نزهة المالك والمملوك في مختصر سيرة من ولي مصر من الملوك

العباسي الصفدي

كلمة المحقق

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كلمة المحقّق يعتبر عصر المماليك من أغنى العصور في المؤلّفات التي صنّفت على أيدي مؤلّفين لم يتركوا فنّا إلاّ أحاطوا به وكتبوا عنه. وكنت من القائلين - ولا أزال -: إن العصر المملوكيّ هو عصر الموسوعات الضخام، وعصر المؤلّفين العمالقة الكبار، والموسوعيّين الأفذاذ، أمثال: ابن حجر، وابن منظور، وابن تيمية، وابن كثير، والذهبي، والصفدي، والمقريزي، والعيني، والسخاوي، والسيوطي. ورغم أنّ عشرات المخطوطات لكبار المؤرّخين قد حقّقت وطبعت ونشرت، فلا تزال خزائن المكتبات في العالم تحتفظ بالعشرات، إن لم يكن بالمئات من المخطوطات التاريخية لمؤرّخين مشاهير، وآخرين مغمورين. وكتابنا هذا، المحفوظة نسخته الخطّية في المتحف البريطاني، على صغر حجمه، وعدم شهرة مؤلّفه، لا يقلّ أهمّيّة في مادّته ومعلوماته عن أمّهات المؤلّفات الكبيرة، لما يتضمّنه من معلومات وأخبار تاريخية نادرة لا نجدها في غيره، وهو بذلك يضيف إلى مخزون المصادر الأخرى صفحات جديدة تؤرّخ للمراحل الأولى من قيام دولة المماليك، ليس في مصر فحسب، بل لبلاد الشام أيضا، وكذلك لآسية الصغرى، وبلاد الحجاز، واليمن، وغيره. لهذا، رأيت - بعد الاتكال على الله تعالى - أن أقوم بتحقيق هذا الكتاب، ليكون في متناول الباحثين، والقرّاء، ومحبّي التاريخ، وخدمة لإحياء تراث الأمّة. والله من وراء القصد، وله الحمد في الأولى والآخرة. طرابلس الشام المحروسة الثلاثاء 10 صفر 1423 هـ. 23 نيسان - إبريل 2002 م. خادم العلم وطالبه عمر عبد السلام تدمري أبو غازي

التعريف بالمؤلف

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ التعريف بالمؤلّف هو الحسن بن عبد الله أبي محمد بن عمر بن محاسن بن عبد الكريم بن عبد المحسن بن عبد الكريم بن محمد بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، رضي الله عنه. هكذا كتب اسمه واسم أبيه وأجداده ووصل بنسبه إلى العبّاس، عمّ الرسول صلى الله عليه وسلم، ابن عبد المطّلب، وذلك في آخر كتابه: «آثار الأول في ترتيب الدول» (¬1) فهو، إذا، عبّاسيّ، هاشميّ، من قريش، ومن أهل مدينة صفد بشمال فلسطين، ولذلك عرف بالعبّاسي الصفدي. ومن ذراري هارون الرشيد. فالخليفة العباسي هو جدّه التاسع. لا يعرف متى ولد، ولا متى مات، فالمصادر لم تترجم له، إذ لم يذكره «الصفدي» في «أعيان العصر وأعوان النصر» الذي ترجم فيه لأعلام عصره ومعاصريه، ولم يذكره الحافظ «ابن حجر العسقلاني» في «الدرر الكامنة»، مع أنه من المتوفّين في المئة الثامنة، وهو من شرطه، فهو كان موجودا حتى سنة 717 هـ. / 1317 م. على الأقلّ، ما يعني أنه من مواليد القرن السابع، ويحتمل أنه ولد في منتصف القرن السابع، أو قبل ذلك بقليل، أو بعده بقليل. أرّخ بعضهم وفاته بسنة 710 هـ. / 1310 م.، وهذا غير صحيح (¬2). وذكر «كحّالة» (¬3) وغيره، أنه كان حيّا قبل سنة 716 هـ. / 1316 م.، بينما ذكر الدكتور «شاكر مصطفى» (¬4) أنه توفّي بعد سنة 716 هـ. / 1316 م. ونحن نؤكّد أنه كان حيّا في سنة 717 هـ. / 1317 م. بدليل أنه يروي حادثة السّيل الذي خرّب بعلبك في السنة المذكورة في آخر هذا الكتاب الذي بين أيدينا. ¬

(¬1) حقّقه د. عبد الرحمن عميرة - طبعة دار الجيل، بيروت 1409 هـ / 1989 م - ص 373 و 375. (¬2) هكذا أرّخ وفاته د. عميرة على صفحة الغلاف من الكتاب. (¬3) هو عمر رضا كحّالة، في: معجم المؤلفين - منشورات مكتبة المثنّى، ودار إحياء التراث العربي، بيروت 1376 هـ / 1957 م - ج 3/ 240، 241. (¬4) في: التاريخ العربي والمؤرّخون - طبعة دار العلم للملايين - بيروت 1990 - ج 3/ 210.

معارفه الثقافية

ذكره الدكتور «شاكر مصطفى» مرّتين في كتابه (¬1)، ففي المرّة الأولى ذكره باسم: «الحسن بن عبد الله بن محمد بن عمر العباسي بن عبد المطّلب»، وفي المرة الثانية ذكره باسم «الحسن بن أبي محمد عبد الله الهاشمي العباسي الصفدي»، وبذلك أخطأ مرتين، أولا: أخطأ بقوله: «الحسن بن عبد الله بن محمد. . .»، والصواب: «الحسن بن عبد الله أبو محمد»، وثانيا: فرّق بين الإسمين، وهما لشخص واحد. ... معارفه الثقافية نشر له الدكتور «عبد الرحمن عميرة» كتاب «آثار الأول في ترتيب الدول»، وقال تحت عنوان: «المؤلّف. نسبه وحياته» ما يلي: «تتجاهل كتب التراجم هذا الرجل تجاهلا كاملا. فلا تتعرّض لحياته من قريب أو من بعيد، فنحن لا نعرف شيئا عن طفولته، ولا عن شبابه، ولا أين عاش، وتعلّم هذا العلم، واكتسب هذه المعرفة والتجربة، وكل ما عرف عنه هو ما سجّله بنفسه على مخطوطة الكتاب الذي بين أيدينا والتي تحمل رقم 2733/ 42689 تاريخ. إنّ القارئ لكتابه الوحيد «آثار الأول في ترتيب الدول» لا يتصوّر مطلقا أنّ هذا الرجل الألمعيّ، لم يصنّف غير هذا الكتاب، لأنّ المادّة العلمية، والخبرة الواسعة التي ضمّنها كتابه، مع ما فيه من سلاسة العبارة، وقوّة الألفاظ، وسلامة التركيب، تدلّ على أنّ هذا الرجل العملاق له أكثر من مصنّف وأكثر من كتاب، وله باع طويل في مجال التصنيف والتأليف. ولكنّ البحث والتقصّي وراء نتاج هذا الرجل لم يعد بفائدة تذكر، وبقيت علامات الاستفهام حائرة، أين نتاج هذا الرجل» (¬2)؟ ويقول طالب العلم وخادمه، محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري»: لقد أصاب الدكتور «عميرة» في بعض تساؤلاته، من حيث تجاهل كتب التراجم للمؤلّف، فلم نعرف شيئا عن طفولته ولا عن شبابه، وعلى من تعلّم هذا العلم، واكتسب تلك المعرفة والتجربة؟ ونحن نؤيّده في وصفه له بالألمعيّ، وبالرجل العملاق، وأنّ شخصا مثله لا بدّ أن يكون له نتاج أكثر من كتاب واحد. وإنّ تحقيقنا ونشرنا لهذا الكتاب يؤكّد أنّ «آثار الأول» ليس الكتاب الوحيد ¬

(¬1) التاريخ العربي والمؤرّخون - ج 3/ 209 رقم 17، وص 210 رقم 19. (¬2) آثار الأول. - ص 22.

للمؤلّف، بل إنّ له كتابا ثالثا، أيضا، بعنوان: «التذكرة الكاملية في السياسة الملوكية»، سنذكره بعد قليل. ومن خلال مطالعتنا لكتابيه: «آثار الأول» و «نزهة المالك والمملوك» يمكن الوقوف أمام ومضات سريعة تضيء لنا بعض معارفنا عنه، حيث يظهر أنه كان يعيش في مصر، في الفترة التي صنّف فيها مؤلّفاته على الأقل، وأنه كان كاتبا متمرّسا في ديوان الإنشاء، وكان شاعرا له نظم في المديح، وهذا يقتضي أن يكون كاتبا أديبا، عارفا باللغة، والنحو، والصرف، والبلاغة، والبيان، والعروض، وما يتّصل بذلك من معارف أدبية، كما كان مؤرّخا، ومصنّفا، بدليل كتبه التي وصلتنا، وهو إلى جانب هذا وذاك، كان شديد الولاء لسلاطين عصره المماليك، يمالئ كلّ من تولّى السلطنة، ويصنّف كتابا باسم كل واحد منهم، ويغيّر عواطفه، ويلوي عنق قلمه مع تغيّر السلاطين، فهو يكتب للملك العادل زين الدين كتبغا المنصوري (694 - 696 هـ. / 1295 - 1297 م.)، ثم يؤلّف كتابا آخر يكيل فيه المديح والثناء للسلطان «بيبرس المنصوري الجاشنكير» (708 - 709 هـ. / 1308 - 1309 م.) وينشد فيه قصيدة من 33 بيتا من نظمه (¬1)، ثم يؤلّف كتابا ثالثا في سلطنة الناصر «محمد بن قلاوون» - وهي سلطنته الثانية (709 - 741 هـ. / 1309 - 1340 م.)، فيشيد به وبسياسته، وينشد فيه شعرا (¬2)، مع أنه سبق أن أثنى على «بيبرس المنصوري» الذي أخذ السلطنة من «الناصر محمد» عند ما اعتزل بالكرك، وعند ما عاد «الناصر» إلى السلطنة قبض على «بيبرس» مع جملة أمراء آخرين. إذا، فولاء المؤلّف واضح للسلطان، أيّا كان هذا السلطان، طالما هو على كرسيّ السلطنة. أمّا قول الدكتور «شاكر مصطفى» إنّ «الصفديّ» كان مقرّبا من السلطان الناصر ¬

(¬1) أولها: من شاء يسمع منّي أصوب الكلم فليجتل دررا رصّعتها بفمي ويجتن ثمرات من مكارم من أحيا النفوس بطامي جوده الشبم خصائص جمّعت في سيد ملك أضحى عن الناس حقّا كاشف الغمم ومنها: فهو المظفّر بالتأييد قد نشرت والنصر راياته والعزّ والحكم (آثار الأول - ص 44، 45 وفيه ورد: «فليجتلي. . ويجتني»). (¬2) مدحه ببيتين هما: ملك بدايته نهاية غيره كالبدر أول ما يكون هلالا كمل الشّجاعة والفصاحة والحجى فالله يكفيه الزّمان كمالا (نزهة المالك والمملوك - ورقة 61 أ).

مادة الكتاب

محمد بن قلاوون ومن ندمائه (¬1)، فهو غير دقيق، إذ ليس في مصادره ما يدلّ على أنه كان نديما للسلطان، بل كان يعمل كاتبا في ديوان المملكة بمصر، وقد أشار إلى ذلك بنفسه في كتابنا هذا أثناء حوادث سنة 694 هـ. / 1295 م. حين قال إنّ «ابن الخليلي الوزير» رسم له أن يتوجّه إلى «فاقوس» لتخضير أراضي الخاصّ (أي أراضي السلطان) في تلك السنة، فخرج وبصحبته القاضي، وناظر المعاملة، وغيره (¬2). مادّة الكتاب إنّ أهمّ ما يلفت في الكتاب الذي بين أيدينا خلوّه من مقدّمة للمؤلّف، فهو يكتفي بوضع ما يقرب من العنوان، فيقول بعد البسملة والاستعانة بالله تعالى: «وهذا كتاب تاريخ يذكر مصر وفضلها، ولم سمّيت مصر، وما كان اسمها من قبل». هذا ما ورد في نسخة المتحف البريطاني ذات الرقم (23662). أمّا العنوان الكامل: «نزهة المالك والمملوك في مختصر سيرة من ولي مصر من الملوك» فورد في مخطوطة باريس ذات الرقم (1706)، وفي باريس مخطوطة ثانية برقم (1931/ 22) وهي تحمل عنوان: «فضائل مصر». وقد اخترنا عنوان مخطوطة باريس الأولى ليكون عنوانا للكتاب، فهو أقرب دلالة على مادّته ومضمونه، إذ يعرّف المؤلّف أولا باسم مصر قبل الطوفان وبعده، وبفضلها كونها ذكرت في القرآن الكريم في أكثر من موضع، وورود عدّة أحاديث شريفة بشأن القبط والوصيّة بهم، ثم يذكر خصائص مصر وما فيها من خيرات، وواحات، وآبار، وبعد ذلك يستعرض أسماء ملوك مصر قبل الطوفان، ثم يأتي على ذكر ملوكها في عهد الأنبياء نوح، ويوسف، وموسى، عليهم السلام، وما كان في أيامهم من أحداث مشهورة، وينتقل بعد ذلك إلى ذكر خراج مصر، ومصالحة الروم والفرس على مصر، والإشارة إلى كنوزها، ليصل إلى مولد النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم، وكتابه إلى المقوقس، وبداية دخول عمرو بن العاص مصر في الجاهلية، إلى أن فتحها وفتح بلادها الداخلية والساحلية. وبعد ذلك يستعرض أسماء العمّال على مصر وولاتها دون توسّع، فيكتفي بذكر تاريخ الولاية ومدّتها لكلّ منهم، وذلك في العهدين: الأمويّ، والعبّاسيّ، ولم يسلم هذا العرض من نقص لأسماء بعض الولاة سقطت منه سهوا، ويتوقّف قليلا عند الخليفة «المأمون» ودخوله الهرم، ثم يواصل بعده سرد أسماء الولاة حتى ولاية «أحمد بن طولون»، فيروي عنه حكاية تدلّ على حزمه وتيقّظه، ثم ¬

(¬1) التاريخ العربي والمؤرّخون - ج 3/ 210، (¬2) نزهة المالك، ورقة 59 أ.

مصادر المؤلف

يذكر أولاده الذين تعاقبوا على حكم مصر، والولاة العبّاسيّين من بعدهم مجدّدا، ثم دولة الإخشيد، وصولا إلى الدولة الفاطمية، بدءا من دخول «جوهر الصقلّي» وتخطيط القاهرة. وفي هذا الفصل لا يقتصر المؤلّف على ذكر أسماء الخلفاء الفاطميّين ومدد خلافة كلّ منهم، بل يذكر أسماء الخلفاء العبّاسيّين أيضا، وتواريخ خلافة كلّ منهم، ومدّتها، وتاريخ وفاته. وهو يدمج الخلفاء من الطرفين معا في سياق واحد حسب التتابع التاريخي. ومثل ذلك في عهد سلاطين بني أيوب، ولكنه في هذا الفصل يتوسّع في ذكر ما جرى بين الملكين الصالحين، نجم الدين أيوب، وإسماعيل، إلى أن يصل إلى سلاطين دولة المماليك الترك، ومن هنا ينزع المؤلّف إلى التوسّع حتى نهاية الكتاب، فيقدّم لنا مادّة غزيرة ليس عن مصر وسلاطينها فحسب، بل يتناول حوادث ووقائع كثيرة في أنحاء بلاد الشام، وبلاد الأرمن في آسية الصغرى، وبلاد الحجاز، واليمن، ويعرض لعلاقات المماليك والتتار، وعلاقات المماليك بعرب الصعيد، والسودان، وعلاقات المماليك بملوك الفرنج، إلى أن ينتهي الكتاب فجأة بعد حادثة السيل الذي خرّب مدينة بعلبك في سنة 717 هـ. / 1317 م. مصادر المؤلّف يصرّح المؤلّف بأسماء ثلاثة مصادر فقط اعتمد عليها في كتابه، هي: «التاريخ الكبير» لعليّ بن محمد بن عبد الله بن حنّون الطبري، المعروف بأبي الحسن المدائني» المتوفّى سنة 225 هـ. / 839 م. ولعلّ المراد هو «تاريخ الخلفاء الكبير» (¬1). والمصدر الثاني هو كتاب «فتوح مصر وأخبارها» لابن عبد الحكم، أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله القرشي المصريّ، المتوفّى سنة 257 هـ. / 871 م. أمّا المصدر الثالث، فهو كتاب «العجائب» الموضوع للخليفة المأمون، ولا نعرف من هو مؤلّفه. أمّا المصادر التي اغترف منها ولم يصرّح بها، فمنها على وجه التأكيد كتاب «الإنباء بأنباء الأنبياء» للقضاعيّ، حيث ينقل كلماته حرفيا في بعض المواضع (¬2)، كما تتّفق رواية المؤلّف مع روايات «المسعودي» في كتابه «مروج الذهب»، وروايات «الكنديّ» في كتابيه: «الولاة القضاة»، و «ولاة مصر». ¬

(¬1) انظر عن «المدائني» ومؤلّفاته في: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، للحافظ شمس الدين الذهبي (ت 748 هـ) (52 مجلّدا). تحقيق عمر عبد السلام تدمري - طبعة دار الكتاب العربي، بيروت، ط 1/ 1412 هـ / 1991 م. (حوادث ووفيات 221 - 230 هـ) ص 288 - 291 رقم 290. (¬2) انظر: نزهة المالك، الورقة 42 أو 43 أ، وقارن بكتاب: الإنباء بأنباء الأنبياء للقضاعي (بتحقيقنا) ص 318 و 319 و 323 و 362.

أهمية الكتاب

هذا، فضلا عن أنّ المؤلّف ينقل عن كتابه «آثار الأول» عدّة أخبار، وفيه يذكر أنه ينقل عن كتاب «الألوف» لأبي معشر (¬1). وفي المقابل، اتّخذ المؤرّخون من «نزهة المالك والمملوك» مصدرا لموادّ مصنّفاتهم، وإن كان الكثير منهم لم يصرّحوا بذلك، إلاّ أنّ مجرّد المقارنة بين مادّة المؤلّف التي حشدها في «النزهة»، والموادّ التي نراها في كتب المؤرّخين المعاصرين له، أو المتأخّرين عنه، يدعم وجهة نظرنا. فأغلب المادّة في القسم الأول من كتاب «نزهة المالك» نراه يتردّد عند «القلقشندي» في «صبح الأعشى»، وعند «المقريزيّ» في «المواعظ والاعتبار» المعروف بخطط المقريزي، وعند «ابن تغري بردي» في «النجوم الزاهرة»، وعند «السيوطي» في «حسن المحاضرة». أمّا القسم الثاني من مادّة الكتاب فنرى أكثره مكرّرا في عدّة مصادر معاصرة ولا حقة، مثل: «نهاية الأرب» للنويري، و «زبدة الفكرة» و «التحفة الملوكية» لبيبرس المنصوري، و «تاريخ سلاطين المماليك» الذي نشره «زتر ستين» ولا يعرف مؤلّفه، و «المقتفي» للبرزالي، و «الدرّة الزكية» و «الدرّ الفاخر» وهما لابن أيبك الدواداري، و «الجوهر الثمين»، و «النفحة المسكية» وهما لابن دقماق، و «السلوك» للمقريزي، و «بدائع الزهور» لابن إياس. أهمّيّة الكتاب لا تنحصر أهميّة كتاب «نزهة المالك» بأنه اعتمد مصدرا لدى المؤرّخين فحسب، بل إنّ أهمّيته تتضاعف حيث نجده ينفرد بذكر عدّة أخبار لا نجدها عند غيره من المؤرّخين، وبذلك يضيف إلى معارفنا معلومات تاريخية نادرة نضيفها إلى ما لدينا من مخزون متداول ومنشور، فلقد هيّأ موقع المؤلّف في ديوان المملكة بمصر فرصة الاطّلاع بنفسه على نصوص المعاهدات بين ملوك مصر والفرنج، وبيانات الإحصاء التي كانت ترد إلى ديوان الإنشاء، وغير ذلك من نصوص نقلها من مصادر نادرة لم نقف عليها، ومن أخبار عن وقائع شاهدها بنفسه، وشارك فيها وعايشها. فمن المعلومات والأخبار النادرة التي ينفرد بها كتابنا هذا، ما ذكره المؤلّف من محاسن مصر (¬2)، وخيرات مصر (¬3)، ونصّ الهدنة بين الملك الصالح نجم الدين أيوب والفرنج، في سنة 626 هـ. / 1228 م. وتشمل جبل بيروت وصيدا وأعمالهما وأراضيهما وحدودهما، وقلعة الشقيف وأعمالها، وقلعة تبنين وأعمالها، وقلعة هونين ¬

(¬1) آثار الأول - ص 114. (¬2) نزهة المالك 4 ب، 5 أب. (¬3) نزهة المالك 7 أ - 8 ب.

لغة الكتاب

وأعمالها، والحيط وبلاده - ويقصد به جبل الشوف أو بلاد الدروز - واسكندرونة وإقليمها - وهي حصن اسكانداليون الواقع على ساحل البحر بين مدينة صور ورأس الناقورة - وتشمل أسماء مدن وقرى وضياع كثيرة في فلسطين، لم تذكر في الهدن الأخرى بين المسلمين والفرنج (¬1)، وخبر حيلة الملك الصالح إسماعيل مع البعلبكيّين ودخولهم دمشق في سنة 640 هـ. / 1242 م (¬2). وخبر الغلاء العظيم والفناء الذي شهدته مصر، ومعايشة المؤلّف للمجاعة الهائلة والفظاعات التي جرت في سنة 694 هـ. / 1295 م. ومشاهدته عيانا لإحدى النساء وهي تأكل من لحم زوجها بعد أن صرعته وقامت بشيّه (¬3). وقد ذكر «ابن أيبك الدواداري» (¬4) ما يشبه هذا الخبر من مشاهداته الشخصيّة أيضا، وهو يعزّز ويؤيّد صدق رواية المؤلّف «العبّاسي الصفدي»، الذي يضيف إلى معلوماتنا جديدا عن عرب الصعيد وما غنمه عسكر السلطان الناصر محمد بن قلاوون من خيولهم وجمالهم في أواخر سنة 701 هـ (¬5). / 1301 م. وينفرد بوصف مدينة ملطية بعد فتح عساكر المماليك لها في سنة 715 هـ (¬6). / 1315 م. وأضاف بعض المعلومات عن حادثة السيل الذي طغى على بعلبكّ في سنة 717 هـ. / 1317 م (¬7). علما بأنّ هذا الحادث لم يرد في المخطوطتين الباريسيّتين، وانفردت به نسخة المتحف البريطاني التي بين أيدينا. لغة الكتاب ممّا يثير التساؤل أنّ المخطوط الذي نحقّقه مليء بالأغلاط والأخطاء اللغويّة والنّحويّة، وهذا يتعارض مع كون المؤلّف أديبا وكاتبا وشاعرا، وله موقعه في ديوان المملكة، ويزداد تساؤلنا وحيرتنا إذا قارنّا لغة هذا الكتاب «نزهة المالك» بكتاب «آثار الأول» وهو للمؤلّف نفسه، حيث نلمس فارقا واضحا بين لغة الإثنين، فكتاب «الآثار» كتب بلغة سليمة ومتينة لا تشوبها شائبة، بعكس كتابنا هذا «النزهة» الذي وردت فيه أغلاط كثيرة، وخاصّة عند كتابة السنوات والأعداد التي تأتي بالعشرات أو المئات، مثل قوله: سنة ستّ عشر، وسبعة وعشرون سنة، وكان الجميع ما يتي ألف ¬

(¬1) نزهة المالك 46 ب - 47 ب. (¬2) نزهة المالك 48 ب. (¬3) نزهة المالك 57 أ. (¬4) الدرّة الزكية - ص 363 - 365. (¬5) نزهة المالك - ورقة 60 ب، 61 أ. (¬6) نزهة المالك - ورقة 79 أ. (¬7) نزهة المالك - ورقة 88 ب - 90 أ.

آثار المؤلف

وأربعين ألف ومايتي واثنين وخمسين إنسانا، وقوله: أربع أيام، وخمس عشر ذراعا، وعشرة سنين. ومثل هذا كثير. ويقلب الألف المقصورة إلى ألف ممدودة في كثير من الكلمات، مثل: تسرّا - تسرّى، وقرا - قرى، وبنا - بنى، وأعلا - أعلى، وطغا - طغى، وأوفا - أوفى، ويجمع: جمال على: أجمال، ويحذف الهمزة من وسط الكلمة، مثل: نساها - نساؤها، وباساة - بإساءة، ويقلب الهمزة في آخر الكلمة إلى هاء، مثل: صحراه - صحراء، ويضيف ألف الجمع في آخر الكلمة للمفرد، مثل: تشكوا - تشكو، ويضيف الألف على كلمة «بن» الواقعة بين اسمين «علمين، ويقلب أحيانا الظاء ضادا، مثل: أضرفهم - أظرفهم، وكتب: «الأغنام. . أغلاهم ثمنا»، و «نزلوا الغطّاسون»، و «الذي أنشئت»، و «ينزلوه في البير يجلسوه على الصخر» و «كان على رأس الهرم صنما عظيما كبيرا»، و «فوافقوه الباقين»، ومثل ذلك كثير. وقد يقال: لعلّ الأغلاط والأخطاء من الناسخ؟ ولكن، هل يغلط الناسخ كلّ هذه الأغلاط وهو ينسخ عن أصل المؤلّف المتمكّن من اللغة؟ وبمقارنة مخطوطتي المؤلّف: «آثار الأول» و «نزهة المالك» نرى تشابههما في الخطّ بحيث لا يمكن التفريق بين خطّ هذه وتلك، ما يعني أنهما لكاتب واحد. فكيف يكون أحد الكتابين جيّد اللغة، والآخر سيّئها؟ وهل اختلاف موضوع الكتاب ومادّته له تأثير على لغة الكتابة وأسلوبها؟ أسئلة محيّرة، لم نجد لها إجابة قاطعة. آثار المؤلّف 1 - آثار الأول في ترتيب الدول: هكذا سمّاه المؤلّف في آخر مقدّمته (¬1)، ويسمّيه الدكتور شاكر مصطفى: «آثار الأول في تدبير الدول» (¬2). وقد نشره د. عبد الرحمن عميرة - طبعة دار الجيل، بيروت 1409 هـ. / 1989 م. 2 - التذكرة الكاملية في السياسة الملوكية: قال الدكتور شاكر مصطفى: لعلّه كتبه للملك العادل زين الدين كتبغا الذي ولي مصر ما بين 694 - 696 هـ. / 1295 - 1297 م. ولم يذكر أين يوجد هذا المخطوط. 3 - نزهة المالك والمملوك في مختصر سيرة من ولي مصر من الملوك: كتابنا هذا، منه نسخة في المكتبة الوطنية بباريس، برقم (1706) وتحمل العنوان المذكور. ¬

(¬1) آثار الأول - ص 45. (¬2) التاريخ العربي والمؤرّخون - ج 3/ 209.

وصف المخطوط

ومنه نسخة ثانية في المكتبة نفسها، برقم (1931/ 22) تحمل عنوان «فضائل مصر». ومنه نسخة ثالثة محفوظة بالمتحف البريطاني، برقم (23662)، وهي التي اعتمدنا تحقيقها، وهي أكمل من نسختي باريس، حيث ليس فيهما حادثة سيل بعلبك. وصف المخطوط تتألّف النسخة التي بين أيدينا من (174 صفحة)، حسب ترقيمنا، وحسب ترقيم المتحف البريطاني (88 ورقة) - 176 صفحة، والفرق بين ترقيمنا وترقيم المتحف صفحتان، وهما ساقطتان من المخطوط بين ورقتي (11 ب - 12 أ) أو (22 - 23) حسب ترقيمنا، ولم يتنبّه صاحب الترقيم إلى النقص. قياسها 24 × 17 سم. في الصفحة الواحدة (15) سطرا، وفي السطر الواحد ما معدّله (9) كلمات، كتبت بخط النسخ المملوكي الجميل الواضح، والمشكول. وكتبت العناوين بخطّ أكبر، قليلة الحواشي، ليس عليها تاريخ النسخ. أوّلها: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وبه نستعين. وهذا كتاب تاريخ يذكر مصر وفضلها، ولم سمّيت مصر، وما كان اسمها من قبل. فأمّا ما قرأته في التاريخ الكبير أنّ اسمها كان قبل الطوفان مصريم. . .». يتّضح ممّا تقدّم أنّ الكتاب ليست له مقدّمة كما جرت العادة. وينتهي الكتاب بقول مؤلّفه: «والحمد لله وحده. تمّ الكتاب، وصلّى الله على سيّدنا محمد وآله وصحبه وسلّم». دون ذكر كاتبه، أو تاريخ كتابته. أمّا توثيق الكتاب ومعرفة مؤلّفه، فقد ورد اسمه في وسط المخطوط، ضمن حوادث سنة 694 هـ. / 1295 م. إذ يقول ما نصّه: «ومن جملة ما جرى أن رسّم ابن الخليلي الوزير للفقير إلى الله الحسن ابن أبي محمد الصفدي، جامع هذا التاريخ، بالتّوجّه إلى فاقوس وما معهما لتخضير أراضي الخاص في تلك السنة. . .» (¬1). مراجع ترجمة المؤلّف - تاريخ آداب اللغة العربية، لجرجي زيدان - ج 3/ 273. - دائرة المعارف الإسلامية، لكرنكو - ج 4/ 56. - دائرة المعارف الإسلامية، الطبعة العربية - ج 14/ 224. - تاريخ الأدب العربي، لكارل بروكلمان - ج 2/ 161. ¬

(¬1) نزهة المالك، ورقة 59 أ.

