواق، فأشار بعضهم / 9 / أن الصواب منعهنّ. ونازعه بعض فقال: لا يمنع إلاّ المتبرّجات لا العجائز، ولا من ليس من يقوم بأمرها. وطال الكلام في ذلك، فمال السلطان إلى منعهنّ من الخروج مطلقا (¬3) ظنّا منه بأنه يرتفع الوباء بمنعهنّ، وكان قد داخله وهم عظيم في ذلك، وكان ما توهّمه بعد قليل من موته لكن لا بالطاعون. ثم أمر القضاة بأن يجتمعوا عنده في غد هذا اليوم، فاجتمعوا واتفقوا على ما مال إليه السلطان بأمرهنّ من الخروج من ديارهنّ، وهدّد من خالف منهنّ بالقتل، وأخذ الوالي وبعض الحجّاب في تتبّع الطرقات، وضرب من وجدوا من النساء، فامتنعن بأسرهنّ، ونزل بالأرامل وبربّات الصنائع ومن لا أحد لها يقوم بما يحتاج إليه من البلاء ما لا يعبّر عنه. ووقف حال كثير من الناس الذين يبيعون العطر وثياب النساء والبضائع المتعلّقة بهنّ، فازداد الناس شدّة على ما هم فيه (¬4). [إغلاق السجون] وفيه عرض السلطان أهل السجون من أهل الجرائم وغيرهم وأطلقهم بأسرهم، وأمر بغلق السجون كلّها، فزاد الضرر وانتشرت السّرّاق والمفسدون بالقاهرة، وامتنع من له دين على آخر أن يطالبه (¬5). [تقرير الحسبة] وفيه قرّر في الحسبة دولات خجا عوضا عن الصلاح بن نصر الله رغبة من السلطان في جبروت دولات خجا وقسوته. ¬

(¬1) الصواب: «يفشو». (¬2) الصواب: «وتمشين». وفي الأصل: «يحسنن». (¬3) في الأصل: «مطليا». (¬4) خبر الختم في: السلوك ج 4 ق 2/ 1031، - 1033، وإنباء الغمر 4/ 71، والنجوم الزاهرة 15/ 93، ونزهة النفوس 3/ 403 - 405، وبدائع الزهور 2/ 182. (¬5) خبر السجون في: السلوك ج 4 ق 2/ 1033، والنجوم الزاهرة 15/ 94، ونزهة النفوس 3/ 405.

النداء بخروج الإماء

[النداء بخروج الإماء] (¬1) وفيه نودي بخروج الإماء لشراء ما يحتاج إليه مواليهم، وأن لا يسترن وجوههنّ، وأن يخرج النساء إلى الحمّام فقط، ولا يبقين إلى الليل، وأن يخرج العجائز لقضاء أشغالهنّ (¬2). [الجراد بالقاهرة] وفيه حدث بالقاهرة وضواحيها جراد كثير وانتشر واستمرّ عدّة أيام (¬3). [التحدّث على مواريث النصارى واليهود] وفيه قام إنسان من السفلة وتوصّل للسلطان وطلب أن يولّيه على التحدّث على مواريث النصارى واليهود، والتزم بأن يحصّل من ذلك مالا كثيرا، فأجابه السلطان إلى ذلك، ومنع بطرك النصارى ورئيس اليهود من التحدّث في ذلك، وأبطلت العادة الجارية (¬4). [هدم دير قرب بحيرة البرلّس] وفيه خرج جكم خال العزيز يوسف إلى الوجه البحري لهدم دير / 10 / المغطس عند الملاّحات بقرب بحيرة البرلّس، وكانت النصارى تحجّ إليه في عيد الغطاس، ويسمّونه عيد الطهور، وتحدث فيه من المنكرات ما لا يعبّر عنه، وهو الذي قام الشيخ محمد الطبناوي في هدمه، وأمر السلطان القاضي المالكي في النظر في ذلك فما فعل شيئا حتى قام هذا الجركسيّ وهو جكم واستأذن السلطان وخرج بنفسه فهدمه وأبطلت تلك الشناعة التي كانت تحدث به (¬5). [الكشف على دور النصارى واليهود] وفيه كشف عن ديار النصارى واليهود فمن وجد بها الخمر أخذ منه غصبا ليراق (¬6). ¬

(¬1) خبر الحسبة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1033، والنجوم الزاهرة 15/ 94، ونزهة النفوس 3/ 405، 406، وبدائع الزهور 2/ 183. (¬2) خبر النداء في: السلوك ج 4 ق 2/ 1033، والنجوم الزاهرة 15/ 94، 95، ونزهة النفوس 3/ 406. (¬3) خبر الجراد في: السلوك ج 4 ق 2/ 1034، وإنباء الغمر 4/ 71، ونزهة النفوس 3/ 406. (¬4) خبر المواريث في: السلوك ج 4 ق 2/ 1034، وإنباء الغمر 4/ 72، ونزهة النفوس 3/ 406، وبدائع الزهور 2/ 183. (¬5) خبر الدير في: السلوك ج 4 ق 2/ 1034، وإنباء الغمر 4/ 70، 71، ونزهة النفوس 3/ 407، وبدائع الزهور 2/ 183. (¬6) خبر الكشف في: السلوك ج 4 ق 2/ 1034.

الوباء بالعراق

[الوباء بالعراق] وفيه شنّع الوباء ببلاد العراق خصوصا بعانة بحيث لم يبق بها إنسان وخلت عن آخرها، واستولى أمير الملا غادر بن نعير على موجودهم بأسره (¬1). [الموتان في الرحبة] وفيه أيضا شنّع الموتان في أهل الرحبة حتى عجزوا عن موارات (¬2) الموتى وألقوا منهم العدد الكبير في نهر الفرات. وشنّع أيضا الموت في تلك النواحي في ديار العربان وأذواق التركمان حتى خلت وصارت دوابّهم مهملة بغير رعاة (¬3). [الموتى بغزّة] وفيه أحصي من مات بغزّة منه فقط فكانوا زيادة على الإثني عشر ألفا (¬4). [الطاعون ببلاد الفرنج] وفيه وردت الأخبار بعموم الطاعون ببلاد الفرنج أيضا وبخلوّ عدّة مدن وقرّى ببلاد المشرق لموت أهلها، وحكيت في ذلك نوادر يطول شرح ذكرها (¬5). [شوال] [تزايد الموتى بالقاهرة] وفي شوال في يوم العيد تزايد عدد الموتى بالقاهرة على المائة إنسان، وأمّا بمصر وغيرها من نواحي البلد فكثير أيضا، وكان أكثره بنواحي الصليبة وجامع ابن (¬6) طولون (¬7). واستهلّ هذا الشهر وقد حلّ الكثير من الفقر والأنكاد ووقوف الحال والكساد ما لا يعبّر عنه. [اشتداد وطأة دولات خجا] وفيه اشتدتّ وطأة دولات خجا المحتسب على الخلق لشدّة بطشه لا سيما وقد بلغه ¬

(¬1) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 2/ 1034، ونزهة النفوس 3/ 407. (¬2) الصواب: «مواراة». (¬3) خبر الموتان في: السلوك ج 4 ق 2/ 1034، 1035. (¬4) خبر غزّة في: السلوك ج 4 ق 2 (1035، ونزهة النفوس 3/ 407. (¬5) خبر الطاعون في: السلوك ج 4 ق 2/ 1035. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر الموتى في: السلوك ج 4 ق 2/ 1035، والنجوم الزاهرة 15/ 95، ونزهة النفوس 3/ 407، وبدائع الزهور 2/ 183.

اشتداد فزع الناس

أنّ السلطان قبل أن يولّيه لما سأل أخصّاؤه (¬1) تولّي الحسبة فما أجابوه بما هو غرضه وقال: أنا عندي إنسان ليس بمسلم ولا يخاف الله تعالى. وطلبه وولاّه. فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله (¬2). [اشتداد فزع الناس] وفيه اشتدّ فزع الناس وكثرت أوهامهم خوفا على أولادهم وخوفهم من الموت الوجيء السريع بالطاعون. وكان هذا العيد / 11 / من أنكد الأعياد على الناس، سيما وقد اشتدّ فيه البرد عن المعتاد (¬3). [اشتداد البرد بالبلاد الشامية وغيرها] وفيه اشتدّ بالبلاد الشامية أيضا، وامتدّ البرد إلى ديار بكر وأرزنجان، وأتلف الصقيع المزدرعات، واسودّت أوراق الأشجار، وهبّت ريح باردة عاصفة بصفد مع ذلك كلّه، وهلك بها من الناس والدوابّ ما شاء الله أن يهلك (¬4). [السيل بفاس] وفيه هجم على مدينة فاس من المغرب الأقصى سيل مهول أهدم (¬5) عدّة ديار، ومات به خلق كثيرة (¬6)، وكان حادثا فظيعا وأمرا مهولا بشعا حصل في ليلة العيد هناك (¬7). [إراقة خمور النصارى واليهود] وفيه أراق أسنبغا الطيّاري الكثير من خمور النصارى واليهود. وكان قد قرّر في الحجوبية الثانية عوضا عن جانبك البوّاب، الماضي خبر موته (¬8). [إعادة ابن حجر للقضاء] وفيه أعيد الحافظ الشهاب ابن (¬9) حجر إلى القضاء، وصرف العلم البلقينيّ (¬10). ¬

(¬1) الصواب: «سأل أخصّاءه». (¬2) خبر دولات خجا في: بدائع الزهور 2/ 183. (¬3) خبر الفزع في: بدائع الزهور 2/ 183. (¬4) خبر البرد في: السلوك ج 4 ق 2/ 1035، 1036. (¬5) كذا. (¬6) الصواب: «كثير» أو «كثيرون». (¬7) خبر السيل في: «السلوك ج 4 ق 2/ 1036. (¬8) خبر الخمور في: السلوك ج 4 ق 2/ 1036، وبدائع الزهور 2/ 184. (¬9) في الأصل: «بن». (¬10) خبر ابن حجر في: السلوك ج 4 ق 2/ 1036، والنجوم الزاهرة 15/ 96، ونزهة النفوس 3/ 408، وبدائع الزهور 2/ 184.

كثرة موت المماليك السلطانية

[كثرة موت المماليك السلطانية] وفيه كثر موت المماليك السلطانية والخدّام والجواري بالقلعة. وداخل السلطان الفزع الشديد والوهم الذي ما عنه ومزيد (¬1). [سقوط مملوك عن فرسه] وفيه ركب السلطان من قلعته إلى خليج الزعفران وأقام به يومه، وعاد بعد أن فرّق في الفقراء مالاّ، فاتفق أن تكاثر الفقراء على الذي يفرّق حتى سقط عن فرسه، فحصل عند السلطان بذلك الغضب الشديد. وطلب سلطان الحرافيش وشيخ الطوائف وألزمهما بمنع الجعيديّة من السؤال والشحادة في الطرقات، وإلزامهم بالتكسّب، ومن سأل منهم قبض عليه، وأخرج للعمل في الحفير، فامتنعوا من ذلك وخلت الطرقات منهم، ولم يبق سوى العميان وذوي العاهات والأعذار الظاهرة. وعدّت هذه من النوادر، وانطلقت الألسن بالدعاء على السلطان (. . . . . .) (¬2) بعد هذه الأحوال بيسير عاود السلطان مرضه بالقولنج وسقوط شهوة الأكل وفساد المعدة وسوء المزاج، ولزم الفراش وانقطع عن الموكب (¬3). [خروج الحاج والمحمل] وفيه خرج الحاج وأميرهم على المحمل أقبغا التركماني، وبطل كثير من الناس السفر لاشتغالهم بأمر الطاعون (¬4). [عواقب التشديد على منع النساء من الخروج] وفيه مات ولد لامرأة بالطاعون وكادت أن تجنّ عليه، ولما أرادت أن تخرج في جنازته فمنعت من ذلك خوفا من السلطان، فصعدت إلى سطح دارها، فلما رأت جنازة ولدها وقد مضي به / 12 / ألقت بنفسها من أعلا (¬5) الدار فماتت (¬6). (أعجوبة) (¬7) وخرجت أخرى مع جنازة ولدها فصدفها دولات خجا وصاح بأعوانه فقبضوا ¬

(¬1) خبر موت المماليك في: السلوك ج 4 ق 2/ 1037، وبدائع الزهور 2/ 184. (¬2) في الأصل مقدار كلمتين غير واضحتين. (¬3) خبر السقوط في: السلوك ج 4 ق 2/ 1037، ونزهة النفوس 3/ 408، 409، وبدائع الزهور 2/ 184. (¬4) خبر الحاج في: بدائع الزهور 2/ 185. (¬5) الصواب: «أعلى». (¬6) خبر التشديد في: نزهة النفوس 3/ 409. (¬7) العنوان عن هامش المخطوط.

وفاة أقبردي القجماسي

عليها، فوقعت مغشيّة، وحملت إلى دارها فاختلّ عقلها، واستمرّت مريضة مدّة (¬1). [وفاة أقبردي القجماسي] [1897]- وفيه مات أقبردي القجماسي (¬2) نائب غزّة. وكان ظالما، كثير الطمع. (نادرة) (¬3) وفيه صلّي بالجامع الأزهر الجمعة مرّتين، كلّ مرة بخطبة، والظهر مرّتين، وعدّ ذلك من النوادر. وله حادثة يطول الشرح في ذكرها (¬4). [تزايد مرض السلطان وتفشّي الموت في حريمه] وفيه تزايد مرض السلطان وكثر وهمه، سيما وقد فشا الموت في حريمه وأولاده وجواري نسائه، وفي المماليك في الطباق وفي الطواشية الخدام. ومات للسلطان عدّة أولاد صغار ما بين ذكور وإناث وعدّة من سراريه الحظايا وغيرهنّ. هذا، ومرضه في التزايد وهو يتجلّد ويظهر أنه عوفي، وخلع مرة على الأطبّاء والسّقاة (¬5). وركب مرة وسحنته في غاية الإصفرار والتغيّر حتى زاد به الأمر وعجز عن القيام (¬6). [ثورة العشران ببلاد الشام] وفيه ثارت العشران ببلاد الشام، قيس ويمن، ووقع بينهم من الحروب والتشاجر والتقاتل ما لا يعبّر عنه، حتى يقال إنّ جملة من قتل في ذلك زيادة على الألف نفر، ونزل بأهل الشام من خوفهم من هؤلاء زيادة عمّا هم فيه من الهمّ من أمر الوباء وهلاك الفواكه ما لا مزيد عليه (¬7). ¬

(¬1) خبر الأعجوبة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1038، والنجوم الزاهرة 15/ 93، 94 و 95، وبدائع الزهور 2/ 185. (¬2) انظر عن (أقبردي القجماسي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 1062، والنجوم الزاهرة 15/ 217، والمنهل الصافي 2/ 488، 489 رقم 492، والدليل الشافي 1/ 140 رقم 491، والضوء اللامع 2/ 315 رقم 1005، ووجيز الكلام 2/ 560 رقم 1292، وبدائع الزهور 2/ 185. (¬3) العنوان عن هامش المخطوط. (¬4) خبر النادرة في السلوك ج 4 ق 2/ 1038، 1039، ونزهة النفوس 3/ 410، 411. (¬5) في الأصل: «والسقا». (¬6) خبر المرض في: السلوك ج 4 ق 2/ 1040، وإنباء الغمر 4/ 73، والنجوم الزاهرة 15/ 96، ونزهة النفوس 3/ 411، وبدائع الزهور 2/ 185. (¬7) خبر العشران في: السلوك ج 4 ق 2/ 1040، 1041، ونزهة النفوس 3/ 411.

الأموات في القاهرة

[الأموات في القاهرة] وفيه بلغت عدّة من يموت بالقاهرة زيادة على الألف (¬1). [وفاة ابن خليل الطرابلسي] [1898]- وفيه مات الحافظ برهان الدين القوف (¬2) إبراهيم بن محمد بن خليل الطرابلسيّ (¬3) الأصل، الحلبي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، ماهرا في الحديث وفنونه. سمع وقرأ كثيرا، وطلب بنفسه ورحل. ومولده سنة 783 (¬4). ¬

(¬1) خبر الأموات في: السلوك ج 4 ق 2/ 1041، ونزهة النفوس 3/ 411. (¬2) في الأصل: «العور». والتصحيح من المصادر. والقوف: لقب لقّبه به بعض أعدائه، وكان يغضب منه وبالمحدث، وكثيرا ما كان يثبته بخطّه. (¬3) انظر عن (ابن خليل الطرابلسي) في: درر العقود الفريدة 1/ 101 رقم 3، والمقفّى الكبير 1/ 299 رقم 353، والمنتخب في تكملة تاريخ حلب 1 / ورقة 37 ب - 38 ب، وإنباء الغمر 4/ 75، 76 رقم 2، ومعجم شيوخ ابن فهد 19، و 37 و 47 - 50، ولحظ الألحاظ 308 - 315، وذيل التقييد 1/ 440، 441 رقم 863، والدليل الشافي 1/ 26 رقم 69، والمنهل الصافي 1/ 147 - 153 رقم 7، وعنوان الزمان 1 / ورقة 159 - 161 رقم 123، وعنوان العنوان، رقم 136، والضوء اللامع 1/ 138 - 145، ووجيز الكلام 2/ 556 رقم 1280، وذيل طبقات الحفاظ 379، والبدر الطالع 1/ 28 - 30، وهدية العارفين 1/ 19، 20، وشذرات الذهب 87/ 237، وفهرس الفهارس 1/ 158، وطبقات الحفاظ 545، وديوان الإسلام 1/ 221 رقم 337، والرسالة المستطرفة 92، والأعلام 1/ 65، وإعلام النبلاء 5/ 205 - 215، ومعجم المؤلفين 1/ 92، 93، ومعجم المصنّفين 4/ 345، 348، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين 48 رقم 1187، وكشف الظنون 130 و 343 و 388 و 547 و 1004 و 1054 و 1183 و 1917 و 1988، وفهرس مخطوطات المكتبة الظاهرية (التاريخ) 217 و 241، و 2/ 614 و 628 و 630، وفهرس مخطوطات الحديث بالظاهرية 294، وفهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية (التاريخ) ج 2 ق 4/ 464 طبعة القاهرة 1390 هـ‍. / 1970 م.، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 430، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) ق 2 ج 1/ 243 - 250 رقم 50 وفيه مصادر أخرى، وبعلبك في التاريخ 399، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور (تأليفنا) ج 2/ 439، 440، والمجمع المؤسّس للمعجم المفهرس 3/ 9 - 15 رقم 384، وبهجة الناظرين إلى تراجم المتأخرين للغزي. وله ذكر في مقدّمة تهذيب الكمال للمزّي 1/ 55، ومقدّمة خلاصة تذهيب التهذيب للخزرجي 6 و 7، وانظر مقدّمة كتابه: الكشف الحثيث عمّن رمي بوضع الحديث بتحقيق صبحي السامرائي، طبعة العاني، بغداد، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالعراق 1984. (¬4) الصواب: ولد سنة 753 هـ‍. في حلب.

توسيط رئيسي الطب

[توسيط رئيسي الطبّ] وفيه كان توسيط رئيسي الطب، وهما: [1899]- العفيف (¬1) بن أبي البركات شمس الدين بن وهبه بن يوحنّا بن جلب الملكي، الأسلمي. [1900]- وزين الدين خضر الإسرائيلي (¬2). وكانا قد خلع عليهما قبل ذلك. وكان السلطان قد حرص على الحياة وساءت (¬3) أخلاقه، فتوهّم أنّ الأطبّاء يقصّرون في تدبيره، وأنهم أخطأوا فيه، فطلب عمر بن سيفا الوالي وأمره بأن يأخذ العفيف فيوسّطه، وكان قد سبق خضر بالدخول، فجاء خضر مستعجلا قبل أن يخرج بالعفيف، فحين وقع نظر السلطان عليه أمر به الآخر فأخرجا للتوسيط. وكان عند السلطان جماعة / 13 / من خواصّه، مثل ابن (¬4) نصر الله كاتب السرّ، وجوهر الخازندار، وغيرهم، فقاموا على أرجلهم وقبّلوا الأرض وأخذوا في التلطّف، وسألوه الشفاعة، فصمّم على ما هو فيه من توسيطهما. هذا والوالي خارج عن السلطان وهو متوقّف في أمرهما، والسلطان يبعث واحدا بعد واحد يستعجل الوالي في توسيطهما وهو يتباطأ رجاء أن يقع العفو والشفاعة حتى جاءه (¬5) إنسان من أشدّاء جماعة السلطان، فلم يجد بدّا من ذلك، فوسّطهما. فأمّا العفيف فاستسلم. وأمّا الآخر فجزع ووسّط توسيطا شنيعا لتلوّيه وصياحه، ووعد بمال، فلم يقبل منه، وحملا إلى أهاليهما. وكانت هذه من أقبح الشنائع، وانطلقت الألسن بقالة السوء في السلطان، ومن حينئذ ما انتفع السلطان بنفسه حتى لحق بهما، وسيقفا بين يدي خالقهما ويخلّص حقهما (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (العفيف) في: السلوك ج 4 ق 2/ 1041، وإنباء الغمر 4/ 73، ونزهة النفوس 3/ 412، ووجيز الكلام 2/ 554، وبدائع الزهور 2/ 185. (¬2) انظر عن (خضر الإسرائيلي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 1041، وإنباء الغمر 4/ 73، والنجوم الزاهرة 15/ 100 - 102، ونزهة النفوس 3/ 412، ووجيز الكلام 2/ 554، وبدائع الزهور 2/ 185. (¬3) في الأصل: «سات». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في الأصل: «جاه». (¬6) خبر الطبيبين في: النجوم الزاهرة 15/ 102 والمصادر المذكورة السابقة في ترجمتي: العفيف وخضر.

وفاة ابن الفاقوسي

[وفاة ابن الفاقوسي] [1901]- وفيه مات الناصر بن الفاقوسي (¬1)، محمد بن حسن بن محمد بن سعد (¬2) الزبيري (¬3) الشافعيّ. وكان رئيسا، حشما، فاضلا، منشئا. وقّع في الدّست، وولي عدّة وظائف، وسمع الحديث، وكان له نظم وإنشاء وخطّ حسن. ومولده سنة ثلاث وستين وسبعمائة. [توصية السلطان للأتابك] وفيه استدعى السلطان الأتابك جقمق العلائي ومن حضر بمصر من الأمراء وأخذ يقول له: انظروا في أمركم، واعترف لهم بأنّه يموت، وخوّفهم وحذّرهم (¬4) من الخلاف، وذكر لهم المؤيّد شيخ وما جرى بعده من الاختلاف وتلاف الأمراء. وطال الكلام في ذلك، ثم انفضّوا لا على طائل (¬5). [ذو القعدة] [تزايد البلاء والموت بالوباء ومرض السلطان] وفي ذي قعدة شنّع الموت بالقاهرة ومصر، وزاد شرّه، وأهلّ والناس في أنواع من البلاء، هذا، والسلطان قد تزايد مرضه وتوالت عليه الآلام وتضاعفت به الأسقّام، وأرجف بموته غير ما مرة، وشنّع الموت في مماليكه سكان الطباق بالقلعة، فكان من مات من المماليك زيادة على الألف، ومن الخدّام الطواشية زيادة على المائة وستين، ومن الجواري كذلك. ومن سراري السلطان وحظاياه سبع عشرة حظيّة، ومن أولاده الذكور والإناث ستة عشر ولدا. ثم أخذ الوباء بعد استهلال / 14 / هذا الشهر في التناقص (¬6). ¬

(¬1) انظر (ابن الفاقوسي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 1062، وإنباء الغمر 4/ 85 رقم 27، والنجوم الزاهرة 15/ 217، ومعجم شيوخ ابن فهد 225، 226، والضوء اللامع 7/ 221، ووجيز الكلام 2/ 556، 557 رقم 1282، وبدائع الزهور 2/ 185. (¬2) في الأصل: «مسعد». (¬3) في الأصل: «الترمتي». (¬4) في الأصل: «وحذهم». (¬5) خبر التوصية في: السلوك ج 4 ق 2/ 1043 - 1045، والنجوم الزاهرة 15/ 103. (¬6) خبر البلاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 1042، 1043، والنجوم الزاهرة 15/ 103، 104، ونزهة النفوس 3/ 413.

وصول تجريدة العسكر

[وصول تجريدة العسكر] وفيه وصل العسكر المجرّد من القاهرة إلا الأبلستين (¬1). [العهد بولاية ولد السلطان] وفيه قرّر السلطان بالسلطنة لولده بإشارة الزين عبد الباسط ناظر الجيش عليه بذلك، وإعانة جوهر الخازندار، واستدعى الخليفة الإمام المنتصر بالله أبا الفتح داود وجمع القضاة الأربع (¬2) والأمراء والمباشرون ما عدا كاتب السرّ ابن (¬3) نصر الله فإنه من يوم توسيط العفيف وخضر تغيّر مزاجه وتمرّض ولزم داره. وأحضر الجمال يوسف ولد السلطان، وعملوا العهد، وكان قد كتبه الشرف بن العجمي نائب كاتب السرّ، فقدم إلى السلطان وقرى (¬4) عليه، فأشهد على نفسه، وأمضاه الخليفة، وشهد القضاة بذلك. ثم طلب السلطان المماليك من طباقهم ونفق فيهم كلّ شخص ثلاثين دينارا، وعظهم وحذّر منهم وأنذرهم ووصّاهم والأمراء بولده، وأن من غاب من الأمراء ثم حضر في التجريدة هم على ما هم عليه. ثم أشهد على نفسه بأنه جعل الأتابك جقمق وصيّا على ولده، ونظاما لملكه مدبّرا أموره. وأخذ خط الخليفة بذلك وشهادة القضاة، وألصق بالعهد، وانفضّوا بعد مجلس طويل وقع فيه أشياء يطول الشرح في ذكرها، هذا ملخّصها (¬5). [كتابة السرّ] وفيه خلع على الصاحب بدر الدين حسن بن نصر الله بكتابة السرّ عوضا عن ولده وقد أيس منه (¬6). [وفاة الصلاح الفوّي] [1902]- ثم مات الولد بعد ذلك، وهو الصلاح، محمد بن حسن بن نصر الله ¬

(¬1) خبر التجريدة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1043، وإنباء الغمر 4/ 74، والنجوم الزاهرة 15/ 104، ونزهة النفوس 3/ 414، وبدائع الزهور 2/ 186. (¬2) الصواب: «الأربعة». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) الصواب: «وقرأ». (¬5) خبر ولاية العهد في: السلوك ج 4 ق 2/ 1043 - 1045، والنجوم الزاهرة 15/ 103، 104، ونزهة النفوس 3/ 414 - 417، ووجيز الكلام 2/ 554، وأخبار الدول (طبعة بيروت المحقّقة) 2/ 309، والدر المنتخب، ورقة 198 أ. (¬6) خبر كتابة السر في: السلوك ج 4 ق 2/ 1046، والنجوم الزاهرة 15/ 104، ونزهة النفوس 3/ 417.

وفاة دولات خجا

الفوّي (¬1)، الإذكويّ (¬2) الأصل، القاهري. وكان رئيسا، حشما، سيوسا، عاقلا، ولي عدّة وظائف جليلة. وكان اسمه أولا خليل فغيّره والده بعد ذلك إلى محمد وحتى على لقبه. ومولده سنة أحد (¬3) وتسعين وسبعمية (¬4). [وفاة دولات خجا] [1903]- وفيه مات دولات خجا (¬5) والي القاهرة والمحتسب بعد ذلك وقد شاخ، وأراح الله تعالى منه لظلمه وجوره. [تقرير الحسبة] وفيه قرّر في الحسبة النور علي البويني (¬6) بأيام السلطان. [تلف المزروعات وهلاك السمك ووقوع الطاعون] وفيه أتلف الجراد الكثير من المزروعات كالخيار والبطّيخ والقثّاء والقرع، ووقع الطاعون في الغنم والدوابّ، وكان بالنيل كثير من السمك طاف قد مات من الطاعون (¬7). ووقع من النوادر أن إنسانا نادى على قباء في عدّة من الأسواق ليبيعه / 15 / ولم يجد من يشتريه لكساد الأسواق. وأما سوق الرقيق فأغلق حتى أنّ إنسانا احتاج إلى بيع عبد له فأخذ بيده وصار ينادي عليه فما وجد من يشتريه خوفا من موته بالطاعون (¬8). ¬

(¬1) انظر عن (الفوّي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 1063، وإنباء الغمر 4/ 84 رقم 26، والنجوم الزاهرة 15/ 218، 219، والدليل الشافي 2/ 613 رقم 2106، ووجيز الكلام 2/ 560 رقم 1296، وبدائع الزهور 2/ 186. وهو لا يوجد في: الضوء اللامع للسخاوي، حيث سقط من المخطوط تراجم من اسمه: محمد بن حسن بن محمد، وما بعده. انظر ج 7/ 229 - 232. (¬2) الإدكوي: نسبة إلى ادكو مدينة بصعيد مصر على النيل. (¬3) الصواب: «إحدى». (¬4) كذا. (¬5) انظر عن (دولات خجا) في: السلوك ج 4 ق 2/ 1063، وإنباء الغمر 4/ 80 رقم 14، والنجوم الزاهرة 15/ 217، 218، والمنهل الصافي 5/ 330، 331 رقم 1030، والدليل الشافي 1/ 299 رقم 1027، ونزهة النفوس 3/ 417، وعقد الجمان (وفيات 841 هـ‍.)، والضوء اللامع 3/ 221، ووجيز الكلام 2/ 560 رقم 1294، وبدائع الزهور 2/ 186. (¬6) في السلوك ج 4 ق 2/ 1046 «السويفي» وكذا في: إنباء الغمر 4/ 74، ونزهة النفوس 3/ 417، والمثبت يتفق مع: بدائع الزهور 2/ 186. (¬7) السلوك ج 4 ق 2/ 1046. (¬8) خبر المزروعات في: نزهة النفوس 3/ 417، 418، وبدائع الزهور 2/ 181.

وفاة ابن قرطاي التركي

[وفاة ابن قرطاي التركي] [1904]- وفيه مات الشهاب ابن (¬1) بنت بكتمر الساقي، أحمد بن علي بن قرطاي (¬2) التركيّ الأصل، القاهري، الحنفيّ. وكان رئيسا حشما، فاضلا، وله نظم، وكتب المنسوب فأجاد فيه (¬3)، وأتقن صنائع عديدة. ومولده سنة ستّ وثمانين وسبعمائة. [حصار آق شهر] وفيه حصر العساكر السلطانية مدينة آق شهر (¬4). [وفاة ابن القرداح] [1905]- وفيه مات المادح، الواعظ، المنشد، الشهاب، بن القرداح (¬5)، أحمد بن محمد بن عبد الرحمن. وكان قد انتهت إليه الرئاسة في فنّه ومعرفة الموسيقى، وكان ينظم أيضا ويعرف الميقات ولم يخلّف بعده مثله، وخلّف من الكتب زيادة على الألف مجلّدة. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (ابن قرطاي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 1063، 1064، والنجوم الزاهرة 15/ 219، 220، وإنباء الغمر 4/ 76 رقم 4، وبدائع الزهور 2/ 187 وفيه: «الناصري محمد»، والدليل الشافي 1/ 60 رقم 205، والضوء اللامع 2/ 30 رقم 84، والمنهل الصافي 1/ 371، 372 رقم 205. (¬3) وقال ابن تغري بردي: «وكتب المنسوب إلى الغاية، ولا سيما في طريقة الأستاذ ياقوت المستعصمي، وبرع في الفقه وفي عدّة فنون، وكان فاضلا، أديبا شاعرا، لطيفا، ذا محاضرة حسنة ووجه صبيح، وكان محبّا لتحصيل الفضيلة والتحف، ظهر له بعد موته من الكتب النفيسة وخطوط الكتّاب القديمة والتحف ما دهش الناس لرؤيته. وكان له محاسن شتّى، غير أنه كان مسرقا في المال جدّا، كان يدخل حاصله في السنة من أوقاف جدّه بكتمر من الأموال جملة مستكثرة، فتذهب منه، ثم يتحمّل من الديون ما شاء الله أن يتحمّله. ومات وعليه جملة مستكثرة. وكان سمينا جدا إلى الغاية بحيث أنه كان لا يحمله إلا الجياد من الخيل، وكان بيني وبينه صحبة ومحّبة. وذكر مقطّعات من شعره في (المنهل الصافي). (¬4) خبر آق شهر في: السلوك ج 4 ق 2/ 1047، وإنباء الغمر 4/ 74، ونزهة النفوس 3/ 418. (¬5) انظر عن (ابن القرداح) في: إنباء الغمر 4/ 76، 77 رقم 5، وعنوان الزمان، رقم 68، والضوء اللامع 2/ 142 رقم 407، ووجيز الكلام 2/ 559 رقم 1289، وبدائع الزهور 2/ 187، وشذرات الذهب 7/ 238، والمجمع المؤسس 3/ 77، 78 رقم 442، والمنهل الصافي 2/ 78، والدليل الشافي 1/ 72 رقم 250، وانظر كتاب: الطرب وآلاته في عصر الأيوبيّين والمماليك لنبيل محمد عبد العزيز - القاهرة 1980.

وفاة الشرف ابن بنت الملكي

ومولده سنة ثمانين وسبعمائة. [وفاة الشرف ابن بنت الملكي] [1906]- وفيه مات الشرف ابن (¬1) بنت الملكي (¬2)، يحيى بن سعد الدين عبد الله الكاتب. صاحب ديوان الجيش. [وفاة شيخ الرفاعية] [1907]- وصلاح الدين الرفاعي (¬3) شيخ الرفاعية. [اشتداد مرض السلطان] وفيه من نصفه اشتدّ مرض السلطان وحجب عن الناس، ولا يدخل عليه من أرباب دولته إلاّ جوهر الخازندار، وإينال شادّ الشراب خاناه، وعلي باي، وجوهر الزمام. وصار إذا صعد الزين عبد الباسط ناظر الجيش ومعه المباشرين (¬4) إلى القلعة أعلم هؤلاء بحال السلطان وما هو فيه (¬5). [اضطراب المماليك] وفيه كثرت الأراجيف وزادت حركة المماليك والأمراء واضطرابهم وصاروا فرقا تخالف آراء بعضهم آراء البعض، وقد نقل الناس ما في دورهم، وخيفت السبل في هذه الأيام، ونجم النفاق بنواحي الصعيد والوجه البحري (¬6). [تناقص الطاعون] وفيه تناقص الطاعون وخفّ جدّا (¬7). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (ابن بنت الملكي) في: إنباء الغمر 4/ 87 رقم 33، وبدائع الزهور 2/ 187. (¬3) انظر عن (الرفاعي) في: بدائع الزهور 2/ 187. (¬4) الصواب: «ومعه المباشرون». (¬5) خبر مرض السلطان في: السلوك ج 4 ق 2/ 1047، 1048، والنجوم الزاهرة 15/ 105، ونزهة النفوس 3/ 418، وبدائع الزهور 2/ 187. (¬6) خبر الاضطراب في: السلوك ج 4 ق 2/ 1048، والنجوم الزاهرة 15/ 105، ونزهة النفوس 3/ 418، 419. (¬7) خبر الطاعون في: السلوك ج 4 ق 2/ 1048، وإنباء الغمر 4/ 74، ونزهة النفوس 3/ 419، وبدائع الزهور 2/ 187.

السيل بمكة

[السيل بمكة] وفيه هجم سيل عظيم بمكة على المسجد الحرام حتى ملأه، وذلك من غير أن يتقدّم بمكة المشرّفة مطر، حتى عدّ من النوادر (¬1). [وفاة سليمان بن أرخان] [1908]- وفيه مات سليمان بن أرخان (¬2) بن عثمان الماضي خبره، وهو شابّ. [هبوب الريح الشديدة] وفيه هبّت ريح شديدة أثارت غبارا وافرة وسكنت (¬3). [ذو الحجّة] [إحصاء الموتى بالقاهرة] وفي ذي حجّة أحصي من مات بالقاهرة ومصر وما بينهما من الخلق في مدّة ثلاث (¬4) شهور أولها رمضان وآخرها ذي (¬5) قعدة، فكانوا زيادة على المائة ألف إنسان، غالبهم الأطفال والإماء والعبيد، وخلت القاهرة منهم، وصار الناس في عناء من قلّة الخدم (¬6). [هذيان السلطان وتخليطه] وفيه حدث للسلطان زيادة عمّا به من الأسقام شبه مالخولية ومعه صدع، فكثر هذيانه وتخليطه / 16 / مع غيبوبة عقل، وإذا أفاق هذى وخلّط (¬7). [تحليف العسكر] وفيه قام عظيم الدولة الزين عبد الباسط ناظر الجيش بتحليف العسكر بعضهم لبعض من أمراء وجند قرانصة وأشرفية، وكانت القال قد سعت وكادت الفتنة أن تثور، وانقسم العسكر على قسمين. قرانصة وجلبان. فقام الزين أحسن قيام، وبعث بطلب ¬

(¬1) خبر السيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 1048، ونزهة النفوس 3/ 419. (¬2) انظر عن (سليمان بن أرخان) في: السلوك ج 4 ق 2/ 1064. (¬3) خبر الريح في: إنباء الغمر 4/ 74. (¬4) الصواب: «ثلاثة». (¬5) الصواب: «ذو». (¬6) خبر الإحصاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 1048، ونزهة النفوس 3/ 419، وبدائع الزهور 2/ 187. (¬7) خبر الهذيان في: السلوك ج 4 ق 2/ 1048، 1049، ونزهة النفوس 3/ 419.

صلاة ولي العهد بالجامع الناصري

القضاة، وحضر الأتابك والأمراء القرانصة والأشرفية السلطانية. ووقع تحليف بعضهم لبعض، وخمدت الثائرة التي كادت أن تكون (¬1). [صلاة وليّ العهد بالجامع الناصري] وفيه في يوم عيد النحر خرج وليّ العهد الملك العزيز أبي (¬2) المحاسن يوسف ولد السلطان إلى صلاة العيد بالجامع الناصريّ، وقد حضر الأتابك جقمق وجميع الأمراء فشهدوا الصلاة ومشوا في الخدمة حتى جلس العزيز بباب الستارة على عادة السلاطين، وخلع على الأتابك وعلى من جرت عادته بأن يخلع عليه في مثل هذا اليوم، ونزلوا، وقام العزيز فنهض إلى الحريم بعد نحر الضحايا بالحوش (¬3). ¬

(¬1) خبر التحليف في: السلوك ج 4 ق 2/ 1049، 1050، ونزهة النفوس 3/ 420، وبدائع الزهور 2/ 187، وشذرات الذهب 7/ 242. (¬2) الصواب: «أبو». (¬3) خبر الصلاة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1050، 1051، ونزهة النفوس 3/ 421، وبدائع الزهور 2/ 188.

وفاة السلطان برسباي ومبايعة الملك العزيز بالسلطنة

[وفاة السلطان برسباي] [ومبايعة الملك العزيز بالسلطنة] وفيه، في يوم السبت ثالث عشره آخر أيام التشريق كانت مبايعة العزيز بالملك وعقد السلطنة له، وذلك أنّ والده الأشرف توالت عليه نوب الصرع وتخلّت قواه، وأيس منه حتى مات في عصر هذا اليوم، فبادر عظيم دولته وكبير مملكته الزين عبد الباسط وقد صعد إلى القلعة، واجتمع بخواصّ الأشرف، وهم: إينال شادّ الشرابخاناه، وعلي باي، وتمر باي الدوادار، وقد اجتمع الكل بالقلعة، فبعث الشرف ابن (¬1) العجمي نائب كاتب السرّ في الحال بطلب الخليفة والقضاة وأهل الحلّ والعقد، وحضر الأتابك جقمق ومن حضر بالقاهرة من الأمراء وأهل الدولة، واستدعى بالمماليك من طباقهم والجند، فلما تكامل الجميع طلب وليّ العهد، فأخرجه الزمام من الحريم، وأجلس بباب الستارة، وأعلم الجميع بموت السلطان، فأخذوا في الترحّم عليه وقد تهيّأوا بقماش موكب السلطنة، وفوّض الخليفة السلطنة إلى العزيز يوسف وبايعه هو والأتابك ومن حضر، وتمّت البيعة، وقام السلطان فأفيض عليه شعار الملك بالخلعة الخليفتية، وقلّد بالسيف، وصار ملكا سلطانا، والباقي لغروب الشمس نحوا (¬2) من ساعة. وكان عمر العزيز يوسف / 17 / أربع عشر (¬3) سنة وسبعة أشهر. وأحضر له فرس النوبة فأركب من باب الستارة، وسار والكلّ مشاة في ركابه، والأتابك قد رفع القبّة والطائر على رأسه، وساروا حتى وصلوا إلى باب النصر، فأنزل السلطان به ودخل إليه وقد هيّء له سرير الملك فرفع إليه وأجلس عليه، ووقف الكل بين يديه، وقبّلوا له الأرض. وقرأ كاتب السرّ العهد بالسلطنة، فخلع عليه وعلى الأتابك والخليفة وخرجوا وقد جهّز السلطان الأشرف، وأحضرت جنازته من الدور إلى باب القلعة. وكان الذي تكفّل بأمر تجهيزه إينال الأحمدي الفقيه أحد الأشراف بوصيّة من الأشرف وإعطائه بعض مال ذكر أنه من وجه حل أمره، فصرفه على تجهيزه ودفنه. وتقدّم الحافظ ابن حجر قاضي القضاة، فصلّى إماما، ثم حملت الجنازة إلى التربة التي أنشأها ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) الصواب: «نحوّ». (¬3) الصواب: «أربع عشرة».

ترجمة الأشرف برسباي

الأشرف بالصحراء ومعها بعضا (¬1) من الأمراء والمماليك وغيرهم حتى دفن تحت القبّة بمدفنه الذي أعدّه لنفسه، وقد اجتمع من الخلق ما لا يحصي عددهم إلاّ الله تعالى. هذا، والناس بالقاهرة في أمن وعافية، والأسواق مفتّحة. ثم نزل المنادي فنادى بسلطنة العزيز والترحّم على أبيه، وأن النفقة في الجند في يوم الإثنين لكل نفر مائة دينار، فاطمأنّ الناس. ولم يكن شيء كان يرجف به (¬2). [ترجمة الأشرف برسباي] [1909]- وكان الأشرف هذا ملكا جليلا، شهما، عاقلا، سيوسا، حازما، عارفا بالطرائق، محبّا في أهل العلم، بل عارفا مقام كل ذي مقام. وأصله من مماليك دقماق، فيقال إنه أجرى عليه عتقه ثم بعث به في تقدمة إلى الظاهر برقوق. ويقال: بل هو عتيق لبرقوق، وتنقّلت به الأحوال حتى تسلطن على ما تقدّم. ودام ملكه إلى المدة (. . .) (¬3) [زيادة إقطاع الخليفة] وفيه، في ثاني يوم من سلطنة العزيز أقيمت الخدمة بالقصر، وحضر الأتابك والأمراء وأرباب الدولة، فزاد السلطان الخليفة على ما بيده من الأقاطيع جزيرة الصابوني. [خروج المبشّرين بالسلطنة] وفيه عيّنت القصّاد بالبشارة بسلطنة العزيز إلى الشام وجميع البلاد بالمملكة. وخرج ¬

(¬1) الصواب: «بعض». (¬2) انظر عن (برسباي) في: السلوك ج 4 ق 2/ 607 و 1051، وإنباء الغمر 4/ 16 - 19 (طبعة دار الكتب العلمية ببيروت المصوّرة عن طبعة حيدرأباد 1406 هـ‍. / 1986 م.)، و 4/ 78 - 80 رقم 9، والنجوم الزاهرة 15/ 106 - 111، والدليل الشافي 1/ 186 رقم - 65، والمنهل الصافي 3/ 255 - 276 رقم 651، وعقد الجمان (وفيات 841 هـ‍.)، والضوء اللامع 3/ 8 رقم 38، ووجيز الكلام 2/ 554 - 556 رقم 1279، وتاريخ الخلفاء 516، وحسن المحاضرة 2/ 80، وتاريخ بيروت 240، 241، وتاريخ ابن سباط 2/ 792، وبدائع الزهور 2/ 188 - 290، وشذرات الذهب 7/ 238، وتاريخ الأزمنة 349 رقم 15، والبدر الطالع 1/ 161، 162 رقم 105، وأخبار الدول 309 والتاريخ الغياثي 355، 356، وتاريخ الأمير الشهابي 523، ونزهة النفوس 3/ 422، 423، وتحفة الناظرين 2/ 35، 36، وفهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية (التاريخ) 2/ 264 رقم 1777، والأشباه والنظائر للسيوطي 3/ 505، والدر المنتخب، ورقة 193 ب. (¬3) في الأصل كلمة مهملة «البابة».

نفقة البيعة

إينال الأحمدي بالبشارة لنائب الشام وجميع نواب البلاد الشامية والأمراء المجرّدين (¬1). [نفقة البيعة] وفيه ابتديء بنفقة البيعة على المماليك. هذا، وقد جلس السلطان على الدكّة من الحوش وعنده الأمراء والمباشرون، ونفق في / 18 / كل نفر مائة دينار. واستمرّت النفقة فيه وفي هذا اليوم حتى كملت (¬2). [أخذ أرزنجان] وفيه وصل الخبر بأخذ أرزنجان. وكان أخذها الأشرف في حال توجّه إثر موته، فوصل إنسان يقال له مراد قاصد حمزة بن قرايلك وصحبته إنسان يقال له شمس الدين القطماوي، ومكاتبة حمزة ومكاتبات الأمراء المجرّدين تتضمّن دخوله في طاعة السلطان وإقامة الخطبة والسكة باسمه، وبعث بدراهم ودنانير عليها اسم السلطان، فأكرم قاصد حمزة وأعيد بخلعة وأجوبة لحمزة (¬3). [نيابة غزّة] وفيه قرّر في نيابة غزّة طوخ مازي، وكانت شاغرة مدّة (¬4). [تدبير المملكة] وفيه صار الكلام والتدبير في أمور المملكة بين ثلاثة أنفار، وهم: الأتابك جقمق، والزين عبد الباسط ناظر الجيش، وإينال الأشرفي شادّ الشراب خاناه. وأمّا السلطان فلزم السكوت ولا أمر ولا نهي له، وإنما هو إليه فأخذ جكم خال العزيز السلطان وأخذ أعيان الخاصكية في الإنكار على إينال في أمره ونهيه فيما يتعلّق بأمر المملكة، وكونه أقام بالقلعة، وصار يبيت بها. ووقع بينهما بسبب هذا، فغضب إينال ونزل من القلعة إلى داره، فكان هذا ابتداء المخالفة التي آلت إلى ما سنذكره (¬5). [محاولة الفتك بالزين عبد الباسط] وفيه تجمّع الكثير من المماليك تحت القلعة، فلما نزل الزين عبد الباسط كادوا أن ¬

(¬1) خبر المبشّرين في: السلوك ج 4 ق 2/ 1055، ونزهة النفوس 3/ 424. (¬2) خبر النفقة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1055، والنجوم الزاهرة 15/ 226، وبدائع الزهور 2/ 192. (¬3) خبر أرزنجان في: السلوك ج 4 ق 2/ 1055، 1056، وإنباء الغمر 4/ 75، والنجوم الزاهرة 15/ 227، 228، ونزهة النفوس 3/ 424. (¬4) خبر غزّة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1056، والنجوم الزاهرة 15/ 228، ونزهة النفوس 3/ 424. (¬5) خبر المملكة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1056، ونزهة النفوس 3/ 424، 425.

مقتل اسكندر صاحب أذربيجان

يفتكوا به بعد أن أحاطوا به، ووقع بينهم كلام أغلظوا فيه عليه، وما قدروا على أكثر من ذلك (¬1). [مقتل اسكندر صاحب أذربيجان] [1910]-، [وفيه] (¬2) مات قتيلا اسكندر بن قرا يوسف (¬3) التركماني صاحب أذربيجان وأعمالها. وكان من الأشرار كأبيه. وكان منذ فرّ من شاه رخ نازحا عن البلاد وأقام ببعض القلاع فذبحه ابن له يقال له شاه قوماط، وأراح الله تعالى منه. [الطاعون في الإسكندرية] وفيه كان الطاعون فاشيا بنواحي الإسكندرية وتلك الأعمال، وفني به الخلائق الذين لا يحصون (¬4). [إقطاع الأتابك جقمق] وفيه قرّر في الإقطاع الذي كان بيد السلطان الأتابك جقمق نظام الملك بعد أن امتنع السلطان من ذلك، ثم غلب عليه فيه، وقرّر تمراز القرمشي رأس نوبة النوب وهو غائب بالتجريدة في إقطاع جقمق، وقرّر في إقطاع تمراز تمرباي الدوادار الثاني، وقرّر في الدوادارية عوضا عنه إينال، وقرّر في إقطاع تمر باي علي باي، وقرّر في إقطاع طوخ مازي المنتقل إلى نيابة غزّة يخش باي أمير اخور ثاني / 19 /، وقرّر في إمرة يخش باي من مامش الساقي، أحد رؤوس النوب، وقرّر في إمرة يلخجا، وهي عشرة، قانباي الجركسي مملوك أخو (¬5) نظام الملك لاعتنائه بشأنه. وقرّر في شادّية الشراب خاناه علي باي، عوضا عن إينال (¬6). ¬

(¬1) خبر المحاولة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1056، ونزهة النفوس 3/ 425، والنجوم الزاهرة 15/ 270، وبدائع الزهور 2/ 192. (¬2) إضافة على الأصل. (¬3) انظر عن (اسكندر بن قرا يوسف) في: السلوك ج 4 ق 2/ 1064، وإنباء الغمر 4/ 77 رقم 7، والنجوم الزاهرة 15/ 220، ووجيز الكلام 2/ 560 رقم 1295، والضوء اللامع 2/ 280 رقم 885، والدليل الشافي 1/ 119 رقم 416، والمنهل الصافي 2/ 373، 374 رقم 418، وبدائع الزهور 2/ 192. (¬4) خبر الطاعون في: السلوك ج 4 ق 2/ 1057، ونزهة النفوس 3/ 425. (¬5) الصواب: «أخا». (¬6) خبر الإقطاع في: السلوك ج 4 ق 2/ 1057، والنجوم الزاهرة 15/ 229، ونزهة النفوس 3/ 425، 426، وبدائع الزهور 2/ 192.

وفاة نائب الشام

[وفاة نائب الشام] [1911]- وفيه مات الأتابك سودون من عبد الرحمن (¬1) نائب الشام. كان بثغر دمياط، وكان من مماليك الظاهر برقوق، وتنقّلت به الأحوال إلى ما عرفته فيما تقدّم. وكان فاسقا، مرتكبا معضلات (¬2)، وأحدث بدمشق ما لا يحلّ إحداثه من خمّارات وبغايا وغير ذلك. وكان كبر سنّه. [وفاة ناصر الدين الطبناوي] [1912]- وفيه مات الشيخ الصالح، المعتقد، ناصر الدين الطبناوي (¬3)، محمد بن عمر (¬4) بن محمد. وكان له أتباع، وله طريقة حسنة من ملازمة العبادة والرغبة في الخير. [نجاة الأتابك جقمق من المماليك السلطانية] وفيه تجمّع الكثير من المماليك السلطانية تحت القلعة، فلما نزل الأتابك جقمق نظام الملك أحاطوا به، وكادوا أن يوقعوا به، فخلص إلى داره من غير سوء (¬5). [عناء ناظر الجيش من المماليك] وفيه كان الزين عبد الباسط ناظر الجيش في عناء كبير من المماليك وهو صابر يتجلّد، والأراجيف شائعة بوقوع الفتنة (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (سودون من عبد الرحمن) في: السلوك ج 4 ق 2/ 1066، 1067، وإنباء الغمر 4/ 81 رقم 15، والنجوم الزاهرة 15/ 221، والمنهل الصافي 6/ 152 - 156 رقم 1144، والدليل الشافي 1/ 332 رقم 1141، والضوء اللامع 3/ 275 رقم 1048، ووجيز الكلام 2/ 559 رقم 1290، وبدائع الزهور 2/ 192، 193، وإعلام الورى 46 - 48. (¬2) في الأصل: «بعضلات». (¬3) انظر عن (الطبناوي) في: إنباء الغمر 4/ 86 رقم 29 وفيه: «محمد بن عرب»، وفي نسخة مخطوطة «محمد بن عمر» ووجيز الكلام 2/ 558، والضوء اللامع 8/ 268، وبدائع الزهور 2/ 193 وفيه: «الطنتناوي». (¬4) في إنباء الغمر: «محمد بن عرب». (¬5) خبر النجاة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1058، ونزهة النفوس 3/ 426، وبدائع الزهور 2/ 193. (¬6) خبر العناء في: السلوك ج 4 ق 2/ 1058.

حوادث سنة اثنين وأربعين وثمانماية

[حوادث] سنة اثنين (¬1) وأربعين وثمانماية [محرّم] [عودة العسكر من أرزنجان] في محرّم وصل العسكر المصري من أرزنجان بعد تقرير الأمور وأخذها للسلطان عائدين إلى جهة حلب (¬2). [التجريدة إلى البحيرة] وفيه خرجت تجريدة إلى البحيرة عليها تغري بردي المودى بسبب عرب (¬3) لبيد من برقة (¬4). [خازندارية جكم] وفيه خلع على جكم خال العزيز، واستقرّ خازندارا عوضا عن علي باي (¬5). [قضاء الحنابلة بدمشق] وفيه استقرّ في قضاء الحنابلة بدمشق النظام بن مفلح، عوضا عن العزّ البغدادي (¬6). [وفاة النور الشلقامي] [1913]- وفيه مات النور الشلقامي (¬7) علي بن عبد الرحمن بن داود القاهري، الشافعيّ. ¬

(¬1) الصواب: «سنة اثنتين». (¬2) خبر أرزنجان في: السلوك ج 4 ق 2/ 1068، وإنباء الغمر 4/ 91، والنجوم الزاهرة 15/ 233، ونزهة النفوس 3/ 431. (¬3) في السلوك: «بسبب قرب لبيد». (¬4) خبر التجريدة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1068، والنجوم الزاهرة 15/ 230، ونزهة النفوس 3/ 431، وبدائع الزهور 2/ 193. (¬5) خبر الخازندارية في: السلوك ج 4 ق 2/ 1068، والنجوم الزاهرة 15/ 230، ونزهة النفوس 3/ 431، وبدائع الزهور 2/ 193. (¬6) خبر قضاء الحنابلة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1068، ونزهة النفوس 3/ 432. (¬7) انظر عن (الشلقامي) في: إنباء الغمر 4/ 123، 124 رقم 9، والمنهل الصافي 8/ 99 رقم 1603، والدليل الشافي 1/ 460 رقم =

قضاء الحنفية

وكان فاضلا، عارفا، وصنّف، وألّف، ونظم. ومولده سنة 749. [قضاء الحنفية] وفيه خلع على شيخنا العلاّمة، السعد بن الديري، الحنفي، وقرّر في القضاء الحنفية عوضا عن البدر العيني بعدما سئل بذلك غير ما مرّة وهو يمتنع، وشرط شروطا أجيب إليها، منها شرطه على الأمراء أنه لا يقبل رسالة أحد منهم، وأن لا يتجوّه عليه في شيء (¬1). [تأمير عدّة من الخاصكية] وفيه أمّر عدّة من الخاصكية وهم: قانبك الساقي، وجانبك الساقي، وجانم الدوادار، وقانم التاجر، وجكم المجنون، وجكم خال السلطان، أخو خوند كلنار وجرباش كرد رأس نوبة الجمدارية، كلّ تأمّر عشرة (¬2). [إعادة قاصد ابن قرايلك] / 20 / وفيه أعيد قاصد حمزة بن قرايلك، وشمس الدين محمد العظماوي موقّع الدّست بحلب، وصحبتهما مباركشاه التبريزي قاصدا من عند السلطان، وعلى يده جواب حمزة بالشكر والثناء، وخلعة بنيابة السلطنة ببلاده، ومركوب سلطاني بالقماش الكامل، وهديّة سنيّة، ونسخة يمين الحلف بها على الطاعة السلطانية. وكتب بجواب الأمراء المجرّدين، وأن يسرعوا إلى الحضور إلى القاهرة (¬3). [تقاليد نواب الشام] وفيه عيّنت جماعة من الخاصكية لكفّال البلاد الشامية ونوّابها بتقاليدهم على ما هم عليه (¬4). ¬

= 1596، والضوء، اللامع 5/ 237 رقم 808، ووجيز الكلام 2/ 564 رقم 300، وعنوان الزمان، رقم 341. (¬1) خبر قضاء الحنفية في: السلوك ج 4 ق 2/ 1069، وإنباء الغمر 4/ 88، ونزهة النفوس 3/ 442، وبدائع الزهور 2/ 193. (¬2) خبر التأمير في: السلوك ج 4 ق 2/ 1069، والنجوم الزاهرة 15/ 231، ونزهة النفوس 3/ 432، وبدائع الزهور 2/ 193، 194. (¬3) خبر القاصد في: السلوك ج 4 ق 2/ 1069، والنجوم الزاهرة 15/ 231، ونزهة النفوس 3/ 432، 433. (¬4) خبر التقاليد في: السلوك ج 4 ق 2/ 1070، والنجوم الزاهة 15/ 231، ونزهة النفوس 3/ 432.

عودة المماليك من مكة

[عودة المماليك من مكة] وفيه وصل المماليك الذي (¬1) كانوا بمكة، وكان قد كثر بها أذاهم وشرّهم واستخفافهم بحرمة الكعبة والمسجد الحرام (¬2). [عودة الحجّاج] وفيه وصل الحاجّ وقد قاسوا في عودهم مشاقّا، وخرج بعض العربان على الركب الغزّاوي فعلوا بهم أفعالا منكرة وقتلوا ونهبوا وأسروا، وحلّ على الحاجّ ما لا يعبّر عنه من الأذى والضرر والموت، والتشتّت في البوادي، والموت بعد ذلك، بحيث عدّ من أشنع الحوادث وأقبحها (¬3). [انهزام حمزة بن قرايلك أمام أخيه يعقوب] وفيه بعد رحيل العساكر عن أذربيجان سار حمزة بن قرايلك من ماردين لأخذ أذربيجان وقد تغيّظ على أخيه يعقوب وتنكّر خاطره عليه لكونه سالم العساكر المصرية حتى دخلوا المدينة، فجهّز إليه جهان كير ابن أخيه وأقام جعفر ابن (¬4) أخيه يعقوب بمدينة أرزنجان، فعندما التقى الجمعان خامر أكثر مم مع حمزة، وصاروا إلى جهان كير فانهزم بعد وقعة كبيرة كانت بينهما وقد جرح (¬5). [إشاعة عصيان نائب حلب] [وفيه] (¬6) أشيع بأنّ تغري برمش نائب حلب على بعل بعض الأمراء المجرّدين بتلك البلاد الشامية، ورجع إلى جهة ملطية خارجا عن الطاعة، ثم ظهر كذب هذه الإشاعة حتى كانت صحيحة بعد ذلك، أعني خروجه عن الطاعة والظاهر أنها من وضع بعض أعدائه للتكدير عليه. [بسط الأتابك جقمق العدل] وفيه تصدّى الأتابك نظام الملك جقمق للحكم بين الناس وأخذ في بسط العدل وإظهاره، وأقام أحمد بن العطار دوادارا عنده، وشكرت سيرتهما. ¬

(¬1) الصواب: «الذين». (¬2) خبر العودة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1070، ونزهة النفوس 3/ 433. (¬3) خبر الحجّاج في: السلوك ج 4 ق 2/ 1070، 1071، ونزهة النفوس 3/ 434، ووجيز الكلام 2/ 563. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر حمزة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1072، ونزهة النفوس 3/ 435. (¬6) إضافة على الأصل.

استعفاء ناظر الجيش من منصبه

[استعفاء ناظر الجيش من منصبه] وفيه حصل على الزين عبد الباسط ناظر الجيش / 21 / بهدلة، وأحاط به جمعا وافرا (¬1) من المماليك حين نزوله من القلعة وقد ثاروا به وأرادوا الإيقاع به لولا [أنه] (¬2) امتنع منهم، وفرّ عائدا إلى القلعة ودام بها يومه وليلته وهو يسأل في الإعفاء من وظيفتي نظر الجيش والأستادارية حتى صعد الأتابك جقمق نظام الملك وجماعة الأمراء في ثاني يوم هذه الفعلة إلى القلعة، وأخرج السلطان إلى الحوش، واستدعى عبد الباسط، وجرت بينه وبين الأتابك مخاطبات في استمراره على ما هو عليه وهو ممتنع، ويستعفي حتى آل الأمر إلى الإجابة، وخلع عليه وعلى مملوكه جانبك الأستادار، ونزلا في موكب حافل، ومعهم عظماء الدولة إلى داريهما (¬3). [المطر الغزير ووفاء النيل] وفيه أمطرت السماء مطرا غزيرا، وحصل عند البحر بذلك نقص، وموقف مقلق الناس (¬4)، وكان الزمن في مسرى، ثم بعد أيام منّ الله تعالى بالوفاء (¬5). [خروج نائب حلب عن الطاعة] وفيه وردت مكاتبة إينال الجكمي نائب الشام بأنّ تغري برمش نائب حلب لاحت عليه أماير الخروج عن الطاعة، وأنه انفرد عنه وعن الأمراء المصريّين، إلى غير ذلك ممّا نسب إليه (¬6). [إخماد فتنة كبيرة] وفيه وقعت كائنة كانت آيلة إلى فتنة كبيرة لكن خمدت بالقبض على جكم خال السلطان وعلى جماعة معه من أكابر الأشرفية، وتتبّع علي باي الخازندار، ويخش باي الأمير اخور الثاني، وآخرين، وكانوا قد اتفقوا على الفتك بالأتابك جقمق فلم يوافقهم خشداشهم إينال، فخالفوه وعادوه، وبلغ الأتابك ذلك، وكذا الزين عبد الباسط أيضا بلغه أنهم في ضمن القبض عليه، فثارت فتنة ووقع بعض قتال، وقتل جماعة من الناس، ثم ¬

(¬1) الصواب: «وأحاط به جمع وافر». (¬2) إضافة يقتضيها السياق. (¬3) خبر الاستعفاء في: السلوك ج 4 ق 2/ 1070، وإنباء الغمر 4/ 89، و 91، والنجوم الزاهرة 15/ 232، ونزهة النفوس 3/ 435، 436، وبدائع الزهور 2/ 194. (¬4) كذا. والصواب: «مقلق للناس». (¬5) خبر المطر في: إنباء الغمر 4/ 92، وبدائع الزهور 2/ 194. (¬6) خبر نائب حلب في: السلوك ج 4 ق 2/ 1073، والنجوم الزاهرة 15/ 233، 234، ونزهة النفوس 3/ 436، وبدائع الزهور 2/ 194.

الإفراج عن خال السلطان

آل الأمر إلى القبض على من ذكرنا، وحلّف من بقي من الأشرفية وغيرهم لنظام الملك بموالاته، كلّ هذا وهم يظهرون أنّ هذا لأجل إقامة حرمة العزيز يوسف، وكان القائم بهذه الأمور التي آلت إلى خراب بيت الأشرف مملوكه إينال، فإنه التجأ إلى جقمق وتنصّح عنده وعادى خشداشيّته وجماعة أستاذه، حتى كان ما سنذكره (¬1). [الإفراج عن خال السلطان] وفيه أفرج عن جكم خال السلطان بشفاعة السلطان / 22 / وعند النظام جقمق، وأفرج عن من سجن وخلع عليهم (¬2). [منع المماليك الأشرفية من دخول قطر السلطان] وفيه صعد الأتابك جقمق إلى خدمة القصر هو وجميع الأمراء والمباشرين، وكان الموكب بالقصر، وكانوا قد أنزلوا من القلعة في تلك الكائنة بأسرهم، وشرط عليهم الأتابك شروطا من جملتها أنه لا يدخل القصر منهم في وقت الخدمة من لا نوبة له (¬3). [تلاشي أمر السلطان وصعود نجم الأتابك] وفيه خلع على الأتابك خلعة حافلة على أنه مدبّر المملكة يتصرّف فيها على وفق مراده ويخرج الإقطاعات ويولّي ويعزل، ونزل من القصر إلى باب السلسلة، وبعث ينقل قماشه وحوائج داره وأثاثه إليها على أن يسكنها، فبلغ ذلك الأشرفية، فشقّ عليهم هذا، وقد انقسم العسكر قسمين منهم القرانصة، وهم عدّة طوائف ما بين ظاهرية وناصرية، وجكمية، ومؤيّدية، وسيفيّة، وبعض من الأشرفية والطائفة الأخرى من بقي من الأشرفية، وهم مع السلطان لكنهم نزلوا من القلعة بعدما كانوا بها وعندهم الأموال والأسلحة والسلطان، لكن لا تدبير لهم ولا رأي، ولما أنكروا ما بلغهم ركب طائفة منهم ووقفوا تحت القلعة، وأخذوا في الإنكار على الأتابك كونه سكن الإصطبل، وصرّحوا له بأنه يريد الوثوب على السلطنة، فأخذ الأتابك في تلطّف القضية، ثم أخذ في أسباب تحصين الإصطبل وباب السلسلة، والاستعداد بالسلاح والرجال، وهو توطين لنفسه ويظهر بأنه ما فعل ذلك إلاّ قياما لناموس السلطان واحتفاظا عليه وعلى بقاء ملكه، ثم ترك الخدمة السلطانية معتذرا بأشياء، فأخذ الجند من الأمراء والمباشرين وكذلك الأعيان من قضاة وعلماء وغيرهم في التردّد إلى الأتابك بباب السلسلة. وتلاشى أمر السلطان وأخذ في ¬

(¬1) خبر الفتنة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1073 - 1077، وإنباء الغمر 4/ 92 و 93، 94، والنجوم الزاهرة 15/ 234، 235 - 238، ونزهة النفوس 3/ 437، وبدائع الزهور 2/ 194. (¬2) خبر الإفراج في: السلوك ج 4 ق 2/ 1077. (¬3) خبر المنع في: السلوك ج 4 ق 2/ 1077.

وفاء النيل

الانحلال، وأخرب الحال بالزوال لقلّة تدبير حرمة الجهّال مع تمكّنهم (¬1). [وفاء النيل] وفيه كان وفاء النيل في سادس عشرين مسرى، ونزل أسنبغا الطيّاري الحاجب فحلّق المقياس وفتح الخليج بين يديه، وكان قد ارتفع السعر شيئا لما تباطى (¬2) الوفاء (¬3). [ربيع الأول] [عودة المجرّدين إلى القاهرة] وفي ربيع الأول قدم الأمراء المجرّدون إلى القاهرة ما عدا خجا سودون / 23 / ويشبك الحاجب الكبير، فإنه تأخّر فقدم ليلا إلى داره في محفّة وهو مريض، وصعد ستة منهم إلى الحرّاقة بباب السلسلة ولم يصعدوا إلى القلعة لبين يدي السلطان خوفا على أنفسهم لما بلغهم ما وقع بالقاهرة. وكان الأتابك جقمق قد كتب إليهم يحذّرهم من الطائفة الأشرفية، وأنهم عزموا على القبض على جميع الأمراء، فدخلوا مستعدّين بأسلحتهم من غير أن تجر (¬4) العادة بذلك. وكان نظام الملك قد ألزم السلطان بأن يجلس للأمراء القادمين بشبّاك القصر المطلّ على الإصطبل، فأجابه إلى ذاك على مضض عنده، سيما وقد سلب جميع تعلّقات السلطنة ولم يبق له غير مجرّد الاسم فقط، وصارت الخدمة لا تقام إلاّ عند الأتابك بالإصطبل. ولما حضروا بأطلابهم صعدوا إلى باب السلسلة بخيولهم ونزلوا على درج الحرّاقة، وقام الأتابك مهر ولاّ إليهم حتى سلّم عليهم، ونزل ماشيا وهم معه إلى أن جاؤوا إلى الإصطبل تحت الشبّاك الذي به السلطان فوقفوا على بعد منه، فأومأوا بروسهم عوضا عن تقبيل الأرض، فأحضرت لهم الخلع وأفيضت عليهم هناك، ثم أومأوا ثانيا، وقدّمت إليهم المراكب السلطانية، فأومأوا ثالثا، وخرجوا راجعين من غير زيادة على ذلك وعدّ هذا الصنع من النوادر، ثم عادوا مع الأتابك حتى صعدوا معه إلى الحرّاقة وسلّموا عليه خدمة له وركبوا إلى منازلهم، هذا، وأطلابهم واقفة بالرملة تحت القلعة. وزادت عزّة الأتابك في هذا اليوم ومهابته وعظمته في النفوس، وتيقّن كل أحد بأنه هو السلطان، ونقص أمر السلطان بزيادة عمّا كان، لا سيما بهذه الفعلة التي لا يظن بها قطّ (¬5). ¬

(¬1) خبر التلاشي في: السلوك ج 4 ق 7/ 107، وإنباء الغمر 4/ 93، والنجوم الزاهرة 15/ 235 - 239، ونزهة النفوس 3/ 437 - 441، وبدائع الزهور 2/ 194، 195. (¬2) الصواب: «تباطأ». (¬3) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 1078، وبدائع الزهور 2/ 195. (¬4) الصواب: «من غير أن تجري». (¬5) خبر المجرّدين في: السلوك ج 4 ق 2/ 1078 - 1080، وإنباء الغمر 4/ 93، ونزهة النفوس 3/ 443، 444، وبدائع الزهور 2/ 195.

تحريض جقمق على تولي السلطنة

[تحريض جقمق على تولّي السلطنة] وفيه كثر القال والقيل بالقاهرة وزاد الكلام ونقص، وكثرت الأراجيف، وبعث قرقماس أمير سلاح إلى الأتابك جقمق يحرّضه على أن يلي السلطنة وهو إنّما يوطّن لنفسه، وكان ما سنذكره (¬1). [تصرّفات قرقماس الطائشة] وفيه في ثاني يوم قدوم الأمراء أقيمت الخدمة بالحرّاقة عند نظام الملك الأتابك جقمق، وقد حضر الأمراء وجميع أهل الدولة، وجاء قرقماس بوقاحته حتى جلس مع (¬2) / 24 / الأتابك في رتبته، وشاركه في تكرمته بجرأة وإقدامه اقتحاما على الرياسة بتهوّره، وجلس من عداه على مراتبهم يمينا وشمالا. ونزل الطلب لجماعة من الأشرفية فحضروا في الحال، فأشار قرقماس إلى جماعة كان قد أعدّهم بالقبض على جماعة صار يسمّيهم، واحدا بعد واحد، منهم: جانم قريب الأشرف وهو الأمير اخور الكبير وكان قدم معهم بالأمس من التجريدة فقبض عليه وعلى الطواشي خشقدم مقدّم المماليك، وعلى الطواشي فيروز نائب المقدّم، وعلى علي باي شادّ الشراب خاناه. وعلى جكم خال العزيز، وعلى أخيه أبي يزد، ويخش باي أمير اخور، ودمرداش الوالي، وتابك (¬3) الجقمي نائب القلعة، وعلى عدّة وافرة منهم جرباش، وخشكلدي، وأزبك، وبيبرس، وتنم، ويشبك الفقيه، وجانبك قلقسيز، وبيرم خجا، وأرغون شاه، وتنبك القيسي، وأوثق الجميع بالحديد. وندب قرقماس تمر باي الدوادار وقرّره في نيابة الإسكندرية وأمره بحمل هؤلاء معه لسجنها (¬4) وعزل عبد الرحمن بن الكويز، ثم طلب إنسانا من أتباعه وولاّه الولاية بالقاهرة، وعيّن من مقدّمين (¬5) الألوف تنبك ومن العشرات أقطوه في عدّة من المماليك وأمرهم أن يصعدوا إلى القلعة لحفظها. وكان يوما مهولاّ أظهر فيه قرقماس من الطيش والخفّة والتسرّع إلى الشرّ والحمق وقلّة الدربة ما أبان به كمائن ما كان في ضميره من محبّة الوثوب على الأمر. كلّ هذا والأتابك جقمق لم يبد ولم يعد، بل أخذ الله تعالى أعاديه بيد غيره، ثم جنى ذلك الغير ثمرات ذلك على ما سنذكره (¬6). [نقل الأمراء المقتتلين إلى الإسكندرية] [وفيه] (¬7) أخرج بالأمراء الذين قبض عليهم وبالخاصكية إلى ثغر الإسكندرية، وكان ¬

(¬1) خبر التحريض في: النجوم الزاهرة 15/ 234 - 241. (¬2) كلمة (مع) مكرّرة. (¬3) في الأصل: «سلك» مهملة. (¬4) الصواب: «لسجنهم». (¬5) الصواب: «من مقدّمي». (¬6) خبر قرقماس في: السلوك ج 4 ق 2/ 1080، 1081، والنجوم الزاهرة 15/ 245 - 247، ونزهة النفوس 3/ 444، 445، وبدائع الزهور 2/ 195، 196. (¬7) إضافة على الأصل.

تقدمة المماليك

لنزولهم من القلعة يوما مشهودا اجتمع الناس لرؤيتهم (¬1). [تقدمة المماليك] (وفيه خلع علي الطواشي عبد اللطيف العثماني وقرّر في تقدمة المماليك (¬2)) (¬3). [النفقة على الأمراء القادمين] وفيه أنفق على الأمراء الذين قدموا من السفر مال كثير بعد أن حضر عند الأتابك، فبعث به إلى السلطان، وخلع عليه بحضرته (¬4). [تحوّل موقف قرقماس من جقمق] وفيه ركب السلطان من الحوش، وركب معه الزين عبد الباسط ناظر الجيش ونزلا إلى الميدان تحت القلعة للتسييرية فركب الأتابك جقمق نظام الملك وفي خدمته جميع الأمراء / 25 / ما عدا قرقماس أمير سلاح، وأركماس الظاهري الدوادار، فدخلوا إلى السلطان بالميدان، فلما رآهم الزين عبد الباسط ترجّل عن فرسه ونزل الأمراء عن خيولهم وقد وقف السلطان على فرسه فقبّلوا الأرض بين يديه ووقفوا وتقدّم الأتابك جقمق حتى قرب من السلطان، فقبّل رجله في الركاب وحادثه ساعة، ثم أحضرت خلعة فخلع بها على يشبك المشدّ حاجب الحجّاب وقد عوفي، وكان ملازما الفراش من يوم قدومه من السفر، وانصرف الجميع عائدين في خدمة نظام الملك وهو يظهر الإذعان بالسلطان والإشفاق عليه وينفّر عنه الوهم ولا يظهر غرضا في وثوبه على الأمر أصلا بل يتصولح ويتمشيخ ويدعوا (¬5) ببقاء السلطان وبصلاح الحال والتئام الكلمة واجتماع النفوس. ثم بعث في يومه هذا إلى قرقماس بالزين عبد الباسط وبتمراز رأس (¬6) نوبة النوب، وبقراجا الأشرفي يلومه على التأخّر عن الخدمة، والتلطّف بخاطره، وكان قد أضمر هو أشياء، وصار جماعة يتردّدون إليه وهو طامع في أن يلبي الأمر ولا يرى جقمق شيئا، سيما وجقمق يظن أنه لا غرض [له] في بداية الأمر. فلما دخل إليه الجماعة لم يزالوا به حتى أركبوه وصعدوا به إلى الأتابك جقمق فاختلى به وحصل بينهما عتاب ثم تحالفا، وقام فأركبه الأتابك فرسا بالقماش الذهب والزركش (وعاد إلى داره ومعه تمراز وقراجا فأعادهما وقد أركبهما من خاصّ خيله ¬

(¬1) خبر الأمراء في: السلوك ج 4 ق 2/ 1081، والنجوم الزاهرة 15/ 247، ونزهة النفوس 3/ 446، وبدائع الزهور 2/ 196. (¬2) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬3) خبر التقدمة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1081، ونزهة النفوس 3/ 446، وبدائع الزهور 2/ 196. (¬4) خبر النفقة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1081. (¬5) الصواب: «ويدعو». (¬6) كلمة «رأس» مكرّرة في الأصل.

كتابة السر

بالقماش الذهب والزركش) (¬1) وقد انخدع من الأتابك. وأخذ من حينئذ يسلك طريقا تضادّ ما كان عليه من طلب الأمر لنفسه وفي نفسه ما فيها. ثم أخذ يلحّ على الأتابك في ولاية الأمر لفرط الانخداع الذي حصل عنده، حتى كان ما سنذكره (¬2). [كتابة السرّ] [وفيه] (¬3) كتب بطلب الكمال بن البارزي وهو أخو زوجة الأتابك نظام الملك ليلي كتابة السرّ (¬4). [وفاة ابن بقيّ] [1914]-، [وفيه] (¬5) مات الشهاب بن بقيّ، أحمد بن محمد بن علي بن أحمد الدّميري (¬6) المالكيّ. وكان عالما فاضلا، عارفا بالفقه والأصول والمعاني والبيان، والعربية وغير ذلك، مشاركا في الفنون فصيحا، مفوّها، عارفا بالشروط والأحكام، حسن السيرة في قضائه، حسن الخط، ناب في القضاء مدّة وصار له ذكر / 26 / وشهرة، وذكر لقضاء المالكية، وما اتفق له ذلك وسمع على الحلاويّ وغيره. ومولده سنة 784. وهو والد قاضي المالكية الآن بعصرنا المحيوي عبد القادر بن بقيّ، وأخوه قاضي القضاة عبد الغني. [إقامة الخدمة بالقصر] وفيه أقيمت الخدمة بالقصر بين يدي السلطان وحضرها الأتابك جقمق وقرقماس وجميع الأمراء والمباشرين. وكانت الخدمة قد تركت من مدّة، ثم عملت بها ثانية، ولم يحضرها الأتابك (¬7). ¬

(¬1) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬2) خبر موقف قرقماس في: السلوك ج 4 ق 2/ 1082، 1083، والنجوم الزاهرة 15/ 248 - 251، ونزهة النفوس 3/ 446 - 448، وبدائع الزهور 2/ 196، 197. (¬3) إضافة على الأصل. (¬4) خبر كتابة السر في: السلوك ج 4 ق 2/ 1084، والنجوم الزاهرة 15/ 251، ونزهة النفوس 3/ 448، وبدائع الزهور 2/ 197. (¬5) إضافة على الأصل. (¬6) انظر عن (الدميري) في: إنباء الغمر 4/ 121 رقم 1، وعنوان الزمان، رقم 74، ونزهة النفوس 3/ 125 رقم 782، ووجيز الكلام 2/ 565 رقم 1304، والضوء اللامع 2/ 78، وبدائع الزهور 2/ 197، وشذرات الذهب 7/ 242. (¬7) خبر الخدمة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1084 و 1085، والنجوم الزاهرة 15/ 252، ونزهة النفوس 3/ 448.

خلع العزيز يوسف وسلطنة جقمق

[خلع العزيز يوسف وسلطنة جقمق] وفيه - في يوم الأربعاء تاسع عشره - (كانت مبايعة الأتابك جقمق العلائي) (¬1) نظام الملك بالسلطنة وخلع العزيز يوسف، فاستدعي فيه الخليفة والقضاء وجميع الأمراء وأرباب الدولة إلى الحرّاقة بالإصطبل وادّعى عدم (¬2) أهلية العزيز للسلطنة لأنه لا يحسن التصرّف. وكان قرقماس هو الذي بدأ بالكلام وقال: إنّ أحوال الناس ضائعة، وإنّ الأمراء اجتمع رأيهم على إقامة الأتابك، فأجابوا إلى ذلك بعد أن خلع العزيز. وكانت مدّته كعدد حروف العزيز أربعة وتسعون (¬3) يوما، وسجن ببعض دور القلعة، ورتّب له ما يقوم به وبمن عنده من جواري وخدم. ثم بايع الخليفة الأتابك، وتبعه قرقماس (والناس) (¬4) بعدهما، ولقّب بالظاهر، وكني أبا سعيد، وقام فأفيض عليه شعار الملك، وتقلّد بالسيف، وخرج من مبيت الحرّاقة ملكا سلطانا وقد تهيّأ العسكر بالشاش والقماش، وأحضر فرس النوبة فأركب السلطان عليه، وسار وهم معه مشاة بين يديه حتى أوصلوه للقصر فأنزل به ورفعوه إلى تخت الملك فجلس عليه، وقام الكلّ بين يديه بعد أن حمل قرقماس القبّة والطير على رأسه. وقد تعيّن للأتابكية، وهو الساعي في جميع هذه القضية، وكان فيها كالباحث عن حتفه بظلفه، كما ستعرف ذلك. وكان الباقي من شروق الشمس نحوا من ثلاثين درجة. وخلع على قرقماس وعلى الخليفة على العادة، ونزلا بالمراكيب السلطانية، ونودي بشوارع القاهرة بسلطنة الظاهر والدعاء له. [القبض على الطواشي جوهر الزمام] وفيه قبض على الطواشي جوهر الزمام اللالا وهو مريض، فسجن بالبرج من القلعة، وقرّر عوضه فيروز الساقي، وكان معطّلاّ بداره يترقّب موت الأشرف / 27 / ففرح وما تمّ فرحه، فإنه بعد قليل نسب إلى التقصير في كائنة، فضرب الضرب، فصرف، على ¬

(¬1) ما بين القوسين كتب بالمداد الأحمر. (¬2) في الأصل: «هدم». (¬3) الصواب: «أربعة وتسعين». (¬4) كتبت فوق السطر.

إرسال البشارة بالسلطان الجديد

ما سيأتي، فإنه كان جعل إليه النظر في أمر سجن العزيز (¬1). [إرسال البشارة بالسلطان الجديد] وفيه خلع على سودون الجكمي أخي إينال نائب الشام ليتوجّه بالبشارة إلى أخيه وإلى نواب الشام (¬2). [وفاة خجا سودون] [1915]- وعيّن دمرداش للتوجّه إلى القبض على خجا سودون (¬3) المجرّد بحلب من مقدّمي القاهرة وحمله إلى القدس بطّالا، وفعل (به) (¬4) ذلك، ومات بالقدس في جماد الأول. [تقرير قرقماس بالأتابكية] [1916]- وفيه قرّر قرقماس في الأتابكية وخلع عليه بذلك، وقرّر في إقطاع السلطان وهو نظام الملك، وزيد عليه إمرة طبلخانات بدمشق (¬5). [تقرير أمراء] وخلع على أقبغا التمرازي بإمرة سلاح (¬6). وعلى يشبك الحاجب بإمرة مجلس (¬7). وقرّر في الحجوبية عوضه تغري بردي المؤذي. وقرّر في الأميراخورية الكبرى تمراز رأس نوبة النوب عوضا عن جانم الأشرفي الذي ولي نيابة الشام فيما بعد (¬8). ¬

(¬1) خبر السلطنة في: السلوك ج 4 ق 2/ 1086، 1087، وإنباء الغمر 4/ 94، والنجوم الزاهرة 15/ 253 - 255 و 256، 257، ونزهة النفوس 4/ 7 - 20، ووجيز الكلام 2/ 562، وبدائع الزهور 2/ 197 و 198، 199، وتاريخ الأزمنة 349، وتاريخ ابن سباط 2/ 793، وتحفة الناظرين 2/ 37، (¬2) خبر الطواشي جوهر في: السلوك ج 4 ق 2/ 1088، والنجوم الزاهرة 15/ 261، ونزهة النفوس 4/ 21، 22. (¬3) خبر البشارة في: بدائع الزهور 2/ 200. (¬4) انظر عن (خجاسودون) في: السلوك ج 4 ق 2/ 1088، ونزهة النفوس 4/ 22، وبدائع الزهور 2/ 200. (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) خبر التقرير بالأتابكية في: السلوك ج 4 ق 2/ 1088، وإنباء الغمر 4/ 95، والنجوم الزاهرة 15/ 262، وبدائع الزهور 2/ 200. (¬7) خبر الأمراء في: السلوك ج 4 ق 2/ 1088، وإنباء الغمر 4/ 95، والنجوم الزاهرة 15/ 262، وبدائع الزهور 2/ 200. (¬8) إنباء الغمر 4/ 95، نزهة النفوس 4/ 23.

تقرير أمراء آخرين

وقرّر في الرأس نوبة الكبرى قراقجا الحسني (¬1). وخلع على الجميع وعلى أركماس باستمراره على الدوادرية (¬2). وعلى تنبك نائب القلعة (¬3). وعلى قراجا ببقائهما على حالهما (¬4). [تقرير أمراء آخرين] وفيه قرّر تنم المؤيّدي الخازندار الذي ولي نيابة الشام فيما بعد في الحسبة عوضا عن السويفي (¬5)، وقرّر قانباي الجركسي في شادّية الشراب خاناه دفعة واحدة، عوضا عن علي باي، وقرّر قنبك المؤيّدي المحمودي الساقي الذي ولي إمر سلاح فيما بعد في الخازندارية عوضا عن جكم خال العزيز (¬6). [نقص النيل] وفيه نقص النيل، وكان قد هبّ قبل ذلك الريح الشديد الحارّة، ثم أعقبها مطر خفيف فأثّرت بنقص النيل فكان ذلك كذلك (¬7). [النفقة على الجند] وفيه ابتدىء بالنفقة على الجند لكل نفر ماية دينار (¬8). [مقدّميّة جرباش] وفيه قدم جرباش الكريمي قاشق وقد بعث بطلبه من دمياط، وقرّر في جملة مقدّمين (¬9) الألوف بمصر (¬10). ¬

(¬1) نزهة النفوس 4/ 24. (¬2) نزهة النفوس 4/ 25 وفيه: «قراجا». (¬3) نزهة النفوس 4/ 24، إنباء الغمر 4/ 95. (¬4) نزهة النفوس 4/ 24. (¬5) نزهة النفوس 4/ 24، السلوك ج 4 ق 2/ 2089، والنجوم الزاهرة 15/ 262، وبدائع الزهور 2/ 200. (¬6) هكذا في: إنباء الغمر، ونزهة النفوس. (¬7) خبر الأمراء في: السلوك ج 4 ق 2/ 1089، وإنباء الغمر 4/ 98، والنجوم الزاهرة 15/ 262، ونزهة النفوس 4/ 25، 26، وبدائع الزهور 2/ 200. (¬8) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 2/ 1089، والنجوم الزاهرة 15/ 262، ونزهة النفوس 4/ 27، وبدائع الزهور 2/ 200. (¬9) الصواب: «في جملة مقدّمي». (¬10) خبر المقدّمية في: السلوك ج 4 ق 2/ 1090، والنجوم الزاهرة 15/ 262، ونزهة النفوس 4/ 27، وبدائع الزهور 2/ 200.

صعود زوجة السلطان إلى القلعة

[صعود زوجة السلطان إلى القلعة] وفيه صعدت مغل ابنة البارزي زوجة السلطان وقد صارت الخوند الكبرى إلى القلعة في محفّة ومعها من النساء والخدّام الطواشية والمشاعلي والفوانيس ليلاّ عددا (¬1) كبير في أبهة زائدة (¬2). [المولد النبويّ] وفيه عمل المولد النبويّ للسلطان وكان حافلا (¬3). [كسوف الشمس] وفيه كسفت الشمس بعد نصف النهار وتغطّى جدا من ثلثي (¬4) جرمها، واصفرّت الأرض حتى انجلت وأرجف أهل النجامة بخروج أهل الشام والصعيد عن طاعة السلطان (¬5). [ركوب المماليك للنفقة] وفيه ركب الكثير من مماليك الأمراء / 28 / وكانوا نحوا من ألف فارس، ووقفوا بالرميلة تحت القلعة يريدون إثارة فتنة، كون النفقة كانت في المماليك السلطانية وما نفق عليهم، وكانت العادة لم تجر بذلك على مماليك الأمراء حتى بعث السلطان فترضّاهم ونفق فيهم شيئا رضوا به (¬6). [ربيع الآخر] [كائنة قرقماس] وفي ربيع الآخر في رابعه كانت كائنة (قرقماس الشعبانيّ) (¬7)، وثوران الجند على السلطان، وقيام طائفة الأشرفية والحرب الكثيرة التي قتل فيها وجرح جماعة من الفريقين. وكان السلطان في قليل من الناس والجند ونزل إلى باب السلسلة، وصار ينثر ¬

(¬1) الصواب: «عدد». (¬2) خبر الصعود في: إنباء الغمر 4/ 94، وبدائع الزهور 2/ 200. (¬3) خبر المولد في: السلوك ج 4 ق 2/ 1090، والنجوم الزاهرة 15/ 263، ونزهة النفوس 4/ 27، وإنباء الغمر 4/ 96. (¬4) في الأصل: «يلتى». (¬5) خبر الكسوف في: السلوك ج 4 ق 2/ 1090، ونزهة النفوس 4/ 27، وبدائع الزهور 2/ 201. (¬6) خبر ركوب المماليك في: السلوك ج 4 ق 2/ 1091، والنجوم الزاهرة 15/ 263، ونزهة النفوس 4/ 28، وبدائع الزهور 2/ 201. (¬7) ما بين القوسين كتب بالمداد الأحمر.

تثبيت ابن حجر

الذهب والفضة بيده على العادة، فقاتلوا معه قتالا شديدا، وترك الجند قرقماس إلى السلطان إلاّ القليل من الأشرفية، وانهزم قرقماس، وثبت قانصوه النوروزي بمن معه، وقاتل إلى بعد العصر، وحرّقت أبواب مدرسة الناصر حسن، وتسلّق الخارجين (¬1) عن الطاعة إلى موادنها لولا الهزيمة لكان لهم شأن، لكن نصر الله جقمق الظاهر وخذل قرقماس، ثم قبض عليه وجهّز إلى الإسكندرية، وزال كأنه لم يكن. وكانت فتنة قرقماس من الفتن المشهورة المذكورة إلى الآن، وعمل العوام فيها الأقوال والأناشيد والكلام على تفصيل جرياتها يطول (¬2). [تثبيت ابن حجر] وفيه قرىء تقليد السلطان بالقصر على العادة، وجرى بين السعد بن الديري القاضي الحنفي، والقاضي ابن (¬3) حجر القاضي الشافعي كلام بسبب القضاة، تغيّظ منه ابن (¬4) حجر فقال: قد عزلت نفسي في الملأ العام، فتلافى السلطان خاطره، وقال: قد أعدتك. فقبل واسترعى على السلطان تجديد ولايته وخلع عليه وعلى رفقته، وأعاد إليه عدّة أنظار كانت خرجت عنه في دولة الأشرف برسباي (¬5). [هدم سلالم المآذن بمدرسة الحسنية] وفيه عقد مجلس بالقلعة بالقضاة والمشايخ بالجامع الناصري، وحكم البساطي قاضي المالكية بهدم (سلالم) (¬6) مواذن (¬7) المدرسة الحسنية وبهدم سلالم (¬8) سطحها، وألزم الناظر ذلك، فمضى وفعل ذلك، وعدّ هذا من نوادر الأحكام (¬9). [القبض على جماعة من الأشرفية] وفيه قبض على جماعة من الطائفة الأشرفية وسجنوا بالبرج من القلعة (¬10). ¬

(¬1) الصواب: «وتسلّق الخارجون». (¬2) خبر كائنة قرقماس في: السلوك ج 4 ق 3/ 1091 - 1096، وإنباء الغمر 4/ 96، 97 و (9/ 55 - 61)، والنجوم الزاهرة 15/ 270، 271 - 275، ونزهة النفوس 4/ 29 - 33، ووجيز الكلام 2/ 563، وتاريخ ابن سباط 2/ 793، وبدائع الزهور 2/ 201، 202. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر التثبيت في: السلوك ج 4 ق 3/ 1096، ونزهة النفوس 4/ 39. (¬6) ساقطة من الأصل. (¬7) الصواب: «مآذن». (¬8) في الأصل: «هلالم». (¬9) خبر هدم السلالم في: نزهة النفوس 4/ 34، وبدائع الزهور 2/ 203. (¬10) خبر الأشرفية في: نزهة النفوس 4/ 37، وبدائع الزهور 2/ 203.

سجن قرقماس بالإسكندرية

[سجن قرقماس بالإسكندرية] وفيه أنزل بقرقماس من القلعة في الحديد إلى ساحل النيل فأسمع في طريقه من العامّة من المكروه والإساءة (¬1) ما لا يعبّر عنه / 29 / حتى أنزل الحرّاقة، وأخذ إلى الإسكندرية للسجن بها وهو ذليل حقير ذهب عنه ذلك الحرون والتعاظم والشمم الزائد حتى صارت العوامّ تضرب المثل بزلّته، وفي ذلك عبرة لمن اعتبر (¬2). [الخلعة بمناصب] وفيه خلع على أقبغا التمرازي بالأتابكية، وعلى يشبك المشدّ، وقرّر في إمرة سلاح. وعلى جرباش قاشق وقرّر في إمرة مجلس (¬3). [قضاء الشافعية بدمشق] وفيه جهّز توقيع إلى دمشق للبرهان بن الباعوني شيخنا بولاية القضاء الشافعية بها، عوضا عن الكمال بن البارزي، فلما وصل إليه امتنع عن قبول ذلك، ثم آل الأمر إلى أن استقدم في القضاء البدر بن شهبة (¬4). [كتابة السرّ بمصر] وفيه خلع على الكمال ابن البارزي، وكان قدم من دمشق، وقرّر في كتابة السرّ بمصر عوضا عن البدر بن نصر الله، وخلع على ابن (¬5) نصر الله كاملية، ونزل الكمال في موكب حافل، وهذه ثالث ولاية لكتابة السرّ (¬6). [تقرير وظائف] وفيه قرّر أسنبغا الطيّاري في الدوادارية الثانية عوضا عن إينال الأشرفي، وقرّر في الحجوبية الثانية يلبغا البهائي أحد العشرات وأمير منزل، وصيّر من الطبلخانات (¬7). ¬

(¬1) في الأصل: «الإساة». (¬2) خبر السجن في: النجوم الزاهرة 15/ 276، ونزهة النفوس 4/ 35، 36، 37، ووجيز الكلام 2/ 563، وبدائع الزهور 2/ 202، 203، وتحفة الناظرين 2/ 37. (¬3) خبر الخلعة في: نزهة النفوس 4/ 37، والنجوم الزاهرة 15/ 275، وبدائع الزهور 2/ 203. (¬4) خبر الشافعية في: السلوك ج 4 ق 3/ 1097، ونزهة النفوس 4/ 39، 40. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر كتابة السر في: السلوك ج 4 ق 3/ 1097، وإنباء الغمر 4/ 97، والنجوم الزاهرة 15/ 277، ونزهة النفوس 4/ 40، وبدائع الزهور 32/ 204. (¬7) السلوك ج 4 ق 3/ 1097، والنجوم الزاهرة 15/ 277، وبدائع الزهور 2/ 204.

إمرة الحاج

[إمرة الحاج] وفيه خلع على إينال الأشرفي بإمرة الحاج وبعث إليه السلطان بعشرة آلاف دينار، وقد صار من حزبه، وترك ولد سيّده وجماعته، ولم يتهنّ بعدها، فأخذ عن قريب (¬1). [شدّة الحرّ ودودة الزرع] وفيه اشتدّ الحرّ، وأكلت الدودة الزرع وشنّع ذلك بسرعة هبوط النيل (¬2). [نفي جماعة من الأشرفية] وفيه نفي عدّة من الأشرفية إلى الواح (¬3)، وكان لعيالهم يوم معهم (¬4) صراخا وعويلا (¬5) عدّ من الشنائع (¬6). [نفي قاضي الحنابلة] وفيه أيضا نفي السعد البغدادي قاضي الحنابلة بدمشق وكان قد قدم إلى القاهرة واجتمع بالسلطان فوقع منه كلام حنق منه السلطان فنفاه (¬7). [هدم جانب من الكنيسة المعلّقة] وفيه هدم جانب من الكنيسة المعلّقة بمصر وقد حضر القضاة ومعهم إذنّ من جهة السلطان (¬8). [وفاة ابن ناصر الدين الدمشقي] [1917]- وفيه مات محدّث الشام الحافظ، الشمس، ابن ناصر الدين (¬9)، ¬

(¬1) خبر إمرة الحاج في: السلوك ج 4 ق 3/ 1098، ونزهة النفوس 4/ 42، وبدائع الزهور 2/ 204. (¬2) خبر الحرّ في: السلوك ج 4 ق 3/ 1098، وبدائع الزهور 2/ 204. (¬3) في النجوم الزاهرة: «الواحات». (¬4) كذا. وكلمة «يوم» مقحمة. (¬5) الصواب: «صراخ وعويل». (¬6) خبر النفي في السلوك ج 4 ق 3/ 1098، والنجوم الزاهرة 15/ 277، ونزهة النفوس 4/ 42. (¬7) خبر قاضي الحنابلة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1098، ونزهة النفوس 4/ 42. (¬8) خبر كنيسة المعلّقة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1098، وإنباء الغمر 4/ 99، وبدائع الزهور 2/ 204. (¬9) انظر عن (ابن ناصر الدين) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1148، ونزهة النفوس 4/ 124 رقم 781، والضوء اللامع 7/ 170 و 8/ 103 - 106، ووجيز الكلام 2/ 564، 565 رقم 301، وفيه وفاته في شهر ربيع الأول، والدليل الشافي 2/ 581 رقم 1995، وشذرات الذهب 7/ 243، وإيضاح المكنون 1/ 19 و 29 و 95 و 108 و 126 و 130 و 173 و 198 و 318 و 334، 579 و 2/ 58 و 79 و 87 و 99 و 113 و 407 و 413 و 585 و 586، =

القتال في صنعاء

محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن مجاهد بن يوسف بن محمد بن أحمد القيسي، الدمشقي، الشافعيّ. وكان فاضلا، محدّثا، حافظ عصره بالشام، وله مصنّفات، وسمع على جماعة منهم ابن المحبّ. ومولده سنة سبع وسبعين وسبعمائة. [القتال في صنعاء] وفيه نازل الإمام صاحب صعدة صنعاء وقاتل سنقر المتغلّب عليها (¬1). [تفشّي الحمّيات بمصر] وفيه فشت بمصر الأمراض الحادّة والحمّيات إلاّ أنها كانت سليمة / 30 / تبلغ في الغالب في السابع (¬2). [القبض على ناظر الإصطبل] وفيه قبض على التاج الخطير ناظر الإصطبل، ثم أفرج عنه على مال يحمله بعد أن عوقب وأخذت جواريه وخيوله (¬3). [جمادى الأول] [الحيلة للقبض على نائب حلب] وفي جماد الأول وصل قاصد تغري برمش نائب حلب بأنه مقيم تحت طاعة السلطان فلم يثق به السلطان وبعث بالملطّفات معه إلى أمراء حلب في إعمال الحيلة في ¬

= والرسالة المستطرفة 119، وفهرس الفهارس 2/ 675، والأعلام 6/ 237، وعصر سلاطين المماليك 4/ 193، ومعجم المؤلفين 9/ 112، ومعجم المؤرخين الدمشقيين 234، وفهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (قسم الأدب) 1/ 325، 326، وتاريخ الأدب العربي 2/ 92، وذيله 2/ 83، وفهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية (التاريخ) 2/ 9، والدر المنتخب 2/ 225، والمجمع المؤسس 3/ 285 - 289 رقم 659، ولحظ الألحاظ 317، والمنهل الصافي 6 / ورقة 214 ب، وعنوان العنوان، ورقة 96، ومعجم شيوخ ابن فهد 238، ودستور الأعلام لابن عزم، ورقة 146، والإعلان بالتوبيخ 89، وطبقات الحفاظ 545، وذيل تذكرة الحفاظ 378، والدارس 1/ 41، ومختصر تنبيه الطالب للعلموي 12، والقبس الحاوي لغرر ضوء السخاوي للشماع الحلبي 2 / ورقة 79 ب، والبدر الطالع 2/ 189، وجلاء العينين للآلوسي 250، وكشف الظنون 6 و 158 و 230 و 838 و 984 و 1559 و 1901، وهدية العارفين 2/ 193، ومعجم المطبوعات 2/ 1625. (¬1) خبر صنعاء في: إنباء الغمر 4/ 99. (¬2) خبر الحمّيات في: السلوك ج 4 ق 3/ 1098. (¬3) خبر ناظر الإصطبل في: السلوك ج 4 ق 3/ 1099.

وكالة بيت المال

القبض عليه للإشاعة الثابتة عنه بما يوجب خروجه عن الطاعة (¬1). [وكالة بيت المال] [وفيه] (¬2) خلع على الوليّ السفطي مفتي دار العدل، وهو من أصحاب السلطان وخواصّه في أيام إمرته، وقرّر في وكالة بيت المال عوضا عن ابن (¬3) النسخة شاهد القيمة. وكان ابن (¬4) النسخة وليها بعد موت النور بن مفلح في الحالية (¬5). [تقرير وظائف] وفيه قرّر الزين يحيي الأشقر قريب ابن (¬6) أبي الفرج في نظر الإصطبل على مال وعد به. وقرّر محمد الصغير معلّم النشّاب أحد معارف السلطان في نيابة دمياط، عوضا عن محمد بن الفخر بن أبي الفرج، وكان وليها عن قريب فصرف (¬7). [مشيخة زاوية الأشرفية] وفيه قرّر شيخنا العلاّمة الكافيجي في مشيخة زاوية الأشرفية برسباي تجاه تربته، وكانت بيد إنسان يقال له حسن العجمي كان من خواصّ الأشرف، وغضب عليه الظاهر لأمور حقدها عليه. وكان قد صعد في أول هذا الشهر للتهنئة، فلكمه السلطان بيده على وجهه، ثم أمر به فقبض عليه، وامتحن بالضرب بالمقارع، وشهّر بالقاهرة وهو ينادى عليه، ثم سجن ثم أخرج إلى قوص منفيّا بعد أن ادّعى عليه بما يوجب تكفيره فما ثبت عليه شيء (¬8). [القضاء والخطابة بمكة] وفيه قرّر في قضاء مكة والخطابة بها الأمير أبو اليمن محمد النويري، عوضا عن أبي السعادات بن ظهيرة بعد صرفه (¬9). ¬

(¬1) خبر الحيلة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1099، والنجوم الزاهرة 15/ 276، ونزهة النفوس 4/ 43. (¬2) إضافة على الأصل. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر الوكالة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1099، ونزهة النفوس 4/ 44، والضوء اللامع 2/ 93، 94 رقم 284. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر الوظائف في: السلوك ج 4 ق 3/ 1099، 1100، والنجوم الزاهرة 15/ 478، ونزهة النفوس 4/ 44، 45، وبدائع الزهور 2/ 204. (¬8) خبر الزاوية في: بدائع الزهور 2/ 204. (¬9) خبر مكة في: بدائع الزهور 2/ 204.

وفاة الطواشي جوهر

[وفاة الطواشي جوهر] [1918]- وفيه مات الطواشي جوهر اللالا (¬1) الزمّام، وكان قد وجه جدّا في دولة الأشرف، ثم عظم عند العزيز في سلطنته، ثم قبض عليه وهو مريض، وصودر، فمات عن نحو من ستين سنة. وهو الذي أنشأ المدرسة الأنيقة بالمصنع، وكان من خدّام بهادر الشرف (¬2)، وتنقّلت به الأحوال حتى ولي الزمّاميّة. [تجريدة الوجه القبلي] وفيه عيّن خمسمائة نفر من الأشرفية ليخرجوا تجريدة إلى الوجه القبلي لقتال هوّارة، ونفق في كل نفر عشرة دنانير، وأريد بهذا إبعاد الأشرفية، وهؤلاء / 31 / من أصاغرهم، وأمّا أعيانهم، فمنهم من قتل، ومنهم من سجن، ومنهم من نفي، وتشتّت شملهم وتفرّق جمعهم، بل وكل من ينسب إلى الأشرف مندوب أن يحلّ به المكروه (¬3). [كائنة الأميوطي] وفيه كائنة الأميوطي البدر حسن بن حسين نقيب الحكم الشافعي، قام عليه الوليّ البلقيني، وساعده ابن (¬4) عمّ أبيه قاسم ومعهما جماعة فنسبوا هذا إلى أمور معضلة بعضها يقتضي كفره، وكتب عليه محضر شهد فيه جماعة، فالتجأ إلى ابن (¬5) الكويز عبد الرحمن. وجرت عليه أمور، واختفى مدّة حتى شفع فيه عند السلطان. وآل أمره إلى أن حكم بحقن دمه في السنة الآتية (¬6). [جمادى الآخر] [قتال عرب بليّ بمكة] وفي جماد الآخر خرج سودون المحمدي إلى جهة مكة، وعيّن معه عدّة من المماليك، ¬

(¬1) انظر عن (جوهر اللالا) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1148، 1149، وإنباء الغمر 4/ 122، 123، رقم 4، والنجوم الزاهرة 15/ 465، 466، والمنهل الصافي 5/ 36 - 38 رقم 871، والدليل الشافي 1/ 254، والضوء اللامع 3/ 84 رقم 328، ووجيز الكلام 2/ 566 رقم 307، ونزهة النفوس 4/ 125 - 128 رقم 783، وبدائع الزهور 2/ 204. (¬2) كذا في الأصل. (¬3) خبر التجريدة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1101، ونزهة النفوس 4/ 49، وبدائع الزهور 2/ 205. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر الأميوطي في: إنباء الغمر 4/ 100، 101.

خطابة الجامع الطولوني

وأمره بقتال عرب بليّ، وكان من عيّنه معه مائة نفر من الأشرفية، وولاّه نظر الحرم (¬1). وقرّر في نظر جدّة التاج محمد بن السمسار عوضا عن ابن المراة (¬2). [خطابة الجامع الطولوني] وفيه صرف السلطان ابن (¬3) النقاش، أبو (¬4) اليسر محمد بن أبي هريرة عن خطابة الجامع الطولوني، وأخرج عنه قراءة (¬5) الميعاد، وقرّر فيهما البرهان بن الميلق. وكان في نفس السلطان من ابن النقاش هذا ومن ابنه شيء حقده عليهما (¬6). [إصلاح مناهل طريق الحاج] وفيه سافر الشهاب أحمد بن أمير علي بن إينال في عدّة من المماليك لإصلاح مناهل طريق الحاج (¬7). [الحكم بقتل يخشى باي الأشرفي] وفيه حكم البهاء بن الإخنائي المالكي بحضور مستنيبه قاضي المالكية الشمس البساطي بقتل يخشي باي الأشرفي الذي كان أمير اخورا، واحتجّ بأنه كفر لكونه لعن أجداد حسام الدين محمد بن حريز المالكي قاضي منفلوط بعد أن قال: أنا شريف، وجدّي الحسين بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان قبل ذلك قد سبق يخشى باي هذا بأن ادّعى عليه عند بعض نواب الشافعية بأنه سبّ أناسا فيهم الأشراف، وحكم بذلك النائب بقبول توبته وحقن دمه، فلما ادّعى الحسام بذلك عند المالكي طلب صورة الدعوى السابقة والحكم، فذكر أنّ ذلك لا يمنع من سماع هذه الدعوى، فوقع ما قلناه (¬8). [مشيخة الصلاحية ببيت المقدس] وفيه عيّن الشهاب أحمد بن مقبل بن يوسف الكوراني، الشافعي لمشيخة الصلاحية ¬

(¬1) خبر القتال في: السلوك ج 4 ق 3/ 1101، ونزهة النفوس 4/ 50، 51. (¬2) السلوك ج 4 ق 3/ 1102، نزهة النفوس 4/ 51. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) الصواب: «أبا». (¬5) في الأصل: «قراة». (¬6) خبر الخطابة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1102، وإنباء الغمر 4/ 101، ونزهة النفوس 4/ 51، وبدائع الزهور 2/ 205. (¬7) خبر المناهل في: السلوك ج 4 ق 3/ 102، ونزهة النفوس 4/ 52. (¬8) خبر يخشي باي في: السلوك ج 4 ق 3/ 1104، وإنباء الغمر 4/ 101.

انتفاع الزرع بالمطر

بالبيت المقدس، عوضا عن العزّ المقدسي، وكان قد أشيع موته، ثم ظهر كذب (¬1) هذه الإشاعة، فبطل أمر الكوراني (¬2). [انتفاع الزرع بالمطر] وفيه أمطرت السماء مطرا غزيرا فحصل به النفع للزرع (¬3). [حركة السلطان لهدم دار ابن النقاش] / 32 / وفيه تحرّك السلطان لهدم دار ابن (¬4) النقّاش التي بزيادة جامع ابن (¬5) طولون، وكان قد اجتمع القضاة عند السلطان في قضيّة، فذكر الشافعيّ أنه بلغه أنّ ابن (¬6) النقّاش وضع داره بالزيادة المذكورة بغير حق، فأجابه الحافظ ابن (¬7) حجر: إن كان ذلك ثبت عند السلطان فليحكم بهدمها ونحن ننفّذ له ذلك، فتوقّف وأحجم، وأراد أن لا يثبت ذلك إليه، وسكن الحال شيئا، حتى كان ما سيأتي ذكره (¬8). [نيابة الكرك] (وفيه خلع على أقبغا التركماني وقرّر في نيابة الكرك عوضا عن الوالد، وقرّر الوالد في أتابكية صفد طرخانا، فتوجّه إليها وبها إينال الأجرود نائبا فوافقه هناك (¬9)) (¬10). [رجب] [كسوة الجند] وفي رجب نقصت كسوة الجند بزيادة عمّا كانت (¬11). [تخفيض نوّاب القضاة] وفيه أمر السلطان القضاة بأن يخفّفوا من نوّابهم، فجعل للشافعي خمسة عشر نائبا، ¬

(¬1) في الأصل: «لذى». (¬2) خبر المشيخة في: إنباء الغمر 4/ 102. (¬3) خبر الزرع في: إنباء الغمر 4/ 102. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) خبر الهدم في: إنباء الغمر 4/ 102، 103، وبدائع الزهور 2/ 205 و 207. (¬9) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬10) خبر نيابة الكرك في: نزهة النفوس 4/ 52، 53، وبدائع الزهور 2/ 205. (¬11) خبر الكسوة في: بدائع الزهور 2/ 205.

قراءة صحيح البخاري

وللحنفيّ عشرة، وللمالكي والحنبلي لكل واحد منهم أربعة، ثم بعد قليل عادوا لما كانوا عليه. [قراءة صحيح البخاري] وفيه ابتدىء بقراءة «صحيح البخاري» بين يديّ السلطان بالقصر وزادت عدّة من يحضر السماع من الفقهاء ومنعوا من البحث، وأمروا بالسكوت للسماع (¬1). [قتل قرقماس الشعباني] [1919]- وفيه عقد مجلس بالقضاة الأربع (¬2) وحضره السلطان والأمراء والمباشرون بالقصر في وقت الخدمة، وأقيم بعض نواب القاضي الشافعي وكيلا عن السلطان فادّعى على آخر وقد أقيم وكيلا عن قرقماس الشعباني وهو مسجون بالإسكندرية بين يدي الشمس البساطي القاضي المالكي بأنّ قرقماس المذكور قد خرج عن طاعة السلطان وحادّ الله ورسوله، وحصل بذلك قتل جماعة من الأمراء، فحكم المالكي بموجب ذلك، وهو القتل، فندب لقتله بعض المماليك السلطانية، فتوجه إلى الإسكندرية وأخرجه إلى مجلس نائبها وهو بقيده، وأوقف على المحضر المجهّز بقتله، وفيه حكم البساطي، وسئل قرقماس له دافع أو مطعن فيما شهد فيه، فأجاب بعدم الدافع والمطعن، فأقيم قياما عنيفا، وأخرج به إلى ظاهر الإسكندرية، وأقعد عريانا، وتقدّم إليه المشاعلي بالسيف فضرب به ليضرب عنقه فأخطأه، وجاءت (¬3) الضربة على كتفه، ثم ضربه ثانيا، فعدّت تحت الكتف، حتى ظهر داخل صدره، ثم ضربه ثالثة فأصابت العنق ولم يقطعه فحزّه غير ما مرة حتى (¬4) انفصل رأسه عن بدنه، وكانت (¬5) قتله على هذا الوجه من أشنع القتلات وأبشعها وأقبحها، وترك بعد قتله / 33 / في موضعه حتى أخذه بعض أتباعه وواراه، فكان في ذلك عبرة لأولى النهى، ونوادر غريبة في كائنة قتله منها الدعوى، ومنها الحكم الذي زعموا أنه من الأحكام الشرعية، ومنها كونه كان أميرا من عظماء الدولة، وقد ترشّح للسلطنة فيعامل بهذه المعاملة، ويقتل هذه القتلة، ثم مع ذلك لا يحسن قتلته، فلله الأمر. وكان قرقماس (¬6) هذا من مماليك الظاهر برقوق، وتنقّلت به الأحوال بعده على ما ¬

(¬1) خبر البخاري في: السلوك ج 4 ق 3/ 1104، وإنباء الغمر 4/ 104، ونزهة النفوس 4/ 54. (¬2) الصواب: «الأربعة». (¬3) في الأصل: «وجات». (¬4) في الأصل: «عن». (¬5) الصواب: «وكان». (¬6) انظر عن (قرقماس) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1104، 1105، 1149، 1150، وإنباء الغمر 4/ 103، 104 و 124 رقم 13، والنجوم الزاهرة 15/ 281، 282 و 466 - 468، ونزهة النفوس 4/ 55 - 57 و 128، 129 رقم 784، والتبر المسبوك 139، والدليل الشافي 2/ 541، 542 رقم 859، والضوء =

نيابة الإسكندرية

تقدّم حتى قتل. وكان عفيفا عن القاذورات، عارفا، له شجاعة وإقدام وفروسية مع حروب وشدّة إعجاب بنفسه وتعاظم. [نيابة الإسكندرية] وفيه قرّر يلبغا البهائي في نيابة الإسكندرية وصرف تمرباي (¬1). [موقعة عرب بليّ] وفيه ورد الخبر بأنّ سودون المحمدي واقع عرب بليّ وحصل بينهما قتال مات فيه جماعة، وجرح آخرين (¬2) من الفريقين، وانهزام العربان (¬3). [وصول ابن قرايلك إلى القاهرة] وفيه وصل علي بك بن قرايلك إلى القاهرة وكان ببلاد الروم ومعه ولده حسن الذي آل أمره إلى تملّك العراقين على ما يأتي بيانه، وهو حسن الطويل، فأنزلهما السلطان، ورتّب له ما يليق به (¬4). [وفاة صاحب اليمن] [1920]- وفيه مات صاحب اليمن الملك الظاهر هزبر الدين (¬5) عبد الله بن إسماعيل بن علي التركمانيّ الأصل. وكان قد أقام في الملك نحو اثني عشرة سنة، وضعفت مملكة اليمن في أيامه، وأقيم بعده في ملكه ابنه إسماعيل، ولقّب بالأشرف، وله من العمر نحوا (¬6) من عشرين سنة. فقتل برقوق (¬7) القائم بدولتهم في عدّة من الأتراك، وشرع في الفساد وسفك الدماء ¬

= اللامع 3/ 219 رقم 729، وتاريخ ابن سباط 2/ 793، وبدائع الزهور 2/ 205، 206، وتاريخ الأزمنة 349، ووجيز الكلام 2/ 563. (¬1) خبر نيابة الإسكندرية في: السلوك ج 4 ق 3/ 1105، والنجوم الزاهرة 15/ 282، ونزهة النفوس 4/ 57، وبدائع الزهور 2/ 206. (¬2) الصواب: «آخرون». (¬3) خبر الموقعة في: نزهة النفوس 4/ 57. (¬4) خبر الوصول في: السلوك ج 4 ق 3/ 1105، ونزهة النفوس 4/ 57. (¬5) انظر عن (هزبر الدين) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1153، 1154، وإنباء الغمر 4/ 123 رقم 2، والنجوم الزاهرة 5 - / 474، والمنهل الصافي 7/ 80 رقم 1317، والدليل الشافي 1/ 383 رقم 1314، والضوء اللامع 5/ 14 رقم 222 و 10/ 222 ورقم 954 (باسم: يحيى) ووجيز الكلام 2/ 566 رقم 1306، ونزهة النفوس 4/ 135 رقم 795، وبدائع الزهور 2/ 206. (¬6) الصواب: «نحو». (¬7) السلوك ج 4 ق 3/ 1154.

قراءة الحديث بالقلعة

وأخذ الأموال، ووقع منه من المنكرات ما لا يعبّر عنه. [قراءة الحديث بالقلعة] وفيه قرّر البرهان البقاعي في قراءة الحديث بالقلعة عوضا عن النور السويفي إمام السلطان (¬1). [شعبان] [عصيان نائب حلب] وفي شعبان ثبت عصيان تغرى برمش نائب حلب وخروجه عن الطاعة، وكان خائفا بحلب مترقّبا، فأظهر الخروج على الظاهر، وثار في هذا الشهر بحلب لأخذ القلعة، فسبقه الأمراء حين فطنوا به وأنه في عزم أن يقبض عليهم، فصعدوا للقلعة وتحصّنوا بها، وأخذوا في محاربته (¬2). [هدم دار ابن النقاش] وفيه هدمت دار ابن (¬3) النقّاش بزيادة جامع ابن (¬4) طولون بحكم القاضي المالكي الشمس البساطي بعد أمور يطول الشرح في ذكرها محصّلها الإسناد إلى فراغ مدّة إجارة أرّخها، فطلب تسليم / 34 / الأرض فارغة بنقل ما عليها من البناء (¬5). [الوليمة بناحية التاج] وفيه كانت الوليمة الحافلة بناحية التاج والسبع وجوه، صنعها الحافظ ابن (¬6) حجر قاضي القضاة، وكان قد انتهى من «شرح البخاري» الذي سمّاه «فتح الباري»، وجمع الأعيان لهذه الوليمة من قضاة القضاة ومشايخ العلم، وولد السلطان سيدي محمد ومباشروا (¬7) الدولة، منهم: ناظر الجيش عبد الباسط وغيره وجماعة وافرة من طلبة العلم وغيرهم. وكان يوما مشهودا مدّت فيه أسمطة حافلة فيها من كل طعام فاخر ومن الحلاوات وغيرها ما يجلّ وصفه (¬8). ¬

(¬1) خبر القراءة في: بدائع الزهور 2/ 206. (¬2) خبر العصيان في: النجوم الزاهرة 15/ 283 و 284، 285، ووجيز الكلام 2/ 563، وبدائع الزهور 2/ 207. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر الدار في: السلوك ج 4 ق 3/ 1106، 1107. وإنباء الغمر 4/ 105، ونزهة النفوس 4/ 58 - 61، وبدائع الزهور 2/ 207. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) الصواب: «ومباشرو». (¬8) خبر الوليمة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1108. ونزهة النفوس 4/ 61 - 64، وبدائع الزهور 2/ 207.

الوباء بالمغرب

[الوباء بالمغرب] وفيه ورد الخبر من المغرب بأنه وقع بها الوباء بإفريقية في أيام المصيف (¬1). [الوباء بالوجه البحري] وفيه وقع وباء ببلاد الوجه البحري (¬2). [رمضان] [التجريدة الثانية لقتال هوّارة] وفي رمضان خرج يشبك أمير سلاح ومعه جماعة من الجند تجريدة ثانية نجدة لمن توجّه إلى قتال هوّارة وقد بعثوا يطلبوا (¬3) ذلك من السلطان (¬4). [القتال بين نائب حلب ونائب القلعة] وفيه وصل كتاب قانباي الحمزاوي نائب حماه على السلطان يتضمّن خروج تغري برمش نائب حلب عن الطاعة، وأنه أراد أخذ قلعة حلب فقاتله نائبها حطط، وثار به أمراء حلب للمقاتلة فقاتلهم حتى انهزمزا ووصل بردبك العجمي حاجبها إلى حماه، ومعه عدّة من أمراء حلب، فقلق السلطان بهذا الخبر وكتب في الحال باستقرار جلبان في نيابة حلب نقلاّ من طرابلس، وباستقرار قانباي عوضه في طرابلس، وباستقرار بردبك العجمي حاجب حلب المذكور في نيابة حماه عوضا عن قانباي، وعيّن لهما التقاليد والخلع على يد علي باي، وجانبك المحمودي من العشرات وروس النوب بمصر (¬5). [وفاة قاضي عدن] [1921]- وفيه مات قاضي عدن (¬6) باليمن، الفقيه الفاضل، الجمال محمد بن ¬

(¬1) خبر المغرب في: السلوك ج 4 ق 3/ 1109. (¬2) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 3/ 1109، ونزهة النفوى 4/ 65. (¬3) الصواب: «يطلبون». (¬4) خبر التجريدة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1109، ونزهة النفوس 3/ 65. (¬5) خبر القتال في: السلوك ج 4 ق 3/ 1109، 1110، وإنباء الغمر 4/ 105، 106، ونزهة النفوس 4/ 66 - 68، والنجوم الزاهرة 5 - / 286، 287، وبدائع الزهور 2/ 207. (¬6) انظر عن (قاضي عدن) في: السلوك ج 4 ق 4/ 1154، وإنباء الغمر 4/ 127، 128، رقم 17، ونزهة النفوس 4/ 135 رقم 797، والضوء اللامع 7/ 250 - 252 رقم 630، والدليل الشافي 2/ 623 رقم 2140، ووجيز الكلام 2/ 564 رقم 1299، وشذرات الذهب 7/ 246، وبغية الوعاة 2/ 13، 14 رقم 53، وحسن المحاضرة 1/ 263، والبدر الطالع 2/ 112، 113، ونيل الابتهاج 300 - 204، وكشف الظنون 475 و 617 و 1256 و 1327 و 1628 و 1716 و 1717 و 1751 و 1758 و 1893، وإيضاح المكنون 1/ 339 و 557 و 2/ 441، وهدية العارفين 2/ 192، 193، والأعلام 6/ 228، ومعجم المؤلفين 8/ 291، 292، وديوان الإسلام 1/ 294، 295 رقم 458.

القبض على أمراء بدمشق

سعيد بن علي بن كبّن (¬1) الطبريّ الأصل، العدني، اليمني، الشافعيّ. وكان مشكورا، عارفا بالفقه، مشاركا في الفنون، ولي قضاء عدن نحوا من أربعين سنة بما فيها من ولاية غيره. [القبض على أمراء بدمشق] وفيه خرج نائب الشام إينال الجكمي للقاء محمد بن منجك، وكان قد سار من القاهرة وعلى يده / 35 / خلعة ومركوبا (¬2) من السلطان لنائب الشام، فلبس الخلعة وركب المركوب، ودخل إلى دمشق في موكب حافل، وسكنت الإشاعة والإرجاف بخروجه عن الطاعة، ثم بعد يومين من هذا ركب في الموكب على العادة بدمشق، ودخل دار السعادة والأمراء معه، وجلسوا على مراتبهم، فما استقرّ بهم الجلوس حتى قبض على حاجب الحجّاب برسباي، ثم على جميع الأمراء بدمشق والمباشرين. وكان عدّة الأمراء تسعة عشر أميرا، سوى المباشرين (¬3). [وفاة فقيه اليمن] [1922]- وفيه مات فقيه اليمن، ورأس الحنفية بها بزبيد، الجمال، محمد بن علي الزبيدي (¬4)، الحنفي، المطبّب. وكان عالما فاضلا، وانتهت إليه رئاسة الحنفية بزبيد. مات وله نحوا (¬5) من سبعين سنة. [وفاة الشمس البساطي] [1923]- وفيه مات الشمس البساطيّ (¬6)، قاضي المالكية بمصر، وعالم مذهبه، ¬

(¬1) كبّن: بفتح الكاف والباء المشدّدة الموحّدة، وآخرها نون. (¬2) الصواب: «ومركوب». (¬3) خبر القبض في: النجوم الزاهرة 15/ 288، ونزهة النفوس 4/ 68. (¬4) انظر عن (الزبيدي) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1154، ونزهة النفوس 4/ 136 رقم 799، والضوء اللامع 8/ 196 رقم 513. (¬5) الصواب: «وله نحو». (¬6) انظر عن (البساطي) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1150، وإنباء الغمر 4/ 124، 125، رقم 14، ونزهة النفوس 4/ 129، 130 رقم 785، وفيه: «محمد بن أحمد بن عثمان» والضوء اللامع 7/ 805 رقم 7، ووجيز الكلام 2/ 565 رقم 1302، والدليل الشافي 2/ 597 رقم 2050، وبدائع الزهور 2/ 207، وشذرات الذهب 7/ 245، والمنهل الصافي 4 / ورقم 301، ومعجم شيوخ ابن فهد 376، 377، والذيل على رفع الإصر 222 - 238، وحسن المحاضرة 1/ 462، وبغية الوعاة 1/ 32 وتوشيح الديباج للقرافي 188 - 201، والمجمع المؤسس 3/ 264 - 266 رقم 639، ونيل الابتهاج 300 - 303، وشجرة النور الزكية 241، والأعلام 5/ 332.

قضاء المالكية

محمد بن أحمد بن نعيم (¬1) بن مقّدم (¬2) بن حسن بن غانم بن محمد بن علم (¬3) الطائي المالكي. وكان عالما، فاضلا، بارعا في الفنون العقلية والنقلية، وصنّف التصانيف المشهورة، وولي عدّة وظائف كالتدريس بالشيخونية والظاهرية البرقوقية، وناب في القضاء، ثم وليه، وكذا مشيخه تربة الظاهر برقوق وغير ذلك. وسمع الحديث على عبد الرحمن البغدادي، وغيره. ومولده سنة ستين وسبعمائة. [قضاء المالكية] وفيه عيّن السلطان قضاء المالكية الشيخ عبادة الزّرزائيّ، فلما بلغه ذلك اختفى بنفسه ودام حتى قرّر السلطان في القضاء البدر بن التّنسيّ، وخلع عليه بعد أيام عديدة، فظهر عبادة حينئذ (¬4). [قلق السلطان من حركة إينال الجكمي] وفيه ورد الخبر من دمشق بكائنة إينال الجكمي التي قدّمناها، فانزعج السلطان لها وقلق، وجمع الأمراء للمشورة فأشاروا بخروجه للسفر، فأخذ في إظهار ذلك (¬5). [خروج نائب حلب عن الطاعة] وفيه ورد الخبر بخروج تغري برمش نائب حلب عن الطاعة وإظهار ذلك وقيام فتنة بحلب بسبب ذلك وتحصين قلعتها (¬6). [الدعاء للعزيز بجامع دمشق] وفيه ورد الخبر أيضا بأنّ إينال الجكمي أظهر النداء بدمشق بالأمان والاطمان (¬7) والدعاء للملك العزيز يوسف بن الأشرف، وأنّ خطيب الجامع الأموي / 36 / دعا للعزيز على المنبر في يوم الجمعة (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «تميم»، والتصحيح من المصادر. وهو بفتح النون وكسر العين المهملة. (¬2) ضبطه السخاوي بضم الميم، وفتح القاف وتشديد الدال المهملة المكسورة. (¬3) في الأصل: «علي». والتصحيح من المصادر. (¬4) خبر المالكية في: بدائع الزهور 2/ 207، 208. (¬5) خبر القلق في: النجوم الزاهرة 15/ 288، وبدائع الزهور 2/ 208. (¬6) خرب نائب حلب في: السلوك ج 4 ق 3/ 1109، 1111، والنجوم الزاهرة 15/ 288، 289، ونزهة النفوس 4/ 69، 70، وبدائع الزهور 2/ 208. (¬7) كذا. والصواب: «والإطمئنان». (¬8) خبر الدعاء في: السلوك ج 4 ق 3/ 1112، ونزهة النفوس 4/ 70، 71، وبدائع الزهور 2/ 208.

عرض الجند للسفر

[عرض الجند للسفر] وفيه كان عرض الجند وتعيين عدّة من الخاصكية للسفر إلى الشام (¬1). [نيابة الشام] وفيه خلع على الأتابك أقبغا التمرازيّ، وقرّر في نيابة الشام عوضا عن الجكمّي (¬2). [حركة الفرنج إلى ساحل الشام] وفيه ورد الخبر بحركة الفرنج الكيتلان نحو سواحل الشام والروم بعدّة أغربة نحوا (¬3) من ثلاثة (¬4) عشر، وأنّ ملك الروم مراد بن عثمان أنشأ اصطولا فيه مائة غراب للاستعداد للفرنج (¬5). [وفاة ملك بني الأصفر] [1924]- وأنّ ملك الأنكورس بني الأصفر قد هلك (¬6). [تعيين أمراء للسفر إلى الشام] وفيه عيّن السلطان للسفر إلى الشام عدّة من الأمراء الألوف وغيرهم، منهم: قراقجا الحسني رأس نوبة النوب، وتمرباي ططر من الألوف، وطوخ التمرازي الراس نوبة الثاني، وأقطوه الموساوي، وعدّة من العشرات، ومن الجند زيادة على الخمس مائة (¬7). [إطلاق أمراء بدمشق] وورد الخبر بأنّ إينال الجكمي أطلق من قبض عليه من أمراء دمشق بعد أن حلّفهم للملك العزيز، وكان هذا من نحس رأيه على ما هو ظاهر (¬8). ¬

(¬1) خبر العرض في: السلوك ج 4 ق 3/ 1112، ونزهة النفوس 4/ 71، وبدائع الزهور 2/ 208. (¬2) خبر نيابة الشام في: السلوك ج 4 ق 2/ 1112، ونزهة النفوس 4/ 71، وبدائع الزهور 2/ 208. (¬3) الصواب: «نحو». (¬4) في الأصل: «ثلثة». وفي السلوك «اثني عشر». (¬5) خبر الفرنج في: السلوك ج 4 ق 3/ 1112، ونزهة النفوس 4/ 71، 72، وبدائع الزهور 2/ 208. (¬6) خبر الملك في: السلوك ج 4 ق 3/ 1112. (¬7) خبر التعيين في: السلوك ج 4 ق 3/ 1112، 1113، والنجوم الزاهرة 15/ 290، ونزهة النفوس 4/ 72، وبدائع الزهور 2/ 208. (¬8) خبر إطلاق الأمراء في: السلوك ج 4 ق 3/ 1113، 1114، والنجوم الزاهرة 15/ 291، ونزهة النفوس 4/ 73.

النفقة على الجند

[النفقة على الجند] وفيه كانت النفقة على الجند المعيّن لقتال الجكمي، وكانت عدّة الجميع بالخاصكية ومن أزيد (¬1) بعد التعيين الأول نحوا من سبعمائة نفر، أعطي لكل واحد منهم ثمانون دينارا (¬2). [سفر نائب صفد لقتال إينال] وفيه سار إينال الأجرود نائب صفد ومعه الوالد (¬3)، وعسكر صفد إلى جهة الرملة لقتال إينال الجكمّي (¬4). [تجمّع العساكر بالرملة] وفيه وصل جلبان الذي استقرّ في نيابة حلب أيضا إلى الرملة لتجمّع العساكر بها ويمرّوا (¬5). [كائنة حلب] وفيه كانت بحلب كائنة كبيرة ثار بها تغري برمش ليأخذ القلعة، ففطن به وبمن وافقه من أهل قلعة حلب، فقبض حطط نائب قلعتها عليهم، وقتل منهم بعضا، وعلّق روسهم (¬6) على القلعة، ورمى البعض منهم في المنجنيق إلى تغري برمش بحلب، فغضب تغري برمش من ذلك وأخذ في أسباب حصار القلعة، وقد ثار معه أكثر أهل حلب، ونقب حتى كاد أن يأخذ القلعة، وإذا بمناديه في مدينة حلب الأمان والإطمئنان، فكأنّما نادى في الناس بالنهب، فثار أهل حلب وحاشوا بالأسلحة وأحاطوا بدار السعادة، فلم يثبت تغري برمش وخرج فارّا بنفسه، فنهبوا جميع ما في دار السعادة. / 37 / وقتلوا جمعا من أتباع تغري برمش. وكانت كائنة هائلة. وقصد تغري برمش طرابلس وقد وافقه من أمراء التركمان طرغلي بن سقلسيز، وكان ذلك سببا لفرار جلبان إلى الرملة وقد اجتمع بها عدّة من النواب، وهم: نائب صفد، ونائب غزّة، ونائب القدس، وكتبوا للسلطان بأنّ الرأي أن يسير بنفسه (¬7). ¬

(¬1) كذا. والصواب: «زيد». (¬2) خبر النفقة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1114، والنجوم الزاهرة 15/ 292، ونزهة النفوس 4/ 73، 74. (¬3) أي والد المؤلّف - رحمه الله. (¬4) خبر السفر في: السلوك ج 4 ق 3/ 1114. (¬5) خبر التجمّع في: السلوك ج 4 ق 3/ 1114. (¬6) كذا. والصواب: «رؤوسهم». (¬7) خبر كائنة حلب في: السلوك ج 4 ق 3/ 1115، وإنباء الغمر 4/ 105، 106، والنجوم الزاهرة 15/ 292 - 295، ونزهة النفوس 4/ 74، 75، وبدائع الزهور 2/ 208، 209.

خروج حسن قجا من الطاعة

[خروج حسن قجا من الطاعة] وفيه ورد الخبر بأنّ حسن قجا أخو (¬1) تغري برمش وهو نائب ملطية خرج عن الطاعة أيضا موافقة لأخيه. [إثارة جانبك المحمودي الشرور بالقاهرة] وفيه عاد جانبك المحمودي الذي توجّه لتقليد قانباي الحمزاوي بنيابة طرابلس، وما تمكّن من الوصول إليها، فعاد من الرملة، وأثار بالقاهرة شرورا ما عنها مزيد، وزعم أنه ظفر بكتب جماعة من الأمراء وغيرهم بموافقة المخامرين بالشام، وأخذ من حينئذ يتحشّر عند السلطان ويداخله حتى كان من قبضه ما سنذكره (¬2). [فقد العزيز يوسف من سكنه بالقلعة] وفيه عملت الخدمة بالقصر إلى سلخه، ثم انفضّ الموكب، وإذا بالخبر ورد على السلطان بأنّ العزيز فقد من سكنه بالقلعة، فقامت قيامة الظاهر وقلق وفزع واشتدّ قلقه واضطرابه، فبعث في الحال باستدعاء الأمراء والمباشرين، وزاد الاضطراب سيما وذلك ليلة عيد. وكان العزيز قد كثر خوفه لما يوحى إليه من الأمور التي منها أنه يتلف ونحوا (¬3) من ذلك، فأعمل النظر في الحيلة في هربه حتى نقب له طبّاخ يقال له إبراهيم من المطبخ السلطاني، وبحث جواريه وخدّامه من قاعة نقبا يحاذي نقب الطبّاخ حتى انفتح وفرّ منه هو وطواش له، بعد أن غيّروا زيّه إلى زيّ صبيان المطبخ، وحمّلوه إناء من الطعام في وقت من العشاءين ونزلوا به، فتلقّاه طوغان الأشرفيّ أحد الزّردكاشيّة، وأزدمر من المماليك في آخرين أغمارا (¬4) لا رأي لهم، وكان ظنّه أنه إذا نزل ثاروا معه وقاموا في الحال للقتال أو الخروج به إلى الشام. فلما لم ظهر (¬5) ما في ظنّه أراد العود إلى محلّه، ولو فعل لكان أنسب. وقام طوغان بسوء تدبيره في منعه من التوجّه إلى الشام، وأشار عليه بأن يختفي أياما حتى يتوجّه / 38 / هو إلى الصعيد ويحضر بالمماليك الأشرفية الذين خرجوا لقتال هوّارة، وذكر له أنهم سبع مائة نفر ثم خرج من ليلته لنحو الصعيد. وكان من أمر القبض عليه وقتله ما سنذكره. واختفى العزيز مع طواشيّه ومملوكه أزدمر وطبّاخه إبراهيم (¬6)، وصار ينتقل من ¬

(¬1) الصواب: «أخا». (¬2) خبر الإثارة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1116، والنجوم الزاهرة 15/ 294، 295، ونزهة النفوس 4/ 76. (¬3) الصواب: «ونحو». (¬4) الصواب: «أغمار». (¬5) كذا. والصواب: «لم يظهر». (¬6) في الأصل: «إبراهيم».

كتابة سر حلب

مكان إلى مكان، والظاهر في طلبه، وقاسى العزيز في اختفائه ذلك شدّة وأهوالا لا يعبّر عنها حتى قبض عليه، على ما سنذكره (¬1). [كتابة سرّ حلب] وفيه قرّر في كتابة سرّ حلب الزين عمر بن السّفّاح ناظر جيشها، وصرف المعين عبد اللطيف بن الشرف بن العجميّ (¬2). [نظارة جيش حلب] وقرّر في نظر جيش حلب السراج الحمصيّ قاضي دمشق كان (¬3). [وفاة رئيس اليمن] [1925]- وفيه مات رئيس اليمن الشرف موسى بن علي بن جميع (¬4) الصّنعاني، العدني (¬5)، وختم به بيت ابن (¬6) جميع. وكان حشما، عارفا. جاوز الخمسين. [وفاة العلم الإخنائي] [1926]- والعلم الإخنائيّ (¬7)، أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد القاهري، المالكي، أحد نواب الحكم. وكان فقيها، فاضلا، حشما، من بيت علم وفضل ورياسة، وترشّح للقضاء المالكية، ولم يتّفق له ذلك. ¬

(¬1) خبر فقدان العزيز في: السلوك ج 4 ق 3/ 1116 - 1118، وإنباء الغمر 4/ 111، والنجوم الزاهرة 15/ 295 - 299، ونزهة النفوس 4/ 76 - 80، وتاريخ ابن سباط 2/ 793 - 795، وبدائع الزهور 2/ 209، 210، وأخبار الدول 2/ 310، 311. (¬2) خبر كتابة السر في: بدائع الزهور 2/ 211. (¬3) خبر نظارة الجيش في: بدائع الزهور 2/ 211. (¬4) انظر عن (ابن جميع) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1154، وإنباء الغمر 4/ 128 رقم 9 - ، ونزهة النفوس 4/ 135 رقم 796، والضوء اللامع 10/ 187 رقم 783، والدليل الشافي 2/ 750 رقم 2560. (¬5) في الأصل: «العدلي». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) انظر عن (الأخنائي) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1150، وإنباء الغمر 4/ 122 رقم 2، والنجوم الزاهرة 15/ 468، ونزهة النفوس 4/ 130، 131 رقم 786، والضوء اللامع 2/ 170 رقم 484، والدليل الشافي 1/ 81 رقم 283، والمنهل الصافي 2/ 145، 146 رقم 285، وشذرات الذهب 7/ 242. و «الإخنائي» نسبة إلى إخنواي قرية بمركز طنطا بالغربية بمصر. (القاموس الجغرافي 1/ 13).

شوال

ومولده قبل السبعين وسبعمائة. [شوّال] [التخوّف من فتنة بالقلعة] وفي شوّال، في ليلة العيد كان بالقلعة حركات شديدة واضطراب مزعج خرج فيها السلطان من الدور إلى القصر واجتمع بها معه من نوّابه جماعة وافرة، وكانت الأمراء والجند بالرميلة في هذه الليلة في هرج ومرج وهم لابسون السلاح. هذا، والناس بالقاهرة في تخوّف عظيم وترقّب وقوع فتنة في يوم العيد. وكانت ليلة نكدة قلّ أن رؤي مثلها في ليال (¬1) الأعياد. وكانت من نوادر الليالي الموجبة للترح لأنّ هذه بالضدّ (¬2). [هرب إينال الأشرفي وخوف السلطان] وفيه في يوم العيد صلّى السلطان الصلاة بالقصر وقد أحضر به مشهد صغير فنصب، وعجّل الحافظ ابن (¬3) حجر بخطبته وقصّر منها، وخفّف الصلاة وهم على تخوّف شديد، وقد وقف جماعة بالسلاح المصلت على رأس السلطان، فما انتهت الصلاة إلاّ والخبر جاء بهرب إينال الأشرفي أمير الحاج ليلا، فعظم الخطب، وظنّ كل أحد أنّ إينال أخذ العزيز على الهجن المرصدة للحج وسار به إلى جهة الشام لإينال الجكمّي، ولو فعل ذلك لكان له وللعزيز شأن، لكن ما شاء الله كان. وكان إينال / 39 / قد خاف لما بلغه هرب العزيز أن يتّهم به فاختفى خوفا على نفسه، سيما وقد قامت دولة الظاهر بالمؤيّدية، وانضمّوا له، وعاد والأشرفية حتى شتّتوا شملهم وفرّقوا جمعهم بالقتل والمصادرة والسجن والنفي، إلى غير ذلك، وصاروا يترقّبون المكروه، وصاروا يغروا (¬4) الظاهر بالعزيز وقتله، فكان من فراره ما ذكرناه لما خامر قلبه من الخوف. ونودي بالقاهرة أن لا يتخلّف أحد من المماليك عند الخدمة، وقبض على جماعة من الأمراء، ونودي بإصلاح الدروب وغلق أبوابها وأبواب دور الجند، وأن لا يخرج أحد منهم بعد العشاء الآخرة، وغلّقت أبواب القاهرة قبل عادة الغلق، ومرّت بالناس أنكاد، هذا، والمؤيّدية هم المشار إليهم في تدبير الدولة حتى لم يبق لأحد معهم كلمة بل ولا السلطان لجسارتهم وتجسّرهم به، سيما جانبك المحمودي (¬5). ¬

(¬1) الصواب: «في ليالي». (¬2) خبر التخوف في: السلوك ج 4 ق 3/ 1118، والنجوم الزاهرة 15/ 300، ونزهة النفوس 4/ 81. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) الصواب: «يغرون». (¬5) خبر هرب إينال في: السلوك ج 4 ق 3/ 1119، 1120، والنجوم الزاهرة 15/ 300 - 303، ونزهة النفوس 4/ 81، 82، وتاريخ ابن سباط 2/ 794، وبدائع الزهور 2/ 210، 211.

وفاة المفتي الموفق اليمني

[وفاة المفتي الموفّق اليمني] وفيه مات بزبيد من اليمن الفقيه، المفتي، الموفّق، علي بن محمد بن قحر (¬1) اليمني، الزّبيدي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا في الفقه، وإليه المرجع في الفتوى بزبيد، وانتهت إليه رئاستها في ذلك. وولد سنة 8 [75] (¬2). [إمرة الحاج] وفيه قرّر تنبك البرد بكي في إمرة الحاجّ عوضا عن إينال (¬3). [ولاية القاهرة] وقرّر قراجا البوّاب في ولاية القاهرة، وصرف علي بن الطّبلاويّ، وباشر قراجا الولاية بعنف وعسف (¬4). [نيابة القلعة] وفيه قرّر في نيابة القلعة ممجق (¬5) النوروزيّ، عوضا عن تنبك (¬6). [كسرة تغري برمش بحلب] وفيه ورد كتاب حطط نائب القلعة بكسرة تغري برمش وخروجه فارّا من حلب، فضربت الدبادب بالقلعة (¬7). [القبض على قراجا الأشرفي] وفيه بعث السلطان سرية نحوا من سبعين من الجند للقبض على قراجا الأشرفي ¬

(¬1) انظر عن (ابن قحر) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1154، وإنباء الغمر 4/ 124 رقم 11، والمنهل الصافي 8/ 193 رقم 1671، والدليل الشافي 1/ 480 رقم 1664، ونزهة النفوس 4/ 136 رقم 798، والضوء اللامع 5 / رقم 1031، وشذرات الذهب 7/ 243. و «قحر»: بضم القاف وسكون الحاء المهملة. (¬2) ما بين الحاصرتين أضفته من المصادر. (¬3) خبر الحاج في: السلوك ج 4 ق 3/ 1120، وبدائع الزهور 2/ 211. (¬4) خبر الولاية في: السلوك ج 4 ق 3/ 1120، وبدائع الزهور 2/ 211. (¬5) في السلوك: «ممشق». (¬6) خبر نيابة القلعة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1120، وبدائع الزهور 2/ 211. (¬7) في الأصل: زيادة ثلاث أو أربع كلمات غامضة. وخبر الكسرة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1120، ونزهة النفوس 4/ 83.

صرف أركماس من الدوادارية

بالمحلّة فقبض عليه وحمل مقيّدا إلى الإسكندرية (¬1). [صرف أركماس من الدوادارية] وفيه صرف أركماس الظاهري من الدوادارية الكبرى وأخرج من داره وأخذت خيوله وخيول قراجا الأشرفي وشون غلالهما (¬2). [التفتيش على العزيز] وفيه ثارث المؤيّدية للتفتيش على العزيز، فصاروا يكبسون ديار الناس ويفعلون أفعالا غريبة، ولله الأمر (¬3). [تقدمة ولد السلطان] وفيه قرّر في تقدمة قراجا سيدي محمد ولد السلطان، وفرّقت الأقاطيع نقلا من البعض إلى البعض على عدّة كثيرة من الأمراء غيّرت أقاطيعهم (¬4). [سفر نائب الشام] وفيه برّز أقبغا التمرازي / 40 / نائب الشام يريد السفر إلى محلّ كفالته وقتال إينال الجكميّ (¬5). [إمرة السلاح] وفيه قرّر في إمرة سلاح تمراز القرمشيّ، عوضا عن يشبك المشدّ المسافر للصعيد، وعيّنت الأتابكية ليشبك المذكور، وكتب إليه بذلك (¬6). [إمرة الأخورية] وقرّر في إمرة الأخورية قراقجا الحسني رأس نوبة النّوب (¬7). ¬

(¬1) خبر قراجا في: السلوك ج 4 ق 3/ 11120، وإنباء الغمر 4/ 111، ونزهة النفوس 4/ 83، وبدائع الزهور 2/ 211. (¬2) خبر أركماس في: السلوك ج 4 ق 3/ 1121، وإنباء الغمر 4/ 111، ونزهة النفوس 4/ 83، وبدائع الزهور 2/ 211. (¬3) خبر التفتيش في: السلوك ج 4 ق 3/ 1121، والنجوم الزاهرة 15/ 303، ونزهة النفوس 4/ 84،. (¬4) خبر التقدمة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1121، 1122، والنجوم الزاهرة 15/ 303، ونزهة النفوس 4/ 84، 85. (¬5) خبر السفر في: السلوك ج 4 ق 3/ 1122، والنجوم الزاهرة 15/ 304، ونزهة النفوس 4/ 86، وبدائع الزهور 2/ 211، وإعلام الورى 51. (¬6) خبر الإمرة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1122، والنجوم الزاهرة 15/ 304، 305، وبدائع الزهور 2/ 211. (¬7) خبر الإمرة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1122، والنجوم الزاهرة 7/ 305، ونزهة النفوس 4/ 86.

رأس النوبة

[رأس النوبة] وقرّر في الرأس نوبة، عوضا عنه تمرباي الذي كان (¬1) نائب الإسكندرية (¬2). [الدوادارية الكبرى] وقرّر تغري بردي الموذي (¬3) في الدوادارية الكبرى عوضا عن أركماس الظاهري، فباشرها بجبروت زائد وتعاظم (¬4). [الدوادارية الثانية] وقرّر دولات المحمودي الساقي المؤيّدي في الدوادارية الثانية نقلا لها (¬5) من الأمير اخورية الثانية، وصار هو المشار إليه، وهو من أوقح الطائفة المؤيّدية وأكثرهم غدرا وخبثا (¬6). [الأمير اخورية الثانية] وقرّر جرباش المحمدي كرد في الأمير اخورية الثانية (¬7). [مقدّميّة الألوف] وقرّر في جملة مقدّمين (¬8) الألوف أسنبغا الطيّاري أمير اخور ثاني (¬9). [نفي النور السويفي] وفيه (¬10) نفي النور السويفي إمام الأشرف برسباي والمحتسب كان إلى ثغر دمياط (¬11). ¬

(¬1) في الأصل: «كابن». (¬2) خبر النوبة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1122، وبدائع الزهور 2/ 211. (¬3) في الأصل: «الموبدي». (¬4) خبر الدوادارية في: السلوك ج 4 ق 3/ 1122، والنجوم الزاهرة 15/ 305، ونزهة النفوس 4/ 86، وبدائع الزهور 2/ 211. (¬5) الصواب: «نقلا له». (¬6) خبر الدوادارية في: السلوك ج 4 ق 3/ 1123، والنجوم الزاهرة 15/ 305، ونزهة النفوس 4/ 87 وفيه: «دولابت باي»، وبدائع الزهور 2/ 211. وفي الأصل وردت الجملة الأخيرة غامضة: «. . وأكثرهم غمرا وخيرا». (¬7) خبر الأمير اخورية في: السلوك ج 4 ق 2/ 1123، والنجوم الزاهرة 15/ 305، ونزهة النفوس 4/ 87، وبدائع الزهور 2/ 211، 212. (¬8) الصواب: «مقدّمي». (¬9) خبر المقدّمية في: النجوم الزاهرة 15/ 305، وبدائع الزهور 2/ 212. (¬10) في الأصل: «وقرر وفيه». (¬11) خبر النفي في: السلوك ج 4 ق 3/ 1123، والنجوم الزاهرة 15/ 306، ونزهة النفوس 4/ 87، وبدائع الزهور 2/ 212.

خروج الجند لقتال إينال الجكمي

[خروج الجند لقتال إينال الجكمي] وفيه خرج الجند المعيّن لقتال إينال الجكمي وتغري برمش نائبي الشام وحلب، والباش عليهم المقدّم بهم قراقجا الحسني الأمير اخور (¬1). [قتال إينال الجكمي وأمراء دمشق] وفيه بعث السلطان بالملطّفات إلى دمشق لأمرائها بالركوب على إينال الجكمي عسى أن يقبضوا عليه، فثاروا به وكان قد تهيّأ للخروج من دمشق، وخرج إلى ظاهرها ليسير إلى نحو القاهرة، فركب برسباي الحاجب الكبير وقانباي البهلوان أتابك دمشق وعدّة من الأمراء وقاتلوه خارج دمشق فقاتلهم حتى هزمهم، فتحصّنوا بالقلعة وقد جرح منهم جماعة، فأبطل إينال حركة التوجّه إلى القاهرة ونزل بالميدان وأحاط بدور الأمراء وأخذ خيولهم وأموالهم وفاته الخدم حيث أطلقهم في أول الأمر (¬2). [أخبار الأتابك يشبك من الصعيد] وفيه ورد الخبر من الأتابك يشبك من الصعيد بأنه شتّت شمل هوّارة وفرّوا منه وقاتلوه، وأنّ جماعة من مشايخ الصعيد أحضروا له عدّة من أعيانهم ودخلوا تحت الطاعة وحلفوا، وأنّ طوغان الزردكاش قدم على الأشرفية هناك يستميلهم إلى العزيز، وذكر عنه أشياء اختلقها كذبا، وأنهم ما أطاعوه، فكتب بالشكر والثناء على الأتابك، وتجهّز طوغان في الحديد (¬3). [الهدية إلى السلطان] وفيه وصلت هدية للصاحب إلى السلطان، وفيه (¬4) قطعة / 41 / ماس نحوا (¬5) من عشرين قيراطا (¬6). [نفي أركماس] وفيه نفي أركماس الظاهري إلى دمياط (¬7). ¬

(¬1) خبر الخروج في: السلوك ج 4 ق 3/ 1123، والنجوم الزاهرة 15/ 306، وبدائع الزهور 2/ 212. (¬2) خبر القتال في: السلوك ج 4 ق 3/ 1123، 1124، والنجوم الزاهرة 15/ 306، 307، ونزهة النفوس 4/ 88، ووجيز الكلام 2/ 563، وبدائع الزهور 2/ 212. (¬3) خبر الأتابك في: السلوك ج 4 ق 3/ 1124، 1125، والنجوم الزاهرة 15/ 308، 309، ونزهة النفوس 4/ 88، 89، وبدائع الزهور 2/ 212. (¬4) الصواب: «وفيها». (¬5) الصواب: «نحو». (¬6) خبر الهدية في: السلوك ج 4 ق 3/ 1125، 1126، وبدائع الزهور 2/ 212. والهدية من أمير مكة الشريف بركات بن حسن بن عجلان. (¬7) خبر أركماس في: السلوك ج 4 ق 3/ 1126، ونزهة النفوس 4/ 91، وبدائع الزهور 2/ 212.

حجوبية الحجاب

[حجوبية الحجّاب] وفيه قرّر تنبك البردبكي في حجوبية الحجّاب عوضا عن المؤذي (¬1). [الأراجيف بخروج الأشرفية عن الطاعة] وفيه كثرت الأراجيف بالقاهرة بخروج الطائفة الأشرفية الذين بالوجه القبلي عن الطاعة، وأنهم عادوا يريدون القاهرة، فمنعت المعادي (¬2) بتعدية الكثير من الناس في النيل (¬3). [التفتيش على العزيز] وفيه كثر الفحص والتفتيش على العزيز وكبست البساتين والترب والديار، وغلّقت بعض أبواب القاهرة نهارا، وتهيّأ أهل الدولة للاستعداد للحرب (¬4). [الوباء بالوجه البحري] وفيه فشا الوباء بالوجه البحريّ، وشنّع في الأطفال والعبيد والإماء (¬5). [رمي البهار على تجار الإسكندرية] وفيه حلّ بتجّار الإسكندرية من البلاء ما لا يوصف بواسطة رمي بهار الذخيرة والفلفل عليهم (¬6). [انتشار الخوف بالقاهرة من الأشرفية] وفيه كثر خوف غالب الناس من أهل مصر والقاهرة بسبب اختفاء الأشرفية وتطلّبهم، وهجمت عدّة دور وبعض المدارس، ونهبت، وكسر أبواب الخلاوي بها ونبش قبورها، فلم يوجد بها أحد (¬7). [قتل طوغان الزردكاش] [1927]- وفيه ورد الخبر بالقبض على طوغان الزّردكاش (¬8) وحمله في الحديد، ثم ¬

(¬1) خبر الحجوبية في: السلوك ج 4 ق 3/ 1126، والنجوم الزاهرة 15/ 305، ونزهة النفوس 4/ 91، وبدائع الزهور 2/ 212. (¬2) تصحفت في النزهة إلى «المغازي». (¬3) خبر الأراجيف في: السلوك ج 4 ق 3/ 1126، ونزهة النفوس 4/ 92، وبدائع الزهور 2/ 213. (¬4) خبر التفتيش في: السلوك ج 4 ق 3/ 1127، والنجوم الزاهرة 15/ 309، وبدائع الزهور 2/ 213. (¬5) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 3/ 1126، 1127، ونزهة النفوس 4/ 92. (¬6) خبر البهار في: السلوك ج 4 ق 3/ 1127. (¬7) خبر الخوف في: بدائع الزهور 2/ 213. (¬8) انظر عن (طوغان الزردكاش) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1127، ونزهة النفوس 4/ 92 و 93 و 94، وبدائع الزهور 2/ 213.

خروج المحمل من القاهرة

وصل عقيب الخبر وعذّب بأنواع العذاب، ووسط بالرميلة بعد ذلك، وما نتج أمره وعاد عليه وبال تدبيره والذي كان في تدبيره بقلّة رأيه. وخبره يطول وجريانها تقول. [خروج المحمل من القاهرة] وفيه خرج المحمل والحاج من القاهرة وحصل التفتيش فيهم عسى يوجد العزيز، فإنه تيقّن السلطان وكلّ أحد بأنه ما خرج من القاهرة لا هو ولا إينال لما عرفوه من طوغان (¬1). [القبض على جماعة من أتباع العزيز] وفيه قبض على سرّ النديم الحبشية دادة العزيز، ثم قبض على طواشيه صندل وقد فارقه من أيام فما آواه أحد، وقبض على مرضعة العزيز وزوجها وبعض معارف لهم، وحصل بهم من البلاء ما لا يوصف ويعذّب إلى من لا ذنب له (¬2). [صرف فيروز عن الزمامية] وفيه صرف فيروز عن الزمّاميّة لتغيّظ السلطان عليه بسبب تفريطه في أمر العزيز حتى فرّ، ونسبه إلى التقصير، وأضاف الزمامية إلى جوهر على الخازندارية (¬3). [القبض على العزيز يوسف] وفيه، في ليلة سابع عشرينه قبض يلباي، الذي ولي السلطنة فيما بعد، على العزيز في زقاق حلب، وقد جاء إلى دار خاله بيبرس فنمّ عليه قبل وصوله إليه، وقبض معه على مملوكه / 42 / أزدمر وهما في هيئة (¬4) المغاربة، وصعد يلباي به في وقته من الليل بين يدي السلطان فأوقف بين يديه وهو بزيّه، وأمر به فسجن حتى يصبح، ووجد معه من الذهب ثمانماية دينار فأعطاها السلطان ليلباي خمسمائة دينار، ولمملوك له أعانه على قبضه مائة، وفرّق الباقي فيمن حضر، ونزع عن العزيز ما كان عليه من الثياب، وألبس من ثياب السلطنة ما يليق به. ووعد السلطان يلباي بإمرة طبلخاناة. ودقّت البشائر ليلاّ بالقلعة، فخاف الناس أولا، ثم اطمأنوا شيئا فأصبح السلطان في فرح وسرور، وصعد له أهل الدولة وأعيان مصر والقاهرة يهنّوه (¬5) بالظفر والنصر، وعيّن ¬

(¬1) خبر المحمل في: السلوك ج 4 ق 3/ 1127، والنجوم الزاهرة 15/ 310، ونزهة النفوس 4/ 94. (¬2) خبر القبض في: السلوك ج 4 ق 3/ 1130، والنجوم الزاهرة 15/ 312، ونزهة النفوس 4/ 94 - 96، وبدائع الزهور 2/ 213. (¬3) خبر الصرف في: السلوك ج 4 ق 3/ 1131، والنجوم الزاهرة 15/ 313، ونزهة النفوس 4/ 96، 97. (¬4) في الأصل: «هيآة». (¬5) الصواب: «يهنئونه».

القبض على إينال الأبي بكري

جانم المؤيّدي وعلى يده المكاتبات للبلاد الشامية بالبشارة بالقبض على العزيز (¬1). [القبض على إينال الأبي بكري] وفيه أيضا قبض على إينال الأبي بكري بعد أن حضر بنفسه بعد ظهور العزيز إلى دار جرباش قاشق أمير مجلس، واستجار به فأجاره وأعلمه بأنه إنما فرّ خوفا من التهمة بأمر العزيز وأنه لا دخل له في شيء يتعلّق به، وتنصّل من ذلك، وكان كما قال، وأخذه وصعد به إلى بين يدي السلطان، فحين وقع بصره عليه أمر بالقبض عليه وتقييده، ثم حمل إلى الإسكندرية (¬2). [حبس العزيز بقاعة العواميد] وفيه أدخل السلطان بالعزيز إلى قاعة العواميد وأسلمه إلى زوجته الخوند مغل ابنة البارزي، وأمرها أن تجعله بالمخدع الذي يرقد به السلطان، وأن تتولّى أمر أكله وشربه وحاجاته بنفسها، وأن تتولّى حبسه ولا تبرح من عند باب المكان الذي هو به، حتى نقل بعد ذلك كما سيأتي (¬3). [الكوكب المذنّب] وفيه ظهر بالسماء كوكب له ذؤآبة نحوا (¬4) من ذراعين، وأقام أياما يرى عشاء (¬5). [قدوم ركب التكرور] وفيه قدم ركب من التكرور برقيق كثير وتبر، وخرجوا للحجّ، ومات أكثر ما جلبوه من الرقيق عند من اشتراه منهم (¬6). [ذو العقدة] [موقعة إينال الجكمي والأمراء والقبض عليه] وفي ذي قعدة، في أوله نزلت العساكر المصرية المتوجّهة لقتال إينال الجكمي بالخربة، وإذا به وقد وصل إليهم، فعبّأ الأمراء الأطلاب، وكانت ستة أطلاب، وهم: ¬

(¬1) خبر العزيز في: السلوك ج 4 ق 3/ 1132، 1133، والنجوم الزاهرة 15/ 314 - 316، وتاريخ الخلفاء 509، وتاريخ ابن سباط 2/ 795، وبدائع الزهور 2/ 213، 214. (¬2) خبر القبض في: السلوك ج 4 ق 3/ 1134، 1135، والنجوم الزاهرة 15/ 316، 317، ونزهة النفوس 4/ 100، 101. (¬3) خبر الحبس في: السلوك ج 4 ق 3/ 1136، وبدائع الزهور 2/ 214. (¬4) الصواب: «نحو». (¬5) خبر الكوكب في: السلوك ج 4 ق 3/ 1135، ونزهة النفوس 4/ 101، وبدائع الزهور 2/ 214. (¬6) خبر التكرور في: السلوك ج 4 ق 3/ 1135، ونزهة النفوس 4/ 101.

مقتل بلبان شيخ كزك نوح

أقبغا التمرازي نائب الشام، وجلبان نائب حلب، وإينال الأجرود نائب صفد، وطوخ مازي نائب غزّة، والوالد أتابك صفد / 43 / وقد رشّحه نائب الشام لنيابة ملطية ووعده بأن يكاتب السلطان هو والأمراء بأن يقرّره فيها، وطوغان نائب القدس، ووقع بينهم وبين إينال قتال كبير، وهزم إينال العساكر المصرية، وكاد أن يظفر بهم حتى ثبت قراقجا الحسني تحت السنجق السلطاني، وكاد مع ذلك أن يقصر، ثم ثبت الوالد في جهة أخرى وكان ذلك سببا للنصرة، ووقع قتال كثير ثاني مرة، فانهزم إينال بمن معه بعد أن قتل من الفريقين جماعة تزيد على الخمسمائة. [1928]- فممّا قتل منهم: صرغتمش (¬1) الدوادار السلطان (¬2) بحلب، وجرح خلق كثير. وقبض على جماعة من أتباع إينال، ووجد الوالد طبر إينال ملقى على الأرض وبه عدّة ضربات سيف، فاستدلّوا إمّا بموته أو فراره بغير طائل، وكتب إلى السلطان بالواقعة في يومها، وحضر القاصد بذلك قبل القبض على إينال الجكمي، ثم قبض عليه في ثاني يوم المكاتبة من قرية حرستا، وكوتب السلطان ثانيا بالقبض عليه وحمله إلى سجن قلعة دمشق. ودخل أقبغا التمرازي إلى دمشق واستولى عليها بغير ممانع (¬3). [مقتل بلبان شيخ كزك نوح] [1929]- وفيه في يوم دخول أقبغا إلى دمشق قتل العامّة بها محمد المعروف بلبان شيخ كزك نوح (¬4) وولده محمد الحدثانيّ، وكان قد جاء بعشرانه مساعدة لنائب الشام على الجكمي، ولما دخل نائب الشام إلى دمشق كان في جملة من صحبه. ولما نزل نائب الشام بدار السعادة، وتوجّه الأمراء كلّ إلى منزله، فوجّه بلبان فيمن توجّه، حتى كان عند المصلّى ثار بعض أوباش عامّة دمشق وسفلتها يعبثون ببعض أتباع بلبان، فصاح: «أبا بكر» مكرّرا ذلك. يريد نكاية جماعة بلبان، بل ونكاية بلبان نفسه، لكونهم يتّهمون بالرفض، فح‍ (. . .) (¬5) بعضا منهم، فمال على القائل ذلك فضربه، فوثب العامّة يدا واحدة بالحجارة حتى قتلوا بلبان وولده وجماعة من أتباعه تزيد على خمسمائة بغير سبب ولا أمر سلطاني، وما انتطح في ذلك شاتان. وكان ذلك من أشنع الحوادث. وبالله المستعان (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (صرغتمش) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1137، والنجوم الزاهرة 15/ 319، ونزهة النفوس 4/ 107. (¬2) كذا. والصواب: «دوادار السلطان». (¬3) خبر الموقعة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1136 - 1138، وإنباء الغمر 4/ 112، 113، والنجوم الزاهرة 15/ 318، ونزهة النفوس 4/ 106 - 108، وتاريخ ابن سباط 2/ 795، 796، وبدائع الزهور 2/ 214. (¬4) كزك نوح: بسكون الراء. بلدة بالبقاع في لبنان، تشكّل حاليا جزءا من مدينة زحلة. (¬5) كلمة غير واضحة. (¬6) انظر عن (بلبان) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1138، 1139 و 1151، والنجوم الزاهرة 15/ 320، 321، ونزهة النفوس 4/ 108، 109 و 132 رقم 791، وإعلام الورى 5.

معاقبة جكم خال العزيز

[معاقبة جكم خال العزيز] وفيه أمر السلطان بعقوبة جكم خال العزيز حتى يقرّ بمتحصّل العزيز وبذخائره، / 44 / وأمر أيضا بعقوبة يخش باي، وكان قد أريد قتله فما تهيّأ ذلك الآن. ثم بعد ذلك كان على ما سيأتي (¬1). [وفاة الحيحاني المغربي] [1930]- وفيه مات الحيحاني (¬2)، يحيي بن محمد بن حسن بن محمد المغربي، المالكيّ. وكان فاضلا، عالما. ولي قضاء دمشق المالكية، وكان مشكورا في قضائه عفيفا، مهابا. [الاستيلاء على حواصل العزيز] وفيه استولى السلطان على حواصل العزيز وأمواله، وكانت شيئا كثيرا أنواعا منوعّة يطول الشرح في ذكر جريّاتها (¬3). [خبر الإمساك بالجكمي] وفيه وصل الخبر بمسك الجكميّ، كما قدّمناه، فضربت الدبادب بالقلعة وعلى أبواب الأمراء. [الكتابة إلى نائب الشام بقتل إينال الجكمي] وفيه كتب إلى نائب الشام بقتل إينال الجكميّ ومن قبض عليه ممّن كان معه، وفاتهم قانصوه النوروزي أحد أعيان جماعة القائمين مع إينال فإنه فرّ هاربا وما وقف على خبره إلاّ بعد حين (¬4). [فساد الفئران] وفيه كثر فساد الفئران في الزراعات، وورد الخبر أنه حصل بناحية البهنسا وقعة للفئران بحرب كثير (¬5) شهدها الكثير من الناس، وأنه اجتمع العدد الكبير منهم (¬6) على ¬

(¬1) خبر المعاقبة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1139، ونزهة النفوس 4/ 109، وبدائع الزهور 2/ 215. (¬2) انظر عن (الحيحاني) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1151، وإنباء الغمر 4/ 129 رقم 21، والنجوم الزاهرة 15/ 468، 469، ونزهة النفوس 4/ 131 رقم 788، والضوء اللامع 10/ 225. (¬3) خبر الحواصل في نزهة النفوس 4/ 109. (¬4) خبر الكتابة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1140، والنجوم الزاهرة 15/ 321، 322، ونزهة النفوس 4/ 110، وبدائع الزهور 2/ 215، وتاريخ ابن سباط 2/ 796. (¬5) كذا. (¬6) الصواب: «منها».

توجه العساكر إلى حلب

فريقين، واقتتلوا (¬1) قتالا عظيما، ثم تفرّقوا (¬2)، ووجد في معركتهم (¬3) الشيء الكثير منهم (¬4) ما بين مقتول ومجروح ومقطوع بعض الأعضاء، وأنه كان مثل ذلك بمكان آخر، حتى تعجّب من ذلك (¬5). [توجّه العساكر إلى حلب] وفيه ورد الخبر بأنّ العساكر توجّهت من دمشق إلى جهة حلب لقتال تغري برمش (¬6). [نيابة ملطية لوالد المؤلّف] وفيه قرّر السلطان الوالد في نيابة ملطية، وخرج إليه التقليد الشريف بعد أن شكره السلطان وأنعم عليه بخلعة وذلك عوضا عن حسن خجا أخو (¬7) تغري برمش نائب حلب، وكتب بقتل حسن قجا، وكان قد قبض عليه (¬8). [الحرب بين تغري برمش ونائب حماه وأمراء حلب] وفيه ورد الخبر بأنّ تغري برمش قصد حلب في جموع وافرة من التركمان وغيرهم، وحصل بينه وبين نائب حماه بردبك وجماعة من أمراء حلب وعسكرها حرب كثير قتل فيه عدّة من الناس، وخرج نائب حماه بردبك العجمي وقاتل أهل حلب قتالا كبيرا، وكاد تغري برمش أن يأخذ حلب لولا ثبات أهلها، ثم تأخّر عنها، وحصل النهب في أعمال حلب وضواحيها والفساد الذي ما عنه مزيد، وقطع تغري برمش فيها يد جماعة من أهل حلب. وكانت هناك من الحوادث الشنيعة ما لا يعبّر عنه (¬9). [وفاة النويري العقيلي] [1931]- / 45 / وفيه مات النويريّ (¬10)، محمد بن علي بن أحمد بن عبد ¬

(¬1) الصواب: «واقتتلت». (¬2) الصواب: «ثم تفرّقت». (¬3) الصواب: «معركتها». (¬4) الصواب: «منها». (¬5) خبر الفئران في: السلوك ج 4 ق 3/ 1140، ونزهة النفوس 4/ 110. (¬6) خبر العساكر في: السلوك ج 4 ق 3 / ق 3/ 1140، ونزهة النفوس 4/ 110، والنجوم الزاهرة 15/ 322، وبدائع الزهور 2/ 215. (¬7) الصواب: «أخي». (¬8) خبر والد المؤلف في: بدائع الزهور 2/ 215. (¬9) خبر الحرب في: السلوك ج 4 ق 3/ 1140، 1141، والنجوم الزاهرة 15/ 313، ونزهة النفوس 4/ 111 - 113، وبدائع الزهور 2/ 215. (¬10) انظر عن (النويري) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1151 وفيه: «أبو عبد الله بن الفقيه علي بن أحمد بن عبد العزيز بن القاسم»، ومثله في: نزهة النفوس 4/ 131 رقم 786، وبدائع الزهور 2/ 215.

وفاة إينال الجكمي قتلا

الرحمن بن القاسم (¬1) العقيلي، المكي، المالكي، قاضي مكة. وكان فاضلا من بيت رياسة وعلم. ومولده سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة. [وفاة إينال الجكمي قتلا] [1932]- وفيه مات إينال الجكمي (¬2) مقتولا. وكان من مماليك جكم من عوض، وتنقّلت به الأحوال حتى قرّر في الأتابكية بمصر، ثم في نيابة الشام، وجرى عليه ما جرى. وكان مشهورا بالشجاعة، حسن السيرة. [قضاء المالكية بدمشق] وفيه قرّر العلاء بن الناسخ في قضاء المالكية بدمشق، وقرّر بدله في قضاء حلب الشرف يعقوب المكناسي أحد نواب الحكم بالقاهرة (¬3). [الطواف برأس إينال الجكمي] وفيه وصل برأس إينال الجكمي فطيف بها على رمح وعلّقت على باب زويلة (¬4). [إرسال مال للعلم البلقيني] وفيه بعث السلطان إلى العلم البلقيني بألف دينار ذهبا، وكان قدّم له أشياء ما بين كتب وغيرها (¬5). [قتل يخشي باي الأشرفي] [1933]- وفيه حكم بقتل يخشي باي الأشرفي بعد أن أحجم القضاة عن ذلك، فقام بعضا (¬6) من المالكية في ذلك وأفتى به، وفوّض السلطان أمره إليه (¬7). ¬

(¬1) في الأصل: «القايم». (¬2) انظر عن (إينال الجكمي) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1151، 1152، وإنباء الغمر 4/ 114، والنجوم الزاهرة 15/ 469، 470، ونزهة النفوس 4/ 114، و 115 - 117 و 132، 133 رقم 792، ووجيز الكلام 2/ 563. (¬3) خبر الممالكية في: السلوك ج 4 ق 3/ 1142، 1143، ونزهة النفوس 4/ 113. (¬4) خبر الطواف في: السلوك ج 4 ق 3/ 1143، وإنباء الغمر 4/ 117، والنجوم الزاهرة 15/ 325، ونزهة النفوس 4/ 114، ووجيز الكلام 2/ 563، وبدائع الزهور 2/ 215. (¬5) خبر الإرسال في: السلوك ج 4 ق 3/ 1143، ونزهة النفوس 4/ 115. (¬6) الصواب: «بعض». (¬7) خبر القتل في: السلوك ج 4 ق 3/ 1143، 1144، و 1152، وإنباء الغمر 4/ 29 رقم 22، والنجوم =

نقابة الجيش

[نقابة الجيش] وفيه قرّر في نقابة الجيش محمد بن أبي الفرج عوضا عن محمد بن أمير طبر (¬1). [القبض علة تغري بدمشق] وفيه كانت كائنة محاربة تغري برمش مع العساكر المصرية على حماه، فانهزم إلى نحو الجبل الأقرع، فثار به أحمد وقاسم أولاد ابن (¬2) صوجي من التركمان ولا زالوا به حتى قبضوا عليه وعلى كمشبغا دواداره ويونس خازنداره، وعلى طرغلي بن سقلسيز، وإبراهيم بن الهيدباني (¬3) نائب قلعة صهيون، وكانوا من جنده، وبعثوا إلى نائب حلب بإعلامه بذلك، فبعث بردبك العجمي نائب حماه، وإينال الأجرود نائب صفد، وطوخ مازي نائب غزّة، وقطج أتابك حلب، وسودون حاجبها لإحضار المذكورين. ودخل جلبان إلى حلب على نيابتها، ثم أحضر بتغري برمش ومن معه ينادي عليهم، فسجن بقلعة حلب هو وطرغلي (¬4). [1934]- ووسّط الهدباني (¬5)، وآخر معه. [ذو الحجّة] [البشارة بالقبض على تغري برمش] وفي ذي حجّة وصل الخبر للقاهرة بما قدّمناه من القبض على تغري برمش، فدقّت البشائر بذلك بالقلعة وعلى أبواب الأمراء، وكتب بقتل برمش وطرغلي (¬6). [قتل يخشي باي] [1935]- وفيه بعث إثنان من موقّعي الحكم بالقاهرة إلى الإسكندرية وعلى يدهما الحكم بقتل يخشي باي وأعطيا ثلاثين (¬7) دينارا، فأوصلا الحكم بقاضي ¬

= الزاهرة 15/ 325 و 470، 471، ونزهة النفوس 4/ 133 رقم 793، والضوء اللامع 10 / رقم 1068، وبدائع الزهور 2/ 215، 216. (¬1) خبر النقابة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1144، ونزهة النفوس 4/ 115، وبدائع الزهور 2/ 216. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) ويرد «الهدباني». (¬4) يرد «طرغلي» و «طرعلي». وخبر تغري برمش في: السلوك ج 4 ق 3/ 1144، 1145، وإنباء الغمر 4/ 117، والنجوم الزاهرة 15/ 326، 327، ونزهة النفوس 4/ 118، 119، وتاريخ بن سباط 2/ 796، وبدائع الزهور 2/ 216، وتاريخ الأزمنة 349. (¬5) انظر عن (الهدباني) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1145، ونزهة النفوس 4/ 119. (¬6) خبر البشارة في: النجوم الزاهرة 15/ 327، ونزهة النفوس 4/ 119، وبدائع الزهور 2/ 216. (¬7) الصواب: «ثلاثون».

قتل تغري برمش نائب حلب

الإسكندرية، واستدعي يخشي باي / 46 / فأعدد (¬1) عليه، فأنكر وحلف أنه ما فعل، فما أفاد، وقيل له: قد شهد عليك، فأعذر واستسلم للقتل، فضربت عنقه في ملأ عام وافوا لرؤيته، وذلك في يوم الجمعة ثانيه بعد الصلاة، وحسابه وحساب من قام بذلك على الله تعالى (¬2). [قتل تغري برمش نائب حلب] [1936]- وفيه قتل تغري برمش (¬3) نائب حلب. وكان من التركمان من أهل بهسنا، واسمه حسين، ولم يمسّه رقّ قطّ. قدم القاهرة صغيرا فخاط بالأجرة، وتسمّى تغري برمش. ثم اتصل بقراسنقر فصار تبعا عنده، ثم تنقّلت به الأحوال حتى قدم عند جقمق نائب الشام وصيّره دواداره في دولة المؤيّد. ولما سجن برسباي الأشرف بقلعة دمشق عرفه وصدّ عنه أستاذه جقمق حين أراد قتله، ثم اتصل ببرسباي فعرف له ذلك، ورقّاه إلى ما عرفته من الإمرة والأمير اخورية، ثم نيابة حلب، ثم جرى عليه ما جرى. [مقتل طرغلي بن سقلسيز] [1937]- وقتل معه طرغلي (¬4) بن سقلسيز. وكان من أعيان أمراء بلاد حماه. [القبض على ناظر الجيش عبد الباسط] وفيه قبض على عظيم الدولة ومدبّر المملكة الزين عبد الباسط ناظر الجيش، وقبض معه على ولده أبي بكر وزوجته شكرباي، ودواداره أرغون، وجانبك الأستادار مملوكه، وعلى مباشره الشرف موسى بن البرهان، وعلى عدّة من ألزامه، وأحيط بدورهم، وكتب بإيقاع الحوطة على جميع موجوده بالمملكة. ¬

(¬1) الصواب: «فعدّد». (¬2) انظر عن (يخشي باي) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1145، 1146، و 1152، ونزهة النفوس 4/ 133 رقم 793، وبدائع الزهور 2/ 215، 216. (¬3) انظر عن (تغري برمش) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1146 و 1152، 1153، وإنباء الغمر 4/ 119، و 122 رقم 3، والنجوم الزاهرة 15/ 471 - 474، ونزهة النفوس 4/ 119 و 133، 134 رقم 794، والتبر المسبوك 43 و 65، ووجيز الكلام 2/ 563، والمنهل الصافي 4/ 58 - 65 رقم 767، والدليل الشافي 1/ 218 رقم 765، والضوء اللامع 3/ 35 رقم 147، وتاريخ ابن سباط 2/ 796، وتاريخ الأزمنة 349، وبدائع الزهور 2/ 216، 217. (¬4) انظر عن (طرغلي) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1146، وإنباء الغمر 4/ 119، ونزهة النفوس 4/ 134، والضوء اللامع 3/ 7 رقم 20.

نظارة الجيش

وكان لسبب قبضه إزعاج بالناس بالقاهرة وماجت بأهلها (¬1). [نظارة الجيش] وفيه قرّر في نظر الجيش عوضا عن الزين عبد الباسط المحبّ بن الأشقر شيخ الشيوخ (¬2). [تقرير الأستادارية] وقرّر في الأستادارية محمد بن أبي الفرج الذي ولي نقابة الجيش عن قريب (¬3). [الطواف برأس تغري برمش بالقاهرة] وفيه، في آخره وصل برأس تغري برمش إلى القاهرة فطيف بها الشوارع وعلّقت على باب زويلة، ورسخ قدم الظاهر في السلطنة وزالت أعداؤه، وتوالت عليه في مدّة يسيرة عدّة مرات، كالظفر بالعزيز وبالجماعة الأشرفية، وبقتل قرقماس، وقتل الجكمي، وتغري برمش، ويخشي باي، وغيرهم من الأمراء من تركمان وغيرهم كطرغلي، وتنم العلائي، أحد أمراء دمشق، وعدّ ذلك على هذا الوجه من النوادر الغريبة. فكانت هذه السنة من عجائب السنين في حوادثها العجيبة، وتوالت فيها الحوادث الغريبة، وذلّت الأعزّاء، وعزّت الأذلاّء (¬4). ¬

(¬1) خبر ناظر الجيش في: السلوك ج 4 ق 3/ 1146، والنجوم الزاهرة 15/ 327، ونزهة النفوس 4/ 120 - 122. (¬2) خبر النظارة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1147، والنجوم الزاهرة 15/ 327، ونزهة النفوس 4/ 122. (¬3) خبر الأستادارية في: السلوك ج 4 ق 3/ 1147، ونزهة النفوس 4/ 122. (¬4) خبر الطواف في: السلوك ج 4 ق 3/ 1147، ونزهة النفوس 4/ 123، والنجوم الزاهرة 15/ 328، وبدائع الزهور 2/ 216.

حوادث سنة ثلاث وأربعين وثمانماية

[حوادث] سنة ثلاث وأربعين وثمانماية [محرّم] [الإفراج عن زوجة ناظر الجيش] / 47 / في محرم أفرج عن زوجة الزين عبد الباسط ناظر الجيش، وعن دواداره أرغون (¬1). [حمل ناظر الجيش ذهبا للخزانة السلطانية] وفيه حمل عبد الباسط للخزائن السلطانية ما بين ذهب وغير ذلك ما قوّم بزيادة على المائة ألف دينار (¬2). [نظر الكسوة] [وفيه] (¬3) قرّر في نظر الكسوة الوليّ السفطي. وقرّر في نظر الجوالي الفتح المحرقي، كلاهما عوضا عن الزين عبد الباسط (¬4). [مبشّرو الحاج] وفيه قدم مبشّروا (¬5) الحاجّ وأخبروا بالأمن والسلامة ورخاء الأسعار، وبنادرة غريبة وهي أنه لما كان الحاج بالينبع أشيع في يوم القبض على عبد الباسط بالقاهرة بأنه قبض عليه، وعدّ ذلك من الغرائب (¬6). ¬

(¬1) خبر الإفراج في: السلوك ج 4 ق 3/ 1155، ونزهة النفوس 4/ 138، وبدائع الزهور 2/ 217. (¬2) خبر الخزانة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1155، وإنباء الغمر 4/ 132، ونزهة النفوس 4/ 139، وبدائع الزهور 2/ 217. (¬3) إضافة على الأصل. (¬4) خبر الكسوة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1155، والنجوم الزاهرة 15/ 328، 329، ونزهة النفوس 4/ 139، وبدائع الزهور 2/ 218. (¬5) الصواب: «مبشرو». (¬6) خبر المبشر في: السلوك ج 4 ق 3/ 1156، ونزهة النفوس 4/ 39، وبدائع الزهور 2/ 218.

الإفراج عن أبي بكر بن عبد الباسط

[الإفراج عن أبي بكر بن عبد الباسط] وفيه أفرج عن أبي بكر بن عبد الباسط وعن مباشره ابن (¬1) البرهان على عشرة آلاف دينار يقوم بها، ثم نقل جانبك الأستادار مملوك عبد الباسط إلى منزل الدوادار الكبير ليحاسبه على ما في جهته للديوان المفرد، وألزم بحمل عشرة آلاف دينار، وبقي عبد الباسط وحده بالقلعة في التوكيل به في مقعد بالحوش السلطاني، وقد أذن له ببيع موجوده وهو يبيع ذلك ويورّده إلى الخزانة. ثم بعد أيام أفرج عن جانبك مملوكه وقام في أمر ما يتعلّق بأستاذه، وصمّم السلطان أنه ما يأخذ من عبد الباسط إلاّ ألف ألف دينار، وهو يظهر العجز. ولا زالوا به حتى جعلت ثلاثمائة (¬2) ألف دينار. وتلطّف الكمال بن البارزي به عند السلطان فلم يجبه إلى ذلك (¬3). [سجن الخواجا ابن المزلق] وفيه كتب بسجن الخواجا شمس الدين بن المزلّق بقلعة دمشق وإلزامه بحمل ثلاثين ألف دينار للخزانة السلطانية وعشرة آلاف دينار لديوان الخاص. ثم قدم ولده فصالح بخمسة آلاف للسلطان وألف للخاص، وخلع عليه، وكتب بالإفراج عن أبيه (¬4). [وصول الحاج] وفيه وصل الحاج في سلامة وأمن، وأخبروا بكائنة وقعت لهم بالمدينة، وهي أن جماعة من الحاج توجّهوا لزيارة البقيع خرج عليهم طائفة من العرب فقاتلوهم، وقتل من المماليك المجرّدين ثلاثة أنفار (¬5). وكان أميان (¬6) الحسني أمير المدينة قد صرف عنها بسليم بن عديّ قريبه (¬7). [الأراجيف بفتنة في القاهرة] وفيه، في أواخره كثرت الأراجيف بالقاهرة بإثارة فتنة، وشنّع القالة باختلاف الدولة والمماليك السلطانية. هذا، والمؤيّدية كالنار المشعلة بشرورهم / 48 / وفتنهم، واستولوا ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في النجوم الزاهرة: «أربعمائة ألف». (¬3) خبر الإفراج في: السلوك ج 4 ق 3/ 1156، والنجوم الزاهرة 15/ 330، ونزهة النفوس 4/ 140، وبدائع الزهور 2/ 217، 218. (¬4) خبر السجن في: السلوك ج 4 ق 3/ 1157، ونزهة النفوس 4/ 141، 142 (¬5) في نزهة النفوس: «ميّتان». (¬6) في السلوك: «دميان». (¬7) خبر الحاج في: السلوك ج 4 ق 3/ 157 وفيه: «سليمان بن عزير»، ونزهة النفوس 4/ 142، وأخبار الدول 2/ 310.

وفاة التاج التفهني

على السلطان حتى ضاق صدره منهم، وهو يداهنهم ويلاطفهم (¬1). [وفاة التاج التفهني] [1938]- وفيه مات التاج التفهنيّ (¬2)، محمد بن أحمد الأنصاري، الحنفي، سبط المجد البلبيسي قاضي الحنفية. كان فاضلا، وناب في الحكم مدّة. أظنّه بلغ الستين. [قدوم تجريدة الوجه القبلي] وفيه قدم يشبك المشدّ من تجريدة الوجه القبلي هو ومن معه من الأمراء والمماليك، فخلع عليه خلعة الأتابكية ونزل إلى داره في موكب حافل ومعه من قدم معه من الأمراء بخلعهم أيضا، وهرع الناس إليه (¬3). [القتال بين صاحب غرناطة وصاحب قشتالة] وفيه كانت الهزيمة من ملك الأندلس صاحب غرناطة السلطان الغالب بالله محمد بن الأحمر المعروف بالأيسر، وبين ألفنش صاحب قشتالة الفرنجي ملك إشبيلية وقرطبة وما والاهما من الأندلس، وتصالحا، وكانت الفتنة قد امتدّت بين المسلمين والكفّار مدّة سنين (¬4). [نظارة البيوت] وفيه قرّر العلاء بن أقبرس الشافعي أحد نوّاب الحكم، وهو من خواصّ أصحاب السلطان في نظر البيوت، عوضا عن الزين عبد الباسط (¬5). [حبس نقيب الحكم الشافعي] وفيه عقد مجلس بسبب البدر حسن الأسيوطي نقيب الحكم الشافعي، وادّعي عليه بأمور مفصّلة، وأمر بحبسه، وجرى عليه محن وأنكاد. وكان قبل ذلك أيضا جرت عليه أشياء يطول الشرح في ذكرها (¬6). ¬

(¬1) خبر الأراجيف في: السلوك ج 4 ق 3/ 1157، ونزهة النفوس 4/ 142. (¬2) انظر عن (التفهني) في: إنباء الغمر 4/ 150 رقم 10. (¬3) خبر التجريدة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1158، ونزهة النفوس 4/ 142، 143، وبدائع الزهور 2/ 218. (¬4) خبر القتال في: السلوك ج 4 ق 3/ 1158، ونزهة النفوس 4/ 143، 144، ونهاية الأندلس وتاريخ العرب المتنصّرين - لعبد الله عنان - طبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر 1916 - ص 154 - 162. (¬5) خبر النظارة في: إنباء الغمر 4/ 133، وبدائع الزهور 2/ 218. (¬6) خبر الحبس في: إنباء الغمر 4/ 134، وبدائع الزهور 2/ 218.

صفر

[صفر] [تعزير الأسيوطي] وفي صفر عزّر الأسيوطي المذكور بالضرب عريا بين يدي القاضي الحنفي، وأطلق. وكان قد أرجف بسفك دمه (¬1). [نيابة صفد] وفيه وصل قانباي البهلوان أتابك دمشق فخلع عليه وقرّر في نيابة صفد، عوضا عن إينال الأجرود، وقرّر إينال المذكور في جملة مقدّمين (¬2) الألوف بالقاهرة. وقرّر في أتابكية دمشق إينال الششماني أحد المقدّمين بدمشق (¬3). [المطر في غير أيامه] وفيه، والشمس في الأسد، أمطرت السماء مطرا غزيرا حتى تعجّب منه في مثل هذه الأيام (¬4). [قدوم الأمراء المجرّدين من الشام] وفيه قدم الأمراء المجرّدون إلى الشام، فخلع على قراقجا الحسني، ونزل بباب السلسلة (¬5). [وصول إينال الأجرود] وفيه وصل إينال الأجرود وخلع عليه، واستقرّ في جملة المقدّمين كما ذكرنا (¬6). [وفاة الشهاب الحديدي] [1939]- وفيه مات الشهاب أحمد بن علي الحديدي. وكان صالحا، حضر ودرس [على] (¬7) جماعة من الأكابر، وسمع الحديث على جماعة، منهم الحافظ ابن (¬8) حجر. ¬

(¬1) خبر الأسيوطي في: إنباء الغمر 4/ 134، وبدائع الزهور 2/ 218. (¬2) الصواب: «مقدّمي». (¬3) خبر نيابة صفد في: السلوك ج 4 ق 3/ 1158، والنجوم الزاهرة 15/ 331 و 332، ونزهة النفوس 4/ 144. (¬4) خبر المطر في: السلوك ج 4 ق 3/ 1158، وإنباء الغمر 4/ 134، ونزهة النفوس 4/ 145. (¬5) خبر الأمراء في: السلوك ج 4 ق 3/ 1158، ونزهة النفوس 3/ 145. (¬6) خبر إينال في: إنباء الغمر 4/ 134، والنجوم الزاهرة 15/ 331، ونزهة النفوس 4/ 147. (¬7) إضافة يقتضيها السياق. (¬8) في الأصل: «بن».

تغيظ السلطان على الزين عبد الباسط

[تغيّظ السلطان على الزين عبد الباسط] وفيه تغيّظ السلطان على الزين عبد الباسط، ونقله / 49 / من المقعد الذي كان به من الحوش إلى برج من القلعة فسجن به، وحين استقرّ بالبرج دخل عليه والي القاهرة وذكر له أن السلطان يطلب جميع ما على بدنه من ثيابه حتى العمامة، فعرّاه وأخذ جميع ما عليه وعلى رأسه كما هو، ومضى به إلى السلطان وقد وشي به عنده بأنه عنده الاسم الأعظم حامله معه يمنع من أذاه، ففتّش السلطان ثيابه وعمامته وتفقّد الخواتم التي (كانت) (¬1) معه بإصبعه فوجد قطعة أديم ذكر أنها من نعل النبي صلى الله عليه وسلم، ووجد بعض أوراق بها أدعية، من غير زائد على ذلك (¬2). [ارتفاع سعر الغلال] وفيه ارتفع سعر الغلال مع زيادة النيل واستمرارها، ولهج الناس بوقوع الغلاء (¬3). [وفاة الشهاب الدميري] [1940]- وفيه مات الشهاب أحمد الدميري (¬4)، أحد نواب الحكم. وكان فاضلا، عارفا بالفقه. [جرف الأتربة من الصوّة تحت القلعة] وفيه ندب السلطان من جرف جميع الأتربة التي كانت بالصوّة تحت القلعة إلى جنب مدرسة أيتمش، وجرفت الرميلة أيضا، ونقلت الأتربة منها إلى الكيمان (¬5). [مسير أسنبغا الطياري لإحضار السجناء من الإسكندرية] وفيه سار أسنبغا الطيّاري بأمر السلطان إلى الإسكندرية لإحضار من بسجنها، وهم: جانم أمير اخور، وإينال الأبو بكري الدوادار، وعلي باي الدوادار، وجكم، ويبيرس خالي العزيز، وتنم، ويشبك الدوادار، وتنبك القيسي، ويشبك الخاصكيان، وبيرم خجا أمير مشوي، وأزبك خجا أحد العشرات، وروس (¬6) النوب، وأن يترك بها قراجا فقط (¬7). ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) خبر التغيّظ في: السلوك ج 4 ق 3/ 1159، 1160، وإنباء الغمر 4/ 135، ونزهة النفوس 4/ 145، 146، وبدائع الزهور 2/ 218، 219. (¬3) خبر السعر في: السلوك ج 4 ق 3/ 1160، 1161، ونزهة النفوس 4/ 148. (¬4) انظر عن (الدميري) في: إنباء الغمر 4/ 148 رقم 1. (¬5) خبر الأتربة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1161، ونزهة النفوس 4/ 148. (¬6) كذا. (¬7) خبر أسنبغا في: النجوم الزاهرة 15/ 331، 332، ونزهة النفوس 4/ 148، 149، وبدائع الزهور 2/ 219.

وفاء النيل

[وفاء النيل] وفيه، في سادس مسرى كان وفاء النيل، ونزل الأتابك يشبك المشدّ فخلّق المقياس وفتح السدّ بين يديه (¬1). [وصول أسنبغا بالأمراء المسجونين] وفيه وصل أسنبغا الطيّاري بمن معه من سجن الإسكندرية إلى بلبيس وكلّهم في السلاسل والقيود، وعدّتهم أربعة عشر نفرا، وأخرج من برج القلعة اثنان أضيف (¬2) إليهم. وعيّن السلطان سمام الحسني بحمل سبعة منهم إلى سجن قلعة صفد، وهم: إينال، وعلي باي، وتنبك الفيسي، وأزبك حجي، وحزمان، وجرباش، وقان باي اليوسفي. وعيّن إينال أخو قشتم بأن يحمل ثلاثة منهم إلى قلعة الصبيبة، وخمسة إلى قلعة المرقب، ومنهم: جانم أمير اخور، وبيبرس، ويشبك للصبيبة، وجكم خال العزيز، وأزبك البواب، وتنم الباقي، ويشبك الفقيه، وجانبك قلقسيز إلى المرقب (¬3). [وصول نائب غزّة إلى القاهرة] وفيه / 50 / وصل طوخ مازي نائب غزّة إلى القاهرة، فخلع السلطان عليه ونزل إلى داره (¬4). [نقل الزين عبد الباسط من محبسه] وفيه نقل الزين عبد الباسط من البرج إلى طبقة (تشرف) (¬5) على باب القلعة، وسلّم لتنبك نائبها ووعد [بخير] (¬6). [مقياس النيل] وفي ثامن عشرين (¬7) مسوّى كان النيل في تسعة عشر ذراعا وإصبعين من الذراع العشرين وهذا مما يندر وقوعه في مثل هذه الأيام (¬8). ¬

(¬1) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 3/ 1162، ونزهة النفوس 4/ 149. (¬2) الصواب: «أضيفا». (¬3) خبر أسنبغا في: السلوك ج 4 ق 3/ 1161، والنجوم الزاهرة 15/ 332، ونزهة النفوس 4/ 150، وبدائع الزهور 2/ 219. (¬4) خبر نائب غزة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1163، والنجوم الزاهرة 15/ 333، وبدائع الزهور 2/ 219. (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) خبر عبد الباسط في: السلوك ج 4 ق 3/ 1163، والنجوم الزاهرة 15/ 332، وبدائع الزهور 2/ 219. والإضافة من عندنا على الأصل للضرورة. (¬7) في السلوك، والنزهة: «ثامن عشر». (¬8) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 3/ 1163.

ربيع الأول

[ربيع الأول] [عودة نائب غزّة إلى نيابته] وفي ربيع الأول عاد طوخ نائب غزّة إلى محلّ نيابته بعد أن خلع عليه وأكرم من السلطان (¬1). [التهيّؤ للسفر إلى مكة] وفيه نودي في الناس بأن يتهيّأوا للسفر إلى مكة رجبيّا، فسرّوا بذلك (¬2). [التجريدة إلى سواكن] وفيه سار محمد الصغير الكاشف ومعه جماعة من المقاتلة لأخذ سواكن (¬3). [نقل العزيز إلى سجن الإسكندرية] وفيه كان (إخرج العزيز يوسف من محبسه بالقلعة) (¬4). فأنزل على فرس ليلا وسفّره جانبك القرماني حتى وصل به إلى ساحل بولاق فأنزل إلى الحرّاقة وأحدر من وقته ومعه عشرة من جواريه وبعض من يخدمه، ووصل به إلى الإسكندرية فسجن بها بالبرج، ورتّب له ألف درهم نقرة في اليوم على أوقاف أبيه، وأقيم العزاء عليه في تربة أبيه من الصحراء في يوم مشهود بكت فيه النساء والجواري ولطمن الخدود وشققن الجيوب، واستمرّ العزيز هناك إلى ما سنذكره في دولة الظاهر خشقدم سنة خمس وستين وثمانماية (¬5). [قراءة المولد النبوي] وفيه عمل المولد النبوي بالقلعة على العادة (¬6). [نفي القاضيين الحنفي والمالكي] وفيه أمر السلطان بنفي القاضي ناصر الدين الشنشي الحنفي ومعه ولده هزبر الدين، وبنفي القاضي عبد البرّ بن محمد البساطي نائبي الحكم الحنفي والمالكي بسبب تغيّظ ¬

(¬1) خبر نائب غزّة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1163، والنجوم الزاهرة 15/ 333، ونزهة النفوس 4/ 151. (¬2) خبر السفر في: السلوك ج 4 ق 3/ 1163، ونزهة النفوس 4/ 151. (¬3) خبر التجريدة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1163، ونزهة النفوس 4/ 152. (¬4) ما بين القوسين غير واضح في الأصل، وما أثبتناه بالاستعانة إلى السلوك. (¬5) خبر نقل العزيز في: السلوك ج 4 ق 3/ 1163، 1164، وإنباء الغمر 4/ 137، والنجوم الزاهرة 15/ 333، ونزهة النفوس 4/ 152، وبدائع الزهور 2/ 219، 220. (¬6) خبر المولد في: السلوك ج 4 ق 3/ 1164، ونزهة النفوس 4/ 153، وبدائع الزهور 2/ 220.

نفي أشرفية إلى قوص

السلطان عليهما فشفع في البساطي، وأعيد، واستمرّ نفي الشنشي وولده إلى قوص. وهذا (¬1) أول بهدلة حصلت من الظاهر لأهل العلم، ثم توالت بهدلته لهم حتى كان منها النوادر الغريبة على ما سيأتي بعضا (¬2) منا كلّ في محلّه، إن شاء الله تعالى (¬3). [نفي أشرفية إلى قوص] وفيه نفي جماعة من الأشرفية إلى قوص وغيرها (¬4). [إعطاء الأمان للخليفة المعتضد بالله] وفيه صعد الخليفة أمير المؤمنين المعتضد بالله داود إلى السلطان ومعه بيبرس بن بقر وقد استجار به، فأمّنه السلطان ونزل مع الخليفة ولم يتعرّض له بسوء (¬5). [موت جماعة من أكل كروش البقر] وفيه أكل جماعة من الناس من طبّاخ يطبخ كروش البقر ويبيعها خارج باب الفتوح فتمرّض أكثرهم، وتتابع الموت فيهم / 51 / بحيث مات منهم في يوم سبعة، ومنهم نحوا (¬6) من أربعين مرض، وما علم ما جرى عليهم بعد ذلك، ثم ذكر أنه مات منهم جماعة (¬7). [نفي الزين عبد الباسط إلى الحجاز] وفيه أمر السلطان بتوجّه الزين عبد الباسط إلى الحجاز بعد أن صودر على كثير من المال، فكانت جملة ما صودر عليه مائتي ألف دينار وخمسين ألف دينار، سوى تحفا (¬8) وأشياء أخر. وكان في أيام نكبته في غاية العمدة والاحترام والمعاملة بالجميل، حتى عدّ ذلك من النوادر، وما رأى في نكبته بهدلة سوى ساعة إخراجه [من] (¬9) البرج ماشيا فقط، وعدّ ذلك من لطف الله تعالى به (¬10). [مشيخة الصلاحية بالقدس] وفيه صرف البهاء بن حجّي عن كتابة سرّ دمشق وأمر بأن يخرج إلى القدس على ¬

(¬1) الصواب: «وهذه». (¬2) الصواب: «بعض». (¬3) خبر النفي في: السلوك ج 4 ق 3/ 1164، ونزهة النفوس 4/ 153، وبدائع الزهور 2/ 220. (¬4) خبر قوص في: السلوك ج 4 ق 3/ 1164، ونزهة النفوس 4/ 153. (¬5) خبر الخليفة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1165. (¬6) الصواب: «نحو». (¬7) خبر البقر في: السلوك ج 4 ق 3/ 1164. (¬8) الصواب: «سوى تخف». (¬9) إضافة يقتضيها السياق. (¬10) خبر عبد الباسط في: السلوك ج 4 ق 3/ 1165، والنجوم الزاهرة 15/ 334، ونزهة النفوس 4/ 154، وبدائع الزهور 2/ 220، 221.

قتل أمير بني عقبة

مشيخة الصلاحية، عوضا عن (¬1) المعزّ القدسي، وعيّن يلبغا الجركسي للتوجّه إلى دمشق بالكشف عليه. وكان نائب الشام بعث يشكوا (¬2) منه للسلطان (¬3). [قتل أمير بني عقبة] [1941]- وفيه ورد الخبر بأنّ أقبغا التركماني نائب الكرك لما وصل إليه جابر أمير بني عقبة (¬4) وعليه خلعة السلطان نزعها من عليه وقتله، فتغيّظ السلطان من ذلك وأمر به أن يقبض عليه ويسجن بقلعة الكرك بعد تأديبه وتحليفه على أن لا يشرب الخمر (¬5). [تجهيز فرس وبغل لأركماس الظاهري] وفيه جهّز لأركماس الظاهري فرس وبغل بقماش من إصطبل السلطان، وأذن له أن يركب حيث شاء من دمياط (¬6). [تعيين جند لتسفير الزين عبد الباسط] وفيه عيّن خمسين (¬7) نفرا من الجند السلطاني يسافروا إلى مكة صحبة الزين عبد الباسط ومعهم أمير باش عليهم (¬8). [القبض على السراج الحمصي قاضي طرابلس] وفيه قبض على السراج الحمصي بطرابلس وقيّد وسجن وكوتب فيه إلى السلطان، فشفع فيه بعض الأمراء، فكتب بالإفراج عنه، وكان نسب إلى شيء من أمر الجكميّ (¬9). [جلوس السلطان للحكم بين الناس] وفيه جلس السلطان للحكم بين الناس بالإصطبل على عادة من تقدّمه من السلاطين (¬10). ¬

(¬1) في الأصل: «اعن». (¬2) الصواب: «يشكو». (¬3) خبر المشيخة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1165، 1166. (¬4) في السلوك: «لما وصل إليه جائرا من بني عقبة». (¬5) خبر بني عقبة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1166 و 1168، وإنباء الغمر 4/ 149 رقم 4. (¬6) خبر التجهيز في: السلوك ج 4 ق 3/ 1166، وبدائع الزهور 2/ 221. (¬7) الصواب: «خمسون». (¬8) خبر التعيين في: السلوك ج 4 ق 3/ 1166. (¬9) خبر قاضي طرابلس في: إنباء الغمر 4/ 137. (¬10) خبر السلطان في: إنباء الغمر 4/ 137.

ربيع الآخر

[ربيع الآخر] [كتابة السرّ بدمشق] وفي ربيع الآخر قرّر الشهاب العجلوني في كتابة السرّ بدمشق، وكان موقّعا عند أركماس الظاهري، وكان قد عيّن بهاء الدين عمر بن السفاح مع نظر الجيش، ثم نقض ذلك واستقرّ ابن السفاح في نظر جيش دمشق فقط، عوضا عن الجمال بن الصفيّ الكركي - وكان قد قدم القاهرة (¬1). [مشيخة الصلاحية بالقدس] وخرج الأمر لابن حجّي بحضوره إلى القاهرة وإعادة العزّ القدسي إلى مشيخة الصلاحية (¬2). [نظارة جيش حلب] ورسم للصلاح خليل بن السابق الحموي كاتب سرّ حماه بأن ينتقل إلى / 52 / نظر جيش حلب عوضا عن ابن (¬3) السفاح (¬4). [قضاء الشافعية بحلب] وفيه وصل العلاء بن خطيب الناصرية الحلبي لأجل سعيه في العود إلى قضاء الشافعية بحلب، فأقام بالقاهرة إلى شعبان، فقرّر في القضاء، وخرج مسافرا ووصل حلب، فلم يلبث أن مات على ما سيأتي بيانه. [تدخّل السلطان بقضيّة حكم فيها القضاء] وفيه وقّع السلطان حكما عدّ من نوادر الأحكام، وهو أنّ إنسانا ادّعى على آخر دينا عند قاض فسجنه القاضي، وأثبت المسجون أنه يعسر على قاض آخر، فأمر القاضي بإطلاقه، وقامت قيامة ربّ الدّين، ورفع قصّة للسلطان يشكوا (¬5) القاضي فيها، فأنكر السلطان إخراجه الغريم بغير إعذار ربّ الدّين، وأمر بسجن القاضي المخرج له حتى يدفع لربّ الدّين دينه، وكان مبلغ ثمانية آلاف درهم فسجن بالبرج من القلعة حتى دفع ذلك الدين من ماله (¬6). ¬

(¬1) خبر كتابة السر في: السلوك ج 4 ق 3/ 1166، 1167، ونزهة النفوس 4/ 155. (¬2) خبر المشيخة في: نزهة النفوس 4/ 155. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر نظارة الجيش في: نزهة النفوس 4/ 155. (¬5) الصواب: «يشكو». (¬6) خبر السلطان في: السلوك ج 4 ق 3/ 1167.

عزل نواب الحكم

[عزل نواب الحكم] وفيه أمر السلطان بعزل نواب الحكم لجميع القضاة، وأن لا يستنيب الشافعي سوى أربعة وكلّ من بقية القضاء ثلاثة لا غير (¬1). [قضاء الشافعية بدمشق] وفيه طلب السلطان الشيخ شمس الدين الونائي محمد بن إسماعيل بن محمد الشافعي، وكان من معارفه، فقرّره في قضاء الشافعية بدمشق، عوضا عن البهاء بن حجّي، وأنعم عليه بمال وخيل وجمال، وأمر بتجهيزه لعلمه وخيره ودينه (¬2). [الإفراج عن الزين عبد الباسط] وفيه أفرج عن الزين عبد الباسط ناظر الجيش بعد أن استدعاه السلطان من محبسه فحضر عنده ومعه جماعة من أعيان أهل الدولة، فأنس السلطان إليه، وبالغ في إكرامه، ثم خلع عليه وعلى جانبك مملوكه، ونزل في خدمته الأعيان، وقد اجتمع الناس لرؤيته فرحا به، وسار حتى نزل بخيمة قرب قبّة النصر ليتوجّه إلى الحجاز وأولاده وعياله، وتخلّص من نكبته، وقد حماه الله تعالى فلم يسمع ما يكره. وكان في مدّة نكبته يتردّد إليه أعيان الدولة من أمراء ومباشرين، ويحمل له السماط من المطبخ السلطاني، وهو في بقيّة مرضه وفي عزّ وكرامة لم يفقد مما كان عليه إلاّ ركوبه. ونزوله فقط، وما علم من رأى من الإكرام في إتمام نكبته والإجلال والاحترام ما رآه الزين هذا. وكان السلطان قد خلع قبل ذلك على أولاده الثلاثة (¬3). [ثورة العامة بدمياط على النصارى] وفيه ثارت العامّة بدمياط فقتلوا إنسانا كان نصرانيا اسمه جرجس بن ضو الطرابلسي، وكان قد أسلم / 53 / ثم نهبوا كنائس النصارى، وكانت كائنة كبيرة (¬4). [توديع الأعيان لزين الدين عبد الباسط] وفيه استقلّ الزين عبد الباسط بالمسير إلى الحجاز من البركة بعدما أقام أياما والناس يتردّدون إليه من الأعيان جميعا حتى ولد السلطان والأمراء وجميع المباشرين والقضاة ¬

(¬1) خبر العزل في: السلوك ج 4 ق 3/ 1167. (¬2) خبر قضاء الشافعية في: السلوك ج 4 ق 3/ 1168، ونزهة النفوس 4/ 156، 157. (¬3) خبر الإفراج في: السلوك ج 4 ق 3/ 1168 و 1169، ونزهة النفوس 4/ 157 - 159. (¬4) خبر ثورة العامّة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1169.

حادثة دمياط

وغيرهم، وحملوا له التقادم، وما زادته هذه المحنة إلاّ رفعة وعظمة حتى تعجّب من ذلك، وسار معه من الخلق من لا يحصي عددهم إلاّ الله تعالى (¬1). [حادثة دمياط] وفيه صرف محمد بن أحمد بن سلام عن ولاية دمياط وذلك بعد أن ورد على السلطان خبر قفل جرجس الماضي ذكره. وكان جرجس هذا نصرانيا بدمياط، وكان قد خرج من دمياط جماعة من المطّوّعة لغزو الفرنج بنواحي سواحل الشام في ثلاثة مراكب، وفيها إنسان من أهل الخير والصلاح يقال له الشيخ عبد الرحمن، وكان حنفيّ المذهب، ويعرف بالعجمي، وله اشتغال ببلاده في الفقه والعربية وغير ذلك، ثم جنح إلى العبادة والخير، وتسلّك، وصار من أهل الله تعالى. وكان له عمّ بدمياط يقال له الشيخ عبد العزيز، فقدم عليه ولزمه بزاوية له، وكان له أتباع بالزاوية، وبنى بدمياط قاعة سلاح، وكان له شهرة وجلالة، فأقام عبد الرحمن هذا عنده حتى مات (¬2)، فخلفه في زاويته وخرج للغزو، فاتّفق أن مات شهيدا هو وجماعة من أهل دمياط، وقدم الخبر عليهم بذلك، فأسفوا على الشيخ وعلى أهاليهم، وأقاموا العزاء، وإذا بجرجس هذا قد صنع فرحا بداره، فبلغ أهل دمياط ذلك وأنه أظهر الشماتة بالمسلمين والمسرّة بما أصابهم. وكان أهل دمياط قبل ذلك يتّهمونه [بمساعدة] (¬3) الفرنج وحضّهم على محاربتهم، وإشهار عورات المسلمين لهم، فثاروا به وأخرجوه وادّعوا عليه بقوادح ثبت عند القاضي أكثرها، وفيها ما يوجب قتله، فقام النائب ابن (¬4) سلام هذا وثبّط القاضي عن إمضاء الحكم فيه وخوّفه عاقبة الأمر حتى أمر بسجنه إلى أن يشاور السلطان عليه، ووعد جرجس ابن (¬5) سلام هذا بمال، فبينا العامّة تنتظر أن يخرج به القتل إذ بلغها ما فعله ابن (¬6) سلام، فثاروا به، فأظهر الإسلام، فلم يلتفتوا إليه وقتلوه وأحرقوه، ونهبوا كنائس النصارى. / 54 / وكاتب ابن (¬7) سلام السلطان بالواقعة، وأغرى السلطان بأهل دمياط، فاستشاط السلطان غضبا، وحنق من أهل دمياط، وبعث بأمير ومعه عدّة من الجند ليوقع بهم، فلا زالوا به حتى رجع، وعرف حقيقة الحال، فعزل ابن (¬8) سلام هذا (¬9). ¬

(¬1) خبر التوديع في: السلوك ج 4 ق 3/ 1169 و 1170، ونزهة النفوس 4/ 159. (¬2) أي موت عبد العزيز. كما في: وجيز الكلام 2/ 568 رقم 1312. (¬3) إضافة على الأصل يقتضيها السياق. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) خبر دمياط في: السلوك ج 4 ق 3/ 1170 - 1172، وإنباء الغمر 4/ 138، ونزهة النفوس 4/ 159 - 161.

إعادة معلم النشاب

[إعادة معلّم النشّاب] وفيه أعيد محمد الصغير [إلى ولاية دمياط عوضا عن ابن سلام] (¬1). [وفاة أقبغا التمرازي نائب الشام] [1942]-، [وفيه] (¬2) مات الأتابك أقبغا التمرازي (¬3) نائب الشام. وكان من مماليك تمراز الناصري أحد المماليك الظاهرية برقوق، وهو الذي ولي نيابة الغيبة عن الناصر فرج، ونيابة السلطنة أيضا، كما تقدّم في محلّه. وتنقّلت بمملوكه هذا الأحوال حتى صار من الأمراء العشرات في دولة المؤيّد شيخ، ثم صار من المقدّمين في دولة ططر، وصار بعد ذلك أتابك العساكر بمصر، وولي نيابة الشام، فاتفق أن لعب بالكرة يوما بالميدان من الإصطبل بدمشق ثم فرغ وأراد الخروج إلى دار السعادة، فمال عن فرسه فتلقّاه مماليكه، وأنزل إلى مخدع، ثم حمل إلى دار السعادة فبقي بها إلى عصر يومه ومات. وذكر بعضهم أنه أسكت ومات لوقته من ساعته. وكان إنسانا حسنا، ذا شجاعة وفروسية وديانة وخير وعفّة وتؤدة قلّ مثله في أبناء جنسه. [زيادة نواب القضاة] وفيه زيد في عدد نواب القضاة بإذن من السلطان وتعيين منه لمن زيد. [تعيين نواب بالشام وحلب وطرابلس وغيرها] وفيه وصل أقبغا التمرازي فعيّن السلطان جلبان لنيابة الشام عوضا عنه (¬4). وعيّن لنيابة حلب عوضا عن جلبان: قانباي الحمزاوي نائب طرابلس (¬5). وعيّن لنيابة طرابلس برسباي حاجب الحجّاب بدمشق (¬6). ¬

(¬1) في الأصل: «وفيه أعيد محمد الصغير معلّم النشاب». وما بين الحاصرتين أضفناه عن السلوك ج 4 ق 3/ 1173. (¬2) إضافة على الأصل. (¬3) انظر عن (أقبغا التمرازي) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1196، وإنباء الغمر 4/ 141 و 149 رقم 3، والنجوم الزاهرة 15/ 363 - 365 و 475 - 477، والمنهل الصافي 2/ 476 - 480 رقم 484، والدليل الشافي 1/ 138 رقم 483، والضوء اللامع 2/ 316 رقم 1012، ونزهة النفوس 4/ 161 و 182 رقم 801، ووجيز الكلام 2/ 568 رقم 1313، وبدائع الزهور 2/ 221، وإعلام الورى 51، 52 رقم 58. (¬4) نزهة النفوس 4/ 161، تاريخ ابن سباط 2/ 797، إعلام الورى 52. (¬5) نزهة النفوس 4/ 161، بدائع الزهور 2/ 221. (¬6) نزهة النفوس 4/ 162.

نيابة ملطية

وقرّر عوضه في الحجوبية الكبرى بدمشق الأمير سودون النوروزي حاجب حلب، وينتقل حاجب حماه الأمير سودون المؤيّدي إلى الحجوبية الكبرى بحلب (¬1). [نيابة ملطية] وفيه قرّر يوسف بن قلدور (¬2)، نائب خرت برت في نيابة ملطية عوضا عن الوالد وقد استعفى من نيابة ملطية (¬3). [تقرير والد المؤلف مقدّما بدمشق] وقرّر الوالد في جملة مقدّمي الألوف بدمشق على تقدمة ألطنبغا المرقبي (¬4). [أتابكية حلب] وقرّر ألطنبغا في أتابكية حلب عوضا عن قطج، واستدعي قطج إلى القاهرة (¬5). [عودة والد المؤلّف عن استعفائه] ثم بطل أمر استعفاء الوالد من ملطية، فبعث إليه باستمراره على حاله. [مقياس النيل] وفيه في ثامن بابه (¬6) انتهت زيادة النيل إلى أصابع من الذراع العشرين وهو ثابت، وعدّ ذلك من النوادر (¬7). [ارتفاع سعر الغلال] وفيه ارتفع سعر الغلال، سيما الفول، وعزّ وجود اللحم الضأن من الأسواق لقلّة مراعي الوجه القبليّ / 55 / وكثرة الفتن هناك (¬8). [إضرار الجراد بالزرع] وفيه حدث جراد كبير طبّق الآفاق وأضرّ ببعض الزروع، لكنه هلك سريعا (¬9). ¬

(¬1) السلوك ج 4 ق 3/ 172، نزهة النفوس 4/ 162. (¬2) في نزهة النفوس: «قلندر». (¬3) خبر ملطية في: النجوم الزاهرة 15/ 335، ونزهة النفوس 4/ 162. (¬4) خبر والد المؤلف في: السلوك ج 4 ق 3/ 1172، والنجوم الزاهرة 15/ 335. (¬5) خبر الأتابكية في: السلوك ج 4 ق 3/ 1172، ونزهة النفوس 4/ 162. (¬6) بابه: هو الشهر الثاني من السنة القبطية. (¬7) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 3/ 1173. (¬8) خبر الغلال في: السلوك ج 4 ق 3/ 1173. (¬9) خبر الجراد في: السلوك ج 4 ق 3/ 1173، وبدائع الزهور 2/ 221.

جمادى الأول

[جمادى الأول] [التجهّز للحج الرجبي] وفي جماد الأول نودي بالتجهّز إلى الحج رجبيّا، وعيّن السلطان من خواصّه من يسافر منهم ومعه عدّة مماليك (¬1). [قتال عرب بلي بالحجاز] وفيه خرج لقتال عرب بلي بدرب الحجاز جماعة من الجند زيادة على الأربعين (¬2). [وفاة يلبغا البهائي نائب الإسكندرية] [1943]- وفيه مات يلبغا البهائي (¬3) نائب الإسكندرية. وكان إنسانا حسنا. وقرّر عوضه في النيابة أسنبغا الطيّاري. [نيابة الكرك] وفيه قرّر مازي أحد مقدّمي الألوف بدمشق في نيابة الكرك، عوضا عن أقبغا التمرازي، وقد قبض عليه وسجن بقلعة الكرك لتغيّظ السلطان عليه لما قدّمناه (¬4). [كشف الوجه القبلي] وفيه قرّر محمد الصغير في كشف الوجه القبليّ عوضا عن أركماس الجاموس (¬5). [مقياس النيل] وفيه، في العشر الأوسط من هاتور، كان النيل على تسعة عشر ذراعا. وعدّ ذلك من النوادر (¬6). ¬

(¬1) خبر الحج الرجبي في: السلوك ج 4 ق 3/ 1173، وإنباء الغمر 4/ 141، ونزهة النفوس 4/ 163. (¬2) خبر عرب يلي في: السلوك ج 4 ق 3/ 173، ونزهة النفوس 4/ 163. (¬3) انظر عن (يلبغا البهائي) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1196، والنجوم الزاهرة 15/ 336 و 477، ونزهة النفوس 4/ 183 رقم 802، وبدائع الزهور 2/ 221. والضوء اللامع 10/ 288 رقم 1132. (¬4) خبر الكرك في: السلوك ج 4 ق 3/ 1173، والنجوم الزاهرة 15/ 336، ونزهة النفوس 4/ 163. (¬5) خبر الكشف في: السلوك ج 4 ق 3/ 1173، ونزهة النفوس 4/ 163. (¬6) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 3/ 1174.

الإفراج عن قراجا الأشرفي

[الإفراج عن قراجا الأشرفي] وفيه أفرج عن قراجا الأشرفي، واستدعي به ليلي (أميرا كبيرا في) (¬1) حلب (¬2). [نيابة ملطية] وقد بطل ألطنبغا الشريفي باستمرار الوالد على نيابة ملطية. [الإنزلاق من المطر] وفيه أمطرت السماء حتى زلقت الأرض (¬3). [جمادى الآخر] [توسيط قبّاني] وفي جماد الآخر وسّط إنسان قبّانيّ بحكم بعض قضاة الحنفية. وكان هذا القبّاني صغير السنّ له زيادة على العشرين سنة داخل بعض التجار لتعيين بضائعه فعرف أحواله وصار عينه عليها، ففكّر في قتله، فجاء ذات ليلة ومعه سكّين مخبّأة، وذكر أنه غائظ زوجته، وأنه يريد النوم بمنزل التاجر. وكان عند التاجر في تلك الليلة إنسانا مغربيا (¬4) من أصحابه، فساهر القبّاني عبيد التاجر حتى مضى من الليل جانبا (¬5)، ثم ناموا فقام إلى التاجر ليذبحه بالسّكّين فلم يفر أوداجه، وبقي حيّا وقد قطع من حلقومه شيئا ومن صفحة عنقه، ودافع التاجر عن نفسه، فخرج القبّاني فذبح في طريقه المغربيّ، وعبد التاجر، وأراد الفرار، فقبض عليه جيران التاجر لصياح التاجر القويّ. وأحضر والي القاهرة والقبّاني معه، فذكر أنّ العبد أراد قتل سيده وقتل المغربي وقتله هو أيضا، وأنه أخذ منه السكّين، وتعارك هو وإيّاه فما أمكن دفعه إلاّ بالقتل فقتلته، يعني العبد، فكذّبه التاجر، وهو مشحّط في دمائه، وأخبر بكائنته معه، فصعد به إلى بين يدي السلطان وقد أرابهم أمره، فأمر السلطان / 56 / بأن ينظر الشرع في أمره، فحكم بعض نواب الحنفي بقتله لكونه اعترف بقتل العبد، فأخذ وطيف به الشوارع، ووسّط، وكانت هذه حادثة شنيعة. وصدق من قال: «اتّق شرّ من أحسنت إليه» (¬6). ¬

(¬1) ما بين القوسين مبهم في المخطوط، أضفناه على الأصل. (¬2) خبر الإفراج في: السلوك ج 4 ق 3/ 1174، والنجوم الزاهرة 15/ 336، وبدائع الزهور 2/ 221. (¬3) خبر الإنزلاق في: إنباء الغمر 4/ 141. (¬4) الصواب: «إنسان مغربي». (¬5) الصواب: «جانب». (¬6) خبر القبّاني في: السلوك ج 4 ق 3/ 1174، 1175.

وصول رسول شاه رخ بالتهنئة

[وصول رسول شاه رخ بالتهنئة] وفيه وصل رسول شاه رخ بن تمرلنك وعلى يده مكاتبة بتهنئة السلطان بجلوسه على تخت الملك، وفيه التودّد، فأكرم قاصده وأعيد بجوابه (¬1). [أتابكية حلب] وفيه وصل قراجا الأشرفي فخلع عليه واستقرّ في أتابكية حلب، وتجهّز وخرج بعد أيام (¬2). [تعليمات السلطان للشهود] وفيه جمع السلطان شهود مصر والقاهرة من مراكزهم بالحوش عنده وشافههم بأنهم لا يؤخّروا عندهم صداق امرأة ولا طلاقها، وأن لا يشهدوا على يهوديّ ولا نصرانيّ في مرض مخوف بوصيّة ولا وقف إلاّ بإذن من ناظر المواريث والقاضي (¬3). [عودة الدودة إلى الزرع] وفيه عاثت الدودة في الزروع فأعيد ثانيا، بل في بعض المواضع ثالثا، وكان سببه ظهور الحرّ في غير أوانه. (¬4) [انهزام أصبهان أمام عربان العراق] وفيه كانت بين إصبهان بن قرا يوسف صاحب بغداد وبين عليّان أمير عربان العراق حرب انهزم فيها إصبهان أقبح هزيمة، ولحق ببغداد وقد خربت وباد أهلها وتفرّق جمعهم، وتعطّلت أسواقها حتى صارت في مقام أول القرن (¬5). [رجب] [إمرة الجند بمكة] وفي رجب خرج ثقل جانبك (¬6) المحمودي الذي صار بعد ذلك أمير سلاح، وكان ¬

(¬1) خبر الرسول في: السلوك ج 4 ق 3/ 1175، وإنباء الغمر 4/ 142، والنجوم الزاهرة 15/ 337، ونزهة النفوس 4/ 164، وبدائع الزهور 2/ 221. (¬2) خبر أتابكية حلب في: السلوك ج 4 ق 3/ 1176، والنجوم الزاهرة 15/ 336، ونزهة النفوس 4/ 164. (¬3) خبر التعليمات في: إنباء الغمر 4/ 142، وبدائع الزهور 2/ 221، 222. (¬4) خبر الدودة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1176. (¬5) خبر الإنهزام في: السلوك ج 4 ق 3/ 1176، ونزهة النفوس 4/ 165. (¬6) في السلوك: قانبك»، وفي بدائع الزهور: «قاني بك»، ومثله في: نزهة النفوس. والمثبت يتفق مع: النجوم الزاهرة.

وفاة نائب غزة

من العشرات في أول (دولة) (¬1) الظاهر، وعيّن لإمرة الجند الراكز بمكة، فخرجت أثقاله إلى بركة الجبّ. وخرج الحاج الرجبي شيئا فشيئا، وسار بهم بعد ذلك (¬2). [وفاة نائب غزّة] [1944]- وفيه مات طوخ مازي (¬3) نائب غزّة. وكان من مماليك الناصر فرج، وترقّى بعده حتى ولى نيابة غزّة كما تقدّم. وكان غير مشكور. [اشتداد البرد] وفيه دخل فصل الشتاء واشتدّ البرد بعد أن كان الحرّ قبل ذلك بيسير. [دوران المحمل] وفيه أدير المحمل على العادة وكان حافلا (¬4). [وفاة الناصر الدجوي] [1945]- وفيه مات الناصر الدجوي (¬5)، محمد بن محمد الشافعيّ، أحد نواب الحكم، والموقّع. وقد جاوز الخمسين. [نيابة غزّة] وفيه قرّر في نيابة غزّة طوخ المؤيّدي أحد مقدّمين (¬6) الألوف بدمشق (¬7). ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) خبر الجند في: السلوك ج 4 ق 3/ 1177، والنجوم الزاهرة 15/ 337، ونزهة النفوس 4/ 165، وبدائع الزهور 2/ 222. (¬3) انظر عن (طوخ مازي) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1196، والنجوم الزاهرة 15/ 477، ونزهة النفوس 4/ 183، رقم 803، ووجيز الكلام 2/ 569 رقم 1315، والضوء اللامع 4/ 9 رقم 31، والدليل الشافي 1/ 371 رقم 1273، والمنهل الصافي 7/ 12، 13 رقم 1276، ووجيز الكلام 2/ 569 رقم 1315، وبدائع الزهور 2/ 222. (¬4) خبر المحمل في: السلوك ج 4 ق 3/ 1177، وإنباء الغمر 4/ 142، والنجوم الزاهرة 15/ 337، ونزهة النفوس 4/ 165. (¬5) انظر عن (الناصر الدجوي) في: إنباء الغمر 4/ 151 رقم 14. (¬6) الصواب: «أحد مقدّمي». (¬7) خبر نيابة غزة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1177، والنجوم الزاهرة 15/ 337، ونزهة النفوس 4/ 166.

عودة دولات باي من دمشق

[عودة دولات باي من دمشق] وفيه وصل دولات باي الدوادار، وكان قد خرج لتقليد جلبان بنيابة دمشق، وعاد بأموال طائلة (¬1). [عودة الشهاب ابن إينال من قتال عرب بلي] وفيه عاد الشهاب أحمد بن إينال من قتال عرب بلي وقد أبلى فيهم / 57 / هو والشريف عقيل المعزول عن إمرة ينبع، وأحضر معه عدّة منهم فسمّروا وطيف بهم في الشوارع ووسّطوا (¬2). [غرق مراكب في البحر] وفيه غرق فيها بين جدّة والسويس، وغرق أيضا فيما بين بيروت وصيدا ودمياط عدّة مراكب موسوقة بالحاج والرقيق والدبس والزبيب وغير ذلك (¬3). [شعبان] [فقد الخبز بالقاهرة] وفي شعبان فقد الخبز من الحوانيت بأسواق القاهرة عدّة أيام (¬4). [نظر الجيش] وفيه خلع البهاء (¬5) بن حجي وقرّر في نظر جيش عوضا عن السراج بن السفاح، وأعيد ابن (¬6) السفاح إلى نظر جيش حلب، وصرف الصلاح بن السابق (¬7). [قضاء الشافعية بطرابلس] وفيه استقرّ في قضاء الشافعية بطرابلس الجمال يوسف بن الباعوني، وصرف ابن (¬8) الزهري، وكان وليه عن قريب بمال، فذهب عليه لصرفه قبل وصوله إلى طرابلس (¬9). ¬

(¬1) خبر دولات باي في: السلوك ج 4 ق 3/ 1177، ونزهة النفوس 4/ 166. (¬2) خبر عرب بلي في: السلوك ج 4 ق 3/ 1177، وإنباء الغمر 4/ 143، ونزهة النفوس 4/ 166، وبدائع الزهور 2/ 222. (¬3) خبر المراكب في: السلوك ج 4 ق 3/ 1178. (¬4) خبر الخبز في: السلوك ج 4 ق 3/ 1179. (¬5) في الأصل: «وفيه خلع على باي البهاء بن حجي». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر نظر الجيش في: السلوك ج 4 ق 3/ 1179، والنجوم الزاهرة 15/ 337، ونزهة النفوس 4/ 167. (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) خبر طرابلس في السلوك ج 4 ق 3/ 1179، ونزهة النفوس 4/ 167.

الحرب بين الفرنجة

[الحرب بين الفرنجة] وفيه رد الخبر بأنّ دوكات ميلان (¬1)، ومعناه سلطان ميلان، وهي طائفة كبيرة من الفرنج مجاورة (¬2) للبندقية، وله مملكة متّسعة، وهو دائما يحارب البنادقة، وله سطوة، ويوصف بمعرفة وعقل وسياسة، وكان قد ملك جنوة من منذ سنين، ثم انتزعت منه في سنة أربعين وثمانماية. فلما كان في هذا الزمان كاتب البابا برومة العظمى يلتمس منه ويدعه في الاجتماع به في محفل يجتمع فيه القسّيسون والرهبان وأعيان طوائف الروم من فرنج وغيرهم ليتفق الأمراء على أمر ديني يعقدوه (¬3)، فأجابوا إلى ذلك، وساروا جميعا حتى توافوا على فراره، وهي في ممكلة دوكات بجوار مملكة فرنتين بقرب المحيط، وأنه كان جمعا وافرا ضاقت به الأرض بما رحبت وساروا بأجمعهم حتى نزلوا أرض فرنتين ثم اشتوروا فيما بينهم، فيقال على أن يمشوا على بلاد الإسلام ويحاربوهم (¬4)، وأنّ البابا أجاب إلى ذلك، وفوّض إليه التصرّف والحكم فيما يفتحه من بلاد الإسلام، فاتفق أن افترقوا على ذلك إلى جهة بلادهم، وبينما الدوك سائر إذ طرق البنادقة على حين غفلة، وكانت بينهم حرب عظيمة قتل فيها ما شاء الله، وانهزم دوكات أقبح هزيمة وأشنعها، وقد أباد البنادقة عساكره فني معظمهم ونهبت أموالهم، فلقي الله البابا وجعل كيده في نحره (¬5). [قضاء الشافعية بحلب] / 58 / وفيه خلع على العلاء بن خطيب الناصرية وأعيد إلى قضاء الشافعية بحلب، عوضا عن ابن (¬6) الجزري الحموي، وقد تقدّم ذلك (¬7). [توفّر الخبز وانخفاض الأسعار] وفيه وجد الخبز بالأسواق شيئا بعد أن كان قد فقد منها، وغلت الأسعار لا سيما الألبان، فصار السعر إلى الانحطاط (¬8). [رمضان] [فقد بعض الموادّ الغذائية] وفي رمضان فقد السمن وعسل النحل بمصر حتى كان لا يوجد، وغلا البرسيم جدا ¬

(¬1) في نزهة النفوس: «بيلان». ويراد بدوكات ميلان: أمراء ميلانو المدينة الإيطالية. (¬2) في السلوك: «تجاوز». (¬3) الصواب: «يعقدونه». (¬4) الصواب: «ويحاربونهم». (¬5) خبر حرب الفرنجة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1179، 1180، ونزهة النفوس 4/ 167، 168. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر حلب في: السلوك ج 4 ق 3/ 1180، ونزهة النفوس 4/ 168. (¬8) خبر الخبز في: السلوك ج 4 ق 3/ 1180.

ثورة عامة دمشق بنائبهم جلبان

حتى أبيع الفدّان بأكثر من ألفي درهم، وعزّ وجود اللحم والخضراوات (¬1). [ثورة عامّة دمشق بنائبهم جلبان] وفيه ثار عامّة دمشق على جلبان نائبها ورجموه في يوم موكب هو ومن معه رجما متتابعا حتى كاد أن يهلك لولا انهزم فارّا من باب الجابية، وهم يوالون رجمه ورجم من معه حتى عبروا من باب النصر وأغلقوا أبواب دار السعادة فتسوّر العامّة إلى محلّ طبلخاناته فعبثوا بها وضربوا النّقارات والطبول بنعالهم بكائنة في حقّه وجمعوا الأحطاب لضرم النار فيها، فأدركه الأمراء والقضاة، وتلطّفوا بالعامّة حتى تفرّقوا، فكتب محضر بصورة الحال، وبعث به إلى القاهرة. وكان السبب في ذلك أنّ العامّة وقفت لجلبان يشكوا (¬2) له من غلاء اللحم، ومن تحكيره بردداره. وكان البرددار اسمه عبيد بن الأقعد حكر (¬3) اللحم وصار هو الذي يتولّى الذبيحة، فغلا اللحم، فلما شكوا له لم يلتفت إليهم، فثاروا وفعلوا ما فعلوا. ولما وصل الخبر بذلك إلى القاهرة اشتدّ غضب السلطان على عامّة دمشق، فأمر بجمع القضاة الأربع (¬4) والمشايخ وأمراء الدولة، وعقد مجلس بسبب ذلك، وقريء المحضر الذي جهّز من دمشق، وأخذ السلطان يعدّد مساويء عامّة دمشق، ولم يحضر هذا المجلس القاضي الشافعي ولا الحنبلي لبطرهما (¬5)، فحنق السلطان منهما، حتى إنهما لما حضرا واستؤذن لهما لم يأذن بدخولهما. وطال الكلام في هذا المجلس، وصمّم السلطان بأنه يضع السيف في عامّة دمشق، وآل الأمر أن يلطف بالسلطان، وكتب لنائب الشام بتقوية يده وللعامّة بتهديدهم، وأن يقرأ المرسوم بالجامع الأمويّ على المنبر (¬6). [قضاء دمشق] وفيه صرف الشمس الونائيّ عن قضاء دمشق وكتب توقيع التقيّ بن قاضي شهبة بعوده إلى القضاء (¬7). وكان نائب الشام بعث يشكو (¬8) من الونائيّ، بل نسب إليه أنه ربّما كان سببا في تطميع العامّة. ¬

(¬1) خبر المواد في: السلوك ج 4 ق 3/ 1181، ونزهة النفوس 4/ 169. (¬2) الصواب: «يشكو». (¬3) الصواب: «احتكر». (¬4) الصواب: «الأربعة». (¬5) كذا. والصواب: «لبطئهما». (¬6) خبر ثورة العوامّ في: السلوك ج 4 ق 3/ 1181 - 1183، وإنباء الغمر 4/ 143، 144، ونزهة النفوس 4/ 169، 170، وبدائع الزهور 2/ 222. (¬7) خبر قضاء دمشق في: السلوك ج 4 ق 3/ 1183، ونزهة النفوس 4/ 170، وبدائع الزهور 2/ 222. (¬8) الصواب: «يشكو».

وفاة قطج الناصري

/ 59 / وكان الونائي قد تجهّز قبل ذلك للحجّ، فلما وصل إليه الخبر بغزّة سار مع الحجّاج. [وفاة قطج الناصري] [1946]- وفيه مات قطج (¬1) الناصريّ. وكان قد ترقّى حتى صيّر من مقدّمي الألوف، ثم أخرج إلى الشام، وتنقّل هناك في عدّة إمريّات بحلب ودمشق، ثم استقدم إلى القاهرة، ووعد بإمرة، فلم يلبث أن مات، وترك مالا كثيرا، وكان من البخل والشح على جانب عظيم، وقد ذكر عنه أشياء يستحى من ذكرها. [ختم البخاري] وفيه ختم البخاري بالقلعة بحضرة السلطان على العادة، وخلع على القضاة والمشايخ ومن له عادة، وفرّقت الصرر، وزاد الحال في ذلك عمّا كان بعدّة وافرة (¬2). [وفاة نقيب الجيش] [1947]- وفيه مات الناصري محمد بن طبر (¬3) نقيب الجيش. وكان رئيسا حشما مشكورا. [نقابة الجيش] وقرّر في نقابة الجيش العلائي الطبلاوي الوالي كان (¬4). [السماح للزين عبد الباسط بالإقامة في القدس] وفيه خرج الأمر للزين عبد الباسط ناظر الجيش بحضوره إلى القدس هو وعياله ومملوكه جانبك الأستادار ليقيموا به، وقد بعث يسأل في ذلك بواسطة ناصر الدين (¬5) محمد بن منجك بما سأله، وجعل عبد الباسط في ضمانه (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (قطج) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1196، 1197، وإنباء الغمر 4/ 150، رقم 9، والنجوم الزاهرة 15/ 478، ونزهة النفوس 4/ 184 رقم 804، والضوء اللامع 6 / رقم 740، وبدائع الزهور 2/ 222. (¬2) خبر الختم في: نزهة النفوس 4/ 171. (¬3) انظر عن (ابن طبر) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1193، و 1197، وبدائع الزهور 2/ 223 وفيه: «محمد بن أمير طبر». (¬4) خبر النقابة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1183، وبدائع الزهور 2/ 223. (¬5) في الأصل: «البابصري»، والمثبت عن: السلوك. (¬6) خبر السماح في: السلوك ج 4 ق 3/ 1184، ونزهة النفوس 4/ 171، وبدائع الزهور 2/ 223.

الوباء بالطائف والحجاز

[الوباء بالطائف والحجاز] وفيه وقع بالطائف وعامّة بلاد الحجاز وباء كبير هلك به الكثير من الناس، سيما من عرب ثقيف بحيث صارت أنعامهم هملا يأخذها من ظفر بها، وابتدأ الوباء إلى بجيلة على مرحلة من مكة المشرّفة (¬1). [شوال] [الريح الباردة] وفي شوال ثار ريح بارد وأثار غبار كبير (¬2)، وأظلم الجوّ في آخر النهار (¬3). [انحلال الأسعار] وفيه انحلّت الأسعار في الغلال عمّا كانت بكثير (¬4). [خروج الحاج والمحمل] وفيه خرج الحاجّ من القاهرة وأميرهم بالمحمل شاد بك الجكميّ، وبالأول سمام الحسني، وخرج الأمير باش قاشق وصحبته ابنته الخوند زوجة السلطان (¬5). [إكرام السلطان لصاحب أبلستين] وفيه وصل ناصر الدين محمد بك بن دلغادر صاحب الأبلستين وقد اهتمّ السلطان له واحتفل بشأنه، ثم صعد إلى بين يديه في يوم خدمة، وقد أقيم الموكب السلطاني بالقلعة فخلع السلطان عليه وأكرمه وأنزله وأجرى عليه ما يليق به وزيادة، ثم تزوّج السلطان بابنته نفيسة زوجة جانبك الصوفي (¬6). [كائنة قتل خشكلدي الدوادار] [1948]- وفيه كائنة قتل خشكلدي (¬7) الدوادار أحد مقدّمين الألوف بحلب وجماعة من عسكر حلب في محاربة بينه وبين موسى بن أمير الورسق. ¬

(¬1) خبر الوباء في: السلوك ج 4 ق 3/ 1184، وبدائع الزهور 2/ 223. (¬2) الصواب: «كثير» أو «كثيرة». (¬3) خبر الريح في: إنباء الغمر 4/ 144. (¬4) خبر الأسعار في: السلوك ج 4 ق 3/ 1184، وإنباء الغمر 4/ 145. (¬5) خبر الحاج في: السلوك ج 4 ق 3/ 1185، والنجوم الزاهرة 15/ 337، ونزهة النفوس 4/ 172، وبدائع الزهور 2/ 223. (¬6) خبر الإكرام في: السلوك ج 4 ق 3/ 1185، والنجوم الزاهرة 15/ 337، 338، ونزهة النفوس 4/ 172، ووجيز الكلام 2/ 567، وبدائع الزهور 2/ 223. (¬7) انظر عن (خشكلدي الدوادار) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1185، ونزهة النفوس 4/ 172، 173. ويوجد في الضوء اللامع 3/ 177 رقم 685 «خشكلدي الدواداري الملكي الظاهري»، ومن غير المؤكد إن كان هو صاحب الترجمة إذ لم يذكر السخاوي تاريخا لوفاته.

خراب الرحبة بالفيضان

[1949]- وقتل موسى (¬1) أيضا، وجمعا وافرا (¬2) من عسكر حلب مع يلدك بن رمضان. وكانت كائنة شنيعة يطول الشرح في ذكرها. [خراب الرحبة بالفيضان] وفيه خرجت مدينة الرحبة وأعمالها بفيض الفرات عليها حتى أغرقها (¬3). [اغتيال أبي الفضل بن حسين] [1950]- وفيه اغتال بعض الرافضة / 60 / الشيخ أبو (¬4) الفضل بن الشيخ زين الدين بن حسين فقتله وما انتطح في ذلك شاتان، وفرّ القاتل وما قدر عليه، ووقع الخوف بالمدينة الشريفة، وكان أميرها غائبا (¬5). [ذو القعدة] [عقد السلطان على الخاتون نفيسة] وفي ذي قعدة كان عقد السلطان على الخاتون نفيسة بنت ناصر الدين بن دلغادر زوجة جانبك الصوفي، وكان لها منه ابنة زيادة على الثلاث سنين، وحمل المهر لنفيسة هذه ألف دينار، وشقق حرير وأشياء أخر (¬6). [حسبة مصر] وفيه قرّر الشيخ يار (¬7) علي الخراساني العجمي في حسبة مصر، وهذا أول شهرة العجمي المحتسب هذا، وكان من خواصّ السلطان وأصحابه المتردّدين إليه من أيام إمرته (¬8). [وفاة الجمال الكازروني] [1951]- وفيه مات الجمال الكازروني (¬9)، محمد بن أحمد بن ¬

(¬1) انظر عن (موسى بن قرا) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1185، ونزهة النفوس 4/ 172، 173. (¬2) الصواب: «وجمع وافر». (¬3) خبر الرحبة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1186، ونزهة النفوس 174. (¬4) الصواب: «أبا». (¬5) خبر الاغتيال في: إنباء الغمر 4/ 146، 147. (¬6) خبر الخاتون في: السلوك ج 4 ق 3/ 1187، ونزهة النفوس 4/ 174. (¬7) في السلوك: «قرار الشيخ علي» بإسقاط «يار». (¬8) خبر الحسبة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1187، ونزهة النفوس 4/ 174، وبدائع الزهور 2/ 223. (¬9) انظر عن (الكازروني) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1197، 1198، وإنباء الغمر 4/ 150 رقم 12، والنجوم الزاهرة 15/ 480، ونزهة =

فتوى السلطان للقضاة بشأن التجار في جدة

محمد بن إبراهيم بن محمود المهري، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، وانتهت إليه رياسة العلم بالمدينة، ولم يكن بها من يدانيه في ذلك، وولي إمرة قضاء المدينة والخطابة، وسمع على العزّ بن جماعة، وأجاز له ابن أميلة، والصلاح بن أبي عمر، وآخرون. ومولده سنة سبع وخمسين وسبعمائة. [فتوى السلطان للقضاة بشأن التجار في جدّة] وفيه أخذ السلطان في التكلّم في أمر عشور جدّة وما يؤخذ بها من المكس من التجار، وأنه لا يوافق الشرع، وكان يعلم أنّ شاه رخ ملك العجم دائما يبعث إلى الأشرف يؤنّبه على أخذ ذلك فأراد أن يجعل شيئا يكون حلالا كالزكاة ونحوها، فنمّق له بعضا (¬1) ممّن لا يخاف الله جواز ذلك، وكتب صورة فتوى لجماعة من القضاة والعلماء يقول فيها إنّ التجّار كانوا يردون إلى عدن فيظلمون ويؤخذ منهم أكثر أموالهم وأنهم رغبوا أن يأتوا إلى جدّة ورغبوا أن يأخذ السلطان منهم عشر أموالهم، فهل يجوز للسلطان أخذ ذلك، فإنه يحتاج إلى صرف مال كثير في بعث جند إلى مكة، فكتب من سويل (¬2) عن ذلك بجوازه وهو ظاهر لكن تمحّلوا له مع علمهم بحقيقة الحال، فلا حول ولا قوّة إلا بالله، إنّا لله، وما كفى هذا حتى بعثت الفتاوى لتقرأ بالمسجد الحرام بجواز أخذ ذلك، فنعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا (¬3). [خطابة الجامع الأموي] وفيه قرّر في خطابة الجامع الأموي البرهان الباعوني، عوضا عن التقيّ بن قاضي شهبة (¬4). [وفاة العلاء ابن خطيب الناصرية] [1952]- وفيه مات بحلب عالمها وقاضيها العلاء بن خطيب الناصرية (¬5)، ¬

= النفوس 4/ 85، 186 رقم 807، ومعجم شيوخ ابن فهد 67 و 93 و 162 و 192 و 217، 218 و 283 و 355 و 399 و 408، ووجيز الكلام 2/ 567، 568 رقم 1310، والضوء اللامع 7/ 96، وتاريخ الخلفاء 511. (¬1) الصواب: «بعض». (¬2) الصواب: «سئل». (¬3) خبر الفتوى في: السلوك ج 4 ق 3/ 1187، 1188، والنجوم الزاهرة 15/ 338، 339، ونزهة النفوس 4/ 175، 176. (¬4) خبر الخطابة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1188، ونزهة النفوس 4/ 176. (¬5) انظر عن (ابن خطيب الناصرية) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1197، وإنباء الغمر 4/ 149، 150 رقم 8، والنجوم الزاهرة 15/ 479، 480، =

وصول رسل ملك الروم

علي بن محمد بن سعد (بن محمد بن) (¬1) علي بن عثمان بن إسماعيل بن إبراهيم بن يوسف بن يعقوب بن علي بن هبة الله الطائي الحلبي، الشافعيّ. وكان عالما فاضلا / 61 / بارعا في الفقه والأصول والعربية، مشاركا في الحديث والتاريخ وغير ذلك، وله رياسة وسؤدد وحشمة وأدب وشهرة طائلة، مع كثرة المال. وولي قضاء حلب غير ما مرة. وله تصانيف، منها: «ذيل على تاريخ حلب» (¬2) لابن العديم، وسمع الحديث على جماعة منهم: أحمد بن المرحّل، وابن (¬3) صدّيق، وعبد الهادي، وابن (¬4) التنسي، وآخرين. ومولده سنة أربع وسبعين وسبعمائة. [وصول رسل ملك الروم] وفيه وصل رسل ملك الروم مراد بن عثمان ومعهم هدية قوّمت بخمسة آلاف دينار، ومكاتبة بتهنئة السلطان بجلوسه على سرير الملك، والاعتذار إليه عن تأخير رسالته باشتغاله بغزو بني الأصفر حتى أظفره الله تعالى بهم (¬5). [سفر ابن دلغادر] وفيه سافر ناصر الدين محمد بك بن دلغادر بعد أن أكرمه السلطان وبالغ في إكرامه، وخلع عليه بعد أن بلغت النفقة عليه ثلاثين ألف دينار (¬6). ¬

= والمنهل الصافي 8/ 195، 196 رقم 1973، والدليل الشافي 1/ 480 رقم 1666، ومعجم الشيوخ لابن فهد 179 - 181، ونزهة النفوس 4/ 185 رقم 806، والضوء اللامع 5/ 303 رقم 1016، ووجيز الكلام 2/ 567 رقم 1309، وعنوان الزمان، ورقة 186 ب، رقم 357، والبدر الطالع 1/ 471، 477، وكشف الظنون 249، 292، وإيضاح المكنون 2/ 89، وهدية العارفين 1/ 731، 732، وفهرس المخطوطات المصوّرة بدار الكتب المصرية 2/ 56، 57، ومعجم المؤلفين 7/ 200، وعلم التأريخ عند المسلمين 177 و 234 و 597 و 606 و 611 و 628 و 637 و 721، والتاريخ العربي والمؤرّخون 4/ 104، 105 رقم 15، وتاريخ الأدب العربي 6/ 77، وفهرس معهد المخطوطات العربية (التاريخ) ق 3/ 257، والقاموس الإسلامي 2/ 262، وديوان الإسلام 2/ 247، 248 رقم 892، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 62 رقم 89، والأعلام 5/ 8، وإعلام النبلاء 5/ 215 - 224 رقم 557، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري 2/ 61 رقم 52، و 470، 471. (¬1) ما بين القوسين كتب فوق السطر. (¬2) وهو «الدر المنتخب في تكملة تاريخ حلب»، لا يزال مخطوطا، وهو ناقص. وفي مكتبتي نسخة مصوّرة عنه». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر الرسل في: السلوك ج 4 ق 3/ 1189، ونزهة النفوس 4/ 176، وبدائع الزهور 2/ 223. (¬6) خبر السفر في: السلوك ج 4 ق 3/ 1189، والنجوم الزاهرة 15/ 339، ونزهة النفوس 4/ 176، وبدائع الزهور 2/ 223، 224.

نقل إينال الأبو بكري من سجن صفد

[نقل إينال الأبو بكري من سجن صفد] وفيه برز أمر السلطان بفكّ قيد إينال الأبو بكري الأشرفي ونقله من سجن صفد إلى مكان أوسع منه، وجهّز إليه من جواريه من يخدمه (¬1). [وصول أميرين من دمشق] وفيه وصل إينال الششماني، وألطنبغا الشريفي من دمشق (¬2). [ذو الحجّة] [نظارة الأوقاف] وفي ذي حجّة قرّر العلاء بن أقبرس في نظر الأوقاف، عوضا عن التقيّ بن نصر الله (¬3). [وفاة المجد ابن النّحال] [1953]- وفيه مات المجد، ماجد بن النحّال (¬4) القبطي، كاتب المماليك. وكان من نصارى مصر، وعمل ديوانا عند نوروز بدمشق، ثم عند جقمق نائب الشام، ثم أظهر الإسلام، وولي بعد ذلك كتابة المماليك. وكان لا للدنيا ولا للدين. [وفاة نائب الكرك] [1954]- وفيه ورد الخبر بموت أقبغا التركمانيّ (¬5) نائب الكرك بمحبسه فيها. ولعلّه مات في ذي قعدة. ومن الغريب في أمره أنّ السلطان في يوم ورود خبره قبل أن يصل أمر كاتب السرّ أن يجهّز لمازي نائب الكرك مرسوم (¬6) بإطلاقه، ويشترط عليه أن لا يعود إلى شرب ¬

(¬1) خبر النقل في: السلوك ج 4 ق 3/ 1189. (¬2) خبر الأميرين في: السلوك ج 4 ق 3/ 1189. . . (¬3) خبر الأوقاف في: السلوك ج 4 ق 3/ 1189، وإنباء الغمر 4/ 147، ونزهة النفوس 4/ 177، وبدائع الزهور 2/ 224. (¬4) انظر عن (ابن النّحال) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1198، والنجوم الزاهرة 15/ 480، 481، ونزهة النفوس 4/ 186 رقم 808 وبدائع الزهور 2/ 224، والدليل الشافي 2/ 519 رقم 1954، والضوء اللامع 6/ 235 رقم 813. (¬5) انظر عن (أقبغا التركماني) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1198، وإنباء الغمر 4/ 147، 148 و 149 رقم 4، والنجوم الزاهرة 15، 475، ونزهة النفوس 4/ 186، 187 رقم 809، ووجيز الكلام 2/ 568، 569 رقم 1304، والدليل الشافي 1/ 139 رقم 489، والمنهل الصافي 2/ 486، 487 رقم 490، وبدائع الزهور 2/ 224. (¬6) الصواب: «مرسوما».

وفاة نائب دمياط

المسكر، وأنه متى عاد نفي إلى قبرس، فبينا المرسوم يكتب ذلك إذ ورد خبر موته قبل الفراغ من كتابة ذلك. [وفاة نائب دمياط] [1955]- وفيه مات سودون المغربي (¬1) نائب دمياط بطّالا. وقد أعيد من النفي. وكان عفيفا عن الفواحش لا بأس بسيرته. * * * [الحرب بين توران شاه وأخيه صاحب هرمز] وفيها أعني هذه السنة، ثار توران شاه بن بهيمن بن توران شاه على أخيه / 62 / سيف الدين صاحب هرمز وما معها، فاقتلع منه المملكة وانتزعه منها، ففرّ سيف الدين إلى شاه رخ ملك العجم مستغيثا به، وأنجده وأمدّه بجيوشه سار بها إلى جرجان فنازلها، فسار إليه أخوه، ووقع بينهما الحرب. وآل الأمر إلى أن تصالحا، على أن يكون ملك القلعة وما حولها لسيف الدين، وافترقا على ذلك (¬2). [وفاة المقريء الشمس الصالحي] [1956]- وفيها مات المقريء الشمس الصالحي (¬3)، محمد بن يحيى بن علي بن محمد بن أبي زكريا المصري، الشافعيّ. وكان مقرئا، عارفا بالقراءات (¬4)، وله فضل في الفقه أيضا. وسمع ونظم الشعر. قرأ على ابن اللبّان، وولي مشيخة الشافعية بالبرقوقية، والقرآن بالمؤيّدية. ومولده قبل الستين وسبعمائة. ¬

(¬1) انظر عن (سودون المغربي) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1198، والنجوم الزاهرة 15/ 478، 479، ونزهة النفوس 4/ 187 رقم 810، والدليل الشافي 1/ 337 رقم 1159، والمنهل الصافي 6/ 179 - 181 رقم 1162، والضوء اللامع 3/ 283 رقم 1074، وبدائع الزهور 2/ 224. (¬2) خبر الحرب في: إنباء الغمر 4/ 148. (¬3) انظر عن (الصالحي) في: إنباء الغمر 4/ 151 رقم 13، والضوء اللامع 10/ 74 رقم 253. (¬4) في الأصل: «القرات».

حوادث سنة أربع وأربعين وثمانماية

[حوادث] سنة أربع وأربعين وثمانماية [محرّم] [وفاة الشمس ابن الجندي] [1957]- في محرّم مات الشمس بن الجندي (¬1)، محمد بن أبي بكر بن أبي دغدي (¬2) التركيّ الأصل، القاهري، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا في العربية، وسمع الحديث على جماعة منهم: النجم بن رزين (¬3)، والحلاوي، والبلبيسي، والسويداوي، وغيرهم. وولي مشيخة مدرسة اللالا بالمصنع، وخزانة كتب الأشرفية البرسبائية. وكان خيّرا، ديّنا سمحا. [تقرير الأستادارية الأمير اخورية] وفيه قرّر في الأستادارية قيز (¬4) طوغان، أحد العشرات والأميراخورية دفعة واحدة (¬5). [القبض على ابن أبي الفرج] وقبض علي ابن (¬6) أبي الفرج وأسلم للمصادرة (¬7). [قضاء الشافعية بدمشق] [و] أعيد السراج الحمصي إلى قضاء الشافعية بدمشق (¬8). ¬

(¬1) انظر عن (ابن الجندي) في: إنباء الغمر 4/ 174، 175 رقم 17، ووجيز الكلام 2/ 573 رقم 1323، والضوء اللامع 7/ 157، 158 رقم 393. (¬2) تكتب مقطوعة أو متّصلة «أيدغدي». (¬3) مهملة في الأصل. (¬4) مهملة في الأصل. (¬5) خبر التقرير في: إنباء الغمر 4/ 152، والنجوم الزاهرة 15/ 340، والسلوك ج 4 ق 3/ 1200، ونزهة النفوس 4/ 190، والروض الباسم 1 / ورقة 9، وبدائع الزهور 2/ 224. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر القبض في: السلوك ج 4 ق 3/ 1200، 1201، وإنباء الغمر 4/ 152، ونزهة النفوس 4/ 190. (¬8) خبر قضاء الشافعية في: السلوك ج 4 ق 3/ 1201، وإنباء الغمر 4/ 152، ونزهة النفوس 4/ 191، والروض الباسم 1 / ورقة 9.

نظارة الديوان المفرد

[نظارة الديوان المفرد] وفيه قرّر في نظر الديوان المفرد زين الدين يحيى قريب ابن (¬1) أبي الفرج الذي عظم أمره بعد ذلك (¬2). [خطبة يوم الجمعة] وفيه بعث السلطان إلى الحافظ ابن (¬3) حجر قاضي القضاة يأمره أن لا يصعد للخطبة في يوم الجمعة، وعيّن أن يخطب به ابن (¬4) الميلق، وعيّنه للقضاء. ثم ذكر غيره، ثم آل الأمر إلى تبقية الحافظ بعد أن فصلت خلعة الشمس الونائيّ (¬5). [وصول الحاج] وفيه وصل الحاج (¬6). [صفر] [وفاء النيل] وفي صفر أوفى النيل وكسر الخليج، ونزل سيدي محمد ولد السلطان لذلك، وكان له يوما مشهودا (¬7). ووافق ذلك رابع مسرى، وهو من النوادر (¬8). [إمرة هوارة] وفيه خلع على عيسى بن عمر بإمرة هوارة (¬9). [وفاة قاضي اليمن] [1958]- وفيه مات قاضي اليمن الموفّق (¬10) القاهري، علي بن أبي بكر اليمني، الشافعيّ. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر النظارة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1202، والروض الباسم 1 / ورقة 10. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر الخطبة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1203، 1204، والروض الباسم 1 / ورقة 11، وبدائع الزهور 2/ 224. (¬6) خبر الحاج في: السلوك ج 4 ق 3/ 1201، ونزهة النفوس 4/ 191، والروض الباسم 1 / ورقة 11. (¬7) الصواب: «وكان له يوم مشهود». (¬8) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 3/ 1265، ونزهة النفوس 4/ 195، والروض الباسم 1 / ورقة 12، وبدائع الزهور 2/ 224. (¬9) خبر هوارة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1204. (¬10) انظر عن (الموفق) في: =

تقدمة ناظر الجيش للسلطان

وكان عالما، فاضلا، حسن السيرة. [تقدمة ناظر الجيش للسلطان] وفيه وصل أرغون دوادار الزين عبد الباسط ناظر الجيش بتقدمة المذكور للسلطان، وكان قيمتها نحو (¬1) من ألفي دينار (أو زيادة) (¬2). [وفاة قاضي الحنفية بدمشق] [1959]- / 93 / وفيه مات قاضي الحنفية بدمشق كان، الشمس الجعفريّ، محمد بن علي بن أحمد الدمشقي، الحنفيّ. وكان فاضلا، حسن السيرة. [ربيع الأول] [وفاة الشهاب أحمد بن عبد الله] [1960]- وفي ربيع الأول تغيّظ السلطان على الشهاب أحمد بن عبد الله، وكلّمه بكلمات منكية، انزعج بسببها حتى آل ذلك لموته بقدرة الله تعالى. [خروج الأغربة للغزو في البحر] وفيه خرج خمسة عشر غرابا مشحونة بالمقابلة للغزو (¬3). [وفاة ابن منجك اليوسفي] [1961]- وفيه مات محمد بن منجك (¬4) اليوسفيّ، أحد مقدّمين (¬5) الألوف بدمشق. وكان مشهورا محبّبا إلى الملوك، مقرّبا عندهم، مثريا جدّا، مع بخل وشحّ. ومولده بعد الثمانين وسبعمائة. ¬

= السلوك ج 4 ق 3/ 1230، والمنهل الصافي 8/ 31 رقم 1552، والدليل الشافي 1/ 447 رقم 1547، ونزهة النفوس 4/ 217 رقم 811، والضوء اللامع 5/ 205 رقم 682. (¬1) الصواب: «نحوا». (¬2) خبر التقدمة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1204، وإنباء الغمر 4/ 153، 154، وبدائع الزهور 2/ 224. (¬3) خبر الأغربة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1205، والنجوم الزاهرة 15/ 341، 342، وبدائع الزهور 2/ 224. (¬4) انظر عن (ابن منجك) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1230، ونزهة النفوس 4/ 217، 218 رقم 812، ووجيز الكلام 2/ 574 رقم 1328، والضوء اللامع 6/ 281. (¬5) الصواب: «أحد مقدّمي».

ضرب عنق القرمي

[ضرب عنق القرمي] [1962]- وفيه ضربت عنق الشيخ علي القرمي (1) تحت القلعة صبرا، لكفر نسب إليه على ما زعموا ولعلّه غولي عليه (¬1). [وفاة الشمس بن منصور الدمشقي] [1963]- وفيه، أو في الذي بعده مات الشمس محمد بن أحمد بن منصور (¬2) الدمشقي، الحنفيّ. وكان إنسانا حسنا. [تغيّظ السلطان من ابن البارزي] وفيه تغيّظ السلطان على كاتب السرّ الكمال بن البارزي، ثم رضي عليه بعد أيام وخلع عليه كاملية (¬3). [ربيع الآخر] [تعيين العيني بالحسبة] وفي ربيع الآخر أعيد البدر العيني إلى الحسبة، وصرف تنم من عبد الرزاق (¬4). [وفاة السعد ابن المراة] [1964]- وفيه مات السعد إبراهيم بن المراة (¬5) القبطي، ناظر بندر جدّة والديوان المفرد. وكان لا بأس به. آل أمره بعد خدم الأمراء إلى الرياسة، وتنقّل في عدّة وظائف، ثم حمل بعد ذلك حتى كأنه لم يكن، ومات فقيرا. ¬

(¬1) انظر عن (علي القرمي) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1206، وإنباء الغمر 4/ 154 - 156. (¬2) انظر عن (ابن منصور) في: بدائع الزهور 2/ 225. (¬3) خبر ابن البارزي في: السلوك ج 4 ق 3/ 1207، والروض الباسم 1 / ورقة 17. (¬4) خبر التعيين في: السلوك ج 4 ق 3/ 1208، وإنباء الغمر 4/ 156، وبدائع الزهور 2/ 225، ونزهة النفوس 4/ 197، 198، والروض الباسم 1 / ورقة 18. (¬5) يرد: ابن المراه وابن المره. بالتسهيل. انظر عن (إبراهيم بن المره) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1231، والنجوم الزاهرة 15/ 484، ونزهة النفوس 4/ 218 رقم 813، والمنهل الصافي 1/ 179، 180 رقم 95، والدليل الشافي 1/ 32 رقم 95، والضوء اللامع 1/ 184، والروض الباسم 1 / ورقة 34، وبدائع الزهور 2/ 225.

وصول قاصده شاه رخ

وله نحوا (¬1) من سبعين [سنة] (¬2). [وصول قاصده شاه رخ] وفيه زيّنت القاهرة لوصول قاصد شاه رخ بن تمرلنك، وأقيمت له الخدمة، وعمل الموكب بالقصر، وصعد إلى بين يدي السلطان، وكان له يوما مشهودا (¬3)، وقدّم هدية من شاه رخ ومكاتبة تتضمّن التودّد (¬4). [وفاة ابن مطيع الحريري] [1965]- وفيه مات ابن (¬5) مطيع (¬6)، محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الحريري، القاهري، الشافعيّ. وكان له السند العالي بأنه سمع من الصلاح البلبيسي، والنجم بن مدين، وابن (¬7) الشحنة، وابن (¬8) الملقّن، والسويداوي، والزفتاوي. ومولده سنة ثلاث وستين وسبعمائة. [وفاة الشمس ابن التّنسيّ] [1966]- وفيه مات الشمس بن التنسيّ (¬9)، محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عطاء الله بن عوّاض (¬10) بن نجا بن حمود بن بهادر بن حاتم بن ملي بن جابر بن هشام بن عروة بن (الزبير بن العوّام) (¬11)، السكندري الأصل، القاهري، المالكيّ أخو البدر، قاضي القضاة. وكان فاضلا، ناب في القضاء مدّة، وسمع على جماعة، وترشّح للقضاء، وما اتفق له ذلك. ¬

(¬1) الصواب: «وله نحو». (¬2) إضافة على الأصل للتوضيح. (¬3) الصواب: «وكان له يوم مشهود». (¬4) خبر القاصد في: السلوك ج 4 ق 3/ 1208، وإنباء الغمر 4/ 157، والنجوم الزاهرة 15/ 342، ونزهة النفوس 4/ 198 - 200، ووجيز الكلام 2/ 570، وبدائع الزهور 2/ 225، والروض الباسم 1 / ورقة 18. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) انظر عن (ابن مطيع) في: بدائع الزهور 2/ 225. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) انظر عن (ابن التنسي) في: إنباء الغمر 4/ 175 رقم 18، ومعجم شيوخ ابن فهد 379، والضوء اللامع 7/ 90، ونظم العقيان 137. (¬10) في النظم: «عوض». (¬11) ما بين القوسين مكرّر في الأصل.

جمادى الأول

ومولده سنة سبع وسبعين وسبعمائة. [جمادى الأول] [منع النساء من الخروج] وفي جماد الآخر نودي بمنع النساء من الخروج إلى الطرقات والأسواق إلاّ العجائز والإماء، فامتنعن، ثم نودي لهنّ بالخروج إلى الأسواق غير متبرّجات (¬1). [الحكم على يهوديّ زنى بيهودية] وفيه ادّعي على يهوديّ متزوّج بأنه زنى بيهودية، فسار معه بعض خواص السلطان. حتى حكم بعض نواب الحنفية برفع الرجم عنه، ونفّذ / 64 / هتكه بقيّة القضاة. فكان هذا من أشنع ما سمع، وإن كان ذلك جائزا لكنه ما علمنا أنه حكم به ونفّذ (¬2). [وفاة العجمي قاضي المحلّة] [1967]- وفيه مات العجميّ (¬3)، قاضي المحلّة، أحمد بن أبي بكر بن رسلان بن نصير الكناني البلقيني، القاهري، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا وسمع على جماعة، وولي قضاء المحلّة، وجرى عليه أنكاد. ومولده سنة سبع وسبعين وسبعمائة. [عودة رسول شاه رخ] وفيه أعيد رسول شاه رخ، وكان اسمه الخواجا كيلان (¬4) مبارك شاه بعد أن أكرم غاية الإكرام، وله معه هدية قيمتها زيادة على سبعة آلاف دينار. فاتفق أن مات كيلان هذا من طريقه، وكان والده أيضا مات قبل دخوله القاهرة بغزّة (¬5). ¬

(¬1) خبر النساء في: السلوك ج 4 ق 3/ 1209، ونزهة النفوس 4/ 200، وبدائع الزهور 2/ 225، والروض الباسم 1 / ورقة 19. (¬2) خبر اليهودي في: السلوك ج 4 ق 3/ 1211، 1212، والروض الباسم 1 / ورقة 21. (¬3) انظر عن (العجمي) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1231، وإنباء الغمر 4/ 163، 164 رقم 2، وعنوان الزمان، رقم 8، ونزهة النفوس 4/ 219، 220 رقم 816 وفيه «العجمي»، والنجوم الزاهرة 15/ 485، ووجيز الكلام 2/ 572 رقم 1320، وبدائع الزهور 2/ 225، والروض الباسم 1 / ورقة 35، وشذرات الذهب 7/ 248، والمنهل الصافي 1/ 210 رقم 114، والدليل الشافي 1/ 37 رقم 114، وفيه «العجيمي»، والضوء اللامع 1/ 253. (¬4) في نزهة النفوس: «كلال». (¬5) خبر الرسول في: السلوك ج 4 ق 3/ 1213، ونزهة النفوس 4/ 202، ووجيز الكلام 2/ 570.

وفاة المحب ابن نصر الله

[وفاة المحبّ ابن نصر الله] [1968]- وفيه مات العلاّمة المحبّ بن نصر الله (¬1)، قاضي الحنابلة، أحمد بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن أحمد الششتري (¬2) الأصل، البغدادي، الحنبليّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، وأجاز له العلاّمة الكرماني شارح «البخاري» وسمع على جماعة بعدّة بلاد. وقدم القاهرة و (. . .) (¬3) وقرّر في مشيخة البرقوقية للحنابلة، وشيخ تدريس الحديث أيضا، وناب في الحكم، وكتب على الفيّومي، ثم صار إليه المرجع في منزلته، وولي القضاء الأكبر عن العلاء بن مغلي. ومولده في سنة خمس وستين وسبعمائة. [ثورة أهل مكة على الشريف بركات] وفيه وصل الخبر من مكة من السيد الشريف بركات أميرها بأنه لما قدم عليه المرسوم بحضوره امتثل ذلك، فثار به أهل مكة ومنعوه من التوجّه، وأخذ يعتذر. وكتب سودون المحمدي بكائنة للسلطان تتضمّن أنّ المصلحة في عدم حضوره، لما في سفره من طمع الظاهر، فأعيد إليه الجواب بأنه لا يحضر ويقيم بعشرة آلاف دينار (¬4). [قضاء الحنابلة بمصر] وفيه استقرّ في قضاء الحنابلة بمصر البدر محمد بن عبد المنعم البغدادي، وكان ¬

(¬1) انظر عن (المحب بن نصر الله) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1231، 1232، وإنباء الغمر 4/ 164 رقم 5، وعنوان الزمان، رقم 92، والنجوم الزاهرة 15/ 483، 484، والمنهل الصافي 2/ 244 - 249 رقم 329، والدليل الشافي 1/ 93 رقم 327، والضوء اللامع 2/ 233 رقم 656، ووجيز الكلام 2/ 573، 574 رقم 1325، ورفع الإصر عن قضاة مصر 111، والذيل على رفع الإصر 109 وما بعدها، ونزهة النفوس 4/ 220 - 222 رقم 817، والروض الباسم 1 / ورقة 38، وبدائع الزهور 2/ 225، وشذرات الذهب 7/ 250، ومعجم شيوخ ابن فهد 96 و 133 و 134 و 135، والمنهج الأحمد 488، والمقصد الأرشد، رقم 181، والجوهر المنضد 6، والسحب الوابلة 66، والدرّ المنضد 2/ 631 رقم 1567، والمجمع المؤسّس 3/ 80 - 83 رقم 445، وحسن المحاضرة 1/ 483 و 2/ 192، والأعلام 1/ 264، وكشف الظنون 549، والقلائد الجوهرية 1/ 374، 375، ومعجم المؤلفين 2/ 195، وتاريخ العراق لعباس العزاوي 3/ 118. (¬2) في إنباء الغمر: «التستري». (¬3) كلمة غير واضحة. (¬4) خبر الثورة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1210، 1211، ونزهة النفوس 4/ 202، والروض الباسم 1 / ورقة 21.

نظر الإصطبل

من أهل نواب الحكم، وخلع عليه بذلك، عوضا عن المحبّ بن نصر الله (¬1). [نظر الإصطبل] وفيه أعيد الشمس بن أبي المنصور كاتب اللالا إلى نظر الإصطبل عوضا عن ابن (¬2) القلانسيّ (¬3). [جمادى الآخر] [كائنة الشهاب الكوراني] وفي جماد الآخر كائنة الشهاب الكوراني، وهي طويلة آلت إلى أن عقد له مجلس، وآل فيه أمره إلى أن ضرب ونفي من القاهرة بغير جرم يوجب ذلك (¬4). [تدريس الظاهرية البرقوقية] وفيه قرّر في تدريس الفقه الشافعية المدرسة الظاهرية برقوق العلاّمة الجلال المحلّي، عوضا عن الكركي (¬5) وكانت بيده (¬6). [وفاة الأمين القبطي] [1969]- / 65 / وفيه مات الأمين بن تاج الدين (¬7)، عبد الله (¬8) بن أبي الفرج بن موسى بن إبراهيم القبطي، الشافعيّ. وكان حشما، فاضلا، قرأ بالسّبع، وأخذ عن السراج البلقينيّ، وغيره وسمع على جماعة، وامتحن في أيام الجمال الأستادار، فسلك من حينئذ طريق المجون واشتهر به حتى نادم جماعة، وتعطّل عن المشي، فصار يحمل على الأيدي، ومنادمة الرؤساء للمنادمة، وكثرت مرتّباته وتهانيه. وكان يكثر من الحجّ. ¬

(¬1) خبر الحنابلة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1210، والنجوم الزاهرة 15/ 343، وبدائع الزهور 2/ 225. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «العلامي»، والتصحيح من: السلوك ج 4 ق 3/ 1209. (¬4) خبر الكوراني في: السلوك ج 4 ق 3/ 1212، والنجوم الزاهرة 15/ 344، ونزهة النفوس 4/ 203، 204، والروض الباسم 1 / ورقة 22 - 24. (¬5) في الأصل: «الكواكبي». (¬6) خبر التدريس في: الروض الباسم 1 / ورقة 24، وبدائع الزهور 2/ 225. (¬7) انظر عن (الأمين بن تاج الدين) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1232، وإنباء الغمر 4/ 170 رقم 10، والدليل الشافي 1/ 381 رقم 1306، والمنهل الصافي 7/ 65، 66 رقم 1309، والضوء اللامع 5/ 41 رقم 155، ووجيز الكلام 2/ 575 رقم 1330، ونزهة النفوس 4/ 223 رقم 820، وعنوان الزمان، رقم 390، وبدائع الزهور 2/ 225، 226. (¬8) في الأصل: «موسى بن عبد الله»، والتصحيح من المصادر السابقة.

إمرة الحاج

ومولده سنة سبع وسبعين وسبعمائة. [إمرة الحاج] وفيه استقرّ تمر باي الدوادار في إمرة الحاج [و] المحمل (¬1). [استقبال السلطان لنائب الشام] وفيه وصل جلبان نائب الشام، وركب السلطان إلى لقائه بمطعم الطير، وسرّ بقدومه عليه وخلع عليه، وأنزله، ثم قدّم جلبان تقدمة حافلة، وعاد بعد ذلك لمحلّ كفالته (¬2). [صقع المزروعات] وفيه مرّت سحابة فأصبح الكثير من المزدرعات، وقد صقّع واسودّ كالفول والجزر والخيار، وأفسدت الدودة البرسيم الكثير بالوجه البحري حتى أعيد زرعه ثانيا (¬3). [ارتفاع سعر اللحم وغيره] وفيه قلّ وجود اللحم بالأسواق وارتفع سعره، وكذا اللبن والجبن (¬4). [نظارة جدّة] وفيه قرّر التقيّ عبد الرحمن بن نصر الله في نظر جدّة، عوضا عن التاج بن يحيى السمسار (¬5). [نيابة جدّة] وخلع معه على شاهين أحمد مماليك السلطان وقرّر في نيابة جدّة (¬6). [وفاة ممجق النوروزي] [1970]- وفيه مات ممجق النوروزي (¬7) أحد الطبلخانات ونائب القلعة. ¬

(¬1) خبر الحاج في: نزهة النفوس 4/ 205، والروض الباسم 1 / ورقة 24. (¬2) خبر الاستقبال في: السلوك ج 4 ق 3/ 1213، 1214، وإنباء الغمر 4/ 160، ونزهة النفوس 4/ 205، وبدائع الزهور 2/ 226، والروض الباسم 1 / ورقة 24، 25. (¬3) خبر المزروعات في: السلوك ج 4 ق 3/ 1215. (¬4) خبر السعر في: السلوك ج 4 ق 3/ 1215. (¬5) خبر جدّة في: بدائع الزهور 2/ 226. (¬6) خبر النيابة في: بدائع الزهور 2/ 226، والسلوك ج 4 ق 3/ 1215. (¬7) انظر عن (ممجق النوروزي) في: =

تبرئة قاضي الحنفية بدمشق

وقرّر السلطان في إمريّته ونيابة القلعة تغري برمش الفقيه، وخلع عليه في ثامن رجب. [تبرئة قاضي الحنفية بدمشق] وفيه وصل قاضي الحنفية بدمشق الشمس الصفدي وهو في التوكيل به، بسبب قيام حميد الدين الكناني عليه في أمر نسبه فيه إلى التكفير والفسق، وغرم للمسفّر مالا، وسلّم لكاتب السرّ حتى يرى السلطان فيه رأيه. ثم عقد مجلس بعد ذلك حضره القضاة الأربع (¬1)، وادّعى عليه الحميد بأشياء وآل أمره إلى النصرة على الحميد، وعضّده الحافظ ابن (¬2) حجر، وقال: لا يلزمه فيما نسب إليه شيء إذ لو ثبت عليه ذلك فخلص، وغصّ حميد الدين ذلك، فإنه كان في قصده التنكيل به (¬3). [رجب] [وفاة البشتكي] [1971]- وفي رجب مات قاسم البشتكي (¬4). وكان رئيسا حشما، تزوّج بابنة الأشرف شعبان، وولي نظر الجوالي. وكان له فضيلة واشتغال بالعلم. ومولده بعد الثمانين وسبعمائة. [ركوب السلطان إلى موردة الجبس] وفيه ركب السلطان / 66 / إلى الميدان بموردة الجبس وكشفه، وأمر بأن يهدم ما يجب ترميمه منه، وهي ثاني ركبة ركبها في سلطنته (¬5). ¬

= السلوك ج 4 ق 3/ 1233، والنجوم الزاهرة 15/ 485، ووجيز الكلام 2/ 575 رقم 1325 وفيه: «قمجق»، والضوء اللامع 10/ 170 رقم 712، والدليل الشافي 2/ 742، 743 رقم 2535، ونزهة النفوس 4/ 224 رقم 823، وبدائع الزهور 2/ 226. (¬1) الصواب: «الأربعة». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر التبرئة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1217، 1218، وإنباء الغمر 4/ 161، ونزهة النفوس 4/ 206. (¬4) انظر عن (قاسم البشتكي) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1233، وإنباء الغمر 4/ 173 رقم 14، والنجوم الزاهرة 15/ 485، ونزهة النفوس 4/ 224 رقم 822، والضوء اللامع 6/ 648، وبدائع الزهور 2/ 226. (¬5) خبر الركوب في: السلوك ج 4 ق 3/ 1219، والنجوم الزاهرة 15/ 345، وبدائع الزهور 2/ 226، والروض الباسم 1 / ورقة 25.

وفاة ألطنبغا المرقبي

[وفاة ألطنبغا المرقبي] [1972]- وفيه مات العلاء ألطنبغا المرقبي (¬1) أحد مقدّمين (¬2) الألوف. وكان من مماليك المؤيّد، وأقامه على المرقب في أيام تمكّنه من البلاد الشامية فنسب إليها، ثم أمّره في سلطنته، وهي حاجب الحجّاب، ثم خمل بعده، ثم صيّر من المقدّمين في هذه الدولة. [خروج الحاج الرجبي] وفيه سافر جانبك نائب بعلبك أحد العشرات ومعه عدّة من المماليك إلى (. . .) (¬3) المدينة المشرّفة وخرج معهم جمع من الناس للحج رجبيا. وخرج نائب جدّة شاهين، وشادّها، والناظر التقيّ بن نصر الله، وخرج معهم خاصكيّ بإحضار الوليّ بن قاسم، وأن يأخذ منه ألف دينار تسفيره. (¬4) [وفاة يلبغا المؤيّدي] [1973]- وفيه مات يلبغا المؤيّدي (¬5) المجنون، أحد الأمراء بدمشق. [تقرير أمراء] وفيه قرّر طوخ [المعروف] (¬6) ببني بازق (¬7) في تقدمة ألطنبغا المرقبيّ (¬8). وقرّر في الإمرة طلبخانات (¬9) التي كانت بيد قانباي (¬10) الجركس شادّ الشراب خاناه. ¬

(¬1) انظر (ألطنبغا المرقبي) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1233، والنجوم الزاهرة 15/ 484، 485، ونزهة النفوس 4/ 223، 224 رقم 821، والمنهل الصافي 3/ 78 - 80 رقم 543، والدليل الشافي 1/ 152، 153 رقم 543، والروض الباسم 1 / ورقة 25، وبدائع الزهور 2/ 226، والضوء اللامع 2/ 319 رقم 1026. وهو مترجم في: الدرر الكامنة لابن حجر 1/ 438 رقم 1059 مع أنه من المتوفّين في القرن التاسع، والكتاب خاص بتراجم المتوفين في القرن الثامن الهجري. (¬2) الصواب: «أحد مقدّمي». (¬3) كلمة غير مفهومة. (¬4) خبر الحاج في: السلوك ج 4 ق 3/ 1217، ونزهة النفوس 4/ 207، والروض الباسم 2 / ورقة 25. (¬5) انظر عن (يلبغا المؤيّدي) في: الضوء اللامع 10/ 290 رقم 1138. (¬6) إضافة على الأصل يقتضيها السياق. (¬7) يعرف ببني بازق: أي غليظ الرقبة. وفي السلوك: «طوخ الجكمي». (¬8) الروض الباسم 1 / ورقة 25. (¬9) كذا في الأصل. وفي السلوك: «وقرّر في إقطاع طوخ». (¬10) في الأصل: «التي كانت بيده قاسم قانباي».

وفاة زين الدين التروجي

وقرّر في طلبخانات قانباي ثلاثة أنفار، فصيّروا عشرات (¬1). [وفاة زين الدين التروجي] [1974]- وفيه مات الشيخ العلاّمة، الزاهد، زين الدين، خلف بن علي بن محمد بن أحمد بن داود بن عيسى التروجي (¬2)، السكندري، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، زاهدا، يتكسّب بعمل يده. وأجازه ابن (¬3) عرفة، والسراجين (¬4): البلقيني، وابن (¬5) الملقّن، والزين العراقيّ وسمع على جماعة. ومولده في سنة ستين وسبعمائة. [قضاء الحنفية بدمشق] وفيه خلع على الشمس الصفدي واستقرّ على عادته في قضاء دمشق الحنفية (¬6). [طلب صاحب غرناطة النجدة] وفيه ورد كتاب السلطان الغالب بالله، أبو (¬7) عبد الله، محمد بن الأحمر، صاحب غرناطة وملك الأندلس، يسأل السلطان في نجدة إمّا بمال أو رجال لأنه وأهل الأندلس في شدّة من ملك قشتالة الفرنجي صاحب إشبيلية وقرطبة، فجهّز إليه السلطان أشياء وفيها سلاح وغير ذلك (¬8). [شعبان] [وفاة جوهر القنقباي] [1975]- وفي شعبان في ليلة أوله، مات جوهر القنقبائيّ (¬9) الحبشي ¬

(¬1) خبر الأمراء في: السلوك ج 4 ق 3/ 1216. (¬2) انظر عن (التروجي) في: الضوء اللامع 3/ 184 رقم 715. والتروجي: نسبة إلى تروجة قرية قرب الإسكندرية. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) الصواب: «والسراجان». (¬5) في الأصل: «وبن». (¬6) خبر قضاء الحنفية في: السلوك ج 4 ق 3/ 1217، والروض الباسم 1 / ورقة 27. (¬7) الصواب: «أبي». (¬8) خبر صاحب غرناطة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1219، ونزهة النفوس 4/ 208، والروض الباسم 4/ 27. (¬9) انظر عن (جوهر القنقبائي) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1234، وإنباء الغمر 4/ 167 - 169 رقم 8، والنجوم الزاهرة 15/ 485، 486، والمنهل الصافي 5/ 38 - 42 رقم 872، والدليل الشافي 1/ 254 رقم 870، ونزهة النفوس 4/ 225، 226 رقم 825، ووجيز الكلام 2/ 575 رقم 1331، والضوء اللامع 3/ 72 رقم 327، وبدائع الزهور 2/ 227.

ركوب السلطان إلى المرصد

الخازندار، والزمّام بعد أن عظم وضخم جدّا في دولة الأشرف برسباي. واقتحم جانبا كثيرا من الدنيا، ونفذت كلمته، وتوفّرت حرمته. وكان من خدّام الطواشي قنقباي الألجائي (¬1) اللالا، ثم خدم بعد قنقباي الخوند أمّ المنصور عبد العزيز بن الظاهر برقوق، ثم بعده عند العلم بن الكويز، ثم بعده اتصل بالأشرف وترقّى في ما ترقّى حتى ولي قضاء دمياط أيضا، / 67 / وهو أولى خصيّ ولي القضاء، وخلّف موجودا كثيرا. وهو الذي أنشأ الجوهرية بقرب الأزهر المجاورة لباب سرّها (¬2) القبليّ (¬3). وكان سنّه نحوا من ثمانين سنة. [ركوب السلطان إلى المرصد] وفيه ركب السلطان إلى المرصد المطلّ على بركة الحبش للتنزّه به هو وأمراؤه وأرباب دولته، ومدّ لهم سماطا حافلا، فأكلوا وعادوا في أثناء يومهم (¬4). [نظر دار الضرب] وفيه أعيد نظر دار الضرب إلى ناظر الخاص على العامة (¬5). [تقرير في الزمامية] وفيه قرّر في الزّمّاميّة الطواشي هلال الظاهري برقوق شادّ الحوش ونائب الزمّام، وحمل مالا لقصوره (¬6). [تقرير الخازندارية] وقرّر في الخازندارية جوهر التمرازي (¬7). ¬

(¬1) في الأصل: «الأشخاني». (¬2) كذا. والصواب: «لباب سرّه». (¬3) خبر المرصد في: السلوك ج 4 ق 3/ 1219، والنجوم الزاهرة 15/ 345، وبدائع الزهور 2/ 227. (¬4) خبر دار الضرب في: السلوك ج 4 ق 3/ 1219، ونزهة النفوس 4/ 209، والروض الباسم 1 / ورقة 28. (¬5) خبر الزمّامية في: السلوك ج 4 ق 3/ 1220، ونزهة النفوس 4/ 209، وبدائع الزهور 2/ 227، والروض الباسم 1 / ورقة 28. (¬6) خبر الخازندارية في: نزهة النفوس 4/ 209، وبدائع الزهور 2/ 227، والروض الباسم 1 / ورقة 28. (¬7) خبر الذخيرة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1220، ونزهة النفوس 4/ 209، وبدائع الزهور 2/ 227، والروض الباسم 1 / ورقة 28.

أستادارية الذخيرة

[أستادارية الذخيرة] وفيه استقرّ الزين عبد الرحمن بن الكويز في أستادارية الذخيرة، الكلّ عوضا عن جوهر الخازندار (¬1). [وفاة ابن رسلان الرملي] [1976]- وفيه مات الشيخ القدوة المسلّك، الوليّ، العارف، العالم، الشهاب أحمد بن الحسين بن الحسن بن علي بن رسلان الرملي (¬2)، الشافعيّ. وكان عالما صالحا، فاضلا، بارعا في فنون، له توجّه إلى الله تعالى، وشهر بالخير والولاية، وصنّف عدّة كتب مفيدة، منها: «شرح سنن أبي داود» وله سماع كثير، ونظم. ومولده سنة سبع وسبعين وسبعمائة. [الريح الشديدة بطرابلس] وفيه هبّت بطرابلس ريح (شرقية) (¬3) وكانت عاصفة شديدة فهدمت دورا كثيرة، ورمت بعض الموادن، وصقّع القصب (¬4). [جمود المياه بالقاهرة] وفيه اشتدّ البرد بالقاهرة حتى جمدت المياه، وأبيع الجليد بالأسواق، وكان في طوبة (¬5). ¬

(¬1) انظر عن (ابن رسلان الرملي) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1235، وإنباء الغمر 4/ 166، 167 رقم 6، ودرر العقود الفريدة 2/ 291، 292 رقم 131، ومعجم شيوخ ابن فهد 340، 341، والدليل الشافي 1/ 45 رقم 150، والمنهل الصافي 1/ 287، 288 رقم 152، وعنوان الزمان، رقم 13، ووجيز الكلام 2/ 570، 571 رقم 1317، والضوء اللامع 1/ 282 - 288، ونزهة النفوس 4/ 228 رقم 827، والروض الباسم 1 / ورقة 36، وطبقات المفسّرين للداوودي 1/ 36، وفيه: أحمد بن حسين بن علي، والبدر الطالع 1/ 49 - 52، والأنس الجليل 514 - 516، وكشف الظنون 154 و 554 و 592 و 596 و 626 و 627 و 689 و 930 و 1005 و 1054 و 1055 و 1079 و 1797 و 1817 و 1856 و 1879 و 1964، وإيضاح المكنون 1/ 330 و 2/ 589، وشذرات الذهب 7/ 248 - 250، وتاريخ الأدب العربي 2/ 113، ومعجم المؤلفين 1/ 204، وديوان الإسلام 1/ 82 - ، 183 رقم 271، وهدية العارفين 1/ 126، والأعلام 1/ 117، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 3/ 46، 47، وعصر سلاطين المماليك 4/ 194. (¬2) وقال المقريزي في درر العقود: ولد سنة 3 أو 775 هـ‍. كذا كتب بخطّه. (¬3) العبارة غامضة في الأصل. والمثبت اعتمادا على السلوك. (¬4) خبر الريح في: السلوك ج 4 ق 3/ 1220. (¬5) خبر المياه في: السلوك ج 4 ق 3/ 1220. و «طوبة»: هو الشهر الخامس في السنة القبطية.

وفاة الشهاب الأردبيلي

[وفاة الشهاب الأردبيلي] [1977]- وفيه مات الشهاب أحمد بن عبيد الله (¬1) بن عوض بن محمد بن عبد الله الأردبيلي (¬2)، القاهري، الحنفيّ، أحد نواب الحكم. وكان عالما، فاضلا، بارعا بالفنون العقلية. ومولده سنة أحد (¬3) وتسعين وسبعمائة. [فرض الخراج على الأحباس والحبسية] وفيه حسّن زين الدين يحيى قريب بن أبي الفرج، وهو يومئذ ناظر الديوان المفرد، للسلطان إخراج الرزق الأحباسية والحبسية بالجيزية، حتى قام جماعة من الأمراء وقبّحوا ذلك للسلطان، فآل الأمر أن فرض على كل فدّان مائة درهم في كل سنة، وجبي ذلك واستمرّ (¬4). [القبض على قانصوه النوروزي] وفيه قبض على قانصوه النوروزي أحد أمراء دمشق، وكان فرّ في كائنة الجكمي واختفى إلى هذه الأيام، وسجن بقلعة دمشق (¬5). [وفاة الوجيه بن سويد] [1978]- وفيه ما [ت] (¬6) الوجيه عبد الرحمن بن حسن بن سويد (¬7) المصري، المالكي. وكان فاضلا رأس بعد أبيه، وولي نيابة الحكم، وسمع على جماعة. ومولده بعد الثمانين وسبعمائة. [قضاء الشافعية بدمشق] وفيه أعيد الشمس / 68 / الونائي (¬8) إلى قضاء الشافعية بدمشق وصرف السراج الحمصيّ، ¬

(¬1) في بدائع الزهور: «عبد الله». (¬2) انظر عن (الأردبيلي) في: إنباء الغمر 4/ 164 رقم 3، وبدائع الزهور 2/ 227، والروض الباسم 1 / ورقة 37. (¬3) الصواب: «سنة إحدى». (¬4) خبر الخراج في: السلوك ج 4 ق 3/ 1221، والروض الباسم 1 / ورقة 28. (¬5) خبر قانصوه في: السلوك ج 4 ق 3/ 1222. (¬6) في الأصل: «وفيه ما»، وهو سهو من الناسخ. (¬7) انظر عن (ابن سويد) في: إنباء الغمر 4/ 171 رقم 11، ونزهة النفوس 4/ 225 رقم 824، والضوء اللامع 3/ 214. (¬8) في بدائع الزهور: «الوفائي».

ركوب السلطان إلى خليج الزعفران

وأضيف إليه عدّة وظائف منها خطابة الجامع الأمويّ عوضا عن شيخنا البرهان الباعونيّ، ونظر الأسوار، ونظر الأسرى، وحملت إليه خلعة ليلبسها بدمشق وما لبسها بمصر، وأخرج له بغلة من الإصطبل السلطاني بالقماش والزّنّاري وكان هذا قد بطل من عدّة سنين (¬1). [ركوب السلطان إلى خليج الزعفران] وفيه ركب السلطان من قلعته ومعه الأمراء ووجوه أهل الدولة، ونزل إلى خليج الزعفران، ومهّدت به الأسمطة الحافلة، وأقام هناك إلى بعد الزوال، فركب وعاد إلى القلعة شاقّا القاهرة لكنّه بثياب جلوسه لا بأبّهة الملك. وهذه أول ركبة شقّ فيها هذا السلطان القاهرة في سلطنته (¬2). [رفع القيد عن جانم الأشرفي] وفيه أمر السلطان بفكّ قيد جانم الأشرفي الأمير اخور، وبقي في سجنه من غير قيد (¬3). [رمضان] [وفاة الشرف ابن العجمي] [1979]- وفي رمضان مات الشرف الأشقر بن العجمي (¬4)، أبو بكر بن سليمان بن إسماعيل الحلبي، القاهري، الشافعيّ، كاتب سرّ حلب كان، ونائب كاتب السرّ بمصر. وكان رئيسا حشما، أدوبا، فاضلا، سمع الحديث على جماعة، وأجاز له جماعة، وكان مشكور السيرة. ومولده سنة سبع وسبعين وسبعمائة. وقرّر في وظيفته ولده القاضي معين الدين عبد اللطيف. [قضاء الإسكندرية] وفيه قرّر الشمس بن غانم (¬5) المالكي في قضاء الإسكندرية، عوضا عن الجمال عبد الله بن الدمامينيّ (¬6). ¬

(¬1) خبر القضاء في: السلوك ج 4 ق 3/ 1221، ونزهة النفوس 4/ 210، وبدائع الزهور 2/ 227. (¬2) خبر الركوب في: السلوك ج 4 ق 3/ 1221، ونزهة النفوس 4/ 210، والروض الباسم 1 / ورقة 29. (¬3) خبر القيد في: السلوك ج 4 ق 3/ 1222. (¬4) انظر عن (ابن العجمي) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1234، 1235، وإنباء الغمر 4/ 167 رقم 7، وعنوان الزمان، رقم 135، والنجوم الزاهرة 15/ 486، 487، والدليل الشافي 2/ 816 رقم 2745، ونزهة النفوس 227 رقم 826، والضوء اللامع 11/ 33 رقم 90، ووجيز الكلام 2/ 574 رقم 1326، وبدائع الزهور 2/ 228، والروض الباسم 1 / ورقة 34، 35. (¬5) في السلوك: «عامر»، والمثبت يتفق مع: بدائع الزهور. (¬6) خبر الإسكندرية في: السلوك ج 4 ق 3/ 1222، وبدائع الزهور 2/ 228.

نظارة الجامع الحاكمي

[نظارة الجامع الحاكمي] وفيه فوّض السلطان نظر الجامع الحاكمي إلى دولات باي الدوادار، وأطلق له ألف دينار يرمّ بها أشياء في الجامع المذكور، فأخذ في أسباب ذلك، ومنع النساء من الجواز به والمارّة بنعالهم أيضا، وحسن حال الجامع بالنسبة إلى ما كانت في الحكم مدة، وشكرت سيرته في ذلك (¬1). [وسمع على جماعة. ومولده في سنة اثنين (¬2) وسبعين وسبعمائة] (¬3). [الخطبة بجامع الطواشي] وفيه أقيمت الخطبة بجامع الطواشي جوهر المنجكيّ نائب المقدّم بخط الرميلة (¬4). [إلزام الزين عبد الباسط بالمال] وفيه أكرم الزين عبد الباسط ناظر الجيش كان بخمسة آلاف دينار لكاغدة وجدت بخطّه في تركة جوهر الخازندار بأنه اقترض منه ذلك في أيام مصادرته، فبعث إلى القاهرة يعوّض السلطان عنها بعروض من قماش وغيره، وأطلق له السلطان ألف دينار / 69 / منها، وحملت دفعة إلى الخزانة. [شوال] [ازدحام الجند على باب الجامع الناصري] وفي شوال ازدحم الجند على باب الجامع الناصري بعد الصلاة، فمات في الزحمة والي باب القلّة، وأغشي على جماعة حملوا إلى دورهم، ومات منهم البعض (¬5). [وصول قود صاحب مكة] وفيه وصل قود (¬6) صاحب مكة وفلفل بعشرة آلاف دينار. وكان قد أرجف بعزله، فبطل ذلك الإرجاف (¬7). ¬

(¬1) خبر الجامع الحاكمي في: السلوك ج 4 ق 3/ 1223، والروض الباسم 1 / ورقة 29. (¬2) الصواب: «سنة اثنتين». (¬3) ما بين الحاصرتين هكذا ورد في المخطوط، وهو مقحم هنا. (¬4) خبر الخطبة في: بدائع الزهور 2/ 228. (¬5) خبر الازدحام في: السلوك ج 4 ق 3/ 1224، والروض الباسم 1 / ورقة 29. (¬6) في الروض الباسم «وصل فرو». (¬7) خبر صاحب مكة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1224، والروض الباسم 1 / ورقة 29.

وفاة شاهين الشجاعي

[وفاة شاهين الشجاعي] [1980]- وفيه مات شاهين الشجاعي (¬1)، حاجب الحجّاب بدمشق. [قضاء الإسكندرية] وفيه قدم الجمال بن الدماميني إلى القاهرة، فخلع عليه بإعادته إلى قضاء الإسكندرية (¬2). [سفر الحجّاج] وفيه سافر الحاجّ وأمير المحمل تمر باي، وأمير الأول سودون النوروزي، قراقاش، وحجّ تمراز أمير سلاح وطوخ أحد مقدّمين (¬3) الألوف، وعدّة من أمراء الطبلخانات والعشرات، وكتب السلطان إلى أمير مكة وأمير المدينة المشرّفتين بإعفائهما ممّا يؤخذ منهما لأمراء الحاج (¬4). [وفاة الزين ابن أبي الكرم] [1981]- وفيه مات الشيخ العالم القدوة، الصالح، الزين أبي (¬5) شعره (¬6)، عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الكرم بن سليمان الدمشقي الحنبليّ. وكان عالما، صالحا، ورعا، صحب الزين بن رجب وأخذ عنه وعن غيره. وسمع الحديث على جماعة، وحدّث، وهرع الناس إليه. ومولده سنة سبع وثمانين وسبعمائة. [خراب مدينة الفيّوم] وفيه خربت مدينة الفيّوم وجلا أهلها عنها لغلبة ماء بحر يوسف عليها (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (شاهين الشجاعي) في: الضوء اللامع 3/ 295 رقم 1136. (¬2) خبر الإسكندرية في: السلوك ج 4 ق 3/ 1222، ونزهة النفوس 4/ 212. (¬3) الصواب: «أحد مقدّمي». (¬4) خبر الحجّاج في: السلوك ج 4 ق 3/ 1225، والنجوم الزاهرة 15/ 346، 347، ونزهة النفوس 4/ 212، 213، والروض الباسم 1 / ورقة 28 و 29. (¬5) الصواب: «أبو». (¬6) في الأصل: «سعد»، والتصحيح من: معجم شيوخ ابن فهد 126، 127، والدليل الشافي 1/ 399 رقم 1376، والمنهل الصافي 7/ 169، 170 رقم 1379، والضوء اللامع 4/ 82 رقم 235، والمنهج الأحمد 491، والمقصد الأرشد، رقم 577، والجوهر المنضد 59، والسحب الوابلة 125، والدر المنضد 2/ 633 رقم 1571. (¬7) خبر الفيّوم في: السلوك ج 4 ق 3/ 1225، ونزهة النفوس 4/ 214، وبدائع الزهور 2/ 228، والروض الباسم 1 / ورقة 31.

وفاة البدر القباني

[وفاة البدر القبّاني] [1982]- وفيه مات المقري البدر، حسن بن عبد الله بن تقيّ القبّاني (¬1)، القاهري، الشافعيّ. وكان قد أتقن السبع، وبرع في الغناء به مع خير وديانة. ومولده سنة خمسين وسبعمائة. [تسليم الولي بن قاسم للدوادار] وفيه وصل بالوليّ بن قاسم بن علي جهة بحر الطور، فسلّمه السلطان لدولات باي الدوادار (¬2). [الخطبة بمدرسة المؤذي] وفيه أقيمت الخطبة بمدرسة المؤذي بالصليبة. [ذو القعدة] [زيارة السلطان لجامع ابن طولون] وفي ذي قعدة ركب السلطان وتوجّه إلى زيارة جامع ابن (¬3) طولون، وقد (¬4) عزم على هدم الميضأتين به وبعض دور، كما هدم دار ابن (¬5) النقاش، فصرف الله تعالى قلبه عن ذلك، ومضى من الجامع بعد أن كشف أحواله حتى وصل إلى الميدان بكشف ما أمر من عمارته وعمارة سوره، وعاد إلى قلعته سريعا (¬6). [استقبال السلطان لنائب حلب] وفيه قدم قانباي الحمزاوي نائب حلب وخرج السلطان فتلقّاه، وخلع عليه، فأنزل بدار أعدّت له، ثم قدّم تقدمة جيّدة، وعاد إلى محلّ كفالته بعد ذلك (¬7). [الإفراج عن الزين بن قاسم] وفيه أفرج عن الزين (¬8) / 70 / بن قاسم على خمسة عشر ألف دينار بحملها، ثم ¬

(¬1) انظر عن (القبّاني) في: إنباء الغمر 4/ 169، 170 رقم 9 (¬2) خبر التسليم في: السلوك ج 4 ق 3/ 1225، ونزهة النفوس 4/ 213، 214، والروض الباسم 1 / ورقة 31. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «وقدم». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر الزيارة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1226، وبدائع الزهور 2/ 228، 229، والروض الباسم 1 / ورقة 32. (¬7) خبر الاستقبال في: السلوك ج 4 ق 3/ 1226، وإنباء الغمر 4/ 163، ونزهة النفوس 4/ 214، والروض الباسم 1 / ورقة 32. (¬8) في السلوك: «الولي».

زيادة النيل

حمل بعضها، وترك له السلطان الباقي، واتصل بمجلس السلطان وتقرّب منه ونادمه (¬1). [زيادة النيل] وفيها والوقت زمن الربيع والشمس في برج الحمل زاد النيل حتى صار في اثني عشر ذراعا ونصف، وكانت زيادته نحوا من ذراعين ونصف، وكان ذلك في برمودة (¬2) في أيام جرت العادة باحتراقه وقلبه، فعدّ ذلك من نوادر النوادر (¬3). [إنشاء الأصطول القشتالي] وفيه وردت الأخبار بأنّ الفنش صاحب قشتالة قد أنشأ أصطولا نحوا من خمسين (¬4) بيونيا (¬5) وعشرة أغربة، ليغزو سواحل المسلمين بعد أن يتوجّه لأخذ رودس (¬6). [وفاة النور التلواني] [1983]- / 71 / وفيه مات النور التلوانيّ (¬7)، علي بن الحسن بن عمر (¬8) بن الحسن بن الحسين بن علي بن صالح المغربيّ الأصل، الجرواني، الشافعيّ. وكان إماما عالما، ذا شهامة وهمّة وكرم نفس. سمع الحديث على جماعة منهم (. . .) (¬9)، واليامي، وغيرهما، وحدّث بالكثير. ومولده في سنة تسع وستين وسبعمائة. [غارة فرنج قشتالة على بيروت] وفيها ورد الخبر بأنّ غربان عمارة صاحب قشتالة وردت إلى الساحل بيروت (¬10)، ¬

(¬1) خبر الإفراج في: السلوك ج 4 ق 3/ 1226، ونزهة النفوس 4/ 214، 215، وبدائع الزهور 2/ 228. (¬2) برمودة: هو الشهر الثامن في السنة القبطية. (¬3) خبر النيل في: السلوك ج 4 ق 3/ 1226، ونزهة النفوس 4/ 214، 215، وبدائع الزهور 2/ 228. (¬4) في السلوك: «نحوا من أربعين». (¬5) البيوني: نوع من السفن. انظر (Dozy : Supp .Dict .Ar) . (¬6) خبر الأسطول في: السلوك ج 4 ق 3/ 1227، والروض الباسم 1 / ورقة 33. (¬7) انظر عن (التلواني) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1235، 1236، وفيه: «علي بن عمر بن حسن بن حسين»، وإنباء الغمر 4/ 172 رقم 12، والمنهل الصافي 8/ 137، 138 رقم 1624 وفيه: «علي بن عمر بن حسن بن حسين بن علي بن صالح»، والدليل الشافي 1/ 466 رقم 1617، والنجوم الزاهرة 15/ 487، 488، ونزهة النفوس 4/ 229 رقم 829، ووجيز الكلام 2/ 571 رقم 1318، والضوء اللامع 5/ 263 رقم 887، وبدائع الزهور 2/ 229، وشذرات الذهب 7/ 253. (¬8) في إنباء الغمر: «علي». (¬9) كلمة مطموسة. (¬10) كذا.

ذو الحجة

وأخذوا مركبا للمسلمين من غير أن يقاتلوا أحدا، فأمر السلطان بعرض أجناد الحلقة، وتعيّن جماعة إلى سواحل الطينة ودمياط ورشيد وغير ذلك (¬1). [ذو الحجة] [عرض أجناد الحلقة] وفي ذي حجّة عرض الدوادار أجناد الحلقة ولم يعيّن للسواحل إلاّ من كان سجّل إقطاعه من ثلاثين ألف درهم فما فوقها، ثم بطل أمرهم بعد ذلك (¬2). [وفاة الشمس القاهري] [1984]- وفيه مات العلاّمة الشمس محمد بن عمّار (¬3) بن محمد بن أحمد القاهري، المالكيّ. وكان عالما، فاضلا، مفنّنا، بارعا في الفنون، عارفا بالعربية، لقي كبار المشايخ، وأخذ عنهم، وسمع الحديث على جماعة، وصنّف وألّف، وعرض له الجذام، وبه مات. ومولده سنة سبع وخمسين (¬4) وسبعمائة. [قدوم مبشّري الحاج] وفيها قدم مبشّروا (¬5) الحاج وأخبروا بالأمن والسلامة، وأنّ السيّد بركات الحسني أمير مكة قابل الأمراء ولبس خلعته إلاّ أنه وقع قتال بين أمير الركب وبين حج الينبع، وقتل من الينابعة جماعة فوق العشرين نفرا ونهبت أموالهم (¬6). ¬

(¬1) خبر الغارة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1227، 1228، والروض الباسم 1 / ورقة 33. (¬2) خبر أجناد الحلقة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1228، وبدائع الزهور 2/ 229. (¬3) انظر عن (ابن عمّار) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1236، وإنباء الغمر 4/ 175، 176 رقم 19، والنجوم الزاهرة 15/ 488، والدليل الشافي في 2/ 664 رقم 2282، وذيل رفع الإصر 295، ونزهة النفوس 4/ 229، 230 رقم 830، ومعجم شيوخ ابن فهد 387، 388، ووجيز الكلام 573 رقم 1324، والضوء اللامع 8/ 232 رقم 629، والبدر الطالع 2/ 232، ودرّة الحجال 2/ 311 رقم 856، وشذرات الذهب 7/ 354، وبدائع الزهور 2/ 229، وهدية العارفين 2/ 194، وبغية الوعاة 1/ 87، وكشف الظنون 407 و 1170 و 1288 و 1753، وإيضاح المكنون 1/ 36 و 364 و 2/ 574 و 614، ومعجم المؤلفين 11/ 74، وعصر سلاطين المماليك 4/ 194. (¬4) في معجم شيوخ ابن فهد: ولد سنة 768 أو 758. (¬5) الصواب: «مبشّرو». (¬6) خبر المبشّرين في: السلوك ج 4 ق 3/ 1228، ونزهة النفوس 4/ 219، وبدائع الزهور 2/ 229.

وفاة نور الدين التنسي

[وفاة نور الدين التنسي] [1985]- وفيها مات الشيخ نور الدين على التّنسيّ. [عمارة المساجد والجوامع بالقاهرة] وفيها - أعني هذه السنة - تجدّد بالقاهرة عمارة عدّة مساجد وجوامع ومشاهد للصالحين (¬1). [ضبط مصروفات السلطان] وفيها ضبطت الأموال التي صرفها (هذا) (¬2) السلطان من يوم سلطنته إلى آخر هذه السنة / 71 / وذلك مدّة ثلاث سنين ينقص شيئا، وكانت جملة ذلك ما بين ذهب نقد ودراهم وعروض ثلاثة آلاف ألف دينار لا لله ولا لأبي عبد الله (¬3). [ضياع كثير من بلاد اليمن عن ملكها] (وفيها خرجت كثير من) (¬4) بلاد اليمن وضياعها عن مملكة صاحب تعز من زبيد إلى أبيات حسين، وقامت شوكة العرب العادية هناك (¬5). [وفاة ابن أبي والي] [1986]- وفيها مات الأستاذ محمد بن موسى بن أبي والي (¬6) المرداوي (¬7)، الدّمشقيّ. ولم يكن متعرّيا من رياسة ولا فعل برّ. [وفاة الشيخ فولاذ] [1987]- والشيخ المعتقد بالقدس فولاذ. ¬

(¬1) خبر العمارة في: السلوك ج 4 ق 3/ 1229، والنجوم الزاهرة 15/ 347، 348. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) خبر المصروفات في: نزهة النفوس 4/ 215. (¬4) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬5) خبر اليمن في: السلوك ج 4 ق 3/ 1230. (¬6) في المنهل: «وبوالي»، وفي النجوم: «المعروف بابن والي»، وفي الدليل الشافي: «ابن بووالي»، وفيه قال: «ذكرناه في غير ترجمته بابن أبي والي كما هو المشهور عند من لا يعرف نسبه». والاسم كرديّ وليس كنية. وقال السخاوي: «وربّما نسب إلى جدّه فقيل ابن أبي والي، وقد يخفّف فيقال بوالي». (¬7) في الأصل: «المرداي». وانظر عن (المرداوي) في: السلوك ج 4 ق 3/ 1232، والدليل الشافي 2/ 678، 679 رقم 2324، والضوء اللامع 10/ 23 رقم 71، والنجوم الزاهرة 15/ 484.

وفاة الشيخ الموصلي

[وفاة الشيخ الموصلي] [1988]- والشيخ داود بن سليمان (¬1) بن عبد الله الموصلي، الحنبليّ. وكان فاضلا سمع من ابن (¬2) رجب وصحبه، وسمع من غيره، وحدّث. [وفاة الريّس الإسرائيلي] [1989]- والريّس الاوري (¬3) إبراهيم بن فرج الله (¬4) بن عبد الكافي الإسرائيلي، اليهودي، الداوودي، العاقانيّ. وقد أناف على السبعين. وكان عارفا بالطب، حسن العلاج، مقرّا بنبوّة نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم ويجهر بأنه رسول العرب، ويقول في المسيح بأنه صدّيق، وهذا بخلاف ما يقوله غيره من أهل ملّته. وكان كثير التنسّك في دينه وعلى شرعه. ¬

(¬1) انظر عن (داود بن سليمان) في: الضوء اللامع 3/ 212 رقم 795. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) كذا في الأصل. (¬4) انظر عن (ابن فرج الله) في: الضوء اللامع 1/ 116، 117، والسلوك ج 4 ق 3/ 1236، ونزهة النفوس 4/ 230، 231 رقم 832.

حوادث سنة خمس وأربعين وثمانماية

[حوادث] سنة خمس وأربعين وثمانماية [محرّم] [زيادة النيل] في محرّم، ووافق رابع بؤونة (¬1)، زاد النيل زيادة مفرطة تجاوزت عن الحدّ حين البدايات في الزيادات، وحصل بذلك غرق الأمقته، واهتمّ السلطان بأمر الجسور (¬2). [حضور مسندين في الحديث من دمشق إلى القاهرة] وفيه قدم من دمشق عبد الرحمن بن قريج (¬3) والنور بن بردس، والشهاب الذهبي ابن (¬4) ناظر الصاحبية، وهم من أجلّ المسندين بدمشق. وكان تغري برمش الفقيه نائب القلعة هو السبب في إحضارهم للأخذ عنهم، فهرع الناس إلى السماع عليهم. [وفاة ابن العطار التنوخي] [1990]- وفيه مات الشهاب بن العطار (¬5)، أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن يوسف بن عبد الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر التنوخي، الحموي، الخاصكيّ، وأحد الدوادارية. وكان عاقلا حشما، سيوسا، مدبّرا، له فضيلة، ويحفظ الكثير من الشعر، عارفا بالأنداب والتعاليم، قدم القاهرة مع والده، وتنقّل في الخدم، وصار دوادار التمرباي، وهو الدوادار الثاني، ثم صيّر من دواداريّة السلطان وقرّبه / 72 / وأدناه، واختصّ به. ¬

(¬1) بؤونة: هو الشهر العاشر في السنة القبطية. وفي الأصل: ورد «بونه». (¬2) خبر النيل في: إنباء الغمر 4/ 177، وبدائع الزهور 2/ 229. (¬3) في الأصل: «قديح». والتصحيح من مصادر الترجمة، وهي: إنباء الغمر 4/ 177، 178، والتبر المسبوك 8. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) انظر عن (ابن العطار) في: التبر المسبوك 25، والروض الباسم 1 / ورقة 48، والدليل الشافي 1/ 84، 85 رقم 297، والمنهل الصافي 2/ 175 - 177 رقم 299، والضوء اللامع 2/ 82 رقم 243، والروض الباسم 1 / ورقة 48.

الظفر بجماعة من الفرنج

ومولده في أوائل القرن. [الظفر بجماعة من الفرنج] وفيه ظفر المسلمون بجماعة من الفرنج بنواحي ثغر رشيد فقبضوا عليهم وأحضروا إلى القاهرة (¬1). [صفر] [إقامة منبر بالمدرسة السويدية] وفي صفر عقد مجلس بسبب المدرسة السويدية بمصر العتيقة (¬2) وطال فيه الكلام، وآل أمره إلى فكّ منبره الذي كان وضعه فيه وجيه الدين بن سويد لإقامة الجمعة، فبطل كونها جامعا، وحكم بأنها مدرسة، ثم بعد أيام عقد مجلس آخر بسبب ذلك، وأعيدت الخطبة ووضع المنبر، وأذن السلطان بذلك لنزاع وقع فيه (¬3). [وفاة الشمس اليانسي الربعي] [1991]- وفيه مات الشمس البالسي (¬4) محمد بن محمود بن محمد بن أبي الحسين بن محمد بن أبي الحسين الربعي، القاهري، الشافعيّ. وكان فاضلا، نشأ في عزّ ورياسة، وسمع على جماعة منهم: الزين العراقي، وأجاز له جماعة منهم ابن أميلة، وأحمد بن المهندس، وابن (¬5) هلال، وآخرين (¬6). وصاهر ابن الملقّن على ابنه. ومولده في سنة أربع وخمسين وسبعمائة. [وفاة المسند ابن قريج] [1992]- وفيه مات المسند ابن (¬7) قريج (¬8)، الماضي خبر قدومه، وهو عبد ¬

(¬1) خبر الفرنج في: إنباء الغمر 4/ 178، وبدائع الزهور 2/ 229. (¬2) في الأصل: «بمصر العتيق». (¬3) خبر المنبر في: إنباء الغمر 4/ 178، 179، والتبر المسبوك 9. (¬4) انظر عن (البالسي) في: إنباء الغمر 4/ 194، 195 رقم 16، والروض الباسم 1 / ورقة 67، 68، والضوء اللامع 10/ 44، 45 رقم 154. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) انظر عن (ابن قريج) في: إنباء الغمر 4/ 192، 193 رقم 9، ومعجم شيوخ ابن فهد 59 و 136 و 137 و 169، ووجيز الكلام 2/ 580 رقم 1341، والضوء اللامع 4/ 160، والتبر المسبوك 29، والروض الباسم 1 / ورقة 55، وشذرات الذهب 7/ 256.

ربيع الأول

الرحمن بن يوسف بن أحمد (¬1) بن سليمان بن داود بن سليمان بن داود الدمشقي، الصالحي، الحنبلي، ويعرف بابن الطحّان أيضا. وكان مسندا، عالي السند. سمع على جماعة، منهم: الصلاح بن أبي عمر، وابن (¬2) أميلة، وابن (¬3) قواليح، وانفرد برواية «المسند» للإمام أحمد، وأحضر إلى القاهرة كما ذكرناه، وأسمع بها وبها بغته الأجل. ومولده في سنة 768. [ربيع الأول] [وفاة ابن الطنبدي النحريري] [1993]- وفي ربيع الأول مات الشيخ الأديب، العالم، الفاضل، الصالح، شمس الدين بن الزين محمد بن محمد بن زين محمد بن زين الطنبدي (¬4) الأصل، النحريري، القاهري، الأزهري، المقريء الشافعيّ، مادح النبيّ صلى الله عليه وسلم. وكان عالما فاضلا، بارعا في العلم، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم، فأكثر من مديحه، فيقال إنه مدحه بأربعة عشر ألف قصيدة وخمسمائة قصيدة. وله نظم في غير المدح أيضا. وكان عارفا بالسبع، وأقرأها وانتفع به جماعات، وشرح «ألفيّة ابن (¬5) مالك». ويقال عنه إنه رأى النبي عليه السلام في منامه نحوا من تسع مائة مرة. وعاش تسعين سنة، فإنّ مولده قبل الستين وسبعمائة. [كسر النيل] / 73 / وفيه كسر النيل عن الوفاء، ووافق ذاك سابع عشرين أبيب (¬6). وعدّ من النوادر. ونزل المقام الناصري محمد ابن (¬7) السلطان لذلك (¬8). ¬

(¬1) في إنباء الغمر: «يحمد». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) انظر عن (ابن الطنبدي) في: النجوم الزاهرة 15/ 490، وحوادث الدهور 1/ 62، 63 رقم 2، والتبر المسبوك 31، 32، والذيل التام، ورقة 82 ب، والضوء اللامع 7/ 246، 247 رقم 609، ووجيز الكلام 2/ 577، 578 رقم 1333 وفيه: «الطنتدائي»، وبدائع الزهور 2/ 229. ولم يذكره كحّالة في: معجم المؤلّفين، ولا في المستدرك عليه، مع أنه من شرطه. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) أبيب هو الشهر الحادي عشر في السنة القبطية. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) خبر كسر النيل في: إنباء الغمر 4/ 180 وحوادث الدهور 1/ 57، ونزهة النفوس 4/ 235، ووجيز الكلام 2/ 576، والتبر المسبوك 11، وبدائع الزهور 2/ 229.

وفاة الخليفة المعتضد بالله

[وفاة الخليفة المعتضد بالله] [1994]- وفيه، في رابعه مات الخليفة المعتضد بالله (¬1)، داود ابن المتوكل على الله محمد بن المعتضد بالله محمد العباسي. وكانت خلافته تسعة وعشرون (¬2) سنة وأياما. وكان من سادة بني العبّاس ورؤسائهم وسراتهم، محتشما، أدوبا، وقورا، خيّرا، ديّنا، متواضعا، حسن السّمت والملتقى مجالس (¬3) العلماء والفضلاء، ويشارك في الفضائل وله سماع. ولي الخلافة بعد خلع المستعين على ما عرفته. وقلّد من السلاطين المظفّر، والصالح، والأشرف، والعزيز، والظاهر هذا. ومولده بعد الخمسين وسبعمائة. وعهد بالخلافة لأخيه (سليمان. . .) (¬4). خلافة المستكفي بالله (¬5) أمير المؤمنين، أبو (¬6) الربيع سليمان ابن المتوكل على الله ابن المعتضد بالله. كان عهد إليه أخاه (¬7) بالخلافة، وقال عنه حين عهده إليه إنه لا يعلم عليه كبيرة. ولما كان يوم الخميس ثامن ربيع هذا استدعى السلطان سليمان هذا وقد حضر قضاة القضاة والأمراء فبايعه بالخلافة على العادة، وأفيض عليه شعارها، وأحضر إليه المركوب السلطاني على العادة، فركب ونزل إلى داره في مشهد حافل. وقد لقّب بالمستكفي بالله، وتمّت بيعته (¬8). ¬

(¬1) انظر عن (المعتضد بالله) في: إنباء الغمر 4/ 189 رقم 3، والنجوم الزاهرة 15/ 489، 490، والمنهل الصافي 5/ 301 - 305 رقم 1020، والدليل الشافي 1/ 296 رقم 1017، وحوادث الدهور 1/ 61، 62 رقم 1 ووجيز الكلام 2/ 581 رقم 1344، والضوء اللامع 3/ 215 رقم 805، والتبر المسبوك 25، 26، والذيل التام، ورقة 83، ومورد اللطافة، ورقة 76، وتاريخ الخلفاء 542، 543، وتاريخ الخميس 2/ 429، وبدائع الزهور 2/ 230، والروض الباسم 1 / ورقة 50، 51، وعقد الجمان (وفيات 845 هـ‍.) وأخبار الدول 2/ 218، وشذرات الذهب 7/ 275. (¬2) الصواب: «تسعا وعشرين». (¬3) كذا. والصواب: «يجالس». (¬4) ما بين القوسين عن هامش المخطوط، والكلمة الثانية غير مقروءة. (¬5) العنوان كتب بالمداد الأحمر. (¬6) الصواب: «أبي». (¬7) الصواب: «أخوه». (¬8) خبر الخلافة في: حوادث الدهور 1/ 58، والنجوم الزاهرة 15/ 349، ونزهة النفوس 4/ 236، وتاريخ الخميس 2/ 429، 430، وتاريخ الخلفاء 511، 512، وبدائع الزهور 2/ 230.

حسبة القاهرة

[حسبة القاهرة] وفيه استقرّ في حسبة القاهرة الشيخ يار علي الخراساني العجمي، وصرف البدر العينيّ (¬1). [ربيع الآخر] [قدوم أسرى دمياط على السلطان] وفي ربيع الآخر ورد إلى القاهرة ثلاثة نفر فصعدوا إلى بين يدي السلطان ومعهم مكاتبة من نائب دمياط أخبر فيها بأنهم كانوا في مركب في البحر الملح، وخرج عليهم الفرنج فقاتلوهم حتى استولوا على المركب وقتلوا به جماعة، وأسروا هؤلاء الثلاثة، وأنّ النائب فاداهم بمائة وستين دينارا، وبعث بهم ليرحمهم وينظر في حالهم في أمر المبلغ، فقال لهم السلطان: لم أسلمتوهم (¬2) أنفسكم، ولم تقاتلوهم حتى تقتلوا! ثم أسلمهم لوالي الشرطة، وقال له: خلّص منهم القدر الذي وزنه النائب عنه وردّه إليه، فعدّ هذا من غرائب الأحكام ونوادرها (¬3). [قضاء الحنابلة بدمشق] وفيه أعيد العزّ البغدادي إلى قضاء الحنابلة بدمشق وصرف النظام بن مفلح (¬4). [جمادى الأول] [الخلعة لنائب كركر] وفي جماد الأول / 74 / خلع على نوكار (¬5) بالتوجّه مسفّرا بخلعة إلى نائب كركر، وكان عاصيا، فبعث بالإذعان، فسرّ السلطان بذلك وعيّن إليه هذا، ومع ذلك فما أفاد شيئا. وجرى بعد ذلك من جهة هذه القلعة أمور يطول الشرح في ذكرها دامت في عدّة دول (¬6). [وفاة الشهاب ابن حجّي] [1995]- وفيه مات الشهاب بن حجّي (¬7)، أحمد بن عمر بن حجّي بن ¬

(¬1) خبر الحسبة في: إنباء الغمر 4/ 180، والنجوم الزاهرة 15/ 349، ونزهة النفوس 4/ 235، 236، والتبر المسبوك 13. (¬2) الصواب: «أسلمتموهم». (¬3) خبر الأسرى في: وجيز الكلام 2/ 576، والتبر المسبوك 14. (¬4) خبر القضاء في: نزهة النفوس 4/ 236، والتبر المسبوك 13. (¬5) في نزهة النفوس: «نكار». (¬6) انظر عن الخلعة في: نزهة النفوس 4/ 236، 237، والتبر المسبوك 14. (¬7) انظر عن (ابن حجي) في: التبر المسبوك 25، وبدائع الزهور 2/ 230، والروض الباسم 1 / ورقة 47، 48.

إمرة مكة المشرفة

موسى بن أحمد الحسباني (¬1)، الصفدي (¬2)، الدمشقيّ. وكان فاضلا، ولي عدّة تداريس بدمشق. ومولده سنة ثمان وستين وسبعمائة. [إمرة مكة المشرّفة] وفيه قرّر في إمرة مكة المشرّفة السيد علي بن حسن بن عجلان أخو السيد بركات، عوضا عن أخيه بركات المذكور، لكونه امتنع عن حضوره إلى القاهرة، وقد طلبه السلطان غير ما مرة (¬3). [تعيين أمراء للسفر مع أمير مكة] وفيه عيّن يشبك الصوفي أحد العشرات وروس (¬4) النوب، وعيّن معه خمسين (¬5) من الجند يسافروا (¬6) مع صاحب مكة عونا له على أخيه ويقيموا هناك، وأن يعود من بمكة قبلهم من الباش، وهو سودون المحمدي ومن معه من الجند (¬7). [وفاة السراج الشيرازي] [1996]- وفيه مات السراج الفالي (¬8) مكرّم بن إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم بن يحيى بن مكرم الشيرازي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا في العربية، من بيت أصل وعزّ وجلالة. أخذ عن جماعة من الأكابر، وسمع على جماعة، منهم: الشرف الجرهي، وولي قضاء بلاده، وأفتى ودرّس وانتفع به الناس. وكان ذا صيت وشهرة. ومولده سنة ستّ وستّين وسبعمائة. ¬

(¬1) في التبر المسبوك: «الحساني». (¬2) في التبر المسبوك: «السعدي». (¬3) خبر إمرة مكة في: حوادث الدهور 1/ 58، والنجوم الزاهرة 15/ 349، ونزهة النفوس 4/ 237، والتبر المسبوك 814، وسمط العوالي 4/ 281. (¬4) كذا. (¬5) الصواب: «خمسون». وفي نزهة النفوس: «مائة وخمسون». (¬6) الصواب: «ليسافروا». (¬7) خبر الأمراء في: نزهة النفوس 4/ 237. (¬8) انظر عن (السراج الفالي) في: وجيز الكلام 2/ 578 رقم 1336، والضوء اللامع 10/ 168، وبدائع الزهور 2/ 230، والروض الباسم 1 / ورقة 68، 69.

جمادى الآخر

[جمادى الآخر] [سفر صاحب مكة] وفي جماد الآخر سافر السيد علي صاحب مكة، وسافر صحبته يشبك الصوفي ومن عيّن معه من الجند وبعض أناس خرجوا معهم كالركب الرجبيّ (¬1). [وفاة السراج الفالي] - وفيه ذكر بعضهم وفاة السراج الفالي (¬2) والله أعلم. [رجب] [استقبال السلطان لنائب طرابلس] وفي رجب قدم برسباي الناصري نائب طرابلس، ونزل السلطان إلى لقائه بمطعم الطير، وخلع عليه، وأنزل بمكان يليق به. ثم قدّم بعد ذلك تقدمة هائلة على رأس مائتي جمّال وستّين حمّالا وكانت شيئا كثيرا، ودام أياما، وخلع عليه بعوده إلى محلّ كفالته (¬3). [القبض على الأستادارا وناظر الديوان] وفيه قبض علي قز طوغان (¬4) الأستادار، وزين الدين ناظر الديوان المفرد، وسلّما للدوادار الكبير. ثم عملت مصلحة قز طوغان وأخرج على تقدمة ألف بحلب، وقرّر في نظر الديوان المفرد / 75 / زين الدين على عادته (¬5). [التقرير بالأستادارية] وفيه قرّر في الأستادارية الزين عبد الرحمن بن الكويز عوضا عن طوغان (¬6). ¬

(¬1) خبر السفر في: إنباء الغمر 4/ 181، وحوادث الدهور 1/ 58، ونزهة النفوس 4/ 237، والتبر المسبوك 15، وبدائع الزهور 2/ 231. (¬2) تقدّم برقم (1993). (¬3) خبر الاستقبال في: النجوم الزاهرة 15/ 349، 350، وحوادث الدهور 1/ 59، وإنباء الغمر 4/ 182، ونزهة النفوس 4/ 238، والتبر المسبوك 15، وبدائع الزهور 2/ 231. (¬4) في بدائع الزهور: «طوغان قرقا». (¬5) خبر القبض في: إنباء الغمر 4/ 181، والنجوم الزاهرة 15/ 350، وحوادث الدهور 1/ 59، ونزهة النفوس 4/ 238، وبدائع الزهور 2/ 231. (¬6) خبر الأستادارية في: إنباء الغمر 4/ 181، وحوادث الدهور 1/ 59، والنجوم الزاهرة 15/ 350، ونزهة النفوس 4/ 239، والتبر المسبوك 15، وبدائع الزهور 2/ 231.

وفاة الجمال البرلسي

[وفاة الجمال البرلّسي] [1997]- وفيه مات الجمال البرلّسيّ (¬1)، عبد الله بن محمد القاهري، الشافعيّ. وكان يتزايا (¬2) أولا بزيّ الصوفية، وأحبّ الفقهاء وطريقهم، ثم عدل عن ذلك إلى طريقة العلماء، واشتغل وناب في الحكم. ومولده قبل الستين وسبعمائة. [نيابة الإسكندرية] وفيه قرّر في نيابة الإسكندرية الشهاب أحمد بن أمير علي بن إينال، عوضا عن أسنبغا الطيّاري، واستقدم الطيّاري للقاهرة على ما بيده من التقدمة (¬3). [وفاة الزين الرومي] [1998]- وفيه مات الزين الروميّ (¬4)، عبد الرحيم (¬5) بن محمد بن أبي بكر الحنفي، أحد نواب الحكم. وكان فاضلا مدرّسا، به نفع للطلبة. ومولده سنة خمس وسبعين وسبعمائة. [وفاة المحبّ ابن الأوجاقي] [1999]- وفيه مات المحبّ ابن الأوجاقي (¬6) محمد بن محمد بن أحمد بن العزّ القاهري. ¬

(¬1) انظر عن (البرلّسي) في: إنباء الغمر 4/ 190 رقم 6، والضوء اللامع 5/ 246، والروض الباسم 1 / ورقة 54، 55، والتبر المسبوك 29. (¬2) كذا: والصواب: «يتزيّا». (¬3) خبر نيابة الإسكندرية في: إنباء الغمر 4/ 181 وحوادث الدهور 1/ 59، والنجوم الزاهرة 15/ 350، ونزهة النفوس 4/ 239، والتبر المسبوك 15. (¬4) انظر عن (الزين الرومي) في: إنباء الغمر 4/ 193 رقم 10، وحوادث الدهور 1/ 63 رقم 3، ونزهة النفوس 4/ 241 رقم 834، والضوء اللامع 4/ 199 رقم 481، ووجيز الكلام 2/ 579 رقم 1337، والتبر المسبوك 31، والروض الباسم 1 / ورقة 56. (¬5) في حوادث الدهور: «عبد الرحمن». (¬6) انظر عن (ابن الأوجاقي) في: النجوم الزاهرة 15/ 490، وحوادث الدهور 1/ 63 رقم 4، ونزهة النفوس 4/ 242 رقم 835، والذيل على رفع الإصر، ولاقة 82 ب، والتبر المسبوك 34، والضوء اللامع 9/ 49، 50 رقم 127، ووجيز الكلام 2/ 578، رقم 1334، بدائع الزهور 2/ 231، والروض الباسم 1 / ورقة 63 - 66. وتصحّف في بدائع الزهور إلى: «الأوقافي».

شعبان

وكان عالما، فاضلا، خيّرا، ديّنا، كثير العبادات، سمع على جماعة، وأجاز له جماعة. ومولده سنة سبعين وسبعمائة تقريبا. [شعبان] [كائنة الشهاب القدسي الواعظ] وفي شعبان كانت كائنة الشهاب القدسي الواعظ، وكان قد جاور بمكة في السنة الحالية، وعمل بها مجالس الوعظ، فعمل عليه بعض فقهاء مكة ونسبوه إلى أمور وهو ينكرها، وأثبتوا عليه أشياء بمحضر كتب فيه جماعة أدناها يوجب التعزيز، وأعلاها يوجب التكفير، وشهدوا عليه بأفعال قلبية ما لا يطّلع على ذلك إلاّ الله تعالى، كقولهم قال كذا، وأراد كذا. وجلس في يوم جمعة ومنع من صلاة الجمعة، وعقد له مجلس وبهدل فيه وعزّر، ومنع من الجلوس على الكرسيّ ليوعظ (¬1) ومن الإفتاء والتدريس. وحكم الشافعيّ بمكة بذلك ونفذ له المالكي، وحصل عليه بسبب ذلك مشقّة زائدة، وقدم القاهرة بعد ذلك لينهي حاله للسلطان. وكان قد سبقه المحضر (إلى) (¬2) القاهرة (¬3)، فأشير عليه أن يسكت ولا يصعد إلى السلطان لما هو ظاهر. فسكت على مضض (¬4). [وفاة أبي أمامة ابن النقّاش] [2000]- وفيه مات أبو أمامة بن النقّاش (¬5)، محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عبد الواحد بن يوسف بن عبد الرحيم الدكالي، المصري، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، ولي خطابة جامع ابن طولون بعد أبيه، وشهر وذكر، لكنه خالط الأمراء، ودخل بنفسه فيما لا يعنيه / 76 / فامتحن بسبب ذلك، وحصل عليه أنكاد. وأخرجت عنه خطابة الجامع المذكور. وكان له سماع من جماعة. ومولده بعد السبعين وسبعمائة. [رمضان] [وقوع خبطة] وفي رمضان وقع خبط في بيوته، وحكم القاضي الحنبلي يطول الشرح في ذكره. ¬

(¬1) الصواب: «ليعظ». (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) في الأصل: «للقاهرة». (¬4) خبر الكائنة في: إنباء الغمر 4/ 182، 183. (¬5) انظر عن (ابن النقاش) في: إنباء الغمر 4/ 193 رقم 12، وبدائع الزهور 2/ 231، والضوء اللامع 8/ 38، 39 رقم 21، والروض الباسم 1 / ورقة 60.

تعظيم الشيخ الحافي

[تعظيم الشيخ الحافي] وفيه قدم إلى القاهرة الشيخ الإمام، العلاّمة، الزاهد، الصوفي، المحقّق، شمس الدين محمد الحافي (¬1)، وتلقّاه الكمال بن البارزي كاتب السرّ، والجمال ابن (¬2) كاتب جكم ناظر الخاص، وأنزل بمكان أعدّ له. ثم اجتمع بالسلطان وولده محمد والأعيان، وأكرم وعومل بالجميل، وعظّم غاية التعظيم (¬3). [وفاة المؤرّخ التقيّ المقريزي] [2001]- وفيه مات المحدّث، المؤرّخ، العلاّمة، التقيّ المقريزيّ (¬4)، ¬

(¬1) في حوادث الدهور (المطبوع) 1/ 59: «الخاقاني»، وهو غلط، وفي نسخة خطية: «الخافي»، ومثلها في النجوم الزاهرة، والمثبت بالحاء المهملة يتفق مع نزهة النفوس. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر الشيخ الحافي في: حوادث الدهور 1/ 79، والنجوم الزاهرة 15/ 350، ونزهة النفوس 4/ 239، 240، والتبر المسبوك 17، والروض الباسم 1 / ورقة 39، 40. (¬4) انظر عن (التقيّ المقريزي) في: إنباء الغمر 4/ 187، 188 رقم 1، والمنهل الصافي 1/ 394 - 399 رقم 217، والدليل الشافي 1/ 63 رقم 217، والنجوم الزاهرة 15/ 490، 491، وحوادث الدهور 1/ 63 - 68 رقم 5، وعنوان الزمان، ورقة 18 ب، رقم 34، ومعجم شيوخ ابن فهد 22 و 63 - 67، و 90 و 293 و 390 و 400، ونزهة النفوس 4/ 242 - 244 رقم 536، ووجيز الكلام 2/ 580 رقم 1342، والضوء اللامع 1/ 63 رقم 217، وتاريخ الخلفاء 513، وحسن المحاضرة 1/ 557، والتبر المسبوك 21 - 24، وبدائع الزهور 2/ 231، 232، والبدر الطالع 1/ 79 - 81، والروض الباسم 1 / ورقة 44 - 47، وكشف الظنون 7 و 71 و 97 و 128 و 158 و 166 و 201 و 262 و 304 و 345 و 485 و 670 و 700 و 716 و 747 و 824 و 1000 و 1020 و 1030 و 1088 و 1110 و 1150 و 1156 و 1396 و 1603 و 1780 و 1889، وشذرات الذهب 7/ 255، والخطط التوفيقية لعلي مبارك 9/ 69، 70، وإيضاح المكنون 1/ 100 و 122 و 207 و 379 و 2/ 512 و 633، وفهرس المخطوطات المصوّرة بدار الكتب المصرية 2/ 3 و 32 و 33 و 121 و 122 و 154 و 155 و 238 و 261 و 264، وفهرست الخديوية 5/ 13 و 21 و 162، 163، وفهرس مخطوطات الظاهرية (التاريخ) للعش 97 و 98 و 105 و 152، ومعجم المؤلفين 2/ 11، 12، والتاريخ العربي والمؤرّخون 3/ 140 - 151 رقم 1، والمؤرّخون في مصر في القرن الخامس عشر الميلادي، لمحمد مصطفى زيادة، القاهرة 1954، وهدية العارفين 1/ 127، وفهرست معهد المخطوطات العربية ج 2 ق 1/ 32 و 121 و 141 وق 2/ 165 وق 3/ 297، ومعجم المطبوعات العربية 2/ 1778، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 184 - 186، وتاريخ الأدب العربي 2/ 38، وملحقه 2/ 36، وعلم التأريخ عند المسلمين 18 و 25 و 60 و 63 و 80 و 91 و 117 و 122 و 154 و 175 و 214 و 240 و 248 و 392 و 435 و 436 و 440 و 450 و 480 و 549 و 611 و 682 و 687، وديوان الإسلام 4/ 197 - 199 رقم 1928، والأعلام 1/ 177، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 5/ 137 - 147، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 777 - 780 رقم 1479، وعقد الجمان (وفيات 845 هـ‍،)، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) ق 2 ج 1/ 337 رقم 187 والمجمع المؤسّس للمعجم المفهرس 3/ 58 - 60 رقم =

شوال

أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن تميم بن عبد الصمد بن أبي الحسن بن عبد الصمد بن تميم البعلبكّيّ الأصل، المصري، الحنفي، ثم الشافعيّ، بل الظاهريّ فيما قيل عنه، وما يشعر من عباراته وإشاراته. وكان عالما فاضلا، مفنّنا، بارعا في الحديث والتاريخ، مشاركا في الفضائل وبعض العلوم القديمة، وله التصانيف المفيدة، سيما في التاريخ، وهم (¬1) عدّة تواريخ مطوّلة مشهورة، وكان حسن المذاكرة والمعاشرة، كثير النوادر، خيّرا ديّنا، صالحا، مع عصبيّة كانت فيه على الحنفية وقيل ظاهر لمذهب الظاهرية. وكان بعض الناس ينسبه إلى الفاطميين بني عبيد خلفاء مصر، ويضع نسبه أنصاريا، وأنكر هو ذلك. وولي التقيّ هذا حسبة القاهرة غير ما مرة. وكان له نظم وسماع كثير. [شوال] [وفاة الشمس الدّنجاوي] [2002]- وفي شوال مات الشمس الدنجاوي (¬2) محمد بن عمر بن عبد الله بن محمد بن غازي الدمياطي، القاهري، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا في الفقه والعربية ماهرا في الأدب، وله نظم جيّد، فمنه، وفيه التورية بألقاب بعض من الخلفاء. وصالك «معتزّ» وحسنك «حاكم» (¬3) ... وأبوك (¬4) «منصور» وجدّك (¬5) «قاهر» وصبري «مأمون» وقلبي «واثق» ... ودمعي «سفّاح» ومالي «ناصر» وسمع على جماعة. ومولده سنة ستّ. وقيل: اثنين (¬6) وثمانماية. ¬

= 421، والفهرس التمهيدي 383 و 436، وفهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية (التاريخ) 2/ 233 رقم 1724، و (الرياضيات) ج 3 ق 3/ 52 رقم 91. (¬1) الصواب: «وهي». (¬2) انظر عن (الدنجاوي) في: إنباء الغمر 4/ 194 رقم 14، ووجيز الكلام 2/ 578 رقم 1335، والضوء اللامع 8/ 671، وبدائع الزهور 2/ 232، 233، وشذرات الذهب 7/ 258، والروض الباسم 1 / ورقة 62. (¬3) في بدائع الزهور: «وقدّك عادل». (¬4) في بدائع الزهور: «وجفنك». وفي الروض الباسم: «لحظك». وفي الأصل: «ابك». (¬5) وفي وجيز الكلام: «صدرك»، وفي بدائع الزهور: «خدّك». (¬6) الصواب: «اثنتين».

وفاة الزين الصائغ

[وفاة الزين الصائغ] [2003]- وفيه مات الأستاذ، الكاتب / 77 / المجيد، الزين عبد الرحمن بن يوسف الصائغ (¬1)، الحنفي القاهريّ. وكان قد انتهت إليه رياسة الكتّاب في عصره، بل ما وجدنا بعده إلى يومنا هذا مثله. [وفاة صاحب اليمن] [2004]- وفيه مات صاحب اليمن (¬2)، السلطان الملك الأشرف، إسماعيل بن علي (¬3) بن إسماعيل التركمانيّ الأصل، اليمني. ولي الملك بعد أبيه كما تقدّم. وأساء التدبير بحدّة مزاجه المفرطة وطيشه وخفّته. وكانت سيرته من أسوأ السير. وولي بعده المظفر يوسف بن عمر بن إسماعيل بن الناصر. [خروج الحاج والمحمل] وفيه خرج الحاجّ وأميرهم على المحمل تغري بردي الزردكاش فنزل ببركة الجبّ برحلة واحدة من القاهرة، وكانت العادة المستمرّة إلى هذا اليوم أن يخرج إلى الريدانية، ثم منها إلى البركة، فبطلت هذه العادة في بلاده، وستأتي ترجمته في وفاته (¬4). [القبض على جانبك المحمودي] وفيه قبض السلطان على جانبك المحمودي أخو (¬5) قانبك، وكان قد ثقل على السلطان لتجسّره ومداخلته فيه وكثرة تهوّره وطيشه وخفّته وسوء خلقه وكثرة قاله وقيله، فأنكره بسبب قبضه عليه الكثير ممّن كان يتجاسر على السلطان، وحصل له الكثير من ¬

(¬1) انظر عن (الصائغ) في: إنباء الغمر 4/ 192، 193 رقم 9، والتبر المسبوك 29، ووجيز الكلام 2/ 580، 581 رقم 1343، والضوء اللامع 4/ 416، وعنوان الزمان، رقم 274، وبدائع الزهور 2/ 232، والروض الباسم 1 / ورقة 55، 56. (¬2) انظر عن (صاحب اليمن) في: وجيز الكلام 2/ 582 رقم 1345، والضوء اللامع 2/ 308، وبدائع الزهور 2/ 232، والروض الباسم 1 / ورقة 48، 49. (¬3) في وجيز الكلام: «يحيى» وهو غلط. (¬4) خبر المحمل في: حوادث الدهور 1/ 60، والنجوم الزاهرة 15/ 350، 351، والتبر المسبوك 18، وبدائع الزهور 2/ 232، والروض الباسم 1 / ورقة 40. (¬5) الصواب: «أخي».

ذو القعدة

أغراضه، وعظم من يومئذ، فإنه كان كالمحصور أو المحجور عليه من المؤيّديّة، سيما جانبك هذا (¬1). [ذو القعدة] [الاهتمام بغزو رودس] وفي ذي قعدة كان اهتمام السلطان بغزو رودس وصار يأمل أن يفتحها كما فتح الأشرف قبرس، وعيّن من الأمراء إينال العلائي الأجرود، وتمر باي رأس نوبة النوب وجعلهما مقدّمين (¬2) البرّ والبحر، وعيّن جماعة من العشرات وغيرهم، وعدّة من الجند، وأخذوا في أسباب تجهّزهم (¬3). [وفاة الجمال ابن الدماميني] [2005]- وفيه مات الجمال بن الدّماميني (¬4) قاضي الإسكندرية، عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن سليمان بن جعفر بن علي بن حسين بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن أحمد بن علي بن صالح بن إبراهيم بن إبراهيم بن سليمان بن معاوية بن يزيد بن سليمان بن خالد بن الوليد القرشي، المخزومي، السكندري، المالكيّ. وكان من بيت رياسة، سخيّ النفس، واسع البذل، مع قلّة علمه، وولي قضاء الإسكندرية زيادة على الثلاثين سنة، وأتلف / 78 / أموالا جمّة، وقاسى الأهوال، وعادى الناس. وكان له سماع من جماعة. ومولده سنة 784. [سجن جانبك المحمودي بالإسكندرية] وفيه أخرج جانبك المحمودي أحد العشرات المقبوض عليه إلى سجن الإسكندرية، وقرّر في إمريّته غيره، وكذا في وظيفة الرأس نوبته التي كانت بيده. ¬

(¬1) خبر القبض في: النجوم الزاهرة 15/ 351، وحوادث الدهور 1/ 60، ونزهة النفوس 4/ 240، وبدائع الزهور 2/ 232، والروض الباسم 1 / ورقة 40. (¬2) الصواب: «مقدّمي». (¬3) خبر رودس في: النجوم الزاهرة 15/ 351، وبدائع الزهور 2/ 233، والروض الباسم 1 / ورقة 41. (¬4) انظر عن (ابن الدماميني) في: إنباء الغمر 4/ 190، 191 رقم 7، والنجوم الزاهرة 15/ 491، ونزهة النفوس 4/ 244 رقم 837، ووجيز الكلام 2/ 579 رقم 1338، والضوء اللامع 5/ 53 رقم 198، والتبر المسبوك 26 - 28، وبدائع الزهور 2/ 233، وعنوان الزمان، رقم 302، وحوادث الدهور 1/ 68 رقم 6، والروض الباسم 1 / ورقة 52 - 54، وشذرات الذهب 7/ 256.

ذو الحجة

[ذو الحجة] [الزحام في الحاج] وفي ذي حجّة لما دخل الحاج إلى مكة المشرّفة وقع لهم ازدحام فمات في الزحمة أربعة عشر نفسا، ودخل الركب الغزّاوي، ثم الحلبي، ثم الشامي، والكركي، والصفدي، والرومي، والبغدادي، إلى أن امتلأت بيوت مكة وجبالها وشعابها بالحجّ، وامتدّوا إلى منى. وكان جمعا وافرا نادرا (¬1). [وفاة البدر البهوتي] [2006]- وفيه مات البدر البهوتيّ (¬2)، حسن بن علي بن محمد القاهري، الحسني، المالكيّ، نزيل المدرسة الحسنية بالرميلة. وكان اشتغل ففضل، وأخذ عن التاج بهرام، وسمع على الكفر بطناوي، والعراقي، وآخرين. ومولده في سنة خمس وسبعين وسبعمائة. [الكشف عن كنائس النصارى واليهود] وفيه قام شيخنا العلاّمة، الأمين، الأقصرائي، الحنفي في كشف كنائس اليهود والنصارى، وختم على الكثير منها حتى يتّضح أمرها، وأبطل عدّة منها، وصيّر بعضا منها مسجدا يصلّى به. ووقع بسبب ذلك أشياء تطول (¬3). [نظر الأوقاف] وفيه قرّر في نظر الأوقاف سودون أمير مشوي شريكا للعلاء بن أقبرس ولأبي بكر المصارع (¬4). [الكشف على كنيسة لليهود] وفيه أمر السلطان المحتسب بأن ينزل إلى قاضي القضاة الشافعية الحافظ ابن (¬5) حجر، ¬

(¬1) خبر الزمام في: إنباء الغمر 4/ 189، ووجيز الكلام 2/ 576، والروض الباسم 1 / ورقة 43. (¬2) انظر عن (البهوتي) في: بدائع الزهور 2/ 233، والروض الباسم 1 / ورقة 50. (¬3) خبر الكنائس في: التبر المسبوك 20، 21، وبدائع الزهور 2/ 233، والروض الباسم 1 / ورقة 44. (¬4) خبر الأوقاف في: بدائع الزهور 2/ 233. (¬5) في الأصل: «بن».

قدم مبشري الحاج

والحنفية السعد بن الديري فيتوجّه معهما ومعهم النزول (¬1) إلى قصر الشمع (¬2) بمصر ويكشفوا (¬3) عن كنيسة اليهود بها، فتوجّهوا وكشفوا، ووقعت أشياء يطول الشرح في ذكرها (¬4). [قدم مبشّري الحاج] وفيه قدم مبشّروا (¬5) الحاج وأخبروا بالأمن والسلامة، وأنه حصل للحاج الغلاء بالينبع (¬6). * * * [وفاة الشهاب ابن الرسام] [2007]- وفيها - أعني هذه السنة -[مات] (¬7) الشهاب بن الرسّام (¬8)، أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن علي بن إسماعيل الحموي، الحنبليّ. وكان واعظا، فاضلا. ووالده الرسّام كان من عباد الله الصالحين. اشتغل ولده هذا وفضل، ووعظ الناس، وولي قضاء حلب وحماه، وصنّف وألّف. ومولده سنة 793. [وفاة تنبك الجقمقي] [2008]- وفيها مات تنبك الجقمقيّ (¬9)، نائب قلعة مصر كان. [وفاة جانم الأشرفي] [2009]- وجانم الأشرفي (¬10) رأس نوبة سيدي (أحد العشرات) (¬11). ¬

(¬1) الصواب: «للنزول». (¬2) في الأصل: «السمع». (¬3) في الأصل: «ويكتفوا». (¬4) خبر الكشف في: بدائع الزهور 2/ 233، والروض الباسم 1 / ورقة 43. (¬5) الصواب: «مبشّرو». (¬6) خبر الحاج في: بدائع الزهور 2/ 233. (¬7) إضافة على الأصل للتوضيح. (¬8) انظر عن (ابن الرسام) في: معجم شيوخ ابن فهد 54، 55، وعنوان الزمان، ورقة 3 ب / وبدائع الزهور 2/ 233، وهدية العارفين 1/ 175، والضوء اللامع 1/ 2349، 250، ومعجم المؤلفين 1/ 174، 175، والمنهج الأحمد 488، والمقصد الأرشد، رقم 15، والسحب الوابلة 27، والدر المنضد 2/ 632 رقم 1570. (¬9) انظر عن (تنبك الجقمقي) في: بدائع الزهور 2/ 233، والروض الباسم 1 / ورقة 49. (¬10) انظر عن (جانم الأشرفي) في: الروض الباسم 1 / ورقة 49. (¬11) ما بين القوسين عن هامش المخطوط.

استشهاد سرور بن عبد الله بيد الفرنج

[استشهاد سرور بن عبد الله بيد الفرنج] [2010]- / 79 / وفيها مات قتيلا بيد الفرنج الشيخ سرور (¬1) بن عبد الله بن سرور بن أحمد بن عبد الحميد بن سعيد بن معروف بن خالد القسنطيني (¬2)، التونسي، المغربي، المالكيّ. وكان سمع من جماعة بتونس، وقدم هذه البلاد، وجرت عليه أنكاد، وبقي في ركب مع الفرنج، وكأنه دسّ الأعداء إلى صاحب المركب بقتله فاغتيل، وقتل على ما يقال، فإنه انقطع خبره من يومه ذلك. وكان طائشا مشهورا، أسود اللون. ومولده سنة أحد (¬3) وتسعين وسبعمائة. [وفاة الشمس البصروي] [2011]- وفيها مات الشمس محمد البصروي (¬4)، الشافعيّ. وكان حشما، ذا رياسة وعراقة، ولديه شهامة ومروءة، وعنده فضيلة وعلم. وولي قضاء القدس. ¬

(¬1) انظر عن (سرور) في: الضوء اللامع 2/ 245 رقم 920، ووجيز الكلام 2/ 579 رقم 1339، والتبر المسبوك 26. (¬2) في الأصل: «القسطنطيني» وهو سهو من الناسخ. (¬3) الصواب: «سنة إحدى». (¬4) انظر عن (البصروي) في: إنباء الغمر 4/ 195 رقم 17، والروض الباسم 1 / ورقة 68.

حوادث سنة ست وأربعين وثمانماية

[حوادث] سنة ستّ وأربعين وثمانماية [محرّم] [توعّر الطرقات لإصلاحها] في محرّم أمر السلطان بإصلاح الطرقات [و] الشوارع وغيرها، وألزم والي الشرطة أصحاب الحوانيت والدّور بقطع ما بأمام أملاكهم مقدارا حدّه لهم، وعاب الكثير من أهل ذلك، فتوعّرت الطرقات بسبب ذلك، وقاسى المارّة غاية الضرر، لا سيما ليلا، وخصوصا الشيوخ وضعفاء الأبصار. ثم أبطل السلطان ذلك، فبقيت الطرقات موعّرة (¬1). [الفتنة باليمن] وفيه كانت الفتنة باليمن، وثار المماليك الأتراك بزبيد على المظفّر يوسف، واتفقوا على إقامة محمد بن عثمان بن الأفضل عباس، وتمليكه عليهم فبايعوه ولقّبوه بالمفضّل، واستمرّ بزبيد، وكان آخر العهد به (¬2). [الختم على كنيسة للنصارى الملكيين] وفيه ختم على كنيسة النصارى الملكيّين وكشف عن دار بحارة زويلة كانت لبعض اليهود ومات عنها، وآلت إلى [أن] (¬3) جعلت في حكم الكنيسة، فأمروا أن لا يجتمعوا بها، وأن تؤجّر للسكنى، ثم ثبت على بعض القضاة أنها لجهة بيت المال، وأنّ لا حقّ لليهود في رقبتها (¬4). [سفر الغزاة إلى رودس] وفيه سافر إينال الأجرود ومن عيّن معه للغزاة لرودس (¬5). ¬

(¬1) خبر الطرقات في: إنباء الغمر 4/ 196، والتبر المسبوك 36، والروض الباسم 1 / ورقة 69، وبدائع الزهور 2/ 233. (¬2) خبر الفتنة في: الروض الباسم 1 / ورقة 71، وبدائع الزهور 2/ 233، 234. (¬3) إضافة على الأصل. (¬4) خبر الكنيسة في: إنباء الغمر 4/ 196 - 198، ووجيز الكلام 2/ 583، والتبر المسبوك 36، والروض الباسم 1 / ورقة 70. (¬5) خبر ردوس في: حوادث الدهور 1/ 49 وبدائع الزهور 2/ 234، والروض الباسم 1 / ورقة 72.

صفر

[صفر] [استيلاء ابن عجلان على جدّة] وفي صفر وصل السيد بركات بن حسن بن عجلان الحسني أمير مكة كان إلى جدّة، واستولى عليها، فخرج إليه أخوه المتولّي هو وأمير الجند الراكز يشبك الصوفي بالجند وعسكر مكة، ووقع بينهم حرب كسر فيه (¬1) بركات، وقتل جمع عظيم، وكان يوما مهولا (¬2). فممّن قتل من القوّاد: [2012]- دبيس بن حيار (¬3) بن عمر، [2013]- وحيار بن / 80 / المصبح (¬4)، [2014]- ومصباح (¬5) الحسني الدوادار، [2015]- وجمّاز بن منصور، وجماعة غيرهم. [قضاء الحنفية بدمشق] وفيه استقرّ شيخنا الحميد (¬6) النعمانيّ في قضاء الحنفية بدمشق، عوضا عن الشمس الطنبدي (¬7) بعد صرفه. وهذه أول ولايات صدر الدين، ثم تكرّرت غير ما مرة (¬8). [فتنة جلبان السلطان] وفيه كانت الفتنة من جلبان السلطان، فثاروا بطباق القلعة وصعدوا إلى الأسطحة منها، ومعهم الحجارة والقسيّ والسهام، وأخذوا في رجم الداخل والخارج بالقلعة، وأفحشوا في ذلك، وكذلك منعوا الأمراء وأرباب الدولة من طلوعهم إلى الخدمة، وكسروا باب الزردخاناه وأخذوا منها سلاحا كثيرا ثم نحو العشرين ألف دينار، وضربوا ¬

(¬1) الصواب: «فيها». (¬2) خبر جدّة في: بدائع الزهور 2/ 234، والتبر المسبوك 40، والروض الباسم 1 / ورقة 73، وسمط النجوم العوالي 4/ 281، 282. (¬3) في التبر المسبوك: «وبيس بن جسار». (¬4) في التبر المسبوك: «جسار الفصيج». (¬5) في التبر المسبوك: (ومفتاح». (¬6) في المصادر: «حميد الدين» و «جمال الدين». (¬7) في نزهة النفوس، وحوادث الدهور: «الصفدي». (¬8) خبر القضاء في: حوادث الدهور 1/ 69، ونزهة النفوس 4/ 248، والتبر المسبوك 41، والروض الباسم 1 / ورقة 73.

وفاة الزركشي القاهري

جماعة عند باب الزردخاناه وقبّحوا بحق السلطان ولهجوا بخلعه. وطلب السلطان الأمراء إلى عنده، وأمرهم بالركوب لقتال المماليك وأخذهم، غير أن القوّاد خوّفوه غائلة الأمر. وآل الأمر أن تكلّم بجماعة معهم حتى (يعفوا وزاد الشرّ) (¬1)، وانقسموا على فرقتين، التحتاني والفواقي، ووقع التنازع، وقتل (ثمانين) (¬2) من المماليك (¬3) ما بين ترك وعوامّ نحوا (¬4) من خمسين نفرا. وضرب الكمال بن البارزي كاتب السرّ حتى أشيع أنه مات. ثم آل الأمر إلى تسكين الفتنة بعد أمور (¬5). [وفاة الزركشي القاهري] [2016]- وفيه مات الزركشيّ (¬6) عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد القاهري، الحنبليّ. وكان عالما، فاضلا، له السند العالي. سمع على جماعة، وانفرد بمصر برواية «مسلم» عن القباني، وولي مشيخة تدريس الحنابلة بالشيخونية والبرقوقية. ومولده في سنة سبع وخمسين (¬7) وسبعمائة. [ربيع الأول] [وفاة البرهان البهنسي] [2017]- وفي ربيع الأول مات الأديب، الفاضل، البرهان البهنسيّ (¬8)، إبراهيم ¬

(¬1) ما بين القوسين مطموس في الأصل، والمثبت من: الروض الباسم. (¬2) مطموسة في الأصل. والمثبت من الروض الباسم. (¬3) مطموسة في الأصل. والمثبت من الروض الباسم. (¬4) الصواب: «نحو». (¬5) خبر الفتنة في: النجوم الزاهرة 15/ 352، وحوادث الدهور 1/ 69، 70، ونزهة النفوس 4/ 248، 249، والتبر المسبوك 41، وبدائع الزهور 2/ 234، والروض الباسم 1 / ورقة 73، 74. (¬6) انظر عن (الزركشي) في: إنباء الغمر 4/ 204 رقم 7، ومعجم شيوخ ابن فهد 132، 133، وعنوان الزمان، ورقة 142 رقم 272، ووجيز الكلام 2/ 587 رقم 1354، والضوء اللامع 4/ 136، والتبر المسبوك 54، والمنهج الأحمد 401، والسحب الوابلة 128، وحسن المحاضرة 1/ 483، وبدائع الزهور 2/ 234، والدرّ المنضّد 2/ 633، 634 رقم 1573، وهدية العارفين 1/ 532، ومعجم المؤلفين 5/ 181، وديوان الإسلام 2/ 308 رقم 969 وفيه مولده سنة 847 هـ‍. (¬7) في معجم شيوخ ابن فهد ولد سنة 758 هـ‍. وفي الضوء اللامع ولد سنة 782 هـ‍. (¬8) انظر عن (البهنسي) في: معجم شيوخ ابن فهد 43، 44، وعنوان الزمان، ورقة 77 أ، والتبر المسبوك 47، والضوء اللامع 1/ 81، وبدائع الزهور 2/ 234، وهدية العارفين 1/ 20.

إكرام السلطان لنائب الكرك

بن علي بن أحمد بن أبي بكر بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد البهنسيّ، الشافعيّ. وكان فاضلا، ناظما، ومن نظمه قوله: لما رأيت الورد ضاع (¬1) ... بخدّه وعذاره آس عليه دائر أيقنت أنّ القدّ مثمر (¬2) ... بجماله (¬3) وعليه قلبي طائر (¬4) [إكرام السلطان لنائب الكرك] وفيه قدم مازي نائب الكرك فأكرمه السلطان وأعاده إلى نيابته (¬5). [كسر النيل] وفيه كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل محمد ولد السلطان لذلك (¬6). [قضاء الحنفية بحلب] وفيه استقرّ ابن (¬7) الحاضري في قضاء الحنفية / 81 / بحلب، وصرف المحبّ بن الشحنة (¬8). [وفاة البدر الأدكوي] [2018]- وفيه مات الرئيس الأجلّ، البدر بن نصر الله (¬9)، كاتب السرّ، حسن بن نصر الله بن حسن بن محمد الإدكويّ الأصل، الفوّيّ، القاهريّ. ¬

(¬1) في الأصل: «صاغ». والتصحيح من المصادر. (¬2) في الأصل: «مستمد». وفي معجم الشيوخ؛ «غص مثمر»، وفي بدائع الزهور «أن منه مثمر». (¬3) في الأصل: «لحماله». (¬4) في معجم الشيوخ: «قلبي دائر»، ومثله في عنوان الزمان. (¬5) خبر الإكرام في: حوادث الدهور 71، والنجوم الزاهرة 15/ 352، ونزهة النفوس 4/ 249، والتبر المسبوك 41، وبدائع الزهور 2/ 234، والروض الباسم 1 / ورقة 74. (¬6) خبر النيل في: حوادث الدهور 1/ 71، والتبر المسبوك 42، وبدائع الزهور 2/ 234، والروض الباسم 1 / ورقة 75. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) خبر قضاء الحنفية في: حوادث الدهور 1/ 71، ونزهة النفوس 4/ 250، والروض الباسم 1 / ورقة 75. (¬9) انظر عن (البدر بن نصر الله) في: إنباء الغمر 4/ 202، 203 رقم 4، وحوادث الدهور 1/ 83 - 85 رقم 15، والدليل الشافي 1/ 271 رقم 932، والمنهل الصافي 15/ 141 - 144 رقم 934، وعقد الجمان (وفيات 846 هـ‍.)، والتبر المسبوك 49، 50، والذيل التام، ورقة 83 ب، 84 أ، والضوء اللامع 3/ 130، 131 رقم 505، ونزهة النفوس 4/ 262 رقم 843، ووجيز الكلام 2/ 587 رقم 1356، وبدائع الزهور 2/ 234، 235.

ربيع الآخر

وكان رئيسا حشما، كريما، سمحا، كثير الترافة، تنقّلت به الأحوال في الوزارة، والخاصّ، والأستادارية، وكتابة السرّ، والحسبة، وكان معدودا من رؤساء مصر هو ومولده، ويعاب بحدّة المزاج وسوء الخلق. وكان شهما، شرها، كثير الجماع. ومولده سنة ستّ وستين وسبعمائة. [ربيع الآخر] [وفاة الشمس المرشدي] [2019]- وفي ربيع الآخر مات الشمس المرشدي (¬1)، محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم بن أحمد المكي، الحنفيّ، ولد العلاّمة جمال الدين. [جرح سودون المحمدي بمكة] وفيه قدم سودون المحمدي من مكة وهو مجروح من الفتنة الكائنة بين الأخوين الماضي خبرها (¬2). [القبض على طائفة من المماليك] وفيه بيّت طائفة من مماليك تغري بردي المؤذي الدوادار الكبير، وأرادوا قتله، فاحتاط على نفسه منهم ليلته وهو في حصار منهم. فلما أصبح بلغ السلطان، فعيّن عدّة من روس (¬3) النوب وبعثهم إلى دار المؤذي فقبض على جماعة منهم وضربوا وأمر بهم إلى المقشّرة فسجنوا بها (¬4). [القبض على ابن الكويز] وفيه قبض على الزين عبد الرحمن بن الكويز الأستادار، وقرّر عوضه في الأستادارية الزين يحيى قريب ابن أبي الفرج المعروف بالأشقر، وابن (¬5) كاتب حلوان. وهذا أول وظائفه الكثيرة، ثم آل أمره إلى ما عرفته بعد ذلك. ثم صودر ابن (¬6) الكويز على مال وأخرج إلى القدس بطّالا (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (المرشدي) في: التبر المسبوك 58. (¬2) خبر الجرح في: حوادث الدهور 1/ 72، والنجوم الزاهرة 15/ 353، وبدائع الزهور 2/ 235. (¬3) كذا. (¬4) خبر القبض في: حوادث الدهور 1/ 72، ونزهة النفوس 4/ 250، 251، والتبر المسبوك 42، وبدائع الزهور 2/ 235. (¬5) في الأصل: «وبن». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر ابن الكويز في: حوادث الدهور 1/ 3» 7، والنجوم الزاهرة 15/ 353، ونزهة النفوس 4/ 251، والتبر المسبوك 42، 43، وبدائع الزهور 2/ 235.

باشية الجند بمكة

[باشيّة الجند بمكة] وفيه عيّن أقبردي أحد العشرات وروس (¬1) النوب لباشيّة الجند بمكة، وعيّن معه عدّة من الجند، وسافر بعد أيام قلائل، ورسم بعوده من هناك (¬2). [جمادى الأول] [وفاة المسندة زينب المكية] [2020]- وفي جماد الأول ماتت المسندة زينب (¬3) ابنة عبد الله بن سعد (¬4) بن علي بن سليمان بن سلام (¬5) المكيّة، المدنية. سمعت وأجاز لها جماعة، منهم: ابن (¬6) أميلة، وابن (¬7) هبل، وابن (¬8) أبي عمرو الأذرعيّ. ومولدها سنة 768. [القبض على جوهر التمرازي] وفيه قبض على جوهر التمرازي الخازندار، وأسلم لنائب القلعة، فصادره على مال كبير. وقرّر السلطان عوضه في الخازندارية فيروز النوروزي الروميّ (¬9). [سعي السراج بقضاء دمشق] وفيه قدم شيخنا السراج إلى القاهرة فسعى في إعادته للقضاء بدمشق، فما تمّ له أمر. [تقرير الزمّامية] وفيه قرّر في الزمّامية مضافا للخازندارية الطواشي فيروز المذكور. وصرف هلال (¬10). ¬

(¬1) كذا. (¬2) خبر الجند في: حوادث الدهور 1/ 73، ونزهة النفوس 4/ 251، وبدائع الزهور 2/ 235. (¬3) انظر عن (زينب) في: التبر المسبوك 51. (¬4) في التبر المسبوك: «أسعد». (¬5) في التبر المسبوك: «فلاح». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) خبر جوهر التمرازي في: حوادث الدهور 1/ 73، والنجوم الزاهرة 15/ 355، ونزهة النفوس 4/ 252، والتبر المسبوك 43، وبدائع الزهور 2/ 235. (¬10) خبر الزمّامية في: حوادث الدهور 1/ 74، والنجوم الزاهرة 15/ 355، ونزهة النفوس 4/ 253، وبدائع الزهور 2/ 235.

جمادى الآخرة

[جمادى الآخرة] [وفاة تغري بردي البكلمشي] [2021]- وفي جماد الآخرة مات تغري بردي / 82 / البكلمشيّ (¬1)، المؤذي. وكان قد تنقّل حتى ولي الدوادارية الكبرى. وكان ذا شجاعة وإقدام، فصيحا، مفوّها، يتفقّه ويتديّن، مع طيش وخفّة وحدة مزاج. ومن آثاره الجامع بالصليبة. وكان يدعّي أنه مسلم الأصل. وكتب الخطّ الحسن. [امتلاك الناصر مدينة زبيد] وفيه دخل الناصر صلاح الدين أحمد بن يوسف بن عبد الله بن علي بن داود مدينة زبيد فملكها، وكان باليمن فتنة كبيرة. [الدوادارية الكبرى] وفيه قرّر في الدوادارية الكبرى إينال العلائي الأجرود، عوضا عن المؤذي. واستقرّ في تقدمة إينال قانباي الجركسي شادّ الشراب خاناة (¬2)، وقرّر في طبلخاناه قانباي جانبك القرماني. وقرّر في إمرة جانبك، وهي عشرة، أيتمش أستادار صحبة. وقرّر في إمرة أيتمش، وهي عشرة أيضا، سونجبغا اليونسيّ (¬3). [وفاة الشهاب ابن الخازن] [2022]- وفيه مات الشهاب بن الخازن (¬4)، أحمد بن محمد بن أبي بكر بن أحمد القاهري، الحنفيّ. وكان عالما فاضلا، سمع على جماعة، منهم: التنوخيّ. ¬

(¬1) انظر عن (تغري بردي البكلمشي) في: إنباء الغمر 4/ 202 رقم 3، وحوادث الدهور 1/ 85 - 87 رقم 6، والدليل الشافي 1/ 217، 218 رقم 763، والمنهل الصافي 4/ 54 - 56 رقم 765، والنجوم الزاهرة 15.496، 497، والتبر المسبوك 49، والذيل التام، ورقة 84 أ، والضوء اللامع 3/ 27، 28 رقم 133، ووجيز الكلام 2/ 588 رقم 1357، ونزهة النفوس 4/ 262، 263 رقم 844، وبدائع الزهور 2/ 235. (¬2) خبر الدوادارية في: النجوم الزاهرة 15/ 355، وحوادث الدهور 1/ 75، والتبر المسبوك 44، وبدائع الزهور 2/ 235. (¬3) بدائع الزهور 2/ 235. (¬4) انظر عن (الشهاب بن الخازن) في: التبر المسبوك 48، والضوء اللامع 2/ 101، 102 رقم 307.

وفاة ناصر الدين بك

ومولده سنة تسع وخمسين وسبعمائة. [وفاة ناصر الدين بك] [2023]- وفيه مات ناصر الدين بك محمد بن خليل بن قراجا بن دلغادر (¬1)، صاحب الأبلستين، وحمو السلطان. وكان كثير العصيان وما انطاع سوى للظاهر على ما عرفت ذلك فيما تقدّم. وكان شيخا فان (¬2). مولده سنة 764. [رجب] [مشيخة الصلاحية بمصر] وفي رجب قرّر في مشيخة الصلاحية المجاورة لقبّة الإمام الشافعيّ الحافظ ابن (¬3) حجر، عوضا عن العلاّمة القلقشندي، انتزعت منه للحافظ المذكور (¬4). [وفاة أيتمش الخضري] [2024]- وفيه مات أيتمش الخضري (¬5)، الظاهريّ. وكان من الظاهرية البرقوقية، يدّعي العلم والفقه والمعرفة، وولي الأستادارية الكبرى، وامتحن غير ما مرّة. [شعبان] [وصول قصّاد ملك الشرق] وفي شعبان وصل قصّاد أولاد شاه رخ بن تمرلنك ملك المشرق، فاهتمّ لهم ¬

(¬1) انظر عن (ابن دلغادر) في: إنباء الغمر 4/ 206 رقم 10 وفيه: «محمد بك بن دلغادر»، وحوادث الدهور 1/ 57 و 88 رقم 8، والنجوم الزاهرة 15/ 499، ونزهة النفوس 4/ 264 رقم 846، والذيل التام، ورقة 84 أ، والتبر المسبوك 58، ووجيز الكلام 2/ 588 رقم 1359، وبدائع الزهور 2/ 236. (¬2) كذا. والصواب: «فانيا». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر المشيخة في: حوادث الدهور 1/ 75، ونزهة النفوس 4/ 255، والتبر المسبوك 44. (¬5) انظر عن (أيتمش الخضري) في: إنباء الغمر 4/ 201، 202 رقم 2، وحوادث الدهور 1/ 56 و 87، 88 رقم 7، والدليل الشافي 1/ 274 رقم 585، والمنهل الصافي 3/ 139 - 141 رقم 141 رقم 556، والنجوم الزاهرة 15/ 597، ونزهة النفوس 4/ 213 رقم 845، والتبر المسبوك 48، 49، والضوء اللامع 2/ 324، 325 رقم 1060، ووجيز الكلام 2/ 588 رقم 1358، وبدائع الزهور 2/ 236.

وفاة الشيخ المغربي المكي

السلطان وعمل الخدمة بالقصر على خلاف العادة فإنها كانت في مثل ذلك الإيوان فأبطلت في هذا اليوم (¬1). [وفاة الشيخ المغربي المكي] [2025]- وفيه مات الشيخ الصالح، المعتقد، علي بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي المغربي، المكي، المالكيّ، الشاذليّ. وكان ذا صلاح وفضل وعلم، وطن مكة وشهر بها. [رمضان] [وفاة الجمال ابن عرب الطنبدي] [2026]- وفي رمضان مات الجمال بن عرب (¬2)، محمد بن عمر بن علي الطنبدي، الشافعيّ. وكان فاضلا، ناب في الحكم، وولي الحسبة ووكالة بيت المال. ومن نوادره أنه تعانى التوقيع على القضاة قبل الجمال الدين (¬3)، فاتّفق أن أدّى شهادة بعد السبعين سنة. ومولده بعد الخمسين وسبعمائة. [ختم البخاري] وفيه ختم «البخاري» على العادة، / 83 / وفرّقت الصّرر والخلع، وكان شيئا كثيرا (¬4). [وفاة الجمال السنباطي] [2027]- وفيه مات الجمال السنباطي (¬5)، عبد الله بن حسن بن أبي بكر بن ¬

(¬1) خبر القصّاد في: حوادث الدهور 1/ 75، والتبر المسبوك 45، وبدائع الزهور 2/ 236. (¬2) انظر عن (الجمال بن عرب) في: إنباء الغمر 4/ 207 رقم 12، ومعجم شيوخ ابن فهد 65 رو 293، والضوء اللامع 8/ 680، والتبر المسبوك 59 وفيه: «ابن غرب»، وبدائع الزهور 2/ 236. (¬3) كذا. (¬4) خبر ختم البخاري في: التبر المسبوك 45، وبدائع الزهور 15/ 236. (¬5) انظر عن (السنباطي) في: إنباء الغمر 4/ 203، 204 رقم 6، وحوادث الدهور 1/ 53، و 82، 83 رقم 4، والنجوم الزاهرة 15/ 494، ونزهة النفوس 4/ 262 رقم 842، والذيل التام، ورقة 83 ب، ووجيز الكلام 2/ 584، 585 رقم 1347 وفيه: «عبد الله بن أبي بكر بن حسن»، والضوء اللامع 5/ 14، 15 رقم 50، والتبر المسبوك 45، وبدائع الزهور 2/ 236، وشذرات الذهب 7/ 459.

شوال

حسن القاهري، الشافعيّ، الواعظ، وكان فاضلا مذكّرا على وعظه أنس، مع خير ودين ونفع في وعظه، وناب في القضاء. ومولده سنة اثنين (¬1) وستين وسبعمائة. [شوال] [وفاة العزّ البغدادي] [2028]- وفي شوال مات العزّ البغدادي (¬2)، عبد العزيز بن علي (¬3) بن العزّ بن عبد العزيز (¬4) بن عبد المحمود البكري، القرشي، الحنبليّ. وكان عالما، فاضلا، لا يتكلّف في ملبسه وموكبه مع بهاء. ويحكى عنه أشياء مضحكة، وله عدّة تصانيف، وولي قضاء مصر والشام والعراق، وسمع الحديث على جماعة. ومولده سنة سبعين وسبعمائة. [إمرة مكة] وفيه قرّر في إمرة مكة المشرّفة أبو القاسم بن حسن بن عجلان، عوضا عن أخيه، وشرط عليه السلطان أن يبطل (¬5)، وكتب عليه ذلك (¬6) التزام، وحكم فيه المالكيّ (¬7). ¬

(¬1) الصواب: «سنة اثنتين». (¬2) انظر عن (العز البغدادي) في: النجوم الزاهرة 15/ 493، وحوادث الدهور 1/ 80 - 82 رقم 2 وفيه: «عبد العزيز بن علي بن أبي العز البغدادي»، والدليل الشافي 1/ 416، 417 رقم 1434، وفيه: مات في حدود الأربعين وثمانمائة، والمنهل الصافي 7/ 289 - 291 رقم 1440، ونزهة النفوس 4/ 261 رم 840، والتبر المسبوك 54، 55، والذيل التام، ورقة 83 ب، والضوء اللامع 4/ 222 - 224 رقم 570، وقضاة دمشق 294، والدارس 2/ 53، والأنس الجليل 597، 598، والمنهج الأحمد 492، والمقصد الأرشد، رقم 657، والجوهر المنضد 67، 68 رقم 72، والدر المنضد 2/ 634، 635 رقم 1575، والسحب الوابلة 134، وكشف الظنون 1292، وإيضاح المكنون 1/ 172 و 368، 369 و 2/ 125 و 240 و 448 و 449 و 480، وهدية العارفين 1/ 582، 583، والأعلام 4/ 148، ومعجم المؤلفين 5/ 254، وشذرات الذهب 7/ 259. (¬3) في الأصل: «عمر بن جرير بن علي». (¬4) الصواب: «عبد الرحمن». (¬5) كلمتان غير مفهومتين: «المزله والنربل». (¬6) كذا، والصواب: «بذلك». (¬7) خبر مكة في: النجوم الزاهرة 15/ 356، وحوادث الدهور 1/ 75، والتبر المسبوك 45، وبدائع الزهور 2/ 236، وسمط النجوم العوالي 4/ 283.

وفاة العز بن أبي التائب

[وفاة العزّ بن أبي التائب] [2029]- وفيه مات العزّ بن أبي التائب (¬1)، محمد بن أحمد بن عبد الله بن حسين بن أبي التائب بن أبي العيش بن أبي علي الأنصاري، الدمشقيّ الأصل، القاهري، الحنفيّ. وكان عالما فاضلا، خيّرا، ديّنا، ولي قضاء الإسكندرية، وناب في القضاء بالقاهرة أيضا، وكان مشكور السيرة في قضائه وحجّ فوق الخمسة عشر (¬2) مرة، وبغته الأجل في مجاورته، وله سماع على جماعة، منهم: التقي بن حاتم، والمليجيّ، والكوميّ، وأجاز له جماعة، منهم: النشاوريّ. ومولده [795 هـ‍] (¬3). [وفاة الشمس البدرشي] [2030]- وفيه مات الشمس البدرشي (¬4)، محمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن عثمان القاهري، الشافعيّ. وكان فاضلا، أجاز له: العراقيّ وآخرين (¬5). وسمع على جماعة. ومن مشايخه: البرهان البيجوري، والعزّ بن جماعة. وولي بعض التداريس. ومولده سنة ثمان وثمانين وسبعمائة. [وفاة الزين الزرزائي] [2031]- وفيه مات العلاّمة الزين، عبادة (¬6) بن علي بن صالح بن عبد الرحيم (¬7) بن سراج بن نجم بن فضل بن فهد بن عمرو الأنصاري، الزرزائي (¬8)، القاهري، المالكيّ. ¬

(¬1) انظر عن (ابن أبي التائب) في: معجم شيوخ ابن فهد 211، 212، ووجيز الكلام 2/ 585، 586 رقم 351، والتبر المسبوك 56، 57، والضوء اللامع 9/ 73. (¬2) الصواب: «الخمس عشرة». (¬3) ما بين الحاصرتين عن معجم شيوخ ابن فهد. وفي الضوء اللامع مولده سنة 775 هـ‍. وفي الأصل: بياض. (¬4) انظر عن (البدرشي) في: إنباء الغمر 4/ 206 رقم 11، وفي نسخة خطية من الإنباء: «البدريني»، ووجيز الكلام 2/ 584 رقم 1346، والضوء اللامع 8/ 209 رقم 548، والتبر المسبوك 58، وشذرات الذهب 7/ 260 وفيه: «البدري». (¬5) الصواب: «وآخرون». (¬6) في الأصل: «عثمان»، والتصحيح من مصادر ترجمته. (¬7) في بدائع الزهور: «عبد المنعم». (¬8) في الأصل: «الزواوي». والتصحيح من المصدار. انظر عن (الزرزائي) في: =

خروج الحاج والمحمل

وكان بحرا، عالما، فاضلا، صالحا. أخذ عن جماعة من الأكابر وغير ذلك في فنون عديدة. وسمع على جماعة منهم: التنوخيّ، والزفتاويّ، والحلاويّ، والهيثميّ، والعراقيّ، وانتهت إليه رياسة مذهبه. وأخذ عنه الفضلاء، وانتفع به الطلبة. وولي عدّة تداريس كالشيخونية والأشرفية المستجدّة أول ما فتحت، وعيّن للقضاء الأكبر فامتنع من ذلك وغيّب حتى ولي غيره، وانقطع بأخرة قبل موته / 84 / إلى الله تعالى، وواظب على العبادات، وامتنع من العشاء إلاّ في بعض الأحيان بلفظه لا بكتابته. ومولده سنة سبع وثمانين (¬1) وسبعمائة. [خروج الحاج والمحمل] وفيه خرج الحاجّ وأميرهم بالمحمل تنبك البردبكي، وبالأول الطواشي عبد اللطيف مقدّم المماليك (¬2). [وفاة البدر بن العجمي] [2032]- وفيه مات البدر بن العجميّ (¬3)، محمد بن محمد بن محمد بن بدر العباسي، الشافعيّ. [إعادة العيني للحسبة] وفيه أعيد البدر العيني إلى الحسبة، وصرف يار على العجميّ (¬4). ¬

= الدليل الشافي 1/ 379، 380 رقم 1300، والمنهل الصافي 7/ 52 - 85 رقم 1303 وفيه: «الزرزاري»، والنجوم الزاهرة 15/ 492، 493، ونزهة النفوس 4/ 260، 261 رقم 839، وحوادث الدهور 1/ 78 - 80 رقم 1، ووجيز الكلام 2/ 586 رقم 1352، والضوء اللامع 4/ 16 رقم 66 - 68، والتبر المسبوك 51 - 53، والذيل التام، ورقة 83 ب، وتاريخ الخلفاء 513، وحسن المحاضرة 1/ 462 رقم 92، وبدائع الزهور 2/ 236، وشذرات الذهب 7/ 258، 259، وتحقة الأحباب 36. و «الزرزائي»: نسبة إلى زرزا أو زرى: قرية من الصعيد الأدنى غربيّ النيل. (معجم البلدان 3/ 136، ومراصد الاطلاع 2/ 662، والتحفة السنية 144). (¬1) في حوادث الدهور: «سنة ثمان وسبعين». (¬2) خبر الحاج في: حوادث الدهور 1/ 76، وبدائع الزهور 2/ 236. (¬3) انظر عن (ابن العجمي) في: إنباء الغمر 4/ 207 رقم 4، وفيه «محمد بن محمد بن بدير»، والتبر المسبوك 59، 60. (¬4) خبر الحسبة في: النجوم الزاهرة 15/ 356، وحوادث الدهور 1/ 76، ونزهة النفوس 4/ 257، وبدائع الزهور 2/ 236.

وفاة ابن بردس البعلبكي

[وفاة ابن بردس البعلبكي] [2033]- وفيه مات المسند [ابن] بردس (¬1)، علي بن إسماعيل بن محمد بن بردس (¬2) بن نصر بن بردس بن رسلان البعلبكيّ الأصل، الدمشقيّ، أحد المسندين (. . .) (¬3) الشافعيّ. وكان صالحا، ديّنا. ومولده سنة اثنين (¬4) وستين وسبعمائة. وله سند عالي (¬5) جدّا. سمع على ابن (¬6) أميلة، وابن (¬7) الخبّاز، ورأى عمريه (¬8). [ذو القعدة] [وصول أركماس الظاهري من دمياط] وفي ذي قعدة وصل أركماس الظاهريّ، الدوادار كان من ثغر دمياط، فأمر بأن يقيم بداره ويركب إلى حيث شاء (¬9). ¬

(¬1) في الأصل: «بردش» بالمعجمة. والإضافة من مصادر الترجمة. (¬2) في الأصل: «بردش»، والصحيح بالسين المهملة. انظر عن (ابن بردس) في: إنباء الغمر 4/ 205، 206 رقم 9، وعنوان الزمان 2 / ورقة 316، ومعجم شيوخ ابن فهد 55 و 59، و 125 و 168 و 193 و 384 و 400، والمنهل الصافي 8/ 51 - 54 رقم 1569، وعنوان العنوان، رقم 412، والضوء اللامع 5/ 193 و 194، والتبر المسبوك 56، وبدائع الزهور 2/ 237، وشذرات الذهب 7/ 257، والمنهج الأحمد 491، والدر المنضد 2/ 634 رقم 1574، والسحب الوابلة 290 رقم 437، وقرّة العيون في أخبار باب جيرون لابن طولون - مخطوط بالظاهرية، رقم 4624 عام - نشره د. صلاح الدين المنجد في مجلة المجمع العلمي بدمشق مجلّد 39 ج 2/ 281 - نيسان (إبريل) 1964، والأمالي في الحديث لابن حجر - مخطوط مكتبة فيض الله أفندي باسطنبول - رقم 265، في أوله، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 51، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 3/ 25 - 27 رقم 705، والمجمع المؤسس 3/ 178، 179 رقم 548. (¬3) كلمة غير واضحة، هي: «البلث»، ولعلّ المراد: «أحد المسندين لحديث الشافعي». (¬4) الصواب: «سنة اثنتين». (¬5) الصواب: «سند عال». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) كذا في الأصل. (¬9) خبر أركماس في: النجوم الزاهرة 15/ 356، وحوادث الدهور 1/ 76، ونزهة النفوس 4/ 247، والتبر المسبوك 47، وبدائع الزهور 2/ 237.

تغيظ السلطان على ابن حجر

[تغيّظ السلطان على ابن حجر] وفيه تغيّظ السلطان على الحافظ ابن (¬1) حجر، وصرّح بعزله، ثم أعيد (¬2). [نظر الجيش بالقاهرة] وفيه قرّر البهاء بن حجّي في نظر الجيش بالقاهرة عوضا عن المحبّ بن الأشقر، وكان مسافرا بالحجاز (¬3). [ذو الحجة] [وفاة الشهاب ابن فهيد المغربي] [2034]- وفي ذي حجّة مات الشهاب أحمد بن محمد بن فهيد المغربيّ (¬4). وكان ينتمي إلى الفقراء والصالحين، ويعاشر الترك كثيرا، واتصل بالظاهر، وصار من خواصّه وجلسائه، ولم يكن محمودا. ومولده سنة أربع وسبعين وسبعمائة. [نيابة القدس] وفيه أعيد طوغان العثماني إلى نيابة القدس (¬5). [سجن أمير مكة المعزول بالقلعة] وفيه وصل بعليّ بن حسن بن عجلان أمير مكة كان بعد عزله والقبض عيه، وأحضر به من البحر في القيد هو وأخوه إبراهيم فسجنا بالبرج من القلعة (¬6). [قدوم قاضي دمشق] وفيه قدم الشمس العرياني (¬7) قاضي دمشق. * * * ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر التغيّظ في: حوادث الدهور 1/ 76، ونزهة النفوس 4/ 257. (¬3) خبر نظر الجيش في: حوادث الدهور 1/ 77، والنجوم الزاهرة 15/ 356، ونزهة النفوس 4/ 258. (¬4) انظر عن (ابن فهيد المغربي) في: إنباء الغمر 4/ 201 رقم 1 وفيه: «المغيربي»، والتبر المسبوك 48، وبدائع الزهور 2/ 237. (¬5) خبر نيابة القدس في: حوادث الدهور 1/ 77، ونزهة النفوس 4/ 259، وبدائع الزهور 2/ 237. (¬6) خبر السجن في: بدائع الزهور 2/ 237. (¬7) في الأصل: «العرياني»، ولم أتأكد من صحة ما أثبتناه لعدم ورود هذا الخبر في المصادر.

وفاة الجمال ابن عقيل الشافعي

[وفاة الجمال ابن عقيل الشافعي] [2035]- وفيها - أعني هذه السنة - مات الجمال عبد الله بن محمد بن عقيل (¬1) الشافعيّ، قاضي غزّة. وكان فقيها، فاضلا، خيّرا، ديّنا، مشكورا في قضائه. وكان شابّا حسنا، فاضلا (¬2). ¬

(¬1) انظر عن (ابن عقيل) في: بدائع الزهور 2/ 237. (¬2) خبر قضاء، دمشق في: حوادث الدهور 1/ 89، ونزهة النفوس 4/ 269، وبدائع الزهور 2/ 237.

حوادث سنة سبع وأربعين وثمانماية

[حوادث] سنة سبع وأربعين وثمانماية [محرّم] [قضاء دمشق] في محرّم قرّر الجمال يوسف بن الباعوني في قضاء دمشق، عوضا عن الشمس الونائي بعد صرفه وقدومه للقاهرة (¬1). [قضاء الشافعية بحلب] وفيه قرّر الشمس بن الجزري (¬2) في قضاء الشافعية بحلب، عوضا عن الجمال بن الباعونيّ المذكور (¬3). [وفاة ابن الخليفة المستعين بالله] [2036]- وفيه مات الشرف يحيي ابن (¬4) السلطان الخليفة المستعين بالله / 85 / العباس بن محمد الهاشمي، القرشي، العباسيّ. وكان ذكيّا، حشما، رئيسا، مشكور السيرة، ورشّح للخلافة بعد موت عمّه المعتضد، وادّعى بأنّ والده كان قد عهد إليه بذلك وما تمّ ذلك، وعدل عنه إلى المستكفي الماضي حين خلافته. ومولد يحيي هذا في سنة ثمان وثمانماية. [وفاة البرهان الحلبي] [2037]- وفيه مات البرهان الحلبيّ (¬5)، إبراهيم بن علي بن ناصر الدمياطيّ الأصل، القاهري، الشافعيّ. ¬

(¬1) في بدائع الزهور: «الجوزي»، وهو تصحيف. (¬2) خبر قضاء حلب في: نزهة النفوس 14/ 269، والتبر المسبوك 62، وبدائع الزهور 2/ 237. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) انظر عن (يحيى بن المستعين بالله) في: إنباء الغمر 4/ 222 رقم 12، ووجيز الكلام 2/ 593 رقم 1369، والضوء اللامع 10/ 229، والتبر المسبوك 85، وبدائع الزهور 2/ 237، 238. (¬5) انظر عن (البرهان الحلبي) في: ذيل معجم شيوخ ابن فهد 336 رقم 3، والضوء اللامع 1/ 99.

صفر

وكان فاضلا، قطن حلب وولي قضاء العسكر بها، وسمع على جماعة، منهم: الحرّاني، وابن (¬1) صدّيق، وحدّث وسمع منه جماعة، منهم الحافظ ابن (¬2) حجر. ومولده في سنة خمس وستين وسبعمائة. [صفر] [الحسبة في مصر] وفي صفر أعيد يار علي العجمي الخراسانيّ إلى الحسبة، وصرف البدر العينيّ (¬3). [وفاة البدر الكرادي] [2038]- وفيه مات البدر حسين بن عثمان بن سليمان بن رسول (¬4) بن يوسف بن خليل بن نوح الكرادي (. . .) (¬5) الأصل، الحنفيّ، أخو الرئيس الشيخ محمد بن أحمد بن الأشقر. وكان حشما محبّبا إلى أخيه. ولي نظر البيمارستان المنصوريّ. ومولده سنة تسعين وسبعمائة. [ربيع الأول] [كسر النيل] وفي ربيع الأول كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل محمد ابن (¬6)، السلطان لذلك على العادة، وكان له يوما مشهودا (¬7). [سفر الجند لغزو رودس] وفيه سافر إينال العلائي الأجرود، وتمرباي الرأس نوبة ومن عيّن معهما من الأمراء والجند وكانوا ألفا وخمسمائة لغزو رودس. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر الحسبة في: حوادث الدهور 1/ 90 وفيه: «يرعلي»، والنجوم الزاهرة 15/ 357، ونزهة النفوس 4/ 370، وبدائع الزهور 2/ 238، والتبر المسبوك 62. والذي جاء في بدائع الزهور هو عكس ما ذكر بحيث أنّ البدر العيني هو الذي عيّن محلّ يار علي العجمي. (¬4) انظر عن (ابن رسول) في: إنباء الغمر 4/ 219 رقم 4، والضوء اللامع 3/ 561، والتبر المسبوك 79. (¬5) كلمة لا معنى لها: «الور». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) الصواب: «وكان له يوم مشهود»، والخبر في: بدائع الزهور 2/ 238.

مقتل نائب قلعة دمشق

وكان قد تقدّم أمر السلطان بإنشاء أصطول وشحنه بالعساكر الشامية من الشام والالتقاء مع المصريين بدمياط. وكان قد أنشأ أصطولا من أهل الإسكندرية ودمياط، فاجتمع المراكب الكلّ، وكان سفرهم من دمياط. فاتفق أن هبّت ريح عاصفة شديدة فرقّت شملهم، ثم اجتمعوا بعد ذلك في غير هذا الشهر بعد مقاساة الأهوال. ثم آل أمرهم أن نزلوا على قشتيل الروج من جزيرة رودس، ووقع بين المسلمين وبين من به من الكفّار قتال، وقتل في ذلك جمع من الطائفتين. [مقتل نائب قلعة دمشق] [2039]- وكان من جملة من قتل من المسلمين فارس نائب القلعة بدمشق. ومع ذلك كلّه فاشتغلوا بما لا يليق من خمور ولواط وغير ذلك، ولم يحصلوا على طائل وعادوا بعد ذلك، وقد قتل من المسلمين زيادة على المائة، وجرح أكثر من خمسمائة. قال البدر العيني / 86 / في «تاريخه»: وكانت ملعبة وارتدّ فيه مماليك عدّة (¬1). [ربيع الآخر] [وفاة الشمس الحنفي الشاذلي] [2040]- وفي ربيع الآخر مات الشيخ الوليّ المسلّك، العارف، الشمس الحنفي (¬2)، محمد بن حسن بن علي التيمي، الشاذليّ. وكان من السادة الأكابر، فقيها، عالما، مسلّكا، وصوفيا، واعظا، نافعا للخلق، كريما، سخيا، بشوشا، منجمعا عن الناس جدّا. وله نظم حسن، منه قوله: لي حبيب معي (¬3) ... سرّه بين أضلعي قد حباني بفضله وكذا كلّ من معي (¬4) ومن آثاره الزواية إنشاؤه (¬5) المعروفة به. وسمع الحديث. ¬

(¬1) خبر غزو رودس في: إنباء الغمر 4/ 208 - 216، وحوادث الدهور 1/ 90 وما بعدها، ونزهة النفوس 4/ 271 - 273، ووجيز الكلام 2/ 289، والتبر المسبوك 62 - 65، وبدائع الزهور 2/ 238، وعقد الجمان (حوادث 847 هـ‍.). (¬2) انظر عن (الشمس الحنفي) في: إنباء الغمر 4/ 222 رقم 11، والنجوم الزاهرة 15 / ونزهة النفوس 4/ 292 رقم 849، ووجيز الكلام 2/ 591، 592 رقم 1364، والتبر المسبوك 84، وبدائع الزهور 2/ 238. (¬3) تكرّرت «معي»، في الأصل. (¬4) البيت في: بدائع الزهور. (¬5) في الأصل: «انشاه».

جمادى الأول

[جمادى الأول] [مصادرة أمراء من حلب] وفي جماد الأول أحضر إلى القاهرة: عمر بن السفّاح كاتب سرّ حلب، وحطط نائب قلعتها، ومحمد غريب الأستادار بها، وصودروا على مال (¬1). وقرّر في نيابة القلعة شاهين عوضا عن حطط. وولي كتابة السرّ الزين بن الرسّام، عوضا عن ابن (¬2) السفّاح (¬3). [وفاة الشيخ باكير] [2041]- وفيه مات الشيخ باكير (¬4)، أبو بكر بن إسحاق بن خالد الكحتاوي (¬5)، الملطيّ، الحلبي، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، عارفا بالفنون، وصنّف، وألّف، وولي أيضا حلب، وطلب إلى القاهرة فولّي مشيخة الشيخونية، وكان حسن السيرة. ومولده سنة 775. [مشيخة الشيخونية] وفيه استقرّ في مشيخة الشيخونية بعد باكير المذكور شيخنا العلاّمة، الإمام، كمال الدين بن الهمام (¬6). [وفاة البدر الكلابي] [2042]- وفيه مات البدر الكلابيّ (¬7)، حسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن ¬

(¬1) خبر المصادرة في: حوادث الدهور 1/ 93، والتبر المسبوك 65. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) حوادث الدهور 1/ 94، ونزهة النفوس 4/ 274. (¬4) انظر عن (الشيخ باكير) في: إنباء الغمر 4/ 218 رقم 2، وحوادث الدهور 1/ 100 رقم 3، والنجوم الزاهرة 15/ 501، ونزهة النفوس 4/ 292 - 294 رقم 850، والتبر المسبوك 78، والذيل التام، ورقة 84 ب، والضوء اللامع 11/ 69، 70، ووجيز الكلام 2/ 591 رقم 1363، وبدائع الزهور 2/ 238، وشذرات الذهب 7/ 260. (¬5) الكحتاوي: نسبة إلى كحتة، على نهر كحتاصو في آسية الصغرى. (¬6) خبر المشيخة في: التبر المسبوك 66. (¬7) انظر عن (البدر الكلابي) في: إنباء الغمر 4/ 219 رقم 5، والضوء اللامع 3/ 587، والتبر المسبوك 79، وتحفة الأحباب 218، 219.

نظر القدس

عبد الله بن إسماعيل بن النّحّال السكندريّ الأصل، القاهري، الشافعيّ. وكان فاضلا بارعا في الفقه. سمع الحديث على جماعة. ومولده في سنة أحد (¬1) وخمسين وسبعمائة. [نظر القدس] وفيه قرّر في نظر القدس الأمير عبد الرحمن بن الزين، عوضا عن خليل السخاوي بمال وعد به. [وفاة خليل السخاوي] [2043]- وفيه مات خليل السخاوي (¬2) المذكور. وكان ولي وكالة بيت المال، ثم نظر القدس والخليل. وكان حشما، خيّرا، ديّنا. وعرف جقمق قبل سلطنته، فلما تسلطن نوّه به. [قضاء دمشق المالكي] وفيه قرّر في قضاء دمشق المالكية العزّ البساطي، وصرف ابن (¬3) يحيي المغربيّ (¬4). [غزوة رودس] وفيه كانت كائنة قشتيل الروج من رودس، وقد مرّت الإشارة إلى ذلك (¬5). [استعفاء والد المؤلف من ملطية] وفيه بعث الوالد يستعفي السلطان من نيابة ملطية فلم يجب إلى ذلك. [جمادى الآخر] [قضاء المالكية بدمشق] وفي جماد الآخر صرف العزّ البساطي عن قضاء المالكية بدمشق (¬6). ¬

(¬1) الصواب: «سنة إحدى». (¬2) انظر عن (خليل السخاوي) في: إنباء الغمر 4/ 219 رقم 6، والنجوم الزاهرة 15/ 501، 502، والضوء اللامع 3/ 192 رقم 735، والتبر المسبوك 80، ووجيز الكلام 2/ 593 رقم 1368، ونزهة النفوس 4/ 295 رقم 852، وبدائع الزهور 2/ 238. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر قضاء دمشق في: نزهة النفوس 4/ 274، والتبر المسبوك 66. (¬5) خبر رودس في: إنباء الغمر 4/ 208 - 216. (¬6) خبر قضاء المالكية في: حوادث الدهور 1/ 94، والتبر المسبوك 66.

قدوم الزين عبد الباسط إلى القاهرة وإكرامه

[قدوم الزين عبد الباسط إلى القاهرة وإكرامه] وفيه قدم الزين عبد الباسط ناظر الجيش كان من دمشق إلى القاهرة، وهرع الناس إليه للسلام عليه، وحضر إلى القلعة لبين يدي السلطان، / 87 / فألبسه كاملية وخلع على أولاده الثلاث (¬1)، ونزل إلى داره في موكب حافل، وقد زيّنت له القاهرة زينة حافلة عدّت من النوادر. ثم قدّم للسلطان بعد ذلك تقدمة هائلة جدّا، فيها من الخيل خاصة نحوا (¬2) من مائتي (¬3) وأربعين فرسا، منها ثمانية منغلة بالنّعال الذهب والفضة، وأشياء كثيرة من الثياب الصوف والبعلبكيّ، وآلات السلاح، وغير ذلك، ومع ذلك فلم يتحرّك له سعد عند السلطان. ولما ظهر لعبد الباسط المذكور أنه من المبعدين أخذ يظهر أنه لا أرب له في شيء من الدنيا غير أن يصيّف بدمشق ويشتّي بمصر. ثم سأل في عوده إلى دمشق فأجيب إلى ذلك، وعاد بعد ذلك (¬4). [إعفاء والد المؤلف من ملطية] وفيه قدم الوالد من ملطية إلى القاهرة وصعد إلى بين يدي السلطان، فخلع عليه باستمراره على نيابة ملطية. ثم استعفى الوالد منها فأعفي وقرّر في أتابكية حلب عوضا عن قزطوغان، ونقل قيز (¬5) طوغان إلى نيابة ملطية (¬6). [كتابة سرّ حلب] وفيه أعيد ابن (¬7) السفّاح إلى كتابة سرّ حلب، وصرف ابن (¬8) الرسّام وسقط في يده وندم. وكان قد رافع في ابن (¬9) السفّاح حتى ولي عوضه، وظن أنه يبقى بالوظيفة، وسافر بأهله وعياله. ¬

(¬1) الصواب: «الثلاثة». (¬2) الصواب: «نحو». (¬3) الصواب: «من مائتين». (¬4) خبر قدوم الزين في: إنباء الغمر 4/ 216، 217، والنجوم الزاهرة 15/ 357، وحوادث الدهور 1/ 94، 95، ونزهة النفوس 4/ 275، 276، والتبر المسبوك 66، 67، وبدائع الزهور 2/ 238، 239. (¬5) يرد في المصادر: «قيز» و «قز». (¬6) خبر والد المؤلف في: حوادث الدهور 1/ 95، والنجوم الزاهرة 15/ 358. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) في الأصل: «بن».

إمرة ناظر بدمشق

[إمرة ناظر بدمشق] وفيه قرّر السلطان باسم ولد عبد الباسط بإمرة ناظر بدمشق. [وفاة تمراز النوروزي] [2044]- وفيه مات تمراز النوروزي (¬1) تعريص، أحد العشرات، وروس (¬2) النوب. وكان قد خرج في كائنة القشتيل فدام صاحب فراش حتى مات. وكان عنده شجاعة وكرم نفس. [رجب] [وفاة فارس المحمدي] [2045]- وفي رجب مات فارس المحمدي (¬3) نائب قلعة دمشق. وكان من مماليك الناصر، وتنقّلت به الأحوال حتى قرّر في نيابة قلعة دمشق، وخرج باشا على عساكر الشام إلى غزوة رودس فأصيب وزال عقله، ودام صاحب فراش حتى مات. [وفاة النور ابن النعّال] [2046]- وفيه مات النور ابن ابصال (¬4) (علي بن) (¬5) أحمد بن ناصر بن طيّ (¬6)، السكندريّ الأصل، القاهري، الشافعيّ (¬7). وكان عالما، فاضلا، خيّرا، ديّنا. سمع الكثير على جماعة. وموله سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة. ¬

(¬1) انظر عن (تمراز النوروزي) في: إنباء الغمر 4/ 218 رقم 3، والدليل الشافي 1/ 226 رقم 791، والمنهل الصافي 4/ 150، 152 رقم 793، والنجوم الزاهرة 15/ 360، وحوادث الدهور 1/ 99، 100 رقم 2، والضوء اللامع 3/ 38 رقم 157، والتبر المسبوك 79. (¬2) كذا. (¬3) انظر عن (فارس المحمدي) في: إنباء الغمر 4/ 220 رقم 9، والضوء اللامع 6/ 548، والتبر المسبوك 82. (¬4) انظر عن (ابن البصّال) في: إنباء الغمر 4/ 220 رقم 8، وعنوان الزمان، رقم 330، والضوء اللامع 3/ 1218، والتبر المسبوك 80. (¬5) ما بين القوسين كتب فوق السطر. (¬6) في الأصل: «طس». (¬7) وورد في التبر المسبوك: علي بن أحمد بن خليل بن ناصر بن علي بن طي.

وفاة الجمال ابن المجبر

[وفاة الجمال ابن المجبّر] [2047]- وفيه أيضا مات الجمال بن المجبّر (¬1)، يوسف بن محمد بن أحمد القاهري، المقدسي، الشافعي. وكان عالما، فاضلا، ماهرا، ولي عدّة تداريس، وسمع من جماعة، وناب في الحكم. ومولده بعد التسعين وسبعمائة. [عودة الغزاة من رودس] وفيه وصل إينال الأجرود وتمرباي ومن معهم من غزاة رودس إلى سواحل دمياط وسكندرية، ثم قدموا القاهرة (بعد ذلك) / 88 / ومعهم بعض أسرى من قشتيل وبعض غنائم (¬2). [قدوم قصّاد ملك الحبشة] وفيه قدم جماعة قصّاد ملك الحبشة صاحب أمحرة بمكاتبة منه وهدية إلى السلطان، فقرئت مكاتبته، وفيها التودّد والسلام على السلطان وأمرائه وقضاة الشرع، وتعريض بالتهديد بأشياء، وتصريح بأنه يقدر على منع النيل، والوصيّة بأهل ملّته من النصارى بهذه المملكة، وحنق السلطان من كونه يقدر على منع النيل، وأمر به في الحال في تعيين يحيى بن شاد بك، ثم بعث به إليه وعلى يده مكاتبة بعدم إجابته في شيء ممّا يسأله والتعريض بأشياء أوجبت حنق الكافر منها. وكانت سببا لغزوة المسلمين بالحرب. [2048]- وقتل الملك أحمد بن سعد (¬3) الدين. وما عاد يحيي (¬4) إلاّ بعد جهد جهيد، و (. . .) (¬5) مدّة هناك حتى تعلّم بلسان الحبشة (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (ابن المجبّر) في: إنباء الغمر 4/ 222، 223 رقم 13، والضوء اللامع 10/ 328 رقم 1244، والتبر المسبوك 86، ووجيز الكلام 2/ 590 رقم 1361، وشذرات الذهب 7/ 261. (¬2) خبر عودة الغزاة في: إنباء الغمر 4/ 216. (¬3) في الأصل: «سيف الدين». (¬4) في وجيز الكلام: «حق الدين». (¬5) في الأصل: «وحر». وفي المصادر: «حبس» أو «حجز». (¬6) خبر قصّاد ملك الحبشة في: نزهة النفوس 4/ 281، والتبر المسبوك 67 - 72، ووجيز الكلام 2/ 590، وبدائع الزهور 2/ 239، وأخبار الدول 2/ 311.

تحصين رودس

[تحصين رودس] وفيه قام الطائفة الفرنجية في تحصين رودس، وأمدّها ملوكهم من سائر الجهات. [شعبان] [الصلح في مكة بعد الخوف من الفتنة] وفي شعبان كادت أن تكون بمكة فتنة كبيرة، لكن آلت إلى الصلح بين صاحبها السيد الشريف أبو القاسم، وبين الأشراف ذوي أبي نميّ، بعد أمور تطول (¬1). [وصول الغزاة إلى القاهرة] وفيه كان وصول الغزاة الماضي خبرهم إلى القاهرة. [المنافسة بين والد المؤلّف ونائب حلب] وفيه وصل الوالد إلى حلب، ثم وقع بينه وبين نائبها قانباي الحمزاوي منافسة. [ختم البخاري] وفيه ختم «البخاري» بالقلعة بين يدي السلطان على العادة (¬2). [رمضان] [وفاة ابن العديم] [2049]- وفي رمضان مات الشهاب ابن (¬3) العديم (¬4)، أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عمر بن عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن هبة الله العقيلي، الحلبي، الحنفيّ. وكان فاضلا ولي قضاء حلب وعدّة تداريس، وسمع على جماعة، منهم: والده، والحرّاني، وابن (¬5) حبيب. وأجاز له جماعة، منهم: المنبجي، وابن (¬6) هبل، وابن (¬7) أميلة. وأخذ عنه الحافظ ابن (¬8) حجر. وذكر في «معجم شيوخه» (¬9). ¬

(¬1) خبر الصلح في: التبر المسبوك 73، 74، وبدائع الزهور 2/ 239. (¬2) خبر البخاري في: بدائع الزهور 2/ 239. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) انظر عن (ابن العديم) في: معجم شيوخ ابن فهد 53، ووجيز الكلام 2/ 512 رقم 1365، والضوء اللامع 1/ 201، وبدائع الزهور 2/ 239، وعنوان الزمان 2، والمجمع المؤسس 3/ 22 رقم 391. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) المجمع المؤسس للمعجم المفهرس 3/ 22 رقم 391.

شوال

ومولده سنة أربع وستين وسبعمائة. [شوال] [خروج الحاج والمحمل] وفيه خرج الحاج وأميرهم على المحمل شاد بك الجكميّ، وعلى الأول سونجبغا اليونسيّ (¬1). [نظارة الجيش بالقاهرة] وفيه أعيد المحبّ بن الأشقر شيخ الشيوخ إلى نظر الجيش على عادته، وصرف ابن (¬2) حجّي، وأمر بالتوجّه إلى دمشق على نظر جيشها، وكان قد قدّم للسلطان هدية هائلة توطئة لبقائه على وظيفته نظر جيش مصر، / 89 / فذهبت بلا طائل، وسقط في يده (¬3). [وفاة أقبردي المظفري] [2050]- وفيه مات أقبردي المظفّري (¬4)، أحد العشرات، وروس (¬5) النوب، وباش الجند بمكة المشرّفة. وكان مشكورا. [وفاة الفتح ابن المحرقي] [2051]- وفيه مات الفتح ابن (¬6) المحرّقيّ (¬7)، محمد بن أبي بكر بن أيوب المخزومي، الحيري، الشافعيّ. ¬

(¬1) خبر الحاج والمحمل في: النجوم الزاهرة 15/ 358، وحوادث الدهور 1/ 95، والتبر المسبوك 74، 75، وبدائع الزهور 2/ 239. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر نظارة الجيش في: النجوم الزاهرة 15/ 359، وحوادث الدهور 1/ 95، وبدائع الزهور 2/ 239، 240. (¬4) انظر عن (أقبردي المظفّري) في: التبر المسبوك 77، وبدائع الزهور 2/ 239. (¬5) كذا. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) انظر عن (ابن المحرّقي) في: النجوم الزاهرة 15/ 501 وفيه: «صدقة»، ونزهة النفوس 4/ 294 رقم 851، والتبر المسبوك 82، وبدائع الزهور 2/ 239، والضوء اللامع 7/ 158 - 160 رقم 394، و «المحرّقي»: نسبة إلى المحرّقية، قرية بالجيزة في مصر.

ذو القعدة

وكان حشما، ولي عدّة وظائف، منها: نظر الجوالي، وقرّر فيها بعد موته يسير ولده محمد باختيار من أبيه ورغبته له عن ذلك وعن جميع ما بيده. ومولده في سنة 745. [ذو القعدة] [مرض السلطان] وفي ذي قعدة وعك السلطان حتى أرجف بقوّة مرضه، وكثرت الإشاعات بأشياء، ثم عوفي وركب ونزل إلى ساحل بولاق، ثم عاد مظهرا عافيته، وأنه ليس كما أرجف (¬1). [اجتماع صاحب مكة السابق بأمير ركب الحاج] وفيه اجتمع السيد بركات صاحب مكة كان بسونجبغا أمير الركب الأول بعد أن طلبه إلى عنده ليعطيه أمان السلطان إليه، فتوقّف عن اجتماعه عليه، وأشرط شروطا أجيب إليها. ولما اجتمع به كالمه سرّا، ثم أعطاه الأمان. وكان له ما سنذكره. [ذو الحجة] [قدوم نائب الشام إلى القاهرة] وفي ذي حجة قدم جلبان نائب الشام إلى القاهرة، ونزل السلطان إلى لقائه بمطعم الطير، وخلع عليه باستمراره على نيابته وأكرم. وهذه قدمته الثانية. وقدّم بعد ذلك تقدمة حافلة (¬2). [وفاة ابن السلطان] [2052]- وفيه مات ولد السلطان الأمير ناصر الدين (¬3) (محمد بن جقمق) (¬4) الجركسيّ الأصل، القاهري، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، قرأ كثيرا، وشارك مع حداثة سنّه حتى تميّز وفضل، وقرّره والده في مقدّمي (¬5) الألوف بمصر، وصيّره رأس الميسرة. وكان شهما، ذكيّا، حذقا. ¬

(¬1) خبر مرض السلطان في: حوادث الدهور 1/ 96، والتبر المسبوك 75، وبدائع الزهور 2/ 240. (¬2) خبر نائب الشام في: النجوم الزاهرة 15/ 359، وحوادث الدهور 1/ 96، ونزهة النفوس 4/ 278 - 280، والتبر المسبوك 75، 76، وبدائع الزهور 2/ 240. (¬3) انظر عن (الأمير ناصر الدين) في: إنباء الغمر 4/ 220، 221 رقم 10، والنجوم الزاهرة 15/ 505، وحوادث الدهور 1/ 100 - 102 رقم 4، والدليل الشافي 2/ 610 رقم 2096، ونزهة النفوس 4/ 289 - 292 رقم 848، والتبر المسبوك 82 - 84، والذيل التام، ورقة 84 ب، والضوء اللامع 7/ 210 - 212 رقم 519، وبدائع الزهور 2/ 240، 241. (¬4) ما بين القوسين كتب بالمداد الأحمر. (¬5) في الأصل: «في مقدّمين».

ظهور الطاعون بمصر

أخذ عن جماعة، منهم: شيخنا الكافيجي، والسعد الديري، والحافظ ابن (¬1) حجر، والزين قاسم، وغيرهم، وسمع على جماعة، منهم: المسندين الثلاث (¬2) الماضي خبرهم. وكان فصيحا، مفوّها، وله فضائل جمّة، بل عدّ من العلماء. ومولده سنة 819. [ظهور الطاعون بمصر] وفيه كان ظهور الطاعون بمصر، ثم فشا في أوائل محرّم من الآتية كما سيجيء (¬3). * * * [استشهاد ملك المسلمين بالحبشة] [2053]- وفيها - أعني هذه السنة - استشهد ملك المسلمين من الحبشة الجيبرت السلطان، الشهيد، الغازي، أحمد بن سعد الدين الجبرتي (¬4) في حرب كان بينه وبين الكافر صاحب أمحره بحرشوم الماضي ذكره. وكان يحيي قاصد الحبشة هناك، وكان سعد الدين هذا ملكا جليلا، ديّنا، خيّرا، عادلا، غازيا / 90 / وله هو وأسلافه ذكر وشهرة. [وفاة قاضي زاده الرومي] [2054]- وفيها مات العلاّمة قاضي زاده (¬5) الرومي، الحنفيّ. وكان اسمه موسى. وكان علاّمة زمانه، من أفراد علماء سمرقند، موصوفا بالفضل الغزير والنظم الكثير، وصار من تلامذته العلماء. وله التصانيف المشهورة المفيدة. [وفاة أزبك جحا] [2055]- وفيها مات أزبك جحا (¬6)، أحد العشرات. وكان من مماليك قانباي المحمدي المؤيّدي نائب الشام. وكان لا بأس به. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) الصواب: «المسندون الثلاثة». (¬3) خبر الطاعون في: النجوم الزاهرة 15/ 359. (¬4) انظر عن (الجبرتي) في: وجيز الكلام 2/ 590، والتبر المسبوك 71، وبدائع الزهور 2/ 240. (¬5) انظر عن (قاضي زاده) في: بدائع الزهور 2/ 241. (¬6) انظر عن (أزبك جحا) في: إنباء الغمر 4/ 218 رقم 1، والضوء اللامع 2 / رقم 843، والتبر المسبوك 77.

حوادث سنة ثمان وأربعين وثمانماية

[حوادث] سنة ثمان وأربعين وثمانماية [محرّم] [تفشّي الطاعون بالقاهرة] وفي محرّم فشا الطاعون بالقاهرة، وأخذ في البداية حتى ضبطت الأموات بديوان الحشر فكانوا زيادة على المائة وعشرين في اليوم، خلاف من لم يرد اسمه الديوان، وكانوا أضعاف ذلك، فلعلّ العدّة كانت زيادة على الثلاثمائة، ثم بلغ الألف بعد ذلك في أواخر هذا الشهر (¬1). [ثورة العبيد بالمحتسب] وفيه ركب المحتسب العجمي متوجّها إلى جهة بولاق، وكبس على العبيد بالمعاصر، فثاروا به وأخذوا في رجمه بالحجارة حتى كاد أن يهلك، لولا فاز بنفسه إلى منزل الكمال بن البارزي لكان قتل منهم (¬2). [اهتمام السلطان بغزو رودس] وفيه اهتمّ السلطان لغزو رودس أيضا، وبعث بإحضار المراكب وجمع (¬3) كلها بثغر الإسكندرية تنتظر من عيّنه ليخرجوا إليها (¬4). [صفر] [نظارة الأوقاف] وفي صفر قرّر البرهان بن ظهير في نظر الأوقاف، وصرف العلاء بن أقبرس (¬5). ¬

(¬1) خبر الطاعون في: إنباء الغمر 4/ 224، وحوادث الدهور 1/ 104، والنجوم الزاهرة 15/ 506، ونزهة النفوس 4/ 298، والتبر المسبوك 87، وبدائع الزهور 2/ 241، والروض الباسم 1 / ورقة 76، وشذرات الذهب 7/ 261. (¬2) خبر الثورة في: حوادث الدهور 1/ 104، ونزهة النفوس 4/ 298، وبدائع الزهور 2/ 241، والتبر المسبوك 87، والروض الباسم 1 / ورقة 76. (¬3) الصواب: «وجمعت». (¬4) خبر رودس في: إنباء الغمر 4/ 224، والنجوم الزاهرة 15/ 359، والتبر المسبوك 87، 88، وبدائع الزهور 2/ 241، والروض الباسم 1 / ورقة 76. (¬5) خبر الأوقاف في: حوادث الدهور 1/ 104، والتبر المسبوك 89، وبدائع الزهور 2/ 241، والروض الباسم 1 / ورقة 76.

الريح العاصفة والمطر

[الريح العاصفة والمطر] وفيه ثارت ريح عاصفة وأمطرت السماء شيئا، فتحدّث الناس بأنّ الطاعون يخفّ. وكان كذلك، وتناقص تناقصا ظاهرا، وخفّ حتى بلغ العشرين في اليوم (¬1). [نفي كسباي الششماني] وفيه نفي كسباي الششماني أحد الدوادارية (¬2). [نفي أحد المماليك] ونفي أيضا شاهين أحد مماليك السلطان (¬3). [وفاة عبد المحسن البغدادي] [2056]- وفيه مات الشيخ الصالح، المعتقد، عبد المحسن البغدادي (¬4)، المكيّ بمكة. وكان من المشاهير، وللناس فيه الاعتقاد الحسن. [ربيع الأول] [نفي الأمير اخور] وفي ربيع الأول نفي يونس أمير اخور (¬5). [ربيع الأول] [قياس النيل] وفيه، في سادس (¬6) عشرين بؤونه (¬7) كانت القاعدة ستة أذرع وأربع عشرة ¬

(¬1) خبر الريح في: إنباء الغمر 4/ 224، والتبر المسبوك 89، والروض الباسم 1 / ورقة 76، وبدائع الزهور 2/ 241. (¬2) خبر نفي كسباي في: حوادث الدهور 1/ 104، والنجوم الزاهرة 15/ 359، والتبر المسبوك 89، والروض الباسم 1 / ورقة 77، وبدائع الزهور 2/ 241. (¬3) خبر نفي المملوك في: حوادث الدهور 1/ 104، ونزهة النفوس 4/ 299، والتبر المسبوك 89، والروض الباسم 1 / ورقة 77، وبدائع الزهور 2/ 241. (¬4) انظر عن (عبد المحسن البغدادي) في: التبر المسبوك 109، والضوء اللامع 5/ 79 رقم 302، والروض الباسم 1 / ورقة 93. (¬5) خبر الأمير اخور في: حوادث الدهور 1/ 104، ونزهة النفوس 4/ 299، والتبر المسبوك 90، والروض الباسم 1 / ورقة 77. (¬6) في التبر المسبوك: «في رابع». (¬7) في الأصل: «بونه». وهو الشهر العاشر في السنة القبطية.

وصول هجان من مكة

إصبع (¬1). ثم نودي على النيل (¬2). [وصول هجّان من مكة] وفيه وصل هجّان من مكة وأخبر بالأمن والسلامة ورخاء الأسعار (¬3). [ارتفاع الطاعون من القاهرة] وفيه ارتفع الطاعون من القاهرة (أصلا) (¬4) / 91 / وبقي بالضواحي، لكن خفّ بعد ذلك حتى ارتفع منها أيضا (¬5). [خروج إينال الأجرود لغزو رودس] وفيه خرج إينال العلائي الأجرود لغزو رودس باشا ومعه عدّة من الأمراء والجند (¬6). [نفي سودون السودوني] وفيه نفي سودون السودوني الحاجب وأحد الأمراء بمصر (¬7). [عفو السلطان عن ابن العطار] وفيه أمر السلطان بإخراج الشهاب أحمد بن العطار، أحد الفضلاء الحنفية، وصرفه [عن] (¬8) الشيخونية إلى ملطية، فأخرج إلى خانقاه سرياقوس. وقام العلاّمة الكمال بن الهمام في أمره، وكتب للسلطان كاغدة بخطّه يسأل السلطان العفو والصفح عنه، وكان قد وقع بينه وبين الشمس الكاتب منافسة ومقاولة، فرفع أمره إلى السلطان، فلما وصلت كاغدة الشيخ ابن الهمام للسلطان وفيها عبارة حسنة أيضا أمر بإعادته من الخانكاه (¬9). ¬

(¬1) الصواب: «وأربعة عشر إصبعا». (¬2) خبر النيل في: التبر المسبوك 90، والروض الباسم 1 / ورقة 77. (¬3) خبر الهجّان في: إنباء الغمر 4/ 225، والتبر المسبوك 90، والروض الباسم 1 / ورقة 77. (¬4) إضافة عن هامش المخطوط. (¬5) خبر الطاعون في: إنباء الغمر 4/ 225، والنجوم الزاهرة 15/ 359، وحوادث الدهور 1/ 104، والروض الباسم 1 / ورقة 77. (¬6) خبر رودس في: التبر المسبوك 87، ووجيز الكلام 2/ 594، والروض الباسم 1 / ورقة 77، وبدائع الزهور 2/ 241، 242. (¬7) انظر عن نفي سودون في: حوادث الدهور 1/ 104، 105، والنجوم الزاهرة 15/ 360، والتبر المسبوك 91 و 93، ونزهة النفوس 4/ 299، والروض الباسم 1 / ورقة 77، وبدائع الزهور 2/ 242. (¬8) إضافة يقتضيها السياق. (¬9) خبر العفو في: حوادث الدهور 1/ 105، والتبر المسبوك 90، والروض الباسم 1 / ورقة 77، 78، وبدائع الزهور 2/ 242.

سقوط جدار على ولد ابن كاتب جكم

[سقوط جدار على ولد ابن كاتب جكم] [2057]- وفيه سقط جدار على ولد سعد الدين ابن (¬1) كاتب جكم أخو (¬2) الجمال يوسف ناظر الخاص فمات. وكان أهله قد سرّوا بخروج الطاعون وهو سالم منه، وصحّ من طعن كان حصل له، فما تمّ سرورهم، ومات بغير ذلك (¬3). [ربيع الآخر] [كائنة الشمس الهيثمي] وفي ربيع الآخر كانت كائنة الشمس أبو (¬4) البركات الهيثميّ أحد نواب الحكم الشافعية أثبت شيئا يسوغ له إثباته شرعا ومالا، ويخاطر السلطان، فطلبه إلى بين يديه هو وشهوده، وتغيّظ وحنق وبطش بالقاضي (وضربه) (¬5) ضربا مبرحا، ثم كشفت رأسه من عنده إلى باب القلعة، ثم نزل به الوالي إلى المقشّرة سجن أولى الجرائم من غير ما جريمة، ثم تعدّى الحال إلى عزل مستنيبه القاضي الحافظ ابن (¬6) حجر. ثم أعيد الحافظ في يومه. ولما وقع ذلك وعاد الحافظ من يومه اعتذر عن النائب عند السلطان وأوضح له قضيّته، فأمر السلطان بإحضاره بعد ذلك، ورضي عنه وألبسه قرضيّة، وأمر الحافظ بأن يعيده إلى نيابة الحكم (¬7). [وفاة تمراز المؤيّدي] [2058]- وفيه مات تمراز المؤيّدي (¬8) أحد مقدّمين (¬9) الألوف بدمشق. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) الصواب: «أخي». (¬3) خبر سقوط الجدار في: إنباء الغمر 4/ 225، والتبر المسبوك 90، والروض الباسم 1/ 78، وبدائع الزهور 2/ 242. (¬4) الصواب: «أبي». (¬5) في الأصل كلمتان مشوّشتان. «بالامله به»، وما أثبتناه يتناسب مع السياق. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر كائنة الهيثمي في: إنباء الغمر 4/ 225، 226، ونزهة النفوس 4/ 300، 301، والتبر المسبوك 90، 91، والروض الباسم 1 / ورقة 78، 79، وبدائع الزهور 2/ 242. (¬8) انظر عن (تمراز المؤيّدي) في: التبر المسبوك 107، والروض الباسم 1 / ورقة 89، وبدائع الزهور 2/ 242. (¬9) الصواب: «أحد مقدّمي».

نيابة قلعة دمشق

[نيابة قلعة دمشق] وفيه قرّر سودون المحمدي في نيابة قلعة دمشق، عوضا عن جانبك الناصري، ونقل جانبك المذكور إلى حجوبية الحجاب بها عوضا عن سودون النوروزي بحكم وفاته قبل ذلك (¬1). وكان سودون المذكور إنسانا حسنا لا بأس به تنقّلت به الأحوال بعد استتارة / 92 / نوروز بالبلاد الشامية إلى أن ولي دوادارية حلب، ثم حجوبية دمشق بمال. ولم يتأمّر بمصر. [جمادى الأول] [الغزوة إلى رودس] وفي جماد الأول خرج المعيّنين (¬2) لغزوة رودس ثانيا وساروا من ساحل الإسكندرية إلى طرابلس، فاجتمعوا هناك ومن انضمّ إليهم، وسافروا منها في هذا الشهر حتى وصلوا إلى ساحل رودس فوجدوها محصّنة مستعدّة بآلات الحصار، فشرع العسكر الإسلامي في حصارها بكل ما تصل إليه قدرتهم، ورموا على أبراجها، ودام القتال أياما، وقتل خلائق من الطائفتين. وفي أثناء ذلك كانت واقعة الكنيسة، قتل فيها جماعة من المسلمين والكفار، وهي واقعة يطول الشرح في ذكرها، ذكرناها برمّتها في تاريخنا «الروض الباسم» (¬3). [وفاة الشمس ابن زهرة الطرابلسي] [2059]- وفيه مات عالم طرابلس ومفتيها الشمس أبو زهرة (¬4)، محمد بن ¬

(¬1) حوادث الدهور 1/ 105، ونزهة النفوس 4/ 301. (¬2) الصواب: «خرج المعّينون». (¬3) انظر عن غزوة رودس في: الروض الباسم 1 / ورقة 79 - 81، والنجوم الزاهرة 15/ 360 - 363، ووجيز الكلام 2/ 594، والتبر المسبوك 88، 89، وأخبار الدول 2/ 311، 312. (¬4) انظر عن (أبي زهرة) في: الردّ الوافر 189، ومعجم شيوخ ابن فهد 290، وعنوان الزمان 1 / ورقة 140، ووجيز الكلام 2/ 596، 597 رقم 1371، والضوء اللامع 10/ 70، 71 رقم 241، والتبر المسبوك 113، 114، وقضاة دمشق 166، 167، والبدر الطالع 2/ 176، 177، وبدائع الزهور 2/ 242، والروض الباسم 1 / ورقة 97 - 99، وإيضاح المكنون 1/ 302 و 2/ 45، والأعلام 8/ 10، وذخائر القصر 34 ب، 35 أ، وكشف الظنون 438، وهدية العارفين 2/ 195، ومعجم المؤلفين 12/ 98، والسحب الوابلة 319، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري 2/ 441، 442، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 / ج 4/ 225 - 228 رقم 1238، و «زهرة»: بضم الزاي وسكون الهاء.

وفاة الشهاب الفيشي

يحيي بن أحمد بن دغرة بن زهرة الحبراضي، الطرابلسي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، صالحا، بارعا في الفقه والتفسير، إليه المرجع بطرابلس، وكان بيده خطابة جامعها الأكبر. ومن مشايخه، النجم بن الحسباني، والياسوفي (¬1)، والزفتي (¬2)، والسراج البلقيني، والشهاب الزهريّ، وآخرين (¬3). وسمع على جماعة منهم: ابن (¬4) صدّيق، وابن (¬5) قواليح، وغيره. وصنّف تفسيرا وعدّة مصنّفات جليلة. ومولده (سنة 748) (¬6). [وفاة الشهاب الفيشي] [2060]- وفيه أيضا مات الشهاب الحنّاويّ (¬7)، أحمد بن محمد بن إبراهيم الفيشي، الحسني (¬8) سكنا، القاهرة، المالكيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا في الفنون، ساكن النفس، خيّرا، ديّنا (¬9)، أفتى ودرّس، وناب في الحكم، ونفع الناس. سمع على جماعة. ومولده سنة 762. [جمادى الآخر] [نيابة ملطية] وفي جماد الآخر استقرّ قانصوه النوروزي في نيابة ملطية، عوضا عن قيزطوغان، ¬

(¬1) في الأصل: «الياسولي». (¬2) مهملة في الأصل. (¬3) الصواب: «وآخرون». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في الأصل: «وبن». (¬6) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. وقال السخاوي: ولد في سنة ستين، وقيل كما قرأته بخط ولده سنة ثمان وخمسين بحبراض، وقال ابن فهد: ولد في سنة سبعين وسبعمائة. (¬7) انظر عن (الحنّاوي) في: إنباء الغمر 4/ 230 رقم 1، وعنوان الزمان، ورقة 40 أ، رقم 52، ومعجم شيوخ ابن فهد 80، 81، والضوء اللامع 2/ 69 رقم 209، ووجيز الكلام 2/ 598 رقم 1375، والتبر المسبوك 106، وبغية الوعاة 1/ 155، وشذرات الذهب 7/ 262، وهدية العارفين 1/ 127، والأعلام 1/ 217، وكشف الظنون 744، ومعجم المؤلفين 2/ 62، وعصر سلاطين المماليك 4/ 196، والروض الباسم 1 / ورقة 88. (¬8) الحسني: نسبة إلى الحسينية محلّة بظاهر الحناوي معروفة. (¬9) في الأصل: «ادينا».

القبض على والد المؤلف بحلب

وقرّر طوغان في أتابكية حلب على عادته (¬1). [القبض على والد المؤلف بحلب] وصرف الوالد عنها، وقبض عليه نائبها، وسجن مقيّدا بقلعة حلب من غير ما جرم سوى مرافعة نائب حلب عند السلطان بقضيّة منه، حتى بعث الوالد بإعلام أحواله لأصحابه بمصر، منهم إينال العلائي الأجرود، وعدّة من الأمراء، وكذا الفقهاء، منهم الحافظ ابن (¬2) حجر، والكمال ابن (¬3) البارزي، كاتب السرّ، حتى عرض السلطان بحمل نائب حلب عليه، فبعث بإطلاقه وإقامته بحلب، فطلب هو الإقامة بمدينة سيّدنا الخليل عليه وعلى نبيّنا أفضل السلا [م]، فأجيب إلى ذلك، وأذن له بالحج، وبعث إليه السلطان بمبلغ حجّ به، وعاد. ثم قرّر باسمه عدّة جهات هناك، / 93 / منها: قاقون. والقضيّة التي جرت للوالد (برمّتها) (¬4) فيها طول (¬5). [كسر الخليج] وفيه كان كسر الخليج عن الوفاء، بعد أن نودي عليه بزيادة عشرين إصبعا، وكان قبل ذلك أيضا نودي عليه بزيادة عشرين أيضا، فنودي عليه في يومين بزيادة أربعين إصبعا، وقبل ذلك بيوم أيضا كان نودي عليه بعشرين أيضا، وما عهد قبل ذلك ولا زيادة عشرين إصبعا في يوم الوفاء، حتى عدّ ذلك من النوادر. ثم نودي في ثاني يوم كسره بتكملة السبع عشرة ذراعا. وهذا أيضا من النوادر (¬6). [فشل الغزوة إلى رودس] وفيه حصل عند العسكر الإسلامي المتوجّه إلى رودس فل، وضاقت عليهم أنفسهم، فعادوا بعد أن كان السلطان جهّز إليهم بمن يمدّهم، ومع ذلك فعادوا ووصلوا إلى الإسكندرية في أواخر هذا الشهر (¬7). ¬

(¬1) خبر نيابة ملطية في: التبر المسبوك 93، وبدائع الزهور 2/ 242، والروض الباسم 1 / ورقة 81. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) خبر والد المؤلف في: الروض الباسم 1 / ورقة 81. (¬6) خبر الخليج في: بدائع الزهور 2/ 242، والروض الباسم 1 / ورقة 81. (¬7) خبر فشل الغزوة في: إنباء الغمر 4/ 226، 227، وبدائع الزهور 2/ 243، والروض الباسم 1 / ورقة 82.

وفاة الخواجا ابن المزلق

[وفاة الخواجا ابن المزلق] [2061]- وفيه مات الخواجا الجليل، الشمس ابن (¬1) المزلّق (¬2)، محمد بن علي بن أبي بكر بن محمد الحلبيّ الأصل، الدمشقيّ، التاجر المشهور. وكان كبير تجّار دمشق ومن أهل الثروة واليسار الزائد، ومن المعدودين، مع شهرة وصيت كبير، وكان من أهل الخير والبرّ والمعروف. وله آثار مشهورة. مات وقد أناف على الثمانين. وأوصى بثلث ما له لفقراء مكة والمدينة والبيت المقدس ودمشق، وتكملة خانه، وتنظيف وعدّة سعسع (¬3). [رجب] [الطواف برؤوس من عرب الكنوز] وفي رجب أحضر عدّة روس (¬4) مقطّعة من عرب الكنوز، فطيف بها على الرماح بشوارع القاهرة، وكان قد خرج إليها تجريدة قبل ذلك (¬5). [حبس نائب حماه] وفيه قدم بردبك العجمي نائب حماه، فلما مثل بين يدي السلطان نهره وسبّه وتغيّظ عليه، وأمر بالقبض عليه، وسجنه بالبرج من قلعة الجبل، ثم أخرج بعد ذلك إلى ثغر الإسكندرية فسجن بها (¬6). وكان قد اتفق له كائنة بحماه قتل فيها جماعة من أهل حماه. [نيابة حماه] وفيه عيّن السلطان لنيابة حماه (¬7) قانباي البهلوان نائب صفد. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (ابن المزلّق) في: إنباء الغمر 4/ 232 رقم 9، والضوء اللامع 8/ 173 رقم 429، والتبر المسبوك 112، ووجيز الكلام 2/ 799 رقم 1378، وبدائع الزهور 2/ 243، والدارس 1/ 29، والروض الباسم 1 / ورقة 96، وشذرات الذهب 7/ 263. (¬3) كذا. ولعلّها: «شعشع». (¬4) كذا. (¬5) خبر الطواف في: حوادث الدهور 1/ 107، ونزهة النفوس 4/ 303، والروض الباسم 1 / ورقة 82. (¬6) خبر الحبس في: حوادث الدهور 1/ 107، 108، والنجوم الزاهرة 15/ 363، ونزهة النفوس 4/ 314، والتبر المسبوك 94، وبدائع الزهور 2/ 243، والروض الباسم 1 / ورقة 82. (¬7) خبر نيابة حماه في: النجوم الزاهرة 15/ 364، والتبر المسبوك 94، وبدائع الزهور 2/ 243، والروض الباسم 1 / ورقة 82.

نيابة صفد

[نيابة صفد] وعيّن لنيابة صفد بيغوت الأعرج نائب حمص (¬1). [وفاة الجمال الكومي] [2062]- وفيه مات الجمال الكوميّ (¬2)، يوسف بن محمد بن أحمد بن يوسف القاهري، الشافعيّ. وكان فاضلا، خيّرا، ديّنا، كثير العبادة، وله جلالة. لازم الوليّ العراقي مدّة وسمع عليه وعلى آخرين. [دورة المحمل] وفيه دار المحمل، وأبطل السلطان منه الرمّاحة (¬3). [مسير الركب إلى مكة] وفيه سار ركب رجب إلى مكة، وخرج البرهان / 94 / السوبيني معهم على قضاء مكة الشافعية (¬4). [نيابة الإسكندرية] وفيه قرّر تنم من عبد الرزاق في نيابة الإسكندرية، عوضا عن ألطنبغا اللفّاف، وحضر ألطنبغا إلى القاهرة من جملة مقدّمين (¬5) الألوف (¬6). [وفاة صاحب ديار بكر] [2063]- وفيه مات صاحب ديار بكر حمزة (¬7) بن قرايلك بن عثمان بن قطلوبك بن طرغلي التركماني. ¬

(¬1) خبر نيابة صفد في: حوادث الدهور 1/ 108، ونزهة النفوس 4/ 304، والتبر المسبوك 94، والروض الباسم 1 / ورقة 82. (¬2) انظر عن (الكومي) في: وجيز الكلام 2/ 595 رقم 1374، والتبر المسبوك 114، وبدائع الزهور 2/ 243، والروض الباسم 1 / ورقة 99. (¬3) خبر المحمل في: بدائع الزهور 2/ 243، والروض الباسم 1 / ورقة 82. (¬4) خبر الركب في: إنباء الغمر 4/ 227، والتبر المسبوك 95، وبدائع الزهور 2/ 243، والروض الباسم 1 / ورقة 82. (¬5) الصواب: «جملة مقدّمي». (¬6) خبر نيابة الإسكندرية في: حوادث الدهور 1/ 108، والنجوم الزاهرة 15/ 364، ونزهة النفوس 4/ 304، 305، وبدائع الزهور 2/ 243، والروض الباسم 1 / ورقة 82. (¬7) في الأصل: «جها». وانظر عن (حمزة بن قرايلك) في: إنباء الغمر 4/ 231 رقم 3 وفيه: «حمزة بن قرايلك واسمه عثمان بن طرعلي»، والنجوم الزاهرة 15 / =

وصول الغزاة من رودس

وكان قد ملك بعد أبيه، وكان كهو في قبح سيرته وكثرة شروره وفسقه وفتنته. وملك بعده ولد أخيه جهان كيرين علي أخو حسن الطويل، ولا زالوا حتى صاروا بعد هذا ملوك الشرق، كما سيأتي ذلك في محالّه. [وصول الغزاة من رودس] وفيه وصل إينال العلائي ومن معه من الغزاة للقاهرة ولم يحصلوا على طائل، بل كانت الغزوة الأولى مع ما فيها خير (¬1) من هذه (¬2). [شعبان] [قدوم علي باي إلى القاهرة] وفي شعبان قدم إلى القاهرة علي باي الأشرفيّ بعد أن أطلق من السجن (¬3). [وفاة الأديب ابن رشيد] [2064]- وفيه مات العالم، الفاضل، الأديب، شمس الدين محمد بن أحمد بن عمر بن كميل (¬4) بن عوض بن رشيد المنصوري، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، ناظما، ناثرا، ولي قضاء المنصورة وشكر في قضائه. وله نظم بديع، منه يمدح المؤيّد في سلطنته: تملّك الشيخ وزال العنا ... والخلق في بشروتيه وفسيح فلا تقاتل بصبيّ ولا تلق به ... جيشا، وقاتل بشيخ (¬5) ¬

= 508، والضوء اللامع 3/ 165 رقم 633، ووجيز الكلام 2/ 599 رقم 380، والتبر المسبوك 108، وبدائع الزهور 2/ 243، والروض الباسم 1 / ورقة 89، 90. (¬1) الصواب: «خيرا». (¬2) خبر وصول الغزاة في: بدائع الزهور 2/ 243، والروض الباسم 1 / ورقة 82، 83. (¬3) خبر علي باي في: نزهة النفوس 4/ 305، وحوادث الدهور 1/ 108، والتبر المسبوك 96، والروض الباسم 1 / ورقة 83. (¬4) انظر عن (ابن كميل) في: إنباء الغمر 4/ 232، 233 رقم 10، وذيل معجم شيوخ ابن فهد 378 رقم 82، والمجمع المؤسس 3/ 271 رقم 645، ووجيز الكلام 2/ 597 رقم 1372 والضوء اللامع 7/ 28، 29 رقم 57، والتبر المسبوك 110 وتاريخ الخلفاء 513، وحسن المحاضرة 1/ 573، وبدائع الزهور 2/ 244، وشذرات الذهب 7/ 263، والروض الباسم 1 / ورقة 94، 95، وهدية العارفين 2/ 195، وإيضاح المكنون 2/ 134 و 701، والأعلام 6/ 229، ومعجم المؤلفين 8/ 304، 305، والدليل الشافي 2/ 592، 593 رقم 2034. (¬5) البيتان في: الروض الباسم.

وفاة فيروز الجركسي

وكان موته بردم غمّ تحته فمات غمّا من غير حدس. ومولده سنة خمس وسبعين وسبعمائة. [وفاة فيروز الجركسي] [2065]- وفيه مات فيروز الجركسي (¬1)، الطواشي، الروميّ الجنس، الزمام. وكان من خدّام جركس المصارع أخو السلطان، وتنقّلت به الأحوال حتى صيّر ساقيا في دولة المؤيّد شيخ، ثم حظي عنده، وكذا عند الأشرف برسباي، ثم تغيّظ عليه في مرض موته وهدّده بالتوسيط، وأبعده. ولما ولي الظاهر جعله زمام الأدر دفعة واحدة، ولم يقم بها غير ستة أشهر وصرف عنها بسبب هروب العزيز، وأراد نفيه حتى شفع فيه. وكان لا بأس به. [رمضان] [قدوم قاصد شاه رخ] وفيه قدم قاصد شاه رخ إلى القاهرة، ثم صعد بعد ذلك في شهر رمضان إلى بين يدي السلطان، وكان قد أحضر معه كسوة الكعبة، فأمر السلطان بأن يخفيها عن أرباب الدولة لأنه ثقل عليهم أمرها حين سماعهم بها، وأمر بأنه إذا صعد بها يدخل إلى البحيرة. فلما أدّى الرسول رسالته، وأحسّ أهل الدولة بالكسوة / 95 / حين أمر السلطان بإدخال الحمّالين ما معهم إلى البحرة أخذوا في القال والقيل، واتصل الخير بالعامّة في الحال، فلما نزل القاصد من بين يدي السلطان قاصدا محلّ نزوله من بين القصرين، ثار به العامّة قبل دخوله الدار المعدّة لنزوله ورجموه. وأطلقوا فيه ألسنتهم بالوقيعة، بل وفي مرسله. وبيناهم كذلك إذ نزل طائفة كبيرة من الجلبان من القلعة قاصدين الدار المذكورة، ومعهم جماعة من الغوغاء فهجموا على الدار وأخذوا في نهب ما للقصّاد، فأتوا على جميع ما معهم حتى الخيول. وكان فيه ما نهب لهم بزيادة على العشرين ألف دينار. ولما بلغ السلطان ذلك أنكره، وأمر الدوادار الكبير وحاجب الحجّاب بأن يدركوا هذه القضية. وكان الرأس نوبة الثاني ساكنا قريبا من دار نزولهم فأدركهم سريعا وردّ عنهم ¬

(¬1) انظر عن (فيروز الجركسي) في: إنباء الغمر 4/ 231 رقم 5، والدليل الشافي 2/ 523 رقم 1802، والمنهل الصافي 8/ 411 - 413 رقم 1810، والنجوم الزاهرة 15/ 506 - 508، وحوادث الدهور 1/ 113 - 115 رقم 2، والتبر المسبوك 110، والضوء اللامع 6/ 176 رقم 597، ووجيز الكلام 2/ 599، 600 رقم 1381، ونزهة النفوس 2/ 313 رقم 854، وبدائع الزهور 2/ 244، والروض الباسم 1 / ورقة 93، 94.

قدوم ابن حجي إلى القاهرة

الكثير من الغوغاء بعض ردّ. ثم تدارك الأميران فأوقعوا بالعامّة ومن حضر من المماليك. وكانت فتنة كبيرة ارتّجت فيها القاهرة، واشتدّ حنق السلطان، وقطع الكثير من أرزاق جماعة من الجند بسبب ذلك. وضرب جماعة من العوامّ بالمقارع، ثم أمر بتتبّع ما نهب، وبعث إلى القصّاد (يعتذر إليهم) (¬1) ويتلطف بخواطرهم، ثم استرضاهم بجملة كبيرة من المال، وحصّل بعض ما نهب لهم. وكانت كائنة فظيعة. ومن الناس من نسب أصله وأمرها إلى السلطان، والله أعلم (¬2). [قدوم ابن حجي إلى القاهرة] وفيه قدم البهاء بن حجّي إلى القاهرة من دمشق. ثم كان له ما سنذكره (¬3). [وفاة سنقر الحاجب] [2066]- وفيه مات سنقر الحاجب (¬4) الثاني بدمشق. [فشل ابن حجّي بتولّي نظارة الجيش] (وفيه) (¬5) صعد البهاء بن حجّي إلى القلعة ومعه خلعة نظارة الجيش بمصر ليخلع عليه بها، وكان قد ثبت ذلك، وأن يصرف المحبّ بن الأشقر، فلما تمثّل البهاء بين يدي السلطان واتفق صعود المحبّ بن الأشقر ولا شعور له بشيء من ذلك، فحين وقف بين يدي / 96 / السلطان ووقع بصره عليهما نظر إلى المحبّ كالمشفق عليه ثم خاطبه بقوله: لا أولّي غيرك ولو بذلوا لي ثلاثين ألف دينار. ونزل ابن (¬6) حجّي في غاية ما يكون من الحصر. ثم توجّه إلى دمشق من غير طائل (¬7). ¬

(¬1) ما بين القوسين مكرّر في الأصل. (¬2) خبر (قاصد شاه رخ) في: حوادث الدهور 1/ 109، 110، والنجوم الزاهرة 15/ 364 - 366، ونزهة النفوس 4/ 306، 307، والتبر المسبوك 96 - 98، ووجيز الكلام 2/ 594، 595، وبدائع الزهور 2/ 244، 245، والروض الباسم 1 / ورقة 83. (¬3) خبر ابن حجي في: حوادث الدهور 1/ 109. (¬4) انظر عن (سنقر الحاجب) في: التبر المسبوك 108، وبدائع الزهور 2/ 245، والروض الباسم 1 / ورقة 90. (¬5) مكرّرة في الأصل. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر ابن حجي في: حوادث الدهور 1/ 108، وبدائع الزهور 2/ 245، والروض الباسم 1 / ورقة 83، 84.

نفي أقطوه الموساوي

[نفي أقطوه الموساوي] وفيه تغيّظ السلطان على أقطوه الموساوي، الظاهري، برقوق، أحد الطبلخانات، فأمر بنفيه إلى طرسوس (¬1). [شوال] [وصول قصّاد ملك الروم] وفي شوال وصل قصّاد ملك الروم السلطان مراد بن عثمان بهدية من مرسلهم ومكاتبة يخبر السلطان فيها بأنه خرج إلى غزوة بني الأصفر الذي (¬2) يقال لهم الأنكورس. وكان ملكهم إذ ذاك يسمّى بقرال (¬3)، وله وزير اسمه يانكوا، وأنه أبلاهم بلاء حسنا ونصره الله تعالى عليهم. وهزم جموعهم الموفورة الكثيرة، وقتل وأسر جماعة، وبعث من الأسرى بعدّة إلى السلطان. وكانت هذه الواقعة من كبار الوقائع، وتعرف إلى يومنا بواقعة قرال، فإنه قتل فيها وتضعضع ملك بني الأصفر من يومئذ، ولله الحمد (¬4). [خروج الحاج والمحمل] وفيه خرج الحاج وأميرهم على المحمل تمرباي رأس نوبة النوب، وبالأول قانم من صفر خجا المؤيّدي المعروف بالتاجر الذي ولي الأتابكية فيما بعد، كما سيأتي في محلّه (¬5). [ذو القعدة] [تقرير ابن الشحنة بوطائف في حلب] وفي ذي قعدة قرّر في قضاء الحنفية بحلب وفي نظر الجيش وكتابة السرّ بها: المحبّ بن الشحنة، وكان القائم بولايته هذه الوظائف الجمال يوسف بن كاتب جكم ناظر الخاص (¬6). ¬

(¬1) خبر نفي أقطوه في: حوادث الدهور 1/ 110، والنجوم الزاهرة 15/ 366، والتبر المسبوك 98، والروض الباسم 1 / ورقة 85. (¬2) الصواب: «الذين». (¬3) مهملة في الأصل. والتحرير ممّا يأتي. (¬4) خبر قصّاد ملك الروم في: حوادث الدهور 1/ 110، 111، والنجوم الزاهرة 15/ 366، ووجيز الكلام 2/ 595، والتبر المسبوك 98 - 100، وبدائع الزهور 2/ 245، 246، والروض الباسم 1 / ورقة 85. (¬5) خبر الحاج والمحمل في: حوادث الدهور 1/ 111، ونزهة النفوس 4/ 309، 310، والتبر المسبوك 100، وبدائع الزهور 2/ 246، والروض الباسم 1 / ورقة 85. (¬6) خبر التقرير في: حوادث الدهور 1/ 111، والنجوم الزاهرة 15/ 366، ونزهة النفوس 4/ 310، والتبر المسبوك 100، والروض الباسم 1 / ورقة 85.

إخراج ابن ظهيرة من مكة

[إخراج ابن ظهيرة من مكة] وفيه أخرج أبو القاسم الحسني أمير مكة قاضيها جلال الدين أبو (¬1) السعادات بن ظهيرة إلى جدّة بعد أن تلطّف به الخواجا بدر الدين حسن الطاهر اليمني وإلا كان أمره بأن لا يقيم بمكة ولا بقربها. ثم وصل مرسوم من السلطان بأن يتوجّه إلى المدينة، فصار يتمنّى أن لو كان بجدّة، فما أمكنه ذلك، وتوجّه إلى المدينة (¬2). [قدوم الزين عبد الباسط للمرة الثانية على السلطان] وفيه قدم الزين عبد الباسط إلى القاهرة، ثم صعد إلى السلطان فأكرمه وخلع عليه كاملية، ثم بعث إلى السلطان بهدية جيّدة، فيها من الذهب النقد مبلغ له صورة. وهذه التقدمة الثانية (¬3). [ذو الحجّة] [كتم الشهادة برؤية الهلال] وفي ذي حجّة بعد أن أكمل عدد ما قبله، وجعل أوله بالخميس، وشهد جماعة برؤية الهلال في ليلة الأربعاء، فعدّل من الخميس إلى الأربعاء. / 97 / وكان الجماعة الذين رأوا الهلال كتموا ذلك خوفا على أنفسهم من الأمر الذي يشاع بين الناس أنّ الخطبتين في يوم واحد يو (سان) (¬4) خوفا على السلطان. وكان قد بلغ السلطان من ذلك شيء، ففحص عنه، ثم حنق على من نسب إليه ذلك، وأمر بأن من راه (¬5) وأشهر به (¬6). [وفاة الزين الحموي] [2067]- وفيه مات الزين الحموي (¬7)، الأدميّ، عبد الرحيم (¬8) بن أبي بكر بن ¬

(¬1) الصواب: «أبا». (¬2) خبر ابن ظهيرة في: التبر المسبوك 100، 101، والروض الباسم 1 / ورقة 85. (¬3) خبر قدوم الزين في: حوادث الدهور 1/ 112، والنجوم الزاهرة 15/ 367، ونزهة النفوس 4/ 310، والتبر المسبوك 101، وبدائع الزهور 2/ 246، والروض الباسم 1 / ورقة 85. (¬4) رسمت هكذا في الأصل. (¬5) كذا. (¬6) خبر رؤية الهلال في: إنباء الغمر 4/ 228، والتبر المسبوك 101، 102، والروض الباسم 1 / ورقة 86 وفيه: «وأشهد به». (¬7) انظر عن (الزين الحموي) في: إنباء الغمر 4/ 231 رقم 6، وحوادث الدهور 1/ 113 وفيه كنيته: شمس الدين الحموي، والنجوم الزاهرة 15/ 506، ونزهة النفوس 4/ 312، 313 رقم 853، ووجيز الكلام 2/ 597 رقم 1372، والذيل التام، ورقة 85 ب، والتبر المسبوك 108، 109، والضوء اللامع 4/ 170 رقم 449، وبدائع الزهور 2/ 246، والروض الباسم 1 / ورقة 92، 93، وشذرات الذهب 7/ 262. (¬8) في الضوء اللامع: «عبد الرحمن».

المطر على الحجاج في عرفة

محمود بن علي بن أبي الفتح بن الموفّق القاري، الشافعيّ، الخطيب، الواعظ، المذكّر. وكان فاضلا، خيّرا، ديّنا، واعظا، مقبولا في وعظه. قرأ «الصحيح» على الزين العراقيّ، ولازم الشيوخ بعد أن قطن القاهرة، وولي خطابة الأشرفية المستجدّة أول ما فتحت. وكان للناس فيه الاعتقاد الحسن، وكان يقرأ «البخاري» في كل سنة في عدّة أماكن، وله على ذلك المرتّبات كما لولده إبراهيم المتوفّى بعقبة إيلا في سنة تسعمائة (¬1). ومولده بعد الثمانين وسبعمائة، رحمهما الله تعالى. [المطر على الحجّاج في عرفة] وفيه كان الجمع من الحاج موفورا بعرفات جدا. واتفق أن أمطرت السماء في يوم الوقوف مطرا غزيرا، من وقت الزوال إلى غروب الشمس، مع رعد وبرق هائل، وأشرف فيه بعض الناس على الهلاك. ويقال له (¬2) إنه نزلت صواعق فيه هلك بسببها رجلان وامرأة وبعيران (¬3). [التجريدة إلى البحيرة] وفيه خرجت تجريدة إلى البحيرة عليها قراقجا الحسني أمير اخور كبير، ومعه ستة من الأمراء (¬4). [كائنة الغرّياني] وفيه كائنة الغرّيانيّ (¬5)، وملخّصها أنه بلغ السلطان أنّ إنسانا قام بجبال نابلس وادّعى أنه المهديّ، واستغوى الكثير من الناس بجبال حميدة، وتمكّن من عقولهم، وانقاد له عشران تلك النواحي واستمالهم ووعدهم ومنّاهم وملأ آذانهم، وادّعى أنه المهديّ أو القحطاني، فراج بينهم وأطاعوه لدهائه وكثرة مكره وحيله وحسن تصرّفه، واجتمع عليه خلق، وانتشر خبره حتى بلغ السلطان، فاستشاط وغضب من غير أن يعلم هو ولا أحد من هو هذا. فبعث بمكاتبة إلى نائب القدس يأمره بالفحص عنه والقبض ¬

(¬1) هذا يفيد أن المؤلّف - رحمه الله - أرّخ لما بعد سنة 896 هـ‍. التي ينتهي بها الكتاب. (¬2) مقحمة في الأصل. (¬3) خبر المطر في: وجيز الكلام 2/ 596، والتبر المسبوك 102، وبدائع الزهور 2/ 247. (¬4) خبر التجريدة في: حوادث الدهور 1/ 112، والنجوم الزاهرة 15/ 367، والتبر المسبوك 102، وبدائع الزهور 2/ 246، والروض الباسم 1 / ورقة 86، 87. (¬5) الغرّياني: بضم الغين المعجمة، وتشديد الراء. كما ضبطه السخاوي. أما ابن العماد الحنبلي فقال: الفرياني: بضم الفاء وكسر الراء المشدّدة نسبة إلى فرّيانة قرب سفاقس.

وصول مبشر الحاج

عليه، وتتبّع (أحواله) (¬1). / 98 / فامتثل نائب القدس بالسمع والطاعة، وبعث بإحضار شيخ عربان نابلس، وسأله عن قضية هذا الشخص، فأنكرها وأنه لا يعلم شيء (¬2) منها، وإنّما اجتاز به إنسان يشبه أن يكون من أهل العلم، معه حمل من الكتب، ووصف هيئته وصفته، وطلب يخفره إلى جبال حميدة ففعل، ثم ما عرفنا من أمره شيء (¬3). فبعث إلى السلطان يخبره بذلك، فاستدلّ السلطان من ذاك على أنه الغريانيّ. وهو إنسان كان قدم من المغرب من مدّة يقال له: محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، وقطنها. وآل أمره أن صحب جماعة من رؤسائها، وانتقل مالكيا، وولي قضاء نابلس من سنة سبع وثلاثين بعناية ابن (¬4) البارزي. وكان قبل ذلك يتعانى المواعيد بقرى مصر ودمياط وبلاد السواحل، وكان كثير المداخلة للناس، مع النادرة وحسن المحاضرة والفكاهة والعشرة والعفّة، ونزاهة النفس، واستحضار الكثير الكبير من التاريخ وغيره. ولازم التقيّ المقريزي مدّة، وتردّد إليه، مع تخليط وتخبيط زائد. وكان يدّعي السند العالي ومعرفة الحديث، مع مبالغة في الدعوى. ورحل إلى حلب وغيرها. ولا زال حتى وقع منه ما وقع، وكان في قصده وضميره أن يبلغ شأنا عظيما كالمهديّ بالمغرب أو نحوه، فما أراد الله تعالى (له ذلك) (¬5). وبلغه بطلب الظاهر له، ففرّ من جبال حميدة، وخفي أمره مدّة، ثم ظهر بعد ذلك ومات ببلاد طرابلس بعد الستين وثمانماية، كما ستأتي ترجمته في محلّها إن شاء الله تعالى (¬6). [وصول مبشّر الحاج] وفيه وصل مبشّر الحاج في ثلاثة عشر يوما، وأخبر بالأمن والسلامة، وأنّ الشهر كان هناك بالخميس كما كان بالقاهرة قبل أن يثبت (¬7). * * * [قدوم السوبيني] وفيها قدم البرهان السّوبينيّ من مكة. ¬

(¬1) عن هامش المخطوط. (¬2) الصواب: «شيئا». (¬3) الصواب: «شيئا». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) كتبتا فوق السطر. (¬6) كائنة الغرّياني في: إنباء الغمر 4/ 228 - 229، والتبر المسبوك 102 - 05 - ، وبدائع الزهور 2/ 246، 247، والروض الباسم 1 / ورقة 87، 88، وشذرات الذهب 7/ 261، 262. (¬7) خبر مبشّر الحاج في: إنباء الغمر 4/ 228، وبدائع الزهور 2/ 247.

قدوم السراج الحمصي

[قدوم السراج الحمصي] وقدم السراج الحمصيّ من طرابلس. [وفاة الشيخ الزرعي] [2068]- وفيها مات الشيخ الصالح، القدوة، عبد الله الزرعيّ (¬1)، الدمشقيّ، نزيل البيت المقدس. وكان للناس فيه الاعتقاد الحسن. ¬

(¬1) انظر عن (الزرعي) في: التبر المسبوك 108، والضوء اللامع 5/ 76 رقم 283، والروض الباسم 1 / ورقة 92.

حوادث سنة تسع وأربعين وثمانماية

[حوادث] سنة تسع وأربعين وثمانماية [محرّم] [إسلام الأسرى] في محرّم أسلم الأسرى الذين بعث بهم ابن (¬1) عثمان للسلطان، وكانوا جماعة، فأسلموا عن آخرهم طوعا، وكانوا عند تغري برمش نائب القلعة وهو يحسّن لهم الإسلام، / 99 / ويذكر لهم محاسنه، فأنزل منهم السلطان بعضا بالديوان السلطاني، وفرّق بعضا على الأمراء ليكونوا في خدمتهم بالجوامك، وصاروا يخبروا بواقعة قرال على جليّتها، وما كان قصد، من خذل الإسلام والتوصّل إلى بيت المقدس لأخذه، إلى غير ذلك من معاهد كان أضمرها، فأخذه الله دونها، ونصر الله الإسلام (¬2). ومنهم من هو الآن بمصر، بل وبلغ بعضا (¬3) منهم مرتبة الصلاح، ولله الحمد. [كائنة مقتل نائب غزّة] [2069]- وفيه كائنة قتل طوخ الأبو بكري (¬4) المؤيّدي نائب غزّة هو ودواداره طوغان وعدّة وافرة من جيش غزّة. وملخّصها: إنّ العربان بتلك النواحي من آل جرم وإبراهيم والعائذ اقتتلوا فيما بينهم وتحاربوا، فخرج طوخ هذا بجيش (. . .) (¬5) مساعدا للعايد بعد أن بعث إليه أبو طبر أمير ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر إسلام الأسرى في: إنباء الغمر 4/ 234، وبدائع الزهور 2/ 247، والروض الباسم 1 / ورقة 99 - 102. (¬3) الصواب: «بعض». (¬4) انظر عن (طوخ الأبوبكري) في: إنباء الغمر 4/ 231 رقم 4، والدليل الشافي 1/ 371 رقم 1274، والمنهل الصافي 7/ 14 - 16 رقم 1277، والنجوم الزاهرة 15/ 8، ذ، وحوادث الدهور 1/ 116، (حوادث سنة 848 هـ‍)، ووجيز الكلام 2/ 606 رقم 1394، والضوء اللامع 4/ 10 رقم 32، والتبر المسبوك 108، 109 وبدائع الزهور 2/ 247، والروض الباسم 1 / ورقة 92 (حوادث سنة 848 هـ‍) و 103 و 114، 115 (حوادث 8499 هـ‍). (¬5) كلمتان غير واضحتين رسمتا (هذا لبهم).

سقوط مئذنة المدرسة الفخرية

جرم يحذّره ويأمره بأن لا يدخل بين الفريقين، فما ارعوى، وحارب العرب، وانهزموا منه، ثم تقاعد واغترّ بنفسه، فعادوا عليه كارّين وهو في غفلة فقتلوه أشرّ قتلة، ومثّلوا به. [2070]- وقتل مع دواداره طوغان (¬1)، وجماعة من مماليكه، وخرج طوغان نائب القدس فإنه كان معهم. وكان قتله بعد ذلك سببا لفساد كثير ثار ودام مدّة بتلك النواحي. وكان طوخ هذا من مماليك المؤيّد، وتنقّل إلى أن ولي نيابة غزّة، وكان لا بأس به في شجاعته وإقدامه لولا طمع عنده ومحبّة شديدة للدنيا. [سقوط مئذنة المدرسة الفخرية] وفيه سقطت مادنة (¬2) المدرسة الفخرية العتيقة بسويقة الصاحب. وكان قد حذّر سكان الربع المجاور لها، فلم يأخذوا حذرهم فارتدم حين سقوطها واجهة الربع بمساكن، ومات تحته جماعة، وأصبح يوما مهولا اجتمع فيه الحاجب الكبير، ووالي الشرطة، فحضروا على المرتدين، فأخرجوا جماعة من الموتى وبعضا من الأحياء مصابين، وسلم بعض قليل. وبلغ السلطان ذلك، فاستشاط وأحضر ناظر المكان. وكان إذ ذاك النور علي القليوبي أمين الحكم وأحد نوابه، فأمر بتوسيطه حتى شفع فيه، وجرّه الحال إلى تصريحه بعزل الحافظ ابن (¬3) جر عن القضاء، وإلزامه بديات / 100 / من مات تحت الردم، ولا تعلّق له بهذا المكان أصلا، فكان ذلك من غريب الأحكام ومن أشنع الحوادث (¬4). [قضاء الشافعية] وفيه قرّر في القضاء الشافعية الشمس القاياتي بعد أن طلب لبين يدي السلطان، وسوئل بذلك، فامتنع إلاّ بشرط إجابة السلطان إليها. ثم أحضر شعار القضاء، فقال: قبلت القضاء ولا ألبس خلعته، فأعفاه السلطان عنها. وعدّ ذلك من النوادر. ونزل الشمس المذكور من القلعة بثيابه البيض وعليه طيلسانه، ومعه جماعة من أعيان الدولة، منهم الدوادار الكبير. ولما نزل بالصالحية بين القصرين قام بعض الرسل ليدّعي على الرسم المعهود فلم ¬

(¬1) انظر عن (طوغان) في: الروض الباسم 1 / ورقة 115. (¬2) كذا. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر المئذنة في: إنباء الغمر 4/ 234، 235، وحوادث الدهور 1/ 117، 118، ونزهة النفوس 4/ 315، 316، والتبر المسبوك 114، 115، وبدائع الزهور 2/ 248، والروض الباسم 1 / ورقة 102، وشذرات الذهب 7/ 263.

وفاة البرهان الهاشمي

يسمع الدعوى، وقال: هذه حيلة، وقام إلى داره، فهرع الناس للسلام بل وعلى المنفصل، وسلّم كلّ منهما أيضا على الآخر بمنزله. وأنشد الحافظ ابن (¬1) حجر لما تأخّر للسلام على القاياتي بعد أن أحلّه القاياتي وعظّمه وأجلسه في تكرمته، وجلس متواضعا بين يديه، تصرّفا (¬2): عندي حديث طريف (¬3) ... بمثله يتغنى (¬4) إلى آخر الأربعة أبيات (¬5). [وفاة البرهان الهاشمي] [2071]- وفيه مات البرهان بن خضر (¬6)، إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر بن يحيي بن أحمد بن خضر الهاشمي، الجعفري، الحلبي، الحنفيّ. وكان فاضلا من بيت رياسة بحلب. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «نصرفاه». وما أثبتناه ترجيحا. وقال السخاوي: وأنشد شيخنا في ذلك اليوم ما رآه - فيما يغلب على ظنّي - في مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي حيث قال: عزل أبو عمر بن عبد الواحد عن قضاء البصرة وقلّد أبو الحسن بن أبي الشوارب، يعني محمد بن الحسن بن عبد الله المتوفى في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، فقال العصفري الشاعر: عندي حديث ظريف بمثله يتغنى من قاضيين يعزّى هذا، وهذا يهنّا فذا يقول: اكرهونا وذا يقول: استرحنا ويكذبان ونهذي بمن يصدّق منّا وكان كافة الناس: إلاّ من شذّ، توهّم أنها من إنشاء شيخنا، مع أنها في كتاب متداول بأيدي جمع من الفضلاء، وهو «معيد النعم ومبيد النقم» للتاج السبكي، لكن البيت الرابع عنده: ويكذبان جميعا ومن يصدّق منّا (التبر المسبوك 116). ويقول خادم العلم وطالبه، محقّق هذا الكتاب: عمر عبد السلام تدمري، إن الأبيات في: مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي ج 15/ 67 طبعة دار الكتب العلمية، بيروت 1992، ومعيد النعم ومبيد النقم، لتاج الدين السبكي - تحقيق محمد علي النجار وأبو زيد شلبي ومحمد أبو العينين - نشرته مكتبة الخانجي بالقاهرة 1993 - ص 73. (¬3) في التبر المسبوك: «ظريف» ومثله في مرآة الزمان، والمثبت يتفق مع: معيد النعم. (¬4) في التبر: «يستغنى»، والمثبت يتفق مع: المرآة، والمعيد. (¬5) خبر قضاء الشافعية في: حوادث الدهور 1/ 118، 119، والتبر المسبوك 115، 116، وبدائع الزهور 2/ 248، والروض الباسم 1 / ورقة 112. (¬6) انظر عن (البرهان بن خضر) في: الروض الباسم 1 / ورقة 112.

وفاة السيدة كمالية

سمع علي ابن صدّيق (¬1). وولي وكالة بيت المال ببلده، وغير ذلك. ومولده سنة سبع وستين وسبعمائة (¬2). [وفاة السيّدة كمالية] [2072]- وفيه مات (¬3) السيدة كمالية (¬4) ابنة محمد بن أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن القرشيّة، العمرية، الخرازية، المكية، أمّ كمال. سمعت من ابنة عمّها فاطمة، وأجاز لها جماعة، منهم: ابن حاتم، وجويرية. وكانت من بيت كبير، خيّرة، ديّنة. ومولدها (¬5) سنة سبع وخمسين وسبعمائة. [نيابة غزّة] وفيه قرّر في نيابة غزّة يلخجا (¬6) من مامية (¬7) المؤيّدي الرأس نوبة الثاني، عوضا عن طوخ (¬8) الماضي (¬9). [نفي الوالي إلى حلب] وفيه نفي قراجا الوالي إلى حلب (¬10). [صفر] [محاسبة ناظر جيش طرابلس] وفي صفر عيّن ماماي الخاصكي (¬11) وأحد الدوادارية بالتوجّه إلى طرابلس لمحاسبة ¬

(¬1) في الأصل: «سمع علي بن صرف»، والتصحيح من الروض. (¬2) في الروض: «سنة سبع وسبعين». (¬3) الصواب: «ماتت». وهو سهو من الناسخ. (¬4) انظر عن (كمالية) في: معجم شيوخ ابن فهد 327، والضوء اللامع 12/ 120، والتبر المسبوك 130. وترجمة «كمالية» ضائعة من: الروض الباسم 1 / في الأرواق السابقة للورقة 117. (¬5) في الأصل: «وولدها». (¬6) في بدائع الزهور: «بينحجا». (¬7) في التبر المسبوك: «مامش». (¬8) في بدائع الزهور: «طوغان». (¬9) خبر نيابة غزّة في: حوادث الدهور 1/ 119، ونزهة النفوس 4/ 318، والتبر المسبوك 116، وبدائع الزهور 2/ 249، والروض الباسم 1 / ورقة 103. (¬10) خبر نفي الوالي في: حوادث الدهور 1/ 119، والتبر المسبوك 116، وبدائع الزهور 2/ 249 والروض الباسم 1 / ورقة 103. (¬11) في الروض الباسم: «كاكاي السيفي»، و «بيبغا المظفري».

وفاة الشمس الونائي

ناظر جيشها موسى بن يوسف بن الصفيّ الكركيّ على التعلّقات السلطانية (¬1). [وفاة الشمس الونائي] [2073]- وفيه مات الشمس الونائي (¬2)، محمد بن إسماعيل بن محمد بن أحمد القرافي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، منجمعا، نافعا للطلبة، عارفا بالفنون. وولي تدريس / 101 / الفقه بالشيخونية، وقضاء دمشق، وعيّن للقضاء الأكبر بمصر، وما تمّ له ذلك. سمع على جماعة، وأجاز له جماعة من الأكابر. ومولده سنة ثمان وثمانين وسبعمائة. [ربيع الأول] [القبض على ابن رمضان ووفاته] [2074]- وفي ربيع الأول قدم تغري برمش الفقيه نائب القلعة من حلب، وكان توجّه إليها ومعه البدر بن عبد الله لكشف أحوال إبراهيم بن رمضان (¬3) لما بلغه عنه [من] (¬4) الأمور المنكرة، وكان في عزم السلطان قتله بحجّة شرعية، فلما عمل المولد وحضر القضاة تغيّظ السلطان على السعد الديري القاضي يحيي لكونه أخّر الحكم في ابن (¬5) رمضان هذا. ثم عقد له مجلس في هذا الشهر، فلم يثبت عليه ما يوجب قتله، فضرب وأعيد إلى السجن فمات به بعد قليل من الأيام. ¬

(¬1) خبر المحاسبة في: نزهة النفوس 4/ 319، والتبر المسبوك 117، والروض الباسم 1 / ورقة 103. (¬2) انظر عن (الشمس الونائي) في: إنباء الغمر 4/ 242 رقم 7، والنجوم الزاهرة 15/ 509، وحوادث الدهور 1/ 126 - 128 رقم 1، والدليل الشافي 2/ 605 رقم 2078، والمنهل الصافي 3 / ورقة 87 ب، 88 أ، والتبر المسبوك 132 - 134، ووجيز الكلام 2/ 602 رقم 1382، والضوء اللامع 7/ 140، 141 رقم 341، والذيل التام، ورقة 86 أ، وحسن المحاضرة 1/ 440 رقم 197، وتاريخ الخلفاء 513 وفيه: «الوفائي» وبدائع الزهور 2/ 249 وفيه: «الوفائي»، والروض الباسم 1 / ورقة 117، 118 وهي ناقصة من أول الترجمة في الأوراق الضائعة، وشذرات الذهب 7/ 265. (¬3) انظر عن (ابن رمضان) في: بدائع الزهور 2/ 249، والروض الباسم 1 / ورقة 103، 104، والضوء اللامع 1/ 51. (¬4) إضافة يقتضيها السياق. (¬5) في الأصل: «بن».

تغيظ السلطان من ابن البارزي

[تغيّظ السلطان من ابن البارزي] وفيه تغيّظ السلطان على الكمال بن البارزي، وأخذ يستعفي من كتابة السرّ، ثم استرضاه السلطان وخلع عليه (¬1). [ربيع الآخر] [نظارة البيمارستان] وفي ربيع الآخر قرّر الوليّ السفطي في نظر البيمارستان، عوضا عن المحبّ بن الأشقر، وخلع على ابن (¬2) الأشقر باستمراره على نظارة الجيش. وكانت الإشاعة قويت بعزله (¬3). [قضاء الشافعية بحلب] وفيه ولي البرهان السوبيني (¬4) قضاء حلب الشافعية، وصرف السراج الحمصيّ (¬5). [الغيم والريح والمطر في مصر] وفيه حدث غيم متراكم، وأظلم الجوّ، وهبّت ريح باردة، ثم أمطرت السماء يسيرا، وكان ذلك في ثاني مسرى من شهور القبط، حتى عدّ من النوادر المستغربة (¬6). [نيابة حماه] وفيه قرّر شاد بك الجكمي، أحد المقدّمين بمصر في نيابة حماه، عوضا عن قانباي البهلوان، بحكم نقله إلى نيابة حلب، عوضا عن قانباي الحمزاوي، بحكم عزله عن حلب لكائنة اتفقت له مع نائب قلعتها. واستقدم الحمزاوي إلى القاهرة على تقدمة شاد بك (¬7). ¬

(¬1) خبر تغيّظ السلطان في: إنباء الغمر 4/ 235، والروض الباسم 1 / ورقة 105. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر البيمارستان في: إنباء الغمر 4/ 236، وبدائع الزهور 2/ 250، والروض الباسم 1 / ورقة 105. (¬4) في إنباء الغمر: «اليونيني»، وهو غلط. (¬5) خبر القضاء بحلب في: إنباء الغمر 4/ 236، وبدائع الزهور 2/ 250، والروض الباسم 1 / ورقة 105. (¬6) خبر الغيم والريح في: إنباء الغمر 4/ 236، والتبر المسبوك 118، وبدائع الزهور 2/ 250، والروض الباسم 1 / ورقة 105. (¬7) خبر نيابة حماه في: إنباء الغمر 4/ 236، وحوادث الدهور 1/ 120، والنجوم الزاهرة 15/ 368، والتبر المسبوك 118، وبدائع الزهور 2/ 250 وفيه: «الفهلوان»، والروض الباسم 1 / ورقة 105، 106.

الأمر بإبطال منصب القاضي الحنبلي

[الأمر بإبطال منصب القاضي الحنبلي] وفيه كتب أمر سلطانيّ إلى حلب بإبطال القاضي الحنبلي منها أصلا، وأرجف بأنه يفعل ذلك بسائر بلاد مصر، وأن يبطل قضاء الحنابلة منها وذلك لكائنة، أما وهي التي بسببها عزل الحمزاويّ (¬1). [وفاة كزل العجمي] [2075]- وفيه مات كزل العجمي (¬2) الظاهري الذي كان حاجب الحجّاب قديما في دولة الناصر فرج. وكان فارسا، بطلا، شجاعا، ابتلي بالفالج فدام به مدّة سنين، وهو أخرس، مقعد، بطل شقّته، وأدلع لسانه إلى صدره، مع لحيته الأسفل (¬3). [جمادى الأول] [هدم جدار كنيسة للملكية بالقاهرة] / 102 / وفي جماد الأول حضر القضاة عند السلطان للتهنئة بالشهر على العادة، فأمر القاضي الشافعي وكاتب السرّ بأن يتوجّها إلى كشف كنيسة النصارى الملكية لما رفع إليه بأنه إلى جانبها مسجد، وأنّ جدار الكنيسة مرتفع عليه ويجب هدمه لئلاّ يسقط على المسجد. وكان السبب في ذلك العلاء بن أقبرس لغرض له عند البطرك، فكشفت، وأمر بهدم الجدار (¬4). [وفاة الشمس ابن الديري] [2076]- وفيه مات الشمس بن الديري (¬5)، محمد بن محمد بن عبد الله بن ¬

(¬1) خبر إبطال المنصب في: إنباء الغمر 4/ 237، ونزهة النفوس 4/ 320، 321، والتبر المسبوك 118، وبدائع الزهور 2/ 250، والروض الباسم 1 / ورقة 106. (¬2) انظر عن (كزل العجمي) في: إنباء الغمر 4/ 241 رقم 5، والتبر المسبوك 130، ووجيز الكلام 2/ 605 رقم 1393، والضوء اللامع 6/ 288 رقم 779، وبدائع الزهور 2/ 250، والروض الباسم 1 / ورقة 116. (¬3) الصواب: «لحيته السفلى». (¬4) خبر هدم الجدار في: إنباء الغمر 4/ 237، ووجيز الكلام 2/ 601، والروض الباسم 1 / ورقة 107. (¬5) انظر عن (الشمس بن الديري) في: إنباء الغمر 4/ 243، 244، رقم 10، والضوء اللامع 9/ 124، رقم 306، ووجيز الكلام 2/ 603، 604، رقم 1387، والتبر المسبوك 138، والروض الباسم 1 / ورقة 120، 121.

كسر النيل

سعد بن مصلح بن أبي بكر بن سعد الفيسي (¬1)، القدسي، الحنفيّ. كان فاضلا. سمع على أبي الخير بن العلاء. وله نظم. ومولده في سنة سبعين (¬2) وسبعمائة. [كسر النيل] وفيه كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل عثمان ولد السلطان لذلك ومعه جماعة من الأعيان، وكاتب السرّ. ولم تجر العادة بركوبهم. ولما خلّق المقياس أحضرت الحرّاقة لينزل إليها على العادة فامتنع قانباي الجركسي من إنزاله إليها وسار به والحرّاقة خالية منه حتى أوصله إلى قبالة الخليج، ثم ركبها وعدّى إلى الخليج، وعدّ ذلك من النوادر (¬3). [نفي علي باي المؤيّدي] وفيه نفي علي باي المؤيّدي العجمي إلى دمشق بطّالا، وقرّر في إمريّته جانبك الوالي. وقسّمت إمرة جانبك (على عدّة من الخاصكية الأشرفية) (¬4) برسباي ممّن كان بدمشق وغيرها (¬5). [سجن أمير مكة بالإسكندرية] وفيه حمل السيد علي الحسني أمير مكة من محبسه بالبرج إلى سجن الإسكندرية (¬6). ¬

(¬1) في الروض: «العنسي». (¬2) في الأصل: «سبع ين». (¬3) خبر النيل في: إنباء الغمر 4/ 238، وحوادث الدهور 1/ 121، والتبر المسبوك 119، وبدائع الزهور 2/ 250، والروض الباسم 1 / ورقة 107، 108. (¬4) ما بين القوسين مكرّر في المخطوط. (¬5) خبر نفي علي باي في: حوادث الدهور 1/ 120، والنجوم الزاهرة 15/ 368، ونزهة النفوس 4/ 321، والتبر المسبوك 119، والروض الباسم 1 / ورقة 108. (¬6) خبر أمير مكة في: حوادث الدهور 1/ 121، ونزهة النفوس 4/ 322، والتبر المسبوك 121، وبدائع الزهور 2/ 250، 251.

سجن بيبرس بن بقر

[سجن بيبرس بن بقر] وسجن مكانه بالبرج بيبرس بن بقر شيخ العربان بالشرقية (¬1). [جمادى الآخر] [وفاة الشمس الحجّاري] [2077]- وفي جماد الآخر مات الشمس الحجّاري (¬2)، محمد (بن محمد) (¬3) بن أحمد القليوبي، القاهري، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا. أخذ عن الأكابر، وسمع على جماعة، منهم: الشمس بن الجزري، بل وابن (¬4) أميلة، وابن (¬5) الكويك، ومن قبله أيضا. وكان ماهرا في الفرائض، والحساب، والهندسة، خيّرا، ديّنا. وهو والد أبو (¬6) الفتح المكتّب صاحب الخط المنسوب. [تقدمة شاد بك بمصر] وفيه قدم قانباي الحمزاوي المعزول عن نيابة حلب واستقرّ على تقدمة شاد بك بمصر. وكان قد أشيع بعدم قدومه، وبأنه مخامر على السلطان (¬7). [شادّية جدّة] وفيه قرّر جانبك أحد مماليك السلطان / 103 / وخاصّكيّته في شادّية جدّة. وهذه أول ولاياته لها. وجانبك هذ هو الذي ضخم بعد ذلك، على ما سيأتي في محلّه (¬8). ¬

(¬1) خبر سجن بيبرس في: حوادث الدهور 1/ 121، ونزهة النفوس 4/ 322، والتبر المسبوك 121، والروض الباسم 1 / ورقة 108. (¬2) انظر عن (الشمس الحجّاري) في: التبر المسبوك 138، ووجيز الكلام 2/ 602 رقم 1383، والضوء اللامع 9/ 51، وبدائع الزهور 2/ 252، والروض الباسم 1 / ورقة 120. (¬3) ما بين القوسين كتب فوق السطر. (¬4) في الأصل: «وبن». (¬5) في الأصل: «وبن». (¬6) الصواب: «أبي». (¬7) خبر التقدمة في: النجوم الزاهرة 15/ 368، وحوادث الدهور 1/ 121، ونزهة النفوس 4/ 322، وبدائع الزهور 2/ 251، والروض الباسم 1 / ورقة 108. (¬8) خبر جدّة في: النجوم الزاهرة 15/ 368، 369، وبدائع الزهور 2/ 251، والروض الباسم 1 / ورقة 108.

رجب

[رجب] [سفر الركب الرجبي] وفي رجب سافر الركب الرجبيّ إلى مكة على العادة، وخرج معه جماعة (¬1). [شعبان] [وفاة يشبك السودوني] [2078]- وفي شعبان مات الأتابك يشبك السودوني (¬2)، المشدّ. وكان من مماليك سودون الجلب نائب حلب، الماضي في محلّه، واشتراه ططر قبل سلطنة، وتنقلّت به الأحوال حتى صيّر شادّ الشراب خاناه، ثم من المقدّمين، ثم الحجوبية الكبرى، ثم إمرة مجلس، ثم إمرة سلاح، ثم الأتابكية، وعظم وضخم. وكان تزوّج بابنة أستاذه ططر، وكان عارفا بالرمي بالنشّاب، حشما، وقورا، عاقلا، سيوسا، مع حدّة مزاج وسوء خلق. [تقرير أتابك] وفيه قرّر في الأتابكية إينال العلائي الأجرود، نقلا إليها من الدوادارية، وعدّ ذلك من النوادر (¬3). [شادّية الشرابخاناة] وفيه ولي شادّية الشرابخاناه يونس البوّاب، عوضا عن قانباي (¬4). [خروج السلطان للتنزّه] وفيه ركب السلطان من قلعته ونزل إلى خليج الزعفران بعد أن أمر بأن تنصب له ¬

(¬1) خبر الركب في: التبر المسبوك 121، وبدائع الزهور 2/ 251، والروض الباسم 1 / ورقة 108. (¬2) انظر عن (يشبك السودوني) في: إنباء الغمر 9/ 245 (طبعة حيدرأباد)، والترجمة ساقطة من النسخة المطبوعة بدار الكتب المصرية، وحوادث الدهور 1/ 128 - 131 رقم 2، والنجوم الزاهرة 15/ 509 - 511، والدليل الشافي 2/ 785 رقم 2648، والمنهل الصافي في 3 / ورقة 291 ب، 292 أ، والضوء اللامع 10/ 277، 278، رقم 1089، والذيل التام، ورقة 86 ب، والتبر المسبوك 139، ووجيز الكلام 2/ 605 رقم 1392، وبدائع الزهور 2/ 251، والروض الباسم 1 / ورقة 121، 122. (¬3) خبر تقرير الأتابك في: حوادث الدهور 1/ 121، والنجوم الزاهرة 15/ 369، ونزهة النفوس 4/ 323، والتبر المسبوك 122، وبدائع الزهور 2/ 251، والروض الباسم 1 / ورقة 108. (¬4) خبر الشرابخاناه في: النجوم الزاهرة 15/ 369، وحوادث الدهور 1/ 121، 122، ونزهة النفوس 4/ 323، وبدائع الزهور 2/ 251، والروض الباسم 1 / ورقة 108، 109.

نظر البيمارستان

الخيام هناك، وتهيّأ الأسمطة، وحضر معه جمع أمراؤه (¬1)، وتنزّه، ودام هناك إلى قريب الزوال عاد إلى قلعته. وكان السبب في نزوله أنه أشيع في حين ولاية إينال الأتابكية الركوب على السلطان كونه قدّم الأدون (¬2) مع وجود الأعلا (¬3)، فلم يقع ما أشيع. وعدّت هذه القلعة من أعظم فعلات الظاهر ومن دهائه، حيث أظهر بها الاستخفاف بمن أشيع عنه ما أشيع (¬4). [نظر البيمارستان] وفيه خلع على الأتابك إينال بنظر (¬5) البيمارستان، ونزل في موكب حافل (¬6). [وفاة الشمس الغمري] [2079]- وفيه مات الشيخ، الصالح، المعتقد، المسلّك، الشمس الغمري (¬7)، محمد بن عمر بن أحمد الواسطيّ الأصل، المحلّي، الشافعيّ. وكان فاضلا، عالما، عاقلا، نشأ على العبادة والصلاح الظاهر حتى شهر بذلك. وأنشأ زاوية بالمحلّة، وأقبل على شأنه. وله تصانيف مفيدة وآثار حسان. ومولده سنة 776 (¬8). [رمضان] [وفاة الشمس التفهني] [2080]- وفي رمضان مات الشمس التفهنيّ (¬9)، محمد بن عبد الرحمن بن علي بن هاشم القاهري، الحنفيّ. ¬

(¬1) الصواب: «جميع أمرائه». (¬2) الصواب: «الأدنى». (¬3) الصواب: «الأعلى». (¬4) خبر تنزّه السلطان في: حوادث الدهور 1/ 122، والتبر المسبوك 122، وبدائع الزهور 2/ 251، والروض الباسم 1 / ورقة 109. (¬5) في الأصل مشوّشة (بلطر). (¬6) خبر البيمارستان في: النجوم الزاهرة 15/ 370، ونزهة النفوس 4/ 323، والتبر المسبوك 122، وبدائع الزهور 2/ 252، والروض الباسم 1 / ورقة 109. (¬7) انظر عن (الغمري) في: إنباء الغمر 4/ 243 رقم 9، ووجيز الكلام 2/ 603 رقم 1385، والضوء اللامع 8/ 238، والتبر المسبوك 136، ونظم العقيان 157، وبدائع الزهور 2/ 251، والروض الباسم 1 / ورقة 119، 120، وشذرات الذهب 7/ 265. (¬8) في الروض الباسم: ولد سنة 786 هـ‍. (¬9) انظر عن (التفهني) في: إنباء الغمر 4/ 242، 243 رقم 5، والتبر المسبوك 136، والضوء اللامع 7/ 293، ووجيز الكلام =

وفاة الشمس السعودي

وكان عالما، فاضلا، بارعا، أفتى ودرّس في حياة أبيه، وولي عدّة وظائف كالصرغتمشية والقانبائية (¬1)، ودرّس الحديث بالشيخونية وقضاء العسكر وغير ذلك. وسمع الحديث على جماعة. / 104 / وكان من محاسن الزمان. ومولده قبل الثمانماية. [وفاة الشمس السعودي] [2081]- وفيه مات الشمس السعودي (¬2). ينقل من شعبان (¬3) إلى هذا المحلّ. [مشيخة الصرغتمشية] وفيه قرّر في مشيخة الصرغتمشية المحبّ الأقصرائي، عوضا عن ابن (¬4) التفهني بعد وفاته، وخلع عليه بعد ذلك، ونزل إليها في مشهد حفل (¬5). [ختم البخاري] وفيه ختم «صحيح البخاري» على العادة (¬6). ¬

= 2/ 603 رقم 1386، ونظم العقيان 153، وبدائع الزهور 2/ 252، والروض الباسم 1 / ورقة 118، 119، وشذرات الذهب 7/ 265. (¬1) في الأصل: «العانبايه». (¬2) انظر عن (السعودي) في: التبر المسبوك 130 - 132 وفيه: «محمد بن أحمد عمار بن محمد بن عمر الشيخ شمس الدين النحريري، ثم القاهري، الشافعيّ، المؤدّب، الضرير ويعرف بالسعودي نسبة لشخص من أقاربه كان يخدم الشيخ أبا السعود. .»، والضوء اللامع 7/ 30 - 32 رقم 59، وفيه:» محمد بن أحمد بن عمر. . ورأيت من قال ممن نسخ له شيئا قديما إنه يعرف بابن أخي السعودي، فكأنه ترك تخفيفا. . .»، إنباء الغمر 4/ 241، 242 رقم 6، وفيه ولد سنة 62، أما عند السخاوي في: التبر، والضوء: ولد سنة 756 هـ‍. (¬3) لم يذكره في شهر شعبان أصلا، وهو مات في ليلة الأربعاء منتصف رمضان سنة تسع وأربعين. وقد طوّل السخاوي وابن حجر في ترجمته. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر المشيخة في: حوادث الدهور 1/ 123، ونزهة النفوس 4/ 324، والتبر المسبوك 122، وبدائع الزهور 2/ 252، والروض الباسم 1 / ورقة 109. (¬6) خبر ختم البخاري في: بدائع الزهور 2/ 252، والروض الباسم 1 / ورقة 109.

شوال

[شوال] [وصول قاصد السلطان ابن عثمان] وفي شوال وصل قاصد ابن عثمان السلطان مراد وعلى يده مكاتبة وهدية للسلطان، وذكر في مكاتبته أنه نزل لولده محمد بن عبد الملك، ويسأل السلطان أن يكون نظره عليه (¬1). [وفاة ابن ناظر الصاحبية] [2082]- وفيه مات المسند، الشهاب، ابن (¬2) ناظر الصاحبية أحمد بن عبد الرحيم (¬3) بن الموفّق بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن محمد الذهبي، الدمشقي، الصالحي، الحنبليّ. أحد المسندين الثلاث (¬4) الماضي خبرهم، وهو آخرهم وفاة. وكان خيّرا، ديّنا. سمع الكثير على جماعة، منهم: الجوخيّ في سنة اثنين (¬5) أو ثلاث (¬6) وستين وسبعمائة. [تحوّل الطرقات إلى برك من المطر] وفيه أمطرت السماء مطرا غزيرا جدّا حتى صارت الأرض كالبرك تعطّل الناس به عن كثير من معايشهم، حتى عدّ مثل هذا من النوادر (¬7). [وصول ركب الحاج المغربي] وفيه وصل ركب من المغرب وفيه قاصد السلطان المتوكل على الله عثمان صاحب ¬

(¬1) خبر قاصد السلطان في: حوادث الدهور 1/ 123، ونزهة النفوس 4/ 324، والتبر المسبوك 123، وبدائع الزهور 2/ 252، والروض الباسم 1 / ورقة 109. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) انظر عن (أحمد بن عبد الرحيم) في: إنباء الغمر 4/ 239 رقم 1 وفيه: «أحمد بن عبد الرحمن»، وذيل التقييد 2/ 399 رقم 1900، وعنوان الزمان، ورقة 11 ب، رقم 18، والدليل الشافي 1/ 52، 53 رقم 178، والمنهل الصافي 1/ 312، ومعجم شيوخ ابن فهد 58، 59 و 136 و 169، والضوء اللامع 1/ 324، ووجيز الكلام 6052 رقم 1391، والتبر المسبوك 127، ونظم العقيان 43، وبدائع الزهور 2/ 252، والروض الباسم 1 / ورقة 112 وفيه: أحمد بن عبد الرحمن، وشذرات الذهب 7/ 263. (¬4) الصواب: «الثلاثة». (¬5) الصواب: «اثنتين». (¬6) في الأصل: «أو مت». (¬7) خبر الطرقات في: إنباء الغمر 4/ 238، والتبر المسبوك 123، والروض الباسم 1 / ورقة 109، 110.

خروج الحاج والمحمل

تونس، وعلى يده هدية للسلطان، وقدم في جملة هذا الركب الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم البيدمري لكائنة اتّفقت له بتونس، ففرّ منها، ودام بهذه البلاد مدّة. وجرت عليه أمور حتى عاد إلى بلاده ثانيا (¬1). وستأتي ترجمته في سنة أربع وسبعين إن شاء الله تعالى. بل وبعض أخبار له قبل ذلك. [خروج الحاج والمحمل] وفيه خرج الحاجّ، وأميرهم بالمحمل دولات باي، وبالأول تمربغا الظاهريّ، وخرج علي باي باشا على الجند بمكة المشرّفة (¬2). [ذو القعدة] [ولادة بنت برأسين] وفي ذي قعدة وقع من الغرائب النادرة أنّ امرأة ولدت بنتا لها رأسان يعلو أحدهما الآخر، وأحدهما بشعر والآخر أقرع، وبها عينان ضيّقتان ينظر بهما بتكلّف، وفي فمها نابان بارزان عند شفتيها العليا، كل ناب في مقدار إصبع الإنسان، ورجلها كقوائم المعز، فسبحان من هو على كل شيء قادر (¬3). [وفاة قانباي الجكمي] [2083]- وفيه مات قانباي الجكميّ (¬4)، حاجب الحجّاب بحلب. وكان مسرفا على نفسه، ومات موتة غريبة، من دخان نار وقدت بين يديه وهو سكران. وكان من مماليك جكم من عوض الماضي. ¬

(¬1) خبر الركب المغربي في: حوادث الدهور 1/ 123، ونزهة النفوس 4/ 324، 325، والتبر المسبوك 123، وبدائع الزهور 2/ 252. (¬2) خبر الحاج والمحمل في: النجوم الزاهرة 15/ 370، وحوادث الدهور 1/ 123، والتبر المسبوك 123، وبدائع الزهور 2/ 252، والروض الباسم 1 / ورقة 111. (¬3) خبر البنت العجيبة في: حوادث الدهور 1/ 120 (حوادث ربيع الآخر 849 هـ‍.) ونزهة النفوس 4/ 320 (ربيع الآخر)، والتبر المسبوك 119، وبدائع الزهور 2/ 252. (¬4) انظر عن (قانباي الجكمي) في: إنباء الغمر 9/ 241 (طبعة حيدرأباد)، والترجمة ساقطة من النسخة المطبوعة في دار الكتب المصرية، والدليل الشافي 2/ 530، 531 رقم 1820، والمنهل الصافي 3 / ورقة 6 ب، 7 أ، والنجوم الزاهرة 15/ 511، 512، والتبر المسبوك 130، والضوء اللامع 6/ 195 رقم 658، وبدائع الزهور 2/ 253، والروض الباسم 1 / ورقة 11، 116.

إقامة سلطان من العبيد

[إقامة سلطان من العبيد] وفيه - أعني هذه السنة - وقع من النوادر أنّ جمعا من العبيد اجتمعوا من الجيزة وأقاموا فيما بينهم / 105 / سلطانا، ونصبوا له خيمة، وجعلوا لهذا السلطان مثلما يجعل للملوك من الأمراء والجند والأتباع، وبعض الآلات ودكّة يجلس عليها، وثاروا يطلبون من العبيد من هو معاد لهم، ووسّطوا عدّة ممّن خالفهم أو عاداهم. وولّى هذا السلطان أيضا من العبيد مملكة حلب، وبعضا للشام، وولّوا أمراء كالمصريّين من الأتابك وغيره، وسمّوهم بأسماء أمراء مصر. ووقع منهم أمور غريبة. وبلغ السلطان ذلك فقال: هل يشوّشون على الرعايا، فقيل (له) (¬1): لا. فقال: دعهم (¬2) يقتل بعضهم بعضا. ثم لما أفحش الحال بعث من بدّد شملهم. وكانت كائنتهم من الغرائب (¬3). [وفاة أبي محمد العبد الداري] [2084]- وفيه مات العلاّمة، أبو محمد العبد، موسى بن عبد الله بن محمد بن موسى المغربي، العبد الداري (¬4)، التلمساني، المالكيّ. وكان عالما، بارعا، فاضلا، كثير الحط (¬5). ولّي الفتيا بفاس وإمامة جامع (. . .) (¬6). وكان على جانب من الدين والخير، وله شهرة طائلة. [وفاة الجمال الججّيني] [2085]- وفيه مات الجمال الججّيني (¬7)، يوسف بن محمد بن أحمد الدمشقي، الصالحي، الحنفيّ. وكان فاضلا. وسمع على جماعة وحدّث. ومولده سنة 773. ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) الصواب: «دعوهم». (¬3) خبر سلطان العبيد في: نزهة النفوس 4/ 327، وحوادث الدهور 1/ 124، والتبر المسبوك 126، 127، ووجيز الكلام 2/ 601، وبدائع الزهور 2/ 253، والروض الباسم 1 / ورقة 111. (¬4) انظر عن (العبد الداري) في: وجيز الكلام 2/ 604 رقم 1388، وفيه: «الوادي»، والتبر المسبوك 129، وفيه الوادي، والضوء اللامع 5/ 67، ونظم العقيان 222 وفيه «العبدوني»، وبدائع الزهور 2/ 253. (¬5) كذا. (¬6) كلمة غير واضحة: «الردين». (¬7) انظر عن (الحجّيني) في: معجم شيوخ ابن فهد 301، والضوء اللامع 10/ 328، والتبر المسبوك 139، 140، والروض الباسم 1 / ورقة 122 وفيه: «يوسف بن أحمد بن أحمد». و «الحجّيني»: بكسر الجيم الأولى، وكسر الثانية المشدّدة.

حوادث سنة خمسين وثمانماية

[حوادث] سنة خمسين وثمانماية [محرّم] [نيابة والد المؤلّف بالقدس] في محرّم استقرّ الوالد خليل بن شاهين الصفوي الظاهري في نيابة القدس، عوضا عن طوغان بعد صرفه وتغيّظ السلطان عليه، وأضيفت إلى الوالد تقدمة ألف بدمشق. وعدّ من نوادره (¬1). [نظر الجوالي] وفيه قرّر في نظر الجوالي شيخنا البرهان الديري، عوضا عن ابن (¬2) المحرّقي بحكم صرفه، وأضيفت هذه الوظيفة للبرهان مع نظر الإصطبل، فإنه كان بيده (¬3). [وفاة البرهان الحلبي] [2086]- وفيه مات البرهان إبراهيم بن رضوان (¬4) الحلبي، الشافعيّ. وكان فاضلا ناب في الحكم بحلب وولي بعض تداريسها. [قتل الفيل لقتله سائسه] وفيه أمر السلطان بقتل الفيل، وكان قد هجم على سائسه فبرك عليه وقتله، وبلغ ذلك السلطان فحنق منه وأمر بقتله، فرمي عليه بالسهام حتى وقع ميتا بعد أن قلعت عينه وتمكّن منه، وهرع الناس للفرجة عليه وهو ميّت. ¬

(¬1) خبر والد المؤلّف في: إنباء الغمر 4/ 245، وحوادث الدهور 1/ 132، والنجوم الزاهرة 15/ 371، والتبر المسبوك 140، وبدائع الزهور 2/ 254. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر نظر الجوالي في: حوادث الدهور 1/ 132، والنجوم الزاهرة 15/ 371، والتبر المسبوك 140، وبدائع الزهور 2/ 253، والروض الباسم 1 / ورقة 123. انظر عن (إبراهيم بن رضوان) في: إنباء الغمر 4/ 247، 248، و (9/ 250، 251 طبعة حيدرأباد) مع الحاشية رقم 2، والتبر المسبوك 249، والروض الباسم 1 / ورقة 129 وفيه: «أضعان». (¬4) خبر قتل الفيل في: إنباء الغمر 4/ 245، ووجيز الكلام 2/ 607، والتبر المسبوك 140، وبدائع الزهور 2/ 254، والروض الباسم 1 / ورقة 124.

