نكتة الإعراب

جمال الدين ابن هشام

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي هذه نكتة يسيرة اختصرتها من: (قواعد الإعراب) ، تسهيلا على الطلاب وتقريبا على أولي الألباب، وتنحصر في ثلاثة أبواب: الباب الأول في الجملة وفيها أربع مسائل: المسألة الأولى أن اللفظ المفيد يسمى كلاما وجملة، وأن الجملة تسمى اسمية؛ إن بدئت باسم، نحو: (زيد قائم) ، وفعلية؛ إن بدئت بفعل، نحو: (قام زيد) ، وصغرى؛ إن بنيت على غيرها، ك (قام أبوه) ، من قولك: (زيد قام أبوه) ، وكبرى؛ إن كان في ضمنها جملة، كمجموع (زيد قام أبوه) . المسألة الثانية في الجمل التي لها محل من الإعراب، وهي سبع: إحداها الواقعة خبرا، وموضعها رفع في بابي المبتدأ و (إنَّ) ، نحو: (زيد قام أبوه) ، و (إنّ زيدا أبوه قائم) ، ونصب في بابي (كان وكاد) ، نحو: (كان زيد أبوه قائم) ، (وكاد زيد يفعل) . الثانية والثالثة: الواقعة حالا، والواقعة مفعولا، ومحلهما النصب، نحو: (رأيت زيدا يضحك) . والمفعولية تقع في أربعة مواضع: محكية بالقول، نحو: (قال: إني عبد الله) ، وقال زيد: عمرو منطلق. وتالية للمفعول الأول في باب (ظنّ) ، نحو: ظننت زيداً يقرأ. وتالية للمفعول الثاني في باب (أَعْلَمَ) ، نحو: أعلمتُ زيداً عمراً أبوه قائم. ومعلقاً عنها العامل، نحو: (لنعلم أي الحزبين أحصى) ، (فلينظر أيُّها أزكى طعاماً) . والرابعة المضاف إليها، ومحلها الجر، نحو: (يوم هم بارزون) ، (يوم ينفع الصادقين صدقهم) . والخامسة: الواقعة جوابا لشرط جازم، إذا كانت مقرونة بالفاء، أو ب (إذا) الفجائية، نحو: (من يُضلل الله فلا هادي له) ، ونحو: (وإن تصبهم سيئة بما قدَّمت أيديهم إذا هم يقنطون) . السادسة والسابعة: التابعة لمفرد أو لجملة لها محل من الإعراب، فالأولى نحو: (من قبل أن يأتي يومٌ لا بيعٌ فيه) . فجملة النفي صفة ليوم. والثانية نحو: زيد قام أبوه وقعد أخوه. المسألة الثالثة في الجمل التي لا محل لها من الإعراب، وهي أيضا سبع: إحداها: الابتدائية، وتسمى المستأنفة أيضا، نحو: (إنا أنزلناه) . الثانية: الواقعة صلة، نحو: جاء الذي قام أبوه. الثالثة: المعترضة، نحو: (فإن لم تفعلوا - ولن تفعلوا - فاتقوا النار) . الرابعة: التفسيرية، نحو: (ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء) . الخامسة: جواب القسم، نحو: (قال: فبعزتك لأغوينهم) . السادسة: جواب الشرط غير الجازم، نحو: (ولو شئنا لرفعناه بها) . السابعة: التابعة لما لا محل له، نحو: قام زيد وقعد عمرو. المسألة الرابعة الجملة الخبرية بعد النكرات المحضة صفاتٌ، نحو: (حتى تنزل علينا كتاباً نقرؤه) . وبعد المعارف المحضة أحوالٌ، نحو: (ولا تمنن تستكثر) . وبعد غير المحضة منها محتملٌ لهما، نحو: مررت برجلٍ صالح يصلي، ونحو: (وآيةٌ لهم الليلُ نَسلَخُ منه النهار) . الباب الثاني في الظرف والجار والمجرور وفيه أيضاً أربع مسائل: إحداها أنه لا بد من تعلقهما بفعل، أو بما في معناه، وقد اجتمعا في قوله تعالى: (أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم) . ويستثنى من حروف الجر أربعة لا تتعلق بشيء، وهي: (الباء الزائدة) ، نحو: (كفى بالله شهيدا) . ولعلّ، نحو: لعل أبي المغوار منك قريب ولولا، كقوله: لولاك في ذا العام لم أحجج وكاف التشبيه، نحو: زيد كعمرو. المسألة الثانية حكمهما بعد المعرفة والنكرة حكم الجملة، فيتعين كونهما صفتين، في نحو: رأيت طائرا على غصن، أو فوق غصن. وكونهما حالين، في نحو: (فخرج على قومه في زينته) . وقولك: رأيت الهلال بين السحاب. ويحتملان الوجهين في نحو: هذا ثمر يانع على أغصانه أو فوق أغصانه. المسألة الثالثة متى وقع أحدهما صفةً، أو صلةً، أو خبراً، أو حالاً، تعلق بمحذوف وجواباً، تقديره: (كائن) أو (استقرَّ) ، إلا في الصلة فيجب تقدير: (استقرَّ) . المسألة الرابعة إذا وقع أحدهما صفةً، أو صلة، أو خبراً، أو حالاً، أو معتمداً على نفيٍ، أو استفهام جاز رفعه للفاعل، نحو: (أو كصيِّبٍ من السماء فيه ظلمات) . ونحو: (أفي الله شك) . الباب الثالث فيما يقال عند ذكر أدوات يكثر دورها في الكلام وهي خمسة وعشرون