- تكملة تاريخ الأدب العربي، لبروكلمان - ج 2/ 33، 34. - معجم المؤلفين، لعمر رضا كحّالة، ج 3/ 240، 241. - فهرست المكتبة الخديوية، بمصر - ج 5/ 2. - التاريخ العربي والمؤرّخون، للدكتور شاكر مصطفى - ج 3/ 209 رقم 17 وج 3/ 210، 211 رقم 19.

نُزهة الْمَالِك وَالمملوك فِي مُخْتَصر سِيرة مَن ولي مصر مِن الْمُلُوك «يؤرّخ مِن عَصر الفراعنَة وَالأنبيَاء حَتّى سَنة 717 هـ» تأليف الْحسَن بن أبي محمّد عَبد الله الْهَاشِمِي العبّاسي الصَّفَدِي تُوفّي بُعَيدَ 717 هـ - 1317 م مخطوطَة المتحف البريطاني رَقم 23662

[لوحات من المخطوط]

[لوحات من المخطوط] الصفحة الأولى من «نزهة المالك والمملوك» نسخة المتحف البريطاني

الورقة 46 أمن «نزهة المالك والمملوك»

الورقة 62 ب

الورقة 64 أ

الورقة 69 ب

الورقة 76 أ

الصفحة الأخيرة من «نزهة المالك والمملوك»

جزء من مقدّمة المؤلّف لكتابه «آثار الأول في ترتيب الدول»

آخر كتاب «آثار الأول في ترتيب الدول» وفيه اسم المؤلّف ونسبه كاملا

[مقدمة المؤلف]

[مقدمة المؤلف] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وبه نستعين وهذا كتاب تاريخ بذكر مصر وفضلها، ولم سمّيت مصر، وما كان اسمها من قبل؟ فأمّا ما قرأته في «التاريخ الكبير» (¬1) أنّ اسمها كان قبل الطوفان «مصريم»، لأنّ الذي بناها وسكنها مصريم بن قفطريم بن راويل بن عاويل بن قابيل بن آدم (¬2) عليه السلام (¬3)، فسمّيت باسمه. وكان اسم أمّ الإقليم أمسوس (¬4) وهي مدينة كانت كرسيّ الملك، ومقام الملك فيها. [الإسكندرية] والإسكندرية لمقام خليفة الملك. وكانت سبع مداين بسبعة أسوار، أعني الإسكندرية. وسمّيت الإسكندرية باسم الإسكندر بن فيلبّس اليونانيّ لأنه الذي جدّدها. و [من] تاريخ وفاة الإسكندر إلى سنة ستّ عشر (¬5) وسبع ماية: ألف وستماية (وسبعة) (¬6) وعشرون سنة. ¬

(¬1) هو لعليّ بن محمد بن عبد الله بن حنّون الطبري، كما في آثار الأول في ترتيب الدول، للمؤلّف العباسي الصفدي - ص 114، وهو أبو الحسن المدائني، صاحب «المغازي» والسيرة النبوية، وأخبار النساء، وتاريخ بغداد، والخلفاء، والشعراء، والبلدان. توفي سنة 225 هـ. (الفهرست لابن النديم 1/ 100 - 104 - تاريخ بغداد 12/ 54، معجم الأدباء 5/ 309) وسيأتي بعد قليل مصحّفا. (¬2) في نهاية الأرب 15/ 1 «مصرايم بن براكيل بن زرابيل بن غرناب بن آدم». وفي المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، للمقريزي - طبعة صادر بيروت، المصوّرة عن طبعة مصر 1270 هـ - ج 1/ 18 «مصر ابن مركابيل بن دوابيل بن عرياب بن آدم». وفي طبعة مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي بلندن 1422 هـ. / 2002 م - مجلّد 1/ 146 بتحقق أ. د. أيمن فؤاد سيد: «مصريم بن مركائيل بن دوائيل بن عرياب بن آدم». (¬3) في الأصل: «السلم». (¬4) أمسوس: أول مدينة بنيت بالديار المصرية قبل الطوفان، موضعها خارج الإسكندرية تحت البحر المتوسط. (نهاية الأرب 15/ 2، صبح الأعشى في صناعة الإنشا - للقلقشندي - ج 3/ 315). (¬5) الصواب: «ستّ عشرة». (¬6) ما بين القوسين كتب فوق السطر. وصوابه: «وسبع».

[اسم مصر]

وما زال اسمها «الإسكندرية» قديما وحديثا وإلى الآن. ويقال: إنّ اسمها كان «دريّا». وسكنها خليفة الملك شرناق الأنطاكيّ، وهو شرناق ابن (¬1) شهلوق بن عاويل بن قابيل بن آدم عليه السلام (¬2)، فسأل شرناق عن خليفته، فقيل له: سكن دريّا، فاستعربت بهذا الاسم وعرفت به. والله أعلم. وأمّا أمسوس، فقد دخلت تحت بحيرة الإسكندرية التي هي الآن من البحر المالح الذي أفلته على البلاد إلى سور الإسكندرية. والله أعلم. [اسم مصر] وأمّا اسم مصر فإنه اسم محدث من قبل الطوفان، لأنّ الذي بناها اسمه مصر (¬3) بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام. وسيأتي ذكره في مكانه إن شاء الله تعالى، وهي مصر القديمة التي في برّ الجيزية. وأمّا مصر الآن فهي التي خطّها عمرو ابن (¬4) العاص حول القصر، والصحيح أنّ اسمها «مصر» في اللوح المحفوظ، ودليل ذلك تسميتها في الكتاب العزيز. قال الله تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} (¬5) وهو اسم قديم وحديث. [فضل مصر] وأمّا ما نزل في فضل مصر وذكرها في القرآن الحكيم، فقوله تعالى في سورة البقرة (¬6) وغيرها في أماكن متفرّقة وسور كثيرة كثير (¬7). وما ذكر الله مدينة باسمها إلاّ ¬

(¬1) الصواب: «بن». والاسم يرد بصيغ مختلفة في المصادر. (¬2) في الأصل: «السلم». (¬3) يرد في المصادر: «مصر» و «مصرايم». ينظر: مروج الذهب، للمسعودي، بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد - ج 1/ 351، وآثار البلاد وأخبار العباد، للقزويني، طبعة دار صادر، بيروت - ص 263، ومرآة الزمان، لسبط ابن الجوزي، بتحقيق د. إحسان عباس - ج 1، 80، والنجوم الزاهرة، لابن تغري بردي - ج 1/ 49، ونهاية الأرب - ج 15/ 7. (¬4) الصواب: «بن». (¬5) سورة البروج: الآية 21، 22. (¬6) يشير بذلك إلى الآية رقم 61 من سورة البقرة: وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ فَادْعُ لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا مِمّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِها وَقِثّائِها وَفُومِها وَعَدَسِها وَبَصَلِها، قالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ، اِهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ، ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ. (¬7) انظر: حسن المحاضرة، للسيوطي، طبعة مصر 1327 هـ. - ج 1/ 2 - 4.

مكة شرّفها الله تعالى، ويثرب، والواد (¬1) المقدّس، ومصر، والمدينة. وقيل: جاء في بعض التفسير المدينة أنطاكية. وأمّا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذكر مصر والوصيّة بأهلها، فقد أخبر عليّ بن الحسن، يرفعه إلى ابن مالك (¬2) في: «فتوح مصر وإفريقية» (¬3)، تأليف أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، رحمه الله تعالى، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فإنّ لهم ذمّة ورحما» (¬4). وقال ابن شهاب: إنّ هاجر أمّ إسماعيل منهم (¬5). وقد ورد عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ الله سيفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بقبطها خيرا فإنّ لكم منهم صهرا وذمّة» (¬6). قيل: وهاجر أمّ إسماعيل منهم من قرية تعرف بأمّ العرب أمام الفرما (¬7). وقيل: هي من أمّ ذنين (¬8) بالشرقية. وأمّا ما رواه القصّاص قال: صاهر القبط من الأنبياء ثلاثة: إبراهيم الخليل صلوات الله عليه، تسرّا (¬9) بهاجر، وولدت منه إسماعيل عليه السلام. ويوسف الصّدّيق عليه السلام، تزوّج ببنت صاحب (عين) (¬10) شمس. ونبيّنا محمد صلى الله عليه وعليهم وسلّم. تسرّا (¬11) بمارية القبطية، وولدت منه إبراهيم عليه السلام. ¬

(¬1) الصواب: «والوادي». (¬2) هو عبد الرحمن بن كعب بن مالك. (¬3) نشر باسم: «فتوح مصر وأخبارها». (¬4) رواه ابن عبد الحكم في: «فتوح مصر وأخبارها»، بتحقيق محمد الحجيري، طبعة دار الفكر، بيروت 1416 هـ / 1996 م. - ج 1/ 50، والطبراني، في: المعجم الكبير 19 / رقم 111 و 112 و 113، وعبد الرزاق، في: المصنّف، رقم 9996 و 9997 و 9998، وفي: صحيح مسلم، رقم 2541 من حديث أبي ذرّ بمعناه. ورواه الحاكم، وقال في: مجمع الزوائد للهيثمي 10/ 63: رواه الطبراني، وهو في النجوم الزاهرة 1/ 28، 29، 32، وحسن المحاضرة 1/ 4. (¬5) فتوح مصر 50، حسن المحاضرة 1/ 4. (¬6) فتوح مصر 51، صحيح مسلم، باب فضائل الصحابة، رقم 227، مسند أحمد 5/ 174، المواعظ والاعتبار 1/ 24، النجوم الزاهرة 1/ 33 و 74، حسن المحاضرة 1/ 4. (¬7) فتوح مصر 54، النجوم الزاهرة 1/ 29. (¬8) في فتوح مصر 54، وحسن المحاضرة 1/ 5 «دنين» بالدال المهملة. (¬9) الصواب: «تسرّى». (¬10) عن هامش المخطوط. (¬11) «الصواب: «تسرّى».

[نسبة مصر من الدنيا]

وهي من قرية من قرا (¬1) أنصنا يقال لها: جقن أهداها وأختها ريحانة للنبيّ صلى الله عليه وسلم المقوقس ملك مصر (¬2). وقد ورد عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أيضا أنه قال: «من سرّه أن ينظر إلى بحبوحة الجنّة فلينظر إلى مصر في زمن الربيع إذا أحدقت بنباتها وزهورها» (¬3). والأحاديث في ذلك كثيرة، وإنّما اختصرنا (لأن) (¬4) لا يفوت الغرض. [نسبة مصر من الدنيا] وأمّا نسبة مصر من الدنيا، فقد أخبر أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم قال: حدّثنا محمد بن إسماعيل الكعبيّ، حدّثني حرملة بن عمران (¬5) التجيبي (¬6)، عن أبي قبيل، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: خلقت الدنيا على خمس صور، على صورة الطير برأسه وصدره وجناحيه وذنبه، فالرأس: مكة، والمدينة، واليمن. والصدر: الشام، ومصر. والجناح الأيمن: العراق. وخلف العراق أمّة يقال لها: «واق»، وخلف واق أمّة يقال لها: «واق واق»، وخلف ذلك من الأمم ما لا يعلمه إلاّ الله عزّ وجلّ. والجناح الأيسر: السند، وخلف السند الهند، وخلف الهند أمّة يقال لها: «تاسك» (¬7)، وخلف تاسك (7) أمّة يقال لها: «منسك»، وخلف ذلك من الأمم ما لا يعلمه إلاّ الله عزّ وجلّ. والذنب من ذات الحمام إلى مغرب الشمس. «وأشرّ ما في الطير الذنب» (¬8). فهذه نسبة مصر. [خصائص مصر وملوكها] وأمّا خصائصها، وملوكها، وخيراتها فكثير. فمن ذلك أنّ ملكها أكبر الملوك قدرا، وأعظمهم منزلة، وجميع ملوك البرّ ¬

(¬1) الصواب: «قرى». (¬2) سيأتي الحديث عنهما. (¬3) رواه الترمذي في جامعه، باب الفتن (7)، وأحمد في مسنده 1/ 26 وهو في النجوم الزاهرة 1/ 29، وحسن المحاضرة 1/ 7، وانظر نحو ذلك في: فتوح مصر 55. (¬4) عن هامش المخطوط. (¬5) هو «حرملة بن يحيى بن عمران». (¬6) في الأصل: «النجيبي». (¬7) هكذا في الأصل، وفي فتوح مصر 49، والنجوم الزاهرة 1/ 32 «باسك»، وفي المواعظ والاعتبار: «ما شك، ومنشك». (¬8) فتوح مصر 49، المواعظ والاعتبار 1/ 25، النجوم الزاهرة 1/ 31، 32، حسن المحاضرة 1/ 7.

والبحر يخافونه، ويهادوه (¬1)، ويهادنونه، لحسن جيشه وقوّتهم وخيولهم وعددهم وعددهم، ولا سيما في زماننا هذا (¬2)، فإنهم أحسن أجناد الدنيا، وعسكره وموكبه أفخر العساكر والمواكب وأحشمهم، وفيهم الصلحاء، والرجال، وفرسان الخيل، ومن مرّت به التجارب، وحضر الحصارات والمصافّات، وقد أيّده الله تعالى بالنصر. وقد ورد عن عمرو بن العاص، عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا فتح الله عليكم بمصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض». فقال له أبو بكر الصّدّيق رضي الله عنه: ولم يا رسول الله؟ قال: «لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة» (¬3). ولو أراد ملك مصر أن يجمع جيوشا لم يسعها سهل ولا وعر خارجا عن جيوشه الشاميّة لجمع، فإنّه لا يوجد في سائر البلاد والأقاليم خلقا مجتمعة (¬4) كما اجتمع في وادي مصر، عمّرها الله تعالى ببقاء مالكها. وأدلّ الدلايل على ذلك أنّ السّحرة الذين آمنوا مع نبيّ الله تعالى موسى بن عمران عليه السلام، كما حدّثنا علي، حدّثنا عبد الرحمن، والخولانيّ، ويزيد بن حبيب المالكيّ، وغيرهم، وابن لهيعة، قالوا: إنّ السّحرة الذين آمنوا جميعا في ساعة واحدة كانوا اثني عشر ساحرا رؤساء، تحت يد كل واحد منهم عشرون عريفا سحرة، تحت يد كل عريف منهم ألف ساحر. وكان الجميع مايتي ألف وأربعين ألف (¬5) ومايتي (¬6) واثنين وخمسين إنسانا (¬7)، وما كان فيهم من عمره دون الأربعين سنة، ولا فوق الستين سنة. وقد أخبر الله تعالى عنهم في القرآن الكريم: {إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ وَإِنَّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ} (¬8) حكاية عن قول فرعون. فعند ذلك أمر فرعون بإحضار شاة وأمر بذبحها وقال: لا يفرغ من سلاخها حتى يجتمع إليّ خمسماية ألف خلاف القلب والمجنّبتين، فحضروا أسرع من طرفة العين، وغرّق الله الجميع، وكانوا ما فيهم من بلغ الأربعين سنة (¬9) ولا دون العشرين سنة، فلذلك قوله تعالى: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ} (¬10). والذين كانوا في ¬

(¬1) الصواب: «ويهادونه». (¬2) أي سنة 717 هـ / 1317 م. في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون. (¬3) صبح الأعشى 3/ 279، النجوم الزاهرة 1/ 29 و 74، حسن المحاضرة 1/ 6. (¬4) الصواب: «مجتمعا». (¬5) الصواب: «وأربعين ألفا». (¬6) الصواب: «ومايتين». (¬7) النجوم الزاهرة 1/ 42، حسن المحاضرة 1/ 35، 26، فتوح مصر 56. (¬8) سورة الشعراء، الآيتان 54، 55. (¬9) آثار الأول بترتيب الدول 360. (¬10) سورة الزخرف، الآية 54.

القلب والجنبتين (¬1) نيّف (¬2) عن ألف ألف وخمس ماية ألف إنسان، وغرّق الله الجميع وهم نيّف عن ألفي ألف إنسان، فهذا من أقوى الدلائل على كثرة أهل مصر. والآن، فيها الناس أكثر لاجتماع الناس فيها من سائر أقطار الأرض. وأمّا عجائبها وخيراتها ومن فيها من العوالم فرجالها أفصح الرجال، ونساها (¬3) أحسن نساء سائر الأقاليم، وأضرفهم (¬4)، وألطفهم، وأعذبهم منطقا، وأرقّهم حاشية، ولا سيما في زماننا هذا. وأمّا خيلها فأحسن الخيول وأجود خيول الدنيا، تساق إلى خدمة صاحب مصر، ولا سيما مولانا السلطان الملك الناصر ابن المرحوم السلطان الملك المنصور سيف الدنيا والدين قلاون الصالحيّ، فإنه جمع من الخيول الأصايل المثمنة ما لا قدر عليه مثله (غيره) (¬5)، ممّن كان قبله من الملوك لخاصّه ولحاشيته ومماليكه. فأمّا خيوله وبغاله وجماله البخاتيّات وغيرها فما يحصر ذلك، فحول عربيّات، وحجورة منوّعات، وأكاديش، روميّات، وتتريّات، وسيس (¬6)، وغير ذلك من سائر الأصناف، وخيل القمر، ومن البغال كذلك، هذه الجملة لخاصّه. ولقد وقع داغه على آلاف خيول وبغال وجمال ما لا ملكه غيره له خاصّة. وأمّا خيول مماليكه وحاشيته وجيشه بالديار المصرية والشامية فما تحصر. وأمّا بغال الديار المصرية فإنها أطرز البغال، وحميرها أكيس الحمير، وأنبلها، وأسرعها، وأكثرها ثمنا، فيبلغ ثمن الحمار الفاره مايتي دينار وأكثر. وأبقارها فأجمل أبقار الدنيا، وأغنامها فأملح الأغنام، وأكبر (¬7) خلقة، وألدنهم (¬8) لحما، وأغلاهم (¬9) ثمنا، والماعز فيها أنبل المواعز، وأدرّهم لبنا، وأزيدهم ثمنا. وأجمالها (¬10) أصبر الجمال، وأثقلها أحمالا، وأدومها على ذلك. وزرعها أخصب زرع الأرض وأنجبه. ¬

(¬1) الصواب: «المجنّبتين». (¬2) الصواب: نيّفا». (¬3) الصواب: «نساؤها». (¬4) كذا، والصواب: «وأظرفهم». (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) سيس: سيسية. أعظم مدن الثغور الشامية بين أنطاكية وطرسوس على عين زربة. (معجم البلدان 3/ 297). (¬7) الصواب: «وأكبرها». (¬8) الصواب: «وألدنها». (¬9) الصواب: «وأغلاها». (¬10) الصواب: «وجمالها».

ذكر الواحات وعجائبها

وقراها أكثر من سائر البلاد غلالا. ونيلها أعجب الأنهار في زيادته ونقصانه وعمومه على الأرض، وتقسيمه، وتصريفه، وحلاوته، وخفّته، فإنّ ماءه أخفّ المياه وأحلاها، وأسرعها هضما، وأطيبها سمكا، وأكثرها نزهة وصيدا، فإنه يصطاد من نيلها السمك الطريّ، وعن حافاته سائر أصناف الطير. وفي صحاريها سائر أنواع الوحش، فهذا ما يوجد في إقليم غيره. وذهبها أجود الذهب. وفيها معدن الزّمرّد بصحراء عيذاب، والشبّ الأبيض ببلاد الواحات. ... وكان في زمن الملك الكامل (¬1)، والصالح نجم الدين أيّوب (¬2) ولده مرتّب على مقطعي الواحات أن يحملوا إلى الأبواب الشريفة في كل سنة (ألف) (¬3) قنطار شبّ أبيض، بحكم أنهم أطلقوا لهم الجوالي بالواحات برسم أجرة حملها للشبّ، فأهمل وبطل، وتقادمت عليه السنين (¬4) إلى الآن. والله أعلم. ذكر الواحات وعجائبها وهي أربع الواحات (¬5). مسيرة كل واح إلى الآخر ثلاثة أربعة (¬6) أيام. وكذلك مسيرة الواح الخارجة من أسيوط إليها، ومن منفلوط أربع (¬7) أيام. وبين أسيوط وبين الواح الخارجة وادي (¬8) عظيم، طويل من القبلة إلى بحريّ جميعه نخيل وأشجار وغيره، وعيون ماء، وقرى خراب تنتهي إلى الطرّانة وتروجه، وهو بلا ساكن. وكان في الزمان ¬

(¬1) هو الملك محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب. تولّى مملكة الديار المصرية بعد وفاة والده في سنة 615، وتوفي سنة 635 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، للذهبي - تحقيق عمر عبد السلام تدمري - (حوادث ووفيات 631 - 640 هـ) - ص 254 - 258 رقم 364 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬2) ولد الصالح نجم الدين أيوب سنة 603 وتولّى السلطنة في سنة 636 هـ. وتوفي سنة 647 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 641 - 650 هـ). ص 337 - 358 رقم 461 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) الصواب: «السنون». (¬5) الصواب: «أربع واحات». (¬6) الصواب: «ثلاثة وأربعة» أو «أربعة». (¬7) الصواب: «أربعة». (¬8) الصواب: واد.

ذكر (آبار) الواحات وعيونها

الأول عامرا، والآن يأوي إليه بعض العربان في أيام التمر، يأكلوا (¬1) تمره ويرحلوا (¬2) عنه، وهو مقطع الطريق. ذكر (آبار) (¬3) الواحات وعيونها وهو أنه لها آبار تحفر، طول ما فيها عمقه ماية وثمانون ذراعا، وأقصره خمس (¬4) عشر ذراعا، والجميع تسرح منها المياه نبعا فائضا جاريا على وجه الأرض يسقي الزرع، وينتفع به دائما مدرارا لا ينقطع أبدا. صفة حفر آبارها وهو أنه له حفّارون وغطّاسون (¬5) لذلك، فيحفروا (¬6) البير مربّعا على قدر اتساع ما يرونه، ولا يزالون يحفرون وهم نازلون إلى أن يصلوا إلى الصخر مهما كان عمقه من الطويل والقصير، فإذا وصلوا إلى الصخر عملوا تابوتا مربّعا مقلفطا، سفل (¬7) على طول البير، وينزلوه (¬8) في البير يجلسوه (¬9) على الصخر، ويقلفطوا بينه وبين الصخر، فإذا استوى على الصخر نقروا الصخر ونزلوا فيه على حكم التربيع إلى أن يحسّوا بالنداوة، ويعلم أنهم قربوا من الماء، فعند ذلك يبطلوا الحفر في الحجر. ولهم وتد من حديد مربع يشبه السّكّة، وسع أربع خمس (¬10) أصابع، في مثله من الأربع (¬11) وجوه. وفي ذنب السكة أربع حلق من حديد، ويربط فيها أطناب ليف سلب ملآن طول الحفر، ويضربوا (¬12) السكة في الصخر ويسمّروها (¬13) فيه إلى أن يتخرّق الصخر وينفجر الماء من خلال السكة، فعند ذلك يقلفطوا (¬14) السكة ويمنعوا (¬15) الماء من الخروج، ويطلع الحجّار إلى رأس البير ويخرج منه. ثم يسلّطوا (¬16) على البير ماء من بير آخر يصبّ في البير إلى أن يمتلئ نصفه أو ثلثه. ثم يقعدوا (¬17) الرجال في السلب ¬

(¬1) الصواب: «يأكلون». (¬2) الصواب: «ويرحلون». (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) الصواب: «خمسة». (¬5) محيّرة في الأصل. (¬6) الصواب: «فيحفرون». (¬7) الصواب: «سفليّا». (¬8) الصواب: «وينزلونه». (¬9) الصواب: «يجلسونه» وفي الأصل: «يخلّسوه». (¬10) الصواب: «أربع وخمس» أو «أربع أو خمس». (¬11) الصواب: «أربعة». (¬12) الصواب: «ويضربون». (¬13) الصواب: «ويسمّرونها». (¬14) الصواب: «يقلفطون». (¬15) الصواب: «ويمنعون». (¬16) الصواب: «يسلّطون». (¬17) الصواب: «يقعدون.

[خيرات مصر]

ويخلخلوا السكة فيقلعوها (¬1)، فعند ذلك يخرج الماء من مكان السكة ويطلع بزخم يفور إلى أن يمتلئ البير ويفيض ويسرح على وجه الأرض بقدرة الله تعالى مدرارا لا ينقطع أبدا. وجميع عيونها على هذه الصورة، فهذه من أغرب العجايب وأعجب الغرايب، فسبحان القادر على كل شيء. وذكروا أيضا أنّ لهذه الآبار قلافطة وغطّاسين، إذا فسد شيء منها من الخشب في طول المدّة نزلوا غيّروه وقلفطوه بالعدّة والمساق، ويقعد القلفاط غاطس (¬2) نصف نهار. وإن وقع في البير حجر أو طوب سدّ النقب نزلوا (¬3) الغطّاسون نظّفوه وأصلحوه. [خيرات مصر] والشّبّ (¬4) بوادي (¬5) يعرف بالأسيوطي قبالة أنفوا على طريق الواحات. وفيها كيزان الفقّاع من بلاد قوص والبرام بقنا. وفيها حجر السّنباذج والنفط (¬6). وفيها النّطرون (¬7) والقلقند في وادي الطرّانة. وفيها الحجر الصمّ المانع بجزائر أسوان. وفيها الرخام الأبيض، معدن بصحراء قوص. والرخام الأسود بجبل مصر. وأمّا النّفط (¬8) فإنه معدن على طريق عيذاب ببركة يقشط من على وجه الماء شبه الزيت الحارّ. وفيها الجبس الأسود، والطابق، والزجاجيّ أنواع. وفيها الطوب القادح، والجير، والقراطيس، والحطب السّنط الذي ما يوجد في سائر الدنيا مثله، لأنه يوقد منه ما عسى أن يوقد من القناطير في طول المدّة، فلا يرى له دخان كدخان سائر الأحطاب، ولا رماد إلاّ النّزر اليسير. وفيها دهن البلسان (¬9)، وزيت الفجل، والكتّان، والقرطم، والسّلجم، والخيس. ¬

(¬1) الصواب: «ويخلخلون. . فيقتلعونها». (¬2) الصواب: «غاطسا». (¬3) الصواب: «نزل». (¬4) انظر عن «الشبّ» في: صبح الأعشى 3/ 284. (¬5) الصواب: «بواد». (¬6) النجوم الزاهرة 1/ 43. (¬7) صبح الأعشى 1/ 282، 284. (¬8) صبح الأعشى:3/ 284. (¬9) البلسان: تسمّيه العامّة البلسم: (صبح الأعشى:3/ 283)، وليس ينبت عرقه إلا بمصر خاصّة. (النجوم الزاهرة 1/ 43).