وفاة العزيز المقدسي

[وفاة العزيز المقدسي] [2087]- وفيه مات العزيز النقيب، عبد العزيز بن أحمد بن علي بن محمد بن ضوء (¬1) المقدسي، الحنفيّ. وكان عالما فاضلا. سمع على: المفعلي، والعلائي، عن الحجّار. [إدّعاء أبي الخير النحاس على الولي السفطي] وفيه ادّعى أبو الخير النّحاس، وكان كما ظهر في الدولة عن قريب، ادّعى على الولي السفطي عند القاضي الشافعيّ بإذن من السلطان / 106 / دعوى هيئة (¬2) لا طائل تحتها، فأشيع بأنّ السلطان غضب على السفطي لكونه لم يفصل هو قضية مع النحاس. وكثر القال والقيل بسبب ذلك حتى بلغ السلطان فأنكره. وقال إنسان، قال: إنّ له دعوى شرعية عليه. فقلت: لا مانع من دعواك. ثم صعد السفطي إلى القلعة، فاعتذر السلطان إليه، ثم خلع عليه كاملية بالطوق السمّور المسبول. وكانت هذه من بدايات كوامن السفطي، ومن بدايات ظهور النّحاس (¬3). [وفاة الشمس القاياتي] [2088]- وفيه مات الشمس القاياتي (¬4)، قاضي القضاة، محمد بن علي بن محمد بن يعقوب بن محمد القاهري، الشافعيّ. ¬

(¬1) انظر عن (ابن ضوء) في: الروض الباسم 1 / ورقة 132، والضوء اللامع 4/ 211، 212 رقم 542. (¬2) في الأصل: «هيه». (¬3) خبر الإدّعاء في: إنباء الغمر 4/ 245، والتبر المسبوك 141، 142، والروض الباسم 1 / ورقة 124، 125. (¬4) انظر عن (القاياتي) في: إنباء الغمر 4/ 246، 247، وحوادث الدهور 1/ 138 - 143 رقم 1، والدليل الشافي 2/ 656 رقم 2255، والمنهل الصافي 3/ 144 أ - 145 ب، والنجوم الزاهرة 15/ 513، 514، وذيل رفع الإصر 278 - 295، والضوء اللامع 8/ 212 - 214 رقم 1576، والذيل التام، ورقة 86 أ، 87 ب، ووجيز الكلام 2/ 608، 609 رقم 1395، والتبر المسبوك 159 - 167، وحسن المحاضرة 1/ 440، 441، رقم 198، ونظم العقيان 154، وبدائع الزهور 2/ 254، والروض الباسم 1 / ورقة 125، وشذرات الذهب 7/ 268، وكشف الظنون 1873، وهدية العارفين 2/ 196، ومعجم المؤلفين 11/ 61، 62، وديوان الإسلام 4/ 24، 25 رقم 1688، وتاريخ الخلفاء 513.

تعيين ابن حجر قاضيا

وكان إماما، عالما، فاضلا، فقيها، كريما، مفنّنا، مبرّزا، ذا خير ودين وصلاح وعفّة، أفتى ودرّس. وسمع على جماعة من أشياخه، فإنه أخذ عن جماعة من الأكابر، منهم: السراج البلقيني، والبرهان الإبناسي، والعلاء البخاري، والبدر الطنبدي، والعزّ بن جماعة، والجمال العلائي الحنبلي، والهمام شيخ الجمالية. ولازم كثيرا، وبرع وشهر وتميّز بالفضيلة، وتولّى تدريس قبّة الإمام الشافعيّ، والبيبرسية، والأشرفية البرسبائية أول ما فتحت، والحديث بالبرقوقية، وغير ذلك. وانتفع به الطلبة. ثم ولي القضاء الأكبر على ما عرفته، مسولا (¬1) فيه بعد شروط أجابه السلطان إليها، وتورّع عن لبس تشريف القضاء، وتقلّل من النوّاب، وتثبّت في الأمور، ثم ندم على ولايته القضاء حتى ذكر عنه أنه دعى (¬2) على نفسه بالموت في القنوت، فاستجاب الله تعالى له. وكانت له جنازة حافلة حضرها السلطان والخليفة، وتقدّم الخليفة في الصلاة عليه. ومولده سنة خمس وثمانين وسبع مائة تقريبا. [تعيين ابن حجر قاضيا] وفيه وقع القال والقيل فيمن يولّى القضاء، حتى عيّن الحافظ ابن (¬3) حجر (¬4). [صفر] [وفاة السراج النعماني] [2089]- وفي صفر مات السراج النعمانيّ (¬5)، عمر بن محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن ثابت بن عثمان بن محمد بن عبد الرحمن بن ميمون بن محمود بن حسين بن شعبان بن يوسف بن إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة البغداديّ، الفرغاني، النعماني، الحنفيّ. وكان فاضلا، ولي قضاء دمشق، ثم وكالة بيت المال بها والحسبة. ¬

(¬1) كذا. (¬2) الصواب: «دعا». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر التعيين في: إنباء الغمر 1/ 248 الحاشية 2 (طبعة حيدرأباد) والخبر ساقط من النسخة المطبوعة بدار الكتب المصرية، والنجوم الزاهرة 15/ 371، والروض الباسم 1 / ورقة 125. (¬5) انظر عن (السراج النعماني) في: إنباء الغمر 4/ 247، و (9/ 250) وفي الطبعتين بياض من أصل المخطوط، والموجود هو: «. . . ابن تاج الدين البغدادي الحنفي»، ووجيز الكلام 2/ 610، 611 رقم 1401، والضوء اللامع 6/ 136، والتبر المسبوك 157، وبدائع الزهور 2/ 254.

قضاء الشافعية بالقاهرة

[قضاء الشافعية بالقاهرة] وفيه استقرّ في قضاء الشافعية / 107 / على عادته الحافظ ابن (¬1) حجر عوضا عن القاياتي بعد موته، ونزل في موكب حافل إلى الصالحية (¬2). [وفاة سودون المحمدي] [2090]- وفيه مات سودون المحمّدي (¬3)، نائب قلعة دمشق. وهو الذي كان باشا بمكة وجدّد سقف الكعبة. وكان من مماليك سودون المحمدي أيضا، وترقّى إلى أن ولي نيابة قلعة دمشق. وكان خيّرا ديّنا، ساذجا، ساكنا، كثير البرّ، مع تعاظم وشمم عنده. [مشيخة الإمام الشافعي] وفيه قرّر في مشيخة الإمام الشافعيّ الولي (¬4) السفطي، عوضا عن القاياتي (¬5). [مشيخة البيبرسية] وقرّر الشهاب أحمد بن القاياتي في مشيخة البيبرسية عوضا عن أبيه (¬6). [وفاة ابن أبي غالب] [2091]- وفيه مات ابن (¬7) أبي غالب (¬8) عبد الباري (¬9) بن يعقوب أحد موقّعي الدّست. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر قضاء الشافعية في: حوادث الدهور 1/ 133، والتبر المسبوك 142، وبدائع الزهور 2/ 254، والروض الباسم 1 / ورقة 125. (¬3) انظر عن (سودون المحمدي) في: حوادث الدهور 1/ 145، 146، رقم 6، والدليل الشافي 1/ 329 رقم 1130، والمنهل الصافي 6/ 121 - 123 رقم 1133، والنجوم الزاهرة 15/ 516، 517، والضوء اللامع 3/ 285، 286 رقم 1084، ووجيز الكلام 2/ 612، 613 رقم 1408، والتبر المسبوك 152، 153 وبدائع الزهور 2/ 254، والروض الباسم 1 / ورقة 130. (¬4) ويقال: «الولوي». (¬5) خبر المشيخة في: النجوم الزاهرة 15/ 371، وحوادث الدهور 1/ 133، والتبر المسبوك 142، وبدائع الزهور 2/ 254، والروض الباسم 1 / ورقة 125. (¬6) خبر البيبرسية في: التبر المسبوك 142، وبدائع الزهور 2/ 254، والروض الباسم 1 / ورقة 125. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) انظر عن (ابن أبي غالب) في: التبر المسبوك 153، وبدائع الزهور 2/ 254، والروض الباسم 1 / ورقة 131، 132. (¬9) في البتر: «عبد الباقي»، والمثبت يتفق مع الروض الباسم، وبدائع الزهور، وفي هذا الأخير: «عبد الباري بن أبي غالب».

وفاة البهاء بن حجي الحسباني

سمع على الجمال الأميوطي. [وفاة البهاء بن حجّي الحسباني] [2092]- وفيه مات البهاء، محمد بن عمر بن حجّي (¬1) بن موسى بن أحمد بن سعد بن غنيم بن غزوان بن علي بن مشرف بن تركي الحسباني، الدمشقي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، حبّب إليه المناصب والرياسة فولي قضاء دمشق ونظر جيشها، ثم نظر جيش مصر، وغير ذلك من الوظائف. ومولده سنة عشرة (¬2) وثمانماية. [ربيع الأول] [وفاة جقمق بن خجندب] [2093]- وفي ربيع الأول مات جقمق بن خجندب (¬3)، السيد الشريف الحسني المكي، قريب صاحب مكة. [وفاة الشيخ الأنصاري] [2094]- وفيه مات الشيخ، المعتقد بالجدب بين العوامّ، إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله الأنصاريّ (¬4). [قدوم ولد صاحب مكة على السلطان] وفيه قدم من مكة إلى القاهرة السيد الشريف، محمد بن بركات بن حسن بن عجلان، ولد صاحب مكة، وعلى يده هدية من أبيه للسلطان. وكان حضوره لتقرير الأمان لوالده من السلطان، فكرّر السلطان ذلك، وكان قد بعث به أولا على يد الشرف الأنصاريّ، وكان إذ ذاك من التجار المتردّدين إلى جدّة ومكة (¬5). ¬

(¬1) انظر عن (ابن حجّي) في: النجوم الزاهرة 15/ 514، 515، وحوادث الدهور 1/ 143، 144 رقم 2، والذيل التام، ورقة 87 أ، والتبر المسبوك 167، والضوء اللامع 8/ 242، 243 رقم 651، ووجيز الكلام 2/ 609 رقم 1398، وبدائع الزهور 2/ 254. (¬2) الصواب: «سنة عشر». (¬3) انظر عن (جقمق بن خجندب) في: التبر المسبوك 151، والروض الباسم 1 / ورقة 130، والضوء اللامع 3/ 70 رقم 285 وفيه: «جقمق بن جخيدب بن أحمد بن حمزة بن أبي نميّ». (¬4) انظر عن / الأنصاري) في: التبر المسبوك 149، والضوء اللامع 1/ 59. (¬5) خبر قدوم ولد صاحب مكة في: حوادث الدهور 1/ 133، والنجوم الزاهرة 15/ 371، ووجيز الكلام =

ربيع الآخر

ثم كان لبركات من ولاية مكة ما سنذكره. [ربيع الآخر] [كائنة نائب بعلبك] وفي ربيع الآخر اتّفق من الغرائب النادرة بالنسبة إلى وقت وقوعها أنّ السلطان ولّي نيابة بعلبك لإنسان يقال له أسنبغا الكلبكي. وكانت العادة المستمرّة أنّ نيابة بعلبك لنائب الشام يولّي فيها من يختاره من مماليك أو غيرهم، هذا ما عدّ من النوادر، ولم يعلموا ما يكون بعدها ما هو أندر وأغرب، سيما في هذه الأعصار التي (بها) (¬1) الآن (¬2). وسيأتي ذلك في محلّه إن شاء الله تعالى. [وفاة ابن المقسي القبطي] [2095]- وفيه مات نصر الله بن المقسي (¬3)، شمس الدين القبطيّ. وكان مستوفي بعض جهات الدولة، عارفا بالصناعة، زائد النعم، كثير الترف. وهو والد التاج عبد الله ناظر الخاص. [وفاة الشهاب الشاذلي] [2096]- وفيه مات الواعظ المذكّر، الشهاب، أحمد بن أحمد بن جوغان (¬4) الشاذليّ، نزيل مكة. [جمادى الأوّل] [استمرار ابن الشحنة بوظائفه] / 108 / وفي جماد الأول خلع على المحبّ بن الشحنة باستمراره على ما بيده من ¬

= 2/ 607، والتبر المسبوك 143، وبدائع الزهور 2/ 255، والروض الباسم 1 / ورقة 126. (¬1) مكرّرة في الأصل. (¬2) كائنة نائب بعلبك في: حوادث الدهور 1/ 133، 134، والنجوم الزاهرة 15/ 371، 372، والتبر المسبوك 144، وبدائع الزهور 2/ 255، والروض الباسم 1 / ورقة 126، 127. (¬3) انظر عن (ابن المقسي) في: وجيز الكلام 2/ 613 رقم 1411، والضوء اللامع 10/ 200، والتبر المسبوك 168، وبدائع الزهور 2/ 255. (¬4) انظر عن (ابن جوغان) في: التبر المسبوك 149، والضوء اللامع 1/ 210، والروض الباسم 1 / ورقة 129. و «جوغان»: بجيم، ثم واو وغين معجمة وأخره نون. وفي الأصل: «جوغان» بالعين المهملة، وكذا في الروض الباسم.

كسر النيل

قضاء حلب، وكتابة سرّها ونظر الجيش بها، وحمل جملة من المال بسبب ذلك (¬1). [كسر النيل] وفيه كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل عثمان ولد السلطان لذلك (¬2). [جمادى الآخر] [نيابة حماه] وفي جماد الآخر عزل السلطان شاد بك الجكمي عن نيابة حماه، وأمر بإخراجه منها منفيّا إلى القدس بطّالا، وقرّر عوضه في نيابة حماه يشبك الصوفي أحد المقدّمين بحلب (¬3). وقرّر في تقدمة يشبك علي باي العجميّ. [وفاة يلخجا من مامش] [2097]- وفيه مات يلخجا (¬4) من مامش (¬5) الناصريّ، نائب غزّة. وكان من عتقاء الناصر فرج وساقيا عنده، ثم ولي إمرة عشرة في دولة الأشرف. وحجّ بالركب الأول غير ما مرة، ثم صيّر شادّا على بندر جدّة، ثم رأس نوبة ثانيا، ثم نقل إلى نيابة غزّة. وكان كثير البشاشة والتواضع مع شجاعة وحرمة، لكنّه كان منهمكا في اللذّات. [رجب] [الإفراج عن جماعة من الأشرفية] وفي رجب أمر السلطان بالإفراج عن جماعة من الأشرفية البرسبائية من سجونهم ¬

(¬1) خبر ابن الشحنة في: حوادث الدهور 1/ 134، والتبر المسبوك 145، والروض الباسم 1 / ورقة 127. (¬2) خبر النيل في: حوادث الدهور 1/ 134، والتبر المسبوك 145، وبدائع الزهور 2/ 255، والروض الباسم 1 / ورقة 127. (¬3) خبر نيابة حماه في: حوادث الدهور 1/ 134، 135، وبدائع الزهور 2/ 255، والروض الباسم 1 / ورقة 127. (¬4) في بدائع الزهور: «بيخجا». (¬5) انظر عن (بلخجا من مامش) في: حوادث الدهور 1/ 146، 147 رقم 7، والدليل الشافي 2/ 795، 796 رقم 2679، والمنهل الصافي 3 / ورقة 306 أ، 307 أ، والنجوم الزاهرة 15/ 517، 518، والذيل التام، ورقة 87 ب، والضوء اللامع 10/ 291 رقم 1140، ووجيز الكلام 2/ 613 رقم 1409، والتبر المسبوك 168، 169، وبدائع الزهور 2/ 255.

وفاة عبد الكريم بن فخيرة

بالبلاد الشامية كصفد، والصبيبة، والمرقب، وغير ذلك (¬1). [وفاة عبد الكريم بن فخيرة] [2098]- وفيه مات عبد الكريم بن فخيره (¬2)، مستوفي الخاصّ. [شعبان] [هرب مساجين من المقشّرة] وفي شعبان تعامل من بسجن المقشّرة واتّفقوا بأجمعهم على قتل السجّان، وخرج الكلّ إلى حال سبيلهم، ونجزت على هذه الصفة من النوادر (¬3). [ثورة الجلبان على الأستادار زين الدين] وفيه ثار جماعة من جلبان السلطان بزين الدين الأستادار بعد نزوله من الخدمة من القلعة، فتناولوه ضربا بالدبابيس، وكاد أن يهلك لولا فرّ فنجا بنفسه إلى دار طوخ التمرازي أحد مقدّمي الألوف (¬4). [رمضان] [وفاة العزّ عبد السلام] [2099]- وفي رمضان مات المعزّ، عبد السلام بن داود (¬5) بن عثمان بن عبد السلام بن عباس السلّطي، الشافعيّ. وكان ذكيّا، فاضلا، غزير العلم. أخذ عن جماعة من الأكابر، وسمع على جماعة، ولازم الزين العراقي. ¬

(¬1) خبر الإفراج في: حوادث الدهور 1/ 135، وبدائع الزهور 2/ 255، والروض الباسم 12 / ورقة 127. (¬2) انظر عن (ابن فخيرة) في: وجيز الكلام 2/ 613 رقم 1410، والضوء اللامع 4/ 313، والتبر المسبوك 156، وبدائع الزهور 2/ 255، والروض الباسم 1 / ورقة 132. و «فخيرة»: بضم الفاء، وفتح الخاء المعجمة، بالتصغير. (¬3) خبر المساجين في: حوادث الدهور 1/ 135، ووجيز الكلام 2/ 607، والتبر المسبوك 146، وبدائع الزهور 2/ 256، والروض الباسم 1 / ورقة 127. (¬4) خبر ثورة الجلبان في: حوادث الدهور 1/ 135، والتبر المسبوك 146، وبدائع الزهور 2/ 256، والروض الباسم 1 / ورقة 127. (¬5) انظر عن (عبد السلام بن داود) في: حوادث الدهور 1/ 144 رقم 3، والنجوم الزاهرة 15/ 515، وعنوان الزمان، ورقة 148 أ، ومعجم شيوخ ابن فهد 140 و 142 و 337، والتبر المسبوك 153 - 156، والذيل التام، ورقة 87 أ، والضوء اللامع 4/ 203 - 206 رقم 514، ووجيز الكلام 2/ 609 رقم 1397، ونظم العقيان 129.

ختم البخاري

وجال البلاد، وولي عدّة وظائف سنيّة بالقاهرة، ومشيخة الصلاحية بالبيت المقدس. وله نظم. ومولده سنة ست وسبعين وسبعمائة. [ختم البخاري] وفيه ختم البخاريّ بالقلعة على العادة (¬1). [وفاة الشهاب الخوارزميّ] [2100]- وفيه مات الشهاب بن المعيد، أحمد بن محمد بن محمود بن محمود بن محمد بن عمر بن مجد الدين بن نورشخ الخوارزميّ، المكي، الحنفيّ، إمام مقام الحنفية (¬2) بمكة. [ذو القعدة] [سفر الحاج والمحمل] وفي ذي قعدة خرج الحاج من القاهرة وأميرهم على المحمل سونجبغا اليونسيّ، أحد العشرات / 109 / وبالأول سمام الحسني. وخرج للحج في هذه السنة الخوند الكبرى الجليلة، الستّ مغل ابنة البارزي، ومعها أخوها الكمال بن البارزي كاتب السرّ، وهي في تجمّل زائد. وخرجت معهم الخوند نفيسة الدلغادرية. وفعل الكمال من البرّ والخير ما لا يعبّر عنه في طريقه (¬3). [طاعة أمير عربان هوّارة] وفي ذي قعدة قدم إسماعيل بن عمر أمير عربان هوّارة وهو طائع، فخلع عليه السلطان وأركبه مركوبا خاصا بالسرج الذهب والكنبوش الزركش (¬4). ¬

(¬1) خبر ختم البخاري في: بدائع الزهور 2/ 256، والروض الباسم 1 / ورقة 127. انظر عن (ابن المعيد) في: وجيز الكلام 2/ 610 رقم 1400، والضوء اللامع 2/ 607، والتبر المسبوك 251، والروض الباسم 1 / ورقة 130. (¬2) في الأصل: «مقام الجمعة». (¬3) خبر سفر الحاج في: حوادث الدهور 1/ 136، والنجوم الزاهرة 15/ 372، ووجيز الكلام 2/ 607، وبدائع الزهور 2/ 256، والروض الباسم 1 / ورقة 127. (¬4) خبر طاعة الأمير في: حوادث الدهور 1/ 136، والتبر المسبوك 147، وبدائع الزهور 2/ 256، والروض الباسم 1 / ورقة 128.

وفاة الشهاب ابن المجدي

[وفاة الشهاب ابن المجدي] [2101]- وفيه مات الشهاب بن المجدي (¬1)، أحمد بن رجب بن طيبغا المجدي، التركي الأصل، القاهري، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، عارفا بفنون كالفقه، والعربية، والفرائض، والحساب، والهيئة، والهندسة، وصنّف وألّف، وانتفع به الطلبة، وكان له يد في الميقات، مع الخير والديانة والإنجماع. وما دخل في وظائف الفقهاء، بل كان له إقطاع اكتفى به. وسمع على جماعة. ومولده سنة 767 (¬2). [ولاية القاهرة] وفيه قرّر جانبك اليشبكي في ولاية القاهرة، وصرف منصور بن الطبلاويّ (¬3). [وفاة الشيخ البحري الأزهري] [2102]- وفيه مات الشيخ المعتقد يوسف بن محمد بن ناصر البحري (¬4)، الأزهري، الشافعيّ. وكان على طريقة حسنة لا تردّ له شفاعة ولا رسالة، وللناس فيه الاعتقاد الحسن. [ذو الحجة] [قضاء الشافعية بحلب] وفي ذي حجّة قرّر ابن (¬5) النويريّ، محمد بن أحمد بن محمد في قضاء الشافعية ¬

(¬1) انظر عن (ابن المجدي) في: حوادث الدهور 1/ 144، 145 رقم 4، والدليل الشافي 1/ 46 رقم 155، والمنهل الصافي 1/ 296، 297 رقم 157، والنجوم الزاهرة 15/ 515، والضوء اللامع 1/ 300 - 302، ووجيز الكلام 2/ 609 رقم 1396، والتبر المسبوك 149، وشذرات الذهب 7/ 268، والروض الباسم 1 / ورقة 129، وفهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية (الرياضيات ج 3 ق 3/ 5 رقم 2). (¬2) في الأصل: «727»، والتصحيح من: الروض الباسم. (¬3) خبر ولاية القاهرة في: حوادث الدهور 1/ 136، والتبر المسبوك 147، وبدائع الزهور 2/ 256، والروض الباسم 1 / ورقة 128. (¬4) انظر عن (البحري) في: النجوم الزاهرة 15/ 516، وحوادث الدهور 1/ 145 رقم 5، وفيه «البحيري»، والدليل الشافي 2/ 809 رقم 2722، والمنهل الصافي 3 / ورقة 326 أ - 327 أ، والتبر المسبوك 169، والضوء اللامع 10/ 333 رقم 1263. (¬5) في الأصل: «بن».

وصول مبشري الحاج

بحلب، عوضا عن البرهان السوبيني بعد صرفه بتحامل أهل حلب من مبغضيه المعرضين (¬1) عليه ونسبوه إلى أمور في قدح الدولة. وكان هو أيضا استعفى لدينه وخيره. [وصول مبشّري الحاج] وفيه وصل مبشّرو الحاج وأخبروا بالأمن والسلامة، وأنّ الحاج العراقيّ وصل في هذه السنة، وأنّ حمدي بن شاه بن يوسف من أولاد قرا يوسف هو الذي جهّز الحاج (¬2). وكان حمدي شاه قد ملك بغداد في هذه السنة. [وفاة الطواشي جوهر] [2103]- وفيه مات الطواشي جوهر التمرازي (¬3)، الحبشي، الخازندار، وشيخ الخدّام بالحرم النبويّ، على ساكنه أفضل الصلاة والسلام. وكان من خدّام تمراز النائب، وتنقّل حتى قرّر في الخازندارية، ثم صرف عنها، وامتحن، (. . .) (¬4) ثم قرّر في مشيخة الخدّام بالحرم. وكان إنسانا حشما، أدوبا، عاقلا، / 110 / سيوسا، كريما، متواضعا. [صرف ابن حجر عن القضاء] وفيه صرف الحافظ ابن (¬5) حجر عن القضاء. وهذه آخر صرفاته التي لم يتولّ بعدها القضاء، وعيّن للقضاء العلم البلقينيّ (¬6). * * * [وفاة أمير المدينة] [2104]- وفيها - أعني هذه السنة - مات أمير المدينة المشرّفة، السيد الشريف ¬

(¬1) الصواب: «المعترضين». (¬2) خبر وصول المبشرين في: حوادث الدهور 1/ 137، والتبر المسبوك 148، ووجيز الكلام 2/ 608، والروض الباسم 1 / ورقة 128. (¬3) انظر عن (جوهر التمرازي) في: الدليل الشافي 1/ 254، 255 رقم 871، والنجوم الزاهرة 15/ 518، 519، وحوادث الدهور 1/ 148 رقم 8، والمنهل الصافي 5/ 42 - 44 رقم 873، ومنتخبات من حوادث الدهور 562، وعقد الجمان (وفيات 850 هـ‍.)، والتبر المسبوك 151، والذيل التام، ورقة 87 ب، والضوء اللامع 3/ 82 رقم 320، ووجيز الكلام 2/ 612 رقم 1407، وبدائع الزهور 2/ 156، والروض الباسم 1 / ورقة 130. (¬4) كلمتان غير مقروءتين في الأصل. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر صرف ابن حجر في: التبر المسبوك 148، والروض الباسم 1 / ورقة 128.

وفاة الشهاب ابن أغلبك

ضيغم (¬1) بن خشرم (¬2) الحسينيّ. وكان قد استقرّ فيها بعد مانع، ثم انفصل بإميان (¬3) بن مانع. وجرت عليه أمور قتل في آخرها. [وفاة الشهاب ابن أغلبك] [2105]- وفيها مات الشهاب أحمد (¬4) بن أحمد بن أغلبك (¬5) الحلبي، الحنفيّ. وكان مقيما بحلب. ومولده (في سنة) (¬6) 784 (¬7). [وفاة قراجا الأشرفيّ] [2106]- ومات قراجا الأشرفيّ (¬8) الخازندار، أحد مقدّمين (¬9) الألوف بمصر كان، ثم أحد أمراء طرابلس، وبها مات (¬10). وكان ذا شجاعة ورأي وتدبير. وهو من مماليك الأشرف برسباي، وقد تقدّمت أخباره. ¬

(¬1) انظر عن (ضيغم) في: وجيز الكلام 2/ 612 رقم 1406، والضوء اللامع 4/ 2 وفيه: «ضغيم»، والتبر المسبوك 153، وبدائع الزهور 2/ 256، والروض الباسم 1 / ورقة 131. (¬2) في البدائع: «حشرم» بالحاء المهملة. (¬3) في البدائع: «أينال». (¬4) انظر عن (الشهاب أحمد) في: بدائع الزهور 2/ 256، والروض الباسم 1 / ورقة 130، والضوء اللامع 1/ 218. (¬5) في البدائع: «أحمد بن أغلبك»، وفي الروض: أحمد بن أحمد بن غلنك، وهو غلط. وفي الضوء: «أحمد بن أحمد بن غلبك» بضم المعجمة وإسكان اللام وفتح الموحّدة وآخره كاف. (¬6) ما بين القوسين كتب فوق السطر. (¬7) في أواخرها كما قال السخاوي. وذكر أيضا: وبخط بعضهم تسع وخمسين، وأظنّه غلطا ثم قال: ومات في حدود سنة خمسين ظنّا. (¬8) انظر عن (قراجا الأشرفي) في: الضوء اللامع 6/ 214 رقم 714، وبدائع الزهور 2/ 256. (¬9) الصواب: «أحد مقدّمي». (¬10) وقال السخاوي: «. . . أنعم عليه بإمرة هيّنة بطرابلس فتوجّه إليها فأقام بها حتى مات بها في سنة تسع أو ثمان وأربعين، وهو في أوائل الكهولة. . .».

حوادث سنة إحدى وخمسين وثماني مائة

[حوادث] سنة إحدى وخمسين وثماني مائة [محرّم] [استقرار البلقيني في القضاء] في محرّم حين صعود القضاء القلعة للتهنئة به خلع على العلم البلقيني باستقراره في القضاء الشافعية على العادة، عوضا عن الحافظ ابن (¬1) حجر، بعد صرفه كما تقدّم (¬2). [نيابة قلعة حلب] وفيه استقرّ أقبردي الساقي الخاصكي الظاهري جقمق في نيابة قلعة حلب، وكان بحلب فبعث إليه بالولاية، عوضا عن تغري بردي الجركسي، وقد غضب عليه السلطان لأمر (¬3) ما. [عزل قيزطوغان] وفيه عزل قيزطوغان عن التقدمة التي كانت بيده، وأمر بسجنه بقلعة دمشق لكائنة اتفقت له بالمدينة الشريفة. وكان خرج أميرا على الحاج الشامي فوقع له واقعة احترق فيها باب المدينة، فحنق السلطان منه (¬4). [تقرير والد المؤلّف في تقدمة بدمشق] وفيه قرّر الوالد في تقدمة قيزطوغان بدمشق بعد استعفائه من نيابة القدس، وقرّر فيها خشقدم العبد الرحماني (¬5). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر البلقيني في: حوادث الدهور 1/ 151، والنجوم الزاهرة 15/ 373، والتبر المسبوك 171، وبدائع الزهور 2/ 257. (¬3) خبر نيابة القلعة في: حوادث الدهور 1/ 151، والنجوم الزاهرة 15/ 373، والتبر المسبوك 171، وبدائع الزهور 2/ 257. (¬4) خبر العزل في: التبر المسبوك 171. (¬5) خبر والد المؤلف في: حوادث الدهور 1/ 151، والنجوم الزاهرة 15/ 373.

نيابة غزة

[نيابة غزّة] وفيه استقرّ في نيابة غزّة يشبك الحمزاوي نقلا إليها من دوادارية السلطان بحلب، وصرف حطط عن نيابة غزّة، وأمر بالتوجّه إلى دمشق بطّالا (¬1). [دوادارية حلب] وقرّر في دوادارية حلب سودون القرماني أحد العشرات بمصر. وقرّر في إمرة القرماني هذا علي باي المشدّ (¬2). [صفر] [وفاة أيتمش الناصري] [2107]- وفي صفر مات أيتمش من أزوباي (¬3) الناصري، المؤيّديّ، أحد العشرات، واستادار الصحبة. وكان تركه الناصر من غير عتق، فأعتقه المؤيّد. ورأيت من ذكره بخير. [أستادارية الصحبة] وفيه قرّر في أستادارية الصحبة / 111 / سنقر الظاهري العايق (¬4). [نظر جيش دمشق] وفيه قرّر في نظر جيش دمشق البدر حسن بن المزلّق، عوضا عن موسى بن الصفيّ، بحكم نقله إلى نظر جيش طرابلس (¬5). ¬

(¬1) خبر نيابة غزة في: حوادث الدهور 1/ 151، والنجوم الزاهرة 15/ 373، والتبر المسبوك 151، وبدائع الزهور 2/ 257. (¬2) خبر دوادارية حلب في: حوادث الدهور 1/ 151، والتبر المسبوك 171. (¬3) في الأصل: «أزوناي»، والتصحيح من مصادر ترجمته، وهي: المنهل الصّافي 3/ 142، 143 رقم 587، والدليل الشافي 1/ 164 رقم 586، وحوادث الدهور 1/ 151 و 153 رقم 1، والنجوم الزاهرة 15/ 520، والتبر المسبوك 189، والضوء اللامع 2/ 324 رقم 1058، وبدائع الزهور 2/ 257 وفيه: «أورباي». (¬4) خبر الأستادارية في: حوادث الدهور 1/ 151، والنجوم الزاهرة 15/ 373، والتبر المسبوك 174، وبدائع الزهور 2/ 257. (¬5) خبر نظر الجيش في: حوادث الدهور 1/ 151، 152، والتبر المسبوك 174، وبدائع الزهور 2/ 257.

نفي تغري برمش الفقيه

[نفي تغري برمش الفقيه] وفيه نفي تغري برمش الفقيه، نائب القلعة إلى القدس بطّالا، وأخرجت إمرته لشريكه جانبك النوروزي. وقرّر في نيابة القلعة يونس العلائي الناصري أحد العشرات وروس (¬1) النوب (¬2). [صفر] [نيابة الإسكندرية] وفي صفر استقرّ برسباي البجاسي في نيابة الإسكندرية، عوضا عن تنم من عبد الرزاق بحكم صرفه (¬3). [شكوى التجار لخطيب مكة] وفيه وقع بمكة غريبة، وهي أنّ الخطيب لما قام للخطبة قام إليه جماعة من التجار، فتعلّقوا به وشكوا إليه أنّ جانبك نائب جدّة بعث بطلبهم، وقد اختشوا من ظلمه، فكثر اللغط بالمسجد الحرام، حتى كادت أن تفوت الجمعة. وآل الأمر في ذلك إلى كتابة محضر وتسكين الفتنة (¬4). [وفاة التقيّ بن الحريري] [2108]- وفيه مات التقيّ بن الحريري (¬5)، أبو بكر [بن] (¬6) علي بن محمد بن علي بن محمد الدمشقيّ، الشافعيّ. وكان خال القطب الخيضري. وهو الذي كان السبب في اشتغال القطب وانتمائه إلى الفقهاء. وكان فاضلا، خيّرا، ديّنا. أخذ عن جماعة من الأكابر، وسمع الحديث على جماعة، وكتب من «أمالي» الزين العراقي، وأفتى، ودرّس، وصنّف، وألّف. ¬

(¬1) كذا. (¬2) خبر نفي تغري برمش في: حوادث الدهور 1/ 152، والنجوم الزاهرة 15/ 373، 374، والتبر المسبوك 174، وبدائع الزهور 2/ 257. (¬3) خبر نيابة الإسكندرية في: حوادث الدهور 1/ 152، والنجوم الزاهرة 15/ 374، والتبر المسبوك 174، وبدائع الزهور 2/ 257. (¬4) خبر شكوى التجار في: التبر المسبوك 175، وبدائع الزهور 2/ 257. (¬5) انظر عن (ابن الحريري) في: وجيز الكلام 2/ 616 رقم 1413، والضوء اللامع 11/ 56، والتبر المسبوك 121، ونظم العقيان 96 رقم 55، وحوادث الزمان ووفيات الشيوخ والأقران لابن الحمصي (بتحقيقنا) ج 1/ 83، 84 رقم 8. (¬6) إضافة على الأصل للضرورة.

وفاة البدر السبكي

ومولده سنة أربع وسبعين وسبعمائة. [وفاة البدر السبكي] [2109]- وفيه مات البدر الرئيس حسن بن علي بن أبي بكر السبكي (¬1)، الشافعيّ. [وفاة الزين الأرزازي] [2110]- والعبد الصالح، الخيّر، العابد، الزين الأرزازيّ (¬2)، عبد الرحمن الشهرزوري، القادري، الشافعيّ. وكان قد أخذ عن الشيخ محمد العطار، والشيخ يوسف الصفيّ. [وفاة نائب حلب] [2111]- ونائب حلب قانباي الأبو بكري (¬3) الناصري، البهلوان. وكان عارفا بالأنداب والثعالبة، رأسا في ذلك. وتنقّلت به الأحوال حتى صيّر من عشرات مصر، ثم طبلخاناتها، وأمّر رأس نوبة ثانيا، ثم صيّر من المقدّمين، ثم نقل إلى نيابة ملطية على تقدمة بمصر، ثم أخرجت عنه، ثم ولي أتابكية حلب، ثم دمشق، ثم نيابة صفد، ثم حماه، ثم حلب. [وفاة الخواجا الماحوزي] [2112]- / 112 / والتاجر الخواجا، شمس الدين الماحوزي (¬4). ¬

(¬1) انظر عن (السبكي) في: الضوء اللامع 3/ 107 رقم 426. (¬2) في الأصل: «الأرزازي»، والتصحيح من الضوء اللامع 4/ 163 رقم 423، والتبر المسبوك 192 وعرف بالأزراري لتدّربه على زوج عمّة السخاوي المؤرّخ في عقد الأزرار. (¬3) انظر عن (قانباي الأبو بكري) في: حوادث الدهور 1/ 159، 160 رقم 2، والدليل الشافي 2/ 530 رقم 1819، والمنهل الصافي 3 ق 6 والنجوم الزاهرة 15/ 520، 521، والضوء اللامع 6/ 194 رقم 653، والتبر المسبوك 195، 196، والذيل التام، ورقة 78 ب، ووجيز الكلام 2/ 620 رقم 1421، وحوادث الزمان لابن الحمصي 1/ 81 رقم 2، وبدائع الزهور 2/ 257، 258 وفيه: «الفهلوان». (¬4) انظر عن (الماحوزي) في: الضوء اللامع 10/ 112، 113 رقم 420 و 10/ 124 (دون ترقيم) وضبطه بالحاشية بضم الحاء المهملة وآخره راي معجمة، والتبر المسبوك 198 وفيه «الماحوري» بالراء. وهو: محمد الخواجا الشمس الماحوزي، أحد تجّار الكارم وصاحب القاعة المجاورة لجامع الأزهر والجوهرية، والناس يتشاءمون بها. كان ممّن اختص بالمؤيّد، ويتكلّم على الجامع بطريق النيابة عن النظار.

وفاة مكي بن راجح

وكان له ذكر وشهرة. [وفاة مكي بن راجح] [2113]- وأحد قوّاد مكة المشرّفة مكّي بن راجح (¬1) العمري، المكي. [وفاة أمّ محمد مؤنسة] [2114]- والمسندة أمّ محمد، مؤنسة (¬2) ابنة محمد بن علي بن محمد بن علي بن ضرغام البكرية، الرئيسة، المكية، الحنفية. وسمعت الكثير من أبيها وغيره، وأجاز لها جماعة. وكانت خيّرة ديّنة صالحة. ومولدها سنة سبع (¬3) وسبعين وسعبمائة. [نيابة حلب] وفيه قرّر في نيابة حلب برسباي الناصري، عوضا عن قانباي البهلوان (¬4). [نيابة طرابلس] وقرّر في نيابة طرابلس [عوضا] (¬5) عن برسباي يشبك الصوفي (¬6). [نيابة حماه] وقرّر في نيابة حماه عوضا عن يشبك تنم من عبد الرزاق المعزول عن نيابة الإسكندرية (¬7). [ربيع الآخر] [إبطال مولد السيد البدوي] وفي ربيع الآخر أمر السلطان بإبطال مولد السيد أحمد البدوي، لما يقع فيه من ¬

(¬1) انظر عن (مكي بن راجح) في: الضوء اللامع 10/ 169 رقم 707، والتبر المسبوك 198. (¬2) انظر عن (مؤنسة) في: الضوء اللامع 12/ 128 رقم 789، والتبر المسبوك 198، وهي تدعى: فاطمة. (¬3) في الضوء: مولدها سنة تسع وسبعين. (¬4) خبر نيابة حلب في: حوادث الدهور 1/ 152، والنجوم الزاهرة 15/ 374، والتبر المسبوك 176. (¬5) إضافة للضرورة. (¬6) خبر نيابة طرابلس في: النجوم الزاهرة 15/ 374، والتبر المسبوك 176. (¬7) غير نيابة حماه في: النجوم الزاهرة 15/ 374، وحوادث الدهور 1/ 153، والتبر المسبوك 176.

وفاة السراج القمني

الأمور المنكرة، فتحزّب الأحمدية، وجرت أمور آلت إلى إعادته في العام الآتي، وما بطل سوى هذه السنة فقط (¬1). [وفاة السراج القمّني] [2115]- وفيه مات السراج القمّني (¬2)، عمر بن إبراهيم بن هاشم بن عبد المعطي القاهري، الشافعيّ. وكان عارفا بالميقات والكحل. سمع على جماعة، منهم: الجمال الباجي، وابن (¬3) منصور، وابن الملقّن، والسويداوي، وغيرهم. وكان خيّرا، ديّنا، فكه المحاضرة. ومولده سنة ست وستين (¬4) وسبعمائة. [قضاء الشافعية بمصر] وفيه استقرّ في قضاء الشافعية بمصر الولي السفطي، وصرف العلم البلقيني، وجرى عليه ما لا خير فيه، وبهدل الكثير من جماعته. وظهر من السفطي أيضا في ولايته لهذا المنصب الجليل من الأمور المستقبحة ما لا يعبّر عنه (¬5). [غضب السلطان على جماعة خانقاه سعيد السعداء] وفيه صعد جماعة خانقاه سعيد السعداء إلى السلطان، وشكوا إليه حال خبرهم وما يتعلّق بهم من المرتب، فحنق منهم، وأمر بغلق الخانقاه، وأن لا يحضر بها الصوفية. ووقع أشياء يطول الشرح في ذكرها (¬6). [وفاة إينال الششماني] [2116]- وفيه مات إينال الششماني (¬7) أتابك دمشق. ¬

(¬1) خبر مولد البدوي في: التبر المسبوك 176، 177 وبدائع الزهور 2/ 258. (¬2) انظر عن (السراج القمّني) في: الضوء اللامع 6/ 67، والتبر المسبوك 195، ومعجم شيوخ ابن فهد 188، وبدائع الزهور 2/ 258. (¬3) في الأصل: «وبن». (¬4) في الضوء: قبيل سنة 770 هـ‍. (¬5) خبر قضاء الشافعية في: حوادث الدهور 1/ 153، والنجوم الزاهرة 15/ 375، والتبر المسبوك 177، 178، وبدائع الزهور 2/ 258. (¬6) خبر غضب السلطان في: التبر المسبوك 179. (¬7) انظر عن (إينال الششماني) في: =

جمادى الأول

وكان من مماليك الناصر فرج، وتنقّلت به الأحوال، حتى قرّر في العشرات بمصر، وصيّر من روس (¬1) النوب، وولي الحسبة أيضا، ثم صيّر رأس نوبة ثانيا على طبلخاناة، ثم ولي نيابة صفد، ثم امتحن، ثم قرّر في جملة مقدّمين (¬2) دمشق، ثم صيّر أتابكها. وكان عاقلا، خيّرا، ديّنا. [جمادى الأول] [أتابكية دمشق] وفي جماد الأول قرّر في أتابكية دمشق / 113 / خير بك المؤيّدي (¬3) الأجرود، عوضا عن إينال الششمانيّ (¬4). [وفاة الشهاب الأذرعي] [2117]- وفيه مات الشهاب الأذرعيّ (¬5)، إمام السلطان، وشيخ الباسطية، أحمد بن حسن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن الدمشقيّ. وكان إنسانا حسنا، اتّصل بشيخ قبل سلطنته، وأمّنه، ثم ولاّه إمامة جامعه بباب زويلة، وقرّره الزين عبد الباسط في مشيخة الباسطية. وكان مثريا، له شهرة وذكر. مات عن ثلاث وسبعين سنة. [كسر النيل] وفيه، في ثامن (¬6) مسرى، كسر النيل عن الوفاء، ونزل عثمان ولد السلطان لذلك على العادة (¬7). ¬

= حوادث الدهور 1/ 160، 161 رقم 3، والدليل الشافي 1/ 175 رقم 622، والمنهل الصافي 3/ 207، 208 رقم 623، والنجوم الزاهرة 15/ 522، والتبر المسبوك 189، والضوء اللامع 2/ 327 رقم 1078، وبدائع الزهور 2/ 258. (¬1) كذا. (¬2) الصواب: «في جملة مقدّمي». (¬3) في بدائع الزهور: «المؤذي». (¬4) خبر أتابكية دمشق في: حوادث الدهور 1/ 154، والنجوم الزاهرة 15/ 378، والتبر المسبوك 179، 180. (¬5) انظر عن (الأذرعيّ) في: وجيز الكلام 2/ 616، 617 رقم 1414، والضوء اللامع 1/ 276، والتبر المسبوك 188، وبدائع الزهور 2/ 258. (¬6) في حوادث الدهور: «سابع مسرى»، والمثبت يتفق مع البدائع. (¬7) خبر النيل في: حوادث الدهور 1/ 154، والتبر المسبوك 180، وبدائع الزهور 2/ 258.

جمادى الآخر

[جمادى الآخر] [تقرير تقدمة بدمشق] وفي جماد الآخر قرّر في تقدمة خير بك الأجرود بدمشق خشقدم من ناصر الدين أحد العشرات بمصر (¬1). وخشقدم هذا هو الذي ولي السلطنة فيما بعد، ولقّب بالظاهر كما سيأتي في سنة خمس وستين وثمانماية. [التقرير في الوزارة] وفيه استقرّ في الوزارة الأمين بن الهيصم، عوضا عن ابن (¬2) كاتب المناخ بحكم مرضه وتعطّله (¬3). [وفاة نائب حلب] [2118]- وفيه مات برسباي (¬4) من حمزة الناصري نائب حلب الذي وليها عن قريب. وكان من مماليك الناصر فرج، وتنقّلت به الأحوال بعده حتى اتصل بنوروز الحافظي، وتقدّم بدمشق، ثم امتحن بعد نوروز، ثم صيّر من بعض أمراء دمشق ثانيا، ثم قرّر في حجوبية الحجّاب بها مدّة، وباشرها مباشرة حسنة، وأثرى، وأنشأ الدار والجامع بسويقة صاروجا، ثم نقل إلى نيابة طرابلس وأنشأ بها البرج الهائل المعظّم المعروف به (¬5)، ثم نقل إلى نيابة حلب، فتمرّض بها وطال مرضه، فبعث يستعفي منها ويستأذن في أن يعود إلى دمشق يتمرّض بها، فأذن له في ذلك، وخرج من حلب فأدركه الأجل في طريقه، وحمل إلى دمشق فدفن بها بجامعه. ¬

(¬1) خبر تقدمة دمشق في: بدائع الزهور 2/ 259. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر تقرير الوزارة في: حوادث الدهور 1/ 155، والنجوم الزاهرة 15/ 378، والتبر المسبوك 180، وبدائع الزهور 2/ 259. (¬4) انظر عن (برسباي) في: النجوم الزاهرة 15/ 522، 523، والمنهل الصافي 3/ 277، 278، رقم 652، والدليل الشافي 1/ 186 رقم 651، وحوادث الدهور 1/ 161، 162 رقم 4، ونزهة النفوس 4/ 162، ووجيز الكلام (في ترجمة قانباي الأبو بكري رقم 1/ 1421) والتبر المسبوك 191، والضوء اللامع 3/ 7 رقم 32، وحوادث الزمان 1/ 90، 91 رقم 18 (وفيات سنة 852 هـ‍.)، وبدائع الزهور 2/ 259، والدارس 2/ 184، ومنادمة الأطلال 322، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري (تأليفنا) 2/ 51 رقم 117 وص 269. (¬5) هو البرج المعروف الآن عند الطرابلسيّين ببرج السباع، ولا يزال قائما. انظر دراستنا عنه في كتابنا: تاريخ طرابلس.

هدم كنيسة الملكيين بمصر العتيقة

وكان عفيفا، حشما، أدوبا. [هدم كنيسة الملكيين بمصر العتيقة] وفيه أمر السلطان بهدم كنيس النصارى الملكيّين بقصر الشمع من مصر العتيق (¬1) بسبب قيام السيد الشريف النعماني في ذلك. وجرت أمور يطول الشرح في ذكرها، وعقد بسبب ذلك مجلس يطول الكلام عليه (¬2). [نقل أنقاض الكنيسة إلى مسجد مجاور] وفيه بعد / 114 / هدم هذه الكنيسة نقل جميع أنقاضها إلى المسجد المجاور لها المعروف أولا بالطليحي، ثم بالسيد الكبير أبي عبد الله بن النعمان المالكي، وكان قد تشعّت ومالت منارته فجدّد بناؤه من أحسن الأبنية، ونقل إليه جميع عدد الكنيسة من آلات نحاس وغير ذلك. وجعل كرسي البطرك الذي كان يجلس عليه في أعيادهم منبرا له، وكان عاليا جدّا فاختصر منه المنبر، ووقف عليه السلطان وقفا جيّدا، وجعل إمامه الشمس الحمصي المقري، إمام الجامع الطولوني الآن في عصرنا الذي نحن فيه، وشيخ الإقراء بالشيخونية، رحمه الله تعالى (¬3). [رجب] [وفاة البرهان الخجندي] [2119]- وفي رجب مات البرهان الخجندي (¬4)، إبراهيم بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد المكي، الحنفيّ. ¬

(¬1) كذا. والصواب: «مصر العتيقة». (¬2) خبر كنيسة الملكيّين في: التبر المسبوك 180، 181، وبدائع الزهور 2/ 259. (¬3) خبر أتقاض الكنيسة في: التبر المسبوك 181، 182، ووجيز الكلام 2/ 614، وبدائع الزهور 2/ 259. (¬4) انظر عن (البرهان الخجندي) في: معجم شيوخ ابن فهد 38، والضوء اللامع 1/ 24، 25، والتبر المسبوك 188، ووجيز الكلام 2/ 618 رقم 1416، والتحفة اللطيفة 1/ 90، ونظم العقيان 15 رقم 2، وحوادث الزمان 1/ 81 رقم 4، وفيه: «إبراهيم بن محمد بن محمد بن محمد الخجندي»، والطبقات السنية 1/ 203 - 205 رقم 12، وكشف الظنون 59 و 779، وشذرات الذهب 7/ 269، وهدية العارفين 1/ 20، ومعجم المصنّفين للتونكي 3/ 54 - 56، والأعلام 1/ 23، ومعجم المؤلفين 1/ 9. و «الخجندي»: بضم الخاء المعجمة وفتح الجيم وسكون النون، وفي آخرها الدال. نسبة إلى خجند. وهي بلدة كبيرة على طرف سيحون من بلاد المشرق. ويقال لها بزيادة التاء خجندة أيضا. (الأنساب 5/ 52، تقويم البلدان 61 و 398 و 399).

نيابة حلب

وكان فاضلا، أديبا، بارعا، أفتى، ودرّس، وصنّف، وألّف، ونظم، مع حسن معاشرة، وأدب نفس وكرم. سمع على جماعة، منهم: ابن صدّيق، والمراغي، وابن (¬1) الجندي، وأجاز له جماعة، منهم: ابن (¬2) مرزوق الذهبي، والتنوخي. ومولده في سنة تسع وسبعين وسبعمائة. [نيابة حلب] وفيه وصل سيف برسباي الناصري نائب حلب، فقرّر السلطان في نيابة حلب عوضه تنم من عبد الرزاق الذي في نيابة حماه، عوض تنم بيغوت الأعرج (¬3). [نيابة صفد] وقرّر في نيابة صفد عوض بيغوت يشبك الحمزاوي (¬4). [نيابة غزّة] وقرّر في نيابة غزّة عوض يشبك طوغان العثماني، وقرّر عوضه في حجوبية حلب جانبك المؤيّدي، وشغرت إمرته بطرابلس (¬5). [كائنة البرهان البقاعي مع الفاوي] وفيه كائنة البرهان البقاعيّ مع إنسان يقال له الفاوي (¬6)، وهي كائنة يطول الشرح في ذكرها، ملخّصها أنّ الفاوي رفع قصّة إلى السلطان يشكوا (¬7) فيها من البقاعيّ. وكان مجاورا له ونسبه إلى أمور، فأمر السلطان بأن يسجن بالمقشّرة، وأخرج عنه وظيفته قراءة الحديث بالقلعة، ولولا شفع فيه البعض وإلاّ كان بطش به (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر نيابة حلب في: حوادث الدهور 1/ 155 و 161، 162 رقم 4، والدليل الشافي 1/ 186 رقم 151، والنجوم الزاهرة 15/ 522، 523، والضوء اللامع 3/ 7 / 32، وبدائع الزهور 2/ 259، والتبر المسبوك 182، والمنهل الصافي 3/ 277، 278 رقم 652. (¬4) خبر نيابة صفد في: حوادث الدهور 1/ 155، والنجوم الزاهرة 15/ 378، والتبر المسبوك 182. (¬5) خبر نيابة غزة في: حوادث الدهور 1/ 155، والنجوم الزاهرة 15/ 378، والتبر المسبوك 182. (¬6) في الأصل: «الباوي». (¬7) الصواب: «يشكو». (¬8) كائنة البقاعي في: وجيز الكلام 2/ 614، والتبر المسبوك 182 - 184، وبدائع الزهور 2/ 259.

قراءة الحديث

[قراءة الحديث] وفيه ولي قراءة الحديث عوضا عن البقاعيّ الجلال بن الأمانة (¬1). [وفاة ابن المعتوق] [2120]- وفيه مات الشمس / 115 / ابن المعتوق (¬2)، محمد بن أحمد الحموي، الحنفيّ. وكان فاضلا، خيّرا، ديّنا. سمع على جماعة. ومولده سنة 798. [مشيخة الحديث في مدرسة الأستادار] وفيه ألحّ الزين الأستادار على الحافظ ابن (¬3) حجر أن يستقرّ شيخ الحديث بمدرسته التي أنشأها عند داره بالقرب من قنطرة الموسكي فأجابه بعد تمنّع، وحضر وعنده جماعة، وعمل بها الدرس، وكان الذي يحضر السماع، وكان ذلك بعد نهاية المدرسة المذكورة بمدّة سنين. ثم بعد موت الحافظ ما قرّر عوضه، وقال: إنما قصدت الشرفية بالحافظ فقط (¬4). [شعبان] [إكرام أمير مكة في مصر] وفي شعبان قدم إلى القاهرة السيد الشريف بركات بن حسن بن عجلان الحسني أمير مكة المشرّفة كان، ونزل السلطان إلى لقائه ومعه أمراؤه وأرباب دولته، وقام له حتى حضر إليه، ومشى نحوه خطوات، وأقبل عليه وأكرمه وألبسه خلعة هائلة، وركب هو وإيّاه من الريدانية، وشقّ القاهرة وهو معه قاصدا القلعة، ولم يمكنه أن يصعد معه تعظيما له، بل أمره بالإنصراف إلى المكان الذي أعدّ له، وكان له يوما مشهودا (¬5)، وهرع الناس إليه للسلام عليه، ثم أسمع الحديث بالقاهرة لسنده العالي، وكان له ما سنذكره (¬6). ¬

(¬1) خبر قراءة الحديث في: بدائع الزهور 2/ 259. (¬2) انظر عن (ابن المعتوق) في: التبر المسبوك 196. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر المشيخة في: بدائع الزهور 2/ 259، 260. (¬5) الصواب: «وكان له يوم مشهود». (¬6) خبر إكرام أمير مكة في: حوادث الدهور 1/ 155، 156، والنجوم الزاهرة 15/ 379، ووجيز الكلام 2/ 614، 615، والتبر المسبوك 184، 185، وبدائع الزهور 2/ 260، وسمط النجوم العوالي 4/ 284.

وفاة الجمال الحلبي

[وفاة الجمال الحلبي] [2121]- وفيه مات الجمال عبد الله بن أحمد بن موسى بن إبراهيم الحلبيّ (¬1) الأصل، المصري، الحنفيّ. وكان والده قد اعتنى به فأسمعه على ابن (¬2) أبي المجد، والتنوخي، والأبناسي، والعراقي، والهيثمي، والدجوي، وجماعة أخر. ومولده بعد السبعين وسبعمائة. [رمضان] [الجمعة بجامع الزردكاش] وفي رمضان أقيمت الجمعة بجامع تغري برمش الزردكاش ببولاق (¬3). [نيابة دمياط] وفيه استقرّ في نيابة دمياط بيسق اليشبكي، وصرف بتخاص العثماني الظاهري برقوق (¬4). [نظر الجوالي] وفيه استقرّ في نظر الجوالي الزين أبو الخير النحاس مضافا لما بيده من وكالة بيت المال. وكان وليها قبل ذلك، وصرف ابن (¬5) الدّيريّ، برهان (¬6) الدين، وأخذ أمر النحاس في النموّ والزيادة حتى كان منه وله ما ستعرفه (¬7). [ختم البخاري] وفيه كان ختم البخاري بالقلعة على العادة، وفرّقت الصرر والخلع (¬8). ¬

(¬1) انظر عن (الحلبي) في: التبر المسبوك 192، والضوء اللامع 5/ 13 رقم 41. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر الجمعة في: التبر المسبوك 185، وبدائع الزهور 15/ 260. (¬4) خبر نيابة دمياط في: حوادث الدهور 1/ 156، والنجوم الزاهرة 15/ 379، والتبر المسبوك 185، وبدائع الزهور 2/ 260. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في الأصل: «ابرهلم ن». (¬7) خبر نظر الجوالي في: حوادث الدهور 1/ 156، والنجوم الزاهرة 15/ 379، والتبر المسبوك 185، وبدائع الزهور 2/ 260. (¬8) خبر ختم البخاري في: بدائع الزهور 2/ 260.

شوال

[شوال] [نيابة القدس] وفي شوال استقرّ تمراز البكتمري المؤيّدي، البهلوان أحد العشرات في نيابة القدس، عوضا عن خشقدم بعد صرفه (¬1). [وفاة التاج الشاوي] [2122]- وفيه مات / 116 / المسند التاج الشاوي (¬2)، عبد الوهاب بن محمد بن طريف القاهري، الحنفيّ. وكان بارعا في الميقات وصناعة كحل العين، فاضلا. سمع الكثير على جماعة، منهم: الجمال الباجي، والصدر بن منصور، وابن الملقّن، وابن (¬3) الشحنة، والسويداوي، وغيرهم. وكان خيّرا ديّنا (¬4)، كثير البرّ والتواضع. ومولده سنة ست وستين وسبعمائة. [خروج الحاج والمحمل] وفيه خرج الحاج وأميرهم على المحمل تنبك البردبكي، وعلى الأول عبد اللطيف المنجكي الطواشي، مقدّم المماليك (¬5). [وفاة المحبّ الكبري] [2123]- وفيه مات المحبّ البكري (¬6)، محمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن يوسف بن يعقوب القاهري، الشافعيّ، أبو يحيي. وكان فاضلا. ¬

(¬1) خبر نيابة القدس في: حوادث الدهور 1/ 156، والتبر المسبوك 185، وبدائع الزهور 2/ 260. (¬2) في الأصل: «الساري». و «الشاوي»: نسبة إلى شاوة: قرية بالغربية. وانظر عن (التاج الشاوي) في: معجم شيوخ ابن فهد 158، وعنوان الزمان، ورقة 163 أ، والتبر المسبوك 194، والضوء اللامع 5/ 108. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «دينار». (¬5) خبر الحاج في: التبر المسبوك 185. (¬6) انظر عن (المحب البكري) في: التبر المسبوك 196 - 198، والضوء اللامع 9/ 222 رقم 542، وحوادث الزمان 1/ 81، 82 رقم 5، وبدائع الزهور 2/ 260.

ذو القعدة

سمع على جماعة، ولازم مجالس الإملاء الحافظ ابن (¬1) حجر. وله نظم كثير. ومولده سنة ست وثمانين وسبعمائة تقريبا. [ذو القعدة] [إمرة أسنباي] وفي ذي قعدة أمّر أسنباي الظاهري عشرة، عوضا عن إينال أخو (¬2) قشتم، وكان قد مات في شوال، وكان مهملا (¬3). [نقل شادبك الجكمي إلى سجن قلعة صفد] وفيه بعث السلطان من يحمل شادبك الجكمي المنفيّ بالقدس منه إلى سجن قلعة صفد، هو ومعه إينال الأبو بكري بشيء بلغه عنهما (¬4). [وفاة التقي بن شهبة] [2124]- وفيه مات التقيّ ابن (¬5) قاضي شهبة (¬6)، أبو بكر بن أحمد بن محمد ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) الصواب: «أخي». (¬3) خبر إمرة أسنباي في: النجوم الزاهرة 15/ 379، 380، والتبر المسبوك 186، وبدائع الزهور 2/ 260. (¬4) خبر شادبك الجكمي في: حوادث الدهور 1/ 156، والنجوم الزاهرة 15/ 380، والتبر المسبوك 186. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) انظر عن (ابن قاضي شهبة) في: التبر المسبوك 189 - 191، ووجيز الكلام 2/ 616 رقم 1412، والضوء اللامع 11/ 21 - 24 رقم 61، والذيل التام، ورقة 78 أ، وحوادث الزهور 1/ 162 رقم 5، والنجوم الزاهرة 15/ 523، ونظم العقيان 94 رقم 51، وحوادث الزمان 1/ 82 رقم 6، وقضاة دمشق 168، وكشف الظنون 127 و 295 و 438 و 492 و 526 و 829 و 1101 و 1107 و 1515 و 1840 و 1875 و 1876 و 1915، وشذرات الذهب 7/ 269، والبدر الطالع 1/ 164، وإيضاح المكنون 1/ 302، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 195، ودائرة المعارف الإسلامية 3/ 244، والأعلام 2/ 35، ومعجم المؤلفين 3/ 57، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 126، 127 رقم 186، وعلم التأريخ عند المسلمين 437 و 556 و 614 و 674 و 678 و 699، والتاريخ العربي والمؤرخون 4/ 105 - 108 رقم 16، والدارس 1/ 295، وتاريخ الأدب العربي، الملحق 2/ 50، ومعجم المؤرّخين الدمشقيين 237 - 239، ومجلة المجمع العلمي بدمشق - المجلّد 22/ 232، 233، وفهرست المخطوطات العربية المصورة في خزانة مركز الخدمات والأبحاث الثقافية، بيروت 1984 ص 55 رقم 197.

الصاعقة بالقدس

بن عمر بن عبد الوهاب بن محمد بن ذؤيب بن مشرّف الأسدي، الشهبي، الدمشقي، الشافعيّ، فقيه دمشق وقاضي قضاتها. وكان عالما، فاضلا، بارعا في الفقه، انتهت إليه الرياسة فيه، مع معرفة بالتاريخ وغيره. أخذ عن الأكابر، وسمع على جماعة. وولي بدمشق عدّة تداريس، وناب في الحكم، ثم ولي القضاء الأكبر غير ما مرة، وشدّة شهامة، وعفّة نفس، مع فضل، وإفضال، وصنّف وألّف. ومولده سنة تسع وسبعين وسبعمائة. [الصاعقة بالقدس] وفيه وصل الخبر بأنه كان بالبيت المقدس صاعقة مهولة نزلت فأحرقت جانبا من جهة غربيّ الصخرة، ولولا تدارك لطف الله تعالى بالناس لكان الأمر أفظع (¬1) مما كان (¬2). [نفي جكم قلقسيز] وفيه نفي جكم قلقسيز المؤيّدي الساقي، وقرر في سقايته شاهين الفقيه أحد مماليك (السلطان) (¬3). [وفاة البدر الهوريني] [2125]- وفيه مات البدر الهوريني (¬4)، حسين بن حسن بن يوسف الأزهري، القاهري الكتبي (¬5)، الشافعيّ. وكان فاضلا، بارعا في الفقه، مع مشاركة غيره، / 117 / وكان به النفع في الكتبيّين (¬6) لطلبة العلم. سمع على ابن (¬7) الكويك، وغيره. وهو والد عبد الرحمن الكتبي الموجود الآن. ¬

(¬1) كذا. والمراد: «أفظع». (¬2) خبر الصاعقة في: وجيز الكلام 2/ 615، وبدائع الزهور 2/ 260، 261، وشذرات الذهب 7/ 268. (¬3) كلمة «السلطان» مكرّرة في الأصل. وخبر نفي جكم في: بدائع الزهور 2/ 261. (¬4) انظر عن (الهوريني) في: التبر المسبوك 192، والضوء اللامع 3/ 144 و «هورين» من الغربية بمصر. (¬5) غير واضحة في الأصل. (¬6) في الأصل: «الكتبين» بياء واحدة. (¬7) في الأصل: «بن».

ذو الحجة

[ذو الحجة] [إثبات هلال الشهر] وفي ذي حجّة أثبت الولي السفطي بعد أن تقرّر الحال أنّ أول الشهر بالأربعاء بتمام عدد الذي قبله بالثلاثاء، وذكروا عنه أنه ما أحبّ كونه بالأربعاء المتفاءل (¬1) به على السلطان لكونه يكون يوم العيد بالجمعة (¬2). [وفاة الطواشي جوهر المنجمي] [2126]- وفيه مات الطواشي جوهر المنجكي (¬3)، الحسني، نائب المقدّم. وكان إنسانا حسنا، خيّرا، ديّنا، وهو الذي أنشأ الجامع الذي يعرف به بالرميلة تجاه القلعة. وكان موته فجأة. [خطابة مكة] وفيه ولي خطابة مكة المشرّفة أبو اليمن النويري. [وفاة العزّ ابن الفرات] [2127]- وفيه مات مسند عصره العزّ بن الفرات (¬4)، عبد الرحيم بن محمد بن عبد الرحيم بن علي بن حسن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد القاهري، الحنفيّ. ¬

(¬1) في الأصل: «المتفال». (¬2) خبر إثبات الهلال في: حوادث الدهور 1/ 157، والتبر المسبوك 186. (¬3) انظر عن (جوهر المنجكي) في: حوادث الدهور 1/ 157، 162، 163 رقم 6، والنجوم الزاهرة 15/ 523، 524، والتبر المسبوك 192، والذيل التام، ورقة 78 ب، والضوء اللامع 3/ 85 رقم 331، ووجيز الكلام 2/ 620 رقم 1423، والدليل الشافي 1/ 255 رقم 872، والمنهل الصافي 5/ 44، 45 رقم 874 وفيه وفاته في سنة 852 هـ‍.، وبدائع الزهور 2/ 261. (¬4) انظر عن (ابن الفرات) في: حوادث الدهور 1/ 163 رقم 7، والنجوم الزاهرة 15/ 254، ومعجم شيوخ ابن فهد 139، 140، وعنوان الزمان، ورقة 144 ب، والتبر المسبوك 192 - 195، والذيل التام، ورقة 78 أ، ووجيز الكلام 2/ 617 رقم 1415، والضوء اللامع 4/ 186 - 188 رقم 472، ونظم العقيان 127، 128، وبدائع الزهور 2/ 261، وشذرات الذهب 7/ 269، وهدية العارفين 1/ 562، وكشف الظنون 385 و 1865، ومعجم المؤلفين 5/ 212، 213، وعصر سلاطين المماليك 4/ 199، وديوان الإسلام 3/ 436 رقم 1643، والأعلام 3/ 348، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 2/ 199 - 201 رقم 528.

وصول مبشر الحاج

وكان فاضلا. عرض على جماعة من الأكابر، منهم: السراج الهندي، والأكمل الحنفي، والصدر التركماني، والشمس الطرابلسيّ، وآخرين. وسمع عليه جماعة، وأجاز له جماعة، وأخذ عن جماعة. وصار مسند مصر في عصره مع العلم والفضل والمروءة (¬1)، والشهرة (. . .) (¬2)، وصنّف وألّف. ومولده سنة تسع وخمسين وسبعمائة. [وصول مبشّر الحاج] وفيه وصل مبشّر الحاج، وأخبر بالأمن والسلامة، وأن الركب العراقيّ قد حجّ في هذه السنة، وأنه وقع بين أتباع الأخوين أبو (¬3) القاسم المعزول عن إمرة مكة، وأخوه (¬4) بركات فتنة قتل فيها جماعة (¬5). [رؤية المؤلّف نادرة تيس برأسين] وفيه رأيت نادرة، وهي جديا ميتا (¬6) يبس كما هو، وله رأسان، أحدهما في مقدّمه، والآخر في مؤخّره، وله ثمانية أرجل، وذنبان على ظهره ومخرجه، وعند رجله الأربع (¬7) بين ملتقاهما (¬8) وجثّته مقدار جثّة جدي واحد (¬9). [حاصل البيمارستان] وفيه أحضر الولي السفطي للسلطان عشرة آلاف دينار، ذكر أنها من فائض حاصل البيمارستان، فشكره على ذلك (¬10). * * * ¬

(¬1) في الأصل: «والمروة». (¬2) كلمة رسمت: «بالسويه». (¬3) الصواب: «أبي». (¬4) الصواب: «أخيه». (¬5) خبر مبشّر الحاج في: حوادث الدهور 1/ 158، ووجيز الكلام 2/ 615، والتبر المسبوك 186، 187. (¬6) الصواب: «وهي جدي ميّت». (¬7) كذا. والصواب: «وعند أرجله الأربعة». (¬8) الصواب: «بين ملتقاها». (¬9) هذا الخبر انفرد به المؤلّف - رحمه الله - دون غيره. (¬10) خبر البيمارستان في: حوادث الدهور 1/ 158، وبدائع الزهور 2/ 261.

وفاة عالم اليمن

[وفاة عالم اليمن] [2128]- وفيها - أعني هذه السنة - مات عالم اليمن، الكمال الشجاعيّ (¬1)، موسى بن أحمد اليمني، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، بعيد الصيت. أخذ عن صاحب «القاموس» (¬2)، وغيره من الأكابر. وكان من أكبر القائمين على منتحلي ابن (¬3) عربي. [وفاة الملك شاه رخ] [2129]- وفيها مات ملك الشرق شاه رخ (¬4) بن تمرلنك صاحب بخارى وسمرقند وما والاهما. وكان ملكا جليلا، ضخما، عالي الهمّة، وافر الحرمة، مع عفّة ودين وخير، تعانى بسائر الفنون، ويذكر عنه المحاسن الجمّة. وله الآثار المشهورة بتلك البلاد. وكان قد ملك بعد موت أبيه، وملك بعده ولده / 118 / ألوغ باك محمد. وسيأتي في محلّه. [وفاة يونس الركني] [2130]- وفيها مات يونس الركني (¬5) الأعور، نائب صفد. وكان لا بأس به. ¬

(¬1) انظر عن (الشجاعي) في: بدائع الزهور 2/ 261. (¬2) أي «القاموس المحيط» وصاحبه هو: محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم. . الفيروزأبادي الشيرازي، المتوفى سنة 817 هـ‍. وقد تقدّمت ترجمته. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) انظر عن (شاه رخ) في: وجيز الكلام 2/ 619 رقم 1419، والضوء اللامع 3/ 292 رقم 1119 وص 297، 298 رقم 1145، وحوادث الزمان 1/ 83 رقم 7، وبدائع الزهور 2/ 261، وشذرات الذهب 7/ 269، ولبّ التواريخ ليحيى بن عبد اللطيف القزويني - طبعة يمني 1314 هـ‍، ص 189 - 191، والتاريخ الغياثي 216 - 220، والمنهل الصافي 6/ 199 - 203 رقم 1174، والدليل الشافي 1/ 340 رقم 1171، ونظم العقيان 118 رقم 90، والبدر الطالع 1/ 271 رقم 191. (¬5) انظر عن (يونس الركني) في: وجيز الكلام 2/ 620 رقم 1422، والضوء اللامع 10/ 346 رقم 1322، وبدائع الزهور 2/ 261، والدليل الشافي 2/ 811 رقم 2731، وحوادث الزمان 1/ 91 رقم 20.

الفتن بالشرق

[الفتن بالشرق] وفيها كانت الفتن بالشرق من جهة ابن (¬1) قرايلك، فإنه جاء إلى البيرة ونهبها وأخربها والكثير من بلادها، ثم عدّى إلى جهة ملطية، وخرج إليه نائبها قانصوه النوروزي وتقاتلا فجرح قانصوه ووقع نهب في كثير من الناس (¬2). [الفتن بالوجه القبلي] وفيها كانت الفتن أيضا ببلاد الوجه القبلي بين طوائف هوارة والعربان. [مقتل محمد بن عمر] [2131]- وقتل فيها محمد بن عمر، أخو إسماعيل، وجماعة من أتباعه. ثم انتصر إسماعيل عليهم، وقتل منهم نحوا من خمس مائة (¬3). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) هبر الفتن في: التبر المسبوك 187، وبدائع الزهور 2/ 261. (¬3) خبر الفتن بالوجه القبلي في: بدائع الزهور 2/ 261. وفي: الضوء اللامع 8/ 272 رقم 732: «محمد بن عمر الشيخ الهواري، نزيل وهران. مات سنة ثلاث وأربعين». وهو غير المذكور في فتنة الوجه القبلي.

حوادث سنة اثنين وخمسين وثمانماية

[حوادث] سنة اثنين (¬1) وخمسين وثمانماية [محرّم] [نجدة السلطان أمير عربان هوارة] في محرّم قدم إسماعيل بن عمر أمير عربان هوّارة، وطلب من السلطان المدد لقتال مخالفيه من هوّارة وبكران ولهانة، فأمر له السلطان في صفد بتجريدة خرجت معه (¬2). [نفي قاضي حلب إلى قوص] وفيه نفي المحبّ بن سالم الحنبلي قاضي حلب إلى قوص، بسبب أنه كان له على آخر حقّ شرعيّ، وطلب أن يضع منه شيئا فامتنع، وبلغ السلطان ذلك فحنق منه وأمر بنفيه، وهذا من غريب الأحكام (¬3). [وفاة البرهان بن خضر] [2132]- وفيه مات البرهان بن خضر (¬4)، إبراهيم بن خضر بن أحمد بن عثمان بن جامع بن محمد بن جامع بن محمد بن فوّارة (¬5) بن فضالة بن عكّاشة بن علي بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبي الطّيب بن هبة الله بن محمد بن ميكائيل بن عمرو بن عثمان بن عفّان العثماني، القصوري (¬6)، الشافعيّ. ¬

(¬1) الصواب: «سنة اثنتين». (¬2) خبر نجدة السلطان في: حوادث الدهور 1/ 164، والتبر المسبوك 199. (¬3) خبر قاضي حلب في: حوادث الدهور 1/ 164، والتبر المسبوك 199، وبدائع الزهور 2/ 261. (¬4) انظر عن (البرهان بن خضر) في: النجوم الزاهرة 15/ 525، وحوادث الدهور 1/ 164 وفيه: «إبراهيم بن جعفر. .» وهو غلط، وأعاد ذكره على الصحيح، ص 186 رقم 1، والتبر المسبوك 222 - 225، والذيل التام، ورقة 88 ب، 89 أ، والضوء اللامع 1/ 43 - 47، ووجيز الكلام 2/ 622، 623 رقم 1425، ونظم العقيان 15، وحوادث الزمان 1/ 85 رقم 9. و «خضر» بكسر الخاء وسكون الضاد المعجمتين. (¬5) في الأصل: «فزارة»، وكذا في المطبوع من حوادث الدهور. والمثبت عن: الضوء اللامع وغيره. (¬6) القصوري: نسبة لقرية من أعمال الصعيد تسمّى القصور. بضم القاف والصاد المهملة.

تقدمة الأستادار للسلطان

وكان عالما، فاضلا، ماهرا في أشياء، خيّرا، ديّنا، سريع الكتابة، مفرط الكرم، عفيف النفس. سمع على جماعة، وأجاز له جماعة، وولي عدّة وظائف. ومولده سنة أربع وتسعين وسبعمائة. [تقدمة الأستادار للسلطان] وفيه قدّم الزين الأستادار للسلطان تقدمة حافلة، منها ستمائة فرس، منها عشرة بالسروج الذهب والكنابيش الزركش، وخمسون بالسروج المفوّقه (¬1)، وخمسون بالسّروج البلغاري، وباقيها بالعبيّ، ومعها مملوك حدث فائق الحسن والجمال، فحمد السلطان الزين المذكور، وخلع عليه خلعة حافلة جدّا (¬2). [عودة الحجّاج] وفيه وصل الحاج وهم في كنف السلامة. وكان قد حجّ قاضي القضاة السعد بن الديري في هذه السنة هو وأخوه، فوصلا في سلامة (¬3). [نفي قراجا العمري إلى سيس] وفيه غضب السلطان على قراجا العمري الناصري أحد مقدّمين (¬4) الألوف بدمشق، فأمر بنفيه إلى سيس. / 119 / وقرّر في تقدمته مازي الذي كان نائبا بالكرك (¬5). [تجريدة الوجه القبلي] وفيه عيّنت تجريدة مع ابن (¬6) عمر إلى الوجه القبلي وعليها تمرباي رأس نوبة النوب إلى قتال المفسدين الثائرين بابن عمر الماضي خبر قدومه (¬7). وفيه خرجت التجريدة المذكورة. ¬

(¬1) في حوادث الدهور: مغرقة». (¬2) خبر التقدمة في: حوادث الدهور 1/ 164، والتبر المسبوك 199. (¬3) خبر الحجّاج في: النجوم الزاهرة 15/ 380، والتبر المسبوك 199. (¬4) الصواب: «أحد مقدّمي». (¬5) خبر نفي قراجا في: حوادث الدهور 1/ 165، والنجوم الزاهرة 15/ 380، والتبر المسبوك 200، وبدائع الزهور 2/ 262. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر التجريدة في: التبر المسبوك 299، وبدائع الزهور 2/ 262.

صفر

[صفر] [قيام أهل حلب على نائبهم] وفيه ورد الخبر بقيام أهل حلب على نائبها تنم لوحشة حصلت بينه وبينهم، وأنهم ثاروا به فقاتلوه بعد رجم متوال حتى أخرجوه من حلب ولم يتمكن من دخوله إليها إلاّ بمشقة زائدة، وأنهم خرّقوا طبوله وبهدلوه جدّا، فانزعج السلطان لذلك، وعيّن في الحال بردبك التاجي لكشف القصة، والعود إليه بجليّة الحال سريعا (¬1). [وفاة أسنباي الظاهري] [2133]- وفيه مات أسنباي الظاهري (¬2)، الزردكاش الكبير. وكان من مماليك الظاهر برقوق ظاهرا. ويقال إن أصله من الأشراف، وأنه سبي في بعض حروب بغداد، وأخبر هو بأنه كذلك، وأسر في كائنة تمرلنك، وتقرّب منه وجعله في جملة زردكاشيّته. ثم قدم القاهرة بعد موته، وتنقّلت به الأحوال حتى قرّر في الزردكاشية الكبرى، ثم صرف عنها، ودام على الإمرة، وولي نيابة دمياط غير ما مرة. وكان أدوبا، حشما، عاقلا، عارفا، يذاكر بأيام الناس وما شاهده من وقائع، وله معرفة تامّة بالزردكاشية ومداخلة الملوك، مع سلامة الباطن والدين والعفّة. أظنّه جاوز الثمانين أو بلغ التسعين. [وفاة أقطوه الموساوي] [2134]- وفيه مات أيضا أقطوه الموساوي (¬3)، الظاهري، المهمندار. وكان من مماليك الظاهر برقوق أيضا، وتنقّل حتى قرّر مهمندارا، وخرج رسول (¬4) ¬

(¬1) خبر أهل حلب في: حوادث الدهور 1/ 165، والتبر المسبوك 200. (¬2) انظر عن (أسنباي الظاهري) في: حوادث الدهور 1/ 165، 166 و 187، 188 رقم 5، والدليل الشافي 1/ 131 رقم 459، والمنهل الصافي 2/ 432 - 435 رقم 459، والنجوم الزاهرة 15/ 526، 527، والتبر المسبوك 237، والذيل التام، ورقة 90 أ، والضوء اللامع 2/ 311 رقم 980، ووجيز الكلام 2/ 631 رقم 1447، وبدائع الزهور 2/ 262. (¬3) انظر عن (أقطوه الموساوي) في: حوادث الدهور 1/ 165 و 187 رقم 3، والنجوم الزاهرة 15/ 525، 526، والدليل الشافي 1/ 144 رقم 509، والمنهل الصافي 3/ 906 رقم 510، والضوء اللامع 2/ 318، 319 رقم 1022، والتبر المسبوك 137، وبدائع الزهور 2/ 262. (¬4) الصواب: «وخرج رسولا».

إكرام السلطان لأمير المدينة

إلى شاه رخ، ثم صيّر من الطبلخانات، ثم نفي، ثم أعيد، وصيّر من العشرات، ثم نفي، ثم أعيد إلى القاهرة، ودام بها معطّلا. وكان تركيّ الجنس، مسلم الأصل أيضا، ولا عبرة بملكه الظاهر. وكان عفيفا، متديّنا، له مشاركة في كثير من المسائل الفقهية بتؤدة وأدب. [إكرام السلطان لأمير المدينة] وفيه قدم إميان (¬1) الحسيني أمير المدينة إلى القاهرة، فلما دخل على السلطان نزل إليه من على دكّته، ومشى خطوات حتى تلقّاه وأكرمه وخلع عليه، وأركبه من الحوش (¬2). [حضور نائب الشام] وفيه أيضا قدم جلبّان نائب الشام، ونزل السلطان إلى لقائه، وأنزله بالميدان، ثم قدّم تقدمة حافلة، ومن النقد عشرة آلاف دينار، وقيل أكثر (¬3). [وفاة الزين السندبيسي] [2135]- / 120 / وفيه مات الزين السّندبيسيّ (¬4)، عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن يحيي القاهري، الشافعيّ. وكان فاضلا، بارعا في العربية، وانتفع به الطلبة فيها. وسمع على جماعة من الأكابر. وكان خيّرا ديّنا. ومولده سنة خمس وثمانين وسبعمائة. ¬

(¬1) في بدائع الزهور: «أهنيان». وهو غلط. (¬2) خبر إكرام السلطان في: حوادث الدهور 1/ 166، ووجيز الكلام 2/ 621، والتبر المسبوك 200. (¬3) خبر نائب الشام في: حوادث الدهور 1/ 165، ووجيز الكلام 2/ 621، والتبر المسبوك 200، وبدائع الزهور 2/ 262. (¬4) انظر عن (السندبيسي) في: حوادث الدهور 1/ 165 و 187 رقم 4، ومعجم شيوخ ابن فهد 133، 134، والضوء اللامع 4/ 150، والتبر المسبوك 242، 243، ووجيز الكلام 2/ 625 رقم 1429، والذيل التام، ورقة 89 أ، ونظم العقيان 126، وبغية الوعاة 2/ 89 رقم 1510، وحوادث الزمان 1/ 185، 86 رقم 10، وبدائع الزهور 2/ 262. و «السندبيسي»: نسبة إلى سندبيس من الوجه البحري بمصر.

شفاعة جلبان في قيزطوغان

[شفاعة جلبان في قيزطوغان] وفيه شفع جلبان في قز (¬1) طوغان، فكتب بالإفراج عنه من قلعة دمشق، فثار الزين الأستادار، ورجع السلطان عن ذلك، فأبطل ما كان أمر به من الإفراج عنه (¬2). [ربيع الأول] [تقدمة المماليك] وفي ربيع الأول قرّر جوهر النوروزي الطواشي في تقدمة المماليك، عوضا عن الطواشي عبد اللطيف بعد صرفه (¬3). [نيابة التقدمة] وقرّر في نيابة التقدمة مرجان العادلي (¬4). [نقب سجن الرحبة] وفيه نقب سجن الرحبة وخرج منه جماعة فقبض على بعضهم وفرّ بعض (¬5). [مزاح العلاء بن أقبرس ومعلّم النشّاب] وفيه تمازح العلاء بن أقبرس فمازحه محمد الصغير معلّم النشّاب بين يدي السلطان، فقال أحدهما للآخر: يا بلاّع كذا، يصرّح بالزاء (¬6) والباء من غير كناية، فانزعج السلطان من ذلك، وكاد أن يبطش بقائله، فقال: يا مولانا السلطان أنا ما قلت إلا ما يقوله قاضي القضاة الشافعية في الملأ العام من مجلسه من غير كناية، فأكذبه (¬7) السلطان، فحلف له بالطلاق أنه صادق فيما ذكره عنه، ثم استشهد بجماعة، فشهدوا، فأسرّها السلطان في نفسه. وكانت سببا للتنبّه منه لمعايب السفطي، حتى كان له ما سيأتي (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «قر» بالراء. وهو: «قز» و «قيز». (¬2) خبر الشفاعة في: حوادث الدهور 1/ 166، والنجوم الزاهرة 15/ 381، والتبر المسبوك 200، وبدائع الزهور 2/ 262. (¬3) خبر نيابة التقدمة في: حوادث الدهور 1/ 166، والنجوم الزاهرة 15/ 381، والتبر المسبوك 201، وبدائع الزهور 2/ 262. (¬4) خبر نيابة التقدمة في: حوادث الدهور 1/ 166، والتبر المسبوك 209، وبدائع الزهور 2/ 262. (¬5) خبر نقب السجن في: حوادث الدهور 1/ 166، والتبر المسبوك 201، وبدائع الزهور 2/ 262. (¬6) في الأصل: «الذآ». (¬7) الصواب: «فكذّبه». (¬8) خبر المزاح في: التبر المسبوك 201.

نظر الكسوة

[نظر الكسوة] وفيه استقرّ أبو الخير النحاس في نظر الكسوة عوضا عن الولي السفطي ونزل في موكب حافل (¬1). [اعتزال ابن الديري من القضاء] وفيه عزل قاضي القضاة شيخنا السعد ابن الديري نفسه من القضاء لأمر ما فأعاده السلطان في غد يوم عزله وخلع عليه (¬2). [ربيع الآخر] [صرف السفطي عن القضاء] وفي ربيع الآخر صرف الولي السفطي عن القضاء، وغلبه النحّاس وثلبه عند السلطان وقبّح أفعاله، وأظهر معايبه (¬3). [تعيين ابن حجر] ثم عيّن للقضاء الحافظ ابن (¬4) حجر، وخلع عليه بعد أيام عوضا عن السفطي (¬5). [مشيخة قبة الشافعي] وقرّر في مشيخة قبّة الشافعي الشرف المناوي، وحصل عليه (¬6) / 121 / من الخزي ما لا يعبّر عنه، وأشاع الناس غضب السلطان عليه، فحمل للسلطان خمسة آلاف دينار، فخلع عليه وأظهر الرضا عنه (¬7). [كائنة الشمس الكاتب] [2136]- وفيه كائنة الشمس الكاتب، وكان أخصّ خواصّ السلطان، فادّعي عليه بأمر السلطان عند ابن (¬8) المخلّطة، أحد نواب المالكي بعظائم وحكم بتعزيره وذهابه إلى السجن على تلك الهيئة من التعزير، فما أعجب السلطان ذلك بل كان غرضه إتلافه أصلا ¬

(¬1) خبر نظر الكسوة في: حوادث الدهور 1/ 167، والتبر المسبوك 201، وبدائع الزهور 2/ 262. (¬2) خبر اعتزال ابن الديري في: حوادث الدهور 1/ 167، والنجوم الزاهرة 15/ 381، والتبر المسبوك 203. (¬3) خبر صرف السفطي في: حوادث الدهور 1/ 167، والنجوم الزاهرة 15/ 382، والتبر المسبوك 203، وبدائع الزهور 2/ 263. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر تعيين ابن حجر في: النجوم الزاهرة 15/ 382، وحوادث الدهور 1/ 167، وبدائع الزهور 2/ 263. (¬6) في الأصل: «وحصل على». (¬7) خبر المشيخة في: حوادث الدهور 1/ 168، وبدائع الزهور 2/ 263. (¬8) في الأصل: «بن».

نظر البيمارستان

ورأسا. ثم أمر السلطان بنفيه إلى حلب، ثم شفع فيه العلاّمة الإمام الكامل ابن (¬1) الهمام (¬2). وكان له يوما مهولا (¬3). وشمت فيه الكثير من أعدائه حتى مات بعد ذلك مقهورا. [نظر البيمارستان] وفيه قرّر في نظر البيمارستان أبو الخير النحاس، عوضا عن الولي السفطي (¬4). [وفاة الصاحب كريم الدين] [2137]- وفيه مات الصاحب كريم الدين ابن (¬5) كاتب المناخ (¬6) عبد الكريم بن كاتب الرزّاق بن عبد الله القبطيّ. تنقّل في عدّة ولايات، كنظر الإصطبل والوزارة غير ما مرة، والأستادارية، وكتابة السرّ، ثم أسجن (¬7) وضرب بالمقارع وصودر، وولّي بعد ذلك كشف الوجه القبلي وبندر جدّه، وعاد إلى الوزارة بعد ذلك كله، وكان لا بأس به. ومولده في سنة ثمانماية أو قبلها بيسير. [وفاة المجد ابن شرف] [2138]- وفيه المجد، إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن علي بن شرف القدسي (¬8)، الشافعيّ. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) كائنة الكاتب في: حوادث الدهور 1/ 167، والتبر المسبوك 204 - 207، وبدائع الزهور 2/ 263. (¬3) الصواب: «وكان له يوم مهول». (¬4) خبر البيمارستان في: حوادث الدهور 1/ 168، والنجوم الزاهرة 15/ 392، والتبر المسبوك 208، وبدائع الزهور 2/ 263. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) انظر عن (ابن كاتب المناخ) في: حوادث الدهور 1/ 169 و 188، 189 رقم 6، والدليل الشافي 1/ 425 رقم 1467، والنجوم الزاهرة 15/ 527، والمنهل الصافي 7/ 340 - 344 رقم 1473، والنجوم الزاهرة 15/ 527، ووجيز الكلام 2/ 630، 631 رقم 1443، والذيل التام، ورقة 190 أ، والضوء اللامع 4/ 313، 314 رقم 848، والتبر المسبوك 243، 244، وبدائع الزهور 2/ 263. (¬7) الصواب: «سجن». (¬8) انظر عن (القدسي) في: التبر المسبوك 236، ووجيز الكلام 2/ 623، 624 رقم 1427، والضوء اللامع 2/ 284 - 286 رقم 896، ونظم العقيان 92 رقم 46، وحوادث الزمان 1/ 86 رقم 12، والأنس الجليل 521، 522، وكشف الظنون 492 و 627 و 1769، وإيضاح المكنون 1/ 81 و 2/ 29، ومعجم المؤلفين 2/ 256، 257، وديوان الإسلام 3/ 188 رقم 1304، والأعلام 1/ 308.

وفاة إحدى حظايا السلطان

وكان عالما، فاضلا، بارعا في فنون، وألّف، وصنّف. وسمع على جماعة، مع خير ودين. ومولده سنة ست وثمانين (¬1) وسبعمائة. [وفاة إحدى حظايا السلطان] [2139]- وفيه ماتت إحدى حظايا السلطان وسراريه سورباي (¬2) الجركسية. وكانت بارعة الجمال، حسنة الخصال، محظيّة، مقرّبة عند مولاها جدا، ولها ذكر وشهرة حتى كان يقال لها الخوند من كثرة حظوتها عند السلطان. وكان لها برّ وخير. وهي صاحبة الحمّام بقناطر السباع، والسبيل ببولاق. [صرف تمراز المصارع عن نيابة القدس] وفيه صرف تمراز المصارع عن نيابة القدس لكائنة اتفقت له مع ناظره الأمين ابن (¬3) الديري، تقاتلا فيه بالسلاح، وعيّن السلطان كزل القردمي بالتوجّه لكشف قضيتهما، وأقر أسنبغا الكلنكي في نيابة القدس، ثم وقف الأمر (¬4). [جمادى الأول] [تجديد إسلام البدر بن عبد الله] / 122 / وفي جماد الأول عقد مجلس بالقلعة بين يدي السلطان وادّعى فيه على البدر بن عبد الله (¬5) بدعوى، آل الأمر فيها إلى حقن دمه بعد تجديد إسلامه وتعزيره (¬6). [وفاة شاهين الطوغاني] [2140]- وفيه مات شاهين الطوغاني (¬7) نائب قلعة دمشق. ¬

(¬1) في حوادث الزمان: ولد سنة 782 هـ‍. وقال السخاوي في: الضوء 2/ 284 ولد سنة اثنتين أو ثلاث وثمانين وسبعمائة. الشك منه. (¬2) انظر عن (سورباي) في: حوادث الدهور 1/ 169 و 189 رقم 7، والتبر المسبوك 241، والذيل التام، ورقة 90 أ، والضوء اللامع 12/ 66 رقم 403، ووجيز الكلام 2/ 632 رقم 1449، وبدائع الزهور 2/ 263. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر صرف تمراز في: حوادث الدهور 1/ 169، والتبر المسبوك 208. (¬5) هو: البدر محمود بن عبيد الله الأردبيلي. (¬6) التبر المسبوك 209. (¬7) انظر عن (شاهين الطوغاني) في: حوادث الدهور 1/ 171 و 189 رقم 8، والنجوم الزاهرة 15/ 527، والتبر المسبوك 241، والضوء اللامع 3/ 295، 296 رقم 1138، وحوادث الزمان 1/ 91 رقم 19.

طلاق السلطان زوجته مغل

وكان من مماليك طوغان الحسني الدوادار، واتصل بخدمة جقمق، ولما تسلطن نوّه به، فولاّه (¬1) نيابة قلعة حلب، ثم دمشق. وكان ذا شحّ مطاع. [طلاق السلطان زوجته مغل] وفيه حنق السلطان على زوجته الخوند مغل البارزية، فأخبر بأنه طلّقها من منذ نحو ثمانية شهور، وانتقلت من القاعة الكبرى إلى قاعة البربرية، ثم إلى منزل أخيها الكمال بن البارزي بالخرّاطين. وكان السبب في ذلك أنه نسبها إلى سحر سورباي حظيّته، وأنها هي التي قتلتها، وحاشاها من ذلك (¬2). [قضاء المالكية بدمشق] وفيه قرّر في قضاء المالكية بدمشق الشيخ أبو عبد الله محمد البيدمري المغربي التونسي، بعد صرف الشهاب التلمساني، ولم يلبث حتى أحضر بعد مدّة قريبة بقيام بعض الشاميّين عليه، وامتحن بالقاهرة بالتوكيل به، وعزل، وولّي عوضه سالم الدنواري المغربيّ (¬3). [منع بطرك النصارى من مكاتبة ملك الحبشة] وفيه عقد مجلس بحضور السلطان حضرة القضاة الأربع (¬4) والبدر العيني، وغيره من مشايخ العلم بسبب بطريك النصارى اليعاقبة. وكان السلطان قد صرفه وسجنه وأخذ منه شيئا كثيرا، فأمر بأن لا يكاتب ملك الحبشة لا ظاهرا ولا باطنا، ولا يوالي أحدا في بلاد الحبشة إلاّ بإذن من السلطان، وأنه متى خالف ذلك انتقض عهده وحلّ دمه، وسجّل ذلك، وحكم به المالكي، وبعده بقية القضاة، وكتب به خمس نسخ عند السلطان والقضاة الأربع (¬5). ¬

(¬1) في الأصل: «فولا». (¬2) خبر طلاق السلطان في: حوادث الدهور 1/ 170، والنجوم الزاهرة 15/ 382، والتبر المسبوك 209، وبدائع الزهور 2/ 263، 264. (¬3) خبر قضاء المالكية في: حوادث الدهور 1/ 170، والتبر المسبوك 210. (¬4) الصواب: «الأربعة». (¬5) الصواب: «الأربعة». وخبر بطريك النصاري في: وجيز الكلام 2/ 621، وبدائع الزهور 2/ 264.

نيابة حلب

[نيابة حلب] وفيه أعيد قانباي (¬1) الحمزاوي إلى نيابة حلب وصرف تنم (¬2). [نيابة قلعة دمشق] وفيه قرّر في نيابة قلعة دمشق بيسق اليشبكيّ، وفرّق إقطاع بيسق على عدّة من الخاصكية (¬3). [نيابة دمياط] وفيه قرّر في نيابة دمياط يلبغا الجركسيّ على كره منه، لكونه كان عيّن لنيابة غزّة، ثم انتقض ذلك إلى دمياط (¬4). [كسر النيل] وفيه في سادس مسرى / 123 / كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل عثمان ابن (¬5) السلطان إلى ذلك على العادة (¬6). [جمادى الآخر] [قدوم نائب جدّة] وفي جماد الآخر قدم جانبك نائب جدّة إلى القاهرة (¬7). [وفاة أحد أبناء بني قلاوون] [2141]- وفيه مات أحد الأسياد من بني قلاون محمد بن علي (¬8) بن شعبان بن حسين بن محمد بن قلاون. ¬

(¬1) في بدائع الزهور: «تاني باي». (¬2) خبر نيابة حلب في: حوادث الدهور 1/ 171، والنجوم الزاهرة 15/ 382، والتبر المسبوك 210، وبدائع الزهور 2/ 264. (¬3) خبر نيابة القلعة في: حوادث الدهور 1/ 171، والنجوم الزاهرة 15/ 382، 383، والتبر المسبوك 210، وبدائع الزهور 2/ 264. (¬4) خبر نيابة دمياط في: حوادث الدهور 1/ 172، والتبر المسبوك 210، وبدائع الزهور 2/ 264. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر النيل في: حوادث الدهور 1/ 171، والتبر المسبوك 210، 211، وبدائع الزهور 2/ 264. (¬7) خبر نائب جدّة في: حوادث الدهور 1/ 172، والتبر المسبوك 211. (¬8) انظر عن (محمد بن علي) في: الدليل الشافي 2/ 663، 664 رقم 2280، والنجوم الزاهرة 15/ 527، 528، والتبر المسبوك 251، والضوء اللامع 8/ 184، 185، رقم 470، وبدائع الزهور 2/ 264، وحوادث الدهور 1/ 172 و 189، 190 رقم 9.

سفر قانباي إلى نيابة حلب

وكان قد قرّبه الظاهر هذا فأثرى وشهر، مع فكاهة محاضرة ومعرفة بالرمي بالنشاب، وبعض الموسيقا. [سفر قانباي إلى نيابة حلب] وفيه خرج قانباي الحمزاوي مسافرا إلى حلب بعد أن خلع عليه (¬1). [قضاء الشافعية بطرابلس] وفيه قرّر الصفيّ بن عثمان في قضاء الشافعية بطرابلس، وصرف السوبينيّ (¬2). [سدّ خوخة جسر بكرة الرطلي] وفيه سدّ خوخة جسر بركة الرطلي ونودي بالنقلة منه، وحصل على سكانه بعض نهب ونكد، فإنّ والي الشرطة توجّه إلى هناك لأجل نقلة من به (¬3). [إمرة العشرات] وفيه قرّر في جملة الأمراء العشرات أزبك من ططخ الساقي على إمرة تمراز المصارع. وكان السلطان قد غضب عليه (¬4). وأزبك هذا هو أتابك عصرنا الذي نحن فيه الآن، وستأتي تنقّلاته في محالّها. [صرف ابن حجر عن القضاء] وفيه، في خامس عشرينه، صرف الحافظ ابن (¬5) حجر عن القضاء، ولم يلي (¬6) بعد ذلك، فإنه مات في ذي حجّة من هذه السنة، كما سيأتي (¬7). [قضاء الشافعية] وفيه، استقرّ في القضاء الشافعية العلم البلقيني على عادته، وتوجّه إلى الحافظ ابن (¬8) حجر ماشيا لقرب داريهما، فهنّأه وأعلمه بأنه لم يبق له رغبة في القضاء أصلا (¬9). ¬

(¬1) خبر سفر قانباي في: حوادث الدهور 1/ 172، والنجوم الزاهرة 15/ 383. (¬2) خبر قضاء الشافعية في: التبر المسبوك 211. (¬3) خبر سدّ الخوخة في: حوادث الدهور 1/ 174، والتبر المسبوك 211، وبدائع الزهور 2/ 264. (¬4) خبر إمرة العشرات في: حوادث الدهور 1/ 174، والنجوم الزاهرة 15/ 383، والتبر المسبوك 213، وبدائع الزهور 2/ 265. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) الصواب: «ولم يله». (¬7) خبر صرف ابن حجر في: النجوم الزاهرة 15/ 383، والتبر المسبوك 213 وبدائع الزهور 2/ 265. (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) خبر قضاء الشافعية في: حوادث الدهور 1/ 174، والتبر المسبوك 213.

وفاة البرهان الصالحي

[وفاة البرهان الصالحي] [2142]- وفيه مات المسند المكثر، البرهان، الصالحي (¬1)، إبراهيم بن صدقة بن إسماعيل الدمشقيّ الأصل، الحنبليّ. وكان فاضلا، سمع على جماعة، وأجاز له جماعة، منهم: ابن (¬2) خلدون، والبرزالي، وابن (¬3) الملقّن، والأبناسي، وابن (¬4) حاتم، والعراقيّ. ومولده سنة ستّ وتسعين (¬5) وسبعمائة. [فتح خوخة الجسر] وفيه نودي بسكنى الجسر وفتح الخوخة كما كانت (¬6). [كسوف الشمس] وفيه كسفت الشمس قبل الزوال، وصلّي لها بالجامع الأزهر، وانجلت بعد مضيّ نحوا (¬7) من ثلاثين درجة (¬8). [رجب] [إطلاق إينال الأبوبكري] وفي رجب أطلق إينال الأبوبكري الأشرفي إلى القدس بطّالا كما كان (¬9). [منع السفطي من الصعود إلى القلعة] وفيه منع السلطان الوليّ السفطي أن يصعد إليه القلعة وأن يجتمع به، ثم ادّعى عليه بعض القضاة / 124 / بدعاوى كبيرة وخلّص منها. ¬

(¬1) انظر عن (الصالحي) في: التبر المسبوك 225، 226، والضوء اللامع 1/ 55، 56 وفيه: «إبراهيم بن صدقة بن إبراهيم بن إسماعيل». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في التبر، والضوء: ولد سنة 772 هـ‍. (¬6) خبر فتح الخوخة في: حوادث الدهور 1/ 174. (¬7) الصواب: «نحو». (¬8) خبر الكسوف في: التبر المسبوك 214، وبدائع الزهور 2/ 265. (¬9) خبر إطلاق إينال في: حوادث الدهور 1/ 174، والنجوم الزاهرة 15/ 384، والتبر المسبوك 214، وبدائع الزهور 2/ 265.

وفاة الحافظ المنهلي

ثم نزل إلى القاضي المالكي، ثم خلّص أيضا من دعوى وقعت عليه عنده (¬1). [وفاة الحافظ المنهلي] [2143]- وفيه مات الحافظ المقرىء المنهلي (¬2)، أبو النعم، رضوان بن محمد بن يوسف بن سلامة بن البهاء بن سعيد العقبيّ، الصحراوي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا في القراءات (¬3). سمع على جماعة وأكثر، وأخذ عن جماعة، واستملى على الحافظ ابن (¬4) حجر، وربما استملى على العراقيّ قبله. وولي مشيخة الإسماع بالخانقاه الشيخونية، وغير ذلك من الوظائف. وكان خيّرا، ديّنا، حافظا، ضابطا، جمّ المحاسن. وله نظم، منه: الحب فيك مسلسل بالأوّل ... فاصبر (¬5) ولا تسمع كلام (¬6) العذّل وارحم عباد الله [يا] (¬7) ... من قد علا من يرحم (¬8) السفليّ يرحمه العلي ومنه: وخف العذاب ورجّ عفوا إن ترم ... شربا من النّدب (¬9) الرحيق السّلسل ومولده سنة تسع وستين وسبعمائة. [منع اليهود والنصارى من طبّ المسلمين] وفيه منع اليهود والنصارى من طبّ المسلمين، ثم لم يدم هذا المنع (¬10). ¬

(¬1) خبر منع السفطي في: حوادث الدهور 1/ 175، والنجوم الزاهرة 15/ 384. (¬2) انظر عن (المنهلي) في: حوادث الدهور 1/ 174 و 190 رقم 11، والدليل الشافي 1/ 305 رقم 1043، والمنهل الصافي 5/ 353 - 355 رقم 1046، والنجوم الزاهرة 15/ 528، ومعجم شيوخ ابن فهد 112 - 114، والتبر المسبوك 238 - 241، والذيل التام، ورقة 89 أ، والضوء اللامع 3/ 226 - 229 رقم 855، ووجيز الكلام 2/ 624، 625 رقم 1428، ونطم العقيان 112، والبدر الطالع 1/ 249، وشذرات الذهب 7/ 274، 275. (¬3) في الأصل: «القرات». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في وجيز الكلام: «فاحنن». (¬6) في الضوء اللامع: «ملام». (¬7) زيادة للضرورة. (¬8) في الأصل: «من يرحمهم». (¬9) في التبر: «العذب». (¬10) خبر اليهود والنصارى في: التبر المسبوك 215، وبدائع الزهور 2/ 265.

مشيخة الجمالية

[مشيخة الجمالية] وفيه أخرجت مشيخة الجمالية وتدريس التفسير بها عن الولي السفطي، وأمر السلطان بحمله إلى منزل الشافعيّ لدعوى عليه. ووقع له مع قاسم الكاشف أشياء آلت إلى الصلح بينهما، ثم أعيدت له الجمالية (¬1). [وفاة المحبّ الطوخي] [2144]- وفيه مات المحبّ الطوخيّ (¬2)، محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عثمان بن موسى بن علي بن شريك بن بشار بن كنانة الكناني، العسقلاني، الشافعيّ. وكان فاضلا. أخذ عن جماعة، وأجاز له جماعة من السراجين: البلقيني، وابن الملقّن، والزين العراقي، والكمال الديري، والأكمل الحنفي وآخرين (¬3). وحصل له نوع جذب، فصار الناس يعتقدونه، ودام على ذلك نحوا من أربعين سنة حتى سقط في بئر مات بها. ومولده سنة أربع وسبعين وسبعمائة. [وفاة الشمس الصفدي] [2145]- وفيه مات الشمس الصفدي (¬4)، قاضي الحنفية بدمشق، محمد بن علي بن عمر بن مهنّا بن أحمد الحلبيّ الأصل، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، ماهرا، بارعا. أسمع على جماعة، منهم: الجمال بن العديم، وغيره / 125 / وأخذ عن عدّة من ¬

(¬1) خبر المشيخة في: بدائع الزهور 2/ 265. (¬2) انظر عن (الطوخي) في: وجيز الكلام 2/ 626 رقم 1431، والضوء اللامع 7/ 57، والتبر المسبوك 246، وبدائع الزهور 2/ 265. (¬3) الصواب: «وآخرون». (¬4) انظر عن (الصفدي) في: معجم شيوخ ابن فهد 248، والتبر المسبوك 251، ووجيز الكلام 2/ 628 رقم 1435، وحوادث الزمان 1/ 86 رقم 11، وبدائع الزهور 2/ 266 وقضاة دمشق 222، والدارس 1/ 482، 483، وانظر: إنباء الغمر 3/ 480 و 546، والسلوك ج 4 ق 2/ 799، وتاريخ طرابلس 2/ 65، 66، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 4/ 99 - 101 رقم 1096، وإعلام النبلاء 5/ 235، 236 رقم 575.

وفاة البرهان العرياني

الأكابر. ومهر وشهر، وولي عدّة وظائف، منها قضاء طرابلس، وحلب، ودمشق، وعدّة تداريس جليلة. ومولده سنة خمسن وسبعين وسبعمائة. [وفاة البرهان العرياني] [2146]- وفيه مات البرهان العرياني (¬1)، إبراهيم بن عبد الله بن إسماعيل بن علي بن محمد بن القاسم بن صالح بن قاسم القاهري، (الشافعيّ) (¬2). وكان عالما، فاضلا. أحضر على ابن (¬3) أيوب، وابن (¬4) حاتم، وابن (¬5) الكشك، وآخرين. وأجاز له جماعة منهم: ابن الذهبي، وهو ممّن أكثر سماعا وشيوخا. [سجن السفطيّ] وفيه كائنة سجن السفطي بالمقشّرة. وكان السلطان قد بعث بنقيب الجيش إليه يحمله إلى مجلس العلم البلقيني، فتوجّه وادّعى عليه بشيء عنده، فخرج من عنده بأن يبدي دافعا ومطعنا، ثم تأخّر عن الحضور، فبعث إليه العلم ليحضر ثانيا، فسوّف، فبعث يعلم السلطان بذلك، فحنق وتغيّظ، وأمر بأن يتوجّه إلى قانبك الأزدمري أحد الدوادارية، ويحمله من أيّ مكان كان إلى المقشّرة فيسجنه بها، فاستبعد قانبك ذلك من السلطان، وظنّه تخويفا للسفطي، فأخذ يستعفي منه، فأصرّ السلطان على ذلك، فما أمكن قانبك إلاّ التوجّه إليه وأخذه من داره متوجّها إلى المقشّرة. ¬

(¬1) انظر عن (العرياني) في: الضوء اللامع 1/ 70، 71 وفيه: «إبراهيم بن عبد الله بن أحمد بن علي. .»، ومثله في: التبر المسبوك 226، ونظم العقيان 16، 17 رقم 5، ولحظ الألحاظ 342 وفيه: «إبراهيم بن عبد الله بن أحمد بن علي بن محمد بن أبي القاسم بن صالح بن هاشم الفرياني»، وقال محقّقه محمد زاهد الكوثري بالحاشية رقم 2: بضم الفاء وتشديد الراء بعدها تحتانية خفيفة وبعد الألف نون. نسبة إلى فريانة قرب سفاقس من إفريقية، وذكر بعد ذلك: الضوء اللامع، وشذرات الذهب. ويقول خادم العلم وطالبه محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري»: ليس في الضوء اللامع أية إشارة إلى نسبته في (فريانة) التي قرب سفاقس، بل فيه (العرياني) بالعين المهملة كما هو مثبت أعلاه. كما أنه لم يذكر في: شذرات الذهب أصلا. وهو في: حوادث الزمان 1/ 87، 88 رقم 14. (¬2) مكرّرة في الأصل. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في الأصل: «بن».

خوند الخوندات الكبرى

وبينا هو في أثناء توجّهه إذ ثار به الكثير من العوامّ والغوغاء، وكادوا أن يبطشوا به بعد الوقيعة فيه، ولولا قانبك ردعهم عنه وردّهم، وإلاّ أوقعوا به ما لا خير فيه، وعدّت هذه من نوادر الغرائب (¬1). [خوند الخوندات الكبرى] وفيه تحوّلت الخوند زينب ابنة جرباش قاشق إلى قاعة العواميد وصيّرت خوند الخوندات الكبرى، عوضا عن الخوند مغل البارزية (¬2). [شعبان] [تقرير تنم بالتقدمة] وفي شعبان قدم تنم من عبد الرزاق عن حلب إلى القاهرة [و] قرّر في تقدمة قانباي الحمزاوي (¬3). [الإفراج عن الولي السفطي] وفيه أفرج عن الولي السفطي من المقشّرة إلى مجلس العلم البلقيني، فخرج إليه ماشيا، ووكّل (به) (¬4) عنده. ثم أطلق بعد يوم، وأمر بالتّوجّه إلى منزله. / 126 / ثم بعد أيام طلب إلى مجلس القاضي الحنبلي بأمر من السلطان. ثم تكرّرت عليه المحن. وجرت عليه أمور يطول الشرح في ذكرها (¬5). [وفاة الفتح بن أبي الوفاء] [2147]- وفيه مات الفتح بن أبي الوفاء (¬6)، الشيخ، العارف، المسلّك، محمد بن أحمد بن محمد بن محمد السكندري، الوفائي، الشاذلي، المالكيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، ناظما، ناثرا، واعظا، مذكّرا، له الفضائل الجمّة، وبه النفع العامّ. ¬

(¬1) خبر سجن السفطي في: بدائع الزهور 2/ 266. (¬2) خبر الخوند في: التبر المسبوك 209، وبدائع الزهور 15/ 266. (¬3) خبر تنم في: حوادث الدهور 1/ 177، والنجوم الزاهرة 15/ 385، وبدائع الزهور 15/ 266. (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) خبر الإفراج في: حوادث الدهور 1/ 175 و 176 و 177، والنجوم الزاهرة 15/ 385، 386، وبدائع الزهور 2/ 266. (¬6) انظر عن (ابن أبي الوفاء) في: حوادث الدهور 1/ 177 و 190 - 193 رقم 12، والنجوم الزاهرة 15/ 528، 529، والذيل التام، ورقة 90 أ، والتبر المسبوك 247، 248، والضوء اللامع 7/ 92، 93 رقم 186، ووجيز الكلام 2/ 629 رقم 1439، وبدائع الزهور 2/ 266، وشذرات الذهب 7/ 273.

وفاة الشهاب شاد الأغنام

سمع على جماعة. ومولده سنة تسعين وسبعمائة. [وفاة الشهاب شادّ الأغنام] [2148]- وفيه مات الشهاب، شادّ الأغنام، أحمد بن نوروز (¬1) الخضريّ. وقرّره في شادّية الأغنام، فأثرى من ذلك، ثم عيّنه لإمرة الركب الأول، وخلع عليه بذلك، فبغته الأجل. وكان منهمكا في ملاذّ نفسه. [و] قرّر في إمرته أحد ولد السلطان، وفي إمرة الركب الأول قانم التاجر. [وفاة أحمد الكاشف] [2149]- وفيه مات أحمد الكاشف (¬2). وكان مثريا، ولي كشف الغربية مدّة، وأخذ في أسباب السعي في الأستادارية، فتحيّل عليه الزين الأستادار حتى أخرجه إلى البلاد الشامية، وبها بغته الأجل. [المطر والبرد] وفيه أمطرت السماء مطرا غزيرا برعد مزعج بالقاهرة وضواحيها، ثم نزل برد كبار، يقال إنّ واحدة منه قتلت جنديّا بزريبة قوصون (¬3). وقيل إنّما قتل بصاعقة نزلت عليه هناك (¬4). [كائنة القاضي النويري] وفيه كائنة القاضي صدر الدين ابن النويري الشافعيّ قاضي حلب - ادّعى عليه الضياء بن النصيبي بدعوى، وزعم أنّ بيّنته بحلب، فأمر بأن يودع السلسلة ويوكّل به إلى ¬

(¬1) انظر عن (أحمد بن نوروز) في: حوادث الدهور 1/ 178 و 193 رقم 13، والنجوم الزاهرة 15/ 529، 530، والدليل الشافي 1/ 94 رقم 329، والمنهل الصافي 2/ 251، 252 رقم 331، ووجيز الكلام 2/ 631 رقم 1445، والتبر المسبوك 236، والذيل التام، ورقة 90 أ، والضوء اللامع 2/ 240 رقم 659، وبدائع الزهور 2/ 266، 267. (¬2) انظر عن (أحمد الكاشف) في: حوادث الدهور 1/ 181 و 195 رقم 16، والتبر المسبوك 236، والذيل التام، ورقة 90 أ، ووجيز الكلام 2/ 631 رقم 1446، والضوء اللامع 2/ 258. (¬3) خبر المطر في: التبر المسبوك 215. (¬4) حوادث الدهور 1/ 178.

الدعوى على السفطي

حلب حتى يسمع الدعوى من ابن النصيبي هناك (¬1). [الدعوى على السفطي] وفيه طلب السفطيّ أيضا إلى مجلس الحنبلي لدعوى، وجرى عليه ما لا خير فيه (¬2). [رمضان] [مصالحة السفطي بالمال] وفي رمضان طلب السفطي أيضا إلى منزل القاضي الحنبلي، وجرت عليه أمور آلت بتلطّف القاضي الحنبلي إلى المصالحة بألف دينار لجهة وقف الطيبرسية (¬3). [إقامة الخطبة بجامع الأستادار] وفيه أقيمت الخطبة بجامع زين الدين الأستادار ببولاق. وكان يوما مشهودا. وقرّر فيه أمور هذا الجامع (¬4). [وفاة تغري برمش الفقيه] [2150]- وفيه مات بالبيت المقدس تغري برمش (¬5) الفقيه، الجلالي، المؤيّدي، نائب القلعة. كان عن نيّف وخمسين سنة. وكان من فضلاء الأتراك، / 127 / بل عدّ من علماء الحديث ورجاله. أخذه (¬6) رواية عن الحافظ ابن (¬7) حجر، وقرأ عليه الكتابة، وسمع على الكلوتاتي، والفاقوسي، والمصري، وابن (¬8) ناصر الدين، والزركشي، والعوق (¬9)، وآخرين. وجمع عنده الكثير من كتب الحديث، وكان لجه. ¬

(¬1) كائنة النويري في: حوادث الدهور 1/ 179. (¬2) خبر الدعوى في: حوادث الدهور 1/ 178 و 179. (¬3) خبر المصالحة في: حوادث الدهور 1/ 178 و 180، والنجوم الزاهرة 15/ 386. (¬4) خبر الخطبة في: وجيز الكلام 2/ 621، وبدائع الزهور 2/ 267. (¬5) انظر عن (تغري برمش الجلالي) في: حوادث الدهور 1/ 193، 194 رقم 14، والدليل الشافي 1/ 219 رقم 767، والمنهل الصافي 4/ 68 - 74 رقم 769، والنجوم الزاهرة 15/ 530 - 532، والتبر المسبوك 237، 238، والذيل التام، ورقة 90 أ، والضوء اللامع 3/ 33، 34 رقم 143، ووجيز الكلام، 2/ 628، 629 رقم 1438، وبدائع الزهور 2/ 267، وشذرات الذهب 7/ 273، 274، ومعجم شيوخ ابن فهد 105. (¬6) الصواب: «أخذ». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) كذا. ولعلّه: «العوقي».

قراءة الحديث بالقلعة

وله نظم قوله فيمن يقال له شقير: تفّاح خدّي شقير فيه مسكي ... لون زهى (¬1) وأزهر (¬2) قد بان منه النوى فأضحى ... زهريّ لون بخدّ مشعر (¬3) وكان من مماليك الناصر، ثم انتقل إلى ملك المؤيّد، وأجرى عليه عتقه إن لم يكن مسلم الأصل، فإنه ذكر عن نفسه أنه مسلم الأصل، وأنه سرق وأبيع في صغره، وشراه الظاهر في أيام خاصكيّته، وأهداه لأخيه جركس، وقدّمه جركس للناصر فمات عنه، فاتّصل بالمؤيّد، وترقّى بعده إلى أن صيّر من الطبلخانات، وولي نيابة القلعة، وصار من أعيان دولة الظاهر، لكنه لم يحسن معاشرة الناس فأخرج إلى القدس بطّالا، وبه بغته الأجل. وكان يؤمّل أن سيصير إليه الأمر، ويصرّح بذلك. وكان فصيحا، مفوّها، يستحضر الكثير من التاريخ والأدب، وكتب المنسوب، فأجاد، مع معرفة تامّة بالأنداب والآداب والتعاليم، وأنواع الفروسية. [قراءة الحديث بالقلعة] وفيه قرّر قراءة الحديث بالقلعة الولي السيوطي، عوضا عن ابن (¬4) الأمانة (¬5). [وفاة صرغتمش القلمطاوي] [2151]- وفيه مات صرغتمش القلمطاوي (¬6). وكان من مماليك قلمطاي الدوادار، وتنقّل بعده حتى صيّر في العشرات. وكان لا بأس به. وقرّر السلطان في إمرته مملوكه سنقر العايق على ما بيده من الإقطاع بشبين القصر. ¬

(¬1) الصواب: «زها». (¬2) في بدائع الزهور ورد البيت على هذا النحو: تفاح خدّي شقير أبدا له عذار زهى وأزهر. (¬3) البيتان في: الضوء اللامع، والمنهل الصافي، وبدائع الزهور. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر قراءة الحديث في: بدائع الزهور 2/ 267. (¬6) انظر عن (صرغتمش القلمطاوي) في: حوادث الدهور 1/ 181 و 194، 195 رقم 15، والدليل الشافي 1/ 354 رقم 1216، والنجوم الزاهرة 15/ 536، والتبر المسبوك 241، والضوء اللامع 3/ 322 رقم 1235، وبدائع الزاهرة 2/ 267، والمنهل الصافي 6/ 345 رقم 1219.

خلعة السلطان على السفطي

[خلعة السلطان على السفطي] وفيه صعد الولي السفطي إلى القلعة لبين يدي السلطان، فخلع عليه كاملية، وعدّ ذلك من التضادّ (¬1). [ختم البخاري] وفيه ختم «البخاري» بالقلعة على العادة (¬2). [شوال] [الخطابة بجامع لاجين] وفيه شوال أقيمت الخطبة بجامع لاجين اللالا بالجسر الأعظم، وكان لم تنته جميع عمارته (¬3). [قضاء مكة] وفيه استقرّ أبو اليمن النويري في قضاء مكة، وصرف أبو السعادات بن ظهيرة (¬4). [الخطابة بمكة] وأعيدت إلى الخطابة بمكة عن النويري إلى أبي القاسم، وأبي الفضل النويريّان (¬5). [خروج الحاج والمحمل] / 128 / وفيه خرج الحاج، وأميرهم على المحمل سونج بغا اليونسي، وبالأول قانم التاجر. وسافر للحجّ عدّة من أعيان علماء مصر (¬6). [وفاة الناصر الأياسي] [2152]- وفيه مات الناصر الأياسي (¬7)، محمد بن يوسف بن بهادر الغزّي، الحنفيّ، عالم غزّة ومفتيها. ¬

(¬1) خبر خلعة السلطان في: حوادث الدهور 1/ 180، والتبر المسبوك 218. (¬2) خبر ختم البخاري في: التبر المسبوك 219. (¬3) خبر الخطابة في: التبر المسبوك 219، وبدائع الزهور 2/ 267، 268. (¬4) خبر قضاء مكة في: حوادث الدهور 1/ 182، والتبر المسبوك 219، وبدائع الزهور 2/ 268. (¬5) الصواب: «النويريّين». وخبر الخطابة بمكة في: التبر المسبوك 219. (¬6) خبر الحاج والمحمل في: حوادث الدهور 1/ 182، والنجوم الزاهرة 15/ 387، والتبر المسبوك 219، وبدائع الزهور 2/ 268. (¬7) انظر عن (الإياسي) في: معجم شيوخ ابن فهد 291 وفيه ضبط النسبة، والضوء اللامع 10/ 91، والتبر المسبوك 252، ووجيز الكلام 2/ 628 رقم 1436.

الاستمرار بالحسبة

وكان ماهرا، فاضلا، بارعا، ورعا، صالحا، خيّرا، ديّنا، عارفا بالفنون، بارعا في العربية. وسمع على جماعة، منهم: ابن خلف، عن الحجّار. وكان بزيّ الترك، مع جلالة ومهابة، وعلم بأنواع الفروسية. ومولده سنة ستّ وخمسين وسبعمائة. [الاستمرار بالحسبة] وفيه خلع على يار علي المحتسب باستمراره على الحسبة. وكان السلطان قد تغيّظ عليه، فرضي عنه (¬1). [ذو القعدة] [وفاة الزين الأنصاري] [2153]- وفي ذي قعدة مات الزين الأنصاريّ (¬2)، أبو بكر بن علي بن سليمان الشامي، الشافعيّ. وكان فاضلا، ذكيّا، حلو المحاضرة، عاقلا، حشما، ساكنا. أخذ عن القاياتي، وابن (¬3) حجر، ولازم المناوي، وسمع على جماعة. ومولده سنة تسع وثمانماية. وهو أخو الشرف الأنصاري ناظر الخاصّ الآتي. [القبض على العبيد لتعدّياتهم] وفيه أمر السلطان والي الشرطة بأن يقبض على من وجده من العبيد ويدعهم (في) (¬4) المقشّرة، لما رفع إليه بأنّ جماعة وافرة منهم هجموا حمّام النساء بمنية عقبة. وعدّ هذا من نوادر الأحكام. (¬5) [التشديد على جماعة الرفاعية] وفيه شدّد السلطان على الشيخ راجح الرفاعي وجماعة الرفاعية بأن يمتنعوا من ¬

(¬1) خبر الحسبة في: حوادث الدهور 1/ 182، والتبر المسبوك 220، وبدائع الزهور 15/ 268. (¬2) انظر عن (الزين الأنصاري) في: وجيز الكلام 2/ 627، 628 رقم 1434، والضوء اللامع 11/ 56، وبدائع الزهور 2/ 268. (¬3) في الأصل: «وبن». (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) خبر العبيد في: التبر المسبوك 220.

نيابة غزة

الشطح والمزمار، ونحو ذلك بزواياهم، وكلّم القاضي الحنفي على راجح بذلك (¬1). [نيابة غزّة] وفيه استقرّ خير بك النوروزي في نيابة غزّة، وصرف طوغان العثمانيّ (¬2). [وفاة طوغان] [2154]- وفيه مات طوغان (¬3) المذكور، بعد قليل من صرفه. وكان عتيقا لألطنبغا العثماني الأتابك، وتنقّل بعده حتى صيّر نائب القدس، ثم حاجب حلب، ثم نائب غزّة. وكان شجاعا، كريما. [وفاة الشمس الطنتدائي] [2155]- وفيه مات الشمس الطّنتدائيّ (¬4)، محمد بن عبد الرحمن بن عوض بن منصور بن أبي الحسن الأندلسيّ الأصل، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، ماهرا في فنون، بارعا في الفرائض والميقات والقراءآت (¬5)، وكتابة المنسوب. وسمع على النجم بن الكشك، وغيره، وانتفع به جماعة صاروا بعده من الأعيان. وكان أدوبا، حشما، خيّرا، ديّنا، ذا مروءة (¬6). ومولده سنة 77 (¬7). [ذو الحجة] [الطاعون بالقاهرة] وفي ذي حجة، في أوله، ظهر الطاعون بالقاهرة حتى كان منه في السنة الآتية (ما ستعرفه (¬8)) (¬9). ¬

(¬1) خبر جماعة الرفاعية في: حوادث الدهور 1/ 183، ووجيز الكلام 621، 622، والتبر المسبوك 220. (¬2) خبر نيابة غزّة في: حوادث الدهور 1/ 183، والنجوم الزاهرة 15/ 387، والتبر المسبوك 221، وبدائع الزهور 2/ 268. (¬3) انظر عن (طوغان) في: حوادث الدهور 1/ 183 و 195 رقم 17، والدليل الشافي 1/ 373 رقم 1280، والنجوم الزاهرة 15/ 532، والمنهل الصافي 7/ 23، ط رقم 1283، والتبر المسبوك 241، 242، والضوء اللامع 4/ 13 رقم 45. (¬4) انظر عن (الطنتدائي) في: وجيز الكلام 2/ 628 رقم 1437، والضوء اللامع 7/ 297، والتبر المسبوك 248، ونظم العقيان 152. (¬5) في الأصل: «القرات». (¬6) في الأصل: «مروة». (¬7) أي 777 هـ‍. (¬8) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬9) خبر الطاعون في: حوادث الدهور 1/ 183، والنجوم الزاهرة 15/ 387، والتبر المسبوك 221.

وفاة الشريف النعماني

[وفاة الشريف النعماني] [2156]- / 129 / وفيه مات السيد، الشريف، الشهاب، النعمانيّ (¬1)، أحمد بن حسن بن علي بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الكريم القسنطينيّ الأصل، القاهريّ. وكان من عباد الله الصالحين، نشأ على خير، ولبس الخرقة النعمانية من أبي عبد الله النعمانيّ ونسب إليه، وأقام بزاويته في عبادة وخير، وإرشاد للخلق، وحصل للناس به النفع التامّ، ووجه، وقبلت شفاعاته، وأخذ عنه جماعة. وكان نقمة على اليهود والنصارى، وأسلم على يده ثمانون كافرا، وكان من محاسن الزمان. ومولده سنة أربع وخمسين وسبعمائة. [استمرار البلقيني بالقضاء] وفيه أرجف بولاية العلاء بن أقبرس القضاء الشافعية حتى خلع السلطان على العلم البلقيني كامليّة باستمراره، فانقطع الإرجاف (¬2). [وفاة كبير المهندسين] [2157]- وفيه مات كبير المهندسين، الناصر بن الطولوني (¬3)، محمد بن حسين بن أحمد. وكان شابّا حسنا. وقرّر في وظيفته علي بن الفيسي (¬4). [آخر سماع على ابن حجر] وفيه، في يوم عرفة سمع على الحافظ ابن (¬5) حجر وهو موعوك كتاب «فضل عشر ¬

(¬1) انظر عن (النعماني) في: حوادث الدهور 1/ 183 و 196 رقم 19، والتبر المسبوك 227، 228، والذيل التام، ورقة 89 أ، والضوء اللامع 1/ 275، 276، ووجيز الكلام 2/ 623 رقم 1426، ونظم العقيان 41. (¬2) خبر البلقيني في: حوادث الدهور 1/ 183، وتحفة الأحباب 165. (¬3) انظر عن (ابن الطولوني) في: حوادث الدهور 1/ 183 و 195، 196 رقم 18، والنجوم الزاهرة 15/ 387، والذيل التام، ورقة 90 أ، ووجيز الكلام 2/ 630 رقم 1441، والتبر المسبوك 248، وبدائع الزهور 2/ 268. وهذه الترجمة ساقطة من: الضوء اللامع. (¬4) في بدائع الزهور 2/ 268 «القيسي». (¬5) في الأصل: «بن».

وفاة الحافظ ابن حجر

ذي الحجة» لابن أبي الدنيا (كان) (¬1)، وهذا آخر العهد بالسماع عليه. [وفاة الحافظ ابن حجر] [2158]- وفيه في ليلة السبت تاسع عشره مات قاضي القضاة، العلاّمة، حافظ العصر، الشهاب ابن (¬2) حجر (¬3)، أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد الكناني، العسقلاني، الشافعيّ. ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) انظر عن (ابن حجر) في: النجوم الزاهرة 15/ 532 - 534، وحوادث الدهور 1/ 196 - 199 رقم 20، والدليل الشافي 2/ 64 رقم 221، والمنهل الصافي 2/ 17 - 31 رقم 723، وعنوان الزمان، ورقة 35 - 68، وعنوان العنوان، رقم 49، وذيل التقييد 1/ 352 - 357 رقم 691، والدرّ المنتخب في تكملة تاريخ حلب 1 / ورقة 106 ب - 109 أ، وتوضيح المشتبه 3/ 128، ودرر العقود الفريدة 1/ 238 - 250 رقم 97، ورفع الإصر، ورقة 75 - 89، والذيل التام، ورقة 88 ب، والذيل على رفع الإصر 75 - 79، والضوء اللامع 2/ 36 - 40 رقم 104، والتبر المسبوك 230 - 236، ولحظ الألحاظ 326 - 342، ووجيز الكلام 2/ 622 رقم 1442، ومعجم شيوخ ابن فهد 70 - 78، وطبقات الحفّاظ 552، وذيل طبقات الحفّاظ 380 - 382، وحسن المحاضرة 1/ 363 - 366 رقم 102، ودرّة الحجال 1/ 64 - 72 رقم 94، وبهجة الناظرين لابن الغزّي، ورقة 88 - 90، ونظم العقيان 45 - 53 رقم 34، والبدر الطالع 1/ 87، والجواهر والدرر للسخاوي (في ترجمة ابن حجر) مخطوط بالمكتبة الأهلية بباريس 2105، وحوادث الزمان 1/ 88 - 90 رقم 17، وبدائع الزهور 2/ 268 - 270، والقلائد الجوهرية لابن طولون 2/ 454 - 457، وارتياح الخاطر في معرفة الأواخر، له، مصوّر بمعهد المخطوطات العربية، رقم 20 تاريخ، عن مخطوطة مكتبة بلدية إسكندرية، رقم 2208، ورقة 57 أ، ومفتاح السعادة 1/ 257، 258، وكشف الظنون 7 و 8 و 12 و 21 و 24 و 28 و 58 و 60 و 69 و 76 و 106 و 116 و 117 و 120 و 126 و 134 و 142 و 147 و 162 و 167 و 170 و 173 و 175 و 195 و 204 و 215 و 228 و 237 و 245 و 301 و 305 و 339 و 340 و 345 و 363 و 375 و 400 و 418 و 420 و 421 و 464 و 465 و 503 و 508 و 547 و 600 و 608 و 705 و 706 و 748 و 751 و 765 و 835 و 838 و 877 و 909 و 919 و 930 و 961 و 977 و 990 و 1039 و 1052 و 1062 و 1097 و 1141 و 1162 و 1275 و 1295 و 1296 و 1316 و 1317 و 1327 و 1328 و 1351 و 1481 و 1510 و 1541 و 1548 و 1604 و 1650 و 1660 و 1684 و 1691 و 1697 و 1714 و 1792 و 1822 و 1830 و 1840 و 1842 و 1856 و 1860 و 1917 و 1923 و 1936 و 1945 و 2003 و 2030 و 2036 وشذرات الذهب 7/ 270، وإيضاح المكنون 1/ 13 و 69 و 224 و 225 و 430 و 619 و 2/ 197 و 620 و 637 و 660، والتاج المكلّل 362، والكنى والألقاب 1/ 261، وهدية العارفين 1/ 128، والرسالة المستطرفة 112، ورونق الألفاظ بمعجم الحفّاظ لأبي المحاسن يوسف بن شاهين (ت 899 هـ‍) نسخة معهد المخطوطات العربية رقم 272، وعلم التأريخ عند المسلمين / أنظر فهرس الأعلام 778، وديوان الإسلام 2/ 196 - 199 رقم 823، وفهرس الفهارس 1/ 236، والأعلام 1/ 179 ومعجم المؤلفين 2/ 20، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 55 رقم 1190، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 2/ 141 - 158، والمستدرك عليه (صنعتنا) 2/ 61 - 74 طبعة القاهرة =

وكان عالما فاضلا، بارعا، كاملا، ماهرا، محدّثا، ناظما، ناثرا، جمع الفضل، غزير العلم، وتعانى الأدب في أول الأمر، ونظم الشعر الحسن الجيّد العالي المرتبة، ثم طلب الحديث فأمعن فيه، وسمع الكثير منه، ورحل إلى الأقطار، وأكثر جدّا من السماع والشيوخ حتى أيقن علم الحديث. وأخذ عن: الزين العراقي، والسراج البلقيني، والأبناسي، وابن الملقّن، والعزّ بن جماعة، والمجد صاحب «القاموس». ومهر جدّا إلى أن صار حافظ عصره، وطار صيته في الآفاق، وقصد نشر الحديث، وحلّ مشكلاته، وانتهت إليه الرياسة في فنون الحديث وفي الحفظ، وصنّف، وألّف كتبا كثيرة، منها: شرحه الحافل على «صحيح البخاري» (¬1). وولي الوظائف السنيّة، ثم القضاء الأكبر غير ما مرة، وباشره مباشرة حسنة مع التّواضع والحلم والعفّة وكثرة البرّ / 130 / والأفضال، وسعة العطاء والنّوال، وشهرته تغني عن مزيد ذكره. ¬

= 1997، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 1/ 341 - 343 رقم 192، وابن حجر العسقلاني ودراسة مصنّفاته، للدكتور شاكر محمود عبد المنعم - طبعة وزارة الأوقاف العرقية، بغداد 1978 - ج 1، مقدّمة الكتاب، والمجمع المؤسس للمعجم المفهرس (مشيخة ابن حجر) - تحقيق د. يوسف عبد الرحمن المرعشلي - طبعة دار المعرفة، بيروت 1992، والمؤرّخون في مصر - محمد مصطفى زيادة 17 - 20، وفهرس المخطوطات بالظاهرية، ليوسف العش 6/ 176، 177 و 182 و 183 و 196 - 198 و 216، 217 و 287، وعقود الجوهر، للعظم 188 - 194، ومخطوطات الموصل 47 و 54، وفهرس المخطوطات المصوّرة بدار الكتب المصرية لفؤاد سيّد 1/ 450، وفهرس التيمورية 2/ 344، وفهرست الخديوية 1/ 226، 227، و 231، 232، و 252 و 277 و 374 - 376 و 4/ 232 و 5/ 53، 54 و 60، ومعجم المطبوعات العربية 81، والتاريخ العربي والمؤرّخون 3/ 152 - 165، والقاموس الإسلامي 2/ 46، 47، وفهرس المخطوطات الإسلامية في قبرص 73 - 75 رقم 102 و 103، ونوادر المخطوطات العربية في مكتبات تركيا 1/ 69 - 72، وفهرس مكتبة كوبرلي 427/ 3،، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 50 - 54 رقم 74، وتاريخ الأدب العربي 2/ 68 - 70، وذيله 2/ 72 - 76، وذخائر التراث العربي الإسلامي - لعبد الجبار عبد الرحمن - البصرة 1981. ج 1/ 87 - 92، وفهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية (التاريخ) 2/ 51 و 112 و 119 و 132 و 204 و 222 و 356 و 374 و 447، وفهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (الشعر) 309 و 387، وفهرست المخطوطات العربية المصورة في خزانة مركز الخدمات والأبحاث الثقافية، بيروت 1984 - ص 23 رقم 60 و 25 رقم 68 و 70 و 26 رقم 73 و 28 رقم 82 و 32 رقم 96 و 36 رقم 117 و 38 رقم 27 و 47 رقم 163 و 1643 وص 55 رقم 196 و 765 رقم 287 وص 81 رقم 309 وص 87 رقم 333 وص 90 رقم 348 وص 93 رقم 357 وص 96، 97 رقم 372 و 98 رقم 378 و 100 رقم 384 و 385 و 104 رقم 400، والفهرس المختصر للمخطوطات العربية والإسلامية بدار الكتب الوطنية، أبو ظبي 1995 - ج 2/ 57 رقم 446، وكتاب في تراجم الشيوخ الذين لقيهم السخاوي بالشام ومصر (مخطوط) برواق الشوام، الأزهر رقم 48 تاريخ. (¬1) هو كتاب «فتح الباري بشرح البخاري».

حسبة القاهرة

ومولده في (سنة ثلاثة (¬1) وسبعين وسبعمائة) (¬2). [حسبة القاهرة] وفيه استقرّ العلاء بن أقبرس في الحسبة بالقاهرة، وصرف يار علي العجميّ (¬3). [وفاة البرهان القلقشندي] [2159]- وفيه مات البرهان القلقشنديّ (¬4)، إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل القاهري، الشافعيّ. وكان فاضلا. سمع على: ابن المجد، وأجاز له العراقي، والهيثمي، والتنوخيّ. وكتب المنسوب. وكان خيّرا ديّنا. [وفاة القطب البجائي] [2160]- وفيه مات القطب، محمد بن عبد القويّ بن محمد بن عبد القوي (¬5) بن أحمد بن محمد بن علي بن يغمر بن سليمان بن عزّ العرب بن أيوب بن علي البجائيّ الأصل، المكي، المالكيّ. وكان عالما فاضلا. حضر ابن (¬6) عرفة، وابن (¬7) خلدون، وغيرهما من أكابر تونس، وسمع على جماعة، منهم: ابن (¬8) صدّيق، والفاسي، وغيرهما. وله شعر جيّد. ومولده سنة أحد (¬9) وثمانين وسبعمائة. [تدريس الشافعية بالمؤيّدية] وفيه قرّر في تدريس الشافعية بالمؤيّدية الجلال المحلّي، وكان غائبا بالحجاز، عوضا عن الحافظ ابن (¬10) حجر بعد وفاته. ¬

(¬1) الصواب: «في سنة ثلاث». (¬2) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬3) خبر الحسبة في: النجوم الزاهرة 15/ 388، وبدائع الزهور 2/ 270. (¬4) انظر عن (القلقشندي) في: الضوء اللامع 1/ 10. (¬5) انظر عن (ابن عبد القوي) في: معجم شيوخ ابن فهد 233، 234، ووجيز الكلام 2/ 629، 630 رقم 1440، والضوء اللامع 8/ 71، والتبر المسبوك 249، وبدائع الزهور 2/ 271، وشذرات الذهب 7/ 275. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) الصواب: «سنة إحدى». (¬10) في الأصل: «بن».

وفاة ابن هاشم الأنصاري

وفرّقت بقيّة وظائفه لجماعات (¬1). [وفاة ابن هاشم الأنصاري] [2161]- وفيه مات أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن هاشم الأنصاري (¬2)، المحلّي، الشافعيّ. أخذ عن البلقيني وظيفته. ومولده سنة سبعين وسبعمائة. * * * [وفاة الخافي الحسني] [2162]- وفيها - أعني هذه السنة - مات العلاّمة الخافي (¬3)، محمد بن شهاب بن محمود بن محمد بن يوسف بن الحسن الحسني، الحنفيّ. إمام وقته، علاّمة سمرقند. وكان فاضلا، عالما، بارعا، إماما في الفنون، ماهرا فيها. أخذ عن الأكابر والأعيان، وصنّف، وألّف. وكان صوفيا، سنيّا، خيّرا، ديّنا، معظّما عند الملوك، وإليه المرجع بسمرقند في حلّ المشكلات وكشف المعضلات، مع الدين المتين. وكان مثريا، أنشأ مدرسة بسمرقند، وقدم لهذه البلاد حاجّا فأكرم غاية الإكرام، على ما مرّ من شأنه. وسمع وغيره بسمرقند على جماعة. ومولده سنة سبع وسبعين وسبعمائة. [مقتل وزير الغرب] [2163]- وفيها قتل وزير الغرب، أبو زكريّا يحيي بن زيّان (¬4) بن عمر الوطّاسيّ، الفاسيّ. وكان من أجلّ الوزراء، وأعدل مدبّري بني مرين ملوك فاس، من بيت رياسة وعراقة. ¬

(¬1) خبر التدريس في: بدائع الزهور 2/ 271. (¬2) انظر عن (ابن هاشم الأنصاري) في: الضوء اللامع 2/ 67 رقم 204، والتبر المسبوك 236. (¬3) في الأصل: «الحوالي»، والتصحيح من: الضوء اللامع 7/ 267، 268 رقم 681. (¬4) انظر عن (يحيى بن زيّان) في: وجيز الكلام 2/ 631 رقم 1444، والضوء اللامع 10/ 225، 226 رقم 966، والتبر المسبوك 253.

ولي وزارة عبد الحق المريني صاحب فاس، وكان عبد الحق كالمحجور عليه معه، وإليه الأمر والنهي / 131 / وتدبير الدولة، حتى قتله عبد الحق في هذه السنة. وهاجت الفتن بعده حتى كانت سببا لمفاسد كثيرة، ولزوال دولة بني مرين. ولا زالت تلك الفتن مستصحبة الحال إلى عصرنا هذا الذي نحن فيه بعد السبعين (¬1) وثمانماية. ¬

(¬1) هكذا في الأصل. والمرجح أن الصواب: «بعد التسعين».

حوادث سنة ثلاث وخمسين وثمانماية

[حوادث] سنة ثلاث وخمسين وثمانماية [محرّم] [ضرب عنق الكيماوي العجمي] في محرّم ضربت عنق السيد الشريف، أسد الدين محمد الكيماوي (¬1)، العجميّ. وكان قد قدم القاهرة من بلاده بعد أن جال الكثير من البلاد، وأكرمه الملوك لمكان سيادته وشرفه، فادّعى معرفة الكيمياء. وأوصله البعض إلى السلطان، وأخذ في أسباب عمل الصنعة، وأتلف على الظاهر جملة من المال، فحقد عليه ذلك، وصار كثير التلفّت إلى إتلافه حنقا منه. ولما علم ذلك جماعة وأحسّوه من السلطان، وكانوا ممّن لا يخاف الله تعالى، أخذوا في التمالي عليه، ونسبوا إليه أشياء الله أعلم بها. وآل الأمر فيها إلى إثبات كفره بطريق الزندقة والإلحاد على بعض نواب المالكي. وفوّض السلطان إليه في ذلك بعد امتناع البدر التنسي قاضي قضاة المالكية من ذلك وبعد الحنق عليه من السلطان، ثم ضربت عنقه. وأنكر الكثير من الناس قتله. ولم يزل العلاّمة الشمس الشروانيّ سالما لذلك ومنه، مصرّحا بإنكاره والحطّ على من حكم به، لا سيما وهو عضو من أعضاء الرسول صلى الله عليه وسلم، وغريب البلاد. وتشاءم (¬2) الناس بقتله، وأنّ الطاعون أخذ في الظهور من حينئذ، ثم تزايد، وظهر الغلاء والشراقي، وأشياء أخر. [حنق السلطان من ناظر القدس] وفيه حنق السلطان من الأمير عبد الرحمن بن الدّيري، ناظر القدس، وأمر بعد بهدلته بأن يجعل في عنقه السلسلة من الحديد، لولا التلطّف به (¬3). ¬

(¬1) انظر عن (الكيماوي) في: وجيز الكلام 2/ 643 رقم 1475، والضوء اللامع 11/ 152، والتبر المسبوك 254، وحوادث الدهور 1/ 173 و 183 و 184 و 185 و 200 و 201، والنجوم الزاهرة 15/ 388. (¬2) في الأصل: «وتشام». (¬3) خبر حنق السلطان في: حوادث الدهور 1/ 200، والنجوم الزاهرة 15/ 388، 389، والتبر المسبوك 255، وبدائع الزهور 2/ 272.

صفر

[صفر] [وفاة الشهاب الهيتي] [2164]- وفي صفر مات الشهاب الهيتي (¬1)، أحمد بن علي بن إبراهيم الأزهري، الشافعي. وكان فاضلا، (. . .) (¬2) صوفيا، ساذجا، سليم الباطن، كثير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، سيما بالجامع الأزهر. / 132 / سمع على: الزين الزركشي، والحافظ ابن (¬3) حجر، وآخرين. [وفاة الشهاب الذروي] [2165]- وفيه مات المسند الشهاب الذروي (¬4)، ابن أخت المرجاني، أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن أحمد المكي. وكان خيّرا، ديّنا. أجاز له: المحبّ الصامت، والياسوفي، وجماعة. وسمع على جماعة. [وفاة الخواجا ابن دلامة] [2166]- وفيه مات الخواجا، التاجر، شهاب الدين، أحمد بن دلامة (¬5) البصريّ الأصل، الدمشقيّ. وكان من كبار تجار دمشق. وله مدرسة بالصالحية تعرف به (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (الهيتي) في: حوادث الدهور 1/ 229 رقم 1، والنجوم الزاهرة 15/ 535، والتبر المسبوك 275، ووجيز الكلام 2/ 136 رقم 1456، والضوء اللامع 2/ 6، 7 رقم 16، والذيل التام، ورقة 90 ب، 91 أ. (¬2) كلمة غير واضحة. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) انظر عن (الذووي) في: التبر المسبوك 276، 277 وفيه: «الذروي»، والضوء اللامع 2/ 77، 78 رقم 233. و «الذروي»: نسبة إلى ذروة قرية بصعيد مصر الأعلى. (¬5) انظر عن (ابن دلامة) في: الضوء اللامع 1/ 299، والتبر المسبوك 275، وحوادث الزمان 1/ 92 رقم 22، وبدائع الزهور 2/ 272، وخطط دمشق لأكرم حسن العلبي 65، 66 رقم 7، والدارس 1/ 9، ومنادمة الأطلال 14 - 16. (¬6) هي دار القرآن الدّلاميّة. انظر: خطط دمشق.

تفشي الطاعون

[تفشّي الطاعون] وفيه ظهر فشو الطاعون بالقاهرة (¬1). [عودة الحجّاج] وفيه وصل الحاج إلى القاهرة، وعاد من مكة جماعة من المماليك الذين كانوا بها (¬2). [تعاظم الطاعون] وفي صفر، في أوله، عظم فشو الطاعون جدّا حتى مات بسببه خلق لا يعدّون (¬3). [وفاة ولد السلطان] [2167]- وفيه مات ولد السلطان، اسمه أحمد (¬4)، له نحوا من سبع سنين. وأمّه الخوند شاه زاده ابنة ابن عثمان ملك الروم. [وفاة الزين الكردي الهكاري] [2168]- وفيه مات الزين، رسول بن أبي بكر بن حسين بن عبد الله الكردي، الهكاري، الشافعيّ، وكان فاضلا (¬5). سمع على جماعة. ومولده سنة ثلاث وثمانماية. [وفاة صاحب مكة] [2169]- وفيه مات صاحب مكة السيد الشريف، علي بن حسن بن عجلان (¬6) بن رميثة المكي، الحسني، ¬

(¬1) خبر الطاعون في: حوادث الدهور 1/ 201، والنجوم الزاهرة 15/ 359، ووجيز الكلام 2/ 633، وبدائع الزهور 2/ 272. (¬2) خبر الحجّاج في: حوادث الدهور 1/ 201، والتبر المسبوك 255، وبدائع الزهور 2/ 272. (¬3) خبر الطاعون في: حوادث الدهور 1/ 201، والتبر المسبوك 254، وبدائع الزهور 2/ 272. (¬4) انظر عن (أحمد ولد السلطان) في: حوادث الدهور 1/ 202 و 229، 230 رقم 3، والضوء اللامع 1/ 267، وبدائع الزهور 2/ 272. (¬5) انظر عن (الزين رسول) في: التبر المسبوك 280، والضوء اللامع 3/ 225 رقم 850. (¬6) انظر عن (ابن عجلان) في: حوادث الدهور 1/ 202 و 204 و 231 رقم 7، والنجوم الزاهرة 15/ 536، والتبر المسبوك 282، والذيل التام، ورقة 91 ب، والضوء اللامع 5/ 211 رقم 709، ووجيز الكلام 2/ 641 رقم 1469، وبدائع الزهور 2/ 272، وسمط النجوم العوالي 4/ 283 و 284.

وفاة العلاء الكرماني

وكان رأس بني عجلان وأفضلهم، وعنده شجاعة، وبقوّته ولي إمرة مكة مدّة، وقبض بها عليه وعلى أخيه إبراهيم وأحضرا إلى القاهرة، وسجنا بالبرج من قلعتها، ثم أخرج إلى سجن الإسكندرية، ثم أفرج عنه إلى ثغر دمياط، وبها بغته الأجل بالطاعون. [وفاة العلاء الكرماني] [2170]- وفيه مات العلاّمة، الأستاذ، العلاء الكرماني (¬1)، علي العجمي، الشافعيّ. وكان من أكابر أفراد العلماء، لقي الأكابر وأخذ عنهم، وأتقن الفنون وعدّة من العلوم. وهو من تلامذة السيد الشريف الجرجانيّ. وقدم القاهرة فاستوطنها، وولي مشيخة سعيد السعداء. [وفاة البرهان السلموني] [2171]- وفيه مات البرهان، إبراهيم بن محمد بن ظهير السلموني (¬2)، الحنفيّ. وكان فاضلا، سمع على جماعة. وولي نيابة الحكم الحنفيّ، وناب في القضاء، ثم ولي نظر الأوقاف والعمائر والزردخاناه، ثم نظر الإصطبل. وكان له وجاهة ومهارة في صناعة المباشرة. [نظر الإصطبل] وفيه قرّر في نظر الإصطبل البرهان بن الديري على عادته، عوضا عن ابن (¬3) ظهيرة (¬4). ¬

(¬1) انظر عن (العلاء الكلاماني) في: النجوم الزاهرة 15/ 535، وحوادث الدهور 1/ 202 و 230 رقم 4، والتبر المسبوك 383، والذيل التام، ورقة 90 أ، والضوء اللامع 6/ 57 رقم 167، ووجيز الكلام 2/ 636 رقم 1455، ونظم العقيان 131 رقم 117، وحوادث الزمان 1/ 92 رقم 23، وبدائع الزهور 2/ 272. (¬2) انظر عن (ابن ظهير السلموني) في: حوادث الدهور 1/ 202 و 230 رقم 26، والنجوم الزاهرة 15/ 535، 536، والتبر المسبوك 271، 272، والذيل التام، ورقة 91 أ، والضوء اللامع 1/ 121، 122. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر الإصطبل في: حوادث الدهور 1/ 203، والتبر المسبوك 256، وبدائع الزهور 2/ 272.

وفاة أزبك الظاهري

[وفاة أزبك الظاهري] [2172]- وفيه مات أزبك الظاهري (¬1)، الخاصكي. / 133 / وكان ذا شجاعة وقوّة، وله تقرّب من أستاذه السلطان، وصيّره من السقاة الخاص (¬2). [وفاة أمير عربان هوارة] [2173]- و (فيه) (¬3) مات أمير عربان هوّارة (¬4)، المجد، إسماعيل بن يوسف بن عمر بن عبد العزيز المالكيّ. وكان من أجلّ بني عمر. وله ميل للعلم وأهله، مع سيرة محمودة. [وفاة بختك الناصري] [2174]- ومات بختك الناصريّ (¬5)، أحد العشرات. وكان خيّرا، ديّنا. [وفاة تمراز القرمشي] [2175]- ومات تمراز القرمشيّ (¬6)، الظاهريّ، أمير سلاح. وكان من مماليك الظاهر برقوق، وتنقّلت به الأحوال حتى قرّر في نيابة قلعة الروم، ثم تنقّل حتى صيّر رأس نوبة النوب، ثم أمير اخور كبير، ثم نقل إلى إمرة سلاح. ¬

(¬1) انظر عن (أزبك الظاهري) في: حوادث الدهور 1/ 203، والتبر المسبوك 277، والضوء اللامع 2/ 273 رقم 851. (¬2) الصواب: «من السّقاة الخاصّين». (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) انظر عن (أمير عربان هوارة) في: حوادث الدهور 1/ 204، و 235 رقم 12، والتبر المسبوك 277، 278، والذيل التام، ورقة 92 أ، والضوء اللامع 2/ 310 رقم 966. (¬5) انظر عن (بختك الناصري) في: حوادث الدهور 1/ 205 و 237 رقم 16، والنجوم الزاهرة 15/ 542، والتبر المسبوك 278، وفيه: «بحتك»، والضوء اللامع 3/ 2 رقم 7. (¬6) انظر عن (تمراز القرمشي) في: حوادث الدهور 1/ 202 و 231، 232 رقم 8، والدليل الشافي 1/ 225، 226 رقم 790، والمنهل الصافي 4/ 148 - 150 رقم 392، والنجوم الزاهرة 15/ 536، 537، والذيل التام، ورقة 91 ب، والتبر المسبوك 279، والضوء اللامع 3/ 38 رقم 153، وبدائع الزهور 2/ 272، ووجيز الكلام 2/ 644 رقم 1479.

وفاة شاهين الكمالي

وكان سخيّ النفس، ذا شجاعة وإقدام، نادرة في أبناء جنسه. [وفاة شاهين الكمالي] [2176]- وشاهين الكمالي (¬1)، خازندار الكمال بن البارزي. وكان عاقلا، سيوسا، عارفا بالأنداب، حشما، من أخصّاء أستاذه. [وفاة إينال اليشبكي] [2177]- وإينال اليشبكي (¬2). وكان من العشرات، ولا بأس به. [وفاة بردبك الظاهري] [2178]- وبردبك الظاهري، الخاصكيّ (¬3)، اثني (¬4) عشر. وكان من أخصّاء مماليك السلطان الأعيان، من خاصكيّته. [تقرير بإمرة سلاح] وفيه قرّر في إمرة سلاح جرباش الكريمي، وقرّر عوضه في إمرة مجلس تنم من عبد الرزّاق، وصيّر دولات باي الدوادار الثاني من جملة مقدّمين (¬5) الألوف على تقدمة تمراز أمير سلاح (¬6). [الدوادارية الثانية] وقرّر تمربغا الظاهري في الدوادارية الثانية (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (شاهين الكمالي) في: حوادث الدهور 1/ 203 (دون ذكر اسمه)، والتبر المسبوك 280، والضوء اللامع 3/ 296 رقم 1142. (¬2) انظر عن (إينال اليشبكي) في: حوادث الدهور 1/ 203 و 234 رقم 10، والدليل الشافي 1/ 177 رقم 126، والمنهل الصافي 3/ 216 رقم 627، والنجوم الزاهرة 15 / والتبر المسبوك 278، والضوء اللامع 2/ 330 رقم 1086، وبدائع الزهور 2/ 277. (¬3) انظر عن (بردبك الظاهري) في: حوادث الدهور 1/ 205، والتبر المسبوك 278، والضوء اللامع 3/ 6 رقم 28. (¬4) الصواب: «اثنا عشر». (¬5) الصواب: «من جملة مقدّمي». (¬6) خبر إمرة السلاح في: حوادث الدهور 1/ 203، والتبر المسبوك 256. (¬7) خبر الدوادارية في: حوادث الدهور 1/ 203، والتبر المسبوك 256 وفيه: الثالثة.

تقرير طبلخاناة

[تقرير طبلخاناة] وصيّر يونس الأقبائي في جملة الطبلخانات على طبلخانات دولات باي (¬1). [وفاة المقرىء الزين ابن عيّاش] [2179]- وفيه مات المقرىء الزين بن عيّاش (¬2)، عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن محمد بن يوسف بن علي بن عيّاش الدمشقي، المكي، الشافعيّ. وكان من أعيان قرّاء السبع، بل وغيرها. تلا على أبيه السبع والعشر أيضا. وأخذ عن العسقلانيّ، وقطن مكة، وانتفع به الناس هناك. ومولده سنة ست وسبعين وسبعمائة. [مولود السلطان] وولد للسلطان صغير اسمه محمد. [وفاة قراقجا الحسني] [2180]- ومات قراقجا الحسنيّ (¬3)، أمير اخور كبير. وكان من مماليك الظاهر برقوق، وتنقّلت به الأحوال في شدائد وأهوال حتى تأمّر عشرة، ثم طبلخاناة، والرأس نوبة الثانية، ثم تقدّم، ثم قرّر في الأمير اخورية الكبرى بعد رأس نوبة النوب. وكان شجاعا، مقداما، عارفا خيّرا، ديّنا. وله المدرسة بقرب قنطرة سنقر وطقز دمر. (. . . . . . . . . . . .) (¬4) ¬

(¬1) خبر الطبلخاناة في: حوادث الدهور 1/ 203. (¬2) انظر عن (ابن عيّاش) في: معجم شيوخ ابن فهد 122 - 124، والضوء اللامع 4/ 59 - 61 رقم 184، والتبر المسبوك 280، ووجيز الكلام 2/ 634 رقم 1450، ونظم العقيان 122، 123 رقم 99، وحوادث الزمان 1/ 93 رقم 24، وكشف الظنون 1194، وشذرات الذهب 7/ 277، وهدية العارفين 1/ 530، ومعجم المؤلفين 5/ 122. (¬3) انظر عن (قراقجا الحسني) في: النجوم الزاهرة 15/ 541، وحوادث الدهور 1/ 204 و 235، 236 رقم 13، والتبر المسبوك 283، ووجيز الكلام 2/ 644 رقم 1480، والضوء اللامع 6/ 216 رقم 722، وبدائع الزهور 2/ 273. (¬4) هنا نقص ورقة من الأصل، إذ ورد في آخر الصفحة الماضية: «وفيها استقر. .»، مّما يعني أن صفحة ناقصة من الأصل، بدليل أنّ الآتي بعدها هو تكملة لترجمة ضائعة غير ترجمة قراقجا المذكور. فهو لم يكن من أصحاب الكشف والكرامات.

وفاة الخوند نفيسة

/ 134 / ذا برّ وأفضال ومعروف، ويذكر عنه الكشف والكرامات. ومولده بعد الستين وسبعمائة. [وفاة الخوند نفيسة] [2181]- وفيه ماتت الخوند الدلغادريّة (¬1)، نفيسة ابنة محمد بن خليل بن قراجا بن دلغادر التركمانية، زوجة السلطان. وكانت بارعة الجمال. [قضاء المالكية] وفيه استقرّ في القضاء المالكية الولي (¬2) البساطي (¬3) طلب من قضاء الإسكندرية، وقرّر عوضه في قضائها الشمس ابن عامر الذي كان وليها قبل ذلك من مدّة (¬4). [وفاة البرهان الهندي] [2182]- وفيه، فيما أظنّ مات البرهان الهنديّ (¬5)، إبراهيم بن أبي بريد (¬6) الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، ماهرا في الفنون. قدم مكة فحجّ ودخل القاهرة، وولي مشيخة القانبائية بسويقة عبد المنعم. ¬

(¬1) انظر عن (الخوند الدلغادرية) في: حوادث الدهور 1/ 215، و 236، 237 رقم 15، والنجوم الزاهرة 15/ 542، والتبر المسبوك 293، 294، والضوء اللامع 12/ 130 رقم 799، وبدائع الزهور 2/ 273. (¬2) في التبر المسبوك: «الولوي». (¬3) في حوادث الدهور: «السنباطي». (¬4) خبر قضاء المالكية في: حوادث الدهور 1/ 206، والنجوم الزاهرة 15/ 391، والتبر المسبوك 256، وبدائع الزهور 2/ 273. (¬5) انظر عن (البرهان الهندي) في: الطبقات السنية 1/ 217، 218 رقم 28 وفيه: توفي سنة اثنين وخمسين وثمانمائة. (¬6) في المطبوع من: الطبقات السنية: «إبراهيم بن أبي يزيد» بالياء المثنّاة من تحت، ورأيت بعضهم ضبطه خطأ بالباء الموحّدة (وقع في الطباعة: بالياء) والراء المهملة. والمثبت أعلاه يتفق مع نسخة أخرى من الطبقات السنية: «إبراهيم بن أبي يزيد» بالباء الموحّدة والراء المهملة. (انظر الحاشية من المطبوع). وقد علّق محقّقه عبد الفتاح محمد الحلو على هذا بقوله: وقد رجع المصنّف عن هذا وعدّه خطأ. وورد في الضوء اللامع 1/ 180 ترجمة باسم: «إبراهيم بن أبي مزيد الحنفي» يحتمل أنه هو صاحب الترجمة. قال السخاوي: «كتب عنه في عرض سنة سبع وأربعين وثمانمائة، ووصفه الكاتب وهو محمد بن محمد المتولي بالشيخ الإمام القدوة. ورأيت فيمن أخذ عنه خطيب مكة النحو والأصول الجمال بن أبي يزيد المشهدي السمرقندي الحنفي، وكأنه هذا».

وفاة الناصر الخطائي

وأخذ عنه الفضلاء. [وفاة الناصر الخطائي] [2183]- وفيه مات الناصر محمد بن أحمد بن محمد الخطائي (¬1)، المهمندار، سبط أمير المؤمنين المتوكّل على الله من ابنته الستّ مريم. [فناء الخلق] وخرج هذا الشهر وقد فني فيه من الخلق ما لا يعدّ كثرة. [وفاة الشمس الششيني] [2184]- وفيه مات الشمس محمد بن قاسم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد (¬2) القادر الششيني (¬3) المحلّي الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، سمع على جماعة، وقرب من الأشرف برسباي وصار من خواصّه وندمائه، ثم ولي مشيخة خدّام حرم المدينة المشرّفة، وامتحن، وتقرّب بعدها من الظاهر أيضا. ومولده سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة. [وفاة تمرباي التمر بغاوي] [2185]- وفيه مات تمرباي (¬4) التمر بغاوي. وكان من مماليك تمر بغا المشطوب نائب حلب، وتنقّلت به الأحوال بعده حتى صار دوادارا ثانيا بغير إمرة، ثم صيّر من الطبلخانات، ثم من مقدّمين (¬5) الألوف، ثم ولي نيابة الإسكندرية، ثم الرأس نوبة الكبرى. ¬

(¬1) انظر عن (الناصر الخطائي) في: التبر المسبوك 287، وبدائع الزهور 2/ 273. (¬2) في الأصل كتب: «علي بد» متّصلة ببعضها. (¬3) انظر عن (الششيني) في: حوادث الدهور 1/ 204 و 234، 235 رقم 11، والدليل الشافي 2/ 674 رقم 2315، والمنهل الصافي 3/ 63 أ - 64 ب، والنجوم 15/ 541، والتبر المسبوك 289، 290، والضوء اللامع 8/ 281، 282 رقم 777، والذيل التام، ورقة 91 ب. (¬4) انظر عن (تمرباي) في: حوادث الدهور 1/ 206 و 238 رقم 19، والدليل الشافي 1/ 222 رقم 778، والمنهل الصافي 4/ 91 - 93 رقم 780، والنجوم الزاهرة 15/ 543، والذيل التام، ورقة 92 أ، والتبر المسبوك 279، والضوء اللامع 3/ 39 رقم 162، وبدائع الزهور 2/ 273. (¬5) الصواب: «من مقدّمي».

ربيع الأول

وكان عاقلا، خيّرا، ديّنا، عفيفا عن المنكرات، كثير البرّ والصدقات. جاوز الستين سنة. [ربيع الأول] [رأس النوبة الكبرى] وفي ربيع الأول قرّر في الرأس نوبة الكبرى أسنبغا الطيّاري (¬1). [وفاة ابنة الأتابك أقبغا] [2186]- وفيه ماتت سارة (¬2) ابنة الأتابك أقبغا التمرازي نائب الشام. زوجة محمد ولد السلطان. وكان مات عنها. وأمّها ابنة الأتابك تغري بردي نائب الشام أيضا. وكان صاحبنا / 135 / الجمال يوسف خالها. [إمرة الحاج] وفيه قرّر في إمرة الحاج الطواشي فيروز النوروزي الخازندار والزمّام (¬3). [وفاة الشهاب ابن مزهر] [2187]- وفيه مات الشهاب بن مزهر (¬4)، أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الخالق بن عثمان الأنصاري، الدمشقيّ الأصل، القاهري، الشافعيّ. وكان نشأ في رياسة، واشتغل. وسمع على جماعة، منهم: الشرف المراغي. هو أخو الزين بن مزهر كاتب السرّ. ومولده سنة ستين وثمانماية. ¬

(¬1) خبر رأس النوبة في: النجوم الزاهرة 15/ 392. (¬2) انظر عن (سارة) في: التبر المسبوك 280. (¬3) خبر إمرة الحاج في: حوادث الدهور 1/ 206، وبدائع الزهور 2/ 274. (¬4) انظر عن (ابن مزهر) في: حوادث الدهور 1/ 238 رقم 21، والتبر المسبوك 277، والذيل التام، ورقة 91 أ، والضوء اللامع 2/ 171 رقم 486، وبدائع الزهور 2/ 274.

وفاة أيدكي الظاهري

[وفاة أيدكي الظاهري] [2188]- ومات أيدكي الظاهري (¬1)، أحد الخاصكية والدوادارية. وكان من خواصّ السلطان يبعثه في المهمّات، وله شهرة وذكر. [وفاة نائب القدس] [2189]- ومات نائب القدس خشقدم العبد الرحمانيّ (¬2). وكان من مماليك سودون من عبد الرحمن نائب الشام، وتنقّلت به الأحوال حتى ولي نيابة القدس. وكان كيّسا لا بأس به. [وفاة الزين ابن الحاجب] [2190]- والزين ابن الحاجب (¬3)، عبد الرحيم بن محمد بن عبد الله بن بكتمر. وكان من ذوي الرياسات، وعنده خير وبرّ، وله تؤدة وبشر. [وفاة الجمال النويري] [2191]- وفيه مات الجمال النويريّ (¬4)، محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز بن قاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله الهاشمي، العقيلي، المكي، المالكيّ. أبو المحامد، أخو القاضي أبو (¬5) اليمن الآتي في ذي القعدة. سمع من جماعة، وأجاز له آخرين (¬6). منهم: عائشة بنت عبد الهادي، وهو والد أبو (¬7) الفضل الآتي في محلّه من تاريخنا هذا. ¬

(¬1) انظر عن (أيدكي الظاهري) في: حوادث الدهور 1/ 207، والتبر المسبوك 278 وفيه: «أيدكن»، والضوء اللامع 2/ 236 رقم 1063. (¬2) انظر عن (العبد الرحماني) في: وجيز الكلام 2/ 643 رقم 1478، والضوء اللامع 3/ 174، والتبر المسبوك 279. (¬3) انظر عن (ابن الحاجب) في: حوادث الدهور 1/ 207 وفيه: عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن الحاجب. و 238 رقم 20، والتبر المسبوك 281، والضوء اللامع 4/ 84 رقم 238. (¬4) انظر عن (النويري) في: معجم شيوخ ابن فهد 269 - 271، والتبر المسبوك 291، والضوء اللامع 9/ 143، ونظم العقيان 166. (¬5) الصواب: «أبي». (¬6) الصواب: «آخرون». (¬7) الصواب: «أبي».

إلزام السفطي بأداء مال

[إلزام السفطي بأداء مال] وفيه ألزم الوليّ السفطي بحمل ستة عشر ألف دينار، فأحضرها في الحال وكانت وديعة له عند البدر التّنسيّ وأعادها إليه، وأخذ خطّه بذلك، فظهر في تركة التّنسيّ. وأخذ السلطان في الحط على السفطي، وأنه كان حلف أيمانا مؤكّدة أنه لم يبق له مال ولا في ملكه. وكان ذلك وسيلة وسببا لأشياء أيضا جرت على السفطي بعد هذا كادت أن يروح (¬1) فيها روحه (¬2). [تراجع الطاعون] وفيه، في أواخره، قلّ الطاعون وقارب الارتفاع بعد أن جرف جرفا (¬3). ومات للسلطان أربعة من الأولاد (¬4) الذكور، والكثير من الحظايا والسراري والمماليك، وغيرهم ولم يبق له من الأولاد غير ولده عثمان الذي تسلطن بعده (¬5). [ربيع الآخر] [تشديد السلطان على السفطي] وفي ربيع الآخر / 136 / أخذ السلطان من السفطي عشرة آلاف دينار أخرى بعد أن حطّ عليه وكاد أن يكفّره، ومع ذلك فلم ينته الطلب، بل كان ذلك ذريعة لطلب غير ذلك، وكلّما قارب سكون غضب السلطان حرّكه أبو الخير النّحاس واجتهد في ذلك حتى كثر الإرجاف بأنه سيقتل كنزا (¬6) فداخل السفطيّ الوهم وكثر تخيّله لا سيما وهو عارف بتقلّبات صاحبه (¬7). [نيابة القدس] وفيه قرّر مباركشاه العبد الرحماني في نيابة القدس (¬8). ¬

(¬1) الصواب: «تروح». (¬2) خبر إلزام السفطي في: حوادث الدهور 1/ 208، وبدائع الزهور 2/ 274. (¬3) خبر الطاعون في: حوادث الدهور 1/ 207، والنجوم الزاهرة 15/ 392. (¬4) في الأصل: «الذكور لاد». (¬5) وجيز الكلام 2/ 673، والتبر المسبوك 257، وبدائع الزهور 2/ 274. (¬6) كذا. (¬7) خبر تشديد السلطان في: حوادث الدهور 1/ 208، والنجوم الزاهرة 15/ 392، 393، والتبر المسبوك 257، 258، وبدائع الزهور 2/ 274. (¬8) خبر نيابة القدس في: حوادث الدهور 1/ 209.

نفي يار علي المحتسب

[نفي يار علي المحتسب] وفيه أمر السلطان بنفي يار علي العجمي المحتسب إلى حلب، حتى شفع فيه، فأمر بلزوم داره بالخانكاه (¬1). [الأراجيف بين أهل حلب] وفيه ترادفت الأخبار من حلب بأنّ أهلها في رجيف لما بلغهم قصد مصر جهان كير إيّاها وكثر القيل والقال بالقاهرة، ولهج الناس بسفر السلطان (¬2). [وفاة سودون أتمكجي] [2192]- وفيه مات سودون أتمكجي (¬3)، المؤيّدي، الأمير اخور الثاني. وكان جوادا، سخيّا، عاقلا، عارفا بفنون الفروسية، متواضعا، حشما، قل أن يرى مثله في أبناء جنسه. [وفاة أركماس الأشقر] [2193]- ومات أيضا أركماس من صفر (¬4) خجا المؤيّدي، الأشقر، البوّاب. وكان من الشجعان بإمرة عشرة، وصيّر من روس (¬5) النوب. وكان هو والذي قبله من مماليك المؤيّد شيخ. [جمادى الأول] [وفاة النور ابن العداس] [2194]- وفي جماد الأول مات النور بن العدّاس (¬6) خطيب جامع شيخوا، علي بن إبراهيم بن يوسف بن محمد القاهري، الحنفيّ. ¬

(¬1) خبر نفي المحتسب في: حوادث الدهور 1/ 209، والنجوم الزاهرة 15/ 393، والتبر المسبوك 259، وبدائع الزهور 2/ 274. (¬2) خبر الأراجيف في: حوادث الدهور 1/ 209، 210، والتبر المسبوك 262، وبدائع الزهور 2/ 274. (¬3) انظر عن (سودون أتمكجي) في: حوادث الدهور 1/ 239 رقم 24، والدليل الشافي 1/ 335 رقم 1155، والمنهل الصافي 6/ 174، 175 رقم 1158، والنجوم الزاهرة 15/ 544، والتبر المسبوك 280، والضوء اللامع 2/ 268 رقم 1085. (¬4) انظر عن (أركماس من صفر) في: حوادث الدهور 1/ 210 و 239 رقم 23، والنجوم الزاهرة 15/ 543، والتبر المسبوك 277، والضوء اللامع 2/ 268 رقم 832. (¬5) كذا. (¬6) انظر عن (ابن العدّاس) في: بدائع الزهور 2/ 274.

حسبة القاهرة

وكان فاضلا، سمع على جماعة، وناب في الحكم. وكان إماما خطيبا بالجامع الشيخوني، وله مشاركة في النظر. ومولده سنة ست وتسعين وسبعمائة. [حسبة القاهرة] وفيه استقرّ علي بن إسكندر العبسي (¬1) في حسبة القاهرة، عوضا عن ابن أقبرس (بسفارة النحاس (¬2)) (¬3). [تجريدة البحيرة] وفيه خرجت تجريدة إلى البحيرة عليها الأتابك إينال العلائي الأجرود، وتنم أمير مجلس، وقانباي الجركسي أمير اخور، وعدّة من الطبلخانات والعشرات، والجند السلطاني (¬4). [تعيين رأس نوبة] وفيه صيّر أزبك من ططخ الظاهري أحد العشرات في جملة روس (¬5) النوب (¬6). [أستادارية السلطان بدمشق] / 137 / وفيه قرّر الزين عبد الرحمن بن الكويز في أستادارية السلطان بدمشق، عوضا عن محمد بن أرغون شاه، وقد مات قبل تاريخه (¬7). [صرف البلقيني عن القضاء] وفيه صرف العلم البلقيني عن القضاء لكائنة وقعت لبعض نوّابه لا تعلّق له بها، وامتحن ذلك النائب بالضرب والحبس في المقشّرة (¬8). [جمادى الآخر] [الخلعة على البلقيني بإعادته إلى القضاء] وفي جماد الآخر لما صعد القضاة للتهنئة بالشهر خلع على العلم البلقيني بإعادته ¬

(¬1) في بدائع الزهور: «القيسي». (¬2) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬3) خبر الحسبة في: حوادث الدهور 1/ 210، والنجوم الزاهرة 15/ 394، وبدائع الزهور 2/ 274. (¬4) خبر التجريدة في: حوادث الدهور 1/ 210، والنجوم الزاهرة 15/ 394، والتبر المسبوك 262، وبدائع الزهور 2/ 274. (¬5) كذا. (¬6) خبر التعيين في: حوادث الدهور 1/ 210. (¬7) خبر الأستادارية في: حوادث الدهور 1/ 210. (¬8) خبر صرف البلقيني في: حوادث الدهور 1/ 211، والتبر المسبوك 263.

الرسول إلى ابن عثمان

للقضاء على عادته. وكان قد أرجف بولاية الجلال المحلّي، بل طلب لذلك، فاشترط شروطا يعلم أنه لا يجاب إليها إبعادا لهم عنه (¬1). [الرسول إلى ابن عثمان] وفيه خرج قانم التاجر رسولا إلى ابن عثمان ملك الروم (¬2). [نفي سودون السودوني والشفاعة له] وفيه نفي سودون السودوني الحاجب، وآل أمره أن شفع فيه بأن يقيم بطّالا بالقاهرة. وكان السبب في تغيّظ السلطان عليه حنق النحاس منه لكائنة اتفقت له معه فيها طول (¬3). [توقف النيل عن الزيادة] وفيه توقّف النيل عن الزيادة، ثم أخذ في النقص وأفحش، وكثر قلق الناس، وارتفعت الأسعار سيما في الغلال، وتكالب الناس عليها حتى كان في أواخره (¬4). [وفاء النيل] ووافق سابع عشرين مسرى كان الوفاء، فحصل بذلك السرور والفرح، ونزل عثمان ولد السلطان فخلق المقياس وفتح الخليج بين يديه على العادة (¬5). [رجب] [تغيّظ السلطان من البلقيني] وفي رجب تغيّظ السلطان على قاضي القضاة العلم البلقيني، فأمر بإخراجه إلى القدس مصروفا عن القضاء، حتى راجعه بعض الأعيان في ذلك فسكن الحال شيئا، وأمر بلزوم داره، ثم بعد يسير أمر بنفيه إلى طرسوس، فشفع فيه بأن يقيم بالقدس، وأخذ هو في أسباب التجهّز إلى ذلك، ثم أعفي عن ذلك (¬6). [تقرير المناوي في القضاء] وفيه استقرّ في القضاء عوضا عن العلم البلقيني: الشرف المناويّ (¬7). ¬

(¬1) خبر خلعة البلقيني في: حوادث الدهور 1/ 211، والنجوم الزاهرة 15/ 394. (¬2) خبر الرسول في: حوادث الدهور 1/ 211، 212، والنجوم الزاهرة 15/ 395، وبدائع الزهور 2/ 274. (¬3) خبر نفي سودون في: حوادث الدهور 1/ 212، والنجوم الزاهرة 15/ 395، وبدائع الزهور 2/ 275. (¬4) خبر توقف النيل في: حوادث الدهور 1/ 212، والنجوم الزاهرة 15/ 396، وبدائع الزهور 2/ 275. (¬5) خبر وفاء النيل في: حوادث الدهور 1/ 213، وبدائع الزهور 2/ 275. (¬6) خبر تغيّظ السلطان في: حوادث الدهور 1/ 214، وبدائع الزهور 2/ 275. (¬7) خبر تقرير المناوي في: حوادث الدهور 1/ 215، والنجوم الزاهرة 15/ 397، وبدائع الزهور 2/ 275.

الأمير اخورية الثانية

[الأمير اخورية الثانية] وفيه استقرّ في الأمير اخورية الثانية برسباي، عوضا عن سودون أتمكجي (¬1). [الأمير اخورية الثالثة] وقرّر في الأمير اخورية الثالثة، عوضا عن برسباي بن سنقر العايق الظاهري (¬2). [الأمر باعتقال ابن الكويز بقلعة دمشق] وفيه خرج المرسوم من السلطان إلى جلبان نائب الشام بأن يطلب الزين عبد الرحمن بن الكويز إلى بين يديه، ويضربه خمسا وسبعين عصّى (¬3)، ويعتقله في قلعة دمشق (¬4). [الحرب بين ابن بقر وعربان بني هلبا] وفيه وقع بين بيبرس بن بقر وبين عربان بني هلبا حرب / 138 / انهزم فيها بيبرس، وصرف في هزيمته قراجا العمري نائب القدس، وقد وليها من قبل، وخرج إليها فأنجده وعادا. وكان بين الطائفتين حرب قتل فيها جماعة، وقبض على آخرين من العصاة، ووصل الخبر بذلك للسلطان، فعيّن جانبك نائب جدّة، وكان قدم من قريب بأن يتوجّه لإحضار المقبوض عليهم، فخرج وعاد بهم بعد أيام وهم مسمّرون على جمال، وكان لدخولهم إلى القاهرة يوما مشهودا (¬5). [ثورة العوامّ وجلبان السلطان] وفيه ثار العوامّ، بل وجماعة من الجلبان السلطان (¬6)، ففرّ منهم، فأوقع العوام بالمحتسب ورجموه، لولا فرّ بنفسه حتى أدرك القلعة وإلاّ كان هلك. ثم بعد ذلك قصدوا أبو (¬7) الخير النحاس، وكان قد ركب من داره قاصدا القلعة فأحسّ بالشرّ، فأخذ في سيره من خارج القاهرة، ومع ذلك فوصل خبره إلى الجلبان والعامّة وهم في انتظاره، فبدروا بأن توجّهوا إليه فأدركوه، وتناوله الضرب والرجم هو ¬

(¬1) خبر الأمير اخورية في: حوادث الدهور 1/ 215، والنجوم الزاهرة 15/ 397، وبدائع الزهور 2/ 275. (¬2) خبر الأمير اخورية الثالثة في: النجوم الزاهرة 15/ 397 وفيه: «الجعيدي». (¬3) الصواب: «عصا». (¬4) خبر اعتقال ابن الكويز في: حوادث الدهور 1/ 215، والنجوم الزاهرة 15/ 397. (¬5) خبر الحرب في: حوادث الدهور 1/ 216. (¬6) الصواب: «من جلبان السلطان». (¬7) الصواب: «أبا».

صرف ابن الفيسي عن الحسبة

ومن معه من جماعته، فانهزم هاربا وهم في إثره حتى وصل إلى جامع أصلم، وإذا بعبد ضربه على رأسه فأطاح عمامته، وسقط من على فرسه مكشوف الرأس، وقد أخذ العبد عمامته، ثم قام سريعا فارّا بنفسه، ورمى نفسه إلى دار بقربه لبعض الخاصكية ولم يكن الخاصكيّ بها، فهجمها العامّة وقبضوا عليه وأخرقوا به وسلبوه ثيابه بعد أن فعلوا به أفعالا نعوذ بالله منها، فأغاثه الله تعالى ببعض المماليك فخلّصه منهم، ففرّ ناجيا بنفسه، ونهبت دار الخاصكي. وبلغ السلطان ذلك حتى تطلّب والي الشرطة وأمره أن يتدارك الحال. وكان يوما مهولا. وحصل النّحاس إلى دار تمربغا الدوادار الثاني بعد أن قاسى الشدائد المهولة، ودام حتى دخل الليل فحمل إلى داره وهو في حيّز الأموات (¬1). [صرف ابن الفيسي عن الحسبة] ثم صرف السلطان علي بن الفيسي، عن الحسبة، وخلع بعد ذلك على النحاس (¬2). وكانت هذه الكائنة بداية انحلال أمره حتى كان منه ما كان بعد ذلك ممّا ستعرفه (¬3). [شعبان] [تكلّم الزين الأستادار بالحسبة] وفي شعبان أذن السلطان لزين الدين الأستادار بالتكلّم في الحسبة / 139 / حتى يرى فيها رأيه فيمن يولاّها (¬4). [وفاة شيخ الشيوخ ابن النقيب] [2195]- وفيه مات شيخ الشيوخ الزين عبد الرحمن بن النقيب المقدسي، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، ولي التنكزية، والأرغونية، وأعاد بالمعظمية. ومولده سنة خمسين وسبعمائة. ¬

(¬1) خبر ثورة العوامّ في: حوادث الدهور 1/ 216 - 219، والنجوم الزاهرة 15/ 397 - 401، وبدائع الزهور 2/ 275. (¬2) خبر صرف ابن الفيسي في: النجوم الزاهرة 15/ 401. (¬3) خبر تكلّم الزين في: حوادث الدهور 1/ 219، والنجوم الزاهرة 15/ 401، وبدائع الزهور 2/ 276. (¬4) الصواب: «وسافر معه جمع وافر».

انتهاء عمارة جامع لاجين

[انتهاء عمارة جامع لاجين] وفيه انتهت عمارة جامع لاجين اللالا بالجسر الأعظم، وقرّر أموره في هذا الشهر. وكانت الخطبة قد أقيمت به في السنة الحالية. [خروج الحاج الرجبي] وفيه خرج جرباش الكريمي قاشق أمير سلاح إلى الحج على طريقة الرجبية، وسافر معه جمعا وافرا (¬1) من الناس. وكان ممّن خرج معه: الزين عبد الباسط ناظر الجيش، وقاضي القضاة الحنابلة البدر بن عبد المنعم. [وفاة بيسق اليشبكي] [2196]- وفيه مات بيسق اليشبكي (¬2)، نائب قلعة دمشق. وكان من مماليك يشبك الشعباني، وتأمّر خمسة، ثم عشرة، ثم نيابة دمياط، ثم نيابة قلعة صفد، ثم نيابة قلعة دمشق. [رمضان] [ارتفاع سعر اللحم] وفي رمضان عزّ وجود اللحم، وكانت الأسعار مرتفعة جدّا (¬3). [اختفاء الولي السفطي] وفيه اختفى الولي السفطي ممّا حصل عليه من الأهوال، وممّا يبلغه من الأراجيف (¬4). ¬

(¬1) خبر الحاج الرجبي في: حوادث الدهور 1/ 220، والنجوم الزاهرة 15/ 402، ووجيز الكلام 2/ 633، والتبر المسبوك 276. (¬2) انظر عن (بيسق اليشبكي) في: حوادث الدهور 1/ 220 و 239، 240 رقم 25، والنجوم الزاهرة 15/ 544، والدليل الشافي 1/ 210 رقم 741، والمنهل الصافي 3/ 504، 505 رقم 743، والتبر المسبوك 278، 279، والضوء اللامع 3/ 23 رقم 115، والذيل التام، ورقة 92 أ، وحوادث الزمان 1/ 94 رقم 29، وبدائع الزهور 2/ 276. (¬3) خبر سعر اللحم في: حوادث الدهور 1/ 221، وبدائع الزهور 2/ 276. (¬4) خبر اختفاء الولي في: النجوم الزاهرة 15/ 402، وبدائع الزهور 2/ 276.

عزل قاضي القضاة الحنفية نفسه

[عزل قاضي القضاة الحنفية نفسه] وفيه عزل السعد بن الديري قاضي القضاة الحنفية نفسه من القضاء لأمر ما، ثم أعيد من يومه (¬1). [وفاة البرهان الكركي] [2197]- وفيه مات البرهان الكركيّ (¬2)، إبراهيم بن موسى بن بلال بن عمران (¬3) بن مسعود (¬4) بن دمج (¬5) الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، مقرئا، تميّز في القراءات (¬6). وسمع على جماعة، وناب في الحكم، وولي قضاء المحلّة. ومولده في سنة ست وسبعين وسبعمائة. [ظهور السفطي واختفاؤه ثانية] وفيه ظهر السفطي، وعقد له مجلس بالقضاة الأربع (¬7) ومشايخ العلم بسبب الحمّام الذي كان قد اشتراها (¬8) من قاسم الكاشف، وطال الكلام في هذا المجلس، وانفصل (لا) (¬9) على طائل. واختفى السفطي عقيب ذلك مدّة، حتى ظهر بعد نكبة النحاس كما سنذكره (¬10). [شوال] [قضاء دمشق] وفي شوال صرف الجمال بن الباعوني عن قضاء دمشق، وعيّن غير ما واحد، ثم عدل عنهم إلى الجمال فأعيد إلى الولاية على عادته (¬11). ¬

(¬1) خبر عزل القاضي في: حوادث الدهور 2/ 221. (¬2) انظر عن (البرهان الكركي) في: معجم شيوخ ابن فهد 51 - 53، وعنوان الزمان، ورقة 95 ب والضوء اللامع 1/ 175 - 178، والتبر المسبوك 272، ووجيز الكلام 2/ 635 رقم 1452، ونظم العقيان 20، 30 رقم 15، وطبقات المفسّرين للداوودي 1/ 22، وهدية العارفين 1/ 20، والأعلام 1/ 71، ومعجم المؤلفين 1/ 118، وعصر سلاطين المماليك 4/ 200، وحوادث الزمان 1/ 95 رقم 33. (¬3) في حوادث الزمان 1/ 95 «عمر». (¬4) في حوادث الزمان 1/ 95 «سعود»، ومثله في: معجم شيوخ ابن فهد 51 وضبطه بضم السين المهملة في أوله. (¬5) دمج: بالجيم. بالتحريك، كما في: حوادث الزمان. (¬6) في الأصل: «القرات». (¬7) الصواب: «الأربعة». (¬8) الصواب: «قد اشتراه». (¬9) كتبت فوق السطر. (¬10) خبر ظهور السفطي في: حوادث الدهور 1/ 221، والنجوم الزاهرة 15/ 402. (¬11) خبر قضاء دمشق في: حوادث الدهور 1/ 222، والتبر المسبوك 268.

وفاة السراج الفاسي المكي

[وفاة السراج الفاسي المكي] [2198]- وفيه مات السراج الفاسي (¬1) عبد اللطيف بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن علي بن عبد الرحمن بن سعيد بن عبد الملك، السيد الشريف، الحسني (¬2)، المكي، الحنبليّ. وكان حشما، أدوبا، عريقا. جال البلاد ورأى الناس، ولم يكن خاليا من فضيلة، وولي قضاء مكة (¬3) أول حنبليّ بها. وكان سخيّا جدّا، كريم النفس، كثير الحشمة والتواضع، وله شهرة طائلة. ومولده سنة سبع وسبعين وسبعمائة. [إبطال مكس الجلود] وفيه أبطل السلطان مكس الجلود بسائر أسواق الأساكفة بالقاهرة (¬4). [مشيخة الجمالية] وفيه استقرّ الولي / 140 / السيوطي في مشيخة الجمالية، عوضا عن السفطي بحكم شغورها عنه لاختفائه على زعم من زعم الشغور (¬5). [خروج الحاج والمحمل] وفيه خرج الحاج وأمير المحمل فيروز النوروزي الطواشي الزمّام، وأمير الركب الأول تمر بغا الدوادار الثاني (¬6). وسافر للحجّ من الأمراء المقدّمين: طوخ بيني (¬7) بازق (¬8). ¬

(¬1) انظر عن (السراج الفاسي) في: الدليل الشافي 1/ 429 رقم 1480، والمنهل الصافي 2 / ورقة 240 أ، المطبوع 7/ 359، 360 رقم 1486، والنجوم الزاهرة 15/ 546، وحوادث الدهور 1/ 244 رقم 28، ومعجم شيوخ ابن فهد 144، 145، وعنوان الزمان، ورقة 160 أ، وعنوان العنوان، رقم 373، والتبر المسبوك 281، 282، والذيل التام، ورقة 91 ب، والضوء اللامع 4/ 333، 334 رقم 423، ووجيز الكلام 2/ 640 رقم 1465، وشذرات الذهب 7/ 277، 278، وحوادث الزمان 1/ 95، 96 رقم 34، والمنهج الأحمد 493، والسحب الوابلة 244، 245 رقم 367، والدر المنضد 2/ 239 - 641 رقم 1582. (¬2) في حوادث الزمان: «الحسيني». (¬3) في الأصل: «وولي قضاء مكة بدمشق». (¬4) خبر مكس الجلود في: التبر المسبوك 268. (¬5) خبر مشيخة الجمالية في: بدائع الزهور 2/ 276. (¬6) خبر الحاج والمحمل في: التبر المسبوك 268، وبدائع الزهور 2/ 276. (¬7) بيني: ضبطها ابن تغري بردي بضم الباء الموحّدة وسكون الياء آخر الحروف. ومعناه: رقبته. وكسر النون. (¬8) بازق: بزاي مكسورة وقاف ساكنة. وخبر سفر الحجّاج في: النجوم الزاهرة 15/ 402، وحوادث الدهور 1/ 222، 223.

نيابة جدة

[نيابة جدّة] وسافر تمراز المصارع أيضا نائبا على جدّة، عوضا عن جانبك، وذلك بسفارة النّحاس (¬1). وكان من تمراز هذا وله ما سنذكره. [ذو القعدة] [نيابة طرابلس] وفي ذي قعدة عزل يشبك الصوفي عن نيابة طرابلس، ثم أعيد إليها (¬2). [وفاة أبي اليمن النويري] [2199]- وفيه مات الأمين أبو اليمن النويريّ (¬3)، قاضي مكة وخطيبها، محمد بن محمد بن علي العقيلي، المكي، الشافعيّ الماضي خبره. وكان فاضلا، اعتنى به أخوه لأمّه التقيّ الفاسي، فأحضره وأسمعه على جماعة من شيوخ مكة ومن ورد إليها وهم جمع جمّ. وكان خيّرا ديّنا، عفيفا. ومولده سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة. [تقرير الحسبة] وفيه قرّر في وظيفة الحسبة جانبك اليشبكي والي الشرطة، مضافة إلى الولاية (¬4). [وفاة الشمس البلبيسي] [2200]- وفيه مات الشمس البلبيسي (¬5) قاضي بلبيس، محمد بن محمد بن أحمد بن عمر البلبيسي (¬6)، الشافعيّ. ¬

(¬1) خبر نيابة جدّة في: النجوم الزاهرة 15/ 402، 403، والتبر المسبوك 270. (¬2) خبر نيابة طرابلس في: حوادث الدهور 1/ 223 و 224، والنجوم الزاهرة 15/ 403 د والتبر المسبوك 268. (¬3) انظر عن (أبي اليمن النويري) في: حوادث الدهور 1/ 245 رقم 29، والنجوم الزاهرة 15/ 546، ومعجم شيوخ ابن فهد 265 - 271، والتبر المسبوك 290، 291، والذيل التام، ورقة 90 أ، ووجيز الكلام 2/ 635 رقم 1453، والضوء اللامع 9/ 143، 144 رقم 360، ونظم العقيان 166، وشذرات الذهب 7/ 278. (¬4) خبر تقرير الحسبة في: حوادث الدهور 1/ 224. (¬5) انظر عن (الشمس البلبيسي) في: التبر المسبوك 290، وحوادث الزمان 1/ 97 رقم 37، والضوء اللامع 9/ 28، 29 رقم 82. (¬6) ويعرف بابن البيشي، بموحّدة مكسورة بعدها تحتانية ثم معجمة.

النداء على السفطي

وكان عالما، فاضلا، متواضعا. أجاز له جماعة، منهم: البرهان الأبناسي، وسمع على جماعة. ومولده بعد السبعين وسبعمائة. [النداء على السفطي] وفيه نودي علي السفطي أنّ من أحضره فله كذا، ومن أخفاه فعل به وفعل (¬1). [وفاة القوام البغدادي] [2201]- وفيه مات القوام البغدادي (¬2)، معتوق بن عمر بن معتوق بن يوسف (¬3) بن عمر بن عبد الرحمن. وكان صالحا، خيّرا، ديّنا. ومولده سنة أحد (¬4)، وسبعين وسبعمائة. [ذو الحجة] [عقد السلطان على جوان سوار] وفي ذي حجّة عقد السلطان على جوان سوار ابنة كرتباي الجركسية. وكان والدها قد قدم بها من بلاد الجركس. وهو من أكابر تلك البلاد، وله حكم ببعضها (¬5). [غلاء الأضاحي] وفيه أرجف بغلاء سعر الضحايا لوقوع الوباء في ذوات الأربع أيضا. فلما قرب العيد حضر إلى القاهرة الكثير من جلاّب البقر والغنم بالكثير منها حتى أبيعت بأبخس الأثمان. وكان ذلك من غرائب الاتفاقات التي جاءت (¬6) مخالفة للقياس. [نفي نائب طرابلس] وفيه قدم يشبك الصوفي نائب طرابلس إلى القاهرة، فلما مثل بين يدي السلطان أمر بإخراجه منفيّا / 141 / إلى ثغر دمياط لمرافعة أهل طرابلس فيه (¬7). ¬

(¬1) خبر النداء في: حوادث الدهور 1/ 224. (¬2) انظر عن (معتوق بن عمر) في: الضوء اللامع 10/ 161 رقم 659. (¬3) في الضوء: «. . معتوق بن إبراهيم بن يوسف الشهيد بالصفوة ابن عمر. .». (¬4) الصواب: «سنة إحدى». (¬5) خبر عقد السلطان في: حوادث الدهور 1/ 224، والتبر المسبوك 269، 270. (¬6) في الأصل: «جات». (¬7) خبر نائب طرابلس في: حوادث الدهور 1/ 225.

توسيط ابن بشارة

[توسيط ابن بشارة] [2202]- وفيه وسّط نجم الدين أيوب بن بشارة مقدّم العشير بصيدا بعد أن طيف به بشوارع القاهرة (¬1). [توسيط شيخ من عربان البحيرة] [2203]- وفيه أيضا وسّط إسماعيل بن زايد أحد مشايخ عربان البحيرة وأكابرها (¬2). [نيابة طرابلس] وفيه قرّر في نيابة طرابلس يشبك النوروزي، عوضا عن يشبك الصوفي بمال بذله في ذلك له صورة (¬3). [سجن يشبك الصوفي بالإسكندرية] وفيه خرج الأمر بحمل يشبك الصوفي من دمياط إلى سجن الإسكندرية (¬4). [حجوبية الحجاب بدمشق] وفيه قرّر في حجوبية الحجّاب بدمشق جانبك الناصري، عوضا عن يشبك النوروزيّ (¬5). [وفاة الشرف ابن العطار] [2204]- وفيه مات الشرف بن العطّار (¬6)، الأديب، الفاضل، البارع، الكامل، يحيى بن أحمد بن عمر بن يوسف بن عبد الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر التنوخي، الحموي، الكركي، الشافعيّ. وكان فاضلا، بارعا في فنّ الأدب والتوقيع، ماهرا في ذلك. ¬

(¬1) خبر ابن بشارة في: حوادث الدهور 1/ 222، والنجوم الزاهرة 15/ 904، وبدائع الزهور 2/ 276. (¬2) خبر شيخ البحيرة في: التبر المسبوك 270. (¬3) خبر نيابة طرابلس في: النجوم الزاهرة 15/ 404، وبدائع الزهور 2/ 276. (¬4) خبر سجن يشبك في: النجوم الزاهرة 15/ 404. (¬5) خبر الحجوبية في: النجوم الزاهرة 15/ 405. (¬6) انظر عن (الشرف بن العطار) في: حوادث الدهور 1/ 240 - 244 رقم 27، والدليل الشافي 2/ 774، 775 رقم 2620، والمنهل الصافي 3/ 274 أ - 275 ب، والنجوم الزاهرة 15/ 544 - 546، والتبر المسبوك، والذيل التام، ورقة 91 أ، ووجيز الكلام 2/ 236، 237 رقم 1557، والضوء اللامع 11/ 217 - 221 رقم 944، ونظم العقيان 176، وبدائع الزهور 2/ 276، 277، وشذرات الذهب 7/ 278.

حجوبية الحجاب بحلب

سمع على جماعة، وكتب في ديوان الإنشاء، وترشّح مرة لكتابة السرّ، وله الشعر الحسن الجيّد المشهور. ومولده سنة تسع وثمانين وسبعمائة. [حجوبية الحجاب بحلب] وفيه قرّر في حجوبية الحجّاب بحلب قاسم بن القساسي (¬1)، عوضا عن علان جلّق، وقد وقعت النفرة بينه وبين نائب حلب (¬2). [وفاة إينال الأبو بكري] [2205]- وفيه مات إينال الأبو بكري (¬3) الأشرفي. وكان من مماليك الأشرف بر سباي. وقد عرفت ما جرى عليه، وعرفت ما وصل إليه فيما تقدّم. وكان ذا علم وفضل، وعقل، وتؤدة، وأدب، وحشمة، عارفا بالفروسية. * * * [الخسف بين سيس وطرسوس] وفيها - أعني هذه السنة - وصل الخبر إلى القاهرة بوقوع خسف بين مدينتي سيس وطرسوس وأنه كان مهولا مزعجا (¬4). [وفاة شارح الألفيّة] [2206]- وفيها لعلّه في سابع عشرين الحجة، مات شارح «الألفيّة» الشيخ أبو عبد الله الراعي (¬5)، محمد بن محمد بن إسماعيل الأندلسي، المغربي، الغرناطي، المالكيّ. ¬

(¬1) في حوادث الدهور: «سودون من سيدي بك القرماني» بدلا من «قاسم بن القساسي». (¬2) خبر حجوبية حلب في: حوادث الدهور 1/ 225. (¬3) انظر عن (إينال الأبوبكري) في: بدائع الزهور 2/ 277. (¬4) خبر الخسف في: التبر المسبوك 270. (¬5) انظر عن (الراعي) في: التبر المسبوك 291، وبدائع الزهور 2/ 277، وفيه: «عبد الله محمد بن محمد الراعي»، والمستدرك على معجم المؤلفين 730، والضوء اللامع 9/ 203، 204 رقم 499، وبغية الوعاة 1/ 233 رقم 422، ونظم العقيان 166، 167 رقم 180، ونيل الابتهاج 310، وكشف الظنون 153، وإيضاح المكنون 1/ 129 و 2/ 175 و 243، وهدية العارفين 2/ 198، ومعجم المؤلفين 11/ 271، 272، ديوان الإسلام 2/ 331، 332 رقم 996، وشذرات الذهب 7/ 279، والأعلام 7/ 47، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 3/ 26، وفهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية (النحو) ج 1، 25/ 227 و 333.

وفاة مقبل السيفي

وكان إماما، بارعا، عالما، عارفا بالعربية، ماهرا فيها. سمع على جماعة، وصنّف وألّف. وله نظم. ومولده سنة ستّ وثمانين (¬1) وسبعمائة. [وفاة مقبل السيفي] [2207]- وفيه مات مقبل السّيفيّ تنبك ميق أحد العشرينات بدمشق. وكان لا بأس به. [وفاة ابن أرغون شاه النوروزي] [2208]- وفيها مات محمد بن أرغون شاه (¬2) النوروزي، أستادار السلطان بدمشق. / 142 / لا بأس به. [وفاة الشرف بن الخازن] [2209]- ومات الشرف بن الخازن (¬3)، محمد بن إبراهيم بن عبد المهيمن (¬4) القليوبي، الشافعيّ. سمع على سارة ابنة السبكيّ. [قضاء دمشق] وفيها استقرّ في قضاء دمشق شيخنا الحميد النّعماني، عوضا عن شيخنا الحسام بن العماد الغزّي المعروف بابن مريطع (¬5)، وتناوباه مدّة مرة بعد مرة وكرّة بعد كرّة. ¬

(¬1) في الضوء اللامع 9/ 203 مولده سنة 782 هـ‍. وفي بغية الوعاة 1/ 233 سنة نيّف وثمانين. (¬2) انظر عن (محمد بن أرغون شاه) في: الضوء اللامع 7/ 131 رقم 312، والتبر المسبوك 287، وبدائع الزهور 2/ 277، وحوادث الزمان 1/ 94 رقم 27. (¬3) انظر عن (الشرف بن الخازن) في: الضوء اللامع 6/ 257، 258 رقم 892، والتبر المسبوك 284. (¬4) في الأصل: «عبد الرحمن». (¬5) هكذا في الأصل. وهو: «ابن بريطع».

حوادث سنة أربع وخمسين وثمانماية

[[حوادث] سنة أربع وخمسين وثمانماية] [محرّم] [الغلاء وارتفاع الأسعار] في محرّم فحش الغلاء وقلق الناس بسببه، وكانوا في الضرر الذي ما عنه مزيد من أجله، وارتفعت الأسعار في سائر المأكولات، ثم تزايدت عما كانت بعد ذلك حتى وقع البسطة في سائر البلاد لعدم وفاء النيل، كما سنذكره. وبلغ الإردبّ القمح ألفين (¬1) درهم، والحمل التبن بسبعمائة، وحلّ بالناس من الغلاء عقيب الوباء ما لا خير فيه، وعمّ الغلاء كل بلاد هذه المملكة. وأرّخت هذه السنة ولقّبت بسنة الشراقي، ومن حينئذ لم تنحطّ الأسعار إلاّ يسيرا، وتعود، بل ودام الغلاء في بعض الأشياء إلى يومنا هذا (¬2). [تقدمة ألف بدمشق] وفيه قدم بردبك العجمي نائب حماه كان من ثغر دمياط، فقرّر في تقدمة ألف بدمشق (¬3). [وصول الحجّاج] وفيه وصل الزين عبد الباسط ناظر الجيش من الحج، وكان قد سبق جرباش قاشق من العقبة، ثم وصل جرباش بعده بيومين في ثالث عشره قبل الحاج بعشرة أيام. ووصل الحاج سالمين (¬4). [وفاة الكاشف المؤذي] [2210]- وفيه مات قاسم الكاشف (¬5) المعروف بالمؤذي. ¬

(¬1) الصواب: «ألفي». (¬2) خبر الغلاء في: حوادث الدهور 1/ 248، والنجوم الزاهرة 15/ 547، والتبر المسبوك 300، 301. (¬3) خبر التقدمة بدمشق في: حوادث الدهور 1/ 248، وبدائع الزهور 2/ 257. (¬4) خبر الحجّاج في: حوادث الدهور 1/ 249، والنجوم الزاهرة 15/ 405، والتبر المسبوك 300، وبدائع الزهور 2/ 277. (¬5) انظر عن (قاسم الكاشف) في: =

وفاة كافور الهاجري

[وفاة كافور الهاجري] [2211]- وفيه مات كافور الهاجري (¬1)، الهندي، الطواشي، رأس نوبة الجمدارية والسّقاه. وكان لا بأس به. [العقد على ابنة السلطان] وفيه عقد لابنة السلطان من خوند مغل البارزية على مملوكه أزبك من ططخ أحد العشرات وروس (¬2) النوب حينئذ. وكان العقد بين يدي السلطان بالدهيشة، وحضره قاضي القضاة الشافعية، وذلك بعد نزول الأمراء، فلم يحضروه. ثم بنى بها أزبك هذا في أواخر صفر، وعمل لها العرس بدار الكمال البارزي بالخرّاطين، وعيب ذلك على السلطان (¬3). [إنعام السلطان على والد المؤلّف بإمرة عشرين] وفيه أنعم السلطان على الوالد بإمرة عشرين، مضافة للتقدمة بدمشق، وكانت شغرت هذه الإمرة / 143 / عن مقبل السيفي تنبك ميق بحكم موته في طريق الحج في هذه السنة (¬4). [صفر] [كائنة العبد الأسود] وفي صفر ظهر عبد أسود يقال له سعيد (¬5)، وشاعت عنه الشهرة بالصلاح والولاية وتزاحمت الناس عليه، وصار مكان الذي هو به كأعظم المفترجات، وتهتّك النساء عنده وبلغ مبلغا عظيما، وحين بلغ السلطان ذلك حنق، سيما وقد بلغه عنه بأنه بشّر بعض الأمراء بالسلطنة، فندب تنبك البردبكي حاجب الحجّاب ومعه خشقدم الأحمدي ¬

= حوادث الدهور 1/ 249 و 304 رقم 1، والنجوم الزاهرة 15/ 405، والضوء اللامع 6/ 193 رقم 650، ووجيز الكلام 2/ 656 رقم 1504، والتبر المسبوك 333، والذيل التام، ورقة 93 ب، 94 أ، وبدائع الزهور 2/ 277. (¬1) انظر عن (كافور الهاجري) في: حوادث الدهور 1/ 250 و 304 رقم 2، والتبر المسبوك 333، والضوء اللامع 6/ 226 رقم 766. (¬2) كذا. (¬3) خبر العقد في: النجوم الزاهرة 15/ 406، والتبر المسبوك 301، 302، وبدائع الزهور 2/ 277. (¬4) خبر إنعام السلطان في: حوادث الدهور 1/ 250، والتبر المسبوك 301. (¬5) ويرد في المصادر: «سعد الله» أو «سعدان».

نظر الجوالي بدمشق

الطواشي، وأمرهما بالتوجّه إليه والقبض عليه وضربه وحمله إلى المقشّرة فيسجن بها، فلما دخلوا عليه أحجم الحاجب عنه، لكنه أقامه من مكانه وأمره بالتوجّه إلى حال سبيله، فهجم خشقدم عليه وضربه وحمله إلى المقشّرة. وبلغ السلطان تأخّر تنبك عنه فغضب عليه وحنق منه وأمر بإخراجه إلى دمياط، وأخرج عنه حجوبية الحجّاب. ثم بعد مدّة أخرج العبد من المقشّرة وأطلق إلى حال سبيله. وكان أصله من عبيد قاسم الكاشف. ولما مات أراد ابن الأستادار الاحتياط على موجوده مع موجود أولاده فنهاه هذا العبد عن هذا، وأفحش في حقّه، فحنق منه وأمر بضربه، فلم يستطع المأمور الحركة، ورأى زين الدين ذلك فخشي على نفسه، ولم يعارض في الموجود، ثم قبّل يد العبد على ما أشيع عنه، فتسامع الناس بذلك، فهرعوا إلى هذا العبد. وكان ما كان بعد أن عظم الحال جدّا (¬1). [نظر الجوالي بدمشق] وفيه استقرّ أبو الفتح الطيبي في نظر الجوالي بدمشق ووكالة بيت المال بها، وقرّر على نفسه في كل سنة خمسين ألف دينار، ووقع له بعد ذلك بدمشق أمور كثيرة. وقدم الشمس البلاطنسيّ بسببه إلى القاهرة، وآل أمره أن ضربت عنقه صبرا بدمشق كما سيأتي (¬2). [وفاة داود المغربي] [2212]- وفيه مات داود المغربي (¬3) التاجر. وخلّف مالا طائلا. [حجوبية الحجاب بالقاهرة] وفيه خرج الأمرا (¬4) إلى دمشق لخشقدم من ناصر أحد مقدّمين (¬5) الألوف بدمشق ¬

(¬1) كائنة العبد في: حوادث الدهور 1/ 251، 252 وفيه: «سعدان»، والنجوم الزاهرة 15/ 406، 407، والتبر المسبوك 302، 303، وفيه: سعد الله أو سعدان. (¬2) خبر نظر الجوالي في: حوادث الدهور 1/ 250، ووجيز الكلام 2/ 646، والتبر المسبوك 303. (¬3) انظر عن (داود المغربي) في: حوادث الدهور 1/ 252، ووجيز الكلام 2/ 656 رقم 1506، والضوء اللامع 3/ 217، والتبر المسبوك 329، وبدائع الزهور 2/ 278. (¬4) كذا. (¬5) الصواب: «أحد مقدّمي».

سجن جانم الأشرفي بالكرك

بقدومه القاهرة ليلي حجوبية الحجّاب بها، عوضا عن تنبك، وذلك بعناية النّحاس ومساعدة تمربغا الدوادار الثاني ومال وعد به خشقدم. وقدم القاهرة بعد ذلك، وقرّر في الحجوبية الكبرى / 144 / دفعة واحدة (¬1). ودام خشقدم هذا بالقاهرة مستقلا حتى ولي السلطنة، على ما سيأتي ذلك في سنة خمس وستين إن شاء الله. [سجن جانم الأشرفي بالكرك] وفيه أمر السلطان بنقل جانم الأشرفي من القدس إلى سجن الكرك (¬2). [قضاء مكة] وفيه استقرّ أبو السعادات بن ظهيرة في قضاء مكة، عوضا عن أبي اليمن النويري، الماضي ذكر وفاته (¬3). [وفاة الطواشي الإينالي] [2213]- وفيه مات الطواشي عبد اللطيف الإينالي (¬4) الروميّ. وقد بلغ الماية، وكان مثريا. [عودة الرسول لابن عثمان] وفيه قدم قانم التاجر من الرسلية لابن عثمان (¬5). [إلزام أهل الذمّة بالعمائم الكبائر] وفيه أكرم أهل الذمّة بأن لا يلبسوا العمائم الكبار وأن لا يزيد الواحد منهم في تعمّمه على سبعة أذرع، ونودي بذلك وما دام (¬6). ¬

(¬1) خبر حجوبية الحجّاب في: حوادث الدهور 1/ 253، والتبر المسبوك 303، وبدائع الزهور 2/ 278. (¬2) خبر السجن في: حوادث الدهور 1/ 254، والتبر المسبوك 306. (¬3) خبر قضاء مكة في: حوادث الدهور 1/ 253، وبدائع الزهور 2/ 278. (¬4) انظر عن (عبد اللطيف الإينالي) في: حوادث الدهور 1/ 304 رقم 3، والتبر المسبوك 332، والضوء اللامع 5/ 341 رقم 952. (¬5) خبر عودة الرسول في: حوادث الدهور 1/ 254، وبدائع الزهور 2/ 277. (¬6) خبر أهل الذمّة في: حوادث الدهور 1/ 254، والنجوم الزاهرة 15/ 407، والتبر المسبوك 306، وبدائع الزهور 2/ 278.

ربيع الأول

[ربيع الأول] [وفاة شادبك الجكمي] [2214]- وفي ربيع الأول مات بالقدس شادبك الجكمي (¬1) نائب حماه. وكان من مماليك جكم من عوض، وتنقّلت به الأحوال بعده حتى اتصل بططر قبل سلطنته، واختص به، ثم تأمّر عشرة، ثم طبلخاناه، وصيّر رأس نوبة الثاني، ثم ولي نيابة الرها، ثم تقدّم بمصر ثم ولي نيابة حماه، ثم أخرج إلى القدس بطّالا، ثم سجن، ثم أعيد إلى القدس. وكان لا بأس به، مع طيش فيه وخفّة. [قضاء طرابلس] وفيه صرف البرهان السوبيني عن قضاء طرابلس، وأعيد ابن (¬2) عزّ الدين بمال بذله في ذلك (¬3). [وفاة الزردكاشي] [2215]- وفيه مات أحد (¬4) خواصّ السلطان وخاصّكيّة علي الزردكاش الدمشقي ابن خواجا (¬5). وكان شابّا حسنا، له أدب وحشمة وثروة ومال طائل ومعرفة بالزردكاشية وأنواع الفروسية. وكان من المختصّين المقرّبين عند السلطان، له به عناية كبيرة. [وفاة علي باي الساقي] [2216]- وفيه مات علي باي الساقي (¬6)، الأشرفي، شادّ الشربخاناه كان. ¬

(¬1) انظر عن (شادبك الجكمي) في: حوادث الدهور 1/ 305 رقم 5، والدليل الشافي 1/ 339، 340 رقم 1168، والمنهل الصافي 6/ 194 - 196 رقم 1171، والنجوم الزاهرة 15/ 547، 548، والتبر المسبوك 329، ووجيز الكلام 2/ 655 رقم 1502، والذيل التام، ورقة 93 ب، والضوء اللامع 3/ 289، 290 رقم 1150، وبدائع الزهور 2/ 278. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر قضاء طرابلس في: حوادث الدهور 1/ 255، والتبر المسبوك 306. (¬4) في الأصل: «أخور». (¬5) انظر عن (ابن خواجا) في: حوادث الدهور 1/ 307 رقم 8، والتبر المسبوك 333، والضوء اللامع 5/ 254 رقم 852. (¬6) انظر عن (علي باي الساقي) في: حوادث الدهور 1/ 306 رقم 6، والمنهل الصافي 8/ 255 - 257 رقم 1711، والدليل الشافي 1 / =

وفاة حيدر العجمي

وكان من مماليك الأشرف برسباي، وتنقّل حتى صيّر من الطبلخانات وشاد الشراب خاناه، ثم أسجن، ثم أعيد إلى القاهرة على إمرة عشرة. وكان شابا حسنا، له معرفة وعقل تامّ وأدب وحشمة وشجاعة. [وفاة حيدر العجمي] [2217]- وفيه مات الشيخ حيدر العجميّ (¬1) شيخ قبّة النصر. وكان إنسانا مباركا، معتقدا. [وفاة الخطيب الرشيدي] [2218]- وفيه مات المسند الخطيب، الشمس الرشيدي (¬2)، محمد بن عبد الله بن إبراهيم التاجر القاهري، الشافعيّ. سمع على جماعة، منهم: ابن حاتم، و [أبو اليمن] (¬3) بن (¬4) الكويك، والعراقي، والهيثمي. وأجاز له الخلق. وكان فاضلا، كتب المنسوب، وخطيب حسنا (¬5)، / 145 / وأنشأ خطبا بليغة، وولي عدّة وظائف. ومولده سنة سبع وستين وسبعمائة. [ربيع الآخر] [شهرة أبي الخير النحاس] وفي ربيع الآخر زادت عظمة أبو (¬6) الخير النحاس، واشتهر جدّا حتى كاد يطير من العظمة وتحشّر في السلطان غاية التحشّر، وداخله، وترفّع بنفسه، وقصد إطفاء الجمال ¬

= 491 رقم 1704، والنجوم الزاهرة 15/ 548، والضوء اللامع 5/ 151 رقم 529، والتبر المسبوك 332، والذيل التام، ورقة 93 ب، ووجيز الكلام 2/ 655 رقم 1500، وبدائع الزهور 2/ 278. (¬1) انظر عن (حيدر العجمي) في: وجيز الكلام 2/ 656 رقم 1507، والضوء اللامع 3/ 168، والتبر المسبوك 328، وبدائع الزهور 2/ 278. (¬2) انظر عن (الرشيدي) في: حوادث الدهور 1/ 255 و 304، 305 رقم 4، والنجوم الزاهرة 15/ 547، والذيل التام، ورقة 93 أ، والتبر المسبوك 338 - 340، والضوء اللامع 8/ 101، 102 رقم 212، ووجيز الكلام 2/ 649، 650 رقم 1485، ونظم العقيان 150، 151 رقم 151، وحسن المحاضرة 1/ 244، وحوادث الزمان 1/ 98، 99 رقم 39. (¬3) إضافة على الأصل. (¬4) في الأصل: «الدين». (¬5) كذا، والصواب: «وخطب حسنا». (¬6) الصواب: «أبي».

التوكيل بالمحب ابن الشحنة

ابن (¬1) كاتب جكم، فأخذ في أسباب معاداته ومعاندته. وجرت بينهما أمور يطول الشرح في ذكرها. والجمال يرخي له العنان، حتى دبّر عليه بعد ذلك، وآل أمره أن أخذه الله تعالى، كما سيأتي ذلك، هذا بعد إهانته للناس جدّا. [التوكيل بالمحبّ ابن الشحنة] وفيه وكّل بالمحبّ بن الشحنة بدار الدوادار الكبير بعد أن أخرجت عنه كتابة السرّ بحلب لابن الرسّام (¬2). [وليمة عرس تنم] وفيه كانت وليمة عرس تنم أمير مجلس على سلطان بنج الجركسية المدعوّة دولات قريبة السلطان (¬3). وهي كانت موجودة في عصرنا هذا الآن. [تغيّظ السلطان على ابن البارزي] وفيه تغيّظ السلطان على الكمال بن البارزي كاتب السرّ، فعزله (¬4)، ثم أعاده بعد أيام وترضّا (¬5). [تقرير إمرة آل فضل] وفيه قرّر في إمرة آل فضل غنام، عوضا عن محمد بن نعير بحكم صرفه (¬6). [نفي سودون قراقاش] وفيه نفي سودون قراقاش (¬7). [انعقاد المجلس بسبب ابن الصوّاف] وفيه عقد مجلس بحضور السلطان، حضره القضاة الأربع (¬8) بسبب البدر بن ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر التوكيل في: حوادث الدهور 1/ 258، والتبر المسبوك 306، وبدائع الزهور 2/ 278. (¬3) خبر الوليمة في: حوادث الدهور 1/ 258، والتبر المسبوك 307. (¬4) خبر تغيّظ السلطان في: حوادث الدهور 1/ 258، 259، والتبر المسبوك 307. (¬5) الصواب: «وترضاه». (¬6) خبر إمرة آل فضل في: حوادث الدهور 1/ 259 وفيه: «محمد بن توقان بن نعير»، وبدائع الزهور 2/ 278. (¬7) خبر نفي سودون في: حوادث الدهور 1/ 259، 260، والتبر المسبوك 308. (¬8) الصواب: «الأربعة».

قضاء الحنفية بدمشق

الصوّاف وانفضّ على غير طائل. ونزل ابن (¬1) الصوّاف موكّلا به، وآل أمره أن حمل مالا وكّل عنه (¬2). [قضاء الحنفية بدمشق] وفيه استقرّ شيخنا الحسام بن بريطع (¬3) في قضاء الحنفية بدمشق، عوضا عن شيخنا الحميد النعمانيّ (¬4). [نيابة حماه] وفيه قرّر في نيابة حماه سودون الأبوبكري، وصرف بيغوت الأعرج لأمور وقعت له يطول الشرح في ذكرها (¬5). [أتابكية حلب] وقرّر علي باي العجمي في أتابكية حلب، عوضا عن سودون المذكور (¬6). [تقدمة بحلب] وقرّر في تقدمة علي باي بحلب شخص من مماليك السلطان يقال له إينال كان قد نفاه السلطان إلى حلب (¬7). [نيابة القدس] وفيه قرّر إياس البجاسي [ب‍] نيابة القدس، عوضا عن مباركشاه بعد صرفه (¬8). [زلزلة مدينة إياس] وفيه ورد الخبر بأنه حدث بمدينة إياس زلزلة عظيمة سقط منها عدّة أبنية ومكانا عظيما (¬9) بقلعتها (¬10). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر انعقاد المجلس في: حوادث الدهور 1/ 261. (¬3) في التبر المسبوك: «مريطع». (¬4) خبر قضاء الحنفية في: حوادث الدهور 1/ 261، والتبر المسبوك 308. (¬5) خبر نيابة حماه في: حوادث الدهور 1/ 261، والنجوم الزاهرة 15/ 409. (¬6) خبر أتابكية حلب في: حوادث الدهور 1/ 262. (¬7) خبر تقدمة حلب في: حوادث الدهور 1/ 262. (¬8) خبر نيابة القدس في: حوادث الدهور 1/ 262. (¬9) الصواب: «ومكان عظيم». (¬10) خبر الزلزلة في: حوادث الدهور 1/ 263، والتبر المسبوك 310.

جماد الأول

[جماد الأول] [سجن البدر محمود] وفي جماد الأول كانت كائنة البدر محمود بن عبد الله، تغيّظ السلطان عليه بسبب قضية. وأمر بأن يحمل إلى المقشّرة فيسجن بها هو وعدّة من الشهود (¬1). [انعقاد مجلس بسبب قوام الدين] وفيه عقد مجلس بحضور السلطان بسبب إنسان يقال له الشيخ قوام الدين كان جرى بينه وبين يار علي المحتسب منافسة، فنسبه إلى أشياء، وادّعى عليه بها، ولم يثبت عليه، ولا يثبت التعزير فضلا غيره، / 146 / ومع ذلك فأمر السلطان بإعادته إلى السجن، وكان به قبل ذلك، ثم أحضره بعد ذلك بيوم وأمر به فضرب بين يديه ضربا مبرحا، ثم أمر بتشهيره والمناداة عليه بالشوارع، وسجنه بالمقشّرة ظلما وعدوانا (¬2). [قضاء دمشق] وفيه استقرّ في قضاء دمشق البرهان السوبيني، وصرف الجمال الباعوني (¬3). [الإفراج عن الشهود في قضية الوقفية] وفيه أفرج عن البدر بن عبيد الله والشهود إلى منزل نقيب الجيش، ثم طلبهم بعد ذلك إلى بين يديه، وأخذ يسألهم عن الكائنة التي امتحنوا لأجلها، وهي كائنة شهادة موقّعة، فسألهم عن ثبوت الوقفية وكيفية الشهادة كيف كان (¬4). فأجابوا بما عندهم، وقالوا بأنهم باقون على ذلك يلقون الله تعالى، فحنق منهم وأمر بهم إلى المقشّرة (¬5). [عزل أمير آل فضل] وفيه عزل غنّام عن إمرة آل فضل قبل علمه بها، وأعيد الأول (¬6). [قضاء حلب] وفيه قرّر المجد بن الشحنة في قضاء حلب، وولده في كتابة سرّها (¬7). ¬

(¬1) خبر سجن البدر في: حوادث الدهور 1/ 264، والتبر المسبوك 310، وبدائع الزهور 2/ 279. (¬2) خبر انعقاد المجلس في: حوادث الدهور 1/ 264. (¬3) خبر قضاء دمشق في: حوادث الدهور 1/ 264، 265. (¬4) الصواب: «كيف كانت». (¬5) خبر الإفراج في: حوادث الدهور 1/ 265. (¬6) خبر عزل الأمير في: حوادث الدهور 1/ 265. (¬7) خبر قضاء حلب في: حوادث الدهور 1/ 265.

وفاة القائد هاشم

[وفاة القائد هاشم] [2219]- وفيه مات بمكة القائد هاشم بن محمد (¬1) بن مقبل العصابي (¬2). [ركوب جلبان السلطان بقصد الفتنة] وفيه كائنة ركوب جلبان السلطان، وكانت فظيعة، كادت أن يكون (¬3) فتنة ذات شرر بل كانت، فإنهم ركبوا وقصدوا الأمراء حين نزولهم من الخدمة من القلعة، ومنهم تنم أمير مجلس فأرادوا أن يخرقوا به الكائنة اتفقت له مع مماليكه شكاهم فيها للسلطان، فأمر بإحضارهم أمس هذا اليوم. ثم اختار منهم عشرة أمر بهم إلى المقشّرة، فأنف لذلك جلبان السلطان وما هان عليهم أخر (¬4) من لهم، فتحزّبوا بهذا السبب، وثاروا بتنم لولا الأتابك إينال تلطّف بهم في هذا اليوم، وضمن قضية مماليك تنم حتى انطفت (¬5) الثائرة في هذا الوقت، وإلاّ كان الحال فسد. ولما سكّن الأتابك القضيّة في الوقت الحاضر لدهاه (¬6)، وحسن تصرّفه خوفا من بهدلته تنم بحضوره، وتمّ ذلك، وولّوا روس (¬7) خيولهم بدا لهم أن يفعلوا شيئا ينكون به السلطان ويظهرون أنفسهم لما فهموا عن السلطان أنه إنما فعل بمماليك تنم ما فعل لأجل إرعابهم وتخويفهم بهم، فساقوا خيولهم، وطلبوا نائب القلعة. / 147 / واتفق أن نزل زين الدين الأستادار في ذلك الوقت فصادفوه وقد فاتهم إلى جهة القاهرة قليلا، فأغاروا خيولهم خلفه حتى أدركوه بقرب جامع المارداني، فتناولوه بالدبابيس، وكان في ضميرهم أن يفعلوا هذا بتنم، فلما رأى زين الدين الغلبة رمى نفسه من على فرسه، وأخذ في الفرار بنفسه ماشيا حتى أدركه أزبك الساقي، أتابك عصرنا الآن، ووالي الشرطة، مع جماعتهما فأنقذوا زين الدين وتوجّهوا به إلى داره. وعاد الجلبان غارة (¬8) إلى جهة باب القلعة، ووقفوا في انتظار النحاس، وبلغه ذلك، فلم ينزل من القلعة، فلما آيسوا منه قصدوا داره لنهبها، فأحسّ مماليكه بذلك تعلّوا (¬9) على باب داره ومنعوا من يقربها، فأحرق الجلبان الباب وما عليه من المباني، ودخلوا الدار فنهبوها عن آخرها بعد أن سلبوا حريمه. وارتجّت القاهرة، وأغلقت عامّة الحوانيت خوفا من تطرّق النهب، وهال الناس ما وقع بدار النحّاس. ثم سكن الحال بقية ¬

(¬1) انظر عن (هاشم بن محمد) في: التبر المسبوك 343. (¬2) في التبر: «العصامي». (¬3) الصواب: «كادت أن تكون». (¬4) كذا. والصواب: «اختيار». (¬5) كذا. (¬6) الصواب: «لدهائه». (¬7) كذا. (¬8) الصواب: «فغاروا». (¬9) الصواب: «فعلوا».

عصيان نائب حماه

هذا اليوم شيئا، وأصبح في ثانيه كما هو، وركب الجلبان إلى القلعة فأحاطوا بها وقد انضمّ إليهم الغوغاء من الناس. ثم راسل الجلبان أستاذهم في أن يسلّمهم النحّاس، وأن يعزل عنهم جوهر المقدّم، وزين الدين الأستادار، وتردّد القصّاد إلى السلطان، وقد حنق وأخذ يقول: أنا أترك السلطنة لهم، ويقيموا من يختاروا (¬1)، إلى غير ذلك من كلمات، حتى آل الأمر إلى شقّ جيبه من حنقه وغيظه، وقطّع ما عليه من الثياب، والأمراء والخاصكية من خواصّه يتلطّفون به، وهو مصرّ على ما هو عليه، وأخذ يقول: أنا أقاتلهم. ثم أمر الزردكاش الكبير بإخراج آلات القتال وتحصين القلعة وأبراجها، فأجاب إلى ذلك في الحال. وبعث السلطان إلى القرانصة والجند بالصعود إلى القلعة، وقال: أنا سايب هؤلاء الكلاب، ونحو ذلك من كلمات. وكثر الهرج والمرج بالقاهرة، وزاد القيل والقال، وماج الناس / 148 / واضطربوا. ثم صعد الكثير من الأمراء إلى القلعة، فأمرهم السلطان بالنزول إلى دورهم. ودام الحال على ذلك إلى باكر النهار الثالث، ثم سكن بعد أهوال (¬2). [عصيان نائب حماه] وفيه وصل الخبر بعصيان نائب حماه بيغوت لقضيّة اتّفقت له، وأنه انحاز إلى عجل بن نعير (¬3). [ركوب السلطان لنظر الرصيف] وفيه ركب السلطان ونزل إلى جهة بولاق لنظر الرصيف الذي أمر بعمله، ورجع بعد أن خلع على معلّميه ومن له عادة بذلك، وعاد شاقّا القاهرة، وقد قعد الناس لرؤيته. وجاء هذا الرصيف هائلا، وحصل به النفع (¬4). [حضور البلاطنسي ومفتي دمشق إلى القاهرة] وفيه قدم من دمشق شيخها ومفتيها الشمس البلاطنسي شاكيا للسلطان ما حلّ بأهل دمشق من ظلم الطبني أبا (¬5) الفتح والشنائع التي صدرت عنه، فبرز أمره بصرفه، ثم أبطل ذلك (¬6). ¬

(¬1) الصواب: «من يختارونه». (¬2) خبر ركوب الجلبان في: حوادث الدهور 1/ 266، 268، والنجوم الزاهرة 15/ 410 - 414، والتبر المسبوك 313، 314، وبدائع الزهور 2/ 279. (¬3) خبر العصيان في: حوادث الدهور 1/ 269. (¬4) خبر ركوب السلطان في: حوادث الدهور 1/ 269، والتبر المسبوك 317. (¬5) الصواب: «أبي». (¬6) خبر حضور البلاطنسي في: حوادث الدهور 1/ 269.

إلزام أبي الخير النحاس بكتابة ممتلكاته

[إلزام أبي الخير النحاس بكتابة ممتلكاته] وفيه بعث السلطان إلى أبي الخير النحاس يأمره أن يكتب له جميع موجوده في قائمة، ويبعث بها إليه، وكذلك يعمل حسابه ويحرّر ذلك. فلا زال يحتال بكل حيلة حتى سكت السلطان عنه. وكان هذا من بداية أحوال سعده، وذريعته إلى نكبته، فإنّ أعداءه (¬1) لا زالوا يبحثون حتى نكب (¬2). [إعادة العجمي إلى الحسبة] وفيه أعيد يار علي العجمي إلى الحسبة، وصرف جانبك الوالي (¬3). [الإفراج عن البدر بن عبيد الله] وفيه أفرج عن البدر بن عبيد الله من المقشّرة هو ومن معه من الشهود (¬4). [نكبة النحاس] وفيه كائنة نكبة النحاس، والكلام عليها برمّتها يطول، وملخّصه: أن السلطان أمر نقيب الجيش بأن ينزل هو وجوهر الساقي الطواشي إلى أبي الخير فيحملاه من داره إلى مجلس القاضي الشافعي لسماع دعوى الشرف الأنصاري عليه، فإذا وصل إلى دار القاضي يعود جوهر إلى داره ويضبط جميع موجوده بداره وغيرها، فنزلا إليه وأخرجاه من داره ماشيا في قبضة نقيب الجيش، وتسامع العوامّ بذلك، فهرعوا إليه للتفرّج عليه، وأرادوا حين رؤيته الفتك به لولا جوهر وإلاّ كانوا قتلوه بعد أن بالغوا في سبّه ولعنه وإسماعه ما لا يعبّر عنه من المكروه. ولما عاد جوهر لداره لضبط / 149 / موجوده هجم الغوغاء عليه بالمدرسة الصاحبية وتناولوه بالضرب حتى خلّصه أعوان الشافعي بحيل عديدة. ثم لما تكاثر الناس بعث الشافعي بإحضار والي الشرطة حتى ردّ الغوغاء، وأخرج النحاس إلى مجلس القاضي، وحضر الشرف الأنصاري، وادّعى عليه بدعاوى كثيرة من قبل نفسه ومن قبل السلطان أيضا بطريق الوكالة، وكثر القيل والقال. ودام هو موكّلا به في منزل الشافعيّ. ثم أصبح السلطان يطلب موجوده، فأحضر إليه بعد أن قعد الناس لرؤيته، وكان ¬

(¬1) في الأصل: «أعداه». (¬2) خبر إلزام أبي الخير في: حوادث الدهور 1/ 269، 270، والنجوم الزاهرة 15/ 414، وبدائع الزهور 2/ 279. (¬3) خبر إعادة العجمي في: حوادث الدهور 1/ 270. (¬4) خبر الإفراج عن البدر في: حوادث الدهور 1/ 270 واسمه: «محمود».

جمادى الآخر

شيئا كثيرا ما بين مماليك وخيول وأواني صيني وأمتعة، وغير ذلك، فاستولى السلطان على الجميع. وأخذ الأنصاري في تتبّع آثار النحاس وكشف سرائره، لا سيما وكان صاحبه، ويعرف جميع ماله، حتى لم يدع له ما قلّ ولا جلّ غالبا، مع تحسينه للسلطان بأنّ هذا متاعه وحلال له، إذ لا مال للنحّاس. ونبه الأنصاريّ في عين السلطان من حينئذ حتى كان سببا لترقّيه، ووصوله إلى ما ستعرفه. وتوالت الأنكاد والمحن على النحّاس حتى آل لما سنذكره (¬1). [جمادى الآخر] [الاستيلاء على حواصل ابن النحاس] وفي جماد الآخر كان فتح حواصل النحاس والاستيلاء عليها وضبط موجوده، فكان زيادة على الخمسين ألف دينار. وكان هو يفتخر فيما بعد فنذكر أنّ موجوده أضعاف أضعاف ما ذكرناه. ويذكر أنه أخذ له قرقلة (¬2) كان فيها ثمانين (¬3) ألف دينار. والظاهر أنّ ذلك من تهوّره وكذبه (¬4). [تولية الشرف الشرف الأنصاري وظائف ابن النحاس] وفيه خلع على الشرف الأنصاري في استقراره في جميع ما كان بيد النحاس من الوظائف، كالوكالة، ونظر الكسوة، والبيمارستان، والجوالي، وغير ذلك (¬5). [الخوف على حلب من صاحب أذربيجان] وفيه ورد الخبر من جهة البلاد الحلبية بأنّ جهان شاه صاحب أذربيجان قصد المشي (¬6) على جهان كير صاحب ديار بكر، وأنه يختشى من تطرّقه إلى بلاد حلب، ولا عسكر بها، فبرز الأمر السلطاني بخروج العساكر الشامية إلى أطراف المملكة الحلبية لحفظها (¬7). ¬

(¬1) خبر النكبة في: حوادث الدهور 1/ 271، 272، والنجوم الزاهرة 15/ 415 - 417، ووجيز الكلام 2/ 647، 648، وبدائع الزهور 2/ 279، 280. (¬2) في الأصل: «قرطلة». والتصحيح من حوادث الدهور. و «قرقلة»: جمع قرقل، وهي نوع من الدروع المتّخذة من صفائح الحديد المغشّاة بالديباج الأحمر والأصفر. (¬3) الصواب: «ثمانون». (¬4) خبر الاستيلاء في: حوادث الدهور 1/ 273، 274، والنجوم الزاهرة 15/ 417، وبدائع الزهور 2/ 280. (¬5) خبر تولية الشرف في: حوادث الدهور 1/ 275، والنجوم الزاهرة 15/ 417، والتبر المسبوك 319. (¬6) في حوادث الدهور: «قصد يشتي». (¬7) خبر الخوف على حلب في: حوادث الدهور 1/ 274، والنجوم الزاهرة 15/ 420، وبدائع الزهور 2/ 280.

منع الفقهاء والمتعممين من ركوب الخيل

[منع الفقهاء والمتعمّمين من ركوب الخيل] وفيه منع جلبان السلطان الناس من فقهاء ومتعمّمين / 150 / من ركوب الخيل، وصاروا من وجدوه راكب فرس (¬1) بهدلوه وأنزلوه، بل رموه. وتأذّى الناس بذلك، وبادروا إلى شراء البغال، فعزّ وجودها بالأسواق وارتفع سعرها (¬2). [إيداع النحاس في سجن الديلم] وفيه حمل النحّاس إلى سجن الديلم فسجن به بعد دعاوى أدّعي عليه بها شنعة في مجلس القاضي المالكي، وعمل الحديد في عنقه والتوكيل به حتى سجن (¬3). [ظهور الولي السفطي بعد اختفائه] وفيه ظهر الولي السفطي من اختفائه، وكان له نحوا (¬4) من ثماني شهور وهو مختف خوفا من شر النّحاس (¬5). [نفي ابن البارزي] وفيه أمر السلطان بنفي الكمال بن البارزي كاتب السرّ إلى البلاد الشامية بعد أن بهدله في الملأ العام، فنزل إلى خانقاه سرياقوس وأخذ في أسباب تجهيز نفسه إلى السفر، ثم نقض ذلك وأعيد إلى منصبه (¬6). [امتحان ابن الكويز] وفيه امتحن الزين الكويز وأسلم لوالي الشرطة ليستخرج منه ما كان قد التزم أن يحمله للسلطان (¬7). [إكرام السلطان للسفطي] وفيه صعد الولي السفطي إلى القلعة للاجتماع على السلطان، وحين وقع بصر السلطان عليه قام له وأكرمه ووعده بجميل (¬8). ¬

(¬1) الصواب: «وجدوه راكبا فرسا». (¬2) خبر منع الفقهاء في: حوادث الدهو 1/ 273، والنجوم الزاهرة 15/ 418. (¬3) خبر إيداع النحاس في: حوادث الدهور 1/ 276، والنجوم الزاهرة 15/ 418 و 420. (¬4) الصواب: «نحو». (¬5) خبر ظهور الولي في: حوادث الدهور 1/ 276، والنجوم الزاهرة 15/ 420، وبدائع الزهور 2/ 281. (¬6) خبر نفي ابن البارزي في: حوادث الدهور 1/ 275، وبدائع الزهور 2/ 281. (¬7) خبر امتحان ابن الكويز في: حوادث الدهور 1/ 275. (¬8) خبر إكرام السلطان في: حوادث الدهور 276، وبدائع الزهور 2/ 271.

إظهار النحاس الجنون

[إظهار النحاس الجنون] وفيه أظهر النحّاس وهو بالسجن أنه اختلط أو جنّ. يقال: إنما فعل ذلك لما داخله من الوهم بأنه يكفّر، وستضرب عنقه، ففعل ذلك لئلاّ يسمع عليه دعوى، ثم أخرج إلى دار المالكيّ. وقام إنسان من الأشراف يقال له شهاب الدين فادّعى عليه بدعاوى، منها ما يوجب تكفيره، وأقام بيّنة ولم تعدل، بل وثبت فسق البعض منها. ووقع بسبب ذلك قال وقيل وعقود مجالس. وآل الأمر إلى حبس الشريف والشهود بالمقشّرة، ثم حمل النحاس إلى مجلس القاضي الشافعي والدعوى عليه والحكم بإسلامه، وحقن دمه وتعزيره على مقتضى مذهبه بعد أن أرجف بالقاهرة بضرب عنقه، بل واجتمع الغوغاء عند ختمة العلماء تحت شبّاك المدرسة بالصالحية مكان ضرب أعناق الناس ليتفرّجوا عليه حين ضرب عنقه. ثم آل الأمر إلى سكون حاله. ثم أخرج بعد ذلك منفيّا إلى / 151 / طرسوس محتفظا به في سلسلة من حديد (¬1). [وصول الطيبي من دمشق] وفيه وصل أبو الفتح الطيبي من دمشق على حالة غير مرضية. وكان السلطان قد بعث بإينال باي بالعقبة بالكشف عنه (¬2). [تجريدة حلب] وفيه عيّن السلطان الأتابك إينال، وأسنبغا الطيّاري، وعدّة من الأمراء والجند للخروج تجريدة إلى حلب، ثم فتر العزم عن ذلك (¬3). [رجب] [تدريس التفسير بالمنصورية] وفي رجب قرّر الشيخ أبو الفضل المشدالي المغربي في تدريس التفسير بقبّة المنصورية، عوضا عن الطوخي بعد أن صرف عنها (¬4). ¬

(¬1) خبر جنون النحاس في: حوادث الدهور 1/ 278، وبدائع الزهور 2/ 281، والنجوم الزاهرة 15/ 421 - 423. (¬2) خبر وصول الطيبي في: حوادث الدهور 1/ 279، ووجيز الكلام 2/ 646. (¬3) خبر التجريدة في: حوادث الدهور 1/ 279. (¬4) خبر التدريس في: حوادث الدهور 1/ 285 واسمه: «محمد».

خروج الحاج الرجبي

[خروج الحاج الرجبي] وفيه خرج الحاج الرجبي إلى مكة المشرّفة صحبة لسونجبغا اليونسيّ (¬1). وحج في هذه السنة جرباش كرد ومعه زوجته الخوند شقرا. وسافر جماعة كبيرة من الأعيان وغيرهم (¬2). [مقياس النيل] وفيه، في رابع عشرين مسرى، نودي على النيل بزيادة إصبع، وبقي على الوفاء أربعة أصابع، فجزم الكثير من الناس بوفائه في هذا اليوم، فأصبح وقد نقص ثلاثة أصابع، فأخذ الناس القلق واشتدّ اضطرابهم، وارتفع السعر عمّا كان، ثم نقص أيضا إصبعين. وتقدّم الأمر من السلطان للخليفة بأن يتوجّه إلى المقياس ومعه قرّاء القرآن ويدعون الله تعالى هناك هم والناس بالسقي، ويعمل وليمة. ودار المحتسب بالقاهرة والمنادي ينادي بخروج الناس إلى الصحراء للاستسقاء في يوم عيّنه وهو نصف الشهر. ثم خرج الشرف المناوي قاضي القضاة في ذلك اليوم وهو ماش ومعه جمع وافر من الفقهاء والصوفية والفقراء والناس، وتتابع خروجهم، ثم تكامل جمعهم ما بين قبة النصر وتربة الظاهر برقوق، ونصب للقاضي منبرا صغيرا (¬3). وحضر الخليفة وبقية قضاة القضاة والعامّة، وحضرت اليهود والنصارى، وصلّى المناوي بالناس صلاة الاستسقاء، وخطب ودعا وكثر تضرّعه، وأمّن الناس على دعائه، وكثر البكاء والنحيب، وارتفعت الأصوات، وقلبوا الأردية، ثم عادوا، ثم خرجوا كهذه في يوم آخر، ثم ثالثه في يوم الجمعة تاسع عشرة. وأخذ / 152 / الناس يتشامون (¬4) بوقوع الخطبة في هذا اليوم مرتين، ولهجوا بزوال ملك الظاهر، ولم يقع ذاك ولا القريب منه في هذه السنة. ولم يزل النيل في زيادة ونقص حتى دخل شعبان، وكان ما سنذكره فيه (¬5). ¬

(¬1) خبر الحاج الرجبي في: حوادث الدهور 1/ 286، والنجوم الزاهرة 15/ 421. (¬2) بدائع الزهور 2/ 281. (¬3) الصواب: «منبر صغير». (¬4) الصواب: «يتشاءمون». (¬5) خبر مقياس النيل في: حوادث الدهور 1/ 286 - 288، والنجوم الزاهرة 15/ 424، 425، ووجيز الكلام 2/ 646، 647، وبدائع الزهور 2/ 281، 282.

زيادة النيل

[زيادة النيل] وفيه بعد توقّفه أياما وأخذه في النقص بشّر بزيادة إصبع، فسرّ السلطان بذلك، وأمر لابن أبي الرداد أمين المقياس بمائة دينار، ثم استمرّت الزيادة إلى أواخره. ووافق ثامن توت القبطي، والباقي للوفاء سبعة أصابع، وأصبح في غده، وقد نقص إصبعا فعاد الناس لما كانوا عليه من الاضطراب والقلق (¬1). [العودة لركوب الخيل] وفيه عاد الناس لركوب الخيل على عادتهم (¬2). [وفاة الشهاب ابن عربشاه] [2220]- وفيه مات الشهاب بن عرب شاه (¬3)، أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبو (¬4) علي بن محمد بن عرب شاه بن أبي بكر العثماني، الأنصاري، الدمشقي، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، أديبا، ناظما، جال البلاد، وسمع الكثير، وأخذ عن الأكابر، وله عدّة تصانيف. ومولده سنة 791. [وفاة ولد قاضي القضاة] [2221]- وفيه مات ولد قاضي القضاة، الشرف بن عبد المنعم (¬5)، محمد بن ¬

(¬1) خبر زيادة النيل في: حوادث الدهور 1/ 29 و 291، وبدائع الزهور 2/ 282، 283. (¬2) خبر ركوب الخيل في: حوادث الدهور 1/ 192. (¬3) انظر عن (ابن عرب شاه) في: حوادث الدهور 1/ 288 و 308 رقم 11، والدليل الشافي 1/ 80، 81 رقم 282، والمنهل الصافي 2/ 131 - 145 رقم 284، والنجوم الزاهرة 15/ 549 - 551، والتبر المسبوك 325 - 327، والذيل التام، ورقة 93 ب، والضوء اللامع 2/ 126 - 131 رقم 379، ووجيز الكلام 2/ 652 رقم 1492، ونظم العقيان 63 رقم 40، وبدائع الزهور 2/ 284، وشذرات الذهب 7/ 280، 284، والبدر الطالع 109 - 13، وكشف الظنون 397 و 714 و 1128 و 1152 و 1174 و 1198 و 1216 و 1646، وإيضاح المكنون 1/ 178، و 2/ 228، وفهرس المخطوطات المصورة للطفي عبد البديع 2/ 179، 180، ومعجم المؤلفين 2/ 122، والتاريخ العربي والمؤرّخون 4/ 108، 110 رقم 17، ومعجم المؤرّخين الدمشقيين 242 - 244، والتعريف بالمؤرخين للعزاوي 229 - 231، وفهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (قسم الأدب) 1/ 401، وتاريخ الأدب العربي 2/ 28 - 30، وذيله 2/ 24، 25، والأعلام 1/ 218، وفهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية (التاريخ) 2/ 285 رقم 1814، و (اللغة) ج 1 ق 2/ 251. (¬4) الصواب: «أبي». (¬5) انظر عن (الشرف بن عبد المنعم) في: حوادث الدهور 1/ 308 رقم 10، والتبر المسبوك 341، 342، والذيل التام، ورقة 93 ب، والضوء =

تفشي الأمراض الحادة

محمد بن عبد المنعم البغداديّ الأصل، القاهري، الحنبليّ. وكان شابّا حسنا، نشأ نشأة حسنة. وسمع مع أبيه البدر على جماعة، منهم: الولي العراقي، والزين الزركشي، وغيرهما. وولي أيضا دار العدل، وقضاء العسكر، وغير ذلك. وناب في القضاء. وكان نادرة في بني القضاة. ومولده سنة أحد (¬1) وتسعين (¬2) وسبعمائة. [تفشّي الأمراض الحادّة] وفيه فشت الأمراض الحادّة بالقاهرة، ومات بسببها الكثير من الناس (¬3). [وفاة نائب صهيون] [2222]- وفيه مات نائب صهيون جانبك النوروزي (¬4). وكان قد صيّر من العشرات بمصر، ثم أخرج وتنقّلت به الأحوال حتى استأذن بعوده للقاهرة، فعاد ومات في أثناء طريقه قبل وصوله. [شراء الغلال من قبرس] وفيه بعث السلطان بمبلغ كبير إلى قبرس يشترى به الغلال وتحمل إلى القاهرة (¬5). [شعبان] [القلق لعدم وفاة النيل] وفي شعبان زاد قلق الناس بسبب النيل، واضطربت أحوال زين الدين الأستادار، وبقي في قصده أن يظهر أنّ النيل حصل له الوفاء، فلم يوافق على ذلك، / 153 / وحصل ¬

= اللامع 9/ 235، 236 رقم 581، ووجيز الكلام 2/ 653 رقم 1494، ونظم العقيان 164، 165 رقم 175. (¬1) الصواب: «سنة إحدى». (¬2) في نظم العقيان 165 مولده سنة 801 هـ‍. (¬3) خبر تفشّي الأمراض في: حوادث الدهور 1/ 292. (¬4) انظر عن (جانبك النوروزي) في: حوادث الدهور 1/ 292 و 308 رقم 12، والنجوم الزاهرة 15/ 551، والمنهل الصافي 4/ 248، 249 رقم 530، ووجيز الكلام 2/ 655 رقم 1503، والضوء اللامع 3/ 61 رقم 248، والتبر المسبوك 328. (¬5) خبر شراء الغلال في: حوادث الدهور 1/ 292، وبدائع الزهور 2/ 283.

فقدان الخبز

عنده من الأنكاد أضعاف ما عند الناس لأمر ما هو ظاهر (¬1). [فقدان الخبز] وفيه كثر تكالب الناس ولم يظهر الخبز بالحوانيت، وإذا وجد تناهبه الناس، ووقع أشياء يطول الشرح في ذكرها (¬2). [تفقّد مقياس النيل] وفيه، في عشرين توت، تفقّد المقياس، وكان الباقي للوفاء ثمانية أصابع، فوقع القيل والقال، وأجمع رأي السلطان على فتح الخليج من غير تخليق المقياس، فنزل والي الشرطة لذلك لا غير. وفتح السدّ فقط لا عين وفا، ولم يقع الأنس على العادة التي كانت جارية في أيام كسر البحر، وما كان يحصل من الفرح والسرور والتهاني، بل عظم فيه بكاء الناس ونحيبهم على عكسها، وكان يقع في مثل هذا اليوم، وكان يوما مهولا مزعجا لم يعهد مثله عن قريب من نوادر الأيام، ولله الأمر (¬3). [استيلاء نائب جدّة على أموال السلطان] وفيه ورد الخبر من الحجاز بأنّ تمراز المصارع نائب جدّة قد استولى على ما تحصّل منها من الأموال السلطانية، وهو نحو الثلاثين ألف دينار فأخذها، وتوجّه بها في مروس فارّا إلى جهة اليمن، فانزعج السلطان لذلك، وطلب في الحال جانبك نائب جدّة، وخلع عليه بإعادته إلى شادّيتها على ما كان، وأمره بالخروج سريعا والتفحّص عن أمر تمراز إذا وصل إلى هناك، وأضاف معه تنم رصاص. وأمّا تمراز فوقع له بعد أن سافر من جدّة أشياء يطول الشرح في ذكرها، آل أمره فيها إلى الحيرة. وكاد أن يؤخذ من الملوك بالهند واليمن. ثم آل أمره أن تملّك الحديّدة من اليمن (¬4). [مقتل تمراز نائب جدّة] [2223]- ثم قتل، وأحضر ما كان معه واستولى عليه من أموال السلطان إلى مكة على يد تنم رصاص (¬5). ¬

(¬1) خبر وفاء النيل في: بدائع الزهور 2/ 283. (¬2) خبر فقدان الخبز في: بدائع الزهور 2/ 283. (¬3) خبر تفقّد المقياس في: حوادث الدهور 1/ 293، وبدائع الزهور 2/ 283. (¬4) خبر نائب جدّة في: حوادث الدهور 1/ 293، والنجوم الزاهرة 25/ 427، 428، ووجيز الكلام 2/ 648، وبدائع الزهور 2/ 284. (¬5) انظر عن (تمراز) في: النجوم الزاهرة 15/ 428، ووجيز الكلام 2/ 648، والضوء اللامع 3/ 35، وبدائع الزهور 2/ 285.

وفاة سودون السودوني

[وفاة سودون السودوني] [2224]- وفيه مات سودون السودوني (¬1)، الظاهريّ. وكان مسرفا على نفسه، وولي الحجوبية الثانية، ثم نفي وجرت عليه أمور. [انعقاد المجلس بالقلعة] وفيه عقد مجلس بالقلعة بين يدي السلطان حضره القضاة الأربع (¬2) والمشايخ بسبب حكم وقع بدمشق من قاضيها البرهان السوبيني في قضية أبي الفتح الطيبي. وطال فيه الكلام بين الشافعية والمالكية. ثم عقد مجلسا ثانيا (¬3) في هذه الحادثة بعينها، وكلاهما انفضّ (على غير طائل (¬4)) (¬5). [صرف السوبيني عن القضاء] / 154 / وخرج الأمر إلى دمشق بصرف السوبيني عن القضاء (¬6). [وفاة الجمال الدميري] [2225]- وفيه مات الجمال الدّميريّ (¬7)، يوسف بن علي بن خلف بن محمد بن أحمد بن سليمان القاهري، الشافعيّ. وكان فاضلا، خيّرا، ديّنا. أخذ عن جماعة، منهم: الكمال الدّميري، وسمع على جماعة. وهو والد القاضي بدر الدين محمد المعروف بكتكوت الآتي في محلّه. ومولده سنة ستّ وسبعين وسبعمائة. ¬

(¬1) انظر عن (سودون السودوني) في: حوادث الدهور 1/ 294 و 309 رقم 13، والدليل الشافي 1/ 337 رقم 1158، والنجوم الزاهرة 15/ 551، 552، والمنهل الصافي 6/ 178، 179 رقم 1161، والتبر المسبوك 329، والضوء اللامع 3/ 279 رقم 1062، وبدائع الزهور 2/ 285. (¬2) الصواب: «الأربعة». (¬3) الصواب: «مجلس ثان». (¬4) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬5) خبر انعقاد المجلس في: حوادث الدهور 1/ 295، والنجوم الزاهرة 15/ 429. (¬6) خبر صرف السوبيني في: حوادث الدهور 1/ 294. (¬7) انظر عن (الجمال الدميري) في: التبر المسبوك 343، والضوء اللامع 10/ 324 رقم 1218.

رمضان

[رمضان] [ضرب عنق الطيبي] [2226]- وفي رمضان ضربت عنق أبو (¬1) الفتح الطيبيّ (¬2)، محمد بن محمد بن علي بن إبراهيم القاهري، القادري، الشافعيّ. وكان فاضلا. سمع على جماعة، منهم: الحافظ ابن (¬3) حجر. [ولاية النحاس محلّ الطيبي] وقام النّحاس بولايته وكالة المال، ونظر الجوالي بدمشق، وقرّر عليه مال يحمله في كل سنة، فلم تحمد سيرته في ذلك، وظلم وعسف، وكتبت عليه محاضر بأمور وبكفره، وادّعي عليه عند الشافعيّ، وحكم بإسلامه وحقن دمه، فألغى المالكيّ ذلك، وحكم بسفك دمه، فضربت عنقه صبرا، وثار عامّة دمشق لتخليصه، فما قدروا على ذلك، وأكثروا من البكاء عليه، وربّما زاروا قبره. ومولده سنة 811. [قدوم تنبك البردبكي على السلطان] وفيه استقدم تنبك البردبكي من ثغر دمياط، وصعد إلى بين يدي السلطان فأنس إليه وأمره بالمشي في الخدمة مع المقدّمين (¬4). ثم قرّر في أواخر السنة الآتية في جملة المقدّمين بعد موت أحمد بن إينال على ما سيأتي. [الأمر بالقبض على النحاس] وفيه خرج الأمر لنائب طرسوس بالقبض على أبي الخير النّحاس، وأخذ جميع ما وجد عنده من الموجود، وضربه خمسمائة عصى (¬5). وفعل به ذلك هناك (¬6). ¬

(¬1) الصواب: «أبي». (¬2) انظر عن (أبي الفتح الطيبي) في: حوادث الدهور 1/ 296 و 309 رقم 14، والنجوم الزاهرة 15/ 429، والتبر المسبوك 341، والضوء اللامع 9/ 141، 142 رقم 357، ووجيز الكلام 2/ 646، وبدائع الزهور 2/ 285. (¬3) الصواب: «بن». (¬4) خبر قدوم تنبك في: حوادث الدهور 1/ 295، وبدائع الزهور 2/ 285. (¬5) الصواب: «عصا». (¬6) خبر الأمر بالقبض في: حوادث الدهور 1/ 296، وبدائع الزهور 2/ 285.

كائنة ابن أخي الزين الأستادار

[كائنة ابن أخي الزين الأستادار] وفيه كائنة أحمد ابن (¬1) أخي الزين الأستادارية ثار به العوامّ بصفد، فأحصلوه سحبا على وجهه لظلمه وعسفه، وجرت أمور مطوّلة. [شوال] [استيلاء الفرنج على مراكب للمسلمين] وفي شوال ورد الخبر بأنّ الفرنج القرصال (¬2) المفسدون (¬3) بالبحر الملح أخذوا أربعة من مراكب المسلمين مشحونة بما يزيد على مائة ألف دينار (¬4). [وفاة زين الدين ناظر الجيش] [2227]- وفيه مات عظيم الدولة الأشرفية البرسبائية، ناظر الجيش، الزين عبد الباسط (¬5) بن خليل بن إبراهيم. وقيل: يعقوب الدمشقي، الشافعيّ. وكان قد عظم جدّا، ورأس. قدم القاهرة مع المؤيّد وتقرّب منه، / 155 / وولي نظر الخزانة، وأنشأ الأملاك المعظّمة، والمدرسة الحافلة بالكافوري، ثم ولاّه الظاهر ططر نظر الجيش. ثم عظم أمره جدّا في دولة الأشرف برسباي، وصار إليه تدبير المملكة، وتكلّم في الأستادارية والوزارة، وكثير (¬6) من الوظائف. ثم امتحن في دولة الظاهر، وصودر، فكان جملة ما أخذ منه نحوا أو زيادة على الثلاث مائة ألف دينار. وكان له من البرّ والمعروف والصدقات الشيء الكثير. وله الآثار المعظّمة بمصر والشام والحجاز، وغير ذلك. ومولده سنة أربع وثمانين وسبعمائة. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) الصواب: «القراصنة». (¬3) الصواب: «المفسدين». (¬4) حوادث الدهور 1/ 298، ووجيز الكلام 2/ 649، والتبر المسبوك 323، 324. (¬5) انظر عن (الزين عبد الباسط) في: حوادث الدهور 1/ 310، والدليل الشافي 1/ 393، 394 رقم 1355، والمنهل الصافي 7/ 136 - 143 رقم 1358، والنجوم الزاهرة 15/ 552 - 554، والتبر المسبوك 329 - 332، والضوء اللامع 4/ 24 - 27 رقم 91، ووجيز الكلام 2/ 653، 654 رقم 1495، وبدائع الزهور 2/ 285، 281. (¬6) في الأصل: «وكر».

سفر الحجاج والمحمل

[سفر الحجّاج والمحمل] وفيه خرج الحاج من القاهرة، وكان أميرهم بالمحمل تمربغا الدوادار الثاني، وبالأول خير بك الأشقر المؤيّدي. وكان الحاج قليلا جدّا في هذه السنة بسبب الغلاء (¬1). [وفاة أركماس الظاهري] [2228]- وفيه مات أركماس الظاهري (¬2). وكان ساذجا، قليل الشرّ والأذى، كثير الحشمة والسكون، عفيفا عن المنكرات والأموال. تنقّل في عدّة ولايات، منها: نيابة قلعة دمشق، وطبلخانات بالقاهرة، ثم تقدمة ألف، ثم رأس نوبة النوب، ثم الدوادارية الكبرى، ثم نفي إلى دمياط، ثم استقدم إلى القاهرة. [وفاة جانبك الجكمي] [2229]- وفيه مات جانبك الجكميّ (¬3)، أحد العشرات. وكان لا بأس به. [وفاة الولي المجدوب] [2230]- وفيه مات الشيخ الولي المجدوب، كمال الدين، محمد بن صدقة (¬4) بن عمر الدمياطي، المصري، الشافعيّ. ¬

(¬1) خبر الحجّاج في: حوادث الدهور 1/ 298، 299، والنجوم الزاهرة 15/ 430، والتبر المسبوك 324، وبدائع الزهور 2/ 286. (¬2) انظر عن (أركماس الظاهري) في: حوادث الدهور 1/ 299، و 311 رقم 17، والدليل الشافي 1/ 109 رقم 337، والمنهل الصافي 2/ 329 - 332 رقم 379، والنجوم الزاهرة 15/ 554، 555، ووجيز الكلام 2/ 655 رقم 1498، والضوء اللامع 2/ 269، رقم 836، وبدائع الزهور 2/ 286. (¬3) انظر عن (جانبك الجكمي) في: حوادث الدهور 1/ 299 و 312 رقم 18، والدليل الشافي 1/ 239 رقم 825، والمنهل الصافي 4/ 242 رقم 827، والنجوم الزاهرة 15/ 551، والتبر المسبوك 328، والذيل التام، ورقة 91 ب، والضوء اللامع 3/ 56 رقم 222، ووجيز الكلام 2/ 655 رقم 1501، وبدائع الزهور 2/ 278. (¬4) انظر عن (ابن صدقة) في: حوادث الدهور 1/ 298، و 311 رقم 16، والتبر المسبوك 237، 238، والضوء اللامع 7/ 270، 271 رقم 690، ووجيز الكلام 2/ 651 رقم 1489، ونظم العقيان 149، 150 رقم 148، وبدائع الزهور 2/ 286، وشذرات الذهب 7/ 284.

ذو القعدة

وكان اشتغل في أوائله، وتكسّب بالشهادة، ثم انجذب، وحيكت عنه كرامات ومكاشفات صادقة، وقصد بالزيارة للتبرّك به. [ذو القعدة] [نيابة غزّة] وفي ذي قعدة قرّر في نيابة غزّة جانبك التاجي، وصرف خير بك النوروزي إلى دمشق بطّالا (¬1). [وفاة الخواجا بدر الدين حسن] [2231]- وفيه مات الخواجا، التاجر، السيد، الشريف، بدر الدين حسن (¬2)، أحد تجّار الإسكندرية. وكان عارفا بالمتجر. ولم يكن محمود السيرة. [وفاة تغري برمش اليشبكي] [2232]- وفيه مات تغري بردي برمش (¬3) اليشبكي. وكان شجاعا، ذا ثروة زائدة، تنقّلت به الأحوال بعد موت أستاذه يشبك بن أزدمر حتى صيّر زردكاشا كبيرا، وتأمّر طبلخاناه. وكان لا بأس به. بغته الأجل وهو بمكة على باشيّة الجند وله نيّف وثمانون سنة. [تأمير طبلخانات] وفيه أمّر دقماق اليشبكي عشرة من طبلخانات تغري برمش الزردكاش، وقرّر في باقيها قراجا الظاهري الخازندار على مائتين. وصيّر من الطبلخاناة (¬4). ¬

(¬1) خبر نيابة غزّة في: النجوم الزاهرة 15/ 430، وحوادث الدهور 1/ 299، والتبر المسبوك 324، وبدائع الزهور 2/ 286. (¬2) انظر عن (بدر الدين حسن) في: حوادث الدهور 1/ 312 رقم 19، والتبر المسبوك 328، والضوء اللامع 3/ 133. (¬3) انظر عن (تغري بردي برمش) في: المنهل الصافي 4/ 65 - 68 رقم 768، والدليل الشافي 1/ 218، 219، رقم 766، والنجوم الزاهرة 15/ 558، 559، وحوادث الدهور 1/ 314، 315 رقم 22، والضوء اللامع 3/ 34، 35 رقم 145، ووجيز الكلام 2/ 655 رقم 1499، والتبر المسبوك 328. (¬4) خبر الطبلخانات في: حوادث الدهور 1/ 300، والنجوم الزاهرة 15/ 430، والتبر المسبوك 324.

إقطاع دقماق

[إقطاع دقماق] وقرّر في إقطاع دقماق جانبك الأشرفي / 156 / الخازندار، المعروف بالظريف، أحد الدوادارية الصغار. وقرّر ما كان في يد جانبك الظريف: جانبك آخر يقال له البوّاب، كان قدم من مكة بخبر تغري برمش الزردكاش (¬1). [وفاة الواعظ ابن حامد القرشي] [2233]- وفيه مات الواعظ، الشهاب ابن (¬2) حامد القرشيّ (¬3)، أحمد بن محمد بن حامد الأنصاري، الشافعيّ. وكان فاضلا. عرض على البرهان بن جماعة، وأخذ عن جماعة من الأكابر. وسمع على جدّه وآخرين. وأجاز له ابن (¬4) أميلة، وغيره. وكان خيّرا، ديّنا، عفيفا، زاهدا، منجمعا، مذكّرا، حسن الوعظ والتذكير. ومولده سنة ستين وسبعمائة. [تقرير الزردكاشية] وفيه قرّر في الزردكاشية دقماق اليشبكي المقدّم ذكره. ثم بعد أيام صرف عنها بقضيّة يطول الشرح في ذكرها. ثم استرجع السلطان عنه الإمرة أيضا، وأعيد إليه بإقطاعه الذي كان بيده، وبقي جانبك الظريف بغير شيء. ثم قرّر في الإمرة عشرة التي كانت بيد دقماق، وهذا أول تأمير الظريف (¬5). [تقرير الدوادارية] وفيه قرّر قايتباي المحمودي الخاصكي الظاهري في الدوادارية التي كانت بيد جانبك الظريف. ¬

(¬1) خبر إقطاع دقماق في: حوادث الدهور 1/ 300، والنجوم الزاهرة 15/ 430، والتبر المسبوك 324. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) انظر عن (ابن حامد القرشي) في: عنوان العنوان، رقم 93، والضوء اللامع 2/ 173، 174 رقم 492، والتبر المسبوك 327، ووجيز الكلام 2/ 650 رقم 1487، وحوادث الزمان 1/ 99، 100 رقم 41. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر الزردكاشية في: النجوم الزاهرة 15/ 430، 431، وحوادث الدهور 1/ 301، والتبر المسبوك 325، وبدائع الزهور 2/ 286.

وفاة قاضي مكة

وقايتباي هذا هو سلطان عصرنا الآن. وسيأتي الكلام على سلطنته في سنة اثنين (¬1) وسبعين وثمانماية، إن شاء الله تعالى (¬2). [وفاة قاضي مكة] [2234]- وفيه مات قاضي مكة ورئيسها ومفتيها، البهاء أبو البقاء بن الضياء (¬3)، محمد بن أحمد بن محمد بن سعيد بن محمد بن محمد بن عمر بن علي بن يوسف بن إسماعيل العمري، الصاغاني، الهنديّ الأصل، المكي الحنفيّ. وكان علاّمة وقته، فاضلا، بارعا ماهرا في الفنون، أفتى ودرّس، وصنّف وألّف، وولي قضاء مكة المشرّفة. وكان المشار إليه بها مع خيره ودينه وعفّته. سمع على جماعة. وشهرته تغني عن مزيد التعريف به. ومولده سنة تسع وثمانين وسبعمائة. [ذو الحجّة] [وفاة الولي السفطي] [2235]- وفي ذي حجّة، في أوله مات قاضي القضاة الولي السفطيّ (¬4)، محمد بن أحمد بن يوسف بن حجّاج القاهري، الشافعيّ. ¬

(¬1) الصواب: «سنة اثنتين». (¬2) خبر الدوادارية في: حوادث الدهور 1/ 301، وبدائع الزهور 2/ 286. (¬3) انظر عن (ابن الضياء) في: النجوم الزاهرة 15/ 558، والمنهل الصافي 3 / ورقة 65 ب 67 أ، والدليل الشافي 2/ 285، 286 رقم 2010، وحوادث الدهور 1/ 314 رقم 21، وعنوان العنوان، رقم 587، ومعجم شيوخ ابن فهد 213 - 215، ووجيز الكلام 2/ 651، 652 رقم 1491، والضوء اللامع 7/ 84، 85 رقم 172، والتبر المسبوك 334، ونظم العقيان 137 رقم 130، وحوادث الزمان 1/ 100 رقم 42، وبدائع الزهور 2/ 286 وفيه: «ابن الصياد»، وطبقات المفسّرين للداوودي 2/ 75، وهدية العارفين 2/ 197، والبدر الطالع 2/ 120، 121، وكشف الظنون 113 و 225 و 438 و 1022 و 1601 و 1997، وإيضاح المكنون 2/ 425 و 487، وفهرس المخطوطات المصورة، لطفي عبد البديع 2/ 3، وفهرس دار الكتب المصرية 5/ 115، 116، ومعجم المؤلّفين 9/ 15، 16. (¬4) انظر عن (الولي السفطي) في: النجوم الزاهرة 15/ 555 - 558، والدليل الشافي 2/ 599 رقم 2056، والمنهل الصافي 3 / ورقة 79 أ - 81 أ، وحوادث الدهور 1/ 312 - 314 رقم 20، والذيل التام، ورقة 91 أ، والتبر المسبوك 334 - 337، والضوء اللامع 7/ 118 - 121 رقم 256، ووجيز الكلام 2/ 650، 651 رقم 1488، والذيل على رفع الإصر 245 - 255، ومعجم شيوخ ابن فهد 219، وعنوان العنوان، رقم 602، ونظم العقيان 139 رقم 134، وحوادث الزمان 1/ 100 رقم 43، وبدائع الزهور 2/ 257. و «السفطي» بسكون الفاء بين مهملتين. نسبة لسفط الحنّاء من الشرقية بمصر.

مشيخة الجمالية

وكان عالما، فاضلا، ذكيّا. أخذ عن جماعة من الأكابر. وسمع على جماعة. وناب في القضاء، لكن حرص على الدنيا وتحصيلها. وآل به الأمر إلى ولاية المناصب الجليلة، منها: القضاء الأكبر كما عرفت. وامتحن وجرى عليه ما / 157 / لا يوصف. وكان سمحا بجاهه، بخيلا، شحيحا بماله، مع اتّصافه بأشياء متناقضة. ومولده سنة اثنين (¬1) وتسعين وسبعمائة. [مشيخة الجمالية] وفيه قرّر في مشيخة الجمالية الولي السيوطيّ، عوضا عن الوليّ السفطي بحكم وفاته، وكان قد استقرّ فيها بحكم غيبته، ثم لما عاد نزع نفسه منها وما عارضه بل وحمل إليه ما كان استأدّاه من المعلوم، فمن حسن نيّته عادت إليه كما ينبغي على الوجه المتبقيّ (¬2). [إبطال القرّاء أمام الجنائز] وفيه أمر السلطان بإبطال القرّاء والذكّارين (¬3) أمام الجنائز. [هزال الأضاحي] وفيه عزّ وجود الضحايا، وكانت في غاية الهزال، وخرج الكثير من الأعيان من القاهرة فرارا من الأضحية. [إطلاق يشبك الصوفي] وفيه أطلق يشبك الصوفي من سجن الإسكندرية وأمر بالتوجّه إلى دمياط للإقامة فيها (¬4). [القبض على نائب حماه] وفيه ورد الخبر من محمد بن مبارك شاه التركماني نائب البيرة بالقبض على بيغوت نائب حماه (¬5). * * * ¬

(¬1) الصواب: «سنة اثنتين». (¬2) خبر المشيخة في: حوادث الدهور 1/ 301، وبدائع الزهور 2/ 297. (¬3) الصواب: «والذاكرين». (¬4) خبر إطلاق يشبك في: حوادث الدهور 328، والنجوم الزاهرة 15/ 431، والتبر المسبوك 325. (¬5) خبر نائب حماه في: حوادث الدهور 1/ 302، والنجوم الزاهرة 15/ 432، وبدائع الزهور 2/ 287.

وفاة ملك الشرق

[وفاة ملك الشرق] [2236]- وفيها - أعني هذه السنة - مات ملك الشرق وسلطان العجم محمد ألوغ بك (¬1) بن شاه رخ بن تمرلنك. وكان ملكا شهما، جليلا شجاعا، عالما، عارفا، من نمط أبيه، بل عدّ من كبار العلماء. قتله ولده عبد اللطيف، وولي بعده. ثم لم يلبث شهرا أن قتله عمّه هيمان وتملّك بعده. [الغلاء في السنة] وخرجت هذه السنة والغلاء موجود على ما هو عليه، والناس في شدّة بسببه، وقد عمّ الشراقي البلاد (¬2). ¬

(¬1) انظر عن (محمد ألوغ بك) في: وجيز الكلام 2/ 654 رقم 1496، والضوء اللامع 7/ 265، وبدائع الزهور 2/ 287، وشذرات الذهب 7/ 275 (سنة 853 هـ‍). (¬2) خبر الغلاء في: بدائع الزهور 2/ 287.

حوادث سنة خمس وخمسين وثمانماية

[حوادث] سنة خمس وخمسين وثمانماية [محرّم] [تقدمة المماليك] في محرّم منها قرّر في تقدمة المماليك مرجان العادلي، وصرف جوهر النوروزي، ونفي إلى القدس بطّالا (¬1). [نيابة تقدمة المماليك] وقرّر في نيابة تقدمة المماليك، عوضا عن مرجان الطواشي عنبر النوري الطنبديّ (¬2). [وفاة الخليفة المستكفي بالله] [2237]- وفيه كانت وفاة الخليفة الإمام المستكفي بالله (¬3) أمير المؤمنين، سليمان بن محمد بن أبي بكر بن سليمان العباسي، المصري، الشافعيّ. وكان كثير الأدب والحشمة والسكون والوقار، كثير الصمت، ملازما لقلّة الكلام، من خيار بني العباس، دينا وخيرا وأمانة وعفّة ونزاهة وتواضعا وانجماعا عن الناس بالكلية سيما بعد الخلافة (¬4). وكان أخاه (¬5) الخليفة المعتضد بالله لما تمرّض عهد إليه بالخلافة كما تقدّم. ¬

(¬1) خبر تقدمة المماليك في: حوادث الدهور 2/ 318، والنجوم الزاهرة 15/ 432، وبدائع الزهور 2/ 287. (¬2) خبر نيابة التقدمة في: حوادث الدهور 2/ 318، والنجوم الزاهرة 15/ 432، والتبر المسبوك 344، وبدائع الزهور 2/ 287. (¬3) انظر عن (المستكفي بالله) في: الدليل الشافي 1/ 320، 321 رقم 1094، والمنهل الصافي 6/ 51 - 53 رقم 1097، والنجوم الزاهرة 16/ 1، وحوادث الدهور 2/ 318 و 344، 345 رقم 2، والتبر المسبوك 359، والضوء اللامع 3/ 279 رقم 1015، وتاريخ الخلفاء 513 و 593، 594، تاريخ الخميس 2/ 430، وحسن المحاضرة 2/ 90، والنزهة السنية لابن الطولوني 1/ 134، وبدائع الزهور 2/ 230. (¬4) في الأصل: «لعلا حلافه». (¬5) الصواب: «وكان أخوه».

خلافة القائم بأمر الله حمزة

وذكر عنه أنه لا يعرف عليه كبيرة منذ نشأ، وأنّ الحطّ في العهد عليه فبويع بالخلافة بعد وفاته / 158 / على ما عرفته في سنة خمس وأربعين. ودام بالخلافة حتى بغته الأجل في يوم الجمعة ثاني محرّم هذا، فجهّز وأحضرت جنازته إلى مصلّى سبيل المؤمني، ونزل السلطان فشهد الصلاة عليه، ثم مشى في جنازته إلى أن وصل معها إلى المشهد النفيسي حيث دفن الخلفاء، وربّما حمل النعش فبادر إليه الأمراء ويأخذونه للحمل عنه، وأسف عليه هو والناس. وكانت مدّة خلافته عشرة (¬1) سنين تنقص شيئا. ومولده سنة خمس وتسعين وسبعمائة. ولم يعهد بعده بالخلافة لأحد، وإنما اختار السلطان أخاه حمزة فبايعه بالخلافة بعد أن تحرّك لها جماعة من بني العباس، فوقع اختيار السلطان على حمزة هذا. وكان قانباي الجركسي ممّن قام معه. [خلافة القائم بأمر الله حمزة] أمير المؤمنين حمزة بن محمد بن أبي بكر بن سليمان لما مات الخليفة المستكفي بالله كما تقدّم، من غير أن يعهد لأحد. وتحرّك جماعة من بني العبّاسية وتطاولوا للخلافة، [و] وقع اختيار السلطان على حمزة هذا فبعث بطلبه في يوم الإثنين خامس محرّم، وحضر القضاة الأربع (¬2) ونوّابهم والمشائخ وأرباب الدولة، وعملت البيعة، وبايع السلطان ثم الناس حمزة هذا، ولقّب بالقائم بأمر الله، وكنّي بأبي الفضل، ثم أفيض عليه شعار الخلافة، وقدّم له المركوب بالسّرج الذهب والكنبوش الزركش، فركبه والأعيان معه، ونزل إلى داره حيث سكن الخلفاء، وكان له يوما مشهودا (¬3). [وفاة الشيخ الأهدل] [2238]- وفيه مات الشيخ الصالح، الوليّ، المعتقد الأهدل (¬4)، صدّيق بن ¬

(¬1) الصواب: «عشر». (¬2) الصواب: «الأربعة». (¬3) الصواب: «وكان له يوم مشهود». وخبر الخلافة في: حوادث الدهور، 318، 319، ووجيز الكلام 2/ 657، وتاريخ الخلفاء 513، وتاريخ الخميس 2/ 430، وشذرات الذهب 7/ 284، وبدائع الزهور 2/ 288. (¬4) انظر عن (الأهدل) في: وجيز الكلام 2/ 658 رقم 1508، والضوء اللامع 3/ 145 رقم 557، والتبر المسبوك 358، وفهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية (التاريخ) 2/ 68، ومعجم شيوخ ابن فهد 107 - 109، وعنوان العنوان، رقم 217، والبدر الطالع 1/ 218، وهدية العارفين 1/ 315، وحوادث الزمان 1/ 109 رقم 63 (سنة 856 هـ‍)، ومعجم المؤلفين 4/ 15، والأعلام 2/ 259.

وصول ولد صاحب ديار بكر

أحمد بن يوسف بن عبد الرحمن اليمنيّ الأصل، المكي. وكان مشهورا بالصلاح، ولأهل مكة فيه الاعتقاد الزائد. [وصول ولد صاحب ديار بكر] وفيه وصل إلى القاهرة ولد جهان كير بن علي بن قرايلك صاحب ديار بكر، وله دون العشر سنين، بعث به والده ليكون تحت نظر السلطان للتودّد، فقرّره السلطان في إمرة عشرة بطرابلس وأكرمه (¬1). [وفاة الزين القابوني] [2239]- وفيه مات الزين جبريل بن علي بن محمد القابوني (¬2)، الدمشقي، الشافعيّ. سمع الحديث، وأسمعه. جاوز المائة في السنين. [وفاة قاضي الينبوع] [2240]- وفيه مات الشمس قاضي الينبوع، محمد بن أحمد بن زبالة (¬3) الهواريّ الأصل، الشافعيّ، / 149 / وكان عالما فاضلا. سمع على جماعة، منهم: العراقيّ. وولي قضاء الينبوع، وشهر بها. وكان مشكورا في قضائه. ومولده سنة أربع وثمانين وسبعمائة. [قضاء المالكية بدمشق] وفيه قرّر في قضاء المالكية بدمشق الشهاب التلمساني، وصرف سالم الزواويّ (¬4). ¬

(¬1) خبر ولد صاحب ديار بكر في: حوادث الدهور 2/ 319، والنجوم الزاهرة 15/ 433، ووجيز الكلام 2/ 657. (¬2) انظر عن (القابوني) في: عنوان العنوان، رقم 200، والتبر المسبوك 357، 358، والضوء اللامع 3/ 65، 66، رقم 267، وحوادث الزمان 1/ 102 رقم 47. (¬3) انظر عن (ابن زبالة) في: النجوم الزاهرة 16/ 2، وحوادث الدهور 2/ 320 و 346 رقم 4، والضوء اللامع 11/ 249، وحوادث الزمان 1/ 106 رقم 57. و «زبالة» بضمّ الزاي. (¬4) خبر قضاء المالكية في: حوادث الدهور 2/ 319، 320، والتبر المسبوك 345.

وفاة السلطان العثماني مراد

[وفاة السلطان العثماني مراد] [2241]- وفيه مات ملك الروم، السلطان مراد (¬1) بن محمد بن أبي يزيد بن مراد بن عثمان. وكان من مشاهير الملوك العظام، ذا عزم وحزم وشجاعة، وسخاء نفس إلى الغاية. ملك بعد موت أبيه في سنة أربع وعشرين وثمانماية. وطالت أيامه، وحسنت سيرته، وأفنى عمره في جهاد الكفّار، وفتح الكثير من القلاع والأمصار. وكان كثير الغزو، وله اليد البيضاء في نصرة الإسلام حتى لقّب بالغازي. وله ببلاده المآثر الحسان. بغته الأجل ولم يكمل الخمسين سنة. واستقلّ بملكة بعده ولده محمد، كان قد نزل له عنه قبل موته، وعاد إليه نائبا لأمر ما. ثم لما مات بادر من أحضر ولده من أماسيه سريعا حتى جلس على تخت أبيه. [وصول الحجّاج] وفيه وصل الحاجّ في كنف السلامة. [وفاة المجد بن الجيعان] [2242]- وفيه مات المجد بن الجيعان (¬2)، عبد الرحمن بن عبد الغني بن شاكر بن ماجد بن عبد الوهاب بن يعقوب الدمياطيّ الأصل، المصريّ، الشافعيّ. وكان رئيسا حشما في بني الجيعان، وولي نظر الخزانة، وعدّة مباشرات، وكان وجيها مشكورا. ومن آثاره الجيعانية ببولاق. [صفر] [وفاة الجمال ابن هشام] [2243]- وفي أول صفر مات الجمال بن هشام (¬3)، عبد الله بن محمد بن عبد ¬

(¬1) انظر عن (السلطان مراد) في: حوادث الدهور 2/ 346، 347 رقم 5، والمنهل الصافي 3 / ورقة 243، والدليل الشافي 2/ 731، 732 رقم 2499، والنجوم الزاهرة 16/ 2، 3، والتبر المسبوك 380، والضوء اللامع 10/ 152 رقم 604، ووجيز الكلام 2/ 163 رقم 1524، وحوادث الزمان 1/ 101 رقم 44، وبدائع الزهور 2/ 288، وأخبار الدول 3/ 23 - 27. (¬2) انظر عن (ابن الجيعان) في: وجيز الكلام 2/ 664 رقم 1527، والضوء اللامع 4/ 85، والتبر المسبوك 359، وبدائع الزهور 2/ 288. (¬3) انظر عن (ابن هشام) في: =

وفاة الكمال السيوطي

الله بن يوسف بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن هشام القاهري، الحنبليّ. وكان فاضلا عالما بمذهب. سمع الحديث على جماعة، وانتفع به الطلبة في فقه مذهبه وفي العربية، وناب في القضاء، وولي عدّة تداريس. ومولده سنة تسع وتسعين وسبعمائة. [وفاة الكمال السيوطي] [2244]- وفي صفر مات الكمال السيوطي (¬1)، أبو بكر بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد بن خضر بن محمد بن همام الحضيري، الشافعيّ. والد صاحبنا الحافظ، العلاّمة، المجتهد، الجلال السيوطيّ. / 160 / وكان عالما، فاضلا، بارعا، ناظما، ناثرا. سمع على جماعة، وله مصنّفات. ومولده سنة إحدى وثمانماية. [وصول قصّاد صاحب أذربيجان] وفيه قدم قصّاد جهان شاه صاحب أذربيجان والعراقين، ثم عملت الخدمة بالحوش من القلعة، وصعدوا ومعهم هدية مرسلهم، ومكاتبة، وولد أخي جهان شاه ليكون تحت نظر السلطان، ويذكر في مكاتبته الاعتذار عن قدومه لديار بكر وأخذه ماردين، وأنه إنما فعل ذلك لسوء تدبير جهان كير، وكان قصده رفع يده وتوليته ديار بكر لعمّه الشيخ حسن بن قرايلك ليكون تحت طاعة السلطان، فرحّب السلطان بقصّاده، وأمر بأن يضمّ ولد أخيه إلى ولده عثمان، وأنزل القصّاد بالميدان، وأمروا بأن لا يجتمعوا بأحد. ثم بعد ذلك بأيام أضافهم السلطان ضيافة حافلة، ثم بعد أيام أذن لهم بالسفر، وعيّن لردّ جواب جهان قانم التاجر، وسافروا بعد ذلك (¬2). ¬

= حوادث الدهور 2/ 320، و 345 رقم 2، والنجوم الزاهرة 6/ 2، والتبر المسبوك 361، 362، والضوء اللامع 5/ 56، 57 رقم 209، ووجيز الكلام 2/ 662 رقم 1519، ونظم العقيان 121 رقم 95، وبدائع الزهور 2/ 288. (¬1) انظر عن (السيوطي) في: وجيز الكلام 2/ 660 رقم 1512، والضوء اللامع 11/ 72، والتبر المسبوك 356، ونظم العقيان 95، 96 رقم 53، وبغية الوعاة 2/ 206، وبدائع الزهور 2/ 289، وشذرات الذهب 7/ 298. (¬2) خبر وصول القصّاد في: حوادث الدهور 2/ 320، 321، والنجوم الزاهرة 15/ 433، ووجيز الكلام 2/ 657، 658، والتبر المسبوك 345، وبدائع الزهور 2/ 289.

وفاة الشهاب ابن المحتسب

[وفاة الشهاب ابن المحتسب] [2245]- وفيه مات الشهاب بن المحتسب (¬1)، أحمد بن يوسف بن حسين الحسني، الحصنيّ، الأصل، المكيّ. أجاز له الزين العراقيّ، وغيره. ومولده سنة خمس وسبعين (¬2) وسبعمائة. [شفاعة النواب بنائب حماه] وفيه وردت على السلطان مكاتبات نواب البلاد الشامية باعتناء قانباي الحمزاوي نائب حلب، يتضمّن الشفاعة في بيغوت نائب حماه الذي كان قد فرّ لبلاد الشرق، وأنه جاء باختياره نادما راغبا داخلا تحت طاعة السلطان، فخرج الأمر بقبول شفاعاتهم والإذن لبيغوت في الحضور مكرما (¬3). [إيقاع المماليك بزين الدين الأستادار] وفيه أوقع المماليك السلطانية بزين الدين الأستادار وبهدلوه وشجّوا رأسه، وحمل إلى داره على أقبح ما يكون (¬4). [تراجع الأسعار] وفيه تراجعت الأسعار شيئا عمّا كانت (¬5). [عقد السلطان على ابنة الزين عبد الباسط] وفيه عقد السلطان على ابنة الزين الباسط ناظر الجيش، وتولّى عقدها الحنبليّ، وألبس كاملية بالطوق السمّور (¬6). [تفشّي الأمراض] وفيه فشت الأمراض الحادّة بالقاهرة. ¬

(¬1) انظر عن (ابن المحتسب) في: التبر المسبوك 356، والضوء اللامع 2/ 247 رقم 691. (¬2) في التبر المسبوك: ولد سنة 795 هـ‍، ومثله في الضوء. (¬3) خبر شفاعة النواب في: حوادث الدهور 2/ 321، والنجوم الزاهرة 15/ 433. (¬4) خبر إيقاع المماليك في: النجوم الزاهرة 15/ 433، وبدائع الزهور 2/ 289. (¬5) خبر الأسعار في: بدائع الزهور 2/ 289. (¬6) خبر عقد السلطان في: حوادث الدهور 2/ 323، وبدائع الزهور 2/ 289.

ربيع الأول

[ربيع الأول] [وفاة الشمس ابن حسّان] [2246]- وفي ربيع الأول مات الشمس بن حسّان (¬1)، محمد بن محمد بن علي بن حسّان بن محمد بن حسّان القدسي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، خيّرا، ديّنا. / 161 / سمع على جماعة، وولي مشيخة الحديث بالبيبرسية، ومشيخة خانقاه سعيد السعداء، وترشّح للقضاء الأكبر. ومولده تقريبا سنة ثمانماية. [عيادة السلطان للأستادار] وفيه ركب السلطان ونزل لعيادة زين الدين الأستادار، وأخذ في تسلية خاطره، ثم خرج من عنده ودخل دار ابن كاتب جكم ثم خرج متوجّها إلى القلعة، فبعث إليه زين الدين تقدمة حافلة، فقبلها (¬2). [وفاة أبي العباس الصنهاجي] [2247]- وفيه مات الصنهاجي (¬3)، أبو العباس، أحمد المغربي، المالكيّ. وكان عالما، فاضلا. درّس مدّة بالأزهر، وانتفع به الطلبة. [وفاة المحب ابن خلف] [2248]- وفيه مات الأديب، الفاضل، المحبّ بن حميد، محمد بن علي بن أحمد بن خلف (¬4) المحلّي، الشافعيّ. ¬

(¬1) انظر عن (ابن حسّان) في: حوادث الدهور 2/ 321 و 347 رقم 6، والنجوم الزاهرة 16/ 3، والتبر المسبوك 371 - 373، والضوء اللامع 9/ 152 - 154 رقم 387، ووجيز الكلام 2/ 659، 660 رقم 1510. (¬2) خبر عيادة السلطان في: حوادث الدهور 2/ 321، 322، والنجوم الزاهرة 15/ 433، وبدائع الزهور 2/ 289. (¬3) انظر عن (الصنهاجي) في: وجيز الكلام 2/ 662 رقم 1517، والضوء اللامع 2/ 258، والتبر المسبوك 356، وبدائع الزهور 2/ 289. (¬4) انظر عن (ابن خلف: في: التبر المسبوك 367، وبدائع الزهور 2/ 289، 290.

إيقاع حسن الطويل بعمه

وكان فاضلا تعانى الأدب، وقال الشعر الجيّد، ومنه في معنى النحو. للنّخو ستّ معان قد أتيت بها ... في مفرد فاغتنى عن عيّ (¬1) إكثار النحو يأتي بمعنى القصد مع جهة ... والمثل والصرف مع اسم بمقدار (¬2) وسمع على جماعة. ومولده سنة ثلاث عشرة وثمانماية. [إيقاع حسن الطويل بعمّه] [2249]- وفيه وردت الأخبار بأنّ جهان كير قد بعث بأخيه حسن الطويل مع عسكر لقتال عمّه الشيخ حسن، فالتقى به، وآل أمره إلى قتله وولد له معه أيضا، وجماعة من عسكر جهان شاه (¬3). وكان أول ظهور حسن الطويل، وتأكد عداوته مع جهان شاه، ثم تطلّعه إلى ملك أخيه حتى استقلّ به. [وفاة البدر الأميوطي] [2250]- وفيه مات البدر الأميوطي (¬4) نقيب الحكم، حسن بن حسين بن عبد الدائم الحسني، الشافعيّ، الحجازيّ. وكان غير مشكور السيرة. لم يكمل الستين. [وفاة الشمس الحجازي] [2251]- وفيه مات الشمس الحجازيّ ابن (¬5) أخت السخاوي (¬6)، محمد بن محمد بن إسماعيل بن يوسف بن عثمان الحلبيّ الأصل. وكان ولي نظر دار الضرب، وصار له فيه كثرة شهرة. ¬

(¬1) في البدائع: «غيّ». (¬2) البيتان في بدائع الزهور 2/ 290. (¬3) خبر حسن الطويل في: حوادث الدهور 2/ 322، 323. (¬4) انظر عن (الأميوطي) في: الضوء اللامع 3/ 98، 99، رقم 197. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) انظر عن (ابن أخت السخاوي) في: حوادث الدهور 2/ 323 و 347 رقم 7، والنجوم الزاهرة 16/ 3، والتبر المسبوك 368، والضوء اللامع 9/ 54 رقم 148.

وفاة الكاتب الأبوبكري

سمع على جماعة، وكان خيّرا، ديّنا. ومولده سنة تسع وتسعين وسبعمائة. [وفاة الكاتب الأبوبكري] [2252]- والشمس الكاتب محمد الأبوبكري (¬1)، الرومي، الحنفيّ. وكان له فضل، مع طيش وخفّة ودعوى عريضة، وكتب المنسوب، وكان فكها، قاسى الأهوال بعد اختصاصه بالسلطان ومنادمته. وكان عجيبا في هيئته. [ربيع الآخر] [خلعة السلطان على نائب حماه] وفي ربيع الآخر وصل بيغوت إلى القاهرة، فخلع عليه السلطان سلاريّا / 162 / من ملابيسه، ووعده بجميل، وآنس إليه وما واخذه ولا عاتبه (¬2). [وفاة الزين السعدي] [2253]- وفيه مات الزين الأصمّ (¬3) عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن عثمان الأنصاري، السعدي، العبّادي، الحلبي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، مع ما كان به من الصمم، وكان عجيبا في فهم ما يشار إليه به مع ذلك الصمم القويّ. ومولده سنة أربع وسبعين (¬4) وسبعمائة. [رسلية السلطان إلى السلطان العثماني] وفيه خرج أسنباي الجمالي أحد خواصّ السلطان متوجّها إلى الرسلية للسلطان محمد بن عثمان بتهنئته بالملك وتعزيته في ابنه (¬5). ¬

(¬1) في الأصل: «الأنكوري». والتصحيح من مصادر ترجمته: حوادث الدهور 2/ 347، 348 رقم 8، والنجوم الزاهرة 16/ 4، 5، والتبر المسبوك 374، والضوء اللامع 10/ 112 رقم 419، وبدائع الزهور 2/ 290. (¬2) خبر خلعة السلطان في: حوادث الدهور 2/ 325، والنجوم الزاهرة 15/ 434، والتبر المسبوك 348، وبدائع الزهور 2/ 290. (¬3) انظر عن (الزين الأصمّ) في: التبر المسبوك 359، 360، والضوء اللامع 4/ 94، 95 رقم 278، وحوادث الزمان 1/ 104 رقم 52. (¬4) في حوادث الزمان: ولد سنة 784 هـ‍. ومثله في الضوء والتبر. (¬5) خبر رسلية السلطان في: حوادث الدهور 2/ 325، ووجيز الكلام 2/ 658، وبدائع الزهور 2/ 290.

تغيظ السلطان على النحاس

[تغيّظ السلطان على النحاس] وفيه أشيع بأنّ السلطان ذكر النحاس بخير وأنه في قصد الرضى عنه، وبلغ السلطان ذلك فأنكره وتغيّظ، ثم كتب إلى نائب طرسوس بأنه يحضره إلى عنده ويضربه مائة سوط، ويقول له: «السلطان بعث يتفقّدك بهذا». متهكّما عليه لكونه هو الذي بعث يشيع بالقاهرة هذه الإشاعة عن نفسه (¬1). [إمرة الحاج الشامي] وفيه قرّر الوالد في إمرة الحاج الشاميّ، ثم أبطل ذلك (¬2). [جمادى الأول] [اليزك بثغر رشيد] وفي جماد الأول خرج الشهاب أحمد بن إينال اليوسفيّ أحد مقدّمين (¬3) الألوف لليزك بثغر رشيد لحفظه من طروق الفرنج، وكان قد كثر أذاهم وفسادهم بالسواحل (¬4). [تخرّق النيل] وفيه اخترق (¬5) النيل جدّا بحيث خاضه الكثير من الناس من مواضع ببولاق وغيرها (¬6). [خروج بيغوت إلى الشام] وفيه خرج بيغوت إلى الشام وقد رتّب له، في كل شهر مائة دينار، ووعد بأنه مهما انحلّ من الأقاطيع اللائقة به يقرّر فيها (¬7). [وفاة ابن المنمنم] [2254]- وفيه مات المسند بن المنمنم (¬8)، محمد بن محمد بن خليل بن إبراهيم القاهري، الشافعيّ. ¬

(¬1) خبر تغيّظ السلطان في: حوادث الدهور 2/ 325، والنجوم الزاهرة 15/ 434، والتبر المسبوك 349. (¬2) خبر الحاج الشامي لم يرد في المصادر. (¬3) الصواب: «أحد مقدّمي». (¬4) خبر اليزك في: حوادث الدهور 2/ 326، والتبر المسبوك 349، وبدائع الزهور 2/ 290. (¬5) في بدائع الزهور: «احترق». (¬6) بدائع الزهور 2/ 290. (¬7) خبر خروج بيغوت في: حوادث الدهور 2/ 326، والنجوم الزاهرة 15/ 434. (¬8) انظر عن (ابن المنمنم) في: التبر المسبوك 368، والضوء اللامع 9/ 81 رقم 221، وبدائع الزهور 2/ 290، وقد ضبطه السخاوي بنونين وثلاث ميمات، وهو في المخطوط: «ابن المنمنمة».

جمادى الآخر

سمع من العراقيّ، والتنوخيّ، وغيرهما. ولم يكن عار (¬1) من فضيلة. ومولده في سنة أحد (¬2) وتسعين وسبعمائة. [جمادى الآخر] [قضاء الشافعية بطرابلس] وفي جماد الآخر قرّر في القضاء الشافعية بطرابلس الشهاب الزهريّ (¬3). [نصرة المسلمين على الفرنج عند صور] وفيه وصل ابن (¬4) بشارة مقدّم العشير ببلاد الشام، وأخبر بطروق الفرنج في عشرين مركبا وزيادة مدينة صور، وأنه قاتلهم، وكانت النصرة للمسلمين، وأنه أسر منهم جماعة وقتل جماعة (¬5). [وفاة أمير المدينة المنوّرة] [2255]- وفيه مات أمير المدينة المشرّفة أميان بن مانع (¬6) بن علي بن عطيّة / 163 / بن منصور بن جمّاز بن شيحة، السيد، الشريف، الحسنيّ. وكان قد عزل عنها بسليمان بن عزيز وحاربه، فانتصر سليمان عليه وهزمه، ثم تنقّلت به الأحوال حتى بغته الأجل وهو على إمرة المدينة. [نظارة الأوقاف] وفيه ولي عبد العزيز بن محمد الصغير نظر الأوقاف، ثم صرف من يومه (¬7). ¬

(¬1) الصواب: «عاريا». (¬2) الصواب: «سنة إحدى». (¬3) انظر عن قضاء طرابلس في: حوادث الدهور 2/ 327، والتبر المسبوك 350، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري 2/ 64 رقم 75، ومنتخبات من حوادث الدهور 1/ 105. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر نصرة المسلمين في: حوادث الدهور 2/ 328، والتبر المسبوك 351، ومنتخبات من حوادث الدهور 1/ 105، وخطط الشام 2/ 189، وتاريخ طرابلس 2/ 189. (¬6) انظر عن (أميان بن مانع) في: حوادث الدهور 2/ 334 و 350 رقم 12، والنجوم الزاهرة 16/ 5، 6، والتبر المسبوك 356، والضوء اللامع 2/ 321 رقم 1041، ووجيز الكلام 2/ 663 رقم 1521، وبدائع الزهور 2/ 290. (¬7) خبر الأوقاف لم أجده في المصادر.

رجب

[رجب] [كتابة السرّ] وفي رجب صرف الكمال البارزي عن كتابة السرّ، وأمر بحمله إلى المقشّرة ثم أعيد وألزم بمال (¬1). [كسر النيل] وفيه كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل عثمان ولد السلطان لذلك على العادة، وكان يوما مشهودا، أظهر الناس فيه من الفرح والسرور ما لا يعبّر عنه، وخلّقوا بعضهم بعضا بالزعفران (¬2). [أعجوبة ماء النخلة] وفيه وقعت نادرة من الغرائب، وهي نخلة بالصعيد ببوتج (¬3) جافة [نبع] (¬4) شيء من رأسها ماء كثيرا جدا (¬5) بحيث مليء منه أوان، وأحضر للسلطان من ذلك الماء. فسبحان من هو قادر على كل شيء (¬6). [عودة الرسلية من بلاد ابن عثمان] وفيه وصل قانم التاجر من الرسلية لابن عثمان وهو مريض في محفّة (¬7). [شعبان] [الخلعة لنائب جدّة] وفي شعبان قدم جانبك نائب جدّة منها، فخلع السلطان عليه وأكرمه، ونزل في مشهد حفل (¬8). [وفاة بردبك العجمي] [2256]- وفيه وصل الخبر بموت بردبك العجميّ (¬9). ¬

(¬1) خبر كتابة السرّ في: حوادث الدهور 2/ 330، والتبر المسبوك 351، وبدائع الزهور 2/ 290، 291. (¬2) انظر عن (كسر النيل) في: حوادي الدهور 2/ 330، وبدائع الزهور 2/ 330. (¬3) بوتج - بوتيج: مدينة قديمة عرفت باسم «تابو توكه» قبليّ أسيوط. (حوادث الدهور الحاشية) (¬4) إضافة للضرورة. (¬5) الصواب: «ماء كثير جدّا». (¬6) خبر الأعجوبة في: حوادث الدهور 2/ 313، والتبر المسبوك 351. (¬7) خبر عودة الرسلية في: حوادث الدهور 2/ 330. (¬8) خبر الخلعة في: حوادث الدهور 2/ 332، والنجوم الزاهرة 15/ 434، والتبر المسبوك 351. (¬9) انظر عن (برد بك العجمي) في: النجوم الزاهرة 15/ 435، والمنهل الصافي 3/ 253، 254 رقم 649، والدليل الشافي 1/ 185 رقم =

زيادة النيل

فقرّر السلطان في تقدمته التي كانت بيده بدمشق بيغوت الأعرج الماضي خبره. [زيادة النيل] وفيه في تاسع عشر توت انتهت زيادة النيل إلى تسعة أصابع من الذراع التاسع عشر، وحصل بذلك غاية الفرح والسرور (¬1). [كشف السلطان على المدرسة الفخرية] وفيه ركب السلطان ونزل إلى سويقة الصاحب فكشف على المدرسة الفخرية، وقد جدّد ابن (¬2) كاتب جكم بناءها (¬3) وجعلها باسم السلطان. ثم عاد فدخل في طريقه إلى منزل ابنته زوجة أزبك من ططخ الأتابك الآن، أحد العشرات في ذلك الزمان، وأقام عندها ساعة طويلة، ثم عاد إلى القلعة. وحين استقرّ بالجلوس حضر إليه تقدمة من عند أزبك المذكور ما بين خيول ومماليك وأصحن (¬4) حلوى من كل نوع مستطرف، فقبل الحلوى وردّ الباقي (¬5). [امتناع الجند من أخذ النفقة] وفيه امتنع الجند من أخذ نفقة الكسوة على العادة في كلّ سنة. وكانت ألف درهم، ووقع أمور آلت / 164 / إلى أن نفق فيهم بزيادة مائتي (¬6) درهم الشخص (¬7). [رمضان] [شدّة الغلاء المفرط] وفي رمضان كان الغلاء في شدّة الإفراط في سائر المأكولات، سيما اللحوم، واحتاجت الفلاّحين (¬8) إلى الأبقار لأجل الحرث وإلى التقاوي لأجل الزراعة، فعزّ ¬

= 648، وحوادث الدهور 2/ 349، 350 رقم 11، والضوء اللامع 3/ 7 رقم 29، ووجيز الكلام 2/ 664 رقم 1526، والتبر المسبوك 357، وحوادث الزمان 1/ 105 رقم 55، وبدائع الزهور 2/ 291. (¬1) خبر النيل في: حوادث الدهور 2/ 332. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بنايها». (¬4) الصواب: «صحون». (¬5) خبر كشف السلطان في: حوادث الدهور 2/ 332، والنجوم الزاهرة 15/ 435، والتبر المسبوك 352، وبدائع الزهور 2/ 291. (¬6) في حوادث الدهور: «بزيادة ألفي»، وفي البدائع: كانت ألف درهم. (¬7) خبر امتناع الجند في: حوادث الدهور 2/ 332، 333، والنجوم الزاهرة 5 - / 435، والتبر المسبوك 352، وبدائع الزهور 2/ 291. (¬8) الصواب: «واحتاج الفلاحون».

حجوبية الحجاب بدمشق

وجودهما، وأبيع الإردبّ القمح بزيادة على الألف وخمسمائة، و (. . .) (¬1) البقر بنحو المائة وعشرين دينارا. بل أبيع الثور بأربعين ألف درهم. وافتقر في هذا الغلاء ما شاء الله تعالى من الخلائق. وأخذ جماعة من الباعة ومعهم لحم الكلاب والميتة وغير ذلك تباع للناس. ووقع في هذا الغلاء من الغرائب والنوادر ما لا يعبّر عنه بوصف، ودام مشتدّا نحوا من أربع سنين، بل دامت بقاياه إلى هذا الزمان (¬2). [حجوبية الحجّاب بدمشق] وفيه قرّر محمد بن مباركشاه في حجوبية الحجّاب بدمشق مضافا لما بيده من عدّاد الغنم (¬3). [بطالة جانبك الناصري] وصرف جانبك الناصري إلى القدس بطّالا (¬4). [مقتل تمراز البكتمري] [2257]- وفيه كان قتل تمراز البكتمري بالحديّدة من بلاد اليمن. وقصّته عن آخرها فيها طول. كان تمراز هذا من مماليك المؤيّد شيخ، وتنقّل بعده كما عرفت، حتى ولّي جدّة واستولى على أموالها، وفرّ إلى اليمن، وقطن به هناك، فاختشى التجّار من عواقب أمره، فأعلموا بحاله ملوك تلك النواحي، فما أواه أحد حتى جاء إلى الحديّدة. وجرت عليه أمور آلت إلى قتله. وكان شجاعا، مقداما، جريئا، رأسا في الصراع، عارفا بفنون الفروسية، مع حدّة مزاج وطيش وسوء خلق. (¬5) ¬

(¬1) كلمتان غير واضحتين، رسمتا: «البهم وج». (¬2) خبر الغلاء في: النجوم الزاهرة 15/ 435، 436، وحوادث الدهور 2/ 333، 334، وبدائع الزهور 2/ 291. (¬3) خبر الحجوبية في: حوادث الدهور 2/ 334، والنجوم الزاهرة 15/ 436، والتبر المسبوك 352. (¬4) خبر بطالة جانبك في: حوادث الدهور 2/ 374، والنجوم الزاهرة 15/ 436. (¬5) انظر عن (تمراز البكتمري) في: الدليل الشافي 1/ 226 رقم 792، والمنهل الصافي 4/ 151 - 153 رقم 794، والنجوم الزاهرة 16/ 8، وحوادث الدهور 2/ 342 و 352 - 354 رقم 18، والتبر المسبوك 357، والضوء اللامع 3/ 35، 36 رقم 149، ووجيز الكلام 2/ 648، 649، وبدائع الزهور 2/ 291.

وفاة التاج البلقيني

[وفاة التاج البلقيني] [2258]- وفيه مات التاج البلقينيّ (¬1)، محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن رسلان الكناني، القاهري، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا. سمع على والده وغيره، وأجاز له الزين العراقي، وغيره. وناب في الحكم، واستخلصه والده بإذن من السلطان فقرّ (¬2) من قضاة مصر، وكان محمودا في قضائه. وولي أيضا قضاء العسكر، وعدّة تداريس جليلة، وشافهه الأشرف برسباي بأن يتولّى القضاء الأكبر، فامتنع وانقطع عن تهنئته بالشهر. وكان إليه المرجع في قضاء أبيه. وبه نفع للطلبة. ومولده سنة سبع وثمانين (¬3) وسبعمائة. [أقوال المنجّمين] / 165 / وفيه لهج الكثير من المنجّمين وأرباب التقاويم بأن سيكون بآخره فتنة لقران نحس يكون فيه، يخشى منه على ذهاب دولة الظاهر. وزادت الإشاعة بذلك حتى بلغ السلطان. ثم مضى الشهر وما ظهر لما قالوه أثر حتى ولا ما هو مندوحة في الجملة (¬4). [وفاة الحاجب الثاني بحلب] [2259]- وفيه مات محمد بن ألتبغا الحلبيّ (¬5)، الثاني بحلب. وكان مشكورا. ¬

(¬1) انظر عن (التاج البلقيني) في: حوادث الدهور 2/ 335، والتبر المسبوك 366، 367، والضوء اللامع 8/ 110، 111، رقم 232، وعنوان العنوان، رقم 657، وحوادث الزمان 1/ 106 رقم 59، وبدائع الزهور 2/ 292. (¬2) الصواب: «فقرّر». (¬3) في حوادث الزمان 1/ 106 ولد في خامس عشرين جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين وسبع ماية. (¬4) خبر أقوال المنجّمين في: حوادث الدهور 2/ 335، والنجوم الزاهرة 15/ 437. (¬5) انظر عن (محمد بن ألتبغا) في: حوادث الدهور 2/ 335 و 350 رقم 13، والنجوم الزاهرة 16/ 6، والتبر المسبوك 364، والضوء اللامع 7/ 145 رقم 356 وفيه: «محمد بن البغا».

وفاة يشبك الحمزاوي

[وفاة يشبك الحمزاوي] [2260]- ومات يشبك الحمزاوي (¬1) نائب صفد. وكان شابّا حسنا، مشكور السيرة وولي غزّة قبل صفد وغير ما ولاية. [شوال] [نيابة صفد] وفي شوال قرّر بيغوت الأعرج في نيابة صفد (¬2). وقرّر في التقدمة التي كانت بيده محمد بن مبارك. وفي تقدمته (¬3) محمد بن مبارك أقباي السيفي جار قطلو. بمال بذله في ذلك، وكان قد عزل عن نيابة سيس (¬4). [وفاة الشرف موسى البهوتي] [2261]- وفيه مات الشيخ الصالح، المعتقد، الشرف، موسى بن عبد الله بن محمد البهوتي، الشافعيّ (¬5). وكان يؤثر عنه كرامات، مع قيامه في الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، مع الفضل والعلم والخير والديانة وسلامة الباطن. [قضاء الحنفية بدمشق] وفيه قرّر في قضاء دمشق الحنفية شيخنا الحميد النّعمانيّ، عوضا عن القوام الحنفيّ. وكان القوام قد وليها بغير سؤال (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (يشبك الحمزاوي) في: النجوم الزاهرة 15/ 437 و 16/ 7، وحوادث الدهور 2/ 336 و 351 رقم 15، والدليل الشافي 2/ 789 رقم 279، والتبر المسبوك 381، والضوء اللامع 10/ 276 رقم 1087، وبدائع الزهور 2/ 292. (¬2) خبر نيابة صفد في: النجوم الزاهرة 15/ 437، وبدائع الزهور 2/ 292. (¬3) الصواب: «وفي تقدمة». (¬4) حوادث الدهور 2/ 336، النجوم الزاهرة 15/ 438. (¬5) انظر عن (البهوتي) في: التبر المسبوك 380، والضوء اللامع 10/ 184، رقم 779، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 4/ 272 رقم 1291. (¬6) خبر قضاء الحنفية في: حوادث الدهور 2/ 336، والتبر المسبوك 353.

عرض كسوة الكعبة

[عرض كسوة الكعبة] وفيه عرض الجمال ابن (¬1) كاتب جكم ناظر الخاص الكسوة للكعبة المشرّفة، وكانت هائلة حافلة، معظّمة من نوادر الكساوي، عملت لتكتسي بها الكعبة من داخلها، فأعجبت السلطان، وخلع على الجمال خلعة سنيّة (¬2). [خروج الحاج] وفيه خرج الحاجّ وأميرهم بالمحمل سونجبغا اليونسيّ، وبالأول عبد العزيز بن محمد الصغير (¬3). [الدودة تفسد القرط] وفيه رعت الدودة جميع ما زرعه الناس من القرط، حتى كان ذلك سببا بعد ذلك لغلائه (¬4). [ذو القعدة] [العزل عن نيابة حلب] وفي ذي قعدة عزل قانباي الحمزاوي عن نيابة حلب. وعيّن السلطان للولاية دولات باي الدوادار، فاستعفى، وآل أمره أن يبقى قانباي على عادته (¬5). [تحريق خيال الظلّ] وفيه أمر السلطان بتحريق شخوص خيال الظلّ وإبطال عملها (¬6). [إبطال نوبة خاتون] وفيه أبطل السلطان نوبة خاتون التي بعد العشاء وزفّة القلعة التي بعد الصبح، وعدّ ذلك من محاسنه، وأنكر بعض الجهلة هذا على السلطان لقبح جهله (¬7). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر كسوة الكعبة في: حوادث الدهور 2/ 336. (¬3) خبر خروج الحاج في: حوادث الدهور 2/ 336، 337، والنجوم الزاهرة 15/ 438، والتبر المسبوك 353، وبدائع الزهور 2/ 292. (¬4) خبر الدودة في: حوادث الدهور 2/ 338، والتبر المسبوك 353. (¬5) خبر نيابة حلب في: حوادث الدهور 2/ 339. (¬6) خبر خيال الظلّ في: حوادث الدهور 2/ 339، والتبر المسبوك 353، وبدائع الزهور 2/ 292. (¬7) خبر نوبة خاتون في: حوادث الدهور 2/ 339، 340، وبدائع الزهور 2/ 292.

وفاة الشهاب ابن إينال اليوسفي

[وفاة الشهاب ابن إينال اليوسفي] [2262]- وفيه مات الشهاب أحمد ابن (¬1) أمير علي بن إينال اليوسفيّ (¬2). وكان تنقّل في الخدم / 166 / حتى ولي نيابة الإسكندرية، وصيّر بعدها من مقدّمين (¬3) الألوف، وعظم ووجه بزيادة عمّا كان محبّة، وميل للفقراء، وأهل الخير، ومعرفة بأنواع الفروسية، وحسن السيرة. وكان سمينا جدّا. ومولده سنة خمس أو ستّ وثمانماية. [تقدمة ألوف] وفيه قرّر تنبك البردبكي في جملة مقدّمين (¬4) الألوف على تقدمة أحمد بن إينال (¬5). [ذو الحجة] [وفاة الكريم القلقشندي] [2263]- وفي ذي حجّة مات الكريم القلقشندي (¬6) عبد الكريم بن عبد الرحمن بن محمد إسماعيل بن علي بن الحسن بن علي بن إسماعيل بن صالح بن سعيد المقدسي، الشافعيّ. وكان خيّرا، ديّنا. سمع على جماعة. ومولده سنة ثمانماية (¬7). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (ابن إينال اليوسفي) في: حوادث الدهور 2/ 351، 352 رقم 16، والدليل الشافي 1/ 65 رقم 222، والنجوم الزاهرة 16/ 7، والمنهل الصافي 2/ 32 - 35 رقم 224، والتبر المسبوك 355، والضوء اللامع 2/ 15 رقم 41، وبدائع الزهور 2/ 292، ووجيز الكلام 2/ 664 رقم 1525. (¬3) الصواب: «من مقدّمي». (¬4) الصواب: «من مقدّمي». (¬5) خبر تقدمة الألوف في: حوادث الدهور 2/ 341، والنجوم الزاهرة 15/ 438، وبدائع الزهور 2/ 292. (¬6) انظر عن (القلقشندي) في: التبر المسبوك 360، 361، والضوء اللامع 4/ 311، 312 رقم 845، وحوادث الزمان 1/ 107 رقم 60 وفيه: «القرقشندي»، وبدائع الزهور 2/ 293 وفيه توفي في المحرّم سنة 856 هـ‍. (¬7) قال السخاوي إن مولده في سنة ثمان وثمانمائة. وقال ابن إياس إن مولده في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة.

وفاة المؤرخ البدر العيني

[وفاة المؤرّخ البدر العيني] [2264]- وفيه مات العلاّمة قاضي القضاة، الفقيه، العالم، المحدّث، المؤرّخ، البدر العينيّ (¬1)، محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن يوسف بن محمود الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، فقيها، بارعا، محدّثا، عارفا بكثير من الفنون، ماهرا في النحو والصرف. أخذ عن الأكابر، وسمع على جماعة، وأكثر من التصانيف والتأليف. وله كتب مطوّلة جدا مشهورة، وكان غاية في سرعة الكتابة، مع الدين والخير وسلامة الباطن، وفكاهة العشرة، وحسن السمت والملتقى. ولي الوظائف الجليلة كالحسبة والقضاء الأكبر، ونظر الأحباس، وعدّة تداريس جليلة. وله نظم وأنشأ مدرسة. ومولده سنة اثنين (¬2) وستين وسبعمائة. وشهرته تغني عن مزيد ذكره. ¬

(¬1) انظر عن (البدر العيني) في: معجم شيوخ ابن فهد 292 - 295، وحوادث الدهور 2/ 342 و 354 رقم 19، والدليل الشافي 2/ 721، 722 رقم 2465، والنجوم الزاهرة 16/ 8 - 11، والمجمع المؤسس 3/ 347 - 351 رقم 711، والضوء اللامع 10/ 131 - 135 رقم 545، والتبر المسبوك 375 - 380، ووجيز الكلام 2/ 661 رقم 1515، والذيل على رفع الإصر 428 - 440، ونظر العقيان 174، 175 رقم 190، وبغية الوعاة 2/ 275 رقم 1967، وحسن المحاضرة 1/ 473، وبدائع الزهور 2/ 292، 293، وشذرات الذهب 7/ 286، والبدر الطالع 2/ 294، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 196، والخطط التوفيقية 6/ 10، ومعجم المطبوعات العربية 2/ 1402، وإعلام النبلاء 5/ 243 - 247 رقم 583، وفهرس الفهارس 2/ 839، والفهرس التمهيدي 401 و 434، وفهرس مخطوطات دار الكتب المصرية 1/ 127 و 5/ 267، وفهرس مخطوطات الظاهرية 316، والأعلام 7/ 163، وعصر سلاطين المماليك 4/ 203، وعلم التأريخ عند المسلمين 446 و 449 و 526 و 599، والتاريخ العربي والمؤرّخون 4/ 110 - 113 رقم 18، والتعريف بالمؤرّخين للعزاوي 232، 233، والقاموس الإسلامي 5/ 611، 612، والمؤرّخون في مصر لزيادة 10، 21، وتاريخ الأدب العربي 2/ 51، وملحقه 1/ 293، وفهرس المخطوطات الإسلامية في قبرص 88 - 90 رقم 113 وص 156، 157 رقم 220، وكشف الظنون 152 و 154 و 155 و 220 و 282 و 287 و 294 و 375 و 548 و 972 و 990 و 1006 و 1012 و 1015 و 1016 و 1021 و 1066 و 1098 و 1102 و 1134 و 1137 و 1150 و 1180 و 1226 و 1506 و 1515 و 1600 و 1651 و 1686 و 1728 و 1918 و 2035 و 2036، ومفتاح السعادة 1/ 215، 216، وفهرست الخديوية 1/ 253 و 5/ 88، وإيضاح المكنون 2/ 32 و 119 و 2/ 629 و 705، ومعجم المؤلفين 12/ 150، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 629 - 631 رقم 1197، وهدية العارفين 1/ 420، وفهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية (التاريخ) 2/ 143 رقم 1562، و 405 رقم 2044 (النحو) ق 1 ج 2/ 178 و 181، 182. (¬2) الصواب: «سنة اثنتين».

عودة الرسول من بلاد الروم

[عودة الرسول من بلاد الروم] وفيه قدم أسنباي الجمالي المتوجّه في الرسالة لابن عثمان (¬1). [وفاة الشهاب البرلّسي] [2265]- وفيه مات الشيخ المعتقد بالولاية والصلاح، الشهاب أحمد البرلّسيّ (¬2). وكان عليه سيماء الصالحين، وللناس فيه الاعتقاد الحسن. [التقرير بأستادارية دمشق] وفيه استقرّ في الأستادارية بدمشق يونس بن كرول (¬3). وكان من أخيار الناس. [وفاة العفيف الإيجي] [2266]- وفيه مات العلاّمة، العفيف الإيجي (¬4)، محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هادي، السيد، الشريف، الحسنيّ (¬5). وكان عالما، فاضلا، صالحا. أخذ عن جماعة، وسمع على جماعة. وكان مشهورا بالصلاح، وله نظم. قدم مكة من بلاده فقطنها. ومولده سنة تسعين وسبعمائة. ¬

(¬1) خبر عودة الرسول في: حوادث الدهور 2/ 342، وبدائع الزهور 2/ 293. (¬2) انظر عن (أحمد البرلّسيّ) في: حوادث الدهور 2/ 342، وفيه: «الترابي»، و 355 رقم 21، والنجوم الزاهرة 16/ 11، والضوء اللامع 2/ 261 رقم 773، والتبر المسبوك 356. (¬3) انظر عن (ابن ذكرول) في: التبر المسبوك 354 وفيه: «ابن دلدوك يونس الدمشقي». (¬4) انظر عن (الإيجي) في: النجوم الزاهرة 16/ 11، وحوادث الدهور 2/ 342 و 355 رقم 20 وفيهما «الأيكي»، والتبر المسبوك 369 - 371 وفيه: «الإيجي» بالجيم، ومثله في الضوء اللامع 9/ 126، 127 رقم 314، ووجيز الكلام 2/ 159 رقم 1509، ونظم العقيان 162، 163 رقم 171، وحوادث الزمان 1/ 107، 108 رقم 61، وفيه: «الإيجي»، ومعجم شيوخ ابن فهد 268، 269 وفيه: «الإيجي»، وقال: ولد بإيج من عمل شيراز. (¬5) قال السخاوي: الحسيني، بل والحسني أيضا من جهة أمّه. (الضوء اللامع 9/ 126).

عقد مجلس بسبب ابن الباعوني

[عقد مجلس بسبب ابن الباعوني] وفيه عقد مجلس بحضور السلطان حضره القضاة الأربع (¬1) بسبب قضيّة ابن الجمال بن الباعوني، والسراج الحمصي، وكانا قدما من دمشق، والحمصيّ مولّى، والآخر مصروفا وانفصل عن غير طائل، وآل الأمر إلى ولاية المصروف، وصرف المتولّي (¬2). [وفاة داود المغربي] [2267]- / 167 / وفيه مات الشيخ داود بن عثمان بن عبد الهادي المغربي (¬3)، السبتي، المالكيّ. وكان خيّرا، ديّنا من ذرّية الولي القطب الكبير، سيد [ي] (¬4) أبو (¬5) العباس السبتيّ. [الغلاء بمكة] وفيه كان الغلاء المفرط بمكة. [وفاة قادة بمكة] وفيه مات من قوّاد مكة: [2268]- بطيخ (¬6) بن أحمد بن عبد الكريم النصيح (¬7) العمريّ. [2269]- وشعيب بن منصور (¬8) بن راجح. [2270]- وودّي بن أحمد (¬9) بن علي بن سنان (¬10) العمري، قتيلا. ¬

(¬1) الصواب: «الأربعة». (¬2) خبر عقد المجلس في: حوادث الدهور 2/ 343. (¬3) انظر عن (المغربي) في: التبر المسبوك 358، ولم يترجم له في: الضوء اللامع (انظر 3/ 217)، وهو في: بدائع الزهور 2/ 293. (¬4) في الأصل: «سيد». (¬5) الصواب: «أبي». (¬6) انظر عن (بطيخ) في: التبر المسبوك 357، وفيه: «بطيح» بالحاء المهملة، والضوء اللامع 3/ 17 رقم 73، وهو يتفق مع المثبت عن المخطوط. (¬7) مهملة في الأصل. والتحرير من: الضوء اللامع. (¬8) لم أجد لشعيب بن منصور ترجمة فيما لديّ من مصادر. (¬9) انظر عن (ودي) في: الضوء اللامع 10/ 210 رقم 909 وهو ضبطه بضمّ أوله ثم فتح الدال المهملة. (¬10) في الأصل: «سيار»، والتصحيح من الضوء.

وفاة أمير الينبوع

[وفاة أمير الينبوع] [2271]- ومات أمير الينبوع هلمان (¬1) بن وبير (¬2) بن نخبار (¬3) الحسينيّ. وقد جاوز الأربعين. وكان عاقلا، ذا رأي محمود السيرة، وكان صديقا للسيد بركات أمير مكة. ¬

(¬1) انظر عن (هلمان) في: حوادث الدهور 2/ 328، ووجيز الكلام 2/ 663 رقم 1522، والضوء اللامع 10/ 209، والتبر المسبوك 354، وبدائع الزهور 2/ 293، والدليل الشافي 2/ 767 رقم 2608، والنجوم الزاهرة 6/ 5. (¬2) وبير: بضم الواو، وفتح الباء الموحّدة وسكون الياء المثنّاة من تحتها، وآخرها راء. (¬3) يقال: «نخبار» و «مخبار»، والثاني أشهر. (الدليل الشافي).

حوادث سنة ست وخمسين وثمانماية

[حوادث] سنة ست وخمسين وثمانماية [محرّم] [وفاة العلاء القلقشندي] [2272]- في محرّم، في أوله، مات العلاء القلقشنديّ (¬1)، علي بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن علي الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا. أخذ عن جماعة من الأجلاّء، وسمع على جماعة منهم: الهيثمي، والتنوخي، وابن حاتم، والحلاوي، وأجاز له جماعة منهم: صاحب «القاموس». وشهر، وذكر، وطار صيته، وترشّح للقضاء، وطلب لقضاء دمشق، فامتنع، وكان خيّرا كثير العبادة. ولي تدريس الشافعية للشيخونية. ومولده سنة ثمان وثمانين وسبعمائة. [تدريس الشافعية بالشيخونية] وفيه قرّر في تدريس القبّة الشافعية بالشيخونية السراج الوروريّ (¬2)، عوضا عن العلاء القلقشنديّ بسؤال من السلطان وذلك بواسطة العلامة الكمال بن الهمام، وبعث إليه السلطان بمبلغ عشرة آلاف درهم (¬3). [وفاة البدر بن العليف] [2273]- وفيه مات البدر بن العليف (¬4)، حسين بن محمد بن حسن بن ¬

(¬1) انظر عن (القلقشندي) في: النجوم الزاهرة 1/ 12، وحوادث الدهور 2/ 356 و 384، 385 رقم 1، والمنهل الصافي 8/ 45، 46، رقم 1565، والدليل الشافي 1/ 450 رقم 1558، والتبر المسبوك 404 - 406، والضوء اللامع 5/ 161 - 163 رقم 557، ووجيز الكلام 2/ 665، 666 رقم 1529، ومعجم شيوخ ابن فهد 166، 167، وعنوان الزمان، ورقة 169 أ، ونظم العقيان 130 رقم 114، وتاريخ الخلفاء 513، وحسن المحاضرة 1/ 442، وحوادث الزمان 1/ 110 رقم 66، وبدائع الزهور 2/ 293، وشذرات الذهب 7/ 289. (¬2) في بدائع الزهور: «سراج الدين عمر الوردي»، والمثبت يتفق مع التبر المسبوك. (¬3) خبر تدريس الشافعية في: التبر المسبوك 382، وبدائع الزهور 2/ 293. (¬4) انظر عن (ابن العليف) في: =

وفاة البهاء البلقيني

عيسى بن محمد بن أحمد بن مسلّم (¬1) بن محيّا (¬2) الشراحيلي، الحكموي (¬3)، الحلوي، المكي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، أديبا، مفنّنا. سمع على جماعة، منهم: الزين المراغي والطبري، وغيرهما، واجتمع في اليمن بابن المقريء، وأجابه عن لغزه الذي أوله: سل العلماء بالبلد الحرام ... وأهل العلم في يمن وشام (¬4) وكان خيّرا، ديّنا، ساكنا، منجمعا، وكتب المنسوب، لكنه كان ضنينا بنفسه. ومولده سنة أربع وتسعين وسبعمائة. [وفاة البهاء البلقيني] [2274]- وفيه مات البهاء البلقيني (¬5)، محمد بن صالح بن عمر بن رسلان، الكناني، القاهري، الشافعيّ. وكان شابّا ذكيّا، فاضلا. عرض على جماعة، وسمع على جماعة. ومولده سنة تسع عشرة وثمانماية. [دخول الحجّاج] وفيه دخل الحاجّ وكانوا بخير. (¬6) ¬

= معجم شيوخ ابن فهد 100، ووجيز الكلام 2/ 668 رقم 1534، والتبر المسبوك 418، والضوء اللامع 6/ 155 رقم 5991، ونظم العقيان 106 رقم 69، والمنهل الصافي 5/ 170، رقم 956، والدليل الشافي 1/ 276 رقم 953. (¬1) مسلّم: بتشديد اللام. (¬2) في الأصل: «يحيى». والمثبت عن معجم ابن فهد، وهو قال: محيّا: بضم الميم وفتح الحاء وتشديد الياء. (¬3) في معجم ابن فهد 15 و 10 «الحكي». (¬4) البيت في: الوجيز والتبر والنظم، وغيره. (¬5) انظر عن (البلقيني) في: التبر المسبوك 413، والضوء اللامع 11/ 8 رقم 19 في الكنى (أبو البقاء)، وذكره السخاوي قبل ذلك في المحمّدين 7/ 268 دون ترقيم، وقال: وهو بكنيته أشهر. ثم ترجم لأخيه واسمه «محمد» أيضا برقم 684، وانظر: بدائع الزهور 2/ 293. (¬6) خبر الحاج في: النجوم الزاهرة 15/ 439.

ارتفاع الغلاء

[ارتفاع الغلاء] وفيه ارتفع الغلاء بالنسبة لما كان بالقاهرة (¬1). [وفاة الشهاب ابن المحبّ] [2275]- وفيه / 168 / مات الشهاب بن المحبّ (¬2)، أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي المالكيّ. وكان شابّا حسنا، عالما، فاضلا، أديبا. كتب شيئا على «مختصر الشيخ خليل» (¬3) ثم أقبل على شأنه وتصوّف. ومولده سنة اثني عشر (¬4) وثمانماية. [تفشّي الموت] وفيه فشا الموت في الناس بالقاهرة بأمراض حادّة حتى مات منه خلق لا سيما حين تزايد في صفر، وكان وباء مختصرا (¬5). [صفر] [قدوم ابن الشحنة] وفي صفر قدم المحبّ بن الشحنة، فخلع عليه، ونزل بمكان أعدّ لنزوله (¬6). ثم كان له ما سنذكره. [وفاة الكمال ابن البارزي] [2276]- وفيه مات الكمال بن البارزي (¬7)، محمد بن محمد بن محمد بن ¬

(¬1) خبر الغلاء في: وجيز الكلام 2/ 665. (¬2) انظر عن (ابن المحبّ) في: التبر المسبوك 395، والضوء اللامع 2/ 88 رقم 260. (¬3) لم يذكره كحّالة في: معجم المؤلّفين. (¬4) الصواب: «سنة اثنتي عشرة». (¬5) خبر تفشّي الموت في: حوادث الدهور 2/ 357، وبدائع الزهور 2/ 293. (¬6) خبر ابن الشحنة في: حوادث الدهور 2/ 356، والتبر المسبوك 382، وبدائع الزهور 2/ 293. (¬7) انظر عن (ابن البارزي) في: حوادث الدهور 2/ 358 و 386 - 488 رقم 3، والنجوم الزاهرة 16/ 13 - 18، والدليل الشافي 2/ 677، 678 رقم 2322، والمنهل الصافي 3 / ورقة 73 أ - 74 أ، ومعجم الشيوخ لابن فهد 279 - 284، وعنوان العنوان رقم 783، والتبر المسبوك 417 - 420، والضوء اللامع 9/ 236 - 240 رقم 583، ووجيز الكلام 2/ 667، 668 رقم 1533، ونظم العقيان 168 - 170 رقم 184، وحوادث الزمان 1/ 111، 112 رقم 69، وبدائع الزهور 2/ 293، 294.

سجن ابن الشحنة بقلعة حلب

عثمان (¬1) بن محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن هبة الله بن مسلّم (¬2) بن هبة الله (¬3) بن حسّان بن محمد بن منصور بن أحمد بن علي بن عامر (¬4) بن حسّان بن عبد الله بن عطيّة بن عبد الله بن أنيس الجهني، الحموي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، رئيسا، عظيما، جليلا، شهما، سخيّا، كريما. أخذ عن جماعة من الأكابر، وسمع على جماعة أيضا، منهم: عائشة بنت عبد الله الهادي، وابن (¬5) الشرائحي، وآخرين (¬6) وأجاز له جماعة، منهم: الشهاب المتبولي، والنور الشلقامي، وابن (¬7) الجوزي، ولعلّ عنده أقدم طبقة. وكان له مع غزير فضله وعلمه عناية بالأدبيات، ونظم ونثر. وولي عدّة وظائف جليلة، منها: كتابة السرّ بمصر، وقضاء دمشق، ونظر جيش مصر، وكتابة سرّ دمشق، وغير ما وظيفة (¬8) غير ما مرة، وانتهت إليه رياسة الدنيا في (¬9) أبناء جنسه. ومولده سنة ستّ وتسعين وسبعمائة. [سجن ابن الشحنة بقلعة حلب] وفيه لما مات الكمال هذا أخذ المحبّ بن الشحنة في السّعي في كتابة سرّ مصر، فثقل ذلك على الجمال ابن (¬10) كاتب جكم، فدبّر عليه، ووقع له أمور يطول الشرح في ذكرها آلت إلى إخراجه إلى حلب، ثم البعث بالكشف عليه، ثم سجنه بقلعة حلب وضرابه (¬11)، وولاية الحسام الغزيّ عوضا عنه (¬12). [وفاة التقيّ البرماوي] [2277]- وفيه مات التقيّ البرماويّ (¬13)، عبد الغني بن إبراهيم بن أحمد بن عبد اللطيف بن نجم الدين بن عبد المعطي. ¬

(¬1) في حوادث الزمان 1/ 111 «عمر». (¬2) مسلّم: بالكسر. (حوادث الزمان). (¬3) زاد في بدائع الزهور: «بن عامر». (¬4) ليس في البدائع: «عامر»، وهو مثبت في حوادث الزمان. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) الصواب: «وآخرون». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) في الأصل: «وظيف». (¬9) في الأصل: «وانتهت إليه رياسة الدنيا في عليها في». (¬10) في الأصل: «بن». (¬11) في الأصل: «مهملة». (¬12) خبر السجن في: التبر المسبوك 383، وبدائع الزهور 2/ 294. (¬13) انظر عن (البرماوي) في: التبر المسبوك 402، 403، والضوء اللامع 4/ 244، 245 رقم 637، وبدائع الزهور 2/ 294.

صعود قاصد ابن جهان إلى السلطان بالقلعة

وكان فاضلا، اعتنى به والده فأحضره على الكوميّ، وابن (¬1) الشحنة، وأسمعه على جماعة، منهم: السويداويّ، والهيثميّ، والعراقيّ، وغيرهم. وأجاز له ابن (¬2) الذهبيّ، وغيره. وكان خيّرا. ومولده سنة تسع وثمانين وسبعمائة. [صعود قاصد ابن جهان إلى السلطان بالقلعة] وفيه / 169 / صعد قاصد بن بضغ بن جهان شاه إلى القلعة لبين يدي السلطان، وكان قدم قبل ذلك وأنزل وصعد في هذا اليوم بهدية من مرسله من بغداد ومكاتبة (¬3). [استعفاء ألطنبغا اللفّاف من التقدمة] وفيه استعفى ألطنبغا اللفّاف، أحد مقدّمين (¬4) الألوف ممّا بيده من التقدمة، فأعفي لعجزه وكبر سنّه. وقرّر السلطان فيها ولده عثمان، زيادة على ما بيده من تقدمة أخيه محمد (¬5). [وفاة ابن البارزي] [2278]- وفيه مات الكمال بن البارزي (¬6). [وفاة الناصر بن كزل] [2279]- وفيه مات شيخ الإقراء الناصر محمد بن كزل بغا (¬7)، التركيّ الأصل، المقري، الحنفيّ. ¬

(¬1) في الأصل: «وبن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر صعود القاصد في: التبر المسبوك 384، وحوادث الدهور 2/ 358 وفيه «بضغ» بالمعجمة. (¬4) الصواب: «أحد مقدّمي». (¬5) خبر الاستعفاء في: حوادث الدهور 2/ 358، والنجوم الزاهرة 15/ 439، ووجيز الكلام 2/ 271، والتبر المسبوك 384، وبدائع الزهور 294. (¬6) تقدّمت ترجمة ابن البارزي قبل قليل وذكر هنا سهوا. (¬7) انظر عن (ابن كزل بغا) في: حوادث الدهور 2/ 358 و 385، 386 رقم 2، والنجوم الزاهرة 16/ 12، 13، ووجيز الكلام 2/ 669 رقم 1537، والضوء اللامع 8/ 294 - 295 رقم 820، والتبر المسبوك 415، وبدائع الزهور 2/ 294.

وفاة الزين الزبيري

وكان فاضلا، خيّرا، ديّنا، منجمعا، ساكنا، متواضعا، ماهرا في القراءات (¬1) أخذها عن جماعة، منهم: حبيب وابن تمرية، وابن (¬2) الجزري (¬3) وسمع عليه كثيرا، وولاية (¬4) إمامة (¬5) الأشرفية المستجدّة. وكان يقصد لسماع قراءته. ومولده سنة ثمانماية. [وفاة الزين الزبيري] [2280]- وفيه مات الزّين الزبيريّ (¬6)، قاسم بن محمد بن يوسف بن إبراهيم النّويريّ، الشافعيّ. وكان عالما فاضلا خيّرا، ديّنا، سمع على جماعة. ومولده سنة 793. [عودة القصّاد إلى جهان شاه] وفيه عاد قصّاد بير بضغ بأجوبة من السلطان (¬7). [ربيع الأول] [وفاة السراج الطوخي] [2281]- وفي ربيع الأول مات السراج الطوخيّ (¬8)، عمر بن خلف بن حسن (¬9) بن علي الأبشيطي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، صالحا، خيّرا، ديّنا، اشتغل كثيرا. وسمع على جماعة، منهم: الوليّ العراقي، بلى ولعلّه سمع على أقدم منه. ثم سلك طريق الصلاح والورع والزهد، وترك الدنيا وما بيده من الوظائف، وقصد للتبرّك به. ¬

(¬1) في الأصل: «القرات». (¬2) في الأصل: «وبن». (¬3) في الأصل: «الجندي». (¬4) كذا. الصواب: «وولي». (¬5) في الأصل: «أمانة». (¬6) انظر عن (الزين الزبيري) في: معجم شيوخ ابن فهد 198، والتبر المسبوك 409، والضوء اللامع 6/ 192 رقم 644، وعنوان العنوان، رقم 506، وحوادث الزمان 1/ 111 رقم 67. (¬7) خبر عودة القصّاد في: حوادث الدهور 2/ 358. (¬8) انظر عن (السراج الطوخي) في: التبر المسبوك 407. (¬9) في التبر: «حسين».

نظارة الجيش

ومولده سنة ثمانين وسبعمائة. [نظارة الجيش] وفيه خلع على المحبّ بن الأشقر باستمراره على وظيفة نظر الجيش لكلام كان وقع أرجف فيه بصرفه، ثم خلع عليه بعد ذلك بيوم على الجمال ابن (¬1) كاتب جكم بنظارة الجيش (¬2). وقرّر في كتابة السرّ المحبّ بن الأشقر المذكور (¬3)، وبطل ما كان قد أشيع من ولاية المحبّ بن الشحنة لها، ونزل الاثنان من القلعة معا في موكب حافل جدّا. [وفاة شيخ المالكية النويري] [2282]- وفيه مات شيخ المالكية، العلاّمة، الزين طاهر (¬4) بن محمد بن علي بن محمد بن محمد بن مكين النويريّ (¬5)، الأزهري، المالكيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا في الفقه والقراءات (¬6)، عارفا بالفنون. أخذ عن جماعة من الأكابر الأعيان، وسمع على جماعة منهم. وولي عدّة وظائف، منها: تدريس الفقه بمدرسة الناصر حسن، والإقراء بجامع ابن (¬7) طولون. وكان من العلماء السالكين / 170 / طريق الخير والصلاح، عفيفا، منجمعا، نزها، متواضعا، ساكنا، نافعا للطلبة. ومولده بعد التسعين وسبعمائة. [وفاة الشهاب الأطفيحي] [2283]- وفيه مات الشهاب أحمد بن يعقوب بن أحمد بن عبد المنعم الإطفيحي (¬8)، الأزهري، الشافعيّ. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر نظارة الجيش في: حوادث الدهور 2/ 358، والنجوم الزاهرة 15/ 439، 440. (¬3) بدائع الزهور 2/ 295. (¬4) في بدائع الزهور: «ظاهر» بالمعجمة. والمثبت يتفق مع المصادر. (¬5) انظر عن (النويري) في: حوادث الدهور 2/ 359 و 388 رقم 14، والنجوم الزاهرة 16/ 18، ومعجم شيوخ ابن فهد 119/ 120، والتبر المسبوك 400، 401، والضوء اللامع 4/ 5، 6 رقم 12، ونظم العقيان 120 رقم 92، وبدائع الزهور 2/ 294، وعصر سلاطين المماليك 4/ 204. (¬6) في الأصل: «القرات». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) انظر عن (الإطفيحي) في: معجم شيوخ ابن فهد 98، 99، وعنوان الزمان، ورقة 12 ب، وحوادث الدهور 2/ 389 رقم 6، =

وفاة قانصوه الأشرفي

وكان فاضلا، اعتنى به والده فأسمعه على جماعة، منهم: الزين العراقيّ، والهيثميّ، والتنوخيّ، وغيرهم. وكان ذا خير وصلاح ورياسة. تزوّج بابنة الزين العراقيّ، وقرأ عليه كثيرا، وولي أمانة الحكم. ومولده سنة تسعين وسبعمائة. [وفاة قانصوه الأشرفي] [2284]- وفيه مات في كهوليّته قانصوه الأشرفي (¬1)، الخاصكي، المصارع. وكان من مماليك برسباي الأشرفي (¬2)، فردا في فنّ الصراع، عارفا بأنواع الفروسية، مع أدب وحشمة وسكون وتواضع، ومحبّة لأهل العلم. [المولد السلطاني] وفيه كان المولد السلطاني على العادة (¬3). [وفاة ابن المحرقي] [2285]- وفيه مات ابن (¬4) المحرقي (¬5)، محمد بن محمد بن أبي بكر بن أيوب الشافعيّ. [النداء بعدم زيادة سعر الدينار] وفيه نودي من قبل السلطان بأن لا يزاد (¬6) في سعر الدينار على مائتي (¬7) خمسة وثمانين درهما. وبدأ الحال في الفضة إلى الفساد حتى كان من ذلك ما سنذكره في دولة الأشرف إينال، إن شاء الله تعالى (¬8). ¬

= والتبر المسبوك 396، والضوء اللامع 2/ 245 رقم 682، وحوادث الزمان 1/ 245 رقم 682، وشذرات الذهب 7/ 250. (¬1) انظر عن (قانصوه الأشرفي) في: حوادث الدهور 2/ 359 و 389 رقم 7، والنجوم الزاهرة 16/ 18، 19، والتبر المسبوك 409، والضوء اللامع 3/ 199 رقم 678، ووجيز الكلام 2/ 671 رقم 1543. (¬2) في الأصل: «الأشرف». (¬3) خبر المولد في: حوادث الدهور 2/ 359. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) انظر عن (ابن المحرقي) في: حوادث الدهور 2/ 359 و 389، 390 رقم 8، والتبر المسبوك 416، والضوء اللامع 9/ 56 رقم 157، وبدائع الزهور 2/ 294. (¬6) في الأصل: «يزلد». (¬7) الصواب: «على مائتين». والخبر في: البدائع. (¬8) خبر سعر الدينار في: حوادث الدهور 2/ 359، وبدائع الزهور 2/ 294.

وفاة الشاطر المصارع

[وفاة الشاطر المصارع] [2286]- وفيه مات الشاطر أبو بكر ابن (¬1) الإمام، المصارع. وكان رأسا في فنّ الصراع. وتحدّث في دولة الظاهر على مشهد الإمامين: الليث، والشافعيّ رضي الله عنهما. وأثرى وشهر. [تمييز الإماء المسلمات من الرقّ] وفيه طلب الشرف الأنصاريّ (¬2)، وكيل بيت المال جميع نصارى القاهرة لإحضار ما عندهم من الرقيق، وكان قد بلغه بأنهم يشترون الإماء المسلمات، فميّز الكثير منهم (¬3). وشكر على ذلك (¬4). [وفاة صاحب حصن كيفا] [2287]- وفيه مات الملك الكامل (¬5)، صاحب حصن كيفا، خليل بن أحمد بن سليمان بن غازي بن محمد بن بكر بن توران شاه بن أيوب بن أبي بكر بن أيوب بن غازي الأيوبي، الكرديّ. وكان فاضلا، ناظما، ناثرا، ملكا، جليلا، أصيلا، غريقا (¬6)، عفيفا. ملك بعد أبيه على ما تقدّم في محلّه، وقتله ولده صبرا. [ربيع الآخر] [وفاة النور البوشيّ] [2288]- وفيه مات النور البوشيّ (¬7)، علي بن أحمد بن عمر، بل الخانكيّ، الشافعيّ. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) انظر عن (ابن الإمام) في: حوادث الدهور 2/ 359 و 390 رقم 9، والتبر المسبوك 397، 398، والضوء اللامع 11/ 100، 101 رقم 291. (¬3) الصواب: «منهنّ». (¬4) خبر الإماء المسلمات في: حوادث الدهور 2/ 360. (¬5) انظر عن (الملك الكامل) في: حوادث الدهور 2/ 388، 389 رقم 5، و 393 رقم 17، والنجوم الزاهرة 16/ 18، والتبر المسبوك 399، 400، ووجيز الكلام 2/ 670، 671 رقم 1541، والضوء اللامع 3/ 191، 192 رقم 734، وبدائع الزهور 2/ 295. (¬6) هكذا في الأصل، ولا مبرّر لها هنا. (¬7) انظر عن (البوشي) في: المنهل الصافي 8/ 40 رقم 1561 وذكر اسمه واسم أبيه فقط، والتبر المسبوك 406، والضوء اللامع =

نظر جيش حلب

وكان فاضلا، عارفا بالفقه، / 171 / كتب شرحا حافلا على «أنوار الأردبيلي» (¬1). وسمع على جماعة، وعرض عليه القضاء الأكبر بمصر، فامتنع لدينه وعلمه وخيره. ومولده بعيد التسعين (¬2) وسبعمائة. [نظر جيش حلب] وفيه استقرّ علي بن الوجيه في نظر جيش حلب، وصرف المحبّ بن الشحنة، وعقد بسببه مجلس بين يدي السلطان بالقضاة الأربع (¬3) ادّعى فيه عليه بنحو الثلاثين ألف دينار، وطال الكلام، ثم آل الأمر أن قرّر عليه جملة من المال مستكثرة (¬4). [وفاة العلاء ألطنبغا] [2289]- وفيه مات العلاء ألطنبغا اللّفّاف (¬5) الظاهري برقوق. تنقّل في الخدم حتى ولي نيابة الإسكندرية، ثم صيّر من مقدّمين (¬6) الألوف بمصر، ثم استعفى على ما تقدّم ولزم داره حتى بغته الأجل. وكان رأسا في لعب الرمح، عارفا بفنون الفروسية، عاقلا، حشما، ساكنا جدا. جاوز الثمانين. [إخراج يشبك الصوفي إلى القدس] وفيه أخرج يشبك الصوفي من دمياط إلى القدس بسؤاله في ذلك (¬7). ¬

= 5/ 178 رقم 618، ووجيز الكلام 2/ 666 رقم 1530، ونظم العقيان 130، 131 رقم 115، وكشف الظنون 195، وهدية العارفين 1/ 733، ومعجم المؤلفين 7/ 22، وديوان الإسلام 1/ 305 رقم 477. و «البوشي»: نسبة لقرية بوش، بالموحّدة والمعجمة، من الوجه القبلي من أداني الصعيد. (¬1) قال السخاوي: وكتب على الأنوار للأردبيلي شرحا حافلا كمّل منه ما عدا ربع العبادات في أحد عشر مجلّدا ضخمة، وكتب من الربع الأول يسيرا. (¬2) في نظم العقيان: «أثناء سنة تسعين». (¬3) الصواب: «الأربعة». (¬4) خبر نظر الجيش في: حوادث الدهور 2/ 361، وبدائع الزهور 2/ 295. (¬5) انظر عن (ألطنبغا اللفّاف) في: حوادث الدهور 2/ 361 و 391، 392 رقم 12، والدليل الشافي 1/ 152، رقم 542، والمنهل الصافي 3/ 80 - 82 رقم 544، والنجوم الزاهرة 16/ 18، 19، ووجيز الكلام 2/ 671، رقم 1542، والتبر المسبوك 397، والضوء اللامع 2/ 320 رقم 1032، وبدائع الزهور 2/ 295. (¬6) الصواب: «من مقدّمي». (¬7) خبر يشبك الصوفي في: حوادث الدهور 2/ 361، 362، والتبر المسبوك 385.

وفاة ابن أبي السعود

[وفاة ابن أبي السعود] [2290]- وفيه مات العالم، الصالح، الورع، المتعفّف، الزاهد، الشمس بن أبي السعود (¬1)، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن سعيد بن علي المنوفي الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، صالحا، خيّرا، ديّنا، زاهدا. أخذ عن جماعة من الأكابر، وسمع على جماعة، وتسلّك واختلى، وصحب الشيخ مدين. مع الدين المتين والخير. ومولده سنة عشرة (¬2) وثمانماية. [وفاة ابن فضل السعودي] [2291]- وفيه مات علي بن أحمد بن فضل السعوديّ (¬3). وكان من أهل الخير والدين، مقداما، صدّاعا بالحق، وله نظم (¬4). [وفاة ابن داود الدمشقي] [2292]- والشيخ المسلّك، الصوفي، صاحب الزاوية بصالحية دمشق، عبد الرحمن بن داود (¬5) الدمشقي، الصالحي، الحنبليّ. وكان عالما، فاضلا، صالحا، مسلّكا، صوفيّا. ¬

(¬1) انظر عن (ابن أبي السعود) في: التبر المسبوك 410، 411، والضوء اللامع 7/ 134، 135 رقم 324. (¬2) الصواب: «سنة عشر». (¬3) انظر عن (ابن فضل السعودي) في: الضوء اللامع 5/ 179 رقم 620، والتبر المسبوك 407. (¬4) وقال السخاوي: «وقد سمعته ينشد ما أخبر أنه من نظمه ولكن ما كتبته». وذكر وفاته في أواخر شهر ربيع الأول. (¬5) انظر عن (عبد الرحمن بن داود) في: التبر المسبوك 401، ووجيز الكلام 2/ 670 رقم 1539، والضوء اللامع 4/ 62، 63 رقم 195، وشذرات الذهب 7/ 288، ومعجم شيوخ ابن فهد 124، 125، والسحب الوابلة 199، 200 رقم 297، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2/ 166، 167 رقم 483، والدارس 2/ 202، 203، وكشف الظنون 369 و 733 و 1513، والمنهج الأحمد 494، وإيضاح المكنون 1/ 132 و 278 و 2/ 162 و 384 و 600، وهدية العارفين 1/ 530، 531، ومعجم المؤلفين 5/ 128، وديوان الإسلام 2/ 298 رقم 960، والأعلام 3/ 300، والمقصد الأرشد رقم 571، والجوهر المنضد 63، والدر المنضد 2/ 643 رقم 1587.

جمادى الأول

سمع على جماعة، منهم: ابن (¬1) الصامت، والشرائحيّ، والتاج بن بردس. وخلف والده في زاويته بالصالحية. وكان إماما قدوة، قائما بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نافعا للناس في مهمّاتهم والشفاعة فيهم، مع الجلالة والمهابة والكرم، والأدب، والحشمة، والتواضع (¬2)، والبرّ. وله عدّة تصانيف. ومولده سنة اثنين (¬3) أو ثلاث وثمانين وسبعمائة (¬4). [جمادى الأول] [تغيّظ السلطان على ابن الأشقر] وفي جماد الأول تغيّظ السلطان على كاتب السرّ / 172 / المحبّ بن الأشقر، وأمر بحمله إلى المقشّرة، وأنزل في التوكيل به إلى دار الدوادار، ثم حمل خمسة آلاف دينار، وخلع عليه بإعادته إلى وظيفته (¬5). [قضاء مصلحة ابن الكويز] وفيه وكّل بالزين بن الكويز بدار عريف الدوادار الثاني، حتى عملت مصلحته في قصّة لا يلزمه فيها شيء شرعا (¬6). [عودة جهان شاه لديار بكر] وفيه ورد الخبر بعود جهان شاه لديار بكر، فعاد النكد لهذه البلاد (¬7). [إقامة الموكب والخدمة] وفيه أقيم الموكب، وعملت الخدمة بالقصر على العادة، وكان قد أبطله السلطان قبل ذلك وأقامه بالحوش مدّة، فبلغه أنه إنما فعل ذلك لعجزه عن الحركة والمشي، فتأثّر لذلك. ولما انفضّ المجلس من الموكب قام السلطان وقصد باب القصر ماشيا لنحو باب الستارة، ثم التفت إلى الأمراء فقال لهم: شاع عنّي العجز، انظروا كيف أمشي، ونحو ذلك من كلمات. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «الزولضع». (¬3) الصواب: «سنة اثنتين». (¬4) قال السخاوي: ولد كما كتبه بخطه في سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة. وقال غيره سنة ثلاث. (¬5) خبر تغيّظ السلطان في: حوادث الدهور 2/ 362، وبدائع الزهور 2/ 295. (¬6) خبر ابن الكويز في: حوادث الدهور 2/ 362، 363، والتبر المسبوك 386. (¬7) خبر عودة جهان شاه في: حوادث الدهور 2/ 363.

وفاة مطيرق بن منصور

هذا، وملك الموت جاثم حول حماه، ولسان الحال يؤذن بزوال ملكه وبقائه (¬1)، حتى مات بعد شهور كما سيأتي في الآتية، وتراه إن شاء الله تعالى (¬2). [وفاة مطيرق بن منصور] [2293]- وفيه مات أحد قوّاد مكة مطيرق (¬3) بن منصور بن راجح العمريّ. [تجريدة البحيرة] وفيه خرجت تجريدة إلى البحيرة عليها خشقدم، حاجب الحجّاب (¬4). [وفاة برسباي الساقي] [2294]- وفيه مات برسباي الساقي (¬5)، المؤيّدي، أحد العشرات. وكان خيّرا، ساكنا، عنده أدب وحشمة. [جمادى الآخر] [زيادة النيل] وفي جماد الآخر، بعد أن نودي بزيادة النيل ما جرت الزيادة وتوقّفت، ثم أشيع بأنّ النيل نقص، فاضطرب الناس لذلك وقلقوا، فلطف الله تعالى بالناس بأن زاد في النيل، واستمرّت الزيادة إلى الوفاء، وزاد قبل وفائه زيادات نادرة غريبة (¬6). [اليزك بثغر رشيد] وفيه خرج تنبك البردبكي، أحد مقدّمي الألوف لليزك بثغر رشيد (¬7). [انتهاء عمارة مدرسة الأستادار] وفيه انتهت عمارة المدرسة التي أنشأها زين الدين الأستادار بخط الحبّانية على بركة ¬

(¬1) في الأصل: «وبقاه». (¬2) خبر إقامة الموكب في: حوادث الدهور 2/ 364، والتبر المسبوك 386. (¬3) انظر عن (مطيرق) في: الضوء اللامع 10/ 160، 161 رقم 654، والتبر المسبوك 421 وفيه: «مطيرف» بالفاء. (¬4) خبر التجريدة في: حوادث الدهور 2/ 363، وبدائع الزهور 2/ 295. (¬5) انظر عن (برسباي الساقي) في: حوادث الدهور 2/ 364 و 392 رقم 14، والدليل الشافي 1/ 186 رقم 652، والمنهل الصافي 3/ 279 رقم 653، والنجوم الزاهرة 16/ 19، والتبر المسبوك 398، والضوء اللامع 3/ 10 رقم 43. (¬6) خبر زيادة النيل في: حوادث الدهور 2/ 364 و 365، والتبر المسبوك 387، وبدائع الزهور 2/ 295. (¬7) خبر اليزك في: حوادث الدهور 2/ 365، والتبر المسبوك 388.

وفاة ابن المنجم

الفيل، وقرّر أمورها، واستقرّ بشيخنا العلاّمة الصالح سيف الدين الحنفيّ في مشيخة الحضور بها، بإلزام شيخه الكمال بن الهمام له / 173 / في ذلك. ثم تركها تعفّفا بعد ذلك (¬1). [وفاة ابن المنجّم] [2295]- وفيه مات الشيخ المعتقد بالجذب والصلاح، محمد بن المنجّم (¬2). وكان يقصد للتبرّك به. [رجب] [وفاة الشهاب ابن عبد الهادي] [2296]- وفي رجب مات الشهاب بن عبد الهادي (¬3)، أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة بن مقدام القرشي، العمري، المقدسي، الدمشقي، الصالحي، الحنبليّ. وكان من بيت علم وصلاح. سمع على جماعة، منهم: والده، وعمّه إبراهيم، والبالسي، وغيرهم. ومولده سنة 767. [نفي قانصوه الساقي] وفيه نفي قانصوه الساقي بغير جريمة (¬4). [كائنة الوليّ السنباطي] وفيه كائنة الوليّ السّنباطيّ، القاضي المالكيّ. طلبه السلطان إلى بين يديه وحنق منه في كلام وقع بسبب يهوديّ فعل معه القاضي الشرع، فأنكر السلطان هذا القول، وأمر بأن يحمل القاضي إلى المقشّرة، فقام هو من وقته وقال: قد عزلت نفسي من قضائكم. وخرج إلى جامع القلعة، فجلس به، فجاءه (¬5) الإذن بالتوجّه إلى داره، ثم أعيد إلى قضائه، وخلع عليه بذلك (¬6). ¬

(¬1) خبر عمارة المدرسة في: حوادث الدهور 2/ 365، والتبر المسبوك 388. (¬2) انظر عن (محمد بن المنجم) في: التبر المسبوك 421 وفيه: «النجم»، ولم يذكر في الضوء اللامع للتأكد أيهما صحيح. (¬3) انظر عن (ابن عبد الهادي) في: التبر المسبوك 395، والضوء اللامع 1/ 272، 273. (¬4) خبر نفي قانصوه في: حوادث الدهور 2/ 365، والتبر المسبوك 388. (¬5) في الأصل: «فجاه». (¬6) كائنة السنباطي في: حوادث الدهور 2/ 366، وبدائع الزهور 2/ 295، 296.

نيابة الكرك

[نيابة الكرك] وفيه استقرّ طوغان السيفي أقبردي المنقار، ويقال له النوروزي أيضا في نيابة الكرك، عوضا عن الحاج إينال اليشبكي بحكم استعفائه (¬1). وكان قد ورد القاهرة فقرّر في دوادارية السلطان بدمشق، عوضا عن طوغان خشكلدي الزيني، الدوادار الثالث بمصر (¬2). وقرّر في دواداريّته أحمد بن جانبك. وقرّر الحاج إينال في جملة مقدّمين (¬3) الألوف بدمشق، عوضا عن مازي بحكم صرفه ولزوم داره. [وفاة ابن الصفي الشوبكي] [2297]- وفيه مات الجمال يوسف بن الصفيّ الشوبكي (¬4)، الكركي، الأرمنيّ الأصل. وكان مملقا. تنقّلت به الأحوال حتى ولّي الوظائف الجليلة، منها كتابة سرّ مصر ودمشق، ونظر جيش دمشق، وغير ذلك. ومولده سنة سبعين وسبعمائة. [الإشاعة بمجيء النحاس إلى القاهرة] وفيه كثرت الإشاعة بالقاهرة بمجيء أبو (¬5) الخير النحاس، فتنكّد بسبب ذلك من بينه وبينه التنافس، وأخذ أعداؤه في التدبير عليه حتى رجع السلطان عمّا كان وقع منه من إحضاره إن كان كما أشيع عنده في إحضاره، فإنه أنكره حين قدوم / 174 / النحاس في الشهر الآتي. وقال له النحاس: أنا ما جئت إلاّ بمرسومك، يخاطب السلطان. وكان قد دخل القاهرة، وبلغه ما بلغه من تثبيط الأعداء للسلطان عنه وترجيعه، ¬

(¬1) خبر نيابة الكرك في: حوادث الدهور 2/ 366، و 367، والتبر المسبوك 389. (¬2) حوادث الدهور 2/ 367. (¬3) الصواب: «في جملة مقدّمي». (¬4) انظر عن (الشوبكي) في: النجوم الزاهرة 16/ 21، والدليل الشافي 2/ 802 رقم 2698، والمنهل الصافي 3 / ورقة 315، وحوادث الدهور 2/ 396 رقم 22، والتبر المسبوك 421، والضوء اللامع 10/ 318، 319 رقم 1196، ووجيز الكلام 2/ 673 رقم 1547، وحوادث الزمان 1/ 114، 115 رقم 75، وشذرات الذهب 7/ 290. (¬5) الصواب: «أبي».

وفاة البرهان الآثاري

فأخذ في التخيّل، حتى تشفّع بالخليفة، فبعثه الخليفة مع ولد أخيه عبد العزيز - خليفة عصرنا الآن كان، رحمه الله - إلى السلطان يشفع فيه عنده، فحين رآه السلطان غضب واستشاط، وأعطى لعبد العزيز مائة دينار، وقال له: قل لأمير المؤمنين قبلنا شفاعته فيه من القتل والتلاف. وأمر به فسجن بالبرج من القلعة، ثم أصبح فأحضره بين يديه، وأمر به فبطح في الملأ العام، وضرب نحوا من ألف سوط، ثم أعيد إلى البرج، ثم أخرج منه في سلسلة بعنقه وهو ينادى عليه حتى أخرج من القاهرة لنحو الصبيّة ليسجن بها (¬1). [وفاة البرهان الآثاري] [2298]- وفيه مات البرهان الآثاري (¬2)، إبراهيم بن خليل بن محمد بن إسماعيل الصنهاجيّ الأصل، المنصوري، الشافعيّ. وكان مشهورا بالفضيلة والعلم. سمع على جماعة، منهم: ابن الكويك. ومولده سنة 774. [كسر النيل] وفيه كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل عثمان ولد السلطان إلى ذلك على عادته (¬3). [شعبان] [إقامة الموكب السلطاني] وفي شعبان أقيم الموكب بالحوش، وصعد جانبك نائب جدّة ومعه قصّاد ملك الحبشة من المسلمين صاحب الجبرت (¬4). [كائنة النحاس] وفيه كانت كائنة النّحّاس التي تقدّم الكلام عليها (¬5). [وفاة المحبّ الزنكلوني] [2299]- وفيه مات المحبّ الزّنكلونيّ (¬6)، محمد بن أحمد بن محمد بن ¬

(¬1) خبر الإشاعة في: حوادث الدهور 2/ 368، والنجوم الزاهرة 15/ 441 و 443 و 444، والتبر المسبوك 390، وبدائع الزهور 2/ 296. (¬2) انظر عن (الآثاري) في: التبر المسبوك 394، 395، ولم يذكر في الضوء اللامع. (¬3) خبر كسر النيل في: حوادث الدهور 2/ 366، 367، وبدائع الزهور 2/ 296. (¬4) خبر الموكب في: حوادث الدهور 2/ 368، وبدائع الزهور 2/ 296. (¬5) راجع ما تقدّم. (¬6) انظر عن (الزنكلوني) في: =

انهيار سد أبي المنجا

أبي بكر بن إسماعيل بن عبد العزيز القاهري، الشافعيّ. وكان فاضلا، حشما، ساكنا، عارفا بالمباشرة. أجاز له جماعة، منهم الكمال الدّميريّ، والزين العراقيّ، وابن الملقّن. ونائب في القضاء، وسمع على جماعة. ومولده سنة أربع وثمانين وسبعمائة. [انهيار سدّ أبي المنجّا] وفيه حين فتح سدّ أبي المنجّا انهار على جماعة زيادة على العشرين نفسا فطمّهم وماتوا وما وقف لهم على خبر (¬1). [وفاة نائب قلعة صفد] [2300]- وفيه مات نائب قلعة صفد الجمال يوسف بن يغمور (¬2). وكان عاقلا حشما. ومولده سنة تسعين وسبعمائة. [مجلس السلطان بشأن البيدمري] وفيه عقد مجلس بين يدي السلطان بسبب أبو (¬3) عبد الله البيدمريّ، المغربيّ، التونسيّ. وكان قد وقع له أمور قبل ذلك، / 175 / وشيء يتعلّق بأمر النّحاس، وامتحن فسجن، فأحضر في هذا اليوم إلى بين يدي السلطان وادّعي عليه قبل ذلك بأشياء، وآل الأمر بعد طول المجلس إلى ضربه بمجلس، وأخذ بين يدي السلطان وقضاة القضاة، وقالوا إنّ ذلك تعزيرا له. ثم أمر بسجنه فسجن ثم أخرج في رمضان منفيّا إلى بلاد المغرب، فسار إلى تونس وصار من أعيانها بعد ذلك (¬4). ومات في سنة أربع وتسعين و [ثمانماية] (¬5). [رمضان] [نزع كسوة الأشرف برسباي من داخل الكعبة] وفي رمضان ورد مرسوم سلطانيّ إلى مكة المشرّفة بأن ينزع ما بداخل الكعبة من ¬

= عنوان العنوان، رقم 574، والتبر المسبوك 409، 410، والضوء اللامع 7/ 59، 60 رقم 118، وحوادث الزمان 1/ 115 رقم 76، وبدائع الزهور 2/ 296. (¬1) خبر إنهيار السد في: حوادث الدهور 2/ 371. (¬2) انظر عن (يوسف بن يغمور) في: التبر المسبوك 421، والضوء اللامع 10/ 338 رقم 1278. (¬3) الصواب: «أبي». (¬4) خبر مجلس السلطان في: حوادث الدهور 2/ 372 و 373، وبدائع الزهور 2/ 296. (¬5) في الأصل: «وسبعمائة»، وهو سهو.

وفاة الصدر ابن روق

الكسوة المنسوبة للأشرف برسباي، والكسوة التي بعث بها شاه رخ، وأن يقتصر بها على كسوة السلطان، وفعل ذلك. وأظنّ أنها باقية على ذلك إلى يومنا هذا (¬1). لم يكن بعد ذلك من الدهل (¬2). [وفاة الصدر ابن روق] [2301]- وفيه مات الصدر ابن (¬3) روق، محمد بن محمد بن محمد بن عبد العزيز بن محمد بن حسن السّكندري، الشافعيّ. وكان فاضلا. أخذ عن جماعة، منهم: الأبناسيّ، وابن (¬4) الملقّن، وناب في القضاء، وسمع على ابن (¬5) الكويك، وولده الشرف، والتنوخي، وابن الميلق، وغيرهم. ومولده سنة ثلاث وسبعين (¬6) وسبعمائة. [افتراء زوجة التقي الحصني على زوجها] وفيه أمر السلطان بإخراج العلاّمة التقيّ الحصني من القاهرة لقضيّة اتّفقت له [مع] (¬7) زوجته أنهتها للسلطان، وهي كاذبة، ولم يلبث أن أمر بعوده، وطلّق الزوجة المذكورة، ونالها كلّ سوء (¬8). [وفاة المجد ابن الجيعان] [2302]- وفيه مات المجد ابن الجيعان (¬9)، عبد الملك بن عبد اللطيف بن ¬

(¬1) خبر نزع الكسوة في: وجيز الكلام 2/ 665، والتبر المسبوك 391، وبدائع الزهور 2/ 296. (¬2) وردت هذه الجملة هكذا، ويظهر أنها مقحمة، إذ لا معنى لها. (¬3) انظر عن (ابن روق) في: التبر المسبوك 417، والضوء اللامع 9/ 213، 214 رقم 525، وبدائع الزهور 2/ 296، وهو: «محمد بن محمد بن محمد بن أبي الحسن بن عبد العزيز بن أبي الطاهر بن محمد». قال السخاوي: هكذا رأيته بخطه وخط أخيه الشمس وأسقط صاحب الترجمة أيضا فقط أبا الحسن، وجعل أبا الطاهر محمد بن أبي الحسن، والصحيح ما رأيته بخط الصلاح الأقفهسي في أبيه بعد المحمدين عبد العزيز بن أبي الحسن وهو أصح البدر أبو اليمن وأبو السعادات وأبو عبد الله بن الزين أبي عبد الله بن الشمس أبي عبد الله السكندريّ الأصل، القاهري، الشافعيّ، ويعرف كسلفه بابن روق. (¬4) في الأصل: «وبن». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في الضوء: ولد في عاشر جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وسبعمائة. (¬7) إضافة يقتضيها السياق. (¬8) خبر افتراء الزوجة في: التبر المسبوك 391، وبدائع الزهور 2/ 296 وفيه: «تقي الدين الحضني»، وهو تصحيف. (¬9) انظر عن (ابن الجيعان) في: الضوء اللامع 5/ 86 رقم 318، وبدائع الزهور 2/ 297.

سفر ابن الشحنة إلى حلب

شاكر بن ماجد الدمياطيّ الأصل، القبطي الشافعيّ. وكان فاضلا، أجاز له جماعة، منهم: الكمال الدّميريّ، والسراج البلقينيّ، وكان بارعا في الأدب، وله نظم حسن. ومولده سنة 792. [سفر ابن الشحنة إلى حلب] وفيه سافر المحبّ ابن الشحنة إلى حلب بعد أهوال جرت عليه وأنكاد، ولم يبق معه سوى القضاء الحنفية بحلب فقط (¬1). [وفاة الركن القلمطاوي] [2303]- وفيه مات العلاّمة الفقيه، النحويّ، الركن عمر بن قديد القلمطاوي (¬2)، التركيّ الأصل، القاهري، الحنفيّ. وكان إماما، عالما، فاضلا، نشأ في عزّ ورفاهية وحشمة. وأخذ عن جماعة، منهم: السراج قاريء «الهداية» ولازم العزّ ابن جماعة في الفنون، وبرع فيها، وصار من أئمّة العربية. سمع على جماعة مع دين وخير / 176 / وانجماع عن الناس وتواضع. انتفع به الطلبة سيما بمكة، وبها بغته الأجل. ومولده سنة خمس أو ثمان وثمانين وسبعمائة. [شوال] [تقرير تغري بردي بالوزارة] وفي شوال استقرّ في الوزارة تغري بردي القلاّوي، الظاهريّ، وكان بيده كشف الأشمونين والجيزية، وقدم القاهرة، فأخذ ابن الهيصم يستعفي من الوزارة، وكان قد تكرّر سؤاله في ذلك، فأجيب إلى ذلك، وقرّر باسم تغري بردي أحد التقدمتين اللتين بيد عثمان ولد السلطان (¬3). ¬

(¬1) خبر سفر ابن الشحنة في: حوادث الدهور 2/ 373. (¬2) انظر عن (ابن قديد القلمطاوي) في: النجوم الزاهرة 16/ 20، والمنهل الصافي 8/ 312، 313 رقم 1757، والدليل الشافي 1/ 503 رقم 1750، وحوادث الدهور 2/ 393 رقم 18 وفيه: «زين الدين»، والتبر المسبوك 408، والضوء اللامع 6/ 113 رقم 358، ووجيز الكلام 2/ 668، 669 رقم 1535، ونظم العقيان 132، وبدائع الزهور 2/ 298. (¬3) خبر تغري بردي في: حوادث الدهور 2/ 374، والنجوم الزاهرة 15/ 445، والتبر المسبوك 392، وبدائع الزهور 2/ 297.

عجز السلطان عن الحركة

[عجز السلطان عن الحركة] وفيه عجز السلطان عن الحركة وضعف عن المشي، فأمر بأن تكون الخدمة بالدهيشة، وأعلم الأمراء استمرارها بها، فالآن اعترف بالعجز الذي كان منكره، وفي الحقيقة كان مريضا إلماما به لكنه يكتم ذلك (¬1). [تكريم السلطان لخليل بن الناصر فرج] وفيه وصل إلى القاهرة خليل بن الناصر فرج من ثغر الإسكندرية ليحجّ في هذا العام. وكان قد بعث يسأل في ذلك فأجاب السلطان سؤاله، وصعد إلى القلعة فأكرمه السلطان وعظّمه، وخلع عليه كاملية، هائلة. ثم التمس بأن يجتمع بالفخر عثمان ولد السلطان، فاستعفى السلطان من ذلك، وقال له: هو يأتيك إن شاء الله تعالى لتقبيل يديك. ثم نزل خليل بدار أخته الخوند شقراء، ونزل عثمان بعد ذلك إليه، وسلّم عليه، وكان ذلك في يوم جمعة، حضر فيه عثمان عقد (¬2) لولد شيخي الشيخ قاسم الحنفي بالبرقوقية. ولما ركب منها دخل إلى خليل المذكور (¬3). [مقتل نائب الكرك] [2304]- وفيه ورد الخبر على السلطان بقتل طوغان النوروزي (¬4) نائب الكرك، في حرب كانت بينه وبين بني عقبة. وكان طوغان هذا من مماليك أقبردي المنقار، وخدم بعده عند نوروز، ثم صار بعده في ديوان الجند السلطاني، وتنقّل حتى ولي نيابة الكرك. وكان ذا شجاعة وإقدام مع بعض طيش وخفّة. وهو والد العلائي، علي بن طوغان (¬5) دوادار قانصوه خمسمائة الأمير اخور كبير بعصرنا الآن، وهو شابّ حسن، له أدب وحشمة وسكون ووقار. ومولده (¬6) سنة ستّ وأربعين. ¬

(¬1) خبر عجز السلطان في: النجوم الزاهرة 15/ 445، وبدائع الزهور 2/ 297. (¬2) الصواب: «عقدا». (¬3) خبر تكريم السلطان في: حوادث الدهور 2/ 375 - 377، ووجيز الكلام 665، والتبر المسبوك 392، وبدائع الزهور 2/ 297. (¬4) انظر عن (طوغان النوروزي) في: حوادث الدهور 2/ 377، و 394، 395 رقم 20، والنجوم الزاهرة 15/ 446 و 16/ 21، والتبر المسبوك 393 و 401، والضوء اللامع 4/ 12 رقم 43، وبدائع الزهور 2/ 297. (¬5) انظر عن (علي بن طوغان) في: الضوء اللامع 5/ 233 رقم 785. (¬6) أي مولد علي بن طوغان.

وفاة الأكمل ابن مفلح

[وفاة الأكمل ابن مفلح] [2305]- وفيه مات الأكمل بن مفلح (¬1)، محمد بن عبد الله بن مفلح بن [محمد بن مفرّج] بن عبد الله الدمشقيّ (¬2)، / 177 / الصالحي، الحنبليّ. وهو ولد الإمام، العلاّمة، شرف الدين (¬3)، ووالد العلاّمة برهان (¬4). [وفاة الطواشي خشقدم] [2306]- وفيه مات الطواشي خشقدم اليشبكيّ (¬5)، الرومي، مقدّم المماليك. وكان من عتقاء الأتابك يشبك الشعبانيّ، وتنقّل في الخدم بعده حتى ولي تقدمة المماليك، ثم نفي، ثم أعيد، فدام بداره بطّالا، حتى بغته الأجل. وكان محبّبا لأهل العلم والفقراء، وله أدب وحشمة، وله تربة حسنة بالصحراء بقرب تربة أستاذه يشبك، وبها دفن. وقد أناف على التسعين سنة. ¬

(¬1) انظر عن (ابن مفلح) في: المنهج الأحمد 495، ومختصر طبقات الحنابلة 74، والضوء اللامع 8/ 112 رقم 241، وحوادث الزمان 1/ 116 رقم 78، والمقصد الأرشد رقم 872، والدر المنضد 2/ 643 رقم 1589، والسحب الوابلة 408 رقم 634. (¬2) في الأصل: «. . بن مفلح بن بن عبد الله الدمشقي». وما أثبتناه بين الحاصرتين عن ترجمة ابنة «إبراهيم»، في الضوء اللامع 1/ 152. (¬3) هو عبد الله بن محمد بن مفلح بن محمد بن مفرّج بن عبد الله، الشرف، أبو محمد ابن شيخ المذهب الشمس أبي عبد الله المقدسي ثم الصالحي الحنبلي، أخو التقي إبراهيم وسبط الجمال المرداوي، ويعرف كأبيه بابن مفلح. ولد في ربيع الأول سنة سبع وخمسين وسبعماية وقيل في التي قبلها أو بعدها. . مات في صبح يوم الجمعة ثاني ذي القعدة سنة 834 هـ‍. (انظر: الضوء اللامع 5/ 66، 67 رقم 239، وغيره). (¬4) هو إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مفلح. . أبو إسحاق. . ولد في سنة 815، ومات في ليلة الرابع من شعبان سنة أربع وثمانين وثمانمائة بالصالحية، وانظر الضوء اللامع 1/ 152، وغيره). وقد هجا البقاعي صاحب الترجمة الأكمل بن مفلح بقوله: قالوا ابن مفلح أكمل، قلنا: نعم في نقصه في كل أمر يصلح كذبا وبهتانا وجهلا قد حوى فهو الذي لا يرتضيه مصلح (الضوء 8، 112). (¬5) انظر عن (خشقدم اليشبكي) في: حوادث الدهور 2/ 377 و 393، 394 رقم 19، والنجوم الزاهرة 16/ 20 رقم 29، والدليل الشافي 1/ 285 رقم 980، والمنهل الصافي 5/ 205 - 207 رقم 983، ومنتخبات من حوادث الدهور 134، والتبر المسبوك 399، والضوء اللامع 3/ 174 رقم 677، ووجيز الكلام 2/ 671، 672، رقم 1544، وبدائع الزهور 2/ 397.

خروج الحاج والمحمل

[خروج الحاج والمحمل] وفيه خرج الحاجّ وأميرهم على المحمل دولات باي الدوادار، ولم يكن لهم أمير على الأول. ثم بعث السلطان لدولات باي لما بلغه كثرة الحاجّ بأن يجعل دواداره فارس أميرا على الأول. وحجّ في هذه السنة خليل بن الناصر فرج بتجملّ زائد (¬1). [نيابة الكرك] وفيه قرّر يشبك طاز حاجب الحجّاب بطرابلس في نيابة الكرك. وقرّر في حجوبيّته مغلباي البجاسيّ (¬2). [أتابكية دمشق] وفيه قرّر في أتابكية دمشق يشبك الصوفي، عوضا عن خير بك الأجرود بحكم القبض عليه وسجنه (¬3). [ذو القعدة] [سجن قاضي طرابلس بالمقشّرة] وفي ذي قعدة أمر السلطان بحمل التقيّ بن عزّ الدين قاضي طرابلس إلى المقشّرة، فأركب حمارا، ونودي عليه بالشوارع بأنه يزوّر المحاضر. وكان السلطان قد عيّن إنسانا من الخاصكية الدوادارية، يقال له ماماي، بالكشف عنه وإحضاره، ونسب ماماي بأنه مع عزّ الدين هذا فتغيّظ عليه وأمر بسجنه ببرج قلعة الجبل، وأخرج عنه دواداريته لمملوكه قانصوه اليحياوي البجمقدار كان، وهو نائب الشام في عصرنا الآن (¬4). [إطلاق جانبك المحمودي إلى طرابلس] وفيه أطلق جانبك المحمودي، وأمر بالإقامة بطرابلس لينحلّ له ما يليق به من الأقاطيع (¬5). ¬

(¬1) خبر الحاج والمحمل في: حوادث الدهور 2/ 377، والنجوم الزاهرة 15/ 446، والتبر المسبوك 392، 393، وبدائع الزهور 2/ 297. (¬2) خبر نيابة الكرك في: حوادث الدهور 2/ 379، والتبر المسبوك 393، وبدائع الزهور 2/ 298. (¬3) خبر أتابكية دمشق في: حوادث الدهور 2/ 378، والنجوم الزاهرة 15/ 446، وبدائع الزهور 2/ 297. (¬4) خبر سجن قاضي طرابلس في: حوادث الدهور 2/ 378، والنجوم الزاهرة 15/ 447، والتبر المسبوك 393، وبدائع الزهور 2/ 297. (¬5) خبر إطلاق جانبك في: النجوم الزاهرة 15/ 447، والتبر المسبوك 394.

ذو الحجة

[ذو الحجة] [وفاة الأمين ابن الديري] [2307]- وفي ذي حجّة مات الأمين ابن الدّيريّ (¬1)، عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن سعد العبسي، القدسي، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، نبيلا، فصيحا، بليغا. له نظم، وسمع على جماعة، وولي نظر القدس والجليل، والجوالي، والمعظّميّة، وتدريس الفخرية، / 178 / والمهمندارية بالقاهرة. ومولده سنة سبع عشرة وثمانماية. وهو والد الشيخ بدر الدين محمد (¬2)، أمتع الله تعالى بطول بقائه. [القضاء في حلب] وفيه بعث إلى حلب بالكشف عن المحبّ بن الشحنة قاضيها بسبب شكوى وقعت، ثم صرف وقرّر في قضاء حلب شيخنا الحسام بن العماد الغزّي (¬3). [نيابة القدس] وفيه قرّر في نيابة القدس أسنبغا الكبكي، وقرّر في نظر القدس والخليل أيضا، مضافا للنيابة (¬4). [خطبة العيد والجمعة في يوم واحد] وفيه كان العيد بالجمعة، وخطب خطبتين (¬5)، فأرجف بزوال دولة الظاهر (¬6)، وصادفت هذه الإرجافة ما قالوه فإنّ دولته زالت عن قليل في صفر من الآتية. ¬

(¬1) انظر عن (ابن الديري) في: حوادث الدهور 2/ 395 رقم 21، والدليل الشافي 1/ 406، 407 رقم 1400، والمنهل الصافي 7/ 228 - 230 رقم 1405، والتبر المسبوك 402، ووجيز الكلام 2/ 669 رقم 1536، والضوء اللامع 4/ 134، 135 رقم 353، ونظم العقيان 126 رقم 106، وبدائع الزهور 2/ 298، وشذرات الذهب 7/ 289. (¬2) انظر عن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله. . الديري، في الضوء اللامع 8/ 36 رقم 14، وهو ولد في ذي القعدة سنة 838، ولم يؤرّخ السخاوي لوفاته. (¬3) خبر القضاء في حلب في: حوادث الدهور 2/ 380، والنجوم الزاهرة 15/ 448. (¬4) خبر نيابة القدس في: حوادث الدهور 2/ 380، والنجوم الزاهرة 15/ 448، وبدائع الزهور 2/ 298. (¬5) الصواب: «وخطبت خطبتان». (¬6) خبر خطبة العيد في: بدائع الزهور 2/ 298.

وقوع السلطان بعد صلاة الجمعة

[وقوع السلطان بعد صلاة الجمعة] وفيه، في يوم الجمعة رابع عشرينه شهد السلطان صلاة الجمعة، ولما خرج من الصلاة غشي عليه وسقط إلى الأرض، فأرجف بالقاهرة بموته وكثر القال والقيل. فلما أصبح أقام الموكب بالدهيشة، ولم يصعد الأمراء بالشاش والقماش الجاري به العادة، وأجلس السلطان وهو يورّي بمرضه. ثم أصبح في ثاني يومه هذا فركب من القلعة، وقصد دار ابنته فدخل إليها وعاد منها إلى القلعة سريعا (¬1). [وصول قصّاد جهان شاه] وفيه وصل قصّاد جهان شاه ملك العراقين وتبريز، ومعهم مكاتبة مرسلهم ضمّنها بأنه انتصر على ثابور بن باي سنقر بن شاه رخ لما قصده، ومشى على بلاده، وأنه حاربه، وكسر عساكره، وملك عدّة من بلاده، وأن عساكر جقطاي قد تلاشى أمرهم (¬2). [كائنة الجلال ابن الأمانة] وفيه كائنة الجلال ابن الأمانة أحضره السلطان إلى بين يديه بشكوى بعض العوامّ فيه، بأنه حكم عليه بأن لا يطالب خصمه إلاّ بحكم الشرع، فحنق السلطان من ذلك، ولما حضر بين يديه أمر بضربه، وضرب عشرة عصيّ ظلما وعدوانا. ولله الأمر (¬3). * * * [وفاة الكاتب العلاء الحلبي] [2308]- وفيها - أعني هذه السنة - مات الكاتب المجيد، العلاء بن شمس، علي بن محمد الحلبيّ (¬4). وكان بارعا في فنّه، كتب الخطّ الحسن الفائق (. . .) (¬5) على طريقة الع‍ [جم] (¬6) كتب بخطّه كثيرا. ¬

(¬1) خبر وقوع السلطان في: حوادث الدهور 2/ 380، 381، والنجوم الزاهرة 15/ 448، 449، وبدائع الزهور 2/ 298. (¬2) خبر وصول القصّاد في: حوادث الدهور 2/ 381، والنجوم الزاهرة 15/ 448، 449، وبدائع الزهور 2/ 298. (¬3) كائنة الجلال في: حوادث الدهور 2/ 381، والنجوم الزاهرة 15/ 449، وبدائع الزهور 2/ 298. (¬4) انظر عن (الحلبي) في: التبر المسبوك 407، والضوء اللامع 6/ 30 رقم 76. (¬5) رسمت في الأصل: «الهر». (¬6) الإضافة من الضوء.

وفاة الشمس البدراني

ومات شابّا. [وفاة الشمس البدراني] [2309]- / 179 / وفيها مات الشمس البدرانيّ (¬1)، محمد بن محمد بن حسن بن علي بن عبد العزيز بن عبد الرحمن الشافعيّ. وكان فاضلا، واعتنى به والده، فأسمعه على جماعة، منهم: الوليّ العراقيّ، وابن (¬2) الجزري (¬3) والكلوتاتي، والقمنيّ، وأجاز له جماعة. وناب في القضاء، وكتب المنسوب. ومولده سنة عشرة (¬4) وثمانماية. وأخذ الفضلاء من جماعته شيخنا الكمال بن الهمام (¬5). [وفاة ابن خير بك الصفوي] [2310]-[وفيها مات] (¬6) الشمس محمد بن خير بك (¬7) الصفويّ. وكان ذكيّا، بارعا، خيّرا، ديّنا، شابّا، حسنا. [وفاة مفتي فاس] [2311]- وعالم فاس ومفتيها، أبو عبد الله بن بلال (¬8) المالكيّ (¬9). وكان من الأفراد. [وفاة الفقيه الورد والي] [2312]- ورفيقه الفقيه، العالم، الفاضل، محمد الورد والي (¬10). ¬

(¬1) انظر عن (الشمس البدراني) في: الضوء اللامع 9/ 73 رقم 194، والتبر المسبوك 416. (¬2) في الأصل: «وبن». (¬3) في الأصل: «الجوزي». (¬4) الصواب: «سنة عشر». (¬5) هكذا وردت هذه العبارة، وهي مبهمة، ولم أجد ما يؤيّدها أو يفسّرها في الضوء. (¬6) ما بين الحاصرتين أضفته على الأصل للضرورة. (¬7) لم أجد لمحمد بن خير بك ترجمة في المصادر. (¬8) في الأصل: «بلال». (¬9) لم أجد لأبي عبد الله بن بلال ترجمة في المصادر. (¬10) لم أجد لمحمد الورد والي ترجمة في المصادر.

وفاة عين قرا

[وفاة عين قرا] [2313]- والفاضل عين قراء الجوق (¬1) بالقاهرة. [وفاة النور بن الركاب] [2314]- والنور بن الرّكاب (¬2)، علي بن عمر بن عامر القاهري (¬3)، الشافعيّ. سمع على الحافظ ابن (¬4) حجر، وأجاز منه. [وفاة النور بن بطيخ] [2315]- والنور بن بطيخ (¬5) المقري. وكان عارفا بقراءة الجوق، بارعا في فنّ الموسيقا (¬6)، وكان يستعملها في قراءته (¬7). [وفاة الخواجا القرمي] [2316]- والخواجا إبراهيم بن قرمش (¬8) التركيّ الأصل، القرميّ. وكان مثريا، فكه المحاضرة نادمه الأشرف برسباي واختصّ به لرقّة طباعه وحشمه وأدب فيه. ورقّ حاله بعد ذلك حتى مات فقيرا. ¬

(¬1) في الأصل: «عين قرا الحوق» بالمهملة. ولم أجده في المصادر، ولعله هو النور بن بطيخ المقرىء الآتي بعد قليل. (¬2) الركّاب: بتشديد الكاف. (¬3) انظر عن (ابن عامر القاهري) في: التبر المسبوك 407، والضوء اللامع 5/ 266 رقم 891. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) هو: علي بن بطيخ القاهري الضرير، أحد رؤساء قراء الجوق. (¬6) وقال السخاوي: ممّن جوّد على الشيخ حبيب، وبرع في الموسيقى ولذا كان يسلك في قراءته اقتفاء الأنغام وغير ملاحظ أدب التجويد، وما كنت أحمده في ذلك، ولكنه كان أستاذا بحيث أنه ربّما يسدّ بآحاد المهملين. وليس بطيخ اسم أبيه. وإنما كتبته هنا لعدم معرفة اسمه، فاكتفيت بشهرته. . . وهو عمّ الشهاب أحمد بن البدر محمد بن بطيخ أحد الأطباء هو وقراء السبع والده. (الضوء اللامع 5/ 198 رقم 671). (¬7) في الأصل: «قراته». (¬8) انظر عن (إبراهيم بن قرمش) في: الضوء اللامع 1/ 118 وفيه: إبراهيم بن قرمش القرمي الأصل القاهري، تاج المماليك كأبيه وأحد خواصّ الأشرف، ممّن أثرى ثم تضعضع بعد موته، وذكر بخير وبرّ وحشمة، وإلى أبيه تنسب الأمراء القرمشيّة.

استيلاء صاحب مكة على مدينة حلي

وقد جاوز الثمانين. [استيلاء صاحب مكة على مدينة حلي] وفيها استولى السيد بركات صاحب مكة المشرّفة على مدينة حلي من (¬1) اليمن، وقرّر عوضه الأخ الأكبر له (¬2). [انتهاء السنة] وخرجت هذه السنة وقد حصل بها من الصعوبات والشدّة ما قد عرفته. ولله الأمر. ¬

(¬1) في الأصل: «حلى بن». (¬2) خبر الاستيلاء على حلي في: وجيز الكلام 2/ 665، والتبر المسبوك 394. و «حلي»: بالفتح ثم السكون، بوزن ظبي. مدينة باليمن على ساحل البحر. (معجم البلدان 2/ 297).

حوادث سنة سبع وخمسين وثمانماية

[حوادث] سنة سبع وخمسين وثمانماية [محرّم] [توعّك السلطان] في محرّم كان السلطان موعوكا غاية الوعك لكنّه متجلّدا (¬1)، لم يظهر ذلك حتى كان يوم الخميس سابعه انقطع عن ظهوره للناس، وكثرت الأراجيف في شأن مرضه، بل أرجف بموته غير ما مرة حتى بلغه ذلك فلم يسهل به، فقام على قدمه، وخرج من مكان تمرّضه ماشيا في تاسع الشهر من غير أن يستعين في مشيه بأحد إلى أن دخل الدهيشة، فجلس بها غير مستند إلى شيء، وعلّم على المناشير وغيرها، ثم قام فدخل القاعة ماشيا ولم يخرج منها بعد ذلك إلاّ ميتا، فإنّ مرضه أخذ في التزيّد من يومئذ بحصار البول، / 180 / وحدّة في مزاجه. وكثر القال والقيل، ومع ذلك هو يتجلّد، والخدمة عمّالة، والداخل عليه لا يمنع، والعلامة مستمرّة، والأوامر والنواهي، وهو يظهر خلاف ما هو عليه، مع علمه بأنّ الحمام حائم حواليه (¬2). [وفاة متولّي القضاء] [2317]- وفيه مات متولّي قطيا (¬3) الشهاب، أحمد بن عبد الغني بن عبد الرزاق بن أبي الفرج الأرمنيّ (¬4)، في كهولته. ولم يصل إلى شيء غير ولاية قطيا، مع أمله العظمة (¬5). ¬

(¬1) الصواب: «لكنّه متجلّد». (¬2) خبر توعّك السلطان في: حوادث الدهور 2/ 398، والنجوم الزاهرة 15/ 449، 450، ووجيز الكلام 2/ 674، والتبر المسبوك 423، وبدائع الزهور 2/ 299، وأخبار الدول 2/ 312. (¬3) قطيا: من الجفار وهو المعروف برمل مصر وبه منازل للسفّارة أشهرها وأكبرها قطية أو قطيا. ويحيط بالجفار بحر الروم. (تقويم البلدان 178) وقطيا بلدة بها جامع ومارستان، وبها والي أمير طبلخاناه مقيم بها لأخذ العشر من التجار، وبها قاض وناظر وشهود ومباشرين، ولا يمكّن أحد من الجواز من مصر إلى الشام أو من الشام إلى مصر إلاّ بورقة. (الانتصار لابن دقماق 2/ 52، 53) وهذا يعني أنها تقع عند الحدود القديمة بين مصر والشام على ساحل سيناء. (¬4) انظر عن (ابن أبي الفرج الأرمني) في: حوادث الدهور 2/ 60 رقم 6، والنجوم الزاهرة 16/ 162، والضوء اللامع 1/ 350. (¬5) هكذا في الأصل.

ظهور أمارات الموت على السلطان وخلع نفسه من السلطنة

[ظهور أمارات الموت على السلطان وخلع نفسه من السلطنة] وفيه - في عشرينه - ظهرت على السلطان في مرضه أمارات الموت لشدّة ما هو فيه، فأخذ في التكلّم مع بعض خواصّه في خلع نفسه من الملك ومبايعة ولده عثمان في حال حياته، فروجع في ذلك، فلم يرجع، وبعث إلى الخليفة وقضاة القضاة والأمراء وأرباب الدولة من أهل الحلّ والعقد بأمرهم بأن يبكّروا إليه في يوم الخميس حادي عشرينه، فأصبح الجميع عنده، وفي الظنّ أنه يعهد لولده كما هي العادة المستمرّة، فبدر: «قد خلعت نفس من الملك، والأمر إليكم فيمن تختاروه» (¬1)، من غير أن يذكر ولده توقيت (¬2) أشياء، وطال الكلام (¬3). ¬

(¬1) الصواب: «فيمن تختارونه». (¬2) رسمت هكذا، مهملة في الأصل. (¬3) خبر الخلع من السلطنة في: حوادث الدهور 2/ 413، والنجوم الزاهرة 16/ 44، 45، ووجيز الكلام 2/ 676، 677، والتبر المسبوك 429، 430، والضوء اللامع 5/ 127، 128 رقم 456، وحسن المحاضرة 2/ 80، وتاريخ الخلفاء 513، وتاريخ ابن سباط 2/ 801، وبدائع الزهور 2/ 301، وتاريخ الأزمنة 352، وشذرات الذهب 7/ 291، والتاريخ الغياثي 358، وأخبار الدول 2/ 213، وحوادث الزمان 1/ 117، وتحفة الناظرين 2/ 39.

سلطنة المنصور

[سلطنة المنصور] ثم بدر الخليفة بالثناء على ولده عثمان، وقال: لا يصلح لها غيره، وتبعه من حضره، وأحضروه وبايعوه بالسلطنة في الساعة الثانية من هذا اليوم، ولقّب بالمنصور، وكنّي بأبي السعادات، وأحضر له شعار الملك، فأفيض عليه، وأركب من الدهيشة إلى القصر، ومعه من يحضر في موكب حافل على العادة في يوم سلطنة من يتسلطن. ولما دخل إلى القصر أنزل وأدخل إليه، ورفع على سرير الملك وقام الكلّ بين يديه. وخلع على الأتابك إينال (¬1)، وعلى الخليفة، وكان يوما مشهودا من نوادر الأيام، كونه يتسلطن في حياة أبيه، وتمكينه في السلطنة. ونودي بسلطنته بشوارع القاهرة. وكان / 181 / سنّه ثمانية عشر (¬2) سنة. ولم يجعل له وصيّا ولا نظاما مدبّرا، وظنّ أنّ ذلك ممّا يثبّت به ملكه. وكان الأمر بخلاف ذلك. ثم لما انفضّ الموكب قام السلطان من القصر عائدا إلى محلّ سكنه من الحوش، وعدّ ذلك من النوادر أيضا لكون العادة جرت بإقامة السلطان بالقصر، ومبيته به ثلاثة أيام (¬3). [وصول الحجّاج] وفيه وصل الحاج وصعد دولات باي أمير الحاجّ إلى القلعة فقبّل الأرض للسلطان المنصور بالحوش وهو على الدكة، فخلع عليه، ثم دخل دولات باي على الظاهر وهو مشغول بنفسه فقبّل رجله. ¬

(¬1) حوادث الدهور 2/ 17. (¬2) الصواب: «ثمان عشرة». (¬3) انظر عن (سلطنة المنصور) في: النجوم الزاهرة 15/ 452 - 454 و 16/ 24، ووجيز الكلام 2/ 675، 676، وحوادث الدهور 2/ 400، 401، وتاريخ ابن سباط 2/ 801، وحوادث الزمان 1/ 119، وإعلام الورى 52، 53، وتاريخ الأزمنة 352، وأخبار الدول 312.

تقدمة أمير مجلس

وكان الغرس خليل بن الناصر فرج قد عاد من حجّه ونزل مدرسة الظاهر برقوق جدّه فصعد إلى القلعة، فرحّب به المنصور، ثم دخل على الظاهر وهو حاضر الحسّ لكنه في حيّز العدم. ولما خرج من القلعة خرج له الأمر من المنصور بإجابته إلى سؤاله بالتوجّه إلى ثغر دمياط لا اسكندرية، وسافر من ليلته (¬1). [تقدمة أمير مجلس] وفيه صيّر يونس الأقباي شادّ الشراب خاناه في جملة مقدّمين (¬2) الألوف على تقدمة تنم أمير مجلس. وقرّر تنم في تقدمة المنصور التي كانت بيده (¬3). [خدمة القصر] وفيه حضر المنصور خدمة القصر على العادة القديمة، وكان والده قد أبطلها منه في يومي السبت والثلاثاء فأعادها هو، وجلس به في يوم الثلاثاء سادس عشرينه (¬4). وخلع على لاجين الظاهري لالاه وصيّره شادّ الشراب خاناه، عوضا عن يونس الأقباي. وقرّر في الزردكاشية، عوضا عن لاجين: جانبك القرمانيّ (¬5). ثم قام السلطان إلى البحرة فطلب المباشرين. وحضر قانباي الجركسي أمير اخور كبير، وفيروز الخازندار، وتكلّموا في أمر نفقة البيعة من أين يكون، ولا مال بالخزائن السلطانية إلاّ قدر نزر بالنسبة إلى سلطان مصر، ولعلّه لم يبلغ الثلاثين ألف دينار، وعدّ ذلك من النوادر. ثم طال الكلام في هذا المجلس، وآل الأمر فيه / 182 / بعد طوله أن سأل السلطان من المباشرين بمساعدته على ذلك. وجرت أمور آلت إلى أن قرّر الحال على المساعدة (¬6). ¬

(¬1) خبر الحجّاج في: حوادث الدهور 2/ 401، 402، والنجوم الزاهرة 16/ 24، والتبر المسبوك 424. (¬2) الصواب: «في جملة مقدّمي». (¬3) خبر أمير المجلس في: حوادث الدهور 2/ 402، وبدائع الزهور 2/ 302. (¬4) حوادث الزمان 1/ 119، بدائع الزهور 2/ 302. (¬5) خبر خدمة القصر في: حوادث الدهور 2/ 402، والنجوم الزاهرة 16/ 26، وبدائع الزهور 2/ 302. (¬6) حوادث الدهور 2/ 402، 403، بدائع الزهور 2/ 302.

نيابة جدة

[نيابة جدّة] وفيه خلع علي جانبك بنيابة جدّة على عادته (¬1). [البشارة بسلطنة المنصور] وخلع على جماعة من الخاصكية بالتوجّه للبلاد الشامية بالبشارة بسلطنة المنصور وصورة مبايعته (¬2). ثم بعد أيام عيّن قاصد إلى مكة المشرّفة أيضا (¬3). [إمرة عشرة] وفيه أمّر بردبك البجمقدار عشرة، وكذا جانبك المشدّ (¬4). [رأس نوبة] وصيّر جانبك الظريف، وقانباي المؤيّدي من روس (¬5) النوب (¬6). [نكبة زين الدين الأستادار] وفيه كانت نكبة زين الدين الأستادار وولاية الأستادارية لجانبك نائب جدّة. وكان السبب في ذلك أنّ السلطان لما انفضّ الموكب دخل إلى البحرة، وأعاد الجمع الذي كان جمعه بسبب نفقة البيعة، ودار الكلام بين المباشرين معه ثانيا، وقرّر كلّ من المباشرين على نفسه مبلغا التزم به، فأخذ الزين الأستادار يمتنع من ذلك ويقول: أنا فقير وعليّ جملة ثقيلة، وصمّم على عدم إعطائه شيئا، وغفل عن مقتضى الحال، فحنق منه السلطان وأمر في الحال بأن يقبض عليه، وأحضر خلعة وخلعها علي جانبك بالأستادارية، وألزم زين الدين بخمسمائة ألف دينار وأن يسجن حتى يقوم بها. ثم أنزل في عصر هذا اليوم إلى دار جانبك ليعصره ويستخلص منه ما قرّر عليه. وكان لإنزاله وقتا مشهودا (¬7) قعد الناس فيه لرؤيته، ثم أخذ جانبك يتلطّف بالسلطان في إعادته إلى القلعة ويتنزّه عن عقوبته (¬8). ¬

(¬1) خبر نيابة جدّة في: حوادث الدهور 2/ 403، وبدائع الزهور 2/ 302. (¬2) خبر البشارة في: التبر المسبوك 427. (¬3) حوادث الدهور 2/ 403. (¬4) خبر إمرة العشرة في: حوادث الدهور 2/ 404، والتبر المسبوك 427. (¬5) كذا. (¬6) خبر رأس النوبة في: حوادث الدهور 2/ 404. (¬7) الصواب: «وقت مشهود». (¬8) خبر النكبة في: حوادث الدهور 2/ 404، والنجوم الزاهرة 16/ 27، 28، وبدائع الزهور 2/ 302، 303.

صفر

[صفر] [وفاة السلطان جقمق العلائي] [2318]- وفي صفر، في ليلة الثلاثاء، ثالثه، كان موت جقمق العلائي (¬1)، الظاهري، الجركسي، السلطان الملك الظاهر، أبو سعيد، بين العشاءين (¬2) وأصبح فجهّز وصلّي عليه، وحمل إلى تربة قانباي الجركسي فدفن بها. وكان له مشهدا حافلا (¬3). وله زيادة على الثمانين سنة. وكان في الأصل من مماليك / 183 / الأتابك أينال اليوسفي أو ولده أمير علي، وإليه ينسب. ويقال إنه أجرى عليه عتقه، ولما تعارف بأخيه جركس في دولة الظاهر برقوق وكلّم برقوق في أخذه، وطلبه برقوق فبعث به إليه أخفى عتقه باتفاق بينه وبين جقمق لأمر ما هو ظاهر، وصار ند أخيه جركس. ثم أجرى الظاهر برقوق عتقه عليه إن كان ملكه على ما أشيع بأنه عتيقا له (¬4). ثم تنقلت به الأحوال على ما تقدّم حتى تسلطن. وكانت مدّته نحوا من خمسة عشر (¬5) سنة، وهو في أرغد عيش وأهناه. وكان ملكا جليلا دهّاء، يجلّ العلماء، ويقتني الكتب النفيسة، مع فهم جيّد، محبّا لتوسعة الأرزاق على الناس والأيتام، كريم النفس، سخيّا جدّا يكره اللهو والطرب، ويتجنّب المزاح، هادن الملوك القاصية والدانية، وكان شجاعا مقداما، عارفا بفنون الفروسية والرمي بالنشّاب، كثير البرّ والخير، جدّد الكثير من المساجد والجوامع، ولم ¬

(¬1) انظر عن (جقمق العلائي) في: النجوم الزاهرة 15/ 453 - 464، والمنهل الصافي 4/ 275 - 312 رقم 849، والدليل الشافي 1/ 246 رقم 847، وحوادث الدهور 2/ 405، 406، والتبر المسبوك 423، والضوء اللامع 3/ 71 رقم 287، ووجيز الكلام 2/ 675، وحسن المحاضرة 2/ 80، ونظم العقيان 103 رقم 63، وتاريخ الخلفاء 513، وتاريخ ابن سباط 2/ 797، وحوادث الزمان 1/ 119، 120 رقم 79، والبدر الطالع 1/ 184 - 186 رقم 118، وتاريخ الأزمنة 352، وشذرات الذهب 7/ 291، وبدائع الزهور 2/ 298 - 300، وإعلام الورى 52، 53، والتاريخ الغياثي 357، وأخبار الدول 314، 315، وتحفة الناظرين 2/ 37. (¬2) في الأصل: «بين العشائين». (¬3) الصواب: «مشهد حافل». (¬4) الصواب: «بأنه عتيق». (¬5) الصواب: «خمس عشرة».

النداء على النفقة

يميل (¬1) إلى البنيان، ويعاب بسرعة الانحراف والانتقال والبهدلة لكثير من العلماء بأشياء لم تقع لملك قبله. وسيرته تطول وخبرها يعول، وهذا هو المحصول. [النداء على النفقة] وفيه نودي بأنّ النفقة في مستهلّ ربيع الأول (¬2). [معاقبة الأستادار ومصادرته] وفيه نقل زين الدين الأستادار إلى طبقة الزمّام، وعوقب وأخذ ما في داره من المال وغيره، ممّا قوّم بثمانين ألف دينار (¬3). [نيابة جدّة] وفيه قرّر في نيابة جدّة تنم رصاص بسفارة جانبك نائب جدّة الأستادار، وقرّر معه في نظرها التقيّ بن نصر الله (¬4). [القبض على دولات باي] وفيه قبض على دولات باي (¬5)، وقبض معه على جماعة من المؤيّدية، وهم: برسباي، ويلباي، وحملوا إلى سجن الإسكندرية وجانبك قرا (¬6). [نيابة الإسكندرية] وقد قرّر في نيابتها عوضا عنه برسباي البجاسيّ (¬7). وخمدت بذلك شوكة المؤيّديّة، وتحرّكت شوكة الأشرفية (¬8). [تقرير مقدّمية ألوف] وفيه قدم قرقماس الجلب إلى القاهرة، فقرّر في جملة مقدّمين الألوف على تقدمة دولات باي. ¬

(¬1) الصواب: «ولم يمل». (¬2) خبر النداء في: حوادث الدهور 2/ 406، والتبر المسبوك 428. (¬3) خبر المعاقبة في: حوادث الدهور 2/ 406، وبدائع الزهور 2/ 302، 303. (¬4) خبر نيابة جدّة في: حوادث الدهور 2/ 407. (¬5) خبر القبض في: حوادث الزمان 1/ 117. (¬6) بدائع الزهور 2/ 303. (¬7) الضوء اللامع 3/ 7، 8 رقم 34. (¬8) بدائع الزهور 2/ 303.

الدوادارية الثانية

وقرّر في طبلخاناته جانبك النوروزي. / 184 / وقرّرت طبلخانات برسباي باسم تمربغا، وصيّر دوادارا كبيرا (¬1). [الدوادارية الثانية] وقرّر أسنباي الجمالي في الدوادارية الثانية (¬2). وسنقر العائق في الأمير اخورية الثانية، عوضا عن برسباي (¬3). وقرّر في الأميراخورية الثالثة، عوضا عنه، بردبك البجمقدار (¬4). وأضيفت الزردكاشية إلى جانبك الوالي (¬5). وكان هذا اليوم يوما مهولا على كثير من الأمراء، وعظم عليهم ما وقع، سيما وكان أسنبغا الطيّاري قد ترشّح للدوادارية الكبرى (¬6). وجرباش كرد (¬7) للرأس نوبة الكبرى. وكان هذا التصرّف سببا لنفرة القلوب عن الظاهر به ومندوحة للقيل والقال، وترقّب الناس وقوع فتنة (¬8). [معاقبة الأستادار] وفيه عوقب الزين الأستادار (¬9). [بيع أملاك الأستادار وتفريقها] وفيه عقد مجلس بسبب أملاك الزين المذكور التي وقفها، وكان الكلام في هذا المجلس، وآل الأمر إلى إلغاء القاضي المالكي الوقفية، وشرع في بيع ذلك، وفرّق السلطان الكثير من رزق زين الدين وأقاطيعه على الجند (¬10). ¬

(¬1) خبر مقدّمية الألوف في: حوادث الدهور 2/ 408، والنجوم الزاهرة 16/ 31، وحوادث الزمان 1/ 117، وبدائع الزهور 2/ 303. (¬2) حوادث الدهور 2/ 409. (¬3) حوادث الدهور 2/ 409 وفيه: «يرشباي». (¬4) حوادث الدهور 2/ 409. (¬5) حوادث الدهور 2/ 409. (¬6) حوادث الدهور 2/ 409. (¬7) كرد - كرت. (¬8) حوادث الدهور 2/ 409، والنجوم الزاهرة 16/ 31، 32، بدائع الزهور 2/ 304. (¬9) خبر المعاقبة في: حوادث الدهور 2/ 409، والنجوم الزاهرة 16/ 32. (¬10) خبر بيع الأملاك في: حوادث الدهور 2/ 409، 410، والنجوم الزاهرة 16/ 33.

إعادة ابن الهيصم إلى الوزارة

[إعادة ابن الهيصم إلى الوزارة] وفيه أعيد الأمين بن الهيصم إلى الوزارة على عادته، وصرف القلاوي باستعفائه، وقرّر في كشف الوجه القبليّ (¬1). [الخدمة بالقصر] وفيه أقيمت الخدمة بالحوش لأجل قصّاد ملك الحبشة، وكانوا قدموا قبل ذلك وكان الناس قد ترقّبوا في هذا اليوم بأنّ السلطان يقبض على جماعة، فلم يقع ذلك (¬2). [إمرة السلاح] وفيه قرّر في إمرة سلاح تنم من عبد الرزاق، عوضا عن جرباش بحكم عجزه ولزوم داره (¬3). [إمرة مجلس] وقرّر في إمرة مجلس عوضا عن تنم تنبك البردبكي. وجلس قانباي الجركسي بين يدي السلطان مترفّعا عليه، وعدّ ذلك من النوادر، وأعيب عليه ذلك (¬4). [صرف أرباب الوظائف من المؤيّدية] وفيه صرف السلطان الكثير من المؤيّديّة من أرباب الوظائف الخاصكية ما بين بوّابين وسقاة وغيرهم، وقرّر فيها حواشيه وجماعته، فكثر قلق المؤيّديّة بسبب ذلك وأخذوا في أسباب فتح باب زوال دولة المنصور، فما تيسّر لهم ذلك إلاّ باستمالة / 185 / الطائفة الأشرفية، فدبّروا ذلك حتى تمّ كما سيأتي (¬5). [قراءة تقليد السلطان] وفيه قرىء تقليد السلطان بالقصر على العادة، وخلع على من جرت العادة بالخلع عليه من الخليفة والقضاة وكاتب السرّ. وكان السلطان جالسا على السرير والخليفة على الأرض، وعظم ذلك على ¬

(¬1) خبر وزارة ابن الهيصم في: حوادث الدهور 2/ 411، والنجوم الزاهرة 16/ 33. (¬2) خدمة خدمة القصر في: حوادث الدهور 2/ 411، والنجوم الزاهرة 16/ 33. (¬3) خبر إمرة السلاح في: حوادث الدهور 2/ 411. (¬4) خبر إمرة مجلس في: حوادث الدهور 2/ 411. (¬5) خبر أرباب الوظائف في: حوادث الدهور 2/ 412.

قضاء الشافعية

الخليفة حتى عدّه في سيّئات المنصور حين خلعه من الملك كما سيأتي (¬1). [قضاء الشافعية] وفيه استقرّ العلم البلقيني في القضاء الشافعية، وصرف المناوي (¬2). [التبييت على خلع المنصور] وفيه بيّت المؤيّديّة والأشرفية على خلع المنصور، وإقامة الأتابك إينال، وذلك في آخر يوم من ربيع هذا، وبلغ ذلك الظاهرية فما عبأوا به (¬3). [ربيع الأول] [الحرب بين المنصور والأتابك إينال] وفي ربيع الأول، في أول يوم منه كانت الحرب وابتداؤها بين المنصور والأتابك إينال، والكلام على ذلك يطول، آل الأمر فيها إلى فتنة كبيرة. وطالت الحرب أياما، وصرّح الخليفة في يوم الخميس رابعه بخلع المنصور (¬4). [خلع المنصور من السلطنة] وأصبح في يوم الجمعة خامسه فزادت الحرب، وقتل من الخلق جماعة، وأحضر الخليفة والقضاة والأعيان إلى دار قوصون، وبها الأتابك إينال والأمراء ومعه من الجند التحتاني ما شاء الله تعالى، فوقع الاتفاق على خلع المنصور، وحكم به القضاة، وسجّل ونفّذ بعد الحكم، وزالت دولة المنصور. فكانت مدّة سلطنته من يوم بويع إلى هذا اليوم شهرا واحدا واثني عشر يوما، وبعض يوم، وعدّت هذه من نوادر مدد السلاطين في الدولة التركية (¬5). ¬

(¬1) خبر تقليد السلطان في: حوادث الدهور 2/ 412، وحوادث الزمان 1/ 120، وبدائع الزهور 2/ 304. (¬2) خبر قضاء الشافعية في: حوادث الدهور 2/ 412، 413، والنجوم الزاهرة 16/ 35، وحوادث الزمان 1/ 120، وبدائع الزهور 2/ 304. (¬3) حوادث الدهور 2/ 414. (¬4) حبر الحرب في: وجيز الكلام 2/ 676، والتبر المسبوك 429، وبدائع الزهور 2/ 304، وتاريخ الأزمنة 352، وأخبار الدول 312، 313، وحوادث الدهور 2/ 414. (¬5) خبر خلع المنصور في: حوادث الدهور 2/ 416، وتاريخ ابن سباط 2/ 801، وحوادث الزمان 1/ 121، وإعلام الورى 53، وأخبار الدول 313.

البيعة الخاصة بسلطنة إينال

[البيعة الخاصة بسلطنة إينال] ولما تمّ أمر الخلع بويع الأتابك إينال بالسلطنة بيعة خاصّة، وانفضّ المجلس من غير ما تمام أمر، ونودي بالشوارع بخلع المنصور، وأنّ أمير المؤمنين وولي عهد المسلمين وله الأمر فيمن يولّيه ولا يولّي إلاّ من ينتفع به المسلمون. وقرب وقت صلاة الجمعة، فنصب منبر لطيف بمقعد دار قوصون، وخطب به العلم البلقيني، والخليفة حاضر، والأتابك إينال. ودعى (¬1) البلقيني / 186 / لإينال، وصلّيت الجمعة وانفضّ المجلس، وقد أعلن الناس بسلطنة الأتابك إينال، والقلعة تشعل بآلات الحراب والحصار. هذا، والمماليك (¬2) المنصور مع طائفة الظاهرية مماليك أبيه مثل قانباي الجركسي، وتمربغا، ولاجين، وعدّة أخر. وكان تنم من عبد الرزاق عنده أيضا. والقائم بالحرب قانباي، وتمربغا. وقام الأتابك إينال قياما تامّا بتدبير عساكره وترتيب الأمر والحزم والاحتياط (¬3). [وفاة أسنبغا الطياري] [2319]- وبينا هم على ذلك، إذ وعك أسنبغا الطيّاري (¬4) رأس نوبة النوب. ومات في ليلته شبه الفجأة، فجهّز وصلّى عليه الأتابك والأمراء ومن حضر، ودفن. وكان إنسانا حسنا، فصيحا، شجاعا، مقداما، عاقلا، حشما، أدوبا، سيوسا، متواضعا، كثير الحياء، ساكنا، كامل المعرفة، مع كرم النفس، وسخاء مفرط، محمود السيرة. وتنقّل في الخدم وولي عدّة وظائف، منها نيابة الإسكندرية، ثم تقدّم بمصر، ثم ولي رأس نوبة النوب، وترشّح للدوادارية الكبرى. ¬

(¬1) الصواب: «ودعا». (¬2) الصواب: «ومماليك». (¬3) خبر البيعة في: حوادث الدهور 2/ 413 - 417، ووجيز الكلام 2/ 677، والتبر المسبوك 431، وبدائع الزهور 2/ 305، وإعلام الورى 53. (¬4) انظر عن (أسنبغا الطياري) في: حوادث الدهور 2/ 417، والنجوم الزاهرة 16/ 48 و 162، وبدائع الزهور 2/ 305، وتاريخ الأزمنة 352، وأخبار الدول 313، والضوء اللامع 2/ 311 رقم 984، والدليل الشافي 1/ 132 رقم 462، والمنهل الصافي 2/ 437 - 440 رقم 463.

ملك أصحاب إينال باب السلسلة

وكان قد جاوز السبعين سنة. [ملك أصحاب إينال باب السلسلة] وفيه ملك أصحاب الأتابك إينال باب السلسلة بعد أمور وحروب يطول الشرح في ذكرها (¬1). [صعود إينال إلى باب السلسلة] [و] ركب الأتابك إينال وهو في أبّهة وسكون زائد، وصعد للباب المذكور، وقعد للناس لرؤيته، وأعلنوا بالدعاء له. هذا، بعد انفلال جمع المنصور (¬2). [القبض على أمير سلاح] وقبض على تنم أمير سلاح. وتفرّق جموع (¬3) العساكر التحتاني للقبض على المخالفين لهم من الظاهرية، وكان قد نزل إليهم جماعة منهم، ودخلوا تحت طاعته (¬4) الأتابك، منهم جانبك نائب جدّة (¬5). [سكون الفتنة] ولما استقرّ الأتابك إينال بالإسطبل سكنت الفتنة كأنها لم تكن، بعد امتدادها عدّة أيام. وبات إينال بمبيت الحرّاقة، وقد تهيّأ للتسلطن في الغد (¬6). [فشل المنصور] وأمّا المنصور فإنه بالغ في القتال والمحاربة في تلك الأيام ففشل ومن عنده من غير ما سبب ظاهر، فأمرهم بالتّرك، / 187 / وقام فوادع (¬7) من عنده من مماليك أبيه، وصعد إلى القصر، ففارقه جماعة، ودخل هو إلى الحرم ينتظر ما يفعل به. ¬

(¬1) خبر باب السلسلة في: بدائع الزهور 2/ 304، وحوادث الدهور 2/ 420. (¬2) حوادث الدهور 2/ 420، بدائع الزهور 2/ 305. (¬3) الصواب: «وتفرّق جمع». (¬4) الصواب: «تحت طاعة». (¬5) خبر القبض في: حوادث الدهور 2/ 421. (¬6) خبر سكون الفتنة في: حوادث الدهور 2/ 423. (¬7) الصواب: «فودّع».

سلطنة إينال

[سلطنة إينال] وفيه في يوم الإثنين، ثامنه، عقد الملك للأتابك إينال العلائيّ، وبويع البيعة العامّة بعد أن حضر الخليفة والقضاة والأمراء وأعيان الدولة ووجوه المملكة. ولقّب بالأشرف، وكنّي بأبي النصر، باتفاق الطائفة الأشرفية على ذلك، ثم قام فتعمّم وتقلّد السيف بمبيت الحرّاقة، وخرج منه، وقد أحضر إليه فرس النوبة، فركب من سلّم الحرّاقة بأبّهة السلطنة وشعارها الأسود الخليفتي، وأمر ولده الشهاب أحمد بحمل القبّة والطير على رأسه، وقد ترشّح للأتابكية عوضا عن أبيه، وساروا (¬1) الأمراء ومن حضر مشاة بين يديه ما عدا الخليفة، فإنه أركب. ثم لما وصل باب القصر أنزل ودخل إليه، ورفع على سرير الملك، وقام الكلّ بين يديه (¬2). وخلع على الخليفة (¬3). [نيابة الإسكندرية] وعلى يونس العلائي بنيابة الإسكندرية (¬4). وتمّ أمره في السلطنة، ونودي بها بشوارع القاهرة. [وفاة الزين الرفاعي] [2320]- وفيه مات أيضا الزين الرفاعيّ (¬5)، علي بن حسين بن محمد بن حسن بن أحمد بن عثمان العراقي، التكريتي، الشافعيّ. وكان حشما أدوبا، نيّرا ديّنا، خيّرا، ولي مشيخة الأشرف برسباي بالصحراء بعد قدومه من بلاده. ومولده قبل القرن. ¬

(¬1) الصواب: «وسار الأمراء». (¬2) خبر سلطنة إينال في: حوادث الدهور 2/ 423، وحوادث الزمان 1/ 117، وتاريخ ابن سباط 2/ 802، وبدائع الزهور 2/ 305 و 307، 308. (¬3) حوادث الدهور 2/ 423. (¬4) حوادث الدهور 2/ 423، النجوم الزاهرة 16/ 60. (¬5) انظر عن (الزين الرفاعي) في: بدائع الزهور 2/ 310، ولم يذكره السخاوي في الضوء.

وفاة الأبح باي

[وفاة الأبح باي] [2321]- وفيه مات الأبح (¬1) باي كاتب المماليك محمد بن أحمد بن علي بن موسى السلمي، الشافعيّ. وكان ماهرا في القراءات (¬2) خيّرا، ديّنا، ساكنا. ولي باي كاتب المماليك، ورشّح لنظر الخزانة. ومولده سنة 799. [موكب القصر] وفيه أقيم الموكب بالقصر السلطاني (¬3). [تعيين ولد السلطان أتابكا] وخلع السلطان على ولده الشهاب أحمد، وكان من العشرات، فاستقدمه أتابكا عوضا عنه، وعدّت من النوادر (¬4). [تعيين أمراء في وظائف] وقرّر تنبك البردبكي في إمرة سلاح، عوضا عن تنم (¬5). وقرّر في إمرة مجلس، عوضا عن تنبك طوخ (¬6). وخلع على خشقدم باستمراره على حجوبية الحجّاب (¬7). وعلى جرباش كرد بالأمير اخورية الكبرى، عوضا / 188 / عن قانباي الجركسي بحكم القبض عليه (¬8). وقرّر في الدوادارية الكبرى يونس الأقباي، عوضا عن تمربغا بحكم سجنه (¬9). وقرّر في رأس نوبة النوب قرقماس الجلب، عوضا عن أسنبغا الطيّاري، الماضي خبر موته (¬10). ¬

(¬1) انظر عن (الأبح) في: بدائع الزهور 2/ 310، 311 وليس فيه: «باي»: ولا محمد بن أحمد بن علي بن موسى السلمي، ولم يترجم له في الضوء اللامع. (¬2) في الأصل: «القرات». (¬3) بدائع الزهور 2/ 308. (¬4) خبر ولد السلطان في: حوادث الدهور 2/ 424، وحوادث الزمان 1/ 17، والنجوم الزاهرة 16/ 60، وبدائع الزهور 2/ 308. (¬5) حوادث الدهور 2/ 424، بدائع الزهور 2/ 308. (¬6) حوادث الدهور 2/ 424، بدائع الزهور 2/ 309 وفيه: «طوخ باني بازق». (¬7) حوادث الدهور 2/ 424، بدائع الزهور 2/ 309. (¬8) حوادث الدهور 2/ 424، بدائع الزهور 2/ 309، النجوم الزاهرة 16/ 60، 61، حوادث الزمان 1/ 117. (¬9) حوادث الدهور 2/ 424، حوادث الزمان 1/ 117، بدائع الزهور 2/ 309. (¬10) حوادث الدهور 2/ 424، حوادث الزمان 1/ 118، بدائع الزهور 2/ 309.

وفاة ممق اليشبكي

وخلع على جانبك نائب جدّة، باستمراره على الأستادارية (¬1). وهذا أول تصرّفات الأشرف إينال هذا بالولاية والعزل في سلطنته. [وفاة ممق اليشبكي] [2322]- وفيه مات ممق اليشبكي (¬2)، الخاصكي، وأحد معلّمي الرمح. وكان قد ترشّح لنيابة القلعة بسبب مقابلته مع إينال وجرحه، فمات من الجراحة. وكان شجاعا، مقداما، حشما، أدوبا. [وفاة مراد الظاهري] [2323]- ومراد الظاهري (¬3)، الخاصكيّ، قتيلا. وكان رأسا في رمي النّشّاب، خيّرا، ديّنا، أدوبا، حشما، وكان مع التحتانيّ في الكائنة. [وفاة قانباي الأشرفي] [2324]- وقانباي الأشرفي (¬4)، الخاصكيّ. [وفاة إينال] [2325]- وإينال (¬5). وآخرين (¬6). [النداء بالنفقة] وفيه نودي بالنفقة في نصفه (¬7). [حمل الأمراء وسجنهم بالإسكندرية] وفيه أنزل بمن قبض عليه من الأمراء ليحملوا إلى سجن الإسكندرية، وكانوا عدة، وهم: تنم أمير سلاح، وقانباي الجركسي، وتمربغا، ولاجين، وأزبك من ططخ، وسنقر العايق، وجانم الساقي، وسودون الأفرم، وجانبك البوّاب (¬8). ¬

(¬1) حوادث الدهور 2/ 424، بدائع الزهور 2/ 309. (¬2) انظر عن (ممق اليشبكي) في: بدائع الزهور 2/ 310 وفيه: «ممجق». وهو غير مترجم في الضوء اللامع. (¬3) لم أجد لمراد الظاهري ترجمة في المصادر. (¬4) لم أجد لقانباي الظاهري ترجمة في المصادر. (¬5) ذكر هكذا دون معرفة اسم أبيه أو نسبته. (¬6) الصواب: «آخرون». (¬7) خبر النداء بالنفقة في: حوادث الدهور 2/ 426، والنجوم الزاهرة 16/ 61، وبدائع الزهور 2/ 310. (¬8) خبر سجن الأمراء في: حوادث الدهور 2/ 426، والنجوم الزاهرة 16/ 61، وبدائع الزهور 2/ 310.

الخلعة بالأتابكية

[الخلعة بالأتابكية] وفيه، في حادي عشره، خلع على تنبك البردبكي بالأتابكية، عوضا عن الشهاب أحمد ابن (¬1) السلطان (¬2). وكان السبب في ذلك أنه أشيع بأنّ الأمراء لم يسهل عليهم ولاية الأتابكية الشهاب المذكور دفعة واحدة إذ هو خلاف العادة والقاعدة المستمرّة، ووقع بسبب ذلك قيل وقال، فأراد السلطان قطع الألسنة ففعل ما فعل، وقرّر ولده في تقدمة ألف، وجعله رأس الميسرة، على العادة في أمثاله من أولاد الملوك. وعدّ عزله ولده بعد ولايته أول وهن وقع في دولته (¬3). [تقرير أمراء في مناصب] وقرّر في إمرة سلاح خشقدم حاجب الحجّاب، وعدّ ذلك من النوادر أيضا (¬4). وقرّر تمراز الإينالي الأشرفي في الدوادارية الثانية، عوضا عن أسنباي بحكم اختفائه (¬5). وقرّر في شادّية الشرابخاناه جانبك القجماسي (¬6) الأشرفي، عوضا عن لاجين (¬7). وقرّر في الأمير اخورية الثانية جكم (¬8) الأشقر. / 189 / وقرّر في نيابة القلعة قانباي الأعمش (¬9). وقرّر في جانبك (¬10) القرماني في جملة مقدّمين الألوف على تقدمة الطيّاري (¬11). وقرّر عوضا عنه في الرأس نوبة الثانية يشبك الناصريّ (¬12). وصيّر أرنبغا اليونسيّ من جملة مقدّمين (¬13) الألوف أيضا (¬14)، على تقدمة قانباي الجركسي. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) حوادث الزمان 1/ 117، وبدائع الزهور 2/ 308. (¬3) خبر الخلعة في: النجوم الزاهرة 16/ 61، 62، وبدائع الزهور 2/ 308. (¬4) حوادث الدهور 2/ 424، وبدائع الزهور 2/ 309، أخبار الدول 2/ 313. (¬5) بدائع الزهور 2/ 309. (¬6) في الأصل: «لقحامي». (¬7) بدائع الزهور 2/ 309. (¬8) في بدائع الزهور 2/ 309 «خاير بك الأشقر». (¬9) بدائع الزهور 2/ 309، حوادث الدهور 2/ 427. (¬10) في الأصل: «وقرر في جانبك». (¬11) في بدائع الزهور 2/ 309 «وأخلع على جاني بك القرماني وقرّر حاجب الحجاب، عوضا عن خشقدم الناصري». (¬12) بدائع الزهور 2/ 309، حوادث الدهور 2/ 427. (¬13) الصواب: «مقدّمي». (¬14) بدائع الزهور 2/ 309.

الخازندارية الكبرى

وقدم أيضا برسباي البجاسي (¬1) على تقدمة طوخ. ونقل طوخ إلى تقدمة تنبك البردبكي. وتأمّر عدّة من الطبلخانات والعشرات، وأقطع جماعة بأقاطيع، وصيّر جماعة من الخاصكية وولّوا عدّة وظائف صغار، ولم يراعى (¬2) السنجق ولا غيره، وخلع على عدّة يطول الكلام على تعدادهم (¬3). [الخازندارية الكبرى] وفيه قرّر جانبك الظريف في الخازندارية الكبرى، عوضا عن أزبك من ططخ (¬4). [الدوادارية الثالثة] وقرّر بردبك زوج ابنة السلطان في الدوادارية الثالثة بعد أن كان ضمن السلطان أن يقرّره في الثانية فما أمكنه ذلك من تمراز (¬5). [إمرة عشرة] وأمّر بردبك عشرة (¬6). [أستادارية الصحبة] وقرّر في أستادارية الصحبة يشبك الأشقر، عوضا عن سنقر أحد الظاهرية (¬7). [نفقة البيعة على الجند] وفيه كان ابتداء تفرقة نفقة البيعة على الجند، وكانت قد ضربت قبل ذلك لكن لا بتمامها، وكان الجمال ابن (¬8) كاتب جكم ناظر الخاص أشار على الملك المنصور بضرب الدينار أقلّ وزنا من عادته، فضرب هذا الدينار المعروف بالمنصوري ليخفّ الأمر شيئا في النفقة. ثم لما تسلطن الأشرف إينال هذا ضرب تتمّة ذلك على وزن المنصوري، وهو باسم الأشرف إينال مع تسميته منصوريا. ¬

(¬1) بدائع الزهور 2/ 309، حوادث الدهور 2/ 427. (¬2) الصواب: «ولم يراع». (¬3) راجع: حوادث الدهور 2/ 427، والنجوم الزاهرة 15/ 62، 63. (¬4) خبر الخازندارية في: حوادث الدهور 2/ 428، وبدائع الزهور 2/ 309. (¬5) خبر الدوادارية في: حوادث الدهور 2/ 428، وبدائع الزهور 2/ 309. (¬6) بدائع الزهور 2/ 309. (¬7) خبر الأستادارية في: حوادث الدهور 2/ 428، وبدائع الزهور 2/ 309. (¬8) في الأصل: «بن».

الإفراج عن دولات باي

وجلس السلطان للتفرقة واستدعى بالجند على مراتب طباقهم، فنفق على من يخشى عاقبة شرّه مائة دينار، وعلى البعض نصف ذلك، وعلى آخرين نصف هذا النصف، ولآخرين عشرة دنانير، وكانت من نوادر النفقات، وهي من أوليّات الأشرف إينال هذا. وكلّم السلطان بعض الأمراء في ذلك فاعتذر إليه أن هذا هو الذي زيّنه تمربغا في دولة المنصور، وصرّ، ثم كلّمه ثانيا بأنه يمكن السلطان إزالة ذلك ولا يضاف هذه إليه، فأجاب معتذرا بقلّة الموجود، وأخذ من مال المصادرات فإذا زيد منه تضاعف المصاب بالناس لأن الظاهر لم يترك ببيت المال ما ينفق. فمشى الأمر على هذا (¬1). [الإفراج عن دولات باي] [2326]- وفيه قدم دولات باي الدوادار القاهرة وقد أفرج عنه من سجن الإسكندرية (¬2). (. . . . . . . . . . .) (¬3) قبل تقدمته بقليل. / 190 / وكان ساذجا، سليم الباطن، عارفا بالفروسية، مع شجاعة وإسراف على نفسه (¬4). [الإفراج عن الزين الأستادار] وفيه أفرج عن الزين الأستادار وخلع عليه، ونزل إلى داره (¬5). [وفاة جانبك الوالي] [2327]- وفيه مات جانبك الوالي (¬6)، الزردكاش الكبير. ¬

(¬1) خبر النفقة في: حوادث الدهور 2/ 429، والنجوم الزاهرة 6/ 64، وبدائع الزهور 2/ 310. (¬2) خبر الإفراج في: النجوم الزاهرة 16/ 64، 65، وحوادث الدهور 2/ 430. (¬3) ما بين القوسين مقدار تسع كلمات غير مقروءة. (¬4) انظر عن (دولات باي) في: النجوم الزاهرة 16/ 64، 65، وحوادث الدهور 2/ 430، 431 و 470 - 472 رقم 12، والدليل الشافي 1/ 299 رقم 1026، والمنهل الصافي 5/ 326 - 329 رقم 1029 والضوء اللامع 3/ 220، 221 رقم 827، ومنتخبات من حوادث الدهور 355، وبدائع الزهور 2/ 313. وقال ابن تغري بردي: وندم - أيضا - الملك الأشرف إينال على إطلاقه من سجن الإسكندرية في الباطن، وخافه كثيرا فعاجلته المنيّة، فأراح واستراح، لأنه كان غير شجاع - أعرف منه ذلك - ولو كان عنده شجاعة أو قوّة قلب لكان هو أحق بأن يثب من أول قدومه من الحج إلى القاهرة، لأنه كان هو عظيم المماليك المؤيدية وغيرها، وكلّمه بعضهم في ذلك فلاح له بعض ما قلته، رحمه الله. وبالجملة، فكان به تجمّل في الزمان، عفا الله عنه. (حوادث الدهور 2/ 472). (¬5) خبر الإفراج في: حوادث الدهور 2/ 431، والنجوم الزاهرة 16/ 65. (¬6) انظر عن (جانبك الوالي) في: =

تقرير بالزردكاشية

وكان من مماليك يشبك الجكمي. [تقرير بالزردكاشية] وفيه خلع على نوكار الحاجب الثاني وقرّر في الزردكاشية. وقرّر في حجوبيته سمام الحسنيّ (¬1). [تقرير الأمراء من الأشرفية] وقرّر في عدّة وظائف جماعة كبيرة من الأشرفية البرسبائية، وانقامت (¬2) دولتهم، وبلغ عدد روس (¬3) النوب في هذه الأيام فوق الخمسة وعشرين (¬4)، والدوادارية فوق العشرة، وعدّة بوّابين، وسقاة، وبجمقدارية، وغير ذلك في عدّة أيام (¬5). [القبض على جماعة من الظاهرية] وفيه في هذه الأيام قبض على جماعة من الظاهرية، فنفي منهم جماعة إلى البلاد الشامية وسجن جماعة (¬6). [إعادة زين الدين إلى الأستادارية] وفيه أعيد زين الدين إلى الأستادارية بعد استعفاء جانبك منها (¬7). [سجن المنصور بالإسكندرية] وفيه حمل الملك المنصور من قاعة البحرة هو وأمّه وأولاده وجواريه إلى ثغر الإسكندرية فسجن بها بعد أن أركب على فرس وهو مقيّد وحوله من المشاة والفرسان بالأسلحة جماعة وافرة، وأنزل به من القلعة في وقت القيلولة من على جهة باب القرافة، وقعد الناس لرؤيته، ووصل به إلى ساحل النيل، وأنزل في الحرّاقة، وسارت منحدرة في الحال إلى جهة الثغر، ولم يقع مثل هذه قبل المنصور (¬8). ¬

= حوادث الدهور 2/ 431 و 465 رقم 4، والدليل الشافي 1/ 237، 238 رقم 820، والمنهل الصافي 4/ 235 - 237، والنجوم الزاهرة 16/ 163، والضوء اللامع 3/ 61، 62 رقم 249، وبدائع الزهور 2/ 311. (¬1) خبر الزردكاشية في: حوادث الدهور 2/ 431. (¬2) الصواب: «وأقيمت». (¬3) كذا. (¬4) الصواب: «فوق الخمسة والعشرين». (¬5) خبر تقرير الأمراء في: حوادث الدهور 2/ 431، وبدائع الزهور 2/ 311. (¬6) خبر القبض في: حوادث الدهور 2/ 432، وبدائع الزهور 2/ 311. (¬7) خبر الإعادة في: حوادث الدهور 2/ 432. (¬8) خبر سجن المنصور في: حوادث الدهور 2/ 433، وبدائع الزهور 2/ 311، وأخبار الدول 2/ 314.

ربيع الآخر

ثم وقع بعده ما هو أعظم من هذه لولد الأشرف إينال هذا على ما سيأتي. [ربيع الآخر] [الإفراج عن جانم الأشرفي] وفي ربيع الأول قدم جانم الأشرفي أمير اخور بعد الإفراج عنه من قلعة صفد، وصعد لبين يدي السلطان، فرحّب به وأنس إليه، وألبسه كاملية (¬1). [تأمير عشرة] وفيه قدم جانبك قلقسيز الأشرفي أيضا من طرابلس بغير إذن فأمّره السلطان عشرة كانت بيد سمام الحسني (¬2). [إعادة دوران المحمل] وفيه أمر السلطان بإعادة دوران المحمل على العادة، وكان قد أبطل من مدّة (¬3). [إخراج المماليك البطّالة] وفيه نودي بالقاهرة، بخروج المماليك البطّالة، وهدّد / 191 / من وجد منهم، فكثرت الإشاعة عقيب هذه المناداة بوقوع فتنة حتى تخيّل السلطان من ذلك وداخله الوهم، وبعث بإحضار الخليفة وجماعة من أقاربه ليقيموا بالقلعة حتى تسكن الإشاعة (¬4). [نفقات الأمراء] وفيه حملت نفقات الأمراء إليهم على العادة (¬5). [الخلعة على الخليفة] وفيه خلع على الخليفة وأمر بالنزول إلى داره (¬6). [عقد قران ابن السلطان] وفيه عقد السلطان لولده الشهابي أحمد على ابنة دولات باي (¬7). ¬

(¬1) خبر الإفراج في: حوادث الدهور 2/ 433، 434، والنجوم الزاهرة 16/ 66، وبدائع الزهور 2/ 311. (¬2) خبر التأمير في: حوادث الدهور 2/ 435، وبدائع الزهور 2/ 311. (¬3) خبر المحمل في: حوادث الدهور 2/ 435، والنجوم الزاهرة 16/ 69. (¬4) خبر إخراج المماليك في: حوادث الدهور 2/ 436، 437. (¬5) خبر نفقات الأمراء في: حوادث الدهور 2/ 437، وبدائع الزهور 2/ 311. (¬6) خبر الخليفة في: حوادث الدهور 2/ 437. (¬7) خبر عقد القران في: حوادث الدهور 2/ 437، وبدائع الزهور 2/ 311.

توسيط بلبان الزيني

[توسيط بلبان الزيني] [2328]- وفيه وسّط إنسان من الجند يقال له بلبان الزّينيّ (¬1) ومعه اثنان من أصحابه كانوا يحضرون بنات الخطأ للفاحشة فمن وجدوها مقمّشة قتلوها لأجل ما عليها من ثيابها وغير ذلك. [وفاة الواعظ ابن أبي الوفاء] [2329]- وفيه مات الواعظ المسلّك، الشهاب، ابن أبي الوفاء (¬2)، أحمد بن محمد السكندريّ الأصل، الوفائي، الشاذلي، المالكيّ. وكان فاضلا مشهورا. [وفاة السراج الساقي] [2330]- وفيه مات السراج الساقي (¬3)، عمر بن أحمد بن يوسف العباسي (¬4)، الحلبي، الحنفيّ. وكان فاضلا، ساكنا، خيّرا، ديّنا، كثير الانجماع، كريم النفس، حسن الخلق والخلق، غير مكترث بصحبة الملوك والأمراء، مع حظوة بالغة عند المؤيّد شيخ فمن بعده لجودة شهامته التي كان يعملها، فإنّه كان إليها (¬5) النهاية في الحسن، وكان عارفا بالرمي (¬6)، له توجّه تامّ إلى العوالم الملكوتية، نادرة زمانه، ولو اعتني به لأدرك سندا عاليا. فإنّ مولده سنة تسع وسبعين وسبعمائة. ¬

(¬1) انظر عن (بلبان الزيني) في: بدائع الزهور 2/ 311، وحوادث الدهور 2/ 438. (¬2) لم أحد لابن أبي الوفاء ترجمة في المصادر. (¬3) انظر عن (السراج الساقي) في: الضوء اللامع 6/ 73، 74 رقم 248، وبدائع الزهور 2/ 312. (¬4) في بدائع الزهور: «التباني». وقال السخاوي: ويعرف بالشريف النشابي جريا على مصطلح تلك النواحي في عدم تخصيص الشرف ببني فاطمة بل يطلقونه لبني العباس بل وفي سائر بني هاشم. (¬5) كذا. وتحتمل: «كان إليه». (¬6) قال السخاوي: وتعلّم بحلب صنعة النشاب فبرع فيها، وتردّد إلى الشام، ثم قدم القاهرة فلازم ألطنبغا المعلم المعروف بمملوك النائب وكان كل منهما يعرف من صنعة النشاب ما لا يعرفه الآخر، فضمّ السيد ما عند ألطنبغا إلى ما عنده فصار أوحد أهل زمانه والمرجع إليه فيه عند الملوك ومن سواهم. وقال ابن إياس: وكان عارفا بفنّ علم الرمل، له في ذلك يد طائلة. ويحتمل أن «الرمل» تصحيف «الرمي».

قضاء الشافعية بحلب

[قضاء الشافعية بحلب] وفيه قرّر في قضاء الشافعية بحلب التاج عبد الوهاب، وصرف الزهريّ (¬1). [قضاء الحنابلة بدمشق] وفيه ولي قضاء الحنابلة بدمشق العلاء ابن مفلح، وصرف البرهان بن مفلح (¬2). [جمادى الأول] [القبض على قراجا الخازندارية] وفي جماد الأول قبض على قراجا الخازندار، حاجب الحجّاب، وأخرج إلى القدس بطّالا من غير ما جرم بل مندوحة لأخذ ما بيده من التقدمة ألف، وتقرير جانم فيها (¬3). [قراءة التقليد السلطاني] وفيه قريء تقليد السلطان بالقصر على العادة، وحضر الخليفة والقضاة. وجلس السلطان على الأرض والخليفة على تكرمة واحدة من غير ما كرسيّ، تعظيما للخليفة. وكان السلطان على يمين الخليفة، وعدّ من النوادر، ومن غاية أدب السلطان وسياسته وعقله (¬4). [وفاة قاضي القضاة الحنبلي] [2331]- وفيه مات / 192 / قاضي القضاة الحنبليّ، البدر بن عبد المنعم (¬5)، محمد بن محمد بن عبد المنعم بن داود بن سليمان بن عبد الله البغداديّ. وكان فاضلا، ذا رياسة وشهرة وعفّة وديانة وأمانة وحسن عشرة. سمع على جماعة، وله سند عال. ¬

(¬1) خبر قضاء حلب في: حوادث الدهور 2/ 438. (¬2) خبر قضاء الحنابلة في: حوادث الدهور 2/ 438. (¬3) خبر القبض في: حوادث الدهور 2/ 438، وبدائع الزهور 2/ 312. (¬4) خبر قراءة التقليد في: حوادث الدهور 2/ 439، وبدائع الزهور 2/ 312. (¬5) انظر عن (ابن عبد المنعم) في: النجوم الزاهرة 16/ 164، وحوادث الدهور 2/ 467، 468 رقم 8، وعنوان العنوان، رقم 755، والضوء اللامع 9/ 131 - 134 رقم 336، ووجيز الكلام 2/ 681 رقم 1559، والذيل على رفع الإصر 349، والمنهج الأحمد 495، وحوادث الزمان 1/ 122 رقم 85، والمقصد الأرشد رقم 1076، ونظم العقيان 164، 165 رقم 175، وبدائع الزهور 2/ 312، والدرّ المنضد 2/ 644 رقم 1590، والسحب الوابلة 438 - 441 رقم 700، وشذرات الذهب 7/ 292.

قضاء الحنابلة

وناب في القضاء، وولي عدّة تداريس، ثم ولي القضاء الأكبر، وحمدت فيه سيرته. وكان عارفا بصناعة القضاء، معظّما عند الملوك والأعيان، وله ثروة ظاهرة. ومولده سنة إحدى وثمانماية. [قضاء الحنابلة] وفيه قرّر في قضاء الحنابلة بعد البدر المذكور: العزّ أحمد الكناني (¬1). [تقرير في مقدّمية الألوف] وفيه قرّر في جملة مقدّمين (¬2) الألوف جانم الأشرفيّ على تقدمة قراجا الخازندار (¬3). [مقتل أميرين قاتلا بعضهما] [2332]- وفيه ورد الخبر بقتل سونجبغا اليونسيّ (¬4). [2333]- وتغري بردي القلاوي (¬5). وأنهما تخانقا، فتخانقا وهما على فرسيهما، فقتل كلّ صاحبه. أحدهما ضرب الآخر بخنجر، والآخر ضرب بسكّين معا فماتا معا. وكان سونجبغا من مماليك النافر فرج بن برقوق، وتنقّل حتى صيّر من الطبلخانات. وتغري بردي من مماليك الظاهر جقمق، وتنقّل حتى صيّر وزيرا، ثم ولي كشف الوجه القبليّ. ¬

(¬1) خبر قضاء الحنابلة في: حوادث الزمان 1/ 118، وحوادث الدهور 2/ 440، وبدائع الزهور 2/ 312. (¬2) الصواب: «مقدّمي». (¬3) خبر تقرير المقدّمية في: حوادث الدهور 2/ 439، وبدائع الزهور 2/ 312. (¬4) انظر عن (سونجبغا اليونسي) في: حوادث الدهور 2/ 441 و 469، 470 رقم 10، والنجوم الزاهرة 16/ 68 و 165، والمنهل الصافي 6/ 186، 187 رقم 1165، والدليل الشافي 1/ 337 رقم 1162، ذكر في المطبوع إضافة دون ترجمة، فهو ساقط من الأصل المخطوط، والضوء اللامع 3/ 287، 288 رقم 1094، وبدائع الزهور 2/ 312. (¬5) في الأصل: «العلائي»، والتصحيح من مصادر ترجمته: حوادث الدهور 2/ 441 و 468، 469 رقم 9، والنجوم الزاهرة 16/ 68 و 164، 165، والضوء اللامع 3/ 28، 29 رقم 137، وبدائع الزهور 2/ 312.

التقرير في إقطاع سونجبغا وتغري بردي

[التقرير في إقطاع سونجبغا وتغري بردي] وفيه قرّر السلطان برسباي المؤيّدي في إقطاع تغري بردي. وقرّر في طبلخانات سونجبغا يلباي الإينالي، وكانت بيده قبل القبض إليه (¬1)، فعادت كما كانت (¬2). ويلباي هذا هو الذي تسلطن فيما بعد ولقّب بالظاهر كما سيأتي في سنة اثنين (¬3) وسبعين. [وفاة المحبّ النويري] [2334]- وفيه مات شيخ المالكية، العلاّمة، المحبّ، أبو القاسم النويري (¬4)، محمد بن محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم بن عبد الخالق المالكيّ. وكان من أفراد مشايخ المالكية، عالما، فاضلا، بارعا، ماهرا. سمع على جماعة، وذكر فيمن يولّي القضاء الأكبر. ومولده سنة إحدى وثمانماية. [تقدمة المماليك] وفيه قرّر في تقدمة المماليك الطواشي لولو الرومي الأشرفي، وصرف مرجان العادلي (¬5). [إمرة الحاج] وقرّر في إمرة الحاج جانبك الظريف، عوضا عن سونجبغا. [كشف البهنساوية] وقرّر في كشف البهنساوية قراجا العمري، عوضا عن القلاويّ (¬6). [وفاة العزّ التكروري] [2335]- وفيه مات العزّ التكروري (¬7)، محمد بن أحمد بن عثمان بن عبد ¬

(¬1) الصواب: «عليه». (¬2) خبر تقرير الإقطاع في: حوادث الدهور 2/ 441 و 442، والنجوم الزاهرة 16/ 68، وبدائع الزهور 2/ 313. (¬3) الصواب: «سنة اثنتين». (¬4) انظر عن (أبي القاسم النويري) في: وجيز الكلام 2/ 679 رقم 1554، والضوء اللامع 9/ 246 - 248 رقم 298، ونظم العقيان 166، وبدائع الزهور 2/ 313، وشذرات الذهب 7/ 292. (¬5) خبر تقدمة المماليك في: بدائع الزهور 2/ 313. (¬6) خبر البهنساوية في: حوادث الدهور 2/ 442. (¬7) انظر عن (العزّ التكروري) في: =

وصول ابن الشحنة إلى قطيا

الله بن سليمان بن عمر بن محمد الغاني، الكتبي، المالكيّ. / 193 / وكان عالما أديبا، بارعا، كاتب المنسوب. سمع على البرهان الشامي، وغيره، وأجاز له البلواني، وغيره. وكان ينفع الطلبة والكتبيّين. وله نظم حسن، منه قوله: أما شفعت بناسخ ناديته ... في ميم ثغرك تنشد الأشعار نادى فلام (¬1) ... الخدّ قلت محققا ريحان خدّك ما عليه غبار ومولده سنة أحد (¬2) وتسعين وسبعمائة تقريبا. [وصول ابن الشحنة إلى قطيا] وفيه ورد الخبر بوصول المحبّ ابن الشحنة إلى قطيا (¬3) فخرج الأمر بإعادته، فأعاد الجواب في تكرّر سؤاله بالحضور، ووعد بمال، فأجيب إلى ذلك (¬4). [وفاة قانصوه النوروزي] [2336]- وفيه مات قانصوه النوروزي (¬5). وكان شهما، حادّ النفس، كريما، عارفا بالفروسية والرمي بالنّشاب تنقّل في الخدم، وقاسى الأهوال حتى تقدّم بدمشق. وله نحوا (¬6) من ستين سنة. [جمادى الآخر] [وفاة دولات باي المحمودي] [2337]- وفي جماد الآخر مات دولات باي المحمودي (¬7)، المؤيّدي، الدوادار الكبير. ¬

= حوادث الدهور 2/ 470 رقم 11، والنجوم الزاهرة 16/ 165، والضوء اللامع 7/ 2، 3 رقم 3، ووجيز الكلام 2/ 680 رقم 1556، وبدائع الزهور 2/ 313. (¬1) في الأصل: «فلأمر». والتصحيح من: بدائع الزهور، ووقع في الضوء: «قلام». (¬2) الصواب: «سنة إحدى». (¬3) في الأصل: «قضا». (¬4) خبر ابن الشحنة في: حوادث الدهور 2/ 443، وبدائع الزهور 2/ 313. (¬5) انظر عن (قانصوه النوروزي) في: النجوم الزاهرة 16/ 167، وحوادث الدهور 2/ 472، 473 رقم 13، والضوء اللامع 6/ 199 رقم 686، وحوادث الزمان 1/ 122 رقم 84، وبدائع الزهور 2/ 313. (¬6) الصواب: «وله نحو». (¬7) انظر عن (دولات باي المحمودي) في: =

التقرير في التقدمة

وله زيادة على الخمسين سنة. وكان من مماليك المؤيّد، وتنقّل في الخدم حتى صيّر دوادارا كبيرا، ثم أسجن (¬1)، ثم أعيد وقدم. وكان عارفا، سيوسا، فهما، منهمكا في ملاذّ نفسه. [التقرير في التقدمة] وفيه قرّر في تقدمة دولات باي خير بك المؤيّدي، الأجرود (¬2). [مقدّمية الألوف] وقرّر تانبك المحمودي في جملة مقدّمين (¬3) الألوف بدمشق على تقدمة قانصوه النوروزيّ (¬4). [تجريدة البحيرة] وفيه خرجت تجريدة إلى البحيرة عليها طوخ أمير مجلس (¬5). [رجب] [دوران المحمل] وفي رجب نودي بالزينة لدوران المحمل (¬6). [عقد جانبك الظريف على ابنة جقمق] وفيه عقد لجانبك الظريف على ابنة الظاهر جقمق، وهي التي تحت الأتابك أزبك الآن في عصرنا هذا (¬7). [دوران المحمل] وفيه أدير المحمل على ما كان في العادة الجارية قبل إبطاله (¬8). ¬

= حوادث الدهور 2/ 470 - 472 رقم 12، والدليل الشافي 1/ 299 رقم 1026، والمنهل الصافي 5/ 326 - 329 رقم 1029، والنجوم الزاهرة 16/ 165، والضوء اللامع 3/ 220، 221 رقم 827، وبدائع الزهور 2/ 313. (¬1) الصواب: «ثم سجن». (¬2) خبر التقدمة في: حوادث الدهور 2/ 443، وبدائع الزهور 2/ 313، 314. (¬3) الصواب: «مقدّمي». (¬4) خبر المقدّمية في: حوادث الدهور 2/ 443، 444، وبدائع الزهور 2/ 314. (¬5) خبر التجريدة في: حوادث الدهور 2/ 444، وبدائع الزهور 2/ 314. (¬6) خبر المحمل في: حوادث الدهور 2/ 445، والنجوم الزاهرة 16/ 68، وبدائع الزهور 2/ 314. (¬7) خبر العقد في: حوادث الدهور 2/ 445، وبدائع الزهور 2/ 314. (¬8) خبر دوران المحمل في: حوادث الدهور 2/ 445.

تفريق المساجين في بلاد الشام

[تفريق المساجين في بلاد الشام] وفيه خرج الأمر السلطاني بحمل من بالإسكندرية من الأمراء المسجونين إلى سجون متفرّقة بالبلاد الشامية، فأخرجوا ما عدا تنم، وقانباي الجركسيّ (¬1). [قضاء حلب] وفيه خلع على المحبّ بن الشحنة باستمراره على قضاء حلب (¬2). [نظر الإصطبل] وفيه استقرّ الزين بن مزهر في نظر الإصطبل (¬3). [مقتل قشتم المحمودي] [2338]- وفيه ورد الخبر بقتل قشتم المحمودي (¬4)، الناصريّ، كاشف البحيرة من يد عربان البحيرة. / 194 / وكان قشتم هذا إنسانا حسنا، كريما، شجاعا، جمّ المحاسن. وقرّر عوضه في كشف البحيرة حسن الذكري. [وفاة النيل] وفيه، في ثالث عشر مسرى كان وفاء النيل، ونزل لكسره الشهاب أحمد والد السلطان، وكان له يوما مشهودا (¬5). [شعبان] [خروج التجريدة] وفي شعبان خرجت تجريدة نجدة لمن بالبحيرة على العربان الذي (¬6) قتلوا قشتم (¬7). ¬

(¬1) خبر تفريق المساجين في: حوادث الدهور 2/ 446، والنجوم الزاهرة 16/ 69. (¬2) خبر قضاء حلب في: حوادث الدهور 2/ 446. (¬3) خبر الإصطبل في: حوادث الدهور 2/ 446، وبدائع الزهور 2/ 314. (¬4) انظر عن (قشتم المحمودي) في: حوادث الدهور 2/ 446 و 473 رقم 14، والنجوم الزاهرة 16/ 167، 168، والضوء اللامع 6/ 222 رقم 738، وبدائع الزهور 2/ 314. (¬5) الصواب: «يوم مشهود». وخبر النيل في: حوادث الدهور 2/ 2 / 447، وبدائع الزهور 2/ 314. (¬6) الصواب: «الذين». (¬7) خبر التجريدة في؛ حوادث الدهور 2/ 447.

عرس ابنة السلطان

[عرس ابنة السلطان] وفيه كانت وليمة عرس الخوند فاطمة ابنة السلطان على يونس الدوادار بداره، ثم من غده أولم السلطان بالقلعة وليمة حافلة هائلة، ومدّت الأسمطة بالحوش، وحضرها الأمراء والأعيان، ثم استمر شأن العرس ثلاثة أيام، فحملت ابنة السلطان في ليلة الجمعة، حادي عشره، في محفّة هائلة إلى دار زوجها ومعها الخوندات والنساء والطواشية. ووقع من شنيع الحوادث القبيحة في هذه الليلة أنّ جماعة من الجلبان اختطفوا جملة من النساء اللذين (¬1) خرجن بعد العتمة مع ابنة السلطان، وتشوّش بسبب ذلك كل من كان له زوجة أو نحوها في هذه الليلة بالقلعة. وبلغ السلطان ذلك، فتأثّر له وأصبح فأمر بعرض الطباق، وأنزل منها جماعة من الجلبان (¬2). [وفاة المجير ابن الذهبي] [2339]- وفيه مات المجير بن الذهبي (¬3)، عبد الكافي بن أحمد بن الجوبان (¬4) بن عبد الله الدمشقي، الشافعيّ. وكان فاضلا حشما. سمع على جماعة، وولي كتابة السرّ بدمشق، وكتب خطا حسنا. ومولده سنة ثلاث وتسعين (¬5) وسبعمائة. [وفاة نائب صفد] [2340]- وفيه مات نائب صفد، بيغوت (¬6) من صفر خجا المؤيّدي، الأعرج. وكان شهما، شجاعا، متديّنا، عاقلا، وله رأي. ¬

(¬1) هكذا في المخطوط: وهو غلط. والصواب: «اللواتي». (¬2) خبر الفرس في: حوادث الدهور 2/ 448، وبدائع الزهور 2/ 314. (¬3) انظر عن (المجير ابن الذهبي) في: عنوان العنوان، رقم 349، والضوء اللامع 4/ 302، 303 رقم 813، ومعجم شيوخ ابن فهد 153، وحوادث الزمان 1/ 123 رقم 88. (¬4) ابن الجوبان: بضمّ الجيم وبعد الواو موحّدة. (¬5) في الضوء: ولد بعيد سنة تسعين وسبعمائة تقريبا. (¬6) انظر عن (بيغوت) في: حوادث الدهور 2/ 473 - 475 رقم 15، والنجوم الزاهرة 16/ 168، والمنهل الصافي 3/ 506 - 510 رقم 745، والدليل الشافي 1/ 210 رقم 743، وعنوان الزمان (سنة 857 هـ‍.)، والضوء اللامع 3/ 23، 24 رقم 116، ووجيز الكلام 2/ 682 رقم 1565، وحوادث الزمان 1/ 123، 124 رقم 91، وبدائع الزهور 2/ 314.

رمضان

وتنقّل في الخدم حتى ولّي صفد، ثم حماه، ثم امتحن، ثم عاد لنيابة صفد. وكان (¬1) سنّه زيادة على الستين سنة. [رمضان] [فتنة المماليك] وفي رمضان ثارت فتنة، وركب المماليك، وكثر الهرج والاضطراب بالرميلة، فبعث السلطان بالكشف عن الخبر، فبعثوا إليه بطلب نفقة البيعة، وأنّ الذين أنفق فيهم إنّما هو نفقة الملك المنصور. وآل الأمر أنّ السلطان بعث يعتذر إليهم، وسكنت الفتنة (¬2). [وفاة نائب بيروت] [2341]- وفيه مات جغنوس الناصريّ (¬3) نائب بيروت. [وزارة ابن النحال] وفيه قرّر في الوزارة السعد، فرج بن النحّال، كاتب المماليك. وكان الأمين بن الهيصم قد اختفى، فعيّن السلطان للوزارة الجمال ابن (¬4) كاتب جكم، مضافا لما بيده فاستعفى (¬5). [كتابة المماليك] وقرّر في كتابة / 195 / المماليك عبد الرحمن قريب ابن (¬6) النحّال، وابن (¬7) عمّه (¬8). [نيابة صفد] وفيه قرّر في نيابة صفد إياس الطويل دفعة واحدة من أتابكية طرابلس لكونه خشداش السلطان (¬9). ¬

(¬1) الصواب: «وكانت». (¬2) خبر الفتنة في: حوادث الدهور 2/ 449، وبدائع الزهور 2/ 314، 315. (¬3) انظر عن (جغنوس الناصري) في: حوادث الدهور 2/ 475 رقم 16، والضوء اللامع 3/ 70 رقم 284، وبدائع الزهور 2/ 315. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر الوزارة في: حوادث الدهور 2/ 449، وبدائع الزهور 2/ 315. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) خبر الكتابة في: حوادث الدهور 2/ 450، وبدائع الزهور 2/ 315. (¬9) خبر نيابة صفد في: حوادث الدهور 2/ 450، وبدائع الزهور 2/ 315.

أتابكية طرابلس

[أتابكية طرابلس] وقرّر في أتابكية طرابلس حطط الناصريّ، وكان من العشرينات بطرابلس. وقرّر في إمرة حطط جانبك المحمودي المؤيّدي، وكان منفيّا بطرابلس (¬1). [مقتل سارق بالأزهر] وفيه وقعت بالجامع الأزهر حادثة شنيعة، وهي أنّ إنسانا سرق من رواق الريافة ثيابا، وفطن به فثاروا به، وتناوبوه بالضرب، فاتفق أن مات، فاختشوا، بل جميع من بالجامع وفرّوا، وقصد والي الشرطة الجامع، وثار معه العوام ليفتكوا بهم فلم يجدوا به أحدا من أهله، وكثرت القالة في حقّهم ونسبوا لكل سوء، ثم عادوا بعد أيام بإذن من السلطان (¬2). [الإشاعة بفتنة] وفيه كثرت الإشاعة بوقوع فتنة في يوم عيد الفطر (¬3). [شوال] [حلول العيد يوم الجمعة] وفي شوال كان العيد بالجمعة، وخطب فيه مرتين لهما، فلهج الكثير من الناس سيما العوام بزوال السلطان، ولم يصحّ ذلك ولا ما أشيع من ثوران فتنة (¬4). [نيابة جدّة] وفيه أعيد جانبك نائب جدّة إلى نيابتها على عادته. وقرّر في إمرة طبلخاناته زيادة على ما بيده (¬5). [خروج الحاج والمحمل] وفيه خرج الحاج وأميرهم بالمحمل جانبك الظريف، وبالأول عبد العزيز بن محمد الصغير (¬6). وحجّ أميرا على الركوب الثلاث (¬7): الشاميّ، والحلبيّ، والكركيّ، الأمير غرس ¬

(¬1) خبر الأتابكيّة في: حوادث الدهور 2/ 450، وبدائع الزهور 2/ 315. (¬2) خبر السارق في: حوادث الدهور 2/ 451. (¬3) خرب الإشاعات في: حوادث الدهور 2/ 451. (¬4) خبر العيد في: حوادث الدهور 2/ 451، والنجوم الزاهرة 16/ 69، وبدائع الزهور 2/ 315. (¬5) خبر نيابة جدّة في: حوادث الدهور 2/ 451، والنجوم الزاهرة 16/ 70، وبدائع الهور 2/ 315. (¬6) خبر الحاج في: حوادث الدهور 2/ 452. (¬7) الصواب: «الثلاث».

اختفاء الزين الأستادار

الدين خليل الوالد، وكان توجّه أميرا على الحاجّ الشاميّ في العام الماضي أيضا، وبتجمّل زائد. [اختفاء الزين الأستادار] وفيه اختفى الزين الأستادار، فلما بلغ السلطان ذلك ما اكترث به، وطلب في الحال علي بن المقدّم محمد الأهناسيّ، وكان بردادارا بالمفرد أستادارا لوالد السلطان، فلما تمثّل بين يديه خلع عليه بالأستادارية ولم يخطر بباله ولا ببال أحد. وأخذ السلطان يتكلّم بكلام معناه أنّ السلطان إذا اعتنى بشخص ونظر إليه وأقامه ولو لم يكن أهلا سوعد وشدّ (¬1). [وصول قاصد ابن عثمان يبشّر بفتح القسطنطينية] وفيه وصل قاصد ملك الروم السلطان محمد بن عثمان يخبر بفتح القسطنطينية العظمى على يد مرسله. وأنّ الفتح المبارك كان في يوم الثلاثاء العشرين من جماد الأول بعد خطوب ووقائع يطول الشرح في ذكرها. وكان فتحها عنوة. وفي أثناء رسالته التهنئة للسلطان بالملك، فتباشر الناس / 196 / بهذه البشارة وزيّنت القاهرة زينة عامّة هائلة حافلة (¬2). [الرسول لابن عثمان] وعيّن السلطان في يوم صعود القاصد إليه برسباي الأمير اخور الثاني رسولا عنه لابن عثمان لتهنئته (¬3). [لبس السلطان الصوف] وفيه، في سادس هاتور، لبس السلطان الصوف، وألبس الأمراء على العادة (¬4). ¬

(¬1) خبر اختفاء الزين في: حوادث الدهور 2/ 452، والنجوم الزاهرة 16/ 70، وبدائع الزهور 2/ 315، 316. (¬2) خبر فتح القسطنطينية في: حوادث الدهور 2/ 453، والنجوم الزاهرة 16/ 70، 71، وبدائع الزهور 2/ 316، وتاريخ الأزمنة 352، 353، وأخبار الدول 314. (¬3) خبر الرسول في: حوادث الدهور 2/ 453، والنجوم الزاهرة 16/ 71، وبدائع الزهور 2/ 316 وفيه: «برشباي» بدل «برسباي». (¬4) خبر لبس الصوف في: حوادث الدهور 2/ 454، وبدائع الزهور 2/ 316. و «هاتور» هو الشهر الثالث في السنة القبطية.

ذو القعدة

[ذو القعدة] [كتابة السرّ بمصر] وفي ذي قعدة، في أوله، استقرّ المحبّ بن الشحنة في كتابة السرّ بمصر بعد صرف المحبّ بن الأشقر. وهذه أول ولاية المحبّ هذا لهذه الوظيفة (¬1). [خروج ابن السلطان للرماية] وفيه خرج الشهاب أحمد ابن (¬2) السلطان للرماية، ومعه عدّة من الأمراء، منهم خشقدم أمير سلاح، وبرسباي البجاسي، وعاد من غده (¬3). [وفاة درويش غيثي] [2342]- وفيه مات الشيخ الصالح، المعتقد، درويش غيثي (¬4)، الرومي، الأقصرائي، نزيل الخانكة. وكان صالحا، عليه الأنس والخفر. حجّ مرارا من غير ما زاد ولا راحلة، وكان لا يدّخر شيئا. ومولده قبل القرن بيسير. [وفاة الضياء بن النصيبي] [2343]- وفيه مات الضياء بن النصيبيّ (¬5)، محمد بن عمر بن أبي بكر بن محمد بن أحمد بن عبد القاهر بن هبة الله بن عبد القاهر بن عبد الواحد بن هبة الله بن طاهر بن يوسف بن محمد القرشي، الأموي، الحلبي، الشافعيّ. وكان رئيسا فاضلا، حشما أدوبا ناب في كتابة سرّ حلب. ¬

(¬1) خبر كتابة السرّ في: حوادث الدهور 2/ 455، والنجوم الزاهرة 16/ 71، وبدائع الزهور 2/ 316. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر الرماية في: حوادث الدهور 2/ 456. (¬4) انظر عن (درويش غيثي) في: حوادث الدهور 2/ 475 رقم 17، والنجوم الزاهرة 16/ 168، 169، والضوء اللامع 3/ 217، ووجيز الكلام 2/ 1561، وبدائع الزهور 2/ 316. (¬5) انظر عن (الضياء بن النصيبي) في: عنوان العنوان، رقم 699، ومعجم شيوخ ابن فهد 250، 251، والضوء اللامع 8/ 240، 241 رقم 646، وحوادث الزمان 1/ 124، 125 رقم 94، وبدائع الزهور 2/ 316 وفيه: «ضياء الدين بن النفيسي» وهو تحريف.

نظر الجوالي

ومولده سنة أحد (¬1) وثمانين وسبعمائة. [نظر الجوالي] وفيه استقرّ في نظر الجوالي محمد بن أصيل، عوضا عن الشرف الأنصاريّ (¬2). [شخص] (¬3) [الادّعاء بوجود خبيئة في محراب جامع الحاكم] وفيه حضر من البابية الذين برحبة الأيدمري إلى بين يدي السلطان وأخبره أن عنده ما يدلّ على أنه بمكان عن يمين محراب زيادة جامع الحاكم صندوقا (¬4) من بلّور فيه أوراق تدلّ على خبيئة بالجامع من أعظم الخبايا، فأمر السلطان بهدم الجدار الذي عيّنه البابا، وأن يحضر العلم البلقيني، والجمال ابن (¬5) كاتب جكم الهدم، ومعهما جماعة من أرباب الدولة، وحضر الفعلة، وأخذوا في هدم ذلك المكان حتى استأصلوه، فلم يجدوا شيئا، وكان يوما مشهودا، تزاحم الناس للفرجة عليه، ودام أياما بعد ذلك على عادة المصريّين في مثل هذه الخرافات (¬6). [أخذ قلعة دوركي] وفيه ورد الخبر بأخذ قلعة دوركي من نائبها للسلطان (¬7). [القبض على المحتسب] وفيه قبض على المحتسب العجمي، ووكّل به بطبقة الزمّام، وصودر على مال (¬8). [تقرير الحسبة] وقرّر عوضه في الحسبة علي بن أحمد الكاشف المعروف بابن أمّ (¬9) خرج (¬10) بمال بذله في ذلك (¬11). ¬

(¬1) الصواب: «سنة إحدى». (¬2) خبر نظر الجوالي في: حوادث الدهور 2/ 456، وبدائع الزهور 2/ 317. (¬3) إضافة للتوضيح. (¬4) الصواب: «صندوق». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر الخبيئة في: حوادث الدهور 2/ 456، وبدائع الزهور 2/ 317. (¬7) خبر القلعة في: حوادث الدهور 2/ 457. (¬8) خبر المحتسب في: حوادث الدهور 2/ 457، وبدائع الزهور 2/ 317. (¬9) في بدائع الزهور: «أرم». (¬10) في حوادث الدهور: «حرج». (¬11) خبر الحسبة في: حوادث الدهور 2/ 457، وبدائع الزهور 2/ 317.

سفر الرسول إلى ابن عثمان

[سفر الرسول إلى ابن عثمان] / 197 / وفيه سافر برسباي (¬1) المعيّن في الرسالة لابن عثمان. وبعد يومين من سفره سافر قاصد ابن عثمان أيضا (¬2). [ذو الحجة] [نيابة الإسكندرية] وفي ذي حجة قرّر في نيابة الإسكندرية جانبك النوروزي نائب بعلبك. وقدم يونس العلائي إلى القاهرة على ما بيده من الطبلخاناه (¬3). [وفاة حطط الناصري] [2344]- وفيه مات حطط الناصريّ (¬4). وكان ساكنا، قليل الشرّ، تنقّل في الخدم حتى ولي نيابة قلعة حلب، ثم نيابة غزّة، ثم بأخرة أتابكية طرابلس. [وفاة علي باي من طرباي] [2345]- وفيه أيضا مات أتابك حلب علي باي من طرباي (¬5) العجمي المؤيّدي. وكان كريم النفس، عارفا بفنون الفروسية مع شجاعة وحسن هيئة وفصاحة في عبادته. تنقّل في الخدم إلى أن ولّي أتابكية حلب. وكان توجّه مرة رسولا لصاحب بغداد أصبهان بن قرا يوسف. ¬

(¬1) في حوادث الدهور: «يرشباي»، ومثله في بدائع الزهور. (¬2) خبر سفر الرسول في: حوادث الدهور 2/ 456، وبدائع الزهور 2/ 316. (¬3) خبر نيابة الإسكندرية في: حوادث الدهور 2/ 457، 458، والنجوم الزاهرة 16/ 72، وبدائع الزهور 2/ 317. (¬4) انظر عن (حطط الناصري) في: حوادث الدهور 2/ 458، و 475، 476 رقم 18، والنجوم الزاهرة 16/ 169، والضوء اللامع 3/ 161 رقم 620، والمنهل الصافي 5/ 178 رقم 963 وليس فيه ذكر لتاريخ وفاته، والدليل الشافي 1/ 278 رقم 960، ومنتخبات من حوادث الدهور 2/ 199، وبدائع الزهور 2/ 317، وصفحات لم تنشر من بدائع الزهور 14، وتاريخ طرابلس 2/ 81 رقم 36. (¬5) انظر عن (علي باي من طرباي) في: حوادث الدهور 2/ 476، 477 رقم 19، والمنهل الصافي 8/ 258 رقم 1712، والدليل الشافي 1/ 491 رقم 1705، والنجوم الزاهرة 16/ 169، والضوء اللامع 5/ 151 رقم 526.

توعك السلطان

[توعّك السلطان] وفيه وعك السلطان ثم عوفي (¬1). [ثورة المشعشع بجزائر بني عليان] وفيه ورد الخبر من نائب الشام بأمر المشعشع (¬2) محمد بن فلاح الحصالي القائم بجزائر بني عليان بأنه ثار بتلك البلاد، وحصل منه ما لا يحصى من الفساد وقتل العباد، ونهب الركب العراقي وقتلهم (¬3). [بشارة الحاج] وفيه قدم ببشارة الحاجّ وكسبهم بعض الهجّانة وأخبر بأنّ المبشّر وعك في طريقه فتأخّر بالينبع (¬4). [ظهور الزين الأستادار] وفيه ظهر الزين الأستادار، وآمنه السلطان، وأمره بملازمة داره، وأن لا يجتمع بأحد ولا يكاتب أحدا، وكان سببا لنيابة الجمال بن كاتب جكم (¬5). ¬

(¬1) خبر توعّك السلطان لم تذكره المصادر. (¬2) في حوادث الدهور: «شعشاع». (¬3) خبر ثورة المشعشع في: حوادث الدهور 2/ 459، وبدائع الزهور 2/ 317. (¬4) خبر بشارة الحاج في: حوادث الدهور 2/ 459. (¬5) خبر ظهور الزين في: حوادث الدهور 2/ 458، وبدائع الزهور 2/ 317.

حوادث سنة ثمان وخمسين وثمانماية

[حوادث] سنة ثمان وخمسين وثمانماية [محرّم] [كتابة السرّ بدمشق] في محرّم استقرّ في كتابة السرّ بدمشق الحافظ قطب الدين الخيضريّ، عوضا عن الصلاح بن السابق، وهي أول ولاية لهذه الوظيفة، ثم جمع بينها وبين القضاء بعد ذلك، وتكرّرت ولايته لهما (¬1). [أتابكية حلب] وفيه قرّر أقبردي الظاهري الساقي في أتابكية حلب عوضا عن علي باي العجمي (¬2). [نيابة قلعة حلب] وقرّر في نيابة قلعة حلب عوضا عن أقبردي قاسم القساسي (¬3). وقرّر في تقدمة ابن (¬4) القساسي بحلب يشبك البجاسيّ دوادار السلطان بدمشق (¬5). [دوادارية دمشق] وقرّر في دوادارية دمشق خشكلدي الزيني. [وفاة البدر الخلاطي] [2346]- وفيه مات البدر ابن (¬6) أخي عبد الله، حسين بن يوسف بن علي ¬

(¬1) خبر كتابة السرّ في: حوادث الدهور 2/ 479، وبدائع الزهور 2/ 317. (¬2) خبر أتابكية حلب في: حوادث الدهور 2/ 479، 480، وبدائع الزهور 2/ 317، 318. (¬3) القساسي - القشاشي: (انظر حوادث الدهور 2/ 480 بالمتن والحاشية). (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر نيابة القلعة في: حوادث الدهور 2/ 480، والنجوم الزاهرة 16/ 78، والضوء اللامع 6/ 180 رقم 613، وبدائع الزهور 2/ 318. (¬6) في الأصل: «بن».

تسول طواشي على امرأتين

الخلاطي (¬1)، / 198 / الوسطانيّ (¬2)، العراقي، الشافعيّ. وكان عالما فاضلا بارعا. ولي قضاء الجزيرة. ومولده بعد الخمس وتسعين (¬3) وسبعمائة. [تسوّل طواشي على امرأتين] وفيه وقعت نادرة غريبة، وهي أنّ طواشيا نزل من القلعة ومعه امرأتان وطاف بهما على الحوانيت وهو يأخذ من كل حانوت مكسين قائلا بأنّ السلطان أمر بذلك لدين عليهما، فعجب الناس من ذلك، وصاروا يترحّمون على الظاهر لكرمه، ثم بلغ ذلك السلطان فأنكره وضرب الطواشي والمرأتين، وشهّروا (¬4). [وصول قاصد قانباي الحمزاوي] وفيه وصل قاصد قانباي الحمزاويّ وعلى يده تقدمة للسلطان عدّة مماليك وخيول، وكان قد أشيع عنه العصيان، فأشيع بالقاهرة في يوم قدوم هديّته بأنّ هذا كثير، على من أشيع عنه المخامرة والعصيان (¬5). [مشيخة الخانقاه الشيخونية] وفيه استقرّ شيخنا الأستاذ العلاّمة الشيخ محيي الدين الكافيجي في مشيخة الخانقاه الشيخونية، عوضا عن العلاّمة الكمال بن الهمام بحكم رغبته عنها ومجاورته بمكة المشرّفة (¬6). [صفر] [نفي الزين الأستادار] وفي صفر أخرج الزين الأستادار منفيّا إلى القدس، وبينا هو في سبيل ابن قايماز أحيط به وفتّش فلم يوجد معه غير ثلاثمائة دينار وبعض فضة وأشياء أخر مما يحتاج إليه. وكان قد سعي به عند السلطان بأنه خرج ومعه من المال شيئا كثيرا (¬7)، فأعيد إلى ¬

(¬1) انظر عن (الخلاطي) في: عنوان العنوان، رقم 224، والضوء اللامع 3/ 159 رقم 608، وحوادث الزمان 1/ 126 رقم 98. (¬2) الوسطاني: نسبة إلى وسطان من مدائن العراق. (¬3) الصواب: «الخمس والتسعين»، وفي حوادث الزمان: ولد في سنة 795. (¬4) خبر الطواشي في: حوادث الدهور 2/ 480. (¬5) خبر وصول القاصد في: حوادث الدهور 2/ 480، وبدائع الزهور 2/ 318. (¬6) خبر المشيخة في: حوادث الدهور 2/ 481، وبدائع الزهور 2/ 318. (¬7) الصواب: «ومعه من المال شيء كثير».

عودة الزين إلى الأستادارية

القاهرة وفتّش، وبطل أمر سفره للقدس، وسقط في يد من سعى به. ثم طلبه السلطان وكلّمه بالدهيشة مشافهة بطلب مال كثير سمّاه له، وطال الكلام في هذا المجلس. ثم وكّل بزين الدين بالبحرة وقبض على جماعة من أتباعه، وامتحن هو بالعصر، فلم يقرّ بشيء من المال، بل أجاب بأنه يرضي السلطان ببيع أوقافه. وقام الجمال بن كاتب جكم، وتمراز الدوادار الثاني في تلطّف قضيّته عند السلطان، وأحضر لبين يديه وهو محمول بين أربعة، فكلّمه السلطان وألان له القول، ثم خلع عليه بإعادته إلى الأستادارية، وصرف ابن (¬1) الأهناسي، ووكّل بأهله لعمل حسابه، وداما بالقلعة حتى وجد الزين راحة ممّا حلّ به، فخلع عليه بالأستادارية / 199 / بعد أيام، ونزل إلى داره في موكب حافل (¬2). [عودة الزين إلى الأستادارية] وقد زيّنت له القاهرة بمناداة المنادي، وهرع الناس إليه للتهنئة والسلام عليه. ثم أصبح في ثاني يومه فخلع عليه بإضافة كشف الكشاف بالوجهين القبلي والبحري، وبأستادارية السلطان ولد السلطان إلى ما بيده (¬3). [انعقاد مجلس بشأن قاضي حلب] [2347]- وفيه عقد مجلس بين يدي السلطان بالقلعة حضره القضاة الأربع (¬4) والمشايخ. وكان قد ورد الخبر على السلطان من حلب بأنّ قاضيها الحنبليّ المجد سالم حكم على إنسان بالكفر، فأجاب المحكوم عليه بالطعن في الشهود والعداوة بينه وبين القاضي، ولم يعذر. وطلب عقد مجلس بين يدي نائب حلب، فما التفت القاضي إليه، وجعل في رقبته حبلا وخنقه حتى قضى. ثم جهّز المجد هذا محضرا فيه أشياء شنيعة. ولما وقف السلطان على ذلك أمر بعقد هذا المجلس، وعرضت هذه الحادثة، وطال الكلام. وتأثّر السعد بن الديري حين سمع هذه الكائنة وما التفت إلى محضر سالم، وانطلقت الألسن بالوقيعة فيه، وكتب إلى حلب بسجنه حتى تتحرّر القضية. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر نفي الزين في: حوادث الدهور 2/ 482، والنجوم الزاهرة 16/ 78، وبدائع الزهور 2/ 318. (¬3) خبر الصورة في: حوادث الدهور 2/ 483، وبدائع الزهور 2/ 318. (¬4) الصواب: «الأربعة».

وفاة الشمس الغراقي

ثم آل أمره أن ضربت عنقه (¬1). [وفاة الشمس الغرّاقي] [2348]- وفيه مات الشمس الغرّاقيّ (¬2)، محمد بن محمد بن علي بن يوسف بن أحمد بن أحمد بن منصور بن شبل القاهري، الشافعيّ. وكان فاضلا، سمع على جماعة. ومولده سنة خمس وتسعين وسبعمائة. [إطلاق النّحاس من سجنه] وفيه خرج الأمر بإطلاق النّحاس من سجنه وتوجّهه إلى طرابلس للإقامة بها بطّالا (¬3). [ربيع الأو] [دوادارية السلطان بحلب] وفي ربيع الأول قرّر ألماس الأشرفي أحد أمراء دمشق في دوادارية السلطان بحلب (¬4). [نظر الدولة] وقرّر حمزة البشيري في نظر الدولة، عوضا عن التاج الخطير (¬5). [ركوب السلطان إلى الصحراء] وفيه ركب السلطان من قلعته من غير قماش موكب السلطنة، وسار إلى الصحراء من جهة الصوّة، ثم عاد شاقّا القاهرة حتى صعد القلعة. وهذه أول ركبة ركبها في سلطنته (¬6). ¬

(¬1) خرب المجلس في: حوادث الدهور 2/ 484. (¬2) انظر عن (الغرّاقي) في: عنوان العنوان، رقم 786، والضوء اللامع 9/ 253 - 255 رقم 605، وحوادث الزمان 1/ 127 رقم 101. و «الغرّاقي»: بفتح الغين المعجمة، وتشديد الراء: نسبة إلى الغرّاقة. قال ابن الجيعان: الغرّاقة من الدقهلية. (التحفة السنية) وقال السخاوي: بلد بقرب من الحوف من الوجه البحري من الشرقية. (¬3) خرب إطلاق النحاس في: حوادث الدهور 2/ 484، وبدائع الزهور 2/ 318. (¬4) خبر دوادارية السلطان في: حوادث الدهور 2/ 485. (¬5) خبر نظر الدولة في: حوادث الدهور 2/ 485، وبدائع الزهور 2/ 318. (¬6) خبر ركوب السلطان في: حوادث الدهور 2/ 485، والنجوم الزاهرة 16/ 78، 79، وبدائع الزهور 2/ 318.

انتهاء عمارة جامع بردبك

[انتهاء عمارة جامع بردبك] وفيه انتهت عمارة الجامع الأنيق الذي أنشأه بردبك صهر السلطان، وأخذ خواصّ مماليكه بخط قناطر السباع المطلّ على الخليج، / 200 / وقرّرت أموره (¬1). [هدية نائب طرابلس إلى السلطان] وفيه وصلت هدية هائلة من يشبك النوروزيّ نائب طرابلس على يد ولده محمد (¬2). [ربيع الآخر] [وفاة يلبغا الجركسي] [2349]- وفي ربيع الآخر مات يلبغا الجركسيّ (¬3)، خشداش قانباي الجركسيّ. وكان غير محمود السيرة، وتنقل بأخرة في إمرة عشرة، ونيابة دمياط، ثم تأمّر طبلخاناه، ثم ترك بطّالا بالقاهرة. [امتناع الأمير اخور من دمغ الخيول] وفيه ثار جماعة من الجند، وصاروا كلمن (¬4) وجدوه راكب فرس (¬5) أنزلوه عنها وأخذوها من تحته، وجمعوا من ذلك خيولا كثيرة وصعدوا بها إلى الأمير اخور، والتمسوا منه أن يدوّغها (¬6) لهم بالداغ السلطاني، مظهرين بأنّ السلطان هو الذي أمر ذلك، فامتنع الأمير اخور من تدويغها، وتشوّش أهل الخيل في هذا اليوم، وركبوا البغال والحمير، ولم تجر عادة جماعة منهم بركوب ذلك. ثم عادوا بعد أيام لركوب الخيل (¬7). [الوقعة بين الأشرفية والظاهرية] وفيه وقع بين جماعة من الأشرفية والظاهرية مقاولة وضرب بالدبابيس بسوق الخيل، وماجت الرميلة، وأشيع الركوب على السلطان. ¬

(¬1) خرب الجامع في: بدائع الزهور 2/ 319. (¬2) خبر الهدية في: حوادث الدهور 2/ 485. (¬3) انظر عن (يلبغا الجركسي) في: حوادث الدهور 2/ 517 رقم 1، والدليل الشافي 2/ 795 رقم 2678، والنجوم الزاهرة 16/ 170، والضوء اللامع 10/ 288، 289 رقم 1133. (¬4) هكذا. والمراد: «كل من». (¬5) الصواب: «وجدوه راكبا فرسا». (¬6) يدوّغها: يدمغها. (¬7) خبر دبغ الخيول في: حوادث الدهور 2/ 486، والنجوم الزاهرة 16/ 79.

تقدمة المماليك

ثم آل الأمر إلى سكون الفتنة (¬1). [تقدمة المماليك] وفيه أعيد مرجان العادلي إلى تقدمة المماليك، وصرف لولو (¬2). [وفاة الناصر بن المخلّطة] [2350]- وفيه مات الناصر بن المخلّطة (¬3)، محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله السكندري، المالكيّ. وكان فاضلا، بارعا في مذهبه، محمود السيرة. وناب في القضاء، وولي نظر البيمارستان. وسمع على جماعة. [وفاة التقي الأذرعي] [2351]- وفيه مات التقي الأذرعيّ (¬4)، أبو بكر بن أحمد بن سليمان بن داود الأنصاري، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، خيّرا، ديّنا. سمع من عائشة بنت عبد الهادي، وأجاز له ابن (¬5) العماد الحسبانيّ. وناب في الحكم بدمشق. ومولده سنة ثمان وتسعين وسبعمائة. [سفر نائب الشام إلى القاهرة] وفيه بلغ جلبان نائب الشام بأنه تكلّم فيه عند السلطان بشيء، فتجهز وسافر إلى جهة القاهرة (¬6). ¬

(¬1) خبر الوقعة في: حوادث الدهور 2/ 486، والنجوم الزاهرة 16/ 79. (¬2) خرب التقدمة في: حوادث الدهور 2/ 487، والنجوم الزاهرة 16/ 79. (¬3) انظر عن (ابن المخّلطة) في: حوادث الدهور 2/ 508، 509/ 2، والنجوم الزاهرة 16/ 170، 171، والضوء اللامع 10/ 27، رقم 80، ووجيز الكلام 2/ 686، 687 رقم 1576، وبدائع الزهور 2/ 319. (¬4) انظر عن (الأذرعي) في: الضوء اللامع 11/ 19 رقم 49، وحوادث الزمان 1/ 128 رقم 102، وبدائع الزهور 2/ 319. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر سفر النائب في: حوادث الدهور 2/ 488، والنجوم الزاهرة 16/ 79، 80، وبدائع الزهور 2/ 319.

جمادى الأول

[جمادى الأول] [عزل تمراز عن الدوادارية الثانية] وفي جماد الأول عزل السلطان تمراز عن الدوادارية الثانية لحماقته وقلّة لباقته حتى ثقل على السلطان مع سعة حلمه (¬1). [وفاة الغرس خليل بن فرج] [2352]- وفيه مات الغرس خليل بن فرج (¬2) بن برقوق بن أنص. وكان محمود السيرة، رئيسا. وأمّه حبشية. سجن مدّة بالإسكندرية، ثم أطلق، ثم حجّ، ثم عاد لدمياط. ومولده سنة أربع عشرة وثمانماية. [احتفال السلطان بنائب الشام] وفيه قدم جلبان نائب الشام للقاهرة، واحتفل به السلطان جدّا، وكان قد بعث ولده الشهاب أحمد للقائه، / 201 / وأنزل بالقصر من الميدان الناصريّ. ولما صعد إلى السلطان أجلّه وقام له على قدميه واعتنقه ثم ضمّه إليه، وأنس به جدّا، وألبسه خلعة سنيّة بداخل الخرجة، وعدّت من نوادره، ونزل في موكب حافل (¬3). [وزارة ابن الهيصم] وفيه قرّر في الوزارة الأمين بن الهيصم على عادته، وصرف فرج بن النحّال (¬4). [الدوادارية الثانية] وفيه قرّر بردبك صهر السلطان في الدوادارية الثانية بعد إخراج تمراز إلى القدس بطّالا (¬5). ¬

(¬1) خبر عزل تمراز في: حوادث الدهور 2/ 587، 488، وبدائع الزهور 2/ 319. (¬2) انظر عن (خليل بن فرج) في: حوادث الدهور 2/ 509، 510 رقم 3، والدليل الشافي 1/ 292 رقم 1004، والنجوم الزاهرة 2/ 360، 171، 172، والمنهل الصافي 5/ 268، 269 رقم 1007، ومنتخبات من حوادث الدهور 2/ 360، والضوء اللامع 3/ 201 رقم 761، ووجيز الكلام 2/ 687 رقم 1578، وبدائع الزهور 2/ 319. (¬3) خبر احتفال السلطان في: حوادث الدهور 2/ 488، 489، والنجوم الزاهرة 16/ 80، وبدائع الزهور 2/ 319. (¬4) خبر الوزارة في: حوادث الدهور 2/ 490، والنجوم الزاهرة 16/ 81، 82، وبدائع الزهور 2/ 319. (¬5) خبر الدوادارية الثانية في: حوادث الدهور 2/ 490، والنجوم الزاهرة 16/ 82، وبدائع الزهور 2/ 319.

عودة نائب الشام

[عودة نائب الشام] وفيه أضاف السلطان جلبان نائب الشام ضيافة هائلة، ثم بعد أيام أذن له بالسفر، فعاد إلى دمشق بعد إكرام زائد (¬1). [إمرة آل فضل] وفيه قرّر حديثة بن عذرا (¬2) بن عجل بن نعير في إمرة آل فضل بسفارة جلبان نائب الشام، وصرف عسّاف، وذلك على خلاف رضى نائب حلب (¬3). [جمادى الآخر] [وفاة قاضي الإسكندرية] [2353]- وفي جماد الآخر مات قاضي الإسكندرية الشمس محمد بن عامر القاهري (¬4)، المالكيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا في مذهبه، معدودا من أعيان المالكية. سمع على جماعة، وولي قضاء الإسكندرية غير مرة. [استمرار البلقيني بالقضاء] وفيه خلع على العلم البلقيني باستمراره على القضاء. وكان قد أشيع صرفه (¬5). [نيابة ملطية] وفيه قرّر في نيابة ملطية قانباي الموساوي (¬6). [نيابة البيرة] وقرّر في نيابة ألبيرة عوضه محمد والي الحجر (¬7). ¬

(¬1) خبر عودة النائب في: حوادث الدهور 2/ 491، وبدائع الزهور 2/ 319. (¬2) في الحوادث: «عذار». (¬3) خبر الإمرة في: حوادث الدهور 2/ 490. (¬4) انظر عن (ابن عامر القاهري) في: حوادث الدهور 2/ 510، 511 رقم 4، والنجوم الزاهرة 16/ 172، ووجيز الكلام 2/ 686 رقم 1575، وحوادث الزمان 1/ 128 رقم 103، وبدائع الزهور 2/ 319، 320، ولم يذكره السخاوي في: الضوء اللامع. (¬5) خبر استمرار البلقيني في: حوادث الدهور 2/ 491. (¬6) خبر نيابة ملطية في: حوادث الدهور 2/ 491، وبدائع الزهور 2/ 320. (¬7) خبر نيابة البيرة في: حوادث الدهور 2/ 491.

دفن الغرس خليل بتربة جده برقوق

[دفن الغرس خليل بتربة جدّه برقوق] وفيه أحضرت رمّة الغرس خليل بن الناصر (فرج) (¬1) بن برقوق من دمياط، وصلّي عليها بتربة جدّه برقوق ودفنت بها بعد أن كانت أخته الخوند شقراء أقامت له نعيا نادرا جدّا ماتت فيه امرأة من كثرة لطم وجهها (¬2). [كتابة المماليك] وفيه استقرّ في كتابة المماليك التاج بن المقسي، عوضا عن ابن (¬3) النحّال (¬4). [حفظ بلاد البحيرة] وفيه خرجت عليها جانم الأشرفي برسباي البجاسي، وجماعة من الجند والأمراء لحفظ بلاد البحيرة من عرب لبيد (¬5). [رجب] [كتابة السرّ] وفي رجب أعيد المحبّ بن الأشقر إلى كتابة السرّ، وصرف ابن (¬6) المحبّ بن الشحنة (¬7). [دوران المحمل] وفيه أدير المحمل على العادة في دورانه (¬8). [عرض الكسوة] وفيه عرض الجمال بن كاتب جكم ناظر الخاص الكسوة التي صنعها السلطان لمقام سيّدنا الخليل، على نبيّنا وعليه أفضل الصلاة والتسليم، فأعجب السلطان، وخلع على الجمال كاملية حافلة، وأركبه مركوبا بالقماش الكامل، ونزل معه بردبك الدوادار صهر السلطان فألبسه الكاملية حين نزعها عنه وأركبه المركوب، وبلغ السلطان ذلك فأصبح ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) خبر الدفن في: حوادث الدهور 2/ 491، 492. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر كتابة المماليك في: حوادث الدهور 2/ 492، وبدائع الزهور 2/ 320. (¬5) خبر بلاد البحيرة في: حوادث الدهور 2/ 492، وبدائع الزهور 2/ 320. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر كتابة السر في: حوادث الدهور 2/ 493، وبدائع الزهور 2/ 320. (¬8) خبر دوران المحمل في: حوادث الدهور 2/ 493، وبدائع الزهور 2/ 320.

السفر بالكسوة إلى الخليل

وألبس الجمال كاملية ثانية، وأركبه مركوبا ثانيا كالأمس، وعظم جدّا في هذه الأيام بزيادة عمّا كان عليه من العظمة، وصار هو المدبّر للمملكة والمتصرّف فيها (¬1). [السفر بالكسوة إلى الخليل] وفيه سافر / 202 / بردبك ومعه الشرف الأنصاري بالكسوة إلى حرم الخليل على نبيّنا وعليه أفضل الصلاة والسلام، وكان لخروجه يوما مشهودا (¬2)، وكان في تجمّل زائد (¬3). [وفاة جانبك الزيني] [2354]- وفيه مات دوادار الزين عبد الباسط ناظر الجيش جانبك الزيني (¬4). وكان من المقدّمين عند أستاذه، وإليه المرجع في داره، وله شهرة وذكر في الدولة، وولي الأستادارية الكبرى. وكان أدوبا، حشما، انجمع بعد أستاذه عن الناس. [عودة العجمي إلى الحسبة] وفيه أعيد يار علي المحتسب العجمي إلى الحسبة، وصرف ابن (¬5) محمد الصغير عبد العزيز (¬6). [شعبان] [عودة القاصد من القسطنطينية] وفي شعبان قدم برسباي (¬7) المتوجّه في الرسلية لابن عثمان، وصعد في هيئة الأروام وعليه خلعة ابن (¬8) عثمان وجوابه (¬9). ¬

(¬1) خبر الكسوة في: حوادث الدهور 2/ 493، وبدائع الزهور 2/ 320. (¬2) الصواب: «يوم مشهود». (¬3) خبر السفر بالكسوة في: حوادث الدهور 2/ 494. (¬4) انظر عن (جانبك الزيني) في: حوادث الدهور 2/ 511 رقم 6، والدليل الشافي 1/ 241 رقم 829، والمنهل الصافي 4/ 56 رقم 226، والنجوم الزاهرة 16/ 172، والضوء اللامع 3/ 56 رقم 226، وبدائع الزهور 2/ 320. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر عودة العجمي في: حوادث الدهور 2/ 494، وبدائع الزهور 2/ 320. (¬7) في الحوادث، والبدائع: «يرشباي». (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) خبر عودة القاصد في: حوادث الدهور 2/ 494، والنجوم الزاهرة 16/ 82، وبدائع الزهور 2/ 320.

إعادة الجوامك لأولاد الناس بعد قطعها

[إعادة الجوامك لأولاد الناس بعد قطعها] وفيه أمر السلطان بقطع جوامك أولاد الناس وجماعة المرتّبين من ضعفاء وغيرهم، بعد أن عرضهم. ثم لما عاد بردبك في أواخره قام في ذلك لله تعالى وخوّف السلطان عاقبة الدعاء، فأعادها لهم (¬1). [تسمير فضل البدوي] [2355]- وفيه سمّر فضل البدويّ (¬2). [2356]- وولد عمّه (¬3). وشهّرا بالقاهرة، ثم سلخا وبعث بهما ليطافا بإقليم الشرقية، وكانا من المفسدين. [وفاة الرضى الصاغاني] [2357]- وفيه مات الرضى أبو حامد بن الضياء (¬4)، محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد العمريّ (¬5)، الصاغاني، الهندي، المكي، الحنفيّ، قاضي مكة المشرّفة. وكان عالما، فاضلا، شهر بمكة بعد أخيه (¬6)، وسمع على جماعة، وأحضر على البرهان بن صدّيق. وله نظم. ومولده سنة أحد (¬7) وتسعين وسبعمائة. ¬

(¬1) خبر إعادة الجوامك في: حوادث الدهور 2/ 496، 497، والنجوم الزاهرة 11/ 82، 83، وبدائع الزهور 2/ 320. (¬2) انظر عن (فضل البدوي) في: وجيز الكلام 2/ 688 رقم 1583، والضوء اللامع 6/ 170، 171 رقم 579، وحوادث الدهور 2/ 494، 495. (¬3) خبره مع خبر فضل البدوي. (¬4) انظر عن (أبي حامد بن الضياء) في: الضوء اللامع 7/ 864 رقم 173. (¬5) في الأصل: «المعمري». (¬6) له ثلاثة إخوة كلّهم اسمهم «محمد». والمقصود منهم: أبو البقاء ابن الشهاب أبي العباس وأبي الخير بن الضياء أبي عبد الله بن العز العمري، المولود في ليلة تاسع المحرم سنة 789 والمتوفى في شهر ذي القعدة سنة 854 هـ‍. (¬7) الصواب: «سنة إحدى».

كسر النيل

[كسر النيل] وفيه، في ثالث عشر (¬1) مسرى كان كسر النيل على الوفاء، ونزل الشهاب أحمد ابن (¬2) السلطان لذلك وخلّق المقياس، وفتح السدّ بين يديه (¬3). [رمضان] [النداء على بقاء الجامكية] وفي رمضان نودي بأنّ من (¬4) له جامكيّة أو لحم في بيت السلطان فهو على عادته من غير قطع ولا منع (¬5). [وفاة صاحب الأبلستين] [2358]- وفيه مات صاحب الأبلستين وزعيم البركان الدلغادرية، سليمان بن محمد بن خليل بن قراجا (¬6) بن دلغادر التركماني الدلغادريّ. وكان قليل الشرّ، لم تتحرّك في أيامه فتنة، وإنّما ثارت الفتن بعده. وكان ولي الأبلستين بعد أبيه. وكان سمينا جدّا، كثير النساء، تزوّج كثيرا. بل يقال إنه استباح الزيادة على الأربع. [القبض على ابن الأهناسي] وفيه قبض على العلاء بن الأهناسي هو ووالده المقدّم محمد، ووكّل بهما عند الأستادار، ثم تسلّمهما الجمال ناظر الخاص (¬7). [رحيل عرب لبيد إلى برقة] وفيه وصل جانم ومن معه من البحيرة، وكانوا قد أوقعوا / 203 / بلبيد، ثم آل الأمر إلى رحيلهم إلى جهة برقة (¬8). ¬

(¬1) في حوادث الدهور: في رابع عشر، والمثبت يتفق مع بدائع الزهور. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر كسر النيل في: حوادث الدهور 2/ 495، وبدائع الزهور 2/ 321. (¬4) في الأصل: «بأن له من له». (¬5) خبر النداء في: حوادث الدهور 2/ 497، والنجوم الزاهرة 16/ 83. (¬6) انظر عن (ابن قراجا) في: حوادث الدهور 2/ 512 رقم 8، والنجوم الزاهرة 16/ 172، ووجيز الكلام 2/ 687 رقم 1579، والضوء اللامع 3/ 269 رقم 1017، وبدائع الزهور 2/ 321. (¬7) خبر ابن الأهناسي في: حوادث الدهور 2/ 497. (¬8) خبر عرب لبيد في: حوادث الدهور 2/ 498.