فصل

يقال في (الواو) : حرف عطف؛ لمطلق الجمع. وفي (حتى) : حرف عطف؛ لمطلق الجمع والغاية. وفي (الفاء) : حرف عطف؛ للترتيب والتعقيب. وفي (ثم) : حرف عطف؛ للترتيب والمهلة. وفي (قد) : حرف تحقيق، وتوقيع، وتقليل. وفي (السين) و (سوف) : حرف استقبال، وهو خير من قول كثير منهم: (حرف تنفيس) . وفي (لم) : حرف جزم لنفي المضارع، وقلبه ماضيا، ويزاد في (لمّا) : النافية ويقال: متصل نفيه، متوقع ثبوته. وفي (لن) : حرف نفي، ونصب، واستقبال. وفي (إذن) : حرف جواب، وجزاء، ونصب. وفي (لو) : حرف يقتضي امتناع ما يليه، واستلزامه لتاليه، وهو خير من قول كثير منهم: (حرف امتناع لامتناع) . وفي (لمّا) الوجودية في نحو: (لمَّا جاء زيد أكرمته) ، حرف وجود لوجود. وفي (لولا) : حرف امتناع لوجود، نحو: (لولا زيد لأكرمتك) . وفي (نَعَمْ) : حرف تصديقٍ ووعدٍ وإعلام. وفي (أجل) : حرف لتصديق الخبر. وفي (بلى) : حرف لإيجاب النفي. وفي (إذ) بالسكون: ظرفٌ لما مضى من الزمان. وفي (إذا) : ظرفٌ مستقبلٌ خافضٌ لشرطه منصوبٌ بجوابه. وفي (كلا) : حرف ردعٍ وزجر، وبمعنى حقَاً. فصل وتكون (لا) نافية، نحو: (لا إله إلا الله) . وناهية، نحو: لا تقم. وزائدة للتوكيد، نحو: (لئلا يعلم أهل الكتاب) . وتكون (إن) شرطية، نحو (إن تقم أقم) ، ونافية، نحو: (إن عندكم من سلطان بهذا) . وزائدة، نحو: ما إن زيد قائم، ومخففة من الثقيلة، نحو: (إن كلا لما ليوفينهم) ، ونحو: (إن كل نفس لما عليها حافظ) ، في قراءة من خفف الميم. وترد (أن) حرفا مصدريا ينصب المضارع، نحو: (والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي) ومخففة من الثقيلة، نحو: (علم أن سيكون) . ومفسرة، وهي الواقعة بعد جملة فيها معنى القول دون حروفه، نحو: (فأوحينا إليه أن اصنع الفلك) وزائدة للتوكيد، نحو: (فلما أن جاء البشير) . وترد (من) شرطية، نحو: (من يعمل سوءاً يجز به) . واستفهامية، نحو: (من بعثنا؟) . وموصولة نحو: (ومن الشياطين من يغوصون) . ونكرة موصوفة، نحو: مررت بمن معجب لك. وترد (أيٌّ) شرطية، نحو: (أيّاً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى) ، واستفهامية، نحو: (أيكم زادته هذه إيمانا؟) . وموصولة، نحو: (لننزعن من كل شيعة أيهم أشد) وصفة نحو: مررت برجل أي رجل. ووصلة إلى نداء ما فيه (أل) ، نحو: (يا أيها الإنسان) . وترد (ما) اسما موصولا، نحو: (ما عندكم ينفد) . وشرطا، نحو: (ما تفعلوا من خير يعلمه الله) . واستفهامية نحو: (ما تلك بيمينك يا موسى) . وتعجباً، نحو: ما أحسن زيداً، ونكرة موصوفة، نحو: مررت بما معجب لك، ونكرة موصوفاً بها، نحو: (مثلاً ما بعوضة) . معرفة تامة، نحو: (فنعما هي) . أي فنعم الشيء. وترد حرفا، فتكون نافيةً، نحو (ما هذا بشرا) . ومصدرية، نحو: (ودّوا لو عنتم) . وكافةً، نحو: (إنما الله إله واحد) . وزائدة للتوكيد، نحو: (فبما رحمةٍ من الله لنت لهم) . فهذا - مع التوفيق- كافٍ إن شاء الله تعالى، والحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، وتابعيه وأحزابه، صلاة دائمة إلى يوم الدين. آمين.

§1/1