وفيها معمل الفرّوج الذي ما يوجد إلاّ في إقليم مصر خاصّة. وفيها اللبن الحليب، والحامض دائما، ولبن الراس، والحلو، والجبن الطريّ، والمقلي دائما لا ينقطع. وكذلك الموز، والزهور الدائمة، والخضراوات، والمحمّضات، والليمون، والنارنج في الصيف والشتاء والربيع والخريف وكذلك الملوحات. ولا توجد في سائر الدنيا مثل أعنابها ولا سيما عنب سخا ونقائه. وكذلك جزائر الرمّان والذي (¬1) أنشئت بفارس كور، وغيرها، وكرومها وما ينقل في كل يوم إلى مصر من الرمّان في المراكب ما لا صفة له من كثرته في زمانه، ولا أكثر من بطّيخها الأصفر والأخضر في زمن الصيف والشتاء. ولا مثل ما فيها من الخيار شنبر، والحنّا، والكتّان. ولا مثل ربيع خيلها في البرسيم الذي ترعاه الدوابّ. ولا مثل الرطب العال، والبسر الفخر، والبيراف، والنّيدة. وقيل: إنّ أول من صنع النّيدة مريم ابنة عمران أمّ عيسى عليه السلام، فإنّها عزّ لبنها، فشكت إلى الله تعالى من ذلك فأوحى الله إليها أن اصنعي النّيدة، فصنعتها، وأكلت منها، فدرّ لبنها بقدرة الله تعالى، ولعقت منها لعيسى عليه السلام. وفيها القماش الإسكندري الحريري، والشرب، والدمياطي، والمقابير، والمقانع السّقلابي، والأطراف الشاشات الخليفتية، والأبراد الأبيارية، المحرّر والغزل، وغير ذلك ما لا نظير له في سائر البلاد. ولا مثل عسلها النحل وشمعه، وسكّرها القفطيّ، والمكرّر، والنبات وقطره، وعسله، وقصبه. ولا يوجد في الدنيا مثل خمرها، وخلّها، ولحومها، وجميع خيراتها. وكذلك القلقاس دائما لا ينقطع أبدا، لأنه يدرك الجديد والعتيق في المخازن يستعمل. وقال السليماني: طفت البلاد، ودرت الأقاليم بأسرها، فما رأيت مثل رطب توت (¬2)، ورمّان بابه (¬3)، وموز هتور (¬4)، وسمك كيهك (¬5)، وماء طوبه (¬6)، ¬

(¬1) الصواب: «والتي». (¬2) شهر توت - أيلول - سبتمبر. (¬3) شهر بابه - تشرين الأول - أكتوبر. (¬4) شهر هتور - تشرين الثاني - نوفمبر. (¬5) شهر كيهك - كانون الأول - يناير. (¬6) شهر طوبه - كانون الثاني - ديسمبر.

وخروف (¬1) أمشير (¬2)، ولبن برمهات (¬3)، وورد برموده (¬4)، ونبق بشنس (¬5)، وتين بؤونه (¬6)، وعسل أبيب (¬7)، وعنب مسرى (¬8). وحسبك من مدينة يطحن فيها في كل يوم نيّف عن خمسة آلاف ومايتي إردبّ قمح مونة، خارجا عن الأرياف وما ينقل إليها من الدقيق، وما يطحن بالرحى. وأمّا ما حرّرته من ذلك، ففيها ألف ومايتي (¬9) وتسعون حجر طاحون علامة وخشكار، تفصيله، بالقاهرة المعزّيّة خاصّة: ستماية وثلاثون حجرا، علامة مايتا حجر، وخشكار أربع ماية وثلاثون حجرا بمصر علامة وخشكار مايتا حجر. وبالضواحي أربع ماية وستّون حجرا، معدّل ذلك ما يطحنه كل حجر في اليوم والليلة إذا كانت دوابّا جيادا خمسة أرادب بالمصري، عن الجميع في اليوم ستة آلاف وأربع ماية وتسعين (¬10) إردبّا. في الشهر ماية ألف [و] أربع وتسعين ألف (¬11) وسبع ماية إردّبا (¬12). في السنة ألفي (¬13) ألف وثلاثماية ألف وثمان وعشرون ألف إردبا (¬14). وذلك خارجا عن علوفات الخيول من الشعير، والدوابّ، والجمال، والبقر من الفول، فسبحان رازق العباد بغير حساب. ¬

(¬1) في صبح الأعشى 3/ 309 «خرّوب» والمثبت يتفق مع المواعظ والاعتبار 1/ 28. (¬2) شهر أمشير - شباط - فبراير. (¬3) شهر برمهات - آذار - مارس. (¬4) شهر برموده - نيسان - إبريل. (¬5) في الأصل: «بسنس». وشهر بشنس - أيار - مايو. (¬6) شهر بؤونة - حزيران - يونية. (¬7) شهر أبيب - تموز - يوليو. (¬8) شهر مسرى - آب - أغسطس. (انظر: صبح الأعشى 3/ 309). والمذكور هنا يتفق تماما مع ما في: تاريخ مصر وفضائلها، المنسوب خطا لابن زولاق، وهو لمؤلّف من القرن العاشر الهجري - تحقيق د. علي عمر - منشورات مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة 1422 هـ. / 2002 م. - س 22. (¬9) الصواب: «ومئتان». (¬10) الصواب: «وتسعون». (¬11) الصواب: «وتسعون ألفا». (¬12) الصواب: «إردبّ». (¬13) الصواب: «ألفا». (¬14) الصواب: «إردبّ».

[أسماء ملوك مصر قبل الطوفان]

[أسماء ملوك مصر قبل الطوفان] وأما أسماء ملوكها ومن عمّرها من قبل الطوفان، بما شاء الله وإلى الآن، فإنه قال صاحب «التاريخ الكبير» وهو ابن حنّون (¬1) الطبريّ (¬2): إنّ أول من عمّر مصر وسكنها قبل الطوفان رجل يقال له قفطريم بن راويل بن عاويل بن قابيل بن آدم عليه السلام. ثم ولده مصريم، ثم انتقلت إلى شهلوق (¬3). ثم (إلى) (¬4) شرناق (¬5) الأنطاكيّ. وله قصّة عجيبة، فملكها ماية وثلاثين سنة. وكان قد أتقن أمرها بالسحر. ومن جملة ذلك أنه عمل على باب كل مدينة من مدائن مصر بطّة من نحاس مجوّفة، فأيّ غريب دخل من باب تلك المدينة صفرت البطّة وصفّقت بجناحيها، فيبادر إليه فيمسك (¬6). ثم مات شرناق (¬7)، فملكها ولده شهلوق (¬8) ستّ (¬9) وتسعين سنة، وخلع نفسه، وانعكف على العبادة وخدمة بيوت النيران (¬10). وملكها ولده شونتير (¬11)، فأقام اثنا عشر (¬12) سنة. وهلك أبوه شهلوق، واستمرّ ¬

(¬1) في الأصل: «جنون». (¬2) انظر الحاشية (1) من أول متن الكتاب. (¬3) آثار الأول 112، وفي نهاية الأرب 15/ 13 «شمرود بن هرصال». (¬4) كتبت فوق السطر. (¬5) آثار الأول 112، وفي نهاية الأرب 15/ 14 «شرناق بن ميلون» وفي المواعظ والاعتبار: «سرياق وشرباق» وفي النجوم الزاهرة 1/ 38 «سرياق». (¬6) نهاية الأرب 15/ 16، تاريخ مصر وفضائلها 28 وفيه «سرقاق». (¬7) في نهاية الأرب 15/ 16 «شرياق». (¬8) في نهاية الأرب 15/ 16 «سهلوق»، وفي النجوم الزاهرة 1/ 38 «سلهوق». (¬9) الصواب: «ستّا». (¬10) انظر نهاية الأرب 15/ 16. (¬11) في نهاية الأرب 15/ 20 «سوريد»، ومثله في تاريخ مصر وفضائلها، ص 28، وفي آثار الأول 112 «شوندير»، وفي النجوم الزاهرة 1/ 38 «سويرد»، وفي حسن المحاضرة 1/ 30 و 32 «سوريد». (¬12) الصواب: «فأقام اثنتي عشرة».

ولده شونتير في الملك بعده ماية وعشرين سنة (¬1). وهو الذي بنا (¬2) الإهرام والبرابي. وكان فيهما اثنين وسبعين (¬3) ألف فاعل وصانع تعمل (¬4)، وكان حفر أساسها وتحريره في ستّ سنين (¬5)، وتكمّلت عمارتها في ستين سنة. وإنّها من أسفل كما هي من فوق. وذكر أنّ من تاريخ عمارتها وإلى سنة ستّ عشر (¬6) وسبع ماية: أربعة آلاف سنة وسبع ماية سنة وستّ وسبعين (¬7) سنة. وأنّ الثلاثة أهرام (¬8) آزاج (¬9) وقبور لا غير. فالهرم الشرقيّ دفن فيه شونتير، وبابه من بحري، وهو مدوّر، وقد طبّقوا عليه حجرا واحدا، وأتقنوا أمرها بالسحر، وسحرها عمّال إلى الآن. كما وكان على رأس الهرم صنما عظيما كبيرا (¬10) يسمّى بهوه، فأفسده الطوفان ورماه، وقد بقي أثره ورأسه إلى الآن. ويسمّونه (¬11) الناس: «أبو الهول». وقيل: إنّ هذا الرأس المسمّى أبو الهول نحتوه من أصل الجبل الذي هو فيه. وقيل: إنه لما وقع من طول السنين تمادت عليه واضمحلّ البدن، واختلط مع الجبل، وصار كما يرى. والقدرة صالحة لكل شيء. والهرم الغربيّ دفن فيه «هرجنت» (¬12) أخو شونتير. والهرم الصغير دفن فيه «أفروس» (بن) (¬13) شونتير (¬14). (وكان سبب ¬

(¬1) في نهاية الأرب 15/ 34 «مائة سنة وسبع سنين». (¬2) الصواب: «بنى». (¬3) الصواب: «اثنان وسبعون». (¬4) الصواب: «يعملون». (¬5) آثار الأول 114، حسن المحاضرة 1/ 31. (¬6) الصواب: «ستّ عشرة». (¬7) الصواب: «ست وسبعون». (¬8) الصواب: «أهرامات». (¬9) آزاج: جمع أزج، بالتحريك: بيت يبنى طولا، ويقال له بالفارسية: «أوسنان». (معجم الألفاظ الفارسية المعرّبة، لأدّي شير). (¬10) الصواب: «كما وكان. . صنم عظيم كبير». (¬11) الصواب: «ويسمّيه». (¬12) في آثار الأول: «هرجيت». (¬13) كتبت فوق السطر. (¬14) قال المؤلّف - رحمه الله -: هذا ذكره أبو معشر في كتاب «الألوف» وسببه أنه وجده في كثير من كتب الكهنة مثل كتاب أنطاجس وباهونة ومنسبه ومياكل، أستيذس، وفي كتاب محمد بن هارون العباسي، مما نقله من كتاب علي بن محمد بن عبد الله بن حنّون الطبري». (آثار الأول 114).

عمارتها (¬1) أنّ الملك شونتير) (¬2) رأى في منامه رؤيا هالته وأزعجته، وهو أنه رأى على ثلاثة (¬3) دفعات: الأولى: رأى كأنّ الأرض انقلبت بأهلها، والناس يهوون منها سفلا على روسهم (¬4)، وكأنّ الكواكب تتساقط ويصدم بعضها بعض (¬5) بأصوات هائلة. ثم بعد سنة رأى ثانية كأنّه في هيكل له يعرف بدقياوس (¬6)، وخمسة من الكواكب محصورة في عقدة الذنب، وكأنّ الجوزهر هابطا (¬7). والشمس قد انكسفت ولم يبق منها إلاّ القليل، وكأنّ القمر (قد) (¬8) انحدر من السماء في صورة امرأة باكية تشكوا (¬9) زوالها (¬10) عن بيتها. ثم بعد شهر رأى الثالثة، وكأنّ الكواكب الثابتة في صور طيور بيض وكأنّها تختطف العالم (الذي بينها وتلقيهم بين جبلين عظيمين، والجبلين قد انطبقتا (¬11) على العالم الذي بينهما) (¬12) وكأنّ الكواكب النيّرة كلها مظلمة (¬13). ففسّرها «أفليمون» الكاهن والسحرة الذين كانوا في زمانه أنها تدلّ على حادثة الطوفان (¬14). وكذلك كان، والله أعلم. وقصّته عجيبة ما أمكن شرحها هنا لئلاّ نطوّل الكتاب. وإنّما فسّر الرؤيا أيضا أفليمون رئيس سحرة زمانه أنها تدلّ على حادثة تقع من السماء وتطلع من الأرض، وهو عنصر الماء، يفسد كلّما (¬15) على وجه الأرض إلاّ قليل (¬16) من الناس. فشرع في عمارة الأهرام لتكون مثوى لأجسامهم وذخائرهم حتى لا يفسدها وتفسد (¬17) آثارهم الطوفان (¬18). ¬

(¬1) الصواب: «عمارته». (¬2) ما بين القوسين إضافة عن الهامش. (¬3) الصواب: «ثلاث». (¬4) الصواب: «رؤوسهم». (¬5) الصواب: «بعضا». (¬6) في آثار الأول للمؤلّف - ص 112 «دقيانوس». (¬7) الصواب: «هابط». (¬8) كتبت فوق السطر. (¬9) الصواب: «تشكو». (¬10) حتى هنا في آثار الأول للمؤلّف - ص 112. (¬11) الصواب: «والجبلان قد انطبقا». (¬12) ما بين القوسين ليس في آثار الأول. (¬13) نهاية الأرب 15/ 22. (¬14) نهاية الأرب 15/ 23، النجوم الزاهرة 1/ 38، 39، حسن المحاضرة 1/ 30. (¬15) الصواب: «كلّ ما». (¬16) الصواب: «إلاّ قليلا». (¬17) الصواب: «ويفسد». (¬18) آثار الأول 112، 113، طبقات الأمم، لصاعد الأندلسي - تحقيق حياة العيد بو علوان - دار الطليعة، بيروت 1985 - ص 107، مرآة الزمان 1/ 122.

فلما مات شونتير تملّك بعده أخوه «هرجيت» (¬1) فمكث ماية وثلاثون (¬2) سنة، ومات (¬3). فملك بعده «أفروس» (¬4) بن شونتير ماية وخمس عشر (¬5) سنة، ومات (¬6). فملك بعده ولده «مياوس» (¬7). وظهر الطوفان في زمانه، وغرقت الأرض وكلّ من فيها وعليها إلاّ نبيّ الله تعالى نوح عليه السلام وأولاده وأولاد أولاده والذين آمنوا معه، وركبوا في السفينة كما أخبر الله تعالى من سائر الخلق. فلما أنّ كفّ الله الطوفان وجفّت الأرض لم يكن في سائر الدنيا إلاّ نوح عليه السلام وأولاده ومن معه، فاستقرّت على جبل جوديّ، فقسّم نوح عليه السلام الأرض لأولاده. وكان قد عاش نوح عليه السلام من العمر ألف (¬8) وأربع ماية وخمسون (¬9) سنة. ودليله ما روي عن ابن عبّاس رضي الله عنه أنه قال: لما أرسل نوح عليه السلام إلى قومه كان عمره مايتي سنة وخمسين سنة، ومكث في قومه ينذرهم، كما أخبر الله تعالى في الكتاب العزيز، ألف سنة إلاّ خمسين عاما، وعاش بعد الغرق مايتي (¬10) وخمسين سنة. وكان قد ولد لنوح عليه السلام خمسة من ولد: سام، وحام، ويافث، ويخطون (¬11)، ويام الغريق. فأمّا «يخطون» فإنه ما أعقب. وأمّا سام، وحام، ويافث، فجميع البشر منهم ومن أولادهم، فقسّم نوح عليه السلام الأرض لأولاده الثلاثة، فأعطى سام: اليمن، والحجاز، والشام، والروم، والعراق، فهو أبو العرب، والروم، وفارس. وأعطى حام: مصر، والغرب، وبلاد السودان، فهو أبو القبط، والبربر، والسودان. وأعطى يافث: بلاد الترك وما وراء السدّ، ويأجوج ومأجوج، فهو أبو الترك. وولد ¬

(¬1) في المواعظ والاعتبار: «هوجيت»، وفي نهاية الأرب: «هرجيب». (¬2) الصواب: «وثلاثين». (¬3) آثار الأول 113. (¬4) في نهاية الأرب 15/ 35 «اقروش بن منقاوش»، وفي المواعظ والاعتبار «أفراوس بن مناوس». (¬5) الصواب: «وخمس عشرة». (¬6) آثار الأول 113. (¬7) في نهاية الأرب 15/ 38 «أرمالينوس»، ومثله في: تاريخ مصر وفضائلها 31. (¬8) الصواب: «ألفا». (¬9) الصواب: «وخمسين». (¬10) الصواب: «مايتين». (¬11) في حسن المحاضرة 1/ 14 «يحطون».

ذكر دعاء نوح عليه السلام لمصر ولد ولد ولده

لكل ولد من هؤلاء الأولاد الثلاثة أولاد. وولد لسام ثلاثة أيضا، ولد له لاوذ، ويقال له لود، وهو أبو العمالقة. وإرم وهو أبو شدّاد بن عاد بن عاد، ويقال له: ثمود وأولادهم، وأرفخشذ وهو أبو الأنبياء وسائر العرب. وأمّا حام ولد له أربعة: كنعان، وهو أبو السودان، لأنه جبل في الرجز فخرج أسودا (¬1). وابنه الثاني كوش وهو أبو السند والهند. وابنه الثالث: قوط، فهو أبو البربر. وابنه الرابع: بيصر، فهو أبو القبط. وكان بيصر هو الذي ساق أباه حام وإخوته وأولادهم إلى مصر فنزلوا بها وعمّروها وسكنوها. وكانوا ثلاثين نفسا. فأول ما نزلوا منها منف فعمّروها، فسمّيت مافه، ومافه بلسان القبط: ثلاثين (¬2). فاستعربت الآن لمنف. وكان اسمها قبل الطوفان «مزنه»، وهي أول مدينة عمّرت بمصر بعد الطوفان (¬3). وقيل: إنّ أول مدينة عمّرت بالديار المصرية قبل الطوفان بدو من الشرقية، وفي الشام: أنطاكية. والله أعلم. ثم ولد لبيصر بن حام بن نوح عليه السلام أربعة: مصر، وفارق، وماح، وباح (¬4). وكان مصر أكبر أولاده، وهو الذي دعا له نوح عليه السلام، فجاز بيصر لأولاده قطعة من الأرض، وهي من بين الشجرتين خلف العريش إلى أسوان طولا، ومن برقة إلى أيلة عرضا (¬5). ذكر دعاء نوح عليه السلام لمصر ولد ولد ولده وسبب ذلك أن نوحا عليه السلام رغب إلى الله تعالى وسأله أن يرزقه الإجابة في أولاده وذرّيته حتى يتكاملوا بالنّماء والبركة، فوعده الله بذلك، فنادى نوح عليه السلام ولده وهم نيام عند السحر، فأجابه سام وهو يسعى إليه، وصاح سام لأولاده، فلم يجبه منهم إلاّ أرفخشذ، فانطلق به إلى نوح عليه السلام، فوضع يده اليمنى على سام، ويده اليسرى على أرفخشذ، وسأل الله تعالى أن يبارك في سام أفضل البركة، وأن يجعل النبوّة في ولد أرفخشذ، ثم نادى نوح، عليه وعلى نبيّنا ¬

(¬1) الثواب: «أسود» (¬2) الصواب: «ثلاثون»، واخبر في: حسن المحاضرة 1/ 14. (¬3) حسن المحاضرة 1/ 14. (¬4) في مروج الذهب 1/ 357 «ياح». (¬5) مرو الذهب 1/ 357، المسالك والممالك، لابن خرداذبه 83، النجوم الزاهرة 1/ 37 و 57، حسن المحاضرة 1/ 14.

[بناء مصر القديمة]

أفضل الصلاة والسلام، ولده حام، فلم يجبه وتقلّب يمينا وشمالا، ولا أحد من أولاده. فدعا نوح عليه السلام على حام أن يجعل أولاده أذلاّء عبيدا لولد سام. وكان مصر نائما إلى جانب جدّه حام، فلما سمع دعاء نوح على جدّه قام يسعى إليه وقال: يا جدّي قد أجبتك إذ لم يجبك أبي ولا أحد من أولاده، فاجعل لي دعوة من دعائك. ففرح به نوح عليه السلام ووضع يده على رأسه وقال: اللهم إنه قد أجاب دعوتي فبارك فيه وفي ذرّيته، وأسكنه الأرض المباركة التي هي أمّ البلاد وغوث العباد التي نهرها أفضل أنهار الدنيا، واجعل فيها أفضل البركات، وسخّر له ولولده الأرض وقوّاهم (¬1) عليها وذلّلها لهم (¬2). فملك مصر وأعمالها بيصر بن حام. [بناء مصر القديمة] فلما توفّي بيصر استخلف ولده مصر، فبنا (¬3) مصر القديمة وسمّيت به. [ملوك مصر] ثم إنّ مصر ولد له أربعة (من الولد) (¬4). . عزّ وجلّ خلق ملكا في غامض علمه، رجله الواحدة بقدر السماوات والأرض والعرش والكرسيّ. ورجله الأخرى مشتالة في غامض علم الله، وتسبيحه: «يا ربّ أين أضعها». فسبحان الله الكبير المتعال. ثم ملكها بعد الوليد بن دومغ (¬5) ولده الريّان (¬6) صاحب يوسف الصّدّيق عليه السلام. وكان الريّان قد رأى رؤيا في منامه فعبّرها يوسف عليه السلام وهو في السجن، ¬

(¬1) في الأصل: «وقوهم»: ومثله في: فتوح مصر 60. (¬2) المواعظ والاعتبار 1/ 20، حسن المحاضرة 1/ 14. (¬3) الصواب: «فبنى». (¬4) هنا نقص ورقة من المخطوط، وما بين القوسين كتب على الهامش في آخر الصفحة، إشارة لبداية الصفحة التي تليها وهي الضائعة. (¬5) في مروج الذهب 1/ 358، ونهاية الأرب 15/ 114 «دومع»، وفي النجوم الزاهرة 1/ 58، وحسن المحاضرة 1/ 15 «درمع». (¬6) هو الريّان بن الوليد بن الهروان بن أراشة بن فاران بن عمرو بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح. (انظر: الكامل في التاريخ، لابن الأثير - توفي 630 هـ. - تحقيق عمر عبد السلام تدمري - دار الكتاب العربي، بيروت 1417 هـ / 1997 م. - (11 مجلدا) - ج 1/ 129، وتاريخ الطبري 1/ 335).

نكتة يوسف عليه السلام

فأرسل إليه الريّان وأخرجه من السجن وقيّده بقيد من ذهب وطوّقه بطوق من ذهب، وألبسه ثيابا جددا، وأعطاه دابّة مسرجة ملجمة مزيّنة من دوابّ الملك، وقلّده خلافة الملك، وركب، وضرب له بالطبل وبوقين بمصر، ونودي له أنّ يوسف خليفة الملك (¬1)، وجعله متسلّما خزائن الأرض، كما أخبر الله تعالى في الكتاب العزيز (¬2). ثم أشرط الريّان على يوسف عليه السلام أن يكون كرسيّه أعلا (¬3) من كرسيّ يوسف عليه السلام بأربع (¬4) أصابع. فقال له يوسف: نعم (¬5). وقلّده ملك مصر. وكان عمر يوسف عليه السلام ثلاثين سنة. وملك مصر ماية سنة، فكان عمره ماية وثلاثين سنة (¬6). نكتة يوسف عليه السلام جرى منه اثنتين (¬7): إحداهما أنه قال له أبوه يعقوب عليه السلام: {لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ} (¬8) الآية. فخالفه وقصّها، فكانت جناية ذلك (رميه) (¬9) في الجبّ وبيعه ورقّه وفراق أبيه. فهذه ثمرة مخالفة الوالد وإفشاء السرّ. والثانية: قوله وهو في السجن لرسول الملك: {اُذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} (¬10) فكان جناية ذلك مكثه في السجن بعد ذلك سبع سنين. فهذه ثمرة من يسأل المخلوق ويرجوه (¬11). وممّا رواه الليث بن سعد (¬12) عن مشايخه أنه قال: اشتدّ الجوع على أهل مصر فاشتروا الطعام من يوسف عليه السلام بالذهب حتى لم يجدوا ذهبا، فاشتروا بالفضّة حتى لم يجدوا فضّة، فلم يزل يبيعهم يوسف عليه السلام الطعام حتى لم يبق لهم ذهب ولا فضّة ولا غنم ولا شاة ولا بقرة في تلك السنين، فأتوا إليه فقالوا له: لم يبق لنا شيء إلاّ أنفسنا وأهلونا وأرضنا، فاشترى يوسف عليه السلام منهم أرضهم وأنفسهم بالطعام، ثم أعطاهم الطعام يزرعونه، على أن يكون للريّان ¬

(¬1) حسن المحاضرة 1/ 15. (¬2) راجع سورة يوسف، الآية 55. (¬3) الصواب: «أعلى». (¬4) الصواب: «بأربعة». (¬5) حسن المحاضرة:1/ 17. (¬6) انظر: مرآة الزمان 1/ 375. (¬7) الصواب: «اثنتان». (¬8) سورة يوسف، الآية 43. (¬9) كتبت فوق السطر. (¬10) سورة يوسف، الآية 5. (¬11) مرآة الزمان 1/ 354 و 356. (¬12) في عرائس المجالس للثعالبي 128 «ابن الكلبي».

الخمس. وصارت سنّة من ذلك الوقت وصاروا عبيدا ليوسف (¬1). قال هشام بن إسحاق: فلما عظمت منزلة يوسف عليه السلام عند الريّان بن الوليد وجاوز عمره ماية سنة حسدوه (¬2)، وزراء الملك الريّان، فقالوا للريّان: أيّها الملك إنّ يوسف قد ذهب علمه وتغيّر عقله ونفدت حكمته، فنهرهم الريّان وردعهم وردّ عليهم القول بإساءة (¬3) لفظ. - وكان يطلق عليه اسم فرعون، واسم العزيز ليوسف عليه السلام، فكلّ من ملك مصر من الكفرة والظلمة كان فرعون (¬4). ومن ملكها من المؤمنين كان العزيز. - فأعادوا القول لفرعون ثانيا بعد سنين، فقال: هلمّوا ما شئتم من أيّ شيء اخترتوه (¬5) حتى نختبره به. وكانت الفيّوم يومئذ تدعى الجوبة (¬6)، فكانت لمصالة (¬7) فضالة ماء الصعيد (¬8)، فاجتمع رأيهم على أن تكون هي المحنة التي يمتحنون بها يوسف عليه السلام، فقالوا لفرعون: اسأل يوسف أن يصرف ماء الجوبة عنها فتزداد بلدا إلى بلادك وخراجا إلى خراجك. فدعا فرعون ليوسف عليه السلام وقال له: قد تعلم مكان ابنتي فلانة منّي، وقد رأيت إذا بلغت أن أطلب لها بلدا، وإنّي أصب لها إلاّ الجوبة، وذلك أنه بلد بعيد قريب لا يؤتى إليه إلاّ من غابة أو صحراة (¬9) ومفازة، وهي كذلك لا يؤتى إليها من ناحية من النواحي من مصر وغيرها إلاّ من مفازة أو صحراة (¬10). وقال آخرون: الفيّوم وسط مصر. كما إنّ مصر وسط البلاد. وقال الرّيان: وقد أقطعتها إيّاها فلا تتركنّ وجها من الوجوه ولا نظرا إلاّ أبلغته. فقال يوسف عليه السلام: نعم متى أردت ذلك فابعث إليّ فإنّي فاعله إن شاء الله تعالى. قال: فأعجله الملك على ذلك. فأوحى الله عزّ وجلّ إلى يوسف عليه السلام أن تحفر ثلاث خلج، خليجا من أعلى الصعيد من موضع كذا إلى موضع كذا، وخليجا من موضع كذا إلى موضع كذا، وخليجا غربيا من موضع كذا إلى موضع كذا. وأرسل الله تعالى إليه جبريل عليه السلام فخطّ له بجناحه مكان الحفر، فرتّب ¬

(¬1) مرآة الزمان 1/ 360، 361، نهاية الأرب 13/ 143، حسن المحاضرة 1/ 15. (¬2) الصواب: «حسده». (¬3) في الأصل: «باساة». (¬4) الصواب: «كان فرعونا». (¬5) الصواب: «اخترتموه». (¬6) في حسن المحاضرة 1/ 16 «الحوبة». (¬7) في حسن المحاضرة 1/ 16 «مسألة». (¬8) في حسن المحاضرة 1/ 16 زيادة: «وفضوله». (¬9) الصواب: «صحراء». (¬10) الصواب: «صحراء».