الخلعة لنائب جدة

[الخلعة لنائب جدّة] وفيه قدم جانبك نائب جدّة، وخلع السلطان عليه (¬1). [شوال] [فيضان الشوارع من المطر] وفي شوال، ووافق آخر توت، تواتر الرعد والبرق متواليا، ثم أمطرت السماء مطرا غزيرا فاضت الشوارع منه، وجرت بالمياه، وسالت الأودية بالجبل، وكان ذلك ليلا، وكانت ليلة هائلة (¬2). [إمرة الأبلستين] وفيه قرّر في إمرة الأبلستين ملك أصلان بن سليمان بن دلغادر، عوضا عن أبيه بحكم وفاته (¬3). [وصول ركب المغرب] وفيه وصل ركب من المغرب ومعهم هدية من عثمان الحفصي صاحب تونس للسلطان، وكان ركبا كبيرا (¬4). [ذو القعدة] [وفاة سودون الجكمي] [2359]- وفي ذي قعدة مات سودون الجكمي (¬5) أحد العشرات. وكان له ذكر وشهرة، وإنّما خمد بعصيان أخيه إينال الجكمي، فأسجن (¬6) بسببه، ثم أطلق، ودام بالقاهرة بطّالا حتى بغته الأجل. وكان خيّرا ديّنا. [عود عرب لبيد إلى البحيرة] وفيه ورد الخبر بعود لبيد إلى البحيرة، فعيّن السلطان تجريدة ثانية، عليها خير بك الأجرود المؤيّديّ (¬7). ¬

(¬1) خبر الخلعة في: بدائع الزهور 2/ 321. (¬2) خبر الفيضان في: حوادث الدهور 2/ 498. (¬3) خبر إمرة الأبلستين في: حوادث الدهور 2/ 498، 499 وفيه: «رسلان» بدل «أصلان». (¬4) خبر ركب المغرب في: حوادث الدهور 2/ 499، وبدائع الزهور 2/ 321. (¬5) انظر عن (سودون الجكمي) في: حوادث الدهور 2/ 512، 513 رقم 9، والنجوم الزاهرة 16/ 173، والضوء اللامع 3/ 278 رقم 1056. (¬6) الصواب: «فسجن». (¬7) خبر عرب لبيد في: حوادث الدهور 2/ 502.

التقرير بالأستادارية

[التقرير بالأستادارية] وفيه استقرّ في الأستادارية الناصر محمد بن أبي الفرج نقيب الجيش (¬1). [التقرير بالوزارة] واستقرّ السعد فرج بن النحّال في الوزارة. وكان الأمين بن الهيصم قد اختفى بالأمس. ولما بلغ السلطان ذلك تغيّظ على جماعة، من جملتهم زين الدين الأستادار، وأصبح فقبض عليه. وقرّر ابن (¬2) أبي الفرج المذكور عوضه (¬3). [كتابة المماليك] وأعاد لابن النحّال كتابة المماليك أيضا مضافة للوزير، وصرف ابن المقسي (¬4). [معاقبة الزين الأستادار] ثم أمر السلطان بعقوبة الزين الأستادار فضرب ضربا مبرحا، وألزم بحمل جملة من المال سريعا، فأخذ في بيع أشياء من موجوده وجهاته. وتسلّمه بعد ذلك الجمال بن كاتب جكم، وعملت مصلحته وأمر بإخراجه إلى القدس فأخرج في ذي حجّة، وكان من أمره ما سنذكره (¬5). [وفاة شيخ الحنفي بدمشق] [2360]- وفيه مات شيخ الحنفية بدمشق، قاضي القضاة بها، القوام، الحنفيّ (¬6)، محمد بن محمد بن قوام الروميّ الأصل، الدمشقيّ. وكان عالما، فاضلا بارعا، صالحا، خيّرا، ديّنا. سمع على جماعة، [و] أفتى ودرّس، ثم ولي القضاء الأكبر مسؤولا (¬7) فيه، وباشره بعفّة ونزاهة، وحسن سيرة وحمدت قضاياه. ¬

(¬1) خبر الأستادارية في: حوادث الدهور 2/ 503، والنجوم الزاهرة 16/ 83، وبدائع الزهور 2/ 321. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر تقرير الوزارة في: حوادث الدهور 2/ 503، والنجوم الزاهرة 16/ 83، وبدائع الزهور 2/ 321. (¬4) خبر كتابة المماليك في: حوادث الدهور 2/ 503، والنجوم الزاهرة 16/ 83، وبدائع الزهور 2/ 321. (¬5) خبر المعاقبة في: حوادث الدهور 2/ 503، والنجوم الزاهرة 16/ 83، وبدائع الزهور 2/ 321. (¬6) انظر عن (القوام الحنفي) في: النجوم الزاهرة 16/ 173، وحوادث الدهور 2/ 513 رقم 10، والضوء اللامع 8/ 293 رقم 815، وحوادث الزمان 1/ 129 رقم 105. (¬7) في الأصل: «مسول».

ذو الحجة

/ 204 / ومولده سنة ثمانماية (¬1). [ذو الحجّة] [نظر الدولة] وفي ذي حجّة استقرّ في نظر الدولة التقيّ بن نصر الله، وكانت شاغرة مدّة (¬2). [وفاة النور الإبّيّ] [2361]- وفيه مات النور الإبيّ (¬3)، علي بن إبراهيم بن علي بن راشد بن عبد الله اليمني، المكي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، سمع على جماعة. [رجم المماليك للأمراء وقت الأضحية] وفيه في يوم عيد النحر خرج السلطان بعد شهوده الصلاة من الجامع قاصدا الإيوان ليضحّي على العادة، فجلس به ليقوم إلى الذبيحة، وإذا بجماعة من الجلبان وهم كالغائرين على الإيوان، فاستقبلهم روس (¬4) النوب بالعصيّ، فتقهقروا شيئا، ثم عادوا حاطمين، وأخذوا في رجم الأمراء ومن وجدوه أمامهم حتى أصيب بعضهم من الأمراء، ثم تقاتلوا فيما بينهم، وعظمت الغوغاء منهم، فاضطر السلطان أن قام من غير أن يذبح، ودخل إلى الحوش. وكانت هذه من النوادر الشنيعة، وسيأتي ما هو أشنع منها وأندر (¬5). [وفاة البرهان السوبيني] [2362]- وفيه مات البرهان السّوبينيّ (¬6)، إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الحمويّ الأصل، الطرابلسيّ، الشافعيّ. ¬

(¬1) في حوادث الدهور: مولده قبل سنة ثمانمائة تخمينا، لثمان خلون من ذي القعدة. (¬2) خبر نظر الدولة في: النجوم الزاهرة 16/ 83، وحوادث الدهور 2/ 504، وفيه: شمس الدين نصر الله بن النجار، والمثبت يتفق مع: بدائع الزهور 2/ 321. (¬3) انظر عن (النور الإبّيّ) في: الضوء اللامع 5/ 153 - 155 رقم 537، وفيه ضبط: الإبّي بكسر الهمزة ثم موحّدة مشدّدة. ولد قبيل سنة 790 هـ‍. ومات في ذي الحجة سنة 859 هـ‍. (¬4) كذا. (¬5) خبر رجم المماليك في: حوادث الدهور 2/ 504، والنجوم الزاهرة 16/ 84، وبدائع الزهور 2/ 32. (¬6) انظر عن (السوبيني) في: عنوان الزمان 1 / ورقة 140 - 142، وعنوان العنوان، رقم 131، والذيل على رفع الإصر 278، والتبر المسبوك 211، والضوء اللامع 1/ 100، 101، ووجيز الكلام 2/ 684 رقم 1567، ونظم =

وفاة معلم النشاب القازاني

وكان عالما، فاضلا، خيّرا، ديّنا، بل صالحا. سمع على جماعة، وولي قضاء مكة، ودمشق، وحلب، وطرابلس، وصنّف، وألّف. ومولده بعد التسعين وسبعمائة. [وفاة معلّم النشّاب القازاني] [2363]- وفيه مات معلّم النشّاب الأستاذ في فنّه (¬1)، محمد بن علي الصغير القازانيّ (¬2) الأصل، الحنفيّ. وقد جاوز الثمانين. وكان قد انفرد في فنّه وفاق فيه الناس، وانتهت إليه رياسة الرماية. وأحبّه الظاهر جقمق وقدّمه وأدناه. وله رسالة مطوّلة في الرمي وغيرها أيضا، وشهرته مشهورة. [ثورة الجلبان بطباق القلعة] وفيه ثار الجلبان من الطباق بالقلعة، ونزلوا غايرين إلى دار ابن (¬3) أبي الفرج الأستادار، فدخلوها على حين غفلة ونهبوها عن آخرها، واختفى هو، ثم بعث يستعفي. وآل أمره بعد أمور وقعت إلى الإعفاء، وكان هذا أول ظهور أذى الجلبان مماليك الأشرف إينال. ثم فحش الحال وتسلسل على ما سيأتي (¬4). ¬

= العقيان 23/ 24 رقم 8، وقضاة دمشق 175، ومنتخبات من حوادث الدهور 1/ 66، وإيضاح المكنون 2/ 39 و 76 و 587، وهدية العارفين 1/ 20، والأعلام 1/ 49، ومعجم المؤلفين 1/ 70، والبذل والبرطلة زمن سلاطين المماليك - أحمد عبد الرزاق أحمد - الهيئة المصرية العامة للكتاب 1979 ص 210، وحوادث الزمان 1/ 129، 130 رقم 107، وتاريخ وآثار مساجد ومدارس طرابلس في عصر المماليك (تأليفنا) - طبعة دار البلاد، طرابلس 117 - 120، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري (عصر المماليك) تأليفنا 2/ 442، 443، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 1/ 224 - 227 رقم 41، وآثار طرابلس الإسلامية (تأليفنا 112 - 116، Decrets Mamlouks - Sauvaget - BEO,XII, P. 30,No .60 . (¬1) مكرّر في الأصل. (¬2) انظر عن (الصغير القازاني) في: حوادث الدهور 2/ 513، 514 رقم 11، والنجوم الزاهرة 16/ 173، وبدائع الزهور 2/ 321، وفيه: الناصري محمد الصغير، ولم يذكره كحّالة في: معجم المؤلّفين مع أنه من شرطه. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر ثورة الجلبان في: حوادث الدهور 2/ 505، والنجوم الزاهرة 16/ 84، وبدائع الزهور 2/ 321، 322.

تقرير الأستادارية

[تقرير الأستادارية] وفيه استقرّ قاسم الكاشف في الأستادارية، وبقي ابن (¬1) أبي الفرج على نقابة الجيش (¬2). * * * [مرض نائب الشام] وفيها بدأ بجلبان نائب الشام مرضه الذي مات به (¬3). [بشارة الحاج] وفيها وصل / 205 / نجّاب ببشارة الحاج وكتبهم، وأخبر بأنه عوّق في طريقه من العربان، ولم يحضر أحد من الجند بالبشارة كما كانت العادة (¬4). [وفاة الشهاب الخواجا] [2364]- وفيها مات الشهاب الخواجا أحمد بن عبّاد (¬5) بن شعيب القنائي (¬6)، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا في العربية، وصنّف في العروض، مع دين وخير (¬7). [وفاة آق سنقر اليشبكي] [2365]- ومات آق سنقر اليشبكيّ (¬8)، البجمقدار. وكان إنسانا حسنا. [وفاة طشبغا الأشرفي] [2366]- وطشبغا الأشرفيّ (¬9)، كاشف الوجه القبليّ، خاملا. وله زيادة على التسعين. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر الأستادارية في: حوادث الدهور 2/ 505، والنجوم الزاهرة 16/ 784 وبدائع الزهور 2/ 322. (¬3) خبر المرض لم أجده في المصادر. (¬4) خبر بشارة الحاج في: حوادث الدهور 2/ 506. (¬5) انظر عن (أحمد بن عبّاد) في: الضوء اللامع 1/ 320، 321. (¬6) في الأصل: «العتابي». (¬7) قال السخاوي: مات بالقطبية بعد تمرّضه مدّة في شعبان سنة ثمان وخمسين، وقد قارب الثمانين. (¬8) لم أجد ترجمة لآق سنقر اليشبكي في المصادر المتوفّرة لديّ. (¬9) لم أجد ترجمة لطشبغا الأشرفي في المصادر المتوفّرة لديّ.

وفاة الشمس الشحرور

[وفاة الشمس الشحرور] [2367]- والشمس الشحرور (¬1)، محمد بن عمر بن عثمان الحنفيّ. وكان فاضلا. ومولده بعد الستين وسبعمائة. ¬

(¬1) انظر عن (الشمس الشحرور) في: الضوء اللامع 8/ 250 رقم 677 وفيه قال السخاوي: وفي استدعاء آت ابن شيخنا محمد بن عمر بن عثمان المصري له نظم استجيز له والظاهر أنه هذا.

حوادث سنة تسع وخمسين وثمانماية

[حوادث] سنة تسع وخمسين وثمانماية [محرّم] [الإشاعة بالفتنة] في محرّم فشت الإشاعة بوقوع فتنة يختشى منها على السلطان، ولهج الناس بذلك حتى بلغت السلطان، فما التفت إلى ذلك (¬1). [سفر أقبردي الساقي إلى حلب] وفيه سافر أقبردي الساقي أتابك حلب بعد ن خلع السلطان عليه. وكان قدم القاهرة في أواخر الخالية (¬2). [وفاة مغلباي الشهابي] [2368]- وفيه مات مغلباي الشهابي (¬3)، الناصريّ. وكان عاقلا، حشما، وهو من مماليك الشهاب أحمد بن الجمال يوسف الأستادار، فيقال: إنه أعتقه، ويقال: إنما أعتقه الناصر فرج، وتنقّل في الخدم حتى تأمّر عشرة. [شكوى ابن قرمان من السلطان العثماني] وفيه وصل قاصد من ابن قرمان الأمير إبراهيم برسالة منه يشكو فيها للسلطان من ملك الروم السلطان محمد بن عثمان، وأنه في قصده، فما اكترث السلطان بها، وأعاد إليه جوابا هّينا لعلّه كان السبب لما وقع منه بعد ذلك (¬4). ¬

(¬1) خبر الإشاعة في: النجوم الزاهرة 16/ 84. (¬2) خبر سفر أقبردي في: حوادث الدهور 2/ 515. (¬3) انظر عن (مغلباي الشهابي) في: حوادث الدهور 2/ 549 رقم 1، والدليل الشافي 2/ 737 رقم 2517، والنجوم الزاهرة 16/ 174، والضوء اللامع 10/ 165 رقم 676. (¬4) خبر الشكوى في: حوادث الدهور 2/ 516، وبدائع الزهور 2/ 322.

تغير مياه النيل

[تغيّر مياه النيل] وفيه تغيّر ماء النيل تغيّرا فاحشا، وغلبت عليه الحمرة، وتعجّب من ذلك (¬1). [إخراج المماليك البطّالة] وفيه نودي بخروج المماليك البطّالة عن القاهرة، وهدّد من تأخّر بعد سماع المناداة (¬2). [وفاة الشرف المراغي] [2369]- وفيه مات الشرف أبو الفتح المراغيّ (¬3)، محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن حسين بن عمر بن محمد بن يونس بن أبي الفخر بن عبد الوهّاب القرشيّ، العثمانيّ، المدنيّ، الشافعيّ. وكان عالما فاضلا، ماهرا، سمع على جماعة. وكان عالي السند، خيّرا، ديّنا، جمّ الحاسن. ومولده سنة 774. [عودة الحجّاج] وفيه تكامل دخول الحاج إلى القاهرة وأخبروا بمقاساة الشدائد من السيول / 206 / وموت الجمال، وقطع الطريق، وأخذ ركب التكاررة عن آخره، وكذا قصد العرب أخذ ركب المغاربة لولا دافعوا عن أنفسهم بحراب كبير حتى سلم البعض وأخذ بعض، فغرق من بقي منهم في وادي عفّان بالسّيل، وكان سيلا مهولا، لم ينج منهم إلا نفر يسير جدّا. واحتمل السيل أنفسهم وجمالهم بحمولها كما هي إلى البحر المالح (¬4). [موت مماليك بردبك بالطاعون] وفيه وقع أمر يتعجّب منه وهو أنّ جماعة من مماليك بردبك صهر السلطان بداره ماتوا بالطاعون. ولم يقع ذلك بغير دار بردبك (¬5). ¬

(¬1) خرب مياه النيل في: حوادث الدهور 2/ 516، وبدائع الزهور 2/ 322. (¬2) خبر إخراج المماليك في: حوادث الدهور 2/ 516، وبدائع الزهور 2/ 322. (¬3) انظر عن (المراغي) في: معجم الشيوخ لابن فهد 220 - 222، والضوء اللامع 7/ 161، 162 رقم 399، ونظم العقيان 139، 140 رقم 135، ووجيز الكلام 2/ 690، 691 رقم 1584، وحوادث الزمان 1/ 131 رقم 111، وبدائع الزهور 2/ 322 وفيه تصحّفت النسبة إلى: «الراعي»، وهدية العارفين 2/ 200، وكشف الظنون 1876، ومعجم المؤلفين 9/ 108. (¬4) خبر الحجّاج في: حوادث الدهور 2/ 516، وبدائع الزهور 2/ 322. (¬5) خبر موت المماليك في: حوادث الدهور 2/ 517، وبدائع الزهور 2/ 322.

ارتفاع سعر الذهب

[ارتفاع سعر الذهب] وفيه ارتفع سعر الذهب، حتى بلغ الدينار الأشرفي ثلاثمائة وسبعين درهما فلوسا (¬1). [صفر] [مرض جلبان نائب الشام ووفاته] [2370]- وفي صفر أرجف بموت جلبان (¬2) نائب الشام، وبلغه ذلك وقد قرب فراغ أجله وهو يؤمّل البقاء، فتقدّم أمره بإقامة الموكب بالإصطبل تجاه دار السعادة، وحضر الأمراء لذلك. ثم خرج جلبان من مكان تمرّضه من دار السعادة ماشيا مورّيا بمرضه، مظهرا الجلادة، وجلس في إيوان الأصطبل وهو في غاية الوعك، بل وأغمي عليه، فأخذه اضطراب، واعتذر إلى الأمراء بأنه متغيّر المزاج فقط، وأنه طيّب بخير وعافية، ثم انفضّ الموكب. ومات جلبان من غد هذا اليوم. ووصل خبره إلى القاهرة بعد ذلك. ثم وصل يشبك قلق الحاجب الثاني بسيفه إلى السلطان، فأظهر التأسّف عليه، وأخذ يثني عليه ويترحّم، ويذكر وجهاته وتقدّمه. وحمد السلطان على ذلك. وكان جلبان هذا مختلف (¬3) في جنسه، فيقال: جركسيّ. وأظنّه الأصحّ. ويقال: إنه مسلم الأصل غير جركسيّ الجنس، وهو من أتباع المؤيّد شيخ، وكان خصّيصا به، وتنقّل في عدّة ولايات، منها: حماه، وطرابلس، وحلب، ودمشق، وطالت أيامه في السعادة، وبعده نيابته (على) (¬4) دمشق لسياسته وعقله ومعرفته بأمور دنياه وحركته، مع سكون وتواضع وخير وعفّة. ¬

(¬1) خبر سعر الذهب في: حوادث الدهور 2/ 517، وبدائع الزهور 2/ 322. (¬2) انظر عن (جلبان) في: المنهل الصافي 5/ 10 - 12، والدليل الشافي 1/ 248، 249 رقم 854، وحوادث الدهور 2/ 550 - 552 رقم 3، والنجوم الزاهرة 16/ 174، ومنتخبات من حوادث الدهور 362، وفيه وفاته في سنة 858 هـ‍، والضوء اللامع 3/ 77، 78 رقم 302، ووجيز الكلام 2/ 695 رقم 1598، وحوادث الزمان 1/ 132 رقم 112، وبدائع الزهور 2/ 322، 323، وإعلام الورى 53، وتاريخ طرابلس 2/ 50 و 612، ووقفيّة برج الأمير جلبان، كتبت على رقّ غزال، بدار الكتب الظاهرية، رقم 4838 عام. وله ذكر في: إنباء الغمر 3/ 65، والسلوك ج 4 ق 3/ 1115، ونزهة النفوس 4/ 67. (¬3) الصواب: «مختلفا». (¬4) كتبت فوق السطر.

نيابة الشام

أظنّه جاوز الثمانين. [نيابة الشام] وفيه قرّر في نيابة الشام قانباي الحمزاويّ نائب حلب، وعيّن لحمل تقليده وخلعته يونس العلائيّ (¬1). [نيابة حلب] وقرّر في نيابة حلب جانم الأشرفي، وخلع عليه بذلك على كره منه. وعيّن بردبك الدوادار الثاني لتقليده، ثم لعوده إلى دمشق لضبط موجود جلبان (¬2). [إشاعة القبض على الحمزاوي] / 207 / وفشت الإشاعة بدمشق لما ورد الخبر إليها بولاية الحمزاوي، وعمل جسر باب سر القلعة بأنه سيقبض على الحمزاوي. وما وقع شيئا (¬3) من ذلك (¬4). [مقدّمة الألوف بمصر] واستقرّ السلطان في هذا اليوم بيونس العلائي في جملة مقدّمي الألوف بمصر على تقدمة جانم الذي ولي حلب (¬5). [تقرير طبلخاناه] وقرّر في طبلخانات يونس بردبك صهر السلطان (¬6). [تقسيم إمرة بردبك] وقسّمت إمرة بردبك على أرغون شاه، وتنبك الأشرفيان (¬7). [وفاة يشبك الناصري] [2371]- وفيه مات يشبك النّاصريّ (¬8). ¬

(¬1) خبر نيابة الشام في: حوادث الزمان 1/ 132، وإعلام الورى 53، 54، وبدائع الزهور 2/ 323. (¬2) خبر نيابة حلب في: حوادث الدهور 2/ 519، والنجوم الزاهرة 16/ 84، 85، وبدائع الزهور 2/ 323. (¬3) الصواب: «شيء». (¬4) خبر الإشاعة في: حوادث الدهور 2/ 518. (¬5) خبر مقدّمية الألوف في: حوادث الدهور 2/ 518، والنجوم الزاهرة 16/ 85، وبدائع الزهور 2/ 323. (¬6) خبر الطبلخاناه في: حوادث الدهور 2/ 519، وبدائع الزهور 2/ 323. (¬7) خبر التقسيم في: حوادث الدهور 2/ 519، والنجوم الزاهرة 16/ 85. (¬8) انظر عن (يشبك الناصري) في: النجوم الزاهرة 16/ 176، وحوادث الدهور 2/ 552 رقم 4، والضوء اللامع 10/ 280 رقم 1099، وبدائع الزهور 2/ 323.

تقرير رأس نوبة ثانية

وقد جاوز السبعين. تنقّل في الخدم بعد انحطاط قدر حتى قرّر في الطبلخاناه، وصيّر الرأس نوبة الثاني. [تقرير رأس نوبة ثانية] وفيه قرّر في الرأس نوبة الثانية سودون قراداش المؤيّدي، عوضا عن يشبك المذكور. وقرّر في طبلخاناته أيضا (¬1). [تقرير إمرة] وقرّر في إمرة سودون مغلباي طاز (¬2). [أمير عشرة] وصيّر طوخ النوروزي من العشرات أيضا (¬3). [خلع يونس العلائي] وفيه خلع يونس العلائس وبردبك صهر السلطان لما عيّنا له (¬4). [ربيع الأول] [إمرة المحمل] وفي ربيع الأول قرّر في إمرة المحمل بردبك الظاهري البجمقدار. وقرّر إمرة الأول محمد بن جرباش كرد لأجل سفر والدته الخوند شقراء (¬5). [ظهور الطاعون بالقاهرة] وفيه ظهر الطاعون بالقاهرة لكنه لم يفش ويختطف به بعض (¬6). [تقدمة صاحب الأبلستين] وفيه وصلت تقدمة من ملك أصلان صاحب الأبلستين، ما بين خيول وبغال وجمال وبخاتي (¬7). ¬

(¬1) خبر رأس النوبة في: حوادث الدهور 2/ 519، وبدائع الزهور 2/ 323. (¬2) خبر تقرير الإمرة في: حوادث الدهور 2/ 519، وبدائع الزهور 2/ 323. (¬3) خبر أمير عشرة في: حوادث الدهور 2/ 519، وبدائع الزهور 2/ 323. (¬4) خبر خلع يونس في: حوادث الدهور 2/ 519. (¬5) خبر إمرة المحمل في: حوادث الدهور 2/ 520. (¬6) خبر الطاعون في: حوادث الدهور 2/ 524. (¬7) خبر التقدمة في: حوادث الدهور 2/ 521، وبدائع الزهور 2/ 323.

الزلزلة بالقاهرة وضواحيها

[الزلزلة بالقاهرة وضواحيها] وفيه حدثت زلزلة بالقاهرة وضواحيها، وكانت لطيفة، ماجت منها الأرض غير ما مرة، ثم بعد أيام عادت لما كانت، لكن خفيفة (¬1). [وزارة ابن النجار] وفيه استقرّ في الوزارة الشمس ابن النّجار نصر الله الكاتب القبطيّ، وصرف ابن (¬2) النحّال، ولم يسدّ ابن (¬3) النجار شيئا (¬4). [ربيع الآخر] [الدعوة لاختيار وزير من بين ثلاثة] وفي ربيع الآخر، في أوله، أمر السلطان بإحضار الوزراء الثلاث (¬5)، وهم: ابن (¬6) النّجار، الذي أظهر العجز. والأمين بن الهيصم. والسعد بن النحال (¬7)، ليختار منهم من وقع اختياره عليه في التولية أو النيابة، ويعمل مصلحته. ولما انفضّ الموكب من القصر، وتحوّل السلطان إلى الحوش وجلس بالدكّة، وفي ظنّه حضور الوزراء الثلاث (¬8). فاستدعى أولا ابن (¬9) النّجار، فأجيب بأنه اختفى. فطلب ابن (¬10) الهيصم، فأجيب بأنه مات في هذه الليلة، ولم يجهّز إلى الآن. فطلب ابن (¬11) النحّال وشافهه بالولاية، وأنه يعمل مصلحته، فأخذ في الامتناع / 208 / الكلّيّ، لا سيما وقد خلا الميدان، وظنّ أنه احتيج إليه، وأخذ في كلام كثير، فحنق السلطان منه وأمر به فبطح، وضرب ضربا مبرحا، ثم وكّل بطبقة الزمّام. وآل الأمر أنه ولّي بعد ذلك في هذا الشهر (¬12). ¬

(¬1) خبر الزلزلة في: حوادث الدهور 2/ 521، وبدائع الزهور 2/ 323. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر الوزارة في: حوادث الدهور 2/ 521، والنجوم الزاهرة 16/ 85، 86، وبدائع الزهور 2/ 323. (¬5) الصواب: «الوزراء الثلاثة». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الأصل: «النجار». (¬8) الصواب: «الوزراء الثلاثة». (¬9) في الأصل: «بن». (¬10) في الأصل: «بن». (¬11) في الأصل: «بن». (¬12) خبر اختيار الوزير في: حوادث الدهور 2/ 522، والنجوم الزاهرة 16/ 86، وبدائع الزهور 2/ 323.

سفر نائب حلب

[سفر نائب حلب] وفيه خرج جانم نائب حلب مسافرا إليها بعد أن عمل الموكب بالقصر على العادة، وسار بتجمّل زائد (¬1). [معافاة زوجة السلطان] وفيه أنزلت الخوند زينب الخاصكية زوجة السلطان إلى المقطّمية بساحل بولاق، وكانت موعوكة فرجيت العافية بالإقامة هناك. ثم تعافت بعد أيام، وصعدت إلى القلعة في محفّة في محفل حافل، وكان لها وقتا مشهودا (¬2). [وزارة ابن النحّال] وفيه خلع على ابن النحّال بالوزارة (¬3). [نظر الدولة] وعلى حمزة بن البشيري بنظر الدولة (¬4). وصرف ابن (¬5) كاتب الشعير. [وفاة الصاحب ابن الهيصم] [2372]- وفيه مات الصاحب، الأمين بن الهيصم (¬6)، كما قلناه، إبراهيم بن عبد الغني بن إبراهيم القبطي، الحنفيّ. وكان رئيسا حشما، من بيت له عراقة في جنسه القبط، حتى قيل إنه من ذرّيّة المقوقس ملك الإسكندرية. ¬

(¬1) خبر نائب حلب في: حوادث الدهور 2/ 522، وبدائع الزهور 2/ 324. (¬2) الصواب: «وكان لها وقت مشهود». وخبر زوجة السلطان في: حوادث الدهور 2/ 522، وبدائع الزهور 2/ 324. (¬3) خبر الوزارة في: حوادث الدهور 2/ 523، والنجوم الزاهرة 86. (¬4) خبر نظر الدولة في: حوادث الدهور 2/ 523، وبدائع الزهور 2/ 323. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) انظر عن (ابن الهيصم) في: حوادث الدهور 2/ 552 - 554 رقم 5، والدليل الشافي 1/ 21 رقم 49، والمنهل الصافي 1/ 113 - 116 رقم 500، والنجوم الزاهرة 16/ 175، 176، ووجيز الكلام 2/ 696 رقم 1601، والضوء اللامع 1/ 67، 68، وبدائع الزهور 2/ 323.

وفاة خير بك المؤيدي

وتفقّه على مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه. وكان يميل لأهل العلم والخير والصلاح، وتنقّلت به المباشرات، وولي الوزارة غير ما مرة، وكان نادرة في بني جنسه. ومولده سنة ثمانماية. [وفاة خير بك المؤيّدي] [2373]- وفيه مات خير بك المؤيّدي (¬1)، الأجرود. وكان من مماليك المؤيّد شيخ، ولم يخل من تديّن وخير، مع طيش وخفّة وحدّة مزاج، بشجاعة وإقدام. وتنقّل حتى صيّر من مقدّمين (¬2) مصر. وقرّر السلطان في تقدمته قانم من صفر خجا المؤيّدي التاجر. وهذا أول تقدمته. وأضيفت طبلخاناته إلى الدولة إعانة للوزير. [جمادى الأول [وفاة البهاء الربعيّ] [2374]- وفي جماد الأول مات البهاء الربعيّ (¬3)، محمد بن محمد بن محمود بن محمد بن أبي الحسين بن محمود بن أبي الحسين البالسي، الشافعيّ. سبط السراج ابن الملقّن. وكان فاضلا، سمع على جماعة. ومولده سنة ثمان وثمانين وسبعمائة. [غلاء الثوب البعلبكي] وفيه شكى (¬4) بعض المماليك السلطانية غلوّ (¬5) سعر الثياب البعلبكّيّ، وغلّو (¬6) سعر الزمّوط، فكلّم السلطان يار علي العجمي المحتسب في ذلك، فلما نزل من القلعة بعث إلى التجار بإحضارهم لبين يديه ثم أمرهم بأن يبيعوا البعلبكّيّ بالميزان، فاستجمع كلّ من سمع ذلك هذا الفعل. ثم كتبت على التجار قسائم أن لا / 209 / يشتروا البعلبكّيّ بالجريدة (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (خير بك المؤيّدي) في: حوادث الدهور 2/ 554، 555 رقم 6، والنجوم الزاهرة 16/ 176، 177، والدليل الشافي 1/ 293، 294 رقم 109، والمنهل الصافي 5/ 286، 287 رقم 1012، والضوء اللامع 3/ 209، 210 رقم 784، ووجيز الكلام 2/ 696 رقم 1599، وبدائع الزهور 2/ 324. (¬2) الصواب: «من مقدّمي». (¬3) انظر عن (البهاء الربعي) في: الضوء اللامع 10/ 19، 20 رقم 56. (¬4) الصواب: «شكا». (¬5) الصواب: «غلاء». (¬6) الصواب: «غلاء». (¬7) خبر غلاء الثوب في: حوادث الدهور 2/ 525، 526، ووجيز الكلام 2/ 686.

تقرير والد المؤلف بطبلخاناة طرابلس

[تقرير والد المؤلف بطبلخاناة طرابلس] وفيه قرّر الوالد في إمرة طبلخاناه بطرابلس يأكلها وهو طرخان (¬1) معفى من الخدم، بعد أن بعث للسلطان غير ما مرة من دمشق وهو يستعفي مما بيده من التقدمة (¬2). [تدريس الصلاحية] وفيه استقرّ في تدريس الصلاحية المجاورة للإمام الشافعي رضي الله عنه الشرف المناوي، عوضا عن السراج الحمصي بحكم انتقاله لقضاء دمشق، عوضا عن الجمال بن الباعوني لتغيّظ السلطان عليه لكونه أثبت وصيّة جلبان نائب الشام، ولله الأمر. (¬3) [التقدمة بدمشق] وفيه قرّر مازي في تقدمة الوالد (¬4) بدمشق (¬5). [وفاة أبي اللطف الحصني] [2375]- وفيه مات أبو اللطف (¬6)، محمد بن علي بن منصور بن زين العرب الحصني (¬7)، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، مشارا إليه ببلاده، قدم البيت المقدّس وقطنه. ومولده سنة تسع عشرة وثمانماية. [نهب الجلبان للشعير] وفيه نهب الجلبان شونة شعير لبردبك صهر السلطان، وكان قد عزّ وجود الشعير، واشترى قاسم الكاشف الأستادار من شونة بردبك هذه ألف (¬8) وخمسمائة إردبّا (¬9) عزم ¬

(¬1) طرخان: لقب أطلقه المغول باديء الأمر على كبير الضباط أو الأمير ممّن كان الخان الأعظم يمنحهم امتيازات خاصة كالإعفاء من الضرائب والدخول عليه بدون إذن. تحوّل هذا المدلول ليصبح عند المماليك لقبا لكلّ من تقدّمت بهم السنّ في الوظيفة، ولم يعد يطلب منهم القيام بأيّ عمل آخر، وأصبح واحدهم في حكم الرجل المتقاعد أو المحال على المعاش في أيامنا. (إعلام الورى 118، ومعجم المصطلحات 305). (¬2) خبر والد المؤلّف لم أجده في المصادر. (¬3) خبر تدريس الصالحية في: حوادث الدهور 2/ 526. (¬4) أي والد المؤلّف - رحمهما الله -. (¬5) خبر التقدمة لم أجده في المصادر. (¬6) انظر عن (أبي اللطف) في: الضوء اللامع 8/ 220 - 222 رقم 577. (¬7) في الضوء: «الحصكفي، ثم المقدسي، الشافعي، ويعرف في بلاده بابن الحمصي، وفي هذه النواحي بكنيته». (¬8) الصواب: «ألفا». (¬9) الصواب: «إردب».

ثورة الجلبان بشوارع القاهرة

على نقلها ليلا خوفا عليها. وتسامع الجلبان ذلك فقصدوا الشونة ونهبوها. ووقع أمور مطوّلة، وأصبح الأمراء ففتحوا (¬1) الكثير منهم شونهم وفرّقوا العليق على مماليكهم عن شهور تعجيلا خوفا من النهب. وزاد شرّ الجلبان في هذا الشهر وأذاهم، وخرجوا عن الحدّ (¬2). [ثورة الجلبان بشوارع القاهرة] وثار في أواخره جماعة منهم ركبانا ثايرين على الناس بشوارع القاهرة يأخذون العمائم والشدود والثياب وغير ذلك. وأنزلوا الكثير من الناس عن خيولهم وبهدلوهم، وأخذوا حتى لجم الخيل، وفعلوا ذلك من الضحوة الكبرى بالشوارع والكثير من الأزقّة، وتعدّوا في ذلك إلى بولاق، وحصل للناس بسبب ذلك ما لا خير فيه، حتى تهيّأت العامّة لإيقاع الفعل بهم. وبلغ السلطان ذلك، فأمر بإشهار النداء بالتهديد لمن فعل ذلك، بعد حصول الضرر والأذى البالغ. وعدّت هذه من النوادر المستقبحة (¬3). [وفاة الشاعر الشمس النواجي] [2376]- وفيه مات شاعر العصر، الأديب، الفاضل، (الشمس النّواجي (¬4)) (¬5)، محمد بن حسن بن علي بن عثمان القاهري، الشافعيّ. ¬

(¬1) كذا. الصواب: «ففتح». (¬2) خبر النهب في: حوادث الدهور 2/ 526، 527، وبدائع الزهور 2/ 324. (¬3) خبر ثورة الجلبان في: حوادث الدهور 2/ 527، ووجيز الكلام 2/ 689، وتاريخ الأزمنة 352، وبدائع الزهور 2/ 324. (¬4) ما بين القوسين كتب بالمداد الأحمر، وخطّ كبير. (¬5) انظر عن (الشمس النواجي) في: الدليل الشافي 2/ 615، 616 رقم 2114، وحوادث الدهور 2/ 555 - 558 رقم 7، والنجوم الزاهرة 16/ 177، والضوء اللامع 7/ 229 - 232 رقم 571، ووجيز الكلام 2/ 693 رقم 1589، ونظم العقيان 144 - 148 رقم 144، وبدائع الزهور 2/ 324، 325، وفهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية (تاريخ) 2/ 446 رقم 2119، وفهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (قسم الأدب) ق 1/ 174، 175 و 185 و 190 و 351 وتاريخ الأدب العربي 2/ 56، وذيله 2/ 56، والأعلام 6/ 320، ومعجم المؤلفين 9/ 203، وصفحات لم تنشر من بدائع الزهور 26، 27، وشذرات الذهب 7/ 295، 296، والبدر الطالع 2/ 156، 157، وحسن المحاضرة 1/ 330، وكشف الظنون 336، و 721 و 722 و 932 و 1052 و 1650، وإيضاح المكنون 1/ 92 و 252 و 391 و 438 و 546 و 2/ 51، 52 و 64 و 114 و 497، وفهرست الخديوية 4/ 277، 278، وفهرس المخطوطات المصورة لفؤاد سيد 1/ 433، 434، وهدية العارفين 2/ 200، 201، ومخطوطات الموصل 47، وذيل ثمرات الأوراق 397، وفهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية =

جمادى الآخر

وكان عالما، أديبا، فاضلا، بارعا في الأدب. سمع على جماعة، وقال الشعر الجيّد الحسن الحلو المنسجم (¬1). ومن نظمه وفنّه ما نراه من الصنائع البديعة: / 210 / خليليّ هذا ربع عزّة فاسعيا ... إليه وإن سالت به أدمعي طوفان فجفني (¬2) ... جفا طيب المنام وجفنها جفاني، فيالله من شرك الأجفا. ن (¬3) ومولده سنة ثمان وثمانين وسبعمائة. [جمادى الآخر] [وفاة محمد المغربي] [2377]- وفي جمادى الآخر مات الشيخ الصالح، المجدوب، سيدي محمد المغربيّ (¬4). وكان مستغرقا لا يفيق من جدبته، والناس تقصده لزيارته بمكان يجلس عليه بباب النصر، على علوة من الحجارة لازمها عدّة سنين لا يقوم منها. ودفن بتربة الأمير إينال وهم في أثناء عمارتها. [إشاعة عزل الأستادار] وفيه أشيع عزل قاسم الكاشف من الأستادارية لعجزه، فبلغ السلطان ذلك، فحنق من هذه الإشاعة وأنكرها، وطلبه فخلع عليه، وأطلق له عشرة آلاف إردبّ شعير لعليق الخيول للجند (¬5). [تقرير الحسبة] وفيه استقرّ في الحسبة عبد العزيز بن محمد الصغير، مضافا لما بيده من نقابة ¬

= (تاريخ) 2/ 446 رقم 2119، والتاريخ العربي والمؤرّخون 3/ 240 رقم 110، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 5/ 260، 261، وديوان الإسلام 4/ 325، 326 رقم 2108، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 832 رقم 1560. و «النواجي»: بفتح النون. نسبة إلى نواج من الغربية بمصر. (التحفة السنية 99). (¬1) في الأصل: «المشجم». (¬2) في الأصل: «نجفني». (¬3) البيتان في بدائع الزهور 2/ 324، 325، وحوادث الدهور 2/ 558. (¬4) انظر عن (المغربي) في: حوادث الدهور 2/ 558، 559 رقم 8، والنجوم الزاهرة 16/ 177، 178، والضوء اللامع 10/ 125، وبدائع الزهور 2/ 325. (¬5) خبر الإشاعة في: حوادث الدهور 2/ 527.

ضرب ناظر الديوان المفرد

الجيش. وكان قد وليها قبل ذلك، وصرف العجميّ (¬1). [ضرب ناظر الديوان المفرد] وفيه ضرب الفخر بن السكّر والليمون ناظر الديوان المفرد بين يدي السلطان بسبب تأخّره (¬2) بعض جوامك بعض الجند (¬3). [وفاة ابن السابق الحموي] [2378]- وفيه مات الرئيس، العايق (¬4)، الصلاح بن السابق (¬5)، خيل بن محمد بن محمد بن محمود بن سابق الحموي، الشافعيّ، كاتب سرّ دمشق. وكان فاضلا، بارعا، حشما، أدوبا، من بيت رئاسة. وولي عدّة وظائف جليلة، منها: كتابة سرّ حلب، ونظر جيشها، ثم كتابة سرّ دمشق، وغير ذلك، مع خير وعفّة وحسن سيرة. ومولده سنة خمس وتسعين وسبعمائة (¬6). [فتنة خلع الخليفة القائم بأمر الله] وفيه كانت بداية الفتنة التي خلع فيها الخليفة القائم بأمر الله حمزة، وكان من ملخّص خبرها أنه ثار طائفة من الجند الظاهرية الجقمقية بالسلطان لكونه أخّرهم وقدّم عليهم أعداءهم من الأشرفية البرسبائية، واستمالوا إليهم بعض جلبان السلطان. وكان السلطان قد عيّن تجريدة قبل ذلك للبحيرة، وكتب (¬7) الجند ظاهرية، وعليهم خشقدم أمير سلاح، فما أحبّوا ذلك، فركبوا وملأوا الرملة (¬8)، وصدفوا يونس الدوادار لما نزل من الموكب فبهدلوه، وفرّ هاربا منهم، ووقعت أشياء يطول الشرح في ذكرها وتقاتل جرح منه بعض الجند، وقطعت أصابع بعض، وبقر بطن بعض، ومات. ¬

(¬1) خبر الحسبة في: حوادث الدهور 2/ 528، وبدائع الزهور 2/ 325. (¬2) الصواب: «تأخير» أو «تأخيره». (¬3) خبر ضرب الناظر في: حوادث الدهور 2/ 528، وبدائع الزهور 2/ 325. (¬4) مهملة هكذا. ولم أجد ما يوضحه. (¬5) انظر عن (ابن السابق) في: النجوم الزاهرة 11/ 178، وحوادث الدهور 2/ 559 رقم 9، ووجيز الكلام 2/ 693 رقم 1590، والضوء اللامع 3/ 204، 205 رقم 767، وحوادث الزمان 1/ 133 رقم 114، وبدائع الزهور 2/ 325، 326. (¬6) في الضوء: ولد بعيد الثمانين وسبعمائة تقريبا. وفي حوادث الدهور: توفي عن 84 سنة. (¬7) كذا. (¬8) الرملة - الرميلة بصحراء القاهرة بسفح القلعة.

رجب

وتحيّل يونس في صعوده إلى السلطان خفية، فأخبره الخبر، فطلب السلطان جانبك المرتدّ، ومرجان مقدّم المماليك، وبعث بهما للكشف / 211 / عن هذا الخبر قضية (¬1)، وما الغرض من ركوبهم، فأعاد الجواب بأنّ مقصدهم يونس لا غير، وأفحشوا في جوابهم، فأعاد إليهم نوكار الزردكاش ثانيا، فعاد بجواب كالأول. ثم عاد الثائرون إلى دار يونس لنهبها، فمنعوا منها. وثم بعث السلطان يسترضي جلبانه، فما انتظم لهم أمر، ونزل الأمراء ما عدا يونس. وكان هذا في سلخ جماد هذا (¬2). [رجب] [عودة الجلبان إلى الثورة] وفي رجب بدأ السلطان بضرب الكرة، ثم لما انتهى جاءه الخبر بأنّ جلبانه أصبحوا على ما أمسوا من تحزّبهم، وهم ركبان وقوف بسوق الخيل من الرملة، وقد أضمروا السوء. هذا، والظاهرية إلى الآن لم يثوروا، ولكن في قصد ذلك، ولهم دخل وتحريض، فبعث السلطان بيونس العلائي، وسودون قرقاش، ويلباي الإينالي، وبردبك الجمقدار، ليكشفوا عن الخبر ويعودوا إليه، فلما وقع بصر الجلبان عليهم قبضوا عليهم وأخذوهم إلى دار قوصون، ولما تحقّق الظاهرية ذلك ومن في قلبه مرض وجدوا سبيلا لأغراضهم فانتهزوا الفرصة بالمبادرة قبل الفوات ليأخذوا الثأر بيد غيرهم، فانضافوا إلى جلبان السلطان، وأخذوا في تحريضهم على هذا الشأن. وبلغ السلطان ذلك فبعث إلى الخليفة بأن يتغيّب هو وأقاربه حتى يسكّن هذه الفتنة، فما تغيّب لأنه كلّم، وغرّ بأنّ الجمع قد يؤخذ ولا رأس معهم، وطمّعوه في ولاية الأمر لنفسه، فتقاعد عن التغيّب، ثم حضر إليه من أخذه من داره، وأحضروه إلى دار قوصون، فقلّل عقله بحضوره معهم ظنّا منه بأنه لا بدّ من نصرتهم، فإمّا أن يولّى الأمر، وإمّا أن يقام آخر يحصل له منه نفع، وقوّى جأش الثائرين حين رأوا الخليفة معهم، فبادروا إلى أسباب تعاطي القتال، وشهروا السلاح، ثم أعلنوا بالخروج عن طاعة الأشرف إينال، وكثر جمعهم، وانضمّ إليهم طائفة من أوباش السيفية والأشرفية البرسبائية. وكان يشبك من مهدي ممّن ثار معهم أيضا، وهو جندي. وقبل الثوران التام رجع كلّ إلى فكره، فرأوا (¬3) الجلبان بأفكارهم أنّ ما راموه يرد إلى عكسهم، فتخلّوا عنه، وتسلّلوا شيئا فشيئا. ¬

(¬1) كذا. (¬2) خبر الفتنة في: حوادث الدهور 2/ 528، وبدائع الزهور 2/ 326، وتاريخ الخميس 2/ 430. (¬3) في الأصل: «فروا».

خلاف المستنجد بالله

فلما رأى من ثار من الظاهرية / 212 / ومن معهم تسلّل الجلبان، ولم يمكنهم الترك لأنهم توغّلوا فيما قصدوه والشروع ملزم قاموا به بعد أن أنقل (¬1) عنهم البعض منهم. وهذا بعد استعداد السلطان لهم ونزوله إلى باب السلسلة، وتناوش (¬2) التحتاني القتال مع الفواقي (¬3)، ولم تكن إلا ساعة لطيفة. وقد صدم الفواقي التحاتي (¬4) صدمة بدّدوا فيها شمل من حضر وهزموهم، ودخلوا دار قوصون هجما بعد أن ولّى أولئك الأدبار، وركنوا إلى الفرار من غير قرار، فأخذوا من بها من الأمراء الموكّل بهم والخليفة، وصعدوا بهم إلى السلطان، فأخذ في توبيخ الخليفة وتقريعه، وأمر بحمله إلى البحرة موكّلا به وبعض من غيرهم، وسجنهم بالبرج، واختفى منهم جماعة، وسكنت الفتنة كأنها لم تكن. ثم استفتى السلطان في خلع الخليفة، فأفتاه العلم البلقيني بخلعه، وقام في ذلك، بل وأشيع عن الخليفة أنه خلع نفسه حين توبيخ الأشرف إينال له، وأنه عزل إينال من الملك، وما استصحينا (¬5) ذلك. ولما خلع الخليفة، وحكم البلقيني ذلك نفّذه بقية القضاة. فكانت مدّة خلافته أربع سنين ونصف تزيد يومين. ثم وقع الاختيار على الجمال يوسف أخو (¬6) القائم هذا، فعقدت له الخلافة بعد خلع أخيه هذا (¬7). [خلاف المستنجد بالله (¬8)] أمير المؤمنين، أبو المظفّر، وأبو المحاسن، يوسف بن محمد بن أبي بكر بن سليمان. لما خلع الخليفة القائم بأمر الله، كما قد عرفته، تطاول للخلافة، جماعة من بني العباس، منهم: موسى أخو يوسف هذا، فوقع الاختيار على يوسف هذا، فبعث السلطان بطلبه وحضر (¬9) الخميس ثالث رجب هذا، وحضروا (¬10) قضاة القضاة والأعيان والأمراء وأرباب الدولة، وعملت البيعة، وبايع السلطان أولا، ثم الناس يوسف هذا. ولقّب بالمستنجد بالله، وكنّي بأبي المظفّر. ¬

(¬1) الصواب: «بعد أن نقل». (¬2) في الأصل: «تكاوش». (¬3) الفواقي: الذيم هم فوق. (¬4) التحاتي: الذين هم تحت. (¬5) كذا. والصواب: «وما استحصينا». (¬6) الصواب: «أخي». (¬7) خبر عودة الجلبان في: حوادث الدهور 2/ 528 - 536، والنجوم الزاهرة 16/ 87 - 90، ووجيز الكلام 2/ 689، وبدائع الزهور 2/ 326، 327. (¬8) العنوان كتب في المخطوط بالمداد الأحمر. (¬9) في الأصل: «في حضرهم». (¬10) الصواب: «وحضر».

إخراج الخليفة المخلوع إلى سجن الإسكندرية

وصار يكنّى تارة بأبي المحاسن. ثم أفيض عليه شعار الخلافة. وقدّم له المركوب بالسرج الذهب، والكنبوش الزركش، فركب والأعيان معه، ونزل إلى داره في مشهد حافل. وكان له يوما مشهودا (¬1). [إخراج الخليفة المخلوع إلى سجن الإسكندرية] وفيه، في سابعه، أخرج الخليفة المخلوع القائم بأمر الله حمزة إلى ثغر الإسكندرية / 213 / ليسجن به، وأنزل من القلعة من محبسه بالبحرة على فرس، ومعه حاجب الحجّاب ووالي الشرطة حتى وصلا به إلى الساحل، فأنزل في حرّاقة، وانحدرت به لوقتها إلى الثغر فسجن به (¬2). [تفرّق جلبان السلطان فرقتين] وفيه تفرّق جلبان السلطان على فرقتين: المشتراوات (¬3) من كتابية الظاهر، والمشتراوات (¬4) من غيرهم، من غير تقدّم ملك أحد بمصر، فقويت هذه الفرقة على تلك، ومنعوهم من طلوع القلعة، ونسبوهم إلى النفاق، وأنهم ظاهرية يكرهون السلطان وجماعته الجدد. ووقعت أمور يطول الشرح في بثّها (¬5). [إخراج جماعة من الظاهرية إلى بلاد الشام] وفيه أخرج قوزي الظاهري، وكان قد تأمّر عشرة، وأخرج جماعة من الظاهرية إلى البلاد الشامية لشيء نسب إليهم (¬6). [الخلعة بالأستادارية] وفيه قدم بردبك صهر السلطان من الشام، وصحب معه من القدس الزين الأستادار. ولما صعد معه إلى القلعة خلع عليه بالأستادارية، وصرف قاسم (¬7). ¬

(¬1) الصواب: «وكان له يوم مشهود». وخبر الخلافة في: حوادث الدهور 2/ 533 - 536، وتاريخ الخميس 2/ 430، وبدائع الزهور 2/ 328، 329. (¬2) خبر إخراج الخليفة في: حوادث الدهور 2/ 536، 537، والنجوم الزاهرة 16/ 90، وتاريخ الخلفاء 513، وبدائع الزهور 2/ 327، 328، وتاريخ الخميس 2/ 430. (¬3) الصواب: «المشتروات». (¬4) المشتروات. (¬5) خبر تفرّق الجلبان في: حوادث الدهور 2/ 532، 533، والنجوم الزاهرة 16/ 91. (¬6) خبر إخراج الجماعة في: حوادث الدهور 2/ 539، والنجوم الزاهرة 16/ 91، وبدائع الزهور 2/ 329. (¬7) خبر الخلعة في: حوادث الدهور 2/ 537، وبدائع الزهور 2/ 329.

نزاع زين الدين مع ساكن داره

[نزاع زين الدين مع ساكن داره] ثم لما نزل زين الدين إلى داره انتزعها من إنسان كان قد باعها منه، وما كفاه ذلك حتى بهدله وأمره بإعادة ما كان غيّره حين صارت ملكه من المقعد الذي كان بها كما كان، ونال المشتري منه ما لا خير فيه. وعاد الزين هذا بظلمه وجوره فوق ما كان (¬1). وفيه أدير المحمل على عادته (¬2). [دوران المحمل] [أمان السلطان للمختفين من الظاهرية] وفيه كتب عن السلطان الأمان على من اختفى من الظاهرية في كائنة خلع الخليفة، وعيّن منهم أربعة بأسمائهم، وهم: قانباي المشطوب، ويشبك القرمي، وسودون البجمقدار، الذي عرف بعد ذلك بالبرقيّ، وآخر لم يحضرني الآن اسمه، فظهروا من اختفائهم إلاّ سودون فإنه دام مختفيا عدّة سنين خوفا على نفسه إلى أواخر دولة إينال، كما سيأتي (¬3). [كتابة السرّ بدمشق] وفيه استقرّ العلاء بن السابق الحموي في كتابة السرّ بدمشق، وصرف الخيضريّ (¬4). [وفاة الخوند شاه بنت أردخان] [2379]- وفيه ماتت الخوند شاه زاده ابنة أردخان (¬5) بن محمد بن عثمان، الخوند ابنة ملك الروم. وقد تقدّم خبر قدومها، وما جرى عليها مع أخيها. ثم تزوّج الأشرف برسباي بها، ثم الظاهر بعده. ثم لما مات / 214 / تزوّجها برسباي البجاسيّ وماتت تحته. وكانت بارعة الجمال (¬6). ¬

(¬1) خبر النزاع في: حوادث الدهور 2/ 537، 538. (¬2) خبر المحمل في: بدائع الزهور 2/ 329. (¬3) خبر أمان السلطان في: حوادث الدهور 2/ 539. (¬4) خبر كتابة السرّ في: حوادث الدهور 2/ 539. (¬5) في الأصل: «أزدخان» بالزاي، وفي حوادث الدهور: «أرخن بك». (¬6) انظر عن (الخوند شاه زاده) في: بدائع الزهور 2/ 329، والنجوم الزاهرة 16/ 178، وحوادث الدهور 2/ 559 - 561 رقم 11.

القبض عل نائب طرابلس

[القبض عل نائب طرابلس] وفيه قبض على يشبك النوروزي نائب طرابلس، وحمل إلى قلعة المرقب مقيّدا فسجن بها (¬1). [شعبان] [وفاة صاحب مكة] [2380]- وفي شعبان مات السيد الشريف، صاحب مكة وأميرها، الزين أبو زهير، بركات بن حسن (¬2) بن عجلان بن رميثة الحسنيّ، الهاشميّ، القرشيّ، العلويّ، المكيّ. وكان عاقلا، سيوسا، أدوبا، حشما، شجاعا، مقداما، عفيفا. أجاز له جماعة، منهم: الزين العراقيّ، والنور الهيثميّ، وابن (¬3) صدّيق، وعائشة ابنة عبد الهادي، والفرسيسي (¬4)، والمراغيّ. وكتب المنسوب، وقرأ شيئا. وولي إمرة مكة بعد أبيه استقلالا، وباشرها مباشرة حسنة، وصرف وأعيد، وطالت أيامه، ودخل القاهرة، وأسمع فيها الحديث. وله نظم حسن. ومولده سنة اثنين (¬5) أو إحدى وثمانماية. [كسر النيل] وفيه، في خامس عشر مسرى، كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل الشهابيّ أحمد ولد السلطان لذلك على عادته (¬6). ¬

(¬1) خبر نائب طرابلس في: حوادث الدهور 2/ 540، والنجوم الزاهرة 16/ 91، 92، وبدائع الزهور 2/ 329. (¬2) انظر عن (بركات بن حسن) في: حوادث الدهور 2/ 561 رقم 12، والدليل الشافي 1/ 188، 189 رقم 657، والمنهل الصافي 3/ 342 - 346 رقم 658، والنجوم الزاهرة 16/ 179، وعنوان العنوان، رقم 191، والضوء اللامع 3/ 13، 14 رقم 50، ووجيز الكلام 2/ 695 رقم 1595، ونظم العقيان 10 رقم 59، وحوادث الزمان 1/ 133 رقم 116، وبدائع الزهور 2/ 329، وشذرات الذهب 70/ 294، وسمط النجوم العوالي 4/ 288. (¬3) في الأصل: «وبن». (¬4) في الأصل: «الغزسيلسي»، والتصحيح عن الضوء اللامع 3/ 13. (¬5) الصواب: «سنة اثنتين». (¬6) خبر كسر النيل في: بدائع الزهور 2/ 329، 330.

نيابة طرابلس

[نيابة طرابلس] وفيه قرّر في نيابة طرابلس الحاج إينا اليشبكي، عوضا عن يشبك النوروزيّ (¬1). [نيابة حماه] وقرّر في نيابة حماه عوضا عنه إياس المحمدي الطويل نائب صفد (¬2). [نيابة صفد] وقرّر في نيابة صفد عوضه جانبك التاجي نائب غزّة (¬3). [نيابة غزّة] وقرّر في نيابة غزّة خير بك النوروزي، أحد الأمراء بصفد (¬4). [نيابة ملطية] وقرّر في نيابة ملطية أقبردي الساقي أتابك حلب، عوضا عن قانباي الناصريّ (¬5). [أتابكية حلب] وقرّر في أتابكية حلب سودون الناصري أتابك طرابلس (¬6). [حجوبية طرابلس] وقرّر في حجوبية طرابلس يشبك دوادار قانباي البهلوان، وكان نائب المرقّب. كل ذلك بتدبير الجمال بن كاتب جكم بأموال بذلها من ذكرناهم، ما عدا إياس الطويل، وكانت رتبا في محالّها بتدبير حسن بالنسبة إلى غيره (¬7). [طغيان الماء على جسر أبي المنجّا] وفيه طغى الماء على جسر بحر أبي المنجّا (¬8) فائضا على ما تحته من البلاد فغرّقها، ¬

(¬1) خبر نيابة طرابلس في: حوادث الدهور 2/ 540، والنجوم الزاهرة 16/ 92، وبدائع الزهور 2/ 330، وتاريخ طرابلس 2/ 51 رقم 120، والبذل والبرطلة 35. (¬2) خبر نيابة حماه في: حوادث الدهور 2/ 540، والنجوم الزاهرة 16/ 92، وبدائع الزهور 2/ 330. (¬3) خبر نيابة صفد في: حوادث الدهور 2/ 540، والنجوم الزاهرة 16/ 92، وبدائع الزهور 2/ 330. (¬4) خبر نيابة غزّة في: حوادث الدهور 2/ 540، والنجوم الزاهرة 16/ 92، وبدائع الزهور 2/ 330. (¬5) خبر نيابة ملطية في: حوادث الدهور 2/ 540، والنجوم الزاهرة 16/ 92، وبدائع الزهور 2/ 330. (¬6) خبر أتابكية حلب في: حوادث الدهور 2/ 540، والنجوم الزاهرة 16/ 92، وبدائع الزهور 2/ 330. (¬7) خبر حجوبية طرابلس في: حوادث الدهور 2/ 540، والنجوم الزاهرة 16/ 92. (¬8) في حوادث الدهور: «بحر منجا». وهو بحر أبي المنجا، خليج حفره الأفضل بن أمير الجيوش سنة ست وخمسمائة للهجرة.

رمضان

ثم قطع جسر جبين (¬1) القصر، وغرقت تلك النواحي، وأيس الناس من عود النيل إلى ما كان. وبدر الزين الأستادار للخروج إلى جبين (¬2) هو ويقطعها، وأقام بها / 215 / أياما حتى سدّوا جانبا كان به بعض المنع من أبواب في الجملة، ولم يخرج لبحر أبي المنجّا أحد ليأس الناس عنه وعن سدّه، ونقص النيل بواسطة ذلك نقصا فاحشا قلق منه الناس، وتكالبوا على الغلال، وارتفع السعر عمّا كان. وخيف من تشريق البلاد (¬3). [رمضان] [زيادة النيل] وفي رمضان أغاث الله تعالى الناس بمنّته بزيادة النيل، فنودي بزيادة أربع (¬4) أصابع من النقص، ثم لا زال حتى رجع البحر إلى أحسن ما كان وحصل للناس الفرح والسرور والفرح، وانحطّ سعر الغلال، ولله الحمد (¬5). [نظر جيش حلب] وفيه قرّر ابن (¬6) الوجيه في نظر جيش حلب، عوضا عن ابن (¬7) السفاح (¬8). [تغليق البحر] وفيه نودي بتغليق البحر ما كان قد نقصه، وخلع فيه السلطان على ابن (¬9) الرداد أمين المقياس (¬10). [وفاة أمير مكة] 1 - وفيه ورد الخبر من مكة المشرّفة بموت أميرها الماضي ذكره (¬11). ¬

(¬1) في حوادث الدهور: «جيبين». (¬2) في حوادث الدهور: «جيبين». (¬3) خبر طغيان الماء في: حوادث الدهور 2/ 541، والمواعظ والاعتبار 1/ 71، 72، وبدائع الزهور 2/ 330. (¬4) الصواب: «أربعة أصابع». (¬5) في حوادث الدهور 2/ 542 «فسكن حينئذ روع الناس قليلا، ولم ينحط سعر الغلال إذ ذاك». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) خبر نظر الجيش في: حوادث الدهور 2/ 542، وبدائع الزهور 2/ 330. (¬9) في الأصل: «بن». (¬10) خبر تغليق البحر في: حوادث الدهور 2/ 542. (¬11) خبر أمير مكة في: النجوم الزاهرة 16/ 92

تعيين أمير مكة

[تعيين أمير مكة] وعيّن السلطان ولده محمد لإمرتها، ثم بعد أيام قدم جانبك نائب جدّة، وتعاضد هو والجمال ابن كاتب جكم، وقاما بولاية المذكور، وقرّر عليه مبلغا فوق الخمسين ألف دينار. ولها تفاصيل قد ذكرناها في تاريخنا «الروض الباسم» (¬1). ومحمد هذا هو الذي هو على إمرتها إلى عصرنا هذا الذي نحن الآن به. إلى أن توفّي في (صفر) (¬2) سنة ثلاث وتسعمائة (¬3). [قضاء مكة] وفيه قرّر في قضاء مكة أيضا المحبّ الطبري، بعد صرف أبو (¬4) السعادات بن ظهيرة (¬5). [نظارة الحرم] وفيه قرّر في نظر الحرم البرهان بن ظهيرة الذي عظم أمره بعد ذلك، وانتهت إليه رئاسة مكة (¬6). [وفاة العزّ البغدادي] [2381]- وفيه مات العزّ البغداديّ (¬7)، علاّمة وقته، عبد السلام بن أحمد بن عبد المنعم بن محمد بن أحمد القيلويّ (¬8)، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، عابدا، زاهدا، صالحا، حسن السمت والملتقى، فصيحا، مفوّها، بليغا، كريما، حليما، حكيما (¬9)، متواضعا، ساكنا، منجمعا عن بني الدنيا وما ¬

(¬1) في الصفحات الضائعة من الجزء الأول منه (وفي مكتبتي نسخة مصوّرة عن الكتاب). (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) خبر أمير مكة في: حوادث الدهور 2/ 543، والنجوم الزاهرة 16/ 92، 93، وبدائع الزهور 2/ 330. (¬4) الصواب: «أبي». (¬5) خبر قضاء مكة في: حوادث الدهور 2/ 543، والنجوم الزاهرة 16/ 93، وبدائع الزهور 2/ 330. (¬6) خبر نظارة الحرم في: حوادث الدهور 2/ 543، 544، والنجوم الزاهرة 16/ 93، وبدائع الزهور 2/ 330. (¬7) انظر عن (العزّ البغدادي) في: الضوء اللامع 3/ 198 - 203 رقم 512 وفيه ترجمة مطوّلة. (¬8) في الأصل: «العبلولي»، والتصحيح من: الضوء 3/ 198 وفيه: القيلوي الأصل، بفتح القاف ثم تحتانية ساكنة، نسبة لقرية ببغداد يقال لها قيلويه كنفطويه. (¬9) في الأصل: «حينما»، وما أثبتناه ترجيحا.

وفاة ابن الجندي

هم فيه، عفيفا، نزها، صوفيا، سنيا، عارفا بفقه المذاهب الثلاث (¬1)، يقرىء في كلّ منها، ما عدا مذهب مالك. وجال البلاد وأخذ عن الأكابر. وسمع على جماعة، وأكثر من ذلك، / 216 / وقدم القاهرة فقطنها، وانتفع به جماعة، ونشر العلم، وشهر، وذكر، وقصده الناس. ومولده سنة ست وتسعين (¬2) وسبعمائة. [وفاة ابن الجندي] [2382]- وفيه مات ابن (¬3) الجندي (¬4)، محمد بن محمد بن بخشيش (¬5) بن أحمد المكي، الشافعيّ. سمع من البرهان بن صدّيق في سنة ست وثمانماية. [كسوة الحجرة النبوية] وفيه عرض الجمال بن كاتب جكم كسوة الحجرة النبوية، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام. وكانت حسنة أعجبت السلطان، وخلع على الجمال المذكور خلعة سنية، وأركب مركوبا من الإصطبل السلطاني، كامل العدّة (¬6). [غضب السلطان على نقيب الجيش] وفيه غضب السلطان على نقيب الجيش عبد العزيز بن محمد الصغير، وضربه ضربا مبرحا، ثم أمر بنفيه إلى دمياط، فأخرج من وقته بسبب شيء وقع منه (¬7). [خروج الحاج] وفيه خرج الحاج، وخرج صحبتهم بيبرس الأشرفيّ أميرا على الجند الراكز عليه (¬8). ¬

(¬1) الصواب: «المذاهب الثلاثة». (¬2) هكذا في الأصل، ولعلّ الصواب: «ست وسبعين»، وفي الضوء 3/ 198 ولد تقريبا بعد السبعين وسبعمائة، قال مرة بخمس، وأخرى بستّ. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) انظر عن (ابن الجندي) في: الضوء اللامع 9/ 55 رقم 153. (¬5) في الأصل: «بحشيش»، والتحرير من: الضوء، وقد ضبطها بفتح الموحّدة ثم معجمة ساكنة بعدها معجمتين بينهما تحتانية. (¬6) خبر الكسوة في: حوادث الدهور 2/ 544، ووجيز الكلام 2/ 690، وبدائع الزهور 2/ 330. (¬7) خبر غضب السلطان في: حوادث الدهور 2/ 544، وبدائع الزهور 2/ 330. (¬8) خبر الحاج في: حوادث الدهور 2/ 545، والنجوم الزاهرة 16/ 93، 94.

امتلاك خلف بن محمد حصن كيفا

[امتلاك خلف بن محمد حصن كيفا] وفيه ورد الخبر بأنّ الملك خلف بن محمد بن سليمان الأيوبي الكردي ملك حصن كيفا من ولد أخيه الكامل أحمد بن الكامل خليل، وأنّ أحمد المذكور فرّ هاربا منه (¬1). [ذو القعدة] [قضاء دمشق] وفي ذي قعدة استقرّ الجمال بن الباعونيّ، وصرف شيخنا السراج الحمصيّ، وأمر بأن يخرج من دمشق إلى بلده حمص (¬2). [تجديد تربة السلطان] وفيه أمر السلطان بتجديد عمارة تربته التي بالصحراء، وخلع على الجمال بن كاتب جكم بشادّية عمارتها، وأمر بإنشاء زاوية تجاهها، وحوشا لدفن جماعته (¬3). [لبس السلطان الصوف] وفيه، في عاشر هاتور لبس (السلطان) (¬4) الصوف، وألبس الأمراء على العادة (¬5). [ذو الحجة] [نقابة الجيش] وفي ذي حجة قرّر على ابن الفيسي في نقابة الجيش، عوضا عن خشكلدي الزردكاش. وكان قد وليها بعد إخراج ابن (¬6) محمد الصغير (¬7). [تقرير الحسبة] وقرّر في الحسبة يار علي العجمي على عادته (¬8). ¬

(¬1) خبر حصن كيفا في: حوادث الدهور 2/ 545، 546. (¬2) خرب قضاء دمشق في: حوادث الدهور 2/ 546، وبدائع الزهور 2/ 330. (¬3) خبر تجديد التربة في: حوادث الدهور 2/ 546، والنجوم الزاهرة 16/ 94، وبدائع الزهور 2/ 331. (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) خبر لبس السلطان في: حوادث الدهور 2/ 546. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر نقابة الجيش في: حوادث الدهور 2/ 547. (¬8) خبر الحسبة في: بدائع الزهور 2/ 331.

وفاة المحب الأقصرائي

[وفاة المحبّ الأقصرائي] [2383]- وفيه مات العلاّمة، المحبّ الأقصرائيّ (¬1)، محمد بن أحمد بن أبي يزيد بن محمد التركيّ الأصل، السرائيّ (¬2)، الحنفي. وكان عالما، فاضلا، بارعا في فنون. أخذ عن جماعة من الأماثل، وسمع عن جماعة، وأمّ بالسلطان الأشرف برسباي فمن بعده، وولي عدّة تداريس جليلة، واستعفى من الإمامة بأخرة، وحج، فبغته الأجل بمكة المشرّفة، وكان له بها / 217 / مشهد حافلا (¬3). ومولده سنة أحد (¬4) وتسعين وسبعمائة. [نحر السلطان أضحيته بالحوش] وفيه، في يوم الأضحى، لما شهد السلطان صلاة العيد خرج مسرعا إلى الحوش ونحر به، وخالف العادة لما كان قد وقع في العام الماضي من جلبانه (¬5). [وفاة أقبردي الساقي] [2384]- وفيه مات أقبردي الساقي (¬6)، الظاهري، نائب ملطية. وكان شابا حسنا، عاقلا، سيوسا، حشما، أدوبا. وتنقّل من الخاصكية والسقاية إلى نيابة قلعة حلب، ثم أتابكيتها، ثم نيابة ملطية. * * * [وفاة الشهاب الحاضري] [2385]- وفيها مات الشهاب الحاضري (¬7)، أحمد بن محمد بن خليل الحلبي، الحنفيّ. ¬

(¬1) انظر عن (الأقصرائي) في: حوادث الدهور 2/ 548، ووجيز الكلام 2/ 694 رقم 1592، والضوء اللامع 7/ 115 - 117 رقم 253، وبدائع الزهور 2/ 331. (¬2) في الأصل: «السيرامي»، والتصحيح من: الضوء 7/ 115 وفيه: السرائي: بفتح المهملتين وألف. مدينة ببلاد الدست. (¬3) الصواب: «وكان له بها مشهد حافل». (¬4) الصواب: «سنة إحدى». وقال السخاوي: ولد في سابع عشري ذي الحجة سنة تسعين وسبعمائة. (¬5) خبر النحر في: حوادث الدهور 2/ 547، والنجوم الزاهرة 16/ 94، وبدائع الزهور 2/ 331. (¬6) انظر عن (أقبردي الساقي) في: حوادث الدهور 2/ 564 رقم 15، والنجوم الزاهرة 16/ 180، والضوء اللامع 2/ 315 رقم 1004، وإعلام النبلاء 5/ 254 رقم 592. (¬7) انظر عن (الشهاب الحاضري) في: =

وفاة النور الدسوقي

وكان رئيسا، حشما، عاقلا، عارفا بالقراءآت (¬1) السبع، فاضلا، يعبّر الرؤيا. وسمع على جماعة وأسمع. ومولده سنة أربع وتسعين (¬2) وسبعمائة. [وفاة النور الدسوقي] [2386]- والنور سنان (¬3)، علي بن محمد بن علي بن أيوب بن عثمان بن عبد العزيز بن عبد المجيد بن قريش بن محمد الأبودرّيّ (¬4)، الدّسوقيّ (¬5)، المالكيّ. خليفة سيدي إبراهيم الدّسوقيّ. ومولده سنة خمس وسبعين (¬6) وسبعمائة. [انتهاء السنة] وخرجت هذه السنة وجلبان السلطان في غاية الاستطالة، والحطب عزيز الوجود جدّا (¬7). [الحرائق بدمشق] وقد وقع بدمشق عدّة حرائق هائلة، هلك [بها] (¬8) أشياء كثيرة (¬9). ¬

= الضوء اللامع 2/ 110 رقم 333، وإعلام النبلاء 5/ 255 رقم 593. (¬1) في الأصل: «القرات». (¬2) في الضوء: «ولد في سادس شوال سنة أربع وثمانين وسبعمائة». (¬3) انظر عن (سنان) في: الضوء اللامع 5/ 319، 320 رقم 1056 وبدائع الزهور 2/ 331 وفيه: ويعرف بسنان لسنّ كانت له بارزة. (¬4) الأبودرّي: بفتح الهمزة ثم موحّدة ودال مهملة ثم راء مشدّدة، نسبة لأبي درّة من أعمال البحيرة. (¬5) الدسوقي: بضمّ المهملتين. (¬6) في الضوء: تقريبا. (¬7) حوادث الدهور 2/ 548، والنجوم الزاهرة 16/ 94. (¬8) إضافة للضرورة. (¬9) خبر الحرائق في: حوادث الدهور 2/ 548، وإعلام النبلاء 54.

حوادث سنة ستين وثمانماية

[حوادث] سنة ستين وثمانماية [محرّم] [نهب الجلبان الدور] في محرّم كانت كائنة نهب الجلبان للمسلمين وثورانهم على الناس، وكانوا قد استطالوا وأفحشوا في الخروج والضرر والأذى، فاتفق أن تحّزبوا في هذا اليوم - أعني أول محرّم - ونزلوا في قصدهم دار ابن النّحال لنهبها. وكان قد أحسّ بذلك، فوزّع ما بداره، فلما أتوها لم يجدوا بها ما ينهبونه، فحنقوا من ذلك، ومالوا على من جاوره من الناس، فهجموا ديارهم، ونهبوا غالب ما عندهم، وكان وقتا مهولا وحالا شنيعا (¬1). [نيابة ملطية] وفيه قرّر أقباي الجكمي نائب طرسوس في نيابة ملطية، عوضا عن أقبردي الساقي (¬2). [نيابة طرسوس] وقرّر عوضه في نيابة طرسوس أقباي السيفي جار قطلو أحد أمراء دمشق (¬3). [وفاة والي الحجر] [2387]- وفيه مات محمد والي الحجر الحلبيّ (¬4). وكان وجيها، تنقّل في عدّة ولايات آخرها دوادارية حلب. [عودة الحجّاج] وفيه وصل الحاجّ، ولم يحمدوا سيرة بردبك البجمقدار أميرهم، / 218 / وأخبروا أنه لم ¬

(¬1) خبر نهب الجلبان في: حوادث الدهور 2/ 567، والنجوم الزاهرة 16/ 94، 95، ووجيز الكلام 2/ 697، وبدائع الزهور 2/ 332. (¬2) خبر نيابة ملطية في: النجوم الزاهرة 16/ 95. (¬3) خبر نيابة طرسوس في: النجوم الزاهرة 16/ 95، وحوادث الدهور 2/ 567. (¬4) لم أجد ترجمة لمحمد والي الحجر الحلبي في المصادر المتوفّرة لديّ.

صفر

يحجّ في هذه السنة أحد من العراق، كالعام الماضي، خوفا من المشعشع القائم بالجزائر (¬1). [صفر] [إخراق الجلبان بابن كاتب جكم] وفي صفر أخرق جلبان السلطان بالجمال بن كاتب جكم وبهدلوه بهدلة كلّيّة مع عظمته وضخامته، ولم ينتطح في ذلك عنزان (¬2). [النهب في أسواق القاهرة] وفيه نزل طائفة يسيرة من الغلمان والعبيد الذين يصعدون للقلعة لأخذ اللحم والخبز لأستاذيهم فما وجدوا شيا من ذلك، فنزلوا (¬3) من باب المدرج كالغائرين على القاهرة ولهم صياح وصراخ ارتجّت منه الشوارع، وصاروا ينهبون ما وجدوه بالحوانيت، وتعدّوا إلى عمائم الناس وشدودهم، بل وغير ذلك، وشقّوا القاهرة وهم على ذلك حتى وصلوا قريبا من باب الفتوح ولا من يردّهم ولا يمنعهم عن ذلك. وكانت هذه من أشنع القبائح. وكان الوزير قد اختفى في هذا اليوم فتعطّل حمل اللحم بسبب ذلك، ثم ظهر بعد ذلك فزيد له من الذخيرة وخلع عليه. (¬4) [وفاة المسندة أمّ الفضل] [2388]- وفيه ماتت المسندة أمّ الفضل (¬5) بنت فهد، خديجة (¬6) بنت عبد الرحمن بن محمد الهاشمية، الجعفرية، المكية، والدة الحافظ النجم بن فهد. وكانت خيّرة ديّنة. ومولدها سنة 787. [حفظ الخيول بالجيزية] وفيه خرج يونس العلائي، أحد مقدّمين (¬7) الألوف إلى برّ الجيزية لحفظ الخيول بالربيع. ¬

(¬1) خبر الحجّاج في: حوادث الدهور 2/ 567، 568. (¬2) خبر إخراق الجلبان في: حوادث الدهور 2/ 568، والنجوم الزاهرة 16/ 95. (¬3) في الأصل: «فزلوا». (¬4) خبر النهب في: حوادث الدهور 2/ 568، 569، ووجيز الكلام 2/ 197، وبدائع الزهور 2/ 332. (¬5) انظر عن (أمّ الفضل) في: الضوء اللامع 12/ 28 رقم 157. (¬6) وتدعى: سعادة. (¬7) الصواب: «أحد مقدّمي».

ربيع الأول

وكانت عرب لبيد قد أفسدوها في هذه الجيزية (¬1) وأخذوا بعض خيول من مرابعها (¬2). [ربيع الأول] [ارتفاع سعر الغلال] وفي ربيع الأول ارتفع سعر الغلال بسبب حملها إلى البلاد الشامية لوقوع الغلاء بتلك الجهات، فأبيع (¬3) الإردبّ القمح بنحو الثلاث مائة بعد مائة وعشرين (¬4). [المطر بالقاهرة] وفيه مطرت السماء بالقاهرة وغالب ضواحيها مطرا معتادا فرح به الناس، وجاء الخبر بأنه أمطرت بالقليوبية حصى من البرد كبارا بلغ وزن حبّة منها خمسون (¬5) درهما، وهلك به الزرع الذي هناك عن آخره، وبعض من الناس (¬6). [تعطّل توزيع اللحوم] وفيه تعطّلت لحوم الجند عامة عن الحضور لباب القلعة على العادة بسبب / 219 / اختفاء الوزير أيضا وعجزه وعدم سداده، فنزل الغلمان والعبيد غايرين على القاهرة، وفعلوا فوق ما تقدّم ذكره. وتأخّر لحم جلبان السلطان بالقلعة عدّة أيام، وصارو يستغيثوا (¬7) وأكلوا الفول الحارّ، وأرادوا النزول من القلعة والانضمام مع العبيد والغلمان لنهب الناس بالقاهرة، وأحسّ نائب القلعة بذلك وأغلق بابها. ونزل الغلمان والعبيد أيضا في يوم بعد ذلك اليوم قاصدين باب اللوق، فتهيّأ لهم أهل باب اللّوق وقاتلوهم حتى ولّوا هاربين، فتبعوهم وسلبوا أكثرهم. وكانت فتنة كبيرة انتصف فيها العوام، وحمدوا على ذلك كونهم دافعوا عن أنفسهم (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «الجبريّة». (¬2) خبر الخيول في: حوادث الدهور 2/ 569، وبدائع الزهور 2/ 332. (¬3) الصواب: «فبيع». (¬4) خبر سعر الغلال في: حوادث الدهور 2/ 569. (¬5) الصواب: «خمسين». (¬6) خبر المطر في: حوادث الدهور 2/ 570، وبدائع الزهور 2/ 332. (¬7) الصواب: «وصاروا يستغيثون». (¬8) خبر اللحوم في: حوادث الدهور 2/ 571.

الخلعة باستمرار الوزير

[الخلعة باستمرار الوزير] وفيه ظهر الوزير فخلع عليه باستمراره بعد أن أضيفت إليه عدّة جهات وسبعين (¬1) ألف درهم تحمل إليه في كل يوم من الخزانة، وهدّد بالتوسيط إن أظهر العجز بعد ذلك (¬2). [نظر الدولة] وفيه قرّر الفخر بن السّكّر والليمون في نظر الدولة، وكانت شاغرة (¬3). [دوادارية السلطان بدمشق] وفيه استقرّ شادّ بك الجلباني في دوادارية السلطان بدمشق، عوضا عن خشكلدي المنتقل إلى دوادارية السلطان بحلب، عوضا عن محمد والي الحجر، وكان مات قبل التكلم فيها (¬4). [ربيع الآخر] [البدء بعمارة المربّع والحمّام السلطاني] وفي ربيع الآخر كان بداية عمارة السلطان المربّع والحمّام وما بأجوارهما (¬5) بالركن المخلّق، بعد الاستبدال (¬6). [إحضار الأخشاب من الجون] وفيه خرج جماعة من الأمراء والجند إلى جهة الجون لإحضار الأخشاب منه على العادة (¬7). [انحطاط سعر الغلال] وفيه انحطّ السعر في الغلال شيئا (¬8). [جمادى الأولى] [وفاة المسند جمال الدين التستري] [2389]- وفي جماد الأول مات المسند جمال الدين، عبد الله بن ¬

(¬1) الصواب: «وسبعون». (¬2) خبر الخلعة في: حوادث الدهور 2/ 571، وبدائع الزهور 2/ 332. (¬3) خبر نظر الدولة في: حوادث الدهور 2/ 572، وبدائع الزهور 2/ 332. (¬4) خبر الدوادارية في: حوادث الدهور 2/ 572. (¬5) الصواب: «وما بجوارهما». (¬6) خبر البدء بالعمارة في: حوادث الدهور 2/ 572، 573، وبدائع الزهور 2/ 332. (¬7) خبر الأخشاب في: حوادث الدهور 2/ 572، وبدائع الزهور 2/ 332. (¬8) خبر سعر الغلال لم أجده في المصادر.

إبطال السفر إلى الجون

محمد بن أحمد بن عبد الله التستريّ (¬1)، المزنيّ. سمع من جماعة، وكان عالي السند، ذا سمت حسن وخير ودين وانجماع. ومولده سنة خمس أو ست وسبعين (¬2) وسبعمائة. [إبطال السفر إلى الجون] وفيه أبطل السلطان من كان عيّنه ثانيا لخروج الجون بسبب قلقلة وقعت وغير ذلك من الوهن في الدولة (¬3). [وصول رسول السلطان العثماني] وفيه وصل الخواجا جمال الدين عبد الله بن القابونيّ إلى القاهرة رسولا من عند ملك الروم السلطان محمد بن عثمان، فأنزل بدار قراجا الخازندار بعد أن احتفل به السلطان غاية الاحتفال، ثم صعد إلى القلعة بعد ذلك بعد أن عمل له الموكب حافلا. وكان على يده مكاتبة من مرسله تتضمّن البشارة بعدّة فتوحات سنية، والبشارة / 220 / بختان ولديه، وهما: أبو يزيد يلدرم الذي هو ملك الروم الآن، وأخوه الأصغر مصطفى، وقدّم هدية سنية. وأقام القاصد بالقاهرة إلى أن تهيّأ له السفر (¬4). [رسول السلطان إلى ابن عثمان] وعيّن السلطان قانباي اليوسفيّ المهمندار بالتوجّه رسولا عنه بالجواب لابن عثمان صحبة قاصد، وهيّأ له هدية سنية. وبينما هم في أثناء ذلك، وإذا بخبر ورد من جهة الإسكندرية بموت ابن (¬5) عثمان، وكان كذبا ظهر بعد ذلك. فتأخر قانباي حتى يحرّر الأمر. وكان ما سنذكره (¬6). [النجم المذنّب] وفيه ظهر نجم في السماء بذنب طويل جدّا، ودام إلى أواسط رجب، وتغيّرت جهة ¬

(¬1) انظر عن (التستري) في: الضوء اللامع 5/ 46 رقم 171، وبدائع الزهور 2/ 332، ويقال له: الششتري والتستري. (¬2) وقال السخاوي: ولد سنة خمس وسبعين وسبعمائة ظنّا كما قرأته بخطه، وقيل بعدها. (¬3) خبر إبطال السفر في: حوادث الدهور 2/ 573، 574. (¬4) خبر رسول السلطان في: حوادث الدهور 2/ 574 - 584، والنجوم الزاهرة 16/ 95، وبدائع الزهور 2/ 322. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر الرسول في: حوادث الدهور 2/ 584، وبدائع الزهور 2/ 332.

جمادى الآخر

مطلعه، وزاد كلام الناس ونقص في سببه وما يدل عليه. وكان من نوادر الكواكب (¬1). [جمادى الآخر] [وفاة قاضي الإسكندرية] [2390]- وفي جماد الآخر مات قاضي الإسكندرية، الشهاب أحمد المحلّي (¬2)، الشافعيّ. وكان تاجرا، كثير المال، قليل الحظ من العلم. وولي قضاء الإسكندرية على خلاف ما جرت به العادة من ولاية المالكية. ومات وهو في عشر السبعين. [القبض على الزين الأستادار] وفيه قبض على الزين الأستادار بسبب تأخيره منفق (¬3) الجامكية في هذا الشهر، وضرب نحوا من عشرين عصّى، ثم أقيم وأمر بالسداد، فما انشرح لذلك، فأمر به فبطح ثانيا للضرب، ثم أقيم من غير ضرب، ووكّل به في سلسلة بطبقة الزمّام (¬4). [تقرير ابن النحّال بالأستادارية] وقرّر السلطان فرج بن النحّال في الأستادارية (¬5). [وزارة ابن الأهناسي] وقرّر في الوزارة عوض فرج: علي بن الأهناسي (¬6). [نهب الجلبان دار زين الدين الأستادار] ولما جرى على (زين الدين) (¬7) ما جرى (¬8) تحزّب الجلبان ونزلوا إلى جهة داره لنهبها، فبادر مماليك زين الدين فغلّق بابه وما بحوليه (¬9) من الدروب، وقاتلوا الجلبان ¬

(¬1) خبر النجم في: حوادث الدهور 2/ 584، 585، وبدائع الزهور 2/ 333. (¬2) انظر عن (أحمد المحلّي) في: حوادث الدهور 2/ 598 رقم 1، والنجوم الزاهرة 16/ 181، والضوء اللامع 2/ 152، رقم 434، ووجيز الكلام 2/ 699 رقم 1605، وبدائع الزهور 2/ 332. (¬3) الصواب: «إنفاق». (¬4) خبر القبض في: حوادث الدهور 2/ 585، 586، والنجوم الزاهرة 16/ 95، وبدائع الزهور 2/ 333. (¬5) خبر ابن النحال في: حوادث الدهور 2/ 586، والنجوم الزاهرة 16/ 96، وبدائع الزهور 2/ 333. (¬6) خبر الوزارة في: حوادث الدهور 2/ 586، وبدائع الزهور 2/ 333. (¬7) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬8) في متن المخطوط وردت العبارة مشوّشة: «ولما جرى على ما جرى زين الدين ما جرى». (¬9) الصواب: «وما حوله».

الاحتفال بتربة السلطان

ومنعوهم من الوصول إلى الباب، فحنق الجلبان من ذلك ومالوا على منازل الرعايا من عند دار زين الدين إلى قنطرة أمير حسين فنهبوها نهبا فاحشا، وما عفّوا ولا كفّوا، وتمادوا على ذلك من بكرة النهار إلى قريب العصر. وكانت حادثة من أقبح الحوادث الشنيعة. ثم وقعت غريبة يطول الشرح في ذكرها، / 221 / توهّمت العامّة منها ثوران الجلبان بكافة الناس، فأغلقوا الحوانيت بالقاهرة، وهاج الناس وماجوا، وتعطّلت المعايش بواسطة الوهم فقط (¬1). [الاحتفال بتربة السلطان] وفيه كانت نهاية عمارة تربة السلطان بالصحراء وقرّرت أمورها، وعمل بها مهمّا كثيرا حافلا بالقراء والأسمطة، وحضرها الأمراء وأرباب الدولة، ما عدا السلطان (¬2). [الخلعة على يونس الدوادار] وفيه خلع على يونس الدوادار خلعة حافلة، وكان قد مرض مدّة فتعافى وصعد القلعة، ولما نزل كان له موكبا حافلا (¬3)، وزيّنت له الصليبية (¬4). [رجب] [الإفراج عن الزين الأستادار] وفي رجب أفرج عن الزين الأستادار، وسلّم للجمال بن كاتب جكم على مال صودر عليه، فإذا أقام به حلّ عنه (¬5). [دورة المحمل] وفيه أدير المحمل على العادة، وحضره قاصد ملك الروم، فأعجبه ما رأى (¬6). ¬

(¬1) خبر نهب الجلبان في: النجوم الزاهرة 16/ 96، 97، وحوادث الدهور 2/ 586، 587. (¬2) خبر تربة السلطان في: النجوم الزاهرة 16/ 97، وحوادث الدهور 2/ 587 و 604، وبدائع الزهور 2/ 333. (¬3) الصواب: «كان له موكب حافل». (¬4) خبر الخلعة في حوادث الدهور 2/ 588، وبدائع الزهور 2/ 333. (¬5) خبر الإفراج في: حوادث الدهور 2/ 588، والنجوم الزاهرة 16/ 97، وبدائع الزهور 2/ 334. (¬6) خبر دورة المحمل في: حوادث الدهور 2/ 588، وبدائع الزهور 2/ 334.

وفاة ملك باي الجركسية

[وفاة ملك باي الجركسية] [2391]- وفيه ماتت ملك باي (¬1) الجركسية سريّة الأشرف برسباي، وأمّ ولده الشهاب أحمد، وزوجة قرقماس الجلب. وكانت جنازتها حافلة. [ركوب السلطان إلى تربته] وفيه ركب السلطان إلى تربته بالصحراء فرآها وعاد إلى قلعته شاقّا القاهرة من باب النصر إلى باب زويلة، وقعد الناس لرؤيته. وكان في موكب حافل (¬2). [شعبان] [إخراج الزين الأستادار إلى المدينة] وفي شعبان أخرج الزين الأستادار إلى المدينة المشرّفة من على طريق الطور، بعد أن أخذ منه عشرة آلاف دينار مصادرة (¬3). [سفر القاصد إلى القسطنطينية] وفيه سافر ابن القابوني قاصد ابن (¬4) عثمان. وخرج بعده بيومين قانباي اليوسفي. وكان الخبر قد تواتر بسلامة ابن (¬5) عثمان، وأنه لم يمت. وضربت البشائر بالقاهرة بذلك ثلاثة أيام قبل خروج قاصده (¬6). [وفاة أسنباي الجمالي] [2392]- وفيه مات أسنباي الجماليّ (¬7)، الظاهريّ. وكان خيّرا، ديّنا، عفيفا، حشما، متواضعا، ليّن الجانب مع فروسية. ¬

(¬1) انظر عن (ملكباي) في: الضوء اللامع 12/ 127 رقم 779. (¬2) خبر ركوب السلطان في: حوادث الدهور 2/ 588، 589. (¬3) خبر إخراج الزين في: حوادث الدهور 2/ 589، وبدائع الزهور 2/ 334. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر سفر القاصد في: حوادث الدهور 2/ 589، وبدائع الزهور 2/ 334. (¬7) انظر عن (أسنباي الجمالي) في: حوادث الدهور 2/ 599، 600 رقم 3، والدليل الشافي 1/ 131 رقم 458، والمنهل الصافي 2/ 435 رقم 460، والنجوم الزاهرة 16/ 181، ووجيز الكلام 2/ 702 رقم 1616، والضوء اللامع 2/ 311 رقم 981، وبدائع الزهور 2/ 334.

استيلاء ابن قرمان على طرسوس وأدنه

وهو من مماليك الظاهر جقمق، وتنقّل في الخاصكية، والسلحدارية، والسقاية، ثم تأمّر عشرة، ثم ولي الدوادارية الثانية. ثم أخرج إلى القدس. [استيلاء ابن قرمان على طرسوس وأدنه] وفيه وردت الأخبار على السلطان بطروق الأمير إبراهيم بن قرمان بلاد هذه المملكة، وأنه استولى على طرسوس وأدنه وكولك، فحصل عند السلطان من ذلك باعثا (¬1)، وغضب غضبا شديدا، / 222 / وبادر في الحال بتعيين عسكر لابن قرمان لمحاربته، فعيّن خشقدم الناصري وجعله باش العسكر، وعيّن معه عدّة من مقدّمي الألوف والطبلخانات والعشرات، وعدّة من الجند السلطاني زيادة على الأربعمائة. وعيّن سنقر الزردكاش بالتوجّه لكشف الأخبار والمطالعة بها أولا بأول (¬2). [تحرّكات الفرنج] وفيه تواترت الأخبار بثوران الفرنج واستعدادهم لطروق السواحل الشامية (¬3). [كسر النيل] وفيه، في سادس مسرى، كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل الشهاب ابن (¬4) السلطان لذلك على العادة (¬5). وكسره في سادس مسرى ممّا يندر. [الثورة بمباشري نائب حلب] وفيه ورد الخبر من جانم نائب حلب بأنّ أهلها بهدلوه وثاروا بمباشريه فقتلوهم وحرّقوهم بالنار، فأعيد جوابه بما يطيّب خاطره (¬6). [وفاة الظهير الطرابلسي] [2393]- وفيه مات الظهير الطرابلسيّ (¬7)، عبد الوهاب بن محمد بن أحمد بن أبي بكر القاهري، الحنفيّ. ¬

(¬1) الصواب: «باعث». (¬2) خبر طرسوس وأدنة في: حوادث الدهور 2/ 590، وبدائع الزهور 2/ 334. (¬3) خبر الفرنج لم أجده في المصادر. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر النيل في: حوادث الدهور 2/ 590، وبدائع الزهور 2/ 334. (¬6) خبر الثورة في: حوادث الدهور 2/ 590، 591. (¬7) انظر عن (الظهير الطرابلسي) في: النجوم الزاهرة 16/ 181، وحوادث الدهور 2/ 599 رقم 2، والضوء اللامع 8/ 135، 136 رقم =

انحطاط الأسعار

وكان فاضلا، سمع على جماعة، وناب في القضاء، وحمدت سيرته فيه. ومولده سنة سبع وتسعين (¬1) وسبعمائة. [انحطاط الأسعار] وفيه انحطّت الأسعار جدا بواسطة زيادة النيل زيادة جيّدة (¬2). [رمضان] [وفاة السراج الكردي] [2394]- وفي رمضان مات السراج الكرديّ (¬3)، خادم الشيخونية، عمر بن محمد بن إبراهيم الخلاطيّ، الحنفيّ، عن بضع (¬4) (؟). وكان فاضلا، خيّرا، ديّنا، ساكنا، متواضعا، سليم الفطرة. قدم من بلاده فأمّ تنكباي، ونوروز الحافظيّ. ودخل القاهرة في كائنة تيمور، وولي خزانة الشيخونية. وكان يعي (¬5) الدين الجابي، وتلقّن الذكر، ولبس الخرقة، وسمع الحديث قديما، وقرأ «مسلم» كملا (¬6) بذلك بنفسه على الزين الزركشيّ. [تهديد السلطان للجلبان بكفّ أذاهم] وفيه نودي من قبل السلطان للجلبان بأن يكفّوا عن أذاهم ولا يشوشّوا على الرعايا والمسبّبين وهدّد من خالف هذه (¬7) خالف اه‍ (¬8)، فما زاد الأمر إلاّ شدّة، وكأنه نودي فيهم بعكس هذا، فأخذوا في زيادة الأذى والضرر البالغ بالناس. وارتفعت الأسعار في المأكولات وغيرها بقلّة الجالب من كثرة أذى الجلبان، وبلقيّ المتسبّبين بظاهر القاهرة وأخذ ما عسى يجلبونه إليها. ثم أخذوا في نهب حواصل البطّيخ الصفر (¬9)، بل / 223 / ونهب حواصل الناس التي بها أصناف متاجرهم، وحلّ الناس (منهم) (¬10) ما لا يعبّر عنه (¬11). ¬

= 314، ووجيز الكلام 2/ 699 رقم 1606، ورفع الإصر ق 2/ 383، 384، وحسن المحاضرة 2/ 144، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 / ج 2/ 294 - 296 رقم 646. (¬1) هكذا في الأصل. وفي المصادر: ولد في يوم الثلاثاء 28 ربيع الآخر سنة 773 وقيل سنة 774 هـ‍. (¬2) خبر انحطاط الأسعار لم أجده في المصادر، وانفرد به المؤلّف. (¬3) لم أجد للسراج الكردي ترجمة في المصادر المتوفّرة لديّ. (¬4) هكذا دون معرفة سنّه. (¬5) مهملة في الأصل. (¬6) كذا. ولعلّها: «كاملا». (¬7) الصواب: «من خالف هذا». (¬8) كذا في الأصل. والعبارة مقحمة كما يبدو. (¬9) الصواب: «البطيخ الأصفر». (¬10) كتبت فوق السطر. (¬11) خبر تهديد السلطان في: حوادث الدهور 2/ 592، 593، والنجوم الزاهرة 16/ 98، وبدائع الزهور 2/ 335.

شوال

[شوال] [توسيط عشرة من الزعر] وفي شوال وسّط عشرة من الزعر كان قبض عليهم في رمضان (¬1). [خروج الحاج والمحمل] وفيه خرج الحاج من القاهرة، وأميرهم بالمحمل قانم التاجر. وبالأول عبد العزيز بن محمد الصغير. وكان قد رضي السلطان عنه، وصيّره من جملة الحجّاب بالقاهرة (¬2). [ضرب الوالي بين يدي السلطان] وفيه ضرب السلطان خير بك الوالي بين يديه ضربا مبرحا لكونه أحضر خصوما كانوا بباب قرقماس الجلب رأس نوبة النوب بأعوانه إلى عنده، وأخذهم من باب المذكور من غير أن يحتشم معه، ولم تجر العادة بينهم بمثل ذلك (¬3). [الخلعة على ابن كاتب جكم] وفيه خلع على الجمال بن كاتب جكم خلعة هائلة، وكان قد تمرّض فانقطع بداره أياما، ثم عوفي، فلما صعد بين يدي السلطان خلع عليه، ونزل في موكب حافل إلى داره (¬4). [ذو القعدة] [ردّ قاصد ابن قرمان] وفي ذي قعدة خرج أمر السلطان بردّ قاصد ابن (¬5) قرمان. وكان قد وصل مرسله بمكاتبة يعتذر فيها عمّا وقع منه، وأنه إنّما قصد بأن يكون نائبا عن السلطان بالبلاد التي أخذها فإنها كانت بيد أعوانه، وهو أحقّ منهم بخدمة السلطان، أو نحو هذا من كلمات، فردّ القاصد من قطيا إلى حيث جاء ولم يجاب (¬6). ¬

(¬1) خبر الزعر في: حوادث الدهور 2/ 593. (¬2) خبر الحاج والمحمل في: حوادث الدهور 2/ 593، 594، والنجوم الزاهرة 16/ 98، وبدائع الزهور 2/ 335. (¬3) خبر ضرب الوالي في: حوادث الدهور 2/ 594، وبدائع الزهور 2/ 335. (¬4) خبر الخلعة في: حوادث الدهور 2/ 594. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) الصواب: «ولم يجب». وخبر ردّ القاصد في: حوادث الدهور 2/ 594، وبدائع الزهور 2/ 335، 336.

ثورة الجلبان بالمسلمين

[ثورة الجلبان بالمسلمين] وفيه ثار الجلبان أيضا بالمسلمين فغاروا عليهم، وخطفوا الكثير من العمائم، وأخذوا الكثير من الخيول من تحت الفقهاء والمتعمّمين، وشنّعت الغائلة (¬1) عليهم وعلى السلطان، وترامى جماعة من الناس والأعيان إلى القضاة والعلماء في أن يكلّموا السلطان، فصعد إليه جماعة بسبب ذلك، وكلّمه بعض مشايخ الحنفية وخوّفه وبال هذا الأمر، وحسّن له الكلام في الكلام (¬2) في أن يكفّ أذى مماليكه عن المسلمين، وعرّض بعضهم بأشياء، وهو (في) (¬3) الحقيقة ناصح له، وانفعل السلطان وثار كونه تخاشن بسبب مماليكه، فأمر بإحضار جماعة من الجلبان إلى بين يديه بالحوش وضربهم، ثم وبّخ بمقدّم المماليك ونهره، ثم أحضر جماعة أخر سمّاهم فوبّخهم وتوعّدهم، وسجن بعضا منهم بالبرج، ثم أخذ بعد ذلك في نفي جماعة منهم، وتتبّع آثار القائم بهذه المصائب، / 224 / ونفى جماعة من الجند البطّالة أيضا، فحصل بذلك نفع وبعض ارتداع في الجملة (¬4). [وفاة قانباي الأعمش] [2395]- وفيه مات قانباي الأعمش، الناصريّ (¬5). وكان ساكنا لا بأس به، تنقّل إلى أن صيّر من الطبلخانات. وقرّره خشداشه السلطان في نيابة قلعة الجبل. [نيابة القلعة بالقاهرة] وفيه قرّر في نيابة القلعة عوضا عن قانباي هذا سودون النوروزيّ (¬6). [إمرة عشرة] وقرّر في إمرة قانباي، وهي عشرة، محمد ولد السلطان، وكان أصغر أولاده (¬7). ¬

(¬1) كذا. الصواب: «العامّة». (¬2) كذا. وهو سهو. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) خرب ثورة الجلبان في: حوادث الدهور 2/ 595. (¬5) انظر عن (قانباي الأعمش) في: حوادث الدهور 2/ 595 و 600، 601 رقم 4، والدليل الشافي 2/ 532 رقم 1824، والنجوم الزاهرة 16/ 181، 182، والضوء اللامع 6/ 197 رقم 668، ووجيز الكلام 2/ 701 رقم 1614، وبدائع الزهور 2/ 335. (¬6) خبر نيابة القلعة في: حوادث الدهور 2/ 595. (¬7) خبر إمرة عشرة في: حوادث الدهور 2/ 595.

وفاة جانبك المحمودي

[وفاة جانبك المحمودي] [2396]- وفيه مات جانبك المحموديّ (¬1)، المؤيّديّ، أحد الطبلخانات بطرابلس. وكان جبّارا، عنيدا، طائشا، خفيفا، متهوّرا، أسجن (¬2) وامتحن، وجرى عليه ما لا يعبّر عنه. تأمّر عشرة بمصر، ثم إمرة بحلب، ثم بطرابلس. [ذو الحجة] [نظر الجوالي] وفي ذي حجّة قرّر في نظر الجوالي الزين بن مزهر، وصرف ابن (¬3) أصيل (¬4). [تقرير طبلخاناه] وفيه قرّر في طبلخاناه المحمودي: تمراز المحمودي، وكان منفيا بالقدس (¬5). [وصول قاصد صاحب أذربيجان] وفيه قدم قاصد جهان شاه صاحب أذربيجان والعراقين، ثم صعد إلى بين يدي السلطان، ومعه مكاتبة من مرسله تتضمّن العتب بعدم مكاتبة السلطان إليه، والتماس بعث أحسن (¬6) إليه وكارى (¬7) إليه، والشكوى من حسن الطويل بأنه يسبي أدنه في حقّ بعض عمّاله بأطراف مملكته. فأعيد إليه الجواب من جنس كتابه (¬8). [نزول السلطان للرماية] وفيه ركب السلطان ونزل للرماية في موكب حافل، ووصل إلى الريدانية لمطعم الطير (¬9). ¬

(¬1) انظر عن (جانبك المحمودي) في: حوادث الدهور 2/ 596 و 601 - 603 رقم 5، والنجوم الزاهرة 16/ 82 - ، والضوء اللامع 3/ 60 رقم 241. (¬2) كذا. الصواب: «سجن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر نظر الجوالي في: حوادث الدهور 2/ 596، وبدائع الزهور 2/ 335. (¬5) خبر الطبلخاناه في: حوادث الدهور 2/ 596. (¬6) كذا. (¬7) كذا. (¬8) خبر القاصد في: حوادث الدهور 2/ 596، وبدائع الزهور 2/ 335، 336. (¬9) خبر نزول السلطان في: حوادث الدهور 2/ 597، وبدائع الزهور 2/ 336.

مبشر الحاج

[مبشّر الحاج] واتّفق وصول المبشّر بكتب الحاج، فأخبر بالأمن والسلامة، ومدّت الأسمطة هناك، فأكل هو وأمراؤه ومن معه، ثم ركب سائرا إلى قلعته شاقّا القاهرة في موكب سلطاني، وقعد الناس لرؤيته. وكان له يوما مشهودا (¬1). [وفاة البرهان النحريري] [2397]- وفيها مات البرهان إبراهيم بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي بكر بن شبل النحريري (¬2)، الرفاعي، الشافعيّ. وكان عالما فاضلا. سمع على جماعة، وله نظم (¬3). ومولده بعد الثمانين وسبعماية (¬4). [وفاة ابن أمين الدولة] [2398]- والناصر ابن أمين الدولة (¬5)، محمد بن محمد بن عمر بن عبد الوهاب الحلبيّ، الحنفيّ. ومولده سنة تسع وتسعين وسبعمائة. ¬

(¬1) الصواب: «وكان له يوم مشهود». وخبر المبشّر في: حوادث الدهور 2/ 597. (¬2) انظر عن (ابن شبل النحريري) في: الضوء اللامع 1/ 154، 155، وبدائع الزهور 2/ 336. (¬3) منه ما أنشده بالحجرة النبوية: نادى منادي الصفا أهل الوفا زوروا بشراك قلبي ما هذا الندا زور قم شقة البين والهجران قد طويت وأسود الصدّ بعد الطول مقصور يمّمت نحو الحمى يا صاح مجتهدا وللذيول بصدق العزم تشمير ومن نظمه: ألم تعلم بأنّي صيرفيّ أحكّ الأصدقاء على محكّ فمنهم بهرج لا خير فيه ومنهم من أجوزه يشك وأنت الخالص الذهب المصفّى بتزكيتي ومثلي من يزكي. (¬4) وقال السخاوي: «مات في جمادى الأولى سنة إحدى وستين بالنحرارية». (¬5) انظر عن (ابن أمين الدولة) في: الضوء اللامع 9/ 172 رقم 440، وإعلام النبلاء 5/ 256 رقم 595.

وفاة أركماس اليشبكي

[وفاة أركماس اليشبكي] [2399]- وأركماس اليشبكي (¬1)، أحد العشرات، وروس (¬2) النوب. وكان حشما، سخيّا، متجمّلا في (جميع) (¬3) شؤونه (¬4)، خيّرا، ديّنا، متواضعا. * * * [زوال دولة بني رسول باليمن] وفيها زالت دولة بني رسول ملوك اليمن عنها بعد ما دامت بأيديهم نحوا من مائتي (¬5) وثلاثين سنة. وكان أول من ملك منهم الملك المسعود أبو الفتح، عمر بن علي بن رسول التركمانيّ. ويقال: إنّ رسول كان أبيه (¬6) محمد بن هارون بن أبي الفتح بن يرجى بن رستم، وأن سبب تسميته برسول أنّ بعض الخلفاء اختصّ به، وكان يبعثه رسولا عنه إلى البلاد الشامية وغيرها، فصار كالعلم عليه. وأحوال بني رسول وأوّليّتهم معروفة مشهورة في التواريخ. وكان آخر بني رسول الملك المسعود أيضا، وجرت عليه أمور وخطوب يطول الشرح في ذكرها التالي زوال ملكه بالكلّية. واستوثق أمر ابن طاهر، وهو شخص من العرب يذكر بحسن السيرة والعقل والسياسة، منّ الله تعالى عليه بأن ملّكه اليمن. ودولة بني طاهر باقية إلى الآن بتلك البلاد (¬7). انتهى الجزء ويليه الجزء المتضمّن لحوادث ووفيات 861 - 875 هـ‍. ¬

(¬1) انظر عن (أركماس اليشبكي) في: بدائع الزهور 2/ 336. وورد في الضوء اللامع 2/ 268 رقم 833: «أركماس الجاموس اليشبكي، نسبة ليشبك الشعباني أحد العشرات في أيام الظاهر جقمق. مات بالقاهرة في أواخر ربيع الثاني سنة ثلاث وستين، وقد علت سنّه». فيحتمل أنه هو صاحب الترجمة، وإلاّ فهو غيره. (¬2) كذا. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) في الأصل: «شونه». (¬5) الصواب: «من مائتين». (¬6) الصواب: «وكان أبوه». (¬7) خبر بني رسول في: حوادث الدهور 2/ 604 - 608، وبدائع الزهور 2/ 336.

(بعون الله وتوفيقه، أتمّ تحقيق هذا الجزء من كتاب «نيل الأمل في ذيل الدول» للقاضي زين الدين عبد الباسط بن خليل بن شاهين الظاهريّ - رحمه الله -، وضبط نصّه وعلّق عليه، وخرّج تراجمه، وأحال إلى مصادره، وقوّم ألفاظه، خادم العلم وطالبه، وراجي عفو ربه، الأستاذ، الدكتور، عمر عبد السلام تدمري، أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، عضو الهيئة العربية العليا لإعادة كتابة تاريخ الأمة باتحاد المؤرّخين العرب، الطرابلسي مولدا وموطنا، الحنفيّ مذهبا، وذلك في منزله بساحة الأشرف خليل بن قلاوون، بمدينة طرابلس الشام المحروسة، أبقاها الله ثغرا للمسلمين، ودار أمان للإسلام وأهله، وكان الفراغ منه بعد ظهر يوم الأربعاء الرابع عشر من شهر رمضان المبارك سنة 1420 هـ‍. الموافق للثاني والعشرين من شهر كانون الأول (ديسمبر) 1999 م. والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيّين، وعلى أهله وصحبه الطيّبين الطاهرين).

سنة إحدى وستين وثمانماية

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سنة إحدى وستين وثمانماية [محرّم] [وفاة يشبك السيفي] [2400]- / 114 ب / في محرّم مات يشبك السيفيّ (¬1) [دوادار] (¬2) قانباي البلهوان. حاجب الحجّاب بطرابلس (¬3). [تأمير كسباي المؤيّدي] [وفيه] (¬4) أمّر كسباي المؤيّدي النواب عشرة (¬5) بعد موت جانم من صفر خجا المؤيّدي. [وفاة جانم من صفر] [2401]- ومات جانم (¬6) هذا وهو في عشر الثمانين. ¬

(¬1) انظر عن (يشبك السيفي) في: النجوم الزاهرة 16/ 92 و 99 و 184، 185، والضوء اللامع 10/ 280 رقم 1103، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري - عصر دولة المماليك - (تأليفنا) 2/ 73 رقم 26. (¬2) إضافة من: النجوم الزاهرة 16/ 92. (¬3) قال السخاوي: يشبك حاجب طرابلس، أصله من مماليك قانباي البهلوان نائب حلب، وولي بعده نيابة المرقب بالبذل، ثم حجوبية طرابلس كذلك إلى أن مات بها في ثالث المحرم سنة إحدى وستين. (الضوء 10/ 280). وقال ابن تغري بردي: وهو رجل من الأوباش لم تسبق له رئاسة. (النجوم الزاهرة 16/ 92) أمّا عن قانباي، فوقع في ترجمته: «صاحب طرابلس» وهو غلط، والصواب: «حاجب» قال السخاوي: ورد الخبر في منتصف المحرم سنة إحدى وستين بوفاته، فاستقرّ عوضه في الحجوبية شاد بك الصارمي. (الضوء اللامع 6/ 194 رقم 656). (¬4) في الأصل بياض. (¬5) كذا في الأصل، وفي بدائع الزهور 2/ 336 «وفيه قرّر كسباي السمين، وتاني بك الصغير، قرّر كلّ منهما رأس نوبة عصاة». وسيعاد هذا الخبر ثانية بعد قليل. (¬6) هو جانم بن عبد الله، من خجا المؤيّدي. انظر عنه في: =

ولاية القاهرة

وكان متديّنا، متواضعا، ساكنا. [ولاية القاهرة] وفيه استقرّ في ولاية القاهرة علي بن الفيسي، عوضا عن خير بك القصرويّ بعد صرفه وضربه، وسجنه بالقلعة ومصادرته على عشرة آلاف دينار يحملها (¬1). [نقابة الجيش] وقرّر في نقابة الجيش عوضا عن ابن (¬2) الفيسي الناصر [ي] (¬3) محمد بن أبي الفرج عائدا إليها (¬4). [تحديد سعر الدينار] وفيه نودي على الدينار بثلاثمائة درهم، وهدّد من زاد في سعره، وكان قد بلغ ثلاثمائة وسبعين درهما لغش الفضة وكثرتها بأيدي الناس. وكانت الفضة قد فسدت وكثر غشّها الفاحش (¬5). [تقرير رأس النوبة] وفيه خلع على كسباي السمين، وتنبك الصغير باستقرارهما / 115 ب / روس (¬6) النوب (¬7). [توجّه النويري مع قاصد جهان شاه] وفيه عيّن سعد الدين النويري للتوجّه مع قاصد جهان شاه بردّ جوابه من جنس كتابه (¬8). ¬

= النجوم الزاهرة 16/ 183 وفيه أحد أمراء العشرات ورأس نوبة، توفي في يوم الخميس رابع المحرم سنة 861 وقد جاوز السبعين من العمر، وكان أصله من مماليك الملك المؤيّد شيخ قبل سلطنته، وصار رأس نوبة السقاة بعد موت أستاذه المؤيّد، ثم تأمّر عشرة في دولة الملك الأشرف إينال، ثم صار من جملة رؤوس النوب، فدام على ذلك إلى أن مات. وكان هيّنا ليّنا، حشما. وقال السخاوي: وكان ساكنا، عاقلا، حشما، وقورا. (الضوء اللامع 3/ 65 رقم 263). (¬1) خبر ولاية القاهرة في: النجوم الزاهرة 16/ 99، وبدائع الزهور 2/ 336. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «الناصر» والإضافة للضرورة. (¬4) خبر النقابة في: وبدائع الزهور 2/ 336. (¬5) خبر السعر في: النجوم الزاهرة 16/ 99، وبدائع الزهور 2/ 336. (¬6) كذا. (¬7) خبر النوبة في: بدائع الزهور 2/ 336. (¬8) خبر النويري لم أجده في المصادر لديّ.

مقتل نائب طرسوس

[مقتل نائب طرسوس] [2402]- وفيه ورد الخبر على السلطان بقتل نائب طرسوس الذي أقامه ابن (¬1) قرمان حين أخذها، ثم وصلت رأسه، فطيف بها، وعلّقت بباب زويلة عدّة أيام. وكان قتله على يد سنقر الزّردكاش المتوجّه لأجل كشف الأخبار (¬2). [وفاة جرباش قاشق] [2403]- وفيه مات جرباش قاشق (¬3) الكريمي، الظاهري، أمير سلاح. وكان من مماليك الظاهر برقوق، وتنقّل خاصكيّا، ثم سلحدارا، ثم تأمّر عشرة، ثم صيّر من روس (¬4) النوب، ثم من الطبلخاناه، ثم تقدّم، ثم ولّي الحجوبية الكبرى، ثم إمرة مجلس، ثم نيابة طرابلس، ثم إمرة مجلس ثانيا، ثم امتحن، ثم ولّي إمرة مجلسا ثالثا، ثم إمرة سلاح، فعجز وكبر سنّه ولزم داره حتى بغته الأجل. وكان من أكابر الأمراء وأعيانهم. وطالت أيامه في السعادة مع إسراف على نفسه. أظنّه جاوز التسعين (¬5). [عرض الجند] وفيه كان عرض الجنّد، وعيّن السلطان منهم جماعة للخروج لقتال ابن (¬6) قرمان (¬7). [حجوبية طرابلس] وفيه قرّر في حجوبية الحجّاب بطرابلس شاذ بك الصارميّ بمال بذله في ذلك (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر نائب طرسوس في: بدائع الزهور 2/ 336، 337. (¬3) انظر عن (جرباش الكريمي) في: الدليل الشافي 1/ 243 رقم 836 وفيه: مات بطّالا في المحرّم سنة ستين وثمانمائة، والنجوم الزاهرة 16/ 183، 184 وفيه وفاته ليلة السبت ثالث عشر محرم سنة 861 هـ‍، والمنهل الصافي 4/ 256 - 260 رقم 838 وفيه: جرباش بن عبد الله من عبد الكريم الظاهري، ولم يؤرّخ لوفاته، ووجيز الكلام 2/ 710، 711 رقم 1635 (في وفيات 861 هـ‍)، والضوء اللامع 3/ 66، 67 رقم 272 وفيه: «ويعرف بعاشق» (بالعين بدل القاف) (توفي 861 هـ‍)، وبدائع الزهور 2/ 337، وتاريخ طرابلس 2/ 50 رقم 113. (¬4) كذا. (¬5) قال ابن تغري بردي: مولده في حدود السبعين وسبعمائة. (المنهل الصافي 4/ 257). (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر عرض الجند لم أجده في المصادر. (¬8) خبر الحجوبية في: النجوم الزاهرة 16/ 99، والضوء اللامع 3/ 290 رقم 1107 و 6/ 194 رقم 656.

صفر

[صفر] [ثورة الجلبان] وفي صفر كان ثوران الجلبان، ورجم السلطان. والقصّة برمّتها فيها طول. ملخّصها (¬1): أنهم ثاروا بالعامّة وتعصّبوا في سؤالاتهم، وتردّد القصّاد بينهم وبين السلطان حتى آل الأمر إلى حنقه وتغيّظه، وقام من الدهيشة فخرج إليهم بنفسه ومعه الأمراء والخاصكية. وجرت أمور، وهجموا على السلطان، وأخذوا في الرجم المتتابع حتى سقط الخاصكي الحامل لترس السلطان، وشجّ دواداره أحمد، وسقط من الرجم (¬2) عدّة أمراء وهو متتابع متوال بالطوب، حتى ولّى السلطان وفرّ بنفسه والخاصكية شايلوه (¬3) من تحت إبطه وهو مستعجل جادّ في سيره من عظم ما داخله منهم بحيث وقع أحد نعليه من رجله فما التفت إليه ومرّ حافيا. ويقال إنه أصاب طوبة بظهره أو أكثر. وكانت قضية فاحشة، وحادثة شنيعة آل الأمر فيها إلى أن زيد لهم ألفا درهم في كسوة النفر منهم، ورأس من الغنم / 115 ب / في أضحيتهم هذه السنة خاصّة. ثم سكنت الفتنة بعد أمور. وزاد تمرّد الجلبان وتنمردهم، وتضاعف شرّهم، وعدّ ما فعلوه من النوادر التي ما وقعت قطّ (¬4). [تحرّك ابن قرمان] وفيه تواترت الأخبار بتحرّك ابن (¬5) قرمان وقصده حلب، ولهج السلطان بخروج عسكر، وعيّن جماعة أخر زيادة على من عيّن قبل ذلك (¬6). [غلاء الأسعار ببلاد الشام] وفيه ورد الخبر بغلوّ الأسعار بالبلاد الشامية، فأخذت الأسعار ترتفع في هذه البلاد (¬7). [الغش في العملة الفضّية] وفيه عقد مجلس بالحوش من القلعة بين يدي السلطان حضره القضاة الأربع (¬8) ¬

(¬1) في الأصل: «ملخها». (¬2) في الأصل: «الرحم». (¬3) كذا. (¬4) خبر ثورة الجلبان في: النجوم الزاهرة 16/ 100 - 102، وبدائع الزهور 2/ 337. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر ابن قرمان في: النجوم الزاهرة 16/ 102. (¬7) خبر الغلاء لم أجده في المصادر. (¬8) الصواب: «القضاة الأربعة».

وفاة الجلال ابن ظهيرة

والمشايخ بسبب فساد النقود وكثرة الغش فيها في دور الضرب السلطانية، حتى أدّى ذلك إلى غش الكثير من الزغلية أيضا وفساد الحال. ثم أحضرت نقود الدول القديمة من المؤيّد وهلمّ جرّا، وسبكت فلم يوجد أكثر غشا وفسادا من ضرب هذه الدولة. وآل الأمر أن نودي بإبطال التعامل بالدراهم الحلبية والدمشقية، فشق ذلك على الرعية، وشنّعت القالة في حق السلطان، وبلغه ذلك فحنق منه، ثم أعاد ما كان على ما كان حتى اضطرّوا إليه ثانيا، وتمنّع هو ثم أجاب بعد شدّة (¬1). [وفاة الجلال ابن ظهيرة] [2404]- وفيه مات الجلال أبو السعادات، ابن ظهيرة (¬2)، محمد بن محمد بن محمد بن الحسين (¬3) المخزومي، المكي الشافعيّ. وكان علاّمة عالما، فاضلا، انتهت إليه رياسة مكة في العلم، ودعي بعالم الحجاز. سمع على جماعة، منهم: البرهان بن صدّيق، والبرهان الإبناسيّ، وغيرهما. وصنّف، وألّف، وولي خطابة مكة، ونظر الحرم، والحسبة، ثم القضاء الأكبر غير ما مرّة. وله نظم حسن. ومولده سنة ثلاث وتسعين (¬4) وسبعمائة. [وفاة السراج الحمصي] [2405]- وفيه مات السراج الحمصيّ (¬5)، قاضي دمشق، عمر بن موسى بن ¬

(¬1) خبر الغشّ في: النجوم الزاهرة 16/ 102، 103، وبدائع الزهور 2/ 337، 338. (¬2) انظر عن (ابن ظهيرة) في: النجوم الزاهرة 16/ 186، والدليل الشافي 2/ 702 رقم 2398 و 2/ 829 رقم 2790 (في الكنى)، والضوء اللامع 9/ 214 - 216 رقم 527، ووجيز الكلام 2/ 705، 706 رقم 1619، ونظم العقيان 167، 168 رقم 181، ومعجم شيوخ ابن فهد 276 - 278، وبدائع الزهور 2/ 338، ومعجم المؤلفين 11/ 274. (¬3) في معجم المؤلفين: «الحسن»، وهو غلط. (¬4) في الدليل الشافي 2/ 829، ومعجم شيوخ ابن فهد 276، والضوء اللامع 9/ 124 ولد في سلخ ربيع الأول سنة خمس وتسعين وسبعمائة. وفي نظم العقيان 167 ولد في ربيع الآخر. (¬5) انظر عن (السراج الحمصي) في: الردّ الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي 189، والسلوك ج 4 ق 2/ 928، وحوليات دمشقية 45، 46، وإنباء الغمر 3/ 2777 (بالحاشية) و 491، ونزهة النفوس 4/ 370، والنجوم الزاهرة 16/ 185، ومعجم الشيوخ لابن فهد 194 - 196، وعنوان العنوان للبقاعي، رقم 479، والضوء اللامع 6/ 139 - 142 رقم 434، ووجيز الكلام 2/ 705 رقم 1618، وبدائع الزهور 2/ 338، والتبر المسبوك 216، وحوادث الزمان لابن الحمصي (بتحقيقنا) 1/ 137 رقم 127، وقضاة دمشق 166، وتاريخ طرابلس 2/ 62، 63، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 3/ 113 - 121 رقم 823، وفهرس المخطوطات الإسلامية في قبرص 246، وإيضاح المكنون 1/ 339 و 587، و 2/ 14 و 61 و 68 و 590، وهدية العارفين 1/ 793، ومعجم المؤلفين 8/ 4، وتاريخ الأدب العربي 2 / =

وفاة الطواشي عبد اللطيف

حسن بن عيسى بن محمد بن أبي بكر القرشيّ، المخزوميّ، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا. سمع على جماعة منهم: السراج البلقينيّ، وولده الجلال، والعراقيّين، وابن الجزري، والهيثمي. وناب في الحكم. ولي قضاء أسيوط (¬1)، ثم طرابلس، وحلب، ودمشق / 116 أ / غير ما مرة، ورشّح لقضاء مصر، بل وكتابة سرّها، وولي تدريس الشافعيّ، وجرت عليه أمور. وله نظم ونثر وعدّة تصانيف، ولم يكن بالمشكور. ومولده قبل الثمانين وسبعمائة (¬2). [وفاة الطواشي عبد اللطيف] [2406]- وفيه مات الطواشي عبد اللطيف الرومي (¬3) المنجكيّ، مقدّم المماليك. وكان إماما (¬4) حسنا خيّرا، ديّنا، عاقلا، متواضعا، سيوسا، وكان من خدّام فاطمة ابنة منجك اليوسفي، وتنقّل في الخدم حتى تقدّم المماليك. [ربيع الأول] [وفاة الشهاب الزفتاوي] [2407]- وفي ربيع الأول مات الشهاب الزفتاوي (¬5)، أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن الشافعيّ. ¬

= 117، وملحقه 2/ 144 وتاريخ حمص 2/ 282، والمنجم في المعجم 162، 163 رقم 106، والأعلام 5/ 68. (¬1) في الأصل: «سبوط». (¬2) قال البقاعي: مولده سنة سبع وسبعين وسبعمائة. وقال ابن فهد: ولد في ربيع الأول سنة إحدى وثمانين وسبعمائة، وفي الضوء اللامع ولد سنة 777 ومثله في المنجم في المعجم 162 وقال ابن تغري بردي: وهو الذي كان نظم صداق كريمتي على قاضي القضاة جلال الدين البلقيني أكثر من ثلاثمائة بيت. (¬3) انظر عن (عبد اللطيف الرومي) في: النجوم الزاهرة 16/ 185، والدليل الشافي 1/ 429 رقم 1481، والمنهل الصافي 7/ 360 - 362 رقم 1487، والضوء اللامع 4/ 340 رقم 950، ووجيز الكلام 2/ 711 رقم 1736، وبدائع الزهور 2/ 338. (¬4) هكذا في الأصل. ولعلّ الصواب: «أميرا». (¬5) انظر عن (الزفتاوي) في: الضوء اللامع 2/ 76، 77 رقم 230 وفيه: أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن بن محمد، وبدائع الزهور 2/ 338.

قراءة المولد

وكان عالما فاضلا. سمع على جماعة، منهم: البرهان الشاميّ، وأخذ عن الأكابر، وشهر بالفضيلة، وناب في القضاء. ومولده تقريبا قبل التسعين وسبعمائة (¬1). [قراءة المولد] وفيه كان المولد بالقلعة وفرّقت فيه الشقق على القراء بالدراع (¬2) على خلاف العادة، وعدّ من النوادر (¬3). [وفاة الشمس المرشدي] [2408]- وفيه مات الشمس المرشديّ (¬4)، سبط الكمال الدّميريّ، محمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب المكي، الحنفيّ. وكان فاضلا. أحضره (¬5) على البرهان بن صدّيق، ثم سمع عليه كثيرا. ومولده سنة ستّ وتسعين وسبعمائة. [المناداة بتسعير الدراهم] وفيه نودي على الدراهم الحلبية والشامية بثمانية عشر درهما من الفلوس الدرهم، وكانت بأربعة وعشرين قبل ذلك، فقامت قيامة العامّة حين سماع هذه المناداة وصاروا يقولون نخسر ثلث أموالنا، وبلغ السلطان ذلك على لسان ولده أحمد، وقد تشفّع به العامّة إلى أبيه، فنودي بإبطال ما نودي، حتى كان ما سنذكره (¬6). [إمرة الحاج] وفيه خلع على ولد السلطان بإمرة الحاج، وعزمت أمّه الخوند زينب على الخروج للحجّ في هذه السنة مع ولدها (¬7). ¬

(¬1) في الضوء اللامع: ولد تقريبا سنة ثلاث أو أربع وسبعين وسبعمائة. وقيل: سنة سبعين. وقد وقع في الطباعة: وقتل سنة سبعين». وفي البدائع: مولده سنة تسعين وسبعمائة. (¬2) في الأصل: «الدراع». وفي النجوم الزاهرة: «القراء والمداح». (¬3) خبر المولد في: النجوم الزاهرة 16/ 103، وبدائع الزهور 2/ 338. (¬4) لم ترد ترجمة «المرشدي» في: الضوء اللامع، إذ لا يوجد فيه من اسمه محمد واسم جده إبراهيم. انظر: الضوء اللامع 9/ 23 - 53. (¬5) كذا في الأصل. ويحتمل أن الصواب: «أحضره والده». (¬6) خبر المناداة بالتسعير في: النجوم الزاهرة 16/ 102، 103 و 104. (¬7) خبر إمرة الحاج في: النجوم الزاهرة 16/ 104، وبدائع الزهور 2/ 338.

ربيع الآخر

[ربيع الآخر] [النفقة في الجند] وفي ربيع الآخر نودي بالنفقة في الجند المعيّن لابن قرمان، ثم فرّقت بين يدي السلطان لكل نفر مائة دينار، سعر الدينار أربعمائة درهما (¬1). وكان حظ كل نفر أربعين ألفا، حتى عدّ ذلك من النوادر، ثم نفقت نفقات الأمراء على العادة، فكان جملة هذه النفقة نحوا من مائة ألف دينار (¬2). [ولاية القاهرة] وفيه أعيد خير بك القصروي لولاية القاهرة / 116 ب / وصرف ابن (¬3) الفيسيّ (¬4). [تسلّق الشريف برغوث سطح الحجرة النبوية] وفيه ورد الخبر من المدينة الشريفة بنادرة غريبة، وهي أنّ شخصا من الأشراف يقال له الشريف برغوث تسلّق ومعه أحرى (¬5) إلى سطح الحجرة النبوية - على ساكنها أفضل الصلاة والسلام - واختلس عدّة من قناديلها الذهب والفضّة، ثم ظفر به بالينبوع، وعدّت هذه من نوادر الجسارات ومن أكبر الخسارات ومن أسمج الفعلات وأقبح العملات (¬6). [جمادى الأول] [خروج العساكر لقتال ابن قرمان] وفي جماد الأول خرج خشقدم أمير سلاح ومن عيّن معه من مقدّمين (¬7) الألوف والطبلخانات والعشرات والجند متوجّهين إلى جهة ابن (¬8) قرمان، وكان لخروجهم يوما مشهودا (¬9). [خروج نوكار الزردكاش لقتال ابن قرمان] وفيه خرج نوكار الزردكاش لاجبا (¬10) العساكر ومعه من آلات الحصار ومن العدد ¬

(¬1) الصواب: «أربعمائة درهم». (¬2) خبر النفقة في: النجوم الزاهرة 16/ 105. (¬3) في الأصل: (¬4) خبر الولاية في: النجوم الزاهرة 16/ 105، وبدائع الزهور 2/ 338. (¬5) هكذا في الأصل. ولا معنى لها. (¬6) خبر الشريف برغوث في: بدائع الزهور 3382. (¬7) الصواب: «من مقدّمي». (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) الصواب: «وكان لخروجهم يوم مشهود». وخبر خروج العساكر في: النجوم الزاهرة 16/ 105، ووجيز الكلام 2/ 703، وبدائع الزهور 2/ 339. (¬10) هكذا في الأصل. ولا معنى لها.

جمادى الآخر

والرجال ما هو مستكثر، وخرج وهو مريض. وأكّد عليه السلطان في الاجتهاد في أمر ابن (¬1) قرمان، وأخذ ما يحتاج إليه من قلعة دمشق أيضا (¬2). [جمادى الآخر] [وفاة ابن (¬3) العزّ الحكري] [2409]- وفي جماد الآخر مات [ابن] العزّ الحكري (¬4)، محمد بن محمد بن محمد بن إسماعيل الشافعيّ، خازن كتب خانقاه سعيد السعداء. ومولده بعد الستين وسبعمائة (¬5). [باشيّة الجند بمكة] وفيه قرّر أسندمر الجقمقيّ في باشية الجند بمكة، وأذن لبيبرس بالحضور إلى القاهرة (¬6). [وفاة نوكار الناصري] [2410]- وفيه مات نوكار الناصريّ (¬7)، الزّردكاش، بطريقه بغزّة. وكان خيّرا، ديّنا يتفقّه. وتنقّل في الخدم حتى قرّر في هذه الوظيفة. - وهو والد صاحبنا الشهاب أحمد (¬8). إنسان حسن، خيّر، ديّن، بل صالح. رحمه الله. [وفاة الشهاب السرسي] [2411]- وفيه مات الشيخ الوليّ، القطب، المسلّك، العالم، العلاّمة ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر خروج نوكار في: النجوم 16/ 106، وبدائع الزهور 2/ 339. (¬3) إضافة على الأصل للضرورة. (¬4) انظر عن (ابن المعزّ الحكري) في: الضوء اللامع 9/ 202، 203 رقم 498. (¬5) وقال السخاوي: ولد طنّا كما قرأته بخطه في سنة أربع وستين وسبعمائة. ثم قال: وقرأت عليه أشياء، ومات في جمادى الثانية سنة اثنتين وستين. (¬6) خبر باشيّة الجند في: النجوم الزاهرة 16/ 106. (¬7) انظر عن (نوكار الناصري) في: النجوم الزاهرة 16/ 186، 187، ووجيز الكلام 2/ 711 رقم 1636، والضوء اللامع 10/ 205، 206 رقم 876، وبدائع الزهور 2/ 339. (¬8) انظر عن (أحمد بن نوكار) في: الضور اللامع 2/ 240 رقم 661 وهو ولد في سنة 833 ولم يؤرّخ السخاوي لوفاته.

رجب

الشهاب، السرسيّ (¬1)، أحمد بن محمد بن عبد الغني الحنفيّ. وكان علاّمة وقته، أحد الأفراد المسلّكين، وحزب الله المفلحين، أهل اليقين، عارفا بالمذاهب، يقريء فيها ويؤثر عنه الكرامات ومكاشفات، وكان مع ذلك بغته الأجل. وله زيادة على سبعين سنة (¬2). [رجب] [تقرير بالزردكاشية] وفي رجب قرّر في الزردكاشية سنقر الأشقر (¬3) قرق شبق، عوضا عن نوكار (¬4). [غارة فرسان عرب على الناس بباب الوزير] وفيه وصل جماعة من فرسان العرب ركبانا حتى قربوا من باب الوزير فعادوا غائرين على الناس، ومن صدفوه في طريقهم سلبوه وأخذوا جميع ما معه، وعليه، وسلبوا جماعة من الفقهاء / 117 أ / والأعيان وغيرهم، وعدّت هذه من النوادر (¬5). [وفاة الولي السنباطي] [2412]- وفيه مات قاضي القضاة الولي السنباطيّ (¬6)، محمد بن محمد بن عبد اللطيف بن إسحاق بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن سليمان بن داود بن عتيق الأموي، المالكيّ. وكان عالما، فاضلا. أجاز له البلقينيّ، وابن (¬7) الملقّن، وسمع على جماعة ¬

(¬1) انظر عن (السرسي) في: الضوء اللامع 2/ 125 رقم 370 و 11/ 119 (دون ترجمة) ووجيز الكلام 2/ 707، 708 رقم 1625، ونظم العقيان 63 رقم 41، وهو: أبو العباس السرسيّ الأصل، القاهري، الحنفي الشاذلي، وهو بكنيته أشهر. والسرسي: نسبة إلى سرس من المنوفية بمصر. (التحفة السنية لابن الجيعان 105) ولعلّه ينسب إلى قرية: سرس الليان. (¬2) وقال السخاوي: مات يوم الثلاثاء ثامن عشري جمادى الآخرة سنة إحدى وستين عن أزيد من ثمانين سنة فيما قيل. (¬3) في الأصل: «الأسقر». (¬4) خبر الزردكاشية في: النجوم الزاهرة 16/ 106. (¬5) خبر غارة الفرسان في: النجوم الزاهرة 16/ 106، 107، ووجيز الكلام 2/ 704، وبدائع الزهور 3/ 339. (¬6) في الأصل: «السباطي»، وهو تصحيف. وانظر عن (السنباطي) في: النجوم الزاهرة 16/ 187، وعنوان العنوان، رقم 754، والضوء اللامع 9/ 113، 114 رقم 297، والذيل على رفع الإصر 344 - 348، وحوادث الزمان لابن الحمصي 1/ 138 رقم 128، وبدائع الزهور 2/ 339، ووجيز الكلام 2/ 708، 709 رقم 1928. (¬7) في الأصل: «وبن».

ولاية ابن حريز القضاء

وأفتى، ودرّس، وناب في القضاء. ثم ولي قضاء الإسكندرية، ثم القضاء الأكبر بمصر وباشره بنزاهة وحسن سيرة. وله نظم. ومولده سنة ست وثمانين (¬1) وسبعمائة. [ولاية ابن حريز القضاء] وفيه، بعد موت البساطيّ هذا، تكلّم فيمن يولّي القضاء، وآل الأمر إلى ولاية الحسام بن حريز بمال كثير بذله في ذلك. وكان القائم بولايته الجمال بن كاتب جكم، وحمدت سيرة الحسام هذا في قضائه (¬2). [دوران المحمل] وفيه أدير المحمل (¬3) على العادة. [الحج الرجبيّ] وفيه خرج جانبك نائب جدّة ومعه جماعة من الحاج على هيئة الرجبيّين (¬4). [الحرب بين صاحب ديار بكر وجهان شاه] وفيه ورد الخبر على السلطان بأنه كان بين حسن الطويل صاحب ديار بكر وبين جهان شاه صاحب تبريز والعراقين حرب كثير انتصر فيها حسن، فسرّ السلطان بذلك (¬5). [وصول قانباي اليوسفي بالرسلية] وفيه وصل قانباي (¬6) اليوسفي المتوجّه إلى الرسلية لابن عثمان (¬7). [شعبان] [غارة خشقدم إلى بلاد ابن قرمان] وفي شعبان ورد الخبر من جهة البلاد الحلبية بأنّ خشقدم أمير سلاح دخل هو ومن معه من العساكر إلى بلاد ابن (¬8) قرمان، وشنّوا فيها الغارات وأخذوا بعض أولاده، وقتلوا ¬

(¬1) في الضوء 9/ 113 «ولد في سنة سبع وثمانين وسبعمائة»، والمثبت يتفق مع البدائع. (¬2) خبر ولاية ابن حريز في: النجوم الزاهرة 16/ 107، وبدائع الزهور 2/ 339. (¬3) خبر المحمل في: بدائع الزهور 2/ 339، 340. (¬4) خبر الحج في: النجوم الزاهرة 16/ 108. (¬5) خبر الحرب في: النجوم الزاهرة 16/ 108، ووجيز الكلام 2/ 703، 704، وبدائع الزهور 2/ 340. (¬6) خبر قانباي في: بدائع الزهور 2/ 340. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) خبر غارة خشقدم في: بدائع الزهور 2/ 340.

وفاة عمة المؤلف

جماعة من جموعه، فسرّ السلطان بذلك (¬1). [وفاة عمّة المؤلّف] [2413]- وفيه ماتت عمّتي، أخت الوالد، الست صفر ملك (¬2). وكانت فاضلة، قرأت وسمعت على جماعة. وكانت صالحة خيّرة ديّنة، كريمة النفس جدا، مع علوّ همّة وأدب وحشمة وبرّ ومعروف، وكفالة الأيتام والأرامل، ومعرفة بطرائق الخوندات والستّات، كثيرة الطاعات ونوافل العبادات. ومولدها بعد الثمانماية. [وفاة أخي المؤلّف لأبيه] [2414]- وفيه مات أخي لأبي، الشابّ الذكيّ إسحاق (¬3). ومولده سنة ثمان وأربعين وثمانماية. عوّض الله شبابه الجنّة بمنّه. [رمضان] [إحضار الأخشاب من الجون] وفي رمضان خرج يشبك من سلمان الفقيه المؤيّدي، أحد الطبلخاناه إذ ذاك، ومعه جماعة إلى بلاد الجون (¬4) لإحضار الأخشاب منه على العادة. [وفاة الكمال ابن الهمام] [2415]- / 117 ب / وفيه مات عالم الحنفية وشيخهم بالديار المصرية، علاّمة وقته، الأستاذ، الكمال بن الهمام (¬5)، محمد بن عبد الواحد بن عبد الحميد بن مسعود السيواسيّ (¬6) الأصل، المصري، الحنفيّ. ¬

(¬1) لم أجد لها ترجمة في المصادر. (¬2) لم أجد له ترجمة في المصادر. (¬3) في النجوم الزاهرة 16/ 109 أثبتها المحقّقان للكتاب د. جمال الدين الشيال وفهيم محمد شلتوت: «الجورن»، معتمدين على ما جاء في (صبح الأعشى للقلقشندي 5/ 355) أنها قلعة خراب عند فم خليج القسطنطينية من الجهة الشمالية مقابل القسطنطينية. وقد وردت «الجون» في كل الأصول من النجوم الزاهرة، والمصادر الأخرى. وأقول: الجون يقصد به خليج الإسكندرون عند الساحل الجنوبي الشرقي من آسية الصغرى (تركيا). (¬4) خبر الأخشاب في: النجوم الزاهرة 16/ 109، وبدائع الزهور 2/ 340. (¬5) انظر عن (ابن الهمام) في: النجوم الزاهرة 16/ 187، 188، والدليل الشافي 2/ 650 رقم 2236، ووجيز الكلام 2/ 718 رقم 1626، والضوء اللامع 8/ 127 - 132 رقم 301، وبدائع الزهور 2/ 340، وشذرات الذهب 7/ 298، والبدر الطالع 2/ 201، 202 رقم 469. (¬6) في النجوم الزاهرة 16/ 187 «السيرامي».

نصرة العساكر على ابن قرمان

شيخ الشيوخ بالخانقاه الشيخونية. وكان فريد عصره علما، وعملا، وخيرا، ودينا، وصلاحا ومعرفة بالفنون ذا حرمة، وهمّة، وعفّة، وزهد، وتنسّك، وتسلّك وتصوّف، صحب الأكابر من العلماء، ومن أهل القلوب. وسمع على جماعة. وولي عدّة وظائف سنيّة كالأشرفية، والشيخونية، وغيرهما، وتركهما باختياره زهدا وورعا، وكانت الظلمة (¬1) تهابه وتخشاه، والملوك وأرباب الدولة تعظّمه وتقصد حماه، وله عدّة تصانيف جليلة مفيدة في عدّة فنون، وقطعته الكبرى على الهداية لم يصنّف مثلها في فنّها. ومولده سنة سبع أو ثمان، أو تسع وثمانين وسبعمائة (¬2). [نصرة العساكر على ابن قرمان] وفيه وصل سودون القصروي أحد الدوادارية يخبر نصرة العساكر على ابن (¬3) قرمان وأخذهم الكثير من بلاده وقلاعه وحرقها ونهبها، وفراره هو، فسرّ السلطان بذلك، وضربت البشائر، وخرج الأمر بعود العساكر (¬4). [كسر النيل] وفيه كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل الشهاب أحمد ولد السلطان لذلك على العادة، ووقع فيه من النوادر أنّ جماعة من أوباش العامّة المتفرّجين المتهتّكين، أفطروا في هذا النوم من العطش الذي نالهم (¬5). [مسايرة الهجن] وفيه كانت مسايرة هجن ابن السلطان، وكانت مسايرة هائلة (¬6). [شوال] [وفاة جكم النوري] [2416]- وفي شوال مات جكم النوريّ (¬7)، أحد العشرات. ¬

(¬1) كذا. (¬2) في الدليل الشافي: ولد في سنة ثمان أو تسع وثمانين وسبعمائة، وتوفي بالقاهرة في سنة اثنتين وستين وثمانمائة. وقال السخاوي: ولد سنة 790 وقيل 788 أو 789 هـ‍. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر نصرة العساكر في: النجوم الزاهرة 16/ 109، 110، وبدائع الزهور 2/ 340، 341. (¬5) خبر النيل في: بدائع الزهور 2/ 341. (¬6) خبر الهجن في: بدائع الزهور 2/ 341. (¬7) انظر عن (جكم النوري) في: النجوم الزاهرة 16/ 111، و 188، والضوء اللامع 3/ 76 رقم 296 وهو يعرف بقلقسيز.

وفاة إينال باي النوروزي

وكان ساكنا، متواضعا، وهو من مماليك المؤيّد شيخ. [وفاة إينال باي النوروزي] [2417]- وإينال باي النوروزيّ (¬1)، الخاصكيّ. أحد الأغوات الأعيان، وكان لا بأس به. [وفاة تغري بردي التركماني] [2418]- وتغري بردي التركمانيّ (¬2)، دوادار الوالد. وكان عاقلا، عارفا، شجاعا، له رأي حسن. [وصول قاصد الطويل] وفيه وصل قاصد حسن الطويل بمكاتبة يخبره السلطان فيها بنصرته على جهان شاه، ويظهر الوداد (¬3). [وفاة جانبك القرماني] [2419]- وفيه مات جنبك القرماني (¬4)، الظاهريّ، حاجب الحجّاب. وله زيادة على الثمانين. وكان ديّنا متواضعا، ليّن الجانب، كثير الأدب والحشمة، عارفا بفنون الفروسية، تنقّل في الخدم حتى تقدّم / 118 أ / وولي الحجوبية الكبرى، وخرج في نوبة ابن قرمان هذه. ولما عاد بغته الأجل بطريقه، وأحضرت رمّته إلى القاهرة (¬5). [موت العساكر بالوباء] وفيه تواترت الأخبار بموت جماعة من العسكر في عودهم بوباء حصل منهم من منذ رحيلهم من رملة لدّ، وأنّ يونس العلائيّ متوعّك (¬6). ¬

(¬1) لم أجد لإينال باي النوروزي ترجمة في المصادر. (¬2) لم أجد لتغري بردي التركماني ترجمة في المصادر. (¬3) خبر وصول القاصد لم أجده في المصادر. (¬4) انظر عن (جانبك القرماني) في: النجوم الزاهرة 16/ 110، والدليل الشافي 1/ 238 رقم 821، والمنهل الصافي 4/ 237، 238 رقم 823، والضوء اللامع 3/ 59 رقم 237، وبدائع الزهور 2/ 341، ووجيز الكلام 2/ 710، رقم 1634 ونسبته بالقرماني لأنه أقام مدة طويلة في بلاد ابن قرمان. (¬5) وقال ابن تغري بردي: كان مهملا لا ذات ولا أدوات. (الدليل الشافي). (¬6) خبر الوباء في: النجوم الزاهرة 16/ 111، وبدائع الزهور 2/ 341.

وصول خشقدم إلى القاهرة

[وصول خشقدم إلى القاهرة] وفيه في نصفه وصل خشقدم أمير سلاح إلى القاهرة هو ومن معه من العساكر، وصعد إلى القلعة هو ومن معه من الأمراء، وخلع السلطان عليه خلعة حافلة وشكره، ونزل إلى داره في موكب حافل. وكان له يوما مشهودا (¬1). [تقدمة بايزيد التمربغاي] وفيه قرّر في تقدمة جانبك القرماني بايزيد (¬2) التمربغاي، وقرّر في طبلخاناة بايزيد (¬3) يرشباي المؤيّديّ (¬4). [حجّ ولد السلطان] وفيه خرج ولد السلطان مسافرا للحج أميرا عليهم، وحمل معه والدته الخوند زينب، وكان لهما خروجا هائلا (¬5). وكانا في تجمّل زائد. وخرج معها أولادها الذكور والإناث. وكان أمير الأول يشبك الأشقر (¬6). [قدوم نائب جدّة] وفيه قدم جانبك نائب جدّة من الحجاز، وصحبته الزين الأستادار (¬7). [إمرة جانبك الإسماعيلي] وفيه أمّر جانبك الإسماعيلي كوهية (¬8). [حجوبية الحجّاب] وفيه استقرّ برسباي البجاسيّ في حجوبية الحجّاب عوضا عن القرمانيّ (¬9). ¬

(¬1) خبر خشقدم في: النجوم الزاهرة 16/ 111، وبدائع الزهور 2/ 341. (¬2) في الأصل: «بايزير». (¬3) في الأصل: «بايزير». (¬4) خبر التقدمة في: النجوم الزاهرة 16/ 111 وفيه: «برسباي» بدل: «يرشباي»، وبدائع الزهور 2/ 341 وفيه «يرشباي»، وانظر عنه في: الضوء اللامع 10/ 269 رقم 1071. (¬5) الصواب: «وكان لهم خروج هائل». (¬6) خبر الحج في: النجوم الزاهرة 16/ 111، وبدائع الزهور 2/ 341. (¬7) خبر نائب جدّة في: النجوم الزاهرة 16/ 112، وبدائع الزهور 2/ 342. (¬8) خبر إمرة جانبك في: النجوم الزاهرة 16/ 112، وبدائع الزهور 2/ 342. (¬9) خبر الحجوبية في: النجوم الزاهرة 16/ 112، وبدائع الزهور 2/ 342.

ذو القعدة

[ذو القعدة] [وفاة شاهين الظريف] [2420]- وفي ذي قعدة مات شاهين الظريف (¬1) الأشرفيّ (¬2). أحد أعيان الخاصكية. وكان أدوبا، حشما، شجاعا، مقداما، خيّرا، ديّنا، له شهرة وذكر في الدولة. [مكاتبة صاحب بغداد للسلطان] وفيه صعد قاصد بير بضاغ بن جهان شاه صاحب بغداد والعراق بين يدي السلطان بمكاتبة من مرسله بالتودّد، وأنه واقع الخارجيّ الذي يقال له المشعشع، وقتل جماعة من عساكره، وأنّ الحج العراقي يتجهّز في هذه السنة، فيكون نظر السلطان عليه. فرحّب به السلطان، ثم سافر بعد أيام بجواب من جنس كتابه (¬3). [وفاة العز المالكي] [2421]- وفيه مات العزّ المالكيّ، صاحب الكمال بن الهمام، محمد بن عبد الله بن محمد المصريّ. وكان عالما، عارفا، مسلّكا، من أولياء الله تعالى، تصاحب وابن (¬4) الهمام نحوا من أربعين سنة. وكان كلاّ (¬5) منهما يعظّم الآخر، مع زيادة تأدّب ابن (¬6) الهمام معه والإظهار بأنه في بركته. وكان من أفراد زمانه علما وعملا، وخيرا، ودينا، وصلاحا، ولم يعش بعد / 118 ب / صاحبه إلاّ نحوا من خمسة وأربعين يوما (¬7). [ثورة الجلبان بالقلعة] وفيه ثار الجلبان بالقلعة ومنعوا المباشرين والأمراء من النزول إلاّ إن عملت مصالحهم في الأضحية، ووقعت أمور آلت إلى أن تصرف لهم كما صرفت في العام ¬

(¬1) لم أجد لشاهين الظريف ترجمة في الصمادر. (¬2) خبر المكاتبة في: بدائع الزهور 2/ 342. (¬3) انظر عن (العز المالكي) في: الضوء اللامع 8/ 114 رقم 248، ووجيز الكلام 2/ 708 رقم 1627. (¬4) في الأصل: «وبن». (¬5) الصواب: «وكان كلّ». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) وقال السخاوي: وقد جاوز السبعين بكثير فيما أظنّ.

الحسبة بالقاهرة

الماضي بزيادة رأس غنم. وكان قصد السلطان أن يصرفها على العادة قبل العام الماضي (¬1). [الحسبة بالقاهرة] وفيه استقرّ في الحسبة الصلاح المكيني (¬2) بمال بذله في ذلك. ثم جرت عليه أمور في حسبته وبهدل (¬3). [ذو الحجة] [عطش الحجّاج] وفي ذي حجّة ورد الخبر بأنه حصل للحاج عطش مات به جماعة (¬4). [وفاة السراج الوروري] [2422]- وفيه مات السراج الوروريّ (¬5) عمر بن عيسى بن أبي بكر بن عيسى بن محمد بن أحمد الأزهري، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، صالحا، خيّرا، ديّنا. سمع على البدر الزركشيّ، وغيره. وولي تدريس الشافعية بالشيخونية، وكان نافعا للطلبة. ومولده سنة 79 (¬6). [مبشّر الحاج] وفيه، في ثامن عشرينه، قدم مبشّر الحاج دمرداش الطويل وأخبر بالأمن والسلامة، ¬

(¬1) خبر الثورة في: النجوم الزاهرة 16/ 112، وبدائع الزهور 2/ 342. (¬2) هو: الصلاح بن الجمال بن الشهاب المكيني، أحمد بن محمد بن بركوت. والمكيني نسبة لمكين الدين اليمني، لكونه معتق جدّه، ويعرف بأمير حاج، وهو ربيب البلقيني زوج أمّه. ولد سنة 821 وتوفي سنة 881 هـ‍. (الضوء اللامع 2/ 99 - 101). (¬3) خبر الحسبة في: النجوم الزاهرة 16/ 112، 113، وبدائع الزهور 2/ 342. (¬4) خبر عطش الحجاج في: النجوم الزاهرة 16/ 112، 113، وبدائع الزهور 2/ 342. (¬5) انظر عن (الوروري) في: الضوء اللامع 6/ 112 رقم 353، ووجيز الكلام 2/ 706 رقم 1620، ونظم العقيان 133 رقم 121، وبدائع الزهور 2/ 342. (¬6) وقال السخاوي: ولد قبيل القرن تقريبا. ووقع في نظم العقيان بياض فجاء فيه: ولد سنة تسع (. . .) وسبعمائة. وقد اعتمد محقّقه د. فيليب حتي على قول السخاوي فقال: فتكون سنة ولادته حوالى 799، وهذا لا يتفق مع قول السخاوي في آخر الترجمة: مات في ذي الحجة سنة إحدى وستين ولم يبلغ السبعين. ويكون ما ذكره المؤلّف - رحمه الله - أعلاه هو الأقرب إلى الصواب، والله أعلم.

وفاة أزبك الششماني

وعدّ مجيئه في هذا اليوم من النوادر، وحصل له من المال ما أثرى به، وضربت البشائر لسلامة ابن (¬1) السلطان وأولاده الأخر وأمّهم الخوند (¬2). [وفاة أزبك الششماني] [2423]- وفيه مات أزبك الششمانيّ (¬3)، أحد الأمراء بمصر. وكان ساكنا لا بأس به (¬4). [تقرير تقدمات] وفيه أخرج السلطان تقدمة طوخ بيني (¬5) بازق. بحكم عجزه وطول مرضه، وقرّر فيها برسباي البجاسيّ. وقرّر في تقدمة برسباي بيبرس خال العزيز (¬6). وقرّر في تقدمة بيبرس ولده محمد الغائب بالحجاز (¬7). وقرّر جرباش المحمدي كرد أمير اخور كبير في إمرة مجلس، عوضا عن طوخ (¬8). وقرّر (¬9) في الأمير اخورية الكبرى خشداشه يونس العلائي (¬10). * * * [انتهاء عمارة السبيل والمكتب بين القصرين] وفيها - أعني هذه السنة - كان نهاية السبيل والمكتب الذي (¬11) أنشأهما السلطان بين القصرين تجاه الكاملية دار الحديث (¬12). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر مبشّر الحاج في: بدائع الزهور 2/ 342. (¬3) انظر عن (أزبك الششماني) في: النجوم الزاهرة 16/ 189، وبدائع الزهور 2/ 432، والضوء اللامع 2/ 273 رقم 849 وفيه: «أزبك السمسماني». (¬4) وقال السخاوي: مات عن نحو الثمانين. (¬5) في بدائع الزهور: «بوني». وبيني بازق معناه: غليظ الرقبة. (¬6) خبر تقرير التقدمات في: النجوم الزاهرة 16/ 113، وبدائع الزهور 2/ 342. (¬7) بدائع الزهور 2/ 342. (¬8) النجوم الزاهرة 16/ 114، بدائع الزهور 2/ 342. (¬9) في الأصل: «وقر». (¬10) النجوم الزاهرة 16/ 114، بدائع الزهور 2/ 342. (¬11) الصواب: «اللذين». (¬12) خبر العمارة في: النجوم 16/ 114، ووجيز الكلام 2/ 704، وفي النجوم: كان فراغ الربع والحمّامين الذين بناهم السلطان الملك الأشرف إينال هذا بخط بين القصرين. وفي وجيز الكلام: وفيها كان فراغ ما عمر السلطان في الربع والحمّامين بجوار الكاملية واستحسن ما تحرّوه فيها من اتساع الشارع لتضرّر المارّة قبيل تضيقه.

وفاة الشمس الخوارزمي

[وفاة الشمس الخوارزمي] [2424]- وفيه (¬1) مات العلاّمة المفنّن، الشمس، الكريم (¬2) محمد بن فضل الله بن أحمد الخوارزمي (¬3)، الحنفيّ. وكان من أفراد العلماء الأكابر. قدم القاهرة وانتفع به الناس في فنونه، ثم حجّ، ثم عاد لبلاده. [حوادث السنة] وفيها كانت خطوب وملاحم وحروب وفتن وحوادث مزعجة بكثير من البلاد والنواحي، منها الزلزلة الهائلة بأذربيجان التي خسف بها الخسف المشهور (¬4). ومنها انحلال أمر الحكام بالديار المصرية بواسطة جلبان السلطان (¬5). وفيها الفتن والملاحم الكائنة بين ملوك المشرق، وغير ذلك (¬6). وبالله المستعان. ¬

(¬1) الصواب: «وفيها». (¬2) الصواب: «الكريمي»، وهو بفتح الكاف وكسر الراء، نسبة إلى بعض مشايخ خوارزم، أو لأبيه. وفي نظم العقيان: «الكويحي» وهو غلط. (¬3) انظر عن (الخوارزمي) في: وجيز الكلام 2/ 707 رقم 1624، والضوء اللامع 8/ 279، 280 رقم 766، ونظم العقيان 158 رقم 163. (¬4) خبر الحوادث في: النجوم الزاهرة 16/ 114 وفيه: «أرزنكان»: وكذا في: كشف الصلصلة 209. (¬5) النجوم الزاهرة 16/ 114. (¬6) النجوم الزاهرة 16/ 114.

سنة اثنين وستين وثمانماية

/ 119 أ / سنة اثنين (¬1) وستين وثمانماية [محرم] [إمرة قايتباي المحمودي] في محرّم أمّر قايتباي المحمودي الخاصكي، وأحد الدوادارية عشرة. وقايتباي هذا هو سلطان عصرنا الآن إلى أن مات في سنة أحد (¬2) وتسعمائة. وكان بين تأميره وسلطنته تسع سنين وبعض شهور (¬3). فسبحان المعطي. [نيابة ملطية] وفيه قرّر في نيابة ملطية تغري بردي بن يونس عوضا عن جانبك الجكميّ (¬4). [حجوبية حلب] وقرّر جانبك في حجوبية الحجّاب بحلب، عوضا عن تغري بردي المذكور (¬5). [وفاة أزبك البوّاب] [2425]- وفيه مات أزبك البوّاب (¬6) الأشرفيّ. أحد العشرات وروس (¬7) النوب. ¬

(¬1) الصواب: «سنة اثنتين». (¬2) الصواب: «إحدى». (¬3) خبر قايتباي في: النجوم الزاهرة 16/ 114، 115، وبدائع الزهور 2/ 343. (¬4) خبر نيابة ملطية في: النجوم الزاهرة 16/ 115، وبدائع الزهور 2/ 343. (¬5) خبر حجوبية حلب في: النجوم الزاهرة 16/ 115، وبدائع الزهور 2/ 343. (¬6) انظر عن (أزبك البواب) في: النجوم الزاهرة 16/ 190. (¬7) كذا.

وفاة الشهاب السيرجي

[وفاة الشهاب السيرجي] [2426]- وفيه مات الشهاب بن السيرجيّ (¬1)، أحمد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن محمد المحلّي، الشافعيّ. وكان عالما فاضلا، بارعا في الفرائض والحساب. سمع على جماعة، منهم: الزين العراقي، والبلقيني، والزفتاوي. وناب في القضاء وصنّف وألّف، ونظم. وعدّ من أكابر الشافعيّة. ومولده سنة ثمان وسبعين وسبعمائة. [ملاقاة العائدين من الحج] وفيه تجهّز برد بك صهر السلطان لملاقاة ولد السلطان وحماته الخوند زينب زوجته وبقية الإخوة، ثم خرج ومعه من الإقامات الشيء الكثير (¬2). [وفاة ابن العطار الحلبي] [2427]- وفيه مات أحد قضا [ة] (¬3) الحنفية الشهاب ابن العطار (¬4)، أحمد بن محمد بن صالح الحلبي، الحنفيّ. وكان فاضلا. أخذ عن جماعة، وقدم من بلاده فقطن القاهرة، وصحب الكمال بن الهمام، وغيره. وسمع الحديث على جماعة، وأسمعه. وكان عالي الهمّة. [وفاة الشمس الجرادقي] [2428]- وفيه مات الشيخ الصالح، العالم، العابد، الزاهد، الشمس الجواربيّ (¬5) محمد بن علي بن يحيى بن إبراهيم بن حسين بن سليمان الموصليّ الأصل، الدمشقي، الحنفيّ. وكان علاّمة وقته. ¬

(¬1) انظر عن (ابن السيرجي) في: النجوم الزاهرة 16/ 190، وفيه «الشيرجي»، ووجيز الكلام 2/ 713 رقم 1639، والضوء اللامع 2/ 249، 250 رقم 697، ونظم العقيان 90 - 92 رقم 45، وبدائع الزهور 2/ 343، وكشف الظنون 1109، ومعجم المؤلفين 2/ 214. (¬2) خبر العائدين في: النجوم الزاهرة 16/ 115، وبدائع الزهور 2/ 343. (¬3) في الأصل: «قضا». (¬4) انظر عن (ابن العطار) في: الضوء اللامع 2/ 115 - 117 رقم 344. (¬5) هكذا في الأصل: وفي الضوء اللامع 8/ 224، 225 رقم 586 «ابن الجرادقي»، وفي حوادث الزمان لابن الحمصي 1/ 140 رقم 139 «الجوّادقي».

وصول ولد السلطان من الحج

ومولده سنة خمس وسبعين وسبعمية (¬1). [وصول ولد السلطان من الحج] وفيه وصل ولد السلطان بالمحمل ومن معه من أمّه وإخوته والحاج، ولما صعد إلى القلعة خلع عليه وعلى أخيه وعلى من له عادة، ونزل إلى داره في موكب حافل جدا. وكان له يوما مشهودا (¬2). [صفر] [وفاة المسندة زينب] [2429]- وفيه صفر مات المسندة، السيّدة، الشريفة، الحسينية، زينب (¬3) ابنة محمد بن محمد بن أحمد القرشيّة (¬4). أخذت من جماعة. ومولدها سنة أربع وتسعين وسبعمائة. [تقدمة نائب الشام] وفيه وصلت تقدمة نائب الشام قانباي الحمزاوي، وهي ثمانون فرسا لا غير، أحدها مسرج بسرج من بلّور من نوادر السروج (¬5). [قدوم أزبك من ططخ على السلطان] وفيه قدم / 119 ب / أزبك من ططخ الظاهريّ بطلب من السلطان، وكان مقيما بالقدس بطّالا، ولما صعد إلى بين (يديه) (¬6) ألبسه سلاّريا من ملابسه، وأمره أن يمشي في الخدمة، ووعده بجميل، ثم أمّره عشرة بعد ذلك (¬7). [وفاة الشيرازي الكاتب] [2430]- وفيه مات الشيرازيّ (¬8) الكاتب، النور، علي بن إبراهيم بن محمد ¬

(¬1) في الأصل: «سبعمه». (¬2) خبر ولد السلطان في: النجوم الزاهرة 16/ 115، وبدائع الزهور 2/ 343. (¬3) انظر عن (زينب) في: الضوء اللامع 12/ 48 رقم 282. (¬4) في الأصل: «العربية». (¬5) خبر التقدمة في: بدائع الزهور 2/ 343، 344. (¬6) كتبت فوق السطر. (¬7) خبر أزبك في: النجوم الزاهرة 16/ 115، وبدائع الزهور 2/ 344. (¬8) انظر عن (الشيرازي) في: =

وفاة عبد الكريم الأحمدي

السيد الشريف الهاشمي، القرشي، العلوي، الحسني (¬1)، الدمشقي، الشافعيّ. وكان علاّمة زمانه، فاضلا، أخذ عن جماعة من الأكابر، منهم السيد الشريف الجرجانيّ، وسمع عليه جميع شرح ل‍ «المفتاح» وغير ذلك. وجال البلاد، مع خير وديانة وصلاح. وصنّف، وألّف، وكتب المنسوب، ثم قطن دمشق، ثم جاور بالمدينة المشرّفة، وبها بغته الأجل. ومولده سنة خمس وثمانين وسبعمائة (¬2). [وفاة عبد الكريم الأحمدي] [2431]- وفيه مات عبد الكريم الأحمدي (¬3)، خليفة سيدي أحمد البدوي قتيلا خارج القاهرة. واختلف في سبب قتله وما علم، وكان غير مشكور ولا بزمانه مشهور. ولي خلافة سيدي أحمد البدوي مدّة. وولي عوضه بعد موته صبيّ اسمه عبد المجيد من أقارب المقتول. [وفاة ابن أقبرس التركي] [2432]- وفيه مات العلاء، علي بن محمد بن أقبرس (¬4) التركيّ الأصل، القاهري، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا. سمع على جماعة، وولي عدّة وظائف جليلة، منها الحسبة، ونظر الأوقاف، وناب في القضاء، وله نظم حسن. ومولده سنة أحد (¬5) وثمانماية. ¬

= وجيز الكلام 2/ 714 رقم 1641، والضوء اللامع 5/ 158، 159 رقم 547، ونظم العقيان 130 رقم 113، وكشف الظنون 207 و 1376، وهدية العارفين 1/ 734، ومعجم المؤلفين 7/ 7. (¬1) في الضوء اللامع: «الحسيني». (¬2) في الضوء اللامع: مات وقد أسنّ في سنة ستين، ورأيت من أرّخه في أوائل سنة اثنتين وستين. (¬3) انظر عن (الأحمدي) في: النجوم الزاهرة 16/ 191، وبدائع الزهور 2/ 344. (¬4) انظر عن (ابن آقبرس) في: النجوم الزاهرة 16/ 190، 191، والدليل الشافي 1/ 480 رقم 1665، والمنهل الصافي 8/ 113، 114 رقم 2/ 167، والضوء اللامع 5/ 292 رقم 293، وبدائع الزهور 2/ 344، وشذرات الذهب 7/ 301. (¬5) الصواب: «سنة إحدى» في الدليل الشافي: ومولده بالقاهرة قبل الثمانمائة تقريبا.

وفاة الفرياني

[وفاة الفرّياني] [2433]- (وفيه مات الفرّيانيّ (¬1)، محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن المغربي، التونسي، المالكي، ثم الشافعيّ. وكان عالما فاضلا، أخذ عن جماعة، وسمع على التلمساني (¬2)، وابن (¬3) عرفة، مع كثرة تخليط ودعوى عريضة. وجرت له أمور تطول. ومولده سنة ثمانين وسبعمائة (¬4)) (¬5). [ربيع الأول] [تسعير الذهب والفضة] وفي ربيع الأول نودي بتسعير الذهب والفضة، فسعّر الدينار بثلاثمائة فلوسا ¬

(¬1) انظر عن (الفرّياني) في: الدليل الشافي 2/ 600 رقم 2059، والضوء اللامع 7/ 67 - 70 رقم 131، وبدائع الزهور 2/ 344، وتوضيح المشتبه 7/ 94، وتبصير المنتبه 3/ 1108، والروض الباسم 1 / ورقة 25 ب - 26 أ. وفي الأصل: «القرماني»، وهو غلط. وقال السخاوي: الفرّياني: بضم الفاء وراء مشدّدة مكسورة ثم تحتانية وآخره نون، نسبة لفرّيان إحدى مدائن إفريقية فيما بين قفصة وبيشة بالقرب من بلاد قسطنطينية بلاد اليمن التي ينسب إليها القسطلاني. وكتب على هامش الأصل من الضوء اللامع؛ كل هذا خطأ وصوابه قسنطينة من بلاد الغرب الأوسط والنسبة إليها قسنطيني، والقسطلاني ليس منها. (7/ 68 بالمتن والحاشية) وهي قسطيلة بضم القاف. ولام بدل النون. انظر: ذيل تذكرة الحفاظ 76 و 77 بالحاشية). وفي توضيح المشتبه 7/ 94: «الفريّاني» بكسر الراء وتشديد المثنّاة تحت. (¬2) في الأصل: «الساني». (¬3) في الأصل: «وبن». (¬4) وقال السخاوي: «وقد خرج في سنة ثمان وأربعين في بعض بلاد نابلس وأظهر أنه هو السفياني واحتوى على عقول الفلاّحين فراج عليهم وتبعه خلق منهم ثم أحسّ منهم بانحلال عنه فانسلّ نحو بلاد الشمال حتى مات باللاذقية من بلاد طرابلس الشام سنة تسع وخمسين يعني في المحرم. قال بعضهم: ثم أخبرت أنه في صفر سنة اثنتين وستين. وقد أرّخه في سنة تسع الشمس المالقي بن المنير ويحتاج إلى تحقيق، وجازف من قال إنه مات بمصر في ربيع الأول سنة أربع وخمسين. وقال: وقد اتّهمه ابن حجر في سماعه من البطرني، ولا وجه لاتهامه. ويحتاج هذا القائل إلى تأديب كثير سيما وقد علمت وجهه». وقال المؤلف - رحمه الله - في كتابه «الروض الباسم» 1 / ورقة 26 أ (88 بترقيمنا). «. . . وكان بأخرة يتنقل بين دمشق وطرابلس، وكان لما يرد إلى طرابلس ينزل بدار ناظر جيشها شرف الدين موسى بن يوسف بن الصفّي الكركي، وكان يحسن إليه، وانتهى أمره أن مات باللاذقية في سنة اثنين (كذا) وستين وثمانمائة. وكنّا إذ ذاك بطرابلس والوالد بها على إمرة عشرين طرخانا، وكان عنده من الكتب الشيء الكثير، وكانت مودوعة عند ناظر الجيش المذكور، ومات وهي عنده». (¬5) الترجمة بين القوسين كتبت على هامش المخطوط.

وفاة سيدي مدين

والدرهم من الفضة المغشوشة (¬1) التي كثر التعامل بها بسبعة عشر درهما فلوسا والفضة الأشرفية الدراهم الجديدة التي تقدّم الأمر بضربها وضربت، وسيتعامل بها بأربعة وعشرين درهما الدرهم. وكانت قد ضربت هذه الفضة على ثلاثة أنحاء منها الدرهم وهو زنة نصفين فضة، ومنها النصف المعروف، ومنها الربع بستة نقرة، وعملت خالصة من الغش جيّدة في السكة والضرب والهندام. وكان قد وصل سعر الدينار لأربعمائة وستين درهما، ثم نودي في هذا اليوم بنقص الثلث من سائر أنواع المبيعات وفرح الناس بذلك وسرّوا. ثم غيّرت هذه المعاملة أيضا بسائر بلاد المملكة / 120 أ / وضربت الدراهم الجدد بدمشق وحلب، وعملت السكة الحلبية بخط غريب نحو الكوفي في غاية الإتقان. وقام العلاّمة الواعظ الشمس بن الشمّاع بذلك أحسن قيام بحلب، وانصلح فساد النقود، وحصل للناس الرفق بعد ذلك (¬2) الشدّة. وأخذ السلطان في التشديد في أمر الفضة بعد ذلك وفي أمر الزغلية، وقبض على جماعة منهم، وقطعت فيه الكثير من الأيدي، حتى أنه وجد جراب بحانوت إنسان به عدة الزغلية، فأمر السلطان بقطع يد من وجد عنده، فصار يقول: «أنا مظلوم وهذا الجراب إنما هو وداعة (¬3) عندي لا علم لي بما فيه» فما التفت إليه. ثم بعد أيام أعاد المناداة على الذهب والفضة بنحو ما قلناه. ثم بعد يويمات أمر السلطان بتوسيط خمسة أنفار بسبب الفضة المغشوشة، فوقع الرعب، وكان سببا للصلاح في النقد لكن لم تنصلح الأحوال إلاّ بعد مقاساة الشدايد، بل الأهوال (¬4). [وفاة سيدي مدين] [2434]- وفيه مات الشيخ، الولي، الصالح، سيدي مدين (¬5). ¬

(¬1) كتب إلى جانبها على هامش المخطوط بخط كبير: «يحفظ». (¬2) الصواب: «بعد تلك». (¬3) الصواب: «وديعة». (¬4) خبر تسعير الذهب في: النجوم الزاهرة 16/ 115، 116، وجيز الكلام 2/ 712، وبدائع الزهور 2/ 344، 345. وقال الشهاب المنصوري فيمن أهدى إليه دينارا عند المناداة على الذهب: أمولاي قد آثرتني متفضّلا وأهديت دينارا قد استغرق الوصفا ولكنه قد خاف من سلطانه ألم تره من خوفه نقص النصفا (البدائع 2/ 345). (¬5) انظر عن (مدين) في: النجوم الزاهرة 16/ 191، ووجيز الكلام 2/ 717 رقم 1646، والضوء اللامع 10/ 150 - 152 رقم =

وفاة الشهاب ابن مبارك شاه

وكان معتقدا مشهورا بالصلاح، له سلوك، وبه نفع للمسلمين (¬1). [وفاة الشهاب ابن مبارك شاه] [2435]- وفيه مات الشهاب ابن مبارك شاه (¬2)، أحمد بن محمد بن حسين بن إبراهيم بن سليمان القاهري، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، خيّرا، ديّنا، جمّ الفضائل. سمع على جماعة، ونظم النظم الحسن، وكتب المنسوب، واقتنى الكتب النفيسة. ومولده سنة ست وثمانماية. [تفشّي الأمراض بمصر] وفيه حدث بمصر أمراضا (¬3) حادّة رديّة المواد فشت بالناس، ومات بها خلق وغالبهم الأطفال، فكان وباء مختصرا، بل كاملا (¬4). [ربيع الآخر] [وفاة جانم البهلوان] [2436]- وفي ربيع الآخر مات جانم البهلوان (¬5) الأشرفي، أحد العشرات وروس (¬6) النوب. وكان عاقلا حشما، أدوبا، شجاعا، عارفا بفنون الفروسية، رأسا في ذلك لا بأس به. [إمريّة أزبك] وقرّر السلطان في إمريته أزبك من ططخ أتابك عصرنا الآن (¬7). ¬

= 603، ونظم العقيان 175 رقم 192، وبدائع الزهور 2/ 345، ولواقح الأنوار 2/ 81. (¬1) اسمه: مدين بن أحمد بن محمد بن عبد الله الحميري المغربيّ الأصل، الأشموني، القاهري المالكي. قال السخاوي: أخذت عنه وضبطت من كراماته جملة، ولم يخلف بعده مثله. (وجيز الكلام) ومولده في سنة 781 هـ‍. تقريبا. (الضوء 10/ 151). (¬2) انظر عن (ابن مبارك شاه) في: وجيز الكلام 2/ 716 رقم 1645، والضوء اللامع 2/ 65 رقم 200، ونظم العقيان 54، 55 رقم 37، وبدائع الزهور 2/ 345، وشذرات الذهب 7/ 300. (¬3) الصواب: «أمراض». (¬4) خبر الأمراض لم أجده في المصادر. (¬5) انظر عن (جانم البهلوان) في: النجوم الزاهرة 16/ 116 و 191، والضوء اللامع 3/ 63 رقم 254، وبدائع الزهور 2/ 345. (¬6) كذا. (¬7) خبر الأمريّة في: النجوم الزاهرة 16/ 116.

شفاء السلطان

[شفاء السلطان] وفيه عوفي السلطان من وعك كان حصل له في الشهر الماضي، فضربت البشائر عدّة أيام على أبواب الأمراء (¬1). [وفاة طوخ الناصري] [2437]- وفيه مات طوخ من تمراز (¬2) الناصريّ، بيني بازق. وكان من مماليك الناصر فرج، وتنقّل في الخدم حتى صيّر من المقدّمين، ثم ولّي إمرة مجلس، ثم أخرجت عنه / 120 ب / لمرض طال به وعجز. وكان أدوبا، ساكنا (¬3). [وفاة سودون النوروزي] [2438]- وفيه مات سودون النوروزي (¬4)، السلحدار، نائب (القلعة) (¬5). وكان أدوبا، حشما، مع بعض إسراف. [وفاة الشهاب قرقماس] [2439]- وفيه مات الشهاب قرقماس (¬6)، أحمد بن علي بن محمد بن مكي بن محمد بن عبيد بن عبد الرحيم الأنصاري، الدماصي (¬7)، الحنفيّ. ¬

(¬1) خبر الشفاء في: النجوم الزاهرة 16/ 116، وبدائع الزهور 2/ 345. (¬2) انظر عن (طوخ من تمراز) في: النجوم الزاهرة 16/ 191، 192، والدليل الشافي: 1/ 371، 372 رقم 1275، والمنهل الصافي 7/ 15، 16 رقم 1178، والضوء اللامع 4/ 9 رقم 29، ووجيز الكلام 2/ 718 رقم 1651، وبدائع الزهور 2/ 345. (¬3) في الضوء اللامع وفاته سنة 872 هـ‍. (¬4) انظر عن (سودون النوروزي) في: النجوم الزاهرة 16/ 116 و 192، والمنهل الصافي 7/ 177، 178 رقم 1160، والدليل الشافي 1/ 336 رقم 1157، ووجيز الكلام 2/ 718، 719 رقم 1653، والضوء اللامع 3/ 287 رقم 1088، وبدائع الزهور 2/ 345. (¬5) عن هامش المخطوط. (¬6) انظر عن (قرقماس) في: النجوم الزاهرة 16/ 192، والضوء اللامع 2/ 41 رقم 107، وبدائع الزهور 2/ 345، والطبقات السنية 1/ 471، 472 رقم 261 وعرف بقرقماس لمشاركته لتركيّ اسمه كذلك، اشتهر بالعسف في أحكامه. (¬7) الدماصي: نسبة إلى دماص قرية بالشرقية من مديرية الشرقية، بقسم منية غمر، شرقيّ ترعة أمّ سلمة. (الخطط الجديدة التوفيقية 11/ 20).

نيابة القلعة

وكان عالما فاضلا. سمع على جماعة منهم: الجوهري، والعمادي، والإبناسي (¬1)، وناب في القضاء بخط بولاق. ومولده سنة تسعين وسبع مائة (¬2). [نيابة القلعة] وفيه قرّر كسباي السمين في نيابة القلعة عوضا عن سودون النوروزي الماضي (¬3). [رأس النوبة] وقرّر في رأس نوبة كسباي جانبك كوهيه (¬4). [إسرة الحاج] وفيه استقرّ في إمرة الحاج بالمحمل برسباي البجاسيّ (¬5). [الخلعة على الأطبّاء] وفيه أقيمت الخدمة بالقصر، وخلع على رئيس الطبّ وبعض أطبّاء معه وعدّة من السقاة بسبب عافية السلطان من وعكه. وكانت الخدمة قد تعطّلت من القصر أياما (¬6). [إقطاع أميرين] وفيه إقطاع أرغون شاه، وتنبك المعلّم (¬7). [ربيع الآخر] [وفاة الناصر بن خصبك] [2440]- وفي ربيع الآخر مات الناصر بن خصبك (¬8) عبد الله بن محمد بن لاجين الجندي، الحنفي. ¬

(¬1) في الطبقات السنية 1/ 471 «الإيناسي» بالمثناة من تحتها. وهو خطأ. (¬2) في الطبقات السنية 1/ 472 مات سنة 802 وهو خطأ. (¬3) خبر نيابة القلعة في: النجوم الزاهرة 16/ 117، وبدائع الزهور 2/ 345. (¬4) خبر رأس النوبة في: النجوم الزاهرة 16/ 117، وبدائع الزهور 2/ 345. (¬5) خبر إمرة الحاج في: النجوم الزاهرة 16/ 117. (¬6) خبر الخلعة في: النجوم الزاهرة 16/ 117. (¬7) خبر إقطاع أميرين لم أجده في المصادر. (¬8) انظر عن (الناصر بن خصبك) في: الضوء اللامع 5/ 62، 63 رقم 227، وبدائع الزهور 2/ 345. وأخذ اسمه خصبك، خاص بك عن عمّه اشتهر بالنسبة إليه لجلالته، وكأنه هو الذي كان زوجا لبعض ذرّية الظاهر بيبرس.

تقدمة المماليك

وكان عالما، فاضلا، سمع على جماعة، منهم [ابن] أبي (¬1) المجد، وحضر في السماع [على] (¬2) جماعة من الأئمّة الحفّاظ بعد ذلك، منهم: الزين العراقي، والنور الهيثمي، والبرهان الشامي. وكان خيّرا، ديّنا، مهيبا. ومولده سنة ثمان أو سبع وستين (¬3) وسبعمائة (¬4). [تقدمة المماليك] وفيه استقرّ مرجان العادلي في تقدمة المماليك في إمرة (الركب) (¬5) الأول (¬6). [نظر الدولة] وفيه استقرّ في نظر الدولة الشمس منصور بن الصفّيّ، وهذا أول ظهور منصور هذا. ثم كان له بعد ما ستعرفه (¬7). [وفاة المغنّي المازوني] [2441]- وفيه مات المغنّي، الأستاذ في فنّه، المادح، المنشد، المؤذّن، الناصر، المازوني (¬8)، محمد القاهريّ. وكان بارعا في فنونه. انتهت إليه الرئاسة في ذلك، ويضرب به المثل في جودة النغم ومعرفة الفنّ إلى يومنا هذا، وكان لا بأس به، وشهر وبعد صيته، ولم يسمع بمثله في القريب من عصرنا هذا (¬9). [نزول السلطان إلى القاهرة] وفيه ركب السلطان من قلعته ونزل ومعه أمراؤه وأرباب دولته، وسار شاقّا الصليبة إلى جهة جزيرة أروى الوسطى إلى بولاق، وعطف منها إلى جهة القاهرة فشقّها وصعد القلعة. وكان له يوما مشهودا (¬10). ¬

(¬1) في الأصل: «منهم أبي المجد»، والإضافة من الضوء للضرورة. (¬2) إضافة يقتضيها السياق. (¬3) في الضوء: ولد سنة سبعين. (¬4) وكانت وفاته في شهر جمادى الثانية حسب السخاوي في الضوء. (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) خبر التقدمة في: النجوم الزاهرة 16/ 117، وبدائع الزهور 2/ 345، 346. (¬7) خبر نظر الدولة في: النجوم الزاهرة 16/ 118، وبدائع الزهور 2/ 346. (¬8) انظر عن (المازوني) في: النجوم الزاهرة 16/ 192، 193، ووجيز الكلام 2/ 719 رقم 1656، والضوء اللامع 10/ 116 رقم 442، وبدائع الزهور 2/ 349. (¬9) وقال السخاوي: مات في عشر السبعين في شهر جمادى الأولى. وهو مغربي الأصل. (¬10) خبر السلطان في: النجوم الزاهرة 16/ 118، وبدائع الزهور 2/ 346.

وفاة الشهاب ابن الأوجاقي

/ 121 أ / ثم أصبح في غد يوم ركوبه هذا فأمر بهدم كثير من الأماكن (. . .) (¬1) في سيره إلى بولاق وأمر بهدم الأخصاص التي هناك، ونودي بأن لا (¬2) يبنى بساحل جزيرة أروى وبولاق بناء يضيق به الطريق، ونزل إلى الشرطة بأعوانه، واستمرّ ببولاق حتى هدم ما أمر السلطان بهدمه، وتمادى ذلك أياما (¬3). [وفاة الشهاب ابن الأوجاقي] [2442]- وفيه مات الشهاب بن الأوجاقي (¬4)، أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن العزّ القاهري، الشافعيّ. وكان ذكيّا، فاضلا. سمع على جماعة مع أبيه وأخيه الركني والتقيّ. ومولده سنة أحد (¬5) وثمانماية (¬6). [صرف المحتسب] وفيه صرف الصلاح المكيني عن الحسبة، وقرّر فيها قانباي اليوسفي المهمندار. وكان الجلبان قد قاموا على الجمال بن كاتب جكم قومة كبيرة فما خلص منهم إلاّ بقوله هذا ممّا يتعلّق بالمحتسب، فكان ذلك سببا لصرف المحتسب (¬7). [عبث الفرنج بالسواحل] وفيه كثر عبث الفرنج بالسواحل، وحصل منهم الضرر للناس (¬8). [وصول قاصد ابن قرمان] وفيه وصل قصّاد ابن (¬9) قرمان بمكاتبة منه، وهو يعتذر عمّا حصل منه، ويلتمس من السلطان العفو عنه والصلح معه. فأخذ السلطان في التمنّع من إجابته إلى ذلك. ثم آل الأمر إلى الصلح، وكتب بمعنى ذلك، وعاد قصّاده إليه (¬10). ¬

(¬1) كلمة غير واضحة في الأصل. (¬2) كلمة غير واضحة في الأصل. (¬3) وعلّق ابن تغري بردي على ذلك بقوله: ولا بأس بهذه الفعلة لأن كل أحد له في الساحل حق كحق غيره فلا يجوز استقلال أحد به دون غيره. (¬4) انظر عن (الأوجاقي) في: الضوء اللامع 2/ 171 رقم 488، وبدائع الزهور 2/ 346. (¬5) الصواب: «إحدى». (¬6) في الضوء: ومات في إحدى الجمادين سنة ستين. (¬7) خبر المحتسب في: النجوم الزاهرة 16/ 118، 119، وبدائع الزهور 2/ 346. (¬8) خبر الفرنج لم أجده في المصادر. (¬9) في الأصل: «بن». (¬10) خبر القاصد في: النجوم الزاهرة 16/ 119، وبدائع الزهور 2/ 346.

خروج صهر السلطان إلى دمشق

[خروج صهر السلطان إلى دمشق] وفيه خرج برد بك صهر السلطان إلى جهة دمشق لمهمّات سلطانية، ولكشف عن أمر جامعه الذي أنشأه بقرب عمارة الأحباس هناك (¬1). [جمادى الآخر] [تعيين رسول إلى ابن قرمان] وفي جماد الآخر عيّن السلطان أيدكي الأشرفي الخاصكي بالتوجّه عنه رسولا عنه (¬2) إلى ابن (¬3) قرمان في تقرير الصلح، وخلع عليه بذلك (¬4). [لبس السلطان البياض] وفيه في ثالث بشنس (¬5) لبس السلطان البياض على العادة (¬6). [الإفراج عن تمربغا الظاهري] وفيه خرج الأمر بالإفراج عن تمربغا الظاهري من سجن الصبيبة، وأن يتوجّه إلى مكة المشرّفة مع الحاج الشامي، فتوجّه إليها وبقي بها إلى ما سنذكره (¬7). [كائنة الحريق] وفيه كانت كائنة الحريق (¬8) الأعظم ببولاق، وكان حريقا مهولا، ابتدأ بالقرب من الأستادارية، وامتدّ آخذا إلى قريب البوصة جبّانة بولاق، ولم يسمع بمثل هذا الحريق، وأعيا الأمراء بجموعهم حتى عجزوا عن إخماده وطفيه، وحصل للناس بذلك الإجحاف الشديد، / 121 ب / وافتقر بسببه خلق كثير، وخفي سبب هذا الحريق، وكثر القال والقيل في ذلك. ووقع فيه نوادر غريبة ما وقع بمثلها. ثم تتابع الحريق في هذه السنة بعدّة أماكن بالقاهرة وضواحيها. وأنشد الشعراء في ذلك أشعارا كثيرة، فمن جملة ذلك قول صاحبنا الشهاب المنصوري وأنشدنيه: لهفي على مصر وسكانها ... فالدمع من عيني طليق ¬

(¬1) خبر صهر السلطان في: النجوم الزاهرة 16/ 119. (¬2) كذا كرّر «عنه» مرتين. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر الرسول في: النجوم الزاهرة 16/ 119، وبدائع الزهور 2/ 346، 347. (¬5) بشنس: هو الشهر التاسع من السنة القبطية. (¬6) خبر لبس السلطان في: النجوم الزاهرة 16/ 119. (¬7) خبر الإفراج في: النجوم الزاهرة 16/ 119، وبدائع الزهور 2/ 347. (¬8) خبر الحريق في: النجوم الزاهرة 16/ 119 - 123، ووجيز الكلام 2/ 712، 713، وبدائع الزهور 2/ 347، وشذرات الذهب 7/ 299.

وفاة النجم بن النبيه

ما شاهدوا الحشر إلا (¬1) ... هوله ما بالهم ذاقوا عذاب الحريق (¬2) وكان هذا الحريق من عقوبات الله تعالى لعباده جزاء ببعض ما كسبوا وترك ما إليه ندبوا (¬3). [وفاة النجم بن النبيه] [2443]- وفيه مات النجم بن النبيه (¬4)، محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن غلام الله بن صالح بن حسن (¬5) بن علي بن سليمان (¬6) بن مقرّب بن عنان القرشي، القاهري، الشاذلي، الشافعيّ. وكان فاضلا، عارفا بالشروط، ذا سمت حسن. وله نظم. وسمع على جماعة، وولي نيابة الحكم وأمانته. ومولده سنة سبع وثمانين وسبعمائة. [عودة برد بك من الشام] وفيه قدم برد بك من الشام بعد أن حصّل من الأموال ما لا مزيد عليها (¬7). [دوران المحمل] وفيه أدير المحمل، ووقع فيه من المنكرات ما لا يعبّر عنها، لكن كفّ فيه الجلبان عن الأذى شيئا بالنسبة إلى الخالية، فإنه كان حصل فيه للناس منهم ما لا خير فيه، لا سيما من الذين يسمّون «عفاريت المحمل»، فأمر السلطان بأن ينادى ببطلانهم في هذا العام (¬8). [وفاة الشرف السنبسي] [2444]- وفيه (مات) (¬9) الشرف موسى (¬10) بن أحمد بن جار الله بن زائد بن ¬

(¬1) في البدائع: «ولا». (¬2) في البدائع: «فكيف ذاقوا عذاب الحريق». (¬3) في الأصل: «نذبوا». (¬4) انظر عن (النجم بن النبيه) في: الضوء اللامع 9/ 269 - 271 رقم 704، وبدائع الزهور 2/ 347، 348. (¬5) في الضوء: «حسين». (¬6) في الضوء: «سلمان». (¬7) خبر برد بك في: النجوم الزاهرة 16/ 123. (¬8) خبر المحمل في: النجوم الزاهرة 16/ 123، 124، وبدائع الزهور 2/ 348. (¬9) في الأصل: «وفيه استقر» وهو سهو من الناسخ. (¬10) انظر عن (الشرف موسى) في: الضوء اللامع 10/ 175 رقم 747.

بداية الحريق ببولاق

يحيى بن حجي (¬1) بن سالم (بن معقب بن محمد بن موسى بن محمد بن موسى) (¬2) السنبسي، المكي. ومولده سنة ثلاث وتسعين (¬3) وسبعمائة (¬4). [بداية الحريق ببولاق] وفيه في أواخره بدأ أول الحريق بعدة أماكن ببولاق والقاهرة (¬5). [شعبان] [إخراج الغرباء من القاهرة] وفي شعبان نودي بخروج الغرباء إلى أوطانهم، فلم يخرج الرجل الفرد. وكان السبب في هذه المناداة أنه أشيع بالقاهرة أنّ الحرائق الكائنة إنّما هي بواسطة الغرباء، سيما القرمانيّون (¬6). وما تحقّقنا السبب أصلا إلى يومنا هذا. [وفاة الشرف الكركي] [2445]- وفيه مات الشرف / 122 أ / ناظر جيش طرابلس، الشرف موسى بن يوسف (¬7) الصفّيّ الكركي، الشّوبكيّ. وكان حشما، ديّنا، عفيفا عن الأموال والفروج. وتمكّن بطرابلس حتى صار مدبّرها والمرجع إليه في أمورها (¬8). ¬

(¬1) في الضوء: «محيي». (¬2) ما بين القوسين لم يرد في الضوء. (¬3) في الضوء: ولد سنة ثلاث وثمانين. ومات في رجب. (¬4) في الأصل: «سبعمه». (¬5) خبر الحريق في: النجوم الزاهرة 16/ 124، وبدائع الزهور 2/ 348. (¬6) خبر الغرباء في: النجوم الزاهرة 16/ 124، وبدائع الزهور 2/ 348. (¬7) انظر عن: (موسى بن يوسف) في: النجوم الزاهرة 16/ 193، والدليل الشافي 2/ 754 رقم 2573، والمنهل الصافي 3 / ورقة 379 و 424، والتبر المسبوك 422، ووجيز الكلام 2/ 719 رقم 1655، والضوء اللامع 10/ 192 رقم 809، والروض الباسم 1 / ورقة 26 و 88، وبدائع الزهور 2/ 348، وتاريخ طرابلس 2/ 87 رقم 25. (¬8) في الضوء وفاته في شهر رجب. وفي الدليل الشافي: أصل أبيه (في المطبوع: «أصل أباه») من نصارى الكرك، وأسلم أبو موسى هذا بالكرك، ثم ولد له المذكور في حدود العشرين وثمانمائة تقريبا، ولم أذكره هنا إلاّ للتعريف به فقط. فإنه ليس ممّن يترجم له. (الدليل الشافي). ولم يؤرّخ لوفاته في المنهل الصافي.

وفاة الشرف العجيسي

[وفاة الشرف العجيسي] [2446]- وفيه مات الشرف العجيسيّ (¬1)، يحيى بن عبد الرحمن بن محمد بن صالح بن علم الدين (¬2) بن عمر بن عقيل بن زيّان (¬3) الكنديّ الأصل، المغربي، البجّائي، المالكيّ. وكان عالما علاّمة، فاضلا. سمع على جماعة، وجال البلاد مع الديانة والشجاعة والانجماع عن الناس. وولي تداريس عدّة، منها تدريس الفقه للمالكية بالشيخونية. ومولده سنة سبع وسبعين (¬4) وتسعمائة (¬5). [رمضان] [توعّك السلطان] وفي رمضان وعك السلطان وعكا شديدا ولزم منه الفراش حتى أرجف بموته، وتكلّم مع الأمراء معرضا العهد لولده، ثم عوفي بعد أيام، وضربت البشائر عدّة أيام (¬6). [اعتداء الجلبان على قانم التاجر] وفيه نزل قانم التاجر أحد مقدّمين (¬7) الألوف من الخدمة من القلعة وهو متوجّه إلى ¬

(¬1) انظر عن (العجيسي) في: النجوم الزاهرة 16/ 193، وفيه اسمه: «يحيى بن صالح بن علي بن محمد بن عقيل العجيسي»، ووجيز الكلام 2/ 717 رقم 1647، والضوء اللامع 10/ 231 - 233 رقم 981، وبدائع الزهور 2/ 348، والبدر الطالع 2/ 338 رقم 578، ونيل الابتهاج 357، 358، والأعلام 9/ 189، ومعجم المؤلفين 13/ 206. (¬2) هكذا في الأصل. وفي الضوء وغيره: «علي». (¬3) هكذا في الأصل. وفي الضوء: «زرمان - بتقديم الزاي المفتوحة - بن عجنق - بفتح أوله وثالثه وسكون الجيم بينهما. وعقيل: بالفتح نسبة لجدّه. والعجيسي: كأن نسبة لعجيس بن امرىء القيس بن معبد بن المقداد بن عمر، والذي سرد نسبه إليه، ولكن قال هو إن مولده بأرض عجيسة البجائي، المالكي، نزيل القاهرة. (¬4) قال السخاوي: ولد فيما زعمه في سنة سبع وسبعين وسبعمائة أو قبلها بأرض عجيسة، وأنه مكث في بطن أمه أربع سنين! «وقد اجتمعت به مرارا وسمعت من فوائده، ورأيت من تمقّته للناس أمرا عجبا، مع أنني كلّمته بما أعانني الله عليه. . . أجاز لي وأوردت في ترجمته في المعجم فوائد وزوائد ونوادر». (الضوء 10/ 232، 233). (¬5) وفي النجوم الزاهرة: «مولده يوم الأحد 27 شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة». (¬6) خبر التوعك في: النجوم الزاهرة 16/ 124. (¬7) الصواب: «أحد مقدّمي».

كسر النيل عن الوفاء

داره، وإذا بجماعة من الجلبان وقد أحاطوا به، ثم أخذوا في الإخراق به والبهدلة، وضربه بعض منهم بالدبابيس على عمامته، فما خلص لداره منهم إلاّ بشدّة. ثم أصبح الجلبان فركبوا قاصدين داره. ووقعت أشياء يطول الشرح في ذكرها آلت إلى السكون. وصار قانم المذكور يركب إلى الموكب السلطاني حين يصعد القلعة بمفرده من غير أن يركب معه أحد من مماليكه (¬1). [كسر النيل عن الوفاء] وفيه في خامس عشر مسرى كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل الشهاب أحمد ولد السلطان لذلك على عادته (¬2). [تداول الحرائق بالقاهرة] وفيه تداول عدّة حرائق بالقاهرة، وصار بعض يشيع بأنّ ذلك من الجلبان لأجل نهب الناس هم وغلمانهم (¬3). [شوال] [حلول العيد يوم الجمعة] وفي شوال لهج الناس بزوال السلطان عن قريب لكون العيد كان بالجمعة (¬4). [هلاك ملك قبرس] [2447]- وفيه ورد الخبر على السلطان بهلاك جاكم (¬5) متملّك قبرس، وأنّ أهل ملّته حكّموا فيه ابنته مع وجود ابن ذكر له لم يلتفتوا إليه لأمر أجاز تقديم الأنثى على الذكر عندهم، / 122 ب / ذكروا أنّ ذلك مقتضى ملّتهم (¬6). [وفاة الخليفة القائم بأمر الله] [2448]- وفيه مات الخليفة القائم بأمر الله (¬7)، حمزة بن محمد بن أبي بكر ¬

(¬1) خبر الاعتداء في: النجوم الزاهرة 16/ 125، وبدائع الزهور 2/ 348. (¬2) خبر النيل في: بدائع الزهور 2/ 348. (¬3) خبر الحريق في: النجوم الزاهرة 16/ 125 وقال ابن تغري بردي: ولا أستبعد أنا ذلك لقلّة دينهم وعظم جبروتهم، عليهم من الله ما يستحقّونه من العذاب والذل. (¬4) خبر العيد في: النجوم الزاهرة 16/ 125، ووجيز الكلام 2/ 713. (¬5) في النجوم 16/ 125، 126 «. . . اك»، وفي وجيز الكلام 2/ 720 رقم 1657، والضوء اللامع 2/ 81 و 11/ 176 رقم 553 «جوان»، وفي بدائع الزهور 2/ 349 كما هو مثبت أعلاه. (¬6) قال السخاوي: كان من زنا فيما زعموا. (الضوء 11/ 176). (¬7) انظر عن (القائم بأمر الله) في: النجوم الزاهرة 16/ 126 و 193، 194، والدليل الشافي 1/ 279 رقم 964، والمنهل الصافي 5 / =

سفر الحاج

العبّاسي، المصري، أمير المؤمنين، أبو البقاء بن الخليفة المتوكل بن المعتضد. وكان شهما، وعنده بعض خفّة، وقلّد في خلافة المنصور عثمان والأشرف إينال، ونال في سلطنة إينال من الحرمة ونفاد الكلمة ما لم ينله من قبله في هذه الأعصر، وفرّط بأخرة حتى جرى عليه ما عرفته. وخلع وحمل إلى الإسكندرية فسجن بها ثم أطلق، وأمره بالإقامة بها، وبها بغته الأجل، ودفن عند شقيقه الخليفة السلطان المستعين بالله. وكانت مدّة خلافته نحوا من خمس سنين (¬1). ولم يل الخلافة من اسمه (¬2) حمزة غيره (¬3). [سفر الحاج] وفيه خرج الحاج من القاهرة (¬4). [وفاة قانباي اليوسفي] [2449]- وفيه مات قانباي اليوسفي (¬5)، الأشرفيّ. وكان من مماليك قرايوسف صاحب العراقين وأذربيجان، يقال إنه جركسيّ الجنس، وجرت عليه أمور، وقدم القاهرة، وهرب من الأشرف برسباي وأسجن (¬6) بعده، وتنقّل حتى صيّر مهمندارا، ثم ولي الحسبة، وخرج رسولا إلى ابن (¬7) عثمان. وكان خيّرا، ديّنا، عارفا، عاقلا، حشما، يتكلّم بلغة الفرس أيضا. وهو والد صاحبنا الناصريّ محمد. ¬

= 183، 184 رقم 967، ووجيز الكلام 2/ 718 رقم 1649، والضوء اللامع 2/ 166، 167 رقم 639، ومنتخبات من حوادث الدهور 380، ومورد اللطافة، ورقة 98 ب، ونظم العقيان 107، 108 رقم 72، وتاريخ الخلفاء 513، وبدائع الزهور 2/ 349، وأخبار الدول 2/ 220، والنزهة السنية 135، وشذرات الذهب 7/ 284. (¬1) بويع بالخلافة يوم الاثنين 4 محرم سنة 855 وخلع في شهر رجب سنة 859 ووقع في أخبار الدول أن مدّة خلافته اثنان وأربعون يوما فقط! (¬2) في الأصل: «ابن». (¬3) ومولده في سنة 791 هـ‍. ووفاته في تاريخ الخلفاء سنة 863 ومثله في أخبار الدول. (¬4) خبر الحاج في: بدائع الزهور 2/ 349. (¬5) انظر عن (قانباي اليوسفي) في: النجوم الزاهرة 16/ 194، والضوء اللامع 6/ 197 رقم 669، ووجيز الكلام 2/ 718 رقم 1652، وبدائع الزهور 2/ 349، واسمه الأصلي خليل. (¬6) كذا. (¬7) في الأصل: «بن».

ذو القعدة

[ذو القعدة] [وفاة تنبك البردبكّي] [2450]- وفي ذي قعدة مات الأتابك تنبك البردبكي (¬1)، الظاهريّ. وقد ناهز التسعين (¬2). وكان من خيار الأمراء دينا وخيرا وتواضعا وسكونا وأدبا وحشمة وعقلاّ وعفّة وسلامة فطرة. تنقّل في الخدم حتى ولي الأتابكية. وكان من مماليك الظاهر برقوق. [تقرير الأتابكية] وفيه قرّر في الأتابكية بعد موت تنبك المذكور الشهاب أحمد ولد السلطان كما كان ذلك في أمل والده، خصوصا وقد كان وليها على ما تقدّم ذلك، وخلع عليه خلعة حافلة جدّا، ونزل في موكب هائل، وكان له يوما مشهودا (¬3). [تقدمة الناصري محمد] وفيه قرّر في تقدمة الشهاب هذا أخوه محمد (¬4). [مقدّميّة الألوف] وفيه صيّر جانبك المرتدّ من مقدّمين (¬5) الألوف (¬6). [وفاة إبراهيم الزيات] [2451]- وفيه مات الشيخ المعتقد بالجذب والصلاح، إبراهيم الزيّات (¬7). وكان مستغرقا في جذبته، ما رؤي بعدها مستيقظا قطّ. ويحكى عنه مكاشفات. ¬

(¬1) انظر عن (تنبك البرد بكي) في: النجوم الزاهرة 16/ 195 - 197، والمنهل الصافي 4/ 24 - 29 رقم 756، والدليل الشافي 1/ 215 رقم 757، ووجيز الكلام 2/ 718 رقم 1650، والضوء اللامع 3/ 42 رقم 173، وبدائع الزهور 2/ 349. (¬2) في الدليل الشافي وفاته في سنة 863 هـ‍. (¬3) خبر الأتابكية في: النجوم الزاهرة 16/ 126، ووجيز الكلام 2/ 713، وبدائع الزهور 2/ 349. (¬4) خبر التقدمة في: النجوم الزاهرة 16/ 126، وبدائع الزهور 2/ 349. (¬5) الصواب: «من مقدّمي». (¬6) خبر المقدّمية في: النجوم الزاهرة 16/ 126، وبدائع الزهور 2/ 349. (¬7) انظر عن (الزيّات) في: النجوم الزاهرة 16/ 195، والضوء اللامع 1/ 184 وفيه كنيته، أبو إسحاق، وبدائع الزهور 2/ 349.

وفاة المحتسب العجمي

[وفاة المحتسب العجمي] [2452]- وفيه مات المحتسب العجميّ، يار علي (¬1) بن نصر الله بن علي الخراساني، الشافعيّ. وكان يتديّن ويتعفّف، ولم يكن كذلك. وكتب المنسوب، / 123 أ / وولي الحسبة غير ما مرة، وله فيها أشياء تحمد عنه وأشياء تذمّ. ومولده سنة ثمانين وسبعمائة. [ذو الحجة] [وفاة الجمال ابن كاتب جكم] [2453]- وفي ذي حجّة مات الجمال بن كاتب جكم (¬2)، ناظر الخاص، يوسف بن عبد الكريم بن بركة القبطي، المصري، الشافعيّ. وكان قد رأس وضخم جدّا، وصار هو المدبّر للمملكة وإليه المرجع في الأمور، سيما في هذه الدولة مع العقل التام والمعرفة والرأي والتدبير والكرم وسخاء النفس، وولي الوزارة ونظارة الخاص والجيش وغير ذلك، وأثرى جدّا. وله الآثار المشهورة به. ومولده سنة تسع عشرة وثمانماية. [نظارة الجيش] وفيه استقرّ في نظر الجيش الشرف موسى الأنصاريّ (¬3). ¬

(¬1) انظر عن (يار علي) في: النجوم الزاهرة 16/ 194، 195، والمنهل الصافي 8/ 232 - 235 رقم 1698، والدليل الشافي 1/ 487 رقم 1691، وحوادث الدهور 2/ 383، وبدائع الزهور 2/ 349. (¬2) انظر عن (ابن كاتب جكم) في: النجوم الزاهرة 16/ 126 و 197، 198، والدليل الشافي 2/ 804 رقم 2704، ووجيز الكلام 2/ 719 رقم 1654، والضوء اللامع 10/ 322، 323 رقم 1212، وبدائع الزهور 2/ 350. (¬3) خبر نظارة الجيش في: النجوم الزاهرة 16/ 126، وبدائع الزهور 2/ 350، وهو: موسى بن علي بن محمد بن سليمان الشرف التتائي القاهري الشافعي، أخو إبراهيم وأحمد وأبي بكر ومحمد، ويعرف بالأنصاري. ولد في سنة عشرين وثمانمائة بتتا قرية بالمنوفية. وتوفي سنة 881 هـ‍. (الضوء 10/ 184 - 186 رقم 780). وقال محقّقا النجوم الزاهرة د. جمال الدين الشيال وفهيم محمد شلتوت (16/ 126 بالحاشية 3) إنه هو: عمر بن علي بن شعبان بن محمد بن يوسف، الشرف التتائي الأزهري المالكي، ولد سنة 826 هـ‍. بتتا من قرية المنوفية (الضوء 6/ 106) وهذا خطأ، فهذا لم يكن ناظرا للجيش، وليس في ترجمته (رقم 333) ما يشير إلى ذلك.

نظارة الخاص

[نظارة الخاص] وفي نظر الخاص الزين عبد الرحمن بن الكويز، عوضا عن ابن (¬1) كاتب جكم. وخلع عليهما بذلك (¬2). [مبشّر الحاج] [وفيه] قدم مبشّر الحاج، (وأخبر. . .) (¬3). ¬

(¬1) في الأصل: «عن بن». (¬2) خبر النظارة في: النجوم الزاهرة 16/ 126، وبدائع الزهور 2/ 350. (¬3) ما بين القوسين عن حاشية المخطوط وفيه كلمتان غير مفهومتين. والذي في بدائع الزهور: «وأخبر عن الحجاج بخير وسلامة».

سنة ثلاث وستين وثمانماية

سنة ثلاث وستين وثمانماية] [محرّم] [قضاء الحنابلة بدمشق] في محرم قرّر في قضاء الحنابلة بدمشق، وفي كتابة سرّها العلاء بن مفلح بمال كثير بذله في ذلك (¬1). [نيابة جدّة] وفيه خلع على جانبك باستقراره على عادته في نيابة جدّة، وكان قد صرف عنها. وكانت خلعته خلعة الأتابكية، حتى عدّ لبسها من النوادر. ثم أشيع أنها للبس لا للتملّك. وأشيع عنه أيضا بذل مال كثير (¬2). [كتابة الممالك] [وفيه] استقرّ في كتابة المماليك التاج بن المقسي، وصرف السعد عبد القادر البكريّ (¬3). [الزلزلة بالقاهرة وغيرها] وفيه حدث بالقاهرة زلزلة خفيفة، وكانت عامّة بالكثير من البلاد، لكنها كانت صعبة في بعضها حتى هدمت من قلعة الكرك وكذا من سورها وعدّة دور بها، وسقط منها منار بين الخليل والقدس وأخرى برملة لدّ (¬4). [وفاة يشبك النوروزي] [2454]- وفيه مات بالقدس بطّالا يشبك النّوروزيّ (¬5)، نائب طرابلس. ¬

(¬1) خبر قضاء الحنابلة في: النجوم الزاهرة 16/ 127، وبدائع الزهور 2/ 350. (¬2) خبر نيابة جدّة في: بدائع الزهور 2/ 350. (¬3) خبر كتابة المماليك في: النجوم الزاهرة 16/ 127، وبدائع الزهور 2/ 350. (¬4) خبر الزلزلة في: النجوم الزاهرة 16/ 127، ووجيز الكلام 2/ 721، وبدائع الزهور 2/ 350، وكشف الصلصلة 209. (¬5) انظر عن (يشبك النوروزي) في: النجوم الزاهرة 16/ 199، ومنتخبات من حوادث الدهور 2/ 204، والضوء اللامع 10/ 280، ووجيز =

شادية الأغنام

ولم يتأمّر بمصر قطّ، وإنّما تنقّل بالبلاد الشامية ببذل المال حتى ولّي نيابة طرابلس. وكان لا بأس به، مع طيش به وخفّة. [شادّيّة الأغنام] وفيه أضيفت شادّية الأغنام بالبلاد الشامية / 123 ب / لابن الكويز ناظر الخاص (¬1). [القبض على حسن بن أيوب] وفيه قبض على حسن بن أيّوب (¬2) وسجن بالبرج ثم أخرج وضرب بين يدي السلطان (¬3). [قضاء طرابلس] وفيه قرّر في قضاء طرابلس الجلال (¬4) بن الباعونيّ (¬5). [صفر] [تقرير الحسبة] وفي صفر قرّر علي بن الفيسي في الحسبة، عوضا عن ابن (¬6) البوشيّ (¬7)، وكان قد استقرّ فيها قبل ذلك. ¬

= الكلام 2/ 727 رقم 1673، وبدائع الزهور 2/ 350، والروض الباسم 3 / ورقة 106 أ، والبذل البرطلة 52، وتاريخ طرابلس 2/ 51 رقم 119. (¬1) خبر الشادّية في: بدائع الزهور 2/ 350. (¬2) هو حسن بن يوسف بن أيوب البدر التركماني، ويعرف بجدّه. ولي نيابة القدس والرملة ونابلس والكرك غير ما مرة في أوقات مختلفة. قال السخاوي: ورأيته غير ما مرة منها في القدس. ومات في جمادى الآخرة سنة ثمانين. (الضوء اللامع 3/ 131 رقم 508). (¬3) خبر ابن أيوب لم تذكره المصادر. والذي في النجوم الزاهرة 16/ 127: «وفيه استقرّ إياس البجاسي نائب القدس بعد عزل البدري حسن بن أيوب». وانظر: بدائع الزهور 2/ 351 (في شهر صفر). (¬4) هكذا في الأصل، وبدائع الزهور، والصواب: الجمال. وهو: أبو المحاسن يوسف بن أحمد بن ناصر بن خليفة بن فرج بن عبد الله بن عبد الرحمن الباعوني المقدسي ثم الصالحي الدمشقي الشافعي. ويعرف بابن الباعوني. قال السخاوي: ناب في قضاء دمشق عن البهاء بن حجي ثم استقلّ به في سنة سبع وأربعين بعد أن كان استقلّ به في طرابلس ثم حلب، وحمدت سيرته في مباشراته كلها. توفي سنة 880 هـ‍. (الضوء اللامع 10/ 298، 299 رقم 1162). وكان تولّى قضاء طرابلس في شهر شعبان سنة 843 هـ‍. (السلوك ج 4 ق 3/ 1179). (¬5) خبر قضاء طرابلس في: بدائع الزهور 2/ 351 (شهر صفر). (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر الحسبة في: النجوم الزاهرة 16/ 127، وبدائع الزهور 2/ 351.

وفاة الخواجا التتائي

[وفاة الخواجا التتائي] [2455]- وفيه مات التاجر، الخواجا، الشهاب الأنصاريّ، أحمد بن علي بن سليمان التتائي (¬1)، الشافعيّ. وكان فاضلا، وكتب المنسوب، وسمع على جماعة. وعرف بالخير والأمانة والفقه (¬2). ومولده سنة ثمانماية (¬3). [نيابة القدس] وفيه استقرّ في نيابة القدس إياس البجاسي، عوضا عن حسن بن أيوب، ثم صرف إياس بعد قليل، وولّي منصور بن شهري (¬4). [وفاة الشمس البلاطنسي] [2456]- وفيه مات شيخ الشام ومفتيها وفقيهها، الشمس، البلاطنسيّ (¬5)، ¬

(¬1) انظر عن (التتائي) في: النجوم الزاهرة 16/ 201، والضوء اللامع 2/ 32 رقم 89 وفيه: «أحمد بن علي بن محمد بن سليمان البهاء الأنصاري، التتائي، القاهري الأزهري، الشافعيّ، وبدائع الزهور 2/ 350، 351. (¬2) في النجوم الزاهرة: توفي في ليلة الثلاثاء سابع عشرين صفر، وحضرت أنا الصلاة عليه بالحرم بعد صلاة الصبح، ودفن بالمعلاّة. وفي الضوء اللامع: مات في ليلة الأربعاء سابع عشر صفر. وذكر ابن إياس وفاته في شهر محرم. (بدائع 2/ 350). (¬3) هكذا في الأصل. وفي النجوم الزاهرة: مولده بتتا قرية بالمنوفية بالوجه البحري من أعمال القاهرة في سنة ثمان وثمانمائة. وفي الضوء اللامع: ولد في سنة سبع وثمانمائة. (¬4) خبر نيابة القدس في: النجوم الزاهرة 16/ 127، وبدائع الزهور 2/ 351. (¬5) انظر عن (البلاطنسي) في: النجوم الزاهرة 16/ 199، 200، وعنوان العنوان، رقم 651، والضوء اللامع 8/ 86 - 88 رقم 183، ونظم العقيان 150 رقم 149، والتحفة اللطيفة 3/ 595، وحوادث الزمان لابن الحمصي 1/ 143 رقم 145، وبدائع الزهور 2/ 351، وكشف الظنون 2/ 1876، وإيضاح المكنون 1/ 162 و 2/ 156، وهدية العارفين 2/ 202، والأعلام 6/ 237 ومعجم المؤلفين 10/ 212 وفيه أضاف إلى مصادر الترجمة كتاب بغية الوعاة للسيوطي، وهو ليس فيه، وديوان الإسلام 1/ 249 رقم 381، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 4/ 54، 55 رقم 1053، ووجيز الكلام 2/ 722 رقم 1659، وشذرات الذهب 7/ 302 و «البلاطنسيّ»: نسبة إلى بلاطنس (بفتح الباء الموحّدة، وضم الطاء المهملة والنون) حصن منيع بسواحل الشام مقابل اللاذقية. (معجم البلدان 1/ 478).

وفاة يشبك الصوفي

محمد بن عبد الله بن خليل بن أحمد بن علي بن حسن (¬1) الشوئي (¬2)، الكردي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، صوفيا، سنيا، صالحا، خيّرا، ديّنا، عفيفا، نزها، متورّعا، قائما بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، محاسبا (¬3) في ذلك، نافعا للناس، قائما في مهمّات من قصده، مع الدين المتين. وصنّف وألّف، وسمع على جماعة منهم: ابن (¬4) ناصر الدين، والشهاب بن بدر (¬5). ومولده سنة ثمان وثمانين (¬6) وسبعمائة. [وفاة يشبك الصوفي] [2457]- وفيه أيضا مات يشبك الصوفي (¬7)، المؤيّديّ. وكان أدوبا، حشما، عاقلا، مع حسن شكالة. تنقّل في الخدم حتى ولي نيابة طرابلس، ثم أتابكية دمشق. [ربيع الأول] [أتابكية دمشق] وفي ربيع الأول استقرّ في أتابكية دمشق علاّن (¬8) بذله في ذاك له (¬9). وتقرّر في تقدمة علاّن: شاد بك الجلبّاني دوادار السلطان (¬10) بدمشق. (¬11). وقرّر في طبلخانات شاد بك: قراجا الخازندار. ثمّ ما تمّ ذلك لما بذله البعض وأخذها (¬12). ¬

(¬1) في حوادث الزمان: «حسين». (¬2) هذه النسبة لم ترد في مصادر الترجمة. (¬3) في الأصل: «محاسنا». (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) هو الشهاب أحمد بن البدر بن محمد بن أويس المغربي. مقرىء. توفي بطرابلس في سنة 830 هـ‍. (تاريخ طرابلس 2/ 484، 485 وفيه مصادر ترجمته). (¬6) في الضوء اللامع، ونظم العقيان: مولده سنة ثمان وتسعين وسبعمائة. (¬7) انظر عن (يشبك الصوفي) في: النجوم الزاهرة 16/ 127، و 200، والدليل الشافي 2/ 788، 789 رقم 2658، والضوء اللامع 10/ 270 رقم 1075، ووجيز الكلام 2/ 727 رقم 1672، وحوادث الزمان 1/ 143 رقم 146، وبدائع الزهور 2/ 351، وتاريخ طرابلس 2/ 51 رقم 118، Sobernheim - P.P. 7172. (¬8) هو علاّن شلق المؤيّدي. (¬9) أتابكية دمشق في: النجوم الزاهرة 16/ 127. (¬10) في الأصل: «للسلطان». (¬11) النجوم الزاهرة 16/ 128. (¬12) النجوم الزاهرة 16/ 128.

عيث عربان الشرقية

[عيث عربان الشرقية] وفيه عاث عربان الشرقية بها وأفسدوا، فعيّن السلطان صهره برد بك، ثم أردفه ببرسباي البجاسي، حاجب الحجّاب، ثم تبعهما زين الدين الأستادار (¬1). [ثورة الجلبان] وفيه ثار الجلبان بعنبر الطنبدي، نائب المقدّم، فأوسعوه سبّا وضربا، وأضيف ذلك إلى تسليط مرجان المقدّم لأمر ما (¬2). [وفاة أبي الجود المزيّن] [2458]- وفيه مات الشيخ الفرضيّ، أبو الجود البنبي (¬3) المزيّن (¬4)، داود بن سليمان بن حسن بن عبد الله المالكيّ. / 124 أ / وكان عالما، فاضلا، بارعا في الفرائض والحساب، خيّرا، ديّنا، بشوشا، انتفع عليه في الفرائض جماعة، وسمع على جماعة، منهم: السراج قاريء «الهداية» وصنّف وألّف. ومولده سنة 79 (¬5). [الخلعة لابن المزلّق] وفيه وصل إلى القاهرة البدر حسن بن المزلّق ناظر جيش دمشق وخلع عليه (¬6). [إنتهاء بستان جانبك] وفيه كانت نهاية بستان جانبك نائب جدّة المعروف به، وجاء هائلا (¬7). ¬

(¬1) خبر العربان لم أجده في المصادر. (¬2) خبر ثورة الجلبان لم أجده في المصادر. (¬3) في الأصل: «البذي». (¬4) انظر عن (المزين) في: الضوء اللامع 3/ 211، 212 رقم 794، وبدائع الزهور 2/ 351، ونظم العقيان 111، رقم 79، ووجيز الكلام 2/ 725، 726 رقم 667، وكشف الظنون 1606، وإيضاح المكنون 1/ 557، ونيل الابتهاج ج 116، ومعجم المؤلفين 4/ 136. (¬5) وفي الضوء اللامع: ولد في سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة أو قبلها بقليل، ببنب من الغربية بالقرب من جزيرة بني نصر. وفي معجم المؤلفين: «الفنبي». وفي نظم العقيان: ولد سنة تسعين وسبعمائة. (¬6) خبر الخلعة في: بدائع الزهور 2/ 351. (¬7) خبر البستان لم أجده في المصادر.

ربيع الآخر

[ربيع الآخر] [وفاة قانباي الحمزاوي] [2459]- وفي ربيع الآخر مات قانباي الحمزاوي (¬1) نائب الشام. وكان وجيها في الدول متعاظما، جبّارا، ظالما، مسرفا على نفسه، سفّاكا للدماء، مضمرا العصيان. تنقّل في الخدم بعد موت أستاذه المؤيّد وهو أمير عشرة، حتى ولي نيابة الغيبة بمصر بعد أن تقدّم بها، ثم أسجن، ثم ولي أتابكية دمشق، ثم عاد إلى تقدمته بمصر، ثم ولي حماه، ثم طرابلس، ثم حلب مرتين، ثم دمشق. وكان سنّه زيادة على الثمانين سنة أو هي (¬2). [وفاة أمير هوارة] [2460]- وفيه مات أمير هوّارة، الشرف بن عمر (¬3) بن عيسى بن يوسف بن إسماعيل النبراوي (¬4)، الهواري، المالكيّ. وكان له نحوا من ثمانين سنة. وكان يستحضر الكثير من المسائل الفقهية ويذاكر الفقهاء ويجمعهم ويحسن إليهم كثير العبادة والتهجّد، ولي الإمرة مدّة وباشرها مباشرة حسنة. وكان من نوادر بني عمر. وولي الإمرة بعده ولده سليمان. وعيّن قايتباي - سلطان عصرنا الآن كان - لتسفيره وتقليده (¬5). [نيابة الشام] وفيه عيّن جانم الأشرفي نائب حلب لنيابة الشام (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (قانباي الحمزاوي) في: النجوم الزاهرة 16/ 201 - 103، والدليل الشافي 2/ 529 رقم 1817، ووجيز الكلام 2/ 726 رقم 1669، والضوء اللامع 6/ 195 رقم 661، وحوادث الزمان لابن الحمصي 1/ 144 رقم 147، وبدائع الزهور 2/ 351، وإعلام الورى 53، 54 رقم 60، والدارس 2/ 184، وتاريخ طرابلس 2/ 51 رقم 116. (¬2) في الدليل الشافي وفاته في سنة 862 هـ‍. (¬3) هكذا في بدائع الزهور 2/ 351، وفي النجوم الزاهرة 16/ 203 شرف الدين عيسى بن عمر، وفي الضوء اللامع 6/ 158 رقم 516، ووجيز الكلام 2/ 727 رقم 1674 وفيهما: عيسى بن يوسف بن عمر بن عبد العزيز الشرف الهواري. (¬4) لم ترد هذه النسبة في المصارد. (¬5) خبر سفر قايتباي لم يرد في المصادر. (¬6) خبر نيابة الشام في: النجوم الزاهرة 16/ 128، وبدائع الزهور 2/ 351.

نيابة حلب

[نيابة حلب] وعيّن الحاج إينال نائب طرابلس لنيابة حلب (¬1). [نيابة طرابلس] وعيّن إياس الطويل نائب حماه لنيابة طرابلس (¬2). [نيابة حماه] وعيّن جانبك التاجي نائب صفد لنيابة حماه (¬3). [نيابة صفد] وعيّن خير بك النوروزي نائب غزّة لنيابة صفد (¬4). [نيابة غزة] وقرّر في نيابة غزّة بعد ذلك برد بك العبد الرحماني أحد مقدّمين (¬5) الألوف بدمشق (¬6). وعدّت هذه الولايات من حسن تصرفّات الأشرف إينال هذا، وإنها على القاعدة الملوكية على أنها كانت ببذل المال، ما عدا جانم (¬7). وعدّت هذه من النوادر لما هو ظاهر. [تقرير تقدمة] ثم بعد ذلك قرّر قراجا الخازندار الظاهري في تقدمة برد بك العبد الرحماني (¬8). [الأمر بإحضار أبي الخير] وفيه خرج الأمر السلطاني بحضور النحّاس أبا (¬9) الخير إلى القاهرة، ثم أبطل ذلك (¬10). ثم كان ذلك في رجب، كما سيأتي. ¬

(¬1) خبر نيابة حلب في: النجوم الزاهرة 16/ 128، وبدائع الزهور 2/ 352. (¬2) خبر نيابة طرابلس في: النجوم الزاهرة 16/ 128، وبدائع الزهور 2/ 352. (¬3) خبر نيابة حماه في: النجوم الزاهرة 16/ 128، وبدائع الزهور 2/ 352. (¬4) خبر نيابة صفد في: النجوم الزاهرة 16/ 128، وبدائع الزهور 2/ 352. (¬5) الصواب: «أحد مقدّمي». (¬6) خبر نيابة غزة في: النجوم الزاهرة 16/ 128، 129، وبدائع الزهور 2/ 352. (¬7) النجوم الزاهرة 16/ 129، بدائع الزهور 2/ 352. (¬8) خبر التقدمة في: النجوم الزاهرة 16/ 129، وبدائع الزهور 2/ 352. (¬9) الصواب: «أبي». (¬10) خبر أبي الخير في بدائع الزهور 2/ 352.

وفاة الجزولي

[وفاة الجزولي] [2461]- / 124 ب / - وفيه مات أبو عبد الله الجزوليّ (¬1)، محمد بن سليمان بن داود المغربي، المالكيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا في الفقه والعربية، خيّرا ديّنا، كريم النفس. سمع بالمغرب كثيرا، وحجّ وقطن مكة، وبها بغته الأجل. ومولده سنة ثمانين وسبعمائة (¬2). [تقرير إمرة عشرة] وفيه أقرّ برد بك التاجي، ودقماق اليشكبي كلّ [أمير] (¬3) عشرة (¬4). [جمادى الأول] [منع التعامل بالفلوس العتق] وفي جماد الأول نودي بأن لا يتعامل أحد بالفلوس العتق بل بالجدد التي ضربها السلطان باسمه، وجعل كل ثمانية أفلس (¬5) منها بدرهم نقرة. وكان قد عقد قبل ذلك مجلس بالقضاة بسبب ذلك. ثم نودي في ثاني يوم هذه المناداة بإعادة التعامل بالفلوس العتق بالميزان، على أن يكون الرطل منها بأربعة وعشرين درهما (¬6). [إمرة الحاج] وفيه خلع على برد بك صهر السلطان بإمرة الحاج، وعلى كسباي بإمرة الأول، ¬

(¬1) انظر عن (الجزولي) في: النجوم الزاهرة 16/ 203، 204، ووجيز الكلام 2/ 726 رقم 1668، والضوء اللامع 7/ 258، 259 رقم 651، وفهرس مخطوطات كويريلي 3/ 33، ودليل مؤرّخ المغرب لابن سوده 381، ومعجم المؤلفين 10/ 50، والمعجم الشامل للتراث العربي 2/ 62، 63، وكشف الظنون 759، وفهرس المخطوطات الإسلامية في قبرص 309، 310 رقم 555. و «الجزولي»: نسبة إلى الجزولة من قبائل البربر من بلاد المغرب، بفتح المعجمة. (¬2) في النجوم الزاهرة مولده في سنة 807 هـ‍. وفي الضوء اللامع: مولده في سنة 806 أو في التي بعدها. وفي المعجم الشامل، وفهرس المخطوطات في قبرس وفاته في سنة 870 هـ‍. (¬3) إضافة للتوضيح. (¬4) خبر إمرة عشرة لم أجده في المصادر. (¬5) هكذا جمعها: فلوس. (¬6) خبر الفلوس لم تذكره المصادر.

كتابة السر بمصر

وعلى يرشباي (¬1) الإينالي بباشية الجند بمكة المشرّفة. وكتب بحضور أسندمر الجقمقيّ (¬2). [كتابة السر بمصر] وفيه أعيد إلى كتابة السرّ بمصر المحبّ بن الشحنة، وكان قدم من حلب عن قريب، وصرف المحبّ بن الأشقر، وكان ذلك آخر صرفاته، فإنه مات بعد ذلك كما سيأتي عن قريب (¬3). [إمارة هوّارة] وفيه صرف سليمان بن عمر عن إمرة هوّارة قبل أن يتكلّم فيها، وقرّر فيها ولد عمّه أحمد بن إسماعيل. وكان لما قرّر السلطان سليمان، بلغه وقوع خلف في هوّارة على عادتهم في ذلك، فعيّن يشبك الفقيه بالتوجّه للكشف عن ذلك، وعن ترضّي هوّارة أن يكون أميرا عليها، فعاد بعد ذلك وعلى يده محضر بأنهم لا يرضون بسليمان بل بأحد بني إسماعيل، فقرّر السلطان أحمد هذا، وعيّن مسفّرا معه سنطباي. وأبطل قايتباي المعيّن مع سليمان (¬4). [وفاة محمد النبراوي] [2462]- وفيه مات محمد النبراوي (¬5)، الحنفيّ، أحد نوّاب الحكم. وكان عارفا بصناعة القضاء. [نظارة الجيش] وفيه خلع على الشرف الأنصاري باستمراره على نظارة الجيش. ولما نزل بخلعته كما هو اعترضه بعض جلبان السلطان من أقارب جرباش قاشق، فضربه ضربا مبرحا كونه تزوّج بالخوندانية جرباش، وما التفت إليه ولا أرضاه بشيء، وعدّت من النوادر (¬6). ¬

(¬1) في الأصل: «برسباي». (¬2) خبر إمرة الحاج في: النجوم الزاهرة 16/ 129. (¬3) خبر كتابة السر في: النجوم الزاهرة 16/ 129، وبدائع الزهور 2/ 352. (¬4) خبر إمارة هوّارة لم يرد في المصادر. (¬5) انظر عن (النبراوي) في: النجوم الزاهرة 16/ 204، والضوء اللامع 6/ 306 رقم 1015، وبدائع الزهور 2/ 352 واسمه: محمد بن أحمد بن حسين بن ناصر الدين بن الشهاب النبراوي القاهر. (¬6) خبر نظارة الجيش في: النجوم الزاهرة 16/ 129، وبدائع الزهور 2/ 352، 353.

جمادى الآخر

[جمادى الآخر] [نيابة طرابلس] وفي جماد الآخر دخل إياس الطويل إلى طرابلس على نيابتها وباشرها بأقبح سيرة، وظلم وعسف (¬1). [الطاعون بحلب] وفيه فشا الطاعون بحلب وبلادها وجرف الناس جرفا (¬2) حتى وصل إلى القاهرة بعد ذلك في الآتية. [رجب] [القبض على الشرف الأنصاري] في رجب قبض على / 125 أ / الشرف الأنصاريّ، وسلّم لفيروز الخازندار، فوكّل به بطبقة الزمّامية ليصادره على مال، وصرف عن نظر الجيش (¬3). ثم قرّر فيها البرهان بن الديريّ (¬4). وقرّر في نظر الكسوة أحمد بن الكويز (¬5). [وفاة البرهان بن الأشقر] [2463]- وفيه مات البرهان بن الأشقر (¬6)، إبراهيم بن محمد بن عثمان بن سليمان القرميّ الأصل، التركي، القاهري، الحنفيّ. وكان شابّا ذكيا، اشتغل وقرأ وسمع، وأسف والده المحبّ ناظر الجيش عليه حتى لحق به، وكان بينهما أياما (¬7). فإنّ هذا مات في أوائل رجب أو أواخر جماد ¬

(¬1) خبر نيابة طرابلس في: النجوم الزاهرة 16/ 128، ومنتخبات من بدائع الزهور (طبعة كتاب الشعب، مصر) 4/ 446، وهو توفي سنة 877 هـ‍. (بدائع الزهور 3/ 350، وصفحات لم تنشر من بدائع الزهور - طبعة دار المعارف، مصر 1951 - ص 14 وطبعة 1963 - ج 3/ 71، وتاريخ طرابلس 2/ 51 رقم 121). (¬2) خبر الطاعون في: النجوم الزاهرة 16/ 129، وبدائع الزهور 2/ 352. (¬3) خبر القبض على الأنصاري في: النجوم الزاهرة 16/ 129، وبدائع الزهور 2/ 352، 353 وفيه سلّم إلى خاير بك الخازندار. (¬4) النجوم الزاهرة 16/ 129، بدائع الزهور 2/ 353. (¬5) بدائع الزهور 2/ 353. (¬6) انظر عن (ابن الأشقر) في: الضوء اللامع 1/ 153، 154، وبدائع الزهور 2/ 353 وفيه يعرف بابن سليمان القرمي. ولم يذكر في الطبقات السنية في تراجم الحنفية للغزّي، مع أنه حنفيّ. (¬7) الصواب: «وكان بينهما أيام».

ضرب الجلبان للوزير

الآخر (¬1) والمحبّ في أواخره، كما سنذكره (¬2). [ضرب الجلبان للوزير] وفيه لما نزل الزين الأستادار من القلعة اعترضه جاعة من الجلبان فأحسّ بالشرّ وفرّ هاربا منهم، وصادف هربه نزول الوزير فثاروا به وضربوه بالدبابيس ضربا مبرحا وبهدلوه. وبلغ السلطان ذلك فلم يكترث به. وزاد شرّ الجلبان، وإذا هم في هذه الأيام إلى الغاية بحيث خرجوا في ذلك عن الحدّ. ثم اعترضوا في ثاني يوم من غير ما موجب المحبّ بن الشحنة كاتب السرّ أيضا وبهدلوه وضربوه بالدبابيس من غير سبب سوى التشفّي وتخويف الناس (¬3). [وفاة المحبّ بن الأشقر] [2464]- وفيه مات المحبّ بن الأشقر (¬4)، كاتب السرّ، وناظر الجيش، وشيخ الشيوخ، محمد بن عثمان بن سليمان الكرادي (¬5)، الحنفيّ. وكان فاضلا، أدوبا، رئيسا، حشما، عاقلا، سيوسا، مدبّرا، خيّرا، ديّنا، وضيئا، نيّرا، حسن السمت والملتقى، من أعيان رؤساء مصر وأكابرهم. وولي عدّة وظائف جليلة، منها: مشيخة سرياقوس، ونظر الجيش، وكتابة السرّ غير ما مرة، بل واستخلف على القضاة، وعدّ من قضاة مصر. سمع الحديث على جماعة. ومولده سنة بضع وسبعين (¬6) وسبعمائة. ¬

(¬1) في الضوء: مات ليلة الثلاثاء في العشرين من جمادى الثانية. (¬2) ومولده سنة 777 هـ‍. (¬3) خبر الجلبان في: النجوم الزاهرة 16/ 130، ووجيز الكلام 2/ 721. (¬4) انظر عن (المحب بن الأشقر) في: النجوم الزاهرة 16/ 204، 205، والدليل الشافي 2/ 653 رقم 2245، ووجيز الكلام 2/ 725 رقم 1665، والضوء اللامع 8/ 143 - 145 رقم 335، وذيل رفع الإصر 266 - 278، ونظم العقيان 153 رقم 159، وبدائع الزهور 2/ 353. (¬5) الكرادي: نسبة لكراد بفتح الراء الخفيفة، قبيلة من التركمان، ووهم العيني فنسبه تركمانيا. (الضوء 8/ 143). وتصحّفت النسبة في نظم العقيان إلى: «الكراوي». (¬6) في النجوم، والضوء، ولد قبل سنة 780، وفي ذيل رفع الأصر مولده سنة 780، وفي الدليل الشافي ولد في حدود سنة 778 تقريبا، وفي بدائع الزهور ولد سنة 777 هـ‍، وفي نظم العقيان ولد بعد سنة 770 هـ‍.

دوادارية السلطان

[دوادارية السلطان] وفيه قرّر المخلّع محمد بن القسّاسي في دوادارية السلطان بحلب (¬1). [نيابة القدس] وفيه قرّر في نيابة القدس حسن بن أيوب على عادته، وصرف ابن (¬2) شهري (¬3). [وفاة المحبّ بن الفاقوسي] [2465]- وفيه مات المحبّ بن الفاقوسيّ (¬4)، محمد بن محمد بن حسن بن سعد بن محمد بن يوسف بن حسن. ومولده سنة 782. [استدعاء ابن النحاس إلى القاهرة] وفيه خرج الإذن حقيقة لأبي الخير النحاس بحضوره إلى القاهرة (¬5). [شعبان] [وفاة خير بك الأشقر] [2466]- وفي شعبان مات خير بك الأشقر (¬6) المؤيّدي، الأمير اخور الثاني. وكان متهوّرا يدخل بنفسه فيما لا يعنيه (¬7). [الحريق بمدينة جدّة] وفيه وقع حريق بمدينة جدّة، وكان هائلا (¬8). [تقرير برد بك هجين بالإمرة] وفيه قرّر برد بك هجين الظاهري في إمرة خير بك الأشقر (¬9). ¬

(¬1) خبر الدوادارية في: النجوم الزاهرة 16/ 130. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر نيابة القدس في: النجوم الزاهرة 16/ 130، وبدائع الزهور 2/ 353. (¬4) انظر عن (ابن الفاقوسي) في: النجوم الزاهرة 16/ 205، والضوء اللامع 9/ 71، 72 رقم 190، وبدائع الزهور 2/ 353. (¬5) خبر ابن النحاس في: النجوم الزاهرة 16/ 131. (¬6) انظر عن (خير بك الأشقر) في: النجوم الزاهرة 16/ 205، 206، طبعة بوبر 7/ 625 نقلا عن حوادث الدهور، والضوء اللامع 3/ 210 رقم 785، وبدائع الزهور 2/ 353. (¬7) في الضوء اللامع: جاوز الستين. وفي النجوم الزاهرة: جاوز السبعين. (¬8) خبر الحريق في: النجوم الزاهرة 16/ 131. (¬9) خبر برد بك في: النجوم الزاهرة 16/ 131، وبدائع الزهور 2/ 353.

تقرير إقطاع

[تقرير إقطاع] / 125 ب / وقرّر في إقطاع برد بك تغري بردي الأشرفي أحد مماليك السلطان قديما (¬1). [تقرير قراجا الطويل] وقرّر في إقطاع تغري بردي: قراجا الطويل الأشرفي أحد مماليك السلطان أيضا (¬2). [تقرير بالأمير اخورية] وفيه قرّر في الأمير اخورية الثانية يلباي الإينالي المؤيّدي، عوضا عن خير بك الأشقر (¬3). ويلباي هذا هو الذي تسلطن بعد ذلك ولقّب بالظاهر كما سيأتي في سنة اثنتين وسبعين. [رأس نوبة الجمدارية] وفيه قرّر في رأس نوبة الجمدارية عوضا عن قراجا الطويل: دولات باي الظاهريّ (¬4). [تقرير رأس النوبة] وقرّر في نيابة الرأس نوبة هذه إنسان يقال له قايتباي الأشرفي، فوقع من غريب النوادر العجيبة أنّ السلطان لما ولي هذه الولايات ثار شخصا (¬5) من جلبانه يقال له برسباي فشهر سيفا مصلتا بيده بالقصر السلطاني في الملأ العام، واستشاط واحد في الصياح والعياط وهو يقول: «لم لم أولّ أنا واحدة من ذي (¬6) الوظيفتين»، ووقع منه أمور يستحى من ذكرها. وما تكلّم السلطان ولا قابله حتى ولا بعتاب. وعدّ هذا من النوادر (¬7). [الإفراج عن الشرف الأنصاري] وفيه أفرج عن الشرف الأنصاري بعد أن صودر على جملة من المال (¬8). ¬

(¬1) خبر الإقطاع في: النجوم الزاهرة 16/ 131. (¬2) خبر قراجا في: النجوم الزاهرة 16/ 131. (¬3) خبر الأمير اخورية في: النجوم الزاهرة 16/ 131، وبدائع الزهور 2/ 353. (¬4) خبر رأس النوبة في: النجوم الزاهرة 16/ 131. (¬5) الصواب: «ثار شخص». (¬6) الصواب: واحدة من هاتين». (¬7) خبر رأي النوبة في: النجوم الزاهرة 16/ 131. (¬8) خبر الإفراج في: النجوم الزاهرة 16/ 131، وبدائع الزهور 2/ 353.

مقتل نانق الظاهري

[مقتل نانق الظاهري] [2467]- وفيه أحضر إلى السلطان اثنان من جلبانه قتلا إنسانا يقال له نانق الظاهري، وضربهما وحبسهما فقط، ولم يقتصّ منهما ولا سألهما عن القتيل (¬1). [وفاة الشهاب الإخميمي] [2468]- وفيه مات الشهاب الإخميميّ (¬2)، إمام السلطان، أحمد بن محمد الأنصاري، الحنفيّ. وكان مقرئا، خيّرا، ديّنا، فاضلا. أقرّه الظاهر في أيام إمرته، وبه ومن بعده من السلاطين، وقرّره الأشرف إينال في خطابة تربته. [2469]- وهو والد الناصر الإخميمي (¬3) قاضي الحنفية بمصر الآن. توفي سنة اثنتين وتسعمائة (¬4). رحمه الله. [عيث الفرنج بالسواحل] وفي كثر عيث الفرنج بسواحل بلاد المسلمين حتى تضرّر الخلق من ذلك (¬5). [رمضان] [وفاة الشرف ابن الخشاب] [2470]- وفي رمضان مات الشرف بن الخشاب (¬6)، محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن عمر بن خالد بن عبد المحسن بن نشوان بن عبد الله بن عبد الرحمن المخزومي، القاهريّ. ¬

(¬1) انظر عن (نانق) في: النجوم الزاهرة 16/ 131، والضوء اللامع 10/ 197 رقم 843. (¬2) انظر عن (الإخميمي) في: النجوم الزاهرة 16/ 206، ووجيز الكلام 2/ 725 رقم 1666، والضوء اللامع 2/ 89 رقم 263، وبدائع الزهور 2/ 353. واسمه: أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الوهاب. (¬3) هو: محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الوهاب. انظر عنه في: الضوء اللامع 7/ 124 رقم 267 في ترجمة جدّه محمد بن أحمد بن الشيخ، وحوادث الزمان لابن الحمصي 2/ 15، وبدائع الزهور 2/ 353 و 368، 369. (¬4) هذا التاريخ يتجاوز سنة 896 هـ‍. التي ينتهي بها الكتاب. (¬5) خبر عيث الفرنج في: بدائع الزهور 2/ 353. (¬6) انظر عن (ابن الخشاب) في: الضوء اللامع 6/ 264 - 286 رقم 958، وبدائع الزهور 2/ 354.

قدوم النحاس على السلطان

وكان عالما، فاضلا، بارعا في فنون، منها الطبّ، وولي تدريسه بجامع ابن (¬1) طولون وله نظم. وسمع الحديث على جماعة، منهم: الشرف بن الكويك. ومولده سنة ثلاث وتسعين، وسبعمائة (¬2). [قدوم النحاس على السلطان] وفيه قدم النحاس إلى القاهرة فصعد إلى بين يدي السلطان وخلع عليه كاملية، ونزل إلى داره، وهرع الناس إليه، / 126 أ / ثم قدّم للسلطان تقدمة هائلة وهي اثنين وسبعين (¬3) فرسا، وثلاثين (¬4) بغلاّ. (¬5) [نهب العبيد والغلمان للنساء] وفيه ثار جماعة من العبيد والغلمان مع عدّة من جلبان السلطان، ونهبوا النساء في يوم الجمعة ثاني عشر بالجامع العتيق العمريّ (¬6)، وأفحشوا في ذلك حتى خرجوا عن الحدّ، ولم يسأل عنهم (¬7). [نظر الذخيرة] وفيه استقرّ النحّاس في نظر الذخيرة ووكالة بيت المال. وكان ذلك آخر سعده، فإنه مات بعد ذلك عن قريب في الآتية بعد أمور جرت عليه (¬8). [وفاة الزين القساسي] [2471]- وفيه مات الزين القساسي (¬9)، حاجب الحجّاب بحلب، قاسم بن جمعة. وهو على نيابة قلعة حلب. وكان لا بأس به، وفيه حشمة. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الضوء اللامع: مات سنة 873 هـ‍. (¬3) الصواب: «وهي اثنان وسبعون». (¬4) الصواب: «وثلاثون». (¬5) خبر قدوم النحاس في: النجوم الزاهرة 86/ 132، وبدائع الزهور 2/ 354. (¬6) العمري: نسبة لعمرو بن العاص. وهو جامع الفسطاط. (¬7) خبر النهب في: بدائع الزهور 2/ 354. (¬8) خبر الذخيرة في: النجوم الزاهرة 16/ 132، وبدائع الزهور 2/ 354. (¬9) في الأصل: «العباسي» وهو تصحيف. وانظر عن (القسّاسي) في: النجوم الزاهرة 16/ 206، والضوء اللامع 6/ 180 رقم 613، وبدائع الزهور 2/ 354.

حجوبية الحجوبية بطرابلس

[حجوبية الحجوبية بطرابلس] وفيه استقرّ خشقدم (¬1) الأردبغاوي (¬2) في حجوبية الحجّاب بطرابلس، وصرف شاد بك الصارميّ، وحمل خشقدم هذا مالا له صورة. [قدوم حاكم قبرس إلى القاهرة] وفيه قدم إلى القاهرة جاكم بن جوان الفرنجي ولد ملك قبرس ليلي ملك والده. وكان السلطان لم يمض الولاية لأخته (¬3). وكان لجاكم هذا ما سنذكره. [انحسار الطاعون في نواحي حلب] وفيه خفّ الطاعون من نواحي حلب، وأخذ يفشوا (¬4) في قراها. ويقال إنه أحصي من مات بها فكان زيادة على المائتي ألف إنسان (¬5). [شوال] [ضرب الجلبان لأبي الخير النحاس] وفي شوال ثار بعض جلبان السلطان بأبي الخير النحاس وضربوه ضربا مؤلما، وأخذوا عمامته وبهدلوه جدّا، وكان موعوكا وهو يظهر الجلادة ويركب وينزل، فزاد وعكه، وساء مزاجه، وأخذ أمره في الانحطاط، ثم لزم الوساد وجرى عليه ما لا يحدّ من الأنكاد حتى مات كما سيأتي (¬6). [إقامة الموكب لملك قبرس] وفيه أقيم الموكب بالحوش وصعد جاكم لبين يدي السلطان هو ومن قدم معه من فرنج قبرس، فخلع السلطان عليه وعلى اثنين ممن معه، ووعده بتخليص ملك أبيه ومساعدته، ونزل على مركوب خاص بالسرج الذهب والكنبوش الزركش وهو في موكب حافل لمكانه الذي أعدّ لنزوله، وأطلقت العامّة ألسنتها منكرة لما رأوه من ركوبهم لهم حكم ذلك (¬7) شرعا. ثم صار جاكم هذا يركب وينزل ويتوجّه إلى حيث شاء وأراد إلى أن كان له ما سنذكره (¬8). ¬

(¬1) انظر عن (خشقدم) في: النجوم الزاهرة 16/ 132. (¬2) في النجوم: «أرنبغا»، والمثبت يتفق مع النسخة المطبوعة في كاليفورنيا. (¬3) خبر حاكم قبرس في: النجوم الزاهرة 16/ 132، 133، وبدائع الزهور 2/ 354. (¬4) الصواب: «يفشو». (¬5) خبر الطاعون في النجوم الزاهرة 16/ 133، وبدائع الزهور 2/ 354. (¬6) خبر ضرب الجلبان في: النجوم الزاهرة 16/ 133. (¬7) كذا وردت الجملة مضطربة. (¬8) خبر الموكب في: النجوم الزاهرة 16/ 133.

وفاة المعين ابن العجمي

[وفاة المعين ابن العجمي] [2472]- وفيه مات المعين بن العجميّ (¬1)، عبد اللطيف بن أبي بكر بن سليمان بن إسماعيل الحلبي، الشافعيّ. وكان حشما، غير خال من فضيلة. سمع على جماعة، وولي نيابة كتابة السرّ عن أبيه، ثم كتابة سرّ حلب، ثم أعيد إلى نيابة كتابة السرّ بمصر. ومولده (سنة [12] 8) (¬2). [نيابة قلعة حلب] / 126 ب / وفيه قرّر في نيابة قلعة حلب عمر بن قاسم القسّاسي، عوضا عن أبيه (¬3). [كسر النيل] وفيه في سادس عشر مسرى كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل الشهاب أحمد ولد السلطان لتخليق المقياس، وفتح الخليج على العادة (¬4). [خروج الحاج] وفيه خرج الحاج من القاهرة (¬5). [وفاة سودون القرماني] [2473]- وفيه مات سودون (¬6) من سيدي بك القرماني، الناصريّ، أتابك حلب. [ذو القعدة] [الأمر بإنشاء الأسطول] وفي ذي قعدة أمر السلطان بإنشاء أصطول لأجل تعيين جماعة من الجند للغزاة ¬

(¬1) انظر عن (ابن العجمي) في: النجوم الزاهرة 160/ 206، وطبعة بوبر (كاليفورنيا) 7/ 626، والضوء اللامع 4/ 425، 326 رقم 896، ووجيز الكلام 2/ 724، 725 رقم 1664، وبدائع الزهور 2/ 354. (¬2) ما بين القوسين عن الهامش. والإضافة من المصادر. وفي النجوم: عمره نيّف عن خمسين سنة. (¬3) خبر نيابة قلعة حلب في بدائع الزهور 2/ 354. (¬4) خبر كسل النيل في: بدائع الزهور 2/ 354. (¬5) خبر الحاج في: النجوم الزاهرة 16/ 133، ووجيز الكلام 2/ 721، وبدائع الزهور 2/ 354. (¬6) انظر عن (سودون) في: النجوم الزاهرة 16/ 206، 207، والضوء اللامع 2/ 284 رقم 1078، ومنتخبات من حوادث الدهور 2/ 199، وتاريخ طرابلس 2/ 82 رقم 46.

سفر الأسطول إلى قبرس

فيه، وبعث ابن (¬1) ملك قبرس ليملك عوضا عن أبيه. وكان السلطان قد لهج بعمارة الأصطول في الشهر الماضي حتى ابتدئت بذلك في هذا الشهر في أوله، وأقام سنقر الزردكاش شادّا متحدّثا على ذلك. وظهر منه بعد ذلك في أثناء إنشائه لهذا الأصطول من الظلم والعسف والتعدّي ما لا يعبّر عنه (¬2). [سفر الأسطول إلى قبرس] وفيه بعد الأخذ في إنشاء المراكب عيّن السلطان تغري بردي الطيّاري للتوجّه إلى قبرس وكشف الأخبار عن حال عدم تولية جاكم ولد الملك مع ذكوريّته، وتأخّره وتقدّم الأنثى عليه، وإعلام أهل قبرس في أنّ عرض السلطان تولية جاكم والعود إليه بحقيقة الحال بسرعة (¬3). [وفاة المحبّ ابن الشمّاع] [2474]- وفيه مات الشيخ العالم، الواعظ، المذكّر، شيخ حلب، المحبّ بن الشمّاع (¬4)، محمد بن علي بن أحمد بن إسماعيل (¬5) بن أحمد بن علي بن إبراهيم الحمويّ، الحلبي، الشافعيّ. وكان إماما عالما، فاضلا، عاملا، قدوة، مسلّكا، واعظا، مذكّرا للناس، نافعا لهم، مهابا من الظلمة، رادعا لهم، مقبول الشفاعة. سمع على جماعة. ومولده سنة 791. [وفاة الشهاب الشرائطي] [2475]- وفيه مات الشهاب الشوايطيّ (¬6)، أحمد بن علي بن عمر بن أبي ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر الأسطول في: النجوم الزاهرة 16/ 133، 134، وبدائع الزهور 2/ 354، 355. (¬3) خبر سفر الأسطول في: النجوم الزاهرة 16/ 143، وبدائع الزهور 2/ 355. (¬4) انظر عن (ابن الشمّاع) في: النجوم الزاهرة 16/ 207، وعنوان العنوان، رقم 757، وإعلام النبلاء 5/ 260 - 262 رقم 609، والضوء اللامع 9/ 142، 143 رقم 358، ووجيز الكلام 2/ 722، 723 رقم 1660، وحوادث الزمان لابن الحمصي 1/ 145 رقم 149، وبدائع الزهور 2/ 255، وشذرات الذهب 7/ 302، وكشف الظنون 893 و 1860، وهدية العارفين 2/ 2882، ومعجم المؤلفين 11/ 243، 244. (¬5) اسمه في وجيز الكلام: محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل. . . (¬6) انظر عن (الشوايطي) في: معجم شيوخ ابن فهد 67، 68، وعنوان العنوان، رقم 44، والضوء 2للامع 2/ 28، 29، رقم 76، وحوادث الزمان 1/ 144 رقم 147، وبدائع الزهور 2/ 355. =

ذو الحجة

بكر (¬1) بن سالم الكلاعي، الحميري، اليمني، المقرىء، الشافعيّ. وكان من أكابر العلماء، خيّرا، ديّنا. ومولده سنة إحدى وثمانين وسبعمائة. [ذو الحجة] [التخوّف من تحرّك الجلبان] وفي ذي حجّة كان عيد النحر بالإثنين، وكان يشاع بأنّ جلبان السلطان في ضميرهم إيقاع فعل، وصار الناس يرجون ذلك ولم يقع فيه ما يكره (¬2). [وفاة بايزيد التمربغاوي] [2476]- وفيه مات بايزيد (¬3) التمربغاويّ. وكان عاقلا، سيوسا، ساكنا، متواضعا، كثير البشاشة، تنقّل في الخدم بعد موت أستاذه تمربغا المشطوب نائب حلب، حتى صيّر من مقدّمين (¬4) الألوف. [مقدّميّة الألوف] وفيه استقرّ السلطان بسودون الإينالي / 127 أ / المؤيّدي في جملة مقدّمين (¬5) الألوف، عوضا عن بايزيد. وقرّر في طبلخانات سودون خشكلدي القوامي (¬6). * * * [منازلة العبد الوادي تلمسان] وفيها - أعني هذه السنة - نازل محمد بن أبي ثابت العبد الوادي تلمسان وبها قريبه المعتصم أحمد بن أبي حمّو، ولا زال به حتى ملكها منه وأخرجه (¬7). ¬

= و «الشوايطي»: نسبة إلى شوايط: بمعجمة ثم مهملة، بلدة بقر تعز من بلاد اليمن. وفي الأصل: «الشرايطي» وهو تصحيف. (¬1) في حوادث الزمان: أبو العباس أحمد بن علي بن عمر بن أحمد بن أبي بكر بن سالم. (¬2) خبر التخوّف لم أجده في المصادر. (¬3) انظر عن (بايزيد التمربغاوي) في: النجوم الزاهرة 16/ 134 و 207، 208، والضوء اللامع 11/ 150 رقم 488 وفيه «أبو يزيد»، بدائع الزهور 2/ 355. (¬4) الصواب: «من مقدّمي». (¬5) الصواب: «من جملة مقدّمي». (¬6) خبر المقدّمية في: النجوم الزاهرة 16/ 134، وبدائع الزهور 2/ 355. (¬7) خبر المنازلة لم أجده في المصادر.

تخوف الناس من الجلبان

[تخوّف الناس من الجلبان] وخرجت هذه السنة والناس في أمر مريج بمصر من جهة الجلبان لكثرة أذاهم وظلمهم وعسفهم وأخذ أموال الناس وإفساد حريمهم وأولادهم وخطف العمائم وسلب المارّة بالطرقات خارج القاهرة بل وداخلها بحيث زال الأمن بالكلّية، وأصلحت الدروب وصارت تغلق من النساء (¬1). هذا كلّه والأراجيف عمّالة بمجيء الطاعون، ولهج الناس بذلك، حتى كان ما تفاءلوا (¬2) به في السنة الآتية (¬3)، (كما ستراه) (¬4). ¬

(¬1) كذا في الأصل. ولعلّ المراد: «تغلق من المساء». (¬2) هكذا. والصواب أن يقول: «تشاءموا». (¬3) خبر التخوّف لم يرد في المصادر. (¬4) عن الهامش.

سنة أربع وستين وثمانماية

[سنة أربع وستين وثمانماية] [محرّم] [وفاة الجلال المحلّي] [2477]- في محرّم حين استهلّ مات العلاّمة الصالح، الجلال، المحلّي (¬1)، محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن هاشم الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، عاملا، بارعا، كاملا، صالحا، خيّرا، ديّنا، طارحا للتكّلف، ظهرت له الكرامات، ماهرا في الفنون عقليّها ونقليّها، مع متانة الدين وقوّة اليقين. سمع على جماعة منهم الشرف بن الكويك، وولي تدريس الفقه الشافعي بالبرقوقية والمؤيّدية، وألّف وصنّف الكتب الحافلة الجليلة، وكان يواجه أكابر الولاة والحكام والقضاة بما يكرهونه وهم له خاضعون. انتفع به جمع من الطلبة وفضلوا. وله شهرة تغني عن مزيد التعريف به. ومولده سنة أحد (¬2) وتسعين وسبعمائة. [وفاة قيزطوغان العلائي] [2478]- وفيه مات بدمشق بطّالا قيزطوغان (¬3) العلائي، الأستادار. ¬

(¬1) انظر عن (المحلّي) في: النجوم الزاهرة 16/ 209، وعنوان العنوان، رقم 597، ووجيز الكلام 2/ 729، 730 رقم 1675، والضوء اللامع 7/ 39 - 41 رقم 82، والمنجم في المعجم 177 رقم 134، وحسن المحاضرة 1/ 443، 444، وحوادث الزمان 1/ 146 رقم 150، وبدائع الزهور 2/ 355، وطبقات المفسّرين للداوودي 2/ 80، 81 رقم 446، والبدر الطالع 2/ 115، 116 رقم 404، وشذرات الذهب 7/ 303، 304، وديوان الإسلام 4/ 237 رقم 1988، وكشف الظنون 124 و 407 و 445 و 492 و 573 و 595 و 613 و 623 و 1064 و 1135 و 1333 و 1807 و 1833 و 1873 و 2206، وإيضاح المكنون 1/ 147 و 2/ 210 و 385، وهدية العرافين 2/ 202، وفهرست الخديوية 4/ 209، والأعلام 335، ومعجم المؤلفين 18/ 311، 312، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 5/ 55، 56، وفهرس المخطوطات الإسلامية في قبرص 53، 54 رقم 55 وص 427، 428 رقم 788، و Brockelmann G 2 - 114, S 2 - 140 ، ومختارات من الخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 727 رقم 1347، والفهرس المختصر للمخطوطات العربية والإسلامية بدار الكتب الوطنية، في المجمع الثقافي بأبو ظبي 2/ 143 رقم 592. (¬2) الصواب: «سنة إحدى». (¬3) انظر عن (قيزطوغان) في: =

وفاة النور إمام جامع الأزهر

وهو في شيخوخته، وكان أدوبا، حشما، شهما، ذا عقل ورأي، وتدبير، وشجاعة، وكرم نفس، وسياسة. تنقّل من إمرة عشرة إلى أن صيّر أستادارا كبيرا، ثم محن، ثم أفرج عنه، وتقدّم بدمشق، ثم محن ثانيا، ثم أفرج عنه. [وفاة النور إمام جامع الأزهر] [2479]- وفيه مات النور إمام جامع الأزهر (¬1)، علي المقري، الشافعيّ. وكان خيّرا، ديّنا، صالحا، انتفع عليه جماعة في السّبع. [وفاة المجد الكتبي] [2480]- ومات المجد الكتبي (¬2)، أبو السعادات، محمد بن محمد بن علي بن صلاح الحنفيّ. / 127 ب / وكان غير ناجب مع إشغاله، ووجد له بعد موته زيادة على الأربعة آلاف مجلّد. وله في بيع الكتب نوادر غريبة. وكان بيده إمامة الصرغتمشية. [عودة الأمراء من الجون] [2481]- وفيه قدم من كان خرج إلى الجون من الأمراء والجند ما عدا قانباي قراسقل (¬3) فإنه مات في الخالية. وكان لا بأس به. وكان في هذه السفرة جانبك كوهيه، ومغلباي طاز، وبرد بك المشطوب (¬4)، وكانوا لما عادوا غنموا مركب الفرنج وأسروا منه جماعة أصعدوا للسلطان، وكانوا زيادة على المائة وخمسين (¬5) نفرا، فأمر السلطان حين عرضوا عليه بضرب رقاب جماعة منهم ¬

= النجوم الزاهرة 16/ 209. (¬1) انظر عن (إمام جامع الأزهر) في: النجوم الزاهرة 16/ 210. (¬2) انظر عن (المجد الكتبي) في: النجوم الزاهرة 16/ 211، وعنوان العنوان، رقم 761، والضوء اللامع 9/ 148، 149 رقم 376، وحوادث الزمان 1/ 146 رقم 151. (¬3) انظر عن (قانباي قراسقل) في: النجوم الزاهرة 16/ 207، والضوء اللامع 6/ 196، 197 رقم 667 وفيه: قانباي المؤيّدي شيخ ويعرف بالساقي وبقراسقل، وبدائع الزهور 2/ 356، وتاريخ طرابلس 2/ 83 رقم 54. (¬4) النجوم الزاهرة 16/ 134. (¬5) الصواب: «المائة والخمسين».

الطاعون بغزة

عيّنهم، وأسجن (¬1) الباقي، وقبض على قنصل الجنويّين من الفرنج وطلب منه مائة ألف دينار يفتدي بها. ثم بعد أيام أطلق وعملت مصلحته في شيء أخذ منه (¬2). [الطاعون بغزّة] وفيه ورد الخبر بأنّ غزّة بها طاعون فاش فأرجف بأن سيكون بمصر (¬3). [وفاة أبي الخير النحاس] [2482]- وفيه مات أبو الخير النحاس (¬4)، محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله (¬5) القاهري، الشافعيّ. وكان يبيع النحاس بسوق النحّاسين هو ووالده مع تخلّقه بأخلاق الفقهاء وقراءة القرآن بالنغم، وبعض اشتغال، وحضور عند بعض العلماء، حتى اتصل بالظاهر جقمق وعظم أمره، ثم جرى عليه ما عرفته بعد ولاية المناصب الجليلة. ثم عاد إلى القاهرة فما نتج أمره. وكان بشوش الوجه، طلق المحيّا، عصبيّة لمن قصده، حسن السياسة والمعرفة، له دهاء مع حدّة مزاج وبعض طيش وخفّة ومجازفة. وأخباره تطول (¬6). [وصول الحاج] وفيه وصل الحاج في أمن وسلامة (¬7). [صفر] [إسلام أسرى من الفرنج] وفي صفر عرض من كان سجنه من أسرى الفرنج وعرض عليهم الإسلام، وأسلم جماعة منهم وفرّقهم على الأمراء ليكونوا في خدمتهم، فمنهم من حسن إسلامه جدا ¬

(¬1) كذا. (¬2) خبر الأمراء في وجيز الكلام 2/ 728، وبدائع الزهور 2/ 356، وهو باختصار في النجوم الزاهرة 16/ 134. (¬3) خبر الطاعون في: النجوم الزاهرة 16/ 135، ووجيز الكلام 2/ 728، وبدائع الزهور 2/ 356، وشذرات الذهب 7/ 303. (¬4) انظر عن (أبي الخير النحاس) في: النجوم الزاهرة 16/ 210، 211، ووجيز الكلام 2/ 734 رقم 1689، والضوء اللامع 7/ 63 - 66 رقم 127، وتاريخ طرابلس 2/ 473. (¬5) في الضوء والوجيز اسمه: «محمد بن أحمد بن محمد بن خلف». (¬6) ومولده سنة 815 هـ‍. (¬7) خبر الحاج لم تذكره المصادر.

وزارة فارس الركني

ومنهم من هرب وارتد عن الإسلام، والعياذ بالله تعالى (¬1). [وزارة فارس الركني] وفيه استقرّ في الوزارة فارس الركني، عوضا عن علي الأهناسي بحكم اختفائه. وكان فارس هذا في كل قليل يعرض بطلب الوزارة، فلما خلع عليه ونزل إلى داره ما استتمّ نزع خلعته إلاّ وآثار العجز ظاهرة عليه، فأخذ في الاستعفاء قبل المباشرة، فأجيب إلى ذلك. / 128 أ / بعد أن أغرم مالا له صورة حمله للسلطان حتى عفا عنه. وعيّن للوزارة منصور بن الصفيّ (¬2). [ضرب عبيد وشنقهم] وفيه ضرب السلطان ثلاثة من العبيد بالمقارع، ثم أمر بشنقهم فشنقوا بعد أن طيف بهم بشوارع القاهرة. وكانوا ممّن خطفوا العمائم في يوم اختفاء الوزير (¬3). [وفاة علاّن جلق] [2483]- وفيه مات علاّن جلق (¬4) المؤيّدي أتابك دمشق. وكان موصوفا بالشجاعة مع الشمم والجبروت. [التكلّم على الوزارة] وفيه تكلّم منصور في الوزارة من غير أن يخلّع عليه بها، ووعد بالخلعة. [ربيع الأول] [وزارة الأهناسي] وفي ربيع الأول عزل عن منصور (¬5)، وقرّر في الوزارة المقدّم محمد الأهناسي والد علي المختفي. وكان (¬6) ولايته لها دفعة واحدة من غير تقدّم رياسة، ولله الأمر (¬7). ¬

(¬1) خبر إسلام الأسرى لم أجده في المصادر. (¬2) خبر الوزارة في: النجوم الزاهرة 16/ 135، ووجيز الكلام 2/ 728، 729، وبدائع الزهور 2/ 356. (¬3) خبر العبيد لم أجده في المصادر. (¬4) انظر عن (علاّن جلق) في: النجوم الزاهرة 16/ 135 و 148 و 211، والضوء اللامع 5/ 150 رقم 522، وحوادث الزمان 1/ 147 رقم 152، وبدائع الزهور 2/ 356. وقد وقع في الضوء أن وفاته في سنة 894 هـ‍. وهو غلط. (¬5) هو منصور بن شهري. (¬6) الصواب: «وكانت». (¬7) خبر الوزارة في: النجوم الزاهرة 16/ 135، 136، ووجيز الكلام 2/ 728، وبدائع الزهور 2/ 356، 357.

نيابة الكرك

[نيابة الكرك] وفيه استقرّ في نيابة الكرك تغري بردي الأشرفي أحد مماليك السلطان (¬1). [إمريّة عشرة] وقرّر في إمريّة العشرة محمد بن برد بك سبط السلطان من ابنته الخوند بدرية. إنسان حشم (¬2). [التجريدة إلى الوجه القبلي] وفيه خرجت تجريدة إلى الوجه القبليّ وعليها برد بك صهر السلطان، وأخرى عليها يرشباي البجاسيّ (¬3). [وفاة أمير التركمان طوغان] [2484]- وفيه مات أمير التركمان السقلسزية طوغان بن سقلسيز (¬4). وكان لا بأس به. وقرّر في إمريّته من بعده ولده. [وفاة الكاشف التركماني] [2485]- وفيه مات عبد الله الكاشف التركماني (¬5)، البهنسيّ. وكان من الظلمة، شرها، أكولا، يحكى عنه في الأكل ما يشبه الخرافات. وكان سنّه زيادة على الثمانين سنة. [وفاة الكمال القسطلاني] [2486]- وفيه مات الكمال بن الزين، محمد بن محمد بن أحمد بن حسن بن محمد بن محمد بن أحمد القيسي، القسطلاني (¬6)، المكي، المالكيّ، أبو البركات. ¬

(¬1) خبر نيابة الكرك في: النجوم الزاهرة 16/ 136، وبدائع الزهور 2/ 357. (¬2) خبر الإمرية في: النجوم الزاهرة 16/ 136، وبدائع الزهور 2/ 357. (¬3) خبر التجريدة في: بدائع الزهور 2/ 357. (¬4) انظر عن (طوغان بن سقلسيز) في: النجوم الزاهرة 16/ 211، وبدائع الزهور 2/ 357. (¬5) انظر عن (الكاشف التركماني) في: النجوم الزاهرة 16/ 212، والضوء اللامع 5/ 75 رقم 279، وبدائع الزهور 2/ 357. (¬6) انظر عن (القسطلاني) في: وجيز الكلام 2/ 733 رقم 1685، والضوء اللامع 9/ 38 رقم 99 وفيه: محمد بن محمد بن أحمد بن أبي الخير محمد بن حسين بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب محمد بن أحمد بن علي القطب، أبو بكر بن الكمال أبي البركات القسطلاني الأصل، المكي، الشافعي، ولم يؤرّخ لوفاته. وحين ذكر أباه قال: محمد بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب محمد بن =

وفاة السعد بن الجيعان

وكان عالما، فاضلا، بارعا، سمع الحديث، وولي قضاء مكة، وحمدت سيرته، وعدّ من أعيان مكة ومن رؤسهائها. [وفاة السعد بن الجيعان] [2487]- وفيه مات السعد بن الجيعان (¬1)، إبراهيم بن عبد الغني بن شاكر بن ماجد القبطي، الشافعيّ، ناظر الخزانة السلطانية وكاتبها. وكان رئيسا، حشما، وجيها عند الملوك. باشر الخزانة مباشرة حسنة، مع كرم نفس وبرّ ومعروف وثروة طائلة، ومحبّة لأهل العلم، والخير وبشاشة وجه. ومن آثاره الجيعانية ببولاق بقرب الحجازية، وهي من بديع المباني الحسنة. ومولده بعد سنة ثلاث عشرة وثمانماية. [اختفاء الوزير الأهناسي] وفيه اختفى / 128 ب / المقدّم محمد الأهناسي الوزير، فطلب السلطان منصور الذي كان عدل عنه فخلع عليه بالوزارة (¬2). [إمرة الحاج] وفيه استقرّ في إمرة الحاج بالمحمل تمرباي ططر أحد العشرات (¬3). [قراءة المولد النبويّ] وفيه كان المولد النبويّ عند السلطان بالقلعة، وحضر جاكم الفرنجي وجلس مع أعيان المباشرين. ولما بلغ ذلك الناس، سيما العوامّ، أخذوا في التشنيع، وعظم ذلك عليهم جدا، ومع أنه لا حرمة ولا شناعة فيه (¬4). [استقرار ابن الجيعان بوظيفة أبيه] وفيه خلع على الزين عبد القادر بن إبراهيم بن الجيعان باستقراره عوضا عن أبيه في كتابة الخزانة (¬5). ¬

= أحمد بن علي الجمال القيسي، القسطلاني، المكي، الحنفي والد الكمال محمد. (الضوء 6/ 305 رقم 1011). (¬1) انظر عن (السعد بن الجيعان) في: النجوم الزاهرة 16/ 211، 212، والضوء اللامع 1/ 68، ووجيز الكلام 2/ 733، 734 رقم 1688، وبدائع الزهور 2/ 357. (¬2) خبر الأهناسي في: وجيز الكلام 2/ 729، وبدائع الزهور 2/ 357. (¬3) خبر الحاج في: النجوم الزاهرة 16/ 136. (¬4) خبر قراءة المولد في: النجوم الزاهرة 16/ 136، ووجيز الكلام 2/ 729، وبدائع الزهور 2/ 357. (¬5) خبر ابن الجيعان في: بدائع الزهور 2/ 357.

استيفاء الجيش

[استيفاء الجيش] وخلع على الشرف يحيى بن شاكر بن الجيعان أيضا باستقراره في استيفاء الجيش عوضا عن أبيه بحكم رغبته له في ذلك باختياره (¬1). [ربيع الآخر] [الطاعون ببلبيس] وفي ربيع الآخر، في أوائله، ظهر الطاعون ببلبيس والخانكاه، وأرجف الناس بحدوثه بالقاهرة، وتعجّب من ذلك كونه يكون في الشتاء، فإنه كان هذ الشهر في طوبة (¬2) من شهور القبط، وذلك على خلاف عادية (¬3) الطواعين. كذا ذكره بعضهم، فإن أراد عادة مصر فقد أخطأ، وإن أراد عادة حدثت حيث الطب (¬4) وغير مصر فلسنا بصدد ذلك فتأمّله (¬5). كل هذه الأراجيف والجلبان من مماليك السلطان على ما هم عليه من الأذى. هذا، والمناسر دائرة منتشرة بالقاهرة وضواحيها. وحلّ على الناس بذلك ما لا خير فيه. ثم أخذ الطاعون في أثناء هذا الشهر في الظهور بالقاهرة، وفنى منه ببلبيس وتلك النواحي ما شاء الله أن يفنى من الخلق. [وفاة العز بن أبي هاشم] [2488]- وفيه مات السيد الشريف العزّ بن أبي هاشم (¬6)، حمزة بن أحمد بن ¬

(¬1) خبر الاستيفاء في: بدائع الزهور 2/ 357. (¬2) طوبة: هو الشهر الخامس في السنة القبطية. (¬3) الصواب: خلاف عادة. (¬4) هكذا في الأصل، والعبارة مشوّشة. (¬5) خبر الطاعون في: النجوم الزاهرة 16/ 136، وبدائع الزهور 2/ 357 وعبارته: «وفي ربيع الآخر وقع الطاعون ببلبيس والخانكاه، وابتدأ بالقاهرة، وكان ذلك في قلب الشتاء، في أثناء شهر طوية، وذلك بخلاف العادة، فإن الطعن ما يقع إلا في أمشير، في أوائل فصل الربيع، فكان هذا مخالفا للعادة، ثم تزايد ظهور الطاعون بالقاهرة وضواحيها. (¬6) من حق ترجمة (العز بن أبي هاشم) أن تتأخّر إلى وفيات سنة 874 هـ‍. حيث توفي فيها. انظر عنه في: الضوء اللامع 3/ 163، 164 رقم 624، ونظم العقيان 106، 107 رقم 71، وكشف الظنون 15 و 199 و 490 و 699 و 1101 و 1275 و 1914 و 1915، وإيضاح المكنون 2/ 486 و 995، وهدية العارفين 1/ 327، وتاريخ الأدب العربي 2/ 34، وملحقه 2/ 31، ومعجم المؤرخين الدمشقيين 254، 255، ومعجم المؤلفين 4/ 77، والتاريخ العربي المؤرّخون 4/ 196 رقم 178.

إختفاء الوزير منصور

علي بن محمد القرشي، الهاشمي، العلوي، الحسني، الدمشقي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، مشهورا بالفضيلة. ألّف وصنّف، وسمع الحديث على جماعة. ومولده سنة عشرين وثمانماية (¬1). [إختفاء الوزير منصور] وفيه اختفى الوزير منصور، فتعطّلت لحوم الجند، وثارت الجلبان بالقلعة، ومنعوا من وصول الأمراء إلى السلطان، ووقع قال وقيل كثير، وتراسل الجلبان والسلطان، وأرجف بوقوع فتنة ومنعت الخدمة، وبطلت في هذا اليوم، وآل الأمر أن قرّر فرج بن النحّال في الوزارة / 129 أ / وخلع عليه بها، وسكن الحال (¬2). [الطاعون في مصر] وفيه فشا الطاعون بمصر والقاهرة، واتفق ثقلان الشمس إلى برج الحوت في سابع عشر أمشير (¬3) القبطي. وكان عدّة من يرد اسمه للديوان الحشري بالقاهرة نحوا من أربعين نفرا. وأمّا الضواحي فالحال فيها زائد لا سيما الشرقية والغربية. وكان إذا بدأ بقرية أباد غالب أهلها. هذا، والتي إلى جانبها ومجاورة لها سالمة بالكلّية، ثم ينتقل إليها وهو على هذا الحال، وربّما لم يظهر ببعض القرى ولا بعض ظهور، ولم يدخلها أصلا. وكان ذلك من نوادر الغرائب التي يتعجّب منها (¬4). [وفاة الكاتب أبي الفتح الأنصاري] [2489]- وفيه مات الكاتب المجيد محمد أبو الفتح الأنصاري (¬5)، الشافعيّ. وكان فاضلا، أجاد كتابة المنسوب، وناب في القضاء، وأمّ بالأتابك أحمد ابن (¬6) السلطان وتقرّب منه. ووالده تقدّم في محلّه. [ثورة الجلبان بالأستادار] وفيه ثارت الجلبان بزين الدين الأستادار وتناوله ضربا بالدبابيس حتى كاد أن ¬

(¬1) في الضوء مولده سنة 818 في شهر شوال. وفي نظم العقيان ولد في حدود سنة 820 هـ‍. (¬2) خبر اختفاء الوزير في: النجوم الزاهرة 16/ 137، ووجيز الكلام 2/ 729، وبدائع الزهور 2/ 358. (¬3) أمشير هو الشهر السادس في السنة القبطية. في النجوم: 35 نفرا. (¬4) خبر الطاعون في: النجوم الزاهرة 16/ 137، 138، وبدائع الزهور 2/ 358. (¬5) انظر عن (أبي الفتح الأنصاري) في: النجوم الزاهرة 16/ 212، وبدائع الزهور 2/ 358. (¬6) في الأصل: «بن».

إخراق أحد الأجلاب بدوادار السلطان

يهلك، ووعك من ذلك وتأخّر عن الخدمة منقطعا (¬1). [إخراق أحد الأجلاب بدوادار السلطان] وفيه ثار إنسان من جلبان السلطان يقال له قانصوه بيونس الدوادار الكبير فأخرق به جدا، ثم ما كفاه ذلك حتى نزل إليه لداره وهو في دست حكمه، فأخذ في الإساءة عليه بزيادة عمّا وقع منه قبل ذلك حتى حنق منه يونس وقام من مجلسه وقال: قد عزلت نفسي من الدوادارية. وبلغ ذلك السلطان فما أبدا (¬2) ولا أعاد. ثم أخذ الأتابك أحمد ولد السلطان في تدارك هذه القضية حتى خمدت (¬3). [عجز الأستادار عن وظيفته] وفيه أظهر الزين الأستادار العجز عن القيام بالجوامك للمماليك السلطانية، وحصل القال والقيل. وثار إنسان يقال له جانباي المجنون، وعرف بعد ذلك بالحسن، فواجه السلطان بكلمات منكرة منكية بسبب الجامكية حتى غضب السلطان وطلب العصيّ لضربه، فثار جماعة من خشداشته وجذبوه إلى طبقته، ولم يبد السلطان ولم يعد (¬4). كل هذا والطاعون عمّال في الناس، بل ربّما أخذ بعضا منهم. [جمادى الأول] [إحصاء الموتى بالقاهرة من الطاعون] وفي جماد الأول، ووافق أوله تاسع عشر أمشير، كان عدّة من يرد اسمه الديوان الحشر (¬5) / 129 ب / نحوا من ستين نفرا، أو هي بالقاهرة فقط (¬6). [وفاة أسندمر الجقمقي] [2490]- وفيه مات أسندمر الجقمقيّ (¬7)، أحد العشرات. وكان عارفا بالرمي، كثير الأدب والحشمة، مع الإسراف على نفسه. وهو من مماليك جقمق نائب الشام، وجاوز الستين. ¬

(¬1) خبر ثورة الجلبان في: النجوم الزاهرة 16/ 138، وبدائع الزهور 2/ 358. (¬2) الصواب: «فما أبدى». (¬3) خبر الإخراق في: النجوم الزاهرة 16/ 138، وبدائع الزهور 2/ 358. (¬4) خبر الأستادار في: النجوم الزاهرة 16/ 139، وبدائع الزهور 2/ 358. (¬5) كذا. (¬6) خبر إحصاء الموتى في: النجوم الزاهرة 16/ 139. (¬7) انظر عن (أسندمر الجقمقي) في: النجوم الزاهرة 16/ 140 و 212، 213، والضوء اللامع 2/ 312 رقم 987.

إمرية سودون الأفرم

[إمرية سودون الأفرم] وقرّر في إمريته سودون الأفرم الظاهري. وكان السلطان قد بعث بحضوره إلى القاهرة، وقدمها قبل هذا الوقت فوعد من السلطان بخير (¬1). [وفاة حاجب الحجاب بطرابلس] [2491]- وفيه مات خشقدم الأردبغاوي (¬2) الحمزاوي، حاجب الحجّاب بطرابلس. وهو شاب، وكان لا بأس به. وكان من مماليك إنسان يقال له أردبغا نائب قلعة صفد، وخدم بعده عند قانباي الحمزاوي، ثم ترقّى بعده بالمال. [تزايد الموتى بالطاعون في القاهرة] وفيه، لما نقلت الشمس إلى برج الحمل، كان عدّة من يرد اسمه الديوان مائة وسبعين نفرا ممّن ضبط خاصّة، وأمّا من لم يضبط فكثير جدّا. وكان من غرائب شأن هذا الطاعون نقصه في بعض الأيام ثم زيادته في بعضها، ولا زال كذلك حتى زال بالكلّية كما سيأتي. وحرّرت الموتى بالمصلّيات كلّها، فكانت زيادة على الستمائة إنسانا (¬3)، حيث كان التعريف بالمائة وسبعين (¬4). [وفاة يونس العلائي] [2492]- وفيه مات يونس العلائي (¬5)، الناصريّ، الأمير اخور الكبير. وكان أدوبا، حشما، ساكنا، عاقلا، محمود السيرة، جركسيّ الجنس. وتاجره هو والسلطان كان واحدا، وهو الذي رقّاه حتى قرّره في الأمير اخورية، واختصّ به، وعيّنه قبل ذلك في مهمّات، وتنقّل في نيابة القلعة والإسكندرية وغير ذلك. ¬

(¬1) خبر الإمرية في النجوم الزاهرة 16/ 139، 140. (¬2) انظر عن (خشقدم الأردبغاوي) في: النجوم الزاهرة 16/ 213 وفيه: «الأرنبغاوي»، والضوء اللامع 3/ 174 رقم 676، وتاريخ طرابلس 2/ 74 رقم 28. (¬3) الصواب: «الستمائة إنسان». (¬4) خبر تزايد الموتى في: النجوم الزاهرة 16/ 140. (¬5) انظر عن (يونس العلائي) في: النجوم الزاهرة 16/ 213، 214، والدليل الشافي 2/ 811، 812 رقم 2833، ووجيز الكلام 2/ 734 رقم 1691، والضوء اللامع 10/ 346 رقم 1323، وبدائع الزهور 2/ 358.

الأمير اخورية الكبري

وكان في عشر الثمانين حين مات. [الأمير اخورية الكبري] وفيه قرّر في الأمير اخورية الكبرى برسباي البجاسي (¬1). وقرّر في تقدمة يونس: جرباش كرد، وأمير مجلس (¬2). واستقرّ في تقدمة جرباش جانبك الظاهري نائب جدّة (¬3). وهذا (¬4) أول تقدمته. وبقي على نيابة جدّة. [الحجوبية الكبرى] وقرّر في الحجوبية الكبرى عوضا عن برسباي البجاسي: سودون قراقاش (¬5). [وفاة الخوند زينب] [2493]- وفيه ماتت الخوند زينب ابنة جرباش الكريمي قاشق، زوجة الظاهر جقمق. واتّصلت بعده بالشرف الأنصاري. ومولدها بعد الثلاثين وثمانماية. [وفاة يشبك الظاهري] [2494]- وفيه مات أيضا يشبك الظاهريّ (¬6)، أحد العشرات، هو وولد له / 130 أ / فأخرجا في نعش واحد. [وفاة الطواشي هلال الظاهري] [2495]- ومات أيضا الطواشي هلال الظاهري (¬7)، الرومي، الزمّام، بطّالا، مفتقرا. وقد ناهز المائة، وكان من أعيان خدّام الظاهر برقوق، وتنقّل في الخدم حتى صيّر ¬

(¬1) النجوم الزاهرة 16/ 141، وبدائع الزهور 2/ 358. (¬2) النجوم الزاهرة 16/ 141، وبدائع الزهور 2/ 358. (¬3) النجوم الزاهرة 16/ 141، وبدائع الزهور 2/ 358. (¬4) الصواب: «وهذه». (¬5) خبر الحجوبية في: النجوم الزاهرة 16/ 141، وبدائع الزهور 2/ 358. (¬6) انظر عن (يشبك الظاهري) في: النجوم الزاهرة 16/ 213، وبدائع الزهور 2/ 358، 359. (¬7) انظر عن (هلال الظاهري) في: النجوم الزاهرة 16/ 214، 215، والضوء اللامع 10/ 208 رقم 895، وبدائع الزهور - / 359، ووجيز الكلام 2/ 734 رقم 1692.

ضبط الموتى بالطاعون

زمّاما بمال بذله في ذلك، ثم لم ينتج وصرف، وتخومل. [ضبط الموتى بالطاعون] وفيه كان عدّة من ضبط بالمصلّيات من الموتى ألف (¬1) ومائة وثلاثة وخمسون (¬2) نفرا. وزال الحال في هذه الأيام، واشتغل بال الناس، وتعطّلت معايشهم (¬3). [حجوبية الحجاب بطرابلس] وفيه استقرّ الشهاب أحمد بن القليب في حجوبية الحجّاب بطرابلس، عوضا عن خشقدم الأردبغاوي، مضافا لما بيده من الأستادارية والجهات السلطانية (¬4). [جمادى الآخر] [إحصاء الموتى بالطاعون] وفي جماد الآخر كان عدّة من يرد اسمه للديوان من الأموات ثلاثمائة وستة وعشرون (¬5) نفرا. وكان المصلّى عليهم نحوا من الألفي نفرا (¬6). ويقال: بل كانوا زيادة على ثلاثة آلاف (¬7). [الغلاء والوباء] وفيه مع هذا الوباء كان الغلاء ظاهرا، وكان الخبز عزيز الوجود بالأسواق. وأبيع الرطل منه بأربعة دراهم فلوس، وارتفع سعر الغلال، وكذا الألبسة. وسبب الغلاء إنما هو الجلبان لا غير، وظهر منهم في هذا الطاعون من النوادر ما يستغرب ذكره من ذلك شدّة شرّهم في الأقاطيع، ووقع لهم في ذلك أشياء نادرة غريبة يطول الشرح في ذكرها، قد عدّدناها في تاريخنا «الروض الباسم» (¬8). ومن النوادر الغريبة فيه أيضا أنّ شخصا منهم اجتاز بجنازة مسجّاة بطرحة من الزركش فاختطفها من على النعش وفرّ إلى يومنا هذا. ومن النوادر وفيه أيضا، أنّ واحدا منهم سمع مديرا أمام جنازة وهو يقول: حاشاك ¬

(¬1) الصواب: «ألفا». (¬2) الصواب: «وخمسين». (¬3) خبر ضبط الموتى في: النجوم الزاهرة 16/ 141. (¬4) خبر الحجوبية في: النجوم الزاهرة 16/ 141، وبدائع الزهور 2/ 359، وتاريخ طرابلس 2/ 74 رقم 29. (¬5) الصواب: «وعشرين». (¬6) الصواب: «من الألفي نفر». (¬7) خبر الإحصاء لم أجده في المصادر. (¬8) لم تصلنا حوادث هذه السنة من «الروض الباسم».

حضور إفرنج من قبرس

طريق الجنازة تأدّبوا مع الله، ونحو ذلك من كلمات كما هي عادة المدراء، فحنق منه واستلّ دبّوسه لضرب المدير، ففرّ هاربا فجاء إلى النعش وضرب الميت على رأسه، ولعلّ ذلك شيء (¬1) لم يقع قطّ. نعوذ بالله من قساوة القلب إلى هذه المرتبة مع وجود ما يوجب اليقظة والاعتبار فإنه من أعظم المصائب الكبار (¬2). [حضور إفرنج من قبرس] وفيه قدم تغري بردي الطيّاري من قبرس، وحضر معه جماعة من الفرنج من أمراء قبرس وأعيانها. وقبل اجتماعهم بالسلطان اجتمع به تغري بردي المذكور، وعرّفه أنّ أهل قبرس مفترقين في أمر الملك على فرقتين / 130 ب / إحداهما يريدون الأنثى ابنة الميت لكونها أحقّ بالملك منه لأمر أوجب ذلك في ملّتهم على زعمهم، وهو أنها ابنة زوجة الملك بعقده عليها، وجاكم ابن ابنة سريّته. وزعموا أنّ لا ميراث لابن الأمة مع ابن (¬3) الحرّة فلا ملك له شرعا على ما زعموه أنه شرعتهم. وفرقة يريدون الذكر لأغراض لهم. فمال السلطان إلى الأولى لكون الأنثى (قد) (¬4) تمكّنت من الملك، ولكونه دينا لهم، وفي ولاية الذكر قلقلة. ولم يمل للثانية لكون ذلك ملخّص الغرض على زعمهم. ثم عملت الخدمة بالقصر بعد أيام لصعود من حضر من قبرس، فصعدوا في مشهد حافل، ثم نزلوا على غير طائل (¬5). [تعطّل أحوال الناس بكثرة الموتى] وفيه تعطّلت أحوال الناس بسبب كثرة الأموات حتى صارت الجنائز تمرّ في الشوارع والطرقات كالقطارات وتصفّ في المصلّيات، وربّما جعلت على بعضها البعض في صلاة واحدة. هذا، والظلمة والجلبان على ما هم عليه. وعدّ من غرائب هذا الطاعون أنه قلّ من طعن فيه ويسلم، حتى قيل إنه لم يسلم في الألف واحد. وبلغ عدد الموتى في المصلّيات في هذه الأيام من هذا الشهر إلى نحو الخمسة آلاف. هذا بالقاهرة فقط، ما عدا القرافتين ومصر وبولاق وعدّة أماكن (¬6). ¬

(¬1) الصواب: «شيئا». (¬2) خبر الغلاء لم يرد في المصادر. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) خبر حضور الفرنج في: النجوم الزاهرة 16/ 143، وبدائع الزهور 2/ 359 باختصار. (¬6) خبر التعطل في: النجوم الزاهرة 16/ 144، وبدائع الزهور 2/ 359.

ثورة الجلبان بالوزير ابن النحال

[ثورة الجلبان بالوزير ابن النحال] وفيه ثار الجلبان بالوزير فرج بن النحّال فضربوه حتى كادوا أن يهلكوه، وكانوا قد سألوا في زيادة مرتّب لحمهم (¬1). [تراجع الطاعون] وفيه من بعد نصفه خفّ الطاعون من ظواهر القاهرة (¬2)، بل وارتفع من بولاق، لكن عظم جدا بالقاهرة وخارج باب زويلة لجهة القلعة والصليبة وجامع ابن (¬3) طولون نحو الخمسة آلاف المجازف يقال الألفين (¬4)، إنما المكثر فقد أحصى من مات من جلبان السلطان وكانوا نحوا من خمس مائة نفر، وهم مع ذلك كله على ما هم عليه من الفجور / 131 أ / والأذى والشرور. وبيد الله تعالى عاقبة الأمور (¬5). [بداية الخماسين] وفيه في تاسع عشر برمودة كان أول خماسين النصارى، وأخذ الوباء في الانحطاط (¬6). [وفاة الزين العيني] [2496]- وفيه مات الزين العينيّ (¬7)، عبد الرحيم بن محمود بن أحمد الحنفيّ. وكان فاضلا وله أصالة وعراقة وأدب وحشمة، سمع على أبيه وغيره، وولي عدّة وظائف، وناب في القضاء. ومن وظائفه نظر الأحباس. ومولده في سنة إحدى وثمانماية. وهو والد الشهاب أحمد (¬8) الموجود الآن، أبقاه الله تعالى. [انتهاء تربة نائب جدّة] وفيه كان نهاية تربة جانبك نائب جدّة بباب القرافة، وقرّر أمورها وجعل شيخها ¬

(¬1) خبر ثورة الجلبان في: النجوم الزاهرة 16/ 144. (¬2) في الأصل: «طواهر الطاهرة». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) كذا. والصواب: «والمجازف يقول الألفين». (¬5) خبر تراجع الطاعون في: النجوم الزاهرة 16/ 145، وبدائع الزهور 2/ 359. (¬6) خبر الخماسين في: النجوم الزاهرة 16/ 145، وبدائع الزهور 2/ 359. (¬7) انظر عن (الزين العيني) في: النجوم الزاهرة 16/ 147 و 215، وبدائع الزهور 2/ 359، 360. (¬8) انظر عن (الشهاب أحمد) في: الضوء اللامع 1/ 345، 346.

رجب

العلاء الكيلاني، علي بن محمد بن إبراهيم، وهي بيده إلى الآن إنسان حسن من أهل العلم والفضل (¬1). [رجب] [انخفاض سعر الغلال] وفي رجب انحطّ السعر في الغلال، وظهرت بواسطة موت الكثير من الجلبان (¬2). [نقص الطاعون] وفيه نقص الطاعون وخفّ كثيرا جدا حتى كان في سادسه عدد الموتى بالمصلّيات على نحو الخمس مما كانوا (¬3). [وفاة يشبك الأشقر] [2497]- وفيه مات يشبك الأشقر (¬4) الأشرفيّ، أستادار الصحبة. وكان فيه عصبية وقيام مع من قصده. أمّره أستاذه عشرة وصيّرة أستادار الصحبة في دولته هذه. [وفاة قرم خجا الظاهري] [2498]- وفيه مات قرم خجا (¬5) الظاهري، أحد العشرات من مماليك الظاهر برقوق. وكان شيخا مسنّا، عفيفا، نزها، يستحضر الكثير من المسائل الفقهية الحسنة. قارب المائة أو بلغها. [وفاة برسباي الإينالي] [2499]- ومات يرشباي الإينالي (¬6)، المؤيّدي، الأمير اخور الثاني. ¬

(¬1) خبر التربة في: وجيز الكلام 2/ 729. (¬2) خبر سعر الغلال في: النجوم الزاهرة 16/ 146، وبدائع الزهور 2/ 360. (¬3) خبر الطاعون في: النجوم الزاهرة 16/ 146. (¬4) انظر عن (يشبك الأشقر) في: النجوم الزاهرة 16/ 215، والضوء اللامع 10/ 275 رقم 1080، وبدائع الزهور 2/ 360. (¬5) انظر عن (قرم خجا) في: النجوم الزاهرة 16/ 215، والضوء اللامع 6/ 221 رقم 732، وبدائع الزهور 2/ 360. (¬6) في الأصل: «برسباي»، وكذا في: بدائع الزهور. وانظر عن (يرشباي الإينالي) في: =

أستادارية الصحبة

وكان حشما أدوبا، شجاعا. [أستادارية الصحبة] وفيه قرّر في أستادرية الصحبة أرغون شاه الأشرفيّ (¬1). [نقص الموتى بالطاعون] وفيه بعد نصفه قلّ عدد الموتى، فكان في النسبة في النقص بحكم العشر أو أقل، وأخذت العلّة تفشو / 131 ب / في الكبار من الرجال والنساء. ومات بها جماعة من الأعيان والأكابر وتسلسل إلى أواخر هذا الشهر (¬2). [نظر الأحباس] وفيه استقرّ في نظر الأحباس السراج العبادي (¬3). [نظر الديوان المفرد] وقرّر في نظر الديوان المفرد التقيّ بن نصر الله عوضا عن منصور (¬4). [شعبان] [تراجع الطاعون] وفي شعبان في أوله خفّ الطاعون جدّا (¬5). [ضبط موتى الجلبان] وفيه ضبط عدّة من مات من الجلبان، فكانوا زيادة على الألفين وأربعمائة (¬6) {ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ} (¬7). [تثبيت ملكة قبرس] وفيه وقع من غريب النوادر الشنعة البشعة القبيحة بالمملكة أن السلطان قصد تبقية ملكة قبرس في ملك أبيها، وكتب تقليدها بذلك، وجهّزت خلعتها. وطلب السلطان ¬

= النجوم الزاهرة 16/ 216، والضوء اللامع 10/ 269 رقم 1071، وبدائع الزهور 2/ 360. (¬1) خبر الأستادارية في: النجوم الزاهرة 16/ 146، وبدائع الزهور 2/ 360. (¬2) خبر نقص الموتى: لم أجده في المصادر. (¬3) خبر نظر الأحباس في: النجوم الزاهرة 16/ 147، وبدائع الزهور 2/ 360. (¬4) خبر نظر الديوان في: النجوم الزاهرة 16/ 146، وبدائع الزهور 2/ 360. (¬5) خبر تراجع الطاعون في: النجوم الزاهرة 16/ 147، وبدائع الزهور 2/ 360. (¬6) خبر ضبط الموتى في: النجوم الزاهرة 16/ 147، وبدائع الزهور 2/ 360، وفيه: ألف وخمسمائة. (¬7) سورة البقرة، الآية 178.

وفاة يشبك طاز

قصّادها في هذا اليوم ليأذن لهم بالسفر وصحبتهم تغري بردي الطيّاري بالتقليد الخلعة، فحضروا والسلطان جالس والأمراء في مراتبهم، ومن جملة من حضر جاكم ولد ملك قبرس الذي لم يولّ، فخلع السلطان على القصّاد. [لما] (¬1) وتحقّق جاكم أنه لا يولّى قام من المجلس على قدميه مستغيثا باكيا متكلّما بكلام طويل مما من بعض معناه: كيف يكون قد اتصل بالسلطان وصار تحت كنفه ونزيله، ولجأ إليه ووعده بملك أبيه وأخلف وعده! إلى غير ذلك من كلمات نحو هذا. فما التفت السلطان إلى كلامه وصمّم على ولاية أخته. وقام جاكم فخرج من باب الحوش، ثم أعقبه خروج قصّاد أخته بخلعهم، وقد تمّ أمرهم، وإذا بجماعة من الجلبان وقد ثاروا بالقصّاد وتناولوهم بالضرب والبهدلة ومزّقوا ما عليهم من الخلع السلطانية، ثم صاحوا صيحة واحدة بأنهم لا يريدون إلاّ تولية جاكم. وكثر اللغط والعياط حتى كان أمرا مهولا. ثم أخذوا في سبّ برد بك الدوادار الثاني صهر السلطان، حتى من كثرة حنقه منهم وتغيّظه قال: قد عزلت نفسي. ودخل على السلطان طالبا منه الإقالة من الوظيفة، فلم يجبه السلطان. وطلب جاكم في الحال وخلع عليه بولاية قبرس. / 132 أ / واقتضى الحال تجهيز عسكر معه إلى قبرس، ونقض من أمر الملكة وقصّادها ما كان قد انبرم. وعدّت هذه من غرائب النوادر ونوادر الغرائب (¬2). [وفاة يشبك طاز] [2500]- وفيه مات يشبك طاز (¬3) المؤيّدي نائب الكرك، وهو على أتابكية دمشق. وكان مشكور السيرة. [أتابكية دمشق] وقرّر في أتابكية دمشق عوضه قراجا الظاهري الخازندار (¬4). [قضاء الشافعية بدمشق] وفيه استقرّ في قضاء دمشق الشافعية الوليّ أحمد البلقيني، وصرف الجمال بن الباعوني (¬5). ¬

(¬1) إضافة للضرورة. (¬2) خبر ملكة قبرس في: النجوم الزاهرة 16/ 147، 148. (¬3) انظر عن (يشبك طاز) في: النجوم الزاهرة 16/ 217، والضوء اللامع 10/ 279 رقم 1091، وحوادث الزمان 1/ 149 رقم 160، وبدائع الزهور 2/ 360، وتاريخ طرابلس 2/ 73 رقم 23. (¬4) خبر الأتابكية في: النجوم الزاهرة 16/ 148، وبدائع الزهور 2/ 360. (¬5) خبر القضاء في: النجوم الزاهرة 16/ 148، وبدائع الزهور 2/ 360، وحوادث الزمان 1/ 149.

نظارة جيش دمشق

[نظارة جيش دمشق] وفيه قرّر في نظارة جيش دمشق الزين بن مزهر، وصرف البرهان بن الديري (¬1). [عرض السلطان للجند] وفيه عرض السلطان الجند وعيّن منهم جماعة للخروج إلى تجريدة قبرس لولاية جاكم، وكان قد عيّن قبل ذلك عدّة من الأمراء، منهم: يونس الدوادار، وسودون قراقاش حاجب الحجّاب، وقانم التاجر أحد المقدّمين. وعيّن من الطبلخانات برد بك البجمقدار، وجانبك الظريف، ويشبك الفقيه. ومن العشرات جكم خال العزيز، وعدّة، ومن الجند السلطاني خمسمائة أو زيادة عليها، وأمرهم بالتجهّز سريعا (¬2). [وفاة يرشباي الإينالي] وفيه ورد الخبر من مكة المشرّفة بموت يرشباي الإينالي، الماضي خبره. فقرّر السلطان في إمرته دولات باي حمام الأشرفي، وخير بك من حديد الأشرفي أيضا، وصيّر كلّ منهما [أمير] (¬3) عشرة (¬4). [باشيّة الجند بمكة] وقرّر طوغان الأشرفي (¬5) في باشية الجند بمكة المشرّفة (¬6). [تقرير والد المؤلف أمير طبلخاناه بدمشق] وفيه قرّر الوالد في إمرة طبلخاناه بدمشق طرخانا كانت شغرت عن شاد بك يسق الأشرفي بحكم تقدمته في دمشق (¬7). [العثور على قتيل بدمشق] وفيه وجد إنسان من التجار بدمشق في خط بئر عاتكة مقتولا بداره ثم فحص عن قاتله وسلخ جلده هو ورفيقا (¬8) له معه (¬9). ¬

(¬1) خبر نظارة الجيش في: النجوم الزاهرة 16/ 148. (¬2) خبر العرض في: النجوم الزاهرة 16/ 148، وبدائع الزهور 2/ 360، 361. (¬3) إضافة للتوضيح. (¬4) خبر يرشباي في: النجوم الزاهرة 16/ 149، وبدائع الزهور 2/ 361. (¬5) في الأصل: «طوغان فسخ الأشرفي». (¬6) خبر الباشية في: بدائع الزهور 2/ 361. (¬7) خبر والد المؤلف لم يرد في المصادر. (¬8) الصواب: «هو ورفيق». (¬9) خبر القتيل لم أجده في المصادر.

رمضان

[رمضان] [سفر نائب جدّة] وفي رمضان خرج جانبك نائب جدّة مسافرا إليها وهو في تجمّل زائد خصوصا وقد صيّر من مقدّمين (¬1) الألوف (¬2). [التجريدة إلى الوجه القبلي] وفيه عيّن السلطان خشقدم أمير سلاح للخروج على تجريدة للوجه القبلي لدفع العربان (¬3). [وفاة الزين الفاقوسي] [2501]- وفيه مات الزين الفاقوسيّ (¬4)، عبد الرحمن (¬5) بن محمد بن حسن بن سعد بن محمد بن يوسف بن حسن القاهري، / 132 ب / الشافعيّ. وكان عالما فاضلا، ماهرا في تعبير الرؤيا، وقصد لذلك. سمع على البرهان الشامي، وغيره. وله نوادر في تعبير الرؤيا غريبة. ومولده سنة ست وثمانين وسبعمائة. [اهتمام السلطان بعمارة المراكب] وفيه زاد اهتمام السلطان بعمارة المراكب، وأكّد على سنقر الزردكاش بسبب ذلك، فتسلّط هو على الخلق بالظلم والأذى والحيف الزائد في قطع المصانعات وأخذ أخشاب الناس وقطع أشجارهم بغير طيب خاطر منهم (¬6). [انعقاد مجلس أمام السلطان] وفيه عقد مجلس بالقلعة بين يدي السلطان بسبب منصور، وزين الدين الأستادار، وادّعى عليه عدّة دعاوى اعترف ببعضها وأنكر البعض وحلف، وانفصل المجلس على غير طائل (¬7). ¬

(¬1) الصواب: «من مقدّمي». (¬2) خبر سفر النائب في: النجوم الزاهرة 16/ 149، وبدائع الزهور 2/ 361. (¬3) خبر التجريدة في: النجوم الزاهرة 16/ 149، وبدائع الزهور 2/ 361. (¬4) انظر عن (الزين الفاقوسي) في: الضوء اللامع 4/ 128، 129 رقم 338، وبدائع الزهور 2/ 361. (¬5) في الأصل: «الفاقوسي العبد عبد الرحمن». (¬6) خبر المراكب في: النجوم الزاهرة 16/ 149، وبدائع الزهور 2/ 361. (¬7) خبر المجلس في: بدائع الزهور 2/ 361.

نيابة قلعة حلب

[نيابة قلعة حلب] وفيه قرّر في نيابة قلعة حلب ابن (¬1) جبارة، عوضا عن عمر بن محمد بن جمعة القسّاسي بحكم موته (¬2). [خسوف القمر] وفيه خسف القمر (¬3). [شوال] [تجميع المراكب للسفر] وفي شوال عيّن برسباي أمير اخور، وكزل المعلّم للسير إلى ثغر الإسكندرية، وجمع ما في ميناها (¬4) من المراكب والتوجّه بها إلى ثغر دمياط لتجتمع المراكب كلّها بساحل دمياط، ويكون السفر من هناك (¬5). [النفقة على الجند] وفيه نفق السلطان على الأمراء والجند الذين عيّنوا لقبرس (¬6). [كشف السلطان على المراكب] وفيه ركب السلطان من القلعة ونزل في موكب حافل ومعه الأمراء والأعيان، وشقّ الصليبة إلى جزيرة أروى حيث عمار المراكب فكشف عليها ونظرها، وخلع على سنقر الزردكاش وعلى جماعة معه، ثم عاد إلى قلعته، وما سمع من يدعوا (¬7) له في طريقه لا ذهابا ولا إيابا لكثرة ظلم سنقر وعسفه وما وقع منه حين عمارة المراكب (¬8). [وفاة النيل] وفيه، في حادي عشر مسرى، كان وفاء النيل، ونزل الأتابك ابن (¬9) السلطان للكسر على عادته (¬10). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر النيابة في: بدائع الزهور 2/ 361. (¬3) خبر الخسوف في: بدائع الزهور 2/ 361. (¬4) كذا. (¬5) خبر المراكب في: النجوم الزاهرة 16/ 150، وبدائع الزهور 2/ 361، 362. (¬6) خبر النفقة في: النجوم الزاهرة 16/ 150، وبدائع الزهور 2/ 361، 362. (¬7) الصواب: «يدعو». (¬8) خبر الكشف في: النجوم الزاهرة 16/ 150، وبدائع الزهور 2/ 362. (¬9) في الأصل: «بن». (¬10) خبر النيل في: بدائع الزهور 2/ 362.

سفر الأمراء إلى قبرس

[سفر الأمراء إلى قبرس] وفيه سافر الأمراء (¬1) المعيّنون لقبرس مع جاكم بعد أن صعدوا إلى بين يدي السلطان، وخلع عليهم وعلى جاكم الفرنجي، ونزلوا في موكب حافل للساحل. وسار يونس الدوادار، وسودون قراقاش، وقانم التاجر من يومهم، وكذا جاكم، ثم تتابع سفر الباقين شيئا فشيئا حتى لم يبق منهم أحد في هذا الشهر إلاّ وسار (¬2). [خروج الحجّاج] وفيه خرج الحاج وأميرهم / 133 أ / بالمحمل تمرباي ططر، وبالأول تنم الحسني، وكلاهما من العشرات (¬3). [وفاة الزين البوتيجي] [2502]- وفيه مات الزين البوتيجي (¬4)، عبد الرحمن بن عنبر بن علي بن أحمد بن يعقوب الفرضي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، خيّرا، ديّنا، منجمعا عن الناس، حسن السمت والملتقى، نافعا للطلبة، ماهرا في الفرائض، انتفع به جماعة في ذلك، وسمع على جماعة منهم الزين العراقي. وأجاز له السراجين (¬5) البلقيني، وابن الملقّن، والبرهان الإبناسي، والكمال الدميري. ومولده بعد التسعين أو الثمانين وسبعمائة. [القبض على الأستادار] وفيه قبض على الزين الأستادار ووكّل به في سلسلة بالبحرة، وتقدّم الإذن من السلطان لمنصور بمحاسبته، وثار الجلبان لما بلغهم ذلك حمية لزين الدين على منصور، ثم بعد أيام أفرج عن الزين المذكور (¬6). ¬

(¬1) تكرّرت «الأمراء» في الأصل. (¬2) خبر سفر الأمراء في: النجوم الزاهرة 16/ 150، 151، وبدائع الزهور 2/ 362، ومنتخبات من حوادث الدهور 342، 343. (¬3) خبر الحجاج في: النجوم الزاهرة 16/ 151، وبدائع الزهور 2/ 362. (¬4) انظر عن (الزين البوتيجي) في: النجوم الزاهرة 16/ 19 / 217، والضوء اللامع 4/ 115 - 117 رقم 309، ووجيز الكلام 2/ 720 رقم 1776، ونظم العقيان 124، 125 رقم 103، وحوادث الزمان 1/ 149، 150 رقم 163، وبدائع الزهور 2/ 362، وعنوان العنوان رقم 316. (¬5) الصواب: «وأجاز له السراجان». (¬6) خبر القبض في: النجوم الزاهرة 16/ 151، وبدائع الزهور 2/ 362.

ذو القعدة

[ذو القعدة] [استمرار الزين بالأستادارية] وفيه ذي قعدة خلع على الزين الأستادار باستمراره على الأستادارية، ونزل إلى داره في موكب حافل (¬1). [مقتل ابن غريب] [2503]- وفيه قتل ابن (¬2) غريب (¬3)، أحد مشاهير عربان الوجه القبلي. [نظر خانقاه سعيد السعداء] وفيه قرّر البدر أبو السعادات ابن البلقيني في نظر خانقاه سعيد السعداء، عوضا عن الزين بن مزهر، ومن ثمّ وقعت المنافسة بينهما (¬4). [الفتنة في مكة] وفيه ورد الخبر من مكة المشرّفة على يد نجّاب بأنه وقع من السيد بركات أمير مكة، وبين وزيره بدير فتنة آل الأمر فيها إلى خروج الوزير من مكة، فجهّز الجواب وخلعتين (¬5) إحداهما لصاحب مكة، وأخرى لجانبك نائب جدّة باستمرارهما (¬6). [اختفاء الزين الأستادار] وفيه اختفى الزين الأستادار، فطلب السلطان الشمس منصور وخلع عليه بالأستادارية وقرّره فيها (¬7). [ذو الحجة] [وفاة الخوند آسية] [2504]- وفي ذي حجّة ماتت الخوند آسية (¬8) ابنة فرج بن برقوق. ¬

(¬1) خبر الزين في: النجوم الزاهرة 16/ 152، وبدائع الزهور 2/ 362. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) انظر عن (ابن غريب) في: النجوم الزاهرة 16/ 152، وبدائع الزهور 2/ 362. (¬4) خبر الخانقاة في: بدائع الزهور 2/ 362. (¬5) الصواب: «وخلعتان». (¬6) خبر الفتنة لم أجده في المصادر. (¬7) خبر الأستادار في: النجوم الزاهرة 16/ 152، وبدائع الزهور 2/ 362. (¬8) انظر عن (الخوند آسية) في: =

تحويل الرياح للمراكب

وكانت أسنّ من أختها شقراء، فإنّ مولدها في سنة تسع وثمانماية، وأمّها كانت حبشية اسمها ثريّا. [تحويل الرياح للمراكب] وفيه ورد الخبر بأنّ الرياح ثارت بالمتوجّهين لقبرس صحبة جاكم، وكانت مخالفة لغرضهم في سيرهم، وألقتهم إلى ساحل طرابلس، وأنهم بعد ذلك ساروا منها لجهة قبرس. وكان من أمرهم ما سنذكره في الآتية (¬1). [وفاة أخي خوند جلبان] [2505]- وفيه مات أخو خوند جلبان (¬2) زوجة الأشرف، أمّ ولده العزيز يوسف قانباي الخاصكي. وكان عاقلا، سيوسيا، / 133 / ساكنا، أدوبا، حشما، لم يداخل الناس فيما هم فيه، مع إفراط كرم نفس وشجاعة. [دخول والد المؤلّف دمشق] وفيه دخل الوالد إلى دمشق على ما تقدّم من إمرية الطبلخانات (¬3). [مبشّر الحاج] وفيه وصل مبشّر الحاج وأخبر بالأمن والسلامة (¬4). * * * [وفاة بك فولاد] [2506]- وفيها مات بك فولاد بك أصبهان (¬5) بن قرايوسف التركماني. وكان قدم القاهرة فارّا من عمّه لخوفه منه. فأكرمه الظاهر جقمق وأجرى عليه ما يكفيه. وكان حشما، أدوبا. مات مطعونا. ¬

= النجوم الزاهرة 16/ 217، والضوء اللامع 12/ 2، 3 رقم 5، وبدائع الزهور 2/ 362، 363. (¬1) خبر الرياح في: النجوم الزاهرة 16/ 152. (¬2) انظر عن (جلبان) في: الضوء اللامع 11/ 17 رقم 89 وهي: جلبان ابنة يشبك ططر الجركسية المتوفّاة سنة 839 هـ‍. ولم أقف على اسم أخيها. (¬3) خبر والد المؤلف لم يرد في المصادر. (¬4) خبر المبشر لم يرد في المصارد. (¬5) لم أجد ترجمة لفولاد بن أصبهان.

وفاة قانباي قرا

[وفاة قانباي قرا] وفيها مات بالطاعون جماعة منهم: [2507]- قانباي قرا الأشرفيّ (¬1)، إينال، أحد العشرات. وكان من المتمرّدين. [وفاة ماماي السيفي] [2508]- وماماي السيفي (¬2) بيبغا المظفّري. أحد الدوادارية. وكان عاقلا، حشما. [وفاة مغلباي الأقطش] [2509]- ومغلباي الأقطش (¬3) الأشرفي إينال. أحد خواصّه وأعيان خاصكيّته. [وفاة تمرازكفت] [2510]- وتمرازكفت (¬4) الأشرفي كالأول. وكان من نماردة جلبان أستاذه، مع شجاعة وإقدام وصلف وعجب وتيه. [وفاة أقباي الفقيه] وفيها مات من الأعيان أيضا من غير تحرير شهر وفاتهم كالذي (¬5) قبلهم، لكن في غزوة قبرس: [2511]- أقباي الفقيه (¬6). وكان إنسانا حسنا، فقيها، فاضلا، بل مفتيا، يستحضر الكثير من المسائل الفقهية، وأخذ عنه جماعة. [وفاة تمر الأشرفي] [2512]- وتمر الأشرفي (¬7) برسباي. ¬

(¬1) انظر عن (قانباي قرا الأشرفي) في: بدائع الزهور 2/ 363. (¬2) انظر عن (ماماي السيفي) في: بدائع الزهور 2/ 363، والضوء اللامع 6/ 236 رقم 816. (¬3) انظر عن (مغلباي الأقطش) في: بدائع الزهور 2/ 363. (¬4) انظر عن (تمرازكفت) في: بدائع الزهور 2/ 363. (¬5) الصواب: «كالذين». (¬6) لم أجد ترجمة لأقباي الفقيه. (¬7) لم أجد ترجمة لتمر الأشرفي.

وفاة الكمال بن ظهيرة

وكان حشما، متواضعا، عارفا بأنواع الفروسية، رأسا في الرمح، معظّما، وجيها، مع كونه كان خاصكيا فقط. [وفاة الكمال بن ظهيرة] [2513]- وفيها مات الكمال ابن ظهيرة (¬1)، محمد، قاضي جدّة. وكان فاضلا، يذاكر بكثير من الشعر. [وفاة أحمد الحلاوي] [2514]- ومات أحمد الحلاوي (¬2)، الطرابلسي، الحنفيّ، أحد العدول بطرابلس. وكان وجيها. [وفاة الشمس السوبيني] [2515]- والشمس السوبينيّ (¬3)، محمد الطرابلسي، الشافعيّ، أحد العدول أيضا. وكان مشكورا في شهاداته. [وفاة مصطفى الرومي] [2516]- ومصطفى الروميّ (¬4)، نزيل طرابلس. وكان لديه فضيلة، ويقول الشعر بلغة الترك. سمعت أشياء من نظّمه بلغة التركية. [وفاة الخواجا غالب] [2517]- وتاجر الثغر السكندري، الخواجا غالب الذبول (¬5) المدجّل. وكان مشكورا في تجارته، محمودا في سيرته. ¬

(¬1) انظر عن (ابن ظهيرة) في: النجوم الزاهرة 16/ 216، 217. (¬2) لم أجد لأحمد الحلاوي ترجمة. (¬3) لعلّ والده هو إبراهيم بن عمر بن إبراهيم السوبيني الطرابلسي، المتوفى سنة 858 هـ‍. (تاريخ طرابلس 2/ 442، 443 وفيه مصادر ترجمته). (¬4) لم أجد لمصطفى الرومي ترجمة. وقد التقى به المؤلّف - رحمه الله - عند زيارته لطرابلس، كما التقى بالحلاوي، والسوبيني المذكورين قبله. (¬5) في الأصل: «الذبول المذخر»، والتصحيح من: الضوء اللامع 6/ 159 رقم 525 وفيه اسمه: «غالب بن سعيد بن سعد الزبول. مات في شوال سنة 861 هـ‍.

وفاة مازي الظاهري

[وفاة مازي الظاهري] [2518]- ومازي الظاهري (¬1)، نائب الكرك، أحد مقدّمين (¬2) الألوف بدمشق. وكان داهية من دواهي الدهر، عارفا، شجاعا، مقداما. مات وله زيادة على الثمانين. وكان من مماليك الظاهر برقوق، وتنقّل في الخدم حتى ولّي غير ما ولاية. ¬

(¬1) لم أجد ترجمة لمازي الظاهري. (¬2) الصواب: «أحمد مقدّمي».

سنة خمس وستين وثمانماية

سنة خمس وستين وثمانماية [محرّم] [وفاة سودون قراقاش] [2519]- في محرّم، في أوله، مات سودون قراقاش (¬1) المؤيّديّ، حاجب الحجّاب الذي خرج مع الغزاة. وكان توعّك أياما حتى مات هناك، وقدم خبره بعد ذلك. وكان حشما، أدوبا، كيّسا، محبّا في أهل العلم، مع حدّة مزاج وطيش وخفّة، تنقّل في الولايات حتى صيّر حاجب الحجّاب. [حضور نائب جدّة] وفيه قدم جانبك نائب جدّة (¬2). [عودة الحجّاج] وفيه وصل الحاج بعد أن تأخّر عن العاد [ة] (¬3) بيومين. [وصول الجند من قبرس] وفيه وصل جماعة من الجند المتوجّه لقبرس وأخبروا بأنهم خرجوا جميعهم بالمراكب والعساكر من جزيرة قبرس في محرّم هذا قاصدين البلاد الإسلامية، وإذا بريح هبّت تفرّق منها المراكب فذهبت كل مركب إلى جهة من غير أن يعلم بما جرى على غيرها، وأن الواصل إلى ساحل الطينة مركبهم لا غير، وأخبروا بموت سودون قراقاش متمرّضا كما عرفته (¬4). ¬

(¬1) انظر عن (سودون قراقاش) في: النجوم الزاهرة 16/ 153 و 310، والضوء اللامع 3/ 276، 277 رقم 1052، وبدائع الزهور 2/ 363، ووجيز الكلام 2/ 744 رقم 1708، والدليل الشافي 1/ 336 رقم 1156، والمنهل الصافي 6/ 175 - 177 رقم 1159، والروض الباسم 2 / ورقة وفيات 865 هـ‍، ورقة 29 ب. (¬2) خبر نائب جده في النجوم الزاهرة 16/ 152، والروض الباسم 2 / ورقة 2. (¬3) خبر عودة الحجاج في: النجوم الزاهرة 16/ 152، وبدائع الزهور 2/ 363. والإضافة منه. (¬4) خبر وصول الجند في: النجوم الزاهرة 16/ 152، 153، وبدائع الزهور 2/ 363.

صفر

[صفر] [وفاة نائب بعلبك] [2520]- وفي صفر، في أوله، مات نائب بعلبك، جانبك النوروزي (¬1)، وهو على نيابة الإسكندرية. وكان ذا خير ودين وعفّة وكرم نفس ومروءة وشجاعة، ومعرفة بالفروسية، مع أدب وحشمة، تنقّل في عدّة أشياء، منها باشيّة الجند بمكة وبالمدينة أيضا، وحصل به بالمدينة نفع كبير. وكان قبل ذلك نائبا على بعلبك في أيام أستاذه نوروز حين تغلّبه على الشام، ثم ولّي نيابة الإسكندرية بأخرة. [وصول برد بك عرب] وفيه وصل برد بك عرب الأشرفي الخاصكي إذ ذاك، وكان مع غزاة قبرس، فأخبر بنحو الخبر الأول، وزيادة عليه أنّ يونس الدوادار ترك بقبرس جماعة من الجند تقوية لجاكم بعد أن تمكّن من ملك أبيه، وفرّت أخته هاربة إلى بعض الحصون بجزيرة قبرس، وأنه ترك عنده أيضا جماعة من مماليك الأمراء تقوية له، وجعل للناس عليهم جانبك الأبلق الظاهري أحد أعيان الخاصكية، وأنّ جماعة كبيرة من الجند وغيرهم ماتوا من الوباء وغيره بتلك البلاد، إلى غير ذلك من الأخبار (¬2). [نيابة الإسكندرية] وفيه قرّر كسباي السمين في نيابة الإسكندرية، وقرّر عوضه في نيابة قلعة الجبل / 134 ب / خير بك القصروي الوالي (¬3). وقرّر في الولاية علي بن الفيسي (¬4). [تقرير الحسبة] وفيه قرّر في الحسبة تنم رصاص الظاهري بمال بذله في ذلك، وكان جنديا لما تأمّر. ¬

(¬1) انظر عن (جانبك النوروزي) في: النجوم الزاهرة 16/ 153 و 310، 311، والدليل الشافي 1/ 240 (دون ترقيم) والضوء اللامع 3/ 61 رقم 247، والروض الباسم 2 / ورقة 2 و 28 ب، وبدائع الزهور 2/ 363، ولم يذكر في: المنهل الصافي. (¬2) خبر وصول برد بك في: النجوم الزاهرة 16/ 153، والروض الباسم، ورقة 2، وبدائع الزهور 2/ 363، 364. (¬3) خبر نيابة الإسكندرية في: النجوم الزاهرة 16/ 153، والروض الباسم، ورقة 2، وبدائع الزهور 2/ 364. (¬4) المصادر نفسها.

وصول العسكر من قبرس

وهو أول تركيّ ولّي الحسبة بالمال (¬1). [وصول العسكر من قبرس] وفيه، في نصفه، كان وصول العسكر من قبرس وكانوا يالميدان ثم أصبحوا فصعدوا إلى القلعة بين يدي السلطان. وخلع على يونس الدوادار خلعة هائلة هي عادة بخلعة الأتابك، وخلع على من معه من الأمراء الباشات، ونزلوا إلى دورهم في خدمة يونس. وكان له يوما مشهودا (¬2). [مقدّمية الألوف] وفيه استقرّ يلباي الإينالي المؤيّدي في جملة مقدّمين (¬3) الألوف على تقدمة سودون قراقاش. ويلباي هذا هو الذي ولي السلطنة بعد ذلك بسبع سنين، ولقّب بالظاهر، على ما سيأتي. وقرّر في طبلخانات يلباي: تمرباي ططر. وفي عشرة تمرباي: جانبك قلقسيز، فلم يقبلها، فحوّلت عنه لقانبك الأزدمري. وقرّر في عشرة قانبك: دولات باي الأشرفي سكسان (¬4). [حجوبية الحجاب] وفيه قرّر في حجوبية الحجّاب عوضا عن سودون قراقاش: بيبرس الأشرفي خال العزيز (¬5). [تقرير الأمير اخورية] وقرّر في الأمير اخورية الثانية عوضا عن يلباي: برد بك هجين الظاهري الأمير اخور الثالث. وقرّر في الأمير اخورية الثالثة قراجا الطويل الأشرفي، أحد مماليك السلطان (¬6). ¬

(¬1) خبر الحسبة في: النجوم الزاهرة 16/ 153، 154، والروض الباسم، ورقة 3، وبدائع الزهور 2/ 364. (¬2) خبر قبرس في: النجوم الزاهرة 16/ 153، 154، والروض الباسم، ورقة 3، وبدائع الزهور 2/ 364، ومنتخبات من حوادث الدهور 345 - 347. (¬3) الصواب: «في جملة مقدّمي». (¬4) خبر المقدّمية في: النجوم الزاهرة 16/ 154، والروض الباسم، ورقة 3، وبدائع الزهور 2/ 364. وقال ابن تغري بردي: سكسن، أعني ثمانين، ولم يكن دولات هذا أهلا لذلك، وإنما هي أرزاق مقسومة إلى البرّ والفاجر. (¬5) خبر الحجوبية في: النجوم الزاهرة 154، والروض الباسم، ورقة 3، وبدائع الزهور 2/ 364. (¬6) خبر الأمير اخورية في: النجوم الزاهرة 16/ 154، 155، والروض الباسم، ورقة 3، 4، وبدائع الزهور 2/ 364.

ربيع الأول

[ربيع الأول] [وفاة عمر اليمني] [2521]- وفي ربيع الأول مات الشيخ الصالح، العابد، الزاهد، المعتقد، عمر اليمني (¬1)، المكيّ. وكان فردا في كثرة العبادة وملازمتها والمداومة عليها، ولأهل مكة فيه الاعتقاد الحسن. [إمرة الحاج] وفيه قرّر في إمرة الحاج بالمحمل مغلباي طاز المؤيّدي، وفي إمرة الأول تنبك البوّاب (¬2). [خروج الأتابك للسرحة] وفيه خرج الأتابك أحمد ولد السلطان للسرحة (¬3) بعد أن عمل المولد النبوي بالقلعة، وصحب معه أخاه محمدا وعدّة من الأمراء، وكان لخروجه وقتا مشهودا (¬4). [وزارة ابن الأهناسي] وفيه استقرّ في الوزارة العلاء ابن الأهناسي بعد استعفاء السعد بن النّحال (¬5). [حرب بني هوّارة] وفيه ورد الخبر من الوجه القبلي بأنه كان بين هوارة حرب التقى فيها أحمد بن عمر وأخوه يونس بابن عمّها سليمان بن عيسى، وهزم سليمان أحمد. وثارت الفتن بتلك النواحي. فعيّن السلطان تجريدة (¬6). [كائنة الصلاح بن بركوت] / 135 أ / [وفيه] كائنة الصلاح بن بركوت المكيني. أمر السلطان به إلى سجن ¬

(¬1) انظر عن (عمر اليمني) في: النجوم الزاهرة 16/ 311، والروض الباسم 2 ورقة 30 ب، والضوء اللامع 6/ 146 رقم 456 وفيه: عمر العدني اليماني نزيل مكة ويعرف بالمسلي، بفتح الميم ثم مهملة ساكنة ثم بعدها لام. (¬2) خبر إمرة الحاج في: الضوء اللامع 155، والروض الباسم، ورقة 3، وبدائع الزهور 2/ 364. (¬3) خبر السرحة في: النجوم الزاهرة 16/ 155، والروض الباسم، ورقة 3، ووجيز الكلام 2/ 736، وبدائع الزهور 2/ 364. (¬4) والصواب: «وكان لخروجه وقت مشهود». (¬5) خبر الوزارة في: النجوم الزاهرة 16/ 155، والروض الباسم، ورقة 3، وبدائع الزهور 2/ 364. (¬6) خبر بني هوارة في: الروض الباسم، ورقة 3، وبدائع الزهور 2/ 364، 365.

ربيع الآخر

الرحبة بسبب وقف قد استبدله، فقرّر عليه جملة من المال، وأطلق من يومه (¬1). [ربيع الآخر] [ضبط تركة زوجة قانباي الحمزاوي] وفي ربيع الآخر عيّن السلطان الطواشي شاهين غزالي الظاهري للتوجّه إلى دمشق لضبط موجود زوجة قانباي الحمزاوي نائب الشام، وقد ورد الخبر بموتها بدمشق (¬2). [قدوم ولدي السلطان من السرحة] وفيه قدم ولدي (¬3) السلطان من السرحة وشقّا القاهرة، وقد زيّنت لهما قبل ذلك. وكان لهما يوما مشهودا (¬4)، وصعدا لأبيهما فخلع عليهما، ونزلا في موكب حافل، وأخذ الناس يلهجون بتمام سعدهما وشأنهما هما وأبيهما (¬5). وكان ما لهجوا به قريبا (¬6). [وفاة ابن أيتمش] [2522]-، [وفيه] مات محمد بن أيتمش (¬7) الخضري، الجركسيّ الأصل، الحنفيّ. وكان رئيسا حشما، كثير الإسراف على نفسه، ثم أظهر التوبة والندم والإقلاع، وأقبل على طلب العلم. وأخذ عن شيخنا التقي الشمّني، وأظهر التنسّك والعبادة حتى مات على خير في شبابه، وتأسّف السلطان عليه، وكذا ولد السلطان الشهاب أحمد ولد خالته. [الظفر بجماعة من أهل شيرينه] وفيه أشيع الخبر بالقاهرة بأنّ جانبك الأبلق ظفر بجماعة من أهل شيرينه (¬8)، وأنّ تنبك الترجمان كان قد قبض الحمل المقرّر على جاكم، وركب البحر ومعه أربعة من ¬

(¬1) كائنة ابن بركوت في: النجوم الزاهرة 16/ 155، والروض الباسم، ورقة 73 وبدائع الزهور 2/ 365. (¬2) خبر التركة في: الروض الباسم، ورقة 3، وبدائع الزهور 2/ 365. (¬3) الصواب: «قدم ولدا». (¬4) الصواب: «وكان لهما يوم مشهود». (¬5) الصواب: «هما وأبوهما». (¬6) خبر السرحة في: النجوم الزاهرة 16/ 155، والروض الباسم، ورقة 3 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 365. (¬7) انظر عن (محمد بن أيتمش) في: الروض الباسم 2 / ورقة 31 ب، وبدائع الزهور 2/ 365. (¬8) شبرينة شرينة. (النجوم الزاهرة).

ولاية القاهرة

المماليك السلطانية، وبينا هم في أثناء طريقهم إلى القاهرة إذ ظفر بهم جماعة أخت جاكم الملكة المخرجة من قبرس، فأخذوهم بما معهم، فعظم هذا الخبر على السلطان وأخذ في الحال يعيّن تجريدة (¬1). [ولاية القاهرة] وفيه استقرّ في ولاية القاهرة إينال اليحياوي الأشقر الظاهري دفعة واحدة من الجندية، وصرف ابن (¬2) الفيسي (¬3). [جمادى الأول] [ابتداء المرض بالسلطان] وفي جماد الأول، في ثالثه، ابتدأ بالسلطان مرضه الذي مات به فلزم الفراش من يومه، ولم يورّ بمرضه ولا تجلّد كما وقع لغيره من السلاطين مثل الأشرف والظاهر على ما عرفت ذلك (¬4). [وصول صهر السلطان من الطينة] وفيه وصل برد بك صهر السلطان من الطينة، / 135 ب / وكان قد خرج إليها قبل ذلك هو ومحمد نقيب الجيش ليكشفا عن مكان هناك كان في عزم السلطان أن ينشيء به برجا لحفظ الساحل من طروق الفرنج (¬5). [الإرجاف بموت السلطان] وفيه أرجف بموت السلطان لشدّة مرضه، ثم أصبح في يوم الثلاثاء ثالث عشره وقد اجتمع كثير من العوامّ عند باب المدرج كالمنتظرين جنازة السلطان، وقد أشيع موته إشاعة فاشية، وكثر القال والقيل والاضطراب، فعزّ ذلك على من بالقلعة حين بلغهم ذلك، ونزل إينال الأشقر الوالي بأعوانه إلى العوامّ فبدّد شملهم، وفرّق جمعهم، ونودي بشوارع القاهرة بالأمان والأطمينان (¬6)، وأنّ أحدا لا يتكلّم فيما لا يعنيه، فبطل الهرج شيئا (¬7). ¬

(¬1) خبر شيرينة في: النجوم الزاهرة 16/ 224، والروض الباسم، ورقة 3 ب، وبدائع الزهور 2/ 366، ومنتخبات من حوادث الدهور 348. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر الولاية في: النجوم الزاهرة 16/ 156، والروض الباسم، ورقة 3 ب، وبدائع الزهور 2/ 366. (¬4) خبر مرض السلطان في: النجوم الزاهرة 16/ 156، والروض الباسم، ورقة 3 ب، وبدائع الزهور 2/ 366، ووجيز الكلام 2/ 736. (¬5) خبر صهر السلطان في: النجوم الزاهرة 16/ 156، والروض الباسم، ورقة 3 ب، وبدائع الزهور 2/ 366. (¬6) كذا. (¬7) خبر الإرجاف في: النجوم الزاهرة 16/ 156، والروض الباسم، ورقة 3 ب، وبدائع الزهور 2/ 366.

المبايعة للأتابك ابن السلطان

[المبايعة للأتابك ابن السلطان] وفيه، في يوم الأربعاء رابع عشره، كانت المبايعة للأتابك أحمد ابن (¬1) السلطان، وكان من خبر ذلك أنه لما اشتدّ المرض بالسلطان وظهرت عليه أمارات الموت تكلّم معه جماعة وهم: ولده وزوجته الخوند زينب، وصهره برد بك، فأجابهم بأنّ السلطنة لولده أحمد. ثم نزل الأمر على لسان السلطان بحضور الخليفة والقضاة والأمراء وأرباب الدولة من أهل الحلّ والعقّد، فاجتمعوا في بكرة هذا اليوم. وطال الكلام بينهم في أمر السلطنة، ودخلوا على السلطان وهو متغلّب. وآل الأمر أن عقدوا بسلطنة الأتابك أحمد ولده في وقت الضحوة الكبرى، فبايعه الخليفة أولا ثم القضاة ومن حضر، وتمّ أمره وحلّف له الأمراء والجند، ثم أوكبوا على العادة (¬2). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر المبايعة في: النجوم الزاهرة 16/ 218، 219، ووجيز الكلام 2/ 736، والروض الباسم، ورقة 4 أ، وبدائع الزهور 2/ 366، 367 و 369، 370، وأخبار الدول 2/ 315.

سلطنة المؤيد أحمد بن إينال

[سلطنة المؤيّد أحمد بن إينال] وأفيض على أحمد شعار السلطنة، وتعمّم وتقلّد السيف وقيد له فرس النوبة، وركب من الدهيشة قاصدا القصر، والكلّ مشاة بين يديه، ما عدا الخليفة، فإنه أركب فاستضعف عليه المركوب، فنزل ومشى، وأذن لخشقدم أمير سلاح بحمل القبّة والطير على رأس السلطان، / 136 أ / وقد ترشح للأتابكية، وسار السلطان في موكب حافل جدّا حتى أنزل بالقصر ودخله، ورفع على سرير الملك، وقام الكل بين يديه بعد أن لقّب بالمؤيّد، وكني بأبي الفتح. وخلع على الأتابك خشقدم وعلى الخليفة. وخرج المنادي بشوارع القاهرة بسلطنته والدعاء له، وبات بالقصر (¬1). وأصبح في يوم الخميس، نصفه، فأقيمت الخدمة، وقرّر خشقدم أمير سلاح في الأتابكية من غير أن يخلع عليه لتعوّق الخلعة اللائقة بها في هذا اليوم. ثم خلع عليه بها بعد ذلك، وخرج له ليكتب (¬2) بإقطاع السلطان الذي كان بيده (¬3). وخلع على جرباش كرد بإمرة سلاح (¬4)، وعلى قرقماس الجلب بإمرة مجلس (¬5). وعلى قانم التاجر برأس نوبة النوب (¬6)، وقرّر في تقدمة جرباش بيبرس خال العزيز، وشغرت عنه تقدمته التي كانت بيده، فتقدّم جانبك الظريف وقبّل الأرض بين يدي السلطان، وسأل التقدمة المذكورة لنفسه، فتوقّف السلطان. ووقع بين جانبك هذا وبين يونس الدوادار مفاوضة في المقال بسبب ذلك (¬7). ¬

(¬1) سلطنة المؤيّد في: النجوم الزاهرة 16/ 219، ووجيز الكلام 2/ 736، والروض الباسم، ورقة 4 أ، وتاريخ ابن سباط 2/ 803، وبدائع الزهور 2/ 370، وأخبار الدول 2/ 315، وحسن المحاضرة 2/ 80، وتاريخ الخلفاء 513، ونظم العقيان 40 رقم 23، وتاريخ الأزمنة 356، وحوادث الدهور 3/ 659، والتاريخ الغياثي 158، وإعلام الورى 58. (¬2) في الأصل: «اليكتب». (¬3) خبر تقرير خشقدم في: وجيز الكلام 2/ 736، والروض الباسم، ورقة 5 أ، وبدائع الزهور 2/ 371. (¬4) خبر جرباش كرد في: النجوم الزاهرة 16/ 221، والروض الباسم، ورقة 5 أ، وبدائع الزهور 2/ 371. (¬5) خبر قرقماس في: النجوم الزاهرة 16/ 225، والروض الباسم، ورقة 5 أ، وبدائع الزهور 2/ 371. (¬6) خبر قانم في: النجوم الزاهرة 16/ 221، والروض الباسم، ورقة 5 أ، وبدائع الزهور 2/ 371. (¬7) خبر خال العزيز في: الروض الباسم، ورقة 5 أ، وبدائع الزهور 2/ 371.

وفاة السلطان الأشرف إينال

ثم وقف الأمر ولم تقرّر التقدمة باسم أحد في هذا اليوم. ثم قام السلطان بعد انفضاض الموكب متحوّلا إلى الدهيشة وجلس بشبّاكها، ونودي بين يديه في الجند بالحوش بأنّ النفقة للبيعة تكون في يوم الثلاثاء عشرين هذا الشهر، لكلّ نفر مائة دينار، فسرّ الجند بذلك وأعلنوا بالدعاء للسلطان. كل ذلك والأشرف إينال في قيد الحياة إلى الآن (¬1). [وفاة السلطان الأشرف إينال] [2523]- وفيه مات الأشرف إينال (¬2) بين الظهر والعصر، فجهّز لوقته، وأخرجت جنازته، وحضرها السلطان ولده والخليفة والأمراء، وحملت إلى تربته بالصحراء فدفن بها، وله زيادة على الثمانين. وكان ملكا جليلا، شهما، وجيها، شجاعا، مقداما، جلدا، عاقلا، سيوسا، دربا، محتكما، حليما، عارفا بأنواع الفروسية / 136 ب / والأنداب، له إحاطة خبرة بملوك الأقطار النائية عنه، كثير التأنّي، ساكنا في حركاته، كثير الأدب والحشمة، صادق اللهجة، سليم الفطرة، عارف (¬3) بجهات ممالكه، ينزل الناس منازلهم، غير مقدام على سفك الدماء، حتى قيل عنه إنه لم يسفك دما في مدّة سلطنته بغير وجه شرعيّ، وهي من نوادره، كثير الاحتمال، فصيحا بلغة الترك، ويعاب بالبخل والشحّ، وعرائه عن الفضائل العلمية وأمّيّته، مع نوادر تختصّ به. وكان ممّن جلب في دولة الظاهر برقوق سنة تسع وتسعين وسبعمائة (¬4). وملكه ولده الناصر بعده، وصيّر خاصكيّا في آخر دولته، ثم تأمّر عشرة بعناية ططر قبل سلطنته، ثم طبلخاناه، والرأس نوبة الثانية، ثم ولي نيابة غزّة، ثم نيابة الرها على تقدمة بمصر، ثم استقدم إلى القاهرة على تقدمته، ثم ولي نيابة صفد، ثم أعيد مقدّما إلى القاهرة، ثم صيّر ¬

(¬1) النجوم الزاهرة 16/ 221، الروض الباسم، ورقة 5 أ، بدائع الزهور 2/ 371. (¬2) انظر عن (الأشرف إينال) في: النجوم الزاهرة 16/ 156 - 161، والمنهل الصافي 3/ 209 - 212 رقم 624، والدليل الشافي 1/ 171، 172 رقم 623، ومورد اللطافة، ورقة 5، 1 ب، والضوء اللامع 2/ 328، 329 رقم 1080، ووجيز الكلام 2/ 736 - 739، ونظم العقيان 93 رقم 49، وحوادث الدهور 3/ 558، وحسن المحاضرة 2/ 80، وتاريخ الخلفاء 413، وتاريخ ابن سباط 2/ 802، 803، وحواد الزمان 1/ 153 رقم 172، وتاريخ الأزمنة 356، وبدائع الزهور 2/ 366، 367، وشذرات الذهب 7/ 304، والتاريخ الغيائي 358، وأخبار الدول 214، 215، وتحفة الناظرين 2/ 39، 40، وإعلام الورى 58، والروض الباسم 2 / ورقة 27 ب، 28 ب. (¬3) الصواب: «عارفا». (¬4) في الأصل: «سبعمه».

أتابكية خشقدم

دوادارا كبيرا، ثم أتابكا، ثم سلطانا. هذا ملخّص حاله. [أتابكية خشقدم] وفيه في يوم الجمعة سادس عشره، لما قدم السلطان من شهوده الجمعة خلع على الأتابك خشقدم بالأتابكية، ونزل إلى داره في موكب حافل (¬1). [وفاة شيخ عرب الكفور] [2524]- وفيه مات جميل بن أحمد بن عميرة (¬2) بن يوسف، شيخ عرب الكفور بالغربية. وكان (¬3) مع كثرة عبادته لا يكفّ عن ظلم ولا عن جمع المال من أيّ جهة كانت، وخلّف مالا طائلا عليه حسابه. [تفريق نفقات الأمراء] وفيه حملت نفقات الأمراء، فحمل إلى الأتابك خشقدم أربعة آلاف دينار، ولأرباب الوظائف من مقدّمين (¬4) الألوف لكلّ نفر ألفين (¬5) وخمسمائة دينار، ولبقيّة المقدّمين لكلّ ألفي (¬6) دينار، وحمل للطبلخاناة لكّل خمسمائة دينار، والعشرات لكلّ مائتي (¬7) دينار. وهي عادة نفقة البيعة (¬8). [مقدّميّة الألوف بمصر] وفيه قرّر يشبك البجاسي الأشرفي في جملة مقدّمين (¬9) الألوف بمصر على التقدمة الموقوفة الماضي خبرها. وكان يشبك هذا أحد مقدّمين (¬10) الألوف بحلب. وقدم عن قريب قبل موت أستاذ ¬

(¬1) خبر الأتابكية في: الروض الباسم، ورقة 5 أ. (¬2) انظر عن (ابن عميرة) في: النجوم الزاهرة 16/ 311، ووجيز الكلام 2/ 745 رقم 1714، والضوء اللامع 3/ 78، والروض الباسم 2 / ورقة 28 ب، وبدائع الزهور 2/ 372. (¬3) مكرّرة في الأصل. (¬4) الصواب: «من مقدّمي». (¬5) الصواب: «ألفان». (¬6) الصواب: «ألفا». (¬7) الصواب: «مائتا». (¬8) خبر النفقات في: النجوم الزاهرة 16/ 222، والروض الباسم، ورقة 5 ب، وبدائع الزهور 2/ 371، 372. (¬9) الصواب: «مقدّمي». (¬10) الصواب: «مقدّمي».

البشارة بالسلطنة

الأشرف إينال، فإنه كان من مماليكه / 137 أ / قديما، وله على السلطان حق تربيته، فراعاها (¬1). [البشارة بالسلطنة] وفيه عيّن السلطان عدّة من الأمراء والخاصكية للتوجّه بالبشارة بسلطنته إلى أقطار المملكة وجهاتها، وخلع عليهم بذلك (¬2). [نفقة البيعة] وفيه، في عشرينه، ابتديء بنفقة البيعة وفرّقت على غير التسوية من مائة دينار إلى ثلاثين دينارا، ونفق على الكتابية كلّ نفر عشرة دنانير. واستمرّ الإنفاق متتابعا في السبت والثلاثاء (¬3). [محاصرة شيرينة] وفيه ورد الخبر من جانبك الأبلق من شيرينة بأنه قصدها وحصرها، وأنه جرت أمور ذكرها مطوّلة، وأنّ المملكة أخت جاكم فرّت إلى رودس ولجأت إلى صاحبها لينجدها على أخيها. وأخذ جانبك يستحثّ السلطان في إرسال عسكر نجدة له (¬4). [الصرف عن الأستادارية] وفيه صرف الشمس منصور عن الأستادارية (¬5). [جمادى الآخر] [الخلعة بالأستادارية] وفي جماد الآخر خلع على المجد بن البقري بالأستادارية، وكان قد عيّن (¬6) لها قبل ذلك. وهذا (¬7) أول ولاياته. ثم تكرّرت ولايته لها غير ما مرة. وجرت عليه بأخرة خطوب بأخرة (¬8) آلت إلى توسيطه في سنة ثلاث وتسعين، على ما سيأتي إن شاء الله تعالى (¬9). ¬

(¬1) خبر المقدّمية في: النجوم الزاهرة 16/ 222، والروض الباسم، ورقة 6 أ، وبدائع الزهور 2/ 372. (¬2) خبر البشارة في: النجوم الزاهرة 16/ 223، والروض الباسم، ورقة 5 ب، 6 أ، وبدائع الزهور 2/ 372. (¬3) خبر النفقة في: النجوم الزاهرة 16/ 223، 224، والروض الباسم، ورقة 6 أ. (¬4) خبر المحاصرة في: النجوم الزاهرة 16/ 224، والروض الباسم، ورقة 6 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 372. (¬5) خبر الأستادارية في: النجوم الزاهرة 16/ 225، والروض الباسم، ورقة 6 ب. (¬6) في الأصل: «عر». (¬7) الصواب: «وهذه». (¬8) كذا مكرّرة. (¬9) خبر الخلعة في: النجوم الزاهرة 16/ 225، والروض الباسم، ورقة 6 ب، وبدائع الزهور 2/ 372.

وفاة مرجان العادلي

[وفاة مرجان العادلي] [2525]- وفيه مات الطواشي مرجان العادلي (¬1)، المحمودي، الحصني، الحبشيّ، مقدّم المماليك. وكان غير مشكور. [ظهور الأمن بالقاهرة وضواحيها] وفيه - أعني هذا الشهر - ظهر بالقاهرة وسائر ضواحيها، بل وبسائر جهاتها قبليا وبحريا، من الأمن والأمان والطمأنينة ما لا يعبّر عنه من غير أمر أوجب ذلك، سوى عناية الله تعالى بخلقه. ووقع رعب هذا السلطان في قلوب الناس من سائر طوائف المفسدين، وتفاءل الناس وتباشروا بسلطنته، ومالت النفوس إليه، وأنطق الله تعالى الألسن بالدعاء له، لا سيما حين قمع المفسدين من جلبان أبيه. وكان ما ظهر من نوادر أوائل الدول (¬2). [وفاة السعد ابن النحال] [2526]- وفيه مات السعد بن النّحال (¬3)، فرج بن ماجد القبطيّ، / 137 ب / الأستادار، الوزير، وكان مشكورا في مباشراته، وولي كتابة المماليك قبل الأستادارية والوزر، وكان مواظبا على الصلوات، مع صدق لهجة وحدّة مزاج. ومولده سنة إحدى وثمانماية. [تقليد السلطان] وفيه كانت قراءة تقليد السلطان بالقصر على العادة في ذلك، وخلع على الخليفة والقضاة وكاتب السرّ، ونزلوا في مشهد حافل (¬4). ¬

(¬1) انظر عن (مرجان العادلي) في: النجوم الزاهرة 16/ 312، والدليل الشافي 2/ 732، 733 رقم 2502، ووجيز الكلام 2/ 745 رقم 1713، والضوء اللامع 10/ 153 رقم 610، وبدائع الزهور 2/ 372، والروض الباسم 2 / ورقة 32 أ. (¬2) خبر الأمن في: الروض الباسم، ورقة 7 أ. (¬3) انظر عن (ابن النحال) في: النجوم الزاهرة 16/ 312، ووجيز الكلام 2/ 744 رقم 1711، والضوء اللامع 6/ 169 رقم 570، والروض الباسم، ورقة 60، وبدائع الزهور 2/ 373. (¬4) خبر التقليد في: النجوم الزاهرة 16/ 226، والروض الباسم، ورقة 7 ب، وبدائع الزهور 2/ 373.

إشاعة الركوب على السلطان

[إشاعة الركوب على السلطان] وفيه أشيع بالقاهرة في هذه الأيام الركوب على السلطان (¬1). [انحلال أمر المؤيّد] وفيه، في نصفه، كان ابتداء انحلال أمر المؤيّد هذا، وكان الخبر قد ورد عليه في هذا اليوم بوصول عربان لبيد إلى البحيرة، وأنهم شنّوا بها الغارات ونهبوا الكثير من أهلها، فبدر السلطان بتعيين جماعة من الأمراء والجند، ولم يعيّن من جلبان أبيه ولا النفر الواحد، فعظم ذلك على المعيّنين، وكان سببا مغضبا إلى انحلال الأمر والقلقلة (¬2). ووقع (¬3) أمور مطولة يطول الشرح في تفصيلها. [وفاة كزل السودوني] [2527]- وفيه مات كزل السودونيّ (¬4)، المعلّم، أحد العشرات. وكان رأسا في لعب الرمح، خيّرا، ديّنا، أدوبا، حشما، فصيحا في عبارته، مع حسن هيئة وشكالة. [رجب] [غضب السلطان لقدوم تمراز الأشرفي] وفي رجب قدم تمراز الأشرفي الدوادار الثاني كان إلى القاهرة بغير إذن من السلطان، ونزل بدار الأتابك خشقدم مستشفعا به، فتولّى الأتابك دواداره بعلم السلطان به، فقامت قيامة السلطان واستشاط وغضب، وأمر في الحال بإخراجه إلى حيث جاء. ووقعت أمور مطوّلة آلت إلى أن أظهر السلطان الرضى عنه وقرّره في تقدمة ألف بدمشق وأمر بالخروج إليها بعد أن خلع السلطان عليه كاملية. ¬

(¬1) خبر الإشاعة في: الروض الباسم، ورقة 7 ب. (¬2) خبر الانحلال في: النجوم الزاهرة 16/ 226، والروض الباسم، ورقة 8 أ، وبدائع الزهور 2/ 373. (¬3) الصواب: «ووقعت». (¬4) انظر عن (كزل السودوني) في: النجوم الزاهرة 16/ 312، والدليل الشافي 2/ 557، 558 رقم 1902، ووجيز الكلام 2/ 744 رقم 1709، والضوء اللامع 6/ 227 رقم 1778، والروض الباسم 2 / ورقة 31، أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 373.

وصول شاهين غزالي من دمشق

ثم أخذ الناس من هذا الوقت في القيل والقال الكثير حتى كان ما سنذكره (¬1). [وصول شاهين غزالي من دمشق] وفيه وصل شاهين غزالي من دمشق، وأحضر معه من تركة زوجة قانباي الحمزاوي أشياء كثيرة ممّا خفّ حمله وثقل ثمنه كالجواهر واللآلي والأحجار النفيسة، والحلي والحلل، والأقمشة النادرة، والأمتعة المثمّنة، فأمر السلطان ببيع ذلك، فبيع في عدّة أيام كثيرة، هذا بعد أن أبيع بدمشق أيضا أشياء كثيرة جدا (¬2). [ركوب السلطان بالسرحة] وفيه ركب السلطان من القلعة / 139 أ / ونزل إلى جهة القرافة، وعاد سريعا. وهذه أول ركبة ركبها في سلطنته، بل وآخرها، فإنه لم يركب بعدها وينزل إلاّ مخلوعا، على ما سنذكره (¬3). [سقوط البرد الكبير] وفيه أمطرت السماء بردا كبارا كل حبّة منه مقدار بيضة الحمامة أو أكبر، وكان غالبا بالشرقية وبعض المنوفية والغربية، وتلف منه الكثير من الزرع، وأهلك الكثير من ذوي الجناح وغير ذلك (¬4). [نفي سنطباي قرا] وفيه نفي سنطباي قرا، وكان قد قدم بغير إذن كتمراز، فلما وقع لتمراز ما وقع تخوّف هذا على نفسه فاختفى بالقاهرة، وأخذ جماعة من خشداشيّته من الظاهرية اتباع الحيلة في تلطيف قضيته عند السلطان، فما نفع ذلك وأمر بنفيه من حيث جاء، فعاد، وأخذ الناس في إشاعة أن ستكون فتنة بسبب ذلك (¬5). ¬

(¬1) خبر غضب السلطان في: النجوم الزاهرة 16/ 226، 227، والروض الباسم، ورقة 8 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 374. (¬2) خبر شاهين غزالي في: النجوم الزاهرة 16/ 227، والروض الباسم، ورقة 8 ب، وبدائع الزهور 2/ 374. وشاهين هو الرومي الظاهري، جقمق الطواشي، ويعرف بشاهين غزالي. أصله من خدّام فارس نائب قلعة دمشق. توفي سنة 873 هـ‍. وقد قارب الخمسين. (الضوء اللامع 5/ 294 رقم 1128). (¬3) خبر السرحة في: النجوم الزاهرة 16/ 228، والروض الباسم، ورقة 9 أ، وبدائع الزهور 2/ 374. (¬4) خبر البرد في: النجوم الزاهرة 16/ 228، وبدائع الزهور 2/ 374. (¬5) خبر سنطباي في: النجوم الزاهرة 16/ 228، وبدائع الزهور 2/ 374، 375، والروض الباسم، ورقة 9 أ. و «سنطباي قرا» الظاهري جقمق. قتله عرب الطاعة في سنة 866 هـ‍. (الضوء اللامع 3/ 272، 273 رقم 1038).

شعبان

[شعبان] [قدوم قصّاد ابن قرمان] وفي شعبان قدم إلى القاهرة قصّاد ابن (¬1) قرمان بهدية للسلطان فقبلها وأكرموا وأعيدوا لمرسلهم (¬2). [أتابكية حلب] وفيه قرّر في أتابكية حلب شاد بك الصارمي بمال كثير (¬3) بذله في ذلك (¬4). [قدوم ابن نائب الشام إلى القاهرة] وفيه قدم إلى القاهرة يحيى بن جانم نائب الشام مظهرا بأنّ والده بعث به لتهنئة السلطان بالملك والشفاعة في تنم من عبد الرزاق وقانباي الجركسي من سجن الإسكندرية، وكان الغرض غير ذلك، وهي توطئة الأمر لسلطنة أبيه، وفطن السلطان بذلك فأخذ حذره من جانم، ثم توصّل يحيى إلى غرضه واستمال الظاهرية، فأظهروا أنهم مع أبيه حيلة، وهم في تدبير آخر ظهر بعد ذلك لسلطنة الظاهر خشقدم. ثم عاد يحيي لدمشق بعد أيام يطول الشرح في ذكرها (¬5). [قدوم والد المؤلّف إلى القاهرة] وفيه قدم الوالد من دمشق إلى القاهرة وصعد إلى السلطان فأجلّه وأكرمه ووعده بأشياء وما تمّت لكونه خلع عن قريب (¬6). [وفاة فيروز النوروزي] [2528]- وفيه مات زمام الآدر السلطانية والخازندار، الطواشي فيروز النوروزي (¬7). وكان سيّء الأخلاق، حادّ المزاج، وتنقّل في أشياء، وقاسى الخطوب حتى تقرّر في الخازندارية والزمامية، ووجد له بعد موته فوق المائة ألف دينار ذهبا، واستقلّت. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر القصّاد في: النجوم الزاهرة 16/ 228، والروض الباسم، ورقة 9 أ، وبدائع الزهور 2/ 375. (¬3) في الأصل: «كبير». (¬4) خبر الأتابكية في: النجوم الزاهرة 16/ 228. (¬5) خبر ابن نائب الشام في: النجوم الزاهرة 16/ 228، 229، والروض الباسم، ورقة 9 ب، 10 أ، وبدائع الزهور 2/ 375. (¬6) خبر والد المؤلف في: الروض الباسم، ورقة 9 ب، وبدائع الزهور 2/ 375. (¬7) انظر عن (فيروز النوروزي) في: الدليل الشافي 2/ 524 رقم 1806، والنجوم الزاهرة 16/ 312، 313، ووجيز الكلام 2/ 745 رقم 1712، والضوء اللامع 1766 رقم 600، والروض الباسم 2/ ورقة 31 أ، وبدائع الزهور 2/ 375.

انحطاط أمر المؤيد

وله زيادة على الثمانين سنة. [انحطاط أمر المؤيّد] / 138 ب / وفيه في أواخره أخذ أمر المؤيّد في زيادة الانحطاط، وظهرت أمارات زوال دولته، وأخذ هو في تقريب صهره برد بك الدوادار، واختصّ به جدا، ظنّا منه أن رأيه كان فيما هو فيه (¬1). [وفاة ابن قاضي عجلون] [2529]- وفيه مات الولي ابن (¬2) قاضي عجلون (¬3)، عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن مشرف بن منصور بن محمود بن توفيق بن محمد بن عبد الله الزرعيّ، الدمشقي، الشافعيّ. وكان عالما فاضلا، خيّرا، ديّنا، ورأس بدمشق، وولي عدّة تداريس جليلة، وناب في القضاء، وسمع على الحافظ ابن (¬4) ناصر الدين، وابن (¬5) بردس، وجماعة. ومولده سنة خمس وثمانماية. وهو والد التقيّ شيخ الشام الآن. [اضطراب وأمر السلطان] وفيه كثرت القلقلة في أمر السلطان حتى كان ما كان ممّا سيأتي (¬6). [رمضان] [نظر الإصطبل] وفي رمضان استقرّ في نظر الإصطبل الشرف يحيى بن البقري، عوضا عن البدر محمود بن الديري (¬7). ¬

(¬1) خبر الانحطاط في: الروض الباسم، ورقة 10 ب. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) انظر عن (ابن قاضي عجلون) في: وجيز الكلام 2/ 742 رقم 1698، والضوء اللامع 5/ 24، 25 رقم 84، ونظم العقيان 121 رقم 93، وحوادث الزمان 1/ 153 رقم 173، والروض الباسم 2 / ورقة 30 أ، وبدائع الزهور 2/ 375، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (المستدرك) ق 2/ 197، 198 رقم 140. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر الاضطراب في: النجوم الزاهرة 16/ 130، والروض الباسم، ورقة 10 ب. (¬7) خبر الإصطبل في: النجوم الزاهرة 16/ 231، والروض الباسم، ورقة 11 أ، وبدائع الزهور 2/ 376.

خسوف القمر

[خسوف القمر] وفيه خسف القمر كلّه واسودّ جرمه، وأظلم الجوّ جدا، وكان من نوادر الخسوفات، وأخذ الناس يلهجون بزوال السلطان (¬1). [التحرّك لخلع السلطان] وفيه، في يوم الجمعة، سابع عشره، كان بداية الحركة لنكبة السلطان المؤيّد وخلعه. وكان هو قد أمر نقيب الجيش في آخر هذا النهار بأن يدور على الأمراء بأن يبيتوا على صعودهم إلى القلعة في الغد واجتماعهم بالحوش وما عرف ما السبب الداعي إلى ذلك، فأخذ الأمراء حذرهم وأرابهم ذلك، وبادروا بالركوب إلى بعضهم البعض، ثم لم يشكّوا في أنّ قصد السلطان الإيقاع بهم إذا اجتمعوا، وكثر القيل في ذلك والقال والقلق والاضطراب. وكان ذلك ذريعة لتحرك كل أحد وانتهاز الفرصة. وتحرّكت الكمائن، وأخذ الجند في تحريض بعضهم البعض، وداموا في القلق إلى أن دخل الليل، فثار جماعة من الظاهرية وداروا على بعضهم البعض، وأبرموا أمر القيام على السلطان. ثم داروا على غير طوائفهم أيضا للاستمالة، وداموا على ذلك ليلتهم كلها (¬2). [خلع السلطان المؤيّد] وفيه في غد هذه الليلة، وهو يوم السبت، ثامن عشره، كان خلع المؤيّد من الملك (¬3) ونكبته والقيام عليه / 139 أ / بعد أمور مطوّلة يطول الشرح في ذكرها قد ذكرناها برمّتها في تاريخنا «الروض الباسم» (¬4)، وملخّص ذلك أنّ الجند بكّروا بالركوب في بكرة هذا اليوم وصاروا فرقا، وقصدوا دور الأمراء وصاروا يدخلون إلى الأمير منهم فيركبونه شاء أو أبا (¬5) ويحضروه (¬6) إلى دار قوصون وبها الأتابك خشقدم، وهي محلّ سكنه، وأحضروا برد بك صهر السلطان في الغلس بعد أن بهدلوه، وجرت عليه منهم ما لا خير فيه، وكثر جموع من ركب من طوائف العسكر ما بين ناصرية، ومؤيّدية، وأشرفية، وظاهرية، وسيفية، ومن سائر الطوائف، وكثر الهرج، واتّسع الخرق، وشاعت الفتنة ¬

(¬1) خبر الخسوف في: النجوم الزاهرة 16/ 231، والروض الباسم، ورقة 11 أ، وبدائع الزهور 2/ 376، وإعلا الورى 59. (¬2) خبر التحرّك في: النجوم الزاهرة 16/ 233، والروض الباسم، ورقة 11 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 376، وإعلام الورى 58، 59. (¬3) خبر خلع السلطان في: النجوم الزاهرة 16/ 233 - 237، والروض الباسم، ورقة 11 ب - 12 ب، وبدائع الزهور 2/ 376 و 378، وإعلام الورى 61. (¬4) ج 2 / ورقة 11 ب - 12 ب. (¬5) الصواب: «أبى». (¬6) الصواب: «ويحضرونه».

محاربة السلطان المؤيد

وذاعت، ولم يصعد إلى القلعة في هذا اليوم من الأمراء والأعيان إلاّ اليسير، وأعلن الخروج عن طاعة السلطان. [محاربة السلطان المؤيّد] هذا وجمع الأمراء بالمقعد من دار الأتابك خشقدم، وتراضى الأشرفية والظاهرية، وكأنهم اتفقوا، ثم أخذوا في التشاور فيمن يولّوه الأمر. وكانوا كاتبوا قبل ذلك جانم نائب الشام وهو بعيد عنهم الآن، فآل أمرهم بعد التشاور، وبعد أمور يطول شرحها على التفصيل إلى سلطنة الأتابك خشقدم، وكان أبعد ما في الأذهان ذلك، بل كان المترشح يومئذ للسلطنة جرباش كرد بل وغيره، ولم يذكر خشقدم، وإنما دبّر جانبك نائب جدّة حيلة استمال فيها الأشرفية لخشقدم بشيء قدّره في أوهامهم مظهرا بأنه معهم. وآل الأمر أن بايعوا خشقدم بيعة خاصة، ثم أخذوا في أسباب قتال المؤيّد ومحاربته بالقلعة ووقعت حروب كثيرة. وأخذ جانبك نائب جدّة في استمالة قدماء مماليك الأشرف إينال أيضا حتى قاتلوا ولد أستاذيّهم أشدّ مقاتلة. ولما عظم الأمر نزل المؤيّد إلى حرّاقة الإسطبل، ونصب المكاحل على باب السلسلة ومعه طائفة من جلبان أبيه وبعض أمرائه. وآل الأمر أن أخذ التحتاني سبيل المؤمني في آخر هذا النهار، وأشرفوا على أخذ القلعة (¬1). [بيعة خشقدم بالسلطنة] / 139 ب / وفيه، في يوم الأحد تاسع (¬2) عشره كانت مبايعة الأتابك خشقدم بالسلطنة، وعقد الملك له، وكانت قد ظهرت فترة عزم المؤيّد في غلس هذا اليوم، وكان قصده أن يسلّم نفسه، لكن أنف من ذلك. وأصبح التحتاني (¬3) في هذا اليوم وقد قويت شوكتهم، لكن لا علم عندهم بحال المؤيّد ¬

(¬1) خبر المحاربة في: النجوم الزاهرة 16/ 237 - 241، ووجيز الكلام 2/ 738، والروض الباسم، ورقة 14 ب و 16 ب - 17 أ، وبدائع الزهور 2/ 376 (باختصار)، وأخبار الدول 2/ 316. (¬2) في الروض الباسم، ورقة 17 أ «سابع». (¬3) يراد بالتحتاني: العسكر الذين كانوا أسفل القلعة، وليس هم العامّة من الناس، وهذا ما قال به المؤلّف - رحمه الله - في كتابه «الروض الباسم» ورقة 16 ب، وهو يرد على ابن تغري بردي فيما قاله في «النجوم الزاهرة» (16/ 246) من أن العامّة صارت تسمع الملك المؤيد المكروه من تحت القلعة حين أخذ أمره في الانحطاط، فقال «المؤلّف عبد الباسط»: ولقد كنت أنا حاضرا هذه الوقعة من أولها إلى آخرها في هذا النهار ولم أغب فيها لحظة، وكنت =

وفتور عزمه، بل كان في ظنّهم أنّ الحرب يستمرّ أياما كما وقع في حرب المنصور، فلما تحقّقوا ما فيه المؤيّد قويت عزائمهم وتحزّبوا، وطلبوا وزحفوا على باب السلسلة فملكوه، وأخذوا القلعة. وفرّ المؤيّد إلى الحريم عند والدته، وتركه حزبه ومن كان عنده (¬1). ¬

= أتردد إلى الأتابكي خشقدم تارة عند المقعد، وتارة بباب المدرسة القانبائية بسويقة عبد المنعم، وتارة بالرميلة. . . فلا صحة لقوله، وصارت العامة تسمعه المكروه. . . لأن العامة كانت تتأسف عليه مع بعدهم عنهم وقرب الثائرين به وساعده الزعر في هذا اليوم أتم مساعدة حتى منعت الخيل من الدخول إليه. . . فقوله: صارت العامة تسمعه كذب محض. . . (¬1) خبر البيعة في: الروض الباسم، ورقة 17 ب، 18 أ.

سلطنة خشقدم

[سلطنة خشقدم] وركب الأتابك خشقدم إلى باب السلسلة وقد ترشّح للسلطنة والبيعة بالملك لخشقدم. هذا، ولقّب بالظاهر، وكنّي بأبي سعيد. وقام إلى مبيت الحرّاقة فأفيض عليه شعار الملك، وتقلّد للسيف، ولبس العمامة، وخرج منها سلطانا وقد قيد له فرس النوبة بالسّرج المذهب والكنبوش الزركش، وسار إلى جهة القصر والكلّ مشاة بين يديه، وقد أذن لجرباش كرد بحمل القبّة والطير، وترشّح للأتابكية. ولما وصل إلى القصر نزل ببابه فدخل إليه، ورفع على سرير الملك على العادة، وقام الكل بين يديه (¬1). وخلع على الخليفة وعلى جرباش وعيّن للأتابكية وخلع عليه بها بعد ذلك (¬2). وخلع على قرقماس الجلب بإمرة سلاح، وضربت البشائر بالقلعة، ثم نزل المنادي منها ونادى بسلطنته بشوارع القاهرة، واستمرّ بالقصر عدة أيام على العادة (¬3). [القبض على المؤيّد] وبعث إلى المؤيّد فقبض عليه وعلى جماعته ووكّل بهم بالبحرة (¬4). [أتابكية جرباش] وفيه في ثاني يوم سلطنة خشقدم هذا خلع على الأتابك جرباش بالأتابكية، ونزل إلى داره في موكب حافل (¬5). ¬

(¬1) سلطنة خشقدم في: النجوم الزاهرة 16/ 253، ووجيز الكلام 2/ 739، وتاريخ ابن سباط 2/ 804، وحوادث الزمان 1/ 154، وبدائع الزهور 2/ 378، 379، والروض الباسم، ورقة 8 أ، وتاريخ الأزمنة 356، وإعلام الورى 61، وتحفة الناظرين 2/ 40. (¬2) خبر جرباش في: النجوم الزاهرة 16/ 254، والروض الباسم، ورقة 18 أ. (¬3) خبر قرقماش في: النجوم الزاهرة 16/ 254، والروض الباسم، ورقة 18 أ، وإعلام الورى 2/ 61. (¬4) خبر القبض في: النجوم الزاهرة 16/ 247، 248، وتاريخ ابن سباط 2/ 804، والروض الباسم، ورقة 17 ب. (¬5) خبر الأتابكية في: النجوم الزاهرة 16/ 254، والروض الباسم، ورقة 18 ب، وبدائع الزهور 2/ 381.

آطلاق تنم وقانباي من السجين

[آطلاق تنم وقانباي من السجين] وفيه خرج الأمر بإطلاق تنم وقانباي الجركسي من سجن الإسكندرية، وأذن لهما بالتوجّه إلى ثغر دمياط (¬1). [وفاة يونس الأقباي] [2530]- وفيه مات يونس الأقبائيّ (¬2) / 140 أ / الدوادار، الكبير، وكان مريضا في هذه الكائنة وما حضرها. وكان إنسانا حسنا، أدوبا، حشما، عاقلا، سيوسا، عارفا، ساكنا، كريما، جوادا، سمحا، ذا معرفة بأنواع الفروسية، وله آثار وبرّ ومعروف ومحاسن جمّة. تنقّل في الخدم من الخاصكية إلى إمرة عشرة، ثم شادّية الشراب خاناه على طبلخاناته، ثم تقدّم، ثم صيّر دوادارا، وتزوّج بابنة الأشرف إينال، وأثرى، وكان حسن السفارة، وهو من مماليك أقباي المؤيّدي نائب الشام. [سجن المؤيّد بالإسكندرية] وفيه أخرج المؤيّد إلى سجن الإسكندرية هو وأخوه محمد وقراجا الطويل أنزل بهم من باب السلسلة في وقت الضحوة الكبرى، ومعهم جمع حافل من الفرسان بآلة الحرب، وقد قعد الناس لرؤيته من باب السلسلة إلى باب البحر، وأنزل به وهو راكب على فرس، وأمامه أخوه محمد على فرس آخر، وأمامهما قراجا الطويل وهو مقيّد فقط، ومعه الأوجاقي مردفا له بخنجر مسلول، وساروا بهم على تلك الهيئة شاقّين القاهرة إلى ساحل بولاق وأنزلوا في حرّاقة أعدّت لهم، وانحدروا بهم من وقتهم على الفور، ووصل به إلى الإسكندرية فسجن بها، وزالت سلطنته كأنها لم تكن. وكانت مدّته في سلطنته على مصر من يوم بويع بها إلى يوم خلعه أربعة أشهر وأربعة أيام. وكان سنّه يوم بويع بالسلطنة نيّفا وثلاثين سنة. ولم نر في شعار الملك سلطانا أليق منه في يوم بيعته. ¬

(¬1) خبر الإطلاق في: النجوم الزاهرة 16/ 254، والروض الباسم، ورقة 18 ب. (¬2) انظر عن (يونس الأقبائي) في: النجوم الزاهرة 16/ 313، والدليل الشافي 2/ 811 رقم 2732، والضوء اللامع 10/ 345 رقم 1320، ووجيز الكلام 2/ 744 رقم 1707، والروض الباسم 2 / ورقة 32 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 380.

الدوادارية الكبرى

وستأتي (¬1) ترجمته كاملة في سنة وفاته، وهي سنة ثلاث وتسعين، إن شاء الله تعالى (¬2). [الدوادارية الكبرى] وفيه استقرّ في الدوادارية الكبرى جانبك نائب جدّة، عوضا عن يونس، وخلع عليه خلعة حافلة هائلة، ونزل إلى داره في موكب حافل. وكان له يوما مشهودا (¬3). وكان هو أكبر القائمين بدولة خشقدم هذا. [الدوادارية الثانية] وقرّر في الدوادارية الثانية جانبك الأشرفي الظريف عوضا عن برد بك صهر السلطان بحكم القبض عليه ومصادرته. وكان جانبك هذا من مقدّمين (¬4) الألوف. وهذه من نوادره. وكان هو أيضا من رأس القائمين بسلطنة خشقدم (¬5). [الإشاعة بوصول نائب الشام] وفيه أشيع بالقاهرة بأنّ جانم نائب الشام وصل إلى الصالحية، وتواترت (¬6) الأخبار بذلك، وحصل عند السلطان بذلك / 140 ب / باعث شديد ما عنه مزيد، خصوصا وقد كان جانم كوتب قبل ذلك، ورشّح للسلطنة، بل لو قدّر أن حضر قبل سلطنة خشقدم لكان هو السلطان. ولما قويت هذه الإشاعة طلب السلطان جانبك نائب جدّة الدوادار بعد شهوده صلاة الجمعة، وتكلّم معه في هذا الأمر، ودبّر أشياء بلباقة حتى أعيد جانم من حيث جاء وما دخل القاهرة بعد أن أمدّه السلطان بأشياء كثيرة منها برك يونس الدوادار، فإنّ جانم كان قد أخرج ¬

(¬1) في الأصل: «وسيأتي». (¬2) خبر سجن المؤيّد في: النجوم الزاهرة 16/ 249، 250، وتاريخ ابن سباط 2/ 804، والروض الباسم، ورقة 18 ب، 19 أ، وبدائع الزهور 2/ 380، وتاريخ الأزمنة 356، وقال المؤلف - رحمه الله - في: الروض الباسم 2 / ورقة 19 أ «وكنت أنا في هذا اليوم جالسا بمكان بالصليبة أعاين هذا الأمر وأشاهده عيانا، وقد قعد الناس من باب السلسلة إلى قريب الناصرية أفواجا أفواجا لرؤيته، وامتلأت الشوارع والحوانيت التي هي مظنّة اجتيازه، وكذا الدور المطلّة على كثير من الناس كما هي عادة العامة والغوغاء في مثل ذلك، ثم نزلوا بهم كما قلناه على تلك الهية». (¬3) خبر الدوادارية في: النجوم الزاهرة 16/ 256، والروض الباسم، ورقة 21 أ، وبدائع الزهور 2/ 381. (¬4) الصواب: «من مقدّمي». (¬5) خبر الدوادارية الثانية في: النجوم الزاهرة 16/ 256، والروض الباسم، ورقة 21 أ، بدائع الزهور 2/ 381. (¬6) في الأصل: «وتوارث».

النفقة السلطانية

من دمشق منهزما (¬1) مطرودا بتدابير دبّرها المؤيّد أحمد يطول الشرح في ذكرها. ونزل جانم هذا بالخانكة، ولم يمكّن من دخوله إلى القاهرة. وبعث السلطان يعتذر إليه، وكتب له بإعادة دار السعادة على ما كانت بالعمارة وأحسن مما كانت، وأنه يولّي ببلاد الشام من شاء، ويعزل من شاء، إلى غير ذلك من أمور احتيل بها عليه حتى عاد ولله المراد (¬2). [النفقة السلطانية] وفيه نودي بالنفقة السلطانية على البيعة (¬3). [تقرير أمراء في الولايات] وفيه قرّر السلطان جماعة من الأعيان من طائفتين الأشرفية البرسبائية والظاهرية الجقمقية في عدّة ولايات (¬4). فقرّر أزبك من ططخ في جملة مقدّمين (¬5) الألوف. وهذا (¬6) أول تقدمته. وقدّم برد بك البشمقدار أيضا. وجانبك المشدّ الأشرفيّ. وقرّ قايتباي المحمودي، سلطان عصرنا الآن، كان، في إمرة طبلخاناه، وصيّر شادّ الشراب خاناه، عوضا عن جانبك المشدّ. وأمّر عدّة كبيرة من الخاصكية من الطائفتين، فصيّروا عشرات وروس (¬7) نوب. [تجديد وظائف] وجدّد من الوظائف الصغار شيئا كثيرا مثل دوادارية، وسقاة، وسلحدارية، وغير ذلك. وقرّر فيها جملة من الناس، وكان يوما مهولا في كثرة الولايات، وعيّن دولات باي النجمي بأن يكون مسفّرا لجانم بإعادته لنيابة الشام (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «منهرما». (¬2) خبر الإشاعة في: النجوم الزاهرة 16/ 256، 257، ووجيز الكلام 2/ 739، والروض الباسم، ورقة 21 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 381، 382، وذيل إعلام الورى 60، 61. (¬3) خبر النفقة في: النجوم الزاهرة 16/ 257، وبدائع الزهور 2/ 381. (¬4) خبر تقرير الأمراء في: النجوم الزاهرة 16/ 257، والروض الباسم، ورقة 21 ب. (¬5) الصواب: «مقدّمي». والخبر في: النجوم الزاهرة 16/ 257، وبدائع الزهور 2/ 381، والروض الباسم، ورقة 21 ب. (¬6) الصواب: «وهذه». (¬7) كذا. (¬8) خبر الوظائف في: النجوم الزاهرة 16/ 258، والروض الباسم، ورقة 21 ب، 22 أ.

نيابة صفد

[نيابة صفد] وقرّر تمراز الأشرفي / 141 أ / في نيابة صفد، عوضا عن خير بك القصروي. وكان قد حضر مع جانم بل كان أكبر المحرّكين لجانم. وقرّر خير بك في تقدمة تمراز. وبعث السلطان إلى تمراز بمبلغ له صورة وأشياء أخر تطمينا، وذاك كلّه توطئة لما سيأتي بيانه (¬1). [وفاة نائب حمص] [2531]- وفيه مات خشكلدي الكجكيّ (¬2)، نائب حمص. وكان خيّرا، ديّنا، له أدب وحشمة، وذكر، وشهرة. وولي نيابة حمص بعد نقله في أشياء، وقرّر في آخر أمره في جملة أمراء طرابلس. [مقدّميّة الألوف] وفيه صرّ جانبك قلقسيز الأشرفي من جملة مقدّمين (¬3) الألوف بمصر على تقدمة يشبك البجاسي دفعة واحدة من إمرة عشرة وعدّت من نوادره في هذه الأزمان (¬4). [حجوبية الحجّاب بحلب] وقرّر يشبك البجاسي المذكور في حجوبية الحجّاب بحلب (¬5). [وفاة سودون الأبو بكري] [2532]- وفيه مات سودون الأبو بكري (¬6)، المؤيّدي، نائب حماه. وكان خيّرا، ديّنا، عفيفا، مشكور السيرة. تنقّل في الخدم بعد موت أستاذه المؤيّد ¬

(¬1) خبر نيابة صفد في: النجوم الزاهرة 16/ 258، والروض الباسم، ورقة 22 أ، وفيه: خير بك النوروزي، وبدائع الزهور 2/ 382، ومملكة صفد في عهد المماليك 297 رقم 122. (¬2) انظر عن (خشكلدي الكجكي) في: النجوم الزاهرة 16/ 313، والروض الباسم 2 / ورقة 29 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 382، والضوء اللامع 3/ 177 رقم 688 وفيه: «خشكلدي الكوجكي» أحد مقدّمي طرابلس. مات بها في أواخر رمضان. . . وكانت له شهرة وفيه مكارم ومروءة. وناب مرة بحمص، وتاريخ حمص 2/ 270 رقم 30 وفيه: خوش كلوين الكوكلي، وتاريخ طرابلس 2/ 82 رقم 40. (¬3) الصواب: «مقدّمي». (¬4) خبر المقدّمية في: النجوم الزاهرة 16/ 258، والروض الباسم، ورقة 22 أ. (¬5) خبر الحجوبية في: النجوم الزاهرة 16/ 258، والروض الباسم، ورقة 22 أ. (¬6) انظر عن (سودون الأبو بكري) في: النجوم الزاهرة 16/ 313، والدليل الشافي 1/ 335 رقم 1154، والضوء اللامع 3/ 276 رقم 1050، والروض الباسم 2 / ورقة 28 ب، وإعلام النبلاء 5/ 262، 263 رقم 606.

شوال

شيخ في إمرة حلب، ثم حجو بيّتها، ثم أتابكيّتها، ثم نيابة حماه، ثم صيّر من الأمراء، ثم أعيد إلى أتابكية حلب. [شوال] [خلعة السلطان على الأمراء] وفي شوال لما صلّى السلطان صلاة العيد خلع على الأمراء وعلى من له عادة. ولم ينزل الأمراء إلى دورهم ولا الخليفة وقضاة القضاة، وداموا بها بالجامع الناصريّ إلى ما بعد سفر جانم (¬1). [سفر جانم] وفيه، في ثانيه، سافر جانم على رغم منه وذلك كلّه بتدابير جانبك نائب جدّة، وضخم جانبك هذا في هذه الأيام جدا، وعظم أمره، وانتهت إليه رياسة طائفته من الظاهرية. وصار هو المدبّر للمملكة (¬2). [مكافأة السلطان العسكر] وفيه أخذ السلطان في موافاة العسكر ومكافأتهم في هذه الأيام، لا سيما وقد قاموا معه وقد سافر جانم وما تكلّم أحد من خشداشيته في شيء يتعلّق بأمره، ورضوا بخشقدم هذا بحيل وتدابير أوجبت لهم ذلك وهم غافلون عنها وما دروا ما يكون فيه في حق الأشرفية كما سيأتي (¬3). [تفريق الإقطاعات] وأخذ السلطان في تفرقة الأقاطيع على طائفتي الأشرفية والظاهرية، وأخرجها عن ¬

(¬1) خبر الخلعة في: النجوم الزاهرة 16/ 259، ووجيز الكلام 2/ 739، والروض الباسم، ورقة 22 أ، وبدائع الزهور 2/ 382. (¬2) خبر سفر جانم في: النجوم الزاهرة 16/ 258، ووجيز الكلام 2/ 739، والروض الباسم ورقة 22 أ، وبدائع الزهور 2/ 383، وإعلام الورى 61. وقد علّق المؤلّف - رحمه الله - في «الروض الباسم» (ورقة 22 أ) على ما أورده «ابن تغري بردي» في النجوم الزاهرة 16/ 258: «وفي يوم الثلاثاء ثامن عشرينه توجّه القاضي محب الدين بن الشحنة كاتب السرّ إلى خانقاه سرياقوس لتحليف جانم نائب الشام المقدّم ذكره». يقول المؤلّف: «وخرج شهر رمضان هذا ولم يقع فيه بعد يوم الاثنين هذا حادث يؤرّخ من كبير. وما ذكره الجمال يوسف بن تغري بردي في تاريخه من أن في يوم الثلاثاء ثامن عشرينه توجه القاضي محب الدين بن الشحنة كاتب السر إلى خانقاه سرياقوس لتحليف جانم نائب الشام، فلم نعلم بذلك ولم يكن له حقيقة. ثم إنني رأيت خط المحبّ وقد وقف على هذا المحلّ من تاريخ يوسف المذكور فكتب بخطه بإزاء ذلك المحل ما جرى ذلك وما علمت من أيّده أخذ ذلك وتوهمه على أنه ليس توهم بل كذب محض». (¬3) خبر المكافأة في: النجوم الزاهرة 16/ 258، والروض الباسم، ورقة 22 أ.

تفرقة نفقة البيعة

جلبان الأشرف إينال حتى عن الكثير ممّن كان معه / 141 ب / بكف هذه الأقاطيع حتى أضاف إليها الأقاطيع (¬1) التي كانت بالذخيرة، وأخرج الكثير من أوقاف الأشرف إينال وحاشيته، وصار يأخذ البلاد من المفرد وغيره، ويفرقها إمريّات وعشرات وأقاطيع، واستمرّ على ذلك مدّة، وهو لا يرد من مثاله في شيء من ذلك. ثم لما كثر ذلك وضاقت الأقاطيع مدّ يده إلى أقاطيع البلاد الشمالية، وفرّق منها، ومع ذلك كلّه فلم يقدر على رضى الجند، وتعب وضاقت حظيرته (¬2). [تفرقة نفقة البيعة] وفيه ابتدأ السلطان بتفرقة نفقة البيعة على الجند، وكانت نفقة لا على حكم العدل والتسوية وتسلسل الأمر في تفرقتها، وهو لا يزيد في يوم الاتفاق على طبقة واحدة محتجا بقلّة المال. هذا، والمصادرات عمّالة لجماعة الأشرف إينال مع ما فرضه على المباشرين أيضا، بل و (على) (¬3) غيرهم (¬4). [خلعة السلطان على الخليفة والقضاة] وفيه خلع السلطان على الخليفة والقضاة وجميع الأمراء الألوف، وقيدت لهم المراكيب، وأذن لهم بالنزول إلى منازلهم، ما عدا الخليفة، فإنه لم ينزل لداره، بل دام بالقلعة، وكان قد أعدّ له. ومن هذا اليوم صار ذلك عادة (¬5) الخليفة، وأظن استمرارها. وزيد للخليفة في مرتّبه في كل يوم حمل من الغنم، وخمس (¬6) أطيار من الدجاج، ومن السّكّر رطلين، يحمل ذلك إليه من المطبخ السلطاني والشراب خاناه مطبوخا. ثم صار يأخذه نيّا كما هو (¬7). [نيابة غزّة] وفيه استقرّ خير بك القصروي في نيابة غزّة، عوضا عن برد بك بحكم صرفه (¬8). ¬

(¬1) مكرّرة في الأصل. (¬2) خبر الإقطاعات في: النجوم الزاهرة 16/ 259، والروض الباسم، ورقة 22 أ، وبدائع الزهور 2/ 383. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) خبر النفقة في: النجوم الزاهرة 16/ 259، والروض الباسم، ورقة 22 ب، وبدائع الزهور 2/ 383. (¬5) في الأصل: «عاد». (¬6) الصواب: «وخمسة». (¬7) خبر الخلعة في: النجوم الزاهرة 16/ 259، والروض الباسم، ورقة 22 ب، وبدائع الزهور 2/ 383. (¬8) خبر نيابة غزة في: النجوم الزاهرة 16/ 259، وإنباء الهصر للصيرفي 304، 305، والروض الباسم، ورقة 22 ب، وبدائع الزهور 2/ 383، ونيابة غزة في العهد المملوكي 308 رقم 102.

الإفراج عن العزيز والمنصور

[الإفراج عن العزيز والمنصور] وفيه خرج الأمر بالإفراج عن العزيز يوسف بن الأشرف برسباي، والمنصور عثمان بن الظاهر جقمق من محبسهما بالإسكندرية، وأذن لهما بأن يسكنا حيث شاءا من الثغر، وأن يركبا للجمعة والعيد، وبعث إليهما بالخلع والمراكيب (¬1). [رفع القيد عن المؤيّد] وفيه أيضا خرج الأمر برفع القيد عن المؤيّد أحمد بن الأشرف إينال (¬2). [ركوب الأمراء طلبا للنفقة] وفيه ركب مماليك الأمراء بأجمعهم باتفاق منهم على ذلك، وجاءوا إلى الرميلة تحت القلعة / 142 أ / ووقفوا بها تجاه القصر حين جلوس السلطان به ليراهم يعرضون بطلب نفقة أستاذ يتهم لأجل الإنفاق عليهم، فقال السلطان عنهم، فأخبر بالقضية وأخذ في الاعتذار للأمراء بقلّة ما في الخزائن وسألهم التمهّل عليه، ثم صرّ نفقاتهم، وبعث بها إليهم على عادتهم في ذلك (¬3). [إمرة مجلس] وفيه استقرّ في إمرة مجلس قانم التاجر، عوضا عن قرقماس الجلب المنتقل لإمرة سلاح (¬4). [رأس نوبة النوب] وقرّر في رأس نوبة النوب بيبرس خال العزيز حاجب الحجّاب (¬5). [حجوبية الحجاب] وقرّر في حجوبية الحجّاب يلباي الإينالي المؤيّدي (¬6). [إلزام صهر الأشرف إينال بالمال] وفيه ألزم برد بك الدوادار صهر الأشرف إينال بمائة ألف دينار، وكان قد وكّل به عند تنم رصاص، وقرّر عليه ثلاثين (¬7) ألف دينار، وهو يظهر أنه لا قدرة له على ¬

(¬1) خبر الإفراج في: الروض الباسم، ورقة 22 ب، وبدائع الزهور 2/ 383، 384. (¬2) خبر رفع القيد في: الروض الباسم، ورقة 22 ب، وبدائع الزهور 2/ 384. (¬3) خبر ركوب الأمراء في: الروض الباسم، ورقة 22 ب، والنجوم الزاهرة 16/ 259. (¬4) خبر إمرة مجلس في: الروض الباسم، ورقة 23 أ، والنجوم الزاهرة 16/ 259. (¬5) خبر رأس النوبة في: الروض الباسم، ورقة 23 أ، والنجوم الزاهرة 16/ 260. (¬6) خبر الحجوبية في: النجوم الزاهرة 16/ 260، والروض الباسم 2 / ورقة 23 أ. (¬7) الصواب: «ثلاثون».

إعادة الزين إلى الأستادارية

ذلك. فاتفق أن أطلع له على ثلاثة عشر ألف دينار وديعة عند إنسان يقال له الشيخ عيسى المغربي، فحنق السلطان من ذلك، وطلب برد بك إلى القلعة، فصعد به على حالة غير مرضة، وألزم بما ذكرناه، وأعيد إلى التوكيل به. وكان قد حلّ عنه وأخذ هو في بيع تعلّقاته (¬1). [إعادة الزين إلى الأستادارية] وفيه أعيد زين الدين إلى الأستادراية، وصرف المجد بن البقري (¬2). [قدوم تمربغا الظاهري من مكة] وفيه قدم تمربغا الظاهري إلى القاهرة، وكان بعث بطلبه من مكة المشرّفة (¬3)، ولما تمثّل بين يدي السلطان أجلّه وأكرمه ورحّب به وخلع عليه كاملية، ووعده بجميل (¬4). [تقليد السلطان] وفيه قريء تقليد السلطان بالقصر وحضره الخليفة وقضاة القضاة والأمراء على العادة، وخلع على من له عادة بذلك (¬5). [اختفاء ابن الكويز] وفيه اختفى الزين بن الكويز ناظر الخاص، وكان تقدّم إليه أمر السلطان بأن يحضر له مائة ألف دينار من ثمن البهار لأجل النفقة، فعجز عنها، وفرّ من يومه مختفيا بعد أن أقام بكلف زائدة جدا على ما هو ظاهر (¬6). ¬

(¬1) خبر الإلزام في: الروض الباسم 2 / ورقة 23 أ، وبدائع الزهور 2/ 384. (¬2) في الأصل: «النقري». وخبر الأستادرية في: الروض الباسم 2 / ورقة 23 أ، وبدائع الزهور 2/ 384. (¬3) قال المؤلّف - رحمه الله - في: الروض الباسم 2 / ورقة 23 أ: «وفيه في يوم الجمعة تاسعه طلب برد بك صهر الأشرف إينال إلى القلعة في توكيل تنم رصاص المحتسب وطلع به على أقبح وجه، وكان السبب في ذلك أنه لما جرى على ولد أستاذه ما جرى وقبض عليه هو أيضا قرّر السلطان عليه في مصادرته أن يحمل له ثلاثين ألف دينار فذكر أن ذلك مما لا قدرة له عليه إلا إذا باع جميع تعلّقاته، وشرع في ذلك. وقبل أن يغلق المبلغ المذكور اطّلع له على ثلاثة عشر ألف دينار مودعة عند إنسان يقال له الشيخ عيسى المغربي، فحنق السلطان منه وغضب كونه يدّعي أنه لا قدرة له على ما قدر عليه. فقال السلطان: كيف يدّعي عدم القدرة وله هذا المبلغ عند واحد من الفقراء وقد نسبه عنده، فماذا يكون له عند غيره. وطلب مع تنم وأعيد إلى الترسيم، وألزم بمائة ألف دينار». (¬4) خبر تمربغا في: بدائع الزهور 2/ 384. (¬5) خبر التقليد في: بدائع الزهور 2/ 384. والروض الباسم 2 / ورقة 23 أ، ب. (¬6) خبر ابن الكويز في: النجوم الزاهرة 16/ 260، والروض الباسم 2 / ورقة 23 ب، وبدائع الزهور 2/ 384.

نظارة الخاص

[نظارة الخاص] وفيه طلب السلطان الشرف موسى الأنصاري، فقرّره في نظارة الخاص، وقام هو وجانبك الدوادار نائب جدّة / 142 ب / بأمر النفقة أتمّ قيام حتى تمّ أمرها (¬1). [سفر الحاج] وفيه خرج الحاج من القاهرة (¬2). [قضاء الشافعية] وفيه استقرّ في القضاء الشافعية الشرف المناوي، وصرف العلم البلقينيّ (¬3). [الشفاعة بصهر الأشرف إينال] وفيه طلب برد بك صهر الأشرف إينال للمعاقبة فشفع فيه جانبك نائب جدّة الدوادار، وأكمل الثلاثين ألف دينار، وحلّ عنه من التوكيل به ومن المطالبة بمائة ألف دينار (¬4). [مطالبة الخوند زينب بالقيام بما عليها] وفيه بعث السلطان إلى الخوند زينب زوجة الأشرف إينال وأمّ المؤيّد أحمد بطلب القيام بما قرّر عليها من الخمسين ألف دينار، فأجابت بأنها مجتهدة في ذلك (¬5). [شكاية نائب الشام] وفيه وردت مكاتبة جانم نائب الشام بشكايته من ابن بشارة (¬6) ومن غيره، فلم يعد إليه الجواب بما فيه طائل، بل ربّما نكث عليه في جوابه (¬7). وكان ذلك أول تغيّرات الظاهر خشقدم عليه. [الإشاعة عن ملك الروم] وفيه أشيع بأنّ ابن (¬8) عثمان ملك الروم قصد بلاد حسن (¬9). ¬

(¬1) خبر النظارة في: النجوم الزاهرة 16/ 260، والروض الباسم 2 / ورقة 23 ب، وبدائع الزهور 2/ 384. (¬2) خبر الحاج في: الروض الباسم 2 / ورقة 23 ب. (¬3) خبر القضاء في: الروض الباسم 2 / ورقة 23 ب، وبدائع الزهور 2/ 384. (¬4) خبر الشفاعة في: الروض الباسم 2 / ورقة 23، وبدائع الزهور 2/ 384. (¬5) خبر الخوند في: الروض الباسم 2 / ورقة 23، وبدائع الزهور 2/ 384. (¬6) في الأصل: «ابن إنسان». والمثبت عن: الروض الباسم. (¬7) خبر الشكوى في: الروض الباسم 2 / ورقة 23 ب. (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) خبر الإشاعة في: الروض الباسم 2 / ورقة 23 ب.

ذو القعدة

[ذو القعدة] [خروج تجريدة برسباي] وفي ذي قعدة خرجت تجريدة عليها برسباي البجاسي أميراخور، وبيبرس خال العزيز (¬1). [نظر الجيش] وفيه استقرّ في نظر الجيش يحيى بن حجّي، وصرف الزين بن مزهر (¬2). [وفاء النيل] وفيه كسر النيل عن الوفاء، ونزل الأتابك جرباش لذلك. وكان له يوما مشهودا (¬3). [انتهاء تفرقة النفقة] وفيه انتهت تفرقة النفقة بعد أمور جرت، وكان (¬4) زيادة على الستمائة ألف دينار (¬5). [ظهور ابن الكويز] وفيه ظهر الزين ابن الكويز، وكان قد أمّن، فلما حضر إلى بين يدي السلطان وبّخه ونهره، وطلب منه مالا له صورة وأمر بالتوكيل [به] (¬6). [وفاة الجمال ابن جماعة] [2533]- وفيه مات خطيب البيت المقدس، الجمال بن جماعة (¬7)، عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الكناني، الحمويّ الأصل، الشافعيّ. ¬

(¬1) خبر التجريدة في: الروض الباسم، وبدائع الزهور 2/ 384، 385. (¬2) خبر نظر الجيش في: الروض الباسم 2 / ورقة 24 أ، والنجوم الزاهرة 16/ 261، وبدائع الزهور 2/ 385. (¬3) الصواب: «وكان له يوم مشهود». وخبر النيل في: الروض الباسم 2 / ورقة 24 أ، وبدائع الزهور 2/ 385. (¬4) الصواب: «وكانت». (¬5) خبر النفقة في: الروض الباسم 2 / ورقة 24 أ، وبدائع الزهور 2/ 385. (¬6) الإضافة للضرورة. والخبر في: الروض الباسم 2 / ورقة 24 أ. (¬7) انظر عن (ابن جماعة) في: عنوان العنوان، رقم 367، ووجيز الكلام 2/ 740، 741 رقم 1695، والضوء اللامع 5/ 51، 52 رقم 92، ونظم العقيان 121 رقم 96، 97، والروض الباسم 2 / ورقة 30 أ، ب، وحوادث الزمان 1/ 155 رقم 177، وبدائع الزهور 2/ 385، وشذرات الذهب 7/ 205.

التقرير في الزمامية والخازندارية

وكان فاضلا من بيت علم وفضل. سمع على جماعة. ومولده سنة ثمانين وسبعمائة. [التقرير في الزّمامية والخازندارية] وفيه استقرّ في الزمّامية والخازندارية جوهر التركماني، عوضا عن لؤلؤ الأشرفيّ (¬1). [وفاة التاج الخطير القبطي] وفيه مات التاج الخطير عبد الوهّاب (¬2) بن نصر الله بن توما (¬3) القبطيّ، الأسلميّ. وكان معدودا من أعيان الكتبة العارفين بأنواع المباشرة وصناعتها. ولد على النصرانية ثم أسلم، وتنقّل في عدّة مباشرات حتى ولّي الذخيرة غير ما مرّة. وكانت سيرته محمولة فيها. ثم تخومل (وشاخ جدّا لعلّه جاوز السبعين) (¬4). [وفاة الوليّ البلقيني] [2534]- / 243 أ / وفيه مات الوليّ البلقينيّ (¬5)، أحمد بن محمد بن محمد بن عمر بن رسلان (¬6) بن نصير الكناني، الشافعيّ. وكان عالما فاضلا، واعظا، خطيبا بليغا، جيّد النثر، ولا نظم له مع ذلك، وكان ينشيء الخطب ومجالس الوعظ على أسلوب غريب، سمع على جماعة، وناب في الحكم، وولّي عدّة تداريس، ثم ولّي قضاء دمشق، وخطابة جامعها. وأنشأ مدرسة لطيفة بالقاهرة. ومولده سنة أربع عشرة وثمانماية. [التجريدة إلى قبرس] وفيه عيّنت تجريدة لنجدة من بقبرس ثم أبطلت ولم يتمّ أمره (¬7). ¬

(¬1) خبر الزمامية في: النجوم الزاهرة 16/ 261، والروض الباسم 2 / ورقة 24 أ، وبدائع الزهور 2/ 385. (¬2) في الروض الباسم: «عبد الوالي». (¬3) انظر عن (ابن توما) في: الضوء اللامع 5/ 114، 115 رقم 408، ووجيز الكلام 2/ 744 رقم 1710، والروض الباسم 2/ 29 ب، وبدائع الزهور 2/ 385، والنجوم الزاهرة 16/ 313. (¬4) ما بين القوسين عن الهامش. (¬5) انظر عن (البلقيني) في: وجيز الكلام 2/ 741 رقم 1697، والضوء اللامع 2/ 188 - 190 رقم 519، والنجوم الزاهرة 16/ 313، 314، ونظم العقيان 90 رقم 44، والروض الباسم 2 / ورقة 26 ب، وحوادث الزمان 1/ 154، 155 رقم 176، وبدائع الزهور 2/ 385، وشذرات الذهب 7/ 305. (¬6) في الأصل، وبدائع الزهور: «سلمان»، والتصحيح من المصادر الأخرى. (¬7) خبر التجريدة في: النجوم الزاهرة 16/ 261، والروض الباسم 2 / ورقة 24 أ.

ذو الحجة

[ذو الحجة] [تسليم ابن الكويز لقانم التاجر] وفي ذي حجّة أسلم الزين بن الكويز لقانم التاجر موكّلا به عنده ليقم بما فرض عليه السلطان، وهو مبلغ ثلاثين ألف دينار. وكان قد أخذ منه عشرة آلاف دينار قبل ذلك (¬1). [توجّه نائب طرابلس نجدة إلى القدس] وفيه وصل الخبر بأن إياس الطويل نائب طرابلس توجّه نجدة إلى قبرس في عسكر جيّد، ففتر عزم السلطان عن إخراج تجريدة إلى قبرس بعد أن اهتمّ لذلك. وبعث لسنقر الزردكاش لإصلاح المراكب بثغر دمياط (¬2). [وفاة خروف السطوحي] [2535]- وفيه مات الشيخ خروف (¬3)، المعتقد بالجذب والصلاح، أحمد بن خضر بن سليمان السطوحيّ. وكان من بيت صلاح في أصله. ويذكر عنه الكشف والكرامات. [النحر بعيد الأضحى] وفيه في يوم عيد النحر، لما شهد السلطان (¬4) الصلاة وخرج، أخذ في نحر الضحايا على العادة الأولى بالإيوان، وكانت قد أبطلت هذه العادة في دولة الأشرف إينال لما تقدّم (¬5). ¬

(¬1) خبر ابن الكويز في: الروض الباسم 2 / ورقة 24 أ، وبدائع الزهور 2/ 385. (¬2) خبر نائب طرابلس في: الروض الباسم 2 / ورقة 24 أ، وبدائع الزهور 2/ 385، 386، ومنتخبات من حوادث الدهور - فصل 3 - ص 409. وقال المؤلّف رحمه الله - في: «الروض الباسم» (2 / ورقة 24 أ): «وفيه في هذه الأيام وصل سنقر الأشرفي الزردكاش من ثغر دمياط، وكان قد توجّه قبل ذلك إليها لعمل مصالح الأصطول الذي بها، فأصلحه لأجل الخروج فيه إلى قبرس، وعاد في هذا اليوم. وكان قد فتر عزم السلطان عن إرسال النجدة بعد أن همّ بذلك على ما ذكرناه فيما أسلفناه. وكان السبب في فتور عزمه ما بلغه من أن إياس الطويل كان قد خرج من طرابلس في البحر متوجّها إلى قبرس بجنده وغيرهم من العشير من البلاد الشامية، فاطمأن لذلك ولم تعيّن تجريدة». (¬3) انظر عن (خروف) في: النجوم الزاهرة 16/ 314، والضوء اللامع 292، والروض الباسم 2 / ورقة 26 ب، وبدائع الزهور 2/ 386. (¬4) في الأصل: «الصلطان». (¬5) خبر النحر في: الروض الباسم 2 / ورقة 24 أ، وبدائع الزهور 2/ 386.

وفاة ابنة جرباش كرد

[وفاة ابنة جرباش كرد] [2536]- وفيه ماتت خديجة (¬1) ابنة الأتابك جرباش كرد من الخوند شقراء ابنة الناصر فرج. واشتغل والدها بعمل مأتمها من التربة، فنسب إلى أنه يريد القيام على السلطان. وكان ما سنذكره. [كائنة القبض على الأشرف] وفيه كائنة القبض على الأشرف وثوران الجند الأشرفية وآخرين من غيرهم معهم، وترشّح جرباش للسلطنة. وكان من خبر ذلك ملخّصا أنّ السلطان كان قد بيّت على قبض جماعة عيّنهم، فقبض عليهم، ووكّل بهم بالقلعة. ولما شاع هذا الخبر بالقاهرة ثار جماعة من الأشرفية البرسبائية، وثار معهم طائفة من الأشرفية / 143 ب / الإينالية وطائفة من الناصرية وبعضا (¬2) من غيرهم، فركبوا وقصدوا الأتابك جرباش، وهو في مأتم ابنته ولم يصعد إلى القلعة من يومه هذا، ولما أحسّ بهم اختفى منهم بتربة الظاهرية برقوق، فقبضوا على ولده وهدّدوه حتى دلّهم عليه، فأركبوه على كره منه في الظاهر وأتوا به إلى دار قوصون شاقّين به القاهرة من باب النصر وهم محدقون به وقد رفع على رأسه سنجق ومعه كثير من الغوغاء وهم يرفعون أصواتهم بقولهم: «الله ينصر الملك الناصر». وقد ثارت الفتنة، وكثر الاضطراب والهرج بالقاهرة والجند بآلة الحرب والأسلحة حتى وصلوا بجرباش هذا إلى دار قوصون، وكانوا على غير رأي ولا انتظام كلمة، وتركوه بمقعد الدار المذكورة في أناس قلائل، وذهبوا للتأهّب للحرب. ولما رأى جرباش ما هم فيه من عدم الرأي والتدبير أخذ في الحيلة ليهرب منهم إلى القلعة خوفا من أن يحطم عليه طائفة منها ويأخذونه بغير اختياره، فإنّ السلطان كان لمّا بلغه ذلك جمع عساكره بالقلعة، وبدرت الظاهرية بالصعود إليه أفواجا وقد استعدّوا ولبسوا لأمة الحرب. ثم صعد من كان أسفل من الأمراء إلى القلعة. ونزل السلطان إلى باب السلسلة وشرع الفواقي (¬3) في القتال والتحاتي (¬4) في غاية الانحلال. ¬

(¬1) انظر عن (خديجة) في: الضوء اللامع 12/ 27 رقم 150 وقد بيّض لوفاتها، والروض الباسم 2 / ورقة 28 أ، وبدائع الزهور 2/ 386. (¬2) الصواب: «وبعض». (¬3) الفواقي: الذين هم فوق. (¬4) التحاتي: الذين هم تحت.

وفاة الأفضل القرمي

ولما رأى جرباش ذلك فرّ إلى القلعة ودخلها وقبّل الأرض بين يدي السلطان واعتذر إليه، فأظهر قبول العذر، وفي النفس ما فيها. ثم انهزم التحاتي في الحال، وسكنت الفتنة. وأخذ السلطان في التقاتل وعدم الاكتراث بهذا الشأن حتى تمكّن بعد ذلك فمدّ يده في تفريق شملهم (¬1). [وفاة الأفضل القرمي] [2537]- وفيه مات الأفضل القرمي (¬2)، محمود بن عمر القاهري، الحنفيّ. وكان فاضلا، سمع على جماعة، وناب في القضاء، وكان محمود السيرة. [سجن الأمراء بالإسكندرية] وفيه أخرج بالأمراء المقبوض عليهم فأنزلوا إلى ساحل البحر ببولاق وأحدروا إلى ثغر الإسكندرية فسجنوا بها (¬3). [رأس النوبة الكبرى] وفيه استقرّ تمربغا الظاهري (¬4) في وظيفة رأس نوبة الكبرى، عوضا عن بيبرس على تقدمة جانبك المشدّ. وقرّر في تقدمة بيبرس: يلباي حاجب الحجّاب (¬5). وقرّر في تقدمة يلباي: قانبك المحمودي أحد مقدّمين (¬6) الألوف بدمشق، وكان قد حضر إلى القاهرة، وهو خشداش السلطان (¬7). وقرّر في الدوادارية الثانية جانبك كوهيه الإسماعيلي المؤيّدي أحد العشرات عى ما بيده من إمرة عشرة (¬8). * * * ¬

(¬1) خبر الكائنة في: النجوم الزاهرة 16/ 261، 262، ووجيز الكلام 2/ 740، والروض الباسم 2 / ورقة 24 أ - 25 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 386، 387. (¬2) انظر عن (القرمي) في: الضوء اللامع 10/ 142، 143 رقم 570 وفيه: «يعرف بلقبه» (أفضل الدين)، والروض الباسم 2 / ورقة 31 أ، والنجوم الزاهرة 16/ 314. (¬3) خبر السجن في: النجوم الزاهرة 16/ 262، والروض الباسم 2 / ورقة 25 ب، وبدائع الزهور 2/ 387. (¬4) خبر رأس النوبة في: النجوم الزاهرة 16/ 262، والروض الباسم 2 / ورقة 25 ب، وبدائع الزهور 2/ 388. (¬5) النجوم الزاهرة 16/ 263، والروض الباسم 2 / ورقة 25 ب، وبدائع الزهور 2/ 388. (¬6) الصواب: «أحد مقدّمي». (¬7) النجوم الزاهرة 16/ 263، والروض الباسم 2 / ورقة 25 ب، وبدائع الزهور 2/ 388. (¬8) النجوم الزاهرة 16/ 263، والروض الباسم 2 / ورقة 25 ب، وبدائع الزهور 2/ 388.

منازلة تلمسان

[منازلة تلمسان] [2538]- وفيها - أعني هذه السنة - كانت منازلة السلطان المعتصم بالله أحمد بن أبي (¬1) حمو تلمسان ومحاصرة قريبه الذي ملك فيه محمد بن أبي ثابت المتوكل على الله. ولم ينل أحمد هذا غرضه ومات في أثناء حصاره في ليلة من لياليها فجأة وانفلّ جمعه. وكان أحمد هذا شيخا مسنّا، ذا عدل وسياسة، يذكر بالخير وحسن السيرة. ملك تلمسان مدة، ثم قصده محمد بن أبي نائب وثار به فملكها منه وفرّ هو إلى الأندلس، ثم عاد وقد أنجده المستعين بالله صاحب غرناطة، فما أفاده ذلك لفراغ أجله، واتّهم في موته بأنه سمّ بدسيسة من محمد بن أبي نائب، واستقلّ بالملك، لكن ظهرت بينه وبين صاحب تونس وحشة أدّت إلى أمور. وظهرت بينه وبين سعد المستعين بالله صاحب غرناطة أيضا وحشة. [وفاة عمر الحصني] [2539]- وفيها مات الشيخ الولي، الصالح، القدوة، المسلّك، عمر الحصني (¬2)، الأنصاريّ. وكان إشراقيا جماليا، قدم القاهرة ولازم سيدي محمد الأندلسي بزاويته بالقرافة وأزوجه بابنته وانتفع به، وخلفه في زاويته. [الوحشة بين جهان شاه وولده] وفيها كانت الوحشة الثانية بين جهان شاه وبين ولده بيربضاغ صاحب بغداد (¬3). [الحروب بين المشعشع وصاحب بغداد] وفيها كانت الفتن والحروب بين الخارجيّ الذي يقال له المشعشع وبين بير بضاغ / 144 ب / صاحب بغداد المذكور (¬4). ¬

(¬1) انظر عن (ابن أبي حمو) في: الضوء اللامع 1/ 292 وفيه: «أحمد بن أبي حمو موسى بن عبد الواحد»، وقال السخاوي: «وترجمه الزين عبد الباسط مطوّلا»، ووجيز الكلام 2/ 743 رقم 1706، والروض الباسم 2 / ورقة 26 أ، وبدائع الزهور 2/ 388. (¬2) انظر عن (عمر الحصني) في: الروض الباسم 2 / ورقة 30 ب. (¬3) خبر الوحشة في: الروض الباسم 2 / ورقة 26 أ. (¬4) خبر الحروب في: الروض الباسم 2 / ورقة 26 أ.

الوحشة بين السلطان العثماني وحسن الطويل

[الوحشة بين السلطان العثماني وحسن الطويل] وفيها كانت وحشة بين السلطان محمد بن عثمان وبين حسن الطويل صاحب ديار بكر وتسلسلت (¬1). [وفاة أبي الفضل المغربي] [2540]- وفيها مات العلاّمة أبو الفضل المغربي (¬2)، محمد بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن عبد الصمد بن حسن بن عبد المحسن المشدّالي (¬3)، البجالي (¬4)، المغربي المالكيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا في الفنون، له صيت وسمعة وشهرة طائلة. وسمع على جماعة. ومولده سنة عشرين وثمانماية. (¬5) [وفاة نائب صفد] [2541]- وفيها مات من الأتراك خير بك النوروزي (¬6)، نائب صفد. وكان لا بأس به. [وفاة طيبغا الأشرفي] [2542]- وطيبغا الأشرفيّ (¬7)، شعبان، أحد المعمّرين من الجند. ¬

(¬1) خبر الوحشة في: الروض الباسم 2 / ورقة 26 أ، وبدائع الزهور 2/ 388. (¬2) انظر عن (المغربي) في: النجوم الزاهرة 16/ 311، والروض الباسم 2 / ورقة 31 ب، والضوء اللامع 18010 - 188 رقم 466، وبدائع الزهور 2/ 388، ونظم العقيان 160، وهدية العارفين 2/ 202، ومعجم المؤلفين 11/ 260، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (المستدرك) ص 261 - 264 رقم 226. (¬3) المشدّالي: بفتح الميم والمعجمة وتشديد اللام نسبة لقبيلة من زواوة. (¬4) في الأصل: «النحالي»، وفي نظم العقيان: «البخاري» وهو غلط. (¬5) وقال السخاوي: ولد في ليلة النصف من رجب سنة إحدى أو اثنتين وعشرين وثمانمائة. وجزم ابن أبي عذيبة بسنة عشرين ببجاية. (¬6) انظر عن (خير بك النوروزي) في: النجوم الزاهرة 16/ 314، والروض الباسم 2 / ورقة 27 ب، والضوء اللامع 3/ 210 رقم 786، ونيابة غزة في العهد المملوكي 308 رقم 102، وإنباء الهصر 304، 305، ومملكة صفد 298 رقم 124، والدليل الشافي 1/ 294 رقم 1010 (وهو ساقط من الأصل أضافه محقق الكتاب)، والمنهل الصافي 5/ 287 رقم 1013، ومنتخبات من حوادث الدهور 344. (¬7) انظر عن (طيبغا الأشرفي) في: الروض الباسم 2 / ورقة 29 أ.

الفتن والحروب بين الملوك

رأى في مدّة عمره بمصر نحوا من عشرين سلطانا أو زيادة على ذلك. ويقال إنه جاوز المائة. وكان على خير كثير (¬1). [الفتن والحروب بين الملوك] وفيها كانت عدّة فتن وحروب بين ملوك في شرق الأرض وغربها (¬2). [حكم ثلاثة سلاطين في مصر] وخرجت هذه السنة وقد حكم بمصر ثلاثة من السلاطين، ومع ذلك كله فكان الأمن موجودا، حتى عدّ من النوادر، فإنه خلاف العادة في تبدّل الدول وتغييرها (¬3). ولله عاقبة الأمور. ¬

(¬1) في الأصل: «كبير». (¬2) خبر الفتن في: الروض الباسم 2 / ورقة 26 أ، وبدائع الزهور 2/ 388. (¬3) خبر السلاطين في: الروض الباسم 2 / ورقة 26 أ، ب.

سنة ست وستين وثمانماية

سنة ست وستين وثمانماية [محرّم] [غضب السلطان على نائب طرابلس] في محرّم وصل الخبر بوصول إياس الطويل نائب طرابلس من قبرس إلى دمياط، فغضب السلطان لما سمع ذلك لكونه حضر بغير إذن، وعيّن في الحال قايتباي المحمودي شادّ الشراب خاناه بالخروج إلى دمياط والقبض على إياس المذكور وحمله إلى سجن الإسكندرية، فخرج إلى ذلك بعد أيام وفعل ما أمر به (¬1). [نفي أميرين إلى الشام] وفيه نفي خير بك البهلوان، وقانم الصغير إلى جهة البلاد الشامية، وكانا من العشرات (¬2). [تجريدة الوجه القبلي] وفيه عيّنت تجريدة إلى الوجه القبلي صحبة سليمان بن عمر، وقد ولي إمرة عربان هوّارة، وجعل على هذه التجريدة جكم خال العزيز الأشرفيّ، ومعه من الأشرفية مغلّباي، وأيدكي (¬3). [تقرير الزردكاشية] وفيه قرّر في الزردكاشية طوخ الأبو بكري، عوضا عن سنقر (¬4). [الخازندارية الكبرى] وقرّر في الخازندارية الكبرى سودون الأفرم الظاهري، عوضا عن قانم بحكم القبض عليه (¬5). ¬

(¬1) خبر غضب السلطان في: النجوم الزاهرة 16/ 264، والروض الباسم 2 / ورقة 33 أ، وبدائع الزهور 2/ 389. (¬2) خبر النفي في: النجوم الزاهرة 16/ 264، والروض الباسم 2 / ورقة 33 أ، وبدائع الزهور 2/ 388. (¬3) خبر التجريدة في: النجوم الزاهرة 16/ 264، والروض الباسم 2 / ورقة 33 أ، وبدائع الزهور 2/ 389. (¬4) خبر الزردكاشية في: النجوم الزاهرة 16/ 264، والروض الباسم 2 / ورقة 33 أ، وبدائع الزهور 2/ 389. (¬5) خبر الخازندارية في: النجوم الزاهرة 16/ 264، والروض الباسم 2/ 33 أ، وبدائع الزهور 2/ 389.

تأمير جماعة

[تأمير جماعة] وتأمّر في هذا اليوم جماعة، وأقطع جماعة (¬1). [التجريدة إلى قبرس] / 145 أ / [وفيه] (¬2) عيّن السلطان تجريدة إلى قبرس عليها مغلباي البجاسي أتابك طرابلس. وكان من عيّن من الجند من الأشرفية البرسبائية والإينالية (¬3). [خروج قراجا العمري إلى دمشق] وفيه أخرج قراجا العمري الناصري الرأس نوبة الثاني إلى دمشق على تقدمة ألف بها، وقرّر عوضه في الرأس نوبة الثانية تنم الحسني (¬4) المؤيّدي (¬5). [نيابة طرابلس] وفيه قرّر في نيابة طرابلس برسباي البجاسي الأمير اخوار الكبير (¬6). [تقرير الأمير اخورية بطرابلس] وقرّر في الأمير اخورية الكبرى يلباي الإينالي حاجب الحجّاب (¬7). [حجوبية طرابلس] وقرّر في حجوبية الحجّاب برد بك البجمقدار الظاهري (¬8). [تقرير تقدمة] وقرّر في مقدمة برسباي البجاسي: قانبك المحمودي (¬9). ¬

(¬1) خبر التأمير في: النجوم الزاهرة 16/ 264، والروض الباسم 2/ 33 أ، وبدائع الزهور 2/ 389. (¬2) إضافة لسقوطها من الأصل. (¬3) خبر التجريدة في: النجوم الزاهرة 16/ 264، والروض الباسم 2 / ورقة 33 ب، وبدائع الزهور 2/ 389، وتاريخ الملك الأشرف قايتباي (حوادث سنة 866 هـ‍)، ومنتخبات من حوادث الدهور 434. (¬4) في النجوم الزاهرة: «الحسيني». (¬5) خبر قراجا في: النجوم الزاهرة 16/ 264، وبدائع الزهور 2/ 389. (¬6) خبر نيابة طرابلس في: النجوم الزاهرة 16/ 265، والروض الباسم 2 / ورقة 33 ب، وبدائع الزهور 2/ 389، وتاريخ طرابلس 2/ 52 رقم 122. (¬7) خبر الأمير اخورية في: النجوم الزاهرة 16/ 265، والروض الباسم 2 / ورقة 33 ب، وبدائع الزهور 2/ 389. (¬8) خبر الحجوبية في: النجوم الزاهرة 16/ 265، وبدائع الزهور 2/ 389. (¬9) خبر التقدمة في: النجوم الزاهرة 16/ 265، وبدائع الزهور 2/ 389، والروض الباسم 2 / ورقة 33 ب.

نظر الإسبطبل

وقرّر في تقدمة قانبك: تمرباي ططر (¬1). وفرّقت [إقطاعات] (¬2) تمرباي على جماعة (¬3). [نظر الإسبطبل] [و] استقرّ في نظارة الإسطبل العلاء بن الصابوني الدمشقي، وكان قد حضر من دمشق لصحبة بينه وبين السلطان، وأضيف إليه نظر الأوقاف على ذلك (¬4). وكان هذا أول ظهور ابن الصابوني بمصر. [وصول الحاج] وفيه وصل الحاج (¬5). [خروج التجريدة لقبرس] وفيه خرجت التجريدة المعيّنة لقبرس (¬6). [صفر] [وفاة شيخ عربان الشرقية] [2543]- وفي صفر مات شيخ عربان الشرقية، بيبرس بن أحمد بن بقر (¬7). وكان جوادا، كريما، محمود السيرة. ومولده على رأس القرن. [وفاة الشريف البدر الهاشميّ] [2544]- وفيه مات السيد، الشريف، البدر، النسّابة، حسن (¬8) بن محمد بن أيوب بن خضر (¬9) بن إدريس الهاشمي، الحسني، العلوي، الهاشميّ. ¬

(¬1) خبر التقدمة في: النجوم الزاهرة 16/ 265، وبدائع الزهور 2/ 389، والروض الباسم 2 / ورقة 33 ب. (¬2) إضافة على الأصل. (¬3) المصادر السابقة. (¬4) خبر نظر الإسطبل في: النجوم الزاهرة 16/ 265، وبدائع الزهور 2/ 389، والروض الباسم 2 / ورقة 34 أ. (¬5) خبر الحاج في: النجوم الزاهرة 16/ 265. (¬6) خبر التجريدة في: الروض الباسم 2 / ورقة 34 أ. (¬7) انظر عن (ابن بقر) في: النجوم الزاهرة 16/ 315، ووجيز الكلام 2/ 750 رقم 1728، والضوء اللامع 3/ 20، 21 رقم 99، وبدائع الزهور 2/ 389، والروض الباسم 2 / ورقة 43 ب. (¬8) في شذرات الذهب: «حسين». (¬9) انظر عن (ابن خضر) في: وجيز الكلام 2/ 747 رقم 1715، والضوء اللامع 3/ 121، 122، رقم 472، ونظم العقيان 104، 105 =

نظارة الجيش

وكان عالما، فاضلا، صنّف وألّف، وبرع في الفقه، وسمع على جماعة، منهم: الصلاح ابن الناطور، والحلاوي، والسويداويّ. ومولده سنة سبع وستين وسبعمائة (¬1). [نظارة الجيش] وفيه أعيد الزين بن مزهر إلى نظارة الجيش، وصرف ابن (¬2) حجّي (¬3). [التوكيل بالأستادار] وفيه وكّل بالزين الأستادار لعمل حسابه بحضور منصور بن الصفي. ثم آل الأمر أن يحمل الزين في سنة عشرة آلاف (¬4) دينار بعد تكفية الأستادارية والسداد، وخلع عليه باستمراره بعد أن ترشح منصور للأستادارية (¬5). [قدوم رأس النوبة من الشام] وفيه قدم رأس نوبة جانم نائب الشام من عند أستاذه بهدية للسلطان، وهي تسع (¬6) مماليك لا غير، ومكاتبة منه يعتذر فيها عن فرار تمراز من صفد، وأنه لا علم عنده بشيء من أمره. وكان تمراز قد أحسّ بأنه يقبض عليه، ففرّ هاربا. ثم أعقب هذا / 145 ب / القاصد قدوم عبد القادر بن جانم صحبة قراجا أتابك دمشق ليكون كالترجمان له عند السلطان لصغر عبد القادر المذكور، فأذن لعبد القادر بدخوله إلى القاهرة، وأعيد قراجا (¬7). [طلب تنم من دمياط] وفيه خرج الأمر بطلب تنم من عبد الرزاق من دمياط، وأشيع بأنه إنّما طلب ليتولّى نيابة الشام عوضا عن جانم (¬8). ¬

= رقم 67، وشذرات الذهب 7/ 305، والروض الباسم 2 / ورقة 43 ب، 144 أ، وإيضاح المكنون 2/ 641، ومعجم المؤلفين 3/ 276، وهدية العارفين 1/ 286، وديوان الإسلام 4/ 303، 304 رقم 2077. (¬1) في الأصل: «سبعمه». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر نظارة الجيش في: النجوم الزاهرة 16/ 265، والروض الباسم 2 / ورقة 34 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 390. (¬4) الصواب: «ستة عشر ألف». (¬5) خبر التوكيل لم تذكره المصادر. (¬6) الصواب: «وهي تسعة». (¬7) خبر رأس النوبة في: النجوم الزاهرة 16/ 265، والروض الباسم 2 / ورقة 34 ب. (¬8) خبر طلب تنم في: النجوم الزاهرة 16/ 266، والروض الباسم 2 / ورقة 34 ب، وبدائع الزهور 2/ 390.

القبض على جانم

[القبض على جانم] وفيه سار تنم رصاص ومعه جماعة من الخاصكية إلى جهة الشام للقبض على جانم (¬1). [إكرام السلطان لتنم] وفيه قدم تنم من دمياط وصعد إلى القلعة فأجلّه السلطان وأكرمه، وأجلسه مرتفعا على قرقماس أمير سلاح، قد ترشح لنيابة الشام ثم قرّر فيها وخلع عليه بها بعد يويمات من قدومه، ونزل من القلعة في موكب حافل (¬2). [قدوم جانبك الأبلق من قبرس] وفيه قدم جانبك الأبلق من قبرس بمن معه، وصعد إلى بين يدي السلطان وعليه خلعة جاكم متملّك قبرس (¬3). [نيابة صفد] وفيه قرّر في نيابة صفد جانبك الناصري حاجب الحجّاب بدمشق (¬4). [ربيع الأول] [فرار جانم نائب دمشق] وفي ربيع الأول قدم أزدمر الإبراهيمي الطويل، وقرقماس الخاصكيّان إذ ذاك، وكانا قد توجّها صحبة تنم رصاص للقبض على جانم، فأخبر بأنّ جانم المذكور لما أحسّ بأنه يقبض عليه خرج فارّا بنفسه من دمشق على حميّة هو ومن يلوذ به على النجب وجرائد الخيل، ولم يكترث بأحد من الناس، وأنّ خروجه كان في سادس عشر صفر قبل العصر، وذلك قبل دخول تنم إلى دمشق، وما قدر عليه بحيلة، وأنه أشيع بأنه توجّه قاصدا حسن الطويل (¬5). [قراءة المولد بالقلعة] وفيه عمل المولد النبويّ بالقلعة (¬6). ¬

(¬1) خبر القبض في: النجوم الزاهرة 16/ 266، والروض الباسم 2 / ورقة 34 ب. (¬2) خبر الإكرام في: النجوم الزاهرة 16/ 266، والروض الباسم 2 / ورقة 34 ب. (¬3) خبر قدوم جانبك في: الروض الباسم 2 / ورقة 35 أ، وبدائع الزهور 2/ 390. (¬4) خبر نيابة صفد في: النجوم الزاهرة 16/ 266، والروض الباسم 2 / ورقة 34 ب، وبدائع الزهور 2/ 390، ومملكة صفد في العهد العثماني 298 رقم 123. (¬5) خبر الفرار في: النجوم الزاهرة 16/ 266، 267، والروض الباسم 2 / ورقة 34 أ، وبدائع الزهور 2/ 390. (¬6) خبر المولد في: الروض الباسم 2 / ورقة 34 أ، وبدائع الزهور 2/ 390.

ركوب السلطان إلى دار نائب الشام

[ركوب السلطان إلى دار نائب الشام] وفيه ركب السلطان من القلعة ونزل إلى دار تنم نائب الشام، فسلّم عليه ثم عاد سريعا شاقا الصليبة، وهذه أول ركبة ركبها السلطان (¬1). [ربيع الآخر] [زيارة تربة السلطان بالصحراء] وفي ربيع الآخر ركب السلطان ونزل بأبّهة الملك سائرا في وجوه دولته إلى الصحراء لرؤية تربته التي أمر بإنشائها هناك، فرآها وأعجبته، وخلع على البد [ر] (¬2) حسن ابن الطولوني، معلّم المعلّمين وكبير المهندسين، وعلى آخرين معه، ثم توجّه إلى المطعم فجلس به، وصيد بين يديه شيئا (¬3) من الصيود (¬4). ثم ركب عائدا إلى القلعة، فدخل من باب النصر شاقّا القاهرة، وخرج من باب زويلة، ولما وصل إلى دار / 146 / تنبك المعلّم بالتبّانة دخل إليه، ثم خرج منها صاعدا للقلعة، وكان له يوما مشهودا (¬5). [وزارة ابن الصنيعة] وفيه استقرّ في الوزارة الشرف يحيى بن الصنيعة، وكان من الكتبة، وصرف ابن (¬6) الأهناسي، وكان مسافرا بالوجه القبليّ، وخرج الأمر بالقبض عليه (¬7). [نيابة تقدمة المماليك] وفيه استقرّ صندل الهندي الطواشي في نيابة تقدمة المماليك، وصرف عنبر الطنبدي. وقرّر في شادّية الحوش معروف اليشبكي (¬8). ¬

(¬1) خبر ركوب السلطان في: النجوم الزاهرة 16/ 267، والروض الباسم 2 / ورقة 34 ب، وبدائع الزهور 2/ 390. (¬2) إضافة على الأصل. (¬3) الصواب: «شيء». (¬4) الصواب: «من الصيد». (¬5) خبر الزيارة في: النجوم الزاهرة 16/ 267، والروض الباسم 2 / ورقة 34 ب، 135 أ، وبدائع الزهور 2/ 390، 391. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر الوزارة في: النجوم الزاهرة 16/ 267، ووجيز الكلام 2/ 746، والروض الباسم 2 / ورقة 36 أ، وبدائع الزهور 2/ 391. (¬8) خبر النيابة في: الروض الباسم 2 / ورقة 36 أ، وبدائع الزهور 2/ 391.

وفاة نائب ملطة

[وفاة نائب ملطة] [2545]- وفيه مات جانبك الجكميّ (¬1) نائب ملطية. وكان لا بأس به. [الصعود إلى القلعة بالقماش] وفيه خرج الأمر للجند على لسان الطواشية الخدّام بأنهم إذا صعدوا للقلعة لقبض الجوامك فليصعدوا بالشاش والقماش كما كانت العادة القديمة، وأكد عليهم في ذلك، فتضرّر جماعة من ذلك (¬2). [وفاة قانباي الجركسي] [2546]- وفيه مات قانباي الجركسيّ (¬3)، الأمير اخور كبير. كان بثغر دمياط، وكان خيّرا، ديّنا، سليم الفطرة، صادق اللهجة، شجاعا، مقداما، ذا أيد وقوّة. وكان به النفع في خلاص حقوق الناس، وتنقّل في الخدم في أيام تدبّر أخو (¬4) أستاذه المملكة، وفي أيام سلطنته، أعني الظاهر جقمق، حتى صيّر أمير اخور كبيرا، ثم سجن بالإسكندرية، ثم أطلق إلى دمياط. وله عدّة آثار وأبنية، منها: الجامع بالرملة تجاه القلعة، والتربة بالصوّة، وغير ذلك (¬5). [رئاسة الطلب] وفيه قرّر في نصف رئاسة الطبّ صاحبنا الشمس بن القوصوني، ونعم الرجل هو (¬6). [وفاة الشمس محمد الفوّي] [2547]- وفيه مات الشيخ، الصالح المسلّك، الشمس، محمد الفوّي (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (جانبك الجكمي) في: النجوم الزاهرة 16/ 267 و 316، والضوء اللامع 3/ 56 رقم 222، والروض الباسم 2 / ورقة 43 ب، وبدائع الزهور 2/ 391. (¬2) خبر القلعة في: الروض الباسم 2 / ورقة 36 أ، وبدائع الزهور 2/ 391، 392. (¬3) انظر عن (قانباي الجركسي) في: النجوم الزاهرة 16/ 315، 316، ووجيز الكلام 2/ 749، 750 رقم 1725، والضوء اللامع 6/ 194، 195 رقم 657، والدليل الشافي 2/ 529، 530 رقم 1818، والروض الباسم 2 / ورقة 44 ب، 45 أ، وبدائع الزهور 2/ 2 / 391. (¬4) الصواب: «أخي». (¬5) قارب الثمانين من عمره. (¬6) خبر رئاسة الطب في: الروض الباسم 2 / ورقة 36 أ، وبدائع الزهور 2/ 391. (¬7) انظر عن (الفوّي) في: النجوم الزاهرة 16/ 315، ووجيز الكلام 2/ 747، 748 رقم 1717، والضوء اللامع 6/ 300 رقم =

وفاة تمرباي ططر

وكان من عباد الله الصالحين، وحزبه المفلحين. صحب جماعة من الأكابر المسلّكين وأخذ عنهم، وانتفع به جماعة، وشهر بالصلاح. ولعلّه ولد بعد الخمسين وسبعمائة (¬1). [وفاة تمرباي ططر] [2548]- (وفيه مات تمرباي ططر (¬2) الناصريّ. وله زيادة على الثمانين سنة (¬3)) (¬4). [جمادى الأول] [تقدمة الألوف بمصر] وفي جماد الأول استقرّ برد بك هجين الظاهري في جملة مقدّمي الألوف بمصر، عوضا عن تمرباي من حمزة ططر الماضي ذكر موته (¬5). وقرّر في إمرة برد بك هجين مغلباي طاز المؤيّدي (¬6). وقرّر في إمرة مغلباي: سودون الأفرم (¬7). وقرّر في إمرة سودون الأفرم يشبك الفقيه (¬8). [نيابة ملطية] وفيه استقرّ إينال الأشقر في نيابة ملطية، عوضا عن قانباي الجكمي، بحكم موته (¬9). [ولاية القاهرة] وقرّر في ولاية القاهرة عوضا عن إينال الأشقر هذا تمر من محمود شاه الظاهري (¬10). ¬

= 995، وشذرات الذهب 7/ 306، والروض الباسم 2 / ورقة 46 ب. (¬1) في الضوء: ولد قبل التسعين وسبعمائة تقريبا. (¬2) انظر عن (تمرباي ططر) في: النجوم الزاهرة 16/ 316، ووجيز الكلام 2/ 750 رقم 1727، والضوء اللامع 3/ 38، 39 رقم 158 وفيه: «تمراز من حمزة الناصري فرج ويعرف بتمرباي ططر»، والروض الباسم 2 / ورقة 43 ب، وبدائع الزهور 2/ 391. (¬3) في الضوء: قارب الثمانين. (¬4) الترجمة بين القوسين كتبت على هامش المخطوط. (¬5) خبر التقدمة في: النجوم الزاهرة 16/ 267، والروض الباسم 2 / ورقة 36 ب، وبدائع الزهور 2/ 391. (¬6) المصادر السابقة. (¬7) المصادر السابقة. (¬8) في النجوم الزاهرة: تقرّر في إمرة سودون الأفرم: سودون البرد بكي المؤيّدي الفقيه. (¬9) خبر نيابة مطلية في: النجوم الزاهرة 16/ 267، والروض الباسم 2 / ورقة 36 ب. (¬10) خبر الولاية في: الروض الباسم 2 / ورقة 36 ب.

مقتل صاحب حصن كيفا

[مقتل صاحب حصن كيفا] [2549]- وفيه ورد الخبر بأنّ الملك خلف الأيوبي (¬1) صاحب حصن كيفا / 146 ب / ثار به ولده فقتله ليملك بعده، فثار بهذا الولد القاتل بعض أولاد عمه فقتله وتملّك الحصن. ثم جرت خطوب للحلف الواقع هناك حتى كان سببا لزوال دولة الأيوبية عن الحصن بعد أن دامت به زيادة على المائتي عام. واستولى حسن الطويل على مملكة الحصن. وكان الملك خلف هذا إنسانا حسنا، مشكورا في سيرته. [نيابة قلعة دمشق] وفيه استقرّ في نيابة قلعة دمشق إبراهيم بن بيغوت، عوضا عن سودون قندورة، بحكم تقدمته بدمشق (¬2). [سفر نائب الشام] وفيه خرج تنم نائب الشام مسافرا إلى محلّ كفالته وهو في عظمة زائدة وتجمّل كبير، وكان له يوما مشهودا (¬3). [وفاة النور القسطلاني] [2550]- وفيه مات النور بن الزين القسطلاني (¬4)، علي بن محمد بن أحمد بن حسن بن محمد بن محمد بن أبي بكر القيسي، المكي، الحنفي. ومولده في سنة 798. [مكاتبة حسن الطويل إلى السلطان] وفيه قدم قاصد حسن الطويل بمكاتبة منه إلى السلطان بأنّ جانم نائب الشام جاء إليه مستشفعا به إلى السلطان. ¬

(¬1) انظر عن (خلف الأيوبي) في: وجيز الكلام 2/ 749 رقم 1723، والضوء اللامع 3/ 284، 185 رقم 816، والروض الباسم 2 / ورقة 36 ب، وبدائع الزهور 2/ 392، وشذرات الذهب 7/ 306 وهو خلف بن محمد بن سليمان. (¬2) خبر نيابة القلعة في: النجوم الزاهرة 16/ 267، والروض الباسم 2 / ورقة 36 ب، وبدائع الزهور 2/ 392. (¬3) الصواب: «وكان له يوم مشهود». وخبر سفر النائب الشام في: النجوم الزاهرة 16/ 268، والروض الباسم 2 / ورقة 36 ب، وبدائع الزهور 2/ 392. (¬4) انظر عن (القسطلاني) في: وجيز الكلام 7482 رقم 1719، والضوء اللامع 5/ 281، 282 رقم 954، والروض الباسم 2 / ورقة 44 ب، وبدائع الزهور 2/ 392.

البقرة العجيبة

ثم قويت الإشاعة بالقاهرة بأنّ جانم المذكور بعث دعاة إلى التركمان بأحواز حلب وغيرها لموافقته والقيام معه، وأشيع بأنّ حسن دعا لجانم هذا على منابر ديار بكر، فتأثّر السلطان لهذا الخبر، وأنكر بعث حسن قاصده مع هذه الإشاعات (¬1). [البقرة العجيبة] وفيه رؤيت (¬2)، بالوجه (¬3) القبلي رأس بقرة به فمين (¬4) وأربعة عيون وأربعة آذان وأنفين (¬5). [جمادى الآخر] [نيابة الكرك] وفي جماد الآخر استقرّ في نيابة الكرك مبارك شاه العبد الرحماني (¬6)، عوضا عن تغري بردي الأشرفي إينال، بحكم صرفه واستقراره في جملة مقدّمين (¬7) الألوف بدمشق (¬8). [سفر إينال الأشقر إلى ملطية] وفيه خرج إينال الأشقر مسافرا إلى ملطية، وفرح الكثير من الناس بخروجه من القاهرة لظلمه وعسفه وما كان فيه من أيام ولايته (¬9). [عودة قاصد حسن الطويل] وفيه خرج قاصد حسن الطويل عائدا بالجواب إلى مرسله، وعيّن السلطان معه رسولا عنه إلى حسن سعد الله البريدي مقدّم البريدية وعنده دسائس لحسن في أمر جانم، فما أفاد ذلك شيئا (¬10). [طائفة الزنادقة بقرية ططبه] وفيه وردت مكاتبات من كاشف الغربية وغيره بأنّ بقرية ططبه طائفة فيهم شناعة اعتقاد وخبث نفوس كأنهم زنادقة أو نحو ذلك، وفيهم من يدّعي الألوهية ومن يدّعي ¬

(¬1) خبر المكاتبة في: النجوم الزاهرة 16/ 268، والروض الباسم 2 / ورقة 36 ب، وبدائع الزهور 2/ 392. (¬2) في الأصل: «رايت». (¬3) في الأصل: «الوجه». (¬4) الصواب: «فمان». (¬5) الصواب: «وأنفان». والخبر لم تذكره المصادر. (¬6) في البدائع: «مبارك شاه من عبد الرحمن». (¬7) الصواب: «مقدّمي». (¬8) خبر نيابة الكرك في: الروض الباسم 2 / ورقة 37 أ، وبدائع الزهور 2/ 392. (¬9) خبر سفر إينال في: الروض الباسم 2 / ورقة 37 أ، وبدائع الزهور 2/ 392. (¬10) خبر القاصد في: الروض الباسم 2 / ورقة 37 أ، ولم يذكره غيره.

الدعوى على حمزة بن غيث

النبوّة، وأنّ جماعة من الأوباش قد انضمّوا إليهم ومالوا لمعتقدهم، وقد قبض الكاشف على نحو الأربع عشرة (¬1) منهم، / 147 أ / فعيّن السلطان القاضي محيي الدين بن عبد الوارث المالكي أحد نواب الحكم، وعيّن معه محمد الخازندار بالتوجّه ليحرّر هذه القضية والكشف عنها. فسافروا ثم عادوا بعد أيام ومعهم الجماعة، ولم يثبت عليهم ما قيل في حقّهم، ودافعوا في محاضر كتبت عليهم. وأمر السلطان بسجنهم للتهمة، وداموا بعد ذلك عدّة سنين في السجن (¬2). [الدعوى على حمزة بن غيث] [2551]- وفيه عقد مجلس بمنزل جانبك نائب جدّة الدوادار حضره قضاة القضاة والعلماء في أمر حمزة بن غيث وادّعي عليه بدعاوى شنيعة، وطال الكلام في هذا المجلس. وكان قد ادّعى عليه بعض نوّاب الحنفي، ثم نقلت الدعوى عند المالكي، وآل الأمر في ذلك أن حكم بسفك دمه وسلخ جلده وحشي تبنا (¬3) وطيف به شوارع القاهرة، ثم أخرج به مشهورا على هذه الهيئة إلى عمالته والمناوي معه ينادي عليه، ودام مدّة وهو يطاف به بتلك النواحي. وكان السلطان قد مال إلى تركته لمال وعد به، ومال جانبك إلى تلفه، وكان ما مال إليه جانبك لا للسلطان. ثم بعد أيام قرّر غيث والد حمزة هذا في نسخة ولده بمال وعد به ووكّل به ليقوم بالمال (¬4). [الصاعقة تصيب منارة جامع أمير حسين] وفيه في خامس برموده (¬5) حدث بالسماء رعد وبرق مهول، ونزلت صاعقة في أثناء ذلك على منارة جامع أمير حسين فهدمت أكثرها وتعلّقت النار بها فاختشي منها، فهدم باقيها (¬6). [رجب] [قراءة البخاري بالقلعة] وفي رجب برز أمر السلطان بأن يقرأ «صحيح البخاري» بالقلعة عنده من أوله كما كانت العادة القديمة (¬7). ¬

(¬1) الصواب: «نحو الأربعة عشر». (¬2) خبر الزنادقة في: الروض الباسم 2 / ورقة 37 أوقد انفرد به المؤلّف. (¬3) في الأصل: «توّأ». (¬4) خبر الدعوى في: الروض الباسم 2 / ورقة 37 أ، ولم يرد الخبر في المصادر. (¬5) برموده: الشهر الثاني في السنة القبطية. (¬6) خبر الصاعقة في: الروض الباسم 2 / ورقة 37 ب، وبدائع الزهور 2/ 392. (¬7) خبر قراءة البخاري في: الروض الباسم 2 / ورقة 37 ب.

دوران المحمل

[دوران المحمل] وفيه أدير المحمل بعد أن زيّنت القاهرة، ولم يحدث في هذه الزينة ولا في هذا الدوران ما كان يحدث قبل ذلك من الفساد والشناعات (¬1). [الإفراج عن ابن الأهناسي] وفيه أفرج عن العلاء بن الأهناسي بعد أن حمل مالا له صورة (¬2). [التجريدة إلى الوجه القبلي] وفيه عيّن السلطان تجريدة للوجه القبلي عليها جانبك نائب جدّة، وجانبك قلقسيز وعدّة وافرة من الطبلخانات والعشرات وجماعة من الجند نحو من أربعمائة، وأكّد عليهم السلطان في أن يسرعوا في الرواح (¬3). [لبس السلطان للبياض] وفيه، في حادي عشرين برمودة، لبس السلطان البياض، وذلك قبل أوانه ودخول شهره الذي جرت العادة المستجدّة باللبس فيه. / 147 ب / وكان قد حدث حرّ شديد أوجب ذلك (¬4). [النجدة لحصار الماغوصة] وفيه ورد الخبر من قبرس بأنّ العسكر على حصار ماغوصة، وهم محتاجون إلى نجدة، فعيّن السلطان تجريدة خرجت في الشهر الآتي (¬5). [نزول السلطان إلى الصحراء] وفيه ركب السلطان ونزل إلى جهة الصحراء فرأى تربته التي أنشأها هناك، ثم عاد شاقّا القاهرة من باب النصر صاعدا قلعته (¬6). [عودة نائب جدّة من سفره] وفيه عاد جانبك نائب جدّة من سفرته إلى الوجه القبلي هو ومن معه بغير ¬

(¬1) خبر المحمل في: النجوم الزاهرة 16/ 268، والروض الباسم 2 / ورقة 37 ب، 38 أ، وبدائع الزهور 2/ 393. (¬2) خبر الإفراج في: الروض الباسم 2 / ورقة 38 أ، وبدائع الزهور 2/ 392. (¬3) خبر التجريدة في: النجوم الزاهرة 16/ 268، والروض الباسم 2 / ورقة 38 أ، وبدائع الزهور 2/ 393 بإيجاز. (¬4) خبر لبس السلطان في: النجوم الزاهرة 16/ 268، والروض الباسم 2 / ورقة 38 أ، وبدائع الزهور 2/ 393. (¬5) خبر النجدة في: الروض الباسم 2 / ورقة 38 أ. (¬6) خبر نزول السلطان في: الروض الباسم 2 / ورقة 393 أ، وبدائع الزهور 2/ 393.

شعبان

طائل، واستعجل عوده لئلاّ يفوته تدابير الأحوال والتصرّف في المملكة بالأمر والنهي كما شاء وأراد (¬1). [شعبان] [سفر ابن الصابوني إلى دمشق] وفي شعبان خرج العلاء بن الصابوني مسافرا إلى دمشق وخلع عليه خلعة السفر، وقرّر في نظر الإسطبل والأوقاف عوضه عبد القادر كاتب العليق (¬2). [كشف أخبار جانم] وفيه عيّن تنم رصاص للتوجّه إلى البلاد الشامية لكشف أخبار جانم نائب الشام، ثم أبطل ذلك (¬3). [دوادارية السلطان بحلب] وفيه سافر ألماس على دوادارية السلطان بحلب (¬4). [زيارة زوجة السلطان للسيد البدوي] وفيه خرجت الخوند شكرباي الأحمدية زوجة السلطان إلى زيارة السيد أحمد البدوي، وكانت في محفّة هائلة ومعها عدّة من النساء من خوندات وغيرهنّ، منهنّ الخوند شقراء، وعدّ خروجها من النوادر التي ما وقعت قط (¬5). [خروج الغزاة إلى قبرص] وفيه خرج الغزاة المعيّنين (¬6) لقبرس وعليهم جانبك الأبلق (¬7). [وفاة نائب حلب] [2552]- وفيه مات الحاج إينال اليشبكي (¬8) نائب حلب. ¬

(¬1) خبر عودة النائب في: النجوم الزاهرة 16/ 268، 269، والروض الباسم 2 / ورقة 38 أ. (¬2) خبر السفر في: الروض الباسم 2 / ورقة 38 أ، ولم تذكره المصادر. (¬3) خبر الكشف في: الروض الباسم 2 / ورقة 38 ب، ولم تذكره المصادر. (¬4) خبر الدوادارية في: الروض الباسم 2 / ورقة 38 ب، وبدائع الزهور 2/ 393. (¬5) خبر الزيارة في: النجوم الزاهرة 16/ 269، ووجيز الكلام 2/ 746، والروض الباسم 2 / ورقة 38 ب، وبدائع الزهور 2/ 393. (¬6) الصواب: «المعيّنون». (¬7) خبر الغزاة في: النجوم الزاهرة 16/ 269، والروض الباسم 2 / ورقة 38 ب. (¬8) انظر عن (إينال اليشبكي) في: النجوم الزاهرة 16/ 269 و 317، ووجيز الكلام 2/ 750 رقم 1726، والضوء اللامع 2/ 330 رقم 1085، وفيه وفاته في سنة 863 هـ‍؛ وهو غلط، والروض الباسم 2 / ورقة 43 أ، وحوادث الزمان 1 / =

رمضان

وكان وقورا، حشما، عاقلا، سيوسا. وترقّى بالبلاد الشامية، وحجّ أميرا على محمل الشام عدّة مرار، وآل به الأمر إلى نيابة حلب، وما تأمّر بمصر، ولا تنزّل جنديا [في] الجند السلطاني. وكان من مماليك يشبك الجكميّ الأمير اخوار. [رمضان] [نيابة حلب] وفي رمضان لما ورد الخبر بموت الحاجّ إينال عيّن السلطان لنيابة حلب جانبك التاجي نائب حماه، وعدل عن برسباي البجاسي نائب طرابلس لغرض ما. ثم بعد أيام عيّن قايتباي المحمودي شادّ الشراب خاناه - سلطان عصرنا الآن - كان مسفّرا لجانبك يحمل إليه تقليده (¬1). [نيابة حماه] وفيه قرّر في نيابة حماه جانبك الناصري نائب صفد (¬2). [نيابة صفد] وقرّر في نيابة صفد خير بك القصروي نائب غزّة (¬3). [نيابة غزّة] وقرّر في نيابة غزّة شاد بك الصارمي أتابك حلب (¬4). [أتابكية حلب] وقرّر / 148 أ / في أتابكية حلب يشبك البجاسي حاجب الحجّاب بها. وقرّر في حجوبيّتها تغري من (¬5) يونس نائب قلعتها. وقرّر في نيابة قلعتها إنسان من الجند السلطاني يقال له كمشبغا السيفي يخشباي، ولم يكن ترشح لها قبل ذلك، بل ولّي بمال بذله (¬6). ¬

= 157 رقم 183، وبدائع الزهور 2/ 393، والبذل والبرطلة 35، وتاريخ طرابلس 2/ 51. (¬1) خبر نيابة حلب في: النجوم الزاهرة 16/ 269، والروض الباسم 2 / ورقة 38 ب، وبدائع الزهور 2/ 393. (¬2) خبر نيابة حماه في: النجوم الزاهرة 16/ 269، والروض الباسم 2 / ورقة 38 ب، وبدائع الزهور 2/ 393. (¬3) خبر نيابة صفد في: النجوم الزاهرة 16/ 269، والروض الباسم 2 / ورقة 38 ب، وبدائع الزهور 2/ 393، ومملكة صفد في عهد المماليك 298 رقم 124. (¬4) خبر نيابة غزة في: النجوم الزاهرة 16/ 269، والروض الباسم 2 / ورقة 38 ب، وبدائع الزهور 2/ 393، ونيابة غزة في العهد المملوكي 308 رقم 103. (¬5) في الأصل: «تغري بن». (¬6) خبر أتابكية حلب في: النجوم الزاهرة 16/ 269، والروض الباسم 2 / ورقة 38 ب، وبدائع الزهور 2/ 393.

خسوف القمر

[خسوف القمر] وفيه خسف غالب جرم القمر من نصف الليل ودام إلى النهار (¬1). [الإشاعة بوقوع فتنة] وفيه أشيع بوقوع فتنة، وأنّ ذلك في عزم الظاهرية، ونسب ذلك إلى جانبك نائب جدّة، ووقع من السلطان بعض كلمات في مثل ذلك. ثم سكن الحال (¬2). [شوال] [توقف زيادة النيل] وفي شوال توقّف النيل عن الزيادة ولهج الناس بالغلاء وأرجفوا به، ثم ارتفع سعر الغلال، وحصل للناس القلق، فأمر السلطان بقراءة ختمة بالمقياس، وتوجّه العلماء وقضاة القضاة ونوّابهم والمشايخ والفقراء، وأو لم السلطان هناك وليمة حافلة، ودعوا لله بزيادة النيل. وتكالب الناس في هذه الأيام على الغلال وتزاحموا على شرائها، ولهج الكثير (¬3) منهم بالخروج من القاهرة. ثم نودي بالتوبة والكفّ عن المعاصي والآثام. وصار الوالي يركب إلى المفترجات ويكبس على الناس. ووقع (¬4) أمور مطوّلة، وقبض على ولد القاياتي وهو جالس في خيمة ببعض المفترجات في حالة على هيئة مرضية، وبهدل به وأركب حمارا، وسيق مع أهل الفساد والفسق في أعوان تمر الوالي، وركب الأمين الأقصرائي بسببه إلى السلطان وواجهه بأن الذي فعله ثمّ مع الناس لا يجوز شرعا. فتأثر السلطان من ذلك وتكلّم بكلمات كثيرة، ونزل الأمين من عنده وهو غير راض، وتوجّه جماعة إلى تمر فعرّفوه بمقام ولد القاياتي فلم يلتفت إلى قولهم، ووقعت أشياء، ودام البحر متوقفا (¬5). [التجريدة إلى البحيرة] وفيه خرجت تجريدة للبحيرة عليها قرقماس الجلب أمير سلاح، وبرد بك هجين، ويشبك الفقيه، وخشكلدي القوامي، وتنم الحسني، وعدّة من العشرات (¬6). ¬

(¬1) خبر الخسوف في: الروض الباسم 2 / ورقة 39 أ، وبدائع الزهور 2/ 394. (¬2) خبر الإشاعة في: الروض الباسم 2 / ورقة 39 أ، وبدائع الزهور 2/ 394. (¬3) في الأصل: «الكبير». (¬4) الصواب: «ووقعت». (¬5) خبر النيل في: وجيز الكلام 2/ 746، والروض الباسم 2 / ورقة 36 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 394، 395. (¬6) خبر التجريدة في: النجوم الزاهرة 16/ 270، والروض الباسم 2 / ورقة 39 أ، وبدائع الزهور 2/ 396.

تعدية جانم نائب الشام إلى الفرات

[تعدية جانم نائب الشام إلى الفرات] وفيه ترادفت الأخبار بالقاهرة بأنّ جانم نائب الشام كان عدّى الفراة (¬1) في جموع وافرة قاصدا الأعمال الحلبية حتى وصل لتلّ باشر، وأن نائب حلب تهيّأ لقتاله، فتأثّر السلطان لهذا الخبر، وعيّن تجريدة تخرج إلى حلب نحوا من ستمائة من الجند، وجعل الباش عليها جانبك نائب جدّة / 148 ب / الدوادار، وعيّن معه يلباي الأمير اخور، وأزبك من ططخ، وجانبك قلقسيز، ومن الطبلخاناة والعشرات ثلاثة عشر أميرا. ونادى السلطان بعد أيام بالنفقة، واستحثّ العسكر على الخروج. وبينا هم في أثناء ذلك إذ ورد الخبر من نائب حلب بأنّ جانم عاد من حيث جاء على أقبح وجه لخلف وقع بينهم خبره وتركمان القرايلكية، فأبطلت التجريدة ودقّت البشائر بالقلعة وعلى أبواب الأمراء (¬2). [خروج الحاج من القاهرة] وفيه خرج الحاج من القاهرة، وأميرهم بالمحمل برد بك البجمقدار، وبالأول محمد بن جرباش، وخرجت والدته الخوند شقراء معه في تجّمل زائد، وأخرج برد بك صهر الأشرف إينال إلى مكة المشرّفة ليقيم بها (¬3). [قضاء الحنفية بمصر] وفيه استقرّ في القضاء الحنفية بمصر المحبّ بن الشحنة بعد استعفاء السعد بن الديري منها. وهذه أول ولايات المحبّ بن الشحنة للقضاء بمصر (¬4). [كتابة السرّ بمصر] وقرّر في كتابة السرّ عوضا عن البرهان بن الديري أخو قاضي القضاة السعد. وكان قد دبّر (هو) (¬5) أن يلي القضاء فما تمّ تدبيره (¬6). [زيادة النيل] وفيه زاد النيل إصبعين، وكان العلم ابن البلقيني قد توجّه إلى المقياس للاستسقاء، ¬

(¬1) الصواب: «الفرات». (¬2) خبر التورية في: النجوم الزاهرة 16/ 270، والروض الباسم 2 / ورقة 39 ب، وبدائع الزهور 2/ 396، 397. (¬3) خبر الحاج في: النجوم الزاهرة 16/ 271، ووجيز الكلام 2/ 746، 747، والروض الباسم 2 / ورقة 40 أ. (¬4) خبر القضاء في: النجوم الزاهرة 16/ 271، والروض الباسم 2 / ورقة 40 أ، وبدائع الزهور 2/ 397. (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) خبر كتابة السرّ في: النجوم الزاهرة 16/ 271، والروض الباسم 2 / ورقة 40 أ، وبدائع الزهور 2/ 397.

نيابة كتابة السر

وكان قد بعث إليه السلطان بخروجه إليه. وبلغ ذلك الشرف المناوي وهو على وظيفة القضاء وصالح البلقيني مصروفا عنه، فتأثّر لذلك (¬1). [نيابة كتابة السرّ] وفيه استقرّ النور بن الأنبابي في نيابة كتابة السرّ، عوضا عن لسان الدين حفيد المحبّ بن الشحنة (¬2). [نيابة دمياط] وفيه قرّر في نيابة دمياط حسن البلوي الحصني بمال بذله في ذلك، وصرف محمد بن كزل بغا العيساوي (¬3). [زيادة النيل] وفيه زاد النيل ثمانية أصابع ووافق ذلك أول مسرى. ثم استمرّت الزيادة حتى كان الوفاء، ولله الحمد (¬4). [عيادة السلطان لقانبك المحمودي] وفيه ركب السلطان ونزل إلى دار تمربغا، ثم خرج منها إلى دار قانبك المحمودي بدار قوصون، فعاده من رمد حصل عنده. ثم خرج قاصدا القلعة من على جهة الصليبة، / 149 أ / فضجّت إليه العامّة بالشكاية من المحتسب، فقصد السلطان صرفه فلم يتمّ له ذلك لكونه ممّن ينتمي إلى جانبك نائب جدّة، وهو في حمايته (¬5). [ذو القعدة] [وفاة ابنة الخوند شكرباي] [2553]- وفي ذي قعدة في يوم السبت رابعه ماتت بيخون (¬6) ابنة الخوند شكرباي ربيبة السلطان ابنة أبرك الجكميّ، وزوجة عبد الرحيم العيني أمّ ولده الشهابي أحمد بن العينيّ المشهور الموجود بعصرنا الآن. ¬

(¬1) خبر النيل لم تذكره المصادر. (¬2) خبر نيابة الكتابة في: النجوم الزاهرة 16/ 271، والروض الباسم 2 / ورقة 40 ب، وبدائع الزهور 2/ 397. (¬3) خبر نيابة دمياط في: الروض الباسم 2 / ورقة 40 ب، وبدائع الزهور 2/ 397. (¬4) خبر النيل في: الروض الباسم 2 / ورقة 40 ب، ولم يذكره غيره. (¬5) خبر العيادة في: الروض الباسم 2 / ورقة 40 ب، وبدائع الزهور 2/ 397، 398. (¬6) انظر عن (بيخون) في: النجوم الزاهرة 16/ 271، والروض الباسم 2 / ورقة 41 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 398 ويقال في اسمها: «باي خاتون».

صرف ابن الديري عن كتابة السر

[صرف ابن الديري عن كتابة السرّ] وفيه صرف البرهان بن الديري عن كتابة السرّ بعد أن باشرها خمسة عشر يوما. وكان قد نقل عنه للسلطان أنه قال في يوم موت بيخون ربيبة السلطان ورد في الأخبار المنقولة عن الأفاضل أنه ما خرج من بيت ميت في يوم السبت إلاّ تبعه اثنان من أكابر ذلك البيت، وأنه عرّض في ذلك بالسلطان وزوجته الخوند شكرباي (¬1)، فوقع بسبب ذلك أشياء، وصرف البرهان هذا. ودامت كتابة السرّ شاغرة مدّة أيام، والنور الأنبابي يسدّ الوظيفة حتى وليها الزين بن مزهر في عشرين هذا الشهر. ودامت في يده مدّة تزيد على العشرين سنة، وهي من نوادره (¬2). [كسر النيل] وفيه في خامس عشره، وثامن عشر مسرى كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل لذلك قانم التاجر أمير مجلس، وكان له يوما مشهودا (¬3). [مقتل جماعة من عسكر الترك أمام العربان] وفيه ورد الخبر على السلطان من البحيرة بأنّ العسكر المتوجّه إليها التقى هو وعربان لبيد، وأنهم انهزموا من غير قتال كثير، وأنّ الترك لما عادوا أخذ عربان الطاعة جماعة من العسكر فيهم من العشرات تنبك الصغير الأشرفي، وصنطباي قرا الظاهري، ومن الجند جماعة، فتأثّر السلطان لذلك (¬4). [كتابة السرّ] وفيه خلع على الزين بن مزهر بكتابة السرّ، واستقرّ في نظر الجيش عوضه التاج بن المقسي (¬5). [دخول المؤلّف تونس] وفيه دخلت مدينة تونس الغرب فوجدتها مدينة جليلة من أجلّ مدن المغرب، ¬

(¬1) في الأصل: «سكرباي». (¬2) خبر صرف ابن الديري في: النجوم الزاهرة 16/ 271، 272، والروض الباسم 2 / ورقة 41 ب، وبدائع الزهور 2/ 398. (¬3) الصواب: «وكان له يوم مشهود». وخبر النيل في: الروض الباسم 2 / ورقة 41 ب، وبدائع الزهور 2/ 399. (¬4) خبر عسكر الترك في: النجوم الزاهرة 16/ 272، والروض الباسم 2 / ورقة 41 ب. (¬5) خبر كتابة السر في: النجوم الزاهرة 16/ 271، والروض الباسم 2 / ورقة 41 ب، وبدائع الزهور 2/ 399.

ذو الحجة

ووجدت صاحب / 149 ب / تونس السلطان المتوكل على الله عثمان قد خرج منها على قصد أخذ تلمسان من صاحبها محمد بن أبي ثابت المتوكل على الله أيضا، لكونه قطع دعوته منها بعد تملّكها من عمّه أحمد بن أبي حمّو. وجرت أمور يطول الشرح في ذكرها آلت إلى عود صاحب تونس من غير طائل. ثم كان ما سنذكره (¬1). [ذو الحجة] [وفاة الناصري محمد بن الأشرف] [2554]- وفي ذي حجّة في أوله مات الناصري محمد (¬2) بن الأشرف إينال بمحبسه من سجن ثغر الإسكندرية. وكان شابّا، له نحوا (¬3) من تسعة عشر (¬4) سنة، أدوبا، حشما، لا تعرف له صبوة. وولي تقدمة ألف بمصر، وحمل إلى القاهرة فدفن بها. [استفتاء علماء تونس] وفيه ورد صورة استفتاء على علماء تونس، ومن جملتهم شيخنا سيدي إبراهيم الحرري (¬5) في امرأة ولدت مولود (¬6) نصفه آدميّ ونصفه الآخر صفة حيّة، وماتت الأمّ عقيب وضعه وتركته حيّا، ثم مات وترك والده ولأمّه ولد آخر من غير أبيه، وتركت هذه الأمّ مالا، فهل يرث هذا المولود من أمّه شيئا ويزاحم الولد الذي من غير أبيه وينتقل ميراثه لأبيه، أم لا ميراث له؟ فوقع في ذلك كلام، وأفتى شيخنا الجندي بأنه إن كان صفة الحيّة من جهة رأسه فلا ميراث له، وإن كان من جهة الأسفل فله الميراث (¬7). [توعّك السلطان] وفيه حصل عند السلطان وعك من إسهال اعتراه، وأصبح في ثاني يومه فشهد ¬

(¬1) خبر المؤلّف في: الروض الباسم 2 / ورقة 42 أ. (¬2) انظر عن (الناصري محمد) في: النجوم الزاهرة 16/ 217، ووجيز الكلام 2/ 749 رقم 1724، وبدائع الزهور 2/ 399، والضوء اللامع 7/ 148 رقم 366، والروض الباسم 2 / ورقة 45 ب. (¬3) الصواب: «له نحوّ». (¬4) الصواب: «من تسع عشرة سنة». (¬5) هكذا في الأصل. وفي الروض الباسم: «الاخذري». (¬6) الصواب: «ولدت مولودا». (¬7) خبر الاستفتاء في: الروض الباسم 2 / ورقة 42 أ، وبدائع الزهور 2/ 399، 400 وهو ينقل عن المؤلّف، رحمه الله.

بشارة الحاج

صلاة الجمعة وهو ألم لما به لكنه يظهر التجلّد. وتقدّم الأمر للقاضي الشافعي بأن يوجز في خطبته وصلاته، فخفّفت الصلاة وادّخر في الخطبة. ثم صار السلطان يجلس بالحوش على الدكّة وآثار المرض ظاهرة عليه وهو يتجلّد له مع ملازمته الفراش بعد تحوّله من على الدكّة إلاّ في بعض الأحيان حين أن يدخل عليه الاعيان، وفي الحقيقة / 150 أ / هذا هو المرض الذي مات به فيما بعد، فإنه صار يعاوده، وتسلسل به إلى حين (موته) (¬1) كما سيأتي (¬2). [بشارة الحاج] وفيه حضر ببشارة الحاج إنسان من العربان، ولم يحضر أحد من الجند. وعدّ ذاك من النوادر. وكان السبب في ذلك عدم الأمن بالطريق (¬3). * * * [زوال دولة بني أيوب] وفيها - أعني هذه السنة - ثار حسن في أثناء مخالفة وقعت من ملوك الحصن من ديار بكر بعد موت السلطان خلف قتيلا بيد ولده. ثم بعد قتل الولد متملّك الحصن. وزالت دولة بني أيوب منها كأنّها لم تكن بعد امتدادها مدّة كما تقدّم. وأخذ أمر حسن بن قرايلك يضخم بزيادة عمّا كان، حتى كان له ما كان على ما يأتي (¬4). ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) خبر توعّك السلطان في: النجوم الزاهرة 16/ 272، والروض الباسم 2 / ورقة 42 ب، وبدائع الزهور 2/ 400. (¬3) خبر البشارة في: النجوم الزاهرة 16/ 273، والروض الباسم 2 / ورقة 42 ب. (¬4) خبر زوال دولة بني أيوب في: النجوم الزاهرة 16/ 273، والروض الباسم 2 / ورقة 42 ب، 43 أ.

سنة سبع وستين وثمانماية

سنة سبع وستين وثمانماية [محرّم] [تهنئة السلطان بالعام] في محرّم صعد القضاة والمشايخ ومن له عادة بالتهنئة للسلطان بالقلعة، فهنّوه (¬1) بالعام والشهر وبعافيته من وعكه. وكان قد أظهر ذلك. وضربت البشائر لذلك (¬2). [إقامة العسكر الشامي بحلب] وفيه حين استهلاله كانت جميع العساكر بالبلاد الشامية مقيمة بحلب لحفظها من طروق جانم الأشرفي نائب الشام وقد أرجف به بتلك البلاد (¬3). [الخلعة على الطبيب] وفيه خلع على رئيس الطب وجماعة من السقاة وغيرهم لعافية السلطان (¬4). [وفاة الطواشي عنبر] [2555]- وفيه مات الطواشي عنبر النوري (¬5)، الطنبدي، نائب مقدّم المماليك. وكان لا بأس به. ومن آثاره الجامع بسوق الغنم. [وصول مغلباي البجاسي من قبرس] وفيه ورد الخبر بوصول مغلباي (¬6) البجاسي أتابك طرابلس من قبرس بغير إذن، ¬

(¬1) كذا. (¬2) خبر التهنئة في: الروض الباسم 2 / ورقة 46 ب، وبدائع الزهور 2/ 400. (¬3) خبر إقامة العسكر في: النجوم الزاهرة 16/ 274، والروض الباسم 2 / ورقة 46 ب. (¬4) خبر الخلعة في: النجوم الزاهرة 16/ 274، والروض الباسم 2 / ورقة 46 ب. (¬5) انظر عن (عنبر النوري) في: النجوم الزاهرة 16/ 318، ووجيز الكلام 2/ 758 رقم 1744، والضور اللامع 6/ 148 رقم 465، والروض الباسم 2 / ورقة 70 أ. (¬6) خبر وصول مغلباي في: الروض الباسم 2 / ورقة 46 ب، ومنتخبات من حوادث الدهور 437، وتاريخ طرابلس 2/ 192.

وصول قايتباي المحمودي

وأنه ترك بها جانبك الأبلق. ولما بلغ السلطان ذلك قامت قيامته. وجرت أمور مطوّلة آلت إلى نفي مغلباي إلى القدس بطّالا بعد أن شفع فيه من الشنق حتى تمّ. [وصول قايتباي المحمودي] وفيه وصل قايتباي المحمودي شادّ الشرابخانه الماضي خبر توجّهه لتقليد جانبك التاجي نيابة حلب، وقلّده وعاد، / 150 ب / وقد حصّل مالا له صورة (¬1). [وصول الحاج] وفيه، في ثامن عشره، وصل جماعة من الحاج بأثقالهم. وكانت هذه من النوادر. ثم وصل الأول في تاسع عشره، ثم المحمل في عشرينه. وكان قد بلغهم خبر مرض السلطان هناك. ومن غريب ما اتفق أنهم لما قدموا أخبروا بأنهم سمعوا بمرض السلطان بتلك البلاد، وأنه حسب يوم بلغهم ذلك وشهر عندهم مرضه فوجد أنه كان قبل الشهر بيوم أو يومين. وهذا من النوادر الغريبة (¬2). [ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان ونزل لرؤية تربته، وخلع على الزين الأستادار، وكان الشادّ على عمارتها. ثم سار منها إلى مطعم الطير وعليه الصوف وقد لبسه في هذا اليوم وألبسه الأمراء هناك على عادة قدماء الملوك. وعاد شاقّا القاهرة في موكب حافل، وصعد إلى القلعة، لكنه سبق عادة لبسه المستجدّة بنحو الشهر (¬3)، فإنه لبسه في حادي عشر بابه (¬4)، والعادة جرت بأن يكون ذلك في هاتور (¬5). [سجن سنقر الزردكاش بصفد] وفيه خرج الأمر بحمل سنقر الزردكاش من الطور إلى سجن قلعة صفد، وكان قد أمر بالتوجّه إلى مكة المشرّفة من على جهة الطور ففرّ هاربا، فظفر به (¬6). ¬

(¬1) خبر وصول قايتباي في: الروض الباسم 2 / ورقة 46 ب. (¬2) خبر وصول الحاج في: النجوم الزاهرة 16/ 274، ووجيز الكلام 2/ 751، والروض الباسم 2 / ورقة 46 ب، وبدائع الزهور 2/ 400. (¬3) خبر ركوب السلطان في: الروض الباسم 2 / ورقة 47 أ، وبدائع الزهور 2/ 400. (¬4) بابه: هو الشهر الثاني في السنة القبطية. (¬5) هاتور: هو الشهر الثالث في السنة القبطية. (¬6) خبر سجن سنقر في: الروض الباسم 2 / ورقة 47 أ، وبدائع الزهور 2/ 400.

صفر

[صفر] [نظر الدولة] وفي صفر قرّر في نظر الدولة المحبّ من منقورة الأسلميّ، كاتب بيت المال. وكانت الوظيفة شاغرة مدّة، فحسّن هو للسلطان ولايته، وأنه يوفّر في مرتّب اللحم أشياء، فأجابه السلطان إلى ذلك. ثم تفكّر في أنّ ذلك ليس بمصلحة، وأنه له بما كان سببا لإثارة فتنة، لا سيما والأراجيف عمّالة مستمرّة في كل يوم. فتخيّل السلطان من ذلك، وطلب المحبّ هذا في اليوم الثالث من ولايته، وأمر به، فبطح وضرب ضربا مبرحا، وسلّم لوالي الشرطة والسلسلة في عنقه، وأمره أن يستخرج منه ستة آلاف دينار. وآل أمره بعد شدّة أنه حمل ثلاثة آلاف دينار بعد أن صار مثلة بين الأنام. وافتقر بسبب ذلك. وكان كالباحث عن حتفه بظلفه (¬1). [الوزارة ونظر الخاص] وفيه استقرّ العلاء بن الأهناسي / 151 أ / في وظيفتي الوزارة ونظر الخاص عوضا عن ابن الصنيعة والأنصاري، وخلع عليه بهما بعد ذلك بأيام (¬2). [نظر الجوالي] وفيه استقرّ في وكالة بيت المال ونظر الجوالي العلاء ابن الصابوني، عوضا عن الأنصاري أيضا (¬3). ثم بعد أيام قرّر في نظر البيمارستان أيضا عوضا عن ابن مزاحم (¬4). [ظهور ابن الكويز] وفيه ظهر الزين بن الكويز وصعد إلى القلعة، فألبسه السلطان سلاّريا من ملابسه وأنس إليه، ونزل إلى داره (¬5). [التوكيل بالشرف الأنصاري] وفيه وكّل بالشرف الأنصاري بالبحرة، وطلب منه عمل الحساب، وآل أمره أن حمل سبعة آلاف دينار (¬6). ¬

(¬1) خبر نظر الدولة في: الروض الباسم 2 / ورقة 47 ب، وبدائع الزهور 2/ 400. (¬2) خبر الوزارة في: النجوم الزاهرة 16/ 274، والروض الباسم 2 / ورقة 47 ب، وبدائع الزهور 2/ 400. (¬3) خبر نظر الجوالي في: الروض الباسم 2 / ورقة 47 ب، وبدائع الزهور 2/ 400. (¬4) في الأصل: «عن بن المرخم بعده». (¬5) خبر ابن الكويز في: الروض الباسم 2 / ورقة 47 ب. (¬6) خبر التوكيل لم أجده في المصادر.

إمرة هوارة

[إمرة هوّارة] وفيه قرّر في إمرة هوّارة يونس بن إسماعيل بن عمر، وصرف سلمان (¬1). [محنة ابن المزلق] وفيه قدم البدر بن المزلّق ناظر جيش دمشق إلى القاهرة، وجرت عليه محنة، وفرّ، ثم ظهر، وآل أمره أن قرّر عليه مال يقوم به ويستقرّ في وظيفته كما كان (¬2). [ربيع الأول] [كتابة المماليك] وفي ربيع الأول استقرّ العلم أبو الفضل بن جلود القبطي في كتابة المماليك (¬3). [وفاة الشمس الأقفهسي] [2556]- وفيه مات الشمس الأقفهسيّ (¬4)، محمد بن أحمد بن عماد بن يوسف بن عبد النبي الشافعيّ. وكان عالما فاضلا. أسمع على البرهان الشاميّ، وكان من بيت أصالة، وصنّف وألّف. ومولده سنة ثمانين وسبعمائة. [وفاة الحميد النعماني] [2557]- وفيه مات شيخنا الحميد النعماني (¬5)، محمد بن أحمد بن محمد بن ¬

(¬1) خبر هوّارة في: الروض الباسم 2 / ورقة 47 ب، وبدائع الزهور 2/ 401. (¬2) خبر المحنة في: الروض الباسم 2 / ورقة 47 ب، ولم يذكره غيره. (¬3) خبر الكتابة في: النجوم الزاهرة 16/ 274، والروض الباسم 2 / ورقة 47 ب، 48 أ، وبدائع الزهور 2/ 401. وورد في الروض: عبد الكريم. وهو من مواليد سنة 801، وتوفي سنة 874 هـ‍. (¬4) انظر عن (الأقفهسي) في: معجم شيوخ ابن فهد 206، 207، وعنوان العنوان، رقم 566، ووجيز الكلام 2/ 753، 754 رقم 1731، والضوء اللامع 7/ 24، 25 رقم 50، وحوادث الزمان 1/ 159 رقم 187، وكشف الظنون 826، وهدية العارفين 2/ 203، ومعجم المؤلفين 8/ 301، 302، والروض الباسم 2 / ورقة 71 أ، والمنجم في المعجم 176، 177 رقم 133، والأعلام 5/ 333، 334، Brockelmann G 2\ 96, S 2\ 114. (¬5) انظر عن (النعماني) في: الضوء اللامع 7/ 46، 47 رقم 98، ووجيز الكلام 2/ 755، 756 رقم 1736، ونظم العقيان 135 رقم 125، والروض الباسم 2 / ورقة 71 أ، ب، وحوادث الزمان 1/ 159، 160 رقم 188، وكشف الظنون 984، وهدية العارفين 2/ 203، ومعجم المؤلفين 8/ 316.

إمرة الحاج

أحمد بن عمر الفرغاني، المراغي، البغدادي، الدمشقي، الحنفيّ. وكان إماما عالما، فاضلا، علاّمة، أدوبا، حشما. سمع على جماعة، وصنّف، وألّف، وولّي عدّة تداريس جليلة بدمشق في القضاء الأكبر بها، وحبّب إليه المنصب، وقاسى فيه الأهوال مع تصوّفه. ومولده سنة خمس وثمانماية. [إمرة الحاج] وفيه قرّر برد بك هجين الظاهري في إمرة الحاج بالمحمل (¬1). [وفاة السعد بن الديري] [2558]- وفيه مات الإمام العلاّمة، شيخ الإسلام، وقاضي القضاة الحنفية، السعد بن الدّيريّ (¬2)، سعد بن محمد بن عبد الله بن مفلح (¬3) بن أبي بكر بن سعد العبسي، المقدسي، الحنفيّ. وكان إماما، عالما، فاضلا، بارعا، ورعا، ماهرا / 151 ب / في الفقه، غاية في التفسير والتصوّف والوعظ، مسلّكا، بل وكثرت عنه كرامات. سمع على جماعة، منهم: الشهاب بن الحافظ العلائي، وأجاز له جماعة، منهم النجم بن الكشك، والصدر الرسولي، وغيرهما من الطبقة، وإلى جماعة من الأكابر، منهم: الشمس القونوي، والحافظ البزاري. وولي عدّة وظائف جليلة، كمشيخة المؤيّدية، وقضاء الحنفية كالمكره عليه، وباشره بعفّة ونزاهة وحرمة، وعظمة الملوك، وانتهت إليه رئاسة الحنفية بمصر بل بالدنيا، وقصده الأعيان للأخذ عنه. وصنّف، وألّف، وله نظم حسن (¬4)، مع علوّ همّة وكرم نفس، وتؤدة، وتواضع، ¬

(¬1) خبر الحاج في: الروض الباسم 2 / ورقة 48 أ. (¬2) انظر عن (ابن الديري) في: عنوان العنوان، رقم 268، ووجيز الكلام 2/ 754، 755، رقم 1734، والضوء اللامع 3/ 249 - 253 رقم 939، ومعجم الشيوخ لابن فهد 115، 116، والذيل على رفع الإصر 127، والدليل الشافي 1/ 33 رقم 1066، والمنهل الصافي 5/ 387 - 395 رقم 1169، وحسن المحاضرة 1/ 270، 271، والنجوم الزاهرة 16/ 318، 319 وحوادث الزمان 1/ 160، 161 رقم 192، وبدائع الزهور 2/ 401، 402، والروض الباسم 2 / ورقة 67 ب - 69 أ، والبدر الطالع 1/ 264، 265، والفوائد البهية 78 - 80، وكشف الظنون 896 و 1522 و 1667، وهدية العارفين 1/ 385، ومعجم المؤلفين 4/ 213، وشذرات الذهب 7/ 306. (¬3) في الروض الباسم 2 / ورقة 68 ب: «سعد بن محمد بن عبد الله بن سعد بن مصلح. . .». (¬4) وقال المؤلّف - رحمه الله -: منه ما أنشدنيه في شوال سنة خمس وستين وثمان مائة بقاعة سكنه =

الصلح بين صاحب تونس وصاحب تلمسان

وحسن سمت، إلى غير ذلك من محاسن جمّة. ومولده سنة ثمان وستين وسبعمائة. فالجملة مائة إلاّ عاما (¬1) وبعض شهور. [الصلح بين صاحب تونس وصاحب تلمسان] وفيه وقع الصلح بين صاحب تونس المتوكل على الله عثمان الحفصي، وبين صاحب تلمسان محمد بن أبي ثابت العزّ الوادي، وأقيمت الدعوة بتلمسان لعثمان هذا، وضربت السكة باسمه، وخطب له بها، وعاد صاحب تونس فنقض صاحب تلمسان ما وقّع عن قريب (¬2). [قراءة المولد بالقلعة] وفيه عمل المولد النبويّ بالقلعة على العادة، ثم أصبح السلطان فعمل مولدا ثانيا لزوجته بالقلعة أيضا، ولم يحضره القضاة فقط، وعدّ عمله من النوادر (¬3). [وفاة شاد بك الصارمي] [2559]- وفيه مات شاد بك الصارمي (¬4) نائب غزّة، وله نحوا من سبعين سنة. وكان ساكنا، حشما، أدوبا، ترقّى بعد موت أستاذه الصارم إبراهيم بن المؤيّد شيخ حتى صيّر من عشرينات طرابلس، ثم حاجبا كبيرا بها، وولّي بأخرة نيابة غزّة. [اختفاء الزين الأستادار] وفيه اختفى الزين الأستادار، فطلب السلطان منصور بن الصفّي ليستقرّ به في ¬

= بالمؤيّديّة، والوالد يسمع معي، وكنت أنشدت ذلك عنه قبل ذلك بطرابلس، ثم أنشدنيه لنفسه بعد حضور الوالد إلى القاهرة في التاريخ المذكور: هي الدنيا الدنيّة فاحذروها فليس لها على أحد ثبات فبأوّلها وأوسطها انقلاب على كدر وآخرها شتات وغايتها. . . دهر إذا ما لم يكن إلاّ الممات ولكن لغده أشياء تذهل بغد من البنين الأمهات فويل عند ذلك أي رجل لعاص أو بغتته السيئات ويا فوز. . . الخروج جنبته عن النار المسعرة النجاة (¬1) الصواب: «عام». (¬2) خبر الصلح في: الروض الباسم 2 / ورقة 48 أ. (¬3) خبر المولد في: النجوم الزاهرة 16/ 274، والروض الباسم 2 / ورقة 48 أ، وبدائع الزهور 2/ 402. (¬4) انظر عن (شاد بك الصارمي) في: النجوم الزاهرة 16/ 319، والضوء اللامع 3/ 290 رقم 1107، والروض الباسم 2 / ورقة 69 ب، وبدائع الزهور 2/ 402، وتاريخ طرابلس 2/ 74 رقم 27، ونيابة غزة 308 رقم 103.

قتل جانم الأشرفي

الأستادارية، فأخذ يشترط عليه شروطا، فأنف السلطان عنها، ثم طلب قاسم الكاشف، وخلع عليهما، ولم يفرج على منصور (¬1). [قتل جانم الأشرفي] [2560]- وفيه كان قتل جانم الأشرفي (¬2) نائب الشام غيلة على يد بعض مماليكه بالرّها، بدسيسة من جانبك التاجي نائب حلب. وكان سنّه نحوا من ثمانين (¬3). وكان إنسانا حسنا، أدوبا، حشما، خيّرا، ديّنا، صادق اللهجة، محبّا في أهل العلم / 152 أ / والخير والصلاح، عفيفا، سخيّا جدّا، عارفا بفنون الفروسية، شجاعا، قويّ القلب، مع حدّة مزاج وبعض طيش وخفّة وسرعة حركة. وهو من مماليك الأشرف برسباي. ترقّى في الأمير اخورية الكبرى فقد تقدّم بمصر ثانيا بعد محنة، ثم ولي نيابة حلب، ثم دمشق، ثم فرّ إلى بلاد حسن على ما عرفته. وكان في قصد هذه البلاد فما قدّر له ذلك ولا قدّرت سلطنته مع ترشحه لها. [وفاة الزين ماهر] [2561]- وفيه مات الزين ماهر (¬4) بن عبد الله بن نجم بن عوض بن نصير بن نصّار الأنصاري، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، صالحا، خيّرا، ديّنا، بارعا، رأسا في الفقه والفرائض والعربية. كثير التواضع، منجمعا عن الناس جدّا. سمع على جماعة، وأخذ عن البرهان الأنبابي، ولازم الشهاب بن الهائم. ¬

(¬1) خبر اختفاء الزين في: النجوم الزاهرة 16/ 274، والروض الباسم 2 / ورقة 48 أ، وبدائع الزهور 2/ 402. (¬2) انظر عن (جانم الأشرفي) في: النجوم الزاهرة 16/ 318، والدليل الشافي 1/ 235 رقم 812، والمنهل الصافي 4/ 217، 219 رقم 814، والضوء اللامع 3/ 63 رقم 255، ووجيز الكلام 2/ 758 رقم 1743، والروض الباسم 2 / ورقة 51 ب و 66 ب - 67 ب، وبدائع الزهور 2/ 402، 403. (¬3) في الأصل: «من ثمانين أو نعى». (¬4) انظر عن (الزين ماهر) في: عنوان العنوان، رقم 512، ووجيز الكلام 2/ 753 رقم 1730، والضوء اللامع 6/ 236، 237 رقم 820، ونظم العقيان 135 رقم 123، وحوادث الزمان 1/ 160 رقم 191، والروض الباسم 2 / ورقة 70 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 403.

ربيع الآخر

[ربيع الآخر] [نيابة صفد] وفي ربيع الآخر استقرّ في نيابة صفد بلاط اليشبكي بمال بذله في ذلك، ولم يكن ترشح لها قبل ذلك. وصرف خير بك القصروي إلى تقدمة ألف بدمشق عوضا عن شاد بك الصارمي، الماضي خبر موته، فامتنع من ذلك، وبقي على تقدمته بدمشق، وبقي خير بك بطّالا بها. وبعث إلى شاد بك الجلباني بأن يحمل عشرة آلاف دينار، ويستقرّ في نيابة غزّة، وإن هو امتنع من ذلك حمل إلى سجن قلعة دمشق وأخذ منه العشرة آلاف دينار شاء أو أبى. فعدّ هذا من نوادر ما ينسب للظاهر خشقدم هذا (¬1). [تجريدة قبرس] وفيه عيّن السلطان جماعة تجريدة لقبرس، وعيّن عدّة من الأمراء (¬2). [القبض على قاسم الكاشف] وفيه قبض على قاسم الكاشف الأستادار لعجزه عن حمل بعض مال، ثم أطلق (¬3). [جماد الأولى] [وفاة جانبك البواب] [2562]- وفي جماد الأول مات جانبك البوّاب (¬4) المؤيّدي، وأحد العشرات. وكان خيّرا، ديّنا، متواضعا، ترقّى وشهر في دولة خشقدم جدّا. [ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان ونزل إلى دار الأتابك جرباش أمير اخوره لمرض به، فبعث إليه بأشياء بعد خروجه من عنده، فقبل منها بعضا وردّ الباقي (¬5). ¬

(¬1) خبر نيابة صفد في: النجوم الزاهرة 16/ 275، والروض الباسم 2 / ورقة 51 ب، وبدائع الزهور 2/ 403. (¬2) خبر التجريدة في: بدائع الزهور 2/ 403، والروض الباسم 2 / ورقة 52 أوفيه تفصيل أكثر. (¬3) خبر القبض في: الروض الباسم 2 / ورقة 52 أ. (¬4) انظر عن (جانبك البواب) في: بدائع الزهور 2/ 403، والروض الباسم 2 / ورقة 66 ب وفيه: «جانبك القوامي». (¬5) خبر ركوب السلطان في: الروض الباسم 2 / ورقة 51 أ، وبدائع الزهور 2/ 404.

دق البشائر بموت نائب الشام

[دقّ البشائر بموت نائب الشام] / 152 ب / وفيه وردت الأخبار بموت جانم نائب الشام، فدقّت البشائر (¬1). [وفاة الخوند ابنة جقمق] [2563]- وفيه ماتت الخوند عائشة (¬2) ابنة الظاهر جقمق وزوج أزبك من ططخ. وكانت من نعل ابنة البارزي (¬3). [جمادى الآخرة] [تفريق النفقات على الأمراء] وفي جماد الآخر فرّقت النفقات على الأمراء الذين عيّنوا لقبرس، وهم: برد بك البجمقدار حاجب الحجّاب باش العسكر، وجانبك قلقسيز، ومن العشرات جماعة، فحمل لبرد بك خمسة آلاف دينار (¬4). [نيابة ملطية] وفيه قرّر في نيابة ملطية يشبك البجاسي أتابك حلب، عوضا عن إينال الأشقر. وقرّر في الأتابكية بحلب إينال المذكور (¬5). [وفاة إمام السلطان] [2564]- وفيه مات النور الغزي (¬6) علي إمام السلطان. ¬

(¬1) خبر البشائر في: الروض الباسم 2 / ورقة 51 ب، وبدائع الزهور 2/ 404. (¬2) انظر عن (الخوند عائشة) في: بدائع الزهور 2/ 404، والروض الباسم 2 / ورقة 69 ب. (¬3) وقال المؤلّف - رحمه الله -: «قد تقدّم ذكر زواج أزبك بها في دولة أبيها وهو من العشرات، وذكرنا كيف جهّزت وكيف دخل عليها أزبك المذكور في منزل خالها أخو (كذا) أمّها الخوند نعل ابنة البارزي فإنها مولودة فيها، وكانت أمّها مطلّقة من السلطان على ما تقدّم ذكر ذلك، ودامت بعصمته ونزل السلطان إلى دارها لزيارتها. . .». (¬4) خبر النفقات في: الروض الباسم 2 / ورقة 52 ب. (¬5) خبر نيابة ملطية في: النجوم الزاهرة 16/ 275، والروض الباسم 2 / ورقة 52 ب، وبدائع الزهور 2/ 403. (¬6) انظر عن (النور الغزّي) في: النجوم الزاهرة 16/ 419، 320 وفيه: «علاء الدين المغربي»، ووجيز الكلام 2/ 755 رقم 1735، والضوء اللامع 5/ 188، 189 رقم 639، وفيه: «علي بن أحمد بن محمد العلاء البغدادي الأصل، الغزّي، الحنفي، نزيل القاهرة، ويعرف بالغزّي»، والروض الباسم 2 / ورقة 70 أ، وبدائع الزهور 2/ 403.

زيارة شكرباي لأحمد البدوي

وكان لديه فضيلة، مع طيش وخفّة (¬1). [زيارة شكرباي لأحمد البدوي] وفيه خرجت الخوند شكرباي (¬2) الأحمدية زوجة السلطان إلى زيارة سيدي أحمد البدوي في محفّة كما وقع لها قبل ذلك. [رجب] [خروج المعيّنين إلى قبرس] وفي رجب خرج من عيّن لقبرس إلى جهة دمياط ليكون السير منها، وكان عسكرا وافرا (¬3). [ظهور الزين الأستادار] وفيه ظهر الزين الأستادار، وخلع عليه السلطان كامليّة، وعيّنه للأستادارية وصرف منصور ووكّل به (¬4). [مولود السلطان] وفيه ولد للسلطان ولد ذكر من بعض سراريه (¬5). [دوران المحمل] وفيه كان دوران المحمل على عادته (¬6). [نيابة غزّة] وفيه قرّر جكم الأشرفي خال العزيز في نيابة غزّة، وبطل أمر شاد بك الجلبّانيّ، وكان قد قدم إلى القاهرة لائذا لجانبك نائب جدّة واستعفى، وحمل مالا، وعاد إلى دمشق (¬7). ¬

(¬1) ولد سنة عشر وثمانمائة. (¬2) في الأصل: «سكرباي». وخبر زيارة الخوند في: النجوم الزاهرة 16/ 275، والروض الباسم 2 / ورقة 53 أ، وبدائع الزهور 2/ 403. (¬3) خبر خروج المعيّنين في: النجوم الزاهرة 16/ 275، وبدائع الزهور 2/ 403، والروض الباسم 3 / ورقة 53 أوفيه تفصيل. (¬4) خبر ظهور الزين في: النجوم الزاهرة 16/ 276، والروض الباسم 2 / ورقة 53 أ، وبدائع الزهور 2/ 403. (¬5) خبر المولود في: الروض الباسم 2 / ورقة 53 أ، وبدائع الزهور 2/ 403، 404. (¬6) خبر دوران المحمل في: النجوم الزاهرة 16/ 276. (¬7) خبر نيابة غزة في: النجوم الزاهرة 16/ 276، والروض الباسم 2 / ورقة 53 أ، وبدائع الزهور 2/ 404، ونيابة غزة 308 رقم 105.

لبس السلطان البياض

[لبس السلطان البياض] وفيه لبس السلطان البياض مسبقا العادة وذلك لأجل ضرب الكرة قبل هجوم رمضان، وكان لبسه في ثالث عشر برمودة القبطي (¬1). [قاصد نائب الشام] وفيه قدم قاصد تنم نائب الشام بتقدمة من مرسله، وكانت شيئا كثيرا (¬2). [قاصد ابن قرمان] وفيه وصل قاصد ابن (¬3) قرمان أيضا (¬4). [تجريدة البحيرة] وفيه خرجت تجريدة إلى البحيرة عليها جانبك المرتدّ، وقانبك المحمودي، وجماعة من الطبلخانات والعشرات (¬5). [ثورة جلبان السلطان] وفيه ثار جماعة من جلبان السلطان فمنعوا الناس من طلوع القلعة، ثم قصدوا مقدّم المماليك وضربوه وأخرقوا به، وهجموا على نائب القلعة. / 153 أ / ووقعت أمور يطول الشرح في ذكرها، ثم سكن الحال. وكان هذا أول فساد جلبان خشقدم (¬6). [السيل في مكة] وفيه ورد الخبر من مكة المشرّفة بحدوث سيل بها مهولا (¬7) وصل إلى قريب قفل باب الكعبة. وأغرق مقام الخليل، على نبيّنا وعليه أفضل الصلاة والسلام، ومات فيه خمسة أنفار، وأخذ نحوا من مائتي دينار. وقيل خمسمائة (¬8). ¬

(¬1) خبر لبس السلطان في: الروض الباسم 2 / ورقة 53 أ، وبدائع الزهور 2/ 404. (¬2) خبر قاصد الشام في: الروض الباسم 2 / ورقة 53 ب، وبدائع الزهور 2/ 404. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر قاصد ابن قرمان في: الروض الباسم 2 / ورقة 53 ب. (¬5) خبر التجريدة في: النجوم الزاهرة 16/ 276، والروض الباسم 2 / ورقة 53 ب، وبدائع الزهور 2/ 404. (¬6) خبر ثورة الجلبان في: النجوم الزاهرة 16/ 276، والروض الباسم 2 / ورقة 53 ب، وبدائع الزهور 2/ 404. (¬7) الصواب: «مهول». (¬8) خبر السيل في: وجيز الكلام 2/ 751، والروض الباسم 2 / ورقة 53 ب، وبدائع الزهور 2/ 404، وشذرات الذهب 7/ 306، وأخبار الدول 2/ 316.

وفاة أزبك المحمودي

[وفاة أزبك المحمودي] [2565]- وفيه مات أزبك المحمودي (¬1)، أحد العشرات (¬2). وكان من مماليك الأشرف برسباي. [قضاء الحنفية] وفيه استقرّ في القضاء الحنفية بمصر البدر حسن بن الصوّاف الحموي، وكان قدم إلى القاهرة، ووقع بينه ويبن ابن (¬3) المحبّ بن الشحنة تنافس، آل فيه الأمر إلى أن ولي القضاء عنه بمال كثير بذله فيه لحظ النفس، وصرف المحبّ المذكور (¬4). [عودة صاحب تونس] وفيه دخل صاحب تونس إليها عائدا من تلمسان من غير حصول على طائل (¬5). [شعبان] [سفر جكم إلى غزّة] وفي شعبان خرج جكم خال العزيز مسافرا لغزّة وهو في تجمّل زائد (¬6). [وفاة الشمس ابن الجلال] [2566]- وفيه مات الشمس بن الجلال (¬7)، محمد بن أحمد بن محمد بن محمد المصري، الشافعيّ. وكان ذكيّا، فاضلا. ومولده سنة ستّ وسبعين وسبعمائة. [وفاة البرهان بن الميلق] [2567]- وفيه أيضا مات البرهان بن الميلق (¬8)، إبراهيم بن أحمد بن ¬

(¬1) انظر عن (أزبك المحمودي) في: الروض الباسم 2 / ورقة 65 أ، وبدائع الزهور 2/ 404. (¬2) في الروض: «أحد الخمسات». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر قضاء الحنفية في: النجوم الزاهرة 16/ 276، والروض الباسم 2 / ورقة 53 ب، وبدائع الزهور 2/ 405. (¬5) خبر صاحب تونس لم تذكره المصادر. ولم يذكره المؤلّف - رحمه الله - في الروض الباسم. (¬6) خبر سفر جكم في: الروض الباسم 2 / ورقة 54 أ. (¬7) انظر عن (ابن الجلال) في: الروض الباسم 2 / ورقة 71 ب، وبدائع الزهور 2/ 405. (¬8) انظر عن (ابن الميلق) في: =

وفاة الشمس بن سعد الدين

أحمد (¬1) بن محمد بن عبد الواحد اللخمي، الحسني، الشاذليّ. وكان عالما، فاضلا، خطيبا، بليغا، واعظا، مجيدا، خيّرا، ديّنا. سمع على جماعة، منهم: البرهان الشامي، وأخذ عن السراجين: البلقيني، وابن (¬2) الملقّن، وناب في الحكم مستقلا عن السلطان، وعيّن مرة للقضاء الأكبر، وخطب بجامع القلعة وبجامع ابن (¬3) طولون، وأنجمع عن الناس بأخرة. ومولده سنة أربع وثمانين وسبعمائة (¬4). [وفاة الشمس بن سعد الدين] [2568]- وفيه مات الشمس بن سعد الدين (¬5)، محمد بن سعد بن خليل بن سليمان الروميّ الأصل، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا. سمع على جماعة، وشهر وذكر. ومولده بعد السبعين وسبعمائة. [كسوف الشمس] وفيه كسفت الشمس كسوفا غير تامّ (¬6). [رمضان] [التزاحم ليلة رؤية الهلال بطرابلس الغرب] وفي رمضان اتفقت حادثة غريبة بطرابلس المغرب في (ليلة) (¬7) رؤية هلاله، وهي أنّ جماعة حضروا بجامعها قريب غروب الشمس، وصعد كثير من الأحداث والشباب، بل وغيرهم ليتراؤا (¬8) الهلال، / 153 ب / فاتفق لهم ازدحام كبير في درج المنار، وكثر من صعد، واتفق لهم أنهم لم يروا الهلال، فنزل من بأعلا (¬9) المنار (. . .) (¬10) وبسرعة ¬

= الضوء اللامع 1/ 9، 10، وحوادث الزمان 1/ 162 رقم 198، وبدائع الزهور 2/ 405، والروض الباسم 2 / ورقة 60 ب. (¬1) في حوادث الزمان: «إبراهيم بن إبراهيم بن أحمد». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «سبعمه». (¬5) انظر عن (ابن سعد الدين) في: الروض الباسم 2 / ورقة 71 ب (في المتن والهامش). (¬6) خبر الكسوف في: الروض الباسم 2 / ورقة 54 أ، وبدائع الزهور 2/ 405. (¬7) كتبت فوق السطر. (¬8) في الأصل: «ليتراوا». (¬9) الصواب: «بأعلى». (¬10) كلمة غير واضحة.

وفاة الزين الأسيوطي

شديدة، وتعارض نزولها بصعود من هو صاعد في الدرج بقوّة شديدة، وتعارض نزولهم بصعود من هو صاعد في الدرج بقوّة شديدة أيضا، فوقع التزاحم بينهم فما تنبّهوا إلاّ وقد مات منهم خلق بالزحام، لا سيما الصغار، وكانوا زيادة على الأربعين نفرا ماتوا، وكانت ليلة مهولة بالجامع لما تسامع من له ولد بذلك، وأصبح يوما مهولا في إخراج من مات عصرا وزحاما حتى خرجت أيضا الكثير منهم (¬1) من أدبارهم، وشقّت بطون البعض. وكانت هذه من النوادر التي ما وقع مثلها على هذه الصفة (¬2). [وفاة الزين الأسيوطي] [2569]- وفيه مات المسند، الزين الأسيوطيّ (¬3)، عبد الرحيم بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم (¬4) بن يحيى بن أبي المجد اللخمي، المكي، الشافعيّ. سمع الكثير على جماعة. ومولده سنة ثمان وثمانين وسبعمائة (¬5). [تقدمة المماليك] وفيه استقرّ في تقدمة المماليك مثقال البرهاني الظاهري الحبشي، وصرف صندل (¬6). [وفاة ابن الضياء العجمي] [2570]- وفيه مات ابن (¬7) الضياء العجمي (¬8)، محمد بن أحمد بن عمر بن محمد بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحيم الحلبي، الشافعيّ. ¬

(¬1) هكذا في الأصل. ووردت: «مونهم». (¬2) خبر الهلال في: الروض الباسم 2 / ورقة 54 ب. (¬3) انظر عن (الزين الأسيوطي) في: الضوء اللامع 4/ 166، 167 رقم 438، والروض الباسم 2 / ورقة 69 ب، وبدائع الزهور 2/ 405. (¬4) في الضوء: «عبد الرحيم بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم. . .». (¬5) في الضوء: «ولد في يوم الاثنين ثاني شعبان سنة ثمان وسبعين وسبعمائة». وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض الباسم: ولد في يوم الاثنين ثاني شعبان سنة ثمان وثمانين وسبع مائة، ووهم أو سهى (كذا) من قال إنه ولد في سنة ثمان وتسعين، فإن الحافظ ابن حجر رحمه الله ذكر وفاة أبيه في سنة تسعين، فمن المحال أن يكون ولد له ولد سنة ثمان وستين. «وتوفي بمكة أيضا في شعبان أو رمضان». (¬6) خبر التقدمة في: النجوم الزاهرة 16/ 277، والروض الباسم 2 / ورقة 55 أ، وبدائع الزهور 2/ 405. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) انظر عن (ابن الضياء العجمي) في: الضوء اللامع 7/ 30 رقم 58، والروض الباسم 2 / ورقة 70 ب، 71 أ، وبدائع الزهور 2/ 405.