يوسف عليه السلام العمّالين فحفروا خليج المنهى (¬1) من أعلى أشمون إلى اللاهون (¬2)، وحفر مكان القنطرة، وأمر البنّائين أن يبنوا قنطرة اللاهون. وحفر خليج الفيّوم (¬3) وهو الخليج الشرقي (¬4). وحفر خليجا بقرية يقال لها تنهمت من قرى الفيّوم، وهو الخليج الغربيّ، فخرج ماؤها من الخليج الشرقيّ يصبّ في النيل، وخرج من الغربيّ يصبّ في صحراء تنهمت إلى الغرب. وهي الآن بحيرة يصاد منها السمك البلطيّ، فلم يبق في الجوبة ماء. ثم أدخل الفعلة لقطع ما فيها من القصب والطرفاء، ففعلوا ذلك، وأخرجه منها. وكان في ابتداء جري النيل، وقد صارت الجوبة أرضا نقيّة تربة (¬5)، فارتفع ماء النيل عليها، فدخل من رأس المنهى يجري فيه حتى انتهى إلى اللاهون، فوجد القنطرة والسدّ، فتحوّل الماء [و] دخل خليج الفيّوم فسقاها، فصارت لجّة من ماء النيل، فعند ذلك خرج إليها الملك ووزراؤه يبصرونها فتعجّب منها. وكان ذلك كلّه في سبعين يوما، فلما نظر إليها الملك قال لوزرائه: هذا عمل ألف يوم. وأقامت تزرع كما تزرع كور مصر، فسمّيت الفيّوم (¬6). ثم إن الملك أمر يوسف أن ينقل إليها من كل كورة من كور مصر أهل بيت، وأمر أهل كلّ بيت أن يبنوا لهم بيوتا لأنفسهم قرية، فبنوا وسكنوها، وسمّيت كل قرية باسم الذي نزل بها وبناها. فكانت قرى الفيّوم على عدد كور مصر، فلما فرغوا من البناء صيّر لهم من الماء شربا بقدر ما يحتاجوا (¬7) إليه ليسقي أرضهم، لا يكون زيادة في ذلك ولا نقصانا (¬8) في زمان لا ينالهم الماء إلاّ فيه، وعمل مطاطيا للمرتفع، ومرتفعا للواطي بأوقات من الساعات في الليل والنهار وصيّرها قضبانا، فلا يقصر بأحد دون حقّه، ولا يزاد فوق قدره. فقال فرعون: هذا من ملكوت السماء؟ فقال يوسف عليه السلام: نعم. ثم بنا (¬9) قرية يقال لها شبانة (¬10)، وهي التي كانت بنت الريّان تنزلها، ومن يومئذ أحدثت الهندسة ولم يكن الناس يعرفونها قبل ذلك (¬11). ¬

(¬1) مروج الذهب 1/ 345، النجوم الزاهرة 1/ 56. (¬2) النجوم الزاهرة 1/ 56. (¬3) مروج الذهب 1/ 345. (¬4) مروج الذهب 1/ 352. (¬5) في حسن المحاضرة 1/ 16 «فصارت الحوبة أرضا برّية». (¬6) فتوح مصر 69، 70، حسن المحاضرة 1/ 16. (¬7) الصواب: «يحتاجون». (¬8) الصواب: «نقصان». (¬9) الصواب: «بنى». (¬10) في فتوح مصر 71 «شنانة»، وفي حسن المحاضرة 1/ 16 «شانه». (¬11) فتوح مصر 71، حسن المحاضرة 1/ 16 وفيه: «ومن يومئذ أخذت الهندسة».

[مقياس النيل]

[مقياس النيل] قال: كان أول من قاس النيل بمصر يوسف عليه السلام، ووضع له مقياسا بمنف (¬1). ووضعت دلوكة بنت ريّا العجوز صاحبة حائط العجوز الذي أعقابه بالشرق والغرب من الصعيد مقياسا بأنصنا (¬2)، وهو إلى الآن، لكنّه لم يستعمل. ووضع (¬3) بإخميم مقياسا (¬4) فخرب (¬5). ووضع عبد العزيز بن مروان (¬6) مقياسا صغيرا بحلوان وخرب (¬7). ووضع أسامة بن زيد (¬8) مقياسا كبيرا بالجزيرة (¬9)، وعمله مستمرّ إلى الآن (¬10). وقيل: إنّ هذا المقياس وضعه المأمون. ... ثم رجعنا إلى ملوك مصر. وفي زمان الريّان دخل يعقوب عليه السلام وأولاده إلى مصر، وأنزلهم يوسف عليه السلام ما بين طرا التي هي عين شمس إلى الفرما، وهي أرض تربة ¬

(¬1) فتوح مصر 71، مروج الذهب 1/ 344، آثار البلاد للقزويني 265، مرآة الزمان 1/ 111، مسالك الأبصار (دولة المماليك الأولى) 162، صبح الأعشى 3/ 294، المواعظ والاعتبار 1/ 57، النجوم الزاهرة 2/ 309، حسن المحاضرة 1/ 16، الفضائل الباهرة في محاسن مصر والقاهرة، لابن ظهيرة، محمد بن محمد القدسي (ت 888 هـ). - طبعة دار الكتب المصرية 1969 - ص 178 أما في: تاريخ مصر وفضائلها، لمؤلّف مجهول من القرن 10 هـ. - ص 27 فيقول إن أول من عمل مقياسا بمصر لزيادة النيل هو «خصيلم بن لوجيم بن عرياق»!. (¬2) فتوح مصر 71، 72، صبح الأعشى 3/ 294، مروج الذهب 1/ 344، 358، 359 النجوم الزاهرة 1/ 58. (¬3) الصواب: «ووضعت». (¬4) فتوح مصر 72، مروج الذهب 1/ 344، المواعظ والاعتبار 1/ 57، النجوم الزاهرة 2/ 309. (¬5) أي في أيام المؤلّف كان خربا. (¬6) هو عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف، يكنّى أبا الأصبغ. ولّي مصر في سنة 65 وتوفي سنة 86 هـ. انظر عنه في كتاب الولاة والقضاة للكندي 48 - 55. (¬7) مروج الذهب 1/ 344، فتوح مصر 72، صبح الأعشى 3/ 294، النجوم الزاهرة 2/ 310. (¬8) هو «التنوخي» كما في فتوح مصر وغيره. وذلك في خلافة الوليد بن عبد الملك (86 - 96 هـ / 705 - 715 م) ص 72. أو في أيام سليمان بن عبد الملك بن مروان (96 - 99 هـ - 715 - 718 م) كما في مروج الذهب. (¬9) فتوح مصر 72، مروج الذهب 1/ 344، صبح الأعشى 3/ 294، المواعظ والاعتبار 1/ 57. (¬10) أي إلى أيام المؤلّف.

ذكر وفاة يعقوب عليه السلام ودفنه بمصر، ثم نقله إلى حبرون

نقيّة (¬1). وكان عدّتهم ثلاثة وتسعين إنسانا، ما بين رجل وامرأة. وخرجوا منها وهم ستماية ألف (¬2). ثم توفي الرّيان بن الوليد بن دومغ، فملكهم ولده دارم (¬3). وفي زمانه توفّي يوسف الصّدّيق عليه السلام. ثم إنّ دارم طغا (¬4) بعد يوسف وتكبّر، وأظهر عبادة الأصنام، فركب في سفينة يتفرّج، فأرسل الله تعالى عليه ريحا عاصفة، فغرق هو ومن معه، ما بين حلوان إلى طرا. ذكر وفاة يعقوب عليه السلام ودفنه بمصر، ثم نقله إلى حبرون عن كعب الأحبار، قال: دخل يعقوب عليه السلام إلى مصر وعاش فيها عشرة (¬5) سنين، فلما حضرته الوفاة قال ليوسف عليه السلام: لا تدفنّي بمصر، وإذا أنا متّ فاحملوني وادفنوني في مغارة في جبل حبرون (¬6). وحبرون بينها وبين بيت المقدس ثمانية (¬7) عشر ميلا. فلما مات لطّخوه بمرّ وصبر، فكانوا يفعلون ذلك به في كل أربعين يوما حتى كلّم يوسف لفرعون وأعلمه أنّ أباه قد مات، وأنه سأله أن يقبره في أرض كنعان، فأذن له بذلك، وخرج معه أشراف مصر حتى دفنه وانصرف، وذلك بعد أن دفن في مصر ثلاث سنين، ثم حمل إلى حبرون (¬8)، ودفن عند إبراهيم الخليل وإسحاق عليهم السلام (¬9). ذكر وفاة يوسف عليه السلام ودفنه قال الحسن: إنّ يوسف عليه السلام ألقي في الجبّ وهو ابن سبع عشر (¬10) ¬

(¬1) في فتوح مصر 72 «أرض ريفية تربة». (¬2) فتوح مصر 72، تاريخ الطبري 1/ 330 وما بعدها، حسن المحاضرة 1/ 17. (¬3) في نهاية الأرب 15/ 127 «دريموس»، وفي المواعظ والاعتبار: «ديموش»، والمثبت يتفق مع: مروج الذهب 1/ 358، والنجوم الزاهرة 1/ 58 ويسميه أهل الأثر دارم. (¬4) الصواب: «طغى». (¬5) الصواب: «عشر». (¬6) في حسن المحاضرة 1/ 7 «جبرون»، والمثبت يتفق مع: فتوح مصر 74، ومعجم البلدان 2/ 212 مادّة «حبرون». (¬7) في الأصل: «ثمنيه». (¬8) هكذا بالمعجمة، وسبق أن كتبها بالحاء المهملة. (¬9) فتوح مصر 74، نهاية الأرب 13/ 155، حسن المحاضرة 1/ 17. (¬10) الصواب: «سبع عشرة».

سنة (¬1)، ومكث إلى أن لقي يعقوب عليه السلام وأهله ثمانين سنة، ثم عاش بعد ذلك ثلاث (¬2) وعشرين سنة، فمات وهو ابن ماية وعشرين سنة (¬3)، وقيل: ابن ماية وثلاثين سنة (¬4). وكان قد أوصى عند موته أن يحملوه معهم إلى حبرون (¬5). فلما مات جعلوه في تابوت، ودفنوه في الجانب الغربيّ من مصر، فأخصب الجانب الغربيّ، وأجدب الجانب الشرقيّ، فنقلوه إلى الجانب الشرقيّ فأخصب، وأجدب الجانب الغربيّ، فعند ذلك وضعوه في صندوق حديد، وعملوا فيه سلسلة من حديد، وألقوه في البحر، وألزموه بوتد من حديد، فأخصب الجانبان جميعا، وما برح إلى أن نقله معه موسى ابن عمران عليه السلام (¬6). وسيأتي ذكره في مكانه إن شاء الله تعالى. ثم ملكها بعد دارم: كاشم (¬7)، ثم هلك كاشم بن معدان، وكان من الجبابرة، فملك بعده فرعون موسى عليه السلام (¬8). وكان اسم فرعون لعنه (الله) (¬9): الوليد بن مصعب بن أشمير بن الكوين بن عملاق (¬10). وقيل: عمليق بن لاود بن سام بن نوح عليه السلام. ويقال: إنّ اسمه كان ظلما (¬11). ¬

(¬1) الكامل في التاريخ 1/ 137. (¬2) الصواب: «ثلاثا». (¬3) فتوح مصر 75، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، لابن الجوزي - تحقيق محمد ومصطفى عبد القادر عطا، ومراجعة نعيم زرزور - دار الكتب العلمية، بيروت 1412 هـ / 1992 م. - ج 1/ 319، الكامل في التاريخ 1/ 137، حسن المحاضرة 1/ 17. (¬4) فتوح مصر 75. (¬5) الكامل في التاريخ 1/ 137. (¬6) فتوح مصر 75، الكامل في التاريخ 1/ 167، نهاية الأرب 13/ 156، صبح الأعشى 13/ 260، حسن المحاضرة 1/ 17، 18. (¬7) في مروج الذهب 1/ 358، والنجوم الزاهرة 1/ 58 «كامس» ومثله في فتوح مصر. (¬8) حسن المحاضرة 1/ 18. (¬9) عند هامش المخطوط. (¬10) مروج الذهب 1/ 358، فتوح مصر 76، المنتظم 1/ 332، مرآة الزمان 1/ 391، الكامل في التاريخ 1/ 129، نهاية الأرب 13/ 176، النجوم الزاهرة 1/ 58. (¬11) في فتوح مصر 76 «ظلما» وفي نسخة أخرى: «ظلمى» ومثلها في حسن المحاضرة 1/ 18.

وقيل: إنه من قرية يقال لها: فرّان بلى (¬1). وقيل: إنه كان يكنّى بأبي مرّة (¬2). وملك خمس ماية عام (¬3). وقيل: أربع ماية عام (¬4). ولما ملكها كان عمره مائة عام. والله أعلم. وكان سبب ملكه أنّ أهل مصر لما هلك كاشم اختلفوا على من يملكّوه من أيّ بيت، وكانوا اثنا (¬5) عشر بيتا، كل بيت يقولون: الملك منّا. فاتفقوا جميعهم وأجمعوا رأيهم على (¬6) أنهم يركبوا ويخرجوا (¬7) إلى الفجوة (¬8)، وأيّ من وجدوه مقبلا سألوه: ممّن يكون الملك؟ فمن قال لهم عنه ارتضوا (¬9) به الجميع، ولا يخرجوا عن هذا الحكم، فلما خرجوا وجدوا فرعون وهو مقبلا (¬10) راكبا على جمل بين عدلي (¬11) نطرون، فقالوا: هكذا يحكم بيننا، فأنزلوه وقالوا له: إننا قد اتفقنا وتحالفنا على أيّ من قلت إنّه الملك ملّكناه علينا، ولا نخرج عنه. فقال: أخاف ما تسمعوا منّي، احلفوا قدّامي، فحلّفهم بين يديه، وأكّد عليهم، فقال لهم: إنني أرى أن أملّك نفسي عليكم وتحسموا المادّة في ذلك، لأني أيّ من قلت: يكون الملك من البيت الفلانيّ، يبقى في نفوس الباقين. وأنتم على أماكنكم ومراتبكم، وأنا واحد منكم بين أيديكم إله. فوافقوه (¬12) الجميع على ذلك، وملّكوه عليهم، وألبسوه ثياب الملك، وركّبوه، ودخلوا به البلد. فلما تمكّن من الملك أسرّ إلى غلمان الكبراء وقال لهم: أيّ من قتل أستاذه أعطيت له مكانه وأزوجته بزوجته، ودفعت له جميع ما يملكه. وواعد الجميع إلى يوم واحد، ففعلوا ذلك، وأوفا (¬13) لهم بما وعدهم، حتى تمكّن وزاد تمكّنه، قتل الغلمانّ أولا فأولا (¬14). واستمر في الملك، وطال عمره، واغترّ، وادّعى الربوبية. وجرى له مع نبيّ الله موسى بن عمران عليه السلام ما جرى (¬15). ¬

(¬1) في فتوح مصر 76 «كان من فرّان بن بلى». (¬2) فتوح مصر 77، حسن المحاضرة 1/ 18. (¬3) فتوح مصر 78، حسن المحاضرة 1/ 18. (¬4) فتوح مصر 78. (¬5) الصواب: «وكانوا اثني». (¬6) في الأصل: «أعلى». (¬7) الصواب: «يركبون ويخرجون». (¬8) في حسن المحاضرة 1/ 18 «إلى الفجّ». (¬9) الصواب: «ارتضى». (¬10) الصواب: «وهو مقبل». (¬11) في حسن المحاضرة: «عديلتي». (¬12) الصواب: «فوافقه». (¬13) الصواب: «وأوفى». (¬14) الصواب: «فأول». (¬15) حسن المحاضرة 1/ 18.

[سيرة فرعون في رعيته]

[سيرة فرعون في رعيّته] وأمّا سيرة فرعون مع رعيّته فإنّه كان عادلا لا ينظر إلى ما في أيديهم (¬1). وقد قيل: الملك يدوم مع الكفر والعدل، ولا يدوم مع الظلم والإيمان. وأما فضيلة العدل، فقد صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «إذا كان يوم القيامة جمع الله عزّ وجلّ الأولين والآخرين في صعيد واحد ثم يناديهم بصوت يسمعه البعيد كما يسمعه القريب: أنا الملك، أنا الديّان إن حازني ظلم ظالم» (¬2). وقال عليه السلام: «ما من أمير عشرة إلاّ يؤتى به يوم القيامة ويده مغلولة إلى عنقه فلا يفكّها إلاّ عدله» (¬3). ومما ورد في العدل فقوله تعالى: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} (¬4) الآية. وما من ملك تردّا (¬5) برداء العدل إلاّ وكان وقاية له من جميع الآفات. وقال أزدشير: الملك والعدل أخوان توأمان لا يصلح لهما أن يفترقا ولا غناء لأحدهما عن صاحبه، ولا يتمّ الملك إلاّ بالعدل. وأمّا ما ذكر عن نزاهة فرعون عمّا في أيدي الناس من رعيّته، فقد ورد عن عمرو بن العاص: أنّ فرعون استعمل هامان على حفر خليج السردوس فلما شرع في حفره أتاه أهل كل قرية يسألونه أن يجري الخليج تحت قريتهم ويعطونه مالا. قال: فكان يذهب به إلى هذه القرية من نحو المشرق، ثم يردّه إلى قرية من نحو دبر القبلة. ثم يردّه إلى قرية في المغرب، ثم يردّه إلى قرية في القبلة، ويأخذ من أهل كل قرية مالا حتى اجتمع إليه في ذلك ماية ألف دينار، فأتى بذلك يحمله إلى فرعون، فسأله فرعون عن ذلك، فأخبره بما فعل في حفره، فقال له فرعون: ويحك، ينبغي للسيد أن يعطف على عبيده ويفيض عليهم، ردّ على أهل كل قرية ما أخذت منهم. فردّه كلّه على أهله (¬6). فلما طغى فرعون وادّعى الربوبية وجرى منه ما جرى، كما أخبر الله تعالى في ¬

(¬1) مروج الذهب 1/ 345. (¬2) أخرجه في صحيحه، كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، رقم 327 من حديث طويل رواه أبو حيّان، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، وفيه: «. . . يجمع الله يوم القيامة الأوّلين والآخرين في صعيد واحد، فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر. . .». والترمذي في القيامة، باب ما جاء في الشفاعة (2551). (¬3) أخرجه أحمد في المسند 2/ 31 و 5/ 284 و 285 و 323، والطبراني في المعجم الكبير 6 / رقم 5388 - 5389 و 11 / رقم 12162. (¬4) سورة النحل، الآية 90. (¬5) الصواب: «تردّى». (¬6) مروج الذهب 1/ 345، النجوم الزاهرة 1/ 56، حسن المحاضرة 1/ 18، 19.

القرآن، سلّط الله عليه وعلى من اتبّعه الغرق فغرق هو وأشراف مصر ووجوههم نيّف (¬1) عن ألفي ألف نفس، وتركوا مصر كما أخبر الله تعالى عنهم في الكتاب العزيز: {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ} [الدخان:25 - 28]. ونجّا (¬2) الله تعالى موسى عليه السلام والذين آمنوا معه، وكان عدّتهم ستماية ألف نفس (¬3). فلما عزم موسى عليه السلام على المسير بهم نقل معه عظام يوسف عليه السلام، ودفنه في حبرون (¬4). والسبب في ذلك ما روى سماك بن حرب، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل وهو قافل ومعه زيد بن حارثة، فمرّ ببيت شعر فرد وقد أمسى، فدنا من البيت فقال: «السلام عليكم». فردّ ربّ البيت السلام. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ضيف». فقال: انزل. فبات في قرّى. فلما أصبح وأراد الرحيل، فقال له الشيخ: أصيبوا من بقية قراكم، فأصابوا. فلما أراد الرحيل قال له النبيّ صلى الله عليه وسلم: «إذا سمعت بنبيّ قد ظهر من تهامة فأته، فإنّك تصب منه خيرا». وارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما ظفر النبي صلّى (الله) (¬5) عليه وسلم جاء الشيخ على راحلته حتى أناخ بباب المسجد ودخل يتصفّح وجوه الرجال. فقالوا له: ها ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (¬6). قال: والله ما أدري، إلاّ أنه نزل بي رجل فأكرمت قراه. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وإنّك لفلان»؟ فقال: نعم. فقال له: «فكيف أمّ فلان»؟ قال: بخير. قال: «فكيف حالكم»؟ قال: بخير. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تمنّ ما شئت فإنّك لن تتمنّ اليوم شيئا إلاّ أعطيتك». قال: فإنّي أسألك ضأنا ثمانين. قال: فضحك (¬7) رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: يا عبد الرحمن بن عوف وفّها إيّاه. ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه وقال: «ما كان أحوج هذا الشيخ أن يكون مثل عجوز موسى». قال: قلنا: يا رسول الله صلّى الله عليك، وما عجوز موسى؟ قال: بنت يوسف الصّدّيق عليه السلام، عمّرت حتى صارت عجوزا كبيرة ذاهبة البصر، فلما أسرى موسى عليه السلام ببني إسرائيل غشيهم ضبابة حالت بينهم وبين الطريق أن يبصروها. وقيل لموسى: لن تعبر إلاّ ومعك عظام يوسف. قال: ومن يدري أين موضعها؟ قالوا: ابنته عجوز كبيرة ذاهبة البصر تركناها في ¬

(¬1) الصواب: «نيّفا». (¬2) سورة الدخان، الآية 25 - 28. (¬3) الصواب: «ونجّى». . . (¬4) في المنتظم 1/ 347 ستمائة وعشرون ألفا. (¬5) المنتظم 1/ 347. (¬6) هكذا في الأصل. والعبارة ناقصة. (¬7) كتبت فوق السطر.

[موسى بن عمران]

الديار. قال: فرجع موسى. فلما سمعت حسّه قالت: موسى. قال: موسى. قالت: وما ردّك؟ قال: أمرت أن أحمل عظام يوسف. قالت (¬1): وما كنتم لتعبروا إلاّ وأنا معكم. قال: فدلّيني على عظام يوسف. قالت: لا أفعل إلاّ أن تعطيني ما سألتك. قال: فلك ما سألت. قالت: فخذ بيدي. فأخذ بيدها، فانتهت به إلى عمود على شاطئ النيل في أصله سكّة من حديد مؤتدة فيها سلسلة، وقالت: إنّا كنّا قد دفنّاه من ذلك الجانب فأخصب، وأجدب ذلك الجانب، فلما رأينا ذلك جمعنا عظامه فجعلناها في صندوق من حديد، وألقيناه في وسط النيل، فأخصب الجانبان جميعا. قال: فحمل الصندوق على رقبته وأخذ بيدها وألحقها بالعسكر، وقال لها: سل (¬2) ما شئت. قالت: فإني أسأل أن أكون أنا وأنت في درجة واحدة في الجنّة، ويردّ الله عليّ بصري وشبابي حتى أكون شابّة كما كنت. قال: فلك ذلك» (¬3). [موسى بن عمران] وأمّا موسى بن عمران فإنه ابن (¬4) عمران بن قاهث. وبالعبرانية: قوهث. واسم أمّه يوخافلظ (¬5). وقاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام. فلما هلك فرعون بقوا دهرا طويلا بلا ملك، حتى اتفقوا أن أملكوا (¬6) عليهم امرأة يقال لها دلوكة بنت زبّاء، وهي امرأة كبيرة عمرها ماية وستّون سنة، وهي صاحبة الحائطين الذي (¬7) آثارهما بالصعيد من الشرق والغرب إلى الآن (¬8). وكان سبب عمارتها للحائطين أنها كانت تخشى من الأعداء، فعملتها على مصر حصنا من الأعداء، من أسوان إلى البحر. وكانت قد عملت فيهما أبراجا، وعملت من البروج إلى البرج أجراسا، وعليها حرّاسا (¬9)، فمن أيّ جهة دهمها العدوّ حرّكوا (¬10) الأجراس الحرّاس، فتعلم به وهي في منف، فتركب في جيشها وتلاقيه. ¬

(¬1) في الأصل: «قال». (¬2) الصواب: «سلي». (¬3) المنتظم 1/ 347، 348، مرآة الزمان 1/ 413، صبح الأعشى 13/ 260، حسن المحاضرة 1/ 19، 20. (¬4) في الأصل: «فإنه بن». (¬5) كتب على الهامش بحذائها: «اسم أم موسى يوخافلظ». انظر: مرآة الزمان 1/ 390. (¬6) الصواب: «ملّكوا». (¬7) الصواب: «اللّذين». (¬8) نهاية الأرب 1/ 392 و 15/ 138، مسالك الأبصار، 1/ 239. (¬9) الصواب: «وعليها حرّاس». (¬10) الصواب: «حرّك».

وكان في زمانها عجوز ساحرة من بنات السحرة تسمّى تذورة (¬1)، فقالت لها دلوكة الملكة: إعملي لنا بربا (¬2) تمنع عنّا الأعداء. فقالت: نعم، على شرط أنكن تتزوّجن بعبيدكنّ وأجرائكن (¬3). ولا تقطعوا النسل، فقطعن ذلك على شرط أن لا يفعلوا شيئا إلاّ بمؤامرتهنّ في ذلك. وبقيت سنّة في القبط إلى يوم القيامة، فعند ذلك عملت (¬4) لهم بربا بمنف، وصوّرت فيها جميع أصناف الناس إن جاؤوا على خيل أو على جمال أو دوابّ أو رجّالة أو في مراكب من أيّ جهة كان (¬5)، وجعلت عليها حرّاسا ينظرون إلى الصّور بالنّوبة، فإذا قصد مصر عدوّ على صفة من هذه الصفات تحرّكت الصور التي تشبه العدوّ، فيعمدوا إليها يقطعوا رؤوسهم (¬6) وأيديهم وأرجلهم بالسيوف، ويفقّوا (¬7) أعينهم بالرماح، فيصيب ذلك بالعدوّ وهو في مكانه. فاستمرّت مصر ممتنعة بتدبير العجوز تدوره أربع ماية سنة (¬8). فملكتهم دلوكة بنت زبّا عشرين سنة وهلكت (¬9). فبلغ صبيّ من أبناء القبط الأكابر يقال له دركون بن بلطوبس (¬10) فملّكوه عليهم. ثم مات (¬11). فاستخلف ولده توذش (¬12)، ثم هلك (¬13). ¬

(¬1) في حسن المحاضرة 1/ 20 «يذورة». وفي فتوح مصر، ومعجم البلدان: «تدورة». (¬2) في حسن المحاضرة 1/ 20 «رباء من حجارة». والبرابي: جمع بربي، كلمة قبطية تعني موضع العبادة أو البناء المحكم أو موضع السحر. قال ابن فضل الله العمري إنها تشتمل على جميع أشكال الفلك. وانظر: صبح الأعشى 3/ 323. (¬3) في الأصل: «وأجراكن». (¬4) في الأصل: «عمل». (¬5) الصواب: «كانت». (¬6) في الأصل: «روسهم». (¬7) الصواب: «ويفقأوا». (¬8) حسن المحاضرة 1/ 21. (¬9) فتوح مصر 88 - 90، حسن المحاضرة 1/ 20، 21. (¬10) في فتوح مصر 90، وحسن المحاضرة 1/ 59 «دركوس بن بلطيوس» وفي المواعظ والاعتبار: «دركوس بن بلوطس»، ومثله في: نهاية الأرب:15/ 139، وفي صبح الأعشى 3/ 416 «دركون بن بطلوس». (¬11) فتوح مصر 90، مروج الذهب 1/ 364، نهاية الأرب 15/ 139، صبح الأعشى 3/ 416، النجوم الزاهرة 1/ 59، حسن المحاضرة 1/ 21. (¬12) في فتوح مصر: «بورس»، وفي نهاية الأرب: «بورش»، وفي صبح الأعشى: «تودس». (¬13) فتوح مصر 90، مروج الذهب 1/ 364، نهاية الأرب 15/ 139، صبح الأعشى 3/ 416، النجوم الزاهرة 1/ 59، حسن المحاضرة 1/ 21.

فملك بعده أخوه لقاش (¬1) مدّة ثلاثين سنة، ومات (¬2). فملك بعده أخوه مرينا (¬3) ومات (¬4). فملك بعده ولده استماذس (¬5)، وطغا (¬6) وتكبّر، وأظهر الفاحشة، فقتلوه بعد خلعه (¬7). وتملّك بعده رجل يقال له بلوطس ابن ميكائيل (¬8) أربعين سنة، ومات (¬9). فملك بعده ولده مالوس (¬10)، ثم أخوه مناكيل زمانا طويلا، ومات (¬11). فاستخلف ولده بوله (¬12)، فملك ماية وعشرين سنة، وهو الأعرج الذي سبا (¬13) ملك بيت المقدس وقدم به مصر (¬14). وكان بوله (¬15) قد تمكّن في البلاد وبلغ مبلغا لم يبلغه أحد ممن كان قبله من ¬

(¬1) في فتوح مصر: «لقاس»، وفي مروج الذهب: «فغامس»، وفي نهاية الأرب: «بغاش»، وفي المواعظ والاعتبار: «لقاس». (¬2) فتوح مصر 90، مروج الذهب 1/ 364، نهاية الأرب 15/ 139، حسن المحاضرة 1/ 21. (¬3) فتوح مصر 1/ 90، مروج الذهب 1/ 364 وفيه: «دنيا بن بورس»، ونهاية الأرب 15/ 139 وفيه «دنيا بن بورش»، والمواعظ والاعتبار، كما هو أعلاه. (¬4) حسن المحاضرة 1/ 21. (¬5) في تاريخ اليعقوبي، طبعة دار صادر، بيروت 1379 هـ. / 1960 م. - ج 1/ 186. «نمادس بن مرينا». (¬6) الصواب: «وطغى». (¬7) فتوح مصر 1/ 90، 91، وفيه: «استمارس» مروج الذهب:1/ 364 وفيه «نماريس»، تاريخ اليعقوبي 1/ 90، حسن المحاضرة 1/ 21. (¬8) في تاريخ اليعقوبي، وفتوح مصر، والمواعظ والاعتبار، وحسن المحاضرة: «مناكيل»، وفي مروج الذهب: «ميناكيل»، وفي نهاية الأرب «متناكيل» وفي صبح الأعشى: «مياكيل». (¬9) تاريخ اليعقوبي 1/ 186، فتوح مصر 1/ 91، مروج الذهب 1/ 364، نهاية الأرب 15/ 139، صبح الأعشى 3/ 416، المواعظ والاعتبار 1/ 58، حسن المحاضرة 1/ 21. (¬10) فتوح مصر 1/ 91، تاريخ اليعقوبي 1/ 186 وفيه «ما ليس»، نهاية الأرب 15/ 139، صبح الأعشى 3/ 416، المواعظ والاعتبار 1/ 58، حسن المحاضرة 1/ 21. (¬11) فتوح مصر 1/ 91، النجوم الزاهرة 1/ 59 وفيه «مماكيل» حسن المحاضرة 1/ 21. (¬12) في تاريخ اليعقوبي: «نوله»، وفي مروج الذهب: «بلونا»، وفي نهاية الأرب «بوليه»، وفي النجوم الزاهرة: «بلونه». (¬13) الصواب: «سبى». (¬14) فتوح مصر 1/ 91، تاريخ اليعقوبي 1/ 186، مروج الذهب 1/ 364، نهاية لأرب 15/ 140، النجوم الزاهرة 1/ 59. (¬15) في الأصل: «يوله».

الملوك بعد فرعون - لعنه الله - فلما طغى قتله الله تعالى، صرعته دابّته دقّت عنقه فمات (¬1). وممّا جرى له ما أخبر عنه عليّ، عن عبد الرحمن، عن أسد بن موسى يرفعه إلى كعب في كتاب: «فتوح مصر وإفريقية» (¬2) أنه قال: لما مات سليمان بن داود عليهما السلام ملك بعده مرحب عمّ سليمان، فسار إليه بوله (¬3) ملك مصر فقاتله وأصاب الأترسة الذهب التي عملها سليمان عليه السلام (¬4) (ببيت (¬5) المقدس) (¬6)، فذهب بها (إلى مصر) (¬7). وأخبر عبد الرحمن (¬8) أيضا أنّ المخلوع الذي خلعه أهل مصر إنما هو بوله (¬9)، وذلك أنه لما دعا بوله (¬10) للوزراء ومن كانت الملوك من قبله أجرت عليهم الأرزاق والجوائز، وكأنّه استكثر ذلك، فقال لهم إنّي أريد أن أسألكم (¬11) عن أشياء، فإنّ أخبرتموني بها زدت في أرزاقكم ورفعت أقداركم، وإن لم تخبروني بها ضربت أعناقكم، فقالوا له: سل عمّا شئت. فقال لهم: أخبروني ما يفعل الله تبارك وتعالى في كل يوم؟ وكم عدد نجوم السماء؟ وكم مقدار ما تستحق الشمس على ابن آدم في كل يوم؟ فاستأجلوه فأجّلهم في ذلك شهرا. وكانوا يخرجون في كل يوم إلى خارج المدينة، مدينة منف، فيقفون في ظلّ قبر موسى يتباثّون ما هم فيه ثم يرجعون، والقرموس ينظر إليهم. فقال يوما فسألهم عن أمرهم، فأخبروه بحالهم. فقال: عندي علم ما تريدون إلاّ أنّ لي قرموس ولا أستطيع أن أعطّله، فليقعد رجل منكم مكاني يعمل فيه، وأعطوني دابّة من دوابّكم، وألبسوني من ثيابكم، ففعلوا له ما أراد. وكان في المدينة ولد لبعض ملوكهم قد ساءت حالته، فأتاه القرموسيّ وسأله عن القيام بملك ابنه. فقال: وكيف ذلك؟ وهذا الرجل الملك لم يخرج من مدينة منف! فقال القرموسي: أنا أخرجه لك. فجمع له مالا. ثم ولّى القرموسيّ حتى دخل على بوله: إنّ عنده علم ما سأل عنه. فقال له: أخبرني كم عدد نجوم السماء؟ فأخرج له القرموسي جرابا فيه رمل كان معه، فنثره بين ¬

(¬1) فتوح مصر 1/ 91، تاريخ اليعقوبي 1/ 186، حسن المحاضرة 1/ 21. (¬2) ج 1/ 91. (¬3) في الأصل: «يوله». (¬4) حتى هنا في حسن المحاضرة 1/ 21. (¬5) في الأصل: «بيت». (¬6) ما بين القوسين لم يرد في فتوح مصر. (¬7) ما بين القوسين ليس في فتوح مصر. (¬8) في فتوح مصر 1/ 91. (¬9) في الأصل: «يوله». (¬10) في الأصل: «يوله». (¬11) في الأصل: «اسالكم».

[خبر بخت نصر]

يديه وقال: مثل عدد هذا. قال: وما يدريك؟ قال: مر من يعدّه. قال: فكم مقدار ما تستحق الشمس كل يوم على ابن آدم؟ قال: قيراطا، لأنّ العامل يعمل يومه إلى الليل فيأخذ ذلك في أجرته. قال: فما يفعل الله عزّ وجلّ كل يوم؟ قال له: أريك ذلك غدا. فخرج معه حتى أوقفه على أحد وزرائه الذي أقعده القرموسيّ مكانه، فقال: إنه يفعل الله عزّ وجلّ في كل يوم كما فعل بهذا يعزّ أقواما ويذلّ أقواما، ويحيي قوما ويميت قوما، ومن ذلك: إنّ هذا وزيرا (¬1) من وزرائك قاعدا (¬2) يعمل على قرموسي، وأنا على دابّته من دوابّ الملوك وعليّ لباس من لباسهم. وهذا فلان بن فلان - عن ولد ذلك الملك - قد أغلق عليك مدينة منف، فرجع مبادرا، (فإذا) (¬3) مدينة منف قد أغلقت ووثبوا مع الغلام على بوله فخلعوه، فبقا موسوس (¬4)، ويقعد على باب مدينة يتوسوس ويهذي، فلذلك قول القبط إذا تكلّم أحدهم بما لا يريد ويزيد في الكلام قال: شحناك من بوله. يريد بذلك الملك لوسوسته. والله أعلم. ثم لما خلعوه وهلك ملّكوا ولده مرينوس (¬5) زمانا، ومات (¬6). فملك ولده قرقورة ستين سنة، ومات (¬7). فملك أخوه لقاش (¬8) دهرا طويلا، ثم هلك لقاش ابن مرينوس، فملك بعده قوميس ابن لقاش (¬9) دهرا طويلا. وهو الذي غزاه بخت نصّر وقتله وأخرب ديار مصر (¬10). [خبر بخت نصّر] وكان سبب ذلك دخول بخت نصّر إلى مصر أنه قدم إلى بيت المقدس، وهو من ولد إفريقين ابن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهما السلام. ¬

(¬1) الصواب: «وزير». (¬2) الصواب: «قاعد». (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) الصواب: «فبقي موسوسا». (¬5) في نهاية الأرب: «وينوس». (¬6) فتوح مصر 1/ 91، 92، مروج الذهب 1/ 364، نهاية الأرب 15/ 140، المواعظ والاعتبار. (¬7) فتوح مصر 1/ 93، نهاية الأرب 15/ 140. (¬8) في فتوح مصر «لقاس» ونهاية الأرب «بغاس»، وفي المواعظ والاعتبار، والنجوم الزاهرة «نقاس». (¬9) في النجوم الزاهرة: «قويس بن نقاس» وفي صبح الأعشى: «بغاش»، وفي مروج الذهب: «نقاس». (¬10) فتوح مصر 1/ 93، نهاية الأرب 15/ 140، النجوم الزاهرة 1/ 59، مروج الذهب 1/ 364، صبح الأعشى 3/ 416.

وهو بخت نصّر بن خودرز بن منوب بن استخسرين ابن فيرخسر بن خسروان بن أسروا بن يحيى بن يعد بن يعدن بن وايدبخ بن رعّ بن ماي شواشوابن بوذر بن متوشهر بن متشجر بن أفريقس ابن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام. وكان إرميا ابن جنان نازلا بأرض بابل في إيليا وهي خراب ينوح على أهلها ويبكي، فاجتمع إلى إرميا بقايا من بني إسرائيل كانوا متفرّقين، فقال لهم إرميا: أقيموا بنا في أرضنا نستغفر الله تعالى ونتوب إليه، فلعلّه يتوب علينا. فقالوا: نخاف أن يسمع بنا بخت نصّر فيبعث إلينا ونحن شرذمة قليلون، ولكنّا نذهب إلى ملك مصر فنستجير به وندخل في ذمّته. فقال لهم أرميا: ذمّة الله عزّ وجلّ أوفا (¬1) الذمم لكم، ولا يسعكم أمان أحد إن أخافكم. فانطلق أولئك النفر من بني إسرائيل، ولم يقبلوا من إرميا إلى قوميس بن لقاش ملك مصر، واعتصموا به لما يعلمون من منعته، وشكوا إليه شأنهم. قال: أنتم في ذمّتي. فأرسل إليه بخت نصر: إنّ لي قبلك عبيدا أبقوا منّي، فابعث بهم إليّ، فكتب إليه قوميس: ما هم بعبيدك، هم أهل النبوّة والكتاب، وأبناء الأحرار، واعتديت عليهم وظلمتهم. فحلف بخت نصّر: لئن لم تردّهم لأغزونّ بلادك والخا. . .؟ جميعا. وأوحى الله تعالى إلى إرميا: إنّني مظهر بخت نصّر على هذا الملك الذين (¬2) اتّخذوه حرزا من دوني، وإنّهم لو أطاعوك وأطبقت السماء والأرض لجعلت لهم من بينهما مخرجا، وإنّي أقسم بعزّتي لأعلمنّهم أنهم ليس لهم محيص ولا ملجأ إلاّ طاعتي واتّباع أمري. فلما سمع إرميا رجمهم وبادر إليهم. وقال: إذا (¬3) لم تطيعوني أسركم بخت نصّر وقتلكم، وآية ذلك أنّي رأيت موضع سريره الذي يضعه فيه ما يظفر بمصر ويملكها. ثم عمد إلى مكان السرير فدفن أربعة أحجار تحت قوائم السرير الذي يجلس عليه بخت نصّر، وقال: تقع كلّ قائمة من سريره على حجر من هذه الأحجار، فلجّوا في رأيهم. فسار بخت نصّر بقوميس فقتله، وسبا (¬4) جميع أهل مصر، وردم بلادها، وقتل من قتل، وأسر من أسر. ولما أراد قتل الكبراء منهم وضع سريره في الموضع الذي وضع إرميا فيه فوقعت كل قائمة من سريره على حجر من تلك الحجارة التي دفنها إرميا. ¬

(¬1) الصواب: «أوفى». (¬2) الصواب: «الذي». (¬3) في الأصل: «إذ». (¬4) الصواب: «سبى».

فلما أتا (¬1) بالأسارى أتا (¬2) معهم إرميا، فقال له بخت نصّر: ما لي أراك مع أعدائي بعد أن أمّنتك وأكرمتك؟ فقال له إرميا: إنّما جئتهم محذّرا، وأخبرتهم بخبرك، وقد وضعت لهم علامة تحت سريرك وأريتهم موضعه. قال بخت نصّر: وما مصداق ذلك؟ قال إرميا: إرفع سريرك، فإنّ تحت كل قائمة حجر دفنته. فلما رفع سريره وجد الحجارة، وتحقّق مصداق ذلك. قال: يا إرميا، لو علمت أنّ فيهم خيرا أوهبتهم لك. فقتلهم، وأخرب مدائن مصر وقراها، وسبا (¬3) جميع أهلها، ولم يترك بها أحدا، حتى بقيت أربعين سنة خرابا ليس فيها ساكن، يجري نيلها ويذهب ولا ينتفع به. فأقام إرميا بمصر، واتخذ فيها جنينة وزرعا يعيش به. فأوحى الله تعالى إلى إرميا: إنّ لك عن الزرع والمقام بمصر شغلا، فكيف تسعك أرض وأنت تعلم سخطي على قومك؟ فالحق بأيليا (¬4) حتى يبلغ كتابي أجله. فخرج منها حتى بيت المقدس. ثم إنّ بخت نصّر ردّ أهل مصر إليها بعد أربعين سنة فعمّروها وسكنوها، فلم تزل مقهورة من يومئذ (¬5). وأمّا ما نسخ قهرها، فقد روي عن عبد الرحمن بن غنم الأشعريّ أنه قدم من الشام إلى مصر، إلى عند عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال له عبد الله: ما أقدمك إلى بلادنا؟ قال: أنت. قال: لماذا؟ قال: كنت تحدّثنا أنّ مصر أسرع البلاد خرابا، ثم أراك قد اتخذت فيها الرباع، وبنيت فيها القصور، واطمأننت فيها. فقال عبد الله: إنّ مصرا وقت خرابها حطمها بخت نصّر فلم يدع فيها إلاّ السباع والضياع، وقد مضى خرابها، وهي اليوم أطيب الأرض ترابا، وأبعدها خرابا، ولم تزل البركة فيها ما دام في شيء من الأرض بركة (¬6). ¬

(¬1) الصواب: «أتي». (¬2) الصواب: «أتى». (¬3) الصواب: «وسبى». (¬4) في الأصل: «بابليا». (¬5) فتوح مصر 1/ 93 - 95، حسن المحاضرة 1/ 21، 22. (¬6) فتوح مصر 1/ 95، 96.

ذكر خراج مصر

ذكر خراج مصر وذلك ما روي عن مشايخ مصر في كتاب «فتوح مصر وإفريقيّة» (¬1). قيل إنّ الذين كانوا يقرّون القرى في أيدي أهلها كلّ قرية بكراء معلوم لا ينقص عليهم إلاّ في كل أربع سنين من أجل الضمان (¬2) وتنقل اليسار، فإذا مضت أربع سنين نقص ذلك وعدّل تعديلا جديدا، فيرفق بمن استحقّ الرفق، ويزاد على من استحق الزيادة، ولا يحمل عليهم من ذلك ما يشقّ عليهم إلاّ يسلك معهم طريق العدل والإنصاف، فإذا جبي الخراج وجمع كان للملك من ذلك لنفسه الربع من جميع خراج مصر لخالصه وخاصّه يصنع فيه ما يريد. والربع الثاني لجنده، ومن تقوّى به على حرب أعدائه وجباية خراجه. والربع الثالث يصرف في مصلحة الأرض وما يحتاج إليه من عمارة جسورها، وحفر خليجها، وتنضيف (¬3) تراعها (¬4)، وبناء قناطرها، وتقاوي مزارعينها، وعمارة أرضها، والربع الرابع من خراج كل قرية فيصرف ذهبا، ويدفن ذلك في القرية لنائبة تنزل أو جائحة بأهل القرية. وكانوا على ذلك. وهذا الربع الذي يدفن في كل قرية من خراجها في كل سنة هي كنوز فرعون التي تتحدّث الناس بها أنها كنوز تظهر في زماننا هذا فيطلبها الذين يبتغون الكنوز. والله أعلم. وأخبر عليّ، يرفعه إلى ابن لهيعة، عن أبي قبيل قال: خرج وردان من عند مسلمة بن مخلد وهو أمير على مصر، فمرّ على عبد الله بن عمرو (¬5) مستعجلا، فناداه: أين تريد يابا (¬6) عبيد؟ قال: أرسلني الأمير مسلمة أن آتي منفا، فأحفر له عن كنز فرعون، فارجع إليه واقرئه (¬7) منّي السلام، وقل له: كنز فرعون ليس لك ولا لأصحابك، إنما هو للحبشة، إنهم يأتون في أنفسهم (¬8) يريدون الفسطاط، فيسيرون (¬9) حتى ينزلوا منفا فيظهر لهم كنز فرعون، فيأخذون منه ما يشاؤون (¬10) فيقولون: ما نبغي غنيمة ¬

(¬1) ج 1/ 96. (¬2) في الأصل: «الضما». (¬3) الصواب: «تنظيف». (¬4) في الأصل: «دراعها». (¬5) في الأصل: «عمر»، والتصويب من فتوح مصر 1/ 97. (¬6) هكذا، والصواب: «يا أبا». (¬7) في الأصل: «واقره». (¬8) في فتوح مصر 1/ 97 «في سفنهم». (¬9) في الأصل: «فيسرون». (¬10) في الأصل: «يشاءون».

ذكر مصالحة الروم وفارس على مصر

أفضل من هذه، فيرجعون، ويخرج المسلمون في آثارهم فيدركونهم، فيقتتلون، فينهزم الجيش (¬1)، فيلحقونهم (¬2) المسلمون ويقتلوا (¬3) منهم، ويستأسوا (¬4) منهم، حتى إنّ الحبشيّ ليباع بالكساء (¬5). ذكر مصالحة الروم وفارس على مصر قال عثمان بن صالح وغيره: ظهرت الروم وفارس على سائر الملوك في وسط الأرض، فقاتلت الروم أهل مصر ثلاث سنين يحاصرونهم، وصابروهم القتال في البرّ والبحر. فلما رأى ذلك أهل مصر صالحوا الروم على أن يدفعوا إليهم شيئا مسمّى في كل عام، على أن يمنعوهم ويكونوا في ذمّتهم. ثم ظهرت (¬6) فارس على الروم. فلما غلبوهم على الشام رغبوا في مصر وطمعوا فيها، فامتنع أهل مصر، وأعانتهم الروم، وقامت (¬7) دونهم، وألحّت عليهم فارس. فلما أحسّوا ظهورهم عليهم صالحوا فارسا، على أن يكون ما صالحوا به الروم بين الروم وفارس. فرضيت الروم بذلك حين خافت ظهور فارس عليها. فكان ذلك الصلح على أهل مصر. وأقامت مصر بين الروم وفارس نصفين سبع سنين. ثم استجاشت (¬8) الروم وتظاهرت على فارس، وألحّت بالقتال والمدد حتى ظهروا عليهم وأخربوا مصانعهم أجمع، وديارهم بالشام ومصر (¬9). وكان ذلك في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته، وبعد ظهور الإسلام، فصارت الشام كلّها وصلح أهل مصر كلّه خالصا للروم، ليس لفارس في شيء من الشام ومصر (¬10). ¬

(¬1) في فتوح مصر: «الحبش». (¬2) الصواب: «فيلحقهم». (¬3) الصواب: «ويقتلون». (¬4) الصواب: «ويستأسرون». (¬5) فتوح مصر 1/ 96، 97. (¬6) في الأصل: «ثم ظهر». (¬7) في حسن المحاضرة 1/ 22 «وتلت». (¬8) كتبت «شت» بعكس الصفحة من أسفل إلى أعلى. (¬9) فتوح مصر 1/ 97، 98، حسن المحاضرة 1/ 22. (¬10) فتوح مصر 1/ 98، حسن المحاضرة 1/ 22.

وممّا حدّث به الليث بن سعد، يرفعه إلى ابن شهاب قال: كان المشركون يجادلون المسلمين بمكة فيقولون: الروم أهل كتاب وقد غلبتهم المجوس، وأنتم تزعمون أنكم ستغلبون بالكتاب الذي معكم، الذي أنزل على نبيّكم فسنغلبكم كما غلبت فارس الروم، فأنزل الله عزّ وجلّ: {الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} (¬1). وأخبر ابن شهاب قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة (¬2) بن مسعود قال: لمّا أنزلت هاتان الآيتان باحث (¬3) أبو بكر الصّدّيق رضي الله عنه بعض المشركين على شيء قبل أن يحرّم القمار، إنه لم يغلب الروم فارس في سبع سنين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل ما دون العشرة بضع». وكان ظهور فارس على الروم في سبع سنين. ثم أظهر الله عزّ وجلّ الروم على فارس زمان الحديبية، ففرح المسلمون بنصر [أهل] (¬4) الكتاب (¬5). وممّا رواه الليث بن سعد، قال: كانت الفرس قد أسّست بناء الحصن الذي يقال له باب اليون (¬6)، هو الحصن الذي بفسطاط (مصر) (¬7) اليوم. فلما انكشفت جموع فارس عن الروم، وأخرجتهم الروم من الشام (¬8) أتمّت الروم بناء ذلك الحصن وأقامت به، فلم تزل مصر في ملك الروم حتى فتحها الله عزّ وجلّ على المسلمين (¬9). يقال: إنّ فارس والروم قريش العجم (¬10)، والله أعلم. فهذا ما جرى. ¬

(¬1) سورة الروم، الآيات 1 - 5. (¬2) في الأصل: «عيينة»، والتصويب من فتوح مصر. (¬3) في فتوح مصر: «ناحب». (¬4) إضافة على الأصل للضرورة. (¬5) فتوح مصر 1/ 98، 99. (¬6) في الأصل: «باب النون»، وفي حسن المحاضرة 1/ 22 «سبيل العيون»، والتصحيح من فتوح مصر. (¬7) كتبت فوق السطر. (¬8) في الأصل: «من والشام». (¬9) فتوح مصر 1/ 99، حسن المحاضرة 1/ 22. (¬10) في الأصل: «قريش والعجم»، والتصحيح من: فتوح مصر 1/ 99.

[كنوز مصر]

[كنوز مصر] وأمّا حديث الكنوز التي بمصر، ومن ذهب من هؤلاء البطّالين الذين يقولون إنهم مطالبيّة (¬1) وهم ضالّين (¬2) فيما زعموه أنّ المطالب في جبل المقطّم، وإنه (¬3) في المساجد، فقد افترى وكذب، ولا يوشك (¬4). إلا أنّ المطالب ما كنزها إلاّ الروم والقبط، كما ذكر في كل بلدة مما اجتمع من ربع خراجها في كل سنة. والمساجد فما بناها إلاّ المسلمون من بعد الفتح. والمسلمون فكانوا فقراء ما كانوا أصحاب أموال. وإنّما ثمّ رهبان ونصارى يحسدوا (¬5) المسلمين على جبل المقطّم لشرفه وفضله، وكونهم بنوا المساجد بالقرب من دياراتهم، وضيّقوا عليهم، صنّفوا كتبا وأوراقا وعتّقوها: إنّ في قبلة المسجد الفلانيّ، بالمكان الفلانيّ، بجبل المقطّم كنز (¬6) صفته كذا وكذا، وأوقعوا الكتب في أيدي البطّالين من المسلمين المغاربة وغيرهم العديمين (¬7) العقل، فخرجوا للطمع أخربوا المساجد التي في جبل المقطّم وأخافوا المقيمين بها حتى أخلوها وخربت. وبالأولى: إنّه إن كان ثمّ كنوز فتكون بالديارات لأنها أقدم من المساجد، والذين عمّروها كانوا ذوي أموال، وهي أنسب لذلك. والله أعلم. [العودة إلى ملوك مصر] ثم رجعنا إلى ملوك مصر. فلما أرسل بخت نصّر القوم الذين بقوا من بني إسرائيل إلى مصر سكنوها وعمّروها، واستخرجوا أراضيها، وتوالدوا فيها وكثروا، هم بقايا القبط، فوثب عليهم الروم كما ذكرنا، فأرسل هرقل للمقوقس ملكا فيها. ¬

(¬1) المطالبيّة: هم الذين يطلبون الحصول على الدقائق والمخبوءات من الكنوز وغير ذلك. (¬2) الصواب: «وهم ضالّون». (¬3) الصواب: «وأنها». (¬4) الصواب: «ولا شك». (¬5) الصواب: «يحسدون». (¬6) الصواب: «كنزا». (¬7) الصواب: «عديمي».

[مولد الرسول صلى الله عليه وسلم]

[مولد الرسول صلى الله عليه وسلم] وفي زمان الروم ولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد أشرف خلق الله، عام الفيل بعد قدومه (¬1) إلى مكة بخمسين يوما. فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين سنة ويوما أرسله الله عزّ وجلّ إلى الناس كافّة بشيرا ونذيرا. وذلك ما رواه الشيخ عبد الرحمن بن نصر البصريّ الشهرزوريّ، عرف بابن الصلاح، رحمة الله عليه. وما رواه أبيّ [بن] (¬2) كعب رضي الله عنه، أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم بعث يوم السابع والعشرين من رجب. والله أعلم. [كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس] ثم إنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كتب إلى المقوقس كتابا وسيّره مع حاطب بن أبي بلتعة في سنة ستّ من الهجرة، وكان قد رجع صلى الله عليه وسلم [من] (¬3) الحديبية، فمضى حاطب بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انتهى إلى الإسكندرية وجد المقوقس في مجلس مشرف مطلّ على البحر، فركب حاطب في مركب، فلما حاذا (¬4) مجلسه أشار بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس، وهو بين إصبعيه، فلما رآه أمر بإحضار الكتاب، وقبض حاطب وأوصل إليه، فلما قرأه قال: ما منعه إن كان نبيّا أن يدعوا (¬5) عليّ؟ فقال له حاطب: ما منع عيسى بن مريم عليه السلام أن يدعو على من أبا (¬6) عليه؟ فوجم ساعة، ثم أعادها، فأعاد عليه حاطب، فسكت. فقال له حاطب: إنه قد كان قبلك رجل زعم أنه الربّ الأعلى فانتقم به، ثم انتقم منه، فاعتبر بغيرك، ولا يعتبر غيرك بك، وإنّ لك دينا لن تدعه إلاّ لما هو (خير) (¬7) منه، وهو الإسلام الكافي الله به فقد ما سواه. وما بشارة موسى بعيسى إلاّ كبشارة عيسى بمحمد صلى الله عليه وسلم ¬

(¬1) المراد بعد قدوم «أبرهة» بجيشه ومعه الفيل. (¬2) إضافة على الأصل للضرورة. (¬3) إضافة على الأصل للضرورة. (¬4) الصواب: «حاذى». (¬5) الصواب: «يدعو». (¬6) الصواب: «أبى». (¬7) تكرّرت في الأصل.

وعليهما، وما دعاؤنا إيّاك إلى القرآن إلاّ كدعاية أهل التوراة إلى الإنجيل، ولسنا ننهاك عن دينك، ولكنّا (¬1) نأمرك به. ثم قرأ الكتاب، فإذا فيه: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ من محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المقوقس عظيم القبط. سلام على من اتّبع الهدى. أمّا بعد. فإنّي أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرّتين. {قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلاّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اِشْهَدُوا بِأَنّا مُسْلِمُونَ} (¬2). فلما قرأه أخذه وحطّه في حقّ من عاج وختم عليه (¬3). ثم في وقت آخر عند فراغه أرسل المقوقس إلى حاطب فأحضره وهو [في] خلوة (¬4) وليس عنده إلاّ ترجمان له، فقال: ألا تخبرنّي عن أمور أسألك عنها، فإنّي أعلم أنّ صاحبك قد تخيّرك (¬5) حين بعثك؟ قال: لا تسألنّ (¬6) عن شيء إلاّ صدقتك. وقال: قال: إلى ما يدعو محمد عليه السلام؟ قال: إلى أن نعبد الله ولا نشرك به شيئا، ونخلع ما سواه؛ ويأمر بالصلاة. قال: فكم تصلّون؟ قال: خمس صلوات في اليوم والليلة، وصيام شهر رمضان، وحجّ البيت، والوفاء بالعهد. وينهى (عن المنكر) (¬7) وأكل الميتة والدم. قال: ما (¬8) أتباعه؟ قال: الفتيان من قومه وغيرهم. ¬

(¬1) الصواب: «ولكنّنا». (¬2) سورة آل عمران، الآية 64. (¬3) فتوح مصر 1/ 116، 117. (¬4) في فتوح مصر 1/ 117 «أرسل المقوقس إلى حاطب ليلة، وليس عنده. .». (¬5) في الأصل: «يخبرك»، والتصحيح من فتوح مصر 1/ 117. (¬6) في فتوح مصر: «لا تسألني». (¬7) ما بين القوسين ليس في فتوح مصر. (¬8) في فتوح مصر: «من».