شوال

وكان فاضلا، يشاع أنه من ذرّية الكرابيسيّ (¬1) صاحب الإمام الشافعيّ. وكان الكرابيسيّ من ذرّية عثمان بن عفان رضي الله عنه. وولي قضاء حلب. ومولده سنة خمس وسبعين وسبعمائة (¬2). [شوال] [زحمة العيد في طرابلس الغرب] وفي شوال في يوم عيد الفطر وقعت زحمة أيضا عند باب مدينة طرابلس المغرب بعد فتحه لدخول الناس بعد تقضّي صلاة العيد من المصلّى، ومات بها عدّة أنفار (¬3). [اختفاء ابن الأهناسي] وفيه أشيع اختفاء ابن الأهناسي الوزير، ثم تحقّق ذلك، فقرّر السلطان في نظارة الخاص التاج ابن المقسي، وفي الوزارة المجد بن البقريّ (¬4). [خروج الحاج والمحمل] وفيه خرج الحاج وأمير المحمل برد بك البجمقدار، والأول أحمد بن الأتابك تنبك البردبكيّ (¬5). [عمارة نائب جدّة] وفيه انتهت عمارة جانبك نائب جدّة الدوادار بشاطيء النيل من منشا (¬6) المهراني، وهي الزاوية القبّة، وجاءت من أحسن المباني (¬7). [قضاء الشافعية] وفيه استقرّ في القضاء الشافعية (¬8) العلم البلقيني، وصرف الشرف المناوي. ¬

(¬1) هو أبو علي، الحسين بن علي بن يزيد الكرابيسي، من متكلّمي أهل السنّة، أستاذ في الحديث والفقه، وله كتاب في المقالات. مات سنة 245 وقيل 248 هـ‍. انظر عنه في: تاريخ الإسلام للذهبي (حوادث ووفيات 241 - 250 هـ‍). ص 241 - 243 رقم 155 وفيه حشدنا مصادر كثيرة لترجمته. (¬2) وقع في الضوء: «مات في بكرة يوم الأربعاء منتصف رمضان سنة سبع وخمسين». (¬3) خبر زحمة العيد في: الروض الباسم 2 / ورقة 55 ب. (¬4) خبر ابن الأهناسي في: النجوم الزاهرة 16/ 277، والروض الباسم 2 / ورقة 55 ب، وبدائع الزهور 2/ 405. (¬5) خبر الحاج والمحمل في: النجوم الزاهرة 16/ 277، والروض الباسم 2 / ورقة 55 ب، وبدائع الزهور 2/ 405. (¬6) الصواب: «منشأة». (¬7) خبر العمارة في: الروض الباسم 2 / ورقة 56 أ، وبدائع الزهور 2/ 406. (¬8) خبر قضاء الشافعية في: النجوم الزاهرة 16/ 277، ووجيز الكلام 2/ 751، والروض الباسم 2 / ورقة 56 أ، وبدائع الزهور 2/ 405.

وفاة التازي

[وفاة التازي] [2571]- / 154 أ / وفيه، فيما هو غالب الظنّ، مات الشيخ الوليّ، العارف، المسلّك، القدوة، الرباني، أبو سالم التازي (¬1)، إبراهيم بن محمد بن أحمد اللنبني، المغربي، الشاذلي، المالكيّ. وكان عالما، فاضلا، من متصوّفي أهل السّنّة والجماعة (. . .) (¬2) جماليا، ظهرت له الكرامات، وتؤثر عنه المكاشفات، وأعمر مدينة واهران (¬3) المغرب بسكناه بها، وأنشأ بها زاوية، ومدرستين، وحمّاما، ومكتبا، ومدفنا له، ومساكن أنيقة، وأجرى إليها الماء، وبعد بها صيته، وعظّمه الملوك، وتسلّك به جماعة، وانتفعوا به. وله نظم حسن منه قوله من أبيات: أما آن ارعواؤك (¬4) ... عن الساري (¬5) كفى بالشيب زجرا عن عواري أبعد الأربعين تروم هزلا ... هل بعد الشيبة (¬6) من عرار فخلّ حظوظ نفسك واله عنها ... وعن ذكر المنازل والديار وعدّ عن الرباب (¬7) ... وعن سعاد وزينب والمعازف والعقار فما الدنيا وزخرفها بشيء ... وما أيّامها إلاّ غرار (¬8) ومولده قريبا في سنة عشرة (¬9) وثمانماية. [ذو القعدة] [كسر النيل] وفي ذي قعدة في تاسع مسرى كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل الشهاب أحمد بن العيني سبط الخوند زوجة السلطان لذلك كأولاد السلاطين، وركب معه جانبك نائب جدّة، وعومل معاملة أولاد السلاطين. وكان له يوما مشهودا (¬10). ¬

(¬1) انظر عن (التازي) في: الروض الباسم 2 / ورقة 60 ب - 65 أ. (¬2) كلمة غير واضحة. (¬3) هكذا بالألف بعد الواو. (¬4) في الأصل: «ارعواوك». (¬5) في الروض: «شنار». (¬6) في الروض: «العشيّة». (¬7) في الأصل: «الرباب»،. وما أثبتناه عن الروض. (¬8) في الأصل: «عواري»، وما أثبتناه عن الروض الباسم 2 / ورقة 62 أ، ب، وفيه أبيات أخرى. (¬9) الصواب: «سنة عشر». (¬10) الصواب: «وكان له يوم مشهود».، وخبر النيل في: الروض الباسم 2 / ورقة 56 أ، وبدائع الزهور 2/ 406.

نيابة الكرك

[نيابة الكرك] وفيه استقرّ حسن بن أيوب في نيابة الكرك، وبذل مالا له صورة، وصرف مبارك شاه (¬1). [وليمة نائب جدّة] وفيه هيّأ جانبك نائب جدّة أسباب وليمة عظيمة هائلة، فعملها في ليلة الجمعة سادس عشرين هذا الشهر لختمة تقرأ بالقبّة الزاوية التي انتهى فراغ عمارتها، واحتفل بها غاية الاحتفال، ثم عملت وحضرها جماعة أعيان الدولة وأكابر المملكة وأمرائها ما عدا مقدّموا (¬2) الألوف فإنه لم يطلبم، فلم يحضروا، وكانت ليلة حافلة بشاطيء النيل، ثم فشت الإشاعة عنه بأنه إنّما عملها لغرض من الأغراض، ولهج الناس في صبيحة هذه الليلة بأنّ هذه الوليمة آخر سعده، وكان ما لهجوا به، فإنه قتل بعدها بخمسة أيام (¬3). [فرار أسرى من طرابلس الغرب] / 154 ب / وفيه فرّ جماعة من أسرى الفرنج بطرابلس المغرب ليلا إلى الساحل، واستولوا على بعض القوارب، وبينا هم في أثناء ركوبه إذ فطن بهم، وقد نقبوا المطمور الذي كانوا به وتدلّوا من السور فقبض على بعض منهم، وركب الفارّين بعض (¬4) ولم يقدر عليهم (¬5). [ذو الحجة] [مقتل نائب جدّة] [2572]- وفي ذي حجّة، في يوم الثلاثاء ثانيه، كان قتل جانبك نائب جدّة (¬6) الدوادار رفيقه تنم رصاص. ¬

(¬1) خبر نيابة الكرك في: الروض الباسم 2 / ورقة 56 ب، وبدائع الزهور 2/ 406. (¬2) الصواب: «ما عدا مقدّمي». (¬3) خبر الوليمة في: النجوم الزاهرة 16/ 277، ووجيز الكلام 2/ 752، والروض الباسم 2 / ورقة 56 ب، 57 أ، وبدائع الزهور 2/ 406، 407. (¬4) هكذا. والمراد أنّ البعض ركب الفارّين. (¬5) خبر الفرار في: الروض الباسم 2 / ورقة 57 أ. (¬6) انظر عن (جانبك نائب جدّة) في: النجوم الزاهرة 16/ 320 - 324، والدليل الشافي 1/ 239، 240 رقم 827، والمنهل الصافي 4/ 243 - 248 رقم 829، ووجيز الكلام 2/ 752، والضوء اللامع 3/ 57 رقم 235، وبدائع الزهور 2/ 407، والروض الباسم 2 / ورقة 57 أو 65 ب - 66 ب.

قتل تنم رصاص

وخبر ذلك بتمامه فيه طول قد بيّناه في تاريخنا «الروض الباسم» (¬1). وملخّصها أنه كان قد بلغ السلطان عنه أنه في قصد الثوران به واغتياله والاستيلاء على الأمر، وأنه اتفق في ليلة الوليمة مع جماعة على ذلك، فرتّب الظاهر خشقدم بعض مماليكه، واتفق معهم على قتله غيلة، فأصبح هو وركب في غلس هذا اليوم وليس على باله شيء ممّا أضمر له ولا توهم بسعيهم له، فصعد إلى القلعة ودخلها متوجّها إلى جهة الحوش على عادته. وبينا هو في أثناء مروره تجاه الجامع الناصري، وإذا بعدة من المماليك بالسيوف المصلتة قصدوه وتناولوه بها حتى وقع إلى الأرض، وفرّ من كان معه من جماعة، ثم ضربه إنسان منهم بسيف في خاصرته، فنهض قائما، ثم سقط، فسحبوه برجله إلى طريق المطبخ، ووجد به بعض رمق، فأخذوا حجرا هائلا فردخوا به رأسه، ومات من وقته وسلبوه، وألقوا عليه حصير السترة. وقد عرفت أنّ جانبك هذا كان من مماليك الظاهر ورقّاه إلى نيابة جدّة وعظم بها جدّا حتى صار حاكم الحجاز في وقته، وهلمّ جرّا، ولم ينكب بعد أستاذه، وتقدّم وحده بيده، ثم قام بسلطنة خشقدم هذا فصيّره دوادار (¬2) كبيرا، وصار هو المدبّر للمملكة وإليه المرجع فيها، والسلطان معه كالآلة، فثقل عليه ونسب إلى الاستيلاء على الأمر حتى فعل به ما فعل. وكان ذا همّة عليّة وحزم وعزم وشجاعة وإقدام ويقظة وسياسة، محبّا في الظهور والاستعلاء والرئاسة متناهيا في ذلك، كريم النفس، جوادا، كثير التجمّل في شؤنه (¬3). أنشأ الآثار الحافلة، وكان يعاب بالمكر والخداع وكثرة الحيل والحدّة والطيش والعسف / 155 أ / وجمع الأموال من غير وجهها، والتعاظم والشمم. وكان سنّه يوم قتل نيّفا وخمسون (¬4) سنة. [قتل تنم رصاص] [2573]- ثم لما انتهى أمر قتله عاد قاتلوه إلى باب القلّة من القلعة فالتقوا برفيقه تنم رصاص (¬5)، وكانوا قد أمروا بقتله أيضا فقصدوه فاستجار بمقدّم المماليك وبجماعة من إنياته (¬6)، فلم يفده ذلك وتناولوه بالضرب، فلما تيقّن أنه هالك لا محالة أخذ في المدافعة عن ¬

(¬1) ج 2 / ورقة 57 أو 65 ب - 66 ب. (¬2) الصواب: «دوادارا». (¬3) كذا. (¬4) الصواب: «وخمسين». (¬5) انظر عن (تنم رصاص) في: النجوم الزاهرة 16/ 324، ووجيز الكلام 2/ 752، والضوء اللامع 3/ 43، 44 رقم 181، والروض الباسم 2 / ورقة 57 أ - 58 أو 65 أ، وبدائع الزهور 2/ 408، 409. وهو: تنم من بخشاش الجركسي الظاهري جقمق، ويقال له: تنم رصاص. (¬6) إنياته: مفردها: إني.

القبض على أمراء

نفسه، فثار بمن قصده بمفرده، وطال واستطال، وخرج من بينهم فارّا إلى جهة القصر وهم في طلبه، ورأى جانبك في طريقه وهو مقتول ملقى، فجال جولة الأبطال وظفر بعض (¬1) فدافع بها عن نفسه، وصار يحطم عليهم هجما كلّما قربوا منه وأخرهم ينجوا (¬2) منهم، حتى تكاثروا عليه وأطاحوا به (¬3)، ثم تناولته السيوف حتى ظنّ موته فترك، فأتاه بعض إنياته، ووجد به رمق، فحملوه إلى طبقة (¬4). ثم مات بعد قليل. وكان إنيا لجانبك ومن الخاصكية في أيام أستاذه الظاهر جقمق، ثم ولي بعدها الحسبة من غير تأمير، ثم تأمّر عشرة، ثم طبلخاناه. وكان شابا حشما، أدوبا، شجاعا، فصيحا. ومن آثاره الجامع بالسبع سقّايات، وتربة لطيفة بقرب مشهد الإمام (¬5) الليث بن سعد (¬6)، رضي الله عنه. وكانت قتلتهما كائنة هائلة غلّق فيها باب القلعة وكثر بها الهرج، وظنّ الناس الظنون. ولما تحقّق السلطان الحال بعث بثوبين بعلبكيّ (¬7) وأمر بتجهّزهما، فجهّزا وصلّي عليهما بباب القلّة، وحملا إلى محلّ دفنهما من القرافة. ولا زالا مصطحبان (¬8) في نعشهما حتى إلى تربة جانبك، فأدخل إليها، وتوجّه بتنم إلى تربته ولم يكن معهما إلاّ دون العشرة أنفس. وكثر القال والقيل لما شاع خبر قتلهما. [القبض على أمراء] ثم قبض السلطان في يوم قتلهما على ستة أنفار من الأمراء الظاهرية العشرات وروس (¬9) النوب، وهم: سودون البرقي، وقانصوه اليحياوي نائب الشام بعصرنا كان، وأزدمر الإبراهيمي الطويل الذي صار حاجب الحجّاب فيما بعد وقتل، وطومان باي، ودمرداش الطويل، وتغري بردي ططر الذي صيّر / 155 ب / رأس نوبة النوب بعد ذلك، ووكّل بهم. ثم حمل سودون البرقي إلى سجن الإسكندرية. وأخرج اليحياوي وططر إلى طرابلس، وأطلق الثلاثة الباقين، فإنهم كانوا إيناليّة أشرفية، فنسبوا أنفسهم إلى الظاهرية نفاقا. ثم أخذ أمر خشقدم من هذا اليوم يزيد ضخامة وحرمة، واستقلّ هو بالتدبير واستراح ¬

(¬1) الصواب: «بعصا». (¬2) الصواب: «ينجو». (¬3) في الأصل: «بده». (¬4) في الأصل: «طبقعه». (¬5) في الأصل: «شهد الإمام». (¬6) انظر عن (الليث بن سعد) في: تاريخ الإسلام، للذهبي (بتحقيقنا) - حوادث ووفيات 171 - 180 هـ‍ - ص 302 - 315 رقم 246 وقد حشدنا فيه عشرات المصادر لترجمته. (¬7) الصواب: «بثوبين بعلبكيّين». والثوب البعلبكي من الكتّان. (¬8) الصواب: «مصطحبين». (¬9) كذا.

الدوادارية الكبرى

من المزاحم وعدم معارضته ومن ثقل عليه وهابه الناس، وانفرد بالأمر والنهي (¬1). [الدوادارية الكبرى] وفيه استقرّ في الدوادارية الكبرى يشبك الفقيه عوضا عن جانبك، وباشرها بعفة وحسن سيرة وتواضع زائد (¬2). [تقرير الحسبة] وقرّر في الحسبة سودون البردبكي المؤيّدي الفقيه، عوضا عن تنم رصاص (¬3). [الأمير اخورية الثاني] وقرّر في الأمير اخورية الثانية، عوضا عن سودون البرقي: نانق الظاهريّ (¬4). [نظر الدولة] [وفيه] (¬5) استقرّ في نظر الدولة إنسان من العوامّ الزفوريّة (¬6) يقال له المعلّم محمد الببائي، وترك زيّه السوقيّ، وتزايا (¬7) بزيّ الكتّاب، وشنّع الناس على السلطان بسبب ولايته مثل هذا. ثم ما كفى ذلك حتى ولّي الوزارة كما سيأتي (¬8). [وفاة الشمس القرافي] [2574]- وفيه مات الشمس القرافيّ (¬9)، محمد بن أحمد بن عمر بن شرف المالكيّ، سبط ابن (¬10) أبي جمره (¬11). ¬

(¬1) خبر القبض على الأمراء في: النجوم الزاهرة 16/ 277، 278، والروض الباسم 2 / ورقة 58 أ، وبدائع الزهور 2/ 409. (¬2) خبر الدوادارية الكبرى في: النجوم الزاهرة 16/ 278، ووجيز الكلام 2/ 752، والروض الباسم 2 / ورقة 58 ب، وبدائع الزهور 2/ 410. (¬3) خبر الحسبة في: النجوم الزاهرة 16/ 278، والروض الباسم 2 / ورقة 58 ب، وبدائع الزهور 2/ 410. (¬4) خبر الأمير اخورية في: النجوم الزاهرة 16/ 278، والروض الباسم 2 / ورقة 58 ب، وبدائع الزهور 2/ 410. (¬5) إضافة على الأصل. (¬6) في الروض الباسم: «من معلّمي اللحم زفوري». (¬7) كذا. والصواب: «وتزيّا». (¬8) خبر نظر الدولة في: النجوم الزاهرة 16/ 278، والروض الباسم 2 / ورقة 58 ب، وبدائع الزهور 2/ 210. (¬9) انظر عن (الشمس القرافي) في: النجوم الزاهرة 16/ 325، ووجيز الكلام 2/ 756 رقم 1737، والضوء اللامع 7/ 27، 28 رقم 56، ونظم العقيان 136 رقم 126، والروض الباسم 2 / ورقة 70 ب، وحوادث الزمان 1/ 163 رقم 199، وبدائع الزهور 2/ 410. (¬10) في الأصل: «بن». (¬11) مهملة في الأصل.

القبض على أمراء الظاهرية

وكان عالما له شهرة وذكر، تميّز في مذهبه، وناب في القضاء، وكان عارفا به وحسنت (فيه) (¬1) سيرته. ومولده سنة إحدى وثمانماية. [القبض على أمراء الظاهرية] وفيه قبض السلطان على جماعة من أكابر الأمراء الظاهرية وعلى عدّة من العشرات، وهم: تمربغا رأس نوبة النوب، وأزبك من ططخ أحد المقدّمين، ومن العشرات: برقوق الناصري، وقايتباي الساقي، وكان قد بلغ السلطان عنهم شيء في قضيّة قتل جانبك، فرتّب جماعة من جلبانه للقبض عليهم بالقصر، وحملوا إلى البرج فقيّدوا، وداموا به إلى الضحوة الكبرى، فأنزلوا إلى شاطيء النيل، وأحدروا في مركب إلى الثغر السكندري فسجنوا به. وأمّر السلطان بقيّة الأمراء في هذا اليوم بعد انفضاض الموكب بالإقامة بالحوش اختشاء (¬2) من ثوران فتنة، وكثر القال والقيل في هذا اليوم، ولهج الكثير من الناس بزوال السلطان، وتخوّف الظاهرية على أنفسهم، وصار كل أحد منهم مترقّبا / 156 أ / السوء والمكروه. وقد ذكرنا سبب هذه الكائنة وما فيها برمّتها في تاريخنا «الروض الباسم» (¬3). وآل الأمر بعد ذلك إلى اعتذار السلطان إلى الظاهرية، وأنّ الذي فعله ليس برضاه ولا اختياره، وإنّما فعله جلبانه افتياتا، وبلغ جلبانه ذلك، فما هان عليهم. وجرت كائنة أشرف فيها السلطان على زوال ملكه. وبعث ليلا بإحضار قايتباي المحمودي إليه بجماعة مدرّعين (¬4). ثم أمر بكتابة مرسوم بإحضار من حمل من الظاهرية إلى الإسكندرية، وأحضروا في أول السنة الآتية (¬5). * * * [وفاة طوخ كسا] [2575]- وفيها - أعني هذه السنة - مات من الأتراك طوخ كسّا (¬6) الأبو بكري، الناصري، أحمد الخمسات. وكان خيّرا، ديّنا، أدوبا، حشما، عاقلا، ساكنا. ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) كذا. والصواب: «خشية». (¬3) ج 2 / ورقة 59 أ. (¬4) في الأصل: «مذرعين». (¬5) خبر القبض على الأمراء في: النجوم الزاهرة 16/ 278 - 280، والروض الباسم 2 / ورقة 59 أ، وبدائع الزهور 2/ 410، 411. (¬6) انظر عن (طوخ كسّا) في: الروض الباسم 2 / ورقة 69 ب، وبدائع الزهور 2/ 411، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع.

وفاة قردم الأبو بكري

[وفاة قردم الأبو بكري] [2576]- وقردم (¬1) الأبو بكري، المؤيّدي، أمير جان دار (¬2). وكان لا بأس به (¬3). [وفاة كمشبغا شبشق] [2577]- وكمشبغا (¬4) شبشق المؤيّديّ، أحد الخمسات. وكان رأسا في رمي النشّاب. يحكى عنه فيه العجائب. وهو باني القبّة والمصطبة بآخر الريدانية (¬5). [وفاة أبرك الخاصكي] [2578]- وأبرك (¬6) من محمد شاه الظاهري، الخاصكيّ، شهيدا من جرح أصابه بقبرس. وكان خيّرا، ديّنا، متفقّها، عارفا بأنواع الفروسية والتعاليم (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (قردم) في: الروض الباسم 2 / ورقة 70 أ، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬2) في الروض: أحد الخمسات. (¬3) قال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: كان من مماليك المؤيّد شيخ، وصار خاصكيّا في دولة الأشرف برسباي ودام على ذلك مدة في عدّة دول حتى تسلطن خشداشه الظاهر خشقدم فزاده على إقطاعه فصار من الخمسات وولاّه إمرة الخازندارية وكانت قديما من أجلّ الوظائف، ودام على ذلك حتى بلغه الأجل. وكان شيخا طوالا، به غتمة في لسانه، وعنده أدب وحشمة، وكان لا بأس به. توفي في أواخر هذه السنة، أو التي بعدها فيما يغلب على ظنّي. واسمه تركي. ومعناه: «نصبت» فإنّ الميم فيه كنا المتكلّم في لغة العرب. (¬4) انظر عن (كمشبغا) في: الروض الباسم 2 / ورقة 70 أ، وبدائع الزهور 2/ 411، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬5) وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: كان من مماليك المؤيّد شيخ، وترقّى إلى الخاصكية بعده بمدّة في سلطنة الظاهر جقمق - ولما تسلطن الأشرف إينال أمّره خمسة لضيق الأقاطيع، ودام كذلك إلى دولة الظاهر خشقدم فكان يأنس إليه ويتفقده من غير أن ينقله إلى شيء ولا يرقّيه. وتوفي في دولته في هذه السنة. وكان رأسا في رمي النشاب ومعرفة فنونه، يحكى عنه فيه ما يشبه الكذب. وهو الذي بنى القبّة والمصطبة وأقام بها العمود بأواخر الريدانية، وبه يعرف ذلك البناء الآن. واسمه مركّب من «كمش» وهو الفضّة بالتركية، و «بغا» قد تقدّم أنه اسم للثور، فكأنه قيل: ثور فضّة، ثم جعل علما على الشخص كالطنبغا وهو الثور الذهب، وطاش بغا ونحو ذلك. (¬6) انظر عن (أبرك) في: الروض الباسم 2 / ورقة 65 أ (بالهامش)، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬7) وقال المؤلف - رحمه الله - في الروض: كان من مماليك الظاهر جقمق، وصيّر خاصكيا في دولة الظاهر خشقدم، وأقطع إقطاعا جيدا، وخرج لقبرس في جملة من خرج في هذه السنة، وبها توفي =

توعك صاحب تونس

[توعّك صاحب تونس] وفيها وعك السلطان المتوكل على الله صاحب تونس المغرب، وأرجف بموته، ولازمه شيخنا الإمام أبو عبد الله الزلدوي قاضي الأنكحة بتونس، وطبيبها أبو زيد عبد الرحمن بن أبي سعيد الصقلّي شيخنا يطبّاه حتى عوفي (¬1). [حركة أمراء غرناطة على ملك الأندلس] وفيها تحوّل بنو السراج وزراء الأندلس وأعيان أمراء غرناطة، وأخذوا في الممالأة على ملك الأندلس صاحب غرناطة المستعين بالله سعد بن الأحمر (¬2)، ولا زالوا بولده أبا (¬3) الحسن حتى ثار بأبيه. وكان لهما ما عسانا نذكره في الآتية. [عزم صاحب تونس العودة إلى تلمسان] وفيها أشيع بأنّ صاحب تونس عازم على العود إلى تلمسان لنقض محمد بن أبي ثابت الصلح الذي كان تقدّم بينهما (¬4). ثم كان من ذلك ما سنذكره في سنة تسع وستين إن شاء الله تعالى. ¬

= شهيدا من جرح أصابه وكان (. . . .) به. وكان إنسانا حسنا متفقّها، خيّرا، ديّنا، عارفا بأنواع (. . .) والأنداب والتعاليم، وعنده سماحة و (. . .) وله مودّة وحسن سمت و (. . .) وحسن سيرة وثروة. واسمه إن كان عربيا فهو افعل من البرك. وإن كان تركيا فمعناه المهاجر أو هاجر. (¬1) خبر توعّك صاحب تونس لم يذكره المؤلّف - رحمه الله - في الروض الباسم. ولم يرد في المصادر. (¬2) خبر أمراء غرناطة في: الروض الباسم 2 / ورقة 60 أ. (¬3) الصواب: «أبي». (¬4) خبر صاحب تونس في: الروض الباسم 2 / ورقة 60 أ.

سنة ثمان وستين وثمانماية

سنة ثمان وستين وثمانماية [محرّم] [كائنة العلاء بن الأهناسي] في محرّم؛ في أوله، كائنة العلاء بن الأهناسي وقع له أمور يطول الشرح في ذكرها / 156 ب / كان السبب فيها والقائم فيها الحسام بن حريز القاضي المالكي. آل أمر ابن (¬1) الأهناسي فيها بعد الدعاوي عليه إلى الإخراج إلى مكة المشرّفة، وما حصل على ابن (¬2) حريز عقيب ذلك خير، بل نالته أنكاد ولم يلق خيرا، وهذه عادة الله تعالى في المغتابين السعاة بالناس (¬3). [وفاة البدر بن الصوّاف] [2579]- وفيه مات البدر بن الصّواف (¬4)، قاضي الحنفية بمصر، حسن بن علي بن محمد بن علي الحصنيّ الأصل، الحموي، الحنفيّ. وكان عالما فاضلا، خيّرا، ديّنا، ذا صلاح وتواضع وعفّة، وسلامة فطرة، عارفا بأصول الفقه، سخيّا، كريم النفس جدّا، عالي الهمّة. سمع على جماعة، منهم: الشمس الأشقر. وكان يتكسّب بالاتجار، وولّي قضاء حماه، ثم القضاء الأكبر بمصر لمنافسة وقعت بينه وبين المحبّ بن الشحنة، ولم تطل مدّته. ويقال إنه سمّ. ومولده سنة ثلاث وثمانماية. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) كائنة ابن الأهناسي في: الروض الباسم 2 / ورقة 72 أ، ولم تذكرها المصادر. (¬4) انظر عن (ابن الصواف) في: النجوم الزاهرة 16/ 281 و 326، ووجيز الكلام 2/ 761 رقم 1751، والضوء اللامع 3/ 113، 114 رقم 443، وبدائع الزهور 2/ 412، ونظم العقيان 104 رقم 66 وفيه «ابن الصرّاف» وهو غلط، والذيل على رفع الإصر 123، والروض الباسم 2 / ورقة 83 ب، 84 أ.

وصول الأمراء من الإسكندرية

[وصول الأمراء من الإسكندرية] وفيه وصل الأمراء الذين كانوا بعثوا إلى الإسكندرية، وهم: تمربغا، وأزبك من ططخ، وبرقوق، وقانباي، وباتوا بدار يشبك الفقيه الدوادار. ثم أصبحوا فصعدوا إلى القلعة، وأكرمهم السلطان واعتذر إليهم، وخلع عليهم كوامل بسمّور، مسبولة الأطواق، واستمرّ بهم على ما كانوا عليه من وظائفهم وأقاطيعهم، وعدّ ذلك من النوادر، ومن الفرج بعد الشدّة (¬1). [تقرير الوزارة] وفيه استقرّ في الوزارة إنسان يقال له يونس بن عمر بن جربغا (¬2). وكان من أولاد الناس دوادارا قبل ذلك لفيروز النّوروزي، وخلع عليه أطلسين متمّر (¬3) لا الخلعة التي جرت عادة الوزراء بلبسها لكونه متزيّا بزيّ الجند (¬4). [قضاء الحنفية] وفيه أعيد المحبّ بن الشحنة إلى القضاء الحنفية، عوضا عن ابن (¬5) الصوّاف، وهي ثانية المحبّ هذا (¬6). [منع أهل الذمّة من مباشرات الأمراء] وفيه منع السلطان أهل الذمّة من التكلّم في مباشرات الأمراء وغيرهم، ونودي بذلك في شوارع القاهرة، وكتب به إلى سائر أقطار المملكة المصرية (¬7). [انعقاد الجلس بالصالحية] وفيه عقد مجلس بالصالحية بين القصرين حضره القضاة الأربع (¬8) ونوّابهم وجماعة ¬

(¬1) خبر وصول الأمراء في: النجوم الزاهرة 16/ 280، والروض الباسم 2 / ورقة 72 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 412. (¬2) في بدائع الزهور: «جنكلي بغا». (¬3) الصواب: «أطلسان متمّران». والأطلس المتمّر هو رداء من الحرير الأطلس المبرقش بزخارف من الخطوط المتموّجة. وهو حرير اسكندراني منسوج بخيوط الذهب. (صبح الأعشى 4/ 53، الملابس المملوكية 27). (¬4) خبر الوزارة في: النجوم الزاهرة 16/ 281، والروض الباسم 2 (ورقة 72 ب، وبدائع الزهور 2/ 412. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر قضاء الحنفية في: النجوم الزاهرة 16/ 281، والروض الباسم 2 / ورقة 72 ب، وبدائع الزهور 2/ 412. (¬7) خبر أهل الذّمة في: النجوم الزاهرة 16/ 281، ووجيز الكلام 2/ 759، والروض الباسم 2 / ورقة 72 ب، وبدائع الزهور 2/ 412. (¬8) الصواب: «الأربعة».

القبض على الزين الأستادار

من المشايخ، والدوادار الكبير بسبب أهل الذمّة، وأحضرت عهودهم المكتتبة قديما، فوجد بعضها، وأنّ أحدا منهم لا يباشر في ديوان أحد من الأعيان / 157 أ / بقلم الديونة، وأشياء أخر، من جملتها. وأن لا يتعمّم على رأسه بأكثر من عشرة أذرع، ووقع في هذا المجلس كلام كبير، وألزموا بما في العهود. وحكم الشافعيّ بذلك ونفد رفقته فيما عدا الطبّ والصرف بشروطهما، فساء ذلك أهل الذمّة، وأنف عنه جمعا (¬1) منهم، وأسلم جماعة بسبب ذلك، وداموا على مباشرتهم. ثم بعد شهور عاد الأمر لما كان عليه، فما اكترث به السلطان ولا اهتمّ له أصلا (¬2). [القبض على الزين الأستادار] وفيه قبض على الزين الأستادار ووكّل به بالقلعة على مال طلب منه (¬3). [وفاة السلطان الملك العزيز يوسف] [2580]- وفيه مات السلطان الملك العزيز (¬4)، أبو المحاسن يوسف الدقماقي، الجركسي (¬5)، الحنفيّ. وكان قد فضل في مدّة سجنه بالإسكندرية، ونظر في فنون العلم، وتعانى الأدب، وحفظ الكثير من الشعر، وحصّل الكمالات النفسانية من أدب وحشمة وعلم وحلم وفضل، وجودة قريحة، وحسن سمت، وعقل تامّ، ورئاسة كاملة وأثالة، ونجابة، وكرم نفس، وسخاء زائد، وكبر مروءة، وعلوّ همّة، إلى غير ذلك من محاسنه الجمّة. ولي السلطنة بعد أبيه بعهد منه في ثالث عشر الحجّة سنة أحد (¬6) وأربعين وثمانماية، وله نحوا (¬7) من خمس عشرة سنة، وقام الأتابك جقمق بتدبير الملك وصار نظامه حتى ثار وخلع من الملك، وتسلطن جقمق عوضه، وحمل هو إلى سجن الإسكندرية بعد أمور ذكرناها فيما تقدّم. ¬

(¬1) الصواب: «جمع». (¬2) خبر المجلس في: النجوم الزاهرة 16/ 281، والروض الباسم 2 / ورقة 72 أ، وبدائع الزهور 2/ 412، 413. (¬3) خبر القبض في: الروض الباسم 2 / ورقة 73 ب. (¬4) انظر عن (الملك العزيز) في: النجوم الزاهرة 16/ 326 - 328، والدليل الشافي 2/ 799، 800 رقم 2691، ووجيز الكلام 2/ 763 رقم 1757، والضوء اللامع 10/ 303 رقم 1174، ونظم العقيان 179 رقم 199، والروض الباسم 3 / ورقة 88 ب - 90 أ، وبدائع الزهور 2/ 413، وشذرات الذهب 7/ 309. (¬5) في الأصل: «الجركي». (¬6) الصواب: «سنة إحدى». (¬7) الصواب: «وله نحوّ».

وصول الحاج

كلّ ذلك بعد [أن] (¬1) أدّب وهذّب، وتولّى إقرائه (¬2) القرآن السراج العبادي، وعلّم أنواع الفروسية والأنداب، وصيّر من مقدّمين (¬3) الألوف. وكان له ذكر وعظمة في سلطنة أبيه، ولم يزل بعد سجنه حتى أخرج كما تقدّم، وبغته الأجل بالثغر. ويقال إنه سمّ، وحمل إلى القاهرة فدفن على أبيه. ومولده [سنة] (¬4) سبع وعشرون (¬5) وثمانماية. [وصول الحاجّ] وفيه وصل جماعة كبيرة من الحاج والجند المجاورون (¬6) بمكة، ثم وصل الأول وصعد أميره بين يدي السلطان فخلع عليه خلعة حافلة فوق العادة في مثله إجلالاّ له. ثم وصل المحمل، وأحضر من مكة وجدّة بجماعة كانوا تنكّلوا عن جانبك نائب جدّة هناك، منهم علي بن رمضان، وصودروا على مال كثير (¬7). [نفي أزبك الخاصكي] وفيه نفى السلطان أزبك أحد خواصّ خاصكيّته من مماليكه إلى البلاد الشامية لشيء بلغه عنه (¬8). [ظهور البدر بن المزلّق] / 157 ب / [وفيه] (¬9) ظهر البدر بن المزلّق وكان مختفيا، فخلع عليه بإعادته إلى نظر جيش دمشق، وصرف ابن الرسام، وكان قد وليها عن قريب (¬10). [تحليف السلطان للمقدّمين] وفيه طلب السلطان جماعة من مقدّمين (¬11) الألوف إلى الدهيشة وحلّفهم على طاعته ومناصحته لأمر أوجب عنده ذلك (¬12). ¬

(¬1) إضافة على الأصل. (¬2) الصواب: «وتولّى إقراءه». (¬3) الصواب: «من مقدّمي». (¬4) إضافة على الأصل. (¬5) الصواب: «وعشرين». (¬6) الصواب: «المجاورين». (¬7) خبر الحاج في الروض الباسم 2 / ورقة 73 ب. (¬8) خبر نفي أزبك في: النجوم الزاهرة 16/ 282، والروض الباسم 2 / ورقة 73 ب. (¬9) إضافة للضرورة. (¬10) خبر ابن المزلق في: الروض الباسم 2 / ورقة 74 أ. (¬11) الصواب: «من مقدّمي». (¬12) خبر التحليف في: النجوم الزاهرة 16/ 282، والروض الباسم 2 / ورقة 74 أ.

باشية الجند بالمدينة

[باشية الجند بالمدينة] وفيه عيّن مغلباي الأشرفي الساقي أحد العشرات وروس (¬1) النواب لباشية الجند بالمدينة المشرّفة، وأضيف إليه خمسون من الجند، وكذا عيّن إلى مكة المشرّفة، وأكد السلطان عليهم في الخروج بسرعة (¬2). [وفاة عمر البباني] [2581]- وفيه مات الشيخ الولي، المعتقد بالجذب والكشف، عمر البباني (¬3)، الكردي. وكان من أهل الطلب في مباديه، وقرأ أشياء تدلّ عليها، كان يصحوا (¬4) حين حديثه في بعض الأحيان فيتكلّم بكلام متين، وذكر عنه الكرامات والمكاشفات. وكان مقيما بنواحي قناطر الإوزّ وجامع قيدان، وتقصده الناس هناك ويتزاحموا (¬5) عليه. وهو مع ذلك لا يخلّ بالصلوات الخمس في أوقاتها بالطهارة الكبرى في الخمسة أوقات، ولا يترك ذلك غالبا شتاء ولا صيفا. ومولده بعد العشرين بيسير. وكانت جنازته حافلة جدّا، ودفن بتربة الظاهر خشقدم بأمره للتبرّك به. [صفر] [حجوبية الحجّاب بحلب] وفي صفر قرّر في حجوبية الحجّاب بحلب أبو بكر باكير بن صالح الكردي نائب البيرة والحجوبية بيده إلى يومنا هذا، وقرّر عوضه في نيابة البيرة كمشبغا السيفي بخشباي (¬6) نائب قلعة حلب، وقرّر عوضه في نيابة القلعة تغري بردي بن يونس (¬7). ¬

(¬1) كذا. (¬2) خبر باشية الجند في: الروض الباسم 2 / ورقة 74 أ. (¬3) انظر عن (عمر البباني) في: النجوم الزاهرة 16/ 328، 329، والضوء اللامع 6/ 64 رقم 219، والروض الباسم 3 / ورقة 87 أ، وبدائع الزهور 2/ 413. و «البباني»: بموحّدتين مفتوحتين ثم نون. (¬4) الصواب: «يصحو». (¬5) الصواب: «يتزاحمون». (¬6) في بدائع الزهور: «نخشباي». (¬7) خبر الحجوبية في: النجوم الزاهرة 16/ 282، والروض الباسم 2 / ورقة 74 أ، وبدائع الزهور 2/ 413.

مقدمية الألوف بدمشق

[مقدّمية الألوف بدمشق] وفيه قرّر في جملة مقدّمين الألوف بدمشق سودون البرقيّ (¬1). [توسيط برسباي الخاصكي] [2582]- وفيه وسّط السلطان برسباي الخاصكي (¬2) وأحد الدوادارية. وكان قد بلغه عنه أشياء فأحضره وأمر بضربه بين يديه فصار يقول في أثناء ذلك: أنت الذي أمرتني بقتل جانبك نائب جدّة، فقال له: كذبت علي، وقد اعترفت بالقتل، فاقتلوه، فوسّط بين يديه بالحوش. [توسيط قانم] [2583]- وكان قد وسّط آخر يقال له قانم (¬3)، ممّن تمالى (¬4) مع برسباي هذا في قضية أريد فيها الفتك بالسلطان في بعض الليالي بعد كائنة جانبك نائب جدّة، حتى بعث السلطان إلى قايتباي المحمودي، وكان شادّ الشراب خاناه فأدركه بعدّة من العسكر ليلا، وصعد إليه من جهة باب السلسلة، / 158 أ / ومن تمالى (¬5) من المماليك في غفلة عن ذلك حتى عرفوا فسكنوا، وكان في ذلك خلاص السلطان. وقد بيّنا هذه الكائنة برمّتها في تاريخنا «الروض الباسم» (¬6) في حوادث السنة الماضية. [إعادة ابن البقري إلى الوزارة] وفيه أعيد المجد بن البقري إلى الوزارة بعد اختفاء يونس بن جردبغا (¬7). [دويدارية السلطان] وفيه قرّر شرمرد (¬8) المؤيّدي أحد العشرات في دويدارية السلطان بدمشق على إمرة طبلخاناة بدمشق كانت أعطيت لأزدمر الطويل. ¬

(¬1) خبر المقدّمية في الروض الباسم 2 / ورقة 74 أ. (¬2) انظر عن (برسباي الخاصكي) في: النجوم الزاهرة 16/ 282، والروض الباسم 2 / ورقة 74 أو 82 ب، وبدائع الزهور 2/ 413، 414. (¬3) انظر عن (قانم) في: الروض الباسم 2 / ورقة 74 أو 3 / ورقة 87 ب. (¬4) كذا. والمراد: «تمالأ». (¬5) كذا. والمراد: «تمالأ». (¬6) ج 2 / ورقة 74 أو 3 / ورقة 87 ب. (¬7) خبر ابن البقري في: النجوم الزاهرة 16/ 282 وفيه: «جربغا» والروض الباسم 2 / ورقة 74 أ، وبدائع الزهور 2/ 414. (¬8) يقال: «شرمرد» و «شرامرد».

تسعير الفلوس العتيقة

وكان لما بعث إليها أعقبه الأمر السلطاني بأن يحمل إلى سجن قلعة دمشق (¬1). [تسعير الفلوس العتيقة] وفيه نودي على الفلوس العتق بستة وثلاثين كل رطل، وهي ثلاثة أنصاف فضّة، وأدخلت الفلوس المفاردة إلى (. . .) (¬2) بها السلطان إلى الميزان وأبطل المعاملة بها بالعدد (¬3). [فرار جانبك الأشرفي من بلاد الصعيد] وفيه أشيع أنّ جانبك حبيب الأشرفي إينال فرّ هاربا من بلاد الصعيد ومعه عدّة من خشداشيّته الإينالية، وأنه قصد بلاد العبيد، ثم ظهر بأخرة أنه توجّه إلى بلاد المغرب من طريق برقة، ثم توجّه من المغرب إلى بلاد الروم (¬4). [النداء بإعادة القادمين من الصعيد] وفيه نودي من قبل السلطان بعودة من جاء من بلاد الصعيد من الإينالية، ومن وجد بعد ذلك فلا يلوم إلاّ نفسه، ومن أحضر منهم واحدا قبض عليه فله خمسمائة دينار (¬5). [لبس السلطان الصوف بالقلعة] وفيه قصد السلطان أن يركب بأبّهة السلطلة إلى مطعم الطير ويلبس الصوف الأمراء بعد أن يخرج هو لابسه، فأشيع بأنه إن فعل ذلك وقعت فتنة، فأبطل الخروج ولبسه بالقلعة، وكان قد نقل كثير من الخلق أثاثهم وأمتعتهم من ديارهم لما قويت هذه الإشاعة، وترقّب الناس ثوران فتنة (¬6). [ربيع الأول] [وفاة أحمد بن برسباي] [2584]- وفي ربيع الأول مات الشهاب أحمد بن برسباي (¬7) الجركسيّ ¬

(¬1) خبر الدويدارية في: النجوم الزاهرة 16/ 282، والروض الباسم 2 / ورقة 74 ب. (¬2) كلمة غير واضحة. (¬3) خبر الفلوس في: الروض الباسم 2 / ورقة 74 ب. (¬4) خبر فرار جانبك في: الروض الباسم 2 / ورقة 74 ب، وبدائع الزهور 2/ 414. (¬5) خبر النداء لم تذكره المصادر. (¬6) خبر لبس السلطان في: الروض الباسم 2 / ورقة 74 أمكرّرة. (¬7) انظر عن (أحمد بن برسباي) في: النجوم الزاهرة 16/ 329، 330، ووجيز الكلام 2/ 763، 764 رقم 1758، والضوء اللامع 1/ 247، والروض الباسم 2 / ورقة 81 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 414، وشذرات الذهب 7/ 309.

عودة الغزاة من قبرس

الأصل، الحنفيّ، ولد الأشرف برسباي، وربيب قرقماس الجلب. وكان والده تركه حملا، وتزوّج قرقماس بابنة ملك باي، وكانت من سراري الأشرف المذكور، وربّي بدار قرقماس. وكان يسمع منه ولا يرى إلاّ من بعض جماعة قرقماس في داره، ولا يخرج من منزله حتى ولا للجمعة والعيدين، مع فضيلة، وطلب علم، وكتابة الخط المنسوب، ومطالعة الكتب العلمية والأدب والحشمة والمعرفة التامّة. ومولده سنة اثنين (¬1) وأربعين وثمانماية. [عودة الغزاة من قبرس] وفيه أشيع بأنّ غزاة قبرس عادوا منها، فحنق السلطان كونهم حضروا بغير إذن منه (¬2). [قراءة المولد النبوي] وفيه عمل المولد النبويّ بالقلعة على العادة، / 158 ب / ثم في ثانيه عمل مولد خوند أيضا على العادة التي استجدّها السلطان (¬3). [إمرة الحاج] وفيه استقرّ في إمرة الحاج الشهاب أحمد بن العيني، وتجهّزت الخوند الأحمدية جدّته للسفر معه. وقرّر في أمير الأول الشرف يحيى بن يشبك الفقيه (¬4). [استادارية ابن البقري] وفيه استقرّ في الأستادارية المحبّ بن البقري بعد اختفاء زين الدين (¬5). [وزارة الببائي] وفيه قرّر في الوزارة محمد الببائي (¬6)، وخلع عليه بها بعد أيام. وهو أول زفوريّ ولي الوزارة بمصر. ¬

(¬1) الصواب: «سنة اثنتين». (¬2) خبر الغزاة في: النجوم الزاهرة 16/ 282، 2823، والروض الباسم 2 / ورقة 74 أمكررة، وبدائع الزهور 2/ 416. (¬3) خبر المولد في: النجوم الزاهرة 16/ 283، والروض الباسم 2 / ورقة 74 أمكررة، وبدائع الزهور 2/ 414. (¬4) خبر الحاج في: النجوم الزاهرة 16/ 283، والروض الباسم 2 / ورقة 74 ب مكررة، وبدائع الزهور 2/ 414. (¬5) خبر الأستادارية في: النجوم الزاهرة 16/ 283، والروض الباسم 2 / ورقة 74 ب مكررة، وبدائع الزهور 2/ 414. (¬6) خبر وزارة الببائي في: النجوم الزاهرة 16/ 283، والروض الباسم 2 / ورقة 74 ب مكررة، وبدائع الزهور 2/ 414 - 416. =

وصول الغزاة من قبرس

[وصول الغزاة من قبرس] وفيه وصل الغزاة من قبرس، وصعد برد بك وجانبك قلقسيز ومن معهما من الأمراء إلى القلعة، وخلع السلطان عليهم، ونزلوا. وما أمكن السلطان إلاّ السكات على مضض بقرب العهد بالفتن وكثرة الأراجيف بها أيضا وأنها ستثور لا محالة (¬1). [ربيع الآخر] [شادّية عمارة المراكب] وفي ربيع الآخر قرّر برسباي قرا أحد العشرات وروس (¬2) النوب في شادّية عمارة المراكب. وكان السلطان قد اهتمّ لذلك لأجل الجهاد (¬3). [وفاة الجمال ابن أيوب] [2585]- وفيه مات الجمال ابن أيوب (¬4) خادم خانقاه سعيد السعداء، عبد الله بن علي بن يوسف بن علي بن بدر بن علي بن عثمان المخزومي، الدمشقي، الماحوزي، الشافعيّ. وكان فاضلا، حسن السمت والملتقى، متواضعا، كثير الانجماع عن الناس، كريم النفس جدا. ومولده بعد الثمانين وسبعمائة. [نيابة طرسوس] وفيه قرّر دمرداش في نيابة طرسوس بعد موت ابن (¬5) جانبك الجكميّ (¬6). [الإرجاف بعزل قائد طرابلس المغربية] وفيه أرجف بطرابلس المغرب بعزل قائدها أبو (¬7) النصر [ظافر] (¬8) بن جاء الخير ¬

= و «الببائي» - «البباوي»: بموحّدتين، نسبة لببا الكبرى من الوجه القبلي. وانظر عن (محمد البباوي) في: الضوء اللامع 10/ 118، 119 رقم 459 وهو مات غرقا في سنة 869 هـ‍. (¬1) خبر وصول الغزاة في: النجوم الزاهرة 16/ 283، والروض الباسم 2 / ورقة 74 ب مكررة. (¬2) كذا. (¬3) خبر شادّية المراكب في: الروض الباسم 2 / ورقة 74 ب مكررة. (¬4) انظر عن (ابن أيوب) في: النجوم الزاهرة 16/ 330، وعنوان العنوان، رقم 358، ووجيز الكلام 2/ 760، 761 رقم 1749، والضوء اللامع 5/ 36، 37 رقم 132، والروض الباسم 2 / ورقة 85 ب، وحوادث الزمان 164 رقم 201. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر نيابة طرسوس في: الروض الباسم 1 / ورقة 74 ب مكررة، وبدائع الزهور 2/ 416. (¬7) الصواب: «أبي». (¬8) إضافة عن الروض الباسم.

جمادى الأول

بأخيه ظافر فحصل عنده من النكد ما لا يعبّر عنه. وكان ظالما غاشما، وهو عدوّ لأخيه ظافر المذكور، وبينهما مباينة كبيرة (¬1). [جمادى الأول] [نيابة حلب] وفي جماد الأول استقرّ برد بك البجمقدار حاجب الحجّاب في نيابة حلب، عوضا عن جانبك التاجي بحكم صرفه عنها واستقراره في تقدمة برد بك المذكور (¬2). [وفاة الشهاب القبلياني] [2586]- وفيه مات الشهاب أحمد بن قرا (¬3) الدمشقي القبلياني، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، صالحا، خيّرا، ديّنا، نافعا للناس. [حجوبية الحجّاب] وفيه استقرّ في حجوبية الحجّاب أزبك من ططخ عوضا عن برد بك (¬4). [وفاة جانبك الأبلق] [2587]- وفيه أو الذي بعده مات جانبك الأبلق (¬5) الظاهري، باش الجند بقبرس (¬6). قتله الفرنج أهل الطاعة لظلم صدر منه هناك. وكان غير (مشكور) (¬7). [قدوم الخيضري إلى القاهرة] / 159 أ / [وفيه] (¬8) قدم القطب الخيضريّ إلى القاهرة من دمشق (¬9). ¬

(¬1) خبر الإرجاف في: الروض الباسم 2 / ورقة 74 ب مكررة. (¬2) خبر نيابة حلب في: الروض الباسم 2 / ورقة 74 ب مكررة، وبدائع الزهور 2/ 416. (¬3) لم أجد له ترجمة في المصادر. ولم يذكره المؤلّف - رحمه الله - في الروض الباسم. (¬4) خبر الحجوبية في: النجوم الزاهرة 16/ 283، وبدائع الزهور 2/ 417. (¬5) انظر عن (جانبك الأبلق) في: النجوم الزاهرة 16/ 333، والروض الباسم 2 / ورقة 73 ب، وبدائع الزهور 2/ 417. (¬6) وكان أحد العشرات. (¬7) عن الهامش. (¬8) إضافة على الأصل. (¬9) خبر الخيضري لم يرد في المصادر.

وفاة تنم نائب الشام

[وفاة تنم نائب الشام] [2588]- وفيه مات تنم بن عبد الرزاق نائب الشام (¬1). وله نحوا (¬2) من سبعين سنة. وكان من قدماء الأمراء، ومساوئه أكثر من محاسنه. تنقّل في الولايات من خاصكية وخازندارية، ثم رأس نوبة الجمدارية، ثم تأمّر عشرة، ثم ولي حسبة القاهرة، ثم نيابة الإسكندرية، ثم تقدّم بالقاهرة، ثم ولي نيابة حماه، ثم حلب، ثم أعيد إلى تقدمة ألف بمصر ثانيا، ثم ولي إمرة مجلس، ثم إمرة سلاح، ثم امتحن بسجن الإسكندرية، ثم أطلق إلى دمياط، ثم ولي نيابة الشام، ولم تحمد سيرته فيها لطمع كان عنده. [نيابة الشام] وفيه خرج الأمر لجانبك التاجي باستمراره في نيابة الشام عوضا عن تنم (¬3)، وقرّرت تقدمة برد بك التي كانت عيّنت لجانبك هذا ليشبك الفقيه الدوادار (¬4)، وقرّر في تقدمة يشبك الفقيه مغلباي طاز (¬5). وضمّ السلطان إلى طبلخانات مغلباي طبلخانات قايتباي شادّ الشراب خاناه، وجعله في جملة مقدّمين (¬6)، الألوف. وهذا أول تقدّم قايتباي، وبين تقدمته وسلطنته بعد ذلك أربع سنين، وهي نادرة (¬7). وقرّر في شادّية الشراب خاناه نانق الظاهري الأمير اخور الثاني (¬8). وقرّر في الأمير اخورية الثانية جانبك من ططخ الظاهري الفقيه الذي صيّر أمير سلاحا (¬9) فيما بعد (¬10). ¬

(¬1) انظر عن (تنم بن عبد الرزاق) في: النجوم الزاهرة 16/ 284 و 330 - 332، والدليل الشافي 1/ 229، رقم 799، والمنهل الصافي 4/ 175 - 177 رقم 801، والضوء اللامع 3/ 44 رقم 182، ووجيز الكلام 2/ 764 رقم 1761، والروض الباسم 2 / ورقة 82 ب، 83 أ، وحوادث الزمان 1/ 165 رقم 204، وبدائع الزهور 2/ 417، وإعلام الورى 62، 63 رقم 62. (¬2) الصواب: «وله نحو». (¬3) خبر نيابة الشام في: النجوم الزاهرة 16/ 284، والروض الباسم 2 / ورقة 75 أ، وبدائع الزهور 2/ 417. (¬4) المصادر السابقة. (¬5) المصادر نفسها. (¬6) الصواب: «مقدّمي». (¬7) النجوم الزاهرة 16/ 284، والروض الباسم 2 / ورقة 75 أ، وبدائع الزهور 2/ 417. (¬8) المصادر السابقة. (¬9) الصواب: «أمير سلاح». (¬10) النجوم الزاهرة 16/ 284، والروض الباسم 2 / ورقة 75 أ، وبدائع الزهور 2/ 417.

وفاة جانبك التاجي

[وفاة جانبك التاجي] [2589]- وفيه مات جانبك التاجي (¬1)، المؤيّدي. نائب حلب، بل والشام. وكان يعرف بنائب بيروت، فإنه وليها، ثم نقل منها إلى غزّة، ثم حماه بالبذل، ثم حلب، ثم جرى ما عرفته من تقرّره في جملة مقدّمين (¬2) الألوف بمصر، ثم ولاية نيابة الشام، وما باشر شيئا من ذلك، بل بغته الأجل. وكان متوسّط السيرة في أحواله. [نادرة غريبة] وفيه وقعت نادرة غريبة ما سمع بمثلها قط، وهي أنّ إنسانا له على آخر خمسمائة نقرة من الدين مطله بها، فاتفق أن مات، فجهّز وحمل لمحلّ دفنه، فبلغ ربّ الدين ذلك، فأحضر أربع (¬3) نقباء إلى محلّ دفنه وأدركوه قبل أن توضع الجنازة، فاحتملها هو والنقباء، وعاد بها إلى القاهرة داخلا بها من باب النصر مانعا من دفنه / 159 ب / حتى يتقاضا (¬4) دينه، فلما رأى العوامّ ذلك صاحوا: «الشرع، الشرع»، وكثرت الغوغاء، وأخذوا النعش بميّته والغريم ومعهم النقباء، وأتوا إلى المدرسة الصالحية، وكادت تثور فتنة كبيرة، وكثر السواد الأعظم لما تسامعوا بهذه الكائنة، ووقفوا إلى القاضي جلال الدين بن الأمانة أحد نوّاب الحكم الشافعيّ، فلما رأى القاضي ذلك هاله الأمر، فأخذ في السياسة في ذلك وبادر إلى الوضوء، ثم صلّى على الجنازة، ثم أحضر ربّ الدّين فعزّره حتى أسكت عنه العامّة، وتلايق في ذلك، وإلاّ كانوا قتلوه بل ومن معه من النقباء، فإنهم تناولوهم بالضرب، فسكنت القضية (¬5) شيئا. وأمر القاضي بدفن الميت. وعدّت هذه من دربة هذا القاضي وكياسته ولباقته (¬6). [تجريدة البحيرة] وفيه عيّن السلطان تجريدة إلى البحيرة نحوا من أربعمائة من الجند عليها أزبك من ططخ حاجب الحجّاب وعدّة من الأمراء (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (جانبك التاجي) في: النجوم الزاهرة 16/ 285 و 332، ووجيز الكلام 2/ 764، 765 رقم 1762، والضوء اللامع 3/ 55، 56 رقم 220، وحوادث الزمان 1/ 165 رقم 205، والروض الباسم 2 / ورقة 83 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 417، وإعلام الورى 63. (¬2) الصواب: «مقدّمي». (¬3) الصواب: «أربعة». (¬4) الصواب: «يتقاضى». (¬5) في الأصل: «الغببة». (¬6) خبر النادرة في: الروض الباسم 2 / ورقة 175 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 418. (¬7) خبر التجريدة في: النجوم الزاهرة 16/ 284، والروض الباسم 2 / ورقة 75 ب، وبدائع الزهور 2/ 418.

ركوب السلطان

[ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان من القلعة ونزل إلى دار برد بك البجمقدار نائب حلب، فدخل إليه من باب زويلة، ثم خرج فدخل إلى دار برقوق الناصريّ الذي ولّي نيابة الشام فيما بعد فلم يجده بها (¬1). [وصول خبر موت جانبك التاجي] [وفيه] (¬2) وصل خبر موت جانبك التاجي المعيّن لنيابة الشام (¬3). [نيابة الشام] وفيه استقرّ برسباي البجاسي نائب طرابلس في نيابة الشام دفعة واحدة (¬4). [نيابة طرابلس] وقرّر في نيابة طرابلس جانبك نائب حماه (¬5). [نيابة حماه] وفي نيابة حماه بلاط نائب صفد (¬6). [نائب صفد] وفي صفد يشبك أوش قلق المؤيّدي، أحد مقدّمين (¬7) الألوف بدمشق (¬8). ¬

(¬1) خبر ركوب السلطان في: الروض الباسم 2 / ورقة 75 ب، وبدائع الزهور 2/ 418. (¬2) إضافة على الأصل. (¬3) خبر موت التاجي في: الروض الباسم 2 / ورقة 75 ب. (¬4) خبر نيابة الشام في: الروض الباسم 2 / ورقة 75 ب، وبدائع الزهور 2/ 418، وإعلام الورى 63. (¬5) خبر نيابة طرابلس في: الروض الباسم 2 / ورقة 75 ب، وبدائع الزهور 2 / (418، وإعلام الورى 63. (¬6) خبر حماه في: الروض الباسم 2 / ورقة 76 أ، وبدائع الزهور 2/ 418، وإعلام الورى 63. (¬7) الصواب: «أحد مقدّمي». (¬8) خبر نيابة صفد في: الروض الباسم 2 / ورقة 76 أ، وبدائع الزهور 2/ 418، وإعلام الورى 63، وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض الباسم: يشبك المؤيّدي المعروف بأوش قلق خشداش السلطان. كان أستاذه أولاّ بيسق اليشبكي نائب قلعة دمشق، وهو الذي أعتقه. وقد مرّت ترجمته في الماضي من سنيّ تاريخنا هذا في سنة ثلاث وخمسين، واتصل بعد موته بخدمة الظاهر خشقدم في أيام إمريّته من جملة مقدّمي الألوف بدمشق واختص به ورقّاه إلى عدّة وظائف عنده أيام الإمرة إلى أن تسلطن، فصيّره خاصكيّا على إقطاع هائل وبعثه في هذا الشغل الذي بذله، وخلص له مال، ثم جعله رأس نوبة الجمدارية، ثم إمرة عشرة، ثم صيّره من جملة رؤوس النوب، ثم ولاّه حسبة القاهرة بعد صرف سودون الفقيه عنها، ثم رقّاه إلى شادّية الشراب خاناه بعد نانق. ومات أستاذه وهو على ذلك. ولما تسلطن الظاهر تمربغا صيّره في مقدّمين (كذا) الألوف، وتقدّم في دولة الظاهر يلباي على ما أظنّ، ثم =

تقدمة شرمرد

[تقدمة شرمرد] وقرّر شرمرد المؤيّدي دوادار السلطان بدمشق في تقدمة يشبك هذا (¬1). [قاصد حاكم قبرس] وفيه وصل قاصد جاكم متملّك قبرس بخبر جانبك الأبلق وكيفيّة قتله بعد أمور مطوّلة يطول الشرح في ذكرها، فلما تحقّق السلطان ذلك عيّن سودون المنصوريّ ليخرج مع قاصد جاكم للكشف عن حقيقة هذه الحادثة. وخرج سودون هذا، وجرت عليه أمور عسانا نذكر شيئا منها فيما بعد إن شاء الله تعالى (¬2). [رجب] [وفاة العلم البلقيني] [2590]- وفي رجب في سادسه مات قاضي القضاة شيخ الشافعية بمصر العلم البلقيني (¬3)، صالح بن عمر (¬4) بن رسلان بن نصير الكناني، / 160 أ / الشافعيّ. ¬

= صيّره رأس نوبة النوب عوضا عن قايتباي سلطان القصر لما نقل إلى الأتابكية عوضا عن تمربغا لما تسلطن بعد خلع يلباي في فتنة يشبك الفقيه. ولما جرت فتنة خير بك التي خلع فيها تمربغا وتسلطن الأشرف قايتباي اختفى خشكلدي هذا، ثم ظهر، فقبض عليه وصودر، وأخذ منه المال الطائل، ثم نفي إلى دمشق بطالاّ أو إلى القدس، ثم أذن له بعد ذلك بالخروج إلى دمشق وهو مقيم بها إلى يومنا هذا. وكان قد تزوّج بابنة الخليفة المستنجد بالله و (. . .) عليه بعد خروجه. وهو إنسان غير مشكور. ويشبك باش قلق: معناه ثلاثة آذان. (هكذا قال المؤلّف)، والصواب: خمسة آذان. (¬1) خبر التقدمة في: الروض الباسم 2 / ورقة 76 أ، وأعلام الورى 63 وفيه: «شرامنت». (¬2) خبر قاصد قبرس في: النجوم الزاهرة 16/ 285، 286، والروض الباسم 2 / ورقة 76 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 418. (¬3) انظر عن (البلقيني) في: النجوم الزاهرة 16/ 286 و 333، وعنوان العنوان، رقم 277، والذيل على رفع الإصر 155، ووجيز الكلام 2/ 759، 760 رقم 1746، والضوء اللامع 3/ 312 - 314 رقم 1199، والدليل الشافي 1/ 351 رقم 1205، والمنهل الصافي 6/ 327 - 329 رقم 1208، وحسن المحاضرة 1/ 210، ونظم العقيان 119 رقم 91، وحوادث الزمن 1/ 166 رقم 207، وبدائع الزهور 2/ 419 وفيه وفاته سنة 869 هـ‍؛ والروض الباسم 2 / ورقة 84 ب، 85 أ، والمنجم في المعجم 126 - 133 رقم 58، والبدر الطالع 1/ 286، 287 رقم 201، وطبقات المفسّرين للداوودي 1/ 214 رقم 208، ومعجم شيوخ ابن فهد 357، 358، وشذرات الذهب 7/ 307، وهدية العارفين 1/ 422، ومعجم المؤلفين 5/ 9، والأعلام 3/ 194، وديوان الإسلام 1/ 298، 299 رقم 464، ودائرة معارف الأعلمي 20/ 162، وتحفة الأحباب 51، 53، Brockelmann G 2\ 96, S 2\ 114,115 . (¬4) في الأصل: «صالح بن عبد البر».

قضاء الشافعية

وكان عالما فاضلا، علاّمة وقته في مذهبه. سمع على جماعة منهم والده. وولي عدّة تداريس جليلة، وناب في القضاء عن أخيه الجلال، ثم وليه غير ما مرّة، وانتهت إليه رئاسة مذهبه بمصر. وصنّف، وألّف. وله نظم. ومولده في سنة أحد (¬1) وتسعين وسبعمائة. [قضاء الشافعية] وفيه أعيد الشرف المناويّ إلى القضاء الشافعية (¬2). [وفاة تنم الأبو بكري] [2591]- وفيه مات تنم الأبو بكري (¬3)، الناصري، الأعرج، أحد الأمراء بمصر (¬4). وكان ساكنا، خيّرا، ديّنا، أدوبا، محنّكا. [قتل ابن عطية البرد دار] [2592]- وفيه ورد الخبر بكائنة محمد بن عطية (¬5) البرد دار (¬6) لتنم نائب الشام بدمشق، وأنه ثار جماعة وادّعي عليه بدعاوى كفريّة، وآل الأمر إلى قتله ثم حرقه بالنار. وكان من الظلمة الكبار. [اختفاء قانبك المحمودي] وفيه اختفى قانبك (¬7) المحمودي أحد مقدّمين (¬8) الألوف بسبب فتنة وقعت بين ¬

(¬1) الصواب: «سنة إحدى». (¬2) خبر قضاء الشافعية في: النجوم الزاهرة 16/ 286، والروض الباسم 2 / ورقة 76 ب، وبدائع الزهور 2/ 419. (¬3) انظر عن (تنم الأبو بكري) في: الروض الباسم 2 / ورقة 82 ب. (¬4) وهو أحد العشرات. (¬5) انظر عن (محمد بن عطية) في: الروض الباسم 2 / ورقة 77 أو 3 / ورقة 88 أ. (¬6) البرد دار: هو أمير جاندار، من أمراء الطبلخاناه، مهمّته تنظيم دخول الأمراء على السلطان وتقديم البريد له مع الدوادار، يعمل بإمرته صنف من العساكر يعرفون باسم: برد دارية أو جاندارية، انحصر عملهم عند مباشري الديوان، وقد انحطّت هذه الوظيفة في آخر العصر المملوكي حتى صارت من اختصاص أمراء العشرات. (حدائق الياسمين لابن كنان 130، معجم المصطلحات والألقاب التاريخية 43، 44، 73). (¬7) في بدائع الزهور: «قايتباي»، والمثب يتقف مع الروض الباسم. (¬8) الصواب: «أحد مقدّمي».

تجريدة البحيرة

مماليكه وبين بعض أجلاب السلطان. ثم آل الأمر إلى أن أعطي الأمان على يد قانم التاجر. وظهر بعد أمور (¬1). [تجريدة البحيرة] وفيه عيّن السلطان تجريدة ثالثة نجدة لمن بالبحيرة. وكان لما عيّن التجريدة الأولى أردفها بثانية، ثم بهذه لما بلغه التقاء العسكر بالعرب، وأنه قتل طائفة من الجند السلطاني، واستحث هذه على الخروج بسرعة. ووقع في يوم خروجهم حادثة شنعة، وهي أنهم غاروا على جمال السّقائين لحمل الماء معهم في مهمّهم، فأخذوا من وجدوه صدفة. وفرّ من لم يجدوه، فلم يوجد بالقاهرة في هذا اليوم حمل ماء، وكان بها عطشة نادرة تكالب الناس فيها على الماء وازدحموا على الأسبلة، وخرج الكثير من الناس لإحضار الماء على البغال والحمير وبالجرار على الروس (¬2)، وأبيعت الراوية الماء بأربعة أنصاف، وربّما أبيعت بستة، واقتصر كثير من الناس على شرب ماء الآبار المالحة، ودامت هذه الشدّة عدّة أيام. ثم كان في سنة اثنين (¬3) وتسعين وثلاث أيضا شدّة تفوق (¬4) هذه في قضية الماء، سنذكرها هناك إن شاء الله تعالى (¬5). [شعبان] [تفريق الكسوة على الجند] وفي شعبان فرّقت الكسوة على الجند. وحضر السلطان المنفق فقطع كسوة جماعة ¬

(¬1) خبر اختفاء قانبك في: الروض الباسم 2 / ورقة 77 أ، وبدائع الزهور 2/ 419. وذكر المؤلّف - رحمه الله - الخبر مفصّلا في الروض الباسم: فقال: وكان من خبر ذلك أنه كان وقع بين مماليك السلطان ومماليكه فتنة كبيرة بسبب إسطبل كلّ من الطائفتين يريد سكناه فتعارضا، وأدّى ذلك إلى المقاتلة، وبلغ السلطان ذلك فبعث لقانبك بأن يبعث إليه بمن قاتل مماليكه، فامتنع قانبك من ذلك، وتكلّم بكلام حسن فيه الجفاء وقلّة الأدب على السلطان وذلك لطيشه وعادته في تهوّره وخفّته ولاستدلاله على السّلطان، ثم فكّر بعقله في عاقبة ما صدر منه فاختشى وتخوّف من ذلك فاختفى. ولما بلغ السلطان ذلك أمّنه على نفسه، وأمر قانم التاجر أمير مجلس بأن يفحص عن مكانه ويتوجّه إليه بنفسه ويبلّغه أمان السلطان وعفوه عنه وعدم مؤآخذته بل ويعده أنه يكون معفى عن الخدم بسبب ما يعتريه من مرض المفاصل إلى أن يحصل له الشفاء التام، وأن يحضره إلى منزله مع تطييب خاطره، ففعل ذلك. (¬2) كذا. (¬3) الصواب: «سنة اثنتين». (¬4) في الأصل: «فوق». (¬5) خبر تجريدة البحيرة في: النجوم الزاهرة 16/ 286، والروض الباسم 2 / ورقة 77 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 419.

المطر الغزير في مصر

كيرة من ضعفاء الجند ومن أولاد الناس وغيرهم، وحصل لهم الضرر بذلك (¬1). [المطر الغزير في مصر] وفيه في ثاني بشنس (¬2) أمطرت السماء مطرا غزيرا سالت منه / 160 ب / الأودية والأزقّة، ودلفت البيوت. وكان الرعد والبرق والسحاب المتراكم في ذلك اليوم كله، ثم أمطرت ليلا، ثم عاود ذلك أياما. وعدّت هذه من خلاف عادات مصر (¬3). [رمضان] [قتل نائب قلعة كركر] [2593]- وفي رمضان ورد الخبر على السلطان بقتل جكم (¬4) نائب قلعة كركر غيلة. وأنّ الأكراد ملكوا القلعة، فتأثّر السلطان لذلك. [قاصد حسن الطويل إلى السلطان] ثم بعد أيام ورد الخبر باستخلاص حسن الطويل القلعة المذكورة، ثم بعث حسن قاصده بذلك للسلطان (¬5). [قضاء الشافعية بحلب] وفيه استقرّ لسان الدين بن أثير الدين بن الشحنة في قضاء الشافعية بحلب، عوضا عن أبيه، بحكم رغبته له عنها (¬6). [مسايرة أمير الحاج] وفيه نودي بزينة القاهرة لمسايرة الشهاب بن العيني أمير الحاج. ثم عملت هذه المسايرة، وكانت من نوادر المسايرات (¬7). [إبتداء الوحشة بين سلطان مصر والسلطان العثماني] وفيه وصل قاصد ابن (¬8) عثمان ملك الروم، ولما صعد إلى القلعة لم يقبّل الأرض ¬

(¬1) خبر الكسوة في: الروض الباسم 2 / ورقة 78 أ، وبدائع الزهور 2/ 419. (¬2) بشنس: هو الشهر التاسع في السنة القبطية. (¬3) خبر المطر في: الروض الباسم 2 / ورقة 78 أ، وبدائع الزهور 2/ 419، 420. (¬4) انظر عن (جكم) في: الروض الباسم 2 / ورقة 78 أو 83 ب، وبدائع الزهور 2/ 286. (¬5) خبر قاصد الطويل في: الروض الباسم 2 / ورقة 78 ب، ووجيز الكلام 2/ 759. (¬6) خبر القضاء في: الروض الباسم 2 / ورقة 78 ب، وبدائع الزهور 2/ 420. (¬7) خبر أمير الحاج في: الروض الباسم 2 / ورقة 78 ب، وبدائع الزهور 2/ 420. (¬8) في الأصل: «بن».

شوال

كجاري عادة القصّاد، فحنق منه السلطان، ولم يخلع عليه، وكان قد أحضر هدية ففرّقها السلطان أو غالبها على من كان حاضرا من الأمراء وغيرهم، وقرئت مكاتبة (¬1) مرسله، ووجد بها ألقابا لم تجر العادة بأن يكاتب بها صاحب مصر، فزاد حنق السلطان من ذلك، ووقع بسبب ذلك قال وقيل كثير. وكانت هذه ابتداء الوحشة بين المملكتين، واستصحب الحال ذلك إلى يومنا هذا. وكان من ذلك ما ستعرفه إن شاء الله تعالى (¬2). [شوال] [اتفاق عيد الفطر وعيد القبط] وفي شوّال وافق عيد الفطر للمسلمين والعيد الذي يسمّى عيد ميكائيل للقبط، فاتفقا في يوم واحد. وكانت نادرة (¬3). [الخلعة على قاصد ابن عثمان] وفيه في يوم العيد صعد قاصد ابن (¬4) عثمان للقلعة، وحضر العبد مع السلطان. ولما دخل السلطان إلى القصر وجلس على تخت الملك قبّل له القاصد الأرض وكان قد اعتذر بعدم معرفة ذلك، ثم خلع السلطان خلع العيد على من كان له عادة بذلك، وخلع على القاصد من جملة الناس، وهال القاصد ما رآه من كثرة الخلع في هذا اليوم (¬5). [تقرير أمير جاندار] وفيه استقرّ برد بك هجين الظاهري، أحد مقدّمين (¬6) الألوف / 161 أ / أمير جاندار. وكانت هذه الوظيفة في القديم من أجلّ الوظائف، ثم أنسيت حتى صارت بيد الخاصكية، فأراد الظاهر خشقدم التنويه بها، فقرّر فيها مقدّم ألف. ومع ذلك فما شهرت ولا ذكرت (¬7). ¬

(¬1) في الأصل: «مكاتبته». (¬2) خبر ابتداء الوحشة في: الروض الباسم 2 / ورقة 78 ب، وبدائع الزهور 2/ 420. (¬3) خبر اتفاق العيدين في: الروض الباسم 2 / ورقة 78 ب، وبدائع الزهور 2/ 420. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر الخلعة في: بدائع الزهور 2/ 420. (¬6) الصواب: «أحد مقدّمي». (¬7) خبر أمير جاندار في: الروض الباسم 2 / ورقة 79 أ، والنجوم الزاهرة 16/ 287، وبدائع الزهور 2/ 420.

وفاة نائب البيرة

[وفاة نائب البيرة] [2594]- وفيه مات نائب البيرة كمشبغا السيفي (¬1) بخشباي (¬2). وكان لا بأس به. [سفر قاصد ابن عثمان] وفيه خلع على قاصد ابن (¬3) عثمان وأذن له بالسفر. وكان السلطان قد عيّن سودون القصروي للتوجّه مع قاصد ابن (¬4) عثمان بجوابه، وعيّن هدية على يديه. ثم أبطل سودون وأمر بحمل القاصد الهدية والجواب، فامتنع من ذلك وقال: لم تجر العادة بذلك. وتوجّه لمرسله (¬5). [خروج الحاج] وفيه خرج الحاج من القاهرة، وخرجت الخوند شكرباي الأحمدي مع حفيدها ابن (¬6) العيني. وخرج يشبك الفقيه للحج أيضا، والمحبّ ابن (¬7) الشحنة بعد تعريض السلطان له بذلك (¬8). [القبض على الزين الأستادار] وفيه قبض على الزين الأستادار، ووكّل به بالبحرة. وكان المجد بن البقري أيضا موكّلا به، فاجتمعا. ثم آل الأمر أن ولّي المجد الأستادارية، والزين كشف البحيرة (¬9). [ذو القعدة] [نيابة البيرة] وفي ذي قعدة استقرّ قانباي البكتمري نائب قلعة صفد في نيابة البيرة عوضا عن كمشبغا الماضي خبر موته (¬10). ¬

(¬1) انظر عن (كمشبغا السيفي) في: الروض الباسم 3 / ورقة 87 ب، وبدائع الزهور 2/ 2 / 334، والضوء اللامع 6/ 231 رقم 798. (¬2) في بدائع الزهور: «نخشباي». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «بن». . (¬5) خبر السفر في: وجيز الكلام 2/ 759، وبدائع الزهور 2/ 420. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) خبر الحاج في: وجيز الكلام 2/ 759، والروض الباسم 2 / ورقة 79 أ، وبدائع الزهور 2/ 421. (¬9) خبر القبض على الزين في: الروض الباسم 2 / ورقة 79 ب، وبدائع الزهور 2/ 421. (¬10) خبر نيابة البيرة في: الروض الباسم 2 / ورقة 79 ب، وبدائع الزهور 2/ 421.

نيابة قلعة صفد

[نيابة قلعة صفد] واستقرّ في نيابة قلعة صفد جانبك السيفي تغري برمش الخاصكي. وكان قد عيّن قبل ذلك لخروج للضبط موجود تنم نائب الشام (¬1). [وفاة صاحب قونية] [2595]- وفيه أو الذي بعده مات صاحب قونية السلطان صارم الدين إبراهيم (¬2) بن محمد بن علي بن قرمان التركماني، اللارندي، الرومي، الحنفيّ. وكان من عقلاء الملوك، وله أثالة وأصالة وعدل، ومعروف، وتواضع، وسياسة، ومحبّة في أهل العلم والخير، وخبرة تامّة. ملك بعد أبيه كما تقدّم في سنة ثلاث وعشرين وثمانماية. ودام ملكه زيادة على الأربعين سنة. وجرت عليه أمور في مصانعات من يجاوره من الملوك كابن عثمان، وصاحب مصر. / 161 ب / ومولده سنة خمس وثمانماية. ووقع الخلف بعده في ملكه حتى آل أمره إلى خروجه عن طائفة بني قرمان وملكه ابن (¬3) عثمان. [وفاة النجم ابن عبد الوارث] [2596]- وفيه مات النجم بن عبد الوارث (¬4)، عبد الرحمن بن عبد الوارث بن محمد بن عبد الوارث بن محمد بن عبد العظيم بن عبد المنعم بن يحيى بن الحسن بن موسى بن يعقوب بن نجم بن عيسى بن شعبان بن عيسى بن داود بن محمد بن نوح بن طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة البكري، المصري، المالكيّ. وكان عالما، فاضلا، صالحا، خيّرا، ديّنا، عالي الهمّة، له شهرة وذكر خصوصا ببلاد الوجه القبلي قامعا به للمفسدين، وولي قضاء تلك النواحي، وباشر بعفّة ونزاهة نفس وتواضع، وقيام في الحق. ¬

(¬1) خبر نيابة قلعة صفد في: الروض الباسم 2 / ورقة 79 ب. وبدائع الزهور 2/ 421، ومملكة صفد في عهد المماليك 306 رقم 18. (¬2) انظر عن (صارم الدين إبراهيم) في: النجوم الزاهرة 16/ 334، 335، ووجيز الكلام 2/ 764 رقم 759 أوالضوء اللامع 1/ 155، والروض الباسم 2 / ورقة 80 ب، 81 أ، وبدائع الزهور 2/ 421، 422. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) انظر عن (ابن عبد الوارث) في: الضوء اللامع 4/ 90، 91 رقم 264، ونظم العقيان 123، 124 رقم 101، والمنجم في المعجم 138، 139 رقم 69، وبدائع الزهور 2/ 422.

وفاة العلاء بن الأهناسي

سمع على جماعة، منهم: الصلاح الزفتاوي، والنجم البالسي، والناصر بن الفرات، والزين العراقي. ورحل إلى الأكابر، وأخذ عنهم، وشهر بالفضيلة والصلاح والديانة. ومولده سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة (¬1). [وفاة العلاء بن الأهناسي] [2597]- وفيه مات العلاء ابن الأهناسيّ (¬2)، علي بن محمد. وكان لا بأس به. ولّي الأستادارية من البرد دارية، ثم الوزارة، ونظر الخاص، وجرت عليه أمور. ومن آثاره المدرسة من إنشائه بالحسينية. [وفاة التاج البطولسي] [2598]- وفيه مات التاج البطولسي (¬3)، محمد بن أحمد السكندري، المالكيّ. وكان مقرئا، فاضلا، وانتفع به جماعة في السبع. وولي تدريس الحديث بالبرقوقية، وأمّ بالقصر السلطاني. وسمع على جماعة. ومولده في سنة خمس عشرة وثمانماية. [كسر النيل] وفيه في عاشر مسرى كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل السلطان لذلك بنفسه في موكب حافل بأبّهة السلطنة فخلّق المقياس بين يديه وعاد في الحرّاقة وفتح الخليج بحضوره، وركب إلى القلعة، وتعجّب الناس لنزوله (¬4). وكان آخر العهد بنزول الأشرف برسباي للكسر في سنة ثلاث وثلاثين، ثم انقطع ذلك وأبطل إلى هذا الزمان حتى أعاده هذا السلطان. ¬

(¬1) في الأصل: «سبعمه». (¬2) انظر عن (ابن الأهناسي) في: النجوم الزاهرة 16/ 334، والروض الباسم 5/ 296 رقم 995، ووجيز الكلام 2/ 765 رقم 1764، والروض الباسم 2 / ورقة 86 أ، وبدائع الزهور 2/ 423. (¬3) انظر عن (التاج البطولسي) في: الروض الباسم 3 / ورقة 88 أ. (¬4) خبر النيل في: الروض الباسم 2 / ورقة 79 ب، والنجوم الزاهرة 16/ 287، وبدائع الزهور 2/ 422.

الإرجاف بزوال ملك السلطان

[الإرجاف بزوال ملك السلطان] وفيه أرجف الناس بزوال ملك السلطان في هذه السنة، فلم يكن ما أرجفوه (¬1). [ذو الحجة] [وفاة طوخ الجكمي] [2599]- وفي ذي حجّة مات طوخ الجكميّ (¬2)، أحد الطبلخانات، والرأس نوبة الثاني. وكان كثير الإسراف على نفسه، وما اتفق له أن حجّ، مع كثرة ماله وطول عمره، فإنه ممّن (جاوز الثمانين) (¬3). [تغريق نائب جدّة] [2600]-، [وفيه] (¬4) غرّق السلطان يرش السيفي (¬5) جانبك نائب جدّة، ومعه أربعة أنفار من الخاصكية بشيء بلغ السلطان عنهم. وكان قد قبض عليه وأمر به فضرب ضربا مبرحا، ثم عصره حتى كاد أن يهلك، فأقرّ على جماعة، وأنه اتفق هو وإيّاهم على اغتيال السلطان، بل وواجههم بذلك. ووقعت أشياء آل الأمر فيها إلى إخراج الأتابك جرباش وولده إلى ثغر دمياط، كما سيأتي ذلك. [قتل صهر السلطان] [2601]- وفيه مات قتيلا بيد بعض العربان بخليص (¬6): برد بك القبرسيّ (¬7)، الأشرفي إينال، الدوادار الثاني، وصهر السلطان. ¬

(¬1) خبر الإرجاف لم يرد في المصادر. (¬2) انظر عن (طوخ الجكمي) في: النجوم الزاهرة 16/ 335، والدليل الشافي 1/ 372 رقم 1236، والمنهل الصافي 7/ 16، 17 رقم 1279، والضوء اللامع 4/ 10 رقم 33، والروض الباسم 2 / ورقة 85 أ، وبدائع الزهور 2/ 422. (¬3) ما بين القوسين عن الهامش. (¬4) إضافة على الأصل. (¬5) انظر عن (يرش السيفي) في: الضوء اللامع 10/ 269 رقم 1072 وفيه: «يرش الدواداري جانبك. مات سنة ثمان وستين» (انتهى)، والروض الباسم 2 / ورقة 80 أو 3 / ورقة 88 ب، وبدائع الزهور 2/ 422، 423. (¬6) خليص: حصن بين مكة والمدينة. (معجم البلدان 2/ 387). (¬7) انظر عن (برد بك القبرسي) في: النجوم الزاهرة 16/ 335، 336، ووجيز الكلام 2/ 765 رقم 1763، والضوء اللامع 3/ 4 - 6 رقم 20، والروض الباسم 2 / ورقة 81 ب، 82 أ، وبدائع الزهور 2/ 423، 424. =

وفاة أبي الفضل الشاذلي

وكان إنسانا حسنا، خيّرا، ديّنا، عاقلا، أدوبا، سيوسا، مع تواضع وبرّ ومعروف ومحبّة في أهل العلم والخير، وحسن السفارة. ترقّى عند أستاذه إلى الدوادارية الثانية وباشرها بعفّة ونزاهة نفس، وحسن سيرة، وكرم نفس. وله آثار حسان عديدة. وكان سنّه يوم موته نحوا من ستين سنة. [وفاة أبي الفضل الشاذلي] [2602]- وفيه مات أبو الفضل بن الحنفيّ (¬1)، محمد بن محمد بن حسن التيمي، الشاذلي، الحنفيّ. وكان واعظا، فاضلا، على طريقة أبيه بزوايته. [وفاة سودون قندورة] [2603]- وفيه مات سودون قندورة (¬2) اليشبكي، أحد مقدّمين (¬3) الألوف بدمشق (¬4). [حبس ابن البقري] [وفيه] (¬5) قبض على المجد بن البقري، وضرب وحبس بالقلعة ليقوم بتكفية الجامكية (¬6). [زيادة النيل] وفيه، ووافق أول توت (¬7)، نودي على النيل بزيادة ثلاثة أصابع من الذراع العشرين، وكانت هذه من نوادر الزيادات (¬8). ¬

= وعرف بالقبرسي لأن الملك الأشرف إينال ملكه في سنيّ قبرس سنة 829 هـ‍. (¬1) انظر عن (أبي الفضل بن الحنفي) في: وجيز الكلام 2/ 862 رقم 1754 وفيه اسمه: «عبد الرحمن»، والروض الباسم 3 / ورقة 88 أ، والنجوم الزاهرة 16/ 334، وحوادث الزمان 1/ 166، 167 رقم 209، وعنوان العنوان، رقم 729، والضوء اللامع 9/ 72، 73 رقم 193. (¬2) انظر عن (سودون قندورة) في: الروض الباسم 2 / ورقة 84 ب، والضوء اللامع 3/ 287 رقم 1090، والنجوم الزاهرة 16/ 336، 337. وهو في الضوء: «سودون اليشبكي يشبك الجكمي أمير اخور التركماني، ويعرف بقندورة». (¬3) الصواب: «أحد مقدّمي». (¬4) في الضوء: سافر أمير المحمل الشامي في سنة ثمان وستين، فمات بعد خروجه من المدينة النبوية إلى جهة الشام في أواخر ذي الحجة منها أو أوائل المحرم من التي تليها، وقد قارب الستين أو جازها. (¬5) إضافة على الأصل. (¬6) خبر القبض على ابن البقري في: الروض الباسم 2 / ورقة 80 أ، وبدائع الزهور 2/ 424. (¬7) توت: هو الشهر الأول في السنة القبطية. (¬8) خبر النيل في: الروض الباسم 2 / ورقة 80 أ، وبدائع الزهور 2/ 424.

قتل ابن فلاح المشعشع

[قتل ابن فلاح المشعشع] [2604]- وفيها - أعني هذه السنة - كان قتل بير بضاغ بن جهان شاه لعليّ بن محمد بن فلاح (¬1) الحصاني، المشعشع (¬2)، القائم مع أبيه بجواير (¬3) أبي عليّان. وخبره يطول، ادّعى بأنه عليّا بن أبي طالب، وقال بنقل الأرواح، وأظهر من الفساد ما لا يعبّر عنه (¬4). وولي بعده ملكه أخوه المحسن، وأظنّه باق ليومنا هذا. [وفاة ابن ظهيرة] [2605]- وفيها مات ظهيرة (¬5) بن أبي حامد بن ظهيرة المكي، المالكيّ. وكان فاضلا. ولي قضاء مكة. وسمع على جماعة (¬6). [وفاة ابن أبي إبراهيم المغربي] [2606]- وفيها مات الشيخ الصالح المبارك، المعتقد، أبو محمد، عبد الله بن أبي إبراهيم المغربي (¬7)، الصحراوي، الصلالي، الأرغاني (¬8)، المالكيّ. شيخ ركب المغاربة. وكان [من] بيت علم وفضل وصلاح وشهرة بتلك البلاد. [انتهاء السنة] وخرجت هذه السنة وقد ابتدأت الوحشة فيها بين عدّة من ملوك الأقطار (¬9). والله يفعل ما يشاء ويختار. ¬

(¬1) انظر عن (ابن فلاح) في: النجوم الزاهرة 16/ 424، والضوء اللامع 5/ 7 رقم 18، والروض الباسم 2 / ورقة 86 ب، و 3 / ورقة 87 أ. (¬2) في الضوء: «الشعشاع». (¬3) هكذا في الأصل. ولعلّها: بجرائر». (¬4) في الضوء اللامع: مات ابن فلاح سنة 863 هـ‍. (¬5) انظر عن (ظهيره) في: الضوء اللامع 4/ 15 رقم 59، ووجيز الكلام 2/ 762، 763 رقم 1755، والروض الباسم 2 / ورقة 85 أ (بالهامش)، وبدائع الزهور 2/ 424. (¬6) مولده في ذي الحجة سنة 841 هـ‍. (¬7) انظر عن (ابن أبي إبراهيم المغربي) في: الروض الباسم 2 / ورقة 85 أ، وبدائع الوهور 2/ 424. (¬8) في الأصل: «الأرعاني». (¬9) انظر: الروض الباسم 2 / ورقة 80 ب.

سنة تسع وستين وثمانماية

سنة تسع وستين وثمانماية [محرّم] [قدوم الخيضري إلى القاهرة] في محرّم قدم القطب الخيضريّ إلى القاهرة وهو على كتابة سرّ دمشق، وأشيع بأنه طلب ليلي كتابة سرّ مصر، ولم يقع ذلك (¬1). [شنق أنفار من الفرنج في تلمسان] وفيه أحضر إلى تلمسان أحد عشر نفرا من الفرنج المفسدين في البحر، فعلّق منهم ستة على أبواب تلمسان، وترك خمسة ليفادوا عن أنفسهم (¬2). [الخلعة على الزين الأستادار] وفيه وصل الزيل الأستادار من البحيرة، وكان على كشفها، فبعث بطلبه، ثم خلع عليه بالأستادار (¬3). [نظر الإسطبل] وفيه قرّر في نظر الإسطبل إنسان من الشام يقال له تاج الدين، وصرف الشرف بن البقريّ، وألزم بمال (¬4). [الوحشة بين ملك الأندلس وابنه] وفيه وقعت الوحشة يبن ملك الأندلس السلطان المستعين بالله صاحب غرناطة، وبين ولده أبي الحسن عليّ، فثار بأبيه وأخرجه من غرناطة وملكها (¬5). ¬

(¬1) خبر قدوم الخيضري في: الروض الباسم 3 / ورقة 91 أ، وبدائع الزهور 2/ 424. (¬2) خبر الشنق في: الروض الباسم 3 / ورقة 91 ب. (¬3) خبر الخلعة في: الروض الباسم 3 / ورقة 91 ب، وبدائع الزهور 2/ 424. (¬4) خبر الإسطبل في: الروض الباسم 3 / ورقة 92 أ، وبدائع الزهور 2/ 424. (¬5) خبر الوحشة في: بدائع الزهور 2/ 424.

وصول حمل قبرس

[وصول حمل قبرس] وفيه وصل حمل قبرس (¬1). [تقدمة ألف بدمشق] وفيه قرّر قانصوه الساقي الأشرفي، أحد العشرات، بمصر، في تقدمة ألف بدمشق. وقرّر في بعض إقطاع قانصوه هذا: قانصوه اليحياوي (¬2). [وصول الحاج] وفيه وصل الحاج والخوند شكرباي (¬3) زوجة السلطان [القبض على الزين الأستدار] وفيه قبض على الزين الأستادار ووكّل به بالقلعة إلى آخر النهار، ثم أنزل به إلى منزل القاضي المالكي وأدّعي عليه من قبل السلطان بأنّ الباقي في ذمّته عشرين (¬4) ألف دينار، ولم تثبت هذه الدعوى، فنقل إلى منزل الببائيّ الوزير لمال قرّر عليه، واستمرّ الببائي يتكلّم على جهات الأستادارية. ثم بعد أيام جمع السلطان المباشرين، وآل الأمر إلى تعيين منصور للأستادارية، وأنه يخلع عليه بعد ذلك بعد أن يسدّ الببائيّ جوامك هذا الشهر (¬5). [تخلّص سودون المنصوري من الأسر] وفيه وصل سودون المنصوري إلى القاهرة بعد أن فكّ من الأسر. وكان فكّه على يد الملكة أخت جاكم. وأرادت بذلك قربها من خاطر السلطان عساه يعيدها إلى ملكها مع الاجتهاد والسعي في ذلك (¬6). [نيابة الكرك] وفيه قرّر بلاط حاجب الحجّاب بدمشق [ب‍] نيابة الكرك، وأضيف إليه تقدمة ¬

(¬1) خبر قبرس في: الروض الباسم 3 / ورقة 92 ب وفيه: في يوم السبت العشرين منه وصل قرقماس ورفقته من جزيرة قبرس وصحبتهم ثياب الصوف عوضا عن جزية قبرس المقرّرة عليهم. وكان وصولهم إلى القاهرة من البرّ من طرابلس. (¬2) خبر تقدمة الألف في: النجوم الزاهرة 16/ 288، والروض الباسم 3 / ورقة 62 ب، وبدائع الزهور 2/ 424. (¬3) في الأصل: «سكرباي». والتصحيح من: النجوم الزاهرة 16/ 288، والروض الباسم 3 / ورقة 92 أوب، وبدائع الزهور 2/ 425. (¬4) الصواب: «عشرون». (¬5) خبر القبض في: الروض الباسم 3 / ورقة 92 ب، وبدائع الزهور 2/ 425. (¬6) خبر تخلّص سودون في: الروض الباسم 3 / ورقة 92 ب، وبدائع الزهور 2/ 425.

حجابة الحجاب بدمشق

سودون قندورة، وبذل في ذلك مال (¬1) له صورة، وصرف ابن (¬2) أيوب عن نيابة الكرك (¬3). [حجابة الحجّاب بدمشق] وقرّر في حجوبية الحجّاب بدمشق شرمرد المؤيّدي عوضا عن بلاط بمال أيضا (¬4). [دوادارية السلطان بدمشق] وقرّر في دوادارية السلطان بدمشق تنبك الشرفي (¬5) عوضا عن شرمرد بمال أيضا، فحصل للسلطان في هذه التنقّلات نحوا (¬6) من خمسة وثلاثين ألف دينار (¬7). [صفر] [اعتقال المستعين بالله صاحب غرناطة] / 163 أ / وفي صفر حمل المستعين بالله سعد بن الأحمر صاحب غرناطة إلى بعض حصون الأندلس مضيّقا عليه من قبل ولده أبي الحسن الذي ملك بعده (¬8). [قلق صاحب تلمسان من صاحب تونس] وفيه رود الخبر على المتوكل على الله محمد بن أبي ثابت صاحب تلمسان بأنّ ¬

(¬1) الصواب: «مالاّ». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) خبر نيابة الكرك في: الروض الباسم 3 / ورقة 92 ب، وبدائع الزهور 2/ 425. (¬4) خبر الحجابة في: النجوم الزاهرة 16/ 288، والروض الباسم 3 / ورقة 92 ب، وبدائع الزهور 2/ 425. (¬5) في الروض الباسم: «الحمزاوي». (¬6) الصواب: «نحو». (¬7) خبر الدوادارية في: بدائع الزهور 2/ 425. وفي الروض ورد: «واستقرّ في دوادارية السلطان بدمشق تنبك الحمزاوي بمال بذله أيضا، واستقرّ في أتابكية طرابلس تنبك الشرفي بمال بذله في ذلك أيضا، واستقرّ أركماس الجاموس على تقدمة تمراز بطرابلس بمال بذله أيضا في ذلك. ذكر بعض المؤرّخين أنّ جملة ما حصل للسلطان من المال في هذه التنقّلات نحو الخمسة وثلاثين ألف دينار. فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم. ما شاء الله كان. انظر إلى شره هذا السلطان وما عليه من كسر الناموس فقلّ إنصافه وكثر طمعه وجمعه للمال من أيّ وجه كان، وبالله المستعان، ومع ذلك فلقد بكي بعده على زمانه: وأقول كما قيل: قالت الضفدع قولاّ فهمته الحكماء في فمي ماء وهل ين‍ طق من في فمه ماء الروض 3 / ورقة 92 ب. (¬8) خبر اعتقال المستعين في: الروض الباسم 3 / ورقة 92 أو 93 أ، وبدائع الزهور 2 / ورقة 425.

استيلاء البرتغال على جبل الفتح

المتوكل على الله عثمان الحفصي صاحب تونس في قصده ثانيا، فحصل عنده الباعث بسبب ذلك، وأخذ في أسباب تدبير أمره، وكان ما سنذكره بعد ذلك (¬1). [استيلاء البرتغال على جبل الفتح] وفيه استولى الفرنج البرطغال (¬2) على جبل الفتح الحصن الأعظم بالأندلس والمعقل المنيع الرفيع. فإنّا لله وإنّا إليه راجعون. وهو باق في أيديهم إلى يومنا هذا. وكان الاستيلاء عليه بالأمان في أثناء تشاغل ملوك الأندلس بالفتن (¬3). [وفاة الشرف يعقوب الرومي] [2607]- وفيه مات الشرف يعقوب الرومي (¬4) الحنفي، شيخ المدرسة القادرية بالبيت المقدس. وكان من أهل العلم والفضل، بارعا في فنون، مع خير وديانة، وحسن سمت، وتؤدة ونفع. [الخلعة بالأستادارية] وفيه خلع على منصور بالأستادارية (¬5). [قدوم قاصد ابن قرمان] [وفيه] (¬6) قدم إلى القاهرة قاصد الأمير بن إبراهيم بن قرمان صاحب قونية ولا رندة وما والاهما بمكاتبة إلى السلطان ومشافهة أيضا، من مضمون ذلك التشكّي من ابن (¬7) عثمان، ¬

(¬1) خبر القلق في: الروض الباسم 2 / ورقة 93 أ. (¬2) في الأصل: «البرطبال». (¬3) خبر استيلاء البرتغال في: الروض الباسم 3 / ورقة 93 أوفيه: وبلغنا أن الكفّار احتالوا بعض حيلة على أهل جبل الفتح ثم أمّنوهم فخرجوا ولم يتعرّضوا لهم البتّة، بل أعانوهم على نقل الكثير من أمتعتهم وأشيائهم إلى حيث مأمنهم. (¬4) انظر عن (يعقوب الرومي) في: الروض الباسم 3 / ورقة 107 ب (بالهامش)، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬5) خبر الأستادارية في الروض الباسم 3 / ورقة 93 أوفيه: في يوم الثلاثاء سابعه أمر السلطان باجتماع مباشري دولته بين يديه لعمل مصلحة الأستادارية ويبدي رأيه فيمن يولّيه الأستادارية، فجمعوا عنده وطال الكلام في هذه القضية، وآل الأمر إلى أن يلي الأستادارية الشمس منصور بن الصفي بعد أن يسد الببائي جوامك الجند في هذا الشهر، وزين الدين في منزله، ثم تنقّل منصور من ربيع الأول فعيّن للأستادارية بهذا الشرط ولم يخلع عليه في هذا اليوم لهذا السبب. والخبر أيضا في ج 3 / ورقة 93 ب. (¬6) إضافة على الأصل. (¬7) في الأصل: «بن».

إقامة صاحب غرناطة بمرينة

وأنّ إخوته قد فرّوا من عنده مغاضبين له إلى ابن عثمان، وأخذوا في إثارته وحضّه في القيام معهم لاقتلاع الملك لهم وأنه مظلوم معهم، ومعه، لكون أباه كان عهد إليه بالملك دونهم وأطاعوه، ثم عصوا عليه، وأنّ قصده أن يكون تحت نظر السلطان. فخلع على قاصده، وأعيد بعد ذلك إلى مرسله ومعه قاصد من جهة السلطان يقال له قرمان من الخاصكية، وجواب من السلطان يوعده (¬1) بنصرته حيث احتاج إلى ذلك، وتعزيته إلى أبيه وتهنئته بملكه. وعيّن خلعة هائلة لابن قرمان ومركوب خاص من الإسطبل السلطاني بالعدّة الكاملة (¬2). [إقامة صاحب غرناطة بمرينة] وفيه خلص المستعين بالله بن الأحمر صاحب غرناطة إلى المدينة فأقام بها عبد القادر [بن] (¬3) محمد بن سيدهم صاحب المرينة. وكان سعد هذا قد ولاّها له (¬4). [وفاة سعد صاحب المرينة] [2608]- ومات سعد بعد ذلك عن قريب في حدود هذه السنة. وهو سعد بن محمد (¬5) بن يوسف بن إسماعيل بن مفرّج بن إسماعيل / 163 ب / بن يوسف بن نصر الأنصاري، الخزرجي، الأرجونيّ الأصل، الأندلسي، الغرناطيّ، السلطان، أمير المسلمين المستعين بالله، أبو النصر ملك الأندلس مدّة. وجرت عليه خطوب وحروب مع عدّة من أقاربه ومع الفرنج، وأقيم الغزو في دولته إقامة جيّدة، وطالت مدّته في المملكة حتى ثار به ولده على ما عرفته. وكان ملكا جليلا، حازما، شجاعا، عاقلا، سيوسا، من أهل ملوك الأندلس حزما وعزما وحنكة. ومولده قبل القرن. [استقلال الغالب بالله بملك الأندلس] وفيه استقلّ أبو الحسن الغالب بالله علي بن سعد بن الأحمر بملك الأندلس من غير معارض، وقام به حتى ثار ولده أبو عبد الله، ففعل معه كما فعل هو مع والده سعد المستعين، كما تدين تدان (¬6). ¬

(¬1) الصواب: «يعده». (¬2) خبر قاصد ابن قرمان في: الروض الباسم 3 / ورقة 93 ب. (¬3) إضافة للضرورة. (¬4) خبر صاحب غرناطة لم يرد في المصادر. (¬5) انظر عن (سعد بن محمد) في: الروض الباسم 3 / ورقة 104 أ، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬6) خبر استقلال الغالب بالله، لم يرد في المصادر.

ربيع الأول

[ربيع الأول] [تعاظم أمر اليهود بفاس] وفي ربيع الأول ورد الخبر إلى تلمسان من فاس بأنه عظم بها أمر اليهود جدّا بواسطة الوزير اليهودي الذي أقامه ملك فاس السلطان عبد الحق هذا والوزير اليهودي ما سنذكره (¬1). [وفاة صاحب حلي باليمن] [2609]- وفيه مات صاحب حلي من اليمن: موسى بن محمد (¬2) بن موسى الأمير، أبو عمران. وكان من الأصلاء النجباء، ولي مدينة حلي بني يعقوب مدّة، وخمدت سيرته. [ركوب السلطان] وفيه، في تاسع هاتور (¬3)، ركب السلطان في موكب حافل بأبّهة الملك، ونزل إلى مطعم الطير، فلبس الصوف وألبسه الأمراء على عادته التي استجدّها، وعاد شاقّا القاهرة إلى قلعته وقعد الناس لرؤيته. وكان له يوما مشهودا (¬4). [إمرة الحاج] وفيه قرّر جانبك الأشرفي قلقسيز في إمرة الحاج بالمحمل (¬5). [نيابة الكرك] وفيه استقرّ في نيابة الكرك جانبك التنميّ عوضا عن بلاط فيما أظنّ (¬6). [إمرة الركّب] وفيه قرّر في إمرة الركب الأول خشكلدي القوامي (¬7). ¬

(¬1) خبر اليهود بفاس في: الروض الباسم 3 / ورقة 93 ب. (¬2) انظر عن (موسى بن محمد) في: النجوم الزاهرة 16/ 338، ووجيز الكلام 2/ 770 رقم 1775، والضوء اللامع 10/ 191 رقم 802 والروض الباسم 3 / ورقة 107 أ، وبدائع الزهور 2/ 426. (¬3) هاتور: هو الشهر الثاني في السنة القبطية. (¬4) الصواب: «وكان له يوم مشهود». وخبر ركوب السلطان في: الروض الباسم 3 / ورقة 94 أ، وبدائع الزهور 2/ 425، 426. (¬5) خبر إمرة الحاج في: الروض الباسم 3 / ورقة 94 أ. (¬6) خبر نيابة الكرك في: الروض الباسم 3 / ورقة 94 أ، وبدائع الزهور 2/ 426. (¬7) خبر إمرة الركب في: الروض الباسم 3 / ورقة 94 أ.

تجهز صاحب تونس إلى تلمسان

[تجهّز صاحب تونس إلى تلمسان] وفيه أشيع الخبر بتلمسان بأنّ عثمان المتوكل على الله صاحب تونس أخذ في تجهّزه إلى تلمسان (¬1). [وفاة نائب البيرة] [2610]- وفيه، أو في الذي بعده، مات قانباي طاز (¬2) البكتمري نائب البيرة. وله نحوا (¬3) من ثمانين. وكان ساكنا، لا بأس به، وهو من مماليك بكتمر جلق نائب الشام. [كائنة الشرف موسى] [2611]- وفيه كائنة الشرف موسى بن كاتب غريب ناظر الديوان المفرد، وهي طويلة، ملخّصها أنه بهدل بين يدي منصور الأستادار، وضربه ضربا مبرحا بداره، ثم بالمقارع بين يدي السلطان، وأثبت عليه عند أحد نواب الحكم المالكية خمسين ألف دينار، وهو مصرّ على أنه لا قدرة له على شيء من ذلك. / 164 أ / وكان هذا سببا لتأكّد العداوة بينه وبين منصور، حتى كان سببا مفضيا إلى ضرب عنق منصور (¬4)، فإنه كان أكبر الأسباب في ذلك وأكبر من تمالى (¬5) عليه (¬6). [مكاتبة حسن الطويل] وفيه وردت مكاتبة حسن الطويل بأنه سار نجدة لابن قرمان على إخوته لما قصدوه بإعانة ابن عثمان، وأنه قاتل هو وابن (¬7) قرمان الإخوة فهزمهم بعد حروب كثيرة (¬8)، وأخذ عدّة بلاد من قلاع كانت اقتلعت من إسحاق بن قرمان، وأنّ الإخوة فرّوا في هزيمتهم إلى جهة ابن (¬9) عثمان، فسرّ السلطان بهذا الخبر (¬10). ¬

(¬1) خبر تجهّز صاحب تونس لم تذكره المصادر. (¬2) انظر عن (قانباي طاز) في: النجوم الزاهرة 16/ 338، والروض الباسم 3 / ورقة 105 ب، وبدائع الزهور 2/ 426، ولم يترجم له السخاوي في الضوء اللامع. (¬3) الصواب: «وله نحوّ». (¬4) انظر عن (منصور) في: الروض الباسم 3 / ورقة 94 أ، وبدائع الزهور 2/ 426. (¬5) كذا. (¬6) في الأصل: «عليه والب». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) في الأصل: «كبيرة». (¬9) في الأصل: «بن». (¬10) خبر المكاتبة في: الروض الباسم 3 / ورقة 94 أ، وبدائع الزهور 2/ 426.

ربيع الآخر

[ربيع الآخر] [إطلاق أسرى المسلمين برودس] وفي ربيع الآخر وردت مكاتبة كسباي نائب الإسكندرية على السلطان بأنّ ملك البنادقة لما بلغه تضييق السلطان على تجار البنادقة بسبب ما أخذه كبار رودس من تجّار المسلمين وبضائعهم جهّز عدّة مراكب إلى رودس لإعادة ما أخذوه وإلاّ قاتلوهم، وأنه قام في ذلك أتمّ قيام حتى أشرف على أخذ رودس، وأجاب صاحب رودس إلى إطلاق المسلمين وما أخذ لهم، بل وإطلاق عدّة من الأسرى غيرهم أيضا، وأنهم وصلوا إلى الإسكندرية سالمين، فأمر السلطان بالإفراج عن البنادقة المضيّق عليهم بسبب ذلك، وعلى غيرهم من طوائف الفرنج. وكان السلطان قد قام في ذلك قياما تامّا، وأفرغ جهده فيه حتى خلّص المسلمين. وعدّت هذه من محاسنه (¬1). [نيابة القدس] وفيه استقرّ في نيابة القدس حسن بن أيوب عوضا عن تغري بردي الأشرفيّ (¬2). [نيابة البيرة] وفيه استقرّ في نيابة البيرة ألماس الأشرفي دوادار السلطان بحلب، وقرّر علي بن الشيباني في الدوادارية بحلب (¬3). [عرض العساكر الشامية] وفيه خرج جانبك الزيني أحد العشرات إلى جهة البلاد الشامية لعرض العساكر بها (¬4). [جمادى الأول] [ركوب السلطان] وفي جماد الأول ركب السلطان من قلعته ونزل (سائرا) (¬5) إلى ربيع خيول قانم التاجر أمير مجلس بناحية بهتيم، فنزل عنده، وكان قد هيّأ له ضيافة حافلة، وأكل، ودام متنزّها ¬

(¬1) خبر إطلاق الأسرى في: الروض الباسم 3 / ورقة 94 أ، ب. (¬2) خبر نيابة القدس في: الروض الباسم 3 / ورقة 94 ب، وبدائع الزهور 2/ 426. (¬3) خبر نيابة البيرة في: النجوم الزاهرة 16/ 288، والروض الباسم 3 / ورقة 94 ب، وبدائع الزهور 2/ 426. (¬4) خبر عرض العساكر في: الروض الباسم 3 / ورقة 94 أ. (¬5) كتبت فوق السطر.

التجريدة إلى عرب محارب

هناك، وعاد بعد الزوال بعد ما قدّم له قانم هدية حافلة ما بين خيول ومماليك وغير ذلك. ولما عاد السلطان دخل في عوده إلى دار الوزير محمد بن الببائي، ثم خرج منها ودخل دار منصور الأستادار فبسط له الشقق الحرير / 164 ب / تحت مواطيء فرسه، ونثر على رأسه خفائف الذهب والفضة، وقدّم له تقدمة حافلة بنحو (الألفي دينار) (¬1)، فخرج من عنده صاعدا قلعته. وكان دخل القاهرة من باب القنطرة (¬2). [التجريدة إلى عرب محارب] وفيه خرجت تجريدة لردّ عرب محارب، وقد عاثوا بالجيزية. وكان في هذه التجريدة يلباي الأمير اخور الكبير، وبرد بك هجين (¬3). [وصول قاصد ابن قرمان] وفيه وصل قاصد ابن (¬4) قرمان يخبر بالواقعة التي اتفقّت له مع إخوته ونصرته عليهم، وأن عسكر ابن عثمان كان مع إخوته وانهزموا، فخلع السلطان على القاصد، وسرّه نصرة ابن (¬5) قرمان (¬6). [تقرير معلّمية المعلّمين] وفيه قرّر في معلّميّة المعلّمين عوضا عن البدر حسن بن الطولونيّ إنسان يقال له حسن التنميّ، ثم بعد أيام صرف وقرّر عوضه يوسف شاه العلمي (¬7). [نظر الحرمين بالقدس والخليل] وقرّر حسن التنمي في نظر حرمين (¬8) القدس والخليل. وكان حسن هذا قد ولي النظر قبل ذلك أيضا (¬9). [تسلّم أعوان الطويل قلعة كركر] وفيه ورد الخبر بأنّ أعوان حسن الطويل تسلّموا قلعة كركر، فظهر للسلطان حينئذ غدر ¬

(¬1) ما بين القوسين كتب فوق السطر. (¬2) خبر ركوب السلطان في: وجيز الكلام 2/ 766، 767، والروض الباسم 3 / ورقة 94 ب، وبدائع الزهور 2/ 426، 427. (¬3) خبر التجريدة في: الروض الباسم 3 / ورقة 94 ب، وبدائع الزهور 2/ 427. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر قاصد ابن قرمان في: الروض الباسم 3 / ورقة 94 ب، 95 أ. (¬7) خبر تقرير المعلّمية في: الروض الباسم 3 / ورقة 95 أ، وبدائع الزهور 2/ 427. (¬8) الصواب «نظر حرمي». (¬9) خبر نظر الحرمين في: الروض الباسم 3 / ورقة 95 أ، وبدائع الزهور 2/ 427.

وفاة وزير مكة

حسن هذا بعد أن ظنّ صحبته ونصحه لهذه المملكة، وندم السلطان على إظهاره مباينة ابن (¬1) عثمان، وأخذ في أساب تلافي الأمر مع ابن (¬2) عثمان، فعيّن السيد الشريف نور الدين علي القصيري الكردي رسولا عنه إلى ابن (¬3)، عثمان، وندبه في إبرام الصلح بينه وبينه (¬4). [وفاة وزير مكة] [2612]- وفيه مات وزير مكة المشرّفة بدير (¬5) بن شكر (¬6) الحسني (¬7)، المكي. وكان من أكابر الشيوخ وذوي الوجاهات، محمود السيرة في وزارته، حسن السفارة، مقصدا للخير (¬8). [هزيمة المسلمين بالأندلس] وفيه عقدت الهزيمة بين المسلمين بالأندلس وبين الكفار، وبينا رسل الإسلام تتردّد إلى الفنش صاحب قشتالة الفرنجي في تقرير الأمر وإذا به وثب على بعض حصون الأندلس فملكها قبل تمام العقد، ثم تمّ العقد بعد ذلك، فحصل عند المسلمين فرح من وجه، وهو كونهم أمنوا من جهة الكافر صاحب قشتالة، وترح من وجه آخر بذهاب الحصن، وما أمكن المتكلّم في ذلك كونه كان قبل عقد الصلح (¬9). [إطراء السلطان لأستاداره] وفيه أخذ السلطان في إطراء منصور الأستادار، وشكره لاحتفاله بشأن سداد الجامكية، وخلع عليه خلعة بعد خلعة (¬10). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر قلعة كركر في: النجوم الزاهرة 16/ 288، والروض الباسم 3 / ورقة 95 أ، وبدائع الزهور 2/ 427. (¬5) انظر عن (بدير) في: النجوم الزاهرة 16/ 338 وفيه: «بديد»، ووجيز الكلام 2/ 770 رقم 1774، والضوء اللامع 3/ 4، والروض الباسم 3 / ورقة 101 ب، وبدائع الزهور 2/ 427 وفيه: «بديد»، والمثبت يتفق مع الضوء، والروض. (¬6) في الضوء: «سكر» بالمهملة. (¬7) الحسني: نسبة لحسن بن عجلان لكون والده عتيقه كان زعيم الأقطار الحجازية وعميدها ووزيرها. (¬8) وقال السخاوي: ولد في سنة سبع أو تسع وثمانمائة بمكة. مات في جمادى الأولى سنة تسع وستين، ورأيت من أرّخه في التي بعدها بوادي الآبار من عمل مكة. (¬9) خبر هزيمة المسلمين في: «الروض الباسم 3 / ورقة 95 أ، ب. (¬10) خبر الإطراء لم تذكره المصادر.

جمادى الآخر

ثم كان له منه ما سنذكره من قتله. [جمادى الآخر] [قدوم قاصد صاحب تونس إلى صاحب تلمسان] وفي جماد الآخر قدم قاصد صاحب تونس إلى صاحب تلمسان، فأعاده سريعا من غير جواب شاف عمّا جاء بصدده من سؤاله عن عدم وفائه / 160 أ / بما وقع عليه الاتفاق والصلح (¬1). [وصول قاصد حسن الطويل] وفيه وصل قاصد حسن الطويل وعلى يده مكاتبة ومفاتيح قلعة كركر من غير أن يسلّمها لأحد من جهة السلطان، ثم أشيع بأنّ حسن هذا بعث بطلب في مقابلة تسليم كركر عشرة آلاف دينار، وقلعة خرت برت، وكانت بيد ملك أصلان بن دلغادر، وهو معاد لحسن المذكور وبينهما مباينة، فحار السلطان في أمره (¬2). [وفاة البدر العسقلاني] [2613]- وفيه مات البدر بن حجر (¬3)، محمد بن أحمد العسقلانيّ الأصل، القاهري، الشافعيّ، ولد الحافظ قاضي القضاة. وكان غير ناخب. (سمع) (¬4) على أبيه وغيره ولم يحسن التصرّف في [تصانيفه] (¬5). ومولده سنة خمس عشرة وثمانماية (¬6). [عزل البدر الرهوني نائب المالكي] وفيه اتفقت حادثة عزل فيها السلطان البدر حسن بن الرهوني أحد نواب المالكي، وكتب عليه سجلّ (¬7) بأن لا يتولّى القضاء قط في مدّة عمره، وعزل عدّة من نواب الحكم أيضا في كائنة ابن (¬8) الرهونيّ هذا (¬9). ¬

(¬1) خبر قاصد صاحب تونس في: الروض الباسم 3 / ورقة 95 ب. (¬2) خبر قاصد حسن الطويل في: الروض الباسم 3 / ورقة 95 ب. (¬3) انظر عن (البدر بن حجر) في: النجوم الزاهرة 16/ 339، وعنوان العنوان، رقم 62، والضوء اللامع 7/ 20 رقم 34، والروض الباسم 3 / ورقة 105 ب، 106 أ، وحوادث الزمان 1/ 168 رقم 210، والمنجم في المعجم 176 رقم 132، وبدائع الزهور 2/ 427. (¬4) مكرّرة في الأصل. (¬5) في الأصل: «مغلسه». وما أثبتناه عن الضوء اللامع. (¬6) وقال السخاوي: ووجدته بخطي في موضع آخر سنة أربع عشرة. (¬7) الصواب: «سجلاّ». (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) خبر عزل الرهوني في: الروض الباسم 3 / ورقة 95 ب.

رجب

[رجب] [الزينة بدوران المحمل] وفي رجب نودي بالزينة لدوران المحمل، فزيّنت القاهرة وفشا أذى الجلبان في هذه الزينة، وأخذوا من حينئذ في النمردة وكثرة التمرّد حتى خرجوا عن الحدّ بعد ذلك كما سيأتي. ثم أدير المحمل فوقع فيه من التشاويش من الجلبان ومن الأذى ما لا يعبّر عنه (¬1). [خلعة السفر على قاصد حسن الطويل] وفيه خلع على قاصد حسن الطويل بسفره بعد أن جهّز إلى حسن من التحف والهدايا أشياء كثيرة طمعا في تسليمه قلعة كركر، سيما وقد قويت الإشاعة بمسير جهان شاه وابنه بير بضاغ (¬2) على بلاد حسن، وكان السلطان قد عيّن أربعة من الأمراء المقدّمين ليخرجوا إلى حلب يحفظوها من طارق عساه يطرقها (¬3). [وفاة جانبك الحاجب] [2614]-، [وفيه] (¬4) مات جانبك الحاجب (¬5) الناصري، نائب طرابلس. وكان عاقلا، دربا، سيوسا، أدوبا، حشما، حسن العشرة، لا بأس به. تنقّل في الخدم من دوادارية خشداشه برسباي الناصري، حاجب دمشق أيضا، حتى قرّر في إمرة طبلخاناه بدمشق في كائنة إينال الجكمي لكونه قبض عليه. ثم تنقّل حتى ولي هجومية دمشق الكبرى وباشرها بحرمة، وأثرى. ثم ولي نيابة صفد، ثم حماه، ثم طرابلس، وبها بغته الأجل. وقد جاوز السبعين. [كائنة نهب مصر العتيقة] وفيه كائنة نهب مصر العتيق (¬6) من جلبان السلطان. وكانت كائنة فظيعة ثار منهم جماعة، وتوجّهوا إلى مصر غائرين عليها بخيولهم ورجلهم، فنهبوا الكثير من حاراتها وحوانيتها / 165 ب / حتى خرجوا في ذلك عن الحدّ وأفحشوا. ¬

(¬1) خبر الزينة في: الروض الباسم 3 / ورقة 96 أ، والنجوم الزاهرة 16/ 288. (¬2) في الأصل: «بضاع». (¬3) خبر خلعة السفر في: الروض الباسم 3 / ورقة 96 أ. (¬4) إضافة على الأصل. (¬5) انظر عن (جانبك الحاجب) في: النجوم الزاهرة 16/ 339، والروض الباسم 3 / ورقة 102 أ، والضوء اللامع 3/ 61 رقم 246 وفيه: جانبك الناصري فرج، وتاريخ طرابلس 2/ 52 رقم 123. (¬6) كذا. وهي مصر العتيقة.

سفر ابن رمضان إلى بندر جدة

وكان السبب في ذلك قضية يطول الشرح في ذكرها قتل بسببها ملوك من الجلبان بجريرة (¬1) الصابوني من يد إنسان ناطور (بمكان) (¬2) هناك، ولما بلغ السلطان الكائنة من قتل المملوك مال مع مماليكه وانتدب والي الشرطة، فأمره بتحصيل القليل، وكان قد فرّ بل ومن حضر هناك إلى جهة الوجه القبلي، فقبض الوالي على ثلاثة أنفار لا دخل لهم في الكائنة أصلا وقبضهم بالجزيرة، وأحضرهم إلى السلطان، وحضر جماعة فشهدوا ببراءتهم وأنهم لم يكونوا مع من قتل ولا حضروا الكائنة أصلا، فضلا عن غير ذلك، فلم يلتفت السلطان إلى ذلك وأمر بتوسيطهم لإرضاء جلبان وما عليه من غضب الرب خالقه، نعوذ بالله من ذلك، ووسّطوا في الحال بعد أن زاد في تعذيبهم بقطع أيديهم فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم. كذلك أخذ السلطان في إظهار ردع الجلبان وأن يردّوا ما نهبوا، فلم يردّ الربع ممّا نهب، وراحت على من راح (¬3). [سفر ابن رمضان إلى بندر جدّة] وفيه سافر علي بن رمضان إلى بندر جدّة متكلّما عليه بعناية الشهاب أحمد بن العيني، والتزم بمال كبير (¬4). [وصول سيف نائب طرابلس] وفيه وصل سيف جانبك نائب طرابلس (¬5). [شعبان] [ركوب السلطان] وفي شعبان ركب السلطان من القلعة، ونزل سائرا إلى جهة مصر العتيق (¬6)، وقصد بذلك أن يطيّب خواطر أهل مصر إذا استفاقوا إليه مما حلّ بهم. وكان بعض الأمراء قد خوّفه من عاقبة دعائهم عليه، فلما وصل إلى مصر واجتاز بشوارعها وجدها قد زيّنت له، ولما رآه العامّة أخذوا في الدعاء له، ولم يذكروا ولا الواحد منهم ما كان وقع لهم حتى سقط في يد ذلك الأمراء المخوف للسلطان، ثم عاد السلطان فدخل في عوده إلى منزل ابن (¬7) العيني بدار جانبك نائب ¬

(¬1) في الأصل: «بجزيرة». (¬2) في الأصل: «بمقات». (¬3) خبر كائنة النهب في: الروض الباسم 3 / ورقة 96 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 428. (¬4) خبر سفر ابن رمضان في: الروض الباسم 3 / ورقة 96 ب. (¬5) خبر سيف نائب طرابلس في: الروض الباسم 3 / ورقة 96 ب، والنجوم الزاهرة 16/ 288. (¬6) كذا. وهي مصر العتيقة. (¬7) في الأصل: «بن».

وفاة إمام الجامع الأموي

جدّه، فأضافه ضيافة حافلة، وقدّم له عدّة من الخيول، ثم خرج من عنده، فدخل منزل برد بك هجين بقرب منزل بن (¬1) العيني، فقدّم له ثمانية من الخيل قبل منها واحدا، ثم خرج، واجتاز بقناطر السباع، وعطف سائرا إلى قنطرة طقزدمر، فاجتازها إلى قنطرة سنقر، ودخل إلى دار محمد بن أبي الفرج نقيب الجيش، وخرج منها سائرا / 166 أ / حتى دخل دار نانق شادّ الشراب خاناه، والمدابغ بقرب تحت الربع، وخرج منها سائرا حتى صعد القلعة (¬2). [وفاة إمام الجامع الأموي] [2615]- وفيه مات الشيخ الصالح، إمام الجامع الأموي، الزين ابن (¬3) الشيخ خليل، عبد الرحمن (¬4) بن خليل بن سلامة بن أحمد بن يونس بن شريف الأذرعيّ (¬5) الأصل، القابوني، الدمشقي، الشافعيّ. وكان فاضلا، صالحا، خيّرا، ديّنا، عابدا، زاهدا، ورعا، منجمعا عن الناس، نيّرا، حسن السمت والشكالة مع تقشيفه (¬6) في ملبسه وتعفّفه، ونزاهة نفسه. أمّ بالجامع الأموي مدّة، وهو منقطع به ببيت الخطابة، مع التؤدة وكثرة السكون. ومولده سنة أربع وثمانين وسبعمائة (¬7). [نيابة طرابلس] وفيه قرّر محمد بن مبارك في نيابة طرابلس (¬8). [نيابة حماه] وقرّر عوضه في نيابة حماه يشبك البجاسي أحد أمراء حلب (¬9). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر ركوب السلطان في: الروض الباسم 3 / ورقة 96 ب، وبدائع الزهور 2/ 428، 429. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «الشيخ خليل بن عبد الرحمن». (¬5) انظر عن (الأذرعي) في: معجم شيوخ ابن فهد 125، 126، وعنوان العنوان، رقم 305، ووجيز الكلام 2/ 768 رقم 1766، والضوء اللامع 4/ 76 رقم 223، والروض الباسم 3 / ورقة 104 ب، وحوادث الزمان 1/ 168، 169 رقم 211، وكشف الظنون 245، وإيضاح المكنون 2/ 654، وهدية العارفين 1/ 532، ومعجم المؤلفين 5/ 137. (¬6) الصواب: «تقشّفه». (¬7) في الأصل: «سبعمه». (¬8) خبر نيابة طرابلس في: النجوم الزاهرة 16/ 288، والروض الباسم 3 / ورقة 96 ب، 97 أ، وبدائع الزهور 2/ 429، وتاريخ طرابلس 52 رقم 124. (¬9) خبر نيابة حماه في: النجوم الزاهرة 16/ 288، والروض الباسم 3 / ورقة 97 أ، وبدائع الزهور 2/ 429. =

توسيط اثنين من المفسدين

[توسيط اثنين من المفسدين] وفيه أمر السلطان بتوسيط اثنان (¬1) من الغلمان كانا من أهل الشرّ والفساد. [ختان ولدي كاتب السرّ] وفيه كان ختان ولدي الزين بن مزهر كاتب السرّ، وهما البدر محمد كاتب سرّ عصرنا الآن، وأخوه إبراهيم، واحتفل بشأن هذا الختان (¬2). [عزل الخيضري عن كتابة سرّ دمشق] وفيه كتب بعزل القطب الخيضري عن كتابة سرّ دمشق، وأن يلزم داره ولا يكاتب أحدا من المصريين جملة كافية (¬3). [تجهّز السلطان العثماني لقتال ابن قرمان] وفيه ترادفت الأخبار بأنّ ملك الروم السلطان محمد بن عثمان قد جهّز عساكره مع أحمد بن قرمان وأخويه لقتال أخيهم إسحاق بن قرمان، فتأثّر السلطان لهذا غاية التأثّر (¬4). [نفي يشبك الساقي] وفيه نفى السلطان أحد خواصّ خاصكيّته وسقاته يشبك الساقي إلى جهة البلاد الشمالية لشيء نسب إليه (¬5). ¬

= وقال المؤلّف - رحمه الله -: وفيه عيّن السلطان سودون الأفرم الظاهري الخازندار بأن يكون مسفّرا لمحمد بن مبارك بنيابة طرابلس بنقله من حماه إليها ويحمل إليه تقليده. وفيه أيضا استقرّ في نيابة حماه يشبك البجاشي أحد أمراء حلب عوضا عن ابن مبارك، وعيّن كسباي الششماني المؤيّدي لحمل تقليده إليه، ثم وقع الصلح عن تسفير سودون الأفرم، وكسباي هذا. ولم يخرجا من القاهرة، فلا حول ولا قوة إلا بالله، ذهب ناموس ملك مصر بذهاب القواعد الملوكية، فإن المقصود كان بالمسفّر إقامة الناموس بنقل المتولّي إلى ولايته مع قاصد السلطان الحامل إليه تقليد الولاية وتشريفها إلى أن يوصله لمحلّ ولايته. وأما ما يحصل له من المال فكان ضمنا لا قصدا، فالعكس الأمر، بل لم يصر العكس موصلا للأمر الضمني أيضا، فصار المقصد أخذ المال للمسفر، وبهذه الفعلة وأنظارها كاد ملك مصر أن يتلاشى، وبهذا وأنظاره طمع فيه الطامع. (¬1) خبر توسيط المفسدين في: وجيز الكلام 2/ 767، والروض الباسم 3 / ورقة 97 أ. (¬2) خبر الختان في: الروض الباسم 3 / ورقة 97 أ، وبدائع الزهور 2/ 429. (¬3) خبر عزل الخيضري في: الروض الباسم 3 / ورقة 97 أ، وبدائع الزهور 2/ 429. (¬4) خبر تجهّز السلطان في: الروض الباسم 3 / ورقة 97 أ، وبدائع الزهور 2/ 429. (¬5) خبر نفي يشبك في: الروض الباسم 3 / ورقة 97 أ، والنجوم الزاهرة 16/ 289.

رمضان

[رمضان] [قراءة الحديث النبوي] وفي رمضان، في ثانيه، قرىء الحديث بالقلعة بالقصر على العادة المستجدّة (¬1). [اختفاء الزين الأستادار] وفيه أمر السلطان بإخراج زين الدين الأستادار إلى القدس، وأحسّ هو بذلك فاختفى ولم يعلم له خبر (¬2). [إخراج الأتابك جرباش إلى دمياط بطّالا] وفيه أخرج الأتابك جرباش إلى ثغر دمياط بطّالا وأخرج معه ولده محمد، فنزل إليهما حاجب الحجّاب والوالي ونقيب الجيش فأركبا من وقتهما من منزلهما وتوجّه بهما إلى مركب بشاطىء النيل وانحدرت بهما (¬3) في وقتها. وأقامت زوجته الخوند شقراء العزاء في منزله (¬4). [كائنة اليهود بفاس] وفيه كانت كائنة قتل اليهود بفاس، وسيأتي ذكرها [قتل وزير صاحب فاس] [2616]- وفيه قتل هارون بن بطش (¬5) اليهودي، وزير صاحب فاس عبد الحق المريني. وكان مع إفساده مسافرا عن فاس، وبلغ عبد الحق ثوران أهل فاس باليهود، فبدر إنسان من بني مرين / 166 ب / بحربة معه وضرب بها هارون هذا بين يدي عبد الحق فقتله عسى يرضي العامّة بذلك إذا بلغها، ومع ذلك فلم يرضوا، وقتلوا عبد الحق أيضا كما سنذكره. فإنّ قتل هارون كان في أوائل رمضان وهو كهل، لعنه الله تعالى. وكان يذكر بالعقل التامّ والمعرفة، والرأي، والتدبير، والسياسة. ¬

(¬1) خبر قراءة الحديث في: الروض الباسم 3 / ورقة 97 أ. (¬2) خبر اختفاء الزين في: الروض الباسم 3 / ورقة 97 أ، وبدائع الزهور 2/ 429. (¬3) في الأصل: «بها». (¬4) خبر الأتابك جرباش في: النجوم الزاهرة 16/ 289، ووجيز الكلام 2/ 767، والروض الباسم 3 / ورقة 97 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 429. (¬5) انظر عن (هارون بن بطش) في: الروض الباسم 3 / ورقة 107 أ.

تقرير أتابك العساكر بمصر

وقتل عبد الحق في أواخر رمضان. [تقرير أتابك العساكر بمصر] وفيه استقرّ قانم التاجر أمير مجلس أتابك العساكر بمصر عوضا عن جرباش الماضي ذكره، وخلع عليه خلعة هائلة (¬1). [تقرير أمير مجلس] ثم بعد أيام قرّر تمربغا الظاهري رأس نوبة النوب في إمرة مجلس عوضا عن قانم (¬2). [تقرير رأس نوبة] وفيه قرّر في رأس نوبة النوب أزبك من ططخ (¬3). [حجوبية الحجاب] وقرّر عوضه في حجوبية الحجّاب جانبك قلقسيز الأشرفي (¬4). [تقدمة الألوف] وقرّر في تقدمة قانم التاجر: الشهاب بن العيني، فصار من جملة مقدّمين الألوف، وهي من النوادر في مثل هذا العصر (¬5). [وفاة السلطان صاحب فاس] [2617]- وفيه قتل عبد الحق بن عثمان (¬6) بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق بن أبي بكر بن حام بن محمد بن وصف بن ملوس بن كوماط (¬7) بن مرين البربري، المريني، الفاسي، المالكي، السلطان، العالم، الفاضل، أبو محمد صاحب فاس، وتملّك المغرب الأقصى. ¬

(¬1) خبر أتابك العساكر في: النجوم الزاهرة 16/ 289، ووجيز الكلام 2/ 767، والروض الباسم 3 / ورقة 87 ب. (¬2) خبر أمير المجلس في: النجوم الزاهرة 16/ 289، والروض الباسم 3 / ورقة 97 ب. (¬3) خبر رأس النوبة في: النجوم الزاهرة 16/ 289، والروض الباسم 3 / ورقة 97 ب. (¬4) خبر الحجوبية في: النجوم الزاهرة 16/ 289، والروض الباسم 3 / ورقة 97 ب. (¬5) خبر التقدمة في: الروض الباسم 3 / ورقة 97 ب. (¬6) انظر عن (عبد الحق بن عثمان) في: وجيز الكلام 2/ 770 رقم 3/ 177، والضوء اللامع 4/ 37 رقم 113، والروض الباسم 3 / ورقة 99 أو 104 ب، 115 أ، وبدائع الزهور 2/ 430، وشذرات الذهب 7/ 309. (¬7) هكذا ورد اسمه، ففيه اسماء بربرية.

نظر البيمارستان المنصوري

وكان عالما، فاضلا، ماهرا في الفنون، مجازا بالفتوى والتدريس، بارعا في الفقه، أخذ عن جماعة وسمع على جماعة، وملك فاس مدّة تزيد على الثلاثين ستة. وكان مغلوبا في أوائله مع بني وطاس الوزراء، وله في ذلك أمور يطول شرحها قدّمناها في تاريخنا «الروض الباسم» (¬1). ولما ثار أهل فاس بها فقتلوا اليهود آل الأمر إلى قتل عبد الحق هذا ذبحا خارج فاس، وتملّكوا (¬2) عليهم نقيب الأشراف بفاس السيد الشريف محمد بن عمران. وانقرضت بموت عبد الحق هذا دولة بني مرين بفاس كأنها لم تكن بعد أن دامت مدّة سنين، وملك بنو وطاس، وملّكهم إلى الأن، والفتن والشرور قائمة حتى خربت تلك الممالك بعد عظمتها وعمارتها وضخامتها وفخامتها. [نظر البيمارستان المنصوري] وفيه خلع على الأتابك قانم التاجر بنظر البيمارستان المنصوري، ونزل إليه في موكب حافل جدّا (¬3). [شوال] [التجريدة إلى المتوفية والغريبة] وفي شوال خرجت تجريدة إلى جهة المنوفية والغربية لإخراج العربان المفسدين بها / 167 أ / في صورة الطائفين. وكان على هذه التجريدة أزبك رأس نوبة النوب، ويشبك الفقيه الدوادار (¬4). [خروج الوزير الببائي إلى العرب المفسدين] وفيه خرج الوزير الببائي، وتمر الوالي، وخشكلدي البيسقي أحد العشرات وروس (¬5) النوب فبلغوا طائفة من العرب المفسدين بالجيزية وأحضرهم إلى القاهرة (¬6). [كائنة اليهود في فاس] وفيه ورد الخبر وأنا بتلمسان (¬7) من فاس كائنة اليهود، وكانت كائنة عظيمة قام فيها ¬

(¬1) انظر ج 3 / ورقة 104 ب - 115 أ. (¬2) الصواب: «وملّكوا». (¬3) خبر البيمارستان في: الروض الباسم 3 / ورقة 98 أ. (¬4) خبر التجريدة في: الروض الباسم 3 / ورقة 98 أ، وبدائع الزهور 2/ 430. (¬5) كذا. (¬6) خبر خروج الوزير في: الروض الباسم 3 / ورقة 98 أ. (¬7) في الأصل: «وأبا سلمان».

خروج الحاج

أهل فاس من السواد الأعظم على اليهود بها فقتلوهم عن آخرهم، ولم يخلص منهم، على ما بلغني من الثقات، إلاّ خمس (¬1) ذكور وستّ إناث اختفوا بحيث لم يطّلع عليهم. وكانت مقتلة هائلة آل الأمر فيها إلى ذبح [عبد] (¬2) الحق المريني صاحب فاس كما تقدّم، مع جلالة قدره وعظم شأنه ومملكته، وولي عوضه رجل من أشراف فاس يقال له محمد بن عمران. وقد ذكرنا أصل هذه الكائنة برمّتها في تاريخنا «الروض الباسم» (¬3)، ومن أراد ذلك فلينظر عنه إن شاء الله تعالى. [خروج الحاج] وفيه خرج الحاج من القاهرة، وحجّ في هذه السنة قانبك (¬4) المحمودي أحد مقدّمين (¬5) الألوف (¬6). [وفاة الشهاب بن الخطائي] [2618]- وفيه مات الشهاب ابن (¬7) الخطائي (¬8)، أحمد بن محمد بن علي بن طرنطاي المنكلي، التركيّ الأصل، المهمندار. وكان رئيسا ضخما، له ذكر وشهرة ووجاهة، صاهر الخليفة المتوكل على الله على ابنته الست مريم، وزادت وجاهته، وولي المهمندارية، مع مروءة ظاهرة، وكرم نفس وسخاء. [تجريدة البحيرة] وفيه خرجت تجريدة البحيرة، عليها تمربغا أمير مجلس، وجانبك المرتدّ، ومغلباي طاز، ومن الطبلخانات والعشرات عدّة (¬9). [ذو القعدة] [رسول صاحب تلمسان إلى صاحب تونس] وفي ذي قعدة بعث صاحب تلمسان قاضيها محمد بن الغسّاني رسولا عنه إلى صاحب ¬

(¬1) الصواب: «خمسة». (¬2) إضافة ضرورية. (¬3) ج 3 / ورقة 98 أ - 100 أ. (¬4) في بدائع الزهور: «قايتباي». والمثبت يتفق مع الروض الباسم. (¬5) الصواب: «أحد مقدّمي». (¬6) خبر خروج الحاج في: الروض الباسم 3 / ورقة 100، وبدائع الزهور 2/ 430. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) انظر عن (ابن الخطائي) في: الأوض الباسم 3 / ورقة 101 أ، وبدائع الزهور 2/ 430، ولم يترجم له السخاوي في الضوء اللامع. (¬9) خبر التجريدة في: الروض الباسم 3 / ورقة 100 أ، وبدائع الزهور 2/ 430.

تسلم قلعة كركر

تونس، وكان لهما ما سنذكره في سنة أحد (¬1) [وسبعين] (¬2) وثمانماية إن شاء الله تعالى. [تسلّم قلعة كركر] وفيه ورد الخبر من حلب بأنّ أتابكها إينال الأشقر خرج متوجّها إلى آمد واجتمع بصاحبها حسن الطويل بسبب تسليم قلعة كركر، فأخرجه وسلّم إليه القلعة المذكورة وسلّمها إينال لعثمان بن أغلبك الحلبي ليكون نائبا بها عن السلطان حسبما به رسم به (¬3) السلطان (¬4). [فرار ابن قرمان إلى حسن الطويل] وفيه وردت الأخبار بأنّ أحمد بن قرمان قاتل إسحاق أخاه بعساكر ابن (¬5) عثمان، وأنّ / 167 ب / إسحاق انهزم منهم فارّا إلى ديار بكر ملتجا (¬6) لحسن الطويل، وأنّ أحمد ملك بلاد ابن (¬7) قرمان، وأقام بها الدعوة لابن عثمان، فشقّ ورود هذا الخبر على السلطان (¬8). [حصار خرت برت] وفيه ورد الخبر بنزول حسن الطويل بعساكره على خرت برت لحصارها وأخذها من ملك أصلان بن دلغادر، وآل الأمر أن أخذها منه، وأشيع أنّ ذاك بدسائس من السلطان بعد أن كان أرضى حسن الطويل بأن قرّر له تقدمة ألف بحلب وأسكته، ثم بلغه ما أوجب تغيّر خاطره على ملك أصلان من كونه ينتمي لابن عثمان (¬9). [الحرب بين خشقدم الزيني وعرب قطاب] وفيه كانت حرب عظيمة بين خشقدم الزيني وبين عرب قطاب والهدادجه بالبحيرة، وخشقدم حينئذ كاشفها، والتقى خشقدم بالطائفة من خارج دمنهور، وقتل منهم جماعة كثيرة (¬10). [القتال بين هوارة وعربان عرك] وفيه أيضا كانت بين هوّارة وعربان عرك وقتيل وفزاره (¬11) ومحارب، حرب كبيرة، ¬

(¬1) الصواب: «سنة إحدى». (¬2) ساقطة من الأصل. استدركناها من الروض الباسم 3 / ورقة 100 أ. (¬3) كذا كرّر «به». (¬4) خبر قلعة كركر في: الروض الباسم 3 / ورقة 100 أ. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) الصواب: «ملتجئا». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) خبر فرار ابن قرمان في: الروض الباسم 3 / ورقة 100 أ، وبدائع الزهور 2/ 430. (¬9) خبر الحصار: الروض الباسم 3 / ورقة 100 أ، وبدائع الزهور 2/ 430. (¬10) خبر حرب خشقدم في: الروض الباسم 3 / ورقة 100 ب. (¬11) في الأصل: «فراره».

ذو الحجة

وأنّ جميع من ذكرنا ما عدا هوّارة اتفقوا على هوّارة، وكان بينهم مقتلة عظيمة (¬1). [ذو الحجة] [كسر النيل] وفي ذي حجّة كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل السلطان لذلك بنفسه في موكب حافل كالسنة الخالية، وخلّق المقياس، وعاد فكسر السدّ بحضوره، وصعد إلى قلعته، وكان له يوما مشهودا (¬2). [تعطّل أحوال الناس بسبب الفلوس العتق] وفيه نودي على الفلوس العتق كل رطل بثلاثين درهما والجدد المضروبة باسم السلطان عددا كل أربعة منها بدرهم، فأخذ حال الناس في التوقّف، وتعطّلت أسبابهم، ثم نودي ثانيا بعد يوم بإعادة ما كان على ما كان (¬3). [وفاة الوزير الببائي] [2619]- وفيه مات الوزير الببائي (¬4)، محمد غريقا ببحر النيل. * * * [وفاة السلطان صاحب شماخي] [2620]- وفيها - أعني هذه السنة - مات صاحب شماخي السلطان، خليل بن شيخ (¬5) إبراهيم بن محمد الدربنديّ. وكان من أجلّ الملوك وأدينهم، عاقلا، عالما، فاضلا، سيوسا، عادلا، عاملا بالشرع، ماش على سنّته، وكان آخر من بقي من ملوك الإسلام الأكابر، وملك مملكة شروان وشماخي نحوا من خمسين سنة (¬6). ¬

(¬1) خبر القتال في: الروض الباسم 3 / ورقة 100 ب. (¬2) الصواب: «وكان له يوم مشهود». وخبر النيل في: النجوم الزاهرة 16/ 289، ووجيز الكلام 2/ 767، والروض الباسم 3 / ورقة 100 ب، وبدائع الزهور 2/ 431. (¬3) خبر الفلوس في: الروض الباسم 3 / ورقة 100 ب، 101 أ. (¬4) انظر عن (الوزير الببائي) في: النجوم الزاهرة 16/ 340 - 342، ووجيز الكلام 2/ 770، 771 رقم 1777، والضوء اللامع 10/ 118، 119 رقم 459، والروض الباسم 3 / ورقة 106 ب، 107 أ. (¬5) انظر عن (خليل بن شيخ) في: النجوم الزاهرة 16/ 339، 340، والضوء اللامع 3/ 189 رقم 727، والروض الباسم 3 / ورقة 102 - 104 أ، وبدائع الزهور 2/ 431. (¬6) وقال السخاوي: أقام في المملكة نحو أربعين سنة بدون منازع.

وفاة أمير عربان تلمسان

ويقال إنه مات وله مائة سنة أو جاوزها (¬1). وهو مع ذلك موفور القوى، سالم الحواسّ. [وفاة أمير عربان تلمسان] [2621]- وفيه مات أمير عربان تلمسان وملكهم سليمان بن موسى (¬2) العمريّ. وكان كريما جدّا، مثريا، كثير (¬3) الجموع من بني هلال، وله حرمة فوق حرمة ملوك تلمسان وسلاطينها. وكان له نحوا من سبعين سنة أو زيادة عليها. وله شهرة طائلة. [وفاة أمير آل فضل] [2622]- وفيه مات أمير آل فضل العجل بن نعير (¬4)، ببعض أعمال حلب وهو مصروف عن الإمرة. [وفاة البابا المعبّر الطرابسي] [2623]- وفيه مات شيخنا الشمس البابا (¬5)، محمد بن محمد بن سليمان الأوزاعي، الدمشقي، الصالحي، الطرابلسي، المعبّر الحنفيّ. وكان عالما فاضلا، ماهرا في علم التعبير، عارفا بالفقه. وأظنّه سمع غالبا بدمشق وغيرها. وصنف وألّف. وكان يتكسّب بغسيل الثياب وصقلها، مع ديانة وخير وعبادة وزهادة وانجماع. وكتب بخطّه كثيرا. وكان عارفا بأنواع الفروسية والملاعيب. وله نظم. ومولده سنة خمس وستين وسبعمائة (¬6). ¬

(¬1) أرّخ السخاوي وفاته في سنة 868 هـ‍. (¬2) انظر عن (سليمان بن موسى) في: الروض الباسم 3 / ورقة 104 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 431 ولم يترجم له السخاوي في الضوء اللامع. (¬3) في الأصل: «كبير». (¬4) انظر عن (العجل بن نعير) في: النجوم الزاهرة 16/ 339، ووجيز الكلام 2/ 770 رقم 1776، وفيه اسمه «علي»، والضوء اللامع 5/ 146 رقم 501، والروض الباسم 3 / ورقة 105 أ، وبدائع الزهور 2/ 431. (¬5) انظر عن (الشمس البابا) في: الضوء اللامع 9/ 85 رقم 240، والروض الباسم 3 / ورقة 106 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 431، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) ق 2/ 4 / 142 - 144 رقم 1155. (¬6) في الأصل: «سبعمه».

وفاة بطا الناصري

[وفاة بطا الناصري] وفيه مات جماعة من الأتراك، وهم: [2624]- بطا الناصريّ (¬1)، الخازندار، أحد الخمسات. وكان عاقلا، خيّرا، ديّنا، ساكنا، كثير التواضع. جال البلاد، ورأى الناس. [وفاة تلكتمر البواب] [2625]- وتلكتمر البوّاب (¬2)، الأبو بكري، الأشرفي، أحد العشرات. [وفاة قجماس المؤيّدي] [2626]- وقجماس (¬3) المؤيّدي، أحد العشرات أو الخمسات. وله نحوا (¬4) من ثمانين أو زيادة. وكان وجيها لا بأس به. ¬

(¬1) انظر عن (بطا الناصري) في: الروض الباسم 3 / ورقة 101 ب، وبدائع الزهور 2/ 431 ولم يترجم له السخاوي في الضوء اللامع. (¬2) انظر عن (ملكتمر) في: الروض الباسم 3 / ورقة 101 ب، 102 أوفيه: «بكتمر»، وبدائع الزهور 2/ 431 وفيه كما هو مثبت. ولم يترجم له السخاوي في الضوء اللامع، سواء في من اسمه: بكتمر أو ملكتمر. وقد رتّبه المؤلّف - رحمه الله - في المتوفين فيمن اسمه يبدأ بحرف الباء الموحّدة، فذكره بين: بطا الناصري وجانبك الناصري. وقال: كان من مماليك الأشرف برسباي، وصار خاصكيا بعده، ودام على ذلك مدّة تزيد عن غير الدول (؟) إلى أن تسلطن الأشرف إينال فصيّره بوّابا، ودام على ذلك مدّة سلطنته، ولذا عرف بالبواب. ولما تسلطن الظاهر خشقدم صيّره من العشرات، ودام على ذلك إلى أن حصل له خلط فالج فأخرجت عنه الإمرة، ودام بطّالا حتى بغته الأجل، وتوفي في هذه السنة فيما أخبرت، ولم أقف على شيء من أحواله لأذكرها غير ما ذكرت. وكان تركيا. واسمه مركّب من: باك، وقد عرفت معناها، وتمر أيضا، ولا حاجة إلى إعادة ذلك. (الروض الباسم). (¬3) انظر عن (قجماس) في: الروض الباسم 3 / ورقة 105 ب، بدائع الزهور 2/ 431، ولم يترجم له السخاوي في الضوء اللامع. وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: كان من مماليك المؤيّد شيخ، وصيّر خاصكيا في دولة الظاهر جقمق، ودام على ذلك إلى سلطنة خشداشه الظاهر خشقدم فصيّره من الخمسات لضيق الأقاطيع ووعده بعد ذلك بترقيته، فلم يلبث بعد الوعد أن بغته أجله. وكان شيخا وجيها من القرانصة الأغوات وله تؤدة وسكون وحسن سمت. توفي في حدود هذه السنة، وقد جاوز الثمانين أو بلغها. واسمه بالتركيّ معناه: ما يهرب. أي بالنفي. فإنّ قج معناه الهروب، وماش كما أو لا النافية في لغة العرب. (¬4) الصواب: «وله نحو».

وفاة كمشبغا الجاموس

[وفاة كمشبغا الجاموس] [2627]- وكمشبغا الجاموس (¬1) الخاصكيّ. وكان خيّرا، ديّنا، خطب للإمرة غير ما مرة وهو ممتنع عن ذلك لظنّه جاوز التسعين. وكان الظاهر خشقدم يجلّه ويتفقّده في كل حين. [وفاة أبي العباس المستيري] [2628]- وفيه (¬2) مات الشيخ أبو العباس أحمد المستيري (¬3)، التونسي، المالكيّ، أحد علماء تونس ونحاتها، بل نحويّي العرب في عصره. وكان عالما، بارعا، عارفا بكتاب سيبويه. وله في العربية الأنظار الدقيقة، وأخذ عنه علماء تونس وأعيانها. وكان سنّه نحوا من مائة، أو بلغها. [وفاة عيسى المغربي] [2629]- ومات عيسى المغربي (¬4) الذي ادّعى الصلاح بالقاهرة وشهر بها. وكان غير خال من فضيلة ومن معرفة بشيء من العلوم المخفية. ¬

(¬1) انظر عن (كمشبغا الجاموس) في: الروض الباسم 3 / ورقة 105 ب، وبدائع الزهور 2/ 431 ولم يترجم له السخاوي في الضوء اللامع. وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: كان من مماليك الظاهر برقوق، وصيّر خاصكيا بعده، واستمرّ على ذلك في عدّة دول. وله وجاهة فيما بين الأتراك وقرنصة، بل يقال إنه كان من أغوات الأشرف إينال، ورشح للإمرة فامتنع عن ذلك طلبا للراحة، فإنه كان بيده إقطاعا جيدا (كذا) فوق كفاية، فكان يقول: راحة بدني خير لي من أن أسمّ (كذا) بالأمير. وكانت الملوك تبعث إليه تستفيه عن أشياء من تعلّقات الحروب. وكان من الأخيار ومن أهل الدين والخير. وكان الظاهر خشقدم في كل قليل يسأل عنه ويبعث إليه بالسلام. ويتفقّده. أظنّه بلغ السبعين أو جاوزها. (¬2) الصواب: «وفيها». (¬3) انظر عن (المستيري) في: الروض الباسم 3 / ورقة 101 أ، وبدائع الزهور 2/ 431، ولم يترجم له السخاوي في الضوء اللامع، ولا السيوطي في بغية الوعاة مع أنه نحويّ، ومن شرطه. (¬4) انظر عن (عيسى المغربي) في: الروض الباسم 3 / ورقة 105 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 431، والضوء اللامع 6/ 159 رقم 521 وقال المؤلّف - رحمه الله في الروض: وكان يعرف بالقاهرة بالشيخ علي. وقال السخاوي: عيسى التلمساني المغربي، الملقّب هناك بالغندور وعندنا بالزلباني. وقال: مات بتونس سنة ثمان وستين تقريبا.

وفاة زوجة والدة المؤلف

[وفاة زوجة والدة المؤلّف] [2630]- وماتت زوجة الوالد الست أصيل (¬1) ابنة يشبك أخت الخوند جلبان زوجة الأشرف برسباي، أمّ ولده العزيز يوسف. وكانت خيّرة ديّنة، ذات مال طائل. وماتت تحت الوالد، / 168 ب / واستولى الظاهر خشقدم على مالها، وصالح الوالد على ألف دينار دفعها إليه (¬2). [خروج السنة] وخرجت (¬3) هذه السنة على ما عرفته من الفتن والشرور، وجلبان السلطان في غاية ما يكون من النمردة والتمرّد، وكثرة الشرّ والأذى والتسلّط على الخلق، وهم في زيادة في كل يوم (¬4). ¬

(¬1) انظر عن (الست أصيل) في: الروض الباسم 3 / ورقة 101 أ، ب، ولم يترجم لها السخاوي في الضوء اللامع. (¬2) وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: ولدت ببلاد الجركس وما مسّها الرق وإنما أحضرت من بلادها مع عدّة من أقاربها على ما ذكرناه فيما أسلفناه. وكان والدها أيضا قد أحضر قبل ذلك، كل ذلك بعناية أختها الخوند جلبان المذكورة، وأحضرت وهي كبيرة بالغة فأزوجت للأمير تنبك ومات عنها بآمد في سنة ست وثلاثين وثمانمائة حين توجّه الأشرف إليها. ثم اتصلت بالوالد وهو على نيابة الإسكندرية في سنة سبع أو ثمان وثلاثين ولم يخطبها ولا كانت بباله، بل بعثت إليه أختها الخوند جلبان تخطبه لها فأجابها إلى ذلك وأمهرها ألف دينار، وحملت إليه إلى ثغر الإسكندرية. وأسكنها بدار السلطان بها ونقل المفترج والحلقية إلى تجاه رحبة الدار المذكورة. وكان لدخولها إلى الإسكندرية يوما مشهودا، وكذا ليلة بنائه بها كانت ليلة مشهودة تذكر بالإسكندرية إلى يومنا هذا. ولم تزل في صحبة الوالد، ورأت معه عدّة بلاد في حين تنقّلاته في الولايات كالكرك وملطية ودمشق، وحصل بينه وبينها مرة منافرة ومفارقة، ثم أعادها إلى عصمته. وكان أجلها وهي تحته. وكانت خيّرة ديّنة، ذات مال طائل وأملاك، من ذلك: القاعة العظمى بالبندقانيين التي بها الآن بركات بن الجيعان والبهاء أبو البقاء أخاه (كذا)، وهي من أوقافها على مصالح، وجهات برّ وخير. ولها عليّ حقّ التربية. توفيت في هذه السنة وأنا غائب بالمغرب، ولم أعرف شهر وفاتها. وكانت قد جاوزت الستين. (¬3) كتبت بالمداد الأحمر وحرف كبير. (¬4) انظر الروض الباسم 3 / ورقة 101 أ.

سنة سبعين وثمانماية

سنة سبعين وثمانماية [محرّم] [تحويل السنة الخراجية] في محرّم، في أوله، أمر السلطان بتحويل السنة الخراجية (¬1). [بشارة الحاج] وفيه قدم ببشارة الحاج نجّاب من العرب، وقد تأخّر عن العادة بأيام (¬2). [التكلّم في الوزارة] وفيه خلع على الشرف يحيى بن الصنيعة كامليّة، وأمر بالتكلّم في الوزارة حتى يقرّر فيها، ووعد بأن خلع عليه قريبا (¬3). [كائنة ابن قانباي اليوسفي] وفيه كائنة محمد بن قانباي اليوسفي المهمندار، اطلع عليه بأنه فضّ ختام بعض المراسم السلطانية وعرف ما في الموسرم، فأمر السلطان فضرب بين يديه، ثم أمر بنفيه لقوص، فشفع فيه بأن يقيم بداره بطّالا فأجاب. وقرّر في وظيفته تمرباي التمرازي أمير مشوي (¬4). [وفاة الأمير ابن قرمان] [2631]- وفيه مات بديار بكر الأمير إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن علي بن قرمان (¬5) الماضي خبره. ¬

(¬1) خبر تحويل السنة في: النجوم الزاهرة 16/ 290، والروض الباسم 3 / ورقة 108 أ. (¬2) خبر البشارة في: النجوم الزاهرة 16/ 290، والروض الباسم 3 / ورقة 108 أ. (¬3) خبر الوزارة في: الروض الباسم 3 / ورقة 108 أ، وبدائع الزهور 2/ 432. (¬4) كائنة ابن قانباي في: الروض الباسم 3 / ورقة 108 أ، وبدائع الزهور 2/ 432. (¬5) انظر عن (ابن قرمان) في: وجيز الكلام 2/ 779، رقم 1794، والضوء اللامع 2/ 276، 277 رقم 872، والروض الباسم 3 / ورقة 120 ب، وبدائع الزهور 2/ 432.

قضاء الشافعية بدمشق

وكان شابا حسنا، لا بأس به. [قضاء الشافعية بدمشق] وفيه قرّر في القضاء الشافعية بدمشق العلاء بن الصابوني، عوضا عن الجمال بن الباعوني، وأضيف إليه أيضا نظر جيش دمشق عوضا عن البدر بن المزلق بعد صرفه أيضا. وبعث ابن الصابوني إلى والده بالتكلّم عنه هو وأخوه في ذي الوظيفتين، وباشرهما وهو مقيم بالقاهرة، وعدّ ذلك من نوادره (¬1). [نظر الجوالي] وفيه استقرّ في نظر الجوالي الكمال بن الجمال بن كاتب جكم، عوضا عن ابن الصابوني. وقرّر في نظر الأحباس ولد الشرف الأنصاريّ (¬2). [وفاة قراجا الوالي] [2632]- وفيه مات قراجا الوالي (¬3)، العمري، الظاهري، أحد مقدّمين (¬4) الألوف بدمشق، وقد ناهز الثمانين. وكان مشهورا بالشجاعة، مع إسراف على نفسه. [نظر الاصطبل] وفيه قرر عبد القادر بن أبي الهول في نظر الاصطبل عوضا عن تاج الدين الشامي (¬5). [صفر] [خسوف القمر] وفي صفر، في ليلة ثالث عشره خسف القمر إلاّ القليل منه، ودام من وقت المغرب إلى عشاء الآخرة، وتعجّب من هذا الخسوف كونه في ليلة الثالث عشر، (وأجاز (¬6) عا. . .) (¬7) ¬

(¬1) خبر قضاء الشافعية في: النجوم الزاهرة 16/ 290، والروض الباسم 3 / ورقة 108 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 432، 433. (¬2) خبر نظر الجوالي في: الروض الباسم 3 / ورقة 108 ب، وبدائع الزهور 2/ 433. (¬3) انظر عن (قراجا الوالي) في: النجوم الزاهرة 16/ 343 وفيه: زين الدين قراجا بن عبد الله العمري الناصري، والضوء اللامع 6/ 215، 216 رقم 720، والروض الباسم 3 / ورقة 12 أ، وحوادث الزمان 1/ 171 رقم 216. (¬4) الصواب: «أحد مقدّمي». (¬5) خبر نظر الإصطبل في: الروض الباسم 3 / ورقة 109 أ، وبدائع الزهور 2/ 433. (¬6) خبر الخسوف في: الروض الباسم 3 / ورقة 109 أ، وبدائع الزهور 2/ 433. (¬7) ما بين القوسين عن الهامش.

اجتماع السلطان بالتجار

[اجتماع السلطان بالتجار] / 169 / [وفيه] (¬1) نودي بصعود التجار وأعيان السوقية في غد يوم المناداة إلى القلعة بين يدي السلطان، ولما تسامع الناس ذلك ظنّوا أنّ السلطان قد وقع في قلبه التلفّت إلى أحوال الناس وتفقّدهم في عمل مصالحهم وما يعود عليهم نفعه والنظر في أحوالهم ممّا حلّ بهم من جلبانه من الأذى والنكد والضرر البالغ وأخذ ما وضعوا أيديهم عليه بالتّعدّي، فهرعوا إلى القلعة، ولما اجتمعوا بها ركب السلطان إلى جهة القرافة، ثم عاد بعد أن تعالى النهار جدا وهم في انتظاره، وقد تعطّلت (¬2) الكثير من أسبابهم، فجلس السلطان بالدّكّة من الحوش وأخذ يكلّم التجّار ومن حضر بما معناه أنهم لا يشترون القماش بالجريدة أصلا وأنهم يشترون غاليا، وإذا باعوا باعوا بأغلا (¬3) من ذلك، فيتضاعف الغلوّ (¬4) ثم تكلّم بكلام كثير من نمط هذا ممّا لا فائدة فيه ولا طائل عنه، بل كان ذريعة لتسلّط جلبانه علّى الناس زيادة في التسلّط، ولله الأمر (¬5). [فقد بغلة القاضي] وفيه فقدت بغلة القاضي محيي الدين الطوخي أحد نواب الحكم الشافعية، ثم اطّلع على طبّاخ أخذها فذبحها وعمل من لحمها مدقّقات، وباع ذلك، فظفر به، وضرب أشدّ الضرب وطيف به شوارع القاهرة (¬6). [انهزام ملك أصلان أمام حسن الطويل] وفيه ترادفت الأخبار من جهة حلب بأنّ حسن الطويل قصد ملك أصلان بن دلغادر بجموع كثيرة وتواقعا، وأنّ حسن هزم ملك أصلان، ودخل في إثره إلى الأبلستين فنهب وأخرب غالبها، وأخذ منه خرت برت، فانزعج السلطان لهذا الخبر (¬7). ¬

(¬1) إضافة على الأصل. (¬2) الصواب: «تعطّل». (¬3) الصواب: «بأغلى». (¬4) الصواب: «الغلاء». (¬5) خبر الاجتماع في: النجوم الزاهرة 16/ 290، 291، والروض الباسم 3 / ورقة 109 أ، ب. (¬6) خبر البغلة في: وجيز الكلام 2/ 772، والروض الباسم 3 / ورقة 109 ب، وبدائع الزهور 2/ 433. (¬7) خبر انهزام ملك في: الروض الباسم 3 / ورقة 110 أ، وبدائع الزهور 2/ 433.

وفاة النور الششيني

[وفاة النور الششيني] [2633]- وفيه مات النور الششيني (¬1)، علي بن أحمد بن محمد بن عمر بن وجيه بن مخلوف الحنبليّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا في مذهبه، له شهرة وذكر. وناب في القضاء، وباشر بحسن سيرة مع الخير والدين والفقه، وسمع على الزين الزركشي، وغيره. ومولده سنة سبع وثمانماية. وهو والد صاحبنا شيخ الحنابلة الآن، الشهاب / 169 ب / الششيني. تولّى القضاء الأكبر الآن. متّع الله به. [نيابة الكرك] وفيه استقرّ بلاط في نيابة الكرك، وصرف جانبك التنميّ (¬2). [ربيع الأول] [رسالة ابن عثمان إلى السلطان] وفي ربيع الأول وصل السيد الشريف علي الكردي القصيري عائدا من الرسالة لابن عثمان وعلى يده رسالة بالتودّد للسلطان مع عدم الإنصاف في المكاتبة (¬3). [وفاة البدر الرهوني] [2634]- وفيه مات البدر حسن الرهوني (¬4)، المالكيّ، أحد نوّاب الحكم. وكان متهوّرا في قضائه مع علمه وفضله. ومولده قبيل العشرة (¬5) وثمانماية. ¬

(¬1) انظر عن (الششيني) في: النجوم الزاهرة 16/ 344، والضوء اللامع 5/ 187، 188 رقم 638، والروض الباسم 3 / ورقة 124 أ، وبدائع الزهور 2/ 434، وشذرات الذهب 7/ 310، والمنهج الأحمد 499، والدر المنضد 2/ 661 رقم 1623، والسحب الوابلة 288، 289 رقم 435. و «الششيني»: نسبة لششين الكوم. (¬2) خبر نيابة الكرك في: الروض الباسم 3 / ورقة 110 أ، وبدائع الزهور 2/ 434. (¬3) خبر الرسالة في: وجيز الكلام 2/ 772، والروض الباسم 3 / ورقة 110 أ، وبدائع الزهور 2/ 434. (¬4) انظر عن (الرهوني) في: النجوم الزاهرة 16/ 344، والضوء اللامع 8/ 226، 227، والروض الباسم 3 / ورقة 122 أ. (¬5) الصواب: «العاشرة».

إمرة الحاج

[إمرة الحاج] وفيه خلع على خير بك الخازندار، أحد مماليك السلطان في حال إمرته، واستقرّ في إمرة الحاجّ بالمحمل. وخير بك هذا هو الذي ولي الدوادارية الكبرى بعد ذلك، ثم وثب على الأمر وتسلطن ليلة وشهر بعدها سلطان ليلة، وسيأتي خبره (¬1). [إقرار أمير الركب] وفيه استقرّ في إمرة الركب الأول كسباي الششماني (¬2). [تقرير الحسبة] وقرّر في الحسبة خشكلدي البيسقيّ، وصرف سودون الفقيه (¬3). [نيابة صفد] وفيه قرّر جكم خال العزيز نائب غزّة في نيابة صفد، عوضا عن يشبك أوش (¬4) قلق بحكم صرفه وتقريره على تقدمة ألف كانت بيده بدمشق (¬5). [نيابة غزّة] وقرّر في نيابة غزّة إينال الأشقر أتابك حلب (¬6). [أتابكية حلب] وقرّر في أتابكية حلب ألماس الأشرفي نائب البيرة (¬7). ¬

(¬1) خبر إمرة الحج في: النجوم الزاهرة 16/ 291، والروض الباسم 3 / ورقة 110 أ، وبدائع الزهور 2/ 434. (¬2) خبر أمير الركب في: النجوم الزاهرة 16/ 291، والروض الباسم 3 / ورقة 110 أ، وبدائع الزهور 2/ 434. (¬3) خبر الحسبة في: النجوم الزاهرة 16/ 291، والروض الباسم 3 / ورقة 110 أ، وبدائع الزهور 2/ 434. (¬4) في الأصل: «أوس». (¬5) خبر نيابة صفد في: الروض الباسم 3 / ورقة 110 أ، وبدائع الزهور 2/ 434، ومملكة صفد في عهد المماليك 299 رقم 127. (¬6) خبر نيابة غزة في: النجوم الزاهرة 16/ 291، والروض الباسم 3 / ورقة 110 أ، وبدائع الزهور 2/ 434، ونيابة غزة في العهد المملوكي 309 رقم 106. (¬7) خبر أتابكية حلب في: النجوم الزاهرة 16/ 291، والروض الباسم 3 / ورقة 110 أ، وبدائع الزهور 2/ 434.

نيابة البيرة

[نيابة البيرة] وقرّر في نيابة البيرة شاد بك الجلباني الصغير (¬1). [تحزّب بني وطاس] وفيه تحزّب بنو وطاس وجمعوا جموعا عظيمة لقصد فاس وأخذها من صاحبها السيد الشريف محمد بن عمران، وكان القائم بذلك كبير بني وطاس مولاي الشيخ (¬2). [ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان من قلعته بأبّهة السلطنة ونزل إلى مطعم الطير وهو لابس الصوف، وجلس بالمصطبة هناك، وألبس أمراؤه (¬3)، وعاد شاقّا القاهرة في موكب حافل جدا قعد فيه الناس لرؤيته، وكان له يوما مشهودا (¬4). [وفاة البدر بن المخلطة] [2635]- وفيه مات البدر بن المخلّطة (¬5)، محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله (¬6) السكندري، المالكيّ. وكان عالما، فاضلا، فقيها، له نظم، سمع على جماعة، وولي نيابة الحكم، ثم قضاء الإسكندرية، وحسنت سيرته في قضائه. [ثورة الجلبان بالقلعة] وفيه ثار الجلبان بالقلعة على السلطان وطلبوا منه تتريات (¬7) صوف جرت العادة بأن تكون معدّة عندهم للأسفار والرمايات، وأفحشوا في الطلب، فأجابهم بأنّ ذلك إنّما هو ¬

(¬1) خبر نيابة البيرة في: النجوم الزاهرة 16/ 291، والروض الباسم 3 / ورقة 110، وبدائع الزهور 2/ 434. (¬2) خبر بني وطاس في: الروض الباسم 3 / ورقة 110 أ. (¬3) الصواب: «وألبس أمراءه». (¬4) الصواب: «وكان له يوم مشهود». وخبر ركوب السلطان في: الروض الباسم 3 / ورقة 110 ب، وبدائع الزهور 2/ 434. (¬5) انظر عن (ابن المخلّطة) في: النجوم الزاهرة 16/ 344، ووجيز الكلام 2/ 778 رقم 1789 وفيه: محمد بن محمد بن محمد، والضوء اللامع 10/ 8، 9 رقم 13، وفيه محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله، والروض الباسم 3 / ورقة 126 أ، ب. (¬6) انظر اختلاف الاسم في المصادر. (¬7) تتريات: أو ططريات: جمع تترية، وهي كالقفطان.

قتل الملك أصلان

لأجل خروجه إلى الرماية، وهو قد أبطل ذلك (ولم يخرج (¬1) لها) (¬2). [قتل الملك أصلان] [2636]- / 170 أ / وفيه كان قتل ملك أصلان (¬3) بن سليمان بن محمد بن خليل بن قراجا بن دلغادر التركماني، صاحب الأبلستين على يد فداويّ. يقال بدسيسة من الظاهر خشقدم طعنه بخنجر معه في بطنه يوم الجمعة بجامع الأبلستين. وكان لا بأس به. وتسلسل الشرّ بعد قتله واستمرّ إلى يومنا هذا. [قراءة المولد النبوي] وفيه عمل المولد بالقلعة على العادة (¬4). [وصول قاصد ملك أصلان] وفيه وصل قاصد ملك أصلان الماضي ذكره، فلم يأذن له السلطان بالدخول إلى القاهرة حتى تلطّف به، فلما قدمها أمر يأذن له بالتمثّل بين يديه غضبا على مرسله لكونه سلّم خرت برت لحسن الطويل من غير إذن. وأظنّ أنه كان قتل حين وصول قاصده (¬5). [وفاة البرهان الباعوني] [2637]- وفيه مات شيخنا البرهاني الباعونيّ (¬6)، إبراهيم بن أحمد بن ¬

(¬1) ما بين القوسين عن الهامش. (¬2) خبر الثورة في: النجوم الزاهرة 16/ 291، والروض الباسم 3 / ورقة 110 ب، وبدائع الزهور 2/ 434. (¬3) انظر عن (ملك أصلان) في: النجوم الزاهرة 16/ 345، والضوء اللامع 2/ 312، 313 رقم 991، والروض الباسم 3 / ورقة 126 ب، وبدائع الزهور 2/ 434، 435. (¬4) خبر المولد في: الروض الباسم 3 / ورقة 110 ب، وبدائع الزهور 2/ 434. (¬5) خبر قاصد ملك في: الروض الباسم 3 / ورقة 110 ب. (¬6) انظر عن (البرهان الباعوني) في: النجوم الزاهرة 16/ 345، 346، والدليل الشافي 1/ 7 رقم 11، والمنهل الصافي 1/ 26، 27 رقم 11، ومعجم شيوخ ابن فهد 38 - 40، وعنوان العنوان، رقم 113، والضوء اللامع 1/ 26 - 29، ووجيز الكلام 2/ 774 رقم 1778، والروض الباسم 3 / ورقة 118 ب - 119 ب، وحوادث الزمان 1/ 172، 173 رقم 218، وبدائع الزهور 2/ 435، ونظم العقيان 13 - 15 رقم 1، والقلائد الجوهرية لابن طولون 1/ 185، 186، وشذرات الذهب 7/ 309، وكشف الظنون 1154، وإيضاح المكنون =

القبض على الأستادار

ناصر بن خليفة بن فرج بن عبد الله بن عبد الرحمن المقدسي، الناصري، الدمشقي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، خطيبا، مصنّفا، واعظا، فقيها، محدّثا. سمع على جماعة، منهم: الزين العراقي، والنور الهيثمي، والسراج البلقيني، وغيرهم. وولي القضاء الأكبر بدمشق وخطابة جامعها، وتعفّف عن ذلك بأخرة حتى دعي إليه وبعث إليه بالولاية فامتنع. وصنّف، وألّف. وله نظم كثير، منه قوله: سل الله ربّك ما عنده ... ولا تسأل الناس ما عندهم ولا تبتغي من سواه الغنى (¬1) ... وكن عبده ولا تكن (¬2) عبدهم (¬3) ومولده سنة سبع وسبعين وسبعمائة. [القبض على الأستادار] وفيه قبض على منصور الأستادار وسجن بالقلعة مع كون أحوال الأستادارية كانت مسدّدة، وما علم ما الغرض من قبضه. ثم ظهر بأنّ ذلك بممالأة عليه، حتى كان له ما سنذكره (¬4). [عودة الزين إلى الأستادارية] وفيه أعيد زين الدين إلى الأستادارية (¬5). [ضرب منصور الأستادار] ثم طلب السلطان منصور هذا فحنق عليه، فواجهه منصور بقوله: «استحقّ منك فوق هذا، فإنّني أغضبت الله تعالى وأرضيتك، ومع ذلك فلم ترض»، فزاد غضب السلطان منه، وأمر بضربه بالمقارع بين يديه. ثم أعيد إلى سجنه (¬6). ¬

= 1/ 492 و 501 و 2/ 152 و 579 و 731، ومعجم المصنّفين 3/ 63، 64، ودستور الأعلام بمعارف الأعلام لمحمد بن عزم التونسي - مخطوطة برلين 9876 ورقة 20 ب، ومعجم المؤلفين 1/ 10. (¬1) في الأصل: «الغنا». (¬2) في الأصل: «ولا تكن». وقد حذفنا الواو لئلاّ ينكسر الوزن. (¬3) البيتان في: الضوء اللامع 1/ 28، ونظم العقيان 15، وحوادث الزمان 1/ 172، والبدر الطالع 1/ 9، والروض الباسم 3 / ورقة 1119. (¬4) خبر القبض في: النجوم الزاهرة 16/ 291، 292، والروض الباسم 3 / ورقة 111 أ، وبدائع الزهور 2/ 435. (¬5) خبر عودة الزين في المصادر السابقة. (¬6) خبر ضرب منصور في: الروض الباسم 3 / ورقة 111 أ، وبدائع الزهور 2/ 435.

وفاة كوكاي الظاهري

[وفاة كوكاي الظاهري] [2638]- وفيه، فيما أظنّ، مات كوكاي (¬1) من حمزة الظاهري، الخاصكيّ، وقد بلغ السبعين. / 170 ب / وكان تتريّ الجنس، من قدماء مماليك الظاهر برقوق. خيّرا، ديّنا، ساكنا، أدوبا، حشما، منجمعا عن بني جنسه، سليم الفطرة. ورأيت له سماعا عاليا بثبت لم يحضرني الآن. [ربيع الآخر] [وفاة إبراهيم الغنام] [2639]- وفي ربيع الآخر مات الشيخ الصالح، المعمّر، المعتقد بالصلاح، إبراهيم الغنّام (¬2). وكان صالحا، للناس فيه الاعتقاد الحسن. وكان له معز يسوقها بين يديه لبيع لبنها يرتزق من ذلك، ويسأله الناس الدعاء في أبناء من ذرّيّاتهم ويتبرّكون به. [الخلعة بالأستادارية] وفيه خلع على الزين الأستادار بالأستادارية (¬3). [نظر الديوان] وعلى الشرف بن كاتب غريب بنظر الديوان. ودام ابن (¬4) كاتب غريب هذا يواكب على منصور وينسب إليه العظائم والشنائع، وتمالى (¬5) عليه. ولا زال كذلك وهو يغري به حتى كان من ضرب عنقه ما سنذكره (¬6). [وصول سيف ملك أصلان] [وفيه] (¬7) وصل سيف ملك أصلان بن دلغادر، وأنه مات مقتولا بيد فداويّ، وقتل ¬

(¬1) انظر عن (كوكاي) في: الروض الباسم 3 / ورقة 125 ب، وبدائع الزهور 2/ 435. (¬2) انظر عن (إبراهيم الغنّام) في: النجوم الزاهرة 16/ 344، ووجيز الكلام 2/ 779 رقم 1792، والضوء اللامع 1/ 188، 189، والروض الباسم 3 / ورقة 119 ب. (¬3) خبر الخلعة في: الروض الباسم 3 / ورقة 111 أ. (¬4) في الأصل «بن». (¬5) كذا. (¬6) خبر نظر الديوان في: الروض الباسم 3 / ورقة 111 أ، وبدائع الزهور 2/ 435. (¬7) إضافة على الأصل.

إمرة الأبلستين

الفداويّ أيضا، ثم أشيع بالقاهرة بأنّ قتله كان بدسيسة السلطان، وكان ذلك أشأم رأي، فإنه حصل عقيب ذلك من الفتن والشرور ما هو باق إلى يومنا هذا (¬1). واتّسع بعد ذلك الخرق وعظم الأمر، وبيد الله تعالى عاقبة الأمور. [إمرة الأبلستين] وفيه قرّر السلطان في إمرة الأبلستين شاه بضاغ (¬2) بن دلغادر أخو (¬3) المقتول (¬4). [هجوم البرتغال على مالقة] وفيه هجم بعض من الفرنج البرطقال (¬5) على بعض طواحين مالقة فأسروا عدّة من المسلمين، ولله الأمر (¬6). [عزل جوهر النوروزي] وفيه عزل جوهر النوروزي عن تقدمة المماليك. وقرّر فيها مثقال الظاهري الحبشي نائب المقدّم. وقرّر في نيابته خالص التكروري الذي هو الآن مقدّم المماليك في عصرنا ومات (¬7). [الأراجيف بتلمسان] وفيه كانت الأراجيف بتلمسان أنّ عثمان صاحب تونس في قصدها (¬8). [جمادى الأول] [الرياح العاصفة بمالقة] وفي جماد الأول ثارت ريح عاصفة بمدينة مالقة من الأندلس فاقتلعت الكثير من الأشجار، وغرقت الكثير من السفن بالبحر، بل ورمت بعض الأبنية (¬9). ¬

(¬1) خبر وصول السيف في: النجوم الزاهرة 16/ 292، والروض الباسم 3 / ورقة 111 أ. (¬2) يرد في المصادر: «بضاغ» و «بضاع» و «بضع» و «بداغ». (¬3) الصواب: «أخا». (¬4) خبر الإمرة في: الروض الباسم 3 / ورقة 111 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 435. (¬5) في الأصل: «القرطال». (¬6) خبر البرتغال في: الروض الباسم 3 / ورقة 112 أ. (¬7) خبر عزل جوهر في: النجوم الزاهرة 16/ 292، والروض الباسم 3 / ورقة 112 أ، وبدائع الزهور 2/ 435. وقد ترجم السخاوي لخالص التكروري في: الضوء اللامع 3/ 173 رقم 668 ولم يؤرّخ لوفاته. (¬8) خبر الأراجيف لم يرد في المصادر. (¬9) خبر الرياح في: الروض الباسم 3 / ورقة 112 ب.

وفاة الخوند شكرباي

[وفاة الخوند شكرباي] [2640]- وفيه ماتت الخوند شكرباي (¬1) الأحمدية، / 171 أ / الجركسية، الناصرية، زوجة السلطان. وكانت خيّرة، ديّنة، عفيفة، غير راغبة في الدنيا، تظهر الالتفات إلى الآخرة، وتميل إلى طريق الفقر، ولبست الخرقة الأحمدية. وهي في الأصل من جواري الناصر فرج، وتنقّلت بها الأحوال بعده، وتزوّج بها أبرك الجكميّ أحد أمراء دمشق، واتّصلت بعده بخشقدم، وشهرت في سلطنته وذكرت. وكان لها يوم ماتت نحوا (¬2) من سبعين سنة أو زيادة عليها. وسجّي نعشها بشعار الأحمدية بمرقّعة، وحمل أمامها أعلامهم، ولم تسجّ بالبشتخاناه على عادة الخوندات، وكان ذلك بوصية بها (¬3)، وعدّ ذلك من نوادرها. [الرياح بالقاهرة] وفيه، في ثاني طوبة ثارت رياح مزعجة بالقاهرة، ثم أعقب ذلك البرد الشديد جدا بحيث جمدت المياة منه، وأبيع الجليد في المزابل على الحمير، وهلك الكثير من الزرع والأشجار، وأخبر بذلك بحال الكثير من الناس، وكان ذلك من النوادر الواقعة بمصر (¬4). [الفتن بأعمال فاس] وفيه كانت الفتن بأعمال فاس وأضرّت بالناس. [جمادى الآخر] [زواج السلطان] وفي جماد الآخر عقد السلطان على سورباي (¬5)، إحدى سراريه وأمّ ولد له بعد عتقها، وجعلها الخوند الكبرى، عوضا عن شكرباي الأحمدية، ونقلها إلى قاعة العواميد (¬6). وسورباي (¬7) هذه موجودة الآن. ¬

(¬1) انظر عن (شكرباي) في: النجوم الزاهرة 16/ 346، ووجيز الكلام 2/ 781 رقم 1801، والضوء اللامع 12/ 68، 69 رقم 417، والروض الباسم 3 / ورقة 112 ب و 122 ب، وبدائع الزهور 2/ 435. (¬2) الصواب: «نحو». (¬3) الصواب: «منها». (¬4) خبر الرياح في: الروض الباسم 3 / ورقة 113 أ. (¬5) في النجوم الزاهرة: «سوارباي». (¬6) خبر الزواج في: النجوم الزاهرة 16/ 292، والروض الباسم 3 / ورقة 113 أ. (¬7) لم أجد لسورباي ترجمة في المصادر.

وفاة كسباي الششماني

[وفاة كسباي الششماني] [2641]- وفيه مات كسباي الششماني (¬1)، المؤيّدي، أحد الطبلخانات. وكان خيّرا، دينا، عارفا بفنون الفروسية، رأسا في الرمح والنشّاب، مع طيش وخفّة، وقرّرت طبلخاناته لجانبك الفقيه الأمير اخور الثاني. [وزارة قاسم شغيته] وفيه استقرّ في الوزارة شخص من صيارف اللحم يقال له قاسم شغيتة (¬2)، فترك لبس العوامّ، وتزايا (¬3) بزيّ الكتّاب (¬4). وقاسم هذا كان موجود (¬5) إلى عصرنا هذا، وجرت عليه أمور وتنقّلات إلى أن مات (¬6). يأتي في محلّه. [وفاة الفخر بن السيوطي] [2642]- وفيه مات الفخر محمد بن السيوطي (¬7)، الشافعيّ، أحد نوّاب الحكم. وقد جاوز السبعين. [قضاء الشافعية بمصر] وفيه استقرّ في قضاء الشافعية بمصر الصلاح أحمد بن بركوت (¬8) المكيني، وصرف الشرف المناويّ (¬9). ¬

(¬1) انظر عن (كسباي الششماني) في: النجوم الزاهرة 16/ 346، والضوء اللامع 6/ 228، 229 رقم 782، ووجيز الكلام 2/ 780 رقم 1798، والروض الباسم 3 / ورقة 125 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 435، 436. (¬2) في النجوم الزاهرة: «جغيتة»، والمثبت يتفق مع الضوء، وهو: «قاسم بن أحمد بن القرافي». (¬3) الصواب: «تزيّا». (¬4) خبر الوزارة في: النجوم الزاهرة 16/ 292، 293، والروض الباسم 3 / ورقة 114 ب، وبدائع الزهور 2/ 436. (¬5) الصواب: «كان موجودا». (¬6) لم يؤرّخ السخاوي لوفاته في الضوء اللامع 6/ 179، 180 رقم 609 ولكنه كان موجودا في سنة 891 هـ‍. على الأقل. وهو مولود في سنة 833 هـ‍. (¬7) انظر عن (ابن السيوطي) في: النجوم الزاهرة 16/ 347، ووجيز الكلام 2/ 772، والروض الباسم 3 / ورقة 126 ب، وبدائع الزهور 2/ 436. (¬8) في الأصل: «ركوب». (¬9) خبر قضاء الشافعية في: الروض الباسم 3 / ورقة 114 أ، وبدائع الزهور 2/ 436.

قضاء الحنفية بمصر

[قضاء الحنفية بمصر] وفيه استقرّ في القضاء الحنفية بمصر أيضا البرهان بن الديري، وصرف المحبّ بن الشحنة (¬1). [إمرة الركب الأول] / 171 ب / وفيه استقرّ أرغون شاه الأشرفي أستادار الصحبة في إمرة الركب الأول، عوضا عن كسباي الششماني لموته (¬2). [التجريدة إلى البلاد الحلبية] وفيه وردت الأخبار بأنّ السلطان محمد بن عثمان ملك الروم جهّز شاه سوار بن دلغادر أخو (¬3) ملك أصلان ومعه جمع من عسكره، وبعث معه قاصد (¬4) السلطان يسأله في أن يقرّره عوضا عن أخيه في مملكة الأبلستين. ثم لما بلغهم أن السلطان قرّر فيها شاه بضاغ بعد أن كانوا دخلوا إلى هذه المعاملة وأقاموا بأطرافها وقصدهم المطالعة بالأخبار والالتماس من السلطان أن يقرّ شاه سوار على مملكة أخيه. ولما تحقّق السلطان هذه الأخبار وعرف هذه الحوادث ضاقت عليه الأرض بما رحبت، وأخذ في تعيين تجريدة إلى البلاد الحلبية، فعيّن الأتابك قانم التاجر، وتمربغا أمير مجلس، ويلباي الأمير اخور، وقانبك المحمودي، وبرد بك هجين، وقايتباي المحمودي، وعيّن عدّة وافرة مع هؤلاء من الطبلخانات والعشرات. ثم بعد أيام وردت الأخبار من حلب بأنّ أولئك تأخّروا وتأدّبوا مع السلطان وما في قصدهم أن يفعلوا شيئا، وإنما كان غرضهم الالتماس من السلطان أن يولّي شاه سوار لا غير. وهذا أول ظهور شاه سوار (¬5). [وفاة الواعظ القدسي] [2643]- وفيه مات الواعظ القدسي، الشهاب أحمد بن عبد الله بن محمد العسقلانيّ (¬6)، الشافعيّ. ¬

(¬1) خبر قضاء الحنفية في: الروض الباسم 3 / ورقة 114 أ، وبدائع الزهور 2/ 436. (¬2) خبر إمرة الركب في: الروض الباسم 3 / ورقة 114 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 435. (¬3) الصواب: «أخا». (¬4) الصواب: «قاصدا». (¬5) خبر التجريدة في: النجوم الزاهرة 16/ 293، والروض الباسم 3 / ورقة 115 أ، وبدائع الزهور 2/ 436، 437. (¬6) انظر عن (العسقلاني) في: النجوم الزاهرة 16/ 347، والضوء اللامع 1/ 363 - 366، ووجيز الكلام 2/ 775 رقم 1781، وبدائع الزهور 2/ 437، والروض الباسم 3 / ورقة 120 أ، ب.

إبطال التجريدة

وكان عالما، فاضلا، مفنّنا، واعظا، ماهرا في ذلك، وكان يعمل المواعيد الحافلة، وجرت عليه أنكاد وخطوب غير ما مرة. ومولده سنة ثلاث عشرة (¬1) وثمانماية. [إبطال التجريدة] وفيه أبطلت التجريدة إلى سوار بواسطة ما قدّمناه من الأخبار (¬2). [رجب] [وصول أمّ حسن الطويل إلى السلطان] وفي رجب وردت مكاتبة نائب حلب بأنّ أمّ حسن الطويل وصلت من عند أمّها ومعها مفاتيح خرت برت لتسلّمها للسلطان وتسترضيه عن ولدها. ثم وصلت بعد أيام / 172 أ / فأكرمها السلطان وقيل المفاتيح منها، ثم ردّها إليها وقال لها: هو نائبي فيها، وشكرها، وأظهر الرضى عن ولدها وأعادها إليه (¬3). [عرض الجند] وفيه ابتدأ السلطان بعرض الجند فعيّن منهم تجريدة لشاه سوار، واستمرّ عدّة أيام على ذلك حتى عيّن نحوا من الستمائة (¬4). [نقل ابن الصفي الأستادار إلى منزل الوالي] وفيه نقل منصور بن الصفي الأستادار من منزل والي الشرطة، وكان قد أسلم إليه، إلى منزل الأتابك قانم التاجر. وجرت عليه أمور ومحن يطول الشرح في تفصيلها. ثم آل أمره أن أعيد إلى منزل الوالي، ثم كان له ما سنذكره (¬5). [القبض على الزين الأستادار] وفيه قبض السلطان على الزين الأستادار لغرض ما، وأمر الشرف بن كاتب غريب في التحدّث في الأستادارية (¬6). [هدية نائب حلب للسلطان] وفيه قدم أبو بكر دوادار نائب حلب ومعه هدية هائلة من عند نفسه أحضرها ¬

(¬1) في الضوء مولده سنة 809 هـ‍. (¬2) خبر إبطال التجريدة في: النجوم الزاهرة 16/ 293. (¬3) خبر وصول أمّ حسن في: الروض الباسم 3 / ورقة 115 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 437. (¬4) خبر عرض الجند في: الروض الباسم 3 / ورقة 115 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 437. (¬5) خبر نقل ابن الصيفي في: الروض الباسم 3 / ورقة 115 ب، وبدائع الزهور 2/ 437. (¬6) خبر القبض في: الروض الباسم 3 / ورقة 115 ب، وبدائع الزهور 2/ 437.

شعبان

للسلطان ومبلغا (¬1) له صورة من عند أستاذه برد بك المذكور في مقابلة القود الذي جرت به العادة (¬2). [شعبان] [بناء برج تلمسان] وفي شعبان ابتدأ صاحب تلمسان ببناء برج عظيم على أحد أبواب تلمسان، وأخذ يجتهد في تحصينها، وتفقّد أسوارها للأراجيف بتجريدة صاحب تونس إليه (¬3). [استدارية ابن كاتب غريب] وفيه استقرّ الشرف بن كاتب غريب في الأستادارية، وهي أول ولاياته بها (¬4). [ضرب منصور الأستادار] وفيه طلب السلطان منصور الأستادار بين يديه فصعد به الوالي على صورة غير مرضية، والسلسلة في عنقه، فطلب منه ما بقي في جهة من الأموال على زعمه، فأجاب بأجوبة مفحمة مسكتة، فلم يرض السلطان بذلك وأمر به فضرب بالمقارع وأهين إهانة بالغة (¬5). [وفاة جوهر الساقي] [2644]- وفيه مات جوهر الساقي (¬6) الأرغون شاوي، الظاهري، الحبشي، الطواشي، رأس نوبة الجمدارية. وكان من أجلّ الخدّام أدبا وحشمة وتواضعا وخيرا ودينا وعقلا تامّا، ومعرفة. وكتب الخط المنسوب، مع فضيلة كانت لديه. أظنّه بلغ الستين. [مصادرة الناصر الكمالي] [وفيه] (¬7) صودر الناصر الكمالي، محمد بن عبد الله بن طغاي على عشرة آلاف دينار، ¬

(¬1) الصواب: «ومبلغ». (¬2) خبر الهدية في: الروض الباسم 3 / ورقة 115 ب. (¬3) خبر بناء البرج في: الروض الباسم 3 / ورقة 115 ب. (¬4) خبر الأستادارية في: الروض الباسم 3 / ورقة 115 ب، والنجوم الزاهرة 16/ 293. (¬5) خبر ضرب منصور في: الروض الباسم 3 / ورقة 115 ب، 116 ب. (¬6) انظر عن (جوهر الساقي) في: النجوم الزاهرة 16/ 347، 348، ووجيز الكلام 2/ 781 رقم 1799، والضوء اللامع 3/ 81 رقم 317، والروض الباسم 3 / ورقة 122 أ، وبدائع الزهور 2/ 437، 438. (¬7) إضافة على الأصل.

تعيين علماء في مدرسة البدر العيني

ووكّل به بمنزل نقيب الجيش، هذا بعد اختصاصه وتقرّبه من السلطان. ودام في التوكيل حتى نقص له منها أربعة آلاف دينار ورضي بحمل ستة آلاف. ثم عاد السلطان إلى العشرة / 172 ب / وصمّم حتى أخذها منه ونفاه إلى حماه، فخرج من القاهرة، وتخيّل في طريقه بأنه قتل، فأشيع عنه ذلك بالقاهرة، وعاد إليها فاختفى بها حتى مات خشقدم هذا فظهر (¬1). [تعيين علماء في مدرسة البدر العيني] وفيه وقع من غريب النوادر أنّ الشهاب بن العيني وقف أوقافا عديدة على مدرسة جدّه البدر العيني، ثم سأل السلطان في أن يخلع على جماعة عيّنهم له من علماء العصر بالقاهرة باستقرارهم في عدّة من وظائف قرّرها الشهاب المذكور بالمدرسة المذكورة، فجعل شيخها الأمين الأقصرائي شيخ حضورها بعد حضور الأشرفية ومعه جماعة من الصوفية من نوّاب الحكم وأعيان الطلبة ممّن له ذكر وشهرة. وقرّر الشيخ تقيّ الدين الحصني في مشيخة تدريس العلوم العقلية، والعضد السيرامي في مشيخة تدريس التفسير، والتقيّ الشمنّي في مشيخة الحديث، وخلع السلطان عليهم ونزلوا إلى المدرسة المذكورة، وتعجّب الناس من ذلك وما قصده (¬2). [استيلاء شاه سوار على المملكة الدلغادرية] وفيه ورد الخبر على السلطان باستيلاء شاه سوار بن دلغادر على المملكة الدلغادرية واقتلاعها من أخيه شاه بضاغ (¬3)، وأنّ برد بك نائب حلب، ويشبك البجاسي نائب حماه قد خرجا لقتاله (¬4). [رمضان] [وفاة سودون الفقيه] [2645]- وفيه توفي سودون الفقيه (¬5)، الأبو بكري، المؤيّدي، أحد الأمراء العشرات. ¬

(¬1) خبر المصادرة في: وجيز الكلام 2/ 772، 773، والروض الباسم 3 / ورقة 116 أ، وبدائع الزهور 2/ 438. (¬2) خبر تعيين العلماء في: وجيز الكلام 773، والروض الباسم 3 / ورقة 116 أ. (¬3) في الأصل: «بضاع». (¬4) خبر الاستيلاء في: الروض الباسم 3 / ورقة 116 أ. (¬5) انظر عن (سودون الفقيه) في: النجوم الزاهرة 16/ 348، والضوء اللامع 3/ 376 رقم 1049، وبدائع الزهور 2/ 438.

وفاة الشمس بن الباعوني

وحضر السلطان للصلاة عليه، وكان خيّرا، ديّنا، فاضلا، يذاكر بكثير من المسائل الفقهية مع الأدب والحشمة والفقه والزهد والورع والسكون الزائد. وقد جاوز السبعين سنة، رحمه الله تعالى. وهو والد صاحبنا الشرف يونس، إنسان حسن نحوا (¬1) من أبيه (هو) (¬2) مسطرتها. لطف الله به وبولده الشرف يحيى. نشأ صالحا (¬3). [وفاة الشمس بن الباعوني] [2646]- وفيه مات الشمس بن الباعوني (¬4)، محمد بن أحمد بن ناصر المقدسي، الناصري، الدمشقي، الشافعيّ، أخو البرهان الماضي. وكان عالما فاضلا، أديبا، بارعا، كثير النّظم (¬5). سمع على عائشة بنت عبد الهادي، وغيرها. [تقدمة نائب الشام] وفيه وصلت تقدمة برسباي البجاسي نائب الشام، وكانت شيئا كثيرا (¬6). [وفاة الشاعر ابن أبي السعود] [2647]- وفيه مات الأديب الشاعر، الفاضل، أحد شعراء العصر، الشهاب بن أبي السعود (¬7) أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن سعيد بن علي المنوفي، الشافعيّ. ¬

(¬1) الصواب: «نحو». (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) لم أقف على ترجمة الابن يونس ولا الحفيد يحيى. (¬4) انظر عن (ابن الباعوني) في: وجيز الكلام 2/ 774 رقم 1779، والضوء اللامع 7/ 114 رقم 249، والروض الباسم 3 / ورقة 12 ب، 126 أ، وشذرات الذهب 7/ 310، وبدائع الزهور 2/ 438، والمقتطف - عدد سنة 1908، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 1/ 136، وكشف الظنون 369 و 1243، وهدية العارفين 2/ 205، وتاريخ الأدب العربي 2/ 41، وذيله 2/ 38، ومعجم المؤلفين 9/ 24، ومجلة معهد المخطوطات العربية 2/ 128، والتاريخ العربي والمؤرّخون 4/ 194 رقم 175، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 310 رقم 563، وذكرت بعض المصادر وفاته في سنة 871 هـ‍. وحوادث الزمان 1/ 178 رقم 229 في وفيات سنة 871 هـ‍. (¬5) ومن نظمه: «منحة اللبيب في سيرة الحبيب»، وهي نظم السيرة النبوية لعلاء الدين مغلطاي، وتحفة الظرفاء في تواريخ الملوك والخلفاء. (¬6) خبر التقدمة في: الروض الباسم 3 / ورقة 116 ب. (¬7) انظر عن (ابن أبي السعود) في: النجوم الزاهرة 16/ 348، ووجيز الكلام 2/ 775، 776 رقم 1782، والضوء اللامع 1/ 231 - 234، والروض الباسم 3 / ورقة 119 ب، 120 أ، وبدائع الزهور 2/ 438، وشذرات الذهب 7/ 310.

شوال

وكان عالما، فاضلا، ماهرا في الفرائض والحساب، / 173 أ / متميّزا في قوّة الأدب، وقال الشعر الجيّد الحسن، منه قوله، وأنشد فيه: لمحبوبي المنجّم قلت يوما ... فدتك النفس يا بدر الكمال براني الوجد (¬1) ... فاكشف عن ضميري فهل يوما أرى بدري وفى (¬2) لي (¬3) ناب في القضاء وحمدت سيرته. ومن نوادره أنه لم يهج من هجاه قطّ. ومولده سنة 814. [شوّال] [موافقة العيد يوم الجمعة] وفي شوال كان العيد بالجمعة، ولهج الناس بزوال السلطان لكون خطب فيه خطبتان، وكان ما لهجوا به على ما سيأتي في السنة التالية من هذه (¬4). [الأدّعاء على الأستادار منصور بالكفر] وفيه حمل منصور الأستادار إلى منزل الحسام بن حريز القاضي المالكي بأمر من السلطان، وادّعى عليه بدعاوى كثيرة، منها ما يوجب تكفيره وسفك دمه، فطلب منصور من المدّعي عليه إثبات ما يدّعيه. ثم ركب القاضي إلى القلعة واجتمع بالسلطان، ووقع القال والقيل الكثير في حقّه، وأنه تمالى (¬5) مع السلطان على منصور المذكور، ثم كان ما سنذكره (¬6). [ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان ونزل إلى بعض جهات القاهرة، ثم عاد فدخل في عوده إلى دار جانبك من ططخ الأمير اخوار الثاني، فعاده لمرض به. ثم أصبح في غد يومه ذلك، فركب ونزل إلى دار قايتباي المحمودي أحد مقدّمي الألوف إذا ذاك وسلطان العصر الآن. فلما وصل إلى داره فرش له الشقق الحرير تحت نعال فرسه، ونثر عليه نثارا من الذهب ¬

(¬1) في النجوم والضوء: «براني الهجر». (¬2) في الأصل: «وفا»، وكذا في بدائع الزهور. (¬3) البيتان في: النجوم الزاهرة، والضوء اللامع 1/ 234، والروض الباسم 3 / ورقة 119 ب، وبدائع الزهور. (¬4) خبر موافقة العيد في: النجوم الزاهرة 16/ 293، والروض الباسم 3 / ورقة 116 ب، وبدائع الزهور 2/ 439. (¬5) كذا. (¬6) خبر الادّعاء في: الروض الباسم 3 / ورقة 116 ب، 117 أ، وبدائع الزهور، 439.

وفاة شيخ خانقاه سعيد السعداء

والفضّة، ثم قدّم له تقدمة فقبل منها البعض (¬1). [وفاة شيخ خانقاه سعيد السعداء] [2648]- وفيه مات شيخ خانقاه سعيد السعداء الزين خالد بن أيوب (¬2) بن خالد، بعد مرض طال به. وولي بعده مشيخة الخانقاه المذكورة الحافظ التقيّ القلقشنديّ. [وفاة الجلال بن الملقّن] [2649]- وفيه مات الجلال بن الملقّن (¬3)، عبد الرحمن بن علي بن عمر بن علي بن أحمد بن محمد الأنصاري، الأندلسيّ الأصل، الشافعيّ. وكان عالما، أجاز له جدّه، وغيره، وسمع على جماعة. وناب في القضاء، وكان وجيها، رئيسا، حسن السيرة. ومولده سنة تسعين وسبعمائة. [كائنة القصر بتلمسان] وفيه كائنة القصر بتلمسان، وكان صاحبها / 173 ب / محمد بن أبي ثابت قد خرج من تلمسان لبعض شونه (¬4)، وجعل ولده الأصغر عبد الله بالقصر، ووصّى عبد الله بن عبد الرحمن النجار ووالده صاحب الأشغال ومدبّر المملكة بتلمسان بأن يرقد ولده عبد الله هذا بالقصر مع ولد السلطان، ويكون نظر عبد الرحمن على القصر حتى يعود السلطان، ورتّب جماعة مع أمّه. وكان بسجن القصر جماعة من جهة المعتصم أحمد بن أبي حمو الماضي خبر موته، منهم وزيره، وجماعة أخر، فتعاملوا في بعض ليالي هذا الشهر وكسروا باب السجن وخلصوا منه إلى القصر، وأهل القصر في غفلة وهم رقود، فهجموا على عبد الله بن النجار في مرقده فقتلوه ذبحا وبعض من كان عنده، ثم توجّهوا لابن السلطان ¬

(¬1) خبر ركوب السلطان في: الروض الباسم 3 / ورقة 117 أ، وبدائع الزهور 2/ 439. (¬2) انظر عن (خالد بن أيوب) في: النجوم الزاهرة 16/ 349، ووجيز الكلام 2/ 776 رقم 1783، والضوء اللامع 3/ 170 رقم 656، وبدائع الزهور 2/ 438، 439. (¬3) انظر عن (ابن الملقّن) في: النجوم الزاهرة 16/ 348، 349، ووجيز الكلام 2/ 774، 775 رقم 1780، والضوء اللامع 4/ 101، 102 رقم 288، والمنجم في المعجم 139، 140 رقم 70، وحوادث الزمان 174 رقم 222، ونظم العقيان 124 رقم 102، وبدائع الزهور 2/ 439، والروض الباسم 3 / ورقة 123 أ، ب، وشذرات الذهب 7/ 310. (¬4) كذا.

مقدمية الألوف بمصر

فأخذوه، وأرادوا أن يسلطنوه، ثم يصبحوا فيملكوا به تلمسان ويقاتلون به والده إن قدم. فاحتال ولد السلطان عليهم، وكان لم يلتح بعد، بأن قال لهم: حبّا وكرامة، وفي (¬1) الباكر يكون ما تريدون، وأخذ في تحريضهم على ما قصدوه فتركوه ليصبح النهار، فدسّ هو ليلا من توجّه إلى عبد الرحمن النجار يخبره بما وقع، وأن يدركهم قبل اتساع الخرق، فثار عبد الرحمن من ساعته بجمع كبير، وهجم القصر، فثار به الذين قتلوا ولده ومن معه، ووقع بالقصر أشياء مهولة، ثم غلب النجار فقبض على الجميع وأعادهم إلى السجن محتفظا بهم. وبعث إلى صاحب تلمسان فحضر في الحال، وأمر بالوزير ومن ثار معه فذبحوا بين يديه وحزّت روسهم (¬2)، وعلّقت على أبواب تلمسان. وكانوا أحد عشر نفرا فيما أظنّ. وكان لهم بتلمسان يوما مشهودا (¬3). [2650]- وكان عبد الله بن عبد الرحمن النجار (¬4) الذي قتل شابّا حسنا، على ذهنه الفضيلة، وعنده أدب وحشمة ومروءة. [مقدميّة الألوف بمصر] [وفيه] (¬5) صيّر جانبك الإسماعيلي كوهيه من جملة مقدّمين (¬6) الألوف بمصر على تقدمة جانبك المرتدّ بحكم عجزه بكبر سنّه (¬7). ¬

(¬1) في الأصل: «ولي». (¬2) كذا. (¬3) الصواب: «يوم مشهود». وخبر كائنة القصر في: الروض الباسم 3 / ورقة 117 أ. (¬4) لم يذكر السخاوي صاحب الترجمة في الضوء اللامع. وقال المؤلّف - رحمه الله - عنه في الروض الباسم 3 / ورقة 117 أ: «وبلغنا ذلك ونحن بواهران فأسفنا على ذلك الشاب الحسن، أعني عبد الله بن النجار، لكنه مات شهيدا، وكان من أهل الدين والبشاشة وحسن السمت والسفارة الحسنة». ثم عاد وذكره في الوفيات، فقال: «عبد الله بن عبد الرحمن بن النجار الإسرائيلي الأصل، التلمساني، المالكي. تقدّم في المتجدّدات كيفية قتله بالقصر من دار الإمارة بتلمسان. وكان شابا حسنا. أظنّه ما بلغ الثلاثين سنة، وكان يستحضر المسائل العلمية والأدب، وله إلمام بالمباشرة، وناب عن والده في وظيفته. وكان مقرّبا من صاحب تلمسان. عوّض الله تعالى شبابه الجنة». (الروض 3 / ورقة 123 أ). أمّا ولد السلطان الأصغر «عبد الله» فأكرمه والده وأحبّه جدّا زيادة عما كان قبل ذلك، وآل به أن ولي تلمسان بعد أبيه، وهي في يده الآن فاعجب من قدرة الله تعالى كيف لما تمت فيها من تمكنه منها فإنه لو وليها لأتعب أباه فأعطاها الله تعالى إياه. وهو شاب حسن يذكر بالعدل وحسن السيرة فيما بلغني. وكان سنّه في يوم الكائنة التي اتفقت نحو الخمس عشرة سنة، فلعلّه ولد في سنة خمس وخمسين. (الروض 3 / ورقة 117 أ، ب). (¬5) إضافة على الأصل. (¬6) الصواب: «مقدّمي». (¬7) خبر المقدّمية في: النجوم الزاهرة 16/ 293، والروض الباسم 3 / ورقة 117 ب، وبدائع الزهور 2/ 439.

الدوادارية الثانية

[الدوادارية الثانية] وقرّر في الدوادارية الثانية / 174 أ / عوضا عن كوهيه خير بك الخازندار الذي قرّر في إمرة الحاج (¬1). [خروج الحاج] وفيه خرج الحاج من القاهرة (¬2). [ضرب عنق منصور الأستادار] [2651]- وفيه ضربت عنق منصور بن الصفي (¬3) الأستادار، والوزير، بحكم ابن (¬4) حريز المالكي بعد أن اغتسل في محبسه، وصلّى الظهر وأخذ في قراءة القرآن، ثم استسلم حين أحضر إلى ضرب العنق، وأخذ في الإعلان بالشهادتين، وكثر أسف الناس عليه، وكادوا أن يبطشوا بابن كاتب غريب لولا فرّ هاربا. والظاهر في أمره الممالأة عليه وتلفيق الشهود وظلمه، وبين يدي الله تعالى مجتمع الجميع. ومولد منصور هذا بعيد الثلاثين وثمان مئة. [إمرة الأبلستين] وفيه ورد الخبر من نائب حلب بأنه عاد إليها، وأن شاه سوار خرج عن الأبلستين، فلم يقبل السلطان ذلك، وقرّر عمّه رستم بن دلغادر في إمرة الأبلستين، عوضا عن بضاغ لعلّه يقاوم شاه سوار، ونسب السلطان شاه بضغ إلى التقصير في معارضة أخيه (¬5). كما وقع له ذلك أيضا بعض ذلك في كائنة علاء الدولة بعد سنة خمس وثمانين وثمانماية، كما سيأتي إن شاء الله تعالى. [وفاة الخوندبركلي] [2652]- وفيه ماتت الخوند بركلي (¬6) كوز الجركسية، زوجة الناصر فرج. ¬

(¬1) خبر الدوادارية في: الروض الباسم 3 / ورقة 117 ب، وبدائع الزهور 2/ 439. (¬2) خبر الحاج في: وجيز الكلام 2/ 773، والروض الباسم 3 / ورقة 117 ب. (¬3) انظر عن (منصور بن الصفي) في: النجوم الزاهرة 16/ 294 و 349، والضوء اللامع 10/ 170، 171 رقم 716، والروض الباسم 3 / ورقة 117 أ، وبدائع الزهور 2/ 439، 440، ووجيز الكلام 2/ 781 رقم 1800. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر إمرة الأبلستين في: النجوم الزاهرة 16/ 294، والروض الباسم 3 / ورقة 117 ب، وبدائع الزهور 2/ 440. (¬6) انظر عن (الخوند يركلي) في: =

ذو القعدة

وكانت أول نسائه من الجواري، وتزوّجت بعده عدّة من الأمراء بل والأجناد، وانحطّ قدرها. [ذو القعدة] [وفاة الشمس بن الفالاتي] [2653]- وفي ذي قعدة مات الشمس بن الفالاتي (¬1)، محمد بن علي بن محمد بن نصير (¬2) بن عبد الرحمن الدمشقيّ الأصل، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، عدّ من أعيان فقهاء مصر، خيّرا، ديّنا، صالحا. سمع على جماعة. وكان نشأ على صناعة والده بالإنشاد. شهر في فنّه، ثم عني بالعلم حتى شهر وذكر (¬3). [نيابة طرابلس] وفيه قرّر في نيابة طرابلس قانباي الحسنيّ، أحد الطبلخانات دفعة واحدة من غير تقدّم ولا ترشيح لذلك، وعدّ ذلك من النوادر، وغيّب ذلك على خشقدم، سيما وقد عزل محمد بن مبارك عن طرابلس بهذا اللكع (¬4). ¬

= الروض الباسم 3 / ورقة 127 أوفيه؛ «يوركلي». وقال: واسمها تركي معناه العين القلبية، فإن يورك: القلب، وكوز: العين، ولفظة: لي، كالنسبة في لغة العرب. (¬1) انظر عن (الفالاتي) في: النجوم الزاهرة 16/ 349، والضوء اللامع 8/ 197 - 199 رقم 517، ووجيز الكلام 2/ 776، 777 رقم 1786، والروض الباسم 3 / ورقة 126 أ، وبدائع الزهور 2/ 440. (¬2) في الأصل: «خضر». وهو نصير بفتح النون وكسر الصاد. مثل كبير. قال السخاوي: وهو يعرف بابن الفالاتي حرفة أبيه. وكان شيخنا يقول له: لو قيل الفالي كان أحسن لئلاّ تحذف ألفه فتصير الفالتي. (الضوء 8/ 197). (¬3) مولده في العشر الأول من رجب سنة أربع وعشرين وثمانمائة. (¬4) خبر نيابة طرابلس في: النجوم الزاهرة 16/ 294، والروض الباسم 3 / ورقة 118 أ، وبدائع الزهور 2/ 440، ومنتخبات من حوادث الدهور 3/ 660، وتاريخ طرابلس 2/ 52 رقم 125. وقال ابن تغري بردي إن ولايته لنيابة طرابلس كانت من الأمور المنكرة، فقد كان أحد أمراء الطبلخانات في مصر فعيّن نائبا لطرابلس دفعة وذلك «لأننا لا نعلم أن أحدا ولّي نيابة طرابلس غير مقدّم ألف بالديار المصرية، بل غالب من يلي نيابة طرابلس ينتقل إليها من وظيفة عظيمة جليلة، إمّا أمير مجلس، أو أمير اخور كبير، أو رأس نوبة النوب، أو ينتقل إليها من حماة». وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض 3 / ورقة 118 أ: «استقرّ في نيابة طرابلس قانباي الحسني أحد الأمراء الطبلخانات بالقاهرة دفعة واحدة من غير تقدّم ولا ترشح لذلك، بل ولا أهليّة. وعدّ ذلك من النوادر، ووليها عوضا عن محمد بن مبارك بعد عزله عنها، وأعيب على الظاهر خشقدم هذه الفعلة لعظم جلالة هذه الوظيفة، لأنه لم يعهد قطّ في دولة من الدول أن ولي طرابلس إلاّ مقدّمين (كذا) الألوف، بمصر مع الوظائف الجليلة كالأتابكية كما في طرباي، ووليها أيضا من ولي إمرة مجلس، =

ذو الحجة

[ذو الحجة] [منازلة جهان شاه بغداد] وفي ذي حجّة ورد الخبر بأنّ جهان شاه نازل بغداد لمحاصرتها وبها ولده بير بضاغ (¬1)، وقد تمرّد عليه ورفع رأسه لشجاعته وكثرة جيوشه لا سيما بعد قتل المشعشع. / 174 ب / ودام الحصار مدّة، ولم يقدر عليه، وآل الأمر بينهما إلي الصلح، ثم إلى قتل بير بضاغ (¬2). وكان كأبيه (¬3) في سوء الاعتقاد، بل فاقهم في انحلال العقيدة. ويقال إنه قال بإلهه علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وله في رفضه وتشيّعه أخبار تطول. كان قتله على يد أخوه (¬4) محمد، وأراح الله تعالى منه (¬5). [عقد أزبك من ططخ على ابنة أستاذه] وفيه عقد لأزبك من ططخ رأس نوبة النوب على ابنة أستاذه الخوند بنت الظاهر جقمق بعد موت زوجها جانبك الظريف في هذه السنة. وهذه ثانية زوجة لأزبك من بنات أستاذه، وهي باقية في عصمته إلى يومنا هذا الذي جمعنا فيه هذا التاريخ (¬6). [وفاة ابنة السلطان] [2654]- وفيه ماتت ابنة للسلطان اسمها فرج (¬7)، وهي في السادسة من العمر. وكانت من سورباي التي صيّرها الخوند على ما قدّمناه لك. وكان السلطان يأنس إلى هذه الإبنة ويحبّها جدّا، حتى أنه أبطل خدمة القصر حين ماتت من كثرة أسفه عليها وحزنه بما لم يعهد مثله من سلطان على ولد ذكر كبير فضلا عن الأنثى الصغيرة. وعدّ ذلك من النوادر. ¬

= ومن ولي الأمير اخورية الكبرى، ومن ولي الرأس نوبة الكبرى، وإمّا نائب حماه فكثير منهم ممّن وليها إلى غير ذلك من أعيان الأمراء، ويا ليت، هذا، كان قانباي هذا ممّن له أهليّة من جهة أخرى كفضيلة أو معرفة أو ذكر حسن بصيت وسمعة أو غير ذلك ممّا يكون مندوحة حتى يقال له وغير ذلك المعنى المكمل له، فلهذا وليها بل كان في غاية الإهمال، ولله الأمر، صدق الصادق المصدوق: «إذا وسدّ الأمر لغير أهله فانتظروا الساعة»، على أنّ هذه الطائفة كلّها غير أهلية، لكن النحس في هذا أظهر وأكثر وأكبر». (¬1) في الأصل: «بضاع». (¬2) في الأصل: «بضاع». (¬3) في الأصل: «كابا به». (¬4) الصواب: «على يد أخيه». (¬5) خبر منازلة بغداد في: الروض الباسم 3 / ورقة 118 أ. (¬6) خبر عقد أزبك في: الروض الباسم 3 / ورقة 117 أ، ب. (¬7) انظر عن (فرج) في: الضوء اللامع 12/ 114 رقم 691، والروض الباسم 3 / ورقة 124 ب، وبدائع الزهور 2/ 440.

وفاة تغري برمش السيفي

وكذا جرى على أمّها الخوند سورباي حتى نزلت إلى قبرها، وما عهد ذلك لمن قبلها من الخوندات. [وفاة تغري برمش السيفي] [2655]- وفيه مات تغري برمش (¬1) السيفي، قراقجا (¬2) الحسنيّ، أحد العشرات. وكان خيّرا، ديّنا، أدوبا، حشما، عاقلا، ساكنا، مشكورا. [توقف زيادة النيل] وفيه توقّف النيل عن الزيادة ستة أيام متوالية حتى قلق الناس لذلك، وتوجّه القضاة والفقهاء وغيرهم للمقياس للاستسقاء، وكان ذلك في حادي عشر مسرى، وثاني عشرين هذا الشهر. ولما كان يوم الجمعة سادس عشرين الحجّة هذا زاد فيه ابتهال الناس والخطباء على المنابر، فأصبح في يوم السبت، وقد زاد الله تعالى في النيل، فسرّ الناس بذلك، واستمرّت الزيادة إلى أن حصل الوفاء في محرّم من الآتية. ولله الحمد (¬3). * * * [وفاة الشيخ النخلي التونسي] [2656]- وفيها - أعني هذه السنة - مات أحد أفراد علماء تونس الشيخ، أبو العباس، أحمد النخليّ (¬4)، / 175 أ / التونسي، المالكيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، كاملا، متقنا، مفنّنا، عارفا بكثير من العلوم، خيّرا، ديّنا. [وفاة الرضي المغربي] [2657]- وفيها مات الشيخ الصالح، العدل، الرضي، أبو محمد، عبد الغفّار (¬5) بن أحمد بن عطيّة الطرابلسيّ، المغربي، المالكيّ، شيخ زاوية ابن (¬6) عطية بطرابلس المغرب. ¬

(¬1) انظر عن (تغري برمش) في: النجوم الزاهرة 16/ 349، 350، والضوء اللامع 3/ 34 رقم 144، والروض الباسم 3 / ورقة 121 أ. (¬2) ويرد: «قراخجا». (¬3) خبر النيل في: الروض الباسم 3 / ورقة 118 ب، وبدائع الزهور 2/ 440، 441. (¬4) انظر عن (أحمد النخلي) في: الضوء اللامع 2/ 265 رقم 813، والروض الباسم 3 / ورقة 120 ب. وقال السخاوي: مات في سنة 873 هـ‍. (¬5) انظر عن (عبد الغفار) في: الروض الباسم 3 / ورقة 123 ب. (¬6) في الأصل: «بن».

وفاة قاضي صفد

وكان عالما، فاضلا، صالحا، خيّرا، ديّنا، صوفيّا، وله ذكر وشهرة ببلاده. [وفاة قاضي صفد] [2658]- وفيها مات قاضي صفد، العلاء الصفديّ (¬1)، علي بن محمد بن إبراهيم بن حامد بن خليفة الشافعيّ. وكان عالما فاضلا. ومولده سنة أربع وثمانماية. [وفاة جانبك الظريف] وفيها مات من الأتراك: [2659]- جانبك الظريف (¬2) من أمير الأشرفي، أحد مقدّمين (¬3) الألوف بمصر، والدوادار الثاني. وكان شابّا جميلا، شجاعا، مقداما، عارفا بفنون الفروسية والبرجاس مع طيش وخفّة، وتعاظم وشحّ. وكان مسجونا بقلعة صفد. [وفاة جانم حرامي] [2660]- وجانم حرامي (¬4) شكل المؤيّدي، أحد العشرات. وله في البخل والحماقة وقلّة المروءة والغساله والندالة والتمسخر أشياء يستحى من ذكرها. [وفاة قاسم بن تمرباي] [2661]- وقاسم بن تمرباي (¬5) الجركسيّ الأصل، الحنفيّ، أحد الحجّاب بمصر. وكان كيّسا، فطنا، حذقا، قرأ شيئا، وسمع على ابن حجر. ومولده بعد العشرة (¬6) وثمانماية. ¬

(¬1) انظر عن (العلاء الصفدي) في: الروض الباسم 3 / ورقة 124 ب. (¬2) انظر عن (جانبك الظريف) في: وجيز الكلام 2/ 780 رقم 1797، والضوء اللامع 3/ 53 رقم 210، والروض الباسم 3 / ورقة 121 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 441. (¬3) الصواب: «أحد مقدّمي». (¬4) انظر عن (جانم حرامي) في: النجوم الزاهرة 16/ 343، 344، والروض الباسم 3 / ورقة 121 ب، وبدائع الزهور 2/ 441. (¬5) انظر عن (قاسم بن تمرباي) في: الروض الباسم 3 / ورقة 125 أ، وبدائع الزهور 2/ 441. (¬6) الصواب: «بعد العاشرة».

سنة إحدى وسبعين وثمانماية

سنة إحدى وسبعين وثمانماية [محرّم] [كسر النيل] في محرّم، في مستهلّه، كان كسر النيل عن الوفاء، ووافق عشرين مسرى، ونزل الأتابك قانم التاجر، وما نزل السلطان لغرض ما (¬1). [وفاة الشمس البخاري] [2662]- وفيه مات العلاّمة، الشمس، البخاريّ (¬2)، مولى شيخ محمد بن محمد بن محمود المراغي، الحنفيّ، شارح «درر البحار» (¬3). وكان إماما عالما، عاملا، فاضلا، كاملا، فريد زمانه. قطن دمشق مدّة، وانتفع به الناس. وله التصانيف المفيدة، مع الدّين المتين والخير والصلاح الظاهر، وشهرته تغني عن مزيد التعريف به. ومولده سنة (. . .) (¬4). [سفر قانباي إلى طرابلس] وفيه خرج قانباي الحسني مسافرا إلى طرابلس في تجمّل زائد (¬5). ¬

(¬1) خبر النيل في: النجوم الزاهرة 16/ 295، والروض الباسم 3 / ورقة 127 أ، بدائع الزهور 2/ 441. (¬2) انظر عن (الشمس البخاري) في: الضوء اللامع 10/ 20 رقم 58، وكشف الظنون 746 و 1252، وهدية العارفين 2/ 196، ومعجم المؤلفين 11/ 299، والروض الباسم 3 / ورقة 142 أ - 143 أ، وديوان الإسلام 1/ 262 رقم 404. (¬3) كتاب «درر البحار» لمحمد بن يوسف بن إلياس القونوي الحنفي، المتوفى سنة 788 هـ‍: هو في فروع الفقه الحنفي، جمع فيه بين مجموع البحرين وبين مذهب ابن حنبل والشافعي. وفي كشف الظنون سمّي الشرح: «غرر الأذكار». (¬4) في الضوء اللامع قال: «ومات أظنه قريب الخمسين ظنا»، وفي ديوان الإسلام وفاته سنة 870 هـ‍. وفي الأصل لم يوضح تاريخ المولد، وورد رسم (81)! (¬5) خبر سفر قانباي في: الروض الباسم 3 / ورقة 127 ب، وبدائع الزهور 2/ 442.

عزم بني وطاس على منازلة فاس

[عزم بني وطاس على منازلة فاس] وفيه عزم بني (¬1) وطاس بيّت (¬2) على منازلة فاس، بها مقيم جموع العرب الساوية وغيرهم، وتهيّأ لهم السيد الشريف محمد بن عمران صاحب فاس (¬3). [ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان ونزل إلى القرافة فسيّر بها وعاد (¬4). [قضاء الشافعية بمصر] وفيه / 175 ب / أعيد المحبّ بن الشحنة إلى قضاء الشافعية البدر أبو (¬5) السعادات بن البلقيني، وبذل في ذلك مالا له صورة، وصرف الصلاح المكيني. ولم تطل مدّة البدر هذا كما سنذكره (¬6). [كشف الوجه القبلي] وفيه استقرّ يشبك من مهدي الظاهري أحد الدوادارية الصغار في كشف الوجه القبليّ، وإمرة عشرة في هذا اليوم، وبلغ يشبك بعد ذلك مبلغا ما بلغه غيره في قريب من زمانه، على ما سيأتي إن شاء الله تعالى (¬7). [وصول الحاج] وفيه وصل الحاج، ودخل خير بك إلى القاهرة دخولا حافلا، وكان له يوما مشهودا (¬8)، واحتفل له قبل دخوله أيضا لقربه من أستاذه واختصاصه به، سيما وقد صيّر الدوادار الثاني (¬9). [صفر] [نظر الجيش] وفي صفر استقرّ في نظر الجيش الكمال بن الجمال بن كاتب جكم، وكان سنّه ¬

(¬1) الصواب: «بن». (¬2) الصواب: «فبيّت». (¬3) خبر بني وطاس في: الروض الباسم 3 / ورقة 127 ب. (¬4) خبر ركوب السلطان في: «الروض الباسم 3 / ورقة 127 أ. (¬5) الصواب: «أبو». (¬6) خبر قضاء الشافعية في: النجوم الزاهرة 16/ 295، ووجيز الكلام 2/ 782، والروض الباسم 3 / ورقة 128 أ، وبدائع الزهور 2/ 442. (¬7) خبر الكشف في: الروض الباسم 3 / ورقة 128 ب، وبدائع الزهور 2/ 442. (¬8) الصواب: «وكان له يوم مشهود». (¬9) خبر وصول الحاج في: الروض الباسم 3 / ورقة 128 ب، وبدائع الزهور 2/ 442.

إعادة الزين إلى الأستادارية

دون السبعة عشر، وصرف التاج المقسي، وبقي على نظر الخاص (¬1). [إعادة الزين إلى الأستادارية] وفيه أعيد الزين الأستادار إلى الأستادارية على عادته (¬2). [ركوب السلطان] [وفيه] ركب السلطان إلى الصحراء ثم عاد من باب القنطرة، ودخل في طريقه إلى دار أزبك من ططخ، رأس نوبة النوب إذ ذاك، ثم خرج منها واجتاز على دار الأستادار فدخلها، ثم خرج منها فدخل إلى دار الكمال ناظر الجيش، ثم خرج من عنده فدخل إلى دار خشداشه الأتابك قانم التاجر (¬3). [وفاة قانم التاجر] [2663]- واتفق أنّ مات قانم (¬4) هذا في ليلة غد هذا اليوم. وعدّ هذا من النوادر. ولهذا أشيع بأنّ السلطان سمّ قانم هذا. وهو قانم من صفر خجا المؤيّدي المباشر. وكان عاقلا ضخما، جليلا، دؤبا (¬5)، سيوسا، عاقلا، عارفا، حشما، مع حذق وفطانة وشجاعة وإقدام، ومحبّة في العلم، والعلماء كثير التأدّب معهم، مع ما كان عليه من العظمة والجبروت. وله عدّة آثار جليلة، منها: الجامع بأعالي الكبش والتربة بالصحراء، والقبّة بالخانكاه. وكان حين مات في عشر الثمانين (¬6). وهو من مماليك المؤيّد شيخ، وتنقّل في الخدم، وبعث رسولا إلى غير ما ملك، وتقدّم، ثم صيّر رأس نوبة النوب، ثم أمير مجلس، ثم ولي الأتابكية، وعظم وضخم جدا، حتى تحدّث الناس بوثوبه على الأمر، رحمه الله تعالى. ¬

(¬1) خبر نظر الجيش في: النجوم الزاهرة 16/ 295، ووجيز الكلام 2/ 782، والروض الباسم 3 / ورقة 128 ب، وبدائع الزهور 2/ 442. (¬2) خبر إعادة الزين في: النجوم الزاهرة 16/ 295، والروض الباسم 3 / ورقة 128 ب، وبدائع الزهور 2/ 442. (¬3) خبر ركوب السلطان في: الروض الباسم 3 / ورقة 128 ب، وبدائع الزهور 2/ 442. (¬4) انظر عن (قانم) في: الروض الباسم 3 / ورقة 128 ب و 140 ب - 141 ب، وبدائع الزهور 2/ 442، 443. (¬5) الصواب: «دؤوبا». (¬6) في الروض الباسم: «سنة 818 هـ‍».

تقرير الأتابكية

[تقرير الأتابكية] / 136 أ / وفيه استقرّ في الأتابكية يلباي الإينالي الأمير اخور الكبير، عوضا عن قانم. وقرّر في تقدمة يلباي برد بك هجين الظاهري. وقرّر في تقدمة برد بك هذا: نانق الظاهري شادّ الشراب خاناه. وهذا أول تقدمته (¬1). [وفاة نائب دمشق] [2664]- وفيه مات بدمشق نائبها برسباي البجاسيّ (¬2). وكان شهما، سيوسا، عاقلا، عارفا، متديّنا، عفيفا عن المنكرات، له طمع في الأموال، مع بخل ومكر، وهو من مماليك تنبك البجاسي نائب الشام، وتنقّل في الخدم بعده حتى تقدّم، وصار الأشرف إينال على ابنة ابنته من برد بك الدوادار، وولي حجوبية الحجّاب، ثم الأمير اخورية الكبرى، ثم نيابة طرابلس، ثم دمشق. وهي من نوادره. أظنّه بلغ السبعين. [تقرير الأمير اخورية] وفيه استقرّ في الأمير اخورية الكبرى الشهاب أحمد بن العينيّ (¬3). [تقرير شادّية الشراب خاناه] وقرّر في شادّية الشراب خاناه خشكلدي البيسقي أحد العشرات وروس (¬4) النوب (¬5). [نيابة الشام] وفيه وصل الخبر بموت برسباي البجاسي نائب الشام، فخرج الأمر السلطاني لبرد بك البجمقدار نائب حلب باستقراره في نيابة الشام (¬6). ¬

(¬1) خبر تقرير الأتابكية في: الروض الباسم 3 / ورقة 129 أ، وبدائع الزهور 2/ 443. (¬2) انظر عن (برسباي البجاسي) في: النجوم الزاهرة 16/ 352، والمنهل الصافي 3/ 279 - 282 رقم 654، والدليل الشافي 1/ 187 رقم 653، ووجيز الكلام 2/ 789 رقم 818، والضوء اللامع 3/ 7، 8 رقم 34، والروض الباسم 3 / ورقة 137 أ، ب، وحوادث الزمان 1/ 176 رقم 225، وبدائع الزهور 2/ 443، وذيل إعلام الوري 63، وتاريخ طرابلس، 2/ 52 رقم 122. (¬3) خبر الأمير اخورية في: النجوم الزاهرة 16/ 295، والروض الباسم 3 / ورقة 129 أ، وبدائع الزهور 2/ 443. (¬4) كذا. (¬5) خبر الشرابخاناه في: النجوم الزاهرة 16/ 295، والروض الباسم 3 / ورقة 129 أ، وبدائع الزهور 2/ 443. (¬6) خبر نيابة الشام في: النجوم الزاهرة 16/ 296، والروض الباسم 3 / ورقة 129 أ، وبدائع الزهور 2/ 443، وإعلام الورى 64.

نيابة حلب

[نيابة حلب] وقرّر في نيابة حلب يشبك البجاسي نائب حماه (¬1). [رأس النوبة الثانية] وقرّر في الرأس نوبة الثانية تنبك المعلّم الأشرفيّ (¬2). [تقرير الحسبة] وقرّر في الحسبة مغلباي أزن سقل أحد مماليك السلطان (¬3). [ربيع الأول] [وفاة التقيّ بن فهد] [2665]- وفي ربيع الأول مات محدّث مكة ومسندها الحافظ، التقيّ بن فهد (¬4)، محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن فهد بن سعد بن هاشم بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن القاسم بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي، العلوي، الأصفوني (¬5)، المكي، الشافعيّ. وكان عالما، محدّثا، مسندا، فاضلا، سمع الكثير وأجيز له من جماعة، وصار مسند مكة ومحدّثها وبعد صيته. ¬

(¬1) خبر نيابة حلب في: النجوم الزاهرة 16/ 296، والروض الباسم 3 / ورقة 129 أ، وبدائع الزهور 2/ 443، وإعلام الورى 64. (¬2) خبر رأس النوبة في: النجوم الزاهرة 16/ 296، والروض الباسم 3 / ورقة 129 أ، وبدائع الزهور 2/ 443. (¬3) خبر تقرير الحسبة في: النجوم الزاهرة 16/ 296، والروض الباسم 3 / ورقة 129 أ، وبدائع الزهور 2/ 444. (¬4) انظر عن (التقيّ بن فهد) في: معجم شيوخ ابن فهد 280 - 284، والنجوم الزاهرة 16/ 352، 353، والضوء اللامع 9/ 281 - 283 رقم 827، ووجيز الكلام 2/ 784 رقم 1803، ونظم العقيان 170، 171 رقم 185 والروض الباسم 3 / ورقة 142 أ، وحوادث الزمان 1/ 177 رقم 226، وبدائع الزهور 2/ 444، والبدر الطالع 2/ 259، وديوان الإسلام 3/ 340، 431 رقم 1635، وكشف الظنون 1987، وإيضاح المكنون 1/ 8 و 220 و 269، وهدية العارفين 2/ 205، ودائرة المعارف الإسلامية 3/ 783، وملحق تاريخ الأدب العربي 2/ 225 و 3/ 267، والأعلام 7/ 48، ومعجم المؤلفين 11/ 291، وتاريخ الأدب العربي 2/ 178، والإعلان بالتوبيخ 515 و 530 و 532، (ملحق بكتاب علم التأريخ عند المسلمين)، ونوادر المخطوطات العربية 144، والتاريخ العربي والمؤرّخون 4/ 408، 409 رقم 6، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 124، 125 رقم 183، وفهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية (التاريخ) ج 2/ 290 رقم 1822. (¬5) الأصفوني: نسبة لأصفون الجبلين من صعيد مصر الأعلى بالقرب من إسنا.

قراءة المولد بالقلعة

ومولده سنة سبع وثمانين وسبعمائة (¬1). [قراءة المولد بالقلعة] وفيه عمل المولد النبويّ بالقلعة السلطان على العادة، لكن أفحش فيه الجلبان بهذا السماط وضرب الناس (¬2). [إمرة الحاج] وفيه خلع علي نانق / 176 ب / بإمرة الحاج، وعلى سيباي الأمير اخور الثالث بإمرة الركب الأول (¬3). [نيابة قلعة حلب] وقرّر دمرداش السيفي تغري بردي المؤيّدي (¬4) في نيابة قلعة حلب، وصرف علي بن الشيباني (¬5). [وفاة الخوند فرج بنت سودون] [2666]- وفيه ماتت الخوند فرج (¬6) ابنة سودون الفقيه، زوجة الظاهر ططر، وأمّ الصالح محمد ولده. وكانت من خير نساء عصرها دينا وأمانة وعفّة وخيرا وجمالا. مات عنها ططر ولم تتزوّج بعده، فدامت عزباء نحوا من أربعين سنة، وهي على خير. أظنّها بلغت السبعين. [ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان في ثالث هاتور (¬7) لابسا الصوف، وسار بأمرائه إلى خارج القاهرة، ونزل بمطعم الطير، فألبس الأمراء الصوف على عادته التي استجدّها، وركب ¬

(¬1) في الأصل: «سبعمه». (¬2) خبر قراءة المولد في: النجوم الزاهرة 16/ 296، والروض الباسم 3 / ورقة 129 أ، وبدائع الزهور 2/ 444. (¬3) خبر إمرة الحاج في: الروض الباسم 3 / ورقة 129 أ، وبدائع الزهور 2/ 444. (¬4) في الأصل: «المودي». (¬5) خبر نيابة القلعة في: الروض الباسم 3 / ورقة 129 أ، وبدائع الزهور 2/ 444. (¬6) انظر عن الخوند فرج في: الروض الباسم 3 / ورقة 140 ب، وبدائع الزهور 2/ 444، ولم يذكرها السخاوي في الضوء اللامع. (¬7) هاتور: الشهر الثالث في السنة القبطية.

جلوس السلطان للحكم

عائدا إلى قلعته شاقّا القاهرة في موكب ملوكيّ حافل جدّا، (فقد) (¬1) يعرفه الناس لرؤيته. وكان له يوما مشهودا (¬2). [جلوس السلطان للحكم] وفيه نزل السلطان للحكم بالإسطبل من باب السلسلة وجلس به، وأمر بالمواظبة على حضوره في يومي السبت والثلاثاء، ولم يقع له في سلطنته مثل ذلك إلاّ في هذه السنة في هذه الأيام (¬3). [مساعدة نائب حلب لابن دلغادر] وفيه خرج الأمر لنائب حلب بأن يتوجّه هو وجميع النواب بالعساكر لمساعدة رستم بن دلغادر على شاه سوار (¬4). [ربيع الآخر] [خروج صاحب تونس إلى تلمسان] وفي ربيع الآخر خرج المتوكّل على الله صاحب تونس عثمان الحفصيّ مجرّدا بعساكره إلى جهة تلمسان، وكان من أمره مع صاحبها محمد بن أبي ثابت ما سنذكره (¬5). [وفاة رزمك الدشتكي] [2667]- وفيه، أو في الذي قبله، مات رزمك الدشتكي (¬6)، أحد العشرات وروس (¬7) النوب. وله زيادة على الستين سنة. وكان يتّهم بمال كثير (¬8)، لم يوقف له على خبر، لعلّه ذهب تحت الأرض. [نزول السلطان إلى الصيد] وفيه نزل السلطان إلى جهة بركة الجبّ قاصدا الصيد، وعاد في آخر النهار شاقّا ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) خبر ركوب السلطان في: النجوم الزاهرة 16/ 297، والروض الباسم 3 / ورقة 129 ب. (¬3) خبر جلوس السلطان في: النجوم الزاهرة 16/ 296، 297، والروض الباسم 3 / ورقة 129 ب. (¬4) خبر المساعدة في: بدائع الزهور 16/ 444. (¬5) خبر صاحب تلمسان في: الروض الباسم 3 / ورقة 130 أ. (¬6) انظر عن (رزمك الدشتكي) في: الروض الباسم 3 / ورقة 139 أ. (¬7) كذا. (¬8) في الأصل: «بمال كبير».

كائنة آصباي البواب

القاهرة في موكب حافل بأبّهة السلطنة حتى صعد إلى قلعته. وهذه (¬1) أول نزول هذا السلطان إلى الرماية، ثم تكرّر منه ذلك غير ما مرة في شهور من هذه السنة (¬2). [كائنة آصباي البوّاب] وفيه كانت كائنة آصباي البوّاب أحد خواصّ مماليك السلطان وخاصكيّته، وهو (¬3) طويلة، ملخّصها / 177 أ / أنه قتل إنسان من الحاكة بالضرب بين يديه في غير حق بل بسبب نطرون (¬4) رماه عليهم، ووقع بسبب ذلك فتنة كبيرة ثار فيها الغوغاء، ووسّط فيها السلطان صاحب الأطرون (¬5)، وآل الأمر إلى سكون الفتنة بعد أشياء ومصالحة عن أصباي على ألف دينار. [جمادى الأول] [صرف أبي السعادات عن القضاء] وفي جماد الأول صرف البدر أبو السعادات ابن البلقيني عن القضاء، وذلك لعدم دربته وسلامة فطرته حتى دبّر عليه من بغّضه ذلك بحيل غريبة. وقد ذكرنا ذلك بتمامه في تاريخنا «الروض الباسم» (¬6). [قضاء حلب] وفيه قرّر في قضاء حلب الشافعية البدر محمود المقري، عن أبي البقاء بن الشحنة، وأضيف إليه كتابة سرّها، ونظر جيشها (¬7). [خروج العيني إلى السرحة] وفيه خرج الشهاب بن العيني إلى السرحة بالوجه البحري، وكان لخروجه يوما مشهودا (¬8). ¬

(¬1) الصواب: «هذا». (¬2) خبر نزول السلطان في: الروض الباسم 3 / ورقة 130 أ، وبدائع الزهور 2/ 144. (¬3) الصواب: «وهي طويلة». (¬4) هكذا، وستأتي: «الأطرون». (¬5) تقدّم «نطرون». (¬6) خبر أبي السعادات في: النجوم الزاهرة 16/ 297، والروض الباسم 3 / ورقة 131 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 445. (¬7) خبر قضاء حلب في: الروض الباسم 3 / ورقة 131 ب. (¬8) خبر خروج العيني في: الروض الباسم 3 / ورقة 131 ب، وبدائع الزهور 2/ 445.

وفاة الشرف المناوي

[وفاة الشرف المناوي] [2668]- وفيه مات قاضي القضاة، وشيخ الشافعية بمصر، العلاّمة، الشرف المناويّ (¬1)، يحيى بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن مخلوف بن عبد السلام القاهري الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، عاملا، صالحا، خيّرا، ديّنا، كريما جدّا، سليم الفطرة، مع مروءة وبرّ ومعروف وصدقات. سمع على جماعة، منهم: الشرف ابن الكويك، والولي العراقيّ. وولي عدّة تداريس جليلة، ثم القضاء الأكبر غير ما مرة، وباشره بسيرة جيّدة وعفّة ونزاهة نفس، وصنّف وألّف، وله نظم. وانتهت إليه رئاسة مذهبه بأخرة. ومولده سنة ثمان وتسعين وسبعمائة (¬2). [ثورة الجلبان بالقلعة] وفيه ثار الجلبان بالقلعة وبالطباق، فراسلهم السلطان وطلبوا منه الزيادة في مرتّباتهم، وتردّدت (¬3) القضاة بينهم وبين السلطان، ووقعت أشياء، وآل الأمر إلى أن ترضّاهم السلطان وسكنوا (¬4). [وفاة قانم نعجة] [2669]- وفيه مات قانم نعجة (¬5) الأشرفي، أحد العشرات، وروس (¬6) النوب. وكان شجاعا، مقداما، مسرفا على نفسه، مع ظلم وبطش. [قضاء الشافعية بمصر] وفيه استقرّ في قضاء الشافعية بمصر الولي السيوطي، وكان المنصب شاغرا من يوم صرف البدر أبو السعادات البلقينيّ (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (الشرف المناوي) في: عنوان العنوان رقم 851، ووجيز الكلام 22/ 783، 784 رقم 1802، والضوء اللامع 10/ 254 - 257 رقم 1033، والنجوم الزاهرة 16/ 353، 354، والروض الباسم 3 / ورقة 148 أ، وبدائع الزهور 2/ 445، وشذرات الذهب 7/ 312، وحوادث الزمان 1/ 177 رقم 227، والمنجم في المعجم 237، 238 رقم 190، وحسن المحاضرة 1/ 445، وذيل رفع الإصر 440 - 469، وهدية العارفين 2/ 528، ومعجم المؤلفين 14/ 227، 228، Brockelmann G 2/ 11, 51/ 84,85. (¬2) في الأصل: «سبعمه». (¬3) الصواب: «وتردّد». (¬4) خبر ثورة الجلبان في الروض الباسم 3 / ورقة 131 ب. (¬5) انظر عن (قانم نعجة) في: الضوء اللامع 6/ 201 رقم 696، والنجوم الزاهرة 16/ 353، والروض الباسم 3 / ورقة 445، 446. (¬6) كذا. (¬7) خبر قضاء الشافعية في: الروض الباسم 3 / ورقة 132 أ، وبدائع الزهور 2/ 446.

نظر ابن مزهر في الأحكام

[نظر ابن مزهر في الأحكام] وأذن السلطان للزين بن مزهر كاتب السرّ بالنظر في الأحكام وأحوال النواب إلى أن يرى السلطان رأيه فيمن يولّيه، بل وخطب ابن (¬1) مزهر بالسلطان، وعدّ في قضاة مصر بذلك (¬2). [وفاة الخواجا شاه بندر جدّه] [2670]- وفيه مات الخواجا حسن الطاهر (¬3) اليمنيّ، شاه بندر جدّه، وكبير تجارها، بعد ما شاخ. وكان مثريا جدا، كثير المتاجر / 177 ب / والوكلاء والعبيد، وطار صيته في الآفاق خصوصا الحجاز، وعظم بمكة المشرّفة جدا، وانتهت إليه رئاسة التجار بها، مع بخل وشح زائد. [منع تجار المماليك من إدخال الجلبان] وفيه كتب السلطان إلى نائب حلب بأن لا يمكّن أحدا من تجّار المماليك أن يدخلوا إلى هذه المملكة بشيء من الجلبان المماليك أصلا، ثم لم يدم هذا (¬4). [وفاة تمراز الإينالي] [2671]- وفيه مات تمراز (¬5) الدوادار الثاني، الإينالي، الأشرفيّ، نائب صفد. وكان خيّرا، ديّنا، عفيفا، صادق اللهجة، شجاعا، مقداما، عارفا بأنواع الفروسية، مع طيش عظيم وحدّة مزاج وتهوّر. وتنقّل في الخدم من الزردكاشية، في جنديّته، ثم أتابكية غزّة، ثم تأمّر عشرة، ثم ولي الدوادارية الثانية، وصيّر من الطبلخانات، ثم امتحن، ثم تقدّم بدمشق، ثم ولّي نيابة صفد، ثم امتحن ونسب إليه الكفر، فضربت عنقه بحكم بعض قضاة السوء. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر ابن مزهر في: الروض الباسم 3 / ورقة 132 أ، وبدائع الزهور 2/ 446. (¬3) انظر عن (حسن الطاهر) في: النجوم الزاهرة 16/ 353، ووجيز الكلام 2/ 788 رقم 1815 وفيه «الظاهر» بالمعجمة، والروض الباسم 3 / ورقة 138 ب. (¬4) خبر منع التجارة في: الروض الباسم 3 / ورقة 132 أ. (¬5) انظر عن (تمراز) في: النجوم الزاهرة 6/ 353، ووجيز الكلام 2/ 789 رقم 1819، والضوء اللامع 3/ 36 رقم 151 والروض الباسم 3 / ورقة 137 ب - 138 ب، وحوادث الزمان 1/ 178 رقم 231، وبدائع الزهور 2/ 346، وتاريخ طرابلس 2/ 81 رقم 30 و 31، ومملكة صفد في عهد المماليك 297، 298 رقم 122.

وفاة ناظر بندر جدة

وله زيادة على الستين سنة (¬1). [وفاة ناظر بندر جدّة] [2672]-، [وفيه] (¬2) مات علي بن رمضان (¬3) الأسلمي (¬4)، ناظر بندر جدّة. وكان مسرفا على نفسه، متهتّكا، مبذّرا، طرفا، ونشأ نالته السعادة من جدّة حتى استولى في مدّة عشرين سنة على نحو من خمس مائة ألف دينار، ذهبت في وجوه الفسق والفساد، كل ذلك من بندر جدّة بجاه جانبك، ثم الشهاب أحمد بن العيني بعده. [جمادى الآخر] [حفظ الخيول في المرابع] وفي جماد الآخر خرج قرقماس الجلب أمير سلاح، وقانبك المحمودي أحد مقدّمين (¬5) الألوف إلى برّ الجيزة لحفظ الخيول في مرابعها من العرب، ومع ذلك فأخذ العرب عدّة من الخيول (¬6). ¬

(¬1) وذكر المؤلّف - رحمه الله - في ترجمته أن الظاهر خشقدم قرّره في إمرة طبلخاناة بطرابلس فتوجّه إليها وأقام بها مدة، ووقع له بها أشياء، منها أنه كان له جارا (كذا) فأفسد سريّة له وأخفاها عنده، ثم ظفر تمراز بها فأحضره وضربه ضربا مبرحا، أشفى منه على الهلاك، فحمل هذا المضروب في تلك الحالة على تلك الهيئة إلى القاهرة ودخل على السلطان فشكى (كذا) على تمراز، فبعث بسجنه بقلعة المرقب ولا سيما وهو في خاطره أن يلوح له عليه مضربا (كذا) يكون مندوحة في وصوله إلى غرضه في إتلافه وإهلاكه. وأثناء ذلك مات المضروب في غضون ذلك فأثبت الشهاب أحمد بن الشارعي أحد نواب الحكم المالكي بالقاهرة بأنه مات من ضرب تمراز. ووقع له أشياء يطول الشرح فيها إذ آل الأمر إلى أن حكم بن (كذا) الشارعي بقتله فضربت عنقه قصاصا على ما زعموا بقلعة المرقب، وذلك في يوم السبت تاسع عشر جمادى الأولى، وسنّه زيادة على الستين سنة، وحمل إلى طرابلس وهو ميت فدفنوه بها بمكان كا [ن] قد أعدّ له قبل ذلك تربة بها. وكان بينه وبين الوالد محبة وصحبة أكيدة، وترك ولده الشاب الذكي الفاضل ناصر الدين محمد، إنسان حسن يحب الفضل والفضيلة، قرأ القرآن العظيم، وجزء «الكنز»، واشتغل شيئا، وتعلّم الآداب والأنداب، وتنقل مع والده في كثير من البلاد وجال، وحج غير ما مرة. وله سمت حسن وعنده تؤدة وسكون وأدب وحشمة. ولد بعد الأربعين وثمانمائة، وهو مقيم الآن بالقاهرة يتعاطى الرزق فوق ما يكفيه، وهو من أعيان أولاد الناس وله وجاهة (الروض 3 / ورقة 138 أ). (¬2) إضافة على الأصل. (¬3) انظر عن (علي بن رمضان) في: وجيز الكلام 2/ 789 رقم 1821، والضوء اللامع 5/ 220، 221 رقم 745، والروض الباسم 3 / ورقة 132 أو 140 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 447. (¬4) في الأصل: «القبطي» وهو غلط. . وما أثبتناه عن الضوء اللامع. (¬5) الصواب: «أحد مقدّمي». (¬6) خير الخيول في: الروض الباسم 3 / ورقة 132 أ، وبدائع الزهور 2/ 447.

وصول جانبك السليماني إلى مصر

[وصول جانبك السليماني إلى مصر] وفيه وصل جانبك السليماني أحد خواص الخاصكية من مماليك السلطان من حلب ومعه أبو بكر داودار برد بك نائب الشام لغرض ما، ثم عملت مصلحته وعاد إلى أستاذه بعد أن أرجف بالقاهرة بتلفه أو نحو ذلك (¬1). [نيابة قلعة دمشق] وفيه قرّر في نيابة قلعة دمشق جانبك الظاهري الخاصكي أحد الدوادارية من مماليك السلطان، عوضا عن إبراهيم بن بيغوت بعد صرفه (¬2). [رؤية المؤلّف جنين نعجة برأسين] وفيه رأيت جنين نعجة برأسين وأربعة أعين وأربعة آذان وثمانية آذان، وإليتين، ومخرجين وسلسلتي ظهر كأنهما نصفا (¬3) لجنينهما على صفة غريبة (¬4). [سفر ابن مزهر للحج] وفيه سافر الزين بن مزهر إلى الحج على هيئة الرجبية، وسار جماعة وافرة من الناس وأميرهم علاّن من ططخ الأشرفي. وكان الزين بن مزهر هذا في تجمّل زائد (¬5). [قوّة شوكة شاه سوار] / 178 أ / [وفيه] (¬6) قويت شوكة شاه سوار بن دلغادر حتى كان منه ما سنذكره. [رجب] [الزينة لدوران المحمل] وفي رجب نودي بالزينة لدوران المحمل، ثم أدير على العادة (¬7). ¬

(¬1) خبر وصول جانبك في: الروض الباسم 3 / ورقة 132 أ. (¬2) خبر نيابة القلعة في: النجوم الزاهرة 16/ 298، والروض الباسم 3 / ورقة 132 ب. (¬3) الصواب: «كأنهما نصفان». (¬4) خبر جنين النعجة في: الروض الباسم 3 / ورقة 132 ب. (¬5) خبر سفر ابن مزهر في: النجوم الزاهرة 16/ 298، والروض الباسم 3 / ورقة 132 ب، وبدائع الزهور 2/ 447. (¬6) ساقطة من الأصل، ومكانها بياض. (¬7) خبر الزينة في: النجوم الزاهرة 16/ 298، ووجيز الكلام 2/ 782، والروض الباسم 3 / ورقة 132 ب.

وفاة النور السويفي

[وفاة النور السويفي] [2673]- وفيه مات إمام السلطان، النور السويفي (¬1)، علي بن أحمد المالكيّ. وقد جاوز التسعين (¬2). وكان فاضلا، خيّرا، ديّنا، ولي الحسبة على الإمامة بالسلطان، وأمّ بعدّة سلاطين. [وفاة البدر بن الشراب دار] [2674]-، [وفيه] (¬3) مات البدر بن الشراب دار القاص (¬4)، محمد بن حسن بن عبد الله بن سليمان بن محمد بن عبد الله القاهري، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، واعظا، مذكّرا. أجازه الزين العراقي، والسراج البلقيني، والبدر الطنبدي بإخباره ذلك عن نفسه، وسمع على جماعة. ووعظ فأجاد وصار له ذكر وشهرة، وله شعر، ونسب إلى (¬5). ومولده سنة سبع وتسعين وسبعمائة (¬6). [كسوف الشمس] وفيه كسفت الشمس كسوفا بعضيّا، واستمرّ نحوا من ثلاثين درجة (¬7). [شعبان] [تمتّع السلطان بالصحة] وفي شعبان كان السلطان في عامّة صحّة المزاج واعتداله وسلامته، فبطل ما كان قد فشى (¬8) ¬

(¬1) انظر عن (النور السويفي) في: النجوم الزاهرة 16/ 354، ووجيز الكلام 2/ 787 رقم 1812، والضوء اللامع 5/ 176، 177 رقم 609، والروض الباسم 3 / ورقة 140 ب، وبدائع الزهور 2/ 447، والمنجم في المعجم 153 رقم 94. (¬2) ولد في رجب سنة أربع أو سبع أو في سابع المحرم سنة ست وثمانين وسبعمائة حسبما كتب ذلك بخطه. (الضوء 5/ 176). (¬3) ساقطة من الأصل، ومكانها بياض. (¬4) انظر عن (الشراب دار القاص) في: وجيز الكلام 2/ 785 رقم 1805، والضوء اللامع 7/ 224، 225 رقم 558، والروض الباسم 3 / ورقة 141 ب. وفيه: «سراب»، وحوادث الزمان 1/ 177 رقم 228، وبدائع الزهور 2/ 448. وورد في الأصل: «القاص». (¬5) وردت كلمة بعد ذلك غير مقروءة في الأصل. ولعلّها «شيء». (¬6) في الأص: «سبعمه». (¬7) خبر الكسوف في: النجوم الزاهرة 16/ 447، والروض الباسم 3 / ورقة 132 ب بالهامش، و 133 أ. (¬8) الصواب: «فشا».

وفاة المجد القلقشندي

من الإشاعة من أهل النجامة ومن هو من مقولتهم بأنه لا يدخل شعبان وهو موجود، حتى استفيض ذلك، بل وبلغ السلطان نفسه (¬1). [وفاة المجد القلقشندي] [2675]- وفيه مات المجد بن الحافظ التقيّ القلقشنديّ (¬2)، عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن علي الشافعيّ. وكان عالما فاضلا، محدّثا، حافظا، خيّرا، ديّنا، بشوشا، حسن السمت، لكنه كان عويص الدعوى. سمع على جماعة، منهم: الزين اليمني، والناصر الفاقوسي، والحافظ ابن (¬3) حجر. ودار على الشيوخ، وقرأ بنفسه، واتسعت سماعاته، وتميّز في أسماء الرجال، وفاق أهل الفنّ، وولي عدّة وظائف منها مشيخة خانقاه سعيد السعداء. ومولده سنة سبع عشرة وثمانماية (¬4). [مشيخة سعيد السعداي] وفيه استقرّ فيه مشيخة سعيد السعداء السراج العباديّ (¬5). [نجدة يشبك من مهدي] وفيه خرج قايتباي المحمودي أحد مقدّمين (¬6) الألوف إلى الوجه القبلي لنجدة يشبك من مهدي الكاشف وقد دار به طوائف عربان هوارة، ثم في أثناء ذلك ورد الخبر من يشبك المذكور بأنه واقع العربان وكسرهم وقتل منهم جماعة، وبعث نحوا من ثلاثين رأسا مقطوعة وذلك قبل وصول قايتباي إليه (¬7). [سلخ جلد ابن التاجر] [2676]- وفيه سلخ جلد عبد الرحمن بن التاجر شيخ سقط أبي تراب، وكان ¬

(¬1) خبر صحة السلطان في: النجوم الزاهرة 16/ 298. (¬2) انظر عن (التقي القلقشندي) في: النجوم الزاهرة 16/ 354، والضوء اللامع 4/ 46 - 48 رقم 148، والروض الباسم 3 / ورقة 139 ب، وبدائع الزهور 2/ 447، 448. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في الأصل: «سنة عشر وثمانه» والتصحيح من النجوم، والضوء. (¬5) خبر المشيخة في الروض الباسم 3 / ورقة 133 أ، وبدائع الزهور 2/ 448. (¬6) الصواب: «أحد مقدّمي». (¬7) خبر النجدة في: الروض الباسم 3 / ورقة 133 أ، وبدائع الزهور 2/ 448.

اجتياز المؤلف ببرقة

قد سلخ جلد ولده إسماعيل قبله، وكان قد قبض عليهما لفسادهما وقتلهما عبد الله شيخ أبشيه الملق (¬1). [اجتياز المؤلّف ببرقة] وفيه خرجت من طرابلس المغرب مع الركب عائدا إلى هذه البلاد / 178 / فاجتزنا ببرقة، ورأينا أرضها وغرائبها (¬2). [رمضان] [وفاة الشهاب بن القليب] [2677]- وفي رمضان مات الشهاب أحمد بن محمد بن القليب الطرابلسيّ (¬3)، الحنفي، حاجب الحجّاب بطرابلس. وكان لديه فضيلة، مع سخاء وكرم نفس وديانة وعفّة ومعرفة وحذق ونقد للشعر. ترقّى بطرابلس في أشياء حتى قرّر في حجوبيتها مضافة إلى عدّة جهات كالأستادارية وغيرها. ومولده قبل العشرة وثمانماية (¬4). ¬

(¬1) في الأصل: «الجلق»، وخبر السلخ في: الروض الباسم 3 / ورقة 133 أ، وبدائع الزهور 2/ 448 والتصحيح منه. (¬2) خبر المؤلّف في: الروض الباسم 3 / ورقة 133 أ. (¬3) انظر عن (ابن القليب الطرابلسي) في: النجوم الزاهرة 16/ 354، والضوء اللامع 2/ 215، 216 رقم 592، والروض الباسم 3 / وكتاب في التاريخ مجهول المؤلّف (يحتمل أنه برهان الدين البقاعي) مخطوط بدار الكتب المصرية، رقم 5631 تاريخ، ورقة 6 أ، ورقة 136 أ، و 137 أ، وتاريخ طرابلس 2/ 74 رقم 29، ومنتخبات من حوادث الدهور 3/ 423، 539، وابن القليب: بقاف ولام مصغّر، نسبة لأجداده من أمه (الضوء). (¬4) وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض 3 / ورقة 137 أ: حاجب الحجاب بطرابلس واستادار السلطان بها، وما مع ذلك كان من أتباع موسى بن الصفي ناظر الجيش بطرابلس، وهو الذي كان السبب في التنويه به واشتهاره، وكان من أجناد الحلقة ببلده فيما أظن، ثم تكلم فيها في الأستادارية في أيام نظارة جيش موسى، ثم آل أمره أن ولي الحجوبية الكبرى بها في دولة الظاهر خشقدم بما له بذله في ذلك. وكان إنسانا ذا ثروة ومال طائل، ودام على الحجوبية بطرابلس حتى بغته الأجل بها. وكان قد تردّد إلى القاهرة غير ما مرة. وكان محبّا في أهل العلم والفضائل، وليس بخال من طلب وحذق وذكاء ونقد للشعر ومعرفة به، وقصد من عدّه من الشعراء ومدح، وكان كريما سخي النفس، له رئاسة وكياسة، وكان يحب شيخنا الشيخ شمس الدين المعبّر البابا الماضية ترجمته ويتردّد إلى منزله للسلام عليه، وهو الذي كان السبب في مرتب له على الجوالي ونفع به الشيخ شمس الدين المذكور لأنه عجز في أواخره، وكان لا شيء له يقتات منه غير صناعته وتعطّل منها، فحصل له الرفق بهذا المرتب جزاه الله تعالى خيرا عن مروءته، وكان به حول بعينه، مع خير وديانة وعفّة، رأيته بطرابلس ونحن بها وكان محمودا في سيرته، مشكورا في أحواله، محسنا. توفي في الخميس خامس شهر رمضان، وقد بلغ الستين فيما أظن أو جاوزها.

وفاة المحب بن القطان

[وفاة المحبّ بن القطّان] [2678]- وفيه مات المحبّ بن القطان (¬1) الأديب، الشاعر، محمد بن محمد بن علي بن محمد بن عيسى بن محمد الكناني، العسقلاني، الشافعيّ. وكان ذكيا، أديبا، بارعا، له أشياء كثيرة. ومولده سنة ثمانماية. وهو أخو البهاء بن القطان (¬2). [ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان ونزل إلى دار يحيى بن يشبك الفقيه فعاده، وكان قد توجّه إلى الشام، وعاد منه وهو متمرّض (¬3). [كتابة سرّ دمشق] وفيه قرّر السيد الشريف إبراهيم بن محمد التاجر في كتابة سرّ دمشق، عوضا عن القطب الخيضريّ بعد صرفه (¬4). [ختم البخاري] [وفيه] (¬5) ختم البخاري بالقلعة على العادة، ثم أصبح في ثاني يوم ختمة ختم بباب السلسلة عند الشهاب أحمد بن العيني، واحتفل لذلك، وخلع فيه عدّة خلع على جماعة (¬6). [شوال] [غضب السلطان على والد المؤلّف] وفي شوال غضب السلطان على الوالد بغير ما جرم بل لشيء توهّمه منه لا يغيّره في دينه إن لو كان كما لو توهّمه، فأخرج عنه إمرته بدمشق، وأمره بالخروج إلى مكة ¬

(¬1) انظر عن (المحبّ بن القطان) في: وجيز الكلام 2/ 785، 786 رقم 1807، والضوء اللامع 9/ 160 رقم 401 ووقع فيه أن وفاته في سنة 881 هـ‍. وهو خطأ، والروض الباسم 3 / ورقة 142 أ. (¬2) هو محمد البهاء بن القطان. ولد في 12 صفر سنة 3 أو 784 وتوفي سنة 855 هـ‍. انظر عنه في: الضوء اللامع 9/ 159، 160 رقم 400. (¬3) خبر ركوب السلطان في: الروض الباسم 3 / ورقة 133 ب، وبدائع الزهور 2/ 448. (¬4) خبر كتابة السر في: الروض الباسم 3 / ورقة 133 ب، وبدائع الزهور 2/ 448. (¬5) ساقطة من الأصل. (¬6) خبر ختم البخاري في: الروض الباسم 3 / ورقة 133 ب.

تقرير الأستادارية

المشرّفة، فسافر إلى الحجاز، ثم توسّع خيال الوالد من خشقدم هذا لمكره، فسافر إلى العراق صحبة الركب العراقيّ (¬1). [تقرير الأستادارية] وفيه استقرّ في الأستادارية الشرف بن كاتب غريب، عوضا عن زين الدين (¬2). [خروج الحجا] وفيه خرج الحاج من القاهرة (¬3). [مولود السلطان] وفيه ولد السلطان ولده منصور الموجود الآن هو وأمّه من السراري (¬4). [وصول قاصد ابن قرمان] وفيه وصل قاصد أحمد بن قرمان الذي ولي بعد أخيه إسحاق، وصعد إلى بين يدي السلطان بمكاتبة مرسله بالتودّد (¬5). [ذو القعدة] [ركوب السلطان] وفي ذي قعدة ركب السلطان ونزل إلى القرافة ومعه أمراؤه، ثم توجّه منها إلى مصر العتيق (¬6) ثم الآثاري النبويّ (¬7) فزاره، وعاد إلى تجاه المقياس فركب الحرّاقة، وانحدر في النيل إلى قصر ابن (¬8) العيني الذي أنشأه / 179 أ / بشاطىء النيل من ساحل منشأة المهراني بقرب قبّة جانبك نائب جدّة، وكان قد انتهت عمارته، وجاء من إبداع المباني وصرف عليه أموالا هائلة وزخرفة جدا. ونزل السلطان ومن معه من الأمراء ودخلوا إلى القبّة أولا، فرآها ثم خرج منها وصعد إلى قصر ابن (¬9) العيني المذكور، ومدّت له بالأسمطة والفواكه والحلوى، ونثر من ذلك الشيء الكثير على الناس أسفل القصر، وتنزّه السلطان به وأعجبه، ثم ركب وصعد القلعة. وكان له وقتا مشهودا (¬10). ¬

(¬1) خبر غضب السلطان في: الروض الباسم 3 / ورقة 134 أ، وبدائع الزهور 2/ 448. (¬2) انظر عن تقرير الأستادارية في: النجوم الزاهرة 16/ 299، والروض الباسم 3 / ورقة 135 ب، وبدائع الزهور 2/ 448. (¬3) خبر الحاج في: النجوم الزاهرة 16/ 299، والروض الباسم 3 / ورقة 135 ب. (¬4) خبر المولود في: الروض الباسم 3 / ورقة 135 ب بالهامش. (¬5) خبر وصول القاصد في: الروض الباسم 3 / ورقة 135 ب. (¬6) كذا، وهي مصر العتيقة. (¬7) كذا، والصواب: الأثر النبوي. (¬8) في الأصل: «بن». (¬9) في الأصل: «بن». (¬10) الصواب: «وكان له وقت مشهود». وخبر ركوب السلطان في: الروض الباسم 3 / ورقة 135 ب، وبدائع الزهور 2/ 449.

تقدمة ابن العيني

[تقدمة ابن العيني] ثم أصبح الشهاب بن العيني فبعث إلى السلطان بتقدمة هائلة، فقبل منها شيئا يسيرا وردّ الباقي (¬1). [قضاء الشافعية بحلب] وفيه أعيد ابن الشحنة إلى قضاء حلب الشافعية، عوضا عن ابن (¬2) المعرّي الذي كان ولي عنه. وبقي مع ابن (¬3) المعرّي نظر الجيش وكتابة سرّ حلب (¬4). [زيادة النيل] وفيه كانت المناداة على النيل بزيادة ثلاثة أصابع وذلك بعد أن كان بشّر به بالأمس، ثم نودي عليه بإصبعين، ثم توقّف ثمانية أيام متوالية حتى قلق الناس وغلت الأسعار في الغلال، وزكت (¬5) الأخباز بالأسواق، وتكالب الكثير من الناس على شراء القمح، وتوجّه القضاة وبعض الأعيان إلى المقياس للاستسقاء فزاد إصبعين، ثم توالت الزيادة ولله الحمد (¬6). [ذو الحجة] [تهنئة السلطان] وفي ذي حجّة عاد القضاة من المقياس وهنّوا (¬7) السلطان بالشهر (¬8). [ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان ونزل إلى ساحل مصر فسيّر به وعاد (¬9). [وفاة تنبك الحمزاوي] [2679]- وفيه مات تنبك الحمزاويّ (¬10)، أحد مقدّمين الألوف بدمشق، ودوادار السلطان بها. ¬

(¬1) خبر التقدمة في: الروض الباسم 3 / ورقة 135 ب، وبدائع الزهور 2/ 449. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر قضاء الشافعية في: الروض الباسم 3 / ورقة 135 ب، وبدائع الزهور 2/ 449. (¬5) في الأصل: «وذكت». (¬6) خبر النيل في: الروض الباسم 3 / ورقة 135 ب، 136 أ، وبدائع الزهور 2/ 449. (¬7) الصواب: «وهنّأوا». (¬8) خبر التهنئة في: الروض الباسم 3 / ورقة 136 أ، وبدائع الزهور 2/ 449. (¬9) خبر ركوب السلطان في: الروض الباسم 3 / ورقة 136 أ. (¬10) انظر عن (تنبك الحمزاوي) في: الروض الباسم 3 / ورقة 138 أبالهامش.

حضور الخيضري

[حضور الخيضري] وفيه كتب بحضور القطب الخيضري إلى القاهرة (¬1). [توقف زيادة النيل] وفيه، في يوم عيد النحر توقفت زيادة البحر فعاد قلق الناس وتكدّر عيدهم، ثم في ثامن عشره نودي عليه بزيادة إصبعين، فسرّ الناس بذلك (¬2). [إعادة شاه بضاغ إلى نيابة الأبلستين] وفيه خرج وردبش الظاهري الخاصكي وأحد الدوادارية إلى جهة البلاد الحلبية بإعادة شاه بضاغ (¬3) بن دلغادر إلى نيابة الأبلستين، وصرف رستم عمّه. ثم ترادفت الأخبار بعد خروج وردبش بأنّ نواب البلاد الشامية قد خرجوا إلى قتال شاه سورا (¬4). [قتل أمير الجون] [2680]- وفيه وردت الأخبار بقتل أمير الجون من السويدية، سيدي بك ابن أوزار (¬5) على يد قريبه ازكب بن اقرار، وملك الجون بعده بعناية شاه سوار، فتأثّر السلطان لذلك (¬6). [استمرار نائب دمشق على الطاعة] / 179 ب / وفيه وصل تمرباي المهمندار من دمشق، وكان قد توجّه إليها قبل ذلك بخلعة لنيابتها باستمراره، وحضر وعلى يده محضر عمل بدمشق بأنّ برد بك نائب دمشق مستمرّ على طاعة السلطان، وأنه من جملة خدّامه، وأنّ الذي شاع عنه من الخروج عن الطاعة كذب من وضع أعدائه، فأظهر السلطان قبول ذلك وفي النفس ما فيها (¬7). [حجوبية طرابلس] وفيه استقرّ في حجوبية الحجّاب بطرابلس علي بن الأزبكي عدّاد الأغنام بالبلاد ¬

(¬1) خبر الخيضري في: الروض الباسم 3 / ورقة 136 أ. (¬2) خبر النيل في: الروض الباسم 3 / ورقة 136 أ. (¬3) في الأصل: «بضاع»، والمثبت عن الروض وغيره. (¬4) خبر إعادة شاه بضاغ في: الروض الباسم 3 / ورقة 136 أ. (¬5) زاد في الروض: «التركماني الأوزاري». (¬6) خبر أمير الجون في: الروض الباسم 3 / ورقة 136 أ. (¬7) خبر نائب دمشق في: الروض الباسم 3 / ورقة 136 أ، وبدائع الزهور 2/ 449.

عداد الغنم بالشام

الشامية، وأضيف إليه كتابة السرّ والأستادارية (¬1). [عدّاد الغنم بالشام] وفيه أعيد محمد بن مبارك إلى عدّاد الغنم على عادته (¬2). * * * [منازلة المتوكل على الله تلمسان] وفيها - أعني هذه السنة - نازل السلطان المتوكل على الله عثمان صاحب تونس تلمسان، فحصرها وبها صاحبها محمد بن أبي ثابت المتوكل على الله، وكان قد حصّنها وأخرج منها حريمه وذخائره إلى حصن بخيل بني شغل، ولما نازلها صاحب تونس دام على حصارها لمدّة أيام. ثم آل الأمر في ذلك إلى الصلح، بعد أن مات في الحصار جماعة من الطائفتين. وكان الصلح على يد القطب الولي الغوث سيدي أحمد بن الأحسن التلمساني، وعاد صاحب تونس بعد مصاهرة وقعت بينه وبين صاحب تلمسان. ثم بلغني بعد ذلك نقض هذا (¬3) الصلح أيضا (¬4). [وفاة الشمس البصروي] [2681]- وفيها مات من الفضلاء الشمس البصرويّ (¬5)، محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن عبد الله بن عمر بن عامر بن خضر بن هلال بن علي بن محمد المقدسي، الدمشقي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا. سمع على الجمال بن الشرائحي، وشهر بحفظ «مسائل الرافعي»، وكان عليه المعوّل بدمشق. ¬

(¬1) خبر الحجوبية في: الروض الباسم 3 / ورقة 136 أ، وبدائع الزهور 2/ 449، ومنتخبات من حوادث الدهور 3/ 543، وإنباء الهصر 130، وكتاب في التاريخ لمؤرّخ مجهول يحتمل أنه البرهان البقاعي (مخطوط بدار الكتب المصرية رقم 5631 تاريخ)، ورقة 6 أ، وتاريخ طرابلس 2/ 74 رقم 30، وتاريخ وآثار مساجد ومدارس طرابلس في عصر المماليك 258 (تأليفنا). (¬2) خبر عدّاد الغنم في: الروض الباسم 3 / ورقة 136 أ، وبدائع الزهور 2/ 449. (¬3) في الأصل: «هذ». (¬4) خبر منازلة المتوكل في: الروض الباسم 3 / ورقة 136 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 450. (¬5) انظر عن (الشمس البصروي) في: عنوان العنوان، رقم 637، والضوء اللامع 7/ 295 - 297 رقم 763، والروض الباسم 3 / ورقة 141 ب، 142 أ، وحوادث الزمان 1/ 178 رقم 230، وتاريخ البصروي 27 في وفيات سنة 873 هـ‍. وهدية العارفين 2/ 204، ومعجم المؤلفين 10/ 146، 147.

وفاة الشريف الفاسي التونسي

ومولده في سنة أربع وتسعين وسبعمائة (¬1). [وفاة الشريف الفاسي التونسي] [2682]- وشيخنا الشريف الفاسي (¬2)، محمد بن محمد التونسي، المالكيّ. وكان عالما، فاضلا، عارفا بعلم الطبّ، خيّرا، ديّنا، مشكورا. قطن تونس مدّة وطبّ الناس بها. [وفاة أمّ شيخ المؤلّف] [2683]- والمسندة الشيخة الفاضلة، الصالحة، أمّ شيخنا، الشيخ شرف الدين الحنفيّ المصونة، مريم (¬3) ابنة هاني ابنة علي بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن الهورينيّ. سمعت كثيرا على جماعة، وساوت / 180 أ / الحافظ ابن (¬4) حجر في سنده، وعلت عليه في غير «الصحيحين». وكان لها أربعة من الأولاد أقرأتهم على المذاهب الأربعة، ونتج منهم شيخنا الشرف (¬5) الحنفيّ. ومولدها سنة ثما [ن] (¬6) وسبعين وسبعمائة (¬7). [وفاة الشرف السمديسي] [2684]- والشرف القاضي عبد الغفّار بن مخلوف السمديسي (¬8)، المالكيّ، أحد نواب الحكم. وكان عالما، فاضلا، سمع على جماعة، وناب في القضاء، وكان محمودا في أموره عدّ من أعيان مذهبه (¬9). ¬

(¬1) في الأصل: «سبعمه». (¬2) لم أجد للشريف الفاسي ترجمة في المصادر، وهو ممّن انفرد المؤلّف بذكره. (¬3) لم أجد لمريم ترجمة في المصادر، وهي ممّن انفرد بها المؤلّف. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في الأصل: «السيف». وهو سهو من الناسخ. (¬6) في الأصل: «ثما». (¬7) في الأصل: «سبعمه». (¬8) انظر عن (السمديسي) في: النجوم الزاهرة 16/ 354، ووجيز الكلام 2/ 876، 787 رقم 1801، والضوء اللامع 4/ 243، 244، رقم 632، والروض الباسم 3 / ورقة 139 ب. و «السمديسي»: نسبة إلى سمديسة من البحيرة بالقرب من دمنهور. (¬9) جاز الخمسين حسب قول السخاوي.

وفاة شيخ تلمسان

[وفاة شيخ تلمسان] [2685]- وفيها مات شيخ سويد (¬1) بتلمسان، عبد الله بن عثمان السويديّ. وقد شاخ. وكان ملك عربان بني سويد، من مشاهير عربان تلمسان، ومن المترفين، روميّ الرياسات، حضريّ المعيشة، له ثروة زائدة، وشهرة طائلة، وكرم وجود وخير وديانة وأدب وحشمة، متجمّلا (¬2) في شونه (¬3). [العداء بين جهان شاه وحسن الطويل] وفيها كانت بداية العداوة الكبرى بين جهان شاه صاحب العراقين وأذربيجان، وبين حسن بن قرايلك الطويل صاحب ديار بكر، ودامت إلى أن آلت إلى قتل جهان شاه على يد حسن وتملّك بلاده، على ما سيأتي في محلّه إن شاء الله تعالى (¬4). [الحروب بين طوائف التركمان] وفيها كانت الحروب بين طوائف التركمان ببلاد حلب من سوار وغيره. وكانت بداية فتنة سوار (¬5). [الفتن بين بني قرمان وبني عثمان] [وفيها] (¬6) كانت الفتن بين بني قرمان وبني عثمان، وآلت إلى تملك ابن (¬7) عثمان بلاد ابن قرمان (¬8). [الفتن بين طوائف الفرنج] وفيها كانت الفتن والحروب أيضا بين طوائف الفرنج، سيما ببلاد الفنش صاحب قشتالة (¬9). [الفتن بفاس] وفيها أيضا كانت الفتن والحروب والشرور بفاس بين صاحبها الشريف محمد بن عمران، ¬

(¬1) انظر عن (شيخ سويد) في: الروض الباسم 3 / ورقة 139 أ، ب، ولم يذكره السخاوي في الضوء. (¬2) الصواب: «متجمّل». (¬3) كذا. (¬4) خبر العداء في: الروض الباسم 3 / ورقة 136 ب، وبدائع الزهور 2/ 450. (¬5) خبر الحروب في: الروض الباسم 3 / ورقة 136 ب. (¬6) إضافة على الأصل. (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) خبر الفتن في: الروض الباسم 3 / ورقة 136 ب، وبدائع الزهور 2/ 450. (¬9) خبر فتن الفرنج في: الروض الباسم 3 / ورقة 136 ب، وبدائع الزهور 2/ 450.

الوباء بالأندلس وبلاد الفرنج

وبين بني وطاس، إلى أن آل الأمر فيها إلى إخراج الشريف المذكور وتملّك فاس منه (¬1). [الوباء بالأندلس وبلاد الفرنج] وفيها أيضا كان ابتداء الوباء بالأندلس وببلاد الفرنج من تلك النواحي، ودام حتى اتصل بالمغرب، ثم بهذه البلاد في سنة ثلاث وسبعين على ما سيأتي. وفني بهذا الوباء جماعة كثيرة من العالم الإنساني ببلاد الأندلس والفرنج وبالمغرب حتى خلت الديار ونجوع العرب، وهذا كلّه فيما بلغنا أخباره وما لم يصل إلينا خبره، فالله أعلم بحقيقة أحواله (¬2). [وفاة برد بك النوروزي] وفيها مات من الأتراك الأعيان بمصر غير من ذكرنا في الشهور، ولم تحرّر شهوره، فإنهم عدّة، / 180 ب / منهم: [2686]- برد بك النوروزي (¬3) القرناص، أحد العشرات. [وفاة دمرداش الطويل] [2687]- ودمرداش الطويل (¬4) الناصري، الظاهري، أحد العشرات، وروس (¬5) النوب. وكان أدوبا، حشما، عاقلا، عارفا، شجاعا، فهما، محبّبا إلى الناس. [وفاة جانبك المرتدّ] [2688]- وجانبك الناصري (¬6)، المرتدّ، أحد مقدّمين (¬7) الألوف بعد ما شاخ جدا (¬8). ¬

(¬1) خبر فتن فاس في: الروض الباسم 3 / ورقة 136 ب. (¬2) خبر الوباء في: الروض الباسم 3 / ورقة 136 ب. (¬3) انظر عن (برد بك النوروزي) في: الروض الباسم 3 / ورقة 137 أ، وقد اكتفى بذكر اسمه، وبيّض لترجمته مقدار 3 أسطر على أن يكتبها لا حقا ولم يفعل، وبدائع الزهور 2/ 450، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬4) انظر عن (دمرداش الطويل) في: الروض الباسم 3 / ورقة 138 ب، وبدائع الزهور 2/ 450. (¬5) كذا. (¬6) انظر عن (جانبك الناصري) في: النجوم الزاهرة 16/ 355، ووجيز الكلام 2/ 788 رقم 817، والضوء اللامع 3/ 60، 61 رقم 245، والروض الباسم 3 / ورقة 138 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 450. (¬7) الصواب: «أحد مقدّمي». (¬8) قال السخاوي: وقد جاز الثمانين. (الضوء).

وفاة طومان الجكمي

وكان خيّرا، ديّنا، ورعا، ساكنا، تنقّل في الخدم وقاسى المشاقّ حتى تقدّم بالقاهرة. [وفاة طومان الجكمي] [2689]- وطومان الجكميّ (¬1)، الخاصكي. وكان حشما، أدوبا، قرناصا، له ذكر وشهرة. ¬

(¬1) انظر عن (طومان الجكمي) في: الروض الباسم 3 / ورقة 139، وبدائع الزهور 2/ 450، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع.

سنة اثنين وسبعين وثمانماية

سنة اثنين (¬1) وسبعين وثمانماية [محرّم] [كسر النيل] في محرّم، في سادس عشر مسرى، كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل السلطان لذلك على عادته. ولما نزل الحرّاقة وازدحم الجند انكسر علم من أعلامها، فلهج الناس بالتشاؤم (¬2) بذلك، وتطيّروا بزوال السلطان، ووقع ذلك بعد قليل. وكانت هذه الركبة آخر ركباته للكسر، بل لم يركب بعدها. ويقال إنه ابتدأ به وعكه الذي مات به من يومه ذلك حتى قيل بأنه سمّ بالسماط الذي صنع بالمقياس. وقيل بل قرف من الماء الذي أخرج إليه من مركز المقياس في الطابية كما هو جار به العادة، فإنه لما شرب منه وقد تعكّر مكدّر (¬3) اشمأزّت منه طبيعته، ونفرت مع استعداده لمرض كان يعتريه من إسهال و (. . .) (¬4) حتى كان من مرضه وموته ما سنذكره في ربيع الأولى (¬5). [وفاة ابن قاضي عجلون] [2690]- وفيه مات البرهان ابن (¬6) قاضي عجلون (¬7)، إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن شرف بن منصور بن محمود بن موفّق (¬8) بن محمد بن عبد الله الزرعيّ، الدمشقي، الشافعيّ، ¬

(¬1) الصواب: «سنة اثنتين». (¬2) في الأصل: «بالتشام». (¬3) الصواب: «مكدّرا». (¬4) في الأصل: «زجبر». (¬5) خبر النيل في: النجوم الزاهرة 16/ 300، والروض الباسم 3 / ورقة 143 ب، 144 ب، وبدائع الزهور 2/ 450، 451. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) انظر عن (ابن قاضي عجلون) في: وجيز الكلام 2/ 793، 794 رقم 824، والضوء اللامع 1/ 64، والروض الباسم 4 / ورقة 190 ب، وتاريخ البصروي 28، وبدائع الزهور 2/ 451، وحوادث الزمان 1/ 179 رقم 232. (¬8) في الضوء اللامع: «توفيق».

قوة شوكة شاه سوار

وكان عالما، فاضلا، سمع على جماعة، منهم الشهاب بن حجّي، والجمال بن الشرائحي، وناب في القضاء، مع حسن سيرة، وخير، وديانة، وعفّة، وأمانة، ومحاسن جمّة. [قوّة شوكة شاه سوار] وفيه ورد الخبر من نائب حلب بأنّ شاه سوار بن دلغادر بعد استيلائه على الأبلستين وغيرها قويت شوكته، وأنه في قصد المشي على بلاد المملكة الحلبية، فأمر السلطان أن يكتب إلى نواب البلاد الشامية بأن يخرجوا بعساكرهم / 181 أ / إلى معاونة نائب حلب. وهذا أول عسكر عيّن لسوار. ثم عيّن السلطان في هذا اليوم الأتابك يلباي، وقرقماس الجلب أمير سلاح، وتمربغا الظاهري أمير مجلس، وقانبك المحمودي، ومغلباي طاز من المقدّمين، وأمرهم بالتجهّز للخروج إن ألجأت الضرورة إلى خروجهم وذكر أنه سيعيّن عدّة من الطبلخانات والعشرات، ونحو الألف من الجند (¬1). [ثورة عرب بني عقبة بالحاج] [2691]- وفيه وردت الأخبار من جهة العقبة بأنّ عرب بني عقبة (¬2) ثاروا بملاقاة الحاج ونهبوها وقتلوا جماعة ممّن كانوا معها، منهم: جار قطلوا السيفي دولات باي أحد الأمير اخورية، وأن الفاعل لذلك مبارك شيخ بني عقبة. فتأثّر السلطان لذلك، وكان موعوكا وهو يخفي ذلك، فزاد وعكه وحصل بأخذ الإقامة (. . .) (¬3) للحاج وضرر (¬4). [وصول الحاج] وفيه وصل الزين بن مزهر كاتب السرّ من الحجّ، ثم أعقبه وصول الأول، ثم المحمل، وقد تضّرر بواسطة أخذ الإقامة (¬5). [التجريدة لقتال بني عقبة] وفيه عيّن السلطان تجريدة عليها أزبك من ططخ رأس نوبة النوب، وجانبك قلقسيز ¬

(¬1) خبر شوكة شاه سوار في: الروض الباسم 3 / ورقة 144 أ، والنجوم الزاهرة 16/ 300، وبدائع الزهور 2/ 451. (¬2) في وجيز الكلام: «عتبة»، وهو غلط. (¬3) في الأصل: «حاحة». (¬4) خبر الثورة في: وجيز الكلام 2/ 790، والروض الباسم 3 / ورقة 144 أ. (¬5) خبر الحاج في: النجوم الزاهرة 16/ 301، والروض الباسم 3 / ورقة 144 ب، وبدائع الزهور 2/ 451 و 453.

ظهور المرض على السلطان

حاجب الحجّاب، وعدّة من العشرات للخروج إلى قتال بني عقبة بعد أن كتب إلى بلاط نائب الكرك، وإينال الأشقر نائب غزّة، أن يلاقوا التجريدة ويتعاضد الجميع على قتال بني عقبة (¬1). [ظهور المرض على السلطان] وفيه ظهرت آثار الوعك على السلطان وهو مورّ بمرضه لم ينقطع عن المواكب بالحوش، وقد زاد به الإسهال. [صفر] [الإرجاف بموت السلطان] وفي صفر في يوم الخميس عاشره أرجف بموت السلطان، وأشيع ذلك حتى بلغ السلطان، فأصبح في يوم الجمعة، فخرج إلى الصلاة لأنفته عن الاحتجاب، خصوصا وقد بلغه ما بلغه. وتقدّم الأمر للقاضي الشافعيّ بأن يوجز في خطبته ويخفّف في صلاته خوفا من الإسهال. وخرج السلطان قريب الزوال وهو ماش، بل مستند لأحد من الخاصكية، وهو يظهر الجلادة. هذا، والموت جاثم بحماه، فصلّى الجمعة وهو قائم لكنه في غاية الوعك وتغيّر اللون، وفرغ من الصلاة بجميع تعلّقاتها في أقلّ من أربع درج. / 181 ب / ثم لما خرج من الجامع قاصدا باب الحريم ماشيا عليه في طريقه، وسقط إلى الأرض، فرشّ على وجهه ماء الورد وأقيم فأدخل الحريم، ولم يخرج بعدها إلا محمولا على نعشه. وصارت الخدمة بعد هذا اليوم تقام بقاعة البيسرية داخل الحريم، إلى أن كان ما سنذكره بعد الإشاعات والأراجيف بقوّة مرض السلطان أشيع بأنه عوفي، وكان قد وجد من نفسه خفّة ونشاطا، فقام ومشى عدّة خطوات، فتباشر خواصّه [ب‍] (¬2) ذلك، وأشاعوا ما أشاعوا (¬3). [الإفراج عن رئيس الطب] وفيه أفرج عن رئيس الطبّ وأمر بالنزول إلى داره. وكان قد اختشى من أمر مرض السلطان لما رآه قد انحطّ، وخاف على نفسه من قضيّة كقضيّة العفيف وابن خضر في موتة الأشرف برسباي، فاختفى، ثم دلّ عليه، فقبض وسجن بالبرج إلى أن شفع فيه (¬4). ¬

(¬1) خبر ظهور المرض في: النجوم الزاهرة 16/ 301، والروض الباسم 3 / ورقة 144 ب. (¬2) إضافة على الأصل ليستقيم السياق. (¬3) خبر الإرجاف في: النجوم الزاهرة 16/ 301، 302، والروض الباسم 3 / ورقة 144 ب، 145 أ، وبدائع الزهور 2/ 452. (¬4) خبر الإفراج في: الروض الباسم 3 / ورقة 145 ب، وبدائع الزهور 2/ 452.

وفاة الزين الزواوي

[وفاة الزين الزواوي] [2692]- وفيه مات الزين سالم الزواويّ (¬1)، المقري، المالكي، قاضي دمشق. وقد ولي قضائها (¬2) غير ما مرة. [ربيع الأول] [ازدياد الأراجيف بموت السلطان] وفي ربيع الأول لم يصعد القضاة للقلعة للتهنئة بالشهر على العادة لانقطاع السلطان وشغله بمرضه، فكثر هرج الناس في هذه الأيام، لا سيما في يوم مستهلّ هذا الشهر، وزاد القال والقيل وتعطّلت أحوال الواردين من البلاد الشمالية وغيرها لقلّة العلامة على الأوامر المكتتبة من ديوان الإنشاء، وانحطّ السلطان في مرضه هذا كلّه، مع كثرة الأراجيف بالفتن بالبلاد الشمالية وسائر أقاليم بلاد مصر، ثم ما كفى ذلك كله حتى وردت الأخبار من سيوط (¬3) بأن يونس بن عمر أمير عربان هوارة (قد) (¬4) خرج عن الطاعة، وثار بيشبك بن مهدي كاشف سيوط (¬5) ووقع بينهما حرب كثير، وقتل من العسكر السلطاني الذي كان مع يشبك جماعة، ورموا ببئر على جرجا وطمّ عليهم، وكانوا نحوا من سبعين أو زيادة عليها، وأن يشبك انهزم بعد أن جرح بوجهه جرحا فاحشا / 182 أ / وكاد أن يقتل، وبعث يشبك يعرّف السلطان بذلك، وأن الرأي يقتضي ولاية سليمان بن عمر، وأن يبعث تجريدة للوجه (القبلي) (¬6) سريعا، فعيّن السلطان قجماس الإسحاقي (¬7) الخاصكي إذ ذاك، وهو الذي ولي نيابة الشام بعد ذلك بخلعة سليمان بن عمر بالولاية. ثم عيّن في ثالث الشهر تجريدة نحوا من الأربعمائة من الجند عليها قرقماس الجلب أمير سلاح ويشبك الفقيه الدوادار الكبير، وعدّة من العشرات كلهم أشرفية (¬8). وبعث السلطان نقيب الجيش يستحثّهم على الخروج من يومهم فاعتذروا بالاحتياج إلى اليرق وطلبوا المهلة شيئا (¬9). ¬

(¬1) انظر عن (سالم الزواوي) في: الضوء اللامع 3/ 243 رقم 916 وفيه: مات في صفر سنة ثلاث وسبعين، والروض الباسم 4 / ورقة 197 أ. (¬2) الصواب: «وقد ولي قضاءها». (¬3) كذا. وهي أسيوط. (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) كذا. (¬6) كتبت فوق السطر. (¬7) انظر عن (قجماس الإسحاقي) في: النجوم الزاهرة 16/ 303، والروض الباسم 3 / ورقة 146 أوهو مات في سنة 892 هـ‍. (¬8) الروض الباسم 3 / ورقة 146 أ. (¬9) النجوم الزاهرة 16/ 303، 304.

فلما كان آخر النهار أرجف بموت السلطان، وكثرت الإشاعة بذلك، وظهر الهرج والمرج وكثرة القيل والقال، وتقاعد العسكر المعيّن للصعيد عن الخروج، ووجدوا مندوحة لذلك، وزادت الحركة وكثر الاضطراب من وقت هذه الإشاعة، بل ولبس بعض الجند لامة الحرب (¬1). واستمرّت الحركة في طول ليلة رابع هذا الشهر، والجند يجيئوون (¬2) ويذهبون إلى الرميلة (¬3) باللبوس والعدد الكاملة، وهم لا يشكّون في موت السلطان، واحترز الكثير من الناس على أنفسهم في هذه الليلة، وأغلقت الحوانيت من المغرب، ووزّع الكثير من الناس ما بدورهم من الأمتعة. وكانت ليلة مهولة، وأصبح الصباح والسلطان ح‍ (. . .) (¬4) وبلغه شيء ممّا وقع، فانزعج له، وأشيع بأنه في سلامة وعافية. وضربت البشائر بالقلعة، ونودي بالأمان والطمأنينة، كل ذلك تورية وإخمادا للفتنة، وذلك كله برأي خير بك الدوادار الثاني مملوك السلطان وخصّيصه. هذا والسلطان قد ظهرت عليه أمارات الموت (¬5). ثم في آخر النهار نزل تنبك المعلّم الرأس نوبة الثاني لقرقماس الجلب على لسان السلطان يثتحثّه على الخروج، وذكر له تغيّظ السلطان عليه فخرج من وقته، ثم تبعه يشبك الفقيه وبقيّة من عيّن من الأمراء ونزلوا / 182 ب / بمراكبهم بمصر، وصاروا في انتظار من عيّن من الجند، فلم يخرج إليهم النفر الواحد (¬6). وولّى السلطان في يومه هذا بعض الولايات، وعزل بعض (¬7) وهو صحيح العقل والذهن، والناس لا يصدّقون ذلك، وينسبونه إلى خير بك وغيره. هذا، والأشرفية والبرسبائية (¬8) والإينالية مستشرفون لموت السلطان ولهم حركة وقيل وقال (¬9). وفيه، في خامسه، صعد بعض الأمراء وكاتب السرّ وبعض أرباب الدولة للخدمة، ودخلوا على السلطان بالحريم وهو على حاله، قدّمت العلامة، فعلّم على دون العشرة من الأوامر وهو في قلق وشدّة، ثم استلقى على قفاه كالذي عيى من هذه الفعلة. هذا ¬

(¬1) النجوم الزاهرة 16/ 304، والروض الباسم 3 / ورقة 146 ب. (¬2) كذا. والصواب: «يجيؤون». (¬3) في الأصل: «الرملة». (¬4) كلمة غير واضحة. (¬5) النجوم الزاهرة 16/ 304. (¬6) النجوم الزاهرة 16/ 304، الروض الباسم 3 / ورقة 146 ب، 147 أ. (¬7) الصواب: «وعزل بعضا». (¬8) في الأصل: «هذا، والأشرفية من الأشرفية والبرسبائية». (¬9) النجوم الزاهرة 16/ 304.

مشيخة نابلس

وآثار الموت (عليه ظاهرة) (¬1)، والقيل والقال عمّال (¬2). واتّفق أن صعد (إليه) (¬3) بعد هذا اليوم بعضا (¬4) من مقدّمي الألوف ليعوده، فأنس إليه وأخذ يقول له: أنا بخير وسلامة، وأخذ يذكر له ما يشيعه أعداه (¬5) من موته، وهو كالمبروح ممّا بلغه، وتكلّم بكلام كثير من جملته: أنا ما أموت حتى أميت كثيرا، وأنا أعرف من أشاع موتي، ومراده بذلك الإينالية، فإنه كان يبلغه عنهم الشماتة وأشياء أخر. ولم يخرجوا إلى الصعيد (¬6). ثم انقطعت العلامة بعد هذا اليوم، وزالت سكة السلطان، وبقي ملقا (¬7) على قفاه، ولا يتجرّأ عليه أحد في أمر عهده لأحد أو في وصيّته بمماليكه. ثم صعد إليه في سادسه الأتابك يلباي قنبك المحمدي، ومغلباي طاز، وهم (¬8) أخصّاؤه من خشداشيّته، فلم ينهض للجلوس لهم، فضلا عن القيام، وأخذوا في تسليته وهو لا يذكر الموت حتى ولا أسرّ إلى أحد من هؤلاء (¬9) الثلاثة بشيء في معنى ذلك، بل أمر بأن ينادى بخروج العسكر المعيّن إلى الصعيد، وتهديد من لم يخرج (¬10). [مشيخة نابلس] وقرّر في هذا اليوم يوسف بن فطيس الأستدار بدمشق في مشيخة نابلس، وخلع عليه بذلك (¬11). ¬

(¬1) ما بين القوسين عن الهامش. (¬2) النجوم الزاهرة 16/ 304، والروض الباسم 3 / ورقة 147 أ. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) الصواب: «بعض». (¬5) الصواب: «أعداؤه». (¬6) النجوم الزاهرة 16/ 304، 305. (¬7) الصواب: «وبقي ملقى». (¬8) الصواب: «وهما». (¬9) في الأصل: «هاولا». (¬10) النجوم الزاهرة 16/ 305، وبدائع الزهور 2/ 454. (¬11) خبر مشيخة نابلس في: الروض الباسم 3 / ورقة 147 ب.

سلطنة الأتابك يلباي

[سلطنة الأتابك يلباي] / 183 أ / وفيه في يوم السبت عاشره كانت المبايعة بالسلطنة للأتابك يلباي. وكان من خبر ذلك ملخّصا لما فيه من التطويل أنّ الظاهر خشقدم مات في هذا اليوم بعد الزوال وكان لما احتضر بكرة النهار قام خير بك الدوادار أحد خواصّه هو وجماعة من الخشقدمية الأعيان، وهم له كالأتباع في الرأي، فطلبوا (¬1) الأمراء المقعد الحرّاقة من باب السلسلة بالإسطبل فحضروا وجلسوا به عند الشهاب أحمد بن العيني الأمير اخور، وتصدّر الأتابك يلباي وحضر تمربغا أمير مجلس وهو لسان الظاهرية والمتكلّم عنهم، ولم يحضر قرقماس الجلب ولا يشبك الفقيه لإقامتهما بالساحل لأجل سفرهما ولا حضر قايتباي المحمودي أيضا، وحضر خير بك كبير الطائفة الخشقدمية، وابتدأ الكلام بما معناه أنّ السلطان في النزع، فانظروا في هذا الشأن، فكثر الكلام جدا. ثم آل الأمر أن أجمعوا على أنه إذا مات فالسلطان هو الأتابك يلباي، ورضي الكلّ بذلك. وكانت الأراجيف قبل ذلك بأنّ السلطنة إمّا لابن العيني يختاره الجلبان، أو لخير بك. ثم لما انبرم أمر الأتابك يلباي تكلّم في أمر الحلف فحلف يلباي على نسخة شريفة بما أرادوه، ثم حلف تمر بغا، ثم طلب من خير بك أن يحلف لهما أيضا، فوقع كلام كثير. وانفضّ المجلس ونزل الأتابك يلباي لداره، وقد ترشح للسلطنة والأمراء بين يديه. هذا، وخشقدم في السياق. وكان قد أرجف بالقاهرة بموته حين طلوع الأمراء للقلعة، فلما نزلوا تحقّقوا بقاوه (¬2)، وكثير من الناس يظن موته وأنه أخفي (¬3). ¬

(¬1) الصواب: «فطلب». (¬2) الصواب: «بقاءه». (¬3) خبر (سلطنة يلباي) في: النجوم الزاهرة 16/ 367 - 373، ومنتخبات من حوادث الدهور 3/ 602، والدليل الشافي 2/ 792، 793 رقم 2670، وحسن المحاضرة 2/ 80 وفيه قايتباي العلائي، وتاريخ الخلفاء 514 وفيه «بلباي»، ونظم العقيان 178 رقم 197، والضوء اللامع 10/ 287، 288 رقم 1131، وإنباء الهصر 105 - 107، وتاريخ ابن سباط 2/ 810، 811، وحوادث الزمان 1/ 180، وبدائع الزهور 2/ 465 - 467، ووجيز الكلام 2/ 791، 792، والروض =

وفاة السلطان خشقدم

[وفاة السلطان خشقدم] [2693]- ثم بعد الزوال بنحو من عشرين درجة مات السلطان (¬1)، فماجت القلعة لموته، وصرخ جلبانه بالبكاء والعويل، وأكثرهم ملبّسين (¬2) وبأيديهم السيوف المصلّتة، وبدر الأمراء بالصعود إلى القلعة شيئا فشيئا، وصعد الأتابك يلباي بتخفيفة / 183 ب / صغيرة على رأسه وملوطة بيضاء غير مزرّرة الطوق وهو يبكي، ولما تكاملوا أخذوا في تجهيز السلطان، والسلطنة شاغرة وقدم تجهيزه على متابعة يلباي، وأخرج نعشه، وصلّي عليه بباب القلّة، ونزل جماعة قليلة إلى تربته حتى دفن بها. وزال ملكه كأن لم يكن. وكان سنّه زيادة على الخمس وستين (¬3) سنة. وترك من المماليك زيادة على الثلاثة آلاف فيما قيل، ومن الخيول والجمال والبغال والآلات الملوكية شيئا كثيرا، ومن الذهب العين النقد سبع مائة ألف دينار. وكان ملكا جليلا، شجاعا، مقداما، عارفا بأنواع الفروسية، شهما، مهابا، وقورا، أدوبا، حشما، عاقلا محنّكا، سيوسا، عارفا، مدبّرا، جلدا، مع بعض تواضع ومحبّة في أهل العلم ومشاركة في بعض القراءات (¬4)، مع حسن هيئة وشكالة وتأنّق في ملابسه إلى الغاية. ¬

= الباسم 3 / ورقة 148 أ، وشذرات الذهب 7/ 315 وفيه «بلباي»، وتحفة الناظرين 2/ 41 وفيه: «بلباي»، وأخبار الدول 2/ 317 و (216) وفيه: «بلباي»، وتاريخ الغياثي 36 وفيه: «بولباي»، وتاريخ الأزمنة 359، ولطائف أخبار الأول فيمن تصرّف في مصر من الدول للإسحاقي محمد عبد المعطي بن أبي الفتح بن أحمد بن عبد الغني، القاهرة 1311 هـ‍، ص 141، وتاريخ الخميس 2/ 433. (¬1) انظر عن (خشقدم) في: النجوم الزاهرة 16/ 378 - 161، ومنتخبات من حوادث الدهور 2/ 455 - 458، والمنهل الصافي 5/ 210، 211 رقم 985، والدليل الشافي 1/ 286 رقم 982، ووجيز الكلام 2/ 790، 791، والضوء اللامع 3/ 175، 176 رقم 181، ونظم العقيان 109، 110 رقم 75، وتاريخ ابن سباط 2/ 809، 810، وحوادث الزمان 1/ 179، 180 رقم 233، وتاريخ البصروي 28، وبدائع الزهور 2/ 455 - 458، والروض الباسم 3/ 147 ب و 148 أ، وشذرات الذهب 7/ 315، وأخبار الدول 2/ 316، 317، وتاريخ الأزمنة 358، وتحفة الناظرين 2/ 40، 41، وتاريخ الخميس 2/ 433، وتاريخ الخلفاء 513، 514. (¬2) الصواب: «ملبّسون». (¬3) الصواب: «الخمس والستين». (¬4) في الأصل: «القرات».

البيعة للسلطان يلباي

جلب إلى القاهرة في سنة خمس عشرة وثمانماية، وملكه المؤيّد شيخ وصيّر خاصكيا بعده، ثم ساقيا، ثم تأمّر عشرة، ثم تقدّم بدمشق، ثم صيّر حاجب الحجّاب على تقدمة ألف بمصر، ثم نقل إلى إمرة سلاح، ثم الأتابكية، ثم السلطنة. ورأى العزّ في سلطنته وعظم جدا، وهابه الكثير من الملوك، وجمع الأموال، وأعيب بتقديم الكثير من الأوباش والسفلة ومن لا ذكر له، وبأخذه (¬1) الرشا على كثير من الوظائف حتى القضاء بمصر وبمعاداته لملك الروم ابن (¬2) عثمان. وكان روميّ الجنس من الأرنؤوط. وهذا ملخّص حاله. ولما دفن بتربته أخذ الناس في مبايعة الأتابك يلباي، فأحضر الخليفة بعد أن أدخلوا يلباي إلى القصر، وكلّمه خير بك في السلطنة وهو يظهر الامتناع، وحضر الأمراء فوجدوا باب القصر قد سقط فما أمكن الدخول إليه منه، وتفاءل (¬3) أناس كثير (¬4) بأنّ سلطنة يلباي / 184 أ / إن عقدت فهي قريبة الزوال. [البيعة للسلطان يلباي] ثم دخل الأمراء من الإيوان وقبّلوا الأرض بين يدي يلباي كما يفعل السلطان. وطال جلوس الأمراء والجند، فهم في انتظار الخليفة قبل حضوره والقضاة، وما تكامل الجمع، ولبس قماش موكب السلطنة إلاّ والنهار على فراغ، ثم شرعوا في البيعة ليلباي وعقد السلطنة له، فتفاءل الناس (ثانيا) (¬5) بزواله سريعا. ولما تمّت البيعة لقّبوه بالظاهر، وكنوه بأبي سعيد كخشقدم. ثم قام ولبس العمامة السوداء، وتقلّد السيف وأفيض عليه شعار الملك، ورفع إلى سريره من مكانه ذلك فأجلس عليه، وقام الكل بين يديه، وتمّ أمره بالقصر من غير ركوب فرس النوبة، ولا حمل (¬6) القبّة والطير على رأسه، وغير ذلك من نوادره. وتفاءل الناس ثالثا بسرعة (¬7) زواله أيضا. وكان جلوسه على سرير الملك والباقي للغروب نحوا (¬8) من خمس درج (¬9) فخلع على تمربغا الظاهري بالأتابكية، وخلع على الخليفة، ثم ضربت البشائر، ونودي بسلطنته، وبات في القصر، وأصبح في حادي عشره (¬10). ¬

(¬1) في الأصل: «تأخذه». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الأصل: «وتفال». (¬4) الصواب: «أناس كثيرون». (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) الصواب: «ولم تحمل». (¬7) في الأصل: «بشرعة». (¬8) الصواب: «نحوّ». (¬9) الصواب: «خمس درجات». (¬10) خبر البيعة في: النجوم الزاهرة 16/ 367 - 373، ووجيز الكلام 2/ 791، والضوء اللامع =

التجريدة إلى الوجه القبلي

[التجريدة إلى الوجه القبلي] فأول ما بدأ به بأن بعث إلى قرقماس الجلب، ويشبك الفقيه ومن عيّن معهما بالتوجّه إلى حيث عيّنوا من الوجه القبلي، فسافروا في يومهم أرسالا (¬1). [إمرة مجلس] وفيه خلع على قانبك المحمودي (¬2) بإمرة مجلس عوضا عن تمربغا، وقرّر (¬3) في إقطاعه أيضا (¬4). [إصرار السلطان على سفر قرقماس الجلب] وفيه وردت مكاتبة يشبك من مهدي بالاستغناء عن التجريدة لسكون الفتنة بولاية سليمان بن عمر، فلم يبطل السلطان التجريدة، إذ له غرض تامّ في سفر قرقماس الجلب خوفا من ظهور الأشرفية (¬5). [كائنة سوار شاه] وفيه في هذه الأيام (كانت) (¬6) كائنة سوار ببلاد الأبلستين مع من توجّه إليه من نواب البلاد الشامية والأمراء والعساكر والتقاؤهم (¬7) بسوار / 184 ب / وكسره العساكر الشامية، وقتل جماعة من الأعيان وغيرهم، وهزمت باقي العساكر، واستولى شاه سوار على عدّة مدن وقلاع بالمملكة الحلبية (¬8). ¬

= 10/ 287، 288 رقم 1131، وإنباء الهصر 105 - 107، ومنتخبات حوادث الدهور 3/ 602، وتاريخ ابن سباط 2/ 810، 811، وحوادث الزمان 1/ 180، وبدائع الزهور 2/ 465 - 467، وشذرات الذهب 7/ 315 وفيه: «بلباي»، وتاريخ الأزمنة 359، وأخبار الدول 2/ 317 وفيه بلباي، وتاريخ الغياثي 36 وفيه «بولباي» وتحفة الناظرين 2/ 41 وفيه «بلباي»، وتاريخ الأمير حيدر 546، ولطائف أخبار الأوّل 141. (¬1) خبر التجريدة في: النجوم الزاهرة 16/ 359، والروض الباسم 3 / ورقة 150 أ، وبدائع الزهور 2/ 459. (¬2) في الأصل: «المحمدي». (¬3) في الأصل: «وقدر». (¬4) خبر إمرة المجلس في: النجوم الزاهرة 16/ 359، والروض الباسم 3 / ورقة 150، وبدائع الزهور 2/ 459. (¬5) خبر إصرار السلطان في الروض الباسم 3 / ورقة 150 أ. (¬6) كتبت فوق السطر. (¬7) الصواب: «والتقائهم». (¬8) كائنة سوار في: وجيز الكلام 2/ 793، وبدائع الزهور 2/ 460، وتاريخ البصروي 28.

مقتل قانباي الحسني

[مقتل قانباي الحسني] فممّن قتل من الأعيان: [2694]- قانباي الحسنيّ (¬1)، المؤيّدي، نائب طرابلس. (وله زيادة على سبعين سنة) (¬2). وكان متديّنا، عارفا بالرمح، وغيره من الملاعيب، مع بعض طيش وخفّة، وتنقّل من الخاصكية لإمرة (¬3) عشرة، ثم أتابكية حماه، ثم طبلخاناه بمصر، والرأس نوبة الثانية، ثم نيابة طرابلس (¬4). [وفاة قراجا الظاهري] [2695]- وقراجا الظاهري (¬5)، الخازندار، أتابك دمشق. وله خمسون سنة. وكان روميّ الجنس، خيّرا، ديّنا، قرأ كثيرا، وتفقّه بتواضع وأدب وحشمة وكرم نفس، وسخاء مفرط، ومحبّة في العلم والعلماء. ترقّى من الخاصكية والخازندارية الكبرى على طبلخاناه إلى تقدمة ألف ثم حجوبية الحجّاب بمصر، ثم أسجن (¬6)، ثم أطلق إلى القدس بطّالا، ثم ولي الأتابكية دمشق (¬7)، وخرج مع النواب (¬8). ¬

(¬1) انظر عن (قانباي الحسني) في: الدليل الشافي 2/ 531 رقم 1822، والضوء اللامع 6/ 195 رقم 660، والروض الباسم 4 / ورقة 198 أ، وبدائع الزهور 2/ 460، ومنتخبات من حوادث الدهور 3/ 660. (¬2) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬3) تكرّرت في الأصل. (¬4) وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض 4 / ورقة 198 أ: توفي في الوقعة الأولى قتيلا في ربيع الأول ولم يوقف له على خبر إلى يومنا هذا، ولا عرفت حقيقة حاله ولا كيفية موته، وكان له زيادة على السبعين سنة. وكان إنسانا متديّنا، عارفا بالرمح وغيره من الأنداب. . (¬5) انظر عن (قراجا الظاهري) في: الدليل الشافي 2/ 538 رقم 1846، والضوء اللامع 6/ 215 رقم 719 وفيه: «مات في ليلة الأربعاء ثاني عشر المحرم سنة إحدى وتسعين (وثمانمائة)»، والروض الباسم 4 / ورقة 199 أ، ووجيز الكلام 2/ 798 رقم 1837، وبدائع الزهور 2/ 460. (¬6) كذا. (¬7) الصواب: «أتابكية دمشق». (¬8) وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: وهو الذي أنشأ الدار التي بالقرب من الجامع الأزهر التي تعرف به، وبها الآن ساكن القطب الخيضري.

وفاة نوروز المحمدي

[وفاة نوروز المحمدي] [2696]- ونوروز ابن المحمّدي (¬1)، الأشرفيّ، أحد مقدّمي الألوف بحلب. وكان غير مشكور، مع سكونه. [وفاة كرتباي الأشرفي] [2697]- وكرتباي الأشرفي (¬2)، أحد أمراء طرابلس. وله زيادة على الستين. وكان خيّرا، ديّنا، عفيفا، تأمّر بمصر عشرة، ثم تنقّلت به الأحوال بعد (ذلك) (¬3). [وفاة مامش من قصروه] [2698]- ومامش من قصروه (¬4) الأشرفيّ، أحد أمراء طرابلس (¬5). [وفاة شاد بك فرفور] [2699]- وشاد بك فرفور (¬6) الأشرفي، أتابك حماه. وقد جاوز الخمسين. ¬

(¬1) انظر عن (نوروز المحمدي) في: الروض الباسم 4 / ورقة 200 ب، 201 أ، وبدائع الزهور 2/ 460. (¬2) انظر عن (كرتباي الأشرفي) في: الروض الباسم 4 / ورقة 199 ب، والضوء اللامع 6/ 227 رقم 771، وبدائع الزهور 2/ 460. (¬3) كتبت فوق السطر. وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: واسمه مركّب من كرت، وهو الصدق أو الحق، وباي: الأمير، فمعناه الأمير الصدق أو الحق كما في نظائره. (¬4) انظر عن (مامش من قصروه) في: الروض الباسم 4 / ورقة 199 ب، وبدائع الزهور 2/ 460، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬5) وقال المؤلف - رحمه الله - في الروض: «كان من مماليك الأشرف برسباي من الذين بعث بهم إليه هدية قصروه نائب الشام في عدّة نحو الأربعين أو هم، وصيّر خاصكيا بعد أستاذه، أظن في الدولة الإينالية. ولما تسلطن الظاهر خشقدم أمّر عشرين بطرابلس بسعاية خشداشه جانبك الظريف، ثم نقل إلى طبلخاناة بها أيضا عوضا عن داود بك بن محمد بن دلغادر بعد موته، ودام على ذلك بطرابلس حتى خرج مع العسكر الطرابلسي في نوبة سوار. وتوفي قتيلا في الوقعة. ذكر أنه خرج فوجدوا [ا] به رمق (كذا) تحت شجرة وهو يستغيث الماء ولم يوجد له ذلك، ومات كذلك. وكان قبل تأمّره غير مشهور بالقاهرة ولا له ذكر واسمه مفرد معناه (وبيّض لمعناه فلم يكتبه). (¬6) انظر عن (شاد بك فرفور) في: الضوء اللامع 3/ 289 رقم 1102، والروض الباسم 4 / ورقة 197 ب، 198 أ، وبدائع الزهور 2/ 460.

وفاة بلاط الأشرفي

[وفاة بلاط الأشرفي] [2700]- و [بك] (¬1) بلاط الأشرفي (¬2)، إينال، أحد الأمراء لطرابلس. وكان شابّا، لا بأس به بأخرة (¬3). [وفاة ألماس الأشرفي] [2701]- وألماس الأشرفي (¬4)، أتابك حلب. وقد جاوز الخمسين. وكان خيّرا، ديّنا، مشهورا بالشجاعة (¬5). ¬

(¬1) سقطت من الأصل. أثبتناها للتصويب. (¬2) انظر عن (بك بلاط الأشرفي) في: الضوء اللامع 3/ 17 رقم 76، والروض الباسم 4 / ورقة 193 أ، وبدائع الزهور 2/ 460 وكتبه موصولا: «بكبلاط». (¬3) وقال المؤلف - رحمه الله - في الروض: «كان من مماليك الأشرف إينال وخاصكيّته الأعيان، وكان له ذكر وشهرة في دولته، وأخرج بعد موت أستاذه إلى طرابلس على إمرة عشرين بها، ودام على ذلك إلى أن خرج من طرابلس مع عسكرها صحبة إينال الأشقر نائبها إذ ذاك إلى شاه سوار بن دلغادر، وبها بغته الأجل في الوقعة الأولى مع النواب. وكان شابا حسنا لا بأس به بأخرة، وهو الذي جرى للأتابك قانم التاجر لما أن كان من جملة مقدّمين (كذا) الألوف في دولة الأشرف إينال ما جرى وضربه بالدبّوس، وقد ذكرنا هذه الكائنة في محلّها من تاريخنا هذا، وهذا هو الفاعل له. توفي قتيلا في أوائل ربيع الأول في يوم الوقعة الأولى. وكان شابا حين موته. واسمه مركّب من: بك، وهي هاهنا بمعنى القوي، وإن كانت تستعمل بمعنى الأمير لكن المناسب هاهنا الأول، لأن بلاط الآتية بعدها معناها الفولاذ، والمناسب لها القوة، فكأنه قيل: فولاذ قوي، ويجوز أن يكون الثاني مرادا أيضا ويبقى المعنى أمير فولاذ، ثم استعمل علما على الشخص كما في غيره. (¬4) انظر عن (ألماس الأشرفي) في: الضوء اللامع 2/ 321 رقم 1036، والروض الباسم 4 / ورقة 192 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 460. (¬5) وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: «واسمه لفظ تركيّ معناه: ما يموت، وهذا إذا كان بضم الهمزة وهو المشهور، وثمّ من قال إنّ اسمه بالفتح، وهو اسم بالعربي علم الحجر المعروف بحجر الماس، ومنهم من فتح وجعل عوض السين صادا وقال إن معناه: ما يأخذ. والأول هو المستعمل المشهور المعروف لأنه منه قرائن تدلّ على ذلك. ولم نعلم في هذه الدولة التركية، بل ولا قبلها من تسمّى بهذا الاسم أميرا بل ولا غيره قبل صاحب الترجمة سوى ألماس الحاجب صاحب الجامع المعروف به، وترجمته مشهورة في محلّها، وبعدها من الأمراء ألماس الأشرفي قايتباي نائب صفد الآتي في وفيات سنة تسع وثمانين إن شاء الله تعالى. وأما ألماس العلائي الآتي في وفيات سنة سبع فهو رابعهم، ولعله يعدّ أميرا، فإنه كان بيده إقطاع هائل، وعدّه البعض من الخمسات، وبعضهم عدّة =

وفاة محمد غريب

[وفاة محمد غريب] [2702]- ومحمد غريب (¬1)، الأستادار بحلب. وكان إنسانا حسنا، حشما. * * * وقتل خلق كثيرون من الجند والأعيان. [وفاة محمد بن جلبان] [2703]- ومنهم محمد بن جلبان (¬2)، أحد الأمراء بدمشق أيضا. وكان عاقلا، حشما، أدوبا (¬3). كلّهم قتلوا في يوم واحد في أوائل ربيع هذا. وقد ذكرنا تفصيل هذه الواقعة وأحوال هؤلاء وتراجمهم مستوفاة / 185 أ / بتاريخنا «الروض الباسم» (¬4) (واختصرنا) (¬5) ههنا لأننا بصدد أن لا نطيل. [الخلعة على مباشري الدولة] وفيه في خامس عشره خلع على جميع مباشري الدولة، وعلى جماعة أخر معهم باستمرارهم على عاداتهم (¬6). ¬

= من الخاصكية، وإنما قيل له الأمير مجازا على ما وقع الاصطلاح عليه في هذه المملكة في الأمير». وقد ذكر السخاوي ممن اسمه «ألماس» صاحب الترجمة، وألماس الأشرفي قايتباي، وألماس العلائي الأشرفي، برقم 1036 و 1037 و 1038، ولم يذكر ألماس الحاجب. (¬1) انظر عن (محمد بن غريب) في: بدائع الزهور 2/ 460، ولم يذكره المؤلّف - رحمه الله - في الروض الباسم. (¬2) انظر عن (محمد بن جلبان) في: الروض الباسم 7/ 213 رقم 525، والروض الباسم 4 / ورقة 200 أ، وبدائع الزهور 2/ 460. (¬3) في الأصل: «اوبا». وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: «محمد بن جلبان ناصر الدين بن الأمير سيف الدين نائب الشام الجركسي الأصل، الدمشقي، الحنفي، أحد الأمراء بدمشق ووالده جلبان قد مرّت ترجمته ولقد ولد هذا بدمشق في أوائل نيابة أبيه عليها أو بعد ذلك بمدّة، ونشأ تحت حجر أبيه في كنف العز والسعادة، وأقريء القرآن وشيئا في الفقه وعلم الآداب والأنداب، وولي إمرة بدمشق وخرج في جملة العسكر الشامي لشاه سوار وبها توفي قتيلا في الوقعة الأولى، وله دون الثلاثين سنة. وكان عاقلا، حشما، أدوبا، رئيسا، ساكنا، حسن الشكل والشمائل». (¬4) انظر ج 4 / ورقة 151 أ. (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) خبر الخلعة في: الروض الباسم 3 جورقة 150 أ، والنجوم الزاهرة 16/ 360.

نفقة البيعة

[نفقة البيعة] وفيه نودي بأنّ نفقة البيعة تكون (¬1) في أول الشهر (¬2). [قراءة المولد النبوي] وفيه عمل المولد النبويّ بالقلعة (¬3). [القبض على أمراء] وبينا السلطان في أثناء ذلك إذ ندب برسباي قرا، وجكم قرا، وطومان باي الظاهرية، وأمرهم بالتوجّه إلى الوجه القبلي، والقبض على قرقماس الجلب أمير سلاح، وقلمطاي الإسحاقي، وأرغون شاه أستادار الصحبة من الأشرفية البرسبائية، وحملهم إلى سجن ثغر الإسكندرية (¬4). [حجوبية دمشق] وفيه قرّر في حجوبية الحجّاب بدمشق، عوضا (¬5) عن شرمرد العثماني المؤيّديّ (¬6). [القبض على شيخ بني عقبة] وفيه وصل أزبك من ططخ رأس نوبة النوب، وجانبك قلقيسز حاجب الحجّاب من العقبة وقد قبضا على مبارك شيخ بني عقبة وجماعة من أتباعه، فخلع السلطان عليهما وعلى من معهما وهو إينال الأشقر نائب غزّة (¬7). [توسيط شيخ بني عقبة] [2704]- وأمر بتوسيط مبارك (¬8) ومن معه، فشهّروا ووسّطوا، وكانوا نحوا من خمسين نفرا. ¬

(¬1) في الأصل: «يكون». (¬2) خبر النفقة في: الروض الباسم 3 / ورقة 150 ب، والنجوم الزاهرة 16/ 360. (¬3) خبر المولد في: النجوم الزاهرة 16/ 360، والروض الباسم 3 / ورقة 150 ب، وبدائع الزهور 2/ 460. (¬4) المصادر السابقة. (¬5) في الأصل: «بدمشق وفيه عوضا». (¬6) خبر الحجوبية في: الروض الباسم 3 / ورقة 150 ب، والنجوم الزاهرة 16/ 360 والذي تقرّر في الحجوبية هو: «إبراهيم بن بيغوت» وتاريخ البصروي 29. (¬7) خبر القبض في: النجوم الزاهرة 16/ 360، والروض الباسم 3 / ورقة 150 ب، وبدائع الزهور 2/ 460، 461. (¬8) انظر عن (مبارك) في: النجوم الزاهرة 16/ 360، 361، والروض الباسم 3 / ورقة 150 ب، وبدائع الزهور 2/ 461.

انهزام نواب البلاد الشمالية أمام شاه سوار

[انهزام نواب البلاد الشمالية أمام شاه سوار] وفيه، في ثاني عشرينه ورد الخبر بكائنه قتل سوار لنواب البلاد الشمالية والأمراء، وهزيمة العسكر، وأنّ نائب حلب يشبك البجاسي دخلها على أسوأ حال، وأشيع بأنّ برد بك نائب الشام كان السبب في كسرتهم للكمين الذي عنده من الظاهر خشقدم، وأنّ العسكر نهب عن آخره وما يسلم (¬1) منه إلاّ كل طويل العمر، وأنّ برد بك أخذ مأسورا، وأن ذلك مانعا ومنه مع سوار (¬2) على ذلك. ثم ترادفت الأخبار بجليّة هذه الكائنة واستيلاء سوار على عدّة بلاد وقلاع، فزادت الشرور والأنكاد، وتضاعفت الفتن بهذه البلاد أيضا / 185 ب / بواسطة هذه الأخبار سيما مع تغيّر الدول فأخيفت السبل (¬3). [سلب إرادة السلطان] وكان السلطان مسلوب الاختيار كالآلة مع خير بك الدوادار الثاني لقوّة حزبه وشوكته، وصار إليه حلّ أمور المملكة وعقدها، وكان السلطان إذا عوتب في شيء من ذلك يقول: «أيش كنت أنا! قل له» يعني بذلك خير بك، حتى لقّبته (¬4) العوامّ بذلك. وزاد شرّ الجلبان بزيادة كثيرة عمّا كان لعدم من يحكم عليهم ويأخذ على يديهم، خصوصا وهم الذي (¬5) أقاموا السلطان (¬6). [نيابة الشام] [وفيه] (¬7) استقرّ في نيابة الشام أزبك من ططخ، عوضا عن برد بك بحكم أسره (¬8). [إمرة سلاح] وقرّر في إمرة سلاح قانبك المحمودي، عوضا عن قرقماس الجلب (¬9). ¬

(¬1) الصواب: «وما سلم». (¬2) هكذا وردت الجملة مضطربة في الأصل. (¬3) خبر الانهزام في: النجوم الزاهرة 16/ 360، 361، والروض الباسم 3 / ورقة 150 ب، 151 أ، وتاريخ ابن سباط 2/ 810، وتاريخ الأزمنة 359، وتاريخ الأمير حيدر 546. (¬4) الصواب: «حتى لقّبه». (¬5) الصواب: «وهم الذين». (¬6) خبر سلب الإرادة في: الروض الباسم 3 / ورقة 151 أ. (¬7) في الأصل بياض. (¬8) خبر نيابة الشام في: النجوم الزاهرة 16/ 362، وتاريخ البصروي 29، والروض الباسم 3 / ورقة 151 أ، وبدائع الزهور 2/ 461، وإعلام الورى. (¬9) خبر إمرة السلاح في: النجوم الزاهرة 16/ 362، والروض الباسم 3 / ورقة 151 أ، وبدائع الزهور 2/ 461.

التجريدة إلى شاه سوار

[التجريدة إلى شاه سوار] [وفيه] (¬1) عيّن السلطان تجريدة لشاه سوار، عليها قانبك المذكور، وأضاف إليه جانبك قلقسيز، وبرد بك هجين من المقدّمين، وعدّة من الطبلخانات، والعشرات، وكانت الجند (¬2) ستمائة نفر (¬3). [نيابة حماه] [وفيه] (¬4) قرّر محمد بن مبارك في نيابة حماه، عوضا عن تنم الحسنيّ بحكم مرضه وعوده من تجريدة سوار، ثم لم يتمّ ذلك لابن مبارك، وقرّر في نيابة حماه إينال الأشقر (¬5). ورشح ابن (¬6) مبارك لنيابة غزّة، فامتنع من ذلك. [وفاة نائب حماه] [2705]-، [وفيه] (¬7) في أواخره مات تنم خوني (¬8) الحسنيّ، نائب حماه. وكان غير مشكور، وعنده بخل وشح (¬9). [وفاة يشبك أوش قلق] [2706]- ومات أيضا يشبك أوش قلق (¬10) المؤيّدي، ¬

(¬1) في الأصل بياض. (¬2) الصواب: «وكان الجند». (¬3) خبر التجريدة في: النجوم الزاهرة 16/ 362. (¬4) في الأصل بياض. (¬5) خبر نيابة حماه في: النجوم الزاهرة 16/ 362، والروض الباسم 3 / ورقة 151 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 462. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الأصل بياض. (¬8) انظر عن (تنم خوني) في: الروض الباسم 3 / ورقة 151 ب، و 4/ 193 ب، وبدائع الزهور 2/ 461، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬9) وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: «كان من مماليك الأشرف برسباي، وصيّر خاصكيا ثم ساقيا في دولته، وسجنه الظاهر بعد موت الأشرف بثغر الإسكندرية، ثم نقله إلى سجن قلعة صفد ثم أطلقه، وبقي بتلك البلاد مدة حتى تسلطن الأشرف إينال، فقدم القاهرة، فأمّره الأشرف المذكور عشرة، وصيّره من روس النوب، ولما تسلطن الظاهر خشقدم أمّره طبلخاناة ثم صيّر رأس نوبة ثانيا، ثم نقله إلى نيابة حماه دفعة واحدة على ما تقدّم في محلّه، وتوجّه من حماه في نوبة سوار في أول التجاريد إليه مع النواب فاتفق أن تمرّض بحلب بمرض المفاصل وكان يعتريه دائما في كل قليل. وكان أجله في ذلك». (¬10) انظر عن (يشبك أوش قلق) في: =

مقتل جهان شاه صاحب ديار بكر

وله نحو من ثمانين سنة. وكان ظالما، غاشما، بخيلا، شحيحا. تنقّل في عدّة ولايات، منها صفد، وتقدمة ألف بدمشق (¬1). [مقتل جهان شاه صاحب ديار بكر] [2707]-، [وفيه] (¬2) مات قتيلا بيد حسن الطويل صاحب ديار بكر السلطان جهان شاه (¬3) بن قرا يوسف بن قرا محمد، صاحب العراقين وأذربيجان. وكان ذا عقل وفهم وتدبير، من أحسن الملوك مالا وعددا ورجالا، وأقواها (¬4)، جلدا على القتال، وأدراها بالمكر والخداع، مع الشجاعة والإقدام والجرأة. وكانت لديه فضيلة في فنون من العلوم / 186 أ / بل يقال إنه عدّ من العلماء في بعض الفنون العقلية، وكا [ن] (¬5) يحب أهل العلم والفضل مع (. . .) (¬6) والتحرّي، وأنه من أهل العدل. وكان سيوسا، مع خبث (في) (¬7) اعتقاده وانهماك في ملاذّ نفسه وإدمان على الشرب. وكان ظالما، غاشما، سفّاكا للدماء، كثير التعاظم والجبروت، غير مكترث بأمور دينه، ومع ذلك كلّه فكان خيرا من أبيه وجدّه وغالب إخوته. وله الآثار العظيمة ببلاده. وملك بعد أخيه إسكندر، ودام ملكه مدّة، وتعادى هو وحسن حتى قصده، فاتفق أن قتله حسن وبعث برأسه إلى القاهرة كما سيأتي. ¬

= الضوء اللامع 10/ 275 رقم 1082 وفيه «يشبك باش قلق» ومعناه: ثلاثة آذان، والروض الباسم 4 / ورقة 201 أوفيه: «يشبك المعروف بأوش»، وبدائع الزهور 2/ 461. (¬1) وقال المؤلّف - رحمه الله - في «الروض»: «كان من مماليك المؤيّد شيخ، وصيّر خاصكيا بعده، ثم أخرج إلى البلاد الشامية في دولة الأشرف برسباي، وتنقلت به الأحوال بها في عدّة إمريّات من جملة ذلك حجوبية دمشق الثانية، ودام عليها مدّة طويلة ورأيته أنا بدمشق في تلك الأيام وهو على هذه الوظيفة، ثم تنقل في عدّة ولايات بعده بعد توجّهي إلى بلاد المغرب حتى استقرّ به الظاهر خشقدم في نيابة صفد عوضا عن خير بك القصروي فلم تحمد سيرته بها، ولم يحتمله أهل صفد حتى صرف عنها وعاد إلى دمشق على تقدمة ألف بها، ثم عيّن بعد ذلك لنيابة غزّة فامتنع من ذلك، وبقي بدمشق حتى خرج لسوار في أول نوباته مع عسكر الشام صحبة النواب». (¬2) في الأصل بياض. (¬3) انظر عن (جهان شاه) في: وجيز الكلام 2/ 797 رقم 835، والضوء اللامع 3/ 80 رقم 314، والروض الباسم 4 / ورقة 194 أ، 194 ب، وشذرات الذهب 7/ 314، وأخبار الدول 3/ 92. (¬4) الصواب: «وأقواهم». (¬5) في الأصل: «وكا». (¬6) في الأصل: كلمة غير واضحة. «العره». (¬7) كتبت فوق السطر.

مقتل محمد شاه

وكان سنّه زيادة على الستين سنة، فإنّ مولده فيما قيل سنة عشر وثمانماية. [مقتل محمد شاه] [2708]- وقتل معه أو بعده بيوم ولده محمد شاه (¬1). وكان أسوأ من أبيه ومن أخيه بيربضاغ. وقتل معهما جمعا وافرا (¬2) من أعيان جماعتهما ومن جيشهما. [ربيع الآخر] [وفاة سنقر العايق] [2709]- وفي ربيع الآخر مات سنقر العايق (¬3)، الظاهريّ، فيما يغلب على ظنّي. وكان شجاعا، مقداما، عارفا بأنواع الفروسية، مع (شدّة) (¬4) بنية وإسراف على نفسه، وانهماك في ملاذّها، وتنقّل في أشياء آخرها أتابكية طرابلس (¬5). ¬

(¬1) انظر عن (محمد شاه) في: الروض الباسم 4 / ورقة 200 أ، وقد ضاعت ترجمته في الضوء اللامع في جملة ما ضاع من التراجم ممّن آباؤهم تبدأ أسماؤهم بحرف الجيم بعد محمد. (¬2) الصواب: «وقتل معهما جمع وافر». (¬3) انظر عن (سنقر العايق) في: الروض الباسم 4 / ورقة 197 أ، وبدائع الزهور 2/ 461، 462، وتاريخ طرابلس 2/ 82 رقم 47، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: «سنقر الظاهري شمس الدين أتابك طرابلس المعروف بالعايق وبالجعيدي أيضا، كان من مماليك الظاهر جقمق في أيام إمرته، وصيّر خاصكيا بعد سلطنته، ثم صار خازندارا صغيرا، وكان يعينه في بعض مهمات في كل قليل، ثم أمّره عشرة، ثم صيّره أمير اخورا ثالثا، ودام على ذلك إلى سلطنة المنصور فنقله إلى الأمير اخورية الثانية عوضا عن برسباي الإينالي المؤيّدي لما قبض عليه وبعثه إلى سجن الإسكندرية مع دولات باي، ويلباي الذي تسلطن بعد ذلك على ما تقدّم كلّ من ذلك في محلّه. ولما جرت الكائنة التي خلع فيها المنصور كان مستقرّ هذا من الذين معه وعنده بالقلعة، فلما تسلطن الأشرف إينال أخرجه منفيا إلى البلاد الشامية، ورأى بتلك البلاد الكثير من الخطوب والأهوال، وتنقل بها في عدّة أماكن بطالا، فيها بطرابلس، وكنا بها إذ ذاك. ولما تسلطن الظاهر خشقدم قدم إلى القاهرة فأمّره عشرة ثم صيّره من جملة روس النوب، ودام على ذلك إلى سلطنة الأشرف قايتباي فأخرجه إلى أتابكية طرابلس وبها توفي في هذه السنة. ورأيت من أرّخه في التي بعدها. وكان سنقر هذا عايق عند اسمه كثير الوقاحة والجرأة من يومه مع تهوّر زايد وإسراف على نفسه وانهماك في لذّاتها، وكان شجاعا مقداما عارفا بكثير من أنواع الفروسية مع قوّة عنده وشدّة بنية بدنية. وكان سنّه يوم مات زيادة على الخمسين سنة فيما أظن أو لم يبلغها، والله أعلم.

تفرقة النفقة على الجند

[تفرقة النفقة على الجند] وفي ربيع الآخر ابتدأ السلطان بتفرقة النفقة على الجند، وكانت على غير وجه العدل والتسوية فأعطي البعض خمسة وعشرون، وقطع من كان غائبا عن القاهرة. وأمّا أولاد الناس فلم يلتفت إليهم أصلا ولا أعطوا شيئا، وعدّ ذلك من النوادر. ولم ينفق على الأمراء أيضا إلاّ من عيّن للسفر. وتسلسل الأشرفي في تفرقة هذه النفقة (¬1) في يومي السبت والثلاثاء على مهلة وتراخ (¬2). [تقرير إمرة مجلس] وفيه استقرّ جانبك قلقسيز في إمرة مجلس (¬3). [الحجوبية الكبرى] وقرّر في الحجوبية الكبرى عوضه برد بك هجين (¬4). [رأس نوبة النوب] وفيه أيضا استقرّ في رأس نوبة النوب قايتباي المحمودي، عوضا عن أزبك الذي ولّي نيابة الشام (¬5). (وقرّر في) (¬6) / 186 ب (تقدمة قايتباي: سودون القصروي نائب القلعة. وقرّر في جملة المقدّمين أيضا خشكلدي البيسقيّ (¬7). [وفاة عبد الأول المرشدي] [2710]- وفيه مات عبد الأول المرشدي (¬8)، المكي، الحنفيّ. ¬

(¬1) في الأصل: «هذه النقلة». (¬2) خبر التفرقة في: النجوم الزاهرة 16/ 362، 363، والروض الباسم 3 / ورقة 151 ب، وبدائع الزهور 2/ 462. (¬3) خبر إمرة المجلس في: النجوم الزاهرة 16/ 363، والروض الباسم 3 / ورقة 151 ب، وبدائع الزهور 2/ 462. (¬4) خبر الحجوبية الكبرى في: النجوم الزاهرة 16/ 363، والروض الباسم 3 / ورقة 151 ب. (¬5) خبر رأس النوبة في: النجوم الزاهرة 16/ 363، والروض الباسم 3 / ورقة 151 ب، وبدائع الزهور 2/ 462. (¬6) ما بين القوسين مكرّر في الأصل. (¬7) النجوم الزاهرة 16/ 364. (¬8) انظر عن (عبد الأول المرشدي) في: وجيز الكلام 2/ 759 رقم 1828، والضوء اللامع 4/ 21 - 23 رقم 77، والروض الباسم 4 / ورقة 198 أعلى الهامش، وشذرات الذهب 7/ 316.

نيابة طرابلس

وكان عالما، فاضلا، من أعيان هذا البيت، ورؤسائهم (¬1). [نيابة طرابلس] وفيه استقرّ في نيابة طرابلس إينال الأشقر، عوضا عن قانباي الحسني بحكم فقده في كائنة سوار (¬2). [نيابة حماه] وأعيد محمد بن مبارك إلى نيابة حماه (¬3). [شادّية الشرابخاناه] وقرّر في شادّية الشرابخاناه مغلباي أزن سقل الظاهري، عوضا عن أرغون شاه الأشرفيّ (¬4). [تقرير الحسبة] وقرّر طرباي الظاهري خشقدم أيضا في الحسبة (¬5). [أستادارية الصحبة] وقرّر في أستادارية الصحبة سودون البهائي، عوضا عن أرغون شاه الأشرفيّ (¬6). [تقرير أمراء عشرات] وقرّر في هذا اليوم جماعة، بل جماعات في عدّة إمريّات عشرات، منهم من الخشقدمية: أركماس، وقانت (¬7) البواب، وطرباي، وأصباي، وأصتمر (¬8)، وجانم، ومغلباي، ومن الظاهرية الجقمقية أزبك اليوسفي، وقانم قشير، وقانم أمير شكار، وجكم قرا، وقرقماس أمير اخور، ومن السيفية: تمرباي التمرازي، المهمندار، وبرسباي الشرفيّ (¬9). ¬

(¬1) مولده في شهر شعبان سنة 817 هـ‍. (¬2) خبر نيابة طرابلس في: النجوم الزاهرة 16/ 364، والروض الباسم 3 / ورقة 152 أ، وبدائع الزهور 2/ 462، وتاريخ طرابلس 2/ 52 رقم 127. (¬3) خبر نيابة حماه في: النجوم الزاهرة 16/ 364، والروض الباسم 3 / ورقة 152 أ. (¬4) خبر الشرابخاناه في: النجوم الزاهرة 16/ 364، والروض الباسم 3 / ورقة 152 ب، وبدائع الزهور 2/ 462. (¬5) خبر الحسبة في: النجوم الزاهرة 16/ 364، وبدائع الزهور 2/ 462. (¬6) خبر الأستادارية في: النجوم الزاهرة 16/ 364، وبدائع الزهور 2/ 462، والروض الباسم 3 / ورقة 152 أ. (¬7) في بدائع الزهور: «قايت». (¬8) في النجوم: «اصطمر». (¬9) خبر تقرير الأمراء في: النجوم الزاهرة 16/ 364، والروض الباسم 3 / ورقة 152 أ، وبدائع الزهور 2/ 462، 463.

تخلص برد بك من الأسر

[تخلّص برد بك من الأسر] وفيه وصل الخبر بأنّ برد بك نائب الشام خلّص من أسر سوار (¬1). ثم تواترت الأخبار بوصوله إلى غزّة، وأنه جاءها (¬2) طالبا القاهرة، فبعث السلطان من يستقبله حيث وجده ويحمله إلى القدس بطّالا. ثم ما شعر به بعد أيام إلاّ وهو بالقاهرة فاختفى بمكان ظاهرها، ثم بعث إلى خشداشه تمر الوالي يعرّفه مكانه ويسأله في أن يجتهد في أمره، فعرّف السلطان بذلك، فقامت قيامته وندب أزدمر تمساح الظاهري في أن يأخذه من المكان الذي هو به ويتوجّه به إلى القدس، ففعل به ذلك (¬3). [سفر نائب الشام] وفيه سافر نائب الشام أزبك من ططخ، وكان لخروجه من القاهرة يوما مشهودا، وخرج بتجمّل زائد (¬4). [إمرة الحاج] وفيه قرّر في إمرة الحاج جانبك كوهيه، وفي إمرة الركب الأول تنبك المعلّم (¬5). [وفاة صاحب ماردين] [2711]- وفيه أو في الذي بعده مات جهان كير (¬6) بن علي بن عثمان السلطان صاحب ماردين، وهو أخو حسن الطويل. وكان من محاسن بني قرايلك، ومن نوادرهم، خيّرا، ديّنا، عفيفا، محبّا في العدل والعلم والعلماء مع مودّة وسكون وعقل وسياسة. ناب عن الظاهر في الرها بعد أن تقدّم بحلب ثم آل أمره أن ملك ديار بكر بعد عمّه ¬

(¬1) في الأصل: «أسوار». (¬2) في الأصل: «جاوها». (¬3) خبر تخلّص برد بك في: النجوم الزاهرة 16/ 364، 365، وتاريخ البصروي 29، والروض الباسم 3 / ورقة 152 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 463. (¬4) خبر السفر في: النجوم الزاهرة 16/ 365، وتاريخ البصروي 29، والروض الباسم 3 / ورقة 152 ب، وبدائع الزهور 2/ 463. (¬5) خبر إمرة الحاج في: النجوم الزاهرة 16/ 365، والروض الباسم 3 / ورقة 153 أ. (¬6) انظر عن (جهان كير) في: الضوء اللامع 3/ 80، 81 رقم 315، والروض الباسم 4 / في جذاذة بأقلّ من نصف صفحة 195 أو 196 أ، وبدائع الزهور 2/ 463، وأخبار الدول 3/ 92، وزبدة الآثار الجلية لابن خير الله العمري 56 في وفيات سنة 864 هـ‍، والتاريخ الغياثي 376، ومنتخبات من حوادث الدهور 3/ 663.

استقلال حسن بملك ديار بكر

حمزة، ويقال إنه عهد إليه وقصده جهان شاه غير ما مرّة، وانضم إليه حسن الطويل وصار يقصده، وخرج إلى قتال عمّهما حسن فقتله، وطمع من حينئذ حسن في أخيه جهان كير هذا. ولا زال يحتال حتى وثب على آمد فأخذها، وآل أمره أن ملك عن جهان كير مع وجوده، وبقي محصورا بماردين والخطبة، والصكّة باسمه، وليس له من الأمر شيء بغير ماردين، وحسن هو المالك للأمر، مع مراعاة له ظاهرا حتى مات. ومولده في حدود العشرين وثمانماية. [استقلال حسن بملك ديار بكر] وفيه استقلّ حسن بملك ديار بكر جميعه (¬1) بعد موت أخيه (¬2). [جمادى الأول] [الإشاعة بإثارة الفتنة] وفي جماد الأول كثرت الإشاعة بأنّ الجلبان الخشقدمية قصدهم إثارة فتنة، ولم يعلم صحّة هذا الخبر، غير أنّ الأمراء المؤيّدية من خشداشي السلطان، كيشبك الفقيه الدوادار، وقانبك المحمودي أمير سلاح، ومغلباي طاز، وجانبك كوهيه، وجميّعة أخر امتنعوا من الصعود إلى القلعة للخدم السلطانية وهم يختشون من خير بك وأصحابه لا يثبون (¬3) عليهم. وأشيع بأنّ السلطان / 187 ب / معهم، وأنّ قصده القبض على الجلبان عساه يستبدّ بالأمر، وكثر القال، وآل الأمر إلى اتفاق المؤيّدية مع الأشرفية البرسبائية والإينالية، ولكن لم يتمّ الرأي لعكس يشبك الفقيه، على ما سيأتي (¬4). [خلع الظاهر يلباي] وفيه كائنة خلع الظاهر يلباي. وكان يشبك الفقيه قد قام بأعباء أمر يلباي يستقلّ بالملك، فأمر طوخ الزردكاش أن ينقل إليه من القلعة أشياء من الآلات لتحصين داره. وقد انضمّ إليه عدّة وافرة من المؤيّدية والأشرفية البرسبائية والإ (ينالية) (¬5) وجماعة من السيفية. ولما تكاملت عنده هذه الطوائف بلأمة الحرب أصبح معلنا بظهوره، ومال الزعر من العامّة معه، وكثر الهرج بداره، وبلغ من بالقلعة (¬6) ذلك فخافوا وبدروا في لبس ¬

(¬1) الصواب: «جميعها». (¬2) خبر الاستقلال في: بدائع الزهور 2/ 463. (¬3) الصواب أن يقال: «وهم يخشون من خير بك وأصحابه أن يثبوا». (¬4) خبر الإشاعة في: النجوم الزاهرة 16/ 365، 366، والروض الباسم 3 / ورقة 153 أ، وبدائع الزهور 2/ 464. (¬5) عن الهامش. (¬6) في الأصل: «بالعلقة».

القتال بين المماليك

وآلة الحرب، وماجت القلعة (واضطربت، ولو قدّر ليشبك الفقيه خروجه في ذلك الوقت من داره وصدمه القلعة) (¬1) بمن معه من الجموع لكان قد تمّ ما قد دبّره قبل اطّلاع الجلبان على مقصده، وانكشاف الأمر، لكن تقاعد عن ذلك بداره كالمنتظر نزول السلطان إليه لتواطئه معه على ذلك، فانخرم هذا الحساب لاطّلاع أهل القلعة عليه وأخذهم حسابه، والعمل في أسباب نقضه، فصار يلباي مع أهل القلعة كالأسير. وذكر هذه الكائنة على جليّتها فيه طول قد بيّناه وافيا بتاريخنا «الروض الباسم» (¬2). [القتال بين المماليك] ثم وقع في هذا اليوم قتال بين القلعتين والتحاتي (¬3)، وكان له (ثمّ) (¬4) أشياء يطول الشرح في ذكرها دبّر فيها الظاهرية الجقمقية تدابير صعدت / 118 أ / معهم، استمالوا فيها من قام من التحاتي بحيل غريبة وتدابير عجيبة. وفرغ النهار ويشبك الفقيه بداره. ثم آل أمره بعد أشياء إلى الاختفاء (¬5). [ترشيح يلبغا للسلطنة] ورشّح الفواقي تمربغا للسلطنة، وبات يلباي بمبيت الحرّاقة كالموكّل به بعد أن قاتل التحاتي الفواقي في يوم الخميس والجمعة (¬6). ¬

(¬1) ما بين القوسين عن الهامش. وكتب بعده: «صح». (¬2) ج 3 / ورقة 153 أ - 154 أ، وتاريخ البصروي 29، والنجوم الزاهرة 16/ 367، وحوادث الزمان 1/ 180، وبدائع الزهور 2/ 464، وشذرات الذهب 7/ 315، وفيه «بلباي». (¬3) هكذا في الأصل، والصواب أن يقال: «بين الفواقي والتحاتي» أي بين الذين هم فوق وتحت. (¬4) كتبت تحت السطر. (¬5) خبر القتال في: النجوم الزاهرة 16/ 369، والروض الباسم 3 / ورقة 154 ب، 155 أ، وبدائع الزهور 2/ 465. (¬6) خبر الترشيح في: النجوم الزاهرة 16/ 369، والروض الباسم 3 / ورقة 154 ب، 155 ب.

سلطنة تمربغا

[سلطنة تمربغا] وفيه في يوم السبت سابعه كان مبايعة الأتابك تمربغا الظاهري بالسلطنة وعقد الملك له، وذلك أنه لما أصبح في هذا اليوم أمر التحاتي في انحلال، واختفى يشبك الفقيه (¬1) دخل على يلباي إلى الحرّاقة، فأخرج به إلى القصر ماشيا كالموكّل به، ثم سجن بالمخبّأة واحتفظ عليه. وعاد الجند إلى تمربغا وقد حضر عنده بمقعد الإصطبل جميع الأمراء الأكابر وغيرهم. وجمع طوائف العسكر ما بين أشرفية برسبائية وإينالية وظاهرية جقمقية وخشقدمية وجميع السيفية، ومن حضر من المؤيّدية، وحضر الخليفة وقضاة القضاة إلاّ المالكي والحنبلي، وبايع الخليفة تمربغا (هذا وتبعه الناس بعد أن حملت صورة شرعية على زعمهم في خلع يلباي. وقام تمربغا) (¬2) إلى مبيت الحرّاقة فلبس شعار السلطنة والعمامة، وتقلّد بالسيف، وخرج سلطانا، وقد تهيّأ جميع العسكر بالشاش والقماش على العادة، وأحضر فرس النوبة فركبه السلطان، وركب معه الخليفة فقط، وسار أمام السلطان وجميع الأمراء ومن حضر مشاة بين يديه، وفقدت القبّة والطير من الزردخاناه لإنزال طوخ الزردكاش إيّاها من القلعة في كائنة يشبك الفقيه، فأحضر السنجق السلطاني، فأذن السلطان لقايتباي رأس نوبة النوب بحمله، وقد ترشّح للأتابكية عوضا عن تمربغا، وسار الكل في / 188 ب / موكب حافل جدا، حتى وصلوا به إلى القصر، فأنزل به ودخل عليه، ورفع على سرير الملك فجلس عليه، وقام الكل بين يديه، ولقّب (¬3) بالظاهر، وكني أبي (¬4) سعيد أيضا، وعدّت من النوادر، كون ثلاثة من السلاطين على التوالي يلقّبون بهذا اللقب، ويكنّون بهذه الكنية. ثم خلع السلطان على الخليفة وعلى قايتباي بالأتابكية، ثم ضربت البشائر، ونودي بسلطنة تمربغا بالقاهرة، وظنّ بقاء ملكه وخمود الجلبان الخشقدمية، فلم يكن إلاّ ضدّ ذلك، وعظمت شوكتهم فوق ما كانت وتمادت. هذا، وقد وقع النهب في هذا اليوم في دار المؤيّدية. وجرت أمور يطول الشرح في ذكرها. ¬

(¬1) كتب بعدها في الأصل: «دخل يشبك الفقيه» ثم شطب عليها. (¬2) ما بين القوسين عن هامش المخطوط، وكتب بعده: «صح». (¬3) في الأصل: «ولقبت». (¬4) الصواب: «أبا».

إطلاق المؤيد من السجن

وقبض في آخر النهار على قانبك المحمودي فأمر بسجنه، وأخرج مغلباي منفيّا إلى ثغر دمياط، وما ظفر بيشبك الفقيه إلاّ بعد ذلك. وزالت دولة يلباي والمؤيّدية كأنها لم تكن (¬1). [إطلاق المؤيّد من السجن] وفيه خرج الأمر بإطلاق المؤيّد أحمد بن الأشرف إينال من سجن الإسكندرية، وأمر بسكناها حين شاء، وأذن له بالركوب إلى الجمعة والعيدين (¬2). [الأمر بإطلاق أمراء] وأمر السلطان (أيضا) (¬3) بإطلاق قرقماس الجلب، وقلمطاي، وأرغون شاه، وأن يحضروا إلى القاهرة. وخرج الأمر (¬4) أيضا بإحضار دولات باي النجمي الأشرفيّ، وتمراز الشمسيّ، من ثغر دمياط (¬5). [إعادة الجوامك] وفيه أعيدت جوامك الكثير من الإينالية كانوا قد قطعوا (¬6). [إمرة السلاح] وفيه استقرّ جانبك قلقسيز في إمرة سلاح، عوضا عن قانبك (¬7). ¬

(¬1) في الأصل: «يكن». وخبر السلطنة في: النجوم الزاهرة 16/ 387 - 393، والمنهل الصافي 4/ 100 - 102 رقم 784، والدليل الشافي 1/ 223 رقم 782، والضوء اللامع 3/ 4140 رقم 167، ووجيز الكلام 2/ 2 / 860، 861 رقم 1970، ونظم العقيان 102 رقم 61، وحسن المحاضرة 2/ 80، وتاريخ الخلفاء 514، ومنتخبات من حوادث الدهور 3/ 615 - 617، وتاريخ ابن سباط 2/ 811، وحوادث الزمان 1/ 181، وبدائع الزهور 2/ 467 - 476، و 3/ 105، وتاريخ الخميس 2/ 433، وأخبار الدول 2/ 317، 318، وتاريخ الأمير حيدر 546، وشذرات الذهب 7/ 326، وتحفة الناظرين 2/ 41، 42، وتاريخ البصروي 29، والروض الباسم 3 / ورقة 155 ب - 156 ب. (¬2) خبر إطلاق المؤيّد في: النجوم الزاهرة 16/ 376، والروض الباسم 3 / ورقة 158 أ، وبدائع الزهور 2/ 469. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) في الأصل: «الأمير». (¬5) خبر إطلاق أمراء في: النجوم الزاهرة 16/ 376، والروض الباسم 3 / ورقة 158 ب، وبدائع الزهور 2/ 469. (¬6) خبر الجوامك في: النجوم الزاهرة 16/ 376، والروض الباسم 3 / ورقة 158 ب، وبدائع الزهور 2/ 469. (¬7) خبر إمرة السلاح في: النجوم الزاهرة 16/ 379، والروض الباسم 3 / ورقة 160 أ، وبدائع الزهور 2/ 469.

إمرة مجلس

[إمرة مجلس] وقرّر الشهاب بن العيني في إمرة مجلس، عوضا عن قلقسيز (¬1). وقرّر عوضه في الأمير اخورية الكبرى برد بك هجين (¬2). [الدوادارية الكبرى] وقرّر في الدوادارية الكبرى عوضا عن يشبك الفقيه: خير بك الظاهري خشقدم (¬3). [الدوادارية الثانية] وقرّر في الدوادارية / 189 أ / الثانية، عوضه كسباي من وليّ الدين الظاهري، أخو الخوند خمس مائة، زوجة السلطان تمربغا (¬4). [نوبة النوب] وقرّر خشكلدي البيسقي في رأس نوبة النوب عوضا عن قايتباي (¬5). [نيابة الإسكندرية] (وقرّر في نيابة الإسكندرية قانصوه اليحياوي، عوضا عن كسباي) (¬6) بحكم صرفه وإخراجه إلى دمياط (¬7). [تقرير طبلخاناه] وقرّر في طبلخاناه طوخ الزّردكاش أيضا بحكم نفيه إلى دمياط أيضا (¬8). [إخراج يلباي إلى الإسكندرية] وفيه، في ليلة عاشره، أنزل يلباي من البحرة لإخراجه إلى ثغر الإسكندرية، وكان قد وكّل به بالبحرة بعد إخراجه من المخبّأة، وصودر على مال كثير، وأنزل به ليلا ¬

(¬1) خبر إمرة المجلس في: النجوم الزاهرة 16/ 379، والروض الباسم 3 / ورقة 160 أ، وبدائع الزهور 2/ 469. (¬2) المصادر السابقة. (¬3) خبر الدوادارية في: الروض الباسم 3 / ورقة 160 أ، والنجوم الزاهرة 16/ 379، وبدائع الزهور 2/ 469. (¬4) خبر الدوادارية الثانية في المصادر السابقة. (¬5) خبر نوب النوب في: المصادر نفسها. (¬6) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬7) خبر نيابة الإسكندرية في: النجوم الزاهرة 16/ 379، والروض الباسم 3 / ورقة 160 ب، وبدائع الزهور 2/ 469. (¬8) خبر تقرير الطبلخاناه في: النجوم الزاهرة 16/ 379، والروض الباسم 3 / ورقة 160 ب.

احتشاما وتأدّبا معه، وكان على فرس بعمامة جلوسه، وأركب أمامه قانبك المحمودي. وركب جماعة من الجند بآلات السلاح وساروا به، وقد قعد الناس (¬1) في الليل لرؤيته من باب السلسلة إلى قناطر السباع. ولما وصل به إلى النيل أنزل (¬2) بمركب قد أعدّ له، وتسلّمه قانصوه اليحياوي نائب الإسكندرية، وهو مسفّره. وانحدرت به المركب لوقتها، ووصل به إلى الثغر بعد ذلك فسجن به إلى أن مات في سنة ثلاث وسبعين (¬3) كما سيأتي. وكانت مدّة سلطنته شهرا واحدا وستة وعشرون (¬4) يوما، وعدّت من نوادر ذلك، ومثله من السلاطين لم يقع لأحد قبله (¬5). ¬

(¬1) في الأصل: «للناس». (¬2) مكررة في الأصل. (¬3) في الأصل: «ثلاث وسبعمائة» وهو غلط. (¬4) الصواب: «وعشرين». (¬5) خبر إخراج يلباي في: النجوم الزاهرة 16/ 370، 371، 379، 380، والروض الباسم 3 / ورقة 160 ب، وبدائع الزهور 2/ 465، 466، و 470. وهنا يقول: «ابن تغري بردي» في النجوم الزاهرة 16/ 374: «وتمّ أمر الملك الظاهر في الملك. . وسرّ الناس بسلطنته سرورا زائدا، تشارك فيه الخاص والعام قاطبة لكونه أهلا للسلطنة بلا مدافعة، فإننا لا نعلم في ملوك مصر في الدولة التركية أفضل منه ولا أجمع للفنون والفضائل مع علمي بمن ولي مصر قديما وحديثا كما مرّ ذكره في هذا الكتاب، من يوم افتتحها عمرو بن العاص - رضي الله عنه - إلى يوم تاريخه، ولو شئت لقلت: ولا من بني أيوب، مع علمي محاسن السلطان صلاح الدين السعيد الشهير، وما له من اليد البيضاء في الإسلام، والمواقف العظيمة والفتوحات الجليلة والهمم التالية أسكنه الله الجنة بمنّه وكرمه. . وقد علّق محقق الكتاب: د. جمال الدين الشيال وفهيم محمد شلتوت في الحاشية «هذا رأي شخصي وتبدو فيه المبالغة». والمقصود هو «تمربغا الظاهري». أما المؤلّف - رحمه الله - فقد كتب نقدا لاذعا لما قاله «ابن تغري بردي»، فبعد أن أثبت جزءا من النص السابق، قال: «ولما ترجمه بعض المؤرّخين ممن يجازف في كلامه ويعرض فيما يقول. . . ثم أخذ بعد ذلك فذكر كلاما طويلا لا طائل تحته ولا يصدر عن من له أدنى مسألة في معرفة نقد الناس والوقوف على سيرهم وأحوالهم وأخبارهم إمّا بالمشاهدة والعيان أو بالخبر والبرهان. ورأيت هذا المسكين في غاية الجهل بمراتب الناس ومعرفة ذلك وما لهم من المقامات الذاتية والعرضية مع [ما] عرفته من ترجمتنا لتمربغا هذا وإيصالنا له إلى حقه، لكن بحيث يصل الإنسان في الإطراء إلى مثل قول هذا القائل، فلعلّ هذا المقال يؤدّي إلى الهبال، وما جميع من ملك مصر (بعد بني أيوب) - عن الهامش - لا سيما السلطان السعيد الشهيد الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، إلا كما قال الشاعر: نزلوا بمكة في قبائل نوفل ونزلت بالبيداء أبعد منزل وكذا مع الصالح نجم الدين أيوب، ووالده الكامل محمد، بل ووالده العادل أبو بكر بن أيوب. فليس من الإنصاف، بل ولا من الدين، لا سيما لمن يدّعي أنه مع علمه بكذا وكذا، وأن له علما أن =

تفرقة نفقة البيعة

[تفرقة نفقة البيعة] وفيه ابتدأ الظاهر تمربغا بتتمّة تفرقة نفقة البيعة على من بقي من الجند وما اقتضت، واعتذر بقلّة الأموال بالخزائن. وكان قد أمر بالنفقة على أولاد الناس، ثم أبطل، وعيب عليه فيه (¬1). [تقديم ستة أمراء] وفيه قدّم السلطان ستة من الأمراء ليصيّرهم في مقدّمين (¬2) الألوف، وهم: لاجين اللالا الظاهري، وسودون الأفرم الظاهري الخازندار، وجانبك الفقيه (¬3) الأمير اخور الثاني، وتمر من محمود شاه الوالي، / 189 ب / وتنبك المعلّم الرأس نوبة الثاني، ومغلباي أزن سقل الظاهري خشقدم شادّ الشرابخاناة (¬4). [تقرير أمراء في المناصب] وقرّر في حجوبية الحجّاب تمر، ثم بعد تقدمته ولي شادّية الشرابخاناة برقوق الناصري الظاهريّ. وقرّر في نيابة القلعة تغري بردي ططر الشمسي الظاهري بعد نفي سودون المؤيّديّ. وقرّر في ولاية القاهرة أصباي البواب من جلبان خشقدم. وقرّر في إمرة الحاج تنبك المعلّم، عوضا عن جانبك كوهيه بحكم القبض عليه (¬5). [نهاية تفرقة النفقة] وفيه كانت نهاية تفرقة النفقة بعد أن فرّقت على غير الوجه المرضي، وقطع أولاد الناس والمتعمّمين والطواشية وغيرهم، وكثر الدعاء على من كان سببا في ذلك (¬6). ¬

= يقول مثل هذا المقال اللهم إلا أن يكون به الخبال، فانظر بعين الإنصاف، وتجنّب الاعتساف. وعلى تقدير تسليم ما قاله كيف يدّعي لصاحب مدة قصيرة لم يظهر له ثمرات في تصرّفاته، بل ونحن نعرف ما كان عليه قبل وصوله إلى ما وصل إليه، بل وآل أمره عن قريب إلى ما آل أن ينسب إلى كونه أفضل من أولئك الأقيال. فنعوذ بالله من الضلال». (الروض الباسم 3 / ورقة 160 أ). (¬1) خبر النفقة في: النجوم الزاهرة 16/ 380، والروض الباسم 3 / ورقة 161 ب، 162 أ، وبدائع الزهور 2/ 470. (¬2) الصواب: «في مقدّمي». (¬3) في الروض: «وجانبك من ططخ». (¬4) خبر تقديم الأمراء في: النجوم الزاهرة 16/ 381، والروض الباسم 3 / ورقة 162 أ، وبدائع الزهور 2/ 470. (¬5) خبر تقرير الأمراء في: النجوم الزاهرة 16/ 381، والروض الباسم 3 / ورقة 162 أ، وبدائع الزهور 2/ 470. (¬6) خبر نهاية التفرقة في: النجوم الزاهرة 16/ 382، والروض الباسم 3 / ورقة 162 ب، وبدائع الزهور 2/ 470.

التحدث على تعلقات الخوند

[التحدّث على تعلّقات الخوند] وفيه بعد تفرقة النفقة خلع على العلم بن جلود وعلى ولده عبد الكريم بالتحدّث على تعلّقات الخوند خمس مائة أخت كسباي الدوادار (¬1). [الحجوبية الثانية] وفيه قرّر في الحجوبية الثانية جكم أحد جلبان خشقدم وابن أخت الأتابك قايتباي، عوضا عن قانبك الأزدمري بحكم عجزه وكبر سنّه، واستعفائه (¬2). [رأس النوبة الثانية] وقرّر في الرأس نوبة الثانية دولات باي حمام الأشرفي، عوضا عن تنبك المعلّم على إمرة عشرة بيده (¬3). [تقرير الخازندارية] وقرّر برسباي قرا في الخازندارية، عوضا عن سودون الأفرم (¬4). [الزردكاشية الكبرى] وقرّر فارس السيفي دولات باي أحد العشرات في الزردكاشية الكبرى، عوضا عن طوخ المؤيّدي (¬5). [خلعة قرقماس الجلب] وفيه وصل قرقماس الجلب ورفيقه قلمطاي، وأرغون شاه، ولما صعد قرقماس لبين يدي السلطان أجلّه وأجلسه مترفّعا على أمير سلاح، ثم خلع عليه كاملية ونزل إلى داره (¬6). [إخراج بطّال] وفيه أخرج يشبك الفقيه إلى القدس بطّالا (¬7). ¬

(¬1) خبر تعلّقات الخوند في: النجوم الزاهرة 16/ 382، والروض الباسم 3 / ورقة 162 ب. (¬2) خبر الحجوبية الثانية في: الروض الباسم 3 / ورقة 162 ب، وبدائع الزهور 2/ 470. (¬3) خبر رأس النوبة في: النجوم الزاهرة 16/ 382، والروض الباسم 3 / ورقة 162 ب، وبدائع الزهور 2/ 470. (¬4) خبر الخازندارية في: النجوم الزاهرة 16/ 382، والروض الباسم 3 / ورقة 162 ب، وبدائع الزهور 2/ 470. (¬5) خبر الزردكاشية في: النجوم الزاهرة 16/ 382، والروض الباسم 3 / ورقة 163 ب، وبدائع الزهور 2/ 470. (¬6) خبر الخلعة في: النجوم الزاهرة 16/ 382، والروض الباسم 3 / ورقة 164 أ، وبدائع الزهور 2/ 471. (¬7) خبر البطال في: الروض الباسم 3 / ورقة 164 أ، وبدائع الزهور 2/ 471.

زلزلة القاهرة

[زلزلة القاهرة] وفيه، في ليلة سابع عشرة زلزلت (¬1) القاهرة زلزلة لطيفة / 190 أ / سقط بها بعض أماكن عتيقة البناء (¬2). [إقطاع نحو سبعين نفرا] وفيه أقطع السلطان نحوا من سبعين إقطاعا لسبعين نفرا من الجند باستحقاق وبغير استحقاق (¬3). [نفي أمراء إلى البلاد الشامية] وفيه أمر السلطان بنفي عدّة من الأمراء المؤيّدية إلى البلاد الشامية، هم: سودون الفقيه، وجقمق، وجانم كسا، وقانباي ميق، وجانبك البواب، وطوغان ميق، ودولات باي الأبو بكري، فشفع في بعض منهم يقيم بدورهم بطّالين بالقاهرة، وبقي من الجند منهم ممن لا يؤبه إليه بالقاهرة نحوا (¬4) من عشرين نفرا، وأخرج عن واحد من الجند منهم إقطاعه، وكان ثقيلا، ونفي لمندوحة إخراج هذا الإقطاع (¬5). [تأمير جماعة أمراء] وفيه أمّر السلطان جماعة نحوا من عشرين نفرا صيّرهم عشرات كانوا من الأشرفية الكبار، والصغار، والظاهرية، الكبار والصغار، بعضا من السيفية (¬6). [قدوم أميرين من دمياط] وفيه وصل تمراز الشمسي، ودولات النجمي من دمياط، وصعدا إلى بين يدي السلطان فوعدهما بجميل وأنس إليهما (¬7). [الإشاعة بإثارة فتنة] وفيه أشيع بإثارة فتنة وركوب على السلطان، ولم يعيّن من هو القائم بذلك. ثم كان ما سنذكره (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «زلزلة». (¬2) خبر الزلزلة في: الروض الباسم 3 / ورقة 164 أ، وبدائع الزهور 2/ 471. (¬3) خبر الإقطاع في: الروض الباسم 3 / ورقة 164 أ، وبدائع الزهور 2/ 471. (¬4) الصواب: «نحو». (¬5) خبر النفي في: النجوم الزاهرة 16/ 383، الروض الباسم 3 / ورقة 164 أ. (¬6) خبر التأمير في: النجوم الزاهرة 16/ 383، الروض الباسم 3 / ورقة 164 أ. (¬7) خبر قدوم الأميرين في: النجوم الزاهرة 16/ 383، والروض الباسم 3 / ورقة 164 أ. (¬8) خبر الإشاعة في: النجوم الزاهرة 16/ 383، والروض الباسم 3 / ورقة 164 أ.

وصول رأس جهان شاه

[وصول رأس جهان شاه] وفيه أشيع موت جهان شاه بالقاهرة إشاعة فاشية، ثم بعد أيام وصلت رأسه وقد احتزّها حسن حين قتله وبعث بها إلى السلطان بمصر على يد قاصد من عنده ومعه فرس وجوشن عليه أشيع بأنهما لجهان شاه المذكور. وذكر حسن في مكاتبته كيف جرى وبينه وبين جهان شاه (¬1) له معه، وكيف قتله وعلّقت الرأس لباب (¬2) زويلة عدّة أيام، وظنّ المصريون أنّ ما فعله حسن هذا من بعثه هذه الرأس خدمة لهم. وكان ذلك في الحقيقة / 190 ب / تخويفا لهم على ما ظهر بعد ذلك (¬3). [نيابة غزّة] وفيه استقرّ في نيابة غزّة أرغون شاه الأشرفي، عوضا عن دمرداش العثماني بعد صرفه عنها قبل أن يدخلها (¬4). [جمادى الآخر [جلوس السلطان للحكم] وفي جماد الآخر نودي من قبل السلطان بأنّ من له ظلامة فعليه بالإسطبل في يومي السبت والثلاثاء، فإنّ السلطان يجلس به للحكم بين الناس، ثم جلس لذلك وحصل به بعض نفع، وتوصّل إليه الكثير ممّن له مظلمة أو نحوها، وحملت أحكامه وكثر الدعاء له فكأنهم دعوا عليه، فإنه خلع عن قريب (¬5). [نظر الخانقاه] وفيه قرّر خير بك الدوادار في نظر خانقاه سعيد السعداء والخانقاه السرياقوسية وقبّة الصالح، عوضا عن الشهاب بن العيني (¬6). [الرياح العاصفة بالقاهرة] وفيه ثارت رياح عاصفة بالقاهرة مزعجة وأثارت أغبرة كثيرة. وكان ¬

(¬1) في الأصل: «وبين جهان شاه المذكور»، ثم شطب على «المذكور». (¬2) الصواب: «بباب». (¬3) خبر وصول الرأس في: النجوم الزاهرة 16/ 384، والروض الباسم 3 / ورقة 164 أ، ب، و 194 ب، وبدائع الزهور 2/ 471، والتاريخ الغياثي 299، ومنتخبات من حوادث الدهور 3/ 663. (¬4) خبر نيابة غزة في: النجوم الزاهرة 16/ 384، والروض الباسم 3 / ورقة 164 أ، وبدائع الزهور 2/ 471، ونيابة غزة في العهد المملوكي 309 رقم 107 وفيه تولّى نيابة غزة في محرم عام 873 هـ‍. (¬5) خبر جلوس السلطان في: النجوم الزاهرة 16/ 384، والروض الباسم 3 / ورقة 164 ب، وبدائع الزهور 2/ 471. (¬6) خبر الخانقاه في: النجوم الزاهرة 16/ 384، والروض الباسم 3 / ورقة 164 ب.

انقطاع قرقماس الجلب للراحة

ذلك في يوم وصول جهان شاه ملك العراقين وأذربيجان (¬1). [انقطاع قرقماس الجلب للراحة] وفيه خرج قرقماس الجلب إلى ثغر دمياط للإقامة به بعد أن وعد بترقّيه فأبى وامتنع طلبا للراحة وفرارا من الفتن اللائحة له لعقله وتدبيره، وأقطع نصف قرية العلاقمة، وسأله هو بنفسه الخروج إلى دمياط، وعدّ ذلك من غاية عقله ورأيه (¬2). [ولاية حلب] وفيه بعث إلى برد بك البشمقدار (¬3)، بولاية حلب ثانيا، وصرف يشبك البجاسي، وأمر بإقامته بالقدس بطّالا، ثم أمر بحمله إلى سجن قلعة دمشق (¬4). [إعادة سودون البرقي إلى دمشق] وفيه وصل سودون البرقي إلى الخانكاه من دمشق، وهو أحد مقدّمي الألوف بها، وكان قد حضر بغير إذن، فقامت قيامة السلطان وتغيّظ وبرز أمره بعوده من حيث جاء، ولم يأذن بدخوله إلى القاهرة، ثم شفع فيه، فبعث إليه بكاملية (ومركوب) (¬5) وأمر بالعود فعاد (¬6). [دخول حسن الطويل البلاد السلطانية] وفيه ورد الخبر بأنّ حسن الطويل قصد الدخول إلى البلاد السلطانية / 191 أ / لمقاتلة شاه سوار مظهرا بأنه يخدم السلطان بذلك، فتأثّر السلطان لهذا (الخبر) (¬7) لأنه ربّما غدر حسن هذا وظهر منه فساد (¬8). [وفاة إبراهيم الترجمان] [2712]- وفيه مات إبراهيم الترجمان (¬9) بدمشق، ودفن بمقابر الباب الصغير. ¬

(¬1) خبر الرياح في: الروض الباسم 3 / ورقة 164 ب. (¬2) خبر انقطاع قرقماس في: النجوم الزاهرة 16/ 384، والروض الباسم 3 / ورقة 164 ب، وبدائع الزهور 2/ 472. (¬3) يقال: «البشمقدار» و «البجمقدار». (¬4) خبر ولاية حلب في: النجوم الزاهرة 16/ 384، والروض الباسم 3 / ورقة 165 أ، وبدائع الزهور 2/ 472. (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) خبر إعادة سودون في: النجوم الزاهرة 16/ 385، والروض الباسم 3 / ورقة 165 أ، وبدائع الزهور 2/ 472. (¬7) كتبت فوق السطر. (¬8) خبر دخول الطويل في: الروض الباسم 3 / ورقة 165 أ، وبدائع الزهور 2/ 472. (¬9) لم أجد ترجمة لإبراهيم الترجمان في المصادر.

التشهير بالقاضي خروف

وكان لا بأس به. [التشهير بالقاضي خروف] وفيه كائنة القاضي خروف، أمر به السلطان فبطح بين يديه بالإسطبل وضرب ضربا مبرحا، ثم جرت عليه أمور آلت إلى تعزيزه وقطع كمّيه، وشهّره بالقاهرة وهو مكشوف الرأس ثم حبسه، ثم الأمر بنفيه إلى بلده حلب (¬1). [ارتفاع أسعار الغلال] وفيه ارتفع السعر في سائر الغلال، فأمر السلطان بتسعيره، وباع من غلاله بما سعّره، وحصل بعض رفق، ثم عاد الحال وأخذ الغلاء في الزيادة (¬2). [الإشاعة بوثوب خير بك] وفيه قويت الإشاعة بأنّ خير بك الدوادار في قصده الوثوب على الأمر لكثرة حزبه وخشداشيته، ولكون القلعة في يده، وأنه في ضميره القبض على السلطان وعلى أتابكه قايتباي، وأنه في ترقّب قايتباي في ليالي الموكب، وأنّ الأمر في ذلك قديم بينه وبين طائفة من الجراكسة الأبطال، وأنه لولا كسباي الدوادار الثاني ومخالفته لهم هو وحزبه من جنوسه (¬3) من الجركس وعدم موافقته أولئك، وإلاّ ما كان يحصل إلاّ ما فيه الشرّ. وقويت هذه الإشاعة بحيث امتنع الأتابك قايتباي من صعوده إلى القلعة وأخذ حذره، وصار يعتذر بأعذار، وتارة يتوجّه إلى مرابع خيوله وتارة يتمارض. هذا، والسلطان في غاية النكد لهذه الإشاعة، وكسباي يعده ويمنّيه ويقول له لا يمكن حصول نكد مع وجودي، ظنّا منه أنّ خير بك، وحزبه [لا يخرج] (¬4) عن طاعته (¬5). ثم كان ما سنذكره. [رجب] [الإشاعة بثورة الجلبان] وفي رجب توجّه قايتباي لمربع جماله بالقليوبية بإذن من السلطان، وقويت من ¬

(¬1) خبر التشهير في: النجوم الزاهرة 16/ 385، والروض الباسم 3 / ورقة 165 أ، ب، وبدائع الزهور 2/ 472. (¬2) خبر أسعار الغلال في: الروض الباسم 3 / ورقة 165 ب. (¬3) الصواب: «من جنسه». (¬4) إضافة ضرورية. (¬5) خبر الإشاعة في: النجوم الزاهرة 16/ 385، والروض الباسم 3 / ورقة 165 ب، وبدائع الزهور 2/ 472، 473.

خلع تمربغا من السلطنة

الإشاعة / 191 ب / بوقوع فتنة وثوران الجلبان، بل أرجف في يوم الجمعة ثالثه بأنهم يفتكون بالسلطان حين خروجه للصلاة، ثم أشيع بأنهم إنما أحجموا عن ذلك لعدم حضور قايتباي (¬1). [خلع تمربغا من السلطنة] وفيه، في خامسه، ليلة إقامة الموكب بالقلعة حضر قايتباي من مربع جماله، وظنّ الجلبان الذين اتفقوا على الفتك به وبالسلطان أنه يصعد إلى القلعة في آخر النهار ويبات بالقصر في ليلة الموكب (بالقلعة) (¬2)، وأحسّ هو بذلك فلم يصعد إلى القلعة، وما أمكن الذين أبرموا الأمر تأخيره، فإنهم كانوا تواصوا عليه وأبرموا سلطنة خير بك، فحضر السلطان القصر على عادته في ليلة الإثنين سادسه، وتأخّر صعود جماعة من الأمراء، وما صعد سوى جانبك قلقسيز أمير سلاح وابن العيني أمير مجلس وبعض المقدّمين، فما صلّى السلطان المغرب بالقصر، ودخل إلى الخرجة إلاّ وقد زادت الحركة والاضطراب بالقلعة خارج القصر، فقلق السلطان من ذلك، وتعارض جلبان السلطان خشقدم الذين حزب خير بك وكانوا جميعهم بالقلعة مع حزب كسباي، ولم يكن منهم بالقلعة إلاّ القليل، وأخذوا في القال والقيل، وغلب حزب خير بك، بل ضربوا كسباي ومن هو على مقولته. ثم آل الأمر في ذلك بالإعلان بالخروج على السلطان بعد العشاء الأخيرة ولبسوا آلة الحرب (وتدرّعوا) (¬3). وآل أمرهم أن هجموا على السلطان بعد أمور يطول الشرح في ذكرها. وكان السلطان لما أحسّ بذلك أغلق باب الخرجة عليه فعالجوا فيه حتى كسروه، ودخلوا هجما فأخرجوا من كان عنده من الأمراء الظاهرية، ثم عادوا له فأنزلوه إلى المخبّأة ومعه بعض مماليكه فسجنوه بها، / 192 أ / وأعطوا نمجاة الملك وترسه لخير بك، إشارة إلى سلطنته، بل صرّحوا بذلك وأجلسوه مكان السلطان. ويقال إنهم قبّلوا الأرض، وأنه لقّب بالملك العادل. ويقال إنّما لقّبه بالعادل لمؤذّن بجامع القلعة، فإنّ من عادته الدعاء للسلطان. فلما حضر وقت الدعاء قريب الأذان تحيّر في أمره وما الذي يدعوا (¬4) به ويقوله في ¬

(¬1) خبر إشاعة الثورة في: النجوم الزاهرة 16/ 385، 386، والروض الباسم 3 / ورقة 165 ب، وبدائع الزهور 2/ 472، 473. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) الصواب: «يدعو».

دعائه، فأجرى الله تعالى على لسانه بأن قال: اللهم انصر عبدك السلطان الملك العادل. ويقال إنّ جانبك قلقسيز عيّن في هذه الليلة للأتابكية، وابن العيني لإمرة سلاح، وأنهما قبّلا الأرض لخير بك. وكان برد بك هجين الأمير اخور كبير في هذه الليلة بالإسطبل وأحسّ بالكائنة، فنقل جميع تعلّقاته وأسبابه، ونزل بعد العشاء بعد أن بعث إلى الأتابك قايتباي من يعلمه بالحال، فركب الأتابك ليلا مع جموع وافرة من خشداشيّته ومع من انضمّ إليه من طائفتي الأشرفية البرسبائية والإينالية، وكانوا قد تهيّئوا (¬1) لذلك من النهار بعد أن قرّروا مع قايتباي أمر سلطنته وهو يمتنع من ذلك. وقام جماعة من الإينالية بهذا الأمر، منهم: قانصوه الخسيف، وتنبك قرا، وقان بردي، وعدّة من البرسبائية، منهم: تمراز الشمسي قريب السلطان. وكان أيضا في صحبة يشبك من مهدي كاشف الوجه القبلي وقد قدم القاهرة، فمنع من دخولها وفي قلبه شيء من تمربغا، فكان هو أيضا من أكبر القائمين مع قايتباي والمحسّنين له السلطنة، وحضر هذا الجمع في هذه الليلة بدار قوصون. وزادت الحركة في هذه الليلة والاضطراب. / 192 / وكان بالرملة والشوارع فيها هرجة هائلة انزعج فيها الكثير من الناس، وأخذ أمر قايتباي في الازدياد والنموّ. وأمّا خير بك فبات مع طائفته، وأصبح في غلس يوم الإثنين في شروعه في عمل مصالحه، فركب مركوبا من مراكيب السلطنة، وحضر ركاب دارية السلطان، وعومل معاملة السلاطين، ونزل إلى باب السلسلة كالمنتظر لمن يوافيه من طوائف يقال إنه اتفق معهم، فإن صحّ ذلك فإنما فعلوه حيلة منهم لاستداركه. فلما رأى أنّ أحدا ما جاءه وآيس وقنط ظهر عليه الندم، لكنه لم يبده، بل أخذ يحرّض أصحابه على القتال وعلى تحصين القلعة وتحصين الإسطبل والصعود على أسواره والاستعداد، وهو في بحر افتكار (¬2). ¬

(¬1) الصواب: «تهيّأوا». (¬2) خبر خلع تمربغا في: النجوم الزاهرة 16/ 387 - 390، وتاريخ البصروي 30، وحوادث الزمان 1/ 181، ومنتخبات من حوادث الدهور 3/ 615 - 617، والدليل الشافي 1/ 223 رقم 782، والضوء اللامع 3/ 40، 41 رقم 167، ووجيز الكلام 2/ 860، 861 رقم 1870، ونظم العقيان 102 رقم 61، وتاريخ الخلفاء 514، وحسن المحاضرة 2/ 80، وتاريخ ابن سباط 2/ 811، وبدائع الزهور 2/ 467 - 476 و 3/ 105، وشذرات الذهب 7/ 366، والتاريخ الغياثي 360 - 362، وأخبار الدول 2/ 317، 318، وتاريخ الأمير حيدر 546 ووفاته فيه سنة 879 هـ‍، وتحفة الناظرين 2/ 41، 42، والروض الباسم 3 / ورقة 166 ب - 168 ب.

سلطنة قايتباي

[سلطنة قايتباي] (سقى الله عهده صوب الرحمة والرضوان) (¬1) وفيه - أعني يوم الإثنين سادس رجب - كانت مبايعة الأتابك قايتباي بالسلطنة، وعقد الملك له. وكان من خبر ذلك على جهة التلخيص والاختصار، فإنه من أطول الأخبار وأغربها وأندرها أن جرّد خير بك ومن معه من الفواقا (¬2) لما حرّضهم خير بك أخذوا في قتال التحاتي في بكرة هذا اليوم، فوقع بين الطائفتين حرب شديدة وتقاتل هائل، ولم يدم ذلك حتى انهزم الجلبان في الحال بعد أن قتل من الفريقين جماعة، وجرح آخرين (¬3). ورأى خير بك ما هو فيه من الإدبار، فأخذ في الحال في صعوده إلى القصر، وقد تيقّن من نفسه زوال أمره، لا سيما وقد بلغه فرار خشداشيته وأكابر ذويه والكثير من حزبه وطائفته، وإطلاقه مثل خشكلدي البيسقي، ومغلباي، وآخرين، فأخذ في تلافي هذا الأمر وتدارك فارطه بأن بدر إلى الظاهر تمربغا، فأفرج عنه من المخبأة وعمّن كان معه من الأمراء وكانوا عدّة قد قبض عليهم، وأحضروا إلى / 193 أ / عنده في الليل وسجنوا معه، وحين وقع بصره على تمربغا فترامى على رجليه يقبّلها ويعتذر إليه وهو يبكي، وأخذ تمربغا يظهر العفو والصفح عنه وقبول عذره وتطمين خاطره وتطييب قلبه، ثم مشى بين يدي تمربغا حتى أوصله إلى مكان جلوسه من القصر فأجلسه في مجلس السلطنة، وأعطاه الترس والنمجاة، ووقف بين يديه، وأمر تمربغا بقلّة رأيه من كان عنده من الأمراء بالنزول لمساعدة الأتابك قايتباي، ثم أبعد ما في ذهنه بل والأذهان (من النزول بقايتباي المذكور) (¬4)، ولم ينزل تمربغا بنفسه إلى الرملة لقايتباي وهو في جموعه، وقد أبطنوا سلطنته فأخذه من معه وصعدوا به إلى باب السلسلة وفي ظنّ تمربغا أنهم يصعدوا إليه، وفاته الحزم في ركوبه ونزوله، إمّا إلى باب السلسلة، أو إليهم، إذ ¬

(¬1) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬2) كذا. والصواب: «من الذين هم فوق». (¬3) الصواب: «وجرح آخرون». (¬4) ما بين القوسين عن هامش المخطوط.

حبس خير بك

ربما نتج أمره بركوب (. . .) (¬1) في سلطنة غيره، ولربّما استحوا فما واجهوه بخلعه من السلطنة، فعرّجوا حين صعودهم بقايتباي إلى مقعد الحراقة، وأخذوا في إظهار مطالبته بأن يتسلطن، وذكروا أنّ تمربغا قد طمع فيه، وقد خلع من الملك من طائفة يسيرة، وما قدر على الموافقة، إلى غير ذلك من كلمات، وتكاثر عليه الأشرفية الكبار والصغار (¬2). [حبس خير بك] هذا، وتمربغا مقيم بالقصر وكثير من الجند بل والأمراء لا شعور لهم بقضية قايتباي يصعدون إليه ويقبّلون الأرض له ويهنّوه (¬3) بسلامته، وقبض على خير بك، وحبس بمخدع بالخرجة بعد أن كاد (¬4) تنم الأجرود أن يضرب عنقه بسيفه لولا تلطّف به (¬5). [إنزواء تمربغا بالبحرة] ولما أنزل قايتباي بمقعد الحرّاقة أخذوا في الإلحاح عليه بأن يتسلطن، وهو يظهر الامتناع، وأنه إنما قام نصرة لخشداشه / 193 ب / تمربغا، وهم لا يلتفتون إلى ذلك حتى قام بعضا (¬6) منهم يقبّل الأرض بين يديه. وآل الأمر بعد كلام طويل جدا أن صعد يشبك من مهدي، وتمراز الشمسي فلم بزعجاه وأخذاه ودخلا به مزويّا البحرة (¬7) بعد أن أعلماه بأنّ العسكر قاموا بسلطنة ¬

(¬1) كلمة غير مفهومة «أنا ديم» وهي مهملة. (¬2) سلطنة قايتباي في: النجوم الزاهرة 16/ 391، 392، ووجيز الكلام 2/ 792، وتاريخ البصروي 30، والروض الباسم 3 / ورقة 168 ب - 170 أ، وحوادث الزمان 1/ 181، وبدائع الزهور 3/ 3 - 5، وتاريخ ابن سباط 2/ 812، والتاريخ الغياثي 362، والكواكب السائرة 1/ 297 - 300، وأخبار الدول 2/ 318، وتاريخ الخلفاء 5/ 5، وتاريخ الخميس 2/ 533، وحسن المحاضرة 2/ 80، 81، وتحفة الناظرين 2/ 42، وتاريخ الأزمنة 359، وتاريخ الأمير حيدر 546، وشذرات الذهب 7/ 315، والضوء اللامع 6/ 201 - 211 رقم 697. (¬3) الصواب: «ويهنّئونه». (¬4) في الأصل: «كان». (¬5) خبر حبس خير بك في: الضوء اللامع 3/ 208، 209، رقم 282، وتاريخ البصروي 30، ووجيز الكلام 2/ 861 رقم 1971، وتاريخ ابن سباط 2/ 812، وحوادث الزمان 1/ 181، وبدائع الزهور 3/ 5، والتاريخ الغياثي 362، والروض الباسم 4 / ورقة 174 أ. (¬6) الصواب: «حتى قام بعض». (¬7) الصواب: «منزويا بالبحرة».

بيعة قايتباي بالسلطنة

قايتباي، وطيّبا خاطره وسلّياه، وعاد تمراز ومعه نمجاة الملك والترس، وأخبر بانزواء تمربغا بالبحرة طائعا مختارا (¬1). [بيعة قايتباي بالسلطنة] وبويع قايتباي بالسلطنة، هذا، وقد حضر الخليفة والقضاة، وعملوا خلع تمربغا. ثم قام قايتباي إلى مبيت الحرّاقة فتعمّم بعمامة الملك، وأفيض عليه شعاره، وتقلّد السيف، وخرج سلطانا، وقد تهيّأ الأمراء والجند بقماش الموكب للسلطنة، وقدّم إليه مركوبه فرس النوبة فركبه، وكان ذلك قبل الزوال بنحو العشرين درجة، وسار والكل مشاة بين يديه (قاصدين القصر) (¬2). وتقدّم جانبك قلقسيز فحمل السنجق على رأس السلطان بإذنه، عوضا عن القبّة والطير لفقدها، وقد ترشح جانبك هذا للأتابكية، فلما وصلوا إلى القصر أنزل قايتباي على بابه، ودخل إليه فرفع إلى سرير الملك وأجلس عليه، ووقف الكل بين يديه، ثم قبّلوا له الأرض، وتمّ أمره في الملك، ولقّب بالأشرف وكنّي بأبي النصر باختيار الطائفة الأشرفية، وقد أطاعهم بهذا اللقب وأرضاهم به. ثم خلع على جانبك قلقسيز بالأتابكية في ساعته وهم (¬3) خلاف العادة. وخلع على الخليفة، وضربت البشائر، ونودي بسلطنته بشوارع القاهرة، وتعجّب الناس من ذلك، فإنّ ذلك ما كان يقال أحد ممّن هو أسفل القلعة، وكانت سلطنته على هذا الوجه من نوادر السلطنات وغرائب / 194 أ / الاتفاقات. ودام بالقصر والناس تصعد إليه وتزدحم عليه لتهنئته بالسلطنة (¬4). [القبض على أمراء وسجنهم] وأمر في وقته بسجن خاير بك بالركبخاناه فأنزل إليها هو والشهاب أحمد بن العيني، وتفقّد خشكلدي البيسقي فلم يوجد في هذا اليوم. وظفر بمغلباي فحبس بالبرج، ثم أخرج بعد أيام إلى القدس بطّالا. وقبض على كسباي الدوادار أيضا، وأمر بأن يقيم بدار يشبك من مهدي بعد أن عيّن يشبك هذا الدوادارية الكبرى دفعة واحدة من كشف الوجه ¬

(¬1) خبر الانزواء في: النجوم الزاهرة 16/ 392، وتاريخ البصروي 30، وبدائع الزهور 2/ 6. (¬2) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬3) الصواب: «وهو». (¬4) خبر البيعة في: النجوم الزاهرة 6/ 394، 395، والروض الباسم 3 / ورقة 170 ب، ووجيز الكلام 2/ 792.

إخراج أمراء من السجن وإعادتهم

القبلي، وأمره عشرة، عوضا عن خير بك، وعدّ ذلك من نوادر يشبك هذا. ثم أخرج كسباي هذا إلى حلب بعد أيام على إمرة بها. ثم تتبّع السلطان في هذا اليوم الجلبان من الأمراء وغيرهم، واستصحب الحال في ذلك عدّة أيام وحبس الكثير منهم، وأخرج جماعة ما بين أمراء وغيرهم من البلاد الشامية، ونزل أكثر الجلبان من طباق القلعة في أثناء هذا اليوم بأثاثهم وأمتعتهم، وزالت شوكتهم وانتهت دولتهم كأنها لم تكن، فسبحان من لا تزول (¬1) دولته ولا تبيد مملكته (¬2). [إخراج أمراء من السجن وإعادتهم] وفيه خرج الأمر بإحضار قرقماس الجلب من دمياط، وكتب أيضا بإحضار بيبرس خال العزيز، وجانبك المشدّ، وبيبرس الطويل، وكانوا بالقدس، ووصل الخبر إليهم وتهيئوا (¬3) لذلك وخرجوا إلى جهة القاهرة، ولما قربوا من قطيا أعيدوا بتدبير بعضا (¬4) من الظاهرية. وساء ذلك الأشرفية (¬5). [إخراج تمربغا مكرما إلى دمياط] وفيه، في ليلة ثانيه، أخرج الظاهر تمربغا إلى ثغر دمياط، معزّزا مكرّما مطلقا بعد أن اجتمع به السلطان واعتذر إليه عما وقع، وأنه كان كالمكره عليه، وأنه يتوجّه معزّزا / 194 ب / مكرّما بغير توكيل، ويسكن بأيّ مكان اختار بدمياط ويركب إلى حيث شاء، وأهوى السلطان إلى يده ليقبّلها، فمنعه من ذلك وتباكيا، وأمره بأشياء كثيرة وزاد في الاعتذار إليه شفاها، ثم سارره بكلمات، ثم وادعه (ونزل تمربغا) (¬6) راكبا ومعه جماعة من خشداشيّته وأصحابه كالمودّعين له، وسار من على جهة باب القرافة، ونزل في النيل بالمركب الذي قد هيّيء (¬7) له، وانحدرت به إلى دمياط لوقته، وعدّ ذلك من أغرب النوادر. ثم لما وصل الثغر سكنه بمنزل أنيق ومعه حشمه وخدمه على أحسن حال وأتمه. ¬

(¬1) في الأصل: «من لا يزول». (¬2) خبر القبض في: النجوم الزاهرة 16/ 396، وبدائع الزهور 3/ 5، والروض الباسم 4 / ورقة 174 أ. (¬3) الصواب: «وتهيّأوا». (¬4) الصواب: «بعض». (¬5) خبر إخراج الأمراء في: بدائع الزهور 3/ 5. (¬6) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬7) في الأصل: «هي».

إطلاق جماعة من الأمراء

وكانت مدّة سلطنته شهران ويوم (¬1) واحدا (¬2). [إطلاق جماعة من الأمراء] وفيه أطلق السلطان جماعة ممّن كان قبض عليهم من الخشقدمية وذلك بتحسين بعضا (¬3) من الظاهرية الجقمقية ذلك للسلطان، وتخيّله من الأشرفية الكبار والإينالية إن انفردوا (¬4). [مصادرة جماعة] وفيه أخذ السلطان في مصادرة جماعة مثل خير بك، وابن العيني، ووقعت أمور مطوّلة آل الأمر فيها أن حمل خير بك نحوا من ستين ألف دينار خارجا عن تعلّقات بركه من خيوله وسلاحه وأثاثه ومماليكه وغير ذلك (¬5). [تقدمة قرقماس الجلب] وفيه قدم قرقماس الجلب من دمياط فأنس السلطان إليه وخلع عليه كاملية، ثم بعد أيام صيّره في مقدّمي الألوف. ثم بعد ذلك ولاّه إمرة مجلس عوضا عن ابن العيني (¬6). [تقرير أمراء في المناصب] وفيه قرّر برد بك هجين في إمرة سلاح. وفي الدوادارية (¬7) الكبرى يشبك من مهدي. وفي الدوادارية الثانية قان بردي الإبراهيمي الأشرفي إينال. وفي ولاية القاهرة قانباي الحسنيّ. وقدّم قراجا الطويل، وتمراز الشمسيّ (¬8). [قدوم ابن شرباش] وفيه قدم محمد بن شرباش كرد من دمياط بإذن من السلطان، وخلع عليه (¬9). ¬

(¬1) الصواب: «شهرين ويوما». (¬2) خبر إخراج تمربغا في: بدائع الزهور 3/ 6، والروض الباسم 4 / ورقة 174 ب، 175 أ. (¬3) الصواب: «بعض». (¬4) خبر الإطلاق في: الروض الباسم 4 / ورقة 175 أ، وبدائع الزهور 3/ 6. (¬5) خبر المصادرة في: الروض الباسم 4 / ورقة 175 أ، وبدائع الزهور 3/ 6. (¬6) خبر التقدمة في: الروض الباسم 4 / ورقة 175 أ، وبدائع الزهور 3/ 6. (¬7) في الأصل: «الدوارية». (¬8) خبر تقرير الأمراء في: الروض الباسم 4 / ورقة 175 أ، وبدائع الزهور 3/ 6. (¬9) خبر ابن شرباش في: الروض الباسم 4 / ورقة 175 ب.

التجريدة لقتال شاه سوار

[التجريدة لقتال شاه سوار] وفيه عيّن / 195 أ / السلطان تجريدة إلى قتال شاه سوار بن دلغادر، وكانت قويت شوكته، لا سيما في الفتراة (¬1) الكائنة بالقاهرة، وجعل على هذه التجريدة الأتابك جانبك قلقسيز، وبرد بك هجين أمير سلاح، ونانق رأس نوبة النوب، وتمر حاجب الحجّاب، وعدّة من الطبلخاناة والعشرات (¬2). [الأمير اخورية الكبرى] وفيه استقرّ جانبك الفقيه في الأمير اخورية الكبرى. ويشبك (¬3) جن في الأمير اخورية الثانية. وقانصوه الخسيف (¬4) في الحسبة. وتنبك قرا (¬5) في معلّمية الدلاّلين بعد إمرة عشرة. ¬

(¬1) الصواب: «الفترات». (¬2) خبر التجريدة في: الروض الباسم 4 / ورقة 175 ب، وبدائع الزهور 3/ 7. (¬3) في الروض: «ويشبك الإسحاقي الأشرفي». (ورقة 175 ب). (¬4) انظر عن (قانصوه الخسيف) في: الضوء اللامع 6/ 198 رقم 676، والروض الباسم 4 / ورقة 175 ب، وفيه ترجمته: «قانصوه الأحمدي الأشرفي إينال المعروف بالخسيف. . هو من مماليك الأشرف إينال من أعيانهم، وصيّر خاصكيا في دولته، ثم نفي بعد موته. ولما مات الظاهر خشقدم حضر إلى القاهرة، ثم كان من أعظم القائمين مع الأتابك قايتباي، فلما تسلطن قرّبه وأدناه وولاّه الحسبة في هذا اليوم على إمرة عشرة / ثم رقّاه بعد ذلك إلى تقدمة ألف، ووقع بينه وبين يشبك من مهدي شنآن لأمر ما، وبلغ السلطان ذلك فغضب عليه وأخرجه إلى ثغر دمياط بطالا فدام بها إلى هذا (كذا) الأيام، فيقال إن المنصور عثمان بعث بشكواه إلى السلطان مما يرتكبه من مظالم الناس واستعمالهم في أشغاله له وبعض عماير بغير أجرة، وإن أعطاهم فبغير نصفه، وإنه يتظاهر بأمور منكرة ما بين شرب وغير ذلك، فأمر السلطان بإخراجه من ثغر دمياط متوجّها إلى مكة، وخرج له الأمر بذلك في شعبان سنة تسع وثمانين، فتجهّز وحضر إلى القاهرة ونزل بتربة الدوادار من غير اجتماع على أحد، ثم توجّه من الغد إلى جهة الطور ليتوجّه إلى مكة من البحر. وهو إنسان جسيم كثير التعاظم والشمم الزائد، وعنده شجاعة وإقدام، وله حسن هيئة وشكالة، وسنّه يقرب من الخمسين، وعنده إسراف على نفسه. ولم يؤرّخ المؤلّف - رحمه الله - ولا السخاوي لوفاته، ممّا يعني أنه بقي إلى سنة 900 هـ‍. أو بعدها. (¬5) انظر عن (تنبك قرا) في: الضوء اللامع 3/ 43 رقم 177، والروض الباسم 4 / ورقة 176 أ، ب، وفيه ترجم له المؤلّف - رحمه الله - بقوله: «وتنبك هذا هو أحد مقدّمين (كذا) الألوف بعصرنا الآن وهو موجود، فلنترجمه: هو في الأصل من مماليك بعض أهل دمشق، ثم ملكه شاد بك دوادار جلبان نائب الشام، ثم قدّمه للظاهر جقمق ومات عنه، وهو كتابي فملكه الأشرف إينال وتنقلت به بعده الأحوال في نفي وغيره، وأقام في =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = غضون ذلك بغزّة مدّة، ثم حضر إلى القاهرة بعد موت الظاهر خشقدم، وكان من أكبر القائمين لسلطنة الأشرف قايتباي فأمّره حين تسلطن عشرة وصيّره في هذا اليوم تاجر المماليك وقرّبه وأدناه وأحبّه واختص به، ثم رقّاه إلى الدوادارية الثانية عوضا عن قان بدون حين تقدّمه فباشرها تنبك هذا مدّة مطوّلة فوق الثلاثة عشر (كذا) سنة. وجرت بها شهرته وفخرت في أحكامه القوانين الشرعية، وبالغ في إظهار العفّة والخير والعدل في ذلك، ونال الوجاهة الزائدة وشهر وذكر وبعد صيته، وقصد لمهمّات كبيرة كثيرة فأنهاها عند السلطان، وأثرى ونالته السعادة، وعمّر الدار الهائلة التي كانت تعرف قديما بدار طازه، وهي التي تجاه حمّام الفارقاني، ونال حرمة زائدة فيما كان يتقدمه في حين أسفار يشبك من مهدي فلا يبقى يتكلّم في الدوادارية غيره. وقام مع الناس في حسن السفارة عند السلطان، وأجابه السلطان إلى كثير مما سأله فيه من القضايا والمهمّات، وحصل به النفع للناس، كل ذلك مع التديّن والتعفّف ومحبّة العلم وأهله والتواضع الزائد لهم بل ولغيرهم، والمشاركة في كثير من المسائل والتفّقه، بل قرأ الفقه وغيره، وأخذ عن جماعة منهم: الشمس الأمشاطي، والصلاح الطرابلسي، والنظام بن الجربغا وغيرهم. وسمع الحديث على جماعة، بل وقرأ بنفسه على التقيّ الأوجاقي وأجازه على ما تقدّم ذلك في ترجمة التقيّ في محلّها في أوائل تاريخنا هذا. ولم يزل مجلسه مشحونا بالعلماء وأعيان الطلبة وأهل الفضل وهم متردّدون إليه ويعوّلون في كثير من مهمّاتهم عليه، وهو مع ذلك يسعى في مصالحهم، وقام مع الكثير منهم وخلّص لهم الوظائف، ولم يزل يندب المقاصد والأسئلة في مجالسه ويقتحم على الفضائل ويقتني الكتب العلمية، ولم يزل على وظيفة الدوادار حتى شغرت تقدمة أزدمر الطويل حاجب الحجّاب حين أخرج إلى مكة المشرّفة فاستقرّ به السلطان فيها وصار من جملة مقدّمين (كذا) الألوف. ثم لما عيّن يشبك من مهدي إلى / سفرة البلاد الشمالية وخرج إليها كان تنبك هذا معه لكونه كان من أخصائه وأصحابه. ولما جرت كائنة ما يندر التي قتل فيها يشبك المذكور استقرّ تنبك هذا وقاسى خطوبا، ثم نجّاه الله تعالى بضروب من الحيل منه ترجل في ذلك، فصار يعهد أنه ليس من طائفة الأتراك لا سيما وهو مستعرب اللفظ، فصيحه، أسمر اللون، وذكر لمن أسره أنه من جملة التجار الحلبيين، وأنه إنما حضر مع العسكر غصيبة لا باختياره إلى غير ذلك من أعذار أبداها لهم. وآل أمره إلى الخلاص بعد أن خفي خبره بالقاهرة وأرجف بموته غير ما مرة، وعاد بعد ذلك إلى القاهرة، وسرّ الكثير من الناس بسلامته، وهو باق على تقدمته مع وفور حرمته ومزيد شهامته وعفّته ودينه وخيره وعقله التام وحسن سمّته ودرايته وتدبيره وشجاعته، ومعرفة بأنواع الأنداب والتعليم. وهو من أبناء ما يزيد على الخمسين سنة فيما أظن. ومن آثاره المسجد اللطيف الذي جدّده وبأعلاه من المكتب وما تحته من الحوض والميضأة إلى جانب داره. وله برّ وخير ومعروف كثير. كثّر الله في الأمراء من مثله». وقال السخاوي: «سئلت في أيام دواداريته في الاجتماع به لقراءته عليّ فما سمحت مع سماعه مني لبعض الأحاديث واستجازته لي ب‍ «فضل الخيل» للدمياطي، وحلف لي مرة أنه لا يقدّم عليّ أحدا، ولكن ما وجدت لذلك منه ولا من كثيرين ممن بزعمه منهم ثمرة، وممّن يتردّد إليه وينوّه بفضيلته: أبو النجا بن الشيخ خلف، وقام معه في ردع الجلال بن الأسيوطي، كثّر الله من أمثال الأمير فهو من حسنات أبناء جنسه، وقد توفي له عدّة أبناء في طاعون سنة سبع وتسعين من ابنة الدوادار برد بك». =

نقل خير بك إلى الإسكندرية

[نقل خير بك إلى الإسكندرية] وفيه حمل خير بك الدوادار الكبير بل «سلطان ليلة» كما شهر ذلك، إلى ثغر الإسكندرية وهو مقيّد، وقد أركب فرسا، والأوجاقي ردفا له، وأسمع من العامّة في طريقه مكروها كثيرا (¬1). [النداء بإبطال المشاهرة] وفيه نودي بإبطال المشاهرة، والمجامعة التي تتعلّق بالمحتسب وهي نحوا (¬2) من ألف دينار في الشهر، ثم ما دام ذلك (¬3). [إقطاع جماعة] وفيه أقطع السلطان جماعة كثيرة عدّة من الأقاطيع نحوا من خمسمائة أو فوقها، هذا مع ما تقدّم من تفرقة الكثير من الأقاطيع أيضا (¬4). [تأمير جماعة] وفيه أيضا تأمّر جماعة كثيرة من سائر طوائف العسكر، والأكثر إينالية، كل ذلك، والقال والقيل من الظاهرية غير منقطع (¬5). [الإرجاف بالفتنة] ثم أرجف بثوران فتنة، وأشيع بأن الظاهرية من خشداشيّة السلطان في قصد الركوب، وأنهم قد اتفقوا مع الخشقدمية، حتى آل الأمراء لما صعدوا إلى أخذ السلطان يذكر لهم شيئا مما بلغه، وبالغ في الكلام معهم بكلام شين إلى الغاية مع تخشين في أثناء تحسين (¬6). [أتابكية دمشق] وفيه قرّر في أتابكية دمشق شاد بك الجلباي (¬7) عوضا عن شرامرد العثماني بحكم القبض / 195 ب / عليه (¬8). ¬

= لم يؤرّخ المؤلف ولا السخاوي لوفاته، بل أرّخ لوفاته ابن الحمصي في حوادث الزمان 2/ 94 رقم 629 (بتحقيقنا). فذكره في وفيات سنة 905 هـ‍. (¬1) خبر نقل خير بك في: تاريخ البصروي 30، والروض الباسم 4 / ورقة 176 ب، وبدائع الزهور 3/ 7. (¬2) الصواب: «وهي نحو». (¬3) خبر النداء في: بدائع الزهور 3/ 7، 8. (¬4) خبر الإقطاع في: الروض الباسم 4 / ورقة 176 ب، وبدائع الزهور 3/ 8. (¬5) خبر تأمير الجماعة في: الروض الباسم 4 / ورقة 176 ب. (¬6) خبر الإرجاف في: الروض الباسم 4 / ورقة 176 ب، 177 أ. (¬7) زاد في الروض: «ببدل ثمانية آلاف دينار». (¬8) خبر الأتابكية في: الروض الباسم 4 / ورقة 177 أ، وبدائع الزهور 3/ 8.

مصادرة الشهاب ابن العيني

[مصادرة الشهاب ابن العيني] وفيه صودر الشهاب أحمد بن العيني على مائتي ألف دينار طلبت منه، ووقع له أمور يطول الشرح في ذكرها، ونقل بعد أيام إلى طبقة الزمام، فأقام بها مدّة، ثم نقل إلى دار يشبك الدوادار على ما تقرّر عليه الحال من المائتي ألف دينار، وألحّ عليه في ذلك (¬1). [عرض الجند للتجريدة] وفيه كان عرض الجند وتعيين تجريدة إلى شاه سوار، ولا زال السلطان يعيّن ويكتب حتى عيّن زيادة على ألف أو هي. وطال هذا المجلس إلى قريب العصر (¬2). [تقرير سودون في مقدّمية الألوف] وفيه وصل سودون البرقي، وكان السلطان قد بعث بطلبه من دمشق بعد أن قرّره في جماعة مقدّمي الألوف بمصر، وعيّنه للتجريدة، فدخل القاهرة موعوكا فأعفي من سفره (¬3). [تقرير أزدمر الطويل في المقدّمين] وفيه أيضا قدم أزدمر الإبراهيمي الطويل، وكان قد خرج ليسجن يشبك البجاسي نائب حلب بقلعة دمشق، فقرّره السلطان في جملة المقدّمين بمصر أيضا دفعة واحدة (¬4). [فرض أموال بسبب التجريدة] وفيه فرض السلطان على جماعة كثيرة من أولاد الناس الأمراء، وعلى جماعة من الأعيان والمقطعين ومباشري الدولة أموال (¬5) كثيرة، وأمرهم بإحضار ذلك ليستعين به في سفر التجريدة عن الإنفاق عليهم، وجبا (¬6) هذا المال، وأخذ ممّن لم يوجد منه قبل ذلك قط (¬7). ¬

(¬1) خبر المصادرة في: الروض الباسم 4 / ورقة 177 أ. (¬2) خبر عرض الجند في: الروض الباسم 4 / ورقة 177 أ، ب. (¬3) خبر تقرير سودون في: الروض الباسم 4 / ورقة 177 ب. (¬4) خبر تقدير أزدمر في: الروض الباسم 4 / ورقة 177 ب، وبدائع الزهور 3/ 8. (¬5) الصواب: «أموالا». (¬6) الصواب: «وجبى». (¬7) خبر فرض الأموال في: الروض الباسم 4 / ورقة 177 ب، وبدائع الزهور 3/ 8.

حمل النفقات للمجردين

[حمل النفقات للمجرّدين] وفيه حملت النفقات للأمراء الذين عيّنوا للسفر فحمل للأتابك أربعة آلاف دينار، وللمقدّمين كل (نفر) (¬1) ثلاثة آلاف، وللطبلخاناة كل نفر خمسمائة، وللعشرات كل نفر مائتين، وهي عادة النفقات من القديم. وهذه أول تجاريد سوار، وأول تجاريد هذا السلطان. ثم تسلسلت عليه الأهوال والأحوال، وبعث عدّة تجاريد في عدّة مهمّات تكثّرت إلى يومنا هذا نحوا من عشرين تجريدة، وغرم عليها الأموال الطائلة الهائلة، وتضاعفت فيها النفقات / 197 أ / حتى بلغ غير ما مرة نفقة الأتابك نحوا من ثلاثين ألف دينار على ما سيأتي ذلك في محلّه (¬2). [الاضطراب لخروج التجريدة] وفيه زاد الاضطراب بالقاهرة لحركة خروج التجريدة. [شعبان] [النفقة لقتال شاه سوار] وفي شعبان نفق السلطان على الجند المعيّن لقتال شاه سوار وجلس (لذلك) (¬3) فأعطى لكل نفر مائة دينار. [نيابة قلعة دمشق] وفيه قرّر يشبك السيفي علي باي في نيابة قلعة دمشق (¬4). [حجوبية الحجوبية] وقرّر في حجوبية الحجّاب إبراهيم بن بيغوت (¬5). [نيابة حلب] وقرّر في نيابة حلب تمرباي ابن أخو (¬6) ألماس (¬7). ¬

(¬1) كتبت تحت السطر. (¬2) خبر حمل النفقات في: الروض الباسم 4 / ورقة 177 ب، وبدائع الزهور 3/ 8. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) خبر نيابة القلعة في: الروض الباسم 4 / ورقة 178 أ، وبدائع الزهور 3/ 9. (¬5) خبر الحجوبية في: الروض الباسم 4 / ورقة 178 أ، وبدائع الزهور 3/ 9. (¬6) هكذا في الأصل. (¬7) الخبر على الصواب في: الروض الباسم 4 / ورقة 178 أوفيه: «استقرّ في نيابة قلعة حلب تمرباي أخو =

ضرب ابن العيني بيد السلطان

[ضرب ابن العيني بيد السلطان] وفيه امتحن الشهاب بن العيني بالضرب، وشدّد عليه الأمر، وأحضره السلطان إلى بين يديه، وضرب، وقام السلطان بنفسه فتولّى ضربه بيده نحو العشرين سوطا كاد أن يهلك فيها، وأدمي بدنه، وشخب دمه، حتى تلوّث به جماعة من الخاصكية وغيرهم (¬1). [تفريق الجمال على المسافرين] وفيه فرّق السلطان الجمال على المسافرين، وضرب جماعة تهوّروا في الكلام، ونفى، ثم نفق الكسوة وجامكية أربع (¬2) شهور فيهم أيضا (¬3). [خروج العسكر من القاهرة] وفيه، في ثاني عشره، كان خروج العسكر من القاهرة، وطلب الأتابك جانبك ومن معه من الأمراء، وخرجوا بتجمّل زائد. وكان لهم يوما مشهودا (¬4)، وكانوا نحوا من عشرين أميرا (¬5). [ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان ونزل إلى الميدان وخرج منه فدار حول القلعة، وعاد إليها من باب السلسلة. وهذه أول ركبة ركبها في سلطنته. ثم تكرّرت ركباته ليلا ونهارا، بل وسفراته، وكثرت بحيث خرج فيها عن الحدّ والحصر بعد ذلك، حتى ترك عدّة من المؤرّخين ضبط الكثير من ركباته بعد أن كانت ركباة (¬6) السلطان ممّا تؤرّخ، وهو باق على ذلك إلى يومنا هذا (¬7). [ضرب السلطان ابن العيني] وفيه ضرب السلطان ابن العيني فوق المائة عصاة وهدّد وأعيد إلى ¬

= ألماس عوضا عن دمرداش السيفي تغري بردي الموذي بعد أن بذل فيها تمرباي ستة آلاف دينار على ما بلغني ممن أثق به». (¬1) خبر ضرب ابن العيني في: الروض الباسم 4 / ورقة 178 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 9. (¬2) الصواب: «أربعة». (¬3) خبر تفريق الجمال في: الروض الباسم 4 / ورقة 178 أ، ب. (¬4) الصواب: «يوم مشهود». (¬5) خبر خروج العسكر في: وجيز الكلام 2/ 793، والروض الباسم 4 / ورقة 178 أ، 179 أ، وبدائع الزهور 3/ 9. (¬6) الصواب: «ركبات». (¬7) خبر ركوب السلطان في: الروض الباسم 4 / ورقة 179 أ، وبدائع الزهور 3/ 10.

اختفاء الوزير شغيته

طبقة / 197 ب / بعد أن طالبه بمال، فأجاب بأنه لم يبق بيده شيء (¬1). [اختفاء الوزير شغيته] وفيه اختفى الوزير قاسم شغيته، فخلع السلطان على عبد القادر ناظر الدولة بالتحدّث في الوزارة حتى يرى رأيه (¬2). [نيابة القدس] وفيه قرّر دمرداش العثماني في نيابة القدس والخليل، عوضا عن حسن التّيميّ (¬3). [نيابة جدّة] وفيه قرّر شاهين الجمالي في نيابة جدّة (¬4). [نظر توقيع السلطان] وقرّر أبو الفتح المنوفي موقّع السلطان في أيام إمرته في نظرها (¬5). [الإفراج عن ابن العيني] وفي أخرج عن الشهاب ابن العيني، وخلع عليه السلطان كاملية، ونزل على أن يحمل عشرين ألف دينار أخرى بعد كل حساب، فكان جملة ما صودر عليه من الذهب النقد الدين مائة ألف دينار وتسعة وتسعين ألف دينار، خارجا عن تعلّقاته وبركه، وغلال ومتاجر وغير ذلك ما يساوي مائة وخمسين ألف دينار. فكان مجموع الكلّ نحوا من ثلاث مائة ألف وخمسين ألف دينار (¬6). [ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان ونزل إلى القرافة فزار عدّة من الأولياء وعاد من على جهة قناطر السباع فدخل إلى دار سودون البرقي يعوده من مرضه، وجلس عنده مليّا، وخرج وقد ¬

(¬1) خبر ضرب السلطان في: الروض الباسم 4 / ورقة 179 أ. (¬2) خبر اختفاء الوزير في: الروض الباسم 4 / ورقة 179 أ، وبدائع الزهور 3/ 10. (¬3) خبر نيابة القدس في: الروض الباسم 4 / ورقة 179 ب، وبدائع الزهور 3/ 10. خبر نظر القدس في: الروض الباسم 4 / ورقة 179 ب، وبدائع الزهور 3/ 10. (¬4) خبر نيابة جدّة في: الروض الباسم 4 / ورقة 179 ب، 180 أ، والضوء اللامع 3/ 293، 294 رقم 1123، وقد ترجم المؤلّف - رحمه الله - لشاهين الجمالي، ووصفه بصاحبنا. ولم يؤرّخ لوفاته، وكذا السخاوي، ما يعني أنه بقي إلى ما بعد سنة 900 هـ‍. (¬5) خبر نظر التوقيع في: بدائع الزهور 3/ 10. (¬6) خبر الإفراج في: الروض الباسم 4 / ورقة 180 أ، وبدائع الزهور 3/ 10.

إخراج الخشقدمية إلى الوجه القبلي

اجتمع الكثير من العوامّ والغوغاء، فضجّوا بالدعاء له، وصاروا بقربه، فأراد الجمدارية والسلاح دارية ضربهم فمنعهم من ذلك (¬1). [إخراج الخشقدمية إلى الوجه القبلي] وفيه أخرج جماعة من الخشقدمية إلى جهة الوجه القبلي لإعانة الكشاف وغيرهم على العربان كما كان دأب الإينالية قبل ذلك (¬2). [مجيء البطّالين من الشام] وفيه ترادف مجيء الكثير من الأمراء البطّالة من البلاد الشامية، وبعث السلطان يردّ كل واصل إلى حال سبيله إلاّ بيبرس الأشقر، فإنه قرّر في أتابكية صفد (¬3). [إعادة الأهناسي إلى الوزارة] / 198 أ / وفيه أعيد إلى الوزارة الحاج محمد الأهناسي، وقرّر ولده (علي) (¬4) في نظر الدولة، وصرف عبد القادر (¬5). [وفاة سودون الشمسي] [2713]- (وفيه) (¬6) مات سودون الشمسي (¬7) البرقي، الظاهري. وكان إنسانا حسنا عنده شجاعة وإقدام، وقد عرفت تنقّلاته فلا نعيد ذلك. [رمضان] [ظهور سارق خزانة السلطان] وفي رمضان ظهر السارق للعشرين ألف دينار من خزانة السلطان. وكانت هذه العشرين (¬8) ألف دينار قد فقدت من الخزانة في الشهر الماضي، فظهر أنّ الذي سرق ذلك بعض الجواري من سراري الظاهر خشقدم (¬9). ¬

(¬1) خبر ركوب السلطان في: بدائع الزهور 3/ 10، 11. (¬2) خبر إخراج الخشقدمية في: الروض الباسم 4 / ورقة 180 أ، وبدائع الزهور 3/ 10، 11. (¬3) خبر مجيء البطالين في: الروض الباسم 4 / ورقة 180 أ. (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) خبر إعادة الأهناسي في: الروض الباسم 4 / ورقة 180 أ، وبدائع الزهور 3/ 11. (¬6) كتبت فوق السطر. (¬7) انظر عن (سودون الشمسي) في: وجيز الكلام 2/ 798 رقم 1837، والضوء اللامع 3/ 280 رقم 1064، والروض الباسم 4 / ورقة 197 ب، وبدائع الزهور 3/ 11. (¬8) الصواب: «العشرون». (¬9) خبر ظهور السارق في: الروض الباسم 4 / ورقة 180 أ، وبدائع الزهور 3/ 11.

قراءة البخاري

[قراءة البخاري] وفيه ابتدي بقراءة «البخاري» بالقلعة (¬1). [وصول ابن بركات الحسني إلى القاهرة] وفيه وصل إلى القاهرة السيد علي بن بركات الحسني مغاضبا لأخيه محمد بن بركات صاحب مكة، فخلع عليه السلطان وأكرمه وأنزله بمكان أعدّ له. ثم بعد أيام وصل قاصد صاحب مكة المذكور بمكاتبة منه تتضمّن الالتماس بأن يكتب له باستمراره على إمرة مكة. ووقع أمور آلت إلى أن حمل محمد المذكور ستين ألف دينار، وأخرج عليّا مع قاصده ليكون الصلح بينهما هناك مع الوصية التامّة من السلطان على علي المذكور (¬2). [شوال] [ركوب السلطان] وفي شوال ركب السلطان ونزل إلى القرافة فزار الإمام الشافعيّ، والليث بن سعد رضي الله عنهما، ثم سار إلى بركة الحبش ومعه أمراؤه وخواصّه، فلعب الأمراء والجند بين يديه بالكرة، وعاد إلى القلعة، فخلع على تنبك العلم كاملية. وكان قد أعجب السلطان ضربه للكرة (¬3). [ارتفاع سعر الغلال] وفيه ارتفع السعر في الغلال وفي كل شيء من الأقوات، واستمرّ الغلاء عدّة سنين، وأجحف بحال الكثير من الناس (¬4). ¬

(¬1) خبر قراءة البخاري في: الروض الباسم 4 / ورقة 180 أ، بالهامش، وبدائع الزهور 3/ 11. (¬2) خبر وصول ابن بركات في: الروض الباسم 4 / ورقة 180 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 11. وقد ذكر ابن تغري بردي خبر وصول علي بن بركات إلى مصر وقال عقيب ذلك: وأظن أن ذلك آخر عهده بدخول مصر. فعلّق المؤلّف - رحمه الله - على قوله هذا فقال: قلت لم يكن ذلك آخر عهده بذلك، بل قدم بعد ذلك إلى مصر في سنة اثنين (كذا) وثمانين ودام بها إلى يومنا هذا قاطنها، وكان لما عاد إلى أخيه أقام عنده مدة ووقع بينهما أمور، وتوسع خيال عليّ هذا من أخيه ففرّ منه إلى القاهرة من على جهة القصير في البحر، وقدم القاهرة من الصعيد. وهو شاب حسن السمت والملتقى، بشوش الوجه، حسن الهيئة والشكالة. ولد بمكة في سنة (بياض) وبها نشأ، وقرأ القرآن وأشياء، وتعلّم الفروسية وغير ذلك من الأنداب والآداب، وله نظم. ومعه ولده الشاب الذكي السيد أبو القاسم، وهو أيضا يقول الشعر على حداثة سنّه وصغره. (الروض الباسم 4 / ورقة 180 أ، ب). أما السخاوي فذكر في ترجمته أنه قدم القاهرة سنة 871 ثم في شوال سنة 881 هـ‍. وقال: وقد زارني مرة بمنزلي ورأيت من لطافته ما امتلأت به عيني منه. وأرّخ وفاته في فجر يوم السبت ثالث عشر رجب سنة 891 هـ‍. (الضوء اللامع 5/ 197، 198 رقم 670). (¬3) خبر ركوب السلطان في: الروض الباسم 4 / ورقة 180 ب. (¬4) خبر سعر الغلال في: الروض الباسم 4 / ورقة 180 ب، وبدائع الزهور 3/ 11.

توعك السلطان

[توعّك السلطان] وفيه وعك السلطان شيئا، لكن ما منعه من الوعك عن الركوب والخروج إلى الحوش. نعم / 198 ب / لم يخرج إلى القصر في ليلة الموكب، ووجد بعد ذلك من نفسه نشاطا، فأقيمت الخدمة بالقصر لأجل خروج الحاج، وخرجوا في ذلك اليوم، وخرج مع الحاج مغلباي الشريفي الأشرفي باشا على الجند بمكة، وكان خاصكيا، ثم أضيفت إليه نظارة الحرم (¬1). [القبض على ابن الصابوني] وفيه قبض على العلاء بن الصابوني (¬2). [قدوم جانبك الأشرفي من بلاد الروم] وفيه قدم جانبك حبيب الأشرفي من بلاد الروم إلى القاهرة وهو في هيئة الأروام، وخلع السلطان عليه كاملية، واحتفل له قبل قدومه، وبعث إليه يشبك الدوادار بألف دينار (¬3). [وفاة النظام ابن مفلح] [2714]- وفيه - ظنّا - مات النظام ابن مفلح (¬4)، عمر بن إبراهيم بن محمد بن مفلح (بن محمد بن مفرّج) (¬5) بن عبد الله المقدسي، الدمشقي، الصالحي، الحنبليّ. وكان فاضلا يتكلّم على الناس بأحسن عبارة، وشهر في ذلك، وناب في القضاء، ثم ولي قضاء دمشق الأكبر غير ما مرة، وحسنت سيرته. وسمع على جماعة، وحضر على الحافظ أبي بكر بن المحبّ. ¬

(¬1) خبر توعّك السلطان في: الروض الباسم 4 / ورقة 180 ب، وبدائع الزهور 3/ 11. (¬2) خبر ابن الصابوني في: تاريخ البصروي 31، والروض الباسم 4 / ورقة 181 أ، قال البصروي. استقرّ قاضي القضاة قطب الدين الخيضري في قضاء الشافعية عوضا عن ابن الصابوني، وبدر الدين مزلق في نظر الجيش عوضا عنه أيضا، والقاضي علاء الدين بن قاضي عجلون الحنفي، في نظر الجوالي عوضا عنه أيضا. (¬3) خبر قدوم جانبك في: الروض الباسم 4 / ورقة 181 أ، وبدائع الزهور 3/ 11، 12. (¬4) انظر عن (ابن مفلح) في: معجم شيوخ ابن فهد 187، 188، ووجيز الكلام 2/ 796، 797 رقم 1833، والضوء اللامع 6/ 66، 67 رقم 222، والمنهج الأحمد 499، وتاريخ البصروي 32، وحوادث الزمان 1/ 180 رقم 234، والروض الباسم 4 / ورقة 198 أ، ب، والمقصد الأرشد رقم 801، والجوهر المنضد 106، وشذرات الذهب 7/ 311، وبدائع الزهور 3/ 12، والدارس 2/ 55، والدرّ المنضد 2/ 661 رقم 1622، والسحب الوابلة 314، 315 رقم 475، والمنجم في المعجم 156، 157 رقم 101، وتاريخ الصالحية 87، والأعلام 5/ 39. (¬5) ما بين القوسين عن هامش المخطوط.

ذو القعدة

ومولده سنة ثمانين وسبعمائة تقريبا (¬1). [ذو القعدة] [أخذ عينتاب من شاه سوار] وفي ذي قعدة وردت الأخبار بأخذ عينتاب من أعوان شاه سوار، ثم زادت الأخبار المخبّطة ونقصت وما تحرّرت إلاّ بعد ذلك (¬2). [صعود زوجة السلطان للسكنى بالقلعة] وفيه صعدت الخوند فاطمة الخاصبكية (¬3) زوجة السلطان إلى القلعة من دار السلطان التي كان يسكنها بسوق الغنم، وكانت مقيمة بها من يوم سلطنته إلى الوقت، وصعدت في محفّة ومعها جماعة من النساء والخدّام (¬4). [كسرة عساكر مصر أمام شاه سوار] وفيه كانت كسرة عساكر مصر على يد شاه سوار والقبض على جانبك قلقسيز وأسره، ثم ترادفت الأخبار بذلك، وكانت كسرة شنيعة / 198 أ / قتل فيها جمعا وافرا (¬5) من أكابر الأمراء والجند وغير [هم] (¬6). [2715]- فمن الأمراء: برد بك هجين (¬7) المحمديّ الظاهري، أمير سلاح. ¬

(¬1) اختلف المؤرّخون في تاريخ مولده، فقال السخاوي: ولد سنة إحدى أو اثنتين وثمانين. وقال ابن العماد: ولد ظنا سنة ثمانين وسبعمائة، وجزم ابن فهد والزركلي بولادته سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة. وأرّخ البصروي مولده بسنة 780 هـ‍. ومثله العليمي، ولكنه قال: ومات معزولا في سنة سبعين وثمانمائة. (¬2) خبر أخذ عينتاب في: الروض الباسم 4 / ورقة 181 أ. (¬3) انظر عن (فاطمة الخاصبكية) في: الروض الباسم 4 / ورقة 181 أ، ب وقال المؤلّف - رحمه الله -: هي صاحبة القاعة، الآن، وهي موصوفة بالعقل التام، والرأي والأخلاق الحسنة، ولها انجماع عن مداخلة زوجها مع حشمة وأدب وسكون وحسن سمت وتواضع، ولم يتزوج السلطان عليها قط، لا من قبل سلطنته ولا بعدها، وحجّت حجة هائلة بأبّهة وعظمة، وهي باقية على ما هي عليه الآن. ووالدها العلائي مشهور معروف بحسن السمت والشكالة والهيئة، وله أبّهة وحرمة طائلة وسكون زائد، وعنده تواضع وأدب وحشمة. ولد في سنة (بياض) وثلاثين وثمانمائة ونشأ بالقاهرة في عزّ وسعادة، وقرأ القرآن وشيئا، وتعلّم الأنداب، وباسمه الآن عدّة أقاطيع، وله جهات كثيرة وأموال طائلة. وهو أخو الخوند زينب زوجة الأشرف إينال وأمّ المؤيّد أحمد. (¬4) خبر زوجة السلطان في: الروض الباسم 4 / ورقة 181 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 12. (¬5) الصواب: «قتل فيها جمع وافر». (¬6) إضافة للضرورة. (¬7) انظر عن (برد بك هجين) في: وجيز الكلام 2/ 797 رقم 1836، والضوء اللامع 3/ 7 رقم 30، والروض الباسم 4 / ورقة 192 ب.

وكان حشما أدوبا عنده قدومه (¬1) وشجاعة، وما وقف [له] (¬2) على خبر (¬3). [2716]- ونانق المحمدي (¬4)، الظاهري، رأس نوبة النوّب. وقد أكمل السبعين. وما وقف له على رمّة، وكان شهما عارفا (¬5). [2717]- وأيدكي الأشرفي (¬6)، أحد العشرات. وكان شجاعا مقداما، مسرفا على نفسه. [2718]- وأسنبغا من صفر (¬7) خجا المؤيّدي، نائب باب القلّة. وكان متهوّرا كثير الخباط، حادّ المزاج. وهو الذي كان أكبر الأسباب في كسرة العسكر، فكان كالباحث عن حتفه بظلفه. ¬

(¬1) الصواب: «عنده إقدام». (¬2) إضافة للضرورة. (¬3) وقال السخاوي: وقد قارب الخمسين. (¬4) انظر عن (نانق المحمدي) في: الضوء اللامع 10/ 197 رقم 841، والروض الباسم 4 / ورقة 200 ب، وبدائع الزهور 3/ 12. (¬5) وقال المؤلّف - رحمه الله - في: الروض: وكان سنّه نحو السبعين سنة أو أكملها. وكان إنسانا شهما، عارفا، جال الكثير من البلاد وطوّفها في حال شبابه قبل شراء الظاهر إيّاه، فرأى الروم والكثير من بلاد العجم وغير ذلك. وكان حسن العشرة والملتقى، لكنه كان مسرفا على نفسه مع عصبية. واسمه جركسيّ الأصل ومعناه: ابن أمّ، وهو مركّب من لفظين، وأصلها: نان أق، وتغلب علّما على الشخص. (¬6) انظر عن (أيدكي الأشرفي) في: الروض الباسم 4 / ورقة 192 ب، والضوء اللامع 2/ 325 رقم 1062، وبدائع الزهور 3/ 12. (¬7) انظر عن (أسنبغا من صفر) في: الروض الباسم 4 / ورقة 192 أ، ولم يترجم له السخاوي ولا ابن إياس. وقال المؤلّف في الروض: كان تركيا تتريّ الجنس من مماليك المؤيّد شيخ وصيّر خاصكيا في دولة الظاهر جقمق، ثم قرّره في نيابة باب القلّة وتفقد إقطاعه فلعلّه زاده شيئا فيما أظنّ، ودام على هذه الوظيفة بباب القلّة مدة سنين في عدة دول إلى أن تسلطن الأشرف قايتباي فأخرجه في نوبة سوار الماضي ذكرها وأراد بذلك إيغاره لحدّة مزاجه وشراسة أخلاقه حتى لم يحمله السلطان. ويقال إنه كان السبب الأعظم للعسكر في دخولهم المضيق الذي كان أعظم الأسباب في هلاكهم، وذكر أن الأتابك جانبك قلقسيز لما تبع عسكر التركمان على ما قدّمناه ووصل إلى هذا المضيق استشار من معه في دخوله فبدر أسنبغا هذا من دون الناس كلهم بأن قال ما معناه: ما الذي جرى علينا ولنا حتى لا ندخل، وتكلم بكلمات كثيرة كانت أقوى الأسباب الداعية إلى دخول العسكر لذلك المضيق لفراغ أجله المسكين. وكان إنسانا متهوّرا كثير الخباط، حادّ المزاج، غير محمود السيرة، وكان به فتقا عظيما (كذا) في حالبه، ومع ذلك فكان جبارا عسرا وشيطانا مريدا، كثير الإسراف على نفسه، كثير الحلف بالطلاق، حتى كان يلمز بأنه مع زوجته في الحرام. وكان يعاب بذلك جدا لكونه خالف عادة أبناء جنسه في ذلك. توفي في تلك الوقعة في ذي القعدة شرّ قتلة. وكان له من العمر نحو الثمانين سنة، وولي نيابة باب القلة بعده سنقر الأشرفي إينال وهو بها الآن إنسان لا بأس به فيما أخبرت.

[2719]- وتمر باي الساقي (¬1) الأشرفي، أحد العشرات، وروس (¬2) النوب. وكان مسرفا على نفسه. [2720]- وتمرباي قزل (¬3) الظاهري، أحد العشرات. وكان غير مشكور. [2721]- وتنبك السيفي (¬4) جانبك الثور، أحد العشرات. وقد جاوز الستين. وكان عاقلا، حشما، ساكنا. [2722]- وجانبك البواب (¬5) المؤيّدي، أحد مقدّمي الألوف. [2723]- وقانباي الأشرفي (¬6) إني قانصوه النوروزي، أحد العشرات وروس (¬7) النوب. [2724]- وقطلوباي (¬8) المحمودي الأشرفي العزيزي، أحد العشرات، وروس (¬9) النوب. وله نحوا (¬10) من خمسين سنة. وكان محمودا لا بأس به. [2725]- ومغلباي جلبي (¬11) الأشرفيّ، أحد الخاصكية الأغوات. ¬

(¬1) انظر عن (تمرباي الساقي) في: الضوء اللامع 3/ 39 رقم 159، والروض الباسم 4 / ورقة 193 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 12. (¬2) كذا. (¬3) انظر عن (تمرباي قزل) في: الضوء اللامع 3/ 39 رقم 164، والروض الباسم 4 / ورقة 193 ب، وبدائع الزهور 3/ 12. (¬4) انظر عن (تنبك السيفي) في: الضوء اللامع 3/ 42 رقم 174، والروض الباسم 4 / ورقة 193 ب، وبدائع الزهور 3/ 12. (¬5) انظر عن (جانبك البواب) في: الروض الباسم 4 / ورقة 194 أ، وبدائع الزهور 3/ 12. (¬6) انظر عن (قانباي الأشرفي) في: الروض الباسم 4 / ورقة 198 ب، وبدائع الزهور 3/ 12. (¬7) كذا. (¬8) انظر عن (قطلوباي) في: الضوء اللامع 6/ 223 رقم 741، والروض الباسم 4 / ورقة 199 ب، وبدائع الزهور 3/ 12، واسمه يشبه أسماء التتر وهو مركب من قطلو ومعناه المبارك، وباي: الأمير. (¬9) كذا. (¬10) الصواب: «وله نحو». (¬11) انظر عن (مغلباي جلبي) في: الروض الباسم 4 / ورقة 200 ب، وبدائع الزهور 3/ 12.

محاصرة نائب الشام قلعة عينتاب

[2726]- ويشبك القرمي (¬1) الظاهري، الوالي، أحد العشرات. [2727]- ويشبك الأشقر (¬2). ويقال إنه ضربت عنقه بين يدي سوار. وجماعة يطول الشرح في تعدادهم. [محاصرة نائب الشام قلعة عينتاب] وفيه ورد نجّاب وعلى يده مكاتبة نائب الشام كتبت في شوال يخبر فيها بأنه على حصار قلعة عينتاب بعد أخذ البلد، وأنه مجدّ في ذلك. وذكر في مكاتبته بأنه وصل إليه قاصد أحمد بن قرمان بمكاتبة من عنده بأنه وقع بينه وبين خاله / 198 ب / السلطان محمد بن عثمان ملك الروم وحشة وأنه وجّه إليه عسكرا وهم على قونية لانتزاع البلاد منه، (وأنه) (¬3) يطلب نجدة من السلطان. ثم أشيع بالقاهرة بأنّ عساكر ابن (¬4) عثمان إنّما جاؤوا لمساعدة سوار. وزاد الكلام في ذلك ونقص، وكثرت الأوهام (¬5). [خروج عربان البحيرة عن الطاعة] وفيه ورد الخبر من البحيرة وعربانها تحالفوا على الخروج عن الطاعة، وأنهم أفسدوا الكثير من البلاد وحرّقوا الكثير أيضا، وأن لاجين بمن معه. وكان قد خرج قبل ¬

(¬1) انظر عن (يشبك القرمي) في: الضوء اللامع 10/ 279 رقم 1094، والروض الباسم 4 / ورقة 201 أ، وبدائع الزهور 3/ 12. (¬2) انظر عن (يشبك الأشقر) في: الروض الباسم 4 / ورقة 201 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 12. وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: يشبك من يلباي الأشرفي أحد العشرات وروس النوب المعروف بالأشقر. كان من مماليك الأشرف برسباي، وكان تاجره يلباي قد أحضر جماعة منهم تغري بردي خازندار يشبك الدوادار الذي هو الآن الأستادار لكنه من الظاهرية. . وصيّر يشبك هذا خاصكيا في دولة العزيز يوسف فيما يغلب على ظني. ثم لما خلع العزيز وتسلطن الظاهر جقمق نفاه إلى البلاد الشامية وبقي بها مدة، ثم استقدم إلى القاهرة وأعيد إلى الخاصكية على إقطاع جيد في دولة الأشرف إينال، وحج أميرا على الركب الأول في سنة خروج الشهابي أحمد بن الأشرف المذكور أميرا على المحمل، وهي سنة إحدى وستين على ما عرفت ذلك في محلّه، ودام هو على ما هو عليه بعد عوده من الحج إلى أن تسلطن المؤيد أحمد بعد والده فأمّره عشرة ثم صيّره من روس النوب، ودام كذلك إلى سلطنة الأشرف قايتباي فعيّنه إلى التجريدة صحبة الأتابك جانبك قلقسيز، وبغته الأجل هناك. فقيل في يوم الوقعة، وقيل قبض عليه وضربت عنقه / بين يدي سوار وهو الأرجح على ما أظنّ. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر المحاصرة في: تاريخ البصروي 30، 31، وبدائع الزهور 3/ 12.

إخراج منبابه عن الخليفة

ذلك كالمحصور في تلك البلاد، وربّما يختشى عليه. فعيّن السلطان في الحال تجريدة عليها جماعة من المقدّمين وغيرهم، ثم كثر الهرج والمرج في هذا الشهر بجميع النواحي والبلاد، وزاد أذى العربان بسائر أقاليم الوجه القبلي والبحري شرقا وغربا. وعيّن السلطان عدّة أمراء وجند إلى عدّة نواحي. وقبل تمام ذلك وردت الأخبار فيما بعد بكسرة العساكر على يده شاه سوار فاشتغل السلطان عن ذلك بما دهمه، وأخذ في تلافي الأمور بأن قرّر في مشيخة عربان البحيرة صقر، وعزل خشقدم الزيني مع كاشف البحيرة، وولاّها لمحمد الصغير (¬1). [إخراج منبابه عن الخليفة] وفيه أخرج السلطان قرية منبابه (¬2) عن الخليفة، وكانت باسمه، من سلطنة المؤيّد أحمد بن الأشرف إينال فأقطعها باسم جانبك حبيب، وكان قد أخرج قبل ذلك عن الخليفة أيضا جزيرة الصابوني وأقطعها لبعض مماليكه، فشنّع القالة في حقّه وأعيب ذلك عليه (¬3). [مكاتبة نائب الشام] وفيه وصل قانصوه الجلباني الحاجب الثاني بدمشق وعلى يده مكاتبة نائب الشام يخبر فيها بكائنة كسر العساكر / 199 أ / على يد شاه سوار بعد حرب عظيم ومقتلة هائلة حتى انهزم العسكر ودخل إلى حلب ونائب الشام وهو في أسوأ الحالات وبه عدّة جراحات، ودخل معه حلب نائبها ونائب طرابلس، ثم لم يعلموا حال من ورائهم (¬4) من الأتابك جانبك ومن معه من المصريّين. وذكر أنّ الوقعة كانت في يوم الإثنين سابع ذي قعدة هذا، ووعد في مكاتبته بأنه إذا تحرّر عنده أمر الأتابك جانبك ومن معه بعث يعرّف به. ثم بعد ذلك وردت الأخبار مفصّلة، وأن جانبك الأتابك قد أسره سوار، وانزعج السلطان بورود هذا الخبر، وماجت القاهرة بأهلها. وحار السلطان في أمره، وانغمر في بحر فكره. ثم أخذ في تدبير الأمراء الباقين بالقاهرة والجند في أن يتهيّئوا (¬5) للخروج. ثم أخذ يشكو من قلّة المال بالخزائن وعدم متحصّل الذخيرة، وتفكر في أنه لا بدّ من ¬

(¬1) خبر عربان البحيرة في: الروض الباسم 4 / ورقة 181 ب بالهامش و 182 ب، وبدائع الزهور 3/ 12، 13. (¬2) كذا. وفي البدائع: إنبابه. (¬3) خبر إخراج منبابه في: الروض الباسم 4 / ورقة 181 ب، وبدائع الزهور 3/ 13. (¬4) الصواب: «من وراءهم». (¬5) الصواب: «يتهيّأوا».

انعقاد المجلس بالقلعة

مصروف كبير لمن يخرج، فبعث إلى الخليفة والقضاة، وأمرهم بأن يجتمعوا عنده في غد يومه هذا، وأضمر أن يأخذ المال من الناس، وبلغ الناس ذلك، فانزعجوا وباتوا في ليلة نكدة. وكانت هذه من أشنع وأقبح الحوادث (¬1). [انعقاد المجلس بالقلعة] وفيه كان عقد المجلس الحافل العظيم بالقلعة بين يدي السلطان حضره الخليفة والقضاة الأربع (¬2) وجماعة من العلماء والمشايخ بالحوش، وكذا جميع الأمراء بالقاهرة وأرباب الدولة. وقام الزين بن مزهر كاتب السرّ مخاطب الخليفة ومن حضر على لسان السلطان بما معناه من كلام طويل أنه محتاج إلى المال لينفقه في عساكر تجهّزهم للعدوّ، وأنه ليس ببيت المال شيء، وأن كثيرا من الناس معهم زيادات في أرزاقهم ووظائفهم / 199 ب / وفي فائض أوقافهم، وأنّ السلطان قصده أخذ ذلك، فمال الخليفة ومن حضر إلى شيء من معناه الإجابة إلى ذلك. وبينا هم في أثناء ذلك إذ بعث الله تعالى بشيخ الإسلام الأمين الأقصرائي الحنفي، وكان قد تأخّر عن حضوره، فلما جلس أعاد كاتب السرّ كلامه الأول، فأنكر الأمين ذلك المقال غاية الإنكار، وقال في الملأ العامر من ذلك المجلس لا يحلّ للسلطان أخذ مال من الناس إلاّ بوجه شرعي، وإذا نفد جميع ما في بيت المال ينظر إلى ما في أيدي أمراؤه (¬3) وجنده ممّا يحتاجون إليه في الحرب فيأخذ منه ما يحتاج إليه، وإذا لم يكف ولم يوف بالحاجة، ففي ذلك الحين ينظر في المهمّ إن كان من الضروريات في الدفع عن المسلمين حلّ ذلك بشرائط متعدّدة، وهذا هو دين الله. هذا محصّل ذلك المجلس، وملخّصه، فإنه كان قد طال جدا ووقع فيه اللغط الكثير، وقام أهل المجلس وقد انفضّ لا على طائل، وكثر دعاء الناس للأمين الأقصرائي في هذا اليوم، وعدّت هذه من نوادره. ثم نودي من قبل السلطان بالعرض في يوم عيّن، ثم دخل السلطان إلى الدهيشة وهو مفكّر في أمر أخذ المال بوجه لا يشاع فيه بشاعة (¬4). [فرار تمربغا من دمياط] وبينا هو في ذلك الفكر إذ ورد عليه الخبر بفرار تمربغا من دمياط، وأنّ محمد بن عجلان، وعيسى بن سيف قصداه من بلادهما لما جاء هما يشبك الدوادار ليقاتلهما، ¬

(¬1) خبر المكاتبة في: الروض الباسم 4 / ورقة 182 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 13. (¬2) الصواب: «الأربعة». (¬3) الصواب: «أمرائه». (¬4) خبر انعقاد المجلس في: الروض الباسم 4 / ورقة 182 ب - 183 ب، وبدائع الزهور 3/ 13 - 15.

قضاء الشافعية بدمشق

فأخذاه ومرّا به إلى جهة الصالحية، فقلق السلطان من ذلك، ونسي ما كان فيه، وزاد القال والقيل في أمر تمربغا في هذا اليوم إلى آخره، ثم نودي بأنّ أحدا لا يخرج من داره بعد صلاة العشاء ولا يحمل سلاحا، ونحو ذلك من أشياء أخر / 200 أ / ثم بعث يشبك بطائفة في أثر تمربغا، ثم طائفة أخرى، ثم قدم هو إلى القاهرة وزاد قلق الناس (من) (¬1) السلطان (¬2). [قضاء الشافعية بدمشق] وفيه استقرّ في قضاء دمشق الشافعية القطب الخيضري، عوضا عن ابن (¬3) الصابوني مضافا لما بيده من كتابة السرّ (¬4). [نظر الجيش] وقرّر في نظر الجيش، عوضا عن ابن (¬5) الصابوني أيضا بحكم القبض عليه البدر بن المزلق (¬6). [أخذ ركب الينابعة] وفيه ورد الخبر بخروج أحلاف سبع (¬7) وسباع ولدين (¬8) هجار على ركب الينابعة، وكانوا قد سافروا من القاهرة، وخرج معهم السيد علي بن بركات أخو صاحب مكة، وأنهم (أخذوه) (¬9) عن آخره (¬10). [فرار تمربغا] وفيه ورد الخبر على السلطان بأنّ تمربغا إنما فرّ خوفا على نفسه من أشياء توهّمها أوحيت إليه من الناس، فخفّ الأمر عن السلطان شيئا (¬11). ¬

(¬1) كتبت تحت السطر. (¬2) خبر فرار تمربغا في: الروض الباسم 4 / ورقة 184 أ، وبدائع الزهور 3/ 15. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر قضاء الشافعية في: تاريخ البصروي 31، والروض الباسم 4 / ورقة 184 ب، وبدائع الزهور 3/ 15. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) خبر نظر الجيش في: تاريخ البصروي 31، والروض الباسم 4 / ورقة 184 ب، وبدائع الزهور 3/ 15. (¬7) في الأصل: «بخروج أحلاف له سبع». (¬8) الصواب: «ولدي». (¬9) كتبت فوق السطر. (¬10) خبر الركب في: الروض الباسم 4 / ورقة 184 ب، وبدائع الزهور 3/ 15. (¬11) خبر فرار تمربغا في: الروض الباسم 4 / ورقة 184 ب.

كسرة العساكر وأسر الأتابك جانبك

[كسرة العساكر وأسر الأتابك جانبك] وفيه وصل خبر أسر الأتابك جانبك قلقسيز وكسر العساكر وقتلهم، فزاد انزعاج السلطان وقلقه، وجمع (¬1) الأمراء وشاورهم في سفره بنفسه، فما أشاروا عليه ذلك، وطال الكلام في ذلك المجلس، وآل إلى تعيين تجريدة ثانية فعيّن من الأمراء قرقماس الجلب، وسودون القصروي، وقراجا الطويل، وأزدمر الطويل، وذكر (أنه) (¬2) سيعيّن ألفا من الجند وعدّة من الأمراء الطبلخاناة والعشرات، ثم انفضّ المجلس، وأخذ يشبك الدوادار في الكلام مع المباشرين في إعانة السلطان بمال مساعدة له في المهمّ، ثم فرضوا أموالا طائلة على جماعة (¬3). [تكذيب خبر وصول الأتابك إلى حلب] وفيه وصل الخبر بوصول الأتابك جانبك قلقسيز إلى قريب حلب، وكان خبرا كاذبا (¬4). [وفاة عصام الدين البخاري] [2728]- وفيه - أعني هذا الشهر - مات الشيخ عصام الدين الجهني (¬5)، البخاري، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، قطن دمشق مدّة، وانتفع به جماعة. [قتل سبع وسبّاع] [2729]- وفيه، أو في أوائل الذي بعده، قتل سبع وسبّاع ولدي (¬6) / 200 ب / هجار أمراء الينبع، وكان قد بلغ خنافر قريبه أمير الينبوع ما وقع لركب الينابعة، فقصدهما وتقاتل معهما حتى قتلهما، وخلّص ما كان قد استوليا عليه (¬7). [ذو الحجة] [كثرة العزاء بالموتى وارتفاع الأسعار] وفي ذي حجّة كثر النعي والعزاء بديار من قتل من العسكر وأسر، بل والأوقات مرتفعة الأسعار في سائر النواحي (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «وجميع». (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) خبر كسرة العساكر في: الروض الباسم 4 / ورقة 184 ب و 185 أو 186 أ، وبدائع الزهور 3/ 15. (¬4) خبر تكذيب الخبر في: الروض الباسم 4 / ورقة 185 أ، وبدائع الزهور 3/ 16. (¬5) مهملة في الأصل. وقد رسمتها كما وردت، ولم أتحقق صحتها حيث لم ترد هذه النسبة في بدائع الزهور 3/ 16، ولم يترجم له المؤلف في الروض الباسم، ولم أجده في الضوء اللامع. (¬6) مكرّرة في الأصل. (¬7) خبر قتل سبع وسباع في: الروض الباسم 4 / ورقة 186 ب و 197 أ، وبدائع الزهور 3/ 15، 16. (¬8) خبر العزاء في: الروض الباسم 4 / ورقة 185 ب.

توقع الثورة

[توقّع الثورة] وفيه توقّع الناس ثوران فتنة لمحاورة ومكالمة وقعت من الظاهرية الكبار والأشرفية الإينالية من الأمراء، وكان ذلك بحضور السلطان. [القبض على تمربغا] وفيه ورد الخبر بالقبض على تمربغا من غزّة، فعيّن السلطان يشبك الدوادار بأن يخرج فيتلقّاه من بلبيس وعمله إلى ثغر الإسكندرية، فوصل إليه وأخذه إلى الإسكندرية، وكان السلطان قد أذن له أن يسكن بها بدار العزيز يوسف بن الأشرف برسباي، وأن يركب إلى الجمعة والعيدين. ثم ورد كتاب تمربغا بخط يده على السلطان باللطف والاعتذار وهو يخاطبه فيه بمولانا السلطان وبالمملوك تمربغا، وأطال الكلام فيه في اعتذاره (¬1). [فتح السلطان شون القمح] وفيه فتح السلطان شونة من شونه أبيع منها الإردبّ القمح بأقلّ من سبعمائة نقرة، وكان قد بلغ البيع مائة، وزاد عليها، فحصل النفع بهذا البيع وبعض رفق (¬2). [إكرام السلطان نائب غزّة] وفيه وصل أرغون شاه نائب غزّة وتمثّل بين يدي السلطان، وكان قد أحضر تمربغا وأسلمه ليشبك فشكره السلطان وخلع عليه وأركبه وبعث إليه بأشياء (¬3). [ضرب المماليك الوزير والأستادار] وفيه أخرق المماليك الجلبان بالوزير والأستادار وضربوهما، ولم ينتطح في ذلك شاتان (¬4). [ثورة الجلبان] وفيه ثار جماعة من الجلبان يطلبون زيادة في جوامكهم ومرتّباتهم، وكثر (تفرّجهم) (¬5) بالقلعة وأفحشوا في ذلك حتى غلّقت أبواب القلعة، وبعث / 201 أ / السلطان ¬

(¬1) خبر القبض في: الروض الباسم 4 / ورقة 185 ب. (¬2) خبر فتح الشون في: الروض الباسم 4 / ورقة 186 ب بالهامش، وبدائع الزهور 3/ 16، 17. (¬3) خبر إكرام السلطان في: الروض الباسم 4 / ورقة 186 ب. (¬4) خبر ضرب المماليك في: الروض الباسم 4 / ورقة 186 ب. (¬5) كتبت فوق السطر.

قبض الوالي على العبيد

بعض الأمراء يترضّاهم، وسكن الحال بعد أن خطف الغلمان والعبيد الكثير من العمائم وغير ذلك، وأفحشوا في (ذلك) (¬1). وكان السبب في ذلك تأخّر الوزير حمل اللحم المرتّب في هذا اليوم (¬2). [قبض الوالي على العبيد] وفيه ركب والي القاهرة بأعوانه وقبض على كثير من العبيد، وقطع آذان عدّة منهم، وضربوا وشهّروا (¬3). [الحرب بين ابن عثمان وابن قرمان] وفيه ورد الخبر بأنّ عسكر ابن (¬4) عثمان التقي مع عسكر ابن (¬5) قرمان، وأن ابن (¬6) عثمان عادت عساكره وتبعهم عسكر ابن (¬7) قرمان فأوقع بهم (¬8). [القبض على الوزير الأهناسي] وفيه قبض على الوزير الحاج محمد الأهناسي، ووكّل به بطبقة الزمام (¬9). [توقّف زيادة النيل] وفيه توقّف النيل عن زيادته ثلاثة أيام، وقلق الناس من ذلك، وزاد السعر عمّا كان، هذا، مع ما هم فيه الناس من الأنكاد وتوقّع الفتن بهذه البلدة، وثوران العربان بسائر نواحي مصر، ثم منّ الله تعالى بالزيادة، واستمرّت حتى كان الوفاء في أول الآتية (¬10). [وفاة التقيّ الشمنّي] [2730]- وفيه مات شيخنا العلاّمة، الإمام، التقيّ الشمنّي (¬11)، أحمد بن ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) خبر الثورة في: الروض الباسم 4 / ورقة 186 ب، وبدائع الزهور 3/ 17. (¬3) خبر الوالي في: الروض الباسم 4 / ورقة 186 ب. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) في الأصل: «بن». (¬8) خبر الحرب في: الروض الباسم 4 / ورقة 186 ب، 187 أ. (¬9) خبر القبض في: الروض الباسم 4 / ورقة 187 أ. (¬10) خبر النيل في: الروض الباسم 4 / ورقة 187 أ، وبدائع الزهور 4/ 17. (¬11) انظر عن (التقي الشمنّي) في: وجيز الكلام 2/ 794 رقم 1826، والضوء اللامع 2/ 174 - 178 رقم 493، وبغية الوعاة 1/ 375 - 381، وحسن المحاضرة 1/ 474 - 477، والمنجم في المعجم 82 - 92 رقم 18، وحوادث الدهور 3/ 668، وحوادث الزمان 1/ 181، 182 رقم 236، والروض الباسم 4 / ورقة =

القبض على سارق لسترة ضريح الليث بن سعد

محمد بن محمد بن حسن بن علي بن يحيى بن محمد بن خلف الله بن خليفة بن محمد القسنطيني الأصل، السكندريّ، الحنفيّ. وكان إماما علاّمة، عالما، فاضلا، بارعا، صالحا، خيّرا، ديّنا، عارفا بالفنون، فقيها، محدّثا، أصوليا، جدليا، طبيبا، حكيما. أجاز له البلقيني، وابن (¬1) الملقّن، والعراقيّ، وغيرهم. وسمع على جماعة، وأحضر على ابن (¬2) الإمام التلمساني. وصنّف وألف، فمن تصانيفه: «شرح النقاية» (¬3) فهو كتاب جليل، و «الحاشية على الشفاء» (¬4) و «الحاشية على مغني ابن (¬5) هشام» (¬6). وولي مشيخة القانبائية بالصوّة والإمامة والخطابة بها وغير ذلك، وعيّن للقضاء الأكبر غير ما مرّة وهو يمتنع مع متانة الدين وكثرة الانجماع عن بني الدنيا (¬7). ومولده 801 (¬8). [القبض على سارق لسترة ضريح الليث بن سعد] / 201 ب / وفيه قبض على شخص تجرّأ [على] (¬9) ضريح الإمام الليث بن سعد رضي الله عنه وسرق الستر منه، فكشف الله تعالى الستر عنه، وقطعت يده، وكادت العامّة أن يقتلوه (¬10). ¬

= 191 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 17، وشذرات الذهب 7/ 313، 314، وكشف الظنون 152 و 202 و 1054 و 1752 و 1935 - 1937 و 1971، وروضات الجنات 92، 93، والبدر الطالع 1/ 119 - 121، وهدية العارفين 1/ 132، 133، ومعجم المؤلفين 2/ 149، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 3/ 396، 397، Brockelmann,G 2/ 82, S 1/ 92,93 و «الشمنّي»: بضم المعجمة والميم ثم النون المشدّدة. نسبة لمزرعة ببعض بلاد المغرب، أو لقرية، وقد لا يتنافيا. قاله السخاوي. (¬1) في الأصل: «وبن». (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) في الفقه. (¬4) سمّاها: «مزيل الخفا عن ألفاظ الشفا». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) سمّاها: «المصنّف من الكلام». (¬7) وقد ترجم المؤلّف - رحمه الله - لابنه: عبد الرحمن الشمني في الروض 4 / ورقة 191 ب، 192 أ. (¬8) في الأصل: «81». (¬9) إضافة يقتضيها السياق. (¬10) خبر السارق في: الروض الباسم 4 / ورقة 187 أ، وبدائع الزهور 3/ 17.

ظهور الوزير شغيته

[ظهور الوزير شغيته] وفيه ظهر الوزير قاسم شغيته (¬1) من اختفائه، فلم يلتفت إليه ولا عوّل عليه (¬2). [وفاة الشهاب السيوطي] [2731]- وفيه مات الشهاب أحمد بن أسد بن عبد الواحد السيوطي (¬3)، السكندري، المقدسي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا في القراءات (¬4)، أخذها عن ابن الجزريّ، والزراتيتي (¬5)، وسمع على جماعة، وكتب المنسوب، وناب في الحكم، مع حسن سمت ودين وعفّة، وربّما صنّف وألّف، وله نظم. ومولده سنة ثمان وثمانماية (¬6). [إعادة الأهناسي إلى الوزارة] وفيه أفرج عن الأهناسيّ وخلع عليه بإعادته إلى الوزارة، وصرف ولده عن نظر الدولة (¬7). * * * [وفاة صاحب كرمان] [2732]- وفيها - أعني هذه السنة - مات أبو القاسم بن جهان (¬8) شاه صاحب كرمان. ¬

(¬1) في الأصل: «سغيثه». (¬2) خبر ظهور الوزير في: الروض الباسم 4 / ورقة 187 أ. (¬3) انظر عن (السيوطي) في: الضوء اللامع 1/ 227 - 231، والمنجم في المعجم 50 رقم 5 وفيهما «الأميوطي» وإيضاح المكنون 1/ 400 و 545 و 2/ 149، وهدية العارفين 1/ 133، وشذرات الذهب 7/ 314، ومعجم المؤلفين 1/ 162، وديوان الإسلام 1/ 182 رقم 270، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (المستدرك) 85، 86 رقم 34. (¬4) في الأصل: «القرات». (¬5) مهملة في الأصل. (¬6) في الأصل: سنة ثمان ثمانية. والتصحيح من المصادر. (¬7) خبر إعادة الإهناسي في: الروض الباسم 4 / ورقة 187 أ. (¬8) انظر عن (أبي القاسم بن جهان) في: بدائع الزهور 3/ 17، والتاريخ الغياثي 326 - 331 واسمه: حسن علي وقيل حسين علي، وتاريخ حبيب السير في أخبار أفراد بشر لغياث الدين بن همام الدين الحسيني، خواندمير (خيابان ناصر خسرو 1333 شمسي). ج 4/ 87، وكتاب لب التواريخ ليحيى من عبد اللطيف الحسيني القزويني (ألّفه سنة 948 وتوفي سنة 960 هـ‍ / 1552 م) - از نشريات مؤسسة خاور - اسفندماه - 1314 مطبعة يمني - ص 218.

وفاة الطبيب التونسي

وكان لا بأس به. ولي كرمان عن أبيه مدّة، ولما جرى على أبيه ما جرى، وولي عوضه حسن علي وفد عليه ليعضده على حسن الطويل فاغتاله وقتله خوفا منه على الملك، فلم يتهنّ بعده. [وفاة الطبيب التونسي] [2733]- ومات شيخنا الطبيب العارف، عبد الرحمن بن [أبي] (¬1) سعيد الروميّ (¬2) الأصل، الصقليّ التونسي، المالكيّ. وكان فاضلا، عارفا بالمزاولة، وإليه انتهت الرئاسة فيها بتونس، وحمد علاجه (¬3). وكان سنّه زيادة على التسعين (¬4). [وفاة الواصلي التونسي] [2734]- ومات شيخنا أبو عبد الله محمد الواصلي (¬5)، التونسي، المالكيّ. وكان عالما، فاضلا، عارفا بالفنون، من أكابر علماء تونس، مع الخير والدين المتين والعفّة والصلاح (¬6). وكان في (¬7) نحوا (¬8) من سبعين سنة. ¬

(¬1) استدركته من الروض الباسم 4 / ورقة 198 أ. (¬2) في الروض: «الفرنجي الأصل». (¬3) وصفه المؤلّف - رحمه الله - في الروض: بشيخنا. وقال: كان والده علجا من علوج الفرنج، ملكه السيد الشريف الصقلّي الطبيب الكبير، وترجمته مشهورة، وأعتقه، وكان يتولّى الكثير من أعمال اليد في أيام أستاذه، وأخذ عنه أشياء كثيرة في الدربة، وتزوّج بتونس واستولد ولده صاحب الترجمة، ونشأ متدرّبا على أبيه في صناعة الطب من غير غزير علم لكن غزير ذرّية، وعرف العلاج معرفة تامة، وكان يحفظ أجزاء الرئيس بن سينا، واجتمعت به بتونس وأخذت عنه، وكان محمودا في علاجه. توفي في هذه السنة وقد قارب التسعين أو جاوزها، ولم يخلفه مثله في صناعته ودربته ومزاولته، وكان خيّرا، ديّنا، حسن السمت والشكالة. (¬4) في الأصل: «السبعين»، والتصحيح من الروض. (¬5) انظر عن (الواصلي) في: الروض الباسم 4 / ورقة 200 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 17. (¬6) وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: كان عالما بسائر الفنون العلمية، وله في ذلك اليد الطولى في سعة الباع والاطلاع. وكان أحد مدرّسي تونس وعدولها، وبيده تدريس مدرسة (بياض)، وحضرت دروسه كثيرا، وسمعت عليه الكثير من «صحيح مسلم» ومن تفسير القرآن، والفقه المالكي، والعربية، والمعاني، والبيان، وأصول الدين، والفقه وغير ذلك. وكان فصيحا مفوّها، جيد التقرير في درسه، كثير الفوائد والإيرادات، وله أنظار دقيقة، مع دين وخير وعفّة وصلاح وحسن سمت وتؤدة. (¬7) في الأصل: «افى». (¬8) الصواب: «نحو».

وفاة قانصوه خوني

[وفاة قانصوه خوني] [2735]- وفيها مات من الأتراك أيضا قانصوه خوني (¬1) الأشرفيّ، أحد مقدّمين (¬2) الألوف بدمشق. وكان خيّرا، ديّنا، شجاعا، مقداما (¬3). [وفاة قراكز العثماني] [2736]- وقراكز (¬4) (حمار) (¬5) العثمانيّ، الخاصكي، الظاهريّ. وكان لا بأس به. أظنّه مات قتيلا في الوقعة في ذي قعدة (¬6). [وفاة فارس المؤيّدي] [2737]- وفارس (¬7) أبو شامة المؤيّدي، الخاصكي. [وفاة طوغان] [2738]- وطوغان ميق (¬8) العمري، المؤيّدي، أحد الطبلخاناة بمصر، ثم أحد الأمراء بالشام (¬9). ¬

(¬1) انظر عن (قانصوه خوني) في: الضوء اللامع 6/ 199 رقم 685، والروض الباسم 4 / ورقة 198 ب، وبدائع الزهور 3/ 17. (¬2) الصواب: «أحد مقدّمي». (¬3) أرّخ السخاوي وفاته في صفر وقال: وهو في عشر الستين. وقال المؤلّف - رحمه الله -: ما حرّرت شهر وفاته، وكان له نحو الستين سنة. (¬4) انظر عن (قراكز) في: الروض الباسم 4 / ورقة 199 أ، وبدائع الزهور 3/ 17، 18. (¬5) عن هامش المخطوط. (¬6) وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: قراكز العثماني الظاهري، أحد أعيان الخاصكية، والبواب المعروف بحمار. كان من مماليك الظاهر جقمق ممن بعث به بن عثمان في آخرين، وصيّر خاصكيا في دولة أستاذه، ودام على ذلك مدة حتى تسلطن الظاهر تمربغا خشداشه وجنسه فزاد في إقطاعه وصيّره بوابا. ولما تسلطن الأشرف قايتباي عيّنه في التجريدة إلى سوار فخرج مع الأتابك جانبك قلقسيز، فاتفق أن بغته أجله في كائنة سوار وتوفي بها قتيلا في يوم الوقعة. وكان لا بأس به مع بشر وبشاشة، واسمه مركب من قرا، وهو الأسود. وكذا اسم للعين الباصرة، فكأنه قيل العين السوداء. ثم جعلت هذه علما على الشخص على ما عرفت ذلك في مثل ذلك. (¬7) نظر عن (فارس) في: الروض الباسم 4 / ورقة 198 ب بالمتن والهامش، وبدائع الزهور 3/ 18. (¬8) انظر عن (طوغان ميق) في: الضوء اللامع 4/ 13 رقم 47، والروض الباسم 4 / ورقة 198 أ، وبدائع الزهور 3/ 18. (¬9) ذكره السخاوي باختصار، وقال: مات في. ولم يذكر تاريخ وفاته. =

وفاة صاحب طرابلس الغرب

[وفاة صاحب طرابلس الغرب] [2739]- وصاحب طرابلس الغرب، ظافر بن جاء الخير الروميّ (¬1) الأصل، التونسيّ. وكان من أجلّ قوّاد صاحب تونس، وتنقّل في عدّة ولايات، وكان وجيها (¬2). أظنّه قارب الثمانين. [حوادث السنة] وخرجت هذه السنة وقد وقع فيها من الفتن والشرور والأنكاد ما لا يكاد أن يضبط، وقد حكم بها بمصر أربعة من السلاطين، وإن شئت فقل خمسة، وكانت سنة لا نظير لها في الفتن والملاحم والأنكاد وخراب البلاد والفساد في غالب الأقطار والبلاد (¬3). ¬

= وقال المؤلّف - رحمه الله -: كان طوغان هذا من مماليك المؤيّد شيخ وصيّر خاصكيا بعده، ودام على ذلك إلى سلطنة خشداشه الظاهر خشقدم فأمّره عشرة في أول دولته، ثم أضاف إلى إمرية أخرى وصيّر من الطبلخانات على ما بلغني. ولما جرت كائنة يشبك الفقيه وخلع الظاهر يلباي أخرج طوغان هذا إلى دمشق أظنّ على إمرة بها، وخرج في تجريدة سوار في هذه السنة وبها توفي قتيلا في يوم الوقعة. وكان لا بأس به، ساكنا، قليل الشر، مختصا بالظاهر خشقدم، مقدّما لديه، ومات عن نحو من سبعين سنة أو أكملها. (¬1) انظر عن (ظافر بن جاء الخير) في: الروض الباسم 4 / ورقة 198 أ، وبدائع الزهور 3/ 18، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬2) وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: ظافر بن جاء الخير الرومي الأصل، الفرنجي المغربي، التونسي، قائد طرابلس وأحد الأمراء الكبار لعثمان صاحب تونس. ولد بتونس قبيل القرن، وكان والده «جاء الخير» من علوج أبي العباس أو ولده أبي فارس صاحب تونس. وكان والده أيضا من أجلّ القوّاد بتونس، ونشأ ولده هذا في عزّ ووجاهة، وتنقل في عدّة ولايات ببلاد المغرب منها قيادة طرابلس وباشرها مدة، ثم سعى عليه أخوه أبو النصر فأخرجه منها، وتوجّه ظافر إلى تونس فأقام بها في خدم السلطان عثمان صاحب تونس حتى ولاّه قسنطينة وبقي على قيادتها مدة حتى حاربه أهلها وأرادوا قتله لظلم حصل لهم منه فتدارك عثمان صاحب تونس بأن صرفه عنهم بولد ابنه المسعود بالله، وعاد إلى تونس في سنة ست وستين فأقام بها بداره التي أنشأها بتونس وهي من أعظم ديار تونس ولها بها الشهرة ورأيتها وصاحبها حين دخولي لتونس. وكان شيخا منوّر الشيبة، بهيّ الهيئة، حسن السمت، وجيها، ذا شهرة طائلة وبعد صيت، وجرت بينه وبين أخيه أمور في العداوة على الإمرة بطرابلس مما يطول شرحه. وتوفي في هذه السنة فيما بلغني بعد حضوري إلى هذه البلاد وقد قارب الثمانين سنة. وكان خيرا من أخيه على ما كان فيه من الظلم والفسق، وترك أموالا جمّة. (¬3) الروض الباسم 4 / ورقة 190 أ، وبدائع الزهور 3/ 18.

وفاة العلم بن جلود

[وفاة العلم بن جلود] [2740]- ومات العلم بن جلود (¬1)، كاتب المماليك. (. . . . .) (¬2)، وكان عاقلا، حشما، أدوبا. ¬

(¬1) انظر عن (العلم بن جلود) في: الضوء اللامع 11/ 163 رقم 515، ووجيز الكلام 2/ 798 رقم 1839، والروض الباسم 4 / ورقة 198 ب، و 200 ب، وبدائع الزهور 3/ 18. (¬2) بياض في الأصل مقدار أربع كلمات. وفي الروض الباسم: محمد بن إسحاق التاج القبطي، القاهري، الأسلمي، كاتب المماليك القاضي علم الدين، أبو الفضل، المدعو أولا بفضائل بن التاج المعروف بابن جلود. ولد بالقاهرة على دين النصرانية إباية الأقباط بعد الثلاثين وثمانمائة، ثم تزوج المحتسب يار علي الخراساني بأمّه فاستسلمه وسماه محمدا، وربّاه كبيرا. وكان قبل إسلامه في حال شبوبيته كاتب العليق للأمير جرباش الكريمي المعروف بعاشق. وكان جميل الصورة، ولما أسلم لم يكن له فضيلة غير معرفة قلم الديونة فتعانى المباشرة وتنقلت به الأحوال فيها، ثم حج صحبة برسباي البجاسي حين خروجه أميرا على المحمل وعاد وقد حسن إسلامه فيما كان يعهد، واستشهد ورأس، ثم كتب في ديوان المماليك السلطانية إلى أن نقله الظاهر خشقدم إلى الوظيفة الكبرى بعد عزل سعد الدين فباشرها بشهامة وافرة وحرمة، ونالته السعادة وأثرى ووجه، وعظم وضخم، وبلغ من الحرمة ونفاد الكلمة مبلغا لم ينله الكثير ممن تقدّمه من كتّاب المماليك، ودام على ذلك إلى سلطنة الظاهر تمربغا، فجعل إليه مضافا لوظيفة التحدث على جهات خوند الكبرى وهي إذ ذاك الخوند خمسمائة أخت كسباي، ودام كذلك إلى أن بغته أجله. وكان إنسانا عاقلا، حشما، أدوبا، وقورا، رئيسا، ذا رأي وسياسة وأدب وحشمة وكرم نفس وسخاء، وله حذق تام ومعرفة. وحمدت سيرته في مباشراته، وباشر عدّة جهات غير ما ذكرناه. وتوفي في ظهر يوم الأربعاء سلخ ذي الحجة، وخلفه في الوظيفة ولده الشاب الرئيس كريم الدين عبد الكريم ففاق على أبيه مع صغر سنّه وحداثته حتى تعجّب منه.

سنة ثلاث وسبعين وثمانماية

سنة ثلاث وسبعين وثمانماية [محرّم] [شراء مماليك خشقدم] في محرّم، لما صعد القضاة للتهنئة بالعام والشهر أمر السلطان بعقد مجلس بقضية شراء مماليك خشقدم، وهم من بقي من كتابيّته على الرقّ فاشترى منهم نيّف (¬1) عن خمس مائة نفر، كل نفر بعشرة آلاف درهم (¬2). [سفر أرغون شاه إلى غزّة] وفيه خلع على أرغون شاه خلعة السفر إلى غزّة. [كتابة المماليك] وفيه استقرّ في كتابة المماليك عبد الكريم بن العلم بن جلود عوضا عن أبيه بحكم موته. وكان شابّا لم يلتح بعد (¬3). [عودة الجند من موقعة سوار] وفيه تتابع مجيء من بقي من الجند الذين خرجوا إلى سوار، ووقع لهم ما وقع، وصار من دخل منهم من القاهرة اختفى خوفا من السلطان لكونهم جاءوا بغير إذن (¬4). [أتابكية مصر] وفيه عيّن أزبك بن ططخ نائب الشام للأتابكية بمصر، وخرجت إليه البشارة بذلك وبطلبه إلى مصر والإذن لمن خلص من الأمراء وسليم بالحضور إلى القاهرة (¬5). ¬

(¬1) الصواب: «نيّفا». (¬2) خبر شراء المماليك في: بدائع الزهور 3/ 71، وإنباء الهصر 7، 8. (¬3) خبر كتابة المماليك في: بدائع الزهور 3/ 71، وإنباء الهصر 8. (¬4) خبر عودة الجندقي: إنبال الهصر 8، 9. (¬5) خبر أتابكية مصر في: بدائع الزهور 3/ 71، وتاريخ ابن البصروي 34، وحوادث الزمان 1/ 184، وإنباء الهصر 9.

إقامة تنبك المعلم بالقدس

[إقامة تنبك المعلّم بالقدس] وفيه تلقّي تنبك المعلّم أمير الحاج من العقبة وحمل إلى القدس بطّالا (¬1). [ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان ونزل إلى بعض الجهات [ف‍] ‍اتفق (¬2) اجتيازه بخليج السدّ فوجده لم يحفر إلى هذه الأيام / 202 ب / فحنق من ذلك وتغيّظ وأمر بحفره، وندب يشبك فبادر إليه واجتهد في ذلك، وأخرج العمال إليه، وقام في ذلك مجدّا حتى عمل فيه يشبك بنفسه، وأمر جماعة من أرباب الدولة بالعمل فيه منهم من الأعيان، فاقتحموا ذلك، واستعملوا فيه بعض فقهاء وغيرهم من بياض الناس غصبا. وكان صادف اجتيازهم من هناك. واتفق في ذلك نادرة غريبة، وهي أنّ سودون القصروي، ولاجين، وهما من مقدّمي الألوف اجتازا من ذلك المكان، فثار بهم العمال وأرادوهم للعمل، فامتنعا من ذلك فبهدلا حتى ضرب سودون في وجهه وشجت جبهته وشخبت بالدماء، وتعجّب الناس من ذلك، وما الذي ألجأه إلى حفر هذا الخليج على هذا الوجه (¬3). [ظهور الطاعون بالإسكندرية] وفيه ورد الخبر من الإسكندرية بظهور الطاعون بها وأرجف (¬4) بمجيئه للقاهرة (¬5). [وفاة الشهاب ابن المزلق] [2741]- وفيه مات التاجر الخواجا، الشهاب بن المزلّق (¬6)، أحمد بن محمد بن علي بن أبي بكر بن محمد الحلبيّ الأصل، الدمشقيّ. وكان من أعيان تجار دمشق وأكابر الخواجكية بها، ولم يداخل الدولة كأخيه. [وفاة جانبك قجا الشمسي] [2742]- وفيه مات جانبك قجا (¬7) الشمسي، المؤيّدي، أحد العشرات بطالا بالقاهرة. ¬

(¬1) خبر إقامة تنبك في: بدائع الزهور 3/ 71، وإنباء الهصر 9. (¬2) إضافة للضرورة. (¬3) خبر ركوب السلطان في: إنباء الهصر 9. (¬4) في الأصل: «وأجف». (¬5) خبر ظهور الطاعون في: بدائع الزهور 3/ 18. (¬6) انظر عن (ابن المزلق) في: وجيز الكلام 2/ 806 رقم 856، والضوء اللامع 2/ 147 رقم 415، وتاريخ البصروي 33، وبدائع الزهور 3/ 18، وحوادث الزمان 1/ 184 رقم 238. (¬7) انظر عن (جانبك قجا) في: الروض الباسم 4 / ورقة 228 أ، وبدائع الزهور 3/ 101، ولم يترجم له السخاوي في الضوء اللامع.

خسوف القمر

وكان ساكنا، قليل الشرّ. [خسوف القمر] وفيه في ليلة خامس عشره خسف (¬1) جميع جرم القمر، وكان في ابتداء ذلك أسود اللون إلى الخضرة، ثم زاد في أثناء ذلك صفرة، فعدّ ذلك من النوادر (¬2). [وفاة شاد بك بشق] [2743]- وفيه مات شاد بك بشق (¬3) المحمدي، الأشرفي، نائب ملطية، ثم أحد مقدّمي الألوف بدمشق. وكان مشكورا، فارسا، شجاعا، أدوبا، حشما. تنقّل في عدّة ولايات ببلاد الشام. [كسر النيل] وفيه كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل لذلك قرقماس الجلب أمير مجلس على العادة، وفتح الخليج بحضوره (¬4). [وفاة أصيل الحضري] [2744]- وفيه مات أصيل الخضريّ (¬5) محمد بن إبراهيم بن علي بن عثمان بن يوسف بن عبد الرزاق / 203 أ / بن عبد الله المغربيّ الأصل، الهنتاتي (¬6) الموحّدي (¬7)، الشاذلي المالكيّ. وكان عالما فاضلا، عارفا بطرف من الطب، مفتيا، كثير المداعبات والنوادر. سمع على جماعة. ¬

(¬1) في الأصل: «خشف». (¬2) خبر الخسوف في: بدائع الزهور 3/ 18، وإنباء الهصر 10. (¬3) انظر عن (شاد بك بشق) في: الضوء اللامع 3/ 289 رقم 1103، والروض الباسم 4 / ورقة 236 أ، ب، وبدائع الزهور 19. و «بشق»: اسم للسكّين. (¬4) خبر النيل في: الروض الباسم 4 / ورقة 202 أ، وبدائع الزهور 3/ 19، وإنباء الهصر 11. (¬5) انظر عن (أصيل الخضري) في: الضوء اللامع 6/ 262 - 264 رقم 901، والروض الباسم 4 / ورقة 225 ب، و 240 ب، 241 أ، وبدائع الزهور 3/ 19، ومعجم شيوخ ابن فهد 200، 201. «الخضر» بضم الخاء المعجمة، وفتح الضاد المعجمة. (¬6) الهنتاتي: بفتح الهاء ثم نون ساكنة وفوقانيتين بينهما ألف: نسبة لبلدة بمراكش. (¬7) الموحّدي: نسبة إلى الموحّدين القبيلة الشهيرة بالغرب.

وصول الحاج من غير أمير

ومولده سنة ثمان وثمانين وسبعمائة (¬1). [وصول الحاج من غير أمير] وفيه وصل الحاج بغير أمير معهم إلاّ الأول (¬2). [قدوم ابن الكويز من بلاد الروم] وفيه قدم الزين عبد الرحمن بن الكويز إلى القاهرة من بلاد الروم، وصعد إلى بين يدي السلطان فخلع عليه وأنس إليه. وكان الذي قد فرّ إلى بلاد الروم في دولة الظاهر خشقدم مختفيا (¬3). [مكاتبة حسن الطويل للسلطان] وفيه وصل قاصد حسن الطويل وعلى يده مكاتبة مرسله بالتهنئة بالملك وبعض هدية ليست بالكثير (¬4). [صفر] [وفاة الأستاذ الشرواني] [2745]- وفي صفر، في أول يوم منه، مات الأستاذ العلاّمة، الشمس محمد بن مرهم (¬5) الشرواني (¬6) الشافعيّ. وكان إماما عالما، علاّمة، فاضلا، بارعا، كاملا، نادرة عصره، صوفيا، خيّرا، ديّنا، متواضعا، منجمعا، شهما على بني الدنيا، أعلم أهل زمانه في الفنون العقلية وخصوصا الحكمة، ماهرا في ذلك، وشهرته تغني عن مزيد ذكره. ومولده سنة ثمانين وسبعمائة. ¬

(¬1) وقال السخاوي: «ولد كما قال لي في ليلة الأربعاء سادس عشري المحرم سنة أربع وثمانين وسبعمائة، وكتبه مرة بخطه سنة اثنتين وتسعين، وقيل ثمان وثمانين أو أربع وتسعين بخط جامع ابن طولون. وقال المقريزي في عقوده بعد أن أسقط من نسبه عثمان أنه بظاهر القاهرة في يوم الأربعاء سابع عشري المحرم سنة ثمان وسبعين، فالله أعلم». (الضوء 6/ 263). (¬2) خبر وصول الحاج في: الروض الباسم 4 / ورقة 202 أ، وإنباء الهصر 11. (¬3) خبر قدوم ابن الكويز في: الروض الباسم 4 / ورقة 202 أ، وبدائع الزهور 3/ 19، وإنباء الهصر 11، 12. (¬4) خبر المكاتبة في: الروض الباسم 4 / ورقة 202 أ، وبدائع الزهور 3/ 9، وإنباء الهصر 12. (¬5) في الضوء اللامع: «مراهم»، وفي إنباء الهصر 92 فراغ في الأصل، أثبت فيه محقّقه د. حسن حبشي اسم «إبراهيم». (¬6) انظر عن (الشرواني) في: الضوء اللامع 10/ 48، 49 رقم 165، ووجيز الكلام 2/ 800، 801 رقم 1840، والروض الباسم 4 / ورقة 243 ب، 244 أ، وبدائع الزهور 3/ 19، وإنباء الهصر 92 - 96 رقم 17. و «الشرواني»: منسوب لمدينة بناها أنو شروان محمود باد فأسقطوا أنو تخفيفا. (الضوء 10/ 48).

الطاعون بالإسكندرية

[الطاعون بالإسكندرية] وفيه فشا الطاعون بالإسكندرية ومات به الكثير من الخلق (¬1). [ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان في خواصّه وأمرائه ونزل إلى جهة طرا والعدوية للتنزّه هناك، وكان تقدّم أمره لضرب خيام له هناك وتهيئة الأسمطة، وتسامع الناس ذلك فهرعوا إلى تلك الجهة للفرجة (¬2). [توقف زيادة النيل] وفيه توقّف النيل عن الزيادة ودام أياما على ذلك، وقلق الناس وتكالبوا على الغلال، وارتفعت أسعارها بزيادة عمّا كانت قد ارتفعت قبل ذلك (¬3). [نيابة الإسكندرية] وفيه استقرّ يلباي الظاهري أحد العشرات وروس النوب في نيابة الإسكندرية، عوضا عن قانصوه اليحياوي (¬4). [نيابة طرابلس] وقرّر اليحياوي في نيابة طرابلس، عوضا عن إينال الأشقر بحكم نقله إلى نيابة حلب، عوضا عن برد بك البجمقدار (¬5). [نيابة الشام] / 203 ب / وقد نقل إلى نيابة الشام عائدا إليها عوضا عن الأتابك أزبك لما عيّن للأتابكية، عوضا عن الأتابك جانبك قلقسيز بحكم أسره عند شاه سوار (¬6). ¬

(¬1) خبر الطاعون في: وجيز الكلام 2/ 799، والروض الباسم 4 / ورقة 202 أ، وإنباء الهصر 12. (¬2) خبر ركوب السلطان في: الروض الباسم 4 / ورقة 202 ب، وبدائع الزهور 3/ 19، وإنباء الهصر 12. (¬3) خبر النيل في: الروض الباسم 4 / ورقة 202 ب، وبدائع الزهور 3/ 19. (¬4) خبر نيابة الإسكندرية في: الروض الباسم 4 / ورقة 202 ب، وبدائع الزهور 3/ 19، وإنباء الهصر 13. (¬5) خبر نيابة طرابلس في: الروض الباسم 4 / ورقة 202 ب، وبدائع الزهور 3/ 19، وحوادث الزمان 1/ 184، وإنباء الهصر 15، وتاريخ طرابلس 2/ 53 رقم 128، وهو مات في سنة 902 هـ‍. (¬6) خبر نيابة الشام في: الروض الباسم 4 / ورقة 202 ب، وتاريخ البصروي 34، ووجيز الكلام 799، وحوادث الزمان 1/ 184، وبدائع الزهور 3/ 19، 20، وإعلام الورى، وإنباء الهصر 15.

النداء على الفلوس

[النداء على الفلوس] وفيه نودي على الفلوس بأربعة وعشرين نقرة الدرهم، وكانت بست وثلاثين، فحصل على الناس الضرر من ذلك (¬1). [وفاة مغلباي طاز] [2746]- وفيه مات مغلباي طاز (¬2) الأبو بكري، المؤيّدي، أحد مقدّمي الألوف بمصر بطّالا بدمياط. وكان خيّرا، ديّنا، شجاعا، عارفا بالأنداب والتعاليم، كريم النفس جدا، رأسا في الرمح، سليم الفطرة، يحبّ الخير والمعروف مع بعض طيش وخفّة عنده. وله من الآثار: الجامع الذي أنشأه بدرب الخازن، وأخذت رمّته من دمياط فدفن بالقاهرة بتربة أنشأها بالصحراء. وله نحوا (¬3) من ثمانين سنة. [النداء ببيع القمح] وفيه نودي بأن لا يباع القمح بأكثر من أربع مائة الإردبّ، فلم يلتفت أحد لهذه المناداة، بل وزاد السعر فأصبح في غده وهو بسبع مائة الإردبّ، وزاد في الأسعار في غير الغلال أيضا (¬4). [الاحتفال بلقاء الأتابك أزبك] وفيه احتفل الأعيان لملاقاة الأتابك أزبك وخرج بعض منهم إلى ملاقاته بقطيا وغيرها. ولما نزلوا الخانكاه نزل السلطان إليه ليلا في خفية وهو في عشرة أنفس من خاصكيّته وخواصّه فاجتمع به وأنس إليه. ثم دخل هو إلى القاهرة في غد يومه ذلك، وخلع عليه السلطان بالأتابكية، ونزل إلى داره في موكب حافل، هذا، بعد أن امتنع من أن يتولّى الأتابكية، وأخذ يظهر الامتناع الكلي، ويقول إن صاحب الوظيفة، يعني بذلك الأتابك جانبك في قيد الحياة لمندوحة له في هذا القول على أن السلطان تأثّر منه باطنا (¬5). ¬

(¬1) خبر النداء في: الروض الباسم 4 / ورقة 202 ب، وبدائع الزهور 3/ 20، وإنباء الهصر 13. (¬2) انظر عن (مغلباي طاز) في: وجيز الكلام 2/ 808 رقم 1862، والضوء اللامع 10/ 164 رقم 667، والروض الباسم 4 / ورقة 202 ب، و 244 ب، 245 أ، وبدائع الزهور 3/ 20، وإنباء الهصر 13 و 105 رقم 24. (¬3) الصواب: «وله نحو». (¬4) خبر النداء في: الروض الباسم 4 / ورقة 203 أ، وإنباء الهصر 13، 14. (¬5) خبر الاحتفال في: الروض الباسم 4 / ورقة 203 أ، ووجيز الكلام 2/ 799، وبدائع الزهور 3/ 20، وإنباء الهصر 14 و 15.

وفاة الخوند فاطمة

[وفاة الخوند فاطمة] [2747]- وفيه ماتت الخوند فاطمة (¬1) ابنة الأشرف إينال، أخت المؤيّد أحمد، زوجة يونس الدوادار. وكان سنّها نحوا من سبع وعشرين سنة، وحملت ميّتة كما هي / 204 أ / إلى القاهرة، ودفنت في تربة أبيها. [توقف صرف الجوامك] وفيه توقف السلطان عن صرف جوامك أولاد الناس والمتعمّمين من فقهاء وغيرهم (¬2). [وفاة الشرف الطنوبي] [2748]- وفيه مات الشرف الطنوبي (¬3)، عيسى بن سليمان بن خلف الشافعيّ. وكان فاضلا، سمع على جماعة، وناب في الحكم. ومولده سنة إحدى وثمانماية. [وفاة الطواشي سرور] [2749]- ومات الطواشي سرور الطرباي (¬4) الحبشي، شيخ الخدّام بالحرم الشريف النبويّ بعد ما شاخ. وكان خيّرا، ديّنا (كثير الأدب والحشمة) (¬5). ¬

(¬1) انظر عن (الخوند فاطمة) في: الروض الباسم 4 / ورقة 203 ب، وبدائع الزهور 3/ 20 وإنباء الهصر 16. (¬2) خبر الجوامك في: الروض الباسم 4 / ورقة 203 ب، و 237 ب، 238 أ، وبدائع الزهور 3/ 20، وإنباء الهصر 16. (¬3) انظر عن (الشرف الطنوبي) في: الضوء اللامع 6/ 153، 154 رقم 487، ووقع فيه أنه مات في صفر سنة ثلاث وستين، والمنجم في المعجم 163 رقم 107، والروض الباسم 4 / ورقة 237 ب، وبدائع الزهور 3/ 21. و «الطنوبي»: بضم المهملة والنون وآخره موحّدة، نسبة لبلدة من إقليم المنوفية. (¬4) انظر عن (سرور الطرباي) في: الضوء اللامع 3/ 246 رقم 923، ووجيز الكلام 2/ 808، 209 رقم 1865، والروض الباسم 4 / ورقة 235 ب، وبدائع الزهور 3/ 21 وفيه: «الطرابيهي»، وإنباء الهصر 85 رقم 8. و «الطرباي»: نسبة إلى طرباي. (¬5) ما بين القوسين عن هامش المخطوط.

ربيع الأول

[ربيع الأول] [وفاة السلطان يلباي الإينالي] [2750]- (وفي ربيع الأول مات السلطان، الملك، الظاهر، أبو سعيد، يلباي، الإينالي (¬1)، المؤيّديّ. وسنّه نحوا (¬2) من الثمانين. أو جاوزها. وكان خيّرا، ديّنا) (¬3)، سليم الباطن والفطرة، حسن العقيدة، شجاعا، مقداما، غير مداهن، محمود السيرة، من ذوي الحنكات، صاحب رأي وتدبير. جلبه إينال ضضع في أواسط دولة أستاذه المؤيّد شيخ، وصيّر خاصكيّا بعده، ثم ساقيا، ثم تأمّر عشرة، ثم طبلخا [ناة] (¬4)، ثم قبض عليه وسجن بالإسكندرية، ثم أطلق وأعيد إلى طبلخاناه، ثم ولي الأمير اخورية الثانية، ثم تقدّم، ثم ولي حجوبية الحجّاب، ثم الأمير اخورية، ثم الأتابكية، ثم تسلطن كما عرفت، وكان له ما ذكرناه، وسجن بالإسكندرية حتى مات. وكان ثقيل الدماغ بأخرة، متواضعا، لا مكر ولا خداع عنده، عفيفا عن الأموال والفروج، (وما قرأ) (¬5) ولا كتب، ولم يظهر تصرّفاته الاختيارية في سلطنته حتى يعلم حقيقة حاله فيها، بل كان مغلوبا والأمر لغيره. [ارتفاع الأسعار] وفيه كانت الأسعار مرتفعة جدا لا سيما وقد أخذ النيل في الانحطاط والهبوط سريعا، وبادر الناس إلى الزراعة وأثاروا الأرض بالحرث في غير الوقت المعتاد، فإنه كان أواسط توت. وظهر الغلاء، ثم استولى حتى مات به الكثير من الناس جوعا. هذا، والأراجيف عمّالة بمجيء الطاعون، وكانت أحوال الناس متوقّفة غير سارة (¬6). [وفاة يلباي الظاهر] [2751]- وفيه وصل الخبر بموت يلباي الظاهر مطعونا (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (يلباي الإينالي) في: وجيز الكلام 2/ 807 رقم 1858، والضوء اللامع 10/ 287، 288 رقم 1131، والروض الباسم 4 / ورقة 204 أو 246 أ، وبدائع الزهور 3/ 21، ونظم العقيان 178 رقم 197، وإنباء الهصر 17، 18 و 105 - 107 رقم 25. (¬2) الصواب: «وسنّه نحو». (¬3) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬4) إضافة على الأصل. (¬5) كتب فوق السطر. (¬6) خبر الأسعار في: الروض الباسم 4 / ورقة 203 ب، وبدائع الزهور 3/ 21، وإنباء الهصر 17. (¬7) خبر يلباي في: الروض الباسم 4 / ورقة 204 أ.

السفر لجهة شاه سوار

[السفر لجهة شاه سوار] وفيه أشيع بأنّ (¬1) / 204 ب / السفر عمّال إلى جهة شاه سوار، ثم أسفر الحال بأنّ السلطان قد عيّن أزدمر الطويل بأن يخرج ومعه خمسمائة من الجند إلى جهة البلاد الحلبية لحفظها حتى يرى السلطان رأيه بعد ذلك في تعيين تجريدة تخرج ردفا لهذه، أو يخرج هو بنفسه (¬2). وكان السبب في هذا ورود الخبر بنزول (سوار) (¬3) بعسكره على قلعة طرندة ومحاصرتها، ثم رحيله عنها (¬4). [وفاة قانم طاز الأشرفي] [2752]- وفيه مات في أسر سوار قانم طاز (¬5) الأشرفي، أحد مقدّمي الألوف بحلب، ودوادار السلطان بها. وله زيادة على الستين. وكان موصوفا بالشجاعة والفروسية. [ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان ونزل إلى جهة الخانكة ومعه أمراؤه وخا (صكيته) (¬6)، فنزل هناك بخيام نصبت بالكثرة وعملت له أسمطة هائلة، وبقي بها يومين وليلتين. وكان معه قاصد حسن الطويل، وقاصد ملك الهند، وعاد إلى القاهرة بعد ضيافات حافلة أقيمت هناك (¬7). [القبض على الوزير الأهناسي] وفيه قبض على الوزير الأهناسي، وسلّم ليشبك الدوادار فعوقب عنده وسجن أياما، وأطلق بعد أن صودر على ألفي دينار (¬8). ¬

(¬1) تكرّرت في آخر الصفحة وأول التي تليها. (¬2) خبر السفر في: تاريخ البصروي 25، والروض الباسم 4 / ورقة 204 أ، وبدائع الزهور 3/ 21، وإنباء الهصر 18. (¬3) عن الهامش. (¬4) الروض الباسم 4 / ورقة 204 أبالمتن والهامش. (¬5) انظر عن (قانم طاز) في: الروض الباسم 4 / ورقة 238 ب، 239 أ، وبدائع الزهور 3/ 21، وإنباء الهصر 88، 89 رقم 21. (¬6) عن الهامش. (¬7) خبر ركوب السلطان في: الروض الباسم 4 / ورقة 205 أ، وبدائع الزهور 3/ 21، وإنباء الهصر 20. (¬8) خبر الوزير في: الروض الباسم 4 / ورقة 205 أ، وبدائع الزهور 3/ 21، وإنباء الهصر 20.

تفرقة الجامكية على أولاد الناس

[تفرقة الجامكية على أولاد الناس] وفيه جلس السلطان لتفرقة الجامكية بالحوش على دكته على أولاد الناس، ومن لم يعط جامكيته في الشهر الماضي، وأحضر السلطان عنده ثلاثة من القسيّ، وبعضها أقوى من بعض، وصار كلما دعي باسم فخرج لقبض خاصكيته يطلبه إليه ويأمره بجذب قوس منها فإن وفا (¬1) به كتبه إلى تجريدة سوار، وإن لم يجذبه ألزمه بحمل مائة دينار إن كان من أصحاب الفتن، وإن كان من ألف وخمسمائة ألزمه بخمسة وسبعين دينارا، وإن كان بألف ألزمه بخمسين دينارا، وإن كانت أقلّ من ذلك تركه وأقبضه جامكيته، فشق هذا على كثير من الناس من هذه الطائفة، وحصل على الكثير منهم غاية النكد والتشويش وكسرت خواطر كثير، وأراد البعض من الزمر بحمل المائة دينار والجامكية بل وغيرهم (¬2) أيضا. فلم يقبل السلطان منه ذلك (¬3). [مقدّميّة الألوف] وفيه قرّر برقوق الساقي شاد الشربخاناه في جملة مقدّمي الألوف. وصيّر قانبردي الدوادار الثاني أيضا من مقدّمين (¬4) الألوف (¬5). [تفريق الجامكية الثانية] وفيه فرّقت ثاني جامكية أولاد الناس على النحو الذي تقدّم خبره، وأمّا الفقهاء والمتعمّمون فما فرّقت فيهم إلا بعد أيام على نحو ما ذكرناه من الإلزام في أولاد الناس. وترك الكثير منهم جامكيته أصلا (¬6). [كائنة العلاء ابن الصابوني] وفيه كائنة العلاء ابن الصابوني، أحضره السلطان إلى بين يديه بالدهيشة وأمر به فضرب ضربا مبرحا على رجليه وألزم بحمل مائة ألف دينار فأذعن إلى ذلك لما حصل عليه، وحمل إلى طبقة الزمام للتوكيل به. وكان بها قبل ذلك (¬7). ¬

(¬1) الصواب: «وفى». (¬2) الصواب: «وغيرها». (¬3) خبر تفرقة الجامكية في: الروض الباسم 4 / ورقة 205 أ، وبدائع الزهور 3/ 22، وإنباء الهصر 20، 21. (¬4) الصواب: «من مقدّمي». (¬5) خبر المقدّمية في: الروض الباسم 4 / ورقة 205 أ، وبدائع الزهور 3/ 22، وإنباء الهصر 21، 22. (¬6) خبر تفرقة الجامكية في: الروض الباسم 4 / ورقة 205 أ، وبدائع الزهور 3/ 22، وإنباء الهصر 22. (¬7) خبر كائنة العلاء في: الروض الباسم 4 / ورقة 205 أ، وبدائع الزهور 3/ 22، وإنباء الهصر 22، 23.