قال: فهل يقتل قومه؟ قال: نعم. قال: صفه لي. قال: فوصفه بصفة من صفاته (¬1). قال: بقيت أشياء لم أرك ذكرتها. أفي عينيه حمرة قلّ ما تفارقه، وبين كتفيه خاتم النّبوّة، [و] يركب الحمار، ويلبس الشملة (¬2)، ويتحرّى (¬3) بالثمرات والكسر من الخبز، لا يبالي بمن لاقا (¬4) من عمّ ولا ابن عمّ. قال حاطب: هذه صفته. قال: قد كنت أعلم أنّ نبيّا قد بقي، وقد كنت أظنّ أنّ مخرجه من الشام، وهناك مخرج الأنبياء من قبله، فأراه قد خرج من الحجاز، وفي العرب، وهي أرض جهد وبؤس. والقبط لا تطاوعني في اتّباعه، ولا أحبّ [أن] (¬5) يعلم أحد بمحاورتي (¬6) إياك إليّ، وسيظهر على البلاد، وينزل أصحابه من بعده بساحتنا هذه حتى يظهروا على ما هاهنا، وأنا لا أذكر للقبط من هذا حرفا، فارجع إلى صاحبك. وكتب له جوابا: «لمحمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - من المقوقس عظيم القبط. سلام. أمّا بعد. قد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرته وما تدعوا (¬7) إليه، وقد علمت [أنّ] (¬8) نبيّا قد بقي، وقد كنت أظنّه أنه يخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك، وبعثت إليك بجاريتين، وكسوة (¬9)، وأهديت لك بغلة أن تركبها، وحمارا. والسلام» (¬10). ثم سرّحه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكانت الجاريتين (¬11) إحداهما: مارية أمّ إبراهيم، والأخرى: ريحانة، وهبها ¬

(¬1) في فتوح مصر زيادة: «لم آت عليها». (¬2) انظر عن «الشملة» في قاموس الألبسة عند العرب، لدوزي 59 و 232. (¬3) في فتوح مصر: «ويجتزئ». (¬4) الصواب: «لاقى». (¬5) إضافة على الأصل. (¬6) في الأصل: «بمحاوتي». (¬7) الصواب: «تدعو». (¬8) إضافة على الأصل. (¬9) في فتوح مصر: «وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم وبكسوة». (¬10) فتوح مصر 1/ 117، 118. (¬11) الصواب: «فكانت الجاريتان».

النبيّ (صلى الله عليه وسلم) (¬1) لجهم (¬2) بن قيس العذريّ (¬3)، فهي أمّ زكريّا أمّ ابن جهم (¬4). ويقال: بل وهبها لحسّان بن ثابت (¬5). ويقال: بل وهبها لدحية (¬6) الكلبيّ (¬7). وقال آخرون، عن أبي حبيب: إنّ المقوقس لما أتاه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ضمّه إلى صدره وقال: هذا زمان يخرج فيه النبيّ الذي نجد نعته وصفته في كتاب الله عزّ وجلّ. وإنّا نجد صفته أنه لا يجمع بين أختين في ملك عين ولا نكاح، وإنه يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة، وإنّ جلساؤه (¬8) المساكين، وإنّ بين كتفيه خاتم النّبوّة. ثم دعا رجلا يحسن [الكتابة] (¬9) بالعربية، فكتب له الجواب، ثم لم يدع بمصر أحسن، ولا أجمل من مارية وأختها، وهما من أهل حفن من كورة أنصنا، فبعث بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهدى له بغلة شهباء، وحمارا أشهبا (¬10)، وثيابا من قباطيّ مصر، وعسلا من عسل نحل بنها، وبعث إليه بمال صدقة، وأمر رسوله أن ينظر من جلساؤه (¬11)، وينظر إلى ظهره هل يرى فيه شامة كبيرة ذات شعرات. ففعل ذلك الرسول. فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قدّم إليه الأختين والدّابّتين والعسل والثياب، وأعلمهم أنّ ذلك كلّه هديّة. فقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان لا يردّ الهدية على أحد من الناس، فلما نظر إلى مارية وأختها أعجبتاه، فكره أن يجمع بينهما، وكانت إحداهما تشبه الأخرى، فقال: «اللهم اختر لنبيّك»، فاختار الله تعالى له مارية، وذلك أنه قال لهما: «قولا أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأنّ محمدا عبده ورسوله». فبدرت مارية ¬

(¬1) في الأصل: «وهبها النبيّ عليه»، وقد أضفنا ما بين القوسين. (¬2) في حسن المحاضرة 1/ 43 «لجهيم». (¬3) في فتوح مصر 1/ 118 «العبدي»، وفي حسن المحاضرة 1/ 43 «العبدري». (¬4) في فتوح مصر 1/ 118: «أمّ زكريا بن أبي جهم»، وفي حسن المحاضرة 1/ 43 «جهيم». (¬5) فتوح مصر 1/ 118، المحبّر لابن حبيب 76/ 98، حسن المحاضرة 1/ 43، تاريخ مصر وفضائلها 42. (¬6) في الأصل: «لدحيا». (¬7) فتوح مصر 1/ 118، حسن المحاضرة 1/ 42، 43. (¬8) الصواب: «وإنّ جلساءه». (¬9) إضافة على الأصل للضرورة. (¬10) الصواب: «أشهب». (¬11) هكذا في الأصل، والمراد أن ينظر من هم جلساء النبي.

[سنة 11 هـ]

فتشهّدت وآمنت قبل أختها. ومكثت أختها ساعة ثم تشهّدت. فوهب رسول الله صلى الله عليه وسلم أختها لمحمد بن مسلمة (¬1). وقال بعضهم: بل وهبها لدحية (¬2) الكلبيّ (¬3). فأقامت مارية تحت النبيّ صلى الله عليه وسلم، فولدت منه إبراهيم. وتوفّي إبراهيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو بقي إبراهيم ما تركت قبطيّا إلاّ وضعت عنه الجزية» (¬4). [سنة 11 هـ]. ثم توفّي النبيّ صلى الله عليه وسلم سنة إحدى عشرة للهجرة، عند تقضّي شهران (¬5) منها بعد أن غزا تسع عشرة غزوة (¬6). [سنة 15 هـ]. وتوفّيت مارية في شهر المحرّم سنة خمس عشرة من الهجرة، ودفنت بالبقيع، وصلّى عليها عمر بن الخطاب رضي الله عنه (¬7). [سنة 18 هـ]. ذكر سبب دخول عمرو بن العاص رضي الله عنه إلى وادي مصر وذلك أنّ عمروا (¬8) قال لعمر بن الخطّاب رضي الله عنه لما قدم الجابية في سنة ¬

(¬1) فتوح مصر 1/ 119، 120، المواعظ والاعتبار 1/ 30، حسن المحاضرة 1/ 43، 44. (¬2) في الأصل: «لدحيا». (¬3) فتوح مصر 1/ 120، 121. (¬4) فتوح مصر 1/ 126، المواعظ والاعتبار 1/ 30، تاريخ مصر وفضائلها 43. (¬5) الصواب: «شهرين». (¬6) صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب حجّة الوداع (5/ 223 - 224)، وصحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب عدد غزوات النبيّ صلى الله عليه وسلم (5/ 199)، وتاريخ الإسلام (المغازي) - تحقيق عمر عبد السلام تدمري - دار الكتاب العربي، بيروت 1407 هـ. / 1987 م. - ص 71. (¬7) الطبقات الكبرى لابن سعد 8/ 212 - 216، تاريخ خليفة 135، تسمية أزواج النبيّ وأولاده لأبي عبيدة 75، المعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 305، الاستيعاب لابن عبد البرّ 4/ 410 - 413، أسد الغابة 5/ 543، 544، الإصابة 4/ 404، 405، رقم 984، تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) - تحقيق عمر عبد السلام تدمري - دار الكتاب العربي، بيروت 1407 هـ / 1987 م. - ص 163. (¬8) الصواب: «عمرا».

ثمان عشرة، خلا به واستأذنه في المسير إلى مصر، وكان عمرو دخل مصر في الجاهلية وعرف طرقها، ورأى كثرة ما فيها. وكان سبب دخول عمرو إليها أنه قدم إلى بيت المقدس في تجارة له في نفر من قريش، وإذا هم بشمّاس من شمامسة الروم من أهل الإسكندرية قدم للصلاة في بيت المقدس، فخرج في بعض جبالها يسبّح (¬1). وكان عمرو يرعى إبل أصحابه وإبله، وكانت رعية الإبل نوبا بينهم. فبينا عمرو يرعى الإبل، إذ مرّ به ذلك الشماس وقد أصابه العطش في يوم شديد الحرّ، فوقف على عمرو فاستسقاه، فسقاه عمرو من قربته، فشرب حتى روي، ونام الشمّاس مكانه. وكان إلى جنب الشمّاس حيث نام حفرة، فخرج منها حيّة عظيمة، فأبصرها عمرو، فنزغ (¬2) لها بسهم فقتلها. فلما استيقظ الشمّاس نظر إلى حيّة عظيمة نجّاه الله تعالى منها، فقال لعمرو: ما هذه؟ فأخبره أنه رماها فقتلها، فأقبل إلى عمرو فقبّل رأسه وقال: (يا عربيّ) (¬3) قد أحياني الله بك مرّتين، مرّة من شدّة العطش، ومرّة من هذه الحيّة، فما أقدمك إلى هذه البلاد؟ قال: قدمت مع أصحاب لي نطلب الفضل في تجارتنا. فقال له الشمّاس: وكم ترى (¬4) ترجوا (¬5) أن تصيب في تجارتك؟ قال: رجائي أن أصيب في تجارتي ما أشتري به بعيرا، فإنّي لا أملك إلاّ بعيرين، أملي أن أصيب بعيرا آخر ليبقى لي ثلاثة أبعرة. فقال له الشمّاس: أترى دية أحدكم كم هي؟ فقال عمرو: ماية من الإبل. فقال الشمّاس: لسنا أصحاب إبل، إنّما نحن أصحاب دنانير. قال: تكون الدّية ألف دينار. فقال له الشمّاس: إنّي رجل غريب في هذه البلاد، وإنّما قد قدمت أصلّي في كنيسة بيت المقدس، وأسبّح (¬6) في هذه الجبال شهرا، جعلت ذلك نذرا على نفسي، ¬

(¬1) هكذا في الأصل وفتوح مصر 1/ 127، وفي حسن المحاضرة 1/ 41 «يسيح». (¬2) في الأصل: «فبزغ»، والتصحيح من: فتوح مصر 1/ 128، وحسن المحاضرة 1/ 41. (¬3) ما بين القوسين ليس في فتوح مصر. (¬4) في فتوح مصر: «وكم تراك». (¬5) الصواب: «ترجو». (¬6) في حسن المحاضرة: «أسيح».

وقد قضيت ذلك، وأنا أريد الرجوع إلى بلادي، فهل لك أن تتبعني إلى بلادي، ولك عليّ عهد الله وميثاقه أن أدفع لك ديتين، لأنّ الله عزّ وجلّ أحياني بك مرّتين. فقال له عمرو (¬1): وأين بلادك؟ قال: مصر، في مدينة يقال لها الإسكندرية. فقال عمرو: لم أعرفها ولم أدخلها قطّ. فقال له الشمّاس: لو دخلتها لعلمت أنّك لم تدخل قطّ مثلها. فقال عمرو (¬2): وتفي لي بما تقول وعليك بذلك العهد والميثاق. فقال له الشمّاس: نعم عليّ عهد الله وميثاقه أن أفي لك بما أقول، وأن أردّك إلى أصحابك. فقال عمرو: وكم يكون مكثي في ذلك؟ قال: شهر (¬3). تنطلق معي ذاهبا عشرا (¬4)، وتقيم عندنا عشرا، وترجع في عشر، وأن أحفظك (¬5) ذاهبا، وأبعث معك من يحفظك راجعا. فقال له عمرو: أنظرني حتى أشاور أصحابي في ذلك. فانطلق عمرو إلى أصحابه فأخبرهم بما عهد (¬6) عليه الشمّاس، وقال: تقيموا حتى أرجع (¬7) إليكم، ولكم عليّ العهد أن أعطيكم شطر ذلك، على أن يصحبني رجل منكم آنس به (مع الشمّاس إلى مصر) (¬8) فقالوا: نعم. وبعثوا معه رجلا منهم. فانطلق عمرو وصاحبه مع الشمّاس إلى مصر حتى أتوا إلى ثغر الإسكندرية، فرأى عمرو عمارتها وكثرة خيراتها وأهلها وما بها من الأموال والخيرات ما أعجبه. فقال: [ما رأيت] (¬9) مثل مصر أبدا وكثرة ما فيها من الأموال. ¬

(¬1) في الأصل: «عمروا». (¬2) في الأصل: «عمروا». (¬3) الصواب: «شهرا». (¬4) في فتوح مصر 1/ 129 «عشر أيام». (¬5) في فتوح مصر 1/ 129 «ولك عليّ أن أحفظك». (¬6) في الأصل «بما عهدا»، وفي فتوح مصر 1/ 129 «بما عهده» وهو الصواب. (¬7) في فتوح مصر 1/ 129 «تقيموا عليّ حتى أرجع». (¬8) ما بين القوسين ليس في فتوح مصر. (¬9) إضافة للضرورة من فتوح مصر 1/ 129.

ونظر إلى الإسكندرية وعمارتها وجودة بنائها وأموالها فازداد بها عجبا. ووافق دخول عمرو إلى الإسكندرية عيد فيها عظيم، يجتمع فيه ملوكهم وأشرافهم، ولهم أكرة من ذهب مكلّلة يتراموا (¬1) بها وهم يتلقّونها بأكمامهم، وفيها (¬2) اختبروا من تلك الأكرة على ما وضعته الحكماء لهم، على أنّها من وقعت الأكرة في كمّه واستقرّت [فيه] (¬3) لم يمت حتى يملكهم. وكان الشمّاس كسا عمرا (¬4) ثوب ديباج، وأكرمه إكراما تامّا، وأجلسه إلى جانبه بين الناس يتفرّج في ذلك المجلس حيث يترامون بالأكرة وهم يتلقّونها بأكمامهم، فرما (¬5) بها رجل منهم، فأقبلت تهوي حتى وقعت في كمّ عمرو، فتعجّبوا من ذلك وقالوا: ما كذبتنا هذه الأكرة إلاّ هذه الدفعة (¬6)، أنّى (¬7) هذا الأعرابيّ يملكها، هذا ما يكون أبدا (¬8). وإنّ ذلك الشماس مشى في أهل الإسكندرية، وأعلمهم أن عمرو (¬9) أحياه من الموت مرّتين، وأنه ضمن له ألفي دينار، وسألهم أن يجمعوا له ذلك فيما بينهم، ففعلوا له ذلك، ودفعوها له، فأعطاها لعمرو (¬10)، فانطلق عمرو وصاحبه راجعين. وبعث معهم الشمّاس دليلا رسولا، وزوّدهما وأكرمهما (¬11) حتى رجعا إلى أصحابهما، فبذلك عرف عمرو مدخل مصر ومدخلها، ورأى منها ما علم به أنها أفضل البلاد وأكثرها مالا. فلما رجع إلى أصحابه دفع لهم فيما بينهم ألف دينار، وأمسك لنفسه ألف دينار، ثم انصرفوا (¬12). ¬

(¬1) الصواب: «يترامون». (¬2) في فتوح مصر 1/ 129 «وفيما». (¬3) إضافة للضرورة من فتوح مصر. (¬4) في الأصل «عمروا». (¬5) الصواب: «فرمى». (¬6) صبح الأعشى 3/ 318. (¬7) في الأصل: «أثر»، وفي فتوح مصر 1/ 130 «أترى»، ومثله في حسن المحاضرة. (¬8) حسن المحاضرة 1/ 7. (¬9) في الأصل «عمروا». والصواب: «عمرا». (¬10) في الأصل: «لعمروا». (¬11) في الأصل: «وأكرمها». (¬12) فتوح مصر 1/ 127 - 130، ولاة مصر للكندي 29 - 33، صبح الأعشى 3/ 318، حسن المحاضرة 1/ 41، 42.

[سنة 19 هـ]

[سنة 19 هـ]. [فتح مصر] فلما فتح عمر ابن الخطاب رضي الله عنه الشام، ووصل إلى الجابية (¬1)، وذلك في سنة ثماني عشرة للهجرة أعلمه عمرو ابن العاص بأمر مصر، واستأذنه في الدخول إليها، فجيّش له جيشا وأرسله إلى مصر، وأردفه بجيش آخر وآخر، حتى تكمّل مع عمرو اثنا عشر ألف فارس وراجل، ففتح مصر وملكها في سنة تسع عشر (¬2) والإسكندرية في سنة عشرين (¬3) من الهجرة النبويّة، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، فمكث فيها خمس سنين. [فتح الفرما] وكان أول مكان قوتل فيه عمرو ابن العاص من الديار المصرية الفرما، قاتله فيها الروم مدّة شهر، وفتح الله بها عليه (¬4). وكان بالفرما قبطا أعوانا (¬5) لعمرو على فتحها بأمر أسقف الإسكندرية، وإرساله إليهم أن لا يقاتلوا المسلمين، فقد نفد ملكهم. وكان اسم الأسقف يومئذ ميامين (¬6). ¬

(¬1) قال الطبري: «جميع ما خرج عمر إلى الشام أربع مرّات، فأمّا الأولى فعلى فرس، وأمّا الثانية فعلى بعير، وأما الثالثة فقصّر عنها أنّ الطاعون مستعر، وأمّا الرابعة فدخلها على حمار فاستخلف عليها. (تاريخ الطبري 3/ 607، الكامل في التاريخ 2/ 329، 330، نهاية الأرب 19/ 171، 172، البداية والنهاية 7/ 56) وفي فتوح البلدان للبلاذري، بتحقيق د. صلاح الدين المنجد - مكتبة النهضة المصرية، القاهرة (لا تاريخ) ق 1/ 164 ما يفيد أنّ الخليفة عمر بن الخطاب نزل الجابية وصار إلى إيلياء فأنفذ صلح أهلها. وكتب لهم به، وكان فتح إيلياء في سنة سبع عشرة. (¬2) الصواب: «تسع عشرة». ويراجع: فتوح البلدان ق 1/ 249 رقم 527 و 528 و 531. (¬3) فتح الإسكندرية كان في سنة 21 هـ. حسب البلاذري في فتوح البلدان 1/ 259، بينما أورد ابن الأثير فتح مصر في سنة 20 هـ. وفتح الإسكندرية في سنة 25 هـ. (الكامل في التاريخ، 1383). والملفت أنّ ابن عبد الحكم لا يذكر أيّ تاريخ لفتح مصر في كتابه. انظر: فتوح مصر 2/ 130 - 142. (¬4) حسن المحاضرة 1/ 46 و 56، وكان فتح الفرما في سنة 19 هـ. حسب البلاذري 1/ 249 رقم 527. (¬5) الصواب: «قبط أعوان». (¬6) حسن المحاضرة 1/ 46 وفيه «أبو ميامين»، ومثله في فتوح مصر 2/ 135.

[فتح القواصر]

[فتح القواصر] ثم فتح عمرو القصير، ويقال لها القواصر، وأقصيريا (¬1). وقيل: إنها كانت أحسن من دمياط، وأكثر موزا وخيرا. [فتح بلبيس] ثم حاصر بلبيس، مكث عليها شهرا، وفتح الله عليه بها (¬2). [فتح دنين] ثم أمّ أذنين (¬3)، قاتل عليها قتالا شديدا، وأبطأ عليه فتحها، فبعث إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستمدّه بالعساكر (¬4)، فأمدّه بأربعة آلاف لتكملة ثمانية آلاف (¬5). [سنة 20 هـ]. [فتح قصر اليون] وبعد فتحها حاصر القصر الذي [يقال له باب] (¬6) اليون حينا (¬7)، والآن بقصر الشمع والمعلّقة، قاتل عليه قتالا شديدا صباحا ومساء، فلما أبطأ عليه الفتح كتب إلى عمر رضي [الله] عنه، فأرسل إليه أربعة آلاف لتكملة اثني عشر ألفا (¬8). فلما أبطأ عليه الفتح أشفق عمر رضي الله عنه على المسلمين، فأرسل إليه الزبير بن العوّام في اثنا (¬9) عشر ألف فارس، وأردفه، فيسّر الله عليهم بالفتح في سنة عشرين للهجرة النبويّة (¬10)، على سيّدنا ونبيّنا محمد أفضل الصلاة والسلام. ¬

(¬1) حسن المحاضرة 1/ 47، فتوح مصر 2/ 135. (¬2) كتاب الولاة والقضاة للكندي 8، حسن المحاضرة 1/ 47 و 56، فتوح مصر 2/ 136. (¬3) هكذا في الأصل، وفي فتوح مصر 2/ 136، وحسن المحاضرة 1/ 47 أم دنين، وهي المقس 1/ 56. (¬4) كتاب الولاة والقضاة 8. (¬5) فتوح مصر 2/ 136. (¬6) ما بين الحاصرتين سقط من الأصل، أضفناه من كتاب الولاة والقضاة 8، وحسن المحاضرة 1/ 47، وفي الأصل: «الذي لل‍». (¬7) في الأصل: «حسنا»، والتصحيح من حسن المحاضرة 1/ 47. (¬8) فتوح مصر 2/ 138. (¬9) الصواب: «في اثني». (¬10) في الأصل: «النبوة».

[فتح الكريون والإسكندرية]

وكان أول من نصب سلّما إلى الحصن وطلع عليه الزبير بن العوّام رضي الله عنه، وكبّر وكبّر المسلمون، فانهزمت الروم، وفتحها بعد السيف صلحا على الجزية، عن كل نفس دينارين (¬1). شريفها ووضيعها، إلاّ الشيخ الفاني، ومن لم يبلغ الحلم، ولا النساء (¬2). وكان عدّتهم يومئذ ممّن يزن الجزية ستة آلاف ألف نفس، فكانت فريضتهم في كل سنة اثنا (¬3) عشر ألف ألف دينار (¬4). وقيل: كانت عدّتهم ثمانية آلاف (¬5) ألف، في حديث آخر (¬6). [فتح الكريون والإسكندرية] ثم غدر الروم، وقاتلهم، وفتح الكريون (¬7)، ثم الإسكندرية، وتمّ الصلح بينهم وبين القبط. وكان القبط يمدّوا (¬8) المسلمين بالأطعمة والقوّة، وغير ذلك، حتى فتح الله على المسلمين بديار مصر وإفريقية في سنة عشرين. وقيل: في سنة ثمانية عشر (¬9)، كان أول ما جيّش المسلمين إلى مصر عمر رضي الله عنه. [سنة 23 هـ]. [وفاة عمر بن الخطاب رضي الله عنه] وفي سنة ثلاث وعشرين لأربع بقين من ذي الحجة منها توفّي عمر بن الخطاب (¬10) رضي الله عنه، ودفن عند صاحبيه (¬11)، صلّى الله على محمد وآله، ورضي الله عنهما. ¬

(¬1) الصواب: «ديناران». والخبر في فتوح مصر 2/ 141. (¬2) حسن المحاضرة 1/ 47 و 56. (¬3) الصواب: «اثني». (¬4) فتوح مصر 2/ 151، حسن المحاضرة 1/ 51. (¬5) في الأصل: «ثمانية ألف»، والمثبت يتفق مع فتوح مصر 2/ 151 و 173. (¬6) فتوح مصر 2/ 151، حسن المحاضرة 1/ 51. (¬7) في حسن المحاضرة 1/ 52 «الكربون». (¬8) الصواب: «يمدّون». (¬9) الصواب: «سنة ثماني عشرة». (¬10) انظر وفاة عمر رضي الله عنه في: تاريخ الإسلام (عصر الخلفاء الراشدين) ص 253 - 284 وفيه مصادر كثيرة. (¬11) مناقب عمر، لابن الجوزي 220، تاريخ الإسلام (عصر الخلفاء الراشدين) 279، تاريخ الخلفاء للسيوطي 135.

[العمال على مصر وولاتها]

[العمّال على مصر وولاتها] وبويع عثمان بن عفان رضي الله عنه في التاريخ. [سنة 25 هـ]. واستمرّ عمرو بن العاص عاملا بمصر إلى سنة خمس وعشرين، وعزله عثمان رضي الله عنه. [ولادة أبي يحيى العامريّ] وقلّدها لأبي يحيى العامري (¬1)، فمكث أحد عشر (¬2) سنة. [سنة 35 هـ]. [مقتل عثمان رضي الله عنه] وفي سنة خمس وثلاثين، في ثامن ذي الحجّة منها، قتل عثمان رضي الله عنه، فكانت خلافته أحد عشر (¬3) سنة، وأحد عشر شهرا، وستة وعشرين [يوما] (¬4). وبويع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه، في التاريخ. [سنة 36 هـ]. [ولاية قيس الخزرجي] وتوفي أبو يحيى العامريّ (¬5) في سنة ستّ وثلاثين، [سنة 37 هـ]. ثم ولّي مصر قيس بن سعد الخزرجيّ، في أول سنة سبع وثلاثين (¬6)، من جهة عليّ رضي الله عنه (¬7). ¬

(¬1) المعروف أنّ أوّل من ولّي مصر بعد عمرو بن العاص «عبد الله بن سعد بن أبي سرح» من سنة 25 حتى توفي سنة 35 هـ. (كتاب الولاة والقضاة 11 - 14، النجوم الزاهرة 1/ 79). (¬2) الصواب: «إحدى عشرة». (¬3) الصواب: «إحدى عشرة». (¬4) إضافة على الأصل. (¬5) لم يذكره الكندي في الولاة والقضاة. (¬6) في الولاة والقضاة 20 كان دخول قيس بن سعد في مستهلّ شهر ربيع الأول. (¬7) الولاة والقضاة 20 - 22، النجوم الزاهرة 1/ 95، الإنباء بأنباء الأنبياء 195.

[ولاية مالك النخعي]

[ولاية مالك النخعيّ] ثم وليها مالك بن الحارث النخعيّ (¬1)، من جهة عليّ رضي الله عنه، في وسط سنة سبع وثلاثين (¬2)، فوصل إلى القلزم، فسمّ ومات قبل دخوله إلى مصر (¬3). [محمد بن أبي بكر الصّدّيق] ثم وليها محمد بن أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه، من جهة عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه، في آخر سنة سبع وثلاثين، فمكث دون السنة (¬4). [سنة 38 هـ]. [عمرو بن العاص] ثم عمرو (¬5) بن العاص ثانيا، أرسله معاوية بن أبي سفيان من الشام، في سنة ثمان وثلاثين، مكث خمس سنين (¬6). [سنة 43 هـ]. [عتبة بن أبي سفيان] ثم وليها عتبة بن أبي سفيان في سنة ثلاث وأربعين، من جهة معاوية، فمكث دون السنة (¬7). [سنة 44 هـ]. [عقبة بن عامر الجهنيّ] ثم وليها عقبة بن عامر الجهنيّ في سنة أربع وأربعين. مكث ثلاث سنين وكسور (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «الخنعي». (¬2) في الولاة والقضاة 23 مستهلّ شهر رجب. (¬3) الولاة والقضاة 23 - 26، النجوم الزاهرة 1/ 102، الإنباء 195. (¬4) الولاة والقضاة 26 - 31، النجوم الزاهرة 1/ 106، الإنباء 195. (¬5) في الأصل: «عمر». (¬6) الولاة والقضاة 31 - 34، النجوم الزاهرة 1/ 113، التنبيه والإشراف 262، الإنباء 195، تاريخ خليفة بن خيّاط 201. (¬7) الولاة والقضاة 34 - 36، النجوم الزاهرة 1/ 122، حسن المحاضرة 2/ 5، الإنباء 204. (¬8) الولاة والقضاة 36 - 38، النجوم الزاهرة 1/ 126، حسن المحاضرة 1/ 126، الإنباء 204.