عرض الجند

[عرض الجند] وفيه كان عرض الجند على السلطان بالحوش وعيّن منهم جماعة للخروج إلى سوار (¬1). [وزارة يشبك الدوادار] وفيه استقرّ يشبك الدوادار في الوزارة مضافا للدوادارية، وعدّ ذلك من النوادر، وخلع السلطان عليه بها خلعة حافلة كخلعة الأتابكية، ولما نزل إلى داره خلع هو على قاسم شغيته بنظر الدولة، وعدّ ذلك أيضا من النوادر، ثم أخذ يشبك في الحال في الكشف على مرتّبات اللحم، وقطع أشياء كثيرة. ووقع أمور ذكرناها في تاريخنا «الروض الباسم» (¬2) برمّتها وطولها (¬3). [خروج الأتابك إلى البحيرة] وفيه خرج الأتابك أزبك إلى جهة البحيرة لعمل مصالحها وكانت قد خربت من العربان (¬4). [رأس النوبة الكبرى] وفيه استقرّ سودون (القصروي) (¬5) / 205 ب / في الرأس نوبة (¬6) الكبرى، عوضا عن نانق، واستقرّ في الدوادارية تنبك قرا (¬7). [شادية الشرابخاناه] وقرّر في شادّية الشراب خاناه قانصوه الخسيف المحتسب (¬8). [تجارة المماليك] وقرّر جانبيه الحسني في تجارة المماليك (¬9). ¬

(¬1) خبر عرض الجند في: الروض الباسم 4 / ورقة 205 أ، وإنباء الهصر 23. (¬2) الروض 4 / ورقة 205 ب. (¬3) خبر الوزارة في: وجيز الكلام 2/ 799، والروض الباسم 4 / ورقة 205 ب، وبدائع الزهور 3/ 22، 23، وإنباء الهصر 23. (¬4) خبر خروج الأتابك في: الروض الباسم 4 / ورقة 206 أ، وبدائع الزهور 3/ 23، وإنباء الهصر 24. (¬5) عن الهامش. (¬6) في الأصل: «نونيه». (¬7) خبر رأس النوبة في: الروض الباسم 4 / ورقة 206 أ، وبدائع الزهور 3/ 23، وإنباء الهصر 25. (¬8) خبر الشرابخاناه في: الروض الباسم 4 / ورقة 206 أ، وإنباء الهصر 25. (¬9) خبر تجارة المماليك في: الروض الباسم 4 / ورقة 206 أ، وبدائع الزهور 23، وإنباء الهصر =

مشيخة الخدام بالحرم النبوي

[مشيخة الخدام بالحرم النبوي] وقرّر في مشيخة الخدّام بالحرم الشريف النبوي مثقال الحبشي الساقي (¬1). [نهاية عرض الجند] وفيه انتهى العرض للجند وتعيينهم، وعيّن السلطان فيه عدّة من الأمراء يأتي ذكرهم، ونودي بعض العرض بالنفقة والسفر عن قريب (¬2). [مكاتبة نائب حلب إلى السلطان] وفيه وردت مكاتبة نائب حلب على السلطان يخبر فيها بأنّ ابن (¬3) عثمان ملك الروم قبض على وزيره ومدبّر مملكته محمود باشا، وأن حسن الطويل انهزم من عساكر حسن علي بن جهان شاه، وأن شاه سوار على حصار درنده، إلى غير ذلك من نحو هذه الأخبار (¬4). [تفريق النفقة] وفيه كان تفريق النفقة على المعيّنين لقتال سوار (¬5). ¬

= 25، وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: وفيه استقر جان باي الحسن الأشرفي في معلّمية الدلالين التي يقال لها تاجر المماليك عوضا عن تنبك قرا. وجان باي الحسن هذا موجود إلى يومنا هذا فلنترجمه: هو الآن أحد الأمراء بطرابلس وهو من مماليك الأشرف إينال، وكان من الخاصكية في دولته وأخرج بعد موت أستاذه منفيا مع من نفي من الإينالية إلى البلاد الشمالية ودام بها بطّالا إلى سلطنة الأشرف قايتباي فصيّره من العشرات بمصر، وكان قدمها بعد موت الظاهر خشقدم، ثم صيّره من روس النوب، ثم ولاّه هذه الوظيفة في هذا اليوم، وتوجّه أميرا بالركب الأول غير ما مرة، ثم غضب عليه السلطان فأخرجه منفيا إلى طرابلس بطّالا، ثم أمّر بها وهو باق بها على ما بيده من الإمرة، وهو إنسان سيء السيرة، غليظ الطبع، قليل صنع، كثير الحركة حتى قيل له المجنون. وهو الذي جرت له مع أستاذه الكائنة التي تقدّمت في محلّها لما صيّر السلطان إينال دولات باي الجمالي رأس نوبة الجمدارية، وصيّر قانباي الأشرفي نائبه. وكان جانباي هذا رشح نفسه لها، وما أجابه السلطان فحنق حنقا زائدا وصاح في الحوش بين يدي السلطان في الملأ العام من الناس وغوّش وصدر منه أفعالا (كذا) لا يصدر عن المجانين علي يا عزيزي ذلك هناك، وهذا هو ذلك الإنسان، فإننا لم نسمّه هناك. وهو ممّن جاوز الأربعين. وفي إنباء الهصر: جانبك الخشن الإينالي. (¬1) خبر المشيخة في: الروض الباسم 4 / ورقة 206 ب، وبدائع الزهور 3/ 23، وإنباء الهصر 25، 26. (¬2) خبر نهاية العرض في: الروض الباسم 4 / ورقة 206 ب، وإنباء الهصر 26. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر المكاتبة في: الروض الباسم 4 / ورقة 206 ب، وإنباء الهصر 27، 28. (¬5) خبر النفقة في: الروض الباسم 4 / ورقة 206 ب، وإنباء الهصر 27، 28.

إمرة الحاج

[إمرة الحاج] وفيه قرّر في إمرة الحاج بالمحمل يشبك جن الأمير اخور الثاني، (وقرّر يشبك الجمالي في إمرة الأول (¬1)) (¬2). [استيلاء حسن الطويل على العراق] وفيه ورد الخبر بكسر حسن الطويل عساكر حسن علي واستيلائه على ممالك العراق وأذربيجان (¬3). [وصول مكاتبة من حلب إلى السلطان] وفيه وردت مكاتبة من حلب من بعض خواص (¬4) السلطان وفي طيّها كتاب شاه سوار إلى بعض الرعايا بالبلاد الشامية، وكان قد ظفر به هذا المرسل، فبعثه إلى السلطان ليقف عليه ويعلم منه أحوال شاه (¬5) سوار هذا وما هو فيه من العظمة. ولما قريء هذا الكتاب عند السلطان بألفاظه ومعانيه حصل عنده تأثير. وقد ذكرنا صورة الكتاب في تاريخنا «الروض» (¬6). ¬

(¬1) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬2) خبر إمرة الحاج في: الروض الباسم 4 / ورقة 207 أ، وبدائع الزهور 3/ 23، 24، وإنباء الهصر 29. (¬3) خبر الاستيلاء في: الروض الباسم 4 / ورقة 207 أ، وإنباء الهصر 29. (¬4) في الأصل: «حواض». (¬5) في الأصل: «لشا». (¬6) خبر وصول المكاتبة في: الروض الباسم 4 / ورقة 207 أ، ب، وفيه: «في هذه الأيام وردت على السلطان مكاتبة من بعض خواصه بالبلاد الحلبية، وفي طيّها كتاب من شاه سوار بن دلغادر لبعض الرعايا بالبلاد الشامية، فظفر به هذا المرسل وبعثه إلى السلطان ليقف عليه ويعلم منه أحوال شاه سوار هذا وما هو فيه من العظمة الزائدة، وأراد هذا المرسل بذلك إظهار خدمة للسلطان، فكان صورة ما في هذا الكتاب ما كتب في رأسه من لفظه هو بمفردها إشارة إلى الله تعالى، ثم تحتها بيسير مكتوب «وما النصر إلا من عند الله»، وهو في مكان ما يكتب في هذه البلاد «الملكي، الفلاني»، ثم تحت ذلك مكتوب العلامة بالرمل المذهب الذي يستعملونه في تلك البلاد الرومية والعجمية أيضا. ثم كتب تحت هذه العلامة ما هذا نصّه: «السبب الباعث لتسطير هذا الكتاب، والمعنى الموجب لتحرير هذا الخطاب، إن المقرّ الكريم، العالي، المولوي، الأميري، الكبيري، الزيني، المظفّر، أعزّ الله أنصاره، وضاعف اقتداره، أشار إلى الأمن والأمان بالدليل والبرهان بين التجار والقوافل وأبناء السبيل وغيرها من أركان البيع والشرى (كذا) والفلاحين والحرائين والصادرين والواردين والمترددين بالمملكة الشامية والحلبية والطرابلسية وغيرها من الغرباء وأهل / البلاد بالحضور التام بين الناس والأنام إلى المملكة الدلغادرية فمن حضر فيها يكونون آمنين على أنفسهم وأموالهم وذراريهم ودوابّهم من غير تعارض الإجماع ولا مراحم، والله يحرسه بالملائكة المقرّبين والأنبياء والمرسلين بحق محمد وآله أجمعين والله على ما نقول خبير، وما لنا من دون [الله] من وليّ ولا نصير، إن شاء الله تعالى. كتب في مستهلّ أول ربيعين من سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة، والحمد لله وكفى، وصلّى الله على محمد المصطفى. ثم كتب على هامش هذا المكتوب من آخره بمقام مدينة الأبلستين. وانظر: إنباء الهصر 29، 30.

حمل النفقات للأمراء

[حمل النفقات للأمراء] وفيه حملت النفقات للأمراء المعيّنين للسفر، وهم: أزدمر الطويل، أحد المقدّمين وباشر هذه التجريدة، فحمل إليه ستة آلاف دينار بزيادة الضعفين عن عادة نفقة مثله، وحمل لقجماس الطويل / 207 أ / أحد الطبلخاناة، وحمل له خمس مائة دينار، وحمل للأمراء العشرات، وكانوا زيادة على العشرة، لكل أمير (¬1) منهم مائتي دينار، فكان الذي صرف على هذه التجريدة من المال نحو المائة ألف دينار (¬2). [خروج التجريدة] وفيه خرج أزدمر الطويل للتجريدة هو ومن عيّن معه (¬3). [الغلاء بالشام] وفيه ترادفت الأخبار وشاعت بأنّ الغلاء أيضا بالبلاد الشامية، بل وببلاد الروم. وفيه لهج الناس بمجيء الطاعون (¬4). [عودة الأتابك من البحيرة] وفيه وصل الأتابك أزبك من سفره بالبحيرة، وكان قد خرج لإصلاحها قبل ذلك (¬5). [وفاة مماليك بالطاعون] وفيه مات بدار المجد بن البقري ثلاثة مماليك بالطاعون، وعدّ كون الطاعون يكون في مثل هذه الأيام التي هي أيام هاتور من النوادر (¬6). [التوكيل بابن الصابوني] وفيه أخرج العلاء ابن الصابوني موكّلا به إلى دمشق ومن معه من الخاصكية جانبك الأشقر بحمل ما بقي عليه من المال الذي ألزم به (¬7). ¬

(¬1) في الأصل: «أمر». (¬2) خبر حمل النفقات في: وجيز الكلام 2/ 799، والروض الباسم 4 / ورقة 207 ب، وبدائع الزهور 3/ 24، وإنباء الهصر 30، 31. (¬3) خبر خروج التجريدة في: الروض الباسم 4 / ورقة 208 ب، وبدائع الزهور 3/ 24، وإنباء الهصر 31 و 42. (¬4) خبر الغلاء في: الروض الباسم 4 / ورقة 208 ب، وإنباء الهصر 32. (¬5) خبر عودة الأتابك في: الروض الباسم 4 / ورقة 208 ب، وإنباء الهصر 32. (¬6) خبر وفاة المماليك في: الروض الباسم 4 / ورقة 208 ب، وإنباء الهصر 32. (¬7) خبر التوكيل في: الروض الباسم 4 / ورقة 208 ب، وبدائع الزهور 3/ 24، وإنباء الهصر 32، 33.

ربيع الآخر

[ربيع الآخر] [ركوب السلطان] وفي ربيع الآخر ركب السلطان ونزل في عدّة أمرائه وخاصكيّته إلى جهة طرا والعدوية وساق سوقا عنيفا ذهابا وإيابا، وما نزل عن فرسه حتى صعد القلعة، وأمر بأن ينادى أنّ من له جامكية فليحضر لقبضها بنفسه، ولا يقبض أحد جامكية أحد حتى ولا الغائب (¬1). [المجلس بالقلعة] وفيه عقد مجلس بالقلعة بين يدي السلطان حضره القضاة وبعض مشايخ العلم والأمراء وأرباب الدولة، وكان يوم تفرقة الجامكية، وطال فيه الكلام، وكان الغرض منه قطع جوامك جماعة من الناس، وذكر السلطان أن ديوانه عاجز عن صرف هذه الجوامك، وأن في صرفها إنما يظلم العباد وخراب البلاد، فإنها زادت عن المعتاد أضعافا مضاعفة، كما كانت في أيام من قبله من السلاطين / 206 ب / ثم أخذ السلطان في أثناء كلام يظهر التبرّم مما هو فيه من السلطنة وصرّح بدعائه على نفسه وطلب الموت، بل ودعا على من كان السبب في دخوله في هذا الأمر، وذكر أنه بقي الحال على ما هو عليه من هذه الجوامك والمرتبات لا يحصل بعض سداد فضلا عن كل، وإن كان غير ذلك فينسب السلطان إلى الظلم والحيف وقطع الأرزاق، ثم أخذ يظهر أنه يريد خلع نفسه، وقال للحاضرين: اختاروا من تقدّموه (¬2) لهذا الأمر، فإنه لا قدرة لي بذلك على هذا الوجه إلاّ بعد ارتكاب المعضلات والظلم العظيم والعسف الكبير، ثم أخذ بعض القضاة يتكلّم بكلام فيه نوع حق، وبعض بما فيه تنزل مع غرض السلطان. ثم انفض المجلس من غير طائل، ثم جلس السلطان على دكته واستدعى بالجامكية، وقطع في هذا اليوم جماعة. ووقعت أمور يطول الشرح في ذكرها قد بيّناها برمّتها في «الروض الباسم» (¬3)، والله أعلم. [تفرقة الجامكية الثانية] وفيه في الجامكية الثانية جلس السلطان أيضا على تفرقتها، وقطع الكثير من الناس، ثم استمر السلطان يجلس على الجامكية بنفسه مدة، بل إلى يومنا هذا (¬4). ¬

(¬1) خبر ركوب السلطان في: الروض الباسم 4 / ورقة 208 ب، وإنباء الهصر 33. (¬2) الصواب: «من تقدّمونه». (¬3) ج 4 / ورقة 208 ب، وبدائع الزهور 3/ 24، وإنباء الهصر 33 - 37. (¬4) خبر تفرقة الجامكية في: الروض الباسم 4 / ورقة 211 أ، وإنباء الهصر 38 و 40، 41.

نيابة حماه

[نيابة حماه] وفيه قرّر يشبك البجاسي الذي عزل عن نيابة حلب في نيابة حماه عوضا عن محمد بن مبارك بعد صرفه، وعدّ هذا من نوادر يشبك هذا، مع كونه تقهقر من حلب إلى حماه، لكونه قرّر بعد عزل (¬1). [حسبة القاهرة] وفيه قرّر يشبك الجمالي في حسبة القاهرة فباشرها مباشرة حسنة وحمدت سيرته فيها إلى الغاية (¬2). [جمادى الأول] [وفاة الطواشي جوهر التركماني] [2753]- وفي جماد الأول مات الطواشي جوهر التركماني (¬3)، الهندي، اليشبكي (¬4)، الخازندار، والزمام. وقد أكمل السبعين. وكان غير محمود. [انتهاء تفرقة الجامكية] وفيه كانت نهاية / 207 أ / تفرقة الجامكية بعد أن قطع منها ومن اللحم والعليق شيئا كثيرا (¬5). وكان أكثر من خصّ بهذه البليّة أولاد الناس والمتعمّمين (¬6). [وفاة قوزي الظاهري] [2754]- وفيه مات قوزي الظاهري (¬7) أحد العشرات ورؤس (¬8) النوب. وكان أدوبا، حشما، متديّنا، ساكنا. ¬

(¬1) خبر نيابة حماه في: الروض الباسم 4 / ورقة 211 ب، وبدائع الزهور 3/ 24، 25 وإنباء الهصر 41. (¬2) خبر الحسبة في: الروض الباسم 4 / ورقة 211 ب، وبدائع الزهور 3/ 24، 25. (¬3) انظر عن (جوهر التركماني) في: الضوء اللامع 3/ 86 رقم 333، والروض الباسم 4 / وقة 228 ب، وبدائع الزهور 3/ 25. (¬4) اليشبكي: لكونه على الأشهر معتق أخت يشبك الجكمي أمير اخور زوجة أقبغا التركماني، بل قيل إنه معتق يشبك نفسه. قاله السخاوي. (¬5) الصواب: «شيء كثير». (¬6) خبر انتهاء التفرقة في: الروض الباسم 4 / ورقة 211 ب. (¬7) انظر عن (قوزي الظاهري) في: الضوء اللامع 6/ 225 رقم 758، والروض الباسم 4 / ورقة 240 أ، وإنباء الهصر 89 رقم 13 وفيه: «فوزى». (¬8) كذا.

وفاة الشمس الشنشي

[وفاة الشمس الشنشي] [2755]- وفيه مات الشمس الشنشي (¬1)، محمد بن أحمد بن عمر الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، يستحضر الكثير من الفقه والأصول والعربية، مع الخير والديانة والعفّة والتواضع والانجماع عن الناس والتقشف والتعلّل من الدنيا، ناب في القضاء مدّة. وسمع على جماعة، منهم: الزين العراقي، وأخذ عن الأكابر. ومولده قبل السبعين وسبعمائة (¬2). [كشف الجسور بالغربية] وفيه خرج تمراز الشمسي أحد مقدّمين (¬3) الألوف إلى جهة الغربية لكشف الجسور بها وردع المفسدين فما حصل من ذلك ما تحته طائل في ردع أهل الفساد (¬4). [وفاة والد المؤلّف] [2756]- وفيه مات سيّدنا الوالد، الغرس، نائب الإسكندرية، خليل بن شاهين (¬5) الشيخي، الصفوي، الأشرفي، المقدسيّ المولد، القاهري، الحنفيّ، الأمير، الوزير، الصاحب، أبو الصفاء. وكان ذكيّا، لبيبا، فهما، عالما، فاضلا، ناظما، ناثرا، صنّف وألّف وقرأ واشتغل، وسمع على جماعة منهم الحافظ بن حجر، ولقي الأكابر، وأجازه جماعة منهم، وتنقّل في ¬

(¬1) انظر عن (الشمس الشنشي) في: الضوء اللامع 7/ 34 رقم 64، ووجيز الكلام 2/ 801 رقم 1841، وإنباء الهصر 96 رقم 18، ونظم العقيان 136 رقم 127 وفيه: «الشفشي» وهو غلط، والروض الباسم 4 / ورقة 241 ب، 242 أ. وقال السخاوي: الشنشي القاهري الشافعي، ويعرف بالشنشي وقديما بين أهل البلاد بقاضي منية أسنا. (¬2) في الضوء: ولد في سنة ثمان وسبعين وسبعمائة. وفي نظم العقيان: ولد قبل سبع وسبعين وسبعمائة. (¬3) الصواب: «أحد مقدّمي». (¬4) خبر كشف الجسور في: بدائع الزهور 253، وإنباء الهصر 41 و 43. (¬5) انظر عن (خليل بن شاهين) في: وجيز الكلام 2/ 808 رقم 1863، والضوء اللامع 3/ 195 - 197 رقم 748، والروض الباسم 4 / ورقة 229 ب - 234 ب، وبدائع الزهور 3/ 25، وكشف الظنون 97 و 305 و 953، 1496 و 1523، وإيضاح المكنون 1/ 460 و 2/ 596، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 280، وفهرس المخطوطات المصورة للطفي عبد البديع 2/ 151، ومعجم المؤلفين 4/ 120، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 3/ 355، 356، والتاريخ العربي والمؤرّخون 3/ 254، 255 رقم 154، وهدية العارفين 1/ 494، وتاريخ طرابلس 2/ 474، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 2/ 85 - 87 رقم 396، وفهرس المخطوطات الإسلامية في قبرص 317 رقم 575.

قتل نائب درنده

الخدم من ثغر الإسكندرية والحجوبية، والنيابة بها، ثم من أمراء الطبلخاناة بمصر مع زيادة، ونظارة دار الضرب، وحجّ أميرا بالمحمل، ثم ولي نيابة الكرك، ثم أتابكية صفد طرخانا، ثم نيابة ملطية، ثم أتابكية حلب، ثم نيابة القدس، ثم تقدمة ألف بدمشق، وزيادة إمرة طبلخاناة، ثم من الطبلخاناة بطرابلس طرخانا، ثم طبلخاناه بدمشق طرخانا، مع تديّن وخير، وعفّة، وكرم نفس، وعقل ولبّ، وقيمة وسياسة، وعفّة / 207 ب / عن المنكرات والمواظبة على نوافل الطاعات والعبادات والأذكار والأوراد، وكان آخر أمره أن مات تاركا الدنيا، منجمعا عنها، مقبلا على شأنه شهيدا مبطونا بطرابلس. ومولده سنة ثلاث عشرة وثمانماية (¬1). [قتل نائب درنده] [2757]- وفيه ورد الخبر بأخذ سوار درنده وقتل نائبها، فعظم هذا على السلطان (¬2). [تقرير الزمامية والخازندارية] وفيه استقرّ جوهر النوروزي الطواشي الحبشي في الزمامية والخازندارية، عوضا عن جوهر التركماني (¬3). [وفاة الحسام الرفاعي] [2758]- وفيه مات الشيخ المسلّك، العارف، الحسام الرفاعي (¬4)، حسين بن محمود الأصفهاني، الشافعيّ. نزيل النجران (¬5)، بزاوية أنشأها هناك. وكان من عباد الله الصالحين، خيّرا، ديّنا، عفيفا، متواضعا، منجمعا، كثير العبادة والسخاء وكرم النفس، جال الكثير من البلاد، ورأى الناس والأعاجيب. أظنّه جاوز السبعين. ¬

(¬1) في الأصل: «سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة»، وهو سهو من الناسخ. وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: ولد يوم الجمعة حادي أو ثالث عشر شعبان سنة إحدى أو ثلاث عشرة وثمانمائة. (¬2) خبر نائب درنده في: إنباء الهصر 44 وفيه المشهور بابن بلبان. (¬3) خبر الزمامية في إنباء الهصر 44. (¬4) انظر عن (الحسام الرفاعي) في: الضوء اللامع 3/ 158 - 159 رقم 602، والروض الباسم 4 / ورقة 229 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 25، وإنباء الهصر 82 رقم 4. (¬5) مهملة في الأصل.

تخريب بلاد الوجه القبلي

[تخريب بلاد الوجه القبلي] وفيه عاد يشبك الدوادار من الوجه القبليّ، وكان قد خرج إليه ونهب هلبا وبدّد شملهم، وأسر نساءهم (¬1) وزراريهم، وأخرب عدّة من البلاد بالشرق، وحضر بمركب إلى القاهرة فيه زيادة على الأربعمائة امرأة، وأنزلوا ببولاق وهي (¬2) في غاية الجهد من الجوع، ومات منهنّ عدّة كبيرة أيضا، وحصل بواسطة إيصالهنّ من العرب بعد عود يشبك ما لا خير فيه من نهب وسلّب وغير ذلك (¬3). [وفاة حسن بن بغداد] [2759]- وفيه مات حسن بن بغداد (¬4) بن بدر الدين، أحد مشايخ الغربية. وقد عمّر، وكان يتّهم بكثرة المال وسعته. [جمادى الآخر] [ارتفاع الأسعار] وفي جماد الآخر ارتفع السعر في الغلال عمّا كان، واشتدّ الغلاء بالناس وحصل عليهم من ذلك شدّة (¬5). [الطاعون بالبحيرة] وفيه ورد الخبر بفشاء الطاعون بإقليم البحيرة وبعض بلاد الغربية، وظهر أيضا بالقاهرة بعض ظهور هذا والوقت أوائل فصل الشتاء حتى تعجّب منه (¬6). [الاهتمام بتجهيز تجريدة] وفيه اهتم (السلطان) (¬7) بتجهيز تجريدة / 208 أ / ردفا لأزدمر الطويل، وأشيع بأنه بعثها في أواسط هذا الشهر، وأنها تخرج في أوائل شعبان (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «نساوهم». (¬2) في الأصل: «وهو». (¬3) خبر تخريب البلاد في: بدائع الزهور 3/ 25، وإنباء الهصر 44، 45. (¬4) انظر عن (حسن بن بغداد) في: وجيز الكلام 2/ 809 رقم 1867، والروض الباسم 4 / ورقة 228 ب، وبدائع الزهور 3/ 25. (¬5) خبر الأسعار في: بدائع الزهور 3/ 25، وإنباء الهصر 46 و 81، 82 رقم 3. (¬6) خبر الطاعون في: الروض الباسم 4 / ورقة 212 ب، وإنباء الهصر 46. (¬7) كتبت فوق السطر. (¬8) خبر التجريدة في: الروض الباسم 4 / ورقة 212 ب، وإنباء الهصر 46.

ركوب السلطان

[ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان في جماعة من خواصه، وسار إلى بركة الحاج (¬1)، ثم منها إلى الخانكية، ثم عاد إلى عين شمس وأقام بها يومه، ثم عاد إلى القلعة. هذا، والإشاعة فاشية بأن سيكون فتنة، وركوب على السلطان، ولهج الناس بذلك، وهو مع ذلك يركب وينزل ولا يكترث بما يبلغه من هذه الإشاعة (¬2). [إعادة قاصد شاه سوار] وفيه وصل الخبر (¬3) بوصول قاصد شاه سوار وأنه جاء ليقرّر الصلح بينه وبين السلطان، فأمر بتلقّيه وإعادته من حيث جاء (¬4). [وفاة الطواشي شاهين] [2760]- وفيه مات الطواشي شاهين غزالي (¬5)، الظاهري، الروميّ. وكان بارعا في الجمال، وافتتن به الكثير من النساء والرجال، وله في ذلك أمور، وكان حسن اللفظ، وافر الأدب والحشمة، ذكيا، فهما، يقظا، قطنا، مع سكون وتؤدة، وحلاوة محاضرة ومعرفة، يروي الشعر وجيّده، وقصد ومدح، واختص به الظاهر والأشرف إينال، وصحّ وشهر في دولته. وكان من نوادر الخدّام مع انهماك في ملاذّ نفسه. [صلاة السلطان على شاهين غزالي] وفيه نزل السلطان إلى مصلّى سبيل المؤمني فحضر الصلاة على شاهين غزالي، وركب سائرا إلى جهة بركة الحبش، ونزل هناك بالقرب منها، وأقام متنزّها لآخر نهاره، وعاد، ثم أصبح فركب إلى المطرية، ونزل بها إلى آخر النهار، ثم عاد وأصبح فركب، ثم تكرّرت ركباته بعد ذلك (¬6). [الحصاة المنقوشة] وفيه أحضر شخص من الجند يقال له يوسف السيفي يشبك الصوفي حصاة إلى ¬

(¬1) في الروض: «بكرة الجب». (¬2) خبر ركوب السلطان في: «الروض الباسم 4 / ورقة 212 ب، وإنباء الهصر 46، 47. (¬3) في الأصل: «الجند». (¬4) خبر قاصد سوار في: الروض الباسم 4 / ورقة 212 ب، وإنباء الهصر 47. (¬5) انظر عن (شاهين غزالي) في: وجيز الكلام 2/ 806 رقم 1866، والضوء اللامع 3/ 294 رقم 1128، والروض الباسم 4 / ورقة 236 ب، وبدائع الزهور 3/ 26، وإنباء الهصر 85 - 87 رقم 9. (¬6) خبر صلاة السلطان في: بدائع الزهور 263، وإنباء الهصر 47.

تعيين الجند للسفر

شيخنا الأمين الأقصرائي مكتوب (¬1) عليها بخطّ ناتيء (¬2). «قرب الوقت، اعتبروا واتقوا الله»، وهي كتابة لطيفة غريبة بغير نقط، تؤذن لمن رآها أنها ليست من صنع البشر، / 208 ب / وذكر يوسف هذا أنه وجدها كالتي تتحرّك بقرب دار الضيافة بالصوّة، بل إنها كانت تمشي تارة بين يديه حتى أخذها. فحصل عند القوم بذلك غاية الخضوع والاستكانة، فحمله يوسف هذا على الصدق، ثم أمره بأن يظهرها للناس ويذكر لهم كيف وجدها، والظاهر بل اليقين أنها مفتعلة (¬3). [تعيين الجند للسفر] وفيه عرض السلطان الجند بالحوش، وعيّن منهم جماعة بعد أن كان عيّن قبل ذلك الأتابك أزبك وعدّة وافرة من الأمراء منهم قرقماس الجلب أمير مجلس، وسودون القصروي رأس نوبة النوب، وتمر الحاجب، وقراجا الطويل، ومن الطبلخاناة خير بك من جديد، وجانبك الزيني، ومن العشرات زيادة على العشرين أميرا من سائر الطوائف. وصار السلطان من أراد السفر من الجند عيّنه، ومن لم يرده ألزمه بحمل مائة دينار ليقام بديلا عنه بها إن كان من ذوي الألفي جامكية وله إقطاع، ومن لم يكن له إقطاع ألزمه بعشرين دينارا (¬4)، وتمّ له ذلك، وما انتطح فيها عنزان. وحصل منه مال كثير لكنه ذهب وما نفع، لا هو ولا ما أضيف إليه (¬5). [سجن الشهاب العيني] وفيه قبض على الشهاب العيني وسجن بالقلعة لبقية مال بقيت عليه من مال المصادرة، فحمل من ذلك وخلع عليه، ونزل بعد أيام (¬6). [حمل النفقة للأمراء المجرّدين] وفيه حملت النفقة للأمراء المجهّزين لشاه سوار فحمل لقرقماس أمير مجلس ثلاثة آلاف دينار، ولكل من الأمراء الألوف الماضي ذكرهم كذلك إلى الأتابك، فإنه إلى الآن ما قبل التعيين وهو يظهر التبرم من ذلك والامتناع. وكان أيضا غائبا في هذه الأيام بالبحيرة، فإنه خرج لردع المفسدين بها، وكذا قراجا الطويل فإنه كا [ن] (¬7) عيّن، لكنه ¬

(¬1) الصواب: «مكتوبا». (¬2) في الأصل: «ناث». (¬3) خبر الحصاة في: الروض الباسم 4 / ورقة 213 أ، وبدائع الزهور 3/ 26، وإنباء الهصر 47، 48. (¬4) في البدائع: بخمسة وعشرين دينارا. (¬5) خبر تعيين الجند في: الروض الباسم 4 / ورقة 213 ب، وبدائع الزهور 3/ 26، وإنباء الهصر 48. (¬6) خبر السجن في: الروض الباسم 4 / ورقة 213 ب، وبدائع الزهور 3/ 27، وإنباء الهصر 48، 49. (¬7) إضافة على الأصل.

رجب

كان غائبا الآن، وحمل للطبلخاناة لكل نفر خمسمائة على العادة، والعشرات لكل مائة دينار / 209 أ / على العادة. وكان جملة النفقة على هذه التجريدة بجندها نحوا من أربع مائة ألف دينار ذهبت بأسرها، بل والأنفس من غير طائل كما سنذكره. ثم لما وصلت النفقة إلى قرقماس الجلب أمير مجلس ركب إلى القلعة وطلب من السلطان الإعفاء من سفره، وألحّ عليه في ذلك وهو لا يقبل منه ذلك، فأخذ يسأل أن يعفى من الإمرة وأن يكون طرخانا بأيّ مكان اختاره له السلطان، فلم يجاب (¬1) إلى ذلك بل وخاشنه السلطان في اللفظ وألزمه بالسفر، وأكّد عليه به. ثم لما نزل قرقماس إلى داره أخذ الناس في القال والقيل، وفشا بينهم بأن ستكون فتنة حتى بلغ السلطان ذلك لاستفاضته فما اكترث به، وركب ونزل في عدّة من خواصّه إلى ناحية خليج الزعفران، وبقي به هناك متنزّها إلى آخر النهار، فكأنه يشير إلى أنّ من كان بيده شيء فليفعل (¬2). [رجب] [التخوّف من قيام فتنة] وفي رجب وصل الأتابك أزبك من البحيرة وصعد إلى الخدمة، فشافهه السلطان بتعبيته إلى السفر وأنه الباش على العساكر، فأخذ يظهر الامتناع من ذلك ويعتذر بأشياء، فلا زال السلطان حتى أذعن على كره منه ونزل والقالة موجودة والإشاعة فاشية بثوران فتنة، ونقل الكثير من الأعيان أمتعتهم إلى الحواصل، ونقل الديار المجاورة لسور الميدان أثاثهم، وجزم الكثير من الناس بوقوع فتنة (¬3). [إكرام قاصد حسن الطويل] وفيه وصل قاصد حسن الطويل وقد ملك مرسله العراقين وأذربيجان، وصعد إلى القلعة لمكاتبه وبعض هدية للسلطان، وعلى يده عدّة مفاتيح لعدّة حصون وقلاع سمّاها، وأنه ملكها، وأكثر من التواضع في مكاتبته، وأنّ كلّما ملكه من البلاد / 209 ب / هو زيادة في ممالك السلطان، وأنه النائب عنه فيها، وأنه يلتمس بأن يبعث إليه الخلع بذلك، فأكرم قاصده، ثم بعد أيام طلبه السلطان وأضافه إضافة حافلة، وخلع عليه كاملية، وبعث إليه بألف وخمسمائة دينار وأشياء أخر وجهّز معه عدّة خلع هائلة لمرسله وهدية جيّدة، وأذن له بالسفر (¬4). ¬

(¬1) الصواب: «فلم يجد». (¬2) خبر حمل النفقة في: الروض الباسم 4 / ورقة 213 ب، 214 أ، وبدائع الزهور 3/ 27، وإنباء الهصر 49، 50. (¬3) خبر التخوف في: الروض الباسم 4 / ورقة 214 أ، وبدائع الزهور 3/ 27، وإنباء الهصر 51، 52. (¬4) خبر إكرام القاصد في: الروض الباسم 4 / ورقة 214 ب، وبدائع الزهور 3/ 27، وإنباء الهصر 52، 53.

وفاة المعين بن الطرابلسي

[وفاة المعين بن الطرابلسي] [2761]- وفيه مات المعين بن الطرابلسيّ (¬1)، محمد بن عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن أبي بكر الحنفيّ. وكان فاضلا من بيت علم وقضاء. سمع على جماعة، وناب في القضاء مدّة، ثم ترك ذلك ولازم الخير والعبادة على طريقة حسنة حتى مات. ومولده سنة 812 (¬2). [تفرقة النفقة] وفيه فرّقت النفقة على الجند المعيّن للسفر لكل نفر مائة دينار (¬3). [ظهور الطاعون] وفيه ظهر الطاعون بمصر والقاهرة، وكان عدّة من يرد اسمه لديوان الحشر نحوا من ستين نفرا، والأمر في تزايد في كل يوم، والناس في وجل، والإشاعة مع ذلك فاشية بوقوع فتنة، فكان في هذا الطاعون عدّة نوادر، منها اجتماع هذه الأشياء في عصر واحد (¬4). [جمع العشران بنابلس] وفيه عيّن السلطان الشرف الأنصاريّ ومعه بعض الأمراء وطائفة من الجند بالخروج إلى نابلس لجمع العشران لمساعدة العسكر (¬5). [تفرقة الجمال على الجند] وفيه فرّقت الجمال على الجند بعد أن فرّقت الجامكية عن أربع (¬6) شهور، والكسوة. واتفق في يوم تفرقة الجمال نادرة (¬7) غريبة، وهي أنّ الهجّانة لما أحضروا ¬

(¬1) انظر عن (المعين بن الطرابلسي) في: الضوء اللامع 8/ 52 رقم 60، والمنجم في المعجم 188، 189 رقم 151، ومنتخبات من حوادث الدهور 3/ 722، والروض الباسم 4 / ورقة 243 أ، وبدائع الزهور 3/ 27، 28، وفهرست وثائق القاهرة حتى نهاية عصر سلاطين المماليك - د. محمد محمد أمين - نشره المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة 1981 - ص 464، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 4/ 42 - 44 رقم 1036، وإنباء الهصر 96، 97 رقم 19 وفيه: محمد بن أحمد بن عبد الرحيم. (¬2) في الأصل: «82». (¬3) خبر تفرقة النفقة في: الروض الباسم 4 / ورقة 215 أ، وبدائع الزهور 3/ 28، وإنباء الهصر 53. (¬4) خبر ظهور الطاعون في: الروض الباسم 4 / ورقة 214 ب، 215 أ، وبدائع الزهور 3/ 28، وإنباء الهصر 53. (¬5) خبر العشران في: الروض الباسم 4 / ورقة 215 ب. (¬6) الصواب: «عن أربعة». (¬7) في الأصل: «ناردة»

وفاة الشمس النقاش الوفائي

الجمال وهي غشم وساقوها إلى الميدان وكان (¬1) كثيرة، فازدحمت عند بابه حين أريد إدخاله فتعالا (¬2) بعضها على بعض، فمات منها في ساعة واحدة نحوا (¬3) من ثلاثمائة بعير، فتشاءم الناس لذلك على هذه التجريدة، وصرّحوا بعدم نتاج أمرها، ثم ما كفى ما جرى من موت الجمال حتى عظمت المصيبة بحمل رممها لترمى بالكيمان فرأوا من بينها. ثم فرّقت بحضور السلطان (¬4). / 210 أ / وبلغني أنه مات بواب الميدان معصورا وراء الباب. [وفاة الشمس النقاش الوفائي] [2762]- وفيه مات المسند الشمس، النقاش (¬5)، محمد بن عمر بن عمر بن حصن الوفائي، الصوفي، الشافعيّ. أسمعه والده الكثير من المسموعات. [شعبان] [وفاة الحسام بن حريز] [2763]- وفي شعبان، في ليلة مستهلّه، مات الحسام بن حريز (¬6)، قاضي المالكية، محمد بن أبي بكر بن محمد بن محرز بن أبي القاسم الهاشمي، القرشي، الحسيني، المغربيّ الأصل. الطهطائي (¬7)، المنفلوطي، المالكيّ. وكان عالما، فاضلا، جوادا، سمحا، مثريا، متناهيا في جميع شونه (¬8). سمع على الولي العراقي، والزين بن عيّاش، وغيرها. ¬

(¬1) الصواب: «وكانت». (¬2) الصواب: «فتعالى». (¬3) الصواب: «نحو». (¬4) خبر تفرقة الجمال في: الروض الباسم 4 / ورقة 215 ب، وإنباء الهصر 54. (¬5) انظر عن (الشمس النقاش) في: الروض الباسم 4 / ورقة 243 أ، وبدائع الزهور 3/ 28. (¬6) انظر عن (الحسام بن الحريز) في: وجيز الكلام 2/ 804، 805 رقم 150، والضوء اللامع 7/ 191 - 193 رقم 454، وذيل رفع الإصر 258، والروض الباسم 4 / ورقة 216 أو 241 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 28، وإنباء الهصر 56 و 97 - 101 رقم 20. و «حريز»: بضم المهملة ثم راء مفتوحة وآخره زاي. (¬7) الطهطائي= الطهطوي، نسبة إلى طهطا من أعمال أسيوط. (مباهج الفكر للوطواط 94). (¬8) كذا. والصواب: «شؤونه».

تفشي الطاعون بالقاهرة

وولي قضاء بلده منفلوط، وتدرّك الأعمال بها. ثم وطن القاهرة، وآل أمره إلى ولاية القضاء بها، وكان يعاب بكثرة التخليط والتخبيط والقيام في أغراض نفسه. ومولده سنة أربع وثمانماية. وولي القضاء بعده أخوه السراج عمر (¬1). ومشيخة الشيخونية المالكية: النحوي ابن تقيّ (¬2) قاضي المالكية بعصرنا الآن. [تفشّي الطاعون بالقاهرة] وفيه فشا الطاعون بالقاهرة وأحوازها، وكان في الجهة الشمالية منها أكثر منه في الجهة الجنوبية، هذا في بدايته، وحين النهاية كان بالعكس. ومات في هذه الأيام جماعة كبيرة لا سيما الغرباء والأطفال والرقيق (¬3). [تقرير الأستادارية] وفيه استقرّ يشبك الدوادار في الأستادارية مضافا لما بيده من الدوادارية والوزارة وغير ذلك، وصرف ابن (¬4) كاتب غريب (¬5). وما أظن جمعت (هذه الوظائف) (¬6) لأحد غير يشبك هذا. [القبض على الزين الأستادار وابن البقري] وفيه قبض على الزين الأستادار، والمجد بن البقري، وألزم الأول بحمل مائة ألف دينار، وصمّم الزين بأنه لا يملك غير دويره (¬7). [سجن ابن كاتب غريب] وفيه حمل الشرف / 210 ب / ابن كاتب غريب من داره في قفص حمّال، وكان متمرّضا، فسجن ببرج القلعة (¬8). ¬

(¬1) الروض الباسم 4 / ورقة 217 أ. (¬2) هو الإمام العالم العلاّمة محيي الدين، أبو الثناء، عبد القادر بن أحمد بن محمد بن أحمد بن علي المحيوي بن الشهاب الدميري الأصل، المصري، المالكي. ولد بالقاهرة في سنة أربع وعشرين وثمانمائة، وتوفي في ثامن عشر ذي الحجة سنة خمس وتسعين. (895 هـ‍). الضوء اللامع 263 رقم 687، الروض الباسم 4 / ورقة 216 أ، ب. (¬3) خبر تفشي الطاعون في: الروض الباسم 4 / ورقة 216 ب، وبدائع الزهور 3/ 28، وإنباء الهصر 55. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر الأستادارية في: وجيز الكلام 2/ 799، والروض الباسم 4 / ورقة 217 ب، وبدائع الزهور 3/ 28، 29، وإنباء الهصر 56. (¬6) ما بين القوسين تكرّر في المخطوط، فشطب على الكلمتين الأوليين. (¬7) خبر القبض في: الروض الباسم 4 / ورقة 217 ب، 218 أ، وبدائع الزهور 3/ 29، وإنباء الهصر 56. (¬8) خبر السجن في: الروض الباسم 4 / ورقة 217 أ، وبدائع الزهور 3/ 29، وإنباء الهصر 56.

كثرة الموتى

[كثرة الموتى] وفيه بلغ عدّة الموتى بمصلّى باب النصر والبياطرة نحو المائتي نفر، وقس على (هذا) (¬1) بقية المصلّيات التي هي خمسة عشر مصلّى (¬2). [خروج الجند لقتال سوار] وفيه خرج العسكر المجهّز لقتال شاه سوار بعد أن طلّبوا تطليبا حافلا، وخرجوا بتجمّل زائد، سيما الأتابك أزبك، وكان عدّة الجند في هذه التجريدة ألفا وخمسمائة، لكن مات منهم البعض بالطاعون قبل خروجهم، ونزلوا بعد خروجهم بالريدانية ظاهر القاهرة، وبقوا أياما، ونزل السلطان في بعض لياليها إلى الأتابك أزبك، وجلس عنده ساعة ثم أودعه (¬3). [وفاة الأديب ابن صالح الأشليمي] [2764]- وفيه مات الأديب الفاضل، الشهاب ابن صالح الأشليميّ (¬4)، أحمد بن محمد بن صالح بن عثمان بن محمد بن محمد الشافعيّ. وكان عالما فاضلا، بارعا في النظم، ونظمه جيّد حسن، فمنه قوله فيمن اسمه فرج، وفيه تضمين وتورية مثلّثة: شكى (¬5) ... فؤادي همّ الصّدّ يا فرج وفيك أصبح صدري ضيّقا حرجا واستيأس القلب حتى رحت أنشده ... ما يشتكي المرء عنه (¬6) وانتظر فرجا (¬7) ومولده سنة عشرين وثمانماية. ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) خبر كثرة الموتى في: الروض الباسم 4 / ورقة 218 أ، وإنباء الهصر 57. (¬3) خبر خروج الجند في: وجيز الكلام 2/ 799، وتاريخ البصروي 35، 36، والروض الباسم 4 / ورقة 218 أ، وإنباء الهصر 57، وإعلام الورى 67. (¬4) انظر عن (الأشليمي) في: الضوء اللامع 2/ 114، 115 رقم 343 ووقع فيه أنه توفي سنة 863 هـ‍. وهذا غلط، والروض الباسم 4 / ورقة 225 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 29، 30، ونظم العقيان 58 - 63 رقم 39، ومعجم المؤلفين 2/ 111. وفي الأصل: «الأسليمي» بالسين المهملة، وكذا في أصل الضوء اللامع. انظر ج 2/ 114 الحاشية 3، وما أثبتناه عن المتن، والروض الباسم. (¬5) الصواب: «شكا». (¬6) في نظم العقيان: «يا مشتكي الهم دعه»، ومثله في الروض الباسم 4 / ورقة 225 ب. (¬7) البيتان في: نظم العقيان 58، والروض الباسم، وبدائع الزهور.

ازدياد الطاعون

[ازدياد الطاعون] وفيه فشا الطاعون بزيادة في فشوه، وتعطّلت أحوال الكثير من الناس وأسبابهم، ثم بلغ عدّة من مات في بعض أيام هذا الشهر نحو (¬1) من عشرة آلاف، وصارت الجنائز كالقطارات بالشوارع، وكان يصفّ العدّة منها في صلاة واحدة، وتوضع الجنائز بعضها فوق بعض. وصلّينا مرة في أقلّ من خمسة درج (¬2) على نحو الستين جنازة (¬3). [انتهاء المغسل] وفيه في هذه الأيام كان نهاية المغسل الذي أنشأه يشبك الدوادار بالقرب / 211 أ / من المصنع تجاه مدرسة الناصر حسن، وحملت إليه الطرحاء من الموتى، وشرع في تجهيزهم وتكفينهم من مالهم، وحصل للناس بذلك رفق. وتمّ الأمر على ذلك إلى يومنا هذا. ثم كمل ما إلى جانبه من السبيل والمكتبة (¬4). [وفاة الزين ابن الكويز] [2765]- وفيه مات الزين بن الكويز (¬5)، قاسم بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن أحمد الربعي، الشافعيّ. أجازه بعضا (¬6) من العوامل (¬7). ومولده سنة إحدى وثمانين (¬8) وسبعمائة. وكان مباركا جدا. [رمضان] [الغلاء والطاعون بمصر والشام] وفي رمضان كان الناس في أمر مريج بسبب زيادة الطاعون وفشوه وعظم فيه جدا. ¬

(¬1) الصواب: «نحوا». (¬2) الصواب: «خمس درجات». (¬3) خبر الطاعون في: الروض الباسم 4 / ورقة 218 أ، ب، وإنباء الهصر 58. (¬4) خبر المغسل في: الروض الباسم 4 / ورقة 218 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 30، وإنباء الهصر 59. (¬5) انظر عن (ابن الكويز) في: الضوء اللامع 6/ 182 رقم 621 وفيه وفاته في شعبان سنة اثنتين وسبعين، ومثله في المنجم في المعجم 167 رقم 117، والروض الباسم 4 / ورقة 238 أ. (¬6) الصواب: «بعض». (¬7) الصواب: «من العوالي». (¬8) وقال السخاوي: ولد كما أخبرني به في خامس ذي الحجة سنة ست وثمانين وسبعمائة، وقيل غير ذلك، ومثله في المنجم في المعجم. والمثبت يتفق مع الروض الباسم.

وفاة ولد للسلطان

فتكدّرت الناس وتعطّلت أحوالهم، واشتدّ مع ذلك كله الغلاء للناس، ووردت الأخبار بغلوّ (¬1) الأسعار بالبلاد الشمالية، وأن الغلاء بدمشق فحش حتى أبيعت الغرارة القمح بنحو الأربعين دينارا. وأمّا بحلب فبزيادة على ذلك، هذا، مع كثرة الفتن والمظالم، فاشتدّ الأمر على الناس، وبيد الله عاقبة الأمور (¬2). [وفاة ولد للسلطان] [2766]- وفيه مات للسلطان ولد ذكر اسمه أحمد (¬3). لم يرزق السلطان ذكرا قبله من زوجته الخوند فاطمة الخاصبكية. وكان له نحوا من أربع سنين. [وفاة بنت السلطان] [2767]- ثم ماتت له ابنة اسمها ست الجركس (¬4). لها نحوا (¬5) من ستّ سنين من الخوند هذه أيضا. [وفاة الطواشي لؤلؤ الأشرفي] [2768]- وفيه مات الطواشي لؤلؤ الأشرفي (¬6)، الرومي، الزمّام، والخازندار. وكان وجيها، حشما، مع إسراف على نفسه. [وفاة يشبك الخازندار] [2769]- ويشبك خازندار (¬7) المؤيّد أحمد بن الأشرف إينال. ¬

(¬1) الصواب: «بغلاء». (¬2) خبر الغلاء في: الروض الباسم 4 / ورقة 215 ب و 218 ب، وتاريخ البصروي 36، 37، وحوادث الزمان 1/ 188، وبدائع الزهور 3/ 30، وإنباء الهصر 59. (¬3) انظر عن (أحمد ولد السلطان) في: الروض الباسم 4 / ورقة 218 ب و 225 أ، وبدائع الزهور 3/ 30، ولم يذكره السخاوي في الضوء. (¬4) انظر عن (ست الجركس) في: الروض الباسم 4 / ورقة 218 ب و 219 أو 235 ب، وإنباء الهصر 60، وبدائع الزهور 3/ 30، ولم يذكرها السخاوي في الضوء. (¬5) الصواب: «لها نحوّ»، وفي إنباء الهصر: وهي في الرابعة من العمر. (¬6) انظر عن (لؤلؤ الأشرفي) في: وجيز الكلام 2/ 808 رقم 1864، والضوء اللامع 6/ 233، 234 رقم 808، والروض الباسم 4 / ورقة 240 أ، وبدائع الزهور 3/ 30، وإنباء الهصر 91 رقم 16. (¬7) انظر عن (يشبك خازندار) في: الضوء اللامع 10/ 280 رقم 1098، والروض الباسم 4 / ورقة 245 ب، 246 أ، وبدائع الزهور 3/ 30، وإنباء الهصر 108 رقم 27.

وفاة قانباي الأعمش

وكان شابا، حشما، أدوبا بمصر. [وفاة قانباي الأعمش] [2770]- وقانباي الأعمش (¬1) الأشرفي إينال، أحد العشرات. وكان لا بأس به (¬2). [وفاة مغلباي الظاهري] [2771]- وفيه مات بالطاعون من الأتراك مغلباي الظاهري (¬3) خشقدم، أحد العشرات، وابن أخت الأشرف قايتباي. وله دون الثلاثين سنة. وكان خيّرا، ديّنا، عفيفا، عارفا بفنون الفروسية / 211 ب / نادرة في أبناء جنسه. [وفاة جان بلاط الأشرفي] [2772]- وجان بلاط الأشرفي (¬4) إينال، أحد العشرات. ¬

(¬1) انظر عن (قانباي الأعمش) في: الضوء اللامع 6/ 195 رقم 659، والروض الباسم 4 / ورقة 238 أ، وإنباء الهصر 90 رقم 140. (¬2) في الضوء: «قانباي الحسني، الظاهري أحد أمراء العشرات، ووالي القاهرة، وهو من عتقاء الأشرف إينال. باشر الولاية أقبح مباشرة، ومات بالطاعون في رمضان سنة ثلاث وسبعين». أما الذي يعرف بالأعمش فهو: قانباي الناصري فرج. وهذا مات في ذي القعدة سنة ستين. (الضوء 6/ 197 رقم 668). وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: قانباي الحسني الأشرفي أحد العشرات ووالي القاهرة. كان من مماليك الأشرف إينال، ونفي بعده في دولة الظاهر خشقدم وتنقلت به الأحوال إلى أن تسلطن الأشرف قايتباي فأمّره عشرة، ثم ولاّه ولاية القاهرة بعد أصباي البواب الماضي ذكره وباشرها مباشرة سيئة، لكنني حمدته في الكائنة التي أحضره فيها إبراهيم بن الكركي الإمام للخانقاه الشيخونية لما فتحت خلوته وقد تقدّمت برمّتها، فإنّ قانباي هذا لما توجّه بجماعة الخانقاه إلى داره وباتوا في توكيله ليلة اعتذر إليهم فإنه ما فعل ذلك اختيار نفسه وأنه مأمور، ثم أصبح فكلم بن الكركي في أمرهم، وقال إن بهؤلاء أهل العلم والصلحاء، ولطف بقضيتهم، فحمدته على ذلك. ولم تطل مدة قانباي هذا في الولاية حتى توفي بالطاعون في ليلة الخميس سادس عشر شهر رمضان، وأحضرت جنازته لمصلّى سبيل المؤمني، ونزل السلطان فحضرها في بكرة يوم الخميس، واستقرّ في الولاية بعده خشداشه يشبك من حيدر الذي هو عليها إلى الآن الماضي ذكره. (¬3) انظر عن (مغلباي الظاهري) في: الضوء اللامع 10/ 166 رقم 678، والروض الباسم 4 / ورقة 245 أ، وبدائع الزهور 3/ 30. (¬4) انظر عن (جان بلاط الأشرفي) في: الضوء اللامع 3/ 63 رقم 252، والروض الباسم 4 / ورقة 228 أ، وبدائع الزهور 3/ 30، وإنباء الهصر 84 رقم 7.

وفاة جكم المحمدي

وكان شابا أدوبا، حشما، لا بأس به. [وفاة جكم المحمدي] [2773]- وجكم المحمدي (¬1) الظاهري خشقدم، أحد الطبلخاناة، والحاجب الثاني، وابن أخت السلطان قايتباي. وله نحوا (¬2) من ثلاثين سنة. وكان شجاعا بفروسية وإقدام (¬3). [وفاة إينال باي ميق] [2774]- وإينال باي ميق (¬4) الأشرفي إينال، أحد العشرات، وروس (¬5) النوب. وكان شجاعا كريما، سمحا، لا بأس به. [وفاة أقبردي الهواري] [2775]- وأقبردي الهواري (¬6)، الأشرفي إينال، أحد العشرات ورؤس (¬7) النوب. وكان شابا حسن الشكالة. [وفاة أنص باي الأعور] [2776]- وأنص باي الأعور (¬8) الإبراهيمي، الأشرفي، إينال أمير اخور التبن والدريس. وكان مسرفا على نفسه. ¬

(¬1) انظر عن (جكم المحمدي) في: الضوء اللامع 3/ 76 رقم 294 وفيه وقع أنه توفي سنة 883 هـ‍. وهذا غلط، والروض الباسم 4 / ورقة 228 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 30، وإنباء الهصر 84 رقم 6. (¬2) الصواب: «وله نحوّ». (¬3) وقال السخاوي: وكان من مساويء الدهر. وقال المؤلف - رحمه الله - في الروض: وكان ذا شجاعة وفروسية لكنه غير مشكور السيرة. (¬4) انظر عن (إينال باي ميق) في: الروض الباسم 4 / ورقة 226 أ، وبدائع الزهور 3/ 30، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬5) كذا. (¬6) انظر عن (أقبردي الهواري) في: الروض الباسم 4 / ورقة 226 أ، وبدائع الزهور 3/ 30. (¬7) كذا. (¬8) انظر عن (أنص باي الأعور) في: الروض الباسم 4 / ورقة 226 أ، وبدائع الزهور 3/ 30.

وفاة أركماس قرا

[وفاة أركماس قرا] [2777]- وأركماس قرا (¬1) الظاهري خشقدم، أحد العشرات، ثم الأمراء بحلب. أظنّه مات في هذا الشهر. [وفاة قانباي الحسني] [2778]- وقانباي الحسني (¬2)، الأشرفي إينال، أحد العشرات، ووالي القاهرة. باشر الولاية بعنف. [انحطاط الطاعون] وفيه، في أواسطه، أخذ الطاعون في الانحطاط، ولما دخل خماسين النصارى كان بحكم الثلث مما كان بعد أن فني به الكثير من الخلائق (¬3). [وفاة بيبرس خال العزيز] [2779]- وفيه مات بيبرس (¬4) خال العزيز بن الأشرف برسباي، رأس نوبة النوب بالقدس بطّالا. وله زيادة على السبعين (¬5) أو هي. وكان عاقلا، سليم الفطرة، تأمّر عشرة، ثم قرّر في جملة الطبلخاناة، وخرج باشا على الجند لمكة المشرّفة، ثم قدّم بمصر، ثم ولي حجوبية الحجّاب، ثم رأس نوبة الكبرى، ثم امتحن (¬6). [انحطاط الغلاء] وفيه انحطّ السعر في الغلال شيئا (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (أركماس قرا) في: الروض الباسم 4 / ورقة 225 ب، وبدائع الزهور 3/ 30. (¬2) انظر عن (قانباي الحسني) في: الضوء اللامع 6/ 195 رقم 659، والروض الباسم 4 / ورقة 238 أ، وبدائع الزهور 3/ 30. (¬3) خر الطاعون في: الروض الباسم 4 / ورقة 219 أ، ووجيز الكلام 2/ 799، وإنباء الهصر 60 و 90 رقم 14. (¬4) انظر عن (بيبرس) في: وجيز الكلام 2/ 807 رقم 1859، والضوء اللامع 3/ 21 رقم 103، والروض الباسم 4 / ورقة 227 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 31، وإنباء الهصر 80، 81 رقم 1. (¬5) في الضوء: مات في أواخر رمضان أو أول شوال سنة ثلاث وسبعين وقد زاد على الستين. (¬6) وقال السخاوي: وكان ساكنا عاقلا عديم الشر لكنه منهمك في اللذات طول عمره. (¬7) خبر الغلاء في: الروض الباسم 4 / ورقة 219 أ، وإنباء الهصر 61.

وفاة خطيب مكة

[وفاة خطيب مكة] [2780]- وفيه مات الجمال، أبو الفضل، خطيب مكة (¬1)، محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد العقيلي، النويري، المكي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، كاملا. سمع على جماعة. وولي خطابة مكة. وجرت عليه أنكاد. قطن القاهرة بأخرة، وبها بغته الأجل، وهو على خير ودين، ورشّح لقضاء مصر. ومولده سنة 827. [عيادة السلطان ليشبك الدوادار] / 212 أ / وفيه انقطع يشبك الدوادار عن الخدمة بسبب مرض حصل له، فنزل السلطان إليه وعاده بداره (¬2). [شوال] [قرب انتهاء الطاعون] وفي شوال كان الطاعون في آخره وهو قارب الارتفاع (¬3). [الحجوبية الثانية] وفيه استقرّ قانباي آص الساقي في الحجوبية الثانية، عوضا عن جكم ابن (¬4) أخت السلطان (¬5). [إكرام السلطان للملك المنصور] وفيه وصل الملك المنصور عثمان بن الظاهر جقمق إلى القاهرة ليتوجّه إلى الحج في سنته هذه، وحين صعد إلى السلطان أنس إليه، وخلع عليه كاملية وفوقانيّا هائلا ¬

(¬1) انظر عن (خطيب مكة) في: وجيز الكلام 3/ 802 رقم 1843، والضوء اللامع 9/ 31، 35 رقم 92، ونظم العقيان 160، 161 رقم 168، وتاريخ البصروي 37، والروض الباسم 4 / ورقة 243 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 31، وإنباء الهصر 101 - 103 رقم 21. (¬2) انظر عن عيادة السلطان في: الروض الباسم 4 / ورقة 129 أ، وبدائع الزهور 3/ 31، وإنباء الهصر 61. (¬3) خبر الطاعون في: وجيز الكلام 2/ 799، والروض الباسم 4 / ورقة 219 أ، وبدائع الزهور 3/ 31، وإنباء الهصر 61. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) خبر الحجوبية في: الروض الباسم 4 / ورقة 219 أ، وبدائع الزهور 3/ 31، وإنباء الهصر 61.

تقرير رأس نوبة السقاة

بالطرز المزركش العراض، وقبّل الأرض للسلطان، فنهاه عن ذلك، ونزل في موكب حافل إلى دار أخته بدار الأتابك أزبك في موكب حافل على مركوب سلطاني بالقماش الذهب والزركش، وعدّت هذه من النوادر (¬1). [تقرير رأس نوبة السقاة] وفيه قرّر خشقدم الأحمدي الطواشي رأس نوبة السقاة، عوضا عن شاهين الغزالي بعد مدّة من موته (¬2). [مشيخة الخدام بالحرم النبوي] وقرّر الطواشي مرجان التقوي الحبشي في مشيخة الخدّام بالمدينة المشرّفة (¬3). [ضيافة السلطان للملك المنصور] وفيه أضاف السلطان الملك المنصور بالبحرة ضيافة حافلة، وأكرمه وخلع عليه بعد السماط كاملية حافلة، ونزل إلى محلّ نزوله، وبعث السلطان يخيّره في المجاورة بمكة المشرّفة، وفي عوده للثغر، فاختار عوده، وأمدّ من الأمراء وغيرهم بأشياء بعد ما أمدّهم السلطان (¬4). [وفاة أقباي اليحياوي] [2781]- وفيه مات أقباي الأشرفي (¬5) اليحياوي، أحد العشرات من الإينالية بالطاعون. وكان شابا له شجاعة وفروسية. [تجهيز مركوب لتمربغا] وفيه جهّز السلطان لتمربغا الظاهر [ي] (¬6) مركوبا بالقماش والعدّة الكاملة، وبعث إليه بالإذن في ركوبه حيثما شاء إلى ما شاء من أمكنة الثغر السكندريّ (¬7). ¬

(¬1) خبر إكرام السلطان في: وجيز الكلام 2/ 800، والروض الباسم 3 / ورقة 219 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 31، وإنباء الهصر 62، 63. (¬2) خبر تقرير الرأس في: الروض الباسم 4 / ورقة 220 أ، وبدائع الزهور 3/ 31، وإنباء الهصر 64. (¬3) خبر المشيخة في: الروض الباسم 4 / ورقة 220 أ، وبدائع الزهور 3/ 31، وإنباء الهصر 64. (¬4) خبر الضيافة في: الروض الباسم 4 / ورقة 220 أ، وبدائع الزهور 3/ 31، وإنباء الهصر 64 - 66. (¬5) انظر عن (أقباي الأشرفي) في: الروض الباسم 4 / ورقة 226 أ، وبدائع الزهور 3/ 31، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬6) إضافة على الأصل. (¬7) خبر تجهيز المركوب في: إنباء الهصر 66.

وفاة قان بردي الإبراهيمي

[وفاة قان بردي الإبراهيمي] [2782]- وفيه مات قان بردي الإبراهيمي (¬1)، الأشرفي إينال، أحد مقدّمي الألوف بمصر (¬2). / 212 ب / وقد قارب الأربعين أو بلغها أو جاوزها. [مقتل السلطان صاحب سمرقند] [2783]- وفيه كانت قتلة السلطان بو سعيد (¬3)، ابن أحمد سعدان (¬4) شاه بن تمرلنك، القان صاحب سمرقند وبخارى. وكان على يد حسن الطويل، وكان من أعظم ملوك الإسلام ومن أهل الفضل والدين والخير والبرّ، وله الآثار الحسنة (¬5). ¬

(¬1) انظر عن (قان بردي الإبراهيمي) في: الروض الباسم 4 / ورقة 238 ب، وبدائع الزهور 3/ 32، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع، وهو في إنباء الهصر 90 رقم 15. (¬2) وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: كان من مماليك الأشرف إينال ممن ملك الأشرف المذكور من كتابية الظاهر جقمق وأجرى الأشرف إينال عتقه عليه ثم صيّره من الخاصكية واختص به وأدناه، ثم صيّره من جملة الدوادارية، وبقي ممن له ذكر وشهرة في دولته ومن ذوي الشرور والظلم والعسف والفتن التي يعرف بها كل أحد، ودام على ذلك إلى موت أستاذه، فامتحن بعده ونفي وسجن، ثم أطلق ونفي إلى البلاد الشامية مدّة. ولما مات الظاهر خشقدم حضر إلى القاهرة في سلطنة الظاهر تمربغا مقتحما على الرياسة فلم يلتفت إليه الظاهر تمربغا، ولهذا كان أشدّ العشرة عليه، وممن تسلّط على الأتابك قايتباي وحسّن له السلطانة، وكان من أكبر القائمين معه والمداخلين له في ذلك، فلما تسلطن قايتباي أمّره عشرة ثم صيّره داودارا ثانيا عوضا عن كسباي على ما تقدّم ذكر ذلك في محلّه، ووليها من غير سبق رياسة قبل ذلك توجب ذلك، فباشر الدوادارية مدة شهور ثم رقاه إلى تقدمة ألف في أسرع وقت وأقربه، وسكن بالدار الذي (كذا) بقرب جامع سنقر، وأخذ في أثناء ذلك في إنشاء تربة هائلة بالصحراء خارج الريدانية وهي تعرف به الآن، واجتهد في إنشائها بالظلم والعسف الشديد وقطع مصانعة العمال وضربهم واستعمال البعض منهم بغير أجرة، فاتفق أن أخذه الله تعالى قبل تمام ذلك وأراح منه ومن ظلمه وعسفه وجوره الخارج بذلك عن الحدّ. وكان شكلا حسنا، وعنده مهابة نفس وتجمّل وفروسية مع تكبّر وجبروت زائد. توفي في يوم الجمعة سادس شوال في أواخر الطاعون وقد جاوز الثلاين سنة، وجهّز وأحضرت جنازته لمصلّى سبيل المؤمني، ونزل السلطان فحضر الصلاة عليه وحمل إلى تربته التي أنشأها بالظلم فدفن بها. (¬3) انظر عن (السلطان بو سعيد) في: الضوء اللامع 9/ 116 رقم 361 وفيه: أبو سعيد القان ملك التتار، وحفيد شاه رخ واسمه كنيته، والروض الباسم 4 / ورقة 222 ب و 226 ب و 227 أ، وبدائع الزهور 3/ 32، والتاريخ الغيائي 230 - 232 وفيه: أبو سعيد بن محمود بن مير زاده ميرانشاه بن تمر، حوادث الدهور 3/ 733، وحبيب السير 4/ 51، ولب التواريخ 220، وإنباء الهصر 113، 114 رقم 39. (¬4) في الروض: «سعيدان». (¬5) وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض 4 / ورقة 226 ب: من أعظم سلاطين الإسلام وملوكهم، وغلط =

ولاية القاهرة

وملك بعده ولده أحمد، وهو باق على ملكه إلى يومنا هذا. [ولاية القاهرة] وفيه قرّر في ولاية القاهرة يشبك من حيدر، ودام بها يشبك هذا عشرين سنة (¬1). [مشيخة الصلاحية] وفيه استقرّ في مشيخة الصلاحية المجاورة للإمام الشافعي رضي الله عنه، الكمال ابن إمام الكاملية (¬2)، عوضا عن: [وفاة زين العابدين المناوي] [2784]- زين العابدين بن الشرف المناوي (¬3)، وقد مات. وكان عالما فاضلا، حشما، متواضعا، صالحا، خيّرا، ديّنا، نحوا من أبيه في خيره. ودينه بل وفي علمه، وصنّف وألّف. وكان نائبا عن أبيه في أيام قضائه، وإليه المرجع في بابه. سمع على جماعة. ومولده سنة 829. ¬

= بعض المؤرّخين بل كذب حيث قال: وفيها هلك الطاغية الخارجي بو سعيد فإنه بعيد عن معرفة أحوال هذا الملك وأخباره فظة كجدّه، ولما وقع لجهان شاه ما وقع من قتله على يد حسن الطويل، وبلغ ذلك بو سعيد هذا فبادر بالمشي على المملكة تبريز وأعمالها. (¬1) خبر ولاية القاهرة في: بدائع الزهور 2/ 32، وإنباء الهصر 63، 64. (¬2) خبر المشيخة في: الروض الباسم 4 / ورقة 220 ب، وبدائع الزهور 3/ 32، وإنباء الهصر 66. (¬3) هو زين العابدين محمد بن يحيى بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن مخلوف بن عبد السلام الحدادي الأصل، المناوي، القاهري، الشافعي. (الضوء اللامع 10/ 254 في ترجمة والده رقم 1033). وترجم له المؤلّف - رحمه الله - في الروض الباسم 4 / ورقة 235 أ، ب. بشهرته، زين العابدين، وقال: ولد صاحب الترجمة في سنة تسع / وعشرين وثمانمائة بالقاهرة وبها نشأ فحفظ القرآن العظيم وعدّة متون واشتغل فأخذ عن جماعة منهم أبيه (كذا) وناهيك به، وسمع الحديث عليه وعلى آخرين ودأب واجتهد حتى مهر ونبغ وكان نائب أبيه في حين قضائه وإليه المرجع في أموره، وألّف وصنّف، فكتب قطعة جيدة على «مختصر المزني» من الصلاة إلى المحل الذي كان قد وقف والده عليه في إلقاء الدرس بالصلاحية المجاورة للإمام الشافعي. وكان ولده هذا قد استقرّ فيها بعد موت والده وأجاد إلقاء الدروس بها وقرئت قطعته هذه بها. وكان فاضلا، عالما، عاملا، صالحا، خيّرا، ديّنا، نحوا من أبيه بل ما فيه في أشياء غير الأمور العلمية مع مشاركته إياه (كذا) في العلم أيضا. وكان حسن السمت، وعنده تؤدة وحشمة وتواضع. توفي في ليلة الأربعاء سابع شوال، وصلّي عليه في ضحوة يوم الخميس بجامع الشافعي رضي الله عنه، وكثر تأسّف الناس عليه. وانظر عن (المناوي) أيضا في: وجيز الكلام 2/ 802، 803 رقم 1844، والضوء اللامع 10/ 75 وأحال إلى الألقاب 11/ 173، 174 رقم 547، وبدائع الزهور 3/ 32، وإنباء الهصر 66، 103، 104 رقم 22.

خروج الحاج

[خروج الحاج] وفيه خرج الحاج، وخرج المنصور أيضا بعد أن أضافه السلطان غير ما مرة، واحتفل به، وبعث إليه بأشياء، (وخلع عليه) (¬1)، وكذا الأمراء بعثوا إليه بأشياء ليستعين بها في حجّه (¬2). [لبس السلطان البياض] وفيه لبس السلطان البياض في يوم الإثنين سادس عشرينه، الموافق لثالث عشر بشنس، وخرج به من الدهيشة من غير موكب ولا في يوم جمعة، وخالف فيه العادة القديمة والحادثة (¬3). [عودة الشرف الأنصاري من جمع العشير] وفيه عاد الشرف الأنصاريّ من مهمّ جمع العشير وقد أصرف زيادة على المائتي ألف دينار أو نحوها فيما يقال (¬4). [ذو القعدة] [ركوب السلطان] وفي ذي قعدة ركب السلطان في جماعة يسيرة، ونزل إلى جهة قليوب، فدار على عدّة بلاد هناك، ثم عاد إلى جسر ابن (¬5) أبي المنجّا، فرآه ثم عاد إلى قبّة (النصر) (¬6)، ونزل بتربة يشبك الدوادار، فبقي بها إلى العصر، ثم صعد إلى القلعة (¬7). [قدوم هجّان من الأتابك أزبك] وفيه وصل / 213 أ / هجّان من عند الأتابك أزبك يخبر بأنّ العساكر المصرية ملكت باب الملك، وأنهم في الاستظهار، والعدوّ في الزوال. وكان بعد ذلك الأمر بالضدّ (¬8). ¬

(¬1) عن هامش المخطوط. (¬2) خبر الحاج في: الروض الباسم 4 / ورقة 220 ب، وبدائع الزهور 3/ 32، وإنباء الهصر 76، 77. (¬3) خبر لبس البياض في: الروض الباسم 4 / ورقة 220 ب، 221، وبدائع الزهور 3/ 32، وإنباء الهصر 76، 77. (¬4) خبر عودة الأنصاري في: الروض الباسم 4 / ورقة 220 ب، 221 أ، وبدائع الزهور 3/ 32، وإنباء الهصر 67، 68. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) كتبت فوق السطر. (¬7) خبر ركوب السلطان في: الروض الباسم 4 / ورقة 221 أ، وإنباء الهصر 68. (¬8) خبر قدوم الهجّان في: الروض الباسم 4/ 221 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 32، وإنباء الهصر 69.

وصول قاصد ابن قرمان

[وصول قاصد ابن قرمان] وفيه وصل قاصد ابن (¬1) قرمان بمكاتبة وهدية، فأعيد بعد إكرام ومكاتبة وهدية (¬2). [مكاتبة نائب حلب] [2785]- وفيه وردت مكاتبة نائب حلب بكائنة مال باي الأقطع أخو (¬3) سوار وقتله (بعد أن قبض عليه) (¬4) وقد أثخنت جراحاته. وله حكاية مطوّلة آلت (إلى) (¬5) قتله (¬6)، وقتل جماعة معه، وبعث برأسه ومعها اثنان من الروس (¬7) إلى القاهرة وطيف بها، وعلّقت بباب النصر أياما. [وفاة خاير بك البهلوان] [2786]- وأخبر نائب حلب في مكاتبته بموت خاير بك البهلوان (¬8)، أحد الأمراء بدمشق (¬9)، وعدّة من الجند أيضا في هذه الكائنة. ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) خبر قاصد ابن قرمان في: «الروض الباسم 4 / ورقة 221 ب، وإنباء الهصر 69، 70. (¬3) الصواب: «أخي». وفي إنباء الهصر 71 «مغلباي الأقطع». (¬4) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. وكتب بعدها ما يلي: «وله حكاية طويلة آلت إلى قتله». ثم شطب عليها. (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) انظر عن (مال باي الأقطع) في: الروض الباسم 4 / ورقة 221 ب، وبدائع الزهور 3/ 32، 33. (¬7) كذا. (¬8) انظر عن (خاير بك البهلوان) في: الضوء اللامع 3/ 208 رقم 779، والروض الباسم 4 / ورقة 234 ب، وبدائع الزهور 3/ 33، وإنباء الهصر 70. (¬9) وقال المؤلف - رحمه الله - في الروض: كان من مماليك الأشرف برسباي وأمّر عشرة في دولة الأشرف إينال، ثم لما تسلطن الظاهر خشقدم أخرجه منفيا إلى البلاد الشامية ووقع له أمور وآل الأمر بعد ذلك أن صيّر من مقدّمين (كذا) الألوف بدمشق. ولما تسلطن الأشرف قايتباي حضر إلى القاهرة، واتفق أن صعد القلعة والسلطان متغيّر الخاطر على شخص قد غضب عليه وأمر بنفيه، فلما وقع بصره على خير بك هذا أمره بأن يعود هو أيضا من حيث جاء، فعاد إلى دمشق وبقي بها إلى أن خرج في التجريدة هذه المذكورة في هذه السنة إلى شاه سوار مع العسكر الشامي، فلما كانت الكائنة التي قبض فيها على مال باي أخو (كذا) شاه سوار الماضية في محلّها من المتجدّدات اتفق خير بك هذا فيها في شهر شوال، وهو في عشر الستين، أو لعلّه أكملها. وكان إنسانا حسنا، شجاعا، عارفا بالفروسية وأنواع الأنداب والتعاليم، رأسا في الصراع، لا بأس به. وهو صهر الأتابك جرباش على ابنته الست فرج التي عمل عرسها وقبل أن تزف إليه ماتت أختها فانقلب الفرح عزاء على ما أشرنا إلى ذلك فيما تقدم، ولم يبن فيها. وهي باقية إلى يومنا هذا على بكارتها.

ركوب السلطان

وكان نائب حلب قد التقى فيها هو وجماعة من النواب والعسكر المصري بشاه سوار ومعه مال باي، فهزم سوار منهم، ووقع مال باي هذا. [ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان في عدّة من خواصّه ونزل سائرا إلى طرا، ونزل بها للتنزّه هناك، وأضافه محمد بن البلاح، وعاد إلى القلعة (¬1). [سفر السلطان إلى البحيرة] وفيه كان سفر السلطان إلى جهة البحيرة على حين غفلة وصحبته من مقدّمين (¬2) الألوف برقوق الناصري، وجال الكثير من بلاد الغربية والشرقية، واستمرّ في سفره أياما، وكثر القال والقيل في أمر سفره، وما وقف على خبره إلى بعد ذلك (¬3). [تكرار ركبات السلطان] وفيه تكرّرت ركبات السلطان إلى غير ما جهة يتوغّل في ركوبه فيها إلى أماكن خطرة من العربان وهو في جماعة قليلون (¬4)، حتى صار الناس يختشون (¬5) عليه من طارق أو نحوه (¬6). [ذو الحجة] [تعييد السلطان بفارس كور] وفيه وصل مرسوم سلطانيّ بطلب قاضي القضاة الشافعية ليصلّي بالسلطان صلاة عيد النحر بفارس كور، فتجهّز وخرج ومعه أشياء من نوع المآكل / 213 ب / كالهدية للسلطان، وعيّد السلطان بفارس كور. وكانت الناس في هذا العيد بالقاهرة في الشرائر والأنكاد بسبب غلوّ (¬7) الأسعار، ومخافة السبل، وظهور الفتن، وموت الأولاد والأقارب، والعيال وغيرهم، وغيبة الكثير ¬

(¬1) خبر ركوب السلطان في: الروض الباسم 4 / ورقة 221 ب، وبدائع الزهور 3/ 33، وإنباء الهصر 70/ 71. (¬2) الصواب: «من مقدّمي». (¬3) خبر سفر السلطان في: وجيز الكلام 2/ 800، والروض الباسم 4 / ورقة 221 ب، ورقة 221 ب، وبدائع الزهور 3/ 33، وإنباء الهصر 71، 72. (¬4) الصواب: «قليلين». (¬5) الصواب: «يخشون». (¬6) خبر تكرار الركوب في: الروض الباسم 4 / ورقة 221 ب، 222 أ، وبدائع الزهور 3/ 33. (¬7) الصواب: «بسبب غلاء».

بشارة النحر

من الناس عن ديارهم، وقطعت فيه الضحايا المرتّبة بالديوان السلطاني. وكان هذا العيد من نوادر الأعياد وأشبهها بأيام المآتم (¬1)، لا سيما وقد صادف كائنة الناس وأحزانهم (¬2). [بشارة النحر] وفيه في يوم عيد النحر كانت البشارة بالنحر، ثم نودي عليه من غده (¬3). [كائنة العساكر المصرية مع سوار] وفيه كانت كائنة كسر العساكر المصرية ثانيا على يد سوار - بل ثالثا - وقتل جماعة من الأكابر وأعيان الأمرا والكثير من الأصاغر والجند، بل ذهاب العسكر بأسره. وكانت كائنة فظيعة تحيّل فيها سوار على العسكر حتى دخلوا إلى مضيق بتلك البلاد وعاد عليهم قتلا حتى ما سلم منهم إلاّ من طال عمره، ونهبوا عن آخرهم (¬4). [مقتل قرقماس الجلب] وكان ممّن قتل في هذه الكائنة: [2787]- قرقماس الجلب (¬5) من يشبك خجا الأشرفيّ، أمير سلاح، ثم أمير مجلس. وكان من أجلّ الأمراء، شهما، عاقلا، أدوبا، حشما، سليم الفطرة، صادق اللهجة، حسن السيرة، قليل الشرّ، يذكر بقرابة للأشرف برسباي، وترقّى في دولته فتأمّر عشرة، ثم صيّر بعده من الطبلخاناة، ثم تقدّم، ثم صيّر رأس نوبة النوب، ثم أمير مجلس، ثم أمير سلاح، ثم امتحن يسيرا، وأطلق إلى دمياط في غاية الإكرام، ثم أعيد إلى إمرة مجلس، وخرج في هذه التجريدة وما وقف له على خبر بعد موته ولا على رمّته، ولا علم من حاله شيئا (¬6). ¬

(¬1) في الأصل: «المائم». (¬2) خبر تعييد السلطان في: وجيز الكلام 2/ 800، والروض الباسم 4 / ورقة 222 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 33، وإنباء الهصر 73 - 75. (¬3) خبر البشارة في: الروض الباسم 4 / ورقة 222 أ، وبدائع الزهور 3/ 33. (¬4) كائنة العسكر في: وجيز الكلام 2/ 800، وتاريخ البصروي 38، وبدائع الزهور 3/ 34، وإنباء الهصر 77 - 79. (¬5) انظر عن (قرقماس الجلب) في: الضوء اللامع 6/ 218 رقم 726، ووجيز الكلام 2/ 807، 808 رقم 1861، والروض الباسم 4 / ورقة 239 ب، وبدائع الزهور 3/ 34، 35، وإنباء الهصر 111، 112 رقم 35. و «الجلب»: بجيم ولام مفتوحتين. (¬6) الصواب: «شيء».

وفاة سودون القصروي

[وفاة سودون القصروي] [2788]- ومات فيها سودون القصروي (¬1)، رأس نوبة النوّب جريحا بعد أن حمل بعد الكائنة إلى قريب حلب. وكان سنّه نحوا من ثمانين. وكان إنسانا حسنا / 214 أ / خيّرا، ديّنا، مواظبا على الخمس صلوات مع الجماعات حتى أنشأ من أجل ذلك الجامع بقرب داره بخط الباطلية، وهو من آثاره هناك. وكان محبّا في فعل الخير، وكان من بخله وشحّه سمحا بالصدقة لا سيما على الفقراء والمساكين. وكان دوادارا لأستاذه قصروه نائب الشام، وتنقّل بعده فصيّر من الخاصكية والدوادارية، ثم تأمّر عشرة، ثم ولي نيابة القلعة، ثم تقدّم وولي رأس نوبة الكبرى. [وفاة برسباي الأبو بكري] [2789]- ومات فيها أيضا برسباي (¬2) الأبو بكري (¬3)، أحد العشرات، وروس النوب. وقد جاوز الستين. وكان محمودا، كثير الأدب والحشمة (¬4). ¬

(¬1) انظر عن (سودون القصروي) في: وجيز الكلام 2/ 807 رقم 1860، والضوء اللامع 3/ 285 رقم 1080، والروض الباسم 4 / ورقة 235 ب، 236 أ، وبدائع الزهور 3/ 35، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬2) في الأصل: «برسباي أخو الأبو بكري». (¬3) كذا. (¬4) وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: المعروف بأمير اخور. كان من مماليك الأشرف برسباي وخاصكيّته بل وخواصّه. ولما تسلطن الأشرف إينال صيّره من الأمير اخورية الخاص ودام على ذلك مدة، ثم أمّره عشرة في أواخر دولته، ثم صيّره من روس النوب، ودام كذلك حتى تسلطن المؤيد أحمد بن الأشرف إينال المذكور فعيّنه للبشارة بسلطنته لنائب غزّة، وعاد. ثم لما تسلطن الظاهر خشقدم قبض عليه في جملة من قبض من الأشرفية بالقصر وسجن بثغر الإسكندرية، ثم نقل إلى سجن قلعة المرقب، ودام إلى سلطنة الأشرف قايتباي فاستقدمه إلى القاهرة وأعاده إلى ما كان عليه من كونه أمير عشرة ورأس نوبة، ثم عيّنه في هذه التجريدة لشاه سوار، وبها بغته أجله. وكان إنسانا حسن الهيئة والملتقى، كثير الأدب والحشمة مع بعض إسراف على نفسه لكن في شره وبحشمة. توفي قتيلا في ذي الحجة. وكان بينه وبين الوالد صحبة أكيدة ومحبة إلى الغاية. وكان سنّه زيادة على الستين سنة.

وفاة إينال باي ميق

[وفاة إينال باي ميق] [2790]- وإينال باي ميق (¬1) الأشرفي إينال، أحد العشرات وروس (¬2) النوب. وكان شابا أدوبا حشما، عارفا بالفروسية، شجاعا كريما، سمحا، لا بأس به. [وفاة تغري بردي الأرمني] [2791]- وتغري بردي الأرمني (¬3)، المنصوريّ، أحد العشرات. وكان عاقلا، سيوسا، أدوبا، عارفا، مدبّرا، شجاعا، مقداما. وأصله من الفرنج الفرنتيّين، ونشأ عند المنصور عثمان. ولا أعلم هل هو مملكه (¬4) أو غيره (¬5). [وفاة طقطمش المحمدي] [2792]- وطقطمش (¬6) أمير اخور المحمدي، الأشرفي، برسباي، أحد الخمسات (¬7). وكان غير مشكور (¬8). ¬

(¬1) انظر عن (إينال باي ميق) في: الروض الباسم 4 / ورقة 226 أ، وبدائع الزهور 3/ 35، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬2) كذا. (¬3) انظر عن (تغري بردي الأرمني) في: الروض الباسم 4 / ورقة 227 ب، وبدائع الزهور 3/ 35، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬4) كذا. (¬5) وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: نشأ عند المقام الفخري عثمان بن الظاهر جقمق قبل أن يتسلطن، ثم نسب إليه بعد سلطنته وكان من خواصه وممن يقربه المنصور لشجاعة كانت عنده، ولما تسلطن الظاهر تمربغا أقطعه إقطاعا جيدا وكان من الخاصكية قبل ذلك أيضا. ثم لما تسلطن الأشرف قايتباي بعثه إلى الأتابك أزبك بعد كائنة سوار التي قبض فيها على الأتابك جانبك قلقسيز فأحضره من الشام وهو حينئذ نائبا بها ليلي الأتابكية بالقاهرة ثم إمرة عشرة بعد ذلك، وعيّنه صحبة الأتابك المذكور إلى التجريدة بعد أن صيّره من روس النوب، وخرج وما عاد. وتوفي قتيلا في ذي الحجة، وكان غير مشكور السيرة مع عصبية فيه وإقدام. (¬6) انظر عن (طقطمش) في: الروض الباسم 4 / ورقة 237 أ، وبدائع الزهور 3/ 35. (¬7) في الأصل: «الخمساة». (¬8) وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: كان من مماليك الأشرف برسباي وصيّر خاصكيا بعده، ودام كذلك حتى تسلطن الأشرف إينال فصيّره من أعيان الأمير اخورية واستمر على ذلك إلى سلطنة الظاهر خشقدم فأضاف إلى إقطاعه شيئا من الأقطاع فصار فوق الخاصكية ودون العشرات فلهذا قيل له أمير خمسة واستمر على ما هو عليه حتى تسلطن الأشرف قاينباي فعيّنه للتجريدة، وبها بغته أجله. وتوفي قتيلا في ذي الحجة من هذه السنة. وذكر بعضهم أنه ناب في ذي القعدة من التي قبلها والله أعلم. وكان =

وفاة فارس البكتمري

[وفاة فارس البكتمري] [2793]- وفارس البكتمري (¬1)، أحد العشرات. ولهن نحوا (¬2) من سبعين سنة. وكان حشما، متواضعا، لا بأس به. [وفاة قجماس الطويل] [2794]- وقجماس الطويل (¬3) الحسني، الظاهري، أحد الطبلخانات. وكان لا بأس به، وعنده شجاعة وفروسية. [وفاة نوروز شكال] [2795]- ونوروز شكال (¬4) من تغري بردي الأشرفي، أحد العشرات، وروس (¬5) النوب (¬6). [وفاة نوروز سمز] [2796]- ونوروز سمز (¬7) العلائيّ، الأشرفي برسباي. يقال إنه تردّى من مكان عال فمات (¬8). ¬

= غير مشكور السيرة، شرّيرا. واسمه معناه بالتركي: ثبت أو استقر أو دام، واستعمل علما بعد ذلك. (¬1) انظر عن (فارس البكتمري) في: الضوء اللامع 4/ 163 رقم 541، والروض الباسم 4 / ورقة 237 ب، وبدائع الزهور 3/ 35، وإنباء الهصر 110، 111 رقم 34. (¬2) الصواب: «وله نحوّ». (¬3) انظر عن (قجماس الطويل) في: الروض الباسم 4 / ورقة 239 أ، وبدائع الزهور 3/ 35، ولم يذكره السخاوي في: الضوء اللامع. (¬4) انظر عن (نوروز شكال) في: الضوء اللامع 10/ 204 رقم 868، والروض الباسم 4 / ورقة 245 أ، وبدائع الزهور 3/ 35 وإنباء الهصر 113 رقم 38. (¬5) كذا. (¬6) وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: ورأيت بخطي في مسوّدتي لهذا التاريخ بأنه كان حسن السمت والملتقى، مشكور السيرة لا بأس به، ثم رأيت في موضع آخر من تعاليقي بأنه كان مسرفا على نفسه وما حرّرت أمره. وقال السخاوي: وكان من محاسن الدهر فيما قيل. (¬7) انظر عن (نوروز سمز) في: الضوء اللامع 10/ 204 رقم 889، والروض الباسم 4 / ورقة 245 أ، وبدائع الزهور 3/ 35. (¬8) وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: لما انكسر العسكر قبض عليه وأراد تابعه أن يسلبه ويطلقه =

وفاة نوروز الدوادار

وكان فارسا شجاعا. [وفاة نوروز الدوادار] [2797]- ونوروز الدوادار (¬1) الأخص من غيبي (¬2) الأشرفي، أحد العشرات، وأمير جاندار. وكان ساكنا، حشما. [وفاة قانم نبصا] [2798]- وقانم نبصا (¬3) اليوسفيّ، الظاهري / 214 ب / أحد العشرات، وروس (¬4)، النوب. وكان غير مشكور. [مقتل ابن نائب الشام] وقتل في هذه الكائنة من أمراء البلاد الشامية عدّة، منهم: [2799]- يحيى بن جانم (¬5) نائب الشام، أحد مقدّمين (¬6) الألوف بدمشق. وكان ذكيا، حشما، أدوبا، فهما، غير خال من فضيلة، مع علوّ همّة وحسن هيئة، وبشر وبشاشة، وفروسية، وشجاعة، وعقل، ومعرفة، مع عزّ ورياسة. وكان في أيام والده هو المرجع في الأمور مع انفتال والده إليه. ومولده سنة 846 (¬7). ¬

= فعرّفهم بنفسه وأنه من الأمراء زعما منه بأنهم إذا سمعوا ذلك كفّوا عنه فاحتفظوا به وحملوه إلى سوار فسجنه مع الأتابك جانبك واتفق له أن هرب على ما قيل فيقال إنهم أدركوه بعد هربه ولما قربوا منه رمى بنفسه من أعلى القلعة فتقطع. هكذا قيل. ويقال بل هم الذين رموا به لما أدركوه، وكان ذلك في أواخر هذه السنة، وقيل في أوائل التي تليها والله أعلم. (¬1) انظر عن (نوروز الدوادار) في: الروض الباسم 4 / ورقة 245 ب، وبدائع الزهور 3/ 35، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬2) في الأصل: «عيني». والمثبت عن الروض، والبدائع. (¬3) انظر عن (قانم نبصا) في: الضوء اللامع 6/ 200 رقم 691 وفيه: «قانم نبصا» لفظة جاركسية، والروض الباسم 4 / ورقة 239 أ، وبدائع الزهور 3/ 35، وإنباء الهصر 112، 113 رقم 36. وفي الأصل: «بيضا». وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: نبصا معناه بالجركسية واسع العين. (¬4) كذا. (¬5) انظر عن (يحيى بن جانم) في: الضوء اللامع 10/ 224 رقم 961، والروض الباسم 4 / ورقة 245 ب، وبدائع الزهور 3/ 35، وإنباء الهصر 107، 108 رقم 26. (¬6) الصواب: «أحد مقدّمي». (¬7) وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: ولد هذا في سنة ست أو سبع وأربعين وثمانمائة تقريبا.

وفاة محمد بن تنم

[وفاة محمد بن تنم] [2800]- ومحمد بن تنم (¬1) من عبد الرزاق، نائب الشام، أحد الطبلخانات بدمشق. وكان كيّسا، أدوبا، حشما، نشا نشأة حسنة مع فضيلة وعقل ومعرفة وفروسية (¬2). ومولده سنة 836. [وفاة قانصوه الجلباني] [2801]- وقانصوه الجلباني (¬3)، أحد الطبلخاناة، والحاجب الثاني بدمشق (¬4). وكان لا بأس به. [وفاة فارس التيمي] [2802]- وفارس التنميّ (¬5) أحد الأمراء بدمشق. [وفاة شاد بك آص] [2803]- وشاد بك آص (¬6) الأشرفي إينال، أتابك (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (محمد بن تنم) في: الروض الباسم 4 / ورقة 242 أ، وبدائع الزهور 3/ 35، ولم يذكره السخاوي في: الضوء اللامع. (¬2) وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: «وهم الجمال بن تغري بردي فسمّاه في تاريخه «الحوادث»: أحمد، ولقّبه: شهاب الدين، وما عرفت ما الذي أوقعه في هذا الوهم، والحال أنه من أبناء طائفته وجنسه. تقدّم ذكر والده تنم نائب الشام وولد ولده هذا في سنة خمس أو ست وثلاثين وثمانمائة، ونشأ نشأة حسنة مع معرفة تامة وفروسية وحسن سمت وملتقى، وصيّر من الطبلخانات بدمشق، وخرج مع العسكر الشامي في تجريدة سوار. . وكان شابا حسنا، متجمّلا، حشما، له ثروة. ومن مماليكه أقباي نائب غزة الآن، وطوخ البجمقدار أحد أعيان الخاصكية للأشرف قايتباي، وورثه أخوه فرج بن تنم الآتي ذكره في وفيات سنة سبع وثمانين، وهو من غير أمه، فإن فرج من دولات قريبة الظاهر جقمق. (¬3) انظر عن (قانصوه الجلباني) في: الضوء اللامع 6/ 199 رقم 688، والروض الباسم 4 / ورقة 238 ب، ولم يذكره ابن إياس في بدائع الزهور. (¬4) وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: المعروف بنائب بعلبك. كان من مماليك جلبان نائب الشام الماضي ذكره، وكان ولي نيابة بعلبك في أيام أستاذه فيما أظنّ، وتنقّلت به الأحوال بعده حتى ولي الحجوبية الثانية بدمشق على إمرة طبلخاناة بها. (¬5) انظر عن (فارس التنمي) في: الروض الباسم 4 / ورقة 237 ب بالهامش. وفيه: كان خازندارا لتنم من عبد الرزاق نائب الشام، وصيّر بعده من أمراء دمشق، وتوفي قتيلا في كائنة سوار، كذا رأيته بخط بعض الناس. (¬6) انظر عن (شاد بك آص) في: الروض الباسم 4 / ورقة 236 ب، وبدائع الزهور 3/ 35، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬7) وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: كان من مماليك الأشرف إينال وصار خاصكيا بعده، ودام =

وفاة تمرباي الجلباني

[وفاة تمرباي الجلباني] [2804]- وتمرباي الجلبانيّ (¬1)، أحد الأمراء بدمشق (¬2). [وفاة إبراهيم بن بيغوت] [2805]- وإبراهيم بن بيغوت (¬3) نائب صفر (¬4) حاجب الحجّاب بدمشق. وله زيادة على ستين سنة. ¬

= على ذلك إلى سلطنة الأشرف قايتباي فأمّره عشرة، ثم لما مات شاد بك فرمور أتابك حماه قرّره عوضه، وخرج في نوبة سوار التي قتل فيها قرقماس، وتوفي بها قتيلا في ذي الحجة. وكان من المهمّلين. (¬1) انظر عن (تمرباي الجلباني) في: الروض الباسم 4 / ورقة 227 ب بالهامش، وبدائع الزهور 3/ 35، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬2) وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: قال بعض الناس فيما رأيت بخطه إنه توفي قتيلا في كائنة سوار، ولا أعلم شيئا من أحواله غير ما ذكرته. (¬3) انظر عن (إبراهيم بن بيغوت) في: الضوء اللامع 1/ 33 ووقع فيه: «ولي بعد أبيه وكان نائب صفر (كذا) حجوبية الحجاب بدمشق»!، والروض الباسم 4 / ورقة 225 أ، وتاريخ البصروي 38، وبدائع الزهور 3/ 35، 36، وإنباء الهصر 108 رقم 29. (¬4) في الأصل: «نائب حماه» ومثله في بدائع الزهور. وما أثبتناه عن الروض، وفيه: إبراهيم بن بيغوت الجركسيّ الأصل، الدمشقي، صارم الدين، حاجب الحجاب بدمشق. ووالده بيغوت من صفر خجا الأعرج المؤيّدي هو نائب صفد وقد تقدّمت ترجمته، تنقل ولده هذا بعد أبيه في عدّة إمريّات بالبلاد الشامية بعد محنة اتفقت له في أيام حداثته في حياة أبيه في دولة الظاهر جقمق فإنه كان سجنه من أجل أبيه، ثم أحضره مرة من السجن إلى بين يديه وأمر به فضرب ضربا مبرحا ظلما، فإنه فعل معه ذلك بذنب أذنبه والده، وأعيب ذلك على الظاهر، كيف وقد قال الله تعالى: وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى. ثم تنقلت به الأحوال بعد ذلك حتى استقر في دولة الأشرف إينال في الإمرة العشرين التي كانت بيد الوالد زيادة على ما بيده من التقدمة بدمشق، بعد أن سعى إبراهيم في ذلك السعي الحثيث، وبذل فيها المال، مع علمه برياسة الوالد وكثرة كلفه وما كان فيه ومع علمه باستحقاقه لما هو فوق ذلك، ومع ذلك فلم يراع ولا تأدّب معه وما حمده الناس على ذلك، ثم ولي في دولة الظاهر خشقدم خشداش والده نيابة قلعة دمشق بمال بذله في ذلك أيضا، ثم صرف عنها، ثم آل به الأمر إلى حجوبية الحجاب بدمشق، وخرج في التجريدة مع نائب الشام، واتفق أن بقي فيمن بقي من العساكر الذين خرج عليهم سوار في المضيق، فقيل في ذي الحجة في يوم المعركة. وكان حشما، ذا هيئة وشكالة، عارفا بأمور دنياه، متجمّلا في شونه (كذا) عاريا عن الفضائل، لا بأس به في بعض الأحوال والسيرة. وهو الذي استبدل دار كمشبغا طولو بدمشق وجدّد إنشائها (كذا)، وأنشأ بقربها حمّاما من يسر الدار، وهي الآن على ما أنشأها عليه، وهي من مشاهير دور الأمراء بدمشق، وبها كان يسكن الوالد وهو بدمشق مع ما أضافه إليها من عدّة دور بأجوارها (كذا). وكان سنّ إبراهيم هذا حين مات زيادة على الستين سنة فيما أظن.

وفاة خشقدم السيفي

وكان رئيسا، حشما، عارفا بأمور دنياه. تنقّل في عدّة ولايات. [وفاة خشقدم السيفي] [2806]- وخشقدم السيفي (¬1) جار قطلوا، أحد الأمراء بدمشق (¬2). [وفاة جانبك السيفي] [2807]- وجانبك السيفي (¬3) تغري برمش، دوادار السلطان بدمشق. وكان مشهورا، كثير الدعوى (¬4). [وفاة شاد بك الحسني] [2808]- وشاد بك الحسني (¬5) الشعباني، أحد أمراء دمشق. [وفاة عبد الرحمن الحمزاوي] [2809]- وعبد الرحمن الحمزاوي (¬6)، أحد الطبلخاناة بدمشق أيضا (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (خشقدم السيفي) في: الروض الباسم 4 / ورقة 229 ب بالمتن والهامش، وبدائع الزهور 3/ 36، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬2) وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: كان من مماليك الأمير جار قطلو نائب الشام، ثم تنقلت به الأحوال بعده حتى صيّر من جملة الأمراء بدمشق، وتوفي قتيلا في كائنة سوار. هكذا رأيته بخط بعض الناس ولا أعلم شيئا غير ما ذكرته. (¬3) انظر عن (جانبك السيفي) في: الضوء اللامع 3/ 62 رقم 251، والروض الباسم 4 / ورقة 227 ب، 228 أ، وبدائع الزهور 3/ 36، وإنباء الهصر 109 رقم 30. (¬4) وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: كان من مماليك تغري برمش التركماني البهنسي نائب حلب المشهور الترجمة، وتنقّلت به الأحوال بعده فنزل في ديوان الجند السلطاني، ثم صيّر خاصكيا، ثم ولي نيابة قلعة صفد، ثم صيّر من مقدّمين (كذا) الألوف بدمشق، وولي دوادارية السلطان بها، وخرج في التجريدة هذه إلى سوار مع العسكر الشامي وبها بغته الأجل. وكان إنسانا متهوّرا، كثير الدعوى، ويظهر أنه من ذوي العقول التامة ومن أهل الرأي والتدبير والمعرفة، ولم يكن قريبا مما يدّعيه فضلا أن يكون ذلك فيه. (¬5) انظر عن (شاد بك الحسني) في: الروض الباسم 4 / ورقة 236 أبالهامش، وفيه: «شاد بك الحمزاوي»، وبدائع الزهور 3/ 36 وفيه كما هو مثبت أعلاه. ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬6) انظر عن (عبد الرحمن الحمزاوي) في: الروض الباسم 4 / ورقة 237 أ، وبدائع الزهور 3/ 36، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬7) وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: لا يحضرني الآن شيئا (كذا) من أحواله نعم أعلم أنه كان من خواص قانباي الحمزاوي نائب الشام، وأنه تأمّر بعده بدمشق طبلخاناه، وأنه توفي قتيلا في كائنة سوار في ذي الحجة.

وصول رأس بو سعيد إلى مصر

وهذا ما حضرنا من أسمائهم. وأمّا من لم يحضرنا فكثير من أمراء وخاصكية ومشايخ عربان وتركمان، (وغير ذلك) (¬1). [وصول رأس بو سعيد إلى مصر] وفيه وقعت بطاقة بوصول قاصد حسن الطويل بمكاتبة من مرسله وعلى يده رأس أبو (¬2) سعيد ملك المشرق، وأشيع هذا بالقاهرة، وأخذ الخلبا من ذوي العقول / 215 أ / من الناس من يستبعد ذلك، وبعث إلى السلطان بإعلامه ذلك قبل وصول القاصد فعاد من سفره ونزل بالمطرية، ضرب خيامه بالريدانية، ووصل إليها فبات بمخيّمه على قصد دخوله للقاهرة. ثم أصبح في بكرة يوم الخميس تاسع عشر هذا الشهر فأوكب وكبة حافلة، وأقام الموكب السلطاني بأبّهة الملك، وسار إلى القاهرة ومعه قاصد حسن المذكور فتقدّمه ونزل بالبيبرسية الأشرفية وجلس بها ينظر الموكب السلطاني وهو يجتاز عليه، وحين حاذاه السلطان رآه في تلك الركبة الهائلة وقد حمل برقوق القبّة والطير على رأسه، والقاهرة مرتجّة له، وفرشت الشقاق الحرير تحت مواطىء (¬3) مركوبه، ونثرت خفائف الذهب والفضة على رأسه وهو سائر شاقّ القاهرة حتى صعد إلى قلعته، وقام القاصد فركب وتبعه إلى القلعة وقد أقيمت الخدمة بها بالحوش على العامة، فنزل السلطان وجلس على دكته، وتمثّل القاصد بين يديه وناوله مكاتبة مرسله، وأخرج له رأس الملك أبو سعيد. فأمر السلطان بدفنها بعد أن صرّح بحضور القاصد أن لا تشهر ولا تعلّق، وأظهر أنّ ذلك إجلالاّ له لأنه من كبار ملوك الإسلام، ثم فضّ مكتوب حسن فإذا هو بالفارسية، وسلك (فيه) (¬4) طريقة الملوك من العجم لا ملوك التركمان، وأبرق في مكاتبته وأرعد. وكانت هذه أول مباينات حسن لهذه المملكة ظاهرا (¬5). [وصول تنبك الظاهري بأخبار الوقعة مع سوار] وفيه وصل تنبك الظاهري أحد العشرات ورؤس (¬6) النوب ممن كان خرج من ¬

(¬1) ما بين القوسين تكرّر في الأصل، وشطب المكرّر. (¬2) الصواب: «رأس أبي سعيد». (¬3) في الأصل: «مواطن». (¬4) في الأصل: «عنه». (¬5) خبر رأس بو سعيد في: الروض الباسم 4 / ورقة 222 ب و 226 ب، 227 أ، وبدائع الزهور 3/ 35، والتاريخ الغياثي 232، وحوادث الدهور 3/ 712 - 714، وإنباء الهصر (طبقة القاهرة 1970)، وحبيب السير 4/ 112، 113، وأحسن التواريخ، لحسن روملو - بسعي وتصحيح جارلس نارمن (كلكتا 1931) ج 2/ 88. (¬6) كذا.

كشف التراب

التجريدة فأخبر برجوع العساكر من سلم منهم إلى حلب، وعرّف السلطان كيفية الواقعة وأخفوها (¬1) عن الناس / 215 ب / أياما (وماجت القاهرة) (¬2) واضطربت حين سمعوا نفور العساكر إلى حلب، ثم تسامعوا بكائنة اتفقت لهم، وقتل فيها الأكابر، فزاد قلق الناس، وكانت أوقاتا مهولة جدا (¬3). [كشف التراب] وفيه قرّر برقوق الناصري في كشف التراب بالسرقة، وحصل به نفع هناك، وقمع كثير من أهل الشر والفساد (¬4). [وفاة الفتح بن سويد] [2810]- وفيه مات الفتح بن سويد (¬5)، محمد بن عبد الرحمن بن حسن المصري، المالكيّ. وكان عالما فاضلا، مثريا. سمع على جماعة، وناب في القضاء (¬6). هو والد الجلال عبد الرحمن (¬7). [وفاة ابن خضر الروميّ] [2811]- ومحمد بن حمزة (¬8) بن خضر الرومي، الساوى (¬9) الحنفيّ (¬10)، بالطاعون. ¬

(¬1) في الأصل: «أخفؤها». (¬2) ما بين القوسين مكرّر، وقد شطب على المذكور أولا. (¬3) خبر وصول تنبك في: الروض الباسم 4 / ورقة 223 ب. (¬4) خبر كشف التراب في: بدائع الزهور 3/ 36. (¬5) انظر عن (الفتح بن سويد) في: الضوء اللامع 7/ 287، 288 رقم 741، ووجيز الكلام 2/ 805 رقم 1852، والروض الباسم 4 / ورقة 242 ب، وبدائع الزهور 3/ 36، وإنباء الهصر 104، 105 رقم 23. (¬6) ولد في شهر ذي الحجة سنة 823 هـ‍. (¬7) ترجم له المؤلّف - رحمه الله - في الروض بعد ترجمة والده، وبيّض لسنة ولادته فقال: ولد بمصر في سنة (. . .) وخمسين وثمانمائة، ولم يؤرّخ لوفاته بل قال إنه انتقل إلى مكة ونزلها وكان لا يزال فيها حين كتب المؤلف ترجمته. ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬8) انظر (عن محمد بن حمزة) في: الروض الباسم 4 / ورقة 242 أ، ب. (¬9) هكذا رسمت في المخطوط. وفي الروض: «الننساوي»، ولم أتبيّن صحتها، إذ لم ترد الترجمة في الضوء اللامع، ولا في بدائع الزهور. (¬10) في الأصل: «الحلبي» وما أثبتناه عن الروض.

وفاة محمد التركماني

وكان فاضلا، فقيها. سمع على جماعة، منهم: الأمين الأقصرائيّ (¬1). [وفاة محمد التركماني] [2812]- ومحمد بن جاني (¬2) التركمانيّ، الرمضاني، الحنفيّ. وكان شابا فاضلا (¬3). [وفاة حسن الكيلاني] [2813]- وحسن بن محمد بن حسن الكيلاني (¬4)، الشافعيّ، مطعونا. وهو شابا (¬5)، وكان فاضلا، كتب المنسوب كتابة حسنة، مع تديّن وخير بتعاظم وشمم، ودعوى عريضة (¬6). ¬

(¬1) مولده بعد سنة 830 هـ‍. (¬2) انظر عن (محمد بن جاني) في: الروض الباسم 4 / ورقة 242 أ، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع، ولا ابن إياس في بدائع الزهور. (¬3) في الروض: ولد ببلاد الأبلستين قبل الأربعين وثمانمائة، وبها نشأ، ثم ارتحل منها إلى بلاد الروم واشتغل بها وجال عدّة من بلادها، وقرأ الكثير من الفنون ما بين صرف ونحو ومنطق وحكمة وأصول دين ومعان وبيان حتى صار له ميزة، ثم قدم القاهرة بعد سلطنة الظاهر خشقدم فقطنها بالخانقاه الشيخونية ورتب له بها شيء على غيبة صوفتها، وأخذ في الاشتغال بالعلوم الشرعية فلازم شيخنا العلاّمة النجم وقرأ عليه الكثير من الفقه وغيره، وأخذ أيضا عن التقيّ الحصني، وحضر دروسا على شيخنا الكافيجي، ثم لازمني مدّة، فقرأ عليّ الكثير من الفقه واللغة وغير ذلك. وكان ذا ذكاء مفرط، ولا زال يدأب في العلوم الشرعية مع البحث الحسن، وعرف جماعة من أعيان الأتراك، وبينا هو في أثناء تحصيله بغته أجله وتوفي مطعونا في شهر رمضان. (¬4) انظر عن (حسن الكيلاني) في: الروض الباسم 4 / ورقة 228 ب، 229 أ، ولم يذكره السخاوي، ولا ابن إياس. (¬5) الصواب: «وهو شاب». (¬6) وقال في الروض: نزيل الخانكاه الشيخونية، قدم / القاهرة في أواخر سنة إحدى وسبعين وثمانمائة، وأنزله شيخنا الكافيجي رحمه الله بخلوة من الخانقاه الشيخونية. وجدت له فضيلة وطلب علم، وأخبر أنه أخذ عن جمع جمّ من علماء بلاده وغيره، وأنه جال الكثير من البلاد، وأنه أقام بدمشق مدة بصالحيتها، ثم ببيت المقدس، وكان حسن الكتابة، يجيد كتابة المنسوب، وكتب بخطه كثيرا. وكان حسن السمت والملتقى، كثير البشاشة، وطلاقة الوجه، حسن الهيئة، يظهر التجمّل في شونه (كذا)، وعنده تديّن وخير، مع تعاظم وشمم، وأخذ يسيرا عن شيخنا العلاّمة الكافيجي، وكتب شيئا من تصانيفه، وتوفي في سابع عشر شهر رمضان وهو شاب، أظنّه لم يبلغ الأربعين، وترك شيئا من الكتب بخطه الحسن وغير ذلك. وأوصى لشيخنا الكافيجي وللشيخ علاء الدين الكيلاني بلديّه بأن له موروثا ببلاده، ولا زال موجوده تحت يد شيخنا حتى مات، فاستولى عليه ديوان الحشرية مع موجود شيخنا رحمه الله تعالى.

وفاة جانم المجنون

[وفاة جانم المجنون] [2814]- وفيها مات من الأتراك: جانم المجنون (¬1)، الظاهري خشقدم، أحد العشرات. وكان شجاعا (¬2) شابا طائشا، حادّ المزاج. [وفاة جقمق المؤيّدي] [2815]- وجقمق المؤيّديّ (¬3)، أحد العشرات. وكان خيّرا، ديّنا، ساكنا (¬4). [وفاة إياس البجاس] [2816]- وإياس البجاسيّ (¬5)، نائب القدس، في شيخوخته (¬6). وكان لا بأس به. [وفاة العلاء بن الفيسي] [2817]- وفيه مات العلاء بن الفيسيّ (¬7)، علي بن اسكندر بن تمان ¬

(¬1) انظر عن (جانم المجنون) في: الروض الباسم 4 / ورقة 228 أ، وبدائع الزهور 3/ 37، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬2) كتب بعدها في المخطوط: «صارفا» ثم شطب عليها. (¬3) انظر عن (جقمق المؤيّدي) في: الروض الباسم 4 / ورقة 228 ب، وبدائع الزهور 3/ 37، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬4) وقال في الروض: كان من مماليك المؤيّد شيخ وصيّر خاصكيا بعده بمدّة، أظن في أوائل دولة الظاهر جقمق سميّه، ثم صيّره نائب رأس نوبة الجمدارية، ودام إلى أن أمّره الأشرف إينال عشرة بدمشق وخرج إليها. ولما تسلطن خشداشه الظاهر خشقدم أمّره عشرة بالديار المصرية وقرّبه واختص به، ودام على ما هو عليه إلى أن جرت كائنة خلع يلباي فأخرج عنه الظاهر تمربغا إمرته. ولما تسلطن الأشرف قايتباي رتب له دينارين في اليوم فأكلهما إلى أن توفي في هذه السنة فيما يغلب على ظنّي، وكان إنسانا حسنا، عاقلا، حشما، خيّرا، ديّنا، ساكنا، ذا بشاشة وحسن سمت. (¬5) انظر عن (إياس البجاسي) في: الروض الباسم 4 / ورقة 226 أبالمتن والهامش، وبدائع الزهور 3/ 37، ولم يذكر السخاوي في الضوء اللامع. (¬6) وقال في الروض: كان من مماليك تنبك البجاسي نائب الشام وهو مشهور الترجمة، وليس من مماليكه غيره، وتنقلت على إياس هذا بعده الأحوال. . ثم أمّر بغزّة، ثم عاد إلى القاهرة، ثم ولي نيابة القدس في دولة الظاهر خشقدم بمال بذله في ذلك، وذلك في سنة 863 عوضا عن حسن بن (. . .) الكردي، ولم يلبث أن عزل بشاه منصور وعاد إلى القاهرة ودام بها حتى خرج إلى حلب. . فأدركه أجله وتوفي (. . .) في هذه السنة، وما علمت هل مات قبل الوقعة أو بعدها. وكان شيخا منوّر الشيبة. (¬7) انظر عن (العلاء بن الفيسي) في: =

وفاة علي السمرقندي

تمر (¬1)، محتسب القاهرة وواليها. ثم أحد الحجّاب (¬2). ومولده في سنة أحد (¬3) وثلاثين وثمان مئة. [وفاة علي السمرقندي] [2818]- وفيه مات علي السمرقندي (¬4) الحنفيّ، نزيل البردبكية برحبة الأيدمرّي. وكان شابا فاضلا، ذكيا. لم يبلغ الأربعين (¬5). [وفاة عبد القادر ابن الوفائي] [2819]- وعبد القادر بن محمد الوفائيّ (¬6)، المادح، الواعظ، المنشد. ¬

= وجيز الكلام 2/ 809 رقم 1868، والضوء اللامع 4/ 192، والروض الباسم 4 / ورقة 237 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 37. «والفيسي» بالفاء المفتوحة ثم تحتانية ساكنة وبعدها سين مهملة لكون والده كان ابن أخت زوجة كمشبغا الفيسي. (الضوء). (¬1) وقال في الروض: وكان جدّه تمان تمر من مماليك الأمير الكبير شيخو العمري صاحب الخانقاه الشيخونية وأمّا أمّه فكانت تسمّى ططر ابنة أسنبغا وكان من مماليك سنجر أيضا، وكانت ططر هذه من ذرّية الشيخ أكمل الدين من جهة النساء، فكذا ولدها على هذا. (¬2) في الأصل: «الحجاج» والتصحيح من الروض، حيث قال: توفي وهو الحاجب الثالث بالقاهرة على ما يغالب على ظنّي في هذه الحجوبية أنها الثالثة. (¬3) الصواب: سنة إحدى. (¬4) انظر عن (علي السمرقندي) في: الروض الباسم 4 / ورقة 237 ب، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع، ولا ابن إياس في بدائع الزهور. (¬5) وقال في الروض: كان شابا حسنا، فاضلا، ذكيا، قدم من بلاده بعد أن قرأ بها وفضل واشتغل، ثم لازم بالقاهرة العلاء الحصني في كثير من الفنون وأخذ عنه كثيرا، وكان قد أنزله بمدرسة برد بك الدوادار التي كانت بيد العلاء المذكور، وبها تلقّى الدرس، ولم يزل بها حتى توفي بها في هذه السنة بالطاعون أظن في شهر رمضان، ولم يبلغ الأربعين. (¬6) انظر عن (الوفائي) في: الروض الباسم 4 / ورقة 237 أوقد بيّض لترجمته فلم يذكر فيها سوى ما يلي: عبد القادر بن محمد بن (. . . . .) الوفائي، القاهري، المادح، الواعظ، المنشد، المطرب: زين الدين، وبدائع الزهور 3/ 37، والضوء اللامع 4/ 296، 297 رقم 787 وفيه: عبد القادر بن أبي ذاكر محمد بن محمد القاياتي، القاهري، الواعظ، ويعرف بالوفائي نسبة لبني وفا البيت الشهير. ثم ذكر ترجمته، وقال: وكانت وفاته في ذي القعدة سنة ثلاث وسبعين. ونقل ما ذكره ابن تغري بردي عنه، وهو في: إنباء الهصر 87، 88 رقم 11.

وفاة مصلح الدين الرومي

وكان ممن له ذكر وشهرة في فنونه. [وفاة مصلح الدين الرومي] [2820]- والشاب الفاضل، مصلح الدين مصطفى الروميّ (¬1)، ولد أخت شيخنا العالم الكافيجيّ. وكان فاضلا، حسن السمت، ساكنا، عاقلا. ومولده (سنة) (¬2) 848. ¬

(¬1) انظر عن (مصطفى الرومي) في: الروض الباسم 4 / ورقة 244 ب، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع، ولا ابن إياس في بدائع الزهور. وقد بيّض في الروض لاسم أبيه واسم جدّه، فكتب ما يلي: مصطفى بن (. . . . .) بن (. . . . .) الرومي، الحنفي، الشاب الفاضل، مصلح الدين، ولد أخت شيخنا العلاّمة الكافيجي، وأحد الصوفية الحنفية بالخانقاه الشيخونية. ولد ببلاد الروم في سنة ثمان وأربعين وثمانمائة تقريبا، ونشأ مشتغلا بالعلم، ثم قدم القاهرة بعد الستين مع والدة أخت شيخنا المشار إليها، وتوفيت بالقاهرة فدام عند خاله وتحت كنفه واختص به وجعله في صوفية الخانقاه الشيخونية وحضّه على الاشتغال فقرأ كثيرا ما بين صرف ونحو وفقه وغير ذلك، وأخذ عن جماعة من فضلاء الروم والعجم بالخانقاه الشيخونية وغيرها، منهم: الشرف يونس الرومي الأدرناوي، والحميد الطالسي، وحسن الكيلاني، ومصطفى الأنطاكي، والشيخ أنعام القونوي، والشيخ سعيد العجمي، وآخرين. (كذا) وحضر دروس خاله ولازمه بمدرسة الأشرف برسباي، وكان يقوم بمونه وكلفه، وقصد أن يزوّجه بابنته الست خديجة الماضية، بل وذكر لمصطفى هذا، ولما فارقت النجم الرفاعي على ما تقدّم قصد الشيخ عقد نكاحها على مصطفى هذا وهو خلاف قصد والدة خديجة هذه، فلم يلبث أن بغته الأجل، وهي أيضا قبله على ما تقدم. وتوفي مصطفى هذا بعدها في شهر شعبان، وكان شابا حسنا، بشوشا، ذا حذق وفطنة وتيقّظ، وحسن سمت وتؤدّة، وعقل تام، وسكون زائد. (¬2) كتبت فوق السطر.

سنة أربع وسبعين وثمانماية

سنة أربع وسبعين وثمانماية [محرم] [وفاة الزين خلف الششيني] [2821]- في محرم مات الشيخ المسلّك، العارف، الزين خلف بن محمد بن محمد بن علي الشاذلي (¬1)، الششيني، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، صالحا، خيّرا، ديّنا. سمع على الشمس الحنفي، وأبي العباس البرسيمي (¬2)، وغيرهما. وتسلّك بهما. ومولده قبل القرن. [القبض على العربان المفسدين] وفيه بعث برقوق عدّة من مفسدين (¬3) العربان قبض عليهم، وبعث معهم أربعة أرؤس مقطّعة وزيادة على المائة وعشرين فرسا (¬4). [عودة يشبك] وفيه عاد يشبك من سفر البحيرة (¬5). [نظر الجوالي] وفيه قرّر في نظر الجوالي الزين أبو بكر ابن عبد الباسط، عوضا عن الشهاب بن كاتب جكم بحكم صرفه (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (خلف الشاذلي) في: الضوء اللامع 3/ 185، 186 رقم 717، والروض الباسم 4 / ورقة 253 أ، وإيضاح المكنون 1/ 413 و 618 و 2/ 22 و 116 و 425، ومعجم المؤلفين 4/ 107. (¬2) في الضوء «السرسي». (¬3) الصواب: «من مفسدي». (¬4) خبر العربان في الروض الباسم 4 / ورقة 246 على الهامش، وإنباء الهصر 118. (¬5) خبر عودة يشبك في: الروض الباسم 4 / ورقة 246 ب. (¬6) خبر نظر الجوالي في: الروض الباسم 4 / ورقة 246 ب، وبدائع الزهور 3/ 37، وإنباء الهصر 120.

إخراج السلطان من جلبانه

[إخراج السلطان من جلبانه] وفيه أخرج السلطان خرجا من جلبانه نحو الماتين (¬1) نفر. وهذا أول خرج أخرجه هذا السلطان (¬2). [عودة العساكر من البلاد الشامية] وفيه تداول مجيء العسكر من البلاد الشاميّة وتتابع دخولهم خفية حتى نشأ الحال فتظاهروا وكانوا قد عادوا بغير إذن. وما وسع السلطان إلا التغافل عنهم، ثم تتابع مجيئهم حتى لم يبق منهم بحلب ولا الواحد الفرد، سوى الأتابك أزبك ومن مثله معه من الأمراء (¬3). [تجريدة الوجه القبلي] وفيه عيّن السلطان تجريدة إلى الوجه القبلي، عليها يشبك من مهدي الدوادار (¬4). [العلاء في القدس والشام] [وفيه] (¬5) ترادفت الأخبار بفشو الموت والغلاء بالبيت المقدس وبالبلاد الشامية، وأن من كثرة الموت هناك ربما لا يتهيّأ لأهل البيت تجهيزه، فيبقى أياما لموانع كثيرة (¬6). ¬

(¬1) الصواب: «نحو المائتي نفر». (¬2) خبر الجلبان في: الروض الباسم 4 / ورقة 246 ب، وبدائع الزهور 3/ 37، وإنباء الهصر 122. (¬3) خبر عودة العساكر في: الروض الباسم 4 / ورقة 246 ب، وإنباء الهصر 122. (¬4) خبر التجريدة في: الروض الباسم 4 / ورقة 246 ب، وبدائع الزهور 3/ 37، وإنباء الهصر 122. (¬5) إضافة، وفي الأصل: بياض. (¬6) قال المؤلّف - رحمه الله - في الروض الباسم 4 / ورقة 247 أعلى الهامش: «وفيه - أعني هذا الشهر - في أوائله، كان غلاء عظيم بدمشق وما حولها. رأيت بخط بعض الفضلاء: وفي أوائل المحرم سنة 874 حصل بدمشق غلاء عظيم وتزايد إلى أن أبيعت الغرارة القمح بألفين، والشعير بألف، والرطل الخبز من القمح بثمانية، ومن الشعير بستة، والقنطار الدقيق بألف، وكيل الحمّص بمائة وخمسين، والرطل منه مسحوقا بأربعة دراهم، والفول بثلاثة دراهم، والكشك بخمسة عشر، و (. . .) كذلك، والعدس كذلك، والرطل من كسب السمسم بأربعة دراهم، والرطل من لحم الضأن بثمانية، ومن المعز بسبعة ومن البقر بستة، (. . . .) والسمن الرطل بثلاثين درهم، والدبس (. . .) درهم، وخلط بعضهم في الدقيق (. . . .)، وبعضهم الدقيق بالدبس، مات (. . .) شخصا من الجوع، و (. . . .) أهل الضياع من حشيش الأرض (. . .) وما خفي من الخطب العظيم (. . .) بعض الناس (. . . .)». والنص كتب على الهامش كما ذكرنا ولهذا غمضت علينا بعض ألفاظه. والخبر باختصار في تاريخ ابن سباط 1/ 814.

وفاة تمرباي السيفي

[وفاة تمرباي السيفي] [2822]- وفيه مات تمرباي السيفي (¬1) ألماس، نائب قلعة حلب، وهو شاب. ويقال إنه من مماليك الأشرف إينال، وإنه عرف بأخوّة ألماس. [وصول الحاج] وفيه وصل الحاج، ووصل المنصور عثمان بن الظاهر جقمق وقد حج وعاد، وحين صعد إلى السلطان أجلّه / 216 أ / وأكرمه، وأخلع عليه كاملية حافلة وفوقانيا حافلا بالطرز الزركش العراض، ونزل إلى دار أخته في موكب حافل (¬2). [العقد على بنت المؤيّد أحمد] وفيه عقد يشبك من مهدي على فاطمة بنت المؤيّد أحمد ابن الأشرف إينال، وذلك بعد صلاة الجمعة بين يدي السلطان بالجامع الناصري من القلعة (¬3). [سفر يشبك إلى الصعيد] وفيه خرج يشبك الدوادار مسافرا إلى جهة الصعيد، ونزل السلطان إليه ووادعه (¬4). [صفر] [كسر النيل] وفي صفر، ووافق رابع العشرين (¬5) من مسرى القبطي، كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل لاجين الظاهري أحد مقدّمي الألوف لذلك وخلّق المقياس بين يديه وفتح السدّ (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (تمرباي السيفي) في: الضوء اللامع 3/ 39 رقم 163، والروض الباسم 4 / ورقة 252 أ. (¬2) خبر الحاج في: الروض الباسم 4 / ورقة 246 ب، 247 أ، وبدائع الزهور 3/ 37، 38، وإنباء الهصر 123 و 167 رقم 2. (¬3) خبر العقد في: الروض الباسم 4 / ورقة 246 ب، 247 أ، وبدائع الزهور 7/ 37، ووجيز الكلام 2/ 810، وإنباء الهصر 123. (¬4) خبر سفر يشبك في: الروض الباسم 4 / ورقة 247 أ، ووجيز الكلام 2/ 810، وإنباء الهصر 123 والصواب: «وودّعه». (¬5) الصواب: «ووافق الرابع والعشرين». (¬6) خبر كسر النيل في: الروض الباسم 4 / ورقة 247 أ، وبدائع الزهور 3/ 38، وإنباء الهصر 127.

ضيافة السلطان ولد أستاذه المنصور

[ضيافة السلطان ولد أستاذه المنصور] وفيه أضاف السلطان ولد أستاذه المنصور ضيافة حافلة وأذن له بالسفر، فانحدر في غد يومه (¬1). [إيقاع نائب ملطية بعسكر شاه سوار] وفيه ورد الخبر من جهة حلب بأنّ قرقماس نائب ملطية أوقع بجماعة من عسكر شاه سوار وقتل منهم مقتلة هائلة، وأسر جماعة من أقاربه وخواصّه بمكيدة وافاه فيها سعده (¬2). [وفاة طومان باي المحمدي] [2823]- وفيه مات طومان باي المحمدي (¬3) دش سز (¬4) الظاهري، أحد العشرات، وروس (¬5) النوب. ¬

(¬1) خبر الضيافة في: الروض الباسم 4 / ورقة 247 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 38، وإنباء الهصر 127، 128. (¬2) خبر نائب ملطية في: الروض الباسم 4 / ورقة 247 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 38، وإنباء الهصر 135. وقال المؤلّف - رحمه الله - في الروض: وكان من خبر ذلك أن عسكر سوار المذكور طمعوا في البلاد بعد عود من كان ببلادهم من العساكر فصاروا يعطعطون في تلك النواحي، وجاءت فرقة منهم كبيرة إلى جهة ملطية لأخذها. ويقال بل لأجل الميرة فنزلوا عليها، فأغلق قرقماس بابها، ثم أظهر بأنه هرب، وكان قد اختفى وتدرّع وتسلّح مع جماعة ولبسوا لأمة الحرب، واستعدّ غاية الاستعداد، وبلغ عسكر شاه سوار بأنه هرب خوفا منهم / فاطمأنّوا وأحاطوا بمدينة ملطية على غير تسوية فبذل (. . . .) وفتح الباب الخلفي إليهم بمن معه على حين غفلة فأوقع بهم وقتل الكثير وأسروا الباقين ولم يسلم إلا طويل العمر، فحصل عند السلطان ما لا مزيد عليه من الفرح والسرور، بل عندهم جميع العسكر. (¬3) انظر عن (طومان باي المحمدي) في: الروض الباسم 4 / ورقة 253 ب، وبدائع الزهور 3/ 38. والضوء اللامع 4/ 13 رقم 49 ووقع فيه أنه توفي في صفر سنة 884 هـ‍. وهو غلط، وهو في إنباء الهصر 134، 135. (¬4) قال في الروض: المعروف بدشسز لأنه كان قد كسرت له اثنان (كذا) من الأسنان. وكان طومان باي هذا من مماليك الظاهر جقمق، وصيّر خاصكيا في دولته فيما أظنّ أو في دولة الأشرف إينال، ولم أشتغل بتحرير هذا، ثم لما تسلطن الظاهر خشقدم صيّره من العشرات، ثم من جملة روس النوب. وكان أحد الباشات الأربعة في دوران المحمل في أيام الظاهر المذكور لفروسيته ومعرفته بفن الرمح بل وبغيره، ولم يزل على ما هو عليه إلى سلطنة خشداشه الأشرف قايتباي فعيّنه للتجريدة فتوجّه إليها وعاد فتمرّض وطال به المرض حتى كان فيه أجله. وكان إنسانا لا شرّ عنده ولا ضر ولا يشوّش على أحد من خلق الله تعالى، سلم الناس من يده ولسانه، مع بشر وبشاشة وطلاقة وجه، لكنه كان مسرفا على نفسه، منعكفا على اللهو، منهمكا في لذّاته. (¬5) كذا.

وفاة ابن سعد الدمشقي

وكان ممن سلم الناس من يده ولسانه مع بشاشة وبشر، لكنه كان مسرفا على نفسه. [وفاة ابن سعد الدمشقي] [2824]- وفيه مات الشمس محمد بن سعد (¬1) الدمشقي، الشافعيّ. وكان من أهل العلم والفضل، ناب بدمشق في الحكم. [حجوبية الحجاب بطرابلس] وفيه استقرّ في الحجوبية الحجّاب بطرابلس أحمد بن المأمونيّ، وصرف علي بن الأزبكيّ (¬2). [وفاة فاطمة بنت الظاهر ططر] [2825]- وفيه ماتت الخوند فاطمة (¬3) ابنة الظاهر ططر وأخت الصالح محمد وزوج الأشرف برسباي. وقد جاوزت الستين. وكانت ذات كرم وسخاء خارج عن الحدّ لولا موتها لأتلف مالها (¬4). ¬

(¬1) انظر عن (محمد بن سعد) في: الروض الباسم 4 / ورقة 255 ب بالهامش: والضوء اللامع 7/ 249 رقم 622. (¬2) انظر عن الحجوبية في: الروض الباسم 4 / ورقة 247 ب، وإنباء الهصر 130، وتاريخ طرابلس 2/ 74 رقم 31. وقد بذل ابن المأموني في الحجوبية فوق العشرة آلاف دينار. (الروض). (¬3) انظر عن (الخوند فاطمة) في: الضوء اللامع 12/ 92 رقم 572، والروض الباسم 4 / ورقة 254 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 38، وإنباء الهصر 131 - 134 و 168، 169 رقم 5. (¬4) وقال في الروض: كانت من أعيان الخوندات الأكابر ورؤسائهن، كثيرة التأنّق في سائر شونها وأحوالها، عليّة الهمّه في ذلك لا سيما في اختراع أنواع أصناف المآكل والمشارب، ذات كرم وسخاء خارج عن الحدّ بحيث أدّاها ذلك إلى أن تحمّلت الديون الطائلة لوفور كرمها وكثرة عطاياها، وكذا كان والدها الظاهر ططر وهو مشهور الترجمة معروفها، ولها في الكرم حكايات وما لا يصدّق قائلها. حكى عنها إنسان من خدّام باب ستارتها يسمّى الحاج إسماعيل وهو نفسه بأنها مرة أمرته بأن يبتاع لها سكّرا لعمل حلو صاحت إليه لمهم (. . .) وأوصته بأن يكون / من أغلى أنواع السكر وأجوده، قال: فابتعت لها منه مقدارا وافرا من أغلى أنواع السكّر البياض الطيب وأحضرته إليها في خيشة، فأعجبها ذلك، ثم مع تخييشه وجودته ونقائه أمرت أن تفرش الأنطاع الجلد ويجرد وجهه قبل استعماله، فجرد خدمها وجهه بالسكاكين ثم بعثت إليّ بالجدارة في نطع. قال: فوزنته فكان نحو الثمانين رطلاّ، وهذا غاية في الكرم والتأنّق. وكان يذكر لنا إسماعيل هذا عنها من هذا النوع من هذه الحكاية ومن نوع التأنق في شونها ومأكلها ما يقضي السامع منه العجب. وآل الأمر بها بأخرة إلى أن افترقت بل ربما احتاجت أن سألت. وتوفيت قبل أن يفحش الأمر بها في يوم الخميس ثاني عشرين صفر وقد ناهزت =

ربيع الأول

[ربيع الأول] [إشاعة مقتل شاه سوار] وفي ربيع الأول ورد الخبر من قرقماس نائب ملطية / 217 أ / بأن شاه سوار قتل بسهم أصابه، وشاع هذا الخبر في القاهرة حتى بلغ حدّ الاستفاضة، ثم ظهر كذبه فيما بعد (¬1). [وفاة قاسم الحبشي] [2826]- وفيه مات الشيخ الصالح، المسلّك، قاسم الحيشي (¬2) الدمشقي، الصالحي، الحنبليّ (¬3)، شيخ زاوية ابن داود بصالحية دمشق. وكان عالما، صالحا، خيّرا، ديّنا. [تقدمة ألف بمصر] وفيه صيّر يشبك جن الأمير اخور الثاني من مقدّمين الألوف بمصر، وكذا قانصوه الأحمدي الخسيف، وقرّر عوضه في شادّية الشراب خاناه دولات باي حمام الأشرفي. وقرّر في رأس نوبية الثانية عوضه برد بك المشطوب اليشبكيّ (¬4). [قراءة المولد النبوي] وفيه عمل المولد الشريف النبوي بالقلعة على العادة (¬5). [وفاة بتخاص العثماني] [2827]-، [وفيه] مات بتخاص العثماني (¬6)، الظاهريّ، أحد العشرات، والحاجب الثاني كان. وقد شاخ وأسنّ جدا. وكان خيّرا، ديّنا، ساكنا، متواضعا، عفيفا. ¬

= أو جاوزت الستين، ودفنت على أبيها بالقرب من ضريح الإمام الليث بن سعد رحمه الله بالقرافة. (¬1) خبر الإشاعة في: الروض الباسم 4 / ورقة 247 ب، وإنباء الهصر 129، 130 و 138. (¬2) انظر عن (قاسم الحيشي) في: الضوء اللامع 6/ 191 رقم 642، ووجيز الكلام 2/ 816 رقم 1876، والروض الباسم 4 / ورقة 254 ب بالهامش، وحوادث الزمان 1/ 189، 190 رقم 244 وفيه: «الجيشي» بالجيم المعجمة. وما أثبتناه هو الصواب، قال السخاوي: «الحيشي» بكسر المهملة وشين معجمة (الوجيز). (¬3) لم يذكر في مصادر وفيات الحنابلة مع أنه من شرطها. (¬4) خبر التقدمة في: الروض الباسم 4 / ورقة 247 ب، وبدائع الزهور 3/ 38، وإنباء الهصر 138. (¬5) خبر قراءة المولد في: الروض الباسم 4 / ورقة 247 ب، وبدائع الزهور 3/ 38. (¬6) انظر عن (بتخاص العثماني) في: الضوء اللامع 3/ 2 رقم 5، والروض الباسم 4 / ورقة 251 ب، 252 أ، وبدائع الزهور 3/ 38، 39، وإنباء الهصر 167 رقم 1.

الأمير اخورية الثانية

وهو من مماليك الظاهر برقوق (¬1). [الأمير اخورية الثانية] وفيه استقرّ جانبك حبيب العلائي الأشرفيّ في الأمير اخورية الثانية، عوضا عن يشبك جن، ودامت هذه الوظيفة بيد جانبك هذا من هذا الوقت إلى أول سنة 93 وبها مات كما سيأتي إن شاء الله تعالى (¬2). [وفاة النور البلطيمي] [2828]- وفيه مات النور البلطيمي (¬3)، الضرير، علي بن أبي بكر بن شاور البرلّسي، الشافعيّ. وكان عالما فاضلا. سمع على جماعة منهم: التاج ابن بردس. وكان عمي في السابعة من عمره بحديد أصابه (¬4)، ومع ذلك فجال البلاد واشتغل. وكان له نظم حسن. ومولده سنة ستّ أو سبع وثمان مئة. [إمرة الحاج] وفيه قرّر في إمرة الحاج يشبك الجمالي المحتسب، وفي إمرة الأول آقبردي ¬

(¬1) وقال في الروض: ولم يزل جنديا نحوا من ستين سنة في عدة دول إلى أن تسلطن الظاهر جقمق وهو خشداشه فأمّره عشرة لزيادة معرفته له وإلا فقد تسلطن من الظاهرية غير ما واحد كالمؤيّد وططر وبرسباي، ثم ولاّه الظاهر المذكور بنيابة ثغر دمياط، ثم قبض عليه ونفي، ثم أعيد إلى القاهرة بطّالا. ولما تسلطن الأشرف إينال إمرة عشرة على إمرة أزبك من ططخ أتابك زمننا الذي نحن فيه الآن المذكور آنفا. وكان الأشرف إينال المذكور قد قبض عليه، ثم رقّاه الأشرف المذكور إلى الحجوبية الثانية عوضا عن سمام الحسني، ودام على ذلك مدة حتى تسلطن الظاهر خشقدم فأخرج الحجوبية عنه لقانبك السيفي يشبك بن أزدمر الآتي في محلّه. وبقي بتخاص على إمرته فقط. ولما تسلطن الظاهر يلباي بعد موت الظاهر خشقدم أخرج عنه الإمرة لعجزه وكبر سنّه. ووهم من قال إن الظاهر خشقدم هو الذي أخرج إمرته عنه وقرّر في إمرته سودون العلائي الظاهري المعروف بالصغير الآتي في سنة ثمان وثمانين إن شاء الله تعالى. ودام بتخاص هذا ملازما لداره ورتّب له ما يكفيه من الجامكية إلى أن بغته الأجل. وكان إنسانا حسنا خيّرا، ديّنا، ساكنا، متواضعا، عفيفا عن المنكرات. (¬2) خبر الأمير اخورية في: الروض الباسم 4 / ورقة 247 ب، وبدائع الزهور 3/ 39، وإنباء الهصر 139. (¬3) انظر عن (النور البلطيمي) في: الضوء اللامع 5/ 198، 199 رقم 673، والروض الباسم 4 / ورقة 254 أ، وبدائع الزهور 3/ 39، وعنوان الزمان 2 / ورقة 303، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 3/ 13، 14 رقم 687. (¬4) في الأصل: «بحديده في» ثم شطب «في».

وفاة مغلباي أزن سقل

(الأشرفي) (¬1) أحد العشرات، وحج بعد هذه أميرا على الأول مدّة سنين (¬2). [وفاة مغلباي أزن سقل] [2829]- وفيه مات مغلباي أزن سقل (¬3) الظاهري، أحد مقدّمين (¬4) الألوف. / 217 ب / وكان خيّرا، ديّنا، حشما، وقورا. رقّاه أستاذه الظاهر خشقدم إلى إمرة عشرة، ثم ولاّه شادّية الشون، ثم الحسبة، وحمدت مباشرته لها، وصيّر بعده مقدّما، ثم أخرج إلى القدس. [وفاة يحيى الأرمني] [2830]- وفيه مات الأستادار يحيى بن عبد الرزاق (¬5) الأرمنيّ الأصل. وكان عجبا في التناقض في حالاته وصفاته. وكان يعرف أولا بالأشقر، وبقريب ابن (¬6) أبي الفرج، وبابن كاتب حلوان، ثم ذهب ذلك كله لما عظم وضخم وفخم أمره، وأثرى الآثار الهائلة والأملاك الطائلة، وباشر الأستادارية غير ما مرة، وغيرها من الوظائف، وقاسى بأخرة الأهوال والمصادرات والأنكاد، وأغرم الأموال الطائلة، ولا زال في المصادرات حتى أتى ذلك على روحه من ألم الضرب وهو مسجون بالبرج من قلعة الجبل. ومولده قبل القرن. ورّخته بطوله في تاريخنا «الروض الباسم» (¬7) ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) خبر الحاج في: الروض الباسم 4 / ورقة 247 ب، وبدائع الزهور 3/ 39. (¬3) انظر عن (مغلباي أزن سقل) في: الروض الباسم 4 / ورقة 257 أ، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع، ولا ابن إياس في بدائع الزهور - وأزن سقل: أي طويل اللحية. (¬4) الصواب: «أحد مقدّمي». (¬5) انظر عن (يحيى بن عبد الرزاق) في: تاريخ البصروي 40، والروض الباسم 4 / ورقة 257 أ - 258 ب، وحوادث الزمان 1/ 190، 191 رقم 245، وبدائع الزهور 3/ 39، 40، والضوء اللامع 10/ 233، 234 رقم 983، وإنباء الهصر 143، 144، 172 - 175. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) ج 4 / ورقة 257 أ - 258 ب، وقد بيّض لاسم جدّه، ثم قال: القاضي، الأمين، زين الدين الأستادار وكاتب الوجهين القبلي والبحري، بل ومدبّر المملكة إن شئت، المعروف أولاّ بالأشقر وبقريب بن أبي الفرج وبابن كاتب حلوان، وبأخرة بالأستادار. ولد بالقاهرة قبل القرن تقريبا وبها نشأ في فقر وفاقة وخمول وضيق وإملاق، وتعانى المباشرة فكتب على بعض الجهات التي لا يعبأ بها على عادة مخاميل الأقباط، ثم تنقلت به الحالات في ذلك مدة مطوّلة حتى ولي نظارة الإسطبل عن شخص يعرف بالوزة، ثم نظر الديوان المفرد غير ما مرة، وبقي كلما ولي أعقب ولاية العدل ولا ينتج له في ذلك أمر لوضاعته وعدم الالتفات إليه والاكتراث به ويحلّ عليه في ذلك ما شاء الله من الديون، ولم يزل =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = حتى أقبل سعده بولاية الأمير قيز طوغان الأستادارية في دولة الظاهر جقمق على ما تقدم ذلك في أوائل تاريخنا هذا، فولي نظر الديوان المفرد معه، وكان ذلك أول ظهوره، ثم باشر ذلك أيضا زين الدين بن الكويز فأخذ بعد قيز طوغان يمهّد لنفسه ويؤمّن لها وهو مقتحم على الرياسة، ولا زال حتى استقر في / أستادار واستقلّ بالوظيفة عوضا عن ابن الكويز المذكور وذلك في سنة ست وأربعين على ما عرفته. من يومئذ قام سعده. وأخذ أمره في الازدياد حتى نالته السعادة التامة الوافرة، ووصل إلى ما لم يخطر له على بال، وطال واستطال، وأثرى وجمع الأموال وأنشأ العمائر والأملاك الهائلة، واقتنى نفائس الأشياء والكثير من كل شيء، ما بين مماليك وجواري وعبيد من سائر الأجناس والصنوف، وما بين أملاك ورباع وقرى وضياع وسفن وجياد وبغال وحمير وجمال وبقر وجاموس وأغنام، ومن السلاح والأثاث والآلات ما لا يكاد أن يعدّ ولا يضبط بحدّ، حتى بلغت عدّة مماليكه زيادة على المائة، وكان يعتق أحدهم ويزوّجه بأمة يعتقها أيضا ويجهّزها بتلك السريّة، ونفذت كلمته، وتوفّرت حرمته، وبعد صيته، ومهر وذكر وعظم وضخم، وصار يدبّر المملكة للظاهر جقمق. وكان الظاهر ظنينا به جدا، وألقى إليه مقاليد الكثير من الأمور وحكمه في الجمهور، واعتنى بشأنه جدا، ونوّه به، بل ربّما دعا له في الملأ العام من العسكر، وقرأ له الفاتحة في بعض الأحيان بسراره، وتردّد الظاهر إليه بنفسه غير ما مرة لعيادته وغير ذلك، وملك البلاد والعباد، ووصل إلى رتبة لم يصل إليها من كان قبله من الأستادارية، لا الجمال الدين ولا محمود بن أصفر عينه، وناهيك بجلالة قدرهما وما وصل إليه، بل ولا وصل غيرهما إلى ما وصل هو إليه، ولم يكن لغيره معه كلام، ولا على يده يد، وأنشأ الكثير من المدارس والجوامع الهائلة والربط والأسبلة، يقال إن ذلك زيادة على الستة عشر، ولعل ذلك لم يقع لملك من السلاطين، فضلا عن الأستادارية. وكان جلّ غرضه بذلك أن يكون شركا وأحبولة للرزق والأوقاف عليها فإنه كان يترقّب ما آل به الأمر إليه بأخرة من المصادرات والبلاء والرزّيات والفتن والمحن، وكان في ظنه أن لا يفطن بقصده، ويبقى له ذلك، فجاء الأمر بعكس ما قصده وأراده، وعورض في ذلك، وقد ضبطت وحلّت غالب أوقافه، وأبيعت الكثير من أملاكه، بل والكتب التي أوقفها، فما ظنك بغير ذلك لا سيما في سلطنة الظاهر خشقدم. ولم يزل في طول مدة الظاهر في الصعود والارتفاع، وهو مدبّر المملكة وعن رأيه تصدر الأشياء الكثيرة فيها، وقصد للمهمّات من سائر الجهات، وأتحف بالهدايا والمراسلات، كل ذلك مع وجود الجمال بن كاتب جكم وتمكّنه وعظمته. وكان السلطان منقادا إليه ومعوّلا في كثير من الأمور عليه حتى زالت الدولة الظاهرية وولي السلطنة المنصور عثمان بن الظاهر المذكور، فكان على يده أفول نجم سعادته. وأعان هو على ذلك بمساعدة نفسه عليها بقلّة لباقة وعدم لياقة، فعارض السلطان في قضية النفقة على ما تقدّم في محلّه من سلطنة المنصور، وظنّ أنّ أمره يروج في معارضته، وأن السلطان كأبيه في قبضته، بل ظنّ الأدوية والأولية فانعكست عليه القضية، واحتدّ منه المنصور، لا سيما في أول الدولة، وحين الاحتياج، فلم يرد بدّا من قبضه عليه حتى لو قيّد أنه يكون من أعظم خواصه ومن يلوذ به ومقرّبيه لاضطر إلى فعله ما فعله به لقطع طمع الطامعين وزجر من عساه يقتفي آثاره. ولما قبض عليه صادره على جملة من المال طائلة، وألزمه بمبلغ عظيم جدا، وأخذ منه / أشياء (. . .) وولي الأستادارية عوضا من جانبك (. . .) وجرت عليه أمور كثيرة ومحن يطول الشرح في ذكرها. ثم أعيد إلى الأستادارية في الدولة الأشرفية الإينالية، ثم صودر وصودر وصرف غير ما مرة، وأعيد كذلك، وكان يعود على أقبح وجه وأسواؤه (كذا)، وهرب في أثناء عوداته واختفى غير ما مرة، وامتحن في أثناء ذلك غير ما مرة أيضا بالضرب والسجن والنفي إلى القدس والمدينة وغيرهما. وقد بلغنا عنه أنه صودر تسعة عشر مرة (كذا)، ولعلّ الأخيرة التي مات عقيبها هي المكمّلة للعشرين، =

وفاة ابن نفيس الأذرعي

وفي «معجمنا الكبير» (¬1). [وفاة ابن نفيس الأذرعي] [2831]- وفيه مات الشمس بن نفيس (¬2)، محمد بن عبد الرزاق بن عبد القادر بن جسّاس (¬3) الأريحي، الأذرعي (¬4)، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، كاملا، سمع على جماعة. ومولده سنة 782 (¬5). [ربيع الآخر] [الخلعة لنائب ملطية] وفي ربيع الآخر جهّزت خلعة ومركوبا خاصا (¬6) بالقماش الذهب والزركش، ¬

= وقاسى المحن والخطوب في كل دولة بعد الظاهر وفي دولة الظاهر خشقدم، وكان قد ولي كشف البحيرة مرة في بعض الأحيان بعد الأستادارية لما وليها قاسم الكاشف على ما تقدّم ذلك في محلّه من سنيّ دولة الأشرف إينال، وترادفت عليه المحن والمصادرات، ولم يزل على ذلك حتى تسلطن الأشرف قايتباي وهو مصروف عن الأستادارية بعد أن تكرّرت ولاية غير واحد لها كالمجد بن البقري وبن الأهناسي وقاسم وبن أبي الفرج وبن كاتب غريب ومنصور. ولما تسلطن الأشرف المذكور كان ملازما لداره منجمعا لا عن اختياره، ومع ذلك فلم يكف عنه وصادره أول مصادرة، ثم ثانية، وسجنه في الثانية بالبرج من القلعة بعد عقوبة شديدة فضيعة (كذا) شديدة إلى الغاية، حتى قيل إن السلطان تولّى ضربه بيده في أثناء ذلك، وأنه انخلع قلبه من ذلك، لا سيما رأى السلطان وهو الذي يضربه، وحمل إلى البرج فدام به متعلّلا وهو يتداوى من الضرب، وما نفعه ذلك، وأتى ذلك على نفسه لفراغ أجله. وطوّل المؤلّف - رحمه الله - في أخباره، ثم ذكر آثاره، ومنها: الجامع المقام ببولاق، والمدرسة الأنيقة المعظمة بلصق داره بين السورين، والمدرسة التي بقرب منها أيضا، والمدرسة بالحبّانية، والرباط بين السورين أيضا، وغير ذلك مما أنشأه بمكة والمدينة والبيت المقدس وبطريق الشام، وغير ذلك من المباني العظام، وأمره في تلك الأموال التي أنشأ منها ذلك إلى الله وحسابه عليه. وكان بينه وبين الوالد مودّة زائدة منه وإظهار صحبة وقيام معه في بعض مهمّاته حيث نوه عن القاهرة، مع أن الوالد كان يكرهه في الله. (¬1) لم نقف عليه. (¬2) انظر عن (الشمس ابن نفيس) في: الضوء اللامع 8/ 54 رقم 66، وتاريخ البصروي 40، والمنجم في المعجم 192، 193 رقم 154، والروض الباسم 4 / ورقة 256 أ، وبدائع الزهور 3/ 40. و «نفيس»: بفتح النون وآخره مهملة. وفي بدائع الزهور: «نفيش»: بضم النون وفتح الفاء وبعدها شين معجمة. (¬3) جسّاس: بفتح الجيم ثم مهملتين أولاهما مشدّدة بينهما ألف. (¬4) نسبة إلى أريحة من معاملة أذرعات. (¬5) في المنجم في المعجم: ولد في 22 رجب سنة 783 هـ‍. (¬6) الصواب: «جهزت خلعة ومركوب خاص».

وفاة قاضي المالكية بدمشق

وخمسة آلاف دينار لقرقماس نائب ملطية لاستعانته بذلك على معاوضة (¬1) من قصده من جماعة شاه سوار (¬2). [وفاة قاضي المالكية بدمشق] [2832]- وفيه مات الشهاب التلمسانيّ (¬3)، قاضي المالكية بدمشق، أحمد بن سعيد بن سعيد بن السيوسي المغربي، المالكيّ. وكان عالما، فاضلا، سمع على جماعة، وولي قضاء الإسكندرية، ثم قضاء دمشق غير ما مرة، وأذهب في ذلك أموالا جمّة، وجرت عليه أمور وأنكاد. ومولده قبيل القرن. [وفاة العزّ بن أبي هاشم] [2833]- وفيه مات السيد الشريف، العزّ بن أبي هاشم (¬4) / 218 أ / حمزة بن أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن علي الحسني (¬5)، الدمشقي، الشافعيّ. ومولده (سنة) (¬6) 820 (¬7). [نيابة حلب] وفيه قرّر في نيابة حلب قانصوه اليحياويّ، وكتب إليه ذلك، ومالا يقام (¬8) عليه بثمانية آلاف دينار لعمل مصالحه، عوضا عن إينال الأشقر، وكتب لإينال بالحضور إلى القاهرة على تقدمة ألف بها (¬9). ¬

(¬1) الصواب: «على معاضدة». (¬2) خبر الخلعة في: الروض الباسم 4 / ورقة 248 أ، وإنباء الهصر 145. (¬3) انظر عن (الشهاب التلمساني) في: وجيز الكلام 2/ 818 رقم 1882، والضوء اللامع 1/ 306، والروض الباسم 4 / ورقة 251 ب بالهامش، وحوادث الزمان 1/ 191 رقم 246، وبدائع الزهور 3/ 40. (¬4) انظر عن (العز بن أبي هاشم) في: وجيز الكلام 2/ 814، 815 رقم 1873، والضوء اللامع 3/ 163، 164 رقم 624، وتاريخ البصروي 40، 41، ونظم العقيان 106، 107 رقم 71، والروض الباسم 4 / ورقة 252 ب بالهامش، وبدائع الزهور 3/ 40، وكشف الظنون 15 و 199 و 490 و 699 و 1101 و 1275 و 1914 و 1915، وإيضاح المكنون 2/ 486 و 695، ومعجم المؤلفين 4/ 77، Brockelmann : G 11/ 34, S : 11/ 31 في الأصل: «أحمد»، والتصحيح من المصادر. (¬5) في وجيز الكلام: «الحسيني». (¬6) كتبت فوق السطر. (¬7) في الأصل: «82». وما أثبتناه عن تاريخ البصروي. وفي نظم العقيان: ولد في حدود عشرين وثمانمائة. وفي الضوء: ولد في شوال سنة ثمان عشرة وثمانمائة. (¬8) الصواب: «مال يقوّم». (¬9) خبر نيابة حلب في: الروض الباسم 4 / ورقة 248 أ، وبدائع الزهور 3/ 40.

نيابة طرابلس

[نيابة طرابلس] وفيه خرج الأمر ليشبك البجاسي نائب حماه باستقراره في نيابة طرابلس (¬1). [نيابة حماه] وقرّر عوضه في نيابة حماه بلاط اليشبكي، أحد مقدّمين (¬2) الألوف بدمشق في تقدمة بلاط هذا تمراز أتابك حلب (¬3). [أتابكية حلب] وقرّر عوضه في أتابكية حلب تغري بردي بن يونس (¬4). [حجوبية الحجاب بدمشق] وقرّر في حجوبية الحجاب بدمشق محمد بن مبارك عوضا عن ابن بيغوت الماضي خبر موته (¬5). [كشف الجسور] وفيه قرّر لاجين في كشف الجسور بالبهنساوية، ويشبك جن في كشف الجسور بالبحيرة، وعيّن معه تجريدة، وحثّ السلطان على إسراع خروجه لردع العربان بتلك النواحي وقد عاثوا بها وأفسدوا (¬6). [وفاة قانصوه الساقي] [2834]- وفيه مات قانصوه الساقي (¬7)، الشمسي، الأشرفي، أحد العشرات وروس (¬8) النوب. ¬

(¬1) خبر نيابة طرابلس في: الروض الباسم 4 / ورقة 248 أ، وبدائع الزهور 3/ 40، وتاريخ طرابلس 53 رقم 129، وإنباء الهصر 146. (¬2) الصواب: «أحد مقدّمي». (¬3) خبر نيابة حماه في: الروض الباسم 4 / ورقة 248 أ، وبدائع الزهور 3/ 40. (¬4) خبر أتابكية حلب في: الروض الباسم 4 / ورقة 248 أ، وبدائع الزهور 3/ 40، وإنباء الهصر 146. (¬5) خبر الحجوبية في: الروض الباسم 4 / ورقة 248 أ، وبدائع الزهور 3/ 40، 41، وتاريخ البصروي 43 وفيه أن ابن مبارك لبس خلعة الحجوبية الكبرى بدمشق في سادس عشر جمادى الأخرى. وهو رجل شاعر. وإنباء الهصر 146. (¬6) خبر كشف الجسور في: الروض الباسم 4 / ورقة 248 أ، وبدائع الزهور 3/ 41، وإنباء الهصر 145. (¬7) انظر عن (قانصوه الساقي) في: الضوء اللامع 6/ 198 رقم 679، والروض الباسم 4 / ورقة 255 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 41، وإنباء الهصر 147. (¬8) كذا.

أخذ قلعة سيس من شاه سوار

وقد بلغ الستين أو جاوزها. وكان عاد متمرّضا من التجريدة. [أخذ قلعة سيس من شاه سوار] وفيه وصل الخبر من الأتابك أزبك بأنّ ابن رمضان أمير التركمان الرمضانية أخذ قلعة سيس من أعوان شاه سوار، فسرّ السلطان بذلك وجهّز إليه خلعة سنية (¬1). [وفاة المحمودي المؤيّدي] [2835]-[وفيه مات] (¬2) قنبك المحمودي (¬3)، المؤيّدي، أمير سلاح. وقد جاوز الثمانين. وكان شجاعا، مقداما، جريئا، سليم الفطرة، متديّنا، مع طيش وخفّة وحدّة مزاج. تنقّل في الخدم من إمرة عشرة بمصر بعد طبلخاناة بدمشق، ثم امتحن وأخرج على تقدمة ألف بدمشق، ثم امتحن، ثم أعيد إلى تقدمة بدمشق، وخرج أميرا على محملها، ثم قدّم بالقاهرة، ثم صيّر أمير مجلس / 218 ب / ثم سجن بالإسكندرية، ثم أطلق وسكنها حيث شاء، حتى بغته الأجل (¬4). [جمادى الأول] [إفراج شاه سوار عن جانبك قلقسيز] وفي جماد الأول وصل إلى القاهرة قراجا السيفي جانبك قلقسيز، وبعث به معزّزا مكرّما، وصحبته إنسانا (¬5) من الخاصكية يقال له قانباي أفرج عنه أيضا، وأنه أراد بذلك تقريبه من الخواطر السلطانية، وليكون الأتابك جانبك سفيرا بينه وبين السلطان في الصلح (¬6). ¬

(¬1) خبر قلعة سيس في: الروض الباسم 4 / ورقة 248 أ، وبدائع الزهور 3/ 41، وإنباء الهصر 146. (¬2) بياض في الأصل. (¬3) انظر عن (قنبك المحمودي) في: الضوء اللامع 6/ 198 رقم 675، والروض الباسم 4 / ورقة 254 ب، وبدائع الزهور 3/ 41، وإنباء الهصر 147 و 169، 170 رقم 6. (¬4) وقال في الروض: وكان ذا شحّ زائد وبخل، ومع ذلك فكان يتكرّم على الوالد ويتفقده بالهدايا، ولا سيما لما كان بالقاهرة، ورتّب لأحد إخوتي الصغار حينئذ مرتبا على ديوانه لمكان حبّ الوالد لهذا الأخ، وكان كثير التودّد إلى الوالد والتردّد إليه في الأسبوع غير ما مرة للصحبة الأكيدة القديمة بينهما، وهي التي كانت السبب في إخراج الوالد من القاهرة. وتوفي قانبك هذا بالإسكندرية في شهر ربيع الآخر، وله من العمر زيادة على الثمانين سنة، ووهم من قال سبعين. ودفن بثغر الإسكندرية ثم نقل منها إلى القاهرة ودفنّ بتربة له كان أنشأها بالصحراء خلف تربة طشتمر حمص أخضر ولم تكمل. ووهم من قال بأنه مدفون بالثغر السكندري، ولعل كونه دفن بها أولا هو الذي أوقع هذا في الوهم. (¬5) الصواب: «إنسان». (¬6) خبر الإفراج في: الروض الباسم 4 / ورقة 248 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 41، وإنباء الهصر 151.

نزول السلطان للرماية

[نزول السلطان للرماية] وفيه نزل السلطان إلى الرماية ببركة الحاج (¬1)، وعاد من يومه (¬2). [وفاة الشمس الحجيني] [2836]- وفيه مات الشمس الحجيني (¬3)، محمد الدمشقي، الحنفيّ، أحد نواب الحكم. [ارتفاع سعر الغلال] [2837]- وفيه ارتفع سعر الغلال، فأبيع الإردبّ القمح بألف ومائتي درهم، والشعير والفول بنحو السبعمائة، والحمل التبن بثلاثمائة. وكان الغلاء في جميع المبيعات غالبا. ولطف الله تعالى بأن كانت الأشياء موجودة (¬4). [وفاة يشبك من مهدي] [2838]- وفيه مات يشبك من مهدي (¬5) (الأشرفي إينال) (¬6) أحد العشرات. وكان شابا حشما، لا بأس به. [جمادى الآخرى] [وفاة الشمس الياسوفي] [2839]- وفي جماد الآخر مات الشمس محمد بن الياسوفي (¬7)، الدمشقي، الشافعيّ، نقيب الحكم بدمشق. ¬

(¬1) في الروض: «بركة الجب». (¬2) خبر السلطان في: الروض الباسم 4 / ورقة 248 ب، وبدائع الزهور 3/ 41، وإنباء الهصر 151، 152. (¬3) انظر عن (الشمس الحجيني) في: الروض الباسم 4 / ورقة 257 أبالهامش. ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع، ولا ابن إياس في بدائع الزهور. (¬4) خبر ارتفاع السعر في: الروض الباسم 4 / ورقة 248 ب، وبدائع الزهور 3/ 41، وإنباء الهصر 152. (¬5) ضاعت ترجمة (يشبك من مهدي) في الورقة الضائعة من وفيات سنة 874 هـ‍. من كتاب الروض الباسم، وقد ضاع معها أول ترجمة المؤرخ يوسف بن تغري بردي، وهي قبل الصفحة المرقمة ب‍ 259 أ. (¬6) عن هامش المخطوط. (¬7) مهملة في الأصل. وانظر عن (محمد بن الياسوفي) في: تاريخ البصروي 42، والروض الباسم 4 / ورقة 257 أبالهامش.

ركوب السلطان

[ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان إلى خليج الزعفران ونزل به للتنزّه هناك في الخيام، وبقي ثلاثة أيام ثم عاد إلى القلعة (¬1). [تولية إينال رأس النوبة الكبرى] وفيه وصل إينال الأشقر المعزول عن نيابة حلب، وصعد إلى بين يدي السلطان، ثم نزل إلى دار أعدّت له، وأشيع بأنه يولّى إمرة مجلس، فما وقع ذلك بل قرّر في الرأس نوبته الكبرى، وكانت شاغرة من منذ مات سودون القصروي وقتيلا على ما تقدّم (¬2). [وفاة الشمس الحريري] [2840]- وفيه مات الشمس محمد بن الحريري (¬3)، الدمشقي، الشافعيّ. [وفاة خشكلدي القوامي] [2841]- وخشكلدي القوامي (¬4)، الناصريّ، أحد الطبلخاناة. وكان جاركسيّ الجنس، واختص بأستاذه الناصر فرج / 219 أ / وتنقّلت به الأحوال بعده في شدائد وأهوال حتى تأمّر عشرة، ثم أخرجت عنه، ولزم داره لعجزه، وكبر سنّه. وكان خيّرا، ديّنا، متواضعا (¬5). ¬

(¬1) خبر ركوب السلطان في بدائع الزهور 3/ 41. (¬2) خبر تولية إينال في الروض الباسم 4 / ورقة 249 أ، وبدائع الزهور 3/ 41، وإنباء الهصر 157. (¬3) انظر عن (محمد الحريري) في: الروض الباسم 4 / ورقة 256 ب بالهامش. (¬4) انظر عن (خشكلدي القوامي) في: الروض الباسم 4 / ورقة 253 أ، وبدائع الزهور 3/ 42، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬5) وقال في الروض: ممن قدم إلى القاهرة في سنة ثلاث وثمانمائة على ما سمع من لفظه، وكان اسمه حين قدمها: قبجق لأنه كان جركسيّ الجنس فغيّر الناصر اسمه لاسم الأروام لبغضه في طائفة الجركس وأسمائهم فأراد أن ينفي هذا عنهم مع ميله، إليه، ثم قدّر وأدناه واختص به ورقّاه حتى صيّره خاصكيا في دولته ثم خازندارا، ودام إلى أن قتل أستاذه الناصر فخاف على نفسه وهرب وتشتت شمله، ثم خدم في أبواب الأمراء بعد أن أهين وامتحن بالسجن وقاسى الشدائد وأنواع الفقر والفاقة والقلّة والخمول، وتنقل في خدمة نوروز وغيره، ثم اتصل بخدمة أقبردي المنقار، فلما ولي نيابة الإسكندرية صيّره دوادارا وقرّبه وأدناه. ثم لما مات المؤيّد شيخ عاد إلى الديوان السلطاني فنزل مع الجند على عادته قبل ذلك، لكن في الجامكية فقط وذلك بعد موت أقبردي أيضا، وصيّره الأشرف برسباي خاصكيا، أظنّ في أوائل دولته، ودام كذلك حتى تسلطن الظاهر جقمق فأمّره عشرة على إمرة يزيد من صفر خجا بحكم وفاته، ولم يزل إلى سلطنة الأشرف إينال خشداشه، فصيّره من الطبلخاناة عوضا عن سودون قراقاش لما نقل إلى تقدمة =

ركوب السلطان

[ركوب السلطان] [وفيه] (¬1) ركب السلطان إلى جهة الخانكة، وعاد (¬2)، وتكرّر له نظير ما ركبه في هذا الشهر (¬3). [وفاة قاضي دمشق المالكي] [2842]- وفيه مات قاضي دمشق المالكيّ، محيي الدين (¬4)، عبد القادر بن عبد الرحمن بن عبد الوارث البكري (¬5)، المصري، المالكيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، حشما، رئيسا، من أعيان فضلاء مذهبه، ناب في الحكم بمصر، ثم ولي قضاء دمشق. [وفاة تمرباي التمرازي] [2843]- ومات تمرباي التمرازيّ (¬6)، أحد العشرات والمهمندار. وكان خيّرا، ديّنا، عارفا، عاقلا، صادق اللهجة، أدوبا، حشما. ¬

= ألف، ودام إلى سلطنة الظاهر خشقدم فأمّره على الحاج بالركب الأول، وأراد بذلك عساه أن يستعفي من الإمرة لكبر سنّه وعجزه، بل كان قبل ذلك قد عرض له الظاهر بترك الإمرة، بل وبعث بعد ذلك إليه بذلك، ويذكر له أنه عاجز وأن الراحة خير لدى الإمرة ومشاقّها، فامتنع من تركها فأراد إظهار عجزه بتعيينه إلى الحجاز فقبل ذلك وتوجّه إليه وتحمّل حملا من الديون بسبب سفره، مع ذلك فأخرج عنه الظاهر الأمر بعد عوده وأعطاها لطوخ الأبو بكري الزردكاش، ولزم خشكلدي داره عاطلا عاجزا خاملا عليه جملا (كذا) من الديون لذمّته حين التوجّه إلى الحج. وكان لما حج دائما ملازما بالمحفّة لعدم مسكته على الخيل واقتداره على ركوبها، ولم يزل بداره بعد ذلك وهو في قهر لكونه أخرجت عنه الإمرة إلى أن بغته الأجل. وكان إنسانا، حسنا، خيّرا، ديّنا، متواضعا إلا أنه كان بخيلا جدّا شحيحا. توفي ليلة الجمعة ثالث عشرين جمادى الآخرة عن سنّ عالية، أظنه تجاوز التسعين. (¬1) في الأصل بياض. (¬2) في الأصل: «وغار». (¬3) خبر ركوب السلطان في: الروض الباسم 4 / ورقة 248 ب، وإنباء الهصر 152. (¬4) في تاريخ البصروي: «زين الدين». (¬5) انظر عن (البكري) في: وجيز الكلام 2/ 818 رقم 1883، والضوء اللامع 4/ 269، 270 رقم 714، وتاريخ البصروي 43، وحوادث الزمان 1/ 191 رقم 247، والروض الباسم 4 / ورقة 254 أ، وبدائع الزهور 3/ 42. (¬6) انظر عن (تمرباي التمرازي) في: الضوء اللامع 3/ 39 رقم 161، والروض الباسم 4 / ورقة 252 أ، وبدائع الزهور 3/ 42، وإنباء الهصر 167، 168 رقم 3.

نظر الأوقاف والبيمارستان

[نظر الأوقاف والبيمارستان] [2844]- وفيه استقرّ أبو الفتح المنوفي أحد كتّاب المماليك في نظر الأوقاف والبيمارستان، عوضا عن الشرف عبد الباسط بن البقري، وقد صرف عن ذلك (¬1). [رجب] [تزايد الغلاء] وفي رجب تزايد الغلاء، ثم طال بعد ذلك بهذه البلاد وغيرها، وأشاع (¬2) العوامّ بأنّ سبب هذا الغلاء تحكير يشبك الدوادار الغلال بالوجه القبليّ (¬3). [تقرير إمرة مجلس] وفيه قرّر لاجين الظاهري في إمرة مجلس، وكان أشيع بأنّ سيولاّها إينال الأشقر، ويقال إنها عرضت عليه فأبى إلاّ الرأس نوبية الكبرى (¬4). [عيادة السلطان لإينال الأشقر] وفيه نزل السلطان إلى دار إينال الأشقر يعوده من مرض أصابه بعد حضوره من حلب (¬5). [ترحيب السلطان بالأتابك جانبك] وفيه وصل الأتابك جانبك قلقسيز إلى القاهرة وصعد إلى السلطان، وحين قرب منه قام له على قدمه واعتنقه وترحّب به، ثم خلع عليه كاملية هائلة، وقيّد له من خاص مراكيبه بالسرج الذهب والكنبوش الزركش، وأركب من عند باب البحرة، وكان ذلك من نوادره، ونزل إلى داره في موكب حافل. ثم بعد أيام قرّر / 219 ب / في إمرة سلاح، وكانت شاغرة من منذ مات برد بك هجين (¬6). [مشاورة السلطان بأمر شاه سوار] وفيه كانت المشاورة بين السلطان ومن حضر بالقاهرة من الأمراء في أمر شاه سوار ¬

(¬1) خبر الأوقاف في: الروض الباسم 4 / ورقة 248 ب، وبدائع الزهور 3/ 42، وإنباء الهصر 157، 158. (¬2) في الأصل: «واشتاع». (¬3) خبر الغلاء في: الروض الباسم 4 / ورقة 248 ب، وبدائع الزهور 3/ 42، وإنباء الهصر 159. (¬4) خبر إمرة المجلس في: الروض الباسم 4 / ورقة 248 ب، 249 أ، وبدائع الزهور 3/ 42، وإنباء الهصر 159. (¬5) خبر عيادة السلطان في: 249 أ، وإنباء الهصر 159، 160. (¬6) خبر ترحيب السلطان في: تاريخ البصروي 43، والروض الباسم 4 / ورقة 249 أ، وبدائع الزهور 3/ 42، وإنباء الهصر 159.

المرسوم إلى نواب الشام

(ومجيء من بحلب من الأمراء، والإذن لقاصد شاه سوار) (¬1) الذي قدم على الأتابك أزبك بحلب وهل يصحبه معه أو لا. واتفق من الغرائب أن الأتابك خرج من حلب قبل وصول المرسوم إليه بحضوره (¬2). [المرسوم إلى نواب الشام] وفيه كتب مرسوم إلى نواب البلاد الشامية بأن يكونوا على أهبة (¬3)، فإنّ التجريدة ستخرج من القاهرة بعد رمضان، وهذا بعد أن أشيع بالقاهرة بوقوع الصلح عن قريب، وتعجّب الناس من هذه المناقضة وتحيّروا في أنّ الأمر هل هو راجع إلى الصلح أو القتال (¬4). [نيابة دمياط] وفيه استقرّ جقمق الظاهري في نيابة دمياط (¬5). ¬

(¬1) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬2) خبر مشاورة السلطان في: تاريخ البصروي 43، والروض الباسم 4 / ورقة 249 أ، وبدائع الزهور 3/ 42، وإنباء الهصر 160. (¬3) في الأصل: «اهيئة». (¬4) خبر المرسوم في: الروض الباسم 4 / ورقة 249 أ. (¬5) انظر عن نيابة دمياط في: الروض الباسم 4 / ورقة 249 أ، وبدائع الزهور 3/ 43، وإنباء الهصر 160 وفيه اسمه: «جمق المبسوط». وقد ترجم المؤلّف - رحمه الله - لجقمق في الروض فقال: أصله من تركمان البلاد الحلبية، ويقال إنه كان مكاريا بحلب بعد قدومه إليها من بلاده، ثم قدم بعد ذلك القاهرة وصار تبعا عند الصارمي إبراهيم خازندار المقام الناصري محمد بن الظاهر جقمق، وآل به الأمر أن نزل في ديوان الجند السلطاني في دولة الظاهر المذكور بواسطة إبراهيم المذكور وذلك لدعابة ولجاجة وتمسخر كان يبديه له، ودام على ذلك مدة إلى سلطنة الأشرف قايتباي، فسعى في نيابة دمياط، يقال بمال بذله في ذلك، وكان قبل ذلك قد صيّر خاصكيا على إقطاع جيد فولي دمياط في هذا اليوم وباشرها وحصل له منها المال والمنقوع على ما قيل ثم صرف عنها بسعي في نيابة القدس ظنا منه أنها فيما قصده فوق دمياط فوليها بعد هذا التاريخ، وتوجّه إليها فلم ينتج له بها أمر، وصرف عنها وعاد إلى القاهرة، فرتب له السلطان عشرة آلاف درهم في الشهر فأخذها على البساط ولم يقطعه شيئا من الأقاطيع، فأكل هذه الجامكية مدة وهو في مقام الأمراء العشرات بل فوق الكثير منهم في حشمه وخدمه وشونه وثروته، واتصل بالسلطان بل وبكثير من أكابر الأمراء، ولم يزل السلطان ينبسط إليه، ويظهر هو له التمسخر والبجاحة ويضحكه دائما في الملأ العام من الأمراء وغيرهم بدعابته ويعجب السلطان وغيره ما يبديه من ذلك التمسخر والدعابة. ودام على ذلك إلى أواخر سنة تسع وثمانين، فلما عرض السلطان الجيش لأجل ما يقال إنه يسافر أو نحو ذلك فقطع من جامكية جقمق هذا أربعة آلاف وأبقى معه سنة، وقال له: إمش على نحو ما يكفيك من هذه الستة آلاف، فحصل عنده بذلك تشويش بالغ وهو باق على هذا، بل وعين السلطان ناظرة إلى قطع الكل من جامكيته فيما أخبرت. وجقمق هذا إنسان حسن، خفيف =

شعبان

[شعبان] [انتهاء بناء السبيل والمكتب السلطاني] وفي شعبان كانت نهاية السبيل والمكتب من إنشاء السلطان بخط القشاشين من تحت الربع، وهما من أجلّ المباني والآثار، وحصل بهما النفع في مكانهما (¬1). [عودة يشبك الدوادار من الوجه القبلي] وفيه عاد يشبك الدوادار من الوجه القبلي بعد أن غاب نحوا من سبع شهور وعاث بها وجالها شرقا وغربا، وفعل بها أفعالا عجيبة، وقمع الكثير من العربان المفسدين وغيرهم. ولم يحاب أحدا في ذلك، ومن جملتهم محمود شيخ عديّ بالمنفلوطية شواه على النار شيّا، وأقعد منهم جماعة على الأوتاد حتى وقع رعبه في قلوب الكثير من أهل تلك البلاد. ولما تمثّل يشبك هذا بين يدي السلطان خلع عليه خلعة هائلة، ونزل إلى داره في موكب حافل جدا. ثم بعد أيام بعث إلى السلطان بتقدمة هائلة مما حصّله من تلك النواحي ما بين خيول وجمال ودقيق وأعسال وسكاكر غلال، ومن الذهب النقد العين مائة ألف دينار وثلاثة عشر ألف دينار، ومن الشعير عشرين ألف إردبّ، فكان مجموع ذلك / 220 أ / نحوا من مائتي ألف دينار. وهذا من غرائب النوادر (¬2). [وفاة صنطباي من قصروه] [2845]- وفيه مات صنطباي (¬3) من قصروه الأشرفي، أحد العشرات ورؤوس النوب، بغزّة عائدا من التجريدة. وله نحوا (¬4) من ستين سنة. [رمضان] [تخفيض سعر القمح] وفي رمضان، في (يوم) (¬5) مستهلّه نودي على القمح بألف درهم الإردبّ (¬6)، وأمر ¬

= الروح، كريم النفس، يحب أهل العلم ويعظّمهم جدا، وله ثروة وبعض أملاك، وعنده حسن مغامرة وحلاوة مذاكرة، وهو ممن جاوز الستون (كذا) سنة. سامحنا الله وإياه. (¬1) خبر بناء السبيل في: الروض الباسم 4 / ورقة 249 ب، وبدائع الزهور 3/ 43. (¬2) خبر عودة يشبك في: الروض الباسم 4 / ورقة 249 ب، 250 أ، ووجيز الكلام 2/ 810، وبدائع الزهور 3/ 43، وإنباء الهصر 161. (¬3) انظر عن (صنطباي) في: الروض الباسم 4 / ورقة 253 ب، وبدائع الزهور 3/ 43، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬4) الصواب: «وله نحو». (¬5) كتبت تحت السطر. (¬6) في الأصل: «والإردب».

النداء برد المال لأولاد الناس

السلطان بفتح شونتين من شونه، وأبيع فيهما بهذا السعر في هذا اليوم، فمشت علافة الناس بذلك وحصل بعض رفق، ومشي حال، وأبيع الرطل الخبز بستة نقرة بعد أن كان بتسعة، (والإردبّ الشعير بأقلّ من ستمائة بعد أن كا [ن] (¬1) بتسعمائة) (¬2). وكان هذا فاتحة للرخاء، ولله الحمد (¬3). [النداء بردّ المال لأولاد الناس] وفيه نودي من قبل السلطان بأنه من أخذ منه شيئا (¬4) من المبلغ من أولاد الناس وغيرهم في مقابله بعث البديل إلى التجريدة فليصعد إلى القلعة في ثامن هذا الشهر ليردّ إليه ما أخذ منه، فأخذ الناس يعجبون من ذلك وما السبب فيه (¬5). [وفاة الحسام بن مريطع] [2846]- وفيه مات شيخنا الحسام بن مريطع (¬6)، قاضي الحنفية بدمشق، محمد بن عبد الرحمن بن العماد الغزي، الصفدي، الدمشقي، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا فصيحا، مفوّها، مشهورا بالفضيلة، ناظما، ناثرا، يكتب الخط الحسن، عارفا بصناعة القضاء والشروط، له بشر وبشاشة وتجمّل في شونه (¬7)، مع حسن هيئة وشكاله. سمع على جماعة، منهم: الحافظ بن حجر، والأعلى منه. وولي قضاء غزّة، وصفد وطرابلس، ودمشق غير ما مرة، وعدّة تداريس جليلة، منها الخاتونية، وصنّف وألّف. ومولده سنة 811 (¬8). ¬

(¬1) سقطت النون من المخطوط. (¬2) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬3) خبر سعر القمح في: الروض الباسم 4 / ورقة 250 أ، وبدائع الزهور 3/ 43. (¬4) الصواب: «شيء». (¬5) خبر النداء بردّ المال في: الروض الباسم 4 / ورقة 250 أ، وبدائع الزهور 3/ 43، وإنباء الهصر 162. (¬6) انظر عن (ابن مريطع) في: وجيز الكلام 2/ 817 رقم 1879، والضوء اللامع 7/ 289 رقم 744، وتاريخ البصروي 44، والروض الباسم 4 / ورقة 255 ب، 256 أ، وحوادث الزمان 1/ 192 رقم 250، وقضاة دمشق 227، والدارس 1/ 490، وبدائع الزهور 3/ 43، وتاريخ طرابلس 2/ 66 رقم 10، وإيضاح المكنون 2/ 43، وهدية العارفين 2/ 206، والأعلام 7/ 67، ومعجم المؤلفين 10/ 139، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 4/ 33، 34 رقم 1027. ويقال: «مريطع و «بريطع». (¬7) كذا. (¬8) في الأصل: «سنة 8» وما أثبتناه عن مصادر الترجمة، وقد بيّض في الروض لتاريخ مولده.

وصول الأتابك أزبك من حلب

[وصول الأتابك أزبك من حلب] وفيه وصل الأتابك أزبك من حلب بمن بقي معه من الأمراء وهم في غاية التعب والعياء والعلّة، وقدم معهم شاه بضاغ أخوا (¬1) سوار الذي ولي البلاد وما يمكن منها، فخلع السلطان على الأتابك ومن معه وعلى شاه بضاغ، (وعرض) (¬2) / 220 ب / الأتابك من وقع في القبضة من أقارب سوار وجماعته، وفيهم يحيى كاور (¬3) أخو سوار، فأمر بهم السلطان إلى البرج من القلعة (¬4). [وصول قاصد ابن قرمان] وفيه وصل قاصد ابن (¬5) قرمان بمكاتبة من مرسله وهو يشكوا (¬6) فيها من ابن عثمان ملك الروم ومن مصانعته له وتسلّطه عليه (¬7). [ردّ المال لأولاد الناس] وفيه صعد أولاد الناس بين يدي السلطان في قضية الردّ لهم وغيرهم ممن أخذ منهم المال، فردّ لكثير منهم ما كان أخذه بتمامه وكماله، وللبعض نصفه، وللبعض أقلّ من ذلك. وأما ذوي الأقاطيع فما ردّ لهم إلا نادرا (¬8). [نظر الخاص] وفيه استقرّ الزين بن الكويز في نظر الخاص بعد اختفاء التاج ابن المقسيّ (¬9). [نيابة القدس] وفيه استقرّ يوسف بن فطيس في نيابة القدس، عوضا عن دمرداش العثماني بحكم نقله إلى نيابة سيس (¬10). ¬

(¬1) الصواب: «أخو». (¬2) مكرّرة في المخطوط. (¬3) هكذا ضبطها المؤلّف - رحمه الله - في الروض. وأثبتها د. بشار عواد معروف محقق كتاب وجيز الكلام بلفظ: «دلو يحيى» وهو غلط. (¬4) خبر وصول الأتابك في: وجيز الكلام 2/ 810، وتاريخ البصروي 43، 44، والروض الباسم 4 / ورقة 250 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 44، وإنباء الهصر 162. (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) الصواب: «يشكو». (¬7) خبر وصول القاصد في: الروض الباسم 4 / ورقة 250 ب، وإنباء الهصر 162، 163. (¬8) خبر ردّ المال في: الروض الباسم 4 / ورقة 250 ب. (¬9) خبر نظر الخاص في: الروض الباسم 4 / ورقة 250 ب، وبدائع الزهور 3/ 43، وإنباء الهصر 163. (¬10) خبر نيابة القدس في: الروض الباسم 4 / ورقة 250 ب، وبدائع الزهور 3/ 43.

مثول قاصد شاه سوار أمام السلطان

[مثول قاصد شاه سوار أمام السلطان] وفيه صعد قاصد شاه سوار إلى بين يدي السلطان، وكان قد أحضر معه هدية، فلم يؤذّن إليه بإصعادها معه، ولما فضّت مكاتبة سوار كان ضمنها طلب الصلح على شروط ذكرها فيه، منها أن يكتب له تقليد بإمرة الأبلستين والتركمان، وتقدمة ألف بحلب، وإنه إن فعل معه ذلك سلّم عنتاب، ثم طال الكلام بين القاصد والسلطان، ولم ينتظم الحال، ولا حصل صلح. ونزل القاصد بغير خلعة (¬1). [وفاة البدري قاضي شهبة] [2847]- وفيه مات شيخ الشام وعالم الشافعية بدمشق، شيخنا البدري، قاضي شهبة (¬2)، محمد بن أبي بكر بن أحمد الأسدي، الشهبي، الدمشقي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، كاملا، فقيها، عارفا بمذهب الشافعيّ وحافظته. سمع على جماعة، وناب في الحكم، وكان من أجلّ النواب، بل كان فوق قضاة القضاة بدمشق، وولّي عدّة تداريس جليلة / 223 أ / وصار شيخ الشام بأخرة وفقيهه، وطار صيته مع ما كان عليه من الدين والخير والعفّة والشهامة والمهابة وسعة الكرم وعلوّ الهمّة، ورشح لقضاء دمشق غير ما مرة. ومولده تقريبا في سنة ست وثمان مئة (¬3). [شوال] [معلّمية المعلّمين] وفي شوال قرّر البدر محمد بن الكويز في معلّمية المعلّمين، أعني كبير المهندسين (¬4). ¬

(¬1) خبر مثول القاصد في: بدائع الزهور 3/ 43، وإنباء الهصر 163، 164. (¬2) انظر عن (قاضي شهبة) في: عنوان العنوان، رقم 222، ووجيز الكلام 2/ 814 رقم 1870، والضوء اللامع 7/ 155، 156 رقم 386، وتاريخ البصروي 44، 45، ونظم العقيان 143 رقم 141، والروض الباسم 4 / ورقة 255 ب، وحوادث الزمان 1/ 192، 193 رقم 251، وبدائع الزهور 3/ 43، وكشف الظنون 731 و 1569، و 1875، وإيضاح المكنون 2/ 79، وفهرس المخطوطات المصورة، لفؤاد سيد 2/ 124، وفهرس المخطوطات المصورة، للطفي عبد البديع 2/ 129، 130، والأعلام 6/ 58، ومعجم المؤلفين 9/ 105. (¬3) في الضوء: ولد في طلوع فجر الأربعاء ثاني صفر سنة ثمان وتسعين وسبعمائة. والمثبت أعلاه يتفق مع نظم العقيان، والروض الباسم. (¬4) خبر المعلّمية في: الروض الباسم 4 / ورقة 250 ب، وبدائع الزهور 3/ 44، وإنباء الهصر 164.

خروج الحاج

[خروج الحاج] وفيه خرج الحاج من القاهرة (¬1). [وفاة الكمال ابن إمام الكمالية] [2848]- وخرج صحبتهم الكمال ابن إمام الكاملية (¬2)، محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن القاهري، الشافعيّ. وكان موعوكا، فأشير عليه بعدم الخروج، فأبى إلاّ التوجّه، وكأنه أراد أنه إن مات فليكن في طريق الله تعالى للحج، وكذا كان، فإنه مات بثغرة حامد (¬3) في اليوم السادس من خروجه من القاهرة، وهو خامس عشرين شوال هذا. فكان عالما، فاضلا، بارعا، كاملا. سمع على جماعة منهم: الولي العراقي، والشمس بن الجزري، والحافظ ابن (¬4) حجر، وغيرهم. وصنّف وألّف، وولي عدّة تداريس جليلة، منها: مشيخة تدريس الشافعيّ. ومولده سنة ثمان وثمانماية. [كائنة الجلال ابن سويد] وفيه كائنة الجلال عبد الرحمن بن سويد (¬5) المالكي، ووكّل به مع أعوان إينال الأشقر لكونه باع شيئا من أوقاف مدرسة جدّه، وآل أمره إلى الطفر (¬6) ثم مبلغ كبير باع في ذلك أشياء كثيرة له والاستعادة على اشترى من الوقف شيئا (¬7) والتخلية بينه وبين ¬

(¬1) خبر الحاج في: إنباء الهصر 164، والروض الباسم 4 / ورقة 251 أ، وبدائع الزهور 3/ 44. (¬2) انظر عن (ابن إمام الكاملية) في: وجيز الكلام 2/ 813 رقم 869، والضوء اللامع 9/ 93 - 95 رقم 259، وفيه أن الأجل أدركه في سنة أربع وستين، وهو غلط، ونظم العقيان 163 رقم 172، والروض الباسم 4 / ورقة 251 أ، و 156 أ، ب، والمنجم في المعجم 205، 206 رقم 168، وتاريخ البصروي 44، 45، وحوادث الزمان 1/ 193، 194 رقم 252، والبدر الطالع 2/ 244، وكشف الظنون 194 و 547 و 706 و 862 و 170 و 1880 و 2006، وإيضاح المكنون 1/ 138، ومعجم المؤلفين 11/ 231، 232، وديوان الإسلام 1/ 181 رقم 268، والأعلام 7/ 48، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 703 رقم 1308، وتاريخ الأدب العربي 2/ 77، وذيله 1/ 680 و 2/ 85. (¬3) في الروض: «بثغرة حايد»، والمثبت يتفق مع الضوء، وهي في طريق الحج بالحجاز. (¬4) في الأصل: «بن». (¬5) انظر عن (ابن سويد) في: الروض الباسم 4 / ورقة 251 أ، وبدائع الزهور 3/ 45. (¬6) في الأصل: «لطفر» وفي الروض: وآل أمره إلى الغريمة الكثير من المبلغ ببيع شيئا (كذا) له. (¬7) هكذا، والجملة مضطربة.

زيادة شرور إينال الأشقر

الجلال هذا. وجهّز الحمل الجلال هذا حتى افتقر حاله بعد أن ورث من (أبيه) (¬1) أشياء طائلة. [زيادة شرور إينال الأشقر] وفيه، في هذه الأيام، زادت شرور إينال الأشقر وكثر ظلمه وأذاه للناس وعسف في ولاية الرأس نوبية، وصار الكثير من أوقاح الناس وغيرهم لا يدعى إلا من بابه، وعمل بالناس ما لا يحلّ، وشكى (¬2) إليه شاهد فضربه وقطع كمّيه وأركبه على ثور وشهّره بالقاهرة، / 223 ب / وخرم غلاما في أنفه (¬3). [البدء بإنشاء تربة السلطان بالصحراء] وفيه كان بداية إنشاء السلطان تربته التي بالصحراء، وأول ما بدأ به عمارة الحوض للدوابّ، ثم حفر الصهريج (¬4). [ذو القعدة] [ضرب السلطان الكرة] وفي ذي قعدة ابتدأ السلطان بضرب الكرة ومعه أمراؤه على العادة (¬5). [التدريس بقبّة الشافعي] وفيه أخذ جماعة من الفقهاء الشافعية في تدريس قبّة الشافعي لما وصل خبر موت الكمال ابن (¬6) إمام الكاملية، ثم كان ما سنذكره (¬7). [مقتل طرباي الظاهري] [2849]- وفيه مات قتيلا بيد بعض العربان بالبلاد الحلبية طرباي الظاهري (¬8) خشقدم أحد العشرات، ومحتسب القاهرة، ثم أحد أمراء حلب. وكان شابا، شجاعا (¬9). ¬

(¬1) مكرّرة. (¬2) الصواب: «شكا». (¬3) خبر زيادة الشرور في: الروض الباسم 4 / ورقة 251 أ، وبدائع الزهور 3/ 45. (¬4) خبر إنشاء التربة في: الروض الباسم 4 / ورقة 251 أ، وبدائع الزهور 3/ 45. (¬5) خبر ضرب الكرة في: الروض الباسم 4 / ورقة 251 أ، وبدائع الزهور 3/ 45، وإنباء الهصر 165. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) خبر التدريس في: الروض الباسم 4 / ورقة 253 ب، وبدائع الزهور 3/ 45. (¬8) انظر عن (طرباي الظاهري) في: الروض الباسم 4 / ورقة 253 ب، وبدائع الزهور 3/ 45. (¬9) وقال في الروض: كان من مماليك الظاهر خشقدم من أعيانهم وممن كان شراه في أيام إمرته قبل =

ذو الحجة

[ذو الحجة] [تقرير الحصني في مشيخة الشافعي] وفي ذي حجّة لما انتهى السلطان من ضرب الكرة طلب العلاّمة التقي الحصنيّ، وقرّره في مشيخة الشافعي، عوضا عن الكمال الماضي ذكره، وخلع عليه، ونزل إلى القرافة في مشهد حفل (¬1). [عيد النحر] وفيه كان عيد النحر بالسبت، وكانت الضحايا (¬2) موجودة متيسّرة (¬3). [وفاة المؤرّخ ابن تغري بردي] [2850]- وفيه مات صاحبنا المؤرّخ، الجمال يوسف بن تغري بردي (¬4) ¬

= سلطنته، وكان من أعيان خاصكية الظاهر هذا في دولته وله ذكر وشهرة. ولما مات أستاذه أمّره الظاهر يلباي عشرة، ثم لما تسلطن الظاهر تمربغا صيّره محتسبا بالقاهرة عوضا عن خشداشه مغلباي لما نقل إلى تقدمة ألف. وكان مغلباي هذا آغاته بالطبقة، وأظنّه هو الذي اعتنى به حتى ولي الحسبة، ولم تطل مدته في الحسبة حتى قبض عليه في نوبة خلع تمربغا ومع جملة من قبض عليه من خشداشية الخشقدمية، ثم أمّر طبلخاناه أو نحوها بحلب. واتفق أن خرج يوما للصيد ببعض ضواحيها فقتله بعض العربان هناك في شهر ذي القعدة وهو في عنفوان شبابه. وكان شكلاّ حسنا وله فروسية، ولكنه كان غير مشكور. واسمه مركب من تره لفظة تركية عليها نقطتان وتحولت إلى طروباي تقدم الكلام عليها فيما مضى. (¬1) خبر مشيخة الحصني في: الروض الباسم 4 / ورقة 251 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 45، وإنباء الهصر 165، 166. (¬2) الصواب: «وكانت الأضاحي». (¬3) خبر العيد في: الروض الباسم 4 / ورقة 251 ب. (¬4) انظر عن (المؤرّخ ابن تغري بردي) في: وجيز الكلام 2/ 887، 818 رقم 1881، والضوء اللامع 10/ 305 - 308 رقم 1178، وتاريخ البصروي 45، 46، والروض الباسم 4 / ورقة 259 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 45، وشذرات الذهب 7/ 317، 318، والبدر الطالع 2/ 351، 352، وكشف الظنون 304 و 690 و 100 و 884 و 1901 و 1933 و 1942، وإيضاح المكنون 2/ 19، وهدية العارفين 2/ 560، والمؤرخون في مصر لمصطفى زيادة 26 - 36، والتعريف بالمؤرّخين للعزاوي 1/ 245 - 248، وفهرست الخديوية 5/ 162 و 164، 165، وفهرس المخطوطات المصورة 2/ 118، 119 و 134 و 270 و 273 (للطفي عبد البديع)، وفهرس المخطوطات المصورة، لفؤاد سيد 2/ 163، 164 و 2 ق 3/ 306، ومعجم المؤلفين 13/ 282، 283، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 5/ 55، 56 رقم 1351، وعلم التأريخ عند المسلمين 449 و 682 و 698، والتاريخ العربي والمؤرخون 3/ 169 - 172 رقم 4، وإنباء الهصر 175 - 182، ومؤرّخو مصر الإسلامية لعبد الله عثمان 114 - 126، وتاريخ الأدب العربي 2/ 41، 42، وملحقه 2/ 39، 40، وكتاب «ابن تغري بردي» المؤرخ وضم مجموعة أبحاث =

اليشبغاويّ، الأتابك، ونائب الشام، الروميّ الأصل، القاهري، الحنفيّ. وكان فاضلا، قرأ شيئا، لكنه لم ينجب (¬1). وسمع الحديث على الجلال البلقيني، والحافظ ابن (¬2) حجر، وآخرين، فيما ذكر عن نفسه. وصنّف عدّة تواريخ، لكنها بعبارة عامّية ركيكة جدا فيها خباط وأوهام كثيرة، وكان ضنينا بنفسه جدا، مع كياسة فيه، وعدم خلوّه من الفضيلة والعقل والرأي، والمعرفة التامة بأنواع الفروسية والملاعيب. وله نظم أكثره سفساوه (¬3)، وقليله وسط، وكان معدودا / 224 أ / من نبلاء أولاد جنسه، وأنشأ تربة لطيفة بالصحراء، وبها وقف مصنّفاته. ومولده في سنة ثلاث عشرة وثمان مئة (¬4). ¬

= عنه قدّمت في ندوة للاحتفال به سنة 1972، وديوان الإسلام 2/ 44، 45 رقم 625، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 1/ 248 - 251، والمستدرك عليه 82، 83، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 26، 27 رقم 52، والقاموس الإسلامي 1/ 479. (¬1) كتب بعدها في المخطوط: «وسمع الحديث على الجلال البلقيني والحافظ بن حجر وكان فاضلا قرأ شيئا لكنه لم ينجب» ثم شطب عليها، وأعاد بعضها ثانية. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) الصواب: «سفاسف». (¬4) وضع المؤلّف - رحمه الله - ترجمة عنه في كتابه الروض، وقد ضاع أولها بضياع الورقة الواقعة قبل الورقة المرقّمة 259 أ، وبها ختم كتاب الروض، وجاءت حافلة بالنقد اللاذع لابن تغري بردي والتحامل عليه، كما فعل السخاوي، والصيرفي، ومما جاء في نقده فيما يتعلّق بكتابه «المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي» أنه رتّبه على حروف المعجم وفيه خبط كبير ووهم كثير، بل وكذب وأباطيل، فيها ما هو خطير، وبتراجمه زيادة في الحدود ونقصان، وذكر من يعرف بشهرة بغيرها، وكتب ذلك على الهامش. ومما اتفق لي في ذلك أنني اكتشفت في تاريخه «الحوادث» عدة ترجمات، كذا جاء الظاهر في سنة وفاته، فبقيت أنظر إلى الهامش فلم أجد فيه ما يدلّني على الظاهر، وكنت قد مررت في كتابه ذلك على ترجمته مرة من مدة وحين، فأخذت أشكّك نفسي في كونه لم يترجمه أو ترجمه في غير سنة وفاته، فتصفحت هامش تاريخه في التراجم كلها فلم أجده، ثم أخذت في سنة وفاته التي أتحقّقها أنظر إلى نفس تراجم الكتاب فوجدته قد ترجمه وكتب بإزائه على الهامش: حسن اليمني، وقد كنت مررت على ذلك في الهامش ولا علم عندي بأنه الظاهر لظنّي بأنه يكتب على الهامش ما يعرف به كل إنسان فما اتفق له أن يوفق لكتابة الظاهر، ومثل هذا وأنظاره أشياء كثيرة، وأمثلتها كثيرة ولا فراغ لنا لذكرها وضبطها هاهنا. ومما في تاريخه أنه يذكر الإنسان تارة بغير اسمه ولا لقبه ولا كنيته، وتارة يسمّيه غير ما سمّي به، ويلقّبه بغير لقبه وهما في ذلك فاحشا. وكان يجعل بدل الشافعي الحنفي فيغيّر مذهبه. وأما اللحن في الإعراب فشيء لا يكاد أن يحصر، وكذا الإتيان بالمبتدأ ولا خبر له، وبالخبر بغير مبتدا، وبدء بلا جواب، وخرافات كثيرة من هذا القبيل. وله التاريخ الذي سمّاه «النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة»، وفيه أيضا نحو ما ذكرناه أشياء كثيرة، ومن ذلك تراجم أناس يتحامل عليهم ينتقصهم في العقل والدين ما يقتضي غير ذلك، ويعظم أناس (كذا) ويرفعهم والحال يقضي والعقل والدين واليقين يشهد بكمالهم وتقديمهم. ويأتي بشاهد يشهد به تارة ليس =

وفاة ابن القصار المغربي

[وفاة ابن القصار المغربي] [2851]- وفيه مات صاحبنا أبو عبد الله محمد بن القصّار المغربي (¬1)، التلمساني، المالكيّ، نزيل واهران (¬2). وكان من أهل العلم والفضل، صوفيا، صالحا، خيّرا، ديّنا، فاضلا، متعبّدا. صحب الشيخ إبراهيم البازي مدّة، وتسلّك عليه، وكان من أعزّ أصحابه عنده. قدم القاهرة حاجّا، وجاور بمكة فمات في هذه الأيام. ومولده سنة عشرة (¬3) أو بعده (¬4) بيسير (¬5). ¬

= بشاهدة على ما قال بل ربما كانت بضد ما استشهد به، وتارة يأتي بشعر للناس غير موزون، على أنه له نظم، وذكر عن نفسه أنه ينظم، وأن له نظما وسطا. وله أيضا «البحر الزاخر من الأول للآخر» وصل فيه إلى أول دولة الفاطميين من الخلفاء ولم يكمله، وله عدة رسالات وأشياء أخر، وكان ضنينا جدا بنفسه لا يقدّرها مقدارها مع ما كان عليه من المعرفة والكياسة وعلى أنه لم يخل من الفضيلة. وكان له اليد في ضبط بعض الحوادث الواقعة بمصر، وله معرفة بتراجم الكثير من الأتراك على ما في ذلك من العوج، وكان قاصر العبارة، يطنب في موضع إيجاز، ويوجز في موضع إطناب، ويذكر أشياء غير مناسبة للمقام والحال. ولقّبه بعض الجهلة بالعلاّمة في التاريخ وليس كما قال، ولا القريب من ذلك، وإن كان له اليد في ذلك لكن بحيث يبلغ إلى مقام يقال له فيه «العلاّمة» فلا ولا إلى ما ترجم به هو نفسه أيضا، فإن ترجمته لنفسه تشعر بعلم كبير و (. . .) غزير، يكذّبه في ذلك وقوف من لم يره على ما وضعه وصنّفه، ويكشف زيفه. ووقع له مرة عند نائب جدة في مجلس حضره العلاّمة البدر بن العيني، بحيث قال للبدر: ألا أسمعك شيئا غريبا. فقال له البدر: أجل. (فذكر أمرا وفيه) ويقال له أن هذا لفلان وليس هذا لغريب فإنه لي أشهر تواريخ الإسلام وهو [مثل] تاريخ بن خلكان في ترجمة فلان / فما أحسن من يعظّم نفسه وعدّها في الحضيض ولو كان في النهى، فما ظنك بمن هو بغير ذلك! وكان يسلك في تواريخه إطراء من له عنده الغرض، وبالعكس عكسه، وشيء في الكثير من ذلك على غير طريقة الإنصاف، بل أتى بالاعتساف. على أنني بشهادة الله تعالى لا أقول ذلك لغرض لي عنده أو على جهة هضم مقداره، بل أذكر الواقع، وقد نبّهنا في كثير من المواضع في تاريخنا هذا على أشياء من سقطاته وأوهامه وغلطاته وتحامله وغير ذلك، يظهر ذلك لمن تأمّل تاريخنا هذا. وكان كثير الإطراء لنفسه، عريض الدعوى جدا، وكان بينه وبين الوالد محبة وصحبة أكيدة ومودّة زائدة، وذكره في مواضع عديدة من تواريخه بما فيه تعظيمه وإجلاله، وترجمه في تاريخه «المنهل الصافي»، على أنه أتى في ترجمته بكثير من أوهام بل كذب، وكان يعاب بتحيزه إلى بعض بني الدنيا ومداخلته إياهم لا لضرورة كجانبك نائب جدّة وغيره. . وكان بيننا وبينه مودّة ويسير صحبة. (¬1) انظر عن (ابن القصار المغربي) في: الروض الباسم 4 / ورقة 256 ب. (¬2) هكذا بالألف بعد الواو. وقد كتبها كثيرا في الروض. (¬3) الصواب: «وسنة عشر». (¬4) الصواب: «وبعدها». (¬5) وقال في الروض: وولي بواهران خطابة جامع البيطار بعناية الشيخ ودام إلى أن مات الشيخ فكان أحد =

وفاة ابن العطار الطرابلسي

[وفاة ابن العطار الطرابلسي] [2852]- وفيه مات الشهاب أحمد بن العطار (¬1) المطيباتي (¬2)، الطرابلسيّ. وكان أديبا، فاضلا، حاسبا، كاتبا، له وجاهة، وشهر (¬3) بطرابلس، وباشر بها بعض الجهات السلطانية وغيرها (¬4). [وفاة ابن الدكماري] [2853]- وحذيفة [هو] (¬5) محمد بن أحمد بن الدكماري (¬6)، المدني، المنوفيّ، الحنفيّ. وكان فاضلا خيّرا، ديّنا، له ذكر وشهرة. [وفاة ابن أبي الليث السمرقندي] [2854]- وأحد أفراد علماء سمرقند، العلاّمة، الأفضل، الليثي (¬7)، فضل الله بن عبد الواحد بن أبي الليث بن علاء (¬8) الدين ابن أبي القاسم محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن أبي الليث نصر السمرقندي، الليثي، الحنفيّ. وكان إماما، عالما، فاضلا، ورعا، بارعا، كاملا. وهو من ذرّية أبي الليث السمرقندي (¬9) من جهة الرجال، ومن ذرّية البرهان ¬

= من يشار إليه بزاويته، ولما قدمت واهران تصاحبت وإياه، فكان نعم الصاحب والرفيق، وعنه أخذت الكثير من نظم الشيخ المشار إليه. وكان مرة أراد العود إلى تلمسان فشاور الشيخ على ذلك فلم يأذن له، وكان ميله إلى ذلك متوافرا، فنظم له تلك القصيدة التي أولها: أما آن ارعواؤك عن شناري كفى بالشيب زجرا عن عواري (¬1) انظر عن (ابن العطار) في: الروض الباسم 4 / ورقة 251 ب بالهامش. (¬2) هكذا رسمت في الأصل. وهي باهتة في الروض لكتابتها على الهامش. ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع لأتأكد من صحة النسبة. (¬3) في الأصل: «وشده». (¬4) وقال في الروض: وكان فكه المحاضرة، بشوش الوجه، حسن الهيئة والشكالة، متجمّلا في شونه. (¬5) في الأصل بياض والمستدرك عن الروض. (¬6) انظر عن (الدكماري) في: الروض الباسم 4 / ورقة 252 ب بالهامش، وبدائع الزهور 3/ 46 وفيه: حذيفة بن أحمد الدكماري. (¬7) انظر عن (الليثي) في: الروض الباسم 4 / ورقة 224 ب، وبدائع الزهور 3/ 46، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬8) في الأصل: «علاى». (¬9) هو نصر بن الحسن بن أبي قاسم بن أبي حاتم بن الأشعث التنكتي، الشاشي، نزيل سمرقند. يكنّى أبا =

وفاة الشريف زهير

شيخ الإسلام، صاحب «الهداية»، من قبل النساء (¬1). وصنّف وألّف، وكان فقيه سمرقند في (¬2) وقته. ومولده سنة ست وثمانين وسبعمائة. [وفاة الشريف زهير] [2855]- وفيه مات السيد الشريف زهير بن سليمان (¬3) بن هبه الحسيني، أمير المدينة المشرّفة. ¬

= الفتح وأبا الليث. اختلفوا في تاريخ وفاته ومكان وفاته، فقيل توفي بدمشق في سنة 483، وقيل توفي بنيسابور في ذي القعدة سنة 486 هـ‍، وقيل توفي بصور، وقيل بطرابلس الشام في سنة 471 هـ‍ انظر عنه في: تكملة الإكمال لابن نقطة 1/ 504 رقم 882، والأنساب 3/ 88 - 90، والمنتظم 9/ 79، 80 رقم 121 (طبعة بيروت 17/ 9 / 3643)، والمنتخب من السياق 446، 467 رقم 1590، والمختصر الأول للسياق (مخطوط) ورقة 92 أ، وتاريخ مدينة دمشق (مخطوطة التيمورية) 24 / ورقة 67 و 44 / ورقة 445، وتاريخ مدينة دمشق (المطبوع) 62/ 30 - 32 رقم 7857، وجذوة المقتبس 356، والصلة لابن بشكوال 2/ 637 - 639 رقم 1399، وبغية الملتمس للضبّي 476 رقم 1393، ومعجم البلدان 2/ 50، وجامع الأصول لابن الأثير 1/ 59، واللباب، له 1/ 225، والكامل في التاريخ، له (بتحقيقنا) 8/ 375، وفيات 486 هـ‍، والتقييد لابن نقطة 465 رقم 624، ومختصر تاريخ دمشق 26/ 132 رقم 88، والعبر 3/ 314، وتذكرة الحفاظ 3/ 1200، وسير أعلام النبلاء 19/ 91 رقم 50، وتاريخ الإسلام (بتحقيقنا) حوادث ووفيات 481 - 490 هـ‍. ص 192 - 195 رقم 207، والمشتبه في الرجال 1/ 58، ومرآة الجنان 3/ 142، والوافي بالوفيات 27/ 59 رقم 19، وطبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي 3/ 391، وتبصير المنتبه 1/ 210، والمقفى الكبير 5/ 96 و 115، والإشارة إلى وفيات الأعيان 246، وشذرات الذهب 3/ 373، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 1 / ج 5/ 128 - 131 رقم 1746، والحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى (تأليفنا) 346 - 348. (¬1) كتاب «الهداية» في فروع الفقه، لبرهان الدين علي بن أبي بكر بن عبد الجليل، برهان الدين المرغيناني، توفي سنة 593 هـ‍. انظر عنه في: سير أعلام النبلاء 21/ 232 رقم 118، وتاريخ الإسلام (بتحقيقنا) حوادث ووفيات 591 - 600 هـ‍. ص 137 رقم 140، والجواهر المضية 2/ 627 - 629 رقم 1030، وطبقات الفقهاء لطاش كبري زاده 101، ومفتاح السعادة 2/ 263، 264، وكتائب أعلام الأخيار، رقم 425، والطبقات السنية، رقم 1457، وكشف الظنون 1/ 227 و 228 و 352 و 569 و 2/ 1250 و 1251 و 1622 و 1660 و 1830 و 1852 و 1953 و 2032، والفوائد البهية 141 - 144، وإيضاح المكنون 2/ 570، وهدية العارفين 1/ 702، والأعلام 5/ 73، ومعجم المؤلفين 7/ 45، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 5/ 76، 77، وفهرس المخطوطات الإسلامية في قبرص 137، 138 رقم 191، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 759 رقم 1444، وتاريخ الأدب العربي 1/ 377، وذيله 1/ 644. (¬2) في الأصل: «سمرقندي في». (¬3) انظر عن (زهير بن سليمان) في: الضوء اللامع 3/ 239 رقم 895 وفيه: مات في صفر سنة ثلاث وسبعين، والروض الباسم 4 / ورقة 253 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 46.

وفاة عبد الرحيم

وكان وليها / 224 ب / بعد ضيغم، وآل أمره أن قتل بها. * * * [وفاة عبد الرحيم] [2856]- وفيها مات عبد الرحيم (¬1) [بن أحمد بن محمد بن محمد بن البارزي، الجهني، الشافعي، الحمويّ الأصل، المصريّ] (¬2). [وفاة بيبرس من ططخ] [2857]- ومن الأتراك: بيبرس من ططخ (¬3) الأشرفي، أحد مقدّمي (¬4) الألوف بدمشق (¬5). وكان ذا وجاهة وأدب وحشمة وشجاعة وفروسية. [وفاة جانبك الحسني] [2858]- وجانبك الحسني (¬6) الأشرفي أحد العشرات، وروس (¬7) النوب. وكان شابا، حشما، أدوبا، له ذكر وشهرة في مماليك الأشرف إينال. ¬

(¬1) هكذا ورد اسمه هنا دون ترجمة، وكتب بعدها: «وفيها». وكذلك كتب في الروض الباسم 4 / ورقة 253 ب، وبيّض لترجمته. (¬2) ما بين الحاصرتين أضفناه من: إنباء الهصر 170 - 172 رقم 7، والضوء اللامع 4/ 168 رقم 443، ووجيز الكلام 2/ 816، 817 رقم 1878. (¬3) انظر (بيبرس من ططخ) في: الروض الباسم 4 / ورقة 252 أ، وبدائع الزهور 3/ 46، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬4) الصواب: «أحد مقدّمي». (¬5) وفي الروض: المعروف بالطويل، كان من مماليك الأشرف برسباي، وممن صيّر خاصكيا في دولته، ثم نكب بعد موته وقبض عليه ونفي حين سلطنة الظاهر جقمق، ولم يزل منفيا إلى سلطنة الأشرف إينال فاستقدمه إلى القاهرة وأمّره عشرة وصيّره من جملة روس النوب، واختص به وقرّ به وأدناه، وصار له ذكر في دولته وشهرة. وقصد لأمور فأنهاها عند السلطان، ودام كذلك إلى سلطنة الظاهر خشقدم فصيّره أمير اخورا ثالثا عوضا عن برد بك هجين، ثم قبض عليه مع الأشرفية بالقصر، وسجن بثغر الإسكندرية مع خشداشه، ثم أخرج إلى القدس فدام بها بطّالا حتى تسلطن الأشرف قايتباي، فصيّره من مقدّمين (كذا) الألوف بدمشق على التقدمة التي كانت بيد الوالد قبل ذلك بمدّة لما أن كان بدمشق، ولم يزل على هذه التقدمة حتى بغته الأجل وتوفي بدمشق في هذه السنة فيما يغلب على الظن، وكان ذا سمت حسن وتؤدة، وله وجاهة وأدب وحشمة، وعنده شجاعة وفروسية، إلا أنه كان مسرفا على نفسه. (¬6) انظر عن (جانبك الحسني) في: الروض الباسم 4 / ورقة 252 أ، ب، وبدائع الزهور 3/ 46، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬7) كذا.

وفاة خشكلدي الخليلي

[وفاة خشكلدي الخليلي] [2859]- وخشكلدي الخليلي (¬1)، الرومي، الخاصكيّ. وهو في الشيخوخية. وكان أدوبا، حشما، (خيّرا) (¬2)، ديّنا، عاقلا، سيوسا، غير خال من فضيلة، وكان من مماليك خليل باشا وزير ابن عثمان، وله ذكر ببلاده وشهرة. وقد أتى هذه البلاد بعد قتل أستاذه، ومحن جرت عليه (¬3). [وفاة دولات باي الأشرفي] [2860]- ودولات باي الأشرفي (¬4) إينال، أحد العشرات. وكان عاد من التجريدة، فأدركه أجله بغرّة ليلة في شعبان (¬5). ¬

(¬1) انظر عن (خشكلدي الخليلي) في: الروض الباسم 4 / ورقة 252 ب، 253 أ، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع، ولا ابن إياس في بدائع الزهور. (¬2) مكرّرة في الأصل. (¬3) في الروض: كان يعرف بأجا. واسمه عند خليل باشا: يعقوب، فلما جرت على أستاذه المحن التي آلت به إلى القتل عاما مرّ قدم خشكلدي هذا إلى هذه البلاد وغيّر اسمه من يعقوب إلى ما كتبناه، وكان خصيصا جدا عند أستاذه خليل باشا وأجا لداره، ومعنى الأجا عندهم: مدبّر الدار أو صاحب الرأي فيها. (¬4) انظر عن (دولات باي الأشرفي) في: الضوء اللامع 3/ 219 رقم 825، والروض الباسم 4 / ورقة 253 أ، وبدائع الزهور 3/ 46. (¬5) في الروض: ولا عرفت شيئا من حاله لأذكره عنه غير ما قد قلته. ويقال إنه كان لا بأس به.

سنة خمس وسبعين وثمانماية

سنة خمس وسبعين وثمانماية [محرم] [غلاء الأسعار] في محرم منها كانت الأسعار مغلية (¬1) في جميع أصناف المأكولات والحبوب كلّها، وكان الإوزّ والدجاج كالذي عدم بالقاهرة وهو قليل الوجود جدا لا يوجد إلا نادرا غاليا، والخبز كل رغيف أقلّ من نصف رطل وهو بدرهم، وخبز الشعير ظاهر بأيدي الناس، وصاروا يعدّون ذلك من النوادر، ولم يعلموا بما يأتي بعد هذا مما هو أندر منه وأغرب وأعجب كما سيجيء في سنيّ ما بعد التسعين من ظهور خبز الذرّة والدخن وغيرهما (¬2). [خلاف العلماء على ابن الفارض] وفيه في أوائله كثرت القالة بين الناس من علماء وغيرهم في أمر الشيخ الوليّ، العارف، سيدي عمر بن الفارض (¬3)، نفع الله تعالى به وافترقوا فيه على فرقتين، / 223 أ / ¬

(¬1) الصواب: «غالية». (¬2) خبر الغلاء في: إنباء الهصر 187، 188، وبدائع الزهور 3/ 47. (¬3) هو سلطان العاشقين، أبو حفص، عمر بن علي بن مرشد بن علي، شرف الدين، الحموي الأصل، المصريّ المولد والدار، المعروف بابن الفارض. له ديوان شعر مشهور. ولد في سنة 576 وتوفي سنة 632 هـ‍. انظر عنه في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 388، 389 رقم 2586، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 270، ووفيات الأعيان 3/ 454 - 456، وإنسان العيون لابن أبي عذيبة، ورقة 320، والمغرب في حلى المغرب 305، 306، ونهاية الأرب 29/ 210، 211، والمختصر في أخبار البشر 3/ 157 وفيه: «القاسم بن عمر»، وتابعه ابن الوردي في تاريخه 2/ 161 وهو غلط، والإعلام بوفيات الأعلام 261، والإشارة إلى وفيات الأعيان 334، والعبر 5/ 129، وميزان الاعتدال 2/ 266، وسير أعلام النبلاء 22/ 368، 369 رقم 232، وتاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 631 - 640 هـ‍) ص 109 - 111 رقم 111، ومرآة الجنان 4/ 75 - 79، ونثر الجمان للفيومي 2 / ورقة 68 - 70، والبداية والنهاية 13/ 143 والعسجد المسبوك 2/ 469، ولسان الميزان 4/ 317، والنجوم الزاهرة 6/ 288 - 290، وحسن المحاضرة 1/ 246، ومفتاح السعادة 1/ 247، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 266، 267، وتاريخ ابن سباط 1/ 308، وشذرات الذهب 5/ 149، وروضات الجنات 505، وكشف الظنون 265 و 267 =

تعصّبت كل فرقة على الأخرى، وكان رأس أحد (¬1) الفرقتين قاضي (القضاة) (¬2) المحبّ بن الشحنة وتبعه على ما هو عليه البرهان البقاعي، وعبد البر بن الشحنة، وتبعهم شرذمة من طلبة العلم والمتعصّبين، وهم يقولون بتفسيق ابن (¬3) الفارض أو تكفيره. ورأس الفرقة الأخرى: البدر بن الغرس ومعه على ما هو عليه النجم يحيى بن حجّي، وغيره، وجماعة كثيرة من الطلبة والناس، ومعهم الأتراك من الأمراء قائلون بولايته وتصوّفه ومعرفته التامة وسلوكه. وكانت هذه الفتنة قد ابتدأت في حدود السنة الخالية وفشت في هذه الأيام، وكتبت الفتاوى في أمر الفارض، وفي كلماته التي ظاهرها الخروج عن كثير من قواعد الشرع على ما زعم الطائفة المتعصّبة عليه. وأفتى شيخنا العلاّمة الكافيجي، رحمه الله تعالى، وجماعة من علماء مصر بما مال إليه البدر بن الغرس، وكان كلام شيخنا في ذلك من أحسن كلام وأقربه إلى الإنصاف وأجلّه وأحشمه، ووقع في ذلك خبط كبير، وخلط كثير، وقال وقيل، وتنافس الطلبة، بل وتعادوا فيما بينهم، بل والعلماء والأكابر، ونظم الشعراء في ذلك، وصنّفت التصانيف. ووقع بين البقاعيّ وبين التاج بن شرف في ذلك. وإليه أشار صاحبنا الشهاب المنصوري من جملة قصيدة. بين البقاعيّ وبين التاج بن (¬4) ... شرف ما بين معترك الأحداق والمهج ثم زاد الأمر وعظم فيه الحال حتى استفيض بأن سيعقد في ذلك مجلس، وهذا بعد تعصّب الكثير (¬5) من الأمراء الأتراك وغير الأمراء مع الطائفتين، لكن الأرجح والأكثر طائفة البدر بن الغرس. / 223 ب / ثم زاد الأمر حتى أيقن البقاعي شرور بما جزم بأنه يقتل في هذه الحادثة بتعصّب الترك عليه. بل ربما همّ بأن يبعث إلى السيّاف بالوصيّة به والترفق حين يضرب عنقه، ولو فعل به ذلك لكان أهون عليه مما قاساه وعاناه بعد ذلك من المشاق وترك الوطن، حتى صار الناس يصرّحون بأنّ ذلك كله من بركة ابن الفارض وكراماته. ¬

= و 735 و 767 و 1338 و 1349، وإيضاح المكنون 1/ 118، وفهرست الخديوية 4/ 234، 235، ومخطوطات الموصل 133 و 207، والأعلام 5/ 216، 217، ومعجم المؤلفين 7/ 301، 302، وديوانه (طبعة بيروت 1308 هـ‍) و (طبعة القاهرة 1353 هـ‍). وفهرس المخطوطات الإسلامية في قبرس 420 رقم 769، وديوان الإسلام 3/ 434، 435 رقم 1631. (¬1) الصواب: «إحدى». (¬2) تكرّرت في المخطوط. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) في البدائع: «من». (¬5) في المخطوط: تعصب كثر الكثير، وشطب على كثر.

النفقة على الجند للتجريدة إلى شاه سوار

وكذا ما جرى على المحبّ ابن الشحنة من عزله ذلك العزل الشنيع (¬1) وعلى أن إمام الكاملية من السقطة والخروج وهو مريض إلى الحج حتى مات من طريقه، وصار له غرض عند الطائفة المتعصّبة يذكر هذه الوقائع ويجعلها كالحجة له، وهم يجعلون ذلك كالحجّة على أولئك، ويجيبون عن كل لا يحملونه على الصواب. وجرت أمور لو بسطنا الكلام على جلّها لطال المجال واتسع المقال. وكان من جملة الذائدين عن ابن الفارض الزين زكريا (¬2) قاضي قضاة (العصر) (¬3) الآن. وقد حدّث بحكاية غريبة سمعها من لفظ من نسبت إليه، ذكرناها في تاريخنا «الروض الباسم» (¬4)، وهي مطوّلة. وصنّف بعض في الردّ على البقاعي كتابا سمّاه: «درياق الأفاعي في الردّ على البقاعي» (¬5)، وصنّف جماعة أشياء، ووقعت مشاحنات وضغائن ومحاورات بين الناس مما يطول شرحه. ولله الأمر (¬6). [النفقة على الجند للتجريدة إلى شاه سوار] وفيه عيّن إينال الأشقر رأس نوبة النوب ومعه عدّة من الطبلخاناة والعشرات وجملة وافرة من الجند للخروج إلى قتال شاه سوار، ثم أسرع السلطان في إعطاء النفقة لهم، وحملت نفقات الأمراء، فبعث لإينال الأشقر باثني عشر ألف دينار، وهي من النوادر (¬7). ¬

(¬1) في المخطوط: ذلك العزل لا أشنيع. (¬2) هو زين الدين زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري، الشافعي. توفي سنة 927 هـ‍. انظر عنه في: نظم العقيان 113 رقم 81، وحوادث الزمان (بتحقيقنا) 3/ 30 - 33 رقم 881، وتاريخ النور السافر 11 - 116 وفيه توفي سنة 925 هـ‍، والبدر الطالع 2/ 252، 253، وشذرات الذهب 8/ 134 - 136، وكشف الظنون: 41 و 47 و 92 و 152 و 156 و 188 و 208 و 372 و 558 و 595 و 626 و 627 و 868 و 882 و 919 و 1021 و 1030 و 1035 و 1117 و 1136 و 1232 و 1236 و 1265 و 1266 و 1272 و 1325 و 1336 و 1337 و 1346 و 1497 و 1542 و 1559 و 1570 و 1571 و 1636 و 1799 و 1874 و 1875 و 1880، وإيضاح المكنون 1/ 101 و 255 و 261 و 436 و 475 و 2/ 144 و 167 و 177 و 195 و 542، ودرّ الحبب 1/ 52، والطبقات الكبرى للشعراني 452 - 455 رقم 5، وهدية العارفين 1/ 374، وفهرس الفهارس 1/ 343 - 345، وبدائع الزهور 5/ 370 - 372، وفهرست الخديوية 3/ 192 و 202، 203، والأعلام 3/ 80، ومعجم المؤلفين 4/ 182، والمجدّدون في الإسلام للصعيدي 341 - 343، وديوان الإسلام 2/ 366، 367 رقم 1039، والكواكب السائرة 1/ 196، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 450 رقم 839، وتاريخ الأدب العربي 2/ 99، 100، وذيله 2/ 117، 118. (¬3) عن الهامش. (¬4) لم يذكر في الروض شيئا عن حكاية ابن الفارض، فالكتاب انتهى بحوادث ووفيات سنة 874 هـ‍. (¬5) لم أقف على اسم مؤلّفه. (¬6) خبر خلاف العلماء في: بدائع الزهور 3/ 47 - 50، وإنباء الهصر 186 وليس فيه سوى مجرّد إشارة. (¬7) خبر النفقة في: إنباء الهصر 192.

تصدق السلطان

ثم وقع بعد ذلك ما هو أندر منها في قضية النفقات على ما سيأتي بعد التسعين إن شاء الله تعالى. [تصدّق السلطان] / 224 أ / وفيه تصدّق السلطان بجملة من المال على جماعة (¬1). [توسيط قاتل] وفيه وسّط إنسان من الخشقدمية يقال له يونس قتل إنسانا عمدا بسهم رماه به (¬2). [انهزام ابن رمضان التركماني] وفيه أشيع بأنّ شاه سوار التقى مع ابن رمضان التركماني وتقاتلا، فانهزم ابن رمضان إلى قلعة إياس وسوار في أثره (¬3). [النجدة على عربان لبيد] وفيه بعث يشبك جن من البحيرة يطلب نجدة على عربان لبيد، فخرج الأتابك أزبك نجدة له ومعه عدّة من الأمراء والجند (¬4). [المولود العجيب] وفيه في هذه الأيام وقعت نادرة غريبة وهي أن امرأة ولدت مولودا في الشهر السادس وهو جسد برأس ولا يدين ولا رجلين (¬5) له، فسبحان الصانع ما شاء كما يشاء (¬6). [وفاة برد بك البجمقدار] [2861]- وفيه مات برد بك البجمقدار (¬7) الفارسي، الظاهريّ، نائب الشام، ويعرف بطاز، وبالأقرع أيضا. ¬

(¬1) خبر التصدّق في: إنباء الهصر 192. (¬2) خبر توسيط القاتل في: إنباء الهصر 193، ووجيز الكلام 820. (¬3) خبر الانهزام في: بدائع الزهور 3/ 51. (¬4) خبر النجدة في: إنباء الهصر 192، وبدائع الزهور 3/ 51. (¬5) الصواب: «ولا يدان ولا رجلان». (¬6) خبر المولد العجيب في: بدائع الزهور 3/ 51، وإنباء الهصر 196. (¬7) انظر عن (برد بك البجمقدار) في: الضوء اللامع 3/ 6 رقم 24، ووجيز الكلام 2/ 829 رقم 1906، وإنباء الهصر 197، 198 وبدائع الزهور 3/ 51 وإعلام الورى 68 رقم 66.

وصول الحاج

وهو كهل، وكان ذا شهامة ووجاهة وشجاعة مع تعاظم وحروب وشمم زائد، ترقّى في الخدم وتأمّر عشرة في دولة أستاذه الظاهر جقمق، ثم طبلخاناة بعده، ثم ولّي الرأس النوبة الثانية، ثم قدم وحج أميرا على المحمل غير ما مرة، ثم ولّي الحجوبية الكبرى، ثم نيابة حلب، ثم نيابة الشام، ثم قبض عليه، وحمل إلى القدس بطالا، ثم أعيد إلى نيابة حلب، ثم إلى نيابة الشام. [وصول الحاج] وفيه وصل الحاج جملة واحدة الأول والمحمل، وكان قد حصل عليهم ضرر بهبوب ريح السموم عليهم بطريقهم إلى المدينة المشرّفة. فمات من ذلك جملة من الرجال والجمال، وكان يشبك الدوادار قد جهّز عدّة من الجمال بشقادف وقمصان وبغال لملاقاة الحاج، وحصل بذلك نفع كثير للمنقطعين، وكثر في هذا الشهر صدقات يشبك الدوادار هذا على الناس، وصنع بالجامع الأزهر من البرّ ما يذكر به إلى الآن (¬1). [وفاة أبي بكر بن علي] [2862]- وفيه مات أبو بكر بن (علي) (¬2) بن دوادار (¬3) برد بك البجمقدار. / 224 ب / وكان قد وجه جدا وأثرى، وصار له ذكر وشهرة طائلة، فيقال إنه سمّ برد بك فأخذه الله تعالى قبله. وكان حسن السفارة، لا بأس به في أشياء. [ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان ونزل إلى بولاق في نفر يسير ثم ركب البحر منها إلى طرا (¬4). [وصول قاصد حسن الطويل] وفيه وصل قاصد حسن الطويل ملك العراقين بمكاتبة يذكر فيها التودّد، وأنه (¬5) قتل جماعة من أولاد تمرلنك وملك بلادهم. وكان ذلك شيطنة منه، وإخافة لهذه المملكة على ما هو ظاهر (¬6). ¬

(¬1) خبر وصول الحاج في: إنباء الهصر 196 و 300 - 302 رقم 4، وبدائع الزهور 3/ 51، ووجيز الكلام 2/ 820. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) انظر عن (ابن دوادار) في: إنباء الهصر 198، وبدائع الزهور 3/ 52. (¬4) خبر ركوب السلطان في: إنباء الهصر 197. (¬5) في المخطوط: «وافد». (¬6) خبر وصول القاصد في: إنباء الهصر 198، 199، وبدائع الزهور 3/ 52.

فتح عدة بلاد للفرنج

[فتح عدة بلاد للفرنج] وفيه وصل الخبر من السلطان محمد بن عثمان ملك الروم أنه افتتح عدّة من بلاد الفرنج البنادقة (¬1). [خروج العسكر لقتال شاه سوار] وفيه خرج العسكر المعيّن لقتال شاه سوار وباشهم إينال الأشقر، وخرج من غير أمير كبير ولا برك عظيم مع ما أمر به السلطان ويشبك الدوادار وغيرهما وخرج كالغضبان على السلطان، فإنه لما وصل سيف برد بك نائب الشام طمع في ولاية نيابتها بل وسعى في ذلك، فلم يجب (¬2). [صفر] [وفاة برد بك المشطوب] [2863]- وفي صفر مات برد بك المشطوب (¬3) اليشبكيّ، أحد الطبلخاناة، والرأس نوبة الثاني. وكان خيّرا، (ديّنا) (¬4) بشوشا، ساكنا، كثير التواضع في بني جنسه، أظنّه بلغ السبعين. وهو من مماليك يشبك نائب حلب، وتوفّي بعده. ¬

(¬1) خبر الفتح في: بدائع الزهور 3/ 52، وإنباء الهصر 199 وفيه: أنه ملك أعظم بلاد الفرنج التي هي البندقية! ولم يتنبّه المحقّق د. حسن حبشي إلى هذا الخطأ، فالصواب: «بلاد الفرنج البنادقة»، إذ لم يعرف أن العثمانيين فتحوا البندقية في إيطاليا. (¬2) خبر خروج العسكر في: إنباء الهصر 199، وبدائع الزهور 3/ 52. وذكر ابن الصيرفي أن السبب في سفر إينال الأشقر: أن قرقماس الظاهري جقمق الفارس البطل الشجاع الذي جاهد بقبرص وأقام بها مدة سنين وقتل من إخوته بها من المماليك السلطانية نحو المائتي نفر وسلّمه الله تعالى وخلّص، وكل ذلك في دولة الأشرف إينال - هو الآن نائب ملطية وبيّض وجهه عند السلطان في وقائع شاه سوار، وقبض على إخوته ونهب ما معهم أرسل إليه يهدّده ويقول له إنه يهدم ملطية ويفعل به كذا وكذا، فأرسل لنائب حلب يخبره بذلك ويطلبه إليه، فامتنع إلا بإذن السلطان، فقام بعض الأمراء من حلب لما سمعوا بذلك وكلّموا نائب حلب في التوجّه له، فلما بلغ السلطان ذلك غضب من النائب المذكور وأمره بالتوجّه إليه هو ومن عنده من الأمراء، وهذا كان أمير عشرة فصيّره نائب الإسكندرية ثم نقله إلى نيابة طرابلس ثم إلى نيابة حلب فتوجّهوا إليه، ثم أرسلوا يسألون السلطان في «باش» يكون عليهم من مصر، فبرز إينال الأشقر وسأل في ذلك. (¬3) انظر عن (برد بك المشطوب) في: بدائع الزهور 3/ 52، وإنباء الهصر 201، 202 و 302، 303 رقم 5. (¬4) تكرّرت في المخطوط.

إضافة قاصد حسن الطويل

[إضافة قاصد حسن الطويل] وفيه أضاف السلطان قاصد حسن الطويل، ثم أضافه يشبك الدوادار بضيافة حافلة (¬1). [تكرار ركبات السلطان] وفيه تكرّرت ركبات السلطان ونزوله إلى طرا وغيرها عدّة مرار (¬2). [كسر النيل] وفيه في ثاني عشرين مسرى كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل إلى ذلك الأتابك جانبك قلقسيز وهو على إمرة سلاح، فخلّق المقياس، ثم فتح الخليج بين يديه، وكان له يوما حفلا (¬3). [نيابة الشام] وفيه استقرّ برقوق الناصري، الظاهري، أحد مقدّمي الألوف في نيابة الشام دفعة واحدة، وعدّ ذلك من نوادره (¬4). [نظارة الخاص] وفيه ظهر التاج ابن المقسي فعيّن كنظر الخاص، / 225 أ / وصرف الزين بن الكويز ووكّل به، ثم خلع على التاج المذكور باستقراره فيها بعناية يشبك الدوادار، ونزل في موكب حافل حوالى داره ومعه يشبك المذكور والمحبّ بن الشحنة قاضي القضاة (¬5). [ربيع الأول] [ركوب السلطان] وفي ربيع الأول في مستهلّه ركب السلطان ونزل إلى جهة طرا، وصعد قضاة القضاة ومن له عادة (¬6) بالتهنئة بالشهر فما وجدوه، وأعلم نقيب الجيش على لسان السلطان بأنهم يصعدوا إليه وقت العصر (¬7). ¬

(¬1) خبر الإضافة في: إنباء الهصر 202. (¬2) خبر ركبات السلطان في: إنباء الهصر 202. (¬3) خبر النيل في: إنباء الهصر 202 و 205، وبدائع الزهور 3/ 52، ووجيز الكلام 2/ 821. (¬4) خبر نيابة الشام في: بدائع الزهور 3/ 52، وإنباء الهصر 208، وإعلام الورى 68. (¬5) خبر نظارة الخاص في: بدائع الزهور 3/ 52، 53، وإنباء الهصر 208، 209، ووجيز الكلام 2/ 821. (¬6) في الأصل: «اعاده». (¬7) خبر ركوب السلطان في: بدائع الزهور 3/ 53.

تجهز خير بك للسفر إلى الحجاز

[تجهّز خير بك للسفر إلى الحجاز] وفيه وصل إلى القاهرة خير بك سلطان ليلة، ونزل بدار زوجته فاطمة ابنة الجمال ابن كاتب جكم، وأخذ في تجهّز نفسه للخروج إلى مكة المشرّفة. وكان قدومه إلى القاهرة بشفاعة يشبك الجماليّ (¬1). [قراءة المولد النبوي] وفيه عمل المولد النبويّ بالقلعة على العادة وحضره برقوق نائب الشام في أبّهة وجلس رأس الميمنة (¬2). [ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان ونزل إلى جهة المطرية، فنزل بخام نصب له به هناك، وأقام في التنزّه هناك أياما، وبلغت النفقة على الأسمطة هناك وما يلائمها ألف دينار (¬3). [الخلعة على قاصد حسن الطويل] وفيه خلع على قاصد حسن الطويل وأذن له في السفر، وجهّزت إليه هدية (¬4). [وفاة تنبك المعلّم] [2864]- وفيه مات تنبك المعلّم (¬5) المحمدي، الأشرفيّ بالقدس بطالا. وكان غير مشكور، مع معرفته بالرمح وفنونه. [بدء السلطان بعمارة مدرسته] وفيه ابتدأ السلطان بعمارة مدرسة بالصحراء بعد كمال الحوض وما يليه، ثم انتهت هذه التربة في سنة تسع وسبعين كما سيأتي (¬6). [ربيع الآخر] [التداول بشأن محراب جامع ابن طولون] وفي ربيع الآخر لما صعد القضاة للتهنئة بالشهر هم والمشايخ، وأرادوا الإنصراف ¬

(¬1) خبر تجهّز خير بك في: إنباء الهصر 211، 212، وبدائع الزهور 3/ 53. (¬2) خبر قراءة المولد في: إنباء الهصر 213، وبدائع الزهور 3/ 53. (¬3) خبر ركوب السلطان في: بدائع الزهور 3/ 53، وإنباء الهصر 213. (¬4) خبر الخلعة في: بدائع الزهور 3/ 53. (¬5) انظر عن (تنبك المعلّم) في: بدائع الزهور 3/ 53، وإنباء الهصر 215، 303 رقم 6. (¬6) خبر عمارة المدرسة لم أجده في المصادرة.

تجهيز العسكر لقصد حسن الطويل

أخذ السلطان في الكلام مع الزين بن مزهر كاتب (السرّ) (¬1) في أمر محراب جامع الأمير أبي العباس أحمد بن طولون، وأن أهل الميقات ومن له خبرة باستخراج القبلة، أجمعوا على أنه كثير الانحراف عنها إلى جهة الجنوب، فأجاب / 225 ب / كاتب السرّ بأنّ الناظر على هذا الجامع هو قاضي القضاة الشافعية، وأنه قد علم ذلك، وأنّ في قصده أن يغيّر المحراب، ويصحّح غيره إلى جهة القبلة منحرفا بالجامع فإنه لا يمكن تغيير الجامع. وانفضّ المجلس على هذا ولم يقع شيئا (¬2) مما قيل إلى يومنا هذا (¬3). [تجهيز العسكر لقصد حسن الطويل] وفيه ورد الخبر من جهة البلاد الحلبية بأنّ حسن الطويل في قصد أخذ حلب، وأنه أظهر العداوة للمصريين، ولما بلغ هذا السلطان تأثّر له، وأظهر الاهتمام الزائد في تجهّز عسكر كثيف وأنه هو يخرج بنفسه (¬4). [إبطال مكوس] وفيه عقد مجلس بالقلعة بين يدي السلطان حضره القضاة الأربع (¬5) وغيرهم (لقضية ما) (¬6) وبين ما هم (¬7) في أثناء ذلك أخذ السلطان يتكلّم معهم بأنه أبطل عدّة مكوس منها مكس قطيا والخشب والأطرون بالبحيرة، وأمر المنادي بأن ينادي ذلك بين يديه بالقلعة، وحمد على ذلك (¬8). [جمع العشران بنابلس] وفيه خلع على الشرف الأنصاري وعلى دولات باي الخازندار، وعيّنا للخروج إلى جهة البلاد الشامية. لجمع العشران بنابلس وغيرها (¬9). [إمرة الحاج] وفيه قرّر في إمرة الحاج بالمحمل يشبك الجمالي، وفي إمرة الأول أقبردي ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) الصواب: «ولم يقع شيء». (¬3) خبر المحراب في: إنباء الهصر 216، 217، وبدائع الزهور 3/ 53. (¬4) خبر تجهيز العسكر في: بدائع الزهور 3/ 53، 54، وإنباء الهصر 219. (¬5) الصواب: «الأربعة». (¬6) كتبت فوق الهامش. (¬7) هكذا في المخطوط. (¬8) خبر المكوس في: بدائع الزهور 3/ 54، وإنباء الهصر 220. (¬9) خبر جمع العشران في: إنباء الهصر 221، وبدائع الزهور 3/ 54، ووجيز الكلام 2/ 823.

تقرير الزردكاشية الكبرى

الأشرفي على عادتهما في العام الماضي (¬1). [تقرير الزردكاشية الكبرى] وقرّر في الزردكاشية الكبرى جانم السيفي تمرباي، عوضا عن فارس المنوفيّ بدمشق (¬2). [جمادى الأول] [عزل نائب حماه] وفي جماد الأول صرّح السلطان بعزل بلاط اليشبكي عن نيابة حماه، وكان قد بعث يستعفي من خروجه إلى التجريدة لعذر منه، فلم يقبل منه (¬3). [تعيين أمراء للخروج إلى شاه سوار] وفيه كان تعيين يشبك الدوادار للخروج إلى قتال شاه سوار، وعيّن معه من مقدّمين (¬4) الألوف قانصوه الخسيف، وتمراز الشمسي، وخير بك من حديد، وتمر الحاجب، وأزدمر الطويل، ومن الطبلخاناة والعشرات / 226 أ / عدّة وافرة (¬5)، وعرّفهم بأن يجهّزوا أنفسهم سريعا، وأن السفر يكون به تربيع خيولهم (¬6). [وفاة نائب حماه] [2865]- وفيه مات خير بك القصرويّ (¬7) نائب حماه قبل أن يحكم بها. وكان إنسانا حسنا ساكنا، تنقّل في الخدم من إمرة عشرة إلى نيابة القلعة، ثم نيابة غزّة، ثم صفد، ثم تقدمة ألف بدمشق، ثم أتابكية طرابلس، ثم قرّر بعد صرف بلاط في نيابة حماه، وجاءته البشارة بذلك، فلم يعش بعدها. ¬

(¬1) خبر الحاج في: إنباء الهصر 221، وبدائع الزهور 3/ 54. (¬2) خبر الزردكاشية في: إنباء الهصر 221، وبدائع الزهور 3/ 54. (¬3) خبر العزل في: بدائع الزهور 3/ 54، وإنباء الهصر 226. (¬4) الصواب: «من مقدّمي». (¬5) في الأصل: «وافراه». (¬6) خبر تعيين الأمراء في: بدائع الزهور 3/ 54، وإنباء الهصر 225. (¬7) انظر عن (خير بك القصروي) في: الضوء اللامع 3/ 209 رقم 783 ولم يؤرّخ لوفاته، وبدائع الزهور 3/ 54، وإنباء الهصر 234 وفيه: ووصل الخبر من حماة أن القاصد الذي توجّه من عند مولانا السلطان - نصره الله - ليولّي خير بك القصروي (وقع في الطباعة: القصر وهي) نائب حماة نقلا من صفد وجده باللاذقية فقرأ عليه المرسوم وهو يتعاطى السكر فشرق فمات، فقلت: حَتّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ [سورة الأنعام - الآية: 44] وانظر أيضا 304، 305 رقم 8.

وفاة قاضي حلب

[وفاة قاضي حلب] [2866]- وفيه مات السيد الشريف، قاضي حلب، التاج عبد الوهاب بن عمر (¬1) بن حسن بن علي بن حمزة بن محمد بن ناصر الهاشمي، العلوي، الحسيني، الحلبي، الدمشقي، الشافعيّ. وكان فاضلا وجيها، صالحا، خيّرا، ديّنا. سمع على الحافظ ابن (¬2) حجر، وغيره. وولي قضاء حلب واستعفى منها (¬3). [وفاة ناصر الدين القبيباتي] [2867]- ومات العبد الصالح الشيخ ناصر الدين محمد بن بكتمر (¬4) القبيباتي (¬5) الحنفيّ، أحد صوفية الخانقاه الشيخونية. وكان من عبا [د] (¬6) الله الصالحين، فاضلا، خيّرا، ديّنا، مع الدين المتين، ومزيد (¬7) الوسواس في طهارته الكبرى والصغرى، وعندك بيانه والكثير من أحواله!. سمع على جماعة، منهم: الشمس الشطنوفيّ، وأعلى منه. ومولده سنة 788 (¬8). ¬

(¬1) انظر عن (عبد الوهاب بن عمر) في: بدائع الزهور 3/ 54، 55، والضوء اللامع 5/ 106 رقم 390 وفيه: «عبد الوهاب بن عمر بن الحسين بن محمد بن علي بن الحسن بن حمزة بن محمد بن ناصر بن علي بن الحسين بن إسماعيل بن الحسين»، ووجيز الكلام 2/ 825 رقم 1892، والمنجم في المعجم 150 رقم 91، وعنوان العنوان، رقم 387، وحوادث الزمان 1/ 196، 197 رقم 255، وتاريخ البصروي 51، وكشف الظنون 920 و 1875، وإيضاح المكنون 1/ 150، ومعجم المؤلفين 6/ 227. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) وقال السخاوي: ولد بعد سنة ثمانمائة. (¬4) انظر عن (محمد بن بكتمر) في: الضوء اللامع 7/ 154 رقم 382. (¬5) في الأصل: «القبيساوي»، والتصحيح عن الضوء. (¬6) في الأصل: «عبا». (¬7) في الأصل: «ويدند ومرند». (¬8) في الضوء: ولد تقريبا سنة تسعين وسبعمائة.

وفاة يشبك جن الإسحاقي

[وفاة يشبك جن الإسحاقي] [2868]- وفيه مات يشبك جن (¬1) الإسحاقي، الأشرفي، أحد مقدّمين (¬2) الألوف. وكان يعرف بالبهلوان. وكان ذا بشر وبشاشة، وشجاعة، وفروسية، وقوّة زائدة جدّا، يحكى عنه في ذلك النوادر الغريبة، ولكنه كان عسوفا، وعنده بخل (¬3). أظنّه أكمل (¬4) السبعين. [جمادى الآخر] [وفاة خير بك القصروي] [2869]- وفي جماد الآخر وصل الخبر بموت خير بك القصروي من غصّة فجأة (¬5). [وفاة سنقرقرق شبق] [2870]- وخبر موت سنقرقرق شبق (¬6) الأشرفي، الزردكاش، ثم أحد مقدّمي الألوف بدمشق. وأظنّه مات في الشهر الماضي. وكان شجاعا مقداما، عارفا بأنواع الفروسية والملاعيب رأسا في الرمح. [تقرير في المقدّمية] وفيه صيّر برسباي قرا المحمدي، الظاهري، / 226 أ / أحد الطبلخاناة والخازندار في جملة مقدّمي الألوف على تقدمة يشبك جن (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (يشبك جن) في: الضوء اللامع 10/ 275 رقم 1079، وإنباء الهصر 229، 230 و 314، 315 رقم 16، وبدائع الزهور 3/ 55. (¬2) الصواب: «أحد مقدّمي». (¬3) في الأصل: «وعرزه بخلل». (¬4) في الأصل: «اكملا». (¬5) تقدّم خبر وفاته قبل قليل. (¬6) انظر عن (سنقر قرق بشق) في: إنباء الهصر 234، 235، وبدائع الزهور 3/ 55. (¬7) خبر المقدّمية في: بدائع الزهور 3/ 55.

تقرير خازندارية

[تقرير خازندارية] وقرّر في الخازندارية عوضه قجماس الإسحاقي الظاهري الذي ولّي نيابة الشام فيما بعد ذلك (¬1). [ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان ومعه أمراؤه وخاصكيته ومقدّم المماليك وجماعة من جنده وسار إلى الخانكة، ثم إلى العكرشا، ثم ركب النجب وسار، ثم عاد بعد أيام وصعد إلى القلعة (¬2). [وفاة جكم بن يشبك] [2871]- وفيه مات جكم بن يشبك ططر الأشرفيّ الخازندار، أخو خوند، وخال العزيز. وربّما عرف بالأجرود، نائب صفد. وكان أدوبا، حشما، عاقلا، عارفا، شجاعا، مقداما، وكان له ذكر وشهرة في ذلك في دولة أستاذه الأشرف برسباي (¬3). [نيابة صفد] وفيه عيّن السلطان أرغون شاه الأشرفي نائب غزّة لنيابة صفد، ثم بطل ذلك [وأعيد] (¬4) إلى غزة كما سنذكره (¬5). [رجب] [قراءة البخاري] وفي رجب ابتديء بقراءة «البخاريّ» بالقلعة (¬6). ¬

(¬1) خبر خازندارية في: بدائع الزهور 3/ 55. (¬2) خبر ركوب السلطان في: بدائع الزهور 3/ 55، إنباء الهصر 236. (¬3) انظر عن (جكم بن يشبك) في: إنباء الهصر 237 و 304 رقم 7، وبدائع الزهور 3/ 55، ومملكة صفد 299 رقم 127، ونيابة غزة 309 رقم 107. (¬4) إضافة يقتضيها السياق. (¬5) خبر نيابة صفد في: إنباء الهصر 237، وجاء في كتاب: مملكة صفد في عهد المماليك لطه ثلجي الطراونة ص 299 رقم 127 أنه لم يتمكن من معرفة التاريخ الذي عزل به الأمير أرغون شاه. (¬6) خبر قراءة البخاري في: إنباء الهصر 240.

الإذن للمنصور بن جقمق بالسكنى في دمياط

[الإذن للمنصور بن جقمق بالسكنى في دمياط] وفيه خرج الإذن إلى المنصور عثمان بن الظاهر جقمق بأن يتوجّه إلى ثغر دمياط ويسكن به حيث شاء، ويركب إلى حيث شاء. وكان المنصور قد بعث يسأل السلطان في ذلك (¬1). [ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان ونزل إلى قناطر العشرة من الجيزية ومعه (أمراؤه) (¬2) وخواصه، وأقام هناك متنزّها سبعة أيام وعنده المنشدين والمطربين (¬3)، وتوجّه في أثناء ذلك ماشيا إلى الأهرام وصعده، وأضافه الصحصاح الكاشف في أثناء هذه الأيام ضيافة حفلة (¬4). [دخول السلطان الفيّوم] وفيه سار (السلطان من الجيزية إلى الفيّوم فدخلها وكان لدخوله يوما مشهودا) (¬5). [ثم] (¬6) عاد السلطان إلى القاهرة بعد أن غاب نحوا من عشرين يوما (¬7). [ضرب نائب حلب نائب قلعتها] وفيه وصل الخبر بأنّ قانصوه اليحياوي نائب حلب وقع بينه وبين نائب قلعتها كلمات حنق عليه منها، وكان بيده طبر فضربه به، وكاد أن تبلغه بالضربة (¬8). [تسعير الخبز والدقيق] وفيه نودي بتسعير الخبز والدقيق، فانحطّت الأسعار جدا، وأبيع الرطل الخبز بدرهم، والبطّة الدقيق بمائة، وأبيع الفدّان البرسيم بدينار (¬9). [نيابة الإسكندرية] [وفيه] (¬10) استقرّ قجماس الإسحاقي في نيابة الإسكندرية، عوضا عن يلباي ¬

(¬1) خبر الإذن للمنصور في: إنباء الهصر 240، 241. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) الصواب: «وعنده المنشدون والمطربون». (¬4) خبر ركوب السلطان في: إنباء الهصر 241، 242، وبدائع الزهور 3/ 55. (¬5) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬6) إضافة يقتضيها السياق. (¬7) خبر الفيّوم في: إنباء الهصر 242، وبدائع الزهور 3/ 55. (¬8) خبر الضرب في: إنباء الهصر 242، وبدائع الزهور 3/ 56. (¬9) خبر التسعير في: إنباء الهصر 243، وبدائع الزهور 3/ 55، 56. (¬10) في الأصل بياض.

استيلاء سوار على سيس

العلائي / 227 أ / الظاهري بحكم استقراره في نيابة صفد (¬1). [استيلاء سوار على سيس] وفيه ورد الخبر بأن شاه سوار استولى على سيس وقلعتها (¬2). [شعبان] [صرف شغيته عن نظر الدولة] وفي شعبان صرف (¬3) قاسم شغيته عن نظر الدولة وسلّم للزين بن مزهر موكّلا به بعد أن قصد يشبك الدوادار الفتك به لولا الزين المذكور (¬4). [عرض الجند] وفيه عرض السلطان الجند بعد المناداة قبل ذلك بعرضهم وكثرة الهرج والاضطراب بسبب (شاه) (¬5) سوار والإشاعة بأنه سيعيد إليه عسكرا كثيفا. وكتب السلطان من الجند في هذا النوع عدّة وافرة. وانتهى عرض خمس طباق. ثم عيّن من الأمراء عدّة، فأخذوا في الامتناع، فتغيّظ السلطان وغضب واحتدّ مزاجه، حتى أنه أمر بتبطيل العرض، (وقال: أنا أسافر بنفسي، ونحو ذلك من كلمات، حتى تلوفي به وسكن، فأعاد العرض) (¬6)، حتى انتهى. ثم أمر برسباي قرا أحد من عيّن بأن يخرج كالجاليش للعساكر، وعيّن معه عدّة من العشرات، وبعث إليه بأربعة آلاف دينار للنفقة (¬7). [إلزام جماعة بحمل مال للتجريدة] وفيه ألزم السلطان جماعة بحمل مال ذكر أنه يستعين به على التجريدة، فزاد قلق الناس بهذه الواسطة وكثر الهرج والمرج والاضطراب بالقاهرة والحركة للتجريدة. ثم بعد أيام أعاد السلطان إلى جماعة ما لا كان أخذه منهم، منهم: فارس الركني، ¬

(¬1) خبر نيابة الإسكندرية في: إنباء الهصر 243، وبدائع الزهور 3/ 56، ولم يذكر طه ثلجي الطراونة في مملكة صفد 299، نيابة يلباي العلائي لمدينة صفد، انظر فيه رقمي: 127 و 128. (¬2) خبر سيس في: بدائع الزهور 3/ 56. (¬3) هكذا قيّدها في المخطوط. (¬4) خبر صرف شغيته في: بدائع الزهور 3/ 56، وإنباء الهصر 243، 244. (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬7) خبر عرض الجند في: إنباء الهصر 244، 245، وبدائع الزهور 3/ 76.

انتهاء إجراء عين الماء إلى عرفات

أعاد إليه ألف (¬1) وخمسمئة دينار، وأحمد بن أسنبغا الطياري (¬2) أعاد إليه ألفا، وأحمد بن الطرابلسي دوادار ابن (¬3) العيني أعاد إليه ألفا، وفارس السيفي دولات باي كذلك، وجماعة أخر، وأخذ الناس يتعجّبون كون هذا المال دخل حوزة السلطان وقطع أصحابه (إياسهم) (¬4) عنه، ثم أعاده. ثم أشيع بأنّ ذلك لرؤيا رآها السلطان في منامه. والله أعلم (¬5). [انتهاء إجراء عين الماء إلى عرفات] وفيه، في هذه الأيام، ورد الخبر من مكة المشرّفة بأنّ العين التي تسبّب السلطان في إجرائها (¬6) إلى عرفات قد انتهت ووصل ماؤها إلى الجبل، ومليء منه بركتين عظيمتين (¬7) هناك، / 227 ب / وحصل بهما النفع العام. وكان لهذا الماء نحوا من مدّة تزيد على المائة عام وقد تعطّل من بعد حفر جوبان له حتى أعيد الآن (¬8). [رمضان] [توزيع الكسوة والنفقة على الجند] وفي رمضان نودي بصعود الجند لأخذ الكسوة، وأعطوا النفقة أيضا، وصار كل من تقدّم لأخذ كسوته أقبض النفقة معها، فصار كأنه ملزم بأخذها ولم يسعه ردّها، والسلطان جالس على تفرقة ذلك، ولا زالت عمّالة متتابعة الإنفاق إلى ثلاثة أيام متتابعة حتى انتهت، وسقط في أيدي الكثير من الجند والعسكر (¬9). [وفاة الشهاب الحجازي الأنصاري] [2872]- وفيه مات الأديب الفاضل، البارع، الكامل، الشهاب الحجازي (¬10)، ¬

(¬1) الصواب: «ألفا». (¬2) في الأصل: «الأنصاري». (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) خبر إلزام الجماعة في: إنباء الهصر 246 وليس فيه: الشهابي أحمد بن الطرابلسي دوادار ابن العيني، وهو في بدائع الزهور 3/ 56. (¬6) في الأصل: «احوه ابها». (¬7) الصواب: «بركتان عظيمتان». (¬8) خبر عين الماء في: إنباء الهصر 246، 247، وبدائع الزهور 3/ 56، 57. (¬9) خبر توزيع الكسوة في: بدائع الزهور 3/ 57، وإنباء الهصر 254 و 159، 160. (¬10) انظر عن (الشهاب الحجازي) في: =

أحمد بن محمد بن علي بن حسن (¬1) بن إبراهيم الأنصاري، الخزرجي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، عني بالأدب وشهر فيه، وصنّف كتابه «روض الآداب» وإليه المنتهى. وكان خيّرا، ديّنا، كثير تلاوة القرآن، ظريفا، لطيفا، عفيفا، كثير النوادر. سمع على جماعة، وله شعر جيّد، منه قوله على وزن قصيدة لابن زيدون (¬2) في ضدّ معناها، وهي طويلة جدا (¬3). ومنه: ملكت فاحكم بمهما أن تشاء فينا ... ها أنت ممرضناها أنت شافينا ومولده سنة 795 (¬4). ¬

= إنباء الهصر 257 - 259 و 298 - 300 رقم 3، والضوء اللامع 2/ 147 - 149 رقم 416، ونظم العقيان 63 - 77 رقم 42، وحسن المحاضرة 1/ 275، وحوادث الزمان 1/ 195، 196 رقم 254 وفيه: «أحمد بن حسن بن إبراهيم»، ووجيز الكلام 2/ 724 رقم 1890، والمنجم في المعجم 63 - 68 رقم 15، وبدائع الزهور 3/ 57 - 59، وكشف الظنون 188 و 750 و 916 و 1083 و 1334 و 1355 و 1360 و 1396 و 1413 و 1520 و 1790 و 1923 و 1937، وإيضاح المكنون 1/ 497 و 511، وكتبخانة أيا صوفية 239، وهدية العارفين 1/ 133، والأعلام 1/ 230، وأعلام فلسطين لمحمد عمر حمادة، طبعة دار قتيبة، دمشق 1985 - ج 1/ 230، ومعجم المؤلفين 1/ 129، 130، وديوان الإسلام 2/ 157 رقم 770، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 126، Brockelmann - G 2/ 18, S 2/ 12 . (¬1) يرد في المصادر: «حسن» و «حسين». (¬2) هو أبو الوليد، أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، القرطبي، الشاعر المشهور. توفي سنة 463 هـ‍. انظر عنه في: جذوة المقتبس 130، 131 رقم 224، وقلائد العقيان 79، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسام ج 1 ق 1/ 336 - 428، وخريدة القصر وجريدة العصر (قسم شعراء الأندلس) 2/ 48 - 71، وبغية الملتمس 186، 187 رقم 426، والمعجم في تلخيص أخبار المغرب للمراكشي 74، وإعتاب الكتّاب لابن الأبّار 207، والحلّة السيراء له 1/ 250 و 2/ 43 و 53 و 99 و 138 و 159، والتذكرة الفخرية للإربلي 98، 99، والمغرب في حليّ المغرب 1/ 63 - 69، ووفيات الأعيان 1/ 139 - 141، والمختصر في أخبار البشر 2/ 187، والعبر 3/ 253، وسير أعلام النبلاء 18/ 240، 241 رقم 116، والإعلام بوفيات الأعلام 191، وتاريخ الإسلام (بتحقيقنا) حوادث ووفيات 461 - 470 هـ‍. - ص 113 - 115 رقم 65، والمطرب من أشعار أهل المغرب لابن دحية 164، وتاريخ ابن الوردي 1/ 374، والبداية والنهاية 12/ 104، 105، ومرآة الجناة 3/ 14، 15، والوافي بالوفيات 7/ 87 - 94 رقم 3031، والنجوم الزاهرة 5/ 88، ونفح الطيب 1/ 627 (وانظر فهرس الأعلام)، وكشف الظنون 478 و 481، وشذرات الذهب 3/ 312، 313، وإيضاح المكنون 1/ 485، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 186، وكنوز الأجداد لمحمد كرد علي 251 - 260، ومعجم المؤلفين 1/ 284، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 3/ 132، 133، وانظر: ديوان ابن زيدون، الصادر عن دار الكتاب العربي، بيروت 1991 بشرح د. يوسف فرحات. (¬3) مطلع قصيدة ابن زيدون: بنتم وبنّا فما ابتلّت جوانحنا ... شوقا إليكم ولا جفّت مآقينا (¬4) هكذا هنا. وفي الضوء ولد في 27 شعبان سنة 790 هـ‍.

وفاة كسباي سمز

[وفاة كسباي سمز] [2873]- وفيه مات كسباي سمز (¬1) الزيني، المؤيّدي، نائب الإسكندرية، بداره بالقاهرة بطالا. [شوال] [خروج يشبك الدوادار لقتال سوار] وفي شوال كان خروج يشبك الدوادار ومن عيّن معه إلى جهة شاه سوار، وكان لخروجه يوما مشهودا معدودا من نوادر الأيام، وكان في يرق طائل وتجمّل هائل، وقد جعل إليه السلطان أمر العساكر بأجمعها، وجعل له الولاية والعزل، وصحب معه ألف خلعة، وكتب معه خمسمائة يكتب على البياض، وجعل له التصرّف في جميع النواب والأمراء إلاّ أناس قلائل كنائب الشام وحلب فقط (¬2). [العمل بدار قوصون] وفيه في / 228 أ / هذه الأيام كانت الصنّاع والعمّال مجدّين في العمل بدار قوصون، وكان قد انتدب يشبك الدوادار لبنائها كما يختار هو حتى يسكنها، وكان الشادّ على عمارتها تغري بردي خازنداره الذي ولي الأستادارية، فهو باق عليها إلى يومنا هذا. ولا زالت العمارة عمّالة حتى كملت على ما هي عليه الآن (¬3). [ركوب السلطان إلى الريدانية] وفيه ركب السلطان إلى الريدانية ودار على خيم الأمراء كالمودّع لهم وهو راكب فرسه وما نزل عنه إلاّ لمخيّم يشبك الدوارا، فجلس عنده مليّا وتكلّم معه طويلا، ثم أضافه يشبك ضيافة حافلة من أنواع الفواكه والحلوات ونحوهما. ثم ركب من عنده متوجّها إلى جهة الخانكة، ثم عاد في آخر نهاره إلى القلعة. ثم ركب في ليلة ثاني يومه هذا ليلا ونزل إلى يشبك بمخيّمه وجلس عنده وهو عازم على الرحيل من الريدانية، وقد هدم خيامه، وأحضر الغداء من مطبخ السلطان بالقلعة إلى الريدانية فتغدّيا معا، ثم استقلّ يشبك بالمسير بعد أن رأى من العزّ والخدمة، وتردّد الأعيان إليه ما لا مزيد عليه. وعدّ نزول السلطان له بعد خلعه عليه وتوديعه إياه ¬

(¬1) انظر عن (كسباي سمز) في: بدائع الزهور 3/ 59. (¬2) خبر خروج يشبك في: إنباء الهصر 268 - 273، وتاريخ الأمير يشبك 53، 54، وبدائع الزهور 3/ 59. (¬3) خبر العمل بدار قوصون لم أجده في المصادر.

وفاة جكم البواب

بالقلعة من النوادر، ومن خلاف عادات الملوك وقواعدهم (¬1). [وفاة جكم البواب] [2874]- وفيه مات جكم البواب (¬2) فجأة. وكان قد ركب ثم عاد لداره فمات وقت نزوله. [خروج الحاج] وفيه خرج الحاج (من) (¬3) القاهرة، وكان يوم وقته (في) (¬4) عشرينه، وعدّ خروجه من النوادر، فإنه خلاف العادة. وكان السبب في ذلك الخوف من فرار غلمان العسكر ونحوهم إلى الحجاز (¬5). [ذو القعدة] [المولود ليشبك الدوادار] وفي ذي قعدة ولد ليشبك الدوادار ولد من زوجته ابنة المؤيّد أحمد بن إينال، وسمّي منصورا، وتغالت أمّه في زلابيته وعقيقته (¬6). [ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان إلى عدّة جهات جنوبا وشمالا، قبليّا وبحريا، وعاد لقلعته (¬7). [إمرة الينبوع] وفيه استقرّ سبع بن خنافر (¬8) السيد الشريف الحسيني في إمرة الينبوع، عوضا / 228 ب / عن خنافر وشرط عليه شروطا أجاب إليها (¬9). ¬

(¬1) خبر ركوب السلطان في: إنباء الهصر 273، و 274، وتاريخ الأمير يشبك 55، وبدائع الزهور 3/ 60. (¬2) انظر عن (جكم البواب) في: إنباء الهصر 274. (¬3) كتبت تحت السطر. (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) خبر الحاج في: إنباء الهصر 277، 278، وبدائع الزهور 3/ 60. (¬6) خبر المولود في: إنباء الهصر 283، وبدائع الزهور 3/ 60، وتاريخ الأمير يشبك 62. (¬7) خبر ركوب السلطان في: إنباء الهصر 287. (¬8) في الأصل: «جنافر». وهو خنافر بن عقيل بن وبير الحسني. وقد قتله سبع في سنة 875 هـ‍، الضوء اللامع 3/ 270 رقم 777. (¬9) خبر إمرة الينبوع في: إنباء الهصر 288، وبدائع الزهور 3/ 60.

ركوب السلطان

[ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان ومعه أتابكه ومن حضر بالقاهرة من أمرائه، وسار إلى كوم أشفيل (¬1)، وأضافه هناك الكريم بن جلود كاتب المماليك ضيافة حافلة، وعاد في آخر النهار (¬2). [ذو الحجة] [مشيخة عربان الشرقية] وفي ذي حجة استقرّ في مشيخة عربان الشرقية بقر بن بقر، عوضا عن قريبه ابن عيسى بن بقر، وأسلم ابن (¬3) عيسى له، وكان قد قبض عليه كاشف الشرقية قبل ذلك، وضرب بين يدي السلطان وسجن بالمقشّرة لفساد نسب إليه (¬4). [الاهتمام بردع المفسدين في الشرقية] وفيه عيّن تمر حاجب الحجّاب للخروج إلى جهة الشرقية لردع المفسدين بها. ثم عيّن قانصوه الخسيف أيضا للخروج إلى الشرقية وغيرها من البلاد لردع أهل الفساد، وخرجت الأوامر السلطانية إلى الجهات بأنّ من ظفر بنفر من بني سعد أو وائل فليقبض عليه (¬5). [تفريق الأضاحي] وفيه فرّق السلطان ضحايا كثيرة (¬6). [ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان ونزل إلى جهة القاهرة ودخل في سيره إلى دار الأتابك أزبك فلم يجده (¬7). [بدء عمارة الإيوان بالقلعة] وفيه كان ابتداء عمارة الإيوان الكبير بالقلعة، وجعل الشادّ على عمارته الزين بن ¬

(¬1) في إنباء الهصر: «كوم اسفير» وفي البدائع: «صقيل». (¬2) خبر ركوب السلطان في: إنباء الهصر 289، وبدائع الزهور 3/ 60. (¬3) في الأصل: «بن». (¬4) خبر مشيخة العربان في: إنباء الهصر 289، 290، وبدائع الزهور 3/ 60. (¬5) خبر ردع المفسدين في: إنباء الهصر 291، وبدائع الزهور 3/ 60. (¬6) خبر الأضاحي في: إنباء الهصر 291، ووجيز الكلام 2/ 824. (¬7) خبر ركوب السلطان في: إنباء الهصر 291.

وفاة إبراهيم الرومي الحنفي

مزهر كاتب السرّ، وأمر بالاجتهاد في عمارته، وأكد على البدر بن الكويز معلّم المعلّمين، وكبير المهندسين في ذلك وعملت المؤامرة (¬1) بمصروفه فكانت زيادة على العشرين ألف دينار، يكون من الذخيرة السلطانية وما اتّفق للسلطان بعد تمامه أن أقام به موكبا من (¬2) (المواكب التي عمّر من أجلها) (¬3)، وهي المواكب التي جرت به العادة إلاّ مرة واحدة فيما أظنّ، وهو على ذلك إلى يومنا هذا، وأنت على بصيرة بما كان يقام به من المواكب، (وما كان فيه) (¬4) من العظمة التي زالت، بل ربّما لم يبق من يعرف ما كان فيه من قواعد موكبه وإقامة الخدم فيه (¬5). [وفاة إبراهيم الرومي الحنفي] [2875]- وفيها مات إبراهيم بن مصطفى (¬6) بن إدريس الرومي، الحنفيّ، نزيل الصرغتمشية. / 229 أ / وكان يستحضر الكثير من المسائل الفقهية، وربّما أقرأ وكتب بخطه الكثير من الكتب الكبار، وعلّم «المقدّمة» (¬7) لكثير من الأتراك بطباق القلعة وغيرها. وكان خيّرا، ديّنا، ساكنا. مات وله نحوا (¬8) من سبعين سنة. [وفاة إبراهيم بن طغرق] [2876]- وإبراهيم بن طغرق (¬9) بن داوود بن إبراهيم بن دلغادر التركمانيّ. أحد الأمراء بطرابلس، وهو خامل. وله نحوا (¬10) من سبعين سنة. ¬

(¬1) هكذا في المخطوط. والمقصود: «المشاورة». (¬2) في الأصل كتب بعدها: «وهي». (¬3) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬4) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬5) خبر عمارة الإيوان في: إنباء الهصر 294، وبدائع الزهور 3/ 60، 61. (¬6) لم أجد لإبراهيم بن مصطفى ترجمة في المصادر. وهو ممّن يستدرك على كتاب: الطبقات السنية في تراجم الحنفية للغزّي، لأنه من شرطه. (¬7) المرجّح أنه يقصد «مقدمة أبي الليث نصر بن محمد السمرقندي الحنفي»، المتوفّى سنة 486 هـ‍. وهي مقدّمة ألّفها في الصلاة. ووضعت عليها شروح كثيرة. (¬8) الصواب: «وله نحو». (¬9) لم أجد لإبراهيم بن طغرق ترجمة في المصادر. (¬10) الصواب: «وله نحو».

وفاة برقوق التونسي

[وفاة برقوق التونسي] [2877]- وبرقوق التونسيّ (¬1)، الأستاذ المغنيّ. وكان بارعا في فنّ الغناء والإنشاد والموسيقا، أحد أفراد بلده تونس في ذلك، وله بها شهرة طائلة وذكر. وكان اسمه محمد فيما أظنّ، وبرقوق لقب عليه صار كالعلم له. (قدم) (¬2) حاجّا، فتوفّي بالقاهرة. وله زيادة على الأربعين. * * * [وفاة مابزق العلائي] وفيها مات من الأتراك: [2878]- مابزق العلائي (¬3)، الأشرفيّ، أحد الخمسات (¬4). وكان كريما جدا، سخيّ النفس، لكنّه كان منهمكا في لذّاته. [وفاة تمر الأشرفي] [2879]- وتمر الأشرفي (¬5)، الخاصكيّ. وكان لا بأس به. * * * انتهى هذا الجزء ويليه الجزء السابع (بعون الله وتوفيقه تمّ تحقيق هذا الجزء من كتاب «نيل الأمل في ذيل الدول» لزين الدين عبد الباسط بن خليل بن شاهين الظاهري الحنفي، وضبط نصّه، والإحالة إلى مصادره، وتقويم ألفاظه، والتعليق عليه، وتصحيحه، وشرح مصطلحاته، على يد طالب العلم وخادمه، الأستاذ، الدكتور عمر عبد السلام تدمري، أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، عضو الهيئة العربية العليا لإعادة كتابة تاريخ الأمة في اتحاد المؤرّخين العرب، الطرابلسي مولدا وموطنا، الحنفيّ مذهبا، وكان الفراغ من ذلك بعد ظهر يوم الخميس في التاسع عشر ذي القعدة سنة 1420 هـ‍ الموافق للرابع والعشرين من شباط (فبراير) سنة 2000 م. وذلك بمنزله بساحة الأشرف خليل بن قلاوون (النجمة سابقا) بمدينة طرابلس الشام المحروسة، جعلها الله مدينة آمنة عامرة مطمئنة بحفظه ورعايته وسائر بلاد المسلمين، وله الحمد وحده أولا وآخرا). ¬

(¬1) انظر عن (برقوق التونسي) في: بدائع الزهور 3/ 61. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) لم أجد لما بزق (أو بابزق) ترجمة في المصادر. (¬4) في الأصل: «الخمساة». (¬5) لم أجد لتمر الأشرفي ترجمة في المصادر.

سنة ست وسبعين وثمانية

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سنة ست وسبعين وثمانية [محرم] [التهنئة بالعام والبشارة بالنيل] / 229 أ / في محرم كانت تهنئة السلطان بالعام والشهر، وبشارة النيل، فإنّ مستهلّه وافق سادس عشرين بؤونة (¬1) القبطي (¬2). [فتوى الكافيجي بوقف الظاهر جقمق] وفيه صعد شيخنا العلاّمة الكافيجيّ للقلعة للسلام على السلطان، فسأله عن قضية من يتعلّق بوقف الظاهر جقمق على مدرسة الأتابك إينال اليوسفيّ، وكان قد وقع في ذلك كلام كثير، واستفتي شيخنا، والأمين الأقصرائي، والزين قاسم الحنفيّ، فتعارض الكلام منه مع كلاّ (¬3) منهما، فأجاب شيخنا السلطان بأنه أفتى بما هو الشرع، فقال السلطان: فالذي كتبه الشيخ أمين الدين ومن وافقه ليس بشرع؟ فأجاب شيخنا بأنّ هذا يحتاج إلى الاجتماع للنظر فيه، ومن كان الحق معه يرجع إليه ويكون ذلك بحضور السلطان والقضاة والمشايخ وأهل العلم، فأشار السلطان بأن يعقد في ذلك مجلس، وبعث السلطان إلى الأمير الأقصرائيّ يعلمه بحضور عقد المجلس، فأخذ الأمين في الامتناع من ذلك. / 229 ب / ثم آل الأمر بعد ذلك إلى عقد مجلس، وكان حافلا، ووقع فيه أمور يطول الشرح في ذكرها قد بيّناها برمّتها في حوادث جمادى الآخرة، من تاريخنا «الروض الباسم» (¬4). [شكوى نائب الشام من ابن قاضي عجلون] وفيه، في أوائله وقع من غريب الاتفاقات التي ما سمع بمثلها أنّ برقوق نائب الشام وهو بحلب شكى (¬5) ليشبك من ظلم العلاء ابن قاضي عجلون قاضي الحنفية بدمشق، واتفق ¬

(¬1) بؤونة: هو الشهر العاشر في السنة القبطية. (¬2) خبر التهنئة في: وجيز الكلام 2/ 830، وإبناء الهصر 316، 317، وبدائع الزهور 3/ 61. (¬3) الصواب: «مع كلّ». (¬4) لم يصلنا من «الروض الباسم» حوادث سنة 875 ولا بعدها، فالخبر هذا في الجزء الضائع، وهو في: إنباء الهصر 318. (¬5) الصواب: «شكا».

وفاة البرهان ابن الديري

هو وإيّاه والسيد الشريف القصيريّ على صرفه من القضاء، وتوليته إنسانا بحلب يقال له شمس الدين الحلاويّ أحد نواب ابن الشحنة قاضي حلب يولّيه قضاء دمشق من غير مراجعة السلطان، وقدم إلى دمشق بكاملية عليه، ولم يقرّ له توقيع على العادة، وباشر الحكم بها مدّة، وكذا فعل بالقاضي المالكيّ أيضا، وقرّر عوضه الشهاب المرينيّ، ثم بعد مدّة بعث السلطان إليها (¬1) بالخلع والتواقيع، ثم بعد مدّة أعيد ابن (¬2) قاضي عجلون إلى قضائه (¬3). [وفاة البرهان ابن الديري] [2880]- وفيه مات البرهان بن الدّيريّ (¬4)، قاضي القضاة (إبراهيم بن) (¬5) محمد بن عبد الله بن سعد بن مصلح (¬6) العبسي، القدسي، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، كاملا، رئيسا، حشما، أدوبا، عاقلا، عارفا. سمع على جماعة، وولي عدّة تداريس، من ذلك مشيخة المؤيّدية، وولي عدّة ولايات غيرها، من ذلك كتابة السرّ، ثم القضاء الأكبر (¬7). [ركوب السلطان] وفيه (¬8) ركب السلطان ونزل من قلعته ومعه أتابك أزبك وعدّة من أمرائه وخواصّه، وصار إلى جهة شيبين القصر للتنزّه هناك، وبينا هو سائر إذ شبّ فرس الأتابك ورفس، فأصابت الرفسة قصبة ساق السلطان، فانشعرت، بل أشيع بأنه انكسر، فأخذ السلطان يظهر التجلّد، ثم أسرع إلى شيبين ونزل بها، فقوي عليه الألم، فبعث بطلب المجبّرين والجرائحية، وطلب محفّة يعود فيها. ¬

(¬1) كذا. والمراد: إلى دمشق. (¬2) في الأصل: «بن». (¬3) لم أجد هذا الخبر في المصادر التي تحت يدي، سوى أنّ «البصروي» يقول: في سابع المحرم دخل القاضي شمس الدين الحلاوي الحنفي دمشق، متولّيا قضاء الحنفية بها. (تاريخ البصروي 49) وفي عشرية، خلع على القاضي شهاب الدين المريني المالكي بقضاء المالكية. (ص 49). (¬4) انظر عن (البرهان بن الديري) في: إنباء الهصر 319، 320 و 446 - 449 رقم 1، والذيل على رفع الإصر 4 - 12 ووقع فيه: «الدبري» و «الديري» ووجيز الكلام 2/ 834، 835 رقم 1913، والضوء اللامع 1/ 150، 151، ونظم العقيان 26، 27 رقم 12، والمنجم في المعجم 92، 93 رقم 20، وبدائع الزهور 3/ 61، والطبقات السنية 266 - 269 رقم 81. و «الديري»: نسبة إلى موضع بالبصرة يقال له نهر الدير، وهي قرية كبيرة. (اللباب لابن الأثير 1/ 437). (¬5) ما بين القوسن عن هامش المخطوط. (¬6) في المنجم في المعجم، ونظم العقيان: «. . . بن سعد بن أبي بكر بن مصلح». (¬7) ومولده في سنة 810 هـ‍. (¬8) في الأصل: «ومولد».

وفاة تغري بردي بن يونس

ولما وصل هذا الخبر إلى القاهرة، كادت أن تموج بأهلها، بل وأرجف العوامّ بموته، لا سيما لما تسامعوا بخروج المحفّة إليه، وكثر القال والقيل بسبب ذلك، وعاد السلطان / 230 أ / إلى القلعة، وأنزل بالبحرة. وكان لما عاد بات بظاهر القاهرة، فلما بلغه الإشاعات ركب في صبيحة تلك الليلة وهو يتجلّد لأجل قطع قالة العامّة، وصعد إلى القلعة، وانزوى بالبحرة للعلاج. وكانت القاهرة قد زيّنت لأمر ما فهدمت الزينة، وأظهر الناس التأوّه عن السلطان، فبادروا (¬1) إلى الشرطة بإشهار الندى (¬2) بالأمان، وسلامة السلطان، وإعادة الزينة. ثم كتبت المراسيم إلى جهة البلاد الشامية بمعنى ذلك خوفا من الإرجاف بها بما يكون سبب الفساد أو نحوه. ثم وقع للسلطان (هذا) (¬3) حادثة قريبة الشبه من هذه ستقف عليها في حوادث سنة أحد (¬4) وتسعمائة (¬5) إن شاء الله تعالى (¬6). [وفاة تغري بردي بن يونس] [2881]- وفيه مات تغري بردي بن يونس (¬7)، أتابك حلب. وكان لا بأس به، وتنقّل في عدّة ولايات، كنيابة البيرة وغيرها. [منع أخذ شيء من المساجين] وفيه نودي من قبل السلطان بأنّ أحدا من روس (¬8) النوب للنقبا لا يأخذ من السجّانين شيئا لأجل من يسجن عندهم من أبوابهم ولا ممّن يزور السجون، وأكد عليهم في ذلك، ثم لم يدم (¬9). ¬

(¬1) في المخطوط: «فبادرو» من غير ألف. (¬2) الصواب: «نداء». (¬3) عن الهامش. (¬4) الصواب: «إحدى». (¬5) هذه إشارة إلى أنه كان ينوي متابعة التأريخ إلى ما بعد سنة 900 هـ‍. ولكنه توقف عند سنة 896 هـ‍. كما هو في آخر الكتاب. (¬6) خبر ركوب السلطان في: وجيز الكلام 2/ 830 (باختصار شديد)، وإنباء الهصر 320، 321، وبدائع الزهور 3/ 61، 62. (¬7) انظر عن (تغري بردي بن يونس) في: بدائع الزهور 3/ 62، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬8) كذا. (¬9) خبر المساجين في: إنباء الهصر 321، 322.

وصول الحاج

[وصول الحاج] وفيه وصل الحاج وقدم صحبته (الكمال) (¬1) ابن ظهيرة قاضي جدّة أخو (¬2) البرهان قاضي مكة يسعى لأخيه في عوده إلى القضاء، وكان قد صرف عن ذلك (¬3). [مقتل قرقماس نائب ملطية] [2882]- وفيه وصل الخبر بقتل قرقماس (¬4)، نائب ملطية على يد شاه سوار. وقد ذكرنا كيفية ذلك في تاريخنا «الروض الباسم» (¬5). وكان قرقماس هذا شجاعا، مقداما، عارفا، لا بأس به. [نيابة ملطية] وفيه عيّن السلطان إينال الحكيم لنيابة ملطية بعد أن باشر لنقل (¬6) قرقماس (¬7). ¬

(¬1) عن هامش المخطوط. (¬2) في الأصل: «أخوا». (¬3) خبر الحاج في: إنباء الهصر 322 و 323، وبدائع الزهور 3/ 62. (¬4) انظر عن (قرقماس) في: إنباء الهصر 323، وتاريخ الأمير يشبك 73، وبدائع الزهور 3/ 62، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬5) لم يصلنا من الروض الباسم وفيات هذه السنة ولا التي قبلها. والمرجّح لدينا أن ابن إياس ينقل عن القسم الضائع من الروض وفيه: قرقماس الصغير، وقد تقدّم ما فعله بجماعة سوار وقبض على أحد إخوته وقتل جماعة كثيرة من عسكره، فلما ظفر سوار بقرقماس قتله أشرّ قتلة، قيل إنه أوقفه في مكان وبنى عليه حائطا، وقيل: بل علّقه في شجرة واستمرّ ينشبه بالنشّاب حتى مات. وكان قرقماس الصغير هذا أصله من مماليك الأشرف إينال، وكان شجاعا بطلا، مقداما في الحرب، وكان لا بأس به. (بدائع الزهور) والذي في تاريخ الأمير يشبك: إن نائب ملطية ركب على صارم بن بهلوان وكبس بيته وهرب ابن بهلوان ودخل إلى جبل يسمّى صقل طونان، فتبعه، فلما دخل الجبل ربط طريقه، وحصل بينهما قتال شديد، إلى أن ضرب ابن البهلوان فرس قرقماس نائب ملطية بنشّابة فسقط فرسه من الجرح، ووقع عن الفرس فقبض عليه. (73) ولم يذكر مقتله. وانظر عنه قبل ذلك في (ص 34 من تاريخ الأمير يشبك). كما لم يذكر الصير في مقتله، بل خبر وقوعه في الأسر، فقال في حوادث شهر المحرم من هذه السنة: «وفي العشر الأخير من شهر تاريخه وصل الخبر في البلاد الشامية أنّ قرقماس نائب ملطية خرج في جحفل عظيم لقتال المخذول شاه سوار لأنه بلغه أنه في فئة قليلة، ولقرقماس المذكور عادة بنهبه وأخذ أمتعته. وقيل إن تجار المماليك أخبروه عن شاه سوار وجماعة أنهم نهبوا ما معهم من مماليك وجوار، وأنهم في فئة يسيرة، فالتقى بهم وكسرهم كسرة شنيعة كما هي عادته وفرّوا منه فلحقهم، فخرج عليهم عدّة كمائن، فقيل إنه أصيب في عينه وتكاثروا عليه وصار يقاتلهم حتى قطعوا يد فرسه ورجله فسقط وأسر». (إنباء الهصر 323). (¬6) هكذا وردت العبارة، وهي مشوّشة. (¬7) خبر نيابة ملطية في: إنباء الهصر 323، وبدائع الزهور 3/ 62.

كسرة شاه سوار أمام إينال الأشقر

[كسرة شاه سوار أمام إينال الأشقر] ثم ورد الخبر بأنّ إينال الأشقر وقع بينه وبين شاه سوار حرب ووقائع كثيرة، آل الأمر فيها إلى كسر سوار، فحصل بهذا الخبر بعض سرور (¬1). [مشيخة المؤيّدية] وفيه استقرّ شيخنا العلاّمة السيف الحنفيّ في مشيخة المؤيّدية، عوضا عن البرهان ابن الدّيريّ، وخلع عليه بذلك، ونزل في مشهد حافل (¬2). [استعداد شاه سوار للمواجهة] وفيه أشيع بأنّ شاه سوار / 230 ب / في احتياط عظيم، وأنه جمع ماله وأهله، وبعث بالجميع إلى قلعة زمنطوا (¬3)، وصار هو في جموعه مترقّبا من يأتيه من العساكر ليقابلهم ويقاتلهم (¬4). [صفر] [أخذ قلعة عينتاب من شاه سوار] وفي صفر وصل الخبر بأخذ يشبك قلعة عينتاب من شاه سوار بالأمان بعد أن حاصر المدينة، واستولى عليها (¬5). [القبض على جماعة من المفسدين] وفيه عاد تمر الحاجب متقدّما وأحضر معه عدّة من المفسدين، وفيهم موسى بن عمران، وآخر يقال له أبو كاجن، وجماعة من أتباعهم نحوا (¬6) من الثلاثين، وكانوا مسمّرين، والبعض في السلاسل والأغلال بين يدي تمر، وكان لهم يوما مشهودا (¬7) ثم أعقبه وصول الأتابك في عظمة هائلة (¬8). ¬

= ولم يمكث «إينال الحكيم» طويلا في نيابة ملطية، إذ انتقل منها في أوائل السنة التالية 877 هـ‍. إلى طرابلس حيث عيّن في إمرتها الكبرى. انظر: تاريخ الأمير يشبك 151 و 152. (¬1) خبر الكسرة في: تاريخ الأمير يشبك 81، وإنباء الهصر 323. (¬2) خبر المشيخة في: إنباء الهصر 324، وبدائع الزهور 3/ 62. (¬3) في المخطوط: «رمنطوا» بالراء المهملة، والتحرير من المصادر. (¬4) خبر الاستعداد في: بدائع الزهور 3/ 62. (¬5) خبر قلعة عينتاب في: تاريخ الأمير يشبك 78 - 83، وإنباء الهصر 324، 325، وبدائع الزهور 3/ 62. (¬6) والصواب: «نحو». (¬7) خبر القبض على المفسدين في: إنباء الهصر 326، 327، وبدائع الزهور 3/ 62. (¬8) إنباء الهصر 327.

ركوب السلطان بعد برئه

[ركوب السلطان بعد برئه] وفيه برئت (¬1) ساق السلطان، فركب ثم اجتاز بالإيوان فأخذ في سرعة العمارة (¬2)، ثم نزل سائرا إلى جهة القرافة فزار وعاد، وقد أظهر التهاني، لا سيما بالحريم السلطانيّ، وحضر المغاني (¬3). [ترميم الجامع الناصري بالقلعة] وفيه خرج السلطان عن ألف دينار لعمارة ما يحتاج إلى الترقيم من الجامع الناصريّ بالقلعة، وتوسيع الميضأة (¬4) وإجراء الماء إليها (¬5). [أخذ أذنة وطرسوس] وفيه ورد الخبر بأخذ أذنه وطرسوس من أعوان شاه سوار (¬6) بعد حصار كبير وقتال، قتل فيه عدّة من الفريقين (¬7). [وفاء النيل] [وفيه] (¬8) توقفت زيادة النيل، فقلق الناس، ثم منّ الله تعالى حتى كان الوفاء في سادس عشر مسرى الموافق لعشرين صفر هذا، ونزل الأتابك أزبك لكسر النيل (¬9). [توسيط موسى بن عمران] [2883]- وفيه وسّط موسى بن عمران ومن معه من بني سعد وبني حرام وبني وائل (¬10). [إعادة تمر الحاجب إلى الشرقية] وفيه أعيد تمر الحاجب إلى الشرقية أيضا، لما ورد الخبر بقيام أهالي (¬11) من وسّط ¬

(¬1) في الأصل: «برات». (¬2) هكذا. ولعلّ المراد: «فأخذ يحثّ في سرعة العمارة». (¬3) خبر ركوب السلطان في: وجيز الكلام 2/ 830، وإنباء الهصر 327، وبدائع الزهور 3/ 62، 63. (¬4) في الأصل: «الميضا». (¬5) خبر ترميم الجامع في: وجيز الكلام 2/ 830، وإنباء الهصر 327، وبدائع الزهور 3/ 63. (¬6) في الأصل: «سواره». (¬7) خبر أذنة وطرسوس في: تاريخ الأمير يشبك 12 و 128، وبدائع الزهور 3/ 63. (¬8) في الأصل بياض. (¬9) خبر وفاء النيل في: إنباء الهصر 329، وبدائع الزهور 3/ 63. (¬10) خبر توسيط موسى بن عمران في: إنباء الهصر 327، وبدائع الزهور 3/ 2. (¬11) في المخطوط: «العالى». وما أثبتناه من السياق.

وفاة أسنبغا اليشبكي

عليهم بتلك النواحي، وأنهم عاثوا بها وأفسدوا (¬1). [وفاة أسنبغا اليشبكي] [2884]-، [وفيه] (¬2) مات أسنبغا اليشبكي (¬3) الناصريّ، أحد العشرات، ورؤس النوب. وكان ثريّا، خيّرا (¬4). [صلاة السلطان بالجامع الناصري] وفيه، في ثامن عشرينه يوم الجمعة شهد السلطان صلاتها بالجامع الناصريّ، وكان من يوم جرى على رجله ما جرى / 231 أ / لم يشهد الجمعة. وكان له يوما مشهودا ركب فيه إلى الجامع من باب البحرة بالحوش، ثم ركب بعد الصلاة من باب الجامع إلى باب الحريم وقد فرشت الشقق الحرير تحت مواطىء فرسه ونثرت عليه خصائف الذهب والفضة، وأعلنوا فيه بالفرح والتهاني، سيما بالحريم السلطاني (¬5). [أخذ سيس من شاه سوار] وفيه ورد الخبر من يشبك بأخذه سيس من شاه سوار (¬6). [ربيع الأول] [قدوم قاصد من يشبك الدوادار] وفيه ربيع الأول وصل قاصد من عند يشبك بعينتاب (¬7)، فخلع عليه السلطان وأعطاه مائة دينار، وحصل له عدّة خلع وغيرها من الأمراء وغيرهم (¬8). [غرق الناس في مصر] وفيه في هذه الأيام كان الغرق بمصر كثير (¬9)، وغرق في البحر والخلجان جماعة من الأطفال والرجال وبعض نساء، وغرق أيضا بعض المراكب، حتى عدّ ذلك من النوادر (¬10). ¬

(¬1) خبر إعادة تمر الحاجب في: إنباء الهصر 330. (¬2) في المخطوط بياض. (¬3) انظر عن (أسنبغا اليشبكي) في: بدائع الزهور 3/ 63، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬4) وفي بدائع الزهور: وكان لا بأس به. (¬5) خبر صلاة السلطان في: إنباء الهصر 331، وبدائع الزهور 3/ 63. (¬6) خبر أخذ سيس في: إنباء الهصر 332، وتاريخ الأمير يشبك 131 - 133. (¬7) في الأصل: «بحر ساس) مهملة، وهي غامضة. وما أثبتناه على سبيل الاحتمال والترجيح. (¬8) خبر قدوم القاصد في: إنباء الهصر 332، 333. (¬9) الصواب: «كثيرا». (¬10) خبر الغرق في: إنباء الهصر 333.

النداء بمنع الشكاوى لدى السلطان قبل القضاة

[النداء بمنع الشكاوى لدى السلطان قبل القضاة] وفيه نودي من قبل السلطان بأنّ أحدا لا يشكوا (¬1) أحدا للسلطان إلاّ بعد أن يرفع أمره للأمراء أو القضاء، وإذا لم يخلّص حضر للسلطان. وكان قد كثرت شكاوى الناس في الأمور الحقيرة للسلطان حتى المرأة زوجها في أمر حقير (¬2). [انقطاع سدّ سنيت] وفيه انقطع سدّ سنيت، وظنّ بعض نقص البحر منه، بل وجزم جماعة بذلك فلم يحصل إلاّ الخير والثبات (¬3). [الكشف على جامع عمرو بن العاص] وفيه ركب السلطان ومعه بعض خواصّه إلى جهة مصر العتيق (¬4) لكشف جامع عمرو بن العاص، وكان قد أنهي إليه بتعطّل أحواله وخرابه، فلما كشفه بنفسه أمر بعمارة ما يحتاج إلى العمارة من مال الذخيرة، ولو بلغت النفقة ما عسى أن تبلغ (¬5). [ربيع الآخر] [الأمر بعمارة خان السبيل] وفي ربيع الآخر، لما صعد القضاة وهنّأوا (¬6) السلطان بالشهر وأرادوا الإنصراف وقف إنسان يقال له الشيخ حسن كالمشتكي من القاضي الشافعي بأنّ خان السبيل تحت نظره، وأنه ضائع المصالح آيل إلى الدثور (¬7)، فأمر السلطان / 231 ب / بعمارته والنظر في مصالحه (¬8). [إمرة الحاج والمحمل] وفيه قرّر برسباي الشرفيّ في إمرة الحاج في المحمل، فأخذ في الاستعفاء من ذلك حتى أجيب إليه، وخلع على يشبك الجمالي ذلك على عادته (¬9). ¬

(¬1) الصواب: «لا يشكو» من غير ألف في الآخر. (¬2) خبر منع الشكاوى في: إنباء الهصر 333، 334، وبدائع الزهور 3/ 63. (¬3) خبر انقطاع السدّ في: إنباء الهصر 334. (¬4) كذا، وهي: مصر العتيقة. (¬5) خبر الكشف على الجامع في: إنباء الهصر 334، وتاريخ الخميس 2/ 434. (¬6) في الأصل: «هنوه». (¬7) الصواب: «الاندثار». (¬8) خبر عمارة الخان في: إنباء الهصر 335، 336. (¬9) خبر الحاج في: إنباء الهصر 337، وبدائع الزهور 3/ 63.

ركوب السلطان للتنزه

[ركوب السلطان للتنزّه] وفيه نزل السلطان ومعه أتابكه وبقية الأمراء وسار إلى خليج الزعفران، ونزل به إلى النزهة، ودام به إلى آخر النهار وركب عائدا إلى القاهرة، وإذا بجنازة امرأة غريبة صدفها في طريقه، وليس معها ممّن يصلّي عليها إلا نفر يسير، فنزل السلطان وصلّى عليها هو ومن معه من الأمراء، وحمد على ذلك (¬1). [وفاة الشيخ حمزة التركي] [2885]- وفيه مات الشيخ حمزة التركي (¬2)، ثم الدمشقي الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، به النفع. [جمادى الأول] [فلول عساكر شاه سوار] وفي جماد الأول وصل محمد ابن (¬3) نائب بهسنا أحد أخصّاء يشبك الدوادار بمكاتبة منه يذكر انحلال أمر شاه سوار وفلول عساكره عنه، وأنه خائف، وقد توغّل في الجبال وآن أخذه، فسرّ السلطان بهذا الخبر وخلع على محمد المذكور وأكرمه (¬4). [التوسعة على عسكر التجريدة] وفيه حمل من الخزانة مائة ألف دينار إلى جهة العساكر للتوسعة بها عليهم فيما عساهم يحتاجون إليه (¬5). [نيابة عينتاب] وفيه خلع على أزبك اليوسفيّ أحد مقدّمين (¬6) الألوف باستقراره في نيابة عينتاب على ما بيده، ونزل إلى داره مهموما، وكاد أن يقام بها العزاء من حريمه وحاشيته، ثم أخذ في الاستعفاء من ذلك حتى أعفي (¬7). ¬

(¬1) خبر ركوب السلطان في: إنباء الهصر 338، وبدائع الزهور 3/ 63 وفيه زيادة: «وقد وقع مثل هذه الواقعة بعينها للأمير أحمد بن طولون، واستمرّ ماشيا قدّام الميت حتى واراه التراب». (وقع في الطباعة: حتى والاه) وهو خطأ. (¬2) لم أجد لحمزة التركي ترجمة في المصادر. (¬3) في المخطوط: «بن». (¬4) خبر فلول العساكر في: إنباء الهصر 344، وبدائع الزهور 3/ 64. (¬5) خبر التوسعة في: إنباء الهصر 344، وبدائع الزهور 3/ 64. (¬6) الصواب: «أحد مقدّمي». (¬7) خبر نيابة عينتاب في: إنباء الهصر 345، وبدائع الزهور 3/ 64.

وفاة العز الكناني العسقلاني

[وفاة العزّ الكناني العسقلاني] [2886]- وفيه مات العزّ الكنانيّ (¬1)، قاضي القضاة، أحمد بن إبراهيم بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن هاشم بن (¬2) إسماعيل بن (¬3) نصر الله بن أحمد العسقلاني، الحنبليّ. وكان عالما، فاضلا، صالحا، خيّرا، ديّنا، بارعا، منجمعا، متواضعا جدا، فكه العشرة. سمع على جماعة، منهم: الجمال الكنانيّ، والشرف بن الكويز، وأجازه جماعة، منهم عائشة ابنة عبد الهادي، والزين العراقيّ. وناب في الحكم. وممّن اشتهر / 232 أ / بالفضل، ثم ولي القضاء الأكبر وباشره بعفّة ونزاهة نفس مدّة سنين، وانتهت إليه رئاسة مذهبه، وولي تداريس جليلة كالشيخونية، والمؤيّدية، والأشرفية، وقبّة الصالح، وغير ذلك. ومولده سنة ثمان مئة. [انعقاد مجلس السلطان بالقلعة] وفيه كان عقد المجلس الحافل بالقلعة بين يدي السلطان بسبب وقف الظاهر جقمق على مدرسة الأتابك إينال اليوسفي، والكلام على هذا المجلس وكيفية عقده وما وقع فيه من الخبط والخلط واللغط الكثير، وتحزّب الكثير من أهله بعضهم على بعض وما وقع فيه من الفحش والسخط والضغائن، وتسمية من حضر من القضاة ونوابهم ومشايخ، وما اتفق فيه، وما آل الأمر إليه في آخره يطول جدا ولا طائل تحته، وقد بيّناه وافيا برمّته في تاريخنا «الروض الباسم» (¬4)، ومن أراد ذلك فليراجعه (¬5). [جمادى الآخر] [خروج السلطان للرماية] وفيه جماد الآخر خرج السلطان إلى الرماية ببركة الجب ومعه أتابكه ومن حضر من ¬

(¬1) انظر عن (العزّ الكناني) في: عنوان العنوان، رقم 4، ووجيز الكلام 2/ 832 و 835، 836 رقم 1916، والضوء اللامع 1/ 205 - 207، والذيل على رفع الإصر 13 - 62، ونظم العقيان 31 - 35 رقم 17، والمنجم في المعجم 46 - 48 رقم 1، وإنباء الهصر 345 - 348 و 450 - 454 رقم 3، وحسن المحاضرة 1/ 277، وحوادث الزمان 1/ 200 رقم 260، وبدائع الزهور 3/ 64، وشذرات الذهب 7/ 321، والمنهج الأحمد 504، والمقصد الأرشد، رقم 8، والسحب الوابلة 43 - 46 رقم 40، والدرّ المنضد 2/ 668، 669 رقم 1627، وإيضاح المكنون 1/ 323، ومعجم المؤلّفين 1/ 144، BrocKelmann - G 2/ 57, S 2/ 57 . (¬2) في الأصل: «ابن». (¬3) في الأصل: «ابن». (¬4) في القسم الضائع منه. (¬5) خبر انعقاد المجلس في: وجيز الكلام 2/ 831، وإنباء الهصر 352 - 357.

الإدعاء بكسرة شاه سوار

الأمراء والخاصكية والجيش والجند، وصاد ثلاثة من الكراكي وباشونا، وعاد إلى القاهرة في موكب حافل جدا بأبّهة السلطنة، فشقّ القاهرة صاعدا القلعة، وكان له يوما مشهودا (¬1). [الإدّعاء بكسرة شاه سوار] وفيه أخبر الأتابك أزبك بأن شخصا من الصالحين أخبره بكسر سوار من العسكر المصريّ، وأنه قبض فيه، فاستسرّ (¬2) السلطان بهذا، ثم ظهر كذبه (¬3). [وصول قاصد بهدية من ملك الهند] وفيه وصل قاصد السلطان غياث الدين أحد ملوك الهند وقد ولي الملك في سنته هذه أو التي قبلها عوضا عن السلطان خلج الدين، وصحبة هذا القاصد هدية للسلطان وهدية للخليفة، ومكاتبة تتضمّن طلب التقليد له من الخليفة والخلع على عادة من تقدّم من ملوك هذا الإقليم من الهند، فأكرم هذا القاصد، وأعيد إلى مرسله بما سأله (¬4). [تظلّم باعة السوق للأصناف النسائية] وفيه ركب السلطان / 232 ب (ونزل إلى بعض الجهات، فاعترضه (جماعة) (¬5) سوق أخفاف (¬6) النساء برفع قصّة يذكرون فيها تجديد مظلمة حدثت عليهم لم تكن قبل ذلك، وهي أنه كان على سوقهم في الشهر أربعمائة درهم، فتضاعفت إلى ثلاثة آلاف. وكانوا قد رفعوا قصّة كذلك قبل ذلك. وأمر السلطان للشرف بن كاتب غريب بإجرائهم على عادتهم القديمة، فحطّ عنهم ألف (¬7) وخمسمائة، فلما وقفوا للسلطان ثانيا تغيّظ على ابن كاتب غريب ووبّخه وسبّه، ثم أمر بإبطال هذا المكث أصلا ورأسا. ثم ما دام ذلك، وأعيد بعد مدّة أيضا (¬8). [مكاتبة يشبك بنصرته على شاه سوار] وفيه وصل القاصد من يشبك الدوادار بمكاتبة منه يخبر فيها بنصرته على سوار، وأنّ جماعة من إخوته تركوه وجاؤوا إلى يشبك، وأنّ عسكره انهزم وقتل منهم جماعة، وأنه سيؤخذ عن قريب (¬9). ¬

(¬1) خبر خروج السلطان في: إنباء الهصر 361، 362، وبدائع الزهور 3/ 65. (¬2) الصواب: «فسرّ». (¬3) خبر الإدّعاء في: إنباء الهصر 362. (¬4) خبر وصول القاصد في: إنباء الهصر 362، وبدائع الزهور 3/ 65. (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) في الأصل: «اصناف». (¬7) الصواب: «ألفا». (¬8) خبر تظلّم الباعة في: إنباء الهصر 362، 363. (¬9) خبر مكاتبة يشبك في: تاريخ الأمير يشبك 128، وبدائع الزهور 3/ 65، 66، وإنباء الهصر 363 - 365.

ركوب السلطان للرماية

[ركوب السلطان للرماية] وفيه ركب السلطان إلى الرماية أيضا وغاب يومه وعاد في آخر النهار صاعد (¬1) القلعة من على جهة الصليبة (¬2). [خسوف القمر] وفيه خسف جميع جرم القمر (¬3)، وأخذ أرباب التنجيم والتقويم يشيعون بأنه آن زوال السلطان، حتى صرّح بعض الكذّابين منهم بأنه في سادس رجب لا يبقى له وجود في الدنيا، وظهر كذب الكل، فإنه بقي بعدها عدّة سنين تزيد على العشرين، وها هو على ذلك إلى يومنا هذا الذي هو سنة خمس وتسعين. وبالله نستعين على القوم الظالمين. [وصول قانباي السيفي بأخبار النصرة على شاه سوار] وفيه وصل قانباي (¬4) السيفي شاد بك الجكميّ أحد العشرات وعلى يده مكاتبة يشبك الدوادار وغيره بالخبر بنهاية أمر سوار وكسره وخذلانه، وفرار عساكره وانفلالهم عنه، ونهب جميع ما كان معه من يرق وغير ذلك، واسترجاع جميع ما كان قد استولى عليه من البلاد والقلاع، وأنه فرّ بمفرده في شرذمة قليلة جدا وهو في حيرة من أمره، ولم يبق سوى قبضه. وذكر في مكاتبته أنّ العساكر قد ملّت، وهي طالبة للعود. فسرّ السلطان بهذه الأخبار، وخلع / 233 أ / على قانباي جلق المذكور وأكرمه، وحصل له من الأمراء أيضا أشياء طائلة كثيرة. وكان لدخول قانباي هذا إلى القاهرة يوما حافلا (¬5). ثم زاد كلام الناس في أمر سوار، فمن قائل إنه يفرّ إلى ابن عثمان. ومن قائل بأنه سيجمع جموعه ويعود. ومن قائل بأنه يتحصّن ببعض المعاقل. ومن قائل بأنه يؤخذ. ثم كان من أخذه ما كان ذكره. [قضاء الحنابلة بالقاهرة] [وفيه] (¬6) كتب إلى دمشق بحضور البرهان ابن مفلح ليلي قضاء الحنابلة، فسوّف في ذلك. وكان من أمر القضاء ما سنذكره (¬7). ¬

(¬1) الصواب: «صاعدا». (¬2) خبر ركوب السلطان في: إنباء الهصر 367، وبدائع الزهور 3/ 66. (¬3) خبر الخسوف في: بدائع الزهور 3/ 66. (¬4) في إنباء الهصر: «قنباي صلاق»، ومثله في: تاريخ الأمير يشبك 148. (¬5) خبر وصول قانباي في: إنباء الهصر 368، 369، وبدائع الزهور 3/ 65، 66، وتاريخ الأمير يشبك 128 - 132. (¬6) في الأصل بياض. (¬7) خبر قضاء الحنابلة في: إنباء الهصر 368.

ركوب السلطان للرماية

[ركوب السلطان للرماية] [وفي رجب] (¬1) ركب السلطان للرماية وعاد من نزهته صاعدا القلعة من على جهة الصحراء، ولم يشق القاهرة (¬2). [جلوس السلطان للمظالم] [وفيه] (¬3) أقام السلطان الموكب بمقعد الإسطبل من باب السلسلة (للمظالم، وورد عليه الكثير من الشكاة، وكثرت شكاوى الأكابر حتى أنّ الخوف داخل الكثير منهم، ثم جلس به) (¬4) غير ما مرة، وحصل بجلوسه النفع في الجملة، وشكي إليه في بعض المجالس الكمال بن الجمال ابن كاتب جكم، والشرف بن كاتب غريب، وجانبك الفقيه الأمير اخور الكبير، والتاج المقسي ناظر الخاص (¬5)، والقاضي الشافعيّ، وشكي أيضا من محمد الحجازي رأس نوبة نقباء تنبك قرا الدوادار الثاني، وشكي له أيضا نائب غزّة، فعيّن إليه بريديّا (¬6). [قتل امرأة بسكّين] [وفيه] (¬7) ضرب إنسان من أولاد الناس امرأة بسكّين في خاصرتها، وثنّى بأخرى في كتفها، وفرّ هاربا بعد أن وقعت المرأة ميّتة في الحال (¬8). [انعقاد مجالس السلطان] [وفيه] (¬9) عقد مجلس بين يدي السلطان حضره القضاة الأربع بسبب المدرسة السيفية المعروفة الآن بزاوية الحطاب (¬10) بقرب سويقة الصاحب (¬11)، ووقع في هذا المجلس من الكلام الكثير ما لا يعبّر عنه، وطال جدا، وانفصل على غير طائل (¬12). ¬

(¬1) في الأصل بياض. (¬2) خبر ركوب السلطان في: إنباء الهصر 377. (¬3) خبر ركوب السلطان في: إنباء الهصر 377. (¬4) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. وفي المتن بدل الهامش: «. . . من باب السلسلة وجلس به». (¬5) في الأصل: «ناظر الخياص». (¬6) خبر جلوس السلطان في: إنباء الهصر 377، 379، وبدائع الزهور 3/ 66، 67. (¬7) في المخطوط بياض. (¬8) خبر قتل المرأة في: إنباء الهصر 379، وبدائع الزهور 3/ 67. (¬9) في الأصل بياض. (¬10) هو عثمان الحطاب كما في إنباء الهصر. (¬11) في إنباء الهصر: سويقة الجوار، وفي وجيز الكلام: سوق الجوار. (¬12) خبر انعقاد المجلس في: وجيز الكلام 2/ 831، وإنباء الهصر 379.

الشكاوى على جماعة أعيان

[الشكاوى على جماعة أعيان] [وفيه عقد مجلس] (¬1) بموكب الإسطبل ووقعت شكايات كثيرة على جماعة من الأعيان. وضرب السلطان قاسم الكاشف (¬2). [ركوب السلطان إلى جامع الظاهر] [وفيه] (¬3) ركب السلطان وسار إلى جامع الظاهر / 233 ب / وكشف السبيل الذي أنشأه وعاد (¬4) من على قنطرة الحاجب، فأذّن عليه المغرب، ووصل إلى الجيعانية ببركة الرطليّ، فنزل بها وصلّى المغرب منفردا ثم ركب إلى قلعته (¬5). [الشكاوى في الموكب السلطاني] وفيه أقيم الموكب بالإسطبل أيضا، وكثرت فيه الشكاوى على الأعيان، وضرب فيه ابن العالمة أيضا من في الدولة بالمقارع، ووكّل به سلسلة، ووقع في هذا الموكب أشياء ذكرناها في تاريخنا «الروض الباسم» (¬6) من جملتها: أن السلطان أمر بأن ينادي بإبطال عصائب النساء والكوافي المقنزعة، وإبطال السراقوش (¬7). وكان النساء قد أهنّ في ذلك وخرجن فيه عن الحدّ، ومع ذلك فلم يتمّ ما أمر به السلطان (¬8). [إمرة الحاج] وفيه خلع على برسباي الشرفيّ ثانيا، وقرّر في إمرة الحاج بالمحمل بعد أن (كان) (¬9) قد أعفي، وقرّر فيها يشبك الجماليّ (¬10). ¬

(¬1) في الأصل بياض، وما أثبتناه يقتضيه السياق. (¬2) خبر ضرب قاسم الكاشف لم أجده في المصادر. والموجود في إنباء الهصر 382 «. . . وشكي ابن غريب المتكلّم والوزراء والأستادارية من عدّة أقوام، فوبّخه السلطان وبهدله وأساء عليه، ورسم لابن العالمة الضامن أن يتوجّه لبيت الأمير الدوادار الثاني ويطلب قاسم الوزير المفصول وابن الأهناسي، ويسأل منهما عن المكس الذي يؤخذ من الركّاضة». (¬3) في المخطوط بياض. (¬4) في المخطوط: «الذي أنشأه يد عدل وعاد. . .». (¬5) خبر ركوب السلطان في: وجيز الكلام 2/ 831، وإنباء الهصر 387، وبدائع الزهور 3/ 67. (¬6) في القسم الضائع منه. (¬7) في إنباء الهصر: «السراقوس»، والمثبت يتفق مع بدائع الزهور. (¬8) خبر الشكاوى في: إنباء الهصر 387، 388، وبدائع الزهور 3/ 67، 68. (¬9) كتبت فوق السطر. (¬10) خبر إمرة الحاج في: بدائع الزهور 3/ 68، وإنباء الهصر 388.

تكرار ركبات السلطان

[تكرار ركبات السلطان] [وفيه] (¬1) تكرّرت (¬2) ركباته ونزوله إلى غير ما جهة بحيث خرج في ذلك عن الحدّ. [نظر الخاص] وفيه قرّر البدر محمد (بن الزين) (¬3) بن مزهر في نظر الخاص، عوضا عن التاج بن المقسي لكائنة اتفقت له مع السلطان وتغيّظ عليها (¬4) فيها بموكب الإسطبل بسبب تكرّر شكوى بعض التجار منه. وكان البدر بن مزهر هذا لم يلتح حين قرّر في نظارة الخاص، وأخذ الناس في إظهار معايب التاج ابن المقسي ومثالبه والسعي فيه حتى حمل بها حملة آلت إلى قتله، كما سيأتي (¬5). [شعبان] [ضيافة الزين أبي بكر للسلطان] وفي شعبان نزل السلطان إلى خليج الزعفران للنزهة به، وأضافه أبو بكر الزين، أبو بكر بن عبد الباسط ضيافة حافلة (¬6). [تفرقة السلطان على الفقراء] وفيه انتهت مواكب الإسطبل، وفرّق السلطان فيه على الفقراء ثمان مئة دينار (¬7). [تكلّم البدر الحنبلي بأحكام الحنابلة] وفيه أذن السلطان للبدر السعدي (¬8) الحنبليّ، أحد نواب الحكم حينئذ بالتكلّم في الأحكام المتعلّقة بمذهبه إلى حين حضور البرهان بن مفلح من الشام. وكان / 234 أ / الأمر ¬

(¬1) في الأصل بياض. (¬2) في الأصل: «تكدرت». (¬3) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬4) الصواب: «وتغيّظ عليه فيها». (¬5) خبر نظر الخاص في: وجيز الكلام 3/ 831، وإنباء الهصر 390، وبدائع الزهور 3/ 68. ففي الوجيز: «وفيه ضرب ناظر الخاص ابن المقسي ضربا مبرحا لتقاعده عن دفع حقّ لبرلسيّ، ثم صرف، ورسّم عليه، وألزم كاتب السرّ بسدّ ولده الوظيفة، وما نهض هو ولا غيره لدفع الضرب ثم الولاية». وفي إنباء الهصر: وشكي المقرّ التاجي ابن المقسي ناظر الخواص الشريفة، شكاه شخص يبيع الفراء، وادّعى أنّ له في ذمّته مبلغا ثمن أصناف ابتاعها منه، وكتب له بها وصولات على الجهات، فلم يصرفوا له شيئا، فالتفت السلطان إلى الأمراء وصار يذكر لهم مساوئ ابن المقسي، فبرز المقرّ الزيني ابن مزهر كاتب السرّ الشريف حفظه الله وقال: أنا أعمل مصلحته، فدفعها السلطان له». (¬6) خبر الضيافة في: إنباء الهصر 399، وبدائع الزهور 3/ 68. (¬7) خبر تفرقة السلطان في: إنباء الهصر 399، وبدائع الزهور 3/ 68. (¬8) في المخطوط: «الفنوي».

العثور على قتيل

قد احتاج إلى تنفيذ حنبليّ لحكم حكم به بعض الشافعية (¬1). [العثور على قتيل] وفيه وجد إنسان مقتول بالجدرة (¬2) قرب باب الفتوح وقد سلخ وجهه وقطع أنفه، وما عرف أصلا (¬3). [ظهور النجم المذنّب] وفيه ظهر نجم بالسماء (¬4) في وقت المغرب بذنب مستطيل يزيد على الرمح وله شعاع، ودام أياما يظهر في جانب المغرب. ثم صار يظهر في جانب المشرق، وكان من النوادر (¬5). [العجل العجيب] وفيه وجد عجل من البقر وله ثلاث (¬6) قوائم، (واحدة مقدّمة) (¬7) غليظة، واثنتان مؤخّرتان على العادة (¬8). [عودة قانباي إلى حلب] وفيه خرج قانباي ميلق (¬9) عائدا إلى حلب ومعه عدّة من الخلع وكوامل الثياب (¬10) للنواب، ونحوا (¬11) من أربعين ألف دينار برسم الإنفاق في العسكر (¬12). [إطلاق السلطان جماعة من سجن المقشّرة] وفيه عرض السلطان سجن المقشّرة، وأطلق منه جماعة، وكان به شخصا (¬13) له نحوا (¬14) ¬

(¬1) خبر تكلّم البدر في: إنباء الهصر 401، ووجيز الكلام 2/ 832. (¬2) في المخطوط: «بالجورة». (¬3) خبر العثور على القتيل في: إنباء الهصر 402. (¬4) في المخطوط: «بالنما». (¬5) خبر النجم المذنّب في: إنباء الهصر 402، وبدائع الزهور 3/ 68، والأنس الجليل 2/ 417. (¬6) الصواب: «ثلاثة». (¬7) ما بين القوسين تكرر في المخطوط. (¬8) وقال الصيوفي في إنباء الهصر 403 «وفي هذا اليوم رأيت عجيبة من مخلوقات الله تعالى، وهو أنّ شخصا من أصحابي الأفاضل - أعزّه الله - أحضر إليّ في مجلس الحكم بباب القنطرة عجلا صغيرا وعجلة بيد واحدة ورجلين، واليد الواحدة أغلظ من الرجلين والجبهة، واليد الأخرى التي من جهة الشمال لا أثر فيها ولا كتف ولا لوح. فسبحان الخالق». (¬9) في إنباء الهصر: «سلاق». (¬10) في المخطوط: «كومل الشاب». (¬11) الصواب: «ونحوّ». (¬12) خبر عودة قانباي في: إنباء الهصر 403، وبدائع الزهور 3/ 68. (¬13) يدعى: «محمد العنبري». (¬14) الصواب: «له نحو».

ركوب السلطان

من ثلاثين سنة، ثم عملت مصالح جماعة من المديونين وأطلقوا (¬1). [ركوب السلطان] وفيه ركب السلطان فعدّى النيل إلى الجيزة لمرابع خيوله، وأضافه هناك إنسان من عرب اليسار يقال له ابن مبرقع (¬2)، وصنع له أسمطة مفتخرة، وبات فأصبح متعدّيا (¬3) من منبابه (¬4) وتوجّه إلى العباسة، فأضافه بيبرس بن شعبان من بقر ضيافة حفلة، وأقام بالعباسة أياما، ثم عاد إلى قلعته (¬5). [أضرار السيول] وفيه أمطرت السماء مطرا غزيرا سالت منه الأودية، وحمل السيل من الجبل صخورا كبارا، وامتلأت به الأزقّة والشوارع من الوحل والطين، وانخسفت به الكثير من القبور، وهدمت مباني عديدة من البناء القديم، وعمّ نفع هذه المطرة الكثير من الزروع. وكان من نوادر الأمطار (¬6). [رمضان] [وفاة طوخ أقجي] [2887]- وفي رمضان، في أوله مات طوخ أقجي (¬7) الأبو (¬8) بكري المؤيّدي، أحد الطبلخانات والزردكاش الكبير (¬9) كان. وكان أدوبا (¬10)، حشما، أدوبا (¬11)، خيّرا، ديّنا، رأسا في رمي النشاب، محمود السيرة. مات بطالا. [تفرقة التوسعة الرمضانية] وفيه كان ابتداء تفرقة التوسعة الرمضانية / 234 ب / من السلطان على جماعة من أهل ¬

(¬1) خبر إطلاق المساجين في: إنباء الهصر 404، وبدائع الزهور 3/ 68. (¬2) في إنباء الهصر، وبدائع الزهور: «محمد بن برقع». (¬3) الصواب: «معدّيا». (¬4) في الإنباء: «أنبوبة». (¬5) خبر ركوب السلطان في: إنباء الهصر 405، وبدائع الزهور 3/ 68. (¬6) خبر السيول في: إنباء الهصر 405. (¬7) انظر عن (طوخ أقجي) في: إنباء الهصر 454، 455 رقم 4، وبدائع الزهور 3/ 68، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬8) في المخطوط: «الأبواء». (¬9) في المخطوط: «الكثير». (¬10) في المخطوط: «أدوبانا». (¬11) كرّرها سهوا.

استقدام جرباش ويشبك من دمياط

العلم والمشايخ والطلبة وغيرهم، واستمرّت هذه التوسعة إلى يومنا هذا نحوا من عشرين سنة، لكن أنقص منها بعض سنة 92 على يد خشقدم الطواشي بسوء غارة منه في ذلك، وما أعقب خيرا بعدها (¬1). [استقدام جرباش ويشبك من دمياط] وفيه خرج الأمر باستقدام جرباش كرد (¬2) الأتابك، ويشبك الفقيه الدوادار من ثغر دمياط إلى منازلهما بالقاهرة، أما (¬3) جرباش فلضعفه وعجزه وعدم من يقوم به هناك. وأمّا يشبك فلتمرّض ولده يحيى وتشوّقه إلى لقائه (¬4). [قدوم قاصد ابن عثمان] وفيه قدم قاصد ملك الروم ابن عثمان وصعد إلى القلعة بعد قدومه بأيام، بعد أن أقيم له الموكب (¬5) بالقصر، وأصعد هدية من مرسله ومكاتبة (¬6) بالتودّد، وكان هذا القاصد قد حضر بنيّة الحج. ثم اتفق أن بعث السلطان إليه يأمره بالحضور عنده ليفطر عنده، فصعد، واتفق أن صعد للفطور عند السلطان أيضا المحبّ بن الشحنة قاضي الحنفية، فلم يؤذّن له، فعاد إلى منزله (¬7). [وفاة يحيى بن يشبك] [2888]- وفيه مات يحيى بن يشبك (¬8) الفقيه، الجركسيّ الأصل، (القاهري) (¬9)، الحنفيّ (¬10). ¬

(¬1) وقال الصيرفي: «وفيه رسم السلطان بألف دينار تفرّق على العلماء والصلحاء والفقراء، مثل شيخ الإسلام محيي الدين الكافيجي، والشيخ سراج الدين العبادي، والشيخ زكريا، وأهل القرافة، وغيرهم». (إنباء الهصر 407) وقال ابن إياس: واستمر ذلك عمّالا في كل شهر رمضان مدة أيام الأشرف قايتباي إلى أن مات، ثم تناقص ذلك من بعده. (بدائع الزهور 3/ 69). (¬2) كرد - «كرت». (¬3) في المخطوط: «لها». (¬4) خبر استقدام جرباش في: إنباء الهصر 407، وبدائع الزهور 3/ 69. (¬5) في المخطوط: «بالموكب». (¬6) في المخطوط: «يكاتبه». (¬7) في المخطوط ورد بعدها: «لأنها ظاهر» ولا معنى لهما. وخبر قاصد ابن عثمان في: إنباء الهصر 407، وبدائع الزهور 3/ 69، وتاريخ الأمير يشبك 42، وفيه: «وصل قاصد من عند السلطان أبي يزيد ابن عثمان ومعه هدية، ويذكر في مكاتبته أنه حصل له سرور بقدوم العساكر المنصورة، وأنه يسأل في تجهيز ما يتجدّد من الأخبار أولا بأول، ومهما دعت الضرورة إليه من الغلال والمأكل يجهّز ذلك». (¬8) انظر عن (يحيى بن يشبك) في وجيز الكلام 2/ 837 رقم 1921، والضوء اللامع 10/ 264، 265 رقم 1053، وإنباء الهصر 412، 413 و 466، 467 رقم 13، وبدائع الزهور 3/ 69. (¬9) تكرّرت في المخطوط. (¬10) هو سبط المؤيّد شيخ، ووالد أحمد. (الضوء).

ختم البخاري

وكان شابا حسنا، أدوبا، حشما، فاضلا، قرأ أشياء. وسمع الحديث على جماعة، ونظر الأدب، وكتب المنسوب، وفاق في أنواع الفروسية مع شجاعة وشهامة وكرم، وعلوّ همّة، وتأمّر عشرة، وكان من نوادر أبناء جنسه. ومولد سنة 8 (¬1). [ختم البخاري] وفيه ختم «البخاري» بالقلعة، وأحضرت الخلع فخلعت على القضاة والفقهاء على العادة، وطلب السلطان البدري السعدي الحنبليّ، فخلع عليه بالقضاء الحنبلية، ونزل في مشهد حافل، وكان قد أيس من حضور البرهان ابن مفلح من دمشق، وبعث يتعلّل بأعذار تدلّ على عدم قبوله الولاية (¬2). [وفاة صالحة بنت علي] [2889]-، [وفيه] (¬3) ماتت صالحة (¬4) ابنة علي بن عمر سبطة شيخ الإسلام السراج بن الملقّن (¬5). وكانت قد سمعت في الثالثة على جدّها. ومولدها في سنة 798 (¬6). [شوال] [خلع السلطان في العيد] وفيه جلس [السلطان] (¬7) / 235 أ / في يوم العيد على سرير الملك وخلع على الناس، ودخل منصور بن الظاهر خشقدم بخلعة على السلطان فطلبه إليه وهو صغير إذ ذاك (¬8)، ¬

(¬1) هكذا في الأصل، وابن إياس ينقل حرفيا عن المؤلّف - رحمه الله - فأثبت النص بالرقم نفسه. أمّا في الضوء اللامع فمولده في ربيع الأول سنة 842 هـ‍. (¬2) خبر ختم البخاري في: وجيز الكلام 2/ 831، وإنباء الهصر 413، وبدائع الزهور 3/ 69. (¬3) في المخطوط بياض. (¬4) انظر عن (صالحة) في: الضوء اللامع 12/ 70 رقم 431. (¬5) في الضوء: صالحة ابنة النور علي بن السراج عمر بن أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد الأندلسيّ الأصل القاهري، المعروف جدّها بابن الملقّن، ثم بابن النحوي أخت عبد الرحمن، ووالدة الفاضل محمد بن المغربل. (¬6) هكذا في المخطوط. ومولده في الضوء اللامع في سنة 795، وأحضرت في الثالثة في شوال سنة سبع وتسعين وبعدها على جدّها. (¬7) إضافة يقتضيها السياق. (¬8) كان سنّة دون العشر سنين. (البدائع) وفي إنباء الهصر: عمره نحو خمس سنين.

طلب شاه سوار الأمان

فأجلسه معه على كرسي الملك، وعدّ ذلك من النوادر التي ما وقعت قط (¬1). [طلب شاه سوار الأمان] وفيه ورد الخبر من يشبك بأنّ سوار بعث يطلب منه الأمان، وأن يكون نائبا عن السلطان بالبلاد، وأنه يبعث بأمّه وولده وبمفاتيح درنده، ويحلف على ما أريد منه، وأنه لم يوافقه على ذلك إلا أن حضر عنده بنفسه وخلع عليه (¬2). [إخافة العربان للطريق] وفيه كانت الطريق من قطيا إلى القاهرة مخيفة بواسطة العربان المفسدين (¬3). [إرسال دعم مالي لعسكر يشبك الدوادار] وفيه بعث السلطان بعض الخاصكية وعلى يده (نحوا (¬4) من) (¬5) ستين ألف دينار لمصالح العسكر ومكاتبة من السلطان ليشبك الدوادار بتحريضه في أمر سوار (¬6). [الفتن بفاس] وفيه كان بفاس من مدينة المغرب فتنا (¬7) كثيرة. وكان قد اتفق بني (¬8) وطاس (¬9) على إخراج السيد الشريف محمد بن عمران صاحب فاس منها ويملكونها منه، وآل الأمر إلى إخراجه موضعا على نفسه في العام الماضي، وقدم تونس فأقام بها (¬10). ثم وقع الخلف بين بني وطاس (¬11)، وزاد ذلك في هذا الشهر، وأثاروا فتنا كثيرة هلك منها العباد وخربت البلاد. [وفاة النجم ابن قاضي عجلون] [2890]- وفيه مات ببلبيس النجم ابن (¬12) قاضي عجلون (¬13)، محمد بن عبد ¬

(¬1) خبر خلع السلطان في: إنباء الهصر 416، وبدائع الزهور 3/ 69. (¬2) خبر طلب الأمان في: إنباء الهصر 419، وبدائع الزهور 3/ 69، وتاريخ الأمير يشبك 144 و 145. (¬3) خبر إخافة العربان في: إنباء الهصر 419. (¬4) الصواب: «نحو». (¬5) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬6) خبر الدعم المالي في: إنباء الهصر 419. (¬7) الصواب: «فتن». (¬8) الصواب: «بنو». (¬9) في المخطوط: «قرطاس». (¬10) خبر الفتن بفاس في: بدائع الزهور 3/ 72. (¬11) في المخطوط: «قرطاس». (¬12) في المخطوط: «بن». (¬13) انظر عن (ابن قاضي عجلون) في: الضوء اللامع 8/ 96، 97 رقم 197، ووجيز الكلام 2/ 833 رقم 1909، وإنباء الهصر 420 - 422 و 455 - 458 رقم 6، وتاريخ البصروي 52، 53، ونظم العقيان 150 رقم 150، وحوادث الزمان =

خروج الحاج

الله بن عبد الرحمن (¬1) الزرعي، الدمشقي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا. سمع على جماعة، منهم: [ابن] (¬2) بردس (¬3)، والحافظ ابن (¬4) حجر. وصنّف وألّف. وكان واسع العلم، سخيّ النفس، له نظم. وكان قدم القاهرة بطلب من السلطان، وأشيع بأنه تولّى القضاء الشافعية وكان موعوكا، ثم عنّ له الرجوع إلى بلاده، فخرج فأدركه الأجل بطريقه، فحمل كما هو وأعيد إلى القاهرة، وبها دفن. ومولده سنة 831. [خروج الحاج] وفيه خرج الحاج من القاهرة، / 235 ب / وأميرهم بالمحمل برسباي الشرفيّ، وبالأول أحمد بن الأتابك تنبك البرد بكيّ (¬5). [سقوط نجار من القلعة] وفيه سقط إنسان نجار كان يصنع شيئا ببعض طباق القلعة، فمات، فصعد أهله للسلطان (¬6) وأنهوا إليه أنه فقير الحال وله عيال، وهم يلتمسون شيئا من صدقات السلطان، فأمر بمائة دينار يشترى بها لابنه ملكا (¬7) يستغلّه من الذخيرة، وأمر للميّت بثوب بعلبكيّ وثلاثة دنانير يجهّز بها به (¬8). ¬

= 1/ 199، 200 رقم 259، وبدائع الزهور 3/ 69، 70، والبدر الطالع 2/ 197، والدارس 1/ 347، 348، وكشف الظنون 865 و 873 و 930 و 1158 و 1875 و 1957، وإيضاح المكنون 2/ 587، وهدية العارفين 2/ 207، وديوان الإسلام 4/ 40، 41 رقم 1711، والأعلام 6/ 238، ومعجم المؤلفين 10/ 223، 224، وشذرات الذهب 7/ 322، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 4/ 61، 62 رقم 1056. (¬1) في إنباء الهصر 455 «محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله» وقد تقدّم في الصفحة 420 منه اسمه على الصحيح. (¬2) إضافة على الأصل. (¬3) في المخطوط: «بروس». وهو العلاء علي بن إسماعيل بن محمد بن بردس بن نصر بن بردس بن رسلان البعلي، المؤذّن بجامع بعلبك. ولد بها في سنة 762 وتوفي بدمشق في العشر الأخير من ذي الحجة سنة 846 هـ‍. وقد تقدّمت ترجمته في وفيات السنة المذكورة. (¬4) في المخطوط: «بن». (¬5) خبر الحاج في: إنباء الهصر 423، 424، وبداءع الزهور 3/ 70. (¬6) في المخصوص: «السلطان». (¬7) الصواب: «ملك». (¬8) خبر النجار في: إنباء الهصر 423، 424، وبدائع الزهور 3/ 70.

شنق جارية وغلام لقتلهما سيدهما

[شنق جارية وغلام لقتلهما سيّدهما] وفيه شنقت جارية بيضاء ومعها غلام بعد أن سمّرا معا وشهّرا بالقاهرة على جملين. وكانا قد اتفقا على قتل سيّدهما وأخذ ماله، ودفناه بإسطبله، ثم عرف بهما (¬1). [وفاة الخوند مغل البارزية] [2891]- وفيه ماتت الخوند (¬2) مغل البارزية (¬3)، زوجة الظاهر جقمق. وكانت من خير نساء عصرها دينا وأمانة ومحبّة للصالحين والفقراء، كثيرة البرّ والمعروف والصدقات. وأعمرت (¬4) للشيخ مدين الأشموني (¬5) جامعا، ووقفت عليه أوقافا. وكانت من نوادر الخوندات، ويضرب بها المثل (¬6). [عمارة جامع شادبك] وفيه كانت نهاية عمارة الجامع الذي أنشأه شادبك (¬7) أمير اخور بقرب قنطرة عمر شاه. [ذو القعدة] [شكوى أهل الخانكة للزين عبد الباسط] وفي ذي قعدة خرج الزين بن عبد الباسط إلى الخانكة لبعض شونه (¬8)، فقصده جماعة وافرة من أهل الخانكة لعلمه (¬9) بتقرّبه من السلطان، ورفعوا الأعلام يشكون إليه ما حلّ بهم من بني حرام من الضرر والأذى، وأنهم فرضوا على دور الخانكة وحوانيتها قدرا ¬

(¬1) خبر شنق الجارية في: إنباء الهصر 425، وبدائع الزهور 3/ 70. (¬2) انظر عن (الخوند مغل) في: إنباء الهصر 426، 427 و 464 - 466 رقم 13، والضوء اللامع 12/ 126، 127 رقم 776، ووجيز الكلام 2/ 838 رقم 1924، وبدائع الزهور 3/ 70. (¬3) البارزية: نسبة لأبيها القاضي ناصر الدين ابن البارزي، محمد بن محمد بن عثمان بن محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن المسلّم بن هبة الله، الجهني، الحموي، الشافعي، المتوفى سنة 823 هـ‍. (الضوء اللامع 9/ 137، 138 رقم 350). (¬4) كذا. والصواب: «عمّرت». (¬5) هو مدين بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن علي بن يونس الحميري، المغربي، ثم الأشموني، القاهري، المالكي. ولد سنة 781 تقريبا، ومات سنة 862 هـ‍. (الضوء اللامع 10/ 150 - 152 رقم 603). (¬6) ومولدها في سنة 803 هـ‍. (الضوء). (¬7) في بدائع الزهور 3/ 70. «أنشأه تمراز». ولم يذكر هذا الخبر مصدر ثالث للتأكد من الصواب، علما بأن ابن إياس ينقل عن المؤلّف - رحمه الله - في كتابه هذا. (¬8) كذا. والصواب: «شؤونه». (¬9) الصواب: «لعلمهم».

غرق مركب تجاري بالنيل

معلوما من المال، وجبوا منه نحوا من ثلاثمائة دينار وستين دينار (¬1)، وهدّدوا للناس (¬2) أن رفعوا حالهم إلى السلطان بالنهب والقتل (¬3). [غرق مركب تجاري بالنيل] وفيه غرقت مركب ببحر النيل بقرب بيسوس فيها الكثير من الأمتعة والمتاجر بجماعة من الأروام، ولم ينج فيها سوى ثلاثة أنفار، فعيّن السلطان الشرف بن كاتب غريب ومعه الجلال ابن الأمانة، أحد نواب الحكم للشافعية بالتوجّه لمكان غرقها وضبط / 236 أ / ما يؤخذ منها بالغطاسين، فلم يظفر منها بربع ما كان فيها (¬4). [قاصد حسن الطويل إلى السلطان] وفيه صعد قاصد من عند حسن الطويل إلى القلعة لبين يدي السلطان بعد أن أقيم له موكبا حافلا (¬5) وقرئت مكاتبته أحضرها إلى السلطان سرّا، وقدّم (¬6) هدية، ثم أخذ الناس في القيل والقال في سبب حضور هذا القاصد وأقام بالقاهرة أياما، ثم سافر وجهّزت معه هدية لمرسله (¬7). [وفاة حمزة نائب دمياط] [2892]- وفيه مات حمزة بن يوسف (¬8) بن مغلطاي، نائب دمياط. وهو فاضل (¬9)، وكان بشوشا، فكه المحاضرة، ذا حتكة. مات شيخا. [ازدياد شرّ بني حرام] وفيه زاد شرّ بني حرام وكثر أذاهم وفسادهم جدا (¬10). ¬

(¬1) الصواب: «دينارا». (¬2) الصواب: «الناس». (¬3) خبر الشكوى في: إنباء الهصر 427، 428 وفيه: «الزين أبو بكر بن عبد الباسط». (¬4) خبر غرق المركب في: «إنباء الهصر 428، وبدائع الزهور 3/ 70. (¬5) الصواب: «بعد أن أقيم له موكب حافل». (¬6) في المخطوط: «إلى السلطان سرا السلطان وقدّم. . .». (¬7) خبر القاصد في: إنباء الهصر 428، وبدائع الزهور 3/ 70. (¬8) انظر عن (حمزة بن يوسف) في: بدائع الزهور 3/ 70، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬9) في المخطوط: «خافل». (¬10) خبر بني حرام في: إنباء الهصر 433، وبدائع الزهور 3/ 70، 71.

تكرار ركبات السلطان

[تكرار ركبات السلطان] وفيه تكرّرت ركبات السلطان للنزهة إلى جهات شتّى (¬1) غير ما مرة (¬2). [ذو الحجة] [تسلّم قلعة درنده] وفي ذي حجّة وصل قاصد من يشبك الدوادار ومعه مكاتبة منه يخبر السلطان فيها بأنّ شاه سوار بعث إليه بمفاتيح قلعة درنده (¬3) وأنه بعث بدقماق أحد العشرات فسلّمها وأنزل جماعة سوار منها، وأنّ سوار أعاد طلبه الأمان لنفسه، وأنه مقيم بقلعة زمنطوا هو وأهله ومعه فئة قليلة، وأنه بعث إليه بمهمندار حلب وعاد من عنده، وأخبر بأنه سيؤخذ عن قريب، وكان كذلك، فإنّ يشبك سار إليه بالجموع حتى نزل على قلعة زمنطوا وضايقها، فأذعن له سوار، ونزل بأمان إليه، فقبض عليه برقوق نائب الشام وأودعه السلسلة، ورحل العسكر قاصدين حلب عائدين إلى القاهرة. وقصّة أخذ سوار [و] دخوله قد ذكرناها برمّتها في تاريخنا «الروض الباسم» (¬4). [قدوم إياس نائب طرابلس على السلطان] وفيه قدم إياس الطويل المحمدي نائب طرابلس كان، وصعد إلى بين يدي السلطان فأنس إليه ومازجه ومازحه، وخلع عليه كاملية هائلة، وأركبه فرسا من تحت المقعد السلطاني من الحوش بالسرج (¬5) الذهب والكنبوش (¬6) الزركش بعد أن أحضر له كرسيّا (¬7)، فركب من عليه، وكان قد شاخ وكبر سنّه، وأشيع بأنه سيتولّى شيئا، ثم أخرج / 236 ب / إلى طرابلس على إمرة يأكلها طرخانا (¬8). [قدوم الأتابك جرباش ويشبك الفقيه على السلطان] وفيه قدم الأميران الأتابك جرباش (¬9)، ويشبك الفقيه وصعدا إلى القلعة وعليهما ¬

(¬1) في المخطوط: «شي». (¬2) خبر ركوب السلطان في: إنباء الهصر 434. (¬3) في تاريخ الأمير يشبك: «دندرة». والمثبت يتفق مع: إنباء الهصر، وبدائع الزهور. (¬4) في القسم الضائع منه. وخبر قلعة درنده في: إنباء الهصر 436، 437، وبدائع الزهور 3/ 71، وتاريخ الأمير يشبك 143 - 148، وتاريخ البصروي 53 (باختصار شديد)، والتاريخ الغياثي 364 - 366، وتاريخ ابن سباط 2/ 813 (في حوادث سنة 872 هـ‍)، وأخبار الدول 3/ 102، وتاريخ الأزمنة 360. (¬5) في المخطوط: «بالشرح». (¬6) في المخطوط: «والكنبوس». (¬7) الصواب: «كرسيّ». (¬8) خبر قدوم إياس في: إنباء الهصر 437، وبدائع الزهور 3/ 71. (¬9) في وجيز الكلام 2/ 832 «جرباس».

الأمر بإنشاء برج ثغر رشيد

الثياب الطرح على العادة، فرحّب السلطان بهما وأنس إليهما وخلع عليهما (¬1)، وقام لجرباش حين تقدّم (لتقبيل) (¬2) يده، وشفع جرباش في جانبك كوهيه، ثم نزلا وهرع الناس إليهما للسلام عليهما (¬3). [الأمر بإنشاء برج ثغر رشيد] وفيه أمر السلطان بإنشاء البرج العظيم بقرب ثغر رشيد (¬4). [توجيه أمراء لردع العربان في الشرقية] وفيه عيّن السلطان الأتابك أزبك، وأمير سلاح جانبك قلقسز، وأزدمر الطويل، وقانصوه الخسيف، وأمرهم بالخروج سريعا إلى جهة الشرقية لردع العربان، وكانوا قد جالوا وعاثوا بالنواحي. ثم وقع بالقاهرة حركة وهرجة عظيمة واضطراب، وكادت أن تموج بأهلها، وأرجف بهجوم العرب القاهرة لنهبها، وانكشف الحال أنه كان بين بين وائل وبين حرام حرب، وهزم بعضهم بعضا، وآخرين (¬5) انهزموا إلى جهة القاهرة وأعداؤهم في أثرهم حتى وصلوا إلى الحسينية، والنهب والسلب عمّال في المارّة إلى آخر النهار، فأرجف بما أرجف فعيّن السلطان من ذكرنا، وأضاف إليهم عدّة من الجند الجلبان من طباق القلعة، وخرجوا قريب غروب الشمس في كبكبة كبيرة. ووصل الأتابك إلى الخانكه، ثم أصبح فعاد بمن معه وقد قبضوا على البعض من العربان فأودعوا إلى السجن، ولم يعد قانصوه الخسيف، وأمر بالإقامة بالشرقية لردع المفسدين. وكانت هذه من نوادر الحوادث (¬6). [ولادة أربعة توائم] وفيه وضعت امرأة أربعة من الأولاد في بطن واحد، ذكرين وأنثيين، وكان والدهم من الفقراء فحملهم إلى السلطان، وذكر قصّته وفقره وفاقته، فأمر له بعشرة دنانير وخمسة أرادب من القمح (¬7). [عرض فرنج في الأغلال على السلطان] وفيه أحضر إلى القاهرة / 237 أ / جماعة من الفرنج في الأغلال، وعرضوا على السلطان، وكانوا قد أخذوا من بعض السواحل وهم متجرّمون، فأسلم منهم عدّة، وسجن من بقي (¬8). ¬

(¬1) في المخطوط: «عليها». (¬2) تكرّرت في المخطوط». (¬3) خبر قدوم الأتابك في: إنباء الهصر 440، 441، وبدائع الزهور 3/ 71، ووجيز الكلام 2/ 832. (¬4) خبر إنشاء البرج في: بدائع الزهور 3/ 71 وفيه زيادة: «فجاء غاية في الحسن من البناء والإمكان». (¬5) الصواب: «وآخرون». (¬6) خبر عربان الشرقية في: إنباء الهصر 443، وبدائع الزهور 3/ 71، 72. (¬7) خبر التوائم الأربعة في: إنباء الهصر 444، وبدائع الزهور 3/ 72. (¬8) خبر الفرنج في: إنباء الهصر 444 و 445.

عودة العلاء الحصني مغضبا من يشبك

[عودة العلاء الحصني مغضبا من يشبك] وفيه وصل إلى القاهرة العلاء الحصنيّ، وكان قد خرج مع يشبك من مهدي، وجرى له مع المذكور كائنة غضب عليه منها فعاد إلى القاهرة مختفيا (¬1). [وفاة ناظر القدس والخليل] [2893]- وفيه مات حسن التيمي (¬2) بن بيرم بن ططر ناظر القدس والخليل (¬3) * * * [وفاة بلال العمادي] [2894]- وفيها مات بلال بن عبد الرحمن (¬4) العمادي (¬5)، الحبشيّ (¬6). وله زيادة على الست وثمانين (¬7) سنة (¬8). وكان إنسانا حسنا له ذكر وشهرة قديما. [وفاة جبريل البريدي] [2895]- ومات جبريل البريدي (¬9)، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، صالحا، خيّرا، ديّنا. [وفاة التبريزي الرومي] [2896]- وشيخنا حسن (¬10) بن يعقوب (¬11) بن محمد بن مديد التبريزي، البرساوي (¬12)، الرومي، الحنفيّ. ¬

(¬1) خبر عودة العلاء في: إنباء الهصر 445، 446. (¬2) انظر عن (حسن التيمي) في: بدائع الزهور 3/ 72، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬3) وقال ابن إياس: وكان لا بأس به». (¬4) انظر عن (بلال بن عبد الرحمن) في: الضوء اللامع 3/ 18 رقم 85. (¬5) العمادي: لكونه فتى العماد إسماعيل بن خليل الاعزازي. (¬6) وهو حنبليّ المذهب. مما يستدرك على تراجم ووفيات الحنابلة. (¬7) الصواب: «الست والثمانين». (¬8) ولد في حدود سنة 785 هـ‍. (الضوء). (¬9) لم أجد لجبريل البريدي ترجمة في المصادر. (¬10) في المخطوط: «حسد». (¬11) لم أجد لحسن بن يعقوب ترجمة في المصادر. (¬12) البرساوي: بضم الباء الموحّدة. نسبة إلى برسا - بورصة، المدينة التركية المعروفة الآن.

وفاة تغري بردي الفقيه

وكان فاضلا، بارعا، عارفا بالفرائض والحساب، صالحا، خيّرا، ديّنا، من ذوي المروءآت مع بشر وبشاشة وجه. ومولده بعيد السبعين وسبعمائة. [وفاة تغري بردي الفقيه] [2897]- ومات تغري بردي الفقيه (¬1) العلائي، الأشرفيّ. وكان عجولا يستحضر الكثير من المسائل الفقهية، مع دين وخير وصلاح. [وفاة عبد الرحمن الوهراني] [2898]- ومات عبد الرحمن بن عبد العزيز (¬2) المغربي، الواهراني (¬3)، المالكيّ. وكان فاضلا، صالحا، خيّرا، ديّنا، من أصحاب سيدي إبراهيم التازي (¬4). [وفاة إبراهيم البرقي] [2899]- وإبراهيم البرقي (¬5)، أحد موقّعين (¬6) الدّست، بل منهم. وكان عارفا بالصناعة، له ذكر وشهرة. [وفاة الشهاب البلدي] [2900]- والشهاب البلدي (¬7)، السيد الشريف، أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن الحسن بن الحسين الطرابلسيّ، الشافعيّ. وكان فاضلا، أدوبا، حشما، له إلمام بالعربية. [وفاة يلبغا السيفي] وفيها مات من الأتراك. [2901]- يلبغا السيفيّ (¬8) قراقجا الحسنيّ، نائب إياس. ¬

(¬1) لم أجد لتغري بردي الفقيه ترجمة في المصادر. (¬2) لم أجد لعبد الرحمن بن عبد العزيز ترجمة في المصادر. (¬3) هكذا يكتبها المؤلّف - رحمه الله - في كتابه هذا وفي الروض. وهي نسبة إلى مدينة وهران بالجزائر. (¬4) هو المغربي. مات في سنة 866 هـ‍. قال السخاوي: أرخه لي بعض فضلاء المغاربة. (الضوء اللامع 1/ 187). (¬5) لم أجد لإبراهيم البرقي ترجمة في المصادر. (¬6) الصواب: «أحد موقّعي». (¬7) لم أجد للشهاب البلدي ترجمة في المصادر. (¬8) انظر عن (يلبغا السيفي) في: تاريخ الأمير يشبك 151، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع.

وفاة أزدمر الإبراهيمي

[وفاة أزدمر الإبراهيمي] [2902]- (وأزدمر الصغير الإبراهيمي (¬1)، الظاهريّ، أحد العشرات، وروس (¬2) النوب، على حصار قلعة زمنطو (¬3). وكان عنده شجاعة وفروسية) (¬4). [وفاة سنان الحلواني] [2903]- ومات سنان الحلواني (¬5)، الروميّ، أمير أنطاكيا، من قبل ابن عثمان في حرب بينه وبين قليج أرسلان صاحب العلايا حين أخذها ابن عثمان. [الوحشة بين صاحب تونس وابنه] وفيها كان بين السلطان المتوكل على الله (عثمان صاحب تونس) (¬6) وبين ولده / 237 ب / محمد المسعود (بالله) (¬7) شبه وحشة بسبب ما كان يبلغه عنه من التلهّي والشرب (حتى) (¬8) قدم إليه أنه إن لم ينته عمّا هو فيه وإلاّ أخرجه عن ولاية عهده فأخذ في إظهار الإقلاع، وأبعد والده عنه من كان معه على ما هو عليه، وصلح حال المسعود بعدها، وأخذ في إظهار أفعال البرّ والخير واصطناع المعروف. [الفتن ببلاد فاس] وفيها كانت الفتن ببلاد فاس (¬9) وملكها بني (¬10) أوطاس (¬11)، وقام على ذلك بعضا (¬12) من أقاربه، وملك عوضه (¬13). ¬

(¬1) لم أجد لأزدمر الصغير الإبراهيمي ترجمة في المصادر. (¬2) كذا. (¬3) في المصادر: «زمنطوا». (¬4) هذه الترجمة بكاملها كتبت على هامش المخطوط. (¬5) لم أجد لسنان الحلواني ترجمة في المصادر. (¬6) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬7) تكرّرت في الأصل. (¬8) كتبت فوق السطر. (¬9) في المخطوط: «فارس»، وتابعه ابن إياس في الخطأ وذكرها: «فارس» أيضا، وقد صحّحناها بناء على ما بعدها، فبنو وطاس في المغرب وليس في بلاد فارس. وقد تقدّم ذكرهم أكثر من مرة. (¬10) الصواب: «بنو». (¬11) كذا. والمعروف: «وطاس». (¬12) في المخطوط وردت العبارة مشوّشة: «وقام على من ذلك بعصا». (¬13) بدائع الزهر 3/ 72.

الفتن ببلاد ابن قرمان

[الفتن ببلاد ابن قرمان] وفيها كانت الفتن ببلاد ابن قرمان، والأراجيف عمّالة بأنّ ابن عثمان في قصد انتزاعها من ابن عمّته أحمد بن قرمان، حتى وقع ذلك بعد ذلك. [الفتن بالشرق] وفيها كانت الفتن بالشرق بين حسن الطويل وبني بيقرا ملوك (¬1) هرة بل وبينه وبين ملوك سمرقند (¬2). ¬

(¬1) في المخطوط: «حسن الطويل وبني نقرا ملوك». (¬2) خبر الفتن بالشرق في: بدائع الزهور 3/ 72.

سنة سبع وسبعين وثمانماية

سنة سبع وسبعين وثمانماية [محرم] [الشكوى من القاضي المالكي] في محرم لما حضر القضاة عند السلطان للتهنئة وقف إنسان بقصّة يشكوا (¬1) القاضي المالكي، فأمره السلطان بأن يوكّل وكيلا يسمع عليه الدعوى عند تنبك قرا الدوادار الثاني، ومهما كان الشرع، يعمل. [كائنة تغري بردي] [وفيه] (¬2) كائنة تغري بردي (ططر والأتابكي أزبك بسبب ضرب الكرة، وقد زاحم فرس تغري بردي فرس الأتابكي أزبك) (¬3) لأخذها قبل الأتابك فزجره، فلم ينزجر، فحنق منه وأراد أن يضربه فأخذ بعنان فرسه، فزاد حنقه وتناوله بالصولجان ضربا في المجلس العام حتى تكسّر الصّولنجان من ضربه به، وتغري بردي في أثناء ذلك يسبّ ويشتم حتى دخل الأتابك جانبك قلقسيز أمير سلاح بينهما، فثنى الأتابك عنان فرسه ونزل كالمغضب من ذلك، فإنه كان يتوقّع أن يوقع السلطان في تغري بردي فعلا، وما حمدا (على) (¬4) هذا بل ونسبا إلى قلّة (¬5) الأدب وكسر ناموس السلطنة (¬6). [القبض على جماعة من العربان] وفيه أحضر إلى القاهرة جماعة من حرام وعدّة من خيولهم ورماحهم بعد أن قبض عليهم، وقتل بعض العرب في ذلك. ¬

(¬1) كذا، والصواب: «يشكو». (¬2) في الخطوط بياض. (¬3) ما بين القوسين استدركناه من: بدائع الزهور. وهو ساقط من المخطوط. (¬4) عن الهامش. (¬5) في المخطوط: «اقله». (¬6) كائنة تغري بردي في: بدائع الزهور 3/ 72.

وفاة قلمطاي المصرطن

[وفاة قلمطاي المصرطن] [2904]- / 238 أ / وفيه مات قلمطاي (¬1) (المصرطن) (¬2) الإسحاقي، الأشرفيّ، أحد العشرات. وكان حشما، خيّرا، ديّنا، ذا عصبيّة، مع شجاعة وفروسية. [وصول قانباي بالبشارة] وفيه وصل قانباي صلق بالبشارة (بالقبض على سوار) (¬3) من (¬4) زمنطوا (¬5) إلى القاهرة في ثلاثة عشر يوما (¬6). [تقييد المفسدين من العرب بالسلاسل] وفيه سافر الأتابك أزبك ومعه عدّة من الأمراء، واختلف الناس في سفره وأنه إلى أين، ثم عاد بعد أيام ومعه عدّة من العرب المفسدين في السلاسل (¬7). [وفاة تنبك السيفي] [2905]- وفيه مات تنبك السيفي (¬8) ألماس الأشرفيّ، نائب البيرة. [عرض الجند واختبارهم بلعب الرمح] وفيه عرض السلطان الجند من المماليك وأولاد الناس وأحضر عدّة من الرماح ليلعب بها بين يديه حتى يمتحن من يعرف ذلك ممّن لا يعرفه، وحصل على كثير من أولاد الناس بل وغيرهم مالا عنه مزيد من النكد، فصار لما يعمل به من يعمل لا يعجبه ذلك فيوبّخ ويقرّع الكثير من أهل المعرفة بالفنّ، فما بالك بغيرهم، ولا زال يلعب بين يديه حتى انتهى مراده، ثم أخذ في التأكيد على أولاد الناس بأنهم [يعرضوا] (¬9) وأنه يعرض ثانيا (¬10). ¬

(¬1) انظر عن (قلمطاي) في: الضوء اللامع 6/ 224 رقم 752. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) ما بين القوسين كتب فوق السطر. (¬4) وضع الناسخ إشارة بعد «من» وكتب على الهامش: «قلعة زمنطوا وقد ذكرنا كيفية ذلك في تاريخنا الروض الباسم، ولما وصل هذا الخبر للسلطان سرّ به جدا وخلع على قانباي وحصل له الخلع الكثير من الأمراء وغيرهم. ووصل قانباي بهذه البشارة». (¬5) في المخطوط: «زبنطوا». (¬6) خبر البشارة في: تاريخ الأمير يشبك 143 (بالحاشية) و 148، وبدائع الزهور 3/ 72، 73. (¬7) خبر تقييد المفسدين لم أجده في المصادر. (¬8) انظر عن (تنبك السيفي) في: بدائع الزهور 3/ 74، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬9) في المخطوط لفظ مبهم: «يد منعّرا». وما أثبتناه ترجيحا. (¬10) خبر عرض الجند في: بدائع الزهور 3/ 75.

صفر

[صفر] [التهنئة بالشهر] وفي صفر لما صعد القضاة لتهنئة السلطان بالشهر أخذ يسأل عن أمر سوار وما الحكم فيه، وكان تقدّم منه الأمر بكتابة عدّة فتاوى، وأخذ خط المشايخ العلماء والقضاة عليها، وتهوّر القاضي المالكي ابن حريز في هذا (¬1) اليوم (¬2). وقد ذكرنا ما وقع بتمامه وكماله في تاريخنا «الروض» (¬3). [عزل قاضي المالكية] وفيه صرّح السلطان بعزل السراج بن حريز (¬4) قاضي المالكية ووكّل به بطبقة الزمّام، وعيّن للقضاء البرهان اللقّانيّ أحد نواب الحكم، وبعث إليه السلطان بمبلغ وثياب ونعل وغير ذلك، ثم استقرّ به في القضاء بعد أيام، وخلع عليه (¬5). [ضرب السلطان للجلبان على شرب الخمر] وفيه ضرب السلطان ثلاثة أنفار من جلبانه ومعهم آخر من الخشقدمية ضربا مبرحا لإجماعهم على شرب الخمر، ثم ضرب آخر بعد أيام لفسق بلغه عنه، وأمر بنفيه إلى البلاد الشامية، وكان من جلبانه (¬6). [سفر السلطان إلى دمياط ورشيد] / 238 ب / وفيه كان سفر السلطان إلى ناحية دمياط ورشيد وترّوجة، وغير ذلك، وسار في بحر النيل ومعه الأتابك أزبك، وعدّة من الأمراء، وغيرهم. وكان في أبّهة زائدة. واستمرّ غائبا من ثامن عشر هذا الشهر إلى سلخه (¬7). [ربيع الأول] [صعود السلطان القلعة] وفي ربيع الأول، في مستهلّه، كان صعود السلطان إلى قلعته من سفرته، وعدّت (¬8) ¬

(¬1) في المخطوط: «هذ». (¬2) خبر التهنئة في: بدائع الزهور 3/ 75. (¬3) في القسم الضائع منه. (¬4) في المخطوط: «حرب». (¬5) خبر قاضي المالكية في: بدائع الزهور 3/ 75. (¬6) خبر ضرب الجلبان في: بدائع الزهور 3/ 75. (¬7) خبر سفر السلطان في: بدائع الزهور 3/ 75. (¬8) في المخطوط: «وعدّ».

ضرب الرنوك على باب القصر وباب زويلة

غيبته عن القاهرة هذه المدّة من النوادر، وما عرفوا ما يتأتّى بعده مما هو أندر (¬1) منه (¬2). [ضرب الرنوك على باب القصر وباب زويلة] وفيه أمر السلطان بتبيض باب القصر، وبابي زويلة، وضرب الرنوك والطرازات عليهما (¬3). [الاستعداد لوصول يشبك وعسكره] وأخذ الناس يتجهّزون لملاقات (¬4) يشبك (¬5) والعسكر، وقد أشيع قرب مجيئه ودخل القاهرة الكثير من الجند في هذه الأيام (¬6). [كسر النيل] وفيه، في حادي عشرين مسرى، كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل الأتابك أزبك لذلك على العادة (¬7). [دخول يشبك وسوار مقيّدا] وفيه، في ثامن عشره، كان دخول يشبك (إلى القاهرة) (¬8) ومعه سوار في سلسلة من الحديد، وبقيّة إخوته وأعيان من قبض عليهم من جماعة (¬9)، بعد أن أمر الجند (بأسرهم) (¬10) بالركوب مع يشبك حين دخوله، وارتجّت القاهرة له يوم دخلها، وكان في موكب حافل جدا، وقد زيّنت له القاهرة، وقعد الناس لرؤيته من الريدانية إلى باب المدرج، وسار هو في ذلك الموكب الحافل قاصد (¬11) القلعة، وقد عنّف الأطلاب، وسارت أمامه (شيئا) (¬12) فشيئا حتى كان هو آخرها، وبين يديه الأمراء بأسرهم (والأسرى من سوار وجماعته وغيرهم من عربان وتركمان، وصعد إلى بين يدي السلطان فخلع عليه ¬

(¬1) في المخطوط: «انذر». (¬2) خبر صعود السلطان في: إنباء الهصر 475، 476. (¬3) خبر ضرب الرنوك في: بدائع الزهور 3/ 76. (¬4) الصواب: «لملاقاة». (¬5) في المخطوط: «يشبك». (¬6) خبر الاستعداد في: تاريخ الأمير يشبك 156، وبدائع الزهور 3/ 76. (¬7) خبر النيل في: بدائع الزهور 3/ 76. (¬8) تكرّرت في الأصل. (¬9) كذا. والصواب: «من جماعته». (¬10) كتبت فوق السطر. (¬11) الصواب: «قاصدا». (¬12) كتبت فوق السطر.

خلعة حافلة جدا وعلى من معه من الأمراء) (¬1) بالقصر. ثم انتقل السلطان إلى الإيوان، ولم يعرض سوار ثمّ إلى الحوش فأحضر إلي بين يديه هو وإخوته، ومن كان منهم بالسجن أيضا، وطال (¬2) مكالمة السلطان لهم. ووقعت أشياء يطول الشرح في ذكرها آلت إلى أمر السلطان بتشهير سوار ومن معه من إخوته وجماعة (¬3)، وشنقه وإخوته مكلّبين بباب زويلة، وتوسيط جماعتهم بباب القصر (¬4). وكان سوار هو وأخوه أردوانه / 239 أ / الأحدب (¬5)، وخدادا (¬6)، ويحيى كاور (¬7)، وسلمان، فانطوى بساطهم وكأنهم لم يكونوا، وماتوا بأسرهم في (يوم‍) (¬8) [هم] (¬9) هذا، ما عدا الأحدب (¬10)، فإنه مات بعد إنزاله في ثاني يومه (¬11). ¬

(¬1) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬2) الصواب: «وطالت». (¬3) الصواب: «وجماعته». (¬4) خر دخول يشبك في: وجيز الكلام 2/ 839، وتاريخ الأمير يشبك 157 - 159، وتاريخ الأزمنة 360 (وجعله في سنة 872 هـ‍)، وتاريخ ابن سباط 2/ 813، والتاريخ الغياثي 366، وتاريخ الخميس 2/ 433 (وجعله في سنة 879 هـ‍)، وتاريخ البصروي 55، وأخبار الدول 3/ 102، وتاريخ الأمير حيدر الشهابي 546 (وجعله في سنة 872 هـ‍)، وبدائع الزهور 3/ 76 - 78، والضوء اللامع 10/ 273 (في ترجمة: يشبك من مهدي، رقم 1077)، والأنس الجليل 2/ 419. (¬5) في المخطوط: «الأحمدي»، والتصحيح من: تاريخ الأمير يشبك، وبدائع الزهور، وفيه: «الأحذب». (¬6) في تاريخ الأمير يشبك 159 «خداداد». (¬7) في تاريخ الأمير يشبك 159 «كاور يحيى». (¬8) عن الهامش. (¬9) إضافة. (¬10) في المخطوط: «الأحمدي». (¬11) جاء في تاريخ الأمير يشبك 159 «رسم مولانا السلطان - خلّد الله ملكه - أن يشنكل سوار وإخواته الثلاثة بباب زويلة، والثلاثة بباب النصر، ويوسّطوا جماعته هناك، فركبوا جمالا فسمّروا جميعا، ما خلا سوار، فإنه ركب هجينا وفي رقبته في أعلا (كذا) الجنزير حديدة طويلة وفيها جرس، فلما وصلوا إلى باب زويلة، فبطح سوار أولا، وشنكل، ثم كاور يحيى، ثم أردوانة، ثم خداداد، ووقعت الشفاعة في الثلاثة من إخوته، وهم: عيسى، ويونس، وسالم الذين كان رسم بشنقهم في باب النصر، فأنزلوا من الجمال، فوسّطوا الباقي، وهم اثنى (كذا) عشر نفرا، واستمر سوار المخذول وإخوته المشنكلون معه معلّقين، والخلائق يزدحمون للتفرّج عليهم وهم يستغيثون فلا يغاثون، ما خلا شاه سوار، فإنه ساكت ساكن، ومات سوار في آخر يومه. فلما كان يوم الثلاثاء تاسع عشره، صعد المقر الأشرف الأمير دوادار إلى القلعة واجتمع بمولانا السلطان، ثم نزل وجاز من بين باب زويلة ليعود المقر الأشرف السيفي تمر المحمدي - أمير حاجب الحجاب - لضعف كان عرض له بعد أن تكلّم مع مولانا السلطان في إطلاق أردوانة الأحدب، أخي =

ترجمة شاه سوار

[ترجمة شاه سوار] [2906]- وكان سوار (¬1) هذا شجاعا، بطلا، شهما، حازما، عارفا، ضربت باسمه السكة، وخطب له بالأبلستين، وهو أعظم بني دلغادر شهامة وهمّة وعزّة. [تأمير كسباي من ولي الدين] وفيه قدم مع يشبك من مهدي: كسباي من وليّ الدين الظاهري خشقدم. وكان يشبك قد شفع فيه وأحضره إلى القاهرة، فأمّر عشرة بعنايته، وأنس إليه السلطان وخلع عليه (¬2). [وفاة الشهاب الكتبي] [2907]- وفيه مات الشهاب الكتبي (¬3)، أحمد بن علي بن حسن المقري، الشافعيّ. وكان خيّرا، ديّنا، عارفا بالقراءآت (¬4) السبع، وبصناعة تجليد الكتب، وله فيها نوادر. سمع على جماعة. ومولده بعد العشرة وثمان مئة (¬5). [إرسال يشبك تقدمة حافلة للسلطان] وفيه بعث يشبك إلى السلطان بتقدمة حافلة جدا ما بين مماليك وخيول وبغال وجمال [و] بقر، وغيرها، ونحوا (¬6) من ثلاثمائة قفص حمال بها، والثياب الفاخرة من الحرير الملوّن ¬

= سوار، فلما وصل إلى باب زويلة وجد سوار ميتا، ثم إن أردوانة شكا له وتضرّع، فرسم للوالي بإطلاقه فأطلق في الحال وتوجّهوا به إلى بيت صاحب الشرط فسقاه وأطعمه، وطلب له المزّينين ليصلحوا حاله بالعلاج، فمات في ليلته. أما ابن إياس فيقول: «فشنكلوا سوارا وعلّقوه في وسط باب زويلة، وأخاه يحيى كاور عن يمينه، وأردوانة عن شماله، وعلّقوا خدادا داخل الباب، وأما سلمان فكان أمردا مليح الشكل، فرقّ له الناس، فشفع فيه الأمير يشبك مخلّصه من الشنكلة. (البدائع 3/ 77، 78). (¬1) انظر عن (سوار) في: وجيز الكلام 2/ 839، والضوء اللامع 3/ 274، 275 رقم 1046، و 10/ 273 (في ترجمة: يشبك من مهدي، رقم 1077)، وتاريخ البصروي 55، وتاريخ ابن سباط 2/ 813، وبدائع الزهور 3/ 78، 79، وتاريخ الأزمنة 360 (وفيه وفاته سنة 872 هـ‍). وتاريخ الخميس 2/ 433 وفيه وفاته سنة 879 هـ‍، وتاريخ الأمير يشبك 159، والتاريخ الغياثي 366، وأخبار الدول 3/ 102، وتاريخ الأمير حيدر الشهابي 546 (وفيه وفاته سنة 872 هـ‍)، والأنس الجليل 2/ 419، وإعلام الورى 69. (¬2) خبر تأمير كسباي في: بدائع الزهور 3/ 79. (¬3) لم أجد للشهاب الكتبي ترجمة في المصادر. (¬4) في المخطوط: «القرات». (¬5) الصواب: «العشرة والثمانمائة». (¬6) الصواب: «ونحو».

مدائح الشعراء ليشبك

والصوف والفرو وأنواع الأسلحة والآلات والتحف والطرف ما لا يعبّر عنه (¬1). [مدائح الشعراء ليشبك] وفيه حملت إلى يشبك عدّة قصائد امتدحه بها في هذه الشعراء في هذه القضية، وكانت طنّانة (¬2). [ربيع الآخر] [تقدمة إينال الأشقر للسلطان] وفي ربيع الآخر بعث إينال الأشقر للسلطان تقدمته سبعة عشر مملوكا على يد ولده، فقبل ذلك وخلع على الولد، وأقطعه إقطاعا باسمه (¬3). [إمرة ركب الحاج] وفيه خلع على الشهاب أحمد بن تنبك البردبكي بإمرة الركب الأول، وكان موعوكا، فأخذ يستعفي من ذلك فلم يجب. وكان موته بعد خروجه بالبركة قبل رحيله، على ما سيأتي (¬4). [إمرة الحاج] وفيه خلع (على) (¬5) برسباي الشرفيّ باستمراره على إمرة الحاج بالمحمل (¬6). [وفاة جانبك الأبيض] [2908]- وفيه مات جانبك الأبيض (¬7) النوروزيّ، أحد الخمسات والحجّاب. وله زيادة على السبعين. وكان ساكنا، هيّنا، ليّنا. [مجلس بشأن وقف برقوق] وفيه عقد مجلس بدار يشبك الدوادار بأمر / 239 ب / السلطان، وحضره القضاة ¬

(¬1) خبر التقدمة لم أجده في المصادر. (¬2) خبر مدائح الشعراء لم أجده في المصادر. (¬3) خبر التقدمة لم أجده في المصادر. (¬4) خبر إمرة الركب في: بدائع الزهور 3/ 79. (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) خبر إمرة الحاج في: بدائع الزهور 3/ 79. (¬7) انظر عن (جانبك الأبيض) في: بدائع الزهور 3/ 79، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع.

وفاة قانم الكتاتب

الأربع (¬1) ومشايخ العلم والطلبة بسبب وقف (السلطان) (¬2) برقوق. وكان قد وقع بين الخوند شقراء ابنة الظاهر فرج بن برقوق (وبين) (¬3) فاطمة ابنة آسية ابنة الناصر المذكور، وهي أخت شقراء المذكورة، نزاع في استحقاق إنسان منهم مات، هل يؤل (¬4) إلى شقراء، وإلى بنت أختها. وكان العلماء قد أفتوا في ذلك بتعارض وقع في كلامهم، وقام المحبّ بن الشحنة مع شقراء قياما تامّا حتى نسب فيه إلى غرض، بل كان سببا لعزله بعد ذلك. ثم انفضّ هذا المجلس لا (على) (¬5) طائل (¬6). [وفاة قانم الكتاتب] [2909]- وفيه مات قانم الكاتب (¬7). [سفر الشرف الأنصاري لغزو الفرنج] وفيه سافر الشرف الأنصاريّ ومعه مائة من مماليك يشبك الدوادار (¬8) ليركب البحر الملح لغزو الفرنج. وكان قد جهّز خمسة أغربة لذلك (¬9). [وصول قاصد ملك الفرنج البنادقة] وفيه وصل إلى القاهرة قاصد ملك الفرنج البنادقة بهدية للسلطان ومكاتبة فقبلت الهدية وأكرم القاصد (¬10). [اللعب بالرمح بين يدي السلطان] وفيه أمر السلطان بأن يعمل بالرمح بين يديه خصمانيا، وأحضر قاصد البندقية فرأى ذلك وما وقع فيه من الأطعان (¬11) والعمل للذين قلعت فيه عدّة أعين، وتعطّبت فيه عدّة من الجلبان. وتعجّب هذا القاصد من ذلك (¬12). [حنق السلطان م المحبّ ابن الشحنة] وفيه بعث السلطان نقيب الجيش للقضاة والمشايخ بأن يحضروا عنده في حادي عشر هذا الشهر لعقد مجلس بسبب فاطمة بنت أخت الخوند شقراء، وكان قد وقف ¬

(¬1) الصواب: «الأربعة». (¬2) في المخطوط: «الطان». (¬3) تكرّرت في المخطوط. (¬4) الصواب: «يؤول». (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) خبر المجلس في: بدائع الزهور 3/ 79. (¬7) لم أحد لقانم الكاتب ترجمة في المصادر. (¬8) في المخطوط: «الدوار». (¬9) خبر سفر الشرف في: بدائع الزهور 3/ 79. (¬10) خبر وصول القاصد لم أجده في المصادر. (¬11) الصواب: «الطعن». (¬12) خبر اللعب بالرمح لم أجده في المصادر.

تولية الأمشاطي القضاء

أيتمش والد فاطمة المذكورة للسلطان، ورفع إليه غبن (¬1) المحبّ بن الشحنة قاضي الحنفية بأنه قد خاف عليه هو ونائبه الشريف القدسي في هذه الحادثة. ثم عقد هذا المجلس وطال فيه الكلام واللغط. وآل الأمر فيه إلى حنق السلطان من المحبّ بن الشحنة فصرّح بعزله وأفحش في ذلك في المجلس العام، ثم أمر بالتوكيل به لطبقة (¬2) الزّمام لتخرج عن تعلّقات أوقاف الحنفية (¬3). [تولية الأمشاطي القضاء] ثم التفت السلطان إلى الشمس الأمشاطيّ، / 240 أ / وكان قد حضر هذا المجلس فشافهه بأن يتولّى القضاء، فأخذ يظهر الامتناع ويعتذر بأشياء، وأنه ليس بأهل ذلك، وتكلّم بكلمات كثيرة. وآل الأمر أن طلب السلطان شعار القضاة، فأفيض عليه، وقام فنزل إلى الصالحية في موكب حافل، ووكّل بعبد البّر بن الشحنة أيضا عند أبيه بعد بهدلة حصلت عليهما لا يعبّر عنها (¬4). [توسيط قاتل] وفيه أضاف إنسان من مماليك تمراز الشمسي إنسانا وكان معه صرّة ذهب فقتله وأخذها منه، ففطن به، فأمر السلطان بتوسيطه (¬5). [الشفاعة بالمحبّ ابن الشحنة] وفيه شفع الأتابك أزبك في المحبّ بن الشحنة فنقل من طبقة الزمام إلى منزل كاتب السر بعد أن أمر السلطان بإقامة حساب الحنفية (¬6). [وفاة نائب القدس] [2910]- وفيه مات دقماق الأشرفي (¬7) إينال، نائب القدس في شبوبيته. ¬

(¬1) في الأصل: «غير». (¬2) الصواب: «بطبقة». (¬3) خبر حنق السلطان في: بدائع الزهور 3/ 79. (¬4) خبر تولية الأمشاطي في: بدائع الزهور 3/ 79، 80. (¬5) خبر توسيط قاتل لم أجده في المصادر. (¬6) خبر الشفاعة في: بدائع الزهور 3/ 80. (¬7) انظر عن (دقماق الأشرفي) في: الأنس الجليل 2/ 419، 420، وبدائع الزهور 3/ 80.

وصول ابنة جهان شاه إلى القاهرة

وكان شهما، شجاعا، مفرط (¬1) في الكرم (¬2). [وصول ابنة جهان شاه إلى القاهرة] وفيه وصل إلى القاهرة ابنة جهان شاه ومعها عدّة من النساء وجماعة في خدمتها من الرجال، فأنزل السلطان وبعث إليها بألف دينار، وأشياء غير ذلك (¬3). [جمادى الآخر] [عودة الغزاة بأسرى فرنج] وفي جماد الآخر عاد الشرف الأنصاري من غزوته وقد غنم مركبا للفرنج وأسر منها عدّة نحوا من ثلاثين نفرا، أسلم منهم واحد، وسجن الباقون (¬4). [وصول عسكر حسن الطويل إلى الرها] وفيه وصل الخبر (¬5) بأنّ حسن الطويل بعث عسكرا عليهم ولده محمد اغزلوا (¬6)، وأنه وصل إلى الرها، فكثر القال والقيل في سبب ذلك، وتنكّد جماعة من الناس (¬7). [مهاجمة حسن الطويل أطراف بلاد الروم] وفيه عيّن السلطان ثلاثة من الأمراء، منهم الأتابك جانبك قلقسيز أمير سلاح، وسودون الأفرم، وقراجا الطويل، ومن الطبلخانات والعشرات عدّة، ومن الجند نحوا من خمسمائة (¬8). ¬

(¬1) الصواب: «مفرطا». (¬2) وكان «دقماق» استقرّ في نيابة القدس في هذه السنة أيضا، فقد قال العليمي: وفيها استقر الأمير دقماق الإينالي في نيابة السلطنة بالقدس الشريف عوضا عن يوسف الجمالي، ولاّه الأمير يشبك الدوادار بمدينة غزّة عقب سفره من الرملة، ودخل إلى القدس الشريف في حادي عشر ربيع الأول، وحضر قراءة المولد الشريف في تلك الليلة، وأوقد له المسجد على العادة، وكانت ليلة مشهودة. وباشر النيابة بحرمة زائدة وشهامة، وقمع المناحيس، لكنه كان عسوفا في أحكامه، ولم تطل مدّته، فأقام بالقدس مئة يوم وأربعة أيام، وتوفي في خامس عشري جمادى الآخرة، ودفن بالزاوية القلندرية بتربة ما ملا، واستقرّ بعده في النيابة جقمق نائب دمياط الظالم العاجز. . . (الأنس الجليل 2/ 419، 420). ويقول خادم العلم وطالبه، محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري»: إن ما ذكره العليميّ يشير إلى أن الأمير يوسف الجمال ولّي نيابة غزّة في سنة 876 هـ‍. وهذا ما لم يذكره محمود علي خليل عطا الله في كتابه: نيابة غزة في العهد المملوكي - انظر: ص 309. (¬3) خبر وصول ابنة جهان شاه لم أجده في المصادر. (¬4) خبر عودة الغزاة في: بدائع الزهور 3/ 79. (¬5) في المخطوط: «وصل الجند». (¬6) في المخطوط: «اعزلوا». (¬7) خبر وصول العسكر في: وجيز الكلام 2/ 840، وبدائع الزهور 3/ 80. (¬8) بدائع الزهور 3/ 80.

وفاة تمراز الصغير

وكان قد أشيع بأنّ حسن الطويل طرق بجموعه أطراف بلاد الروم ووصل توقات (¬1) فهجمها وحرّقها ونهب بلادها، وسبى الأهل والذراري، وأنّ ابن عثمان / 240 ب / بلغه ذلك فلم يتحرّك ولا قصده، بل كل من سمع بقدومه أخلى له بلاده فعاث فيها، ثم أخذ في تعرّضه لهذه المملكة، (وداس بعض عساكره أطرافها، فتحقّق كل أحد عداوته لهذه المملكة أيضا) (¬2). فعيّن السلطان من عيّن وأمرهم بالمسير إلى تلك الجهات (¬3). [وفاة تمراز الصغير] [2911]- وفيه مات تمراز الصغير (¬4) الأشرفي، أحد مقدّمي الألوف بدمشق. وكان غير مشكور. [النفقة على الجند للفسر] وفيه نفق السلطان على الجند وأمرهم بالسفر، وحثّ عليهم في ذلك (¬5). [كائنة خيربك مع يشبك الدوادار] وفيه كائنة خيربك من حديد مع يشبك الدوادار بحضور السلطان تقاولا فيه وتفاوضا ¬

(¬1) في المخطوط: «نومات». (¬2) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط وشطب فوقها، كما كتب في المتن. (¬3) خبر مهاجمة حسن في: أخبار البلاد 3/ 34، 35 وفيه: وفي سنة سبع وسبعين وثمانمائة استجاش كلّ من الملكين سلطان الروم وصاحب العجم حسن الطويل إلى قتال الآخر، فسار كلّ من الملكين في عسكر ضخم كثيف لا يحدّون، وجيش كثير عرمرم لا يعدّون، واتفق ملاقاتهما بقرب من بلدة بابيرت، فاقتتل الفريقان، وامتزج البحران، وتصاول الأسود، واختلط الأعلام والبنود، ومال السلطان مصطفى، وهو كالسيف الصارم، والشجاع الحازم، على طرف ولد سلطان العجم زينل شاه، فقاتله قتالا شديدا حتى ظفر به وقتله. فلما بلغ ذلك حسن الطويل انقصم ظهره، وفني نور بصره وانتصر العساكر المحمدية، فلم يبق له مجال القرار، حتى صوّب عنان فرسه للفرار، وجعل الجيوش العثمانية يطردونهم ويقتلونهم ويأسرونهم حتى أسروا منهم عدّة أمراء كبار، وقتلوا من عسكره ما تفرشت المفاوز بجثثهم وأبدانهم، وجرت الشعاب والأودية بدمائهم، وفاز السلطان محمد خان بالنصر والغنائم. ثم سار السلطان إلى قره حصار الشرقي، وهي من بلاد حسن الطويل، فاستولى عليها وأدرجها في جملة ممالكه. (وانظر 3/ 93). وكان قد ذكر مهاجمة حسن الطويل مدينة توقات في حوادث سنة 876 هـ‍. فقال القرماني: وفي سنة ست وسبعين وثمانماية بعث صاحب المعجم حسن بيك الطويل الأمير يوسفجه مع عسكر التتار إلى نهب بلاد ابن عثمان، فجاءوا ونهبوا مدينة توقات، وأضرموا فيها النار، وأحرقوها. ثم اغترّ بذلك يوسفجه بيك فهجم على بلاد قرمان وأغار عليها، وكان واليها يومئذ السلطان مصطفى، وكان شجيعا إلى الغاية فقابل العدوّ وقاتله وهزمه، وأسر رئيسهم يوسفجه بيك وكبّله في الحديد، وأرسله مع عدّة أسارى من الأمراء إلى أبيه السلطان محمد، فكان ذلك عنوان الفتح ومقدّمة النصر. (أخبار الدول 3/ 34). (¬4) لم أجد لتمراز الصغير ترجمة في المصادر. (¬5) خبر النفقة في: بدائع الزهور 3/ 80.

تخوف أهل دمشق من طارق مثل تمرلنك

وتخانقا بسبب كائنة اتفقت من صحصاح الكاشف لبعض فلاّحي (خيربك) (¬1) المذكور ببلاد الفيّوم (¬2). وقد ذكرنا هذه الكائنة على جليّتها بتاريخنا «الروض الباسم» (¬3). [تخوّف أهل دمشق من طارق مثل تمرلنك] وفيه وصلت مكاتبات من أهل دمشق، منهم الجمال ابن الباعوني قاضي القضاة، بأنّ أهل دمشق وتلك النواحي في رجيف وجفيل (¬4) عظيم وتخوّف من طروق حسن البلاد ويتوهّموا (¬5) كائنة مثل كائنة تمرلنك. وورد الخبر بأنّ برقوق نائب (الشام) (¬6) لما بلغه (هذه الأخبار) (¬7) خرج سائرا إلى جهة حلب (¬8). [تقدمة قجماس الإسحاقي] وفيه قرّر قجماس الإسحاقي في جملة مقدّمي الألوف على تقدمة سودون الأفرم وقد استعفى منها لما عيّن للسفر، فقرّر باسمه إمرة عشرة يأكلها طرخانا (¬9). [الحركة بسبب سفر التجريدة] وفيه كثرت الحركة بسبب سفر التجريدة، وعيّن السلطان عدّة أمراء آخرين، وبعث بالنفقة إلى الأتابك، ثم أشيع بأنّ يشبك أيضا سيخرج للتجريدة (¬10). [إكرام السلطان جانبك المشدّ] وفيه وصل جانبك المشدّ الأشرفيّ من القدس إلى القاهرة للإقامة بها، ورتّب له ما يكفيه، وأكرمه السلطان حين صعد إليه (¬11). [ظفر السلطان العثماني بعسكر حسن الطويل] وفيه وصلت مكاتبة ابن الصوّا من حلب يخبر فيها بأنّ أبا يزيد بن السلطان محمد ¬

(¬1) تكرّر في الأصل. (¬2) خبر كائنة خيربك في: بدائع الزهور 3/ 80. (¬3) في القسم الضائع منه. (¬4) في المخطوط: «رحيف وحفيل». (¬5) الصواب: «ويتوهمون». (¬6) كتبت فوق السطر. (¬7) عن هامش المخطوط. (¬8) خبر تخوف أهل دمشق لم أجده في المصادر، ولم يذكره البصروي في تاريخه. (¬9) خبر تقدمة قجماس في: بدائع الزهور 3/ 80. (¬10) خبر الحركة للتجريدة لم أجده في المصادر. (¬11) خبر إكرام السلطان في: بدائع الزهور 3/ 80، 81.

حصار حسن الطويل لعدة بلاد

ابن عثمان صاحب أماسية ظفر بجماعة من عسكر حسن / 241 أ / الطويل، وفيهم أخوة أويس، وأنه قاتلهم هو وأحد أولاد دلغادر، إمّا علاء (الدولة) (¬1) أو شاه بضاغ. وكان علاء (¬2) الدولة عنده، وأنهم انهزموا، ووصل جماعة منهم في هزيمتهم إلى عين تاب، فقبض نائبها على نحو الثلاثين نفرا منهم (¬3). [حصار حسن الطويل لعدّة بلاد] وفيه وردت الأخبار أيضا بأنّ ملطية وكختا وكركر في حصار من حسن الطويل (¬4). [خذلان حسن الطويل] وفيه ورد الخبر أيضا بأنه وقع لحسن الطويل كائنة (¬5) تؤذن (¬6) بخذلانه، وأنه قبض على جماعة من عسكره نحوا (¬7) من ستمائة نفر بحيلة، وأن نائب حلب بعث بأتابكها ومعه من العسكر نحوا (¬8) من ثلاثمائة نفر لإحضارهم (¬9). [كتاب حسن الطويل إلى شاه بضاغ] [وفيه] (¬10) أشيع بأنّ حسن الطويل بعث مكاتبة مكتوبة بماء الذهب إلى شاه بضاغ صاحب الأبلستين، وابتدأ فيه بقوله تعالى {أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (¬11). ثم قال فيه: «. . . وإنكم تعلمون لقصّادنا ما يرومون من البلاد والأموال، وإلاّ فعلنا بكم وتركنا». وأخذ يهدّد، فلم يلتفت بضاغ إلى ذلك، وجهّز كتابه إلى السلطان، فلما وقف عليه انزعج وتأثّر له، وعيّن في الحال يشبك الدوادار أيضا، وإينال الأشقر، وبرسباي قرا، (وعدّة) (¬12) وافرة من الطبلخاناة والعشرات، ونحوا من الألفين من الجند، فيما يقال. ثم أخذوا في سفرهم شيئا فشيئا. فسار جانبك قلقسيز أولا، ثم برز يشبك بخامه إلى الريدانية. وكان أمرا مهولا (¬13). [رجب] [رفع التوكيل عن المحبّ ابن الشحنة] وفي رجب لما صعد القضاة والمشايخ للتهنئة بالشهر، صعد معهم المحبّ بن ¬

(¬1) عن هامش المخطوط. (¬2) في المخطوط: «علاي». (¬3) خبر ظفر السلطان في: أخبار الدول 3/ 93. (¬4) خبر حسن الطويل في: بدائع الزهور 3/ 81. (¬5) في المخطوط: «كافه». (¬6) في المخطوط: «يوذن». (¬7) الصواب: «نحو». (¬8) الصواب: «نحو». (¬9) خبر خذلان حس لم أجده في المصادر. (¬10) في الأصل بياض. (¬11) سورة النساء، الآية: 59. (¬12) عن الهامش. (¬13) خبر كتاب حسن الطويل في: بدائع الزهور 3/ 81.

مكاتبة حسن الطويل إلى نائب الشام

الشحنة، وأخذ السلطان يتكلّم في قضية حسن الطويل مع الأمين الأقصرائيّ، فتكلّم الأمين بكلام انزعج منه السلطان وتكلّم في ذلك بكلام طويل. ثم أخذ السلطان في الكلام مع المحبّ بن الشحنة. وآل الأمر إلى أن أمر بفكّ التوكيل عنه، ونزل إلى داره، ومعه كاتب السر (¬1). [مكاتبة حسن الطويل إلى نائب الشام] وفيه وصلت مكاتبة (¬2) حسن الطويل / 214 ب / إلى نائب الشام وهو يرعد فيها ويبرق ويأمر بأشياء، فأعاد إليه نائب حلب الجوا [ب] (¬3) بأنه إذا اختار اللقاء التقيت به أنا وجيشي بأيّ مكان أحبّ، ثم جهّز بكتابه مع مكاتبة له إلى السلطان، وابتدأ في كتابه الذي بعثه به إلى حلب بقوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ} (¬4). [القبض على جماعة من جهة حسن الطويل] وفيه ورد الخبر من جهة حلب بأنّ وردبش (¬5) نائب البيرة قبض على جماعة من جهة حسن وقتل آخرين، فسرّ السلطان بذلك. وكان هذا بداية سبب ترقّي وردبش (¬6) حتى ولي نيابة حلب بعد تقدّمه بمصر (¬7). [وصول أخت السلطان] وفيه وصل (إلى) (¬8) القاهرة من بلاد الجركس أخت السلطان، واسمها جان تين ومعها ولد لها بعد أن احتفل لها السلطان، وبعث إلى لقائها جماعة، وصعدت إلى القلعة في محفّة، ومعها الكثير من النساء ممّن حضر معها ومن خرج إلى لقائها (¬9). ¬

(¬1) خبر رفع التوكيل في: بدائع الزهور 3/ 81. (¬2) في المخطوط: «بكابنه». (¬3) إضافة للضرورة. (¬4) سورة محمد، الآية: 7. وخبر المكاتبة في: بدائع الزهور 3/ 81. (¬5) في المخطوط: «ورديش». وقال السخاوي: ويقال بهمزة بدل الواو (أردبش). قيل اسمه جانبك الظاهري جقمق. ولاّه الأشرف قايتباي نيابة البيرة، ثم قدّمه بالديار المصرية، ثم لنيابة حلب عوضا عن أزدمر قريب السلطان، وخرج مع العساكر فكان ممن قتل في شوال أو رمضان سنة تسع وثمانين. (الضوء اللامع 10/ 210 رقم 910). (¬6) في المخطوط: «ورديش». (¬7) خبر القبض على جماعة في: بدائع الزهور 3/ 81، 82. (¬8) كتبت فوق السطر. (¬9) خبر وصول أخت السلطان في: بدائع الزهور 3/ 82.

خروج يشبك لقتال حسن الطويل

[خروج يشبك لقتال حسن الطويل] وفيه خرج يشبك مسافرا إلى ما عيّن إليه (من قتال) (¬1) حسن الطويل، وكان لخروجه يوما مشهودا. وكان مصروف السلطان على هذه التجريدة مبلغ أربعمائة ألف دينار وعشرين ألف دينار، خارجا عن أشياء كثيرة. ثم ركب السلطان إلى الخانكة واجتمع بيشبك حين إرادة رحيله منها، وتغدّى معه وكلّمه مليّا (¬2). [قلّة الجنود] وفيه في هذه الأيام قلّ (¬3) وجود الجند بالأسواق (¬4). [شعبان] [كسر أبواب كاتب بن غريب] وفي شعبان تحزّب طائفة من الجلبان نحوا (¬5) من ثلاثين نفرا، ونزلوا قاصدين دار ابن (¬6) كاتب بن غريب، وهو المتكلّم في الوزر والأستادارية عن يشبك الدوادار، وكان قد أحسّ بالشرّ، فاختفى، فكسروا أبواب [داره] (¬7) وفعلوا فعالا غريبة. وكانت هذه أول حوادث جلبان هذا السلطان. ثم كان منهم بعدها من الحوادث والشنائع ما ستعرفه، كما ستعرفه فيما يأتي إن شاء الله تعالى (¬8). [حريق الصالحية بين القصرين] وفيه كان حريقا مهولا (¬9) بالقرب من الصالحية بين القصرين احترق فيه ربعا (¬10) / 242 أ / وعدّة دور (¬11). [بيع قمع السلطان] وفيه ركب السلطان ونزل إلى بولاق وأمر بفتح شونة، من شونه، وأمر بأن ينادى بأن ¬

(¬1) ما بين القوسين تكرّر في المخطوط. (¬2) خبر خروج يشبك في: بدائع الزهور 3/ 82 وفيه: «نزل إليه السلطان ووادعه هناك واجتمع به في خلوة، وعرض عليه مكاتبة حسن الطويل التي بعث بها إلى نائب الشام». (¬3) في المخطوط: «قبل». (¬4) خبر قلّة الجنود لم أجده في المصادر. (¬5) الصواب: «نحو». (¬6) في المخطوط: «بن». (¬7) إضافة يقتضيها السياق. (¬8) خبر كسر الأبواب في: بدائع الزهور 3/ 82. (¬9) الصواب: «كان حريق مهول». (¬10) الصواب: «احترق فيه ربع». (¬11) خبر الحريق لم أجده في المصادر، كما لم يذكره البصروي في تاريخه.

شنق متواطئين مع حسن الطويل

لا يباع الإردبّ من القمح بأزيد من دينار، ووجد القمح بعد أن كاد أن يعدم، وحصل ذلك (¬1) نفع للناس (¬2). [شنق متواطئين مع حسن الطويل] وفيه وصل قاصد من (¬3) نائب حلب بأنه قبض بها على نحو الأربعين نفرا، منهم عثمان بن أغلبك وإنسان آخر كان أستاذا (¬4) على تقدمة حسن الطويل بحلب، وأنه شنق الجميع (¬5). [موت بطرك النصاري] [2912]- وفيه هلك فخر ابن الصفي (¬6)، بطرك النصارى الملكية (¬7). [وفاة المجد السمرقندي] [2913]- وفيه مات المجد (¬8) إسماعيل السمرقنديّ (¬9) بن الحنفيّ بمكة. وقد شاخ. وكان فاضلا، عالما، خيّرا، ديّنا. [عودة حسن الطويل إلى آمد] وفيه ورد الخبر بأنّ حسن الطويل عاد بعساكره إلى آمد بعد أن كان عدّى الفرات (¬10). ¬

(¬1) الصواب: «بذلك». (¬2) خبر بيع الفمح لم أجده في المصادر. (¬3) في المخطوط: «بن». (¬4) الصواب: «كان استادارا». (¬5) خبر شنق المتواطئين في: بدائع الزهور 3/ 82 وفيه: وقد نسبوا كلهم إلى المواطأة مع حسن الطويل، ويكاتبونه بأخبار المملكة. (¬6) انظر عن (فخر ابن الصفي) في: بدائع الزهور 3/ 82. (¬7) وقال ابن إياس: «وكان في النصارى لا بأس به». (¬8) في المخطوط: «المحمدي». (¬9) انظر عن (إسماعيل السمرقندي) في: الضوء اللامع 2/ 310 رقم 967 وفيه: إسماعيل بن يوسف السمرقندي الحنفي، ممن أخذ عن شيخنا مرافقا لعلي بن إسلام. وعلي بن إسلام هو: ابن يحيى بن مكرم العلائي الحنفي، أحد فضلائهم، ويعرف والده ببالجه. ممن سمع على شيخنا. (الضوء 6/ 192 رقم 657). (¬10) خبر عودة حسن لم أجده في المصادر.

وفاة الفخر المقسي

[وفاة الفخر المقسي] [2914]- وفيه مات الفخر المقسيّ (¬1)، عثمان بن عبد الله بن عثمان بن عفان الحسيني، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، خيّرا، ديّنا، منجمعا عن بني الدنيا، وافر العقل، مقبلا على الله تعالى. سمع على جماعة، وولي تداريس جليلة ومشيخة الحديث بالشيخونية. وذكر فيمن تولّى القضاء الأكبر. ومولده سنة 818. [مشيخة الشيخونية] وفيه استقرّ في مشيخة الشيخونية صاحبنا الجلال السيوطيّ (¬2). [رمضان] [سقوط أماكن بربع بشتاك] وفي رمضان سقط عدّة أمكنة ومساكن بربع بشتاك بين القصرين، وارتعب منه أهل الربع لكن سلموا وأخرجت امرأة من تحت الردم فقامت تمشي، وأحضر لها ماء لتشربه مما حصل عليها فلم تشربه لكونها صائمة (¬3). [المرأة القصيرة] وفيه رؤي امرأة قصيرة جدا طولها نحوا (¬4) من ذراع (¬5). [عيادة السلطان حاجب الحجّاب] وفيه نزل السلطان إلى تمر حاجب (¬6) الحجاب فعاده، وقد طال به مرضه، ثم عاد إلى قلعته (¬7). [إعادة ملطية إلى السلطان] وفيه ورد الخبر بإعادة ملطية إلى مملكة / 242 ب / السلطان بعد أن كان استولى ¬

(¬1) انظر عن (الفخر المقسي) في: وجيز الكلام 2/ 842 رقم 1926، والضوء اللامع 5/ 131 - 133 رقم 464، وبدائع الزهور 3/ 82. (¬2) خبر المشيخة في: بدائع الزهور 3/ 82. (¬3) خبر سقوط الأماكن لم أجده في المصادر. (¬4) الصواب: «نحو». (¬5) خبر المرأة القصيرة لم أجده في المصادر. (¬6) في المخطوط: «إلى تمر الحوالجب حاجب»، والتصحيح من البدائع، وفيه: «إلى دار تمر حاجب». (¬7) خبر عيادة السلطان في: بدائع الزهور 3/ 83.

وصول ركب الحجاج من تونس

عليها حسن الطويل، فسر السلطان بذلك (¬1). [وصول ركب الحجاج من تونس] وفيه وصل ركب من المغاربة من تونس نحوا (¬2) من ألفي نفر، وفيهم الحرّة زوج عمّ صاحب (¬3) تونس، وجمعا (¬4) من الأعراب والفضلاء بتونس، منهم شيخنا أبو عبد الله محمد بن عمر القلجاني (¬5) قاضي الجماعة بتونس (وكان) (¬6) معهم هدية سنية من صاحب تونس السلطان، فأكرموا والحرّة، وأطلق جميع ما في الركب من المتاجر، ولم يؤخذ (¬7) منهم المكس (¬8). [قدوم قاصد ابن عثمان] وفيه قدم قاصد ابن (¬9) عثمان ملك الروم، فأكرمه السلطان ثم أضافه، وأذن له بالسفر (¬10). [صلب أمة قتلت سيّدتها] وفيه صلبت أمة سوداء بباب زويلة كانت قد قتلت سيّدتها، وكادت العامّة أن يحرقونها (¬11) فمنعوا من ذلك (¬12). [وفاة جانبك قرا] [2915]- وفيه مات جانبك قرا (¬13) العلائي، الأشرفيّ، أحد العشرات، وشادّ الشون. ¬

(¬1) خبر إعادة ملطية لم أجده في المصادر. (¬2) الصواب: «نحو». (¬3) في البدائع: «زوجة صاحب تونس»، دون «عمّ». (¬4) الصواب: «وجمّع». (¬5) مهملة في الأصل. (¬6) تكرّرت في المخطوط. (¬7) في المخطوط: «يوحد». (¬8) خبر وصول الركب في: وجيز الكلام 2/ 841، وبدائع الزهور 3/ 83. (¬9) في المخطوط: «بن». (¬10) خبر قدوم القاصد ورد في وجيز الكلام 2/ 841 في شهر ذي القعدة، وقال السخاوي: واحتفل السلطان لقدومه، وأضافه، بل أو غيره من أمرائه، وكاتب السرّ بذلك، وتصارع عدّة من المماليك، ولعب آخرون بالنشاب والسيف، إلى غير ذلك بحضرته. (¬11) في المخطوط: «يحرقولها». (¬12) خبر صلب الأمة في: بدائع الزهور 3/ 83 وفيه أمر القاضي المالكي اللقاني بصلبها حتى تموت. (¬13) انظر عن (جانبك قرا) في: بدائع الزهور 3/ 83، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع.

وفاة أرغون نائب غزة

وكان شجاعا، عارفا بالفنون التعليمية، رأسا في الرمح، مع إسراف على نفسه. [وفاة أرغون نائب غزّة] [2916]- وأرغون شاه (¬1) أستادار الصحبة الأشرفيّ، نائب غزّة (¬2). وكان خيّرا، ديّنا، أدوبا، حشما، عاقلا، عارفا بالفروسية، شجاعا، محمود السيرة (¬3). [وفاة الشهاب الرملي] [2917]- وفيه مات الشهاب أبو الأسباط، أحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الرملي (¬4)، الشافعيّ، قاضي الرملة، وعالمها. وكان عالما، فاضلا، صالحا، خيّرا، ديّنا، حسن السمت، كثير (¬5) المروة، عفيف النفس. ¬

(¬1) انظر عن (أرغون شاه) في: بدائع الزهور 3/ 83. (¬2) قال محمود على خليل عطا الله في كتابه: نيابة غزة في العهد المملوكي - ص 309 رقم 107 ما يلي: «ملك الأمراء أرغون شاه الأشرفي برسباي: تولّى نيابة غزّة في محرم عام 873 هـ‍ / تموز 1468 م. وفي عام 875 هـ‍ / 1470 م. خرج للقاء الأمير يشبك عند توجّهه لقتال شاه سوار، ثم نقل إلى نيابة صفد في العام نفسه بعد وفاة الأمير جكم الأشرفي، ورجع إلى نيابة غزة عام 885 هـ‍ / 1480 م». ويقول خادم العلم وطالبه، محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري»: قوله: ورجع إلى نيابة غزة عام 885 هـ‍ / 1480 م. هو غلط. إذ مات أرغون شاه في هذه السنة 877 هـ‍. كما ورد أعلاه. ويعتمد السيد محمود علي على كتاب «العليمي» في إثبات معلومته. وأقول: ليس في كتاب العليمي (الأنس الجليل) ما يدّل على وجود: «أرغون شاه نائب غزة» إلى سنة 885 هـ‍. بل الموجود في السنة المذكورة: الأمير سيباي. (الأنس 2/ 449 - طبعة مكتبة دنديس - الأردن 1420 هـ‍ / 1999 م). وجاء في كتاب: مملكة صفد في عهد المماليك لطه ثلجي الطراونة ص 299 رقم 128 ما يلي: «الأمير أرغون شاه الأشرفي برسباي: تولّى هذا الأمير نيابة صفد بعد وفاة نائبها الأمير جكم الأشرفي. ولكننا لم نتمكن من معرفة التاريخ الذي عزل به. وأقول: لقد حسم المؤلّف عبد الباسط - رحمه الله - يؤيّده ابن إياس، الموضوع، حيث ذكرا وفاة أرغون شاه في هذا العام. (¬3) وقال ابن إياس: وهو الذي قبض على الظاهر تمربغا لما تسحب من دمياط، وكان أصله من مماليك الأشرف برسباي، وكان محمود السيرة. (¬4) انظر عن الرملي في: عنوان العنوان، رقم 24، ووجيز الكلام 2/ 842 رقم 1925، والضوء اللامع 1/ 327، وحوادث الزمان 1/ 201 رقم 262، والأنس الجليل 2/ 303، 304، ونظم العقيان 1/ 43 رقم 31، ومعجم المؤلفين 1/ 265 (أحمد كنينة)، وديوان الإسلام 1/ 65 رقم 68 وفيه: توفي سنة 867 هـ‍. وهو خطأ، وأورده في الحاشية على الصحيح. (¬5) في المخطوط: «كبير».

ختم البخاري

سمع بمصر على الولي (¬1) العراقيّ، والحافظ ابن (¬2) حجر، وغيرهما (¬3). [ختم البخاري] وفيه ختم «البخاري»، وحضره عبد البرّ بن الشحنة فخلع عليه في جملة من خلع على عادته مع الناس، فاطمأنّ شيئا، مما كان فيه (¬4). [شوال] [وفاة برقوق الساقي] [2918]- وفي شوال مات برقوق (¬5) (الساقي) (¬6)، الناصري، الظاهريّ، نائب الشام. وله نحوا (¬7) من ستين سنة. وكان فارسا، بطلا، شجاعا، مقداما، عارفا بأنواع الفروسية، وعنده تديّن وعفّة وخير، وله ميل لأهل العلم، تأمّر عشرة، ثم صيّر من روس (¬8) النوب، / 243 أ / ثم من الطبلخاناة، وولي شادّية الشراب خاناه، ثم تقدّم، ثم ولي نيابة الشام، وله تربة أنشأها بباب القرافة نقل إليها من الشام (¬9). [وفاة الأتابك جرباش كرد] [2919]- وفيه مات الأمير الكبير الأتابك جرباش كرد (¬10) المحمدي، الناصري. وقد أناف على الثمانين (¬11). ¬

(¬1) في المخطوط: «الولا». (¬2) في المخطوط: «بن». (¬3) ورّخ السخاوي وفاته في وجيز الكلام في ليلة النصف من شعبان، والمثبت يتفق مع حوادث الزمان، والضوء اللامع، ونظم العقيان، وقال السخاوي: ولد سنة خمس أو ست وثمانمائة تقريبا. (الضوء 1/ 327) وقال العليمي: مولده في حدود سنة 810 هـ‍. ظنّا. (الأنس 2/ 303). (¬4) خبر ختم البخاري في: بدائع الزهور 3/ 83. (¬5) انظر عن (برقوق الساقي) في: الضوء اللامع 3/ 12 رقم 49، ووجيز الكلام 2/ 844 رقم 1931، وبدائع الزهور 3/ 83، وإعلام الورى 68 - 70 رقم 67. (¬6) كتبت فوق السطر. (¬7) الصواب: «وله نحو». (¬8) كذا. (¬9) وقال ابن إياس: وهو الذي أنشأ القبّة على ضريح الشيخ عمر بن الفارض، رحمة الله عليه، وهو الذي قام في القبض على شاه سوار. (¬10) انظر عن (جرباش كرد) في: وجيز الكلام 2/ 844 رقم 1932، والضوء اللامع 3/ 66 رقم 270، وبدائع الزهور 3/ 83، 84 و «كرد - كرت»: قيل له ذلك لكونه كثير الشعر. (الضوء). (¬11) في البدائع 3/ 84 وكان قد قارب التسعين سنة من العمر.

برج الحمل

وكان ساذجا، سليم الفطرة مع تليّن وسكون، وأدب، وحشمة، تنقّل في الولايات بعد أن تزوّج بابنة أستاذه الخوند شقراء ابنة الناصر فرج، وتأمّر عشرة، ثم صيّر من رؤس النوب، ثم تأمّر الطبلخاناة، ثم تقدّم، ثم ولي الأمير اخوارية الكبرى، ثم الثانية، ثم إمرة مجلس، ثم إمرة سلاح، ثم الأتابكية، وترشح للسلطنة غير ما مرة، بل وقام طائفة فأركبوه ولقّبوه بالناصر، ولم يتمّ له أمر، وأخرج إلى دمياط، ثم أحضر إلى القاهرة كما تقدّم ذلك. [برج الحمل] وفيه نقلت الشمس إلى برج الحمل، وكانت القاهرة في أوحال كثيرة وأطيان (¬1) بسبب نزول أمطار دامت نحوا من عدّة أيام بحيث جرت منها السيول (¬2). [دخول يشبك حلب] وفيه وصل الخبر من يشبك بأنه دخل حلب، وأنه في يوم دخوله وصل قاصد من عند حسن الطويل يطلب من بحلب من جماعة (¬3) في السجن، وأنه يطلق دولات باي النجميّ نائب ملطية في مقابلة ذلك، وأن يشبك ما مكّن قاصده من دخوله عليه ولا إليه (¬4). [وفاة الزين ابن الكويز] [2920]- وفيه مات الزين بن الكويز (¬5)، عبد الرحمن بن داوود بن عبد الرحمن بن خليل الشوبكيّ الأصل، الكركي، القاهري، الأمير، القاضي، نائب الإسكندرية والأستادار. وكان يدّعي العلم والمعرفة والفروسية والتقدّم في الإمرة، على أنه لم يكن خاليا من ذلك ومن أدب وحشمة ورياسة، وله نظم ونثر، ورأى أياما وعزّا ووجاهة وجاها وحرمة، وتنقّل في الولايات السّنية (¬6)، وحصل عليه الأنكاد أيضا. ومولده (¬7) سنة ثمان مئة أو قبلها (¬8). ¬

(¬1) الصواب: «وطين». (¬2) خبر البرج لم أجده في المصادر. (¬3) الصواب: «من جماعته». (¬4) خبر دخول يشبك في: بدائع الزهور 3/ 84 (¬5) انظر عن (ابن الكويز) في: وجيز الكلام 2/ 844، 845 رقم 2933 والضوء اللامع 4/ 76 - 78 رقم 224، وبدائع الزهور 3/ 84. (¬6) في المخطوط: «الثنية». (¬7) في المخطوط: «ومولد». (¬8) في الضوء اللامع 4/ 77 ولد سنة خمس وثمانمائة.

وفاة نوروز الأشرفي

[وفاة نوروز الأشرفي] [2921]- وفيه مات نوروز الأشرفيّ (¬1)، كاشف الوجه القبليّ. وكان شابا، / 243 ب / متجمّلا في شونه (¬2)، كريم النفس بفروسية وشجاعة، مع طيش وخفّة. [خروج الحاج والمحمل] وفيه خرج الحاج والمحمل من القاهرة (¬3). [وفاة الشهاب أحمد بن تنبك] وكان الشهاب أحمد بن تنبك (¬4) أمير الأول في غاية الوعك، وبعث يسأل السلطان الإعفاء والإعلام بحاله فلم يعفه، وقال: ليخرج في محفّة، فكان كذلك، وخرج في المحفّة ولم يصعد القلعة. واتفق أن مات من ليلته الأولى من خروجه. وكان إنسانا، حشما، أدوبا، فاضلا، تأمّر عشرة. ومولده بعد العشرة وثمان مئة أو قبلها (¬5). [تقرير أمير الحاج] ولما بلغ السلطان وفاته طلب جانبك الأشرفي الدوادار الأشقر أحد خواصّه وقرّره في إمرة الأول، وأمره بأن يخرج من فوره على برك أحمد المذكور وجميع تعلّقاته، وخرج جانبك هذا من القاهرة شاقّا لها بعد العشاء الأخيرة. وكان ذلك من النوادر (¬6). [نيابة الشام] وفيه لما وصل سيف برقوق نائب الشام تأسّف السلطان عليه وأخذ جانبك الفقيه الأمير اخور كبير يسعى في نيابة الشام، فلم يتهيّأ له، وإنّما تهيّأت للأتابك (جانبك) (¬7) قلقسيز من غير سعي منه، فإنه كان مسافرا بحلب، وخرجت إليه الخلع والتقليد إلى هناك (¬8). ¬

(¬1) انظر عن (نوروز الأشرفي) في: بدائع الزهور 3/ 84، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬2) الصواب: «شؤونه». (¬3) خبر خروج الحاج في: بدائع الزهور 3/ 85، ووجيز الكلام 2/ 841 (¬4) انظر عن (أحمد بن تنبك) في: الضوء اللامع 1/ 265، وبدائع الزهور 3/ 85. (¬5) في الضوء: ولد في سنة خمس عشرة وثمانمائة، فقد كان فيما قيل وقت دخول المؤيّد مع الخليفة المستعين ابن أربعين يوما. (¬6) خبر تقرير أمير الحاج في: وجيز الكلام 2/ 841، وبدائع الزهور 3/ 85. (¬7) عن هامش المخطوط. (¬8) خبر نيابة الشام في: بدائع الزهور 3/ 85، وإعلام الورى 70.

إمرة سلاح

[إمرة سلاح] وقرّر عوضه في إمرة سلاح إينال الأشقر، وبعث إليه بالخلعة إلى هناك أيضا (¬1). [تتبّع أماكن المنكرات] وفيه تتبّع الحاجب الثاني والمحتسب أماكن المنكرات بأمر من السلطان، وأزالا الكثير من ذلك (¬2). [ذو القعدة] [تداول الخليفة والسلطان في أمر ست الخلفاء] وفي ذي قعدة حضر الخليفة عند السلطان لتهنئته بالشهر على العادة، وكلّمه في أمر بنته ست الخلفاء التي كان قد عقد عليها خشكلدي البيسقي. ثم جرت عليه أما جرى (¬3)، وطال الكلام في ذلك حتى دخل القضاة، ودار الكلام منهم بينهم في عقد خشكلدي، وما انفضّ على طائل. ووقع بعد ذلك أشيا آلت إلى فسخ النكاح (¬4). [إقامة قاضي الاستبدالات] وفيه تكلّم السلطان مع القاضي الحنفيّ في إقامة / 244 أ / قاض (¬5) الاستبدالات بشرطها، وطال الكلام في ذلك حتى قال الحنفيّ: (السلطان) (¬6) له ولاية التفويض، فليختار (¬7) من شاء من النواب. وأمّا أنا فلا ألقى الله تعالى بعمل استبدال، ثم آل الأمر إلى أن عمل ذلك (¬8). [الإثخان في جماعة حسن الطويل] وفيه ورد الخبر بكائنة اتفقت ليشبك مع عسكر حسن الطويل أثخن فيها جماعة من الحسنيّين قتلا وجراحا، وأنّ يشبك بعث جندا لإعانة أهل البيرة على من يحاصرها من الحسنيّين (¬9)، وأنه عيّن جماعة من الأمراء لحفظ السواحل لما أشيعت الأخبار بأنّ حسن ¬

(¬1) خبر إمرة السلاح في: بدائع الزهور 3/ 85. (¬2) خبر تتبّع الأماكن لم أجده في المصادر. (¬3) هكذا في المخطوط. والمراد: «المجريات». (¬4) خبر تداول الخليفة في: بدائع الزهور 3/ 85. (¬5) هكذا. والصواب: «قاضي». (¬6) تكرّرت في المخطوط. (¬7) في المخطوط: «فليحتار»، والصواب: «فليختر». (¬8) خبر إقامة القاضي في: بدائع الزهور 3/ 85، 86. (¬9) في المخطوط: «الحسنين».

حفظ السواحل المصرية

الطويل كاتب الفرنج بأن يكونوا (¬1) عونا له على هذه المملكة (¬2). [حفظ السواحل المصرية] وكان السلطان أيضا قد عرض الجند، وعيّن طائفة لحفظ السواحل المصرية (¬3). [تعدية العسكر المصري الفرات] وفيه ورد الخبر أيضا بأنّ طائفة من العسكر المصري عدّوا الفرات وعليهم شادبك الجلباني أتابك دمشق للكشف عن أخبار حسن، وأنه خرج عليهم عدّة كمائن ووقع بينهم حرب انكسر فيها المصريون، فانزعج السلطان لهذا الخبر (¬4). [كائنة البرهان البقاعي وقاضي الجماعة] وفيه كائنة البرهان البقاعيّ مع شيخنا أبو (¬5) عبد الله القلجاني (¬6) قاضي الجماعة، وكان قد دار بينهما البحث في شيء، ووقع من البرهان كلاما (¬7) ضبطه عليه القلجاني (¬8) يقتضي تكفيره وأشهد عليه به، وأراد القيام عليه والدعوى عند المالكيّ. فبادر من أعلم [بدر] الدين (¬9) ابن مزهر كاتب السرّ بذلك، فبعث في الحال بإحضار (¬10) البقاعيّ إلى عنده والدعوى عليه بما شهد به عليه، والحكم بحقن دمه ودفع التضرّر عنه، وسجّل ذلك، وإلاّ ما كان حصل على البقاعيّ خير (¬11). [نصرة يشبك على حسن الطويل] وفيه وصل الخبر بنصرة يشبك على عساكر حسن الطويل، وأنه قتل منهم جماعة وقبض على آخرين، وأنه وصل إلى يشبك قاصد بن عثمان لكشف حقيقة ما أشيع / 244 ب / ببلاده أنّ حسن قد اتفق مع المصريّين عليه، فأجاب يشبك بأنّ ذلك من إشاعات حسن لتكدير الخواطر. ¬

(¬1) في المخطوط: «يكونو» من غير ألف. (¬2) خبر الإثخان في: بدائع الزهور 3/ 86. (¬3) خبر حفظ السواحل لم أجد مصدرا آخر عنه. (¬4) خبر تعدية العسكر في: وجيز الكلام 2/ 840. (¬5) الصواب: «مع شيخنا أبي». (¬6) مهملة في المخطوط. (¬7) الصواب: «ووقع من البرهان كلام». (¬8) مهملة في المخطوط. (¬9) في المخطوط: «أعلم الدين». وما استدركناه للضرورة. (¬10) في المخطوط: باحضال». (¬11) كائنة البرهان البقاعي في: وجيز الكلام 2/ 841، وبدائع الزهور 3/ 89.

كشف مكاتبة حسن الطويل للفرنج

ثم (عيّن) (¬1) الشمس بن قراجا (¬2) ومعه هدية لابن عثمان (¬3). [كشف مكاتبة حسن الطويل للفرنج] وفيه وصل أيضا قاصد من عند ابن (¬4) عثمان من جهة البحر وأخبر (¬5) بأنه أخذ في طريقه مركبا للفرنج غنمها فوجد بها مكاتبة حسن إليهم بأن يمشوا على الروم ومصر وهو يساعدهم (¬6). [رحيل حسن الطويل عن البيرة] وفيه وردت مكاتبة ابن الصوّا من حلب بتلاشي أمر حسن ورحيله عن البيرة، وأنّ ولدا (¬7) له قد جرح جراحات بالغة، وآخر من أولاده أصيب في عينه، وزال عقله، وأنه كان بينه وبين طائفة من الجيش السلطاني مقتلة (هائلة) (¬8) أصيب فيها من المصريّين سوى: [وفاة قرقماس العلائي] [2922]- قرقماس العلائي (¬9) المصارع أمير اخور (¬10). ¬

(¬1) كتبت تحت السطر. (¬2) في البدائع: «شمس الدين بن أجا». (¬3) خبر نصرة يشبك في: بدائع الزهور 3/ 86 وفيه زيادة: «وأن ينشيء بينه وبين السلطان مودّة بسبب أمر حسن الطويل». (¬4) في المخطوط: «عند بن». (¬5) في المخطوط: «واخر». (¬6) خبر كشف المكاتبة في: كتاب في التاريخ لمؤلّف مجهول، مخطوط بدار الكتب المصرية، ورقة 62 أ، وبدائع الزهور 3/ 87، وجاء في كتاب التاريخ للمؤلف المجهول (يحتمل أنه البرهان البقاعي) ما نصّه: «كان حسن باك بن قرايلوك، وابن قرمان لا يزالان يرسلان إلى ملوك الفرنج يحرّضونهم على أن يسيروا إليه [أي ابن عثمان] من ناحيتهم ليسير المذكوران إليه من ناحيتهما فيأخذوه في الوسط. حتى أن نائب طرابلس إينال الأشقر وجد مع شخص من بلاد حسن باك بن قرالوك عليه فيها كتب فاشتراه منها (كذا) وأرسلها السلطان قايتبيه في أول سلطنته، فإذا هي بلسان الفرنج فأحضر من عرّبها فإذا هي إلى ملوك الفرنج يحرّضهم على ابن عثمان». (¬7) في المخطوط: «وأنّ ولدا». (¬8) كتبت فوق السطر. (¬9) انظر عن (قرقماس العلائي) في: بدائع الزهور 3/ 86. (¬10) في البدائع: من الأمراء العشرات، أمير آخور رابع، وهذا كان صهرنا. . ولم يقتل في هذه المعركة من العسكر سواه فقط، ثم رحل عسكر حسن الطويل عن البيرة، وقد أخذلهم الله تعالى بعد ما عدّوا من الفراة (كذا) وطرقوا من البلاد الحلبية أطرافها، فردّهم الله تعالى عن المسلمين، وقد قالت الشعراء في هذه النصرة عدّة مقاطيع، فمن ذلك قول الشيخ شمس الدين القادري: أيا حسن الطويل بعثت جيشا كأغنام وهتّ لنا غنايم فنار الحرب قد سبكت سوارا وأنت لسبكها لا شك خاتم وانظر مقطّعات أخرى لغيره (ص 86 و 87).

كسوف الشمس

وكان قرقماس هذا إنسانا (حسنا) يذاكر بالكثير من المسائل. وقرأ أشياء، عارفا بالفروسية، رأسا في الصراع، خيّرا، ديّنا، شجاعا، مع بشر وبشاشة أصيب بسهم في جبهته. [كسوف الشمس] وفيه كسفت الشمس كسوفا عامّا، ودام نحوا من ثلاثين درجة بعد الشروق (¬1). [إسلام جماعة من الفرنج] [وفيه] (¬2) أحضر جماعة من الفرنج أخذوا من الطينة نحوا (¬3) من ستين نفرا، وأسلم منهم نحو التسعة وسجن الباقون (¬4). [ذو الحجة] [سفر قاصد ابن عثمان] وفي ذي حجة أضاف [السلطان] (¬5) قاصد ابن (¬6) عثمان وخلع عليه وأذن بالسفر، وعيّن للرسالة عنه دولات باي حمام الأشرفيّ (¬7). [مسير ابن عثمان إلى بلاد حسن الطويل] ثم وصل الخبر بأنّ ابن (¬8) عثمان قد سار بعساكره إلى جهة بلا [د] (¬9) حسن الطويل، وأنّ جاليشه وصل إلى مدينة أذربيجان (¬10) فنهبها وسبى أهلها وفتك فيها (¬11). ¬

(¬1) خبر الكسوف في: بدائع الزهور 3/ 87. (¬2) في المخطوط بياض. (¬3) الصواب: «نحو». (¬4) خبر إسلام الجماعة لم أجده في المصادر، وفي كتاب في التاريخ لمؤرّخ مجهول، ورقة 122 ب جاء ما يلي: وفي 21 ذي القعدة أتى الخبر بأن سفينة للفرنج كسرت على الطينة بالقرب من دمياط وكان أهلها يفسدون في البحر. وفي ذي الحجة: بلغنا أن الأمير يزبك أتابك عساكرنا لما حلّ ببيروت من أجل ما شاع من أن الفرنج قصدوا بلادها قبض على قنصل النصارى فقال له مهما حدث من ذلك كان عليّ دركه، وأنا ضامن لكم عن أهل ديني بكل خير. ثم أرسل إلى صاحب قبرس فأرسل مائة رام بالبندق الرصاص معونة لعسكرنا. (¬5) إضافة ضرورة يقتضيها السياق. (¬6) في المخطوط: «قاصد بن». (¬7) خبر سفر القاصد في: بدائع الزهور 3/ 87 وفيه قدم قاصد من عند ابن عثمان ملك الروم وقد أتى من جهة البحر الملح، فأكرمه السلطان، وأحضر صحبته مكاتبة حسن الطويل إلى بعض ملوك الفرنج. . . وقد سبق أن ذكر المؤلّف - رحمه الله - قدوم قاصد ابن عثمان في شهر رمضان من السنة. (¬8) في المخطوط: «بأن بن». (¬9) إضافة ضرورية. (¬10) مهملة في المخطوط. (¬11) خبر مسير ابن عثمان لم يذكره ابن إياس.

حنق السلطان على خيربك

[حنق السلطان على خيربك] وفيه حنق السلطان على خيربك من حديد الأشرفيّ لكائنة ما، وأمره بلزوم داره، ثم بعث إليه بأن يصعد إلى ضرب الكرة فصعد، واتّفق أن سقط صولجان (¬1) السلطان من يده فترجّل خيربك عن فرسه وناوله السلطان، فخلع عليه وأركبه فرسا من خيله، وأعيد إلى ما كان عليه (¬2). [وفاة جانم اللفاف] [2923]- / 245 أ / وفيه مات جانم اللفّاف (¬3) المؤيّدي، أحد العشرات، بطّالا بالقاهرة. [وفاة طوخ النوروزي] [2924]- وطوخ النوروزيّ (¬4)، أحد العشرات، بطالا أيضا. وكان لا بأس به. [وصول مبشر الحاج] وفيه وصل مبشّر الحاج، إنسان يقال له تمرباي وأخبر بالأمن والسلامة، وبقدوم المحمل العراقيّ في هذه السنة، ومعه أمير يقال له رستم، وقاض يقال له أحمد بن دحية، وصحبتهم عدّة من الأعلام والسناجق، وأنهم لما دخلوا المدينة نشروا (¬5) أعلامهم، وأمروهم (¬6) بالدعاء للملك العادل حسن (¬7) سلطان العراقين، وخادم (¬8) الحرمين الشريفين، وأنهم سألوا بأن يخطب بالمدينة المشرّفة باسم حسن، وأنّ صاحب مكة قد خرج إليهم لما قدموا (¬9) إليها، وأمرهم أن يخلوا عن محلّهم ويدعوه ببطن مرّ (¬10)، ولا يدخلوا به مكة إن ¬

(¬1) في البدائع: «صولنجان». (¬2) خبر حنق السلطان في: بدائع الزهور 3/ 87، 88. (¬3) انظر عن (جانم اللفاف) في: بدائع الزهور 3/ 88، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬4) انظر عن (طوخ النوروزي) في: بدائع الزهور 3/ 88، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬5) في المخطوط: «نشرو» من غير ألف. (¬6) في المخطوط: «ولروا»، وما أثبتناه نقلا عن: بدائع الزهور. (¬7) أي حسن الطويل. (¬8) في المخطوط: «وخاتم». (¬9) في المخطوط: «لما قدموها». (¬10) في المخطوط: «بطن مرو» وتابعه ابن إياس بإثبات الواو. ولم يتنبّه محقق بدائع الزهور محمد مصطفى إلى هذا الخطأ. والصواب ما أثبتناه، وهو: «مرّ»: بفتح الميم، وتشديد الراء، من نواحي مكة، عنده يجتمع بوادي النخلتين فيصيران واديا واحدا، وقد ذكر في نخلة وفي مرّ، وقال أبو ذؤيب الهذلي: أصبح من أمّ عمرو بطن مرّ فأك‍ ... ــناف الرجيع فذو سدر فأملاح وحشا، سوى أنّ فزاد السباع بها ... كأنها من تبغّي الناس أطلاح (معجم البلدان 1/ 449).

القبض على جماعة من جند حسن الطويل

كانوا حجّاجا حتى يحجّوا ويخرجوا، وإلاّ فالقتال. فما قبل رستم ذلك، وأن صاحب مكة قبض عليه وعلى القاضي وآخر من الأعيان معهما (¬1)، وأودعوا الحديد ليبعث بهم إلى السلطان صحبته الحاج مع ولده بركات، والقاضي برهان الدين ابن ظهيرة المعزول عن قضاء مكة، وكاتب أرباب الدولة عساهم يقوموا معه في عوده إلى قضاء مكة على عادته (¬2). ثم بعد ذلك قدموا إلى القاهر كما سيأتي. * * * [القبض على جماعة من جند حسن الطويل] وفيها - أعني هذه السنة - ثار جماعة من جند حسن الطويل وأخذوا ولدا له ليفرّوا به في ألف من جيشه وهم قاصدون يشبك الدوادار لينضمّوا إليه، وفطن هو بهم قبل تمام مرادهم، فبادر بالقبض عليهم وسجنهم، وسجن ولده بعيدا. وورد الخبر بهذا، وأنه قد اختلّ نظام حسن، وأن قاصده سيحضر إلى القاهرة (¬3). [وفاة إبراهيم المتبولي] [2925]- وفيها مات / 245 ب / الشيخ الصالح المعتقد، سيدي إبراهيم بن علي (بن عمر) (¬4) المتبولي (¬5). وكان من أهل الخير والدين والصلاح، وللناس فيه الاعتقاد الحسن. وقصده الناس للتبرّك به، وقبلت شفاعته عند السلطان ومن (¬6) دونه (¬7). [وفاة العلاء الطوسي] [2926]- وفيها مات أحد أفراد علماء سمرقند العلاّمة، العلاء الطوسيّ (¬8)، ¬

(¬1) في البدائع: «وعلى جماعة من أعيانهم». (¬2) خبر وصول المبشر في: وجيز الكلام 2/ 841، 842، وبدائع الزهور 3/ 88، وسمط النجوم العوالي 4/ 290. (¬3) خبر القبض على الجماعة لم أجده في المصادر. (¬4) ما بين القوسين كتب فوق السطر. (¬5) انظر عن (المتبولي) في: وجيز الكلام 2/ 844 رقم 1930، والضوء اللامع 1/ 85، 86، وتاريخ البصروي 55، 56 ووقع فيه: «المتولي»، وبدائع الزهور 3/ 88. و «المتبولي»: نسبة إلى متبول من الغربية في مصر. (¬6) في المخطوط: «وعن». (¬7) وكانت وفاته ليلة الإثنين ثامن عشر ربيع الأول سنة سبع وسبعين، وسنّه ظنّا يزيد على الثمانين. (¬8) انظر عن (العلاء الطوسي) في: بدائع الزهور 3/ 88، ونظم العقيان 132 رقم 118، والفوائد البهية 145، 146، وكشف الظنون =

وفاة الجمال الفلاحي

علي [بن] (¬1) محمد التبادكاني (¬2)، الحنفيّ. وله نحوا (¬3) من سبعين. وكان مشهورا بغزارة العلم، وكثرة الفضل، وسعة الباع في الفنون. وأخذ عنه الجمّ الغفير، وانتفع به الفضلاء بسمرقند، وصنّف وألّف، وشهر وبعد صيته (¬4). [وفاة الجمال الفلاحي] [2927]- ومات (محتسب) (¬5) الإسكندرية، الجمال الفلاحي (¬6)، يوسف بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن أبي القاسم الأنصاري، الخزرجي، السكندري، المالكيّ. وكان فاضلا. سمع على جماعة. ومولده سنة سبع (¬7) وثمان مئة. [وفاة خاص مراد الرومي] [2928]- وخاصّ مراد (¬8) الرومي، العثماني، أحد أمراء ابن عثمان، قتيلا بيد الحسنية بعد كائنة حرق توقات، وبعث ابن عثمان بجيوشه. وكان من أخصّاء ابن عثمان، ومن مشاهير أمرائه. [وفاة إياس الطويل] [2929]- وإياس الطويل (¬9) المحمدي، الناصريّ، نائب طرابلس، ثم أحد أمرائها بها. ¬

= 497 و 513 و 825 و 1144 و 1479 و 1856 و 1892 وهدية العارفين 1/ 737، والأعلام 5/ 162، ومعجم المؤلفين 7/ 185، والشقائق النعمانية 2/ 158 - 162، Brockelmann - G 11\ 204, S 11\ 270 . (¬1) إضافة ضرورية. (¬2) في البدائع: «التياركاني»، وفي نظم العقيان: «البيادكاني»، وفي معجم المؤلفين: «البتاركاني». (¬3) الصواب: «وله نحو». (¬4) مات وله نحو سبعين سنة. (نظم العقيان). (¬5) عن هامش المخطوط. (¬6) انظر عن (الجمال الفلاحي) في: الضوء اللامع 10/ 331، 332 رقم 1255، و «الفلاحي» نسبة إلى الفلاحين بالتخفيف وآخره نون، قرية من أعمال تونس. وقد ورّخ السخاوي وفاته في الثامن من ذي الحجة سنة خمس وسبعين بمكة. (ص 332). (¬7) في الضوء 331 ولد بعد فجر يوم الإثنين ثاني عشر ربيع الأول سنة تسع وثمانمائة. (¬8) لم أجد لخاص مراد ترجمة في المصادر. (¬9) انظر عن (إياس الطويل) في: =

وقد شاخ، وكان بشوشا ذا بشر وطلاقة وجه، كثير المزح (¬1) والإسراف على نفسه. رحمة الله عليه. ¬

= بدائع الزهور 3/ 88، ومنتخبات من بدائع الزهور (طبعة كتاب الشعب 4/ 446)، وصفحات لم تنشر من بدائع الزهور 14 (طبعة دار المعارف، مصر 1951، و 3/ 71 (طبعة 1963)، وتاريخ طرابلس 2/ 51 رقم 121 و 80 رقم 13. (¬1) الصواب: «المزاح».

سنة ثمان وسبعين وثمانماية

سنة ثمان وسبعين وثمانماية [محرم] [الرخاء بأسعار الموادّ الغذائية] في محرم نودي على اللحم السليخ بثمانية (¬1) الرطل، والمطبوخ باثني عشر. وكان قيمة الإردبّ القمح فيه زيادة على المائتي درهم بقليل، والشعير والفول وسائر الحبوب رخيّة، وكذا سائر المأكولات. وصار العوام يتباشرون بهذا العالم فيقولون: «سنة ثمان أمان» (¬2). [الريح العاصفة] وفيه هبّت ريح عاصفة بأبخرة كثيرة وسموم حارّة، واصفرّ الجوّ منها، ودخل الليل والحال على ذلك، [و] / 246 أ / حدث مطر يسير في الليل فسكن الحال (¬3). [إكرام السلطان أسرة نائب الشام] وفيه حضر حريم برقوق نائب الشام، وصعدت زوجته دولا [ت] (¬4) باي الجركسية، أحد (¬5) سراري الظاهر جقمق إلى القلعة، ومعها ولديها (¬6) منه العلائي علي باي، والشهابي أحمد فأكرمهم السلطان (¬7). [اعتداء الفرنج على ساحل الإسكندرية] وفيه خرج السلطان إلى جهة نوى وأضافه بها فلاّحة بن طفيش (¬8) ضيافة حافلة. وبينا ¬

(¬1) في البدائع: «بثمانية نقرة». (¬2) خبر رخاء الأسعار في: بدائع الزهور 3/ 89. (¬3) خبر الريح لم أجده في المصادر. (¬4) في المخطوط: «دولا»، والإضافة من: الضوء اللامع 12/ 33 رقم 196، وهي ماتت في سنة 893 هـ‍. (¬5) الصواب: «إحدى». (¬6) الصواب: «ومعها ولداها». (¬7) خبر إكرام السلطان لم أجده في المصادر. (¬8) لم أجد ترجمة له في المصادر.

كائنة الشهاب القمني

هو في أثناء ذلك إذ ورد عليه الخبر بأنّ الفرنج قد عاثوا بقرب الإسكندرية وأسروا تسعة من المسلمين، وأخذوا مراكبا (¬1) للتجار بما فيها من تجار وأموال من دمياط وغيرها، فطلب السلطان قجماس الإسحاقي أحد مقدّمي الألوف، وأمره بالخروج لوقته عساه يتلافى (¬2) ما وقع من الفرنج، فتجهّز وخرج مع أذان عصر يومه ذلك في مشهد حفل (¬3). [كائنة الشهاب القمني] وفيه كائنة الشهاب القمني المالكيّ، أحد نواب الحكم قضى في كائنة وحكم فيها مع استيفاء شرائط الحكم، فقام من حكم وشكاه للسلطان وأدّعى (¬4) بأنه لا معرفة له بما حكم به عليه، ولا أذن للشهود بالشهادة ولا بالاستحكام ولا فهم ما كتب عنه، فأحضر الشهود إلى بين يدي السلطان وأراد البطش بهم حتى شفع فيهم. ثم بعث للقاضي يأمره بالرجوع عمّا حكم به، فامتنع من ذلك، فاستشاط السلطان وأمر بعقد مجلس في الحادثة، فعقد، وحضره قضاة، فتكلّم المالكيّ بأنّ هذا الحكم صحيح، فما التفت السلطان إلى ذلك، وصرّح بعزل القمنيّ، وضرب المحكوم لهم بالمقارع، وكلّم القاضي المالكي بكلمات فيها الجفاء. ولله الأمر (¬5). [وصول الحاج] وفيه وصل الحاج، ووصل معهم ولد صاحب مكة (¬6)، والقاضي ابن (¬7) ظهيرة، وولده الذي هو قاضي مكة الآن أبو السعود وأخوه (¬8)، وعدّة وافرة من جماعتهما. ولما صعدوا للسلطان خلع عليهم وأنس إليهم، وترك / 246 ب / دكّته وجلس على البساط حين قرأ القاضي الفاتحة ودعا له (¬9)، ثم أحضر رستم أمير الحاج العراقيّ، والقاضي ابن دحية (¬10)، فأمر بهما إلى سجن البرج، وتأخّر الحاج عن وقته المعتاد بثلاثة أيام بسبب مشقّة حصلت عليهم من قبل موت الجمال من قلّة المياه وأسباب أخر. ووصل الخبر مع الحاج بأنّ خيربك الظاهري خشقدم حضر من مكة إلى بيت المقدس للإقامة به بشفاعة فيه عند السلطان. ¬

(¬1) الصواب: «مراكب». (¬2) في المخطوط: «يتلاقى». (¬3) خبر اعتداء الفرنج في: بدائع الزهور 3/ 89 وفيه «ابن طفيش» دون ذكر اسمه. (¬4) في المخطوط: «واذعن». (¬5) كائنه الشهاب القمني باختصار في: بدائع الزهور 3/ 89. (¬6) هو: بركات بن محمد بن بركات. (¬7) في المخطوط: «بن». (¬8) في وجيز الكلام: «وأخوه الكمالي والفخري». (¬9) وجيز الكلام 2/ 846. (¬10) في المخطوط: «ابن دجنة».

صفر

وحضر مع الحاج في هذه السنة الشيخ سنان الأذربيجاني الحنفي شيخ تربة الدوادار يشبك الآن (¬1). [صفر] [هدية ولد صاحب مكة للسلطان] وفي صفر صعد إلى السلطان بهدية للسيد بركات ولد صاحب مكة وبهدية القاضي، وكانت شيئا كثيرا، فقبل ذلك (السلطان) (¬2)، وأكرم من حضر بها. ثم أخذوا في تفرقة الهدايا على أرباب الدولة والأعيان (¬3). [عودة ابن أجا من سفارته إلى ابن عثمان] وفيه ورد الخبر من جهة البلاد الشمالية بعود ابن (¬4) أجا (¬5) من عند ابن (¬6) عثمان بأخبار سارة، وأنه مع عساكر السلطان على حسن حتى يأخذه، وأنه سار (¬7) إليه وهو قريب منه (¬8). [قضاء مكة] وفيه خلع [على] (¬9) البرهان بن ظهيرة بإعادته إلى قضاء مكة على عادته، وخلع معه على أخيه وأخ آخر لهما، وعلى ولده، وعلى صاحب مكة، ونزلوا في موكب حافل ومعهم قضاة (القضاة) (¬10) والأعيان (¬11). [الوثوب على مقدّم المماليك] وفيه وثب جماعة من الجلبان بالقلعة وأرادوا الفتك بمقدّم المماليك، وكان لهم ضجّة كبيرة بالقلعة، فبعث السلطان بجانبك الفقيه الأمير (اخور) (¬12) لردّهم عن قصدهم وتقبيح فعلهم، فما التفتوا إليه، بل أرادوا أن يوقعوا به، فحنق السلطان من ذلك، وكان ¬

(¬1) خبر وصول الحاج في بدائع الزهور 3/ 90، ونصف الخبر في وجيز الكلام 2/ 846. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) خبر الهدية لم تذكره المصادر. (¬4) في المخطوط: «بعود بن». (¬5) ابن أجا هو: شمس الدين محمد بن محمود بن خليل الحلبي، عرف بابن أجا وهو لقب أبيه. وهو صاحب كتاب: تاريخ الأمير يشبك الظاهري، يذكر فيه حملة الأمير يشبك من مصر إلى عينتاب وغيرها لقتال شاه سوار حتى أتى به إلى مصر، وكان ابن أجا مرافقا للأمير يشبك فدوّن يوميّاته. (¬6) في المخطوط: «بن». (¬7) في المخطوط: «اسار». (¬8) خبر عودة ابن أجا لم يذكر في المصادر المتوفّرة. (¬9) سقطت من المخطوط. أضفتها لاقتضاء السياق. (¬10) تكرّرت في المخطوط. (¬11) خبر قضاء مكة في: بدائع الزهور 3/ 90. (¬12) كتبت فوق السطر.

رأس النوبة الكبرى

قد ركب وهو يسيّر بالميدان من الإصطبل، فثنى عنان فرسه إلى جهة باب القلعة وهو رافع صوته بقوله: «خذوا القلعة لا حاجة لي بها». وخرج من قومه إلى جهة / 250 أ / تربته بالصحراء، فتسامع به الأمراء فركبوا إليه، وقام الجلبان فخرجوا إليه مشاة حفاة كالخائفين الخاضعين، وقصدوا التربة، فلما بلغه مجيئهم ركب سائرا إلى جهة الخانكة، فتبعوه وهم يظهرون الندم مما كان منهم، حتى شفع فيهم، حتى قبلت الشفاعة بعد تمنّع زائد. وكانوا قد طلبوا زيادة في مرتباتهم، حتى تلطّف الأمراء بخواطر الملوك (¬1)، فأجاب إلى ذلك، وعاد إلى قلعته في آخر نهاره (¬2). [رأس النوبة الكبرى] وفيه عيّن تمراز الشمسي لرأس النوبة (¬3) الكبرى، وخرج ومعه جماعة من الأمراء الجند إلى جهة البحرة لردع المفسدين من العربان بها (¬4). [أخبار يشبك عن حسن الطويل] وفيه وصل الخبر من يشبك الدوادار بأن مصطفى. . . لبي بن عثمان صاحب قونية من جهة أبيه جاء في عسكر كبير إلى زمنطوا، وأنه قادم ليتعاضدوا على حسن الطويل، وأنّ حسن قد مات ولده محمد أغرلوا (¬5)، وأن جماعة من عساكر حفظاي أخذوا (¬6) ولدا آخر لحسن، وأخرجوه عن البلاد، وأن حسن توجّه إلى جهة ملطيه (¬7). [رسول السلطان إلى ملك الروم] وفيه عيّن السلطان برسباي الشرفيّ أحد العشرات وأستادار الصحبة رسولا منه إلى ملك الروم ابن (¬8) عثمان، وجهّز معه هدية سنيّة (¬9). [ربيع الأول] [كسر النيل] وفي ربيع الأول، في خامسه، وخامس مسرى أيضا، كان كسر النيل للوفاء (¬10)، ¬

(¬1) هكذا في المخطوط. والمراد: «بخواطر الملك». (¬2) خبر الوثوب لم تذكره المصادر المتوفرة. (¬3) في المخطوط: «لرأس نوبة الكبرى». (¬4) خبر رأس النوبة في: بدائع الزهور 3/ 90. (¬5) في المخطوط: «اعزلوا». (¬6) في المخطوط: «مروا». (¬7) أخبار يشبك لم أجدها في المصادر. (¬8) في المخطوط: «بن». (¬9) خبر رسول السلطان في: بدائع الزهور 3/ 90. (¬10) مشوشة في المخطوط: «السدطن لوفا».

قراءة المولد النبوي

ونزل لاجين اللالا (¬1) أمير مجلس لذلك، ونودي عليه بزيادة اثنا (¬2) عشر إصبعا من سبعة عشر ذراع (¬3). وحضر ولد صاحب مكة والقاضي (¬4) هذا الكسر للفرجة عليه. وزاد النيل في ستة أيام أكثر من ثلاثة أذرع (¬5). [قراءة المولد النبوي] وفيه عمل المولد بالقلعة على العادة، ولم يحضره سوى ثلاثة من مقدّمي الألوف لغياب الباقين (¬6). [هلاك متملّك قبرس] [2930]- وفيه ورد الخبر من قبرس بهلاك متملّكها جاكم بن جوان (¬7) بن جينوس بن جاكم الفرنجي، الكتيلاني، في شبابه. وكان من أعيان أهل ملّته، ويذكر بسياسة وكياسة. / 247 ب / وولي قبرس بعده أخته صاحبة القضايا معه. وكتب إلى السلطان بالإ (ئتمان) (¬8) منه أن يبعث إليها بالتقليد والخلع، فإنه لا معارض لها. [فرار حسن الطويل من طلائع العسكر العثماني] وفيه ورد الخبر بفرار حسن الطويل من طلائع عساكر ابن (¬9) عثمان وكسر طلائع حسن المذكور، فسرّ السلطان بذلك (¬10). [واقعة الجامع الأزهر] وفيه كانت حادثة التحميد والتسميع بالجامع الأزهر، وكانت واقعة كبيرة افترق فيها فقهاء مصر الآن على فرقتين، فرقة الشافعية، والفرقة الأخرى من المذاهب الثلاث (¬11). ¬

(¬1) هو «الظاهري». (¬2) الصواب: «بزيادة اثني»، وقد تابعه ابن إياس في الخطأ النحوي فأثبت أيضا: «بزيادة اثنا»! (¬3) الصواب: «ذراعا». (¬4) في المخطوط: «والعافي». (¬5) خبر كسر النيل في: بدائع الزهور 3/ 90 وليس فيه حضور ولد صاحب مكة والقاضي. (¬6) خبر قراءة المولد في: بدائع الزهور 3/ 90. (¬7) انظر عن (جاكم بن جوان) في: بدائع الزهور 3/ 91، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬8) ما بين القوسين كتب فوق السطر وهو مبهم، وما أثبتناه على الترجيح. (¬9) في المخطوط: «بن». (¬10) خبر فرار حسن الطويل في: بدائع الزهور 3/ 91. (¬11) الصواب: «المذاهب الثلاثة».

وفاة يشبك الفيه

وزاد الكلام فيها والتشاجر، وكادوا أن يفتتنوا ويتحاربوا. وقد بيّناها برمّتها في تاريخنا «الروض الباسم» (¬1). وهي مسألة (¬2) مسطورة مشهورة (¬3)، لا خير فيها (¬4) ولا طائل تحت ما وقع فيها سوى هوى النفس والأغراض. وهو أمر آخر (¬5). [وفاة يشبك الفيه] [2931]- وفيه مات يشبك الفقيه (¬6) من (سلمان) (¬7) شاه المؤيّدي، الدوادار، الكبير، بعد ما شاخ. وكان خيّرا، ديّنا، يقرأ القرآن، ويتذاكر القراءآت (¬8)، ويتفقّه، ويحبّ أهل العلم والفضل، ويجالسهم كثيرا، مع حسن سمت وعفّة وأدب وحشمة، وتنقّل في الخدم من إمرة عشرة إلى طبلخاناه، ثم تقدمة ألف، ثم الدوادار (¬9) الكبرى (¬10). [نجدة العسكر العثماني للعسكر المصري] وفيه ورد الخبر بأن ابن عثمان وصل إلى ملطية نجدة للعساكر المصرية على حسن الطويل (¬11). ¬

(¬1) في القسم الضائع منه. (¬2) في المخطوط: «وهي مسئلة». (¬3) في المخطوط: «مهورة». (¬4) في المخطوط: «لا كبيرا من فيها». (¬5) أوضح السخاوي واقعة الجامع الأزهر بما نصّه: «وفي ربيع الأول كانت حادثة التسميع والتحميد من المبلّغ خلف الإمام، حيث منع من إظهار التحميد بحجّة أنّ جمهور العلماء على اقتصار المأموم على: «ربّنا لك الحمد»، وعدم تخصيص المبلّغ من بينهم بالتسميع، وهو الذي عليه عمل الناس فيه، حتى كان ممّن صرّح بأنّ عمل الناس عليه الإسنويّ، وآل الأمر بعد إفحاش وإيحاش وتخاصم وتكالم إلى إبقاء الأمر على ما كان والمنع من اعتراض ذوي المذاهب بعضها على بعض، بل نودي في جامع الأزهر صريحا بترك التسميع». (وجيز الكلام 2/ 846). و «التسميع» هو قول الإمام عند الرفع من الركوع: «سمع الله لمن حمده». (¬6) انظر عن (يشبك الفقيه) في: وجيز الكلام 2/ 854 رقم 1955، والضوء اللامع 10/ 270 - 272 رقم 1076، وبدائع الزهور 3/ 91. (¬7) تكرّرت في المخطوط. (¬8) في المخطوط: «القرات». (¬9) هكذا. والصواب: «الدوادارية». (¬10) وقال السخاوي: ولد على رأس القرن وأحضر من بلاد جركس في سنة ثمانمائة. (¬11) خبر نجدة العسكر العثماني لم أجده في المصادر.

ربيع الآخر

[ربيع الآخر] [فتاوى التحميد والتسميع] وفي ربيع الآخر لما صعد القضاة لتهنئة السلطان بالشهر طلب السلطان من الدوادار (الثاني) (¬1) الفتاوى التي أخذت منه في أمر التحميد والتسميع، ووقع فيها كلام طويل بين يدي السلطان، وتناول فيها للشمس (¬2) الأمشاطي القاضي الحنفي مع الولي السيوطي القاضي الشافعي، (ووقع بينهما كلمات فيها جفاء وتنافر وتنافس لا طائل تحته سوى قصد) (¬3) الترويج من الأمشاطي لنفسه لدى العوامّ من غير مبالاة بكشف الزيف عند (¬4) الخواص. وقد بيّنا ما وقع على جليّته بتاريخنا «الروض الباسم» (¬5) في أصل هذه المسألة (¬6)، وفي (¬7) قضية الاستبدال أيضا، وما آل إليه الأمر بعد تصميم الحنفيّ في مجلس السلطان بأنه لا يأذن به ولا يدخل فيه أصلا، / 248 أ / بأن عيّن السعد الكماخي. ولذلك قام السلطان من مجلسه ذلك مغضبا قبل قيام الفقهاء، ولم يسمع القراءة (¬8) ولا الدعاء، ولا سلّم على القضاة (¬9)، حتى عدّ ذلك من النوادر (¬10). [الصلاة على مذهب الإمام] وفيه نودي بالقاهرة أنّ كل من أمّ بجامع أو مسجد فليصلّ المأموم معه على قاعدة مذهبه، وعدّت هذه أيضا من النوادر، إذ مثل هذه المسائل كما لو تشهّد الحنفيّ بتشهّد ابن (¬11) عباس، أو الشافعيّ بتشهّد ابن (¬12) مسعود، ونحو هذه، إنما الكلام والخلاف فيها في الأفضلية لا الجواز، فلا كثير أمر في ذلك حتى يثار فيه هذا الثوران ويقام فيه هذا القيام، والأمور الضرورية الظاهرة لا نتكلّم فيها، فلله الأمر (¬13). [انكسار حسن الطويل] وفيه ورد الخبر بكسر عسكر ابن (¬14) عثمان من عسكر حسن الطويل بعد الالتقاء، ثم عود عساكر ابن (¬15) عثمان على حسن وكسره أقبح كسر وأنّ حسن نفسه فرّ هاربا مهزوما وكاد أن يقتل، وحصل عنده من الفزع والرعب ما أثّر فيه بأخرة حتى كان من أعظم الأسباب لموته بإذن الله تعالى على ما ذكر (ذلك) (¬16) بعد ذلك، وأنّ ¬

(¬1) عن هامش المخطوط. (¬2) هكذا في المخطوط. (¬3) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬4) في المخطوط: «عبد». (¬5) في القسم الضائع منه. (¬6) في المخطوط: «المسلة». (¬7) في المخطوط: «ولي». (¬8) في المخطوط: «القراه». (¬9) في المخطوط: «ولا سلّم على من القضاة». (¬10) خبر الفتاوى لم أجده في المصادر. (¬11) في المخطوط: «بن». (¬12) في المخطوط: «بن». (¬13) خبر الصلاة لم أجده في المصادر. (¬14) في المخطوط: «بن». (¬15) في المخطوط: «بن». (¬16) كتبت فوق السطر.

إطلاق أمير الحاج العراقي

يشبك الدوادار مشرف على أخذ قلعة الرها (¬1). [2932]- ومات قتيلا في هذه الكائنة التي جرت بين [ابن] (¬2) عثمان وبين زين بن (¬3) حسن المذكور، وكان من أعزّ أولاده عنده. ثم وصل لاجين دوادار يشبك (الدوادار) (¬4) من عند أستاذه بمكاتبة منه تتضمّن كسرة عساكر حسن بن عثمان على ما وقع (¬5)، وخلع السلطان على لاجين هذا (¬6). [إطلاق أمير الحاج العراقي] وفيه أطلق السلطان رستم أمير حاج العراق، وأحمد القاضي، وأمر بتوجّههما إلى يشبك الدوادار بعد أن خلع عليهما (¬7). [وفاة الزين ابن قاضي عجلون] [2933]- وفيه مات الزين ابن (¬8) قاضي عجلون (¬9)، عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن الزرعيّ، الدمشقي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، ناب في القضاء، وسمع على جماعة (¬10). [جمادى الأول] [وفاة برسباي الشرفي] [2934]- وفي جماد الأول مات برسباي الشرفيّ (¬11)، أستادار الصحبة، المتوجّه في الرسالة لابن عثمان. ¬

(¬1) خبر انكسار حسن في: تاريخ البصروي 59 باختصار. (¬2) إضافة للضرورة يقتضيها السياق. (¬3) في المخطوط: «بره ال بن» والعبارة مشوّشة، صحّحتها ترجيحا. ولم أقف على هذا الخبر في المصادر للتأكّد من صحّته. (¬4) هكذا في المخطوط عن الهامش. (¬5) الجملة هكذا في المخطوط، وهي غير واضحة، والمرجّح أنّ تكون: «كسرة عساكر حسن من ابن عثمان وعلى ما وقع». (¬6) خبر الإنكسار لم ينقله ابن إياس، ولم يذكره السخاوي. (¬7) خبر إطلاق الأمير لم أجده في المصادر. (¬8) في المخطوط: «الزين بن». (¬9) انظر عن (ابن قاضي عجلون) في: وجيز الكلام 2/ 849 رقم 1938، والوء اللامع 4/ 87، 88 رقم 250، وتاريخ البصروي 58، 59، وحوادث الزمان 1/ 202 رقم 263. (¬10) ولد في شوال سنة تسع وثلاثين وثمانمائة. (¬11) انظر عن (برسباي الشرفي) في: الضوء اللامع 3/ 10 رقم 39، وبدائع الزهور 3/ 91.

شروط ابن عثمان للصلح مع حسن الطويل

/ 248 ب / وكان موته بحلب في سابع هذا الشهر. وكان إنسانا، حسنا، خيّرا، ديّنا، حشما، أدوبا، عارفا بأنواع الفروسية. [شروط ابن عثمان للصلح مع حسن الطويل] وفيه شاع الخبر بأنّ حسن الطويل لما انكسر وفرّ إلى بلاده عند الشيخ العالم الصالح الشهاب البكرجي، وبعث به رسولا عنه لابن عثمان يسأله في الصلح، فاجتمع أولا بوزيره محمود شاه، فأجابه بأنه إن أحبّ ذلك فليكن جميع ما وطئه ابن (¬1) عثمان بعساكره من بلاد له، وأن ينزل له [عن] (¬2) جميع ما انتزعه من بلاد بو سعيد. ثم اجتمع البكرجي بعد ذلك بابن عثمان نفسه وأجلّه وعظّمه، وقال له: هذا لأجل علمك لا لأجل مرسلك، وأنه أطلق له جميع الأسرى الذي (¬3) كانوا عنده من الحسنية (¬4). [المطر الموحل] وفيه - في سابع عشر بابه (¬5) - أمطرت السماء مطرا غزيرا بحيث أوحلت منه الطرقات (¬6). [أستادارية الصحبة] وفيه خلع على ألماس الأشرفي أحد خواصّ السلطان، وقرّر في أستادارية الصحبة وعيّنه (¬7) رسولا إلى ابن (¬8) عثمان عوضا عن برسباي الأشرفيّ (¬9). [إمرة الحاج والمحمل] وفيه خلع على جانبك الأشقر الدوادار بإمرة الحاج بالمحمل، وعلى قانصوه خمس مائة الخاصكيّ إذ ذاك، وأحد خواصّ السلطان بإمرة الأول (¬10). [توسيط عبد قتل سيّدته] وفيه وسّط عبد، وكان صغيرا، ذبح سيّدته وأخذ مالها فقبض عليه من ليلته (¬11). ¬

(¬1) في المخطوط: «بن». (¬2) إضافة يقتضيها السياق. (¬3) الصواب: «الذين». (¬4) خبر شروط ابن عثمان لم أجده في المصادر. (¬5) بابه هو الشهر الثاني في السنة القبطية. (¬6) خبر المطر الموحل لم تذكره المصادر. (¬7) في المخطوط: «وعنده». (¬8) في المخطوط: «إلى بن». (¬9) خبر الأستادارية في: بدائع الزهور 3/ 91. (¬10) خبر إمرة الحاج في: بدائع الزهور 3/ 91 وفيه: «بإمرة الركب الأول»، وقانصوه خمسمائة هو الذي تسلطن فيما بعد. (¬11) خبر توسيط العبد في: بدائع الزهور 3/ 92.

وفاة يونس السيفي

[وفاة يونس السيفي] [2935]- وفيه مات يونس السيفي (¬1) جانبك، نائب جدّة، كاشف سيوط (¬2). وكان عاقلا، عارفا بالأمور. [عودة يشبك بالعساكر إلى حلب] وفيه وردت مكاتبة يشبك الدوادار بأنه عاد بالعساكر إلى حلب ليشتّي بها، وأنه مات جماعة من العسكر وغلمانهم وأتباعهم، وأنّ غالبهم متمرّض، وأنّ حسن بآمد مشتّت (¬3) الأحوال (¬4). [جمادى الآخر] [فسخ نكاح بنت الخليفة] وفي جماد الآخر لما صعد القضاة للقلعة لأجل تهنئة السلطان أخذ يكلّمهم في قضية فسخ نكاح بنت الخليفة من عقد (خشكلدي) (¬5) البيسقي. وكان الخليفة قد كلّم السلطان في ذلك قبل دخول القضاة عليه. وآل الأمر في ذلك بعد هذا الوقت إلى فسخه بخيار البلوغ / 249 إ / على مذهب من يراه مع تزويج الأب (¬6). [ثورة جلبان السلطان] وفيه ثار جماعة من جلبان السلطان بالقلعة وعاثوا بها ومنعوا الصاعد والنازل من التوصّل إليها وإلى أسفلها، والسلطان مع ذلك لا يكترث بهم ويركب وينزل. ودام ذلك عدّة أيام، حتى قصد السلطان مقابلتهم بالسلاح (¬7) لولا تلطّف حتى سكن وسكنوا (¬8). [دودة تقتل جرائحيا] [وفيه] (¬9) وقع من نوادر الحوادث المستغربة أنّ إنسانا من الجرائحية (¬10) كان عنده ¬

(¬1) لم أجد ليونس السيفي ترجمة في المصادر المتوفّرة. (¬2) هكذا في المخطوط. وهي: أسيوط. (¬3) في المخطوط: «مشت». (¬4) خبر عودة يشبك لم تذكره المصادر. (¬5) مكرّرة في المخطوط. وقد شطب على الأولى. (¬6) خبر فسخ النكاح في: وجيز الكلام 2/ 847. (¬7) في المخطوط: «باللاح». (¬8) خبر ثورة الجلبان في: بدائع الزهور 3/ 92. (¬9) في المخطوط بياض. (¬10) في بدائع الزهور: أن إنسانا جلبي»، وهو غلط لغويّ ونخوي.

مقتل حاو بلسعة حية

مسنّ من الحجر له عنده مدّة سنين (¬1)، يقال نحوا من ثلاثين سنة، اتفق أن سقط من يده فانكسر وخرجت منه دودة غريبة الشكل، فمدّ الجرائحي (¬2) يده إليها فلدغته، فوقع ميّتا لوقته. وهذا من غريب ما سمعنا به (¬3). [مقتل حاو بلسعة حيّة] [2936]- واتفق في هذا الشهر ما يقرب من هذه الحادثة، وهي أنّ شخصا يقال له الشريف الحاوي يجلس في المحافل على عادة الحواة، ومعه الحيّات والأفاعي التي انتزعت أنيابها، وصار آمنا من سمّها حين يريد تقليبها في أيّ وقت شاء ذلك. واتفق أن كان فيها أفعى تميل عن ناب منها أخذها بيده للتقليب على عادته، فنهشه بالسنّ الواحدة وأثّرت فيه، ومات في ثاني يوم النهشة (¬4). [عودة العساكر من التجريدة] وفيه بعث يشبك الدوادار يسأل السلطان في إذنه للعساكر بالحضور إلى القاهرة، فامتنع من ذلك وغضب. ثم آل الأمر إلى أن أذن، هذا بعد أن حضر بعضا (¬5) من العسكر خفية بغير إذن (¬6). [الشكوى من تمر وغيره] وفيه شكى (¬7) جماعة للسلطان من تمر ومن مماليكه ومن رأس نوبة الأتابك (¬8) ابن أزبك، فبعث السلطان إليه يأمره بالعدل والإنصاف من نفسه وجماعة، وأن لا يشوّش لا هو ولا جماعة على أحد ممّن شكى (¬9). [رجب] [قتل فرنجيّ] وفي رجب ضربت عنق فرنجي وقع منه أشياء وأفتي بإراقة دمه، وسحبه العوام فأحرقوا جثّته (¬10). ¬

(¬1) هكذا في المخطوط، وفيه لغو. (¬2) في البدائع: «الجلبي». (¬3) خبر الدودة في: بدائع الزهور 3/ 92. (¬4) خبر مقتل الحاوي انفرد به المؤلّف - رحمه الله - ولم أجده في المصادر. (¬5) الصواب: «بعد أن حضر بعض». (¬6) خبر عودة العساكر في: تاريخ البصروي 60، وبدائع الزهور 3/ 92. (¬7) الصواب: «شكا». (¬8) في المخطوط: «لقيائه» ولا معنى لها. (¬9) الصواب: «ممّن شكا». وخبر الشكوى لم أجده في المصادر. (¬10) خبر قتل الفرنجي انفرد به المؤلّف - رحمه الله -.

ضيافة السلطان ولد صاحب مكة ومن معه

[ضيافة السلطان ولد صاحب مكة ومن معه] وفيه أضاف السلطان ولد صاحب مكة / 249 / وقاضيها وذويهما، وخلع عليهم خلعا سنيّة (¬1). [ركوب السلطان للرماية] وفيه ركب السلطان إلى الرماية ببركة الجب (¬2)، فاصطاد وعاد من يومه في موكب حافل بأبّهة السلطنة ومعه ولد صاحب مكة فشق القاهرة صاعدا إلى القلعة، وكان له يوما مشهودا (¬3). [ثورة طائفة من الجلبان] وفيه ثارت طائفة من جلبان السلطان بالقلعة وأغلقوا الأبواب، ومنعوا المباشر من الطلوع والنزول وحصل بينهم بعضهم البعض مخاصمات وفجور ووصلوا إلى المقازعة بالسيوف. وآل الأمر بينهم إلى الصلح، وضرب السلطان منهم إنسانا منهم من الخاصكية يقال له علي باي الخشن من رؤس (¬4) الفتن، ثم عيّنه بعد أيام بالخروج لقضية، فسافر إليها، وجرت له وعليه ومنه أمور، وآل أمره أن سقط عليه حائط بغزّة فمات تحت الردم، وفرح به كثير من الناس حتى السلطان. [2937]- وكان علي باي هذا من الأشرار الفجّار (¬5). [وفاة شجاع الدين البكتمري] [2938]- وفيه مات شجاع الدين، محمد بن محمد بن عمر بن قطلوبغا (¬6) البكتمري، الشافعيّ، أحد شيخنا (¬7) العلاّمة، السيف الحنفيّ. وكان فاضلا، خيّرا، ديّنا، صالحا كأخيه، لكنه لم يكن كهو في العلم ولا القريب منه. سمع على جماعة، منهم والدته (¬8). ومولده سنة ثمانماية (¬9). ¬

(¬1) خبر ضيافة السلطان لم أجده في المصادر. (¬2) في بدائع الزهور: «بركة الخب». (¬3) خبر ركوب السلطان في: بدائع الزهور 3/ 92. (¬4) هكذا في المخطوط. والصواب: «رؤوس». (¬5) خبر ثورة الجلبان في: بدائع الزهور 3/ 92. (¬6) انظر عن (ابن قطلوبغا) في: الضوء اللامع 9/ 173 رقم 444. (¬7) الصواب: «أحد شيوخنا». (¬8) هي أمّ هانىء الهورينية. (¬9) وقال السخاوي: ولد تقريبا سنة سبع وتسعين وسبعمائة.

شعبان

[شعبان] [استعفاء يشبك من منصبه] وفي شعبان وصلت مكاتبة يشبك من بلاد الشمال باستعفائه من الأستادارية والوزارة، وكان قد كوتب بما يذهب فيها من أمواله، فأجيب إلى سؤاله، وأحضر ذلك إلى حين حضوره (¬1) [نيابة حماه] وفيه ورد الخبر باستقرار قراجا الطويل في نيابة حماه، عوضا عن بلاط اليشبكي بحكم صرفه عنها من يشبك الدوادار وحمله إلى سجن قلعة دمشق (¬2). [وفاة بلاط اليشبكي] [2939]- ومات بلاط (¬3) عقيب ذلك فيما أظنّ. وكان له زيادة على السبعين سنة. وكان إنسانا متمعقلا في أموره، دربا، سيوسا، مع ظلم وعسف وسوء أخلاق وذمامة خلق. وذكر بعضهم / 250 أ / وفاته في الآتية، وما اشتغلت بتحرير ذلك. [إقامة العزاء عند زوجة نائب حماه] ولما بلغ الخوند بدرية (ابنة) (¬4) الأشرف إينال ولاية زوجها قراجا الطويل لنيابة حماه أقامت العزاء بدارها كأنه مات. وعدّ ذلك من النوادر (¬5). [تعزير مكفّر لابن الفارض] وفيه قام إنسان يقال له الشغيريّ (¬6)، وتكلّم في الشرف عمر بن الفارض وكفّره ومن يعتقد بمعتقده، فأحضره القاضي المالكي إلى عنده وعزّره (¬7). ¬

(¬1) خبر استعفاء يشبك في: بدائع الزهور 3/ 92. (¬2) خبر نيابة حماه في: بدائع الزهور 3/ 92. (¬3) انظر عن (بلاط اليشبكي) في: بدائع الزهور 3/ 92، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬4) كتب في المخطوط: «بدرية ابنة ابنة» وشطب على الأولى. (¬5) خبر إقامة العزاء لم أجده في المصادر. وقد مات قراجا في سنة 885 هـ‍. وهو من سبي قبرس. (الضوء اللامع 6/ 214 رقم 715). (¬6) هكذا في المخطوط، وهو تصغير «الشغري»، نسبة إلى شغربكاس، المعروفة الآن بجسر الشغور. (¬7) خبر التعزير لم أجده في المصادر.

نيابة قلعة حلب

[نيابة قلعة حلب] وفيه خلع السلطان على قانصوه خمسمائة أحد خواصّ خاصكيّته بنيابة قلعة حلب، ثم بطل ذلك، (وكان) (¬1) هذا الفعل لأمر ما من الأمور (¬2). [ثورة الجلبان بالطباق] وفيه ثار جماعة من الجلبان بالطباق ووثبوا على كثير من أهل القلعة وعاثوا وشعّثوا ورموا بالسهام وغلّقت أبواب القلعة، ومنع منها الصاعد والنازل، واستمرّوا على ذلك إلى قريب الزوال، ثم سكن الحال (¬3). [وصول الأتابك إلى القاهرة] وفيه وصل الأتابك [أزبك] (¬4) إلى القاهرة، وصعد إلى القلعة، فخلع السلطان عليه، ونزل في موكب حافل (¬5). [طلب حسن الطويل الصلح مع ابن عثمان] وفيه ورد الخبر من يشبك بأنّ حسن الطويل بعث إلى ابن عثمان (¬6) يسأله في الصلح، فأجابه بأنّ ذلك موقوف على رضى (¬7) سلطان مصر، وأنه عيّن قاصدا إلى السلطان لأجل ذلك ومعه هدية (¬8). [امتناع جنود التجريدة من أخذ جوامكهم] وفيه نودي بأنّ من حضر من الجند من التجريدة فليصعدوا إلى القلعة لأخذ ما قد انكسر لهم من الجوامك، وهي جامكية أربع (¬9) شهور. وكانوا قد حضروا إلى القاهرة أفواجا في الخفية، فلما سمعوا (هذه) (¬10) المناداة تخوّفوا على أنفسهم من السلطان، ولم ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) خبر نيابة قلعة حلب لم أجده في المصادر. (¬3) خبر ثورة الجلبان في: بدائع الزهور 3/ 92. (¬4) وضع الناسخ إشارة «،» بعد الأتابك، وسها أن يكتب شيئا على الهامش. فاستدركت المثبت من وجيز الكلام، والبدائع. (¬5) خبر وصول الأتابك في: وجيز الكلام 2/ 847، وبدائع الزهور 3/ 92. (¬6) في المخطوط: «بعث إلى عثمان» وشطب عليها. (¬7) الصواب: «على رضا». (¬8) خبر طلب حسن الطويل لم أجده في المصادر. (¬9) الصواب: «أربعة شهور». (¬10) كتب تحت السطر.

تشميت السلطان لعاطس

يصعد منهم ولا النفر الواحد، وذهبت الجامكية عليهم أصلا، وصاروا بعد ذلك يستعفون أن السلطان (¬1) إن لم يعطها لهم وإلاّ ركبوا، إلى غير ذلك من الإشاعات، فما التفت إلى ذلك. وعدّت هذه من النوادر (¬2). [تشميت السلطان لعاطس] / 250 ب / وفيه كان الزين بن مزهر كاتب السرّ بقرب من السلطان فعطس، فشمّته السلطان، فعدّ الناس هذا من النوادر (¬3). [رمضان] [مقدّمية الألوف بمصر] وفي رمضان استقرّ تغري (بردي ططر) (¬4) في جملة مقدّمي الألوف بمصر على تقدمة قجماس الإسحاقي، بحكم انتقاله إلى تقدمة قراجا الطويل المنتقل إلى نيابة حماه (¬5). [رأس نوبة النوب] وفيه استقرّ في رأس نوبة النوب تمراز الشمسي، (عوضا) (¬6) عن إينال الأشقر، المنتقل إلى إمرة سلاح (¬7). [نيابة القلعة] وقرّر في نيابة القلعة ملاج اليوسفي الظاهريّ (¬8). [دخول يشبك إلى القاهرة] وفيه كان دخول يشبك إلى القاهرة بعد أن احتفل له السلطان ونزل إلى داره ليلا ليتفقّد أحوالها قبل دخوله، وعقد له على أخت قانصوه خمسمائة وتهيئتها له بنحو العشرة آلاف دينار، وتهيئتها له، ثم الاعتناء بشأنه في يوم دخوله، وكان له موكبا حافلا (¬9). ¬

(¬1) في المخطوط: «اللطبان». (¬2) خبر امتناع الجنود له إشارة في بدائع الزهور 3/ 92. (¬3) خبر التشميت في بدائع 3/ 93. (¬4) عن هامش المخطوط. (¬5) خبر مقدّمية الألوف في: بدائع الزهور 3/ 93. (¬6) كتبت فوق السطر. (¬7) خبر رأس النوبة لم أجده في المصادر. (¬8) خبر نيابة القلعة في: بدائع الزهور 3/ 93، وذكر السخاوي: «ملج الظاهري جقمق نائب القلعة» وقال إنه مات في منتصف ربيع الثاني سنة اثنتين وتسعين. (الضوء اللامع 10/ 169 رقم 710). (¬9) الصواب: «وكان له موكب حافل».

الخوف من فتنة للجلبان

وخلع السلطان عليه خلعة هائلة، ولما نزل إلى داره حضر عقدها ناظر الخاص بالخلع، فخلع على جماعة كثيرة بين يديه (¬1). [الخوف من فتنة للجلبان] [وفيه] (¬2) كادت أن تثور فتنة من الجلبان بسبب كائنة اتفقت لإنسان منهم يقال له أبو زيد مع تمراز الشمسي، وهي طويلة آلت إلى الصلح، وحمد تمراز على فعله فيها (¬3). [ختم البخاري] وفيه كان ختم البخاري بالقلعة على العادة، واحتدّ فيه السلطان حين تقبيل يده، وقال: لا يسلّم على القضاة إلاّ القضاة فقط (¬4). [وفاة خطاب العجلوني] [2940]- وفيه مات شيخ الشام ومفتي دمشق، الزين خطاب بن عمر (¬5) بن مهنّا بن يوسف بن يحيى الغزاوي (¬6)، العجلوني، الدمشقي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، كاملا، ورعا، صالحا، مع الدين المتين وقوّة اليقين والنفع للخلق، والوجاهة ونفاد الكملة، وعراقة الأصل والنبالة. وسمع على [ا] لجماعة. وصار شيخ الشام بعد شيخه الشمسي البلاطنسيّ (¬7). ومولده سنة تسع وثمانماية (¬8). [شوال] [موكب العيد بالقلعة] وفي شوال كان موكب العيد بالقلعة عند السلطان / 251 أ / حافلا جدا، حضره الأمراء وأولاد الملوك، وولد (¬9) صاحب مكة. وكانت الخلع فيه نحوا ¬

(¬1) خبر دخول يشبك في: بدائع الزهور 3/ 93. (¬2) في الأصل بياض. (¬3) خبر الخوف من الفتنة لم أجده في المصادر. (¬4) خبر ختم البخاري في: بدائع الزهور 3/ 93 باختصار. (¬5) انظر عن (خطاب بن عمر) في: وجيز الكلام 2/ 848، 849 رقم 1936، والضوء اللامع 3/ 181، 182 رقم 709، وتاريخ البصروي 60، 61، وشذرات الذهب 7/ 324، وبدائع الزهور 933. (¬6) الغزاوي: بالتخفيف، النسبة إلى القبيلة الشهيرة بعجلون، وأبوه وجدّه من أمراء عرب تلك النواحي العجلوني. (¬7) في المخطوط: «البلاطيشي»، والتصحيح من الضوء 3/ 182. (¬8) في شهر رجب. (¬9) في المخطوط: «اكد».

إكرام جانبك كوهيه

من ألف خلعة بعد الثمانماية التي كانت معتادة (¬1). [إكرام جانبك كوهيه] وفيه قدم جانبك كوهيه إلى القاهرة فأكرمه السلطان وخلع عليه كاملية وأركبه مركوبا بالعدّة بالساذجة (¬2). [الريح العاصف والبرد] وفيه - في أول برمهات (¬3) القبطيّ - ثارت ريح مزعجة عاصفة ببرد شديد جدا ومطر، وقاسى الناس من البرد ما لا يعبّر عنه، وغير ذلك من النوادر. [خروج الحاج] وفيه خرج الحاج من القاهرة، وخرج قانصوه خمسمائة أمير الأول في تجمّل زائد. وكان يشبك الدوادار هو الذي أقام له يرقه وما يحتاج إليه لمكان جهادته. وسافر ولد صاحب مكة وقاضيها بعد أن رأيا من العزّ والإكرام والضيافات الهائلة ما لا يعبّر عنه، وخرجا صحبة شاهين الجماليّ نائب جدّة. وكانوا ركبا على حدة، وكانت غرامتهم من المال زيادة على المائة ألف دينار، فكيف لا يكرموا؟ (¬4). [إعفاء يشبك من منصبه] وفيه أعفي يشبك من الأستادارية والوزارة (¬5). [التنازع بشأن وقف يشبك] وفيه عقد مجلس بدار يشبك الدوادار بالقضاة الأربع (¬6) وعدّة من المشايخ والنواب بسبب وقف يتعلّق بيشبك الفقيه تنازع فيه بناته (¬7)، وتعارض الحال بينهما. وكان مجلسا حافلا وقع فيه أشياء يطول الشرح في ذكرها قد ذكرناها بتاريخنا «الروض الباسم» (¬8). وآل ¬

(¬1) خبر موكب العيد في: بدائع الزهور 3/ 93. (¬2) خبر إكرام جانبك لم أجده في المصادر. (¬3) برمهات: هو الشهر السابع في السنة القبطية. (¬4) خبر خروج الحاج في بدائع الزهور 3/ 93 وفيه: وكان الأمير يشبك عقد على أخت قانصوه خمسمائة فصار صهره. . وأنزلهم [السلطان] في بيت أمّ ناظر الخاص يوسف الذي ببركة الرطلي، فرأوا فيه بهجة أيام النيل حتى سافروا. (¬5) خبر إعفاء يشبك في: بدائع الزهور 3/ 93، 94. (¬6) الصواب: «بالقضاة الأربعة». (¬7) في المخطوط: «تنازع فيه بنته». (¬8) في القسم الضائع منه.

انعقاد مجلس بشأن وقف تمراز

الأمر فيه أن حكم (¬1) على وكيل الإبنة الصغرى لوكيل الكبرى (¬2). [انعقاد مجلس بشأن وقف تمراز] وفيه عقد مجلس أيضا بدار تمراز رأس نوبة النوب بسبب وقف قام فيه عتقاء واقفه وادّعوا أنه آل إليهم، وادّعى غيرهم عدم ذلك، وأنّ شرط الأول ما وجد بعد. وكانت قد كتبت فتاوى بسبب ذلك. وأفتى شيخنا الكافيجي بعدم الأول، وأفتى القاضي الحنفيّ بخلافه، وصار كالمشنّع على شيخنا، وطلب منه النقل بما أفتاه فعجز عنه، وظفر لشيخنا بنقل عن الولي العراقي يوافق ما أفتى به إذ هي مثله / 251 ب / وفاق، لا تدلّ القواعد على أنها خلافته، فبعث شيخنا الحنفيّ يحثّه على ما صدر منه. ثم عزم على خروجه للحج، وترك الكتابة على الفتاوى حتى تلطّف به، لا سيما لما تسامع الناس بالحادثة، وأنّ الحقّ مع شيخنا، فهرعوا إليه بالفتاوى، فعاد إلى الكتابة بعد تمنّع كبير (¬3). [قدوم البرهان النابلسي على السلطان] وفيه قدم البرهان النابلسيّ وتجمّل للسلطان من سفر كان خرج إليه زعم أنه لمصالح يعملها. وعاد منها وقد أحضر أموالا طائلة. وكان النابلسيّ هذا قد تحشّر في السلطان وسعى لأناس آذاهم، وولّي وكالة بيت المال من مدّة، وزاد أذاه بالسعاية والظلم والعوانية، وترك زيّه وتزايا (¬4) بزيّ الكتّاب والمباشرين. ثم آل أمره وعاقبة ظلمه إلى أن مات تحت العقوبة على ما سيأتي بيانه في محلّه، إن شاء الله (¬5). ¬

(¬1) في المخطوط: «حلم». (¬2) خبر التنازع بشأن الوقف لم أجده في المصادر. (¬3) خبر انعقاد المجلس لم أجده في المصادر. (¬4) الصواب: «وتزيّا». (¬5) جاء في كتاب التاريخ لمجهول أخبار كثيرة عن البرهان النابلسي في حوادث سنة 878 هـ‍. في يوم الخميس 11 جمادى الأولى «كتب البرهان النابلسي وكيل السلطان إلى ولده أبي الخير بدمشق بأن يعمل الحيلة في القبض على الشهاب أحمد بن الحنش مقدّم بلاد البقاع ويضعه في السجن في قلعة دمشق ففعل، وذلك أن شخصا من المقدّمين في بلاد البقاع يسمّى قمر الدين ابن علاق الحاكم على شوف الحرادين من البقاع كان لما توجّه مع العسكر إلى بلاد حلب من شاه سوار هرب لما ضاق عليه الأمر في جملة من هرب، فألزم نائب الشام برقوق: ابن الحنش بالقبض على ابن علاق، فلم يزل يعمل الحيلة في أمره إلى أن قبض عليه، وصادف برقوق قد توجّه إلى حلب في أمر حسن بك، فبعثه إليه في الحديد، فوافق مرض برقوق، ثم مات، فأطلق ابن علاق، فجاء إلى القاهرة ونقّب على عورات ابن الحنش، وصادف السلطان محتاجا إلى المال جدا، والبرهان النابلسي يتقرّب إليه بتحصيل المال من أيّ وجه كان، فأطمعهم في أموره وذكر لهم من جهته أموالا سلطانية، إلى أن فعل فيه ما فعل. ثم تكلّم في ابن عمّ [ابن] الحنش وسلّطوا عليه من شكاه إلى السلطان، إلى أن رسم بالقبض عليه. ثم إنّ ابن الحنش أرسل رسولا إلى ابن الزمن؟ ليتكلّم له مع السلطان، فضاق ابن الزمن؟ فيما هو فيه، فزاده ذلك عكسا، وسمع النابلسيّ بذلك، فزاد حنقا على كلّ منهما.

وفاة عبد اللطيف المغربي

[وفاة عبد اللطيف المغربي] [2941]- وفيه مات الأديب عبد اللطيف بن نصر الله (¬1)، بن أحمد بن محمد المغربيّ الأصل، المالكيّ. ¬

= وكان له أخ في دمشق وكان ينفعه في دنياه كثيرا، وكان قد زاد طغيانه في دمشق جدا بحيث أنه كان إذا سمع أنّ عند أحد شيئا نفيسا أرسل إليه وأخذ منه طوعا أو كرها، وكان يرمي على التجار ما شاء من البضائع. وفي الورقة 132 ب، في شهر جمادى الآخرة: وفي هذا الحدّ كتب البرهان النابلسي إلى ولده أبي الخير إلى دمشق بأن يعمل الحيلة في القبض على [ابن] الحنش ابن عمّ الشهاب ابن الحنش ليضعه في السجن عند ابن عمّه شهاب الدين، فلم يتمّ له ذلك. وكان [ابن] الحنش أكثر فسادا من ابن عمّه. وفي الورقة 134 أ، في شهر رجب: وكان البرهان إبراهيم بن ثابت النابلسي الشامي لم يزل يحسّن للسلطان أمورا يأخذ بها أموالا من ناس من المفسدين، وبقي يوجّه لها وجوها حتى أعجبه أمره، فقرّبه بعد أن كان عنده مبعدا وكان له كارها، فكان ممّن حسّن له أن وجّه في جهة ابن الحنش كبير مقدّمي بلاد البقاع أربعين ألف دينار بسبب أن شخصا من مقدّمي البقاع يقال له قمر الدين ابن علاق كان الشهاب أحمد بن الحنش آذاه، فقدم على النابلسيّ وانقطع إليه، وأهدى إليه شيئا فقام معه وجمعه بالسلطان، وفتح لهم على ابن الحنش تلك الأبواب، فأمر السلطان بالقبض على ابن الحنش، فقبض عليه أبو الخير بن النابلسي ووضعه في القلعة، فلما قدم الشرف الأنصاري شق عليه ارتفاع النابلسي بالفصول الذي هو وظيفته، فأعمل الحيلة في أمره، فلم يجد أحسن من (إيهان)؟ كلمته في ابن الحنش وابن علاق وجميع مشايخ البلاد الشامية الذين انضمّوا إلى النابلسي: محمد بن بشارة شيخ جبل عاملة، وابن شبانة شيخ بعض جبل نابلس. فخشي الأنصاري الدوادار نائب الشام أن يشك السلطان في إطلاق ابن الحنش من السجن فإنه عيّن المقدّمين الذين تحت يد نائب الشام وأن يأخذ معه ابن علاق ليصلح بينهم، ولأولاد الجيعان وبقية المباشرين أن يحسّنوا للسلطان أن يرسل لأحمد بن بشارة ومشايخ جبل نابلس ابن شبانة خلقا لتقوى أيديهم على جمع الأموال التي عندهم. فكلّم العلم ابن الجيعان السلطان في ذلك بحضرة الأنصاريّ، فعرف السلطان أنها من مكرهم، فشتم ابن الجيعان وانتهره وسلّ عليه النمشا، فهرب ابن الجيعان فوقع على وجهه، وتوعّد الأنصاري وقال لابن الجيعان: «يا شيخ النحس قد لعبت بي للآن مرتين، فالملك إنما هو لك»، واشتدّ وعيده للأنصاريّ، فهرب. وأخبرني من كان حاضرا أنه لم يردّه إلاّ باب الحوش. وطلب النابلسيّ وذكر له ما قالوا، فأعاد له النابلسيّ ما دفع هؤلاء البطّالون من الأموال إن ولاّهم السلطان ما في جهة ابن الحنش. ووافق أن جاء في ذلك الوقت شخص من بلاد صيدا يقال له ابن عبدان يشكو على ابن الحنش أنه وضع يده على مال ابن عبدان بواسطة امرأة تزوّجها من أقاربه قبل أن يتحقّق موت زوجها، وهو أخوه يونس، فإنه فقد في واقعة سوار وما عرف خبره، فاقتضى ما شرطه الفقهاء في مثل ذلك، والمال الذي وضع يده على قيمته ستون ألف دينار، وسمّاه في قوائم كتبها، فأعجب السلطان ذلك. ونزل ابن الجيعان، والأنصاريّ وهما لا يعيان ما يقال لهما بعد أن رسم السلطان للأنصاري [أن] يسافر إلى نابلس يأتي من شيخها بما في جهته من المال، وأبلغ في تهديده إن لم يحضر منه المال، وكذا ما في جهة ابن بشارة، فسافر يوم الإثنين سابع شعبان من غير أن يلبسه السلطان خلعة سفر، ولا أراه كلمة طيبة، واشتدّ في تهديده إن لم يحضر المال كلّه، وهو ثمانون ألف دينار. فسرّ أكثر الناس بذلك، فإنه واسطة شرّ، إن وجد شرّا عمله في خفاء وإلاّ كفا. (كذا). (¬1) انظر عن (عبد اللطيف بن نصر الله) في: الضوء اللامع 4/ 339، 340 رقم 947.

ذو القعدة

وكان فاضلا، لكنه لم ينجب. وله نظم كثير مدحا وهجاء أكثره سافل، وكان يتبجّح بنفسه وبشعره لعدم ذوقه (¬1). [ذو القعدة] [مكاتبة نائب البيرة] وفي ذي قعدة وردت مكاتبة نائب الشام بأنه وردت عليه مكاتبة نائب البيرة بأنه استفاض هناك بأنّ حسن الطويل قد مات، وأنّ أولاده قد افتتنوا بعده، ثم ظهر كذب هذا بعد ذلك (¬2). [جلوس الغزّي للإقراء في الأزهر] وفيه أذن القاضي الحنفي لإنسان يقال له شمس الدين الغزّي بأن يجلس في الجامع الأزهر للإقراء وكتابة ما يبعث به إليه من الفتاوي، وذلك لغرض ما قد ذكرناه (¬3). والغزّي هذا هو الذي ولي القضاء الحنفية بعد ذلك وعظمت به المصيبة بمصر. [قيام أهل طرابلس على ناظر الجوالي] وفيه ورد الخبر من طرابلس بأنّ أهلها قاموا على محمد بن أبي بكر بن عبد الباسط ناظر الجوالي والأستادار بها، وكادوا أن يقتلوه (¬4). وكادت طرابلس (¬5) أن ترتجّ لهذه الكائنة حتى سكنت (¬6). [سفر يشبك الجمالي إلى ابن عثمان] وفيه خرج يشبك الجمالي مسافرا في الرسلية لابن عثمان، وأبطل ألماس الذي كان قد عيّن قبل ذلك، / 252 أ / وأضاف السلطان إلى الهدية التي كانت جهّزت قبل أشياء أخر ¬

(¬1) مولده في سنة إحدى وثمانمائة بالطويلة من الغربية بشاطىء النيل من عمل الدماير. وقال السخاوي: تعانى نظم الشعر وخمّس البردة في ثلاثة تخاميس، واستحذى بشعره الأكابر وغيرهم، وكتب إليّ بأبيات سمعتها مع غيرها منه، وأكثر نظمه ليس بالطائل، ولا كان بالثبت. (¬2) خبر مكاتبة نائب البيرة لم أجده في المصادر. (¬3) خبر جلوس الغزي لم أجده في المصادر. (¬4) الصواب: «وكادوا أن يقتلونه». (¬5) في المخطوط: «وكادت الطرابلسي». (¬6) خبر قيام أهل طرابلس لم تذكره المصادر. أما ناظر الجوالي ابن عبد الباسط فقد ترجم له السخاوي في الضوء اللامع 7/ 169 رقم 411 وفيه: «. . استقرّ في نظر الجوالي، وحمّل نفسه مما التزم به المشار إليه مما كان سببا لإتلاف ابن جبينة ولذلّ هذا بربقة الديون ولم يحمد أحد صنيعهما، وتكرّر سفره لدمشق وطرابلس وحماة في حياة أبيه وبعده ولم يظفر بطائل، والغالب عليه الحمق وخفّة العقل مع كونه لم يشارك أباه فيما يرمى به. مات في ربيع الثاني سنة اثنتين وتسعين».

هدية يشبك الدوادار إلى السلطان

زيادة عليها حتى الفيل والزرافة وثيران كبار وأغنام ومعز (¬1) ونعام وغير ذلك، وسافر في حفلة زائدة (¬2). [هدية يشبك الدوادار إلى السلطان] وفيه بعث يشبك الدوادار للسلطان بهدية حافلة ما بين خيل وبغال وجمال (¬3). [زواج أزدمر الطويل] وفيه كان بناء أزدمر (¬4) الطويل على بنت المنصور عثمان بن الظاهر جقمق، واحتفل بها زوج عمّتها الأتابك، وكذا يشبك الدوادار. (وكان مهمّا) (¬5) حافلا (¬6). [الإدّعاء بموت حسن الطويل] وفيه وردت مكاتبة قانصوه اليحياوي نائب حلب يخبر فيها بموت حسن الطويل في سادس عشرين رمضان، وأنّ عمامته قد جهّزت إلى ملك الروم، وقميصا إلى ملك مصر، ثم ظهر كذب ذلك بعد ذلك (¬7). [ثورة جلبان السلطان] وفيه ثار جماعة من جلبان السلطان ونزلوا إلى جهة بولاق ونهبوا ما فيها من المآكل ونحوها، ثم قصدوا شونة شعير ليشبك الدوادار فنهبوا ما فيها، وصاروا من وجدوه من جمال السّقّائين وأخذوه (¬8) وأراقوا في الروايا من الماء وحمّلوها الشعير إلى إصطبلاتهم، وبلغ السلطان ذلك، فبعث مقدّم المماليك ليردعهم فما أدركوهم إلا وقد فات الأمر. وأسفر هؤلاء الجلبان في هذا اليوم عن أذى كثير للناس (¬9). [وفاة أبي العباس المراقي] [2942]- وفيه بلغني وفاة شيخنا العبد الصالح، العالم، الشيخ، أبو (¬10) ¬

(¬1) في المخطوط: «ومعزل». (¬2) خبر سفر يشبك في: بدائع الزهور 3/ 94 باختصار دون ذكر الهدية. (¬3) خبر هدية يشبك لم أجده في المصادر. (¬4) في المخطوط: «أدمر» بسقوط الزاي. (¬5) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬6) خبر زواج أزدمر في: بدائع الزهور 3/ 94. (¬7) خبر الادّعاء بموت الطويل لم تذكره المصادر. (¬8) هكذا في المخطوط، والصواب بحذف الواو. (¬9) في المخطوط: «عن أذى كثير من الناس» ثم شطب على «من». وخير ثورة الجلبان في: بدائع الزهور 3/ 94. (¬10) الصواب: «أبي».

ذو الحجة

العباس، أحمد المراقي (¬1)، المالكيّ، خطيب جامع الزيتونه، وإمامه (¬2) بتونس. وكان عالما، فاضلا، صالحا، خيّرا، ديّنا، قارئا. سمع على جماعة. ومولده مع العشرين! (¬3) [ذو الحجة] [ثورة الجلبان لأجل عليق خيولهم] وفي ذي حجة ثار جماعة من الجلبان أيضا، وتحزّبوا لأجل عليق خيولهم وغير ذلك من أشياء أخذوا يتعنّتوا فيها. فبعث إليهم السلطان بتمر الحاجب، وخير بك من حديد، وتنبك قرا الثاني، ولا زالوا بهم حتى عادوا إلى طباقهم، وسكنت الفتنة شيئا. ثم أحسّ يشبك الدوادار بشرّ فخرج إلى الجيزية (¬4) فرارا من الشرّ، مظهرا بإنه خرج لعمل (¬5) مصالح الإقليم (¬6). [ثورة الجلبان للمرة الثانية] (وفيه ثار) (¬7) / 252 ب / الجلبان أيضا وأغلقوا أبواب القلعة ومنعوا من يصعد أو ينزل، واستمرّوا على ذلك إلى قريب الزوال، وتأثّر السلطان لذلك، وقام الأمراء مقدّموا (¬8) الألوف على الجلبان يتلطّفون بهم فلم يصغوا إليهم، بل ربّما همّوا بإساءة (¬9) الأدب. وكان السبب أنّ السلطان قرّب بعض مماليكه وأنعم عليه بأشياء، فقالوا (¬10): لم يفعل مع (هذا) (¬11) هذا ونحن قبله، ولا يفعل معنا كذلك. وترصّدوا ذلك المملوك حتى قبضوا عليه وأوقعوا به الفاحشة، وأخذوا منه مبلغا، وداموا على غيّهم عدّة أيام. ثم توجّهوا إلى الأتابك وسألوه (¬12) أن يشفع لهم عند السلطان، فصعد هو وتمر الحاجب، وكاتب السرّ، والشرف الأنصاري في هذا الأمر. وكان باب القلعة مغلقا، فدخلوا من باب السلسلة، وسبق ¬

(¬1) لم أجد لأحمد المراقي ترجمة في المصادر. (¬2) في المخطوط: «وإمامة». (¬3) هكذا. (¬4) في البدائع: «الجيزة». (¬5) في المخطوط: «خرج العمل». (¬6) خبر ثورة الجلبان في: بدائع الزهور 3/ 94 وفيه أن يشبك الدوادار استمرّ غائبا نحوا من خمسة عشر يوما. (¬7) في الأصل بياض، وأثبتنا ما بين القوسين تبعا للسياق. (¬8) في الأصل: «مقدموا». (¬9) في الأصل: «باساة». (¬10) في الأصل: «فقالوا» من غير ألف. (¬11) كتبت فوق السطر. (¬12) في المخطوط: «وسألواه».

احتراق امرأة

كاتب السرّ، فأعلم السلطان بحقيقة الحال، فامتنع من إجابتهم إلى الصلح، وتوعّدوا المماليك، وقام من فوره كالمغضب إلى الدهيشة وأمر بغلق الباب عليه، فتلطف به غاية التلطّف وهو مصمّم على إيقاع الفعل بهم إلاّ إن أحضروا إليه من فعل بالمملوك المنكر، فأحضروا إليه من فعل ذلك، وكانوا عدّة، منهم واحد يعرف بالأقطش، أمر السلطان بتوسيطه فجرّد لذلك في الحال (وفرّع) (¬1)، وشفع فيه، فأجاب بعد جهد كبير، وسكنت الفتنة. هذا، ويشبك الدوادار بالجيزة لم يحضر (إلى) (¬2) القاهرة إلاّ بعد العيد بعشرة أيام، والجلبان في أثناء ذلك يركبون ويعدّون إليه يترضّونه ويعتذرون إليه، وهو يسلّم وينعم (عليهم) (¬3) بأشياء، كل بحسب مقامه (¬4). [احتراق امرأة] وفيه وقع من غريب النوادر أنّ امرأة كسر ذراعها وهو مربوط بالجبائر فأرادت أن تشعل (نارا) (¬5) فأصابها منه شعلة (في ثيابها وهي لا تدري بها حتى دبّت في الثياب فأشعلت وعجزت هي عن طفيها، وصارت تصيح بأعلا (¬6) صوتها: الاستغاثة) (¬7)، فأدركها بعض جيرانها وقد عملت النار في جسدها فأطفأوها بعد [أن] (¬8) أثّرت وماتت / 253 أ / من يومها ذلك حريقة كثيرة (¬9). [نزول الجلبان للأضاحي] وفيه نودي بتجميع (¬10) نزول الجلبان من الطباق لأجل جلاّب الضحايا، وكثرت بواسطة ذلك (¬11). [المطر الغزير] وفيه - ووافق رابع بشنس (¬12) - أمطرت السماء مطرا غزيرا، وتتابع ذلك إلى ثاني يوم (¬13). ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) مكرّرة في الأصل. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) خبر ثورة الجلبان للمرة الثانية في بدائع الزهور 3/ 94، 95. (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) الصواب: «بأعلى». (¬7) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬8) إضافة إلى المتن يقتضيها السياق. (¬9) خبر احتراق المرأة انفرد به المؤلّف - رحمه الله -. (¬10) في المخطوط: «يحمنع». (¬11) خبر نزول الجلبان لم أجده في المصادر. (¬12) بشنس: هو الشهر التاسع في السنة القبطية. (¬13) خبر المطر لم أجده في المصادر.

إكرام السلطان للمنصور ابن الظاهر جقمق

[إكرام السلطان للمنصور ابن الظاهر جقمق] وفيه قدم المنصور عثمان بن الظاهر جقمق إلى القاهرة وصعد (إلى) (¬1) بين يدي السلطان فأجلّه وأكرمه وخلع عليه، ونزل في موكب حافل إلى دار أخته زوجة الأتابك أزبك، وبعث إليه السلطان بطوالة من الخيل، وكذا هيّأ له الأتابك طوالة أخرى (¬2). [مشاركة المنصور عثمان لعب الكرة مع السلطان] وفيه صعد يشبك إلى القلعة وحضر ضرب الكرة مع السلطان، وحضر فيه أيضا المنصور عثمان، وضرب الكرة مع السلطان، وعومل معاملة السلاطين في إرخائه البند وتغييره فرسه في موضع تغيير فرس السلطان، وإصلاح ركبدارية السلطان (كأنه كان سلطان (¬3)) (¬4). وعدّ ذلك من النوادر التي ما وقعت قط. ثم لما انتهى ضرب الكرة أمر السلطان بأن يركب المنصور فرسا من خيوله، وأنّ من حضر من الأمراء بالنزول معه. وكان له مشهدا حافلا (¬5). [توسيط أقباي الأقنص] [2943]- وفيه وسّط أقباي الأقنص (¬6) بن الخشقدمية. وكان قتل إنسانا، فقتل به. وكان من الأشرار الفجّار (¬7). [إمرة عشرة] وفيه أمّر محمد بن الأتابك أزبك عشرة (¬8). [تقدمة نائب حلب] وفيه وصلت تقدمة نائب حلب وكانت حافلة جدا. (¬9) [السعي في قضاء الحنفية] وفيه زادت الإشاعة بأنّ التاج بن الدّيري مستوفي القضاء الحنفية، وكان قد حضر ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) خبر إكرام السلطان للمنصور في: وجيز الكلام 848، وبدائع الزهور 3/ 95. (¬3) الصواب: «كأنه كان سلطانا». (¬4) ما بين القوسين كتب فوق السطر. (¬5) خبر مشاركة المنصور في: بدائع الزهور 3/ 95. (¬6) انظر عن (أقباي الأقنص) في: الضوء اللامع 2/ 314 رقم 995. (¬7) وقال السخاوي: وسّط في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين بالرملة لقتله مملوكا للزيني الأستادار، وما قبل السلطان منه ومن رفقته دفع ألف دينار المستحقّي الدية لكثرة شرّه وضرر المسلمين من جهته. (¬8) خبر إمرة العشرة لم أجده في المصادر. (¬9) خبر تقدمة نائب حلب لم أجده في المصادر.

ضرب الأتابك أزبك لسنقر الجمالي

من القدس وأخذ يسعى في ذلك ويبذل مالا، وتكلّم له النابلسيّ مع السلطان، فلم يجب إلى ذلك لما أظهره الأمشاطيّ من المحاسن في قضائه (¬1). [ضرب الأتابك أزبك لسنقر الجمالي] وفيه ضرب الأتابك أزبك: سنقر الجماليّ، وكان نائبا في الحسبة، وتعرّض لبعض خبازي البيمارستان (¬2)، فشكاه للأتابك، فأحضره إلى بين يديه وأمر به فبطح / 253 ب / وضرب حتى شفع فيه (¬3). [هدية نائب الشام] وفيه وصلت هدية من الأتابك جانبك قلقسيز نائب الشام، وفرّقت على جماعة، منهم شيخنا الكافيجي والقضاة الأربع (¬4) وغيرهم، فقبل الكلّ ما عدا القاضي الحنفي فإنه لم يقبل ما بعث به إليه وكان قد بعث إلى القضاة كل قاض بغلة رائقة، ومعها أشياء أخر (¬5). * * * [وفاة البدر بن المزلّق] [2944]- وفيها مات البدر بن المزلّق (¬6)، ناظر جيش دمشق، حسن بن محمد بن علي بن أبي بكر بن (¬7) محمد الحلبيّ الأصل، الدمشقيّ، الشافعيّ. وكان وجيها، رئيسا، أدوبا، حشما، قرأ شيئا واشتغل، وله سماع، وحبّب إليه المنصب فولي نظر جيش دمشق، وتكرّرت ولايته لها، وقاسى أهوالا بأخرة. [وفاة سودون الأفرم] [2945]- ومات سودون الأفرم (¬8) المحمدي، الظاهريّ، أحد مقدّمي الألوف، ثم أحد العشرات طرخانا بالقاهرة. وقد شاخ. ¬

(¬1) خبر السعي في القضاء لم أجده في المصادر. (¬2) في المخطوط «البيماستان» بسقوط الراء. (¬3) خبر ضرب الأتابك لم أجده في المصادر. (¬4) الصواب: «القضاة الأربعة». (¬5) خبر هدية نائب الشام لم أجده في المصادر. (¬6) انظر عن (البدر بن المزلّق) في: الضوء اللامع 3/ 126 رقم 485، وحوادث الزمان 1/ 204 رقم 267، وبدائع الزهور 3/ 95. (¬7) في المخطوط: «أبي». (¬8) انظر عن (سودون الأفرم) في: الضوء اللامع 3/ 283 رقم 1076، وبدائع الزهور 3/ 95.