[سنة 47 هـ]

[سنة 47 هـ]. [مسلمة الخزرجيّ] ثم مسلمة بن مخلد الخزرجيّ سنة سبع وأربعين. مكث خمسة عشر (¬1) سنة (¬2). [سنة 62 هـ]. [سعيد الأزدي] ثم وليها سعيد بن يزيد (¬3) بن علقمة الأزديّ في سنة اثنتين وستين. مكث سنتين وكسر (¬4). [سنة 64 هـ]. [عبد الرحمن الفهريّ] ثم وليها عبد الرحمن الفهريّ سنة أربع وستين، مكث اثنتين و (¬5) عشرين سنة (¬6). [سنة 86 هـ]. [عبد الله بن عبد الملك] ثم وليها عبد الله بن عبد الملك (¬7) في أول سنة ستّ وثمانين. مكث خمس سنين (¬8). [سنة 90 هـ]. [قرّة بن شريك] ثم ولّي قرّة بن شريك العبسيّ في سنة تسعين. مكث سبع سنين (¬9). ¬

(¬1) الصواب: «خمس عشرة». (¬2) الولاة والقضاة 38 - 40، النجوم الزاهرة 1/ 132، حسن المحاضرة 2/ 5، الإنباء 204. (¬3) في الأصل: «زيد». (¬4) الصواب: «وكسرا»، والخبر في: الولاة والقضاة 40، 41، النجوم الزاهرة 1/ 137، حسن المحاضرة 2/ 6، الإنباء 208. (¬5) في الأصل: «مكث اثني عشرين». (¬6) الولاة والقضاة 41 - 48، النجوم الزاهرة 1/ 165، حسن المحاضرة 2/ 6. (¬7) في الأصل: «عبد الله بن عبد الله». (¬8) الولاة والقضاة 58 - 63، النجوم الزاهرة 1/ 210، حسن المحاضرة 2/ 6 وقد أسقط المؤلّف ذكر اسم «عبد العزيز بن مروان بن الحكم». وقد ولّي مصر من شهر رجب سنة 65 حتى شهر جمادى الآخرة سنة 86 هـ. (¬9) الولاة والقضاة 63 - 66، النجوم الزاهرة 1/ 217، حسن المحاضرة 2/ 6، تاريخ خليفة 311، الإنباء 225.

[سنة 97 هـ]

[سنة 97 هـ]. [عبد الملك بن رفاعة] ثم ولّي عبد الملك بن رفاعة في سنة سبع وتسعين. مكث ثلاث سنين وكسور (¬1). [سنة 99 هـ]. [أيوب بن شرحبيل] ثم ولّي أيوب بن شرحبيل الأصبحي في سنة تسع وتسعين. مكث سنتين ونصف (¬2). [سنة 101 هـ]. [بشر بن صفوان الكلبيّ] ثم تولّى [بشر بن] (¬3) صفوان الكلبيّ سنة إحدى وماية. مكث سنتين ونصف (¬4). [سنة 103 هـ]. [حنظلة بن صفوان] ثم ولّي حنظلة (بن) (¬5) صفوان في سنة ثلاث ومائة. ومكث سنتين ونصف (¬6). [سنة 105 هـ]. [محمد بن عبد الملك بن مروان] ثم ولّي محمد بن عبد الملك أخو هشام (¬7) في سنة خمس وماية. مكث أشهرا (¬8). ¬

(¬1) الصواب: «وكسورا»، والخبر في: الولاة والقضاة 66، 67، النجوم الزاهرة 1/ 231، حسن المحاضرة 2/ 7 الإنباء 226. (¬2) الصواب: «ونصفا». وانظر: الولاة والقضاة 67، النجوم الزاهرة 237، حسن المحاضرة 2/ 7، تاريخ خليفة 323، المعرفة والتاريخ 3/ 345، الإنباء 232. (¬3) ما بين الحاصرتين سقط من الأصل. (¬4) الصواب: «ونصفا». وانظر: الولاة والقضاة 69، النجوم الزاهرة 1/ 244، حسن المحاضرة 2/ 7، تاريخ خليفة 334، الإنباء 235. (¬5) في الأصل: «أخو». (¬6) الصواب: «ونصفا». وانظر: الولاة والقضاة 71، 72، النجوم الزاهرة 1/ 250، حسن المحاضرة 2/ 7، والإنباء 235. (¬7) في الأصل: «هاشم». (¬8) الولاة والقضاة 72، 73، النجوم الزاهرة 1/ 257، حسن المحاضرة 2/ 7، والإنباء 237.

[الحر بن يوسف]

[الحرّ بن يوسف] ثم ولّي الحرّ (¬1) بن يوسف الثقفيّ في ذي الحجّة سنة خمس وماية. مكث أربع سنين ونصف (¬2). [سنة 109 هـ]. [عبد الملك بن رفاعة] ثم ولّي عبد الملك [بن رفاعة] (¬3) في سنة تسع وماية، وعزل (¬4). [الوليد بن رفاعة] ثم ولّي الوليد أخوه بعده في سنة تسع وماية، وتوفّي سنة تسع عشر (¬5) وماية. مكث عشر سنين وكسر (¬6). [سنة 119 هـ]. [عبد الرحمن الفهريّ] ثم ولّي عبد الرحمن بن خالد الفهريّ في آخر تسع عشر (¬7) وماية، وأقام سبعة أشهر (¬8). [سنة 120 هـ]. [حنظلة بن صفوان] ثم ولّي حنظلة (بن) (¬9) صفوان مرّة ثانية، سنة عشرين وماية. مكث أربع سنين (¬10). ¬

(¬1) في الأصل: «عبد الله». (¬2) الصواب: «ونصفا». وانظر: الولاة والقضاة 73، 74، النجوم الزاهرة 1/ 258، حسن المحاضرة 2/ 7، والإنباء 238. (¬3) ما بين الحاصرتين سقط من الأصل. (¬4) الولاة والقضاة 75، النجوم الزاهرة 1/ 264، حسن المحاضرة 2/ 7، والإنباء 238. (¬5) الصواب: «تسع عشرة». (¬6) الصواب: «وكسرا». وانظر: الولاة والقضاة 75 - 79، النجوم الزاهرة 1/ 265، حسن المحاضرة 2/ 7. (¬7) الصواب: «تسع عشرة». (¬8) الولاة والقضاة 79، 80، النجوم الزاهرة 1/ 277، حسن المحاضرة 2/ 7، والإنباء 238. (¬9) في الأصل: «أخو». (¬10) الولاة والقضاة 80 - 82، النجوم الزاهرة 1/ 280، حسن المحاضرة 2/ 7، والإنباء 238.

[سنة 124 هـ]

[سنة 124 هـ]. [حفص بن الوليد] ثم تولّى حفص بن الوليد سنة أربع وعشرين وماية، مكث ثلاث سنين وكسور (¬1). [سنة 127 هـ]. [حسّان بن عتاهية التجيبيّ] ثم ولّي [حسّان بن عتاهية] (¬2) التجيبيّ سنة سبع وعشرين وماية. مكث سنة ودونها (¬3). [سنة 128 هـ]. [حفص بن الوليد] ثم ولّي حفص بن الوليد ثاني مرّة سنة ثمان وعشرين وماية. مكث ثلاث سنين ونصف (¬4). [سنة 131 هـ]. [الفزاريّ] ثم ولّي الفزاريّ (¬5) سنة إحدى وثلاثين وماية. مكث سنة واحدة (¬6). ¬

(¬1) الصواب: «وكسورا». انظر: الولاة والقضاة 82 - 84، النجوم الزاهرة 1/ 291، حسن المحاضرة 2/ 7، والإنباء 238. (¬2) ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل. وفي الأصل: «عتابه». (¬3) في الولاة والقضاة 86 «كانت ولاية حسّان ستة عشر يوما». وانظر: النجوم الزاهرة 1/ 300، وحسن المحاضرة 2/ 7، والإنباء 249. (¬4) الصواب: «ونصفا». والخبر هنا لا يصحّ، فقد ولّي «حفص بن الوليد» مصر ثلاث مرّات، فكانت المرة الثانية من 13 شهر شعبان سنة 124 فوليها ثلاث سنين إلاّ أشهرا. (الولاة والقضاة 84)، وولايته للمرة الثالثة انتهت بعزله في مستهلّ سنة 128 هـ. (الولاة والقضاة 87) وولّي مصر بعد حفص: «الحوثرة بن سهيل الباهلي» من أول سنة 128 حتى صرف في جمادى الأولي سنة 131 هـ. فكانت ولايته عليها ثلاث سنين وستة أشهر. (الولاة والقضاة 88 - 92). وانظر: تاريخ مصر وفضائلها 58. (¬5) هو «المغيرة بن عبيد الله بن المغيرة»، وفي تاريخ مصر. . . ص 59 «عبد الحميد بن المغيرة الفزاري». (¬6) كتاب الولاة والقضاة 92، 93، النجوم الزاهرة 1/ 314، حسن المحاضرة 2/ 7، والإنباء 249، وفي تاريخ مصر. . هو «عبيد الله بن مروان».

[سنة 132 هـ]

[سنة 132 هـ]. [عبد الملك بن مروان] ثم ولّي عبد (الملك) (¬1) بن مروان مولى لخم (¬2) سنة اثني (¬3) وثلاثين وماية (¬4). ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) في الأصل: «نجم». (¬3) الصواب: «سنة اثنتين». (¬4) الولاة والقضاة 93، 94، النجوم الزاهرة 1/ 316، الإنباء 249.

[الدولة العباسية]

[الدولة العبّاسية] وفي سنة اثنين (¬1) وثلاثين وماية بويع السّفاح [عبد الله] (¬2) بن محمد الكامل (¬3) ببغداد. وهو أول الخلفاء العبّاسيّين (¬4). واستمرّت الخلافة في بني العباس بالعراق إلى الآن. [مدّة الخلافة الأموية] وفي سنة اثنين (¬5) وثلاثين وماية المذكورة (قتل) (¬6) مروان بن محمد بن مروان الملقّب بحمار الجزيرة لثلاث (¬7) بقين منها، واستمرّ بدمشق خمس سنين وشهرا (¬8). وهو آخر خلفاء بني أميّة. تكون مدة بني أميّة في الخلافة من معاوية إلى مروان المذكور إحدى وتسعين سنة وتسعة أشهر ويومين. فمكث عبد الملك مولى لخم (¬9) بمصر سنة واحدة (¬10). [سنة 133 هـ]. [صالح بن عليّ] وولّي صالح بن عليّ بن عبد الله سنة ثلاث وثلاثين وماية. مكث أشهرا قليلا (¬11). ¬

(¬1) الصواب: «سنة اثنتين». (¬2) إضافة على الأصل للتوضيح. (¬3) هكذا في الأصل. ولا مكان لهذه الكلمة هنا. (¬4) بويع أبو العباس السفّاح في شهر ربيع الأول، وقيل في ربيع الآخر لثلاث عشرة مضت منه، وقيل في جمادى الأولى. وكانت البيعة في الكوفة وليس في بغداد، لأنّ بغداد لم تكن بنيت في سنة 132 هـ. (انظر: الكامل في التاريخ 5/ 25). (¬5) الصواب: «سنة اثنتين». (¬6) في الأصل: «بويع» وهو غلط. (¬7) أي لثلاث بقين من ذي الحجة سنة 132 هـ. (الكامل في التاريخ 5/ 18). (¬8) الصحيح أنّ ولايته من حين بويع إلى أن قتل خمس سنين وعشرة أشهر وستة عشر يوما. (الكامل 5/ 21). (¬9) في الأصل: «نجم». (¬10) الولاة والقضاة 93، 94. (¬11) الصواب: «قلائل». وقد تولّى صالح بن علي في شهر محرّم 133 هـ. ونقل إلى فلسطين في مستهلّ شهر شعبان من السنة نفسها. (الولاة والقضاة 97 - 101) والنجوم الزاهرة 1/ 323، الإنباء 257.

[عبد الملك مولى الأزد]

[عبد الملك مولى الأزد] ثم ولّي عبد الملك (¬1) مولى الأزد (¬2) سنة ثلاث وثلاثين ومايتين. مكث ثلاث سنين (¬3). [سنة 136 هـ]. [صالح بن عليّ] ثم ولّي صالح بن عليّ ثانيا سنة ستّ وثلاثين وماية (¬4). [وفاة السّفّاح] في عاشر ذي الحجة (¬5) منها توفّي السفّاح إلى رحمة الله تعالى بالأنبار (¬6). وقيل في ثالث عشره. وبويع أخوه عبد الله المنصور، الثاني من الخلفاء العبّاسيين، رضي الله عنهم في آخر ذي الحجّة سنة ستّ وثلاثين وماية. فمكث صالح بمصر ثلاث سنين ونصف (¬7). [سنة 139 هـ]. [عبد الملك بن يزيد] ثم ولّي عبد الملك [بن يزيد] (¬8) سنة سبع (¬9) وثلاثين وماية. مكث ثلاث سنين (¬10). ¬

(¬1) هو «أبو عون عبد الملك بن يزيد». (¬2) في الأصل: «الأسد». (¬3) ولّي عبد الملك في مستهلّ شعبان 133 وبقي إلى أوائل ربيع الآخر سنة 136 هـ. (الولاة والقضاة 101، 102، النجوم الزاهرة 1/ 325، الإنباء 257). (¬4) الولاة والقضاة 102 - 105، النجوم الزاهرة 1/ 331، الإنباء 257 و 262. (¬5) في الكامل 5/ 49 مات لثلاث عشرة مضت من ذي الحجة، وقيل: لاثنتي عشرة مضت منه. (¬6) انظر عن (السفّاح) في: تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 121 - 140 هـ). ص 351، 353 وفيه مصادر ترجمته. (¬7) الصواب: «ونصفا». والخبر لا يصحّ. فولاية صالح بن علي الثانية بدأت في 5 ربيع الآخر سنة 136 وبقي إلى شهر رمضان من السنة التالية 137 هـ. (الولاة والقضاة 102 - 105). (¬8) إضافة للتوضيح. (¬9) في الأصل: «تسع»، والتصويب من: الولاة والقضاة 105، والطبري 7/ 460 و 573، والإنباء 262. (¬10) في الولاة والقضاة 106 «ثلاث سنين وستة أشهر».

[سنة 141 هـ]

[سنة 141 هـ]. [النقيب التميميّ] ثم ولّي النقيب التميميّ (¬1) سنة إحدى وأربعين وماية. مكث سنتين (¬2). [سنة 143 هـ]. [حميد الطائيّ] ثم ولّي حميد الطائيّ (¬3) سنة إحدى وأربعين وماية. مكث سنة واحدة (¬4). [سنة 144 هـ]. [يزيد المهلّبيّ] ثم ولّي يزيد (¬5) المهلّبي سنة أربع وأربعين وماية. مكث تسع سنين (¬6). [سنة 152 هـ]. [عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية] ثم ولّي عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية في سنة اثنين (¬7) وخمسين وماية. مكث سنتين ونصف (¬8). [سنة 154 هـ]. [محمد بن عبد الرحمن بن معاوية] ثم ولّي أخوه محمد بن عبد الرحمن (¬9) في سنة أربع وخمسين وماية. مكث سنة واحدة (¬10). ¬

(¬1) هو موسى بن كعب بن عيينة من نقباء بني العباس. (¬2) في الولاة والقضاة 108 ولّي سبعة أشهر. وولّي بعده: «محمد بن الأشعث بن عقبة» سنة وشهرا. (الولاة والقضاة 110). (¬3) هو حميد بن قحطبة بن شبيب. (¬4) الولاة والقضاة 110، 111، النجوم الزاهرة 1/ 349، الطبري 7/ 514، الإنباء 262. (¬5) في الأصل: «زيد»، وهو «يزيد بن حاتم المهلّبي». (¬6) في الولاة والقضاة 117 «سبع سنين وأربعة أشهر» النجوم 2/ 1، الطبري 7/ 516، الإنباء 262. (¬7) الصواب: «سنة اثنتين». (¬8) الصواب: «ونصفا». وفي الولاة والقضاة 118 مكث «سنتين وشهرين». (¬9) هو محمد بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج. (¬10) قال الكندي: كانت ولايته ثمانية أشهر ونصفا. (الولاة والقضاة 118، النجوم الزاهرة 2/ 23، الإنباء 262).

[سنة 155 هـ]

[سنة 155 هـ]. [موسى بن علي اللّخمي] ثم ولّي موسى بن علي اللّخميّ سنة خمس وخمسين وماية. مكث ستّ سنين ونصف (¬1). [سنة 158 هـ]. [وفاة المنصور] وفي [سنة] (¬2) ثمان وخمسين وماية توفّي عبد الله المنصور (¬3)، الثاني من الخلفاء العبّاسيّين، وهو محرما (¬4) على أميال من مكة. وكانت مدّته اثنين (¬5) وعشرين سنة (¬6). وبويع ولده محمد المهديّ في السنة المذكورة. [سنة 161 هـ]. [عيسى الجمحيّ] ثم ولّي عيسى (¬7) (الجمحيّ) (¬8) سنة إحدى وستين وماية. مكث سنة (¬9). [سنة 162 هـ]. [واضح مولى المنصور] ثم ولّي واضح مولى المنصور سنة اثنين (¬10) وستين وماية (¬11). ¬

(¬1) الصواب: «ونصفا». وفي الولاة والقضاة 120 كانت ولايته ست سنين وشهرين. النجوم الزاهرة 2/ 25، الإنباء 266. (¬2) إضافة على الأصل. (¬3) كانت وفاة الخليفة المنصور في 6 من ذي الحجّة سنة 158 هـ. ببئر ميمون. (الطبري 8/ 108، الكامل في التاريخ 5/ 193، نهاية الأرب 22/ 101 وغيره). (¬4) الصواب: «وهو محرم». (¬5) الصواب: «اثنتين». (¬6) الكامل في التاريخ 5/ 197. (¬7) هو عيسى بن لقمان. (¬8) فقي الأصل: «اللخمي». (¬9) الولاة والقضاة 120، 121، وفيه ولايته أربعة أشهر، النجوم الزاهرة 2/ 37، الطبري 8/ 140 و 143، الإنباء 266. (¬10) الصواب: «اثنتين». (¬11) بدأت ولايته في 24 جمادى الآخرة سنة 162 وصرف في شهر رمضان من السنة نفسها. (الولاة والقضاة 121، النجوم الزاهرة 2/ 40 الطبري 8/ 143، الإنباء 266).

[منصور بن يزيد]

[منصور بن يزيد] ثم ولّي [منصور بن] (¬1) يزيد (¬2) بن منصور الرعيني (¬3) في وسط سنة اثنين (¬4) وستين وماية (¬5). [يحيى أبو صالح] ثم ولّي يحيى أبو صالح (¬6) في ذي الحجّة سنة اثنين (¬7) وستين وماية (¬8). [سنة 164 هـ]. [سالم بن سوادة] ثم ولّي سالم بن سوادة التميميّ سنة أربع وستين وماية (¬9). [سنة 165 هـ]. [إبراهيم العباسي] ثم ولّي إبراهيم العبّاسي (¬10) في سنة خمس وستين وماية (¬11). [سنة 167 هـ]. [الخثعميّ] ثم ولّي موسى بن مصعب الخثعمي (¬12) في سنة سبع وستين وماية (¬13). ¬

(¬1) إضافة على الأصل. (¬2) في الأصل: «زيد». (¬3) في الأصل: «الحميري». (¬4) الصواب: «اثنتين». (¬5) ولّي يوم الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة 162 هـ. وصرف في شهر رمضان من السنة نفسها. (الولاة والقضاة 121، 122، النجوم الزاهرة 2/ 41، الإنباء 266). (¬6) هو «يحيى بن داؤود الخرسي». (¬7) الصواب: «اثنتين». (¬8) قدم إلى مصر في ذي الحجة سنة 162 وبقي إلى المحرّم سنة 164 هـ. (الولاة والقضاة 122، 123، النجوم الزاهرة 2/ 41). (¬9) الولاة والقضاة 123، النجوم الزاهرة 2/ 46، الإنباء 266. (¬10) هو إبراهيم بن صالح بن علي. (¬11) ولّي مصر ثلاث سنين. (الولاة والقضاة 123، 124، النجوم الزاهرة 2/ 49). (¬12) في الأصل: «معين الدين خثعم»، وما أثبتناه عن الولاة والقضاة 124، النجوم الزاهرة 2/ 52، الطبري 8/ 51 و 163، الإنباء 266. (¬13) قدم إلى ولايته يوم السبت لسبع خلون من ذي الحجة سنة سبع وستين، وقتل يوم الأحد لتسع خلون من شوال سنة 168 هـ. (الولاة والقضاة 124 - 128، الطبري 8/ 166 الإنباء 267).

[سنة 168 هـ]

[سنة 168 هـ]. [عسّامة المعافريّ] ثم ولّي عسّامة (¬1) بن عمرو (¬2) المعافريّ (¬3) في سنة ثمان وستين وماية (¬4). [سنة 169 هـ]. [الفضل بن صالح العبّاسيّ] ثم ولّي الفضل بن صالح العبّاسيّ في سنة تسع وستين وماية (¬5). [وفاة الخليفة المهديّ] وفي المحرّم سنة تسع وستين وماية المذكورة، توفّي محمد المهديّ بماسبذان (¬6)، وبويع ولده موسى الهادي يوم وفاة أبيه. [سنة 170 هـ]. [وفاة الهادي] وتوفّي ببغداد في رابع عشر ربيع الأول سنة سبعين وماية (¬7). [بيعة الرشيد وولادة المأمون] ثم بويع هارون الرشيد بن المهديّ ليلة مات أخوه موسى الهادي. وولد فيها المأمون بن هارون الرشيد (¬8). فهذه ليلة بويع فيها لخليفة، ومات فيها خليفة، وولد فيها خليفة. [سنة 169 هـ]. [علي بن سليمان العبّاسيّ] ثم ولّي مصر عليّ بن سليمان (¬9) العبّاسيّ آخر سنة تسع وستين وماية (¬10). ¬

(¬1) في الأصل: «أسامة». (¬2) في الأصل: «عمر». (¬3) في الأصل: «المغافري». (¬4) الولاة والقضاة 128، 129، النجوم الزاهرة 2/ 57، الإنباء 267. (¬5) الولاة والقضاة 129 - 131، النجوم الزاهرة 2/ 60، الإنباء 267. (¬6) في الأصل: «باسندان». وكانت وفاة الخليفة المهدي في ثمان بقين من المحرّم. (الكامل 5/ 254). (¬7) الكامل 5/ 269. (¬8) الكامل 5/ 274. (¬9) في الأصل: «سلمان». (¬10) الولاة والقضاة 131، 132، النجوم الزاهرة 2/ 61، الإنباء 269 و 273.

[سنة 172 هـ]

[سنة 172 هـ]. [موسى العبّاسيّ] ثم ولّي موسى العبّاسي (¬1) سنة اثنين (¬2) وسبعين وماية (¬3). [مسلمة البجليّ] ثم ولّي مسلمة بن (يحيى البجليّ) (¬4) في آخر سنة اثنين (¬5) وسبعين وماية (¬6). [سنة 173 هـ]. [محمد بن زهير الأزدي] ثم ولي محمد بن زهير الأزديّ سنة ثلاث وسبعين وماية (¬7). [سنة 174 هـ]. [داوود المهلّبيّ] ثم ولّي داود بن يزيد (¬8) المهلّبيّ سنة أربع وسبعين وماية (¬9). [سنة 175 هـ]. [موسى العبّاسيّ] ثم ولّي موسى بن عيسى العبّاسيّ سنة خمس وسبعين وماية (¬10). وفيها مات (¬11). ¬

(¬1) هو موسى بن عيسى بن موسى. (¬2) الصواب: «اثنتين». (¬3) ولّي سنة وخمسة أشهر ونصفا. (الولاة والقضاة 132، النجوم الزاهرة 2/ 66، الإنباء 273). (¬4) في الأصل: «موسى الأحمسي». (¬5) الصواب: «اثنتين». (¬6) تولّى مصر في شهر رمضان سنة 172 هـ، وصرف في شعبان سنة 173 هـ. (الولاة والقضاة 132، 133، النجوم الزاهرة 2/ 71 الإنباء 274). (¬7) ولّي خمسة أشهر. (الولاة والقضاة 133، النجوم الزاهرة 2/ 74). (¬8) في الأصل: «زيد». (¬9) ولّي سنة ونصف شهر. (الولاة والقضاة 134، النجوم الزاهرة 2/ 75). (¬10) ولّي سنة واحدة. (الولاة والقضاة 134، النجوم الزاهرة 2/ 78). (¬11) هذا غير صحيح، بل هو مات في سنة 183 هـ. انظر عنه في: الكامل في التاريخ 5/ 333 وفيه مصادر لترجمته.

[سنة 177 هـ]

[سنة 177 هـ]. [ابن المسيّب الضبّيّ] ثم ولّي (¬1) عبد [الله بن] (¬2) المسيّب الضبّيّ في أول سنة سبع وسبعين وماية (¬3). [إسحاق بن سليمان] ثم إسحاق بن سليمان العبّاسيّ في آخر سنة سبع وسبعين وماية (¬4). [سنة 178 هـ]. [هرثمة بن أعين] ثم ولّي هرثمة (¬5) بن أعين سنة ثمان وسبعين وماية (¬6). [عبد الملك العبّاسيّ] ثم ولّي عبد الملك العبّاسيّ (¬7) في سلخ ذي الحجّة سنة ثمان وسبعين وماية (¬8). [سنة 179 هـ]. [عبيد الله بن المهديّ] ثم ولّي عبيد (¬9) الله بن المهديّ العبّاسيّ في سنة تسع وسبعين وماية (¬10). ¬

(¬1) ولّي مصر بعد «موسى بن عيسى»، «إبراهيم بن صالح العباسي» من مستهلّ ربيع الأول سنة 176 هـ. وتوفي يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان من السنة نفسها. (الولاة والقضاة 135). (¬2) ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل. (¬3) في الولاة والقضاة 135 ولّي لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان سنة 176 وصرف في رجب سنة 177 هـ. وانظر: النجوم الزاهرة 2/ 85. (¬4) الولاة والقضاة 136، النجوم الزاهرة 2/ 87، تاريخ خليفة 643، الإنباء 274. (¬5) في الأصل «حرثمة». (¬6) الولاة والقضاة 136، النجوم الزاهرة 2/ 88، تاريخ خليفة 463، الإنباء 274. (¬7) هو «عبد الملك بن صالح بن علي». (¬8) الولاة والقضاة 136، 137، النجوم الزاهرة 2/ 90، الإنباء 274. (¬9) في الأصل: «عبد». (¬10) الولاة والقضاة 37، النجوم الزاهرة 2/ 93.

[سنة 180 هـ]

[سنة 180 هـ]. [موسى العبّاسيّ] ثم تولّى موسى بن عيسى العباسي (¬1) في آخر سنة ثمانين وماية (¬2). [سنة 181 هـ]. [عبيد الله بن المهديّ] ثم ولّي عبيد (¬3) الله بن المهديّ ثانيا، سنة إحدى وثمانين وماية (¬4). [سنة 182 هـ]. [إسماعيل بن عيسى] ثم ولّي إسماعيل (¬5) بن عيسى بن إسماعيل (¬6) في سنة اثنين (¬7) وثمانين وماية (¬8). [الليث البيورديّ] ثم ولّي الليث (¬9) الأبيوردي (¬10) في آخر سنة اثنين (¬11) وثمانين وماية (¬12). [سنة 187 هـ]. [أحمد بن إسماعيل] ثم ولّي أحمد بن إسماعيل في سنة سبع (¬13) وثمانين وماية. ¬

(¬1) في الأصل: «التنوخي». (¬2) الصحيح أنه ولّي في شهر رمضان سنة 179 هـ. وصرف في جمادى الآخرة سنة 180 هـ. (الولاة والقضاة 137، النجوم الزاهرة 2/ 98، الإنباء 274). (¬3) في الأصل: «عبد». (¬4) الصحيح أنه ولّي في 4 من شعبان سنة 180 وصرف في 3 من شهر رمضان سنة 181 هـ. (الولاة والقضاة 137، 138، النجوم الزاهرة 2/ 101). (¬5) في الأصل: «سميه». (¬6) في النجوم الزاهرة: «إسماعيل بن صالح بن علي بن عبد الله». (¬7) الصواب: «اثنتين». (¬8) الولاة والقضاة 138، 139، النجوم الزاهرة 2/ 105. (¬9) هو الليث بن الفضل. (¬10) في الأصل: «البيوردي». (¬11) الصواب: «اثنتين». (¬12) الولاة والقضاة 139 - 141، النجوم الزاهرة 2/ 113. (¬13) في الأصل: «تسع»، والتصحيح من: الولاة والقضاة 41، والنجوم الزاهرة 2/ 124.