الإسطنبولي

وكان أدوبا، حشما، عاقلا (¬1). [الإسطنبولي] [2946]- والشيخ المعتقد، الصالح، سيدي محمد الأقباعي (¬2)، الإسطنبولّيّ. وكان من عباد الله الصالحين، وعليه أنس. أقام بالجامع الأزهر مدّة على قدم الخير والعبادات ونقلت عنه الكرامات بل والمكاشفات. [وفاة ملك التكرور] [2947]- وفيها مات ملك التكرور (¬3). . . ل ابن بيري ال‍. . . يمي (¬4). وكان من أجلّ ملكوهم له شهامة وحرمة. وكان له عدّة أولاد وأحفاد، وقبض عليه ولد له اسمه دله، وتملّك عنه، واستمرّ هو تحت قهره حتى بغته (¬5) أجله فثار بدله أخا (¬6) له يقال له دنا، فقتله وملك بعده سنة تسع وثمانين. [وفاة عبد القادر بن جانم] [2948]- وفيها مات عبد القادر بن جانم (¬7)، نايب الشام، أحد الأمراء بدمشق. وكان شابّا حسنا، محمود السيرة. ولد مع الخمسين تقريبا. [وفاة تكتمر السودوني] [2949]- ومات الكاتب المجيد بكتمر السودونيّ (¬8). ¬

(¬1) وقال السخاوي: تأمّر في أيام ابنه المنصور عشرة، ثم نكب وحبس ثم أطلق. وقدم القاهرة وأنعم عليه بعد مدة بإمرة عشرة، ثم صار في أيام الظاهر خشقدم خازندارا، ثم طبلخاناة، ومات في؟ ولم يذكر تاريخ موته. (¬2) انظر عن (محمد الأقباعي) في: وجيز الكلام 2/ 853 رقم 1953، وبدائع الزهور 3/ 95. (¬3) انظر عن (ملك التكرور) في: بدائع الزهور 3/ 95. (¬4) لم يذكر ابن اياس اسمه في البدائع، ولم أتأكد من ضبط الاسم. وهو هكذا في المخطوط. (¬5) في المخطوط: «حتى بعثه». (¬6) الصواب: «فثار بدله أخ». (¬7) انظر عن (عبد القادر بن جانم) في: بدائع الزهور 3/ 95، وجانم هو الجركسي أخو السلطان الأشرف برسباي لأمّه، عيّن نائبا عليها في سنة 863، وبقي إلى أن مات في سنة 866 هـ‍. (إعلام الورى 56 - 62). (¬8) لم أجد لبكتمر السودوني ترجمة في المصادر.

وفاة تمر السيفي جانبك

وكان مجازا بالكتابة، وكتب بخطّه مصحفا في قطع كبير جدا، أظنّه ما أكمله. وكان أدوبا، حشما. قتل في بعض كواين حسن الطويل. [وفاة تمر السيفي جانبك] [2950]- ومات تمر السيفي (¬1) جانبك القرماني، الخاصكيّ، / 254 أ / وأحد الأمير اخورية. وكان خيّرا، ديّنا. [وفاة أرغون الهجني] [2951]- وأرغون الهجني (¬2)، الخاصكي. وكان ديّنا (¬3) ذا وجاهة. [وفاة جانم الزيني] [2952]- وجانم الزينيّ (¬4)، أستادار الصحبة. [وفاة جانم المحمدي] [2953]- وجانم المحمدي (¬5)، الظاهري، الخاصكيّ (¬6). وكان أدوبا، حشما، عارفا بالفروسية، صادق اللهجة. [وفاة كسباي من قصروه] [2954]- وكسباي من قصروه (¬7) الأشرفي، الخاصكيّ. وكان عاقلا، سيوسا، ذا رأي وتدبير، وأدب، وحشمة. [وفاة إينال الشريفي] [2955]- وإينال الشريفي (¬8)، الخاصكيّ. وكان خيّرا، ديّنا، عاقلا. ¬

(¬1) لم أجد لتهر السيفي ترجمة في المصادر. (¬2) لم أجد لأرغون الهجني ترجمة في المصادر. (¬3) في المخطوط: «وكان ادينا». (¬4) لم أجد لجانم الزيني ترجمة في المصادر. (¬5) لم أجد لجانم المحمدي ترجمة في المصادر. (¬6) كتب بعدها كلمة غير مفهومة: «لدبك». (¬7) لم أجد لكسباي من قصروه ترجمة في المصادر. (¬8) لم أجد لإينال الشريفي ترجمة في المصادر.

سنة تسع وسبعين وثمانماية

سنة تسع وسبعين وثمانماية [محرم] [كائنة البصروي] في محرم منها كائنة البصروي (¬1)، الدمشقيّ، أحد نواب الحكم الشافعية بدمشق. شكاه إنسان للسلطان، فبعث بإشخاصه إلى القاهرة، فحضر وصعد إلى القلعة في هذا الشهر، وقابل من شكاه، وأخرج محضرا بأنه فعل معه ما يوجبه الشرع، ومع ذلك فما التفت إلى ذلك، ووكّل بالبصرويّ. وهو من أهل العلم والديانة. وأغرم مبلغا لشاكيه (¬2). [الدعوى على أحد البابية] وفيه وقع من غريب أحكام تمراز رأس نوبة النوب أن إنسانا من الجند السلطاني من جلبان السلطان يقال له قانبك ويعرف بأخي أزبك الأتابك تعرّض لبعض البابية، فدفع ¬

(¬1) هو علاء الدين على بن يوسف بن أحمد الدمشقيّ، البصروي، الشافعيّ، المؤلّف، المؤرّخ، صاحب التأريخ المنسوب إليه. ولد في سنة 842 أو 842 هـ‍. وتوفي سنة 905 هـ‍. انظر عنه في: الكواكب السائرة 1/ 279، وشذرات الذهب 8/ 27، والأعلام 5/ 34، ومعجم المؤرخين الدمشقيين 271 ومعجم المصنّفين 4/ 317، ومعجم المؤلفين 1/ 83، وإيضاح المكنون 2/ 522، والتاريخ العربي والمؤرخون 4/ 207، 208 رقم 222، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 1818 وفيه وفاته في سنة 904 هـ‍. (¬2) حكى البصروي في تاريخه عن الكائنة فقال في حوادث شهر صفر: «فيه رجعت من مصر، وكان سفري بسبب واقعة وهي أنه ثبت على شخص يتزيّا بزيّ الفقهاء أنه يشرب الخمر ويأكل الحشيش ويخالط الفسّاق، ويظهر الوقيعة في أهل العلم ويتجاهر بذلك ويفتخر به، فأقيم عليه الحدّ للشرب، وعزّر بإشهاره وحسبه على الباقي، فذهب إلى مصر وشكى للسلطان، فطلبت وذهبت، ووقع فصول وأمور، منها أن القاضي الحنفي بمصر قال لي بين يدي السلطان لما قرئ المحضر: لما ثبتت البيّنة عندك بالشرب قالوا إنه كان مختارا، فقلت له: اشتراط ذلك مذهبك، ليس هو مذهبي، أنا مذهبي شافعيّ، فسكت. ثم حصل الاستفتاء في الجمع، فأجبت بأنّ الجمع على معاص متعدّد كما عرفت، وقد صرّح الأذرعي بأنّ للقاضي إشهار المعذّر في الناس زيادة في النكال، وتبعه المتأخّرون إلى مشايخنا، وأما الجمع بين الحبس والإشهار، فقد نصّ الشافعيّ على جواز الجمع بين الحبس والضرب، وتبعه الأصحاب، منهم الشيخان». (تاريخ البصروي 64، 65) وفيه زيادة عن أقوال الفقهاء في هذه المسألة.

المطر الغزير

أمره إلى تمراز فحضر قانبك وادّعى على البابا بدعوى لا تصح (¬1)، فتلطّف به تمراز، فأجاب بجواب فيه إساءة (¬2) الأدب، فترضّاه تمراز وغرم من ماله شيئا له وللبابا، وأصلح بينهما فنكد على هذا الأمر (¬3). [المطر الغزير] وفيه في ليلة عيد ميكائيل أمطرت السماء مطرا غزيرا حتى تعجّب منه (¬4). [وصول قاصد حسن الطويل] وفيه وصل قاصد حسن الطويل وصعد إلى القاهرة بعد أن أقيم بها موكبا حافلا (¬5)، فلما تمثّل بين (يدي) (¬6) السلطان منع من تقبيله له الأرض لكونه من الأشراف ومن أهل العلم، وأوصل مكاتبة مرسله، فإذا هي سبعة عشر سطرا بالفارسية. / 254 ب / وتحت كل سطر تعريبه بالعربيّ، وكانت هذه من نوادر المكاتبات، مضمونه الاعتذار عمّا كان، وأنه لم يقع عن قصد واختيار وغير ذلك من كلام. وأخذ السلطان يتكلّم مع القاصد بكلمات كثيرة (¬7). [توسيط قاتل من الجلبان] وفيه قتل إنسان من جلبان السلطان غلامه، فشفع فيه عند السلطان، وأنه يرضي أولياء القتيل، فأبى السلطان ذلك، وأمر به فوسّط، بالرملة (¬8) تحت القلعة، ورتّب لولد المقتول مرتّبا لنفقته على الجوالي، فعدّ ذلك من محاسنه (¬9). [توعّك الكافيجي] وفيه ابتدأ الوعك بشيخنا الكافيجي (¬10)، واستمرّ إلى جماد الأول، وبه مات شهيدا مبطونا على ما سيأتي. ¬

(¬1) في المخطوط: «بدعوى لا يصح». (¬2) في المخطوط: «اساة». (¬3) خبر الدعوى لم أجده في المصادر. (¬4) خبر المطر لم أجده في المصادر. (¬5) الصواب: «أقيم بها موكب حافل». (¬6) كتبت تحت السطر. (¬7) خبر وصول قاصد حسن في: بدائع الزهور 3/ 95، 96 وفيه: «وكان أشيع عن حسن الطويل أنه قتل، وأحضر بعض التركمان قميصه وهو ملطّخ بالدم، ثم ظهر كذب هذه الإشاعة، وقد ذكر موته غير ما مرة ثم يظهر أنه كذب». (¬8) في المخطوط: فوسط في الرملة بالرملة»، وشطب على: «في الرملة». (¬9) خبر توسيط قاتل لم تذكره المصادر. (¬10) خبر توعّك الكافيجي لم تذكره المصادر.

صفر

[صفر] [كائنة إينال الأشقر مع البرالسة] وفي صفر كانت كائنة إينال الأشقر مع البرالسه (¬1)، وكان بينه وبين بعضا (¬2) منهم شركة، فقبض عليه إينال لشيء اتفق له معه وضربه بالمقارع، فاتفق أن مات بعد يومين، فحمل إلى القلعة في تعسّر، ورفع أمره إلى السلطان فأمر بالكشف عنه، فوجد به أثر الضرب، فأمر السلطان بدفع الأمر إلى الشرع بعد أن أمر بدفن الميت، ووقعت أشياء، وسجن السلطان فيها دوادار إينال الأشقر وخازنداره بالبرج. ثم آل الأمر بعد ذلك بعمل مصلحة أولياء القتيل بعد أن أشيع بالقاهرة بأنه سيقتل إينال الأشقر قصاصا، وكادت أن تثور فتنة بسبب هذه الإشاعة. ثم عقد مجلس بمنزل الزين ابن مزهر كاتب السرّ بالقضاة الأربع (¬3) وانفضّ على غير طائل. ثم عقد مجلسا ثانيا (¬4) آل الأمر فيه إلى الصلح على مقدار الدية وحكم بذلك، وبالتباري بعد أمور مطوّلة (¬5). [جبّ خازندار إينال الأشقر] وفيه جبّ شاهين خازندار إينال الأشقر، وكان نقل عنه للسلطان بأنه فعل الفاحشة بأحد جلبانه الأحداث، وأنه كثير المعاشرة لهم، فجبّ بمصر العتيق (¬6) وبرأ (¬7) من ذلك. ومات بعد ذلك بمدّة (¬8). أظنّ في سنة ستّ وثمانين. [تجديد دار تنبك قرا] وفيه ابتدأ تنبك قرا بتجديد داره / 255 أ / التي هو بها الآن، المعروفة بدار طاز، وهي مشهورة، وجاءت أنيقة في بنائها (¬9). ¬

(¬1) البرالسه: نسبة إلى ثغر البرلّس على ساحل مصر الشمالي. (¬2) الصواب: «وكان بينه وبين بعض». (¬3) الصواب: «بالقضاة الأربعة». (¬4) في المخطوط: «مجلسا ثانيا وبعد ذلك آل الأمر»، وشطب على: «بعد ذلك». (¬5) كائنة إينال الأشقر ذكرها السخاوي باختصار فقال: «وفيه ألزم السلطان إينال الأشقر حين رفع إليه تعدّيه بقتل شخص بإرضاء أولياء الدم بالدية أو بالقصاص، وصمّم إلى أن وزن ألف دينار. وعدّ في حسناته، مع محاربة الأشقر هو وقسيمه في الجور تمر الحاجب على الترك. (¬6) كذا. وهي: مصر العتيقة. (¬7) الصواب: «بريء». (¬8) خبر جبّ الخازندار في: بدائع الزهور 3/ 96 وفيه زيادة: «وكان في تلك الأيام ظهر بمصر شخص من اليهود عارفا بالإخصاء، وفعل ذلك بجماعة كثيرة من الناس وبرأوا من ذلك». (¬9) خبر تجديد الدار لم أجده في المصادر.

ربيع الأول

[ربيع الأول] [نفي قانصوه الخسيف] وفي ربيع الأول أمر السلطان نقيب الجيش بالنزول إلى دار قانصوه الخسيف أحد مقدّمين (¬1) الألوف وإخراجه لوقته إلى دمياط منفيّا، ففعل به ذلك ولم يمهل، ثم كثر القيل والقال في سبب ذلك (¬2). [فتنة الجلبان الإينالية] وفيه كادت أن تثور فتنة من جلبان السلطان وأضمروا بالفتك في يشبك الدوادار. وجرت أمور مطوّلة، أمر السلطان فيها الأتابك أزبك وبقية الأمراء بأن يلبسوا السلاح هم وجماعاتهم، فبادروا إلى ذلك في ليلة الإثنين عاشره، وأصبح الناس في رجيف كبير وقال وقيل، وتعطّلت الأحوال والخدمة السلطانية، وأشيع بأنّ المحرّك لهذه الفتنة هم الطائفة الإينالية. وأخذ السلطان في تدبيرهم. ثم آل الأمر في ذلك إلى السكون شيئا. ثم بعث السلطان بألماس أستادار الصحبة ومعه عدّة وافرة من الجلبان إلى دار يشبك للإعتذار إليه، فقبّلوا يديه واعتذروا، فأكرمهم، وخلع على ألماس كاملية حافلة، وترضّى الجلبان (¬3). [تقدمة وردبش] وفيه قرّر في تقدمة قانصوه الخسيف وردبش نائب البيرة لما وقع منه بياض الوجه في تلك النواحي، ثم جعل نائب حلب بعد قريب كما سيأتي ذلك إن شاء الله تعالى (¬4). [وفاة تنم العجمي] [2956]- وفيه مات تنم العجميّ (¬5) من ططخ الظاهريّ، أحد العشرات. وكان بشوشا، محمودا. [نفي سودون المؤيّدي] وفيه نفي سودون المؤيّدي إلى مكة. وكان قد نسب إلى شيء من أمر الفتنة الماضية في أمر الجلبان (¬6). ¬

(¬1) الصواب: «أحد مقدّمي». (¬2) خبر نفي قانصوه في: بدائع الزهور 3/ 96. (¬3) خبر فتنة الجلبان في: بدائع الزهور 3/ 96. (¬4) خبر تقدمة وردبش في: بدائع الزهور 3/ 96، 97. (¬5) انظر عن (تنم العجمي) في: بدائع الزهور 3/ 97، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬6) خبر نفي سودون في: بدائع الزهور 3/ 97.

استبدال البرانجية

[استبدال البرانجية] وفيه استبدلت البرانجية ببولاق ليشبك الدوادار بخمسة آلاف دينار. وكان الحنفيّ صمّم على الامتناع من الاستبدال / 255 ب / وما أفاد شيئا (¬1). [وفاة خير بك الخازندار] [2957]- وفيه مات بالبيت المقدس خير بك (¬2) الخازندار (¬3)، سلطان ليلة، الظاهري خشقدم. وكان حشما، أدوبا، عاقلا، بشوشا، واستفحل أمره بعد أستاذه، وجرت (¬4) عليه ما قد عرفته فيما تقدّم. [تسكين بني حرام وبني وائل] وفيه خرج ألماس أستادار الصحبة ومعه جماعة من جلبان السلطان إلى جهة الشرقية لفساد بني حرام وبني وائل. وجرت أمور آلت إلى سكون شرّهم شيئا (¬5). [توقف زيادة النيل] وفيه توقّف النيل على الزيادة، فقلق الناس وتكالبوا على شراء الغلال، وارتفع السعر في ذلك وخرج عن الحدّ. وكان الناس قد تهيئّوا (¬6) للمفترجات، وهرعوا إلى مصر والروضة، وتجاهروا بالفسق والمعاصي ظنّا منهم أن الكسر قريبا (¬7) منهم جدا. فلما توقّف بادر السلطان بندب الحاجب والوالي بأن يفرّقا جموع المفسدين ويردعا من وجداه على منكر، فركبا وفعلا أفعالا عجيبة (¬8). ¬

(¬1) خبر استبدال البرانجية في: بدائع الزهور 3/ 97 وفيه: «بعث الأمير يشبك الدوادار إلى القاضي علم الدين شاكر بن الجيعان يسأله في استبدال قاعات البرانجية التي ببولاق فدفع لهم الثمن عند ذلك خمسة آلاف دينار. وكان قاضي القضاة الحنفي شمس الدين الأمشاطي صمّم على عدم الاستبدالات قاطبة، فضيّق عليه الأمير يشبك حتى استبدل له البرانجية، فقامت عليه الأشلة من الناس بسبب ذلك». (¬2) انظر عن (خير بك) في: وجيز الكلام 2/ 861 رقم 1971، والضوء اللامع 3/ 208، 209 رقم 782، والأنس الجليل 2/ 430، وبدائع الزهور 3/ 97، وشذرات الذهب 7/ 326. (¬3) في الشذرات: «الدوادار». (¬4) الصواب: «وجرى». (¬5) خبر تسكين بني حرام لم أجده في المصادر. (¬6) الصواب: «تهيّأوا». (¬7) الصواب: «قريب». (¬8) خبر توقف النيل في بدائع الزهور 3/ 97.

وفاء النيل

[وفاء النيل] وفيه بعد أيام من توقف النيل زاد حتى حصل الوفاء في عشرين مسرى، ونزل الأتابك (لذلك) (¬1) على العادة، وسرّ الناس بذلك (¬2). [ربيع الآخر] [النجم المذنّب] وفي ربيع الآخر، في ليلة مستهلّه ظهر بالسماء نجم غريب نادر له ذنب ممتدّ طويل رؤي بعد العشاء الآخرة واستمرّ نحوا من عشر درج (¬3)، وصار يتلاشى حتى ذهب، وكان له هيبة (¬4). [زيادة النيل] وفيه زاد النيل في أيام متتابعة عشرة أصابع، ثم اثني عشر، ثم أربعة، ثم أربعة، ثم ثمانية. وعدّت من نوادر الزيادات (¬5). [وفاة الزين بن قطلوبغا] [2958]- وفيه، في ليلة رابعه، مات الفقيه المحدّث، الزين، قاسم بن قطلوبغا (¬6) السودوني، الحنفيّ. ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) خبر وفاء النيل في بدائع الزهور 3/ 97. (¬3) الصواب: «عشر درجات». (¬4) خبر النجم في: بدائع الزهور 3/ 97. (¬5) خبر زيادة النيل لم تذكره المصادر. (¬6) انظر عن (ابن قطلوبغا) في: عنوان العنوان، رقم 505، والضوء اللامع 6/ 184 - 190 رقم 635، ووجيز الكلام 2/ 859 رقم 1964، وحوادث الزمان 1/ 205، 206، والمنجم في المعجم 166، 167 رقم 116، وبدائع الزهور 3/ 97، والبدر الطالع 2/ 45 - 47، وشذرات الذهب 7/ 326، وهدية العارفين 1/ 830، 831، وفهرس الفهارس 2/ 972، 973، ومعجم المؤلفين 8/ 111، 112، والأعلام 5/ 180، وديوان الإسلام 4/ 41 - 43 رقم 1714، وكشف الظنون 10 و 12 و 70 و 91 و 107 و 113 و 156 و 441 و 470 و 499 و 522، و 737 و 738 و 746 و 757 و 837 و 909 و 1007 و 1013 و 1098 و 1135 و 1140 - 1142 و 1178 و 1127 و 1250 و 1296 و 1329 و 1364 و 1464 و 1623 و 1634 و 1666 و 1680 و 1690 و 1698 و 1728 و 1735 و 1825 و 1866 و 1885 و 1187 و 1898 و 1919 و 1930 و 1937 و 1971 و 2006، وإيضاح المكنون 1/ 14 و 152 و 2/ 251 و 449 و 490، وعلم التأريخ عند المسلمين 602، وفهرس مخطوطات الموصل 208، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 136، 137 رقم 193، وتاريخ الأدب العربي 2/ 82، =

إمرة الحاج

وكان عالما، فاضلا، بارعا، كاملا، خيّرا، ديّنا، فقيها، محدّثا، حسن السمت والملتقى، بشوش الوجه، كثير النوادر. سمع كثيرا على جماعة، وصنّف وألّف، وعيّن لمشيخة الشيخونية في تمرّض شيخنا، فاتفق أن مات قبله بشهر. وكان قد بلغ شيخنا أنه تكلّم له المنصور في ولاية الشيخونية إذا مات، فقال شيخنا: «من أين له أنه يعيش بعدي»! فعدّ (¬1) هذه من كرامات شيخنا. ومولد الزين / 256 أ / قاسم هذا في سنة إحدى وثمان مئة (¬2). [إمرة الحاج] وفيه قرّر في إمرة الحاج جانبك الأشقر. وفي [الركب] (¬3) الأول جاني باي الخشن بعد أشياء وقعت له (¬4). [نفي إينال الخسيف وغيره] وفيه نفى السلطان عدّة من مماليكه الجلبان، منهم إينال الخسيف الذي هو الآن حاجب الحجّاب بدمشق، وكانوا هم القائمون (¬5) بأعباء تلك الفتنة الماضية. ولما أخرجوا كثرت الأقاويل وأرجف بثوران فتنة، وما وقع ذلك (¬6). [وصول قاصد ابن عثمان] وفيه وصل قاصد السلطان محمد بن عثمان ملك الروم، وأقيم له الموكب لما صعد إلى بين يدي السلطان. وكانت مكاتبته تتضمّن المودّة والشفاعة في إينال الحكيم. وكان قد جرت كائنة وفرّ (إلى) (¬7) ابن عثمان، فقبل السلطان الشفاعة وأكرم قاصد ابن (¬8) عثمان (¬9). ¬

= وذيله 2/ 93، وفهرس المخطوطات الإسلامية في قبرص 75 رقم 104، والتاريخ العربي والمؤرخون 3/ 242 رقم 116، وفهرست المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية (التاريخ) ج 2 ق 4/ 72 (القاهرة 1390 هـ‍. / 1970 م.) ومن 378 رقم 1985. (¬1) الصواب: «فعدّت». (¬2) في الضوء، والمنجم، وغيرهما: ولد في سنة 802 هـ‍. (¬3) إضافة للتوضيح. (¬4) خبر إمرة الحاج في: بدائع الزهور 3/ 97. (¬5) الصواب: «وكانوا هم القائمين». (¬6) خبر نفي إينال في: بدائع الزهور 3/ 97، 98. (¬7) عن هامش المخطوط. (¬8) في المخطوط: «بن». (¬9) خبر وصول القاصد في: بدائع الزهور 3/ 98، وكتاب في التاريخ لمؤرّخ مجهول، ورقة 143 ب، 144 أ، وفيه: «قدم رسول من عند الأمير ابن السلطان محمد بن عثمان الذي هو نائب أبيه في بلاد ابن قرمان بسبب الشفاعة فيه في أمير من نواب السلطان يقال له إينال جكم (كذا) كان قد وقع منه ذنب، =

لعب السلطان بالرمح

[لعب السلطان بالرمح] وفيه ركب السلطان ومعه قاصد ابن (¬1) عثمان ونزل إلى (جهة) (¬2) ملعب الرمح، وعمل جلبانه بين يديه، وكذا المعلّمين (¬3). ولما انتهوا (¬4) تقدّم السلطان فعمل بالرمح بنفسه وأبان عن أنواع فيه وفنون، وأنبأ عن فروسية زائدة، (ثم ركب عائدا إلى قلعته وسار إلى القاصد مع يشبك الدوادار إلى داره، وأضافه ضيافة) (¬5) حافلة، وخلع عليه عقيبها كاملية (¬6). [جمادى الأول] [وفاة المحيي الكافيجي] [2959]- وفي جماد الأول مات شيخنا، الإمام، العلاّمة، أستاذ العالم، المحيي الكافيجيّ (¬7)، محمد بن سليمان بن سعد بن مسعود الرومي، الحنفيّ. ¬

= وكان بمدينة طرابلس، فخاف من السلطان فذهب إليه فاستجار به فلما سمع السلطان بقدومه معه أرسل من قبض عليه عند محاذاتهم لصفد». (¬1) في المخطو: «بن». (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) الصواب: «المعلّمون». (¬4) في المخطوط: «ولما نتهوا». (¬5) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬6) خبر لعب السلطان لم أجده في المصادر. (¬7) انظر عن (الكافيجي) في: وجيز الكلام 2/ 858 رقم 1963 وفيه «الكافياجي»، والضوء اللامع 7/ 259 - 261 رقم 655 وفيه أيضا «الكافياجي»، والمنجم من المعجم 183 - 186 رقم 145، وبدائع الزهور 3/ 97، 98، والبدر الطالع 2/ 171 - 173، وبغية الوعاة 1/ 117 - 119، وحسن المحاضرة 1/ 549، 550، وشذرات الذهب 7/ 326 - 328، والشقائق النعمانية 40، 41، وهدية العارفين 2/ 208، 209، ومفتاح السعادة 1/ 454، 455، وكشف الظنون 124 و 194 و 484 و 517 و 520 و 844 و 876 و 1018 و 1035 و 1043 و 1144 و 1253 و 1661 و 1847 و 1939 و 2004، وإيضاح المكنون 1/ 36 و 87 و 132 و 145 و 197 و 404 و 416 و 433 و 459 و 583 و 2/ 36 و 109 و 220 و 222 و 238 و 243 و 259 و 369 و 511 و 555 و 635 و 642، وروضات الجنات 210، 211، وفهرست الخديوية 5/ 145، وفهرس المخطوطات المصورة لفؤاد سيد 1/ 405، وفهرس المخطوطات المصورة للطفي عبد البديع 2/ 239، والأعلام 7/ 32، ومعجم المؤلفين 10/ 51، 52، وديوان الإسلام 4/ 63، 64 رقم 1744، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 696 رقم 1291، وتاريخ الأدب العربي 2/ 114، وذيله 2/ 140، وعلم التأريخ عند المسلمين 318 و 320 و 321 و 410 و 438 و 439 و 447، وفهرس المخطوطات المصورة في معهد المخطوطات العربية (النحو) ج 1 ق 2/ 149، 150 و 282، 283. و «الكافيجي»: بكسر الفاء وفتح الياء المثناة من تحت آخر الحروف، نسبة إلى «الكافية» لابن الحاجب وكان يكثر من قراءتها وإقرائها حتى نسب إليها. والجيم زيادة للنسبة كما هي عادة الترك في النسب.

ركوب السلطان إلى طرا

وكان إماما، عالما، علاّمة، فاضلا، بارعا، كاملا، محقّقا، مدقّقا (¬1)، عارفا بالفنون، ماهرا في العقليات، بارعا في النقليات. انتهت إليه رئاسة العلوم العقلية بمصر. وكان من أئمّة علماء العربية، وله فيها الأبصار الدقيقة، وصنّف وألّف، مع مهابة نفس وحرمة وأدب وحشمة، كثير الاستقراء وفي المطالعة، وجيها (¬2) عند الملوك له المثل الكلّي والالتفات التامّ إلى العوالم الملكوتية، صوفيا، سنّيا، بشوشا، حسن السمت، كريم النفس، لطيف المزاح (¬3) مع الدين والصلاح والخير. ولّي عدّة وظائف جليلة، منها مشيخة الخانقاه (¬4) الشيخونية / 256 ب / والتربة الأشرفية، وله نوادر وكرامات بل ومكاشفات، وأشياء يطول الشرح في ذكرها. وشهرته تغني عن مزيد التعريف به. ومولده سنة ثمان وثمانين وسبعمائة (¬5)، تقريبا. [ركوب السلطان إلى طرا] وفيه ركب السلطان إلى طرا للتنزّه هناك، وبعث يشبك الدوادار بألف دينار لعمل الأسمطة هناك والمأكل خارجا عن الأبقار والأغنام والإوزّ والدجاج وأشياء أخر وخارجا عما بعث به جماعة من مباشري الدولة. وكان مهمّا حافلا، دام السلطان هناك عدّة أيام حتى عاد (¬6). [وفاة ابن شيخ المصطبة] [2960]-، [وفيه] (¬7) مات بدمشق الشهاب ابن (¬8) شيخ المصطبة، أحمد بن عثمان السلالي (¬9)، الشافعيّ. وكان من أهل الفضل والخير (¬10). ¬

(¬1) في المخطوط: «مدقعا». (¬2) في المخطوط: «وجها». (¬3) في المخطوط: «المزاج». (¬4) في المخطوط: «الخانقا». (¬5) في المخطوط: «سبعمه». وقال السخاوي: ولد بككجة كي من بلاد صروخان من ديار ابن عثمان الروم قبل التسعين وسبعمائة تقريبا، ومن قال سنة إحدى وثمانمائة فغلط. (الضو 7/ 259). (¬6) خبر ركوب السلطان في: بدائع الزهور 3/ 99 باختصار. (¬7) في الأصل بياض. (¬8) في المخطوط: «بن». (¬9) انظر عن (السلالي) في: تاريخ البصروي 66، 67. (¬10) وقال البصروي: «كان من الرجال دينا ودنيا، له الهمّة العليّة في تحصيل الدنيا، ويصرف على الفقراء والواردين والأصحاب، محبّا لأهل العلم والدين، له مروءة وشجاعة، وكان يقرأ القرآن في المصحف كثيرا، وله أوراد وتعبّد وذكر».

وفاة العلاء بن الدقيق

[وفاة العلاء بن الدقيق] [2961]- والعلاء بن الدقيقي (¬1)، علي الحمصي، الدمشقي، الشافعيّ، حمو العلاّمة الزين خطّاب. وكان من أهل الفضل ومن الأعيان. [وفاة يوسف بن واصل] [2962]- ويوسف بن واصل (¬2)، أستادار نائب الشام. وكان من المشاهير، ولا بأس به. [نفي اثنين من الأشرفية] وفيه نفى السلطان اثنان (¬3) من الأشرفية الإينالية (¬4). [وفاة سودون المنصوري] [2963]- وفيه مات سودون المنصوريّ (¬5)، أحد العشرات، على حالة غير مرضية. تردّى منها (من) (¬6) سطح. وكان شابا حسن الشكالة، له إسراف على نفسه، ونزل السلطان ينتظر الصلاة عليه، فلما أخبر بكيفيّة موته ركب ولم يحضر الصلاة عليه (¬7). [نظر الدولة] وفيه قرّر قاسم شغيته في نظر الدولة، وقال له السلطان: «افتح عينك، فإنّ عندي من أوّليه الوزارة»، فعلم أنها صرفت من يشبك الدوادار (¬8). [وصول قاصد ملك الهند] وفيه وصل قاصد من ملك الهند الخليجي وعلى يده هدية سنيّة فيها سبع عظيم ¬

(¬1) لم أجد للعلاء بن الدقيقي ترجمة في المصادر. (¬2) لم أجد ليوسف بن واصل ترجمة في المصادر. (¬3) الصواب: «اثنين». (¬4) خبر النفي في: بدائع الزهور 3/ 99. (¬5) انظر عن (سودون المنصوري) في: الضوء اللامع 3/ 286 رقم 1086، وبدائع الزهور 3/ 99. (¬6) كتبت تحت السطر. (¬7) يقال إنه سقط وهو ثمل. (الضوء)، وقال ابن إياس إنه كان مشغول الرأس. (بدائع الزهور). (¬8) خبر نظر الدولة باختصار في: بدائع الزهور 3/ 99.

وزارة خشقدم الأحمدي كرهاا

الخلقة يقال له الببر، وخيمة عظيمة، وأشياء أخر من التحف (¬1). [وزارة خشقدم الأحمدي كرهاا] وفيه استقرّ السلطان بخشقدم الأحمدي الطواشي في الوزارة، فأخذ يستعفي منها فلم يجب إلى ذلك، وأخذ يلطم بيديه على وجهه كالنساء ورمى بعمامته إلى الأرض بين يدي السلطان، وكرّر الاستعفاء من ذلك وامتنع أشدّ الامتناع، وادّعى الفقر والعجز عن ذلك، / 257 أ / فلم يقبل منه، وقال له السلطان: «كن متكلّما عني. . .» ثم أفيض عليه خلعة الوزارة، ونزل في موكب حافل جدا، وباشر بعنف (¬2) وعسف (¬3). [ركوب السلطان إلى خليج الزعفران] وفيه ركب السلطان ومعه جميع أمرائه وخواصّه، وسار إلى جهة خليج الزعفران، وكان تقدّم أمره بأن ينصب له الخيمة التي بعثها له صاحب الهند ومعها الخام أيضا السلطاني، وأمر مماليكه بالخروج، وكانوا إذ ذاك نحو الألفي نفر. وكان الخبر ورد بوصول يشبك الجمالي من عند ابن عثمان، ثم وصل إليه يشبك وهو في التنزّه بالخليج الزعفراني وعليه خلعة ابن عثمان، وفضّت مكاتبته التي على يد يشبك للسلطان (¬4)، وقرئت بين الملأ العام، وفيها الثناء وإظهار التودّد (¬5). [قتل محمود باشا وزير ابن عثمان] [2964]- وفيه أشيع بأنّ ابن عثمان قتل وزيره محمود (¬6) (باشا) (¬7)، وكان قد غضب عليه لشيء نسب إليه في أمر حسن الطويل، فصرفه عن وزارته ثم أعاده، ثم اختلف في سبب قتله على أنحاء. وكان محمود هذا وزيرا جليلا، شهما، شجاعا، عالما، فاضلا، عارفا، عاقلا، مدبّرا، سيوسا، عفيفا، نزه النفس، قائما بمصالح الجهاد يدبّر ملك أستاذه على وفق مراده، (بل وفوق مراده) (¬8)، وانتهت إليه رياسة وزراء ابن عثمان، وشاع صيته، وبعدت شهرته، وعظم وضخم جدا، وله عدّة آثار ببلاده. وكان حين مات شابا، وندم عليه أستاذه بعد قتله لنظم وقف عليه فيه الترقّق. وكان ¬

(¬1) خبر وصول القاصد في: بدائع الزهور 3/ 99. (¬2) في المخطوط: «وباشر لعنف». (¬3) خبر وزارة خشقدم في بدائع الزهور 3/ 99. (¬4) في المخطوط: «السلطان». (¬5) خبر ركوب السلطان في: بدائع الزهور 3/ 99. (¬6) لم أجد للوزير محمود ترجمة في المصادر. (¬7) عن هامش المخطوط. (¬8) ما بين القوسين عن هامش المخطوط.

الإنفاق على عمارة جامع عمرو بمصر

ينظم نظما حسنا بلغة التركية، بل فيه بعض نظم غيري (¬1). [الإنفاق على عمارة جامع عمرو بمصر] وفيه أطلق السلطان خمسة آلاف دينار من الذخيرة لعمارة ما تهدّم من الجامع العتيق العمريّ بمصر بعد أن بعث السلطان إلى القاضي الشافعيّ بأن يتوجّه هو ومباشروا (¬2) الدولة، والبدر بن الكويز معلّم المهندسين للكشف (¬3) عن ذلك (¬4). [جمادى الآخر] [مشيخة الخانقاه الشيخونية] وفي جمادى الآخر، في يوم مستهلّه قرّر شيخنا العلاّمة، السيف الحنفيّ في مشيخة الخانقاه / 257 ب / الشيخونية، عوضا عن شيخنا العلاّمة الكافيجي، وخلع عليه ذلك، وقرّر عوضه في مشيخة المؤيّدية التاج بن الديريّ (¬5). [نظارة الجيش بدمشق] وفيه استقرّ السيد الشريف موفّق أحمد الحموي في نظارة الجيش بدمشق، عوضا عن ولد البرهان النابلسيّ. وكان قد وليها بعد وفاة البدر بن المزلّق (¬6). [تسعير المبيعات] وفيه في هذه الأيام سعّر المحتسب المبيعات، فعزّ وجود الخبز في الأسواق والأفران، وازدحم الناس على شراء الدقيق وعزّ وجوده (¬7)، ومات كثيرا (¬8) من الناس جياعا غير ما ليلة (¬9). ¬

(¬1) هكذا في المخطوط. (¬2) الصواب: «مباشرو». (¬3) في المخطوط: «معلم المهندسين الكشف». (¬4) خبر الإنفاق في: بدائع الزهور 3/ 99. (¬5) في المخطوط: «الريدي»، وخبر المشيخة في: وجيز الكلام 2/ 855، وبدائع الزهور 3/ 99، 100، والتصحيح عنهما. (¬6) خبر نظارة الجيش في: بدائع الزهور 3/ 100. (¬7) كتب في المخطوط بعدها: «ومات كثير من الناس وعز وجوده»، ثم شطب على ما كتبه. (¬8) الصواب: «ومات كثير». (¬9) خبر تسعير المبيعات في: بدائع الزهور 3/ 100.

المطر الموحل في الحر

[المطر الموحل في الحرّ] وفيه، في سادس عشرين بابه (¬1) أمطرت السماء مطرا مسترسلا استمرّ إلى ثاني يوم، وزاد حتى أوحلت منه الأزقّة والطرقات، وكانت مطرة نادرة، فإنها لم تمطر من بولاق إلى باب البحر، وكان الحرّ مع ذلك بزيادة غير الغبرة (¬2). [الحرب بين ابن عثمان وبني الأصفر] وفيه وقع بين علي بك أحد أمراء ابن (¬3) عثمان (وبين بني الأصفر) (¬4) من الأنكرس حرب هزم فيها علي بك المذكور، وقتل جمعا وافرا (¬5) من عسكره استشهدوا، ولله الأمر (¬6). [مقتل مملوك ليشبك الدوادار] وفيه قتل إنسان من مماليك يشبك الدوادار إنسان (¬7) آخر من مماليكه، وكان عزيزا عند يشبك بحيث أسف عليه، وتوجّه إلى تربته بنفسه (¬8). [أستادارية يشبك] وفيه أشيع بخروج وظيفة الأستادارية عن يشبك (¬9). [رجب] [تربة السلطان بالصحراء] وفي رجب كان تقرير السلطان أمور تربته التي أنشأها بالصحراء، وكانت قد انتهت، وعيّن شيخنا لمشيختها في حال تمرّضه (¬10) فما قدّر برؤه (¬11). ¬

(¬1) بابه: هو الشهر الثاني في السنة القبطية. (¬2) خبر المطر الموحل لم تذكره المصادر. (¬3) في المخطوط: «أمراء بن». (¬4) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬5) الصواب: «وقتل جمع وافر». (¬6) خبر الحرب لم أجده في المصادر. وجاء في (أخبار الدول 3/ 35): «وفي سنة تسع وسبعين وثمانمائة سار الملك المجاهد السلطان محمد خان إلى قتال كفّار بغدان، فخاف منه كبيرهم استفان النصراني، فهرب إلى أقصى بلاده. فدخل السلطان بلاد بغدان، فتوغّل بها وقتل من قدر عليه، فكانوا خلقا لا يحصى وأسر وسبى، وغنم منهم أموالا لا تحصى، حتى أذعن رئيسهم، استفان المذكور بالطاعة وإعطاء الجزية». (¬7) الصواب: «إنسانا». (¬8) خبر مقتل المملوك لم أجده في المصادر. (¬9) خبر الأستادارية لم أجده في المصادر. (¬10) في المخطوط: «تمرضها». (¬11) خبر تقرير التربة في: بدائع الزهور 3/ 100: وفيه «قرّر الشيخ أبو عبد الله القلجاني المغربي، قاضي الجماعة».

عرض الصوفية أمام السلطان

[عرض الصوفية أمام السلطان] وعرض السلطان في جماد الآخر هذا جماعة عيّن منهم ثلاثين صوفيا، وشرط عليهم الحضور في الخمسة أوقات مع مسامحة الشخص منهم في وقت منها أيّ وقت شاء الصوفيّ ذلك، وشرط البيوتة (¬1) بالتربة، وأشهد عليهم أنّ من خالف ذلك كان قد أسقط حقّه. وقرّر في مشيختها (شيخنا) (¬2) أبو عبد الله القلجاني (¬3) قاضي / 258 أ / تونس (¬4). وقرّر في خزانتها الشهاب أحمد بن عامر المغربيّ من أصحاب القلجاني الذي صار شيخها بعد القلجاني، وهي بيده الآن في عصرنا هذا. وقرّر في أمانتها القاضي عبد اللطيف الحنفيّ. وفي خطابتها الشيخ أبو الفضل المحرّقي (¬5). وفي قراءة المصحف بها الناصري (¬6) الإخميمي، قاضي الحنفية بعصرنا الآن. وقرّر في قراءة «صحيح البخاري» بها، والشهاب السجيني (¬7). وقرّر عدّة من المؤذّنين، ورئيس الوقت الشيخ بدر الدين المارداني، وعدّة من التربية ما بين فرّاشين، ووقّادين، ونواب، ومزملاتي، وقرّر في مكتبة المؤدّب وعدّة أيتام، ورتّب للكلّ الجوامك والخبز والزيت والصابون، وجعل لهم المساكن (¬8). [مشيخة القلجاني] ولما صعد القضاة والمشايخ في أول رجب هذا للقلعة لأجل التهنئة بالشهر على العادة، وصعد في جملتهم شيخنا القلجانيّ، خلع عليه بمشيخة هذه التربة، ونزل إليها في جمع حافل ومعه القضاة والأعيان. ثم حضر صلاة الجمعة بالتربة المذكورة، وأقيمت به أسمطّة في هذا اليوم. ثم مدّت الأسمطة بعد ذلك وكان (¬9) فاخرة حافلة (¬10). وقرّر في نيابة جدّة أبو الفتح المنوفيّ، عوضا عن شاهين الجمالي (وضمّ إليه) (¬11) ¬

(¬1) البيوتة: البيات والمبيت، أي البيتوتة. (¬2) عن هامش المخطوط. وفي المخطوط: «مشيخها». (¬3) في المخطوط: «الفلجاني» بالفاء. (¬4) وجيز الكلام 2/ 855. (¬5) بدائع الزهور 3/ 100. (¬6) في البدائع: «ناصر الدين». (¬7) مهملة في المخطوط. (¬8) خبر عرض الصوفية في: وجيز الكلام 2/ 855 بإيجاز، وبدائع الزهور 3/ 100 وفيه أن خازن الكتب الذي قرّر فيها هو، العلائي علي بن خاص بك. (¬9) الصواب: «وكانت». (¬10) خبر مشيخة القلجاني هو تكرار للخبر السابق. (¬11) ما بين القوسين مكرّر في المخطوط، وشطب ما قبله.

غضب السلطان على شاد بك

الصرف أيضا، عوضا عن محمد بن عبد الرحمن (¬1). [غضب السلطان على شاد بك] وفيه غضب السلطان على شاد بك ابن الأشرفي (¬2)، أحد العشرات من الإينالية، فسلب عنه (ثيابه) (¬3) شعار الإمرة، وألبس زمطا (¬4) عتيقا، وأمر بحمله إلى خان الخليلي ليباع على أنه باق على ملك الملك المنصور عثمان، بحكم إرثه من قانباي الجركسي / 258 ب / هو (¬5) وآخر يقال له خير بك، وآخر يقال له سيباي، طلبا أيضا لا لغرض (¬6) عندهما، بل الغرض إنما هو عند شادبك (¬7). وأمر السلطان بأن ينادى عليهم بخان الخليلي ويباعوا، ويحمل ثمنهم إلى المنصور، أو يحملوا هم إليه يفعل بهم ما يشاء، فقام الأتابك أزبك يشفع فيهم، فما قبل في ذلك. وآل الأمر إلى أن حملوا إلى دار الأتابك ووكّل بهم، وبعث إلى المنصور فأشهد على نفسه بعتقهم، ثم شفع فيهم عند السلطان، وأخرج شاد بك على إمرة عشرين بدمشق، وخير بك إلى طرابلس على إمرة عشرة، وبقي (¬8) سيباي على ما بيده من الجامكية بديوان الجند السلطانيّ (¬9). وقد ذكرنا هذه الكائنة والسبب فيها على جليّته بتاريخنا «الروض الباسم» (¬10). [كائنة الشهاب القلقيلي مع ابن الشحنة] وفيه كائنة الشهاب القلقيلي مع السريّ عبد البرّ بن الشحنة، صعد الشهاب إلى ¬

(¬1) بدائع الزهور 3/ 100. (¬2) في البدائع: «شادبك أبازا الأشرفي الإينالي». (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) في المخطوط: «زنطا». والتصحيح من البدائع. وقد تقدّم شرحه في الكتاب. (¬5) في المخطوط تكرار وقع فيه الناسخ في أول الصفحة 258 ب، وقد تنبّه إليه بعد كتابته فكتب في أوله فوق كلمة «هو»: (مكرّر)، والعبارة هي: «هو وآخر يقال له خيربك وآخر يقال له سيباي طلبا أيضا لا لغرض عندهما بل الغرض إنما هو عند شادبك وأمر السلطان بأن ينادى بخان الخليلي ليباع على أنه باق على ملك الملك المنصور عثمان بحكم إرثه من قانباي الجركسي إلى هو». (¬6) في المخطوط: «لا لعرض». (¬7) راجع التكرار. (¬8) في المخطوط: «ونقى». (¬9) خبر غضب السلطان في: بدائع الزهور 3/ 100، 101 وفيه زيادة: «وشفع في سيباي بأن يقيم بمصر بطّالا، وقد بلغ السلطان عنهم ما قد غيّر خاطره عليهم، قيل إنهم قصدوا الوثوب على السلطان لما وثبوا (كذا) المماليك على الأمير يشبك الدوادار، فانكشف رخّ جماعة الإينالية في هذه الحركة، وصار السلطان ينفي منهم جماعة بعد جماعة ممن كان رأس الفتنة في هذه الحركة». (¬10) في القسم الضائع منه.

وفاة ابن مبارك التركماني

السلطان وهو يدّعي أنه من كبار أهل العلم يدفع إليه أن عبد البرّ ضربه وسلّط عليه غلمانه فضربوه وأنه جاهل ما يحسن قراءة الفاتحة، وحلف بالأيمان المؤكّدة وبرأس السلطان، وأنه لا يصحّ الصلاة خلفه مع أنه خطيب الجامع الحاكمي. ووقع (¬1) أشياء آل الأمر فيها إلى إحضار عبد البرّ وجماعة من مشايخ القرّاء، وقرأ عبد البرّ الفاتحة بحضورهم والسلطان والقلقيلي حاضر، فارتضى المشايخ قراءته (¬2) وأثنوا [عليه] (¬3). وآل الأمر في القلقيلي أن ضرب بين يدي السلطان ضربا مبرحا، ووكّل به عند القاضي المالكي بعد دعاوى عليه وأمور أخر جرت له بدار يشبك الدوادار، ووقع الناس فيه (وفي سوء تدبيره) (¬4) / 259 أ / وفي سماجته (¬5). [وفاة ابن مبارك التركماني] [2965]- وفيه مات الناصر محمد بن مبارك (¬6) التركماني، الحلبي، الدمشقيّ، نائب طرابلس. وكان غير خال من فضيلة، له نسبة إلى الطلب، أدوبا، حشما، عاقلا، سيوسا، عارفا، تنقل في عدّة وظائف سنية لعدّاد الغنم، ونيابة البيرة، وحجوبية دمشق، ونيابة حماه، وطرابلس، وله آثار حسان، منها (¬7) مدرسة بصالحية دمشق (¬8). [وفاة يشبك الظاهري] [2966]- ومات نائب قلعة (دمشق) (¬9) يشبك الظاهري (¬10)، السيفيّ، علي باي. ¬

(¬1) الصواب: «ووقعت». (¬2) في المخطوط: «قراته». (¬3) إضافة عليه للضرورة من بدائع الزهور. (¬4) عن هامش المخطوط. (¬5) كائنة القلقلي في: بدائع الزهور 3/ 101، وهو باختصار في: وجيز الكلام 2/ 855. (¬6) انظر عن (محمد بن مبارك) في: تاريخ البصروي 67 ووقع في طباعته: «محمد مبارك»، وبدائع الزهور 3/ 101، وهو محمد بن مباركشاه ناصر الدين ويعرف بابن مبارك، في: الضوء اللامع 8/ 296 رقم 832، وقال ابن تغري بردي: «رجل من الشاميين لا أعرفه». (منتخبات من حوادث الدهور 3/ 505)، وتاريخ طرابلس 2/ 52 رقم 124، وكتاب في التاريخ لمؤلّف مجهول (مخطوط بدار الكتب المصرية، رقم 5631 تاريخ) ورقة 63 أ، ب. (¬7) في المخطوط: «فيها». (¬8) وهو ولد في حدود سنة 810 هـ‍. (الضوء). (¬9) كتبت فوق السطر. (¬10) انظر (يشبك الظاهري) في: بدائع الزهور 3/ 101، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع.

ركوب السلطان للرماية

وكان حشما، عاقلا، عارفا. [ركوب السلطان للرماية] وفيه ركب السلطان إلى الرماية غير ما مرة، وبعث في بعض رماياته بكراكي إلى الأتابكي (أزبك) (¬1)، وكان لم يركب معه لوعك به، فصنع الأتابك سماطا حافلا جمع فيه الأمراء حتى يشبك الدوادار، وكان لهم وقتا مشهودا (¬2). [عزل يشبك الدوادار نفسه] وفيه حصل عند يشبك الدوادار تغيّظ وحنق من حكاية اتفقت له مع الطواشي خشقدم الوزير، فصرّح بعزل نفسه من الدوادارية، ثم أقام أعوانه ونقباؤه (¬3) عن بابه، وأغلق الباب، ولم يجتمع بأحد في يومه ذلك وفي ثانيه، حتى ركب الأتابك أزبك ومعه الأمراء، وتوجّه إليه فتلطّف به. وآل أمره أن أركبه وصعد به والأمراء معه إلى بين يدي السلطان فقبّل يشبك الأرض ثم يد السلطان، ووقع بعض عتاب لطيف حتى بكى يشبك، ثم خلع السلطان عليه (¬4) خلعة حافلة، وأركب فرسا بالعدّة الكاملة، ونزل إلى داره في موكب حافل ومعه الأتابك والأمراء وخشقدم الطواشي، وقد أصلح السلطان بينه وبين يشبك، فحين نزل يشبك بداره نزع خلعته وألبسها لخشقدم المذكور. وسكن الحال (¬5). [وفاة شيخ الحنفية بحلب] [2967]- وفيه مات شيخ الحنفية بحلب الشمس ابن أمير حاج (¬6)، محمد بن محمد بن حسن بن سليمان (¬7) بن عمر بن محمد الحلبي، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، كاملا، فقيها، محدّثا. سمع على جماعة، وصنّف وألّف / 259 ب / وشهر. ومولده سنة 9 (¬8). ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) الصواب: «وكان لهم وقت مشهود». والخبر باختصار في: بدائع الزهور 3/ 101. (¬3) في المخطوط: «نقباوه». (¬4) في المخطوط: «ثم خلع على السلطان عليه»، وشطب على كلمة «على». (¬5) خبر عزل يشبك في: بدائع الزهور 3/ 101. (¬6) انظر عن (ابن أمير حاج) في: الضوء اللامع 9/ 72، 73 رقم 193، وشذرات الذهب 7/ 328. (¬7) في الضوء: «محمد بن محمد بن الحسن بن علي بن سليمان. .». (¬8) هكذا في المخطوط. وفي الضوء: ولد سنة إحدى وتسعين وسبعمائة، وقيل في التي بعدها، والأولى =

صرف ناظر الجوالي عن طرابلس

[صرف ناظر الجوالي عن طرابلس] وفيها قدم محمد (بن أبي بكر) (¬1) بن عبد الباسط، ناظر الجوالي بطرابلس والأستادار بها، فوكّل به، بطبقة الزمّام، وصرف عمّا كان بيده، وعمل حسابه، وتأخّر عليه جملة من المال (¬2). [وفاة يلباي العلائي] [2968]- وفيه مات يلباي العلائي (¬3)، الظاهريّ، نائب صفد. وكان له زيادة على الستين سنة. ولا بأس به، تنقّل في عدّة ولايات، منها نيابة الإسكندرية، وصفد. [شعبان] [وفاة بكتمر البواب] [2969]- وفي شعبان - في مستهلّه - مات بكتمر البواب (¬4) الأبو بكري (الأشرفي) (¬5)، أحد الأمراء الخمسات. [جلوس السلطان للحكم] وفيه نزل السلطان للإسطبل للحكم به، ووقع له عدّة حكومات، منها قضية حكم فيها على نفسه، وأخرى على كاتب السرّ. وكان قد أعدّ له دكّة لقراءة القصص عليها تجاه ¬

= أولى. ووقع فيه (ص 73) أنه مات في شوال سنة ثمان وستين بحلب. ثم ذكر أباه: «محمد بن محمد بن محمد بن حسن وأرّخ مولده في سنة 825 ووفاته في 29 رجب سنة 879 هـ‍. (الضوء 9/ 210، 211 رقم 517) وقد نقل الشيخ محمد راغب الطباغ الترجمتين عن الضوء في إعلام النبلاء 5/ 264 رقم 608 وفيه: محمد بن محمد بن الحسن بن علي بن سليمان». وقال: مات في شوال سنة 868 هـ‍، و 5/ 271 - 273 رقم 618 وفيه: «محمد بن محمد بن محمد بن حسن بن علي بن سليمان». ولد سنة 825 وتوفي في 29 رجب 879 هـ‍. وهما بحاجة للتأمّل. (¬1) كتب فوق السطر. (¬2) خبر صرف الناظر لم أجده في المصادر. (¬3) انظر عن (يلباي العلائي) في: بدائع الزهور 3/ 102، ولم يذكره طه ثلجي الطراونة في: مملكة صفد في عهد المماليك، انظر ص 299، ففيه جاء أن الأمير أرغون شاه الأشرفي برسباي تولّى نيابة صفد بعد وفاة نائبها الأمير جكم الأشرفي في 15 صفر سنة 875 هـ‍. وقال السيد الطراونة: ولكننا لم نتمكن من معرفة التاريخ الذي عزل به: أرغون شاه. ثم ذكر بعد ذلك نيابة الأمير برد بك جرباش (رقم 129) وقال: لم نتمكن من معرفة التاريخ الذي تولّى به نيابة صفد. (¬4) انظر عن (بكتمر البواب) في: بدائع الزهور 3/ 102، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬5) كتبت فوق السطر.

وفاة الخوند بدرية

مقعد السلطان، فنزل عنها وساوى خصمه حتى ادّعى، ثم أخرى على يشبك الدوادار، فقام وساوى خصمه حتى سمع دعواه، ثم أخرى على جانبك الفقيه، ففعل كذلك. ثم أمر السلطان بإحضار من بالسجون فأطلق أربعة من أولي الجرائم، وجماعة من الفرنج كانوا بالسجن فأسلموا، وفرّقهم على الأمراء للخدمة، ووصّى بهم (¬1). [وفاة الخوند بدرية] [2970]- وفيه ماتت الخوند بدريّة (¬2) ابنة الأشرف إينال. وكانت وجيهة (¬3) لا بأس بها. وهي زوج بردبك الدوادار، وتركت عدّة أولاد ذكور وأناث من برد بك، وتزوّجت بعده بقراجا الطويل وماتت تحته. [التوكيل بقاضي القدس] وفيه وصل إلى القاهرة قاضي القدس (¬4) وهو موكّل به في سلسلة ومعه جماعة من أعيان أهل القدس، الكلّ في الحديد بسبب كائنة هدم بعض كنائس هناك، وثار بسبب ذلك شر كبير وخبط كثير، وكتبت أسئلة وفتاوى بسبب ذلك، وكان ما سنذكره في أول رمضان (¬5). ¬

(¬1) خبر جلوس السلطان في: بدائع الزهور 3/ 102. (¬2) انظر عن (بدرية) في: الضوء اللامع 12/ 12 رقم 59. (¬3) في المخطوط: «وجهة». (¬4) هو شهاب الدين بن عبيّة، القاضي الشافعي. (¬5) خبر التوكيل في: تاريخ البصروي 667، 668، وبدائع الزهور 3/ 102، والأنس الجليل 2/ 433 وفيه: «رسم السلطان بطلب القاضي شهاب الدين بن عبية الشافعي، والشيخ برهان الدين الأنصاري، والشهود إلى القاهرة، فبادر القاضي الشافعي، وسافر من القدس قبل وصول المرسوم، فلما وصل إلى مدينة غزة صادف وصول المرسوم لنائب غزة الأمير يشبك العلائي، وعلم أن القاضي الشافعي وصل إلى غزة، فقبض عليه وتركه في الترسيم بغزة، ثم ركب وحضر إلى القدس في يوم الأحد تاسع شعبان، وجلس بالرواق العلوي الذي عند دار النيابة بجوار منارة الغوانمة، وأبرز من يده المرسوم الشريف، يتضمّن إعلامه أنه اتصل بالمسامع الشريفة، وما وقع من هدم كنيسة اليهود بالقدس الشريف، فالجناب العالي يتقدّم من فوره قبل وضع هذا المثال الشريف من يده، ويتوجّه بنفسه إلى القدس الشريف، ويقبض على القاضي الشافعي، والشيخ برهان الدين إبراهيم الأنصاري وولديه، وأبي العزم شمس الدين بن ناصر الدين، وناصر الدين الدمشقي، وعلي بن نصير، وخليل بن عليان، والشيخ حسن الشويخ، والشيخ علي بن الحوراني، وتجهيزهم إلى الأبواب الشريفة محتفظا بهم، فطلب الجماعة، فهرب ابن أبي العزم، وهو المكنّى بأبي اليمن، وقبض على بقية الجماعة المذكورين، وهم: الشيخ برهان الدين الأنصاري، ومن ذكر في المرسوم، ووضعوا في الحديد ما عدا الشيخ برهان الدين الأنصاري، وتوجّه بهم من القدس إلى غزة، ثم جهّزهم وصحبتهم القاضي الشافعي إلى القاهرة، صحبة القاصد وهو رجل من أعوان الظلم اسمه إسماعيل الكافري، فوصلوا إلى القاهرة في أواخر شعبان، ووقفوا للسلطان وهو جالس بالحوش في محلّ خلوته، فأمر بضربهم. . .».

وفاة علي باي الطويل

[وفاة علي باي الطويل] [2971]- وفيه مات علي باي الطويل (¬1)، الأشرفيّ، أحد الطبلخانات بدمشق. وكان لا بأس به لولا إسرافه على نفسه. [قيام المفسدين من العربان بالنهب] وفيه هجم طائفة من مفسدي العربان على منية الأمراء من ضواحي القاهرة فنهبوا وسلبوا (ما وجدوه) (¬2) من ثياب المارّة / 260 أ / والمتفرّجين، من جملتهم إنسان من مماليك السلطان (¬3) سلبوه وسلبوا فرسه وتركوهما عريانين (¬4). [السؤال عن هدم الكنيس اليهودي بالقدس] وفيه بعد حضور السلطان موكب الإسطبل وفصل عدّة حكومات قام فصعد القلعة وأحضر قاضي القدس ومعه عدّة من اليهود وغيرهم، وكانوا ثلاثا وعشرون (¬5) نفرا، فسألهم عن (كيفية) (¬6) هدم الكنيس المتعلّقة باليهود بالقدس وكيف ساغ لهم فعل ذلك بغير (¬7) أمر سلطاني، فأجاب القاضي بجواب مسكت، فما قبله السلطان، وأمر بالقاضي والجماعة فضربوا، وأسلمهم لوالي الشرطة، وجرى عليهم ما لا خير فيه (¬8). وكان اليهود أهل الكنيسة قد كتبوا عدّة أسئلة وأخذوا عليها خطوط العلماء، وكان الأمين الأقصرائيّ كتب بجواز هدمها وأنه يؤجر هادمها، وتبعه على ذلك الشمس الجوجريّ، والزين الإبناسيّ. وكتب قاضي الجماعة القلجانيّ بعدم جواز الهدم، وأنها تعاد? (¬9). ¬

(¬1) [[لم]] أجد لعلي باي الطويل ترجمة في المصادر. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) في البدائع: شخص من الإمراء العشرات يقال له كسباي المغربي. (¬4) خبر قيام المفسدين في: بدائع الزهور 3/ 102. (¬5) الصواب: "وكانوا ثلاثة وعشرين". (¬6) كتبت فوق السطر. (¬7) في المخطوط:"بعقد". (¬8) خبر السؤال عن الهدم في: الأنس الجليل 2/ 433، 434، وفيه: فأمر بضربهم فضُرب القاضي أولا، ثم الشيخ برهان الدين الأنصاري ومن معهم ضربا مؤلما، ما عدا ابن الدمشقي، وابن عليان، وابن نصير، فإن السلطان رآهم من الشيوخ الهرم فعفى عنهم، فلما ضرب الشيخ برهان الدين الأنصاري شرع يقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يزيد على ذلك، فقال له السلطان: قل الحق كيف وقع، فلم يجبه بغير سبحان الله، إلى آخره، فألحّ السلطان بقوله: «قل لي الحق»، فقال له: «الحق ما أقول». وشرع في التسبيح والتهليل على ما هو فيه إلى أن فرغ من ضربه، ونهض وهو يذكر الله، ولم يسلم من الضرب سوى ابن الدمشقي، وابن عليان، وابن نصير، رآهم شيخ هرم (كذا) ثم سلّمهم للوالي الأمير يشبك بن حيدر، وتركهم عنده في الترسيم (¬9) ذكر العليمي واقعة كنيسة اليهود في حوادث سنة 878 هـ. وقال: "إن بحارة اليهود مسجدا للمسلمين

وفاة قانبك الأزدمري

[وفاة قانبك الأزدمري] [2972]- وفيه مات قانبك الأزدمري (¬1)، الحاجب الثاني، وأحد الطبلخانات، بطّالا. وله نحوا (¬2) من تسعين سنة. وكان عاقلا، أدوبا، عارفا، حشما، ساكنا. [رمضان] [المجلس بشأن كنيس اليهود] وفي رمضان لما صعد القضاة والمشايخ إلى القلعة لتهنئة السلطان أمر بعقد مجلس، فعقد بين يديه بسبب كنيس اليهود الذي هدم بالقدس. وكان قد أمر السلطان بطلب كل من له حظ في هذه الحادثة من المعيّنين. ثم سأل كاتب السرّ عن لسان السلطان بأن هدم الكنيس المذكور هل كان بوجه سائغ شرعا أم [لا] (¬3)، وإذا هدمت بغير إذن الإمام ماذا يجب على من فعل ذلك؟ فما استتمّ السلطان كلامه حتى بدر الأمين الأقصرائيّ - جوزي خيرا عن دينه - فقال: المقادسة مظلومين (¬4). أو ما هو في معنى ذلك. فتغيّر مزاج السلطان، ثم تكلّم ¬

= عليه منارة، وهو بلصق كنيسة اليهود من جهة القبلة، ويتوصّل إلى المسجد من زقاق مستطيل من جهة القبلة وبجوار المسجد من جهة الغرب دار من جملة أوقاف اليهود، فوقع المطر في زمن الشتاء، ولعلّه في شهر جمادى الآخرة، فهدمت الدار المذكورة فكشف باب المسجد من جهة الشارع المسلوك فيكون أقرب للمصلّين، فقصد المسلمون الاستيلاء على الدار المنهدمة، وأن الاستطراق إلى المسجد منها لكونها على الشارع المسلوك، فيكون أقرب للمصلّين من الاستطراق من ذلك الزقاق القبلي لبعده بالنسبة إلى هذا المكان، وامتنع اليهود من ذلك، ورفعوا أمرهم للقضاة، وأظهروا من أيديهم المستند الشاهد لهم باستحقاقهم الدار المذكورة، واتصل ثبوته بحكام الشريعة، فنازعهم المسلمون في ذلك وزعموا أن الدار المذكورة من حقوق المسجد، وانتهى الحال إلى أن القضاة توجّهوا بأنفسهم لكشف ذلك وتحريره، فجلسوا بالمسجد المذكور، وهم: القاضي شهاب الدين بن عبيّة الشافعي، والقاضي خير الدين بن عمران الحنفي، والقاضي كمال الدين النابلسي الحنبلي، وكنت حاضرا ذلك المجلس، فحرّر أمر الدار فيها، وانفصل المجلس على ذلك، وكان في شهر رجب. فلم يرض المسلمون بذلك، واعتصب بعض العوام، وتوجّه إلى القاهرة ووقف للسلطان، فأنهى أن الكنيسة التي لليهود بالقدس محدثة، وأن الدار المذكورة من جملة حقوق المسجد، وهي بأيدي اليهود بغير حق، فبرز مرسوم السلطان: بالنظر في ذلك وتحريره، وورد الأمر بذلك إلى القدس الشريف في شهر رمضان». (الأنس الجليل 2/ 426). (¬1) انظر عن (قانبك الأزدمري) في: بدائع الزهور 3/ 102، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬2) الصواب: «وله نحوّ». (¬3) إضافة يقتضيها السياق. (¬4) الصواب: «مظلومون».

بكلمات، وتكلّم من كان حاضر (¬1) هذا المجلس من العلماء، كلّ بما ظهر له. / 260 ب / ووقع القال والقيل والخباط واللّغط الكثير. وآل الأمر إلى أنه يعقد (مجلس) (¬2) بدار يشبك الدوادار تحرّر فيه الحال، وانفضّوا على ذلك، فأخذ الناس في التشنيع على السلطان وعلى من أفتى بعدم جواز هدمها وبإعادتها. وأنشد الشعراء في ذلك أشعارا، من جملة ذلك ما قيل في القلجانيّ، من جملة أبيات: تفتي بعود كنيس يا مغربيّ ... ما أنت إلاّ (¬3). . . . . . . . . . . . وثار الكثير ممّن له جرأة من أهل الطلب ومن ينتسب للعلم بعضا (¬4) على بعض، ونالوا من أعراض بعضهم البعض، ووقع التنافس والتدابر. ومن الجزئيات ما لو عددناها لطال المجال، وكلّ قصده إظهار نفسه وإطفاء غيره، وأنه هو العالم، ومن خالفه الجاهل. ولله الأمر. ثم عقد المجلس ثانيا في رابعه بدار يشبك الدوادار، وحضر القضاة الأربع (¬5) والمشايخ وجميع من بمصر من العلماء ممّن له ميل إلى مثل حضور مثل هذه المجالس والكثير من طلبة العلم، وكان مجلسا حافلا جدا. ثم دار الكلام بينهم في هذه المسألة (¬6)، وقصد كلّ إلا القليل منهم ترويج نفسه والتعجّب على غيره، وتكلّم كلّ بما يهواه في هذه الحادثة، وكثر اللغط، وتكلّم يشبك بكلمات، فكلّمه بعض من حضر من أهل العلم بما يرد فيه عليه الحق، فحنق منه وأمر أعوانه بالقبض عليه، وكّل به بعد أن أراد أن يبطش به حتى شفع فيه، فدام في التوكيل به حتى احتدّ الأمين الأقصرائيّ لما رأى ذلك، وكلّم يشبك بكلمات مواجهة فيها بمكاتبة، وقام من المجلس مغضبا متوجّها إلى حال سبيله، ثم طال الكلام بين الحاضرين أيضا في ذلك. وآل الأمر إلى أن نقض قاضي القدس حكمه بنفسه، ورجع عنه، فقيل له: احكم بإعادة الكنيس، فعورض في ذلك، ووقع بين اللقّاني والقلجاني كلمات، وكذا بينه وبين ¬

(¬1) الصواب: «من كان حاضرا». (¬2) عن هامش المخطوط. (¬3) بدائع الزهور 3/ 103 وفي الأنس الجليل 2/ 435. تفتي بعود كنيس وكان ذلك جهلا وتدّعي فرط علم والله ما أنت إلاّ وممّا هجي به السراج العبادي، لبعضهم: أيا سراج اليهود طرا ومن لدين العزيز أفتى عصبة أهل الكتاب قالوا لن ترضى عنك اليهود حتى (¬4) الصواب: «بعضهم». (¬5) الصواب: «القضاة الأربعة». (¬6) في المخطوط: «المسلة».

وفاة إينال الأشقر

السخاوي. / 261 أ / وحكم أيضا داوود المالكيّ بكلمات فيها الجفاء بالقلجانيّ، فحنق منه يشبك الدودار، وأرادوا (¬1) البطش به. وكانت هذه الحادثة من أشنع (الحوادث) (¬2) وأبشعها (¬3). [وفاة إينال الأشقر] [2973]- وفيه مات إينال الأشقر (¬4) اليحياويّ، الظاهري، أمير سلاح. وكان شهما، شجاعا، مقداما، ذا سطوة ومهابة وإسراف على نفسه، مع كرم زائد، وسخاء نفس، وعصبيّة، ومحبّة لأهل العلم (¬5)، وولاياته قريبة العهد، تقدّمت في تاريخنا هذا فلا نعيدها. [مقدّمية الألوف بدمشق] وفيه قرّر جانبك الإبراهيمي، الإشرفي إينال في جملة مقدّمي الألوف بدمشق (¬6). [نيابة دمياط] وقرّر عوضه في نيابة دمياط يشبك قرقاش الأشرفيّ (¬7). [خروج السلطان إلى الطوّانة] وفيه خرج السلطان ومعه أتابكه إلى جهة الطوّانة (¬8) فكشفها وعاد بعد أيام (¬9). [حجوبية حلب] وفيه استقرّ مغلباي سرق الأشرفيّ في حجوبية حلب، عوضا عن دولات باي ¬

(¬1) في المخطوط: «وأرادو». (¬2) كتب فوق السطر. (¬3) خبر المجلس في: الأنس الجليل 2/ 426 - 429 (حوادث سنة 878 هـ‍). و 2/ 429، 430 و 430 - 436 (حوادث سنة 879 هـ‍). وبدائع الزهور 3/ 102، 103. (¬4) انظر عن (إينال الأشقر) في: وجيز الكلام 2/ 861 رقم 1972، والضوء اللامع 2/ 330 رقم 1084، وبدائع الزهور 3/ 103، وتاريخ طرابلس 2/ 52 رقم 127. (¬5) وقال السخاوي: «وقاسى الناس منه في أحكامه شدّة. . مات غير مأسوف عليه فقد كنت أشهد في وجهه المقت، وكان من سيئات الدهر». (الضوء اللامع 2/ 330). وقال ابن إياس: وكان في أواخر عمره ظهر عليه جذام وبرص فاحش جدا. (بدائع الزهور). (¬6) خبر مقدّمية الألوف لم أجده في المصادر. (¬7) خبر نيابة دمياط في: بدائع الزهور 3/ 103. (¬8) في البدائع: «الطرانة». (¬9) خبر خروج السلطان في: بدائع الزهور 3/ 103.

تحول امرأة إلى رجل

النجميّ بحكم انتقاله في الحجوبية الكبرى بدمشق، عوضا عن محمد بن مبارك (¬1). [تحوّل امرأة إلى رجل] [وفيه] (¬2) وقعت نادرة، وهي أنه شوهد إنسان على شفته وشام، وهو من شعار النساء، فأخبر عن نفسه بأنه كان امرأة (وأنه) (¬3) برز له من مكان فرجه الأنوثي ذكر وأنثيين (¬4)، وأنه تزوّج وجامع وأحبل، وصدّقه على ذلك جماعة ممّن يعرفونه (¬5). [فرار ولد حسن الطويل إلى حلب] وفيه وصلت مكاتبة نائب حلب بأنّ محمد أغرلوا ولد حسن الطويل فرّ من أبيه لاتّساع خوفه منه حين بلغه أنه عيّن بعض أمرائه (¬6) لمحاربته، وأنه قصد هذه المملكة مستجيرا بالسلطان، وقصده بأن يبعث حريمه وعياله إلى حلب لإقامتهم بها، ويقيم هو بأطراف المملكة بالقرب من حلب على جرائد الخيل حتى يتحرّر أهله، أنه - أعني نائب حلب - لم يحمل أمر محمد هذا على الصدق وظنّه متحيّلا، فلم يمكّنه من مقصد حتى يعرّف السلطان، بل وعيّن جماعة من جند حلب مع أتابكها إينال الحكيم (¬7). [فقد إينال الحكيم] وفي هذه الخرجة فقد إينال الحكيم مع بعض عساكر حسن ممن جاء / 261 ب / بمحمد أغرلوا هذا. ويقال: بل قاتل مع عساكر أغرلوا هذا، فأعاد السلطان الجواب لنائب حلب بأنه يتنبّه لهذا الأمر، ومهما اقتضته المصلحة يفعله مع عدم غفلته عن حيل بني قرايلك (¬8). [هرب شخص من بني حرام من السجن] وفيه وقع من غريب الحوادث أنّ شخصا من بني حرام يقال له عمر بن معروف كان قد أخذ لفساد نسب إليه وسجن بالديلم، فاتفق أن دخل عليه إنسان من أصحابه للسلام عليه، فأخرجه من السجن بسرعة وقرّبه إلى جهة الباب الحديد، وإذا بجماعة هناك ¬

(¬1) خبر حجوبية حلب في: تاريخ البصروي 68، وبدائع الزهور 3/ 103. (¬2) في المخطوط بياض. (¬3) تكرّرت في المخطوط، وشطب على الأولى. (¬4) الصواب: «وأنثيان». (¬5) خبر تحوّل المرأة انفرد به المؤلّف - رحمه الله -. (¬6) في المخطوط: «امراه». (¬7) خبر فرار ولد حسن لم أجده في المصادر. (¬8) خبر فقد إينال لم أجده في المصادر.

شوال

بالسيوف والأسلحة ينتظرونه فأركبوه فرسا وفرّوا به وخلص بعد أن أراد ذلك الذي وكّل عليه وأخرجه، فقاتل السجّان بخنجر كان معه. وكان قد فرّ من سجن القاعة أيضا إنسان يقال [له] (¬1) محمد بن زامل، ومن المقشّرة أيضا إنسان يقال له ابن صالح. وكانت هذه من النوادر (¬2). [شوال] [سفر الأتابك أزبك إلى الحجاز] (وفي شوال) (¬3) - في ثالثه - خرج الأتابك أزبك مسافرا إلى الحجاز ومعه الخوند ابنة الظاهر جقمق زوجته، وهو في تجمّل زائد، وكان لخروجه يوما مشهودا، وسافر صحبته من مقدّمي الألوف أزبك اليوسفيّ، ومعه أيضا زوجته. وخرج صحبة (¬4) الأتابك أزبك (¬5) شيخنا الأمين الأقصرائيّ ومعه ولده أبو السعود. وبعث السلطان إليه بسبعمائة دينار، وللأتابك بعشرة آلاف، وخرج معهم الكثير من الناس وسبقوا الحاج بعشرين يوما. وكانت هذه سفرة نادرة (¬6). [وصول قاصد محمد بن حسن الطويل] وفيه وصل للقاهرة قاصد محمد بن حسن الطويل برسالة تتضمّن (¬7) التودّد وتعطيف خاطر السلطان عليه، والإذن له بأن يرسل حريمه إلى ملطية، ويكون مشمولا بنظر السلطان، وظهر للسلطان بأنه منابذ لأبيه حقيقة (¬8). [المفاسد في ليلة سيدي الإنبابي] وفيه كان ببولاق من الخلق ما شاء الله (¬9) تعالى أن يكونوا، زعموا أنهم بحضور ليلة سيدي إسماعيل الإنبابي، وللتفرّج على الردك، / 262 أ / ووقع في تلك الليلة من ¬

(¬1) إضافة لا بدّ منها. (¬2) خبر الهرب في: بدائع الزهور 3/ 103. (¬3) عن هامش المخطوط. (¬4) في المخطوط: «صحبته». (¬5) في المخطوط: «الأتابك إينال» وهو سهو. (¬6) خبر سفر الأتابك في: بدائع الزهور 3/ 104، وفيه: لما حجّ الشيخ أمين الدين [الأقصرائي] في المحفّة قال فيه بعض شعراء العصر هذا المعنى: محفّة الشيخ الأقصرائي تنشر جدواه في المشاهد تقول: طوبى لمثل هذا قد حج بالناس وهو قاعد (¬7) في المخطوط: «يتضمّن». (¬8) خبر وصول القاصد لم أجده في المصادر. (¬9) في المخطوط: «ما شاء الله».

نيابة صفد

المفاسد والفسق والفجور ما لا يعبّر عنه برّا وبحرا، وسقطت إشارة بالردك فقتل بها صغير رضيع، وكانت ليلة شنيعة (¬1). [نيابة صفد] وفيه استقرّ السلطان بقريبه أزدمر في نيابة صفد (¬2). [خروج الحاج من القاهرة] وفيه خرج الحاج من القاهرة وأميرهم بالمحمل جانبك الأشقر، وبالأول جانباي الخشن (¬3). وسافر (¬4) الخوند فاطمة زوجة السلطان (في هذه السنة) (¬5) بتجمّل زائد وحرمة وافرة وشهرة طائلة، ونفقت أموالا طائلة. وخرج معها والدها، (وبرسباي المحمودي الخازندار) (¬6) وطائفة كثيرة من النساء، من جملتهنّ أخت السلطان وهي في محفّة، وزوجة السلطان في محفّة، ومعها خمسون حملا من المحاير (¬7)، فيها من أقارب السلطان وسراريه وجواريه وغير ذلك، فيقال إنّ جملة ما صرف على حجّتها هذه نحوا من المائة ألف دينار، ولعلّه مجازفة من قائله (¬8). [شنق امرأة قتلت جنينها] وفيه قبل سفر خوند أمر السلطان بشنق جارية بيضاء، فشنقت على جمّيزة بحدرة ابن قميحة (¬9) من طريق مصر العتيق (¬10)، وكانت هذه الجارية قد حملت، فلما وضعت قتلت الولد خوفا من الفضيحة، وأغرق إنسان من جلبان السلطان أيضا اتّهم بها، وجبّ آخر بسببها ونفي (¬11). وكانت هذه من النوادر. ¬

(¬1) خبر المفاسد لم أجده في المصادر. (¬2) خبر نيابة صفد في: بدائع الزهور 3/ 104، ولم يذكره طه ثلجي الطراونة في كتابه: مملكة صفد. انظر الصفحة 299 منه. (¬3) في البدائع: جاني باي الخشن الإينالي، تاجر المماليك. (¬4) الصواب: «وسافرت». (¬5) ما بين القوسين مكرّر في المخطوط. (¬6) ما بين القوسين مكرّر في المخطوط. (¬7) في البدائع: «المحاير المخمل اللون». (¬8) خبر خروج الحاج في: بدائع الزهور 3/ 104 وفيه تفصيل أكثر. (¬9) في المخطوط: «قمحة» والتصحيح من البدائع. (¬10) الصواب: «مصر العتيقة». (¬11) خبر شنق المرأة في: بدائع الزهور 3/ 104، 105 وفيه: فلما علم السلطان بذلك شنق الجارية وأغرق المملوك، وقيل: بل أخصاه ونفاه إلى الشام. وليس فيه أنه جبّ آخر بسببها ونفي. وكأنّ هذا شخص ثالث.

فساد بني حرام وبني وائل

[فساد بني حرام وبني وائل] وفيه كثر فساد بني حرام وبني وائل عربان الشرقيّة، فعيّن السلطان يشبك [من] (¬1) مهدي إلى السرحة بالخروج لردعهم وعاد وقد حصل به بعض نفع (¬2). [ذو القعدة] [إسلام صبيّ نصرانيّ] وفي ذي قعدة عقد مجلس من الصالحية حكم فيه الحنفيّ بإسلام صبيّ نصرانيّ، وجعل كفالته إلى بقية التقيّ الزجاجي (¬3) أحد نواب الحكم فرّباه عنده، وأقرأه القرآن وشيئا في الفقه بعد ذلك (¬4). [مهاجمة عرب عزالة سجن الجيزية] وفيه رفع خشقدم الطواشي الوزير إلى السلطان بأنّ عرب عزالة (¬5) هجموا إقليم الجيزية (¬6) وعاثوا به، وأخذوا عدّة من خيول المماليك السلطانية، وأطلقوا من بسجن الجيزية، / 262 ب / فاستشاط السلطان من ذلك وعيّن عدّة من الأمراء وخرجوا ثم عادوا بعد ذلك (¬7) وقد وقع بينهم لحادثة قتل فيها إنسان من الجند السلطاني، ثم آل الأمر إلى عمل المصلحة وتحليف العربان، وأخذ دية المقتول منه. وكان هؤلاء العرب ممّن ينتمون إلى يشبك الدوادار، وخشقدم منهم في غاية القهر (¬8). [إطلاق قاضي القدس] وفيه أطلق السلطان قاضي القدس والشهود وممّن معهم بعد أن نالهم ما لا يعبّر عنه (¬9). [وفاة بيبرس الطويل] [2974]- وفيه مات بيبرس الطويل (¬10) الأشقر من ططخ، أحد المقدّمين بدمشق. وكان ذا أدب وحشمة، وعنده فروسية وإقدام وجرأة، رأسا في أنواع الفروسية، عارفا بفنونها. ¬

(¬1) إضافة للتوضيح. (¬2) خبر فساد بني حرام في: بدائع الزهور 3/ 105. (¬3) هكذا في المخطوط. (¬4) خبر إسلام الصبي انفرد به المؤلّف - رحمه الله -. (¬5) في المخطوط: «غزالة»، والتحرير من البدائع. (¬6) في البدائع: «الجيزة». (¬7) حتى هنا في بدائع الزهور 3/ 105. (¬8) هذه المعلومة لم يذكرها ابن إياس في البدائع. (¬9) خبر إطلاق القاضي في: الأنس الجليل 2/ 435، 436. (¬10) انظر عن (بيبرس الطويل) في: بدائع الزهور 3/ 104، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع.

نفي ثلاثة جلبان

[نفي ثلاثة جلبان] وفيه نفى السلطان ثلاثة من جلبانه إلى جهة البلاد الشمالية (¬1). [ذو الحجة] [دخول الجند السلطاني بلاد الشرقية والغربية] وفي ذي حجّة لما كثر أذى العربان المفسدين بالشرقية والغربية عيّن السلطان إليهم يشبك الدوادار (لرد) (¬2) عهم، فخرج في عدّة من مقدّمين (¬3) الألوف وغيرهم من الأمراء وجماعة من الجند السلطاني، (وجالوا تلك البلاد) (¬4) وردعوا بها أهل الفساد والعناد، وقبضوا على جماعة ووسّطوا جماعة، واستولوا على الكثير من الخيول جدا في وقعات، وهي تبعث إلى الظاهرة حتى تحصّل منها عدّة مستكثرة جدا (¬5). [وفاة الملك الظاهر تمربغا] [2975]- وفيه مات السلطان الملك الظاهر، أبو سعيد، تمربغا الظاهري (¬6)، الرومي، الحنفيّ. وقد جاوز الستين سنة. وكان ملكا لائقا فقيها، فاضلا، يستحضر الكثير من المسائل الفقهية، مع مشاركة في أشياء كالتاريخ والأدبيات بذكاء (¬7) وحذق، وعقل تامّ، وجودة رأي وتدبير، وسياسة، وفصاحة بلغتي الترك والعرب، ومحبّة لأهل العلم، ومعرفة بكثير من صناعة اليد كالقوس والسهم، وغير ذلك وشجاعة وفروسية، وبراعة في رمي النشاب، ومعرفة بفنون الفروسية والبرجاس، وكرم مفرط وسخاء. وكان قد جلب إلى القاهرة في سنة سبع وعشرين، / 263 أ / وتنقّلت به الأحوال في سلطنة أستاذه الظاهر جقمق فما بعدها من الخاّصكية، والسلحدارية، إلى الخازندارية، ثم أمير عشرة، ثم ولي الدوادارية الثانية، ونالته السعادة فيها، ثم الدوادارية (¬8) الكبرى في ¬

(¬1) خبر نفي الجلبان لم أجده في المصادر. (¬2) ما بين القوسين كتب فوق السطر. (¬3) الصواب: «من مقدّمي». (¬4) ما بين القوسين تكرّر في المخطوط. (¬5) خبر دخول الجند لم أجده في المصادر. (¬6) انظر عن (تمربغا الظاهري) في: وجيز الكلام 2/ 860، 861 رقم 1970، والضوء اللامع 3/ 40، 41 رقم 167، وبدائع الزهور 3/ 105، وشذرات الذهب 7/ 326. (¬7) في المخطوط: «بزكاء». (بالزاي). (¬8) في المخطوط: «الدوارية».

توسيط ثمانية أنفار مفسدين

دولة المنصور، ثم سجن، ثم أخرج، وجرت عليه أمور، ثم قرّر في مقدّمي الألوف بمصر، ثم ولي الرأس نوبة الكبرى، ثم إمرة مجلس، ثم الأتابكية، ثم السلطنة. وكان يعاب بأشياء تنسب (¬1) إليه، ستر الله علينا وعليه. [توسيط ثمانية أنفار مفسدين] وفيه وسّط بالخانقاه السرياقوسيّة ثمانية أنفار من بني جعفر المفسدين، وصلبوا على جذوع النخل أياما (¬2). [توسيط كاشف البحيرة] وفيه أمر السلطان بتوسيط خشقدم الزيني، كاشف البحيرة، هو وإنسان من الكتّاب المباشرين يقال له ابن (¬3) الطواب، فيقال لمال بقي عليهما لم يوفيا به (¬4). [ضرب فلوس جديدة] وفيه ضربت فلوسا جددا (¬5) باسم السلطان، ونودي عليها بأن يتعامل بها عددا، كل أربعة أفلس (¬6) بدرهم، ونودي على الفلوس العتق كل رطل بأربعة وعشرين، نقد ستا وثلاثين (¬7)، فخسر (الناس) (¬8) فيها الثلث (¬9). [قدوم مبشّر الحاج] وفيه قدم مبشّر الحاج إنسان من خاصكية السلطان يقال [له] (¬10) جان بلاط الغوري (¬11)، وأخبر بالأمن والسلامة، وما حصل للأتابك وللخوند زوجة السلطان من الحرمة الوافرة هناك. * * * ¬

(¬1) في المخطوط «ينسب إليه». (¬2) خبر توسيط الثمانية لم أجده في المصادر. (¬3) في المخطوط: «بن». (¬4) خبر توسيط الكاشف في: بدائع الزهور 3/ 105. (¬5) الصواب: ضربت فلوس جدد. (¬6) في البدائع: «كل أربعة أفلاس». (¬7) هكذا في المخطوط، وهي مبهمة. وفي البدائع: «وفيه ضرب السلطان فلوسا جددا، ثم نودي عليها كل رطل بست وثلاثين». (¬8) تكرّرت في المخطوط، وشطب على الأولى. (¬9) خبر ضرب الفلوس في: بدائع الزهور 3/ 105، 106. (¬10) سقطت من المخطوط. (¬11) حتى هنا في بدائع الزهور 3/ 106.

وفاة أبي السعود الأقصرائي

[وفاة أبي السعود الأقصرائي] [2976]- وفيها - أعني هذه السنة - مات أبو (¬1) السعود، محمد ابن (¬2) شيخنا الأمين الأقصرائي (¬3). أظن في ذي حجّة. وكان عالما، فاضلا (¬4). حسن السمت. سمع على أبيه، وغيره. وولي مشيخة الأشرفية برغبة (¬5) أبيه له عنها، وكان قد حسّن لوالده الخروج إلى مكة لغرض ما ناله، فبغته الأجل وهو عائد بطريقه. ثم مات والده في محرّم من الآتية كما سنذكره. [وفاة قائد طرابلس المغرب] [2977]- وفيها أيضا مات قائد طرابلس المغرب بركات بن أبي النصر بن جاء الخير (¬6) مقتولا بيد نفسه لضيق حظيرته وتخوّفه من السلطان عثمان صاحب تونس. وكان شابا / 263 ب / حسنا، لا بأس به بالنسبة إلى أبيه وأخيه. [وفاة ألطنبغا المحير] [2978]- وفيها مات ألطنبغا المحير (¬7) من يشبك المؤيّدي، أحد العشرات، والأستاذ في تعليم الرمح. وكان ماهرا فيه، (رأسا في معرفة) (¬8) فنونه، خيّرا، ديّنا، مشكورا. ¬

(¬1) في المخطوط: «أبوا». (¬2) في المخطوط: «بن». (¬3) انظر عن (الأقصرائي) في: وجيز الكلام 2/ 859 رقم 1966، والضوء اللامع 10/ 75 و 11/ 114، 115 رقم 357، وبدائع الزهور 3/ 106، وشذرات الذهب 7/ 328 وفيه اسمه: «أمين الدين يحيى بن محمد» وهو غلط، وحسن المحاضرة. والصواب: «بدر الدين محمد بن يحيى بن محمد بن إبراهيم الأقصرائي» وهو مشهور بكنيته «أبو السعود». وانظر: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (المستدرك على القسم الثاني) ص 304 رقم 275 أما «يحيى بن محمد، الأمين» فهو والده، وستأتي ترجمته في السنة التالية 880 هـ‍. (¬4) في المخطوط: «فاطلا». (¬5) في المخطوط: «برغة». (¬6) لم أجد لابن جاء الخير ترجمة في المصادر. (¬7) لم أجد لألطنبغا المحير ترجمة في المصادر. (¬8) ما بين القوسين تكرّر مرتين في المخطوط وشطب على الأولى.

وفاة ملك التكرور

[وفاة ملك التكرور] [2979]- وفيها ملك التكرور (¬1)، وابن (¬2) ملكهم دله بن. . . ل بن بيري (¬3). وقد ذكرناه في أبيه. [وفاة الشمس البرصاوي] [2980]- وفيها الشمس البرصاوي (¬4)، محمد بن إبراهيم بن محمد الدمشقي، الحنبليّ (¬5). وكان عالما، فاضلا، ماهرا. (ومولده) (¬6) سنة 781. [وفاة كاتب السرّ بطرابلس] [2981]- ومات السيد الشريف (جربات) (¬7) البلديّ، كاتب سرّ طرابلس، التقيّ أبو بكر (¬8) بن أحمد (¬9) بن الحسن بن الحسين الحسيني، الشافعيّ. وكان من بيت شرف ورياسة ببلده طرابلس، مع أدب وحشمة وعقل تامّ، وحسن هيئة وشكالة (¬10). ¬

(¬1) لم أجد لملك التكرور ترجمة في المصادر. (¬2) في المخطوط: «وبن». (¬3) في المخطوط: الأسماء مهملة كلها، والتحرير مما تقدّم في ترجمة أبيه «. . . ل بن بيري ال‍. . . يمي». (¬4) الكلمة مطموسة في الأصل، فهي بين: البرصاوي والرهاوي، وأثبتنا الأرجح. (¬5) لم يذكر في المصادر المختصة بتراجم الحنابلة، وهو ممّن يستدرك في تراجمهم. (¬6) كتبت فوق السطر. (¬7) هكذا في المخطوط. والأرجح أنها كلمة مقحمة على الأصل. (¬8) انظر عن (التقيّ أبي بكر) في: بدائع الزهور 3/ 106. (¬9) تقدّمت ترجمة أبيه «أحمد بن الحسن» في وفيات سنة 876 هـ‍. (¬10) وقال ابن إياس: «وكان لا بأس به».

سنة ثمانين وثمانماية

سنة ثمانين وثمانماية [محرم] [مشيخة تربة الأشرف برسباي] في محرّم، يوم مستهلّه، قرّر العلاّمة، البدر بن الغرس في مشيخة تربة الأشرف برسباي، عوضا عن شيخنا العلاّمة الكافيجي (¬1). [توسيط ابن أبي الشوارب] [2982]- وفيه وسّط عمر بن أبي الشوارب (¬2) شيخ قليوب، بعد أن ضرب بالمقارع بين يدي السلطان، وأمر بأن يركب جملا، وينادى عليه كما هو إلى قليوب، ثم يوسّط بها. [كائنة العلم سليمان] وفيه كائنة العلم سليمان، أحد أئمّة العشر والشهود العدول بباب سعاده، اطلع على عدّة جواري سود عنده بأخذ من يستخصّهنّ عنده ويبيعهنّ بأبخس الأثمان للسّفّارة ومن يتوجّه بهذه إلى البلاد الشمالية وغيرها، فأهين بالضرب والسجن، وستر الله عليه بأن مات بعد يومين من ضربه وسجنه (¬3). [القبض على سارقين] وفيه قبض على اثنين من السّرّاق بسوق الباسطية، فوجد أحدهما من تجّارتها، والآخر من تجار (سوق) (¬4) جامع ابن طولون، ووجد معهما أشياء كثيرة قد سرقاها، فعرضا على السلطان، فأمر بنفيهما (¬5). ¬

(¬1) خبر المشيخة في: بدائع الزهور 3/ 106. (¬2) انظر عن (ابن أبي الشوارب) في: بدائع الزهور 3/ 106. (¬3) كائنة العلم سليمان لم أجدها في المصادر. (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) خبر السارقين لم تذكره المصادر.

محاربة يشبك الدوادار لعربان محارب

[محاربة يشبك الدوادار لعربان محارب] وفيه وقعت / 264 أ / محاربة بين يشبك الدوادار ومن خرج معه، وبين عربان محارب بالبحيرة، وقتل (فيها) (¬1) جمعا (¬2) من العرب، وقتل ثلاثة أنفار [من] (¬3) مماليك الأمراء لا غير، ووسّط أربعة عشر نفرا كان بعث بهم يشبك من المفسدين، وقطعت إصبع إنسان من القوّاسة ولسان آخر من العرب وسملت عينه (¬4). [الخلعة على الأتابك أزبك] وفيه في سابع عشره كان وصول الأتابك أزبك من ططخ وصعد إلى القلعة، وخلع عليه السلطان وعلى من كان معه، وكان له يوما مشهودا (¬5). [وصول الآقصرائي ووفاته] [2983]- ووصل شيخنا الأمين الأقصرائيّ (¬6)، وهو في غاية التشويش على ولده، وحصل عنده من أسفه عليه ما يشبه الذهول، ثم لم يلبث تسعة أيام حتى مات في سابع عشرينه بزحير اعتراه، فانقطع أربعة أيام. وكان إماما، عالما، فاضلا، بارعا، كاملا، علاّمة، خيّرا، ديّنا، من أجلّ علماء الدين ومشايخ المسلمين، قائما في الحق، قائلا به، نافعا للناس مع عفّة ونزاهة وأمانة وديانة وأبّهة ووجاهة، عارفا بأمور دنياه أيضا، وبمصطلح الناس. ولي عدّة وظائف جليلة، كالصرغتمشية، والأشرفية، والأيتمشية، والجانبكية، وتدريس التفسير، والطحاوي بالمؤيّدية، وغير ذلك من الوظائف، وطلب للقضاء غير ما مرة وهو يمتنع من ذلك. وسمع على جماعة، منهم: الشرف بن الطويل، وابن الجزريّ. ¬

(¬1) عن هامش المخطوط. (¬2) الصواب: «جمع». (¬3) إضافة يقتضيها السياق. (¬4) خبر محاربة يشبك لم أجده في المصادر. (¬5) خبر الخلعة في: بدائع الزهور 3/ 106. (¬6) انظر عن (الأقصرائي) في: عنوان العنوان، رقم 849، ووجيز الكلام 2/ 862 و 867 رقم 1984، والضوء اللامع 10/ 240 - 243 رقم 1008، والمنجم في المعجم 238، 239 رقم 191، وحسن المحاضرة 1/ 478، ونظم العقيان 177، 178 رقم 196، وحوادث الزمان 1/ 208 رقم 275، وبدائع الزهور 3/ 106 و 107، وشذرات الذهب 7/ 328 (في وفيات سنة 879 هـ‍)، وهدية العارفين 2/ 529، والأعلام 8/ 168.

المطر الموحل

ومولده (سنة) (¬1) سبع وتسعين (¬2) وسبعماية. [المطر الموحل] وفيه - في أول بؤونة (¬3) - أمطرت السماء مطرا غزيرا أوحلت (¬4) منه الأرض (¬5). [توسيط قاتل غلام وزوجته] وفيه قتل إنسان من جلبان السلطان غلاما له وزوجة الغلام، فأمر السلطان بتوسيطه على باب إسطبله (¬6). [وصول الحاج] وفيه وصل الحاج والخوند زوجة السلطان، وتأخّروا عن العادة بأربعة [أيام] (¬7) لأجل مبشّر (¬8) خوند. وحصل على الحاج عطش في العود مات منه عدّة جمال، بل ومن الناس أيضا (¬9). [صفر] [القصاص من جندي ارتكب الفاحشة] وفي صفر وقعت حادثة شنيعة، / 264 ب / وهي أنّ إنسانا من الجند كان يهوى زوجته وهي تبغضه، اتفق له أن طلّقها، فأقبل (¬10) عليه الأطفال من أهل جارية بقولهم: «ما نحبّك»، يكرّرون ذلك عليه، فأخذه الحنق منهم، وقبض على واحد منهم، كأنه كبيرهم، فيما هم فيه، فأدخله إلى إسطبله وفعل به الفاحشة ثم أدخل نصاب الدبّوس في دبره، فثار أهل الطفل ورفعوا أمره للسلطان، فطلبه وضربه ضربا مبرحا، ثم نفاه إلى طرسوس (¬11). ¬

(¬1) كتبت تحت السطر. (¬2) في نظم العقيان، والمنجم في المعجم، مولده في سنة 795 هـ‍، وفي حسن المحاضرة مولده سنة نيّف وتسعين، وفي هدية العارفين: سنة 790 هـ‍. (¬3) بؤونة: هو الشهر العاشر في السنة القبطية. (¬4) في المخطوط: «أوجلت». (¬5) خبر المطر لم تذكره المصادر. (¬6) خبر توسيط القاتل لم تذكره المصادر. (¬7) سقطت من المخطوط. (¬8) في المخطوط: «مشر». (¬9) خبر وصول الحاج في: بدائع الزهور 3/ 106 وفيه زيارة. (¬10) الكلمة مشوّشة في المخطوط. (¬11) خبر القصاص انفرد به المؤلّف - رحمه الله -.

إشاعة قصد حسن الطويل البلاد

[إشاعة قصد حسن الطويل البلاد] وفيه قويت الإشاعة بقصد حسن الطويل هذه المملكة. وبعث نائب حلب بقاصده ليستحثّ في خروج (¬1) لحفظ حلب (¬2). [نظر الجوالي] وفيه قرّر جانم الشريفي قريب السلطان في نظر الجوالي، وبها عرف (¬3). [توسيط عدّة من عرب عزالة] وفيه وسّط عدّة من عرب عزالة، وقطعت أيدي عدّة منهم (¬4). [وفاة قانباي الساقي] [2984]- وفيه مات قانباي الساقي (¬5)، الطويل، الظاهريّ، أحد الطبلخاناة، والحاجب الثاني. وكان إنسانا، حشما، أدوبا، شجاعا، شكورا. [ضيافة الأتابك أزبك للسلطان] وفيه نزل السلطان، ومعه الأتابك أزبك إلى جهة طرا لضيافة هيّأها له الأتابك هنا، وكانت حافلة. وبات السلطان هناك، وعاد من غده (¬6). [وفاة النجم القرمي] [2985]- وفيه مات شيخنا النجم القرميّ (¬7)، إسحاق بن إسماعيل بن إبراهيم بن شعيب بن محمد (¬8) بن إدريس الإمامي، التركي، الحلبي، القاهري، الحنفيّ. ¬

(¬1) كتب في المخطوط قبلها: «على خروج» وشطب عليها. (¬2) خبر الإشاعة باختصار في: تاريخ البصروي 71. (¬3) خبر نظر الجوالي في: بدائع الزهور 3/ 107، ووجيز الكلام 2/ 862 وفيه: «جانم الصغير ابن أخت السلطان عوض حفيد الزيني عبد الباسط». (¬4) خبر توسيط العربان لم أجده في المصادر. (¬5) انظر عن (قانباي الساقي) في: بدائع الزهور 3/ 107. (¬6) خبر ضيافة الأتابك في: بدائع الزهور 3/ 107. (¬7) انظر عن (النجم القرمي) في: وجيز الكلام 2/ 868 رقم 1986، والضوء اللامع 2/ 276 رقم 871، وبدائع الزهور 3/ 107، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (المستدرك) 115 رقم 70. (¬8) اسمه في الضوء: «إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل، وقيل في أبيه سعد بن إبراهيم، النجم الإمامي، لكونه فيما قيل ينسب لأبي منصور الماتريدي القرمي».

وفاة الوالي تمر الظاهري

وكان عالما، فاضلا، بارعا، كاملا، كثير المروءة، كثير البشر والبشاشة، كريم النفس. رأى الناس ولقي الأكابر، وسمع على جماعة، وولي قضاء العسكر، ومشيخة القانبائية، وغير ذلك. ومولده قبل التسعين وسبع ماية. [وفاة الوالي تمر الظاهري] [2986]- ومات الوالي تمر (¬1) من محمود شاه الظاهريّ، حاجب الحجّاب. وله زيادة على ستين [سنة] (¬2). وكان حشما، أدوبا، عارفا، شجاعا، مقداما، مهابا، سمحا بالسماط، وكان يضرب بسماطه المثل في هذه الأزمنة، وهذه الدولة. وكان لما ولي ولاية الشرطة سلّطه الله تعالى / 265 أ / على العبيد حيث زاد طغياتهم وسيرهم، فأفنى منهم خلقا، وأحصي من قتله في أيام ولايته بأمره، فكانوا زيادة على السبعة آلاف نسمة فيما قيل (¬3). [تغيّظ السلطان على الوزير خشقدم] وفيه تغيّظ السلطان على الوزير خشقدم الطواشي لشكوى بعض فيه، وهدّده بالتوسيط في الملأ العام (¬4). [وفاة دولات باي حلاوة] [2987]- وفيه مات دولات (¬5) باي حلاوة (¬6) المحمودي، الأشرفيّ، أحد العشرات، فجأة بالحوش السلطاني تحت الكرمة. وكان مشكورا (¬7). ومن نادر ما بلغني عنه أنه كان يسرّ لبعض أصحابه بأنه يلي الأمر لأنه ما يموت إلاّ ¬

(¬1) انظر عن (الوالي تمر) في: الضوء اللامع 3/ 42 رقم 171، وبدائع الزهور 3/ 107، ووجيز الكلام 2/ 869 رقم 1990. (¬2) إضافة للتوضيح. (¬3) وقال ابن إياس: فلما مات قال جماعة من أهل الصحراء إنهم سمعوه يعوي في قبره كما تعوي الكلاب. نعوذ بالله من ذلك! (¬4) خبر تغيظ السلطان لم تذكره المصادر. (¬5) في المخطوط: «دولا باي». (¬6) انظر عن (دولات باي حلاوة) في: الضوء اللامع 3/ 219 رقم 824، وبدائع الزهور 3/ 107، 108. (¬7) وقال السخاوي: صلّى عليه السلطان غير مأسوف عليه، فقد ذكرت له قبائح ومساوي. وقال ابن إياس: وكان ديّنا، خيّرا، لا بأس به.

توسيط العربان المفسدين

بالقلعة، فكان موته بالقلعة، وما علمت من أين له هذا. [توسيط العربان المفسدين] وفيه وسّط عدّة من العربان المفسدين، وقطع أيدي آخرين وأرجل وآخرين، وسملت (¬1) أعينهم (¬2). [ربيع الأول] [الكلام على وظائف الأقصرائي] وفي ربيع الأول (¬3) حين صعد القضاة القلعة لأجل تهنئة السلطان وقع كلام كثير بسبب وظائف شيخنا الأمين الأقصرائيّ، وكان من جملة كلام السلطان: «أنا ما أعطي الوظائف إلا بالاستحقاق وعلى المهل ولو عشرين سنة»، ثم انفضّ المجلس لا على طائل (¬4). [مشيخة التربة الأشرفية] وفيه خلع على البدريّ الغرس بمشيخة التربة الأشرفية، وكان قد عيّن (¬5)، لها قبل ذلك كما تقدّم (¬6). [نظر الخاص] وفيه أيضا خلع على التاج ابن المقسي بالإعادة إلى نظر الخاص بعد استعفاء الزين بن مزهر منها عن ولده، وكانت عيّنت للبدر بن كويز، وفصّلت خلعته، ثم ما تمّ أمره (¬7). [حجوبية الحجّاب] وفيه خلع على أزدمر الإبراهيمي الطويل، باستقراره في حجوبية الحجّاب، عوضا عن تمر (¬8). [وصول صاحب فاس إلى القاهرة للحج] وفيه وصل إلى القاهرة من بلاد المغرب السيد الشريف محمد بن عمران صاحب ¬

(¬1) في المخطوط: «وشملت». (¬2) خبر توسيط العربان لم تذكره المصادر. (¬3) في المخطوط: «ربيع الآخر» وهو خطأ. (¬4) خبر الكلام على الوظائف لم أجده في المصادر. (¬5) في المخطوط: «وكان قد عن». (¬6) خبر مشيخة التربة لم أجده في المصادر. (¬7) خبر نظر الخاص في: بدائع الزهور 3/ 108. (¬8) خبر الحجوبية في: بائع الزهور 3/ 108.

الحجوبية الثانية

فاس، وكان قد أخرج منها، وقدم تونس فأقام بها، ثم قدم مصر قاصدا الحج في هذه السنة، فأكرمه (¬1) السلطان وأنزله، وبعث إليه بثمانماية دينار فحجّ وعاد إلى تونس، وبها مات بعد سنة (إحدى وثمانين (¬2)) (¬3). [الحجوبية الثانية] [2988]- / 265 ب / وفيه قرّر في الحجوبية الثانية سيباي الظاهريّ أمير اخور (¬4). [تقرير خازندار] وقرّر أزدمر المسرطن الظاهري في الخازندار، عوضا عن أزبك اليوسفيّ (¬5). [تقدمة ألف] واستقرّ أزبك في جملة مقدّمي الألوف (¬6). [الديك العجيب] وفيه رأيت ديكا كبير الجثّة له رأس واحد، فيه أربعة أعين، وعرفين (¬7)، وله أربع (¬8) أجنحة، وأربع (¬9) قوائم، وعرف كبير زائد على العرفين ثابت (¬10) في قفاه (¬11) نادر، سبحان الخالق الحكيم (¬12). [وفاة يشبك حبس] [2989]- وفيه مات يشبك جبس (¬13)، من آقبردي الأشرفيّ، أحد العشرات. وكان خيّرا، ديّنا، عارفا بالفروسية والملاعيب. [ربيع الآخر] [مشيخة المدرسة الأشرفية] وفي ربيع الآخر [خلع السلطان (¬14) على الشيخ برهان الدين بن الكركي ¬

(¬1) في المخطوط: «فاكره». (¬2) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬3) خبر صاحب فاس لم تذكره المصادر. (¬4) خبر الحجوبية الثانية في: بدائع الزهور 3/ 108. (¬5) خبر الخازندار في: بدائع الزهور 3/ 108. (¬6) خبر تقدمة ألف في: بدائع الزهور 3/ 108. (¬7) الصواب: «وعرفان». (¬8) الصواب: «وله أربعة أجنحة». (¬9) الصواب: «وأربعة قوائم». (¬10) في المخطوط: «ناتب». (¬11) في المخطوط: «قضاه». (¬12) خبر الديك انفرد به المؤلّف - رحمه الله -. (¬13) انظر عن (يشبك جبس) في: بدائع الزهور 3/ 108، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬14) في المخطوط: «خلع على السلطان».

عزم السلطان السفر إلى بلاد الشام

الإمام] (¬1)، واستقرّ في مشيخة المدرسة الأشرفية، عوضا عن أبي السعود (¬2) الآقصرائيّ، ونزل إليها في موكب حافل ومعه القضاة والأعيان (¬3). [عزم السلطان السفر إلى بلاد الشام] (وفيه نزل السلطان إلى الإسطبل وعرض به أشياء، وأمر بأن يجهّز، فإنه يسافر، ثم أشيع بأن السلطان عزم على السفر إلى البلاد الشمالية، واهتمّ عسكره لذلك (¬4). [نزول السلطان إلى عدّة أماكن] وفيه ركب السلطان (¬5) ونزل إلى الميدان بقرب الناصرية وقناطر السباع، وعرض به خيولا، وأمر بأن يهيّأ للسفر، ثم توجّه إلى بولاق، ونزل بدار الشرف الأنصاريّ، فأضافه، ثم أنزل بالغراب الذي أنشأه الشرف هناك (إلى البحر، فأعجب السلطان، ثم ركب قاصد (¬6) الأزبكية وكان الأتابك قد ابتدأ بعمايره هناك) (¬7). فرأى ما يبدأ به من العمائر. وتلطّف الأتابك في نزوله عنده، فامتنع من ذلك، وسار إلى قلعته فأعقبه تقدمة من عند الأتابك فيها طوالتين (¬8) من خيار الخيل، فقبل (منها) (¬9) فرسا واحدا، وردّ الباقي (¬10). [كسر النيل] وفيه، في ثاني عشر مسرى، كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل الأتابك أزبك لذلك على العادة (¬11). [نجدة نائب حلب لولد حسن الطويل] وفيه وصل الخبر من حلب بأنّ محمد أغرلوا (¬12) بن حسن الطويل بعث إلى نائب ¬

(¬1) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوط، استدركناه من بدائع الزهور. (¬2) في المخطوط: «عن أبي المسعودي». (¬3) خبر المشيخة في: بدائع الزهور 3/ 108. (¬4) خبر عزم السلطان في: بدائع الزهور 3/ 108. (¬5) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬6) الصواب: «ثم ركب قاصدا». (¬7) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬8) الصواب: «فيها طوالتان». (¬9) كتبت فوق السطر. (¬10) خبر نزول السلطان باختصار واختلاف يسير في: بدائع الزهور 3/ 108. (¬11) خبر النيل في بدائع الزهور 3/ 108. (¬12) في المخطوط: «اعزلوا».

وفاة العضد السيرامي

حلب يستنجده على أبيه، وقد جهّز له أباه جيش وافر (¬1) من عساكره، وأن نائب حلب جهّز إليه أتابك حلب إينال الحكيم، وجانم الجدّاويّ نائب البيرة، ودولات باي المحجوب. وأرجف بهجوم الحسنيّين وآخرين، فالتقوا بعسكر حسن. وآل الأمر إلى فرار محمد أغرلوا (¬2) إلى حلب في خمسة أنفار وهو مجروح / 266 أ / عدّة جراحات، وفقد إينال الحكيم، وأسردولات باي المحوجب، وأرجف بهجوم الحسنيّين على حلب، فقلق السلطان لهذا الخبر، وعيّن تجريدة عليها الأتابك (أزبك) (¬3) ومعه من المقدّمين يشبك الدوادار، وتمراز رأس نوبة النوب، وأزدمر حاجب الحجّاب، وبرسباي قرا، وخيربك من حديد، ووردبش، وعيّن عدّة من الطبلخاناة والعشرات، وأمرهم بسرعة التجهّز، وكثر الاضطراب وحركة العسكر للسفر، وشوّ شوا على الناس في أخذ خيولهم وبغالهم، وبهدلوا جماعة من الأعيان بسبب البغال. وبينا هم في أثناء ذلك إذ ورد الخبر من ابن الصوّا بأنّ عسكر حسن عاد من حيث جاء به. وما كان الغرض إلاّ دفع محمد أغرلوا (¬4). فخمدت الحركة بالقاهرة (¬5). [وفاة العضد السيرامي] [2990]-، [وفيه] (¬6) (مات العضد السيرامي (¬7)، شيخ البرقوقية، عبد الرحمن بن يحيى بن سيف بن محمد بن عيسى الحنفيّ (¬8). وكان أصيلا، نبيلا، رئيسا، عالما، فاضلا، بارعا، وجيها، ذا أدب وحشمة، وإفضال، ومروءة، وبشر. سمع على جاعة (¬9)) (¬10). ¬

(¬1) الصواب: «جهّز له أبوه جيشا وافرا». (¬2) في المخطوط: «اعزلوا». (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) في المخطوط: «اعزلوا». (¬5) خبر النجدة في: بدائع الزهور 3/ 108، 109، وهو باختصار شديد في: تاريخ البصروي 72. (¬6) في المخطوط بياض. (¬7) انظر عن (العضد السيرامي) في: وجيز الكلام 2/ 868 رقم 1985، والضوء اللامع 4/ 158، 159 رقم 413 وفيه «الصيرامي»، ونظم العقيان 127 رقم 108، والمنجم في المعجم 143 رقم 77، وبدائع الزهور 3/ 109، وإيضاح المكنون 1/ 141 وفيه: «عبد الرحمن محمد بن يوسف»، ومثله في هدية العارفين 1/ 533، ومعجم المؤلفين 5/ 199، والصواب «. . . سيف. .»، ولم يذكر كحّالة من المصادر سوى المصدرين الأخيرين: إيضاح المكنون، وهدية العارفين. (¬8) وقال السخاوي: وقد يختصر اسمه فيقال: سيف الصيرامي. (¬9) الترجمة بكاملها بين القوسين كتبت على هامش المخطوط. (¬10) ومولده في ثامن شوال سنة ثلاث عشرة وثمانمائة.

مشيخة البرقوقية

[مشيخة البرقوقية] وفيه خلع على الشمس الأمشاطي قاضي الحنفية بمشيخة البرقوقية (¬1)، ونزل في مشهد حافل. وكان (الظّن) (¬2) أن يتوجّه إليه، فلما وصل إلى الصالحية نزل بها، وذكر أنه إن فعل ذلك خوفا على خاطر عيال الشيخ عضد الدين. ثم ركب بعد العصر من الصالحية، وحضر البرقوقية، وتأخّر في جلوسه عن مكان جلوس العضد. وذكر أنه أراد بذلك التأدّب. [الأمير اخورية الثالثة] وفيه استقرّ أزبك فستق الظاهريّ في الأمير اخورية الثالثة، عوضا عن سيباي المنتقل إلى الحجوبية الثانية (¬3). [نظارة جيش دمشق] وفيه أعيد ولد البرهان (¬4) النابلسيّ إلى نظارة جيش دمشق، وصرف السيد موفّق أحمد الحمويّ (¬5). [وصول قاصد حسن الطويل] وفيه وصل قاصد من عند حسن الطويل بمكاتبة فيها إظهار التودّد الزائد، فأعيد مكرما بجواب من جنس ما جاء به (¬6). [وفاة الجمال بن الباعوني] [2991]- وفيه، أو في الذي بعده (¬7) مات الجمال بن الباعونيّ (¬8)، قاضي دمشق، ¬

(¬1) حتى هنا في بدائع الزهور 3/ 109، وقال السخاوي: استقرّ في مشيخة البرقوقية قاضي الحنفية بعد شيخها ابن الصيرامي. وما نهض أحد لتحويل السلطان عنه لصهره، لعلمه بالأحوال. (وجيز الكلام 2/ 862). (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) خبر الأمير اخورية الثالثة في بدائع الزهور 3/ 109. (¬4) هو محمد بن إبراهيم النابلسي. (تاريخ البصروي 71). (¬5) خبر نظارة الجيش في: تاريخ البصروي 72، وبدائع الزهور 3/ 109. (¬6) خبر وصول القاصد لم تذكره المصادر. (¬7) في المخطوط: «بعد ما». (¬8) انظر عن (الجمال بن الباعوني) في: وجيز الكلام 2/ 864، 865 رقم 1974، والضوء اللامع 10/ 298 - 299 رقم 1162، وعنوان العنوان، رقم 855، وتاريخ البصروي 72 و 73، وحوادث الزمان 1/ 208، 209 رقم 277، وبدائع الزهور 3/ 109، وقضاة دمشق 173، وشذرات الذهب 7/ 330، 331، وتاريخ طرابلس 2/ 624، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 5/ 53 - 55 رقم 1350.

جمادى الأول

يوسف بن أحمد بن ناصر الدين خليفة المقدسيّ الأصل، الدمشقي، الصالحي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، فصيحا، مفوّها، أدوبا، حشما، وجيها (¬1)، نزها، عفيفا، ذا خير وديانة. ولي عدّة وظائف جليلة بعدّة بلاد / 266 ب / ثم القضاء الأكبر بدمشق، (ورشّح مرة لقضاء مصر. وكان آخر القضاة المفسّرين بدمشق) (¬2). وله نظم. وسمع على جماعة، منهم: عائشة بنت عبد الهادي. ومولده سنة خمس وثمانماية. [جمادى الأول] [نيابة الإسكندرية] وفي جماد الأول استقرّ قانم قشير الظاهري، أحد العشرات، في (نيابة) (¬3) الإسكندرية، عوضا عن قجماس الإسحاقي بحكم استقراره في الأمير اخورية الكبرى، عوضا عن جانبك الفقيه المنتقل لإمرة سلاح، بحكم وفاة إينال الأشقر (¬4). [نيابة صفد] وفيه قرّر بردبك السيفي جرباش كرت قريب السلطان في نيابة صفد دفعة واحدة من شادّية الطرانة، عوضا عن أزدمر من مزيد أيضا (¬5)، وقد نقل إلى نيابة طرابلس، عوضا عن يشبك البجاسيّ بحكم القبض عليه وسجنه (¬6). [شنق جماعة من أتباع مهنّا] وفيه شنق جماعة من أتباع مهنّا بن عطية وأصحابه، ولم يظفر بمهنّا، وكان من المفسدين (¬7). ¬

(¬1) في المخطوط: «وجها». (¬2) ما بين القوسين مكرّر في المخطوط، وقد شطب على المرة الأولى. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) خبر نيابة الإسكندرية في: بدائع الزهور 3/ 109، 110. (¬5) خبر نيابة صفد في: بدائع الزهور 3/ 110، ولم يذكر ثلجي الطراونة نيابة «أزدمر بن مزيد» لصفد قبل برد بك جرباش، في كتابه: مملكة صفد في عهد المماليك، بل ذكر أنه لم يتمكن من معرفة التاريخ الذي تولّى به برد بك جرباش نيابة صفد أو التاريخ الذي عزل به. انظر كتابه، ص 299 رقم 129، وقال ابن إياس إن الناس استكثروا على بردبك نيابة صفد دفعة واحدة. (¬6) بدائع الزهور 3/ 110، تاريخ طرابلس 2/ 53 رقم 130 وقد توفي أزدمر بن مزيد في سنة 899 هـ‍. (بدائع الزهور 3/ 298، الضوء اللامع 2/ 275، وحوادث الزمان 1/ 346 رقم 482، ومفاكهة الخلان 1/ 154) ويقال له: أزدمر المسرطن، وأزدمر الأشرم. (¬7) خبر شنق الجماعة لم أجده في المصادر.

وصول زوجة حسن الطويل إلى القاهرة لإعادة ابنها

[وصول زوجة حسن الطويل إلى القاهرة لإعادة ابنها] وفيه وصل إلى القاهرة الخاتون زوجة حسن الطويل أم ولده محمد أغرلوا (¬1)، وكان قد بعث بها زوجها إلى السلطان (¬2). وأمرها بأن تجتاز بولدها وتنصحه وتدعيه (¬3) في العود إلى طاعة أبيه، فأحسنت السفارة في ذلك وقدمت إلى القاهرة، فقدّمت هدية جيّدة قبلها السلطان وأكرمها، ودخلت إلى الحريم السلطاني، وأكرمتها الخوند زوجة السلطان الإكرام الزائد (¬4). [ثورة العوامّ بدمشق على ظلم النابلسي] وفيه ورد الخبر من دمشق بأنّ البرهان النابلسيّ لما وصل إلى تلك البلاد طغى وبغا (¬5) وصدر منه القبايح والفظائع (¬6) ما لا يعبّر عنه، وأن أهل دمشق ثاروا به ورجموه (¬7) وأطلقوا النار بمنزله، ورموا عليه بالسهام، وأرادوا قتله أصلا. وأنه ثارت بدمشق فتنة كادت أن تموج منها دمشق بأهلها لولا ركوب نائب القلعة إليه بنفسه وتفويزه إلى القلعة، والتلطّف بالعوامّ / 267 أ / في أمره وإلا كان قد هلك، وأنه جرح في الكائنة جماعة، وقتل عبد وولد صبي، وكانت كائنة فظيعة جدا (¬8). ¬

(¬1) في المخطوط: «أعزلوا». (¬2) في المخطوط: «بعث بها إلى زوجها السلطان». (¬3) الصواب: «وتدعوه». (¬4) خبر زوجة حسن الطويل في: بدائع الزهور 3/ 110. (¬5) الصواب: «وبغى». (¬6) في المخطوط مشوّشة: «الظنائع». (¬7) في المخطوط: «ثاروا به من حموه». (¬8) خبر ثورة العوام في: بدائع الزهور 3/ 110، 111، وحوادث الزمان 1/ 214، 215 (في حوادث سنة 882 هـ‍). وفيه يقول: يوم الجمعة أيضا في ثامن عشرين جمادى الأولى سنة ثمانين وثمان ماية إن الناس بطّلوا صلاة الجمعة مرتين في الجامع الأمويّ. وسبب ذلك أن والد شهاب الدين النابلسي برهان الدين إبراهيم بن ثابت لما قدم دمشق وكيلا للمقام الشريف، فعند وصوله إلى البيت الذي أراد النزول فيه وهو بيت ابن البارزي، أمر بمسك قاضي القضاة المالكي السيد كمال الدين العباسي، ومسك أخيه ناظر الجيش السيد موفق الدين، فهرب السيد كمال الدين إلى الجامع الأموي واحتمى به، وساعدته العامّة، ورجموا النابلسيّ برهان الدين، وحرقوا بابه، ولم يقدر النابلسي على الخلاص إلا من حمّام منصور، فهرب من بابه الصغير إلى القلعة، واستمر في القلعة. ومسك قاضي القضاة قطب الدين الخيضري الشافعي، ووضعه في الترسيم عنده، فعند ذلك وقع الخوف في قلوب الناس منه، فهم في صلاة الجمعة والخطيب يخطب، وشخص من الرسل يرسّم على شخص فلاّح، فغافله وهرب منه، فتبعه وجرى خلفه فصرخ، وصرخ الناس معه، فقال الناس: برهان الدين النابلسي أتى إلى الجامع المذكور ليمسك الحاجب النجمي، ويمسك القضاة، فتوهّموا (كذا) القضاة أن الأمر كذلك، فهربوا وكثر العياط، فبطّلوا الخطبة والصلاة، وهرب الناس، وأقيم العياط والصراخ، فعند ذلك حرّرت الحكاية، فوجدت بسبب الرسول، فضربه الناس إلى أن عاين الموت. =

وفاة التاجر الإبرنتيشي المغربي

[وفاة التاجر الإبرنتيشي المغربي] [2992]- وفيه مات تاجر السلطان بالإسكندرية، البرهان الإبرنتيشي (¬1)، إبراهيم بن (¬2) عبد الملك بن إبراهيم البلنسي، المغربيّ، المدجر (¬3). وله نحوا (¬4) من ثمانين سنة. وكان أدوبا، حشما، عاقلا، سيوسا، خيّرا، ديّنا، شجاعا، عارفا بالفقه، يقرأ (¬5) «الكنز» (¬6) وغيره، مع (. . . . . .) (¬7) وحشمة. ¬

= ثم أعيدت الخطبة، وصلّى الناس الجمعة، وكان الخطيب أقضى القضاة محب الدين ابن قاضي عجلون، وكان نهارا مهولا، وأنا شاهدته وما وقع قبله. فكانت هذه الأمور من فتح أبواب الشرّ عليهم. وقال البصروي في تاريخه (ص 71) في 7 صفر: وصل من مصر محمد النابلسي وفارق أباه برهان الدين من قاقون، وتوجّه أبوه إلى طرابلس للقبض على كافلها وجماعة معه من أهلها، ووصل صحبته محمد بن الشيخ أبو الفضل، ولم يدخل القاهرة بل رجع معهم من الخانقاه، وكان القاضي الشافعي أرسله ليطّلع على بواطن النابلسيّ ويلاطفه في أمره، فانقلب على القاضي الشافعي، وأنهى للنابلسي أمورا تعود على القاضي بالضرر. [وفي] ثامنه وصل الخبر أن النابلسي قبض على نائب طرابلس [يشبك البجاسي] ودواداره، وناظر الجيش [ابن موسى بن يوسف الكركي؟]، ثم أطلق ناظر الجيش بعد أن حطّ عليه مبلغا. [وفي] ربيع الأول سافر الشيخ شمس الدين الخطيب وكاتبه [البصروي] إلى طرابلس، لكون الخطيب صهر النابلسي، فلاقاه، فذهبنا إلى هناك، وأقمنا أياما ثم رجعنا. [وفي] تاسع عشريه والنائب باق في الترسيم على مائة ألف دينار، ودواداره عشرين ألف دينار، أخذ منها شيء، وبقى شيء. (ص 72) [وفي] ربيع الآخر: سلخه، دخل النابلسي [دمشق] وقبض على ناظر الجيش القاضي موفق الدين العباسي وأخيه القاضي كمال الدين المالكي، وتدخّل العوامّ، واستعانوا بالجامع، واختفى موفّق الدين، وأما أخوه فدخل إلى الجامع الأموي، وقام معه الناس، وغلّق النابلسي أبوابه خوفا من العوام، ثم ذهب إلى القلعة بالليل، واستمر في القلعة خوفا على نفسه، ورفع نائب طرابلس إلى قلعة المرقب. [وفي] جمادى الأولى: ثانيه وصل النابلسي من صفد. (ص 73) [وفي] سادس عشره، توجّه القاضي الشافعي إلى القلعة ليسلّم على النابلسي، فرسّم عليه النابلسي بالقلعة. وانظر: الروض الباسم 2 / ورقة 6 أ. (¬1) مهملة في الأصل. وفي الضوء اللامع 1/ 72 «البرنتيشي»: بفتح الموحّدة والراء بعدهما نون ساكنة ثم مثنّاة مكسورة، ثم تحتانية بعدها معجمة. نسبة لحصن من غرب الأندلس من أعمال أشبونة. (¬2) في المخطوط: «إبراهيم ابن». (¬3) هكذا في المخطوط. وفي الضوء: «الجذامي». (¬4) الصواب: «وله نحو». (¬5) في المخطوط: «يقدى». (¬6) هو كتاب «كنز الدقائق» في فروع الحنفية لأبي البركات عبد الله بن أحمد المعروف بحافظ الدين النسفي، المتوفّى سنة 710 هـ‍. وهو أحسن مختصر صنّف في فقه الحنفية، ووضعت عيه شروح كثيرة. (كشف الظنون 2/ 1515). (¬7) كلمتان غير مفهومتين: «قوده واحرى».

عودة ابن أجا من بلاد حسن الطويل

وكان سنّه زيادة على الأربعين (¬1). [عودة ابن أجا من بلاد حسن الطويل] وفيه وصل الشمس ابن أجا من بلاد (حسن) (¬2) الطويل، وكان توجه رسولا إليه، فأخبر بتفاصيل أخباره، وأنّ الوباء ببلاده (¬3). [جمادى الآخر] [النحلة تلدغ السلطان] وفي جماد الآخر ركب السلطان إلى جهة طرا للتنزّه بها، فأحضر له الكثير من أنواع المآكل، من ذلك قدور بها الشهد، فاتفق أن فتحت قدرة منها بين يديه فخرج منها نحلة إلى جهة وجه السلطان ولدغته في جفن عينه، فما اكترث لذلك حتى ركب من طرا البحر إلى جهة شبرا، فحدث بجفنه ورم قوي ألمه بحيث امتنع من إقامة الموكب، وما اجتمع به أحد سوى كاتب السرّ (¬4). [سرقة سبائك من قاعة الذهب] وفيه نقبت قاعة الذهب وسرق منها الكثير من سبائك الذهب وشريطه، وكان غالبه برسم كسوة الكعبة وكسوة الحجرة النبوية، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وفيه كثير أيضا لخوند جهة السلطان. فأمر السلطان والي الشرطة بالاجتهاد في أمر هذه الحادثة بعد أن وبّخه وقرّعه، فنزل في كبكبة (¬5) حافلة إلى القاهرة المذكورة ومعه القصّاصين (¬6)، فاتّهموا إنسانا علاّفا يسكن قريبا من القاعة المذكورة، وكان بريّا في نفس الأمر. وبينا هم في أثناء ذلك إذ حضر إليهم سويدان العفر فنظر في النقب الذي دخل منه السارق، ثم سأل عن جميع السكان الذين (¬7) بجوار القاعة / 267 ب / فأنبوا (¬8) على إنسان يقال له يوسف شراوراه سويدان مرتابا (¬9)، فأمر من حضر من الجيران وصنّاع القاعة بنزع ثيابهم بعد أن قال (السارق) (¬10) قد دخل من هذا النقب وهو صغير، وما دخله إلا عريا، فلا بدّ أن يكون خدش جسده أو جرحه، فنزع الكثير من أثوابهم، وأحجم يوسف عن ذلك، ¬

(¬1) في الضوء: مات بالإسكندرية في أواخر رجب أو أول شعبان سنة ثمانين عن نحو الثمانين. (¬2) مكرّرة في المخطوط. (¬3) خبر عودة ابن أجافي: بدائع الزهور 3/ 110. (¬4) خبر النحلة في: بدائع الزهور 3/ 111 وفيه إن الذي أضاف السلطان هو «ابن البلاّح». (¬5) في المخطوط: «كبكة». (¬6) الصواب: «ومعه القصّاصون»، وهم الذين يقصّون الأثر. (¬7) في المخطوط: «الذي». (¬8) الصواب: «فأنبأوا». (¬9) هكذا في المخطوط. (¬10) كتبت فوق السطر.

شنق أحد المفسدين

فأنزعت ثيابه كرها، فوجد بجسده خدوشا، بل وجراحات، فأخذ، فاعترف بأنه هو الفاعل، فأصعد إلى السلطان، فشكر الوالي وأحلّ نكاله بيوسف المذكور (¬1). [شنق أحد المفسدين] وفيه شنق أبو الفسب (¬2) وكان من المفسدين في الأرض (¬3). [كشف السلطان على ثغر رشيد وبرجه] وفيه كان سفر السلطان إلى ثغر رشيد للكشف عن البرج الذي أنشأه هناك، وسار في البحر في المراكب ومعه جميع أمراؤه (¬4) وجنده. وكانت المراكب التي معه زهاء عن مائة مركب، وذكر بعض البحارين أنها كانت تسع مائة. ووصل السلطان إلى رشيد فرأى البرج وأعجبه، وقرّر أموره وأمور الجامع الذي أنشأه هناك. ومما وقع له في هذه السفرة أنه رأى عدّة كراكي، فقام بنفسه ورمى واحد (¬5) منها فصرعه، وتحامل بسهمه فوقع في البحر، فبدر إنسان من السلحدارية وأراد أن يظهر للسلطان خدمة، فنزل البحر ليحضر إلى السلطان بالكركي فغرق ولم يوقف له على خبر من وقته ذلك (¬6). [الحرب بين شاه بضغ وابن قرمان] وفيه ورد الخبر بأنه وقع بين شاه بضغ بن دلغار صاحب الأبلستين وبين ابن (¬7) قرمان التي (¬8) بجبال الورسق من بلاد المحجر (¬9) كائنة وحرب قتل فيها جماعة من الفريقين (¬10). [قتال حسن الطويل لأخيه الرها] وفيه أيضا أشيع بأنّ حسن الطويل بعث طائفة من عسكره لقتال أخيه أويس بالرها، ثم أشيع بأنهم قتلوه (¬11). ¬

(¬1) خبر السرقة باختصار في: بدائع الزهور 3/ 110. (¬2) مهملة في المخطوط. ولم أتحقّق صحتها. (¬3) خبر الشنق لم أجده في المصادر. (¬4) الصواب: «ومعه جميع أمرائه». (¬5) الصواب: «ورمى واحدا». (¬6) خبر كشف السلطان في: وجيز الكلام 2/ 862، 863، باختصار، وبدائع الزهور 3/ 111 وفيه زيادة يسيرة. (¬7) في المخطوط كتب «ابن» ثم شطب على الألف. (¬8) الصواب: «الذي». (¬9) هكذا في المخطوط. (¬10) خبر الحرب في: بدائع الزهور 3/ 111. (¬11) خبر القتال في: بدائع الزهور 3/ 111.

عودة السلطان من رشيد

[عودة السلطان من رشيد] وفيه (¬1) عاد السلطان من سفره من رشيد، ولما وصل إلى رأس الجزيرة قبل وصول بولاق / 268 أ / أدرك يشبك الدوادار في مراكبه والنفط عمّال بالمراكب وإظهار التهاني، وإذا بنار فاحت بمركب يشبك تشبّثت بها من النفط فأحرقت قلع المركب، وقام يشبك موهوجا وأخذ مخدّة صار يدرأ (¬2) بها النار عن وجهه، ولما شاهد السلطان ذلك أمر من عنده بالمبادرة إليه لطفي النار وتوجّهوا ومن جملتهم طواشيّ يقال له مرجان الحسني أحد السقاة وخواصّ الخدم، وكان إنسانا (¬3) مشكورا، ولما صار في مركب يشبك سقط عليه الصاري فمات لوقته هو وآخر من المماليك السلطانية. ثم أرست المراكب ببولاق وصعد السلطان (¬4) إلى القلعة. وكان لسفره وقدومه أوقاتا (¬5) مشهودة (¬6). [رجب] [التحدّث بوصية بعض المغاربة في مجلس السلطان] وفي رجب أصبح السلطان في مستهلّه بقلعته وصعد إليه القضاة ومن له عادة بالتهنئة، وصعد من جملتهم القلجاني قاضي الجماعة وشيخ تربة السلطان، فجلس مترفّعا على القاضي المالكيّ، فتأثّر لذلك. ثم وقع كلام في أمر وصية تتعلّق ببعض المغاربة، وكلّم القلجانيّ المالكيّ بكلمات فيها الجفاء. وأمر السلطان بأن يعقد مجلس بدار يشبك الدوادار في حادثة الوصية (¬7). [قضاء الشافعية بحلب] وفيه استقرّ أبو البقاء ابن الشحنة في القضاء الشافعية بحلب، عوضا عن العز محمد الحسناوي، وكان قد صرف به أولا، ثم صرف هذا به ثانيا، ووقع لهما ذلك غير ما مرة، وهلمّ جرّا، حتى مات ابن (¬8) الشحنة (¬9). ¬

(¬1) في المخطوط: «ويس». (¬2) في المخطوط: «يدر». (¬3) في المخطوط: «إنساحنا». (¬4) في المخطوط: «وصعد للسلطان». (¬5) الصواب: «أوقات». (¬6) خبر عودة السلطان في: بدائع الزهور 3/ 112. (¬7) خبر التحدّث بالوصية لم أجده في المصادر. (¬8) في المخطوط: «بن». (¬9) خبر قضاء الشافعية في: بدائع الزهور 3/ 112.

سفر السلطان إلى بيت المقدس

[سفر السلطان إلى بيت المقدس] وفيه كان سفر السلطان لبيت المقدس وتوجّه في أبّهة زائدة، ومعه أتابكه، ويشبك الدوادار، وغيرهما من الأمراء وخواصّة (¬1). [ختان حفيد ابن كاتب جكم] وفيه كان ختان البدر بن الكمال بن الجمال كاتب جكم، وكان حافلا (¬2). [وفاة التقيّ المصري] [2993]- وفيه مات التقيّ أبو بكر المصري (¬3)، الدمشقي، الشافعيّ. وكان شيخا مفتقرا (¬4)، صالحا، خيّرا، ديّنا، عابدا، زاهدا (¬5)، ناسكا من المعتقدين بدمشق، وثبت (. . .) (¬6) بعد موته. نفع الله تعالى به (¬7). [وفاة المحيي الطوخي] [2994]- وفيه مات أيضا المحيي، الطوخيّ (¬8)، عبد القادر بن محمد بن محمد القاهري، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، ناب في القضاء وحمدت سيرته فيه. سمع على جماعة، منهم: رقيّة بنت القادسيّ (¬9). ومولده سنة 813 (¬10). ¬

(¬1) خبر سفر السلطان في: تاريخ البصروي 74، ووجيز الكلام 2/ 863، والأنس الجليل 2/ 440 - 442، وبدائع الزهور 3/ 112، وفي المصدرين الأخيرين تفصيلات أكثر. (¬2) خبر الختان في: بدائع الزهور 3/ 113. (¬3) انظر عن (التقي أبي بكر المصري) في: وجيز الكلام 2/ 867 رقم 1982، والضوء اللامع 11/ 36، 37 رقم 96 وفيه اسمه: «أبو بكر بن صدقة بن علي بن محمد بن عبد الرحمن الزكي بن فتح الدين بن نور الدين أبي الحسن المناوي الأصل، المصري، القاهري، الشافعي، الزيات والده، ويعرف بالمناوي». (¬4) في المخطوط: «مقتقرا». (¬5) في المخطوط: «زهدا». (¬6) في المخطوط: «شجافة»، وهي كلمة غير مفهومة. (¬7) مولده سنة 785 أو قبلها بقليل. (الضوء). (¬8) انظر عن (الطوخي) في: وجيز الكلام 2/ 865 رقم 1976، والضوء اللامع 4/ 292 - 294 رقم 782، والمنجم في المعجم 148 رقم 86، وبدائع الزهور 3/ 113. (¬9) هي التغلبية كما في الضوء اللامع 4/ 293. (¬10) في الضوء، والمنجم: مولده في سنة 812 هـ‍.

المطر الموحل

[المطر الموحل] وفيه في تاسع كيهك (¬1) / 269 ب / أمطرت السماء مطرا غزيرا متتابعا حتى سالت منه الأودية، وأوحلت الأراضي، وزلقت الشقوق (وتعطّلت الكثير من المعايش. وكان من نوادر أمطار مصر (¬2)) (¬3). [تجهيز مراكيب إلى السلطان] وفيه ورد الخبر من السلطان بأن يجهّز إليه نحو المائة من المراكيب، منها عدّة بالسروج الذهب والكنابيش الزركش، وأنه في قصد التوجّه من قطيا إلى ثغر دمياط (¬4). وورد الخبر من عنده بأنه دخل البيت المقدس وزاره. [نيابة غزّة] وأنه قرّر في سفرته هذه سيباي المنصوري (¬5) الظاهريّ، أحد العشرات، في نيابة غزّة، عوضا عن يشبك (¬6) العلائي، بحكم نقله إلى حجوبية الحجّاب بدمشق، عوضا عن جانم الجدّاوي، بحكم نقله إلى أتابكية دمشق (¬7). [تزيين القاهرة لعودة السلطان] وفيه نودي بزينة القاهرة بقدوم السلطان، وزيّنت زينة حافلة. وكان التاج بن المقسي ناظر الخاص قد وصل من عند السلطان وأخذ يقرّب قدومه، وخرج الكثير من الطوائف العسكر إلى لقائه ومعهم الشاش والقماش ليركبوا به. ثم في عشرين الشهر وصل السلطان ودخل إلى القاهرة. في مشهد حافل جدا، وازدحم الناس لرؤيته بالطرقات، وسال (¬8) مروره. وخرج أهل الذمّة بالشموع الموقدة، وشق القاهرة صاعد (¬9) إلى القلعة (¬10). وعاد وقد زار (¬11) القدس والخليل، وفعل بهما ¬

(¬1) كيهك هو الشهر الرابع في السنة القبطية. (¬2) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬3) خبر المطر لم تذكره المصادر. (¬4) خبر تجهيز المراكب لم تذكره المصادر. (¬5) في المخطوط: «الصوري». (¬6) في تاريخ البصروي: «أشبك». (¬7) خبر نيابة غزّة في: بدائع الزهور 3/ 112، ونيابة غزة في العهد المملوكي 309 رقم 109 ولم يذكر فيه تاريخ تولّيه النيابة. (¬8) كذا في المخطوط. (¬9) الصواب: «وشق القاهرة صاعدا». (¬10) في المخطوط: «إلى لقلعته» وشطب على الألف. (¬11) في المخطوط: «زاد».

وفاة تاجر المماليك أميرجان

أنواعا من البرّ، وتصدّق بستة آلاف دينار، وأقام بالبيت المقدس ثلاثة أيام، وجلس به يفصل الحكومات، وأزال عدّة مظالم، وأنشأ بالعريش جامعا وسبيلا، وأعمر عدّة أماكن بطريقه، وحصل له من التقادم أيضا أشياء كثيرة (¬1). [وفاة تاجر المماليك أميرجان] [2995]- وفيه مات السيد الشريف، تاجر المماليك، أميرجان (¬2) القزويني (¬3) الحسني، أحد الطبلخاناة بحلب. وكان من مياسير التجار، مثّريا جدا، باشر جلب المماليك إلى القاهرة مدّة، وجلب منهم الكثير، ومنهم الأكابر الآن. وكان حشما، أدوبا، بشوشا، واسع الدائرة، بعيد الشهرة والصيت، مراعا (¬4) عند الملوك. [إحضار مهنّا بن عطية بالأمان إلى القاهرة] وفيه أحضر مهنّا بن عطيّة للقاهرة بالأمان / 269 أ / بعد تلك المفاسد والشرور التي حصلت منه، وبعد أن أعيى أمره الكشّاف وغيرهم، حتى ترامى بأخرة على أحمد بن طفيش فلاح السلطان وعلى أخيه عبد الله، واستجار بهما، وحلف لهما على الطاعة والتوبة (¬5). [وفاة جانبك الأشقر] [2996]- وفيه مات جانبك الأشقر (¬6)، الأشرفيّ، الدوادار. وكان خيّرا، ديّنا، حشما، عاقلا، أدوبا (¬7)، عارفا، سيوسا. وهو في الأصل من مماليك قانباي فرفور (¬8)، واتصل بخدم جماعة من الأمراء ¬

(¬1) خبر تزيين القاهرة، باختصار في: وجيز الكلام 2/ 863، وبدائع الزهور 3/ 112، 113. (¬2) انظر عن (أمير جان) في: الضوء اللامع 2/ 321، 322 رقم 1043 وفيه: «أمير جان بن شكر الله بن مرتضى الحسني القزويني سمع مني بمكة في سنة ست وثمانين رفيقا لمحمد بن جعفر بن علي»، وبدائع الزهور 3/ 113. ولم يؤرّخ السخاوي لوفاته، ولم يؤرّخ أيضا لصاحبه محمد بن جعفر، وهو الحسني الجرجاني الأصل، الشيرازي. (الضوء 7/ 210 رقم 516). (¬3) في المخطوط: «والعذويني». (¬4) الصواب: «مراعى». (¬5) خبر إحضار مهنّا في: بدائع الزهور 3/ 113. (¬6) انظر عن (جانبك الأشقر) في: وجيز الكلام 2/ 869، 870 رقم 1991، والضوء اللامع 3/ 55 رقم 217، وبدائع الزهور 3/ 113. (¬7) في المخطوط: «أوبا». (¬8) في الضوء اللامع: «أصله من مماليك قانباي المؤيدي أحد أمراء البلاد الشامية فأهداه لقايتباي حين توجّه في إمرته لتقليد برد بك البشمقدار واختص به حتى عمل دواداره».

وفاة شاهين الفقيه

بعده، حتى خدم السلطان في حال إمرته، وقرّبه في سلطنته، واختصّ به، وأمّره عشرة، وأر [سل] (¬1) لمهمّات عديدة، ووجد له بعد موته شيء (كثير) (¬2) من المال. [وفاة شاهين الفقيه] [2997]- وفيه مات شاهين الفقيه (¬3)، الزّيني، الخاصكيّ. وكان إنسانا حسنا، شابا، محمود السيرة، يتفقّه، مع ذكاء، وحذق، وخير، ودين، وأدب، وحشمة، وسياسة، ومعرفة، ووفور عقل. [رمضان] [وفاة عبد الحيّ بن مبارك شاه] [2998]- وفي رمضان مات عبد الحيّ بن مبارك (¬4) شاه بن علي بن دولات باي شاه (الخوارزمي، الحنفيّ) (¬5)، المؤقّت بالجامع الناصري بالقلعة وبغيره أيضا. وكان إنسانا حسنا، فاضلا، عارفا بالفرائض والحساب، ماهرا في الوقت، قارئا بالسّبع، خيّرا، (ديّنا) (¬6)، أدوبا، حشما. سمع على جماعة، منهم: الزين الزركشيّ. ومولده سنة ثلاث أو أربع وثمانماية (¬7). [إمرة الحاج] وفيه قرّر لاجين أمير مجلس في إمرة الحاج (¬8) بالمحمل، عوضا عن جانبك الأشقر، وكان قد قرّر فيها قبل موته (¬9). ¬

(¬1) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوط. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) انظر عن (شاهين الفقيه) في: الضوء اللامع 3/ 295 رقم 1133 وفيه: «شاهين الزيني يحيى الأستادار ويعرف بالفقيه. كان دوادارا رابعا عند الأشرف قايتباي بعد أن كان خصّيصا عند مولاه، وكان خيّرا بالنسبة لأبناء جنسه محبّا في العلماء والصلحاء وربّما اشتغل. مات في رجب سنة تسع وسبعين». وقد أعاد السخاوي ذكره كإشارة. (3/ 296)، وبدائع الزهور 3/ 113 وفيه وفاته كما هو أعلاه 880 هـ‍. (¬4) انظر عن (عبد الحيّ بن مبارك) في: الضوء اللامع 4/ 40 رقم 126. (¬5) عن هامش المخطوط. (¬6) عن هامش المخطوط. (¬7) في الضوء: ولد في رجب سنة ثلاث عشرة وثمانمائة. ومات في شعبان سنة ثمانين. (¬8) في المخطوط: «في إمرة المجلس الحاج» ثم شطب على «المجلس». (¬9) خبر إمرة الحاج في: وجيز الكلام 2/ 863، وبدائع الزهور 3/ 113.

إطلاق دولات باي المحوجب من أسر حسن الطويل

[إطلاق دولات باي المحوجب من أسر حسن الطويل] وفيه وصل دولات باي المحوجب (¬1) الشرفيّ، وقد منّ عليه حسن الطويل من أسره، وحضر صحبته قاصد من عند ابن (¬2) حسن الطويل ليعتذر عن الذي وقع منه، وأنه وقع عن غير قصد واختيار، فإنه كان قصد لقاء (¬3) أغرلوا (¬4) لا غير، فمنع السلطان من وصول القاصد إليه، وأخّر دولات باي لصحة موت إينال الحكيم (¬5). [وفاة سيباي أمر اخور] [2999]- وفيه مات سيباي أمير اخور (¬6) من يخشباي الظاهريّ، / 269 ب / الحاجب الثاني. وكان حشما، وقورا، أدوبا، محبّا في أهل العلم، عاقلا، سيوسا بأنواع الفروسية. [أسر الفرنج أعيان التجار بالإسكندرية] وفيه وصل الخبر من الإسكندرية بكائنة أسر الفرنج التجار الأعيان، وهم: ابن (¬7) علية، وابن (¬8) يعقوب، وعلي الكيواني (¬9)، (وعلي النمراوي) (¬10). وأن كيفية أسرهم، أن مركبا ورد إلى مينا الثغر مورّيا بأنه حضر بمتاجر، فبادر (¬11) هؤلاء الأربعة للنزول إليه لشراء ما به قبل الناس، حرصا منهم على الفائدة والانفراد بما في المركب من البضائع، وعرف الفرنج بأنّ هؤلاء أعيان تجار الإسكندرية، فقبضوا عليهم في الحال، وأقلعوا من وقتهم إلى رودس، وقام العزاء بديار هؤلاء التجار. وكادت سكندرية في يوم أسرهم أن تموج بأهلها. ولما بلغ السلطان هذا الخبر تأثّر منه وحصل عنده باعث في الحال، فعيّن في الحال إنسانا من خواص خاصكية يقال له قايت (¬12) الساقي، وهو الوالي بعصرنا الآن، وكتب معه بالحوطة على جميع قناصل الفرنج بسائر سواحل هذه المملكة من سائر طوائف الفرنج والتضييق عليهم وإلزامهم بأن يكاتبوا ملوك الفرنج بما جرى عليهم ليطلقوا التجار، وقام ¬

(¬1) في المخطوط: «الحموجب». (¬2) في المخطوط: «بن». (¬3) في المخطوط: «ولقاه». (¬4) في المخطوط: «اعزلو». (¬5) خبر إطلاق دولات باي في: بدائع الزهور 3/ 113. (¬6) انظر عن (سيباي أمير اخور) في: الضوء اللامع 3/ 288 رقم 197، وبدائع الزهور 3/ 113. (¬7) في المخطوط: «بن». (¬8) في المخطوط: «بن». (¬9) في بدائع الزهور: «الكيزاني». (¬10) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬11) في المخطوط: «فبار». (¬12) في البدائع: «قيت» وكذا في الضوء اللامع 6/ 225، 226 وهو توفي سنة 897 هـ‍.

الحجوبية الثانية

السلطان في هذه الحادثة قياما تامّا، وجرت أمور طويلة آلت إلى إطلاق التجار (¬1). [الحجوبية الثانية] وفيه استقرّ قانبك جشحة العلائي الظاهري الرمّاح في الحجوبية الثانية، واستقرّ عوضه في شادّية الشون دولات باي الحسنيّ (¬2). [وفاة الزين الكركي] [3000]- وفيه مات الزين الكركي (¬3)، عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل الحنفيّ، والد البرهان إمام السلطان. وكان خيّرا، ديّنا، كثير تلاوة القرآن، مع سلامة الباطن والفطرة، عارفا بالميقات. ومولده قبل القرن (¬4). [هبوب الريح العاصفة] / 270 أ / [وفيه] هبّت ريح عاصفة باردة شديدة وأتلفت (¬5) أشياء كثيرة. وكان ذلك في طوبة (¬6). ثم بعد أيام عاد هبوبها مريسيّة قاصفة تلف بسببها أشياء كثيرة أيضا، وغرق عدّة من المراكب، وسقط أماكن وكثير من الدروب (¬7). [وفاة مقبل الدوادار] [3001]- وفيه مات مقبل الدوادار (¬8) السيفيّ، تغري بردي المؤذي، أحد الخمسات، والمتكلّم على شعير الذخيرة. ¬

(¬1) خبر أسر الفرنج في: بدائع الزهور 3/ 114، والأنس الجليل 2/ 443 (في حوادث سنة 881 هـ‍) وفيه: «فيها في مستهلّ المحرم حضر هجان من القاهرة بمرسوم شريف بقبض الإفرنج المقيمين بدير صهيون وبيت لحم وكنيسة قمامة وتجهّزهم إلى الأبواب الشريفة، بمقتضى أن الإفرنج أسروا أربعين من إسكندرية وغدروا بهم، وأخذوهم إلى بلاد الإفرنج». (¬2) خبر الحجوبية الثانية في: بدائع الزهور 3/ 114. (¬3) انظر عن (الزين الكركي) في: الضوء اللامع 4/ 124 رقم 330، والمنجم في المعجم 141 رقم 73، وبدائع الزهور 3/ 114. (¬4) كتب بعدها في المخطوط: «هبت ريح عاصفة باردة شديدة الباطن الوسو الفطرة عارفا بالميقات ومولده قبل القرن»، ثم شطب فوقها. (¬5) في المخطوط: «وأتلقت». (¬6) طوبة: الشهر الخامس في السنة القبطية. (¬7) خبر هبوب الريح لم تذكره المصادر. (¬8) انظر عن (مقبل الدوادار) في: بدائع الزهور 3/ 114.

مشيخة الخدام بالحرم النبوي

وكان يتديّن ويتعفّف، فهو بخلاف ذلك، ولم يكن محمود (¬1) السيرة. [مشيخة الخدّام بالحرم النبوي] وفيه قرّر في مشيخة الخدّام بالحرم الشريف النبوي إينال الإسحاقي. وفي باشية الجند بمكة المشرّفة قانباي اليوسفيّ (¬2). [شوال] [نيابة جدّة] وفي شوال خلع على أبي الفتح المنوفيّ باستمراره على نيابة جدّة، وكان قد سعى عليه فيها (¬3). [بطركية النصارى] وفيه قرّر في بطرقة (¬4) النصارى في اليعاقبة إنسان منهم يقال له ميخائيل، من نصارى منفلوط. وكان معتقدا عندهم جدا (¬5). [خروج الحاج والمحمل] وفيه خرج الحاج وأميرهم بالمحمل لاجين، وبالأول جاني باي الخشن أيضا على عادته، وخرج الشرف الأنصاريّ معهم، وكان آخر عهده بالقاهرة، فإنه مات بمكة بعد هذه السنة، وخرج من القاهرة وهو في غاية النكد والتشويش من البرهان النابلسيّ (¬6). [ذو العقدة] [فتح خزانة الخاص السلطانية] وفي ذي قعدة كان فتح خزانة الخاص السلطانية وأخذ الكثير من المال منها، وكان الفاعل لذلك جماعة من الواحية (¬7) البوّابين بالدهيشة وغيرها، وظفر بهم وضربوا، وأحضروا المال، وخاب ظن المصريّين في الواحية (¬8). ¬

(¬1) في المخطوط: «ولم يكن محمودا السيرة». (¬2) خبر مشيخة الخدّام في: بدائع الزهور 3/ 114. (¬3) خبر نيابة جدّة في: بدائع الزهور 3/ 114. (¬4) الصواب: «بطركية». (¬5) خبر البطركية في: بدائع الزهور 3/ 115. (¬6) خبر خروج الحاج في: وجيز الكلام 2/ 863، وبدائع الزهور 3/ 115. (¬7) في البدائع: «الألواحية». (¬8) خبر فتح الخزانة في: بدائع الزهور 3/ 115.

عرض المماليك بطباق القلعة

[عرض المماليك بطباق القلعة] وفيه عرض السلطان في مماليكه بالطباق بالقلعة وبعقد أحوالهم في قراءتهم (¬1) القرآن وفي كتابتهم، وعرض فقهاء الطباق معهم. وكان لهم في ذلك يوما مشهودا (¬2). [سفر السلطان إلى الفيّوم] وفيه سافر السلطان إلى الفيّوم (¬3) ومعه الأتابك ويشبك الدوادار، وجماعة من مقدّمي الألوف وغيرهم، وعاد بعد أيام، ونزل بقناطر العشرة. / 270 ب / وأمر بالتأهّب إلى دمياط، ثم سار من هناك (¬4). [خسوف القمر] وفيه خسف القمر خسوفا تاما، وأظلم له الجو ظلمة شديدة خارجة عن المعتاد، ودام نحوا من أربعين درجة (¬5). [ذو الحجة] [تشاؤم الجهلة من الخطبتين] وفي ذي حجّة كان عيد النحر بالجمعة وخطب فيه خطبتان (¬6)، فأخذ جمعا (¬7) من الجهلة والعوام، بل غيرهم في الاستشام (¬8) بذلك حتى قال بعض المجازفين إن السلطان ما يرجع من سفرته هذه، وكذبوا، بل أثموا (¬9). [قدوم الخيضري إلى القاهرة] وفيه قدم القطب الخيضريّ إلى القاهرة بمرافعة بعض الناس فيه. وكان أكبر القائمين بها البرهان النابلسيّ (¬10). [ختان أولاد المنصور عثمان] وفيه لما دخل السلطان إلى دمياط استأذنه المنصور عثمان بن الظاهر جقمق في ختان أولاده، فأذن له وبعث إليه بألفي دينار، وصنع المنصور عثمان بن الظاهر ختانا حافلا وزفّة مشى فيها الأتابك، ويشبك الدوادار، وجماعة من الأمراء والأعيان (¬11). ¬

(¬1) في المخطوط: «قراتهم». (¬2) خبر عرض المماليك لم أجده في المصادر. (¬3) في المخطوط: «القيوم». (¬4) خبر سفر السلطان في: وجيز الكلام 2/ 863، 864، وبدائع الزهور 3/ 115. (¬5) خبر الخسوف في: بدائع الزهور 3/ 115. (¬6) حتى هنا في بدائع الزهور 3/ 115. (¬7) الصواب: «فأخذ جمع». (¬8) هكذا، والصواب: التشاؤم». (¬9) خبر التشاؤم لم تذكره المصادر. (¬10) خبر قدوم الخيضري في: بدائع الزهور 3/ 115. (¬11) خبر الختان في: بدائع الزهور 3/ 115.

وصول مبشر الحاج

[وصول مبشّر الحاج] وفيه وصل مبشّر الحاج وأخبر بالأمن والسلامة، وبوصول الحاج العراقيّ، وأنّ محمله لم يكن (¬1) الدخول إلى مكة بل أنزل ببطن مرّ (¬2)، وأنّ الأسعار غالية (¬3). [تجريد العسكر إلى عربان عزالة] وفيه عاد السلطان من سفرته، ووردت عليه الأخبار بأنّ عربان لبيد قاصدة البحيرة، وأنهم نهبوا أموال عربان عزالة ومن ينتمي إليهم، واحتاطوا على نحو المائة ألف رأس من الغنم، وعلى خمسة عشر ألفا من الإبل، وبعثوا منها نحو (¬4) الألفي رأس من الغنم، وخمسمائة من الإبل إلى السلطان، وقالوا: نحن طاعة للسلطان، وأنّ عزالى أعداءنا (¬5) وقصدونا للمحاربة والفتك، فظفّرنا الله عليهم ولا عرض لنا، فأخذ السلطان ما بعثوه (¬6)، ولم يسكت عنهم، وعيّن لهم تجريدة عليها الأتابك أزبك (¬7) وجماعة من مقدّمي الألوف، وغيرهم، وأمرهم بالسفر سريعا، فتجهّزوا وخرجوا (¬8). [وفاة شيخ تونس الجدري] [3002]- / 271 أ / وفيه مات شيخنا، العلاّمة، أبو إسحاق، إبراهيم بن محمد الجدري (¬9)، شيخ تونس وعالمها. وكان عالما، عاملا، فاضلا، بارعا، كاملا عارفا بالفنون، ماهرا فيها، نزها، عفيفا، صالحا، متعرّضا الحلال في شؤونه، حسن السمت والملتقى، كثير البشر والبشاشة، مقبلا على شأنه. ¬

(¬1) الصواب: «لم يمكّن». (¬2) في المخطوط: «ببطن مرو»، ومثله في وجيز الكلام. والصواب ما أثبتناه، وقد سبق التعليق على ذلك فيما تقدّم. (¬3) خبر وصول المبشر في: وجيز الكلام 2/ 864، وبدائع الزهور 3/ 115. (¬4) في المخطوط: «وبعثوا منها نحوا الألفي». (¬5) في المخطوط: «أعلانا». (¬6) في المخطوط: «ما يعنوه». (¬7) مهملة في المخطوط. (¬8) خبر تجريد العسكر لم أجده في المصادر. (¬9) انظر عن (الجدري) في: الضوء اللامع 1/ 123 وفيه: «إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الشيخ أبي القاسم، أبو إسحاق المشدالي الأصل، التونسي، البجائي، المغربي، المالكي، قريب أبي الفضل الشهير»، ولم يؤرّخ لمولده ولا لوفاته، ونظم العقيان 25 رقم 10 وفيه: «الحدري» بالمتن، وفي نسخة خطية «الجدري» كما أثبتناه.

وفاة قاضي مكة

سمع على جماعة، وانتفع به الطلبة بتونس. ومولده قبيل العشرين (¬1). [وفاة قاضي مكة] [3003]- وفيه مات قاضي مكة المالكيّ ونحويّها، المحيي عبد القادر (¬2) بن أبي القاسم بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد المعطي بن أحمد بن عبد المعطي الأنصاري، العبادي (¬3)، السعدي، المكي، المالكيّ. وكان عالما، عاملا، فاضلا، فقيها، نحويّا، عارفا بالفنون، كريما، عالي الهمّة، نزها، عفيفا، مع خير وعفّة، وسياسة، ووجاهة. وصنّف، وألّف، وولي قضاء مكة. وسمع على جماعة، منهم: أبو الفتح المراغي (¬4)، وأجاز له جماعة، منهم (¬5): عائشة بنت عبد الهادي، وابن الكويك (¬6)، والأرمويّ (¬7)، والدّمامينيّ. ومولده سنة 814. [وفاة الجمال التركماني] [3004]- وفيه مات الشيخ الصالح، الزاهد، الجمال، عبد الله التركماني (¬8)، السرندي (¬9)، الرومي، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، خيّرا، ديّنا، صالحا، ترك الدنيا بأسرها، وتقنّع بالقليل جدا، ¬

(¬1) في نظم العقيان: مولده قبل القرن، ومات سنة ثمان وثمانين! (¬2) انظر عن (المحيي عبد القادر) في: وجيز الكلام 2/ 868 رقم 1987، والضوء اللامع 4/ 283 - 285 رقم 752، والمنجم في المعجم 146، 147 رقم 84، وبغية الوعاة 2/ 104، 105، رقم 1554، ومعجم شيوخ ابن فهد 364، وإتحاف الورى بأخبار أم القرى، لابن فهد 4/ 598، والدر الكمين بذيل العقد الثمين، لابن فهد أيضا، ورقة 124، وبدائع الزهور 3/ 116، وشذرات الذهب 7/ 329، 330، وهدية العارفين 1/ 592، وكشف الظنون 152 و 155 و 407 و 499، ونيل الابتهاج 185، 186، ومعجم المؤلفين 5/ 297، وشجرة النور الزكية 255، 256، والأعلام 4/ 42، وديوان الإسلام 3/ 286 رقم 1439، وفهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية (النحو) ج 1 ق 2/ 148، 149. (¬3) في المخطوط: «العفاري». (¬4) في المخطوط: «المروغي». (¬5) كتب بعدها: «أبو الفتح المراغي» ثم ضرب عليها خطا. (¬6) في المخطوط: «ابن الكريك». (¬7) في المخطوط: «الارهوي». (¬8) لم أجد للتركماني ترجمة في المصدر. (¬9) لم أجد هذه النسبة في المصادر للتأكد من صحّتها.

وفاة الشيخ موسى

وتجرّد تجرّدا تامّا، وتوجّه للمدينة المشرّفة، وبها كانت وفاته وهو على خير كثير (¬1). وله زيادة على السبعين. [وفاة الشيخ موسى] [3005]- ومات الشيخ موسى (¬2)، أحد من يعتقد بالجذب والصلاح، بنواحي الصليبة. وهو في عشر الثمانين. [وفاة تنم الفقيه] [3006]- وفيه مات من الأتراك تنم الفقيه (¬3)، الأبو بكري، المؤيّدي، أحد العشرات، وزوج ابنة المحبّ (بن) (¬4) الآقصرائيّ. وكان خيّرا، ديّنا، عاقلا، حشما، يستحضر الكثير من المسائل الفقهية. [وفاة إينال الإبراهيمي] [3007]- وإينال الإبراهيمي (¬5)، (الحكيم) (¬6) بن صنطباي الأشرفيّ، / 271 ب / أتابك حلب. وكان شابا، أدوبا، حشما، عارفا بفنون الفروسية. [وفاة جمقمق المؤيّدي] [3008]- وجقمق المؤيّدي (¬7)، أحد العشرات، في شيخوخته. وكان إنسانا حسنا، خيّرا، ديّنا، ساكنا، عاقلا. ¬

(¬1) في المخطوط: «كبير». (¬2) لم أجد لموسى ترجمة في المصادر. (¬3) انظر عن (تنم الفقيه) في: بدائع الزهور 3/ 116 والضوء اللامع 3/ 45 رقم 184. (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) انظر عن (إينال الإبراهيمي) في: بدائع الزهور 3/ 116، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬6) كتبت فوق السطر. (¬7) انظر عن (جقمق المؤيّدي) في: بدائع الزهور 3/ 116.

سنة إحدى وثمانين وثمانماية

سنة إحدى (¬1) وثمانين وثمانماية [محرم] [التكلّم في رؤية الهلال] في محرّم، لما صعد القضاة لتهنئة (¬2) السلطان بالعام والشهر، وكان يوم الجمعة على إتمام ذي حجّة، أخذ السلطان يخاطب القاضي الشافعيّ في أمر رؤية الهلال، واحتدّ في أثناء ذلك، فتلطّف به وأجابه بأنّ الرؤية موقوفة على من يخبر بها، ثم بعد يومين ثبت الشهر بالخميس. [خروج الأتابك أزبك لقتال عربان لبيد] وفيه خرج الأتابك أزبك ومعه عدّة من الأمراء وطائفة كثيرة من الجند، وانضمّ إليه الكشاف والولاة ومشايخ العربان لقتال لبيد الماضي خبرهم في الحالية (¬3). [التعامل بالفلوس] وفيه نودي من قبل السلطان بأنّ أحدا لا يتعامل إلا بالفلوس التي عليها صكّة السلطان فوقف حال الناس شيئا (¬4). [هزيمة عربان لبيد] وفيه وصل الخبر من الأتابك أزبك بأنه التقى بعربان لبيد وهزمهم وقبض عليهم، وقاسى العسكر من المشاقّ، وبلغ الكراز الماء إلى خمسة دنانير فلم يوجد (¬5). [نقص الدراهم] وفيه زاد الفحش في الدراهم نقصها وحصل من ذلك ضرر على الناس في المعاملة (¬6). ¬

(¬1) في المخطوط: «سنة أحد». (¬2) في المخطوط: «للتهنئة». (¬3) خبر خروج الأتابك في: وجيز الكلام 3/ 871، وبدائع الزهور 3/ 119. (¬4) خبر التعامل بالفلوس لم أجده في المصادر. (¬5) خبر هزيمة العربان في: بدائع الزهور 3/ 119. (¬6) خبر نقص الدراهم لم أجده في المصادر.

وصول الحاج

[وصول الحاج] وفيه وصل الحاج في خير وسلامة (¬1). [تغيّر ماء النيل] وفيه تغيّر ماء النيل تغيّرا فاحشا في لونه وطعمه حتى نفر منه طبع كثير من الناس وعدلوا عن شربه لشرب مياه الصهاريج. وعدّ ذلك من نوادر دوامه (¬2). [تقدمة نائب حلب] وفيه وصلت تقدمة قانصوه اليحياوي نائب حلب وكانت شيئا كثيرا (¬3). [وفاة ابن أبي الفرج الأرمني] [3009]- وفيه مات نقيب الجيش محمد بن عبد الرزاق بن أبي الفرج (¬4) الأرمنيّ الأصل. وكان من دواهي العالم، غير مشكور السيرة، مع عسف وظلم. وتنقّل في عدّة ولايات، منها الأستادارية الكبرى. ومولده قبل القرن أو معه (¬5). [وصول قاصد الفرنج] وفيه وصل قاصد من بلاد الفرنج بسبب التجار الذين كانوا أسروا، وجرت أمور يطول / 272 أ / الشرح في ذكرها آلت إلى أن ضربت مدّة معيّنة لإحضار التجار من بلاد الفرنج، وإن لم يحضروا فليفعل السلطان بالفرنج ما شاؤوا (¬6). [قطع ثوب الكعبة] وفيه ورد الخبر بحادث شنيع وقع بمكة المشرّفة، وهو أنه وجد ثوب الكعبة قد ¬

(¬1) خبر وصول الحاج لم أجده في المصادر. (¬2) خبر ماء النيل في: بدائع الزهور 3/ 119. (¬3) خبر تقدمة قانصوه لم أجده في المصادر. (¬4) انظر عن (ابن أبي الفرج) في: وجيز الكلام 3/ 878، 879 رقم 209، والضوء اللامع 8/ 55، 56 رقم 70، وبدائع الزهور 3/ 119. (¬5) في الضوء 8/ 55 ولد بالقاهرة سنة أربع وثمانمائة. (¬6) في البدائع: «شاؤا». وخبر قاصد الفرنج ورد مختلفا في بدائع الزهور 3/ 119 وفيه: «وفيه جاءت الأخبار من الإسكندرية بأن الفرنج قد أطلقوا من كان عندهم من التجار الذين كانوا أسروهم، وقد اشتروا أنفسهم بمال صورة حتى أطلقوهم، وقد جرى عليهم أمور يطول شرحها حتى خلّصوا من بلاد الفرنج، واستمرّ ابن عليبة من يومئذ مريضا إلى أن مات بعد مدة».

صفر

قطع منه مقدار الذراعين، ووجدت الحيطان التي للكعبة ما بين الحجر والركن والباب ملطّخة بالعذرة (¬1)، فاستغرب هذا الأمر العجيب واستفحص عن فاعله وما وقف له على خبر، لكن علم كلّ أحد أنّ هذا الفاعل إنما هو من أعداء الإسلام، بل والذي يظهر لي أنه ليس متديّن بدين، بدليل أن البيت المشرّف معظّم في سائر الملل والأديان، وإن كان تعظيم المسلمين له فوق تعظيم غيرهم (¬2). [صفر] [قضاء الشافعية بدمشق] وفي صفر خلع على القطب الخيضري باستمراره على قضاء الشافعية وكتابة السرّ بدمشق، وكان قد قدم القاهرة وأقام بها أياما، وغرم مالا طائلا (¬3). [قطع يد مغربي يغشّ الذهب] وفيه قطع السلطان يد إنسان مغربيّ وجد عنده آلات الزغلية، وذكر عنه أنه كان يضرب الذهب المغشوش (¬4). [شنق بعض المفسدين] وفيه شنق حذيفة بن نصير الدين أحد المفسدين، وشنق معه ثلاثة أنفار أيضا (¬5). [خروج يشبك إلى الوجه القبلي] وفيه خرج يشبك الدوادار سائرا إلى جهة الوجه القبلي وهو في أبّهة وعظمة هائلة، وأشيع عنه أنه قاصد التوغّل في البلاد لتحصيل يونس بن عمر وأحمد أخوه (¬6) وجماعتهما، واهتمّ لذلك، وتجهّز تجهّزا حافلا. وكان من أمره ما سنذكره (¬7). [شنق ابن ملوحة] وفيه شنق إنسانا (¬8) من المفسدين يقال له ابن (¬9) ملوحة من طغاة أهل الشرقية كان ¬

(¬1) في المخطوط: «بالعدر». (¬2) خبر ثوب الكعبة لم أجده في المصادر. (¬3) خبر قضاء الشافعية في: بدائع الزهور 3/ 119. (¬4) خبر قطع اليد لم أجده في المصادر. (¬5) خبر الشنق في: بدائع الزهور 3/ 119. (¬6) الصواب: «أخيه». (¬7) خبر خروج يشبك في: وجيز الكلام 3/ 871، وبدائع الزهور 3/ 119. (¬8) الصواب: «شنق إنسان». (¬9) في المخطوط: «بن».

وفاة ممجق الفقيه

أعيا (¬1) أمره الكشّاف وغيرهم، وفعل هناك أفعالا غريبة نادرة (¬2). وحضر طائعا (¬3) فأمر السلطان بسجنه ثم بشنقه في هذا الوقت، وأخرج وأركب (¬4) جملا لتشهيره، فصار في أثناء ذلك يسبّ الوالي وأعوانه ومن حضر من الناس للتفرّج عليه لكن بكلمات قبيحة، وعدّ ذلك من النوادر (¬5). [وفاة ممجق الفقيه] [3010]- وفيها مات ممجق (¬6) الفقيه الجمالي (الخاصكي الظاهري) (¬7). / 272 ب / وكان خيّرا، ديّنا، فاضلا، يستحضر (الكثير) (¬8) من المسائل الفقهية، فصيحا بلغة الترك والعرب، مقبلا على شأنه، تريّض واختلى بنفسه. [توسيط اثنين من كبار المفسدين] وفيه وسّط اثنان من كبار المفسدين بالأنفحية، أحدهما يقال له طعمة شيخ الأنفحية (¬9). [ربيع الأول] [حفظ السواحل من الفرنج] وفي ربيع الأول عيّن السلطان جماعة من الجند لليزك وحفظ السواحل، وكانت (¬10) الفرنج عاثوا بها (وأسروا) (¬11) عدّة من المسلمين (¬12). [الإرجاف بالطاعون] وفيه أرجف الناس بمجيء الطاعون، وقد وردت الأخبار بأنه فشى (¬13) بنواحي دمياط وفارس كور، ثم كان من أمره ما سنذكره (¬14). ¬

(¬1) في المخطوط: «أعي». (¬2) في المخطوط: «ناذبد». (¬3) في المخطوط: «طالعا». (¬4) في المخطوط: «واخرج لأمك واركب». وشطب على: «لذلك». (¬5) خبر ابن ملوحة لم أجده في المصادر. (¬6) انظر عن (ممجق الفقيه) في: بدائع الزهور 3/ 119 وفيه: «ممحق» بالحاء المهملة. ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. و «ممجق» بميمين أولاهما مفتوحة ثم جيم مكسورة. (الضوء 10/ 170). (¬7) عن هامش المخطوط. (¬8) مكرّرة في المخطوط. (¬9) خبر توسيط الإثنين لم أجده في المصادر. (¬10) الصواب: «وكان الفرنج». (¬11) كتبت فوق السطر. (¬12) خبر حفظ السواحل لم أجده في المصادر. (¬13) الصواب: «فشا». (¬14) خبر الطاعون في: وجيز الكلام 3/ 871.

قتل ولد سيده

[قتل ولد سيّده] وفيه قتل عبد ولد لأخي سيّده كان حدثا يهواه، فاتفق أن خلى (¬1) به بمكان ففعل به الفاحشة بإعانة اثنين من العبيد له حتى غمي عليه فخنقوه وألقوه في سرب (¬2) فاطّلع عليه (¬3). [وفاة التقيّ الحصني] [3011]- وفيه مات العلاّمة التقيّ، الحصنيّ (¬4)، أبو بكر بن محمد بن شادي الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، كاملا، عارفا بالفنون لا سيما الأصلين العربية والمعاني والبيان مع جودة التقرير، وبشاشة الوجه، وحسن السمت والملتقى، وسلامة الباطن والفطرة، والخير والدين والصلاح والتصوّف. وولي تدريس الصلاحية المجاورة لقبّة الإمام الشافعيّ رضي الله عنه. ومولده في سنة 814 (¬5). [مشيخة الشافعية] وفيه استقرّ في مشيخة الشافعيّ الزين زكريا الأنصاري (¬6) الذي هو الآن قاضي قضاة عصرنا (¬7). ¬

(¬1) الصواب: «خلا». (¬2) في المخطوط: «سراب». (¬3) خبر قتل الولد لم أجده في المصادر. (¬4) انظر عن (التقي الحصني) في: وجيز الكلام 3/ 873 رقم 1963، والضوء اللامع 11/ 76، 77 رقم 212، وبدائع الزهور 3/ 119، وشذرات الذهب 7/ 331 وفيه ذكر: «كما قال في ذيل الدول». وهذا يعني أنه ينقل عن كتاب المؤلّف الذي بين أيدينا. (¬5) في الضوء: مولده في سنة 815 هـ‍. (¬6) هو زين الدين زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري الشافعي، شيخ الإسلام، المصنّف. توفي سنة 927 هـ‍. انظر عنه في: نظم العقيان 113 رقم 81، والكواكب السائرة 1/ 196 - 207، وحوادث الزمان 3/ 30 - 33 رقم 881، وتاريخ النور السافر 111 - 116 وفيه توفي سنة 925 هـ‍، والبدر الطالع 2/ 252، 253، وكشف الظنون 41 و 47 و 92 و 152 و 156 و 188 و 208 و 372 و 558 و 595 و 626 و 627، و 868 و 882 و 919 و 1021 و 1030 و 1035 و 1117 و 1136 و 1232 و 1236 و 1265 و 1266 و 1272 و 1325 و 1336 و 1337 و 1346 و 1497 و 1542 و 1559 و 1570 و 1571 و 1636 و 1799 و 1874 و 1875 و 1880، وشذرات الذهب 7/ 134، 136، وإيضاح المكنون 1/ 101 و 255 و 261 و 436 و 475 و 2/ 144 و 167 و 177 و 192 و 542، وهدية العارفين 1/ 374، وبدائع الزهور 5/ 370 - 372، ودرّ الحبب 1/ 52، والطبقات الكبرى للشعراني 452 - 455 رقم 5، والمجدّدون في الإسلام للصعيدي 341 - 343، وفهرس الفهارس للكتاني 1/ 343 - 345، وفهرست الخديوية 3/ 192 و 202، 203، والأعلام 3/ 80، ومعجم المؤلفين 4/ 182، وتاريخ الأدب العربي 2/ 99، 100، وذيله 2/ 117، 118، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 450 رقم 839، وفهرس المخطوطات الإسلامية في قبرص 22، 23 رقم 20 و 51، 52 رقم 62 و 278 رقم 484 و 485 و 311 رقم 559 و 312 رقم 560 و 430 رقم 796 و 460 رقم 848 و 522 رقم 974. (¬7) خبر المشيخة في: بدائع الزهور 3/ 120.

وفاة الصلاح بن بركوت

[وفاة الصلاح بن بركوت] [3012]- وفيه مات الصلاح بن بركوت المكيني (¬1)، أحمد بن محمد بن بركوت الحبشيّ الأصل، القاهري، الشافعيّ، قاضي القضاة. وكان عالما، فاضلا له رياسة وعلوّ همّة (¬2)، وسمع على جماعة، منهم: الحافظ ابن (¬3) حجر، والعلاّمة القلقشنديّ، وكان رفيقا للعلم البلقينيّ، وهو السبب في طلبه. ومولده سنة 821 [وفاة الشرف التتائي] [3013]- وفيه وصل نجّاب من مكة المشرّفة وأخبر بموت الشرف الأنصاري موسى بن علي بن سليمان التتائي (¬4)، الشافعيّ. وكان فاضلا غير خال من معرفة ورياسة، محبّا لأهل العلم والفضل والفقراء، أدوبا حشما. / 273 أ / عاقلا، سيوسا، عارفا، حسن الرأي والتدبير، بشوشا، كريم النفس. ترقّى إلى المناصب السنيّة، منها نظر الخاص والجيش، وتكرّرت ولايته لنظر الخاص، وعدّ من مدبّري المملكة، وكان حسن السفارة. ومولده بعد العشرين وثمان ميه. [غرق ولد البرهان النابلسي] وفيه غرق ولد (¬5) ومملوك للبرهان النابلسي ببحر النيل، وكان توجّه للفرجة هناك ببولاق مظهرا الشماتة بموت الأنصاري، فما تمّ يومه إلاّ وجرى ما جرى من غرق ولده، ونزل مملوك له لخلاصه، فغرق هو أيضا. وعدّت من النوادر (¬6). [هدية نائب الشام] وفيه وصلت هدية نائب الشام لأتابك جانبك قلقسيز وكانت حافلة فيها من الذهب النقد عشرة آلاف دينار (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (ابن بركوت المكيني) في: وجيز الكلام 3/ 873، 874 رقم 1994، والضوء اللامع 2/ 99 - 101 رقم 304، وبدائع الزهور 3/ 120، والذيل على رفع الأصر 94 - 104. (¬2) في المخطوط: «وعقد همة» ثم شطب عليها. (¬3) في المخطوط: «بن». (¬4) انظر عن (التتائي) في: وجيز الكلام 3/ 878 رقم 2007، والضوء اللامع 10/ 184 - 186 رقم 780، وبدائع الزهور 3/ 120 وفي الوجيز وفاته في شهر صفر. و «التتائي»: نسبة إلى تتا قرية بالمنوفية في مصر. (¬5) في المخطوط: «وفيه غرق وله». (¬6) خبر غرق ولد النابلسي في: تاريخ البصروي 76. (¬7) خبر الهدية في: بدائع الزهور 3/ 120 وفيه زيادة: «وعدّة حمّالين ما بين صمّور ووشق وسنجاب وصوف وغير ذلك».

وصول قاصد ملوك الفرنج

[وصول قاصد ملوك الفرنج] [وفيه] (¬1) وصل قاصد بعض ملوك الفرنج ممّن يحاذي صاحب قبرس، وعلى يده مكاتبة للسلطان وهدية وفي مكاتبته (¬2) الالتماس من السلطان (¬3) أن يعزل جميع من ببلاده من الساحل ويولّي غيره (¬4). [ربيع الآخر] [الحريق بباب السلسلة من القلعة] وفي ربيع الآخر في ليلة مستهلّه وقع حريق عظيم بالقلعة بباب السلسلة، وعجز حاجب الحجّاب، والدوادار الثاني، والوالي، وجماعة الإسطبل في طفيه، واحترق به ستة أرؤس من الخيل وعدّة بوائك، وهدم جانبا (¬5) من السور لطفيه، وصرف السلطان في إعادة ما احترق مالا طائلا (¬6). [كسر النيل] وفيه في ثالث مسرى كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل الأتابك أزبك إلى ذلك على العادة، وكان كسره في ثالث مسرى (¬7). [وصول ولد ملك نابولي] وفيه قدم القاهرة ولد الراي ألفريد وصاحب نابل من ملوك الكيتلان، واسم الولد استفلوا، كان بعث به والده إلى السلطان بمكاتبة وهدية عساه يولّيه نيابة قبرس. وكان استفلوا هذا شابا لم يلتح بعد، فأقيم الموكب بالحوش حافلا، وصعد إلى بين يدي السلطان فأكرمه وخلع عليه وألبسه شربوشا زركشا، ودام بالقاهرة مدّة سنين حتى عاد إلى بلاده (¬8). [إمرة الركب الأول] وفيه خلع على الزين بن مزهر بإمرة الركب الأول، ثم بعد أيام أعفي منها. وكان ¬

(¬1) في المخطوط بياض. (¬2) في المخطوط: «مكاتبه». (¬3) في المخطوط: «الا سلطان». (¬4) خبر قاصد الفرنج لم أجده في المصادر. (¬5) الصواب: «وهدم جانب». (¬6) خبر الحريق في: وجيز الكلام 3/ 871، وبدائع الزهور 3/ 120. (¬7) خبر كسر النيل في: بدائع الزهور 3/ 120. (¬8) خبر ولد ملك نابولي لم أجده في المصادر.

جمادى الأول

الزين استأذن السلطان في توجّهه / 273 ب / [إلى] (¬1) الحجاز في سنته هذه، وأن يجاور هناك رجبيا، فكأنه أراد أن ينكيه بما فعله حتى استعفى ونأى عن السفر بالكلية (¬2). [جمادى الأول] [عيادة السلطان للأتابك أزبك] وفي جماد الأول نزل السلطان إلى دار الأتابك أزبك ليعوده، وكان قد مرض وأشيع بأنه في غاية الجهد من مرضه، وأرجف بموته، وحقن نحوا من عشرين حقنة (¬3). [وفاة قانم نائب الإسكندرية] [3014]- وفيه مات نائب الإسكندرية قانم قشير (¬4)، الموساوي، الظاهريّ. وله زيادة على الخمسين. وكان عاقلا، سيوسا، أدوبا، حشما، بشوشا، متجمّلا في شؤونه (¬5)، عارفا بأنواع الفروسية. [وفاة الشمس ابن أخت مدين] [3015]- وفيه أيضا مات الشيخ المسلّك، العارف، القدوة، المحقّق، الشمس ابن (¬6) أخت الشيخ مدين، محمد بن أحمد بن عبد الكريم (¬7) القاهري، المالكي، ثم الحنفيّ. وكان من أهل الدين المتين، والخير والصلاح والعبادة، وتسلّك بخاله الشيخ مدين، وأخذ عنه الطريق وشهر فيها، وبرع وصنّف في التصوّف، وذكر عنه الكرامات. ومولده سنة 814. [وصول يشبك من بلاد الصعيد] وفيه وصل يشبك الدوادار من بلاد الصعيد وقد جرف الأموال جرفا، لكنه قمع الكثير من المفسدين (¬8). ¬

(¬1) إضافة للضرورة. (¬2) خبر إمرة الركب لم أجده في المصادر. (¬3) خبر عيادة السلطان لم أجده في المصادر. (¬4) في المخطوط: «قسير» بالسين المهملة. وانظر عن (قانم قشير) في: وجيز الكلام 3/ 872، والضوء اللامع 6/ 200 رقم 693، وبدائع الزهور 3/ 120. (¬5) في المخطوط: «شؤنه». (¬6) في المخطوط: «بن». (¬7) لم أجد لمحمد بن أحمد بن عبد الكريم ترجمة في المصادر. (¬8) خبر وصول يشبك في: بدائع الزهور 3/ 120 وفيه: «ولم يظفر بأولاد ابن عمر».

إمرة الحاج

[إمرة الحاج] وفيه وصل يشبك الجمالي (¬1) الظاهريّ، أحد مقدّمي الألوف بإمرة الحاج بالمحمل (¬2). [جمادى الآخر] [وصول نائب حلب إلى القاهرة] وفي جماد الآخر وصل قانصوه اليحياوي نائب حلب إلى القاهرة، وقد كان أشيع عنه أنه في قصد الخروج عن الطاعة ونحوا (¬3) من ذلك. وكان نائب قلعة حلب يكاتب السلطان في كل قليل تحدث منه لمنافرة بينهما، وينسب إليه أشياء، منها بأنه يكثر من شرى (¬4) المماليك، فعرّف (السلطان) (¬5) الأتابك بذلك لكون بينهما صحبة، فأنكر الأتابك ذلك وبرأه منه واستأذنه في أن يبعث إليه بحضوره فبعث يستحثّه على ذلك، فركب النجب وقدم القاهرة في ثلاثة عشر يوما من حلب وصعد إلى السلطان فأمر به وخلع عليه باستمراره على نيابته وأنزله الأتابك أزبك بداره، ونزل في موكب حافل وقد بطل ما كان يشاع (مع أنّ السلطان) (¬6) بقي عنده (¬7) في النفس شيا (¬8)، فإنه ظهر بعد ذلك في سنة خمس وثمانين على ما سيأتي (¬9). [إمرة الركب الأول] / 274 أ / وفيه قرّر آقبردي الأشرفيّ، أحد العشرات وروس (¬10) النوب في إمرة الركب الأول (¬11). [رجب] [استضافة السلطان في خليج الزعفران] وفي رجب توجّه السلطان إلى خليج الزعفران لضيافة صنعت له هناك وكانت حافلة، وركب من الخليج في يوم الجمعة سابعه إلى الخانكية فشهد بها صلاة الجمعة، ثم عاد، ثم خرج مرة ثانية في ضيافة يشبك بالخليج أيضا، وكانت حافلة جدا خرج بها السلطان وجمع (الأمراء) (¬12) والمباشرين، ونصبت وطاقاتهم، كل وطاق في منزلته كما ¬

(¬1) في البدائع: «تاني بك الجمالي». (¬2) خبر إمرة الحاج في: بدائع الزهور 3/ 120. (¬3) الصواب: «ونحو». (¬4) الصواب: «من شراء». (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) ما بين القوسين مكرّر في المخطوط. (¬7) في المخطوط: «عندما». (¬8) الصواب: «شيء». (¬9) خبر نائب حلب باختصار في: بدائع الزهور 3/ 120. (¬10) كذا. (¬11) خبر إمرة الركب في: بدائع الزهور 3/ 120. (¬12) كتبت فوق السطر.

زلزلة القاهرة

حين سفر السلطان، وخرج جلبان السلطان الجميع، فجميع العسكر، وعملت الأسمطة الحافلة وما يلائمها، ونصب القبق هناك، ورمى عليه جلبان السلطان وغيرهم، وجرت أمور يطول الشرح في ذكر جزئياتها قد بيّناها في تاريخنا «الروض الباسم» (¬1). [زلزلة القاهرة] وفيه زلزلت القاهرة (زلزلة) (¬2) هائلة في الليل، وسمع دويّها بالأبنية ووقع بها بعض أبنية مشعّثة، وارتعب وفزع منها، اطلع عليها جماعة ومرّت بسرعة، فلو دامت لكانت مهولة جدا (¬3). [ضرر الباعة من الفلوس العتيقة] وفيه فحش أمر الفلوس العتق وكثر الضرر على الباعة بواسطتها لا سيما العتق منها، وبلغ قيمة النصف الفضة ثلاثة عشر درهما ونصف (¬4) بعد الإثني عشر درهما، وكثر تعنّت الناس في ذلك، وصارت الأسعار على قسمين، ما يباع بالفضة بسعر، وما يباع بالفلوس بسعر آخر. وكان من ذلك ما سنذكره (¬5). [الخلعة على ولد الخيضري بالقضاء] وفيه داخل القطب الخيضريّ السلطان وتحشّر فيه حتى راج عنده واستأذنه في الإقامة بمصر، وأن يستنيب ولده النجم أحمد عنه في القضاء بدمشق وكتابة السرّ، فأجابه إلى ذلك، وخلع على ولده بذلك، وصار القطب من أخصّ خواصّ السلطان المقدّمين عنده بعد ذلك، وكثر (¬6) مداخلته له، والاجتماع عليه، لكن لا بفائدة ولا طائل (¬7). [المنافرة بين يشبك وخير بك] وفيه وقع بين يشبك الدوادار / 274 ب / وبين خير بك من حديد منافرة بسبب فلاّحين، فاتّفق أن التقيا بالقلعة فتقاولا في طريقهما إلى الحوش، فحنق يشبك من خير بك ولكمه بيده فسقط [إلى] (¬8) الأرض، فتدارك بعض الأمراء الأمر، ودخل بينهما، وإلاّ كان الحال أفظع من ذلك (¬9). [انصلاح الفلوس] وفيه نودي على الفلوس فصلح الحال شيئا (¬10). ¬

(¬1) في القسم الضائع منه. وخبر استضافة السلطان في: بدائع الزهور 3/ 121. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) خبر الزلزلة في بدائع الزهور 3/ 121. (¬4) الصواب: «ونصفا». (¬5) خبر ضرر الباعة في: بدائع الزهور 3/ 121. (¬6) الصواب: «وكثرت». (¬7) خبر الخلعة لم أجده في المصادر. (¬8) إضافة للضرورة. (¬9) خبر المنافرة في: بدائع الزهور 3/ 121. (¬10) خبر انصلاح الفلوس لم أجده في المصادر.

شعبان

[شعبان] [الإرجاف بالطاعون] وفي شعبان كثرت الأراجيف بحدوث الطاعون بالقاهرة (¬1). [ركوب السلطان للرماية] وفيه ركب السلطان في مركب حافل وخرج إلى الرماية فاصطاد وعاد إلى قلعته من على جهة الجبل إلى القاهرة (¬2). [عودة السلطان إلى القلعة من خارج القاهرة] وفيه أيضا نزل السلطان إلى الرماية في موكب حافل، وظنّ الناس عوده من القاهرة، فاحتفلوا لذلك، وهرعوا إلى مظانّ اجتيازه بهم وقعدوا في انتظاره لشق القاهرة، فعاد من خارجها إلى القلعة، فسقط في أيدي الذين كانوا في انتظاره. ثم نزل للرماية مرة ثالثة ولم يشق أيضا القاهرة في عوده (¬3). [وزن الفلوس بدل العدد] وفيه نودي على الفلوس بستة وثلاثين الرطل، وأن تكون (¬4) كلها بالميزان، وأبطل عددها (¬5). [رمضان] [التعامل بالفضة والذهب وزنا] وفي رمضان نودي على الفضة الدراهم المضروبة بأن لا يتعامل بها إلاّ بالميزان، وكذا الذهب. وكان قد فحش الأمر وقصّ الفضّة بالمقاريض حتى خفّ النصف، وكذا دخل المقراض الذهب أيضا، وزاد السعر في الفلوس، فتضرّر الناس من المعاملة على هذا الوجه، وتعطّلت معاش (¬6) الكثير من الناس في هذه المناداة، وتوقّفت الأحوال، وتعنّت الكثير من الباعة في الفضّة وأحدثوا الموازين الصغار والصنج والقضارات الزجاج، وصاروا يأخذون الدرهم بالوزن ويفعلون في وزنها ما تهواه أنفسهم، لا سيما قليلوا (¬7) الدين منهم. وجرت أمور يطول الشرح في ذكرها. ¬

(¬1) خبر الإرجاف بالطاعون لم أجده في المصادر. (¬2) خبر ركوب السلطان في بدائع الزهور 3/ 121. (¬3) خبر عودة السلطان في: بدائع الزهور 3/ 121. (¬4) في المخطوط: «يكون». (¬5) خبر وزن الفلوس في: بدائع الزهور 3/ 121. (¬6) الصواب: «وتعطّلت معاشات». (¬7) الصواب: «قليلي».

جلوس السلطان للفصل بالأحكام

وكانت الموازين الفضّة قد بطلت من ذلك في عدّة دول (¬1). [جلوس السلطان للفصل بالأحكام] وفيه تعهّد السلطان النزول إلى الإصطبل والجلوس فيه يفصل / 275 أ / الحكومات. ورفع إليه إنسان شكوى على أبي بكر بن عبد الباسط، فأمر (نقيب الجيش) (¬2) بحمله معه إلى حيث شاء من قضاة الشرع (¬3). [قراءة البخاري بالقلعة] وفيه ابتدي بقراءة «البخاريّ» بالقلعة. وصار القطب الخيضري يحضره ويبدي فيه مباحث يظنّها الكثير من الجهلة والعوامّ الذين هم في صورة طلبة العلم مباحث طائلة، ويستغربها، ولا يدري أنه هو أغرب منها، فإنها مباحث لا طائل تحتها، فكان اللغط يكثر في حيّز السماع للحديث، حتى خرج مجلس الحديث عن كونه مجلس سماع (¬4). [نزول السلطان إلى الأزهر متنكّرا] وفيه أشيع بالقاهرة أن السلطان تنكّر وغيّر هيئته ونزل لابسا برنسا إلى القاهرة، وإلى جهة الجامع الأزهر، ورأى عمائره التي أنشأها تجاه الجامع المذكور من السبيل والمكتب وما إلى جانبها من الربع الهائل وما تحته من الحوانيت والخان وما يقرب ذلك من العمائر والحوض. وكانت هذه العمائر قد انتهت وما بقي إلاّ اليسير منها. وذكر عنه أنه تصدّق بالجامع الأزهر وغيره من غير أن يشعر به أحد، وأنه سأل عن أحوال الناس والرعايا، وسأل عن نفسه عن بعض الناس، إلى غير ذلك من الإشاعات. ولعلّ نزول السلطان على هذه الهيئة والصفة من النوادر (¬5). [وفاة جانبك المشدّ] [3016]- وفيه مات جانبك المشدّ (¬6) القجماسي، الأشرفيّ كالفجأة بعد أن صلّى التراويح. ¬

(¬1) خبر التعامل بالفضة بإيجاز شديد في: بدائع الزهور 3/ 121. (¬2) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬3) خبر جلوس السلطان لم أجده في المصادر. (¬4) خبر قراءة البخاري في: بدائع الزهور 3/ 222 باختصار شديد. (¬5) خبر نزول السلطان في: بدائع الزهور 3/ 121 باختصار. (¬6) انظر عن (جانبك المشدّ) في: وجيز الكلام 3/ 879 رقم 2012، والضوء اللامع 3/ 54 رقم 215، وبدائع الزهور 3/ 121، 122.

ظهور الطاعون بمصر

وله زيادة على الستين سنة. وكان خيّرا، ديّنا، عاقلا، أدوبا، وافر المعرفة، وقورا، عارفا بفنون الفروسية والأنداب، والتعاليم، محبّا لأهل العلم والخير والصلاح، داخل الدولة في سلطنة الأشرف إينال، وعدّ من مدبّريها وأنّها (¬1) قضايا مهمّة. وولي شادّ الشراب خاناه، ثم تقدّم وكان له ذكر وشهرة. [ظهور الطاعون بمصر] (وفيه) (¬2) ظهر الطاعون بمصر في بعض الأطفال والرقيق. وكثرت الأراجيف به، سيما (والأخبار) (¬3) / 272 ب / تترادف (¬4) بأنه فاش بالمحلّة وتلك النواحي، وأنه عدّ بالمحلّة في اليوم زيادة على المائتين (¬5) نسمة (¬6)، وكذا الأخبار ترادفت من غزّة والرملة بأنّ الموت فاش بها وبتلك النواحي حتى خلت، ومات غالب أهلها (¬7). [وفاة تمر قانباي] [3017]-، [وفيه] (¬8) (مات تمر السيفي (¬9) قانباي الحمزاوي، أحد مقدّمي الألوف بدمشق) (¬10). [منع إرسال نقيب للحكام] وفيه نودي من قبل السلطان بأنّ أحدا من حكام السياسة كائنا من كان لا يبعث نقيبا من أعوانه لأحد أحدا من الخصوم في دعوى عند أيّ قاض كان من قضاة الشرع بكائنة وقعت وبلغت السلطان، ثم لم يدم هذا (¬11). [وفاة ابن جلود القبطي] [3018]- وفيه مات الكريم بن جلود (¬12)، عبد الكريم بن محمد بن إسحاق القبطيّ، كاتب الماليك. ¬

(¬1) الصواب: «وأنهى». (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) مكرّرة في المخطوط. (¬4) في المخطوط: «بترادف». (¬5) الصواب: «على المائتي». (¬6) في المخطوط: «نشميه». (¬7) خبر الطاعون بمصر في: بدائع الزهور 3/ 122 باختصار. (¬8) إضافة للضرورة. (¬9) لم أجد لتمر السيفي ترجمة في المصادر. (¬10) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬11) خبر منع الإرسال لم أجد مصدرا له. (¬12) انظر عن (ابن جلود) في: وجيز الكلام 3/ 879 رقم 2010، والضوء اللامع 4/ 316 رقم 860، وبدائع الزهور 3/ 122.

وفاة قانصوه رفرف

وكان محبّا في الفضائل، بل قرأ شيئا، ونظر في الأدب، وطالع الكثير من دواوين الشعر حتى صار له ملكة في نقد الشعر ومعرفة جيّدة ورديّة، وولي كتابة المماليك بعد أبيه في حداثة سنّه قبل أن يلتحي، ومباشرها (¬1) مباشرة حسنة بشهامة وكرم نفس وعفّة وتجمّل. ومولده قبل السبعين وثمانماية. [وفاة قانصوه رفرف] [3019]- وفيه مات بالطاعون قانصوه رفرف (¬2) الإبراهيمي، الخاصكيّ (¬3)، بل أحد الخمسات. وكان شابا حسنا، حسن السمت، كثير الأدب والحشمة، عارفا بفنون الفروسية، شجاعا، مقداما، كريما جدا، سمحا، قرأ أشياء، ولم يخل من فضيلة، وتصوّف بأخرة وشاخ، ومات على خير كثير. وحكي عند (موته) (¬4) حسنة. [ختم البخاري] وفيه ختم «البخاري» بالقلعة، وكان ختما حافلا (¬5). [شوال] [تزايد الطاعون] وفي شوال (¬6) أخذ الطاعون بالزيادة وصار يتخطّف الناس، وبلغت فيه عدّة من صلّي عليه بباب القصر خاصة نحوا من ثلاثين جنازة، وأخذ الناس الهلع الشديد والرعب والفزع، وكان طاعونا وطيا (¬7) يموت الإنسان فيه بعد طعنه بيوم أو يومين أو ثلاثة، فإن جاوزه اليوم الثالث رجي له البرء. وكان طاعونا مهابا (¬8). ¬

(¬1) الصواب: «وباشرها». (¬2) انظر عن (قانصوه رفرف) في: بدائع الزهور 3/ 122. (¬3) في المخطوط: «الخاص كى». (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) خبر ختم البخاري لم أجده في المصادر. (¬6) كتبت «شوال» في المن والهامش. (¬7) في البدائع: «مهابا». (¬8) خبر تزايد الطاعون في: بدائع الزهور 3/ 122 وفيه: يقول الشهاب المنصوري: لهفي على مصر وولدانها أضحوا إلى الموت يساقونا ما نشر الفصل سهام الروى عليهم إلاّ طواعينا

شفاعة ابن عثمان بدولات باي النجمي

[شفاعة ابن عثمان بدولات باي النجميّ] وفيه وصل دولات باي النجميّ / 276 أ / حاجب الحجّاب بدمشق كان، وكان قد تخوّف من السلطان لأمر وقد (أتى) (¬1) ابن (¬2) عثمان، فبعث يشفع فيه، فقبل ببعثه ومعه قاصده، وصعد إلى السلطان فأكرمه وخلع عليه ووعده بجميل (¬3) [فرار أخي صاحب مكة] وفيه وصل السيد علي بن بركات الحسني أخو صاحب مكة فارّا من أخيه، وكان قدومه للقاهرة من جهة القصير، فأنزله السلطان وأكرمه ورتّب له ما يليق به، ودام بالقاهرة هو ووالده حتى ماتا، كما سيأتي بعد التسعين إن شاء الله تعالى (¬4). [نيابة جدّة] وفيه قرّر في نيابة جدّة ونظرها قراجا السيفي جانبك نائب جدّة من غير أن يقرّر (¬5) عليه مال في ذلك بل يتكلّم عليها بالأمانة، ومهما حصّل يحمل إلى السلطان، وأضيف إليه ثلاثون نظر من خواص جلبان السلطان يسيرون معه إلى هناك، وقصد السلطان بذلك إعانته بهم وإبعادهم عن الطاعون (¬6). [خروج الحاج] وفيه خرج الحاج (¬7). [وصول قاصد حسن الطويل] ووصل قاصد حسن الطويل، إنسان من قضاة الحنفيّة ببعض البلاد يقال له عبد المجيد، فأكرمه السلطان، وأنزل بدار كاتب السرّ (¬8). [وفاة الأطفال بالطاعون] وفيه، في أواخره فشى (¬9) الطاعون ومات به كثير من الأطفال والجواري والعبيد ¬

(¬1) مكرّرة في المخطوط. (¬2) في المخطوط: «بن». (¬3) خبر شفاعة ابن عثمان في: وجيز الكلام 3/ 872، وبدائع الزهور 3/ 122. (¬4) خبر الفرار في: وجيز الكلام 3/ 872، وبدائع الزهور 3/ 122. (¬5) في المخطوط: «يقدر». (¬6) خبر نيابة جدة في: وجيز الكلام 3/ 873، وبدائع الزهور 3/ 122، 123. (¬7) خبر الحاج في وجيز الكلام 3/ 872 وفيه: «وأمير المحمل تنبك الجمالي، والأول آقبردي البشمقدار»، وبدائع الزهور 3/ 123. (¬8) خبر قاصد حسن الطويل لم أجد له مصدرا. (¬9) الصواب: «فشا».

ذو القعدة

والغرباء وجزع الناس فيه لا سيما على (¬1) أولادهم وخدمهم (¬2). [ذو القعدة] [تزايد الطاعون بالقاهرة] وفي ذي قعدة كان الطاعون متزايدا فاشيا بالقاهرة وضواحيها، وبلغ عدّة من يرد اسمه ديوان الحشر نحوا من ستين نفسا خارجا عن الأطفال والعبيد والإماء فهم أضعاف ذلك. ثم بعد أيام ظهر بقلعة الجبل وصار يموت من المماليك في كل يوم منه عشرة فما دونها، وعمّ ديار الأمراء، فما من دار إلاّ والموت في المماليك عمّال (¬3). [موت بطرك النصارى] [3020]- وفيه هلك بطرك النصارى (¬4) اليعاقبة، ميخائيل المنفلوطيّ. وكان مشكورا في بطركته، / 276 ب / محمود السيرة عند أهل ملّته، معظّما عندهم، موصوفا بالأمانة والعفّة والزهد والعبادة على قواعدهم. [تزايد الأموات] وفيه زادت (عدّة) (¬5) الأموات في العشر الأول منه، وزادت عدّة من يصلّى عليه بمصلّى باب النصر على المائة، وقس على ذلك بقية المصلّيات، وهنّ (¬6) سبعة عشر مصلّى (¬7)، وفشا الطاعون ببولاق، وصار يجرف الناس جرفا. ورؤيت الجنائز كالقطارات، وربّما صفّت الجنائز عشرة في مرة واحدة، بل وربّما كانت أزيد من ذلك في الصلاة الواحدة، ونودي من قبل يشبك أنّ من كان عنده ميّت وعجز عن تكفينه وتجهيزه فليحمل إلى مغسله الذي أنشأه قريب المصنع، فحصل للناس بذلك رفق، وكذا فعل بمغسل زين الدين الأستادار ببولاق، وجهّز يشبك من ماله جمعا موفورا في هذا الوباء (¬8). ¬

(¬1) في المخطوط كتب قبلها: «على سيما» وشطب عليها. (¬2) خبر وفاة الأطفال لم تذكره المصادر. (¬3) خبر تزايد الطاعون لم أجده في المصادر. (¬4) خبر (بطرك النصارى) في: الضوء اللامع 10/ 193، 194 رقم 822، وبدائع الزهور 3/ 125. (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) الصواب: «وهي». (¬7) في المخطوط: «يصلى». (¬8) خبر تزايد الأموات لم أجده في المصادر. والموجود في: بدائع الزهور 3/ 126 ما يتعلّق فقط بالمغسل.

عرض الأسرى الفرنج على السلطان

[عرض الأسرى الفرنج على السلطان] وفيه عرض على السلطان جماعة من الفرنج أخذوا من مركز بثغر الإسكندرية، ووجد معهم سلاح كثير ونسبوا إلى الفساد والتجرّم بسواحل البحر من هذه المملكة، فعرض السلطان عليهم الإسلام، ومن امتنع منهم أمر بضرب عنقه، فضربت أعناق نحوا (¬1) من ثلاثين منهم، ومن أسلم منهم أنزلوا بديوان الجند السلطاني (¬2). [الموتى بالقاهرة] وفيه بلغ عدّة الموتى بالقاهرة خاصّة نحوا من ألف (¬3). [وفاة أخت السلطان] [3021]- وفيه ماتت أخت السلطان الخوندجان تين (¬4) الجركسية. وتركت موجودا بزيادة على العشرين ألف دينار، وتركت ولدا لها. وكانت جنازتها حافلة جدّا حضرها السلطان والأمراء والأعيان. [موتى مماليك السلطان بالقلعة] وفيه أحصي من مات بالقلعة من مماليك السلطان إلى أواخر هذا الشهر، فكانوا زيادة على أربعمائة. [3022]- منهم قريب السلطان شادبك (¬5)، أحد الخاصكية (¬6) الخواصّ. وكان شابا حسنا، عاقلا، أدوبا، / 277 أ / حشما، ساكنا، عارفا بفنون الفروسية. [وفاة حكم المصارع] [3023]- وفيه مات جكم المصارع (¬7) الأشرفي، الخاصكيّ. وكان شابا سمينا، وافر البنية، عارفا بفنون الفروسية، رأسا في الصراع، وله شجاعة وإقدام. ¬

(¬1) الصواب: «أعناق نحو». (¬2) خبر عرض الأسرى لم أجد مصدرا له. (¬3) خبر الموتى بالقاهرة لم أجد مصدرا له. (¬4) انظر عن (الخوندجان تين) في: بدائع الزهور 3/ 123 ولم يذكرها السخاوي في الضوء اللامع. (¬5) لم أجد لشادبك ترجمة في المصادر. (¬6) في المخطوط: «الخاصيكية». (¬7) انظر عن (جكم المصارع) في: بدائع الزهور 3/ 123، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع.

وفاة جانباي الأشرفي

[وفاة جانباي الأشرفي] [3024]- ومات جانباي الأشرفيّ (¬1)، أحد العشرات، وابن (¬2) أخت السلطان الماضية. وكان شابا حسنا، أدوبا، عاقلا، عارفا بأنواع الملاعيب والفروسية. [وفاة طوغان المحمدي] [3025]- ومات بالطاعون أيضا طوغان شيخ (¬3) المحمدي (¬4)، الأشرفيّ. (وكان في عشر الثمانين) (¬5). ولم يكن خال (¬6) من فضيلة ما، مع دعواه العريضة بمعرفة الفقه وغيره. وكان يستحضر الكثير من المسائل، وله أدب وحشمة وخير ودين، ولعلّه صنّف شيئا. وكان له شهادة (¬7) وذكر لما كان بيده نفرا الحرم، وباشيّة الجند بها. [وفاة عبد الكريم السيواسي] [3026]- وعبد الكريم السيواسي (¬8)، المريدي، الحنفيّ. وكان فاضلا، قرأ كثيرا، وسمع على جماعة. ومولده في سنة 837. [وفاة عيسى بن شعبان] [3027]- وفيه مات عيسى بن شعبان (¬9) بن محمد بن خليل بن دلغادر، أخو شاه سوار. وكان مقيما بالقاهرة بعد كائنة سوار. ¬

(¬1) لم أجد لجانباي الأشرفي ترجمة في المصادر. (¬2) في المخطوط: «وبن». (¬3) انظر عن (طوغان شيخ) في: وجيز الكلام 3/ 880 رقم 2014، والضوء اللامع 4/ 10 رقم 37، وبدائع الزهور 3/ 123، وإيضاح المكنون 2/ 543، ومعجم المؤلفين 5/ 45. (¬4) في المصادر السابقة: «الأحمدي». (¬5) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬6) الصواب: «ولم يكن خاليا». (¬7) الصواب: «شهرة». (¬8) انظر عن (عبد الكريم السيواسي) في: بدائع الزهور 3/ 123، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬9) انظر عن (عيسى بن شعبان) في: بدائع الزهور 3/ 123.

تكاثر الأموات

[تكاثر الأموات] وفيه كثر موت الوجيء (¬1)، بل وفي الذي يليه. [وفاة ابن قطلوبغا] [3028]- وفيه مات شيخنا العلاّمة، السيف الحنفيّ، محمد بن محمد بن عمر بن قطلوبغا (¬2)، التركيّ الأصل، القاهريّ، الشيخ سيف الدين. وكان عالما، فاضلا، بارعا، كاملا، محقّقا، خيّرا، ديّنا، صالحا، سليم الفطرة، منجمعا عن بني الدنيا، ماهرا في عدّة فنون، حسن السمت والملتقى، كثير السكون، متقشّفا في ملبسه. أثرت عنه كرامات ومكاشفات. سمع على جماعة، منهم: والدته. وولي عدّة تداريس جليلة، منها المؤيّدية، ومشيخة الشيخونية، وغير ذلك. ومولده سنة ثلاث وثمانماية. [ذو الحجة] [تزايد الموتى بالطاعون] وفي ذي حجّة، في أوله كان عدّة من يرد اسمه للديوان ثلاثة آلاف نسمة وكان البرد شديدا في هذه الأيام، فإنه كان في برمهات (¬3)، واستغرب الوباء في مثل هذه الأيام (¬4). [الطاعون بالوجه القبلي] وفيه ظهر / 277 ب / الطاعون ببلاد الوجه القبلي، ثم فشى (¬5) فيه جدا، ومات به من الخلق ملا يحصي عددهم إلا الله تعالى (¬6). ¬

(¬1) في المخطوط: «الوحى». (¬2) انظر عن (ابن قطلوبغا) في: وجيز الكلام 3/ 875، 876 رقم 2000، والضوء اللامع 9/ 173 - 175 رقم 445، وبغية الوعاة 1/ 231 رقم 419، وحسن المحاضرة 1/ 478، 479، والمنجم في المعجم 206 - 208 رقم 170، وبدائع الزهور 3/ 123، والبدر الطالع 2/ 246، 247، وشذرات الذهب 7/ 332، 333، وهدية العارفين 2/ 210، وديوان الإسلام 2/ 463، 264 رقم 407، والأعلام 7/ 50، ومعجم المؤلفين 11/ 255. (¬3) برمهات: هو الشهر السابع في السنة القبطية. (¬4) خبر تزايد الموتى في: تاريخ البصروي 80 وفيه: كثر الطاعون بدمشق، وجاء الخبر بأنه في مصر عظيم جدا، حتى قيل إنه يخرج منها كل يوم نحو عشرة آلاف، وبدائع الزهور 3/ 124. (¬5) الصواب: «فشا». (¬6) خبر الطاعون بالوجه القبلي لم أجده في المصادر.

قراءة البخاري ومسلم بالأزهر

[قراءة البخاري ومسلم بالأزهر] وفيه قرئ «صحيح البخاري»، و «مسلم»، و «الشفاء» (¬1) بالجامع الأزهر، وحضر القضاة ذلك والمشايخ والطلبة بأمر من السلطان، وصاروا يدعون عقيب ذلك بدفع البلاء عنهم، وهو الطاعون، وهذا خلاف السنّة (¬2). [الرؤى النادرة] وفيه اتفقت في عدّة أيام منه نوادر غريبة في مرايا (¬3) رؤيت في النوم، فكانت كما رؤيت، وقد ذكرناها برمّتها في تاريخنا «الروض الباسم» (¬4). [وفاة كسباي الظاهري] [3029]- وفيه مات كسباي من وليّ الدين (¬5) الظاهريّ، أحد العشرات، والدوادار الثاني كان. وكان إنسانا حسنا، عارفا، سيوسا، عارفا بفنون الفروسية، رأسا للطائفة الخشقدمية. مات شابا. [الموت في مماليك] وفيه بلغ عدّة من يموت من المماليك بطباق القلعة نحوا من ثمانين في كل يوم (¬6). [نادرة من محاسن يشبك الدوادار] وفيه وقعت نادرة لطيفة تعدّ من محاسن يشبك الدوادار، وهي أنه ركب يوما إلى خارج القاهرة، وإذا هو بشيخ معه قفّة قاصد (¬7) القاهرة، فسأله عمّا في قفّته من غير أن يشعر الشيخ أن سائله يشبك الدوادار، فقال له: «فيها بيض جئت به لأبيعه وأشتر (¬8) لصبيّنا في ثمنه خبزا»، فقال: كم هو من البيض أنا أشتريه؟ فأخرجه الشيخ وعدّه له، فإذا ¬

(¬1) الأرجح أنه كتاب «الشفا بتعريف حقوق المصطفى» للإمام الحافظ أبي الفضل عياض بن موسى القاضي اليحصبي، المتوفى سنة 544 هـ‍. (¬2) خبر قراءة البخاري لم أجد مصدرا له. (¬3) الصواب: «وفي الرؤى». (¬4) في القسم الضائع منه. وخبر الرؤى لم أجده في المصادر. (¬5) انظر عن (كسباي من ولي الدين) في: الضوء اللامع 6/ 229 رقم 783، وبدائع الزهور 3/ 123. (¬6) خبر الموت في المماليك لم أجده في المصادر. (¬7) الصواب: «قاصدا». (¬8) الصواب: «وأشتري».

وفاة تمرباي الكاشف

هو اثنتي (¬1) عشرة بيضة، فأعطاه اثني عشر دينارا (¬2). [وفاة تمرباي الكاشف] [3030]- وفيه مات تمرباي الكاشف (¬3) الأشرفيّ، أحد العشرات. وكان من مماليك السلطان، ظلوما، غشوما، لكنه قمع الكثير من المفسدين لما ولي كشف الشرقية. وقرّر عوضه في الكشف علي باي (¬4)، الذي هو الآن نائب الإسكندرية. [وفاة كرتباي كاشف البحيرة] [3031]- ومات مع تمرباي: كرتباي (¬5) أيضا، كاشف البحيرة، وكلاهما بالطاعون. وكان كرتباي / 278 أ / هذا من مماليك جانبك نائب جدّة، (وعرف) (¬6) بقرابة (¬7) للسلطان، فرقّاه، وكان ذا شجاعة. [انعدام السرور بالعيد] وفيه كان عيد النحر من نوادر الأعياد وأغربها، وكونه ما وجد به السرور لأحد غالبا لكثرة الموتى والصياح عليهم والعويل واشتغال الناس وبالهم عن العيد بموتاهم (¬8). ¬

(¬1) الصواب: «هو اثنتا». (¬2) خبر النادرة في: بدائع الزهور 3/ 126 وفيه: «. . فعبث عليه الأمير يشبك وقال له: ما في قفّتك؟ فقال: بيض جيت به لأبيعه وأشتري لأولادي بثمنه خبزا، فإنّ معي ثلاث بنات، فقال له الأمير يشبك: كم هم (كذا) بيضة أنا أشتري منك ذلك، فأخرج له الشيخ ما في القفّة من البيض، فقال له: عدّهم (كذا)، فعدّهم (كذا) فإذا هم (كذا) عشرون بيضة، فأخذ منه ذلك البيض ودفعهم (كذا) للغلام، ثم رسم لمن خلفه من المماليك بأن يدفع لذلك الشيخ عشرين دينارا، وقال له: لو كان معك أكثر من ذلك لدفعت لك في كل بيضة دينارا، وقد اختلف في عدد البيض التي كان مع الشيخ، قيل إنه كان أكثر من عشرين بيضة، فدفع له في كل بيضة دينارا فعدّ ذلك من النوادر اللطيفة». (¬3) انظر عن (تمرباي الكاشف) في: الضوء اللامع 3/ 39 رقم 160، وبدائع الزهور 3/ 123. (¬4) انظر عن (علي باي) في: الضوء اللامع 5/ 151 رقم 530، وبدائع الزهور 3/ 123. (¬5) انظر عن (كرتباي) في: الضوء اللامع 6/ 227 رقم 773، وبدائع الزهور 3/ 123. (¬6) تكرّرت في المخطوط، وضرب خطا على الأولى. (¬7) الصواب: «بقرابته». (¬8) خبر انعدام السرور لم أجده في المصادر.

وفاة أخت قانصوه

[وفاة أخت قانصوه] [3032]- واتّفق أن مات فيه أخت قانصوه (¬1) خمسمائة زوجة يشبك الدوادر. وكانت جنازتها حافلة جدا. [وفاة قاضي منفلوط] [3033]- وفيه مات الولي (قاضي) (¬2) منفلوط (¬3) بها، محمد بن عبد الغني بن شعيب (¬4) الحسني، العلوي، الشافعيّ، وليّ الدين. وكان من أعيان بلده. قرأ شيئا مع بشر وبشاشة. [الموتى من جند السلطان] وفيه، في نصفه، حسب من مات من الجند السلطاني من الجلبان والقرانصة، فكانوا نحوا من ألفي نفر وزيادة خارجا عن السيفية وغير مشاة الخدمة وعن الخدام من الطواشية. وأمّا الخدّام الطواشية فلم يبق منهم أحد حتى بقي السلطان وعنده. وحكي عنه أنه مرة حمل مطبخه بنفسه حتى دخل بها إلى حريمه. وكان من مات من طواشية خدمته نحوا من خمسة وعشرين طواشيا. ومات من مماليك الأمراء شيئا كثيرا (¬5). وعدم الناس الخدم من العبيد والإماء. ووقع في هذا الطاعون نوادر كثيرة (¬6). [وفاة قانصوه الإسحاقي] [3034]- وفيه مات قانصوه الإسحاقي (¬7) الأشرفيّ، أحد العشرات، ورؤس (¬8) النوب. أظنّه بلغ الأربعين. وكان خيّرا، ديّنا، أدوبا، حشما، أوصى بأنواع البرّ والخير، وبقي باقيه إلى يومنا هذا. ¬

(¬1) لم أجد لأخت قانصوه ترجمة في المصادر. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) في المخطوط: «لمنفلوطي». (¬4) لم أجد لابن شعيب الحسني ترجمة في المصادر. (¬5) الصواب: «شيء كثير». (¬6) خبر جند السلطان في: بدائع الزهور 3/ 124. (¬7) انظر عن (قانصوه الإسحاقي) في: الضوء اللامع 6/ 198 رقم 677. (¬8) كذا.

تناقص الموت بالمصليات

[تناقص الموت بالمصلّيات] وفيه، في أواخره، تناقص عدد الموت (¬1) بالمصلّيّات، وبدا (الحال) (¬2) عن شيئا (¬3) بالنسبة لما كان، بل كان بحكم الثلث مما كان (¬4). [وفاة يلباي الأعور] [3035]- وفيه مات يلباي الأعور (¬5)، الأشرفيّ، قايتباي، أحد العشرات. وكان شجاعا، مقداما، عارفا بأنواع [الفروسية] (¬6). [وفاة قان بردي المحمدي] [3036]- / 278 ب / ومات قان بردي المحمدي (¬7)، الأشرفيّ، أحد العشرات وروس (¬8) النوب. وكان أدوبا، عاقلا، حشما، مثريا، وأوصى بأنواع من البرّ. [الطاعون في القدس] وفيه ورد الخبر من جهة القدس بأنّ الطاعون عاد إليها بعد أن كان قد ارتفع منها. وهكذا ورد الخبر من دمياط وتلك النواحي حتى تعجّب من ذلك وعدّ من النوادر (¬9). [وفاة أمير عربان هوارة] [3037]- وفيه مات أمير عربان هوّارة مسجونا بالقاهرة، سليمان بن عيسى (¬10) بن عمر الهوّاري، المالكيّ. ¬

(¬1) الصواب: «الأموات». (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) الصواب: «عن شيء». (¬4) خبر تناقص الموت لم أجده في المصادر. (¬5) انظر عن (يلباي الأعور) في: الضوء اللامع 10/ 287 رقم 1130، وبدائع الزهور 3/ 124. (¬6) إضافة للتوضيح. (¬7) انظر عن (قان بردي المحمدي) في: بدائع الزهور 3/ 124، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬8) كذا. (¬9) خبر الطاعون في القدس، في: الأنس الجليل 2/ 444، وقال العليمي: وفيها دخل الوباء بالطاعون حتى عمّ جميع المملكة، وكان دخوله إليها في أوائل رجب، واستمرّ مدة طويلة، ولم يزل الطاعون بالقدس إلى مستهلّ ربيع الأول سنة 882 وأفنى خلقا كثيرا من الشباب والنساء وأهل الذمّة، ولم يكن طال ببلدة من البلاد أكثر من القدس. (¬10) انظر عن (سليمان بن عيسى) في: الضوء اللامع 3/ 268 رقم 1011 وفيه: «سليمان بن عيسى بن يوسف بن عمر بن عبد العزيز الهواري، البنداري»، وبدائع الزهور 3/ 124.

وفاة أمير خفاجة

وكان فاضلا، مهابا. وله زيادة على الستين سنة. عاقالا، حشما، أدوبا، عارفا، مدبّرا، من سراة بني عمر شجاعة وكرما وهمّة وسياسة ووجاهة وحرمة. [وفاة أمير خفاجة] [3038]- ومات معه بالقاهرة سلام بن سعد (¬1) الله بن سلام الخفاجيّ، أمير خفاجة بإخميم. وكان حشما من أعيان طائفته، وجها (¬2)، بعيد الشهرة والصيت. [كشف السلطان على الخلوات بالأزهر] وفيه ركب السلطان ومعه كاتب السرّ وعدّة من أمرائه وخواصّه ونزل إلى الجامع الأزهر، وقد حضر قضاة القضاة وجماعة من الأعيان فصعد وإيّاهم إلى سطح الجامع ورأى ما أحدثت (¬3) به من الخلاوي، وكشفها بنفسه، فقال للقضاة: «إنّ هذا لا يحلّ إيجازه هاهنا بغير شرط الواقف. ووقع كلام كثير، وآل الأمر فيه أن حكم القاضي المالكيّ بهدم جميع ذلك، ونفّذ بقيّة القضاة حكمه. ثم برز أمر السلطان بترميم الجامع، وأطلق لذلك عشرة آلاف دينار، وقام جماعة من الفقراء فشكوا إلى السلطان فقرهم، فتصدّق عليهم بشيء من المال. ثم ركب عائدا إلى قلعته. [نقص الطاعون إلى النصف] وفيه، حين دخلت خماسين النصارى ظهر نقصان الطاعون بالنسبة لما كان، فكان في حكم النصف ممّا كان، ولا زال ينقص منه إلى أن ارتفع بالكلية / 279 / في المحرّم من الآتية، فكان في الحقيقة طاعون سنة إحدى وثمانين الثاني إلى اثنين، فكان هذا أيضا من نوادره (¬4). [وصول مبشّر الحاج] وفيه وصل مبشّر الحاج فأخبر بالأمن والرخاء، غير أنه كان الموت بمكة المشرّفة كثيرا بالحمّى ووجع البطن، وأنه بلغ عدد من كان يموت بها قبل دخول الحاج فكان في كل يوم نحوا (¬5) من أربعين نفرا أو زيادة، وأنه تناقص حين وصل الحاج (¬6). * * * ¬

(¬1) لم أجد لسلام بن سعد ترجمة في المصادر. (¬2) الصواب: «وجيها». (¬3) الصواب: «ما أحدث». (¬4) خبر نقص الطاعون لم أجده في المصادر. (¬5) الصواب: «نحو». (¬6) خبر وصول المبشّر في: بدائع الزهور 3/ 124.

وفاة أمير عربان هوارة

[وفاة أمير عربان هوارة] وفيها - أعني هذه السنة - مات بالطاعون جماعة لم نستحضر شهر وفاتهم، منهم: [3039]- أحمد بن عيسى (¬1) بن يوسف، أمير عربان هوارة، أخو سليمان الماضي. وكان شابا، حشما، نحوا من أخيه. [وفاة إسماعيل بن لاجين] [3040]- ومات إسماعيل بن لاجين (¬2) الناصريّ، البهلوان، أحد أجناد الحلقة. وكان عارفا بالصراع، وله فيه أشياء، مع معرفة بغيره من فنون الفروسية. [وفاة ابن الأحدب] [3041]- ومات سلطان (¬3) بن شحاتة (¬4) بن الأحدب قتيلا في أيام الطاعون. وكان قد ولي إمرة عربان عرك (¬5) بالأشمونين، وجرت عليه أمور. وكان عاقلا، حشما، أدوبا، كريم النفس، شجاعا. [وفاة التاجر البلقيني] [3042]- ومات عبد الله بن غالب (¬6) الديول (¬7) البلقينيّ، أحد تجار الكارم بالإسكندرية. وكان شابا، فطنا. [وفاة عبد الرزاق العجمي] [3043]- ومات عبد الرزاق العجمي (¬8)، السمرقندي، الحنفيّ، أحد صوفة (¬9) تربة الأشرف. وكان فاضلا، عارفا بكثير من العلوم. ¬

(¬1) انظر عن (أحمد بن عيسى) في: الضوء اللامع 2/ 62 رقم 182 وفيه: مات في أول سنة اثنتين وثمانين. (¬2) انظر عن (إسماعيل بن لاجين) في: بدائع الزهور 2/ 125، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬3) لم أجد لسلطان ترجمة في المصادر. (¬4) هكذا في المخطوط، ولم أتحقق من صحتها لعدم الوقوف على مصدر آخر. (¬5) في المخطوط: «عرل». (¬6) لم أجد لعبد الله بن غالب ترجمة في المصادر. (¬7) هكذا في المخطوط. ولم أتحقق من صحتها. (¬8) لم أجد لعبد الرزاق العجمي ترجمة في المصادر. (¬9) الصواب: «صوفية».

وفاة ابن دولات باي

[وفاة ابن دولات باي] [3044]- ومات عمر بن دولات (¬1) باي الدوادار. وكان معدودا من أعيان أولاد الناس (¬2). [وفاة محمد بن يونس] [3045]- ومات محمد بن يونس (¬3)، الوالي، الأمير اخور الكبير. وكان فاضلا، وله تاريخ كبير في عدّة مجلّدات (¬4). وكان شابا ينسب للطلب، ولم يكن خاليا من فضيلة مع أدب وحشمة. [وفاة محمد الشيري] [3046]- ومات الشيخ الصالح محمد بن عبد الله (¬5) بن محمد الشيري (¬6)، البغدادي، الشافعيّ. وكان من أهل العلم والفضل والصلاح، حسن السمت، عنده تؤدة وسكون زائد. / 279 ب / أظنّه جاوز الأربعين. [وفاة الريس محمد الهاشمي] [3047]- ومات الريّس محمد بن يعقوب (¬7) بن محمد بن أبي بكر الهاشمي، القرشي، العباسي، الشافعيّ. وجدّه هو الخليفة المتوكل على الله. وأخوه هو خليفة (¬8) العصر. ¬

(¬1) انظر عن (عمر بن دولات) في: الضوء اللامع 6/ 85 رقم 285، وبدائع الزهور 3/ 125. (¬2) وقال ابن إياس: وكان شابا حسن الشكل، جميل الوجه، بهيّ المنظر، كما بدا عذاره،. . . وفيه يقول بعض الشعراء: سعيت نحو حبيبي سعي مجتهد وطفت حول حماه وانقضى الوطر فمن له عمرة في عمر اغتنمت فلي بسعيي على طول المدى عمر (¬3) انظر عن (محمد بن يونس) في: بدائع الزهور 3/ 125. (¬4) لم يذكره عمر رضا كحالة في: معجم المؤلّفين، وهو مما يستدرك عليه. (¬5) لم أجد لمحمد بن عبد الله ترجمة في المصادر. (¬6) هكذا في المخطوط. (¬7) انظر عن (محمد بن يعقوب) في: الضوء اللامع 10/ 86 رقم 276، وبدائع الزهور 3/ 125، وشذرات الذهب 7/ 333. (¬8) في المخطوط: «هو الخليفة».

وفاة محمد الكاشف

وكان فاضلا، شهما، حشما، أدوبا. رشّح نفسه للخلافة وما قدّرت له (¬1). [وفاة محمد الكاشف] [3048]- ومات محمد الصغير (¬2) الكاشف. وله نحوا (¬3) من ثمانين أو زيادة عليها. وكان كرديّا، وله ذكر وشهرة، وخمل بأخرة. [وفاة خطيب جامع منفلوط] [3049]- ومات خطيب جامع منفلوط (¬4) وابن خطيبها، السيد الشريف، أبو بكر بن يحيى (بن) (¬5) يحيى بن أبي الحسني، الشافعيّ. وكان شابا مسبّحا (¬6) في خطبته، أبيّ النفس. [وفاة ابن قرطاي قاضي طرابلس] [3050]- وفيها مات الشهاب أحمد بن قرطاي (¬7) الشافعيّ، ثم المالكي، ثم الشافعيّ، قاضي طرابلس. وكان من المشاهير ببلده، ولي قضاءها (¬8) المالكية، ثم الشافعية. وكان عريّا عن العلوم، مع أدب وحشمة وسياسة ودهاء. [وفاة أنس الحلبي] [3051]- وفيها (مات) (¬9) أنس بن أبراهيم (¬10) بن محمد بن خليل الحلبي، الشافعيّ. ¬

(¬1) في الضوء: ولد في رابع عشر رمضان سنة سبع عشرة وثمانمائة. ومات في ضحى يوم الجمعة تاسع عشري جمادى الثانية. وفي شذرات الذهب: مات عن 65 سنة. (¬2) انظر عن (محمد الصغير) في: بدائع الزهور 3/ 125. (¬3) الصواب: «وله نحو». (¬4) لم أجد لخطيب منفلوط ترجمة في المصادر. (¬5) تكرّرت في المخطوط. (¬6) مهملة في المخطوط. وقد أعجمتها على الظنّ. (¬7) انظر عن (أحمد بن قرطاي) في: كتاب في التاريخ لمجهول (يرجّح أنه للبقاعي) ورقة 60 أ، وفيه: «ابن قرطية»، وحوادث الزمان 1/ 206، 207 رقم 273 وفيه توفي سنة 879 هـ‍. (¬8) في المخطوط: «قضاها». (¬9) كتبت فوق السطر. (¬10) انظر عن (أنس بن إبراهيم) في: الضوء اللامع 2/ 323 رقم 1052.

وفاة كسباي الفقيه

ووالده هو الحافظ برهان الدين الحلبيّ (¬1). وكان ممّن أجاز له: عائشة بنت عبد الهادي. ومولده سنة 813. [وفاة كسباي الفقيه] [3052]- وفيها مات من الأتراك كسباي (¬2) والد جانبك الفقيه، أمير سلاح. وكان شيخا مسنّا، أحضر إلى ولده من بلاد الجركس، وكان في لحيته الشعر الأسود أكثر ممّا في لحية ولده. [وفاة بردبك الأحول] [3053]- ومات بردبك (¬3) من بحشايش (¬4) الأول، أحد العشرات، ودوادار جانبك الفقيه أمير سلاح المذكور. وكان حسن السفارة، لا بأس به. [وفاة بهادر من يشبك] [3054]- ومات بهادر من يشبك (¬5) الظاهريّ، أحد مقدّمي الألوف بدمشق، واستادار السلطان بها. وكان عاقلا، عارفا. [وفاة تمرباي الحلبي] [3055]- ومات تمرباي الجلبي (¬6)، الأشرفيّ، نائب قلعة حلب، [من] (¬7) مماليك السلطان. وكان شابا حشما. ¬

(¬1) هو إبراهيم بن محمد بن خليل، البرهان، أبو الوفاء الطرابلسي الأصل، الحلبيّ المولد والدار، سبط ابن العجمي. توفي سنة 841 هـ‍. وقد مرت ترجمته في الكتاب في وفيات تلك السنة. (¬2) انظر عن (كسباي) في: بدائع الزهور 3/ 125، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬3) في الضوء اللامع 3/ 6 رقم 21 «برد بك الأشرفي إينال. مات في شوال سنة إحدى وثمانين». ومن غير المؤكد أن يكون هو صاحب الترجمة المذكور أعلاه. (¬4) هكذا في المخطوط، ولم أتحقق من صحتها لعدم توفّر مصدر يوثّقها. (¬5) انظر عن (بهادر من يشبك) في: بدائع الزهور 3/ 125، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬6) انظر عن (تمرباي الجلبي) في: بدائع الزهور 3/ 125 وفيه: «الجلب»، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬7) إضافة على المخطوط.

وفاة خضر بك البواب

[وفاة خضر بك البواب] [3056]- ومات خضر بك / 280 أ / البواب (¬1) الأشرفي، الخاصكيّ. وكان من مماليك الأشرف برسباي. ولا بأس به. [وفاة طقطمش من ططخ] [3057]- ومات طقطمش من ططخ (¬2) الأشرفيّ برسباي، أحد مقدّمي الألوف بحلب. وكان عاقلا، أدوبا، حشما. [وفاة قانصوه الأشرفي] [3058]- ومات قانصوه الأشرفيّ (¬3) قايتباي، نائب عينتاب. وكان خيّرا، ديّنا، مشكورا (¬4)، له فروسية وشجاعة وإقدام. [وفاة قايتباي من نوكار] [3059]- ومات قايتباي من نوكار (¬5) الظاهري، الخاصكيّ، أخو قرقماس الجلب. وكان من الخشقدمية، وله شجاعة وفروسية. [وفاة يشبك الإبراهيمي] [3060]- ومات يشبك الإبراهيميّ (¬6)، الأشرفي إينال، أحد العشرات، ورؤس (¬7) النوب. ¬

(¬1) لم أجد لخضر بك البواب ترجمة في المصادر. وفي الضوء اللامع 3/ 180 رقم 701 «خضر بن ناصر الفراش. مات بمكة في ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين». (¬2) لم أجد لطقطمش من ططخ ترجمة في المصادر. (¬3) انظر عن (قانصوه الأشرفي) في: بدائع الزهور 3/ 125، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬4) في المخطوط: «شكور». (¬5) انظر عن (قايتباي من نوكار) في: بدائع الزهور 3/ 125، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬6) انظر عن (يشبك الإبراهيمي) في: بدائع الزهور 3/ 125، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬7) كذا.

الخوف في هذه السنة

وكان عارفا بالفروسية بأنواعها ولا بأس به بأخرة فإنه كان من نماردة جلبان أستاذه أولا. [الخوف في هذه السنة] وخرجت هذه (¬1) السنة والناس في وجل شديد وتخوّف ما عنه مزيد ممّا حلّ بهم، وحصل عليهم من هذا الوباء وبقاياه باقية، وما عهد مثله في وباء قبله، فكان هذا من نوادره. وقد عمّ الطاعون سائر بلاد مصر قبليّا وبحريّا، شرقا وغربا، وخلت منه الديار بل والقرى ونجوع العرب، حتى حدّث في ذلك أشياء تشبه (¬2) الأكاذيب، وصارت الموتى بالوجه القبليّ ترمى كالبهائم وتترك من غير تجهّز ولا تكفين ولا دفن، وربّما مات جميع من في نجع، فيرمون عليهم بثوب الشعر ويتركوهم (¬3) كما هم، وجافت البلاد من جيف الموتى، وسواحل النيل ممّا يرمون الموتى بلا دفن من المراكب. هذا وقد خفّ الموت وضبطت المصلّيات في سلخ هذا الشهر الذي هو آخر السنة، فكانت بحكم الربع. ومات من أولاد الأمراء في هذا الطاعون سبعة أنفار، ومن الجند السلطاني نحو الألفي نفر، [عدا] (¬4) عن مماليك الأمراء، وغير الناس من أهل القاهرة، / 280 ب / وغير الأطفال والعبيد والإماء والغرباء من الناس، وكان من الأوبئة (النادرة (¬5)) (¬6). ¬

(¬1) في المخطوط: «وخرجت في هذه»، وشطب على: «في». (¬2) في المخطوط: «يشبه». (¬3) الصواب: ويتركونهم». (¬4) إضافة يقتضيها السياق. (¬5) عن هامش المخطوط. (¬6) خبر الخوف في: بدائع الزهور 3/ 125 بإيجاز شديد.

سنة اثنتين وثمانين وثمانماية

سنة اثنتين (¬1) وثمانين وثمانماية [محرّم] [توعّك الخليفة] في محرم لم يحضر الخليفة عند السلطان لتهنئته بالعام والشهر على العادة، لكونه كان منقطعا لوعكه مدّة شهور قبل ذلك، واستمرّ به الوعك حتى مات في سنة 894 كما سيأتي إن شاء الله تعالى (¬2). [استمرار الطاعون] وأهلّت هذه السنة وبقايا الطاعون ظاهرة بعد أن جرف جرفا وجافت منه جبّانات القاهرة وضواحيها، وطفت الأسماك في البحر (¬3)، وسقط الطائر شيا (¬4) من الهواء، لكنه ارتفع من ضواحي القاهرة. وكانت عدّة من صلّي عليه في أول هذا الشهر بمصلّى باب النصر، وهو أكثر المصلّيات صلاة على الجنائز زيادة على السبعين. ولا زال الطاعون يتناقص حتى ارتفع في عشرين هذا الشهر بالكلّية، بعد أن صار يموت في آخر الطاعون الرجال وكبار الناس (¬5). [وصول رأس سلطان بن شحاتة] وفيه وصل برأس سلطان بن شحاتة بن الأحدب أمير العرك إلى القاهرة بعد أن قطعت بالوجه القبليّ، فطيف بها وعلّقت (¬6). [إمرة هوّارة] وفيه خلع على يشبك الدوادار باستقراره في إمرة هوّارة، عوضا عن أحمد بن ¬

(¬1) في المخطوط: «سنة اثنين». (¬2) خبر توعك الخليفة لم أجده في المصادر. (¬3) كتب بعدها في المخطوط: «في الحرك». (¬4) كذا. (¬5) خبر الطاعون بإيجاز في: تاريخ البصروي 81. (¬6) خبر وصول الرأس في: بدائع الزهور 3/ 126.

وفاة قانصوه قطز

عمر، وكان قد قرّره ومات بالوجه القبليّ، وعدّ (¬1) ولاية هوّارة يشبك من النوادر (¬2). [وفاة قانصوه قطز] [3061]- وفيه مات قانصوه قطز (¬3) المحمدي، الأشرفيّ إينال، أحد العشرات، ورؤس (¬4) النوب. / وكان إنسانا (¬5)، أدوبا (¬6)، حشما، ساكنا، عارفا بأنواع الفروسية، حسن الشكل (¬7). [وفاة جانم الأصفر] [3062]- ومات أيضا مطعونا جانم الأصفر (¬8) إني السلطان المحمدي الأشرفيّ إينال، أحد العشرات، ورؤس (¬9) النوب. / 281 أ / ولم يكن مشكورا، مع معرفته بأنواع الفروسية. [وفاة المولى حاجي العجمي] [3063]- وفيه مات المولى حاجي العجمي (¬10)، الدمشقي، الحنفيّ، نزيل المزّة. وكان عالما، فاضلا، بارعا، كاملا، صالحا، خيّرا، ديّنا (¬11). ¬

(¬1) الصواب: «وعدّت». (¬2) خبر إمرة هوارة في: بدائع الزهور 3/ 126. (¬3) انظر عن (قانصوه قطز) في: بدائع الزهور 3/ 126، والضوء اللامع 6/ 198 رقم 680 وفيه: «قانصوه الأشرفي إينال، أحد العشرات، وصهر السيفي الحنفي على ابنته، ويلقّب جريبات. مات في المحرم سنة اثنتين وثمانين، وكان يذكر بتقدّم في النشاب مع اختصاص بالسلطان». (¬4) كذا. (¬5) في المخطوط: «وكان اشابا». (¬6) في المخطوط: «أدونا». (¬7) في المخطوط: «حسن الكل». (¬8) انظر عن (جانم الأصفر) في: بدائع الزهور 3/ 126. وجاء في الضوء اللامع 3/ 64 رقم 257 «جانم الأشرفيّ قايتباي ويعرف بالأشقر، أحد العشرات المذكورين بمزيد الفروسية، لكنه كان شهما مبغضا. مات في المحرم سنة اثنتين وثمانين، وكان قد أمّر قبل موته بيسير على كشف البحيرة فمات قبل توجّهه إليها غير مأسوف عليه». «أقول»: يحتمل أن يكون هو صاحب الترجمة المذكور أعلاه. (¬9) كذا. (¬10) انظر عن (حاجي العجمي) في: تاريخ البصروي 81، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬11) وقال البصروي: توفي في العشرين من المحرّم. وهو من العلماء العاملين الملازمين للجدّ في العبادة، عارفا بطريق التصوّف والعارفين.

وصول الحاج

[وصول الحاج] وفيه وصل الحاج، وشكرت سيرة تنبك الجماليّ (¬1). [وفاة دولات باي النجمي] [3064]- وفيه مات دولات باي النجمي (¬2)، الأشرفيّ، حاجب الحجّاب بدمشق. وله زيادة على الستين. وكان لا بأس به. أدوبا، حشما، شجاعا، مقداما، عارفا بالرمح وغيره. [وفاة الوزير ابن صنيعة] [3065]- وفيه مات الصاحب الوزير، الشرف يحيى بن صنيعة (¬3) القبطيّ. وكان حشما، لا بأس به، من أصل بيت مشهور. [كشف السلطان على السبيل والحوض والخان في جامعه] وفيه ركب السلطان من قلعته ونزل ومعه جماعة من أمرائه وخواصّه، وثار (¬4) إلى جهة العباسية والصالحية (لكشف) (¬5) ما أنشأ هناك من الجامع والسبيل والحوض والخان، وغير ذلك (¬6). [ارتفاع الطاعون] وفيه ارتفع الطاعون أصلا حتى اتفق في عشرينه أنه لم يمت (فيه) (¬7) ولا الإنسان الواحد بعد ذلك الأمر المهول (¬8). [صفر] [غياب السلطان عن القلعة] وفي صفر كان السلطان غائبا، فلم يصعد القضاة ولا غيرهم ممّن له عادة ¬

(¬1) خبر وصول الحاج في: بدائع الزهور 3/ 127. (¬2) انظر عن (دولات باي النجمي) في: وجيز الكلام 3/ 889 رقم 2028، والضوء اللامع 3/ 221 رقم 829، وبدائع الزهور 3/ 127. (¬3) انظر عن (ابن صنيعة) في: الضوء اللامع 10/ 268 رقم 1061، وجيز الكلام 3/ 890 رقم 2032، وبدائع الزهور 3/ 127. (¬4) الصواب: «وسار». (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) خبر كشف السلطان في: بدائع الزهور 3/ 127. (¬7) كتبت فوق السطر. (¬8) خبر ارتفاع الطاعون لم أجده في المصادر.

وفاة جوهر النوروزي

بالصعود إلى القلعة للتهنئة (¬1) بالشهر (¬2). [وفاة جوهر النوروزي] [3066]- وفيه مات الطواشي جوهر النوروزي (¬3)، الحبشيّ، مقدّم المماليك، ثم الزمام. وكان متوسّط السيرة، من أعيان الخدّام. وكان من خدّام الخواجا شمس (الدين) (¬4) بن المزلّق، وملّكه لابنته زوجة نوروز، فنسب إليه. [وفاة موسى بن كاتب غريب] [3067]- وفيه استدعى الشرف موسى بن كاتب غريب (¬5) وهو مريض، على خطّه، فإنه مات في ثاني يومه، دواة وقلما وكاغدا، وكتب قائمة في الورق الشاميّ يذكر فيها بواقي أموال عند أناس سمّاهم قاسوا بعده بسبب هذه الكتابة ما لا خير فيه. ومات هو عقيب ذلك، ولم يسمع من أثنى عليه بجميل لظلمه وعسفه. وهو موسى بن يوسف القبطيّ. ومولده سنة ثلاث وثلاثين وثمانماية. [قيام يشبك بأمر الطرقات والشوارع] وفيه قام يشبك / 281 ب / الدوادار في أمر ما بني بالطرقات والشوارع والأزقّة من أبنية وحوانيت وسقايف ورواشن ومصاطب وغير ذلك مما بني بغير وجه. وقام أيضا في قطع الأراضي بشوارع القاهرة، وكانت قد زادت وعلت جدا. وأقام يشبك في القصر (¬6) في أمر ما وضع بغير طريق شرعيّ القاضي فتح الدين السوهاجي أحد نواب الحكم الشافعية. وجرت أمور يطول الشرح في ذكرها، وتسلسل الحال في الهدم والقطع مدّة حتى دخلت السنة الثانية، وهدم فيها أشياء كثيرة بحق وبغير حق، لكن حصل النفع غالبا (¬7). ¬

(¬1) في المخطوط: «للنتهنيه». (¬2) خبر غياب السلطان لم أجده في المصادر. (¬3) انظر عن (جوهر النوروزي) في: وجيز الكلام 3/ 890 رقم 2033، والضوء اللامع 3/ 85، 86 رقم 332، وبدائع الزهور 3/ 127، وقد وقع في وجيز الكلام إشارة إلى أن المترجم في الضوء اللامع 2/ 82 وهو غلط. (¬4) تكرّرت في المخطوط. (¬5) انظر عن (موسى بن كاتب غريب) في: الضوء اللامع 10/ 192 رقم 810، وبدائع الزهور 3/ 127. (¬6) في المخطوط: «القطر». (¬7) خبر الطرقات والشوارع في: بدائع الزهور 3/ 127 - 129.

نكبة البرهان النابلسي

[نكبة البرهان النابلسي] وفيه كانت بداية نكبة البرهان النابلسيّ (¬1)، إبراهيم بن ثابت (¬2) الدمشقيّ، الشافعيّ، أحد نواب الحكم بدمشق كان، ثم وكيل بيت المال. وكان من أهل العلم والفضل، لكنه طغى وبغى، ودخل بنفسه في أمور لا تعنيه وظلم وجار وتسلّط بالأذى والسعاية على الخلق، وتجر وحصّل أموالا غير طائلة، وتحشّر في السلطان حتى قبض عليه ووكّل به وصودر وأخذت أمواله وصفّيت ووجد له أشياء كثيرة. وآل أمره أن مات تحت العقوبة أشرّ موتة، وأراح الله تعالى منه، وخبر مرويّات (¬3) ما وقع له طويلة، أشرنا إلى محصّلها بطول أيضا في تاريخنا «الروض الباسم» (¬4). [قدوم قاصد السلطان محمد العثماني] وفيه قدم قاصد (ملك) (¬5) الروم بمكاتبة من مرسله السلطان محمد بن عثمان، وفيها التودّد، فأكرم ثم أعيد بعد ذلك إلى مرسله (¬6). [ربيع الأول] [تعيين الخازندار] وفي ربيع الأول خلع على الطواشي خشقدم الأحمدي، الوزير بالخازندارية والزمامية، عوضا عن جوهر، مضافا لما بيده من الوزارة وغيرها، ما عدا رأس نوبة السقاة (¬7)، فإنه قرّر فيها مثقال الساقي (¬8) الحبشي الظاهريّ. ¬

(¬1) انظر عن (البرهان النابلسي) في: وجيز الكلام 3/ 881، والضوء اللامع 1/ 10، 11، والأنس الجليل 2/ 445، وتاريخ البصروي 82 و 83، وحوادث الزمان 1/ 215 و 216، وبدائع الزهور 3/ 129، 130، والروض الباسم 2 / ورقة 6 أ. (¬2) اسمه كاملا: إبراهيم بن أحمد بن ثابت من بني عبد القادر شيوخ نابلس. (¬3) في المخطوط: «مروئيات». (¬4) في القسم الضائع منه. وقال ابن إياس: «تغيّر خاطر السلطان على برهان الدين النابلسي وكيل بيت المال، فقبض عليه وسلّمه للأمير يشبك الدوادار ليستخلص منه الأموال، فاستمرّ الأمير يشبك يعاقبه، فاستخلص منه جملة أموال لها صورة، وآخر الأمر مات تحت العقوبة أشرّ موتة، وقد أذاقه أنواع العذاب وتفنّن في عذابه تفنينا، قيل إنه ضربه عدّة مرات نحوا من ألفين وستمائة عصاة، وقلع أضراسه (في الطباعة: أدراسه)، ودقّهم (كذا) في رأسه، وغير ذلك من أنواع العذاب، وكان أصله من دمشق. .». (بدائع الزهور 3/ 129، 130). (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) خبر قاصد ابن عثمان في: بدائع الزهور 3/ 130. (¬7) خبر الخازندار في: بدائع الزهور 3/ 130. (¬8) انظر عن (مثقال الساقي) في: الضوء اللامع 6/ 239 رقم 839 وكان موجودا في سنة 895 هـ‍.

زيادة النيل

[زيادة النيل] وفيه في يوم المناداة على النيل نودي عليه بزيادة أربع (¬1) أصابع، فكانت هذه في أول يوم المناداة (من نوادر الزيادات) (¬2). [إمرة هوّارة] / 282 أ / وفيه قرّر في إمرة هوّارة نيابة عن يشبك: داود بن سليمان (¬3) بن عمر، وهو باق على هذه الإمرة إلى يومنا هذا بعد أن جرى عليه أشياء، وصرف غير ما مرة (¬4). [تقرير الأستادارية] وفيه قرّر في الأستادارية التاج بن المقسي، عوضا عن يشبك برضاه بذلك. وكان من ولاية التاج هذا للأستادارية عكسه الذي آل (به إلى) (¬5) شنقه كما سيأتي (¬6). [سفر السلطان إلى الإسكندرية] وفيه كان سفر السلطان إلى ثغر الإسكندرية، وسافر معه الأتابك، ويشبك الدوادار، وتمراز رأس نوبة النوب، وأزدمر الطويل حاجب الحجّاب، وعدّة من الطبلخانات، والعشرات، والخاصكية، وغيرهم، وهم بالعدّة الكاملة وآلات السلاح، وسافر معه جميع المباشرين برّا ما عدا كاشف السرّ، فإنّه سافر في البحر لتمرّضه، وخرج معه رئيس الطب، ثم دخل السلطان الثغر في أبّهة زائدة بعد أن احتفل له أهل الثغر، وخرجوا إلى لقائه، ودخل في موكب حافل، والأتابك حامل القبّة والطير على رأسه، والمؤيّد أحمد بن إينال بين يديه أمامه، والأمراء وجميع من مع السلطان من الجند ملبّسين بالعدّة الكاملة. وكان لدخوله يوما مشهودا، نثرت فيه خفائف الذهب والفضّة على رأسه، وشقّ المدينة إلى باب البحر، فنزل بمخيّم نصب له على الساحل، وحملت إليه التقادم من الأعيان (¬7). وجزئيات ما وقع له هناك تطول. ¬

(¬1) الصواب: «أربعة». (¬2) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬3) لم أجد له ترجمة. (¬4) لم أجد لإمرة هوارة مصدرا. (¬5) كتبتا فوق السطر. (¬6) خبر الأستادارية في: بدائع الزهور 3/ 130. (¬7) خبر سفر السلطان في: وجيز الكلام 3/ 881، وبدائع الزهور 3/ 130 - 132.

الكشف على المنار لبناء البرج

[الكشف على المنار لبناء البرج] وفيه كشف السلطان بنفسه مكان المنار ليبني به برجا، وهو البرج الذي قد أنشأه بعد ذلك، وجاء هائلا، وبقي بالإسكندرية (عدّة أيام) (¬1). ثم رحل منها ثمّ إلى إدكو، ثم إلى جهة دمنهور ورشيد، وتركه الزين بن مزهر، والعلم بن الجيعان وعادا لتمرّضهما (¬2). ومات العلم في هذه المرضة كما سنذكره. [ثورة أهل حماه بنائبها] وفيه وصل قاصد من حماه في غيبة السلطان وأخبر بفتنة اتفقت هناك بين أهلها وبين قراجا الطويل نائبها، ثار به أهل حماه / 282 ب / بسببها ورجموه وأخرجوه منها، وقتلوا دواداره وحرّقوه بالنار، وبعثوا يشكوا (¬3) إلى السلطان من ظلمه وعسفه وشحّه الزائد. وبعث هو أيضا يتشكّى من أهل حماه فعيّن السلطان لما بلغه هذا من يتوجّه إلى حماه، فيكشف عن قضية هذا الحال ليرى السلطان من هو الظالم من المظلوم (¬4). [ربيع الآخر] [الصاعقة بمكة المكرّمة] وفي ربيع الآخر وصل الخبر من مكة المشرّفة بأنه نزل بها صاعقة مهولة على جهة باب السلام وانتشر إلى عدّة أماكن، وأنّ الموت بمكّة، وأنه يموت في اليوم بها نحوا (¬5) من مائة نفس، وأنّ الجند الذي بها قد كثر أذاهم وظلمهم، وأنه وقع بين صاحب مكة السيد محمد بن بركات وبين صاحب جازان فتنة، وآل الأمر فيها بعد ذلك إلى أخذ جازان والقبض على صاحبها (¬6). [وفاء النيل] وفيه في أول مسرى من شهور القبط كان وفاء النيل في غيبة السلطان، ونزل لكسره لاجين أمير مجلس بأمر تقدّم من السلطان (¬7). [عودة السلطان من الإسكندرية] وفيه وصل السلطان إلى القاهرة من سفره إلى الإسكندرية وتلك النواحي. وكانت ¬

(¬1) عن هامش المخطوط. (¬2) خبر الكشف في: وجيز الكلام 3/ 881، وبدائع الزهور 3/ 132. (¬3) الصواب: «وبعثوا يشكون». (¬4) خبر ثورة أهل حماه في: بدائع الزهور 1323. (¬5) الصواب: «نحو». (¬6) خبر الصاعقة في: بدائع الزهور 3/ 132، 133. (¬7) خبر وفاء النيل في: بدائع الزهور 3/ 133.

وفاة العلم بن الجيعان

سفرته هذه للتنزّه، وعاد وقد حصل له من التقادم والأموال ما لا يوصف، وعدّ الناس هذه السفرة من النوادر في هذه الدولة التركية (¬1). [وفاة العلم بن الجيعان] [3068]- وفيه مات العلم بن الجيعان (¬2)، شاكر بن عبد الغني بن شاكر القبطيّ، متولّي ديوان الجيش. وكان رئيسا حشما، وجها (¬3)، موقّرا، دربا، سيوسا، متواضعا، نادرة في بني الجيعان. وله آثار مشهورة، منها: الجامع ببركة الرطلي. ومولده مع السبعين (¬4) وسبعماية. وله سماع على جماعة، وأجازه جماعة. [وفاة ابن العفيف] [3069]- (وفيه مات ابن (¬5) العفيف (¬6)، رئيس الطبّ والكحل عبد اللطيف بن عبد الواحد الملكي، القاهري، وكان حشما، أدوبا، بشوش الوجه، فكه المحاضرة. ومو) (¬7) [لده سنة عشرين وثمانماية] (¬8) [جمادى الأول] [تولّي الشرف ابن شاكر وظائف والده] وفي جماد الأول خلع على الشرف يحيى بن شاكر بوظيفة والده، مع أنها كانت باسمه قبل ذلك أيضا، لكونه جدّدت له الولاية (¬9). والله أعلم. ¬

(¬1) خبر عودة السلطان في: بدائع الزهور 3/ 133. (¬2) انظر عن (العلم بن الجيعان) في: وجيز الكلام 3/ 881، 882 و 888 رقم 2027، والضوء اللامع 3/ 291، 292 رقم 1117، وبدائع الزهور 3/ 133، وشذرات الذهب 7/ 334، ونظم العقيان 118 رقم 89، وكتاب في التاريخ لمجهول، ورقة 134 ب (حوادث سنة 878 هـ‍)، والمنجم في المعجم 124، 125 رقم 57. (¬3) هكذا. والصواب: «وجيها». (¬4) في الضوء اللامع 3/ 291: ولد في سنة تسعين وسبعمائة تقريبا. والمثبت يتفق مع: نظم العقيان، وبدائع الزهور. (¬5) في المخطوط: «بن». (¬6) انظر عن (ابن العفيف) في: بدائع الزهور 3/ 133، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬7) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬8) ما بين الحاصرتين إضافة من: بدائع الزهور 3/ 133. (¬9) خبر تولّي الشرف في: وجيز الكلام 3/ 882، وبدائع الزهور 3/ 133.

استعراض أولاد الناس لتقريرهم بالوظائف

[استعراض أولاد الناس لتقريرهم بالوظائف] / 283 أ / وفيه عرض السلطان أولاد الناس لاختيار منهم جماعة قرّرهم في وظائف مثل طبردارية، وجمدارية خاص، وغير ذلك لحسن شكالاتهم واعتدال قاماتهم. ثم قال مخاطبا: «إن السفر قريب للبلاد الشمالية»، فتكدّر عيش جماعة منهم وتبرّموا (¬1) من ذلك (¬2). [رياسة الطب] وفيه استقرّ الشمس بن القوصوني في رياسة الطب كحلا (¬3)، عوضا عن ابن (¬4) العفيف، وكان بيده نصفها. واستقرّ السعد إبراهيم ولد العفيف في رياسة الكحل، عوضا عن أبيه أيضا (¬5). [ضيافة الأتابك أزبك للسلطان] وفيه كانت ضيافة الأتابك أزبك للسلطان بداره التي أنشأها بالقرب من سيدي عنتر بالقرب من نواحي باب اللوق التي تعرف الآن بالأزبكية. وكانت ضيافة حافلة جدا حضرها السلطان بأمرائه وخواصّه، وبات السلطان هناك، ثم حين أراد الركوب منها قدّم له هدية حافلة جدا، ومكاتيب الدار المذكورة فشكره ولم يقبل شيئا من ذلك، وسار السلطان منها إلى جهة قبّة المطرية ضيافة حافلة، وقدّم له تقدمة هائلة، فقبل منها ربعة شريفة وواحدا من الخيل فقط (¬6). [زيادة النيل] وفيه كان النيل عاليا، وانتهت زيادته إلى إصبع من أحد وعشرين إصبعا (¬7). [مشيخة الشيخونية] وفيه خلع على المحبّ بن الشحنة بمشيخة الشيخونية وكانت شاغرة مدّة شهور من حين مات شيخنا السيف الحنفيّ، وكان قدم إلى القاهرة المولى حسن بن العلاّمة العلائي، وقدم من دمشق سنان الأرزنجاني (¬8) قد ترشّحا لها فما قدّر لهما ذلك، وقرّر فيها المحبّ هذا بعناية الأتابك أزبك (¬9). ¬

(¬1) مهملة في المخطوط. (¬2) خبر الاستعراض في: بدائع الزهور 3/ 134. (¬3) كذا في المخطوط. (¬4) في المخطوط: «بن». (¬5) خبر رياسة الطب في: بدائع الزهور 3/ 134. (¬6) خبر ضيافة الأتابك في: بدائع الزهور 3/ 134. (¬7) في المخطوط: «ذراعا»، وما أثبتناه في: بدائع الزهور 3/ 134. (¬8) توفي سنان الأرزنجاني في منتصف المحرم سنة 896 هـ‍، (الضوء اللامع 3/ 272 رقم 1034). (¬9) خبر المشيخة في: بدائع الزهور 3/ 134.

هدم الأماكن على الطرقات

[هدم الأماكن على الطرقات] وفيه كان الهدم / 283 ب / عمّالا في الأماكن التي على الطرقات على يد يشبك، وأمر السلطان البدر بن الكويز معلّم المعلّمين أن يتولّى كشف الأماكن التي أمر بهدمها، والتي لم تهدم بعد، ويكون معه من كل مذهب نائب من قضاة الحكم وشهود (¬1). [سفر السلطان إلى البلاد الشمالية] وفيه كان سفر السلطان إلى جهة البلاد الشمالية، بل (¬2) البلاد الشمالية، وخرج متوجّها في نفر يسير من أمرائه وخاصكيّته، وليس لأحد شعور بسفره، بل أظهر التوجّه إلى الصالحية وسار منها إلى أن وصل الفرات وكشف غالب تلك البلاد ودخلها (¬3). [جمادى الآخر] [مراسيم السلطان بالحض على التعاضد] وفي جماد الآخر ورد مرسوم الأتابك أزبك وعدّة مراسيم أخر من السلطان ليشبك وغيره من الأمراء بأن يتعاضدوا على المقاصد ويتوصّوا بالأحوال والرعايا ويحضروا تفرقة الجوامك، وأكّد في عمل المصالح وغيرها، وأشيع بأنه متوجّه إلى البلاد الشمالية، وما علم ما الغرض من سفره. ثم رتّب الأتابك عدّة مماليك للطوف (¬4) في كل ليلة بشوارع القاهرة، وما حصل على أحد شرّ ولا تشويش. وكان الأمن والأمان حتى تعجّب الناس من ذلك (¬5). [إصلاح عتبة باب زويلة] وفيه كان قلع عتبة بابي زويلة، وغلق البابين أياما ثم قلعهما لإصلاحهما، وامتنع المارّ منهما مدّة، وعدّ ذلك من النوادر. وقام يشبك بذلك، وأمر بإصلاح وجوه الجوامع وغيرها من المساجد والأماكن وتبييضها حتى عادت القاهرة كأنها استجدّت، وصار من غاب عنها إذا عاد إليها تغيّرت عليه أحوالها وطرقاتها (¬6). ¬

(¬1) خبر الهدم لم تذكره المصادر. (¬2) في المخطوط: «يلى». (¬3) خبر سفر السلطان في: وجيز الكلام 3/ 882، والأنس الجليل 2/ 444، 445، وتاريخ البصروي 84، وحوادث الزمان لابن الحمصي 1/ 216، وبدائع الزهور 3/ 134، والقول المستظرف في سفر مولانا الملك الأشرف - بتحقيقنا؛ وإنباء الهصر 492. (¬4) الصواب: «للطواف». (¬5) خبر المراسيم في: بدائع الزهور 3/ 134 و 135. (¬6) خبر إصلاح العتبة في: بدائع الزهور 3/ 138.

وفاة النور الأنباني

[وفاة النور الأنباني] [3070]- وفيه مات نور [الدين] (¬1) الأنبابي (¬2) علي ابن الشافعيّ، نائب كاتب السرّ. وكان إنسانا حسنا، عارفا بالصناعة، وعدّ من أعيان مصر (¬3). [رجب] [تهنئة يشبك الدوادار بالشهر] وفي رجب توجّه القضاة إلى الأتابك أزبك ثم إلى يشبك الدوادار فهنّوهما بالشهر لغيبة السلطان (¬4). [غرق مركب بالنيل] / 284 أ / وفيه غرقت مركب ببحر النيل، وغرق منها جماعة نحو المائة من الخلق رجالا ونساء وأطفالا (¬5). [وصول الأسرى المسلمين] وفيه وصل الخبر من الإسكندرية بوصول التجار الذين تقدّم خبر أسرهم، وأنه وصل معهم من أسرى المسلمين نحوا (¬6) من مائة أسير هدية للسلطان (¬7). [حرمة الأتابك أزبك] وفيه قويت حرمة الأتابك أزبك وعظمت شوكته ونفذت كلمته بزيادة، ودانت له الناس وصار هو الحاكم عوضا (عن) (¬8) السلطان، وبه تفرّق الأمور، وكثرت الأعوان على بابه حتى من زيادة ذلك وخروجهم فيه عن الحدّ منع الكثير منهم (¬9). ¬

(¬1) إضافة على الأصل. (¬2) انظر عن (الأنبابي) في: وجيز الكلام 3/ 883 و 888 رقم 2026، والضوء اللامع 5/ 206، 207 رقم 690، وبدائع الزهور 3/ 135 واسمه بالكامل: علي بن أبي بكر بن محمد بن محمد الأنصاري، الأنبابي القاهري. (¬3) مولده في ثاني عشر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانمائة. (¬4) خبر التهنئة في: بدائع الزهور 3/ 135. (¬5) لم أجد خبر غرق المركب في المصادر. (¬6) الصواب: «نحوّ». (¬7) خبر الأسرى لم تذكره المصادر. (¬8) تكرّرت في المخطوط. (¬9) خبر حرمة الأتابك باختصار في: بدائع الزهور 3/ 135.

شكوى على دوادار الوالي

[شكوى على دوادار الوالي] وفيه رفع إنسان للأتابك أزبك بأنّ دوادار الوالي اتهمه بشيء ولم يثبت عنه، وأخذ ثلاثين دينارا، فأمر به فأحضر بين يديه ووبّخه وكاد أن يوقع به حتى أعاد ما كان أخذه لصاحبه (¬1). [وصول السلطان إلى طرابلس] وفيه ورد الخبر من السلطان بأنه وصل إلى طرابلس (¬2). [شعبان] [خروج الأتابك أزبك للصيد] وفي شعبان كان الأتابك أزبك خرج للصيد (¬3) وسرّح أياما وعاد وقد اصطاد عدّة كراكي وغزلان وغير ذلك، وبعث من ذلك إلى دار يشبك الدوادار بأشياء (¬4). [مكاتبات السلطان عن رحلته] وفيه وصلت مكاتبات السلطان بأنه بحلب، وأنه في شعبان يتوجّه إلى جهة الفراة (¬5). وذكر في مكاتبات جزئيات لا طائل في (¬6) ذكرها هاهنا (¬7). [وصول هجّان من عند السلطان] وفيه وصل هجّان أيضا بعد أيام من السلطان بمكاتبات منه أيضا للأتابك وغيره من الأمراء وفي مكاتبة الأتابك الثناء عليه، وأمره بأن يركب هو والأمراء إلى مطعم الطير كما هي عادة السلاطين للبس الصوف، ويلبس الأمراء الصوف هناك على عادة لبسه والإذن له لصرف كسوة الجند، وأن يخلع بإمرة الحاج على جانبك الفقيه أمير سلاح، فركب الأتابك أزبك وخرج إلى المطعم في موكب (¬8) حافل جدا، ولبس الصوف / 284 ب / ¬

(¬1) خبر الشكوى لم أجده في المصادر. (¬2) خبر السلطان بطرابلس في: وجيز الكلام 3/ 882 و 883، وتاريخ البصروي 84، وبدائع الزهور 3/ 135، والقول المستظرف 55، 56. (¬3) كتب في المخطوط: «خرج إلى للصيد» ثم شبط على «إلى». (¬4) خبر خروج الأتابك في: بدائع الزهور 3/ 135. (¬5) الصواب: «الفرات». (¬6) في المخطوط: «لا طائل تحتها في» ثم شطب على «تحتها». (¬7) خبر المكاتبات في: وجيز الكلام 3/ 882، وحوادث الزمان 1/ 216، وبدائع الزهور 3/ 135، والقول المستظرف 68 - 75. (¬8) في المخطوط: «مرص».

وفاة قاضي الحنفية بدمشق

وألبسه الأمراء، وخلع على جانبك بأمير (¬1) الحاج، وعاد معه إلى القاهرة حتى أوصله إلى باب السلسلة، وكان لهم يوما مشهودا (¬2). ثم وردت مكاتبات من السلطان بأنه يصوم رمضان في تلك البلاد (¬3). [وفاة قاضي الحنفية بدمشق] [3071]- وفيه مات العلاء ابن قاضي عجلون (¬4) قاضي الحنفية بدمشق، علي بن أحمد الزرعي الأصل، الدمشقيّ، الحنفيّ. [وكان] (¬5) وجها (¬6) مثريا، حشما، لكنه عار عن الفضائل العلمية، وأذهب في منصب القضايا أموالا طائلة. [وفاة ابن أبي الفرج نقيب الجيش] [3072]- وفيه مات الشهاب ابن أبي الفرج (¬7) نقيب الجيش، أحمد بن محمد بن عبد الغني الأرمنيّ الأصل، القاهري بحلب. وكان قد خرج مع السلطان فتمرّض قليلا ومات، وكان نحوا من أبيه في ترجمته، إلا أنه كان أدين من أبيه. [رمضان] [الإمساك لعدم رؤية الهلال] وفي رمضان وقع ما يشبه النادرة، وهو أنه لم ير الهلال في الثلاثين من شعبان بعد ترصّده، فأصبح (غالب) (¬8) الناس وقد أكل. ورد الخبر من جهة بلبيس، فإنه رؤي الهلال لكن لم يره العدول، فنادى القاضي الشافعي بالإمساك، فثار جمعا وافرا (¬9) من العامّة ¬

(¬1) الصواب: «بإمرة». (¬2) خبر وصول الهجّان في: بدائع الزهور 3/ 135. (¬3) القول المستظرف 86. (¬4) انظر عن (ابن قاضي عجلون) في: وجيز الكلام 3/ 883 و 886 رقم 2020، والضوء اللامع 5/ 168 رقم 582، وحوادث الزمان 1/ 216، 217 رقم 284، ومفاكهة الخلان (فهرس الأعلام 2/ 2151، والقول المستظرف 86، 87، وإنباء الهصر 492. (¬5) إضافة على الأصل. (¬6) الصواب: «وجيها». (¬7) انظر عن (ابن أبي الفرج) في: بدائع الزهور 3/ 135، 136. (¬8) تكرّرت في المخطوط. (¬9) الصواب: «فثار جمع وافر».

كائنة تنم الضبع

والأوباش وقصدوا مسكن القاضي الشافعيّ، وصار لهم حركة زائدة و (اضطراب) (¬1)، وأخذوا في العياط ورفع أصواتهم (بقولهم) (¬2)، صوم يوم الشك في مذهبك حرام. يريدون الشافعيّ. ثم صار الناس لا كلام لهم سوى هذه الحادثة. ثم ثبت بالعدول في يومه، ونودي بمسكه، فما كفّ العوامّ عن الأكل، إن كفّوا إلا رغما على آنافهم (¬3). [كائنة تنم الضبع] وفيه كائنة تنم الضبع أحد العشرات وأخو (¬4) تنبك الجمالي أحد المقدّمين الألوف جرى بينه وبين السوهاجي القاضي مقاولة حنق عليه تنم مما خاشنه فيه من الكلام بسبب مكان أمر السوهاجي بهدمه في جملة ما يهدم / 285 أ / من الطرقات، فشكاه السوهاجي إلى يشبك الدوادار فطلب يشبك تنم هذا وأمر به فبطح وضرب بين يديه. وأعيب ذلك على يشبك، وشنّع الناس عليه، سيما الأمراء كونه ما احتشم، وضرب أميرا من أمراء السلطان (¬5). [البشرى بسلامة السلطان] وفيه وصل عدّة من خواص خاصكية السلطان من جلبانه والمتعيّن منهم برد بك سكّر وصحبته مكاتبات للأتابك أزبك ويشبك وبقية الأمراء، وللحريم السلطاني بأن السلطان في سلامة وعافية، فضربت بالبشائر بالقلعة. وكان القال والقيل قد كثر، وشاع بين الناس مرض السلطان بالبلاد الشامية أو موته. وكان هو قد تمرّض بالحمّى بحماه، وحمل منها في محفّة إلى دمشق وعولج بها حتى بريء، فبعث يخبر بسلامته. وكان قد حصل بالقاهرة قال وقيل كثير يطول الكلام في جزئياته. فلما وصل برد بك هذا أظهر للناس (¬6)، لا سيما أهل القلعة والخدّام والحريم السلطاني غاية الفرح والسرور، وتخلقوا بالزعفران ونودي بزينة القاهرة، فأخذ من لا علم عنده بما وقع يقول: إن حضور السلطان قريب (¬7). [قراءة البخاري بالأزهر] وفيه قريء «البخاري» بجامع الأزهر، وصار القضاة ومن له عادة بحضوره بالقلعة ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) عن هامش المخطوط. (¬3) الصواب: «على أنوفهم»، وخبر الإمساك في: بدائع الزهور 3/ 136. (¬4) الصواب: «وأخي». (¬5) مشوّشة في المخطوط وخبر الكائنة في: بدائع الزهور 3/ 136. (¬6) الصواب: «أظهر الناس». (¬7) خبر البشرى في: وجيز الكلام 3/ 882، والأنس الجليل 2/ 445، وحوادث الزمان 1/ 216 و 217 وبدائع الزهور 3/ 136 و 137، وإعلام الورى 71، والقول المستظرف 76 و 107.

المطر يتلف الزينة

يحضرون بالجامع للاستماع (¬1)، ويدعون عقيب القراءة للسلطان (¬2). [المطر يتلف الزينة] وفيه والقاهرة في زينتها أمطرت السماء مطرا غزيرا كاد أن يتلف منه الكثير من أقمشة المزين بها، فأزيل بعضا (¬3) منها، وبقي البعض (¬4). [كائنة برد بك] وفيه كائنة برد بك حبس أحد الأمير اخورية، وكان من أخصّاء جانبك الفقيه، نقل عنه ليشبك الدوادار أنه لما بلغه مرض السلطان قال لجانبك الفقيه هو وآخر من الخشقدمية: إن مات / 285 ب / السلطان فلا تغفل عن الأمر، وأنت أحق من غيرك، وإنهما اتفقا معه على القيام معه إن وقع ذلك، وقيام الطائفة الخشقدمية ونحوا من هذه الكلمات، فوشى به إلى يشبك وطلبه وسأله عن ما نقل عنه، فأنكره وحلف يمينا أنه لم يصدر ذلك منه، فأحضر إنسانا أكذبه في وجهه، الله أعلم بصحّة ما أكذبه به، فأمر يشبك ببطحه وضرب بين يديه ضربا مبرحا أشرف منه على الهلاك، ثم أقامه وأحضر عمامة يهوديّ صفرا، فقال هذا كفر بمحلفه كاذبا، ثم (ألبس) (¬5) العمامة، وأمر بأن يخرج إلى دكة (¬6) رأس نوبة النقباء بعد أن سلّمه إليه في سلسلة بعنقه وقال له: أجلسه على الدكّة حتى يأتيك ما تعتمده (¬7) في أمره، ودام كذلك حتى شفع فيه فأمر بسجنه ثم نفاه إلى الواح، وبلغ ذلك جانبك فاضطرب، وما هان عليه ذلك ولا هذه الإشاعة عنه لكنه لم يبد ولا أعاد، ومن حينئذ كانت العداوة بينه وبين يشبك (¬8). [وصول هجّان من عند السلطان] وفيه وصل هجّان من عند السلطان يخبر بوصوله إلى غزّة (¬9)، فأخذ الأتابك في الاهتمام بملاقات (¬10) السلطان هو ويشبك والأمراء وأرباب الدولة، ونودي بشوارع القاهرة بتهي (¬11) العسكر لملاقات (¬12) السلطان والخروج إليه بالشاش والقماش، وضربت دبادب البشائر بالقلعة وبأبواب الأمراء، وأخذ الكثير من الناس لا يصدّقون هذا ويقولون: إنّ السلطان مريض، وهذه أمور يودون بها ولم يكن كذلك، بل كان الأمر على جليّته. ¬

(¬1) مشوّشة في المخطوط. (¬2) خبر قراءة البخاري في: بدائع الزهور 3/ 137. (¬3) الصواب: «فأزيل بعض». (¬4) خبر المطر لم تذكره المصادر. (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) في المخطوط: «إلى ذكر». (¬7) في المخطوط: «حتى يأتيك ما يعتمده في أمره». (¬8) خبر كائنة برد بك في: بدائع الزهور 3/ 136. (¬9) في المخطوط: «غيره». (¬10) الصواب: «بملاقاة». (¬11) الصواب: «بتهيّوء». (¬12) الصواب: لملاقاة».

شوال

ثم ترادفت الأخبار بقرب السلطان، وخرج القاضي الشافعي لملاقاة (¬1) السلطان، وليصلّي به صلاة عيد الفطر بالصالحية (¬2). [شوال] [عيد الفطر] وفي شوال عيّد الأتابك عيد الفطر وخرج لملاقاة السلطان، وكانت البطاقة قد سقطت بوصوله إلى قطيا، وأنه يصلّي العيد بالصالحية (¬3). [خروج الأمراء للقاء السلطان] وفيه في ثانيه خرج (بقية) (¬4) القضاة وجميع (الأمراء) (¬5) وأرباب الدولة / 286 أ / والأعيان وغالب العسكر، فلقوا السلطان على العكرشا، وهنوه (¬6) بالسلامة. ثم رحل إلى الريدانية وبات بها، ثم أصبح في يوم الخميس رابعه، فدخل إلى القاهرة في موكب حافل، ومعه قضاة (القضاة) (¬7) والأتابك وجميع الأمراء والعسكر بالشاش والقماش. وشق القاهرة من باب النصر إلى باب زويلة، وهي في غاية ما يكون من الزينة الحافلة، وقد قعد الناس لرؤيته. هذا والأتابك قد رفع القبّة والطير على رأس السلطان، وفرشت شقق الحرير تحت رجلي مركوبه حين دخوله من باب النصر، ونثرت عليه بخفائف الذهب والفضة، وترجّل الأمراء مشاة هم والخاصكية ويخرج (¬8) بين يديه هذا، والخفائف تساق أمامه والنظير السلطاني يدعو، والجاوشية والدف والشبّابة والأوزان وجميع ما يحتاج إليه هذا الموكب من أبّهة الملك وهيئته، ولم يزل سائرا حتى صعد إلى قلعته، وفرشت له الشقق الحرير أيضا من باب القلعة إلى محلّ نزوله، ونثرت عليه خفائف الذهب والفضة، ثم نزل فمدّت له الأسمطة الحافلة فأكل، وخلع بعد ذلك على جماعة كثيرة يطول الشرح في ذكرهم (¬9). ¬

(¬1) في المخطوط: «للملاقاة السلطان». (¬2) خبر وصول الهجّان في: وجيز الكلام 3/ 882، وبدائع الزهور 3/ 138، والقول المستظرف 96 و 101. (¬3) خبر عيد الفطر في: وجيز الكلام 3/ 882، وبدائع الزهور 3/ 138، والقول المستظرف 102. (¬4) كتبت تحت السطر. (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) الصواب: «وهنّأوه». (¬7) كتبت فوق السطر. (¬8) مشوّشة في المخطوط. (¬9) خبر خروج الأمراء في: تاريخ البصروي 84، والأنس الجليل 2/ 445، وبدائع الزهور 3/ 138، 139، والقول المستظرف 102.

حضور ولد حسن الطويل مع السلطان

[حضور ولد حسن الطويل مع السلطان] وحضر مع السلطان من تلك البلاد صغير اسمه حسين ميرزاه بن محمد أغرلوا (¬1) بن حسن الطويل، وقد فرّ به بعض أعيان تلك البلاد وخوفا عليه من قتل (¬2) ونحوه. وكان سنّه نحوا من عشر سنين، وهو مقيم الآن بالقاهرة، أنزله السلطان وأجرى عليه ما يليق به، وقام بتربيته وتأدّبه وتهذيبه، حتى صار من الفضلاء الأذكياء (¬3). [عودة السلطان من سفرته] وعاد السلطان من سفرته هذه، وقد جال الكثير من بلاد الشام، ووصل إلى الفرات، وكشف الكثير من القلاع، وباشر أمورا مهمّة، / 286 أ / وحصل له من التقادم والأموال الطائلة ما لا يعدّ ولا يحدّ، وعدّت هذه السفرة من النوادر (¬4) [توزيع السلطان الهدايا] وفيه ابتدأ السلطان بتقدمة الهدايا على من كان مقيما بالقاهرة من أمرائه من الأتابك ممّن دونه، وكانت هدايا جليلة (¬5). [زيارة السلطان للقرافة] وفيه ركب السلطان ونزل إلى جهة القرافة فزارها وعاد (¬6). [عرض المساجين أمام السلطان] وفيه أقيم الموكب والخدمة بالحوش وحضره الأتابك، وعرض السلطان المسجونين، وأطلق بعضا منهم، وضرب آخرين، وأمر بتوسيط اثنين من المفسدين فسمرا وشهّرا ووسّطا (¬7). [خروج المحمل والحاج] وفيه كان خروج المحمل والحاج من القاهرة، وخرج جانبك الفقيه بتجمّل زائد، ¬

(¬1) في المخطوط: «اعزلوا». (¬2) في المخطوط: «من فيك». (¬3) خبر حضور الولد في: بدائع الزهور 3/ 139، والقول المستظرف 75. (¬4) خبر عودة السلطان في: بدائع الزهور 3/ 139، وراجع رحلة السلطان قايتباي في: القول المستظرف لابن الجيعان، وقد حقّقناه، وصدر عن دار جرّوس برس بطرابلس 1984. (¬5) خبر توزيع الهدايا لم أجده في المصادر. (¬6) خبر زيارة السلطان لم أجده في المصادر. (¬7) خبر عرض المساجين لم أجده في المصادر.

وفاة المحب بن زكي الدين

وأخذ الناس يلهجون (بأنه لا يعود إلى القاهرة) (¬1)، فكان ما لهجوا به، فإنه هدم سبيله الذي كان قد أنشأه بالرملة بعد خروجه، ثم استقبل بعد عوده من عقبة إيلا، وحمل إلى القدس، ومات به في رجب من السنة الآتية، كما سنذكره (¬2). [وفاة المحب بن زكي الدين] [3073]- وفيه مات المحبّ بن زكي الدين (¬3)، محمد بن أبي بكر وعلي (¬4) بن صدقة بن محمد الحنفيّ. وكان فاضلا، صالحا، خيّرا، ديّنا بارعا في الفقه. وسمع الحديث على جماعة. ومولده بعد الأربعين وثمان مية. [ذو القعدة] [تكلّم قجماس الإسحاقي على نيابة الإسكندرية] وفي ذي قعدة قدم قجماس الإسحاقي (¬5) نائب الإسكندرية منها، وبيده الأمير اخورية وهو يتكلّم على النيابة إلى الآن، فخلع عليه السلطان خلعة حافلة، ونزل إلى باب السلسلة (¬6). [كشف السلطان على جسر منوف] وفيه ركب السلطان ونزل ومعه أمراؤه حتى عدّى إلى الجيزة لمرابع خيوله وأقام هناك أياما، ثم ركب إلى منوف العليا وكشف (¬7) جسرها بنفسه وما هناك من الجسور، وأمر بإصلاحها، هذا، والتقادم تحمل إليه من سائر الجهات تلك النواحي. ثم عاد إلى مجيئه من الجيزة، ثم سافر منها إلى الفيّوم هو وأتابكه، وتمراز الشمس رأس نوبة النوب / 287 أ / وعدّة من الأمراء والمباشرين. ولما وصل الفيّوم تلقّاه خير بك من حديد، وكان مقيما هناك لبناء قناطر وجسورا (¬8) وغير ذلك، فخلع السلطان عليه خلعة حافلة (¬9). ¬

(¬1) ما بين القوسين مكرّر في المخطوط، وقد شطب على الجملة الأولى. (¬2) خبر خروج المحمل في: بدائع الزهور 3/ 142. (¬3) لم أجد لابن زكي الدين ترجمة في المصادر. (¬4) هكذا في المخطوط. (¬5) توفي قجماس الإسحاقي في سنة 892 هـ‍. (الضوء اللامع 6/ 213 رقم 706). (¬6) خبر تكلّم قجماس في: الضوء اللامع 6/ 213، وبدائع الزهور 3/ 142. (¬7) في المخطوط: «وكيف» ثم ضرب عليها. (¬8) الصواب: «وجسور». (¬9) خبر كشف السلطان في: «بدائع الزهور 3/ 143.

القتال بالوجه القبلي

[القتال بالوجه القبليّ] [وفيه] (¬1) ورد الخبر بأن هوّارة بالوجه القبليّ في غاية الافتتان، وأن يونس بن عمر قام في مكان هو وبعث يستجيش أعراضه من هوّارة، وتشعب الناس هناك. وخرج سيباي الكاشف بجنده وبقية الكشاف، ووقع بينهم مقتلة قتل فيها جماعة من الجند والبلاصية. ولما بلغ ذلك يشبك الدوادار وهو يتمرّض برجله أخذ في أسباب تجهّز نفسه للسفر إلى الوجه القبليّ. ثم أشيع بأنّ السلطان متوجّه إليه بنفسه (¬2). [ذو الحجة] [عودة السلطان من الفيوم] وفي ذي حجّة عاد السلطان من سفره بالفيّوم، وبطلت الإشاعة بتوجّهه إلى الوجه القبلي (¬3). [رخاء الأضاحي] [وفيه] (¬4) كانت الضحايا موجودة ياسرة، رخيّة (¬5). [كتابة السر] وفيه خلع على بركات بن الجيعان بوظيفة كتابة السرّ، عوضا عن النور الأنبابي، ورأس بركات في هذه الوظيفة، وبلغ فيها بعد ذلك مبلغا لم يصله غيره ممّن وليها (¬6). [وفاة الناصري ابن قرقماس] [3074]- وفيه مات الناصريّ، محمد بن قرقماس (¬7) الجركسيّ الأصل، الحنفيّ. ¬

(¬1) إضافة على الأصل. (¬2) خبر القتال في: بدائع الزهور 3/ 143. (¬3) خبر عودة السلطان في: بدائع الزهور 3/ 143. (¬4) إضافة على الأصل. (¬5) خبر الرخاء لم أجده في المصادر. (¬6) خبر كتابة السر في: وجيز الكلام 3/ 883، وبدائع الزهور 3/ 143. (¬7) انظر عن (محمد بن قرقماس) في: بدائع الزهور 3/ 143، 144، والضوء اللامع 8/ 292، 293 رقم 812، ونظم العقيان 158، 159 رقم 164، وكشف الظنون 1926، والأعلام 7/ 232، ومعجم المؤلفين 11/ 150، وديوان الإسلام 4/ 43 رقم 1715، وهدية العارفين 2/ 210.

الفتن بالوجه القبلي

وكان عالما فاضلا، عريض الدعوى، ولم يكن علمه كما يدّعيه ولا القريب من ذلك. وألّف وصنّف. وله نظم. وسمع على جماعة، وولي مشيخة تربة الظاهر خشقدم. ومولده سنة اثنتين وثمانماية. [الفتن بالوجه القبلي] وفيه خرج يشبك الدودار إلى جهة الوجه القبلي بسبب الفتن التي ثارت هناك بين أخلاف يونس بن عمر على داوود بن عمر أمير عربان هوّارة، وأخلاف والده سليمان، وخرج يشبك هذا في عظمة زائدة وتجهّز كبير، وحمل معه آلات الحصار والحراب. وكان له ما سنذكره في الآتية (¬1). [إشاعة موت حسن الطويل] وفيه أشيع بأنّ حسن الطويل قد مات، ثم ظهر كذب هذه الإشاعة (¬2). [وفاة الشهاب الطولوني] [3075]- / 287 ب / وفيه مات الشهاب الطولوني (¬3)، أحمد بن محمود بن محمد بن إبراهيم بن داني بن أبي يزيد العجميّ الأصل، الحنفيّ، أحد نواب الحكم. وكان حشما، أدوبا، بشوشا، ناب في القضاء بعفّة، وكان مفرط السمن جدا حتى لم أرى (¬4) عمري أسمن منه. وكان سمنه سببا لموته بقدرة الله تعالى (¬5). ومولده سنة أربع وثلاثين وثمانماية. * * * [وفاة العلاء بن زيد الموصلي] [3076]- وفيها أعني هذه السنة، مات الشيخ الوليّ، الصالح، الزاهد، العلاء ¬

(¬1) خبر الفتن في: بدائع الزهور 3/ 144. (¬2) خبر الإشاعة لم أجده في المصادر. (¬3) انظر عن (الشهاب الطولوني) في: الضوء اللامع 2/ 233 رقم 622، وبدائع الزهور 3/ 144. (¬4) الصواب: «لم أر». (¬5) وقال ابن إياس: ولما مات حمله ستة عشر حمّالا بالنوبة، ومات مخنوقا بالشحم، فأوصى لكل حمّال بأشرفي، ومما وقع له أن جماعة من الفلاّحين تحاكموا عنده على دين، فأنكر الذي عليه الدين، فألزمه القاضي بيمين، فلما أراد أن يحلف قال له الخصم: إن كنت ما أخذت مني شيئا تبقى في سمن هذا القاضي، فاعترف لخصمه بالدين ولم ينكره.

وفاة محمد بن عجلان

بن زيد، علي بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن زيد الموصلي (¬1)، الدمشقي، العاملي، الحنبليّ. وكان عالما، فاضلا، صالحا، متقشّفا، زاهدا، عنده طرف جدب، وتؤثر عنه الكرامات والمكاشفات. [وفاة محمد بن عجلان] [3077]- وفيها مات محمد بن عجلان الحسني (¬2)، الدمشقي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، من أعيان شرفاء دمشق. [وفاة نائب الكرك والقدس] [3078]- ومات حسن بن محمد (¬3) بن أيوب الكردي، نائب الكرك والقدس. وكان شيخا، مسنّا، حشما، عارفا. [وفاة جانبك النوري] [3079]- ومات جانبك النوري (¬4)، الأشرفيّ، أحد العشرات، والبندقداريّ، وكان عاقلا، مشكورا، عارفا، أدوبا، حشما. [وفاة الوالي بن صالح الكفاني] [3080]- وفيها مات مطعونا بسكين قاضي القضاة وإمامها وأخيها (¬5) الوالي بن صالح، محمد بن محمد بن عبد اللطيف بن صالح الكفاني (¬6)، المدني، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، صالحا، كثير المروة، رحمه الله تعالى. ¬

(¬1) انظر عن (ابن زيد الموصلي) في: الضوء اللامع 6/ 280 رقم 950، والمنهج الأحمد 506، والدرّ المنضد 2/ 677 رقم 1649، وشذرات الذهب 7/ 335 (في وفيات سنة 883 هـ‍). (¬2) لم أجد لابن عجلان الحسيني ترجمة في المصادر. (¬3) انظر عن (حسن بن محمد) في: بدائع الزهور 3/ 144، وله ذكر في: وجيز الكلام 3/ 883، والأنس الجليل 2/ 447. (¬4) لم أجد لجانبك النوري ترجمة في المصادر. (¬5) هكذا في المخطوط. (¬6) لم أجد لابن صالح الكفاني ترجمة في المصادر.

سنة ثلاث وثمانين وثمانماية

[سنة ثلاث وثمانين وثمانماية [محرم] [نفي شخص من خواص السلطان] في محرم نفى السلطان إنسانا من خواص خاصكيته إلى قوص لسفه وتبذير وإدمان على الشرب (¬1). [قضاء الشافعية بحلب] وفيه قرّر في قضاء حلب الشافعية العز الحسفاوي (¬2)، وصرف أمين الدين بن الشحنة (¬3). [وكالة بيت المال] وفيه استقرّ العلاء بن الصابوني في وكالة بيت المال (¬4). [نفي جانبك الفقيه بطّالا] وفيه خرج الأمر السلطاني بحمل جانبك الفقيه أمير الحاج إلى القدس بطّالا، فاستقبل من العقبة، / 288 أ / وحمل إلى القدس (¬5). [نفي قايتباي الظاهري إلى حلب] ونفي معه قايتباي الظاهري خشقدم إلى حلب، ويشبك جنب الظاهري جقمق إلى دمشق (¬6). ¬

(¬1) خبر النفي لم أجده في المصادر. (¬2) في البدائع: «الحشفاوي». (¬3) خبر القضاء في: بدائع الزهور 3/ 144. (¬4) خبر الوكالة في: حوادث الزمان 1/ 222، وبدائع الزهور 3/ 144 وتاريخ البصروي 85 وفيه: «لبس القاضي نور الدين بن الصابوني خلعة بوكالة السلطان». (¬5) خبر نفي جانبك في: وجيز الكلام 3/ 891، وحوادث الزمان لابن الحمصي 1/ 222، 223، وبدائع الزهور 3/ 144 و 145. (¬6) خبر نفي قايتباي في: بدائع الزهور 3/ 144.

وصول الحاج

[وصول الحاج] وفيه وصل الحاج بغير أمير، وأكثروا من الثناء على جانبك الفقيه، فتأسّف الناس عليه. وذكر الحاج أنهم لقوا مشاقا (¬1) في ذهابهم وإيابهم، وفي مكة المشرّفة، وأنه مات في عودهم الكثير من الجمال، وانقطع جماعة من النساء والرجال، وفقد جماعة من الناس (¬2). [مقتل قاضي المدينة] ووردت الأخبار بقتل قاضي المدينة المشرّفة وخطيبها من الرفض شرّ قتلة (¬3). [البدء بعمارة مدرسة قايتباي بالمدينة] وأنّ الخواجا شمس الدين بن الزمن ابتدأ بعمارة مدرسة السلطان بالمدينة، وجاءت بعد ذلك من أحسن المباني، وأنه أخذ لها مكانا كان يسكنه الرفضة. وهو الذي كان السبب المفضي لقتل القاضي (¬4). [مقدّمية الألوف لجانم الشريفي] وفيه قرّر جانم الشريفي الأشرفي، قريب السلطان، وناظر (¬5) الجوالي، في جملة مقدّمي الألوف على تقدمة جانبك أمير سلاح الفقيه (¬6). [كائنة البرهان الكركي] وفيه كائنة البرهان الكركي، وإشاعة الناس عنه بأنه قتل قتيلا، وكان قد ضرب إنسانا بين يديه وحمل إلى داره فمات بعد أيام، فقام أهله ورفعوا للسلطان بأن البرهان قاتله وأمر بهم إلى محراب الشمسي للحكم بينهم بحكم الله. ووقعت أشياء آل الأمر فيها إلى مصالحة أولياء الذي مات، وكتابة براءة (¬7) من الجانبين والحكم بها (¬8). ¬

(¬1) في المخطوط: «شياقا». (¬2) خبر وصول الحاج في: بدائع الزهور 3/ 144. (¬3) خبر مقتل القاضي في: بدائع الزهور 3/ 145. (¬4) خبر البدء بالعمارة في: بدائع الزهور 3/ 145، وزاد ابن إياس بقوله: «وأنا حججت تلك السنة وشاهدت هذه الوقائع». (¬5) في المخطوط: «وناظر»، والواو مقحمة. (¬6) خبر المقدّمية في: بدائع الزهور 3/ 145. (¬7) في المخطوط: «بماة». (¬8) خبر الكائنة في: وجيز الكلام 3/ 891.

صفر

[صفر] [تهنئة السلطان بالشهر] وفي صفر صعد القضاة والمشايخ إلى القلعة لتهنية السلطان بالشهر، وكانت الرياح والأغبرة قويّة، فلم يظهر لهم السلطان، وبعث إليهم بأن يأتوه في الغد، فعادوا من حيث جاءوا، ثم صعدوا في ثانيه إلاّ الحنفي لوعكه. وكان السلطان مشغولا بضرب الكرة، فانتظروه حتى فرغ، فدخلوا عليه وهنوه (¬1) وانصرفوا. وكان الخليفة أيضا موعوكا فما هنّأ السلطان (¬2). [نيابة سيس] / 288 ب / وفيه قرّر شادبك الصغير الجلباني في نيابة سيس، عوضا عن أزدمر قريب السلطان، واستقدم أزدمر إلى القاهرة (¬3). [إنشاء البرج بالإسكندرية] وفيه أمر السلطان بإنشاء البرج المعظّم بميناء الإسكندرية بمكان المنار، وجاء من (أجلّ) (¬4) المباني الهائلة وأحسنها (¬5). [تأمير مغلباي] وفيه أمّر مغلباي المحمدي البهلوان عشرة كانت بيد يشبك جنب (¬6). [العقد على ابنة العلائي علي بن خاص بك] وفيه عقد لأخت الخوند ابنة العلائي علي بن خاص بك على جانم الشريفي قريب السلطان، وحضر السلطان العقد بجامع القلعة، وكان عقدا حافلا خلع فيه على القاضي الشافعي لكونه تولّى العقد، وعلى كاتب السرّ وكيل الزوج (¬7). [ربيع الأول] [التوجّه لإحضار الخشب من الجون] وفي ربيع الأول عيّن السلطان وردبش الظاهري للتوجّه إلى الجون لإحضار ¬

(¬1) كذا. والصواب: «وهنّأوه». (¬2) خبر التهنئة لم أجده في المصادر. (¬3) خبر نيابة سيس في: بدائع الزهور 3/ 145. (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) خبر البرج لم أجده في المصادر. (¬6) خبر تأمير يلبغا لم أجده في المصادر. (¬7) خبر العقد في: وجيز الكلام 3/ 892 وجعله في شهر رجب، وبدائع الزهور 3/ 145.

أسر أهل دمياط مركبا للفرنج

الأخشاب، وعيّن معه جماعة من الجند، وأمرهم بالدخول إلى قبرص للمطالبة بما تأخّر عليهم من الجزية، وعمل بعض مصالح بها (¬1). [أسر أهل دمياط مركبا للفرنج] وفيه ورد الخبر من دمياط بأنّ غرابا مشحونا بمقاتلة الفرنج قد جاءها (¬2) قاصدا القتال ومحاصرة الثغر، فاهتمّ السلطان (¬3) بتجهّز عسكر، [و] ورد الخبر بالنصرة على الفرنج، وأخذ أهل دمياط الغراب (¬4). [الكشف على جسر شبرا] وفيه ركب السلطان في نفر يسير، ونزل إلى جهة شبرا، فكشف جسرها (بنفسه) (¬5)، وعاد (¬6). [شكوى أسنبغا من قانصوه خمسمائة] وفيه رفع أحمد بن أسنبغا الطيّاري قصّة للسلطان يشكو (¬7) فيها من قانصوه خمسمائة، وكان جارا له بأنه قطع له عدّة من الأشجار، وفتح بابا من داره بغير طريق شرعيّ، واستجدّ بعمارته أشياء بغير حق فيها الضرر على أحمد، فأمر السلطان قانصوه بهدم ما استجدّه وبسدّ الباب، وأرضا (¬8) أحمد في قيمه لأشجاره (¬9). [ربيع الآخر] [هدية ابن عثمان للسلطان] وفي ربيع الآخر صعد قاصد ابن (¬10) عثمان إلى القلعة بهدية من مرسله ومكاتبة، فأكرمه وخلع عليه (¬11). ¬

(¬1) خبر التوجّه إلى الجون في: بدائع الزهور 3/ 145. (¬2) في المخطوط: «جاها». (¬3) في المخطوط: «للسلطان». (¬4) خبر الأسر لم أجده في المصادر. (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) خبر الكشف لم أجده في المصادر. (¬7) في المخطوط: «يشكوا». (¬8) الصواب: «وأرضى». (¬9) في المخطوط: «الاشجاره». وخبر الشكوى في: بدائع الزهور 3/ 145. (¬10) في المخطوط: «بن». (¬11) خبر الهدية لم أجده في المصادر.

إمرة الحاج

[إمرة الحاج] وفيه خلع على قجماس الإسحاقي بإمرة الحاج بالمحمل، وعلى فارس (¬1) بإمرة الأول، / 289 أ / فأخذ فارس في الاستعفاء منها حتى أعفي بعد أيام، وقرّر عوضه أقبردي على عادته بمال حمله إليه فارس المذكور (¬2). [وصول رأس أمير عربان هوّارة] [3081]- وفيه وصلت رأس يونس بن إسماعيل بن يوسف (¬3) الهوّاري (¬4) أمير عربان هوّارة كان، وقد أخذه يشبك بعد أن توعّك في بلاد النوبة وفعل أفعالا عجيبة حتى قبض عليه وعلى أخيه أحمد معه، وعلى جماعة من أقاربه وأحلافه. وكان قد تغيّر مزاجه حين القبض عليه والتضييق، فاتفق أن مات، وفعل غير ذلك، فحزّت رأسه وحملت إلى القاهرة، وطيف بها بالقاهرة، ثم علقت على باب زويلة أياما. وكان يونس هذا من أعيان بني عمر وأكابرهم من أولاد إسماعيل، وله فروسية وشجاعة (¬5). [انقطاع جسر أبي المنجّا] وفيه انقطع جسر أبي المنجّا وساح على ما تحته فغرق الكثير من الأموال، واغتمّ السلطان والناس له خوفا من هروب البحر، لا سيما وهو قبل الكسر، فما حصل عليه الخير. وكان وافا (¬6) النيل في رابع مسرى بعد أن زاد اثني عشر إصبعا بعد ذلك المقطع الذي أهال الناس، ونزل الأتابك أزبك إلى الكسر على العادة، وكان يوما حفلا، أظهر الناس فيه السرور والفرح الزائد. وأصبح في ثامن كسره فزاد ستة عشر إصبعا أكمل فيها الذراع السابع. وعدّت هذه الزيادة وهذا الكسر في هذا اليوم وعلى هذا الوجه من النوادر (¬7). ¬

(¬1) هو فارس الركني، كما في بدائع الزهور. وقال السخاوي: فارس المحمدي الركني فيروز نائب المقدّم. استقرّ في الوزر في صفر سنة أربع وستين بعد اختفاء ابني الأهناسي فأقام ثلاثة أيام ثم صرف بمنصور بن صفي، وعين للأستادارية وغيرها فلم يتم وتقرّب من الأشرف قايتباي وتزوج برأس نوبة خوند الكبرى. (الضوء اللامع 6/ 163 رقم 544). ولم يؤرّخ لوفاته. (¬2) خبر إمرة الحاج في: بدائع الزهور 3/ 146. (¬3) في البدائع: «يونس بن عمر». وفي وجيز الكلام 3/ 891 «يونس بن إسماعيل بن عمر». وهو في الضوء اللامع 10/ 341 رقم 1034 «يونس بن إسماعيل بن يونس بن عمر بن عبد العزيز الهواري، البنداري». (¬4) في المخطوط: «الهوارني». (¬5) خبر وصول الرأس في: وجيز الكلام 2/ 891 و 896 رقم 1043، والضوء اللامع 10/ 341 رقم 1304، وبدائع الزهور 3/ 146. (¬6) الصواب: «وافى». (¬7) خبر انقطاع الجسر في: بدائع الزهور 3/ 146.

جمادى الأولى

[جمادى الأولى] [وفاة جانباي قرا] [3082]- وفي جماد الأول أو الذي قبله مات جانباي قرا الكمالي (¬1)، الأشرفيّ، نائب عينتاب. وكان إنسانا حشما، عاقلا، شجاعا، مقداما، عارفا بفنون الفروسية، رأسا في الرمح، مع تعاظم وشمم. [خروج أمير نعير عن الطاعة] وفيه ورد الخبر بأن الغاوي قريب سيف أمير نعير قد خرج عن الطاعة بسبب القبض على قريبه سيف، وأنه عاث الفساد ببلاد حماه وحلب، / 289 ب / وزاد شرّه وفساده، وقتل الكثير من الرعايا، وقطع آذان البعض، وأخذ الأموال، وسبى الذراري، والنساء، وأنّ نائب حماه خرج إليه بجموعه، ففر منه (¬2) إلى حلب وفعل بها نحوا مما ذكرناه، وخرج إليه نائب حلب والتقا (¬3) به حتى حاربه حتى هزمه وهو في أثره (¬4). [النداء بإيقاد الأزبكية] وفيه نودي أنّ جميع الديار المطلّة بالشوارع توقد بها القناديل في طيقانها (¬5). [فتح سدّ بركة الأزبكية] وفيه فتح سدّ بركة الأزبكية، وكان له مشهدا حافلا (¬6)، واتفق أنّ صعد جماعة من المتفرّجين على شجرة جمّيز، فانكسر غصن منها وسقط بمن عليه، فمات به امرأة (¬7). [وفاة إياس الفقيه] [3083]- وفيه مات إياس الفقيه (¬8) الفارسي، القبرسي، الخاصكي، الحنفيّ. وكان شابا حسنا، خيّرا، ديّنا، بشوشا، حسن السمت والملتقى، يستحضر الكثير من المسائل الفقهية، مع مشاركة في غير ذلك، وأقرأ جماعة، وكان فصيح العبارة، ولا ¬

(¬1) لم أجد لجانباي قرا الكمالي ترجمة في المصادر. (¬2) في المخطوط: «فقدمه». (¬3) الصواب: «والتقى». (¬4) خبر أمير نعير في: بدائع الزهور 3/ 147. (¬5) خبر إيقاد القناديل لم أجده في المصادر. (¬6) الصواب: «مشهد حافل». (¬7) في المخطوط: «امرة». وخبر فتح السد لم أجده في المصادر. (¬8) لم أجد لإياس الفقيه ترجمة في المصادر.

وفاة جانم أخي برسباي

يعرف العربية، وهو مع ذلك لا يلحن في كلامه حتى كان يردّ على بعض ممّن يقرأ عليه لحنا يلحنه في قراءته (¬1). وكان في الأصل من سبي قبرس من سنة الفتح. مات وقد شاخ. [وفاة جانم أخي برسباي] [3084]- وفيه مات جانم أخي (¬2) برسباي (¬3) قرا الأشرفيّ، أحد العشارت، وروس (¬4) النوب. [كائنة جلبان السلطان بالقلعة] وفيه كانت كائنة جلبان السلطان بالقلعة وثوراتهم (¬5) واختلافهم فيما بينهم إلى [أن] (¬6) تفازعوا (¬7) بالسيوف حتى حنق منهم السلطان وغضب لما بلغه ما هم، وركب مظهرا بأنه ترك الملك لهم بعد أن رمى بنمجاة الملك والترس من يده. ثم سار إلى شاطىء النيل فركبه مسافرا، ووصل شطنوف حتى تحقّق الجلبان ذلك، فأخذوا في تلافي الأمر والصلح فيما بينهم / 290 أ / وكثر قالهم وقيلهم واضطرابهم في يومهم هذا. واجتمعوا (¬8) بعده من الأمراء، وما حصل اتفاق في هذا اليوم لكن أشرقت القضية عن السكون. ثم أصبحوا في ثاني يوم هذا الفصل، فتجمّع الأمراء، بل وقضاة القضاة إلا الحنفيّ لوعكه، وحضر الأتابك أزبك، والزين من مزهر كاتب السرّ وجميع الأمراء، الكل بدار الأتابك المذكور. ثم حضر الجلبان وهم على فرقتين، الواحدة الباقين (¬9) من تركة الظاهر خشقدم وغيرهم، ورأسهم هو قانصوه خمسمائة، والفرقة الأخرى مشتروات السلطان في سلطنته لا من تركة خشقدم، ورأسهم جانم الشريفي أحد مقدّمي الألوف وقريب السلطان، وكانوا جميعا ينافسوا (¬10) فيما بينهم. ووقع لهم أمور يطول الشرح في ذكرها آلت إلى تحليفهم على عدم اختلافهم، وعلى طاعة السلطان، إلى غير ذلك مما يتعلّق بعدم إثارة فتنة ونحوها، وشهد عليهم بذلك. وكتبت سجّلات بعد تخويفهم من الأيمان الحانثة المعلّقة وسطوة الشرع، وكتب القضاة خطوطهم على ذلك. والشنشي عوضا عن الحنفيّ. ¬

(¬1) في المخطوط: «قراته». (¬2) الصواب: «أخو». (¬3) لم أجد لجانم أخي برسباي ترجمة في المصادر. (¬4) كذا. (¬5) في المخطوط: «وثواراتهم». (¬6) إضافة يقتضيها السياق. (¬7) في المخطوط: «تقازعوا». (¬8) الصواب: «واجتمع». (¬9) الصواب: «الباقي». (¬10) الصواب: «يتنافسون».

عودة يشبك بالأسرى من أعيان هوارة

ولما (كمل ذلك) (¬1) ركب الأتابك وكاتب السرّ والأمراء إلى السلطان وهو بشطنوف في نفر يسير من جماعة وعرّفوه بالقصّة وطالبوه بعوده إلى قلعته، فلم يجب إلى ذلك، ووقع منه كلمات كثيرة فيها التبرّم مما هو فيه من السلطنة وتركها والتوجّه إلى مكان تختاروه (¬2) له ويقيموا من أرادوا ولا زالوا به حتى آل الأمر إلى عوده بعد يوم (¬3). [عودة يشبك بالأسرى من أعيان هوّارة] وفيه وصل يشبك الدوادار من الوجه القبلي وصعد إلى القلعة في موكب حافل وبين يديه بني (¬4) وفيهم أحمد أخو يونس، وجماعة وافرة من أعيان هوّارة / 290 ب / وغيرهما ركبانا بين يديه في التوكيل بهم في السلاسل والأغلال والقيود، وجماعة من الأتباع مشاة. ولما مثل بين يدي السلطان خلع عليه خلعة حافلة، وأركب مركوبا بالعدّة الكاملة، ونزل إلى داره ومعه الأتابك فمن دونه، وانزل بابن عمر في التوكيل به إلى داره، وقد وكل السلطان أمره إليه. وكان له ما سنذكره (¬5). [جمادى الآخر] [التخلّص من المفسدين الأسرى] [3085]- وفي جماد الآخر، ووافق مستهلّه أول توت القبطي، عرض أحمد بن عمر ومن معه على السلطان، فرجع أمرهم إلى رأي يشبك الدوادار، فأمر يشبك والي الشرطة بإتلافهم، فأركب أحمد (¬6) جملا وبقية جماعة معه أيضا على جمال، وأنزلوا إلى باب زويلة، فعلّق أحمد بكلاليب في لوحي أكتافه هو وسبعة من أقاربه، ووسّط الباقون خارج باب النصر، وكان لهم يوما مشهود (¬7)، وتأسّف الكثير من الناس على أحمد بن عمر لخيره ودينه وعبادته (¬8). [ضيافة ابن مزهر للسلطان] وفيه نزل السلطان إلى قبّة المطرية هو (¬9) وأمراؤه وقد هيّأ له الزين بن مزهر كاتب ¬

(¬1) عن هامش المخطوط. (¬2) الصواب: «تختارونه». (¬3) خبر كائنة الجلبان في بدائع الزهور 3/ 147 باختصار. (¬4) الصواب: «بنو عمر». (¬5) خبر عودة يشبك في: بدائع الزهور 3/ 147. (¬6) في المخطوط: «أحد». (¬7) الصواب: «وكان لهم يوم مشهود». (¬8) خبر التخلّص في: بدائع الزهور 3/ 147 وفيه زيادة: ولكن كان للأمير يشبك عليهم ثأر قديم فاقتصّه منهم. (¬9) في المخطوط: «هوه».

رجب

السرّ ضيافة حافلة، وبقي بالقبّة أياما، وخلع على كاتب السرّ وولده وعاد (¬1). [رجب] [إمرة ينبع] وفي رجب، وطابقه بابه (¬2) القبطي أيضا خلع على سبع الحسنيّ الشريف بإمرة ينبع عوضا عن صقر، وقد قبض عليه قبل ذلك نائب جدّة وأخوه (¬3) صفير (¬4). [وفاة التقي بن الجرّاعي] [3086]- وفيه مات التقيّ بن الجرّاعيّ (¬5) أبو بكر بن زيد النابلسي، الدمشقي، الحنبليّ. وكان من أهل العلم والفضل. ناب في القضاء بدمشق، مع عفّة وحسن سمت وسيرة (¬6). [وفاة الشهاب قطارة] [3087]- ومات الشهاب قطارة (¬7)، أحمد بن شبل (¬8) الدمشقي، الحنفيّ. وكان (من أعيان) (¬9) فضلاء الحنفية بدمشق، مع خير وديانة. ¬

(¬1) خبر الضيافة في: بدائع الزهور 3/ 147. (¬2) بابه: هو الشهر الثاني في السنة القبطية. (¬3) الصواب: «أخيه». (¬4) خبر إمرة ينبع في: بدائع الزهور 3/ 147. (¬5) انظر عن (التقي بن الجرّاعي) في: وجيز الكلام 3/ 895 رقم 2037، والضوء اللامع 11/ 32، 33 رقم 86، وتاريخ البصروي 85، 86 وتصحّفت فيه نسبته إلى: الخزاعي، وحوادث الزمان لابن الحمصي 1/ 225 رقم 289، والسحب الوابلة 127 - 131 رقم 187، وشذرات الذهب 7/ 337، 338، والدرّ المنضد 2/ 679، 680، رقم 1655، والمنهج الأحمد 507، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 5/ 98، 99 رقم 1411، وكشف الظنون 111، وإيضاح المكنون 1/ 281 و 2/ 142، ومعجم المؤلفين 3/ 62، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 2/ 45. (¬6) ولد تقريبا في سنة 825 هـ‍. بجراع من أعمال ناباس. (¬7) انظر عن (الشهاب قطارة) في: تاريخ البصروي 86، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع، ولا الغزّي في الطبقات السنية في تراجم الحنفية، وهو من شرطه. (¬8) في تاريخ البصروي: «سنبل». (¬9) عن هامش المخطوطة.

ضرب السلطان لكاشف المحلة

[ضرب السلطان لكاشف المحلّة] وفيه أحضر إلى بين يدي السلطان قانم من أزبك الأشرفي كاشف المحلّة وقريب السلطان، وكانت / 291 أ / قد ساءت سيرته في كشفه، وشكي للسلطان (¬1) غير ما مرّة، فأمر به فبطح وضرب بين يديه ضربا مبرحا، وجعل في سلسلة، وأسلم لوالي الشرطة، وأمره بأن يستمرّ موكلا به حتى يرضى خصومه (¬2). [وفاة الشمس السوبيني] [3088]- وفيه مات الشمس السّوبيني (¬3)، الخطيب، محمد بن إبراهيم الدمشقي، الحنفيّ، نقيب الحكم الشافعي. وكان من أعيان دمشق، وله شهرة بها وذكر، وسيرته محمودة. [كشف المحلّة] وفيه قرّر خير بك السيفي إينال الأشقر في كشف المحلّة، عوضا عن قانم المذكور، خيّره وشافهه السلطان بكلمات هدّده (بها) (¬4) إن لم يكن على طريقة حسنة. وهو باق على (كشفه إلى الآن) (¬5). [كتابة المماليك] وفيه خلع على يوسف بن أبي الفتح المنوفي (¬6) باستقراره في كتابة (¬7) المماليك، عوضا عن عبد الكريم بن جلود الماضي خبر موته في 81 (¬8). وكان السلطان قد أمر يوسف هذا بالتحدّث في كتابة المماليك من غير أن يخلع عليه بها. وكان حين خلع عليه بها لم يلتح بعد، وهي بيده الآن. ¬

(¬1) في المخطوط: «وشكي السلطان». (¬2) خبر ضرب السلطان لم أجده في المصادر. (¬3) انظر عن (السوبيني) في: حوادث الزمان لابن الحمصي 1/ 225 رقم 290 وفيه: الشيخ شهاب الدين أحمد بن الخطيب السوبيني. (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. وخبر الكشف لم أجده في المصادر. (¬6) في المخطوط: «المتوفى». (¬7) في المخطوط: «كيابه». (¬8) انظر ترجمة ابن جلود في وفيات شهر رمضان من سنة 881 هـ‍.

وفاة جانبك الفقيه

[وفاة جانبك الفقيه] [3089]- وفيه مات بالبيت المقدس جانبك الفقيه من ططخ (¬1) الظاهريّ أمير سلاح بن كسباي (¬2). وله [زيادة» (¬3) على ستين سنة. وكان إنسانا خيّرا، ديّنا، عاقلا، أدوبا، حشما، وجيها (¬4)، عفيفا، نزها، سكنا، ذا برّ وخير وعبادات ونوافل طاعات وصدقات. تنقّل في الخدم حتى تأمّر عشرة، ثم طبلخاناة، وصيّر أمير اخورا ثانيا، ثم تقدّم، ثم قرّر أمير اخورا كبيرا وباشرها مباشرة حسنة. ثم ولي إمرة سلاح. [وفاة نائب الإسكندرية] [3090]- وفيه مات أيضا نائب الإسكندرية، دولات باي حمام (¬5) من تغري بردي الأشرفيّ. وكان خيّرا، ديّنا، حشما، عاقلا (¬6)، عارفا ساكنا كثير الأدب، فارسا، شجاعا، عارفا بفنون الفروسية. [شعبان] [تقرير الأستادارية] وفي شعبان خلع على يشبك الدوادار واستقرّ في الأستادارية، عوضا عن التاج بن المقسي بحكم القبض عليه. وكان آخر سعد المقسي / 291 ب / فإنه توالت عليه الخطوب والمحن (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (جانبك الفقيه من ططخ) في: وجيز الكلام 3/ 891 و 895 رقم 2038، والضوء اللامع 3/ 53، 54 رقم 211، والأنس الجليل 2/ 447، وبدائع الزهور 3/ 148. (¬2) هكذا في المخطوط. وهي مقحمة. (¬3) سقطت من المخطوط. أضفناها للضرورة. (¬4) في المخطوط: «وجها». (¬5) انظر عن (دولات باي حمام) في: وجيز الكلام 3/ 895، 896 رقم 2040، والضوء اللامع 3/ 220 رقم 826، وبدائع الزهور 3/ 148. (¬6) في المخطوط: «جد عاقلا». (¬7) خبر الأستادارية في: وجيز الكلام 3/ 892، وبدائع الزهور 3/ 148. وفي وجيز الكلام: «وفي شعبان استقر البدر ابن الكويز في نظر الخاص مضافا للمعلّمية بعد تمنّع كبير، والمجد ابن البقري في الأستادارية، كلاهما عن التاج ابن المقسي، وصودر كثير من أعوان الوظيفتين».

نظر الخاص

[نظر الخاص] وفيه استقرّ في نظر الخاص البدر محمد بن الكويز، عوضا عن ابن (¬1) المقسي أيضا (¬2). [شكر ابن العيني للسلطان] وفيه صعد الشهاب أحمد بن العيني لتهنئة السلطان بالشهر، وشكره على ما أسداه إليه. وكان الشهاب هذا قد ختن ولده الموجود الآن المسمّى محمد، ومات (بالطاعون في سنة 93) (¬3). وبعث إلى السلطان بأشياء في أواخر رجب ما بين أغنام وسكّر وأشياء مستطرفة (¬4). وبعث ولده مع ذلك لتقبيل يد السلطان، فأنس به وخلع عليه كاملية حافلة، وأركبه مركوبا بالسرج الذهب والكنبوش الزركش، فأصبح والده فصعد إلى السلطان لأجل ذلك ولتهنئته بالشهر، فرحّب به وأكرمه وشكره، ثم أمر له بخمسة عشر ألف دينار حملت إليه دفعة واحدة، وغير ذلك من نوادر هذا السلطان (¬5). [مشيخة العربان] وفيه أطلق محمد بن عجلان، وخلع عليه بمشيخة العربان على عادته، وكان له عدّة سنين تزيد على العشرة وهو مسجون بالبرج (¬6). [كشف الشرقية] وفيه استقرّ آقباي الطويل في كشف الشرقية. وآقباي هذا هو نائب غزّة الآن، من مماليك السلطان (¬7). [وفاة دولات باي سكسان] [3091]- وفيه مات دولات باي سكسكان (¬8) الأشرفيّ، برسباي، أتابك حماه. وكان لا بأس به. تأمّر عشر (¬9) بمصر، وصيّر من روس (¬10) النوب ثم جرت عليه أمور، وآلت إلى أن قرّر في أتابكية حماه، وبها بغته الأجل. ¬

(¬1) في المخطوط: «بن». (¬2) خبر نظر الخاص في: بدائع الزهور 3/ 148. (¬3) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬4) في المخطوط: «متطرقة». (¬5) خبر شكر ابن العيني لم أجده في المصادر. (¬6) خبر المشيخة في: بدائع الزهور 3/ 148. (¬7) خبر كشف الشرقية في: بدائع الزهور 3/ 148. (¬8) انظر عن (دولات باي سكسان) في: بدائع الزهور 3/ 148، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬9) الصواب: «عشرة». (¬10) كذا.

وفاة حسن الطويل

[وفاة حسن الطويل] [3092]- وفيه ورد الخبر بموت حسن الطويل (¬1)، وأنّ ولده خليل ولّي (عوضه) (¬2)، وصحّ هذا الخبر. وكان موته في رجب أو جمادى الآخر فيما يظنّ. وكان حسن هذا عاقلا، سيوسا، ذا رأي وتدبير، وحيل، ودهاء، وفروسية، وشجاعة، وإقدام، محبّا في إظهار العدل، عفيفا عن الأموال، لكنه عادى الملوك وأربى (في ذلك) (¬3) على جدّه، وتسلّط على العباد والبلاد / 292 أ / وطال واستطال، واقتلع الملك من أخيه جهان كير بحيل غريبة سيما لما قتل عمّه الشيخ حسن ثم ملك الحصن. وانقرضت دولة بني أيوب على يده وأظهر عداوة جهان شاه، وجرت بينهما أمور يطول الشرح في ذكرها آلت بأخرة إلى قتل جهان شاه ومحاربة ولده حسن علي بعد ذلك، وتملّك تبريز والعراقين أبو سعيد والاستيلاء على (بعض) (¬4) مملكته وقصد بأخرة ابن (¬5) عثمان، ثم هذه المملكة. وجرت أمور ذكرناها فيما تقدّم، وآل أمره إلى الموت بعد أن بلغ مبلغا لم يصل إليه قبله من أسلافه وأخلافهم غيره. [كشف السلطان على جامعه] وفيه ركب السلطان وسار إلى القرين، ثم إلى الخطّارة، وكشف عن الجامع الذي أنشأه هناك والحوض والسبيل والغيط. وكانت هذه العماير قد انتهت في هذا الشهر على يد يشبك الجمالي في أسرع وقت لعلّه في شهرين فما دونها. وجاءت حسنة نافعة في مجالها (¬6). [رمضان] [نيابة الإسكندرية] وفي رمضان قرّر في نيابة الإسكندرية إينال الأشرفي السلحدار، أحد مماليك السلطان (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (حسن الطويل) في: الضوء اللامع 3/ 112، 113 رقم 442 وفيه: حسن بك بن علي بك بن قرايلوك عثمان صاحب ديار بكر، وبدائع الزهور 3/ 148، 149، والتاريخ الغياثي 326 و 391 وفيه وفاته بتاريخ رمضان سنة 882 هـ‍، ونظم العقيان 104 رقم 65 وفيه وفاته سنة 884 هـ‍، ولب التواريخ 221، وصحائف الأخبار لمنجم باشي أحمد بن لطف الله المولوي - مطبعة عامره 1285 هـ‍ - وهو ترجمة لكتاب جامع الدول من العربية إلى التركية، ترجمة الشاعر نديم أفندي - القسم الثالث - ص 164، وشذرات الذهب 7/ 334. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) ما بين القوسين مكرّر في المخطوط، وقد شطب على المرة الأولى. (¬4) مكرّرة في المخطوط. (¬5) في المخطوط: «بن». (¬6) خبر كشف السلطان في: بدائع الزهور 3/ 149. (¬7) خبر نيابة الإسكندرية في: بدائع الزهور 3/ 149.

ختم البخاري

[ختم البخاري] وفيه كان ختم «البخاريّ» بالقلعة على العادة (¬1)، ولم يحضر هذا المجلس يشبك الدوادار بسبب انقطاعه لألم صار يعتريه في رجليه (¬2). [وفاة برد بك الشمسي] [3093]- وفيه مات برد بك الشمسي (¬3)، المؤيّدي، أحد العشرات، بطّالا. وقد شاخ. وكان ساكنا، قليل الشرّ. [شوال] [إمرة السلاح] وفي شوال، في يوم عيد الفطر، صعد يشبك الدوادار إلى القلعة، فخلع السلطان عليه باستقراره في إمرة سلاح، عوضا عن جانبك الفقيه، مضافا لما بيده من الدوادارية وغيرها. وكان قد تحدّث في إخراجها عنه فلم يرض بذلك. وصار يشبك يجلس في خدمة القصر لما يكون لإمرة سلاح، ويقف في خدمة الحوش للدوادارية، حتى صار ذلك كالتناقض، وعدّ ذلك من نوادر يشبك هذا. وهو أول من جمع بين هذه الوظائف (¬4). [وفاة الشمس العاقل] [3094]- وفيه مات الشمس العاقل (¬5)، أحد موقّعين (¬6)، الحكم والعدول بالقاهرة، محمد بن علي القاهري، الشافعيّ. وكان خيّرا، ديّنا، ساكنا، عارفا بصناعة الوراقة، وله شهرة وذكر. سمع الحديث على جماعة. ومولده سنة 814. ¬

(¬1) ختم البخاري في: بدائع الزهور 3/ 149. (¬2) هذه المعلومة لم يذكرها ابن إياس. (¬3) لم أجد لبرد بك الشمسي ترجمة في المصادر. (¬4) خبر إمرة السلاح في: بدائع الزهور 3/ 149 وفيه: «فعظم أمر الأمير يشبك جدا، وصار: أمير سلاح، دوادار كبير، ووزيرا، وأستادارا، وكاشف الكشّاف، ومدبّر المملكة، وغير ذلك، فصار يجلس رأس الميسرة وهو بالقصر، ويقف في الحوش في منزلة الدوادارية، ولم تجتمع هذه الوظائف في أحد من الأمراء قبله». (¬5) انظر عن (الشمس العاقل) في: بدائع الزهور 3/ 149. (¬6) الصواب: «أحد موقّعي».

خروج الحاج

[خروج الحاج] وفيه خرج الحاج، وأميرهم بالمحمل قجماس الأمير اخور الكبير، وبالأول آقبردي، وحجّ مع قجماس في هذه السنة: الصلاح الطرابلسيّ (¬1)، وكان قد ولي مشيخة الصرغتمشية قبل ذلك عن شيخه الأمين الأقصرائي، فاستناب فيها البرهان الكركي لحضور درس بذي قعدة (¬2). [ذو القعدة] [توسيط قاتل] وفي ذي قعدة وسّط إنسان كان فرنجيّا وأسلم، وخدم عند يحيى زردكاش يشبك الدوادار، واتفق له أنه تخانق هو وإنسان من الباعة فضربه فمات، فقتل به قصاصا (¬3). [سفر قانصوه الألفي إلى بلاد الجركس] وفيه خرج قانصوه الألفيّ أحد الخاصكية من خواصّ مماليك السلطان مسافرا إلى جهة بلاد الجركس ومعه أشياء كثيرة من التحف والطرف والأموال والهدايا، وزعموا أنّ المندوحة لتوجّهه (¬4) هناك للتداوي بشيء حصل له في (. . .) (¬5) وعينه، ولإحضار بعض أقارب السلطان. وبعث الكثير من الجلبان الهدايا الكثيرة إلى تلك البلاد (¬6). [وفاة أبي يزيد من طرباي] [3095]- وفيه مات أبو يزيد من طرباي (¬7) الأشرفيّ، رأس نوبة الجمدارية. ¬

(¬1) هو: محمد بن محمد بن يوسف بن سعيد، أبو عبد الله الصلاح، وربّما لقّب قبل بالصدر الطرابلسي، القاهري، الحنفي، ويعرف في بلده بابن المقرئ، وفي غيرها بالطرابلسي، المقرئ، المجوّد. ولد في سنة 833 هـ‍. بطرابلس، وتوفي في 10 شعبان سنة 899 هـ‍. انظر عنه في: الضوء اللامع 10/ 29 - 31 رقم 87، وإنباء الهصر 317، 318، وحوادث الزمان لابن الحمصي 1/ 356 رقم 491، وبدائع الزهور 3/ 301، 302، وتاريخ النور السافر عن أخبار القرن العاشر للعيدروسي - بغداد 1934 - ص 111، والكواكب السائرة 1/ 112، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 1 ج 4/ 198 - 203 رقم 1210. (¬2) خبر الحاج في: وجيز الكلام 3/ 893، وبدائع الزهور 3/ 149. (¬3) خبر توسيط القاتل لم أجده في المصادر. (¬4) في المخطوط: «ليتوجه». (¬5) كلمة غامضة في المخطوط: «مربصر». (¬6) خبر سفر قانصوه في: بدائع الزهور 3/ 149. (¬7) انظر عن (أبي يزيد من طرباي) في: وجيز الكلام 3/ 896 رقم 2041، والضوء اللامع 11/ 149، 150 رقم 487، وبدائع الزهور 3/ 149.

الفتن بالمشرق

وكان إنسانا حسنا، خيّرا، ديّنا، ساكنا، متواضعا، أدوبا، حشما، عارفا بفنون الفروسية مع سلامة فطرة. وهو والد الناصريّ سيدي محمد بن أبي يزيد (¬1) الموجود الآن، ونعم الرجل علما، وفضلا، وأدبا، وحشمة. [الفتن بالمشرق] وفيه وردت الأخبار بأنّ الفتن قائمة بالمشرق بين يدي الملوك والأمراء، وخصوصا بمملكة حسن الطويل (¬2). [ذو الحجة] [توعّك الخليفة] وفي ذي حجّة كان الخليفة في غاية الوعك، وطال به مرضه حتى كان بتربته ما سنذكره في محرم من الآتية (¬3). [نيابة دمياط] وفيه أضيف التكلّم على ثغر دمياط إلى يشبك (الدوادار) (¬4) / 293 أ / وخلع عليه بالسفر إلى تلك النواحي للكشف على البلاد، وقرّر يشبك إنسانا من مماليكه يقال له كرتباي في نيابة دمياط، وخرج يشبك إليها في أبّهة زائدة (¬5). [عمارة القناطر] وفيه ركب السلطان وعدّى النيل إلى الجيزة، ومنها إلى القناطر التي أمر بإنشائها على يد الأتابك أزبك. وكانت هذه القناطر قد دثرت من مدّة فأعمرت عمارة هائلة، وصرف عليها أموالا طائلة، فرآها السلطان، فهمّ في عمارتها، وبات هناك، ثم أصبح وعدّى إلى طرا، وأقام بها عدّة أيام (¬6). [وصول مبشّر الحاج] وفيه وصل مبشّر الحاج وأخبر بالأمن والسلامة، وبارتفاع الأسعار، بحيث أضرّ بالناس (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (محمد بن أبي يزيد) في: الضوء اللامع 10/ 77 رقم 268 وكان موجودا في سنة 895 هـ‍. (¬2) خبر الفتن لم أجده في المصادر. (¬3) خبر توعّك الخليفة لم أجده في المصادر. (¬4) عن هامش المخطوط. (¬5) خبر نيابة دمياط لم أجده في المصادر. (¬6) خبر عمارة القناطر في: بدائع الزهور 3/ 150. (¬7) خبر مبشّر الحاج في: وجيز الكلام 3/ 893 وفيه: «وفي ذي الحجّة ورد المبشّر، وجاءت الأخبار =

وصول الجزية من قبرس

[وصول الجزية من قبرس] وفيه وصلت الجزية من قبرس إلى دمياط، وكانت قد تعطّلت مدّة سنين حتى بعث السلطان غير ما مرة بطلبها وتهديد صاحب قبرس (¬1). [وفاة جانبك قلقسيز] [3096]- وفيه مات (بدمشق على نيابتها) (¬2) جانبك قلقسيز (¬3) الأشرفيّ. وله نحوا (¬4) من سبعين سنة. (وكان أدوبا، حشما، وجيها، خيّرا، ديّنا، ريّسا، يذكر بحسن تدبير وسياسة، وحسن سيرة، وشجاعة وفروسية، بل عدّ من أبطال الإسلام، عارفا بأنواع الآداب والأنداب والتعاليم مع تعاظم وشمم، مع بعض بخل. ورشّح للسلطنة غير ما مرة، وتنقّل في الخدم فتأمّر عشرة، ثم امتحن بالسجن، ثم أمّر عشرة بطرابلس، ثم بمصر ثانيا، ثم تقدّم بعد أشياء، ثم ولي الحجوبية الكبرى، ثم أمير مجلس، ثم إمرة سلاح، ثم نيابة الشام) (¬5). [هدية السلطان إلى ملك الكيتلان] [وفيه] (¬6) جهّز السلطان الخواجا محمد بن محفوظ المغربيّ، وعلى يده هدية حافلة فيها أشياء كثيرة وأنواعا (¬7) من الحيوانات إلى ملك الكيتلان الفرنجيّ افرندو صاحب نابل (¬8). ¬

= بالغلاء الزائد بمكة، بحيث لم يسمع في هذه الأزمان بمثله، وقيل: إنّ غنيّها افتقر، وفقيرها مات، هذا مع الرخاء الزائد بمصر في كل شيء، بحيث كان إردبّ القمح النهاية بنصف دينار، والأمن من الموضعين متزايد، والأسباب كاسدة، والدرهم جامد». (¬1) خبر وصول الجزية في بدائع الزهور 3/ 150. (¬2) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬3) انظر عن (جانبك قلقسيز) في: وجيز الكلام 3/ 893، 894 و 895 رقم 2039، والضوء اللامع 3/ 55 رقم 219 وفيه: «قلقسين» (بالنون)، والقول المستظرف 78، وحوادث الزمان 1/ 227، 228، وتاريخ ابن سباط 2/ 901، وتاريخ الأزمنة 361، وبدائع الزهور 3/ 150، وإعلام الورى 70، 71 رقم 68، والأنس الجليل 2/ 451. ويقال: «قلقسيز» بالزاي، ومعناه: بغير أذن. فقلق: هو الأذن. و «سز»: نفي. ويقال: «قلاق سيز» مقطوع الأذن. (لطف السمر 1/ 88). (¬4) الصواب: «وله نحو». (¬5) ما بين القوسين كلّه كتب على هامش المخطوط. (¬6) إضافة على الأصل. (¬7) الصواب: «وأنواع». (¬8) خبر هدية السلطان في: بدائع الزهور 3/ 150.

انتهاء عمارة جانم السيفي

[انتهاء عمارة جانم السيفي] وفيه انتهت عمارة جانم السيفيّ قانباي البهلوان أحد العشرات ودوادار يشبك الدوادار وخاله، وهي الجامع الذي استجدّه بالخطبة تجاه جامع قوصون (¬1). [وفاة فاطمة بنت المؤيّد] [3097]- وفيه مات الخوند فاطمة (¬2) ابنة المؤيّد أحمد بن الأشرف إينال زوجة يشبك الدوادار. وكانت شابّة حسنة، وتركت موجودا كثيرا (¬3). * * * [وفاة قاضي الأنكحة بتونس] [3098]- وفيها - أعني هذه السنة - مات شيخنا العلاّمة، قاضي الأنكحة بتونس، الشيخ أبو عبد الله، محمد الرازي (¬4)، القسنطيني (¬5)، التونسي، المالكيّ. وكان من العلماء وأكابر أهل الفضل والرياسة والشهرة والديانة، عالما بالطبّ أيضا، عارفا به، وأخذ عن أبناء عرفة، ولقي الأكابر وغيره. وولي قضاء بلده قسنطينة، ثم قضاء الأنكحة وتدريس مدارسها. / 293 ب / وكان وافر البنية، قويّ الحماس، سليمها، مع كبر سنّه. ومولده قبل القرن، لعلّه قبيل أو بعيد التسعين. [وفاة شاهين الظاهري] [3099]- وفيه مات شاهين الظاهريّ (¬6) الفقيه، أحد العشرات. وكان خيّرا، ديّنا، منجمعا، يستحضر الكثير من المسائل الفقهية، مع المشاركة في غيرها. ¬

(¬1) خبر انتهاء العمارة لم أجده في المصادر. (¬2) انظر عن (الخوند فاطمة) في: بدائع الزهور 3/ 150. (¬3) في المخطوط: «كبيرا». (¬4) لم أجد لمحمد الرازي ترجمة في المصادر. (¬5) مهملة في المخطوط. (¬6) انظر عن (شاهين الظاهري) في: بدائع الزهور 3/ 150.

وفاة شرمرد العثماني

[وفاة شرمرد العثماني] [3100]- ومات شرمرد العثمانيّ (¬1) المؤيّديّ، حاجب الحجّاب بدمشق بطّالا في شيخوخته. [وفاة ابن نائب بهسنا] [3101]- ومات محمد ابن (¬2) نائب بهسنى (¬3). ومولده قبل الأربعين. [وفاة يونس ألطنبغا] [3102]- ومات يونس من ألطنبغا (¬4) أمير اخور السراخوريّ (¬5). وكان ذكيّا، فطنا، فكه المحاضرة. ومولده بعد العشرة وثمانماية (¬6). [وفاة إياس السيفي] [3103]- ومات إياس السيفي (¬7) يخش باي، رأس نوبة السلحدارية. وكان خيّرا، ديّنا، ساكنا، متواضعا. وأصله من سبي قبرس. ¬

(¬1) لم أجد لشرمرد العثماني ترجمة في المصادر. (¬2) في المخطوط: «بن». (¬3) هكذا في المخطوط، وهي: بهسنا. (¬4) انظر عن (يونس بن ألطنبغا) في: الضوء اللامع 10/ 341 رقم 1305. (¬5) في الضوء: «السلاخوري». (¬6) وقال السخاوي: «ممن سمع منّي». ولم يؤرّخ لوفاته. (¬7) لم أجد لإياس السيفي ترجمة في المصادر.

سنة أربع وثمانين وثمانماية

سنة أربع وثمانين وثمانماية [محرّم] [خلعة السلطان على القاضي الحنفي] في محرّم، لما صعد القضاة للتهنئة (¬1) على العادة صعد معهم القاضي الحنفي، وكان قد تعافى من مرض كان به، فأنس إليه السلطان، وطلب خلعة يخلع عليه بها، فما وجد بجملة ناظر الخاصّ ما يليق به، فوعد بالخلعة. ثم في سابع الشهر صعد فخلع عليه كاملية فائقة، ونزل في مشهد حافل ومعه بقية القضاة، لكن قاسا (¬2) المشقّة الزائدة في ركبته هذه بسبب ضعفه، ونزل عن بغلته في أثناء طريقه غير ما مرة (للتسريح) (¬3) وبعث السلطان معه إنسانا يقال له فارس المحمدي لمنع الجمدارية وغلمان الطشت خاناه السلطانية، وغيرهم، من أن يأخذوا منه شيئا مما جرت به العادة في مثل ذاك (¬4). [إنشاء سلسلة حديد بثغر دمياط] وفيه ورد الخبر من ثغر دمياط بأنّ يشبك الدوادار أنشأ على فم البحر الملح عند برج الظاهر سلسلة هائلة من الحديد، غريبة الهيئة والشكل، زنتها مائتي وخمسين (¬5) قنطارا من الحديد (¬6) وأنه أعمر دار سعادة دمياط وتفقّد أحوالها. [وصول إفرنجية من قبل صاحب نابولي] وفيه وصل إلى القاهرة / 284 أ / امرأة فرنجية ذكر أنها ملكة بعث بها (. . .) (¬7) افرندوا صاحب نابل بسبب أن تولّى قبرس (¬8). ¬

(¬1) في المخطوط: «للتهنة». (¬2) الصواب: «قاسى». (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) خبر الخلعة في: وجيز الكلام 3/ 897 باختصار. (¬5) الصواب: «زنتها مائتان وخمسون». (¬6) خبر إنشاء السلسلة حتى هنا في: بدائع الزهور 3/ 150 وزاد فيه: وكانت في هذه السلسلة قديما هناك، ثم بطل أمرها، فجدّدها الأمير يشبك في هذه السنة، وحصل بها النفع لطرد مراكب الفرنج الكبار. (¬7) كلمة غير مفهومة «السراى». (¬8) خبر وصول إفرنجية لم أجده في المصادر.

ضرب المفسدين من الجلبان

[ضرب المفسدين من الجلبان] وفيه ضرب السلطان عدّة أنفار نحو العشرين من جلبانه وأمر بنفيهم متفرّقين إلى الصلبية (¬1) وغيرها. وكان قد كثر أذاهم وتشويشهم (¬2)، ثم شفع فيهم فأعيدوا (¬3). [وصول الحاج] وفيه وصل الحاج وكثر تثاقلهم على أميرهم قجماس (¬4). [خروج عساكر الشام لحفظ حلب] وفيه كتب بخروج عساكر الشام وحلب لحفظ حلب من العربان الثائرين (¬5) بتلك النواحي، وكثر فسادهم وأذاهم (¬6). [وفاة الخليفة المستنجد بالله] [3104]- وفيه، في رابع عشرينه، كانت وفاة الخليفة أمير المؤمنين المستنجد بالله (¬7)، يوسف بن محمد بن أبي بكر الهاشمي، القرشي، العباسي، الخليفة بن الخليفة بن الخليفة. وكان ولي الخلافة بعد أخيه القائم بأمر الله حمزة على (¬8) ما مرّ في محلّه، ودامت خلافته مدّة تزيد على الخمس وعشرين (¬9) سنة، قلّد فيها المؤيّد أحمد، والظاهر خشقدم، والظاهر يلباي، والظاهر تمربغا، والأشرف قايتباي. ورأى في خلافته عزّا كثيرا. وكان أدوبا، حشما، ساكنا، متموّلا، لكنه كان عريّا (¬10) عن الفضائل العلمية غير محبّ إلى أقاربه، مع بخل (¬11) وشحّ. ¬

(¬1) في المخطوط: «الصينبه». (¬2) في المخطوط: «وتشوسهم». (¬3) خبر ضرب المفسدين لم أجده في المصادر. (¬4) خبر وصول الحاج في: بدائع الزهور 3/ 151. (¬5) مهملة في الأصل. (¬6) خبر عساكر الشام لم أجده في المصادر. (¬7) انظر عن (المستنجد بالله) في: ووجيز الكلام 3/ 903 رقم 2054، والضوء اللامع 10/ 329، 330 رقم 1247، والأنس الجليل 2/ 447، 448، وحوادث الزمان 1/ 229 رقم 297، وبدائع الزهور 3/ 151، 152، وشذرات الذهب 7/ 339، وأخبار الدول 2/ 221، وتاريخ الخلفاء 513، 514. (¬8) في المخطوط: «حمزة كما على». (¬9) الصواب: «تزيد على الخمس والعشرين». (¬10) في المخطوط: «عرياء». (¬11) في المخطوط: «تحل».

خلافة المتوكل على الله أمير المؤمنين

وهو أول خليفة سكن بالقلعة في خلافته ودام بها. ومولده بعيد التسعين وسبع ماية. وعقد للخلافة بعده لولد أخيه عبد العزيز. خلافة المتوكل على الله أمير المؤمنين أبو العزّ، عبد العزيز بن يعقوب بن محمد بن أبي بكر، لما مات الخليفة المستنجد عمّه، وكان قد عهد بالخلافة إليه طلبه السلطان، وليس في بني العباس أصلح منه حينئذ لهذا الأمر مع وجود عمّه موسى، لكنه كان غير صالح لذلك. وكان قد تطاول موسى هذا، بل وغيره للخلافة فلم يقدّر لهم شيء. / 284 ب / وحين حضر عند السلطان حضر القضاة والأعيان، وبايعوه في يوم الإثنين سادس عشرين هذا الشهر، ولقّب المتوكل على الله بعد أن أراد أن يلقّب نفسه بالمستعذ بالله، فعورض في ذلك، وتردّد (بين) (¬1) المستعين والمتوكل، (واستقرّ على المتوكل) (¬2). وأفيض عليه شعار الخلافة، (وقيّد له المركوب السلطاني بالسرج الذهب والكنبوش الزركش، فركب ونزل إلى دار الخلافة) (¬3). وبين يديه القضاة والأعيان، وكان له مشهدا حافلا (¬4). ثم (عاد) (¬5) للقلعة من يومه ذلك لسكن عمّه وأخويه إلى يومنا هذا، أدام الله عزّه وشرفه (¬6). [الجراد بدمشق] وفيه ظهر بدمشق جراد عظيم، وحصل به الضرر والأذى (¬7). [وفاة قانبك الرمّاح] [3105]- وفيه مات قانبك الرمّاح (¬8) من خشت الأشرفيّ، أحد العشرات، وروس (¬9) النوب. ¬

(¬1) كتبت تحت السطر. (¬2) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬3) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬4) الصواب: «وكان له مشهد حافل». (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) خبر خلافة المتوكل في: وجيز الكلام 3/ 897، وبدائع الزهور 3/ 151، وتاريخ الخلفاء 514، 515، وأخبار الدول 2/ 222، وشذرات الذهب 7/ 339، وتاريخ الخميس 2/ 383، والضوء اللامع 4/ 236 رقم 611. (¬7) خبر الجراد في: حوادث الزمان 1/ 229، 230 وفيه: «أفقس الجراد، وسرح في الأرض إلى أن طمّ البلاد، وأكل الصيفيّ، ورعى ورق الشجر، وأفسد الأمياه من كثرته، وسدّ الأزقّة والطرقات، وبقي (كذا) الفواكه معلّقة بلا ورق، وحصل منه فساد كبير». (¬8) لم أجد لقانبك الرماح ترجمة في المصادر. (¬9) كذا.

التعامل بالفلوس الجديدة

وكان له عدّة محاسن، مع فروسية وشجاعة، رأسا في الرمح، غير (¬1) أنه كان منهمكا في ملاذ نفسه. [التعامل بالفلوس الجديدة] وفيه نودي بالتعامل بالفلوس الجدد المضروبة على اسم السلطان عددا، ونودي على الفلوس العتق بستة وثلاثين نقرة الرطل. وابتدأ الحال بالتشويش من أمر الفلوس، ثم حصل من الأمور النكدة بسببها (¬2) ما لا يعبّر عنه، وسلسل مدّة حتى صلح بأخرة شيئا (¬3) بعد التسعين (¬4). [صفر] [توسيط قاتل] وفي صفر أمر السلطان بتوسيط إنسان اعترف بقتل أخيه (¬5). [عودة يشبك] وفيه عاد يشبك من دمياط (¬6). [تعدية السلطان للجيزة] وفيه عدّى السلطان الجيزة إلى جهة الأتابك أزبك وهو على عمارة القناطر، فعاد لريبة أصابته (¬7). [نفي أزدمر الطويل إلى مكة] وفيه أخرج أزدمر الطويل الإبراهيميّ، حاجب الحجّاب منفيا إلى مكة المشرّفة، وبعث إليه السلطان بألفي دينار (¬8)، وبعث إليه الأتابك بخمسمائة، والدوادار يشبك بألف. وعدّ هذا من النوادر. وكان قد أمر السلطان، بالتوكيل به بالقلعة قبل إخراجه، ودام أياما، فأخذ الناس يشيعون في أثناء ذلك بأنه خنق بالقلعة، ومن قائل بأنه قطعت رأسه. وكان هذا / 395 أ / فألا عليه، فإنه آل أمره بعد ذلك إلى قطع رأسه كما سيأتي في محلّه. ثم أشيع بعد إخراجه بأن ستكون فتنة (¬9) من الإينالية (¬10). ¬

(¬1) في المخطوط: «غى». (¬2) في المخطوط: «بسبهها». (¬3) في المخطوط: «شيا». (¬4) خبر التعامل بالفلوس لم أجده في المصادر. (¬5) خبر توسيط القاتل لم أجده في المصادر. (¬6) خبر عودة يشبك لم أجده في المصادر. (¬7) في المخطوط: «أصابه». وخبر التعدية لم أجده في المصادر. (¬8) حتى هنا في: بدائع الزهور 3/ 152. (¬9) مهملة في المخطوط. (¬10) خبر نفي أزدمر في: وجيز الكلام 3/ 897، وبدائع الزهور 3/ 152 باختصار.

نزول السلطان إلى سنيت

[نزول السلطان إلى سنيت] وفيه نزل السلطان إلى سنيت وأقام بها أياما وعاد (¬1). [ربيع الأول] [مقدّمة الألوف بمصر] وفي ربيع الأول استقرّ السلطان بتنبك قرا في جملة مقدّمين (¬2) الألوف بمصر على تقدمة أزدمر الطويل، وأشيع بأنّ الدوادارية الثانية عيّنت لقانصوه خمسمائة وكان كذلك، فإنه خلع عليه بها بعد أيام (¬3). [نيابة الشام] وفيه قرّر قانصوه اليحياوي في نيابة الشام، عوضا عن جانبك قلقسيز (¬4). [نيابة حلب] وقرّر في نيابة حلب أزدمر نائب طرابلس قريب السلطان (¬5). [نيابة طرابلس] وقرّر عوضه (في نيابة طرابلس برد بك المعمار نائب صفد، قريب السلطان أيضا (¬6). [نيابة صفد] وقرّر في نيابة صفد عوضا) (¬7) عنه جانبك، أحد مماليك السلطان، وكان قد غضب عليه فأخرجه إلى البلاد الشامية (¬8). ¬

(¬1) خبر نزول السلطان في: بدائع الزهور 3/ 152. (¬2) الصواب: «في جملة مقدّمي». (¬3) خبر مقدّمية الألوف في: بدائع الزهور 3/ 152. (¬4) خبر نيابة الشام في: حوادث الزمان لابن الحمصي 1/ 230، وتاريخ ابن سباط 2/ 902، وبدائع الزهور 3/ 152، وإعلام الورى 72 رقم 69، وتاريخ الأزمنة 361. (¬5) خبر نيابة حلب في: حوادث الزمان 1/ 230، وبدائع الزهور 3/ 152. (¬6) خبر نيابة طرابلس في: حوادث الزمان 1/ 230، وبدائع الزهور 3/ 152، وتاريخ طرابلس 2/ 53 رقم 131. (¬7) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬8) خبر نيابة صفد في: حوادث الزمان 1/ 230، وبدائع الزهور 3/ 152، ومملكة صفد في عهد المماليك 299 وفيه قال طه ثلجي الطراونة: الأمير برد بك جرباس: أحد أقرباء السلطان الملك الأشرف قايتباي، لم نتمكن من معرفة التاريخ الذي تولّى به نيابة صفد أو التاريخ الذي عزل به. . ثم ذكر الأمير جاني بك السيفي قايتباي الأشرفي، وقال: لم نظفر بالتاريخ الذي تولّى به هذا الأمير نيابة صفد. (انظر: الرقم 129 و 130).

وفاة جانم الأعور

[وفاة جانم الأعور] [3106]- وفيه مات جانم الأعور (¬1) من يلباي الأشرفيّ، أمير شكار، وأحد العشرات. وكان من مماليك الأشرف برسباي. [إضافة يشبك الدوادار لجانم الشريفي] وفيه أضاف يشبك الدوادار جانم الشريفي قريب السلطان أحد مقدّمي الألوف، وكانت ضيافة حافلة جدا. وكان قصّده بذلك إصلاح ما وقع بين جانم (هذا) (¬2) وبين قانصوه خمسمائة من المنافرة، ولأمر آخر، وهو أنّ يشبك فهو يضرب الكرة مع السلطان اتفق أن سقط صولنجانه (¬3) من يده، فبرز جانم بترجّله من على فرسه، وأخذ الصولنجان (¬4) فناوله له، فهيّأ له هذه الضيافة وأضافه وأصلح بينه وبين قانصوه، ثم خلع عليهما كل كاملية تليق به، وقيّد لكل فرس بالسرج الذهب والكنبوش الزركش. وكان لهما وقتا مشهودا (¬5). وكانت هذه الضيافة من نوادر الضيافات حضرها جماعة من الأعيان، من جملة من حضرها الملكة التي كانت قدمت من (بلاد) (¬6) الفرنج (¬7). [وفاة سنقر الرومي] [3107]- وفيه مات سيف الدين سنقر الرومي (¬8)، الحنفيّ، أحد صوفية الخانقاه / 295 ب / الشيخونية والطلبة بالصرغتمشية. وكان فاضلا، فصيح العبارة، حسن الخط، عديم التكلّف في شؤنه (¬9). سمع على جماعة، منهم: الحافظ ابن (¬10) حجر. وكان مولى الشاد بك الجكميّ الذي أعتقه، وانتسب إلى الطلب، فأخذ عن جماعة من الأكابر، وشهر بالفضل، وسمّى نفسه سيف الدين. ¬

= ويقول خادم العلم وطالبه، محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري»: لقد أوضح المؤلّف - رحمه الله - هنا تاريخ نقل برد بك عن صفد، وتقرير جاني بك في نيابتها - فليصحّح - (¬1) انظر عن (جانم الأعور) في: بدائع الزهور 3/ 152، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) هكذا في المخطوط، والصواب: «صولجانه». (¬4) هكذا في المخطوط. (¬5) الصواب: «وكان لهم وقت مشهود». (¬6) كتبت فوق السطر. (¬7) خبر إضافة يشبك في: «بدائع الزهور 3/ 152، 153. (¬8) لم أجد لسنقر الرومي ترجمة في المصادر. (¬9) كذا. (¬10) في المخطوط: «بن».

ربيع الآخر

[ربيع الآخر] [ضيافة السلطان للأمراء] وفي ربيع الآخر كانت ضيافة السلطان للأمراء لأجل نهاية ضرب الكرة، وكانت ضيافة حافلة، وعمل بالرمح بين يديه بعدها، ثم صنع العشاء أيضا في آخر النهار، ونزل الأمراء إلى ديارهم بعد السماط (¬1). [وفاة جانم الشريفي] [3108]- وفيه مات جانم الشريفيّ (¬2)، ناظر الجوالي، الأشرفيّ، أحد مقدّمي الألوف وقريب السلطان. وهو شاب، كما (¬3) التحى. وكان جميل الصورة جدّا، حسن الهيئة والشكالة، وافر العقل، صيّر خاصكيا، ثم تأمّر عشرة عن قريب، ثم ولي نظر الجوالي، ثم شادّية الشراب خاناه، ثم تقدّم في أسرع وقت ونالته السعادة الطائلة، وزالت في الحال سريعا. تمرّض في أواخر الشهر الماضي عقيب تلك الضيافة التي تقدّم الكلام عليها بمرض حادّ، وتورّمت قدماه ويداه، فحمل في محفّة إلى بولاق ومات، وبلغ السلطان ذلك، فأظهر التأسّف عليه والحزن، واهتمّ لتجهيزه، وبعث بإحضاره إلى داره، فأحضر في محفّة والأمراء والأعيان مشاة بين يدي المحفّة، وجهّز بداره، وأحضر إلى سبيل المؤمني. ونزل السلطان فحضر الصلاة عليه، وحمل إلى تربته فدفن بها، وأقام الأتابك أزبك والدوادار يشبك هناك لعمل المأتم، وحضر جماعة من الأعيان، وزاد القال والقيل بالقاهرة في أمر موته. وأشيع بأنّ يشبك سمّه في يوم الضيافة، وأنه يعلم السلطان. [الفتنة بمأتم جانم] وزادت هذه الإشاعة / 296 أ / حتى بتربة السلطان، حتى صرّح البعض ليشبك بشيء مما يشبه هذا. وقام لإنسان من الإينالية آغا لبعض الطباق يقال له شاد بك فلكمه وتفاوض وإياه حتى دخل بينهما يشبك الجمالي، وطاحت عمامته، وركب يشبك من فوره مغضبا إلى جهة قبّة المطرية، وبها بات بعد أن كان قد عزم على نيابة بالتربة، ووقع قال وقيل كثير حتى بلغ السلطان، فركب إلى جهة مصر العتيق، ودام إلى آخر النهار، وعاد وترقّب الناس المكروه ووقوع فتنة كبيرة. وعاد يشبك إلى داره، وأقام رأس نوبة نقبائه وأعوانه، وأغلق بابه ولم يجتمع بأحد من خلق الله تعالى، حتى بعث السلطان ¬

(¬1) خبر ضيافة السلطان في: بدائع الزهور 3/ 153. (¬2) انظر عن (جانم الشريفي) في: بدائع الزهور 3/ 153، 154، ووجيز الكلام 3/ 903 رقم 2056. (¬3) كذا في المخطوط.

صنع مراكب لحمل الغلال إلى مكة

يعتذر إليه عما أشيع ويطيّب خاطره، وتردّد إليه رمضان مهتار الطشت خاناه رسولا من عند السلطان (غير ما مرة، وهو يسأله في صعوده إلى عند السلطان) (¬1) فأجاب بأنه يخشى من فتك الجلبان به، وبعث يسأل في الإذن بالتوجّه إلى الوجه القبلي حتى تسكن الحال. وثار جماعة من الجلبان من إنيات جانم المذكور، فيهم (¬2) الأشرار الفجّار، منهم: برد بك سكر، وآخر يقال له جكم، وغيرهما، وصاروا يصرّحون بأنّ يشبك سمّ جانم. وبلغ السلطان ذلك، فبعث إليهم يستميلهم. ووقعت أمور مطوّلة، وزاد الكلام في هذه الحادثة ونقص، وآل الأمر أن حضر الأتابك أزبك إلى يشبك فترضّاه وصعد به إلى السلطان، فخلع عليه، ونزل إلى داره، وبعث السلطان إليه بجماعة من الجلبان يترضّوا خاطره، وخلع على بعض منهم. وآل الأمر إلى سكون الحال شيئا (¬3). وعرفت هذه الحادثة بفتنة جانم. وأخرج فيها جماعة من الأمراء الإينالية، وغيرهم (¬4). [صنع مراكب لحمل الغلال إلى مكة] وفيه أنشأ يشبك الدوادار خمسة مراكب للسفر بالغلال والمتاجر إلى مكة ببحر الطور / 286 ب / وأنشأها بالصحراء بقرب تربته. ثم لما تكاملت أخشابا مركبة حملت إلى السويس (¬5) على الجمال، وركّبت هناك وأنزلت البحر (¬6). [مغاضبة إينال الخسيف لنائب حلب] وفيه وصل إلى القاهرة إينال الخسيف الأشرفيّ من جلبان السلطان أحد المقدّمي (¬7) الألوف بحلب مغاضبا لنائبها لكائنة اتفقت بينهما، فتغيّظ السلطان من إينال هذا. ثم آل الأمر إلى الصلح بينه وبين [نائب] (¬8) حلب (¬9). ¬

(¬1) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬2) في المخطوط: «فهم». (¬3) في المخطوط: «شيا». (¬4) خبر الفتنة في: بدائع الزهور 3/ 153، 154 وفيه: «. . . واستمر العزاء قائما بالقلعة بدور الحرم ثلاثة أيام. وقيل: إن السلطان جلس بقاعة البحرة، ورسم لنساء عرب اليسار أن يدقّوا ويلطموا على الأمير جانم وهو ينظر إليهنّ، وقد جلس للعزاء وصار الأمراء تتلطّف به وتسلّيه. وقيل: إنّ جانم كان يقرب للسلطان من جهة النساء. (¬5) في المخطوط: «السوس». (¬6) خبر صنع المراكب لم أجده في المصادر. (¬7) الصواب: «أحد مقدّمي الألوف». (¬8) إضافة للتوضيح. (¬9) خبر مغاضبة إينال لم أجده في المصادر.

قدوم المؤيد أحمد القاهرة لمرض والدته

[قدوم المؤيّد أحمد القاهرة لمرض والدته] وفيه قدم المؤيّد أحمد بن الأشرف إينال من الإسكندرية، وكان قد بعث السلطان في حضوره لوعك والدته ليحضر تمرّضها، فأذن له في ذلك، وصعد إلى القلعة ومعه يشبك الدوادار، وتنبك قرا، وولد لأحمد صغير، فأنس السلطان إليهما، وخلع عليه وعلى ولده، وأركب مركوبا سلطانيا. ثم نزل إلى محلّ تمرّض والدته (¬1). [جمادى الأول] [وفاء النيل] وفي جمادى الأول - في ثالثه، ووافق تاسع عشرين أبيب (¬2) - القبطيّ - كان وفاء النيل، وكان كسره في آخر يوم منه. ونزل الأتابك أزبك لذلك، وعاد إلى القلعة فخلع السلطان عليه على العادة، وكان بالأمس أيضا قد خلع عليه لأجل عمارته قناطر الجيزة، فعدّت الخلعتين (¬3) في اليومين المتوالين (¬4)، وعدّ كسر البحر في آخر أبيب، ووفاته في تاسع عشرينه من النوادر (¬5). [زيادة النيل] وفيه بعد يومين من الكسر زاد النيل عشرون (¬6) إصبعا بلغ بها ستة أصابع من الذراع الثامن عشر، وعدّ (¬7) ذلك أيضا من النوادر التي لم يعهد مثلها (¬8). [شادية الشراب خاناه] وفيه استقرّ ألماس الأشرفي أستادار الصحبة في شادّية الشراب خاناه (¬9). [أستادارية الصحبة] وقرّر بيبرس الرجبي (¬10) قريب السلطان عوضه في أستادارية الصحبة (¬11). ¬

(¬1) خبر قدم المؤيّد في: وجيز الكلام 3/ 898، وبدائع الزهور 1543. (¬2) أبيب هو الشهر السابع في السنة القبطية. (¬3) الصواب: «فعدّت الخلعتان». (¬4) الصواب: «اليومين المتواليين». (¬5) خبر وفاء النيل في: وجيز الكلام 3/ 898، وبدائع الزهور 3/ 155. (¬6) الصواب: «زاد النيل عشرين». (¬7) في المخطوط: «وبعد». (¬8) خبر زيادة النيل في: بدائع الزهور 3/ 155. (¬9) خبر شادّية الشراب خاناه في: بدائع الزهور 3/ 155. (¬10) في المخطوط: «الرحبي». (¬11) خبر الأستادارية في: بدائع الزهور 3/ 155.

سفر السلطان إلى الإسكندرية

[سفر السلطان إلى الإسكندرية] وفيه سافر السلطان إلى الإسكندرية في بحر النيل ومعه الأتابك، ويشبك الدوادار، وجماعة من مقدّمين (¬1) الألوف، والطبلخانات، والعشرات، وكاتب السرّ / 297 أ / وغيره من المباشرين، وغيرهم. وسافر معه (¬2) الشهاب بن العيني، ومنصور بن الظاهر. وكان لسفر السلطان ببولاق يوما مشهودا، وأقعد الناس على الساحل لرؤيته ومراكبه سائرة (¬3). [وفاة أمّ المؤيّد أحمد] [3109]- وفيه، بعد بعث السلطان، ماتت الخوند الكبرى الخاصكيّة، زوج الأشرف إينال، وأمّ المؤيّد (¬4) أحمد، زينب ابنة حسن بن خليل بن خاص بك. وهي في عشر الثمانين. وكانت من مشاهير الخوندات، ونالت في سلطنة زوجها من السعادة والعزّ والجاه ووفور الخدمة، ونفاد الكلمة والتدخل (¬5) في تدبير (¬6) المملكة ما لم ينله غيرها. وحضر ولدها جنازتها، وأخرجت حافلة جدا. [زيارة السلطان سيدي الدسوقي] وفيه ورد الخبر (¬7) بأنّ السلطان دخل دسوق وزار سيدي إبراهيم الدسوقي ماشيا، ثم توجّه إلى رشيد بكشف البرج الذي أنشأه بها، ثم دخل الإسكندرية وكشف البرج المعظّم الذي أنشأه بالمنار، وأنه أنشأ به جامعا عظيما بخطبة، وأنه جاء برجا هائلا، بل معقلا حافلا بهيئة غريبة وصفة عجيبة، وأنّ دهليزه على قناطر عظيمة في البحر، تصل (¬8) إليه من الساحل السكندريّ، وأنه قرّر مصالحه وشحنه بالآلات والرجال والأسلحة. وكان جملة ما صرف على بناء (هذا) (¬9) البرج فقط زيادة على المائة ألف دينار، وأنّ السلطان وعد بأنه سيفرد له أوقافا. ووفى بعد ذلك بوعده، وأقام به بعد ذلك باشا من العشرات، وصارت باشيّته من الوظائف الجليلة، وهو من نوادر أبنية هذا السلطان، بل هو (في حدّ ذاته) (¬10) من نوادر أبنية هذا الزمان (¬11). ¬

(¬1) الصواب: «من مقدّمي». (¬2) في المخطوط: «معهه». (¬3) خبر سفر السلطان في: وجيز الكلام 3/ 898، وبدائع الزهور 3/ 155. (¬4) انظر عن (أمّ المؤيّد) في: بدائع الزهور 3/ 156، 157، ولم يترجم لها السخاوي في الضوء اللامع. (¬5) في المخطوط: «والرجل». (¬6) في المخطوط: «تدبر». (¬7) في المخطوط: «البحر». (¬8) في المخطوط: «يصل». (¬9) كتبت تحت السطر. (¬10) كتبت فوق السطر. (¬11) خبر زيارة السلطان في: بدائع الزهور 3/ 155، 156 وفيه وصف للبرج: «وقيل صفة بنيان هذا البرج أنّ دهليزه عقد على قناطر في البحر الملح من الساحل حتى ينتهي إلى البرج، وقد بني على أساس =

وفاة أركماس اليمني

[وفاة أركماس اليمني] [3110]- وفيه مات العبد الصالح الخيّر، الديّن، أركماس اليمنيّ (¬1)، الأشرفيّ، أحد الجند السلطاني. وقد شاخ. وكان من عباد الله (الصالحين) (¬2) / 297 ب / ساكنا جدا، حسن السمت، كثير العبادات ونوافل الطاعات. [عودة السلطان من الإسكندرية] وفيه عاد السلطان من سفرته بالإسكندرية، ولما شاع الناس به، وخصوصا العوامّ، كادت القاهرة أن تموج بأهلها، وهرعوا إلى ساحل بولاق للفرجة عليه، واجتاز في مراكبه ببولاق. وكان لدخوله إلى ساحلها يوما مشهودا. وسار منها إلى ساحل مصر، وخرج من البحر راكبا إلى قلعته (¬3). [جمادى الآخر] [ضيافة السلطان] وفي جماد الآخر صنع السلطان ضيافة حافلة (¬4). [انتهاء زيادة النيل] وفيه - في رابع توت (¬5) - كانت نهاية زيادة النيل إلى عشرين إصبعا من عشرين ¬

= المنار القديم الذي كان بالإسكندرية، وأنشأ بهذا البرج مقعدا مطلاّ على البحر، ينظر منه من مسيرة يوم إلى مراكب الفرنج وهي داخلة إلى المينة، وجعل بهذا البرج جامعا بخطبة، وطاحونا وفرنا وحواصلا. وأشحنهم (كذا) بالسلاح، وجعل حول هذا البرج مكاحلا (كذا) معمّرة بالمدافع ليلا ونهارا، بسبب أن لا تطرق الفرنج للثغر على حين غفلة، وجعل به جماعة من المجاهدين قاطنين به دائما، وأجرى عليهم الجوامك والرواتب في كل شهر، وجعل عليهم شادّا من خواصّه يقال له قانصوه المحمدي، وهو الذي ولي نيابة الشام فيما بعد وصار يعرف بقانصوه البرجي». (¬1) لم أجد لأركماس اليمين ترجمة في المصادر. (¬2) تكرّرت في المخطوط. (¬3) خبر عودة السلطان في: بدائع الزهور 3/ 157 وفيه: «وقد عدّ سفره من النوادر كونه توجّه إلى ثغر الإسكندرية وترك الملك المؤيّد بالقاهرة، مع أن مماليك أبيه الأشرف إينال كانوا في غاية التنمرد ينتظرون لوقوع الفتن، وظهر منهم في غيبة السلطان بعض حركة، وانكشف رخّ جماعة منهم في هذه الحركة، ونفي فيما بعد منهم جماعة كثيرة». (¬4) خبر الضيافة في بدائع الزهور 3/ 157 وفيه: «أضاف السلطان للملك المؤيّد ضيافة حافلة بالبحرة، وأخلع عليه وعلى ولده، وأذن له بالعود إلى الإسكندرية، وقدّم الملك المؤيّد للسلطان تقدمة حافلة من مال وتحف بسبب موجود والدته الذي خلّفته». (¬5) توت هو أول شهر السنة القبطية.

تنزه السلطان

ذراعا، فوافق مثل العام الماضي، وعدّ ذلك من النوادر (¬1). [تنزّه السلطان] [وفيه] (¬2) ركب السلطان إلى التنزّه غير ما مرة (¬3). [رجب] [ضيافة السلطان للمؤيّد أحمد] وفي رجب صنع السلطان للمؤيّد أحمد ضيافة ثانية حافلة أيضا، وحضرها يشبك الدوادار، وخلع عليه عقبها، وعلى ولده، وأذن له بالسفر (¬4). [الإشاعة عن الفتنة] وفيه فشت (الإشاعة) (¬5) بأنه لا بدّ من ثوران فتنة بسبب جانم قريب السلطان، وأعادوا الكلام في قضية موته، وأشيع بأنّ المحرّك لذلك بعضا (¬6) من الإينالية، وزاد (¬7) الكلام في ذلك ونقص، وأخذ السلطان يحتال في التفحّص عن ذلك، فيقال إنه عرف أناسا بأعيانهم (¬8) صحّ ما نسب إليهم. وأخذ هو في التحيّل بكلّ ما تصل إليه قدرته. وصار يخرج منهم شيئا فشيئا، وتتبّع من نسب إلى ذلك، حتى أخرج منهم جماعة كبيرة في عدّة أوقات (¬9). [انقطاع يشبك عن الخدمة] وفيه انقطع يشبك الدوادار عن الخدمة بالقلعة أياما بسبب كثرة القال والقيل (¬10). [نفي برد بك سكّر] وفيه أخرج السلطان برد بك سكّر منفيّا إلى البلاد الشامية، وكان نسب إليه أشياء، في هذه الإشاعات، وأنه السبب الأعظم فيها. ونسب إليه تكلّم في حق يشبك الدوادار (¬11). ¬

(¬1) خبر زيادة النيل في: بدائع الزهور 3/ 157. (¬2) إضافة على الأصل. (¬3) خبر تنزّه السلطان لم أجده في المصادر. (¬4) خبر ضيافة السلطان لم يذكره ابن إياس، بل ذكر سفر الملك المؤيّد إلى الإسكندرية بعد أن أقام بالقاهرة نحو شهرين إلا أياما. (بدائع الزهور 3/ 157). (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) الصواب: «لذلك بعضّ». (¬7) في المخطوط: «وزلك». (¬8) الصواب: «بعينهم». (¬9) خبر الإشاعة في: بدائع الزهور 3/ 157. (¬10) خبر انقطاع يشبك في: بدائع الزهور 1/ 157، 158 (¬11) خبر نفي برد بك في: بدائع الزهور 3/ 157.

نيابة سيس

[نيابة سيس] / 298 أ / وفيه استقرّ علي باي ميق الأشرفيّ، كاشف الشرقية، في نيابة سيس، عوضا عن أزدمر قريب السلطان (¬1). [نيابة حماه] وقد نقل منها إلى نيابة حماه، عوضا عن قراجا الطويل بحكم صرفه وسجنه (¬2). [نفي أنفار من الإينالية] وفيه أمر السلطان بنفي ستة أنفار، ثلاثة منهم من الطائفة الإينالية، وهم: بايزيد ومسيد، وشادّ بك، و (كلّهم) (¬3) عشرات. وثلاثة من مشتراوات (¬4) السلطان من الخاصكية، فأخرجوا من وقتهم إلى جهة البلاد الشمالية، ثم تتابع نفي بعضا (¬5) من الإينالية، ومن الجلبان أيضا. وصار الإينالية وزاد القيل والقال في هذه الأيام، وكثرت الأراجيف بأشياء لم يقع منها ما أرجف به، ولا بعضا (¬6) منه (¬7). [قطع الطرقات بالقاهرة] وفيه نودي بقطع الطرقات بالقاهرة، وقام يشبك في ذلك أتمّ قيام، وفرض على أرباب الأملاك، وصار يشبك يبعث الجمال والحمّارة لشيل ما قطع شيئا فشيئا (¬8) بأجرته، (ومن) (¬9) لم يجد قطع شيئا (¬10) أو غاب، أمر بقطعه من ماله، ثم رجع به على أربابه، وبعث إلى جباة (¬11) الأوقاف، وألزمهم بذلك، وقطعت في أقرب وقت وأسرعه. وتعطّب في أثناء ذلك بعض الجمال والمارّة، لا سيما ليلا، لكن لا كما وقع في دولة الظاهر جقمق (¬12). وقد بيّنا ذلك بتاريخنا «الروض الباسم» (¬13). [حريق الجامع الأموي] وفيه، في ليلة سابع عشرينه، كان الحريق الأعظم بجامع بني أميّة بدمشق وما حوله من الأسواق، وأحرق جهات الجامع الثلاث: القبلية، والشرقية، والغربية، وما يليها من الأسواق العظام. وكانت مصيبة طامّة ذهب للناس في ذلك من الأموال والأمتعة والأبنية ¬

(¬1) خبر نيابة سيس في: بدائع الزهور 3/ 158. (¬2) خبر نيابة حماة في: بدائع الزهور 3/ 158. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) كذا. (¬5) الصواب: «نفي بعض». (¬6) الصواب: «ولا بعض». (¬7) خبر نفي الأنفار في: بدائع الزهور 3/ 158. (¬8) تكرّرت في المخطوط. (¬9) في المخطوط: «فشيا». (¬10) في المخطوط: «شيا». (¬11) في المخطوط: «حياة». (¬12) خبر قطع الطرقات لم أجده في المصادر. (¬13) في القسم الضائع منه.

قضاء الحنفية بدمشق

ما لا يعبّر عنه، وعدّ (¬1) ذلك / 298 ب / من النوادر (¬2). [قضاء الحنفية بدمشق] وفيه استقرّ في قضاء الحنفية بدمشق التاج بن عرب شاه، عوضا عن الشرف بن عيد. وكان السلطان قد استقرّ به مسولا (¬3) في ذلك لما كان بالشام، فأخذ التاج هذا يسعى في الولاية، وساعد بأن يمتنع (¬4) بن عبد من عمل استبدال، أو نحو ذلك مما يتعلّق بالسلطان، فما هان ذلك عليه، وغرم ابن (¬5) عرب شاه في ذلك نحوا من ثلاثة آلاف دينار أو زيادة عليها. وكان ذلك سببا لفقره وأنكاده بعدها (¬6). [شعبان] [نفي معروف اليشبكي] وفي شعبان أمر السلطان بنفي معروف اليشبكي (¬7) الطواشيّ، شادّ الحوش، يقال إنه بلغ السلطان (عنه) (¬8) ما يعود (¬9) به ضرره عليه في أمر ما نسب إلى جانم الطويل، وأزدمر الطويل. فنفي إلى الواح بعد أن كان قد أمر به إلى قوص (¬10). [حجوبية الحجّاب] وفيه استقرّ برسباي قرا المحمدي، الظاهريّ في حجوبية الحجّاب، عوضا عن أزدمر الطويل (¬11). ¬

(¬1) في المخطوط: «وغيّر». (¬2) خبر حريق الجامع في: وجيز الكلام 3/ 898 وفيه اكتفى السخاوي بالقول: «وكان الحريق في الجامع الأموي»، وتاريخ البصروي 88، وتاريخ ابن سباط 2/ 902، وتاريخ الأزمنة 361، ومنادمة الأطلال 362، وحوادث الزمان 1/ 232 وما بعدها، وقد أطال في ذكر الحريق وإصلاح الجامع فيما بعد. وانظر بحثنا بعنوان: حريق الجامع الأموي عند ابن الحمصي، في مجلة معهد المخطوطات العربية، القاهرة، المجلّد 43 ج 1/ 61 - 76، سنة 1440 هـ‍ / 1999 م. (¬3) كذا. (¬4) في المخطوط: «المتنع». (¬5) في المخطوط: «بن». (¬6) خبر قضاء الحنفية في: وجيز الكلام 3/ 898، وحوادث الزمان 1/ 234، وبدائع الزهور 3/ 158 باختصار. (¬7) في المخطوط: «السبكي». (¬8) كتبت فوق السطر. (¬9) في المخطوط: «يوعد». (¬10) خبر نفي معروف في: وجيز الكلام 3/ 898، وبدائع الزهور 3/ 158. (¬11) خبر حجوبية الحجّاب في: وجيز الكلام 3/ 897، وبدائع الزهور 3/ 158.

شادية الحوش

[شادية الحوش] وقرّر في شادّية الحوش الطواشي سرور السيفي جرباش كرد، عوضا عن معروف (¬1). [عودة قانصوه من بلاد الجركس] وفيه وصل قانصوه الألفيّ عائدا [من] (¬2) بلاد الجركس، واحتفل السلطان به وخلع عليه خلعة حافلة، فيقال إنه أحضر عدّة من أقارب السلطان وغيرهم (¬3). [وصول نائب جدّة] وفيه وصل أبو الفتح نائب جدّة منها ومعه قاصد من عند بعض ملوك الهند (¬4). [الخلعة بتخفيفة لقانصوه وآقبردي] وفيه بعث السلطان بتخفيفة لقانصوه خمسمائة، وأخرى لآقبردي قريبه، وكان قرّره في تقدمة جانم بعد موته، وكانا بالكوا في القدس من يومها إلى هذا الوقت (¬5). [وفاة جانم تمرباي] [3111]- وفيه مات جانم السيفي (¬6) تمرباي التمربغاوي، أحد الطبلخاناة الزردكاش الكبير. وكان شيخا مسنّا مقدّما، غير مشكور. [رمضان] [إمرة الركب الأول] وفي رمضان خلع على شاهين الجماليّ بإمرة الركب الأول، عوضا عن جانم الزردكاش، وأمر له ببركه ويرقه (¬7). ¬

(¬1) خبر شادّية الحوش في: وجيز الكلام 3/ 898، وبدائع الزهور 3/ 158، والضوء اللامع 10/ 62 (في ترجمة معروف اليشبكي). (¬2) في المخطوط: «عائدا إلى بلاد». وهو عكس المقصود. (¬3) خبر عودة قانصوه في: بدائع الزهور 3/ 158. (¬4) خبر نائب جدة في: بدائع الزهور 3/ 158. (¬5) خبر الخلعة بالتخفيفة في: بدائع الزهور 3/ 158. (¬6) انظر عن (جانم السيفي) في: الضوء اللامع 3/ 64، 65 رقم 258، وبدائع الزهور 3/ 158، ووجيز الكلام 3/ 903 رقم 2055. (¬7) خبر إمرة الركب في: وجيز الكلام 3/ 899، وبدائع الزهور 3/ 158.

كشف الشرقية

[كشف الشرقية] وقرّر قان بردي أحد جلبان السلطان وخاصكيّته / 299 أ / في كشف الشرقية، عوضا عن علي باي المستقرّ في نيابة سيس (¬1). [كشف الغربية] وقرّر آقباي الطويل في كشف الغربية (¬2). [استقدام برد بك جبس] وفيه استقدم برد بك جبس (¬3)، وكان قد بقي من مدّة (¬4). [وفاة معروف الشبكي] [3112]- وفيه مات معروف اليشبكي (¬5) الطواشي، شادّ الحوش بالواح. وهو في غاية الخمول، وكان غير مشكور كثير الزهوّ والإعجاب بنفسه والتعاظم والشمم (¬6). [وفاة مسايد قصقا] [3113]- وفيه مات مسايد قصقا (¬7) الإبراهيميّ، الأشرفيّ إينال، أحد العشرات، وروس (¬8) النوب، منفيّا على إمرة عشرة بطرابلس. وكان شجاعا، فارسا، لكنه كان مسرفا على نفسه. [وفاة طوخ من قطب الدين] [3114]- ومات طوخ من قطب الدين (¬9)، الظاهري، الخاصكيّ. وكان حشما، أدوبا، عاقلا، ساكنا. ¬

(¬1) خبر كشف الشرقية في: بدائع الزهور 3/ 159. (¬2) خبر كشف الغربية في: بدائع الزهور 3/ 159. (¬3) في المخطوط: «حبس». (¬4) خبر استقدام برد بك في: بدائع الزهور 3/ 159. (¬5) انظر عن (معروف اليشبكي) في: الضوء اللامع 10/ 161، 162 رقم 660، وبدائع الزهور 3/ 159. (¬6) وقع في الضوء 10/ 162: «ثم نفاه الأشرف قايتباي في ثاني شعبان سنة أربع وسبعين إلى قوص فلم يلبث أن مات في أواخر رمضانها بالواح». وهذا غلط. والصواب وفاته في سنة 884 هـ‍. (¬7) انظر عن (مسايد قصقا) في: بدائع الزهور 3/ 159. (¬8) كذا. (¬9) لم أجد لطوخ من قطب ترجمة في المصادر.

شوال

[شوال] [نفي جماعة من الإينالية إلى البلاد الشامية] وفي شوال نفي جماعة من الإينالية إلى البلاد الشامية، منهم: جان باي الخشن، أحد العشرات أيضا، (وتغري برمش أروس أحد العشرات أيضا) (¬1)، وأبو زيد أزبك الخاصكي، في آخرين (¬2). [الزردكاشية الكبرى] وفيه قرّر يشبك الجماليّ في الزردكاشية الكبرى، وهي بيده الآن (¬3). [إشاعة خروج السلطان للحج] وفيه أشيع بأنّ السلطان يخرج إلى الحج في هذه السنة (¬4). [خروج الحاج بالمحمل] وفيه خرج الحاج بالمحمل الطواشي خشقدم الوزير، (وخرج معه أبو البقاء ابن الجيعان. . . (¬5)) (¬6) نحوا من مائتي (¬7) وخمسين جملا محمّلة أنواع الأزواد والمأكل. وكان السلطان قد بعث إليه بثلاثين ألف دينار، وأمره بأن يجهّز له بها جماله (¬8) واستدلّ ذلك على سفر السلطان (¬9). [وفاة عبد الصمد العينتابي] [3115]- وفيه مات عبد الصمد العينتابي (¬10)، الحنفيّ، الكاتب. (وكان بارعا في كتابة المنسوب) (¬11)، ولديه فضيلة، وله نظم بلغة الترك مع بشر وبشاشة وجه. ومولده بعد الثلاثين وثمانماية. ¬

(¬1) ما بين القوسين كتب على الهامش. (¬2) خبر نفي جماعة في: بدائع الزهور 3/ 159. (¬3) خبر الزردكاشية في: بدائع الزهور 3/ 159، ووجيز الكلام 3/ 899. (¬4) خبر الإشاعة لم أجده في المصادر. (¬5) في المخطوط نحو ثلاث كلمات ضاعت في تجليد المخطوط. (¬6) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬7) الصواب: «من مائتين». (¬8) في المخطوط: «حاله». (¬9) خبر خروج الحاج في: وجيز الكلام 3/ 899، وبدائع الزهور 3/ 159. (¬10) في المخطوط: «الفسابي»، وما أثبتناه ظنّا، إذ لم أجد لعبد الصمد المذكور ترجمة في المصادر. (¬11) ما بين القوسين تكرّر في المخطوط.

نفي مثقال الطواشي إلى طرابلس

[نفي مثقال الطواشي إلى طرابلس] وفيه قبض على مثقال الطواشي مقدّم المماليك، وأخرج من وقته منفيّا إلى طرابلس التي بلغ السلطان بها في كائنة فتنة جانم وأزدمر الطويل (¬1). [سفر السلطان إلى الحجّ] وفيه في ثالث عشرينه كان سفر السلطان إلى الحج، وكان قد بكّر إليه الأتابك / 299 ب / أزبك، وجلس عنده (مليّا) (¬2)، وأوصاه بوصايا كثيرة، وجعله هو ويشبك، عوضا عنه في النظر في المصالح. ثم ركب بعد الزوال، ونزل من على جهة الصحراء، وسار ومعه عدد يسير من خاصكيته وبعض من أمرائه. وعدّت هذه السفرة من نوادر هذا السلطان ومن نوادر سفرات السلاطين على هذا الوجه (¬3). [إقامة الموكب في دار يشبك الدوادار] وفيها أقيم الموكب وعملت الخدمة بعد سفر السلطان في دار يشبك الدوادار كما كانت تقام عند السلطان، وحضرها جميع الأمراء مقدّمي الألوف والمباشرين وأرباب الدولة، ما عدا الأتابك، فإنه جمع نفسه ولم يتكلّم في شيء. وكان هذا الموكب بدار يشبك من المواكب الحافلة النادرة، واستمرّ على هذا النمط (¬4). [ذو القعدة] [تهنئة يشبك بالشهر] وفي ذي قعدة في أوله هرع القضاة وغيرهم إلى دار يشبك يهنوه (¬5)، بالشهر كما كانوا يفعلون مع السلطان (¬6). ¬

(¬1) خبر نفي مثقال في: وجيز الكلام 3/ 899، وبدائع الزهور 3/ 159 وفيه يوضّح سبب النفي: «وكان هذا كله بسبب خروج السلطان إلى نحو البلاد الشامية وتوّعكه هناك، وقد تزايدت الأقوال بموته، وحصل بين الأمراء نقل كلام في من يلي بعده السلطنة، وانكشف رخّ جماعة من الإينالية في هذه الحركة، ولم يعلم باطن الأمر في حقيقة ذلك، فصار السلطان ينفي كل قليل جماعة من الإينالية ومن مماليكه واستمرّ الأمر على ذلك». (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) خبر سفر السلطان في: وجيز الكلام 3/ 899، والأنس الجليل 2/ 448، 449، وتاريخ الخلفاء 515، وحوادث الزمان 1/ 237، وأخبار الدول 2/ 222، وبدائع الزهور 3/ 160، وسمط النجوم العوالي 4/ 291. (¬4) خبر إقامة الموكب لم أجده في المصادر. (¬5) كذا. (¬6) خبر تهنئة يشبك لم أجده في المصادر.

تولية يشبك من حيدر الحسبة

[تولية يشبك من حيدر الحسبة] وفيه أمر يشبك من حيدر والي الشرطة التكلّم في الحسبة، عوضا عن يشبك الجمالي بحكم سفره مع السلطان. وكانت الباعة والسوقة يقولوا (¬1) ما يشائوا (¬2) لغياب المحتسب، فارتفعت الأسعار، فثار جماعة من العامّة وبياض الناس، وضجّوا إلى يشبك، فحصل بعض رجاء (¬3). [مكاتبات السلطان من العقبة] وفيه وردت مكاتبات للسلطان من العقبة ومكاتبات الحاج، وأخبروا فيها بالأمن والسلامة، وأنّ السلطان لم يتكلّم في سفره في شيء يتعلّق بالأحكام من الناس، وأنه مشتغل بالحج، وأنه فعل في طريقه الخير (¬4). [إرسال الإقامات إلى السلطان] وفيه اهتمّ الأتابك أزبك والدوادار يشبك في بعث الإقامات وتجهّزها إلى جهة السلطان، ثم خرجت الجمال محمّلة، وبقيت خوند زوجة السلطان أيضا بأشياء كثيرة، وكذا جهّز / 300 أ / جماعة من ذكرنا. وكانت إقامة الأتابك فقط على نحو المائتي حمل، حتى عدّ ذلك من النوادر (¬5). [اهتمام يشبك بعمارة الخراب] وفيه اهتمّ يشبك الدوادار بعمارة الخراب الذي برأس الحسينية، وابتداؤه من جامع آل ملك النائب إلى جامع كراي، بل وما فوقه وما بين تلك الأماكن، وجاء مكانا هائلا، لكنه لم يتمّ غرض يشبك في عمارته، وبقيت أشياء كثيرة لم تنته، واشتمل هذا البناء على غيطين عظيمين وقبّة هائلة ودهليز شارع طويل وبناء عظيم، وبركة هائلة في رحبة متّسعة بها شرفات وبالشارع (نادرة غريبة) (¬6). وحوض، وسبيل، بل عين ماء سبيل، وباب عظيم، سمّاه باب السلامة وغير ذلك من أبنية صرفت عليها أموالا طائلة (¬7). [وفاة إينال باي من حمزة] [3116]- وفيه مات إينال باي من حمزة (¬8) الظاهريّ، أحد العشرات (¬9). ¬

(¬1) الصواب: «يقولون». (¬2) في المخطوط: «ما يشاوا»، والصواب: «ما يشاءون». (¬3) خبر تولية يشبك في: بدائع الزهور 3/ 160. (¬4) خبر مكاتبات السلطان: لم أجده في المصادر. (¬5) خبر إرسال الإقامات لم أجده في المصادر. (¬6) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬7) خبر اهتمام يشبك في: بدائع الزهور 3/ 160. (¬8) لم أجد لإينال باي من حمزة ترجمة في المصادر. (¬9) بعدها بياض مقدار نصف السطر.

ذو الحجة

[ذو الحجة] [انتهاء عمارة المجرى بالقلعة] وفي ذي حجّة انتهت عمارة المجراة إلى القلعة على يد تغري (¬1) بردي، خازندار يشبك الدوادار، وجاءت محكمة (¬2). [العمل بعمارة الكبش] وفيه كان العمل بعمارة الكبش بأمر السلطان. وكان الشادّ على العمارة نانق المؤيّدي، أحد العشرات، وجاءت عمارة جيّدة (¬3). [وصول قاصد ابن حسن الطويل] وفيه وصل قاصد من عند ابن (¬4) حسن الطويل فأنزله يشبك وأكرمه حتى يحضر السلطان (¬5). [حرّ شديد يعقبه مطر غزير] وفيه حدث حرّ شديد في برمهات (¬6)، ثم أعقبه مطر غزير وبرد شديد حتى استغرب ذلك (¬7). [قدوم مبشّر الحاج] وفيه قدم مبشّر الحاج إنسان من خواص خاصكية السلطان يقال له أسنباي، وعرف بالمبشّر بعدها إلى الآن، وأخبر (¬8) بسلامة الحاج والسلطان، ووصف كيفية سفر السلطان وما وقع في أثناء ذلك، وكيفية دخوله إلى المدينة المشرّفة أولا، وأنه تصدّق بها خمسة آلاف دينار، ثم كيفية دخوله إلى مكة / 300 ب / وملاقاة أميرها قبل ذلك، وأنه تصدّق بها بخمسة آلاف دينار، وحصل لأسنباي هذا من الخلع والمال ما عمّه وطمّه (¬9). وقد ذكرنا تفاصيل هذه السفرة في التاريخ الكبير «الروض الباسم» (¬10). [التحضير لملاقاة السلطان] وفيه جهّز الأتابك أزبك الإقامات لملاقات (¬11) السلطان بالعقبة، (واهتم لذلك ¬

(¬1) في المخطوط: «تغر». (¬2) خبر عمارة المجرى لم أجد مصدرا له. (¬3) خبر عمارة الكبش في: بدائع الزهور 3/ 160. (¬4) في المخطوط: «بن». (¬5) خبر وصول القاصد لم أجده في المصادر. (¬6) برمهات: هو الشهر السابع من السنة القبطية. (¬7) خبر الحرّ الشديد لم أجده في المصادر. (¬8) في المخطوط: «وأخر». (¬9) خبر قدوم المبشّر في: بدائع الزهور 3/ 160. (¬10) في القسم الضائع منه. (¬11) الصواب: «لملاقاة».

وفاة الزين سالم بن عامر

الأمراء وأرباب الدولة، والكثير من الناس، وخرج أزبك اليوسفي أحد المقدّمين لملاقاة (¬1) السلطان) (¬2)، [و] اهتمّ [ب‍] (بياض) (¬3) طرقات القلعة وأبوابها وعدّة من الأمكنة بها. وفي جلاء واجهة القصر الأبلق حتى ظهر رخامه الملوّن، ثم اجتهد (في) (¬4) الدهانات والرنوك والطرز على كثير من الأمكنة والأبواب وغيرها (¬5). [وفاة الزين سالم بن عامر] [3117]- وفيه مات الزين سالم بن عامر (¬6) بن محمد بن غازي بن عز الدين المشرائي، المغربي، المقريء، المالكيّ. وكان مقرئا بالسبع، غير خال من فضيلة، جال الكثير من البلاد، خيّرا، ديّنا، عفيفا، كريم النفس جدا، حسن السمت والملتقى. ومولده قبل العشرة وثمانماية. * * * [وفاة صاحب العراقين] [3118]- وفيها - أعني هذه السنة - مات خليل بن حسن (¬7) بن علي صاحب العراقين، وأذربيجان، وديار بكر. كان أكبر أولاد حسن الطويل، وولي بعده، وثار به بعض الأمراء فقتل، وولي يعقوب أخوه. [وفاة صاحب مملكة اسفنديار] [3119]- وفيها مات صاحب مملكة اسفنديار، إسماعيل بن اسفنديار (¬8). وكان قد قصده ابن عثمان ملك الروم فاقتلع منه كنتمونا وما والاها، وعوّضه منها شيئا (¬9) من بلاد الروم بذاك البرّ، وكان معزّزا مكرّما عنده لشجاعته وفروسيّته (¬10) وسياسته (¬11). ¬

(¬1) الصواب: «لملاقاة». (¬2) في المخطوط: «للسلطان». (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) مكرّرة في المخطوط. وفيه: اجهد. (¬5) خبر التحضير في: بدائع الزهور 3/ 161. (¬6) لم أجد لسالم بن عامر ترجمة في المصادر. (¬7) انظر عن (خليل بن حسن) في: الضوء اللامع 3/ 194 بدون ترقيم ودون ترجمة، إذ اكتفى بذكر اسمه فقط: «خليل بن حسن بك بن علي بك بن قرايلوك»، وبدائع الزهور 3/ 161. (¬8) لم أجد لإسماعيل بن اسفنديار ترجمة في المصادر. (¬9) في المخطوط: «شيا». (¬10) في المخطوط: «فروسية». (¬11) في المخطوط: «وسياسة».

وفاة إسماعيل السمرقندي

[وفاة إسماعيل السمرقندي] [3120]- ومات إسماعيل السمرقندي (¬1)، العجميّ الحنفيّ. وكان فاضلا، له طلب مع كثرة الدعوى. [وفاة علي بن خشكلدي] [3121]- وفيها [مات] (¬2) علي بن خشكلدي (¬3). أحد أعيان أولاد الناس من أجناد الحلقة. وكان فكه المحاضرة، حسن المعاشرة. ومولده على رأس القرن. [وفاة فارس الشهابي] [3122]- وفيها مات من الأتراك فارس الشهابيّ (¬4) أحد الخمسات. وكان ذا سمت حسن. وهو من موالي الشهاب بن الجمال الأستادار. [وفاة تنبك الأشقر] [3123]- وفيها [مات] (¬5) تنبك الأشقر (¬6) / 301 أ / البوّاب المحمدي، أحد العشرات، وكاشف المنوفية. [وفاة برقاق من بيبرس] [3124]- وفيها [مات] (¬7) برقاق (¬8) من بيبرس (¬9) الظاهري ططر الخاصكيّ. (وكان ساذجا) (¬10) سخيّا، لا بأس به. ¬

(¬1) لم أجد لإسماعيل السمرقندي ترجمة في المصادر. (¬2) إضافة على الأصل. (¬3) لم أجد لعلي بن خشكلدي ترجمة في المصادر. (¬4) لم أجد لفارس الشهابي ترجمة في المصادر. (¬5) إضافة على الأصل. (¬6) انظر عن (تنبك الأشقر) في: بدائع الزهور 3/ 161. (¬7) إضافة على الأصل. (¬8) هكذا في المخطوط، والمرجح أنه خطأ، والصواب: «برقوق». (¬9) لم أجد له ترجمة في المصادر. (¬10) ما بين القوسين مكرّر في المخطوط.

وفاة تغري برمش التركماني

[وفاة تغري برمش التركماني] [3125]- ومات تغري برمش التركمانيّ (¬1). وكان عارفا برمي النشاب، وترك موجودا بزيادة على الألف دينار. [وفاة طولوباي الحمزاوي] [3126]- وفيها [مات] (¬2) طولوباي الحمزاوي (¬3)، الخاصكيّ خشداش قانباي، نائب الشام. وقد أسنّ، وكان مشكورا، صيّر بأخرة طرخانا على إقطاع كان بيده، وأخرجت الخاصكية عنه. ¬

(¬1) لم أجد لتغري برمش التركماني ترجمة في المصادر. (¬2) إضافة على الأصل. (¬3) لم أجد لطولوباي الحمزاوي ترجمة في المصادر.

سنة خمس وثمانين وثمانماية

سنة خمس وثمانين وثمانماية [محرم] [الأمن والرخاء بالقاهرة] في محرم كانت القاهرة في غاية ما يكون من الأمن والرخاء والطمأنينة، مع كون السلطان غائبا والأمراء والجند الكل بها إلاّ بعضا يسيرا (¬1) مع السلطان (¬2). [اجتهاد يشبك بالعمارة] واستهلّت ويشبك الدوادار في غاية الاجتهاد في أمر العمارة خارج الحسينية وهو واقف عليها بنفسه قاصدا تكملة الدهليز العظيم ليسير السلطان منه إلى القاهرة في حين قدومه من الحج (¬3). [إقامة مأتم الحسين بن علي رضي الله عنهما] وفيه وقع من غريب الحوادث الشنيعة البشعة النادرة بالقاهرة أنّ إنسانا يقال له السيد قطب الدين ركب في جماعة في يوم مستهلّه هذا الشهر، ونشر على رأسه ألوية وأعلاما ومعه عدّة وافرة من الأعاجم والقلندرية وغيرهم من السفلة والأوباش، وكان قد بعث إلى كثير من الزوايا بأن يركبوا بجموعهم لإقامة مأتم الحسين بن علي رضي الله عنهما، فهرع إليه جماعات واجتمعوا كلهم بالرملة تحت القلعة، وساروا على جهة الصليبة شاقين القاهرة وهم يصيحون وأصواتهم مرتفعة ساه (¬4) حسين وا حسين، / 301 ب / يكرّرون ذلك، وقد ارتفع ضجيجهم (¬5) وصار لهم أمرا مهولا (¬6)، وهرع الناس إليهم للفرجة عليهم، وبلغ ذلك القاضي المالكيّ، فبعث بعدّة من أعوانه ورسله أخذوا القطب هذا وأحضروه إلى عنده في آخرين معه وأنكر عليه، فأخذ يقول: إنّ الذي فعله عن أمر يشبك الدوادار، ¬

(¬1) الصواب: «إلا بعض يسير». (¬2) خبر الأمن لم أجده في المصادر. (¬3) خبر اجتهاد يشبك لم أجده في المصادر. (¬4) هكذا في المخطوط. (¬5) في المخطوط: «صححهم». (¬6) الصواب: «وصار لهم أمر مهول».

خروج الأمراء لملاقاة السلطان

فنهره المالكي وعزّره بالكلام وأحجم عن تعزّره بغير ذلك، ويقال إنه ضربه، ومع ذلك فلم يرعو، وساس (¬1) كما هو إلى جهة يشبك وهو بالحسينية، ورأى يشبك سوادا قاصده بأصوات مرتفعة وضجيج عظيم، فبهت لذلك، وظنّ أمر فظيع (¬2) وهو في غفلة عما هم فيه، وانكشف له الحال بعد ذلك عمّا ذكرناه. وبلغه كائنة القطب هذا مع المالكي فحنق من ذلك، وأراد أن يوقع بالقطب (هذا) (¬3) فعلا، فشفع فيه غيره (¬4). وكانت كائنة غريبة نادرة بيّناها بطولها في تاريخنا «الروض الباسم» (¬5). [خروج الأمراء لملاقاة السلطان] وفيه خرج الأتابك والدوادار يشبك وجميع الأمراء وأرباب الدولة لملاقات (¬6) السلطان، وكان العزم أن يتوغّلوا إليه، فبعث نجّابا ينهى عن ذلك ويأمرهم بأن لا يتعدّوا إلى ملاقاته من قبّة المطرية، فنصبت الخيام منها إلى الريدانية في جمع وافر. وقد توجّه الأتابك والأمراء إلى (¬7) البركة، وتلاقوا بالسلطان، وساروا معه إلى جهة مخيّمه بالقبّة، وكان في موكب حافل جدا، حتى وصل لمخيمه (¬8) فنزل به ومدّت له الأسمطة الفاخرة والحافلة، فأكل، ثم دخل عليه قضاة القضاة والمشايخ وهنّوه (¬9) بقدومه، وبات بمخيّمته في ليلته تلك (¬10). [دخول السلطان القاهرة] وفيه، في يوم / 302 أ / الأحد رابع عشره أصبح متهيّا (¬11)، ودخل للقاهرة بعد أن زيّنت له زينة حافلة، وقعد الناس لرؤيته، وأوكب هو من القبّة والأتابك حامل القبّة والطير على رأسه أو حملها غيره لأمر ما، وسار قاصدا القلعة شاقّا للقاهرة من باب النصر حتى خرج من باب زويلة حتى نزل بالمقعد من الحوش، ومدّت له الأسمطة فأكل ثم خلع على من له عادة في مثل هذا (¬12) الحال، وتحوّل إلى الدكة فجلس عليها. وحضر قاصد ابن (¬13) حسن الطويل فأكرمه، ثم قام إلى جهة الحريم، وقد فرشت ¬

(¬1) كذا. والصواب: «وسار». (¬2) الصواب: «وظن أمرا فظيعا». (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) خبر إقامة المأتم لم أجده في المصادر. (¬5) في القسم الضائع منه. (¬6) الصواب: «لملاقاة». (¬7) في المخطوط: «لى». (¬8) في المخطوط: «وصل المخيمه». (¬9) كذا. والصواب: «وهنّأوه». (¬10) خبر خروج الأمراء في: حوادث الزمان لابن الحمصي 1/ 241، وبدائع الزهور 3/ 161، ومفاكهة الخلان 1/ 6. (¬11) الصواب: «متهيّئا». (¬12) في المخطوط: «هكذا». (¬13) في المخطوط: «بن».

وفاة الزين الزرعي الطرابلسي

له الشقق الحرير، ونثر عليه خفائف الذهب والفضة، وكان (¬1) له يوما مشهودا (¬2) من نوادر الأيام في هذه الدولة التركية الجاركسية (¬3). [وفاة الزين الزرعي الطرابلسي] [3127]- وفيه مات الزين الزرعيّ (¬4)، عبد الرحمن بن أحمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن عثمان بن هرماش بن غيلان بن رحية بن قيس الدمشقيّ، الطرابلسيّ، الحنفيّ، قاضي الحنفية بطرابلس. كان أحد نواب الحكم بدمشق. وكان عالما فاضلا، خيّرا ديّنا، له سمت حسن، وتوجّه إلى العوالم الملكوتية، وصنّف وألّف، وشرح «المجمع» (¬5) فزاد فيه مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، وسمع على جماعة، وعفّ عن القضاء بأخرة وكفّ عنه وعن كثير من المباحات. ومات على خير كثير. ومولده سنة 811. [ركوب السلطان إلى القرافة] وفيه ركب السلطان إلى جهة القرافة فزارها، وعاد من جهة قناطر السباع، فكشف عمارة الكبش، ثم سار على جهة الصليبة، واجتاز بسبيله الذي أمر بأساسه برأس سويقة عبد المنعم (¬6) من الرملة، وكان الشروع قد ابتديء في عمارته، والشادّ عليه تنبك قرا، وكان أيضا كشف عن المجراة إلى القلعة، وصعد إليها من (باب) (¬7) السلسلة (¬8). ¬

(¬1) في المخطوط: «وكا». (¬2) الصواب: «يوم مشهود». (¬3) خبر دخول السلطان في: الأنس الجليل 2/ 449، وبدائع الزهور 3/ 162 - 164. (¬4) انظر عن (الزين الزرعي) في: حوادث الزمان لابن الحمصي 1/ 240 رقم 303، ومفاكهة الخلان 1/ 5، 6، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 1632 رقم 478، وتاريخ طرابلس 2/ 66 رقم 14. ولم يترجم له السخاوي في: الضوء اللامع. (¬5) يوجد عدّة مصنّفات تبدأ بكلمة «مجمع»، والمرجّح لدينا أن المقصود هو كتاب «مجمع البحرين وملتقى النهرين» في فروع الحنفية للإمام مظفّر الدين أحمد بن علي بن ثعلب المعروف بابن الساعاتي البغدادي الحنفي، المتوفى سنة 694 هـ‍. وهو لم يذكر في «المعجم المؤلفين» ولا في «المستدرك» عليه لعمر رضا كحالة، مع أنه من شرط من المؤلّفين. كما لم يذكر كتابه «شرح المجمع» في «كشف الظنون» وغيره، فهو مما يستدرك. (¬6) في المخطوط: «برأس سويقة من عبد المنعم». (¬7) مكرّرة في المخطوط. (¬8) خبر ركوب السلطان في: بدائع الزهور 3/ 164.

وفاة قانباي جلبي

[وفاة قانباي جلبي] [3128]- وفيه مات / 302 ب / قانباي (جلبي) (¬1) الإينالي (¬2)، الأشرفي، الخاصكيّ، أحد الأغوات القرانصة. وكان أدوبا، حشما، ساكنا، مع ديانة وخير، وترشّح للإمرة غير ما مرّة، وهو يأبى ذلك لكبر سنّه طلبا للراحة. [تقادم الأمراء للسلطان] وفيه بعث الأتابك أزبك إلى السلطان بتقدمة حافلة، وكذا تتابعت تقادم الأمراء بعده من يشبك فمن دونه، ثم تقادم الناس غير الأمراء. وكان السلطان يقبل من البعض بعضا يسيرا، ومن البعض بعضا وافرا، ومن البعض الجميع (¬3). [تفرقة هدايا السلطان على الأمراء] [وفيه] (¬4) ابتدأ السلطان بتفرقة هداياه (¬5) على أمرائه وأرباب دولته وغيرهم، كلّ بحسب (. . .) (¬6)؟ وقد فصّلنا الكثير مما قدّم إليه، والكثير مما أهداه في تاريخنا «الروض الباسم» (¬7). [وفاة قراجا الطويل] [3129]- وفيه مات قراجا الطويل (¬8) الأعرج، الأشرفيّ، نائب حماه (¬9). وله نحوا (¬10) من سبعين سنة، (أو ثمانين، بالقدس بطّالا) (¬11). ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) لم أجد لقانباي جلبي الإينالي ترجمة في المصادر. (¬3) خبر تقادم الأمراء لم أجده في المصادر. (¬4) إضافة على المخطوط. (¬5) في المخطوط: «هواياه». (¬6) في المخطوط بياض، والمحتمل أن تكون العبارة: «كلّ بحسب مقامه». والخبر لم أجده في المصادر. (¬7) في القسم الضائع منه. (¬8) انظر عن (قراجا الطويل) في: وجيز الكلام 3/ 915 رقم 2074 (وفيه وفاته في شهر صفر)، والضوء اللامع 6/ 214 رقم 715، وبدائع الزهور 3/ 164. (¬9) كتب في المخطوط بعدها: «بالقدس بطالا»، ثم شطب فوقها. (¬10) الصواب: «وله نحو». (¬11) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط.

نفي قانم الأشرفي

وكان شهما، شجاعا، أدوبا حشما، وقورا، مع بخل (ببعض) (¬1) عسف. [نفي قانم الأشرفي] وفيه ضرب السلطان قانم الأشرفيّ الذي كان كاشف الشرقيّة، ضربا مبرحا، وأمر بنفيه إلى طرسوس (¬2). [وفاة شاهين العثماني] [3130]- وفيه مات شاهين العثماني (¬3)، الظاهريّ، [أحد] العشرات، وشادّ برج الإسكندرية. وكان خيّرا، ديّنا، مشكورا. [تجديد جامع الروضة] وفيه كانت نهاية تجديد جامع الروضة على يد السلطان، وكان قد خرب ودثر، وأدخله جانبك نائب جدّة في غيطه الذي أنشأه، بل وجعله زريبة للبقر، وكان المصروف عليه نحوا من ألف وخمسمائة دينار، وكان شادّا عمارته شادّ بك من صدّيق أحد العشرات، وزاد فيه مقعدا لنفسه وهيئة مبيت، وغير ذلك، وجوار مناره إلى جهة شماله، وكان قبليّة، ثم أقيمت الخطبة (¬4). [صفر] [مساعدة السلطان لإنسان نكب في حانوته] وفي صفر وقف إنسان من (¬5) سوق الهرامزة للسلطان، ورفع قصّة فيها أنّ حانوته احترق بجميع ما فيه، وقيمة ذلك زيادة على الألف دينار، وأنّ عليه من الدّين نحوا من سبع مائة دينار / 303 أ / وحلف أنه ما بقي يملك شيئا (¬6). وكان غرضه أن يبرز أمر السلطان لأخصامه أن لا يطالبوه إلاّ في ميسرة، فأمر له السلطان بخمس مائة (دينار) (¬7) يوفي بها ديونه بثلاث مائة، ويتّجر بالثاني، فعدّت هذه من محاسن السلطان (¬8). ¬

(¬1) مطموسة في المخطوط. وما أثبتناه على سبيل الترجيح. (¬2) خبر نفي قانم في: بدائع الزهور 3/ 164. (¬3) لم أجد لشاهين العثماني ترجمة في المصادر. (¬4) خبر جامع الروضة لم أجده في المصادر. (¬5) في المخطوط: «وقف إنسان ومعه من سوق». (¬6) في المخطوط: «شيا». (¬7) عن هامش المخطوط. (¬8) خبر مساعدة السلطان لم أجده في المصادر.

تقدمة المماليك

[تقدمة المماليك] وفيه قرّر خالص التكروري الطواشي في تقدمة المماليك، عوضا عن مثقال. وقرّر في نيابة التقدمة، عوضا عن خالص: سرور الشاميّ (¬1). [مقتل شارب خمر] وفيه وقف جماعة للسلطان ورفعوا إليه أنّ قريبا لهم طلبه بعض جلبان السلطان، وتناول معه المنكر، وتقاولا في أثناء ذلك، فضربه الجلب بالجرّة فقتله، فأمر السلطان بأن يترافعا إلى الشرع (¬2). [وفاة يوسف بن قجماس] [3131]- وفيه مات يوسف بن قجماس (¬3) البجاسيّ، أحد أجناد الحلقة. وكان إنسانا حسنا، خيّرا، ديّنا، أدوبا، حشما، عاقلا، عارفا، ساكنا. ومولده سنة 838. [نفي المشرف على مطبخ السلطان إلى طرابلس] وفيه قدم تمراز الشمسيّ، رأس نوبة النوب من سفرته بالبحيرة، وكان قد عيّن لها من مدّة فأعمرها. واتّفق أن بعث السلطان إليه سماطا من مطبخه بعد أن خلع عليه، ونزل إلى داره، فعاد بردي (¬4) الأشرفي مشرف المطبخ وقد خلع عليه تمراز خلعة على العادة، فحين وقع بصر السلطان عليه تغيّظ عليه وأمر بأن ينزع الخلعة عنه، ويحمل إلى تمراز، ثم نفاه إلى طرابلس (¬5). [سفر السلطان إلى بلبيس] وفيه ركب السلطان إلى جهة قبّة المطرية، وعرض هجنا له هناك، فأرجف بالقاهرة بسفره لمكان بعيد، ثم أسفرت القضيّة بأنه سار إلى بلبيس وكشف الجسور، وتغيّظ على الكاشف وضربه ضربا مبرحا. ثم سار إلى شبين وغيرها (¬6). ¬

(¬1) خبر تقدمة المماليك في: بدائع الزهور 3/ 164. (¬2) خبر شارب الخمر لم أجده في المصادر. (¬3) لم أجد ليوسف بن قجماس ترجمة في المصادر. (¬4) في المخطوط: «بيردي». (¬5) خبر نفي المشرف في: بدائع الزهور 3/ 164 باختصار. (¬6) خبر سفر السلطان لم أجده في المصادر.

قتل أزدمر بن أزبك

[قتل أزدمر بن أزبك] [3132]- وفيه كان قتل أزدمر بن أزبك (¬1)، قريب السلطان، ونائب حماه، على يد يوسف أمير آل فضل. وكان قد قصد بلاده حماه، فخرج إليه أزدمر بعسكر حماه، وبعث إليه سيف ينهاه عن خروجه ويحذّره من ذلك، (ويقول له) (¬2) / 203 ب / إنّ عرضي عند أعدائي، فدعني وإيّاهم، فأبى لفراغ أجله. (وكان) (¬3) شابا، ساذجا، عارفا بفنون الفروسية والملاعيب مع شجاعة، ببعض طيش وخفّة. [مقتل طومان الأشرفي] [3133]- ومات معه أيضا قتيلا، طومان الأشرفيّ (¬4) إينال، أتابك حماه. وكان فارسا بطلا، شجاعا. [ربيع الأول] [عودة السلطان من سفرته] وفي ربيع الأول في يوم ثالثه عاد السلطان من سفرته إلى القاهرة فأعرضه (¬5) في طريقه جماعة من العوام والغوغاء، واستغاثوا إليه من غلوّ الأسعار وعدم من يتكلّم في الحسبة. وكان يشبك الجمالي قد تعفّف عن الكلام فيها بعد أن قرّر في الزردكاشية، وكذا فعل مع السلطان جماعة بالرملة أيضا، فأمر السلطان قجماس الأمير اخور بطلب الخبر والنظر في أمره وعمل المصلحة. ثم أمر قاسم شعيتة بأن يتكلّم في الحسبة حتى يرى السلطان رأيه فيها. وصعد القضاة في هذا اليوم لتهنئة السلطان بقدومه وبالشهر، فأجيبوا بأنه دخل إلى الحريم فعادوا من حيث جاؤوا. ثم ركبوا في آخر النهار، وصعدوا ثانيا، فأجيبوا بأنّ السلطان في بعث ولا يمكنه الاجتماع بهم، فرجعوا أيضا ولم يجتمعوا به (¬6). ¬

(¬1) انظر عن (أزدمر بن أزبك) في: الضوء اللامع 2/ 274 رقم 856، وبدائع الزهور 3/ 164، ومفاكهة الخلان 1/ 13. (¬2) تكرّر في المخطوط. (¬3) تكرّرت في المخطوط. (¬4) انظر عن (طومان الأشرفي) في: الضوء اللامع 2/ 274 ضمن ترجمة «أزدمر الأزبكي معتق الأتابك أزبك» رقم 856 وفيه «طومانباه»، ولم يفرد له السخاوي ترجمة خاصة. (¬5) كذا. والصواب: «فاعترضه». (¬6) خبر عودة السلطان لم أجده في المصادر.

قراءة المؤلد

[قراءة المؤلد] وفيه عمل المولد بالقلعة على العادة، وكان حافلا، ولما انتهى أكل السماط (¬1). [وقف السلطان على فقراء المدينة المنوّرة] [و] فيه، بعد العصر، حضر الزين بن مزهر كاتب السر، والبدر أبو البقاء ابن الجيعان، وخشقدم الزمام، وهم مشاة إلى جهة السلطان، ومعهم ستة طواشية بستة أطباق على روسهم (¬2) حطّت بحضرة السلطان ومن حضر هذا المجلس، وكان بها من الذهب النقد العين ستون ألف دينار، فبدأ السلطان بالكلام فأخذه الزين بن مزهر منه وقال لمن حضر: إنّ مولانا السلطان لما حج في العام الماضي رأى ما به أهل المدينة المشرّفة من الفقر والفاقة / 304 أ / والقحط من عدم الأقوات، فأضمر نيّته بأن يفعل بها من الخير ما يذكر به ويعمّ بذلك الناس، بالمدينة المشرّفة، وقد ميّز من خالص ماله هذا المقدار وأرصده ليشتري به ما يوقفه على فقراء المدينة وأهلها ما بين قرى وضياع ورباع وغيرها ليجمع من ذلك ما يصنع بالمدينة في كل يوم من الدشيشة والخبز والزيت وغير ذلك، وجعل ذلك وقفا مبتدئا (¬3) على المدينة إلى غير ذلك من نمط هذا الكلام. ثم أمر السلطان بأن يكون هذا المال تحت يد القضاة أو الأتابك أو يشبك الدوادار، فامتنع القضاة من ذلك واعتذروا، وتعذّر الحال بأن يكون نصف هذا المال تحت يد يشبك ليشتري بذلك رزقا وأملاكا، والنصف تحت يد السلطان. وانتهى المجلس على ذلك (¬4). [إنشاء مبان للسلطان] ثم أنشأ السلطان بعد ذلك عدّة من المباني الهائلة، منها ما هو بباب النصر، والبندقانيين، والخشّابين، والدجاجين (¬5) وغير ذلك من القاعات، وغيرها (¬6). [تجريدة يشبك الدوادار إلى أمير آل فضل] وفيه عيّن السلطان يشبك الدوادار بالخروج إلى سيف أمير آل فضل الذي قتل نائب حماه، وعيّن معه عدّة من الأمراء، فمن المقدّمين برسباي قرا حاجب الحجّاب، وتنبك الجمالي، وتنبك قرا، ووردبش، وعدّة من الطبلخاناة، والعشرات. ¬

(¬1) خبر قراءة المولد في: بدائع الزهور 3/ 164. (¬2) كذا. (¬3) في المخطوط: «متبدناء». (¬4) خبر وقف السلطان في: بدائع الزهور 3/ 164، 165. (¬5) الصواب: «الدجاجيين»، والمثبت يتفق مع: بدائع الزهور 3/ 165. (¬6) خبر إنشاء المباني لم أجده في المصادر.

المطر والريح والجراد

وكانت الإشاعة فاشية بأنّ هذه التجريدة لسيف، وإنما كانت في الحقيقة لديار بكر. وكانت قضية شنيعة (¬1) بأخرة، فإنها آلت إلى فساد، وقتل يشبك فيها، وتسلسل بسببها الشرّ إلى يومنا هذا (¬2). وقد ذكرنا جزئيات ذلك مفصّلة بتاريخنا «الروض الباسم» (¬3). [المطر والريح والجراد] وفيه أمطرت السماء مطرا غزيرا، واستمرّ ساعة، وثارت الريح العاصفة قبل ذلك، وتقدّم ذلك وجود جراد كثير انتشر بالقاهرة (¬4). [وفاة زين العابدين القادريّ] [3134]- وفيه مات زين العابدين القادريّ (¬5)، السيد الشريف / 304 ب / محمد بن محمد بن علي بن علي (¬6) بن حسين القرشي، الهاشمي، العلوي، الحسني، الجبالي (¬7)، العراقي، السنجاري، القاهري، الحنبليّ (¬8). وكان مثريا جيدا، ديّنا، صالحا، حسن السمت والملتقى، بشوشا، أدوبا، حشما، ساكنا، متواضعا. ومولده في سنة 836. [تقرير الأستادارية] وفيه خلع على قانصوه من دولات باي اليشبكي الأشرفيّ دوادار يشبك (¬9) الدوادار، وقرّر في الأستادارية، عوضا عن يشبك (¬10). [التحدّث في الأستادارية] وأقيم المجد بن البقريّ متحدّثا فيها عن قانصوه المذكور، والمرجح في الأمور ¬

(¬1) في المخطوط: «شنعه». (¬2) خبر تجريدة يشبك في: حوادث الزمان لابن الحمصي 1/ 242، وبدائع الزهور 3/ 164 و 165. 166. ومفاكهة الخلان 1/ 13 و 14. (¬3) في القسم الضائع منه. (¬4) خبر المطر لم أجده في المصادر. (¬5) انظر عن (زين العابدين القادري) في: بدائع الزهور 3/ 166، ومفاكهة الخلان 1/ 18. (¬6) في المخطوط: «. . بن علي سي بن علي. .». (¬7) مهملة في المخطوط، وما أثبتناه ظنّا. (¬8) لم يذكر في المصادر الخاصّة بتراجم الحنابلة، وهو ممّن يستدرك عليها. (¬9) في المخطوط: «يشبك». (¬10) خبر الأستادارية في: بدائع الزهور 3/ 166.

تجهيز التجريدة للخروج مع يشبك

إليه، ثم استعفى قانصوه من ذلك، وسأل السفر في صحبة يشبك، فأجيب في ذلك، وبقي ابن البقريّ يتكلّم فيها بمفرده، من غير أن يخلع عليه بها (¬1). [تجهيز التجريدة للخروج مع يشبك] وفيه عرض السلطان الجند وعيّن جماعة منهم من الإينالية ومن جلبانه وكانوا خمسمائة بالسيفية، والخشقدمية، وأمروا بسرعة التجهّز للخروج مع يشبك. [كشف أسيوط] وفيه قرّر جانم دوادار يشبك وخاله في كشف سيوط (¬2)، عوضا عن قرقماس الأعور، وطلب قرقماس للسفر مع يشبك (¬3). [وفاة السراج العبادي] [3135]- وفيه، في ليلة تاسع عشرينه، مات شيخ مذهب الشافعيّ بمصر العلاّمة، السراج العبادي (¬4)، عمر بن حسن بن حسين (¬5) الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، كاملا، ماهرا، عارفا بفنون كثيرة رأسا في مذهبه، بشوشا حسن الملتقى، منطرح النفس، غزير الفضل، طويل الباع. سمع على الأكابر، وصار أحفظ أهل مصر بمذهبه، وولي عدّة وظائف بها نظر الأحباس، ومشيخة خانقاه سعيد السعداء، وغير ذلك. ومولده سنة إحدى وثمانماية (¬6). [التعامل بالفضة بالميزان] وفيه نودي بأن لا يتعامل الناس بالفضة إلا موازنة، تأكيدا لما كان قبل ذلك (¬7). ¬

(¬1) خبر التحدّث في: بدائع الزهور 3/ 166، 167. (¬2) كذا في المخطوط. وهي: أسيوط. (¬3) خبر كشف أسيوط في: بدائع الزهور 3/ 167. (¬4) انظر عن (السراج العبادي) في: وجيز الكلام 3/ 908 رقم 2057، والضوء اللامع 6/ 81 - 83 رقم 278، والذيل على رفع الإصر 101، وحوادث الزمان 1/ 242 رقم 304، والمنجم في المعجم 157، 158 رقم 102، وبدائع الزهور 3/ 167، ومفاكهة الخلان 1/ 17 و 18. (¬5) في المصادر: «. . . عمر بن حسين بن حسن. .»، والمثبت يتفق مع بدائع الزهور. (¬6) في الضوء 6/ 81 «ولد تقريبا كما كتبه بخطه في سنة أربع وثمانمائة». (¬7) خبر التعامل بالفضة في: بدائع الزهور 3/ 167.

ربيع الآخر

[ربيع الآخر] [الإضافة إلى التجريدة وحفظ السواحل] وفي ربيع الآخر أضاف السلطان إلى التجريدة الذين عيّنهم عدّة أكمل (بها) (¬1) ستماية، وعيّن جماعة إلى السواحل المصرية كرشيد، ودمياط، وسكندرية (¬2). [النفقة على الأمراء والجند] وفيه كانت / 305 أ / النفقة على الأمراء والجند، وكانت النفقة خاصّة زيادة على المائة ألف دينار (¬3). [إمرة الحاج والمحمل] وفيه قرّر تغري بردي ططر أحد مقدّمي الألوف في إمرة الحاج بالمحمل، وقرّر يشبك من حيدر في إمرة الأول (¬4). [خروج يشبك بالتجريدة] وفيه كان خروج يشبك ومن عيّن معه للسفر، وخرج من غير تطليب ولا هرج ولا اضطراب، وكان عليه خمدة حتى تفوّه الكثير من الناس بأنه لا يعود، وتفاءلوا (¬5) به، فكان كما تفاءلوا (¬6). وعمل يشبك في سفرته هذا (¬7) أشياء لم يقع له في خرجه أمرها، وكأنّه حدّثته بأنه لا يعود (¬8). بل ذكر لي من أثق به أنه صرّح بأنه لا يرجع من سفرته هذه. [نيابة حماه] وفيه قرّر جانم الجداوي (¬9) الأعرج في نيابة حماه بعناية يشبك (¬10). ¬

(¬1) كتبت تحت السطر. (¬2) خبر الإضافة إلى التجريدة لم أجده في المصادر. (¬3) خبر النفقة في: بدائع الزهور 3/ 166. (¬4) خبر إمرة الحاج في: بدائع الزهور 3/ 166. (¬5) في المخطوط: «تفالوا» والصواب أن يقال: «وتشاءموا». (¬6) في المخطوط: «تفالوا» والصواب أن يقال: «وتشاءموا». (¬7) الصواب: «في سفرته هذه». (¬8) خبر خروج يشبك في: وجيز الكلام 3/ 904، وحوادث الزمان 1/ 243، 244، وبدائع الزهور 3/ 167، وإعلام الورى 72. (¬9) في بدائع الزهور 3/ 167 «جانم الأعرج السيفي جاني بك نائب جدة». (¬10) زاد في البدائع: عوضا عن أزدمر قريب السلطان.

قطع رأس أزدمر الإبراهيمي

[قطع رأس أزدمر الإبراهيمي] [3136]-، [وفيه] (¬1) أحضر (¬2) إلى القاهرة برأس أزدمر الإبراهيمي (¬3) الطويل خفية وقد قطعت بالوجه القبليّ بأمر من السلطان ويشبك الدوادار، وكان قد بعث إلى أزدمر هذا بإحضاره من مكة إلى سيوط (¬4)، فأحضر من على جهة القصير، وسجن بدار الإمارة من سيوط (¬5) وبعث بإتلافه خفية، فأخرج من سيوط ليلا، وخزّت رأسه خارجها، وغيّبت جثّته. ولما أحضرت الرأس كان يشبك بمخيّمه من الريدانية، وبقي (بها) (¬6) عدّة أيام لا يرحل وهو في انتظار هذه الرأس، فرآها السلطان ويشبك، وأمر بكتم ذلك وإخفائه مع أنه استفاض ذلك في يومه. وكان أزدمر هذا خيّرا، ديّنا، كثير تلاوة القرآن، عارفا، شجاعا، مقداما، جريئا (¬7)، عارفا بأنواع الفروسية، وما ينسب إليه من سوء العقيدة ليس بشيء. نعم كان يتغالى في حبّ علي بن أبي طالب، ولعلّه كان من إفراط تغاليه فيه يقدّمه على غيره، لا بغضا في غيره بل تعصّبا. وإن صحّ عنه شيا (¬8) في أمر عقيدته فذلك من حيث تديّنه لا من حيث / 305 ب / خبث اعتقاده. ويقال إنّ سبب قتله أنه نسب إليه شيء في (إزالة) (¬9) أمر الدولة. [وفاة برد بك التاجي] [3137]- وفيه، أو في الذي قبله، مات برد بك التاجي (¬10)، الأشرفيّ، أحد العشرات. وكان أدوبا، حشما، سيوسا، مع كثرة تهوّر عنده. [نفي القاضيين الشافعي والحنبلي] وفيه رفع جماعة من تجار الشرب شكواهم إلى السلطان من القاضي الشافعيّ بأنه بعث ¬

(¬1) إضافة على المخطوط. (¬2) في المخطوط: «أخضر». (¬3) انظر عن (أزدمر الإبراهيمي) في: وجيز الكلام 3/ 915 رقم 2073 وفيه مات خنقا، والضوء اللامع 2/ 273، 274 رقم 854، وبدائع الزهور 3/ 167، 168. (¬4) كذا. (¬5) كذا. (¬6) كتبت فوق السطر. (¬7) في المخطوط: «جريا». (¬8) في المخطوط: «شيا». (¬9) كتبت فوق السطر. (¬10) انظر عن (برد بك التاجي) في: وجيز الكلام 3/ 915 رقم 2075 وفيه وفاته في شهر ربيع الأول، والضوء اللامع 3/ 6 رقم 23، وبدائع الزهور 3/ 168.

تقدمة سيباي للسلطان

إليهم بأعوان الوالي ليحضروا بيع تركته وحضرها بنفسه. ووافق هذه الشكوى بأن بلغ السلطان عن القاضي الحنبليّ أيضا بأنه أراد أن يبطل (¬1) كتاب وقف أو نحو ذلك. فتوعّر خاطر السلطان [و] صرّح بعزلهما معا، وأمر بنفي الحنبليّ إلى قوص. ثم وقع بعد ذلك كلام كثير فيمن يولّى (¬2) القضاء الشافعية والحنابلة، وكتبت قائمة بأسماء جماعة من طائفتي المذهبين. ثم آل الأمر إلى إعادتهما إلى ما كانا عليه بواسطة الأتابك أزبك (¬3). [تقدمة سيباي للسلطان] وفيه بعث سيباي العلائي الكاشف بتقدمة هائلة للسلطان (¬4). [جمادى الأول] [تغريم قاتل دية كاملة] وفي جماد الأول حنق إنسان من جلبان السلطان من غلامه فضربه (بالمقرعة) (¬5) فكانت منيّته في ضربه، فرفع أولياء المقتول حالهم إلى السلطان، فأمر بهم إلى الشرع عند القاضي المالكيّ، ووقع أشياء آلت إلى تغريم القاتل دية كاملة، وحكم المالكيّ بالبراءة من الجانبين (¬6). [وفاة العلاء المرداوي] [3138]- وفيه مات العلاء المرداويّ (¬7)، علي بن سليمان الدمشقيّ، الحنبليّ، أحد نواب الحكم بدمشق. وكان عالما، فاضلا، وله عدّة تصانيف (¬8). ¬

(¬1) في المخطوط: «تبطل». (¬2) في المخطوط: «تولى». (¬3) خبر نفي القاضيين في: بدائع الزهور 3/ 168. (¬4) خبر تقدمة سيباي لم أجده في المصادر. (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) خبر تغريم الدية لم أجده في المصادر. (¬7) انظر عن (العلاء المرداوي) في: وجيز الكلام 3/ 914 رقم 2070، والضوء اللامع 5/ 225 - 227 رقم 761، وحوادث الزمان 1/ 243 رقم 305، والسحب الوابلة 296 - 299 رقم 448، والبدر الطالع 1/ 446 رقم 218، ومفاكهة الخلان 1/ 19، وكشف الظنون 357، وشذرات الذهب 7/ 340 - 342، وإيضاح المكنون 1/ 134 و 331 و 2/ 389 و 450 و 594، وهدية العارفين 1/ 736، وديوان الإسلام 4/ 224، 225 رقم 1969، ومختصر طبقات الحنابلة 76، 77، وفهرس دار الكتب المصرية 1/ 548، والأعلام 4/ 292، ومعجم المؤلفين 7/ 102، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 5/ 70، 71، والمنهج الأحمد 509، و (2/ 151، ومختصره 193)، والدارس 2/ 108، 126، والدر المنضد 2/ 682، 683 رقم 1663، والجوهر المنضد 99 رقم 109، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 3/ 42، 43 رقم 730، BroeKelmann, S 11/ 130 . (¬8) ولد قريبا من سنة 820 هـ‍. بمردا.

ركوب السلطان وكشفه على العماير

[ركوب السلطان وكشفه على العماير] وفيه ركب السلطان ونزل إلى جهة طرا، وعاد منها إلى مصر، ثم سار منها إلى بولاق، وعاد من بطن الخليج إلى جهة باب البحر، وأمر بهدم مكان قد برز به من أنشأه على جيرانه (¬1)، فهدم، ودخل السلطان القاهرة من باب الفتوح وسار منه إلى خان الخليلي ثم الجامع الأزهر وكشف عمائر هناك (¬2). [وفاة الشريف بن الجيعان] [3139]- وفيه مات الشرف بن الجيعان (¬3) / 306 أ / مستوفي الجيش، يحيى بن شاكر بن عبد الغني القبطي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، رئيسا، حشما، عارفا، ساكنا، متواضعا، عفيفا، نزها، جمّ المحاسن. سمع على جماعة. وكان من سراة بني الجيعان. ومولده سنة 814 (¬4). [توقف زيادة النيل] وفيه توقّفت زيادة النيل أياما، فقلق الناس (¬5). [جمادى الآخر] [شجار شاد بك أخوخ وسرور الطواشي] وفي جماد الآخر تقاول إنسان من جلبان السلطان يقال له شاد بك أخوخ من العشرات هو وسرور الطواشي نائب المقدّم، فحنق شاد بك ولكمه فطاحت عمامته عن رأسه فدخل إلى السلطان وشكى (¬6) إليه، فأحضره السلطان وأمر به فضرب ضربا مؤلما. ثم آل أمره بعد ذلك أن رضي السلطان عنه وبعث إليه بألفي دينار (¬7). [كسر النيل] وفيه كان كسر البحر عن الوفاء، ونزل الأتابك أزبك لذلك على العادة (¬8). ¬

(¬1) في المخطوط: «حيرانه». (¬2) خبر ركوب السلطان لم أجده في المصادر. (¬3) انظر عن (الشرف بن الجيعان) في: وجيز الكلام 3/ 911 رقم 2061، والضوء اللامع 10/ 226 - 229 رقم 969، وبدائع الزهور 3/ 168. (¬4) في المخطوط: سنة 8، وما أثبتناه عن الضوء 10/ 226. (¬5) خبر زيادة النيل لم أجده في المصادر. (¬6) الصواب: «شكا». (¬7) خبر الشجار لم أجده في المصادر. (¬8) خبر كسر النيل في: بدائع الزهور 3/ 169.

شنق التاج بن المقسي

[شنق التاج بن المقسي] [3140]- وفيه شنق التاج بن المقسي (¬1)، عبد الله بن نصر الله القبطيّ، القاهريّ، ناظر الخاص والأستادار، وكاتب المماليك. وكان ذا فضل ومروءة ورياسة وكياسة وحسن هيئة وشكالة، إلا أنه كان منهمكا في ملاذ نفسه، وقاسى الأهوال بأخرة والمحن، وآلت إلى شنقه على جمّيزة. [ركوب السلطان إلى قليوب وطنبدى] وفيه ركب السلطان ونزل سائرا إلى جهة قليوب فكشف بتلك النواحي، ثم ركب البحر وسار مقلعا إلى جهة قليوب فكشف بتلك النواحي، ثم ركب البحر وسار مقلعا إلى جهة الوجه القبلي حتى وصل إلى طنبدى ثم عاد (¬2). [رجب] [صعود القضاة للتهنئة بالشهر] وفي رجب صعد القضاة ومن له عادة بالصعود إلى القلعة للتهنئة بالشهر فلم يجدوا السلطان بالقلعة، وكان ركب إلى جهة القرافة، فانتظروا صعوده ثم ركب إلى آخر النهار أيضا هو والأتابك، وسار إلى الجيزة لكشف القناطر بها، وبات هناك (¬3). [اغتيال سيباي الكاشف] [3141]- وفيه اغتيل سيباي الكاشف (¬4) العلائيّ، الأشرفي إينال، فقتل بسكين طعن بها في بطنه وعدّة مواضع بين ثديه وهو / 306 ب / بساحل فرحوط على فراشه في خيامه. وكان شابا حسنا، حسن الهيئة والشكالة، بشوشا، شجاعا، عارفا، سيوسا، كريما، عفيفا، نزها، مع بعض خفّة عنده. [ركوب السلطان للتنزّه] وفيه ركب السلطان ونزل ومعه الأتابك أزبك فتوجّه إلى قبّة المطرية للتنزّه بها، ¬

(¬1) انظر عن (التاج بن المقسي) في: وجيز الكلام 3/ 907 و 916 رقم 2077، والضوء اللامع 5/ 71 - 73 رقم 265، وبدائع الزهور 3/ 168، 169، ومفاكهة الخلان 1/ 20. (¬2) خبر ركوب السلطان في: نباء الهصر 497، وبدائع الزهور 3/ 169. (¬3) خبر صعود القضاة لم أجده في المصادر. (¬4) انظر عن (سيباي الكاشف) في: وجيز الكلام 3/ 915 رقم 2076، والضوء اللامع 3/ 288 رقم 1098، وبدائع الزهور 3/ 169.

وفاة البرهان البقاعي

وحضر عنده المنشدين (¬1) وعملوا في الأذكار التي لحّنها السلطان، وحضر طائفة من الأعجام وجلسوا بمكان خارج القبّة بحيث يسمع السلطان أصواتهم، ثم أخذوا في عمل فنونا (¬2) من الموسيقا، ثم دعوا للسلطان في آخر ذلك، فبعث بطلبهم إليه وسألهم عن بلادهم ومقصدهم، فأجابوا بأنهم قصدوا السلطان في أن يسعفهم إلى الحج، فأمر لهم بمائة دينار (¬3). [وفاة البرهان البقاعي] [3142]- وفيه مات المحدّث، المفسّر، البرهان البقاعيّ (¬4)، إبراهيم بن ¬

(¬1) الصواب: «المنشدون». (¬2) الصواب: «في عمل فنون». (¬3) خبر ركوب السلطان لم أجده في المصادر. (¬4) انظر عن (البرهان البقاعي) في: وجيز الكلام 3/ 909 - 911 رقم 206، والضوء اللامع 1/ 101 - 111، وعنوان الزمان للبقاعي صاحب الترجمة 1 / ورقة 34، ومعجم شيوخ ابن فهد (الذيل) 336 - 339 رقم 4، وإنباء الهصر 508، 509، والذيل على رفع الإصر 174 و 216 و 217 و 255 و 346، وحوادث الزمان 1/ 245 - 248 رقم 308، ومفاكهة الخلان 1/ 23، وبدائع الزهور 3/ 169، والتاج المكلّل للقنوجي 358، والبدر الطالع 1/ 19 - 22 رقم 12، وشذرات الذهب 8/ 157، وهدية العارفين 1/ 21 و 22، وديوان الإسلام 1/ 253، 254 رقم 388، وفهرس مخطوطات التاريخ بالظاهرية، لخالد الريان 2/ 617، والأعلام 1/ 56، ومعجم المؤلفين 1/ 71، ونوادر المخطوطات العربية في مكتبات تركيا للدكتور رمضان ششن 1/ 69، وفهرس مخطوطات الحديث بالظاهرية للألباني 238 و 239، ونوادر المخطوطات العربية وأماكن وجودها لأحمد تيمور باشا - نشره د. صلاح الدين المنجد 1980 بيروت - ص 19، ومعجم المؤرّخين الدمشقيين، د. المنجد 261، ومصادر التراث العسكري عند العرب، كوركيس عواد، طبعة المجمع العلمي العراقي، بغداد 1981 - ج 371، وفهرس المخطوطات المصورة (العلوم) ج 3 ق 3، (الرياضيات) ص 5 - وضعه فؤاد سيد، طبعة معهد المخطوطات العربية، القاهرة 1960، وفهرست المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية (قسم التاريخ) ج 2 ق 4/ 143، القاهرة 1390 هـ‍ / 1970 م، ومعجم الدراسات القرآنية المطبوعة والمخطوطة، للدكتورة إبتسام مرهون الصفار - نشرته مجلّة المورد، بغداد 1402 هـ‍، المجلّد 10 عدد 3 و 4 - ص 405، والمخطوطات العربية في مكتبة محمد باشا كوبريلي في استانبول - حكمت رحماني - نشرته مجلّة المورد 1397 هـ‍ / 1976 م - مجلّدة - عدد 4/ 221، ومخطوطات خزانة الشيخ بدر الدين الحسني محمد رياض المالح - نشرته مجلّة المورد 1397 هـ‍ / 1977 م، مجلّد 6، عدد 2/ 229، ومخطوطات الخزانة الألوسية في مكتبة المتحف العراقي، لأسامة ناصر النقشبندي - نشرته مجلة المورد 1395 هـ‍ / 1975 م. - مجلّد 4، عدد 1/ 178، وكشف الظنون 1/ 156، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 1/ 227 - 238 رقم 42، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 1/ 203، ومجلة آفاق الثقافة والتراث - خير الله الشريف - دبيّ 1316 هـ‍ / 1995 م - العدد 9/ 77 - 88، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 51، وعلم التأريخ عند المسلمين 531، وتاريخ الأدب العربي 2/ 142، والقاموس الإسلامي 1/ 336.

ضرب أحد العشرات

عمر بن حسن بن علي بن أبي بكر الخرباوي (¬1)، الدمشقي، الشافعيّ. وكان حافظا، عالما، فاضلا، عارفا بالحديث، وصنّف وألّف ونظم، وسمع على جماعة، منهم: الزين القبّاني (¬2). ولما جرت فتنة «ابن الفارض» انتقل إلى دمشق من القاهرة، وبها بغته الأجل. ومولده في سنة 89 (¬3). [ضرب أحد العشرات] وفيه ضرب آقبردي تمساح (¬4) الظاهريّ أحد العشرات بين يدي السلطان لإساءة أدب صدرت منه في مجلس السلطان (¬5). [وفاة السراج ابن الصابوني] [3143]- وفيه مات السراج عمر بن الصابونيّ (¬6)، الدمشقيّ، ناظر الجوالي، ونائب ناظر الجيش بدمشق. وكان أدوبا، حشما. (وهو) (¬7) ابن (¬8) عمّ العلاء بن الصابوني. [وفاة قانباي صلق] [3144]- وفيه مات بحلب في سفرته مع يشبك الدوادار: قانباي صلق (¬9) السيفيّ، شاد بك الجكميّ، أحد الطبلخاناة ورؤوس النوب. ¬

(¬1) في المخطوط: «الجرباوي»، ومثله في: بدائع الزهور 3/ 169، وهو غلط، والصواب ما أثبتناه: الخرباوي (بالخاء المعجمة) نسبة إلى خربة روحا، قرية من عمل البقاع (بلبنان). (¬2) هكذا في المخطوط، ولم أجد هذه النسبة بين شيوخه. (¬3) في المخطوط: «86» وما أثبتناه نقلا عن مصادر الترجمة. (¬4) في الضوء اللامع 2/ 315 رقم 1003 «آقبردي التماسيحي الظاهري جقمق»، وكان موجودا في سنة 897 هـ‍. (¬5) خبر أحد العشرات لم أجده في المصادر. (¬6) انظر عن (ابن الصابوني) في: الضوء اللامع 6/ 124 وفيه ينقل السخاوي عن ابن صاحب الترجمة أن أباه مات في سنة 884 هـ‍، وحوادث الزمان 1/ 248 رقم 309، ومفاكهة الخلان 1/ 22 و 23 واسمه: «عمر بن محمد بن محمد بن سليمان بن أبي بكر». (¬7) عن هامش المخطوط. (¬8) في المخطوط: «بن». (¬9) انظر عن (قانباي صلق) في: الضوء اللامع 6/ 196 رقم 662 وفيه: «ويعرف بسلاق ومعناه الأعسر»، وبدائع الزهور 3/ 169.

شعبان

وكان خيّرا، ديّنا، سيوسا، صادق اللهجة، عارفا بفنون الآداب والأنداب وله فروسية وشجاعة وإقدام. وتأمّر في هذه الدولة / 307 أ / القايتبائية. [شعبان] [انتهاء عمارة قناطر الجيزة] وفي شعبان خلع السلطان على الأتابك أزبك خلعة حافلة بسبب نهاية قناطر الجيزة، وجاءت في نهاية الاتقان، وهي من أجلّ آثار الملوك، وحصل بها نفع عام لحبس المياه وعمارة ما تحتها من البلاء (¬1). وبلغني أنّ النفقة على هذه القناطر كانت زيادة على المائة ألف دينار. [ظهور الجراد بالقاهرة] وفيه ظهر بالقاهرة جراد كثير ملأ السهل والوعر، وحصل به ضرر بأكل الكثير من الخضروات والنخيل والأشجار (¬2). [القبض على إفرنج بساحل الطينة] وفيه أحضر إلى القاهرة طائفة من الفرنج نحوا (¬3) من ستة وأربعين نفرا كانوا يتجرّمون (¬4) في البحر المالح. ودخلوا إلى مينا الطينة في مركب لهم، وفيه بعض أسرى من المسلمين، ولما نزلوا بساحل الطينة تركوا الأسرى في المركب فثاروا بها، وبمن بها (¬5) من الفرنج يقتلوهم (¬6) عن آخرهم، وغرّقوا المركب، وفروا إلى برج الطينة فالتجأوا إليه واستغاثوا وأعلنوا بالتكبير والتهليل، فأدركهم جماعة أهل الطينة وتعاضدوا وإيّاهم على قبض هؤلاء. ولما حضروا إلى القاهرة أمر السلطان بسجنهم (¬7). [وفاة البدر ابن الكويز] [3145]- وفيه مات البدر بن (¬8) الكويز (¬9)، محمد بن سليمان بن عبد ¬

(¬1) خبر عمارة القناطر في: بدائع الزهور 3/ 169، 170. (¬2) خبر الجراد لم أجده في المصادر. (¬3) الصواب: «نحوّ». (¬4) في المخطوط: «يتحرمون». (¬5) هكذا في المخطوط. (¬6) هكذا في المخطوط، والصواب أن يقال: «فتمكن [من] بها من الفرنج فقتلوهم». (¬7) خبر القبض على الفرنج لم أجده في المصادر. (¬8) في المخطوط: «البدري». (¬9) انظر عن (ابن الكويز) في: وجيز الكلام 3/ 916 رقم 2078، والضوء اللامع 7/ 259 رقم 652، وبدائع الزهور 3/ 170.

رمضان

الرحمن بن داود بن خليل الشوبكيّ الأصل، القاهريّ، ناظر الخاص. وكان عاقلا، وجيها، حشما، لا يخلو (¬1) من فضيلة. ومولده سنة ثمان أو تسع وعشرين وثمانماية (¬2). [رمضان] [قراءة البخاري بالقلعة] وفي رمضان قريء «البخاريّ» بالقلعة في المجلس الثالث منه فوقع بين القاضي الحنفي والبرهان بن الكركي إمام السلطان، وهو القاريء يومئذ، كلمات مزعجة، وكان الحنفيّ به وعك، فيقال إنها أثّرت في مزاجه حتى زاد به الوعك، وآل ذلك إلى موته بقدرة الله تعالى كما سيذكر موته (¬3). [وفاة البدر ابن الزهري] [3146]- وفيه مات البدر محمد بن الزهريّ (¬4)، الدمشقيّ، الشافعيّ، / 307 ب / أحد نواب الحكم بدمشق. وكان من أهل العلم والفضل. [تجديد قبّة الإمام الشافعي] وفيه أمر السلطان بتجديد عمارة قبّة الإمام الشافعيّ، رحمه الله تعالى، وأقيم الشمس بن الزمن شادّا على ذلك، وجاءت في غاية الحسن (¬5). [موقعة الرّها] وفيه، في نصفه، كانت الكائنة المهولة بالرها (¬6)، وقتل فيها يشبك الدوادار وجماعة، وكسرت العساكر المصرية، وأسر فيها جماعة من أكابر الأمراء الأعيان، ونهب العسكر عن آخره على يد بايندر باش عساكر يعقوب بن حسن الطويل. وكانت كائنة فظيعة، فممّن قتل: ¬

(¬1) في المخطوط: «لا يخل». (¬2) في الضوء: توفي عن ثلاث وستين سنة. (¬3) هكذا في المخطوط. وخبر قراءة البخاري في: بدائع الزهور 3/ 170. (¬4) انظر عن (ابن الزهري) في: حوادث الزمان 1/ 250 رقم 312، ومفاكهة الخلان 1/ 26. (¬5) خبر تجديد القبة في: بدائع الزهور 3/ 170. (¬6) كائنة الرها في: وجيز الكلام 3/ 905، وبدائع الزهور 3/ 170 - 172، ومفاكهة الخلان 1/ 26، والضوء اللامع 10/ 274.

[3147]- يشبك من مهدي (¬1) الدوادار الكبير، وأمير سلاح، والأستادار والوزير، وكاشف (الكشاف) (¬2) وما مع ذلك من الوظائف. (وله نحوا (¬3) من خمسين سنة) (¬4). وكان قد ضخم أمره جدا وفخم وشهر وذكر، وطار صيته في الآفاق، وانتهت إليه رئاسة الأتراك بمصر (¬5)، وصار إليه تدبير مملكة الأشرف قايتباي، مع وفور الحرمة ونفاد الكلمة، ونوادر وقعت له لم تقع (¬6) لغيره، مع شجاعته، وفروسيّته، وإقدامه، وتنقّل في الخدم من إمرة عشرة إلى الدواداية الكبرى. ووقع له أشياء لم تقع لغيره من أبناء جنسه في القريب من عصره. وله الآثار الجليلة، وسيرته تغني (¬7) عن مزيد التعريف به (¬8). ¬

(¬1) انظر عن (يشبك من مهدي) في) وجيز الكلام 3/ 905 و 914، 915 رقم 2072، والضوء اللامع 10/ 272 - 274 رقم 1077، وإنباء الهصر 494، 495، والأنس الجليل 2/ 450، وحوادث الزمان 1/ 250، 251، وبدائع الزهور 3/ 171 - 173 و 177 ومفاكهة الخلان 1/ 26 و 28، وإعلام الورى 72. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) الصواب: «وله نحو». (¬4) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬5) كتب بعدها في المخطوط «وله نحو من خمسين سنة» ثم شطب فوقها. (¬6) في المخطوط: «لم يقع». (¬7) في المخطوط: «وسيرته يغني». (¬8) وقال العليمي إن الذي أشاع مقتل يشبك «رجل اسمه يحيى بن حرام الفطايس، فبلغ النائب الأمير محمد بن أيوب ذلك فطلب يحيى المذكور وضربه بالمقارع لكونه أشاع ذلك، ثم تواترت الأخبار بقتله وصحّت، وأرّخ يوم قتله فكان في ذلك اليوم الذي تحدّث فيه الناس بالقدس الشريف، فكان قتله في أرض الرها من ملك العجم». (الأنس الجليل 2/ 450). وقال ابن إياس: وأما ما كان من أمر يشبك الدوادار، فإنه أقام عند باينذر في الأسر ثلاثة أيام، ثم في اليوم الرابع بعث إليه بعبد أسود من عبيد التركمان، قطع رأسه تحت الليل وأحضرها بين يدي باينذر. وقيل إنه حزّ رأسه بالسيف عدّة مرار وهي لا تنقطع، فقطعها بسكين صغيرة، وعذّبه غاية التعذيب، فلما طلع النهار وجدوا جثته بغير رأس، وهي مرمية على قارعة الطريق، وعورته مكشوفة، حتى ستره بعض الغلمان بحشيش من الأرض، فسبحان من يعزّ ويذّل. وقيل: إن الأمير يشبك حلق رأسه قبل أن يقتل بيوم، ثم نظر وجهه في مرآة وقال: يا ترى يا رأس بقيت تدخلي إلى مصر، أو تدخلي إلى ماردين؟ ومن العجائب أن الأمير يشبك كان جماعة من المنجّمين يخبروه بأنه يقتل على يد شخص يسمّى أزدمر، فظن أنه أزدمر الطويل، فبادر إلى قتله، فلما أحضر إليه باينذر ذلك العبد الأسود ليقتله، فقال له يشبك: ما اسمك؟ قال: أزدمر، فعند ذلك تيقّن بأنه هو الذي يقتله بيده، وراح أزدمر الطويل ظلما، فكان هو ذلك العبد الأسود. (بدائع الزهور 3/ 172).

وفاة جانباي

وقد أطلنا في ترجمته في تاريخنا «المجمع المفنّن بالمعجم المعنون» (¬1)، وترجمناه طويلا (أيضا) (¬2) في تاريخنا «الروض الباسم» (¬3). ومات معه جماعة قتلوا أيضا، منهم: [3148]- برد بك المعمار (¬4) السيفي جرباش كرد، نائب (¬5) طرابلس، وقريب السلطان. وله نحوا (¬6) من خمسين [سنة] (¬7). وكان لا بأس به، وعنده فروسية. وعرف في سلطنة هذا السلطان بقرابة له فرقّاه، وصيّره بين العشرات، وتكلّم على الطّرانة، وأشياء بالوجه القبليّ. ثم ولي نيابة صفد، ثم طرابلس. [وفاة جانباي] [3149]- ومات مع يشبك أيضا جانباي أخو سيباي (¬8) من يخشباي، أحد العشرات. [وفاة جانباي الشريفي] [3150]- وجانباي الشريفيّ (¬9)، الظاهريّ خشقدم الخاصكيّ، أخو تنبك قرا (¬10). وكان أدوبا، حشما، سخيا، شجاعا. ¬

(¬1) لم نقف على ترجمته. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) في القسم الضائع منه. (¬4) انظر عن (برد بك المعمار) في: تاريخ البصروي 98 (حوادث سنة 889 هـ‍)، وحوادث الزمان 1/ 251، وبدائع الزهور 3/ 171، ومفاكهة الخلان 1/ 28، وتاريخ طرابلس 2/ 53 رقم 131، ومملكة صفد في عهد المماليك 299 رقم 129، ولم يترجم له السخاوي في الضوء اللامع. وذكر الصيرفيّ في حوادث سنة 886 هـ‍. أن مماليك برد بك نائب طرابلس وبركه وموجوده بقضّه وخازنداره وصلوا إلى القاهرة في شهر صفر، «فقيل إن المماليك نحو ثمانين نفرا، فيهم أربعون كتابيا، فلما رآهم السلطان نصره الله قال لهم: «سوّد الله وجوهكم»، ثم إنه أخذ الكتابية ففرّقهم على الأطباق، وأما الكبار فأمرهم أن يخدموا ببيوت الأمراء أو النواب، ووصل صحبته من النقد عشرة آلاف دينار خارجا عن البرك والقماش والخيول والسلاح، فأما القماش فمائة جمل، وأما الخام فعشرون حملا، وأما الخيول فمائة فرس، وغير ذلك». (إنباء الهصر 516). (¬5) في المخطوط: «ونائب». (¬6) الصواب: «وله نحو». (¬7) إضافة يقتضيها السياق. (¬8) انظر عن (جانباي أخي سيبياي) في: بدائع الزهور 3/ 171، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬9) انظر عن (جانباي الشريفي) في: بدائع الزهور 3/ 171، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬10) في بدائع الزهور: «قرار» وهو غلط.

وفاة جمال الكردي

[وفاة جمال الكردي] [3151]- وجمال الكرديّ (¬1)، أحد الأمراء بطرابلس. وكان شجاعا من أمراء حسن، فرّ منهم إلى هذه المملكة. [وفاة سوزار الأشرفي] [3152]- ومات سوزار (¬2) الأشرفيّ، الخاصكيّ قتيلا فيها. وكان عارفا بالنشاب معلّما فيه. [وفاة سليمان بن سليمان] [3153]- وسليمان بن سليمان (¬3) بن محمد بن دلغادر، مضروب العنق فيها أيضا. [وفاة طقطمش قصقا] [3154]- وطقطمش قصقا (¬4) الظاهري خشقدم، أحد الطبلخاناة بحلب. وكان فارسا، بطلا، شجاعا، رأسا في جر (¬5) القوس، مع تعاظم وشمم عنده. [وفاة قانصوه البواب] [3155]- ومات قتيلا قانصوه البواب (¬6) من علي باي الأشرفيّ إينال، أحد العشرات، وروس (¬7) النوب. وكان عاقلا، أدوبا، عارفا بفنون الفروسية. [وفاة قرقماس قراقاش] [3156]- ومات قتيلا بها أيضا قرقماس (¬8) قراقاش المحمدي، ¬

(¬1) لم أجد لجمال الكردي ترجمة في المصادر. (¬2) انظر عن (سوزار) في: بدائع الزهور 3/ 171، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬3) انظر عن (سليمان) في: بدائع الزهور 3/ 171، 172 وفيه: سليمان بك من أقارب سوار. ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬4) انظر عن (طقطمش قصقا) في: بدائع الزهور 3/ 171، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬5) في المخطوط: «حر»، ولعلّ الصواب: «في ضرب». (¬6) انظر عن (قانصوه البواب) في: بدائع الزهور 3/ 172، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬7) كذا. (¬8) انظر عن (قرقماس) في: بدائع الزهور 3/ 172، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع.

وفاة الشمس الأمشاطي

الظاهريّ، أحد العشرات، وروس (¬1) النوب. وكان إنسانا (حسنا) (¬2) مشكورا. هؤلاء أعيان من قتل بها. وأمّا غيرهم فكثير. [وفاة الشمس الأمشاطي] [3157]- وفيها مات قاضي القضاة الحنفية، الشمس الأمشاطيّ (¬3)، محمد بن أحمد بن حسن بن إسماعيل بن يعقوب بن إسماعيل العينتابيّ الأصل، الكجكاوي، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، متميّزا، عارفا بمذهبه، فقيها، بشوش الوجه، حسن السمت والملتقى، تامّ العقل وافر المعرفة، فكه المحاضرة، مع دهاء وحسن رأي. سمع على جماعة، وكتب الخط المنسوب، وناب في القضاء، ثم ولي القضاء الأكبر وباشره بعفّة زائدة وحرمة ومهابة نفس، وصمم في كثير من الأحكام وتورّع عن كثير من معاليمه، وحمدت سريرته جدا في قضائه، وولي مشيخة البرقوقية. ومولده سنة 812 (¬4). [قضاء الحنفية بمصر] وفيها زاد القال والقيل بمن يولّى (¬5) القضاء بمصر بعد الأمشاطي، وقام كل من يعتقد نفسه من الحنفية يرشّح نفسه لذلك. وآل الأمر إلى خروج المرسوم / 308 ب / باستقدام الشرف موسى بن عيد من دمشق ليليها (¬6). وكان ما سنذكره. [ختم البخاري] وفيه ختم «البخاريّ» بالقلعة على العادة، ووقع بين من حضر بحث في قوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ} (¬7) الآية. وهو بحث معروف غير مقترح، والأجوبة عنه أيضا ¬

(¬1) كذا. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) انظر عن (الشمس الأمشاطي) في: وجيز الكلام 3/ 913 رقم 2067، والضوء اللامع 6/ 301 - 304 رقم 1004، وإنباء الهصر 491 و 492 و 503، وحوادث الزمان 1/ 251 رقم 314، وبدائع الزهور 3/ 170، ومفاكهة الخلان 1/ 28، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي المستدرك على القسم الثاني 238، 239 رقم 190، والذيل على رفع الإصر 205 - 219. (¬4) في الضوء اللامع 6/ 301 ولد كما قرأته بخطه في سادس عشر ذي الحجة أو القعدة سنة إحدى عشرة وثمانمائة. (¬5) في المخطوط: «بمن تولى». (¬6) خبر قضاء الحنفية في: إنباء الهصر 491، وحوادث الزمان 1/ 252، 253، وجيز الكلام 3/ 907، وبدائع الزهور 3/ 170 و 177 ومفاكهة الخلان 1/ 28. (¬7) سورة الفتح، الآية 2.

شوال

معروفة. ومع ذلك فوقع خباط كثير ولغط. ولله الأمر (¬1). [شوال] [كسرة العساكر المصرية] وفي شوال ورد الخبر بكسر العساكر المصرية (وقتل يشبك) (¬2) الدوادار، ومن تقدّم ذكره، وأن ذلك كان في نصف رمضان على مدينة الرها، وأنه ضربت عنق يشبك صبرا بين يدي بايندر (¬3) بعد القبض عليه، وأسر جماعة من أكابر الأمراء، منهم: نائب الشام، ونائب حلب، وبرسباي قرا، وتنبك قرا، في آخرين، فكادت القاهرة أن تموج بأهلها من هذا الخبر، ووجم (¬4) السلطان والعسكر قاطبة وسقط في أيديهم، واضطربت مصر بمن فيها. وكان يوما مشهودا (¬5) سيما لما بلغهم تلف جميع العسكر، وما معهم من الأموال (¬6). وقد بيّنا (¬7) هذه الحادثة برمّتها وعلى جلّيتها في تاريخنا «الروض الباسم» (¬8). [الإشاعة حول يشبك] وفيه بعد أن تحقّق الكثير من الناس قتل يشبك الدوادار أشيع بأنه ما قتل، وأنه حيّ في الأسرى مع بايندر، ثم أشيع بأنه فرّ بنفسه وما عرف له خبر وغير ذلك من الإشاعات، وصار السلطان يكره إشاعة قتله، وأخفى ذلك مدّة حتى شاع بعد ذلك (¬9). [باشوية أزبك على العساكر] وفيه عيّن السلطان الأتابك أزبك باشا وعرض الجند وعيّن منهم جماعة، وعيّن أيضا عدّة من الأمراء، وصارت الأراجيف عمّالة بأن عساكر ابن (¬10) حسن ستزحف على حلب وغيرها من البلاد، ولو فعلوا ذلك لكان لهم شأنا (¬11). [نيابة حلب] وتحدّث في يوم العرض بأنّ وردبش وهو في جملة من تعيّن من مقدّمي الألوف قد قرّره السلطان في نيابة حلب، عوضا عن / 309 أ / أزدمر بعدما أشيع موته (¬12). ¬

(¬1) خبر ختم البخاري لم أجده في المصادر. (¬2) ما بين القوسين مكرّر في المخطوط. (¬3) في المخطوط: «بابندر». (¬4) في المخطوط: «ووحم». (¬5) في المخطوط: «مشهولا». (¬6) خبر كسرة العساكر في: وجيز الكلام 3/ 905، 906، وحوادث الزمان 1/ 250، 251، وبدائع الزهور 3/ 171 - 173، ومفاكهة الخلان 1/ 26 و 28، وإعلام الورى 72. (¬7) في المخطوط: «وقد بيّناه». (¬8) في القسم الضائع منه. (¬9) خبر الإشاعة في: بدائع الزهور 3/ 174. (¬10) في المخطوط: «عمّا له بأن للعساكر بن حسن». (¬11) الصواب: «لكان لهم شأن». وخبر باشوية أزبك في: وجيز الكلام 3/ 905، 906، وبدائع الزهور 3/ 175، ومفاكهة الخلان 1/ 29. (¬12) خبر نيابة حلب: في بدائع الزهور 3/ 175.

نيابة الشام

[نيابة الشام] وتحدّث بولاية قجماس نيابة الشام، عوضا عن اليحياوي (¬1). ثم نفق السلطان على العسكر واستحثّهم على الخروج قبل أن يهجم عسكر الشرق على البلاد الحلبية وغيرها. وكان قد ستر الله تعالى بأن عاد عسكر حسن بعد ما كسروا العسكر المصري وفعلوا ما فعلوا (¬2). [امتناع تمراز عن نيابة الشام] وفيه عيّن السلطان تمراز الشمسي لنيابة الشام، فامتنع من ذلك وادّعى الفقر وعدم اليرق والكفاة (¬3) وعجزه عن ذلك، وحنق، وصرف نقباؤه (¬4) عن بابه وأغلقه ولم يجتمع بأحد، وكان قد كثر القال والقيل في أمر نيابة الشام والدوادارية الكبرى. وذكر تمراز، وقجماس، والأتابك أزبك لنيابة الشام (¬5). [حنق السلطان من خير بك] وفيه بعث السلطان إلى خير بك من حديد الأشرفي أحد المقدّمين بنفقة السفر فقبلها وقبّل الأرض، وسأله في الدوادارية الكبرى فحنق السلطان منه وأعرض عنه، فنزل إلى داره مغضبا، وأغلق بابه وامتنع عن السفر، وتكلّم بكلمات كثيرة بلغت السلطان، وزاد القال والقيل (¬6)، وكثرت الإشاعات بأشياء. ثم شفع الأتابك في تمراز في إعفائه من نيابة الشام ومن السفر، فقبل، وخلع على تمراز وعلى الأتابك (¬7). [صرف لاجين اللالا عن إمرة المجلس] وفيه صرف لاجين اللالا عن إمرة مجلس لعجزه وكبر سنّه بسؤاله في ذلك، ورتّب ما يكفيه طرخانا (¬8). [مشيخة البرقوقية] وفيه استقرّ في مشيخة البرقوقية الناصر بن الإخميميّ، أحد أئمّة السلطان (¬9). ¬

(¬1) مهملة في المخطوط. (¬2) خبر نيابة الشام في: وجيز الكلام 3/ 906، وبدائع الزهور 3/ 175، 176، وإعلام الروى 72. (¬3) الصواب: «والكفاية». (¬4) الصواب: «وصرف نقباءه». (¬5) خبر امتناع تمراز في: بدائع الزهور 3/ 175، ووجيز الكلام 3/ 905، 906. (¬6) في المخطوط: «وزاد العل والقيل». (¬7) خبر حنق السلطان في: وجيز الكلام 3/ 906، وبدائع الزهور 3/ 176، ومفاكهة الخلان 1/ 31. (¬8) خبر صرف لاجين في: بدائع الزهور 3/ 176. (¬9) خبر مشيخة البرقوقية في: وجيز الكلام 3/ 907، وبدائع الزهور 3/ 176، 177 وفيه زيادة: «عوضا عن قاضي القضاة الأمشاطي».

خروج الحاج

[خروج الحاج] وفيه خرج الحاج (¬1). [اختفاء خير بك] وفيه اختفى خير بك من حديد بعد أن صرف جميع من بداره وأغلق بابها، فبعث السلطان بالتفحّص عنه حتى دلّ عليه بأنه بمكان له بقرب جامع قيدان (¬2)، فبعث إليه من أخذه من هناك / 309 ب / وأحضره إلى القلعة. ثم آل أمره أن سجن ووكّل به بالقلعة، ثم أخرج إلى دمشق وسجن بقلعتها بعد أشياء (¬3). [خروج الأتابك أزبك بالجند] وفيه خرج الأتابك أزبك ومن معه من الأمراء والجند وكان لهم يوما مشهودا (¬4) بعد أن جعل (¬5) السلطان إليه التكلّم (¬6) في جميع التعلقات بنواحي البلاد الشمالية والولاية والعزل، ثم نزل السلطان إليه وهو بالريدانية، وجلس عنده مليّا، وتكالما كثيرا (¬7). [وفاة قانم من أزبك] [3158]- وفيه مات قانم من أزبك (¬8) الأشرفيّ، قريب السلطان، وأتابك حلب. وكان قد خرج في كائنة قتل يشبك، وأسر مرّات بماردين. وكان شابا طائشا، مع فروسية وشجاعة، وتنقّل في الخدم، فولّي كشف الغربية، ثم جرت عليه كائنة قبض السلطان عليه فيها وضربه، ثم أخرج على أتابكية طرابلس، ثم تنقّلت به الأحوال هناك، وولي أتابكية حلب، ثم نفي إلى بلاد الجركس، ثم استقدم ورشح للإمرة بمصر، فاتفق خروج يشبك فخرج معه وكانت منيّته. ¬

(¬1) خبر الحاج في: وجيز الكلام 3/ 907، وبدائع الزهور 3/ 177، وقال السخاوي: «وفي شوال خرج الحاج على العادة، وأمير المحمل تغري بردي ططر الشمسي المحمدي أحد المقدّمين، وأمير الأول يشبك من حيدر الإينالي الوالي، وكنت ممّن توجّه في ركبه، مستصحبا الوالدة والعيال، راجيا القبول». (¬2) مهمل في المخطوط «حدان»، والمثبت عن: بدائع الزهور 3/ 176. (¬3) خبر اختفاء خير بك في: بدائع الزهور 3/ 176. (¬4) الصواب: وكان لهم يوم مشهود». (¬5) في المخطوط: «حعل». (¬6) في المخطوط: «التل لتكلم». (¬7) خبر خروج الأتابك لم أجده في المصادر. (¬8) انظر عن (قانم من أزبك) في: بدائع الزهور 3/ 177، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع.

ذو القعدة

[ذو القعدة] [عودة قانصوه الشامي وقانصوه دولات باي من الرها] وفي ذي قعدة وصل قانصوه الشاميّ، وقانصوه دولات باي دوادار يشبك الدوادار، وكانا قد حضرا الحرب (¬1) فذكرا للسلطان (¬2) كيف كانت على التفصيل (¬3). [إحضار جثة يشبك الدوادار] وفيه أحضرت جثّة يشبك الدوادار بغير رأس، ودفنت بتربته (بالصحراء) (¬4) وانقطعت الإشاعات بأنه حيّ (¬5). [قضاء الحنفية] وفيه وصل الشرف بن عيد ونزل بتربته السلطان بالصحراء وأكرم، ثم صعد إلى السلطان فشافهه بكلمات، وخلع عليه بوظيفة القضاء الحنفية، ونزل إلى الصالحية فأخذ في تحجيره (¬6) على النواب بأسرهم، وأمرهم بعرض السجلاّت في الأحكام عليه حتى بشراء حمار يحكم فيه، ولم يثبت (¬7) الشرف هذا أن مات في صفر من الآتية في يوم الزلزلة، على ما سيأتي (¬8). [ديوان الجند] / 310 أ / [وفيه] (¬9) أنزل السلطان مماليك يشبك الدوادار في ديوان الجند (¬10). [ذو الحجة] [تقرير الأستادارية] وفي ذي حجّة استقرّ تغري بردي من يلباي الظاهري، خازندار يشبك الدوادار في ¬

(¬1) في المخطوط: «قد حضر الحرب». (¬2) في المخطوط: «فذكرا السلطان». (¬3) خبر عودة قانصوه لم أجده في المصادر. (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) خبر إحضار الجثة في: وجيز الكلام 3/ 906، وبدائع الزهور 3/ 177. (¬6) في المخطوط: «تححيره». (¬7) كذا. والصواب أن يقال: «ولم يلبث». (¬8) خبر قضاء الحنفية في: إنباء الهصر 492، ووجيز الكلام 3/ 907، وبدائع الزهور 3/ 177، ومفاكهة الخلان 1/ 32. (¬9) إضافة على المخطوط. (¬10) خبر ديوان الجند لم أجده في المصادر.

وصول قاصد الأتابك أزبك

الأستادارية عوضا عن المجد بن البقريّ، ووكلّ بالمجد، وأسلم لتغري بردي ليحاسبه، وجرت عليه خطوب بعدها (¬1). [وصول قاصد الأتابك أزبك] وفيه وصل قاصد الأتابك أزبك بأن البلاد في أمن وخير، وأنّ عساكر ابن (¬2) حسن لا خير لهم (¬3). [النداء على الفلوس] وفيه نودي على الفلوس الجدد المفاردة (¬4) كل فلسين بدرهم، وعلى العتق كل رطل بستة وثلاثين درهما (¬5). * * * [وفاة يحيى الكسيلي] [3159]- وفيها - أعني هذه السنة - مات ببلاد المغرب شيخنا يحيى الكسيليّ (¬6)، البجّائي، المالكيّ، مفتي بونا وعاملها. وكان عالما، فاضلا، عارفا بالأدب، ناظما، حسن السمت، وصنّف وألّف (¬7). ومولده قبل العشرة وثمانماية (¬8). [وفاة الشمس ابن فليح] [3160]- ومات الشمس محمد بن أحمد بن فليح (¬9) المقريء، الحنفيّ. وكان فاضلا، خيّرا، ديّنا. سمع الحديث على جماعة. [وفاة نقيب الأشراف] [3161]- ونقيب الأشراف السيد الشريف، حسين بن أبي بكر الفرّا (¬10). وكان غير خال من فضيلة، مع أدب وحشمة. محمود السيرة في نقابته. رحمه الله تعالى. ¬

(¬1) خبر الأستادارية في: إنباء الهصر 496، وبدائع الزهور 3/ 177. (¬2) في المخطوط: «بن». (¬3) خبر وصول القاصد في: إنباء الهصر 490. (¬4) في المخطوط: «المعادده». (¬5) خبر النداء على الفلوس في: إنباء الهصر 506. (¬6) لم أجد ليحيى الكسيلي ترجمة في المصادر. (¬7) لم يذكره كحّالة في: معجم المؤلفين. (¬8) الصواب: «قبل العشرة والثمانمائة». (¬9) لم أجد لابن فليح ترجمة في المصادر. (¬10) انظر عن (ابن أبي بكر الفراء) في: الضوء اللامع 3/ 138 رقم 547.

وفاة تغري بردي صدقة

[وفاة تغري بردي صدقة] [3162]- وفيها مات من الأتراك تغري بردي صدقة (¬1) الظاهريّ، كاشف الوجه القبليّ. وكان أدوبا، حشما، عاقلا، سيوسا. يقال إنه كرديّ الأصل. [وفاة جانبك حبش] [3163]- وجانبك حبش (¬2) الإبراهيميّ، الأشرفيّ، إينال أحد الخمسات. وكان هيّنا، ليّنا، ساكنا. [وفاة جانبك المعلّم] [3164]- وجانبك المعلّم (¬3) الأبوبكري، الأشرفيّ (برسباي) (¬4)، أحد الخمسات. وكان فارسا، شجاعا، عارفا بفنون الفروسية. [وفاة جانباي ميق] [3165]- وجانباي ميق (¬5) الأشرفيّ، الخاصكيّ. [وفاة دولات باي بطيخ] [3166]- ودولات باي بطيخ (¬6) الأبوبكري، المؤيّديّ، أحد العشرات، وروس (¬7) النوب. وكان خيّرا، ديّنا، محمود السيرة. [وفاة قرابغا السيفي] [3167]- ومات قرابغا السيفي (¬8)، جرباش قاشق الخاصكيّ، وشاد القصر / 310 ب / السلطانيّ. ¬

(¬1) لم أجد لتغري بردي صدقة ترجمة في المصادر. (¬2) لم أجد لجانبك حبش ترجمة في المصادر. (¬3) لم أجد لجانبك المعلّم ترجمة في المصادر. (¬4) كتبت تحت السطر. (¬5) لم أجد لجانباي ميق ترجمة في المصادر. (¬6) انظر عن (دولات باي بطيخ) في: بدائع الزهور 3/ 177، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬7) كذا. (¬8) لم أجد لقرابغا السيفي ترجمة في المصادر.

مقتل ابن الصوا الحصني

وكان عاقلا، سيوسا، حشما، ولم أعرف معتقه لأنه كان من الخدّام عند جرباش لا من مواليه. [مقتل ابن الصوّا الحصني] [3168]- وفيه قتل محمد بن حسن بن الصوّا (¬1) الحصني، الحلبي، نايب قلعة حلب، ووكيل السلطان (¬2) بيد العامّة بحلب. وكان شيخا مسنّا، عاقلا، عارفا (¬3) يتعانى المتجر في أوله، ثم داخل الدولة، ووصل إلى ما وصل، وتمكّن (¬4) بحلب، فكرهه العامّة، وثاروا به في كائنة أراد أن يجدّد فيها مظلمة ويشبك بحلب، فقتلوه (¬5) بها. [وفاة فرج بن أغلبك] [3169]- وفيه خرج بن أغلبك (¬6)، حاجب الحجّاب بحلب أيضا. وقد شاخ، وكان من سرات (¬7) حلب وأعيانها، وله سياسة ودربة (¬8) وعقل تام، وتنقّل في عدّة وظائف جليلة. [وفاة محمد بن الزوبعة] [3170]- ومات محمد بن الزوبعة (¬9)، حاجب الحجّاب بحماه. وهو شاب، سقط من سلّم بالقاهرة. وكان من أعيان حماه. وبني (¬10) الزوبعة لهم بها ذكر وشهرة. ¬

(¬1) انظر عن (ابن الصوّا) في: وجيز الكلام 3/ 916، 917 رقم 2080، والضوء اللامع 7/ 223، 224 رقم 556، وحوادث الزمان 1/ 249، وبدائع الزهور 3/ 177، ومفاكهة الخلان 1/ 24، وهو يعرف بابن الصوّة: بمهملة مفتوحة ثم واو ثقيلة. (¬2) في المخطوط: «السلطان». (¬3) في المخطوط: «عارقا». (¬4) في المخطوط: «ويمكن». (¬5) في المخطوط: «فقلوه». (¬6) انظر عن (فرج بن أغلبك) في: بدائع الزهور 3/ 177، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬7) في المخطوط: «سات». (¬8) في المخطوط: «ذربة». (¬9) لم أجد لمحمد بن الزوبعة ترجمة في المصادر. (¬10) الصواب: «وبنو».

وفاة جركس الظاهري

[وفاة جركس الظاهري] [3171]- ومات أبو بكر جركس (¬1) الظاهريّ، أحد الأمراء بحماه، ثم مقدّم البريدية بمصر، وأحد الحجّاب. وقد شاخ. وكان فكها (¬2) نزها، عاقلا، عارفا. [وفاة أحمد بن جانبك] [3172]- ومات أحمد بن جانبك (¬3) الخاصكي، وأحد الدوادارية. وكان أدوبا، حشما، عارفا. [وفاة شيخ عربان الشرقية] [3173]- ومات مسجونا بالقلعة شيخ عربان الشرقية، قاسم بن بيبرس (¬4) بن بقر بن راشد. وكان مشهورا. ¬

(¬1) انظر عن (أبي بكر جركس) في: بدائع الزهور 3/ 178. (¬2) في المخطوط: «فكهال». (¬3) لم أجد لأحمد بن جانبك ترجمة في المصادر. (¬4) انظر عن (قاسم بن بيبرس) في: الضوء اللامع 6/ 180 رقم 611 وفيه مقتله في شهر جمادى الأولى، وبدائع الزهور 3/ 178.

سنة ست وثمانين وثمانماية

سنة ست وثمانين وثمانماية [محرم] [الدوادارية الكبرى] في محرم، عيّن آقبردي من علي الأشرفيّ، أحد مقدّمي الألوف، وقريب السلطان للدوادارية الكبرى، وأمر بأن يسكن بدار يشبك، ونقل إليها أثاثه، ونزل السلطان بنفسه إلى الدار المذكورة، ووقف على ترتيب أمورها، وأصبح في رابعه / 311 أ / فخلع على آقبردي المذكور بالوظيفة المذكورة، ونزل إلى دار يشبك في (موكب حافل) (¬1) هايل (¬2). [نيابة صفد] وفيه خرج ألماس على نيابة صفد (¬3). ¬

(¬1) عن هامش المخطوط. (¬2) خبر الدوادارية في: بدائع الزهور 3/ 178. (¬3) خبر نيابة صفد في: بدائع الزهور 3/ 178، وإنباء الهصر 505 وفيه أنّ تعيينه كان في يوم الإثنين السابع عشر من شهر ذي الحجة سنة 885 هـ‍. وجاء في كتاب: مملكة صفد في عهد المماليك لطه ثلجي الطراونة - ص 299 ما يلي: «الأمير جاني بك ألماس شاد الشرابخاناه: تولّى هذا الأمير نيابة صفد في التاريخ الذي عزل فيه جاني بك السيفي»، وقد اعتمد «الطراونة» على مصدرين هما: إنباء الهصر - ص 505، ومفاكهة الخلان 1/ 26 ويقول خادم العلم وطالبه، محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري»: إن ما نقله السيد الطراونة وأثبته ينبغي إعادة النظر فيه، وذلك لأمرين: أولهما: إنه يقول إن الأمير «جاني بك ألماس شاد الشرابخاناه» تولّى صفد في التاريخ الذي عزل فيه جاني بك السيفي. وكان قد ذكر قبله أن جاني بك السيفي عزل في 17 ربيع الآخر سنة 885 هـ‍. (انظر: مملكة صفد - ص 299 رقم 130 و 131) وهذا التاريخ ينقضه المصدر الذي اعتمده (إنباء الهصر) ففيه يقول الصيرفي - ص 505 ما نصّه: «وفي يوم الإثنين سابع عشره [أي ذي الحجة] خلع على الأمير ألماس شاد الشراب خاناه الأشرفي قايتباي، واستقر في نيابة صفد عوضا عن الأمير جانبك السيفي قايتباي الأشرفي بحكم القبض عليه من وقعة الرها صحبة بايندر باش عسكر يعقوب بك بن حسن بك بن قرايلك في سابع عشر شهر رمضان من هذه السنة». فالقول بعزل جاني بك السيفي في 17 ربيع الآخر غير صحيح، والصحيح أنه وقع أسيرا في الرها في 17 رمضان، ولم يعزل ويولّى مكانه إلا في 17 ذي الحجة. ثانيهما: يذكر السيد الطراونة اسم «ألماس» مسبوقا ب‍ (جاني بك ألماس»، وهذه الصيغة وردت فقط =

سفر تنبك الجمالي نحو حلب

[سفر تنبك الجمالي نحو حلب] وفيه سافر تنبك الجمالي أحد مقدّمي الألوف مطلّبا تطليبا هائلا إلى جهة حلب لاحقا (¬1) الأتابك (¬2). [الريح العاصفة الصفراء] وفيه ثارت ريح شديدة عاصفة مصفرّة جدا، واستمرّت من قبل الزوال إلى نصف الليل، وكانت من النوادر (¬3). [نيابة الشام] وفيه خلع على قجماس الإسحاقي، الظاهري أمير اخور كبير، وقرّر في نيابة الشام، ونزل إلى داره في موكب حافل جدا (¬4). [وفاة ابن أخي الجنيد] [3174]- وفيه مات ابن (¬5) أخي الجنيد، محمد بن مزيد (¬6) بن يعقوب بن محمد بن مزيد الرومي، البرباوي، الببروي (¬7) الحنفيّ. أحد صوفة (¬8) الخانقاه المؤيّدية، والطلبة بالصرغتمشية. وكان إنسانا حسنا، فاضلا، خيّرا، ديّنا، عاقلا، حشما، أمينا، نزها. ¬

= عند ابن طولون» في «مفاكهة الخلاّن» ج 1/ 26 وهي غلط، والصواب «ألماس» مجرّدا كما هو مثبت أعلاه، وكما في: إنباء الهصر 505، وبدائع الزهور 3/ 178، والضوء اللامع 2/ 321 رقم 1037 وفيه ترجمته: «ألماس الأشرفي قايتباي، رقّاه أستاذه بعد كتابته الخط الجيد وقراءته الحسنة، وصيّره شاد الشربخاناه فكثر الثناء على عفّته وديانته سيما حين أبطل في ولايته ما كان مضافا لها من حماية المعاجينية بعد جمع الأطبّاء، وعدّ في حسناته، هذا مع خفره وبهائه ثم صرفه عنها واستقرّ به في نيابة صفد وخرج مع العساكر لدفع دولات، وكان ممّن قتل في رمضان سنة تسع وثمانين، وهو ابن ثلاثين، وعظم الأسف عليه». (¬1) في المخطوط: «لا خفا». (¬2) خبر سفر تنبك في: بدائع الزهور 3/ 178. (¬3) خبر الريح العاصفة في: بدائع الزهور 3/ 178. (¬4) خبر نيابة الشام في: إنباء الهصر 511، 512، وحوادث الزمان 1/ 255 و 257، وإعلام الورى 72 رقم 70. (¬5) في المخطوط: «بن». (¬6) لم أجد لمحمد بن مزيد ترجمة في المصادر. (¬7) لم أتأكد من صحة هذه النسبة لعدم الوقوف على صاحب الترجمة في المصادر. (¬8) كذا. والمراد: «أحد صوفية».

الزلزلة بمصر

سمع على جماعة، وحضر دروس (¬1) الأكابر. ومولده سنة 841. [الزلزلة بمصر] وفيه، في سابع عشره، كانت الزلزلة الهائلة بمصر والقاهرة وضواحيها، بل عامّة. ورد خبرها بعد ذلك من الإسكندرية، بل ومن بلاد الروم وغيرها من البلاد. وكان حدوثها بالقاهرة بعد العصر بنحو الساعة، وماجت منها الأرض واضطربت وتحرّكت حركة قوية بحيث شوهدت المواذن تموج وتميل، وكذا الأبنية العالية. وسمع للأرض دويّ كدويّ الرحا، ودهشت الناس وهجّوا عن الأبنية، وخرجن (¬2) النساء حاسرات الوجوه، ودامت نحوا من درجتين، وحصل للخلق من الرعب ما لا مزيد (¬3). [وفاة الشرف بن عيد] [3175]- ومات من الزلزلة قاضي القضاة الحنفية الشرف بن عيد (¬4)، الماضي حين قدومه من دمشق وولايته. كان جالسا بإيوان بالمدرسة الصالحية / 311 ب / فقام حين الزلزلة ممّا هاله قاصدا قضاء المدرسة، فسقط عليه ساقط من أعلا (¬5) الإيوان، ومات لوقته، فأخّر إلى غده، وأخرجت جنازته حافلة جدا، حضرها السلطان فمن دونه، وحمل إلى تربة السلطان فدفن بها. وكان بين ولايته وموته ثمانية وخمسون (¬6) يوما. ومن نوادره أنه في يوم موته أحضر له ثوبا جديدا فلبسه قبل حدوث الزلزلة. وكان من دعائه حين لبسه: «اللهمّ كما ألبستني جديدا فأمتني شهيدا». ¬

(¬1) في المخطوط: «دوس» بسقوط الراء. (¬2) الصواب: «وخرجت». (¬3) خبر الزلزلة في: وجيز الكلام 3/ 918، وكشف الصلصلة 209، وحوادث الزمان 1/ 256، وبدائع الزهور 3/ 178، وأخبار الدول 2/ 222، 223، و 3/ 36. وتاريخ الخلفاء 549. وقال السخاوي في وجيز الكلام: «كانت زلزلة هائلة لم يعهد في هذه الأزمان مثلها. صارت الأماكن تهتزّ كالشجر عند هبوب الرياح، وخرج الناس من بيوتهم رجالا ونساء، بل برز بعضهنّ من الحمّامات عاريات، وظنّ قيام الساعة، وسقط أماكن وجدر وشراريف». (¬4) انظر عن (الشرف بن عيد) في: وجيز الكلام 3 ج 918، 919 و 924، 925 رقم 2087، والضوء اللامع 10/ 179 - 181 رقم 759، وحوادث الزمان 1/ 256 رقم 317، وكشف الصلصلة 209، وبدائع الزهور 3/ 178، 179، ومفاكهة الخلاّن 1/ 34 و 35، والدارس 1/ 493، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (المستدرك على القسم الثاني) 283، 284 رقم 256. (¬5) الصواب: «من أعلى». (¬6) الصواب: «ثمانية وخمسين».

الأمير اخورية الكبرى

وكانت هذه الزلزلة من مشاهير الزلازل التي لم يعهد مثلها في سنّنا (¬1) ولا في سنّ من كبر عنّا، وهدمت الكثير من الديار والأبنية المشعّثة. ومات بها غير (¬2) ابن (¬3) عيد أيضا. وعملت الناس (¬4) فيها وفي موت ابن (¬5) عيد الأشعار (¬6)، وصنّف في الزلزلة مصنّفات. وكان ابن (¬7) عيد هذا وهو الشرف موسى بن أحمد بن عيد العجلونيّ الأصل، الدمشقي، الحنفيّ. عالما، فاضلا، صالحا، خيّرا، ديّنا، عارفا بالفقه، متصوّفا، حسن السمت والملتقى. سمع على جماعة، منهم: العلاء بن بردس (¬8). وناب في القضاء بدمشق، ثم ولي قضائها (¬9)، ثم طلب إلى مصر. ومولده سنة ثلاثين وثمانماية (¬10). [الأمير اخورية الكبرى] وفيه استقرّ قانصوه خمس ماية الأشرفيّ، الدوادار في الأمير اخورية الكبرى، عوضا عن قجماس، وخلع عليه ذلك، ونزل إلى داره في موكب حافل، فهو باق على هذا الموكب إلى يومنا هذا الذي نحن به (¬11). ¬

(¬1) في المخطوط: «سنا». (¬2) في المخطوط: «غر». (¬3) في المخطوط: «بن». (¬4) في المخطوط: «وعملت للناس». (¬5) في المخطوط: «بن». (¬6) وقال الشاعر الشهاب المنصوري في ذلك: قد زلزلت مصر يوم مات بها قاضي القضاة المهذّب الحنفي ما زال طول الحياة في شرف حتى انقضى العمر فيه بالشرف (كشف الصلصلة 209). (¬7) في المخطوط: «وكان بن». (¬8) في المخطوط: «بردش». وهو: علي بن إسماعيل بن محمد بن بردس بن نصر بن بردس بن رسلان البعلبكي، المتوفى سنة 845 هـ‍. انظر عنه في: عنوان الزمان في تراجم الشيوخ والأقران للبقاعي 2 / ورقة 316، والمنهل الصافي 2/ 390، والضوء اللامع 5/ 193، 194، والتبر المسبوك 56، والمنهج الأحمد 491، والسحب الوابلة 290 رقم 437، والدر المنضد 2/ 634 رقم 1574، وعنوان العنوان، رقم 412، وقرّة العيون في أخبار باب جيرون، لابن طولون، مخطوط بالظاهرية بدمشق رقم 4624 عام، ومعجم شيوخ ابن فهد 168، 169، والأمالي في الحديث لابن حجر، مخطوط بمكتبة فيض الله أفندي باستانبول رقم 265، في أوله، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 3/ 25 - 27 رقم 705، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا - ص 51. (¬9) الصواب: «ثم ولي قضاءها». (¬10) في الضوء: مولده بعد سنة 830 هـ‍. (¬11) خبر الأمير اخورية في: إنباء الهصر 518، وبدائع الزهور 3/ 179.

قدوم أمراء طبلخاناة

[قدوم أمراء طبلخاناة] وفيه قدم جماعة من الأمراء الطبلخاناة، منهم: أزدمر تمساح الرأس نوبة الثاني، ويشبك الجمالي الزردكاش الكبير، وأزدمر المسرطن الظاهريّ (¬1). [قضاء الحنفية بدمشق] وفيه دخل مجد الدين بن القصيف إلى دمشق / 312 أ / على القضاء الحنفية بها. وكان وليها عوضا عن التاج بن عرب شاه في الخالية، وقرّر تقليده في الجامع [ب‍] دمشق. وكان قد انتهت عمارته بعد الحريق (¬2). [وصول قاصد ملك الحبشة] وفيه وصل إلى القاهرة قاصد ملك الحبشة الحطي الأمجري، وصعد إلى القلعة في جماعة من الحبوش (¬3) بهديّة معهم، وقد أقيم له الموكب بالحوش السلطاني حافلا، وقدّم مكاتبة مرسله، وفي مضمونها أن يبعث إليه البطرك بالولاية، ويبعث إليه مطرانا يكون نائبا عن البطرك ببلادهم، ومن ضمنها أيضا الوصيّة بالنصارى الذين بهذا (¬4) البلاد، وأشياء أخر (¬5). [قضاء الشافعية بدمشق] وفيه استقرّ الصلاح العدوي (¬6) الدمشقيّ في قضاء الشافعية بدمشق، عوضا عن القطب الخيضريّ بسؤاله في ذلك (¬7). [كتابة السرّ بدمشق] (وخلع على القطب بكتابة سرّ دمشق، عوضا عن أبيه أيضا برغبة له عن ذلك (¬8)) (¬9). [نظارة الجيش] وخلع على الشهاب بن فرفور بنظارة الجيش، عوضا عن الموفّق الحمويّ (¬10). ¬

(¬1) خبر قدوم الأمراء في: بدائع الزهور 3/ 179. (¬2) خبر قضاء الحنفية في: حوادث الزمان 1/ 256، وبدائع الزهور 3/ 179. (¬3) كذا. والصواب: «الحبش» أو «الأحباش». (¬4) الصواب: «بهذه البلاد». (¬5) خبر وصول القاصد في: بدائع الزهور 3/ 179، 180. (¬6) في المخطوط: «العصر نوى». (¬7) خبر قضاء الشافعية في: مفاكهة الخلان 1/ 33. (¬8) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬9) خبر كتابة السر في: بدائع الزهور 3/ 179، ومفاكهة الخلان 1/ 33 و 36، وإعلام الورى 73. (¬10) خبر نظارة الجيش في: حوادث الزمان 1/ 257، وبدائع الزهور 3/ 179، ومفاكهة الخلان 1/ 34 و 36 و 37.

قضاء دمشق

[قضاء دمشق] ثم بعد أيام قرّر في قضاء دمشق ابن فرفور، و (عزل) (¬1) ابن (¬2) العدويّ (¬3). [صفر] [الرأس نوبة الثانية] وفي صفر قرّر قانبك العلائي جشحه في الرأس نوبة الثانية، عوضا عن أزدمر تمساح (¬4). [الحجوبية الثانية] وقرّر في الحجوبية الثانية عوضا عن قانبك: تنبك الإينالي الأشرفي، أحد العشرات (¬5). وهو والد صاحبنا الفاضل المحدّث الشهاب أحمد. [القبض على الموفق الحموي] وفيه قبض على السيد الموفّق الحمويّ، وأودع بسجن قلعة دمشق (¬6). [نزول السلطان إلى قليوب والمطرية] وفيه نزل السلطان إلى جهة قليوب (¬7) وكشف جسورها، وعاد قبل صلاة الجمعة إلى قبّة المطرية، وصلّى بها الجمعة، وحضر القاضي فخطب به (¬8). [وفاة إينال إني قراجا] [3176]- وفيه مات إينال إني قراجا الإسحاقي (¬9)، الظاهريّ، أحد العشرات، وشيخ الخدّام الشريف النبويّ، على ساكنه أفضل الصلاة والسلام. ¬

(¬1) عن هامش المخطوط. (¬2) في المخطوط: «بن». (¬3) خبر قضاء دمشق في: إنباء الهصر 513 و 514، وحوادث الزمان 1/ 257، وبدائع الزهور 3/ 179، وفيه: «العبدوي» وهو غلط، ومفاكهة الخلان 1/ 34 و 36 و 37. (¬4) خبر رأس النوبة في: بدائع الزهور 3/ 180. (¬5) بدائع الزهور 3/ 180. (¬6) خبر القبض في: حوادث الزمان 1/ 257، وبدائع الزهور 3/ 179، ومفاكهة الخلان 1/ 34. (¬7) في المخطوط: «قلبوب». (¬8) خبر نزول السلطان في: «بدائع الزهور 3/ 180. (¬9) هكذا في المخطوط. وفي بدائع الزهور 3/ 180 «أينال الإسحاقي الظاهري»، وفي الضوء اللامع 2/ 326 رقم 1069. «إينال شيخ الإسحاقي الظاهري جقمق»، ومثله في: وجيز الكلام 3/ 928 رقم 2100.

وفاة أبي المواهب التونسي

وكان إنسانا حسنا، خيّرا، ديّنا، عاقلا، أدوبا، حشما، ساكنا، يستحضر الكثير من المسائل الفقهية بل وغيرها. [وفاة أبي المواهب التونسي] [3177]- / 312 ب / وفيه مات الشيخ المعتقد، المسلّك، سيدي، أبو المواهب (¬1)، محمد بن عدادين (¬2) التونسيّ، المغربيّ، الشاذليّ، المالكيّ، نزيل الجامع الأزهر. وكان من عباد الله الصالحين، المسلّكين، العارف إشراقيا جماليا، (وله نظم حسن) (¬3)، وكان للناس فيه الاعتقاد الجميل. [قضاء الحنفية بمصر] وفيه استقرّ في قضاء الحنفية بمصر إنسان كان لا في العير ولا في النفير، يقال [له] (¬4) شمس الدين محمد الغزّي بن المغربيّ، من غير أن يترشّح لذلك، ومن غير ذكر طائل ولا شهرة. وكان القائم بولايته تغري بردي الأستادار ويعقوب شاه المهمندار، ودلّس على السلطان في أمره، وكذلك هو دلّس على من ذكرناهما، فطلبه السلطان وقرّره في القضاء وأفيض (¬5) عليه شعاره بعد أن أنعم عليه السلطان بأشياء ذكرنا تفاصيلها وتفاصيل ولايته في تاريخنا «الروض الباسم» (¬6). وكانت ولاية الغزّي هذا لهذه الوظيفة من أعظم ما أصيب به الناس، ومن أكثر البليّات بمصر (¬7). وأنشد في ذلك الأشعار، فمنها: يا حسرة وافت ويا زلّة ... لمصر بعد العزّ والمرتقى وقد قهقرت لما ولي قاضيا ... (ألا لكن الغزي (¬8) يا للشقا) (¬9) إلى غير ذلك من أشعار تؤذن بالعار، وما وقع له ونسب إليه مما سنذكر بعضه فأعظم من ذلك، (ولله) (¬10) الأمر. ¬

(¬1) لم أجد لأبي المواهب ترجمة في المصادر. (¬2) هكذا في المخطوط ولم أتأكد من صحتها. (¬3) ما بين القوسين مكرّر في المخطوط. (¬4) إضافة على الأصل. (¬5) في المخطوط: «وأقيض». (¬6) في القسم الضائع منه. (¬7) خبر قضاء الحنفية في: بدائع الزهور 3/ 180. (¬8) في المخطوط: «العزى». (¬9) ما بين القوسين عن هامش المخطوط، والشعر مكسور. (¬10) كتبت تحت السطر.

وصول أميرين إلى حلب

[وصول أميرين إلى حلب] وفيه وصل الخبر بوصول برسباي قرا حاجب الحجّاب، وتنبك قرا أحد مقدّمي الألوف إلى حلب بعد أن خلّصا من أسر الحسنية بضروب من الحيل (¬1). [نيابة حلب] وفيه ورد الخبر باستقرار وردبش في نيابة حلب، وأنه قبل ذلك وخلع عليه هناك، وكان قد بعث إليه السلطان بالتقليد والخلع إلى حلب، وخلع عليه الأتابك هناك عوضا عن أزدمر بحكم أسره (¬2). [تساؤل الناس عن القاضي الغزي] وفيه، في مستهلّه، لما ركب / 313 أ / القضاة إلى الصعود للقلعة ومعهم الغزّي (¬3) الذي ولي قضاء الحنفية صار غالب الناس وهو يجتاز بهم يتساءلون (¬4) عنه من هو أو من أين هو؟ حيث لم يعرف قبل هذه الولاية (¬5). [وصول قجماس إلى دمشق] وفيه كان وصول قجماس الإسحاقي نائب الشام إليها. وكان له يوما مشهودا (¬6). [سجن يلباي دوادار] وفيه قبض على يلباي دوادار السلطان بدمشق وسجن بقلعتها، ثم أفرج عنه بعد أيام، وبقي على وظيفته (¬7). ¬

(¬1) خبر وصول الأميرين في: إنباء الهصر 514، 515. (¬2) خبر نيابة حلب في: إنباء الهصر 515، 516 وفيه: «درويش الظاهريّ»، وهو غلط. والصواب «وردبش» كما هو مثبت أعلاه. (¬3) في المخطوط: «العزي». (¬4) في المخطوط: «يتسالون». (¬5) خبر تساؤل الناس في: إنباء الهصر 517 وفيه قال الصيرفيّ: «إن القاضي شمس الدين قاضي القضاة الغزي فوّض لجميع نوابه بعد تسعة أيام من ولايته على التدريج حتى عمر المناوي، وتوقّف في ولايتي واعتذر بأنه ما أذن له أن يولّي إلا من مات عنه الأمشاطي وهو غير مولّى فانتقض العذر، فأجاب أنه قيد عليه أنه لا يحكم في شيء حتى يعرضه ولا يعقد عقدا حتى يعرضه». (¬6) الصواب: «وكان له يوم مشهود». وخبر وصول قجماس في: حوادث الزمان 1/ 258، ومفاكهة الخلان 1/ 38. (¬7) خبر سجن يلباي أشار إليه ابن الحمصي في حوادث الزمان 1/ 260 عند الإفراج عنه من السجن، ومفاكهة الخلان 1/ 42.

معلمية المعلمين

[معلّمية المعلّمين] وفيه قرّر على البدر حسن بن الطولوني في معلّمية المعلّمين، وخلع عليه بذلك. ونعم الرجل هو (¬1). [بناء قبّة وحوض وسبيل بالخانكة] وفيه ركب السلطان إلى الخانكة، وأمر بأن يبنى له عند قناطر المرج قبّة في هيئة الزاوية وحوضا وسبيلا (¬2) وغير ذلك، وأخذوا في أسباب ذلك حتى كمل وجاء من أحسن المباني والآثار (¬3). [وفاة السعد الكماخي] [3178]- وفيه مات السعد الكماخيّ (¬4)، إبراهيم بن محمد بن محمد [بن] (¬5) قطلوبك (¬6) القاهري، الحنفيّ. شيخ الظاهرية العتيقة، وأحد نواب الحكم. وكان عالما، فاضلا، بشوشا، أدوبا، حشما، محمود السيرة في قضائه. وله نظم (¬7) وملكة في الألغاز ينظمها مع براعة في ذلك. وسمع على جماعة. ومولده سنة 837 (¬8). [وفاة السلطان محمد الفاتح] [3179]- وفيه (¬9) مات السلطان المعظّم، والملك المفخّم، الكبير، الغازي، ملك الروم، وصاحب قسطنطينية العظمى، محمد بن مراد (¬10) بن محمد بن عثمان. ¬

(¬1) خبر المعلّمية في: إنباء الهصر 519، 520، وبدائع الزهور 3/ 181. (¬2) الصواب: «وحوض وسبيل». (¬3) خبر بناء القبّة في: بدائع الزهور 3/ 181. (¬4) انظر عن (الكماخي) في: الضوء اللامع 1/ 160، 161، وبدائع الزهور 3/ 181، والطبقات السنية 1/ 273، 274 رقم 86. (¬5) ساقطة من المخطوط. (¬6) ليس في الضوء: «قطلوبك»، والذي فيه: إبراهيم بن محمد بن محمد بن عمر بن محمود سعد الدين بن محب الدين بن القاضي شمس الدين القاهري، الحنفي، سبط السراج قاريء «الهداية»، ويعرف بابن الكماخي. (¬7) انظر بعض نظمه في: الضوء اللامع 1/ 161. (¬8) في الضوء 1/ 160 ولد في تاسع عشر شعبان سنة خمس وثلاثين وثمانمائة. (¬9) كتب بحذائها على هامش المخطوط: «قف على وفاة مولانا السلطان محمد بن عثمان». (¬10) انظر عن (محمد بن مراد) في: وجيز الكلام 3/ 927 رقم 2094، والضوء اللامع 10/ 47 رقم 163، وبدائع الزهور 3/ 181، =

مقتل مصطفى باشا الرومي

وكان ملكا، جليلا، ضخما، معظّما. ساد بني عثمان كلّهم، وزادت مدّته، وبعد صيته وذكره، وانتشر عدله في الآفاق، مع العقل والتديّن والمعرفة والفضل الغزير والعلم والكرم، وسعة الملك، ووفور الجيوش، وإقامة الغزو / 313 ب / والاستيلاء على الأقاليم الكفرية، وفتح الكثير من حصونها وقلاعها، وبناء الأبنية، والآثار الهائلة (¬1). وكان ملك في حياة أبيه، ثم استقلّ بعد، ودام (¬2) ملكه بعد استقلاله به مدّة تزيد على أحد (¬3) وثلاثين سنة. ومولده بعيد الأربعين وثمانماية. وملك بعده ولده أبو يزيد يلدرم (¬4) الموجود الآن. [مقتل مصطفى باشا الرومي] [3180]- وقتل مصطفى باشا الروميّ (¬5)، أحد أمراء ابن (¬6) عثمان وخواصه. وكان قد اتهمته (¬7) مماليك ابن (¬8) عثمان هو وطبيبه بشيء (¬9) في (أمر) (¬10) موت ابن عثمان، فقتلوه. وكان فارسا، شجاعا، عاقلا، سيوسا. [نظر الخاص] وفيه استقرّ العلاء ابن الصابوني في نظر الخاص، وكان قد أمر بالتّحدّث فيها بعد البدر بن الكويز حتى خلع عليه (¬11) بها، وهي بيده الآن (¬12). ¬

= ومفاكهة الخلان 1/ 40، وشذرات الذهب 7/ 344، 345، وتاريخ ابن سباط 2/ 903، وتاريخ الأزمنة 361، وتاريخ الخلفاء 516، وأخبار الدول 306 - 311 (طبعة بيروت 3/ 36)، والتاريخ الغياثي 366، ونظم العقيان 173 رقم 188، والإعلام بأعلام بيت الله الحرام للنهروالي، قطب الدين محمد بن علاء الدين أحمد (توفي 990 هـ‍ / 1582 م) طبعة غوتنغه 1274 هـ‍ - ص 256 - 258، وتاريخ الأمير حيدر 548. (¬1) في المخطوط الكلمة مغمّاة: «المالله». (¬2) في المخطوط: «ومات». (¬3) الصواب: «إحدى». (¬4) يلدرم: معناه البرق، ومكنى به عن الصاعقة. وورد في الضوء اللامع 10/ 47 بالحاشية: «قوله المعروف بيلدم (كذا) ليس هو المعروف بذلك، فإن يلدم (كذا) بايزيد هو الذي مات في أسر تمرلنك سنة أربع وثمانمائة فهو جدّ محمد المذكور هنا الأعلى فهو المعروف بيلدم كما هو مشهور، ولعله تكنّى بذلك أيضا». (عبد الرحمن الجبرتي). (¬5) في المخطوط: «الديومي». ولم أجد لمصطفى باشا الرومي ترجمة في المصادر. (¬6) في المخطوط: «بن». (¬7) الصواب: «وقد اتّهمه». (¬8) في المخطوط: «بن». (¬9) في المخطوط: «شي». (¬10) كتبت فوق السطر. (¬11) في المخطوط: «خلع عليها بها». (¬12) خبر نظر الخاص في: بدائع الزهور 3/ 181.

إمرة الحاج

[إمرة الحاج] وفيه قرّر يشبك من حيدر والي الشرطة في إمرة الحاج، وقرّر الشهاب أحمد بن الجمّال بن كاتب جكم في إمرة الركب الأول، وعيّن السلطان صاحبنا شاهين الجمالي نائب جدّة بأن يخرج معه متكلّما عنه وعليه (¬1). [ربيع الآخر] [ركوب السلطان إلى قبّة المطرية] وفي ربيع الآخر ركب السلطان إلى قبّة المطرية، وحضر معه غالب جلبانه، فبات بها وأصبح فسيّر إلى الخانكاه، وعاد إلى القبّة فصلّى بها الجمعة، وخطب به البدر بن دمرداش (¬2) خطيب المكان وإمامه، ثم عمل بها مجلسا حافلا في الوعظ سمعه السلطان وأعجبه ذلك، وأنعم على دمرداش (¬3). [تجديد جامع المقسي] وفيه ركب السلطان إلى الروضة (. . .) (¬4) وكشف على الجامع الذي كان قد أمر بتجديده أصلا ورأسا، وهو جامع المقسي الذي كان يعرف قديما بجامع الفخر، وعرف بعد نهايته بجامع السلطان (¬5). [الكشف على جامع الفخر] وفيه ركب السلطان إلى الروضة فكشف به جامع الفخر صاحب القنطرة المعروف بعد ذلك بجامع المقسي، لكونه كان جدّده المقسي (¬6) / 314 أ / ناظر الخاص، فرسم السلطان بهدمه وتجديده، وبعث السلطان خام (¬7) (بالمكان) (¬8) الذي يقال له الكوادي، وبات هناك. وكان قد ابتديء بالشروع في حفر أساسه. وبات السلطان هناك فرأى بجزيرة أروى خياما وأخصاصا نصبتها العامّة فأمر بهدمها (¬9). ¬

(¬1) خبر إمرة الحج في: بدائع الزهور 3/ 181، 182. (¬2) في بدائع الزهور: «محمد بن دمرداش». (¬3) خبر ركوب السلطان في: بدائع الزهور 3/ 182 وفيه: «فأنعم عليه بمائة دينار». (¬4) هنا كلمة مغمّاة لعلّها: «بمفرده». (¬5) خبر تجديد الجامع في: بدائع الزهور 3/ 182. (¬6) هو الصاحب شمس الدين محمد بن المقسي. (¬7) هكذا في المخطوط، والكلمة تحتمل: «خاما»، أو «خادما». (¬8) كتبت فوق السطر. (¬9) خبر الكشف في: بدائع الزهور 3/ 182 وفيه إن العمل بالجامع انتهى في سنة 888 هـ‍.

جمادى الأول

[جمادى الأول] [وفاة علاّن الأشقر] [3181]- وفي جماد الأول مات علاّن الأشقر (¬1) من ططخ الأشرفيّ، أحد العشرات وروس (¬2) النوب. وقد شاخ، وكان هيّنا، ليّنا، ساكنا، عاقلا. [خلعة السلطان لولد علاء الدولة بن دلغادر] وفيه خلع على ولد علاء الدولة بن دلغادر خلعة السفر. وكان علاء الدولة قد ورد إلى بلاد الأبلستين في العام الماضي بعد كائنة بايندر واستولى على البلاد واقتلعها من أخيه شاه بضغ، وكتب إلى الأتابك يقول له: «أنا أحق بالبلاد من أخي، وإني مناصح للدولة أكثر منه، وإنه ملتمس التقليد باسمه والخلعة من السلطان»، فما أمكن الأتابك إلا إجابته، وبعث إلى السلطان يشير عليه بتولّيه لتستقيم (¬3) الأحوال، فأجاب السلطان إلى ذلك على كره منه، وأعاد هو الجواب بأنه تحت الطاعة، وبعث بولده وعلى يده هدية هيّنة فقبلت (¬4)، وأعيد الولد. وكان قد خرج الأمر بالقبض على شاه بضاغ وإيداعه سجن قلعة دمشق ففعل ذلك. ثم كان من علاء الدولة بعد ذلك ما هو معروف لقرب العهد به. وسنذكره شيئا فشيئا (¬5) في (¬6) محلّه (¬7). [نيابة طرابلس] وفيه قرّر إينال الأشرفيّ السلحدار نائب الإسكندرية في نيابة طرابلس، عوضا عن ¬

(¬1) انظر عن (علاّن الأشقر) في: الضوء اللامع 5/ 150 رقم 521، وبدائع الزهور 3/ 182. (¬2) كذا. (¬3) في المخطوط: «ليستقيم». (¬4) في المخطوط: «فقلبلت». (¬5) في المخطوط: «شيا فشيا». (¬6) في المخطوط: «بعحل في». (¬7) خبر خلعة السلطان لم يرد في المصادر. وفي مفاكهة الخلان 1/ 32 فقط خبر اعتقال شاه بضاغ (بداق) في قلعة دمشق، يوم الأربعاء 15 من ذي الحجة 885 هـ‍. و «بداق» - «بوداق» - شاه بضاغ: ولي نيابة الأبلستين بعد قتل أخيه ملك أصلان فنازعه أخوه شهسوار. أما «علاء الدولة» فيذكر في المصادر باسم «علي دولات» وقد قتل على يد السلطان سليم الأول بحدود سنة 921 هـ‍. (مفاكهة الخلان 1/ 384، الكواكب السائرة 1/ 283)

نيابة الإسكندرية

برد بك المعمار بحكم فقده في كائنة بايندر (¬1). [نيابة الإسكندرية] وقرّر عوض إينال في نيابة الإسكندرية جكم قرا العلائي، الظاهريّ، أمير اخور الجمال (¬2). [وفاة لاجين اللالا الظاهري] وفيه مات لاجين اللالا (¬3) الظاهريّ، أمير مجلس بطّالا / 314 ب / مقيما بداره. وقد أسنّ جدا، أظنّه جاوز التسعين. وكان خيّرا، ديّنا، عاقلا، حشما، أدوبا، وجيها (¬4) عفيفا، كثير العبادات، وكان في شبابه من الشجعان الفرسان، عارفا بالفروسية والملاعيب، له قوة زائدة، خبيرا بأنواع من الصنائع من عمل اليد. وقرأ شيئا في الفقه وغيره. تنقّل في الخدم عند الظاهر في أيام إمرته وسلطنته، وتأمّر عشرة، وولي الزردكاشية الكبرى، ثم شادية الشراب خاناه، ثم تقدّم بعد امتحان وإخراج إلى السجن، وتأمّر طبلخاناه بطرابلس، ثم طبلخاناه بمصر، ثم ولي إمرة مجلس، واستعفى عن الإمرة أيضا، ورتب له مائة دينار في الشهر. [وفاة شاد بك طاز] [3182]- وفيه مات شاد بك طاز (¬5) اليوسفي، الظاهريّ، أحد العشرات. بسبب مسمار أصاب رجله في طفي حريق حضره. وكان لا بأس به. [نزول السلطان إلى الروضة] وفيه عدّى السلطان إلى الروضة وكشف على عادته الجامع (¬6). ¬

(¬1) خبر نيابة طرابلس في: بدائع الزهور 3/ 182، وتاريخ طرابلس 2/ 53 رق 132. وتوفي إينال في سنة 903 هـ‍. ترجمه السخاوي في الضوء اللامع 2/ 326 ولم يؤرّخ لوفاته. (¬2) خبر نيابة الإسكندرية في: بدائع الزهور 3/ 182. (¬3) انظر عن (لاجين اللالا) في: الضوء اللامع 6/ 232 رقم 803، وبدائع الزهور 3/ 182، 183، وتاريخ طرابلس 2/ 83، رقم 60. (¬4) في المخطوط: «وجها». (¬5) انظر عن (شاد بك طاز) في: بدائع الزهور 3/ 183، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬6) خبر نزول السلطان لم أجده في المصادر.

وفاة السلطان محمد الفاتح

[وفاة السلطان محمد الفاتح] وفيه، في هذه الأيام أشيع موت السلطان محمد بن عثمان (¬1) ملك الروم، وقويت هذه الإشاعة حتى صحّت، وصحّ الخبر بأنه كان عدّى إلى هذا البرّ في قصد هذا (¬2) المملكة، ثم كثر القال والقيل في سبب موته، وصحّ الخبر بأنه (¬3) لما مات بعث إلى ولده أبي يزيد يلدرم فأحضر من أماسية (¬4) وولّي ملك أبيه، وأنه كان قد عهد إليه. ثم وقع له مع أخيه الأصغر جمجمة (¬5) أمور مطوّلة آلت إلى فراره إلى هذه البلاد (¬6). وجرت أمور ستقف عليها إن شاء الله تعالى. [مشيخة الخدّام بالحرم النبوي] وفيه قرّر قانم الفقيه الأشقر الظاهريّ، في مشيخة الخدّام بالحرم الشريف النبويّ (¬7). [جمادى الآخر] [نزول السلطان إلى المطرية] وفي جماد الآخر ركب السلطان ونزل إلى جهة المطرية وبات بها، فورد عليه الخبر من الأتابك بأنّ جمجمة بن عثمان قد تواقع هو / 135 أ / وأخوه أبو يزيد، وانهزم جمجمة منه إلى أطراف هذه المملكة، وبعث يستأذن في دخوله إليها، فأعاد الأتابك إليه بأنه يحضر في قليل من جيشه وإلاّ فلا. ثم بعث يعرّف السلطان، فأعاد السلطان الجواب إليه بأن يهيّء له الإقامات ويجهّزه إذا وصل إلى جهة السلطان بمصر (¬8). ¬

(¬1) تقدمت ترجمة محمد الفاتح ومصادرها قبل قليل. (¬2) الصواب: وقصد هذه المملكة. (¬3) في المخطوط: «وصح الخبر بالكان بأنه». (¬4) أماسية: بفتح الهمزة والميم وألف وكسر السين المهملة ثم ياء مثنّاة تحتية مفتوحة وهاء في الآخر، نقل أبو الفداء عن بعض من رآها قال: هي بلدة كبيرة بسور وقلعة ولها بساتين ونهر كبير ونواعير تسقى بها. قال ابن سعيد: وفي شرقي فرضة سنوب بميلة إلى الجنوب مدينة أماسيا وهي من مدن الحكماء وهي مشهورة بالحسن وكثرة المياه وكروم وبساتين، وبينها وبين سنوب ستة أيام، ونهر أماسيا يمرّ على أماسيا ويصبّ في بحر سنوب، وعن بعض من رآها أن بها معدن الفضة. (تقويم البلدان 382، 383). وهي حاليا تقع بين مدينة سيواس ومدينة أنقرة لجهة الشمال بالقرب من ساحل البحر الأسود. (¬5) جمجمة: اسمه الأكثر شيوعا هو «جم». ولد سنة 864 هـ‍. (¬6) الأنس الجليل 2/ 453، التاريع الغياثي 366، 367، بدائع الزهور 3/ 183، أخبار الدول 312 (طبعة بيروت 3/ 37)، دائرة المعارف الإسلامية 7/ 91. (¬7) خبر مشيخة الخدام في: بدائع الزهور 3/ 183. (¬8) خبر نزول السلطان في: بدائع الزهور 3/ 183، وحوادث الزمان 1/ 262، وأخبار الدول 311، 312، (طبعة بيروت 3/ 37)، والأنس الجليل 2/ 453، والتاريخ الغياثي 366، 367.

كسر النيل

[كسر النيل] وفيه في خامس عشر مسرى، كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل لذلك أزبك اليوسفي أحد مقدّمي الألوف، وتأدّب حين جلوسه في الحرّاقة، فلم يجلس في مكان جلوس السلطان (¬1). [رجب] [قضيّة تركة ابن كاتب غريب] وفي رجب، لما صعد القضاة ومن له عادة للتهنئة (¬2) بالشهر على العادة، وكان الزين بن مزهر كاتب (¬3) حاضرا وقع كلام في قضية تتعلّق بمبلغ للشهاب بن العيني على تركة ابن (¬4) كاتب غريب. وكانت قد صدرت دعوى عند بعض نواب الحكم المالكية، وثبت خط ابن (¬5) كاتب غريب بالمبلغ الذي عليه، وتأخّر الحكم، فأخذ السلطان يسأل القاضي المالكيّ والشافعيّ: «ما السبب من المندوحة في تأخّر ذلك مع ثبوته» (¬6). فأبديا كلاما في ذلك. وقام الزين بن مزهر أيضا يتكلّم في ذلك. وطال الكلام حتى حنق بالسلطان (¬7)، فصرح بعزل الثلاثة عن مناصبهم، ونزلوا (¬8) إلى دورهم وهم في واجس كبير. وأخذ الناس في القيل والقال فيمن تولّى هذه المناصب. ثم أمر السلطان بكتابة أسماء مشايخ العلم من الشافعية والمالكية ليرى السلطان رأيه فيمن يولّى (¬9). وكثرت الأراجيف بولاية أناس للوظائف (¬10) الثلاث. ثم بعث السلطان إلى الزين زكريا الأنصاريّ، فخلع عليه بالقضاء الشافعية، عوضا عن الوليّ الأسيوطي، وكانت آخر عزلاته، وما ولي بعدها حتى مات، وأخذ الزين زكريا في التمنّع من الولاية وإبداء الأعذار والبكاء، فما قبل منه ذلك / 315 ب / وأشرط شروطا أجيب إلى بعضها وهو على القضاء إلى يومنا هذا (¬11). ¬

(¬1) خبر النيل في: بدائع الزهور 3/ 183. (¬2) في المخطوط: «بالتهنة». (¬3) الصواب: «كاتب السر». (¬4) في المخطوط: «بن». (¬5) في المخطوط: «بن». (¬6) في المخطوط: «ثبوبه». (¬7) الصواب: «حتى حنق السلطان». (¬8) في المخطوط: «ولرلو». (¬9) في المخطوط: «فمن تولّى». (¬10) في المخطوط: «للفي». (¬11) خبر قضية التركة في: بدائع الزهور 3/ 183، 184، ومفاكهة الخلان 1/ 48. أما الزين زكريا الأنصاري، فهو: زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري الشافعي، شيخ الإسلام، المتوفى سنة 927 هـ‍. وقد سبقت الإشارة إليه فيما تقدم من الكتاب. وانظر مصادر ترجمته التي حشدناها في: حوادث الزمان لابن الحمصي 3/ 30 بالحاشية رقم 6.

كتابة السر

[كتابة السرّ] ثم بعد أيام أعيد الزين بن مزهر إلى كتابة السرّ (¬1)،. [قضاء المالكية] وقرّر صاحبنا الشيخ محيى الدين بن تقي في (القضاء) (¬2) المالكية، عوضا عن البرهان اللقّاني، وهو بيده (الآن) (¬3). [وصول برقوق الساقي من الأسر] [وفيه] (¬4) وصل إلى القاهرة برقوق الساقي الأشرفي إينال، أحد العشرات، وكان قد أسر في نوبة بايندر (¬5). [البشارة بخلاص الأمراء من الأسر] وقدم معه إياس أحد مماليك الأتابك أزبك بالبشارة بخلاص جميع الأمراء من الأسر، وأنّ الجميع وصلوا إلى حلب ومعهم جماعة من الجند وغيرهم، وأن يعقوب شاه قد منّ عليهم (¬6). وأخبر أناس بأنّ جمجمة بن عثمان وصل إلى غزّة، وقد جهّز الأتابك، وجهّز معه إنسان من الأمراء العشرات، وعومل في أثناء طريقه بالإكرام (¬7). [ركوب السلطان إلى المطرية وغيرها] وفيه ركب السلطان إلى جهة قبّة المطرية وبقي بها أياما، ثم ركب منها إلى القرافة سابقا، ثم عاد إلى القلعة، ثم سار إلى الحسينية، فرأى ما كان قد ابتدى (¬8) يشبك بعمارته ¬

= أما الولي الأسيوطي فهو: أحمد بن أحمد بن عبد الخالق، المتوفى سنة 891 هـ‍. انظر الذيل على رفع الإصر 62 - 89، والضوء اللامع 1/ 210 - 213. (¬1) خبر كتابة السرفي: وجيز الكلام 3/ 919، ومفاكهة الخلان 1/ 48 وفيه أن السلطان رسم على كاتب السر ابن مزهر إلى آخر النهار، فطلع ولده إلى السلطان فتدخّل، فنزلا وقد ألبس خلعة الرضا. وانظر: بدائع الزهور 3/ 184. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) تكرّرت في المخطوط. وخبر قضاء المالكية في: بدائع الزهور 3/ 184، ومفاكهة الخلان 1/ 919. (¬4) إضافة على الأصل. (¬5) خبر وصول برقوق في: بدائع الزهور 3/ 184. (¬6) خبر البشارة في: الأنس الجليل 2/ 453، وحوادث الزمان 1/ 262، وبدائع الزهور 3/ 184، ومفاكهة الخلان 1/ 46. (¬7) الأنس الجليل 2/ 453، مفاكهة الخلان 1/ 47، بدائع الزهور 3/ 184. (¬8) الصواب: «قد ابتدأ».

قضاة الحنفية بدمشق

من القبّة هناك، ولم يكمل، فأمر بإكمالها، وأقام الزين بن مزهر شادّا على عمارتها، ثم كملت بعد ذلك، وجاءت (¬1) من أجلّ المباني، وصرف عليها مالا طائلا. ثم عاد إلى القاهرة فدخلها من باب الفتوح، ثم خرج من باب القوس، وسار من بين السورين إلى جهة قنطرة باب الحرق، فاجتاز بها سائرا إلى جامع سلطان شاه (¬2). وكان قد أمر بتجديد عمارته فكشف على ذلك (¬3). [قضاة الحنفية بدمشق] وفيه استقرّ العماد إسماعيل الناصريّ، الحنفي، الدمشقيّ في قضاء الحنفية بدمشق، عوضا عن ابن (¬4) القصيف (¬5). وكان قد قدم إسماعيل هذا إلى القاهرة، وجدّ في السعي بمال حتى ولّي. [شعبان] [احتفال السلطان بقدوم جمجمة بن عثمان] وفي شعبان كان دخول جمجمة بن عثمان إلى القاهرة بعد أن احتفل السلطان إلى لقائه، وبعث بالوزير الطواشي خشقدم ومعه المطبخ / 316 أ / السلطاني وأشياء كثيرة، ولقيه ببلبيس، وأقام له السلطان موكبا (حافلا) (¬6)، وصعد إلى القلعة ومعه الأمراء والأعيان. وتمثّل بين يدي السلطان فتحرّك له من على دكّته وأنس إليه ورحّب به، وخلع عليه كاملية حافلة جدا، وأركبه مركوبا خاصا بالسرج الذهب والكنبوش الزركش، ونزل في عظمة هائلة وأبّهة إلى دار أعدّت لسكناه، نعم الجوار (¬7). وكان له يوما مشهودا (¬8). [ضيافة ابن مزهر لجمجمة بن عثمان] وفيه كانت ضيافة الزين بن مزهر بجمجمة (¬9) بن عثمان بداره ببركة الرطلي، وكانت ¬

(¬1) في المخطوط: «وجات». (¬2) كتب بحذائها على هامش المخطوط: «آل عثمان دخول جم». (¬3) خبر ركوب السلطان لم أجده في المصادر. (¬4) في المخطوط. (¬5) خبر قضاء الحنفية في: حوادث الزمان 1/ 263، وبدائع الزهور 3/ 185، ومفاكهة الخلان 1/ 46 و 48. (¬6) كتبت فوق السطر. (¬7) في المخطوط: «نعم الخور». (¬8) الصواب: «وكان له يوم مشهود». وخبر احتفال السلطان في: وجيز الكلام 3/ 920، وبدائع الزهور 3/ 185، ومفاكهة الخلان 1/ 47. (¬9) في المخطوط: «بمجمحه».

رؤية المؤلف سنا عظيما

حافلة جدا، وأحرق له فيها الحرائق، ووقد له الوقيد الهائل، وكانت من نوادر الليالي والضيافات. ثم أضافه السلطان بقبّة المطرية أيضا ضيافة حافلة، حضرها الأمراء مقدّموا (¬1) الألوف وغيرهم (¬2). [رؤية المؤلّف سنّا عظيما] وفيه رأيت إنسانا ومعه سنّ من نواجز (¬3) بني آدم عظيم زنة (¬4) ستة أرطال ونصف، وهو من نوادر ما رأيت بدهري (¬5). [قراءة الحديث بالقلعة] وفيه خلع على الجمال يوسف بن شاهين الكركيّ، سبط الحافظ ابن (¬6) حجر وقرّر في وظيفة قراءة (¬7) الحديث بالقلعة، عوضا عن البرهان ابن الكركيّ بحكم اختفائه. وكانت قد جرت عليه كائنة وهدم مكانا أنشأه ببركة الفيل وأمر بلزوم داره ونكب، وآل أمره إلى اختفائه بعد أراجيف بأمور يطول الشرح في ذكرها (¬8). [رمضان] [الحرّ في غير أوانه] وفي رمضان حدث حرّ خارج عن الحدّ تعجّب منه فإنه كان في غير أوانه، وذلك في هاتور (¬9) القبطيّ (¬10). [الريح العاصفة المخرّبة] وفيه ثارت ريح عاصفة مع رعد وبرق شديد، ثم أمطرت السماء مطرا متتابعا، ¬

(¬1) الصواب: «مقدّمو». (¬2) خبر ضيافة ابن مزهر في: بدائع الزهور 3/ 186، 187. (¬3) في المخطوط: «نواجد». (¬4) في المخطوط: «زينه». (¬5) خبر المؤلّف نقله ابن إياس فقال: وفيه أحضر شخص من العرب بين يدي السلطان سنا من نواجذ بني آدم من نسل العماليق، فكان زنته ستة أرطال ونصف، فتعجّب السلطان من ذلك: (بدائع الزهور 3/ 187). (¬6) في المخطوط: «بن». (¬7) في المخطوط: «قراة». (¬8) خبر قراءة الحديث في: بدائع الزهور 3/ 187. (¬9) هاتور هو الشهر الثالث في السنة القبطية. (¬10) خبر الحرّ لم أجده في المصادر.

الصاعقة وحريق الحرم النبوي

وأهال الناس ذلك سيما صوت الرعد وسنا البرق، وتهدّمت بعض الأمكنة. ثم ورد الخبر من دمياط بأنّ هذا الريح كانت (¬1) هناك قوية جدا مهولة اقتلعت الكثير من الأشجار، وهدمت الديار، / 316 ب / وأغرقت عدّة مراكب للفرنج، بل وردت الأخبار بأنها كانت بكثير من الأقاليم والبلاد (¬2). [الصاعقة وحريق الحرم النبوي] وفيه، في ليلة ثالث عشره، كان سقوط الصاعقة وحريق الحرم الشريف النبوي على ساكنها (¬3) أفضل الصلاة والسلام، وكان حريقا مشهورا، سقطت منه المنارة والموذن (¬4) ومات عدّة أنفس أيضا أو زيادة على ذلك كانوا بالمسجد الشريف، وسقطت منه سقوط المسجد وجميع الأعمدة، وما سلم سوى القبر الشريف، فإنه وجد كما كان، وعملت النار فيما حوله ولم يؤثر (¬5) فيه، وكان هذا من نوادر الحوادث، وأنشدت فيه الأشعار (¬6). فمنها ما أنشدنيه لنفسه الشمس ابن (¬7) الأستادار: لم يحترق حرم الرسول بحادث ... تبنى عليه رضاهم الكفار ¬

(¬1) هكذا في المخطوط. (¬2) خبر الريح في: بدائع الزهور 3/ 187. (¬3) الصواب: «على ساكنه». (¬4) وقال ابن إياس: «وقتل المؤذن الذي كان على المئذنة وقت نزول الصاعقة». بدائع الزهور 3/ 187. (¬5) الصواب: «ولم تؤثر». (¬6) خبر الصاعقة في: وجيز الكلام 3/ 920 - 922، وتاريخ الخلفاء 516، وحوادث الزمان 1/ 264، 265، و 270، 271 (سنة 887 هـ‍)، وتاريخ ابن سباط 2/ 903، وبدائع الزهور 3/ 187، 188، وشذرات الذهب 7/ 343، 344، ونزهة الأبصار في ذكر الأقاليم وملوك الأمصار، مخطوط بدار الكتب المصرية، رقم 50 بلدان تيمور، لحاكم البقاع حسن بن أحمد الفضلي، ورقة 84، ومفاكهة الخلان 1/ 51 و 52، 54 (سنة 887 هـ‍)، وأخبار الدول 2/ 223 و 3/ 466، وقال ابن إياس: فكتب بذلك محضر وثبت على قضاة المدينة، وكان مما كتب في المحضر أن المؤذّن لما طلع على المئذنة الشرقية لأجل التسبيح، فرأى صاعقة عظيمة نزلت من السماء على المسجد الشريف، فعملت فيه النار، فلما عاين المؤذّن ذلك خرس ونزل من المئذنة، فأقام ساعة ومات، وقد عاينوا (كذا) الناس عدّة أطيار بيض بأعناق طوال طائفة حول المسجد تمنع النار أن لا تحرق البيوت التي حول المسجد، وأن المسجد جميعه قد احترق حتى صار كالتنور، فلما سمع السلطان ذلك بكى وبكى من حوله، وتعجب الناس لهذه الواقعة كيف جرت في مثل هذا المكان الشريف، فأخذ شيخنا شمس الدين محمد القادري يعتذر عن ذلك، وهو قوله: بطيبة سيّئات الركب بدّلها ربّ العلا حسنات عند ما زاروا وعند ما قبلت ضاهت لذي حرم المختار من أكلت قربانه النار (بدائع الزهور 3/ 187، 188). (¬7) في المخطوط: «بن».

وصول قاصد يعقوب شاه بن حسن الطويل

بل ضمّ شمل السحت وهو محرم ... عند الرسول فحرّقته النار (¬1) [وصول قاصد يعقوب شاه بن حسن الطويل] وفيه وصل إلى القاهرة قاصد يعقوب شاه بن حسن الطويل، وصعد إلى بين يدي السلطان ومعه مكاتبة من مرسله بالتودّد والاعتذار عمّا وقع، فتكلّم السلطان بكلمات فيها العتب والمخاشنة، ثم أضاف القاصد بعد ذلك وطيّب خاطره (¬2). [الشكوى من أمر الفلوس وغلاء الأسعار] وفيه ركب السلطان إلى غير ما جهة غير ما مرة، وكلّما اجتاز بالعامّة ضجّوا إليه في أمر الفلوس وما هم فيه من الضرر بواسطة ذلك، وشكوا إليه غلو (¬3) الأسعار وارتفاعها، فأمر بأن يعقد مجلس بالصالحية بحضرة القضاة الأربع (¬4)، وكاتب السرّ، وناظر الخاص، والمحتسب، فعقد في سلخه وقد جمعت فيه التجار والسوقة، واجتمع فيه من الغوغاء ما شاء الله أن تجمّع. ثم أخذوا في التكلّم في أمر الفلوس وما ناب الناس من ضررها، وعمّ من بليّتها بسبب غلو (¬5) الأسعار وارتفاع سعر الدينار إلى نحو الأربعمائة بعد الثلاثمائة. وبينا هم في أثناء ذلك / 317 أ / أخذ العلاء بن الصابوني ناظر الخاص في كلام يشبه المعارضة في أمر الفلوس لعرض ماله في ذلك، فإنه كان قد ضرب فلوسا جددا بسكة السلطان غالية الأثمان جدا، وكان في همّته أن يمشيها في القاهرة. فلما سمع العامّة كلامه ثاروا ثورة رجل واحد وأرادوا الفتك بابن الصابوني بل رجموه، لولا أنه فوزنه (¬6) في الحال، وإلاّ كانوا قتلوا. ¬

(¬1) هكذا ورد البيتان هنا، وقال ابن إياس: واعتذر آخر عن ذلك: لم يحترق حرم النبيّ لحادث يخشى عليه ولا دهاه العار لكنّما أيدي الروافض لامست ذاك الجناب فطهّرته النار واعتذر آخر عن ذلك: قالوا لقد غاب الصواب لحادث تبنى عليه رضاهم الكفار بل ضمّ شمل السحت وهو محرم عند الرسول فحرّقته النار (بدائع الزهور 3/ 188). وذكر ابن العماد الحنبلي، ونقل عنه القرماني قول بعضهم: لم يحترق حرم النبيّ لريبة تخشى عليه وما به من عار لكنّما أيدي الروافض لامست تلك الرسوم فطهّرت بالنار (شذرات الذهب 7/ 344، أخبار الدول 2/ 223). (¬2) خبر وصول القاصد في: بدائع الزهور 3/ 189. (¬3) الصواب: «غلاء». (¬4) الصواب: «القضاة الأربعة». (¬5) الصواب: «غلاء». (¬6) الصواب: «لولا أنه وزنه».

شوال

ثم اتفق الحال بعد طول هذا المجلس وطول الكلام فيه إلى أن يكون (¬1) الفلوس كلّها بالميزان بستة وثلاثين درهما الرطل، فسكن الحال شيئا (¬2). [شوال] [موكب العيد] وفي شوال كان موكب العيد حافلا جدا وحضره جمجمة بن عثمان بالشاش والقماش وخلع عليه في جملة من خلع، وكانت خلعة حافلة (¬3). [شادّية الشراب خاناه] وفيه خلع على بيبرس الرجبيّ قريب السلطان وقرّر في شادّية (¬4) الشراب خاناه، عوضا عن ألماس المنتقل إلى نيابة صفد، وشغرت استادارية الصحبة عن بيبرس هذا، وبقي يتكلّم فيها حتى وليها غيره (¬5). [رأس نوبة النوب] وفيه استقرّ في إمرة سلاح تمراز الشمسيّ رأس نوبة النوب، وكانت هذه الوظيفة شاغرة منذ مات يشبك الدوادار، وخلع على جماعة بأشياء (¬6). [إثبات حريق الحرم النبوي بمحضر] وفيه وصل الخبر من المدينة المشرّفة بمحضر يكتتب (¬7) بالكائنة التي اتفقت بالمدينة من الحريق الأعظم كما قدّمناه، فحصل عند الناس بذلك باعث شديد. وأخذ السلطان في الإهتمام بشأن هذا الحادث والاجتهاد في القيام ببناء المسجد الشريف النبويّ، ثم عمل بتقدير النفقة عليه فكانت نحوا من مائة ألف دينار. ثم بني بعد ذلك وأعيد أحسن ما كان وبنيت القبّة المعظّمة على القبر الشريف بعد إحكام بناء القبر أيضا، وعملت المقصورة الهائلة النادرة. وكانت هذه / 317 ب / من أجلّ المباني وأعظمها (¬8). ¬

(¬1) الصواب: «إلى أن تكون». (¬2) خبر الشكوى من الفلوس في: بدائع الزهور 3/ 189. (¬3) خبر موكب العيد في: بدائع الزهور 3/ 189. (¬4) في المخطوط: «في اشادية». (¬5) خبر شادّية الشراب في: بدائع الزهور 3/ 189. (¬6) خبر رأس النوبة في: بدائع الزهور 3/ 190. (¬7) كذا. (¬8) خبر إثبات الحريق في: بدائع الزهور 3/ 188.

خروج الحاج من القاهرة

[خروج الحاج من القاهرة] وفيه خرج الحاج من القاهرة وسافر معهم جمجمة بن عثمان بعد أن جهّزه السلطان جهازا حافلا، وسافرت أمّه معه وعياله في كبكبة هائلة. وكان ما صرف عليه وحمل إليه من السلطان خاصة عشرة آلاف أوقيّة (¬1)، وحجّ حجّة مكوكبة هائلة لم يقع لغيره من بني عثمان على هذا الوجه (¬2). [قدوم الأمير قانصوه] وفيه خرج الأمر فحمل (¬3) قانصوه اليحياوي من طريقه وهو قادم إلى القاهرة مع الأتابك وبقية الأمراء بعد خلاصه من أسر ابن (¬4) حسن إلى القدس بطّالا (¬5). [وصول الأتابك أزبك مع الأسرى] وفيه وصل الأتابك أزبك إلى القاهرة، ووصل معه جميع من كان خرج معه من الأمراء ومن أطلق من أسر ابن (¬6) حسن أيضا، وهم: أزدمر نائب حلب، وبرسباي قرا حاجب الحجاب، وتنبك قرا، وغيرهم إلاّ اليحياويّ فإنه حمل للقدس كما تقدّم، لأنه نسب إلى تقصير في أمر القتال هو وبضاغ بن دلغادر. وكان لدخول الأتابك ومن معه يوما مشهودا (¬7). ثم بعد هذا أخذ السلطان في تفقّد الأمراء، وبعث إليهم بأشياء كثير (¬8) لكونهم قدموا من السفر ومن الأسر. ¬

(¬1) في المخطوط: «عشرة ومنه». (¬2) خبر خروج الحاج في: بدائع الزهور 3/ 190. (¬3) في المخطوط: «محمل». (¬4) في المخطوط: «بن». (¬5) خبر قدوم الأمير في: بدائع الزهور 3/ 190، والأنس الجليل 2/ 453. (¬6) في المخطوط: «بن». (¬7) خبر وصول الأتابك في: وجيز الكلام 3/ 922، والأنس الجليل 2/ 453، وحوادث الزمان 1/ 264، 265، وبدائع الزهور 3/ 190. هذا، وقد انتقل الأمراء الأسرى مع الأتابك أزبك من الشام إلى مصر عن طريق ميناء طرابلس بالبحر، إذ قال ابن طولون: «وفي يوم الأربعاء ثالث عشره سافر الأسرى الذين [وصلوا] من طرابلس مسلّحين منفكّين مجبوري الخاطر، أدام الله النفع لمن كان السبب في ذلك، ونفع ببركة علومه وأثاب المعطين الثواب الجزيل، وسافر معهم الشيخ عبد الرحمن الحمصاني قاصد مولانا الشيخ إلى طرابلس، والأمير أزبك الظاهري أحد الأمراء بطرابلس، وهو إنسان مليح فيه الخير بالنسبة إلى أبناء جنسه». (مفاكهة الخلان 1/ 46). (¬8) الصواب: «بأشياء كثيرة».

إقامة مثقال البرهاني بمكة بطالا

[إقامة مثقال البرهاني بمكة بطّالا] وفيه كتب لمثقال البرهاني الذي كان مقدّم المماليك بالتّوجّه إلى مكة المشرّفة للإقامة بها بطّالا، وكان قد حضر مع الأتابك أزبك وأقام بالرملة ينتظر (¬1) الشفاعة فيه بأن يتوجّه إلى القدس، فاتفق (¬2) أن أضاف السلطان الأتابك بقبّة الحسينية ضيافة حافلة، وشفع الأتابك في مثقال هناك (¬3). [ذو القعدة] [إنزال مماليك قانصوه اليحياوي بديوان الجند] (وفي ذي القعدة (¬4) عرض السلطان مماليك) (¬5) قانصوه اليحياوي وأنزل غالبهم بديوان الجند (¬6). [تقرير أزدمر أمير مجلس] وفيه قرّر أزدمر قريب السلطان في إمرة مجلس، ورتّب له ألف (¬7) وماية دينار (¬8) في الشهر بغير اقطاع (¬9). [تقرير رأس النوبة الكبرى] وقرّر في الرأس نوبة الكبرى برسباي قرا (¬10). [حجوبية الحجاب] وفي حجوبية الحجّاب (تغري بردي ططر (¬11). [كشف الوجه القبلي] وفي كشف الوجه القبليّ قانصوه الغوري) (¬12) الذي تسلطن بعد العادل (وهو الآن في السلطنة) (¬13). ¬

(¬1) مهملة في المخطوط. (¬2) في المخطوط: «فانفق». (¬3) خير إقامة مثقال في: بدائع الزهور 3/ 190. (¬4) في المخطوط: «وفي ذي حجة»، وهو سهو من الناسخ، والصحيح ما أثبتناه. (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) خبر إنزال المماليك لم أجده في المصادر. (¬7) الصواب: «ورتب له ألفا». (¬8) في البدائع: «ألف دينار». (¬9) خبر تقرير أزدمر في: بدائع الزهور 3/ 190. (¬10) خبر التقرير في: بدائع الزهور 3/ 190. (¬11) خبر الحجوبية في: بدائع الزهور 3/ 191. (¬12) ما بين القوسين مكرّر في المخطوط. من أول: «وفي ذي القعدة». أما من قوله: «تغري بردي ططر» إلى: «قانصوه الغوري» فكتب على هامش المخطوط. (¬13) عن هامش المخطوط. وخبر الكشف في: بدائع الزهور 3/ 191.

تقدمة الأتابك أزبك للسلطان

[تقدمة الأتابك أزبك للسلطان] [وفيه] (¬1) / 318 أ / بعث الأتابك أزبك إلى السلطان بتقدمة حافلة فيها أشياء كثيرة ما بين مماليك وخيول وبغال وجمال، ومائة وعشرون قفصا على رؤوس (¬2) الحمّالين فيها أيضا أشياء كثيرة (¬3). [إبطال التعامل بالفلوس الجدد عددا] وفيه أبطلت الفلوس الجدد أن يتعامل بها عددا، ونودي عليها بأن تكون مع العتق كل رطل بستة وثلاثين درهما. ونودي بأن لا يزاد على سعر النصف الفضة أكثر من اثني (¬4) عشرة نقرة، والدينار بثلاثمائة. وكان الوزير خشقدم الطواشيّ، راكبا هو وحاجب الحجّاب، وخشكلدي الخازندار، ومعهم جماعة من المماليك السلطانية، والمنادي ينادي بين يديهم (¬5) بما قلناه، وبتهديد من خالف، فسكن الحال شيئا (¬6)، ثم عاد فغلت الأسعار وارتفعت جدا (¬7). [ذو الحجة] [حمل أمير على الحضور أمام القاضي] وفي ذي حجة، لما صعد القضاة للقلعة ذكر القاضي الشافعي للسلطان بأنه بعث بطلب إنسان من العشرات لسماع دعوى شرعة (¬8) عليه، فامتنع من حضوره. وكان ذلك الأمير حاضرا، فحنق السلطان منه وتغيّظ عليه، ثم أمر نقيب الجيش بأن يتوكل به ويحمله إلى الشرع حتى ينفض أمره من الدعوى عليه (¬9). [حجوبية دمشق] وفيه قرّر سباي (¬10) نائب غزّة في حجوبية دمشق (¬11). [نيابة حماه] عوضا عن يشبك العلائي بحكم نقله إلى نيابة حماه (¬12). ¬

(¬1) إضافة على المخطوط. (¬2) كذا. (¬3) خبر تقدمة الأتابك لم أجده في المصادر. (¬4) الصواب: «من اثنتي». (¬5) الصواب: «بين أيديهم». (¬6) في المخطوط: «شيا». (¬7) خبر إبطال التعامل لم أجده في المصادر. (¬8) هكذا في المخطوط، والصواب: «شرعية». (¬9) خبر حمل الأمير لم أجده في المصادر. (¬10) في المخطوط: «برسباي» وهو غلط. والصواب ما أثبتناه. (¬11) خبر حجوبية دمشق في: بدائع الزهور 3/ 191. (¬12) خبر نيابة حماه في: بدائع الزهور 3/ 191.

أتابكية دمشق

[أتابكية دمشق] عوضا عن جانم الجداوي بحكم نقله إلى أتابكية دمشق (¬1). [سجن شاد بك الجلباني] عوضا عن شاد بك الجلباني بحكم القبض عليه وسجنه بقلعة دمشق (¬2). [مقدّمية الألوف] وقرّر سودون الطويل الأشرفي إينال في جملة مقدّمي الألوف بدمشق (¬3). [نيابة غزّة] وقرّر في نيابة غزّة دولات باي الأجرود من مصطفى الأشرفي إينال (¬4). [ركوب السلطان إلى الروضة] وفيه ركب السلطان إلى الروضة وكشف على عمارة الجامع بها (¬5). [الزلزلة برودس] وفيه تواترت الأخبار بحدوث زلزلة برودس كانت هائلة، ونزلت صاعقة هدم بسببها الكثير من أبنيتها، وقلب أعالي بعض دورها / 318 ب / إلى سافلها، وتشعّث سورها، وهلك من ذلك جماعة كثيرة من الفرنج، واستمرّت (هذه) (¬6) الزلزلة ¬

(¬1) خبر أتابكية دمشق في: بدائع الزهور 3/ 191. (¬2) خبر سجن شاد بك في: بدائع الزهور 3/ 191، وإعلام الورى 73، ومفاكهة الخلان 1/ 50 وفيه أوضح ابن طولون سبب القبض عليه فقال لأنه «لما أتى راجعا من كسرة بياندر، وقتل الدوادار يشبك، دخل دمشق بطبل وزمر على عادة المنصورين، فقريء المرسوم وقبض عليه بدار السعادة، واحتيط على ماله، وحبس بقاعة الخزندار بدار السعادة، ثم استمرّ نحو شهرين». (¬3) خبر المقدّمية في: بدائع الزهور 3/ 191. (¬4) هكذا في المخطوط. وفي بدائع الزهور 3/ 191 «وقرّر في نيابة غزة دولات باي الأجرود الإينالي، عوضا عن سيباي الذي قرّر في حجوبية دمشق». ويقول خادم العلم وطالبه، محقق هذا الكتاب «عمر بن السلام تدمري»: لم يذكر محمود علي خليل عطا الله اسم «دولات باي الأجرود الإينالي» في كتابه: نيابة غزة في العهد المملوكي. انظر: ص 309 حيث يذكر الأمير سيباي الأشرفي، وبعده ملك الأمراء أقباي الأشرفي قايتباي. (رقم 109 و 110) فليراجع ويصحّح. (¬5) خبر ركوب السلطان في: بدائع الزهور 3/ 191. (¬6) كتبت تحت السطر.

وصول مبشر الحاج

أياما، وأنّ جماعة فرّوا منها فماتوا في طريقهم بالزلزلة أيضا (¬1). [وصول مبشّر الحاج] وفيه وصل مبشّر الحاج وأخبر أنّ الأسعار كانت مرتفعة بمكة المشرّفة، وأنها انحطّت شيئا (¬2) حين دخول الحاج (¬3). * * * [وفيها] (¬4) مات جماعة لم يعرف شهر موتهم (¬5). [وفاة أبي بكر ناظر الجوالي] [3183]- فمات (¬6) أبو بكر بن عبد الباسط (¬7) بن خليل الدمشقيّ، القاهريّ، ناظر الجوالي. وكان غير خال من رياسة، وفضل، وأدب، وحشمة، وعدّ من أعيان مصر، واختص بالأشرف قايتباي. ومولده بعد الثلاثين وثمانماية (¬8). [وفاة أنعام الرومي] [3184]- ومات العالم الفاضل، الصالح أنعام الرومي (¬9)، القونوي، الحنفيّ. وكان من أهل العلم والفضل، صوفيّا، كثير العبادة، منجمعا عن الناس، حسن السمت والملتقى، بشوشا، كثير السكون، عارفا بالفنون العقلية. ¬

(¬1) خبر زلزلة رودس في: وجيز الكلام 3/ 919، ولم يذكرها السيوطي في: كشف الصلصلة عن وصف الزلزلة. (¬2) في المخطوط: «شيا». (¬3) خبر مبشر الحاج لم أجده في المصادر. (¬4) إضافة على الأصل. (¬5) في المخطوط: «مدتهم». (¬6) في المخطوط: «قمات». (¬7) انظر عن (أبي بكر بن عبد الباسط) في: إنباء الهصر 509 - 511، ووجيز الكلام 3/ 928 رقم 2101، والضوء اللامع 11/ 42، 43 رقم 110، ومفاكهة الخلان 1/ 36، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2/ 49 / 99، 100 رقم 1412. (¬8) وقال السخاوي: ولد في ربيع الأول سنة أربع وعشرين وثمانمائة، ومات بعد توعّك نحو عشرة أيام في ليلة الخميس ثامن عشري المحرم. (¬9) لم أجد لأنعام الرومي ترجمة في المصادر.

وفاة قاسم الملطي

[وفاة قاسم الملطي] [3185]- والمولى قاسم الملطيّ (¬1)، الحنفيّ مدرّس ملطية (¬2) بالقاهرة في بعض قدماته (¬3) إليها. وكان عالما، فاضلا. [وفاة خليل الهيني] [3186]- والشيخ الصالح خليل بن علي بن إبراهيم الهيني (¬4)، الأزهري، الشافعيّ. وكان متطرّح (¬5) النفس جدا، من عباد الله الصالحين. ومولده قبيل الأربعين وثمانماية. [وفاة أبرك الظاهري] وفيها مات من الأتراك وروسهم (¬6): [3187]- أبرك الظاهريّ (¬7) أحد العشرات. [وفاة إياس السيفي] [3188]- وإياس السيفي (¬8) تمرباي الخاصكي، ورأس نوبة السلحدارية. وكان خيّرا، ديّنا، عاقلا. [وفاة جار قطلوا البهلوان] [3189]- ومات جار قطلوا البهلوان الناصري، الخاصكيّ. وكان خيّرا، ديّنا، عارفا بفنون الفروسية، رأسا في الصراع. ¬

(¬1) لم أجد لقاسم الملطي ترجمة في المصادر. ووجدت في الضوء اللامع 6/ 193 رقم 647 «قاسم بن بهاء الدين الماطي المقري. ممن تلا القراءات على الزين عبد الغني الهيثمي، وتكسّب بحانوت في الماطيين بجوار المؤيدية مات في المحرم». ولم يذكر التاريخ. فلعلّه هو، ووقع التصحيف في «الملطي» و «الماطي»، ولعلّه غيره. (¬2) هكذا في المخطوط. وراجع الحاشية السابقة. (¬3) في المخطوط: «قدما به». (¬4) لم أجد لخليل الهيني ترجمة في المصادر. (¬5) الصواب: «منطرح». (¬6) كذا. (¬7) انظر عن (أبرك الظاهري) في: بدائع الزهور 3/ 191، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬8) لم أجد لإياس السيفي ترجمة في المصادر.

وفاة جانبك الحافظي

[وفاة جانبك الحافظي] [3190]- ومات جانبك الحافظي (¬1)، الأشرفي برسباي، أتابك غزّة. وكان لا بأس به. [وفاة جكم الأشرفي] [3191]- وجكم الأشرفي (¬2)، الخاصكيّ، معلّم النشاب. وكان رأسا فيه، محبّبا للناس، مع خير وديانة. [وفاة شاهين التاجي] [3192]- وشاهين التاجي (¬3)، الخاصكي، دوادار جانم نائب الشام. وكان / 319 أ / عاقلا، حشما، أدوبا، عارفا، كثير السكون. واتفق في يوم موته أن اجتاز السلطان على داره فأخبر بموته، فنزل في جامع لاجين بالجسر الأعظم وهو قرب داره، وانتظر جنازته حتى أخرجت وصلّى عليه. [وفاة طوخ الزردكاش] [3193]- ومات طوخ الزردكاش (¬4) الأشرفيّ، الخاصكيّ. [وفاة فارس البجاسي] [3194]- وفارس البجاسي، أحد الطبلخاناة بدمشق. وكان عاقلا، عارفا، حشما. [وفاة فارس طنبورجي] [3195]- وفارس طنبورجي (¬5)، الأشرفيّ، الخاصكيّ، ورأس نوبة الجمدارية. وكان غاية في ضرب الطنبور يقصد لسماعه. ولا بأس به مع بعض لهو عنده. ¬

(¬1) لم أجد لجانبك الحافظي ترجمة في المصادر. (¬2) لم أجد لجكم الأشرفي ترجمة في المصادر. (¬3) انظر عن (شاهين التاجي) في: بدائع الزهور 3/ 191، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬4) انظر عن (طوخ الزردكاشي) في: بدائع الزهور 3/ 191 وفيه: «كان زردكاشا كبيرا ونفي إلى دمياط، ثم شفع فيه وعاد إلى مصر بطّالا فمات بها، وكان أصله من مماليك المؤيّد شيخ، وكان لا بأس به». (¬5) لم أجد لفارس طنبورجي ترجمة في المصادر.

وفاة فرج الحسامي

[وفاة فرج الحسامي] [3196]- ومات فرج بن مقبل (¬1) الحساميّ، أتابك صفد. وكان شجاعا، عارفا بفنون الفروسية، رأسا في رمي النشاب، مع العقل والأدب والحشمة. ومولده بعد الثلاثين وثمانماية. [وفاة محمد بن عجلان] [3197]- ومات محمد بن عجلان (¬2) العائدي، شيخ العربان بالشرقية، وهجّان السلطان. وكان في شيخوخته، وجرت عليه محن يطول الشرح في ذكرها (¬3). ¬

(¬1) لم أجد لفرج بن مقبل ترجمة في المصادر. (¬2) انظر عن (محمد بن عجلان) في: بدائع الزهور 3/ 191، والضوء اللامع 8/ 151 رقم 356، وهو: محمد بن عجلان بن بقر. (¬3) وقال السخاوي: «هو المعيّن للظاهر تمربغا في خروجه من دمياط ولم يتم لهما أمر بل أمسكا وأودع هذا البرج مدة ثم أفرج عنه. ومات ظنّا في أول سنة ثمان وثمانين أو أواخر التي قبلها بعد معاقبة تغري بردي الأستادار له».

سنة سبع وثمانين وثمانماية

سنة سبع وثمانين وثمانماية [محرّم] [مجلس القضاة بالصالحية] في محرم منها عقد مجلس بالصالحية حضره القضاة الأربع (¬1) في قضية سيئة (¬2)، وحصل فيه على القاضي الحنفي من الإساءات (¬3) ما لا يعبّر عنه. وانفصل هذا المجلس من غير طائل (¬4). [وفاة جكم قرا] [3198]- وفيه مات جكم قرا (¬5) العلائي، الظاهريّ، نائب الإسكندرية. المعروف (بقرا) (¬6) وبأمير اخور الجمالي (¬7). وكان لا بأس به، والألسنة (¬8) بمحبة العلم وأهله، وهو من عتقاء الظاهر جقمق، وصيّر خاصكيا، ثم تأمّر عشرة، ثم ولّي نيابة الإسكندرية. [التنافس بين القاضي الشافعي وابن البلقيني] وفيه وقعت منافسة بين الزين زكريا القاضي الشافعيّ، وبين أبي السعادات بن البلقيني في أمر يتعلّق بنظر يتكلّم عليه ابن (¬9) البلقيني المذكور، وآل الأمر فيه إلى خروجه عنه للقاضي الشافعيّ بأمر سلطانيّ (¬10). ¬

(¬1) الصواب: «القضاة الأربعة». (¬2) في المخطوط: «لاسيه». (¬3) في المخطوط: «الاسات». (¬4) خبر مجلس القضاة لم أجده في المصادر. (¬5) انظر عن (جكم قرا) في: وجيز الكلام 3/ 936 رقم 114، والضوء اللامع 3/ 75، 76 رقم 291، وبدائع الزهور 3/ 191. (¬6) كتبت فوق السطر. (¬7) في الضوء: «الجمال». (¬8) مشوّشة في المخطوط. (¬9) في المخطوط: «بن». (¬10) خبر التنافس لم أجده في المصادر.

وصول الحاج

[وصول الحاج] وفيه وصل الحاج وشكوا (¬1) أميريه، ووصل جمجمة بن عثمان وقد حج (¬2). [التجهيز لعمارة المسجد النبوي] / 319 ب / وفيه كان خروج آلات عمارة المسجد النبويّ، على ساكنه أفضل الصلاة والسلام، وخرج الصنّاع والعمّال. وكان ما جهّز جمال مائتين (¬3) وخمسين جملا أشياء نادرة (¬4). [الإفراج عن أمير محمل العراق] وفيه أفرج السلطان عن أمير محمل العراق وقاضيه، وكانا بالسجن إلى هذه المدة (¬5). [عزم جمجمة على السفر لقتال أخيه] وفيه عزم جمجمة بن عثمان على السفر إلى جهة بلاد أخيه لقيامه عليه عساه ينزع الملك منه له، ووقع من السلطان والأتابك والأمراء بمصر كلام في ذلك آل إلى الندامة كونهم جهّزوه وما أعاقوه بهذه المملكة لما جرى بعد ذلك وما حدث (¬6). [وفاة كريم الدين الإخميمي] [3199]- وفيه مات كريم الدين الإخميميّ (¬7)، المحدّث الفاضل، عبد الكريم بن أبي بكر محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحيم الإخميميّ الأصل، القاهريّ، الشافعيّ. ¬

(¬1) في المخطوط: «شكو». (¬2) خبر وصول الحاج في: وجيز الكلام 3/ 929، وحوادث الزمان 1/ 271، 272، وبدائع الزهور 3/ 191. (¬3) في المخطوط: «ماتين». (¬4) خبر التجهيز للعمارة في: وجيز الكلام 3/ 929 وفيه يقول السخاوي، وهو شاهد عيان: «وحصل الشروع في عمارة المسجد النبوي بمشارفة سنقر الجمالي، وقد جاءها قريبا بعد الحج من مكة، وابتدأوا بهدم المنارة الرئيسية وعمارة الروضة الشريفة، واستصغر نفسه عن هذا المقام، ولم يلبث أن أردف بالخواجا الشمس ابن الزمن، ليكون ناظرا على عادته قبل، فكان وصوله في ربيع الأول ومن معه من الصّنّاع والرجال والمهندسين والآلات وغيرها الكثير. ورأيت من نهضته وخدمته وأدبه جملة». وعنه ينقل القرماني في: أخبار الدول 2/ 223. (¬5) خبر الإفراج في: بدائع الزهور 3/ 191، 192. (¬6) خبر عزم جمجمة في: وجيز الكلام 3/ 929، وحوادث الزمان 1/ 272، ومفاكهة الخلان 1/ 53 وقال ابن إياس: «. . ثم أحضر جمجمة وتكلّم مع الأمراء بكلام كثير، فأغلظ عليه الأتابكي أزبك في القول، وهو لا ينتهي عن السفر، فطال الكلام بينه وبين الأمراء في ذلك». (¬7) لم أجد لكريم الدين الإخميمي ترجمة في المصادر.

صفر

وكان صالحا، خيّرا، ديّنا، سمع الكثير وما أظنّه حدّث. [صفر] [ظلم ابن العظمة] وفي صفر استقرّ الظالم المعروف بابن العظمة وحصل به الضرر العام على الناس، وكثر ظلمه وسعيه وأذاه، وقد جوزي على ذلك بالعقوبات ممّن ولاّه. وسيرى عمله غدا عن الله (¬1). [شرور الزعر من العبيد] وفيه كثر شرّ الزعر من العبيد وغيرهم، وزاد ذلك حتى خرج عن الحدّ بالتقاتل والجراحات، وعطب بعضهم البعض حتى أعيى (¬2) الوالي أمرهم (¬3). [وفاة جانبك كوهيه] [3200]- وفيه - أو في محرم - مات جانبك كوهيه (¬4) الإسماعيلي، المؤيّديّ. أحد مقدّمي الألوف بمصر. كان في شيخوخته بطّالا، وكان لا بأس به. ¬

(¬1) خبر ظلم ابن عظمة في: بدائع الزهور 3/ 192 وهو أوسع مما هنا: «وفي صفر أخلع السلطان على شخص من الأراذل، كان أصله من العوامّ، يقال له محمد بن العظمة، وكان صنعته فرّا، ثم سعى له عند السلطان وسائط السوء بأن يقرّره في نظر الأوقاف، فأخلع عليه بذلك فلما استقر في هذه الوظيفة حصل على الناس منه غاية الضرر الشامل، فالتزم للسلطان بمال يورّده في كل شهر له صورة، فصار يرسل خلف أعيان الناس من رجال ونساء، ويرسّم عليهم بسبب الأوقاف، ويحاسبهم على الماضي والمستقبل، ويأخذ منهم جملة مال، وصار بابه أنحس من باب الوالي، والتفّ عليه جماعة من المناحيس، وصاروا يفرّعوا (كذا) له الأذى تفريعا، وكان هذا في صحيفة الأشرف قايتباي الذي قرّب مثل هذا وسلّطه على الناس، فكان كما قيل: لبابك بوّاب عن الخير مانع أضاف لقبح الوجه سوء خطابه فساويت فيه من غدا يمنع القرى ومن يربط الكلب العقور ببابه فكان يردّ هذه الأموال للسلطان، لا يدري هي من حلال أو حرام، كما يقال: قيل للصبّ خمر فيه حرام فتمنّى حرامه وحلاله (¬2) الصواب: «أعيا». (¬3) خبر شرور الزعر لم أجده في المصادر. وفي المخطوط ورد: «أميرهم». (¬4) انظر عن (جانبك كوهيه) في: الضوء اللامع 3/ 60 رقم 240، وبدائع الزهور 3/ 192. وقال السخاوي: «جانبك كوهيه أحد المقدّمين غير أنه بطّل قبل وفاته من التقدمة لضعفه. مات وأنا بمكة في سنة». ولم يذكر السنة.

نظارة الدولة

[نظارة الدولة] وفيه قرّر في نظارة الدولة موفّق الدين، أحمد بن [عبد] (¬1) الرزاق الأسلميّ، المعروف بابن القمص (¬2)، وهذا أول شهرته. وكان يتخدّم إلى الطواشي خشقدم الوزير، فكان شيئا (¬3) لتربيته (¬4). [وفاة آقبردي الأشرفي] [3201]- وفيه مات آقبردي من أصباي (¬5) الأشرفيّ. أحد العشرات وروس (¬6) النوب، المعروف بالمجنون، وبالبجمقدار، وبأمر (¬7) الحاج. وكان من مماليك الأشرف برسباي، وتنقّلت به الأحوال بعده حتى صيّر من العشرات، ثم حج بالركب الأول غير ما مرة. وكان لا بأس به في حجّة بالناس. وكان سنّه زيادة / 320 أ / على السبعين. [ضرب السلطان لبلبان الكاشف] وفيه تولّى السلطان ضرب إنسان يقال [له] (¬8) بلبان الكاشف بيده لمّا لم يعجبه ضرب روس (¬9) النوب له، وضرب من ضربه، وأظهر في ذلك هوجا لا ينسب إلى الملوك (¬10). [قطع أيدي اثنين من المفسدين] وفيه قطعت أيدي اثنين (¬11) من المفسدين، وسملت (¬12) أعينهما، وقطع لسانهما (¬13). [ربيع الأول] [ثورة أهل النوبة] وفي ربيع الأول ورد الخبر من جهة الواح بأنّ النوبة الكفّار ثاروا هناك فنهبوا وسبوا الذراري، وفعلوا أفعالا لا خير فيها (¬14). ¬

(¬1) إضافة لا بدّ منها. (¬2) لم أجد لابن القمص ترجمة في المصادر. (¬3) في المخطوط: «شيا». (¬4) خبر نظارة الدولة في: بدائع الزهور 3/ 193. (¬5) في المخطوط: «اصبطاي»، والتصحيح من: بدائع الزهور 3/ 193، ولم يترجم له السخاوي في: الضوء اللامع. (¬6) كذا. (¬7) في المخطوط: «وبإمرة الحاج». (¬8) إضافة لضرورة السياق. (¬9) كذا. (¬10) خبر ضرب السلطان في: بدائع الزهور 3/ 193. (¬11) في المخطوط: «قطعت أيد من اثنان». (¬12) في المخطوط: «وشملت». (¬13) خبر قطع الأيدي لم أجده في المصادر. (¬14) خبر ثورة النوبة لم أجده في المصادر.

الحجر على نواب قاضي الأحناف

[الحجر على نواب قاضي الأحناف] وفيه حجر ابن (¬1) المغربي الغزّي (¬2) قاضي الحنفية على نوابه، وقرّر (¬3) عليهم أمورا تؤذن بذلّهم وبهدلتهم (¬4). [بناء آقبردي الدوادار على زوجته] وفيه بنا (¬5) آقبردي الدوادار على زوجته أخت الخوند زوجة السلطان التي مات عنها جانم ناظر الجوالي. وكان له مهمّا حفلا (¬6). [لبس السلطان القماش الأبيض] وفيه - ووافق أول بشنس (¬7) - لبس السلطان القماش الأبيض، وسبق العادة بزيادة كثيرة (¬8). [مقتل محمد بن قوزي] [3202]- وفيه قتل بداره أبشع قتلة إنسان يقال له: محمد بن قوزي (¬9)، قتله عبيد له بداره اتفقوا على ذلك، فقبض عليه وعليهم، وقتلوا، وله خبر طويل (¬10). [الخلاف بين القاضي الشافعي وشاد الشون] وفيه وقع بين قاضي القضاة الشافعية الزين زكريا وبين إنسان من الأمراء يقال له دولات باي الحسني شادّ الشون حادثة قام فيها الشافعيّ، فما حصل من ذلك على طائل (¬11). [ربيع الآخر] [الإساءة إلى القاضي الحنفي] وفي ربيع الآخر عقد مجلس بالمدرسة الصالحية حضرها القضاة وغيرهم، وانفصل لا عن طائل، وحصل على القاضي الحنفيّ فيه من الإساءات (¬12) من بعض من الذين حضروا، ومن الأنكاد ما لا يعبّر عنه (¬13). ¬

(¬1) في المخطوط: «بن». (¬2) في المخطوط: «العزي». (¬3) في المخطوط: «قدر». (¬4) خبر الحجر لم أجده في المصادر. (¬5) الصواب: «بنى». (¬6) الصواب: «وكان له مهمّ حفل». والخبر في: بدائع الزهور 3/ 193. (¬7) بشنس: هو الشهر التاسع في السنة القبطية. (¬8) خبر لبس السلطان في: بدائع الزهور 3/ 193. (¬9) لم أجد لمحمد بن قوزي ترجمة في المصادر. (¬10) خبر مقتل ابن قوزي لم أجده في المصادر. (¬11) خبر الخلاف في: بدائع الزهور 3/ 193 وهو بسبب وقف. (¬12) في المخطوط: «الاسات». (¬13) خبر الإساءة لم أجده في المصدر.

صرف القاضي الغزي عن مشيخة مدرسته

[صرف القاضي الغزي عن مشيخة مدرسته] وفيه وصل الخبر من قجماس نائب الشام بأنه صرف القاضي الحنفي، الغزّي (¬1) عن مشيخة مدرسته لكونه ولي القضاء، وقرّر في ذلك إنسان غير (¬2) من الحنفية (¬3). [إمرة الحاج] وفيه قرّر في إمرة الحاج أزبك اليوسفيّ أحد مقدّمي الألوف، وفي إمرة الركب الأول دولات باي الحسنيّ (¬4). [ختان ولد المؤيّد وولد يشبك] وفيه كان ختان ولد المؤيّد أحمد بن الأشرف إينال بالإسكندرية، وختان ولد يشبك من مهدي / 320 ب / من ابنة أحمد بن إينال هذا. وكان ختانا حفلا (¬5). [مشيخة الأشرفية البرسبائية] وفيه قرّر في مشيخة الأشرفية البرسبائية بالعنبرانيين من بين القصرين الشيخ صلاح الدين الطرابلسي (¬6) الحنفيّ، عوضا عن ابن (¬7) الكركيّ (¬8) بحكم شغورها عنه بغيبته هذه المدّة. وقرّر في مدرسة مشيخة الصرغتمشية، وكانت بيد الصلاح المذكور للتاج عبد ¬

(¬1) في المخطوط: «العزي». (¬2) الصواب: «غيره». (¬3) خبر صرف القاضي لم أجده في المصادر. (¬4) خبر إمرة الحاج في: بدائع الزهور 3/ 193. (¬5) خبر الختان في: بدائع الزهور 3/ 193، وفيه: «فأرسل يطلب علي بن رحاب المغنّي بسبب الزفّة». (¬6) هو: محمد بن محمد بن يوسف بن سعيد الطرابلسي. توفي سنة 899 هـ‍. انظر عنه في: الضوء اللامع 10/ 29 - 31 رقم 87، وإنباء الهصر 317، 318، وبدائع الزهور 3/ 301، 302، وتاريخ النور السافر عن أخبار القرن العاشر للعيدروسي، بغداد 1943 - ص 111، والكواكب السائرة 1/ 112، وحوادث الزمان 1/ 356 رقم 491، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 4/ 198 - 203 رقم 1210، ونظم العقيان 172، 173 رقم 187، وتاريخ طرابلس 2/ 493 - 495. (¬7) في المخطوط: «بن». (¬8) هو أبو الوفاء وأبو الفضل، إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل الكركيّ الأصل، القاهريّ المولد والدار، الحنفيّ، إمام السلطان. ولد سنة 835 هـ‍. ومات سنة 922 هـ‍. انظر عنه في: الضوء اللامع 1/ 59 - 64، والكواكب السائرة 1/ 112، وكشف الظنون 155 و 1304، وشذرات الذهب 8/ 102 - 104، وتاريخ النور السافر 108 - 110، ومعجم المصنّفين 3/ 179 - 182، ومعجم المؤلفين 1/ 46، 47، Brokelmann - g . 11/ 83, 5, 11/ 95.

كائنة العلائي الحصني

الوهاب بن عرب شاه (¬1) الدمشقيّ، الحنفيّ الذي كان ولي قضاء الحنفية بدمشق، ثم صرف عنها (¬2). [كائنة العلائي الحصني] وفيه (كانت) (¬3) كائنة العلائي الحصنيّ مع الأتابك أزبك أمر بإقامته من مجلسه بعد أن دزّه ونهر فيه، فتأخّر، فأمر من لكمه فأطاح عمامته عن رأسه، وحصل عليه بهدلة لا يعبّر عنها في أمر لا طائل تحته، ولله الأمر (¬4). [بدء العمارة بالبندقانيين] وفيه كان ابتداء العمارة التي أنشأها السلطان بالبندقانين (¬5) ووقفها على الحرم الشريف النبويّ، على ساكنه أفضل الصلاة والسلام، وانتهت بعد ذلك على ما هو عليه الآن (¬6). [نيابة الإسكندرية] وفيه عيّن علي باي الأشرفي من مماليك السلطان في حال إمرته لنيابة ثغر الإسكندرية، عوضا عن جكم قرا بحكم موته نقلا له إليها من كشوفة الشرقية دفعة واحدة، وخلع عليه بعد ذلك وتوجّه إليها (¬7). [ضرب أستادار السلطان وابن عجلان] وفيه ضرب سنقر الزيني عبد الباسط على أستادارية السلطان بطرابلس ضربا مبرحا بين يدي السلطان، وضرب ابن (¬8) عجلان شيخ عربان الشرقية كان (¬9). ¬

(¬1) هو: عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم الطرخاني، ثم الدمشقي، نزيل القاهرة، الحنفي، ويعرف بابن عربشاه. ولد سنة 813 ومات سنة 901. انظر عنه في: الضوء اللامع 5/ 97، 98 رقم 463، وكشف الظنون 67 و 620 و 759 و 925 و 1056 و 1405 و 1796، وشذرات الذهب 8/ 5، والكواكب السائرة 1/ 257، 258، ومعجم المؤلفين 6/ 219، 220، وبدائع الزهور 3/ 319، Brockelmann - g . 11/ 19, 5, 11/ 13. (¬2) خبر المشيخة في: وجيز الكلام 3/ 930، والضوء اللامع 1/ 63، وبدائع الزهور 3/ 193. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) كائنة العلائي لم أجدها في المصادر. (¬5) الصواب: «بالبندقانيين». (¬6) خبر بدء العمارة لم أجده في المصادر. (¬7) خبر نيابة الإسكندرية في: بدائع الزهور 3/ 193، 194. (¬8) في المخطوط: «بن». (¬9) خبر ضرب الإستادار لم أجده في المصادر.

ضرب إنسان بحضرة السلطان

[ضرب إنسان بحضرة السلطان] وفيه مات إنسان ضرب أيضا بحضرة السلطان وأنزل مشهورا لسجن المقشّرة فمات في أثناء طريقه إليها (¬1). [جمادى الأول] [قاعدة النيل] وفي جماد الأول جاءت قاعدة النيل المبارك ستة أذرع (¬2). [مقتل ابن حيار بالعراق] [3203]- وفيه وصل الخبر من العراق بقتل سيف أمير حيار (¬3)، وأن ابن (¬4) عمّه عسّاف قتله (¬5). [سفر السلطان على الهجن] وفيه سافر السلطان على الهجن فأخذ الناس في القيل والقال في سبب هذا السفر والى أين هو. ثم ظهر أنه سفر لا طائل تحته، سيما وهو بالهجن (¬6). [الظلمة تعمّ المدينة المنوّرة] وفيه (¬7) أشيع بالقاهرة بأنه وصل الخبر من جهة المدينة / 321 أ / الشريفة بأنه حدث بها ظلمة شديدة جدا، ودامت ثلاثة أيام متوالية، ثم انكشفت فوجدت الأماكن التي كانت اخرقت من الصاعقة مبنيّة أحسن مما كانت عليه. وكانت الإشاعة من وضع بعض الجهلة عند توجّه سفر السلطان على الهجن (¬8). [العثور على أمة مقطّعة] وفيه وجدت أمة سوداء وهي قطعتين (¬9) كالموسّطة، وقد قطعت يديها ¬

(¬1) خبر ضرب الإنسان لم أجده في المصادر. (¬2) خبر قاعدة النيل لم أجده في المصادر. (¬3) مهملة في المخطوط. وفي البدائع: «سيف أمير آل فضل». (¬4) في المخطوط: «وبن». (¬5) خبر مقتل ابن حيار في: بدائع الزهور 3/ 194. (¬6) خبر سفر السلطان في: بدائع الزهور 3/ 194، وفيه: ثم ظهر بعد ذلك أنه سافر إلى بعض جهات العباسة وغيرها. (¬7) هكذا في المخطوط. ولعلّ الصواب: «أحرقت». (¬8) خبر الظلمة لم أجده في المصادر. (¬9) الصواب: «وهي قطعتان».

وفاة خير بك من حديد

ورجليها (¬1)، وهي مرميّة خلف القلعة، وما علم لمن هي ولا [من] (¬2) فعل ذلك بها (¬3). ولله الأمر. [وفاة خير بك من حديد] [3204]- وفيه وصل الخبر من مكة المشرّفة بموت خير بك من حديد (¬4) الأشرفيّ الفقيه، أحد مقدّمي (¬5) الألوف بطّالا هناك. وكان خير بك هذا من عتقاء الأشرف برسباي، وتنقّلت به الأحوال حتى صيّر خاصكيا من جملة الدوارية (¬6)، ثم إمرة عشرة، ثم تقدّم بمصر، ثم أخرج إلى مكة عاطلا، فبغته الأجل بها. وله زيادة على الستين سنة. وكان خيّرا، ديّنا في الأتراك، عارفا فطنا، قرأ شيئا (¬7)، وكتب الخط المنسوب. وله من الآثار مدرسة أنيقة بزقاق حلب مشهورة بها خطبة، والسبيل قرب جامع ألماس، ومكتب الأيتام، وغير ذلك من أنواع البرّ. [الجمل العجيب] وفيه رؤي جملا صغيرا (¬8) له قائمتين (¬9) بوسطه يمشي عليهما مشيا غريبا، ولا يدان له (¬10). [جمادى الآخر] [الإرجاف بعزل القاضي الحنفي] وفي جماد الآخر أرجف بعزل القاضي الحنفيّ، ولم يقع ذلك. وكان قد كثر القال والقيل في حقّه لسوء تدبيره الذي آل إلى ما أرجف به بعد ذلك (¬11). ¬

(¬1) الصواب: «وقد قطعت يداها ورجلاها». (¬2) إضافة للضرورة. (¬3) خبر العثور على الأمة لم أجده في المصادر. (¬4) انظر عن (خير بك من حديد) في: وجيز الكلام 3/ 936 رقم 2113، والضوء اللامع 3/ 207، 208 رقم 778، وبدائع الزهور 3/ 194 وقال السخاوي: «خير بك: وقد تثبت فيه الألف بعد المعجمة من حتيب لا حديد كما هو على الألسنة». (¬5) في المخطوط: «أحد المقدمين». وضرب على «ال» التعريف. (¬6) الصواب: «الدوادارية». (¬7) في المخطوط: «شيا». (¬8) الصواب: «رؤّي جمل صغير». (¬9) الصواب: «له قائمتان». (¬10) خبر الجمل لم أجده في المصادر. (¬11) خبر الإرجاف بالعزل لم أجده في المصادر.

الإشاعة بخروج تجريدة

[الإشاعة بخروج تجريدة] وفيه قويت الإشاعة بخروج تجريدة، وكان السبب في ذلك قوة الإشاعة أيضا بأن يعقوب شاه بن حسن الطويل في تجهّز جيش إلى الرها، والإشاعة أيضا قوية بمشي ابن عثمان، وأنه عدّى الخليج القسطنطيني إلى هذه الجهات (¬1). [وفاة الشاعر ابن الهائم] (¬2) [3205]- وفيه مات الشاعر الأديب، المفلق، الشهاب المنصور بن الهائم، أحمد بن خضر بن علي بن خضر السلمي (¬3)، المنصوري، القاهري، الحنبليّ. وكان فاضلا، فائق / 321 ب / الشعر، رائقه، لقّبه كثير من الفضلاء بشاعر العصر. ومن شعره مما أنشد فيه (لنفسه) (¬4) يقول: بخدّي بدا عارض ... ولم يدر أنّ عليه المدار وأطيب لذّات أهل الهوى ... عتيق الطلا وجديد العقار تبسّم عجبا فطاش الحشا ... على بارد من لماه وحار (¬5) ¬

(¬1) خبر الإشاعة لم أجده في المصادر. (¬2) انظر عن (المنصور بن الهائم) في: وجيز الكلام 3/ 935، 936 رقم 2111، والضوء اللامع 2/ 150، 151 رقم 427، وبدائع الزهور 3/ 194، 195، وشذرات الذهب 7/ 346، وحسن المحاضرة 1/ 331، ونظم العقيان 77 - 90 رقم 43، وكشف الظنون 809، ومعجم المؤلفين 2/ 133، وفهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (الشعر)، وضعه عزة حسن، دمشق 1384 هـ‍ - 1964 م. Brockelmann - g . 11/ 19, 5, 11/ 12 . (¬3) في بدائع الزهور: «أحمد بن محمد بن خضر بن علي». أما في الضوء اللامع فيختلف اسمه تماما، وهو: «أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الدائم بن رشيد الدين بن عبد الدائم بن خليفة بن مظفّر، الشهاب السلمي، المنصوري، الشافعي، ثم الحنبلي، ويعرف بابن الهائم، وبالمنصوري أكثر». ومثله في: نظم العقيان. ويقول السيوطي إنه: من ذرّية العباس بن مرداس السلمي، الصحابي، رضي الله عنه. وانظر: شذرات الذهب، ووجيز الكلام. (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) وقال السخاوي: وجمع نظمه في ديوان كبير، ثم انتخبه في مجلّد وسط، ومما كتبته عنه قوله: رب جبّان كبدر الدجى ... نعشقه وهو لنا يقلي واعجبا منه كريم غدا ... يجمع بين الجبن والبخل وقوله في مولود لي: ليهنك شمس الدين فرعك مشبه ... سجاياك والقطر الشهى من الطخا وذلك من جود الإله وفضله ... ففرعك من جود وأصلك من سخا (الضوء اللامع). وقال السخاوي أيضا في موضع آخر: =

ثورة الجلبان بالقلعة

وله مرتجل (¬1) شعر أحسنه وأجوده. أخذ عن جماعة، وسمع على جماعة. ومولده سنة 798 (¬2). [ثورة الجلبان بالقلعة] وفيه ثار بعض المماليك الجلبان ببعض طباق القلعة وقصدوا طبقة المقدّم، ففرّ منها واختفى، فشعّثوا مواضع وحرّقوا ونهبوا شيئا، وفعلوا الفاحشة ببعض الخدّام، وأرادوا حرق باب الزردخاناه وأفسدوا أشياء كثيرة على بابها، وكان لهم هرجة كثيرة، (ثم قصدوا) (¬3) جهة باب الحريم السلطاني وبأيديهم السيوف المصلتة، حتى تلطّف بهم بعضا (¬4) من الجلبان أيضا، فسكن الحال شيئا (¬5). [كسرة جمجمة بن عثمان] وفيه وصل الخبر بكسر جمجمة بن عثمان من جيش كثيف جاء إليه ببلاد ابن (¬6) ¬

= إن البقاعيّ بما ... قد قاله مطالب لا تحسبوه سالما ... وقلبه يعاقب (وجيز الكلام 3/ 935، 936). وقال ابن إياس: وفيه يقول الناصري محمد بن شادي خجا العنبري، وهو قوله: اختبرنا ملوك علم القوافي ... في بديع المنظوم والمنثور ما وجدنا خليفة في المعاني ... ملكا في البيان كالمنصوري ولما بلغ خمسا وسبعين سنة من العمر أنشأ يقول: بلغت من دنياي سنّا به ... رتعت في سبعين والخمس فالحمد لله الكريم الذي ... متّعني بالسّنّ والضرس فلما بلغ الثمانين سنة من العمر أنشأ يقول: نحو الثمانين من العمر قد ... قطعتها مثل عقود الجمان ما أحوجت يوما عيني إلى ... عصى ولا سمعي إلى ترجمان (بدائع الزهور 3/ 194 و 195 وفيه شعر آخر) وانظر شعرا كثيرا لابن الهائم في: نظم العقيان، وغيره. (¬1) الكلمة مهملة في المخطوط. (¬2) وقع في المخطوط: «سنة 898» وهو سهو من الناسخ. والصواب ما أثبتناه. وفي الضوء اللامع: «ولد في سنة ثمان وتسعين وسبعمائة، وقال فيما كتبه إنه سنة تسع وتسعين وبلفظه أنه قبيل القرن بيسير». وفي بدائع الزهور 3/ 195: وكان مولده سنة ثلاث وثمانمائة. (¬3) ما بين القوسين مكرّر في المخطوط. (¬4) الصواب: «حتى تلطّف بهم بعض». (¬5) في المخطوط: «شيا». وخبر ثورة الجلبان في: بدائع الزهور 3/ 195. (¬6) في المخطوط: «بن».

كسر النيل

قرمان من أخيه أبي يزيد صاحب الروم، وأنه قد فرّ هاربا، فكتب عن السلطان لنواب البلاد الشمالية بأن يتجهّزوا ويتأهّبوا لمنعه من هذه المملكة خوفا من كسر الناموس بدخول عساكر ابن (¬1) عثمان خلف جمجمة لهذه المملكة (¬2). [كسر النيل] وفيه، في رابع عشر مسرى، كسر النيل عن الوفاء، ونزل الأتابك أزبك لذلك على العادة، فخلّق المقياس، وفتح الخليج بين يديه، وصعد لبين يدي السلطان فخلع عليه ونزل إلى داره (¬3). [سرقة قيسارية جركس] وفيه دخل اللصوص ليلا إلى قيسارية جركس وقتلوا البوّاب وأخذوا أشياء مستكثرة من حانوت واحد، وراحت على من (. . .) (¬4). [تأمير ولد الأتابك أزبك] وفيه أمر محمد ولد الأتابك أزبك عشرة، وألبس التخفيفة من السلطان (¬5). وغلط من المؤرّخين من قال: أمير طبلخانات. [انقطاع جسر قناطر أبي المنجا] وفيه انقطع جسر قناطر أبي المنجا، وخرج بعض الأمراء فتدارك ذلك وسدّه (¬6). [إشاعة مقتل جمجمة بن عثمان] وفيه أشيع بأنّ جمجمة بن عثمان قتل. / 322 أ / ثم أشيع بأنه فرّ بنفسه فوجد مركبا للفرنج ببعض السواحل فركبها وفاز (¬7). ¬

(¬1) في المخطوط: «بن». (¬2) خبر الكسرة في: بدائع الزهور 3/ 195، والتاريخ الغياثي 367، والضوء اللامع 11/ 147، ومفاكهة الخلان 1/ 47 (حوادث سنة 886 هـ‍)، وأخبار الدول 311 طبعة بيروت 3/ 37، 38. (¬3) خبر النيل في: بدائع الزهور 3/ 195. (¬4) في المخطوط كلمة مبهمة: «ربعه». وخبر السرقة في: بدائعي الزهور 3/ 195. (¬5) خبر التأمير في: بدائع الزهور 3/ 195، 196. (¬6) خبر انقطاع الجسر لم أجده في المصادر. (¬7) خبر الإشاعة في: بدائع الزهور 3/ 196.

رجب

[رجب] [وفاة شقراء بنت الناصر فرج] [3206]- وفي رجب ماتت الخوند شقراء (¬1) ابنة الناصر فرج بن الظاهر برقوق زوجة الأتابك جرباش كرت. وكانت من مشاهير النساء، ولها (¬2) معرفة وحنكة وصولة في الخوندات، وكانت جنازتها حفلة حضرها السلطان بسبيل المؤمني (¬3) [فرار جمجمة بن عثمان] وفيه صحّت الأخبار بفرار جمجمة بن عثمان من للفرنج (¬4) وذهاب ما كان معه جميعه، فندم المصريون (¬5) على كونه خرج من هذه البلاد (¬6). [انتحار عبد بإلقاء نفسه من عل] وفيه ألقى عبدا (¬7) لقاضي الحنفي الغزّي (¬8) نفسه من مكان عال فمات. وكان قد جرى عليه أمر وسجنه سيّده، فأشيع بالقاهرة أنّ القاضي الحنفيّ قتل (¬9) عبده (¬10). ¬

(¬1) انظر عن (الخوند شقراء) في: الضوء اللامع 12/ 68 رقم 415، وبدائع الزهور 3/ 196. (¬2) في المخطوط: «وله»، وهو سهو من الناسخ، والصواب ما أثبتناه. (¬3) لم يؤرّخ السخاوي لوفاته. وهو قال: «شقراء ابنة الناصر فرج بن برقوق وأمّ محمد بن جرباش، زوّجها أبوها لمملوكه جرباش». (¬4) كذا في المخطوط. والصواب: «من الفرنج». (¬5) في المخطوط: «المصريون». (¬6) خبر فرار جمجمة في: أخبار الدول 3/ 37، 38 وجاء فيه: «فلما أتمّ مناسك الحج وعاد إلى البلاد القرمانية استمال طائفة من الورسق وطورغود، فنهض معهم إلى قتال أخيه. فلما قاتل معه، انهزم مرة أخرى أقبح من الأولى، فوصل إلى ساحل البحر، ولقي هناك سفينة تريد البلاد الإفرنجية، حتى وصل إلى بلاد الكيتلان، فأكرمه ملكها غاية الإكرام، وعيّن له الإقامة في نابولي، وهي من أجلّ بلادهم وأنزهها. فلم يزك هناك حتى احتال عليه أخوه السلطان بايزيد خان بأن بعث رجلا من خواص غلمانه، وهو مصطفى باشا الوزير الذي استوزره بعده، في صورة حلاّق مجيد، كأنه هارب من المسلمين، فحظي عند ملك الإفرنج، ولم يزل عنده حتى وصفه الملك عند جم سلطان بأنه ماهر في صنعة الحلاقة، كامل في الخدمة. فاستدعاه، وأمر بحلق رأسه فحلق، وكان معه موسى مسمومة، فاتفق أنه توفي عقيب الحلق، ولم يشك الإفرنج في أنه مات حتف أنفه. ثم تخلّص الحلاّق المذكور ولحق إلى البلاد الإسلامية، فحظي عند السلطان با يزيد خان إلى الغاية فجعله وزيرا». (¬7) الصواب: «ألقى عبد». (¬8) في المخطوط: «العزي». (¬9) في المخطوط: «قبل». (¬10) خبر انتحار العبد لم أجده في المصادر.

إحراق مركب

[إحراق مركب] وفيه ركب السلطان البحر إلى الروضة لمشاهدة الجامع الذي جدّده بها، فاتفق أن رأى بالبحر مركبا مغطّا (¬1) بدلول كأنه فيه منكر، فأمر بحرقه فحرق (¬2). [موت بطرك النصارى] [3207]- وفيه هلك بطرك النصارى اليعاقبة (¬3). [زيادة النيل] وفيه انتهت زيادة النيل إلى أربعة أصابع من الذراع العشرين (¬4). [شعبان] [إيقاد النفط في سهرة بالأزبكية] وفي شعبان هيّأ الأتابك أزبك أنفاطا بالأزبكية وعملت وقدة بالديار هنالك ليلا، ووقع فيها من السخف والفسق ما لا يعبّر عنه (¬5). [شنق أمة قتلت سيّدتها] وفيه شنقت أمة على باب دار سيّدتها. وكانت وجدت سيّدتها مقتولة، فقبض على الأمة، فقالت: إنني أدخلت عبدا وغلاما وهما قتلاها، فلم يعترفا، فسجنا وشنقت هي (¬6). [عمارة سور البيرة] وفيه كان عمارة سور البيرة، وجاء سورا حافلا، أنفق عليه السلطان مالا طائلا (¬7). [خلاف العلماء حول مدرسة السلطان بالمدينة المنوّرة] وفيه وقع الكلام بسبب المدرسة التي أنشأها السلطان بالمدينة المشرّفة، وجعل لها شبابيك تطلّ (¬8) على الحرم النبويّ، على ساكنه أفضل الصلاة والسلام، وأنه هل يجوز ذلك أم لا؟ ¬

(¬1) الصواب: «مغطّى». (¬2) خبر إحراق المركب لم أجده في المصادر. (¬3) خبر بطرك النصارى في: بدائع الزهور 3/ 196. (¬4) خبر النيل لم أجده في المصادر. (¬5) خبر إيقاد النفط في: بدائع الزهور 3/ 196. (¬6) خبر شنق الأمة لم أجده في المصادر. (¬7) خبر عمارة السور في: بدائع الزهور 3/ 196. (¬8) في المخطوط: «مطل».

شكوى العامة للسلطان

من العلماء من جوّز ذلك، ومنهم من حرّمه، ومنهم من فضّل ذلك. والأليق / 322 ب / أنّ ذلك لا يجوز، لأنه عليه السلام معظّما (¬1) حرمته حيّا وميّتا (¬2). [شكوى العامّة للسلطان] وفيه ركب السلطان البحر وتوجّه فيه فغاب خمسة أيام وعاد، فأعرضه (¬3) العامّة ببعض الطرقات وشكوا إليه الغلاء (¬4) وصغر (¬5) قطع الرغيف، فلم يعوّل عليهم، ولا التفت إليهم (¬6). [وفاة الناصري ولد شقراء] [3208]- وفيه مات الناصريّ محمد بن جرباش (¬7) ولد الخوند شقراء، الماضي خبر موتها (¬8). ولم يعش بعدها إلاّ اليسير، ومات كالفجأة (¬9). ويقال إنه تناول ما أوجب موته (¬10) من قهره من أشياء جرت بعد موت أبيه. وكان إنسانا حشما، أدوبا ريّسا، كيّسا، عارفا، ترشّح لأشياء، بل تكلّم بسلطنته. ومولده سنة 8 (¬11). ¬

(¬1) الصواب: «معظّم». (¬2) خبر خلاف العلماء في: بدائع الزهور 3/ 196. (¬3) الصواب: «فاعترضه». (¬4) في المخطوط: «العلا». (¬5) في المخطوط: «صغد». (¬6) خبر الشكوى لم أجده في المصادر. (¬7) انظر عن (محمد بن جرباش) في: الضوء اللامع 7/ 210 رقم 512، وبدائع الزهور 3/ 196. (¬8) في المخطوط: «موتهما». (¬9) وقال السخاوي: «ولد تقريبا سنة تسع وثلاثين، ونشأ في كنف أبويه، وسافر أمير الركب الأول في سنة تسع وخمسين. مات وأنا غائب بمكة في سنة وثمانين. وكان قبيح السيرة، مقداما، جريئا». ويقول خادم العلم وطالبه، محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري»: لقد ترك السخاوي تاريخ وفاة صاحب الترجمة فارغا وبيّض له، إذ لم يعرف سنة وفاته. وقد بيّن المؤلّف - رحمه الله - هنا، تاريخ الوفاة، فليحرّر ويستدرك على السخاوي. (¬10) في المخطوط: «مقوطه». (¬11) هكذا في المخطوط، وعند السخاوي: ولد سنة 839 هـ‍. وقال ابن إياس: «. . فكان بينه وبين والدته نحوّ من شهر، وقد مات فجأة، وقيل وقع بينه وبين سرور شادّ الحوش السلطاني، وكان طواشي والدته قديما، فحنق منه الناصري محمد فتناول فصّا من ألماس وابتلعه، فمات من ليلته، وكان ريسا حشما، لطيف الذات، فكه المحاضرة، لا بأس به».

نفي نائب غزة إلى مكة

[نفي نائب غزّة إلى مكة] وفيه بعث إلى نائب غزّة دولات باي من مصطفى بصرفه، وجرت عليه أمور آلت به إلى نفيه إلى مكة المشرّفة (¬1). [شكوى الجزّارين للسلطان] وفيه شكى (¬2) جماعة من الجزّارين للسلطان في الأتابك أزبك، وأنه رمى عليهم أغناما، فبعث السلطان إليه فردّ الأغنام (¬3). [وصول قاصد صاحب هراة] وفيه وصل قاصد صاحب هراة إنسان من أقاربه يقال له سلطان، تجهّز بمكاتبة إلى السلطان وفي عزمه الحج، فأكرم وحج، ثم عاد إلى بلاده (¬4). [انتماء ابن دلغادر إلى ابن عثمان] وفيه وصل الخبر بأنّ علاء الدولة بن دلغادر قد أظهر انتماؤه (¬5) لابن عثمان، وأنه توجّه إليه (¬6). [رمضان] [سفر الوزير خشقدم إلى الوجه القبلي] وفي رمضان خرج الوزير خشقدم الطواشي مسافرا إلى جهة بلاد الوجه القبلي لإشاعة الأخبار بثوران عربان منفلوط بها وباشرها (¬7) بين يديه (¬8). [قراءة صحيح البخاري] وفيه لم يحضر السلطان موكب القصر الذي جرت به العادة لقراءة «صحيح البخاريّ» (¬9). ¬

(¬1) خبر نفي نائب غزّة في بدائع الزهور 3/ 196. وقد تكرّر هذا الخبر بعد قليل سهوا. ويقول خادم العلم وطالبه، محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري»: إن اسم نائب غزّة «دولات باي من مصطفى» لم يرد بين قائمة نواب غزّة الذين عرضهم السيد محمود علي خليل عطا الله في كتابه: نيابة غزة في العهد المملوكي، فلتراجع صفحة 309 منه وتصحّح. (¬2) الصواب: «شكا». (¬3) خبر شكوى الجزّارين لم أجده في المصادر. (¬4) خبر وصول القاصد لم أجده في المصادر. (¬5) الصواب: «قد أظهر انتماءه». (¬6) خبر الانتماء لم أجده في المصادر. (¬7) في المخطوط: «وبماشرها». (¬8) خبر سفر الوزير في: بدائع الزهور 3/ 196 وفيه سفره بسبب ضمّ المغلّ. (¬9) خبر قراءة البخاري في: بدائع الزهور 3/ 196.

قدوم ناظر جدة

[قدوم ناظر جدّة] وفيه قدم أبو الفتح المنوفيّ ناظر جدّة منها، ومعه محمد بن عبد الرحمن الصيرفيّ بها (¬1). [وصول قاصد من الهند] وفيه وصل قاصد من الهند بهدية من عند بعض الملوك (¬2) وبمكاتبة (¬3). [خسوف القمر] وفيه خسف القمر ودام نحوا من خمسين درجة، وصلّي له صلاة الخسوف (¬4). [اختفاء ناظر الدولة] وفيه اختفى / 323 أ / موفّق الدين الأسلميّ ناظر الدولة (¬5). [وفاة قاضي المحلّة] [3209]- وفيه وصل خبر من المحلّة بموت قاضيها أوحد الدين العجيمي (¬6)، محمد بن البلقيني (¬7) الأصل، الشافعيّ. ومولده سنة 8 (¬8). [لبس السلطان الصوف] وفيه (¬9)، في ثاني عشر هاتور (¬10) لبس السلطان الصوف وألبس الأمراء على العادة (¬11). ¬

(¬1) خبر ناظر جدّة لم أجده في المصادر. (¬2) في المخطوط: «عند الملوكها». (¬3) خبر القاصد الهندي لم أجده في المصادر. (¬4) خبر الخسوف في: بدائع الزهور 3/ 196. (¬5) خبر اختفاء الناظر لم أجده في المصادر. (¬6) في المخطوط: «العجمي»، والتصحيح من: بدائع الزهور 3/ 196 ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬7) لم يذكر ابن إياس هذه النسبة. (¬8) هكذا في المخطوط. ولم نعرف سنة مولده بالتحديد، إذ لم يذكره ابن إياس أيضا. (¬9) قبلها كتب الناسخ خبر نفي نائب غزّة الذي تقدّم قبل قليل، وقد تنبّه إلى ذلك، فضرب عليه. ولكن ابن إياس أثبته هنا بعد وفاة العجيمي. والله أعلم بالصواب. (¬10) هاتور: هو ثالث شهور السنة القبطية. (¬11) خبر لبس السلطان لم أجده في المصادر.

إساءة مجنون للقضاة

[إساءة مجنون للقضاة] وفيه، والقضاة بالمنصورية لأجل رؤية الهلال، قام إنسان مجذوب أو مجنون متكلّم بكلمات كثيرة فيها الحطّ عليهم والإساءة (¬1)، فأقيم من المجلس بعد أشياء نادرة وقعت له ذكرناها بتاريخنا «الروض الباسم» (¬2) برمّتها (¬3). [شوال] [ظهور الوزير شغيته] وفي شوال ظهر قاسم شغيته الذي كان وزيرا وخلع عليه السلطان كاملية، ثم قرّر في نظر الدولة بعد ذلك (¬4). [محاسبة خشقدم الطواشي] وفيه أمر السلطان بمحاسبة خشقدم الطواشي الروميّ (¬5). [مولود السلطان] وفيه ولد للسلطان ولد ذكر من سريّة من سراريه، وسمّي محمدا (¬6). [المقتلة بين عربان غزّة] وفيه وصل الخبر من غزّة بأنّ (¬7) وقع بين جماعة من عربانها مقتلة قتل فيها زيادة على المايتي نفر (¬8). [خروج المحمل والحاج] وفيه كان خروج المحمل والحاج على العادة (¬9). [ذبح إنسان بالمراغة] [وفيه] (¬10) نزل جماعة من السرّاق على إنسان بالمراغة متّهم بالمال فذبحوه وأخذوا جميع ما في منزله (¬11). ¬

(¬1) في المخطوط: «والاسات». (¬2) في القسم الضائع منه. (¬3) خبر المجنون لم أجده في المصادر. (¬4) خبر ظهور الوزير في: بدائع الزهور 3/ 197. (¬5) خبر محاسبة خشقدم في: بدائع الزهور 3/ 197. (¬6) خبر مولود السلطان في: بدائع الزهور 3/ 197، وهو الذي تسلطن بعد أبيه. (¬7) الصواب: «بأنه». (¬8) خبر المقتلة لم أجده في المصادر. ولم يذكره محمود علي خليل عطا الله في كتابه: نيابة غزة. (¬9) خبر خروج المحمل في: بدائع الزهور 3/ 197 وفيه زيادة: «وكان أمير ركب المحمل أزبك اليوسفي أحد المقدّمين، وبالركب الأول دولات باي الحسني شاد الشون». (¬10) إضافة على الإصل. (¬11) خبر الذبح لم أجده في المصادر.

العثور على قتيل بالأزبكية

[العثور على قتيل بالأزبكية] وفيه وجد إنسان قتيل بخط الأزبكية قريبا من قصر الأتابك أزبك (¬1). [العثور على قتيلين ببولاق] وفيه وجد قتيلين (¬2) بطريق بولاق، ولم يسأل عنهما (¬3). [ارتفاع أسعار المأكولات] وفيه ارتفعت الأسعار في كثير من المأكولات. وكان حال الناس (¬4) في معاشهم في غاية الوقوف (¬5). [ذو القعدة] [منع العقد للجلبان إلاّ بالاطلاع على عتقه] وفي ذي قعدة أمر السلطان القضاة والشهود أن لا يعقدوا لمملوك، وخصوصا من الجلبان حتى يطّلعوا على عتاقه (¬6). [ثورة جلبان بسوق الجملون] وفيه ثار بعض جلبان السلطان بسوق الجملون وأخذوا من التجّار أشياء بأبخس الأثمان، وضربوا وكسروا بعض أبواب الحوانيت (¬7). [وفاة كلب العجم] [3210]- وفيه مات كلب العجم (¬8)، محبّ الدين، عبد الرحمن بن الحسن بن الأمين الحلبيّ (¬9)، / 323 ب / الحنفيّ، الشاعر، الأديب. وكان شاعرا مجيدا، يفهم باللغات الثلاث: العربيّ، والفارسيّ، والتركيّ، وله ملح ¬

(¬1) خبر العثور على القتيل لم أجده في المصادر. (¬2) الصواب: «وجد قتيلان». (¬3) خبر القتيلين ببولاق لم أجده في المصادر. (¬4) في المخطوط: «وكان حال للناس». (¬5) خبر ارتفاع الأسعار لم أجده في المصادر. (¬6) خبر منع العقد في: بدائع الزهور 3/ 197 وفيه: «حتى يأخذوا الإذن من أغاته». (¬7) خبر ثورة الجلبان في: بدائع الزهور 3/ 197. (¬8) انظر عن (كلب العجم) في: الضوء اللامع 4/ 72، 73 رقم 113، وبدائع الزهور 3/ 197. (¬9) وقال السخاوي: عبد الرحمن بن حسن بن حمزة بن يوسف المحب، أبو الفضل الحلبي، الحنفي، الكاتب، نزيل القاهرة، ويسمّى أيضا محمدا لكنه بهذا أشهر ليتميّز عن أخ له اسمه محمد ويعرف بابن الأمين. وربما قيل له بالقاهرة كلب العجم.

وفاة أبي الفتح المنصوري

ونوادر، لكنه كان عريّا عن العلم غير النظم. وكان يكتب الخط المنسوب. أقام بالقاهرة مدّة سنين، واتصل بيشبك من مهدي لأجل أن يكتب له يدله (¬1) معه أشياء. ومن شعره مجونا: لم تخطر التوبة في خاطري ... مذ صار (. . .) (¬2) العلق لي ديدنا تاب إلى الله أناس ... وما تاب عن التوبة إلاّ أنا ومثله (¬3): إخواني المرد طرّا ... من كلّ نوع وجنس لو طال (. . .) (¬4) ... قليلا نكحت نفسي بنفسي (¬5) مولده سنة 8 (¬6). [وفاة أبي الفتح المنصوري] [3211]- وفيه مات أبو الفتح المنصوريّ (¬7)، محمد بن (¬8) القاهريّ (¬9). ¬

(¬1) هكذا في المخطوط، ولعلّ الصواب: «وله». (¬2) لفظ قبيح لم أكتبه. (¬3) عن هامش المخطوط. (¬4) لفظ قبيح لم أكتبه. (¬5) وقال السخاوي: تردّد إليّ كثيرا وكتبت عنه من نظمه: لقدري في بني زمني انحطاط وللجهّال فيهم ارتفاع لقد أنشدت فيهم وصف حالي أضاعوني وأيّ فتى أضاعوا وقوله: إن فقت في الخط ياقوتا فلا عجب هذا وفي الشعر قد أصبحت كالطائي وإنما أنا محتاج لواحدة لنقل نقطة حرف الخاء للطاء وقوله: حويت المعاصي جلّها وحقيرها بها فقت من بعدي ومن كان قبلي فيشهد لي إبليس أني شيخه وما أرتضي شيخا على مثله مثلي (الضوء اللامع 4/ 73). وقال ابن إياس: ومما داعبه به الشهاب المنصوري رحمة الله عليه، وهو قوله: في ملاح لك شتّى صيّف القلب وشتّا كم ليل مع مليح يا محبّ الدين بتّا خدّه بستان حسن حبّذا البستان بستا أنت بالصبيان صبّ لو رأيت البنت بنتا (بدائع الزهور 3/ 197). (¬6) هكذا في المخطوط، ولم يذكر سنة مولده. وقال السخاوي إنه تجاوز الخمسين سنة. (¬7) انظر عن (أبي الفتح المنصوري) في: الضوء اللامع 11/ 123، 124 رقم 388، وبدائع الزهور 3/ 197. (¬8) هكذا في المخطوط، وبيّض بعدها مقدار كلمة. (¬9) في الضوء: أبو الفتح بن البدر حسن بن عبد الله القاهري، سبط الشيخ محمد الجندي، ويعرف =

نفي ثلاثة مماليك للسلطان

ومولده سنة 8 (¬1). [نفي ثلاثة مماليك للسلطان] وفيه نفى السلطان ثلاثة من مماليكه الجلبان ممّن ينسبون إلى الشرّ والأذى (¬2). [عودة تمراز من البحيرة] وفيه عاد تمراز أمير سلاح من سفره إلى البحيرة، وخلع السلطان عليه (¬3). [المطر يحدث السيول] وفيه أمطرت السماء، وتوالى ذلك أياما حتى جرت السيول (¬4). [وصول قاصد علاء الدولة] وفيه وصل قاصد علاء الدولة ومعه ولد له طفل وهدية ما بين أكاديش وغيرها، فأكرم قاصده وولده (¬5). [تفريق الأضاحي] وفيه ابتدأ السلطان بتفرقة الضحايا قبل دخول شهر الأضحية (¬6). [وفاة بدر الدين كتكوت] [3212]- (وفيه مات بدر الدين كتكوت (¬7)، محمد بن يوسف بن علي بن محمد بن أحمد بن سلطان (¬8) الديري (¬9)، أحد موقّعي الدّست. وكان فكه المحاضرة، ومع ذلك فكان مستثقلا عن الناس (¬10). ¬

= بالمنصوري، نسبة للمنصور عثمان بن الظاهر جقمق، واسمه محمد. (¬1) هكذا في المخطوط، ولم يذكر سنة وفاته. وقال السخاوي: ومولده قريب الثلاثين. (¬2) خبر نفي المماليك لم أجده في المصادر. (¬3) خبر عودة تمراز في: بدائع الزهور 3/ 197، 198. (¬4) خبر المطر لم أجده في المصادر. (¬5) خبر وصول القاصد لم أجده في المصادر. (¬6) خبر تفريق الأضاحي في: بدائع الزهور 3/ 198. (¬7) انظر عن (بدر الدين كتكوت) في: الضوء اللامع 10/ 96 - 98 رقم 309، وبدائع الزهور 3/ 198. (¬8) في الضوء: محمد بن يوسف بن علي بن خلف بن محمد بن أحمد بن سلطان. (¬9) في بدائع الزهور: «الدميري»، ولم ينسبه السخاوي إلا إلى القاهرة. (¬10) وقال ابن إياس: وكانت الشعراء تهجوه كثيرا، فمن ذلك قول بعضهم: =

فقد زوجة الشريف الأكفاني

وله نظم (¬1)، وأسمع كثيرا، وحدّث. ومولده سنة 812 (¬2). ومات بالأزنم (¬3) من طريق الحجاز الشريف، رحمه الله تعالى) (¬4). [فقد زوجة الشريف الأكفاني] وفيه حين صعد القضاة إلى القلعة وقع كلام بسبب إنسان يقال [له] (¬5) الشريف الأكفانيّ كانت زوجته فقدت، ونسب هو إلى قتلها، وسجن مدّة، وآل أمره أن وعد الدولة بمال على خلاصه، فصالح ورثة الزوجة على شيء يدفعه لعدم ثبوت القتل في جهته، ثم جرت عليه أنكاد، وآل الأمر بعد ذلك إلى إطلاقه (¬6). [وصول دوادار نائب حلب] وفيه وصل دوادار وردبش نائب حلب بقود معه وتقدمة للسلطان (¬7). ¬

= قد عيل صبري من خطب ألمّ به عقلي وطرفي مذهول ومبهوت فإن غدا الديك سلطانا فلا عجب فقد غدا قاضيا في الناس كتكوت وفيه يقول الأديب علي بن برد بك: إنّ الدميري صديقي فلا أسمع فيه قول واش ولاح ولا أرى كالغير تقبيحه بل هو عندي من ملاح الملاح والنكتة هنا أن الكتاكيت ينادى عليهم (كذا): يا ملاح الملاح. (بدائع الزهور 3/ 198). (¬1) من نظمه ما كتب به للكمال بن البارزي بدمشق: أمولائي كمال الدين يا من بلا بدع رقى رتب المعالي وحقّك من فراقك زاد نقصي لأني قد حجبت عن الكمالي (الضوء اللامع 10/ 97) وفيه أن المقريزي اعتمده في تاريخه، وأن البقاعيّ ترجم له أيضا. (¬2) وقال السخاوي: ولد في المحرم سنة سبع أو ثمان وثمانمائة تقريبا بالقاهرة. (الضوء اللامع 10/ 96). (¬3) في المخطوط: «أر لم»، والتصحيح من: بدائع الزهور 3/ 198. وقال ياقوت الحموي: أزنم: بالفتح ثم السكون، وضمّ النون، وميم وهو موضع في قول كثيّر بن عبد الرحمن: تأملت من آياتها بعد أهلها بأطراف أعظام فأذناب أزنم ويروى بالراء مكان الزاي، والأول أكثر. (معجم البلدان 1/ 169). وقال في مادّة: أرنم (بالراء) والنون المضمومة: واد حجازيّ، عن نصر. قال: وقيل فيه: أريم، بالياء تحتها نقطتان. (معجم البلدان 1/ 162). وانظر: معجم ما استعجم للبكري 1/ 142 مادّة: أرنم. (¬4) ما بين القوسين، من أول قوله: وفيه مات بدر الدين كتكوت: حتى هنا، كتب على هامش المخطوط. (¬5) إضافة للضرورة. (¬6) خبر فقد الزوجة في: بدائع الزهور 3/ 198. (¬7) خبر وصول الدوادار لم أجده في المصادر.

استمرار قاضي الإسكندرية بوظيفته

[استمرار قاضي الإسكندرية بوظيفته] وفيه خلع على عفيف الدين قاضي الإسكندرية باستمراره على قضائه بعد أن طلب إلى القاهرة وحمل مالا جمّا (¬1). وفيه قلّت الأضاحي، بل عدمت، بسب كثرة (أذى) (¬2) الجلبان وأخذهم الأبقار بأبخس الأثمان (¬3). [ذو الحجة] [إثبات شهر ذي الحجة] أثبت ذو الحّجة / 324 أ / بالجمعة عند القاضي الشافعيّ، وكان مبنى الأمر على أنه بالسبت، فغيّر التاريخ وزاد قال للناس (¬4) وهمّهم كون الشهر ثبت يوم التاسع من ذي الحجة، وفات الناس تكبير التشريق في فجره وفيه الصيام (بعرفة) (¬5) (¬6) وشنّعت القالة سيما من العوامّ في حق القاضي الشافعيّ (¬7). [السيل المغرق بمكة] وفيه وصل الخبر من مكة المشرّفة بأنه حدث بمكة في يوم رابع عشرين القعدة سيل عظيم غريق، غرق بسببه نحوا (¬8) من سبعين نفر (¬9) واقتلع عدّة ديار، وسحب أشياء كثيرة. وكان نادرا (¬10). ¬

(¬1) خبر استمرار القاضي لم أجده في المصادر. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) خبر قلّة الأضاحي لم أجده في المصادر. (¬4) هكذا في المخطوط. والصواب: «وزاد قول الناس» أو «قالة الناس». (¬5) في المخطوط: «لعرفة». (¬6) عن هامش المخطوط. (¬7) خبر إثبات الشهر في: بدائع الزهور 3/ 198. (¬8) الصواب: «نحو». (¬9) الصواب: «نفرا». (¬10) خبر السيل بمكة في: وجيز الكلام 3/ 931، 932، وحوادث الزمان 1/ 279، وبدائع الزهور 3/ 198، ومفاكهة الخلان 1/ 58، وشذرات الذهب 7/ 346، وأخبار الدول 2/ 223، 224. وكان السخاوي في الحج في هذه السنة فكتب عن السيل وصفا مسهبا: «وفي أثناء ذي القعدة كان بمكة السيل الهائل الذي لم يعهدوا مثله. دخل من أعلاها، ثم من جميع أبواب المسجد بتلك الجهة، أو غالبها، كباب السلام، وبازان، وعلي، ومرّ في جهة المسفلة، فالتقى مع سيل أجياد، فتزايد تكاثره، بحيث جاوز حلق باب الكعبة، بل كاد أن يصل لأسكفّة الباب، وذرع بذراع الحديد، فزاد على سبعة أذرع، وقارب محاذاة سقف مقام الحنفية، واستترت العمد المحيطة ببوايك المسجد، فما كان منها بالجهات المنخفضة، كباب إبراهيم، كاد أن يستتر جميعه، بل استتر، وما عداها فبدون نحو ذراع منها، وسقط كثير من العمد التي حول البيت، وأكثر الأخشاب الرابطة لها =

احتراق دار ابن جلود

[احتراق دار ابن جلود] وفيه أحرقت دار ابن (¬1) جلود بفم الخور، وكانت من مشاهير الدّور، وبها نزل جمجمة بن عثمان، وبها جماعة إلى الآن (¬2). [تطيّر قاسم شغيثه من اليوم المفرد] وفيه، في حادي عشرينه، طلب قاسم شغيثه ليخلع عليه خلع الوزارة فتطيّر بكون في هذا اليوم من المفردات، فسأل التأخّر ليوم آخر، فاتفق أنه لم يخلع عليه، ووقع ما تطيّر به من غير شبيه الذي ظنّه (¬3). [وصول مبشّر الحاج] وفيه وصل مبشّر الحاج وأخبر (¬4) بالأمن والسلامة، وتوسّط (الحال) (¬5) في الأسعار (¬6). ¬

= مع قناديلها، وصار المسجد كاللجّة العظيمة، وللسيل حسّ كالصواعق، حتى إنه حمل المنبر مع مزيد ثقله، لقرب باب المجاهدية ملاصقا للبوايك، واقتلع كثيرا من أبواب المسجد مع قوّتها وتمكّنها، وتلف الكثير مما كان بقبّة العبّاس، وقبّة الفرّاشين، وغيرهما من الربعات والآلات وغيرها، بل أتلف سائر ما بالأماكن المطلّة على المسجد أو غالبه، ومن بيوت مكة ما لا ينحصر، خصوصا ما كان في طريقه، كسوق الليل والمسفلة، بحيث سمعت من يقول: إنّ الأماكن التي تلفت تزيد على ربع بيوتها، وتلف لأهلها وللمجاورين ما لا يدخل تحت الحصر. وأما من مات فيه، فخلق لا يحصيهم إلا الله، أكثرهم غرباء، والذي وجد منهم بالمسجد خاصة زيادة على المئة. ولو لم يكسر السيل باب إبراهيم، لغرقت مكة كلها. وتعطّل المسجد من إقامة الجماعات أياما، وأقيمت جمعة بسطحه، وشمّر عالم الحجاز ساعده في تنظيف المسجد الحرام وتجهيز ما ظفروا به من الأموات ودفنهم، واقتفى أثره من أراد الله به الخير، بحيث ما دخل الحج إلا وقد انتهى، فصار ما أزيل من الطين ونحوه نحو ثلاثين هرما، كل هرم كالجبل الصغير، إلى أن نقل بعد انفصال الموسم. وكان المطر عامّا بعرفة وبطن مر ومنى وجدّة، وطاح من بيوتها الكثير، وملأ الصهاريج، وفاض إلى جهة البحر، وامتلأت طرق المدينة أيضا من الأمطار. وبالجملة، فكان من الآيات العظام، ومع ذلك فلم يرعو الخطيب، حيث لوّح، بل صرّح بألفاظ فظيعة أجنبية فاصلة بين أركان الخطبة أو بينها وبين الصلاة مما لو حكي لي ما قبلته، وهو مبطل لها، ولا يرضاه من له أدنى عقل ودين حول بيت رب العالمين». (وجيز الكلام 3/ 931، 932). (¬1) في المخطوط: «دار بن». (¬2) خبر احتراق الدار لم أجده في المصادر. (¬3) خبر تطيّر قاسم لم أجده في المصادر. (¬4) في المخطوط: «واخر». (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) خبر مبشر الحاج لم أجده في المصادر.

وصول أستادار السلطان بحلب

[وصول أستادار السلطان بحلب] وفيه وصل أحد بني الديوان المتكلّم على أستادارية السلطان بحلب وقدّم للسلطان هدية حافلة، وجرت عليه فيما بعد ذلك أشياء آلت إلى سلخه هو وولد له بالمقشّرة (¬1). [تغريم إنسان أمام السلطان وناظر الأوقاف] وفيه أغرم إنسان يقال له كمال الدين وهو ولد أخت القاضي الحنفي ألف دينار للسلطان ومايتي دينار لناظر الأوقاف ابن (¬2) العظمة (¬3). * * * [ثورة ابن الأحمر على ابنه صاحب غرناطة] وفيها - أعني هذه السنة - يقال في ربيع الأولى، وما حرّرت ذلك، ثار أبو عبد الله محمد بن الحسن [بن] (¬4) علي بن أبي نصر الأسعد (¬5) بن الأحمر على ابنه الغالب بالله، وهو صاحب غرناطة وملك الأندلس لقضية حقدها عليه بسبب والدته (¬6)، فأخرجه من غرناطة، وملكها بعده أبو الحسن الغالب بالله والده إلى مالقة. ثم جرى أمور آلت بأخرة إلى خروج / 324 ب / ملك الأندلس عن المسلمين إلى الكفار (¬7). ولله الأمر. [وفاة ألماس العلائي] [3213]- وفيها مات ألماس العلائي (¬8)، الأشرفي، برسباي، الأعمى، أحد الخمسات مكفوفا. وكان مشهورا (¬9). [وفاة أحمد كدك] [3214]- ومات أحد الأكابر لابن عثمان، أحمد كدك (¬10) حتفا من أبي يزيد بن عثمان ملك الروم. ¬

(¬1) خبر وصل الأستادار لم أجده في المصادر. (¬2) في المخطوط: «بن». (¬3) خبر تغريم إنسان لم أجده في المصادر. (¬4) سقطت من المخطوط فاستدركتها للضرورة. (¬5) في المخطوط: «بن أبي بدا بن سعد». (¬6) في المخطوط: «بسبب والديه». (¬7) خبر ثورة ابن الأحمر في: بدائع الزهور 3/ 199 (¬8) انظر عن (ألماس العلائي) في: الضوء اللامع 2/ 321 رقم 1038، ولم يذكره ابن إياس. قال السخاوي: ألماس العلائي، الأشرفي برسباي، أحد الخاصكية، ابتنى له تربة وعمل فيها للحنفية دروسا قرّر فيها الزين عبد الرحيم المنشاوي مع سبعة من الطلبة. ومات قريبا من سنة ثمانين. (¬9) في المخطوط: «وكان مشهودا». (¬10) لم أجد لأحمد بن كدك ترجمة في المصادر.

وفاة برد بك العلائي

وكان مشهورا في الغزو، وله فيه أياد مذكورة. [وفاة برد بك العلائي] [3215]- وفيها مات برد بك العلائي (¬1)، المؤيّديّ، أحد الخمسات (¬2). في شيخوخته. [وفاة جانبك العلائي] [3216]- وجانبك العلائي (¬3)، الأشرفيّ، أحد الخاصكية، ورأس نوبة الجمدارية. المعروف بأمير عشرة. [وفاة شاد القصر] [3217]- وخضر بك الظاهريّ (¬4) جقمق، شادّ القصر. [وفاة سيباي المحمدي] [3218]- وسيباي المحمدي (¬5)، الأشرفيّ، برسباي، الخاصكيّ، السلحدار. [وفاة أتابك دمشق]. [3219]- وشاد بك الجلبانيّ (¬6) أتابك دمشق. وكان من الأعيان، وله شهرة وذكر ومعرفة، وعقل، وأدب، وحشمة، ورأي كامل. تنقّلت به الأحوال بعد موت أستاذه جلبّان نائب الشام (¬7)، وكان دواداره، ثم أمّر طبلخاناه بدمشق، ثم دوادارية السلطان بها على تقدمة ألف، ورشّح لنيابة غزّة، وولي أتابكية دمشق، وجرت عليه خطوب حتى مات عاطلا. وما قرّرت شهر وفاته، فلعلّ ذلك في جمادى (الأول) (¬8). ¬

(¬1) لم أجد لبرد بك العلائي ترجمة في المصادر. (¬2) في المخطوط: «الخمساة». (¬3) لم أجد لجانبك العلائي ترجمة في المصادر. (¬4) لم أجد لخضر بك الظاهري ترجمة في المصادر. (¬5) لم أجد لسيباي المحمدي ترجمة في المصادر. (¬6) انظر عن (شادبك الجلباني) في: الضوء اللامع 3/ 290 رقم 1106. (¬7) توفي جلبان في شهر صفر سنة 859 هـ‍. (الضوء اللامع 3/ 77، 78 رقم 302). (¬8) كتبت فوق السطر.

وفاة شاهين السيفي

[وفاة شاهين السيفي] [3220]- ومات شاهين السيفيّ (¬1)، إينال الأشقر الحروفيّ، النّسيميّ. وكان حروفيّ الاعتقاد (¬2)، نسيميّا (¬3). وجرت عليه أمور. [وفاة طرنطاي المحمودي] [3221]- ومان طرنطاي المحمودي (¬4). أحد العشرات من الأشرفية البرسبائية. وكان جلب هو والأشرف قايتباي في سنة واحدة. [وفاة طوغان الزيني] [3222]- ومات طوغان الزيني (¬5) الشريفيّ. [وفاة طوغان المحمودي] [3223]- وطوغان المحموديّ (¬6). [وفاة منطاش النوروزي] [3224]- ومنطاش النوروزي (¬7)، الخاصكيّ، دوادار الأتابك يشبك والمشدّ. وكان خيّرا، ديّنا. [وفاة مقبل السيفي] [3225]- ومقبل السيفي (¬8) سودون الماردانيّ السلحدار. ¬

= وقال السخاوي: أتابك دمشق وصاحب المدرسة التي بالقنوات منها. مات في جمادى الثانية سنة سبع وثمانين، ودفن بمدرسته. أخبرني بذلك إمامها. (¬1) لم أجد لشاهين السيفي ترجمة في المصادر. (¬2) لم أجد لهذه الفرقة ذكرا في كتب الفرق والمذاهب. ولعلّ المراد بالحروفيّ نسبة إلى حروف الأبجدية. (¬3) لم أقف على سبب نسبته. ولعلّه ينسب إلى شخص يدعى نسيم. (¬4) في المخطوط: «المحوري». وانظر عن (طرنطاي المحمودي) في: بدائع الزهور 3/ 199، ولم يذكره السخاوي في: الضوء اللامع. (¬5) لم أجد لطوغان الزيني ترجمة في المصادر. (¬6) لم أجد لطوغان المحمودي ترجمة في المصادر. (¬7) لم أجد لمنطاش النوروزي ترجمة في المصادر. (¬8) لم أجد لمقبل السيفي ترجمة في المصادر.

وفاة يونس الأكتع

وكان خيّرا. [وفاة يونس الأكتع] [3226]- والكاتب المجيد، يونس (¬1)، أبو النعيم الأكتع. وكان يكتب باليسرى خطا منسوبا، حسنا. ¬

(¬1) انظر عن (يونس) في: بدائع الزهور 3/ 199.

سنة ثمان وثمانين وثمانماية

سنة ثمان وثمانين وثمانماية [محرم] [كلام القاضي الشافعي مع السلطان بوقف الحرمين] / 325 أ / في محرّم منها كلّم القاضي الشافعيّ السلطان في قضية تتعلّق بوقف الحرمين، فما أجابه فيها بما فيه طائل، بعد أن كالمه (¬1) وهما وقوف (¬2) قبل انصراف القضاة من تهنئة الشهر والعام (¬3). [نيابة جدّة] وفيه قرّر في نيابة جدّة محمد بن عبد الرحمن، وخلع عليه بها عوضا [عن] (¬4) أبي الفتح المنوفيّ بعد صرفه والتوكيل به (¬5). [زيارة السلطان قبر أحمد البدوي] وفيه خرج السلطان إلى جهة البلاد الشمالية، ثم بطلت هذه الإشاعة بعد عوده من زيارة سيدي أحمد البدويّ (¬6). [ضرب الأستادار غيطانيا] وفيه ضرب تغري بردي الأستادار إنسانا غيطانيا ضربا مبرحا مات منه، ولم يسأل (¬7) عنه (¬8). وضرب آخر قبل ذلك فمات كذلك. ¬

(¬1) كذا. والصواب: «كلّمه». (¬2) الصواب: «وهما واقفان». (¬3) خبر كلام القاضي لم أجده في المصادر. (¬4) ساقطة من المخطوط استدركتها للضرورة. (¬5) خبر نيابة جدة في: بدائع الزهور 3/ 199. (¬6) خبر زيارة السلطان في: بدائع الزهور 3/ 199. (¬7) في المخطوط: «يسنل». (¬8) خبر ضرب الأستادار لم أجده في المصادر.

الخسف بأذربيجان

[الخسف بأذربيجان] وفيه أشيع بأنه خسف من أذربيجان جانبا (¬1). [وفاة العلاء الحصني] [3227]- وفيه مات العلاء الحصنيّ (¬2)، علي بن محمد بن (¬3) الحصنيّ الأصل، الشافعيّ، نزيل القاهرة. وكان عالما، فاضلا، عارفا بالفنون. أخذ عن جماعة من الأكابر، وجال الروم، والعجم، ومصر، والشام، وقطن بأخرة القاهرة وشهر بها وذكر. وعيّن رسولا إلى الروم، وناب في تدريس الفقه للشافعية بالأشرفية. وكان متواضعا، حسن الهيئة والشكالة. ومولده سنة 8 (¬4). [وفاة طوغان السيفي] [3228]- وفيه مات طوغان السيفي (¬5) برد بك العجميّ. أحد الجند السلطانيّ. وكان خيّرا، ديّنا. ذكر لي أنه سمع بدمشق ومصر، ولكن لم يحرّر سماعه. وكان سنّه زيادة على التسعين. [ازدياد أذى الجلبان للناس] وفيه كثر الجلبان السلطان وتشويشهم على الناس، وحدث منهم أشياء فيها النادر الغريب في الأزل (¬6). ¬

(¬1) الصواب: «جانب». وخبر الخسف لم أجده في المصادر. (¬2) انظر عن (العلاء الحصني) في: وجيز الكلام 3/ 944 رقم 2121، والضوء اللامع 5/ 299، 300 رقم 1009، وبدائع الزهور 3/ 199 وفيه: «علاي الدين». (¬3) في المخطوط بياض مقدار كلمة. وفي الضوء: علي بن محمد بن حسين. (¬4) هكذا في المخطوط، وفي الضوء اللامع: ولد بعيد الثلاثين وثمانمائة تقريبا. (¬5) لم أجد لطوغان السيفي ترجمة في المصادر. (¬6) خبر ازدياد الأذى لم أجده في المصادر.

وفاة العز البلقيني

[وفاة العزّ البلقيني] [3229]- وفيه مات العزّ عبد العزيز (¬1) بن محمد بن عمر [بن] (¬2) عبد العزيز البلقينيّ الأصل، القاهري، الشافعيّ. وكان فاضلا، أفتى ودرّس، وسمع الحديث. ومولده سنة 837 (¬3). [وصول الحاج] وفيه وصل الحاج، ولم تشكر سيرة أمير المحمل، وشكرت سيرة أمير الأول. / 325 ب / وذكر الحاج أنهم قاسوا بعض مشاق (¬4). [قطع الماء عن أهل نواحي دمشق] وفيه وصل الخبر من دمشق بأنّ جماعة من مماليك نائبها جرى بينهم وبين (جماعة) (¬5) من أهل بعض النواحي، كأنه قطع منها الماء، كبّل (¬6) يد (¬7) جماعة وأرجلهم من غير ما جرم (¬8). [الريح العاصفة بدمياط] وفيه ثارت بدمياط ونواحيها ريح عاصفة تلف بها كثير من الأشجار سيما الموز، وسقط بها من ذلك بعض الأبنية (¬9). ¬

(¬1) انظر عن (العزّ عبد العزيز) في: وجيز الكلام 3/ 945 رقم 2124، والضوء اللامع 4/ 228 رقم 583، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (المستدرك) ق 2/ 187، 188 رقم 126. ووقع في «وجيز الكلام» 3/ 945 بالحاشية رقم (1) إشارة إلى أن صاحب الترجمة في: الضوء اللامع 4/ 232، 233. «وأقول»: هذا غلط، فالمذكور هناك هو: عبد العزيز بن محمد بن مظفر بن نصر بن صالح العز البلقيني القاهري، الذي توفي سنة 822 هـ‍. وقد ترجم له: ابن حجر، والمقريزي. فليراجع ويصحّح. أما صاحب الترجمة فسمّاه السخاوي: عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز بن محمد بن مظفر بن نصير، عز الدين بن البهاء بن العز البلقيني. . ويعرف كأبيه بابن عز الدين وبابن شفطر. (¬2) إضافة على الأصل. (¬3) وقال السخاوي: ولد في سنة أربع وعشرين وثمانمائة. (¬4) خبر وصول الحاج في: بدائع الزهور 3/ 199. (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) في المخطوط: «كيل». (¬7) الصواب: «أيدي». (¬8) خبر قطع الماء لم أجده في المصادر. (¬9) خبر الريح العاصفة لم أجده في المصادر.

خبر موت ابن منجك

[خبر موت ابن منجك] [3230]- وفيه وصل الخبر بموت إبراهيم بن منجك بدمشق (¬1). [حركة ابن عثمان] وفيه أشيع بأنّ ابن (¬2) عثمان في حركة زائدة (¬3). [صفر] [الإطاحة بعمامة ناظر الجيش] وفيه تقاول كرتباي من مصطفى الدوادار أحد جلبان السلطان مع ناظر الجيش، فلكم كرتباي ناظر الجيش أطاح عمامته من على رأسه، ولم ينتطح في ذلك عنزان (¬4). كرتباي هذا هو المعروف بعد هذه الحادثة بالأحمر (¬5) الذي ضخم بعد هذا بعد موت قايتباي، وصيّر نائب الشام. وستأتي (¬6) قضاياه وأحواله. [وفاة أبي حامد المقدسي] [3231]- وفيه مات أبو حامد المقدسيّ (¬7)، محمد بن خليل بن (¬8) المقدسيّ الأصل، القاهري، الشافعيّ. ¬

(¬1) انظر عن (إبراهيم بن منجك) في: مفاكهة الخلان 1/ 59 وفيه: «وفي يوم الخميس ثالث عشره [المحرم] توفي الأمير صارم الدين إبراهيم بن الأمير ناصر الدين محمد بن إبراهيم بن منجك، ودفن بتربته في جامع منجك بالقبيبات، وحج بالركب الثاني ثلاث مرات»، وهو أيضا في: بدائع الزهور 3/ 199، رقم 352 وحوادث الزمان 1/ 281. ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬2) في المخطوط: «بن». (¬3) خبر ابن عثمان لم أجده في المصادر. (¬4) خبر الإطاحة بالعمامة في: بدائع الزهور 3/ 199. (¬5) توفي كرتباي الأحمر في يوم الجمعة الحادي عشر من ربيع الأول سنة 904 هـ‍. انظر عنه في: تاريخ البصروي 233، وحوادث الزمان 2/ 58 رقم 590، وتاريخ ابن سباط 2/ 913، وبدائع الزهور 3/ 406، وتاريخ الأزمنة 373، ومفاكهة الخلان 1/ 203، والكواكب السائرة 1/ 300. (¬6) في المخطوط: «وسيات». (¬7) انظر عن (أبي حامد المقدسي) في: وجيز الكلام 3/ 944، 945 رقم 2123، والضوء اللامع 7/ 234 - 237 رقم 575، وبدائع الزهور 3/ 200، والبدر الطالع 2/ 169، 170 رقم 443، والأعلام 6/ 352، ومعجم المؤلفين 9/ 292، وديوان الإسلام 2/ 336، 337 رقم 1003. (¬8) في المخطوط بياض مقدار كلمة واحدة، واسمه بالكامل: محمد بن خليل بن يوسف بن علي أو أحمد بن عبد الله، المحب أبو حامد البلبيسي الأصل، الرملي، المقدسي، الشافعي، نزيل القاهرة، وهو بكنيته أشهر، وربما قيل له ابن المؤقت، لأن أباه كان موقتا.

مصادرة ناظر الجيش

وكان قد تعاني الفنون الحديثة، وسمع كثيرا، وصنّف وألّف. ومولده بعد العشرين وثمانماية (¬1). [مصادرة ناظر الجيش] وفيه صودر الكمال ناظر الجيش ابن (¬2) كاتب جكم على مال أخذ منه بعد بهدلة، وبطح بين يدي السلطان لضربه، ثم التوكيل به (¬3). [وفاة جانم الجداوي] [3232]- وفيه مات جانم الجدّاوي (¬4)، السيفي جانبك، نائب جدّة. أستاذه، ونائب حماه، هو الأعرج. وكان من أخصاء سيّده جانبك، ثم تنقّلت (بعده) (¬5) به الأحوال في إمرة عشرة، ثم نيابة البيرة، ثم حماه، ثم أتابكية دمشق. وكان حشما، أدوبا، سيوسا، قارئا، حاسبا، يكتب المنسوب كتابة حسنة. أظنّه بلغ الخمسين. [القبض على مثقال الساقي] وفيه بعث السلطان في الهجم على دار مثقال الساقي الطواشي، الحبشي، الظاهري، رأس نوبة السقاة، لشيء قيل عنه، وقبض عليه (¬6) ثم أطلق (¬7). ¬

(¬1) في الضوء: ولد في أواخر رمضان سنة تسع عشرة أو سبع عشرة وثمانمائة بالرملة. وابن إياس ينقل عن المؤلّف - رحمه الله -. (¬2) في المخطوط: «بن». (¬3) خبر مصادرة الناظر في: وجيز الكلام 3/ 938 وفيه: تغيّظ السلطان على ناظر الجيش ودام ضربه، لظهور خلل في ديوان جيش الشام، بان أنه لا ذنب له فيه. (¬4) انظر عن (جانم الجدّاوي) في: وجيز الكلام 3/ 947 رقم 2133، والضوء اللامع 3/ 65 رقم 259، ومفاكهة الخلان 1/ 60، 61، وبدائع الزهور 3/ 200. (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) خبر القبض على مثقال في: وجيز الكلام 3/ 938، وبدائع الزهور 3/ 200. وقد ترجم السخاوي لمثقال في: الضوء اللامع 6/ 239 رقم 839 ولم يؤرّخ لوفاته، وكان موجودا في سنة 895 هـ‍. وقال السخاوي في الوجيز إن السلطان أرسل من كبس بيت مثقال لنسبته للكيمياء ثم عفا عنه، ثم أرسله لمكة في موسم السنة القابلة. أما ابن إياس فقال: أشبع عن مثقال بأنه يضرب في بيته الزغل. (¬7) في المخطوط كلمة مبهمة. وما أثبتناه ترجيحا اعتمادا على المصادر.

توسيط مفسدين

[توسيط مفسدين] وفيه وسّط / 326 أ / ثلاثة عشر نفرا من المفسدين بعدّة أماكن (¬1). [العثور على خبيئة من الذهب] وفيه وجد بعض جلبان خبيئة، فوشي به إلى السلطان، فأخذها منه، وهي مبلغا جيدا (¬2) من الذهب (¬3). [البدء بعمارة السبيل بطريق الحجّارين] وفيه كان ابتداء عمارة السبيل وما بأحوازه بالجبل في طريق الحجّارين. وكان سبيلا حسنا نافعا، في محلّه (¬4). [وفاة الشريف بن مزهر] [3233]- وفيه مات الشرف بن مزهر (¬5)، يحيى بن أبي بكر (¬6)، ولد كاتب السرّ. وكان شابا (¬7)، فجهّز وأخرجت جنازته حافلة، وأسفت أمّه أخت النجم يحيى بن حجّي عليه أسفا شديدا، وأقيمت المآتم بتربة أبيه. [التأليب على القاضي الحنفي عند السلطان] وفيه ثار إنسان يقال له يوسف الأدهميّ، وآخر من نواب الحكم الحنفية يقال له العماد النابلسيّ، فألّبا على القاضي الحنفيّ، ورفعا للسلطان عنه أشياء، وجرت عليه أمور وأنكاد. ثم آل أمره إلى السكون (¬8). ¬

(¬1) خبر التوسيط لم أجده في المصادر. (¬2) الصواب: «وهي مبلغ جيد». (¬3) خبر الخبيئة لم أجده في المصادر. (¬4) خبر البدء بالعمارة لم أجده في المصادر. (¬5) انظر عن (الشرف بن مزهر) في: الضوء اللامع 10/ 223، 224 رقم 959. (¬6) اسمه بالكامل: يحيى بن أبي بكر بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الخالق بن عثمان النجم بن الزيني بن مزهر، سبط البهاء بن حجّي، أمّه زبيدة. (¬7) مات عن اثنتي عشرة سنة. (¬8) خبر التأليب في: وجيز الكلام 3/ 938، وفيه قال السخاوي: قام على الحنفي بعض نوابه، واستعان بغيره ممن لم يكن بعضهم في كائنة إلا وقفت، ونسبوه إلى التقصير في أوقاف الحرمين والصدقات، ومنعه الصرف لكثيرين، بل ونسب إلى الرشا وقبول الهدية والضيافة، فأمر بمجيئه لرأس نوبة النوب مرة بعد أخرى، فكان فيهما، بل وفي مجلس السلطان ما لم أرتضه لواحد من الفريقين، فنقص واحد قد يجر لغيره، سيما ولا ينتج غير يسير من حكام الدنيا، دون مصلحة عامة.

أسر الفرنج لصاحب غرناطة

[أسر الفرنج لصاحب غرناطة] وفيه كان أسر الفرنج لصاحب غرناطة ملك المسلمين أبا (¬1) عبد الله، محمد بن السلطان أبي الحسن علي، بعد كائنة استشهد فيها جماعة من المسلمين. وعاد أبو الحسن من مالقة فملك غرناطة (¬2) وكان ولده الذي أسر قد أخرجه (¬3) منها وملك عنه (¬4). [وقوع الحصى مع المطر] وفيه أرعدت السماء وأبرقت، وأظلم الجوّ، وثارت ريح مزعجة، وأمطرت حصى (¬5). [ربيع الأول] [محاسبة القاضي الحنفي] وفي ربيع الأول عمل حساب القاضي الحنفي الغزّي بدار برسباي قرا رأس نوبة النوب وقاسى فيه من البهدلة والأنكاد، وإساءة (¬6) البعض عليه أشياء لا يعبّر عنها (¬7). [انخفاض الأسعار] وفيه انحطّت الأسعار شيئا (¬8) بالنسبة لما كانت (¬9). [وفاة محمد القرومي] [3234]- وفيه مات محمد القروميّ (¬10)، دوادار قانصوه اليحياويّ نائب الشام. وكان أصله من الفلاّحين، وقرأ شيئا (¬11) من السبع، وشيئا (¬12) من الفقه. ¬

(¬1) الصواب: «أبي». (¬2) في المخطوط: «غير طانة». (¬3) في المخطوط: «أخرجته». (¬4) خبر أسر الفرنج لم أجده في المصادر. (¬5) خبر وقوع الحصى لم أجده في المصادر. (¬6) في المخطوط: «واسات». (¬7) خبر المحاسبة في: وجيز الكلام 3/ 938، 939، وبدائع الزهور 3/ 200. (¬8) في المخطوط: «شيا». (¬9) خبر انخفاض الأسعار لم أجده في المصادر. (¬10) انظر عن (محمد القرومي) في: مفاكهة الخلان 1/ 60، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬11) في المخطوط: «شيا». (¬12) في المخطوط: «وشيا».

انتشار الأمراض الحارة

ومولده سنة 842 (¬1). [انتشار الأمراض الحارّة] وفيه هاج بالناس خلط دمويّ وأمراض حارّة، واستمرّ زمنا، ومات به جماعة حتى سمّاه بعضهم: «الفصل الصغير» (¬2). [وفاة فرج بن تنم] [3235]- وفيه مات فرج بن تنم (¬3) من عبد الرزاق، نائب الشام والده كان. وكان شابا (¬4) فطنا، ذكيّا. وأمّه دولات / 326 ب / قريبة الظاهر جقمق زوجة أزبك رأس نوبة نوب عصرنا، وأسفت عليه، وأخرجت جنازته حافلة. [قراءة المولد النبوي] وفيه عمل المولد النبويّ (¬5)، على صاحبه أفضل الصلاة والسلام (¬6)، بالقلعة بين يدي السلطان على العادة (¬7). وقام كاتب السرّ في أثناء ذلك المجلس وتكلّم بأشياء كثيرة عن لسان السلطان، وأنه اشترى أملاكا ورباعا ورزقا بنحو المايتي ألف دينار وجعلها وقفا مبتدئا على المدينة المشرّفة لأنواع برّ ووجوه خير، وأخذ في تفصيلها حتى انتهى. وقد بيّناها في تاريخنا «الروض الباسم» (¬8). وذكر أنّ السلطان أبطل جميع المكوس التي بالمدينة الشريفة، وعوّض صاحب المدينة عن ذلك ألف إردبّ من القمح (¬9). ¬

(¬1) وقال ابن طولون: وهو الذي عمّر الخزائن للمؤذنين بالجوامع، وخصوصا الجامع الأمويّ، وكانت وفاته بمصر. (¬2) خبر انتشار المرض في: بدائع الزهور 3/ 200. (¬3) انظر عن (فرج بن تنم) في: الضوء اللامع 6/ 168 رقم 563، وبدائع الزهور 3/ 200. (¬4) مات وعمره ثلاث وعشرون سنة. (¬5) في المخطوط: «للنبوي». (¬6) في المخطوط: «والسلم». (¬7) وقال ابن إياس: «وكان السلطان شرع في عمل خيمة كبيرة مدوّرة برسم المولد الشريف وقيل إن مصروفها ثلاثة وثلاثون ألف دينار، فنصبها في ذلك اليوم بالحوش». (بدائع الزهور 3/ 200). (¬8) في القسم الضائع منه. (¬9) وقال السخاوي: «وفي ربيع الأول، في ليلة المولد بالقلعة أشهد عليه السلطان بما حبّسه على المدينة النبويّة =

وفاة النجم بن حجي

[وفاة النجم بن حجّي] [3236]- وفيه مات العلاّمة النجم بن حجّي (¬1)، يحيى بن محمد بن أحمد بن حجّي بن موسى بن أحمد الحسبانيّ الأصل (¬2)، الدمشقي، القاهري، الشافعيّ. وكان عالما فاضلا، أخذ عن جماعة وبرع ونبغ، وعدّ في عداد العلماء. وسمع على جماعة، وولي الوظائف السنيّة فيها: نظر الجيش بمصر. وكان رئيسا حشما. ومولده سنة 8 (¬3). [هدية ملك نابولي للسلطان] وفيه صعد قاصد ملك نابل الفرنجيّ إلى القلعة بهدية من مرسله ومكاتبة للسلطان، وصعد معه محمد بن محفوظ المغربيّ (¬4)، وكان قد حضر معه ونزل إلى مشهد حفل (¬5). [لبس السلطان الأبيض] وفيه، في آخر يوم من برموده (¬6)، لبس السلطان الأبيض، وذلك قبل أوانه المستجدّ بزيادة على العشرة أيام (¬7). ¬

= وأهلها والوافدين إليها مما يحمل منه إليها أزيد من سبعة آلاف إردب قمح، ليفرّق على كبيرهم وصغيرهم، غنيّهم وفقيرهم، حرّهم وعبدهم، ذكرهم وأنثاهم، بالتسوية بينهم، خمسة أمداد كل شهر، ويعمل منه دشيشة في كل يوم للغرباء ونحوهم غير المتأهّلين، مع قرصين، ورسم بإبطال المكوس التي بها في الخضر ونحوها، كالحدائق والبساتين، وتعويض أميرها عنه». (وجيز الكلام 3/ 938، 939). (¬1) انظر عن (ابن حجّي) في: وجيز الكلام 3/ 944 رقم 2122، والضوء اللامع 10/ 252 - 254 رقم 1030، وحوادث الزمان 1/ 283 رقم 355، وبدائع الزهور 3/ 200، 201، ومفاكهة الخلان 1/ 60. (¬2) هكذا في المخطوط، ومثله في بدائع الزهور. أما في الضوء اللامع، فهو: يحيى بن محمد بن عمر بن حجي بن موسى بن أحمد بن سعد بن غشيم بن غزوان بن علي بن مشرّف بن مزكي. (¬3) هكذا في المخطوط. وفي الضوء 10/ 252 ولد في يوم الجمعة سابع شوال سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة، ووهم ابن عذبية فقال في ترجمة جدّه سنة سبع. (¬4) في المخطوط: «المغري». وما أثبتناه ترجيحا إذ لم نجده في المصادر. (¬5) خبر الهدية في: وجيز الكلام 3/ 939، 940 وفيه قال السخاوي: «وفيه طلعت هدية الفرنج صاحب نابل، وأبو المقيم بالقاهرة، وتشتمل على زردخانة ودكة يعلوها طير من أعاجيب الصور، وغير ذلك، مع نحو عشرين من أسارى المسلمين، سوى ما كان معها لولده، فأرسل السلطان بالدكة للأتابك، نزل القاصد لمحلّ سكنه في ركبة عظيمة. وكان حين وصوله للساحل أطلق أهل مركبه مدفع نفط على العادة، فجفل من ذلك ثور كان بمركب للمسلمين، فانقلب بما فيه، ومات منه واحد أو أكثر، ثم اجتاز بعضهم بجامع الأزهر، وصحبته بتاتي خمر، فغار بعض أهله، وتبعه من العبيد والعامّة من شاء الله فأريقت، فكان فيه نوع ذلّ وجبر ما. ولله الحمد». (¬6) برمودة: هو الشهر الثامن في السنة القبطية. (¬7) خبر لبس السلطان في: بدائع الزهور 3/ 201.

توبيخ المحتسب

[توبيخ المحتسب] وفيه اعترض جماعة من العامّة الأتابك أزبك وهو صاعدا (¬1) إلى القلعة لشهود صلاة الجمعة مع السلطان، فشكوا إليه من صغر قطع الخبز، وأنّ زنة الرغيف أربع أواق، مع قلّة وجوده بالحوانيت. فلما أخبر (¬2) السلطان بذلك أحضر المحتسب لبين يديه وشهّره ووبّخه، وأمره بجمع الطحّانين، وعمل المصالح، فحصل بعض رفق (¬3). [الاهتمام بعمارة المجراة بالقدس] وفيه وصل الخبر من القدس من قانصوه اليحياويّ بأنه اهتمّ لعمارة المجراة اهتماما بالعادة، وكان فيها / 327 أ / من الصنّاع زيادة على ثلاثمائة، وانتهت ووصلت إلى القدس، وحصل بها النفع. وكان المصروف عليها مالا طائلا (¬4). [الإشاعات عن ملك الروم وملك العراقين وصاحب الأبلستين] وفيه كثرت الأراجيف بأشياء عن ابن (¬5) عثمان ملك الروم، ويعقوب شاه بن حسن بن قرايلك ملك العراقين وأذربيجان، وعلاء الدولة بن دلغادر صاحب الأبلستين (¬6). [ربيع الآخر] [البحث في قضية أوقاف الحرمين] وفي ربيع الآخر حين صعد القضاة للقلعة حكّم قاضي القضاة الشافعية السلطان في قضية أوقاف الحرمين المؤجّرة على الأستادار، فلم يجبه بما فيه طائل. ¬

(¬1) الصواب: «وهو صاعد». (¬2) في المخطوط: «فلما أخر». (¬3) خبر توبيخ المحتسب لم أجده في المصادر. (¬4) خبر عمارة المجراة في: الأنس الجليل 2/ 457 وفيه: «وفيها ورد مرسوم شريف إلى الأمير قانصوه اليحياوي بعمارة قناة العروب، وعمارة بركة المرجيع، وجهّز له من الخزائن الشريفة خمسة آلاف دينار، ومنها نفقة الأمير قانصوه ألف دينار، وأربعة آلاف دينار للعمارة، فتوجّه في عاشر صفر للعمارة وصحبته مئتا فاعل، ونصب مخيّمه وشرع في العمارة إلى أن أكملها، وتوجّه إليه أعيان بيت المقدس وأكابرها، وكل من توجّه إليه يصحب معه شيئا من أنواع المأكول كالعسل والسمن والغنم وغير ذلك». ثم قال (2/ 458): «وفيها في عشرين من شهر رجب دخلت عين العروب إلى القدس الشريف، وخلع الأمير قانصوه اليحياوي على المعلّمين، وزيّنت المدينة ثلاثة أيام، وكتب الأمير قانصوه محاضر وعليها خطوط العلماء والأعيان، لتعرض على المسامع الشريفة، وجهّزها على يد ولده الشهابي أحمد ودواداره، وكانت مدّة عمارتها خمسة أشهر وخمسة عشر يوما، وقد أنفق السلطان في عمارتها مبلغا كبيرا». والخبر باختصار في: بدائع الزهور 3/ 201. (¬5) في المخطوط: «بن». (¬6) خبر الإشاعات لم أجده في المصادر.

نيابة دمياط

والآن إن هذا خامس سؤال سأله الشافعي للسلطان في ذلك وهو لا يلبّي دعوته ولا يكشف ظلامته (¬1)، ولله الأمر. [نيابة دمياط] وفيه قرّر شاد بك المحمدي الظاهريّ، المعروف بالأشقر، أحد العشرات (¬2) في نيابة دمياط (¬3). [وصول قاضي الحنابلة من دمشق] وفيه وصل من دمشق قاضي الحنابلة بها وفيه ابن (¬4) مفلح مطلوبا بمرافقة بعض الشاميين فيه، وجرت عليه أنكاد، وأغرم مالا، وعاد لدمشق بعد ذلك (¬5). [وفاة الشمس بن السّقّا] [3237]- وفيه مات الشمس بن السّقّا (¬6)، محمد بن أبي بكر. [وفاة الديري القاهري] [3238]- وفيه (مات) (¬7) الديري (¬8)، القاهريّ، الحنفيّ، أحد نواب الحكم، وأحد صوفية الخانقاه الشيخونية. وكان عالما، فاضلا. ¬

(¬1) خبر البحث في الأوقاف لم أجده في المصادر. (¬2) في المخطوط: «العشراة». (¬3) خبر نيابة دمياط في: بدائع الزهور 3/ 201. (¬4) في المخطوط: «بن». (¬5) خبر وصول القاضي في: مفاكهة الخلان 1/ 60 وفيه أن المرسوم ورد بطلب ابن مفلح، وأقضى القضاة ناصر الدين ابن زريق الحنبليين بسبب شكوى أهل مدرسة أبي عمر الذين ضربوا بالمقارع. هذا، وقد ذكر ابن طولون حادثة مدرسة أبي عمر في حوادث سنة 887 هـ‍. في شهر رمضان، فقال: «وفي يوم الأربعاء رابع عشريه مسك نائب الشام جماعة من مدرسة أبي عمر التي بصالحية دمشق وضربهم بالمقارع وأشهرهم في جنازير، وذلك بعد أن كبس المدرسة فهربوا منه للجبل، فمسك منهم بعض أنفس، ثم وضع الجميع في الحبس، وسبب ذلك أنّ صبيّا يقال له ابن موسك، ختم في جامع الحنابلة الذي في الصالحية، فلما فرغ الصبيّ من الختم، قامت العامّة على عادتهم يخطفون الشمع، فقام شخص من المدارسة ليضرب، فجاء الضرب على القناديل فكسرهم، فانكبّ الزيت على خلعة الصبيّ، فشكوا للنائب، فحصل من قال للنائب، وهو القاضي نجم الدين بن مفلح: هؤلاء من المدارسة مناحيس، فوقع ما تقدّم، ولا حول ولا قوّة إلا بالله». (مفاكهة الخلان 1/ 57). (¬6) لم أجد لابن السقّاء ترجمة في المصادر. (¬7) كتبت فوق السطر. (¬8) لم يذكر المؤلّف - رحمه الله - اسم صاحب الترجمة. ولم ينقله ابن إياس في بدائع الزهور.

الفتنة بين المماليك

سمع على جماعة، وناب في القضاء. وكان عديم التكلّف في شؤونه (¬1). ومولده سنة 828. [الفتنة بين المماليك] وفيه ثارت فتنة من مماليك آقبردي (¬2) الدوادار، وبين مماليك الأمير (أمير) (¬3) مجلس قريبي السلطان، تضاربوا فيها بالرميلة حتى شجّت روس (¬4) بمن شهر والسلاح على بعضهم البعض، وثار جماعة من الجلبان حلفاء لمماليك آقبردي حتى تدورك الحال فسكن (¬5). [إحصاء كتب النجم بن حجّي] وفيه ضبط (¬6) كتب النجم بن حجّي، فكان (¬7) زيادة على الثلاث (¬8) آلاف مجلّدة، وهذا من النوادر (¬9). [إمرة الحاج] [وفيه] (¬10) قرّر أزدمر تمساح في إمرة الحاج بالمحمل. وقرّر أزدمر الأشقر أحد العشرات في إمرة الركب الأول (¬11). [سفر آقبردي الدوادار إلى الوجه القبلي] وفيه خرج آقبردي الدوادار / 327 ب / مسافرا لجهة الوجه القبلي ومعه دوادار ابن (¬12) عمر أمير عربان هوّارة، (وقد) (¬13) أعاده إلى الإمرة، وصرف محمد بن يونس ولد عمّه (¬14). [إمرة الجند بمكة] وفيه عيّن شاد بك أمير اخور أميرا على الجند بمكة المشرّفة، وعيّن معه خمسون نفرا (¬15). ¬

(¬1) في المخطوط: «شونه». (¬2) في المخطوط: «آقبري» بسقوط الدال. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) كذا. (¬5) خبر الفتنة في: وجيز الكلام 3/ 940، وبدائع الزهور 3/ 201. (¬6) الصواب: «ضبطت». (¬7) الصواب: «فكانت». (¬8) الصواب: «على الثلاثة». (¬9) خبر إحصاء الكتب ذكره ابن إياس في ترجمة ابن حجي (البدائع 3/ 201). (¬10) في المخطوط بياض. (¬11) خبر إمرة الحاج في: بدائع الزهور 3/ 201. (¬12) في المخطوط: «بن». (¬13) تكرّرت في المخطوط. (¬14) خبر سفر آقبردي في: بدائع الزهور 3/ 201. (¬15) خبر إمرة الجند لم أجده في المصادر.

جمادى الأول

[جمادى الأول] [وفاة الولي بن أبي الوفا] [3239]- وفي جماد الأول السيد الولي المجذومي بأخرة، أبو الفضل، محمد بن أبي الوفاء (¬1). وكان من بيت كبير في الولاية، وله شهرة وذكر. ترك ما كان من أمور الدنيا بأخرة، وحصل له حال حتى بغته الأجل. [زلزلة القاهرة] وفيه زلزلت القاهرة بعد العشاء الآخرة زلزلة محسوسة لكن لطيفة لم تدم (¬2). [احتراق دار برسباي] وفيه كانت (¬3) حرق دار برسباي قرا رأس نوبة النوب وما بأحوازها من المدرسة المقابلة للأبي بكرية، وما تجاه داره من الربع، ونهب المدرسة الفخرية والديار التي بتلك الحارة، وثوران جلبان السلطان لذلك، وكانت كائنة فظيعة شنيعة كادت أن تعمّ البلد، وجرت فيها أمور ذكرناها برمّتها في تاريخنا الكبير «الروض الباسم» (¬4). ¬

(¬1) انظر عن (ابن أبي الوفاء) في: وجيز الكلام 3/ 946 رقم 2129، والضوء اللامع 9/ 90 رقم 252، وبدائع الزهور 3/ 201. (¬2) خبر الزلزلة في: بدائع الزهور 3/ 201، ولم يذكرها السيوطي في: كشف الصلصلة. (¬3) الصواب: «وفيه كان». (¬4) في القسم الضائع منه. وخبر الحريق في: وجيز الكلام 3/ 940، 941، وبدائع الزهور 3/ 202، وفيه تفصيل أكثر، لعلّه ينقله عن «الروض الباسم» في القسم المفقود، فيقول: «ومن الحوادث في جمادى الأولى أن في يوم الثلاثاء عاشره، ثار جماعة من المماليك الجلبان، وتوجّهوا إلى دار برسباي قرا ونهبوا كلما فيها وأحرقوها عن آخرها، ونهبوا الربوع التي بجوارها وأحرقوها، حتى نهبوا بسط المدرسة الأبو بكرية والفخرية، حتى أخذوا القناديل التي بهما، وكانت مصيبة شنيعة، وهي أول فتك الجلبان بالقاهرة واستخفافهم بالسلطان، واستمرّت الفتن من يومئذ تتزايد حتى كان منهم ما سنذكره في موضعه. وكان سبب كاينة برسباي قرا أن شخصا من المماليك الجلبان دخل إلى سوق الشرب ليشتري ثوب بعلبكي (كذا) من بعض التجار، فتعترس عليه وضربه ضربا مبرحا، وأخذ منه الثوب البعلبكي غصبا، فشكاه التاجر من باب برسباي قرا، وكان يومئذ رأس نوبة النوب، فطلب ذلك المملوك، فلما حضر قامت عليه البيّنة بما فعله في سوق الشرب، فأدّبه برسباي قرا وضربه بين يديه، فلما بلغ خشداشينه ذلك ثاروا على برسباي قرا وفعلوا به ما فعلوا وراموا يحرقوا سوق الشرب، حتى أخلوا منه التجار قاطبة وكادت أن تكون فتنة كبيرة تعمّ البلد، ثم إن الأتابكي أزبك مشى بين المماليك الجلبان وبين برسباي قرا بالصلح، وسكن الحال قليلا».

قاعدة النيل

[قاعدة النيل] وفيه جاءت قاعدة النيل ستة أذرع وأربعة أصابع (¬1). [وفاة الشمس بن المرخم] [3240]- وفيه مات الشمس بن المرخّم (¬2)، محمد بن علي بن (¬3) القاهريّ، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، أخذ عن جماعة وسمع على جماعة، وكان مثريا. وأخرجت جنازته حافلة. ومولده سنة ثمان وثمانماية. [إقفال أسواق القاهرة] وفيه كانت غلبة أسواق القاهرة مقفلة متعطّلة في فتنة حرق دار برسباي قرا (¬4). [وصول تقدمة نائب الشام] وفيه وصلت تقدمة من نائب الشام وثمانماية من الإبل فرق غالبها على أمرائه (¬5). [خروج تغري بردي إلى الشرقية] وفيه خرج تغري بردي الأستادار إلى جهة الشرقية، زعم أنه لعمل المصالح واستخراج أموال الديوان المفرد (¬6). [الصلح بين الجلبان والأمراء] وفيه كان الصلح بين الجلبان والأتابك أزبك، وبرسباي قرا، وحلف الجلبان / 328 أ / على أن يمشوا الطريق الحميدة، ونحوا من ذلك (¬7). ¬

(¬1) خبر قاعدة النيل في: بدائع الزهور 3/ 201. (¬2) انظر عن (ابن المرخّم) في: الضوء اللامع 8/ 205 - 207 رقم 539. (¬3) في المخطوط بياض مقدار كلمة. واسمه بالكامل: محمد بن علي بن محمد بن قاسم الشمس القاهري، البهائي، الشافعي، ويعرف بابن المرخّم حرفة أبيه. (¬4) خبر إقفال الأسواق في: بدائع الزهور 3/ 202. (¬5) خبر وصول التقدمة لم أجده في المصادر. (¬6) خبر تغري بردي لم أجده في المصادر. (¬7) خبر الصلح في: بدائع الزهور 3/ 202.

جمادى الآخر

[جمادى الآخر] [حصار ملطية] وفي جماد الآخر أشيع بأنّ علاء الدولة بن دلغادر على حصار ملطية بل وغيرها من البلاد، وأنه في جموع موفورة (¬1). [إطلاق جلبان قبض عليهم] وفيه أصعد إلى بين يدي السلطان جماعة نحوا (¬2) من أربعين (¬3) نفرا اتّهموا بالنهب في فتنة الجلبان في كائنة برسباي قرا، وحرق داره، فأمر السلطان بإطلاقهم (¬4). [إعدام أحد المشايخ من نواحي صفد] وفيه خوزق إنسان من مشايخ نواحي صفد بالمقشّرة في الملأ العام من الناس، وكان له شناعة مهولة (¬5). [إقرار عسّاف أميرا على آل فضل] وفيه وصل إلى القاهرة عسّاف ابن (¬6) عمّ سيف أمير آل فضل، وهو قاتل سيف (¬7)، فأنزله السلطان وأكرمه، ثم قرّره في الإمرة، وعاد لبلاده بعد ذلك (¬8). [وفاة قانباي الفلاح] [3241]- وفيه مات قانباي الفلاح (¬9) من يلباي الأشرفيّ، أحد العشرات. وكان إنسانا حسنا خيّرا، ديّنا، ساكنا، رأسا في الرمح. وهو من موالي الأشرف برسباي. [المناقشة بين كاتب السر وناظر الخاص] وفيه وقع بين الزين بن مزهر كاتب السرّ، وبين العلاء بن الصابوني ناظر الخاص ¬

(¬1) خبر حصار ملطية في: بدائع الزهور 3/ 202. (¬2) الصواب: «نحو». (¬3) كتبت محيّرة بين: أربعين وخمسين، والأول أرجح. (¬4) خبر إطلاق جلبان لم أجده في المصادر. (¬5) خبر الإعدام لم أجده في المصادر. (¬6) في المخطوط: «بن». (¬7) تقدّم مقتل سيف في السنة السابقة 887 هـ‍. برقم (3202). (¬8) خبر إقرار عساف لم أجده في المصادر. (¬9) انظر عن (قانباي الفلاح) في: بدائع الزهور 3/ 202، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع.

وفاة مغلباي الفقيه

مناقشة آل الأمر بينهما فيها إلى حمل كلّ منهما مبلغا (¬1) للسلطان (¬2). [وفاة مغلباي الفقيه] [3242]- وفيه مات مغلباي الفقيه (¬3)، الناصريّ، العزيزيّ، أحد العشرات. وكان شجاعا، مقداما، خيّرا، ديّنا. وهو في الأصل من مماليك محمد بن الأشرف برسباي، وملكه العزيز يوسف بن الأشرف المذكور بعده. وكان يستحضر بعض مسائل فقهية. [الحفر في قصر الشمع بحثا عن كنز] وفيه ذكر للسلطان (¬4) أنّ يقصر الشمس كنيسة بها تطلّب أو كنز فيه مال كثير، فبعث بالعمال فحفروا حتى بلغوا عمودا وأشياء أخر، وما قدروا على شيء (¬5). [عودة تمراز من سفرته] وفيه عاد تمراز أمير سلاح من سفرته من البحيرة بعد أن عمل مصالحها (¬6). [عرض الجند للتجريدة] وفيه عرض السلطان الجند بين يديه، وعيّن منهم جماعة للتجريدة من سائر طوائف الجند (¬7). [وصول قاصد صاحب العراقين] / 328 ب / وفيه وصل قاصد يعقوب شاه بن حسن الطويل صاحب العراقين وأذربيجان، واسمه و (. . .) (¬8) وهو إنسان حسن. فأنزل بدار هيّئها (¬9) له كاتب السرّ، ثم صعد إلى بين يدي السلطان بهدية وبمكاتبة مرسله بإظهار التودّد والاعتذار، فقبل السلطان ¬

(¬1) الصواب: «مبلغ». (¬2) خبر المناقشة لم أجده في المصادر. (¬3) انظر عن (مغلباي الفقيه) في: بدائع الزهور 3/ 202، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬4) في المخطوط: «السلطان». (¬5) خبر الحفر لم أجده في المصادر. (¬6) خبر عودة تمراز لم أجده في المصادر. (¬7) خبر عرض الجند في: بدائع الزهور 3/ 202. (¬8) الاسم ممسوح في المخطوط. (¬9) الصواب: «هيّأها».

كائنة تكفير ابن عربي

ذلك. ودام القاصد بالقاهرة ومعه نحوا (¬1) من خمسين نفرا، وأكرم وأحسن إليه حتى عاد لمرسله بعد ذلك (¬2). [كائنة تكفير ابن عربي] وفيه كائنة الشمس الحلقي (¬3) ضبط عنه أنه قال عن ابن عربيّ أنه كافر، وكفره أشدّ من كفر اليهود والنصارى وعبدة الأوثان، وأنّ كتبه يجب حرقها، وأنّ كلّمن (¬4) اعتقد إسلامه فهو كافر، فقال بعض من حضر: كيف تحرق وفيها كلام الله؟ فقال: ولو كان. وادّعى عليه ذلك كلّه، فبادر بالترامي على كاتب السرّ، فأحضره عنده وعزّره وحقن دمه، وحكم بإسلامه، وجرت عليه أشياء لا خير فيها. وقد ذكرنا أصل هذه الحادثة بتاريخنا «الروض الباسم» (¬5) برمّتها (¬6). [وفاة قانصوه المداقف] [3243]- وفيه مات قانصوه المداقف (¬7) المحمدي، الظاهريّ، أحد العشرات. ¬

(¬1) الصواب: «ومعه نحو». (¬2) خبر وصول القاصد في: وجيز الكلام 3/ 941. (¬3) هكذا في المخطوط. وفي بدائع الزهور 3/ 203 «الحليبي». (¬4) هكذا في المخطوط. (¬5) في القسم الضائع منه. (¬6) كائنة تكفير ابن عربي في: وجيز الكلام 3/ 941 وفيه قال السخاوي: وفيه كانت حادثة أثارها الحليبي وأضرابه، كان الوقت في غنية عنها، سيما مع عدم الدربة والسياسة، بحيث أهين، ولولا كاتب السرّ، لكان ما لا خير فيه، وما وجدت المحلّ قابلا فسكت، ولكن لخّصت في المسألة كرّاسا مفيدا جدّا، كتبه عني جماعة من الأعيان سوى مؤلّفي الحافل فيها، المسمّى: «القول المنبي عن ترجمة ابن عربي». وقال ابن إياس - ولعلّه ينقل عن «الروض الباسم» للمؤلّف - رحمه الله -: «وفيه حصر شمس الدين الحليبي تركة يحيى بن حجّي، فرأى بين كتبه كتاب «الفصوص» لابن عربي، فقال: هذا الكتاب ينبغي أن يحرق، وإن ابن عربي كان كافرا أشدّ من كفر اليهود والنصارى وعبدة الأوثان، فقال له بعض الحاضرين: كيف تحرق كتاب «الفصوص» وفيه آيات من كلام الله تعالى؟ فقال: ولو كان، فمسكوا عليه ذلك وأرادوا تكفيره، فبادر وترامى على كاتب السر ابن مزهر، فقام معه وآل أمره إلى أن عزّره وكشفوا رأسه، ثم حكم بإسلامه وحقن دمه، وقد قامت عليه الدائرة بسبب ذلك، وفيه يقول أبو النجا القمني: أقعدت يا حليبي بالصفع في قفاكا لما ادّعيت جهلا حرق الفصوص يا كافر وما خلصت حتى أقمت شاهداكا (¬7) انظر عن (قانصوه المداقف) في: بدائع الزهور 3/ 203.

خروج الأمراء لقتال ابن دلغادر

وكان عنده شجاعة وتعصّب ومعرفة بالتقاف (¬1). وهو من موالي الظاهر جقمق. أظنّه بلغ الستين. [خروج الأمراء لقتال ابن دلغادر] وفيه خرج الأمر إلى نواب البلاد الشمالية بأن يتجهّزوا بعساكرهم، ويجمعوا العربان، والتركمان، والأكراد، والعشران، وسائر طوائف العسكر، ويخرجوا لقتال علاي (¬2) الدولة بن دلغادر، وأنّ العساكر المصرية ستصل إليهم عن قرب (¬3). [تفرقة النفقة في الجند] وفيه فرّقت النفقة خاصّة زيادة على السبعين ألف دينار (¬4). [سجن فقير صالح يأمر بالمعروف] وفيه قبض على إنسان من الفقراء، بل وأهل الصلاح، أنطقه (الله تعالى) (¬5) بالحق والأمر بالمعروف، وذكر معايب الظلمة ومظالمتهم (¬6)، وأخبر (¬7) بما هم فيه، حتى يذكر (¬8) السلطان باسمه، / 329 أ / فضلا عن غيره. فأمر تمراز أمير سلاح بحمله إلى القاضي المالكي. ووقع له أشياء آل أمره فيها إلى سجنه بالمقشّرة ظلما وعدوانا. وكان سجن قبلها غير ما مرة. وكلّما أحنق تمادى على ما هو عليه (¬9). [اتهام امرأة زوجها بتزييف الدراهم] وفيه رافعت امرأة زوجها، ونسبته إلى عمل الدرهم الزيوف، فصودر على ألف دينار (¬10). [تمادي أذى الجلبان] وفيه كثر أذى الجلبان وتمادوا على ما هم فيه، وصاروا يأخذوا (¬11) ما يحتاجون إليه من آلات سفرهم من التجّار بأبخس الأثمان، ونال الناس منهم الضرر البالغ والمشاقّ. ولله الأمر. (¬12) ¬

(¬1) هكذا في المخطوط. وفي البدائع: «الدقاف». (¬2) في البدائع: «علي دولات». (¬3) خبر خروج الأمراء في: وجيز الكلام 3/ 941، وبدائع الزهور 3/ 203، ومفاكهة الخلان 1/ 61. (¬4) خبر تفرقة النفقة لم أجده في المصادر. (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) هكذا. والصواب: «ومظالمهم». (¬7) في المخطوط: «وأخر». (¬8) في المخطوط: «حتى تذكر». (¬9) خبر سجن الفقير لم أجده في المصادر. (¬10) خبر اتهام المرأة لم أجده في المصادر. (¬11) الصواب: «يأخذون». (¬12) خبر تمادي الأذى لم أجده في المصادر.

رجب

[رجب] [كسر النيل] وفي رجب ثامن عشر مسرى، كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل الأتابك أزبك لذلك على العادة (¬1). [خروج العسكر لقتال ابن دلغادر] وفيه خرج العسكر المعيّن لعلاي الدولة، وتقدّمهم أزدمر نائب حلب أمير مجلس، ومعه من الأمراء تغري بردي ططر حاجب الحجّاب، ومن الطبلخاناة: قانبك جشحة الرأس نوبة الثاني، ومن العشرات جماعة، منهم: تنبك الإينالي الحاجب الثاني، وسودون الصغير العلائي، وبرد بك المحمدي الخازندار، ونانق وآخرين (¬2)، ومن الجند جماعة تزيد على الخمسماية (¬3). [وفاة برد بك الطويل] [3244]- وفيه مات برد بك الطويل (¬4)، المحمدي، الأشرفيّ، أحد العشرات، وشادّ الأوقاف الأشرفية برسباي. وهو في عشر التسعين. [شادّية أوقاف الأشرف] وقرّر بعده في شادية أوقاف الأشرف المذكور فيما بعده، خال آقبردي (¬5) الدوادار (¬6). [وصول خبر وفاة ناظر جدّة] [3245]- وفيه وصل الخبر من مكة المشرّفة بموت محمد بن عبد الرحمن (¬7)، ناظر جدّة. ¬

(¬1) خبر النيل في: بدائع الزهور 3/ 203. (¬2) الصواب: «وآخرون». (¬3) خبر خروج العسكر في: وجيز الكلام 3/ 941، وحوادث الزمان 1/ 287، وبدائع الزهور 3/ 203، ومفاكهة الخلان 1/ 61. (¬4) انظر عن (برد بك الطويل) في: بدائع الزهور 3/ 203، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬5) في المخطوط: «أقبرى». بسقوط الدال. (¬6) خبر شادّية الأوقاف لم أجده في المصادر. (¬7) انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في: بدائع الزهور 3/ 203.

الشكوى على نقيب الشافعي وأمين حكمه

[الشكوى على نقيب الشافعي وأمين حكمه] وفيه شكي نقيب الشافعيّ العلاء الحنفيّ، وأمين حكمه عبيد الطائي للسلطان، فبعث بهما إلى القاضي الحنفيّ يرى في أمر شاكيهما، وكان هذا من فاتحة الأنكاد عليهما (¬1). [وفاة جرباش قرا] [3246]- وفيه مات (¬2) جرباش قرا اليوسفي (¬3)، الظاهريّ. أحد العشرات، ومعلّم الرمح، وكان رأسا فيه، وله شجاعة / 329 ب / وإقدام مع تديّن وبخل وشحّ. [إضافة السلطان قاصد الشرق] وفيه أضاف السلطان الشيخ علي الصديقي قاصد الشرق، وخلع عليه، وبعث إليه بنفقة وهدية، وأذن له بالسفر (¬4). [شعبان] [نصب مقصورة السلطان للحجرة النبوية] وفي شعبان نصبت المقصورة التي صنعها السلطان من الحديد لأجل حجرة النبيّ صلّى الله عليه وسلم بالحوش من القلعة، وكانت بديعة الصنعة، فرآها من حضر رأس الشهر من القضاة وغيرهم. وذكر أنّ زنتها (¬5) ثمانماية (¬6) قنطار من الحديد، وحملت إلى المدينة المشرّفة على سبعين جملا (¬7). [العثور على آلاف الدنانير] وفيه وجد برسباي قرا بداره حين هدمها للعمارة أنامحان (¬8) فيه دراهم تعدل سبعة آلاف دينار، ولم يعارضه السلطان فيها (¬9). ¬

(¬1) خبر الشكوى لم أجده في المصادر. (¬2) في المخطوط: «وفيه ومات». (¬3) لم أجد لجرباش قرا اليوسفي ترجمة في المصادر. (¬4) خبر إضافة السلطان لم أجده في المصادر. (¬5) في المخطوط: «زنهما». (¬6) في البدائع: أربعمائة». (¬7) خبر نصب المقصورة في: وجيز الكلام 3/ 939، وبدائع الزهور 3/ 203. (¬8) هكذا في المخطوط، ولعلّ الصحيح: «أنامجان» وهو وعاء من نحاس. (¬9) خبر العثور على الدنانير لم أجده في المصادر.

سفر تمراز للبحيرة

[سفر تمراز للبحيرة] وفيه سافر تمراز أمير سلاح للبحيرة (¬1). [وفاة المجد بن دمرداش] [3247]- ومات المحبّ (¬2) بن دمرداش، محمد الروميّ الأصل، القاهري، الحنفيّ، الواعظ. وكان واعظا حسن الوعظ، وله فيه يد. وجد قتيلا بداره (¬3). [عودة آقبردي من الوجه القبلي] وفيه عاد آقبردي الدوادار من سفرته إلى الوجه القبلي، وقد جرف منها الأموال جرفا، وفعل أفعالا غريبة نادرة (¬4). [وفاة جانم البهلوان] [3248]- وفيه مات جانم البهلوان (¬5) الظاهريّ، أحد العشرات. وكان [من] (¬6) موالي الظاهر جقمق، وتأمّر بعده، وكان رأسا في الصراع. مات بحلب. [عودة الأستادار] وفيه عاد الأستادار من سفره وخلع عليه (¬7). [وفاة صنطباي العلائي] [3249]- وفيه مات صنطباي العلائي (¬8)، الظاهريّ. ¬

(¬1) خبر سفر تمراز لم أجده في المصادر. (¬2) في المخطوط: «المجد»، والتصحيح من: الضوء اللامع 7/ 241، 242 رقم 591، ووجيز الكلام 3/ 945 رقم 125. (¬3) ولد في سنة ست وثلاثين وثمانمائة تقريبا. (¬4) خبر عودة آقبردي لم أجده في المصادر. (¬5) انظر عن (جانم البهلوان) في: بدائع الزهور 3/ 203، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬6) ساقطة من الأصل. (¬7) خبر الأستادار لم أجده في المصادر. (¬8) انظر عن (صنطباي العلائي) في: بدائع الزهور 3/ 204، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع.

قراءة المولد في ضريح عمر الكردي

أحد العشرات المعروف بأقجمي، بحلب. وكان إنسانا لا بأس به، من موالي الظاهر جقمق. وكان رأسا في الرمي بالنشّاب. [قراءة المولد في ضريح عمر الكردي] وفيه صنع قانصوه خمسماية أمير اخور كبير مولدا (¬1) بضريح سيدي عمر الكردي، وكان مشهودا (¬2). [رمضان] [رؤية المؤلّف للركابي اللاعب على الحصان] وفي رمضان رأيت ركابا (¬3) معه حصان أشار إليه فرقد على جنبه، فصعد الركاب على جنبه الآخر، / 330 أ / ووقف عليه، وصلّى ركعتين وهو لا يتحرّك، ثم أشار إليه فانقلب على جنبه الآخر، فرقد الركاب عليه، ولوى (¬4) عنقه، فجعل البدويّ رأسه على رأس الفرس وهي ملويّة إليه كالمخدّة له، ثم أقام الحصان وركبه، ورمى بنعليه من رجليه إلى الأرض، وأشار إلى الفرس فناولها له واحدة بعد أخرى بفمه، ثم رمى عصى (¬5) بيده فأخذها الفرس بفمه وناولها للركاب، إلى غير ذلك من أنداب عجب من حضر لها، ومن حسن هذا التعليم (¬6). [وفاة الشهاب بن الملطي] [3250]- وفيه مات فجأة الشهاب بن الملطيّ (¬7)، حاجب غزّة كان، أحمد بن جعفر الأموي، الغزّيّ. وكان قد حصل عنده جذب لكائنة اتفقت له واختلّ. وكان والده حاجبا بغزّة. ولبني الملطي هؤلاء (¬8) شهرة كبيرة بها. وتأمّر هو بغزّة، وأظنّه ولي الحجوبية أو تحدّث فيها. ومولده سنة 829. وأنا أعتقد صلاحه. ¬

(¬1) في المخطوط: «امير اخور كبير مركب مولدا». (¬2) في المخطوط: «مشهورا». وخبر المولد لم أجده في المصادر. (¬3) هكذا، والصواب: «ركابيا». (¬4) في المخطوط: «ولو». (¬5) الصواب: «عصا». (¬6) خرب رؤية المؤلّف انفرد به، ولم تذكره المصادر. (¬7) لم أحمد للشهاب بن الملطي ترجمة في المصادر. (¬8) في المخطوط: «هولاي».

وفاة دوادار السلطان

[وفاة دوادار السلطان] [3251]- وفيه مات بحلب دوادار السلطان بها، وأحد مقدّمي الألوف، دمرداش السيفي (¬1) تغري بردي السيفي كمشبغا، قريب السلطان. وكان أخا لأزدمر نائب حلب، وكانت السعادة قد بغتته بعد فقر وخمول، وزالت عنه سريعا. [خسوف القمر] وفيه خسف جرم القمر خسوفا تامّا، أظلم منه الجوّ، ودام نحوا من خمسين درجة (¬2). [تقدمة آقبردي للسلطان] وفيه بعث آقبردي الدوادار إلى السلطان بتقدمة حافلة كانت شيئا كثيرا (¬3). [قراءة البخاري بالقلعة] وفيه قريء «البخاريّ» بالقلعة، ووقع بين البدر بن الغرس، والصلاح الطرابلسيّ مقاولة بسبب الجلوس، وأعيب على الصلاح فيما صدر منه، وأسمع ما لا خير فيه (¬4). [وفاة صنطباي العلائي] [3252]- وفيه، أو في الذي [قبله] (¬5) مات صنطباي أقجي العلائي، الظاهريّ، أحد العشرات. وكان تمرّض بحلب، لأنه خرج في التجريدة. [شوال] [وفاة علي بن بهادر] [3253]- وفي شوال مات علي بن بهادر (¬6) اليشبكيّ، أحد أجناد الحلقة. / 330 ب / وكان حشما، عاقلا، عارفا، ساكنا. ومولده سنة 811. ¬

(¬1) لم أجد لدمرداش السيفي ترجمة في المصادر. (¬2) خبر خسوف القمر في: بدائع الزهور 3/ 204. (¬3) خبر تقدمة آقبردي لم أجده في المصادر. (¬4) خبر قراءة البخاري في: بدائع الزهور 3/ 204. (¬5) ساقطة من المخطوط، وما أثبتناه اعتمادا على تقدّم ترجمة صنطباي قبل قليل برقم (3249). (¬6) لم أجد لعلي بن بهادر ترجمة في المصادر.

شنق عبد فر من بلاد الروم

[شنق عبد فرّ من بلاد الروم] وفيه شنق عبد على باب دار سيّده بسويقة العزّي لكائنة اتفقت له بعد بيعه للأروام وفراره من بلاد الروم وقدومه مختفيا، وحضوره إلى دار سيّده بخفية للأذى (¬1). [عزل نائب الحكم المالكي] وفيه وقعت للولي النحريري أحد نواب الحكم المالكية كائنة رفع منها الأمر للسلطان فتغيّظ وأمر بعزله، واستمرّ إلى يومنا هذا (¬2). [سفر الحاج] وفيه خرج الحاج وسافر معهم شاد بك باش الجند، وحملوا معهم مصحفا معظّما كبيرا على جمل بمفرده جهّزه السلطان إلى المدينة المشرّفة، وكان من نوادر المصاحف ابتدأ بكتابه (¬3) شاهين النوري ومات قبل أن يكمله، فأكمله خطّاب الكاتب بأمر السلطان، وحملت المقصورة التي عملت للنبي صلى الله عليه وسلّم، وكانت هائلة نادرة (¬4). [إسلام نصرانيّ] وفيه أسلم إنسان نصرانيّ، وسمّي عليّا، وذكر أنّ له مدّة بالإسلام يختلج بباله (¬5). [وفاة قاسم البحري] [3254]- وفيه مات قاسم بن عبد الله البحري (¬6)، المقرئ الشافعيّ. وكان شجيّ الصوت، حسن النغمة (¬7). ومولده سنة ثلاث وثمانماية. [ازدياد أذى العبيد وشرورهم] وفيه في هذه الأيام زاد طغيان العبيد وشرورهم وأذاهم، وصدر عنهم ما لا يعبّر عنه من الفساد، وقتل بعضهم البعض، وانقسموا على ثلاثة فرق (لقّبوا أنفسهم) (¬8) بالمجاهدين وهم ¬

(¬1) خبر شنق العبد لم أجده في المصادر. (¬2) خبر عزل النائب لم أجده في المصادر. (¬3) الصواب: «ابتدأ بكتابته». (¬4) خبر سفر الحاج في: بدائع الزهور 3/ 204. (¬5) خبر إسلام النصراني لم أجده في المصادر. (¬6) لم أجد لقاسم بن عبد الله البحري ترجمة في المصادر. (¬7) في المخطوط: «النعمة» بالعين المهملة. (¬8) كتبت فوق السطر.

وفاة جلبان الأطروش

فرقة، والقرامشة وهم فرقة أخرى، وعريف وهم فرقة ثالثة. وكانت لهم أشياء مهولة تسلسلت إلى يومنا هذا، وسكنت قليلا بولاية مغلباي لولاية الشرطية في سنة 93 بعد أن فعل بهم أفعالا عجيبة، من تقطيع الآذان والآناف إلى ذلك من مثل مثّلوا بها (¬1). [وفاة جلبان الأطروش] [3255]- وفيه مات جلبان الأطروش (¬2) الخوارزميّ، الأحمدي، المؤيّدي، أحد الخمسات. وقد عجز وشاخ. [مهاجمة التركمان دوركي] وفيه ورد الخبر بأنّ طائفة من التركمان الرجّالة من بلاد ابن (¬3) عثمان اجتازوا بدوركي، فخرج نائبها إليهم ووقع بينهم قتال، وهجم التركمان على دوركي (¬4) فقتل منها أناس وحرق أناس (¬5). [ذو القعدة] [الوليمة للأيتام بزواج ابن الجيعان] وفي ذي قعدة جمع أبو البقاء بن الجيعان أيتام مكاتب القاهرة لوليمة صنعها لزواج ولده عمر فأطعموا وفرّق على كل منهم نصف ونصفين (¬6) من الفضّة، وكانوا جمعا وافرا (¬7). [وفاة ابن شاهين البهلوان] [3256]-، [وفيه] (¬8) مات أحمد بن شاهين (¬9) البهلوان، أحد أجناد الحلقة. وكان حشما، أدوبا، عارفا بأنواع من الأنداب والتعاليم، ساكنا، عاقلا. ومولده سنة 828. ¬

(¬1) خبر ازدياد الأذى لم أجده في المصادر. (¬2) لم أجد لجلبان الأطروش ترجمة في المصادر. (¬3) في المخطوط: «بن». (¬4) في المخطوط: «دوكي» بسقوط الراء. (¬5) خبر مهاجمة التركمان لم أجده في المصادر. (¬6) الصواب: «ونصفان». (¬7) خبر الوليمة في: بدائع الزهور 3/ 204 باختصار. (¬8) في المخطوط بياض. (¬9) لم أجد لأحمد بن شاهين ترجمة في المصادر.

تألم السلطان

[تألّم السلطان] (وفيه) (¬1) حصل للسلطان ألم برجله يسير، فكان يشكي (¬2) حين ركوبه فرسه (¬3). [نيابة غزة] وفيه قرّر أقباي الأشرفي كاشف الشرقية في نيابة غزّة، عوضا عن دولات باي الماضي خبره (¬4). [وفاة ابن الصعيدي] [3257]- وفيه مات حسن بن الصعيديّ (¬5)، مدرك الجيزية. وركب الطواشي خشقدم الوزير بنفسه ومعه أبو البقاء بن الجيعان، وعدّيا الجيزة لضبط موجود حسن هذا، وكان شيئا كثيرا، فقال (¬6) إنّ قيمة ذلك نحوا (¬7) من ستين ألف دينار أو زيادة عليها. وكان ابن (¬8) الصعيدي هذا رديّ الهيئة، جلفا، غليظ (الطبع) (¬9) عاميّا، فلاّحا، كثير الظلم والعسف، وشهر وذكر. [تأمير خاصكية إمرة عشرة] وفيه أمّر السلطان ستة أنفار من الخاصكية، كلا (¬10) عشرة، فيهم: يشبك دجاج الظاهريّ، وأبو يزيد، وبيبرس اليوسفيّ، وملاج الأشقر، وجانبك البواب، وقانم السوّاق، والكلّ ظاهرية أيضا (¬11). ¬

(¬1) مكرّرة في المخطوط. (¬2) الصواب: «فكان يشكو». (¬3) خبر تألم السلطان لم أجده في المصادر. (¬4) خبر نيابة غزة في: بدائع الزهور 3/ 204، ونيابة غزّة في العهد المملوكي 309، 310 رقم 110 وفيه قال مؤلّفه محمود علي خليل عطا الله: تولّى نيابة غزة عام 887 هـ‍ / 1482 م. يوم نقل الأمير سيباي إلى حجوبية الحجاب بدمشق. ويقول خادم العلم وطالبه، محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري»: الصحيح أن آقباي تقرّر في نيابة غزّة في هذه السنة 888 هـ‍. عوضا عن دولات باي من مصطفى، وليس في سنة 887 عوضا عن سيباي. بدليل ما ذكره المؤلّف - رحمه الله - أعلاه، ونقله عنه ابن إياس. فليراجع ويصحّح. (¬5) لم أجد لحسن بن الصعيدي ترجمة في المصادر. (¬6) الصواب: «فقيل». (¬7) الصواب: «نحو». (¬8) في المخطوط: «وكان بن». (¬9) عن هامش المخطوط. (¬10) في المخطوط: «حل». (¬11) خبر تأمير الخاصكية في: بدائع الزهور 3/ 204.

إخراج إقطاع جانم البهلوان

[إخراج إقطاع جانم البهلوان] وأخرج إقطاع جانم البهلوان لسودون الصغير وهو غائب بالتجريدة ولايتين من جلبانه، أحدهما: قانصوه قرا، والثاني كسباي الشريفيّ (¬1). [إشاعة المنجّمين بزوال ملك السلطان] وفيه (أشاع أهل التنجيم بأنّ) (¬2) / 331 ب / يختشى (¬3) عليه من زواله، بل صرّحوا، بأنه لا يصل (إلى) (¬4) للعيد (¬5). ثم وعك شيئا (¬6) وهو يتجلّد، فما ظهر ممّا قاله أهل النجمة شيئا (¬7). [الأخبار المقلقة من حلب] وفيه وردت الأخبار (من حلب) (¬8) بأشياء فيها الإرجاف باستيلاء علاء الدولة بن دلغادر على بعض البلاد، وأنّ بعضا من عسكر ابن (¬9) عثمان معه، وأنّ ابن (¬10) عثمان في حركة، وأن المراكب بسواحل بلاده في تجهّز كبير (¬11). [العثور على قتيل] وفيه وجد إنسان من القرانصة الأشرفية مقتولا بداره، وما علم قاتله (¬12). [توسيط مملوك قتل أستاذه] [3258]- وفيه وسّط مملوك على باب دار أستاذه جانبك الأشرفي (¬13) برسباي رأس نوبة الجمدارية، وكان قد قتل أستاذه هذا واعترف بقتله. وكان جانبك هذا إنسانا أدوبا، حشما، ساكنا. [درك الجيزية] وفيه قرّر محمد بن البلاح في تدريك الجيزية (¬14). ¬

(¬1) خبر إخراج الإقطاع لم أجده في المصادر. (¬2) ما بين القوسين مكرّر، وقد ضرب خطا على المذكور أولا. (¬3) الصواب: «يخشى». (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) الصواب: «لا يصل إلى العيد». (¬6) في المخطوط «شيا». (¬7) خبر إشاعة المنجّمين لم أجده في المصادر. (¬8) كتبت فوق السطر. (¬9) في المخطوط: «بن». (¬10) في المخطوط: «بن». (¬11) خبر القلق لم أجده في المصادر. (¬12) خبر العثور على قتيل لم أجده في المصادر. (¬13) لم أجد لجانبك الأشرفي ترجمة في المصادر. (¬14) خبر درك الجيزية في: بدائع الزهور 3/ 204، 205.

ذو الحجة

[ذو الحجة] [الكلام في مجلس التهنئة بالشهر] وفي ذي حجّة، لما أصعد القضاة لتهنئة السلطان بالشهر وقع كلام بينهم في غير ما قضية، وكان كهيئة عقد مجلس، وتفاوض فيه القاضي الحنفي الغزي (¬1) مع الصلاح الطرابلسيّ بحضور السلطان (¬2). [تضرّر الناس من قلّة الأضاحي] وفيه لم يظهر الضحايا (¬3) التي كانت على العادة جرت بظهورها وكثرتها في هذه الأيام، وتضرّر الناس بذلك، سيما من له عادة بالتضحية. وكثر أذى جلبان السلطان وصاروا يركبون إلى ضواحي القاهرة فيأخذون ما وجدوه من غنم وبقر، وامتنع الجالب، وصار من يجلب شيئا (¬4) منها جلبه خفية ودخل به إلى (. . . . .) (¬5) حتى يقدر يبيع منه شيئا (¬6)، ولم يوجد منه بالرملة ولا بغيرها حتى ولا الرأس الغنم. وعدّ ذلك من النوادر (¬7). [زيادة التكاليف المالية على ناظر الخاص] وفيه تكلّم العلاء بن الصابوني ناظر الخاص في قضية ما هو متكلّفه من المال للأضحية، وتبرّم مما هو فيه وأظهر أنه في غاية الضرر في تحصيل ذلك، فسأله السلطان عن كمية هذا المال، فعرّفه بأنه أربع (¬8) آلاف دينار. وكان في ظنّه / 322 أ / أنّ مساعدة السلطان في ذلك، فأمره السلطان بإحضارها وخمسماية دينار أخرى زيادة عليها، فأخذ في الاستعفاء، فصار كلّما أخذ في الاستعفاء وكرّر ذلك فزيّد (¬9) عليه السلطان خمسماية إلى أن وصّلها السلطان إلى سبعة آلاف، وأمره بأن يحضرها سريعا، وتوعّده إن لم يسرع في ذلك. فسقط في يده وندم على كلامه. [حكاية السمكة العجيبة] وفيه اتفقت نادرة غريبة، وهي أنّ شخصا من أهل الصليبة يقال له قلقاس اشترى سمكة كبيرة وبعثها إلى داره، فحين أرادت زوجته تقطيعها بالسكين تحرّكت برأسها ورأت إلى المرأة بعينها شررا، فارتعبت من ذلك، فقالت هي لخادمها: إنها لم تمت إلى الآن، ¬

(¬1) في المخطوط: «العزي». (¬2) خبر الكلام في المجلس لم أجده في المصادر. (¬3) الصواب: «الأضاحي». (¬4) في المخطوط: «شيا». (¬5) كلمتان غير واضحتين في المخطوط. (¬6) في المخطوط: «شيا». (¬7) خبر تضرّر الناس في: بدائع الزهور 3/ 205. (¬8) الصواب: «بأربعة». (¬9) الصواب: «فزاد».

اللهج بزوال السلطان

وأخذتها فتولّت (هي) (¬1) تقطيعها، وجعلتها في دست، وغلت عليها فلم تنضج (¬2) لحمها، فأخذت المرأة قطعة من أسافل الدست لترى هل نضجت (¬3) أم لا، ثم جعلتها في فيها، وإذا بلطمة من الهواء أصابت خدّها، فصاحت من ذلك، ثم أنزل الدست بما فيه من السمك، وجعلته الخادم تحت جفنة كما هو بدسته، ثم تفقّدت الدست في أواخر النهار فلم تجد به شيئا (¬4) من السمك أصلا، ووجدت به قطعتين من العظم، أحدهما يشبه (¬5) الحنك وفيه عدّة أسنان وعدّة أضراس أقرب الشبه بأسنان الإنسان، وحنكه، والقطعة الأخرى تشبه عظم الضلع، ولا شبه لهما بعظم السمك أصلا، وقصدهما وقصد بهما (¬6) من له خبرة بالسمك وأخبرا به، فلم يعترف أحد بأنهما من عظم السمك وقالوا: ما رأينا سمكا فيه مثل هذا العظم قط، ووصلا إلى السلطان حتى وقف عليهما ورآهما وتعجّب منهما. وقد رأيت أنا العظمة الحنكة فوجدتها من النوادر (¬7). [اللهج بزوال السلطان] وفيه كان عيد النحر بالجمعة، / 332 ب / وأخذ الناس يلهجون بزوال السلطان على عادتهم في مثل ذلك، سيما العوام والجهلة، ولم يكن شيا (¬8) مما لهجو (¬9) به. وها هو باق إلى يومنا هذا (¬10). [قدوم شيخ الشام ابن عجلون مطلوبا] وفيه قدم التقيّ ابن (¬11) قاضي عجلون شيخ الشيخ مطلوبا إلى القاهرة في قضية لاشية (¬12). [وفاة البرهان القرمي] [3259]- وفيه مات البرهان القرميّ (¬13)، إبراهيم بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن شعيب الحلبي، الحنفيّ. ابن أخي شيخنا النجم القرميّ. وكان فاضلا، له اشتغال وطلب، وترشّح لقضاء العسكر، فأدركه أجله فجأة. ومولده سنة 841. ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) الصواب: «فلم ينضج». (¬3) مهملة في المخطوط. (¬4) في المخطوط: «شيا». (¬5) الصواب: «إحداهما تشبه». (¬6) هكذا في المخطوط، وهو تكرار. (¬7) انفرد المؤلّف - رحمه الله - بهذا الخبر. (¬8) الصواب: «ولم يكن شيء». (¬9) الصواب: «مما لهجوا». (¬10) خبر اللهج بالزوال لم أجده في المصادر. (¬11) في المخطوط: «بن». (¬12) خبر قدوم الشيخ لم أجده في المصادر. (¬13) لم أجد للبرهان القرمي ترجمة في المصادر. وهو ممّن يستدرك على تراجم الأحناف.

مقتل إنسان من الإينالية

[مقتل إنسان من الإينالية] وفيه وجد إنسان من الإينالية مقتولا بمنزله، وما علم قاتله (¬1). [مقتل إنسان من البياطرة] وكذلك وجد إنسان من البياطرة مقتولا بجزيرة أروى الوسطى، ولم يسأل عنهما (¬2). [ارتفاع الأسعار بعد انحطاطها] وفيه كانت الأسعار انحطّت شيئا (¬3) فعادت إلى الارتفاع كما كانت (¬4). * * * [وفاة قاضي الجماعة بغرناطة] [3260]- وفيها - أعني هذه السنة - مات قاضي الجماعة بغرناطة، أبو عبد الله، ويقال أبو عمرو أيضا، محمد بن منصور الأندلسي (¬5)، الغرناطي، المالكيّ. وكان من اقرا (¬6) وعلماء غرناطة ومن فضلائها الأكابر، ذوي البيوتات المشار إليها بها، وله شهرة طائلة بجميع الأندلس، بل والمغرب. ¬

(¬1) خبر مقتل إنسان في: بدائع الزهور 3/ 205. (¬2) خبر مقتل البيطري في: بدائع الزهور 3/ 205. (¬3) في المخطوط: «شيا». (¬4) خبر الأسعار لم أجده في المصادر. (¬5) انظر عن (محمد بن منصور الأندلسي) في: بدائع الزهور 3/ 205 ولم يذكر اسمه. (¬6) هكذا في المخطوط. ولعلّ المراد: «وكان من أقرأ علماء غرناطة».

سنة تسع وثمانين وثمانماية

سنة تسع وثمانين وثمانماية [محرّم] [القبض على سارق الستائر] في محرّم قبض على إنسان بزيّ الفقراء من أهل الصلاح، وله شعرة برأسه، ويدخل إلى مزارات الصالحين فلا يظنّ به سوء، وكان دأبه سرقة الستور من على ضرائح الصالحين، كشفه الله تعالى في هذا الشهر وفطن به فضرب وشهّر (¬1). [وفاة الجمال التستري] [3261]- وفيه مات الجمال (¬2)، يوسف بن أحمد بن نصر الله بن أحمد التستريّ (¬3) الأصل، البغدادي (¬4)، الحنبليّ (¬5). شيخ درس / 333 أ / الحنابلة بالبرقوقية. وكان فاضلا من بيت علم ورياسة، وسمع على أبيه، وغيره، وولي بعض وظائفه. ومولده سنة 813 (¬6). [نيابة جدّة] وفيه أعيد أبو الفتح المنوفي إلى نيابة جدّة، عوضا عن ابن عبد الرحمن بحكم موته (¬7). ¬

(¬1) خبر سارق الستائر في: بدائع الزهور 3/ 205 وفيه أن المزار هو مزار سيدي أبي العباس الحرّار. (¬2) في البدائع: «الجمالي». (¬3) في المخطوط: «الستري». ولم ترد هذه النسبة في المصادر التي ترجمت له. (¬4) انظر عن (البغدادي) في: وجيز الكلام 3/ 955 رقم 2148، والضوء اللامع 10/ 299، 300 رقم 1163، وبدائع الزهور 3/ 205، وشذرات الذهب 7/ 349، والمنهج الأحمد 514، 515، والسحب الوابلة 318، والدرّ المنضّد 2/ 685 رقم 1669، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (المستدرك على القسم الثاني) 289 رقم 260. (¬5) في المصادر: توفي في أحد الربيعين. (¬6) في الضوء: ولد في رابع شوال سنة تسع عشرة وثمانمائة. (¬7) خبر نيابة جدة في: بدائع الزهور 3/ 205.

وفاة علي القليوبي

[وفاة علي القليوبي] [3262]- وفيه مات الشيخ الصالح، المعتقد بالجذب، والصلاح، علي القليوبيّ (¬1). وكان يؤثر عنه الكرامات والمكاشفات (¬2). [مباينة علاء الدولة لأخيه] وفيه ورد الخبر بمباينة علاء الدولة لأخيه عبد الرزاق، وأنه أبعد عنه (¬3). [غرق المراكب ببولاق] وفيه هبّت ريح مزعجة عاصفة غرق بها بعض المراكب ببولاق (¬4). [وفاة الولي البارمباري] [3263]- وفيه مات الولي البارمباريّ (¬5)، شيخ الآثار، وقاضي دمياط، أحمد بن محمد بن عمر بن محمد (¬6) بن إبراهيم الآثاري (¬7)، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، خيّرا، ديّنا، حسن السمت والملتقى، محمود السيرة في قضائه، بشوشا. ومولده سنة 831 (¬8). [تأخّر وصول الحاج] وفيه وصل الحاج في رابع عشرينه، وتأخّروا عن وقتهم المعهود بسبب هبوب الريح الماضي خبرها، فإنها (¬9) هبّت ريح شديدة عندهم وأعاقتهم عن المشي (¬10). ¬

(¬1) انظر (علي القليوبي) في: الضوء اللامع 6/ 62 رقم 207، وبدائع الزهور 3/ 205. (¬2) وقال السخاوي: «طوّلته في الوفيات». (¬3) خبر المباينة لم أجده في المصادر. (¬4) خبر غرق المراكب لم أجده في المصادر. (¬5) انظر عن (الولي البارمباري) في: الضوء اللامع 2/ 160 رقم 457، وبدائع الزهور 3/ 205، ويقال: «البارنباري». (¬6) في المخطوط: «ابن». (¬7) لم ترد هذه النسبة في الضوء اللامع، والذي فيه: استقرّ به العزّ الكناني سنة سبعين في مشيخة الآثار. (¬8) وفي الضوء ولد في سنة ثمان وعشرين وثمانمائة. (¬9) الصواب: «فإنه». (¬10) خبر وصول الحاج في: بدائع الزهور 3/ 205.

عمارة المسجد النبوي

[عمارة المسجد النبوي] وقدم الصنّاع والعمال الذين (¬1) كانوا توجّهوا لأجل عمارة المسجد النبويّ، وقد أنهوا العمل وجاء بناء حسنا (¬2). [تعيين التجريدة إلى حلب] وفيه عيّن السلطان تجريدة ثانية نحوا من الأربعمائة تخرج إلى حلب تقوية لمن تقدّمها، وعيّن بعد ذلك تمراز مقدّما عليها (¬3). [العثور على مال دفين لابن الصعيدي] وفيه وجد لابن الصعيدي مبلغا (¬4) له صورة كان مدفونا، فدلّ عليه (¬5). يقال إنه نحوا (¬6) من ثلاثين ألف دينار. [وفاة العلم بن المرضعة] [3264]- وفيه مات الشمس، العلم بن المرضعة (¬7). وقد جاوز السبعين. محمد بن (عمر بن أحمد بن) (¬8) عمر الطولونيّ (¬9). وكان إنسانا حسنا، خيّرا (¬10)، ديّنا، ساكنا، يحبّ فعل الخير، وله صيت وشهرة. وهو الذي أنشأ الجامع اللطيف بخط الحجّارين بطريق المراغة بقرب الصليبة الصغرى الطولونية. ¬

(¬1) في المخطوط: «الذي». (¬2) خبر عمارة المسجد في: وجيز الكلام 3/ 948 وفيه: «استهلّت [السنة] وقد كمل الحرم الشريف المدني كله، ولم يبق منه شيء أصلا، وكذا لم يبق من المدرسة السلطانية غير الترخيم وبعض تتمّات من أعلاها وسكن بعض خلاويها، وانتهى الفرن والطاحون. وما تمّ محرّمها حتى وصل شادّ عمائر الحرمين منها لمكة، وناظرها للقاهرة. .». وانظر: حوادث الزمان 1/ 290، ومفاكهة الخلان 1/ 62. (¬3) خبر تعيين التجريدة في: بدائع الزهور 3/ 205، 206. (¬4) الصواب: «مبلغ». (¬5) خبر العثور على المال لم أجده في المصادر. (¬6) الصواب: «نحو». (¬7) في المخطوط ورد بعدها كلمة باهتة لا محلّ لها: «ميه». (¬8) ما بين القوسين كتب فوق السطر. (¬9) لم أجد للطولوني ترجمة في المصادر. (¬10) في المخطوط: «حرا».

انعقاد مجلس لوقف الأشراف

[انعقاد مجلس لوقف الأشراف] وفيه عقد مجلس بسبب وقف / 333 ب / يتعلّق بجماعة من الأشراف، منهم السيد إبراهيم الذي كان كاتب السرّ بدمشق، وحنق السلطان على السيد هذا، ووقع منه هو أيضا كلمات. وانفضّ المجلس لا على طائل (¬1). [صفر] [الريح العاصفة وهياج الحرّ] وفي صفر غيّم الجوّ وهبّت ريح عاصفة أضرّت بكثير من الأبدان، وهاج الحرّ، وتكدّرت الحواسّ، فأرجف كثير من الناس سيما بعض الأطبّاء، بحدوث الوباء والطاعون فلم يكن شيا (¬2) من ذلك، وإلى الآن (¬3). [إشاعة موت وردبش] وفيه أشيع الخبر بموت وردبش أو فقده، وكان باطلا، لكنه كان فألا (¬4) عليه، فإنه قتل بعد ذلك في رمضان كما سيأتي (¬5). [توسيط مفسدين] وفيه وسّط عشرة من المفسدين، وفيهم بعض سرّاق (¬6). [وصول قاصد ملك الهند] وفيه وصل قاصد من بعض ملوك الهند ومعه هدية ومكاتبة للسلطان يستأذنه فيها في إنشاء مدرسة بمكة المشرّفة، فأجيب إلى ذلك، وأعيد قاصده إليه مكرّما (¬7). [وفاة الشهاب الإبناسي] [3265]- وفيه مات الشهاب، الإبناسي (¬8)، أحمد بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن محمد الشافعيّ. ¬

(¬1) خبر انعقاد المجلس لم أجده في المصادر. (¬2) الصواب: «فلم يكن شيء». (¬3) خبر الريح العاصفة لم أجده في المصادر. (¬4) هكذا في المخطوط. والصواب أن يقال: «شؤما». (¬5) خبر الإشاعة لم أجده في المصادر. (¬6) خبر توسيط مفسدين لم أجده في المصادر. (¬7) خبر وصول القاصد لم أجده في المصادر. (¬8) انظر عن (الشهاب الإيناسي) في: الضوء اللامع 1/ 196، وبدائع الزهور 3/ 206.

إقامة الذكر بالمطرية

وكان خيّرا، ديّنا، صالحا، فاضلا. له توجّه إلى الله تعالى والعالم الملكوتية. وكان موته بتربة الأشرف إينال حج في هذه السنة، ونجا مع عدّة حتى بغته الأجل (¬1). [إقامة الذكر بالمطرية] وفيه نزل السلطان إلى قبّة المطرية. وهيّأ بها أسمطة، وبعث بطلب الأعاجم أرباب الزوايا إليه، فمدّ إليهم الأسمطة، وداموا عنده ليلة في عمل الأذكار ونحوها بالألحان الحسنة (¬2). [وفاة بهادر العثماني] [3266]- وفيه مات العبد الصالح، الخيّر، الديّن، بهادر العثمانيّ (¬3)، أحد الجند السلطانيّ. وكان كثير العبادات. له توجّه إلى الله تعالى وحسن سمت ومودّة وسكون زائد، كثير تلاوة القرآن والبرّ إلى الخلق والإحسان. جاور بمكة وبها بغته الأجل. [عقد الزفاف على أمرد] وفيه وقع من غريب النوادر / 334 أ / بالمنوفية أنّ شخصا أحضر حدثا أمرد إلى شخص يدري الكتابة فقال له اعقد لي على هذا، فكتب له صورة ما يكتب في عقود النساء. ثم عملت وليمة في ليلة وعمل للأمرد زفاف كزفاف النساء، ويقال إنه خلى (¬4) بالذي عقد له عليه. وبلغ هذا السلطان، وكان سببا لمحنة يوسف السيفي قانم التاجر كاشف المنوفية، فأحضر هو والمعقود له وعليه، وكاتب العقد، وعرضوا على السلطان، وردّ الأمر في ذلك إلى آقبردي الدوادار بعد أن ضرب يوسف بين يدي السلطان، واعتذر فاعلوا (¬5) ذلك بأنهم فعلوا ذلك على جهة المماحبة (¬6) والممازحة. وكانت حادثة شنيعة (¬7). [وفاة قاصد الحبشة] [3267]- وفيه مات قاصد الحبشة يحيى بن شاد بك (¬8) أحد أجناد الحلقة. ¬

(¬1) وقال السخاوي: ولم أقصر به عن الخمسين. (¬2) خبر إقامة الذكر لم أجده في المصادر. (¬3) لم أجد لبهادر العثماني ترجمة في المصادر. وهو غير بهادر العثماني المعروف بنائب البيرة الذي قتل مع أيتمش في سنة 802 هـ‍. (الضوء 3/ 19 رقم 95). (¬4) الصواب: «خلا». (¬5) الصواب: «فاعلو». (¬6) هكذا، والصواب: «المحابية». (¬7) خبر عقد الزفاف لم أجده في المصادر. (¬8) انظر عن (يحيى بن شاد بك) في: بدائع الزهور 3/ 206.

وفاة شيخ العشير بنابلس

وكان إنسانا أدوبا، حشما، عارفا، فكه المحاضرة، يدري لغة الحبش. ومولده بعد العشرة وثمانماية (¬1). [وفاة شيخ العشير بنابلس] [3268]- وفيه مات مسجونا بالبرج من قلعة الجبل، حرب بن أبي بكر (¬2) بن محمد بن علي بن عبد القادر، شيخ العشير بنابلس، بعد أن جرت عليه خطوب وأهوال. وكان لا بأس به. [ربيع الأول] [نهب آل فضل لبلاد الرحبة] وفي ربيع الأول قدم نائب الرحبة فأخبر السلطان بأنّ طائفة من عصاة عربان آل فضل حضروا إلى بلاد الرحبة مظهرين الطاعة والإنابة، ثم أخذوا في نهب البلاد وتخريبها (¬3) حتى فطن بهم، ففرّوا عائدين من حيث جاءوا (¬4). [مقتل قانبك جشحه] [3269]- وفيه كانت قتل (¬5) قانبك جشحه (¬6) وغيره من العسكر المصري على يد علي الدولة (¬7) بن دلغادر. وكان قد خرج قانبك هذا مع جيش معه، فيهم: قرابك بن أوزار (¬8) أمير الجون (¬9). وشاد بك دوادار نائب الشام (¬10). وغيرهم من جماعة من الجند فالتقوا بطائفة من عسكر علاء الدولة، وهو فيهم. ¬

(¬1) الصواب: «العشرة والثمانمائة». (¬2) انظر عن (حرب بن أبي بكر) في: الضوء اللامع 3/ 89 رقم 356 وفيه: «حرب بن بن عبد القادر شيخ جبل نابلس»، وبدائع الزهور 3/ 206. (¬3) في المخطوط: «تخربها». (¬4) خبر نهب آل فضل لم أجده في المصادر. (¬5) الصواب: «كان قتل». (¬6) انظر عن (قانبك جشحة) في: بدائع الزهور 3/ 206، ولم يذكره السخاوي في: الضوء اللامع. (¬7) هكذا، وهو علاء الدولة، وعلاي الدولة. (¬8) في المخطوط: «أوراز»، والتصحيح من: الضوء اللامع 6/ 214 رقم 812 ومما سيأتي بعد قليل. (¬9) نائب الشام هو: قجماس. (¬10) كان اللقاء في مكان يقال له «الأندرين». (الصوء 3/ 290).

مقتل شاد بك

وكانت الكسرة على قانبك ومن معه فقتل هو ومن ذكرنا. / 334 ب / وكان قانبك هذا إنسانا حسنا، شجاعا، مقداما، خيّرا، ديّنا، ساكنا، رأسا في الرمح. تنقّل في الخدم في إمرة عشرة، إلى طبلخاناة، وصيّر شادّ (¬1) للشون، ثم حاجبا ثانيا. ويقال: إنه قاتل يوم قتله قتال الموت، وحمل بنفسه حتى قتل جماعة قبل أن يقتل، وشاع بعد ذلك أنه حيّ إلى الآن، وهي إشاعة باطلة. [مقتل شاد بك] [3270]- وأمّا شادّ بك (¬2) فكان عاقلا، حشما، أدوبا، عارفا، بشوشا. ولاّه أستاذه قجماس دوادارية (¬3) فأحسن مباشرتها. [مقتل قرابك من أوزار] [3271]- وأمّا قرا بك من أوزار (¬4) التركمانيّ فكان أيضا من أعيان بني أوزار. وهو الذي كان السبب في إدخال الجيش الذي سار مع قانبك، وظنّ أنه يظهر نتيجته، ففاته الحزم، وخرج عليه كمين لعلاي الدولة. وكان من الله تعالى ما كان. [غراب يصدع على حائط جامع] وفيه وقع من غرائب الحادثات، بل الآيات البيّنات، أنّ غرابا نزل على حائط بجامع المقياس، ثم صدع كالدّيكة، وتكرّر منه ذلك غير ما مرّة، وسمعه القاضي شمس الدين القصري أحد نواب الحكم الشافعية في آخرين، وهو فقيه (¬5) عدل، خيّر، ديّن (¬6). [المولد النبوي بالمشهد النفيسي] وفيه كان ابتداء عمل المولد النبويّ للخليفة بالمشهد النفيسي، وكان حافلا، حضره الخليفة والقضاة الأربع (¬7) وجماعة من الأعيان، واستمرّ في كل سنة. وصار يقال له ¬

(¬1) الصواب: «وصيّر شادّا». (¬2) انظر عن (شاد بك) في: الضوء اللامع 3/ 290 رقم 1112، وتاريخ البصروي 94، ولم ينقله ابن إياس. (¬3) الصواب: «دواداريته». (¬4) انظر عن (قرابك من أوزار) في: الضوء اللامع 6/ 214 رقم 712، ولم ينقله ابن إياس. (¬5) الكلمة مهملة في المخطوط. (¬6) خبر الغراب لم أجده في المصادر. (¬7) الصواب: «والقضاة الأربعة».

طلب السلطان لمقدمي الألوف

«مولد الخليفة». وهو أول من أحدثه في المشهد النفيسي (¬1). [طلب السلطان لمقدّمي الألوف] وفيه في ليلة سابع عشره بعث السلطان بطلب مقدّمين (¬2) الألوف إلى عنده، فأرجف الناس بأراجيف كثيرة بسبب ذلك. وكان فيما ظنّ في أمر كائنة قتل قانبك جشحه. وأشيع بأنّ جيشا من ابن عثمان وصل إلى علاء الدولة لمعاضدته (¬3). [وفاة الرضي الأوكالي] [3272]- وفيه مات المسند المعمّر، الرضي الأوكاليّ (¬4) محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن العزّ القاهري، الشافعيّ. وكان قد أسمع كثيرا، وأخبر من جماعة. وصار مسند القاهرة في عصره. ومولده سنة 808. [وفاة عباس المغربي] [3273]- / 335 أ / وفيه مات عباس المغربي (¬5)، الفاسي، المالكيّ، نزيل القاهرة. وكان عالما، فاضلا، لكنه كان كثير (التهوّر. ومولده با [لسنة] (¬6) الأربعة (¬7) و [ثمانماية (¬8)]) (¬9). [وفاة أرحج خجا بن لاجين] [3274]- وفيه مات والي مصر، دوادار الوالي كان، أرجح خجا بن لاجين (¬10). ¬

(¬1) خبر المولد في: بدائع الزهور 3/ 206. (¬2) الصواب: «مقدّمي». (¬3) تاريخ البصروي 94. (¬4) انظر عن (الرضي الأوكالي) في: بدائع الزهور 3/ 207، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬5) انظر عن (عباس المغربي) في: الضوء اللامع 4/ 18، 19 رقم 67، وبدائع الزهور 3/ 207، وهو: عباس بن أحمد بن عباس الزين القرشي، المغربي من الشاوية ومن بني فرورة عرب وطنوا فاس. (¬6) إضافة على المخطوط. (¬7) هكذا في المخطوط. (¬8) إضافة على المخطوط. وفي الضوء اللامع 4/ 18 ولد في سنة سبع وثلاثين وثمانمائة تقريبا. (¬9) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬10) لم أجد لأرحج خجا بن لاجين ترجمة في المصادر.

سجن قاضي دمشق

وكان لا بأس به بالنسبة إلى غيره، وعنده (بشاشة) (¬1). [سجن قاضي دمشق] وفيه ورد الخبر من دمشق بأنه حمل قاضيها إسماعيل الناصريّ إلى سجن قلعتها لمال تأخّر عليه للخزائن السلطانية. هذا، وهو باق على قضائه (¬2). [الحريق بدمشق] وورد الخبر أيضا بأنه وقع بدمشق حريق مهول (¬3). [ربيع الآخر] [ضيافة الأتابك أزبك للأمراء] وفي ربيع الآخر (¬4) صنع الأتابك أزبك ضيافة حافلة ببولاق حضرها الأمراء، ولعبت أغربة لبعض المغاربة وعدّة مراكب بالبحر بين يديه، وبات هناك، وهرع الناس إلى الفرجة. وكانت ليلة مشهودة (¬5). [تفرقة النفقة على الجند] وفيه كان (¬6) تفرقة النفقة على الجند المعيّن للسفر، وجلس السلطان لذلك وعنده الأتابك أزبك، ودار بينهما كلام، وتغيّظ السلطان على بعض الجند، ومحى (¬7) آخرين، وكثر تغيّظه وغضبه في هذا اليوم. ثم بعد نهاية النفقة نزل المنادي من قبل السلطان فنادى بشوارع القاهرة بأنّ من له مطالبة على المعيّنين للسفر لا يطالبه إلاّ بعد عوده من التجريدة. فعدّ هذا من النوادر (¬8). [وزارة ابن الزرازيري] وفيه خلع على الجمال [يوسف] (¬9) بن الزرازيري كاشف البهنساوية (¬10)، واستقرّ ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) خبر سجن القاضي لم أجده في المصادر. (¬3) خبر الحريق بدمشق لم أجده في المصادر. (¬4) في المخطوط: «ربيع الأول»، وهو سهو. (¬5) خبر ضيافة الأتابك لم أجده في المصادر. (¬6) الصواب: «وفيه كانت تفرقة». (¬7) الصواب: «ومحا». (¬8) خبر تفرقة الجند في: بدائع الزهور 3/ 207 باختصار. (¬9) الاسم ساقط من المخطوط، أضفناه للضرورة عن بدائع الزهور. ولم يذكر في: الضوء اللامع. (¬10) في المخطوط: «البهسناوية»، وهو غلط. والتصويب من بدائع الزهور.

نظارة الدولة

في الوزارة، وأضيف إليه كشاف الكشاف، وصرف الطواشي خشقدم عن الوزارة (¬1). [نظارة الدولة] وقرّر قاسم شغيتة في نظارة الدولة (¬2). [تجهيز التجريدة للسفر] وفيه نودي للتجريدة المعيّنة للسفر بأن يجهّزوا بقسمهم سريعا للخروج. هذا كله والناس والمقدّم على التجريدة لم يعيّن إلى الآن. ثم بعث السلطان النفقة إلى تمراز، وآقبردي الدوادار، وأزبك اليوسفي، أحد مقدّمي الألوف، ثم أبطل آقبردي بعد ذلك، وكثر اضطراب العسكر في هذه الأيام، وزادت حركتهم، وكثر القال والقيل في أمر هذه التجريدة / 335 ب / قبل تعيّن الأمراء بما لم يقع نظيره في غيرها من التجاريد (¬3). [وفاة آقبردي اليوسفي] [3275]- وفيه مات آقبردي اليوسفيّ (¬4)، الأشرفي، برسباي، أحد العشرات. وكان لا بأس به. [سرقة الولد الرضيع الميت] وفيه وقعت حادثة ما سمع بمثلها قطّ، وهي [أنّ] (¬5) إنسانا مات له ولد رضيع فجهّزه ولفّه في فوطة من الحرير، وأحضره إلى الجامع الطولوني ينتظر بالصلاة عليه الفراغ من صلاة الجمعة، ثم نزع ثوبا عليه وشدا، وتركهما إلى جانب الميت، وتوجّه للوضوء فأسرع وعاد فلم يجد ثيابه ولا الميت، سرقوا وذهبوا إلى يومنا هذا (¬6). [إمرة قانصوه الغوري] وفيه أمّر قانصوه الغوري عشرة، وعيّن للتجريدة (¬7). ¬

(¬1) خبر الوزارة في: بدائع الزهور 3/ 207، ووجيز الكلام 3/ 950. (¬2) خبر نظارة الدولة في: وجيز الكلام 3/ 950، وبدائع الزهور 3/ 207. (¬3) خبر تجهيز التجريدة في: تاريخ البصروي 94، وبدائع الزهور 3/ 207. (¬4) انظر عن (آقبردي اليوسفي) في: بدائع الزهور 3/ 207، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬5) إضافة للضرورة. (¬6) خبر سرقة الولد لم أجده في المصادر. (¬7) خبر إمرة قانصوه في: بدائع الزهور 3/ 207.

وفاة برد بك جيش السيفي

[وفاة برد بك جيش السيفي] [3276]- وفيه مات برد بك جيش (¬1) السيفي سودون من عبد الرحمن، أحد الأمير اخورية. وكن قد حسن حاله بأخرة بخلاف أوله. [أذيّة الجند المعيّن للتجريدة] وفيه كثر أذى الجند المعيّن للتجريدة، ووقع لهم من الأشياء النادرة في الأذى ما لا يعبّر عنه (¬2). [وفاة بيبردي المشرف] [3277]- وفيه مات بيبردي المشرف (¬3) المحمدي، الأشرفي إينال. وهو على إمرة عشرة بحلب. وكان لا بأس به. [جمادى الأول] [انحطاط أسعار الغلال] وفي جماد الأول كانت الأسعار في الغلال قد انحطّت شيئا (¬4). [وفاة التاج بن الكردي] [3278]- وفيه مات التاج بن الكردي (¬5)، محمد بن عمر بن محمد بن إبراهيم الخلاطيّ الأصل، القاهري، الحنفيّ. وكان فاضلا، سمع على الحافظ ابن (¬6) حجر، والزين الزركشيّ، والشيخ أصنوان، وآخرين. وكان عاقلا، حشما، عارفا، حسن السمت. ومولده سنة 814. [خروج الجند بالتجريدة] وفيه خرج الكثير من الجند المعيّن للسفر قبل خروج الناس عليهم، وعدّ ذلك من ¬

(¬1) لم أجد لبرد بك جيش ترجمة في المصادر. (¬2) خبر أذيّة الجند لم أجده في المصادر. (¬3) انظر عن (بيبردي المشرف) في: بدائع الزهور 3/ 207، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬4) في المخطوط: «شيا». وخبر الأسعار لم أجده في المصادر. (¬5) انظر عن (التاج بن الكردي) في: بدائع الزهور 3/ 207، وهو ساقط من: الضوء اللامع، حيث ضاعت تراجم من اسمه: محمد بن عمر. (¬6) في المخطوط: «بن».

الوقعة بين تركمان حماه وعربان آل فضل

النوادر. كل هذا والسلطان ينادي بأنّ أحدا لا يخرج قبل الناس، ثم استمرّ هذا الحال ذلك إلى يومنا. وصار كلّما عيّنت تجريدة يخرج الجند قبل الأمراء (¬1). بل رأيت من الغرائب في تجريدة سنة 93 أنّ جماعة خرجوا في يوم أخذ النفقة. [الوقعة بين تركمان حماه وعربان آل فضل] وفيه وقع بين تركمان حماه وبين عربان آل فضل وبني خاله، بل وغيرهم من العرب / 336 أ / فتن كثيرة وحروب كثيرة آل الأمر فيها إلى استظهار العرب على التركمان، فنهبوا الكثير من أموالهم، وأخذوا لهم نحوا من الأربعين ألف رأسا (¬2) من الغنم. وخرج نائب حماه بجيشها ففرّ العرب منهم إلى جهة حمص، فعاد عسكر حماه ولم يظفروا منهم بطائل (¬3). [وفاة الخواجا الكارمي] [3279]- وفيه مات الخواجا الكارميّ (¬4)، البدر بن عليبة، حسن بن إبراهيم بن حسن. وكان الأكبر من أخيه الخواجا عبد القادر تاجر السلطان بالإسكندرية. وكان إنسانا حسنا عند اسمه، فيه خير ويد ومعروف، وله صدق ولهجة ومعرفة بالأمور، وعقل ودربة. أظنّه جاوز الستين. [خروج تمراز والأمراء والجند بالتجريدة] وفيه كان خروج تمراز أمير سلاح من القاهرة ومن عيّن معه من الأمراء والجند، وكان الأمراء زيادة على العشرة والجند نحوا من ألف. وخرج تمراز هذا بتجمّل زائد. وكان له يوما مشهودا (¬5). لكن كثر دعاء الناس عليهم لما وقع منهم [من] (¬6) الأذى. وكانت النفقة على هذه التجريدة مالا واسعا جدا (¬7). ¬

(¬1) خبر خروج الجند في: الإنس الجليل 2/ 459، وبدائع الزهور 3/ 207. (¬2) الصواب: «رأس». (¬3) خبر الوقعة لم تذكره المصادر. (¬4) انظر عن (الخواجا الكارمي) في: الضوء اللامع 3/ 90، 91 رقم 368، وبدائع الزهور 3/ 207. (¬5) الصواب: «وكان له يوم مشهود». (¬6) إضافة على المخطوط. (¬7) خبر خروج تمراز في: تاريخ البصروي 94، وحوادث الزمان 1/ 291، ومفاكهة الخلان 1/ 62 (في شهر جمادى الآخر)، وبدائع الزهور 3/ 207.

وفاة النور المصري

[وفاة النور المصري] [3280]- وفيه مات النور، علي بن مقلاع (¬1) المصريّ، أحد التجار بمصر. وكان مثريا من خيار الناس دينا وصدق لهجة. [الفتن بضواحي دمشق] وفيه كان بناحية ضواحي (¬2) دمشق فتن كثيرة بين بعض العربان، وحصل منهم ما لا خير فيه من نهب وسلب وسبي ذراري الفلاّحين (¬3). [ظفر ابن دلغادر بولد أخيه وجماعته] وفيه ورد الخبر بأنّ علاء الدولة بن دلغادر ظفر بقباض ولد أخيه شاه بضاغ هو وجماعة معه، فسمل عين ولد أخيه، ومثّل بكثير من الجماعة، فانزعج السلطان لهذا الخبر (¬4). [سعر القمح] وفيه أبيع الإردبّ القمح. بمايتي درهما (¬5) بعد ذلك الغلوّ (¬6). [مجلس السلطان] وفيه وقع من النوادر المستغربة أنّ قاصدا حضر للقاضي الحنفي الغزّي يعلمه بأن بحضور (¬7) عقد مجلس أمر به السلطان، فقال: «السلطان مع من؟»، مستفهما منه ليكون مع أحسن الذي فيه السلطان. وبالله المستعان. [وفاة أحمد السبوعي] [3281]- وفيه مات الشيخ المعتقد عند الأتابك / 336 ب / أزبك أحمد السبوعيّ (¬8). ¬

(¬1) انظر عن (علي بن مقلاع) في: بدائع الزهور 3/ 208 ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬2) في المخطوط: «طواحي». (¬3) خبر الفتن لم أجده في المصادر. (¬4) خبر ظفر ابن دلغادر لم أجده في المصادر. (¬5) الصواب: «بمايتي درهم». (¬6) الصواب: «الغلاء». وخبر سعر القمح ورد في: بدائع الزهور 3/ 207 على هذا النحو: «وفي هذا الشهر وقع الرخاء بالديار المصرية، حتى ابتاعت (كذا) البطة الدقيق بأربعة أنصاف، وكل إردب قمح بنصف دينار، وانحطّت الأسعار في سائر البضائع بعد تلك الغلوة التي تقدّمت، وكان قد أشتدّ الأمر جدا فانفرج عن قريب». (¬7) هكذا في المخطوط، والعبارة غير سليمة لغويا. (¬8) انظر عن (أحمد السبوعي) في: بدائع الزهور 3/ 213 وفيه «السيوعي».

الزلزلة بعينتاب

وكان يدّعي التصوّف ويتمشيخ. [الزلزلة بعينتاب] وفيه ورد الخبر بأنه كان بعينتاب زلزلة سقط منها جانبا (¬1) من السور ومنارة جامعها، وطلب من السلطان عمارة ذلك، فقال: «حتى تنتهي عمارة سور البيرة» (¬2). [كسرة عسكر المشعشع] وفيه ورد الخبر بأنّ يعقوب شاه بن حسن الطويل جهّز جيشا كثيفا إلى بلاد المشعشع، وكسر (¬3) عسكر المحسن المشعشع كسرا شنيعا (¬4)، وأنه لما كسر منهم ذكروا له إنما تحرّكوا عليه بواسطة تحريض صاحب مصر لهم على ذلك، أو نحوا من هذا (¬5). [وفاة الشريف الأرسوني] [3282]- وفيه مات السيد الشريف الأرسوني (¬6) أحد نواب الحكم، أحمد بن حسين بن علي بن عامر الهاشمي، القرشي، العلوي، الحسني، المالكيّ. وكان عالما عارفا بمذهبه، معتمدا على فتاواه، ساكنا، متواضعا، حسن السيرة في قضائه. ذكر فيمن يولّى (¬7) القضاء الأكبر. وسمع على جماعة. ومولده سنة ست أو سبع وعشرين وثمانماية. [جمادى الآخر] [وقف الميضأة بالجامع الأزهر] وفي جماد الآخر، لما صعد القضاة ومشايخ العلم إلى تهنئة السلطان بالشهر أخرج لهم مكتوب وقف الميضأة التي أنشأها بالجامع (الأزهر) (¬8). وكانت قد انتهى (¬9) عمارتها، وجاءت من أحسن المباني، نافعة في محلّها هائلة، فقرئ هذا المكتوب على ¬

(¬1) الصواب: «سقط منها جانب». (¬2) خبر الزلزلة لم أجده في المصادر. (¬3) في المخطوط: «وكثر». (¬4) في المخطوط: «سنيعا». (¬5) خبر كسرة المشعشع في: أخبار الدول 3/ 94 وفيه: «وكان المشعشع يعدّ نفسه علويا، ثم تغالى حتى قال: «انتقلت روح علي بن أبي طالب إليّ». واستفحل أمره واستولى على بلاد ابن علاّن». (¬6) انظر عن (الشريف الأرسوني) في: بدائع الزهور 3/ 208، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬7) في المخطوط: «تولى». (¬8) كتبت فوق السطر. (¬9) الصواب: «وكانت قد انتهت».

الفتن بين صاحب غرناطة وولده

القضاة، ثم أخرجت فوطة بها عين قمح وقارورة من زجاج بها زيت، فعرض ذلك على السلطان، ثم رأى القضاة ذلك ومن حضر. وذكر أنّ ذلك نموذج (¬1) ما قد رتّبه السلطان لمكة (¬2) والمدينة المشرّفتان (¬3) للصدقة والتوسعة بعمل الدشيشة بهما. وقال السلطان: هكذا شرطت أن يكون الطعام والزيت أبدا (¬4). [الفتن بين صاحب غرناطة وولده] وفيه وردت الأخبار من جهة المغرب بأنّ الفتن قائمة بالأندلس بين صاحب غرناطة أبو (¬5) الحسن، وبين ولده، وأنّ الكفّار اغتنموا الفرصة وهم في قصد سوء للمسلمين، حتى كان من أخذ مالقة بعد ذلك ما كان / 337 أ / وكانت مصيبة عظما (¬6) وكذا غيرها من المصائب (¬7). [الإشاعة بقصد العثمانيين بلاد حلب] وفيه أشيع بأنّ عساكر ابن (¬8) عثمان قاصدة المملكة الحلبية. ثم أشيع بأنّ الأتابك ستخرج عن قريب، وكثر القال والقيل (¬9). [زيادة النيل] [و] في هذه الأيام توقّف [النيل] (¬10) عن الزيادة، فزاد سعر الغلال، وساءت (¬11) الظنون، وقلق الناس حتى منّ الله بالزيادة (¬12). [وزارة ابن شغيتة] وفيه استقرّ قاسم شغيتة في الوزارة على عادته، وصرف ابن الزرازيري بعد استعفائه (¬13) بمبلغ (¬14). [قضاء الحنفية بالإسكندرية] وفيه استقرّ الشهاب أحمد الدرسالي في قضاء الحنفية بالإسكندرية، وصرف العفيف (¬15). ¬

(¬1) الصواب: «نموذجا». (¬2) مشوّشة في المخطوط. (¬3) الصواب: «المشرّفتين». (¬4) خبر وقف الميضأة لم أجده في المصادر. (¬5) الصواب: «أبي». (¬6) الصواب: «عظمى». (¬7) خبر الفتن لم أجده في المصادر. (¬8) في المخطوط: «بن». (¬9) خبر الإشاعة لم أجده في المصادر. (¬10) إضافة استدركناها للضرورة. (¬11) في المخطوط: «وسات». (¬12) خبر زيادة النيل في: بدائع الزهور 3/ 208. (¬13) في المخطوط: «استعنائه». (¬14) خبر الوزارة في: بدائع الزهور 3/ 208. (¬15) خبر قضاء الحنفية في: بدائع الزهور 3/ 208.

كائنة القاضي الحنفي

[كائنة القاضي الحنفي] وفيه كائنة القاضي الحنفي الغزّي (¬1)، رفع بعض إلى السلطان بأن وضع يده على مال كثير (¬2) لأوقاف الحنفية وغيرها، فأمر السلطان بأن يحمل إلى دار برسباي قرا رأس نوبة النوب، ويحضره القضاة الثلاث (¬3)، ومشايخ العلم، ويعقد مجلس بسبب ذلك، فحصل له من البهدلة ما لا عنه مزيد (¬4). وجرت أمور تطول قد ذكرناها برمّتها بتاريخنا «الروض الباسم» (¬5). [وفاة جانبك من تمرباي] [3283]- وفيه مات ابن أخت السلطان جانبك من تمرباي (¬6) الأشرفيّ. وكان شابا صغير السنّ، له فروسية، وعنده (¬7) أدب وحشمة. [فتنة هوّارة] وفيه ورد الخبر بافتتان هوّارة وقتالهم مع بعضهم البعض (¬8). [وفاة محمد السدار] [3284]- وفيه مات الشيخ الوليّ المجدوب، سيدي محمد السدار (¬9). وكان عارفا في جذبه، على هيئة، وتؤثر عنه الكرامات والمكاشفات (¬10). [غزوة صاحب فاس قرب طنجة] وفيه ورد الخبر بأنّ صاحب فاس غزى (¬11) في الفرنج غزوة هائلة، وقتل منهم طوائف كثيرة بقرب طنّجة (¬12). [الفتن بين شروان شاه وولده] وفيه ورد الخبر بأن وقع بين شروان شاه صاحب شماخي وبين ولده فتن كثيرة (¬13). ¬

(¬1) في المخطوط: «العزي». (¬2) في المخطوط: «كبير». (¬3) الصواب: «القضاة الثلاثة». (¬4) خبر الكائنة في: بدائع الزهور 3/ 208. (¬5) في القسم الضائع منه. (¬6) انظر عن (جانبك من تمرباي) في: بدائع الزهور 3/ 208، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬7) في المخطوط: «وعده». (¬8) خبر فتنة هوارة لم أجده في المصادر. (¬9) انظر عن (محمد السدار) في: الضوء اللامع 10/ 122 رقم 487، وبدائع الزهور 3/ 208. (¬10) وقال السخاوي: مات وقد قارب السبعين فيما قيل. (¬11) الصواب: «غزا». (¬12) خبر الغزوة لم أجده في المصادر. (¬13) خبر الفتن لم أجده في المصادر.

رجب

[رجب] [محاسبة القاضي الحنفي] وفي رجب أمر السلطان بعمل حساب الغزّي (¬1) القاضي الحنفي، وجرت عليه أمور، وأرجف بعزله، وكان ما سنذكره (¬2). [وفاة الشهاب البقاعي] [3285]- وفيه مات الشهاب البقاعيّ (¬3)، أحمد بن علي بن أحمد الدمشقي، / 337 ب / الحنفيّ، أحد نواب الحكم بها. وكان فاضلا، وعنده طرف معرفة بالطبّ (¬4). [وفاة الشهاب بن لاجين] [3286]- وفيه مات الشهاب، أحمد بن لاجين (¬5) اللالا. وكان أدوبا، حشما، عارفا بفنون الملاعيب. ومولده بعد الأربعين وثمانماية. [وفاة الشهاب الأخصاصي] [3287]- وفيه مات الشهاب أحمد الأخصاصي (¬6)، النابلسي، الدمشقي، الصوفي، الشافعيّ. ¬

(¬1) في المخطوط: «العزي». (¬2) خبر المحاسبة لم أجده في المصادر. (¬3) انظر عن (الشهاب البقاعي) في: الضوء اللامع 2/ 12 رقم 32، وتاريخ البصروي 200، وحوادث الزمان 1/ 295 رقم 383، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (المستدرك على القسم الثاني) 97 رقم 46. (¬4) وقال السخاوي: ويعرف بابن عبية (بضمّ ثم موحّدة مفتوحة وتحتانية مشدّدة)، وناب في القضاء بدمشق وصاهر العلاء المرداوي على ابنته، وكان سريع الحركة، ممن نافره البقاعي مع اختصاصه به، وقدم القاهرة فأخذ عنّي. مات في ذي الحجة سنة تسع وثمانين. (¬5) انظر عن (أحمد بن لاجين) في: الضوء اللامع 2/ 65 رقم 199، وله ذكر في ترجمة أبيه: لاجين الظاهري جقمق حسام الدين الزردكاش ويعرف باللالا (ج 6/ 232، 233 رقم 803)، ولم ينقله ابن إياس في: بدائع الزهور. (¬6) انظر عن (أحمد الأخصاصي) في: تاريخ البصروي 95، وحوادث الزمان 1/ 292 رقم 376، ومفاكهة الخلان 1/ 64، والضوء اللامع 2/ 194 رقم 528 وفيه: «أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد الشهاب الدمشقي، الشافعي، أخو الأمين محمد، ويعرف بابن الأخصاصي»، وإيضاح المكنون 1/ 388، ومعجم المؤلفين 2/ 149.

قضاء الشافعية بدمشق

وكان فاضلا، صالحا، متصوّفا، وللناس فيه الاعتقاد الحسن (¬1). [قضاء الشافعية بدمشق] وفيه استقرّ في قضاء الشافعية بدمشق الشمس محمد بن البدر حسن بن المزلّق (¬2)، عوضا عن ابن فرفور (¬3). [وفاة الشمس الجوجري] [3288]- وفيه مات شيخ الشافعية بمصر، العلاّمة، الشمس الجوجريّ (¬4)، محمد بن عبد المنعم بن محمد بن عبد المنعم بن إسماعيل القاهري، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، عارفا بفنون من العلم، بارعا، عالما بمذهب الشافعيّ، رضي الله عنه. سمع على جماعة، وصنّف، وألّف، وولي عدّة تداريس، وطلب القضاء الأكبر، وشهرته في الخير والدين والصلاح والعلم والفضل، وانطراح النفس، يغني (¬5) عن مزيد التعريف به. ومولده سنة 821 (¬6). ¬

(¬1) وقال السخاوي: ولد في سنة ثمان عشرة وثمانمائة. وقال ابن طولون: توفي فجأة، والصحيح أنه لم يتوفّ فجأة، ولذا ذكرته في كتابي «التمتّع». (¬2) في المخطوط: «المللق». (¬3) خبر قضاء الشافعية في: وجيز الكلام 3/ 950 (في شهر شعبان)، وتاريخ البصروي 96، وحوادث الزمان 1/ 292، ومفاكهة الخلان 1/ 63 و 64، وبدائع الزهور 3/ 209. (¬4) انظر عن (الشمس الجوجري) في: وجيز الكلام 3/ 951، 952 رقم 2135، والضوء اللامع 8/ 123 - 126 رقم 295، وتاريخ البصروي 96، ومفاكهة الخلان 1/ 64، وشذرات الذهب 7/ 348، وبدائع الزهور 3/ 208، والبدر الطالع 2/ 200، 201 رقم 468، وكشف الظنون 69 و 1030 و 1167 و 1349، وإيضاح المكنون 1/ 288، وهدية العارفين 2/ 212، ومعجم المؤلفين 10/ 260، وديوان الإسلام 2/ 95 رقم 691، والأعلام 6/ 251، Brockelmann - g . 11/ 97 . و «الجوجري»: نسبة إلى جوجر من جهة دمياط في كورة السّمنّودية. (معجم البلدان 2/ 178). (¬5) في المخطوط: «سنة 82»، وما أثبتناه عن الضوء اللامع 8/ 123 وفيه: ولد في إحدى الجماديين والظن أن الثانية سنة إحدى وعشرين وثمانمائة والتي بعدها بجوجر. (¬6) انظر عن (النور السنهوري) في: الضوء اللامع 5/ 249 - 251 رقم 843، ووجيز الكلام 3/ 954 رقم 2145، وبدائع الزهور 3/ 208، ومفاكهة الخلان 1/ 64، وهدية العارفين 1/ 737، ونيل الابتهاج 208، 209، ومعجم المؤلفين 7/ 138، وديوان الإسلام 3/ 105، 106 رقم 1186.

وفاة النور السنهوري

[وفاة النور السنهوري] [3289]- وفيه، في سابع عشره، مات النور السنهوري (¬1)، عالم المالكية بمصر، [علي] (¬2) بن عبد الله بن علي الأزهري، الضرير، المالكيّ. وكان إماما عالما، فاضلا، بارعا، كاملا، مميّزا في الفقه، عارفا بالعربية والقراءات (¬3) مشاركا في الفنون، خيّرا، ديّنا، بل صالحا، منجمعا، ألّف وصنّف، وسمع على جماعة. ومولده سنة خمس عشرة وثمانماية (¬4). [كسر النيل] وفيه، في ثاني عشرين مسرى، كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل الأتابك أزبك لذلك على عادته (¬5). [توسيط شيخ المقادمة] [3290]- وفيه وسّط أحمد بن مرعي (¬6)، شيخ المقادمة. وكان من المفسدين. [القبض على ناظر الأوقاف] وفيه قبض على ناظر الأوقاف [محمد] بن العظمة، وسلّم للزمام، وضيّق عليه، وطلب منه عمل الحساب (¬7). [وفاة المجد البصروي] [3291]- وفيه مات المحبّ (¬8)، محمد البصرويّ (¬9)، الدمشقي، الشافعيّ. ¬

(¬1) ساقطة من المخطوط. (¬2) في المخطوط: «القرات». (¬3) وفي الضوء اللامع 5/ 249 ولد سنة سنة أربع عشرة وثمانمائة تقريبا بنطوبس. والمثبت يتفق مع بدائع الزهور. (¬4) خبر كسر النيل في: بدائع الزهور 3/ 29. (¬5) لم أجد لأحمد بن مرعي ترجمة في المصادر. (¬6) إضافة على المخطوط للتوضيح. (¬7) خبر القبض في: بدائع الزهور 3/ 209. (¬8) في المخطوط: «المجد»، والتصحيح من مصادر الترجمة. (¬9) هو: «محمد بن خليل البصروي». انظر عنه في: =

شعبان

وكان من العلماء (بدمشق) (¬1). وكان عاقلا، حشما، عارفا، دربا. حجّ أميرا بالمحمل الشاميّ غير ما مرة. [شعبان] [نظر الأوقاف] (وفي شعبان قرّر الشرف عبد الباسط بن البقري في نظر الأوقاف من غير تقرير مال عليه (¬2). [وفاة نائب الكرك] [3292]- وفيه مات جانبك التّنميّ، نائب الكرك. (¬3) أحد مقدّمي الألوف) (¬4). [وفاة بركات بن الجيعان] [3293]- / 338 أ / وفيه مات [أبو ال‍] (¬5) بركات بن الجيعان (¬6)، نائب كاتب ¬

= الضوء اللامع 7/ 237، 238 رقم 576، ووجيز الكلام 3/ 954 رقم 2143، وحوادث الزمان 1/ 292 رقم 375، وكشف الظنون 1136، وإيضاح المكنون 1/ 546 و 2/ 243، ومعجم المؤلفين 9/ 291، وديوان الإسلام 1/ 292 رقم 453، وهدية العارفين 2/ 212. وقال كحّالة في معجم المؤلفين: توفي قريبا من سنة 809 عن بضع وستين. ويقول خادم العلم وطالبه، محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري»: إن ما ذكره «كحّالة» غلط، وقد أشار بالحاشية إلى أن مصدره في ذلك: الضوء اللامع، ويظهر أنه سها عند النقل، إذ الموجود عند السخاوي: «سنة تسع وثمانين عن بضع وستين». فسقطت «وثمانين» عند كحالة، فليراجع ويصحّح. (¬1) تكرّرت في المخطوط. (¬2) خبر نظر الأوقاف في: بدائع الزهور 3/ 209. (¬3) انظر عن (جانبك التنمي) في: تاريخ البصروي 96، وحوادث الزمان 1/ 293 رقم 378، وبدائع الزهور 3/ 209، ومفاكهة الخلان 1/ 64، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬4) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬5) في المخطوط: «بركات»، وما أضفناه هو الصحيح استنادا لمصادر الترجمة. وقد نقل ابن إياس عن المؤلّف - رحمه الله - الخطأ كما هو في بدائع الزهور. (¬6) انظر عن (ابن الجيعان) في: وجيز الكلام 3/ 956 رقم 2151، والضوء اللامع 2/ 242 (دون ترقيم ودون ترجمة، وقال يأتي في الكنى)، و 11/ 3، 4، و 11/ 241، 242 (دون ترقيم)، وبدائع الزهور 3/ 209، وشذرات الذهب 7/ 348، وفهرست وثائق القاهرة حتى نهاية عصر سلاطين المماليك 119 و 125 و 126 و 164 و 166 و 167. وفي وجيز الكلام 3/ 956 أشار محقّقوه بالحاشية رقم 2 إلى مصدر ترجمة ابن الجيعان: الضوء اللامع 2/ 242 و 11/ 241، ولم يشيروا إلى ترجمته الأساسية في ج 11/ 3، 5 رقم 4، إذ في الموضعين =

انعقاد المجلس بسبب القاضي الحنفي

السرّ، الولي، أحمد بن يحيى بن شاكر القبطيّ الأصل، القاهري، الشافعيّ. وكان رئيسا، فاضلا، أدوبا، حشما، عاقلا، بشوشا، كثير البرّ والصدقة. باشر نيابة كتابة السرّ بشهامة، وضخم فيها جدا، واختصّ بالسلطان، ورشّح مرة لكتابة (¬1) السرّ. ومولده سنة 814 (¬2). [انعقاد المجلس بسبب القاضي الحنفي] وفيه عقد مجلس بمنزل القاضي الشافعي بسبب الغزّي القاضي الحنفيّ، وخصم له يقال له شعيب الجابي، ووقعت أشياء يطول الشرح في ذكرها، آلت إلى مصالحة الغزّي (¬3) لشعيب (¬4) بمايتي دينار (¬5). [ارتفاع سعر الغلال] وفيه ارتفع السعر في الغلال بسبب نقص في البحر، وكان ذلك سببا للغلاء الذي حدث فإنّ البحر هبط سريعا، وشرقت الكثير من الأراضي. وزاد سعر الإردبّ القمح على الأربعمائة درهم (¬6). ¬

= السابقين ورد مجرّدا من الترجمة تماما. ففي الموضع الأول، في تراجم من اسمه «أحمد» قال: يأتي في الكنى. وفي الموضع الثاني ورد في «ابن الجيعان» وليس له ترجمة، وإنما يمرّ اسمه مجرّدا بين عشرات الأسماء من بني الجيعان. أما الترجمة التي يعوّل عليها فهي في الجزء 11/ 3، 4، فاقتضى التنبيه والتنويه. (¬1) في المخطوط: «للكتابة». (¬2) في الضوء اللامع 11/ 3 ولد في حادي عشري رمضان سنة تسع وأربعين وثمانمائة. وقال ابن إياس: وفيه يقول الشهاب المنصوري: قال العواذل ما لمدحك قد غدا يزداد في الحركات والسكنات فأجبتهم: لا تعجلوا وتأمّلوا ما زاد إلا وهو في بركات فلما مات تأسّف عليه السلطان وقال: لو كان ينفدي بمال لفديته. (¬3) في المخطوط: «العزي»، وفي الضوء: «الغري». (¬4) في المخطوط: «الشعيب». (¬5) خبر انعقاد المجلس أشار إليه السخاوي في أثناء ترجمة «شعيب بن حسن الجابي» الخاص أبوه والأطروش جدا. وقال: كان فقيرا مقلاّ إلى الغاية ممّن خدم المظفّر الأمشاطي وتدرّب به في صناعة التجليد، وصار يعمل بيوت الأمشاط فترفع حاله وتوصّل إلى العزّ الحنبلي، وصار يتكلّم في الأوقاف الجارية تحت نظره للحرمين وغيرها فنتج وارتقى إلى التكلّم في أوقاف الحنفية أيام الشمس الأمشاطي بسفارة أخيه المشار إليه لكونه خال زوجته، واستمر وكبّر عمامته بحيث طرش وسافر يحمل الجهتين للحرمين غير مرة إلى أن استكثر عليه الشمس بن المغربي الغزي ما هو فيه، فوثب عليه، وكان بينهما ما لا خير في شرحه، وآل أمره إلى أن أزيل عن الجهتين ثم عاد لأوقاف الحنفية، خاصة عند ابن الإخميمي، ويزعم أنه غير مستريح. وبلغني أن والده كان من خيار أهل حرفته. (الضوء اللامع 3/ 305، 306 رقم 1169). (¬6) خبر ارتفاع السعر في: بدائع الزهور 3/ 209.

الحرب بين عزالة وقطاب

[الحرب بين عزالة وقطّاب] وفيه وقع بين طائفتي غزالة وقطّاب حراب (¬1) قتل فيه (¬2) جماعة من الفريقين (¬3). [وفاة قاضي الأنكحة بتونس] [3294]- وفيه مات قاضي الأنكحة بتونس، شيخنا عبد الرحيم الحصني (¬4)، التونس المالكيّ. وكان من أفراد علماء تونس، خيّرا، ديّنا، صالحا، حسن السمت والملتقى. ومولده قبل العشرة وثمانماية. [غزوة ابن عثمان] وفيه ورد الخبر بأنّ ابن (¬5) عثمان ملك الروم غزى (¬6) غزوة غظيمة (¬7). [رمضان] [تغريم القاضي الحنفي] وفي رمضان أعاد شعيب الجابي شكواه على القاضي الحنفي، فألزم السلطان الحنفيّ أن يدفع إليه مائة ألف درهم، فزادت المصالحة على مائة دينار بعد المائتين الماضي ذكرها (¬8). [وفاة النيل] وفيه نودي بنهاية النيل وأنه ثبت على اثنين وعشرين إصبعا من الثاني عشر، ولله الأمر (¬9). [تكسير أواني القيشاني] وفيه وقع من غريب النوادر بأنّ فاخوريّا بكوم الجارح (صنع) (¬10) أوان من القيشاني، وكتب نقشا على بعضها: «لا أفلح من ظلم»، وأحضرها في يوم جمعة للجامع ¬

(¬1) الصواب: «حروب». (¬2) الصواب: «قتل فيها». (¬3) خبر الحرب لم أجده في المصادر. (¬4) انظر عن (عبد الرحيم الحصني) في: الضوء اللامع 4/ 191 رقم 483 وفيه: «الحصيني». (¬5) في المخطوط: «بن». (¬6) الصواب: «غزا». (¬7) خبر غزوة ابن عثمان لم أجده في المصادر. (¬8) انظر ما تقدّم في خبر انعقاد المجلس بسب القاضي الحنفي. (¬9) خبر وفاء النيل لم أجده في المصادر. (¬10) تكرّرت في المخطوط.

مقتل وردبش نائب حلب

العمري للبيع هناك حين اجتماع الناس على العادة في رمضان. وكانت طائفة الجلبان قد ركبوا على عاداتهم / 338 ب / في جمعة (¬1) رمضان إلى الجامع المذكور، فاتفق أنّ بعضا رأى هذه الكتابة فحنق وتغيّظ، وأخذ بكسر (الكثير) (¬2) من الأواني هذه بدبوسه (¬3). [مقتل وردبش نائب حلب] [3295]- وفيه كانت كائنة قتل وردبش (¬4) نائب حلب، وجماعة معه من عساكر حلب، بل ومن عسكر مصر. وكان قد توجّه بعسكره إلى جهة علاي الدولة وقد أنجده طائفة من عسكر ابن (¬5) عثمان ببلاد ابن (¬6) قرمان، فالتقى العسكران، وكانت الكسرة على العثمانية وعلاي الدولة، لكن كثروا بعدها فكسروا العسكر الحلبي ومن معه، فقتل وردبش من محمود شاه الظاهريّ. وكان شجاعا، مقداما. ترقّى سريعا، وزالت سعادته بسرعة. ترقّى من الخاصكية والدوادارية إلى نيابة سيس، ثم نيابة قلعة الروم ولم يباشرها، (فولّي البيرة، ثم أتابكية حلب ولم يباشرها) (¬7) ثم صيّر من مقدّمي الألوف بمصر، ثم ولي نيابة حلب. ثم خرج في هذه الكائنة شاققا العساكر المصرية لعلاء الدولة لأمر أوجب ذلك. وكان معه عدّة من الجند المصريّين أيضا، فأخذ حيّا وضربت عنقه. [مقتل أزبردي الأشرفي] [3296]- ومات في هذه الكائنة قتيلا: أزبردي الأشرفيّ (¬8)، أحد العشرات بحلب. ¬

(¬1) في المخطوط: «في جمع». (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) خبر تكسير الأواني لم أجده في المصادر. (¬4) انظر عن (وردبش) في: وجيز الكلام 3/ 956 رقم 2152، والضوء اللامع 10/ 210 رقم 910 (وفيه: ويقال بهمزة بدل الواو، قيل اسمه جانبك الظاهري جقمق)، وتاريخ البصروي 98، وحوادث الزمان 1/ 294، وبدائع الزهور 3/ 210 وفيه: «يعرف بوردبش من محمود شاه»، وأخبار الدول 3/ 39. (¬5) في المخطوط: «بن». (¬6) في المخطوط: «بن». (¬7) ما بين القوسين كتب فوق السطر. (¬8) انظر عن (أزبردي الأشرفي) في: بدائع الزهور 3/ 210، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع.

مقتل ألماس الأشرفي

[مقتل ألماس الأشرفي] [3297]- وألماس الأشرفيّ (¬1)، نائب صفد. وكان خيّرا، ديّنا، عفيفا، أدوبا، حشما، عارفا بفنون الفارسية، ليس بخال من الفضيلة، قرأ شيئا في الفقه والقراءآت (¬2)، مع ذكائه وجودة ذهنه، وعفّته عن الأموال والفروج. ترقّى في دولة أستاذه الأشرف قايتباي من الخاصكية إلى السقاية، ثم تأمّر عشرة، ثم تنقّل إلى أستادارية الصحبة، ثم شادّية الشراب خاناه، وأبطل منها مظالم أعيدت بعده، ثم ولي نيابة صفد، وخرج للتجريدة، فبغته الأجل في هذه الكائنة وهو شاب، لكن ما وقف على خبر قتله، ولا عرف كيفية ذلك حتى انتظر مدة، بل قتل غيلة، والله أعلم. [مقتل تغري بردي بن محمد] [3298]- وفيه، فيها أيضا، تغري بردي بن محمد (¬3) بن قاسم / 339 أ / بن جمعة العساسي (¬4). أحد العشرينات بحلب. وكان تنقّل في عدّة ولايات. [مقتل تمراز حشيش] [3299]- فيها أيضا: تمراز حشيش (¬5) من بحشايش (¬6) الأشرفيّ إينال. أحد الخاصكية. وكان فارسا، شجاعا، أدوبا، حشما. [مقتل طرباي الأشرفي] [3300]- وطرباي الأشقر (¬7) الإبراهيميّ، الأشرفي إينال. ¬

(¬1) انظر عن (ألماس الأشرفي) في: وجيز الكلام 3/ 957 رقم 1153، وتاريخ البصروي 98، وحوادث الزمان 1/ 294، وبدائع الزهور 3/ 210، والضوء اللامع 2/ 321 رقم 1037. (¬2) في المخطوط: «القرات». (¬3) انظر عن (تغري بردي بن محمد) في: بدائع الزهور 3/ 210، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬4) هكذا في المخطوط، ولم أتبيّن صحّة هذه النسبة لعدم ذكره في المصادر. (¬5) انظر عن (تمراز حشيش) في: بدائع الزهور 3/ 210، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬6) في البدائع: «بخشاش». (¬7) انظر عن (طرباي الأشقر) في: بدائع الزهور 3/ 210، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع.

نصرة المصريين على علاء الدولة وابن عثمان

أحد الأمراء بحلب. وكان فارسا، شجاعا، أدوبا. [نصرة المصريين على علاء الدولة وابن عثمان] ثم حصلت النصرة ثانيا للمصريّين على علاء الدولة ومن معه من عساكر ابن (¬1) عثمان والقرمانية وكسروهم وأخذوا لهم أشياء ما بين سناجق وغيرها على يد تمراز أمير سلاح (¬2). [نقل قانصوه من دمياط إلى مكة] وفيه نقل قانصوه الأحمدي الخسيف (¬3) من دمياط إلى مكة المشرّفة للإقامة بها، وتوجّه إليها من الطور (¬4). [وفاة طقطباي المحمدي] [3301]- (وفيه) (¬5) مات طقطباي المحمدي (¬6)، الأشرفيّ، نائب قلعة حلب. وكان إنسانا ساذجا، شجاعا، مقداما. [سفر أبي بكر الليثي إلى الحج وإفادته بمصر] وفيه قدم من سمرقند (إلى القاهرة) (¬7) الشيخ العالم العلاّمة، أبو بكر الليثيّ، وولده الأستاذ العلاّمة أيضا أبو القاسم قاصدين الحج، فأنزلهما السلطان وأكرمهما، وحجّا من عامهما، وعادا لبلادهما في الآتية بعد أن أخذ عنهما الطلبة بمصر أشياء، وكتبوا من تصانيف الوالد عدّة، وكانا (من) (¬8) كبار علماء سمرقند وأجلاّئها (¬9). وقد ترجمناهما واسعا في تاريخنا «الروض الباسم» (¬10). (¬11) ¬

(¬1) في المخطوط: «بن». (¬2) خبر نصرة المصريين في: تاريخ البصروي 98، وبدائع الزهور 3/ 210، 211. (¬3) توفي قانصوه الأحمدي الخسيف في سنة 892 هـ‍. (¬4) خبر نقل قانصوه في: الضوء اللامع 6/ 198 رقم 676، وبدائع الزهور 3/ 211، ووجيز الكلام 3/ 951. (¬5) تكرّرت في المخطوط. (¬6) انظر عن (طقطباي المحمدي) في: بدائع الزهور 3/ 210، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬7) ما بين القوسين مكرّر في المخطوط. (¬8) لم أقف لأبي بكر الليثي، ولا لولده أبي القاسم على ترجمة في المصادر. (¬9) كتبت تحت السطر. (¬10) خبر سفر أبي بكر في: بدائع الزهور 3/ 211. (¬11) في القسم الضائع منه.

زيادة النيل

[زيادة النيل] وفيه زاد النيل زيادة نادرة في غير أوانها تعجّب منها (لكنها) (¬1) لا نفع بها (¬2). [شوال] [سفر أبي البقاء بن الجيعان للحج] وفي شوال، في ثانيه، بدر أبو البقاء بن الجيعان (¬3) للسفر للحج في هذه السنة، وخرج (معه) (¬4) جانبلاط، وماماي الخاصكيّان، وقد جعل إليهم التحدّث في أمور ما رتّب السلطان للحرمين الشريفين من الصدقات، وأشيع بأنهم توجّهوا لتقرير أمور ذلك وتفرقة ما حمل إلى هنالك. وكان شيئا كثيرا (¬5). [التقاء ماء النيل بالزريبة] وفيه التقى ماء النيل بالزريبة بعد أن كان قد نشف منها / 339 ب / وبلغ بحيث لو عوّم فيه المركب لمشت، وعدّ ذلك من النوادر (¬6). [سقي البرسيم الذي زرعه الأتابك أزبك] وفيه جمع الأتابك أزبك جمال السقّائين أهل الروايا وغيرهم أيضا، وأمر بأن يتوجّهوا لشبرمنت يستقون الماء وينقلونه إلى برسيم زرعه بها بلغه أنه عطب، فحصل على الناس من ذلك ما لا خير فيه من العطش، وفقد الماء داخل القاهرة (¬7). [نفي مثقال الحبشي] وفيه نفي مثقال الحبشيّ الطواشيّ، رأس نوبة السقاة إلى مكة بعد أن أرجف بإتلافه لكونه بلغ عنه بأن يضرب الدراهم المغشوشة (¬8). ¬

(¬1) تكرّرت في المخطوط. (¬2) خبر زيادة النيل في: بدائع الزهور 3/ 211. (¬3) انظر عن (أبي البقاء بن الجيعان) في: بدائع الزهور 3/ 363، والبدر الزاهر في نصرة الملك الناصر (بتحقيقنا) ص 69، والقول المستظرف (بتحقيقنا) ص 12، 13 والضوء اللامع 10/ 71 (دون ترجمة، ودون ترقيم) و 11/ 8 - 10 رقم 21، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع (المستدرك على الجزء الثاني) - بصناعتنا ص 50. وهو توفي سنة 902 هـ‍. (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) خبر سفر أبي البقاء في: بدائع الزهور 3/ 211. (¬6) خبر التقاء ماء النيل في: بدائع الزهور 3/ 211. (¬7) خبر سقي البرسيم لم أجده في المصادر. (¬8) خبر نقل مثقال في: وجيز الكلام 3/ 951، والضوء اللامع 6/ 239 رقم 839، وبدائع الزهور 3/ 211.

قطع يد مزيف الدراهم

[قطع يد مزيّف الدراهم] وقبض على إنسان من مماليك الأتابك أزبك يقال له تمر بغا، ووجد (هو) (¬1) الذي يضرب ذلك بيده، فأمر السلطان بقطع يده، ومات عقيب ذلك (¬2). [وفاة البهاء الحوّاري] [3302]- وفيه مات البهاء أحمد الحوّاري (¬3)، الدمشقي، الشافعيّ. وكان عالما فاضلا، له ذكر وشهرة بدمشق. [وفاة ابن قمتى] [3303]- وفيه مات تحت العقوبة الظالم العسوف ابن (¬4) قمّتى (¬5)، علي بن عمر بن علي. وكان شيخا مسنّا، نهاية في تفسق المظالم وأذى العباد وأكل الحرام. قرّر في رأس نوبة نقباء يشبك الدوادار، ثم تكلّم مع ذلك في نظر المواريث، ثم تحدّث على بعض الجهات السلطانية، فحمل في ذلك، وأرجف بتوسيطه غير ما مرة، ثم عوقب حتى مات. [وفاة محمد بن كاوان] [3304]- وفيه مات بمكة المشرّفة محمد بن كاوان (¬6) التاجر ابن (¬7) أخي ملك التجار الكيلاني، الهندي، الشافعيّ. وكان مشهورا في بني كاوان، وله ثروة زائدة، وكرم نفس، ومحبّة في العلم والفضل وأهله (¬8). ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) خبر المزيّف في: بدائع الزهور 3/ 211. (¬3) لم أحمد لأحمد الحواري ترجمة في المصادر. (¬4) في المخطوط: «بن». (¬5) انظر (ابن قمّتى) في: بدائع الزهور 3/ 211، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬6) انظر عن (محمد بن كاوان) في: وجيز الكلام 3/ 953، 954 رقم 2141، والضوء اللامع 7/ 53، 54 رقم 108 وفيه: «ابن قاوان». (¬7) في المخطوط: «بن». (¬8) ولد تقريبا قبل العشرين والثمانمائة.

وفاة سودون الصغير

[وفاة سودون الصغير] [3305]- وفيه مات سودون الصغير (¬1) الخازندار العلائي، الظاهريّ، أحد الطبلخانات. وكان أدوبا، حشما، عارفا، بفنون الفروسية. وكان موته بحلب. [سجن ناظر الأوقاف] وفيه امتحن ابن (¬2) العظمة ناظر الأوقاف بالضرب بالمقارع وحمله مشهورا (¬3) إلى المقشّرة (¬4). [وصول ركب المغرب وتونس] وفيه وصل ركب / 340 أ / من بلاد المغرب من تونس وغيرها، وكانوا نحوا من ألفي (¬5) وخمسمائة نسمة، وشيخ الركب عبد اللطيف من بني عراره، وقدم معهم جماعة من الفضلاء، ومعهم هدية من صاحب تونس، وصاحب طرابلس أيضا للسلطان (¬6). [وفاة قرقماس البواب] [3306]- وفيه مات قرقماس البواب (¬7) من يخشباي الظاهريّ، أحد العشرات. أشبه الفجأة، وهو يقرب من السبعين، أو بلغها. وكان له ذكر وشهرة في الدولة، مثريا، مختصّا بالسلطان. [خروج الحاج] وفيه خرج الحاج وأميرهم بالمحمل أزدمر تمساح، أحد مقدّمي الألوف، وبالركب الأول برسباي العلائي أحد العشرات، وزوج أمّ منصور الظاهر خشقدم. وسافر منصور هذا بصحبته في تجمّل زائد. ¬

(¬1) انظر عن (سودون الصغير) في: بدائع الزهور 3/ 212، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬2) في المخطوط: «بن». (¬3) الصواب: «وحمله مشهّرا». (¬4) خبر سجن الناظر في: بدائع الزهور 3/ 212 وفيه زيادة: وكتب عليه قسامة أن لا يعود قط يسعى في نظر الأوقاف، ومتى سعى في ذلك يكون دمه هدر، ثم بعث به إلى المقشّرة، وكتب من هذه القسامة أربع نسخ، وبعث إلى كل قاض منها نسخة. (¬5) الصواب: «وكانوا نحوا من ألفين». (¬6) خبر وصول الركب لم أجده في المصادر. (¬7) انظر عن (قرقماس البواب) في: بدائع الزهور 3/ 212، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع.

تطاير بياض كنسيج العنكبوت

وكان الحاج في هذه السنة كثيرا من المصريّين، والريافة، والمغاربة، والتكاررة، ومن خرج مع ابن (¬1) الجيعان أيضا. وتأخّر الحاج بالبركة يوما عن عادتهم لأجل المقوّمين (¬2). [تطاير بياض كنسيج العنكبوت] وفيه رؤي في الجوّ بعد العصر شيا (¬3) أبيض يتطاير مع الهواء، وصار ينزل به إلى الأرض، فإذا شيء كنسج العنكبوت في لون القطن. وكان كثيرا عمّ الأفق، وما عرف ماهيّة ذلك ولا ما هو، وتعجّب منه إذا لم ير له نظير (¬4). [وفاة أزبك أبي زيد] [3307]- وفيه مات أزبك أبو زيد (¬5) الأشرفيّ إينال، أحد أمراء حماة. وكان شجاعا، مقداما، كريما، حسن الهيئة والشكالة، رحمه الله. [وفاة أبي السعود العراقي] [3308]- وفيه مات المسند أبو السعود العراقيّ (¬6) محمد بن محمد بن علي الحسيني، العلوي، الهاشمي، الشافعيّ. سمع كثيرا وأسمع. ومولده سنة 28 (¬7). [الإشاعة بفتنة الجلبان] وفيه أشيع بثوران فتنة من الجلبان، وأغلق الأتابك بابه، ولم يجتمع بأحد، ووقع القيل والقال، ونقل الكثير من الناس / 340 ب / والأعيان أثاثهم من منازلهم وديارهم، ثم لم يقع شيا (¬8) مما أشيع وأرجف به (¬9). ¬

(¬1) في المخطوط: «بن». (¬2) خبر خروج الحاج في: وجيز الكلام 3/ 950، 951. (¬3) الصواب: «شيء». (¬4) خبر تطاير البياض لم أجده في المصادر. (¬5) انظر عن (أزبك أبي زيد) في: بدائع الزهور 3/ 212، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬6) انظر عن (أبي السعود العراقي) في: بدائع الزهور 3/ 212، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬7) وقال ابن إياس: وكان من الفضلاء، بارعا في الحديث. ولم يؤرّخ لمولده. (¬8) الصواب: «ثم لم يقع شيء». (¬9) خبر الإشاعة بالفتنة لم أجده في المصادر.

ذو القعدة

[ذو القعدة] [تخلّص نائب طرابلس من الأسر] وفي ذي قعدة وصل دوادار إينال السلحدار نائب طرابلس. وكان أشيع بفقده في كائنة قتل وردبش، وأرجف بقتله أيضا، فأخبر السلطان بأنه مأسور عند علاء الدولة، وأنه طلب في فدائه أربعة عشر ألف دينار، فما أجاب السلطان إلى ذلك. ثم ورد الخبر قريبا بأنّ علاي (¬1) الدولة قد منّ (¬2) على إينال هذا وأطلقه (¬3). [نيابة حلب] وفيه عيّن أزدمر من قريب (¬4) السلطان، أمير مجلس لإعادته إلى نيابة حلب، وبعث إليه بالتقليد والتشريف. [المركوب لنائب طرابلس] وبعث مركوبا لإينال نائب طرابلس (¬5). [نيابة صفد] وفيه عيّن إينال الخسيف الأشرفيّ من جلبان السلطان أتابك حلب لنيابة صفد (¬6). وإينال هذا كان مختصّا بالسلطان، ثم نفاه وسجنه بصفد أو دمشق، ثم ولاّه الأتابكية (¬7) حلب، ثم نيابة سيس، ثم صفد، ثم حجوبية دمشق بعد ذلك، ثم نيابة حماه، وهو بها الآن (¬8). ¬

(¬1) يرد: علاي الدولة وعلاء الدولة. (¬2) في المخطوط: «قد مر». (¬3) خبر تخلّص النائب في: تاريخ البصروي 98، وبدائع الزهور 3/ 212. وقد قتل إينال السلحدار في سنة 903 هـ‍. انظر عنه في: الضوء اللامع 2/ 326 رقم 1073. (¬4) هكذا في المخطوط، والجملة مشوّشة. وفي: بدائع الزهور 3/ 212 وفيه أرسل السلطان خلعة إلى أزدمر أمير مجلس، ورسم له بعوده إلى نيابة حلب كما كان أولا. (¬5) خبر المركوب لم أجده في المصادر. (¬6) خبر نيابة صفد في: بدائع الزهور 3/ 212، ومملكة صفد 300 رقم 132. (¬7) الصواب: «ثم ولاّه أتابكية حلب». (¬8) انظر عن (إينال الخسيف) في: الضوء اللامع 2/ 327 رقم 1077 وفيه: إينال الخصيف الأشرفي قايتباي، وأصله ليحيى بن الأمير يشبك الفقيه، ثم صار له وغضب عليه واعتقله بقلعة دمشق مدة ثم أطلقه وأعطاه إمرة ميسرة بحلب، ثم نقله لأتابكيتها وقبض عليه في كائنة الرها ثم أعاده على وظيفته إلى أن نقله لنيابة صفد بعد قتل ألماس، فشكوه فطلبه ونقم عليه ورام نفيّه فشفع فيه نائب الشام قجماس واستقر به حاجب الحجاب =

اقتران المشتري وزحل

[اقتران المشتري وزحل] وفيه اقترن المشتري وزحل ببرج العرب. وذكر (¬1) أرباب التنجيم والحساب بأنّ هذا لم يكن من منذ الزيادة على المايتين وستين سنة، وأنها دالّة على تغيّر الدول وتبدّلها، وأنه كان نظيره حين مبعث النبيّ صلى الله عليه وسلّم (¬2). [وفاة الأمير أبي سالم الهنتاتي] [3309]- وفيه مات الأمير أبو سالم، إبراهيم بن عثمان بن محمد بن عبد العزيز الهنتاتي (¬3)، الموحّدي، الحفصي، التونسيّ. صاحب بونا (¬4) التي يقال لها بلد الهناب (¬5) من قتل ابنه (¬6) السلطان المتوكل على الله عثمان صاحب تونس. وكان شابّا حسنا، عزيزا عند أبيه، مذكورا بحسن السيرة. وهو والد عبد المؤمن صاحب تونس في يومنا هذا. [وفاة الفخر بن ظهيرة] [3310]-، [وفيه] (¬7) مات الفخر بن ظهيرة (¬8)، قاضي جدّة، أخو البرهان (¬9) قاضي مكة، أبو بكر بن علي بن محمد بن محمد بن حسين المخزومي / 341 أ / المكي، الشافعيّ. وكان عالما فاضلا، له ذكر وشهرة ودربة، وعقل تامّ. وسمع على جماعة. ¬

= بها، فلما مات سيباي نقله لنيابة حماه فقمع عليه الفساد، وهو في الفسق والظلم بمكان. (¬1) كتب الناسخ أولا: «وذلك» ثم ضرب عليها. (¬2) خبر اقتران المشتري في: بدائع الزهور 3/ 212. (¬3) لم أجد للهنتاتي ترجمة في المصادر. (¬4) بونا - بونة: من بلاد افريقية قريبة من فحص قل وهي مدينة قديمة، على ساحل البحر في نشز من الأرض، حولها قبائل كثيرة من البربر مصمودة وأوربة وغيرهما، وأكثر تجارها أندلسيون. وهي تسمّى بلد العنّاب لكثرة العنّاب فيها. (الروض المعطار 115). (¬5) هكذا في المخطوط. والهنّاب - العنّاب. (¬6) مهملة في المخطوط. (¬7) في المخطوط بياض. (¬8) انظر عن (الفخر بن ظهيرة) في: الضوء اللامع 11/ 58 - 60 رقم 151، وتاريخ البصروي 99، ووجيز الكلام 3/ 952 رقم 2136، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (المستدرك على القسم الثاني) 298 رقم 267. (¬9) هو إبراهيم بن علي بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة بن مرزوق بن محمد بن علي. توفي سنة 891 هـ‍. (الضوء اللامع 1/ 88 - 99).

وفاة تنبك القصروي

ومولده سنة 8 (¬1). [وفاة تنبك القصروي] [3311]- وفيه مات تنبك القصروي (¬2)، الخاصكيّ. وكان شيخا لا بأس به، خيّرا، ديّنا. [الأراجيف بثورة فتنة] وفيه كثرت الأراجيف بثوران فتنة، ولم يصعد الأتابك أزبك إلى القلعة للخدمة، لا هو ولا برسباي، ولم يصلّيا الجمعة أيضا مع السلطان، وزاد القال والقيل (¬3). [وفاة حسين بن كاوان] [3312]- وفيه مات حسين بن كاوان (¬4) أخو الخواجا محمد الماضي. وكان عالما فاضلا، حسن السمت والملتقى، بشوشا (¬5). [منازلة مدينة المرية بالأندلس] وفيه نازل السلطان أبو الحسن علي بن الأجي صاحب غرناطة وملك الأندلس، مدينة المريّة، وبها ولده أبو عبد الله. وكان ثار بأبيه وأخرجه من غرناطة وملك الأندلس. ثم عاد أبو الحسن إلى ملكه، وانحاز الولد إلى المدينة. وجرت بينهما خطوب بطول الشرح في ذكرها آلت إلى خير (¬6). [منازلة مالقة] وفيه نازل صاحب قشتالة الفنش مالقة وضيّق عليها، وكاد أن يستولي عليها، ورحل عنها بعد ذلك، ثم آل الأمر إلى أن استولى عليها في سنة ثلاث وتسعين وثمانماية كما سيأتي ذلك (¬7). ¬

(¬1) هكذا في المخطوط وفي الضوء اللامع 11/ 58 ولد توأما مع أخيه عمر في ليلة الخميس مستهلّ رجب سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة. (¬2) لم أجد لتنبك القصروي ترجمة في المصادر. (¬3) خبر الأراجيف لم أجده في المصادر. (¬4) انظر (حسين بن كاوان) في: الضوء اللامع 3/ 135 - 137 رقم 541 وهو: حسين بن أحمد بن محمد بن أحمد، البدر بن الخواجا الشهاب الكيلاني، ثم المكي، الشافعي. ويعرف بابن قاوان، ومعجم المؤلفين 3/ 312. (¬5) ولد في ليلة الإثنين من أواخر رجب سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة بكيلان. (¬6) خبر المنازلة لم أجده في المصادر. (¬7) خبر مالقة لم أجده في المصادر.

دوران السلطان على عمائره

[دوران السلطان على عمائره] وفيه ركب السلطان من قلعته بهيئة الموكب السلطاني وأبّهة الملك، وساروا (¬1) والجنايب بين يديه ونمجاة الملك والترس والمدوّرة والبقج، وغير ذلك، ومعه جماعة قاصدا منزل الأتابك أزبك، وكان قد أشيع بأنه موعوك فجلس عنده ساعة خفيفة، (ثم خرج) (¬2) من عنده فدار على بعض عمائره، وعاد إلى قلعته فبعث إليه الأتابك بأشياء، فلم يقبل منها إلاّ شيا (¬3) يسيرا، وردّ الباقي وحمد وشكر (¬4). [دلاّل قماش يقتل دلاّلا] وفيه وقعت كائنة غريبة، وهي [أنّ] (¬5) شخصا دلاّلا بالحسينية (¬6) يلقّب / 341 ب / «بشرن درن» تضارب هو ودلاّن آخر (¬7) يقال له «شريدم»، وتقابضا لأجل قطعة قماش أحضرت للبيع، كلّ منهما يريد أن يكون هو دلاّلها، ودفع أحدهما الآخر - وقيل: رفسه - فوقع «شريدم» ميتا، وقبض على الآخر وسجن حتى يحرّر أمره، فأخذ الناس، سيما العوام، يلهجون بكائنتها، وعمل بعض في ذلك كلاما ملحّنا لهج الكثير من الناس به مدّة (¬8). [الموكب بالحوش السلطاني] وفيه أقيم الموكب بالحوش السلطاني (وصعد قاصد ملك الهند (. . .) (¬9) كان توجّه فارس المجدي نائبا لمهمندار إليه من مدّة، ومات هناك، فخلع على هذا القاصد وأكرم (¬10). [موت جرباش المجنون مذبوحا] [3313]- وفيه وجد إنسان من الجند السلطاني) (¬11) يقال له جرباش ¬

(¬1) الصواب: «وسار». (¬2) ما بين القوسين تكرّر في المخطوط. (¬3) الصواب: «شيئا». (¬4) خبر دوران السلطان لم أجده في المصادر. (¬5) إضافة يقتضيها السياق. (¬6) مهملة في المخطوط. (¬7) في المخطوط: «هو دلالين آخرين». (¬8) خبر دلاّل القماش لم أجده في المصادر. (¬9) كلمة غامضة في المخطوط، ومطموسة: «وصعرى». (¬10) خبر الموكب في: بدائع الزهور 3/ 212. (¬11) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط.

تغيظ السلطان على ناظر الخاص

المجنون (¬1)، وكان غاية في جرّ القوس الثقيل، وعنده طرف خبال، ولا يزال معه موسى بحلق بها روس (¬2) الكثير من الناس احتسابا، وجد مذبوحا وموسه (¬3) ومسنّه إلى حذائه، فحدس أنه ذبح نفسه لحنق منه (¬4). ويقال غير ذلك. والله أعلم. [تغيّظ السلطان على ناظر الخاص] وفيه تغيّظ السلطان على العلاء بن الصابوني، ناظر الخاص لقضية ما (ذكرناها) (¬5) في تاريخنا «الروض الباسم» (¬6) فوكّل به عند الزمام، ثم شفع فيه فأطلق في يومه (¬7). [طعن إنسان بسكين] وفيه ضرب إنسان آخر بسكين معه فقتله (¬8). [وفاة الزين بن الجيعان] [3314]- وفيه مات الزين عبد الباسط (¬9) بن شاكر بن الجيعان. وكان إليه مباشرة كثيرة من الأماكن والأوقاف. وكان ضابطا في مباشراته وبه النفع في ذلك مع الخير والديانة والعفّة والأمانة، وانطراح النفس، وعدم التكلّف، والمعرفة التامّة، والعقل، والرأي، والتدبير، والسياسة، وفكاهة المحاضرة، والبشر والبشاشة، والرعاية، ومحبّة المماجنة. ومولده سنة 823 تقريبا (¬10). ¬

(¬1) لم أجد لجرباش المجنون ترجمة في المصادر. (¬2) كذا. (¬3) الصواب: «وموساه». (¬4) خبر موت جرباش في: بدائع الزهور 3/ 212. (¬5) عن هامش المخطوط. (¬6) في القسم الضائع منه. (¬7) خبر تغيّظ السلطان لم أجده في المصادر. (¬8) خبر طعن إنسان لم أجده في المصادر. (¬9) انظر عن (الزين عبد الباسط) في: وجيز الكلام 3/ 956 رقم 2150، والضوء اللامع 4/ 27، 28 رقم 82، وتاريخ البصروي 99، وبدائع الزهور 3/ 213. (¬10) في الضوء: سنة ست عشرة وثمانمائة.

غلاء القطن

[غلاء القطن] وفيه ارتفع سعر (¬1) القطن من ألف [إلى] (¬2) ألفي (¬3) وأربعمائة وعزّ وجوده (¬4). [نيابة طرابلس] وفيه خلع على بيبرس الرجبيّ (¬5) قريب السلطان واستقرّ في نيابة طرابلس، عوضا عن إينال بحكم أسره عند علاء الدولة (¬6). [الاهتمام بالأضاحي] وفيه، في هذه الأيام، قبل دخول ذي حجّة، اهتمّ الكثير من الناس / 342 أ / بأمر الأضحية لعدم الجالب، وأحضر السلطان الكثير من الأغنام وفرّقها على جلبانه (. . .) (¬7) وحرّضهم على عدم أذاهم (¬8) بجلاّب الأغنام (¬9). [وفاة الشمس الطالشي] [3315]- وفيها مات الشمس، عبد الحميد بن (أبي يزيد بن) (¬10) موسى بن أبي يزيد الطالشي (¬11)، السرواني، الشافعيّ، ثم الحنفيّ. أحد صوفية الخانقاه الشيخونية. وكان عالما، فاضلا بالفنون العقلية، بارعا في العربية والهيئة، أدوبا، ساكنا، حسن السمت والعشرة، سليم الفطرة. ومولده سنة خمس [وثمان] (¬12) ماية. ¬

(¬1) في المخطوط: «ارتفع بالسعر». (¬2) إضافة يقتضيها السياق. (¬3) الصواب: «ألفين». (¬4) خبر غلاء القطن في: بدائع الزهور 3/ 213. (¬5) توفي بيبرس الرجبي في سنة 890 هـ‍. (الضوء اللامع 3/ 21). (¬6) خبر نيابة طرابلس في: بدائع الزهور 3/ 213، وتاريخ طرابلس 2/ 53 رقم 133. (¬7) كلمة مشوّشة في المخطوط. (¬8) في المخطوط: «إيذانهم». (¬9) خبر الإهتمام بالضواحي في: بدائع الزهور 3/ 213. (¬10) ما بين القوسين كتب فوق السطر. (¬11) لم أجد للطالشي ترجمة في المصادر. (¬12) إضافة لا بد منها.

ذو الحجة

[ذو الحجة] [غلاء البرسيم] و (في) (¬1) ذي حجّة غلا سعر البرسيم الأخضر حتى أبيع الفدّان بعشرة دنانير (¬2). [نكد الناس لعدم الأضاحي] وفيه لم يظهر الضحايا (¬3) التي جرت عادة الناس بجلبها وبيعها بمصر، وحصل عند الناس نكد بواسطة ذلك، ووقع من جلبان السلطان أمور يطول الشرح في ذكرها، أفصحنا عنها في تاريخنا «الروض الباسم» (¬4)، وتركناها هاهنا لطولها (¬5). [الاختلاف حول عيد الأضحى] وفيه كثر القال والقيل وإشاعات للناس (¬6) بأنّ عيد النحر يكون في يوم الثلاثاء، وكبّر بعضا (¬7) من الناس في فجر يوم الإثنين ببعض مدارس الحنفية تكبير التشريق بعد صلاة الفجر بناء على أنه يوم عرفة، [و] لم يتبيّن الحال، بل وسئل قاضي القضاة الشافعية عن ذلك، فأجاب بأنه ما ثبت الشهر عنده إلاّ بالإثنين بتمام العدد، وأنه لم يعتمد على إخبار من أخبر برؤيته يوم الأحد، وفشا الكلام على أنّ العيد بالأربعاء، وأمسك من كبّر في هذا النوع عن التكبير بعد ذلك (¬8). [المطر والوحل عند صلاة العيد] وفيه في يوم عيد النحر أصبحت الأرض موحلة لمطر أصابها ليلا، وكان كثيرا بحيث تكلّف الكثير من الناس المشقّة في مرورهم إلى صلاة العيد (¬9). [وفاة ابن المبارك شاه] [3316]- وفيه مات الشهاب، أحمد بن مبارك شاه (¬10) الحنفيّ. ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) خبر غلاء البرسيم في: بدائع الزهور 3/ 213. (¬3) الصواب: «لم تظهر الأضاحي». (¬4) في القسم الضائع منه. (¬5) خبر نكد الناس في: بدائع الزهور 3/ 213. (¬6) الصواب: «إشاعات الناس». (¬7) الصواب: «وكبّر بعض». (¬8) خبر الاختلاف لم أجده في المصادر. (¬9) خبر المطر والوحل في: بدائع الزهور 3/ 213. (¬10) لم أجد لابن مبارك شاه ترجمة في المصادر.

تقطيع أصابع الجند الأسرى عند علاء الدولة

وكان ليس خال (¬1) من فضيلة، حضر دروس (¬2) جماعة، وسمع على جماعة، وكتب المنسوب، وتعانى أشياء من أعمال اليد. وكان فكه المحاضرة. ومولده سنة 839. [تقطيع أصابع الجند الأسرى عند علاء الدولة] وفيه وصل إلى القاهرة جماعة ممّن كان مع وردبش من جند وغلمان وغيرهم، وقد قطع علاء الدولة أصابع عدّة منهم، وكان أسرهم / 342 ب / فلما قطع إبهام كلّ منهم أطلقه (¬3). [وفاة ناظر جيش غزّة] [3317]- وفيه مات ناظر جيش غزّة إبراهيم بن عبد الرحمن (¬4)، وهو شاب (¬5). [التشاور في إرسال رسول إلى ابن عثمان] وفيه كانت المشاورة بالقلعة عند السلطان وقد اجتمع عند الأتابك فمن دونه ممّن حضر من الأمراء بالقاهرة، والزين بن مزهر كاتب السرّ، وأرجف بأشياء، ثم استقرّ الحال بأنّ هذا التشاور كان في أمر بعث السلطان قاصدا لابن عثمان. ثم كان من أمر بعث جانبك حينئذ ما سنذكره (¬6). [خروج بيبرس إلى محلّ كفالته بطرابلس] وفيه خرج بيبرس إلى محلّ كفالته من نيابة طرابلس، وكان له يوما مشهودا (¬7)، وبينا (¬8) طلبه سائر إذ سقط العلم الخليفتي إلى الأرض وانكسرت طليعته، فتفاءل (¬9) الناس بسرعة زواله. وكان ما تفاءلوا (¬10) به (¬11). ¬

(¬1) الصواب: «ليس خاليا». (¬2) كذا. (¬3) خبر تقطيع الأصابع في: بدائع الزهور 3/ 213. (¬4) انظر عن (إبراهيم بن عبد الرحمن) في: الضوء اللامع 1/ 59 وفيه: إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب، البرهان بن الزين، اللدّي الأصل، الغزّي، ويعرف قديما بابن قليب، وبدائع الزهور 3/ 213. (¬5) لم يكمل ثمانية وعشرين عاما. (¬6) خبر التشاور في: بدائع الزهور 3/ 213. (¬7) الصواب: وكان له يوم مشهود. (¬8) مهملة في المخطوط. (¬9) في المخطوط: «تفال». والصواب: «فتشاءم». (¬10) في المخطوط: «ما تفالوا» والصواب: «ما تشاءموا». (¬11) خبر خروج بيبرس في: بدائع الزهور 3/ 213.

حلم يتحقق بذهاب عين جندي

[حلم يتحقّق بذهاب عين جندي] وفيه وقعت حادثة غريبة، وهي أنّ إنسانا من الجند السلطاني رأى في نومه هيئة شيخ منوّر الشيبة، فقصده للزيارة، فقال له الشيخ: اعطني عينيك التنتين (¬1). وتجادل وإيّاه، والشيخ مقتحم وهو يمنعه من عينيه، إلى أن قال له الشيخ: إن كنت ما تعطني الثنتين فهات الواحدة. فانتبه الرائي مرعوبا وقد ذهبت إحدى عينيه أصلا ورأسا. وهذه من النوادر (¬2). [وصول مبشّر الحاج] وفيه وصل مبشّر الحاج، إنسان يقال له قايتباي من الخاصكية الجلبان، وأخبر بالأمن والسلامة، وبمجاورة الكمال ناظر الجيش، وقدم معه دولاتباي من مصطفى الذي كان نائبا بغزّة وصرف ونفي (¬3) إلى مكة. وكان السلطان قد بعث بحضوره فحضر، ثم بعد مدّة قرّر في جملة مقدّمي الألوف بدمشق (¬4). * * * [وفاة صاحب قونية] [3318]- وفيها مات صاحب قونية وما ولاها (¬5) من مملكة ابن (¬6) قرمان، عبد الله بن أبي يزيد (¬7) بن محمد بن مراد بن عثمان. وكان ولي بلاد ابن (¬8) قرمان عن أبيه بعد تملّكه عوضا عن جمجمة بعد رحيله (¬9) عنها، وحسنت بها سيرته. وكان شابا. ويقال: إنه مات بدسيسة. والله أعلم. ¬

(¬1) الصواب: «الثنتين» أو «الإثنتين». (¬2) خبر الحلم لم أجده في المصادر. (¬3) في المخطوط: «وبقي». (¬4) خبر وصول المبشّر في: بدائع الزهور 3/ 213، 214. (¬5) الصواب: «وما والاها». (¬6) في المخطوط: «بن». (¬7) انظر عن (عبد الله بن أبي يزيد) في: بدائع الزهور 3/ 214، وأخبار الدول 3/ 41 و 42. (¬8) في المخطوط: «بن». (¬9) في المخطوط: «رحه».

وفاة أزدمر الأشرفي

[وفاة أزدمر الأشرفي] [3319]- وفيها مات جريحا بحلب / 343 أ / أزدمر الأشرفي (¬1) قايتباي. أحد مقدّمي الألوف بحلب، قرّروا معه للسلطان بها. وكان (. . .) (¬2). ¬

(¬1) لم أجد لأزدمر الأشرفي ترجمة في المصادر. (¬2) كلمة ممسوحة.

سنة تسعين وثمانماية

سنة تسعين وثمانماية [محرم] [ارتكاب الفاحشة بحمّام شيخو] في محرم منها، وقع من شنايع الحوادث القبيحة أنّ ثمانية من جلبان السلطان دخلوا إلى حمّام شيخوا فوجدوا بها (¬1) أمردا فاحتملوه إلى خلوة الحمّام وتبدّلوا عليه يفعلون الفاحشة به حتى انتهى فعل الثمانية، وذلك نهارا في الملأ العام من أهل الحمّام، ولله الأمر (¬2). [تجهيز رسول لابن عثمان] وفيه عيّن جانبك حبيب للرسلة (¬3) لابن عثمان، وأمر بتجهيز حاله من البحر، وأخذ السلطان في تجهّز (¬4) هدية حافلة لابن عثمان المذكور، ومكاتبة من الخليفة ومنه بما عساه يكفّ عن هذه المملكة، وتقع المسالمة (¬5). وكان بعد ذلك ما سنذكره. [نادرة دفن ميت] وفيه وقعت نادرة غريبة بحلب، وهي أنّ إنسانا من الجند مات بها فجهّز وحمل لبعض جبّاناتها، ونبش له قبر داثر، تاريخ الحجر الشاهد عليه زيادة على المايتي عام، فلما لحده وجد به ميّت طريّ كأنه مات في يومه، ووجد به أيضا جمجمة إنسان كبيرة جدّا تقارب ثلاثة جماجم من جماجم أهل العصر، فتعجّب من ذلك. ¬

(¬1) الصواب: «فوجدوا فيه». (¬2) خبر ارتكاب الفاحشة لم أجده في المصادر. (¬3) الصواب: «للرسلية». (¬4) الصواب: «تجهيز». (¬5) خبر تجهيز الرسول في: بدائع الزهور 3/ 215 وفيه أن جانبك توجّه إلى البحر من الإسكندرية وصحبته هدية حافلة بنحو عشرة آلاف دينار، وقيل أكثر من ذلك، وأرسل السلطان صحبته تقليدا من الخليفة إلى ابن عثمان بأن يكون مقام السلطان على بلاد الروم وما سيفتحه الله تعالى على يده من البلاد الكفرية، وأرسل إليه الخليفة أيضا مطالعة تتضمّن تخميد هذه الفتنة التي قد انتشت بينه وبين السلطان، وفي المطالعة بعض ترقّق له.

غرق مركب بأهلها

ثم تناول الحافر الميت ليلحده إلى جانب الميت بالقبر، فلما أراد وضعه لم يجد الميت الأول، فسقط مغشيّا عليه، ولم يقو على إلحاد الميت حتى نزل من أخرج الحافر ولحد الميت الثاني (¬1). [غرق مركب بأهلها] وفيه غرقت مركب منحدرة إلى دمياط وهلك بها جماعة نحوا من أربعين نسمة ما بين رجال ونساء وأطفال، وتلف بها كثير من المال (¬2). [قطع يدي اثنين من الجلبان] وفيه أمر السلطان بقطع يدي اثنين وقع بينهما وبين بعضا (¬3) من الجلبان فتنة، فثاروا وضربا (¬4) الجلبان، ثم أمر السلطان بنفي اثنين من هؤلاء (¬5) الجلبان، فشفع في أحدهما سجن بالبرج (¬6)، ونفي الآخر (¬7). [وفاة أحمد الطولوي] [3320]- وفيه مات إنسان من أهل الجذب / 343 ب / يعتقده الكثير من الناس بنواحي الرملة وصليبة جامع طولون، يقال له أحمد بن حسن الطولوي (¬8). وكان عجيبا في جدبته يستفيق في بعض الأحيان، وكان عريانا كثير التطوّرات، ويذكر عنه كرامات. [وصول مماليك وردبش نائب حلب] وفيه وصل مماليك وردبش نائب حلب وبعض خيول له وبرك، فأنزل السلطان مماليكه (. . .) (¬9) (الجند) (¬10) وهم شرّ عصابة صدر منهم أشياء كثيرة بعد ذلك (¬11). ¬

(¬1) خبر نادرة الدفن لم أجده في المصادر. (¬2) خبر غرق المركب لم أجده في المصادر. (¬3) الصواب: «وبين بعض». (¬4) الصواب: «فثاروا وضربوا». (¬5) في المخطوط: «هاولا». (¬6) الصواب: «فسجن بالبرج». (¬7) خبر قطع الأيدي لم أجده في المصادر. (¬8) لم أجد لأحمد بن حسن الطولوي ترجمة في المصادر. (¬9) في المخطوط كلمة غير مفهومة: «تدسولى». (¬10) تكرّرت في المخطوط. (¬11) خبر وصول وردبش لم أجده في المصادر.

وفاة المحب بن الشحنة

[وفاة المحب بن الشحنة] [3321]- وفيه مات قاضي القضاة وكاتم السرّ، المحبّ بن الشحنة (¬1)، محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن غازي الثقفي، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، كاملا، محدّثا، ناظما، ناثرا، سمع على جماعات، وترقّى إلى المناصب السنيّة، منها قضاء حلب وكتابة سرّها، ونظر جيشها، ثم كتابة السرّ بمصر، ثم القضاء الأكبر غير ما مرة. وجرت عليه بأخرة أمور، وآل إلى مشيخة الشيخونية. ومولده سنة أربع وثمانماية. وولي الشيخونية بعده ولده، صاحبنا الشيخ سريّ الدين عبد البرّ (¬2). [وصول ابن الجيعان ومن معه من الحج] وفيه وصل أبو البقاء بن الجيعان من الحج هو ومن معه من أقارب السلطان ¬

(¬1) انظر عن (ابن الشحنة) في: وجيز الكلام 3/ 64 رقم 2161، والضوء اللامع 9/ 295 - 305 رقم 755، وفيه بزيادة «محمد» رابع قبل «محمود»، وبدائع الزهور 3/ 214، وشذرات الذهب 7/ 349، ونظم العقيان 171، 172 رقم 186، والذيل على رفع الإصر 357 - 406، والبدر الطالع 2/ 263، 264 رقم 516، وكشف الظنون 359 و 1826 و 1866 و 1868، و 1949، و 1950، و 2036، وإيضاح المكنون 1/ 121 و 2/ 78 و 574، وهدية العارفين 2/ 213، وإعلام النبلاء 5/ 298 - 313 رقم 642، وفهرس المخطوطات المصورة بدار الكتب المصرية لفؤاد سيد 1/ 257 و 2 ق 3/ 146، والأعلام 7/ 279، 280، ومعجم المؤلفين 11/ 294، 295، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 / ج 4/ 190، 191 رقم 1199، وفهرس المخطوطات الإسلامية في قبرس 249 رقم 408، ودرّ الحبب في تاريخ أعيان حلب لابن الحنبلي ج 2 ق 1/ 104 - 115 رقم 404، وديوان الإسلام 3/ 179 رقم 1287، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 99 رقم 132، وتاريخ الأدب العربي 2/ 43، وذيله 40، 41، والقاموس الإسلامي 4/ 66، 67، والتاريخ العربي والمؤرّخون 4/ 116، 117 رقم 21، ومقدّمة كتاب: الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب، لعبد الله محمد الدرويش، طبعة دار الكتاب العربي، دمشق 1404 هـ‍ / 1984 م - ص 15 - 27، وفهرست المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية (التاريخ) ج 2 ق 4/ 291 رقم 1823. وقد أشار محقّقو «وجيز الكلام» بالحاشية إلى: الضوء اللامع 10/ 3 باعتباره مصدرا لصاحب الترجمة، فأخطأوا، إذ أن المذكور في الجزء العاشر من الضوء هو والد صاحب الترجمة المولود سنة 749 هـ‍. والمتوفى سنة 815 هـ‍. ص 3 - 6 رقم 25، والصحيح ما أثبتناه، فليراجع ويصحّح. (¬2) انظر عن (عبد البرّ) في: الضوء اللامع 4/ 33 - 35 رقم 102، وحوادث الزمان 2/ 274 رقم 827، و 3/ 95، 96 و 103، ومفاكهة الخلان 1/ 386، وبدائع الزهور 4/ 470، والكواكب السائرة 1/ 219 - 221، وشذرات الذهب 8/ 98 - 100، ودرّ الحبب ج 1 ق 2/ 743 - 747 رقم 327، وإعلام النبلاء 5/ 381. =

قدوم قانم الأشقر

وخاصكيّته، وصعدوا إلى بين يدي السلطان، فخلع عليهم، ونزلوا في كبكبة حافلة بعد أن احتفل السلطان لهم، وكذا جماعة من الأعيان (¬1). [قدوم قانم الأشقر] وقدم قانم الأشقر (¬2) باش المدينة، ثم دخل الحاج بعد ذلك (¬3). [وصول نائب طرسوس من الأسر] وفيه وصل قرقماس التنميّ (¬4)، نائب طرسوس إلى القاهرة، وكان قد أسره علاء الدولة، ثم منّ عليه وحمّله مشافهة للسلطان فأسرّها إليه (¬5). [ريح عاصفة تثير الغبار] وفيه هبّت ريح عاصفة جدا قبل العشاء، وأثارت غبارا عظيما، وانزعج لهبوبها كثير من الناس، ثم سكنت سريعا (¬6). [استعراض السلطان للجنيد] وفيه عرض السلطان الجند وكتب منهم كثيرا، وما عيّن أحدا من الأمراء في هذا اليوم، وكثر القال والقيل في هذه الأيام (¬7). [وفاة يشبك العلائي] [3322]- وفيه وصل سيف يشبك العلائي (¬8)، نائب حماه، وقد مات في هذا الشهر. وكان حشما، أدوبا، عاقلا، بشوشا، / 344 أ / عارفا، فارسا، شجاعا، ساكنا. ¬

= وهو توفي سنة 921 هـ‍. (¬1) خبر وصول ابن الجيعان في: بدائع الزهور 3/ 214. (¬2) لم أجد لقانم الأشقر ترجمة في المصادر. (¬3) خبر قدوم قانم لم أجده في المصادر. (¬4) بقي قرقماس موجودا حتى سنة 900 هـ‍. على الأقلّ، إذ تولّى في السنة المذكورة الحجوبية الكبرى بدمشق، وكان قبل ذلك أميرا كبيرا بحلب، انظر: تاريخ البصروي 155 وحوادث الزمان 1/ 375، ومفاكهة الخلان 1/ 162، وانظر تعليقنا عنه في حوادث الزمان، بالحاشية رقم 6. (¬5) خبر وصول النائب في: بدائع الزهور 3/ 214. (¬6) خبر الريح لم أجده في المصادر. (¬7) خبر الاستعراض لم أجده في المصادر. (¬8) انظر عن (يشبك العلائي) في: بدائع الزهور 3/ 214، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. وهو في: حوادث الزمان 1/ 269، ومفاكهة الخلان 1/ 52.

صفر

تأمّر عشرة وصيّر من رؤس (¬1) النوب، ثم ولي نيابة الكرك، ثم غزّة (¬2)، ثم حجوبية دمشق، ثم نيابة حماه. [صفر] [نيابة حماه] وفي صفر قرّر سيباي (¬3) الطيوريّ (¬4)، حاجب دمشق في نيابة حماه، وقرّر في الحجوبية عوضا عنه يلباي دوادار السلطان بها (¬5). [تقرير الدوادارية] وقرّر في الدوادارية جانبك الطويل أحد جلبان السلطان (¬6). [كثرة الفساد بالقاهرة] وفيه كثر الفساد بالقاهرة وضواحيها، وصار يوجد القتيل في كل قليل في جهة من الجهات بالقاهرة. وقتل بوّاب جامع عمرو بن العاص (¬7). [وفاة النور الدكماوي] [3323]- وفيه مات النور، علي بن أحمد بن [خليفة] (¬8) الدكماوي (¬9)، المنوفي، الشافعيّ، أخو حذيفة (¬10). ¬

(¬1) كذا. (¬2) نيابة غزّة 309 رقم 108، حوادث الزمان 1/ 270، ومفاكهة الخلان 1/ 52. (¬3) انظر عن (سيباي) في: الضوء اللامع 3/ 288 رقم 1096، وحوادث الزمان! 1/ 269، 270. وقال السخاوي: «سيباي الأشرفي إينال نائب غزة، ثم حاجب دمشق، ثم نيابة حماه، وهو أخو قانصوه. مات في التجريدة». (¬4) في المخطوط: «الطوري»، والتصحيح من: بدائع الزهور. ولم يذكر السخاوي هذه النسبة. (¬5) خبر نيابة حماه في: بدائع الزهور 3/ 215، ومفاكهة الخلان 1/ 66، وحوادث الدهور 1/ 296، وتاريخ البصروي 102. (¬6) خبر تقرير الدوادارية في: حوادث الزمان 1/ 297، وبدائع الزهور 3/ 215، وزاد ابن الحمصي أن جانبك انتقل إلى الدوادارية من نيابة الكرك. (¬7) خبر كثرة الفساد لم أجده في المصادر. (¬8) إضافة على الأصل من المصادر. (¬9) انظر عن (الدكماوي) في: وجيز الكلام 3/ 963 رقم 2173، والضوء اللامع 5/ 172، 173 رقم 596، والدكماوي: نسبة إلى دكما من المنوفية. (¬10) اسمه: محمد بن أحمد بن علي بن خليفة، الشمس الدكماوي، المنوفي، ثم القاهري الأزهري، الحنفيّ، ويلقّب «حذيفة» لمحبّة أبيه في: حذيفة بن اليمان الصحابيّ. ولد في سنة 812 هـ‍. تقريبا =

إيصال الهدية لابن عثمان

وكان فاضلا، أدوبا، حشما، أخذ عن جماعة، وسمع على جماعة، وباشر على عدّة جهات. ومولده سنة 814. [إيصال الهدية لابن عثمان] وفيه حملت الهدية المعيّنة لابن عثمان إلى منزل جانبك حبيب، وكانت شيئا (¬1) كثيرا، فسلّمها جانبك المذكور. ثم خرج مسافرا إلى جهة الإسكندرية ليسير منها في البحر، وأكّد السلطان عليه في إسراعه في رواحه ومجيئه (¬2). [أتابكية حلب] وفيه قرّر في أتابكية حلب قرقماس التنميّ، عوضا عن إينال الخسيف المنتقل إلى نيابة صفد (¬3). [نيابة الكرك] وقرّر في نيابة الكرك أمير زاه بن حسن الدوكاري (¬4)، عوضا عن جانبك الطويل (¬5). [خمسة موتى في نعش واحد] وفيه أخرج من بعض الديار خمسة أنفار موتى في نعش واحد (¬6). ¬

= بدكما، ومات في أوائل ذي القعدة سنة 884 هـ‍. (الضوء اللامع 7/ 12 رقم 20). (¬1) في المخطوط: «شيا». (¬2) في المخطوط: «ومجيه» وخبر الهدية في: بدائع الزهور 3/ 215 وفيه عرض لسبب تأزّم العلاقات بين سلطان المماليك والسلطان العثماني، فقال: «والذي استفاض بين الناس أن سبب هذه الفتنة الواقعة بين السلطان وبين ابن عثمان، أن بعض ملوك الهند أرسل إلى ابن عثمان هدية حافلة على يد بعض تجار الهند، فلما وصل إلى جدّة، احتاط عليها نائب جدّة وأحضرها صحبته إلى السلطان، وكان من جملة تلك الهدية خنجر قبضته مرصّعة بفصوص مثمّنة، فطمع السلطان في تلك الهدية وأخذ الخنجر، فلما بلغ ابن عثمان ذلك حنق، وجاء في عقيب ذلك أنّ علي دولات ترامى على ابن عثمان وشكا له من أفعال السلطان وما يصدر منه، فتعصّب لعلي دولات وأمدّه بالعساكر، واستمرّت الفتنة تتّسع حتى كان ما سنذكره في موضعه، وقد طمع غالب ملوك الشرق في عسكر مصر بموجب ما وقع لهم مع سوار، وباينذر، وغير ذلك من ملوك الشرق. ثم إنّ السلطان أرسل إلى ابن عثمان ذلك الخنجر والهدية التي بعث بها ملك الهند، وأرسل يعتذر لابن عثمان عن ذلك بعد ما صار ما صار». (¬3) خبر أتابكية حلب في: بدائع الزهور 3/ 216. (¬4) لم أجد لأميرزاه الدوكاري ترجمة في المصادر. (¬5) خبر نيابة الكرك في: بدائع الزهور 3/ 216. (¬6) خبر الخمسة الموتى لم أجده في المصادر.

قتل إنسان نفسه بسكين جزار

[قتل إنسان نفسه بسكين جزّار] وفيه تناول بعض بابيّة النوبة سكّينا من جزّار بالقصبة من القاهرة وضرب نفسه بها لكائنة اتفقت له خاف (¬1) عن (¬2) نفسه من التعذيب لأجلها فاختار قتل نفسه لوقته (¬3). [وفاة المؤذّن بجامع ابن طولون] [3324]- وفيه مات إبراهيم بن عمر (¬4) المؤذّن بجامع ابن (¬5) طولون. وكان شيخا، سنيّا، للناس فيه الاعتقاد الحسن. [وفاة إبراهيم الدسوقي] [3325]- ومات خليفة سيدي إبراهيم الدسوقي (¬6)، خير الدين، أبو الكرم (¬7) محمد (¬8) الشافعيّ. [كان] (¬9) بشوشا، ساكنا / 344 ب / متواضعا، حسن السمت والملتقى. [وفاة الشهاب الخليلي] ومات الشهاب أحمد بن أزدمر (¬10) الخليلي، الحنفيّ. وكان صالحا، خيّرا، ديّنا، ساكنا، كثير تلاوة القرآن. [ظهور الجراد] وفيه ظهر جراد كثير بالجوّ، ثم انتشر في الآفاق، وكان كبارا (¬11) أصفرا أكل بعضا من الأشجار وغيرها، وكان منه بعض ضرر، ودام عدّة أيام (¬12). ¬

(¬1) في المخطوط: «اتفقت له أن خاف». (¬2) الصواب: «خاف على». (¬3) خبر قتل إنسان لم أجده في المصادر. (¬4) لم أجد لإبراهيم بن عمر ترجمة في المصادر. (¬5) في المخطوط: «بن». (¬6) هو الفقيه والصوفيّ المصري، إبراهيم بن أبي المجد بن قريش، ويصل نسبه إلى جعفر الصادق، وهو الجدّ السادس عشر، يلقّب بالدسوقي نسبة إلى مدينة دسوق. ولد سنة 633 وتوفي سنة 676 هـ‍. (القاموس الإسلامي 2/ 371). (¬7) في المخطوط: «أبو الكركي» والتصحيح من بدائع الزهور. (¬8) لم أجد لأبي الكرم محمد ترجمة في المصادر، وهو فقط في بدائع الزهور 3/ 216. (¬9) في المخطوط بياض. (¬10) لم أجد لأحمد بن أزدمر ترجمة في المصادر، ولا في تراجم الأحناف. (¬11) الصواب: «وكان كبيرا». (¬12) خبر ظهور الجراد لم أجده في المصادر.

تحرك علاء الدولة نحو سيس وطرسوس

[تحرّك علاء الدولة نحو سيس وطرسوس] وفيه أشيع بأنّ علاء الدولة تحرّك بمجموعة على بلاد سيس وطرسوس وغيرهما، وأنّ عسكر ابن (¬1) عثمان معه على ما هو فيه (¬2). [ربيع الأول] [تعيين أميرين للتجريدة] وفي ربيع الأول عيّن السلطان برسباي قرا، وتنبك الجماليّ للخروج مع التجريدة إلى حلب (¬3). [وفاة البدر البلقيني] [3326]- وفيه مات قاضي القضاة، أبو السعادات، البدر البلقينيّ (¬4)، محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عمر القاهري، الكناني، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، عارفا بمذهبه. سمع على جملة، وصنّف وألّف، وولّي عدّة وظائف دينية، منها القضاء الأكبر، ولم تطل مدّته (¬5). [وفاة الحمامي الجابي] [3327]- وفيه مات عبد القادر الحمامي (¬6)، الجابي. وكان محمودا في جبايته، وله ثروة وشهر [ة] (¬7) طايلة، وأدب، وحشمة، وسياسة. [توزيع النفقة على الجند] وفيه كانت النفقة على الجند المعيّن لعلاء الدولة، وكانو [ا] (¬8) خمسمائة، وبعث ¬

(¬1) في المخطوط: «بن». (¬2) خبر تحرّك علاء الدولة لم أجده في المصادر. (¬3) خبر تعيين الأميرين في: بدائع الزهور 3/ 116. (¬4) انظر عن (البدر البلقيني) في: وجيز الكلام 3/ 961 رقم 2154، والضوء اللامع 9/ 95 - 100 رقم 260، والذيل على رفع الإصر 322 - 342، وحسن المحاضرة 1/ 260، ونظم العقيان 164 رقم 173، وشذرات الذهب 7/ 349، والبدر الطالع 2/ 244، 245 رقم 501، وكشف الظنون 699، وإيضاح المكنون 1/ 139، وهدية العارفين 2/ 213، ومعجم المؤلفين 11/ 233، وبدائع الزهور 3/ 216. (¬5) ولد في رابع عشر ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وثمانمائة أو سنة تسع عشرة. (¬6) انظر عن (عبد القادر الحمامي) في: وجيز الكلام 3/ 966 رقم 2168، والضوء اللامع 4/ 279، 280 رقم 742 وهو عبد القادر بن علي بن محمد السنباطي ثم القاهري الحمامي، ثم الجابي، ويعرف بالسنباطي، وبدائع الزهور 3/ 216. (¬7) ساقطة من المخطوط. (¬8) ساقطة من المخطوط.

قراءة المولد النبوي

عقيب نهاية ذلك بنفقة برسباي قرا، وتنبك الجمالي إليهما، وكان جملة ما صرفا (¬1) على هذه التجريدة نحو من مائة ألف دينار (¬2). [قراءة المولد النبوي] وفيه كان المولد النبويّ بالقلعة، ونصبت خيمة عظيمة هائلة بالحوش، وحضر ابن (¬3) ملك التجار أحمد بن محمود بن كاوان (¬4) هذا المولد. وكان قدم مع الحاج إلى القاهرة لتعلّقات له بها، وأكرمه السلطان وخلع عليه وأنزله (¬5). [وفاة الشهاب العميري] [3328]-، [وفيه] (¬6) مات بالبيت المقدس الواعظ، المذكّر، المفنّن، الشهاب، أحمد العميري (¬7)، المقدسي، الشافعيّ. شيخ مدرسة السلطان بالقدس. وكان عالما، فاضلا، بارعا في فنّ الوعظ والتذكير، نادرة في ذلك. سمع على جماعة، مع خير ودين وعفّة / 345 أ / وسكون. ومولده بعد الثلاثين وثمانماية (¬8). [وفاة برسباي حشيش] [3329]- ومات برسباي حشيش (¬9) من تمربغا الظاهريّ، أحد العشرات والجان دار (¬10). ¬

(¬1) الصواب: «ما صرف» وفي المخطوط: «صدقا». (¬2) خبر توزيع النفقة في: بدائع الزهور 3/ 216. (¬3) في المخطوط: «بن». (¬4) لم أجد لأحمد بن محمود بن كاوان ترجمة في المصادر. وقد تقدّمت ترجمة: محمد بن كاوان، وحسين بن كاوان في وفيات السنة السابقة. (¬5) خبر قراءة المولد في: بدائع الزهور 3/ 216. (¬6) في المخطوط بياض. (¬7) انظر عن (أحمد العمبري) في: وجيز الكلام 3/ 963 رقم 2158، والضوء اللامع 2/ 52، 53 رقم 149، والأنس الجليل 2/ 312 - 314 و 460، واسمه: أحمد بن عمر بن خليل الشهاب العميري، ويعرف بالعميري بالتصغير، وبدائع الزهور 3/ 216. (¬8) في الضوء اللامع: ولد في صفر سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة. (¬9) انظر عن (برسباي حشيش) في: بدائع الزهور 3/ 216، ولم يذكره السخاوي في: الضوء اللامع. (¬10) الجان دار: لفظ مركّب من: جان، التركية، بمعنى روح، ودار، الفارسية. بمعنى: مالك: أو =

وفاة تنبك سندان

[وفاة تنبك سندان] [3330]- وتنبك سندان (¬1) الأشرفيّ. أحد الحجّاب، وقد أسنّ. وكان عارفا بفنون الفروسية. [قراءة المولد بالمشهد النفيسي] وفيه عمل المولد بالمشهد النفيسي، وحضره الخليفة، وكان حافلا. وهو ثاني مولد عمل به (¬2). [وفاة سعد الله الهندي] [3331]- وفيه مات الشيخ سعد الله الهندي (¬3)، الحنفيّ. إمام المسجد الأقصى بالبيت. وكان عالما، فاضلا، عارفا بالقراءآت (¬4)، وفقه مذهبه، وناب في الحكم بدمشق. [انهزام أمير الورسق أمام علاء الدولة] وفيه ورد الخبر بأن ابن (¬5) طرغل (¬6) أمير الورسق وبلاد المحجر (¬7) من بلاد قرمان جمع عسكرا من الورسق، وسار لعلاء الدولة، وأنّ علاء الدولة هزمه، فما سرّ السلطان بهذا الخبر (¬8). [وفاة يشبك البجاسي] [3332]- وفيه ورد الخبر بموت يشبك البجاسيّ (¬9)، نائب حلب معزولا بطّالا بصفد. ¬

= صاحب. والأمير جاندار. لقب لموظف من مرتبة أمراء الطبلخاناه، مهمّته تنظيم دخول الأمراء على السلطان وتقديم البريد له مع الدوادار. (معجم المصطلحات 43، 44). (¬1) لم أجد لتنبك سندان ترجمة في المصادر. (¬2) خبر قراءة المولد في: بدائع الزهور 3/ 216. (¬3) انظر عن (سعد الله الهندي) في: الأنس الجليل 2/ 460، وبدائع الزهور 3/ 216، 217، ومفاكهة الخلان 1/ 68 وفيه: سعد الدين الحنفي، العجمي. (¬4) في المخطوط: «بالقرات». (¬5) في المخطوط: «بأن بن». (¬6) لم أجد لابن طرغل ترجمة في المصادر. (¬7) هكذا في المخطوط. (¬8) لم أجد خبر انهزام أمير الورسق في المصادر. (¬9) انظر عن (يشبك البجاسي) في: الضوء اللامع 10/ 275 رقم 1083 ولم يؤرّخ لوفاته، وبدائع الزهور 3/ 217، وتاريخ طرابلس 2/ 53 رقم 129.

منع عقود النكاح للجلبان

وأنه مات في أوائل هذا الشهر. وكان خيّرا، ديّنا، عفيفا، شجاعا، عارفا، ساكنا. تنقّل في عدّة ولايات منها: إمرة بصفد، ثم تقدمة ألف، ودوادارية السلطان بدمشق، ثم تقدّم بمصر، ثم أخرج إلى نيابة ملطية، ثم أتابكية حلب، ثم نيابة حماه، ثم طرابلس، ثم حلب. ثم جرت عليه أمور واختفى، ثم ولّي نيابة طرابلس ثانيا، ثم امتحن وصودر مصادرة فاحشة على يد النابلسيّ، وسجن بقلعة (¬1) دمشق، ثم أفرج عنه إلى صفد على زرعين (¬2)، وبها بغته الأجل. [منع عقود النكاح للجلبان] وفيه أمر السلطان بأنّ أحدا من القضاة والشهود لا يعقد نكاحا على جلب من جلبان السلطان. واتفق في ذلك غريبة، وهي أنّ واحدا من الجلبان غصب أمرد (¬3) بفعل الفاحشة، فكلّم في ذلك، فقال: «كيف لا أفعل ذلك، والسلطان يمنعنا من الزواج». ثم بعد مدّة تزوّج الجلبان، وبالغوا في ذلك حتى لم يبق منهم إلاّ القليل بغير زواج، وذلك في سنة أربع وتسعين / 345 ب / لما زاد طغيانهم، واستلأشوا (¬4) الخلق في أعينهم حتى أستاذهم (¬5). [أخذ علاء الدولة درنده] وفيه ورد الخبر بأخذ علي (¬6) الدولة درنده، وأنه عاش بتلك البلاد فأخذ السلطان يستحثّ التجريدة المعيّنة للخروج (¬7). [ربيع الآخر] [مقتل فارس الزردكاش] [3333]- وفي ربيع الآخر وجد إنسان من الجند قرناص يقال له فارس ¬

(¬1) في المخطوط: «وسجن بالقلعة دمشق». (¬2) في المخطوط: «على زر وتعين» وزرعين قرية في سهل زرعين من مرج ابن عامر من أعمال صفد. (مملكة صفد 77، 78) وانظر: نخبة الدهر 107 و 211. (¬3) الصواب: «أمردا». (¬4) هكذا في المخطوط، بمعنى: استلشقوا. أي استخفّوا واستهزأوا واستهانوا. (¬5) خبر منع القعود في: بدائع الزهور. (¬6) هكذا، وهو علاء الدولة، أو علي دولات. (¬7) خبر درنده في: تاريخ البصروي 102 وفيه: «وكثرت الأراجيف بتحرّك العدوّ من جهة علي دولات، واستيلائهم على مواضع من تعلّق هذه المملكة».

خروج التجريدة نحو حلب

الزردكاش (¬1) مقتولا بالصوّة، بعد صلاة الصبح، وما سئل عنه (¬2). [خروج التجريدة نحو حلب] وفيه خرج العسكر المعيّن لحلب وعليهم برسباي قرا، وتنبك الجمالي، وعدّة من العشرات (¬3)، وخرجوا من غير تطليب (¬4). [انتحار شخص] وفيه قتل إنسان عليه دين نفسه بسكين تناولها من حانوت بعض الصاجاتية ووجأبها في صدره فوقع ميتا في الحال، وكان غريمه قد شكاه من دار نقيب الجيش وخشن عليه (¬5). [تسمير مفسدين وتوسيطهم] وفيه سمّر ثلاثة أنفار من المفسدين وطيف بهم القاهرة ووسّطوا بمصر، فمات منهم واحد قبل توسيطه من شدّة خوفه، وكان قد ضرب أيضا بين يدي السلطان (¬6). [انخفاض أسعار الغلال] وفيه انحطّت الأسعار في الغلال وفي كثير من المعايش، لكن كان الدريس في غاية غلوّة (¬7) السعر (¬8). [الحرّ الشديد] وفيه، والشمس في الثور، حدث حرّ شديد فوق حرّ الأسد حتى تعجّب منه (¬9). [سجن بني عمر بالقلعة] وفيه سجن بالبرج من القلعة عدّة من بني عمر كان استقدمهم آقبردي من الوجه القبليّ، وسجن أيضا يعقوب بن عمير (¬10)، وكان قد أحضر من الطور (¬11). ¬

(¬1) لم أجد لفارس الزردكاش ترجمة في المصادر. (¬2) خبر مقتل فارس في: بدائع الزهور 3/ 217. (¬3) في المخطوط: «العشراة». (¬4) خبر خروج التجريدة في: وجيز الكلام 3/ 958، وتاريخ البصروي 102 و 103، وبدائع الزهور 3/ 217، ومفاكهة الخلان 1/ 67 و 68. (¬5) خبر الانتحار لم أجده في المصادر. (¬6) خبر التسمير لم أجده في المصادر. (¬7) هكذا. (¬8) خبر انخفاض الأسعار لم أجده في المصادر. (¬9) خبر الحرّ الشديد لم أجده في المصادر. (¬10) لم أجد ليعقوب بن عمير ترجمة في المصادر. (¬11) خبر السجن في: بدائع الزهور 3/ 217.

جمادى الأول

[جمادى الأول] [رجل يشنق نفسه] وفي جماد الأول تخوّف إنسان من جباة المارستان على نفسه من الأتابك وقد وكّل به فشنق نفسه بحبل في داره ومات (¬1). [إمرة الحاج] وفيه قرّر في إمرة الحاج أزدمر المسرطن. وفي إمرة الأول برسباي اليوسفيّ، أحد الطبلخاناة (¬2). [وجود قتيل مقطّع الأوصال] وفيه وجد إنسان شيخ من العامة قتيلا مقطّعا بالمفاصل قد رمي في بيت الخلاء من دهليز القصر السلطاني، وما علم من فعل به ذلك (¬3). [رأس النوبة الثانية] وفيه قرّر دولات باي الحسني (¬4) الظاهريّ، شادّ الشون، في الرأس [نوبة] (¬5) الثانية، عوضا عن قانبك جشحه، وكانت شاغرة مدّة (¬6). [وفاة نائب جدّة] [3334]- / 346 أ / وفيه مات قراجا (¬7) نائب جدّة السيفيّ. [وكان أصله من مماليك] (¬8) جانبك نائب جدّة أيضا. وكان لا بأس به. [إكرام السلطان النائب طرابلس] وفيه وصل إلى القاهرة إينال الأشرفيّ السلحدار نائب طرابلس، فأكرمه ¬

(¬1) خبر شنق الرجل لم أجده في المصادر. (¬2) خبر إمرة الحاج في: بدائع الزهور 3/ 217. (¬3) خبر القتيل لم أجده في المصادر. (¬4) قتل سنة 893 هـ‍. (الضوء اللامع 3/ 221 رقم 828). (¬5) ساقطة من المخطوط. واستدركناها من الضوء اللامع. (¬6) خبر رأس النوبة في: الضوء، وبدائع الزهور 3/ 217. (¬7) انظر عن (قراجا) في: الضوء اللامع 6/ 315 رقم 716 وفيه: «قراجا الجانبكي الجداوي. باشر نيابة جدّة عن أستاذه ثم بعده استقلالا. وكان فاتكا ظالما مات». ولم يؤرّخ لوفاته، وبدائع الزهور 3/ 217 وفيه: «وكان لا بأس به». (¬8) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوط، استدركناه من: بدائع الزهور.

تقاتل الزعر

(السلطان) (¬1)، ثم قرّره بعد ذلك في شادّية الشراب خاناه (¬2). [تقاتل الزعر] وفيه وقع من الأمور الشنيعة بأنّ طائفتي الزعر قد خرجوا بالسيوف والعصيّ فقاتلوا بعضهم بعضا، وقتل منهم جماعة والناس تتفرّج عليهم ولا من يردّهم (¬3). [وفاة النور العجمي الكردي] [3335]- وفيه مات النور، علي بن يوسف بن عبد الله بن عمر بن علي خضر العجمي (¬4)، الكرديّ الأصل، القاهري، الكوراني، الشافعيّ. وجدّه يوسف العجميّ (¬5) هو الوليّ العارف المشهور. وكان حفيده هذا من الفضلاء، العلماء، الصالحين، أهل السلوك والدين. وسمع على جماعة، وكان سنده عاليا. ومولده سنة أربع أو خمس وثمانماية (¬6). [إعادة ابن الفرفور إلى قضاء دمشق] وفيه أعيد الشهاب بن فرفور إلى قضاء دمشق مضافا لنظر الجيش، وصرف ابن (¬7) المزلّق (¬8). [ازدياد شرور العبيد] وفيه زادت شرور العبيد وكثر أذاهم جدّا حتى صاروا (¬9) يفعلوا (¬10) بأيديهم ما شاءوا ويقتلون بعضهم بعضا (¬11). ¬

(¬1) تكرّرت في المخطوط. (¬2) خبر إكرام السلطان في: بدائع الزهور 3/ 217. (¬3) خبر تقاتل الزعر لم أجده في المصادر. (¬4) انظر عن (ابن خضر العجمي) في: وجيز الكلام 3/ 962 رقم 2156 وفيه وفاته في جمادى الآخر، والضوء اللامع 6/ 27، 28 رقم 67، والمنجم في المعجم 155، 156 رقم 99 وفيه شعر. (¬5) توفي سنة 768 هـ‍. (الدرر الكامنة 4/ 463 رقم 1267). (¬6) وفي الضوء: ولد قبيل القرن بيسير. (¬7) في المخطوط: «بن». (¬8) خبر ابن الفرفور في: تاريخ البصروي 103، وحوادث الزمان 1/ 299، وبدائع الزهور 3/ 218، ومفاكهة الخلان 1/ 70. (¬9) في المخطوط: «صارو». (¬10) الصواب: «يفعلون». (¬11) خبر ازدياد الشرور لم أجده في المصادر.

ارتفاع سعر الفول

[ارتفاع سعر الفول] وفيه ارتفع سعر الفول حتى زاد على سعر القمح، وتعجّب من ذلك، ثم زاد العجب والأمر في غلوّ الأسعار في المأكولات، واحترق جدا بحيث صار الناس يخوضون فيه من هذا البرّ إلى ذلك البرّ (¬1). [وفاة علي بن فخر] [3336]- وفيه مات الشيخ الصالح، الفاضل الصوفيّ، علي بن فخر الشافعيّ (¬2). وكان من أهل الدين والخير، وللناس فيه اعتقاد حسن. [وفاة أبي السعود الطوخي] [3337]- وفيه أيضا الشيخ الصالح، الشمس، أبو السعود الطوخيّ (¬3)، محمد بن محمد بن أحمد الكنانيّ، العسقلاني، الشافعيّ. وكان فاضلا، حسن حاله بأخرة، وتألّه كأبيه، وصار للناس فيه الاعتقاد الحسن، مع البشر والبشاشة. ومولده سنة 817. [هجوم المنسر على الناس] وفيه هجم المنسر (¬4) على الناس وهم (¬5) في زيارة الإمام الليث بن سعد، رضي الله عنه، وأخذوا عدّة أزر (¬6) للنساء، وبعض عمائم للرجال، وغير ذلك، / 346 ب / وضربوا شخصا حتى كاد أن يهلك، وثار من بالضريح من ترك وغيرهم للخروج إلى المنسر فمنعوهم من الخوخة، وجرت كائنة كبيرة أصبح الناس يتحدّثون بها. وكان المنسر أيضا قبل ذلك هجموا ضريح بعض الصالحين وأخذوا ستره، وقتلوا خادما به (¬7). [جمادى الآخر] [القبض على جماعة من المنسر] وفي جماد الآخر قبض على عدّة ممّن كان مع المنسر الماضي ذكره، ثم تتبّعوا بعد ¬

(¬1) خبر ارتفاع السعر لم أجده في المصادر. (¬2) لم أجد لعلي بن فخر ترجمة في المصادر. (¬3) لم أجد لأبي السعود الطوخي ترجمة في المصادر. (¬4) المنسر: هم عصابة السرقة، أو قطّاع الطرق. (¬5) في المخطوط: «فهم». (¬6) في المخطوط: «أذر». (¬7) خبر هجوم المنسر في: بدائع الزهور 3/ 218.

الأراجيف بقصد ابن عثمان البلاد

ذلك حتى حصّل منهم (جماعة) (¬1) وضربوا بالمقارع وسجنوا (¬2). [الأراجيف بقصد ابن عثمان البلاد] وفيه، في هذه الأيام، كثرت الأراجيف والإشاعات الباطلة بأنّ ابن (¬3) عثمان قاصدا هذه المملكة بنفسه، فأخذ السلطان يظهر أنه يعيّن الأتابك ومعه تجريدة، ثم انحلّ العزم شيئا (¬4). [وصول حمل قبرس] وفيه صول حمل قبرس (¬5). [إسلام فرنجيّ] وفيه أسلم فرنجيا (¬6) باختياره وهو ماش تجاه سوق الباسطية، حصل عنده وجد فخرق ما عليه من ثياب الفرنج وأعلن بالشهادتين رافعا صوته بذلك وسبّابته (¬7). [ضرب كاتب سرّ دمشق] وفيه ضرب السلطان السيد الشريف، إبراهيم بن محمد الذي كان كاتب سرّ دمشق بين يديه ضربا مؤلما، وأمر به للمقشّرة لكائنة اتفقت له (¬8). [مشيخة مدرسة السلطان بالقدس] وفيه قرّر في مشيخة مدرسة السلطان بالبيت المقدس العلاّمة، الكمال ابن أبي شريف، وعيّن أبو البقاء الجيعان، وجان بلاط للسفر إلى القدس لأجل تقرير (¬9) أحوال المدرسة المذكورة وعمل مصالحها (¬10). [توقف زيادة النيل] وفيه توقفت زيادة النيل أياما وقلق الناس بسبب ذلك، وارتفعت الأسعار شيئا (¬11). ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) خبر القبض لم أجده في المصادر. (¬3) في المخطوط: «بن». (¬4) في المخطوط: «شيا». وخبر الأراجيف لم أجده في المصادر. (¬5) خبر حمل قبرس لم أجده في المصادر. (¬6) الصواب: «أسلم فرنجيّ». (¬7) خبر إسلام الفرنجي لم أجده في المصادر. (¬8) خبر ضرب كاتب السر في: بدائع الزهور 3/ 218. (¬9) في المخطوط: «تقدير». (¬10) خبر المشيخة في: وجيز الكلام 3/ 959، وبدائع الزهور 3/ 218. (¬11) في المخطوط: «شيا». ولم تذكر المصادر خبر توقف الزيادة.

كتابة سر دمشق

[كتابة سرّ دمشق] وفيه استقرّ في كتابة سرّ دمشق السيد (¬1) الشريف موفّق الدين الحمويّ (¬2). [قطع يد سارق ورجليه] وفيه أمر السلطان بقطع يد إنسان من جلبانه سرق، فثار جماعة موالي الشركة من الجلبان ليمنعوا من قطع يده هذا وليشفع فيه، فأعلم السلطان بذلك، فأمر بقطع رجليه أيضا، فقطعا (¬3)، وكان من الأشرار (¬4). [الوليمة بمدرسة السلطان بالقدس] وفيه سافر آقبردي الدوادار، وابن (¬5) الجيعان، وجان بلاط، وماماي، والحاج رمضان مهتار الطشت خاناه السلطانية، / 347 أ / ومعهم جماعة من القراء لعمل وليمة بمدرسة السلطان بالبيت المقدس. وخرج الكمال بن أبي شريف أيضا (¬6). [استيلاء ابن عثمان على قلعة كولك] وفيه ورد الخبر باستيلاء ابن عثمان على قلعة كولك، وأن نائبها طوغان الساعي (¬7) من مماليك السلطان هو الذي أسلمها لعسكر ابن (¬8) عثمان. وقد وصل إلى تلك الأطراف. وكانت هذه أول فاتحات ابن (¬9) عثمان وتحرّكه على هذه المملكة. ومنع بعد ذلك من جلب المماليك إلى هذه المملكة، وجرت أمور هي باقية مصطحبة (¬10) الشرر إلى اليوم (¬11). [توسيط أحد عربان هوّارة] [3338]- وفيه قتل موسّطا أبو الرجاء بن راجح (¬12)، أحد عربان هوّارة لأمر نسب إليه (¬13). ¬

(¬1) في المخطوط: «للسيد». (¬2) خبر كتابة السر في: بدائع الزهور 3/ 218، وحوادث الزمان 1/ 300 (¬3) الصواب: «فقطعتا». (¬4) خبر قطع يد السارق في: بدائع الزهور 3/ 218. (¬5) في المخطوط: «وبن». (¬6) خبر الوليمة في: الأنس الجليل 2/ 460، 461، وبدائع الزهور 3/ 218. (¬7) لم أجد لطوغان الساعي ترجمة في المصادر. (¬8) في المخطوط: «بن». (¬9) في المخطوط: «بن». (¬10) في المخطوط: «مصصحبة». (¬11) خبر استيلاء ابن عثمان في: بدائع الزهور 3/ 218، وانظر: حوادث الزمان 1/ 302. (¬12) لم أجد لأبي الرجاء بن راجح ترجمة في المصادر. (¬13) خبر التوسيط لم أجده في المصادر.

رجب

[رجب] [مقتل نائب طرابلس] [3339]- وفي رجب قويت الإشاعة بالتقاء العساكر العثمانية والمصرية، وأنه قتل جماعة، منهم بيبرس (¬1) نائب طرابلس، حتى أقيم النعي بداره، فبعث السلطان إليهم بأنّ ذلك باطل. ثم كان من موت بيبرس ما ستعرفه. [قلّة الأمطار بمكة] وفيه وردت الأخبار من جهة مكة المشرّفة بأنّ الأمطار كانت قليلة بها جدّا، وعزّ وجود المياه، وأنّ العين التي أجريت وصلت إلى مزدلفة ووقفت، وأنّ مراكب الهند لم تحضر بسبب الفتن القائمة هناك بعد قتل محمود بن كاوان ملك التجار، إلى غير ذلك من أخبار لا تسرّ (¬2). [انتحار أحد جلبان السلطان] وفيه رمى إنسان من جلبان السلطان بنفسه من مكان عال فتهشّم ومات لوقته (¬3). [الحثّ على خروج العسكر لحلب] وفيه ورد القاصد من حلب يستحثّ بأن يخرج إليهم عسكرا (¬4). [وفاة صاحب غرناطة] [3340]- وفيه مات ملك الأندلس وصاحب غرناطة، (السلطان الغالب بالله علي، أبو الحسن علي بن سعد بن محمد بن الأحمر (¬5) الأرجواني، الأندلسي، الغرناطي، الأنصاري، المصري. كان ملكا جليلا، عارفا، مدبّرا، عاقلا، سيوسا، شجاعا، وافر الحرمة، يذكر بالفضيلة ومحبّة أهلها. ملك) (¬6) غرناطة عن أبيه على ما تقدّم. ثم ثار به هو أيضا ولده، وجرت عليه خطوب، وعاد إلى ملكه ثانيا. ¬

(¬1) هو بيبرس الرجبي، وسيأتي خبر وفاته على التأكيد في شهر شعبان. (¬2) خبر قلّة المطر في: بدائع الزهور 3/ 218، 219. (¬3) خبر الانتحار لم أجده في المصادر. (¬4) الصواب: «عسكر». وخبر الحثّ على الخروج لم أجده في المصادر. (¬5) انظر عن (ابن الأحمر) في: بدائع الزهور 3/ 218، ولم يذكره السخاوي في: الضوء اللامع. (¬6) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط.

إزدياد شرور الجلبان

ومولده قبيل الأربعين وثمانماية. [إزدياد شرور الجلبان] وفيه زادت شرور الجلبان وأذاهم وشرور الزعر والعبيد، وخرجوا في ذلك عن الحدّ (¬1). [شعبان] [كسر النيل] وفي شعبان، في ثانيه، الموافق لعشرين مسرى، كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل الأتابك لذلك على العادة، وكثر فيه شغب الزعر والعبيد وفعلوا (¬2) أفعالا نادرة (¬3). [قضاء الحنفية بحلب] [وفيه] (¬4) استقرّ البدر محمود بن محمد بن أجا (¬5) في القضاء الحنفية بحلب، / 347 ب / عوضا عن ابن (¬6) الحلاوي بمال كثير أخذ منه (¬7). [البدء بأساس عمارة السلطان بالخشّابين] وفيه كان ابتداء رمي أساس عمارة السلطان بخط الخشابين، وكملت (بعد ذلك) (¬8) فكانت من أحسن المباني (¬9). ¬

(¬1) خبر ازدياد الشرور في: بدائع الزهور 3/ 219. (¬2) في المخطوط: «وفعلو». (¬3) خبر كسر النيل في: بدائع الزهور 3/ 219. (¬4) في المخطوط بياض. (¬5) انظر عن (محمود بن محمد بن أجا) في: الضوء اللامع 10/ 147 رقم 585 ذكره دون ترجمة: محمد بن محمد بن خليل، المحب بن الشمس بن أجا الحلبي، وإعلام النبلاء 5/ 391 - 394 رقم 709، وبدائع الزهور 5/ 307، ودر الحبب ج 2 ق 1/ 451 - 461 رقم 565، ومفاكهة الخلان 2/ 100، وحوادث الزمان 3/ 11 رقم 853، والكواكب السائرة 1/ 303، 304، وشذرات الذهب 8/ 139، 140. وهو توفي سنة 925 هـ‍. وفي المصادر: محب الدين. (¬6) في المخطوط: «بن». (¬7) خبر قضاء الحنفية في: بدائع الزهور 3/ 219، وإعلام النبلاء 5/ 391. (¬8) كتبتا فوق السطر. (¬9) خبر البدء بالأساس لم أجده في المصادر.

فتح خليج بركة الأزبكية

[فتح خليج بركة الأزبكية] [وفيه] (¬1) كان فتح خليج بركة الأزبكية (¬2)، وكان له يوما مشهودا (¬3). [الفتن ببلاد المغرب] وفيه شاعت الأخبار بأنّ فتن (¬4) قائمة ببلاد المغرب بين طوائف العربان بتونس وبالمغرب الأقصى فاس وأعمالها فاس (¬5). [إشاعة استيلاء الفرنج على مالقة] وفيه أشيع الخبر بأنّ الفرنج أهل قشتالة استولوا على مدينة مالقة، وكان فالا (¬6) مشوما (¬7)، فإنهم كانوا لم يستولوا عليها، نعم نازلوها، وسلّم الله، ثم استولوا عليها حقيقة بعد ذلك في سنة 93 كما سيأتي (¬8). [توقف زيادة النيل] وفيه توقّف النيل عن الزيادة، بل ونقص عدّة أصابع، فقلق الناس، ثم منّ الله تعالى بالزيادة (¬9). [الأخبار غير السارّة من حلب] وفيه وصل قرقماس التنمي من حلب بأخبار غير سارّة، منها قصد عساكر ابن (¬10) عثمان هذه المملكة، فأشيع في يوم وصوله بأنّ السلطان سيعيّن الأتابك بعسكر كثيف معه (¬11). [وصول جماعة من العثمانية وإكرامهم] وفيه وصل إلى القاهرة جماعة من العثمانية نحوا (¬12) من خمسين نفر (¬13) فارّين إلى هذه المملكة، فأكرمهم السلطان وأنزلهم، وذكروا أنّ عسكر ابن (¬14) عثمان قاصد هذه ¬

(¬1) في المخطوط بياض. (¬2) في المخطوط: «الأزابكية». (¬3) خبر فتح الخليج في: بدائع الزهور 3/ 219. (¬4) الصواب: «بأنّ فتنا». (¬5) هكذا كرّر «فاس»، وخبر الفتن في: بدائع الزهور 3/ 219 (¬6) الصواب أن يقال: «شؤما». (¬7) الصواب: «مشؤوما». (¬8) خبر إشاعة الاستيلاء في: بدائع الزهور 3/ 219. (¬9) خبر توقف النيل لم أجده في المصادر. (¬10) في المخطوط: «بن». (¬11) خبر الأخبار غير السارة في: بدائع الزهور 3/ 319. (¬12) الصواب: «نحو». (¬13) الصواب: «نفرا». (¬14) في المخطوط: «بن».

تأكيد وفاة بيبرس الرجبي نائب طرابلس

المملكة، وأن إنسانا يقال له قراكز باشا هو المقدّم على الجيش الذي حضر (¬1). [تأكيد وفاة بيبرس الرجبي نائب طرابلس] [3341]- وفيه وصل الخبر بموت بيبرس الرجبي (¬2) نائب طرابلس، قريب السلطان. وكان قد أرجف بقتله وما صحّ ذلك، ثم صحّ أنه (مات) (¬3) متمرّضا. وكان إنسانا حسنا، شجاعا، عارفا، شابا، متجمّلا (¬4)، تنقّل في أسرع وقت وزال في (أسرعه) (¬5)، وكان يذكر بقرابة للسلطان. [نيابة طرابلس] وفيه عيّن إينال السلحدار النيابة طرابلس عائدا إليها، ثم خلع عليه بعد ذلك وعيّن للتجريدة (¬6). [شنق أمة سوداء] وفيه شنقت أمة سوداء تجاه جامع الصالح كانت قتلت سيّدها، وهو من الأشراف (¬7). [عرض الجند للتجريدة] وفيه عرض السلطان الجند، وعيّن للتجريدة جماعة وافرة. هذا، والأتابك جالس للعرض عند السلطان وإليه الأمر والنهي في اختيار من يختاره وترك من عيّن من الجلبان إلى ¬

(¬1) خبر وصول الجماعة لم أجده في المصادر. (¬2) انظر عن (بيبرس الرجبي) في: وجيز الكلام 3/ 967 رقم 2170، والضوء اللامع 3/ 21 رقم 104، وبدائع الزهور 3/ 219. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) في المخطوط: «متحملا». (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) خبر نيابة طرابلس في: وجيز الكلام 3/ 967، وتاريخ طرابلس 2/ 54 رقم 134، والضوء اللامع 10/ 326 رقم 1073 وفيه: إينال الأشرفي قايتباي، رقّاه حتى ناب بالإسكندرية ثم بطرابلس وخرج مع العساكر لدفع دولات فكان ممن أسر واستقرّ عوضه في طرابلس بيبرس الأشرفي قايتباي شاد الشربخاناه ولم يلبث أن افتدى نفسه بمال ورجع فقدّمه أستاذه، ثم مات بيبرس فرجع إلى طرابلس وسافر حين برز العسكر في سنة تسعين لمحل كفالته، وليكون في المهم المشار إليه. ولم يؤرّخ السخاوي لوفاته. وقد بقي نائبا بطرابلس حتى سنة 899 هـ‍. حيث نقل إلى نيابة حلب. (حوادث الزمان 1/ 350، نهر الذهب 3/ 237، تاريخ طرابلس 2/ 54 رقم 134، مفاكهة الخلان 1/ 155) وقتل إينال في سنة 903 هـ‍. (حوادث الزمان 2/ 44، بدائع الزهور 3/ 391). (¬7) خبر شنق الأمة لم أجده في المصادر.

استعراض القرانصة وأولاد الناس

القاهرة / 348 أ / فأطلقوا فيها النار وأحلّوا بالناس البلايا في أخذ خيولهم وبغالهم، وغير ذلك مما يحتاجون إليه بما شاءوا وكيف شاءوا، فتعطّلت الأحوال، ووقع لهم في هذا (اليوم) (¬1) وبعده إلى حين سفرهم أشياء من النوادر في الأذى لا يعبّر عنها، وتعطّلت الطواحين، وقلّت الأخباز من الأسواق، وأغلقت الكثير من الحوانيت. وكانت أياما غريبة (¬2). [استعراض القرانصة وأولاد الناس] وفيه كان عرض القرانصة وأولاد الناس بعد عرض الجلبان، وعيّن السلطان عدّة من الطبلخاناة والعشرات (¬3). [شكوى الناس للأتابك من ظلم الجلبان] وفيه لما صعد الأتابك لصلاة الجمعة مع السلطان وقف (¬4) له جماعة بباب زويلة وضجّوا له من ظلم الجلبان وما فيه الناس من الضرر بواسطة ذلك، وسألوه أن يعرّف بذلك السلطان. واتفق أن صعد قاضي القضاة الزين زكريا فأخذ يعرّض في خطبته، بل يصرّح بظلم الجلبان وما هم فيه، وما حلّ (بالمسلمين) (¬5) من أذاهم. ثم ذكّر الأتابك ما وقع له، فأخذ السلطان يظهر التألّم على الناس وتنكّر (¬6) أفعال جلبانه. ثم لما نزل الأمراء من الصلاة جمع السلطان أغوات الطباق والأعيان منهم وقرّعهم (¬7) ووبخهم وحذّرهم. ثم أمر بجمع الجلبان، فاجتمعوا بالحوش، فأخذ السلطان في توبيخهم، ثم وعظهم وتخويفهم من عامّة الظلم ومن سطوته، وأمرهم بأن يحضروا ما أخذوه من الخيول والبغال إلى غيره، ونفع رضا أصحابها. ثم أمر بأن ينادى: أنّ من له فرسا أو بغلا يصعد في غير هذا اليوم إلى الميدان لعمل مصلحة، فجمع من ذلك شيئا كثيرا (¬8)، ثم عملت بعض مصالح الناس بحضور أمير اخور كبير، وحصل للناس بعض طمأنينة مما كانوا فيه (¬9). [رمضان] [وصول قاصد من حلب] وفي رمضان وصل قاصد من حلب ومعه ما يوجب بعض السرور وتثبيط العسكر (¬10). ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) خبر عرض الجند في: بدائع الزهور 3/ 219. (¬3) خبر الاستعراض في: بدائع الزهور 3/ 219. (¬4) في المخطوط: «ووقف». (¬5) تكرّرت في المخطوط. (¬6) الصواب: «واستنكر». (¬7) في المخطوط: «فرعهم». (¬8) الصواب: «فجمع من ذلك شيء كثير». (¬9) خبر الشكوى في: بدائع الزهور 3/ 219، 220. (¬10) خبر وصول القاصد لم أجده في المصادر.

وفاة برسباي الخزندار

[وفاة برسباي الخزندار] [3342]- وفيه مات برسباي الخزندار (¬1)، / 348 ب / المحمودي، الأشرفيّ، تاجر داش السلطان. وكان إنسانا حشما، أدوبا، عاقلا، خيّرا، ديّنا، عفيفا، تأمّر عشرة، وكان من أخصّاء السلطان. [إفطار إنسان في رمضان عطشا] وفيه أفطر إنسان من جلبان السلطان نهارا عامدا، وكان قد أخذ في تفتيشه على نعل حتى وصل إلى بولاق، فأخذه عطش (¬2). [ثورة الجلبان بالرملة] وفيه ثار جماعة وافرة من الجلبان بالرملة، واعرضوا (¬3) بعضا من الأمراء بعثوه (¬4) إلى السلطان يطلبون منه الوظيفات التي جرت العادة بها كما زعموا، فحنق السلطان من ذلك وقال: لا حاجة لي بسفرهم. ثم أخذ بعض الأغوات في التكلّم مع الثائرين. وجرت أمور كادت أن تقوم فيها فتنة كبيرة، بل ونقل الكثير من الناس الأمتعة من دورهم وحوانيتهم، وأغلقت الكثير من الحوانيت، وكانت بالقاهرة حركة زائدة واضطراب. وآل الأمر إلى سكون الحال (¬5). [تعيين مشايخ بجامع الأتابك أزبك] وفيه قرّر الأتابك أزبك بقيّة أمور جامعه الذي أنشأه بالأزبكية، وحصّل به حضورا (¬6) وأنزل به شيخا وعدّة من الصوفية، وشيخ حديث، وقاريء بخاري، وكتبت أوقافه وما يتعلّق به وسجّل ذلك وحكم (¬7) به (¬8). [اعتذار الأتابك عن سماط السلطان] وفيه أخذ السلطان في عمل سماط بالقلعة بحضرة الأتابك والأمراء، فبلغه أنّ ¬

(¬1) انظر عن (برسباي الخزندار) في: الضوء اللامع 3/ 8 رقم 387 وفيه: مات في طاعون سنة سبع وتسعين. ولم يزد على ذلك، وبدائع الزهور 3/ 220. (¬2) خبر الإفطار لم أجده في المصادر. (¬3) الصواب: «واعترضوا». (¬4) في المخطوط: «يعنوه». (¬5) خبر ثورة الجلبان لم أجده في المصادر. (¬6) في المخطوط: «حصورا». (¬7) في المخطوط: «وحلم». (¬8) خبر تعيين المشايخ لم أجده في المصادر.

ثورة مماليك قانصوه خمسماية

الأتابك اعتذر عن صعوده، فأبطل ذلك (¬1). [ثورة مماليك قانصوه خمسماية] وفيه ثار مماليك قانصوه خمسماية (¬2) الأمير اخور، وكانوا زيادة على الثمانين نفرا، فنزلوا من باب السلسلة مغضبين إلى مدرسة المؤذي بالصليبة وأغلقوا بابها، وكان لهم حركة زائدة، واسترضوا فلم يرضوا، وانتقلوا إلى الجامع الأزهر، ووقع لهم أشياء، وكبس أستاذهم ومعه وإلي الشرطة وبعض الأمراء عليهم الجامع، وشهر به السلاح، وقبض على عدّة من أعيانهم. ثم آل الأمر إلى السكون بعد أشياء مهولة (¬3). [وفاة الكمال ابن كاتب جكم] [3343]- وفيه مات بمكة المشرّفة ناظر الجيش، الكمال بن كاتب جكم (¬4)، محمد بن يوسف بن عبد الكريم القبطيّ الأصل، القاهري / 349 أ / الشافعيّ. وكان فاضلا، سمع الحديث على جماعة، وأشغل، وولي نظر الجيش في حالة صغره، ثم تنصّل منه فلم يجب، فتوجّه إلى مكة، وشهر. له بها خير وديانة بل وإصلاح حتى مات هناك على خير كثير. ومولده سنة 843 (¬5) [ختم البخاري] وفيه كان ختم «البخاري» بالقلعة، ولم يقرأ بها في هذه السنة إلا مرة واحدة (¬6). [وصول قاصد صاحب تونس] وفيه وصل [قاصد] (¬7) صاحب تونس وعلى يده مكاتبة وهدية للسلطان (¬8). ¬

(¬1) خبر اعتذار الأتابك لم أجده في المصادر. (¬2) انظر عن (قانصوه خمسماية) في: الضوء اللامع 6/ 199 رقم 683 ولم يؤرّخ لوفاته، وحوادث الزمان 2/ 103، 104، وبدائع الزهور 3/ 436 ومات سنة 905 هـ‍. (¬3) خبر ثورة المماليك لم أجده في المصادر. (¬4) انظر عن (ابن كاتب جكم) في: الضوء اللامع 10/ 94، 95 رقم 306، ووجيز الكلام 3/ 963، 964 رقم 2160، وبدائع الزهور 3/ 220، وشذرات الذهب 7/ 350 وفيه وفاته في شهر شعبان. (¬5) في الضوء: ولد في سنة 853 هـ‍. (¬6) خبر ختم البخاري في: بدائع الزهور 3/ 220. (¬7) إضافة لا بدّ منها. (¬8) خبر وصول القاصد لم أجده في المصادر.

خروج العسكر لقتال علاء الدولة

[خروج العسكر لقتال علاء الدولة] وفيه كان خروج العسكر المعيّن لعلاء (¬1) الدولة، وكان لخروجهم يوما مشهودا (¬2). طلّب فيه الأتابك تطليبا حافلا هو ومن معه من الأمراء. وقد فصّلنا عددهم وكيفية تطليبهم بتاريخنا «الروض الباسم» (¬3). [شوال] [وصول ركب] (وفي شوال) (¬4) وصل ركب من نحوا (¬5) من أربعمائة راحلة (¬6). [وفاة الخواجا محيي الدين عليبة] [3344]- وفيه مات الخواجا محيي الدين (¬7)، عبد القادر (¬8) بن إبراهيم بن حسن بن عليبة (¬9)، تاجر الذخيرة بالإسكندرية. ¬

(¬1) في المخطوط: «وعلاء». (¬2) الصواب: «يوم مشهود». (¬3) خبر خروج العسكر في: وجيز الكلام 3/ 958، وتاريخ البصروي 105، وحوادث الزمان 1/ 302، وبدائع الزهور 3/ 220، وإعلام الورى 75. وقال ابن إياس: وفي شوال خرج العسكر المعيّن إلى علي دولات، وكان باش العسكر الأتابكي أزبك، وكان صحبته قانصوه خمسمائة أمير آخور كبير، وتاني بك قرا حاجب الحجّاب، وتغري بردي ططر أحد المقدّمين الألوف، وقد تقدّمهم ستة من الأمراء المقدّمين، وهم: أزدمر أمير مجلس، وتغري بردي ططر أحد المقدّمين، ثم خرج بعدهما تمراز الشمسي أمير سلاح، وأزبك اليوسفي أحد الأمراء المقدّمين، ثم خرج من بعدها برسباي قرأ رأس نوبة النوب، وتاني بك الجمالي أحد المقدّمين، وكان جملة الأمراء الذين خرجوا أولا وآخرا تسعة أمراء مقدّمين، ومن الجند نحو من ثلاثة آلاف مملوك بما تقدّم في الأول والآخر. وكانت هذه التجريدة من أعظم التجاريد، وطلّب الأتابكي أزبك طلبا حافلا، حتى رجّت له القاهرة، وكذلك قانصوه خمسمائة، فكان طلبه غاية في الحسن بحيث لم يعمل قطّ مثله، قيل كان مصروف طلب قانصوه خمسمائة نحوا من ثمانين ألف دينار، وخرج العسكر وهم لابسون آلة الحرب، وكان ذلك يوما مشهودا، وكان مع الأتابكي أزبك عدّة أمراء طبلخانات وعشرات، والجمّ الغفير (في الطباعة: الخفير) من الخاصكية والمماليك السلطانية، فعدّت هذه التجريدة من النوادر. (¬4) كتب فوق السطر. (¬5) الصواب: «من نحو». (¬6) خبر وصول الركب لم أجده في المصادر. (¬7) في الضوء، والوجيز: «المحيوي». (¬8) في المخطوط: «أحمد بن عبد القادر» وهو إقحام. (¬9) انظر عن (ابن عليبة) في: وجيز الكلام 3/ 959، 960 و 965، 966 رقم 2166، والضوء اللامع 4/ 259، 260 رقم 676، وبدائع الزهور 3/ 221.

نظر الجيش

وكان من المشاهير، لا بأس به. [نظر الجيش] وفيه استقرّ الشهاب أحمد بن كاتب جكم في نظر الجيش، عوضا عن أخيه، وكان نائبا عنه في غيبته (¬1) [موت مملوك تحت الضرب] وفيه ضرب السلطان مملوكا من جلبانه لأمر ما نسب إليه، فمات تحت الضرب (¬2). [خروج الحاج] وفيه خرج الحاج، وأميرهم بالمحمل أزدمر المسرطن (¬3)، وبالأول برسباي السيفيّ (¬4). [الخوف من فتنة يقوم بها الجلبان] وفيه وقع من الجلبان حادثة كادت أن تثور بسببها فتنة كبيرة محى السلطان فيها طائفة من الديوان، ونفى آخرين (¬5). [الطواف برأس أحد مشايخ فزاره] وفيه طيف برأس محمد بن عامر أحد مشايخ فزارة ومعها عدّة رؤوس (¬6) بعث بها ابن الزرازيري، وكانوا من المفسدين في الأرض (¬7). [تحوّل أنثى إلى رجل] وفيه أخبرت ممّن أثق به بأنّ ابنة بقرية الفهميين ولدت أنثى، وحين قاربت البلوغ عقد لها على زوج، ثم بعد قليل من العقد برز لها من موضع الفرج ذكر وأنثيين (¬8) / 349 ب / كآلة الرجال وعدم الحياء الأنوثي أصلا ورأسا، وعادت رجلا (¬9). ¬

(¬1) خبر نظر الجيش في: وجيز الكلام 3/ 959، وبدائع الزهور 3/ 221. (¬2) خبر موت المملوك لم أجده في المصادر. (¬3) توفي أزدمر المسرطن في سنة 899 هـ‍. انظر عنه في: الضوء اللامع 2/ 274 رقم 858، وحوادث الزمان 1/ 346 رقم 482، وبدائع الزهور 3/ 298، ومفاكهة الخلان 1/ 154. (¬4) خبر خروج الحاج في: وجيز الكلام 3/ 959. (¬5) خبر الخوف من الفتنة لم أجده في المصادر. (¬6) كذا. (¬7) خبر الطواف بالرأس في: بدائع الزهور 3/ 221. (¬8) الصواب: «وأنثيان». (¬9) خبر تحوّل الأنثى انفرد به المؤلّف - رحمه الله -.

سلب جماعة بالحسينية

[سلب جماعة بالحسينية] وفيه هجم طائفة من عرب الشرقية على الزائرين لسيدي حسين الحاكي بالحسينية فسلبوا جماعة فيها وفرّوا (¬1). [ذو القعدة] [زيادة النيل] وفي ذي قعدة، في ثالث عشر هاثور (¬2) زاد النيل زيادة نادرة نحو الذراع، وتعجّب منها (¬3). [غلاء الدوابّ] وفيه غلت الخيول والبغال بل والحمير ولم يوجد بالسوق، هذا مع غلو سعر العليق، وهو خلاف العادة (¬4). [الموت يصيب البقر والجمال] وفيه أجحفت (¬5) البقر والجاموس والجمال، ومات منها شيئا كثيرا (¬6) كأنه وباء دخلها، سيما الجاموس (¬7). [وفاة الشاب ابن عجلان] [3345]-، [وفيه] (¬8) مات الشاب الذكيّ، السيد، أبو القاسم بن علي (¬9) بن بركات بن حسن بن عجلان الحسني، المكيّ. ولد أخي صاحب مكة. وكان فهما، حذقا، وله شعر على صغر سنّه، وأسف عليه والده جدا، فإنه كان أنيسه في بلاد الغربة. ولا زال به أسفه حتى لحق به كما سيأتي. [انقضاض نجم مذنّب] وفيه انقضّ نجم من السماء من جهة الشمال إلى جهة الجنوب ودار كالمحلّق إلى ¬

(¬1) خبر سلب الجماعة لم أجده في المصادر. (¬2) هاثور: الشهر الثالث في السنة القبطية. (¬3) خبر النيل في: بدائع الزهور 3/ 221. (¬4) خبر غلاء الدواب لم أجده في المصادر. (¬5) مهملة في المخطوط. (¬6) الصواب: «ومات منها شيء كثير». (¬7) خبر موت البقر لم أجده في المصادر. (¬8) في المخطوط بياض. (¬9) انظر عن (أبي القاسم بن علي» في: الضوء اللامع 5/ 198 (في ترجمة أبيه: علي بن بركات بن حسن بن عجلان 5/ 197، 198 رقم 670.

وفاة الزين المناوي

جهة المشرق، وله شعاع ونار كالذنب خلفه بيضاء كالطويق (¬1)، وكان عبرة (¬2) ونادرة (¬3) للرائي والسامع (¬4). [وفاة الزين المناوي] [3346]- وفيه مات الشيخ الوليّ الصالح، المعتقد، الزين، عباس بن أحمد بن محمد [بن] (¬5) عبد الله المناوي (¬6)، الأزهري، الشافعيّ، ثم المالكيّ. وكان من عباد الله الصالحين، متقلّلا من الدنيا، منجمعا عن الناس، ولهم فيه الاعتقاد الحسن، وكان كثير الوسواس في ظهوره، وله (في) (¬7) ذلك حكايات يشبه (¬8) الخرافات، ومولده مع القرن. [وفاة الخواجا الناصري] [3347]- وفيه مات بمكة المشرّفة الخواجا عبد الرحمن الناصريّ (¬9)، أحد تجار الكارم. وقد أسنّ وشاخ، وكان من خط الناصرية بمصر واتّجر فأثرى وكثر ماله، وجال الكثير من البلاد، وكثرت متاجره. وكان حسن المعاملة، صادق اللهجة. [عودة القاصد من بلاد ابن عثمان] وفيه وصل جانبك (حبيب) (¬10) من الروم من على جهة ملطية، وصعد إلى القلعة، وعليه خلعة ابن (¬11) عثمان، وكذا على من معه من الخاصكية، وعاد من غير طائل بعد أن أيس منه / 350 أ / ومن حياته، حتى أنشد فيه (وفي غيبته) (¬12) الأشعار. ثم كثر القيل والقال في (¬13) هذا اليوم في أمر ابن عثمان، وتحقّق كل أحد ظهور عداوته لصاحب مصر. وذكر جانبك هذا أشياء حربية (¬14) يطول الشرح في ذكرها (¬15). ¬

(¬1) هكذا. (¬2) في المخطوط: «غيره». (¬3) في المخطوط: «ناذره». (¬4) خبر انقضاض النجم لم أجده في المصادر. (¬5) ساقطة من المخطوط. (¬6) انظر عن (المناوي) في: وجيز الكلام 3/ 965 رقم 2165، والضوء اللامع 4/ 19 رقم 69. (¬7) كتبت فوق السطر. (¬8) الصواب: «تشبه». (¬9) لم أجد للخواجا الناصري ترجمة في المصادر. (¬10) كتبت فوق السطر. (¬11) في المخطوط: «بن». (¬12) كتبت فوق السطر. (¬13) في المخطوط: «ثم في هذا». (¬14) مهملة في المخطوط. (¬15) خبر عودة القاصد في: وجيز الكلام 3/ 958، وتاريخ البصروي 105. وحوادث الزمان 1/ 303، وبدائع الزهور 3/ 221.

وفاة الشمس الونائي

[وفاة الشمس الونائي] [3348]- وفيه مات قاضي الخانكة، الشمس الونائي (¬1)، محمد بن محمد بن عثمان الخانكي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، خيّرا، ديّنا، حسن السيرة. سمع على جماعة. ومولده سنة 814 (¬2). [إضافة السلطان حبيب بالمطرية] وفيه أضاف السلطان جانبك حبيب بقبّة المطرية، ثم بعث إليه جانبك بهدية، فلم يقبل منها شيئا (¬3)، وأعادها إليه (¬4). [ذو الحجة] [الشكوى من فقدان الخبز والفلوس العتيقة] وفي ذي حجّة لم يوجد الخبز بالأسواق، وتكالب [الناس] (¬5) عليه، وكان الرطل ثلاثة دراهم تسعيرا، وفي الحقيقة بزيادة على الأربعة، والناس يضجّون من المحتسب فلا يجاب لهم، وتوقّفت الأحوال، وأشيع بأنّ السلطان قد ضرب فلوسا بالعدد شنيعا بل بها ويبطل الفلوس العتق فزادت شكوى (¬6) الناس وتوقّف أحوالهم (¬7). [وفاة ابن سنجر التركماني] [3349]- وفيه مات خان أحمد بن (. . .) (¬8) التركماني، ابن سنجر (¬9). وكان وجيها في طائفته، وله ذكر وشهرة. [وفاة الطبيب الإسرائيلي] [3350]- وفيه مات الطبيب ناصر الدين، محمد بن خضر (¬10) الإسرائيليّ الأصل. ¬

(¬1) انظر عن (الونائي) في: وجيز الكلام 3/ 962 رقم 2155، والضوء اللامع 9/ 139، 140 رقم 352، وبدائع الزهور 3/ 221 وفيه «الوفاي»، وهو غلط، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 4/ 161، 162 رقم 1172. (¬2) وقال السخاوي: ولد على رأس القرن إما في سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث، بونا من الصعيد. (¬3) في المخطوط: «شياء». (¬4) خبر إضافة السلطان لم أجده في المصادر. (¬5) إضافة استدركناها على المخطوط. (¬6) في المخطوط: «فزاد شكو». (¬7) خبر الشكوى لم أجده في المصادر. (¬8) كلمة غير واضحة في المخطوط: «بيكسز». (¬9) لم أجد لابن سنجر ترجمة في المصادر. (¬10) لم أجد لابن خضر ترجمة في المصادر.

صلاة السلطان صلاة العيد لوحده

وكان من مشاهير الأطبّاء بمصر، وكان دويّا، عريّا عن العلم، عريض الدعوى بغير طائل. نعم كان ذهنه مصطلح أهل مصر الذي يعلمه الصغار إذا دربوا عليه. وكان كثير البشاشة، يأخذ بخاطر المريض ويفسح فيه الأمل، وغير ذلك من محاسنه. ومولده بعيد الثلاثين وثمانمائة. [صلاة السلطان صلاة العيد لوحده] وفيه كان عيد النحر من نوادر الأعياد التي يكاد أن لم يوجد مثله فيما مضى، صلّى فيه السلطان العيد وحده ليس معه من الأمراء (¬1) إلا من لا يعبأ به، بل ولم يكن بالقاهرة أيضا الذي كان في مثله من الأعياد لأمور أوجبت ذلك ظاهرة (¬2). [وفاة قانم الفقيه] [3351]- وفيه مات قانم الفقيه (¬3) الظاهريّ، أحد العشرات، وباش المدينة المشرّفة. / 350 ب / وكان خيّرا، ديّنا، متواضعا، عاقلا، ساكنا، أدوبا، حشما (¬4). [تفحّص الغلال وضبطها] وفيه أمر السلطان بالفحص عن حواصل الغلال ومخازنها وضبطها ومعرفة أصحابها عن غلال الأمراء وأرباب الدولة، وأن يتقدّم أرباب الغلال ببيعها بخمس مائة الإردبّ، ومن امتنع من ذلك يفتح حاصله ويباع عليه شاء أو أبى. وأخذوا في بيع ذلك بمصر وبولاق وغيرهما، وتضرّر كثير من الناس بواسطة ذلك (¬5). [نقابة الجيش] وفيه أعيد الزين أمير حاج لوظيفته نقابة الجيش على عادته وصرف ابن الترجمان بعد كائنة جرت عليه تبهدل فيها، وكثرت شكايته وأغرم (¬6) مالا له صورة لإساءة تدبيره في سيره في نقابة الجيش (¬7). ¬

(¬1) في المخطوط: «من الأمر». (¬2) خبر صلاة السلطان لم أجده في المصادر. (¬3) انظر عن (قانم الفقيه) في: الضوء اللامع 6/ 200 رقم 694 وفيه: «قانم المحمدي الظاهر جقمق»، وبدائع الزهور 3/ 221، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 3/ 154 رقم 852. (¬4) ولد تقريبا سنة 831 هـ‍. (¬5) خبر تفحص الغلال لم أجده في المصادر. (¬6) في المخطوط: «وكثرت شكاية وأعزم». (¬7) خبر نقابة الجيش في: وجيز الكلام 3/ 960، وبدائع الزهور 3/ 221، وابن الترجمان هو: «موسى بن شاهين الشجاعي». «الضوء اللامع 10/ 182 رقم 771).

وفاة ابن الواحد العلقمي

[وفاة ابن الواحد العلقمي] [3352]- وفيه مات (. . . . .) (¬1) ابن الواحد (¬2) بن عمر بن أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن علي بن عبد الرحمن بن محمد العلقمي، القاهري، الأنصاري، الشافعيّ. وكان فاضلا، متميّزا، شكورا في نيابة الحكم في القضاء. سمع على جماعة. [كشف البحيرة] وفيه استقرّ كرتباي مصطفى الأشرفيّ، أحد الدوادارية، في كشف البحيرة، عوضا عن قراكز المتكلّم فيها غير تمراز أمير سلاح (¬3). [وصول مبشّر الحاج] وفيه وصل مبشّر الحاج وأخبر (¬4) بالأمن والسلامة، وأنّ الأسعار مغليّة بمكة المشرّفة تبعا لمصر (¬5). [الفتن بالوجه القبلي] وفيه ورد الخبر بثوران الفتن بالوجه القبلي بين العربان، وبعث طقطباي (¬6) كاشف ¬

(¬1) في المخطوط بياض مقدار كلمتين. (¬2) هكذا في المخطوط، ولم أعرف اسمه على الصحيح. (¬3) خبر كشف البحيرة في: بدائع الزهور 3/ 221. و «كرتباي مصطفى» هو: كرتباي الأحمر. مات سنة 904 هـ‍. انظر عنه في: حوادث الزمان 2/ 58 رقم 590، وتاريخ البصروي 233، وتاريخ ابن سباط 2/ 913، ومفاكهة الخلان 10/ 203، وبدائع الزهور 3/ 406، وتاريخ الأزمنة 373، وإعلام الورى 90، 91، والكواكب السائرة 1/ 300. (¬4) في المخطوط: «وأخر». (¬5) خبر وصول المبشر في: وجيز الكلام 3/ 960، 961 وفيه: وانفصلت والأسعار بمكة متحسّنة، والموت للآن بها في الفقراء متزايد، ولا يكاد يوجد من يواريهم إلا بشيء يسير، يجبى من السوقة ونحوهم، لعدم توجّه الأغنياء غالبا للأحياء، فضلا عن الأموات، ووقوف الحال منتشر، وجهات الفقهاء استولى عليها الأكلة من الأعلى إلى الأدنى، وتعطّل غالبها. والجوالي، مع كونها - بحكم الثلث - للضعفاء، لا تصرف إلا بعد ثلاثة أشهر من السنة الجديدة، مع الابتلاء في الفضة بالمقصوص والمحيّر، وفي الفلوس بالرصاص ونحوه، وغلوّ الأسعار في كل شيء، وعدم النظر في: «إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم». الحديث، أخرجه الترمذي، من حديث أبي الدرداء، رقم (1702)، وبعضه عند البخاري من حديث سعد، رقم (1896). (¬6) لم أجد لطقطباي ترجمة في المصادر.

الأخبار من حلب

سيوط عدّة روس (¬1) مقطّعة بين العربان المفسدين (¬2). [الأخبار من حلب] وفيه وردت الأخبار من نائب حلب بأنّ علاء الدولة بعث بطلب الصلح، وأنّ الأخبار قد ترادفت بأنّ عساكر الروم في تجهّر وتحرّب (¬3). * * * [وفاة قاضي الجماعة القلجاني] [3353]- وفيها مات قاضي الجماعة (¬4)، أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد القلجاني (¬5)، التونسي، المالكيّ. وكان إماما، عالما، فاضلا، كاملا، متميّزا، عارفا بالفقه وبفنون من (. . .) (¬6) تونس. وولي بها قضاء الجماعة ثم صرف، وقدم هذه البلاد ثم عاد لبلاده، وبها بغته الأجل. ومولده سنة (¬7). / 351 أ / وفضيلته وشهرته تغني عن مزيد ذكره. [وفاة صاحب قسنطينة] [3354]- وفيه مات المنتصر بالله (¬8)، محمد بن محمد بن عثمان بن محمد بن عبد العزيز الحفصي، الموحّدي، الهنتاتي (¬9)، أبو عبد الله، بن ولي المعتضد محمد المسعود بالله بن السلطان المتوكل على الله، صاحب قسنطينة. وكان شابا مشكورا، كثر تأسّف والده وجدّه عليه جدا. ¬

(¬1) كذا. (¬2) خبر الفتن لم أجده في المصادر. (¬3) خبر حلب في: بدائع الزهور 3/ 221. (¬4) انظر عن (قاضي الجماعة) في: وجيز الكلام 3/ 965 رقم 2163، وبدائع الزهور 3/ 222. (¬5) في المخطوط: «القلحاني»، وفي بدائع الزهور: «الفلحاني»، والتصحيح من وجيز الكلام. (¬6) كلمة غير مفهومة في المخطوط. «مبيعات». (¬7) لم يذكر سنة مولده. (¬8) انظر عن (المنتصر بالله) في: بدائع الزهور 3/ 222، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬9) في المخطوط: «الهباى».

وكان أكثر أولاد المسعود وأحبّهم (¬1)، وأعلاهم همّة، مع فضيلة وكرم نفس. * * * (يليه الجزء الأخير) (891 - 896 هـ‍) (بعون الله وتوفيقه، تم تحقيق هذا الجزء من كتاب «نيل الأمل في ذيل الدول» للمؤرّخ عبد الباسط بن خليل بن شاهين الظاهري، المتوّفى سنة 920 هـ‍، وضبط نصّه، وتصحيح أغلاطه، والإحالة إلى المصادر، وتوثيق مادته، والتعريف بوفيات أعلامه، على يد طالب العلم وخادمه، الفقير إلى الله تعالى، الأستاذ الدكتور، الحاج أبي غازي، عمر عبد السلام تدمري، أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، عضو الهيئة العربية العليا لإعادة كتابة تاريخ الأمة في اتحاد المؤرخين العرب، الطرابلسي مولدا وموطنا، الحنفي مذهبا، وذلك في مساء يوم السبت 27 من شهر ذي الحجة سنة 1420 هـ‍ / الموافق لغرّة شهر نيسان (إبريل) سنة 2000 م. بمنزله بساحة الأشرف خليل بن قلاوون (النجمة سابقا) بمدينة طرابلس الشام المحروسة، حفظها الله ورعاها ثغرا للمسلمين، مع سائر بلاد الإسلام. ولله الأمر من قبل ومن بعد، وهو المعين لكل خير، أحمده تعالى، وأصلّي على النبيّ محمد وعلى آله وصحبه أجمعين». ¬

(¬1) في المخطوط: «الحهم».

سنة إحدى وتسعين وثمانماية

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ / 351 أ / سنة إحدى وتسعين وثمانماية [محرم] [غلاء الأسعار والركود] في محرم كانت الأسعار مرتفعة في سائر الأقوات والمأكولات، وأحوال الناس واقفة إلى الغاية (¬1). [سفر السلطان إلى الخرطوم بالروضة] وفيه ركب السلطان ومعه جماعة من خواصّه، والقطب الخيضريّ، وجماعة من الخولة والمهندسين، وعدّى الروضة، وتوجّه إلى الخرطوم، وكشف على طين سواد استجدّ هناك، وكان قد اشتراه ووقفه على الجامع الذي أنشأه بالروضة وأمر بقياسه وأن يجسّر بجسر فحرّره فعمل ذلك، وأقام السلطان بعد عوده من الخرطوم بالجامع طول نهاره، وأمر بأن يبنا (¬2) له غيطا (¬3) إلى جانب الجامع الذي أنشأه، ومكانا (¬4) إلى حذائه أيضا، فأنشأ هذا المكان المعروف بالزيادة وما هو مطلّ عليه من الغيط، وجاء حسن (¬5) إلى الغاية (¬6). [خروج آقبردي] وفيه خرج آقبردي الدوادار إلى جهة الوجه القبليّ (¬7). [معاقبة عبد أسود] وفيه سملت (¬8) عيني (¬9) عبد من الزعر أسود وقطع لسانه، وعدّ ذلك من النوادر (¬10). ¬

(¬1) خير غلاء الأسعار لم أجده في المصادر. (¬2) الصواب: «يبنى». (¬3) الصواب: «غيط». (¬4) الصواب: «ومكان». (¬5) الصواب: «وجاء حسنا». (¬6) خبر سفر السلطان في: بدائع الزهور 3/ 224. (¬7) خبر خروج آقبردي في: بدائع الزهور 3/ 225 وفيه: «بسبب فساد بني عمر». (¬8) في المخطوط: «شملت». (¬9) الصواب: «عينا». (¬10) خبر معاقبة العبد لم أجده في المصادر.

وفاة الشريف أبي عوانة

[وفاة الشريف أبي عوانة] [3355]- وفيه مات السيد الشريف أبو عوانة الشبيه (¬1)، الشهاب أحمد بن أبي بكر بن عوانة القرشيّ العلوي، الحسيني، العواني التونسي، المالكيّ. وكان حسن السمت والملتقى، حسن الهيئة والشكالة واللحية. يقال إنّ فيه من شبه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ومولده بعد الأربعين وثمانماية (¬2). [كشف السلطان على تربة الظاهر برقوق] (وفيه ركب السلطان ونزل إلى جهة قبّة المطريّة، واجتاز بعدّة أماكن في توجّهه حتى خرج من باب النصر، ثم دخل تربة الظاهر برقوق فكشف مكانا بها، ثم دخل ضريح الشيخ الصالح المعتقد، سيدي محمد المرسي (¬3) العجميّ، وكان قد قدم من بلاد العجم على صفة الجذب، وأنزله الظاهر، فزاره السلطان (¬4). [ضرب فلوس جديدة] [وفيه] (¬5) أخرجت فلوس جديدة من دار الضرب، وأمر الناس بالتعامل بها ثمنه (¬6) أو كانت اكا منها (¬7) فلس بدرهم، ومنها فلسين (¬8) بدرهم، ومنها أربعة بدرهم، ووقع القال والقيل بسببها، لكن بقيت الفلوس العتق على ما هي عليه (¬9). [انعقاد مجلس القضاة بشأن التربة البرقوقية] [وفيه] عقد مجلس بالقضاة الأربع (¬10) وبعض نوّابهم بالتربة البرقوقية بسبب قيام بعض ¬

(¬1) انظر عن (أبي عوانة الشبيه) في: وجيز الكلام 3/ 987 رقم 2182، والضوء اللامع 1/ 248، 249 وفيه اسمه بالكامل: «أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن يوسف بن عبد الملك بن عبد الله بن سالم بن عبد الملك بن عيسى بن أحمد بن عوانة بن حمود بن زياد بن علي بن محمد بن جعفر بن علي التقيّ بن محمد التقي بن علي الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو العباس بن أبي يحيى الحسيني القيرواني الأصل»، وبدائع الزهور 3/ 224 وفيه: «أبو عوان». (¬2) في الضوء: ولد في يوم عاشوراء سنة تسع وعشرين وثمانمائة. (¬3) في المخطوط: «المرشي». (¬4) خبر كشف السلطان في: بدائع الزهور 3/ 225 باختصار. (¬5) إضافة على المخطوط. (¬6) في المخطوط: «عده». (¬7) في المخطوط: «الحانها»، والجملة مشوّشة. (¬8) الصواب: «ومنها فلسان». (¬9) خبر ضرب الفلوس لم أجده في المصادر. (¬10) الصواب: «الأربعة».

وفاة أبي الحسن الأندلسي

المستحقّين بها على سرور الطواشي شادّ الحوش، وكان قد تكلّم على التربة المذكورة، وفعل بها أشياء، وجدّد أشياء. وطال هذا المجلس، وآل الأمر إلى التشديد على المستحقين وإلزامهم بما في شرط الواقف وكان مجلسا نادرا، وحضره كاتب السرّ أيضا (¬1). [وفاة أبي الحسن الأندلسي] [3356]-، [وفيه] (¬2) مات أبو الحسن القلصادي (¬3) علي بن محمد بن (محمد) (¬4) بن علي القرشي، الأندلسي، البسطي (¬5)، الغرناطيّ، المالكيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، عارفا بالفرائض، خيّرا (¬6)، ديّنا. ومولده سنة أربع عشرة وثمانماية (¬7)) (¬8). [كشف السلطان على الجسور بالشرقية] / 351 ب / وفيه ركب السلطان النجب، وسار على غفلة، فكثر القال والقيل بالقاهرة في أمر سفره هذا، ثم أسفرت القضيّة أنه سار إلى بعض بلاد الشرقية، وكشف عن الجسور (¬9). ¬

(¬1) خبر انعقاد المجلس في: بدائع الزهور 3/ 225. (¬2) إضافة على المخطوط. (¬3) في المخطوط غير مقروءة: «العاطاى». وانظر عن (القلصادي) في: الضوء اللامع 6/ 14، 15 رقم 34 وهو ضبطه: القلصاوي: بفتح القاف وسكون اللام ثم مهملة، ونظم العقيان 131 رقم 116 وفيه: «القلصادي» بالدال المهملة بدل الواو، ومثله في: البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان لابن مريم التلمساني - طبعة الجزائر 1908 - 141 - 143، ونفح الطيب 2/ 45، 46، وكشف الظنون 339 و 311 و 1488 و 1507، وإيضاح المكنون 1/ 87، 136 و 314 و 413 و 551 و 2/ 150 و 219 و 230 و 324 و 355 و 449 و 455 و 552 و 654 و 719 و 724، وهدية العارفين 1/ 737، 738، وفهرست الخديوية 5/ 178 و 185، والمكتبة البلدية بالإسكندرية (فهرس الرياضيات) 17، ونيل الابتهاج 209، 210، وفهرس الفهارس 2/ 314، وتراث العرب العلمي لطوقان 413 - 417، ومعجم المؤلفين 7/ 230، وتاريخ الأدب العربي 2/ 266، وذيله 2/ 378، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 686 رقم 1273، وموسوعة دول العالم الإسلامي ورجالها - شاكر مصطفى - ج 2/ 1264 و 1314 و 1318. (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) في المخطوط: «السطرم». والضبط من: الضوء اللامع، وفيه: البسطي: نسبة لبسطة، بفتح الموحّدة ثم مهملة. مدينة من جزيرة الأندلس. (¬6) في المخطوط: «حرا». (¬7) في الضوء: ولد قبل سنة خمس عشرة وثمانمائة في مدينة بسطة. وفي المخطوط كتبها: «وثمانم». (¬8) ما بين القوسين، من أول قوله: «وفيه ركب السلطان ونزل. .» إلى هنا، كتب على حاشية المخطوط. (¬9) خبر كشف السلطان في: بدائع الزهور 3/ 224.

تأثر علف الحيوانات بقلة المياه

[تأثّر علف الحيوانات بقلّة المياه] وفيه أبيع الفدّان القرط (¬1) بزيادة على الاثنى عشر دينارا لما وقع فيه من أكل الدودة، وحكي من كثرتها ما يتعجّب منه، ولم يحضر الكثير من البهائم في هذه السنة. وأمّا الخيول فكان تخضيرها نحو الشهرين بعد الأربعة شهور. وأبيع الدريس كل مائة قتّة بأربعمائة، وارتفع بواسطة قلّة العلف سقي الراوية الماء. هذا، وخيول الجند هذا لم يكن بالقاهرة (¬2). [وصول الحاج] وفيه وصل الحاجّ في خامس عشرينه، وتأخّر أياما عن حادثة القلّة (¬3) الظهر، وحصل عليهم النكد الشديد، وتأخّر بعضا (¬4) منهم ولم يدخلوا القاهرة إلاّ بعد أيام (¬5). [تغيّر مزاج القاضي الملكي] وفيه حصل عند القاضي المالكيّ بعض تغيّر في مزاج دماغه، وخرج بقميص فقط من خلوته حتى أدخل إليها، واستمرّ به هذا الحال بعد ذلك يعتريه في أحيان (¬6). [صفر] [خلاف ابن الفرفور والشهاب المديني] وفي صفر وقع بدمشق بين قاضيها الشافعيّ ابن (¬7) فرفور (¬8)، والشهاب المريني (¬9) ¬

(¬1) في البدائع: «البرسيم». (¬2) خبر تأثّر العلف في: بدائع الزهور 3/ 224. (¬3) هكذا في المخطوط. (¬4) الصواب: «وتأخر بعض». (¬5) خبر وصول الحاج في: وجيز الكلام 3/ 968، وبدائع الزهور 3/ 224، 225. (¬6) خبر تغيّر المزاج لم أجده في المصادر. (¬7) في المخطوط: «بن». (¬8) ابن الفرفور هو: أحمد بن محمود بن عبد الله بن محمود، شهاب الدين الشهير بابن فرفور الدمشقي. ولد سنة 852 وتوفي سنة 911 هـ‍. انظر عنه في: تاريخ البصروي 114، ومفاكهة الخلاّن 1/ 294، وشذرات الذهب 8/ 49، 50، وحوادث الزمان لابن الحمصي (بالملاحق) 3/ 97 - 99، والكواكب السائرة 1/ 141 - 145، وموسوعة دول العالم الإسلامي ورجالها. د. شاكر مصطفى - دار العلم للملايين؛ بيروت 1993 - ج 2/ 1144. (¬9) في المخطوط: «المديني» بالدال، وهو غلط. والتصحيح من: حوادث الزمان لابن الحمصي. انظر فهرس الأعلام 3/ 200، وهو: شهاب الدين أحمد بن محمد المريني المغربي. مات سنة 896 هـ‍. انظر عنه في: وجيز الكلام 3/ 1285 رقم 2483، والضوء اللامع 2/ 218 رقم 605، ومفاكهة الخلان 1/ 145، وتاريخ البصروي 149.

تفشي موت الفجأة

المالكيّ منافسة آيلة إلى فتنة كبيرة لولا تلافا (¬1) المالكي، وإلاّ حصل ما لا خير فيه (¬2). [تفشّي موت الفجأة] وفيه فشا موت الفجأة، ومات به جماعة (¬3). [إقطاع أمير عثماني من بلاد قرمان] وفيه وصل إنسان من أمراء العثمانية من بلاد قرمان يقال [له] (¬4) ابردي ابن أقطاش، فأنزله آقبردي الدوادار ووعده بالجميل. ثم لما حضر السلطان تمثّل عنده، وآل أمره أن أقطع إقطاعا جيدا (¬5). [مقتل القاضي خروف] [3357]-، [وفيه] (¬6) قتل ليلا القاضي خروف ببولاق، وهو: التقيّ أبو بكر بن علي بن (. . .) (¬7) الحلبي، الصوري (¬8)، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، ناب في الحكم، بل ورشّح نفسه للقضاء الأكبر، وكاد أن يليه. وكان مثريا، كريم النفس جدّا، محبّا في إطعام الطعام. كان قتله على يد عبد له (¬9). (ومولده سنة 814) (¬10). [تجديد ولاية القاضي المالكي] / 352 أ / وفيه لما كثر قال الناس وقيلهم في أمر القاضي المالكيّ، وصرّح بعض أعدائه ومبغضيه بأنه حصل له جنون، وانعزل عن القضاء، وبلغ السلطان ذلك جدّد له الولاية وقال: «ليس هذا بجنون، بل أبخرة دماغية» أو نحوا من ذلك (¬11). ¬

(¬1) الصواب: «لولا تلافي». (¬2) خبر خلاف ابن الفرفور لم أجده في المصادر. (¬3) خبر تفشّي الموت لم أجده في المصادر. (¬4) إضافة على المخطوط. (¬5) خبر الإقطاع لم أجده في المصادر. (¬6) إضافة على المخطوط. (¬7) بياض في المخطوط مقدار كلمة. (¬8) انظر عن (الصوري) في: بدائع الزهور 3/ 225. (¬9) في البدائع: ولا يعلم قاتله. (¬10) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬11) خبر تجديد الولاية لم أجده في المصادر.

خسوف القمر

[خسوف القمر] وفيه خسف القمر كلّه، ودام من ابتدائه إلى الانجلاء زيادة على الخمسين درجة. ورؤيت (¬1) فيه من النوادر أنّ الناس لم يعتنوا (¬2) بشأنه كما جرت العوايد في الخسوفات بالصلاة والرعب والفزع إلى الله تعالى (¬3). [وفاة موسى الهاشمي] [3358]- وفيه مات موسى بن محمد (¬4) بن أبي بكر الهاشمي، القرشي، العباسي، الشرف ابن (¬5) الخليفة المتوكل. وكان متموّلا جدا، وولي أربعة من إخوته الخلافة وهو مبعد، ثم ولّي ولد أخوه (¬6) خليفة (¬7) العصر، فكاد أن يموت غبنا، وإنما عدل عنه مع شيخوخته لأمور كان يقربها. ومولده قبل العشرين (¬8). [كائنة عشير نابلس] وفيه كانت كائنة عشير نابلس (¬9). [مقتل آقبردي الأشرفي] [3359]- وقتل آقبردي من بخشايش (¬10) الأشرفيّ إينال، أستادار الأغوار (¬11). [مقتل أمير آل جرم] وقتل جماعة معه، منهم: [3360]- أبو بكر بن جرم (¬12) أمير آل جرم. ¬

(¬1) في المخطوط: «رايت». (¬2) الصواب: «لم يعنوا». (¬3) خبر الخسوف في: وجيز الكلام 3/ 968، وبدائع الزهور 3/ 225، ومفاكهة الخلان 1/ 72. (¬4) انظر عن (موسى بن محمد) في: وجيز الكلام 3/ 988 رقم 2185، والضوء اللامع 10/ 188 رقم 790، وبدائع الزهور 3/ 225. (¬5) في المخطوط: «بن» (¬6) الصواب: «ولد أخيه». (¬7) في المخطوط: «حقيقة». (¬8) في الضوء: مات عن نحو المائة سنة. (¬9) كائنة العشير في: وجيز الكلام 3/ 968، وبدائع الزهور 3/ 225. (¬10) في المخطوط: «بحشايش»، وانظر عن (آقبردي من بخشايش) في: وجيز الكلام 3/ 968، وبدائع الزهور 3/ 225. (¬11) في المخطوط: «الأعوار» بالعين المهملة. (¬12) انظر عن (أبي بكر بن جرم) في: بدائع الزهور 3/ 225.

مقتل شيخ العشير بنابلس

[مقتل شيخ العشير بنابلس] [3361]- وشيخ العشير بنابلس: سليمان بن محمد (¬1) بن سليمان بن عبد القادر. وكان لا بأس به. [مقتل موسى بن شكر] [3362]- وموسى بن شكر (¬2) الجيوشيّ. [مقتل يوسف الجيوشي] [3363]- ويوسف الجيوشيّ (¬3). أحد مشايخ (¬4) تلك النواحي. وجماعة كبيرة. وورد الخبر بها بعد ذلك، وأنها كانت كائنة فظيعة، ثار جماعة أولاد إسماعيل بجماعة أولاد عبد القادر وتقابلوا، فأنجد سليمان آقبردي وأولاد الجيوشي، وكانت الكسرة عليهم، وملك أصحاب خليل بن المقبل نابلس، وبعثوا إليه فقدمها، وما بلّغ السلطان بذلك عن آقبردي في الحال، وخرج إلى جهة نابلس (¬5). [كثرة القتلى بالقاهرة] وفيه كثر وجود القتلى بحارات القاهرة ونواحيها (¬6). [وصول هجّان من حلب] وفيه وصل هجّان من نائب قلعة حلب بحكاية عيّن فيها بانتصار العساكر المصرية على العساكر العثمانية / 352 ب / إجمالا (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (سليمان بن محمد) في: الضوء اللامع 3/ 269 رقم 1018. (¬2) انظر عن (موسى بن شكر) في: الضوء اللامع 10/ 182 رقم 772. (¬3) انظر عن (يوسف الجيوشي) في: الضوء اللامع 10/ 336 رقم 1273 وفيه: «يوسف بن موسى بن الجيوشي شيخ بني مصعب»، وبدائع الزهور 3/ 225 وفيه: «الجيوسي» بالسين المهملة، وهو غلط. (¬4) في المخطوط: «أحد لمشايخ». (¬5) وجيز الكلام 3/ 968، بدائع الزهور 3/ 225. (¬6) خبر كثرة القتلى لم أجده في المصادر. (¬7) خبر وصول الهجان لم أجده في المصادر.

وفاة الولي السيوطي

ثم وصل تفصيل ذلك كما سيأتي. [وفاة الولي السيوطي] [3364]- وفيه مات مصروفا عن القضاء، قاضي القضاة الولي (¬1) السّيوطيّ (¬2)، أحمد بن أحمد بن عبد الخالق بن عبد المحيي بن عبد الخالق بن عبد العزيز القاهري، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، محمودا في قضائه، حسن السمت والملتقى، بشوشا، متودّدا، وافر الأدب والحشمة، عاقلا، دربا، سيوسا، ساكنا، عارفا بالتوقيع. ولي عدّة وظائف جليلة، منها: القضاء الأكبر، ومشيخة الجمالية والناصرية، وغير ذلك. وسمع على جماعة. ومولده [سنة] (¬3) ثلاث عشرة وثمانماية. [انكسار العثمانيين أمام المصريين] وفيه كانت كائنة التقاء العسكرين المصري والعثماني، وكسر العثماني أقبح كسرة، والقبض على أحمد (¬4) بن هرسك أمير أمراء لابن عثمان، ثم أخذ أدنة (¬5) وقتل جماعة فيها، وقتل آلاف من عسكر ابن (¬6) عثمان، حتى قال المكثر: نحوا من أربعين ألفا، وكانت كائنة مهولة جدا (¬7). والكلام في جزئيّاتها طويل قد بيّناه في تاريخنا «الروض الباسم» (¬8). ¬

(¬1) الولي - في المصادر: الولوي. (¬2) انظر عن (السيوطي) في: وجيز الكلام 3/ 984 رقم 2174، والضوء اللامع 1/ 210 - 213، ونظم العقيان 35 رقم 18، وبدائع الزهور 3/ 225، 226، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (المستدرك على القسم الثاني) 83 - 85 رقم 32. (¬3) إضافة يقتضيها السياق. (¬4) في إعلام الورى: «حسن». وفي تاريخ البصروي: «مسكواهرسك». والمثبت يتفق مع بدائع الزهور. (¬5) أدنة - أدرنة - أطنة - أضنة. مدينة في الجنوب الشرقي للأناضول، على الجهة اليمنى من شاطىء نهر سيحان، تبعد عن شاطىء البحر إلى الداخل نحو 50 كيلومترا، وهي شرقيّ طرسوس، تبعد عنها 38 كيلومترا. (¬6) في المخطوط: «بن». (¬7) خبر انكسار العثمانيين في: تاريخ البصروي 110، 111، وحوادث الزمان لابن الحمصي 1/ 306، ووجيز الكلام 3/ 970، وبدائع الزهور 3/ 226، وإعلام الورى 76. (¬8) في القسم الضائع منه.

ربيع الأول

[ربيع الأول] [اختفاء ناظر الجيش] وفي ربيع الأول اختفى الشهاب ابن (¬1) كاتب جكم ناظر الجيش، وكان قد ثقل عليه الرسم الذي استجدّ على هذه الوظيفة (¬2). [إرجاف المنجمين بالزلزلة] وفيه أرجف المنجّمون ومن يقول بقولهم بأنه يكون في ثالثه زلزلة عظيمة، وكذبوا، ولم يكن ذلك ولا ما يقرب منه (¬3). [انتصار صاحب غرناطة على صاحب قشتالة] وفيه ورد الخبر بأنه وقع بين الفنش صاحب قشتالة الفرنجيّ، وبين صاحب غرناطة وعسكرها كائنة كبيرة نصر الله فيها المسلمون (¬4) على الكفار، وهزم صاحب قشتالة، وقتل منهم خلقا (¬5) وسبي آخرين (¬6). [فرار جماعة من أهل يشبك الثور إلى جنوة] وفيه فرّ جماعة من أهل يشبك الثور من ظلم حصل عليهم، فوجدوا مركب للجنوان (¬7) فرّوا فيه إلى جنوة، وأنهم أكرموا بجنوة، ولله الأمر (¬8). [قراءة المولد] وفيه عمل المولد بالقلعة، وكان مختصرا لم يحضره سوى ثلاثة من المقدّمين الألوف لغيبة الباقين (¬9). ¬

(¬1) في المخطوط: «بن». (¬2) خبر اختفاء الناظر في: بدائع الزهور 3/ 226. (¬3) خبر إرجاف المنجّمين لم أجده في المصادر. (¬4) الصواب: «نصر الله فيها المسلمين». (¬5) الصواب: «وقتل منهم خلق». (¬6) الصواب: «وسبي آخرون». وخبر الانتصار في: موسوعة دول العالم الإسلامي ورجالها، د. شاكر مصطفى - طبعة دار العلم للملايين، بيروت 1993 - ج 2/ 1307. (¬7) في المخطوط: «للحيوان». (¬8) خبر فرار الجماعة لم أجده في المصادر. (¬9) خبر قراءة المولد في: وجيز الكلام 3/ 969، وبدائع الزهور 3/ 226.

وفاة القاضي ابن عرب الطنبدي

[وفاة القاضي ابن عرب الطنبدي] [3365]- وفيه مات القاضي أبو الحسن بن عرب (¬1)، علي بن عمر الطنبدي، الشافعيّ. وكان أحد نواب الحكم، اشتغل شيئا، وسمع على جماعة. ومولده سنة 828. [وفاة فرحات بك الرومي] [3366]- / 353 أ / وفيه مات فرحات بك الروميّ (¬2)، أحد أمراء ابن (¬3) عثمان. وكان من الشجعان المشاهير. [وفاة قاضي قلعة الروم] [3367]- وفيه مات الشاب الفاضل، قاضي قلعة المسلمين، المعروفة بقلعة الروم، الزين، قاسم بن مبارك (¬4). وكان فاضلا. ومولده بعيد الستين وثمانماية. [نظر الجيش بمصر] [وفيه] (¬5) قرّر البدر بن الكمال (¬6) بن الجمال بن كاتب جكم في نظر الجيش بمصر، عوضا عن عمّه بحكم اختفائه. وكان البدر هذا حدثا صغيرا لم يلتح بعد، مع علمه وفضله الغزير (¬7). [باشية الحرم النبوي] وفيه قرّر شاهين الجمالي في باشية الحرم النبويّ - على ساكنها (¬8) أفضل الصلاة والسلام (¬9) -. ¬

(¬1) انظر عن (ابن عرب) في: بدائع الزهور 3/ 226، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬2) لم أجد لفرحات بك الرومي ترجمة في المصادر. (¬3) في المخطوط: «بن». (¬4) لم أجد لقاسم بن مبارك ترجمة في المصادر. (¬5) إضافة على المخطوط. (¬6) هو: البدر محمد بن الكمال، كما في وجيز الكلام، وبدائع الزهور. (¬7) خبر نظر الجيش في: وجيز الكلام 3/ 969، وبدائع الزهور 3/ 226. (¬8) الصواب: «على ساكنه». (¬9) خبر باشية الحرم في: وجيز الكلام 3/ 969، وبدائع الزهور 3/ 226.

وفاة الشمس السنباطي

[وفاة الشمس السنباطي] [3368]- وفيه مات المسند، الشمس السنباطيّ (¬1)، محمد بن محمد القاهري (¬2)، الشافعيّ. وكان صالحا، خيّرا، ديّنا، متحرّيّا في ذمّته وأموره. سمع الكثير على جماعات، ولعلّه لم يفته إلا القليل من كتب والإقراء. (ومولده سنة) (¬3) [816] (¬4). [تأكيد خبر انكسار العثمانيين] وفيه وصل دوادار نائب حلب يخبر بصحة كسر عساكر ابن (¬5) عثمان والقبض على ابن هرسك (¬6)، وأخذ عدّة من سناجقهم زيادة على المائة، وأنّ قيت (¬7) الساقي الخاصكي سيحضر بعدّة وافرة من الرؤوس (¬8) المقطّعة من العثمانية، إلى غير ذلك من أخبار انبسط لها السلطان وسرّ غاية السرور، وعيّن في الحال عدّة من القصّاد إلى جهات المملكة بالبشارة بذلك (¬9). [سقوط الصاري بمنارة جامع القلعة] وفيه في آخر النهار سقط الصاري الخشب الذي يعلّق عليه القناديل في رمضان بمنارة جامع القلعة، فأخذ الناس يتفاءلون (¬10) بشيء يحدث للسلطان، وكان ما تفاءلوا (¬11) به (¬12). [وقوع السلطان عن فرسه] فإنه أصبح في ثاني يوم انكسار الصاري فركب على عادته ونخع (¬13) الفرس ¬

(¬1) في المخطوط: «البساطي»، ومثله في: بدائع الزهور. والتصحيح من: الوجيز، والضوء. انظر عن (السنباطي) في: وجيز الكلام 3/ 985، 986 رقم 2177، والضوء اللامع 9/ 272 - 274 رقم 707، وبدائع الزهور 3/ 226. (¬2) مبهمة في المخطوط. (¬3) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬4) إضافة من الضوء اللامع 9/ 272. (¬5) في المخطوط: «بن». (¬6) في تاريخ البصروي: «على هرسك»، وفي إعلام الورى: «حسن بن هرسك». (¬7) في المخطوط: «مد». (¬8) الصواب: «الرؤوس». (¬9) خبر تأكيد الخبر في: وجيز الكلام 3/ 970، وتاريخ البصروي 110، وبدائع الزهور 3/ 226. (¬10) في المخطوط: «يتفالون». والصواب أن يقال: «يتشاءمون». (¬11) في المخطوط: «ما تفالوا». والصواب أن يقال: «يتشاءموا». (¬12) خبر سقوط الصاري في: بدائع الزهور 3/ 226، 227. (¬13) مهملة في المخطوط.

وفاة تنبك الإياسي

باللجام، فشبّ به، وسقط إلى الأرض على جنبه والسلطان عليه، ورجله تحت جنب الفرس، بل وشيئا (¬1) من جسده، وشجّ في جبينه وسال دمه وأغمي عليه، وقد انكسر عظم فخذه وأرجف بالقلعة بموته، وكادت أن تموج القاهرة بأهلها، وكثرت الأراجيف، والقال والقيل بالقلعة والقاهرة، (وعيّن إنسان) (¬2) / 353 ب / من الخاصكية بالتّوجّه للبلاد الشامية بالأخبار بما وقع لئلاّ يظنّ موت السلطان فيفسد (¬3) الأحوال (¬4). ووقعت أمور بالقاهرة يطول الشرح في ذكرها. [وفاة تنبك الإياسي] [3369]- وفيه مات بحلب تنبك (¬5) الإياسي (¬6)، الأشرفيّ، أحد العشرات، والحاجب الثاني. وكان خيّرا، ديّنا، عارفا بفنون الفروسية، وله سماع. وقد أفرد (¬7) ولده الشهاب أحمد (¬8) الفاضل المحدّث له ترجمة على حدة، جيّدة (¬9). [وفاة الزين الإبناسي] [3370]- وفيه مات الزين الإبناسي (¬10)، عبد الرحيم بن إبراهيم بن حجّاج القاهري، الشافعيّ. ¬

(¬1) الصواب: «بل وشيء». (¬2) ما بين القوسين تكرّر في آخر الصفحة وأول التي تليها. (¬3) الصواب: «فتفسد». (¬4) خبر وقوع السلطان في: الأنس الجليل 2/ 463، وبدائع الزهور 3/ 227، وفيه: وقد نظم بعض شعراء العصر، وهو الشهاب المنصوري، يعتذر عن هذه الواقعة بهذين البيتين، وهو قوله: وقد زعموا أنّ الجواد كبابه وحاشاه من عيب يضاف إليه ولكن رأى سلطان عزّ وهيبة فقبّل وجه الأرض بين يديه (¬5) انظر عن (تنبك) في: الضوء اللامع 3/ 26 رقم 124 وفيه: «تاني بك». (¬6) في المخطوط: «الإلياسي». (¬7) في المخطوط: «اقرر». (¬8) انظر عن (أحمد بن تاني بك) في: الضوء اللامع 1/ 265، 266، وهو ولد في سنة 863 هـ‍. ولم يؤرّخ لوفاته: وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (المستدرك على القسم الثاني) ص 88، 89، رقم 36، ولم يذكره كحالة في معجم المؤلفين. (¬9) وكناه بأبي محمد، ولقّبه: أسد الدين. (¬10) انظر عن (الزين الإبناسي) في: وجيز الكلام 3/ 984، 985 رقم 2175، والضوء اللامع 4/ 164 - 166 رقم 437، ونظم العقيان 127 =

تزين السحاب

وكان إماما، عالما، فاضلا، علاّمة، عارفا بالفنون، عفيفا، خيّرا ديّنا، صالحا، صوفيّا على الطريقتين حتى الفلسفة، متحرّيا في أموره، ساكنا، متواضعا، قانعا، منجمعا عن بني الدنيا وغيرها. وذكر غير ما مرة فيمن يولّى القضاء (¬1) الأكبر سنة 83 (¬2). [تزيّن السحاب] وفيه ظهر بالسماء زينة غريبة الهيئة والأشكال في مقطّعات السحاب بحيث لم ير مثلها قطّ، وكانت من النوادر (¬3). [ربيع الآخر] [تهنئة السلطان بالشهر] وفي ربيع الآخر صعد القضاة ومن له عادة بالتهنئة بالشهر للقلعة، وأذن لهم بالدخول على السلطان لمكان تمرّضه من الدهيشة فدخلوا عليه ورجله مغطّاة ممدودة فدعوا له وانصرفوا (¬4). [وصول رؤوس العثمانيين] وفيه وصل قيت الساقي بما معه من الرؤوس (¬5) المقطّعة، وأقيم الموكب بالقلعة مع انقطاع السلطان، وحضر من وجد بالقاهرة من الأمراء بالحوش بين يدي دكّة السلطان، وغطّي مكان جلوس السلطان بالملاءة (¬6) الحرير. وصعد قيت ومعه عدّة من الخاصكية والرؤوس (¬7) المقطّعة محمولة على الرماح وغيرها بين يديهم (¬8) والقاهرة مزيّنة. ثم دخل قيت ومن معه على السلطان فخلع عليهم، وكان أحضر معه كاتب جيش ابن (¬9) عثمان مأسورا (¬10)، فسلّم ¬

= رقم 109 وفيه: «الأنباسي»، وبدائع الزهور 3/ 227 وفيه: «الإنباسي»، ومعجم المؤلفين 5/ 201. (¬1) في المخطوط: «القضاة». (¬2) هكذا في المخطوط، والاحتمال المرجّح لديّ أنّ النص فيه سقط، وهو: «ولد سنة 830»، وهو حسب الضوء اللامع 5/ 164، ونظم العقيان، ولد في سنة 829 هـ‍. (¬3) خبر تزيّن السحاب لم أجده في المصادر. (¬4) خبر تهنئة السلطان في: بدائع الزهور 3/ 227 وفيه: «. . وهو في القاعة التي بين الدهيشة وقاعة الحرم، فلما دخلوا عليه وجدوه على سرير، وقد قوّروا له الفرش من تحته، ورجله قدّامه وهو لا ينام ولا يتحرّك». (¬5) الصواب: «الرؤوس». (¬6) في المخطوط: «بالملاة». (¬7) الصواب: «والرؤوس». (¬8) الصواب: «بين أيديهم». (¬9) في المخطوط: «بن». (¬10) في المخطوط: «ماشورا». وفي وجيز الكلام إن السلطان منّ عليه بإطلاقه، ونزل بمدرسة المقرّ الأشرفي الزيني كاتب السرّ ليداوى إلى أن توجّه مع الحاج.

تفرقة صدقات السلطان

لنائب القلعة، وضربت البشائر بالقلعة ونودي بتقوية الزينة، وكان يوما مشهودا (¬1). [تفرقة صدقات السلطان] وفيه فرّقت صدقات من السلطان على بعض أناس على يد القطب الخيضريّ (¬2). [تعليم السلطان على المراسيم] وفيه دخل الأمراء والمباشرون / 354 أ / على السلطان وعلّم على أربعة مراسيم، وكانت العلامة قد تعطّلت أياما، والأراجيف عمّالة بموت السلطان (¬3). [ارتفاع سعر الغلال] وفيه ارتفع سعر الغلال عمّا كانت قبل ذلك، بل وسعر الكثير من المأكولات (¬4). [وفاة العلاء العباسي] [3371]- وفيه مات العلاء، علي بن موسى (¬5) بن محمد العباسي، الهاشمي، القرشيّ. وكان إنسانا حسنا، ساكنا، من سادات بني العباس. [وفاة ابن قاضي عجلون] [3372]- وفيه مات المحبّ (¬6) ابن (¬7) قاضي عجلون (¬8)، محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن (¬9) بن محمد الزرعي، الدمشقي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، ناب في الحكم بدمشق، وكان له ذكر وشهرة. ¬

(¬1) خبر وصول الرؤوس في: وجيز الكلام 3/ 970، وبدائع الزهور 3/ 228. (¬2) خبر تفرقة الصدقات في: بدائع الزهور 3/ 228. (¬3) خبر تعليم السلطان في: بدائع الزهور 3/ 228. (¬4) خبر ارتفاع السعر لم أجده في المصادر. (¬5) انظر عن (علي بن موسى) في: الضوء اللامع 1/ 44 رقم 123. (¬6) في المخطوط: «المحدث». (¬7) في المخطوط: «بن». (¬8) انظر عن (ابن قاضي عجلون) في: وجيز الكلام 3/ 986 رقم 2178، والضوء اللامع 6/ 254 رقم 881، وتاريخ البصروي 111. (¬9) في المخطوط: «محمد بن إبراهيم بن عبد الرحيم».

وفاة الجلال البكري

[وفاة الجلال البكري] [3373]- وفيه مات شيخ الشافعية بمصر وإمام المذهب، الجلال البكريّ (¬1)، محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الديروطي (¬2)، الشافعيّ. وكان عالما علاّمة، فاضلا، بارعا، صالحا، خيّرا، ديّنا، كريما جدا، سليم الباطن، حسن السمت والملتقى، عارفا بمذهب الشافعيّ، رضي الله عنه. ناب في القضاء، وولي قضاء الإسكندرية، ثم ترك وولي عدّة وظائف، منها: مشيخة البيبرسية، وسمع على جماعة، وصنّف وألّف، وشهر، وذكر. ومولده سنة سبع وثمان ميّه (¬3). [تضارب اثنين من الجلبان] وفيه تخانق اثنان من الجلبان فتضاربا بالدبابيس، وانتصر لكلّ منهما جماعة، ففرّ واحدا (¬4) منهما إلى جهة الصليبة وفي طلبه نحوا (¬5) من المائة من الجلبان غايرة الخيول، والناس في غفلة عن أمرهم، فأرجف بالصليبة بموت السلطان، بل وأطلق بعضا (¬6) حانوته، فما انكشف الحال إلاّ وحصل على الناس ما لا خير فيه (¬7). [تحديد رسوم نواب النقباء] وفيه نزل الزين بن مزهر من القلعة فجمع روس (¬8) نوب النقباء (¬9)، وأمرهم على لسان السلطان بأن لا يزيد الواحد منهم في أخذه من الخصم أكثر من نصفين فضّة، وكذا كل نقيب، وكتبت عليهم قسائم بذلك. ثم ما دام هذا حتى عادوا / 354 ب / لما كانوا عليه (¬10). ¬

(¬1) انظر عن (الجلال البكري) في: وجيز الكلام 3/ 984 رقم 2173، والضوء اللامع 8/ 284 - 286 رقم 734، وبدائع الزهور 3/ 228، والبدر الطالع 2/ 182، 183 رقم 455، وكشف الظنون 542، و 1626، وإيضاح المكنون 1/ 200 و 271 و 2/ 588، وهدية العارفين 2/ 214، ومعجم المؤلفين 10/ 134، وديوان الإسلام 1/ 288 رقم 446، والأعلام 6/ 194. (¬2) في المخطوط: «الدروطي». وفي الضوء: «الدهروطي»، نسبة إلى دهروط. (¬3) كذا في المخطوط. (¬4) الصواب: «ففرّ واحد». (¬5) الصواب: «وفي طلبه نحوّ». (¬6) الصواب: «وأغلق بعض». (¬7) خبر تضارب الاثنين لم أجده في المصادر. (¬8) الصواب: «رؤوس». (¬9) في بدائع الزهور: «النوب والنقباء». (¬10) خبر تحديد الرسوم في: بدائع الزهور 3/ 228.

وفاة الشمس الحجازي

[وفاة الشمس الحجازي] [3374]- وفيه مات الشمس محمد الحجازي (¬1)، المصري، الشافعيّ، أحد العدول بمصر. وكان عالما، فاضلا، محمودا، نزها، عارفا بالوراقة، يجلس للإفادة بالجامع العتيق. [مشيخة البيبرسية] وفيه قرّر الجلال السيوطيّ في مشيخة البيبرسية بعناية الخليفة، وركب إليها في مشهد حافل (¬2). [هجوم المنسر على باب الشعرية] وفيه هجم جماعة من المنسر على باب الشعرية، وأوقعوا بالخفير به وببوّابه وكادوا أن يقتلوهم، ثم فتحوا عدّة حوانيت وأخذوا أشياء كثيرة، وفتحوا باب الشعرية وخرجوا منه، ولم ينتطح في ذلك عنزان. وداور المنسر في هذه الأيام عدّة أماكن هذا مع وجود الطوف في كل ليلة (¬3). ¬

(¬1) لم أجد لمحمد الحجازي ترجمة في المصادر. (¬2) خبر المشيخة في: بدائع الزهور 3/ 228، ووجيز الكلام 3/ 974. (¬3) خبر هجوم المنسر في: وجيز الكلام 3/ 974، وبدائع الزهور 3/ 229. وقال السخاوي: «عاث اللصوص بحيث طرقوا أحد المدرّسين المنقطعين للعلم، وهو البدر حسن المناوي الأعرج بمسجده في النحانقيين من سوق أمير الجيوش، فأخذوا ما وجدوه له من ثياب ونقد نحو ثلاث مئة دينار لم يكن يظنّ به بعد ضرب يسير، وأنعم عليه جماعة، أجلّهم أمير المؤمنين بعشرة دنانير. وزاد تجرّيهم في هذه السنة، بحيث إنهم في صفرها قتلوا سويدان مقدّم الوالي عند باب الصاغة. وفي رجبها قتلوا في ليلة جماعة. واجتهدوا في تتبّعهم، بحيث أمسك جماعة وعوقبوا، ثم أودعوا السجن بعد موت بعضهم. ثم في عشري رجب طيف بثلاثة منهم على خشب احتكم لهم بعد ضربهم، ثم وسّطوا، وخرج لرؤيتهم من لا يحصى، ولم يلبث أن أمسك جماعة منهم نصراني، فوسّط معظمهم أيضا. وكان القصد أن يقرّوا - أو بعضهم - بمال، فما تيسّر. وبالجملة فقد حصل ردع كبير، مع أن بعض المفسدين وثب على ابن لنبراوي الحنبلي في بعض ليالي رمضان برحبة الأيدمري، فاستلبه بعد أن ضربه. وكذا فعل فيها بالباطلية ببعض مؤذّني الأزهر. وبعد ذلك في ذي القعدة أمسك جماعة فيهم شخص يلقّب بالدنف كثر فساده، فوسط أيضا». (الوجيز 3/ 974، 975).

سفر قيت الساقي رسولا

[سفر قيت الساقي رسولا] وفيه عيّن قايت (¬1) الساقي (¬2) رسولا إلى يعقوب شاه، وخرج مسافرا ومعه هدية (¬3). [انقطاع صلاة الجمعة بمكة] وفيه ورد الخبر من مكة المشرّفة بمقتضى محضر بكوائن اتفقت هناك نادرة، منها أنه لم يصلّ بها الجمعة من جمع ربيع الأول إلاّ ظهرا (¬4). [جمادى الأول] [الإذن بلبس البياض] وفي جماد الأول أذن السلطان لمن حضر من الأمراء بالقاهرة بلبس البياض، ووافق (ذلك) (¬5) عاشر بشنس (¬6) من شهور القبط. وكان لبسه على هذا الوجه من النوادر (¬7). [وفاة البدر بن تقيّ الدين] [3375]- وفيه مات بدمشق البدر بن تقيّ الدين حسن بن أبي بكر (¬8) الدمشقيّ، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، أديبا، كاملا، أدوبا، حشما. له ذكر وشهرة بدمشق، مع ديانة أخلاق وحسن سمت ومودّة. وكان بزيّ الأتراك في ملبسه. [وفاة السيرامي] [3376]- وفيه مات الشمس إمام الشيخونية، محمد بن موسى بن محمود السيراميّ (¬9) الأصل، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، مع خير وعفّة، ومودة. ¬

(¬1) قايت - قيت. (¬2) هو قيت الساقي الأشرفي الوالي، أحد العشرات. مات في جمادى الثانية سنة سبع وتسعين بالطاعون. (الضوء اللامع 6/ 225، 226 رقم 760). (¬3) خبر سفر قايت لم أجده في المصادر. (¬4) خبر انقطاع الصلاة لم أجده في المصادر. (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) بشنس: هو الشهر التاسع في السنة القبطية. (¬7) خبر الإذن باللباس لم أجده في المصادر. (¬8) لم أجد لحسن بن أبي بكر ترجمة في المصادر. (¬9) انظر عن (السيرافي) في: وجيز الكلام 3/ 987 رقم 2180، والضوء اللامع 10/ 63، 64 رقم 210.

عرض الخيول على السلطان

سمع على جماعة. ومولده سنة ثلاث وثمانماية (¬1). [عرض الخيول على السلطان] وفيه حمل السلطان على سرير إلى شبّاك الدهيشة وعرض عليه عدّة خيول (¬2). [عودة العساكر إلى حلب] وفيه وصل الخبر بعود العساكر إلى حلب بأسرها، فانزعج السلطان لذلك (¬3). ثم ورد الخبر بأنّ ابن (¬4) عثمان جمع جيشا كثيفا وشقّ قاصد (¬5) هذه البلاد ثانيا، فحصل عند السلطان باعث شديد بذلك (¬6). [استيلاء ملك خراسان على بلاد ابن حسن الطويل] / 355 أ / وفيه أشيع بأنّ ببلاد المشرق فتن كثيرة، وأنّ ملك خراسان قد استولى على عدّة بلاد لابن حسن الطويل، وأنّ مملكة كرمان وشيراز قد خرجا (¬7) من يده (¬8). [وفاة البدر الشاذلي] [3377]- وفيه مات البدر الشاذليّ (¬9)، حسين بن علي بن سالم بن إسماعيل بن ظهير الدين العونيّ (¬10)، الأصل (¬11) القاهري، الكتبي، الشاذليّ. وكان صالحا، خيّرا، ديّنا، صادق اللهجة. سمع الحديث على جماعة. ومولده سنة خمس وثمانماية. ¬

(¬1) في الضوء اللامع: ولد سنة ثمان وتسعين وسبعمائة تقريبا. (¬2) خبر عرض الخيول في: بدائع الزهور 3/ 229. (¬3) خبر عودة العساكر في: بدائع الزهور 3/ 229. (¬4) في المخطوط: «بن». (¬5) الصواب: «وشق قاصدا». (¬6) بدائع الزهور 3/ 229. (¬7) الصواب: «قد خرجتا». (¬8) خبر استيلاء الملك لم أجده في المصادر. (¬9) انظر عن (البدر الشاذلي) في: وجيز الكلام 3/ 990 رقم 2192، والضوء اللامع 3/ 149، 150 رقم 571. (¬10) في المخطوط: «العوني». (¬11) في المخطوط: «الأصيل».

وفاة شاهين الأشرفي

[وفاة شاهين الأشرفي] [3378]- وفيه مات شاهين الأشرفيّ (¬1) برسباي، كاشف الجيزة كان. وقد شاخ. وكان عاقلا، حشما، عارفا. [وفاة السهيلي] [3379]- وفيه مات الشاب الفاضل، عيسى بن عبد الله بن ناصر بن السهيلي (¬2)، الحنفيّ. وكان ذكيّا متميّزا في الفقه. ومولده سنة 863. [ركوب السلطان] وفيه أركب للسلطان (¬3) من باب الدهيشة، ونزل من القلعة فاجتاز من وراء (¬4) السور، ودخل القاهرة من باب البرقية، وأخذ (إلى جهة الجامع الأزهر، وعطف إلى الحسين حتى خلص إلى القصبة، وسار قاصد (¬5) على باب زويلة فرجع) (¬6) منه صاعدا القلعة، فوصلها وقد أعلنت بها البشائر والتهاني، وكان يوما مشهودا، تحلّق فيه الكثير من أرباب الدولة وأتباعهم وقلّدوا بالبنود الصفر الحرير، ونودي بزينة القاهرة لعافية السلطان. وكان الناس (¬7) في هذا اليوم في حركة زائدة بالقاهرة، وعدّ ركوب السلطان بعد كسره بثلاثة وخمسين يوما من النوادر. وخلع في هذا اليوم على الشمس بن القوصوني رئيس الطب، وعلى عدّة من المزيّنين، والمجبّر النّصرانيّ (¬8). [أذى الجلبان] وفيه كثر أذى الجلبان سيما (¬9) في ليالي الزينة وكثرت فواحشهم (¬10). ¬

(¬1) لم أجد لشاهين الأشرفي ترجمة في المصادر. (¬2) لم أجد لابن السهيلي ترجمة في المصادر. (¬3) الصواب: «أركب السلطان». (¬4) في المخطوط: «من ور». (¬5) الصواب: «وسار قاصدا». (¬6) ما بين القوسين كتب على حاشية المخطوط. (¬7) في المخطوط: «وكان للناس». (¬8) خبر ركوب السلطان في: وجيز الكلام 3/ 972، وتاريخ البصروي 113، وبدائع الزهور 3/ 229. (¬9) في المخطوط: «سما». (¬10) خبر أذى الجلبان لم أجده في المصادر.

تجريدة يشبك الجمالي

[تجريدة يشبك الجمالي] وفيه عيّن يشبك الجمالي (¬1) الزردكاش باشا على هذا (¬2) التجريدة التي شيّعها السلطان (¬3). [جمادى الآخر] [تهنئة السلطان بالشهر] وفي جماد الآخر حضر السلطان في خدمة الحوش، ودخل عليه الخليفة يهناه (¬4) بالعافية، ثم دخل القضاة وهنّوه (¬5) بالشهر أيضا. وضربت البشائر بالقلعة (¬6). [عرض الجند] وفيه كان عرض الجند، وعيّن السلطان منهم جماعة، واستحثّهم على الخروج (¬7). [نفقة الجند للسفر] وفيه نفق السلطان على من عيّن من الجند نفقة السفر، (وفرض) (¬8) / 355 ب / على كثير من الناس العجّز مائة دينار كل واحد ليقام البديل بذلك، وانزعج كثير من الناس بسبب ذلك (¬9). [وفاة ابن إمام الشيخونية] [3380]- وفيه مات الشهاب ابن (¬10) إمام الشيخونية. أحد نوّاب الحكم، وإمام الشيخونية أيضا، أحمد بن محمد بن موسى (¬11) بن محمد الحنفيّ. ¬

(¬1) انظر عن (يشبك الجمالي) في: الضوء اللامع 10/ 276 رقم 1085 ولم يؤرّخ لوفاته، وحوادث الزمان لابن الحمصي 1/ 391 و 392، ومفاكهة الخلان 1/ 166 وقد مات قريبا من سنة 900 هـ‍. (¬2) الصواب: «هذه». (¬3) خبر تجريدة يشبك في: وجيز الكلام 3/ 971، وتاريخ البصروي 113، وبدائع الزهور 3/ 230. (¬4) الصواب: «بهنّئه». (¬5) الصواب: «وهنّأوه». (¬6) خبر تهنئة السلطان في: وجيز الكلام 3/ 972 و 973 وفيه قال السخاوي: «وعملت حينئذ كرّاسة سمّيتها: الامتنان (بالحرس من الافتتان بصدع الفرس)، وأرسلت له به، ثم ألحقت فيه شيئا، وطلعت له به في ثالث شعبان، فقرأ منه بحضرتي حسب إشارته جانبا بفصاحة وتدبّر». (¬7) خبر عرض الجند في: بدائع الزهور 3/ 230. (¬8) مكرّرة في المخطوط. (¬9) خبر نفقة الجند في: بدائع الزهور 3/ 230 باختصار. (¬10) في المخطوط: «بن». (¬11) انظر عن (أحمد بن محمد بن موسى) في: الضوء اللامع 2/ 209 رقم 563، ووجيز الكلام 3/ 987 رقم 2181.

وصول العسكر العثماني إلى بلاد الأبلستين

وكان عاقلا، دربا، أدوبا، حشما (¬1). [وصول العسكر العثماني إلى بلاد الأبلستين] وفيه أشيع بأنّ طائفة من عساكر ابن (¬2) عثمان عادت إلى أن وصلت إلى بلاد الأبلستين وقلعة الكولك (¬3)، ووصل (¬4) إلى قريب أدنة أيضا، وكانوا جيشا كثيرا، وأنهم ملكوا بلاد طرغل، وأظهروا قوّتهم وما هم فيه، مع فناء (¬5) من فني (¬6) من عساكرهم، وتوعّدوا هذه المملكة وعادوا. وكان الظنّ بهم هجومها (¬7)، فلطف الله تعالى (¬8). [شنق إنسان نفسه] وفيه شنق إنسان نفسه لكائنة اتفقت له أنف منها (¬9). [عرض الزعر والأوباش للسفر مع التجريدة] وفيه عرض السلطان طائفة من الزعر من العوامّ والأوباش، وأخذ هو بنفسه يكلّمهم، ووقع أشياء، واتفق الحال أن ينفق السلطان فيهم كل نفر ثلاثين دينارا ويخرجوا صحبة التجريدة هذه. وآل الأمر إلى ترجيع الزين بن مزهر السلطان عن ذلك بعد أن استطال الزعر ووقع (¬10). [ثورة عربان البحيرة] [وفيه] (¬11) ورد الخبر بثوران عربان البحيرة بكرتباي كاشفها لسوء تدبيره وقلّة سياسته (¬12). ¬

(¬1) كتب بعدها في المخطوط ثم ضرب فوقه بخط: «ثات الحكم وللسلام الشيخونية أيضا أحمد بن». (¬2) في المخطوط: «بن». (¬3) في المخطوط: «الكرك». (¬4) الصواب: «وصلت». (¬5) في المخطوط: «مع منا». (¬6) مهملة في المخطوط. (¬7) الصواب: «مهاجمتها». (¬8) خبر وصول العسكر في: بدائع الزهور 3/ 229 باختصار، ومثله في: إعلام الورى 76. (¬9) خبر الشنق لم أجده في المصادر. (¬10) كتب بعدها في المخطوط: «صحبهم التجريد فيه وال الأمر» وهو تكرار. وخبر عرض الزعر في: بدائع الزهور 3/ 230 باختصار. (¬11) إضافة على المخطوط. (¬12) خبر ثورة العربان في: بدائع الزهور 3/ 230.

نصرة صاحب فاس على الفرنج

[نصرة صاحب فاس على الفرنج] وفيه ورد الخبر من جهة الإسكندرية بأنّ الفرنج الذين تفرّقوا من أعمال فاس كطنجة، وأسلا، وسبتة، والقصر، ثاروا وقصدوا المسلمين، وأنّ صاحب فاس خرج إليهم في عساكره وجملة من المطّوّعة، والتقا (¬1) بهم وهزمهم، وأسر وقتل منهم ما شاء الله تعالى (¬2). [حصار ألفنش غرناطة] وأنّ الفتن (¬3) قائمة ببلاد الأندلس، وأنّ الفنش صاحب قشتالة (¬4) نزل بجموعه بمرج غرناطة وحصرها مدّة ثم ارتحل عنها ولم ينل غرضا، وأنّ صاحب غرناطة المنفصل أبو (¬5) عبد الله بن أبي الحسن / 356 أ / نفر (¬6) إلى صاحب قشتالة (¬7) لينجده على عمّه أبي عبد الله المتولّي (¬8). [خروج تجريدة يشبك الجمالي] وفيه خرج يشبك الجمالي ومن عيّن معه من التجريدة، وكانوا نحوا من خمسماية، وجاءت (¬9) النفقة عليهم مايتي (¬10) ألف دينار فيما يقال (¬11). [رجب] [الشكوى من القاضي الحنفي] وفي رجب، لما صعد القضاة إلى القلعة لتهنئة السلطان بالشهر وقف إنسان من نواب الحكم الحنفية يقال له الأدهميّ وأنهى في حق القاضي الحنفي الغزي (¬12) - نعوذ بالله منها - وواجهه بكلمات شنيعة بحضرة السلطان والملأ العام، فأمر السلطان بتحرير حال الحنفيّ وعمل حساب الأوقاف. ووقعت أمور يطول الشرح (¬13) [آلت] (¬14) إلى عزل ¬

(¬1) الصواب: «والتقى». (¬2) خبر نصرة صاحب فاس في: بدائع الزهور 3/ 230 باختصار شديد. (¬3) في المخطوط: «العين». (¬4) في المخطوط: «فشتاله». (¬5) الصواب: «أبا». (¬6) في المخطوط: «نور». (¬7) في المخطوط: «فستاله». (¬8) خبر حصار أنفنش في: بدائع الزهور 3/ 230. (¬9) في المخطوط: «وجات». (¬10) الصواب: «مائتا». (¬11) خبر خروج التجريدة في: وجيز الكلام 3/ 971، وتاريخ البصروي 113، وبدائع الزهور 3/ 230. (¬12) في المخطوط: «العزي». (¬13) في المخطوط: «يطول له الشرح»، وقد ضرب خطا على «الشرح». (¬14) إضافة على المخطوط.

وفاة قلج الرومي

الحنفيّ هذا، وولاية الناصري الإخميمي في شوال، كما سيأتي (¬1). [وفاة قلج الرومي] [3381]- وفيه مات قلج الرومي (¬2)، الأدهميّ، شيخ زاوية السلطان بالمرج (¬3) والزيّات. وقرّر في مشيخة [الزاوية] (¬4) امرأة كانت زوجة لجهان شاه، وعدّ ذلك من النوادر. [وجود قتلى بالقاهرة] [وفيه] (¬5) وجد عدّة من القتلى بعدّة من أخطاط (¬6) القاهرة، منهم: المشاعلي الذي في خدمة والي الشرطة هو وزوجته (¬7). [شغب الجند بحلب] وفيه ورد الخبر على السلطان بتشغب (¬8) الجند بحلب وثورانهم بالأتابك، وطلب العود إلى القاهرة حتى بلغهم مجيء التجريدة وتحرّك ابن (¬9) عثمان فسكنوا شيئا (¬10). [وفاة جقمق النوروزي] [3382]- وفيه مات جقمق النوروزي (¬11)، الخاصكيّ. وكان شيخا موحّدا غير طائفة الأتراك لقرصنته ومعرفته. [عمارة المربّع بجامع الروضة] [وفيه] (¬12) انتهت عمارة المربّع (¬13) الذي زاده السلطان بجامع الروضة وجاء من ¬

(¬1) خبر الشكوى في: بدائع الزهور 3/ 230 و 232. (¬2) انطر عن (قلج الرومي) في: بدائع الزهور 3/ 233 (في شهر شوال)، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬3) في المخطوط: «بالمرح». (¬4) إضافة من بدائع الزهور 3/ 233. (¬5) في المخطوط بياض. (¬6) الصواب: «خطط». (¬7) خبر وجود القتلى لم أجده في المصادر. (¬8) في المخطوط: «بتشعب». (¬9) في المخطوط: «بن». (¬10) في المخطوط: «شبا». وخبر شغب الجند لم أجده في المصادر. (¬11) لم أجد لجقمق النوروزي ترجمة في المصادر. (¬12) في المخطوط بياض. (¬13) في المخطوط: «المدبع».

غرق معدية ببولاق

أبدع المباني، به ثمانية عشر شبّاكا من النحاس الأصفر كبارا زنة كلّ شبّاك أربعمائة رطلا (¬1). وكان المصروف عليه نحوا من ثلاثة آلاف دينار (¬2). [غرق معدّية ببولاق] وفيه غرقت معدّية بولاق، وكان (بها) (¬3) أشياء، ومن عجائبها أنه كان بها إنسانا كيّالا عارفا (¬4) بالسباحة مات غريقا، وآخر لا يفر منها (¬5) خلّص ونجا (¬6). [توسيط إنسان من المفسدين] [وفيه] (¬7) وسّط إنسان من المفسدين يقال له حمّود (¬8)، ومعه إنسان من المفسدين. / 356 / وكان لنزول (¬9) حمّود (¬10) من القلعة على لعبة من الخشب غريبة الهيئة تجرّ بالعجل إلى جزيرة الفيل في يوم مشهود (¬11). [انتهاب دار التفاح] وفيه نزل جماعة من الجلبان غائرين على دار التفاح فنهبوا أكثر ما فيها من الفواكه (¬12). [تجريدة البحيرة] وفيه خرجت تجريدة إلى البحيرة نحوا (¬13) من مايتين (¬14) نفر من الجند عليها ¬

(¬1) الصواب: «أربعمائة رطل». (¬2) خبر عمارة المربّع لم أجده في المصادر. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) الصواب: «كان بها إنسان كيّال عارف». (¬5) هكذا في المخطوط. (¬6) خبر غرق المعدّية ذكره ابن إياس في: بدائع الزهور 3/ 232 في شهر شوال، وقال: «إن مركبا ببولاق عدّت بجماعة تحت الليل، فغرقت في وسط البحر بمن فيها من الناس والدواب، ومن العجائب أن كان بها إنسان علاّمة في السباحة يعوم من البر إلى البر، فغرق ولم يعلم له خبر، وكان إلى جانبه صبيّ صغير لا يعرف السباحة فنجا من الغرق وطلع إلى البرّ». وقد ذكر السخاوي خبر غرق معدّية في 19 شعبان بين حكر الشامي والجسر وغرق فيها: بدر الدين الحجازي القبّاني وكان أحد الخيار من طائفته. (وجيز الكلام 3/ 979). (¬7) إضافة على المخطوط. (¬8) في البدائع: «حمّور» بالراء. (¬9) الصواب: «وكان نزول». (¬10) في البدائع: «حمّو». (¬11) خبر توسيط إنسان في بدائع الزهور 3/ 332 (في شهر شوال). (¬12) خبر انتهاب دار التفاح لم أجده في المصادر. (¬13) الصواب: «نحوّ». (¬14) الصواب: «من مائتي».

وفاة حاجي بن سلطان

قرقماش المعلّم، أحد العشرات، وأسنباي المبشّر، وأزبك قفص، وماماي (¬1). [وفاة حاجي بن سلطان] [3383]- وفيه مات حاجي بن سلطان شاه (¬2) بن حسن بن عمران الرومي، الأماسي، الحنفيّ. وكان شابا فاضلا، قرما. ومولده سنة ثلاث وخمسين وثمانماية. [اغتيال أبي محمد القلجاني] [3384]- وفيه مات قتيلا، باغتيال بعض الفرنج له، أبو محمد القلجاني، حسين بن عمر بن محمد التونسي (¬3)، المالكيّ، أخو (¬4) قاضي الجماعة (¬5). وكان عالما فاضلا. ومولده سنة 8 (¬6). [الخلاف حول رؤية النبي صلّى الله عليه وسلّم يقظة] وفيه كائنة الاختلاف في رؤية النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقظة، وهل يمكن ذلك أم لا؟ وكان في ذلك خبط كثير، وصنّف فيه مصنّفات (¬7). [وفاة دولات باي المحوجب] [3385]- وفيه مات دولات باي المحوجب (¬8) الشرفيّ، نائب ملطية. وكان فارسا، شجاعا، لا بأس به. ¬

(¬1) خبر التجريدة في: بدائع الزهور 3/ 232 (في شهر شوال) وفيه أن التجريدة بسبب فساد محمد الجويلي شيخ عربان البحيرة. فتقاتلوا معه أشدّ قتال، وقتل من الترك والعرب جماعة كثيرة، ورجع العسكر من غير طائل، ولا حصلوا من الجويلي على شيء. (¬2) انظر عن (أبي محمد القلجاني) في: الضوء اللامع 3/ 153 رقم 583 وفيه: «القلشاني». (¬3) في المخطوط: «اليونسي». (¬4) في المخطوط: «أحد». (¬5) قاضي الجماعة هو محمد بن عمر بن محمد القلشاني أخو صاحب الترجمة. ولصاحب الترجمة أخ توءم هو حسن. وقاضي الجماعة هو أسنّ الثلاثة. (¬6) هكذا في المخطوط، وفي الضوء اللامع: مات مقتولا بأيدي الفرنج في ثاني عشر شوال سنة إحدى وتسعين قبل إكمال الستين. (¬7) خبر الخلاف لم أجده في المصادر. (¬8) انظر عن (دولات باي المحوجب) في: بدائع الزهور 3/ 230، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع.

وفاة قانم السواق

[وفاة قانم السوّاق] [3386]- وفيه مات قانم السوّاق (¬1) المحمدي، الظاهريّ. أحد العشرات، وأمير شكار بعد ما شاخ. وكان متديّنا لا بأس به. [وفاة الشريف ابن عجلان] [3387]- وفيه مات السيد الشريف أبو الحسن علي بن بركات (¬2) بن حسن بن عجلان الهاشمي، القرشي، العلوي، المكيّ، بالقاهرة. أخو صاحب مكة. وكان شابا حشما، فاضلا، ذكيّا، حذقا. ومولده (بعد الخمسين وثمانماية (¬3)) (¬4). [شعبان] [إخراج القاضي الحنفي من مجلس السلطان] وفي شعبان لما صعد القضاة إلى القلعة للتهنئة بالشهر على العادة قام الأدهميّ أيضا ورافع في الغزّي القاضي الحنفيّ، ووقعت أشياء يطول الشرح في ذكرها، وأقيم الغزّي (¬5) من مجلس السلطان وتوكّل به نقيب الجيش، وأنزل إلى المدرسة الصالحية، وجرت عليه أنكاد (¬6). [وفاة محمد بن كمشبغا] [3388]- وفيه مات محمد بن كمشبغا (¬7) السراخوري الحلبي، الحنفيّ. وكان شيخا، مسنّا، أدوبا، حشما، عاقلا، عارفا، يذاكر بشيء (¬8) من الطبّ، بل وغيره. ¬

(¬1) انظر عن (قانم السواق) في: بدائع الزهور 3/ 230، ولم يذكر السخاوي في الضوء اللامع. (¬2) انظر عن (علي بن بركات) في: الضوء اللامع 5/ 197، 198 رقم 670، ووجيز الكلام 3/ 989 رقم 2187، وبدائع الزهور 3/ 230. (¬3) في المخطوط: «الخمسين ثم». (¬4) ما بين القوسين كتب فوق السطر. (¬5) في المخطوط: «العزي». (¬6) خبر إخراج القاضي في: وجيز الكلام 3/ 978، وبدائع الزهور 3/ 230. (¬7) لم أجد لمحمد بن كمشبغا ترجمة في المصادر. (¬8) في المخطوط: «يذكر شي».

كسر النيل

[كسر النيل] وفيه كان كسر النيل عن الوفاء في ثامن عشر مسرى، ونزل كذلك أزدمر تمساح، ونودي عليه بزيادة عشرين إصبعا، وهي من النوادر في يوم الكسر (¬1). وكان قد زاد بالأمس ثمانية عشر إصبعا، وقبله (أحد عشرة (¬2)) (¬3)، / 357 أ / فكانت زيادته في ثلاثة أيام متوالية خمسين إصبعا إلاّ إصبعا واحدا. وكانت زيادة في هذه السنة من نوادر الزيادات في سابعه، وعدم توقّفه إلا يوما واحدا (¬4). [غش الفضّة] وفيه سملت أعين بعض كان قبض عليهم قبل ذلك بفضّة مغشوشة، وعدّ هذا من النوادر (¬5). [ارتفاع سعر البطيخ] وفيه ارتفع سعر البطّيخ الصيفي جدا، وأبيع بزيادة الضعفين عن سعره، ودام سعره غاليا بعد ذلك، وقلّ وجوده في هذه الأيام (¬6). [صلاة السلطان الجمعة بالأزهر] وفيه كان شهود السلطان لصلاة الجمعة بالجامع الأزهري، وكان من يوم جرى على فخذه ما جرى انقطع عن الصلاة لعذره، وكان له يوما مشهودا (¬7) لا سيما بالحرم (¬8)، وفرشت الشقق الحرير تحت حوافر فرسه من الحرم (¬9) [إلى] (¬10) الجامع، ونثرت عليه خفائف الذهب والفضّة، وأعلنت التهاني، وأخرجت خلقا (¬11) كثيرة من خوند زوجة السلطان خلع بها على جماعة. وكان وقتا حافلا (¬12). ¬

(¬1) خبر كسر النيل في: وجيز الكلام 3/ 979، وبدائع الزهور 3/ 230، 231. (¬2) الصواب: «أحد عشر». (¬3) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬4) وقيل في ذلك المعنى ما ذكره ابن إياس. (¬5) خبر غش الفضة لم أجده في المصادر. (¬6) خبر سعر البطيخ لم أجده في المصادر. (¬7) الصواب: «وكان له يوم مشهود». (¬8) في المخطوط: «بالحريم». (¬9) في المخطوط: «الحريم». (¬10) إضافة يقتضيها السياق. (¬11) الصواب: «وأخرجت خلق». (¬12) خبر صلاة السلطان في: وجيز الكلام 3/ 973، وبدائع الزهور 3/ 229 (في شهر جمادى الأول).

إحضار أزبك قفص مقيدا

[إحضار أزبك قفص مقيّدا] وفيه أحضر أزبك قفص (¬1) الخاصكي من البحيرة في السلسلة وقد قتل بها إنسانا، وجرت عليه أمور آلت إلى مصالحة أولياء القتيل (¬2). [جلوس السلطان بالميدان] وفيه جلس السلطان بمقعد الميدان من الاصطبل وعرض أهل السجون، فأطلق منهم بعضا (¬3)، وأمر بتوسيط الأحمد (¬4) بن بشارة (¬5) شيخ العشير ببعض بلاد صفد، فشفع فيه، ثم آل أمره أن وسّط بعد ذلك (¬6). [وفاة الشهاب ابن عبادة] [3389]- وفيه مات الشهاب أحمد بن عبادة (¬7) الدمشقيّ، الحنبليّ، قاضي الحنابلة بدمشق، بمكة المشرّفة. وكان عالما، فاضلا، خيّرا، ديّنا. [انعدام الغلال بالسواحل] وفيه عدمت الغلال بسواحل مصر وبولاق، وتكالب الناس على الخبز، وقلّ وجوده بالحوانيت (¬8). [وفاة جانبك كليلة] [3390]- وفيه مات جانبك كليلة (¬9) الظاهري، أحد الخمسات. ¬

(¬1) انظر عن (أزبك قفص) في: وجيز الكلام 3/ 979، 980، والضوء اللامع 2/ 273 رقم 853 وفيه: قتل في رمضان سنة ثلاث وتسعين. (¬2) خبر احضار أزبك في: وجيز الكلام 3/ 979. (¬3) تكرّرت في المخطوط. (¬4) الصواب: «أحمد». (¬5) لم أجد لأحمد بن بشارة ترجمة في المصادر. وهو ممّن يستدرك على بني بشارة في كتاب: مملكة صفد في عهد المماليك - ص 223. (¬6) خبر جلوس السلطان في: بدائع الزهور 3/ 231. (¬7) انظر عن (أحمد بن عبادة) في: وجيز الكلام 3/ 988 رقم 2184، والضوء اللامع 1/ 353 وفيه اسمه: أحمد بن عبد الكريم بن محمد بن محمد بن عبادة بن عبد الغني، وشذرات الذهب 7/ 350، 351، والمنهج الأحمد 516، والجوهر المنضد 14، والسحب الوابلة 42، والدر المنضد 2/ 687 رقم 1672. (¬8) خبر انعدام الغلال لم أجده في المصادر. (¬9) لم أجد لجانبك كليلة ترجمة في المصادر.

عودة آقبردي من نابلس

وكان لا بأس به. [عودة آقبردي من نابلس] وفيه عاد آقبردي الدوادار من نابلس ومعه عدّة من أكابرها في السلاسل (¬1). [رمضان] [ارتفاع سعر الغلال] وفي رمضان كان السعر مرتفعا في الغلال (¬2). [افتتاح مدرسة خشقدم الطواشي] وفيه فتحت مدرسة خشقدم الطواشي، الزمام، بخط باب الرميلة، وأمر بأن يصلّى بها التراويح والصلوات الخمس حتى تكمل / 357 ب / فيقيم (¬3) بها الجمعة (¬4). [إفطار صائمين من الحرّ] وفيه حدث حرّ شديد، حتى كان سببا لفطر أناس عطشوا (¬5). [عزل القاضي الحنفي] [وفيه] (¬6) فكّ الحنفيّ من التوكيل به، والإشاعات فاشية بعزله حتى عزل بعد أيام، وسرّ الكثير [من] (¬7) الناس لما تسامعوا ذلك، وترشّح للقضاء جماعة، وآل الأمر إلى ابن (¬8) الإخميميّ (¬9). ¬

(¬1) خبر عودة آقبردي في: الأنس الجليل 2/ 463، وبدائع الزهور 3/ 231. (¬2) خبر ارتفاع السعر لم أجده في المصادر. (¬3) الصواب: «فتقام». (¬4) خبر افتتاح المدرسة في: بدائع الزهور 3/ 231. (¬5) خبر إفطار الصائمين لم أجده في المصادر. (¬6) في المخطوط بياض. (¬7) إضافة على المخطوط. (¬8) في المخطوط: «بن». (¬9) خبر عزل القاضي في: وجيز الكلام 3/ 979 وفيه: «وبعد تجهيز الحنفيّ المال الذي جلّه ثمن أبدال، ومن أوقاف، فكّ الترسيم عنه في يوم الخميس ثامن رمضان، وأسمعه نقيبه كل قبيح، وكان معهم عليه، ثم جاءه بالعزل في يوم الأحد، حادي عشره، وتحوّل من الصالحية إلى الأبو بكرية، وسمّرت خلوته بالسيوفية، وحجب عنها، وآل أمره إلى اختفائه أو هرب من السنة الآتية بعد مزيد إهانته وَما رَبُّكَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدِ [فصّلت: 46]. ثم بعد صرّفه استقرّ الشيخ ناصر الدين الإخميمي أحد أئمّة السلطان وشيخ البرقوقية في قضاء الحنفية منتصف شوال».

وفاة ابن تمراز البهلوان

[وفاة ابن تمراز البهلوان] [3391]- وفيه مات محمد بن تمراز البكتمريّ (¬1) البهلوان بن البهلوان، أحد أجناد الحلقة. وكان له صيت وشهرة في فنّه، مع معرفة تامّة بفنون الملاعيب. [وفاة الدجوي] [3392]- وفيه مات الدجويّ (¬2)، أحد نواب الحكم الشافعية، محمد بن محمد بن محمد (¬3). وكان إنسانا حسنا، حافظة للشعر، حتى سمعت صاحبنا الشهاب المنصور يسمّيه: «حمار الرواية». وسمع على جماعة. ومولده سنة ثمان أو تسع وعشرين (¬4) وثمانماية. [ضرب سكران في رمضان] وفيه قبض على إنسان وهو سكران نهارا في رمضان فضرب بالمقارع وطيف به الشوارع (¬5). [القتال بين عربان البحيرة والتجريدة] وفيه كائنة محمد الجويلي (¬6) شيخ عربان البحيرة مع التجريدة التي عيّنت إليه. وفيه كانت كائنة حصل بينه وبين المعيّنين إليه أمر فقتل جماعة من الفريقين، وما خلّص الجند السلطاني إلاّ بالحيل والجمد (¬7). [وفاة نائب القلعة بدمشق] [3393]- وفيه مات بدمشق نائب قلعتها العلاء بن شاهين (¬8) العثمانيّ. ¬

(¬1) لم أجد لمحمد بن تمراز ترجمة في المصادر. (¬2) انظر عن (الدجوي) في: الضوء اللامع 9/ 146 رقم 370، وبدائع الزهور 3/ 231. (¬3) في الضوء اسمه: محمد بن محمد بن علي بن أبي بكر بن عبد المحسن بن عدنان بن منجّا الزين بن الشمس الدجويّ الأصل، القاهري، الشافعيّ، والد المحبّ محمد، ويعرف بالدجوي. (¬4) أكد السخاوي على مولده في شهر المحرم سنة 829 هـ‍. (¬5) خبر ضرب سكران في: وجيز الكلام 3/ 981، وبدائع الزهور 3/ 231. (¬6) في بدائع الزهور 3/ 232 (في شهر شوال)، وقد تقدّم الخبر. (¬7) خبر القتال لم أجده في المصادر. والعبارة وردت هكذا. (¬8) انظر عن (العلاء بن شاهين) في:

ختم البخاري

وكان لا بأس به (¬1). [ختم البخاري] وفيه ختم «البخاريّ» بالقلعة بالحوش، على خلاف العادة، ولم يقرأ بها في هذا العام إلا هذا اليوم، وعدّ ذلك من النوادر (¬2). [وفاة نائب طرابلس] [3394]- (وفيه مات برد بك سكر (¬3) أتابك طرابلس. وكان شابا، أدوبا، حشما، عارفا بفنون الفروسية (¬4). [شوال] [تعييد السلطان بالحوش] وفي شوال عيّد السلطان بالحوش، وبه ألبس الخلع لمن له عادة بها، وعدّ ذلك من النوادر (¬5)) (¬6). [عزل الطواشي خشقدم الزمام] وفيه أمر السلطان بعزل الطواشي خشقدم (¬7) الزمام بسبب مرافعة الموفّق فيه لشيء وقع له معه، وآل أمر خشقدم هذا أن أغرم مالا طائلا (¬8). [الصلح بين العساكر وعلاء الدولة] وفيه أشيع بأنّ العساكر ستعود (¬9) إلى القاهرة عن قريب، والسلطان لما تبلّغه (¬10). ¬

= وجيز الكلام 3/ 991 رقم 2193، والضوء اللامع 5/ 231 رقم 772، وتاريخ البصروي 114، وبدائع الزهور 3/ 231، ومفاكهة الخلان 1/ 72، واسمه: «علي». (¬1) وقال البصروي: ناهز السبعين. (¬2) خبر ختم البخاري في: وجيز الكلام 3/ 973، وبدائع الزهور 3/ 231. (¬3) انظر عن (برد بك سكر) في: بدائع الزهور 3/ 231، 232، وتاريخ طرابلس 2/ 80 رقم 20، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬4) وقال ابن إياس: ولكن وقع له شدائد ومحن ونفي من مصر، وكان من خواص السلطان ثم تغيّر خاطره عليه، وجرى له أمور شتّى. (¬5) خبر تعييد السلطان لم أجده في المصادر. (¬6) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬7) لم أجد للطواشي خشقدم ترجمة في المصادر. (¬8) خبر عزل الطواشي في: بدائع الزهور 3/ 231. (¬9) في المخطوط: «سيعود». (¬10) مهملة في المخطوط. والصواب: «لما بلغه».

الزلزلة بالقاهرة

هذا تحصّل عنده النكد والتشويش. ثم أشيع بأنه وقع الصلح بينهم وبين علاء الدولة (¬1). [الزلزلة بالقاهرة] وفيه كانت زلزلة لطيفة بعد الزوال تحرّكت الأرض منها مرة بعد أخرى (¬2). [قضاء الحنفية] وفيه خلع على الناصر بن الإخميميّ بقضاء الحنفية، عوضا عن الغزّي (¬3). [دخول جلبان التجريدة] وفيه دخل الكثير من الجلبان / 358 أ / ممن كان بالتجريدة (¬4). [خروج الحاج] وفيه خرج الحاج (¬5). [ارتفاع أسعار الغلال] وفيه ارتفع السعر في الغلال جدا، فأبيع الإردب القمح بنحو الألف، وصغر قطع الخبز فأبيع الرغيف الذي زنته خمسة أواق بثلاثة دراهم، وغلى (¬6) سعر الإوز والدجاج جدا، بل لم يوجد أصلا بواسطة دخول العسكر (¬7). [تضرّر الناس من الجلبان] وفيه فشا ظلم الجلبان وزاد أذاهم وضررهم بالناس، ووقع لهم جريّات (¬8) يطول الشرح في ذكرها، وصاروا يصرّحون بأنهم إذا تكامل دخولهم إلى القاهرة ينهبون الشون. ¬

(¬1) خبر الصلح في: تاريخ البصروي 114 وفيه: «وصل نائب الشام قجماس الظاهري من حلب وقت العشاء ووصل معه الحاجب الكبير يلباي وسودون الطويل، وتواترت الأخبار بحصول الصلح بين علي دولات، وأهل هذه المملكة، وأنه أطاع وضرب النقد باسم السلطان الأشرف قايتباي، وخطب باسمه، وزوّجوا ابن أزبك، أمير كبير، بابنته في يوم الصلح، وكتب الكتاب في المجلس الذي حلف فيه، وتراجعت العساكر من ناحية حلب متوجّهين إلى مصر على وجه جميل دالاّ على طيّ بساط الشرّ»، (¬2) خبر الزلزلة لم أجده في المصادر. (¬3) في المخطوط: «العزي»، وخير القضاء في: وجيز الكلام 3/ 979، وبدائع الزهور 3/ 232. (¬4) خبر دخول الجلبان في: بدائع الزهور 3/ 234. (¬5) خبر خروج الحاج في: وجيز الكلام 3/ 979، وبدائع الزهور 3/ 232. (¬6) الصواب: «وغلا» (¬7) خبر ارتفاع الأسعار في تاريخ البصروي 116. (¬8) في المخطوط: «جزيات».

وفاة الشهاب ابن الطباخ

وكان العليق لم يوجد إلاّ بعسر، وأخذوا يقولون: سنفعل ونفعل. وزاد القيل والقال حتى كان ما سنذكره. بعد ذلك (¬1). [وفاة الشهاب ابن الطبّاخ] [3395]- وفيه مات بدمشق الشهاب بن الطبّاخ (¬2) أحمد بن إبراهيم بن خضر بن سليمان بن أحمد القاهري، الشافعيّ. وكان فاضلا، عاقلا، حازم الرأي، بشوش الوجه، فكه المحاضرة. سمع على جماعة. ومولده بعد العشرين وثمانماية. [المحتسب المزيّف] وفيه ثار واحد من الجلبان فركب فرسا وأخذ معه جماعة منهم مشاة بين يديه، وهو يقول: أنا المحتسب، وسعّر اللحم والجبن والخبز، وقال: من خالف هذا السعر فعلت به وفعلت، ومن أصبح فأغلق حانوته كسرتها ونهبتها. وفعل أفعالا عجيبة، وعدّت هذه من النوادر. وكان ذلك بعد أن قصد طائفة منهم دار البدر بن مزهر المحتسب بالدبابيس وغيرها ليوقعوا به فلم يجدوه بها، وما لقي من كان بها خيرا (¬3). [كسر شونة الأستادار] (وفيه ثار جماعة من الجلبان وقصدوا شونة تتعلّق بالأستدار وكسروها وأخذوا في نهبهم (¬4) وصاروا ينقلون ما فيها على الحمير والبغال وجمال السقّايين، حتى سرقوا روايا الماء (¬5)) (¬6). [تأييد العوام للجلبان] وثار جماعة من أوباش العامّة فصاروا يصيحون للجلبان: «الله ينصركم» ودخل منهم كثير إلى الشونة، وأخذوا ما قدروا عليه من القمح، وبقي الجلبان يطلبون العوام لأخذ القمح، وكان (¬7) حركة وضجّة كبيرة. ¬

(¬1) خبر تضرّر الناس لم أجده في المصادر. (¬2) لم أجد لابن الطباخ ترجمة في المصادر. (¬3) خبر المحتسب في: وجيز الكلام 3/ 971. (¬4) الصواب: «نهبها». (¬5) خبر كسر الشونة لم أجده في المصادر. (¬6) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬7) الصواب: «وكانت».

استعفاء ابن مزهر من الحسبة

وبلغ السلطان ذلك فبعث إليهم بعدّة من الخاصكية ومقدّم المماليك ومعه الطواشية، فما قدروا على ردّهم حتى ركب السلطان بنفسه بمفرده، ونزل قريب المغرب وهو عابر بفرسه إلى جهة بولاق، وقد لحقه نفر يسير، فلما سمعوا بمجيئه / 358 ب / فرّوا إلى جهة دار قاسم الوزير، فلم يجدوه بها فنهبوا منها أشياء، وأفسدوا أشياء، ثم أصبحوا فقصدوا مصر العتيق (¬1) وفتحوا شونه (¬2) ونهبوها أيضا، حتى أصبح السلطان حرض على الوالي على حفظ الشون، وأمر بعمل مصالح لحم الجلبان وعليقهم، ولم يصعد إلى القلعة لا كاتب السرّ ولا ولده ناظر الخاص ولا الوزير خوفا على أنفسهم (¬3). [استعفاء ابن مزهر من الحسبة] ثم بعث الزين بن مزهر يستعفي من الحسبة عن ولده، فتمنّع السلطان، ثم أجاب (¬4). [وفاة الكاتب الزين خطّاب] [3396]- وفيه مات الكاتب المجيد، الزين خطّاب بن عمر (¬5) بن خطّاب الدنجيهي، الأزهري، الشافعيّ. وكان عالما فاضلا، خيّرا، ديّنا، كتب المنسوب فأجاده، وسمع الحديث على جماعة، لكنه كان عريض الدعوى، ضنينا بنفسه. ومولده (. . .) (¬6) 8 (¬7). [ذو القعدة] [وصول مكاتبة ابن حسن الطويل] وفي قعدة وصل قايت (¬8) الساقي الخاصكيّ من الرسالة (¬9) ليعقوب شاه بن حسن الطويل ومعه مكاتبة بإظهار التودّد (¬10). ¬

(¬1) الصواب: «مصر العتيقة». (¬2) الصواب: «وفتحوا شونها». (¬3) خبر تأييد العوام في: وجيز الكلام 3/ 971، وبدائع الزهور 3/ 233. (¬4) خبر الاستعفاء في: بدائع الزهور 3/ 233. (¬5) انظر عن (خطاب بن عمر) في: وجيز الكلام 3/ 990 رقم 2191، والضوء اللامع 3/ 181 رقم 708، وبدائع الزهور 3/ 233. (¬6) في المخطوط بياض. (¬7) هكذا في المخطوط. وفي الضوء: مات عن نحو الأربعين سنة. (¬8) قايت - قيت. (¬9) الصواب: «من الرسلية». (¬10) خبر وصول المكاتبة في: بدائع الزهور 3/ 233.

شنق مرعي بن حيدرة

[شنق مرعي بن حيدرة] [3397]- وفيه شنق مرعي بن حيدرة (¬1) شيخ ناحية الشلقون لشيء نسب إليه. وكان كريم النفس جدا، يذكر بجميل. [وفاة آسية بنت المؤيّد شيخ] [3398]- وفيه ماتت الخوند آسية (¬2) ابنة المؤيّد شيخ وزوجة يشبك الفقيه (¬3) أمّ ولده يحيى (¬4). وكانت خيّرة ديّنة، عارفة بطرائق الخوندات، ولها شهرة وذكر. ومولدها سنة اثنتي عشرة وثمانماية (¬5). [النجم المشعّ] وفيه ظهر بالسماء نجم من غرائب النجوم ونوادرها انقضّ وله (¬6) شعاع دائم معه تطاول وتقوّس على صفة غريبة جدا (¬7). [وفاة الجمال الهيتي] [3399]- وفيه مات الجمال الهيتيّ (¬8) المكتّب، عبد الله بن علي الأزهري، الشافعيّ. وكان فاضلا، خيّرا، ديّنا. انتفع به جماعة كتبوا عليه (¬9). ¬

(¬1) لم أجد لمرعي بن حيدرة ترجمة في المصادر. (¬2) انظر عن (الخوند آسية) في: وجيز الكلام 3/ 991 رقم 2194، وفيه وفاتها في أواخر شوال، والضوء اللامع 12/ 2 رقم 2، وبدائع الزهور 3/ 234. (¬3) هو يشبك من سلمان شاه المؤيّدي الفقيه. ولد على رأس القرن الثامن الهجري، وأحضر من بلاد الجركس في سنة 800 هـ‍. وتوفي سنة 878 هـ‍. انظر عنه في: الضوء اللامع 10/ 270 - 272 رقم 1076. (¬4) ولد في ربيع الأول سنة 842، ومات سنة 876 هـ‍. انظر عنه في: الضوء اللامع 10/ 264، 265 رقم 1053. (¬5) في الضوء: جاوزت السبعين. (¬6) في المخطوط: «انقض له وله» وضرب على: «له» الأولى. (¬7) خبر النجم المشعّ لم أجده في المصادر. (¬8) انظر عن (الجمال الهيتي) في: الضوء اللامع 5/ 34 رقم 124. (¬9) مات عن 75 سنة.

ظهور البرهان الكركي

[ظهور البرهان الكركي] وفي ذي قعدة ظهر البرهان الكركيّ (¬1) من اختفائه وصعد إلى بين يدي السلطان ونزل إلى داره. [الإذن بعودة الأمراء] [3400]- وفيه خرج الإذن للأمراء بالقدوم إلى القاهرة (¬2). [وزارة آقبردي] وفيه استقرّ آقبردي الدوادار في الوزارة مضافا لما بيده عوضا عن قاسم، وكان قد وكّل به (¬3) وطلب منه عمل الحساب، ثم أسلم لآقبردي فوكّل به ببعض طباق مماليكه (¬4). [نظر الدولة] وقرّر في نظر الدولة موفّق الدين الأسلميّ (¬5)، عوضا عن الشرف بن البقريّ (¬6). [الحسبة بالقاهرة] وفيه استقرّ كسباي الشريفي (¬7) في الحسبة / 359 أ / عوضا عن البدر بن مزهر، وفرح الناس به ظنّا بأنّ الحال يمشي فما يمشي (¬8) إلاّ يسيرا وعاد لما كان عليه وزيادة (¬9). [توسيط أمير عربان هوّارة] [3401]- وفيه وسّط عزوز (¬10)، وهو عبد العزيز بن عيسى بن يوسف بن عمر الهواري (¬11)، أمير عربان هوّارة. ¬

(¬1) خبر ظهور البرهان في: بدائع الزهور 3/ 234. (¬2) خبر الإذن بالعودة لم أجده في المصادر. (¬3) في المخطوط: «قد وكل بها لمعه». وضرب على: «بها لمعه». (¬4) خبر وزارة آقبردي في: بدائع الزهور 3/ 234. (¬5) في البدائع: «موفق الدين بن القمّص الأسلمي». (¬6) في البدائع: «عوضا عن قاسم شغيته». (¬7) لم أجد لكسباي الشريفي ترجمة في المصادر. (¬8) الصواب: «فما مشى». (¬9) خبر الحسبة في: وجيز الكلام 3/ 971، وبدائع الزهور 3/ 234. (¬10) في المخطوط: «غرور»، والتحرير من: البدائع. (¬11) انظر عن (الهواري) في: بدائع الزهور 3/ 234، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع.

توسيط يعقوب بن سليمان الهواري

(ولي أمرها) (¬1) شهرا واحدا مكرها على ذلك، ثم امتحن ووسّط. وكان خيّرا، ديّنا، بل صالحا. ومولده بعيد الخمسين وثمانماية. [توسيط يعقوب بن سليمان الهواري] [3402]- وفيه أمر السلطان بتوسيط يعقوب بن سليمان (¬2) بن عيسى بن يوسف بن عمر الهوّاريّ (¬3)، أمير عربان هوّارة أيضا. [توسيط موسى بن عبد الله] [3403]- وابن (¬4) بشارة (¬5). [الشفاعة بالمجد ابن البقري] والمجد بن البقريّ (¬6)، وآل الأمر إلى الشفاعة في المجد، وتسلّمه كاتب السرّ. وقطع لسان يعقوب، وسملت عينه. [توسيط موسى الهواري] [3404]- ووسّط موسى بن أبي لاسون (¬7) بن عمر الهوّاريّ. [توسيط علي أخي عزوز] [3405]- وعليّ أخو عزّوز (¬8). [توسيط محمد بن بشارة] [3406]- ومحمد بن بشارة (¬9). ¬

(¬1) ما بين القوسين كتب فوق السطر. (¬2) انظر عن (يعقوب بن سليمان) في: بدائع الزهور 3/ 234، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬3) انظر عن (موسى بن عبد الله) في: بدائع الزهور 3/ 234، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬4) في المخطوط: «وبن». (¬5) وهو: محمد بن بشارة. كما في: بدائع الزهور 3/ 234، وسيعيده المؤلّف - رحمه الله -. (¬6) لم يذكره ابن إياس في بدائع الزهور. (¬7) انظر عن (موسى بن أبي لاسون) في: بدائع الزهور 3/ 234، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬8) في المخطوط: «غرور». (¬9) هو الذي تقدّم قبل قليل.

غلاء الأرز

[غلاء الأرزّ] وفيه ارتفع سعر الأرزّ جدا حتى أبيع الإردبّ منه بستّة دنانير، ويا ليته دام على ذلك، لكنه زاد بعد ذلك الضعف (فأبيع) (¬1) باثني عشر دينار (¬2) الإردبّ، وصار عزيز الوجود (¬3). [ثورة الجلبان طلبا للحم والعليق] وفيه تحزّب جماعة من الجلبان ووقفوا بباب المدرج، وعرّفوا بعض الأمراء بأن يعلم السلطان أنّ القصد أن يعمل مصالحهم ومصالح القرانصة من الجند في مرتّبات اللحم والعليق، فأعيدوا (¬4) إليهم الجواب بأنه إذا دخل الأمراء نظر السلطان في المصالح (¬5). [الإشاعة بالفتنة] وأشيع في هذا اليوم بوقوع فتنة، ونقل الكثير من الناس أثاثهم وأمتعتهم من الديار، ثم صعد الجلبان في يوم أخذ الجامكية لبين يدي السلطان وقبّلوا له الأرض لكونهم جاءوا من السفر، فأخذ في تقريعهم (¬6) وتوبيخهم كونهم عادوا والعدوّ من ورائهم، فنزل منهم جماعة إلى دار آقبردي الدوادار وكلّموه بكلمات تشعر بشرّ حتى تلطّف بهم. ثم أغلق بابه خوفا من ثوران فتنة (¬7). [توسيط حرامي] [3407]- وفيه وسّط إنسان من الحرامية يعرف بأحمد الدنف (¬8). [قضاء الحنفية بدمشق] وفيه استقرّ الزين عبد الرحمن الحسباني (¬9)، ويلقّب بهامان في قضاء الحنفية بدمشق، عوضا / 359 ب / عن العماد إسماعيل الناصريّ بحكم صرفه (¬10). وكان قد خلع عليه بسفره فما تمّ أمره حتى أبطل. ¬

(¬1) تكرّرت في المخطوط. (¬2) الصواب: «دينارا». (¬3) خبر غلاء الأرزّ في: بدائع الزهور 3/ 234. (¬4) الصواب: «فأعيد». (¬5) خبر ثورة الجلبان سيتكرّر بعد قليل. (¬6) في المخطوط: «تفريعهم». (¬7) خبر الإشاعة بالفتنة في: وجيز الكلام 3/ 971، وبدائع الزهور 3/ 234، 235. (¬8) خبر توسيط الحرامي في: بدائع الزهور 3/ 234، ووجيز الكلام 3/ 975. (¬9) في المخطوط: «الحساني»، والتصويب من: تاريخ البصروي، وبدائع الزهور: ووجيز الكلام. (¬10) الخبر حتى هنا في: تاريخ البصروي 116، وبدائع الزهور 3/ 235، ووجيز الكلام 3/ 997 (في حوادث سنة 892 هـ‍).

كتابة السر بدمشق

[كتابة السرّ بدمشق] وقرّر في كتابة السرّ بدمشق لأمين محمد الحسبانيّ (¬1) هذا، وغرما في هذه الحادثة مالا عظيما، زيادة على العشرين ألف دينار، ثم لم ينتج لهما أمرّ بعد ذلك (¬2). [الخطبة بجامع خشقدم] وفيه أقيمت الخطبة بجامع خشقدم الطواشي الذي أنشأه بباب الرملة، وكان قاعة فجدّد لها محرابا ومنارة، وأفرد لها بابا، وحصل بعد ذلك حضورا (¬3) أيضا بحضرة عشرة أنفس (¬4). [وفاة البرهان بن ظهيرة] [3408]- وفيه مات بمكة قاضيها ورئيسها البرهان بن ظهيرة (¬5)، إبراهيم بن علي بن محمد بن حسين (¬6) بن علي بن أحمد بن ظهيرة المخزومي (¬7)، المكي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، كاملا، وجيها، رئيسا، حشما، انتهت إليه رياسة مكة في عصره، وصار المرجع إليه (¬8) للناس بها. وولي عدّة وظايف، ثم القضاء الأكبر، وشهر وذكر، وطار صيته. وما نال أحد من بني ظهيرة ما ناله من الحرمة ونفاد الكلمة. ومولده سنة 824 (¬9). ¬

(¬1) في المخطوط: «الحسامي»، والتصحيح من: تاريخ البصروي 115. (¬2) في تاريخ البصروي: ولي الحسباني عوضا عن موفق الدين العباسي، وبذل خمسة آلاف دينار خارجا عن ألف أخرى، ووجيز الكلام 3/ 997 (في حوادث سنة 892 هـ‍). وفيه: إن عبد الرحمن الحسباني لم يسافر لمحلّ قضائه لكون لم يورد، بل ولا ولده البدر أبو السعادات محمد المستقر في كتابة السر بدمشق عوضا عن الشريف موفق الدين العباسي الحموي ما التزما به للعجز عنه، بحيث ضرب الولد، ثم بعد تحمّلهما من الديون بالربا الزائد مالا ينهضا لأدائه إلا يوم القصاص. (¬3) الصواب: «حضور». (¬4) خبر الخطبة لم أجده في المصادر. (¬5) انظر عن (البرهان بن ظهيرة) في: وجيز الكلام 3/ 877 و 983 رقم 2171، والضوء اللامع 1/ 88 - 99، ونظم العقيان 17 - 23 رقم 6، وبدائع الزهور 3/ 235، وشذرات الذهب 7/ 350، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (المستدرك على القسم الثاني) ص 67 - 70 رقم 14، وتاريخ البصروي 116، وموسوعة دول العالم الإسلام ورجالها 2/ 1142. (¬6) في نظم العقيان: «. . محمد بن محمد بن حسين. .». (¬7) في المخطوط: «المحذومي». (¬8) ضرب فوقها في المخطوط. (¬9) في الضوء، ونظم العقيان: مولده في سنة 925 هـ‍.

دخول الأتابك أزبك بالأسرى العثمانيين

وولي قضاء مكة بعده ولده أبو السعود (¬1). [دخول الأتابك أزبك بالأسرى العثمانيين] وفيه كان دخول الأتابك أزبك إلى القاهرة بمن كان معه من الأمراء والجند والأسرى من العثمانية، وغيرهم بين يديه منهم ابن (¬2) هرسك وسناجق العثمانية منكّسة وارتجّت القاهرة لدخولهم، وكان لهم وقتا حافلا ويوما مشهودا (¬3). وخلع السلطان على الأتابك ومن معه، وعاتب ابن (¬4) هرسك، ثم جعله عند قانصوه خمس ماية، ووزّع الأسرى على جماعات يتكفّلوا (¬5) بهم. وقد بيّنّا كيفية دخول الأتابك هذا على حقيقته بكلام طويل في تاريخنا «الروض الباسم» (¬6)، وهذا ملخّصه (¬7). [التحذير من شراء الخيول من الجلبان] وفيه نودي من قبل السلطان بأنّ أحدا لا يشتري من جلبان السلطان لا فرسا ولا بغلا خوفا من دهوم (¬8) داهم، واستدلّ بهذا زيادة الفتنة لم تنحسم (¬9). [ثورة الجلبان] وفيه في سلخه كانت كائنة ثوران الجلبان وتعبيثهم (¬10) وركوبهم على السلطان بآلة الحراب والسلاح الكامل. ¬

(¬1) في المخطوط: «أبو السعيد»، والتصحيح من: الضوء 1/ 95، والبدائع 3/ 235، وهو: محمد بن إبراهيم بن علي بن محمد - ولد سنة 858 وتوفي سنة 927 هـ‍. انظر عنه في: الضوء اللامع 6/ 264 - 271 رقم 904، وحوادث الزمان لابن الحمصي 3/ 29 رقم 875، والكواكب السائرة 1/ 29. وقال السخاوي في (وجيز الكلام 3/ 977): «. . ولبّس الجماليّ أبو (كذا) السعود التشريف المشار إليه، وجاءت الأخبار بأنه لم ير في هذه الأزمان بمكة مثل هذا اليوم، وأنه لم يتخلّف عن المشي مع القاضي أحد من القضاة والأمراء والأعيان وغيرهم، بل ومشى الشريف لخلف المقام، فما مكّنه القاضي، فرجع بعد جهد، ثم جاءه هو وأولاده أفرادا بعد يسير لبيته، ولم يجلس، بل قرأ الفاتحة، ودعا، وأظهر جميعهم السرور التام». (¬2) في المخطوط: «بن». (¬3) الصواب: «وكان لهم وقت حافل ويوم مشهود». (¬4) في المخطوط: «بن». (¬5) الصواب: «يتكفّلون». (¬6) في القسم الضائع منه. (¬7) خبر دخول الأتابك في: بدائع الزهور 3/ 235. (¬8) الصواب: «دهم». (¬9) خبر التحذير لم أجده في المصادر. (¬10) مهملة في المخطوط.

غلاء القمح والحبوب

وكانوا قد ثاروا هذا اليوم مجتمعين قبل لبس لأمة الحرب، / 360 أ / وكلّموا آقبردي الدوادار في أن يكلّم (¬1) السلطان في عمل مصالحهم في مرتّب اللحم والعليق، وفي نفقة ينفقها عليهم. ووقع خبط كثير، وقال وقيل لشرور، ورجع للسلطان غير ما مرة وهو مصمّم على عدم إجابتهم إلى شيء مما سألوه، فبادروا إلى الإعلان بالفتنة والخروج عن الطّور، ولبسوا الدروع (¬2) وتسلّحوا وحضروا إلى الرملة أفواجا أفواجا، وكانت ضجّة هائلة ارتجّت لها القاهرة، وعظمت الفتنة. وحصل أشياء يطول الشرح في ذكر جزئياتها. وآلت في هذا اليوم إلى غير طائل (¬3). وكان ما سنذكره في ذي حجّة. [غلاء القمح والحبوب] وفيه أبيع الإردبّ القمح بألف وماية، وزاد سعر غيره من الحبوب أيضا، وأخذ الكثير من الناس في نقل الأمتعة والأثاث من ديارهم. وبات (¬4) الجلبان مظهرين الشرّ (¬5). [ذو الحجة] [شدّة الحرّ] وفي ذي حجّة، في مستهلّه كان الحرّ شديدا بحيث أشبه حرّ الصيف مع أن كيهك (¬6) دخل (¬7). [إبطال موكب التهنئة بالشهر] وفيه بطل موكب رأس الشهر والتهنئة به مع وجود السلطان بقلعته، وأصبح الجلبان فيه على ما أمسوا، وصعد الأتابك أزبك وبعضا (¬8) من الأمراء إلى القلعة في غلس هذا (¬9) اليوم لتدارك هذا الفارط، ثم جال الجلبان وهم بالأسلحة بخيولهم بسوق الخيل تحت القلعة. ووقع لهم أشياء غريبة نادرة وجزئيّات يطول الشرح في ذكرها، وفعلوا أفعالا عجيبة. ¬

(¬1) في المخطوط: «تكلم». (¬2) في المخطوط: «الذروع». (¬3) خبر ثورة الجلبان في: بدائع الزهور 3/ 235، 236. (¬4) في المخطوط: «ومات»، وهو سهو من الناسخ. (¬5) خبر غلاء القمح لم أجده في المصادر. (¬6) كيهكك: هو الشهر الرابع في السنة القبطية. (¬7) خبر شدّة الحر لم أجده في المصادر. (¬8) الصواب: «وبعض». (¬9) في المخطوط: «هذ».

إقامة الموكب بالحوش

وآل الأمر أن تلطّف الأتابك بالسلطان في أن يرضيهم بشيء ينفقه فيهم وهو يمتنع من ذلك. ثم آلت القصّة إلى أن استقرّ الحال أن ينفق على كل شخص منهم خمسون دينارا. وسكنت الفتنة بعد اللتيّا واللتي. وكانت هذه الركبة والركبة التي قبلها في ذي (¬1) اليومين على هذه الصفة من نوادر الركبانات وغرايبها، وكذلك هذه النفقة على هذا (¬2) الوجه (¬3). [إقامة الموكب بالحوش] وفيه أقيم الموكب بالحوش (¬4) وحضره الأتابك أزبك وبقية الأمراء والجند السلطاني، وفرّقت الأقاطيع الشاغرة عمّن مات أو قتل من الجند. / 360 ب / وكان الأتابك قد عيّن جماعات لذلك فأخرجت لهم اليكتبات (¬5)، والأتابك هو المترجم في ذلك (¬6). [إقرار أمير عشرة] وأقرّ في هذا اليوم أقباي من جانم (¬7) الظاهري خشقدم [بإمرة (¬8)] عشرة، عوضا عن أصباي الشعبانيّ (¬9) بحكم عجزه. وقانم (¬10) أبو شعره الأشرفيّ إينال، عوضا عن قراكز (¬11) بحكم عجزه أيضا (¬12). [قلّة الأضاحي] وفيه كانت الضحايا قليلة جدا (¬13)، وأشيع بأنّ السلطان يفرّقها على الجند رأسا ودينارا. وبلغ الجلبان ذلك، ففرحوا بأنهم لا يأخذون إلا رأسين ودينار (¬14)، وبلغ ¬

(¬1) الصواب: «في هذين». (¬2) في المخطوط: «على لهذا». (¬3) خبر إبطال الموكب في: بدائع الزهور 3/ 236. (¬4) في المخطوط: «بالحوس». (¬5) هكذا في المخطوط. والمراد: المكتوبات. (¬6) خبر إقامة الموكب في: بدائع الزهور 3/ 236. (¬7) لم أجد لأقباي من جانم ترجمة في المصادر. (¬8) إضافة من البدائع. (¬9) هو: أصباي السيفي قرقماس الشعباني، كما في البدائع 3/ 236. (¬10) لم أجد لقانم أبي شعرة ترجمة في المصادر. (¬11) لم أجد لقراكز ترجمة في المصادر. (¬12) خبر إقرار أمير في: بدائع الزهور 3/ 236. (¬13) الخبر حتى هنا في: بدائع الزهور 3/ 236. (¬14) الصواب: «ودينارا».

الاحتفال بالعيد

السلطان ذلك فقام بنفسه إلى تفرقة الضحايا من القلعة، وجلس ليفرّقها، وفرّقها رأسا ودينارا، فما تجرّأ أحدا (¬1) أن يتكلّم بكلمة واحدة. ولا زال جالسا على التفرقة إلى بعد العصر، ووقعت أشياء (¬2). [الاحتفال بالعيد] وفيه أقيم العيد بالقلعة حافلا (¬3). [تفرقة الجامكية على الجند] وفيه جلس السلطان لتفرقة الجامكية على الجند، ولما تهيّأوا لذلك أعلم السلطان بأنّ الجلبان قالوا: لا نقبض (¬4) الجامكية إلاّ مع الخمسين دينارا النفقة، فأخّرت حتى نفقت معا، فنفق للقرانصة خمسة وعشرون دينارا، وللجلبان خمسون. ولم يعط من توجّه في التجريدة الأخيرة شي (¬5). ووقع من السلطان للقرانصة ثم الجلبان كلمات كثيرة، وكان وقتا عجيبا (¬6). [مقتل امرأة] وفيه ضرب إنسان من أولاد الناس امرأة بسكّين معه، فوقعت ميّتة، وآل أمره أن شنق بعد ذلك (¬7). * * * [وقايع هذه السنة لا فى شهر معين] [مصالحة صاحب سمرقند مع أخيه] [وفيها] (¬8) - أعني هذه السنة - التقى جيش أحمد بن بو سعيد (¬9) مع جيش محمود بن يونس (¬10) خان بن جنكز خان. وكان أحمد بن بو سعيد صاحب سمرقند، وأخوه عمر بزج عينه (¬11) منضمّا (¬12) إلى محمود. وكان عدّة الجيشان (¬13) نحوا من ماية وخمسين ألفا، ورحل منهم بالصالح الوليّ ¬

(¬1) الصواب: «فما تجرّأ أحد». (¬2) بقية الخبر لم أجده في المصادر. (¬3) خبر الاحتفال بالعيد لم أجده في المصادر. (¬4) في المخطوط: «لا يقبض». (¬5) الصواب: «شيئا». (¬6) خبر تفرقة الجامكية في: بدائع الزهور 3/ 236. (¬7) خبر مقتل المرأة لم أجده في المصادر. (¬8) في المخطوط بياض. (¬9) لم أجد لأحمد بن بو سعيد ترجمة في المصادر. (¬10) لم أجد لمحمود بن يونس، ترجمة في المصادر. (¬11) هكذا في المخطوط مهملة. (¬12) في المخطوط: «منهما». (¬13) في المخطوط: «الحسان»

العارف خواجه عبد الله الشاشي (¬1) حتى وقع الأفعال بتركه (¬2)، وتصافوا وتوافوا على سماط الشيخ عبد الله المذكور، وقد نصبت سجّادته بين العسكرين، وخمدت الفتنة، وعدّ ذلك من نوادر الشيخ المذكور. نفع الله تعالى به (¬3). ¬

(¬1) في المخطوط: «عبد له الشاسي». (¬2) هكذا في المخطوط. (¬3) خبر المصالحة لم أجده في المصادر.

سنة اثنين وتسعين وثمانماية

سنة اثنين (¬1) وتسعين وثمانماية [محرّم] [شدّة البرد وارتفاع الأسعار] / 361 أ / في محرم منها - وكان ثاني طوبة - اشتدّ البرد جدّا، وكانت الأسعار مرتفعة، وزنة الخبز كل رغيف ثلاثة (¬2) أواق ونصف، ثلاثة دراهم. بل ربّما وجد الرغيف ثلاث أواق، فكان كل رطل خبز باثني عشر درهما. وكانت أحوال الناس في وقوف وتعطّل جدا، وزادت الفلوس وكثر ضربها، وأضرّ ذلك بحال الناس، وارتفع سعر النصف الفضّة صرفا إلى أربعة وعشرين درهما نقرة. هذا، والجلبان وغلمانهم وعبيدهم والزعر من العوامّ والأوباش يفعلون ما شاءوا كما شاءوا ولا من يردّهم، والطرقات مخوفة، والأراجيف عمّالة بتحرّك ابن (¬3) عثمان، وقصده البلاد الحلبية، والسلطان يصرّح لأمرائه وجنده في كل قليل بأن يكونوا على أهبة متى دعوا فليجيبوا ويخرجوا (¬4). [تفرقة الجامكية والنفقة] وفيه فرّقت بقيّة الجامكية من الشهر الماضي من السنة الماضية، وبقيّة النفقة. ومع ذلك فلم يكمل (¬5). [وفاة السلطان المنصور عثمان] [3409]- وفيه مات بدمياط السلطان الملك المنصور (¬6)، عثمان بن الظاهر جقمق، أبو السعادات القاهري، الحنفيّ. ¬

(¬1) في المخطوط: «سنة ثلاث»، وهو سهو من الناسخ. (¬2) الصواب: «ثلاثة». (¬3) في المخطوط: «بن». (¬4) خبر شدّة البرد في: وجيز الكلام 3/ 992، وبدائع الزهور 3/ 237، وشذرات الذهب 7/ 352 باختصار. (¬5) خبر تفرقة الجامكية لم أجده في المصادر. (¬6) انظر عن (الملك المنصور) في: وجيز الكلام 3/ 1021، 1022 رقم 2211، والضوء اللامع 5/ 127، 128 رقم 456، وبدائع =

إطلاق سراح الأسرى العثمانيين

وكان عالما، فاضلا، مفنّنا. وقد عرفت أحواله فيما تقدّم من سلطنته وغيرها، وما جرت (¬1) له وعليه. ومولده سنة [9] 83 (¬2). [إطلاق سراح الأسرى العثمانيين] وفيه منّ السلطان على أمير الأمراء لابن عثمان أحمد بن هرسك، وعلى من معه، وعلى كاتب الجيش، وفكّ قيودهم ووعدهم الجميل، وبتجهيزهم إلى بلادهم وأستاذهم، وأخذ في تهيئة أسباب ذلك عساه يقدر على عمل الصلح بين المملكتين. ثم (¬3) جهّز ابن (¬4) هرسك هذا جهازا ملوكيا، وأقيم له يرقا هائلا (¬5) كيرق مقدّمي الألوف بمصر. وسافر بعد أيام بعد أن غرم عليه السلطان مالا طائلا، وما حصل منه نتيجة بعد ذلك (¬6). [شدّة الغلاء] وفيه أبيع الإردبّ القمح كل إردب بستة دنانير، وظهر (¬7) شدّة الغلاء، وزاد في هذه الأيام حتى أجهد الناس، وأكل الكثير من حشائش الأرض / 361 ب / وقعر الجزر وقشور البطيخ، بل والجيف وغير ذلك، ومات الكثير من الجوع، سيما أهل السجون (¬8). [الصلاة على جنائز] [3410]- وفيه صلّي على عدّة جنائز بمصلّى سبيل المؤمني (¬9). [فتح شون القمح ببولاق] وفيه فتحت عدّة شون ببولاق، وبيع منها القمح بخمسة دنانير الإردب بعد أن قام المحتسب قياما، وضرب الكثير من الباعة والخبّازين ونحوهم، وكثر وجود الذرة في هذه الأيام، وكان قد زرع منه الكثير بالوجه القبلي، فاستعان به الناس، لا سيما الفقراء، في قوتهم، وحصل به فرج (¬10). ¬

= الزهور 3/ 237، وأخبار الدول 4/ 312 و 314، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (المستدرك على القسم الثاني) 204 رقم 150. (¬1) الصواب: «وما جرى». (¬2) ما بين الحاصرتين أضفناه من: الضوء اللامع 5/ 127. (¬3) في المخطوط: «عن». (¬4) في المخطوط: «بن». (¬5) الصواب: «أقيم له يرق هائل». (¬6) خبر إطلاق الأسرى في بدائع الزهور 3/ 237. (¬7) الصواب: «وظهرت». (¬8) خبر شدّة الغلاء في بدائع الزهور 3/ 237، 238. (¬9) خبر الصلاة في بدائع الزهور 3/ 237، 238. (¬10) خبر فتح الشون في بدائع الزهور 3/ 238.

إمرة قيت الساقي

[إمرة قيت الساقي] وفيه تأمّر قيت الساقي عشرة، وكذا مغلباي البجمقدار. وقرّر قايت الرجبيّ بجمقدارا (¬1). [الكشف على تعلّقات المنصور عثمان] وفيه سافر الأتابك أزبك، وخشقدم الطواشي إلى جهة ثغر دمياط للنظر في تعلّقات الملك المنصور، وقد ورد خبر موته إلى القاهرة. ثم بعد أيام أحضرت رمّته إلى القاهرة، ودفنت عند أبيه بتربة قانباي الجركسيّ (¬2). [نيابة حاجب دمشق] وفيه قدم إينال الخسيف نائب صفد أحد جلبان السلطان إلى القاهرة بطلب، وقرّر في نيابة يلباي حاجب دمشق. ثم بعد مدّة تقرّر إينال هذا في حجوبية يلباي (¬3). [وفاة ابن سوله الفارسكوري] [3411]- وفيه مات الشمس بن سوله (¬4)، محمد بن عبد الرحمن بن أحمد الفارسكوري، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، خيّرا، ديّنا، صادق اللهجة، دمث الأخلاق، ألّف وصنّف، وسمع على جماعة (¬5). [وفاة الشمس بن حلّة] [3412]- وفيه مات المنشد، المطرب، الواعظ، المادح، الشمس بن حلّة (¬6)، محمد بن عثمان القاهري، الشافعيّ. ¬

(¬1) خبر إمرة قيت في بدائع الزهور 3/ 238. (¬2) خبر الكشف بعضه في بدائع الزهور 3/ 238. (¬3) خبر نيابة الحاجب في: تاريخ البصروي 118، ومفاكهة الخلان 1/ 73، 74، و 85، وبدائع الزهور 3/ 238، ومملكة صفد في عهد المماليك 300 رقم 132 و 133. (¬4) انظر عن (ابن سوله) في: بدائع الزهور 3/ 238، والضوء اللامع 7/ 283 رقم 731، ومعجم المؤلفين 10/ 134. و «ابن سولة»: هو لقب جدّه، لكونه رام أن يقول سوسة فسبق لسانه لسولة فجرت عليه. (¬5) ولد في شوال سنة 821 بدمياط. (¬6) انظر عن (ابن حلّة) في: وجيز الكلام 3/ 1026 رقم 2224، والضوء اللامع 8/ 150 رقم 354 وفيه: «ويعرف بابن خلد»، وبدائع الزهور 3/ 238.

انخفاض سعر القمح

وكان له شهرة وذكر في فنونه، وله فضائل. ومولده قبل العشرين وثمانماية. [انخفاض سعر القمح] وفيه انحلّ سعر (¬1) القمح شيئا (¬2) فأبيع بأربعة دنانير الإردبّ بعد ستة بواسطة جلب الذرّة (¬3). [موتى البرد والجوع] وفيه أخرج من باب القرافة نحوا (¬4) من ستّ وثلاثين جنازة، غالبهم (¬5) فقراء (¬6)، وقد ماتوا من البرد والجوع. (¬7) [وفاة خطيب شبرا] [3413]- وفيه مات الشمس محمد الجوجريّ (¬8)، خطيب شبرا. وكان فاضلا مشكورا (¬9). [صفر] [تدريس الحنفية بالصرغتمشيّة] وفي صفر قرّر برسباي قرا رأس نوبة النوب / 362 أ / في وظيفة طلب تدريس الحنفية ¬

(¬1) في المخطوط: «السعر» وضرب على أل التعريف. (¬2) في المخطوط: «شيا». (¬3) خبر انخفاض السعر في: وجيز الكلام 3/ 1002، وبدائع الزهور 3/ 238. وقال ابن إياس: «وقطع الخبز من أكثر الخوانق والمدارس أوقاتا، وانجفل كثيرون إلى الأماكن التي لم يحلّ بها هذا البلاء كغزّة، ووصل علم ذلك للفرنج، فجلب جمع من تجّارهم قمحا كثيرا، بيع الإردبّ منه بثلاثة دنانير فأقلّ بعد أن كان بستة فأزيد، وشقّ ذلك على طالب الازدياد، وربما احتال بأمر يوصله لبعض غرضه، ثم جاء الشعير الجديد، فتوسّع الناس به. وبالجملة، فلم تدرك مثل هذه الأيّام، والعبارة تقصر عن شرح تفصيله، والموت فيها منتشر، والأبدان ضعيفة». (وجيز الكلام 3/ 1002، 1003). (¬4) الصواب: «نحو». (¬5) الصواب: «أغلبهم». (¬6) في المخطوط: «الفقراء»، وضرب على أل التعريف. (¬7) خبر الموتى لم أجده في المصادر. (¬8) انظر عن (محمد الجوجري) في: وجيز الكلام 3/ 120، 1021 رقم 2208، والضوء اللامع 10/ 18 رقم 54 وهو: محمد بن محمد بن محمود بن أبي بكر بن عبد الله بن ظاهر الجوجري ثم القاهري، الشافعي، الناسخ. (¬9) ولد في سنة تسع وأربعين وثمانمائة بجوجر.

وصول أمير بلاد المحجر

بالصرغتمشيّة إنسانا شافعيّا، فكلّم في ذلك، وأنّ شرط الواقف غير ذلك فأجاب بأنه تحنّف، وعدّ هذا من النوادر (¬1). [وصول أمير بلاد المحجر] وفيه وصل محمود بن طرغل أمير بلاد المحجر من بلاد الورسق، وابن (¬2) قرمان، وقد أخرج منها باستيلاء ابن عثمان عليها، وآل أمره بعد أن أقام بالقاهرة وقتا أن قرّر في أتابكية حماه (¬3). [الحجر على النحاس] وفيه حجر على النحاس، وأخذ من الناس لجهة دار الضرب ليضرب فلوسا، وفسد الحال في الفلوس جدا (¬4). [إنسان يموت من الجوع] وفيه مات إنسان من الفقراء جوعا، وبقي بغير دفن إلى اليوم الثاني (¬5). [خسوف القمر] وفيه خسف جميع القمر ولهج أهل النجامة بشيء يكون، وما كان شيئا (¬6) مما لهجوا به (¬7). وفي ذلك أنشدت أبياتا من جملتها: لا تفعل الشمس شيئا (¬8) ... لا ولا القمر وعن خسوفهما لا يصدر الأثر [وفاة النظام الحنفي] [3414]- وفيه مات النظام الحنفيّ (¬9)، محمد بن ألجي بغا (¬10) التركيّ الأصل، القاهري. ¬

(¬1) خبر تدريس الحنفية في: وجيز الكلام 3/ 994 وفيه: «ودرّس في صفر من الحنفيّة الشهاب أحمد بن إسماعيل الحريري بالحسنية، واستحسنت تأديته وفصاحته». (¬2) في المخطوط: «وبن». (¬3) خبر وصول الأمير لم أجده في المصادر. (¬4) الحجر على النحاس لم أجده في المصادر. (¬5) خبر موت إنسان لم أجده في المصادر. (¬6) الصواب: «وما كان شيء». (¬7) خبر الخسوف في: وجيز الكلام 3/ 992، 993، وتاريخ البصروي 117 وفيه: «كسف القمر واستمرّ مكسوفا إلى طلوع الشمس»، ومفاكهة الخلان 1/ 84. (¬8) في المخطوط: «شيا». (¬9) انظر عن (النظام الحنفي) في: وجيز الكلام 3/ 1021 رقم 2210، والضوء اللامع 7/ 145 - 147 رقم 357، وبدائع الزهور 3/ 239، ولم يذكره كحالة في: معجم المؤلفين مع أنه كان من المؤلّفين. (¬10) في البدائع: «الحي بغا».

شح المياه

وكان عالما، فاضلا، عارفا بفنون. سمع على جماعة، وولي تدريس الفقه بالحسينية. وكان حسن السمت والملتقى، بشوش الوجه، كريم النفس، مع تعاظم وشمم. (ومولده في سنة 813 (¬1)) (¬2). [شحّ المياه] وفيه ارتفع سعر الرطوبة (¬3) الماء، وقلّ وجودها، وازدحم الناس على جمال السّقّايين، فصار الغلاء في المأكل والمشرب. ولله الأمر (¬4). [وفاة قانصوه الخسيف] [3415]- وفيه مات بمكة المشرّفة قانصوه الخسيف (¬5) الأحمدي، الأشرفيّ إينال. أحد مقدّمي الألوف. وكان أدوبا، حشما، عارفا، بأنواع الفروسية، شجاعا، لكنه كان متعاظما جدا. [فقير يأكل الدماء] وفيه دخل إنسان فقير لبعض المذابح فتناول الدم فأكله، فقام عليه بعض، فقال: «والله إنّ الجوع حرقني». فتعجّب منه. ووقع في هذا الغلاء أشياء نحو هذه كثيرة كالتقاط حبّ الشعير من زبل الدوابّ وأكله، وأكل بعض الزبل بقشّه، والميتة، ووقع فيه أشياء نادرة (¬6). ¬

(¬1) في الضوء 7/ 145 ولد في سنة 814 هـ‍. (¬2) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬3) في المخطوط: «الرطوابرة». (¬4) خبر شحّ المياه لم أجده في المصادر. (¬5) انظر عن (قانصوه الخسيف) في: وجيز الكلام 3/ 1025 رقم 2221، والضوء اللامع 6/ 198 رقم 676، وبدائع الزهور 3/ 239، وقد وضع له المؤلّف - رحمه الله - في الروض الباسم 4/ 175 ب، 676 أترجمة، فقال: وقانصوه هذا موجود الآن بهذا الزمان فلنترجمه: هو من مماليك الأشرف إينال من أعيانهم، وصيّر خاصكيا في دولة خشقدم وبقي بعد موته، ولما مات الظاهر خشقدم حضر إلى القاهرة ثم كان من أعظم القائمين مع الأتابك قايتباي، فلما تسلطن قدّمه وأدناه وولاّه الحسبة في هذا اليوم على إمرة عشرة. ثم رقّاه بعد ذلك إلى تقدمة ألف، ووقع بينه وبين يشبك من مهدي شنآن لأمر ما، وبلغ السلطان، ذلك فغضب عليه وأخرجه إلى ثغر دمياط بطالا فدام بها إلى هذه الأيام، فيقال: إن المنصور عثمان بعث بشكواه إلى السلطان مما يرتكبه من مظالم الناس واستعمالهم في أشغال له وبعض عماير بغير أجرة، وإن أعطاهم فبغير نصفه، وأنه يتظاهر بأمور منكرة ما بين شرب وغير ذلك، فأمر السلطان بإخراجه من ثغر دمياط متوجها إلى مكة، وخرج له الأمر بذلك في شعبان سنة تسع وثمانين، فتجّهز وحضر إلى القاهرة ونزل بتربة الدوادار من غير اجتماع على أحد، ثم توجّه من التربة إلى جهة الطور ليتوجّه إلى مكة من البحر. وهو إنسان جسيم، كثير التعاظم والشمم الزائد، وعنده شجاعة وإقدام، وله حسن هيئة وشكالة. وسنّه يقرب من الخمسين، وعنده إسراف على نفسه». (¬6) خبر الفقير لم أجده في المصادر.

ربيع الأول

[ربيع الأول] [البرد والرياح والغلاء] وفي ربيع الأول قوي البرد وثارت رياح الحسوم، واستهلّ والغلاء فوق الحدّ والأراجيف بحالة / 362 ب / بأمور يسيء الناس سماعها (¬1). [المشاورة بشأن التجريدة] وفيه وقع التشاور بين السلطان وأمرائه في أمر خروج تجريدة، أو خروجه هو بنفسه، وما انفصل الحال على طائل (¬2). [قراءة المولد] [وفيه] (¬3) كان المولد بالقلعة، وكان (حافلا) (¬4)، وحضره البرهان بن الكركي لقراءة (¬5) له به. وكان هو الداعي حين الختم، وأخذ في دعائه يعرّض بأشياء، واخترع كلمات دعا بها للسلطان، ومن (¬6) حضر ذلك (¬7). [وفاة ملاج اليوسفي] [3416]- وفيه مات ملاج اليوسفي (¬8)، الظاهريّ، جقمق، نائب القلعة. وكان خيّرا، ديّنا، أدوبا، حشما، عاقلا، عارفا بفنون الفروسية. [سرقة الأكفان] وفيه وقعت نادرة غريبة، وهي أنّ إنسانا بناحية طرا كان ينبش على الأكفان فيسرقها، فقبض عليه، وجرت عليه أمور، وأظهر التوبة، وكتب عليه قسامة بأن لا يتتبّع جنازة لئلاّ يعرف مكان دفنها، فاتفق موت إنسان فترصّده حتى أخرجت جنازته وما أمكنه ¬

(¬1) خبر البرد لم أجده في المصادر. (¬2) خبر المشاورة لم أجده في الصمادر. (¬3) إضافة على المخطوط. (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) هكذا في المخطوط. (¬6) في المخطوط كتب: «واحضره» ثم ضرب عليها خطا. (¬7) خبر المولد في: بدائع الزهور 3/ 239. (¬8) انظر عن (ملاج الظاهري) في: وجيز الكلام 3/ 26. (رقم 2222، والضوء اللامع 10/ 169 رقم 710 (باختصار) وفيه: «ملج»، وبدائع الزهور 3/ 239.

سقوط حائط على الصلاح الطرابلسي

أن يتبعها، فصعد على نخلة يتيسّر له الإشراف على مكان دفن الميت من غير أن يطّلع عليه أحد، فوقع من أعلى النخلة ومات. وعدّ ذلك من نوادر الاتفاقات (¬1). [سقوط حائط على الصلاح الطرابلسي] وفيه ثارت رياح عاصفة فسقط من شدّة هبوبها حائط على الصلاح الطرابلسيّ وهو راكب، فكاد (¬2) يموت، وشجّ (¬3) رأسه، وسقطت سنّة له، وماتت (¬4) بغلته (¬5). [احتكار الملح] وفيه قام إنسان من الدبّاغين فاحتكر الملح وضمنه بمكس قدّره على نفسه استجدّه لم يكن من قبل ذلك، فارتفع سعر الملح. ثم أخبرني من أثق به أنّ الملاّحة في هذه السنة بعد هذا الضمان صارت لا تخرج من الملح نصيب (¬6) مما كان قبل ذلك، وتغيّر الملح في لونه وطعمه، ولله الأمر (¬7). [وفاة فارس السيفي] [3417]- وفيه مات فارس السيفي (¬8) قانباي الجركسيّ. وهو في عشر الثمانين. وكان إنسانا حسنا، خيّرا، ديّنا، له يد وخير ومعروف وميل لأهل العلم والقرآن. ومن آثاره مكانا (¬9) كالمسجد أنشأه بزيادة جامع ابن (¬10) طولون، وفسقية للوضوء وميضأة. [ربيع الآخر] [الكشف على أرض بدهشور] وفي ربيع الآخر لما حضر / 363 أ / القضاة عند السلطان للتهنئة بالشهر أمرهم بأن ¬

(¬1) خبر سرقة الأكفان لم أجده في المصادر. (¬2) في المخطوط: «فكان». (¬3) في المخطوط: «وسج». (¬4) في المخطوط: «وماتب». (¬5) خبر سقوط الحائط انفرد به المؤلّف - رحمه الله -. (¬6) الصواب: «نصيبا». (¬7) خبر احتكار الملح في: وجيز الكلام 3/ 101,، 1002 وفيه: «وضمن ابن مسعود الخشاب الجلود، فارتفع ثمن الملح أيضا، وقاسى الناس مما أشير لأطرافه شدّة»، وبدائع الزهور 3/ 239. (¬8) لم أجد لفارس السيفي ترجمة في المصادر. (¬9) الصواب: «مكان». (¬10) في المخطوط: «بن».

وفاة الزين عبد العظيم السدار

يتوجّهوا (¬1) الأربعة إلى دهشور لكشف أرض كان وقع بين الخليفة وبين إنسان من جلبان السلطان المقطعين بها تنازع، فتوجّهوا بعد أيام، وعادوا، ولم يحصل من ذلك طائل. وعدّ كشف القضاة الأربعة ذلك بأنفسهم من النوادر (¬2). [وفاة الزين عبد العظيم السّدّار] [3418]- وفيه مات الشيخ الصالح، المعتقد، الزين، عبد العظيم بن ناصر بن خلف السّدّار (¬3)، بباب زويلة. وكان من عبا [د] (¬4) الله الصالحين يقصد بالزيارة والتّبرّك بدعائه. ومولده بعيد العشرين وثمانماية. [التزاحم على الماء] وفيه تكالب (الناس) (¬5) على الماء، ولم يوجد السّقّايين (¬6) بالجمال، وصار الناس يسقون بالحمير بالجرار وعلى الدلوس، وغلّقت الأسبلة، وتزاحم الناس عليها (¬7). وحصل أشياء غريبة في ذلك يطول الشرح في ذكرها قد بيّناها في تاريخنا «الروض» (¬8). [استعراض السلطان للجند] وفيه عرض السلطان الجند، وكتب منهم ما شاء الله أن يكتب، فلم يشك كل أحد ¬

(¬1) الصواب: «بأن يتوجّه». (¬2) خبر الكشف في: وجيز الكلام 3/ 998، 999 وفيه: «وفي خامس ربيع الثاني توجّه القضاة لدهشور إقطاع الخلافة من الأعمال الجيزية لكشف ما هو بأرض منشأتها من رزقة وبركة لصيد السمك جارية الآن تحت نظر أمير المؤمنين بمقتضى أنها وقف من عمّته مريم أخت الخلفاء الخمسة بني المتوكل على الله. زعم أحد مقطعي المنشأة هو أسنباي الأشرفي المتكلّم في شدّ الشربخاناه، ويعرف بمبشّر الحاج، ممّن يذكر بعقل وأدب ورأيتهما منه، دخولهما في إقطاعه، فإنّ عدمه عند من عدا المالكي من القضاة، واستظهر الشافعي ببعض قرائن، ووافقه الآخران عليها بعد أن سمع نائبه المحيوي ابن مظفّر البيّنة وقبلها، ثم وقع التكلّم في ذلك أول جمادى الأولى في مجلس السلطان بحضرة أمير المؤمنين، وتكلّم الشافعي بما أرجو انتفاعه به مع القصد الجميل، وثبت النائب مع تعرّض المالكي له بما يقتضي الإيقاع به، ولكن كفّ الله، وإن لم يسلم من شيء. وبالجملة، فلم ينبرم أمر، ولكن سكت أمير المؤمنين عقلا وغلبة كما سكت عن تركة ابنة عمّه أمير المؤمنين المستنجد سبطة ابن البلقيني، وصرّح السلطان في سنة أربع بعتب القضاة في عدم فصل القضايا، وعيّن هذه منها». (¬3) انظر عن (ابن خلف السدّار) في: بدائع الزهور 3/ 239 وفيه: كان يبيع السدر والحنّاء عند الغرابليين. (¬4) ساقطة من المخطوط. (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) الصواب: «السقّاءون». (¬7) خبر التزاحم في: وجيز الكلام 3/ 1001. (¬8) في القسم الضائع منه.

انتحار شخص

في خروج العسكر عن قريب، ثم لم يكن ذلك، لا في هذه السنة ولا في أوائل التي قبلها، بل في جماد منها كما سيأتي (¬1). [انتحار شخص] وفيه قتل إنسان يقال له يوسف نفسه بسيف له بسبب غيرة على أمة بيضاء له (¬2). [وفاة محيي الدين القاهري] [3419]- وفيه مات الشيخ الفرضي، محيي الدين، عبد القادر بن علي بن شعبان (¬3) القاهري، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا في الفرائض والحساب، وانتفع عليه في ذلك جماعة. وكان بيده إمامة جامع أصلم. ومولده سنة 822 (¬4). [كثرة الموتى بمكة] وفيه وصل الخبر من مكة المشرّفة بأنه يموت بها في كل يوم نحوا (¬5) من سبعين نسمة، وأنّ بالمدينة الشريفة أيضا كذلك (¬6). [تفشّي الأمراض بالقاهرة] وفيه فشت بالقاهرة أمراض حادّة، ومات بها جماعة من الناس، وصلّي فيه في بعض الأيام بمصلّى باب النصر على نحو الأربعين جنازة (¬7). [وفاة نائب الكرك] [3420]- وفيه مات نائب الكرك / 363 ب / قطن (¬8) بن حسن بن سليم بن محمد التركماني، الدوكاريّ. ¬

(¬1) خبر الاستعراض لم أجده في المصادر. (¬2) خبر انتحار الشخص لم أجده في المصادر. (¬3) انظر عن (ابن شعبان) في: وجيز الكلام 3/ 1018 رقم 2200، والضوء اللامع 4/ 277، 278 رقم 734، وبدائع الزهور 3/ 240، وكشف الظنون 1866، وإيضاح المكنون 1/ 390، وهدية العارفين 1/ 597، ومعجم المؤلفين 5/ 294، وديوان الإسلام 3/ 184 رقم 1294. (¬4) في الضوء: ولد في سنة عشرين وثمانمائة. (¬5) الصواب: «نحو». (¬6) خبر كثرة الموتى لم أجده في المصادر. (¬7) خبر تفشّي الأمراض لم أجده في المصادر. (¬8) الاسم غير واضح تماما في المخطوط، ولم أجد له ترجمة في المصادر.

انتحار امرأة

وكان شيخا مسنّا، تنقّلت به الأحوال بمصر وغيرها في عدّة ولايات. [انتحار امرأة] وفيه وجدت امرأة بمنزلة مشنوقة بحبل فاتّهم زوجها وسجن مدّة، وما ثبت عليه شيء (¬1). [توقّف أحوال الناس] وفيه توقّفت الأحوال وتعطّلت أحوال الناس، وأغلقت الكثير من الحوانيت بالقاهرة، وصار الناس في قلق وقلقلة بسبب الفلوس، وزاد ضررها، وعدم الخبز بالأسواق، وارتفع سعر الغلال بعد ما كان قد تراجع شيئا (¬2). ثم آل الأمر أن نادى السلطان على الفلوس بستة وثلاثين نقرة الرطل، وعدل عن عددها إلى الوزن. وكان العوام قد تحزّبوا في هذا اليوم وتجمّعوا من باب زويلة إلى باب المدرّج. ووقعت أمور طويلة آلت إلى السكون شيئا (¬3) بهذه المناداة (¬4). [جمادى الأول] [ميراث زوجة] وفي جماد الأول مات إنسان، ووجد له فلوس من ألف وخمسمائة دينار ذهبا عينا، ولا وارث له سوى زوجته وبيت المال، فأعطيت دينارين لا غير. وعدّ ذلك من النوادر (¬5). [انشغال ابن عثمان ببني الأصفر] وفيه وصل جاسوس فأخبر بأنّ ابن (¬6) عثمان في شغل في سنته هذه عن هذه المملكة، فتحرّك بني (¬7) الأصفر عليه (¬8). [وفاة البدر بن البلقيني] [3421]- وفيه مات البدر بن البلقينيّ (¬9) محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن عمر الكناني، الشافعيّ. ¬

(¬1) خبر الانتحار لم أجده في المصادر. (¬2) في المخطوط: «شيا». (¬3) في المخطوط: «شيا». (¬4) خبر توقف الأحوال لم أجده في المصادر. (¬5) خبر ميراث الزوجة لم أجده في المصادر. (¬6) في المخطوط: «بن». (¬7) الصواب: «فتحرّك بنو». (¬8) خبر انشغال ابن عثمان لم أجده في المصادر. (¬9) انظر عن (البدر بن البلقيني) في: وجيز الكلام 3/ 1016 رقم 2196، والضوء اللامع 7/ 70، 71 رقم 132، وبدائع الزهور 3/ 240، ومفاكهة الخلان 1/ 77.

مقاتلة آقبردي للأحامدة

وكان فاضلا. سمع على جماعة، وناب في الحكم، وكان له ميزة في العربية، مع حسن السيرة (¬1). [مقاتلة آقبردي للأحامدة] وفيه ورد الخبر من آقبردي الدوادار، وكان قد خرج إلى الوجه القبليّ، بأنه توغّل في بلاد الأحامدة وفي قصده الإيقاع بهم وبغيرهم من المفسدين، وأنه يسأل السلطان في نجدة يبعث بها إليه، فعيّن السلطان جماعة من العثمانية بعد هذا اليوم بعث بهم إليه. ثم وقع للدوادار مع الأحامدة أشياء يطول الشرح فيها، فوصلوا وقتل منهم الكثير وسبي الحريم والأطفال / 364 أ / وأبيعوا، واستحلّت الفروج والأموال (¬2). ووقع أمور غريبة نادرة بيّناها في تاريخنا «الروض الباسم» (¬3). [وفاة فاطمة ابنة قانباي] [3422]- وفيه ماتت فاطمة ابنة قانباي (¬4) العمريّ، زوج جرباش قاشق (¬5)، وحماة الظاهر جقمق. وهي صاحبة الجامع الصغير بين السورين خارج باب القوس وداخل باب الشعرية. ودفنت بقبّة الظاهر برقوق بمدرسة بين القصرين (¬6). [الزلزلة بالقاهرة] وفيه حصل بالقاهرة زلزلة لطيفة في الساعة الرابعة من النهار (¬7). ¬

(¬1) ولد في ذي القعدة سنة 834 هـ‍. (¬2) خبر مقاتلة آقبردي في: وجيز الكلام 3/ 993 (في شهر رجب)، وبدائع الزهور 3/ 240. وقال السخاوي: وكذا فيه سافر الدوادار الكبير للصعيد لضمّ الغلال وتحصيل الأموال، ثم أرسل برؤوس كثيرة من عرب يقال لهم الأحامدة، طيف بها، وبعد ذلك أرسل كثيرا من نسائهم وأبنائهم، ففرّقوا بالوجه البحري على المشايخ ونحوهم فيما قيل. وقال ابن إياس: «. . وعذّب منهم جماعة بالنار، وطمّ منهم جماعة بالتراب وهم أحياء، وتفنّن في عذابهم تفنينا، وقد مهدّ بلاد الصعيد منهم، وكانوا أظهروا الفساد بها جدا. و «الأحامدة»: بطن من الجمارسة من كنانة عذرة من كلب من القحطانية، كانت مساكنهم بالدقهلية والمرتاحية من الديار المصرية. (معجم القبائل العربية 1/ 6). (¬3) في القسم الضائع منه. (¬4) انظر عن (فاطمة ابن قانباي) في: وجيز الكلام 3/ 1027 رقم 2228، والضوء اللامع 12/ 98، 99 رقم 621. (¬5) في الضوء: «يعرف بعاشق». (¬6) ولدت في ربيع الأول سنة 811 هـ‍. (¬7) خبر الزلزلة لم أجده في المصادر.

وفاة السراج بن حريز

[وفاة السراج بن حريز] [3423]- وفيه مات السراج بن حريز (¬1)، عمر بن أبي بكر بن محمد بن محرز الهاشمي، القرشي، العلوي، الحسيني، المنفلوطي، المالكيّ. وكان عالما، فاضلا، خيّرا، ديّنا، أمينا، عفيفا، نزها، صادق اللهجة. سمع على جماعة، وناب في القضاء، ثم ولي القضاء الأكبر بعد أخيه الحسام، وشكر في قضائه. ومولده سنة 827. [قلّة الحطب] وفيه ارتفع سعر الحطب وعزّ وجوده (¬2). [تقاتل الزعر] وفيه وقع من الزعر أشياء لا يعبّر عنها من قتل بعضهم البعض وجرحهم وهجومهم على الصليبة (¬3) بالسيوف المصلتة (¬4). [وفاة محمد بن يوسف الشوبكي] [3424]- وفيه مات محمد بن يوسف بن التاج محمد بن سنبغا (¬5) بن عبد الله بن شعبان الدمشقيّ الأصل، الشوبكي، القاهري، الشافعيّ. وكان ذكيّا فطنا، غير خال من فضيلة. وله نظم. ومولده سنة 849. [جمادى الآخر] [شكوى مستحقّي وقف بشتاك] وفي جماد الآخر لما صعد القضاة لتهنئة السلطان بالشهر واستقرّ بهم الجلوس وقف جماعة مستحقّي وقف بشتاك الناصريّ (¬6) وفي جملتهم التاج بن شرف، وشكوا للسلطان ¬

(¬1) انظر عن (السراج بن حريز) في: وجيز الكلام 3/ 1023، 1024 رقم 2216، والضوء اللامع 6/ 76، 77 رقم 262، وبدائع الزهور 3/ 240، وشجرة النور الذكية 257. (¬2) خبر الحطب لم أجده في المصادر. (¬3) في المخطوط: «الصليبية». (¬4) خبر تقاتل الزعر في: بدائع الزهور 3/ 240. (¬5) لم أجد لابن سنبغا ترجمة في المصادر. (¬6) انظر عن (بشتاك الناصري) في: الدرر الكامنة 1/ 477 - 479 رقم 1290، والبداية والنهاية 14/ 191، والوافي بالوفيات 10/ 142 =

وفاة برد بك طرخان

حالهم وعدم الصرف عليهم وخراب وقفهم. وبيناهم في أثناء ذلك إذ قام أبو (¬1) الطيّب السيوطي (¬2) فأخذ في دعواه على ابن (¬3) شرف (¬4) بأمور كثيرة ما سمع له منها بشيء. ووقعت جزئيّات يطول الكلام في تفصيلها كانت سببا للقيام على جماعة القاضي الشافعيّ، والتوكيل بهم. وهم في التوكيل إلى الآن الذي نحن فيه من سنة، / 364 ب / وهو (¬5) سنة خمس وتسعين التي هي علينا. واتسع الخرق في هذه القضية. وقد ذكرناها برمّتها في تاريخنا «الروض الباسم» (¬6)، وما نظمه ابن (¬7) شرف في ذلك. [وفاة برد بك طرخان] [3425]- وفيه مات برد بك طرخان (¬8) الظاهريّ. وكان إنسانا حسنا، مستعربا، فصيحا، عارفا، بشوشا. وكان بيده إمرة يأكلها وهو طرخان فعفي من الخدم والكلف السلطانية. [ارتفاع سعر الغلال] وفيه ارتفع سعر الغلال بزيادة عمّا كانت (¬9). ¬

= رقم 4600، والسلوك ج 2/ 613، والمنهل الصافي 3/ 367 رقم 668، والنجوم الزاهرة 10/ 74، والمواعظ والاعتبار 13/ 113، والمقفّى الكبير 2/ 423 - 427 رقم 923، والنفحة المسكية (بتحقيقنا) 137، والدليل الشافي 1/ 191 رقم 667، وبدائع الزهور ج 1/ 489، ودرّة الأسلاك، ورقة 327، وتذكرة النبيه 3/ 31، وذيل العير 226، وهو قتل في سنة 742 هـ‍. (¬1) في المخطوط: «أبوا». (¬2) هو: محمد بن محمد بن محمد بن علي بن عمر بن حسن الشافعي، المعروف ببلده بابن الركن وهو لقب جدّه الأعلى، وفي القاهرة بكنيته. ولد سنة 828 ومات في سنة 893 هـ‍. (الضوء اللامع 11/ 118 رقم 638). (¬3) في المخطوط: «بن». (¬4) هو: عبد الوهاب بن محمد بن محمد بن علي، التاج أبو الفضل بن الشمس بن الشرف الجوجري ثم القاهري، الشافعي، ويعرف بابن شرف. ولد سنة 820، ولم يؤرّخ السخاوي لوفاته، (الضوء اللامع 5/ 110 - 113 رقم 403). (¬5) الصواب: «وهي». (¬6) في القسم الضائع منه. (¬7) في المخطوط: «بن». (¬8) انظر عن (بردبك طرخان) في: الضوء اللامع 3/ 6 رقم 27، وبدائع الزهور 3/ 240. (¬9) خبر ارتفاع السعر لم أجده في المصادر.

وفاة أمير حاج بن علم الدين

[وفاة أمير حاج بن علم الدين] [3426]- وفيه مات أمير حاج بن علم الدين (¬1) ريس باش الأوجاقية بعد أن وجه وذكر وشهر، وتقرّب من السلطان. وكان لا بأس به. [تجديد عمارة قناطر بني المنجّا] وفيه أمر السلطان بتجديد عمارة قناطر بني المنجّا، وخرج البدر الطولونيّ (¬2) ومعه جماعة من المهندسين والعمال والشادّ على العمارة والكاتب. وكانت هذه القناطر قد تشعّثت (¬3). فبعث السلطان ابن (¬4) مزهر كاتب السرّ، والأستادار، والمهندسين لكشفها، وتقدير ما يحتاج إليه، فكان نحوا من سبعة آلاف دينار، فشرع بعد ذلك في العمل، وتمّ (¬5) بعد ذلك وكمل على أحسن ما يكون (¬6). [وفاة ست الخلفاء] [3427]- وفيه ماتت ستّ الخلفاء (¬7) ابنة الخليفة المستنجد بالله يوسف. وكانت بارعة في الجمال. وهي سبطة العلم البلقيني من ابنته إلف. عقد لها على خشكلدي البيسقيّ (¬8)، ثم فسخ العقد قبل الدخول، واستبكر بها الزين بن مزهر (¬9)، ثم اتصلت بالقطب الخيضريّ (¬10)، ثم ¬

(¬1) لم أجد لأمير حاج بن علم الدين ترجمة في المصادر. (¬2) هو الحسن بن حسين بن أحمد بن أحمد بن محمد بن علي بن عبد الله بن علي البدر بن الطولوني، الحنفي، ولد سنة 836، ولم يؤرّخ السخاوي لوفاته، بل ذكر أنه حج في سنة 898 هـ‍. (الضوء اللامع 3/ 98 رقم 936). (¬3) في المخطوط: «تشعث». (¬4) في المخطوط: «بن». (¬5) في المخطوط: «وثم». (¬6) خبر تجديد العمارة في: بدائع الزهو 3/ 240. (¬7) في المخطوط: «الحلفاء». وانظر عن (ست الخلفاء) في: وجيز الكلام 3/ 1026، 1027 رقم 2227، والضوء اللامع 12/ 54، 55 رقم 324، وبدائع الزهور 3/ 240، 241. (¬8) انظر عن (خشكلدي البيسقي) في: حوادث الزمان لابن الحمصي 2/ 167 رقم 689، وبدائع الزهور 4/ 46، 47، وذكره السخاوي في: الضوء اللامع 3/ 177 رقم 684 ولم يؤرّخ لوفاته التي تأخرت حتى سنة 908 هـ‍. (¬9) قال السخاوي: «فلم تسعد به وفارقها». (¬10) وقال السخاوي: ثم أعادها ابن مزهر بعد تزوّجها (من القطب الخيضري).

توسيط إنسان عثماني

بصهر ابن كاوان (¬1) السيد إسحاق التروسيّ (¬2)، وماتت تحته. ومولدها سنة ستين وثمانماية. [توسيط إنسان عثماني] وفيه وسّط إنسان من العثمانية لشيء نسب إليه (¬3). [غرق مملوك لبرسباي قرا] وغرق في البحر إنسان من مماليك برسباي قرا (¬4). [سقوط طفل وموته] وسقط طفل من لحاف فمات لوقته (¬5). [مهر ابنة الأتابك أزبك] وفيه حمل مهر ابنة الأتابك أزبك ليعقد عليها لقانصوه خمسماية الأمير اخور الكبير، وبعث به إلى السلطان من عنده، وكان شيئا (¬6) كثيرا حافلا، هائلا، على نحو المائة حمّال (¬7). [عقد قانصوه على ابنة الأتابك] وفيه بعد صلاة الجمعة / 365 أ / عقد عقد ابنة الأتابك هذه على قانصوه بحضور السلطان والأمراء بالجامع الناصريّ، وحضره القضاة الأربع (¬8)، وكان عقدا حافلا (¬9). ¬

(¬1) في الضوء 12/ 55 «قاوان»، ولم ترزق في ذلك حظا. (¬2) في الضوء 2/ 277، 278 رقم 874 هو إسحاق بن عبد الجبار بن محمود بن فرفور الحسيني، القزويني. انتمى للشيخ محمد بن قاوان وتزوّج ابنته من ابنة عمّه قبائل. . . وتزوّج ست الخلفاء سبطة ابن البلقيني. . . وفي بدائع الزهور 3/ 241 تزوّجت بعد القطب الخيضري بالسيد الشريف إسحاق البرديني. وماتت تحته. وبذلك اختلفت نسبته من: التروسي إلى القزويني، إلى البرديني! والله أعلم بالصواب. (¬3) خبر توسيط إنسان لم أجده في المصادر. (¬4) خبر غرق المملوك لم أجده في المصادر. أما «برسباي قرا» فانظر عنه في: الضوء اللامع 3/ 10 رقم 40 وهو توفي في ذي الحجة من سنة 893 هـ‍. بأذنة. (¬5) خبر سقوط الطفل لم أجده في المصادر. (¬6) في المخطوط: «شيا». (¬7) خبر المهر في: وجيز الكلام 3/ 7. (¬8) الصواب: «القضاة الأربعة». (¬9) خبر عقد قانصوه في: وجيز الكلام 3/ 1007، وبدائع الزهور 3/ 241، وقال السخاوي إنه شرح خبر هذا العقد في كتابة «التبر المسبوك». علما بأن الذي وصلنا منه ينتهي بحوادث شهر ربيع الأول سنة 857 هـ‍.

فرار جانم الأجرود

[فرار جانم الأجرود] وفيه فرّ جانم الأجرود (¬1) الأشرفيّ إينال كاشف منفلوط منها إلى بلاد النّوبة، وجرت عليه أمور. ثم عاد بعد ذلك بأمان من السلطان (¬2). [رجب] [مجلس القاضي الشافعي] وفي رجب لما صعد القضاة للتهنئة (¬3) السلطان بالشهر أخذ يكلّم القاضي الشافعيّ (¬4) بكلمات شوّشت على مزاجه، وآل الأمر إلى عزل نقيبه العلاء الحنفيّ، وأمين الحكم بن (¬5) الصابونيّ (¬6)، ووكل بهما، وبجماعة من الجباة (¬7)، وغيرهم من جماعة الشافعيّ. وأمر السلطان بعمل حساب أوقاف الشافعية وما هو تحت نظر الشافعيّ. ثم أمر القضاة الثلاث (¬8). بحضور ذلك بجامع القلعة (¬9). ووقعت أمور تطول، وهي مسلسلة إلى يومنا هذا بزيادة على الثلاث سنين (¬10). [توقف زيادة النيل] وفيه توقّف النيل عن الزيادة أياما فكثر القلق بسبب ذلك، وارتفعت الأسعار، وساءت (¬11) الظنون (¬12). ¬

(¬1) لم أجد لجانم الأجرود ترجمة في المصادر. (¬2) خبر فرار جانم في: بدائع الزهور 3/ 241. (¬3) في المخطوط: «للتهنئة السلطان». (¬4) هو القاضي زين الدين زكريا. (¬5) في المخطوط: «بل». (¬6) في البدائع: الصواب: «الصاني». (¬7) في المخطوط: «من الحياة». (¬8) الصواب: «القضاة الثلاثة». (¬9) خبر المحاسبة في: وجيز الكلام 3/ 1004، وبدائع الزهور 3/ 241. (¬10) وقال السخاوي: وفي جمادى الثاني بعد اشتغال كثير من الجهات بسبب التعدّي بجباية الأحكار، سيما من جماعة الشافعي، فوض القاضي التكلّم في جامع يشبك الذي هو الحجّة في التسليط بالحكر للدوادار الثاني، لتكرّر شكوى شيخ الصوفية بخانقاته للسلطان عدم الصرف، وجرّت شكواه لإهانة المنازع له، مع مزيد وجاهته، حتى عند السلطان بل لإسماع القاضي في أول رجب ما لا يحسن، مع كونه لم يسكت، ثم رسّم على أمينه ونقيبه وجماعة من مباشريه وجباته ونحوهم، كأبي الفضل اليعقوبي، وأحمد النشيلي، وانتدب البدر بركات الصالحي للمحاققة والحساب بحضرة كبار القضاة الثلاثة بالبحرة أياما، ثم بحضرة جماعة من النواب، وكان في مدّة طويلة إلى أثناء سنة خمس وتسعين مع عدم الانتهاء ما تضيق به الأنفاس ويظلم القرطاس مما زدت في بسطه في غير هذا المحلّ، والقاضي مصمّم على الوثوق بجماعته، والخصم ينازع في أكثر ما خصم به الموصل، كمعاليم الأنظار والعمائر الفاحشة، التي جلّ البلاء فيها، سيّما وفي بعضها تغيير معالم الوقف، أو في خط قريب من الدثور، والبواقي التي عند الجباة والمتأخّر المتعذّر استخراجه، ولو حصل التوجّه بالنظر في حال المستحقّين، ولو بصرف النصف فأقلّ، لا ندفع به مكروه كبير. (الوجيز). (¬11) في المخطوط: «وسات». (¬12) خبر توقف النيل في: بدائع الزهور 3/ 241.

طائر الليل

[طائر الليل] وفيه أخبرت امرأة يوثق بها أنها رأت في الليل طائرا نزل على بارهنج (¬1) بمرأى منها لكنها لم تكشفه (¬2) من أيّ طيور الدنيا هو، وسمعت له صوتا فصيحا وهو يقول: «الله، الله»، مكرّرا ذلك، ذا (¬3) جدّها وجد. ثم سمعته ثانيا وهو يكرّر قول: «لا إله إلا الله»، فزاد وجدها. ثم أصبحت فأخبرت جارة (¬4) لها بأنها سمعت ما سمعته هذه (¬5). [قضاء الشافعية] وفيه خلع على العزّ الحسناوي بإعادته إلى قضاء الشافعية بحلب، عوضا عن أبي البقاء بن الشحنة (¬6). [نقصان البحر] وفيه نقص البحر وعادت الخضرة (¬7) إلى لون الماء حتى كأنه ليس في أيام الزيادة، وتعجّب الناس من ذلك، وكثر القلق مع ارتكابهم المناهي والمظالم (¬8). [زيادة النيل] ثم بعد أيام زاد ثلاثة أصابع بعد أن [توقّف] (¬9) اثني عشر يوما متوالية، آخرها تاسع أبيب (¬10). وكانت هذه الوقعة من نوادر وقعات النيل (¬11). [زواج قانصوه من ابنة الأتابك أزبك] وفيه كان بناء قانصوه خمسماية على ابنة الأتابك / 365 ب / أزبك بعد أن حمل جهازها (¬12) إلى داره قبل ذلك، وكان جهازا حافلا ملوكيا، قعد الناس لرؤيته. وبلغني أنّ قيمته نحوا (¬13) من مايتي ألف دينار، وقيل بزيادة (¬14). ثم عملت الولائم أيام (¬15)، وصيّرت الأسمطة الحافلة. وركب قانصوه من باب السلسلة ومعه الأمراء والخاصكية بالشاش والقماش، وقعد الناس ليلا للفرجة عليه من ¬

(¬1) مهملة في المخطوط. (¬2) مهملة في المخطوط. (¬3) كذا. (¬4) في المخطوط: «جادة». (¬5) خبر الطائر لم أجده في المصادر. (¬6) خبر قضاء الشافعية في: بدائع الزهور 3/ 241. (¬7) في المخطوط: «الحضرة». (¬8) خبر نقصان البحر لم أجده في المصادر. (¬9) إضافة يقتضيها السياق. (¬10) أبيب: هو الشهر الحادي عشر في السنة القبطية. (¬11) خبر زيادة النيل في: بدائع الزهور 3/ 241. (¬12) في المخطوط: «جهارها». (¬13) الصواب: «نحو». (¬14) وقال ابن إياس: «فكان به من الحمّالين التي عليها الأمتعة زيادة على أربعمائة حمّال». (¬15) الصواب: «أياما».

وفاة أبي الفتح البلقيني

مظانّ أمكنة جوازه، وحصل في تلك الليلة من المفاسد ما لا يعبّر عنه (¬1). [وفاة أبي الفتح البلقيني] [3428]- وفيه مات أبو الفتح البلقينيّ (¬2)، محمد بن صالح بن عمر العثماني، الشافعيّ. وكان شابا، شيخ الحسامية، فاضلا (¬3). [ضرائب التجار] وفيه بثّ كيّال المحتسب أعوانه في الأسواق بالقاهرة فجمع من بها من التجار والمسبّبين (¬4) وغيرهم، ولما (حضروا) (¬5) عنده (¬6) قال لهم: إنّ السلطان قد فرض عليهم أربعين ألف دينار يقومون إليه بها في أسرع وقت توزّعونها (¬7) فيما بينكم. ولا زلت أتلطّف به حتى جعلتها اثني عشر ألفا، فوسعوا الحيلة في جمع ذلك وإحضاره، ووقع بسبب هذه الحادثة أمور وأنكاد على الناس. وآلت بآخرة بعد الأراجيف والإشاعات بأمور إلى سكون الحال، فتكلّم الأتابك مع السلطان في إبطال ذلك (¬8). [كسوف الشمس] وفيه كسفت (الشمس) (¬9) كسوفا هيّنا جزئيّا (¬10). [تحديد قيمة الفلوس النحاس] وفيه عقد مجلس بدار الأتابك أزبك بعد أن جمع الأعيان بسوق (¬11) القاهرة، ¬

(¬1) خبر الزواج في: وجيز الكلام 3/ 1007، وبدائع الزهور 3/ 242. (¬2) في المخطوط: «البلبيسي»، وانظر عن (أبي الفتح البلقيني) في: وجيز الكلام 3/ 1016 رقم 2197، والضوء اللامع 7/ 268، 269 رقم 684، ومفاكهة الخلان 1/ 77. (¬3) وهو ولد في يوم الأربعاء حادي عشر جمادى الثانية سنة خمس وأربعين وثمانمائة. (¬4) الصواب: «والمتسبّبين». (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) في المخطوط: «غده». (¬7) في المخطوط: «تودعونها». (¬8) خبر ضرائب التجار في: بدائع الزهور 3/ 242. (¬9) كتبت فوق السطر. (¬10) خبر الكسوف في: وجيز الكلام 3/ 993 وفيه قال السخاوي: وكذا وقع في أواخر رجبها كسوف الشمس، فاجتمع الكسوف والخسوف كالتي قبلها، ولم يبلغني الصلاة لهما جماعة عندنا في الأمكنة المعهودة، كما هو دأب من منصبه يقتضي فعله، أو الأمر به في الكسوفين والاستسقاء والقنوت في النوازل، ونحو ذلك مما هو مشروع. (¬11) في المخطوط كتبت كلمة بين: «الأعيان» و «بسوق»، وضرب عليها.

وفاة كاتب سر غزة

وحضر أربع (¬1) من نواب (¬2) القضاة الأربع (¬3) وجماعة من العدول، والزين بن مزهر كاتب السرّ، وغاية أعيان مباشري الدولة. ووقع فيه أشياء، وآل الأمر إلى كتابة، وأشهد فيها على جمع من أهل الأسواق بأنهم رضوا بأن تكون الفلوس النحاس السالمة من قطع النحاس والرصاص، بنصفين الرطل. والدينار الذهب بخمسة (¬4) وعشرين نصفا من الفضّة. والنصف الفضة باثنتي (¬5) عشر درهما فلوسا، لا يزاد على ذلك / 366 أ / درهما فلوسا (¬6). ومهما خالفوا ذلك يكونوا قد التزموا للذخيرة السلطانية (بكذا) (¬7) من المال مبلغا لم تحضرني (¬8) لمّيّته الآن. وحكم المالكيّ بصحة ذلك، ونفّذ له بقيّة القضاة. وبثّ الأتابك المنادي بذلك. وانفصل الأمر بعد أن وعد الناس بأن سيشعر لهم المعايش من هذه النسبة. وتعطّلت الكثير من الأسباب في هذا اليوم (¬9). [وفاة كاتب سرّ غزّة] [3429]- وفيه مات كاتب سرّ غزّة، السعد إبراهيم (¬10). وولّي عوضه ولده كمال الدين (¬11). [شعبان] [وفاة فاطمة بنت يوسف] [3430]- وفي شعبان ماتت فاطمة (¬12) ابنة (يوسف) (¬13) بن عبد الكريم بن بركة بن كاتب جكم. وكانت خيّرة ديّنة، فاضلة، أدوبة، حشمة، قرأت القرآن العظيم، وشيء (¬14) من ¬

(¬1) الصواب: «أربعة». (¬2) في المخطوط: «من النواب». (¬3) الصواب: «القضاة الأربعة». (¬4) في وجيز الكلام: «بستة «. (¬5) في المخطوط: «باثني». (¬6) الصواب: «درهم فلوس». (¬7) مكرّرة في المخطوط. (¬8) مطموسة في المخطوط. (¬9) خبر تحديد القيمة في: وجيز الكلام 3/ 999. (¬10) هو: إبراهيم بن عبد الوهاب، سعد الدين اللدي، الغزّي. انظر عنه في: الضوء اللامع 1/ 74، ووجيز الكلام 3/ 1026 رقم 2225، ونيابة غزة في عهد المماليك 140 رقم 7. (¬11) هو: محمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب، كمال الدين بن سعد الدين اللدّي الأصل الغزّي. ولد في سنة 854 ومات سنة 886 هـ‍. (الضوء اللامع 6/ 258، 259 رقم 894). (¬12) انظر عن (فاطمة) في: بدائع الزهور 3/ 242. (¬13) مشوّشة في المخطوط. وترجمة: «يوسف بن عبد الكريم. . .» في: الضوء اللامع 10/ 322، 323 رقم 1212. (¬14) الصواب: «وشيئا».

تسعير البضائع

الرسائل الفقهية، وسمعت على الفخر الديميّ. ومولدها سنة 853 (¬1). [تسعير البضائع] وفيه سعّر المحتسب الكثير من البضائع كالخبز، والجبن، والزيت، والسيرج، والطحينة، وتوقّفت الأحوال شيئا (¬2) بواسطة الفلوس أيضا وغلّقت (¬3) الكثير من الحوانيت، ووقع أشياء يطول [شرحها] (¬4). ثم مشى الحال بعد هذا اليوم (¬5). [ضرب الباعة] وضرب المحتسب جماعة من الباعة والمتسبّبين، وسعّر اللحم الضأن السليخ في عظمه بعشرة الرطل، والبقريّ بسبعة (¬6). [ضرب نوروز بن أزبك لشكوى غلامه] وفيه وقف غلام نوروز بن أزبك، أحد العشرات، من جلبان السلطان، ويعرف بأخي يشبك الدوادار، فشكى (¬7) من أستاذه للسلطان، فأمر بنوروز فبطح وضرب (¬8). [ضرب إنسان لشراء عدل من امرأة] وفيه باعت امرأة عدلا، فأعطاها المشتري خمسة عشر نصفا فضة، وخمسة أنصاف من الفلوس، فأحضره الأتابك أزبك بسعاية فيه، وضربه بالمقارع وأمر بتشهيره. وهو إنسان من أهل الخير والدين والطلب، فتألّم له كثير من الناس (¬9). [الإشاعة حول سفر الجند] وفيه نزل السلطان إلى القبّة، وبعث إلى الأمراء فحضروا عنده، فمدّ لهم سماطا حافلا، ثم وقع التشاور في أمر السفر، وقويت (الإشاعة) (¬10) / 366 ب / بالسفر، وصار الجند في حيرة من ذلك، فإنه كان يشاع بأنّ السفر قريب، ثم يسكن الحال حتى يظنّوا التّرك، ثم تعود الإشاعة، وهكذا (¬11). [وفاة القطب البغدادي] [3431]- وفيه مات السيد القطب البغداديّ (¬12)، يوسف بن محمود بن محمد بن ¬

(¬1) في المخطوط محيّرة بين 843 و 853 هـ‍. (¬2) في المخطوط: «شيا». (¬3) في المخطوط: «وعلقت». (¬4) إضافة على المخطوط. (¬5) خبر تسعير البضائع لم أجده في المصادر. (¬6) خبر ضرب الباعة في: وجيز الكلام 3/ 1008. (¬7) الصواب: «فشكا». (¬8) خبر نوروز لم أجده في المصادر. (¬9) خبر ضرب إنسان لم أجده في المصادر. (¬10) مكرّرة في المخطوط. (¬11) خبر الإشاعة لم أجده في المصادر. (¬12) لم أجد للقطب البغدادي ترجمة في المصادر.

وفاة أبي عبد الله البرنتيشي

أحمد بن (. . .) (¬1) الدين الهاشمي، القرشي، العلوي، (الحسيني) (¬2)، الشافعيّ. وكان إنسانا غريب الذّات والصفات، متهوّرا كثير الخباط، عامّيّا، أمّيّا، كثير الدعاوى، جال البلاد ما بين هند، وعجم، وروم، وشام، ومصر، وحجاز، ومغرب، وغير ذلك. وكان يركب (¬3) الفرس بهيئة غريبة، وينشر على رأسه الألوية والأعلام، وخمل (¬4) بأخرة وعجز وكبر سنّه، وضعف بصره حتى بغته الأجل. وكان مطعونا في شرفه. [وفاة أبي عبد الله البرنتيشي] [3432]- وفيه مات أبو عبد الله البرنتيشي (¬5)، بن أبي القاسم بن محمد بن إبراهيم الجزامي (¬6) البلنسيّ الأصل، الغرناطي، الأندلسي، المالكيّ. وكان عالما، فاضلا، ولّي التكلّم على نظر الذخيرة بالإسكندرية ومتجر السلطان. وسمع على جماعة. ومولده سنة 859. [غلاء الغلال والمأكولات] وفيه ارتفع سعر الغلال عمّا كان، وارتفع سعر سائر المأكولات، بل وغيرها. ولم ير البطّيخ الصيفيّ بالأسواق، ولا العنب ولا التين مع كثرته بالأرياف، لكنّ جالبوه (¬7) في تخوّف (¬8) من الجلبان لأخذهم أمتعة الناس بغير شيء (¬9). ¬

(¬1) في المخطوط بياض مقدار كلمة. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) في المخطوط: «وكان ركب». (¬4) في المخطوط: «وحمل». (¬5) انظر عن (البرنتيشي) في: وجيز الكلام 3/ 1024 رقم 2217، والضوء اللامع 8/ 288 - 290 رقم 800 ووقع في حاشية وجيز الكلام رقم 2 (ج 3/ 1024) إشارة إلى أن صاحب الترجمة هو في الجزء 2/ 63 من الضوء اللامع. ويقول خادم العلم وطالبه، محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري»: لقد أخطأ محقّقو كتاب وجيز الكلام، لأن الذي ترجم في الجزء 2 ص 63 هو: أحمد بن أبي القاسم بن محمد بن علي الفقيه، أبو جعفر بن الرصافي الأندلسي، الغرناطي نزيل مكة، وشيخ الموفق. مات سنة 892 عن بضع وسبعين سنة. فليراجع ويصحّح. و «البرنتيشي «: بفتح الموحّدة والراء بعدها نون ساكنة ثم مثنّاة مكسورة ثم تحتانية بعدها معجمة، نسبة لحصن من غرب الأندلس من أعمال أشبونة. (الضوء 8/ 289). (¬6) في المخطوط: «الحراني»، والتصحيح من: الضوء اللامع. (¬7) الصواب: «لكن جالبيه». (¬8) مهملة في المخطوط. (¬9) خبر الغلاء في: وجيز الكلام 3/ 1008 وفيه: «. . . واضمحلّ في جنبه ما الناس مبتلون به من قبل الأجلاب قبل ذلك وبعده من نهب البضائع والفواكه والقماش والغلال، سيما الشعير والتبن، وتلقّي البطيخ والغنم والدجاج ونحوه، بحيث قلّ التظاهر بذلك جلبا وبيعا، وارتفعت الأسعار في المأكولات =

مكاتبة ابن حسن الطويل للسلطان

[مكاتبة ابن حسن الطويل للسلطان] وفيه أقيم الموكب بالقلعة، وصعد قاصد ابن (¬1) حسن الطويل وقدّم هدية ومكاتبة تتضمّن جواب ما كان توجّه (به) (¬2) قايت الساقي، وفيها التودّد أيضا (¬3). [وفاة التاج بن الديري] [3433]- وفيه مات التاج بن الديري (¬4)، شيخ المؤيّديّة عبد الوهاب بن سعد (¬5) بن محمد القدسي، العبسي، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، أخذ عن أبيه وغيره، وسمع على جماعة، وولي قضاء القدس، وغير ذلك. ومولده سنة خمس [وثمانماية] (¬6). [كسر النيل] وفيه في ثاني (¬7) عشر مسرى كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل الأتابك أزبك لذلك، وكان من نوادر الكسورات، فإنّ ليلته كانت زاهرة / 367 أ / لكونها ليلة نصف شعبان، وكانت محترمة، قليلة الفسق والفساد بالنسبة إلى غيرها من ليالي الكسورات (¬8). ومن نوادره أيضا موافقته للعام الماضي في اليوم الذي كسر فيه من مسرى. [الأمر اخورية الثالثة] وفيه قرّر قرقماس من وليّ الدين (¬9) في الأمير اخورية الثالثة، وكانت شاغرة مدّة (¬10). ¬

= زيادة على ارتفاعها، وازداد أهل الأسواق كسادا، والخيّر من يدفع في مقابل ما يأخذه دون ربع ثمنه أو نحوه». (¬1) في المخطوط: «بن». (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) خبر المكاتبة لم أجده في المصادر. (¬4) في المخطوط: «الزيري» وانظر عن (التاج بن الديري) في: الضوء اللامع 5/ 100 رقم 376، ووجيز الكلام 3/ 1009 و 1021 رقم 2209، وبدائع الزهور 3/ 242 وفيه: «الدميري»، وهو غلط. (¬5) في المخطوط: «سعيد»، والتصويب من المصادر السابقة. (¬6) في المخطوط: «سنة خمس وتسعمائة»، وهو سهو من الناسخ، وفي الضوء اللامع: سنة خمس وتسعين وسبعمائة»، والمثبت يتفق مع بدائع الزهور. (¬7) في الوجيز: «في حادي» (¬8) خبر كسر النيل في: وجيز الكلام 3/ 1010، 1011، وبدائع الزهور 2/ 242، 243. (¬9) لم أجد لقرقماس من وليّ الدين ترجمة في المصادر. (¬10) خبر الأمير اخورية في: بدائع الزهور 3/ 243.

باشية الجند بمكة

[باشية الجند بمكة] وقرّر أزدمر الأشرفيّ (¬1) برسباي في باشية الجند بمكة المشرّفة، عوضا عن شاد بك أمير اخور (¬2) الظاهريّ بحكم موته (¬3). [رمضان] [غلاء الأسعار وقلّة الموادّ الغذائية] وفي رمضان كانت الأسعار مرتفعة، وأهلّ والناس في نكد من قلّة الأقوات وعدم وجود اللحم الضاني والبقريّ أيضا، والموجود لحم الإبل يباع في رمضان بأغلى الأثمان، والجبّن المقليّ، الرطل بعشرين درهما، والحالوم بثمانية عشرة (¬4)، واللحم الضأن إن وجد فبأغلى من اثني عشر، والبقر بعشرة، والأرزّ القدح بنحو الأربعين ولا وجود له، ولا الثمن. هذا، مع وجود أذى الجلبان والعبيد والغلمان، وكثرة الظلم والأراجيف بوقوع الفتن والملاحم (¬5). [مشيخة المؤيّدية] وفيه قرّر البدر بن الدّيريّ (¬6) في مشيخة المؤيّديّة، وكان نائبا عن عمّه، وأقر بأن يحضرها على عادته، ثم بعد أن حضر عدل عنه إلى محيي الدين (¬7) عبد القادر بن الدّهّانة (¬8)، وانتزعت من البدر، فقرّر فيها ابن (¬9) الدّهّانة المذكور بمال بذله في ذلك (¬10). ¬

(¬1) انظر عن (أزدمر الأشرفي) في: الضوء اللامع 2/ 375، 376 رقم 867 وفيه: «أزدمر قصبة الأشرف برسباي». (¬2) انظر عن (شادبك أمير اخور) في: الضوء اللامع 3/ 290 رقم 1110 وفيه: شاذبك الفقيه، أمير الراكز بمكة. (¬3) خبر باشية الجند في: الضوء اللامع 2/ 375، 376 و 3/ 290، وبدائع الزهور 3/ 243. (¬4) الصواب: «بثمانية عشر». (¬5) خبر الغلاء تقدّم قبل القليل. (¬6) هو: محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن سعد، البدر بن الزين بن الشمس بن الديري المقدسي الأصل، القاهري، الحنفي - ولد سنة 838 ولم يؤرّخ السخاوي لوفاته. (الضوء اللامع 8/ 36 رقم 14) وكان حيّا في سنة 907 هـ‍. (حوادث الزمان لابن الحمصي 2/ 151). (¬7) في المخطوط: «محيي البرن». (¬8) انظر عن (عبد القادر بن الدهانة) في: الضوء اللامع 4/ 298 رقم 793 وهو: عبد القادر بن محمد المحيوي القاهري الحنفي ويعرف بابن الدهّانة. ويقال: اسم جدّه راشد. ومولده سنة 844، ولم يؤّرخ السخاوي لوفاته. (¬9) في المخطوط: «بن». (¬10) خبر المشيخة في: وجيز الكلام 3/ 1009، والضوء اللامع 4/ 298 و 8/ 36، وبدائع الزهور 3/ 243 وقال السخاوي: «وكذا لبس في يوم الخميس المشار إليه ابن الدهّانة مشيخة المؤيّدية بعد موت التاج =

مقتل إنسان

[مقتل إنسان] وفيه، في بعض لياليه، قتل إنسان وذهب دمه هدرا (¬1). [عودة آقبردي من الصعيد] وفيه وصل آقبردي من الوجه القبليّ ونزل بالزريبة بزاوية الأعجام، وبعث إليه السلطان بسماطه جميعه، ثم صعد إلى القلعة، فخلع عليه خلعة حافلة، وعاد من الصعيد وقد أقام به عدّة شهور وفعل بها أشياء، وحصل منه أمور (¬2). [مقتل واحد من الجلبان] وفيه قتل إنسان من جلبان السلطان إنسانا منهم بسبب زراعة القرط (¬3). [مشيخة الخشابية] وفيه قرّر في مشيخة الخشابية البدر بن / 367 ب / الصلاح المكينيّ (¬4)، عوضا عن أبي الفتح البلقيني بمال بذله (¬5) في ذلك، وخلع عليه وعلى ابن (¬6) الدّهّانة معا (¬7). [وفاة بهادر التمرازي] [3434]- وفيه مات بهادر التمرازيّ (¬8)، أحد الطبلخاناة بدمشق. وكان لا بأس به. [وفاة الميدومي] [3435]- وفيه مات الميدوميّ (¬9)، عبد الغفّار بن عبد الرحيم بن المصري، الشافعيّ. ¬

= ابن الديري ومباشرة ابن عمّه البدري لها حتى بعد موت التاج بإذن على لسان كاتب السرّ وغيره، فوثب المذكور بألفي دينار فأزيد، وتألّمنا للبدر، فإنه أحقّ بها «. (الوجيز). (¬1) خبر مقتل إنسان لم أجده في المصادر. (¬2) خبر عودة آقبردي في: بدائع الزهور 3/ 243. (¬3) خبر مقتل واحد لم أجده في المصادر. (¬4) هو: محمد بن أحمد بن محمد بن بركوت، البدر بن الصلاح المكيني الأصل، القاهري، الشافعي، ويعرف بابن المكيني، ولقّب قذار ربيب ابن البلقيني. ولد في 27 شعبان سنة 841 هـ‍. ولم يؤرّخ السخاوي لوفاته. (الضوء اللامع 7/ 58 رقم 112). (¬5) في المخطوط: «نزله». (¬6) في المخطوط: «بن». (¬7) خبر المشيخة في: الضوء اللامع 7/ 58، وبدائع الزهور 3/ 243. (¬8) لم أجد لبهادر التمرازي ترجمة في المصادر. (¬9) انظر عن (الميدومي) في: الضوء اللامع 4/ 243 رقم 628، وبدائع الزهور 3/ 243.

ختم البخاري

أحد نواب الحكم وأمينه (¬1) بمصر العتيق (¬2). وكان فاضلا مشكورا، سمع على جماعة. [ختم البخاري] وفيه ختم «البخاريّ» بالقلعة بالحوش كالعام الماضي، ولم يقرأ (¬3) سوى في هذا اليوم فقط. وفرّقت الصّرر على النصف بما كانت، ولم يعطه (¬4) من له حلقة صرّه، وعدّ ذلك من النوادر (¬5). [شوال] [موكب العيد] وفي شوال أقيم موكب العيد بالقصر، وخلع على من له عادة. وكانت الخلع مخنصرة بالمقالب الحرير لعدم السنجاب، وقطع عدّة لأناس كثيرون (¬6) نحوا من مايتي خلعة (¬7). [وفاة نائب دمشق] [3436]- وفيه مات بدمشق نائبها قجماس الإسحاقي (¬8)، الظاهريّ. وكان إنسانا حسنا، خيّرا، ديّنا، فارسا، شجاعا، بطلا، عارفا بفنون الفروسية والملاعيب، مع أدب وحشمة وتواضع، وسكون زائد، وعبادات، ومحبّة في العلم وأهله. وله الآثار الحسان، منها: المدرسة المعظّمة الضخمة، قريبة البياطرة، والدرب الأحمر الذي بقرب سوق الغنم، وتربة أنشأها بالصحراء، وما أنشأه بدمشق، وغير ذلك. [شوال] [عزل والي الشرطة] (وفي شوال) (¬9) تغيّظ السلطان على يشبك من حيدر والي الشرطة، فأمر بنفيه إلى الكرك، فأخذ من بين يديه وأنزل إلى التربة، ثم توجّه إلى الخانكة. وآل به الأمر أن شفع فيه الأتابك حتى أعيد وبقي على إمرته، وأخرجت الولاية عنه. ¬

(¬1) في المخطوط: «وابنه». والتحرير من: الضوء اللامع. (¬2) الصواب: «بمصر العتيقة». (¬3) في المخطوط: «ولم يقر». (¬4) الصواب: «ولم يعط». (¬5) خبر ختم البخاري في: بدائع الزهور 3/ 243. (¬6) الصواب: «لأناس كثيرين». (¬7) خبر موكب العيد لم أجده في المصادر. (¬8) انظر عن (قجماس الإسحاقي) في: وجيز الكلام 3/ 1015 و 1025 رقم 2220، والضوء اللامع 6/ 213، 214 رقم 706 والأنس الجليل 2/ 466، وتاريخ البصروي 120، ومفاكهة الخلان 1/ 79، وإعلام الورى 72 - 78 رقم 70، وبدائع الزهور 3/ 243. (¬9) في المخطوط بياض. وقد أضفنا ما بين القوسين للضرورة.

وصول سيف نائب دمشق

ثم قرّر في الأمير اخورية الثانية بعد ذلك، ثم تقدّم على ما سيأتي (¬1). [وصول سيف نائب دمشق] وفيه وصل سيف قجماس نائب الشام، فأسف عليه [السلطان] (¬2) واسترجع (¬3). [التكلّم في الولاية] وفيه تكلّم آقبردي الدوادار في الولاية حتى يرى السلطان فيمن تولاّها (¬4). [وفاة الجلال بن الشحنة] [3437]- وفيه مات الجلال أبو البقاء بن الشحنة (¬5)، محمد بن محمد بن محمد بن محمد الحلبي، الشافعيّ، قاضي حلب. وكان عالما فاضلا. قدم القاهرة معزولا (¬6)، وبينا هو في أثناء السعي ليلي، إذ بغته (الأجل) (¬7). [نيابة الشام] وفيه وقعت البطاقة من قطيا بوصول قانصوه اليحياوي من القدس. وكان السلطان قد بعث بطلبه قبل موت نائب الشام، وأشيع بأنه سيتولّى إمرة مجلس. ثم قدم القاهرة بعد ذلك وأكرم من السلطان، وآل أمره أن قرّر في نيابة الشام (¬8). [وفاة التاجر الغرناطي] [3438]- وفيه مات التاجر المشهور بتونس، أبو القاسم بن إبراهيم البينوني (¬9)، الغرناطي، الأندلسي، المالكيّ. وكان إنسانا حسنا، خيّرا، ديّنا، مشهورا، مذكورا، صادق اللهجة، حسن المعاملة، عارفا بالمتجر، مثريا جدّا. ¬

(¬1) خبر عزل الوالي في: وجيز الكلام 3/ 1003، 1004، وبدائع الزهور 3/ 243. (¬2) إضافة يقتضيها السياق. (¬3) خبر وصول السيف لم أجده في المصادر. (¬4) خبر التكلم في الولاية لم أجده في المصادر. (¬5) انظر عن (أبي البقاء بن الشحنة) في: الضوء اللامع 10/ 294، 295 رقم 752، وبدائع الزهور 3/ 243، 244، ومفاكهة الخلان 1/ 79 و 82. (¬6) عزل بالحسناوي حسب ابن طولون في: مفاكهة الخلان 1/ 79. (¬7) كتبت فوق السطر. (¬8) خبر نيابة الشام في: وجيز الكلام 3/ 1014، 1015، والأنس الجليل 2/ 466، وإعلام الورى 78، وبدائع الزهور 3/ 244. (¬9) في المخطوط: «البينوني» وما أثبتناه ترجيحا.

وفاة محمد البينوني

[وفاة محمد البينوني] [3439]- ومات أخوه محمد البينونيّ (¬1) بعده في هذا الشهر أيضا هناك بتونس. ومحمد هذا بغرناطة. وكان محمدا (¬2) هذا أمّره ابن (¬3) أبي القاسم. وله علم، وفضل، وخير، وديانة، وسعة ومال، ومتاجر كثيرة. [ولاية القاهرة] وفيه خلع على مغلباي الشريفي (¬4) أستادار الصحبة بولاية القاهرة، وصار يتكلّم في الأستادارية والولاية مدّة (¬5). [أستادارية الصحبة] حتى قرّر في أستادارية الصحبة بعد مدّة أسنباي المبشّر (¬6). وأخذ مغلباي هذا في إقامة الناموس، وتتبّع آثار المفسدين، وفعل في العبيد، وقطّع آذان الكثير ممّن يقبض عليهم منهم قطعا فاحشا، بحيث يستأصل الأذن ومعها شيء (¬7) من جلدة (الرأس) (¬8). والصدغ (¬9)، وأشيع عنه بأنه غرّق عدّة منهم، فحصل بذلك رعب للعبيد، وسكنوا شيئا عمّا كانوا فيه (¬10). [فرار شاه بضاغ من قلعة دمشق] وفيه وصل الخبر بفرار شاه بضاغ بن دلغادر من قلعة دمشق، فتأثّر السلطان لذلك غاية التأثّر، ورسم بشنق نائب القلعة. ثم بعد مدّة ظهر بأنّ بضاغ هذا توجّه لابن عثمان، وأنه أكرمه (¬11). ثم جرت على بضاغ (¬12) أمور، وآل أمره أن فرّ عائدا إلى هذه المملكة ثانيا، وها هو الآن بمنفلوط، رتّب إليه عدّة مرتّبات. ¬

(¬1) لم أجد لمحمد البينوني ترجمة في المصادر. (¬2) الصواب: «وكان محمدا». (¬3) في المخطوط: «بن». (¬4) مات في الطاعون سنة 897 هـ‍. انظر عنه في: الضوء اللامع 10/ 165 رقم 674. (¬5) خبر ولاية القاهرة في: بدائع الزهور 3/ 244. (¬6) لم أجد لأسنباي المبشر ترجمة في المصادر. (¬7) الصواب: «شيئا». (¬8) كتبت فوق السطر. (¬9) في المخطوط: «الصدّع». (¬10) خبر الأستادارية في: بدائع الزهور 3/ 244. (¬11) خبر فوار شاه بضاغ في: تاريخ البصروي 120، وبدائع الزهور 3/ 244، ومفاكهة الخلان 1/ 79 و 86. (¬12) في المخطوط: «نطاغ» وضرب على خط الطاء.

خروج الحاج

[خروج الحاج] وفيه خرج الحاج، والأمير بالمحمل أزدمر تمساح، / 368 ب / وبالأول خير بك كاشف المحلّة. وخرج أزدمر (كاشف المحلّة) (¬1) أيضا (¬2). [سقوط إنسان على آخر] واتفق من النوادر أنّ إنسانا ضخما بدينا كان جالسا للتفرّج على المحمل ببرج الطبلخاناة السلطانية من القلعة، فسقط على إنسان تحته، فما [ت] (¬3) المسقوط (¬4) عليه لوقته (¬5). [وفاة المجد الشطرنجي] [3440]- وفيه مات المجد الشطرنجيّ (¬6) العاليه، إسماعيل بن يحيى بن علي بن أحمد المهاجري، الحنفيّ. وكان فاضلا. وله ميزة في نقل الشطرنج، ويحكى عنه فيه أشياء كالخرافات. ومولده بعد الثلاثين وثمانماية (¬7). [وفاة نائب سيس] [3441]- وفيه مات قانصوه (الجمالي (¬8)، نائب سيس. وكان خيّرا، ديّنا، عاقلا، عارفا. [ضرب ناظر الدولة بالمقارع] وفيه ضرب) (¬9) (موفّق الدين) (¬10) الأسلميّ، ناظر الدولة، بالمقارع، وأسلم لآقبردي الدوادار (¬11). ¬

(¬1) ما بين القوسين مطموس. (¬2) خبر خروج الحاج في: وجيز الكلام 3/ 1013، وبدائع الزهور 3/ 244. (¬3) ساقطة من المخطوط. (¬4) كذا. (¬5) خبر سقوط إنسان لم أجده في المصادر. (¬6) انظر عن (المجد الشطرنجي) في: الضوء اللامع 2/ 308، 309 رقم 963، وبدائع الزهور 3/ 244، وله شعر. (¬7) في الضوء 2/ 309 مات بغزّة في مرستانها سنة ثلاث وتسعين أو التي قبلها. ومولده في أواخر سنة أربع وثلاثين وثمانمائة أو أوائل التي قبلها بالقاهرة. (¬8) لم أجد لقانصوه الجمالي ترجمة في المصادر. (¬9) ما بين القوسين كتب على حاشية المخطوط. (¬10) ما بين القوسين تكرّر في المتن والحاشية. وفي البدائع: «موفق الدين بن القمص». (¬11) خبر ضرب الناظر في: بدائع الزهور 3/ 244.

نظر الدولة

[نظر الدولة] ثم قرّر في نظر الدولة (شرف الدين بن البدر) (¬1) حسن (بن) (¬2) يحيى (¬3). [إهداء السلطان مماليك لقانصوه اليحياوي] وفيه بعث السلطان لقانصوه اليحياوي بمماليكه الذين (¬4) كانوا أنزلوا به (¬5) بديوان الجند من كتابة وغيرهم، فاستعفى قانصوه من قبولهم وقال: «إنهم صاروا مثلي بخدمة السلطان، فلا يصبحون لي». فقال له السلطان: «أنا وأنت شيء واحد، وهم مماليكك». وخلع عليه كاملية (¬6). [ذو القعدة] [انتحار إنسان بالسجن] وفي ذي قعدة قتل إنسان من أولاد الناس كان مسجونا بالمقشّرة نفسه بيده بسكّين كان (¬7) معه (¬8). [الأخبار عن تجهّز ابن عثمان] وفيه وردت أخبار غير سارّة، وأشيع بأنّ ابن (¬9) عثمان في تجهّز عظيم، وأخذ السلطان في عرض بيوتاته وإشاعة أنه مسافر بنفسه (¬10). [تشديد والي الشرطة على الناس] وفيه شدّد والي الشرطة على الناس، وصار من يجده بعد صلاة العشاء بهدله كائنا من كان، وحصل بذلك بهدلة على جماعة من بياض الناس، وصارت الحوانيت تغلق مع أول العشاء، وكلّم في ذلك فلم يرعوي (¬11). ¬

(¬1) ما بين الحاصرتين كتب مكانه في المخطوط عبارة مضطربة: «بن لمقارع حسن الشرف يحيى». (¬2) عن هامش المخطوط. (¬3) خبر نظر الدولة في: بدائع الزهور 3/ 244. (¬4) في المخطوط: «الذي». (¬5) كذا. ولعلّ الصواب: «معه». (¬6) خبر إهداء السلطان لم أجده في المصادر. (¬7) الصواب: «كانت». (¬8) خبر انتحار إنسان لم أجده في المصادر. (¬9) في المخطوط: «بن» (¬10) أخبار التجهّز لم أجدها في المصادر. (¬11) الصواب: «فلم يرعو». وخبر التشديد لم أجده في المصادر.

مكاتبة صاحب غرناطة للسلطان

[مكاتبة صاحب غرناطة للسلطان] وفيه صعد إلى القلعة لبين يدي السلطان قاصد صاحب غرناطة ملك الأندلس بمكاتبة من مرسله تتضمّن الاستغاثة من الكفّار، وأنهم ضيّقوا على الأندلس، وهو يلتمس من السلطان أن يوسع الحيلة في أمر يكون فيه بعض سكون الكفّار وسكاتهم عنه. وآل الأمر في ذلك أن اقتضى رأي السلطان أن يطلب من قمامة قسّيسين يبعثوا إلى ملك نابل / 369 أ / وإلى البابا يكاتبان ألفنش صاحب قشتالة بأن يحلّ (عن أهل الأندلس) (¬1) شيئا (¬2)، وإلاّ ما حصل على قمامة خير، بل وتهدم ويمنع جميع طوائف الفرنج (من) (¬3) الاتجار بسواحل المملكة المصرية، ثم لم ينتظم هذا الأمر. ثم وصل قاصد آخر في الآتية بمثل ما جاء فيه هذا القاصد. وانتظم الرأي على ما ذكرنا في جمادى الآخر من الآتية، ومع ذلك فما حصل من ذلك طائل (¬4). [وفاة الشهاب الأبشيهي] [3442]- وفيه مات الشهاب الأبشيهي (¬5)، أحمد بن محمد بن (. . .) (¬6) المحلّي، الشافعيّ. وكان عالما فاضلا. سمع على جماعة، وناب في القضاء، وتقرّر (¬7) في درس (فقه) (¬8) الشافعية بالشيخونية. ومولده سنة 838. وولي تدريس الشيخونية بعده: الجلال بن الأمانة. [قاصد علاء الدولة للسلطان] وفيه وصل قاصد من علاي الدولة ومعه تقدمة للسلطان (¬9). ¬

(¬1) ما بين القوسين مكرّر في المخطوط. (¬2) في المخطوط: «شيئا». (¬3) مكرّرة في المخطوط. (¬4) خبر المكاتبة في: بدائع الزهور 3/ 244، 245. (¬5) انظر عن (الشهاب الأبشيهي) في: بدائع الزهور 3/ 245، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬6) في المخطوط بياض مقدار كلمة. (¬7) في المخطوط: «ويقدر». (¬8) كتبت فوق السطر. (¬9) خبر القاصد لم أجده في المصادر.

وفاة أبرك البجمقدار

[وفاة أبرك البجمقدار] [3443]- وفيه مات أبرك (¬1) البجمقدار (¬2) من مروه (¬3) الأشرفيّ. أحد العشرات. وكان شابّا، شجاعا، عارفا بفنون الفروسية والملاعيب، لا بأس به. [ظهور الشمس الغزّي] وفيه ظهر الشمس الغزّي (¬4) بالأبي بكرية ظهورا غير كلّيّ، وكان له مدّة مختفيا (¬5). [استضافة السلطان قانصوه اليحياوي] وفيه أضاف السلطان قانصوه اليحياوي بالقبّة المطريّة، وحضر قاصد علاي الدولة أيضا، وكانت ضيافة حافلة، وعيّن لنيابة الشام (¬6). [تفرقة الأضاحي] وفيه ابتدأ السلطان في تفرقة الضحايا على الأمراء قبل ذي الحجة، وعدّ ذلك من النوادر (¬7). [ذو الحجة] [فتنة الجلبان بسبب الأضاحي] (وفي) (¬8) ذي حجّة كان ابتداء السلطان في تفرقة الضحايا على الجند لا على عاداتهم، فأعطى لكلّ خاصكيّ رأسا من الغنم ودينارا، وللجمدارية لكلّ رأس (¬9) فقط، ووقع منه كلمات وتوبيخ كانت سببا لفتنة ثار فيها الجلبان، وركبوا بالسلاح، ووقع منهم أشياء يطول ذكرها، وآل أمرها أن أعطى كل نفر منهم دينارين على الرأس الغنم الذي أخذوه (¬10). ¬

(¬1) انظر عن (أبرك) في: الضوء اللامع 1/ 190 وفيه: مات في حادي عشر المحرم سنة ثلاث وتسعين، وبدائع الزهر 3/ 245. (¬2) تكرّر في المخطوط: «ار». (¬3) كذا. ولعلّ المراد: «من أمراء». (¬4) في المخطوط: «العزي». (¬5) خبر ظهور الشمس لم أجده في المصادر. (¬6) خبر الاستضافة في: وجيز الكلام 3/ 1015 (¬7) خبر تفرقة الأضاحي في بدائع الزهور 3/ 245 وفيه أن التفرقة قبل عيد النحر بخمسة وعشرين يوما. (¬8) كتبت فوق السطر. (¬9) الصواب: «رأسا». (¬10) خبر فتنة الجلبان لم أجده في المصادر.

إخراج السلطان المنصور بالله من غرناطة

[إخراج السلطان المنصور بالله من غرناطة] وفيه ورد الخبر من (جهة) (¬1) بلاد المغرب بأنّ السلطان المنصور بالله أبو (¬2) عبد الله، محمد بن الغالب بالله، أبو (¬3) الحسن علي بن المستعين سعد بن الأحمر ملك الأندلس، ثار به عمّه أبو عبد الله، وكان بمدينة وادياش، فأخرجه من غرناطة وملكها، وأنّ الفتن قائمة بالأندلس، / 369 ب / وأنهم في غاية الضنك والضيق، سيما مع ألفنش صاحب قشتالة (¬4). [إفساد عربان الشرق بالرحبة] وفيه ورد الخبر بأنّ العصاة والمفسدين من عربان الشرق نزلوا الرحبة، وأقاموا الفتن هناك (¬5). [غلاء الغنم والبقر] وفيه لم يوجد الأغنام والأبقار للضحيّة. ثم وجدت بعض أبقار بأثمان غالية. ومما ظهر اضطراب الناس واستعدادهم للعيد كما كانت العادة ولا القريب منها. ثم عيّد السلطان والناس، وكان عيدا عجيبا في عدم وجود الغنم والبقر، وفي غلاء سعر اللحم ما بيع منه لحم الضأن في عظمه بمائة وأربعين العشرة، والبقريّ ثمانية. وما عيّد مثل هذا في القريب بل والبعيد من السنين الماضية (¬6). [وفاة الشهاب الدلجي] [3444]- وفيه مات الشهاب الدلجيّ (¬7)، أحمد بن محمد بن (¬8) الشافعيّ. قاضي الوجه القبليّ، وعالم تلك النواحي. وكان عالما فاضلا، بارعا. سمع على جماعة، وكان بيده قضاء الوجه القبلي من البحيرة إلى أسوان، وله شهرة وصيت. ومولده بعد الثلاثين وثمانماية (¬9). ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) الصواب: «أبا». (¬3) الصواب: «أبا». (¬4) خبر إخراج السلطان لم أجده في المصادر. (¬5) خبر إفساد العربان لم أجده في المصادر. (¬6) خبر غلاء الغنم لم أجده في المصادر. (¬7) في المخطوط: «الدنجي»، والتصويب من: الضوء اللامع 2/ 117 رقم 346. (¬8) اسمه بالكامل: أحمد بن محمد بن صدقة بن مسعود بن أبي الفرج، ويعرف بالدلجي. (¬9) في الضوء: ولد بالقاهرة قبيل الثلاثين وثمانمائة بيسير. ووفاته في تاسع ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين.

وفاة أبي الغيث الصفي

[وفاة أبي الغيث الصفي] [3445]- وفيه مات الشيخ الصالح، الناسك، العابد، المحدّث، المكثر، الشمس أبو الغيث الصفيّ (¬1)، محمد بن يوسف بن محمد (¬2) بن أحمد القاهري، الشافعيّ. وكان عالما فاضلا، صالحا، خيّرا، ديّنا، بشوشا، سمحا، جوادا، كريما، فكه المحاضرة، حلو المذاكرة، نزها، عفيفا، عليه سيماء الصالحين، سالكا طريق السلف، متقلّلا من الدنيا، وصنّف وألّف، وسمع الكثير من الكتب والسير والمعاجم والأجزاء، وغيرها، وأكثر من ذلك، وجال البلاد، ولبس الخرقة، وتردّد لزيارة الصالحين. وكان عارفا بمقاماتهم ومزاراتهم، يستحضر تراجم الكثير منهم. ومولده سنة 83 (¬3). [وفاة العلاء الحافي] [3446]- ومات الشيخ الصالح أيضا العلاء الحافي (¬4)، علي بن محمد بن عمر الأفقهسي، الإخميمي، الحسباني (¬5)، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، خيّرا، ديّنا، حسن السمت والملتقى، بشوش الوجه، صالحا. سمع على جماعة. ومولده سنة 829. [وفاة ابن عفّان المغربي] [3447]- وفيه مات الشيخ (الصالح) (¬6) أيضا عبد الله بن عفّان الرخلي (¬7)، المغربي، المالكيّ. ¬

(¬1) انظر عن (أبي الغيث الصفي) في: الضوء اللامع 10/ 89، 90 رقم 291. (¬2) في الضوء: محمد بن يوسف بن أحمد، الشمس، أبو الغيث المدعو قديما عبد القادر ابن الجمال. . ويعرف بابن الشيخ يوسف الصفي. (¬3) هكذا في المخطوط. وفي الضوء: ولد سنة أربع عشرين وثمانمائة. (¬4) انظر عن (العلاء الحافي) في: الضوء اللامع 6/ 3 ولم يترجم له، بل ذكر اسمه فقط: «علي بن محمد بن عمر الحافي ثم القاهري»، ولم يزد على ذلك شيئا. (¬5) في المخطوط: «الحساني». (¬6) كتبت فوق السطر. (¬7) لم أجد لعبد الله بن عفان ترجمة في المصادر. ولم أتحقق من صحة نسبة «الرخلي».

إعادة قانصوه إلى نيابة الشام

وكان خيّرا، ديّنا، / 370 أ / بشوشا، للناس فيه الاعتقاد الحسن. ومات هؤلاء الثلاثة في أيام متتابعة أو متقاربة من هذا الشهر. [إعادة قانصوه إلى نيابة الشام] وفيه في سابع عشره خلع على قانصوه اليحياوي بإعادته إلى نيابة الشام، عوضا عن قجماس، وأقيم له الموكب بالحوش. وكانت (العادة) (¬1) جرت به بالقصر، ونزل قانصوه هذا إلى داره في موكب حافل جدا (¬2). [تفرقة الجامكية] وفيه جلس السلطان لتفرقة الجامكية على العادة، ثم طلبها إليه قبل أن يستدعي الجند، فأمر بتفريقها (¬3)، وعدّت بحضرته، وأكملت جامكية الجلبان ستة أشرفية، وستة عشر نصفا النقد، وهي ألفي (¬4) درهم. وكان قد بلغ السلطان قلقلة في أمر الجامكية، وأنّ الجلبان قد اتفقوا أنهم إذا دعوا إليها لا يجيبوا ولا يقبضوا، ويثيروا فتنة حتى تكمل الجامكية، فلما بلغهم ما فعله السلطان ودعوا للقبض أجابوا، وسكن الحال بعد أن كانت الإشاعات فاشية بثوران فتنة. هذا والسلطان يبلغه ذلك ويتغافل عنه، وهو آخذ في أسباب تحصين أمكنة بالقلعة وسدّ بعض الأبواب، وبنى بعض أمكنة، ووقع أشياء يطول الشرح في ذكر جزئياتها. وكان الجلبان مرّة قد اعترضوا أزبك اليوسفي (¬5) أحد مقدّمي الألوف، وقانصوه (نائب الشام) (¬6) وكلّموهما بكلمات (¬7). [سقوط قبة الجامع الناصري] وفيه سقطت ليلا القبّة العظمى على محرابه الجامع الناصريّ بالقلعة. وكان لها رجّة ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) خبر إعادة قانصوه في: وجيز الكلام 3/ 1014، 1015، وتاريخ البصروي 122، ومفاكهة الخلان 1/ 83. (¬3) في المخطوط: «بيعدها». (¬4) الصواب: «وهي ألفا». (¬5) انظر عن (أزبك اليوسفي) في: الضوء اللامع 2/ 272، 273 رقم 847، وحوادث الزمان لابن الحمصي 2/ 74 رقم 604، وبدائع الزهور 3/ 414. وهو: أزبك اليوسفي الخازندار، ويقال له ناظر الخاص. . لم يؤرّخ السخاوي لوفاته، وهو توفي في 24 رمضان سنة 904 هـ‍. (¬6) ما بين القوسين كتب فوق السطر. (¬7) خبر تفرقة الجامكية لم أجده في المصادر.

نيابة سيس

حين سقوطها وهشّمت المنبر، ومات تحتها بواب الجامع وولده، وأصبح السلطان فبكّر بالخروج إلى الجامع حتى رأى القبّة، ثم اهتمّ الزمام في تنظيف ما سقط للشروع في إعادة قبّة أخرى، ثم جمع الصنّاع والنّجارين والعمّال، وأحضرت أخشابا كثيرة، وأخذوا في عمل قبّة. ثم انتهت في حدود السنة الآتية، وجاءت قبّة حسنة (¬1). [نيابة سيس] وفيه قرّر في نيابة سيس سيباي من بخت (¬2) خجا الخاصكيّ، أحد جلبان السلطان، عوضا عن قانصوه الجمالي (¬3)، بحكم وفاته (¬4). [انحطاط سعر الغلال] وفيه انحطّ سعر الغلال، وبيع الإردبّ كل قدح بدون العشرة بعد الأربعين. وسعّر المحتسب الخبز الدقيق (¬5)، وتباشر / 370 ب / الناس بالرخاء (¬6). [السعي على كاتب المماليك] وفيه سعي عند السلطان بالجمال يوسف بن أبي الفتح (¬7)، كاتب المماليك، وأنهي عنه أشياء، وأخذ منه تسعة آلاف دينار. ثم جرت عليه أمور وأنكاد هي مسلسلة إلى الآن، وكذا على والده نائب جدّة حتى حصل عنده بواسطة ذلك سوء أفكار أدّاه ذلك إلى ما يشبه الماليخوليا أو الجنون، أو ذلك حقيقة (¬8). [الإشاعات بثورة الجلبان] وفيه قويت الإشاعات بثوران الجلبان وركوبهم على السلطان، وكثر القال والقيل في هذه الأيام، ونقل الكثير من الأمراء مقدّموا (¬9) الألوف وغيرهم، وكثير من أرباب الدولة وغيرهم أيضا أمتعة وأثاثا من منازلهم حتى نقل عن السلطان أنه هيّأ زادا وأشياء ¬

(¬1) خبر سقوط القبة في: بدائع الزهور 3/ 245. (¬2) في المخطوط: «تحت». وهو في البدائع: «بختجا». (¬3) لم أجد لقانصوه الجمالي ترجمة في المصادر. (¬4) خبر نيابة سيس في: بدائع الزهور 3/ 245. (¬5) في المخطوط: «الجزو الرقيق». (¬6) خبر انحطاطه السعر لم أجده في المصادر. (¬7) لم أجد ليوسف بن أبي الفتح ترجمة في المصادر. (¬8) خبر السعي في: بدائع الزهور 3/ 245. (¬9) الصواب: «مقدّمي».

شفاء الأتابك أزبك من مرضه

أخر بالقلعة، وكثرت قلقلة الجلبان وتعنّتهم على السلطان وبلوغه عنهم الكلمات المنكية البشعة القبيحة، بحيث كان ذلك من النوادر (¬1). [شفاء الأتابك أزبك من مرضه] وفيه خرج الأتابك أزبك إلى مقعد داره فجلس به، وكان موعوكا قبل ذلك أياما فتعافى من مرضه، وخلع على طبيبه، وتخلّق الكثير من جماعته بالزعفران (¬2). [وصول مبشّر الحاج] وفيه وصل مبشّر الحاج وأخبر بالأمن والسلامة والرخاء بمكة المشرّفة (¬3). [تقريع السلطان لأعيان الجلبان] وفيه، لما فشت الإشاعات بثوران فتنة صلّى السلطان الجمعة في ثامن عشرينه، ثم لما فرغ من الصلاة خفّف ثيابه وجلس على دكة من الحوش، وبعث إلى أغوات الأطباق وأعيان الجلبان فجمعهم بين يديه بالحوش وأخذ في مكالمتهم، وطال المجلس بينه وبينهم في ذلك بكلمات كثيرة فيها تقريعهم وتوبيخهم وصفة حنوّ وشفقة وتعطّف إلى غير ذلك. وآل الأمر بعد ذلك إلى صلح وسكون الحال شيئا (¬4). ثم كان له جمعيّة ثانية بعد يومين أيضا بالحوش كالأولى جمع فيها غالب الجلبان، ووقع بينه وبينهم أشياء كثيرة نادرة غريبة، وكانت هي الآخرة (¬5)، وسكن الحال عقيبها بعد الأراجيف بأشياء، منها أنّ السلطان تهيّأ للفرار بنفسه (¬6). [تشديد الطلب على قاسم الوزير] وفيه شدّد الطلب على قاسم الوزير، وكان قد وكّل به، وجرت عليه / 371 أ / أمور قبل ذلك، فحمل ثلاثة آلاف دينار في هذا (¬7) الشهر، ووعد بحمل ما بقي عن قريب (¬8). * * * [وقايع هذه السنة لا فى شهر معين] [وفاة البنهاوي] وفيها - أعني هذه السنة - مات عدّة من الفقراء المجاذيب، منهم: [3448]- سيدي حسن البنهاويّ (¬9). ¬

(¬1) خبر الإشاعات في: بدائع الزهور 3/ 245. (¬2) خبر شفاء الأتابك لم أجده في المصادر. (¬3) خبر وصول المبشر لم أجده في المصادر. (¬4) في المخطوط: «شيا». (¬5) الصواب: «هي الأخيرة». (¬6) خبر التقريع في: بدائع الزهور 3/ 246. (¬7) في المخطوط: «في لو هذا». (¬8) خبر تشديد الطلب لم أجده في المصادر. (¬9) لم أجد لحسن البنهاوي ترجمة في المصادر.

وفيات جماعة

وكان صالحا، معتقدا. [وفيات جماعة] [3449]- وعبد الرحمن المجدوب (¬1). [3450]- وسيدي محمد المجدوب (¬2). [3451]- وستّي راضية (¬3). [وفاة عمر الروشني] [3452]- وفيها مات الشيخ الصالح المسلّك، عمر الروشني (¬4) الأنصواني، الرومي، الصوفي، الحلوانيّ، أبو حفص. نزيل تبريز، وكان من عباد الله الصالحين وحزبه المفلحين، ومن أهل الدين واليقين. وكان في (بدايته) (¬5) من الطلبة، وتعانى الأدب، وقال الشعر الحسن بلغة الترك، ثم ترك جميع ذلك وتبع طريق القوم وتسلّك، وظهرت له كرامات، وقطن تبريز، وتسلّك على جماعة، وطار صيته. وبلغنا خبر موته بالقاهرة في أوائل ربيع الآخر. [وفاة فتح الله الشرواني] [3453]- وفيها مات العلاّمة، عالم شروان وشماخي، وتلك النواحي، الشيخ فتح الله بن محمد الشرواني (¬6)، الشافعيّ. وكان من كبار علماء عصره، وإليه المرجع بتلك البلاد، بارعا في الفنون، عارفا بالهيبة، مع حسن سمت وهيئة وشكالة، وخير، ودين، ووجاهة. [وفاة ابن الأنبابي] [3454]- وفيها مات شاهين النوروزيّ (¬7) ابن الأنبابي. الكاتب المجيد. وكان بشوشا أدوبا، حشما، وكتب كتابة حلوة جيّدة. ¬

(¬1) لم أجد لعبد الرحمن المجذوب ترجمة في المصادر. (¬2) لم أجد لمحمد المجذوب ترجمة في المصادر. (¬3) لم أجد لستي راضية ترجمة في المصادر. (¬4) لم أجد لعمر الروشني ترجمة في المصادر. (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) لم أجد للشرواني ترجمة في المصادر. (¬7) انظر عن (شاهين النوروزي) في: الضوء اللامع 3/ 294 رقم 1127 وفيه: «شاهين النوري»، ولم يؤرّخ لوفاته.

سنة ثلاث وتسعين وثمانماية

[سنة ثلاث وتسعين وثمانماية] [محرّم] [وفاة البرهان بن الصباغ] [3455]- في محرم مات البرهان، أبو إسحاق إبراهيم بن سعد بن الصباغ (¬1) المغربي، المالكيّ. وكان من التجار واشتغل وسمع على جماعة، مع حسن [سمت] (¬2) وسيرة. [سفر نائب الشام] وفيه سافر نائب الشام، وكان لخروجه من القاهرة يوما مشهودا بعد أن أمره السلطان والأتابك والأمراء وغيرهم بأشياء كثيرة (¬3). [تفرقة النفقة] وفيه كانت النفقة التي تقدّم خبرها فرّقها السلطان على الجلبان كل نفر ستة دنانير، وعلى القرانصة ثلاثة دنانير، وبلغت مالا كبيرا (¬4). [مقتل حسن الهواري] [3456]- وفيه قتل حسن بن سليمان بن عيسى بن عمر الهواري (¬5)، أخو داود بن عمر أمير هوارة، قتله بعض العربان من أعدائها. وكان شابا، حشما، لا بأس به. ¬

(¬1) انظر عن (ابن الصباغ) في: وجيز الكلام 3/ 1008 رقم 2269، والضوء اللامع 1/ 51. (¬2) إضافة على المخطوط. (¬3) خبر سفر النائب في: بدائع الزهور 3/ 246. (¬4) خبر تفرقة النفقة في: بدائع الزهور 3/ 246 وفيه: فأعطى لكل مملوك عشرة دنانير، والقرانصة خمسة دنانير، وللسيفية ثلاثة دنانير. (¬5) انظر عن (ابن عمر الهواري) في: بدائع الزهور 3/ 246، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع.

توديع السلطان نائب الشام

[توديع السلطان نائب الشام] وفيه نزل السلطان إلى جهة قبّة المطرية، ونزل في طريقه عند نائب الشام بمخيّمه وتكالما ووادعهم (¬1). [وفاة النور الهواري] [3457]- ومات النور الهوّاري (¬2)، علي بن موسى بن أبي بكر بن سليمان بن يوسف بن سمائر الرماصي، المغربي، المالكيّ. أحد صوفية الشيخونية، والعدول. وكان عالما، فاضلا، وسمع الحديث على جماعة. ومولده سنة 833. [وفاة جانبك حبيب] [3458]- وفيه مات جانبك حبيب (¬3) العلائي، الأشرفيّ. أحد الطبلخانات والأمير اخور الثاني، قبل أن يشيب. وكان عاقلا، عارفا، أدوبا، حشما، دربا، مدبّرا، فصيح العبارة، حسن الهيئة، عارفا بفنون الفروسية والأنداب، وصيّر خاصكيا وخازندارا في دولة أستاذه الأشرف إينال، ثم من الدوادارية، وشهر في دولته، وقصد لمهمّات، ثم امتحن بعده، وجرت عليه أمور، وفرّ من هذه البلاد ثم عاد إليها، وتأمّر عشرة، ثم ولي الأمير اخورية الثانية على طبلخانات، وتوجّه قاصدا لابن عثمان غير ما مرة. [إحضار قسّيس القمامة من القدس] وفيه طلب السلطان قسّيس قمامة من بيت المقدس، فأحضر مزعوجا، فكلّمه السلطان بأن يكاتب البابا بأن يكاتب صاحب قشتالة ألفنش بأن يحلّ عن مضايقته للأندلس وإلاّ هدم قمامة، وتوعّده إن لم يظهر من ذلك نتيجة (¬4). ¬

(¬1) الصواب: «وودّعهم». وخبر توديع السلطان لم أجده في المصادر. (¬2) لم أجد للنور الهواري ترجمة في المصادر. (¬3) انظر عن (جانبك حبيب) في: وجيز الكلام 3/ 1065، 1066 رقم 2287، والضوء اللامع 3/ 59 رقم 236، وبدائع الزهور 3/ 246، 247. (¬4) خبر إحضار القسّيس لم أجده في المصادر.

وفاة بيبرس اليوسفي

[وفاة بيبرس اليوسفي] [3459]- وفيه مات بيبرس اليوسفي (¬1)، الظاهري أحد العشرات (¬2). وكان إنسانا حسنا، عاقلا، بشوشا خيّرا، ديّنا، ساكنا، محمودا. [الإدّعاء بنزول آفة على الحيوانات وعلى النيل] وفيه في رابع عشره جاء إنسان إلى الأتابك أزبك يعرّفه أن في حادي عشرين هذا الشهر تنزل (¬3) آفة من السماء على الحيوانات من سمك وغنم وغيرهما، وفي ماء النيل، وأنه لا ينبغي لأحد أن يأكل من لحوم الأسماك ولا غيرها من أنواع اللحم ولا يشرب من ماء النيل في ذلك اليوم إلى يوم معيّن ذكره، وقعت أشياء / 372 أ / وقال وقيل للناس، وكتبت كاغدة للقاضي الشافعي بذلك. بل ورفع ذلك للسلطان أيضا، واستفيض هذا من الناس بزيادات أخر عليه. وكان ذلك من نوادر ما سمعناه، ثم لم يظهر لذلك أثر بعد ذلك البتّة (¬4). [شحّ المياه بالقاهرة] وفيه عزّ (¬5) وجود ماء النيل بالقاهرة، وارتفع سعر الراوية الماء حتى بلغ نحوا من ثلاثين درهما بل وزيادة لعدم وجود الجمال، لتسلّط الجلبان عليها. وعاد الناس إلى استقاء الماء بالجرار على الحمير والرؤوس (¬6)، وطال (¬7) الحال في ذلك (¬8). [رواية بائع البقرة عن الجنّ] وفيه أخبر إنسان لا يتّهم بأنه أحضر بقرة من الريف لبيعها، فباعها وأخذ ثمنها وتوجّه إلى جهة مصر العتيق (¬9)، وبينا هو في أثناء طريقه من الكيمان إذ سمع صوتا يقول له: «أنت يا فلان» باسمه، الذي بعت البقرة بكذا وكذا، وثمنها معك، نحن من الجانّ، ¬

(¬1) انظر عن (بيبرس اليوسفي) في: وجيز الكلام 3/ 1066 رقم 2288، والضوء اللامع 3/ 22، وبدائع الزهور 3/ 247. (¬2) وقال السخاوي: بيبرس الطويل الظاهري جقمق الذي عمل باش مكة وقتا في الأيام الأشرفية قايتباي، ثم رقّاه بعد رجوعه. (¬3) مهملة في المخطوط. (¬4) خبر الادّعاء بالآفة لم أجده في المصادر. (¬5) في المخطوط: «وفيه من». (¬6) الصواب: «والرؤوس». (¬7) في المخطوط: «قليل». (¬8) خبر شح المياه في: بدائع الزهور 3/ 247. (¬9) الصواب: «مصر العتيقة».

خروج عدة جنائز في يوم

وقد وقع فينا الوباء حتى كدنا أن نفنى، ورفعه الله تعالى عنكم، وأنا محتاج إلى ثمن البقرة، أعطيه (¬1) لي، ثم عاودني في اليوم الفلاني أعيده لك ومعه مثله. قال: فرميت بما معي من ثمن البقرة بصرّته ورحت إلى حال سبيلي. وقد حصل عندي باعث ووعك، ولكن عدت بعد ذلك في اليوم الوعد بعينه وأنا مسخون، فوجدت ثمن البقرة (¬2)، وعليه مثله. وحلف أيمانا مؤكّدة على هذا. وهذا إن صحّ فهو من غريب النوادر (¬3). [خروج عدة جنائز في يوم] وفيه اجتاز علينا ونحن بالشيخونية في هذا اليوم عدّة من الجنائز حتى تعجّبنا من ذلك في غير وباء ولا طاعون (¬4). [وصول الحاج] وفيه وصل الحاج في كنف الأمن والسلامة، وكانت الأراجيف قويت في هذه الأيام بأنّ الأحامدة قاصدة قطع طريق الحاج، حتى لما فشت هذه الإشاعة وشاعت عن السلطان جماعة لتلقّي الحاج، وكشف [أنه أرسل] (¬5). هذه الأخبار، فلم يكن إلاّ الخير (¬6). [امتناع مراكب الهند عن الحضور] ووردت الأخبار بأنّ مراكب الهند لم تحضر في هذه السنة لوجود الفتن الثائرة بالهند، وأن سلطانها محصورا، وأنّ ولد ملك التجار قد قتل وأقيم غيره، وأنه لم يحضر لبندر عدن من المراكب إلا القليل، وأنّ الأرزّ والشاشات والقماش الهندي ونحو ذلك مما يحمل من الهند إلى هذه البلاد / 372 ب / في غاية غلوّ الأسعار، وما يوجد إلاّ قليله (¬7). [تجهّز ابن عثمان لمهاجمة بلاد السلطان] وفيه قويت الإشاعات بتجهّز ابن (¬8) عثمان عساكره لقصد هذه المملكة. هذا والسلطان كلما بلغه ذلك همّ أن يعيّن عسكرا يخرج سريعا، والأمراء لا سيما الأتابك يعاكسه في ذلك. وكان الرأي مع السلطان لو فعل ذلك. ووقع التشاور مع الأمراء غير ما ¬

(¬1) الصواب: «إعطه». (¬2) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬3) خبر رواية البائع لم أجده في المصادر. وهو لا يصحّ. (¬4) خبر الجنائز انفرد به المؤلّف رحمه الله. (¬5) اضفناها على المخطوط لاقتضاء السياق. (¬6) خبر وصول الحاج في: بدائع الزهور 3/ 247. (¬7) خبر مراكب الهند لم أجده في المصادر. (¬8) في المخطوط: «بن».

صفر

مرة، والأتابك يثبّطه حتى صحّ الخبر بوصول عساكر ابن (¬1) عثمان بعد ذلك، وعيّن العسكر، وخرج في جمادى الآخر كما سيأتي (¬2). [صفر] [الشكوى من نائب القدس] وفي صفر أحضر خضر بك من مال باي نائب القدس بشكوى بعض أهلها فيه، وحين تمثّل بين يدي السلطان أمر به فبطح وضرب ضربا مؤلما، وسلّم لحاجب الحجّاب، ودام مدّة حتى عملت مصلحته بمال، وأطلق مصروفا عن نيابة القدس (¬3). [غياب السلطان عن الصلاة بجامع الناصر] وفيه في يوم الجمعة عاشره لم يشهد السلطان الصلاة بالجامع الناصريّ لقضيّة اتفقت له منعته عن ذلك، فأخذ الناس في إشاعة تمرّضه، وكذبوا في ذلك (¬4). [نقص اللحم وغيره] وفيه عزّ وجود اللحم الضأن بالأسواق، بل ووجود أشياء كثيرة من المعايش (¬5). [تزايد شرور النقباء] وفيه زاد شرور روس (¬6) (نوب) (¬7) النقباء وأعوانهم (من النواب) (¬8)، وكذا زاد شر البرد دارية والرسل، وصاروا يأخذون في أقلّ حادثة وقضية مبلغا وافرا يعرضون شيئا (¬9) يجعلونه للراس نوبة وشيئا (¬10) لنائبه، وشيئا (¬11) للنّقباء، وزادوا في ذلك بحيث خرجوا عن الحدّ ولا من يمنعهم من ذلك. ولله الأمر (¬12). [نيابة القدس] وفيه استقرّ دقماق السيفيّ إينال الأشقر في نيابة القدس بمال بذله في ذلك (¬13). ¬

(¬1) في المخطوط: «بن». (¬2) خبر تجهّز ابن عثمان في: وجيز الكلام 3/ 1031، وبدائع الزهور 3/ 247 باختصار، وإعلام الورى 79. (¬3) خبر الشكوى في: الأنس الجليل 2/ 466 - 468 (حوادث سنة 892 هـ‍) و 468، 469 (حوادث سنة 893 هـ‍)، وبدائع الزهور 3/ 247. (¬4) خبر غياب السلطان لم أجده في المصادر. (¬5) خبر نقص اللحم لم أجده في المصادر. (¬6) كذا. (¬7) كتبت فوق السطر. (¬8) كتبت فوق السطر. (¬9) في المخطوط: «شيا». (¬10) في المخطوط: «شيا». (¬11) في المخطوط: «شيا» (¬12) خبر تزايد الشرور لم أجده في المصادر. (¬13) خبر نيابة القدس في: الأنس الجليل 2/ 469، وبدائع الزهور 3/ 247.

وفاة السلطان الملك المؤيد أحمد

[وفاة السلطان الملك المؤيّد أحمد] [3460]- وفيه ورد الخبر بموت السلطان الملك المؤيّد (¬1) أبو الفتح أحمد بن الأشرف إينال العلائي، الجركسيّ الغزيّ الأصل، الحنفيّ. وأنه مات في ليلة رابع عشره ودفن بالثغر. واستؤذن السلطان على إحضاره إلى القاهرة ليدفن على أبيه قارن في ذلك. وقد عرفت حال أحمد هذا وكيف تسلطن بعد أبيه، وما اتفق له بعد سلطنته فلا نعيد ذلك. وكان إنسانا حسنا، عارفا بالأنداب والتعاليم، غير خال / 373 أ / من فضيلة. ومولده سنة 831 (¬2). [وفاة الشهاب الجوهري] [3461]- وفيه مات الشهاب الجوهريّ (¬3). أحد نواب الحكم الحنفيّ. [وفاة أحمد الإسرائيلي] [3462]- أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم (القاهري) (¬4)، الإسرائيليّ، الأصل (¬5). وكان عالما فاضلا، عرف طريقا من الطب، وتميّز في الفقه، وسمع الحديث على جماعة، وناب في القضاء وكان مشكورا في قضائه. ومولده سنة 846 (¬6). [وفاة المحبّ السيوطي] [3463]- وفيه مات غريقا المحبّ أبو الطيب السيوطيّ (¬7)، محمد بن ¬

(¬1) انظر عبد (الملك المؤيّد) في: وجيز الكلام 3/ 1035 و 1061 رقم 2277، والضوء اللامع 1/ 246، وشذرات الذهب 7/ 354. (¬2) في الضوء: مولده في سنة 835 هـ‍. (¬3) انظر عن (الشهاب الجوهري) في: وجيز الكلام 3/ 1057 رقم 2266، والضوء اللامع 1/ 234، 235، وهو: أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم شهاب الدين أبو العباس بن المجد القاهري، الحريري، الجوهري، الحنفي، ويعرف بابن إسماعيل. (¬4) تكرّرت في المخطوط. (¬5) في المخطوط: «الأصيل». (¬6) وقال السخاوي: ولد في سنة خمس وأربعين وثمانمائة أو التي بعدها. (¬7) انظر عن (أبي الطيب السيوطي) في: وجيز الكلام 3/ 1035 و 1046 رقم 2239، والضوء اللامع 11/ 118 رقم 368، وبدائع الزهور 3/ 247، 248.

العثور على امرأة مقتولة

محمد بن علي بن عمر بن حسن القاهري، الشافعيّ. أحد أعيان العدول وموقّعي الحكم، وخادم الخانقاه الشيخونية. وكان عارفا بفنّ التوقيع، له فيه صيت وشهرة، مع البشاشة وحسن السمت، والسكون، والعفّة، والوجاهة، والأدب، والحشمة. سمع على جماعة، منهم الحافظ ابن (¬1) حجر، والرشيديّ. ومولده سنة ثمان وعشرين وثمان مية (¬2). [العثور على امرأة مقتولة] وفيه وجدت امرأة ميّتة ببئر وقد قطعت أذناها (¬3)، وحزّت رأسها، وفتّش عليها (¬4) فلم يعرف ولا وقف لها (¬5) على خبر أصلاً (¬6). [الادّعاء على قاضي القدس المالكي] وفيه ادّعي على يحيى الغرناطي المالكي قاضي القدس بأشياء (¬7) مهولة، وذكر عنه أنه قال بحلّ وطء (¬8) الحلائل في الدبر، وأنه مذهب مالك، وقبض عليه، وادّعي عليه بأشياء، وفرّ فاختفى بنفسه (¬9). [تفشّي الأمراض والموت بالقاهرة] وفيه كانت الأمراض الحادّة فاشية بالناس، مات خلقا (¬10)، حتى صلّي في هذا الشهر على سبعة عشر جنازة (. . .) (¬11) في يوم واحد بالجامع الأزهر (¬12). [وفاة العيني الحنفي] [3464]- وفيه مات بدمشق الشيخ عبد الرحمن بن العيني (¬13)، الحنفيّ. ¬

_ (¬1) في المخطوط: «بن». (¬2) هكذا. (¬3) في المخطوط: «أذانها». (¬4) في المخطوط: «عليه». (¬5) في المخطوط: «له». (¬6) خبر المرأة المقتولة لم أجده في المصادر. (¬7) في المخطوط: «ماشيا». (¬8) في المخطوط: «وطى». (¬9) خبر الادّعاء لم أجده في المصادر، ولا حتى في الأنس الجليل. (¬10) الصواب: «ومات خلق». (¬11) في المخطوط: «جنازة لا في يوم». (¬12) خبر تفشّي الأمراض لم أجده في المصادر. (¬13) انظر عن (ابن العيني) في: وجيز الكلام 3/ 1056، 1057 رقم 2265 (وفيه وفاته في شهر رجب)، والضوء اللامع 4/ 71 رقم 206، وتاريخ البصروي 125، والأعلام 4/ 71، ومعجم المؤلفين 5/ 131، وهدية العارفين 1/ 533، وديوان الإسلام 3/ 321، 322 رقم 1491 واسمه: «عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الزين بن العز الدمشقي الحنفي».

ربيع الأول

وكان من علماء مذهبه بدمشق، مع الفضل التامّ، وحسن السمت والإحسان والشهرة بالخير والديانة (¬1). [ربيع الأول] [التوكيل بجماعة القاضي الشافعي المعزول] وفي ربيع الأول أنزل بجماعة (¬2) للقاضي الشافعيّ الذي تقدّم خبر التوكيل بهم إلى منزل كاتب السرّ، وتسلسل أمرهم (¬3). [نظر الجيش بدمشق] وفيه قرّر السيد (¬4) الشريف موفّق الدين الحموي في نظر جيش دمشق، عوضا عن عبد القادر بحكم موته (¬5). [كتابة سرّ دمشق] وقرّر ولد الشريف هذا عبد الرحيم / 373 ب / في كتابة سرّ دمشق، بمال (¬6) (كثير) (¬7) بدلا في ذاك (¬8). [نيابة قلعة دمشق] وفيه صرف محمد بن علي بن شاهين من نيابة قلعة دمشق، وقرّر فيها عوضه أيدكي (¬9). [قلّة المياه بالقاهرة] وفيه عزّ وجود ميا [هـ] (¬10) النيل بالقاهرة (بزيادة) (¬11) عمّا كان، حتى أبيعت الراوية نحو الأربعة الأنصاف (¬12) فضة، ونقلة الماء على الحمار بنحو النصف فضّة، وتكالب ¬

(¬1) ولد بدمشق في سنة 837 هـ‍. (¬2) في المخطوط: «أنزل عند للقاضي». (¬3) خبر التوكيل لم أجده في المصادر. (¬4) في المخطوط: «قرر للسيد». (¬5) خبر نظر الجيش في: بدائع الزهور 3/ 126. (¬6) في المخطوط: «عوضا». (¬7) كتبت فوق السطر. (¬8) خبر كتابة السر في: بدائع الزهور 3/ 248. (¬9) خبر نيابة القلعة في: بدائع الزهور 3/ 248 وفيه: «علي بن شاهين» وليس: «محمد بن علي بن شاهين». والمعروف أن «علي بن شاهين» مات في 22 رمضان سنة 891 هـ‍. (انظر عنه في: الضوء اللامع 5/ 231 رقم 772). (¬10) إضافة على المخطوط. (¬11) كتبت فوق السطر. (¬12) الصواب: «نحو الأربعة أنصاف».

قراءة المولد النبوي بالقلعة

الناس على الماء، وتعطّلت الكثير من الأسبلة، وعدّ هذا من النوادر (¬1). [قراءة المولد النبوي بالقلعة] وفيه كان المولد النبويّ بالقلعة على العادة، ودعا فيه أيضا البرهان الكركيّ كما وقع له في العام الماضي (¬2). [فرض أموال على اليهود والنصارى] وفيه في هذه الأيام فرض على طائفتي، اليهود (¬3) والنصارى مالا كثيرا (¬4)، ووقعت أشياء يطول الشرح في ذكرها (¬5). [وفاة الباش الأروسي الرومي] [3465]- وفيه مات الباش الأروسي (¬6)، الرومي، الحنفيّ، نزيل الخانقاه الشيخونية. وكان عارفا بالنحو والصرف، مشاركا غيرهما. سمع بالقاهرة على جماعة. وكان بشوشا، طلق المحيّا، عريض الدعوى، مع تهوّر وحدّة مزاج. [قتل قاضي الحنفية بملطية] [3466]- وفيه كائنة سعد الله بن محمود (¬7) الحنفيّ، قاضي ملطية. نسب إلى شيء، فثار به النائب بها لعداوة كانت بينهما، وقصده على حين غفلة فقتله ومعه أناس من أهل ملطية، وكاتب السلطان بأنه اطّلع على ممالأته مع ابن (¬8) عثمان (¬9). وكان سعد الله هذا إنسانا حسنا، عالما، فاضلا. [كائنة ركب التكرور] وفيه كائنة ركب التكرور، وكانوا ساروا من القاهرة لنحو بلادهم فأخذهم البرد والثلج في طريقهم، فمات منهم جماعة (¬10). ¬

(¬1) خبر قلّة المياه لم أجده في المصادر. (¬2) خبر قراءة المولد في: بدائع الزهور 3/ 248. (¬3) في المخطوط: «على طائفتي من اليهود. .». (¬4) الصواب: «مال كثير». (¬5) خبر فرض الأموال في: بدائع الزهور 3/ 248. (¬6) ترجمة الباش الأروسي لم أجدها في المصادر. (¬7) لم أجد لسعد الله بن محمود ترجمة في المصادر. (¬8) في المخطوط: «مع بن». (¬9) خبر قتل القاضي لم أجده في المصادر. (¬10) كائنة ركب التكرور لم أجدها في المصادر.

وفاة قاضي التكرور

[وفاة قاضي التكرور] [3467]- منهم قاضي عبد العزيز (¬1). وكان شيخا (¬2) حسنا، من أهل العلم والفضل سمع بالقاهرة على جماعة، منهم: الحافظ جلال الدين السيوطيّ. [إمرة الحاج] (¬3) وفيه قرّر في إمرة الحاج جان بلاط الأشرفي، الخاصكيّ، وأحد الدوادارية من خواص السلطان، وقرّر في إمرة الركب الأول كرتباي (¬4) كاشف البحيرة (¬5). [شغور الدوادارية الثانية] وفيه قدم قانصوه الألفيّ (¬6)، وقانصوه الشاميّ (¬7)، وشغرت الدوادارية الثانية / 374 أ / مدّة حتى قرّر فيها شاد بك آخوخ (¬8) بعد ذلك بمدّة (¬9). [وفاة ابن خطيب الفخرية] [3468]- (وفيه مات الشمس ابن (¬10) خطيب الفخرية (¬11)، محمد بن محمد بن أبي الفتح الفيّومي، القاهري، الشافعيّ) (¬12). ¬

(¬1) لم أجد للقاضي عبد العزيز ترجمة في المصادر. (¬2) في المخطوط: «وكان شابا» ثم ضرب على «شابا». (¬3) انظر عن (جان بلاط الأشرفي) في: الضوء اللامع 3/ 63، 64 رقم 253، وكان حيّا في سنة 896 هـ‍. ولم يؤرّخ السخاوي لوفاته. وفي حوادث الزمان لابن الحمصي 2/ 232 جان بلاط الخاصكي، كان حيا في سنة 918 هـ‍. (¬4) خلع عليه إمرة الحاج الأول مرة أخرى في سنة 900 هـ‍. (حوادث الزمان لابن الحمصي 1/ 377) ولم يترجم له السخاوي في الضوء اللامع. (¬5) خبر إمرة الحاج في: بدائع الزهور 3/ 248. (¬6) قال السخاوي: قانصوه الأشرفي قايتباي ويعرف بالألفي. ترقّى إلى أن صار أحد المقدّمين. ولم يزد على ذلك، ولم يؤرّخ لوفاته. (الضوء اللامع 6/ 199 رقم 682). (¬7) لم أجد لقانصوه الشامي ترجمة في المصادر. (¬8) هو شاذبك الأشرفي قايتباي، ويقال له شاذبك آخوخ الطويل. انظر عنه في: الضوء اللامع 3/ 289 رقم 1104 ولم يؤرّخ لوفاته. (¬9) خبر شغور الدوادارية في: بدائع الزهور 3/ 248، ووجيز الكلام 3/ 1036. (¬10) في المخطوط: «بن». (¬11) انظر عن (ابن خطيب الفخرية) في: وجيز الكلام 3/ 1046 رقم 2238 (وفاته في شهر صفر)، والضوء اللامع 9/ 24 رقم 69، ولم يؤرّخ فيه لوفاته. (¬12) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط.

توسيط المجد ابن البقري

وكان عالما، فاضلا، عارفا بفنون العلم، (مع) (¬1) حسن السمت والهيئة والانجماع عن الناس. سمع على جماعة. ومولده في سنة ثلاثين وثمانماية (¬2). [توسيط المجد ابن البقري] [3469]- وفيه وسّط المجد، أبو الفضل مجد الدين (¬3) البقري (¬4) القبطيّ. الأستادار والوزير بعد أن جرت عليه أمور يطول الشرح في ذكرها، وعرض على السلطان غير ما مرة. وكان له يوما مشهودا (¬5). [التشهير بإنسان من أعوان الحكام] وفيه شهر إنسان ينادى عليه مع بعض أعوان بعض الحكام: هذا جزاء من يراد الحكام. وهو يقول: كيف أسكت ولا ألحق بحجّتي. وصار الناس يتعجّبون من هذا الأمر (¬6). [شدّة الحرّ في الشتاء] وفيه اشتدّ الحرّ حتى كان كحرّ المصيف، وكان الزمن في الشتاء (¬7). [ربيع الآخر] [إمرة المجلس] وفي ربيع الآخر استقرّ برسباي قرا (¬8) رأس نوبة النوب في إمرة مجلس، عوضا عن أزدمر (¬9) الذي أعيد إلى نيابة حلب (¬10). ¬

(¬1) كتبت تحت السطر. (¬2) في الضوء: ولد في جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين بالقاهرة. (¬3) في المخطوط: «محمد بن». (¬4) انظر عن (ابن البقري) في: وجيز الكلام 3/ 1035 و 1066 رقم 2290، والضوء اللامع 11/ 165، 166 رقم 525، وبدائع الزهور 3/ 248، 249. واسمه: إسماعيل بن يحيى. (¬5) الصواب: «وكان له يوم مشهود». (¬6) خبر التشهير لم أجده في المصادر. (¬7) خبر شدّة الحرّ لم أجده في المصادر. (¬8) مات في شهر ذي الحجة من هذه السنة 893 هـ‍. بأذنة. وهو في الضوء اللامع 3/ 10 رقم 40 برسباي قرا الظاهري جقمق. (¬9) هو أزدمر الظاهري جقمق قريب الأشرف قايتباي. لم يؤرّخ السخاوي لوفاته. انظر: الضوء اللامع 2/ 275 رقم 864، وهو توفي سنة 899 هـ‍. انظر: حوادث الزمان 1/ 346 رقم 481 وفيه: أزدمر الأشرم، وبدائع الزهور 3/ 298، ومفاكهة الخلان 1/ 154. (¬10) وجيز الكلام 3/ 1036، بدائع الزهور 3/ 249.

نيابة القلعة

وقرّر في مجلس الرأس نوبة الكبرى عوضه تغري بردي ططر (¬1) حاجب الحجّاب (¬2). وقرّر في حجوبية الحجّاب تنبك الجماليّ (¬3). وقرّر يشبك من حيدر (¬4) في الأمير اخورية الثانية، عوضا عن جانبك حبيب، وقرّر في طبلخاناته أيضا (¬5). [نيابة القلعة] وقرّر شاد بك أخوخ في نيابة القلعة عوضا عن ملاج الماضي خبر وفاته. وكان شاد بك له مدّة وهو يتكلّم فيها من غير أن يخلع بها إلى هذا اليوم (¬6). [أستادارية الصحبة] وفيه قرّر أسنباي المبشّر (¬7) من مماليك السلطان في أستادارية الصحبة، عوضا عن مغلباي (¬8) الذي (ولّي) (¬9) الشرطة (¬10). [الحجوبية الثانية] وقرّر إينال الفقيه (¬11) الظاهريّ في الحجوبية الثانية [عوضا] (¬12) عن تنبك ¬

(¬1) انظر عن (تغري بردي ططر) في: الضوء اللامع 3/ 28 رقم 136 وفيه مات في شعبان من هذه السنة 893 هـ‍. (¬2) وجيز الكلام 3/ 1036، بدائع الزهور 3/ 248. (¬3) لم أجد لتنبك الجمالي ترجمة في المصادر، أما خبره ففي: وجيز الكلام 3/ 1036، وبدائع الزهور 3/ 249. (¬4) لم أجد ليشبك من حيدر ترجمة في المصادر. (¬5) وجيز الكلام 3/ 1036، وبدائع الزهور 3/ 249. (¬6) خبر نيابة القلعة في: وجيز الكلام 3/ 249، وبدائع الزهور 3/ 249. (¬7) لم أجد لأسنباي المبشر ترجمة في المصادر. (¬8) لم أجد لمغلباي ترجمة في المصادر. (¬9) كتبت فوق السطر. (¬10) خبر أستادار الصحبة في: وجيز الكلام 3/ 1036، وبدائع الزهور 3/ 249. (¬11) انظر عن (إينال الفقيه) في: الضوء اللامع 2/ 326 رقم 1067 وفيه: إينال باي الفقيه الحسني الظاهري برقوق الحاجب الثاني، ويقال له أيضا حاجب ميسرة. ورأيت بخطي في محلّ آخر أنه رأس نوبة ثاني، وأحدهما غلط، ممن يتردّد له الصلاح الطرابلسي ليقرئه، تأمّر على الأول سنة خمس وتسعين، وأصيب إصبعه في وقعة ثلاث وتسعين. ولا بأس به. ولم يؤرّخ لوفاته. وهو توفي في شهر شعبان سنة 903 هـ‍. انظر: حوادث الزمان 2/ 40 رقم 557، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 1/ 413 رقم 294. (¬12) إضافة يقتضيها السياق.

معلمية الدلالين

الإلياسيّ (¬1)، وكانت الوظيفة شاغرة مدّة (¬2). [معلّمية الدّلالين] وقرّر كرتباي ابن (¬3) أخت السلطان في معلّمية الدّلاّلين عوضا عن قانصوه الشامي، الماضي خبر تقدّمه (¬4). [تأمير عدّة أمراء] وأمّر السلطان في هذا اليوم عدّة من الخاصكية، منهم: قصروه السيفي (¬5) آقبردي، ومن جلبانه: قانصوه من فارس (¬6) / 374 ب / المعروف بقرا، ودولات باي الفلاح (¬7)، وجان بلاط الغوري (¬8)، وسودون العجميّ (¬9) وأصتمر (¬10) من وليّ الدين (¬11). [الإشاعة بسفر السلطان] وفيه قويت الإشاعة بسفر السلطان، وكان قد جمع الأمراء للتشاور (¬12)، واتفق رأيهم على خروج تجريدة (¬13). [عودة كاشف منفلوط من فراره] وفيه أحضر جانم من كسباي (¬14) الأشرفيّ، المعروف بالأجرود كاشف منفلوط وقد ¬

(¬1) لم أجد لتنبك الإلياسي ترجمة في المصادر. (¬2) خير المحجوبية في: بدائع الزهور 3/ 249. (¬3) في المخطوط: «بن». (¬4) خبر المعلّمية في: وجيز الكلام 3/ 1036، وبدائع الزهور 3/ 249. (¬5) لم أجد لقصروه السيفي ترجمة في المصادر. (¬6) وجيز الكلام 3/ 1036. (¬7) مات (دولات باي الفلاح) في شهر شوال سنة 904 هـ‍. انظر عنه في: حوادث الزمان 2/ 76 رقم 607، وبدائع الزهور 3/ 415. (¬8) انظر عن (جان بلاط الغوري) في: حوادث الزمان 2/ 10 و 11 و 15 و 17 و 20 و 21 و 45 وانظر فهرس الأعلام 3/ 182 وهو توفي سنة 908 هـ‍. (¬9) قتل في موقعة مرج دابق في شهر رجب سنة 922 هـ‍. انظر عنه في: حوادث الزمان 2/ 286 رقم 834، وبدائع الزهور 5/ 69، ومفاكهة الخلان 2/ 24، وحدائق الياسمين 195. (¬10) أصتمر - أصطمر. كان حيا في سنة 908 هـ‍. انظر عنه في حوادث الزمان 2/ 156 و 3/ 175 (فهرس الأعلام). (¬11) خبر تأمير الأمراء في: بدائع الزهور 3/ 249. (¬12) في المخطوط: «جمع الأمراء والامس للتشاور». (¬13) خبر الإشاعة لم أجده في المصادر. (¬14) لم أجد لجانم من كسباي ترجمة في المصادر.

نظر الدولة

عاد من فراره، وأمّنه السلطان على نفسه، ثم صيّره من العشرات بعد مدّة (¬1). [نظر الدولة] وفيه وكّل بالشرف [ابن] (¬2) البدر حسن (¬3) ناظر الدولة، وآل أمره أن صرف، وقرّر في نظر الدولة قاسم شغيثة (¬4). [الريح المظلمة] وفيه، في بكرة في نهاره عاشره ثارت ريح عاصفة مظلمة جدا، وكان السلطان قد جلس بالدكة من الحوش، فوقعت السحابة من شدّة الريح فأصابت جماعة، وجرح تنبك الجماليّ، وأغمي على دولات باي الحسنيّ، وطاحت عمائم عدّة من الأمراء، وقام السلطان إلى البحرة، وهرب الفرّاشون أصحاب النوبة في هذا اليوم خوفا على أنفسهم من سطوة السلطان. ثم أمطرت السماء بعد ذلك مطرا سلبا وسالت منه الأودية. ثم حدث بعد ذلك برق مهول مع رعد كذلك، وأمطرت السماء شيئا (¬5)، ثم سكن الحال (¬6). [صاعقة تشعّث جانبا من قلعة سيس] وفيه ورد الخبر بأنه نزل بسيس صاعقة مهولة شعّثت جانبا من قلعتها (¬7). [وفاة الشرف ابن البقري] [3470]- وفيه مات الشرف عبد الباسط بن البقري (¬8) القبطيّ. ناظر الأوقاف والدولة، وليهما غير ما مرة. وكان إنسانا مشكورا، حسن (¬9) الهيئة والشكالة. ¬

(¬1) خبر عودة الكاشف في: وجيز الكلام 3/ 1036. (¬2) سقطت من المخطوط. (¬3) هو: موسى الشرف بن البدر حسن. ذكره السخاوي في الضوء اللامع 10/ 181 رقم 765، ولم يؤرّخ لوفاته. (¬4) خبر نظر الدولة في: وجيز الكلام 3/ 1035، وبدائع الزهور 3/ 249. (¬5) في المخطوط: «شيا». (¬6) خبر الريح في: بدائع الزهور 3/ 249، 250. (¬7) خبر الصاعقة بسيس في: بدائع الزهور 3/ 250 وفيه زيادة: وقتل بها من الناس جماعة. (¬8) انظر عن (عبد الباسط بن البقري) في: وجيز الكلام 3/ 1035 و 1066، 1067 رقم 2291، والضوء اللامع 4/ 31، 32 رقم 97، وبدائع الزهور 3/ 250. (¬9) في المخطوط: «حسنا».

الرياح والأمراض في خماسين النصارى

[الرياح والأمراض في خماسين النصارى] وفيه، في ثاني عشر برموده (¬1) كان أول خماسين النصارى، وكانت الرياح فيه والأمراض الحادّة (¬2) موجودة، ثم فشت (بعد ذلك. ومات بها جماعة في هذه السنة) (¬3). [جمادى الأول] [عودة الرخاء] وفي جماد الأول كانت الأسعار منحطّة في الغلال، ثم تلاشت حتى عاد الرخاء (¬4). [تناقض الأخبار عن ابن عثمان] / 375 أ / وفيه صارت الأخبار ترد على السلطان متناقضة في أمر ابن (¬5) عثمان، فتارة يشاع أنه تجهّز وهو في قصد المجيء، وتارة يشاع بأنه لا حركة عنده، حتى تغيّظ السلطان من قصّاد هذه الأخبار (¬6). [تعيّن الأتابك أزبك للخروج بالتجريدة] وفيه قويت الإشاعة بأنّ عساكر ابن (¬7) عثمان قد تحرّكت، فعيّن السلطان الأتابك أزبك للخروج تجريدة، وعيّن معه جميع الأمراء إلا ثلاثة، وهم: آقبردي الدوادار الكبير (¬8)، وأزدمر تمساح (¬9)، وأزدمر المسرطن (¬10)، وأستحثّهم على تجهّزهم سريعا، ¬

(¬1) برموده: هو الشهر الثامن في السنة القبطية. (¬2) في المخطوط: «الحارة» بالراء. (¬3) ما بين القوسين تكرّر في المخطوط. وخبر الرياح والأمراض لم أجده في المصادر. (¬4) خبر عودة الرخاء لم أجده في المصادر. (¬5) في المخطوط: «بن». (¬6) خبر التناقض لم تذكره المصادر. (¬7) في المخطوط «بن». (¬8) انظر عن (آقبردي الدوادار الكبير) في: الضوء اللامع 2/ 315 رقم 1002 وفيه: آقبردي الأشرفي قايتباي، بل هو ابن عمّه وقريبه، لم يؤرّخ لوفاته. وهو توفي في شهر ذي القعدة سنة 904 هـ‍. انظر عنه في: حوادث الزمان 2/ 78 رقم 609 و 3/ 170 (فهرس الأعلام)، وبدائع الزهور 3/ 421، ومفاكهة الخلان 1/ 218، وإعلام الورى 98. (¬9) هو أزدمر تمساح من يلباي. لقّب بتمساح لضرب الظاهر جقمق له بين يدي أستاذه. قال السخاوي: كنت ممن رجع معه في ركب الحاج سنة 894، ثم سافرت معه أيضا في سنة 896 هـ‍. وقال: نعم الأمير. ولم يؤرّخ لوفاته. وهو توفي في مستهل جمادى الآخر سنة 900 هـ‍. انظر عنه في: حادث الزمان 1/ 378 رقم 512، وبدائع الزهور 3/ 307. (¬10) انظر عن (أزدمر المسرطن) في: =

انكسار صاحب العراقين أمام صاحب هراة

وعيّن ثلاثة من خواص خاصكيّته بأن يسيروا على الهجن لكشف أخبار ابن (¬1) عثمان، وعيّن الدوادار الكبير، وكاتب السرّ إلى التوجّه إلى نابلس بجمع العشران (¬2). [انكسار صاحب العراقين أمام صاحب هراة] وفيه أشيع بأنّ يعقوب شاه (¬3) بن حسن الطويل صاحب العراقين خرج في عساكره إلى جهة هراة، وأنّ صاحب هراة بديع الزمان (¬4) لما بلغه ذلك جمع جيوشه، وسار إلى لقائه، وتحاربا، وكانت الكسرة على يعقوب وعاد منهزما، وقتل جمعا (¬5) من عسكره، واتّبع غدرا كثيرا (¬6). ¬

= الضوء اللامع 2/ 274 رقم 858، وحوادث الزمان 1/ 346 رقم 482، وبدائع الزهور 3/ 298، ومفاكهة الخلان 1/ 154. وهو توفي في شهر صفر سنة 899 هـ‍. (¬1) في المخطوط: «بن». (¬2) خبر تعيّن الأتابك في: بدائع الزهور 3/ 250. (¬3) هو يعقوب بك (أو باك) بن حسن بك بن علي بك بن قر يلوك عثمان، أبو المظفّر. قال السخاوي: قدمت ابنته مع أمّها في ربيع الأول سنة ست وتسعين لتزوّج لابن أخيه، ومات المترجم عن قريب. (الضوء اللامع 10/ 283 رقم 1110). وذكره ابن الحمصي في حوادث سنة 898 هـ‍. بحيث يدلّ على وفاته فيها، إذ يقول في حوادث شهر شوال من السنة المذكورة: «في يوم السبت عشرينه دخل إلى دمشق قانصوه تفاح الخاصكي، وفي خدمته عشرة خاصكية، متوجّها إلى تهنئة سلطان الشرق والعراق السلطان رستم باك المتولّي السلطنة عوضا عن المرحوم يعقوب باك بن حسن باك». ثم ذكر سبب موت يعقوب فقال: «وسبب موت يعقوب باك أنّ صبيّا من أولاد الملوك جاء يطلب إقطاعا من السلطان يعقوب فضربه فقتله، فسمع العسكر بذلك فجاؤوا إلى أخي السلطان فقتلوه، ثم اقتتلوا حتى فنيت منهم الملوك، فعند ذلك اختار العسكر لرستم باك المذكور، وولّوه سلطانا عليهم». (حوادث الزمان 1/ 343، 344). أمّا صاحب (التاريخ الغياثي) فذكر أنه تسلطن في سنة 883 هـ‍. (ص 217 و 393) ولم يؤرّخ لوفاته إذ تنتهي أحداث الكتاب ب‍ 15 ذي الحجة من السنة 883 هـ‍. ولكن محقّق الكتاب السيد طارق نافع الحمداني يذكر بالحاشية رقم (4) من الصفحة 393 أن يعقوب توفي في 11 / صفر 896 هـ‍ / 24 كانون الأول 1490 م. وذلك بالاستناد إلى مصدرين فارسيين، ومصدرين عربيين. وكذلك ذكر القرماني في (أخبار الدول 3/ 95) وفاة يعقوب في سنة 896 هـ‍. وأنه مات بدسّ السمّ له هو وأخوه ميرزا يوسف بيك، وكانت وفاته في نواحي قره باغ من بلاد أذربيجان، وكانت مدّة ملكة اثنتي عشرة سنة وشهرين، وخلّف ثلاثة أولاد وهم: باي سنقر، وحسن، ومراد. وتسلطن بعده أخوه مسيح بك بن حسن الطويل، ثم علي بيك بن خليل، ثم باي سنقر بن يعقوب، ثم استقرّ رستم ميرزا بن مقصود بن حسن الطويل فملك خمسة أعوام ونصف عام. انظر أخبار الدول 3/ 95، 96، وهذا يؤكد وفاة يعقوب في سنة 896 هـ‍. (¬4) هو المظفّر بن حسين بايقرا، هزمه محمد الشيباني في سنة 912 هـ‍. (موسوعة دول العالم الإسلامي ورجالها 3/ 1446). (¬5) الصواب: «وقتل جمع». (¬6) خبر الإنكسار في: بدائع الزهور 3/ 251.

وفاة سراج الدين المناوي

[وفاة سراج الدين المناوي] [3471]- وفيه مات القاضي سراج الدين عمر بن علي المناوي (¬1)، الحنفيّ. أحد نوّاب الحكم. وكان عالما فاضلا، متميّزا في العربية، خيّرا، ديّنا، عديم التكلّف في شؤنه (¬2) كلها. [تعيين الجند للتجريدة] وفيه عرض السلطان الجند، وعيّن منهم ما شاء الله أن يعيّن. ونزل من عيّن فأخذوا في أسباب التشويش على الناس، سيّما أرباب الخيول والبغال، ثم زاد شرّهم جدا، وجرت أمور تطول (¬3). [نظر الأوقاف] وفيه استقرّ [موسى] (¬4) بن البدر حسن في نظر الأوقاف بعد أن عيّن غيره وما بقي إلاّ تمام أمره، فعدل عنه بسبب غريب قد بيّنّاه في أصل تاريخنا هذا. [شفاعة الأتابك بدولات باي آص] وفيه تغيّظ السلطان على دولات باي آص (¬5) الحسنيّ (¬6)، وأمر بنفيه إلى مكة المشرّفة، وأخرج إلى الخانكة من يومه، ثم شفع فيه الأتابك أزبك (¬7). [وفاة الشمس المقسمي] [3472]- وفيه مات الشمس محمد [بن] (¬8) قاسم بن علي المقسمي (¬9)، الشافعيّ. ¬

(¬1) انظر عن (سراج الدين المناوي) في: وجيز الكلام 3/ 1057 رقم 2267، والضوء اللامع 6/ 107 رقم 339 وفيه: ويعرف بالمنيتيني. (¬2) الصواب: «شؤونه». (¬3) خبر تعيين الجند لم أجده في المصادر. (¬4) إضافة من وجيز الكلام. (¬5) «آص» ليست في الضوء، ولا في البدائع. (¬6) انظر عن (دولات باي الحسني) في: وجيز الكلام 3/ 1038، والضوء اللامع 3/ 221 رقم 828، وبدائع الزهور 3/ 251 وهو قتل في شهر رمضان في موقعة أدنة الآتية. (¬7) وجيز الكلام 3/ 1038. (¬8) سقطت من المخطوط. (¬9) انظر عن (المقسمي) في: وجيز الكلام 3/ 1043 رقم 2233، والضوء اللامع 8/ 282، 284 رقم 779 وفيه: «المقسي»، - =

المولود العجيب

شيخ المدرسة المزهرية وخطيبها. وكان عالما، فاضلا، خيّرا، ديّنا، له صيت وشهرة. سمع على جماعة. ومولده سنة 819 (¬1). [المولود العجيب] / 375 ب / وفيه ولدت امرأة مولودا بيد واحدة، ورجل واحدة، وله قرنان برأسه وأنف متطاول خارج عن المعتاد بشكالة نادرة، فسبحان من يخلق ما يشاء وكيف يشاء (¬2). [وفاة نائب صفد] [3473]- وفيه مات جانبك الإبراهيمي (¬3)، الأشرفيّ، الطويل. نائب صفد، ثم دوادار السلطان بحلب. وكان شابا حسنا، شجاعا، عارفا بالفروسية، مقدّما لدى أستاذه الأشرف قايتباي، حتى تغيّظ عليه، فأخرجه إلى البلاد الشامية، وتنقّلت به الأحوال هناك، حتى ولي نيابة صفد وغيرها، وقرّر عوضه في دوادارية السلطان أركماس من وليّ الدين. [وفاة قانصوه الظاهري] [3474]- وفيه مات قانصوه (¬4) تعيش (¬5) الظاهريّ، أحد العشرات. وكان مسرفا على نفسه. [وفاة يلباي الحمزاوي] [3475]- ومات معه في يوم موته يلباي الحمزاوي (¬6)، الخاصكيّ. وكان إنسانا حسنا، عارفا بفنون الفروسية. ونزل السلطان إلى سبيل المؤمني فشهد جنازتهما. ¬

= وهو غلط - لأن نسبة للمقسم، ويعرف بابن قاسم. (¬1) في الضوء: ولد فيما قيل تقريبا سنة سبع عشرة أو بعدها. (¬2) خبر المولود العجيب لم أجده في المصادر. (¬3) انظر عن (جانبك الإبراهيمي) في: حوادث الزمان 1/ 308 رقم 395، ومفاكهة الخلان 1/ 90، وإعلام الورى 79، وبدائع الزهور 3/ 251. (¬4) لم أجد لقانصوه ترجمة في المصادر. (¬5) هكذا في المخطوط، ولم أتحقّق صحته. (¬6) لم أجد ليلباي الحمزاوي ترجمة في المصادر.

الإشاعة بفتنة الجلبان

[الإشاعة بفتنة الجلبان] وفيه قويت الإشاعة وكثرت الأراجيف بأنه ستكون فتنة من الجلبان، وأنهم يطلبون الزيادة في النفقة. وزاد القال والقيل حتى تخوّف الكثير من الناس، وجمع السلطان أغوات الطباق واسترضاهم، وآل الأمر إلى السكون والإنفاق على الجند على عادتهم (¬1). [ارتفاع سعر الماء] وفيه عزّ وجود ماء الروايا، وارتفع سعر الماء لعدم وجود جمال السّقّائين لتسلّط الجلبان على الناس لأخذ جمالهم وخيولهم وبغالهم، وغير ذلك (¬2). [إبطال السلطان ضرب الكرة] وفيه لبس السلطان البياض، وبطل ضرب الكرة في هذا العام لاشتغال بال السلطان بما دهمه ممّا هو فيه (¬3). [الحرّ الشديد بعد البرد] وفيه حدث حرّ شديد وقوي بعد أن كان البرد ظاهرا، وكان ذلك حين نقل الشمس إلى برج الجوزاء في ثامن عشر بشنس (¬4). [جمادى الآخر] [نفقة الأمراء] وفي جماد الآخر حملت نفقات الأمراء إليهم، وكانت واسعة جدا، فكان المنفق في مقدّمي الألوف فقط، وهم أحد عشر أميرا: مائة ألف دينار وثلاثة آلاف دينار، وما سمع بأغرب (من هذا) (¬5) / 376 أ / في سعة النفقات. وعدّ ذلك من النوادر (¬6). ويقال إنّ جملة ما نفق في هذه التجريدة زيادة على ألف ألف دينار (¬7). [سفر الجلبان] وفيه سافر الكثير من الجلبان، ثم تتابع (¬8) سفرهم حتى لم يبق منهم أحدا (¬9) في آخر هذا الشهر إلا نفر يسير من الخاصكية (¬10). ¬

(¬1) خبر الإشاعة بالفتنة لم أجده في المصادر. (¬2) خبر سعر الماء لم أجده في المصادر. (¬3) خبر إبطال السلطان لم أجده في المصادر. (¬4) بشنس: هو الشهر التاسع في السنة القبطية. وخبر الحر الشديد لم أجده في المصادر. (¬5) تكرّر في المخطوط. (¬6) خبر نفقة الأمراء في: بدائع الزهور 3/ 251. (¬7) بدائع الزهور 3/ 251. (¬8) في المخطوط: «ثم تبايع». (¬9) الصواب: «لم يبق منهم أحد». (¬10) خبر سفر الجلبان في: بدائع الزهور 3/ 251 وفيه تفصيل: «وكانت الأمراء المعيّنين للتجريدة أحد عشر أميرا مقدّم ألف، وهم: الأتابكي أزبك أمير كبير، وتمراز الشمسي أمير السلاح، وبرسباي قرا أمير =

وفاة المسعودي الهنتاتي

[وفاة المسعودي الهنتاتي] [3476]- وفيه مات المسعود (¬1)، محمد بن عثمان بن محمد بن عبد القادر (¬2) البريديّ الأصل، الهنتاتي (¬3)، الموحّدي الحفصيّ. ولد صاحب تونس ووليّ عهده. وكان من أهل بني حفص، ورشّح لسلطنة إفريقية إذا مات والده، فاتفق أن مات قبله. وقد ترجمناه ترجمة واسعة في أصل تاريخنا هذا. ومولده سنة تسع، بل ثمانماية (¬4). [سقوط مالقة بيد صاحب قشتالة] وفيه صحّ الخبر باستيلاء ألفنش صاحب قشتالة على مدينة مالقة من بلاد (الأندلس) (¬5) وأنه نازلها مدّة. وجرت أمور آلت إلى أن تملّكها (¬6) فلا حول ولا قوّة إلا بالله، إنّا لله، ما هذه إلاّ مصيبة ورزيّة عظيمة، لله الأمر (¬7). [وفاة دولات باي الأجرود] [3477]- وفيه مات دولات باي الأجرود (¬8) من مصطفى الأشرفيّ. ¬

= مجلس، وقانصوه خمسمائة أمير آخور كبير، وتغري بردي ططر رأس نوبة النوب، وتاني بك الجمالي حاجب الحجاب، وأما الأمراء المقدّمين غير أرباب الوظائف وهم: أزبك اليوسفي المعروف بالخازندار، وتاني بك قرا الإينالي، ويشبك الجمالي السيفي ناظر الخاص يوسف، وقانصوه الألفي، وقانصوه الشامي. وكانت الأمراء الطبلخانات والعشرات نحوا من خمسين أميرا، ثم نفق على الجند فأعطى لكل مملوك مائة دينار وجامكية أربعة شهور ثمانية آلاف درهم، وثمن جمل سبعة أشرفية. فكان جملة النفقة على الأمراء والجند نحوا من ألف ألف دينار حتى عدّ ذلك من النوادر ولم يسمع بمثل ذلك فيما تقدّم من الدول الماضية أنّ أحدا من السلاطين فعل مثل ذلك. فكانت نفقة الأتابكي أزبك وحده ثلاثون ألف دينار، وكانت عادة نفقة الأتابكية إلى دولة الظاهر برقوق عشرة آلاف دينار، ولم يسمع بأوسع من هذه النفقة قط. فلما أخذوا (كذا) المماليك النفقة، أطلقوا في الناس النار، وأخذوا الأبغال والخيول حتى أكاديش الطواحين، وحصل منهم الضرر الشامل في حق التجار وغير ذلك». (¬1) في المخطوط: «المسعودي». (¬2) انظر عن (ابن عبد القادر) في: الضوء اللامع 8/ 149، 150 رقم 350 ولم يؤرّخ لوفاته. (¬3) مهملة في المخطوط. (¬4) هكذا في المخطوط. والصواب: «سنة تسع وثمان مائة». ولم يحدّد السخاوي تاريخ مولده، بل قال: ولد في سلطنة أبيه أو بعدها بيسير! (¬5) عم هامش المخطوط. (¬6) في المخطوط: «يملكها». (¬7) خبر سقوط مالقة في: بدائع الزهور 3/ 252. (¬8) انظر عن (دولات باي الأجرود) في: =

وفاة محمد بن إينال

نائب غزّة، ثم أحد مقدّمي الألوف بدمشق. وكان شجاعا، مقداما، لا بأس به. [وفاة محمد بن إينال] [3478]- وفيه مات محمد بن إينال (¬1) الكركي، الخاصكيّ، وأحد الزردكاشية. وكان غير خال من فضيلة، لكنه كان منهمكا في ملاذّ نفسه. ومولده في سنة ثلاثين وثمانماية. [خروج الأتابك بالتجريدة] وفيه كان خروج الأتابك أزبك ومن عيّن معه من التجريدة، وكان لخروجهم يوما مشهودا، وكان في هذه التجريدة زيادة على الستين أميرا، ومن الجند السلطاني زيادة على الأربع (¬2) آلاف، ومن مماليك الأمراء زيادة على الألف. وكان من نوادر التجاريد في كثرة الجند بها (¬3). [كائنة نائب جدّة] وفيه كائنة أبو (¬4) الفتح المنوفيّ نائب جدّة، وكان قد استعفى من نيابة جدّة فأعفي، (وكتب إلى شاهين الجمالي بالتحدّث في ذلك) (¬5). ثم وكّل بأبي الفتح هذا بطبقة الزمام بعد أن كان (قد) (¬6) تشوّش فكره، وحصل له ما يشبه الماليخوليا أو هي علّة المراقيا، فطلبه السلطان من طبقة الزمام / 376 ب / وأخذ يكلّمه بكلمات، فأخذ هو أيضا يكلّم السلطان بكلمات ما أحبّها السلطان، فأمر بأن يعرّى ويضرب بالمقارع، فشفع فيه بعد تعريته، واعتذر عنده بأنه حصل عليه جنون أو نحوه، فقال السلطان: «ليس للمجانين إلاّ ¬

= حوادث الزمان 1/ 309 رقم 396. (¬1) لم أجد لمحمد بن إينال ترجمة في المصادر. (¬2) الصواب: «الأربعة». (¬3) خبر خروج الأتابك في: بدائع الزهور 3/ 252، ومفاكهة الخلان 1/ 92 و 94. وقال ابن إياس: «واستمرّت الأطلاب تنسحب من إشراق الشمس إلى بعد الظهر، وخرج العسكر وهم لابسون آلة السلاح حتى عدّ ذلك من النوادر الغريبة، وكان طلب الأتابكي أزبك وطلب قانصوه خمسمائة غاية في الحسن، حتى قيل: كان مصروف طلب قانصوه خمسمائة بنحو من ثمانين ألف دينار ثم إن الأمراء نزلوا بالريدانية واستمرّوا هناك إلى أن رحلوا، ولم تخرج من مصر تجريدة أعظم من هذه، حتى ولا في أيام برقوق». (¬4) الصواب: «كائنة أبي». (¬5) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬6) كتبت فوق السطر.

إفساد عربان البحيرة بالقاهرة

البيمارستان». وأمر به، فأنزل إليه عريانا، مكشوف الرأس، والسلسلة في عنقه، وجعل عند المجانين أياما. وجرت عليه أنكاد، ثم آل به الأمر أن أعيد إلى طبقة الزمام (¬1). [إفساد عربان البحيرة بالقاهرة] وفيه وصل إلى القاهرة عربان البحيرة فدخلوها ركبانا برماحهم وسيوفهم، وشقّوا الصليبة إلى جهة الرملة، وأشيع بأنهم يتوجّهوا (¬2) هم وعدّة طوائف إلى التجريدة، ووقع لهم من الفساد ما لا يحدّ، ثم بطل أمر توجّههم إلى التجريدة (¬3). [وفاة سعد الملوك] [3479]- وفيه ماتت سعد الملوك (¬4) ابنة الأتابك جرباش كرد زوجة برد بك نائب الشام. وكانت أكبر بنات الخوند شقراء وأعقلهنّ وأكثرهنّ أدبا وحشمة. ولدت سنة 832. [رجب] [القبض على سكران وسارق] وفي رجب قبض على اثنين: أحدهما سكر ودخل إلى الجامع الأزهر فتقيّأ الخمر فيه، والآخر سرق سيف الخطيب من بعض الجوامع، فضربا وشهّرا (¬5). [إسلام أقباط] وفيه أسلم إنسان من نصارى القبط طوعا (¬6). [وفاة برسباي أطلاشا] [3480]- وفيه مات برسباي أطلاشا (¬7) الشمسي، الظاهريّ. ¬

(¬1) كائنة نائب جدّة في: وجيز الكلام 3/ 1030، وبدائع الزهور 3/ 252، 253. (¬2) الصواب: «يتوجهون». (¬3) خبر إفساد العربان في: بدائع الزهور 3/ 253. (¬4) لم أجد لسعد الملوك ترجمة في المصادر. (¬5) خبر القبض على السكران لم أجده في المصادر. (¬6) خبر إسلام الأقباط لم أجده في المصادر. (¬7) انظر عن (برسباي أطلاشا) في: بدائع الزهور 3/ 253، وجاء في الضوء اللامع 3/ 8 رقم 36: «برسباي التنمي خشداش السلطان والمقرّب عنده وأظنّه المعروف بلاشه. مات في سنة ثلاث وتسعين». ونرجّح أنه يعني صاحب الترجمة.

تسيير الجند إلى خليج الزعفران

أحد العشرات. وكان متوسّط السيرة، عاقلا، متديّنا، مختصّا بخشداشة السلطان. [تسيير الجند إلى خليج الزعفران] وفيه بلغ السلطان بأنّ بعضا من العربان وغيرهم أشاعوا بعد توجّه التجريدة أنه ما بقي بمصر من الجند من يعتدّ به وأنهم في غاية القلّة، فأمر بأن يركب من بالقاهرة من الجند بأسرهم ويسيروا إلى جهة خليج الزعفران ويعودوا إلى القاهرة شاقّين لها، فركبوا بأسرهم وفي أوساطهم السيوف وبعضهم بالتراكيش أيضا، وخرجوا إلى خارج القاهرة أفواجا أفواجا، فسيّروا، ثم عادوا وشقّوا القاهرة / 377 أ / من باب النصر إلى باب زويلة، فخرجوا منه، وكانوا عددا موفورا، وقعد الناس لرؤيتهم، وكان لهم يوما مشهودا (¬1). [تركيب قبّة محراب الجامع الناصري] وفيه ركّبت القبّة التي على محراب الجامع الناصريّ الماضي خبر سقوطها، وقد بيّنّا ما صرف على هذه القبّة وما احتيج إليه في عمارتها من الخشب والمسامير وغير ذلك في أصل تاريخنا هذا مفصّلا (¬2). [جباية الخمس] وفيه أخذ الكشّاف والمباشرون بالبلاد في جباية الخمس المفروض كما وقع ذلك قبل هذه السنة (¬3). [توعّك كاتب السرّ] وفيه وصل الزين بن مزهر كاتب السرّ من نابلس وهو موعوك، واستمرّ به وعكه حتى مات في رمضان، كما سيأتي (¬4). ¬

(¬1) خبر تسيير الجند في: وجيز الكلام 3/ 1034، وبدائع الزهور 3/ 253. (¬2) خبر تركيب القبة في: بدائع الزهور 3/ 253. (¬3) خبر جباية الخمس في: بدائع الزهور 3/ 253 وفيه: «وفيه من الحوادث أن السلطان جدّد مظلمة شنيعة، وهي أنه أرسل لكاشف الشرقية بأن يأخذ من البلاد الخمس من خراج المقطعين، بسبب تجهيز خيّالة من فرسان عربان الشرقية، يتوجّهون إلى العسكر عونة بسبب قتال عسكر ابن عثمان، فحصل للمقطعين غاية الضرر من كبس البلاد والقبض على الفلاّحين، ونسب ذلك إلى شرف الدين بن البدر حسن بأنه كان هو القائم في ذلك، فتوعّدته المماليك الجلبان بالقتل، ونهبوا بيته فيما بعد، وقد جبي الخمس من خراج المقطعين سنتين متوالية، ولم تخرج خيّالة من الشرقية، وكانت زيادة مظلمة أخرى». (¬4) خبر توعّك كاتب السرّ في: بدائع الزهور 3/ 253، ومفاكهة الخلان 1/ 94.

استيلاء العثمانيين على قلعة إياس

[استيلاء العثمانيين على قلعة إياس] وفيه ورد الخبر باستيلاء ابن (¬1) عثمان على قلعة إياس من غير قتال ولا غيره (¬2). [وصول قاصد ملك الفرنج بالأندلس] وفيه وصل قاصد ملك الأندلس بني الأصفر من الفرنج بمكاتبة وهدية من مرسله. وكان وصول هذا القاصد من جهة البحر الملح، وكان في ضخامة كبيرة، وأنزل بمكان أعدّ له (¬3) فيه، وصعد بعد ذلك إلى السلطان وأخذ الناس يسعون بأنّ مجيئه لأشياء ذكرت السكات عنها أولى (¬4). [كسوف الشمس] وفيه كسفت الشمس إلاّ مقدار إصبعين، وأظلم (منها) (¬5) الجوّ، ورؤيت بعض النجوم (¬6). [كائنة أهل المؤيّدية] وفيه كائنة أهل المؤيّدية، رفع شيخها ابن (¬7) الدّهانة (¬8) قصّة إلى السلطان منظومة من نظمه يشكوا (¬9) فيها منهم، فأحضرهم السلطان لبين يديه، وفيهم الأعيان، منهم: السّريّ عبد البرّ بن الشحنة (¬10)، والشمس بن الخطيب الوزيري (¬11)، ثم أخذ في الحطّ ¬

(¬1) في المخطوط: «بن». (¬2) خبر استيلاء العثمانيين لم أجده في المصادر. (¬3) في المخطوط: «أعدل». (¬4) خبر وصول القاصد في: بدائع الزهور 3/ 254. (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) خبر الكسوف في: وجيز الكلام 3/ 1038. (¬7) في المخطوط: «بن». (¬8) هو عبد القادر بن محمد المحيوي، القاهري، الحنفي، ويقال اسم جدّه راشد. والدّهّانة اسم جدّته، اشتهرت بذلك لكونها كانت تستخرج الدهن من العظام بالنار بحيث لقّبها بعضهم بالعظامية وهو خلاف ما قيل كونها كانت تدهن الطارات. ذكره السخاوي في الضوء اللامع 4/ 298 رقم 793 ولم يؤرّخ لوفاته. (¬9) الصواب: «يشكو». (¬10) هو عبد البرّ بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود، أبو البركات الحلبي، ثم القاهري، الحنفي، سبط الولوي السفطي. ولد سنة 851 هـ‍. ولم يؤرّخ السخاوي لوفاته. (الضوء اللامع 4/ 33 - 35 رقم 102)، وانظر عنه في حوادث الزمان (3/ 201 فهرس الأعلام) وهو توفي سنة 921 هـ‍. انظر: كشف الظنون 97 و 150 و 599 و 821 و 960 و 1515 و 1865 و 1866، وشذرات الذهب 8/ 98 - 100، والكواكب السائرة 1/ 220، وإيضاح المكنون 1/ 311 و 602، ومعجم المؤلفين 5/ 77، 78، وإعلام النبلاء 5/ 358 - 360 رقم 689، وديوان الإسلام 3/ 179، 180 رقم 1288، وهدية العارفين 1/ 498، والأعلام 3/ 273، وتاريخ الأدب العربي 2/ 83، وذيله 2/ 94، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 98، 99 رقم 131، ومفاكهة الخلان 1/ 386، وحوادث الزمان 2/ 274 رقم 827، ودرّ الحبب ج 1 ق 2/ 743 - 747 رقم 237، وبدائع الزهور 4/ 470. (¬11) لم أجده.

سقوط سيس

عليهم، وخاطب ابن (¬1) الخطيب الوزيري بكلمات منكية، بل وأراد أن يبطش به وضرب إنسانا من صوفيّتها (¬2) يقال له ابن (¬3) الطحّان (¬4) وأمر بأن يتساووا في أخذ المعلوم، ولا يتميّز أحد لا غيره في الأخذ. ووقعت أشياء يطول الشرح في ذكرها بيّنّاها في أصل تاريخنا هذا (¬5). [سقوط سيس] وفيه أشيع الخبر (¬6) بأخذ سيس وأسر نائبها سيباي (¬7). [شعبان] [وصول طوائف عربان هوارة] وفي شعبان وصل إلى القاهرة / 377 ب / طوائف عربان هوّارة وغيرهم وقد جمعوا لأجل خروجهم في التجريدة، وأنزلوا بالريدانية خارج القاهرة وأرسل إليهم السلطان من عمل لهم سماطا حافلا، ثم أخذوا في التكلّم في سفرهم (¬8). [وفاة تغري بردي ططر] [3481]- وفيه مات بحلب تغري بردي ططر (¬9) الشمسي، الظاهريّ. رأس نوبة النوب. وكان إنسانا حسنا، خيّرا، ديّنا، بتفقّه، مع بخل عنده في غير الزكاة. وتنقّل في عدّة ولايات فصيّر [أمير] (¬10) (عشرة) (¬11)، وامتحن، ثم تأمّر ثانيا، ثم صيّر من الطبلخانات، ثم ولّي نيابة القلعة، ثم صيّر من مقدّمي الألوف، ثم صيّر حاجب الحجّاب، وحجّ أميرا بالمحمل، ثم ولّي الرأس نوبية (¬12) الكبرى، وخرج في التجريدة وتمرّض وبغته الأجل بحلب. ¬

(¬1) في المخطوط: «بن». (¬2) في المخطوط: «صوفها». (¬3) في المخطوط: «بن». (¬4) لم أجده. (¬5) كائنة أهل المؤيّدية لم أجدها في المصادر. (¬6) في المخطوط: «كان الخبر». (¬7) خبر سقوط سيس لم أجده في المصادر. (¬8) خبر وصول الطوائف لم أجده في المصادر. (¬9) انظر عن (تغري بردي ططر) في: وجيز الكلام 3/ 1064 رقم 2283، والضوء اللامع 3/ 28 رقم 136، وبدائع الزهور 3/ 254. (¬10) إضافة لضرورة التوضيح. (¬11) كتبت فوق السطر. (¬12) مهملة في المخطوط.

قراءة البخاري بالقلعة

[قراءة البخاري بالقلعة] وفيه ابتدىء بقراءة «البخاري» بالقلعة، وكان هذا خلاف ما جرت به العادة القديمة والحدث (¬1)، فعدّ من النوادر (¬2). [فرار عثمانيين إلى مصر] [وفيه] (¬3) وصل إلى القاهرة طائفة من العثمانية فارّين فأنزلهم السلطان بطباق في جملة الجند على عادة الجند في المرتبات (¬4). [زيادة النيل] وفيه في أول يوم من مسرى، نودي على النيل بزيادة إصبعين لتتمّة تسع (¬5) أصابع من الذراع الرابع عشر، وهذا مما يندر وقوعه في مثل هذا اليوم (¬6). [وفاة النور المناوي] [3482]- وفيه مات النور المناويّ (¬7)، علي بن محمد بن محمود القاهري الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، خيّرا، ديّنا، بل صالحا عارفا بالطب، متميّزا فيه وفي فنون. وله عدّة تصانيف. وسمع على جماعة. ومولده سنة خمسين وثمانماية. [المراكب العثمانية تقطع الطريق على عساكر السلطان] وفيه صحّ الخبر بأنّ عدّة من مراكب جهّزها ابن عثمان في البحر الملح إلى جهة باب الملك ليقاطع على العساكر المصرية (¬8). [كسر النيل] وفيه في حادي عشر مسرى كان كسر النيل المبارك عن الوفاء، ونزل آقبردي ¬

(¬1) الصواب: «والحديثة». (¬2) خبر قراءة البخاري في: وجيز الكلام 3/ 1034. (¬3) ساقطة من المخطوط. (¬4) خبر فرار العثمانيين لم أجده في المصادر. (¬5) الصواب: «تسعة». (¬6) خبر زيادة النيل في: وجيز الكلام 3/ 1038، وبدائع الزهور 3/ 254. (¬7) لم أجد المناوي في تراجم المتوفين هذا العام، وفي إيضاح المكنون 2/ 714 وفاته بعد سنة 900 هـ‍. وانظر: فهرست الخديوية 6/ 49، ومعجم المؤلفين 7/ 234. (¬8) خبر المراكب العثمانية في: بدائع الزهور 3/ 254.

فتنة أهل نواحي الفيوم

الدوادار لذلك، فضجّ الخليج بين يديه، وكان له يوما مشهودا (¬1). [فتنة أهل نواحي الفيوم] وفيه وقعت فتنة بين جماعة من أهل نواحي (¬2) الفيّوم وتحاربوا، وقتل طائفة من الفريقين. [3483]- وقتل منها: عبد الحميد شيخ دريس (¬3). وكان من المشاهير الكرماء الأجواد. [نيابة دمياط] وفيه استقرّ فارس المنصوريّ (¬4) / 378 أ / في نيابة دمياط، وصرف شاد بك الأشقر (¬5). [فقدان لحم الضأن] وفيه فقد الناس لحم الضأن بالسوق أياما (¬6). [رمضان] [الإفراج عن نائب جدّة] وفي رمضان أفرج عن أبي الفتح المنوفيّ نائب جدّة بعد أمور جرت عليه، ومبلغ له صورة ألزم [به] (¬7) وبيعت أمواله وأثاثه في ذلك (¬8). [وفاة الزين بن مزهر] [3484]- وفيه مات الزين بن (¬9) مزهر (¬10)، أبو بكر بن محمد بن محمد بن ¬

(¬1) الصواب: «وكان له يوم مشهود»، وخبر كسر النيل في: بدائع الزهور 3/ 254. (¬2) في المخطوط: «من أهل النواحي نواحي»، وضرب على «النواحي». (¬3) لم أجد لعبد الحميد ترجمة في المصادر. و «دريس» مهملة في المخطوط. (¬4) لم أجد لفارس المنصوري ترجمة في المصادر. (¬5) لم أجد لشاد بك الأشقر ترجمة في المصادر، وخبر نيابة دمياط في: بدائع الزهور 3/ 254. (¬6) خبر فقدان اللحم لم أجده في المصادر. (¬7) إضافة على المخطوط. (¬8) خبر الإفراج لم أجده في المصادر. (¬9) في المخطوط: «بل» وشطب عليها. (¬10) انظر عن (الزين بن مزهر) في: وجيز الكلام 3/ 1042 رقم 2232، والضوء اللامع 11/ 88، 89 رقم 233، وتاريخ البصروي 129، وحوادث الزمان 1/ 312 رقم 402، وبدائع الزهور 3/ 255، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (المستدرك على القسم الثاني) ص 301، 302 رقم 272.

وفاة يونس بن محمد

محمد بن أحمد بن عبد الخالق بن عثمان الدمشقي الأصل، القاهري، الشافعيّ، الرئيس الأصل (¬1) أبو الصدر. كاتب السرّ. وكان عالما، فاضلا، عارفا بالفقه. سمع على جماعة، وانتهت إليه رياسة عصره، وولي الوظائف الجليلة، ودام في كتابة السرّ نيّفا وعشرون (¬2) سنة. وله الآثار، وكان محبّا في العلم وأهله وفي فعل الخير والمعروف، مع الوجاهة عند الملوك، ورفعة المقام. وترجمناه في تاريخنا هذا بترجمة واسعة. ومولده سنة 831. وقرّر (¬3) في وظيفته (¬4) ولده البدر محمد الذي كان ولي نظارة الخاص، وهو على هذه الوظيفة الآن، شابّ، حسن الشمائل، وله فضيلة في العلم وغيره (ووجاهة) (¬5). [وفاة يونس بن محمد] [3485]- وفيه مات يونس بن محمد (¬6) بن أقبغا الدوادار. [من] (¬7) أجناد الحلقة. وكان غير معدم من فضيلة، أدوبا، حشما، عاقلا، عارفا. ومولده سنة 832. [موت جندي ضرب ورغة] وفيه ضرب إنسان من الجند ورغة على ظهرها فماتت، وحدث له عقيب ذلك حالة تشبه الحمّى، ثم وجع عظيم برأسه، ثم حالة تشبه الماليخوليا، صار يخلط في كلامه، ومات بعد أيام قلائل (¬8). ¬

(¬1) في المخطوط: «الأصيل الأسل». (¬2) الصواب: «وعشرين». (¬3) في المخطوط: «وقدر». (¬4) في المخطوط: «وطيفه». (¬5) تكرّرت في المخطوط، وقال ابن إياس في البدر محمد حين تولّى كتابة السرّ هذين البيتين: تشرّفت الإنشاء من آل مزهر بنجل سما قدرا وشاع له ذكر أضاءت به الأيام في مصر بهجة ولم لا وقد أضحى يلوح لها البدر وهو تزوج بنت لاجين الظاهري جقمق المعروف باللالا. (الضوء اللامع 6/ 232، 233). (¬6) لم أجد ليونس بن محمد ترجمة في المصادر. (¬7) إضافة للضرورة. (¬8) خبر موت الجندي لم أجده في المصادر.

أخذ الأتابك أزبك باب الملك

[أخذ الأتابك أزبك باب الملك] وفيه ورد الخبر من الأتابك أزبك بأنه ملك باب الملك بعد أن كان ابن (¬1) عثمان قد جهّز المراكب إلى تلك الجهة مشحونة بالمقاتلة. وكانت عدّة [مراكبه تزيد] (¬2) على الستين مركبا، وأنّ الله تعالى بعث عليها ريحا أغرق عدّة منها، وخرج أهلها إلى البرّ، فقتلهم العسكر المصري. وكانت فتنة كبيرة انتصر فيها المصريّون، فسرّ السلطان بهذا الخبر (¬3). [منع النساء من الخروج إلى جامع عمرو] وفيه نودي بأنّ النساء لا يخرجن إلى جامع عمرو لما يقع منهنّ من الفساد في رمضان وما لا خير فيه، ومع ذلك فلم يكففن / 378 ب / وكان بالجامع في بعض جمع هذا الشهر من اللّغظ وبيع الملاهي وغيرها ما لا يعبّر عنه. ولله الأمر (¬4). [وفاة برسباي الأحمدي] [3486]- وفيه مات الشيخ برسباي الأحمدي (¬5)، الأشرفيّ. أحد الجند السلطانيّ. وكان (إنسانا حسنا) (¬6)، خيّرا، ديّنا، يقيم السماع بزاوية تعرف (¬7) به، ويتردّد إليه الفقراء الأحمدية وغيرهم، مع بشاشة وجه، وفعل يد وخير. [موقعة العساكر العثمانيين والمماليك] وفيه ورد الخبر بأنّ العساكر المصرية التقت بعساكر ابن (¬8) عثمان بالقرب من أدنه، وكان بينهما وقعة هائلة في ثامن رمضان قتل فيها جماعة من الطائفتين، وقتل من الأعيان من أمراء مصر (¬9). ¬

(¬1) في المخطوط: «بن». (¬2) ما بين الحاصرتين إضافة للتوضيح، وفي المخطوط: «وكانت عدة من ملو». (¬3) خبر أخذ الأتابك في بدائع الزهور 3/ 255، 256. (¬4) خبر منع النساء لم أجده في المصادر. (¬5) لم أجد لبرسباي الأحمدي ترجمة في المصادر. (¬6) ما بين القوسين كتب فوق السطر. (¬7) في المخطوط «يعرف». (¬8) في المخطوط: «بن». (¬9) خبر الموقعة في: تاريخ البصروي 129، ووجيز الكلام 3/ 1034، وحوادث الزمان 1/ 312، ومفاكهة الخلان 1/ 97. وقال ابن الحمصي: إن عسكر ابن عثمان نصبوا على عسكرنا ثمان ماية عجلة بمدافعها وجنويّاتها، وأنهم رموا بالبندق الرصاص على عسكرنا، فثبت عسكرنا للقتال، وكان النصر لعسكرنا، وقتل من عسكرهم خلايق لا تعدّ ولا تحصى، ومن عسكرنا اليسير، واستمرّا من أول النهار إلى آخره في القتال فلما حال الليل بين العسكرين لم يصبح من عسكرهم إلا الخيام، فغنم عسكرنا منهم غنيمة كثيرة. وكانت الوقعة على أذنة.

مقتل دولات باي الحسني

[مقتل دولات باي الحسني] [3487]- دولات باي الحسنيّ (¬1). أحد الرأس نوبة الثاني بمدفع أصابه. وكان عاقلا، أدوبا، حشما، عارفا، شجاعا. [فرار العساكر] وفرّ عسكر ابن (¬2) عثمان ليلا، وتركوا كثيرا من خيامهم وآلاتهم وأزوادهم، وكذا فرّ طائفة من العسكر المصريّ أيضا، كلّ يظنّ الغلبة عليه، فدقّت البشائر بالقلعة، وزاد كلام الناس ونقص في هذا (¬3) اليوم (¬4). [وفاة صاحب تونس] [3488]- وفيه مات صاحب تونس، السلطان المتوكل على الله (¬5)، عثمان بن محمد بن محمد العزيز بن أحمد الهنتاتي (¬6)، الموحّدي، الحفصيّ. وكان ملكا جليلا، دام في الملك نحوا من أربع وخمسين سنة. ومات وله نحو من سبعين سنة. وقد ترجمناه في أول تاريخنا «الروض الباسم» (¬7). وولي ملك إفريقية بعده ولد ولده حفيده يحيى بن محمد المسعود (¬8)، ولم تطل مدّته حتى قتله ولد عبد الله (¬9) بن إبراهيم بن عثمان وملك بعده كما سيأتي. [خروج تجريدة ثانية] وفيه أشيع بخروج تجريدة ثانية (¬10). ¬

(¬1) انظر عن (دولات باي الحسني) في: الضوء اللامع 3/ 221 رقم 828، وبدائع الزهور 3/ 256. (¬2) في المخطوط: «بن». (¬3) في المخطوط: «هذ». (¬4) خبر فرار العسكر لم أجده في المصادر. (¬5) انظر عن «المتوكل على الله» في: وجيز الكلام 3/ 1037 و 1061، 1062، رقم 2278، والضوء اللامع 5/ 138، 139، رقم 479، وبدائع الزهور 3/ 256، وشذرات الذهب 7/ 354. (¬6) الهنتاتي: بفتح الهاء ثم نون، بعدها مثنّاة ثم مثلها بعد ألف. قبيلة من البربر. (¬7) في القسم الضائع منه. (¬8) وجيز الكلام 3/ 1037 و 1062، وبدائع الزهور 3/ 256، والضوء اللامع 10/ 250 رقم 1024. (¬9) في الوجيز 3/ 1062 «عبد المؤمن». (¬10) خبر التجريدة الثانية لم أجده في المصادر.

وفاة خشكلدي الفقيه

[وفاة خشكلدي الفقيه] [3489]- وفيه مات خشكلدي الفقيه (¬1)، الإياسي، الظاهريّ. وكان يقال له: أخو لاجين اللالا (¬2). وكان إنسانا حسنا، خيّرا، ديّنا، يتفقّه، وعلى ذهنه أنواع الفروسية، سيما لما كان شابّا. وكان مقدّما عند الظاهر جقمق أستاذه، وصيره خاصكيا. مات وله زيادة على التسعين أو هي. [وفاة سيباي نائب حماه] [3490]- وفيه مات سيباي من قانباي (¬3) الطيوريّ، الظاهريّ، نائب حماه. وكان أدوبا، حشما، عاقلا، عارفا، / 379 أ / سيوسا، شجاعا، مقداما، كريم النفس. تنقّل من الخاصكية إلى الدوادارية، ثم أمّر عشرة، ثم صيّر من روس (¬4) النوب، ثم قرّر في نيابة غزّة، ثم حجوبية دمشق، ثم نيابة حماه، وبها بغته الأجل. وكان بعث مرة رسولا لحسن الطويل فأحسن الرسالة. [شوال] [وصول مبشّر بنصر عساكر السلطان] وفي شوال وصل مغلباي البجمقدار (¬5) الأشرفيّ، أحد العشرات، من جلبان السلطان بالبشارة بنصرة العساكر المصرية على عساكر ابن (¬6) عثمان، واستقدم معه عدّة من الروس (¬7) المقطّعة من العثمانية، وكان (¬8) نحوا من مايتي رأس على الرماح والجريد، وهي أمام مغلباي، وصعد إلى بين يدي السلطان فخلع عليه، وكان له يوما مشهودا (¬9)، كثر فيه الزحام للفرجة (¬10). ¬

(¬1) لم أجد لخشكلدي الفقيه ترجمة في المصادر. (¬2) انظر عن (لاجين اللالا) في: الضوء اللامع 6/ 232، 233 رقم 803، وهو: لاجين الظاهري جقمق حسام الدين الزردكاش ويعرف باللالا، وقد يقال بالشين بدل الجيم. مات في سنة 886 هـ‍. (¬3) انظر (سيباي من قانباي) في: وجيز الكلام 3/ 1065 رقم 2286، والضوء اللامع 3/ 288 رقم 1096 وفيه: «سيباي الأشرفي إينال نائب غزة ثم حاجب دمشق ثم نيابة حماه، وهو أخو قانصوه، مات في التجريدة»، ومفاكهة الخلان 1/ 97. (¬4) كذا. (¬5) لم أجد لمغلباي البجمقدار ترجمة في المصادر. (¬6) في المخطوط: «بن». (¬7) كذا. (¬8) الصواب: «وكانت». (¬9) الصواب: «وكان له يوم مشهود». (¬10) خبر وصول المبشر في: حوادث الزمان 1/ 311، ومفاكهة الخلان 1/ 98، وبدائع الزهور 3/ 256.

وفاة مغلباي البهلوان

[وفاة مغلباي البهلوان] [3491]- وفيه بات بحلب مغلباي البهلوان (¬1)، المحمديّ، الأشرفيّ إينال. أحد العشرات وروس (¬2) النوب. وكان شابا حسنا، خيّرا، ديّنا، بل صالحا، حسن السمت، بشوش الوجه، كثير العبادات، عارفا بفنون الفروسية، رأسا في الصراع. خرج مع التجريدة فمرض بحلب قبل خروج العساكر منها، وبها بغته الأجل. [عودة قليج أرسلان إلى القاهرة] وفيه عاد إلى القاهرة قليج أرسلان (¬3) الرومي القرمانيّ، صاحب العلايا، وكان قد توجّه مع قاصد حسن الطويل كالرسول عن السلطان (¬4). [فتح أدنة من العثمانيين] وفيه وصل الخبر بأنّ العساكر المصرية لما انتصروا على عساكر ابن (¬5) عثمان عادوا إلى أدنة وهي في غاية الحصانة وقد أعمرها ابن عثمان وأشحنها بالرجال وآلات الحصار، فنزلوا عليها لأخذها. ثم جرت عليهم أمور في أثناء ذلك، ولا زالوا يحاصرونها مدّة ثلاث (¬6) شهور حتى أخذوها بالأمان في ذي حجّة، بعد أن هلك من الخلق ما شاء الله أن يهلك من المصريّين، وكذا قتل من العثمانية بأدنة جماعة (¬7). [خروج الحاج] وفيه خرج الحاج من القاهرة، وأميرهم بالمحمل جان بلاط الخاصكي الدوادار، أحد خواص السلطان، وبالأول كرتباي من جلبان (¬8) السلطان أيضا، وخرج معهم / 379 ب / إلى الحج داوود بن عمر (¬9) أمير عربان هوّارة في جمع كثير. وكان الحاج قليلا في هذه السنة (¬10). ¬

(¬1) انظر عن (مغلباي البهلوان) في: وجيز الكلام 3/ 1067 رقم 2294 وفيه وفاته في شهر رمضان، وبدائع الزهور 3/ 256، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬2) كذا. (¬3) لم أجد لقليج أرسلان ترجمة في المصادر. (¬4) خبر عودة قليج لم أجده في المصادر. (¬5) في المخطوط: «بن». (¬6) الصواب: «ثلاثة». (¬7) خبر فتح أذنة في: تاريخ البصروي 130، وبدائع الزهور 3/ 256، 257. (¬8) هو كرتباي الكاشف المعروف بالأحمر، كما في البدائع. (¬9) لم أجد لداوود بن عمر ترجمة في المصادر. (¬10) خبر خروج الحاج في: بدائع الزهور 3/ 256.

وفاة دولات باي الجركسية

[وفاة دولات باي الجركسية] [3492]- وفيه ماتت دولات باي الجركسية (¬1). سريّة الظاهر جقمق، وزوجة برقوق الساقي (¬2) نائب الشام، أمّ ولديه العلائيّ علي، والشهابيّ أحمد. وكانت من خيار النساء، ولها فيهنّ شهرة وصيتا (¬3)، موصوفة بالجمال البارع في أيامها، وبالأدب والحشمة والعقل والتؤدة والمعرفة. [وفاة القاضي الصيرفي] [3493]- وفيه مات القاضي عبد الرحيم بن أبي بكر (¬4) الصيرفي الدمشقيّ. أحد نواب الحكم بدمشق. وكان عالما فاضلا، له شهرة بالفضيلة وذكر. ناب في القضاء بدمشق مدّة، وقدم للقاهرة لغرض ما، فاتفق أن بغته الأجل بها بالبيمارستان غريبا، شهيدا. [نيابة حماه] وفيه عيّن إينال الخسيف (¬5) الأشرفيّ من جلبان السلطان لنيابة حماه بمكاتبة وردت على السلطان من الأتابك وغيره من الأمراء يسألون السلطان في ذلك (¬6). [زيادة النيل] وفيه كانت نهاية زيادة النيل سبعة عشر إصبعا من الذراع التاسع عشر، ونودي عليه ذلك في ثاني بابه (¬7). ¬

(¬1) انظر عن (دولات باي الجركسية) في: وجيز الكلام 3/ 1068 رقم 2297، والضوء اللامع 12/ 33 رقم 196، وبدائع الزهور 3/ 257. (¬2) انظر عن (برقوق الساقي) في: الضوء اللامع 3/ 12 رقم 49 وهو برقوق الظاهري جقمق مات سنة 877 هـ‍. (¬3) الصواب: «ولها فيهنّ شهرة وصيت». (¬4) لم أجد لعبد الرحيم بن أبي بكر ترجمة في المصادر. (¬5) انظر عن (إينال الخسيف) في: الضوء اللامع 2/ 327 رقم 1077 وفيه «الخصيف». ولم يؤرّخ السخاوي لوفاته. وكان حيّا في سنة 900 هـ‍. (حوادث الزمان 1/ 393) ومفاكهة الخلان 1/ 141. (¬6) خبر نيابة حماة في: بدائع الزهور 3/ 257. (¬7) بابه: هو الشهر الثاني في السنة القبطية. وخبر زيادة النيل لم أجده في المصادر.

وفاة قانم دهيشة

[وفاة قانم دهيشة] [3494]- وفيه مات قانم دهيشة (¬1) من أزدمر الأشرفيّ، الخاصكيّ، الساقي. أحد خواص السلطان بدمشق، وهو حدث السّنّ. وكان جميل الصورة جدا، عارفا بأنواع الفروسية، خرج في مهمّ، عيّنه أستاذه السلطان، فاتفق أن بغته (الأجل) (¬2). [قضاء الحنفية بدمشق] وفيه أعيد الزين الحسبانيّ إلى قضاء دمشق الحنفية، وصرف المجد (¬3) الناصريّ، وخرج الأمر بسجنه بقلعة دمشق (¬4). [سفر قاصد ملك الفرنج] وفيه أذن لقاصد ملك الانكؤس (¬5) الفرنجيّ بعوده، فسافر بعد أن خلع عليه خلعة حافلة، وكتب الجواب من السلطان إلى مرسله (¬6). [وفاة قانباي من بردبك] [3495]- وفيه مات قانباي من بردبك (¬7) الأشرفيّ، الخاصكيّ. أخو قانبك جشحه، قتيلا على أدنة ببندقة أصابته فمات لوقته. وكان شابا حسنا، عارفا بفنون الفروسية وبالرمح، أدوبا، حشما، من خواص السلطان. [انتصار العثمانيين على بني الأصفر] وفيه أشيع بأنه وقع بين بني الأصفر / 380 أ / الأنكرس، وبين طائفة من جيش ابن (¬8) عثمان حراب انتصر فيها المسلمون (¬9). ¬

(¬1) انظر عن (قانم الدهيشة) في: الضوء اللامع 6/ 200 رقم 690 وفيه: مات في شوال سنة. ولم يذكرها، وحوادث الزمان 1/ 312، وبدائع الزهور 3/ 257، ومفاكهة الخلان 1/ 99 وفيه «دهشة». (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) في تاريخ البصروي، والمفاكهة: «عماد الدين إسماعيل»، والمثبت يتفق مع البدائع. (¬4) خبر قضاء الحنفية في: تاريخ البصروي 130، وحوادث الزمان 1/ 313، ومفاكهة الخلان 1/ 99، وبدائع الزهور 3/ 257. (¬5) في المخطوط: «الانكوس» و «الأنكرس» يراد بهم الهنغار - المجر. (¬6) خبر سفر القاصد لم أجده في المصادر. (¬7) لم أجد لقانباي من برد بك ترجمة في المصادر. (¬8) في المخطوط: «بن». (¬9) خبر انتصار العثمانيين لم أجده في المصادر.

وفاة ابن سلامش

[وفاة ابن سلامش] [3496]- وفيه مات محمد بن محمد بن محمد بن سلامش (¬1) بن بيبرس الملك الظاهر. وكان حشما من مشاهير أولاد الأسياد. [وفاة ابن مقبل الحسني] [3497]- ومات محمد بن مقبل (¬2) الحسنيّ. أحد أجناد الحلقة. وكان له شهرة. [ذو القعدة] [استحقاق وقف الشافعية] (وفي) (¬3) ذي قعدة نودي بأنّ من كان له في وقف الشافعية تعلّقا أو استحقاقا (¬4) فليصعد إلى القلعة، ثم صعد بعض أناس ولم ينفصلوا على طائل (¬5). [انتحار إنسان] وفيه قتل إنسان من نائبة (¬6) النوبة نفسه بسكّين بقر بها بطنه لمال كان عليه لبعض أناس ضيّقوا عليه وعجز عنه (¬7). [وفاة عثمان المناوي] [3498]- وفيه مات الشيخ المعتقد، سيدي عثمان الحطاب (¬8) بن محمد بن أحمد بن عثمان (¬9) بن عطية المناوي، السراجي (¬10)، الشافعيّ، بنواحي البيت المقدس. ¬

(¬1) انظر عن (ابن سلامش) في: بدائع الزهور 3/ 257، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬2) لم أجد لمحمد بن مقبل ترجمة في المصادر. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) الصواب: «له في وقف الشافعية تعلّق أو استحقاق». (¬5) خبر استحقاق الوقف لم أجده في المصادر. (¬6) مهملة في الأصل. (¬7) خبر الانتحار لم أجده في المصادر. (¬8) في المخطوط: «الحطار» وهو يعرف بالحطاب، بمهملتين. وانظر عن (عثمان الحطاب) في: الضوء اللامع 5/ 137 رقم 475 وفيه: وفاته في ثالث شوال سنة اثنتين وتسعين! (¬9) في الضوء: «محمد» بدل «عثمان». (¬10) المناوي، السراجي: نسبة لمنية سراج بالمحلّة.

الإشاعة بسفر السلطان

وكان من عباد الله الصالحين، وللناس فيه الاعتقاد الحسن. ومولده سنة 827 (¬1). [الإشاعة بسفر السلطان] وفيه قويت الإشاعة بسفر السلطان بنفسه إلى جهة البلاد الشامية، وأخذ يلهج بذلك ويظهر أنه مسافر، ولم يكن شيء (¬2) من ذلك (¬3). [وفاة خير الدين الشنشي] [3499]- وفيه مات خير الدين الشّنشيّ (¬4)، محمد بن عمر بن محمد بن حسن (¬5) بن موسى القاهري، الحنفيّ. وكان عالما فاضلا، عارفا بالفقه، ناب في القضاء، وله فيه أشياء. وسمع الحديث، وكان ذا عقل تامّ، ومعرفة، وسياسة، ودربة، وشهرة طائلة. ومولده سنة 819. [نظر جيش دمشق] [3500]- وفيه قرّر في نظر جيش دمشق إنسان يقال له محبّ الدين الأسلميّ (¬6)، عوضا عن السيد الشريف، موفّق الدين، عبد الرحمن (¬7)، وكان (¬8) ولّيه عن قريب، وسافر، فتمرّض في طريقه ومات بدمشق في الشهر الماضي فيما أظنّ (¬9). وكان المحبّ هذا بيده نظر الجوالي، فأضيفت الوظيفة الأخرى إليه (¬10). ¬

(¬1) في الضوء: ولد سنة عشرين وثمانمائة. (¬2) في المخطوط: «شيا». (¬3) خبر الإشاعة بالسفر لم أجده في المصادر. (¬4) انظر عن (خير الدين الشنشي) في: الضوء اللامع 8/ 265، 266 رقم 711، وبدائع الزهور 3/ 257، ووجيز الكلام 3/ 1056 رقم 2264. (¬5) «حسن» ليس في الضوء، وهو في البدائع. (¬6) قال ابن الحمصي في حوادث شهر ذي القعدة سنة 925 هـ‍: [في] «عشرينه خرج محب الدين ناظر الجيش من دمشق المحروسة، متوجّهين منها إلى بلاد الروم، محتفظا عليه، وذلك بعد أن أبيع جميع موجوده». (حوادث الزمان 3/ 14) واسمه: سلامة بن يوسف الأسلمي. (انظر: مفاكهة الخلان - فهرس الأعلام 2/ 191، 192). وكان محبّ الدين المذكور ناظرا للجوالي بقلعة دمشق، فتولّى جيشها أيضا ثلاثة آلاف دينار، يلحقها ألفان آخران. (تاريخ البصروي 130). (¬7) هو عبد الرحمن بن أحمد بن حسن داود بن سالم بن معالي، أبو ذرّ العباسي، الحموي، ثم الدمشقي الحنبلي، ويعرف بموفق الدين العباسي، ولد سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة بحماة. (الضوء اللامع 4/ 49 رقم 149). (¬8) في المخطوط: «لو كان». وشطب خطا على «ال». (¬9) في الضوء: مات بدمشق في عاشر رمضان من سنة 893 هـ‍. (¬10) خبر نظر الجيش في: الضوء اللامع 4/ 49، وتاريخ البصروي 130، وبدائع الزهور 3/ 257، ومفاكهة الخلان 1/ 99.

كائنة الشهاب ابن القصيف

[كائنة الشهاب ابن القصيف] وفيه كائنة الشهاب بن القصّيف (¬1)، أحد نواب الحكم الحنفيّ، أثبت رشد إنسان حدث من أولاد الجند برشوة أخذها (¬2) على ذلك هو وآخر توكّل في ذلك، فطلبه السلطان هو والوكيل وشهود القضية، وأمر به فبطح وضرب هو وهم، ووكّل بهم، ثم أمر بنفي القاضي إلى الواح، ثم ضرب ثانيا، / 380 ب / ثم شفع فيه من النفي، وكتبت عليه قسامة بأنه لا يتولّى القضاء ولا يسعى في ذلك بل ولا يشهد. وبعث السلطان إلى القاضي الحنفيّ يلزمه على كونه لم ينظر في أمر ترشيده ذلك الذي رشّده ابن القصّيف (¬3). [إحضار رمّة دولات باي] وفيه أحضرت رمّة دولات باي الحسنيّ من أدنة، ودفن (¬4). [ذو الحجة] [وصول اثنين من المغاربة عائدين من لقاء السلطان العثماني] وفي ذي حجّة وصل إلى القاهرة اثنان من المغاربة من أهل الأندلس كانا قد توجّها إلى بلاد الروم بمكاتبة صاحب الأندلس وعلمائها وأكابرها وأعيانها بالمبايعة لابن عثمان، وأن ينجدهم وإلاّ استولى الفرنج على بلادهم بأسرها، وذكرا أنهما توجّها لبلاد ابن (¬5) عثمان من على جهة بلاد الفرنج في خفية وهما بزيّ الفرنج حتى خلصا إليه وأوصلا إليه المكاتبة بالبيعة، وأنه وعدهما بجميل، وأنه يبعث إليهما بالأصطول والمقاتلة (¬6). [ارتفاع سعر الأضاحي] وفيه عزّ وجود الضحايا وارتفع سعر [ها] (¬7)، وأبيعت كل بقرة تساوي ستة دنانير أو ¬

(¬1) لم أجد للشهاب بن القصّيف ترجمة. ووجدت ترجمة: علي بن أحمد بن هلال بن عثمان، وابنه: محمد بن علي. . المحبّ الدمشقي الحنفي ابن القصّيف، وكان ينوب عن العلاء ابن قاضي عجلون في القضاء بدمشق، ثم استقلّ به بعد التاج ابن عربشاه في أواخر شوال سنة 885 هـ‍. فدام دون سنة ثم صرف في رجب من التي تليها ودام مصروفا. وجاور بمكة. وقال السخاوي: وسمعت من يذكره بسوء كبير مع جهل. ولم يؤرّخ لوفاته. (الضوء اللامع 8/ 167 رقم 400) فيحتمل أن يكون الشهاب ابن القصّيف المذكور أعلاه هو ولد: محمد بن علي بن أحمد بن هلال بن عثمان. و «ابن القصّيف»: بكسر القاف والصاد المهملة المشدّدة. (¬2) مهملة في المخطوط. (¬3) كائنة الشهاب في: بدائع الزهور 3/ 258. (¬4) خبر إحضار الرمّة في: بدائع الزهور 3/ 258. (¬5) في المخطوط: «بن». (¬6) خبر وصول المغربيين لم أجده في المصادر. (¬7) ساقطة من المخطوط.

وفاة التقي السخاوي

سبعة باثني (¬1) عشر دينارا وزيادة على ذلك، وعزّ في يوم العيد وجودها. وأبيع فيه اللحم كل عشرة أرطال في عظمه بمائة وعشرين درهما، والبقريّ كل عشرة بمائة درهما (¬2). وكان هذا من نوادر الأعياد في ذلك (¬3). [وفاة التقيّ السخاوي] [3501]- وفيه مات التقيّ السخاويّ (¬4)، أبو بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان القاهري، الشافعيّ. أحد الحفّاظ (¬5)، شمس الدين. وكان من أهل العلم والفضل. سمع على ابن (¬6) حجر، وأحضر على الغزّي القراءات (¬7)، وسمع على غيرهما كثيرا. وكان خيّرا، ديّنا. ومولده سنة 845 (¬8). [وصول ركب المغاربة] وفيه وصل ركب (من المغاربة) (¬9) مع شيخ لهم يقال له أحمد زرّوق (¬10) من أهل فاس، وكانوا نحوا من الثمانين راحلة أخذوا في طريقهم ببرقة، وحلّ بهم الضرر، ومات منهم خلق بالعطش وتاهوا حتى وصلوا لأوجلة، فاستقام حالهم شيئا (¬11) تهيّا (¬12) لهم الحضور إلى القاهرة، وقد فاتهم السفر مع الحاج (¬13). [إعادة شروان شاه إلى ملكه] وفيه صحّ الخبر بأنّ ابن (¬14) حسن بعث جيشا كثيفا / 381 أ / من عساكره مع شروان ¬

(¬1) في المخطوط: «ثاثى». (¬2) الصواب: «بمائة درهم». (¬3) خبر الأضاحي لم أجده في المصادر. (¬4) انظر عن «التقيّ السخاوي) في: وجيز الكلام 3/ 1048 رقم 2243، والضوء اللامع 11/ 44 - 46 رقم 117، وبدائع الزهور 3/ 258، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (المستدرك على القسم الثاني) ص 296 رقم 265. (¬5) في المخطوط: «أحد الحافظ». (¬6) في المخطوط: «بن». (¬7) في المخطوط: «القرات». (¬8) في أواخرها كما قال السخاوي 11/ 44 وهو شقيقه. (¬9) تكرّر في المخطوط، وضرب على الثانية. (¬10) لم أجد له ترجمة. (¬11) في المخطوط: «شيا». (¬12) في المخطوط: «بهيا». (¬13) خبر وصول الركب لم أجده في المصادر. (¬14) في المخطوط: «بن».

وصول مبشر الحاج

شاه صاحب شماخي، ومعهم من أمرائه سليمان نجا، وخليل صوفيّ، وهما من أكابر. أمرائه، وساروا إلى جهة شماخي، وقاتلوا حيدر الأردبيليّ الذي أخرج شروان شاه وملك شما (خ) (¬1) حتى قتلوه، وأعادوا شروان شاه إلى ملكه (¬2). [وصول مبشّر الحاج] وفيه وصل مبشّر الحاج وأخبر بالأمن والسلامة، وبغلاء الأسعار بمكة المشرّفة (¬3). [حضور قاضي الحنفية بحلب إلى القاهرة] وفيه قدم القاهرة البدر (¬4) محمود بن آجا (¬5)، قاضي الحنفية بحلب، مطلوبا من السلطان، وبقي بالقاهرة مدّة، ثم عاد إلى حلب على قضائه بعد أن تكلّف مالا له صورة (¬6). * * * [وقايع هذه السنة لا فى شهر معين] [مقتل حيدر الأردبيلي] [3502]- وفيها - أعني هذه السنة - قتل حيدر بن جنيد (¬7) بن شاه شيخ بن علي بن صفيّ الأردبيلي (¬8)، الشافعيّ. شيخ الصوفية ببلاده، وكان له شهرة طائلة، وللناس فيه الاعتقاد الزائد، وله من المريدين جموعا (¬9) موفورة بحيث كان يغزو (¬10) بهم، وفتح عدّة من بلاد الجركس، وآل أمره أن ثار بشروان شاه صاحب شماخي، فاقتلع الملك منه. ¬

(¬1) «خ» كتبت فوق السطر. (¬2) خبر إعادة شروان في: أخبار الدول 3/ 94. (¬3) خبر وصول المبشر لم أجده في المصادر. (¬4) في البدائع: «البدري». (¬5) هو: محمد بن محمد بن محمود بن خليل بن أجا المقرّ الأشرف محبّ الدين، أبو الثناء القونويّ الأصل، الحلبي، ثم القاهري، الحنفي. ولد سنة 854 بحلب، وتوفي سنة 925 هـ‍. انظر عنه في: الضوء اللامع 10/ 147 رقم 585 دون ترجمة، وحوادث الزمان 3/ 11 رقم 853، وبدائع الزهور 5/ 307، ومفاكهة الخلان 2/ 100، والكواكب السائرة 1/ 303، 304، ودرّ الحبب ج 2 ق 1/ 451 - 461 رقم 565، وشذرات الذهب 8/ 139، 140، وإعلام النبلاء 5/ 391 - 394 رقم 709. (¬6) خبر حضور القاضي في: بدائع الزهور 3/ 258. (¬7) لم أجد له ترجمة. (¬8) الأردبيلي: بفتح الهمزة وسكون الراء، وضمّ الدال المهملتين وكسر الباء الموحّدة وسكون الياء المثنّاة من تحت، ثم لام. (تقويم البلدان 398) وهي نسبة لأردبيل قصبة أرمينية من أذربيجان. (¬9) الصواب: «جموع». (¬10) في المخطوط: «يغزوا» وهو غلط.

البعير العجيب

وقدم شروان شاه على يعقوب شاه بن حسن الطويل مستنجدا فأنجده على ما عرفت ذلك، وقتل حيدر (¬1). [البعير العجيب] وفيها كان بالقاهرة إنسانا (¬2) وله بعير بدين (¬3) من حدّ شفته، وكان من النوادر (¬4). [وفاة برسباي البواب] [3503]- وفيها مات برسباي البوّاب (¬5) الطويل، العلائي، الظاهريّ. أحد الطبلخانات. وكان إنسانا حشما، أدوبا، عاقلا، متديّنا. خرج إلى التجريدة، وبها بغته الأجل متمرّضا (¬6). [وفاة قرقماس الأحمدي] [3504]- وفيها مات من الأتراك: قرقماس المحمديّ (¬7)، الظاهريّ، العلم. أحد العشرات. وكان عارفا بالرمح، رأسا فيه. [وفاة قراكز] [3505]- وقراكز (¬8)، كاشف البحيرة، نائبا عن أستاذه تمراز (¬9) أمير سلاح. [وفاة جانباي المحمدي] [3506]- وجانباي المحمدي (¬10)، الخاصكيّ. ¬

(¬1) خبر مقتل حيدر في: أخبار الدول 3/ 94. (¬2) الصواب: «إنسان». (¬3) هكذا في المخطوط. ولعلّ الصحيح «بأذنين». (¬4) خبر البعير لم أجده في المصادر. (¬5) انظر عن (برسباي البواب) في: وجيز الكلام 3/ 1067 رقم 2283، والضوء اللامع 3/ 8 رقم 35، وبدائع الزهور 3/ 258. (¬6) في المخطوط: «بتمرضا». (¬7) انظر عن (قرقماس المحمدي) في: الضوء اللامع 6/ 220 رقم 730، وبدائع الزهور 3/ 258. (¬8) لم أجد له ترجمة. (¬9) لم أجد له ترجمة. (¬10) لم أجد له ترجمة.

وفاة قانصوه الأحمدي

من خواص جلبان السلطان. [وفاة قانصوه الأحمدي] [3507]- وقانصوه الأحمدي (¬1)، الخاصكي، الأشرفيّ. صهر يشبك قراقاش (¬2). [وفاة كسباي الأشرفي] [3508]- وكسباي الأشرفيّ (¬3). أحد العشرات. [وفاة طلبق الظاهري] [3509]- وطلبق (¬4) الظاهري، الخاصكيّ. [وفاة يشبك قمر] [3510]- ويشبك قمر (¬5) الأشرفي، الخاصكي. [وفاة يلباي الأقطش] [3511]-[و] (¬6) يلباي الأقطش (¬7)، المحمدي، الأشرفي، الخاصكيّ. أحد خواصّ السلطان. [وفاة يشبك السيفي] [3512]- ويشبك السيفيّ (¬8) سودون (من عبد الرحمن بن الشيخ) (¬9). [وفاة نائب قلعة إياس] [3513]- / 381 ب / ومقبل الدوادار (¬10)، نائب قلعة إياس. ¬

(¬1) انظر عن (قانصوه الأحمدي) في: الضوء اللامع 6/ 198 رقم 676 وفيه: الأشرفي إينال ويعرف بالخسيف. مات عصر يوم الجمعة ثالث عشري المحرم سنة 892 هـ‍. (¬2) لم أجد له ترجمة. (¬3) لم أجد له ترجمة. (¬4) الاسم مضبّب في المخطوط رسمته على الترجيح. (¬5) لم أجد له ترجمة. (¬6) إضافة على المخطوط. (¬7) لم أجد له ترجمة. (¬8) لم أجد له ترجمة. (¬9) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬10) لم أجد له ترجمة.

وفاة ملاج الظاهري

[وفاة ملاج الظاهري] [3514]- وملاج الظاهري (¬1). أحد العشرات. [وفاة المحبّ الزعيفراني] [3515]- وفيها - أظنّ في أحد الجمادين - مات المحبّ الزّعيفرانيّ (¬2)، أبو بكر بن أحمد بن يوسف بن محمد القاهري، الشافعيّ. سمع على جماعة، منهم: الزين الزركشيّ (¬3). ومولده سنة 828. [وفاة قاضي التكرور] [3516]- وقاضي التكرور عبد العزيز (¬4). [وفاة النور الطنتدائي] [3517]- والنور الطّنتدائيّ (¬5)، علي بن أحمد بن علي بن عبد الله الفرضيّ. ¬

(¬1) انظر عن (ملاج الظاهري) في: بدائع الزهور 3/ 258 وفيه: «وكان ديّنا، خيّرا، من ذوي العقول. ومما وقع له أنه كان بيده إقطاع خراب، وعنده عيال كثير وله أولاد، فوقف إلى السلطان وشكى له حاله، وأن إقطاعه خراب لا يحصل له منه شيء، فلم يلتفت السلطان إلى كلامه، فنزل إلى داره ودخل إلى طبقة مهجورة عنده، وعمل إلى سلبة وربطها في سقف الطبقة، وعمل فيها خيّة وشنق نفسه بها فمات، وقد هانت عليه نفسه من شدّة قهره، وكان ساكنا في الجودرية، فراح القتل في كيسه ولا تأثّر له أحد». (¬2) لم أجد للمحبّ الزعيفراني ترجمة، وإنما وجدت ترجمة أبيه: أحمد بن يوسف بن محمد بن معالي بن محمد ويعرف بالزعيفريني. ولد في يوم الأربعاء عشر ذي الحجة سنة سبع وستين وسبعمائة بدمشق، ومات في يوم الأربعاء ثاني ربيع الأول سنة ثلاثين - (830 هـ‍). انظر: الضوء اللامع 2/ 250 رقم 698. (¬3) هو عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد الزين أبو ذرّ بن الشمس بن المجالد بن الشمس المصري الحنبلي، ويعرف بالزركشي، ولد سنة 758 ومات سنة 846 هـ‍. (الضوء اللامع 4/ 136، 137 رقم 3570). (¬4) انظر عن (عبد العزيز) في: وجيز الكلام 3/ 1107، 1108، رقم 2322 (وفيات سنة 894 هـ‍) وقال السخاوي: «وفي صفر بعد حجّه وتوجّهه من مصر ليرجع لبلاده الرجل الصالح عبد العزيز التكروري، أحد أجلاّئهم، وهو ممن لقيني بمكة وغيرها. وأخذ عني، وأعلمته بحقيقة أمر ابن الأسيوطي ليزول ما يتوهّمه مما الحامل له عليه عدم تمييزه، وإن كان في الجملة يذكر بين جماعته بفضل. وحصّل كتبا كثيرة، والأعمال بالنيات». (¬5) انظر عن (النور الطنتدائي) في: الضوء اللامع 5/ 173 رقم 598.

وفاة قاضي الإسكندرية

وكان عالما، فاضلا، عارفا بالفرائض والحساب. [وفاة قاضي الإسكندرية] [3518]- وابن (¬1) عوض قاضي الإسكندرية، محمد بن محمد بن عوض (¬2) بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد العزيز السكندري، المالكيّ. وكان من بيت علم وفضل. [وفاة محمد النبوي] [3519]- ومحمد النّبوي (¬3)، العربي، التونسيّ، صاحب أبو (¬4) بكر صاحب طرابلس ومزواره (¬5). وكان شابّا. [وفاة صاحب طرابلس المغرب] [3520]- وأبو بكر بن عثمان (¬6) بن محمد الحفصيّ. صاحب طرابلس المغرب، وولد صاحب تونس. مات قتيلا بيد ابن أخيه يحيى بن المسعود صاحب تونس. وقتل معه جماعة من أعيان أصحابه. [وفاة قاضي سماوه] [3521]- وفيها مات غريقا محمود (¬7) بن مصطفى بن محمود الروميّ، ابن (¬8) قاضي سماوه. وكان له ذكر وشهرة طائلة. ¬

(¬1) في المخطوط: «وبن». (¬2) انظر عن (ابن عوض) في: بدائع الزهور 3/ 258، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬3) لم أجد له ترجمة. (¬4) الصواب: «صاحب أبي». (¬5) في المخطوط: «مزواده». (¬6) انظر عن (أبي بكر بن عثمان) في: بدائع الزهور 3/ 258، والضوء اللامع 11/ 50 رقم 129 وفيه: «أبو بكر بن صاحب تونس عثمان بن محمد بن أبي فارس أخو محمد وعبد العزيز. ولي مملكة طرابلس المغرب، وكان شابا مشكورا حيّا قريب الثمانين». (¬7) في المخطوط: «محمودا». (¬8) في المخطوط: «بن».

وفاة مسعود المريني

غرّقه (¬1) ابن (¬2) عثمان خوفا على الملك منه. وكان عالما فاضلا. ومولده بعد الأربعين وثمانماية. [وفاة مسعود المريني] [3522]- ومسعود المرينيّ، المغربيّ، الفاسي، نزيل دمشق (¬3). وكان من سلاطين المغرب الأقصى. ¬

(¬1) في المخطوط: «لحرقه». (¬2) في المخطوط: «بن». (¬3) لم أجد لمسعود المريني ترجمة في المصادر.

سنة أربع وتسعين وثمانماية

[سنة أربع وتسعين وثمانماية] [محرم] [تعريض السلطان بنواب القاضي الحنفي] في محرم عرض السلطان نواب الحكم الحنفيّ، وكلّم بعضهم كلاما مزعجا، وعرّض بالباقين. ووقع أشياء آلت إلى التحجير عليهم في الأحكام، وأن لا يحكموا إلاّ بعرض من قاضي القضاة وفي وجه الخصم، وأن يسجنوا إلاّ بإذن، ولا يعذّروا بالضرب إلاّ بإذن، إلى غير ذلك من القاضي. وعمّ ذلك سائر النواب غير (¬1) الحنفية أيضا، ومع ذلك كله، فالجرأة والإقدام لم ينعدما (¬2). [وفاة العاقل محمد] [3523]- وفيه مات العاقل (¬3)، محمد بن محمد بن عليّ. وكان شابّا كيّسا، فاضلا، أدوبا، حشما. قد قرأ وسمع أشياء. [سقوط إنسان ميتا من الإشارة] وفيه عرض إنسان من أهل الصعيد غنما للبيع، فموكس في ذلك، وانتصر آخر للماكس، / 382 أ / وأخذ بظنّن (¬4) بصاحب الغنم حتى تأثّر منه، فقال له: «اسكت عنّي»، ونهره، وأشار بيده إليه وهو يبعده عنه، فسقط ميتا. [مقتل نائب أدنة] [3524]- وفيه قتل أحمد الروميّ (¬5)، نائب أدنة، من جهة ابن (¬6) عثمان. وكان قد نزل إلى العسكر المصري بأمان، فحمل إلى حلب، فهجم عليه بمكانه بعضا (¬7) من جلبان السلطان وقتله. ¬

(¬1) في المخطوط: «بن». (¬2) خبر تعريض السلطان في: وجيز الكلام 3/ 1072، وبدائع الزهور 3/ 259. (¬3) لم أجد له ترجمة. (¬4) في المخطوط: «نظنن». (¬5) لم أجد له ترجمة. (¬6) في المخطوط: «بن». (¬7) الصواب: «بعض».

نكبة الطواشي خشقدم

[نكبة الطواشي خشقدم] وفيه نكب الطواشي خشقدم الأحمديّ، الزمام، والخازندار، واحتيط على موجوده، ووكّل به، ثم أخرج منفيّا إلى سواكن، وشمت به كثير من الناس لأذاه وظلمه وسوء تدبيره (¬1). [قتال العربان وصنّاع الجباسة] وفيه هجم عدّة من العربان على الصنّاع بالجبس (¬2) بجبل المقطّم فحصل منهم تقاتل، وعلت العرب وقتلوا بعضا من الجباسة (¬3)، وسلبوا الباقين بعد أن تعطّبوا بجراحات ونحوها (¬4). [كائنة ابن الرمّاح] وفيه كانت كائنة عبد القادر بن الرمّاح (¬5)، وهي غريبة نادرة، كان قد عرف بنفسه وتحيّل بكلّ حيلة حتى اتصل بالسلطان بأبواب غريبة من طرائق ساسان، وراج عنده. ثم أنزل السلطان بحيلة ليلا إلى القرافة، وذكر له أنه يجمعه على إنسان من عباد الله الصالحين المتقشّفين يقال له سيدي عبد القادر الدشطوطي (¬6)، وأحضر إنسانا قريب الشبه من المذكور، وجعله بمكان، وحضر السلطان إلى عنده وقبّل رجله، وأعطاه كيسا فيه المبلغ خمس ماية دينار على ما يقال. وقيل أكثر. ثم اطّلع السلطان على أنّ ذلك مفتعلا، فأحضر عبد القادر هذا وبطش به هو ومن اتفق معه على ذلك، وهو إنسان آخر خادم للمكان الذي أنزل إليه السلطان ليلا بالقرافة، وكذا الذي جعل نفسه أنه عبد القادر، وآل أمرهم أن: [موت عبد القادر الرمّاح] [3525]- مات عبد القادر الرمّاح (¬7) بالمقشّرة، بعد مقاسات (¬8) محن، وضرب. ¬

(¬1) خبر نكبة الطواشي في: وجيز الكلام 3/ 1072، وبدائع الزهور 3/ 259. (¬2) في المخطوط: «بالحبش». (¬3) في المخطوط: «الحباسة». (¬4) خبر قتال العربان لم أجده في المصادر. (¬5) كائنة ابن الرمّاح في: بدائع الزهور 3/ 259، 260، والضوء اللامع 6/ 301. (¬6) هو عبد القادر الطشطوطي - بطاءات مهملات وشين معجمة كما على الألسنة - وربّما جعلت الشين جيما، ولكن صوابه الدشطوخي بدال مهملة مكسورة وبعد الشين المعجمة طاء مهملة وبعد الواو خاء معجمة، وهي قرية من كورة البهنساوية بالصعيد،. . انتشر اعتقاده في سنة سبع وثمانين فما بعدها. (¬7) ذكره السخاوي في ترجمة (عبد القادر الطشطوشي) السابقة دون أن يصرّح باسمه. (الضوء 6/ 301). (¬8) الصواب: «مقاساة».

وصول الحاج

وكذا الخادم للمكان (¬1). وكانت هذه الكائنة من أغرب الكوائن، ذكرناها برمّتها وفيها طول في تاريخنا «الروض الباسم» (¬2). [وصول الحاج] وفيه وصل الحاج وذكروا أنه وقع بالمدينة المشرّفة كائنة كاد أن تثور (فيها) (¬3) فتنة كبيرة (¬4)، وقتل فيها إنسان، / 382 ب / وكان المثير لها بعضا (¬5) من الرفض (¬6). [عودة العساكر إلى حلب] وفيه ورد الخبر بعود العساكر إلى حلب وهم في شغب يطلبون الرجوع إلى القاهرة، وأكثر القلاع بتلك النواحي مع جماعة ابن (¬7) عثمان كسيس، وطرسوس، ونحوهما من تلك البلاد (¬8). [صفر] [تسعير المعايش] وفي صفر جمع المحتسب الكثير من الباعة، وسعّر الكثير من المعايش، وحصل بذلك بعض رفق (¬9). [وفاة مصطفى ابن المغربي] [3526]- وفيه مات بدمشق مصطفى (¬10) مملوك الشهاب ابن (¬11) المغيربيّ. الأستاذ في عمل الأسلحة التي عملوها أشياء غريبة ملوكية. ¬

(¬1) ذكر السخاوي مقتل ثلاثة أشخاص في كائنة ابن الرمّاح. (الضوء). (¬2) في القسم الضائع منه. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) في المخطوط: «فتنة كثيرة». (¬5) الصواب: «بعض». (¬6) خبر وصول الحاج لم أجده في المصادر. (¬7) في المخطوط: «بن». (¬8) خبر عودة العساكر في: وجيز الكلام 3/ 1076، وحوادث الزمان 1/ 314، وبدائع الزهور 3/ 261، ومفاكهة الخلان 1/ 100. (¬9) خبر التسعير لم أجده في المصادر. (¬10) لم أجد له ترجمة. (¬11) في المخطوط: «بن».

تأمير جانبلاط

[تأمير جانبلاط] وفيه أمّر جانبلاط من يشبك (¬1) عشرة، وخلع عليه باستمراره على إمرة الحاج هو وكرتباي على الأول. وتمّ أمر كرتباي ولم يتمّ أمر جانبلاط بعد ذلك كما سيأتي (¬2). [استرجاع أصيلا من الفرنج] وفيه وصل الخبر من جهة البحر الملح أنّ صاحب فسا غزا في الفرنج المجاورين له غزوة هائلة أخذ فيها أصيلا وأعادها للمسلمين بعد تعب كبير وقتال وحراب استشهد فيه ولده (¬3). [دخول جلبان السلطان إلى القاهرة] وفيه ابتدأ دخول جلبان السلطان إلى القاهرة شيئا فشيئا، وانزعج السلطان من ذلك، وما أفاد، وأخذ الجلبان في التسلّط على الخلق بالأذى وإخراج الناس من ديارهم لأجل سكناهم بها، حتى أصحاب الأملاك من أملاكهم. وجرت أمور غريبة ما وقع نظيرها قطّ. ولله الأمر (¬4). [ارتفاع أسعار المواد الغذائية] وفيه ارتفع سعر الأرزّ والشعير والحطب والدريس وأشياء أخر بواسطة حضور الجلبان (¬5). [ربيع الأول] [وفاة ابن البارد السخاوي] [3527]- وفي ربيع الأول مات ابن (¬6) السخاويّ (¬7) / 383 أ / عبد القادر، أخو الحافظ شمس الدين (¬8)، وأخوه أبو بكر (¬9) الماضي خبره في الخالية. ¬

(¬1) لم أجد لجانبلاط من يشبك ترجمة. (¬2) خبر تأمير جانبلاط في: بدائع الزهور 3/ 260. (¬3) خبر استرجاع أصيلا في: بدائع الزهور 3/ 260. (¬4) خبر دخول جلبان في: بدائع الزهور 3/ 260. (¬5) خبر ارتفاع الأسعار لم أجده في المصادر. (¬6) في المخطوط: «بن». (¬7) انظر عن (ابن البدر السخاوي) في: وجيز الكلام 3/ 1085 و 1103 رقم 2311، والضوء اللامع 4/ 270، 271 رقم 715 وهو: عبد القادر بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان، شقيق المؤرّخ السخاوي المعروف. (¬8) هو المؤرّخ المعروف المتوفى 903 هـ‍. (¬9) انظر عنه في الضوء اللامع 11/ 44 رقم 116.

توبيخ المحتسب كسباي

وكان إنسانا حسنا، يقرأ بالسبع، وسمع أشياء. ومولده في سنة 52 (¬1). [توبيخ المحتسب كسباي] وفيه طلب السلطان كسباي المحتسب فوبّخه وقرّعه وأنكر عليه كونه لم ينظر في المصالح بنفسه، وأمر به فبطح وضرب زيادة على العشرين عصى (¬2)، فنزل إلى القاهرة وبثّ أعوانه لإحضار الباعة والسماسرة. وجرت أمور يطول الشرح في ذكرها (¬3). [وفاة العزّ بن الحمراء] [3528]- وفيه مات العزّ بن الحمراء (¬4)، محمد الدمشقي، الحنفيّ. أحد أعيان دمشق. وكان عالما فاضلا، معتمدا عليه في دمشق. [حمل كراء الأملاك والأوقاف إلى خزانة السلطان] وفيه فرض السلطان على أرباب الأملاك والأوقاف أن يحملوا كراء ذلك للخزانة السلطانية عن شهرين. وجرت أمور يطول الشرح في ذكرها، وجبي ذلك، وكان مالا عظيما. وزعم من كان السبب في ذلك، وحرّك السلطان له أنّ ذلك يصرف في تجهّز تجريدة لقتال ابن (¬5) عثمان لعجز الخزانة السلطانية عن الوفاء بنفقة التجريدة والمصروف عليها. وأباح بعضهم أخذ هذا للسلطان. ولله الأمر (¬6). [قراءة المولد النبوي] وفيه عمل المولد النبويّ بالقلعة، وكان مختصرا (¬7). ¬

(¬1) في الضوء 4/ 270 ولد في أوائل سنة 838 هـ‍. (¬2) الصواب: «عصا». (¬3) خبر توبيخ المحتسب في وجيز الكلام 3/ 1085. (¬4) انظر عن (العز بن الحمراء) في: تاريخ البصروي 133 وفيه وفاته في 14 ربيع الآخر. ووصفه بالشيخ العلاّمة، الفقيه، الأصولي. توفي في عشر الثمانين، كان كثير الاستحضار، ملازما للجامع الأموي، صلّي عليه بالجامع الأموي، وهو في: الضوء اللامع 10/ 39، 40 رقم 116، وديوان الإسلام 2/ 257 رقم 905. (¬5) في المخطوط: «بن». (¬6) خبر حمل الكراء في: بدائع الزهور 3/ 260، 261. (¬7) خبر قراءة المولد في: وجيز الكلام 3/ 1085 وفيه قال السخاوي: ورام القضاة الإنصراف بعد صلاة المغرب، فلاطفهم بقوله: أتتركوني وحدي؟ إشارة لغيبة الأمراء، فما وسعهم إلا الجلوس، بل سرّوا بذلك. وبدائع الزهور 3/ 260.

إقتران المشتري والزهرة

[إقتران المشتري والزهرة] وفيه اقترن المشتري والزهرة، وكان اقتران المرّيخ بها في محرّم أيضا. وذكر أهل النجامة أنّ ذلك يدلّ على خير، وعساه كذلك (¬1). [دخول الأتابك القاهرة] وفيه دخل الأتابك إلى القاهرة هو ومن معه من الأمراء وبقيّة العساكر، وكان له يوما مشهودا (¬2). ومن العجب أنهم في حالة دخولهم إلى القاهرة كانت الأراجيف عمّالة بعود عساكر ابن (¬3) عثمان، والسلطان في كل جامكية يحرّض الجند على التأهّب للسفر (¬4). [عرض السلطان للجند] وفيه عرض السلطان الجند الذين كانوا / 383 ب / بالقاهرة ولم يسافروا في التجريدة، وعيّن جميع من خرج اسمهم، وحرّضهم على عمل ما يحتاجون إليه (¬5). [تعيين عشرات للتجريدة] وفيه عيّن جماعة من العشرات للخروج للتجريدة، ومن جملتهم جان بلاط الذي كان قرّر في إمرة الحاج (¬6). [ربيع الآخر] [وفاة البدر بن الغرس] [3529]- وفي ربيع الآخر مات العلاّمة البدر بن الغرس (¬7)، محمد بن محمد بن محمد بن خليل بن علي بن خليل، أبو اليسر القاهري، الحنفيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا، كاملا، ذكيا، عارفا بأصول الدين، والتصوّف، كثير الأدب والحشمة. ¬

(¬1) خبر اقتران المشتري بالزهرة لم أجده في المصادر. (¬2) الصواب: «يوم مشهود». (¬3) في المخطوط: «بن». (¬4) خبر دخول الأتابك في: وجيز الكلام 3/ 1078، وبدائع الزهور 3/ 261. (¬5) خبر عرض السلطان لم أجده في المصادر. (¬6) خبر تعيين العشرات لم أجده في المصادر. (¬7) انظر عن (البدر بن الغرس) في: وجيز الكلام 3/ 1105 رقم 2317، والضوء اللامع 9/ 220، 221 رقم 540، ومفاكهة الخلان 1/ 104، والأعلام 7/ 280، ومعجم المؤلفين 11/ 277، Brockclmann - g . 11/ 424 .

السلطان يخلع نفسه

وسمع على جماعة، وله نظم حسن، وصنّف وألّف، وناب في القضاء، ثم ترك، وولي عدّة وظائف، منها مشيخة تربة الأشرف برسباي، وتدريس قبّة الصالح، والمنصورية بالبيمارستان، والجمالية، وغير ذلك. ومولده سنة 823 (¬1). وقد رثيته بقولي: لقد أظلمت مصر وأقفرت الدنيا ... لموت عدم المثل بل أوحد العصر سأعجب إن ضاعت ليالي عصرنا ... وكيف يكون الضوء مع عدم البدر (¬2) [السلطان يخلع نفسه] وفيه كان خلع السلطان نفسه من الملك وتبرّمه منه، ثم عوده إليه بمبايعة جديدة. وكان السبب في ذلك جلبانه، فإنهم لما حضروا من التجريدة أخذوا في التعنّت والشغب، ووقع لهم أشياء كثيرة أوجبت السلطان جمع الخليفة والقضاة والعلماء والأمراء والمباشرين وجميع أرباب الدولة والجند، وتكلّم بكلمات منكية (¬3) نادرة. وآل أمره أن خلع نفسه حتى روجع في ذلك وأعيد في الوقت. وآل الأمر أن نفق في جلبانه كلّ نفر خمسين دينارا بعد أمور يطول الشرح في ذكرها (¬4). [كائنة الشهاب الشيشيني] وفيه / 384 أ / كائنة الشهاب الشيشينيّ (¬5)، وكان قد كتب هيئة رسالة للسلطان تشتمل على حلّ ما يجبى إليه من الكراوات عن الشهرين الماضي خبرهما. وبلغ ذلك الناس، فثار العوامّ، ووقع له أشياء، وكاد أن يقتل لولا اختفى بنفسه، وعمل فيه الشعراء أشياء كثيرة. وجمعت منها في ذلك نحوا من كلام عشرين إنسان (¬6). ¬

(¬1) في الضوء: ولد في يوم الجمعة منتصف المحرم سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة. (¬2) نقلهما ابن إياس في: بدائع الزهور 3/ 263. (¬3) مهملة في المخطوط. (¬4) خبر خلع السلطان في: وجيز الكلام 3/ 1078، 1079، والأنس الجليل 2/ 473، وبدائع الزهور 3/ 261، 262. (¬5) في المخطوط: «الششني». (¬6) الصواب: «عشرين إنسانا». وكتب السخاوي عن الكائنة فقال: «. . كل ذلك والإجتهاد واقع من الأتباع فيما أمر من أجله بالاجتماع بالتربة الدوادارية يشبك حسبما أوضحته في «الكبير» بدون شك. وللعامّة مدة تدندن به، وتطنّ بالتوجّه لسببه من جباية أجرة شهرين من الأوقاف والأملاك بمصر والقاهرة ونواحيها، =

فرض مال على أرباب الجوامك

[فرض مال على أرباب الجوامك] وفيه فرض السلطان على أرباب الجوامك مالا جبي منهم، وكان على صاحب الألفين أربعين (¬1) دينارا، وعلى صاحب الألف عشرين (¬2). ومن لم يوجد معه ما يعطيه منع من أخذ الجامكية إلى ستة أشهر (¬3). ¬

= ساكنها وخاليها، عامرها وخرابها، حتى من كثير من الأماكن التي بعلو الترب فيما قيل، وشون الدريس والمراكب التي في البحر والغيطان، وحوانيت الأسواق، والبيوت التي تعلوها، وما لا يكون مستأجرا، إما لسكن أصحابه به، أو لتعطيله من ساكن يقوّم المهندسون أجرته. وفوّض لناظر الخاص ذلك من داخل باب زويلة إلى الريدانية، والأستادار من خارجه إلى مصر العتيقة إلى بولاق. وفي كل من الجهتين مملوك سلطاني وكتّاب، إمّا ذهبا وإمّا فضّة بالميزان، بل يلحقهما من الأتباع للرسل والمستخلصين أكثر من شهر، مع أن التقديم المشار إليه بعثرات اللسان ومن استضعف جانبه ضرب وأخذ منه ما شاؤوا، وكذا من كان مستورا ويتوقع البهدلة ونحوها، وحلّفوا الكثير على مقدار الأجرة، وعمّت بذلك البلوى، وتزايد الكرب والبلاء، واشترك في مطلق الأخذ الأمير والمأمور، والغنيّ والصعلوك، وربما أرسل الطواشية لبيوت الأمراء، وأما إرسال الرسل للسكان والملاّك، والترسيم عليهم، فكثير ولم يحابوا قاضيا كارها أو راضيا، ولا أميرا ولا مباشرا، ولا عالما، ولا زمنا ولا سالما، ولا أرملة ولو لم تملك أنملة، ولا صالحا ولا راجحا، إلا من راقب المفوّض إليه فيه الله، حيث يقول سرّا: أخّروا هذا حتى نشاور، وإلاّ من صمّم ممن لم يجسروا عليه، ولم نسمع من هؤلاء بكثير أحد، بل لم نسمع من الشق الثاني بغير الشيخ داود أحد مفتي المالكية وعلمائهم، هذا مع عجز الشافعيّ عن اقتصارهم على شهر من الأوقاف التي تحت نظره، وزعموا أنهم لم يسمعوا بترك الأخذ من أوقاف السلطان وجهاته، وتلاشت الأوقاف زيادة على ما كانت عليه، بل آل أمرها إلى الخراب. وتحدّث الناس بأنّ المفتي بذلك الشهاب الشيشيني الحنبلي، بل قال قاضي المالكية حين الاجتماع المشار إليه بجعل ذلك في نظير أجرة الأرض، فإنّ مصر فتحت عنوة. وقيل فهما بعض الأشعار، بل كاد العامّة قتل الأول أو حرق بيته، بحيث اختفى، وكأنه لمبالغته بحيث صنّف كراسة سمّاها «تصويب رأي الإمام الناصح في الاستعانة بأخذ الأجر والمغلاّت لدرء العدوّ المكافح»، وعندي توقّف في كونهما المستند، بل هذا شيء قائم في النفس من مدّة، والظاهر أنّ بعض خواصّه ومسامريه أعلمه بسبقه له، أو هو رآه في بعض التواريخ، (وجيز الكلام 3/ 1081، 1082)، والخبر في: بدائع الزهور 3/ 262، 263. (¬1) الصواب: «أربعون». (¬2) الصواب: «عشرون». (¬3) خبر فرض المال في: وجيز الكلام 3/ 1079، وبدائع الزهور 3/ 262. وقال السخاوي: «. . . ولم يلبث أن أنفق على كل من الجلبان القادمين أربعين، ومن القرانصة ثلاثين، ثم فرّق عليهم ثمن الخيل التي تلفت منهم في الوقعة، أو في الطريق، ولم ينفق على من لم يحضرها، بل استرجع من أكثر أولاد الناس ما كانوا أخذوه من الثلاثين ورسم بأخذ عشرين دينارا من كل من له في الديوان من غير المماليك ألف درهم فما فوقها، وبأربعين ممن له ألفان، وبستين ممّن له ثلاثة، ولم يتركوا أحدا حتى الخوندات، وقطعوا للخدّام والبيوتات ونحوهم على ما قيل: شهرين شهرين».

مقتل دمرداش الجداوي

[مقتل دمرداش الجداوي] [3530]- وفيه وجد إنسان يقال له دمرداش الجداوي (¬1)، الجيش، مقتولا بمكان له بجامع الرحمة بغيط جانبك نائب جدّة. وكان دمرداش هذا فاضلا، قرأ أشياء، وكتب كتابة حسنة، بل وصنّف بعض رسائل فقهية وغيرها للسلطان. وكان حسن السمت والملتقى، كثير الأدب والحشمة. [وفاة القطب الخيضري] [3531]- وفيه مات القطّب الخيضريّ (¬2)، محمد بن محمد بن عبد الله بن خيضر بن سليمان بن داود بن فلاح بن ضميرة (¬3) البلقاويّ الأصل، الرمليّ (¬4)، الدّمشقيّ، الشافعيّ. وكان حافظا، محدّثا، عالما، فاضلا. سمع الكثير، وولي الوظائف السنيّة، منها: كتابة سرّ دمشق، والقضاء الأكبر بها، وغير ذلك. وله عدّة تصانيف. ومولده سنة 821 (¬5). [قتل نائب كركر] [3532]- وفيه بعث بالقبض على أزبك النصرانيّ (¬6)، الأشرفيّ، نائب كركر. ¬

(¬1) لم أجد له ترجمة. (¬2) انظر عن «القطب الخيضري) في: الذيل على رفع الإصر 9، والضوء اللامع 9/ 117 - 124 رقم 305، ووجيز الكلام 3/ 1099، 1100 رقم 2304، وتاريخ البصروي 133، 134، والقول المستظرف (بتحقيقنا) 48، ونظم العقيان 162 رقم 170، والبدر الطالع 2/ 245، وحوادث الزمان 1/ 315 رقم 410، وبدائع الزهور 3/ 263، وقضاة دمشق 177، والدارس 1/ 7، وتنبيه الطالب 1/ 7، وكشف الظنون 132 و 141 و 156 و 179 و 239 و 250 و 365، و 468، و 492، و 555 و 921 و 960 و 1001 و 1055 و 1102 و 1559 و 1560 و 1566 و 1889، وإيضاح المكنون 1/ 231 و 2/ 67، وهدية العارفين 2/ 215، وديوان الإسلام 2/ 235، 236 رقم 873، ومفاكهة الخلان 1/ 102، والأعلام 7/ 51، ومعجم المؤلّفين 11/ 237، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 414 رقم 775، وتاريخ الأدب العربي 2/ 97، وذيله 2/ 116، والتاريخ العربي والمؤرّخون 4/ 201، 202 رقم 197، والقاموس الإسلامي 2/ 312، والرسالة المستطرفة 94، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 4/ 154، 155 رقم 1165، ومعجم الشيوخ لابن فهد (الذيل) 389، 390 رقم 102، والكتاب العربي المخطوط وعلم المخطوطات 2/ 342. (¬3) هكذا في المخطوط، ونقلها ابن إياس في البدائع، بالراء. أما السخاوي فذكرها: «حميدة» بالدال، وقال: بالمعجمة مصغّر. (الضوء 9/ 117). (¬4) في الضوء: «الترملي». (¬5) ومثله في الضوء اللامع، وغيره. أمّا في البدائع فمولده بعد سنة 830 هـ‍! (¬6) لم أجد له ترجمة. وخبر قتله في: بدائع الزهور 3/ 263.

ظهور فرس البحر في النيل

أحد جلبان السلطان لأمر بدا منه، وآل أمره أن حزّت رأسه، وعلّقت / 384 ب / على قلعة كركر. وكان من الفجّار الأشرار. [ظهور فرس البحر في النيل] وفيه ظهرت فرس البحر بالنيل قريبا من المقياس وبجزيرة أروى، ودامت تتراءى للناس مدّة، وكانت من غرائب الحيوانات (¬1). [نفي تنبك الجمالي] وفيه تغيّظ السلطان على تنبك الجماليّ (¬2)، حاجب الحجّاب. وكان أراد أن يخلع عليه باستقراره في الرأس نوبة الكبرى فامتنع من ذلك، فأمر بنفيه (¬3). [رأس النوبة] وقرّر أزبك اليوسفيّ (¬4) في الرأس نوبة (¬5). [حجوبية الحجّاب] وقرّر تنبك قرا (¬6) في حجوبية الحجّاب (¬7). [إمرة الحاج] وقرّر في إمرة الحاج أزدمر تمساح (¬8). [الدوادارية الثانية] وفي الدوادارية الثانية شادبك آص (¬9) نائب القلعة (¬10). ¬

(¬1) خبر ظهور الفرس في: بدائع الزهور 3/ 263، 264. (¬2) توفي سنة 908 هـ‍. انظر عنه في: حوادث الزمان 2/ 169 رقم 695 و 3/ 182 (فهرس الأعلام). (¬3) خبر نفي تنبك في: وجيز الكلام 3/ 1077. (¬4) انظر عن (أزبك اليوسفي) في: الضوء اللامع 2/ 272 رقم 847 ولم يؤرّخ لوفاته. وهو توفي سنة 904 هـ‍. في شهر رمضان. انظر: حوادث الزمان 2/ 74 رقم 604، وبدائع الزهور 3/ 414. (¬5) خبر رأس النوبة في: وجيز الكلام 3/ 1077، وبدائع الزهور 3/ 264. (¬6) انظر عن (تنبك قرا) في: الضوء اللامع 3/ 43 رقم 177 ولم يؤرّخ لوفاته. وهو توفي في شهر شهبان سنة 905 هـ‍. انظر: حوادث الزمان 2/ 94 رقم 629. (¬7) خبر الحجوبية في: وجيز الكلام 3/ 1077. (¬8) تقدّمت ترجمة أزدمر تمساح قبل قليل. (¬9) هو: شادبك الأشقر من مصطفى الأشرفي. كما في: وجيز الكلام. (¬10) خبر الدوادارية في: وجيز الكلام 3/ 1077، وبدائع الزهور 3/ 264 وكان تقريره عوضا عن قانصوه الألفي.

نيابة القلعة

[نيابة القلعة] وأمّر طقطباي (¬1) من جلبان السلطان وخاصكيّته بالتحدّث في نيابة القلعة حتى يرى السلطان رأيه في ذلك، وهو باق في التحدّث على ذلك الآن من غير أن يخلع عليه بها (¬2). [مقدّميّة الألوف] وفيه صيّر يشبك من حيدر (¬3) في مقدّمي الألوف، مضافا لما بيده من الأمير اخورية الثانية (¬4). وصيّر أيضا من المقدّمين جانم (¬5) نائب قلعة حلب من جلبان السلطان، وهو غائب بحلب، وكتب إليه بذلك (¬6). وصيّر أيضا من المقدّمين / 385 أ / مغلباي الشريفيّ (¬7)، الوالي. وبقيت الولاية بيده مدّة حتى تقرّر فيها غيره (¬8). [وفاة ناظر الزردخاناه] [3533]- وفيه مات تقيّ الدين (¬9) ناظر الزّردخاناه السلطانية. وكان حشما، أدوبا. وقرّر ولده (¬10) في وظيفته. [نفقة السلطان على جلبانه] وفيه فرّق السلطان على جلبانه كل نفر خمسين دينارا، وعلى القرانصة خمسة ¬

(¬1) المرجحّ أنه طقطباي أخو كرتباي الأحمر، وقد تولّى الوزارة والأستادارية. ومات في شهر رجب سنة 908 هـ‍. انظر عنه في: حوادث الزمان 2/ 166 رقم 686 و 3/ 201 (فهرس الأعلام)، وبدائع الزهور 4/ 46. (¬2) خبر نيابة القلعة في: بدائع الزهور 3/ 264. (¬3) لم أجد له ترجمة. (¬4) بدائع الزهور 3/ 264. (¬5) انظر عن (جانم) في: الضوء اللامع 3/ 65 رقم 260 وهو مات في سنة 897 هـ‍. (¬6) بدائع الزهور 3/ 264. (¬7) انظر عن (مغلباي الشريفي) في: الضوء اللامع 10/ 165 رقم 674 وفيه مات بالطاعون في سنة 897 هـ‍. ووجيز الكلام 3/ 1289 رقم 2504، وبدائع الزهور 3/ 288. (¬8) وجيز الكلام 3/ 1077، بدائع الزهور 3/ 264. (¬9) لم أتبيّن من هو. (¬10) هو عبد الباسط كما في: بدائع الزهور 3/ 264.

قبض شاه بضاغ على ولدين لأخيه

وعشرين. ونفق في الجلبان أربعون (¬1). وتأخّرت العشرة، ووعدهم بأنه يعطيها لهم (¬2). [قبض شاه بضاغ على ولدين لأخيه] وفيه ورد الخبر بأنّ شاه بضاغ ابن دلغادر حضر إلى بلاد الأبلستين ومعه جمايع من عسكر ابن عثمان، وأنه كبس على أخيه علاء الدولة، وقبض على ولدين له، فانزعج السلطان لهذا الخبر (¬3). [نظر الجيش] وفيه استقرّ الشهاب بن الجمال ابن كاتب جكم في وظيفة نظر الجيش عوضا عن البدر ابن (¬4) أخيه، ونقص له من المقرّر على الوظيفة في اليوم (¬5). [حجوبية دمشق] وفيه غيّر السلطان عدّة من أمراء البلاد الشامية، فقرّر في حجوبية دمشق يونس (¬6) نائب البيرة (¬7). [نائب البيرة] وفي نيابة البيرة إينال باي (¬8) من جلبانه وأقربائه (¬9). [نيابة قلعة الروم] وفي نيابة قلعة الروم باكير أبو بكر بن صالح الكرديّ (¬10)، حاجب حلب (¬11). ¬

(¬1) الصواب: «أربعين». (¬2) خبر نفقة السلطان في: بدائع الزهور 3/ 264. (¬3) خبر القبض في: بدائع الزهور 3/ 264. (¬4) في المخطوط: «بن». (¬5) خبر نظر الجيش في: وجيز الكلام 3/ 1086، وبدائع الزهور 3/ 264. (¬6) هو شرف الدين يونس. كان حيا في سنة 900 هـ‍. (مفاكهة الخلان 1/ 160) و 2/ 244 (فهرس الأعلام)، وحوادث الزمان 3/ 218 (فهرس الأعلام). (¬7) خبر الحجوبية في: تاريخ البصروي 135، وحوادث الزمان 1/ 316، وبدائع الزهور 3/ 264. (¬8) لم أجده. (¬9) خبر نائب البيرة في: بدائع الزهور 3/ 264. (¬10) لم أجد له ترجمة. (¬11) خبر نيابة القلعة في: بدائع الزهور 3/ 264.

حجوبية حلب

[حجوبية حلب] وفي حجوبية حلب قانصوه الغوريّ (¬1)، وهو سلطان عصرنا الآن (¬2). [دوادارية السلطان بدمشق] وقرّر في دوادارية السلطان بدمشق أركماس من وليّ الدين (¬3). [دوادارية السلطان بحلب] وفي دوادارية السلطان بحلب قنبك نائب بهسنا (¬4). [نيابة بهسنا] وفي نيابة بهسنا كرتباي (¬5) الأشرفيّ من الجندية (¬6). [ضبط مصروفات السلطان] وفيه ضبطت الأموال التي صرفها هذا السلطان في نفقات / 385 ب / التجاريد منذ سلطنته إلى هذا التاريخ. وكانت على ما بلغني سبعة آلاف ألف دينار وماية وخمسة وستون (¬7) ألف دينار. وما هذا إلا مال عظيم يتعجّب منه (¬8). [الشفاعة في تنبك الجمالي] وفيه شفع في تنبك الجماليّ، فطلبه السلطان وخلع عليه كامليّة. وأعيدت إليه تقدمته. ¬

(¬1) انظر عن (قانصوه الغوري) في: حوادث الزمان 2/ 287 رقم 839، وتاريخ ابن سباط 2/ 936، وبدائع الزهور 5/ 70، 71، وواقعة السلطان الغوري لابن زمبل 36، وارتياح الخاطر في معرفة الأواخر لابن طولون - مخطوط بلدية الإسكندرية رقم 2208، ورقة 52 ب، والكواكب السائرة 1/ 284 - 297، ومفاكهة الخلان 2/ 24، وشذرات الذهب 8/ 113 - 115، وتاريخ الأزمنة 391، وحدائق الياسمين 195، والمنح الرحمانية 76، وأخبار الدول 2/ 326، 327. (¬2) خبر حجوبية حلب في: بدائع الزهور 3/ 264. (¬3) خبر دوادارية السلطان في: تاريخ البصروي 135، وحوادث الزمان 1/ 316، وبدائع الزهور 3/ 265، وانظر عن: أركماس في: مفاكهة الخلان 2/ 163 (فهرس الأعلام) وفيه: اركماس من طرباي الدوادار الكبير بدمشق. (¬4) لم أجد لقنبك وخبر دوادارية حلب ذكرا في المصادر. (¬5) لم أجد له ترجمة. (¬6) خبر نيابة بهسنا في: بدائع الزهور 3/ 265. (¬7) الصواب: «وستين». (¬8) الخبر انفرد به المؤلف رحمه الله.

اتهام الخليفة بعظائم

وأشيع بأنه يقرّر في إمرة مجلس في وقت الخدمة في مرتبة أمير مجلس، لكن لم يخلع عليه بها إلى الآن (¬1). [اتهام الخليفة بعظائم] وفيه وقّع بعض إلى السلطان كاغدة بعظائم مهولة وأمور شنيعة في حق الخليفة، لولا لطف الله تعالى، حتى سكن الحال (¬2). [تحالف شاه بضاغ مع العثمانيين] وفيه صحّ الخبر بأنّ شاه بضاغ بن دلغادر في أطراف مملكة ابن (¬3) عثمان مما يلي بلاد الأبلستين، وأنه في جمع من عسكر ابن (¬4) عثمان ومعه أمير من أمرائه يقال له إسكندر بن ميخائيل، وقد انضمّ إليهم الكثير من الدلغادرية (¬5). [وفاة جار قطلوا السيفي] [3534]- وفيه مات جار قطلوا السيفيّ (¬6) أركماس الظاهريّ. وكان إنسانا حسنا، عنده فضيلة علمية، ويكتب خطّا حسنا، وتنقّل في عدّة ولايات وأسر عند ابن (¬7) عثمان. ثم بعث به مع / 386 أ / سيباي نائب سيس، فاتفق أن بغته الأجل بطريقه قبل وصوله إلى حلب. [جماد الأول] [خطبة قاضي الشافعية] وفي جماد الأول خطب الزين زكريا (¬8) قاضي الشافعية بالسلطان خطبة عدّت من النوادر (¬9) خطب القلعة (¬10). ¬

(¬1) خبر الشفاعة في: بدائع الزهور 3/ 265. (¬2) خبر اتهام الخليفة لم أجده في المصادر. (¬3) في المخطوط: «بن». (¬4) في المخطوط: «بن». (¬5) خبر التحالف لم أجده في المصادر. (¬6) لم أجد له ترجمة في المصادر. (¬7) في المخطوط: «بن». (¬8) هو زين الدين زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري الشافعي، المتوفى سنة 927 هـ‍. انظر عنه في: حوادث الزمان 3/ 30 - 33 رقم 881 وفيه حشدت مصادر ترجمته. (¬9) الصواب: «عدت من نوادر». (¬10) خبر الخطبة لم أجده في المصادر.

أتابكية حماه

[أتابكية حماه] وفيه قرّر في أتابكية حماه عبد الرزاق بن دلغادر (¬1) أخو علاء الدولة، عوضا عن ابن (¬2) طرغل (¬3). [نيابة طرسوس] ونقل ابن (¬4) طرغل إلى نيابة طرسوس قبل ذلك (¬5). [الغلاء بمكة] وفيه وردت الأخبار بغلاء الأسعار بمكة المشرّفة (¬6). [موت سلطان اليمن] [3535]- وقيام الفتن بنواحي اليمن بموت سلطانها عبد الوهاب (¬7) بن عامر بن تاج الدين بن طاهر (¬8)، وقيام آخر له على ولده عامر الذي ولّي عوضا عن عبد الوهاب (¬9). [تفريق نفقة الجند للسفر] وفيه فرّقت نفقة الجند المعيّن للسفر، وكانت نحوا من مائة وخمسين ألف دينار غير الجوامك، وثمن الجمال. ثم حملت نفقات الأمراء المعيّنين، ومنهم قانصوه الشاميّ أحد مقدّمي الألوف، وهو الباش على هذه التجريدة، ويشبك جنب (¬10) الرأس نوبة الثاني، وأزدمر الفقيه (¬11) الظاهريّ، وقد صيّر من الطبلخانات، وكرتباي من تمرباي (¬12) الأشرفيّ ¬

(¬1) لم أجد له ترجمة. وله ذكر في: مفاكهة الخلان 1/ 67 في حوادث سنة 890 هـ‍. (¬2) في المخطوط: «بن». (¬3) خبر أتابكية حماه في: بدائع الزهور 3/ 265 ولم أجد لابن طرغل ترجمة. (¬4) في المخطوط: «بن». (¬5) خبر نيابة طرسوس في: بدائع الزهور 3/ 265. (¬6) خبر الغلاء لم أجده في المصادر. (¬7) انظر عن (عبد الوهاب سلطان اليمن) في: وجيز الكلام 3/ 1108، 1109 رقم 2325، والضوء اللامع 5/ 100 رقم 375، وشذرات الذهب 7/ 356. (¬8) في الضوء والوجيز: عبد الوهاب بن داود بن طاهر. (¬9) وجيز الكلام 3/ 1109، الضوء 5/ 100. (¬10) انظر عن (يشبك جنب) في: الضوء اللامع 10/ 276 رقم 1086 وفيه مات سنة 897 هـ‍. (¬11) انظر عن (أزدمر الفقيه) في: الضوء اللامع 2/ 276 رقم 869 ولم يؤرّخ لوفاته. (¬12) لم أجده.

وفاة المحب السيوطي

ابن (¬1) أخت السلطان، وأصطمر من وليّ الدين (¬2) أحد العشرات، وحرّضهم السلطان أن يسرعوا في تجهّزهم للخروج (¬3). [وفاة المحبّ السيوطي] [3536]- وفيه مات المحبّ السيوطيّ (¬4)، / 386 ب / محمد بن أحمد بن أحمد القاهري، الشافعيّ، (أخو) قاضي القضاة الولي السيوطيّ. وكان فاضلا، ناب في القضاء، وولي خطابة الجامع المؤيّدي بباب زويلة، وغير ذلك من الوظائف. وكان مشكورا. [وفاة البدر بن الجليس] [3537]- وفيه مات البدر بن الجليس (¬5)، محمد بن محمد بن محمد بن محمد القاهري، الحنبليّ. أحد نواب الحكم، وكان له شهرة في الحنابلة. سمع على جماعة. ومولده سنة 819 (¬6). [جمادى الآخر] [إمرة عشرة] وفي جماد الآخر أمّر طوخ المحمديّ (¬7) البجمقدار عشرة (¬8). [سلخ ابن الديوان وولده] [3538]- وفيه سلخ أحمد بن الديوان (¬9) وولده محمد (¬10) بالمقشّرة، بعد أمور ¬

(¬1) في المخطوط: «بن». (¬2) لم أجده. (¬3) خبر تفريق النفقة في: وجيز الكلام 3/ 1079، وبدائع الزهور 3/ 265. (¬4) انظر عن (المحب الأسيوطي) في: وجيز الكلام 3/ 1102 رقم 2310، والضوء اللامع 6/ 316 رقم 1044، وبدائع الزهور 3/ 265. (¬5) انظر عن (ابن الجليس) في: وجيز الكلام 3/ 1108 رقم 23123، والضوء اللامع 10/ 14 رقم 35، وبدائع الزهور 3/ 265، وشذرات الذهب 7/ 356، 357. (¬6) في الشذرات: مولده بحدود سنة 820 هـ‍. ظنّا. (¬7) كان حيّا في سنة 907 هـ‍. (حوادث الزمان 2/ 136) و 3/ 201 (فهرس الأعلام). (¬8) خبر إمرة عشرة في: بدائع الزهور 3/ 266. (¬9) لم أجد له ترجمة. (¬10) لم أجد له ترجمة.

خروج قانصوه الشامي والأمراء

جرت عليهما، ثم شهّرا بالقاهرة على جملين (¬1). [خروج قانصوه الشامي والأمراء] وفيه خرج قانصوه الشاميّ ومن معه من الأمراء، وهم ستة، وكان لخروجهم يوما حفلا (¬2). [وفاة قراكز الأشرفي] [3539]- وفيه مات قراكز الأشرفي (¬3) إينال، أحد العشرات، بطّالا بالقاهرة. وقد عجز وكبر سنّه. وكان لا بأس به. [مراسلة السلطان العثماني إلى قايتباي بالصلح] وفيه وصلت مكاتبة داوود باشا وزير ابن (¬4) عثمان إلى الأتابك أزبك بأنه إن أشار على السلطان يبعث قاصد (¬5) وبعثه إلى ابن (¬6) عثمان يكون الصلح، فأعيد إليه الجواب بأنه متى حلّيت (¬7) القلاع، وأطلق للتجار بالمماليك (¬8) المجيء إلى هذه المملكة يكون الصلح. وجرت بعد ذلك أمور في قضية هذا الصلح، وهي مسلسلة إلى الآن، والسلطان ينكر ذلك ويقول: «هذا حيلة» (¬9). ¬

(¬1) خبر سلخ ابن الديوان في: وجيز الكلام 3/ 1088 وفيه: رسم السلطان بسلخ الشهاب ابن الديوان أستاداره بحلب ووكيله فيها بعد ابن الصوّا، بعد أن ضرب ابنه مقارع، ثم شهرهما وأودعهما المقشّرة، ثم سلخا، وبديء بالأب وابنه ينظر، بحيث انزعج وتكلّم بكلمات يسيرة، ثم مات قبل سلخه فيما قيل. وانظر: بدائع الزهور 3/ 265، 266 وفيه: وكان أحمد بن الديوان من أعيان الرؤساء بحلب، وكان من أخصّاء السلطان، فنقل عنه أنه كاتب ابن عثمان في شيء من أخبار المملكة، فلما بلغ السلطان ذلك تغيّر خاطره عليه، وجرى له أمور يطول شرحها. (¬2) الصواب: «يوم حافل». وخبر خروج قانصوه في: وجيز الكلام 3/ 1079، وبدائع الزهور 3/ 26، ومفاكهة الخلان 1/ 106. وقال ابن إياس: قيل بلغت النفقة على الجند والأمراء في هذه التجريدة الخفيفة نحوا من مائة وخمسين ألف دينار، غير جامكية أربعة أشهر وثمن الجمال. وكان السلطان دربا في خروج هذه التجريدة لصون مدينة حلب. (¬3) لم أجد له ترجمة. (¬4) في المخطوط: «بن». (¬5) الصواب: «قاصدا». (¬6) في المخطوط: «بن». (¬7) الصواب: «متى حللت»، أو «أخليت». (¬8) الصواب: «وأطلق تجار المماليك». (¬9) خبر المراسلة في: وجيز الكلام 3/ 1080، وبدائع الزهور 3/ 266.

انعقاد مجلس بشأن ابن قاضي عجلون

[انعقاد مجلس بشأن ابن قاضي عجلون] وفيه عقد مجلس بالصالحية بالقضاة الأربع (¬1) وغيرهم بأمر السلطان (بسبب) (¬2) التقيّ بن القاضي (¬3) عجلون شيخ الشافعية بدمشق، وقد حصل بينه وبين إنسان يقال له (القمني) (¬4) أمور، وانفصل هذا المجلس لا على طائل (¬5). [رجب] [التشديد على أهل الأملاك والأوقاف] وفي رجب اشتدّ الطلب على أهل الأملاك والأوقاف بسبب ما فرض عليهم من كراء الشهرين، ووقعت جزئيات (¬6) يطول الشرح في تفصيلها (¬7). [شادّية الشون] وفيه قرّر في شادّية الشون تنبك المحمدي الأشرفيّ، أحد العشرات، وأشرك (¬8) معه آقبردي ططر (¬9) الظاهريّ، أحد العشرات أيضا. وأقام كلّ منهما ثلاثة من رؤوس (¬10) نوب النقباء ثلاثة ذلك، فصاروا ستة، وعدّ ذلك من النوادر (¬11). [حيلة صاحب العراقين مع الأكراد] وفيه ورد الخبر بأنّ يعقوب شاه صاحب العراقين ثار به أخوه يوسف وبابنه إلى جهة آمد وديار بكر، ثم ظهر أنّ ذلك كان حيلة، حتى أخذ يعقوب جمعا من الأكراد وغيرهم / 387 أ / بتلك النواحي، باتفاق مع أخيه على ذلك (¬12). ¬

= وقال السخاوي إن قاصد داود باشا عوّق بغزّة ومنع من الدخول، ثم حصل الإذن له. (¬1) الصواب: «بالقضاة الأربعة». (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) هكذا في المخطوط، والصواب: «ابن قاضي». (¬4) مهملة في المخطوط، وكتبت فوق السطر. (¬5) خبر انعقاد المجلس في: وجيز الكلام 3/ 1089. (¬6) مهملة في المخطوط. (¬7) خبر التشديد لم أجده في المصادر. (¬8) في المخطوط: «وأشرل». (¬9) لم أجد له ترجمة. (¬10) في المخطوط: «رؤس». (¬11) خبر شادّية الشون في: بدائع الزهور 3/ 266. (¬12) خبر حيلة صاحب العراقين لم أجده في المصادر.

مولد سيدي أحمد البدوي

[مولد سيدي أحمد البدوي] وفيه كان الجمع بطنبدا بمولد سيدي أحمد البدوي جمعا وافرا، سيما بالجلبان، وعدّ من نوادر الموالد هناك (¬1). [ختان ولدي قاضي الحنفية] وفيه كان ختان ولدي قاضي الحنفية الناصر بن الإخميميّ، وكان حافلا، ووقع فيه أشياء نادرة (¬2). [وفاة الجمال الكوراني] [3540]- وفيه مات الجمال الكورانيّ (¬3)، شيخ خانقاه سعيد السعداء، عبد الله بن محمد بن حسن بن خضر (¬4) الأردبيلي، الشافعيّ. وكان عالما، فاضلا، بارعا في عدّة فنون، خيّرا، ديّنا، ساذجا، سليم الفطرة. ومولده بعد الثلاثين وثمان ميّه (¬5). [رخاء الأسعار] وفيه كانت الأسعار مرخيّة، والفواكه كثيرة (¬6). [شعبان] [مشيخة خانقاه سعيد السعداء] وفي شعبان عرض على السلطان جماعة من الفضلاء الشافعية ليختار منهم من يولّيه مشيخة (خانقاه) (¬7) سعيد السعداء (¬8)، وما اختار أحد (¬9) في يومه ذلك. ثم بعد ذلك قرّر فيها الزين عبد الرحمن الشنتناوي (¬10). ¬

(¬1) خبر المولد لم أجده في المصادر. (¬2) خبر الختان لم أجده في المصادر. (¬3) انظر عن (الجمال الكوراني) في: وجيز الكلام 3/ 1101 رقم 2307، وفيه وفاته في شهر شعبان، والضوء اللامع 5/ 48، 49 رقم 185، ونظم العقيان 121 رقم 84، وبدائع الزهور 3/ 266، ومفاكهة الخلان 1/ 108. (¬4) في الضوء: عبد الله بن محمد بن خضر، بسقوط: «حسن». (¬5) في الضوء: ولد سنة ثماني عشرة وثمانمائة تقريبا. (¬6) خبر الرخاء لم أجده في المصادر. (¬7) كتبت فوق السطر. (¬8) في المخطوط: «سعيد السعيد». (¬9) الصواب: «أحدا». (¬10) مهملة في المخطوط، كتبتها ترجيحا.

وفاة عمر بن الجيعان

[وفاة عمر بن الجيعان] [3541]- وفيه مات عمر بن أبي البقاء (¬1) محمد بن الجيعان. وكان شابا حشما، أسف والده عليه جدا، وكانت جنازته حافلة. [ثورة الجلبان على السلطان] وفيه فشت الإشاعة بثوران الجلبان وركوبهم على السلطان بسبب العشرة دنانير التي تأخّرت لهم من الخمسين. وكان بالقلعة اضطرابا (¬2) وحركة زائدة من الجلبان حتى أغلق السلطان باب الدهيشة، ونقل كثير من الناس أمتعتهم من ديارهم. وآل الأمر بعد ذلك إلى أن طلب السلطان الجلبان بين يديه ووبّخهم وحذّرهم وأنذرهم. ثم نفق فيهم العشرة دنانير، ومع ذلك فما انقطع القال والقيل، لا سيما ممّن لم يعط شيئا (¬3) من الدين فرّوا في اليوم الكائنة مع عساكر ابن (¬4) عثمان. ووقعت جزئيّات تطول. [الحريق بدمشق] وفيه ورد الخبر (¬5) من دمشق بأن (¬6) وقع بها حريق مهول ذهب فيه كثير من الأماكن والأموال، وأعيا (¬7) الناس طفيه (¬8). [مقتل ثائر بتونس] [3542]- وفيه ورد الخبر من جهة تونس بأنّ إنسانا يقال له عبد المؤمن، وهو ولد إبراهيم ابن (¬9) صاحب تونس عثمان ثار لصاحب تونس يحيى ابن (¬10) عمّه، وخرج ¬

(¬1) انظر عن (عمر بن أبي البقاء) في: وجيز الكلام 3/ 1110 رقم 2329، والضوء اللامع 6/ 135 رقم 416. (¬2) الصواب: «اضطراب». (¬3) في المخطوط: «شيا». (¬4) في المخطوط: «بن». (¬5) في المخطوط: «بان» ثم ضرب عليها. (¬6) الصواب: «بأنه». (¬7) الصواب: «واعيى». (¬8) خبر الحريق بدمشق في: وجيز الكلام 3/ 1079 و 1090 (في شهر رجب)، وتاريخ البصروي 135، 136، وحوادث الزمان 1/ 316، ومفاكهة الخلان 1/ 106 وفي المصادر تفاصيل. (¬9) في المخطوط: «بن». (¬10) في المخطوط: «بن».

وفاة أبي عبد الله البيدموري

عليه، وآل (¬1) أمره إلى قتله (في رجب) (¬2)، وملك تونس (¬3). [وفاة أبي عبد الله البيدموري] [3543]- وورد الخبر بموت (¬4) الشيخ أبو (¬5) عبد الله البيدموريّ (¬6)، محمد بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن محمد التركي (¬7) (الكردي) (¬8)، الآمدي، المغيدي (¬9)، / 387 ب / التونسي، المالكيّ. وكان عالما فاضلا، علاّمة، عارفا بفنون كثيرة، وولي عدّة وظائف، منها لما كان بهذه البلاد قضاء المالكية، ونظر الجيش، وكتابة الجيش، وقضاء المحلّة بتونس. ومولده سنة 816 (¬10). [وصول أمير عثماني مأسورا] وفيه كان وصول اسكندر بن ميخال (¬11)، أحد أمراء ابن (¬12) عثمان إلى القاهرة مأسورا، ومعه جماعة من العثمانية، وقد أخذوا بعد أن تقاتل هو وبعضا (¬13) من نواب البلاد الشامية، وعلاي الدولة. وكان القائم بالحراب شاه بضاغ فكسر هو والعثمانية، وفرّ وأخذ اسكندر هذا، وكان لدخوله إلى القاهرة يوما مشهودا، وهو مسجون بها الآن (¬14). ¬

(¬1) في المخطوط كتب: «وآل آمره إلى وامور إلى قتله». (¬2) كتبتا فوق السطر. (¬3) خبر مقتل الثائر في: وجيز الكلام 3/ 11021 رقم 2326، والضوء اللامع 10/ 258 رقم 1035، وشذرات الذهب 7/ 357، (¬4) في المخطوط: «لموت». (¬5) الصواب: «أبي». (¬6) انظر عن (البيدموري) في: وجيز الكلام 3/ 1106 رقم 2319، والضوء اللامع 6/ 286، 287 رقم 961. (¬7) ويقال له: التريكي بالتصغير. (¬8) تكرّرت في المخطوط. (¬9) هكذا في المخطوط، ولم أتحقق من صحتها. (¬10) في الضوء: ولد سنة 820 أو قبلها تقريبا. (¬11) مهملة في المخطوط. ولم أجد لإسكندر ترجمة في المصادر. (¬12) في المخطوط: «بن». (¬13) الصواب: «وتقاتل هو وبعض». (¬14) خبر وصول الأمير في: وجيز الكلام 3/ 1080، وبدائع الزهور 3/ 266، 267، ومفاكهة الخلان 1/ 107. وقال ابن إياس: وكتب إليّ بعض الشاميين أنه لما دخل الشام كان في الحديد، فطرحه نائبها عنه، وأخرج إلى القصر الأبلق، ولكنه لما دخل القاهرة كان في الحديد، وكان في دخول البلدين على رأسه =

زيادة النيل

[زيادة النيل] وفيه في عدّة أيام زاد النيل زيادة نادرة (¬1). [وفاة المجد القلعي] [3544]- وفيه مات المجد القلعيّ (¬2)، إسماعيل. [وفاة الصلتي] وصهره، أبو العباس المقرىء، الصّلتي (¬3). الشافعيّان، وكانا من خيار الناس. [وفاة سودون الثور] [3545]- وفيه مات سودون الثور (¬4). أحد العشرات. [وفاة مرجان الجمالي] [3546]- ومرجان الجمالي (¬5) ستماية، الطواشي. وقد شاخ، وكان غير خال من فضيلة. [رمضان] [كسر النيل] وفي رمضان في أوله، ووافق سادس مسرى، كان كسر النيل عن الوفاء، ونزل ¬

= الطرطور بالدائر الذهب على عادة بلادهم، وصحبتهم صناجق منكوسة. (¬1) خبر زيادة النيل في: بدائع الزهور 3/ 267. (¬2) انظر عن (المجد القلعي) في: وجيز الكلام 3/ 1101، 1102 رقم 2308، والضوء اللامع 2/ 281، 282 رقم 890، وهو: إسماعيل بن إبراهيم بن حسن بن إبراهيم بن عمر القلعي، القاهري، الشافعيّ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (المستدرك على القسم الثاني) ص 116 رقم 71. وهو من مواليد سنة 813 هـ‍. (¬3) انظر عن (الصلتي) في: وجيز الكلام 3/ 1102 رقم 2309. (¬4) انظر عن (سودون الثور) في: بدائع الزهور 3/ 267، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬5) في المخطوط: «الجمال». بدائع الزهور 3/ 267، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع.

شدة الحر في رمضان

الأتابك أزبك إلى كسره، وكان كسرا حافلا لكثرة الجلبان به، وأفطر فيه بعضا (¬1) من العوام والأوباش من العطش بالحركة والحرّ في هذا اليوم (¬2). [شدّة الحرّ في رمضان] وفيه قوي الحرّ حتى أكل كثير من الناس وشربوا، وعطش فرّان ومانع نفسه من الماء حتى يؤذّن المغرب فسقط مغشيّا عليه، ومات لوقته (¬3). [القبض على سكارى] وفيه قبض على بعض غلمان ومنهم سكارى في ليالي هذا الشهر، واطّلع على إنسان وهو يؤكل نهارا من غير موجب بل فعله ريبة (¬4). [مقتل إنسان من أجل رغيف] وفيه تضارب اثنان على رغيف من الخبز فحنق أحدهما من الآخر فضربه بسكين كان معه فقتله (¬5). [إسلام يهوديّ] وفيه أسلم يهوديّ من بلاد الفرنج باختياره وطوعه (¬6). [وجود قتلى بالليل] وفيه في بعض لياليه غير ما مرة وجد غير ما يخبره (¬7) قتيلا (¬8). [وفاة حاجي بك التركماني] [3547]- وفيه مات حاجي بك بن أوزاد (¬9) التركمانيّ، أمير الجون، بطّالا بالقاهرة. وكان إنسانا لا بأس به. ¬

(¬1) الصواب: «بعض». (¬2) خبر كسر النيل في: وجيز الكلام 3/ 1096، وبدائع الزهور 3/ 267. (¬3) خبر شدّة الحرفي: وجيز الكلام 3/ 1096 وبدائع الزهوء 3/ 267. (¬4) مهملة في المخطوط، وخبر السكارى لم أجده في المصادر. (¬5) خبر مقتل إنسان لم أجده في المصادر. (¬6) خبر إسلام يهودي لم أجده في المصادر. (¬7) كذا. (¬8) خبر القتلى بالليل لم أجده في المصادر. (¬9) لم أجد له ترجمة.

ضيافة الأتابك أزبك للأمراء

[ضيافة الأتابك أزبك للأمراء] وفيه أضاف الأتابك أزبك الأمراء عنده بالأزبكية / 388 أ / وكانت ليلة حافلة أوقدت فيها الوقايد، وأطلقت النفوط، وحضرها الناس للفرجة (¬1). [وفاة الحزاعي] [3548]- وفيه مات الحزاعي (¬2) العارف بصناعته، أحمد بن (رسلان) (¬3). [شوال] [موافقة عيدي المسلمين والقبط] وفي شوال، وكان بالسبت، وكان أول توت (¬4) موافق (¬5) عيدي المسلمين والقبط (¬6). [وصول إنسان يدّعي أنه ابن السلطان العثماني] وفيه وصل إلى القاهرة إنسان من حلب ادّعى أنه ابن (¬7) عثمان ولد السلطان محمد بن عثمان (¬8)، وأنه أخا (¬9) لأبي يزيد سلطان الروم الآن، وأنه ولد وربّي من سريّة ببلاد التتار والفرنج، وشكّ في أمره؛ بل ما ثبت ذلك. ومع ذلك فأكرمه السلطان وأحسن إليه (¬10). [خروج الحاج] وفيه خرج الحاج من القاهرة، وكان قليلا (¬11). [وفاة خشقدم الوزير] [3549]- وفيه مات بسواكن (¬12) خشقدم الوزير (¬13) الأحمدي، الطواشي، الزمام، والخازندار. ¬

(¬1) خبر ضيافة الأتابك لم أجده في المصادر. (¬2) هكذا في المخطوط. ولم أتحقق صحته. (¬3) كتبت فوق السطر. ولم أجد لابن رسلان ترجمة. (¬4) توت: هو أول شهور السنة عند القبط. (¬5) الصواب: «موافقا». (¬6) خبر موافقة العيدين في: بدائع الزهور 3/ 267. (¬7) في المخطوط: «بن». (¬8) في المخطوط: «علي». (¬9) الصواب: «أخ». (¬10) خبر وصول الإنسان لم أجده في المصادر. (¬11) خبر خروج الحاج في: بدائع الزهور 3/ 267. (¬12) سواكن: ميناء سودانية تطل على البحر الأحمر ما بين بورسودان في الشمال التي تبعد عنها نحو 36 ميلا، وبلدة طوكر في الجنوب وتبعد عنها بنحو 40 ميلا. وبه أقدم وأكبر مواني السودان. (القاموس الإسلامي 4/ 547). (¬13) انظر عن (خشقدم الوزير) في: =

وفاة مرجان التقوي

وكان إنسانا سيّئا، من شرّ عباد الله. [وفاة مرجان التقوي] [3550]- (وفيه مات الطواشي مرجان التقويّ (¬1). وكان إنسانا حسنا، من خير عباد الله) (¬2). [وفاة أبي الفضل المحلّي] [3551]- وفيه مات أبو الفضل، محمد المحلّي (¬3)، الحنفيّ. وكان عالما فاضلا، خيّرا، ديّنا، مع تهوّر في البحث. [ذو القعدة] [الريح العاصفة بدمشق] وفي ذي قعدة وصل الخبر من دمشق (بأنه) (¬4) وقع الحوادث الغريبة أنه هبّت ريح عاصفة في يوم جمعة، وفزع الناس منها حتى كادوا أن يعطّلوا الجمعة، وسقط بها الكثير من الأماكن (¬5)، واقتلعت الكثير من الأشجار (¬6). [الصاعقة بقرية اليمّونة] ثم ورد الخبر إلى دمشق بعد أيام من هبوب هذه الريح قليلة بأنه كان في قرية يقال لها الليمونة (¬7) في هذا اليوم بعينه، بعد العصر، ريح عاصفة شديدة، ونزلت نار عظيمة ¬

= الضوء اللامع 3/ 176، 177 رقم 682، ووجيز الكلام 3/ 1073، وبدائع الزهور 3/ 267. (¬1) انظر عن (مرجان التقوي) في: بدائع الزهور 3/ 267، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬2) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬3) انظر عن (محمد المحلّي) في: بدائع الزهور 3/ 267 (¬4) تكرّرت في المخطوط. (¬5) في المخطوط: «من الامكان». (¬6) خبر الريح في: وجيز الكلام 3/ 1096، 1097. (¬7) هكذا في المخطوط. والصواب: «اليمّونة»، ويقال: «اللمّونة». ذكرها أبو البقاء ابن الجيعان في رحلة السلطان قايتباي إلى بلاد الشام: «القول المستظرف في سفر مولانا الملك الأشرف» (بتحقيقنا) ص 55، فقال بعد بعلبك: «وتوجّه إلى أن نزل إلى اللمّونة قريب المغرب، وهي قرية بين جبال بطريقها وعر عظيم، ولكن به أشجار كمّثرى وغيره». وهي قرية اليمّونة حاليا، وعندها بركة اليمّونة، على المنعطف الشرقي من جبل لبنان ترتفع 1540 مترا عن سطح البحر. (لبنان مباحث علمية واجتماعية ج 1/ 11، 12) وتبعد عن بيروت 117 كلم. بقضاء بعلبك. (إعرف لبنان 2/ 1213.

مكاتبة عالم الروم بالصلح

جدا، بحيث غلب ضوؤها (¬1) على ضوء (¬2) النهار (¬3) فأحرقت من المزدرعات ثلاثة عشر فدّانا. وكان في مكان نزولها بعض صخرات فاحترقت وصارت خبرا (¬4). [مكاتبة عالم الروم بالصلح] وفيه وردت مكاتبة من عالم الروم، الشيخ، الإمام، العلاّمة، المولى، علي العربي (¬5) إلى السلطان، ومعها آخرين (¬6) منه إلى الشيخ سنان الأرزنجانيّ (¬7) شيخ تربة يشبك الدوا [دا] ر (¬8) بقضية الصلح، وبعث قاصد (¬9) إلى ملك الروم بالسؤال في ذلك، وأنه إن وقع ذلك تمّ أمر الصلح. فبعث السلطان جوابه إليه / 388 ب / بأنّ ذلك غير متوقّف على إرسال قاصد. وقد ذكرنا صورة المكاتبتين وجواب السلطان بتمامهم وكمالهم (¬10) بتاريخنا «الروض الباسم» (¬11). [وفاة نوروز الظاهري] [3552]- وفيه مات نوروز الظاهريّ (¬12). أحد العشرات، أخو برسباي قرا. وكان لا بأس به. [العثور على أحد الشهود ميتا] وفيه وجد إنسان من الشهود يقال له عبد الواحد مخنوقا ميتا في حانوته التي يجلس فيها للتكسّب بالشهادة بسويقة السبّاعين، وكان ذلك نهارا مع عمارة الخط وعدم انقطاع المارّة منه، حتى تعجّب من ذلك، فإنه ما علم من فعل ذلك ولا كيف وقع ذلك (¬13). [القبض على إنسان ادّعى رؤية الله عزّ وجلّ] وفيه أحضر إنسان من بوتج في التوكيل به إلى القاهرة، وعلى يد من أحضره محضر عمل هناك في حق هذا الإنسان بأنه ادّعى بأنه يرى الله تعالى جهرة ويخاطبه، وأنّ ¬

(¬1) في المخطوط: «ضوها». (¬2) في المخطوط: «ضو». (¬3) في المخطوط: «السهل». (¬4) خبر الصاعقة انفرد به المؤلف - رحمه الله -. (¬5) مهملة في المخطوط. ولم أتبيّن صحتها. (¬6) الصواب: «ومعها أخرى». (¬7) الكلمتان مهملتان. (¬8) في المخطوط: «الدوار». (¬9) الصواب: «وبعث قاصدا». (¬10) الصواب: «بتمامهما وكمالهما». (¬11) في القسم الضائع منه. (¬12) انظر عن (نوروز الظاهري) في: بدائع الزهور 3/ 267، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬13) خبر العثور على الشاهد لم أجده في المصادر.

وفاة جعفر الدهني

من جملة ما قاله إنه بعثه رسولا إلى الناس يبلّغهم كلمات ذكرها (¬1). [وفاة جعفر الدهني] [3553]- وفيه مات الشيخ جعفر بن إبراهيم بن جعفر بن سليمان بن هبير بن عريف بن حريز الدهني (¬2)، الجموحي، السّنهوري (¬3)، القاهري، المقري، الشافعيّ. شيخ الإقراء بمصر. وكان عالما فاضلا، بارعا في القراءات (¬4)، يقرىء أربع عشرة رواية وبعضا من الشواذ. وكان له اليد الطولى في ذلك، ولم يخلفه بعده مثله. ومولده سنة 812 (¬5). [شكوى الفرنج من نائب الاسكندرية] وفيه كثرت شكاوى الفرنج وغيرهم من نائب الإسكندرية على باي (¬6). [ذو الحجة] [سفر قانصوه خمسمائة إلى الطور] وفي ذي حجّة خرج قانصوه خمسماية الأمير اخور كبير مسافرا إلى جهة الطور على النجب، وكثر قال الناس وقيلهم في سبب سفرته هذه ولماذا هي. ثم ظهر أنّ ذلك لأمر ما لا طائل تحته (¬7). [وفاة جانم الإسحاقي] [3554]- وفيه مات جانم (يعرنز) (¬8) الإسحاقي، الأشرفيّ، الخاصكي، الأعمى. ¬

(¬1) خبر القبص على إنسان لم أجده في المصادر. (¬2) انظر عن (ابن حريز الدهني) في: وجيز الكلام 3/ 1100، 1101 رقم 2306، والضوء اللامع 3/ 67 - 70 رقم 278 وفيه: «جعفر بن إبراهيم بن جعفر بن جعفر بن سليمان بن زهير بن حريز بن عريف بن فضل بن فاضل. وليس فيه «هبير»، وهو في نظم العقيان 103 رقم 62، وبدائع الزهور 3/ 267. (¬3) السنهوري: نسبة إلى سنهور بلد قرب الإسكندرية. (لب اللباب للسيوطي 742). (¬4) في المخطوط: «القرات». (¬5) في الضوء: ولد تقريبا كما كتبه بخطه سنة عشر وثمانمائة. (¬6) انظر عن (علي باي) في: الضوء اللامع 5/ 151 رقم 530 وكان حيا في سنة 899 هـ‍. وخبر شكوى الفرنج في الضوء وفيه: كثر التشكّي منه، وركب عليه أهل البلد كافة. وانظر: بدائع الزهور 3/ 267. (¬7) خبر سفر قانصوه لم أجده في المصادر. (¬8) هكذا رسمت في المخطوط ولم أتحقق صحّتها إذ لم أجده في المصادر.

المطر الغزير

وكان لا بأس به. [المطر الغزير] وفيه أمطرت السماء مطرا غزيرا سالت به الأودية وزلقت البيوت، وكانت زيادة عشرة درج (¬1). [أكول من الوجه القبليّ] وفيه قدم إنسان من الوجه القبليّ في هيئة الفلاّحين، وهو كآحاد الناس في هيئة جسمه وهيئته وخلقته، وذكر عنه مستفاضا / 389 أ / بأنه أكل من سماط (¬2) ابن (¬3) الزرازيري (¬4) فأتى على جميعه، وذكر عنه غرائب ونوادر في مثل ذلك، منها أنه أكل قفّة ملأى (¬5) بالطّين. (وأكل مرة مائة رغيف) (¬6). وأكل مرة نحوا من عشرة أرطال من الزجاج المدقوق (¬7). [وفاة إمام الخليفة] [3555]- وفيه مات سليمان بن محمد (¬8) المغربيّ، إمام الخليفة. ويعرف بابن العربيّ أيضا. وكان فاضلا في علم الوقت ووضع الآلة، وصار ممّن له شهرة وذكر وصيت. [سقوط جدار بالقلعة] وفيه سقط حائط عند سيدي ساديه (¬9) بالقلعة بخرايب الديار (¬10) والناس في الوقت الذي يعمل هناك، فهلك تحت الردم جماعة وتهشّم جماعة. وسقط في هذه الأيام عدّة أماكن قديمة البناء أوهنها (¬11) المطر الذي تقدّم ذكره، ¬

(¬1) الصواب: «عشر درجات»، والخبر لم أجده في المصادر. (¬2) في المخطوط: «السماط» ثم ضرب على «ال». (¬3) في المخطوط: «بن». (¬4) لم أجده. (¬5) في المخطوط: «ملا». (¬6) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬7) خبر الأكول انفرد به المؤلّف - رحمه الله -. (¬8) انظر عن (سليمان بن محمد) في: بدائع الزهور 3/ 268، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬9) هكذا رسمها في المخطوط، ولم أتحقّقها. (¬10) مهملة في المخطوط، ولم أتحقّقها. (¬11) في المخطوط: «أو ههنا».

منع الجلبان من الدخول على المرضى الأتراك

فصارت تسقط شيئا فشيئا (¬1). ومات بعضا (¬2) تحت ردمها (¬3). [منع الجلبان من الدخول على المرضى الأتراك] وفيه نودي من قبل السلطان بأنّ أحدا من الجلبان لا يدخل على مريض من الأتراك لأذى حصل من بعض الجلبان في حق بعض المرضى (¬4). [ظهور الحمّيّات] وفيه ظهر بالناس حمّيّات عقييه، بل وموتان، حتى أرجف بحدوث الوباء (¬5). [وفاة شعبان بن الزواوي] [3556]- وفيه مات شعبان بن الزواوي (¬6)، القبّاني، شيخ القبّانين (¬7). وكان أستاذا في صنعة عمل القبّانة وتحريره، وله فيه إياد، وصنع قطعا حسنة بأثمان غالية. وكان (شيخه) (¬8) قد طعن في السنّ، وله شهرة وذكر، وعنده بشاشة (¬9). [إمرة نائب سيس عشرة] وفيه أمّر سيباي (¬10) نائب سيس عشرة بعناية بعض الأمراء (¬11). ¬

(¬1) في المخطوط: «شيافشيا». (¬2) الصواب: «ومات بعض». (¬3) خبر سقوط الجدار لم أجده في المصادر. (¬4) خبر منع الجلبان لم أجده في المصادر. (¬5) خبر ظهور الحميّات لم أجده في المصادر. (¬6) انظر عن (شعبان بن الزواوي) في: الضوء اللامع 3/ 300 رقم 1159 وفيه: «شعبان بن علي بن أحمد المغربي، الزواويّ الأصل، القاهريّ، القبّاني، ويعرف بالزواوي، وبدائع الزهور 3/ 268، ووجيز الكلام 3/ 1141 (سنة 895 هـ‍) وفيه قال السخاوي: «وقد كانت المعلّمية بعد موت شعبان الزواوي في أولها بين جماعة، منهم ابن الشيخ، ومقعده تحت الربع، ويوسف بن خشكلدي ومقعده بالشوائين، ليكونا متناوبين في المجيء لبيت المحتسب، والمخبزي المشار إليه يحاشرهما، إمّا ليتعلّم صنعة العيار، أو ليكون أمينا». وانظر ترجمته في الوجيز، أيضا 3/ 1163 رقم 2376. (¬7) في المخطوط: «القبانيين». (¬8) كتبت فوق السطر. (¬9) ومولده سنة 820 هـ‍. تقريبا. (الضوء). (¬10) لم أجد لسيباي ترجمة. (¬11) خبر إمرة النائب في: بدائع الزهور 3/ 268.

إمرة عشرين

[إمرة عشرين] وأمّر كسباي من أزبك (¬1) الساقي أزن سقل أحد خواص خاصكية السلطان إمرة عشرين (بدمشق) (¬2) فتوسّل بكل وسيلة في الإعفاء فلم يقبل منه (¬3). [وصول مبشر الحاج] وفيه وصل مبشّر الحاج وأخبر (¬4) بالأمن والسلامة (¬5). [ردّ السلطان لابن فضل خائبا]. وفيه وصل حسين بن فضل (¬6) ولد عمّ علي بن عاصم (¬7) بن فضل (¬8) أمير آل فضل بسبب طلب إمرة آل فضل، عوضا عن عليّ المذكور لكائنة اتفقت له، وانهزم فيها، فردّه السلطان خائبا ولم يقبل منه ما أحضر من التقدمة للسلطان (¬9). [انقطاع علي اللحّام بجبل المقطّم] وفيه ظهر بجبل المقطّم إنسان يقال له الشيخ علي اللحّام (¬10)، من أهل المراغة / 389 ب / اعتراه ما يشبه الجذب، فترك الأهل والأولاد وخرج عن الدنيا وقصد الجبل، فصار الناس يقصدونه به للزيارة، وسمع منه كلام ممتع يدلّ على معرفة وخير. وذكر عنه كرامات (¬11). [الإسراع في رعي الخيل] وفيه ربط الكثير من الجند خيولهم على القرط قبل أوان المرعى بنحو الشهر، وقصدوا بذلك تبكير توسيع الخيول خوفا من حدوث سفر قبل تحضير الخيل، وكان كذلك كما سيأتي من الآتية إن شاء الله تعالى (¬12). ¬

(¬1) لم أجد له ترجمة. (¬2) تكرّرت في المخطوط. (¬3) خبر إمرة عشرين لم أجده في المصادر. (¬4) في المخطوط: «واخر». (¬5) خبر المبشر لم أجده في المصادر. (¬6) لم أجد له ترجمة. (¬7) لم أجد له ترجمة. (¬8) في المخطوط: «فضل الله أمير». ثم ضرب على لفظ الجلالة. (¬9) خبر رد السلطان لم أجده في المصادر. (¬10) لم أجد له ترجمة. (¬11) خبر انقطاع اللحام لم أجده في المصادر. (¬12) خبر الإسراع لم أجده في المصادر.

وقايع هذه السنة لا فى شهر معين

*** [وقايع هذه السنة لا فى شهر معين] [وفاة قاضي الشافعية بطرابلس] [3557]- وفيها (¬1) - أعني هذه السنة - مات السيّد (¬2) الشريف، البلديّ، قاضي الشافعية بطرابلس، وكاتب سرّها، حمزة بن محمد بن أحمد بن الحسن بن الحسين الطرابلسيّ (¬3)، الحسنيّ. وكان إنسانا، رئيسا، حشما، له شهرة ببلده وذكر، لكنه كان عريّا عن الفضائل العلمية. ولي قضاء بلده وكتابة سرّها غير ما مرة، وأتلف في [ذلك] (¬4) أموالا جمّة حتى حمل وحضر القاهرة يسعى في عوده فما وجد معينا ولا مالا، فخرج إلى دمياط ليسافر إلى بلده بحرا، وكان متمرّضا، فبغته الأجل هناك. ومولده سنة 845. [وفاة الشهاب الكوراني] [3558]- وفيها (¬5) مات عالم الروم، الشهاب الكورانيّ (¬6)، أحمد بن يوسف بن إسماعيل بن عثمان الشافعي، ثم الحنفيّ. وكان عالما فاضلا، مفنّنا، بارعا، ناثرا، جمّ الفضائل، محدّثا. جرت عليه أمور يطول الشرح في ذكرها. وولي بمصر مشيخة تدريس الشافعية بالبرقوقية، ثم توجّه إلى بلاد الروم وحظي هناك وصار له صيت وشهرة. ومولده سنة 813 (¬7). [وفاة عالمين روميّين] وفيها (¬8) مات عالمي (¬9) الروم (¬10) أيضا، أو في التي قبلها: ¬

(¬1) في المخطوط: «وفيه»، وما أثبتناه هو الصواب. (¬2) في المخطوط: «السند». (¬3) لم أجد للطرابلسي ترجمة في المصادر. (¬4) إضافة على المخطوط. (¬5) في المخطوط: «فيها». (¬6) في المخطوط: «وفيه». (¬7) انظر عن (الشهاب الكوراني) في: الضوء اللامع 1/ 241 - 243 وفيه: «أحمد بن إسماعيل بن عثمان بن أحمد بن رشيد»، وقد أعاده في ج 2/ 247 قبل الرقم (690): «أحمد بن يوسف بن إسماعيل. .» وقال: مضى بدون يوسف وقال السخاوي في أخر ترجمته 1/ 243 مات في أواخر رجب سنة 893. (¬8) في المخطوط: «وفيه». (¬9) الصواب: «مات عالما». (¬10) في المخطوط: «علا الدين».

[3559]- حجا أغلي (¬1). [3560]- وحاجي أغلي (¬2). وكانا من الفضلاء. والله الموفّق. ¬

(¬1) لم أجد له ترجمة. (¬2) لم أجد له ترجمة.

سنة خمس وتسعين وثمانماية

سنة خمس وتسعين وثمانماية [محرّم] [لعب الرمح أمام السلطان] في محرم نزل السلطان إلى الميدان، وأمر لعّابة الرمح من مماليكه أن يعملوا بين أياديه خصمانيا، فعملوا ذلك. واتفق أن قلعت عين أحدهم من ذلك (¬1). [وفاة نقيب الأشراف] [3561]- وفيه مات السيد الشريف، نقيب الأشراف (¬2). [تغيير مطلع محرّم] وفيه، كان مبنى الأمر على أنّ أول محرم بالأربعاء فنقل بعد سبعة أيام إلى الثلاثاء، وأثبته بعض القضاة (¬3). [وفاة البدر العجمي] [3562]- وفيه مات البدر حسن / 390 أ / بن علي بن حسن العجمي (¬4)، الرفاعي، الشافعيّ. وكان فاضلا، له نظم (¬5)، عالما بالفقه، جلس لإفادته بالقجماسية وغيرها، مع بشاشة وجه، وحسن سمت، وأدب، وحشمة. [التوكيل بابن الأوجاقي] وفيه طلب السلطان التقيّ بن الأوجاقيّ، ووكّل به في قضية بسبب ذلك. ثم آل إلى خير وأفرج عنه (¬6). ¬

(¬1) خبر لعب الرمح أجده في المصادر. (¬2) هكذا ورد هذا الخبر مبتورا، ولم أتبيّن من هو نقيب الأشراف المقصود. (¬3) خبر تغيير المطلع لم أجده. (¬4) لم أجد له ترجمة في المصادر. (¬5) عن هامش المخطوط. (¬6) خبر التوكيل في: وجيز الكلام 3/ 1117.

وفاة سودون الفقيه

[وفاة سودون الفقيه] [3563]- وفيه مات سودون الفقيه (¬1) السيفي طرباي. أحد الجند السلطانيّ. وكان فاضلا (¬2). [ثورة مماليك آقبردي] وفيه ثار مماليك آقبردي الدوادار بداره وكادوا أن يبطشوا بالأغوات الأكابر منهم، وجرت منهم (¬3) أمور، ثم توجّهوا إلى الجامع الأزهر بعد أن كادوا يقاتلوا (¬4) بعضا من مماليك السلطان نزلوا إليهم، وتوجّه إليهم جماعة من الأمراء والخاصكية يحذّروهم (¬5) من وبيل هذا الذي فعلوه، وأن يعودوا إلى دار أستاذهم (فأبوا) (¬6) إلاّ أن (يزيد) (¬7) جوامكهم ومرتّباتهم، وما سكن الحال إلا بعد أشياء يطول الشرح في ذكرها حتى ترضّاهم. ثم بعد شهور من هذه الكائنة جرت منهم فتنة أخرى كادت أن تعظم لولا قام السلطان فيها القيام التامّ، وأظهر أنه عازم على قتالهم وحرابهم وواخذهم حتى سكن الحال بعد أن ضرب الكثير منهم وقطّع أيدي البعض، ونفى الآخرين، وذلك في رجب من هذه السنة كما سيأتي (¬8). [قدوم قاضي غرناطة] وفيه قدم إلى القاهرة قاضي الجماعة بغرناطة (ورئيس الحلقة، أبو عبد الله محمد بن الأزرق. وهو إنسان من ثقاة غرناطة) (¬9) ومن فضلاء علمائها (¬10). ¬

(¬1) لم أجد لسودون الفقيه ترجمة في المصادر. (¬2) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬3) في المخطوط: «وجرت منهما». (¬4) الصواب: «يقاتلون». (¬5) الصواب: «يحذّرونهم». (¬6) عن الهامش. (¬7) تكرّرت في المخطوط، وضرب على الأولى. (¬8) خبر ثورة المماليك في: وجيز الكلام 3/ 1113، 1114. (¬9) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬10) خبر قاضي غرناطة في: الأنس الجليل 2/ 377 وفيه: أبو عبد الله محمد بن علي بن الأزرقي، توفي في السنة التالية 896 هـ‍. وقد ذكر السخاوي في الضوء اللامع 8/ 196 رقم 515 محمد بن علي بن علاق قاضي غرناطة. مات سنة ست. فلعلّه هو ولم يذكر: «وثمانين».

وصول الحاج

[وصول الحاج] وفيه وصل الحاج إلى القاهرة وأخبروا بأنّ المياه قليلة جدا بمكة المشرّفة، وأن الأسعار في غاية الارتفاع بالمدينة الشريفة (¬1). [قدوم بهلوان من العجم] وفيه وصل إلى القاهرة إنسان من العجم بهلوان ومعه جماعة، وعمل فنونا نادرة غريبة يتعجّب منها، ذكرنا [ها] (¬2) في أصل تاريخنا «الروض الباسم» (¬3)، من ذلك جزئيّات غريبة. وعمل بحضور جماعة من الأمراء بديارهم وبكثير من المجامع والأمكنة (¬4). [مهاجمة ضرائح الصالحين] وفيه قبض على إنسان هجم بعض ضرايح الصالحين وسرق منه شمعة ومصحفا بكرسيّه، فضرب وشهّر. [وفي] (¬5) نزل السرّاق على مكان ضريح الشيخ أبو (¬6) العباس الحرّار بالقرافة - نفع الله تعالى به - فسلبوا وجرحوا عدّة من الناس (¬7). [القبض على قاتل] وفيه أضاف إنسان آخر فذبحه، وقبض عليه (¬8). [منازلة خرت برت] وفيه أشيع بأنّ بعضا من عسكر يعقوب شاه بن حسن الطويل على خرت برت ومعهم ألب أرسلان بن دلغادر (¬9). [كسوف الشمس] وفيه كسفت الشمس، وكان كسوفا جزئيّا (¬10). ¬

(¬1) خبر وصول الحاج لم أجده في المصادر. (¬2) سقطت من المخطوط. (¬3) في القسم الضائع منه. (¬4) خبر قدوم البهلوان لم أجده في المصادر. (¬5) في المخطوط: «بياض». (¬6) الصواب: «أبي». (¬7) خبر مهاجمة الضرائح لم أجده في المصادر. (¬8) خبر القبض على القاتل لم أجده في المصادر. (¬9) خبر منازلة خرت برت لم أجده في المصادر. (¬10) خبر كسوف الشمس في: وجيز الكلام 3/ 1113، وبدائع الزهور 3/ 268.

نفي تجار من حماه

[نفي تجار من حماه] / 390 ب / وفيه أمر السلطان بنفي جماعة من تجار حماه إلى الواح، وتألّم الناس عليهم، ثم أعيدوا بعد الشفاعة فيهم (¬1). [صفر] [وصول قاصد من الهند] وفي صفر صعد قاصد من الهند من صاحب تندوه إلى السلطان بهدية مرسله ومكاتبة (¬2). [التشاور بخروج تجريدة] وفيه فشت الإشاعة بخروج تجريدة عن قريب، وجمع السلطان أمراؤه (¬3)، ووقع التشاور في أمر السفر فذكر سفر تجريدة أولى مع بعض الأمراء، ثم إردافها بعد ذلك، ثم انتقض هذا الرأي بأن يسافر الجميع يدا واحدة (¬4). [وصول شاه بضاع إلى القاهرة هاربا] وفيه وصل شاه بضاغ بن دلغادر إلى القاهرة فارّا من بني عثمان. وكان لما هرب من قلعة دمشق توجّه إليه، ووقع له هناك أشياء تطول، ثم فرّ منهم إلى هذه البلاد فأكرمه السلطان وخلع عليه. ثم بعد مدّة يسيرة بعثه إلى منفلوط يقيم بها بمرتّب (له بشيء) (¬5) أجراه عليه (¬6). [جلوس السلطان للحكم] وفيه جلس السلطان بمقعد الإسطبل من باب السلسلة للحكم، وتكرّر منه ذلك غير ما مرّة (¬7). وحصل بذلك بعض نفع وخلاص الكثير من الحقوق (¬8). [وفاة سرور السيفي] [3564]- وفيه مات الباش (¬9) نوبة السقاة، الطواشي سرور السيفي (¬10) قراخجا الحسنيّ. ¬

(¬1) نبر نفي التجار لم أجده. (¬2) خبر وصول القاصد لم أجده. (¬3) الصواب: «أمراءه». (¬4) خبر التشاور لم أجده في المصادر. (¬5) عن الهامش. (¬6) خبر وصول شاه بضاغ لم أجده. (¬7) كتب بعدها في المخطوط: «وحصل بذلك غير ما مرة» ثم ضرب عليها. (¬8) خبر جلوس السلطان في: وجيز الكلام 3/ 1121. (¬9) في المخطوط: «البش». (¬10) انظر عن (سرور السيفي) في: وجيز الكلام 3/ 1162 رقم 2373، والضوء اللامع 3/ 246 رقم 922، وبدائع الزهور 3/ 268.

البرد مع الشمس العالية

وكان مشكورا في الخدم. ونزل السلطان فحضر الصلاة عليه بمصلّى سبيل المؤمني. [البرد مع الشمس العالية] وفيه قوي البرد في هذه الأيام والشمس في أوائل العالي (¬1)، فذكر (¬2) بعض المنجّمين أنّ سبب ذلك اقتران المرّيخ وزحل الذي حصل في هذا الشهر (¬3). [مجلس القضاة بشأن أرض موقوفة] وفيه عقد مجلس بالقضاة الأربعة وعدّة من مشايخ العلم بجامع الريّس من روضة مصر بسبب قطعة أرض ادّعى ابن (¬4) أقبرس بأنها من أوقاف الظاهر جقمق على حده، وادّعى الوكيل عن ناظر المدرسة التي يقال لها السكرية بمصر أنها جارية في وقف السكّرية. ووقعت أشياء تطول (¬5)، وما (¬6) انفصل الأمر على غير طائل (¬7). [ضرب مدرّك الواحات أمام السلطان] وفيه والسلطان جالس بالإسطبل طلب محمد بن إسماعيل مدرّك الواحات، وكان قد زاد شرّه وكثر أذاه وظلمه، وشكى (¬8) منه أهل الواح، فأمر به فضرب بالمقارع بين يدي السلطان، وحمل على حمار لمكانه فدام أياما / 391 أ / ومات، وأراح الله تعالى منه ومن ظلمه وعسفه (¬9). [نزول البرد] وفيه أمطرت [السماء] (¬10) ونزل بعض برد، وزاد البرد حتى صار ينزل الثلج وينعقد على الجدارات (¬11) بالجيزية، وجمدت مياه كثيرة (¬12). ¬

(¬1) في المخطوط: «الؤالي». وقيّدها بتشديد الواو وفتحة. (¬2) في المخطوط: «مزكر». (¬3) خبر البرد في: بدائع الزهور 3/ 268. (¬4) في المخطوط: «بن». (¬5) في المخطوط: «يطول». (¬6) هكذا في المخطوط. والصواب حذف «ما». (¬7) خبر مجلس القضاة في: وجيز الكلام 3/ 1121. (¬8) الصواب: «وشكا». (¬9) خبر ضرب مدرك في: بدائع الزهور 3/ 269. (¬10) إضافة يقتضيها السياق. (¬11) كذا. والصواب: «الجدران». (¬12) خبر نزول البرد في: بدائع الزهور 3/ 268.

ربيع الأول

[ربيع الأول] [إشاعة التجريدة] وفي ربيع الأول فشت الإشاعة بأنّ التجريدة ستعيّن عن قريب، وصعد فيه ببطائق إلى القلعة أشيع بأنها لصرّمال النفقة (¬1). [تجهيز مشايخ العربان للفرسان] وفيه خرجت الأوامر إلى الجهات لمشايخ العربان بأن يجهّزوا فرسانا يسافروا مع التجريدة، وجنوا في ذلك من المال ما أضرّ بحال الناس (¬2). [اشتداد البرد بأمشير] وفيه، في رابعه، دخل أمشير القبطيّ، فقوي فيه البرد واشتدّ، وحصل بواسطة ذلك الضرر الكثير على الخيول وهي بمرابطها على القرط، وهزلت وتغيّرت أمزجتها، وربّما مات منها بعضا (¬3). [القبض على خاطف عمامة] وفيه قبض على عبد خطف عمامة، فأمر به الوالي بأنه يقبض على سالفه ويجذب، ثم يقطع شعره بجلدة السالف، ففعل به ذلك، فيعود مكان (نبات) (¬4) سالفه زيادة على تحليق السبّابة والإبهام، وعمل بهذه الجلدة كما هي خيط وخرم في أنفه، وعلّقت به. هذا، بعد ضربه بالمقارع الضرب المبرح، ثم شهّر كذلك، فكانت هذه المثلة من نوادر المثل (¬5). ¬

(¬1) خبر إشاعة التجريدة لم أجده. (¬2) خبر تجهيز المشايخ في: الأنس الجليل 2/ 476. (¬3) خبر اشتداد البرد أشار إليه السخاوي في الخبر التالي. (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) خبر خاطف العمامة في: وجيز الكلام 3/ 1122 وانظر خبر خطف عمامة المؤرّخ شمس الدين السخاوي وهو يرويه عن نفسه 3/ 1124 فقال: «وفي سادسه [ربيع الأول] وأنا راكب مع الشمس متوجّه بين السورين تحت القبو بعد مجاوزة جامع ابن ميالة أخذ مملوك عمامتي مع القبع والعرقية في يوم شديد البرد جدا، وأردفه آخر هو في الحقيقة يحميه وإن أوهم خلافه، وتبعهما الخادم وعلمناه. ولكن حصل الإعراض عنه عجزا وضعفا وحسابا للعاقبة. وتكرّر في هذه الأيام وقبلها وبعدها منهم ومن غيرهم أخذ العمائم، بل والعدي وغير ذلك مع الضرب غالبا، بل في ليلة المولد بعد انفصال القضاة عنه رمى الأجلاب عليهم من الطبقة التي بقرب الزردخاناة طعاما وزيتا حارّا، ونحو ذلك، فأصاب الشافعيّ والحنفيّ الكثير منه، بحيث خلع الشافعيّ فوقانيّة. ويقال: إنهم تعرّضوا للأمراء في نزولهم بعد العشاء بالرجم ونحوه».

الأخبار بتجهز ابن عثمان

[الأخبار بتجهّز ابن عثمان] وفيه وصلت أخبار من عند علاي الدولة بأنّ ابن (¬1) عثمان في تجهّز ومشت طلائع عساكره (¬2). [مشاورة الأمراء بسفر التجريدة] وفيه طلب السلطان الأتابك أزبك وجميع الألوف إلى القلعة، فصعدوا بعد الزوال وداموا عنده إلى قريب غروب الشمس، وأشيع بأنهم اشتوروا في أمر السفر، وأنهم الجميع تعيّنوا ما عدا أزدمر تمساح، وأزدمر المسوطن. وكان كذلك. لكن بعد ذلك عيّن أزدمر المسرطن أيضا. وجرت من الجلبان أمور بسبب ذلك مع ما أمكن السلطان إلى أن يعيّنه للسفر (¬3). [وفاة مدرّك الواح] [3565]- وفيه مات محمد بن إسماعيل، مدرك الواح (¬4) - لا عفي عنه -. ولما جهّزت وأخرجت جنازته ثار الطائفة الواحيّة بعد أن أظهروا الفرح والسرور بموته، وتخلّق الكثير منهم بالزعفران، وأعلنوا بإظهار الشماتة به، وأخذوا في رجمها بالحجارة، والناس / 391 ب / تمنعهم عن ذلك فلا يقدروا، وأخذوا أخذه من النعش لإحراقه أو نحوا من ذلك. ووقعت له نحوا من هذه الأمور أشياء لا يعبّر عنها حتى عدّت من النوادر. [ولاية القاهرة] وفيه خلع على قايت من قانم (¬5) الساقي الأشرفيّ، أحد العشرات، من خواص (جلبان) (¬6) السلطان، وقرّر في ولاية القاهرة، عوضا عن مغلباي الشريفيّ (¬7). وكانت الولاية في تكلّمه من يوم تقدّم إلى هذا اليوم (¬8). ¬

(¬1) في المخطوط: «بن». (¬2) الأخبار بالتجهز في: بدائع الزهور 3/ 269. (¬3) خبر مشاورة الأمراء في: بدائع الزهور 3/ 269. (¬4) انظر عن (مدرّك الواح) في: بدائع الزهور 3/ 269. (¬5) لم أجد لقايت من قانم ترجمة في المصادر. وهو مذكور في ترجمة مغلباي الشريفي، التالية، باسم: قيت الساقي. (¬6) كتبت فوق السطر. (¬7) انظر عن (مغلباي الشريفي) في: الضوء اللامع 10/ 165 رقم 674 وفيه: مات في الطاعون سنة سبع وتسعين. (¬8) خبر ولاية القاهرة في: بدائع الزهور 3/ 269.

بدء حركة السفر

[بدء حركة السفر] وفيه ظهرت حركة السفر واضطراب الجند لها، وأخذوا في شراء بعض ما يحتاجون إليه، وأشيع بأنه سينفق فيهم عن قريب (¬1). [قراءة المولد النبوي] وفيه كان المولد السلطانيّ بالقلعة على العادة، وقع فيه بعض نوادر ذكرناها في تاريخنا «الروض الباسم» (¬2)، فيها طول (¬3). [اعتراض الجند نزول الأمراء للتجريدة] وفيه تجمّع الكثير من جلبان (¬4) السلطان ركبانا (¬5) بالمحجر تحت القلعة، وعارضوا بعض الأمراء حين النزول من الخدمة، فأعادهم (¬6) إلى السلطان يقولون إنهم لا يسافرون إلا إذا لم يبق بمصر (¬7) أمير إلاّ وقد عيّن للسفر، وعرّضوا بذكر جماعة من الأمراء والخاصكية، بل والجند، بل وصرّحوا بآقبردي الدوادار، وأزدمر المسرطن. وجرت أمور يطول الشرح في ذكرها آلت إلى أن خرج الأمر السلطاني لهم بأن يجتمعوا بالحوش في غد هذا اليوم. ووقعت أشياء يطول الشرح في ذكرها، وما خلّى الجلبان ولا بقّوا (¬8)، وانفصل المجلس بعد أن قاتل جدا على أنه يعمل مصالحهم. ومهما قالوه نعمل (¬9) وتعمل مصالحهم على وفق مرادهم (¬10). [النداء بالنفقة] وفيه نودي بأنّ النفقة تكون في يوم الثلاثاء ثاني عشره. فتحقّق كل أحد أنّ السفر عمّال، وحرموا به قال (¬11). وأسرّ (¬12) جماعة من الجند في هذا (¬13) اليوم أشياء من آلات السفر (¬14). [مواجهة مستحقّي الوقف لآقبردي] وفيه وقف جماعة من مستحقّي بعض الأوقاف لآقبردي الدوا [دا] ر (¬15) بسكون ¬

(¬1) خبر بدء السفر لم أجده في المصادر. (¬2) في القسم الضائع منه. (¬3) خبر قراءة المولد في: بدائع الزهور 3/ 269. (¬4) في المخطوط: «الجلبان» ثم ضرب على «ال». (¬5) في المخطوط: «وكبانا». (¬6) الصواب: «فأعادوهم». (¬7) في المخطوط: «لم يبق مصر». (¬8) في المخطوط: «ولا بقو». (¬9) في المخطوط: «ومنهما قالوه عمل». (¬10) خبر اعتراض الجند لم تذكره المصادر. (¬11) كذا. (¬12) في المخطوط: «وأسرا». (¬13) في المخطوط: «هذ». (¬14) خبر النداء بالنفقة لم تذكره المصادر. (¬15) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوط.

تفرقة النفقة

حالهم في أمر وقفهم وحقوق معاليمهم، فلم يسلّم، بل وحطّ عليهم وواجههم بكلام فيه الجفاء (¬1)، وقال: أنتم يا فقهاء تأكلون الحرام. ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله (¬2). [تفرقة النفقة] وفيه كانت تفرقة نفقة السفر على الجند، وجلس السلطان لذلك على دكّته بالحوش، / 392 أ / وحضر الأتابك أزبك. وأخذ كاتب المماليك في استدعاء الجند على العادة، فتأخّروا ولم يخرج الواحد الفرد منهم. ثم قالوا: لا يقبض النفقة حتى ينفق على من لم يسافر قبلنا. وطال الكلام من الجلبان في أمر ذلك حتى حنق السلطان وقام من على دكّته ونزل، وقال: «أنا أترك لكم السلطنة»، أو نحو هذا من كلمات. ثم آل الأمر أن رضي ونفقت النفقة لكل نفر مائة دينار على العادة وجامكية أربع (¬3) شهور، وثمن جمل سبعة دنانير. ونفق على عدّة طباق آخرها البرهانية. ووقعت أشياء تطول. ودام المنفق إلى قريب الزوال. ثم نودي في آخر هذا النهار بأنّ أحدا، ممّن قبض النفقة لا يسافر إلا بإذن السلطان (¬4). [حكاية المؤلّف عن الدست] وفيه أخبرني الثقة أن إنسانا من الجند ذبح طير إوزّ وعلّق الماء على النار ليسمطه، وأن يتيما عند هذا الجندي جاء [إلى] (¬5) الدست ليقوّي ناره، فنظر فيه فإذا فيه جماعة في ذلك الماء بداخل الدست في هيئة الآدميّين الصغار جدّا يتكلّمون بكلام، سمع وهم يقولون: إنّ ابن عثمان قد مات (ففزع الصبيّ ووقع مغما (¬6) عليه، ثم أفاق، فسأله الجنديّ عن حاله، فذكر له ما ذكرناه، فتقدّم الجنديّ إليه فرأى ما قاله اليتيم، فقال لمن بالدست: من أنتم؟ فقالوا.) (¬7) فطلب الجنديّ زوجته وجارية عنده، ورأوا (¬8) ما رأى. هكذا أخبروا بأجمعهم. ثم حضر الجنديّ إلى مغلباي الشريفيّ أحد المقدّمين. فذكر له ذلك وحلف عليه، وأحضر الزوجة والجارية فأخبروه (¬9) بذلك، فصعد (به) (¬10) إلى بين يدي السلطان، ¬

(¬1) في المخطوط: «الجفابل»، وضرب على: «بل». (¬2) خبر مواجهة المستحقين لم أجده في المصادر. (¬3) الصواب: «أربعة شهور». (¬4) خبر تفرقة النفقة في: بدائع الزهور 3/ 269، 270. (¬5) في المخطوط: «حانه». وما بين الحاصرتين أضفناه على النص. (¬6) الصواب: «مغمى». (¬7) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬8) كذا. والصواب: «ورويا». (¬9) الصواب: «فأخبرتاه». (¬10) كتبت فوق السطر.

إصرار الجند السلطاني على خروج الجميع في التجريدة

وأخبره بذلك. فأظهر بذلك السرور. وأشيعت هذه الحادثة بالقاهرة. ثم ما مره (¬1) ما ظهر تأثير ذلك الخبر. و (الأمر) (¬2) في ذلك افتعله هذا الجنديّ وتواطأ مع زوجته وأمته عليه (¬3). [إصرار الجند السلطاني على خروج الجميع في التجريدة] وفيه ركب الجند السلطاني من الجلبان وتجّمعوا تحت القلعة، وتكلّموا في أمر السفر، وأنهم لا يخرجون إلا إذا خرج جميع الجند ممن لم يسافر قبل ذلك، وتكلّموا (بكلام) (¬4) كثيرا. وبلغ ذلك السلطان، فبعث بالكشف عن تجمّعهم، فاتفق رأيهم على أن يوجّهوا إلى الأتابك أزبك والأمراء، ويكلّموهم (¬5) في ذلك ويصعدوا هم إلى القلعة ليكلّموا السلطان أنه يعيّن جميع الجند ومن هو غائب بالبلاد من المدن، / 392 ب / وغيرهم، فصعد الأشرفية إلى بين يدي السلطان، وذكروا له ذلك، فقامت قيامته. ووقعت أشياء تطول (¬6) آلت إلى أن يحضروا في يوم الجمعة ويعيّن كل من يختاروه (¬7) للسفر بحضورهم. ثم انفضّ الأمر بعد كبكبة هائلة وحركة واضطراب زائد. وبات الناس والأراجيف عمّالة أنه لا بدّ من وقوع فتنة. ونقل الكثير من الأمراء وغيرهم أثاثهم وأمتعتهم من منازلهم. وترقّب الناس الشرح، وكثر القال والقيل وكلام الناس. ثم وقع الاجتماع (¬8) في يوم الجمعة، وانفصل (¬9) على غير طائل (¬10). [خروج جلبان للسفر] وفيه خرج عدّة من الجلبان للسفر، وما أفاد ما نادى لهم به السلطان (¬11). [فرار مساجين من أولاد التاجر] وفيه نقب جماعة من المسجونين المقشّرة وفرّ (منها) (¬12) نحوا (¬13) من الأربعين، منهم أولاد التاجر من مدركي بعض البلاد، وما قدر عليهم (¬14). ¬

(¬1) كذا. والصواب حذف: «ما مره». (¬2) في المخطوط: «والسلطان». ثم ضرب على «السلطان». (¬3) حكاية المؤلّف انفرد بها دون غيره. (¬4) عن الهامش. (¬5) الصواب: «ويكلّمونهم». (¬6) في المخطوط: «يطول الشرح». (¬7) الصواب: «من يختارونه». (¬8) في المخطوط: «الاجماع». (¬9) في المخطوط: «وافصل». (¬10) خبر إصرار الجند لم أجده في المصادر. (¬11) خبر خروج الجلبان في: بدائع الزهور 3/ 270. (¬12) كتبت فوق السطر. (¬13) الصواب: «نحو». (¬14) خبر فرار المساجين في: وجيز الكلام 3/ 1122.

مقتل أحد العبيد

[مقتل أحد العبيد] وفيه قتل بعض العبيد بعضا من الجند الجلبان وذهب، فلم يقدر على (من) (¬1) قتله (¬2). [دخول الجلبان على آقبردي] وفيه تجمّع كثير من الجلبان ركبانا، ودخلوا إلى دار آقبردي الدوادار، فارتاع منهم، فكلّموه في أن يعلم السلطان أن لا يدع أحدا من أهل الطباق إلاّ نفق فيه وأمره بالسفر. ووقعت أشياء أيضا تطول، أركبوا فيها آقبردي إلى السلطان، فكلّمه، ثم عاد إليهم بجواب منه بأنه في آخر النفقات يكون ما راموه. وعرض جماعة في أول الشهر الآتي وعيّنوا، وأعطوا النفقة للسفر (¬3). [نيابة جدّة] وفيه قرّر تنم الرحبيّ (¬4) الخاصكيّ الخازندار وأحد خواص السلطان، لنيابة جدّة، عوضا عن شاهين الجماليّ (¬5). . . . . ¬

(¬1) كتبت تحت السطر. (¬2) حبر مقتل العبد لم أجده. (¬3) خبر دخول الجلبان لم أجده. (¬4) لم أجد لتنم الرجبي ترجمة في المصادر. (¬5) انظر عن (شاهين الجمالي) في: الضوء اللامع 3/ 293، 294 رقم 1123، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (المستدرك على القسم الثاني) 162، 163 رقم 102، وقد ترجم له المؤلّف - رحمه الله - في: الروض الباسم 4 / ورقة 179 ب، 180 أ، فقال: «وشاهين الجمالي المذكور موجود الآن، وهو أحد العشرات بمصر. إنسان حسن الذات والصفات، فلنترجمه على عادتنا في تراجم الأحياء. هو من مماليك القاضي الرئيس جمال الدين يوسف بن كاتب جكم ناظر الخاص الماضي ذكره في سنة اثنين وستين، بل والإشارة إلى مملوكه شاهين هذا. وكان مملوكه هذا من خواص أستاذه يوسف المذكور ومن المقرّبين عنده، واشتراه بعد الخمسين [و] ثمانمائة فيما أظنّ، وأدّبه وهذّبه وأقرأه القرآن وغيره، واجتهد فيه فتعلّم جملاّ من الفنون والفضائل وأنواع الفروسية والملاعيب، ونزل في أيامه بديوان الجند السلطاني، وصار خاصكيا، وعرف الأشرف قايتباي من تلك الأيام حيث جندية قايتباي قبل تأمّره، ولما تسلطن قرّبه وأدناه واختص به فولاّه جدّة في هذا اليوم وباشرها مباشرة حسنة بعفّة وديانة وأمانة، ثم أمّره عشرة، ودام على خدمته على جدّة عدّة سنين حتى شهر بها إلى يومنا هذا. وحج أميرا بالركب الأول غير ما مرة، وحمدت سيرته في الحاج وطريقته ثم ولّي التحدّث على الأعمال المنفلوطية بعد قتل سيباي العلائي، وجعل السلطان إليه ضبط تركة سيباي المذكور، وأنهى ذلك على أتمّ وجه وأحسنه، ثم استعفى من ذلك فلم يجب إلى الإعفاء، وكرّر سؤآله في ذلك غير ما مرة. ومن غريب ما وقع له في ذلك أنه كان قد قرّر السلطان في إمرة الركب الأول أحمد بن الجمال يوسف بن كاتب جكم في سنة ست وثمانين، فاتفق أن حضر الأمير شاهين هذا إلى القاهرة برسم =

إمرة الركب الأول

بحكم بعثه يسأل الإعفاء عن ذلك (¬1). [إمرة الركب الأول] وفيه عيّن إينال الفقيه (¬2) الحاجب الثاني في إمرة (¬3) الركب الأول. وقرّر في إمرة الحاج أزدمر تمساح على عادته. ثم بعد (ذلك) (¬4) بمدّة قرّر في إمرة الحاج كرتباي كاشف البحيرة كان (¬5). [ربيع الآخر] [وفاة الخواجا الشاشي] [3566]- وفي ربيع الآخر، أو آخر ربيع الأول، كانت وفاة الوليّ العلاّمة، العارف، خواجا، عبيد (¬6) الله بن محمود الشاشي (¬7)، التركستاني، النخشبندي (¬8)، الحنفيّ. ¬

= الاستعفاء من الأعمال المنفلوطية، فيوم دخوله إلى القاهرة طلع إلى السلطان لأجل ذلك، وقبل أن يشرع في حين وقع بصر السلطان عليه أمره أن يعود مع الشهاب أحمد ابن أستاذه المذكور مدبّرا لأمره في طريقه، ناظرا عليه لسياسته وعقله وجودة تدبيره، فخرج إلى الحج، ولم يكن ذلك بباله ولا توهّمه، وحماه الله مؤنة الاستعفاء من السلطان، وتعجب من ذلك غاية العجب كونه كان بينه وبين القاهرة عدة أيام، وقد أزف رحيل الحاج، وقدم هو ليستعفي مما هو فيه فلم يلبث أن سهّل الله تعالى عليه الحج من غير تكلّف ولا أخذ في أسباب التجهّز، ثم خرج من غير تكلّف، بل وجد جميع ما يحتاج إليه حاضرا. وعدّت هذه من نوادر الألطاف الخفية، وغريب الفضائل. وحجّ حجّة هيّنة، وكان هو أمير الركب في الحقيقة. ولما عاد أقام بالقاهرة على إمرته، وزاده السلطان شيئا أو غير إقطاعه قبل ذلك لما هو أجود من الأول، ثم جعله بعد ذلك شادا على بعض عمائره، فباشر ذلك أحسن مباشرة من غير أن يشقّ على العمال، وأعمر أماكن هائلة بالبندقانيين جيّدة أنيقة. وهو من أهل الفضل والدين والخير، وله مشاركة حسنة في فنون، مع جودة فهم وتيقّظ ونباهة واستحضار لكثير من المسائل الفقهية والحديثية وغيرها. وسمع الحديث على الفخر الديمي، وغيره، وسمعه بمكة أيضا. كل ذلك مع الدين المتين والخير والعبادة وملازمة نوافل الطاعات وتلاوة القرآن، ومحبة أهل العلم والفضائل والطلبة والفقهاء والفقراء وأهل الخير والصلاح، مع ما هو عليه من الشجاعة والفروسية، والتواضع الزائد، والعمل في شونه (!). زاده الله تعالى من فضله، وكثّر في أمراء المسلمين من مثله». (¬1) خبر نيابة جدة في: وجيز الكلام 3/ 1126، وبدائع الزهور 3/ 270. (¬2) تقدّم التعريف به. (¬3) في المخطوط: «الإمرة» ثم ضرب على: «ال». (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) خبر إمرة الركب في: بدائع الزهور 3/ 270. (¬6) في المخطوط: «عبد الله». (¬7) انظر عن (الشاشي) في: وجيز الكلام 3/ 1157 رقم 2356، والضوء اللامع 5/ 120 رقم 420. (¬8) هكذا. ولم ترد هذه النسبة عند السخاوي.

انقطاع الوارد من الغلال

وكان مشهورا بسمرقند وتلك النواحي وجميع (¬1) أقطار الإسلام، بعيد الصيت، من كبار عباد الله الصالحين، ومن أهل اليقين والدين المتين، وكراماته كثيرة / 393 أ / وفضائله غزيرة، وشهرته (تغني) (¬2) عن مزيد ذكره. وكان سنّه نحوا من مائة سنة، أو سبعا وتسعين سنة (¬3). نفع الله به. آمين. [انقطاع الوارد من الغلال] وفيه كانت سواحل مصر وبولاق مكشوفة من الغلال، وارتفع السعر شيئا (¬4) بواسطة قلّة الجالب للتسلّط على مراكب الناس لأخذها لأجل حمل الشعير السلطاني إلى الإسكندرية لأجل التجريدة (¬5). [حركة العسكر للسفر] وفيه زاد اضطراب العسكر وحركتهم، وقويت لأجل السفر. وكان الجلبان في هذه المرة قليلون (¬6) الأذى عن العادة (¬7). [الريح المريسية] وفيه هبّت ريح مريسيّة حادّة أضرّت بكثير من الناس وغيّرت أمزجتهم (¬8). [تغريم ناظر جيش غزّة] وفيه قرّر على ناظر جيش غزّة وعلى قريبه كاتب سرّها عشرين (¬9) ألف دينار تحمل للخزانة، فكان هذا من غرائب النوادر (¬10). [حمل النفقات إلى الأمراء والجند] وفيه حملت نفقات الأمراء إليهم، وكانت خارجة عن الحدّ في النفقات. وكان ¬

(¬1) في المخطوط: «والجميع». (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) وقال السخاوي: مات في سلخ ربيع الأول أو مستهلّ الثاني سنة خمس وتسعين. (¬4) في المخطوط: «شيا». (¬5) خبر انقطاع الوارد لم أجده في المصادر. (¬6) الصواب: «قليلي». (¬7) خبر حركة العسكر لم أجده في المصادر. (¬8) خبر الريح المريسية لم أجده في المصادر. (¬9) الصواب: «عشرون». (¬10) خبر تغريم الناظر لم أجده.

حاجة برج الإسكندرية للترميم

جملة ما نفق في الأمراء والجند نحوا من خمسمائة ألف دينار. وما هذا إلا أمر عظيم. فلا حول ولا قوة إلى بالله. إنّا لله (¬1). [حاجة برج الإسكندرية للترميم] وفيه وردت مكاتبة قانصوه شادّ البرج بالثغر السكندري يقدّر أشياء يحتاج إليها بالبرج ليكون عدّة له من حادث يحدث بالبحر. وكانت الإشاعة قويّة بأنّ مراكب ابن (¬2) عثمان في تجهّز كبير، وكتبت قائمة بأشياء ما بين أخشاب، وبتاتي، وجبال، وأحطاب وزاد من بقسماط، وغيره. فعمل حساب ما صرف على ذلك فجاء تقدير عشرة آلاف دينار (¬3). [حثّ السلطان بسفر الأمراء] وفيه شافه السلطان الأتابك والأمراء بأنّ الجند قد سافروا، فما هذه العاقة؟ فأجابوا بأنهم يخرجون بعد العشرين من هذا الشهر (¬4). [وصول تجار المماليك] وفيه وصل عدّة من تجار الجركس ومعهم (¬5) زيادة على العشرين من المماليك الجلبان، أحضروهم من على جهة الشرق (¬6). [ضرب الأتابك للقرّاء] وفيه حضر بعض القرّاء بين أيادي (¬7) الأتابك أزبك بداره، فأخذوا في قراءة (¬8) {الم غُلِبَتِ الرُّومُ} (¬9). السورة. فحنق منهم وأمر بهم فضربوا على أرجلهم عصيّا بين يديه، ولقد أجاد (¬10). [رضاعة طفل من ثدي والده] وفيه ماتت امرأة وتركت ولدا رضيعا ووالده فقير الحال لا قدرة له على استئجار الطير، فأخذ يعلّله بثديه، فأجرى الله تعالى فيه / 393 ب / اللبن حتى صار يكفيه. فسبحان اللطيف الرزّاق (¬11). ¬

(¬1) خبر حمل النفقات لم أجده. (¬2) في المخطوط: «بن». (¬3) خبر برج الإسكندرية لم أجده في المصادر. (¬4) خبر حث السلطان لم أجده في المصادر. (¬5) في المخطوط: «وهم». (¬6) خبر وصول التجار فم أجده في المصادر. (¬7) الصواب: «بين يدي». (¬8) في المخطوط: «قراة». (¬9) أول سورة الروم (¬10) خبر ضرب الأتابك لم أجده في المصادر. (¬11) خبر رضاعة الطفل لم أجده في المصادر.

خروج الأتابك والأمراء بالتجريدة

[خروج الأتابك والأمراء بالتجريدة] وفيه، في ثاني عشرينه، كان خروج الأتابك أزبك ومن معه عن الأمراء الألوف والطبلخاناة والعشرات، وكان المقدّمين (¬1) عشرة سواهم. وأمّا الطبلخاناه والعشرات فكثيرون، فكان جملة ما في هذه التجريدة من الأمراء زيادة على الخمسين. وكان مماليك الأمراء زيادة على الألف، ومماليك السلطان زيادة على الأربع (¬2) آلاف. وكانت تجريدة حافلة هائلة. وكان لخروجها مطلّبة مسلّحة يوما مشهودا. ونفق فيها من الأموال ما لا يحدّ ولا يحصى أحد. وكان فيها من الخيول والآلات السلاحية وغير ذلك مما يتعلّق بالسفر أشياء كثيرة. وكتب للأتابك بأنه باش العساكر كافّة مصرية شامية، وأنه الحاكم المتصرّف في الجميع ما شاء وكيف شاء من غير مراجعة (¬3). [نفقة نواب النقباء] وفيه نودي من قبل السلطان بأنّ رؤوس (¬4) نوب النقباء لا يأخذون شيئا (¬5)، وأنّ النقيب يأخذ ثلاثة أنصاف فقط. ثم كتبت عليهم قسائم بأنّ الرأس نوبة يأخذ نصفين، والنقيب كذلك، [ولم يدم ذلك) (¬6) إلا أيام (¬7) يسيرة وعاد لأزيد مما كان (¬8). [ثورة الفزاريّين بالفيّوم] وفيه ثار جماعة من فزارة على نائب ابن (¬9) الزرازيريّ بالفيّوم، فحصل (¬10) بينه وبينهم كائنة قتل فيها النائب المذكور، وراحت على من راح (¬11). [قطع يد قبطيّ مزوّر] وفيه قطعت يد إنسان من الأقباط كان مباشرا عند بعض الأمراء العشرات، ورقّ حاله فزوّر منشورا يخبر بالبلاد الشمالية كامل الخطوط، واطّلع عليه فمات بعد أيام من قطع يده (¬12). ¬

(¬1) الصواب: «وكان المقدّمون». (¬2) الصواب: «الأربعة». (¬3) خبر خروج الأتابك في: وجيز الكلام 3/ 1127، وتاريخ البصروي 140، وحوادث الزمان 1/ 323، وبدائع الزهور 3/ 270. (¬4) في المخطوط: «رؤس». (¬5) في المخطوط: «شيا». (¬6) ما بين الحاصرتين أضفناه للتوضيح. (¬7) الصواب: «إلا أياما». (¬8) خبر نفقة النواب لم أجده في المصادر. (¬9) في المخطوط: «بن». (¬10) في المخطوط: «وفحصل». (¬11) خبر الثورة لم أجده في المصادر. (¬12) خبر قطع اليد في: وجيز الكلام 3/ 1125.

صغير يقتل صغيرا

[صغير يقتل صغيرا] وفيه قتل صغير صغيرا بسكّين معه فقبض عليه. وجرت أمور في هل يقتل القاتل به أم لا؟ وآل الأمر إلى سجن الصبيّ حتى يحضر وليّ المقتول (¬1). [إفرنجيّ يشنق نفسه] وفيه ظلم فرنجيّ فشنق نفسه من كثرة قهره مما جرى عليه من الظلم (¬2). [إشاعة سفر السلطان] وفيه أشيع بأنّ السلطان يسافر. فمن قائل: إلى اسكندرية. ومن قائل غير ذلك (¬3). [جمادى الأول] [نقل اسكندر بن ميخائيل من سجنه] وفي جماد الأول حمل اسكندر بن ميخال الروميّ، أحد أمراء ابن (¬4) عثمان، الماضي خبر القبض عليه، من محبسه بباب السلسلة إلى دار البدر بن مزهر كاتب السرّ، وسلّم إليه ليكون مسجونا بمكان يحتفظ عليه فيه (¬5). [القصّاد القبارسة بالقلعة] وفيه صعد إلى القلعة قصّاد قبرص (¬6) من الفرنج، / 394 أ / وكانوا قدموا بالحمل منها (¬7). [موت زوجة أثناء زواجها] وفيه جليت عروس على زوجها (¬8)، وبينا هي أثناء الجلاء إذ حدث بها أمر تغيّر منه مزاجها (¬9)، فحملت إلى منزلها فأصبحت ميتة (¬10). [وفاة إمام برقوق] [3567]- وفيه مات فجأة النور علي بن صدر (¬11) الشافعيّ، إمام برقوق. ¬

(¬1) خبر قتل الصغير لم أجده في المصادر. (¬2) خبر شنق الفرنجي لم أجده في المصادر. (¬3) خبر إشاعة السفر لم أجده في المصادر. (¬4) في المخطوط: «بن». (¬5) خبر نقل إسكندر في: بدائع الزهور 3/ 270، ولم أجد لاسكندر بن ميخال ترجمة في المصادر. (¬6) كتبها بالصاد خلاف العادة. (¬7) خبر القصّاد لم أجده في المصادر. (¬8) في المخطوط: «على زوجه». (¬9) في المخطوط: «مزاح». (¬10) خبر موت الزوجة لم أجده في المصادر. (¬11) لم أجد لعلي بن صدر ترجمة في المصادر.

كتابة سر دمشق

وكان إنسانا حسنا، ساكنا، له تصرّف بالخانقاه الشيخونية، وبيده مشيخة زاوية العراقيّ بالصحراء. صلّى العشاء وهو صحيح من المرض فحصل عنده أمر فسعل (¬1) ومات في الحال. وله زيادة على الخمسين سنة. [كتابة سرّ دمشق] وفيه قرّر محبّ الدين سلامة الأسلميّ في كتابة سرّ دمشق، عوضا عن السيد الشريف عبد الرحيم بن الموفّق الحمويّ بعد صرفه. وكان المحبّ الأسلميّ هذا [بيده] (¬2) نظارة جيش دمشق، فتعادا (¬3) هو وإنسان بدمشق ترجمان الفرنج، فحضر إلى القاهرة وسعى إلى أن ولّي نظر الجيش لمال كبير بذله في ذلك. ولم يسمع متولّي (¬4) على نظر الجيش إلاّ هذا (¬5). [انتحار إنسان شنقا] وفيه شنق إنسان نفسه بحبل ومات، وكان صبيّا مراهقا حنق من أبيه ففعل نفسه ما فعل (¬6). [ولادة سبعة توائم] وفيه ولدت امرأة سبعة في بطن واحد، وكانوا أمواتا (¬7). [جنين عجيب في بطن شاة] وفيه ذبج جزّار شاة فوجد في بطنها جنين (¬8) له عين واحدة كبيرة في وسط جبهته مدوّرة، وخرطوم طويل فيفوق (¬9) خرطوم الغنم حتى تعجّب من خلقه ذلك، فسبحان الخالق (¬10). [نزع عصائب النساء] وفيه أمر ابن (¬11) الحمويّ الواعظ النساء الذي (¬12) يعظهنّ بنزع هذه العصائب التي أحدثنها، ويقال لها المقنع. وذكر إنما ورد من الحديث من وصف العصبات التي كأسنمة ¬

(¬1) في المخطوط: «فسفل». (¬2) إضافة للتوضيح. (¬3) الصواب: «فتعادى». (¬4) الصواب: «ولم يسمع بمتول». (¬5) خبر كتابة السر في: وجيز الكلام 3/ 1130، ومفاكهة الخلان 1/ 124 و 125. (¬6) خبر الانتحار لم أجده. (¬7) خبر التوائم لم أجده. (¬8) في المخطوط: «حنين». (¬9) في المخطوط: «فيوت». (¬10) خبر الجنين العجيب لم أجده. (¬11) في المخطوط: «بن». (¬12) الصواب: «اللاتي».

السيل العظيم بمكة

البخت هي هذه وأنّ لبسها حرام، ووقع في ذلك قال وقيل بين جماعة من أهل العلم، ونزع بعض من النساء ذلك (¬1). [السيل العظيم بمكة] وفيه وصل الخبر من مكة المشرّفة بحدوث سيل عظيم بها في خامس صفر، وأنه كان أعظم من السيل الذي كان في سنة ست وثمانين، وأنه وصل إلى الحجر الأسود، وأنه هدم عدّة أماكن، وأنّ أربعة من العيون أجريت إلى مكة المشرّفة، وحصل بها النفع، وأنه غمرت سقوف أروقة المسجد الحرام، وأنّ الرخاء موجود بمكة (¬2). [وفاة حسين العجمي] [3568]- وأنه مات الشيخ / 394 ب / حسين الفتح (¬3) العجمي. وكان خيّرا، ديّنا، عالما، فاضلا، مسندا. [وفاة إمام مقام الحنفية بمكة] [3569]- ومات فجأة السيد الشريف البخاري (¬4)، محمد البخاريّ (¬5)، الحنفي، إمام مقام الحنفية. وكان قد أزوج ولده وعملوا طعام الفرح فمات، فأكلوه في العزاء (¬6). [وفاة أبي الليث الحنفي] [3570]- ومات أيضا الشيخ أبو الليث الحنفيّ (¬7). وكان عالما، فاضلا. وأن بمكة وباء. [وفاة السيف تغري بردي] [3571]- وفيه مات السيف الشّنشيّ (¬8)، تغري بردي بن أبي بكر (¬9) بن التركيّ ¬

(¬1) خبر نزع الوصائب لم أجده. (¬2) خبر السيل بمكة في: وجيز الكلام 3/ 1120، وبدائع الزهور 3/ 270. (¬3) لم أجد له ترجمة. (¬4) مهملة في المخطوط، ورسمت: «البحرى». (¬5) مهملة في المخطوط. (¬6) خبر وفاة الإمام في: وجيز الكلام 3/ 1124، 1125. (¬7) لم أقف على اسمه ولا على ترجمة له. (¬8) انظر عن (السيف الشنشي) في: وجيز الكلام 3/ 1156 رقم 2352، والضوء اللامع 3/ 27 رقم 130. (¬9) في المخطوط: «تغري بردي أبو بكر»، والتصحيح من السخاوي.

وفاة الوروري الأزهري

الأصل، القاهري، الحنفيّ، سبط الناصر بن الشنشيّ، وإليه نسب. وكان عالما، فاضلا، عارفا بالفقه والعربية، والقراءات (¬1)، خيّرا، ديّنا، بل صالحا، حسن السمت والملتقى، كثير السكون، كريم النفس، وله نظم. وأقرأ بمدرسة صرغتمش، وانتفع به جماعة في القراءة والعربية. ومولده سنة [5] 82 (¬2). [وفاة الوروري الأزهري] [3572]- وفيه مات الوروريّ (¬3)، عبد القادر بن عمر بن القاهري، الأزهري، الشافعيّ. ومولده سنة (883) (¬4). [جمادى الآخر] [وصول كتاب من الأتابك أزبك] وفي جماد الآخر وصل خير بك دوادار الأتابك أزبك من عنده مكاتبة (منه) (¬5) يخبر فيها بأنه لما دخل دمشق وصل إليه قاصد من عند داوود باشا وزير ابن (¬6) عثمان بأنه مجتهد عند أستاذه في قضية الصلح بين المملكتين، وأنه لو جاء قاصد من عند السلطان لكان الصلح قد انعقد، فما أعجب السلطان هذا (¬7)، وأعاد إليه الجواب بأنّ هذا حيلة وفيه تثبيط العساكر عن الحركة، وأنه إن (¬8) رأى أن (¬9) يردّ جوابا شافيا فليفعل، وأنّ السلطان لا (. . .) (¬10) قاصدا (¬11). ¬

(¬1) في المخطوط: «القرات». (¬2) ساقطة من المخطوط. أضفناها من الضوء. (¬3) انظر عن (الوروري) في: وجيز الكلام 3/ 1154 رقم 1345، والضوء اللامع 4/ 282 رقم 748. و «الوروري»: نسبة إلى ورورا من أعمال الغربية بمصر. (التحفة السنية 99). (¬4) في المخطوط: «84»، وما أثبتناه عن: الضوء. (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) في المخطوط: «بن». (¬7) في المخطوط: «هذ». (¬8) في المخطوط: «وأنه وان». (¬9) في المخطوط: «رأى وأن». (¬10) كلمة مضبّبة، لعلّها: «يردّ». (¬11) خبر وصول الكتاب في: تاريخ البصروي 140، ومفاكهة الخلان 1/ 123 و 130، وقال البصروي: «وصل قاصد أرسله شيخ عرب، عالم بلاد الروم، ليس في بلاد ابن عثمان أعلم منه اسمه أبو بكر، فذكر القاصد أن شيخه والعلماء والوجوه ليسوا راضين عن فعل ابن عثمان ومعاداته لأهل هذه البلاد، وأن الضرورة حصلت لهم، وأن الكفّار طغوا عند ما رأوا المسلمين يقاتل بعضهم بعضا، وأشاروا بالصلح، فأجابه أزبك والأمراء: إنما نحن متوجّهون حسبما رسم لنا السلطان، وأنت الذهب إلى السلطان، ودارسهم بالصلح فيكون، ونحن هناك مجتمعون عليه، ثم توجّه القاصد إلى مصر».

إخراج بقية الجند وأولاد الناس للحاق بالتجريدة

[إخراج بقية الجند وأولاد الناس للحاق بالتجريدة] وفيه ركب جميع من تأخّر بالقاهرة من الجند وأولاد الناس بأمر من السلطان، وخرجوا (¬1) إلى جهة خليج الزعفران (¬2) فبقي بوّابه والسلطان بقبّة المطرية هناك، فاجتازوا به، ورآهم، وكانوا جمعا وافرا، وكانت الإشاعة قد فشت بأنه لم يبق بمصر عسكر، فأراد السلطان بهذا إظهار من (¬3) بها من الجند لمصالح زعمها (¬4). [رؤية المؤلّف لفرّوج عجيب] وفيه رأيت فرّوجا من الدجاج ببدن واحد، وله عنق خلق الله به رأسين بمنقارين وأربع (¬5) عيون، فسبحان القادر على ما يشاء (¬6). [سلب مارّة بالمشهد النفيسي] وفيه هجم بعض خيّالة على الدرب المجاور للمشهد النفيسيّ فسلبوا بعض المارة، وخرج بعض مات منهم إنسان. ولله الأمر (¬7). [ختان أولاد ابن مزهر] وفيه كان ختان أولادا صغارا (¬8) للزين / 395 أ / بن مزهر، أخوه البدر كاتب السرّ، وكانوا أربعة، كلّ منهم اسمه محمد، والواحد منهم اسمه يوسف. وكان ختانا حافلا (¬9). [النار بدار آقبردي الدوادار] وفيه وقعت نار بدريس بدار آقبردي الدوادار، وكان أمرا مهولا رؤيت (¬10) من الخانكة (¬11). [اجتماع السلطان بالقضاة والأعيان] وفيه ركب السلطان في عدّة من خواصّه وخاصكيّته، ونزل إلى قبّة المطرية بخليج ¬

(¬1) في المخطوط: «وخرحوا». (¬2) مهملة في المخطوط. (¬3) في المخطوط: «إظهار ومن». (¬4) في المخطوط: «رعمها». وخبر إخراج الجند لم أجده في المصادر. (¬5) الصواب: «وأربعة». (¬6) في المخطوط: «ماشا». والخبر انفرد به المؤلّف - رحمه الله -. (¬7) خبر سلب المارّة في: وجيز الكلام 3/ 1124. (¬8) الصواب: «كان ختان أولاد صغار». (¬9) خبر الختان في: وجيز الكلام 3/ 1133. (¬10) في المخطوط: «رويت». (¬11) خبر النار لم أجده في المصادر.

الحرائق بالقاهرة

الزعفران وبعث بطلب قضاة القضاة إلى عنده فحضروا عنده ومع كل قاض عدّة من نوّابه، وحضر البرهان بن الكركي، والبدر بن مزهر كاتب السرّ، وبني (¬1) الجيعان أبو البقاء، والصلاح، والبدر حسن الطولونيّ، وجماعة من قرّاء الجوق ورؤسائهم، فأخذ الناس بالقاهرة في القال والقيل عن سبب هذا الاجتماع (¬2)، وساءت الظنون بالسلطان. ثم انحلّ الحال بأنه (¬3) إنّما أراد التنزّه وإضافة المذكورين. ووقع لهم جزئيات تطول، وباتوا عنده إلى غد هذا اليوم، ثم عادوا إلى القاهرة (¬4). [الحرائق بالقاهرة] وفيه وقع بالقاهرة عدّة حرائق بعدّة أماكن حتى أراب الناس ذلك، وقالوا إنه يفعل قصدا (¬5). [الفتنة بين عربان الشرقية] وفيه افتتن عربان الشرقية من بني حرام وبني وائل، وآل الأمر بينهم إلى المحاربة، وقتل من الفريقين كثرة، وأخيفت السبل عليهم بتلك النواحي (¬6). [سلب المارّة نهارا] وفيه سلب بعض المارّة بطريق مصر عند الكنيسة نهارا، ولا من أغاثهم (¬7). [الإشاعة بسفر السلطان] وفيه قويت الإشاعة بسفر السلطان وعيّن جماعة من الخاصكية للسفر معه وعيّن البيوتات، وعمل الأزواد، وما يحتاج إليه، وعرضت الهجن، وما بقي إلا السفر. ثم بعد أيام بطل ذلك (¬8). [الإشاعة بوفاة ابن عثمان] وفيه استفيض (¬9) بمصر أنّ ابن (¬10) عثمان مات، وفشت هذه الإشاعة حتى كانت تبلغ حدّ الحواث التواتر (¬11). ثم ظهر (كذبها) (¬12) بعد ذلك (¬13). ¬

(¬1) الصواب: «وبنو». (¬2) في المخطوط: «الاجماع». (¬3) في المخطوط: «تانه». (¬4) خبر اجتماع السلطان في: وجيز الكلام 3/ 1132، 1133 و 1136، 1137. (¬5) خبر الحرائق لم أجده في المصادر. (¬6) خبر الفتنة لم أجده في المصادر. (¬7) خبر سلب المارّة تقدّم مثله قبل قليل. (¬8) خبر الإشاعة بالسفر في: بدائع الزهور 3/ 271. (¬9) الصواب: «استفاض». (¬10) في المخطوط: «بن». (¬11) في المخطوط: «حد الحوادث التواتر» ثم ضرب على «الحوادث». (¬12) كتبت فوق السطر. (¬13) خبر إشاعة الوفاة لم أجده في المصادر.

الريح الشديدة

[الريح الشديدة] وفيه، في عاشر بشنس (¬1) هبّت ريح شديدة، وسقط بها أماكن، وأظلم الجوّ (¬2). [توعّك السلطان] وفيه وعك السلطان وعكا منعه من حضور منفق (¬3) الجامكية، ثم من شهود (¬4) الجمعة، ثم ظهر بعد ذلك في يوم السبت ثالث يوم وعكه (¬5). [منع العربان من دخول القاهرة] وفيه نودي من قبل (السلطان) (¬6) بأن أحدا من العربان لا يدخل القاهرة راكبا، ومن وجد راكبا بعد اليوم أخذ فرسه (¬7). [عودة آقبردي من البحيرة] وفيه وصل آقبردي الدوادار / 395 ب / من سفره إلى البحيرة، وكان قد خرج إليها قبل ذلك، وعاد وقد أهلك بها الحرث والنسل، وجرف الأموال جرفا، وقدّم للسلطان غير ما تقدّم به (¬8). [نادرة الكنفاني] وفيه اتفقت نادرة وهي أنّ إنسانا كنفاني (¬9) تزوّج بامرأة، وكان متّهم (¬10) بها، وطلّقها زوجها من أجله، فاتفق أنّ هذا الكنفانيّ أعادها، واتفق أنّ هذا الذي طلّق ووالد الزوج حضر إلى هذا الكنفانيّ في هذه الأيام واشترى منه كنافة وأكل ذلك فمات من ساعته، فاتّهم الكنفانيّ بأنه سمّه. وجرت أمور آلت إلى براءته (¬11). وعدّ هذا من غريب الاتفاقات (¬12). [رجب] [الحرّ الشديد] وفي رجب، في أوله، الموافق الخامس والعشرين من بشنس القبطيّ، كان الحرّ ¬

(¬1) بشنسن: هو الشهر التاسع في السنة القبطية. (¬2) خبر الريح لم أجده. (¬3) كذا. والمراد: «إنفاق». (¬4) في المخطوط: «شهور». (¬5) خبر توعّك السلطان لم أجده. (¬6) كتبت فوق السطر. (¬7) خبر منع العربان لم أجده. (¬8) خبر عودة آقبردي في: وجيز الكلام 3/ 1114، وبدائع الزهور 3/ 271. (¬9) الصواب: «كنفانيا». (¬10) الصواب: «متّهما». (¬11) في المخطوط: «براته». (¬12) خبر نادرة الكنفاني لم أجده في المصادر.

اهتمام السلطان بختان ولده

شديدا يشبه حرّ الأسد، هذا والشمس في أوائل الجوزاء (¬1). [اهتمام السلطان بختان ولده] وفيه كان الاهتمام من السلطان بأمر ختان ولده محمد السباعيّ السنّ، ودام هذا الاهتمام من هذا اليوم - أعني من أول رجب إلى أواخره - هذا، والتقادم صاعدة إلى السلطان متوالية متتابعة من أول هذا الشهر إلى آخره ما بين ثياب حرير وغير ذلك، وما بين أغنام وأبقار وسكاكر وفواكه وجزئيات يطول الشرح في ذكرها، ثم عمل الختان في عشرينه، وكان حافلا، ختن فيه مع ولد السلطان جماعة من أولاد الأمراء الأكابر والأصاغر والخاصكية زيادة على الأربعين ولدا. وزيّنت القاهرة زينة ما زيّنت مثلها من سنين. ووقعت أشياء يطول الشرح في ذكرها (¬2). [وفاة خضر بن شمان] [3573]- (وفيه مات خضر بن شمان (¬3) النوروزيّ، الجركسيّ الأصل، القاهريّ، الحنفيّ. وكان فاضلا، حشما، أدوبا، رئيسا، له عقل وتؤدة، وحسن سمت، وكرم نفس (¬4). ¬

(¬1) خبر الحر الشديد لم أجده في المصادر. (¬2) خبر ختان ولدي السلطان في: وجيز الكلام 3/ 1134، وبدائع الزهور 3/ 271، 272، ومفاكهة الخلان 1/ 131. وقال ابن إياس: وفي رجب كان ختان ولد السلطان المقر الناصري محمد، الذي تسلطن بعده، وكان عمره يومئذ نحوا من سبع سنين وأشهر، وكان المهمّ بالقلعة سبعة أيام متوالية، وكان من نوادر المهمّات، فاجتمع سائر مغاني البلد، ورسم السلطان بأن تزيّن القاهرة فزيّنت زينة حافلة، حتى زيّنوا داخل الأسواق مثل: سوق الشرب؛ والجواهرة، والورّاقين، وسوق الفاضل، والباسطية، وسوق الحاجب، والصاغة، وغير ذلك من الأسواق، وخرج الناس في القصف والفرجة عن الحدّ، وكان العسكر غائبا في التجريدة والناس في أمن من أذى المماليك، ودخل على السلطان من التقادم ما لا ينحصر من مال وخيول وقماش وسكّر وأغنام وأبقار وغير ذلك مما يزيد عن خمسين ألف دينار، فكان من جملة ما أهداه المقر الشهابي أحمد بن العيني طست وإبريق ذهب، زنته نحو من ستمائة مثقال، برسم الختان، وأشياء كثيرة غير ذلك. (¬3) في بدائع الزهور: «سنان»، والمثبت يتفق مع الوجيز، وفي الضوء: «شماف أو شوماف». وانظر عن (خضر بن شمان) في: وجيز الكلام 3/ 1157 رقم 2354، والضوء اللامع 3/ 178، 179 رقم 696، وبدائع الزهور 3/ 272. (¬4) في المخطوط: «نفيس».

وصول تاجر برجال ونساء من الشرق

قرأ أشياء، وسمع على جماعة. ومولده سنة (832 (¬1)) (¬2). [وصول تاجر برجال ونساء من الشرق] وفيه وصل تاجر من الشرق يقال له الخواجا عبد الكريم ومعه عدّة من الجلبان الجراكسة ما بين رجال ونساء نحوا من مائة أو أزيد، وجاء من على بلاد الشرق. ونزل السلطان إلى فيه (¬3) خليج الزعفران بقرب المطرية حتى اجتمع بعبد الكريم هذا وعرض عليه من حضر به من المماليك والجواري. [وفاة التاجر عبد الكريم] [3574]- ثم لم ينشب عبد الكريم (¬4) هذا حتى مات في شعبان. [الإحاطة بجلاّب الرقيق] وفيه احتاط آقبردي الدوادار بجماعة من الجلاّب / 396 أ / للرقيق، فأحضرهم مماليكه القاهرة ومعهم جميع ما يملكونه من الرقيق، وهو نحوا (¬5) من ثلاثمائة، والجمال وهم نحوا (¬6) من مايتي بعير، فوضع يده على جميعها وأمر بهم فسلسلوا وضرب بعض منهم، ثم بعث منهم إلى المقشّرة ولا ذنب لهم يوجب ذلك سوى نزولهم بطرا وعدم دخولهم برجالهم كما هي إلى القاهرة، وذكر أنهم تعوّزوا بالرقيق إلى جهة البلاد الشامية من غير أن يعطوا المكس، فجعل ذلك دينا لهم. ولله الأمر (¬7). [وصول العثمانيين إلى برصا] وفيه أشيع بأنّ هجّانا وصل إلى القاهرة يخبر بأنّ عساكر ابن (¬8) عثمان عدّت إلى برصا (¬9). [خسوف القمر] وفيه خسف جميع جرم القمر من بعد العشاء الأخير بنحو العشرين درجة، واستمر الحال (¬10) من أربعين درجة حتّى انجلى (¬11). ¬

(¬1) في الضوء: مولده في سنة 835 هـ‍. (¬2) ما بين القوسين من أول هذه الترجمة حتى هنا كتب على هامش المخطوط. (¬3) الصواب: «إلى فم». (¬4) لم أجد له ترجمة. (¬5) الصواب: «وهو نحو». (¬6) الصواب: «وهم نحو». (¬7) خبر الإحاطة لم أجده. (¬8) في المخطوط: «بن». (¬9) خبر وصول العثمانيين لم أجده. (¬10) في المخطوط: «الحوال». (¬11) خبر خسوف القمر في: بدائع الزهور 3/ 272.

عصيان علاء الدولة

[عصيان علاء الدولة] وفيه وصل الخبر بأنّ علاء الدولة يعتذر إلى الأتابك عن حضوره إلى العساكر وانضمامه إليهم بأمور. ثم أشيع عنه العصيان (¬1). [الإشاعة بوجود يشبك الدوادار حيا] وفيه استفيض (¬2) على ألسنة أهل مصر، سيما من العوام، بأنّ يشبك الدوادار موجود وهو في قيد الحياة، وزادت هذه الإشاعة حتى خرجت عن الحدّ، ثم لم يظهر لها الأثر (¬3). [تعيين جند للمسير إلى مكة] وفيه عيّن السلطان خمسون (¬4) من الجند إلى مكة المشرّفة، أكثرهم من العثمانية، وعيّن آقبردي تمساح الظاهري أحد العشرات باشا عليهم، وأمر بأن يجهّز حاله (¬5). [خدامة الحرم الشريف] [وفيه] (¬6) عيّن لخدامة الحرم الشريف الطواشي إياس الشاميّ (¬7). [كائنة مماليك آقبردي الدوادار] وفيه كانت كائنة مماليك آقبردي الدوادار، ثاروا بدار أخوه (¬8) وأغلقوا دار أستاذهم الناصر، [و] صعد هو إلى القلعة، وطلبوا الزيادة في جوامكهم ومرتّباتهم، ووقعت أشياء تطول، آل الأمر فيها إلى قبض (على) (¬9) جماعة منهم، ضرب السلطان منهم جماعة، وقطع يد آخرين، ونفى (¬10) منهم جماعة إلى الوجه القبليّ، وآخرين إلى البلاد الشمالية، واختفى عدّة منهم (¬11). [الكشف على جسر سنيت] وفيه خرج السلطان مسافرا في بحر النيل ومعه جماعة من خواصه، منهم: كسباي ¬

(¬1) خبر العصيان لم أجده. (¬2) الصواب: «استفاض». (¬3) خبر الإشاعة لم أجده. (¬4) الصواب: «خمسين». (¬5) خبر تعيين الجند في: وجيز الكلام 3/ 1129، 1130، وبدائع الزهور 3/ 272. (¬6) في المخطوط: «بياض». (¬7) خبر خدامة الحرم في: بدائع الزهور 3/ 272. (¬8) الصواب: «بدار أخيه». (¬9) كتبت فوق السطر. (¬10) في المخطوط: «بقى». (¬11) كائنة المماليك في: بدائع الزهور 3/ 272، 273، ومفاكهة الخلان 1/ 131.

شعبان

المحتسب (¬1)، والبدر حسن بن الطولونيّ (¬2)، وزاد كلام الناس في أمر هذه السفرة، فمن قائل إلى الإسكندرية، / 386 ب / ومن قائل غير ذلك. ثم كانت إلى سنيت فكشف جسرها بنفسه وعاد (¬3). [شعبان] [البرد الشديد والأمراض] وفي شعبان، والشمس في السرطان، ظهر برد واشتدّ حتى كان قريبا من برد الشتاء حتى تعجّب من ذلك، ومات جماعة من الناس في أوائل هذا الشهر وأواخر رجب بأمراض غريبة المواد، نادرة (¬4). [وفاة النيل] وفيه كانت البشارة بالنيل المبارك في سادس عشرين بونه (¬5). وكانت القاعدة سبعة أذرع إلاّ ثمانية أصابع (¬6). [دخول العساكر أطراف مملكة ابن عثمان] وفيه عاد السلطان ووصل إليه هجّان يخبر بأنّ العساكر على زمنطوا، وأنهم في قصد المسير إلى جهة بلاد ابن (¬7) عثمان بعد أن بعثوا ماماي الخاصكي (¬8) رسولا، ومعه عشرة من المماليك السلطانية، وأشار (¬9) عليهم تمراز الشمس (¬10) بأنهم لا يتحرّكوا حتى ¬

(¬1) لم أجد لكسباي المحتسب ترجمة. (¬2) انظر عن (حسن بن الطولوني) في: الضوء اللامع 3/ 98 رقم 396 وفيه: الحسن بن حسين بن أحمد بن أحمد بن محمد بن علي بن عبد الله بن علي، سبط القاضي جمال الدين محمود القيصري. ولد سنة 836 وكان حيا سنة 898 هـ‍. (¬3) خبر الكشف على الجسر لم أجده في المصادر. (¬4) خبر البرد الشديد لم أجده في المصادر. (¬5) الصحيح: «بؤونة». وهو الشهر العاشر في السنة القبطية. (¬6) خبر وفاء النيل في: وجيز الكلام 3/ 1138، وبدائع الزهور 3/ 273، وقال السخاوي: وكانت البشارة بالنيل في أول شعبان، وجاءت القاعدة ستة أذرع وعشرين إصبعا. (¬7) في المخطوط: «بن». (¬8) يرجّح أنه: ماميه الأشرفي قايتباي، الذي سافر بعد الصلح مع ابن عثمان إليه بهدية ثم رجع وعمل الدوادارية الثانية بعد شاذبك. ويذكر بحذق وعقل. ذكره السخاوي في الضوء 6/ 236 رقم 818 ولم يؤرّخ وفاته. وهو كان حيّا في سنة 920 هـ‍. انظر عنه في: حوادث الزمان 2/ 259 و 260 و 3/ 209 (فهرس الأعلام)، ومفاكهة الخلان 2/ 223 (فهرس الأعلام). (¬9) في المخطوط: «واسار». (¬10) هو تمراز الشمسي الأشرفي برسباي العزيزي، نسبة للعزيز بن الأشرف فهو معتقه أمير سلاح، وابن أخت الأشرف قايتباي. ذكر السخاوي خروجه في هذه التجريدة مع الأتابك، ولم يؤرّخ له بعد ذلك. (الضوء اللامع 3/ 36 - 38 رقم 152).

مشيخة تدريس الشيخونة

يرجع إليهم طرباي هذا إمّا بصلح فيعمل (بمقتضاه) (¬1) أو بغيره فيعمل ذلك، فخالفوه (¬2) ومشوا عقيب سفر ماماي هذا، فرحلوا إلى أطراف مملكة ابن (¬3) عثمان من جهة البلاد القرمانية، فوصلوا إلى مدينة سرمشق وبها مغاير اجتمع أهلها بها واحتموا على العساكر فحاصروهم، وأخذ بعضا (¬4) من هذه المغاير، وقتلوا جمعا (من أهلها) (¬5)، ونهبوا وفسقوا، وفعلوا أفعالا غريبة، ثم رحلوا إلى جهة (قيسارية فأخذوها، ولم يقدروا على قلعتها، فحرّقوا المدينة ونهبوا، ثم رحلو إلى (¬6) قراصار ففعلوا بها نحوا من قيسارية، ثم إلى نكده كذلك، ثم إلى أركلي. وانقسم العسكر على فرقتين، توجهت أحدهما (¬7) إلى دارنده فحرّقوا وأخربوا، وبقيت الفرقة الأخرى تنتظر هذه حتى عادت. ورجعوا إلى قولك (¬8) ونزلوا لحصارها، وعندهم الغلاء في كل شيء. ثم وصل هذا (¬9) الخبر إلى السلطان على يد جان بلاط الغوريّ أحد جلبانه من العشرات، فما أعجبه هذا (¬10) الفعل ولا سرّ به (¬11). [مشيخة تدريس الشيخونة] وفيه استقرّ في مشيخة تدريس الشافعية بالشيخونية الشهاب أحمد الصيرفيّ (¬12)، عوضا عن الجلال بن الأمانة، بحكم نزوله عن ذلك. ولعلّ من يوم بنى الواقف هذه المدرسة لم ينزل عن هذه الوظيفة إلاّ في هذا اليوم (¬13). [عبد يشنق نفسه] وفيه وجد عبد مشنوق بدار سيّده لقهر حصل عنده (¬14). [كائنة نائب القدس] [وفيه] (¬15) كائنة دقماق (¬16) نائب القدس والفخر بن نسيبة (¬17) أحد أعيان البيت ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) في المخطوط: «فحالفوه». (¬3) في المخطوط: «بن». (¬4) الصواب: «وأخذوا بعضا». (¬5) كتب فوق السطر. (¬6) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬7) الصواب: «إحداهما». (¬8) قولك - كولك. حصن في بلاد الروم. (¬9) في المخطوط: «هذ». (¬10) في المخطوط: «هذ». (¬11) خبر دخول العساكر في: وجيز الكلام 3/ 1128، وبدائع الزهور 3/ 273، وأخبار الدول 3/ 93. (¬12) في المخطوط: «الصوفي». (¬13) خبر المشيخة في: وجيز الكلام 3/ 1118، وبدائع الزهور 3/ 273. (¬14) خبر شنق العبد لم أجده في المصادر. (¬15) في المخطوط: «بياض». (¬16) انظر عن (دقماق) في: الضوء اللامع 3/ 218 رقم 819 وفيه: دقماق التركماني. ولم يؤرّخ لوفاته. (¬17) في المخطوط: «والفخر الدين ونسيبة».

دعوى امرأة على ابن القرافي

المقدس، أمر السلطان بهما فضربا / 397 أ / بين يديه (¬1)، وأمر بنفي ابن نسيبة (¬2) إلى الواح (¬3) حتى شفع فيه (¬4). [دعوى امرأة على ابن القرافي] وفيه كائنة البدر بن القرافي أحد نواب (الحكم المالكيّ) (¬5)، رفعت امرأة فيه قصّة للسلطان، ونسبته إلى أشياء، ووقع له أمور تطول، آلت إلى أن أغرم نحوا من ثمان مئة دينار بعد عقود (¬6) مجالس بينه وبين المرأة التي رافعت فيه (¬7). [قضاء حلب الشافعي] وفيه قرّر في قضاء حلب الشافعية الشمس محمد بن عثمان بن الزعيم (¬8)، عوضا عن العزّ الحسفاويّ (¬9) بمال بذله في ذلك لمنافسة جرت بينه وبين الحسفاويّ (¬10) المذكور. وكان الحسفاويّ (¬11) لما مات الجلال بن الشحنة ظنّ خلوّ الجوّ له، فقيّض الله له هذا النقيض (¬12). [وفاة الجمال الرومي] [3575]- وفيه مات الجمال عبد الله بن قاسم (¬13) بن خليل الرومي، الحنفيّ. ¬

(¬1) لم يذكر السخاوي سوى ضرب ابن نسيبة. (وجيز الكلام)، أما العليمي فقال إنه حصل له محنة، ولم يذكر ضرب دقماق. (¬2) في المخطوط: «نشيبه». (¬3) في الأنس الجليل 2/ 482 «اللواح». (¬4) كائنة نائب القدس في: وجيز الكلام 3/ 1116، والأنس الجليل 2/ 476 و 481 وقد طولّ فيها، وبدائع الزهور 3/ 273. (¬5) كتب فوق السطر. (¬6) كذا، والمراد: «عقد» أو «انعقاد». (¬7) خبر دعوى المرأة في: بدائع الزهور 3/ 273. (¬8) في وجيز الكلام 3/ 1139 «دغيم»، والمثبت «الزعيم» كما في البدائع. (¬9) في المخطوط: «الحسناوي». والتصحيح من: الضوء اللامع 6/ 282 رقم 942 فهو: العزّ أبو البقاء محمد بن إبراهيم بن يوسف بن خلد بن أيوب بن محمد الربعي، الحسفاوي الحلبي. لم يؤرّخ لوفاته. و «الحسفاوي»: بالسين المهملة الساكنة وفاء. نسبة إلى حسّفا من بلاد حلب. (¬10) في المخطوط: «الحسباوي». مهملة. (¬11) في المخطوط: «الحسناوي». (¬12) خبر قضاء حلب في: وجيز الكلام 3/ 1139، وبدائع الزهور 3/ 274. (¬13) لم أجد لعبد الله بن قاسم ترجمة في المصادر.

عزل نائب دوركي

شيخ تربة قانم التاجر (¬1). وكان يدّعي العلم، وليس كما يدّعي. وصنّف وألّف. ومولده بعد الثلاثين وثمان مئة. [عزل نائب دوركي] وفيه وصل إلى القاهرة قانباي (¬2) من وليّ الدين، نائب دوركي، معزولا عنها (¬3). [قضية أوقاف الشافعية] وفيه كائنة جماعة القاضي الشافعيّ، وكائنة منها بسبب أوقاف الشافعية، وتوكل (¬4) بالجميع وجرجروا وتبهدلوا، وآل أمرهم إلى غير طائل (¬5). [الثورة على قرقماس بدمشق] وفيه ثار بدمشق فتنة كادت أن تموج منها دمشق، وقتل فيها ثلاثة من العامّة، وكانوا ثاروا (بقرقماس) (¬6) ليرجموه. وجرت أمور تطول آلت إلى السكون (¬7). ¬

(¬1) هو قانم من صفر خجا الجركسي المؤيّدي شيخ ويعرف بالتاجر. مات فجأة في سنة 871 هـ‍. انظر عنه في: الضوء اللامع 6/ 200، 201 رقم 695. (¬2) في المخطوط: «قانيباي». ولم أجد له ترجمة. (¬3) خبر عزل النائب لم أجده. (¬4) ضرب عليها خطا، وأبقيناها لاقتضاء السياق. (¬5) خبر قضية الأوقاف لم أجده في المصادر. (¬6) عن هامش المخطوط. (¬7) خبر الثورة على قرقماس في: تاريخ البصروي 141، ومفاكهة الخلان 1/ 124، 125 و 127. وقال البصروي، في حوادث شهر جمادى الآخر: في عاشره استغاث أهل دمشق عقب صلاة الجمعة نم زيادة ظلم الخاصكيّ المقيم بدمشق الآن، يسمّى قرقماس، جاء في أشغال متعلّقة بالسلطنة، وطلب هو الشيخ فرج وقال له: أنت الذي جمعت الناس، فضربه ضربا كثيرا مبرّحا. وفي خامس عشره اجتمع المشايخ والفقراء بالجامع الأموي، ورفعوا الأعلام، وصعدوا إلى المنارات وكبّروا واستغاثوا، فحضر الحاجب الكبير يونس ومعه الأمير بردبك أمير الحاج وغيرهما، فتراموا على أعيان المجتمعين حتى تفرّقوا وقالوا لهم: ما بقي نعود إلى فعله، وكتبوا للسلطان بما وقع. وفي خامس عشر رجب وصل جواب قضية الخاصكي أن يحضر الشيخ فرج وستة أنفس من أهل القبيبات، بعد أن يطلب أهل الحارتين بالقبيبات، ويسألوا عن سبب قيامهم على الخاصكي، فقريء بحضرة القضاة وأركان الدولة، واتفقوا على أن الكلام في هذا يحرّك فتنة أخرى، فسكن الحال. وقال ابن طولون: وفي يوم الجمعة حادي عشرة، بعد الصلاة والناس في الدعاء، استغاث رجل صالح يعرف بيوسف البهلول، من ميدان الحصى، شرقيّ مقصورة الجامع الأموي، وقال: وا إسلاماه، وأين الغيرة الإسلامية وهذا الخاصكي، يعني قرقماس، الذي يصادر الناس. ثم فرغ من الدعاء، ثم جاء إلى تجاه باب الخطابة واستغاث أيضا، فعضّده جماعة الشيخ فرج من باب السلامة، واستغاث الخلق على =

إشاعة بعودة العساكر

[إشاعة بعودة العساكر] وفيه أشيع بأن الصلح سيكون عن قريب، وأنّ العساكر ستعود (¬1). [رمضان] [قطع يد جلاّب للرقيق] وفي رمضان قطع آقبردي الدوادار يد إنسان من جلاّبة الرقيق لكونه يفوّز بهم عن القاهرة فارّا من الموجب السلطانيّ، فمات بعد أيام من القطع (¬2). [التضييق على جماعة القاضي الشافعي] وفيه أطلع بعضا (¬3) من جماعة القاضي الشافعيّ على أموال كتبت عليهم، منهم نقيبهم العلاء الحنفيّ، والجمال اللقاني، وضيّق بالتوكيل على آخرين (¬4). [وفاة الخواجا صلاح الدين] [3576]- وفيه مات أحد تجار الكارم، وهو الخواجا صلاح الدين محمد الحزميّ (¬5). ¬

= باب الخطابة، وقد كان صلّى هناك إلى جانب الشافعيّ الحاجب الكبير، وأمير الحاج، وخازندار النائب، والمحتسب، ثم دخلوا مع القاضي إلى بيت الخطابة، فصبروا على العوام ساعة حتى ملّوا أمر الاستغاثة على الخاصكي، ولم يكن عندهم، بل لما سمع أول الاستغاثة، وكان قد صلّى شرقيّ الجامع، أسرع في الخروج إلى الدهشة، ثم إلى منزله، بيت إبراهيم بن منجك جوار الجامع. ثم خرج الحاجب ومن معه من بيت الخطابة وخشي من العوام وأرسل عرّف الخاصكي، وأنّ العوامّ يريدون أن يوقعوا فيه قتلا، فبعث وراء الشيخ فرج، شيخ الجماعة الذين استغاثوا، ووقع به بحضرة كبير التجار عيسى القاري، فشفع فيه، فعارضه الخاصكي وأراد أن يوقع بالقاري أيضا، وصال وجال، فاجتمع الخلق بكرة يوم السبت ثاني يوم، وأنزلوا الشيخ إبراهيم الناجي راكبا من ميدان الحصى، وكبّروا معه إلى الجامع للتكبير على الخاصكي، وكان على ما قيل قد خاف على قماشه ونقله، فأرسله إلى القلعة بإشارة الحاجب، على ما قيل، ثم كبّر الخلق على باب الخاصكي، فخرج عليهم المماليك بالنشاب، وحصل شرّ كبير. وفي يوم الأحد حادي عشر رجب شاع بدمشق أنه ورد مرسوم شريف يطالب جماعة ممن قام على قرقماس الخاصكي، الذي كبّروا عليه بالجامع وجرى ما جرى. ثم إنه بعث جماعة إلى العزقية فقتلوا منهم وجرحوا، فرجعوا مخذولين مكسوري الحرمة، وخوّف من العمل بالمرسوم فترك. (¬1) خبر الإشاعة لم أجده في المصادر. (¬2) خبر قطع اليد لم أجده في المصادر. (¬3) الصواب: «أطلع بعض». (¬4) خبر التضييق في: وجيز الكلام 3/ 1117. (¬5) انظر عن (محمد الحزمي) في: وجيز الكلام 3/ 1163 رقم 2375، والضوء اللامع 6/ 283، 284 رقم 949 واسمه: محمد بن إبراهيم. و «الحزمي» مهملة في المخطوط.

غلاء راوية الماء

وختم (¬1) السلطان على حواصله وأمواله. وكان إنسانا حسنا، متموّلا، لا بأس به. [غلاء راوية الماء] وفيه غلت الرواية الماء وقلّ وجوده لاحتياط آقبردي الدوادار على جمال السقّايين لأجل سفره إلى جهة البحيرة (¬2). [القبض على مماليك يشربون الخمر] وفيه قبض على بعض من المماليك الأروام وهم يشربون / 397 ب / الخمر نهارا (¬3). [إفطار صنّاع برمضان] وفيه أفطر جماعة ممن يتعانوا الصنايع الشاقّة من شدّة ما نالهم من الحرّ والعطش (¬4). [الحمار العجيب] وفيه رؤي حمارا (¬5) إحليله خلف أنثييه (¬6). [إنسان عجيب الخلقة] وفيه رؤي إنسان أسود بعين واحدة في جبهته، وأنفه نابت من جبهته، وبين الأنف والفم نحو (¬7) من أربع أصابع (¬8). [زيادة النيل] وفيه في ثاني مسرى نودي على النيل (بزيادة) (¬9) أربع وعشرين إصبعا، فعدّ ذلك نادرا (¬10). ¬

(¬1) مهملة في المخطوط. (¬2) خبر غلاء الماء في: بدائع الزهور 3/ 275 (في شهر ذي القعدة). (¬3) خبر القبض على المماليك في: بدائع الزهور 3/ 273، 274. (¬4) خبر إفطار الصنّاع لم أجده في المصادر. (¬5) الصواب: «رؤي حمار». (¬6) خبر الحمار لم أجده. (¬7) في المخطوط: «نحوا» ثم ضرب على الألف. (¬8) خبر الإنسان العجيب في: بدائع الزهور 3/ 274 وفيه يقول ابن إياس: «وفيه أخبرني ممن أثق به أنه رأى بأسوان. .»، فكأنّ المؤلّف - رحمه الله - ينقل عنه. (¬9) كتبت فوق السطر. (¬10) خبر زيادة النيل في: وجيز الكلام 3/ 1138 وفيه: وفي عصر يوم الأربعاء عاشر رمضان، وهو رابع مسرى ستة عشر ذراعا وثمانية أصابع وباشر فتح السد من الغد أحد المقدّمين أزدمر تمساح، وارتقت زيادته إلى ثلاثة أصابع من الذراع العشرين.

المرأة العجيبة

[المرأة العجيبة] وفيه رؤيت امرأة بثلاث ثدى (¬1) أحدها نابت تحت إبطها (¬2). [كسر النيل] وفيه في خامس (¬3) مسرى كسر النيل عن الوفاء، ونزل أزدمر تمساح الظاهريّ أحد مقدّمي الألوف لذلك فحلّق المقياس، وفتح الخليج بحضوره، وصعد إلى القلعة وبين يديه عشرة أنفس بالشاش والقماش، حتى عدّ ذلك من النوادر التي ما وقعت قط (¬4). [وفاة البرهان التتائي] [3577]- وفيه مات البرهان التتائي (¬5)، أخو (¬6) الشرف الأنصاريّ، إبراهيم بن علي بن سليمان الأنصاري، القاهري، المالكيّ. وكان إنسانا حسنا، خيّرا، ديّنا، سمع على جماعة. ومولده في سنة عشرين وثمان مية. [وفاة الخواجا عيسى القاري] [3578]- وفيه ورد الخبر من دمشق بموت الخواجا عيسى القاري (¬7)، أحد تجار الكارم، فجأة (¬8). [وفاة أبي العباس المغربي] [3579]- وبموت أبو (¬9) العباس، أحمد المغربيّ (¬10)، الغافقيّ. ¬

(¬1) كذا. (¬2) خبر المرأة في: بدائع الزهور 3/ 274. (¬3) في البدائع: «في رابع». (¬4) خبر كسر النيل في: بدائع الزهور 3/ 274. (¬5) انظر عن (البرهان التتائي) في: بدائع الزهور 3/ 274، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬6) في المخطوط: «أخوا». (¬7) في المخطوط: «العاوي»، والتصحيح من: تاريخ البصروي 142، ومفاكهة الخلان 1/ 128 و 132، 133، والضوء اللامع 6/ 159 رقم 523. (¬8) وقال البصروي: وكان فيه خير للفقراء وإحسان، وكان يضبط زكاته ويخرجها، وابتلي آخر عمره بالانحياز إلى السلطان، واتّهم في مال البهار الذي أرسل إليه السلطان أن يشارك الأمناء عليه، وورد فيه مرسوم، فحصل له بهدلة في المجلس بسبب ذلك، فذهب منه وقد احتقر خاطره، فكان سبب انقطاعه أحد عشر يوما، ومات في عشر الثمانين. (¬9) الصواب: «أبي». (¬10) لم أجد لأحمد المغربي ترجمة في المصادر.

وفاة البرهان بن مزهر

شيخ المغاربة بدمشق. [وفاة البرهان بن مزهر] [3580]- وفيه مات البرهان بن مزهر (¬1)، إبراهيم بن بي بكر بن محمد الأنصاري، القاهري، الشافعيّ. أخو البدر بن مزهر كاتب السرّ. ومولده سنة 8 (¬2). وكان شابا فاضلا، اشتغل وسمع الحديث على أبيه وجماعة. [وصول جان بلاط الغوري بأخبار العساكر] وفيه وصل جان بلاط الغوريّ، أحد العشرات، من جلبان السلطان، من جهة العساكر بأخبار أخذ قيسارية وغيرها من بلاد ابن (¬3) قرمان العثمانية. وأنّ العسكر على حصار قلعة كوارة، وأنها عاصية مانعة جدا (¬4). [ضبط شيخ يحشّش] وفيه اطّلع نهارا على إنسان شيخ بلحية بيضاء وهو يبلغ هذه القاذورة المسمّاة الحشيش (¬5). [التجاء قاضي الحنفية بدمشق إلى قانصوه خمسمائة] وفيه ورد الخبر بأنّ إسماعيل الناصريّ (¬6) قاضي الحنفية بدمشق الذي ورد خبر فراره منها من مدّة أنه إنّما توجّه إلى جهة العساكر ملتجئا (¬7) إلى جهة قانصوه خمسمائة الأمير اخور ليشفع فيه. وكان قد تحرّك الزين عبد الرحمن الحسبانيّ لطلب القضاء فبطل أمره (¬8). ¬

(¬1) انظر عن (البرهان بن مزهر) في: الضوء اللامع 1/ 35. (¬2) هكذا في المخطوط. (¬3) في المخطوط: «بن». (¬4) خبر وصول جان بلاط في: وجيز الكلام 3/ 1129، وبدائع الزهور 3/ 274. (¬5) خبر ضبط الشيخ لم أجده في المصادر. (¬6) هو إسماعيل بن إبراهيم بن خضر، عماد الدين بن برهان الدين الناصري. نسبة للناصرة قرية من صفد، ولد قريبا من سنة 840 هـ‍. ولم يؤرّخ السخاوي لوفاته. (الضوء اللامع 2/ 282 رقم 891) وقد تزوّج القاضي شهاب الدين أحمد بن عيد الحنفي المتوفى سنة 914 هـ‍. من زوجة عماد الدين الناصري. (حوادث الزمان 2/ 187 رقم 707). (¬7) في المخطوط: «ملحا». (¬8) خبر التجاء القاضي في: مفاكهة الخلان 1/ 127 و 130.

إغلاق باب الجامع المؤيدي

[إغلاق باب الجامع المؤيّدي] وفيه أغلق باب الجامع المؤيّديّ من بعد صلاة الصبح / 398 أ / إلى الظهر، ومن بعد العصر إلى المغرب، ثم دام ذلك (¬1). [وفاة قانصوه من فارس] [3581]- وفيه مات على حصار قلعة كوارة: قانصوه من فارس (¬2) الأشرفي قرا. أحد العشرات من مماليك السلطان، بحجر نفط أصابه. وكان لا بأس به. [فتح قلعة كوارة] وقتل على حصار هذه القلعة جماعة. ثم أخذت بالأمان وهدمت إلى الأرض (¬3). [شوال] [موكب السلطان في العيد] وفي شوال كان الموكب السلطانيّ في يوم عيد الفطر بالحوش من القلعة على العادة التي استجدّها هذا السلطان في غيبة الأمراء. ولم يحضر هذا العيد من المقدّمين سوى أزدمر تمساح لأنه هو الموجود في القاهرة، والبقيّة غيّب (¬4) على ما عرفت، وحضره عدّة من العشرات ممن كانوا بالقاهرة، وحضره عدّة من أولاد الملوك (¬5). [شرور العبيد] وفيه زاد شرّ العبيد وخرجوا عن الحدّ في مقاتلة بعضهم البعض حتى أعيى الوالي أمرهم ويركب بسببهم، وبضّع (¬6) فيهم، وهم مع ذلك لا يرعوون (¬7). ¬

(¬1) خبر إغلاق الباب لم أجده في المصادر. (¬2) انظر عن (قانصوه من فارس) في: بدائع الزهور 3/ 274، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬3) خبر قلعة كوارة في: وجيز الكلام 3/ 1129، وبدائع الزهور 3/ 274. (¬4) مهملة في المخطوط. (¬5) خبر موكب السلطان في: بدائع الزهور 3/ 274. (¬6) كذا. الصواب: «بدّع». (¬7) خبر شرور العبيد في: بدائع الزهور 3/ 274.

فرس يعتدي على جمل

[فرس يعتدي على جمل] وفيه وقعت نادرة غريبة، وهي أنّ جنديا أعدى فرسا له شرّيرا بجمل (¬1) لسقائه، فحمل على الجمل وصار يعضّه مرّة بعد أخرى، ومع الجمل صبيّ صغير يملأ الماء من البحر، وهو قائد الجمل وقد حلّ به (¬2) هذه الكائنة، وهو يتدرّع بنفسه يمينا وشمالا، ويقول للجندي: أتركني وأجرك على الله لأمضي إلى حال سبيلي، فحنق الجنديّ منه وتقرّب إليه بالفرس فرفسه الفرس بحيث أثّر فيه وجعا فسقط، فبكى من ذلك، فضربه (¬3). وإذا بالسّقّاء صاحب الجمل وقد أدركهما وهما كذلك فأخذهما ومضى وهو يقول: «حلنا عليك الله» فما استتمّ كلامه حتى وقع الفرس ميّتا، وحمل الجنديّ سرجه وآلته بنفسه إلى منزله (¬4). [مقتل أستادار نائب حماه] وفيه وصل الخبر بأن جان بردي صاحب حماه قتل أستادار إينال الخسيف نائبها لمشاحنة وقعت بينهما (¬5). [أخذ قلعة كوارا صلحا] وفيه وصل الخبر بأخذ الأتابك أزبك ومن معه من العساكر قلعة كوارا (¬6) صلحا، وتفرقة من بها من بعض العثمانية على الأمراء يخدمون عندهم جندا (¬7). [إحضار سارق أمام السلطان] وفيه أصعد إلى بين يدي السلطان بسارق ومعه عدّة حمّالين بما وجد عنده / 398 ب / من أموال الناس، وكانت شيئا (¬8) كثيرا (¬9). [تفشّي موت الأطفال] وفيه فشا الموت في الأطفال الرضّع، حتّى (عدّ كثرة ذلك من النوادر (¬10)) (¬11). ¬

(¬1) مهملة في المخطوط. (¬2) الصواب: «وقد حلّت به». (¬3) في المخطوط: «صربه». (¬4) خبر الفرس لم أجده في المصادر. (¬5) خبر مقتل الأستادار في: مفاكهة الخلان 1/ 118 وفيه: وفي هذه الأيام قد دخل إلى دمشق خلق كثير من أهل حماة هربوا من نائبهم إينال الخسيف، وأما أهل حلب فتفرقوا في البلدان من قبل هذه السنه، وإلى الآن، خوفا على حريمهم من العساكر الواردة إليهم، وفسد نساء كثير منهم. (¬6) في المخطوط: «كورا». (¬7) خبر أخذ القلعة في: وجيز الكلام 3/ 1129، وبدائع الزهور 3/ 275. (¬8) في المخطوط: «شيا». (¬9) خبر إحضار السارق لم أجده في المصادر. (¬10) ما بين القوسين كتب فوق السطر. (¬11) خبر تفشّي الموت لم أجده في المصادر.

ذو القعدة

[ذو القعدة] [حضور البرهان بن المعتمد بين يدي السلطان للمرافعة] وفي ذي (قعدة) (¬1) حضر البرهان بن المعتمد الدمشقيّ، أحد نواب الحكم الشافعية، ومفتى دار العدل بدمشق لبين يدي السلطان، وقد رافع فيه إنسان - لا جوزي خيرا عن مروءته (¬2) - بأشياء باطلة فكلّمه السلطان في أمره، وتكلّم بعض قضاة القضاة مع السلطان بأنّ فعل هذا المرافع لا يجوز، وقوله لا يقبل. ولا زال الأمر بأنّ المعتمد بعد ذلك حتى أغرم مالا طائلا، وما خلّص إلاّ باللّتيّا واللتي. ولله الأمر (¬3). [مشيخة القبّانين] وفيه قرّر شمس الدين محمد بن أبي الفتح الكتبيّ (¬4) في مشيخة القبّانين. وهو الذي ولي التحدّث على جدّة بعد هذه السنة. وهو إنسان حسن، خيّر، ديّن، عارف بأشياء كثيرة. نفع الله به (¬5) [نيّة العساكر بالعودة] وفيه وصل الخبر بأنّ العسكر في تشغّب (¬6) وقصدهم - سيمّا من توجّه أولا - العود إلى القاهرة، لتضعضع حالهم. فتأثّر السلطان من هذا الخبر (¬7). [تخلية سراح المحيوي ابن النقيب] و (فيه) (¬8) حلّ (¬9) عن المحيويّ عبد القادر بن النقيب، وكان وكّل به من جهة السلطان لكائنة نسبت إليه، وأغرق مالا ظلما. ولله الأمر (¬10). ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) في المخطوط: «مروته». (¬3) خبر حضور البرهان في: مفاكهة الخلان 1/ 129 و 133. (¬4) انظر عن (محمد بن أبي الفتح الكتبي) في: الضوء اللامع 9/ 179 رقم 461 وهو: محمد بن محمد بن عيسى بن أحمد بن عيسى، الشمس بن أبي الفتح. ولم يؤرّخ السخاوي لوفاته. (¬5) خبر المشيخة في: بدائع الزهور 3/ 274 (في شهر شوال). (¬6) في المخطوط: «تشعب». (¬7) خبر نية العساكر في: بدائع الزهور 3/ 275. (¬8) كتبت فوق السطر. (¬9) كذا، والمراد: «خلّي». (¬10) خبر تخلية سراح في: وجيز الكلام 3/ 1117 وفيه: وفي أثناء ذي القعدة رافع شخص في عبد القادر ابن النقيب وزعم أمرا قبيحا بعد طول العشرة والمعاملة بينهما فرسّم عليه ببيت الوالي، ثم بباب كاتب السر، ثم أطلق، ثم أعيد أيضا، وأودع العرقانة بعد إيقافه بين يدي السلطان، ثم ببيت كاتب السر =

تدريس الشهاب بن الصيرفي

[تدريس الشهاب بن الصيرفي] وفيه حضر الشهاب بن الصيرفيّ تدريس الشافعية بالشيخونية، وقد وليها بنزول الجلال بن الأمانة بمال بذله فيها. ولعلّه أول من وليها بمال (¬1). [نقل سرق الحمير بالقاهرة] وفيه نقل سوق الحمير من مكانه أمام باب الميزان إلى جهة مدرسة قانباي الجركسيّ خلف سور الميدان (¬2). [عمارة السلطان على بركة الفيل] وفيه ابتديء بعمارة المكان الذي أنشأه السلطان على بركة الفيل لولده، وتم بعد ذلك بعد أن أصرف عليه أموالا هائلة جدا. ولله الأمر (¬3). [إحضار شيخ من عربان البحيرة مسلوخا] وفيه أحضر إلى القاهرة بصقر بن عشبه بن رحاب، أحد مشايخ عربان البحيرة وهو مسلوخ. وكان أخذه بحيلة (¬4). [إسلام يهوديين] وفيه أسلم اثنان من اليهود (¬5). [زيادة النيل] وفيه انتهت زيادة النيل، وكان آخر توت (¬6). وكانت نهايته إلى إصبع من الذراع العشرين (¬7). [التقييد على الشهود] وفيه قيّد على الشهود بالحوانيت أشياء لسوء سيرة غالبهم (¬8). ¬

= عودا على بدء، وتوالت عليه أهوال، وذكرت عنه أحوال إلى أن أطلق في أواخر السنة على ألف دينار، ورجع لمباشرة دروسه مشيخاته، وكان سرور شادّ الحوش أخرج عنه الخطابة وقراءة الحديث وخزن الكتب بالتربة الناصرية إلى أن أعيد له الخزن خاصه. (¬1) خبر تدريس الشهاب لم أجده في المصادر. (¬2) خبر نقل السوق في: بدائع الزهور 3/ 274، 275. (¬3) خبر عمارة السلطان في: بدائع الزهور 3/ 275. (¬4) خبر إحضار الشيخ لم أجده في المصادر. (¬5) خبر إسلام اليهوديين لم أجده في المصادر. (¬6) توت: هو أول شهور السنة القبطية. (¬7) خبر زيادة النيل لم أجده في المصادر. (¬8) خبر تقييد الشهود لم أجده في المصادر.

منع الجند من المجيء إلى مصر

[منع الجند من المجيء إلى مصر] وفيه وصل الخبر بأنّ الجند بالبلاد الشامية في عزم (¬1) المجيء، فعيّن السلطان خاصكيّا إليهم بالمنع من ذلك. / 399 أ / وما أفاد ذلك شيئا (¬2). [إطلاق سراح نقيب القاضي الشافعي] و (فيه) (¬3) أطلق العلاء الحنفيّ، نقيب قاضي الشافعيّ (بعد) (¬4) أن قاسى أمورا، ودام في التوكيل به مدّة مديدة (¬5). [الضوء الباهر بالليل] وفيه ظهر ليلا ضوءا (¬6) عظيم جدا، وكان زيادة على نور القمر، ورؤيت منه كيمان البرقية ظاهرة (¬7). [حنق السلطان على نائب دمشق] وفيه وصل الخبر بأنّ نائب الشام دخل إلى دمشق، فحنق السلطان من ذلك وغضب (¬8). [قطع لسان ابن المرجوشي] وفيه شملت عين إنسان يقال [له] (¬9) ابن (¬10) المرجوشيّ (¬11)، ثم قطع لسانه بعد ذلك. ولله الأمر (¬12). ¬

(¬1) في المخطوط: «في عدم». (¬2) خبر منع الجند في: بدائع الزهور 3/ 275. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) خبر إطلاق السراح في: بدائع الزهور 3/ 275. (¬6) الصواب: «ضوء». (¬7) خبر الضوء لم أجده في المصادر. (¬8) خبر حنق السلطان في: تاريخ البصروي 143، ووجيز الكلام 3/ 1129، ومفاكهة الخلان 1/ 131. (¬9) إضافة يقتضيها السياق. (¬10) في المخطوط: «بن». (¬11) هو: علي بن محمد المرجوشي. (¬12) خبر قطع اللسان في: وجيز الكلام 3/ 1122، وبدائع الزهور 3/ 275، وفيه يذكر ابن إياس السبب، فيقول: وكان والده من أعيان وجوه التجار بسوق الشرب، وسبب ذلك أنه أوحى إلى السلطان بأنه يعرف صنعة الكيمياء، فانصاع له السلطان حتى أتلف عليه جملة مال، ولم يفد من ذلك شيء، وفعل نظير ذلك بالأمير تمراز الشمسي أمير سلاح.

وصول جماعة من العسكر إلى القاهرة

[وصول جماعة من العسكر إلى القاهرة] وفيه وصل جماعة من العسكر إلى القاهرة ولم يلتفتوا إلى مرسوم السلطان ولا إلى أمره (¬1). [مولود السلطان] وفيه ولد للسلطان ولد من بعض سراريه (¬2). [وفاة بيبرس الناصري] [3582]- وفيه مات بيبرس الناصريّ (¬3)، الظاهريّ، أحد العشرات. وكان مملوكا للناصريّ، محمد بن محمد الظاهر جقمق. وتنقّلت به الأحوال بعده حتى صيّر من العشرات. وكان له زيادة على السبعين سنة. [سفر آقبردي الدوادار إلى نابلس] وفيه سافر آقبردي الدوادار (¬4) إلى جهة نابلس بعد أن ظلم بالقاهرة ظلما فاحشا حين تجهّزه للسفر هذا ولله الأمر (¬5). [تقرير زمام وخازندار] وفيه خلع على فيروز الطواشيّ، وقرّر زماما وخازندار (¬6) كبيرا، عوضا عن خشقدم الطواشيّ الوزير (¬7). ¬

(¬1) خبر وصول الجماعة لم أجده في المصادر. (¬2) خبر مولود السلطان لم أجده في المصادر. (¬3) لم أجد لبيبرس الناصري ترجمة في المصادر. (¬4) هو آقبردي الأشرفي قايتباي بل هو ابن عمّه وقريبه. لم يؤرّخ السخاوي لوفاته. (الضوء اللامع 2/ 315 رقم 1002). (¬5) خبر سفر آقبردي في: وجيز الكلام 3/ 1114، والأنس الجليل 2/ 472، وبدائع الزهور 3/ 275، ومفاكهة الخلان 1/ 131. وقال العليمي في حوادث سنة 894 هـ‍: فيها حضر الأمير آقبردي الدوادار إلى جبل نابلس في شهر المحرم بسبب القبض على بني إسماعيل مشايخ جبل نابلس لما حصل منهم التقصير في المهم الشريف ببلاد الروم. (¬6) الصواب: «وخازندارا». (¬7) خبر تقرير الزمام في: وجيز الكلام 3/ 1141، وبدائع الزهور 3/ 225 وفيه: بحكم نفيه إلى قوص.

أسد يفر من حمارة

[أسد يفرّ من حمارة] وفيه وقعت نادرة غريبة، وهي أنّ الأسد الذي يدار به مع سائسه للحبابه (¬1) بالأسواق، ثارت به حمارة رأته فانطلقت منقضّة عليه تثب من الأرض طالبة أن تعلوه كالمفترسة له، ففرّ منهزما منها حتى تعجّب من ذلك (¬2). [وفاة آقبردي ططر] [3583]- وفيه وصل الخبر بموت آقبردي ططر (¬3) الظاهريّ. أحد العشرات، وشادّ الشون. وكان من مماليك الظاهر جقمق. [تشويش العسكر على الناس في القاهرة بعد دخولهم] وفيه دخل جماعات من العسكر إلى القاهرة وظهروا بين الناس من غير تستّر، وأخذوا في أسباب التشويش على الناس في أخذ الأمتعة، والاستيلاء على الديار، وإخراج أهلها منها حتى الملاّك، وتسخير الناس، وامتلأت منهم الحارات (¬4). [ذو الحجة] [خوف الجند من الصعود إلى القلعة] وفي ذي حجة نودي من قبل السلطان من له (أضحية) (¬5) من الجند الحاضر والغائب / 399 ب / يصعد إلى القلعة لأخذ ذلك، فامتنع كثير من الجند الذين قدموا من التجريدة من الصعود خوفا على أنفسهم من العتب أو نحوه، ووقع القال والقيل بينهم بما فصّلناه في محلّه من «الروض الباسم» (¬6). [سقوط غرناطة بيد الفرنج واستعادتها] وفيه وصل الخبر من جهة الإسكندرية بكائنة غرناطة دار ملك الأندلس بالمغرب الأقصى، وهي كائنة عظيمة استولى فيها الفرنج عليها بمصالحة مع أهلها على ذلك بعد ¬

(¬1) كذا. (¬2) خبر الأسد انفرد به المؤلّف - رحمه الله -. (¬3) انظر عن (آقبردي ططر) في: بدائع الزهور 3/ 275، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬4) خبر تشويش العسكر في: بدائع الزهور 3/ 275، ومفاكهة الخلان 1/ 130 وفيه تضييق العسكر على أهل دمشق قبل وصولهم إلى القاهرة. (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) في القسم الضائع منه. وخبر خوف الجند في: بدائع الزهور 3/ 276.

قلة الأضاحي وغلاء اللحوم

أن وقعت أشياء تطول. وآل الأمر أن ثار أهل غرناطة بالفرنج وقتلوا مقتلة عظيمة، وعادت إلى ما كانت عليه قبل ذلك من نفوذ أحكام المسلمين. ولله الحمد (¬1). [قلّة الأضاحي وغلاء اللحوم] وفيه كان عيد النحر قليل الضحايا جدا، وسعر اللحم مرتفع (¬2)، وكذلك سعر الضحايا. ولم يذبح السلطان أضحية بيده على ما جرت به العادة، بل ذبح السقاة عنه (¬3). [الحرّ في فصل الشتاء] وفيه - في أوائل هاتور (¬4) - مظنّة ثوران البرد، ظهر حرّ زائد عن العادة حتى تعجّب منه (¬5). [وفاة ابن تقيّ الدميري] [3584]- وفيه مات قاضي المالكية ابن (¬6) تقيّ، محيي الدين، عبد القادر بن أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن تقيّ الدميري (¬7) الأصل، القاهري، المالكيّ. وكان إنسانا حسنا، عالما، فاضلا، عارفا بفنون العلم. أخذ عن جماعة، منهم - بل أجلّهم - شيخنا الكافيجيّ، وأخذ الفقه عن جماعة من أكابر أهل مذهبه كالبساطيّ، وعبادة، وطاهر، وآخرين. وسمع على جماعة. وقرّر في مشيخة تدريس المالكية (¬8) بالشيخونية، ثم ولّي القضاء الأكبر مسؤولا (¬9) في ذلك بعد أن كان نائبا في الحكم وترك. وله محاسن جمّة. ومولده سنة 824. [توالي دخول العسكر إلى القاهرة] وفيه توالى دخول العسكر إلى القاهرة، وصار يستمرّ من أواخر ذي قعدة إلى قريب أواخر هذا الشهر حتى تكامل دخول الأمراء، وآخرهم الأتابك أزبك في أول السنة، على ما سنذكره (¬10). ¬

(¬1) خبر سقوط غرناطة في: وجيز الكلام 3/ 1149، 1150، وبدائع الزهور 3/ 276. (¬2) الصواب: «مرتفعا». (¬3) خبر قلّة الأضاحي لم أجده في المصادر. (¬4) هاتور: الشهر الثالث في النسة القبطية. (¬5) خبر الحرّ لم أجده في المصادر. (¬6) في المخطوط: «بن». (¬7) انظر عن (ابن تقي الدميري) في: وجيز الكلام 3/ 1157، 1158 رقم 2357، والضوء 4/ 263 رقم 687، والذيل على رفع الإصر 184، وبدائع الزهور 3/ 276، ووقع في الوجيز بالحاشية أنه مترجم في الضوء 2/ 78 وهو والده. (¬8) في المخطوط: «المالليه». (¬9) في المخطوط: «مسولا». (¬10) خبر دخول العسكر في: تاريخ البصروي 143، ومفاكهة الخلان 1/ 131.

ختم المصحف الشريف بالمدرسة الأيتمشية

وكانت الإشاعات فاشية بثوران فتنة (¬1). [ختم المصحف الشريف بالمدرسة الأيتمشيّة] وفيه جمع إنسان من الجند ثلاثون (¬2) نفرا بثلاثين مصحفا بالمدرسة الأيتمشيّة، وأمرهم أن يقرأوا (¬3) حتى يختموا، كلّ مصحفه الذي معه. فعدّت من النوادر، كون ثلاثين ختمة تقرأ في وقت واحد (¬4). * * * [وقايع هذه السنة لا فى شهر معين] [وفاة ابن عقبة اليمني] [3585]- وفيها - أعني هذه السنة - مات جماعة من الأعيان وغيرهم، منهم: [3586]- سيدي أحمد بن عقبة (¬5) اليمنيّ. وكان من كبار أولياء الله تعالى، ودفن بالصحراء. [وفاة القاضي السوهائي] [3587]- والقاضي السّوهائيّ (¬6)، فتح الدين، محمد (¬7). وكان عالما، فاضلا، عارفا بمصطلح القضاء. سمع على جماعة، لكنه غير مشكور السيرة في قضائه (¬8). [وفاة ابن الزين الطوخي] [3588]- وحسن بن الزين الطوخيّ (¬9)، الخالديّ. وكان رئيسا، أدوبا. له نظم حسن، ولم يخل من الفضائل. رحمه الله تعالى. ¬

(¬1) خبر الإشاعات لم أجده. (¬2) الصواب: «ثلاثين». (¬3) في المخطوط: «يقروا». (¬4) خبر ختم المصحف لم أجده في المصادر. (¬5) انظر عن (أحمد بن عقبة) في: وجيز الكلام 3/ 160 رقم 2365، والضوء اللامع 2/ 5 رقم 12، وبدائع الزهور 3/ 276. (¬6) انظر عن (القاضي السوهائي) في: وجيز الكلام 3/ 1155 رقم 2347، والضوء اللامع 9/ 204، 205 رقم 501، وبدائع الزهور 3/ 276 و «السوهائي»: بضم المهملة ثم واو ساكنة وهاء مفتوحة. نسبة إلى سوهاء بلدة من أعمال إخميم من صعيد مصر الأعلى. (¬7) ولد في العشر الأخير من رمضان سنة 826 هـ‍. (¬8) في المخطوط: «قضاه». (¬9) انظر عن (الطوخي) في: بدائع الزهور 3/ 276، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع.

سنة ست وتسعين وثمانماية

سنة ست وتسعين وثمانماية [محرم] [دخول الأتابك والأمراء القاهرة] في محرم منها دخل الأتابك أزبك إلى القاهرة ومعه جميع الأمراء الذين خرجوا معه ما عدا أزبك اليوسفيّ فإنه أدخل في محفّة إلى داره لوعكه. وكان لدخول الأتابك هذا يوما مشهودا (¬1). [شادّية الشراب خاناه] وفيه قرّر كرتباي ابن (¬2) أخت السلطان في شادّية الشراب خاناه (¬3). [تجارة المماليك] وقرّر جان بلاط الذي ولي السلطنة فيما بعد في تجارة المماليك (¬4). [شغب الجند على السلطان] وفيه أرجف بثوران فتنة لأجل طمع الجند فيها، وتشغّبوا لأجلها. وبلغ السلطان ذلك، فأخذ يتبرّم من السلطنة، وصرّح بأنه سيتركها للجلبان ويتوجّه إلى مكة المكرّمة، ويقنع بها بالقليل، وأخذ في تهيئة يرقه لذلك، ثم لم يقع (¬5). [وفاة قاضي قضاة المالكية اللقاني] [3589]- وفيه مات البرهان اللقّانيّ (¬6)، (قاضي) (¬7) قضاة المالكية، إبراهيم بن ¬

(¬1) خبر دخول الأتابك في: وجيز الكلام 3/ 1165، وبدائع الزهور 3/ 276. (¬2) في المخطوط: «بن». (¬3) خبر شادّية الشراب خاناه في بدائع الزهور 3/ 276. (¬4) خبر تجارة المماليك لم أجده في المصادر. (¬5) خبر شغب الجند أشار إليه السخاوي عرضا في: وجيز الكلام 3/ 1165، وهو في: بدائع الزهور 3/ 276. (¬6) انظر عن (البرهان اللقّاني) في: وجيز الكلام 3/ 1206، 1207 رقم 2409، والضوء اللامع 1/ 161 - 163، ونظم العقيان 29 رقم 14، وبدائع الزهور 3/ 277، ومفاكهة الخلان 1/ 135، 136، وشذرات الذهب 7/ 358. (¬7) تكرّرت في المخطوط.

موت قادمين في التجريدة

عمر بن محمد بن موسى بن جميل اللقّاني (¬1)، القاهريّ، الأزهريّ. وكان من العلماء الفضلاء، عارفا بمذهبه، كثير النفع للطلبة في أقرانهم، خيّرا، ديّنا، صادق اللهجة، سليم الفطرة. أخذ عن جماعة، وسمع على جماعة، وأسمع. وولّي نيابة الحكم، ثم القضاء الأكبر، وحمدت فيه سيرته. ومولده سنة 819 (¬2). [موت قادمين في التجريدة] وفيه مات جماعة ممّن قدم في التجريدة من الجند، وكان عدّة من مات منهم في هذا الشهر مائة وعشرون (¬3) نفرا (¬4). [وفيات النساء] وفيه مات بالقاهرة سبعة من النساء وطفل، ولم يمت فيه أحد من الرجال. وعدّ هذا من النوادر (¬5). [وفاة سنان الأرزنجاني] [3590]- وفيه مات الشيخ سنان (¬6)، يوسف بن موسى بن سعد الدين الأرزنجاني (¬7)، القاهريّ، الحنفيّ. / 400 ب / شيخ تربة يشبك الدوادار. وكان عالما، فاضلا، حسن السمت، سليم الباطن. ¬

(¬1) اسمه في الضوء: «إبراهيم بن محمد بن محمد بن عمر بن يوسف بن عطية - ورأيته بخطه مقدّما على يوسف بن بن جميل - ككبير - القاضي برهان الدين، أبو إسحاق المغربي الأصل، القهوقي - بضم القاف ثم هاء وبعد الواو قاف - اللقاني، ثم القاهري، الأزهري، المالكيّ». وفي نظم العقيان: «. . بن عمر بن عطية بن يوسف بن جميل». ونقل ابن إياس عن المؤلّف - رحمه الله - فأثبت اسمه ونسبه كما هو أعلاه. (¬2) وورّخ السخاوي، والسيوطي مولده في أوائل سنة 817 هـ‍. أما ابن طولون فقال إن ميلاده في سنة 826 هـ‍. (مفاكهة الخلان 1/ 136). (¬3) الصواب: «وعشرين». (¬4) خبر موت القادمين لم أجده في المصادر. (¬5) خبر وفيات النساء لم أجده في المصادر. (¬6) انظر عن (الشيخ سنان) في: وجيز الكلام 3/ 1203، 1204 رقم 2402، والضوء اللامع 7/ 302 رقم 1169، ومفاكهة الخلان 1/ 136، وبدائع الزهور 3/ 277. (¬7) الأرزنجاني: نسبة إلى أرزنجان ويقال لها أرزنكان وهي قريبة من أرزن الروم. (معجم البلدان 1/ 150).

وفاة السنتاوي

ولّي تدريس الخاتونية بدمشق، ومشيخة تربة يشبك بمصر. ومولده سنة 832. [وفاة السنتاوي] [3591]- وفيه مات عبد الرحمن السنتاويّ (¬1)، شيخ خانقاه (سعيد السعداء) (¬2) بن محمد بن حجّي الشافعي، القاهريّ. وكان إنسانا حسنا، عالما، صالحا، خيّرا (¬3). وولي مشيخة سعيد السعداء بعده الشيخ عماد [الدين عبد] الغفّار الكرديّ (¬4). [وفاة حافظ العجمي] [3592]- وفيه مات الشيخ حافظ العجميّ (¬5)، المقري، محمد بن علي بن محيي الدين السفسوني (¬6)، الشافعيّ. وكان يقرأ بالسبع، وله خير وديانة وحسن سمت. ومولده سنة 826. [تأمير أربعة من الخاصكية] وفيه أمّر السلطان أربعة من الخاصكية، وهم: برد بك من بير علي الذي تقدّم بعد ذلك، وأخرج بعد كائنة آقبردي الدوادار الآتية إلى مكة، ومات بها (¬7). وقايت الرجبي أمير سلاح عصرنا الآن (¬8). وكمشبغا الذي مات نائبا بالإسكندرية بعد ذلك (¬9). ومصر باي الذي ولي الدوادارية الكبرى في دولة الأشرف جانبلاط، وتعيّن بها دون ¬

(¬1) انظر عن (عبد الرحمن السنتاوي) في: وجيز الكلام 3/ 198، 199 رقم 2387، والضوء اللامع 4/ 127، 128 رقم 337، ونظم العقيان 125، 126 رقم 105، وبدائع الزهور 3/ 277، ومفاكهة الخلان 1/ 136. و «السنتاوي»: نسبة إلى سنتا من أعمال الشرقية بمصر. (قوانين الدواوين 145، التحفة السنية 32). (¬2) كتب فوق السطر. (¬3) ومولده في سنة 827 هـ‍. (الضوء). (¬4) لم أجد له ترجمة في المصادر. (¬5) انظر عن (حافظ العجمي) في: بدائع الزهور 3/ 277، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع. (¬6) لم يرد هذا الاسم في البدائع. (¬7) بدائع الزهور 3/ 277. (¬8) بدائع الزهور 3/ 277. (¬9) بدائع الزهور 3/ 277.

دخول الحاج

الشهر (¬1)، واختفى حين سلطنة العادل كما سيأتي (¬2) في سنة ست وتسعماية (¬3). [دخول الحاج] وفيه دخل الحاج القاهرة (¬4). [مشيخة تربة يشبك] وفيه استأذن تغري بردي الأستادار السلطان في تولية الغزّي (¬5) الحنفيّ لمشيخة تربة يشبك، فمنعه من ذلك (¬6). [قتل جندي من القرانصة] وفيه ضرب إنسان من الجلبان سكران إنسانا من الجند القرانصة، فمات (¬7). [عثور جنديّ على خبيئة بها أحجار نفيسة] وفيه وجد إنسان من الجند خبيئة دراهم وأحجارا نفيسة تقوّم بنحو الستّ (¬8) آلاف دينار، فما أمكنه إخفاها (¬9)، وصعد بها للسلطان، فأعطاه من الدرهم ما يعدل مائة دينار، وألبسه قرضية. [صفر] [سقوط ربع بخط جامع ابن طولون] وفي صفر سقط ربع بخط جامع ابن (¬10) طولون، فمات تحت الردم إنسان من النساء، وأخرجت واحدة حاملة، وكانت امرأة بالربع فخرجت منه لبعض حوائجها وباتت في غيره فسلمت. وكانت امرأة كان لها مدّة غائبة جاءت (¬11) الربع في ليلة سقوطه، وتعجّب من ذلك (¬12). ¬

(¬1) بدائع الزهور 3/ 277. (¬2) كتب بعدها في المخطوط: «في بيانه» ثم ضرب عليها. (¬3) هذا يدلّ على أن كتابنا هذا كان يفترض أن يؤرّخ حتى حوادث سنة 906 هـ‍. على الأقل. (¬4) خبر دخول الحاج لم أجده. (¬5) في المخطوط: «العزي». (¬6) خبر المشيخة لم أجده في المصادر. كما لم أجد لتغري بردي ترجمة. (¬7) خبر قتل الجندي لم أجده في المصادر. (¬8) الصواب: «بنحو الستة». (¬9) الصواب: «إخفاءها». (¬10) في المخطوط: «بن». (¬11) في المخطوط: «جات». (¬12) خبر سقوط الربع لم أجده في المصادر.

ارتكاب الفاحشة جهرا بامرأتين

[ارتكاب الفاحشة جهرا بامرأتين] وفيه وقع من الأمور الشنيعة أنّ اثنان (¬1) من الجلبان قبضا على امرأة وأمة لها فأدخلاها لإسطبل بين الملأ العام نهارا بالصليبة وفعلا الفاحشة ولا من أغاثهما (¬2). [السيل بغزّة] وفيه وصل الخبر من غزّة (¬3) بأنه حدث بها سيل عظيم أخذ عدّة ديار، وأضرّ بالناس، وكان مهولا (¬4). [التنافس على تدريس المالكية بالشيخونية] وفيه وقع بين التقيّ عبد الغني بن تقيّ (¬5) قاضي المالكية بعصرنا، وبين الشمس الخطيب الوزيريّ (¬6) منافسة في وظيفة تدريس المالكية بالشيخونية. وآل الأمر أن شورك / 401 أ / فيها بينهما، ثم انفرد بها ابن تقيّ (¬7)، بعد موت الوزيريّ بعد هذا التاريخ (¬8). [تتبّع العبيد الزعر] وفيه تتبّع الوالي العبيد الزعر وفعل بهم أفعالا غريبة، وأمر أن لا يخرج بعد صلاة العشاء أحد من منزله، وحصل تشويش على كثير من الناس بواسطة ذلك، فكان من وجده بعد (صلاة) (¬9) العشاء بهدله (¬10). [قدوم نائب قلعة حلب إلى القاهرة] وفيه قدم جانم نائب قلعة حلب (إلى) (¬11) القاهرة على تقدمة ألف بها، ¬

(¬1) الصواب: «أن اثنين». (¬2) خبر ارتكاب الفاحشة لم أجده في المصادر. (¬3) في المخطوط: «من غيره». (¬4) خبر السيل لم أجده في المصادر. (¬5) انظر عن (عبد الغني بن تقيّ) في: الضوء اللامع 4/ 246، 247 رقم 642 وفيه مولده في سنة 830 هـ‍. ولم يؤرّخ لوفاته، وهو توفي سنة 907 هـ‍. انظر عنه في: حوادث الزمان 2/ 138 رقم 655، وبدائع الزهور 4/ 21. (¬6) هو محمد بن إبراهيم بن عثمان بن سعيد الشمسي بن الفقيه الصالح البرهان الخراشيّ الأصل - نسبة لأبي خراشة - القاهري، المالكي، ويعرف أبوه بابن البخار، وهو بالخطيب الوزيري لسكناه في تربة قلمطاي من باب الوزير. ولد سنة 847 وكان حيا في سنة 898 هـ‍. (الضوء اللامع 6/ 259 - 261 رقم 896). (¬7) في المخطوط: «من بقي». (¬8) الضوء اللامع 4/ 247. (¬9) كتبت فوق السطر. (¬10) خبر تتبع العبيد لم أجده في المصادر. (¬11) تكرّرت في المخطوط.

قطع جامكية جماعة من القرانصة والضعفاء

وأكرمه السلطان، وخلع عليه خلعة حافلة (¬1). ثم لم ينشب جانم هذا حتى مات بالطاعون في الآتية، كما سيأتي (¬2). [قطع جامكيّة جماعة من القرانصة والضعفاء] وفيه، في آخر منفق الجوامك بين يدي السلطان قطع جامكية عدّة أنفار من القرانصة والضعفاء، وفيهم من أهل الخير والديانة، وكان عدّتهم نوا من ثمانين نفرا (¬3). [سعي ابن الفرفور بكتابة السرّ بمصر] وفيه قدم الشهاب بن الفرفور (¬4) من دمشق للقاهرة ومعه جماعة من أعيان دمشق، وأشيع عنه أنه جاء يسعى في كتابة سرّ مصر، وتكلّم له مع السلطان بعد ذلك، فما أجاب (¬5). [ربيع الأول] [قضاء المالكية بمصر] وفي ربيع الأول قرّر التقيّ بن تقيّ في قضاء المالكية بمصر، عوضا عن أخيه (¬6). [وفاة مغلباي الأشرفي] [3593]- وفيه مات مغلباي ميق (¬7) الأشرفيّ برسباي. ¬

(¬1) خبر قدوم النائب في: وجيز الكلام 3/ 1171، وبدائع الزهور 3/ 277، وقال السخاوي في الوجيز: وفي صفر قدم جانم الأشرفي نائب قلعة حلب منها، وصيّره أستاذه أحد المقدّمين، وأسكنه بيت جاني بك الجداوي بنواحي قناطر السباع، وركب معه الأتابك فمن دونه، وقاضي الشام الشهاب ابن الفرفور مطلوبا. (¬2) وقال السخاوي في الضوء اللامع 3/ 65 رقم 260. قريب سلطان الوقت [قايتباي] ممن قدّمه ورام أن يزوّجه ابنته فمات هو وإيّاها في سنة سبع وتسعين. وانظر بدائع الزهور 3/ 288. (¬3) خبر قطع الجامكية في: بدائع الزهور 3/ 277، وقال ابن إياس: فكثر عليه الدعاء من الناس في ذلك اليوم بسبب ذلك. (¬4) هو أحمد بن محمود بن عبد الله بن محمود بن عبد الرحمن بن عبد الكريم بن العماد إسماعيل بن إبراهيم، أبو العباس الحلبيّ الأصل، الدمشقي، الشافعيّ، ويعرف بابن الفرفور، ولد في سنة 852 ومات سنة 911 هـ‍. انظر عنه في: الضوء اللامع 2/ 222 رقم 621 وهو لم يؤرّخ لوفاته لتأخّره، وحوادث الزمان 3/ 198 (فهرس الأعلام)، ومفاكهة الخلان 1/ 295، والكواكب السائرة 1/ 141 - 145. (¬5) خبر سعي ابن الفرفور في: وجيز الكلام 3/ 1171، وتاريخ البصروي 146، وحوادث الزمان 1/ 324، وبدائع الزهور 3/ 277، ومفاكهة الخلان 1/ 135. (¬6) خبر قضاء المالكية في: بدائع الزهور 3/ 277. (¬7) في المخطوط: «مغلباي الشرسقي ميق»، وضبّب على: «الشرسقي».

جباية المال من الأملاك والأوقاف

أحد العشرات. وكان إنسانا حسنا. [جباية المال من الأملاك والأوقاف] وفيه اجتمع القضاة الأربع (¬1) بتربة يشبك الدوادار، وحضر تغري بردي الأستادار، والعلاء بن الصابونيّ ناظر الخاص، وابن (¬2) الجيعان، وتكلّموا في أمر جباية مال من الأملاك، وآل الأمر أن فرضوا خمس (¬3) شهور، وأخذت من الناس على جميع الأملاك والأوقاف، وحصل منها على الناس مالا خير فيه (¬4). ¬

= وانظر عنه في: الضوء اللامع 10/ 164 رقم 669 وفيه: الأحمدي، كان باشا بمكة عقب طوغان شيخ ثم نقل إلى القاهرة. (¬1) الصواب: «القضاة الأربعة». (¬2) في المخطوط: «وبن». (¬3) الصواب: «خمسة». (¬4) خبر جباية المال في: وجيز الكلام 3/ 1178، وبدائع الزهور 3/ 278، 279. وقال السخاوي: والطامّة الكبرى أنهم في ثامن عشر ربيع الأول شرعوا في جباية خمسة أشهر من الأوقاف العامة والخاصة، والأملاك الحقيرة والجليلة، على نظير ما اتفق في سنة أربع وتسعين، بل أفحش بعد جمع تسعة، وهم القضاة، وكاتب السر، ونائبه، وأخوه البدري أبو البقاء، وناظر الخاص، والأستادار. وكربت لذلك الرعايا، واشتعلت النيران والبلايا، وضاقت الصدور، واشتاق الجمهور لسكنى القبور، وداموا في الاستخلاص غير ناظرين ليوم القصاص بالشدّة والمهدّة، لا باللطف والمودّة، والكتّاب تكتب، والصيارف تنهب، والجباة تتعدّى، والرسل لا تتردى، إلى أن انفصلنا عنهم، وغاب عنا خبرهم، ولا شكوى إلاّ إلى الله. وسائر الناس يضجّون ويلهجون، والخطباء يصيحون، والشافعيّ يقدح في خطبته، وكلما قدح، قدح فيه، وكثير من ضعفاء العقول يتوهّم صحة ما يحكى من كونه إذا تمّ الصلح، يعاد كل شيء لأربابه. وقال ابن إياس بعد أن ذكر أسماء القضاة الأربعة: فذكر لهم بأن ابن عثمان ليس براجع عن محاربة عسكر مصر، وأن أحوال البلاد الحلبية قد فسدت وآلت إلى الخراب، وأن التجار منعوا مما كان يجلب إلى مصر من الأصناف، وأن المماليك الجلبان يرومون مني نفقة، وإن لم أنفق عليهم شيئا فينهبون مصر والقاهرة ويحرقون البيوت، ومتى رجع عسكر ابن عثمان إلى البلاد الحلبية فما يخرج العسكر من مصر حتى أنفق عليهم، ثم شرع يقسم بالله تعالى أن ليس بقي في الخزائن من المال لا كثيرا ولا قليلا، وأن القصد بأن أفرض على الأوقاف والأملاك التي بمصر والقاهرة، من أماكن وغيطان وحمّامات وطواحين ومراكب وغير ذلك أجرة سنة كاملة، أنعان بها على خروج التجريدة. فسكت المجلس ساعة، ثم قال القاضي الشافعي: لعل الله تعالى يكفيكم مؤنة ذلك. وقال القاضي المالكي: إن أجرة سنة كاملة يثقل على الناس ولا يطيقون ذلك؛ وإن كان ولا بدّ من ذلك فليفرض عليهم أجرة خمسة أشهر، وقبل ذلك أفرض عليهم أجرة شهرين، فهذه سبعة أشهر، وما يطيق الحال أكثر من ذلك. وانفضّ المجلس على ذلك. فلما بلغ الناس ما وقع اضطربت الأحوال وكثر القيل والقال في ذلك، وأشيع بأنّ السلطان يفرض على الجماجم من ذكر وأنثى من كبير وصغير على كل رأس دينارين ذهب، وتكلّموا من هذا النمط بأشياء كثيرة. =

إعادة امرأة إلى زوجها طلقها ثلاثا

[إعادة امرأة إلى زوجها طلّقها ثلاثا] وفيه أعاد بعض الشهود القليلوا (¬1) الدين أمرأة إلى زوجها، وكان طلّقها ثلاثا، فأخذ منه مالا. ومن العجب أنه هو شاهد الطلاق الثلاث (¬2)، ومنزله في صداق المرأة، فكتب تحته: عادت فلانة إلى زوجها فلان. فاتفق أن فطن به وعزّر (¬3). [إضرار الثلج بالبلاد الشمالية] وفيه وصل الخبر من البلاد الشامية بأنه وقع من الثلج أمرا مهولا (¬4)، وأضرّ بأشياء كثيرة، وأنه لم يعهد مثله في القريب من الأزمان، بل ولا البعيد (¬5) [تغريم متكلّمين على أوقاف الزمام] وفيه رافع إنسان بمبلغ بالأذى (عند السلطان) (¬6) يقال له أحمد بن الشحنة (¬7) في جماعة لهم التكلّم على الأوقاف المتعلّقة بالزمام، فأغرموا مالا طائلا بعد جزئيات طويلة (¬8). [عمارة قناطر شبرمنت] وفيه خرج الأتابك أزبك ومعه العمّال لعمارة قناطر شبرمنت بالجيزية. وخرج السلطان عن خمسة آلاف دينار لذلك. / 401 ب / وفي ضمن ذلك أعمر الأتابك ذلك الغيط المعظّم وما حواه (¬9). ¬

= ثم بعد أيام رسم السلطان لتغري بردي الأستادار بأن يكون متكلّما على جباية الأملاك، من باب زويلة إلى دير الطين، ورسم لعلاي الدين بن الصابوني ناظر الخاص بأن يكون متكلما في جباية الأملاك، من باب زويلة إلى خارج الحسينية، فعند ذلك اضطربت الأحوال، وتزايدت الأهوال، وتوجّهوا (كذا) الرسل الغلاظ الشداد، ولم يرعوا الوداد، وطلبوا أعيان الناس، وانقطع الرجاء باليأس، وصار الإنسان يخرج من داره، فيرى أربعة من الرسل في استنظاره، فيكون نهاره أغبر، ويخرج وهو في أذياله يتعثّر، فيقدحون فيه الزناد، ولا يرى له من اعتماد. (¬1) الصواب: «القليلو». (¬2) الصواب: «الطلقات الثلاث». (¬3) خبر إعادة المرأة لم أجده في المصادر. (¬4) الصواب: «أمر مهول». (¬5) خبر إضرار الثلج لم أجده في المصادر. (¬6) ما بين القوسين تكرّر في المخطوط، وضرب على الثانية. (¬7) لم أجد له ترجمة. (¬8) خبر تغريم المتكلّمين لم أجده في المصادر. (¬9) خبر عمارة القناطر في بدائع الزهور 3/ 277، 278.

خطبة القاضي الشافعي بالسلطان

[خطبة القاضي الشافعي بالسلطان] فيه، في يوم الجمعة منه، خطب القاضي الشافعيّ (¬1) بالسلطان خطبة بليغة، ثم قرأ في المحراب: {وَمِنَ النّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا} (¬2) إلى قوله تعالى: {وَلَبِئْسَ الْمِهادُ} (¬3). فعدّ هذا من محاسنه، بل ومن الجهاد. وكان ذلك لما اشتدّ الطلب على أرباب الأملاك والأوقاف من الجباية وتسلّط الأعوان عليهم في جباية الخمس (¬4) شهور، فإنه وقع فيه من الأنكاد والغرائب ما لا يعبّر عنه. وأنشد بعض من أضرّه ذلك بحرقة قلب مواليا: غرمت شهرين عن أجرة مكاني أمس ... وأصبحت مغموز (¬5) في بحر المغارم غمس (¬6) أقسم وربّ الخلايق والقمر والشمس ... ما طقت شهرين كيف اقدر اطيق الخمس؟ (¬7) [مصادرة السلطان مهتاره] وفيه كانت مصادرة السلطان لمهتاره رمضان (¬8)، فقال (¬9): أخذ منه ستون ألف دينار، وقيل (¬10) زيادة عليها (¬11). ¬

(¬1) هو زين الدين زكريا الأنصاري. (¬2) سورة البقرة الآية 204. (¬3) سورة البقرة الآية 206. (¬4) الصواب: «الخمسة». (¬5) في البدائع: «مغموس». (¬6) في المخطوط: «ما طعت». (¬7) وقال ابن إياس: وقد جرى في هذه الواقعة أمور عجيبة وحكايات غريبة، فمن ذلك ما قيل إن بعض الرسل توجّه إلى نحو الحسينة (!)، فأتى إلى أمرأة ساكنة في حوش، ولم يجد عندها شيئا من متاع الدنيا، فطالبها ذلك الرسول بأجرة الحوش التي هي ساكنة فيه، فجاء عليها من الأجرة عشرين نصفا عن مدة خمسة أشهر، فلم تجد شيئا تعطيه للرسول، فأغلظ عليها وخرج منه الحدّ، فلما رأت منه ذلك كان عندها شجرة نبق في الحوش، فقالت له: اقطع هذه الشجرة وبعها وخذ ثمنها في نظير ما جاء عليّ، فأحضر بالقطاعين وقطع تلك السدرة وحملها ومضى، وقد حصل للمرأة غاية الضرر لقطع شجرتها التي كانت تستظلّ تحتها في أيام الصيف، وكانت هذه الحادثة من أشنع الحوادث في دولة الأشرف قايتباي، ويا ليته أصرف هذا المال في شيء عاد نفعه على الناس، ولكن أصرفه في غير مستحقّه، وضاع في البطال ولم ينتفع به. (¬8) هو رمضان المنفلوطي ثم القاهري المهتار. عاميّ جلف. ولد ببني غالب قرية من عمل منفلوط رقّاه أستاذه وصار يتكلّم في الكسوة وغيرها. (الضوء اللامع 3/ 229 رقم 863) ولم يؤرّخ لوفاته. (¬9) الصواب: «فقيل». (¬10) في المخطوط: «وقبل». (¬11) خبر المصادرة في: بدائع الزهور 3/ 280 وفيه زيادة: وكان رمضان المهتار متحصّله في كل يوم فوق الأربعين دينارا، خارجا عن جهاته وحماياته وغير ذلك، وكان متحدّثا في نظر الكسوة وغير ذلك من الجهات السلطانية، ورأى من العزّ والعظمة ما لا رآه من المهاترة السلطانية.

وليمة عرس

[وليمة عرس] وفيه كانت وليمة عرس حسين بن محمد بن أغرلوا بن حسن الطويل على ابنة عمّه، وكانت أحضرت من الشرق إلى مصر، وكان مهمّا حافلا جدا (¬1). [نفقة حلاوة السفر] وفيه نفق السلطان على جلبانه وبعض الجند غيرهم نفقة حلاوة السفر على ما زعموا، فإنهم ثاروا في ذلك وأقاموا شرورا حتى نفق فيهم خمسون (¬2) كل نفر. وأمّا غيرهم فثلاثون، وعشرون، وعشرة (¬3)، وأولاد الناس لم ينفق عليهم. وكان جملة هذه النفقة نحوا من مايتي ألف دينار (¬4). [ربيع الآخر] [الفتن بالمشرق] وفي ربيع الآخر وردت أخبار من الشرق بأنّ الفتن قائمة هناك بين الملوك والأمراء، وأشيع موت يعقوب وتملّك أخوه (¬5) مسيح بن حسن الطويل (¬6). [النداء على السلطان وتخويفه بجبل المقطّم] وفيه سمع صوت من جبل المقطّم المطلّ على حوش السلطان بحيث يسمع السلطان ذلك، وفيه الحط عليه وتخويفه وتحذيره وبال ظلمه وعاقبة ذلك أن يقطع عما هو فيه. وكان قد اشتدّ الطلب على الناس بسبب جباية ما فرضه من الخمس (¬7) شهور، حتى أزعج هذا الصوت السلطان، وبعث من يترصّد ذلك، فلم يوجد، حتى قالت امرأة يسمع الصوت: «إن كنت شاطر اقفاهم». يعني من يفتّش عليه من جهة السلطان. فأجابها: «إن كانوا هم شطّار فليحصّلوني». وزعم بعضا (¬8) أنّ (هذا) (¬9) هاتف ول‍ (. . .) (¬10). [مظالم قرقماس بأهل دمشق] / 402 أ / وفيه وردت الأخبار من دمشق بأنّ قرقماس أمير اخور (¬11) الذي بعثه ¬

(¬1) خبر وليمة العرس لم أجده في المصادر. (¬2) الصواب: «خمسين». (¬3) الصواب: «فثلاثين وعشرين وعشرة». (¬4) خبر نفقة الحلاوة في: بدائع الزهور 3/ 280. (¬5) الصواب: «وتملّك أخيه». (¬6) خبر الفتن لم أجده في المصادر. (¬7) الصواب: «من الخمسة شهور». (¬8) الصواب: «وزعم بعض». (¬9) تكرّرت في المخطوط، وضرب على الثانية. (¬10) هنا كلمة أو كلمتان لم تظهرا في المخطوط. وخبر النداء لم أجده في المصادر. (¬11) توفي سنة 916 هـ‍. (حوادث الزمان 2/ 209) وانظر فهرس الأعلام 3/ 208.

مرافعة قاضي غزة في جماعة من أهلها

السلطان في مهمّات وجبي أموال، حصل منه من المظالم ما لا يعبّر عنها، وأضرّ بكثير من الناس حتى العلماء والصلحاء (¬1). وقرقماس هذا هو الذي ولي نيابة حلب (¬2)، وخرج إليها مع طومان باي وهو دوادار (¬3) لأخذ قصروه (¬4)، وقبض عليه طومان باي وسجنه بقلعة دمشق (¬5) بعد بهدلة كثيرة حصلت عليه. وعاد طومان باي سلطانا (¬6) بعد قبضه عليه وعلى آخرين معه، كما سيأتي (¬7). [مرافعة قاضي غزّة في جماعة من أهلها] وفيه رافع قاضي غزّة الشافعيّ ابن (¬8) النحاس (¬9) في جماعة من أهلها، فكتبت أوامر سلطانية بما ينكر عليهم (¬10). [جمادى الأول] [مطالبة رهبان بقبر داوود في بيت المقدس] وفي جماد الأول، لما صعد القضاة للقلعة للتهنئة بالشهر حضر جماعة من الرهبان يدّعون أنّ مكانا بالبيت المقدس فيه قبر داوود - على نبيّنا وعليه أفضل الصلاة والسلام - اقتلعه ¬

(¬1) انظر حوادث الزمان 1/ 317، 318. (¬2) مفاكهة الخلان 1/ 239. (¬3) حوادث الزمان 2/ 20 و 107. (¬4) تولّى قصروه نيابة حلب في سنة 904 هـ‍. (حوادث الزمان 2/ 64)، وبدائع الزهور 3/ 407، 408، وتاريخ الأزمنة 373، ومفاكهة الخلان 1/ 220، ودرّ الحبب ج 1 ق 2/ 827، وتاريخ ابن سباط 2/ 914، وإعلام النبلاء 3/ 108. (¬5) قبض طومان باي على قصروه في شهر رجب سنة 906 هـ‍. (حوادث الزمان 2/ 114، بدائع الزهور 3/ 467)، تاريخ ابن سباط 2/ 916، ومفاكهة الخلان 1/ 231. (¬6) تولّى طومان باي السلطنة في شهر جمادى الآخرة سنة 906 هـ‍. وعزل في أول شوال من السنة نفسها. انظر: حوادث الزمان 2/ 108، وتاريخ ابن سباط 2/ 917، وبدائع الزهور 3/ 452، وذيل إعلام الورى 121 - 123، ومفاكهة الخلان 1/ 230. وعزل طومان باي، انظر عنه في: حوادث الزمان 2/ 122، وتاريخ ابن سباط 2/ 919، وبدائع الزهور 3/ 463 - 477، وتاريخ الأزمنة 375، ومفاكهة الخلان 1/ 237، وشذرات الذهب 8/ 27، وإعلام الورى 134، وأخبار الدول (طبعة حيدر أباد) 219. (¬7) ذكر ابن الحمصي أن طومان باي قبض على الأمير قصروه، والأمير يخشباي نائب حماة، وعلى عشرين أميرا، وعلى جماعة غيرهم. (حوادث الزمان 2/ 114). (¬8) في المخطوط: «بن». (¬9) هو محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن موسى الشمس أبو الوفاء بن الخواجا الشمس المكّي الأصل، الغزّي الشافعي، ويعرف بابن النحاس، ولد سنة 854، وكان حيّا في سنة 899 هـ‍. (الضوء اللامع 9/ 44 - 46 رقم 117). (¬10) خبر مرافعة القاضي في: وجيز الكلام 3/ 1173.

إمرة مجلس

المسلمون غصبا منّا وجعلوه معبدا لهم. ووقع بسبب هذا كلام كثير وخبط ولغط قبل هذا اليوم وفيه وبعده، ولولا لطف الله تعالى، وكلام جيّد من القاضي الحنفي، جوزي خيرا، وإلا كان أخذه النصارى. فآل الأمر إلى أن بقي على ما فعله الظاهر جقمق فيه. وقد ذكرنا هذه الحادثة برمّتها في «تاريخنا الكبير» (¬1). [إمرة مجلس] وفيه قرّر تنبك الجماليّ (¬2) في إمرة مجلس، [عوضا] (¬3) عن أزدمر (¬4) قريب السلطان المنتقل إلى نيابة حلب نائبا بعد قتل وردبش (¬5). وكان لها مدّة شاغرة (¬6). [وفاة الشهاب ابن عرعر] [3594]- وفيه وصل الخبر من دمشق بموت الشهاب بن عرعر (¬7)، أحمد بن [خليل بن أحمد بن إبراهيم اللبودي] (¬8). وكان عالما، فاضلا، محدّثا، مؤرّخا، خيّرا، ديّنا (¬9). [بناء الزاوية الحمراء] وفيه انتهت عمارة البدر أبو (¬10) البقاء بن الجيعان (¬11) للمكان الذي عرف الآن بالزاوية الحمراء، وجاءت (¬12) أنيقا حسنا (¬13) في محلّه (¬14). ¬

(¬1) خبر مطالبة الرهبان في: الأنس الجليل 2/ 476 - 482 (سنة 895 هـ‍). (¬2) مات في سنة 908 هـ‍. (حوادي الزمان 2/ 169 رقم 695). (¬3) إضافة للضرورة. (¬4) توفي سنة 897 هـ‍. (مفاكهة الخلان 1/ 151). (¬5) وقيل اسمه جانبك الظاهري جقمق. ويقال أردبش. وكان مقتله في سنة 889 هـ‍. (انظر: الضوء اللامع 10/ 210 رقم 910). (¬6) خبر إمرة المجلس في: وجيز الكلام 3/ 2185، وبدائع الزهور 3/ 280. (¬7) انظر عن (الشهاب بن عرعر) في: الضوء اللامع 1/ 293، 294، وإيضاح المكنون 1/ 101، ومعجم المؤلفين 1/ 215، 216، والتاريخ العربي والمؤرخون 4/ 202، 203 رقم 698، والإعلان بالتوبيخ 207، وكشف الظنون 1/ 29، وهدية العارفين 1/ 143، وتاريخ آداب اللغة العربية، 3/ 257، وديوان الإسلام 4/ 101 رقم 792، والاعلام 1/ 121، Brockelmann - S 11/ 85 U . (¬8) ما بين الحاصرتين إضافة من الضوء اللامع. (¬9) ومولده في سنة 834. (¬10) الصواب: «أبي». (¬11) هو صاحب: القول المستظرف في سفر مولانا الملك الأشرف، وقد حقّقناه ونشرناه. (¬12) في المخطوط: «وجات». (¬13) الصواب: «أنيقة حسنة». (¬14) الصواب: «في محلّها». والخبر في: وجيز الكلام 3/ 1190 (في شهر رمضان)، وبدائع الزهور 3/ 280، 281 =

عزل نائب الإسكندرية

[عزل نائب الإسكندرية] وفيه قدم علي باي (¬1) نائب الإسكندرية معزولا عنها (¬2). [ثورة مساجين سجن الديلم] وفيه ثار جماعة من أهل سجن الديلم بالسجّان فكادوا أن يقتلوه، وجرحوا جماعة من أصحابه وفرّوا، وكانوا نحوا من ستين نفرا (¬3). [إغلاق ربع البارزي] وفيه أغلق الأتابك أزبك الربع الذي خلف المدرسة الصالحية الذي يقال له: «ربع البارزيّ»، وأبطل سكناه، بل وسدّه، وقبض على من كان [فيه من بنا] (¬4) ت الخطا، وضربهنّ، وشهّرن بالقاهرة (¬5). [عودة آقبردي الدوادار من نابلس] وفيه قدم آقبردي الدوادار من سفرته / 402 ب / [ب‍] نابلس وتلك البلاد (¬6)، وقد جرف ¬

= وفيه: وفي ذلك يقول بعض الشعراء: عجبت لجامع قد زاد حسنا وأبدع في التزخرف والبناء به أنهار تجري في جنان وقصر شاهق لأبي البقاء (¬1) انظر عن (علي باي) في: الضوء اللامع 5/ 151 رقم 530 وهو: عليباي المحمدي الأشرفي قايتباي. كان حيا في سنة 899 هـ‍. (¬2) خبر عزل النائب في: وجيز الكلام 3/ 1175، والضوء اللامع 5/ 151، وبدائع الزهور 3/ 281، وقال السخاوي في الوجيز: وفي يوم الأربعاء ثاني عشر جمادى الأول جيء مع جان بلاط وجمع من الخاصكية بنائب الثغر السكندري علي باي الأشرفي، وكان له في النيابة مدة استقرّ بعد قانم قشير، وبابن جريج كاتب سرّه، وابن عرب، وهما مع غيرهما في الحديد، وبقاضيه الشهاب الدرشابي، وبشهوده، وبمن لا يحصى من أهله، حتى المجاهدين بقاعاته، بحيث قيل: إنه لم يبق به سوى الضعفاء ونحوهم، أو من اختفى، ومعهم من المغاربة والفرنج ومن أهل البلاد المجاورة وغيرها من شاء الله، لقيام أهل الثغر عليه حين تعدّى هو ومملوكه الذي استقرّ به واليا بإحداث أمور لم يحتملوها بعد كتابة محاضر بما تضرّروا به، فلم يأخذ بأيديهم، بل أمر بإنزال النائب لبيته. (¬3) خبر ثورة المساجين لم أجده في المصادر. (¬4) ما بين الحاصرتين مطموس في المخطوط. (¬5) خبر إغلاق الربع في: وجيز الكلام 3/ 1179 وفيه قال السخاوي: وفي جمادى الأولى أمسك من بالربع المتوسّط بين الكتبيّين وخان الخليلي، وهو علو الوكالة التي هناك، وتحت نظر الأتابك من النساء، وهنّ نحو عشرين امرأة، وفيهنّ إماء، لشهرتهنّ بالخطأ، فطيف بهنّ، ثم رسم عليهن على مال، إما متجمّد عليهنّ من الأجرة أو غير ذلك، وكان الآمر بإمساكهن قاضي الحنابلة لمقابلة الربع لباب الدخول لقاعته بالصالحية. (¬6) وكان حضر إلى جبل نابلس في شهر المحرم سنة 894 بسبب القبض على بني إسماعيل مشايخ جبل =

أمر نائب الشام بجمع المال من تجارها

الأموال جرفا، وفعل أشياء يطول الشرح في ذكرها ب‍ «التاريخ الكبير» (¬1). وقدم معه أركماس من وليّ الدين (¬2) دوادار السلطان بدمشق وهو خائف لمظالم صدرت منه، فلم يرعه السلطان لكونه احتمى بآقبردي. وأركماس هذا هو نائب حلب الآن، أقامه العادل طومان باي في هذه السنة التي علينا، وهي سنة ست وتسع ماية (¬3) حين سلطنته بدمشق بمساعدة الأتابك قصروه (¬4). [أمر نائب الشام بجمع المال من تجارها] وفيه كتبت أوامر سلطانية لنائب الشام (¬5) بأن يجمع تجارها وأهل اليسار ويعرض عليهم أموالا تحمل إلى السلطان كما فرض بمصر الكراوات (¬6). [نادرة غريبة عن إنسان من بلاد الكرك] وفيه وقفت على مكاتبة إلى قانصوه (¬7) الشاميّ فيها (نادرة غريبة من صفة إنسان) (¬8) نادر. ففي المكاتبة أنه ظهر بالقرب من بلاد الكرك بمنزلة عربان بني لام صفة رجل آدميّ، غير أنّ ذقنه قدر غربال القمح، يقلع الفارس من على فرسه، ويأكل (اللحم) (¬9) والعظم (¬10)، ويضربوه (¬11) بالرماح والسيوف والنشاب فما يقطع فيه، وقطع من عربان بني لام جماعة مستكثرة، حتى إنهم اجتمعوا نحوا من ستمائة فارس. (وأمّا) (¬12) المشاة ¬

= نابلس، لما حصل منهم التقصير في المهمّ الشريف ببلاد الروم. كما ذكر العليمي في الأنس الجليل 2/ 472. (¬1) هو كتاب: الروض الباسم. في القسم الضائع منه. (¬2) تولّى دوادارية السلطان بدمشق في سنة 894 هـ‍. وعزل في سنة 899 هـ‍. وكان حيّا سنة 922 هـ‍. انظر: حوادث الزمان 3/ 174 (فهرس الأعلام). (¬3) هذا يؤكّد أن المؤلف - رحمه الله - دوّن كتابه هذا في هذا العام. (¬4) وعزل أركماس عن نيابة حلب في شهر رمضان سنة 906 هـ‍. (مفاكهة الخلان 1/ 235) وخبر عودة آقبردي في بدائع الزهور 3/ 281. (¬5) هو الأمير قانصوه اليحياوي. (¬6) خبر أمر النائب في: بدائع الزهور 3/ 281. (¬7) الصحيح: «من قانصوه». (¬8) ما بين القوسين مكرّر في المخطوط. (¬9) تكرّرت في المخطوط. وفي البدائع: «اللحم النّيء بعظمه». (¬10) زاد في البدائع: ويأكل الجيف من على الكيمان، وربّما افترس من بني آدم جماعة، وكان يفترس البقر والغنم، فكانوا يخرجون إليه جماعة من بني لام ويرمونه بالنشاب، فلا يؤثّر ذلك فيه ولو ضربوه بالسيوف. (¬11) الصواب: «ويضربونه». (¬12) تكرّرت في المخطوط.

احتراق ثلاثة أطفال

فكثير، ركبوا وكبّوا وجوه خيولهم ورمحوا عليه بأجمعهم يدا وادة، فصرخ فيهم صرخة سقط من الفرسان من خيولهم نحوا (¬1) من مائة نفر لا روح فيهم ولا حركة، فما ساع (¬2) بني لام إلاّ أنهم رحلوا وأبعدوا عنه. والأقوال عنه كثيرة، حتى ذكروا أنهم يرونه عيانا نهارا، ولا يقدر أحدا (¬3) بقربه. وفي الليل يسمع له عيطات وصرخات تسقط الحناني (¬4) وتزعج الخواطر. هذا آخر ما في المكاتبة مما يتعلّق بهذا الإنسان، وقرئت على السلطان، وتعجّب من أمر هذا، فيقال: إنه من الجنّ. والله أعلم (¬5). [احتراق ثلاثة أطفال] وفيه دخل ثلاثة من الأطفال بفدّان قمح وجمعوا منه سنابل، وأحضروا نارا لحرق ذلك عمله فريك (¬6) ليأكلونه، فزادت النار وبعدت إلى القمح المزروع بالفدّان فاشتعل جميعه وهم به، فما قدروا على خلاصهم منه حتى احترق الثلاثة وماتوا. والله أعلم (¬7). [زلزلتان في شهر] / 403 أ / وفيه، بعد المغرب، زلزلة (¬8) الأرض زلزلة لطيفة ماجت منه (¬9) الأرض. ثم زلزلت في أثناء هذا الشهر أيضا ثانية (¬10). [انتزاع تونس من صاحبها عبد المؤمن] وفيه وصل الخبر من بلاد المغرب بأنّ زكريا (¬11) بن يحيى بن (محمد) (¬12) بن المسعود بالله بن عثمان المتوكل على الله الحفصيّ، ثار بعبد المؤمن بن إبراهيم بن عثمان المذكور صاحب تونس، وانتزع منه ملك تونس وإفريقية، وتملّكها وأحسن إلى الرعايا ¬

(¬1) الصواب: «نحو». (¬2) الصواب: «فما وسع». (¬3) الصواب: «أحد». (¬4) في البدائع: «الحوامل». (¬5) خبر النادرة في: بدائع الزهور 3/ 281. (¬6) الصواب: «وعمله فريكا». (¬7) خبر احتراق الأطفال لم أجده في المصادر. (¬8) الصواب: «زلزلت». (¬9) الصواب: «منها»، وفي المخطوط: «لمنه». (¬10) خبر الزلزلتين في: وجيز الكلام 3/ 1189، وبدائع الزهور 3/ 281، وكانت الزلزلة أيضا في دمشق. انظر: حوادث الزمان 1/ 326، ومفاكهة الخلان 1/ 139، (¬11) في المخطوط: «ذكريا». (¬12) كتبت فوق السطر.

وصول قاصد السلطان العثماني إلى قلعة القاهرة

وعدل فيهم، وأنّ عبد المؤمن فرّ إلى الغرب، وأن الغلاء بتلك المملكة (¬1). [وصول قاصد السلطان العثماني إلى قلعة القاهرة] وفيه دخل قاصد ابن (¬2) عثمان ملك الروم إلى مصر مع ماماي (¬3) قاصد السلطان. وهو إنسان من الفقهاء مولّى قضاء بروشا التي يقال لها برصا، واسمه علي. . . لبي (¬4). وكان لصعوده إلى القلعة يوما مشهودا، وجاء بحكاية ابن (¬5) عثمان بتقدير (¬6) الصلح بين المملكتين. ووقعت جزئيّات تطول آلت إلى عود القاصد حامدا شاكرا، رأى من العزّ والكرامة من السلطان وأمرائه ما لا يعبّر عنه (¬7). [إطلاق اسكندر بن ميخال] وأطلق معه اسكندر بن ميخال. وكان من كبار أمراء ابن (¬8) عثمان، وأسر وسجن مدّة، وأحسن السلطان إليهم أيضا (¬9). وقد ذكرنا جزئيّات ذلك في عدّة فصول ب‍ «تاريخنا الكبير» (¬10). [أمر السلطان بضرب أبي يزيد الصغير] وفيه أمر السلطان بضرب أبا (¬11) يزيد الصغير (¬12) البجمقدار، أحد أعيان مماليكه لشيء نسبه (¬13) إليه لا يستحق به الضرب. ¬

(¬1) خبر انتزاع تونس لم أجده في المصادر. (¬2) في المخطوط: «بن». (¬3) هو ماميه الأشرفي قايتباي. ذكره السخاوي ولم يؤرّخ له. (الضوء اللامع 6/ 236 رقم 818) وبقي حيّا في سنة 920 هـ‍. (حوادث الزمان 2/ 159، 160 و 3/ 209 فهرس الأعلام). (¬4) اسمه في وجيز الكلام: ملاّ علي بن أحمد بن محمد بن أيوب الشرملو الأصل، العثماني جق الحنفيّ. (¬5) في المخطوط: «بن». (¬6) في المخطوط: «بتقدير». (¬7) خبر وصول القاصد في: وجيز الكلام 3/ 1166، والأنس الجليل 2/ 485، وتاريخ البصروي 147، وحوادث الزمان 1/ 325، وبدائع الزهور 3/ 281، 282، ومفاكهة الخلان! / 137، 138. (¬8) في المخطوط: «بن». (¬9) خبر إطلاق اسكندر في: وجيز الكلام 3/ 1167، 1168، وحوادث الزمان 1/ 327، وبدائع الزهور 3/ 282. (¬10) في القسم الضائع منه. (¬11) الصواب: «بضرب أبي». (¬12) قتل في سنة 903 هـ‍. (حوادث الزمان 2/ 34). (¬13) في المخطوط: «لشيء نسيبه».

لعلب المماليك بالرمح بين يدي السلطان

وأبا (¬1) يزيد هذا هو الذي صيّر رأس نوبة ثانيا بعد ذلك، وقبض عليه العادل طومان باي حين سلطنته بدمشق وهو مسجون بقلعتها الآن (¬2). [لعلب المماليك بالرمح بين يدي السلطان] وفيه نزل السلطان إلى الميدان تحت القلعة، وعمل مماليكه بين يديه أندابا في الرمح والنشّاب والصراع والدبّوس نادرة غريبة، بحضور قاصد ابن (¬3) عثمان، وكانت مجامع حافلة جدا ذكرناها (بتفاصيلها) (¬4) بأيامها في «التاريخ الكبير» (¬5). [كسوف الشمس] وفيه كسفت الشمس كسوفا جزئيا (¬6)، ودامت نحوا من عشر درج (¬7). [زلزلة القاهرة] وفيه زلزلت القاهرة زلزلة لطيفة (¬8). [رجب] [عرض كسوة الكعبة] وفي رجب أقيم في مستهلّه مركبا حافلا (¬9) بالقلعة، وعرضت كسوة الكعبة على السلطان. وكان قصد بذلك أن يحضر قاصد ابن (¬10) عثمان لرؤيتها ويرى موكب رأس الشهر والقضاة والمشايخ، فلم يحضر القاصد (¬11)، وحضر من معه من مماليك ابن (¬12) عثمان / 403 ب / وجماعته. وكان يوما مشهودا (¬13). ¬

(¬1) الصواب: «وأبو». (¬2) خبر أمر السلطان في: بدائع الزهور 3/ 282. (¬3) في المخطوط: «بن». (¬4) عن هامش المخطوط. (¬5) في القسم الضائع منه. وخبر لعب المماليك لم أجده في المصادر. (¬6) في المخطوط: «جرئيا». (¬7) خبر الكسوف في: وجيز الكلام 3/ 1190، وبدائع الزهور 3/ 282 وفيه: ودامت في الكسوف نحوا من ثلاثين درجة. (¬8) خبر زلزلة القاهرة في: بدائع الزهور 3/ 282. (¬9) الصواب: «موكب حافل». (¬10) في المخطوط: «بن». (¬11) في المخطوط تكرّرت «القاصد» وضرب على الثانية. (¬12) في المخطوط: «بن». (¬13) خبر عرض الكسوة في: بدائع الزهور 3/ 282.

وفاة بركات الصالحي

[وفاة بركات الصالحي] [3595]- وفيه مات بركات الصالحيّ (¬1)، محمد بن محمد بن أبي بكر القاهري الشافعيّ. وكيل السلطان، وعين الموقّعين. وكان عارفا بفنّ التوقيع، قرأ أشياء، وحدّث منه أشياء، وجرت (له) (¬2) ومنه أشياء، ولم يحمد (¬3). ومولده بعد الثلاثين وثمانماية (¬4). [مولد سيدي الأنبابي] وفيه عملت ليلة سيدي إسماعيل الأنبابيّ ببولاق حافلة جدا (¬5). [عمل الليلة البدرية] وفيه عملت ليلة البدرية في ليلة رابع عشر الشهر التي اقترحها البدر حسن بن الطولوني معلّم المعلّمين. وكانت حافلة (¬6). [فتوى السيوطي بعدم جواز البناء على ساحل الروضة] وفيه أفتى الجلال السيوطيّ (¬7) بأنه لا يجوز البناء على ساحل الروضة (لأنّ الإجماع ¬

(¬1) انظر عن (بركات الصالحي) في: وجيز الكلام 3/ 1213، 1214 رقم 2435، والضوء اللامع 9/ 69 رقم 179، وفيه أبو البركات، وحوادث الزمان 1/ 326 رقم 421، وبدائع الزهور 282، 283. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) وقال ابن إياس: «وكان غير محمود السيرة في أفعاله، كثير الظلم والعسف. وكان اعتراه آكلة في رجله، فاستمرّ بها إلى أن مات. وفيه يقول بعض الشعراء مداعبة لطيفة: بركات زاد الظلم في أيامه ... وعلى الورى قد جار في توكله من رجله كان الهلاك بعاهة ... فمشى إلى نار الجحيم برجله وهو الذي كان سببا لمرافعة جماعة قاضي القضاة زين الدين زكريا الشافعي، واستمر الشيخ برهان الدين القلقشندي في التوكيل به حتى مات بركات الصالحي فأفرج عنه بعد أن غرم أموالا لها صورة. (¬4) في الضوء: ولد في سنة 836 هـ‍. والمثبت يتفق مع بدائع الزهور. (¬5) خبر مولد الأنبابي لم أجده. (¬6) خبر الليلة البدرية في: بدائع الزهور 3/ 283. (¬7) هو عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن عثمان بن محمد بن خليل بن نصر بن الخضر بن الهمام، الجلال بن الكمال بن ناصر الدين السيوطيّ الأصل، الطولوني، الشافعيّ. ولد في سنة 849 وتوفي سنة 911 هـ‍. انظر عنه في: الضوء اللامع 4/ 65 - 70 رقم 203، وحسن المحاضرة 1/ 188 - 195، وحوادث =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = الزمان 2/ 87 و 117 و 131، ومفاكهة الخلان 1/ 294، وكشف الظنون 5 و 7 و 8 و 10 و 11 و 14 و 16 و 24 و 25 و 29 و 30 و 43 و 47 و 49 و 56 و 58 و 62 و 67 و 72 و 73 و 75 و 77 و 81 و 85 و 86 و 87 و 92 و 100 و 106 و 119 و 121 و 125 و 126 و 127 و 130 و 132 و 133 و 135 و 136 و 141 و 144 و 150 و 154 و 156 و 157 و 158 و 159 و 162 و 165 و 170 و 172 و 173 و 179 و 182 و 185 و 188 و 194 و 200 و 204 و 205 و 216 و 217 و 219 و 229 و 231 و 234 و 237 و 238 و 242 و 245 و 246 و 251 و 252 و 253 و 254 و 270 و 283 و 293 و 294 و 305 و 336 و 337 و 342 و 344 و 354 و 355 و 360 و 363 و 365 و 369 و 372 و 373 و 375 و 393 و 397 و 398 و 402 و 404 و 408 و 409 و 411 و 415 و 421 و 423 و 425 و 445 و 456 و 464 - 466 و 478 و 479 و 483 و 486 و 488 و 492 - 494 و 495 و 500 و 501 و 504 و 514 و 517 و 521 و 523 و 549 و 558 - 560 و 574 و 577 و 582 و 590 و 597 و 598 و 601 و 607 و 608 و 618 و 623 و 624 و 628 و 644 و 648 و 666 - 668 و 670 و 671 و 689 و 693 و 697 و 698 و 700 و 705 و 723 و 726 و 729 و 731 و 733 و 739 و 742 و 745 و 746 و 748 و 749 و 756 و 761 و 767 و 788 و 793 و 826 و 828 و 836 و 839 و 846 و 876 و 894 و 904 و 909 و 910 و 916 و 918 - 920 و 929 و 935 و 947 و 953 و 955 و 956 و 958 و 978 و 982 و 995 و 996 و 999 و 1001 و 1004 - 1006 و 1009 و 1010 و 1017 و 1019 و 1021 و 1022 و 1028 - 1031 و 1038 و 1040 و 1042 و 1044 و 1048 و 1051 و 1056 و 1059 و 1060 و 1065 و 1068 و 1070 و 1083 و 1084 و 1086 - 1089 و 1095 و 1096 و 1099 و 1102 و 1103 و 1105 - 1107 و 1110 و 1118 و 1119 و 1127 و 1131 و 1132 و 1139 و 1140 و 1149 و 1154 و 1156 و 1173 و 1174 و 1181 و 1188 و 1189 و 1202 و 1215 و 1217 و 1218 و 1232 و 1235 و 1241 و 1246 و 1253 و 1259 - 1261 و 1278 - 1280 و 1291 و 1295 و 1301 - 1304 و 1308 و 1316 و 1330 و 1345 و 1351 - 1354 و 1356 و 1362 - 1365 و 1382 و 1384 و 1456 و 1488 و 1490 - 1493 و 1496 و 1498 و 1506 و 1511 و 1518 و 1523 و 1534 و 1535 و 1545 و 1547 و 1559 و 1560 و 1562 و 1564 و 1569 و 1574 و 1576 و 1577 و 1579 و 1585 و 1590 و 1599 و 1602 و 1609 و 1644 و 1652 و 1653 و 1657 و 1658 و 1660 و 1661 و 1663 و 1665 و 1667 و 1673 و 1677 و 1680 و 1681 و 1683 و 1702 و 1704 و 1712 و 1715 و 1719 و 1729 و 1731 و 1732 و 1735 و 1753 و 1756 و 1757 و 1760 و 1771 و 1781 و 1785 و 1812 و 1824 و 1817 و 1838 و 1841 و 1844 و 1847 و 1859 و 1860 و 1869 و 1872 و 1882 و 1885 و 1888 و 1893 و 1904 - 1907 و 1913 و 1914 و 1918 و 1921 و 1926 و 1928 و 1930 و 1938 و 1940 و 1944 و 1946 و 1949 و 1959 - 1961 و 1969 و 1970 و 1976 و 1977 و 1979 و 1981 و 1982 و 1989 و 1993 و 2001 - 2003 و 2005 - 2007 و 2011 و 2014 و 2020 و 2024 و 2028 و 2042 و 2046 - 2048 و 2050 و 2053، وشذرات الذهب 8/ 51 - 55، وإيضاح المكنون 1/ 191 و 220 و 226 و 230 و 278 و 421 و 579 و 2/ 387 و 465 و 591 و 624 و 627، والكواكب السائرة 1/ 226 - 231، والنور السافر 54 - 58، والبدر الطالع 1/ 328 - 335 رقم 228، وروضات الجنات 432 - 437، وفهرست الخديوية 1/ 172 و 173 و 321 و 322 و 325 و 326 و 393 و 394 و 3/ 216 و 4/ 180 و 5/ 22 و 23 و 43 و 77 و 120 و 121 و 7/ 1 / 48 و 7/ 2 / 463 - 467، وفهرس =

إسلام أرمني

منعقد على منع البناء في شطوط) (¬1) [الروضة] (¬2) (لكونها وقف المدرسة التقوية) (¬3). ووقعت أشياء في ذلك (¬4). [إسلام أرمنيّ] وفيه أحضر لبين يدي السلطان نصرانيّ أرمنيّ شاب وعليه وضاءة، وأعلن بالإسلام (¬5). [تخلية سبيل القلقشندي] وفيه حلّ عن الجمال إبراهيم القلقشنديّ (¬6) من التوكيل به بعد أن أغرم مالا، باع ¬

= الأزهرية 6/ 387، وفهرس التيمورية 1/ 159، ومخطوطات الموصل 67 و 173 و 183 و 192، والمخطوطات التاريخية لكوركيس عواد 53، وعقود الجوهر لجميل العظم 194 - 216، وفهرس مخطوطات الظاهرية ليوسف العش 6/ 2 و 57 و 58 و 153 و 154 و 185 و 224 و 262 و 300، والتعريف بالمؤرخين للعزاوي 1/ 253، 254، وفهرس المخطوطات المصورة لفؤاد سيد 1/ 250 و 339 و 345، وفهرس دار الكتب المصرية 1/ 270 و 382 و 2/ 129 و 3/ 373، 374 و 6/ 179، 180، وفهرس التاريخ بالمكتبة البلدية 50 و 105، ودرّة الحجال 2/ 360، وتاريخ آداب اللغة العربية 4/ 239 - 245، ومؤرّخو مصر الإسلامية لمحمد عبد الله عنان 142 - 151، والتاريخ العربي والمؤرّخون 3/ 182 - 195 رقم 8، ودليل مخطوطات السيوطي وأماكن وجودها لأحمد الخازندار ومحمد بن إبراهيم الشيباني - طبعة مكتبة ابن تيمية، الكويت 1983، ومكتبة الجلال السيوطي لأحمد الشرقاوي - مطبوعات دار المغرب، الرباط 1977، وفهرس الفهارس للكتّاني 2/ 359 ومعجم المؤلفين 5/ 128 - 131، وفهرس المخطوطات الإسلامية في قبرص، رقم 29 و 65 و 124 و 148 و 416 و 520 و 521 و 558 و 689 و 772 و 795 و 808 و 970 و 972، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 3/ 272 - 339، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا 497 - 503 رقم 924، وتاريخ الأدب العربي 2/ 144 - 158، وذيله 2/ 178 - 198، والأعلام 3/ 301، 302، وديوان الإسلام 3/ 51 - 86 رقم 1163 (ولم يذكر في فهرس الأعلام) وأخبار الدول 3/ 311، وعلم التأريخ عند المسلمين 63 و 72 و 102 و 124 و 561 و 588 و 590 و 598 و 601 و 604 و 648 و 714، والقاموس الإسلامي 3/ 622 - 625، ونوادر المخطوطات العربية في مكتبات تركيا 2/ 106 - 111 رقم 864. (¬1) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. (¬2) إضافة للضرورة. (¬3) ما بين القوسين كتبه ثم ضرب عليه. (¬4) وكتب على هامش المخطوط بخط أكبر من خط المتن ما يلي: «الشافعية بنقله (مهملة في المخطوط) إذن في. . البروز بشط النيل، وينسبون ذلك إلى أنه مذهب الشافعي باطل والشافعي بري منه». وفي بدائع الزهور 3/ 283: «وأما من نسب بأن ذلك يجوز في مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه، فباطل من نقل ذلك عن الإمام الشافعي، وهذا كلام ليس له صحة في كتب الشافعية قاطبة. (¬5) خبر إسلام الأرمنيّ لم أجده في المصادر. (¬6) انظر عن (إبراهيم القلقشندي) في: =

شعبان

فيه جميع ما يملك [ب‍] سعاية بركات الصالحيّ، فلما مات حلّ عنه (¬1). [شعبان] [الركوب إلى مولد البدوي] وفي شعبان خرج جماعة إلى مولد سيدي أحمد البدويّ، وكانوا بالجمال والمحاير والحمول كخروج الحاج، وعدّ من النوادر (¬2). [نيابة حصن الأكراد] وفيه ولّي إنسان من جلبان السلطان نيابة حصن الأكراد بألف دينار دفعها، وهذا من النوادر (¬3). [رسلية جان بلاط إلى السلطان العثماني] وفيه خلع على جان بلاط من يشبك الناظر خلعة سنيّة للخروج رسولا عن السلطان لابن عثمان، وخرج بعد ذلك في تجمّل زائد (¬4). وجان بلاط هذا هو الذي ولي السلطنة بعد هذه المدّة بعشر سنين، ولقّب بالأشرف، وجرى عليه من طومان باي العادل ما سيأتي في محلّه (¬5). [جهاز ابنة يشبك الدوادار] وفيه حمل جهاز ابنة يشبك الدوادار التي عقد لها على كرتباي ابن (¬6) أخت السلطان شادّ الشراب خاناه. وكان جهازا حافلا جدا، به أشياء نادرة، ذكرناها في «التاريخ الكبير» (¬7). ¬

= الضوء اللامع 1/ 77، 78 وهو ولد في سنة 831، ولم يؤرّخ السخاوي لوفاته، واسمه: إبراهيم بن علي بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن علي. وانظر: مفاكهة الخلان 1/ 324 و 325 (وكان حيا في سنة 913 هـ‍). (¬1) خبر تخلية السبيل في: بدائع الزهور 3/ 283. (¬2) خبر الركوب لم أجده في المصادر. (¬3) خبر نيابة حصن الأكراد لم أجده في المصادر. (¬4) خبر رسلية جان بلاط في: وجيز الكلام 3/ 1168 والأنس الجليل 2/ 485، وتاريخ البصروي 148، وحوادث الزمان 1/ 326، 327، والضوء اللامع 3/ 63. (¬5) انظر عن (جان بلاط) في: الضوء اللامع 3/ 63، 64 رقم 253، وحوادث الزمان 2/ 117 رقم 644، وتاريخ ابن سباط 2/ 915 و 918، وبدائع الزهور 3/ 472، وشذرات الذهب 8/ 28، وأخبار الدول 2/ 323، وتاريخ الأزمنة 374، وتحفة الناظرين 2/ 52 - 54. (¬6) في المخطوط: «بن» وانظر عن كرتباي في: البدر الزاهر (بتحقيقنا) 41 وفيه: ابن عمّ المقام الشريف و 43. (¬7) في القسم الضائع منه.

حجوبية الحجاب بطرابلس

[حجوبية الحجاب بطرابلس] [وفيه] (¬1) قرّر كرتباي من مصطفى المعروف بأخرة بالأحمر، بحجوبية الحجّاب بطرابلس ونظر جيشها (¬2)، وجميع وظائف (علي ابن ناظر الجيش بها) (¬3). وكرتباي هذا هو الذي شهر بعد ذلك / 404 أ / وولي نيابة الشام، ومات بها (¬4) على ما سيأتي. [رمضان] [مولود في ستة أشهر له شارب] وفي رمضان ولد مولود لستة أشهر، وله في خدّه شعر كأول نبات اللحى وقد طرّ شاربه، وبفمه ثنايا مفلّجة. ومات في ثاني يوم ولادته. وكان من النوادر (¬5). [الزنا بسوداء] وفيه وجد إنسان يزني بأمة سوداء نهارا (¬6). [جفل حمار يتسبّب بمقتل رجل] وفيه جفل حمار من فرس جنديّ سقط راكبه على مسوقة معه محدّدة الرأس دخلت في حنكه من أسفل وخرجت من قريب يافوخه، فمات لوقته (¬7). [نيابة حماه] وفيه قرّر يشبك من حيدر في نيابة حماه، عوضا عن إينال الخسيف (¬8). ¬

(¬1) في المخطوط بياض. (¬2) خبر حجوبية طرابلس في: بدائع الزهور 3/ 283، وتاريخ طرابلس 2/ 74 رقم 33 و 87 رقم 28. (¬3) ما بين القوسين تكرار لا محلّ له. (¬4) توفي كرتباي سنة 904 هـ‍، انظر عنه في: تاريخ البصروي 233، وتاريخ ابن سباط 2/ 913، وحوادث الزمان 2/ 58 رقم 590، وبدائع الزهور 3/ 406، وتاريخ الأزمنة 373، ومفاكهة الخلان 1/ 203، وإعلام الورى 90، 91، والكواكب السائرة 1/ 300. (¬5) خبر المولود في: بدائع الزهور 3/ 183 وفيه: مات بعد ثلاثة أيام. (¬6) خبر الزنا لم أجده في المصادر. (¬7) خبر جفل الحمار لم أجده في المصادر. (¬8) خبر نيابة حماة في: وجيز الكلام 3/ 1185، وبدائع الزهور 3/ 284، ومفاكهة الخلان 1/ 141، والضوء اللامع 2/ 327 رقم 1077.

تقدمة إينال الخسيف

[تقدمة إينال الخسيف] [3596]- واستقرّ الخسيف بعد ذلك في تقدمة ألف بمصر (¬1)، ثم حجوبية الحجّاب، ثم قتل صبرا (¬2) في ليلة سلطنة قانصوه خمسماية (¬3) في تلك الفتنة (¬4). [نيابة صفد] وفيه قرّر أزدمر المسرطن (¬5) في نيابة صفد، عوضا عن يلباي المؤيّديّ (¬6)، بحكم صرفه (¬7). [رخص الغلال] وفيه رخصت الغلال جدا، حتى أبيع مرة الإردبّ القمح بستة أنصاف (¬8). [شوال] [كسر النيل] (وفي شوال) (¬9) الموافق لخامس عشر مسرى كسر النيل عن الوفاء، فكان العيد ¬

(¬1) خبر تقدمة إينال في: بدائع الزهور 3/ 284، ومفاكهة الخلان 1/ 141. (¬2) قبض عليه قانصوه في سنة 902 هـ‍. وانقطع خبره بعد ذلك. (البدر الزاهر 70) وذكره السخاوي في الضوء اللامع 2/ 327 رقم 1077 باسم: إينال الخصيف الأشرفي قايتباي، وأصله ليحيى ابن الأمير يشبك الفقيه. ولم يؤرّخ لوفاته لتأخّره. (¬3) انظر عن (قانصوه خمسمائة) في: البدر الزاهر 71 وفيه كانت بيعته بالسلطنة في 29 جمادى الأولى سنة 902 هـ‍، والضوء اللامع 6/ 199 رقم 683 وفيه قانصوه الأشرفي قايتباي ويعرف بخمسمائة. ولم يؤرّخ وفاته لتأخّره، وبدائع الزهور 3/ 295 و 297 و 309 و 311 و 334، وحوادث الزمان (فهرس الأعلام) 3/ 206، مفاكهة الخلان (فهرس الأعلام) 2/ 217، وهو قتل في سنة 902 هـ‍. (تاريخ ابن سباط 2/ 913، تاريخ البصروي 206، ومفاكهة الخلان 1/ 172، بدائع الزهور 3/ 353 - 355، تاريخ الأزمنة 373، شذرات الذهب 8/ 123). (¬4) راجع تفاصيل الفتنة في: البدر الزاهر - بتحقيقنا وفيه مصادر أخرى. (¬5) توفي سنة 899 هـ‍. انظر عنه في: الضوء اللامع 2/ 274 رقم 858 ولم يؤرّخ وفاته، وحوادث الزمان 1/ 346 رقم 482، وبدائع الزهور 3/ 298، ومفاكهة الخلان 1/ 154، وهو: أزدمر من محمود شاه الظاهري جقمق الخازندار، صهر الأمير يشبك الفقيه، ويقال له المسرطن. (¬6) كان حيا في سنة 908 هـ‍. انظر عنه في: حوادث الزمان (فهرس الأعلام) 3/ 217، ومفاكهة الخلان 1/ 260. (¬7) خبر نيابة صفد في: وجيز الكلام 3/ 1185، وبدائع الزهور 3/ 284، ومفاكهة الخلان 1/ 141، ومملكة صفد في عهد المماليك 300 رقم 134، وقال السخاوي: أرسل نائبا لبعض البلاد! ولم يذكر صفد. (الضوء اللامع 2/ 274 رقم 858). (¬8) خبر رخص الغلال في: وجيز الكلام 3/ 1196، وبدائع الزهور 3/ 284. (¬9) كتب فوق السطر.

ثورة أهل حلب على نائبها

عيدان (¬1) على التعاقب (¬2). [ثورة أهل حلب على نائبها] وفيه وصل الخبر [من حلب] (¬3) بأنه جرى بين أهلها ونائبها فتنة ثار منها أهل حلب بالنائب وقتل (¬4) من مماليكه سبعة عشر نفرا، ومن أهل حلب نحوا (¬5) من خمسين، بعد أن أحرق أهل جماعة من أعوان النائب بالنار. وقام قانصوه الغوريّ (¬6) حاجب حلب في هذه الحادثة وتلافى القضية حتى سكنت. ولما بلغ السلطان ذلك عين ماماي من حدّاد الخاصكيّ، وتوجّه بسبب ذلك إلى حلب بعد أن انزعج السلطان (¬7). ¬

(¬1) الصواب: «عيدين». (¬2) خبر كسر النيل في: بدائع الزهور 3/ 284، وفيه يقول السيوطي: يوم عيد الفطر وافا بهناء وسعاده ختم الصوم وأوفا النيل في أحسن عاده يا له من يوم عيد فيه حسنى وزياده (¬3) إضافة على المخطوط يقتضيها السياق. (¬4) في المخطوط: «وقيل». (¬5) الصواب: «نحو». (¬6) هو الذي صار سلطانا وقتل في موقعة مرج دابق سنة 922 هـ‍. انظر عنه في: واقعة السلطان الغوري 36، وتاريخ ابن سباط 2/ 936، وحوادث الزمان 2/ 287 رقم 839، وبدائع الزهور 5/ 70، 71، ومفاكهة الخلان 2/ 24، وتاريخ الأزمنة 391، وارتياح الخاطر في معرفة الأواخر، ورقة 52 ب، والكواكب السائرة 1/ 284 - 297، وشذرات الذهب 8/ 113 - 115، وحدائق الياسمين 195، والمنح الرحمانية 76، وأخبار الدول 2/ 326، 327. (¬7) خبر ثورة أهل حلب في: وجيز الكلام 3/ 1190، وبدائع الزهور 3/ 284، 285 (في شهر ذي القعدة)، ومفاكهة الخلان 1/ 141. وقد روى السخاوي تفاصيل الثورة فقال: وفي رمضان طلب أستادار أزدمر قريب السلطان نائب حلب، وهو أسلميّ اسمه إبراهيم من أهل بانقوسا ثم ما طرحه عليهم من البرّ، فامتنعوا، وقالوا: بل خذوا حبّكم، فأغلظ لهم رسوله، فقتلوه، فاشتدّ ذلك على الأستادار مرسله وراسل شيخ بانقوسا ابن المكندي: كيف هذا الأمر؟ فقال: إنه لا اختيار لي فيه، فردّ عليه القاصد بأنّ الكل بعلمك، فالتفتوا إليه ليقاتلوه، فهرب منهم، فوثبوا بأسلحتهم إلى أن وصلوا إلى المشنقة عند حمّام الناصري تحت القلعة، فخرج مماليك النائب، وهم زيادة على ست مئة، فانكسر أولئك، وبادروا إلى الاستعانة بباقي الحارات فأجابوهم، واجتمع أعيانهم بتربة الشيخ بيرم، فركب ابن أجا القاضي الحنفي وباقي القضاة وعثمان ابن الصوّة لتمهيد الأمر، فلم يذعنوا، بل رموهم بالحجارة، ثم وثبوا بأجمعهم لدار النائب، فخرج إليهم المماليك أيضا، فما كان بأسرع من خذلانهم. وتزايدت شوكة الجماعة وقوّتهم، فبادروا لحرق جماعة نحو العشرين من أعوان الأستادار وغيره سوى نحوهم ممن قتل في الوقعة، مع قتل نحو الخمسين من الحلبيّين، ونهبت بيوت المباشرين كالأستادار وغيره، وقطّعت أذناب خيولهم، ولم =

توسيط عبيد مفسدين

وقد ذكرنا تفصيل ذلك ب‍ «التاريخ الكبير، الروض الباسم» (¬1). [توسيط عبيد مفسدين] وفيه وسّط عبيد تسع (¬2) وواحد من العامّة كانوا من المفسدين في الأرض (¬3). [التنافس بين قانصوه خمسمائة وآقبردي] وفيه كان بين قانصوه خمس ماية الأمير اخو كبير، وبين آقبردي الدوادار منافسة بسبب نواتيّ (¬4). وكانت هذه بداية الوحشة الفاحشة بين الإثنين، حتى أدّت بعد ذلك إلى المقارعة بالسيوف قبل الحتوف على ما سيأتي (¬5). [الفتن بين خليل الصوفي وسليمان باجان] وفيه وصل الخبر من جهة الشرق بأنّ / 404 ب / خليل الصوفيّ (¬6)، وسليمان باجان (¬7) أتابكي ملك البلاد حصل بينهما منافسة، وكان باي سنقر (¬8) صاحب أذربيجان (¬9) مع خليل، فبعث سليمان من استمال خواصّه ففرّوا إليه، ففرّ صوفيّ وغلب. والفتن هناك قائمة (¬10). [ابنة بكر تحمل من السحاق] [وفيه] (¬11) وجدت ابنة بكر حاملا فأخبرت أنّ حملها من سحاقها بامرأة (¬12). ¬

= يكفّوا حتى أمسك الأستادار وجماعة، وأودعوا القلعة. وصادف ورود جان بلاط في توجّهه لجهة ابن عثمان، فأصلح الأمر في الجملة، وروسل السلطان بذلك، فانزعج، سيما لقطع أذناب الخيل، وقال: ما أذنبوا؟ ثم أرسل مامية لتسكين هذه الحادثة، وعمل المصلحة فيها. وقال ابن طولون إنه قتل من جماعة أزدمر نحو اثني عشر رجلا، ومن العوام نحو مائة. (¬1) في القسم الضائع منه. (¬2) الصواب: «تسعة». (¬3) خبر توسيط العبيد لم أجده في المصادر. (¬4) في البدائع: «بسبب توتي». (¬5) خبر التنافس في: بدائع الزهور 3/ 285 (في شهر ذي الحجة). (¬6) ستأتي ترجمته بعد قليل. (¬7) في البدائع: «ماجان». ولم أجد له ترجمة في المصادر. (¬8) له ذكر في: وجيز الكلام 3/ 1180. (¬9) مهملة في المخطوط. (¬10) خبر الفتن في: بدائع الزهور 3/ 285. (¬11) في المخطوط بياض. (¬12) خبر الإبنة البكر لم أجده في المصادر.

وفاة ولد القاضي الإخميمي

[وفاة ولد القاضي الإخميمي] [3597]-، [وفيه] (¬1) مات ولد القاضي الحنفيّ، الإخميميّ، فصدر منه في حادثة تمريضه وموته مولفة ومخالفة للسنّة (¬2). [بيع مخلّفات أسير نصراني] و [فيه] (¬3) مات نصرانيّ من الأسرى لا وارث له، وخلّف ثلاثة عشر ألف جرّة من الخمر، فأمر السلطان ببيعها وحمل ثمنها للخزانة، فرميت على النصارى بثلاثة أنصاف فضّة الجرّة، بعد أن أريد أن ترمى بستة، وهي تساوي عند النصرانيّ نصفين (¬4). [ذو القعدة] (¬5) [وفاة التقي بن نصر الله] [3598]-، [وفيه] مات التقيّ بن نصر الله (¬6). وكان أدوبا، حشما. [ذو الحجة (¬7)] [موت إنسان في زير ماء] وجد إنسان منسوب الرأس في زير سبيل للماء، كأنه عطش ليلا فما وجد من يسقيه الماء، فأدخل رأسه ليشرب منه كرعا ففاض ماء الزير فغرق به ومات لضيق حلق الزير، وذلك بسبيل بقناطر السباع (¬8). [مقتل خليل صوفي] [3599]-، [وفيه] (¬9) وصل [خبر] (¬10) مقتل خليل صوفيّ (¬11) بكتلان. ¬

(¬1) إضافة على المخطوط. (¬2) خبر وفاة ولد القاضي في: وجيز الكلام 3/ 1209 رقم 2416. (¬3) إضافة على المخطوط. (¬4) خبر بيع المخلّفات لم أجده في المصادر. (¬5) ساقط من المخطوط أثبتناه عن بدائع الزهور 3/ 284. (¬6) انظر عن (ابن نصر الله) في: بدائع الزهو 3/ 284. (¬7) في المخطوط بياض، لعلّ المراد: «وفي ذي الحجة». (¬8) خبر موت إنسان لم أجده في المصادر. (¬9) إضافة على المخطوط. (¬10) إضافة على المخطوط. (¬11) انظر عن (خليل صوفي) في: =

وفاة نوروز الإسماعيلي

وكان من أكابر أمراء حسن الطويل، ومن المشاهير. [وفاة نوروز الإسماعيلي] [3600]- وفي (¬1) (. . .) (¬2) مات نوروز الإسماعيليّ، الظاهريّ جقمق، أحد العشرات، ودوادار الأتابك أزبك. وكان إنسانا حسنا، ديّنا، أدوبا، حشما. أظنّه جاوز الستين (¬3). * * * [حوادث هذه السنة لا فى شهر معين] [مقتل شيخ بن حسن الطويل] [وفيها] (¬4) - أعني هذه السنة - مات جماعة من الأعيان لا أعرف شهر وفاتهم، وهم: [3601]- مسيح (¬5) بن حسن الطويل، بعد تملّك العراق، قتيلا. [مقتل يعقوب شاه] [3602]- وقبله يعقوب شاه (¬6) بن حسن الطويل قتيلا أيضا. وكان ملكا جليلا. [موت زوجة حسن الطويل] [3603]- وأمّه سلجوق خاتون (¬7)، زوجة حسن الطويل. ¬

= وجيز الكلام 3/ 1180 وهو خليل لالة باي سنقر بن يعقوب، والضوء اللامع 10/ 283 في ترجمة يعقوب بك بن حسن باك رقم 1110، وأخبار الدول 3/ 95. (¬1) إضافة للتوضيح. (¬2) في المخطوط بياض مقدار كلمة، ترك لكتابة الشهر. (¬3) انظر عن (نوروز الإسماعيلي) في: الضوء اللامع 10/ 205 رقم 873 وهو: نوروز الظاهري دوادار الأتابك. مات في ذي الحجة. (¬4) إضافة على المخطوط. (¬5) في المخطوط: «شيخ». وقد تقدّم اسمه على الصحيح قبل قليل. وانظر عنه في: وجيز الكلام 3/ 1210 رقم 2420 ولم يصرّح باسمه، وهو في: أخبار الدول 3/ 95. (¬6) انظر عن (يعقوب شاه) في: وجيز الكلام 3/ 1180، و 1210 رقم 2420، والضوء اللامع 10/ 283 رقم 1110، ومفاكهة الخلان 1/ 37، وشذرات الذهب 7/ 359، وأخبار الدول 3/ 95. (¬7) انظر عن (سلجوق خاتون) في: وجيز الكلام 3/ 1180 و 1210 رقم 2420 وفيه: «سلشق»، وأخبار الدول 3/ 95.

وفاة ابن قائد طرابلس المغرب

وكانت من عقلاء النساء المدبّرات. وبموتها / 405 أ / دخل الوهن على ابنها والمملكة الشرقية، واستصحبت بها الفتن عدّة سنين كما نشير إليه إن شاء الله. [وفاة ابن قائد طرابلس المغرب] [3604]- وفيها (¬1) مات ساسي (¬2) ابن (¬3) أبي النصر (¬4) ابن رجاء (¬5) الخير، قائد طرابلس المغرب. وكان خيّرا، ديّنا [أكثر] (¬6) من أبيه وجدّه. [وفاة قاضي المالكية بدمشق] [3605]- وأحمد المريني (¬7)، المغربيّ. قاضي المالكية بدمشق. أظنّ في ذي حجة. وآخرين (¬8). والله أعلم. [خاتمة] تم والحمد لله (بعونه الله وتوفيقه، تم تحقيق هذا الجزء من كتاب «نيل الأمل في ذيل الدول» للمؤرخ زين الدين عبد الباسط بن خليل بن شاهين الظاهري، الحنفي، المتوفى في القاهرة سنة 920 هـ‍، وتوثيق مادّته، وتصويب ألفاظه، والتعليق عليه، والإحالة إلى المصادر، وتصحيحه، ووضع فهارسه، على يد خادم العلم وطالبه، الفقير إليه تعالى وراجي عفوه، الحاج، أستاذ، دكتور «عمر عبد السلام تدمري»، أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، عضو الهيئة العربية العليا لإعادة كتابة تاريخ الأمة في اتحاد المؤرّخين العرب، الطرابلسي مولدا وموطنا، الحنفيّ مذهبا. وبه اكتمل الكتاب. وكان الفراغ من التحقيق والتوثيق والتعليق والضبط بعد ظهر يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من ¬

(¬1) في المخطوط: «وفيه». (¬2) في بدائع الزهور 3/ 285: «شاشي». (¬3) في المخطوط: «بن». (¬4) في المخطوط: «المضر». (¬5) الصواب: «ابن جاء». وانظر عنه في: بدائع الزهور 3/ 285. (¬6) إضافة على المخطوط. (¬7) انظر عن (أحمد المريني) في: وجيز الكلام 3/ 1171، وتاريخ البصروي 149، وحوادث الزمان 1/ 328، ومفاكهة الخلان 1/ 137 و 145، وابنه محمد. (¬8) الصواب: «وآخرون».

شهر محرم الحرام سنة 1421 هـ‍. الموافق للثاني من أيار (مايو) سنة 2000 م. وذلك بمنزله بساحة السلطان الأشرف خليل (النجمة سابقا) من مدينة طرابلس الشام المحروسة، حفظها الله وحماها ثغرا ورباطا وموئلا للإسلام والمسلمين، وجعلها آمنة عامرة مطمئنة، سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين، إنه سميع مجيب. وأدعو الله تعالى أن ييسّر لي العمل في مصنّف آخر يكون فيه النفع، سائلا المولى عزّ وجلّ أن يغفر لي زلاّتي وأخطائي، متحمّلا كل ما يقع مني من غلط وتقصير، وحسبي أنني اجتهدت وبذلت جهد طاقتي، فالله أحمد دائما وأبدا، وعسى أن ينتفع بهذا العمل أهل العلم، ويتغاضوا عما وقع فيه من هفوات، فالكمال لله وحده، والصلاة والسلام على النبيّ الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم وآله وأصحابه الطيبين الطاهرين).

فهرس المصادر والمراجع

فهرس المصادر والمراجع المعتمدة في التحقيق حرف المدة 1 - آثار طرابلس الإسلامية - (تأليفنا). حرف الألف 2 - ابن حجر العسقلاني ودراسة مصنّفاته - د. شاكر محمود عبد المنعم - طبعة وزارة الأوقاف - بغداد 1978. 3 - إتحاف الورى بأخبار أمّ القرى - لابن فهد. 4 - أخبار الدول - للقرماني. 5 - ارتياح الخاطر في معرفة الأواخر - لابن طولون - مصوّر بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة. 6 - الأشباه والنظائر في النحو - للسيوطي. 7 - الأعلام - للزركلي. 8 - الإعلام بأعلام بيت الله الحرام - للنهروالي، قطب الدين محمد بن علاء الدين أحمد (ت 990 هـ‍ / 1582 م.) - طبعة نموتنغه 1274 هـ‍. 9 - الإعلام بوفيات الأعلام - للذهبي. 10 - إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء - لراغب الطباخ. 11 - أعلام النساء - للزركلي. 12 - إعلام الورى بمن ولّي من الأتراك بدمشق الشام الكبرى - لابن طولون. 13 - الإعلان بالتوبيخ لمن ذمّ التاريخ - للسخاوي. 14 - أعيان الشيعة - لمحسن الأمين. 15 - أعيان العصر وأعوان النصر - للصفدي. 16 - الإلمام بالإعلام فيما جرت به الأحكام والأمور المقضية في واقعة الإسكندرية - للنويري السكندري - مخطوط بدار الكتب المصرية رقم 4193 تاريخ.

حرف الباء

17 - الأمالي في الحديث - لابن حجر - مخطوط بمكتبة فيض الله باسطنبول، رقم 265. 18 - إنباء الغمر بأنباء العمر - لابن حجر العسقلاني. 19 - الإنتصار لواسطة عقد الأمصار - لابن دقماق. 20 - الأنساب - لابن السمعاني. 21 - الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل - للعليمي. حرف الباء 22 - البحرية في مصر الإسلامية - د. سعاد ماهر. 23 - بدائع الزهور في وقائع الدهور - لابن إياس. 24 - البداية والنهاية - لابن كثير. 25 - البدر الزاهر في نصرة الملك الناصر - المنسوب لابن الشحنة (بتحقيقنا). 26 - البدر الطالع في محاسن من بعد القرن السابع - للشوكاني. 27 - البذل والبرطلة زمن سلاطين المماليك - د. أحمد عبد الرازق أحمد. 28 - بعلبك في التاريخ. الشيخ قاسم الشماعي الرفاعي. 29 - بغية الوعاة في طبقات النحويين والنحاة - للسيوطي. 30 - بهجة الأسرار. 31 - بهجة الناظرين إلى تراجم المتأخّرين - للغّزي. حرف التاء 32 - تاج التراجم في طبقات الحنفية - لابن قطلوبغا. 33 - التاج المكلّل من جواهر ومآثر الطراز الآخر والأول - للقنوجي. 34 - تاريخ آداب اللغة العربية - لجرجي زيدان. 35 - تاريخ ابن خلدون. 36 - تاريخ ابن سباط. 37 - تاريخ ابن الفرات. 38 - تاريخ ابن قاضي شهبة. 39 - تاريخ ابن الوردي. 40 - تاريخ الأدب العربي - لكارل بروكلمان. 41 - تاريخ الأدب العربي في العراق. 42 - تاريخ إربل - لابن المستوفي. 43 - تاريخ الأزمنة - للبطريرك الدويهي.

44 - تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - للذهبي (بتحقيقنا). 45 - تاريخ الأمير حيدر الشهابي (نزهة الزمان في تاريخ جبل لبنان). 46 - تاريخ الأمير يشبك الظاهري - لابن أجا. 47 - تاريخ بخارى - لأرمنيوس فامبري. 48 - تاريخ البصروي. 49 - تاريخ بعلبك - لألّوف. 50 - تاريخ بيروت - لصالح بن يحيى. 51 - تاريخ التراث العربي - لفؤاد سزكين. 52 - تاريخ ثغر عدن - لبامخرمة. 53 - تاريخ حماه - لأحمد الصابوني. 54 - تاريخ حوادث الزمان وأنبائه ووفيات الأكابر والأعيان من أبنائه - لابن الجزري (بتحقيقنا). 55 - تاريخ الخلفاء - للسيوطي. 56 - تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس - للديار بكري. 57 - تاريخ الدواوين. 58 - تاريخ الدول الإسلامية ومعجم الأسر الملوكية - لأحمد حسين سليمان. 59 - تاريخ الدولة التركية - لمجهول. 60 - تاريخ الدولتين الحفصية والموحّدية - للزركشي. 61 - تاريخ سلاطين المماليك - نشره زترستين - لمجهول. 62 - تاريخ الشجاعي. 63 - تاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور - (تأليفنا). 64 - تاريخ العراق - لعباس العزّاوي. 65 - التاريخ العربي والمؤرّخون - د. شاكر مصطفى. 66 - تاريخ علماء المستنصرية. 67 - التاريخ الغياثي. 68 - تاريخ الفكر الأندلسي. 69 - تاريخ المساجد والجوامع الشريفة في بيروت - لطه الولي. 70 - تاريخ الملك الأشرف قايتباي - لمجهول (مخطوط بدار الكتب المصرية) رقم 8554 ح. 71 - تاريخ النور السافر عن أخبار القرن العاشر - للعيد روسي - بغداد 1934. 72 - تاريخ وآثار مساجد ومدارس طرابلس في عصر المماليك - (تأليفنا).

حرف الثاء

73 - التبر المسبوك في الذيل على السلوك - للسخاوي. 74 - التبصرة والتذكرة. 75 - التجارة الكارمية وتجارته في العصور الوسطى - لصبحي لبيب. 76 - التحف من مخطوطات النجف - لمحمد حسين الحسيني الجلالي. 77 - تحفة الأحباب وبغية الطلاب في الخطط والمزارات - للسخاوي. 78 - تحفة الأنباء في تاريخ حلب الشهباء - لبيشوف. 79 - تحفة ذوي الألباب - للصفدي - (مع: أمراء دمشق في الإسلام). 80 - التحفة السنيّة في أسماء البلاد المصرية - لابن الجيعان. 81 - التحفة اللطيفة. 82 - تحفة الناظرين. 83 - تذكرة النبيه في أيام الملك المنصور وبنيه - لابن حبيب الحلبي. 84 - تراجم العلماء والأدباء. 85 - تراجم الشيوخ الذين لقيهم السخاوي بالشام ومصر - مخطوط برواق الشام - الأزهر - رقم 480 تاريخ. 86 - ترجمان الزمان. 87 - التعريف بالمؤرّخين - للعزّاوي. 88 - تقويم البلدان - لأبي الفداء. 89 - تنقيح المقال - للمامقاني. 90 - تهذيب الكمال - للمزّي. 91 - توشيح الديباج - للقرافي. 92 - توضيح المشتبه - لابن ناصر الدين. حرف الثاء 93 - ثمرات الأوراق - لابن حجّة الحموي. حرف الجيم 94 - الجامع - لبا مطرف. 95 - الجامع الصحيح - للترمذي. 96 - جامع كرامات الأولياء - للنبهاني. 97 - جذوة الاقتباس فيمن حلّ من الأعلام بفاس - لابن القاضي المكناسي. 98 - جلاء العينين - للآلوسي.

حرف الحاء

99 - الجواهر والدرر في ترجمة ابن حجر - للسخاوي - (مخطوط بالمكتبة الأهلية بباريس) رقم 605. 100 - الجواهر المضيّة في طبقات الحنفية - لابن أبي الوفاء القرشي. 101 - الجوهر الثمين في سير الملوك والسلاطين - لابن دقماق. حرف الحاء 102 - حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة - للسيوطي. 103 - الحلل السندسية. 104 - الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المائة السابعة - المنسوب لابن الفوطي. 105 - حوادث الزمان ووفيات الشيوخ والأقران - لابن الحمصي (بتحقيقنا). 106 - حوليات دمشقية - لمجهول. حرف الخاء 107 - خزانة الأدب ولبّ لباب لسان العرب - للبغدادي. 108 - الخطط التوفيقية الجديدة لمصر القاهرة - لعلي باشا مبارك. 109 - خطط دمشق - لأكرم حسن العلبي. 110 - خطط الشام - لمحمد كرد علي. حرف الدال 111 - دائرة المعارف الإسلامية. 112 - دائرة المعارف - للأعلمي. 113 - الدارس في تاريخ المدارس - للنعيمي. 114 - درّ الحبب في تاريخ أعيان حلب - لرضيّ الدين الحلبي. 115 - درر العقود الفريدة في التراجم الأعيان المفيدة - للمقريزي. 116 - الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة - لابن حجر. 117 - الدرّ الكمين بذيل العقد الثمين - لابن فهد. 118 - الدرّ المكنون. 119 - الدرّ المنتخب في تاريخ مملكة حلب - لابن الشحنة. 120 - الدرّ المنضّد - للعليمي. 121 - درّة الحجال في أسماء الرجال - لابن القاضي. 122 - الدرّة المضيّة - لابن صصرى.

حرف الذال

123 - دستور الأعلام - لابن عزم. 124 - الدليل الشافي - لابن تغري بردي. 125 - دليل مؤرّخ المغرب - لابن سودة. 126 - دول الإسلام - للذهبي. 127 - الديباج المذهب في معرفة علماء المذهب - لابن فرحون 128 - ديوان الإسلام - للغزّي حرف الذال 129 - ذخائر التراث العربي والإسلامي - لعبد الجبار عبد الرحمن - وزارة الأوقاف العراقية. 130 - ذخائر القصر في تراجم نبلاء العصر - لابن طولون (مخطوط). 131 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة - للطهراني. 132 - ذيل تاريخ ابن كثير - لابن حجّي (مخطوط). 133 - ذيل تاريخ الأدب العربي - لكارل بروكلمان. 134 - الذيل التام - للسخاوي. 135 - ذيل تذكرة الحفاظ - للذهبي. 136 - ذيل التقييد لمعرفة رواة الأسانيد - للقاضي الفاسي. 137 - ذيل ثمرات الأوراق - للأحدب. 138 - ذيل الدرر الكامنة - لابن حجر العسقلاني. 139 - ذيل طبقات الحفّاظ للسيوطي. 140 - ذيل طبقات الفقهاء - للمطري. 141 - ذيل العبر في خبر من غبر - للذهبي، والحسيني. 142 - الذيل على طبقات الحنابلة - لابن رجب. 143 - الذيل على رفع الإصر - للسخاوي. 144 - الذيل على العبر في خبر من عبر - لابن زرعة العراقي. 145 - ذيل مرآة الزمان - لليونيني (مطبوع ومخطوط). 146 - ذيل مشتبه النسبة - لابن رافع السلامي. 147 - ذيل معجم الشيوخ - لابن فهد. 148 - ذيل معرفة القراء - لابن مكتوم (مخطوط). 149 - ذيل وفيات الأعيان - درّة الحجال.

حرف الراء

حرف الراء 150 - الردّ الوافر - لابن ناصر الدين. 151 - الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنّة المشرّفة - للكتّاني. 152 - رفع الإصر عن قضاة مصر - لابن حجر. 153 - روضات الجنّات - للخوانساري. 154 - الروض الباسم في حوادث العمر والتراجم - لعبد الباسط الظاهري (مخطوط، مصوّر بمكتبتنا). 155 - الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر - للعيني. 156 - الروض المعطار في خبر الأقطار - للحميري. 157 - روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر - لابن الشحنة. 158 - رونق الألفاظ بمعجم الحفّاظ - لأبي المحاسن يوسف بن شاهين - مصوّر بمعهد المخطوطات العربية رقم 272. حرف الزاي 159 - زبدة كشف الممالك - لغرس الدين الظاهري. 160 - الزيارات بدمشق. 161 - زيارات الشام - لابن الحوراني. حرف السين 162 - السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة - لابن حميد النجدي الحنبليّ. 163 - سعادة الدارين في الصلاة على سيد الكونين - للنبهاني. 164 - السلوك لمعرفة دول الملوك - للمقريزي. 165 - سمط النجوم العوالي في أبناء الأوائل والعوالي - لعبد الملك العاصمي. 166 - سير أعلام النبلاء - للذهبي. 167 - السيف المهنّد في سيرة الملك المؤيّد - للعيني. حرف الشين 168 - شجرة النور الزكية في طبقات المالكية - لمخلوف. 169 - شذرات الذهب في أخبار من ذهب - لابن العماد الحنبلي. 170 - شرح رقم الحلل - للسان الدين ابن الخطيب.

حرف الصاد

171 - شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام - للقاضي الفاسي (بتحقيقنا). 172 - الشقائق النعمانية. حرف الصاد 173 - صبح الأعشا في صناعة الإنشا - للقلقشندي. 174 - صحائف الأخبار لمنجم باشي أحمد بن لطف الله المولوي - مطبعة عامرة 1285 هـ‍. (وهو ترجمة لكتاب جامع الدول من العربية إلى التركية - ترجمة الشاعر نديم أفندي). 175 - صحيح البخاري. 176 - صحيح مسلم. 177 - صفحات لم تنشر من بدائع الزهور - لابن إياس. 178 - صفيّ الدين الحلّي - د. ياسين الأيوبي. حرف الضاد 179 - الضوء اللامع لأهل القرن التاسع - للسخاوي. حرف الطاء 180 - الطالع السعيد الجامع أسماء نجباء الصعيد - للإدفوي. 181 - طبقات الأصوليّين. 182 - طبقات الأولياء - لابن الملقّن. 183 - طبقات الحفاظ - للسيوطي. 184 - طبقات الحنفية - للحنائي. 185 - طبقات الحنفية - للقارئ. 186 - الطبقات السنية في تراجم الحنفية - للغزّي. 187 - طبقات الشافعية - لابن قاضي شهبة. 188 - طبقات الشافعية - لابن هداية الله. 189 - طبقات الشافعية - للإسنوي. 190 - طبقات الشافعية - للحسيني. 191 - طبقات الشافعية الكبرى - للسبكي. 192 - طبقات صلحاء اليمن - للبريهي. 193 - طبقات الفقهاء - لطاش كبري زاده. 194 - طبقات الفقهاء الشافعية - لابن الصلاح.

حرف الظاء

195 - الطبقات الكبرى - لابن سعد. 196 - طبقات المفسّرين - للسيوطي. 197 - طبقات النحاة واللغويين - لابن قاضي شهبة. 198 - الطرب وآلاته في عصر الأيوبيّين والمماليك - نبيل محمد عبد العزيز - القاهرة 1980. حرف الظاء 199 - الظفرنامة - لنظام الدين شامي. حرف العين 200 - العبر في خبر من غبر - للذهبي. 201 - عجائب المقدور في نوائب تيمور - لابن عربشاه. 202 - عصر سلاطين المماليك - لمرزوق. 203 - العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين - للقاضي الفاسي. 204 - عقد الجمان - للزركشي (مخطوط مصوّر). 205 - عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان - للعيني. 206 - العقد المذهب - لابن الملقّن. 207 - عقود الجوهر - لجميل العظم. 208 - العقود اللؤلؤيّة في تاريخ الدولة الرسولية - للخزرجي. 209 - علم التأريخ عند المسلمين - لروزنثال. 210 - عنوان الزمان - للبقاعي (مخطوط). 211 - عنوان العنوان - للبقاعي (مخطوط). 212 - عيون التواريخ - لابن شاكر الكتبي. حرف الغين 213 - غاية النهاية في طبقات القراء - لابن الجزري. 214 - الغدير في الكتاب والسنّة - للعاملي. 215 - الغرر الحسان - لحيدر الشهابي. حرف الفاء 216 - فهرست وثائق القاهرة حتى نهاية عصر سلاطين المماليك - د. محمد محمد أمين.

حرف القاف

217 - الفهرس التمهيدي. 218 - فهرس الفهارس - للكتّاني. 219 - الفهرس المختصر للمخطوطات العربية بدار الكتب الوطنية بأبي ظبي. 220 - فهرس المخطوطات الإسلامية في قبرص - إعداد رمضان ششن وغيره. 221 - فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية بدمشق - (الأدب). 222 - فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية بدمشق - (التاريخ). 223 - فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية بدمشق - (الحديث). 224 - فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية بدمشق - (الشعر). 225 - فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية بدمشق - (العلوم). 226 - فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية بدمشق - (الفقه الحنفي). 227 - فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية بدمشق - (معارف عامة). 228 - فهرس المخطوطات العربية المصوّرة في خزانة مركز الخدمات والأبحاث الثقافية بيروت - للحوت. 229 - فهرس المخطوطات المصوّرة بدار الكتب المصرية - لفؤاد سيّد. 230 - فهرس المخطوطات المصوّرة بدار الكتب المصرية - للطفي عبد البديع. 231 - فهرس المخطوطات المصوّرة بمعهد المخطوطات العربية، بالقاهرة - (تاريخ). 232 - فهرس المخطوطات المصوّرة بمعهد المخطوطات العربية، بالقاهرة - (رياضيات). 233 - فهرس المخطوطات المصوّرة بمعهد المخطوطات العربية، بالقاهرة - (علوم). 234 - فهرس المخطوطات المصوّرة بمعهد المخطوطات العربية، بالقاهرة - (لغة). 235 - فهرس مخطوطات مكتبة الأوقاف العامة في الموصل - لسالم عبد الرزاق. 236 - فهرس المخطوطات بالمكتبة التيمورية - القاهرة. 237 - فهرس المخطوطات بالمكتبة الخديوية - القاهرة. 238 - فهرس المخطوطات بمكتبة كوبريللي - اسطنبول. 239 - الفوائد البهيّة في تراجم الحنفية - للكنوي. 240 - فوائد الرضوية - للقمّي. حرف القاف 241 - القاموس الإسلامي - لأحمد عطية الله. 242 - القاموس الجغرافي للبلاد المصرية - لمحمد رمزي. 243 - القاموس المحيط - للفيروزابادي. 244 - قرّة العيون في أخبار باب جيرون - لابن طولون (مخطوط بالظاهرية) رقم 4124 عام.

حرف الكاف

245 - القبس الحاوي لغرر ضوء السخاوي - للشجاع الحلبي. 246 - قضاة دمشق (الثغر البسام في ذكر من ولي قضاء الشام) - لابن طولون. 247 - القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية - لابن طولون. 248 - قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر - لبامخرمة. 249 - قوانين الدواوين - لابن ممّاتي. 250 - القول المستظرف في سفر مولانا الملك الأشرف - لابن الجيعان (بتحقيقنا). حرف الكاف 251 - الكامل في التاريخ - لابن الأثير - (بتحقيقنا). 252 - كتائب أعلام الأخيار. 253 - كتاب في التاريخ - لمؤرّخ مجهول (يرجّح البقاعي) - مخطوط بدار الكتب المصرية. 254 - كتبخانة أسعد أفندي. 255 - الكشاف عن مخطوطات خزائن كتب الأوقاف - لمحمد أسعد طلس. 256 - الكشف الحثيث عمّن رمي بوضع الحديث - لسبط ابن العجمي. 257 - كشف الصلصلة عن وصف الزلزلة - للسيوطي. 258 - كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون - لحاجّي خليفة. 259 - الكنى والألقاب - للقمّي. 260 - كنوز الأجداد - لمحمد كرد علي. 261 - الكواكب الدرّية في تراجم السادة الصوفية - للمناوي. 262 - الكواكب السائرة في أعيان المئة العاشرة - للغزّي. حرف اللام 263 - اللباب في تهذيب الأنساب - لابن الأثير. 264 - لبّ التواريخ - ليحيى بن عبد اللطيف الحسيني القزويني (ت 960 هـ‍.) إز نشريات مؤسسة خاور - اسفند ماه مطبعة يمني 1314 هـ‍. 265 - لحظ الألحاظ - لابن فهد 266 - لسان العرب - لابن منظور. 267 - اللمع الألمعيّة. حرف الميم 268 - مآثر الإنافة في معالم الخلافة - للقلقشندي.

269 - مباهج الفكر - للوطواط. 270 - المجدّدون في الإسلام - للصعيدي. 271 - المجمع المؤسس - لابن حجر العسقلاني. 272 - المحدّث الفاصل - للرامهرمزي. 273 - مختار الصحاح - للزّبيدي. 274 - مختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا - لرمضان ششن. 275 - مختصر التواريخ - للسلامي (مخطوط بدار الكتب المصرية، رقم 9051 تاريخ). 276 - مختصر الذيل على طبقات الحنابلة - لابن رجب. 277 - المختصر في أخبار البشر - لأبي الفداء. 278 - مختصر المنهج الأحمد - للعليمي. 279 - مخطوطات الخزانة الألوسية في مكتبة المتحف العراقي - لأسامة ناصر النقشبندي (المورد - مجلد 4 عدد 1). 280 - مخطوطات خزانة الشيخ بدر الدين الحسني - لمحمود رياض المالح (مجلّة المورد - بغداد 1397 هـ‍. / 1977 م. مجلّد 6 عدد 2). 281 - المخطوطات العربية في مكتبة طوب قابي سراي باسطنبول. 282 - المخطوطات العربية في مكتبة محمد باشا كوبريلي في استانبول - لحكمت رحماني (مجلّة المورد، بغداد 1397 هـ‍. / 1976 م. مجلّد 6 عدد 1). 283 - مرآة الجنان وعبرة اليقظان في حوادث الزمان - لليافعي. 284 - مرآة الزمان في تاريخ الأعيان - لسبط ابن الجوزي. 285 - مراصد الاطلاع ومنجم العمران - للعمراني. 286 - المستدرك على المعجم الشامل للتراث العربي المطبوع - (ج 2) - (إعدادنا). 287 - مستفاد الرحلة والإغتراب - للقاسم السبتي. 288 - المسند - للإمام أحمد. 289 - مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق في فضائل الجهاد، لابن النحاس الدمياطي. 290 - المشتبه في الرجال - للذهبي. 291 - مشكل الآثار - للطحاوي. 292 - مصادر التراث العسكري عند العرب - لكوركيس عواد. 293 - معجم الأطبّاء - لأحمد عيسى. 294 - معجم البلدان - لياقوت الحموي. 295 - معجم الدراسات القرآنية المطبوعة والمخطوطة - لابتسام مرهون الصفار (المورد - مجلّد 100 عدد 3 و 4).

296 - المعجم الشامل للتراث العربي المطبوع - لمحمد عيسى صالحية. 297 - معجم الشعراء والأدباء (مخطوط) (تأليفنا). 298 - معجم الشيوخ - لابن فهد. 299 - معجم الشيوخ - للذهبي. 300 - معجم الشيوخ - للسبكي (مخطوط). 301 - معجم طبقات الحفّاظ والمفسّرين للسيوطي - للسيرواني. 302 - معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع - للبكري. 303 - المعجم المختص بالمحدّثين - للذهبي. 304 - معجم المصطلحات والألقاب التاريخية - لمصطفى عبد الكريم الخطيب. 305 - معجم المصنّفين - للتونكي. 306 - معجم المطبوعات العربية في إيران. 307 - معجم المطبوعات العربية والمعرّبة - ليوسف إليان سركيس. 308 - معجم المؤلّفين - لعمر رضا كحّالة. 309 - معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار - للذهبي. 310 - معيد النعم ومبيد النقم - للسبكي. 311 - المعين في طبقات المحدّثين - للذهبي. 312 - مفاكهة الخلاّن في حوادث الزمان - لابن طولون الدمشقي. 313 - مفتاح السعادة ومصباح السيادة - لطاش كبري زاده. 314 - مقامة مروج الغروس في خروج بيبغاروس - مصوّرة بمعهد المخطوطات العربية - القاهرة. 315 - مقدّمة سحر العيون - لابن نباتة. 316 - المقصد الأرشد - لابن مفلح. 317 - المقفّى الكبير - للمقريزي. 318 - مكتبة الأوقاف العامة ببغداد - للجبوري. 319 - الملابس المملوكية - لماير. 320 - ملء العيبة بما جمع بطول الغيبة - لابن رشيد السبتي. 321 - مملكة صفد في عهد المماليك - لطه الثلجي الطراونة. 322 - منادمة الأطلال ومسامرة الخيال - لعبد القادر بدران. 323 - منتخبات من حوادث الدهور في مدى الأيام والشهور - لابن تغري بردي. 324 - منتخب المعجم - لابن رافع. 325 - المنتقى من المعجم الكبير للذهبي - لابن قاضي شهبة.

حرف النون

326 - المنجم في المعجم - للسيوطي. 327 - المنهج الجليّ. 328 - المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي - لابن تغري بردي. 329 - موارد الإتحاف. 330 - المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار - للمقريزي. 331 - المؤرّخون الدمشقيون في العهد العثماني - لصلاح الدين المنجد. 332 - المؤرّخون في مصر - لمحمد مصطفى زيادة. 333 - مورد اللطافة فيمن ولي السلطنة والخلافة - لابن تغري بردي (مخطوطة كمبردج، رقم 1792). 334 - موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي - (تأليفنا). 335 - المؤنس في أخبار إفريقيا وتونس - لابن أبي دينار. حرف النون 336 - نثر الجمان في تراجم الأعيان - للفيّومي (مخطوط). 337 - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - لابن تغري بردي. 338 - نزهة الأبصار في ذكر الأقاليم وملوك الأمصار - لحاكم البقاع (مخطوط بدار الكتب المصرية رقم 50 بلدان تيمور). 339 - نزهة الأنام في تاريخ الإسلام - لابن دقماق. 340 - نزهة الجليس ومنية الأديب الأنيس - لعباس مكي حسيني الموسوي. 341 - النزهة السنية في أخبار الخلفاء والملوك المصرية - لابن الطولوني. 342 - نزهة المشتاق في اختراق الآفاق - للإدريسي. 343 - نزهة الناظر - لليوسفي. 344 - نزهة الناظر في قضاة الأمصار - لابن الملقّن. 345 - نزهة النفوس والأبدان في تواريخ الزمان - للصيرفي. 346 - نظم العقيان في أعيان الأعيان - للسيوطي. 347 - نفاضة الجراب في علالة الاغتراب - للسان الدين ابن الخطيب. 348 - نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب - للمقّري. 349 - النفحة المسكية في الدولة التركية - لابن دقماق (بتحقيقنا). 350 - نكت الهميان في نكت العميان - للصفدي. 351 - نهاية الأرب في فنون الأدب - للنويري. 352 - نهاية الأندلس وتاريخ العرب المتنصّرين - لعبد الله عنان - لجنة التأليف والترجمة والنشر 1916.

حرف الهاء

353 - نهر الذهب في تاريخ حلب - للغزّي. 354 - نوادر المخطوطات العربية في تركيا - لرمضان ششن. 355 - النور اللائح والدرّ الصادح في اصطفاء الملك الصالح - لابن القيسراني (بتحقيقنا). 356 - نور عثمانية كتبخانة. 357 - نيابة غزّة في العهد المملوكي - لمحمود علي خليل عطا الله. 358 - نيل الابتهاج - للتنبكتي. حرف الهاء 359 - هديّة العارفين - لإسماعيل باشا البغدادي. حرف الواو 360 - الوافي بالوفيات - للصفدي. 361 - وجيز الكلام - للسخاوي. 362 - الوفيات - لابن رافع السلامي. 363 - الوفيات - لابن قنفذ القسنطيني. 364 - وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - لابن خلّكان. 365 - وقفيّة الأمير جلبّان بدار الكتب الظاهرية، رقم 4838 عام.

§1/1