[سنة 190 هـ]

[سنة 190 هـ]. [عبد الله بن محمد العباسيّ] ثم تولّى عبد الله بن محمد العباسيّ المعروف بابن زينب في سنة تسعين وماية (¬1). [سنة 192 هـ]. [مالك بن دلهم الكلبيّ] ثم ولّي (¬2) مالك بن دلهم الكلبيّ سنة اثنين (¬3) وتسعين وماية (¬4). [الحسين بن التختاخ] ثم ولّي الحسين بن التختاخ (¬5) سنة ثلاث وتسعين وماية (¬6). [وفاة هارون الرشيد] وفي سنة ثلاث وتسعين وماية، في ثالث جمادى الآخرة منها، توفّي أمير المؤمنين هارون الرشيد بمدينة طوس (¬7). وبويع ولده الأمين محمد ليلة وفاة أبيه. [سنة 195 هـ]. [حاتم بن هرثمة] ثم ولّي مصر حاتم بن هرثمة (¬8) بن أعين سنة خمس وتسعين وماية (¬9). ¬

(¬1) الولاة والقضاة 141، 142، النجوم الزاهرة 2/ 131 وفيهما أنّه تولّى مصر في شهر شعبان سنة 189، وصرف في 19 من شعبان سنة 190 هـ. (¬2) سقط من الأصل للمؤلّف ولاية «الحسين بن جميل». (الولاة والقضاة 142 - 144). (¬3) الصواب: «اثنتين». (¬4) الولاة والقضاة 144 - 146، النجوم الزاهرة 2/ 137، الإنباء 274. (¬5) في الأصل: «النجاح»، وفي النجوم الزاهرة «البحباح»، الإنباء 275 و 278 وفيه «الحسن». (¬6) الولاة والقضاة 146، 147، النجوم الزاهرة 2/ 141. (¬7) انظر عن «الرشيد» في: الكامل في التاريخ 5/ 387 وفيه مصادر ترجمته. (¬8) في الأصل: «حرثمة». (¬9) الصحيح أن ابن هرثمة تولّى مصر في سنة 194 وصرف في جمادى الآخر سنة 195 هـ. (الولاة والقضاة 147، النجوم الزاهرة 2/ 144، الإنباء 248).

[جابر بن الأشعث]

[جابر بن الأشعث] ثم ولّي جابر بن الأشعث الطائيّ (¬1) في آخر سنة خمس وتسعين وماية (¬2). [سنة 196 هـ]. [عبّاد مولى كندة] ثم ولّي عبّاد (¬3) - وهو أبو نصر مولى كندة - سنة ستّ وتسعين وماية (¬4). [سنة 198 هـ]. [المطّلب بن عبد الله الخزاعيّ] ثم ولّي المطّلب بن عبد الله الخزاعيّ في سنة ثمان وتسعين وماية (¬5). [مقتل محمد الأمين] وفي خامس المحرّم سنة ثمان وتسعين وماية قتل محمد الأمين بن هارون الرشيد (¬6). وبويع أخوه المأمون. [العباس بن موسى] ثم ولّي مصر العبّاس بن موسى سنة ثمان وتسعين وماية (¬7). [سنة 199 هـ]. [المطّلب الخزاعيّ] ثم ولّي المطّلب ثانيا في سنة تسع وتسعين وماية (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «المطالبي». (¬2) الصحيح أنه ولّي يوم الإثنين لخمس بقين من جمادى الآخرة سنة 195 هـ. (الولاة والقضاة 148، النجوم الزاهرة 2/ 148، الإنباء 278). (¬3) هو عبّاد بن محمد بن حيّان. (¬4) الولاة والقضاة 149 - 151، النجوم الزاهرة 2/ 352، تاريخ اليعقوبي 2/ 439، الإنباء 283. (¬5) الولاة والقضاة 152، 153، النجوم الزاهرة 2/ 157. (¬6) انظر عن (الأمين) في: الكامل في التاريخ 5/ 447 وفيه مصادر كثيرة. (¬7) الولاة والقضاة 153، 154، النجوم الزاهرة 2/ 161، الإنباء 283. (¬8) الولاة والقضاة 154 - 161، النجوم الزاهرة 2/ 162، الإنباء 283.

[سنة 200 هـ]

[سنة 200 هـ]. [السّريّ بن الحكم] ثم ولّي السّريّ بن الحكم في سنة مايتين (¬1). [سنة 201 هـ]. [سليمان بن غالب] ثم ولّي سليمان بن غالب في سنة إحدى ومايتين (¬2). [سنة 205 هـ]. [أبو النصر بن السريّ] ثم ولّي (¬3) [أبو] (¬4) نصر محمد بن السّريّ في سنة خمس ومايتي (¬5). [سنة 206 هـ]. [عبيد الله بن السريّ] ثم ولّي عبيد (¬6) الله (¬7) في سنة ستّ ومايتين (¬8). [سنة 210 هـ]. [عبد الله بن طاهر] ثم تولّى عبد الله بن طاهر مولى خزاعة في سنة عشرة (¬9) ومايتين (¬10). ¬

(¬1) الولاة والقضاة 161 - 165، النجوم الزاهرة 2/ 165، ازنباء 284. (¬2) الولاة والقضاة 165 - 167، النجوم الزاهرة 2/ 168، الإنباء 284. (¬3) هنا نقص ولاية «السريّ بن الحكم» للمرّة الثانية، من شهر شعبان سنة 201 حتى توفي يوم السبت آخر جمادى الأولى سنة 205 هـ. (الولاة والقضاة 167 - 172). (¬4) إضافة على الأصل. (¬5) الصواب: «مايتين». (الولاة والقضاة 172، 173، النجوم الزاهرة 2/ 178، الإنباء 284). (¬6) في الأصل: «عبد». (¬7) هو عبيد الله بن السريّ. (¬8) الولاة والقضاة 173 - 179، النجوم الزاهرة 2/ 181، الإنباء 284. (¬9) الصواب: «عشر». (¬10) الولاة والقضاة 180 - 184، النجوم الزاهرة 2/ 191، الإنباء 284.

[سنة 213 هـ]

[سنة 213 هـ]. [عيسى الجلوديّ] ثم ولّي عيسى الجلوديّ (¬1) في سنة ثلاث عشر (¬2) ومايتين (¬3). [سنة 214 هـ]. [عمير بن الوليد] ثم ولّي عمير (¬4) بن الوليد التميميّ في سنة أربع عشر (¬5) ومايتين (¬6). [عيسى الجلوديّ] ثم ولّي عيسى الجلوديّ (¬7) ثانيا في آخر سنة أربع عشر (¬8) ومايتين (¬9). [سنة 215 هـ]. [عبدويه بن جبلة] ثم ولّي عبدويه (¬10) بن جبلة سنة خمس عشر (¬11) ومايتين (¬12). [سنة 216 هـ]. [ابن منصور] ثم ولّي ابن منصور (¬13) مولى بني نصر في سنة ستّ عشر (¬14) ومايتين (¬15). ¬

(¬1) في الأصل: «الخلودي». (¬2) الصواب: «ثلاث عشرة». (¬3) الولاة والقضاة 184، 185، النجوم الزاهرة 2/ 204، الإنباء 284. (¬4) في الأصل: «عمره». (¬5) الصواب: «أربع عشرة». (¬6) الولاة والقضاة 185 - 187، النجوم الزاهرة 2/ 207، الإنباء 284. (¬7) في الأصل: «الخلودي». (¬8) الصواب: «أربع عشرة». (¬9) الولاة والقضاة 187 - 189، النجوم الزاهرة 2/ 208، الإنباء 284. (¬10) في الأصل: «عبد ربه». (¬11) الصواب: «خمس عشرة». (¬12) الولاة والقضاة 189، 190، النجوم الزاهرة 2/ 212، الإنباء 284. (¬13) هو «عيسى بن منصور». (¬14) الصواب: «ست عشرة». (¬15) الولاة والقضاة 190، 191، النجوم الزاهرة 2/ 215، الإنباء 284، وانظر أسماء الولاة في: تاريخ مصر وفضائها - ص 63 - 65.

[دخول المأمون الهرم]

[دخول المأمون الهرم] وفي هذه السنة دخل المأمون إلى مصر وفتح الثغرة التي في الهرم الشرقيّ. وكان السبب في ذلك أنّ المأمون كان عنده حكمة ومعرفة وله عقل وتمييز، فركب إلى الأهرام يتفرّج فيها، فاطّلع على ذخايرها، فقصد فتحها وهدمها، فقال له شيخ من مشايخ مصر يقال له: «عفير»: إنّ في هذا مشقّة، وهو غير ممكن يا أمير المؤمنين لأنّها مبنيّة بالحديد والرصاص، ممتنعة بكلّ ناحية، وهي عظيمة بلا نهاية، ولا يحسن بمثل مولانا أمير المؤمنين طلب شيئا (¬1) ولا يناله. فقال المأمون: لا بدّ لي من ذلك. فاتّفق الأمر على الهرم البحريّ، ففتح من جانبه البحريّ لأجل وقوع الشمس على رؤوس (¬2) الفعلة والذين يعملون في فتحه، فكانوا يوقدون النار عند الحجر، فإذا حمي رشّوا عليه الخلّ ورموه بالمنجنيق، حتى فتح منه الثلمة التي يدخل منها إلى الهرم الآن، فوجدوا بنايته (¬3) على ما ذكر، ووجدوا عرض الحائط قريبا من عشرين ذراعا (¬4). وكان حفرهم له موازنا متوسّطا. فلما وصلوا إلى آخر الفتح وجدوا جرنا أخضرا (¬5) من الرخام، فيه مال مصبوب على شبه الدنانير العراض، وكان وزن كل دينار منها تسع (¬6) وعشرين مثقالا ونصف (¬7)، فعرض ذلك على المأمون، فأمرهم بوزن الجميع من الذهب، فوجدوا ذلك مالا مغلولا، فقال لهم المأمون: ارفعوا إليّ حساب ما أنفق على فتح الأهرام، فرفعوا له ذلك الحساب، فوجدوه موازنا لما وجده من المال في الهرم سواء بسواء من غير زيادة ولا نقصان (¬8). فتعجّب المأمون من ذلك عجبا شديدا، وعجب من معرفتهم بالموضع الذي يفتح منه الهرم على طول الزمان (¬9). فازداد المأمون عند ذلك رغبة في علم الفلك ويقينا بأمر النجوم. ثم أمر بالبحث والتفتيش. ¬

(¬1) الصواب: «شيء». (¬2) في الأصل: «رؤس». (¬3) الصواب: «بناءه». (¬4) نهاية الأرب 15/ 27، صبح الأعشى 3/ 352. (¬5) الصواب: «أخضر». (¬6) الصواب: «تسعا». (¬7) الصواب: «ونصفا». (¬8) صبح الأعشى 3/ 321، المواعظ والاعتبار 1/ 119، النجوم الزاهرة 1/ 40. (¬9) نهاية الأرب:15/ 27، 28.

[سنة 219 هـ]

ثم ركب المأمون حتى نظر إلى الفتح ودخل إلى آخر النقب، فوجد عند ذلك صنما أحمرا (¬1) مادّا يديه وهو قائم. ثم نظر إلى الزّلاّقة والبير، فأمرهم أن ينزلوا فيها، فنزلوا من واحدة إلى واحدة، حتى انتهوا إلى صنم آخر، وعيناه (¬2) جزعتان، سواد في بياض، كأنهما حدقتا إنسان يبصر بهما، فهالهم ذلك، وفزعوا أن يمسّوه أو يحرّكوه، فلا يأمنوا أن يكون له حركة فيهلكوا، فخرجوا وعرّفوا المأمون بذلك. فأمرهم أن لا يمسّوه ولا يتجاوزوه. ثم أخذ المأمون ما وجده فيه، ووجد فيه عجائبا (¬3) كثيرة. وقد شرح ذلك في «كتاب العجائب» الموضوع للمأمون. وخلاّها وانصرف، وشرع في عمارة المقياس (¬4) الذي بقلعة الجزيرة الآن. ثم أمر المأمون بقياس الأهرام طولا وعرضا، وسمكا وتربيعا، من ركن إلى ركن، فوجدوا سمكها أربع ماية دراعا (¬5)، وطولها مثله، وعرضها مثله. والهرم الغربيّ مثله. والصغير فهو دونهما. [سنة 219 هـ]. [العودة إلى ولاة مصر] ثم رجعنا إلى ملوك مصر. ثم ولّي مصر بعد مولى بني نصر السعودي (¬6) في سنة تسع عشرة ومايتين (¬7). [وفاة المأمون] وفي ثامن رجب من السنة المذكورة توفّي المأمون (¬8) بالبدندون (¬9)، ببلاد الروم، ودفن في طوس. وبويع محمد المعتصم في التاريخ. ¬

(¬1) الصواب: «أحمر». (¬2) في الأصل: «وعينا». (¬3) الصواب: «عجائب». (¬4) تحفة الأحباب للسخاوي ص 105 على هامش نفح الطيب للمقري - ج 4. (¬5) الصواب: «ذراع». (¬6) هو كيدر - نصر بن عبد الله. (¬7) ولّي في شهر صفر سنة 217 حتى توفي في ربيع الآخر سنة 219 هـ. (الولاة والقضاة 93، 94، الإنباء 284). (¬8) الصواب: أن المأمون توفي يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب سنة 218 هـ. انظر: تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 211 - 220 هـ). ص 225 - 240 رقم 216 وفيه حشدنا مصادر كثيرة لترجمته. (¬9) في الأصل: «بالبديدون».

[المظفر بن كيدر]

[المظفّر بن كيدر] ثم ولّي مصر المظفّر [بن] كيدر (¬1) في وسط سنة تسع عشرة ومايتين أشهرا (¬2). [أبو العباس الحمقيّ] وولّي بعده أبو العباس (¬3) الحمقيّ (¬4) في آخر السنة المذكورة (¬5). فهؤلاء ثلاثة ولّوا مصر في سنة واحدة. [سنة 224 هـ]. [مالك بن كيدر] ثم ولّي مالك ابن كيدر (¬6) في سنة أربع وعشرين ومايتين (¬7). [سنة 224 هـ]. [علي بن يحيى] ثم ولّي علي بن يحيى (¬8) في سنة ستّ وعشرين ومايتين (¬9). [سنة 227 هـ]. [وفاة المعتصم] وفي ثامن عشر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومايتين توفي محمد المعتصم إلى رحمة الله تعالى بسرّ من رأى (¬10). وبويع ولده هارون الواثق بالعراق. ¬

(¬1) في الأصل: «كندر». (¬2) ولّي من جمادى الأولى إلى شعبان 219 هـ. (الولاة والقضاة 194، النجوم الزاهرة 2/ 229، ولاة مصر 218، الإنباء 288). (¬3) هو موسى بن بن ثابت. (¬4) في الإنباء: «الحنيفي». (¬5) الولاة والقضاة 195، ولاة مصر 219، الإنباء 288، النجوم الزاهرة 2/ 23. (¬6) في الأصل: «كندر». (¬7) الولاة والقضاة 195، ولاة مصر 219، الإنباء 288، النجوم الزاهرة 2/ 239. (¬8) هو الأرمني. (¬9) الولاة والقضاة 195، 196، ولاة مصر 220، الإنباء 288، النجوم الزاهرة 2/ 245. (¬10) انظر عن (المعتصم بالله) في: تاريخ الإسلام (221 - 230 هـ) ص 390 - 398 رقم 410 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته.

[سنة 229 هـ]

[سنة 229 هـ]. [عيسى بن منصور] ثم ولّي مصر عيسى بن منصور ثانيا (¬1) - وهو الجلوديّ (¬2) - في سنة تسع وعشرين ومايتين (¬3). [سنة 232 هـ]. [وفاة الواثق] وفي سنة اثنين (¬4) وثلاثين ومايتين توفّي هارون الواثق إلى رحمة الله تعالى في آخر ذي الحجّة منها بسرّ من رأى (¬5). وبويع أخوه جعفر المتوكّل بالعراق. [سنة 233 هـ]. [حاتم بن هرثمة] ثم ولّي (¬6) مصر حاتم ابن (¬7) هرثمة في آخر سنة ثلاث وثلاثين ومايتين (¬8). [سنة 234 هـ]. [علي بن يحيى] ثم ولّي علي ابن يحيى (¬9) ثانيا في سنة أربع وثلاثين ومايتين (¬10). ¬

(¬1) في الأصل: «ثالثا». (¬2) في الأصل: «الخلودي». (¬3) الولاة والقضاة 196، ولاة مصر 221، الإنباء 290، النجوم الزاهرة 2/ 455. (¬4) الصواب: «اثنتين». (¬5) انظر عن (الواثق) في: تاريخ الإسلام (231 - 240 هـ) ص 378 - 385 رقم 465 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬6) هنا نقص ولاية «هرثمة بن النضر» من 6 رجب 233 حتى وفاته سنة 234 هـ. (الولاة والقضاة 197). (¬7) الصواب: «بن». (¬8) قيل إنه ولّي في 6 من شهر رمضان سنة 234 هـ. وقد وليها شهرا واحدا. (الولاة والقضاة 197) والإنباء 293. (¬9) الصواب: «بن». (¬10) الولاة والقضاة 197، 198، ولاة مصر 220، الإنباء 290، النجوم الزاهرة 2/ 275.

[سنة 235 هـ]

[سنة 235 هـ]. [إسحاق الجبليّ] ثم ولّي إسحاق (¬1) الجبليّ (¬2) سنة خمس وثلاثين ومايتين (¬3). [سنة 236 هـ]. [خوط] ثم ولّي خوط (¬4) في سنة ستّ وثلاثين ومايتين (¬5). [سنة 238 هـ]. [عنبسة الضبيّ] ثم ولّي عنبسة (¬6) الضبّيّ (¬7) في سنة ثمان وثلاثين ومايتين (¬8). [سنة 242 هـ]. [يزيد بن عبد الله] ثم ولّي يزيد (¬9) بن عبد الله في سنة اثنين (¬10) وأربعين ومايتين (¬11). [سنة 247 هـ]. [وفاة المتوكل] وفي ثالث ربيع الآخر سنة سبع وأربعين ومايتين توفّي جعفر المتوكّل مسموما (¬12). وبويع ولده محمد المنتصر. ¬

(¬1) هو إسحاق بن يحيى بن معاذ. (¬2) في النجوم الزاهرة: «الختّلي». (¬3) الولاة والقضاة 198، 199، الإنباء 294، النجوم الزاهرة 2/ 198. (¬4) في الأصل: «خزاعة»، وهو: خوط - عبد الواحد بن يحيى ابن عمّ طاهر بن الحسين. (¬5) الولاة والقضاة 199، 200، ولاة مصر 225، الإنباء 294، النجوم الزاهرة 2/ 283. (¬6) هو عنبسة بن إسحاق. (¬7) في الأصل: «الظبي». (¬8) الولاة والقضاة 200 - 202، ولاة مصر 226، الإنباء 294، النجوم الزاهرة 2/ 293. (¬9) في الأصل: «زيد». (¬10) الصواب: «اثنتين». (¬11) الولاة والقضاة 202 - 208، ولاة مصر 228، الإنباء 294، النجوم الزاهرة 2/ 308. (¬12) انظر عن (المتوكل) في: تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 241 - 250 هـ). ص 194 - 203 رقم 118 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.

[سنة 248 هـ]

[سنة 248 هـ]. [وفاة المنتصر] وتوفّي سنة ثمان وأربعين ومايتين (¬1). [سنة 252 هـ]. [بيعة المستعين وخلعه] وبويع المستعين أحمد بن المعتصم، وخلع في رابع المحرّم سنة اثنين (¬2) وخمسين ومايتين. وقتل آخر السنة المذكورة (¬3). [بيعة المعتزّ] وبويع المعتزّ بن المتوكّل في المحرّم سنة اثنين (¬4) وخمسين ومايتين بالعراق. [سنة 253 هـ]. [مزاحم بن خاقان] ثم ولّي مصر مزاحم بن خاقان في سنة ثلاث وخمسين ومايتين (¬5). [سنة 254 هـ]. [أحمد بن مزاحم] ثم ولّي أحمد بن مزاحم في سنة أربع وخمسين ومايتين (¬6). [وفاة المعتزّ] ثم في صفر سنة أربع وخمسين ومايتين توفّي المعتزّ (¬7) إلى رحمة الله تعالى، ¬

(¬1) انظر عن (المنتصر بالله) في: تاريخ الإسلام (241 - 250 هـ). ص 21. وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬2) الصواب: «اثنتين». (¬3) انظر عن (المعتزّ بالله) في: تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 251 - 260 هـ). ص 54 - 56 رقم 42 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬4) الصواب: «اثنتين». (¬5) الولاة والقضاة 208 - 211، ولاة مصر 234، الإنباء 302، النجوم الزاهرة 2/ 337. (¬6) الولاة والقضاة 211، ولاة مصر 211، الإنباء 302، النجوم الزاهرة 2/ 341. (¬7) انظر عن (المعتزّ بالله) في: تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 251 - 260 هـ) ص 280 - 282 رقم 413 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.

[سنة 255 هـ]

[سنة 255 هـ]. [بيعة المهتدي ومقتله] وبويع محمد المهدي (¬1) بالله بن هارون، الواثق في آخر رجب سنة خمس وخمسين ومايتين. وقتل بعد إحدى عشر شهرا (¬2). [سنة 256 هـ]. [بيعة المعتمد] وبويع المعتمد في أول رجب (¬3) سنة ستّ وخمسين ومايتين. ¬

(¬1) في الأصل: «المهدي». (¬2) انظر عن (المهتدي بالله) في: تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 251 - 260 هـ). ص 326 - 328 رقم 503 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. والصواب: «أحد عشر». (¬3) في المصادر كانت البيعة في 14 من شهر رجب.

[ولاية ابن طولون مصر]

[ولاية ابن طولون مصر] [سنة 264 هـ]. وولي مصر أحمد بن طولون سنة أربع وستين ومايتين (¬1). [سنة 265 هـ]. وبنا (¬2) الجامع الطولوني في سنة خمس وستين ومايتين (¬3). وكان له عبيد كثيرة (¬4)، وكان حازما، شجاعا. ومن جملة ما جرى أنّ أخته أهدت إليه عشرة (¬5) جوار أبكارا لم ير أحسن منهنّ، فأخذهنّ ودفعهنّ لعشرة عبيد من عبيده، فعزّ ذلك على أخته وعتبته (¬6) في ذلك، فقال لها: أسود يقاتل عنّي وعنك أحبّ إليّ منهن (¬7). وهو أول من دخل بالترك إلى ديار مصر. والسبب في ذلك أنّه كان من أجناد الخليفة أبو (¬8) العباس أحمد المعتمد بن المتوكل أميرا تركيّا مقدّما، فسيّر إليه أحمد بن طولون وأرغبه إلى أن نزل بغداد، وحضر إلى مصر، فأقبل عليه أحمد بن طولون وأعطاه وأحسن إليه، وزاده فوق ما كان له، إلاّ أنه استمرّ في خدمته، وأخباره منطوية عن أحمد بن طولون. وكان لأحمد بن طولون عند جميع كبراء دولته عيون من غير أن يعلم به أحد، ¬

(¬1) الولاة والقضاة 217. (¬2) الصواب: «وبنى». (¬3) في الولاة والقضاة 219 «شكا أهل مصر إلى أحمد ضيق المسجد الجامع يوم الجمعة بجنده وسودانه فأمر بابتناء المسجد الجامع بجبل يشكر، ابتدأ في بنائه سنة أربع وقضي في ست وستين ومائتين». (¬4) الصواب: «كثيرون» أو «كثر». (¬5) الصواب: «عشر». (¬6) الصواب: «وعاتبته». (¬7) آثار الأول 234. (¬8) الصواب: «أبي».

فيطالعوه (¬1) بأخبارهم في كل صباح وبما هم عليه، إلاّ التركيّ لم يطّلع على ما هو عليه، فأحضر أحمد بن طولون رجلا من بعض غلمانه وقال له: رح اكتري (¬2) دارا إلى جانب دار فلان التركيّ أو اشتريها (¬3)، وخذ ثمنها منّي، وتحيّل على أن تطّلع على أحواله وما هو عليه، وتعرّفني به يوما بيوم. ففعل ذلك، واكترى دارا إلى جانب دار التركيّ وسكن فيها، وطلع إلى سطح الدار، فوجد زربا يطلّ إلى دار التركيّ، ففتح فيه كوّة صغيرة ينظر منها جميع ما في البيت الذي فيه التركيّ. وكان التركيّ ما عنده في داره سوى جارية صغيرة عوّادة، وخادم صغير لا غير. فلما كان في بعض الليالي قعد التركيّ يشرب وجاريته تغنّي له، وما عنده أحد. فلما راق الليل سكر التركيّ وقام إلى سيفه جرّده من غمده وقال: من يكون هذا الفاعل الصانع أحمد بن طولون حتى يستخدمنا، ويكون مثلي في خدمته؟ والله لأضربنّ عنقه بسيفي هذا. فقامت إليه الجارية وقالت له: يا سيّدي، نحن في طيبة عيش، أيش جاب أحمد على قلبك؟ ولا زالت تترفّق به وتتلطّف إلى أن أخذت السيف منه وأسقته أقداحا مترعة، سكر ونام. فأصبح صاحب الخبر من السحر عند أحمد بن طولون وأخبره بذلك. وأمّا ما كان من التركيّ فإنه [لما] أصبح ركب الموكب على عادته، ودخل الخدمة. فلما رسم بالدستور للناس، قال أحمد لحاجبه: لا تخلّ فلان التركيّ يخرج، فإنّ لنا به شغل، فعوّقه الحاجب حتى خرج الناس، فاستدعى به أحمد، وقال: يا فلان. قال: لبّيك. قال: ألم يكن إقطاعك بالعراق كذا وكذا؟ وأعطيتك زائدا عنه؟ قال: نعم. قال: ألم تكن تقدمتك بالعراق كذا وكذا؟ قال: نعم. [قال] (¬4): وزدتك هنا كذا وكذا؟ ¬

(¬1) الصواب: «فيطالعونه». (¬2) الصواب: «رح اكتر». (¬3) الصواب: «اشترها». لأنها معطوفة على «اكتر». (¬4) إضافة على الأصل.

[سنة 279 هـ]

قال: نعم. وجعل يعدّ صنائعه معه، وإحسانه إليه، وهو يعترف بها. فقال أحمد: فما الذي فعلته في ليلتك، وتقول: كيت وكيت. وأخبره بجميع ما جرى منه. وقال: لقد أحسنت إلينا جاريتك إذ ردعتك عنّا. فسكت التركيّ زمانا مطرقا، ورفع رأسه إلى السماء، وقال: يا ربّ قد ملّكته البلاد والعباد، وحكّمته في رقابنا، فما كانت هذه الكليمة الصغيرة حتى قلتها له؟ فلما علم أحمد منه سلامة الباطن قال: من تظنّ أنه أعلمني بذلك؟ قال: الله تعالى. لأنّ ما عندي أحد إلاّ جويرية صغيرة ولا يخرج (¬1) ويدخل بيتي غيري، وبابي مغلوق (¬2)، والمفتاح في صولقي، فمن أعلمك غيره؟ فلما علم أحمد من التركيّ سلامة الصدر قال: ألم تعلم أنّ (¬3) نحن الملوك يطلعنا الله تعالى على سراير ما في القلوب وضماير ما في النفوس، ويظهر لنا ذلك إذا ضمر (¬4) لنا أحدا (¬5) أمرا في أسارير وجهه، وفلتات لسانه، وما خفي علينا يطلعنا الله عليه، ولكن ما نؤاخذك. فقال التركيّ: أنا تائب. فخلع عليه أحمد وأحسن إليه، وصفح عنه، وأعطاه حليّا وجوهرا وقماشا فاخرا، وقال: هذا لجاريتك فقد ردّت غيبتنا. ثم انصرف (¬6). [سنة 279 هـ]. [وفاة المعتمد] وفي رجب سنة تسع وسبعين ومايتين توفّي المعتمد (¬7) إلى رحمة الله، وبويع المعتضد يوم وفاته. ¬

(¬1) في الأصل: «ولا يخرج». (¬2) الصواب: «مغلق». (¬3) الصواب: «أنّنا». (¬4) الصواب: «أضمر». (¬5) الصواب: «أحد». (¬6) انظر مثل هذه الحكاية في: آثار الأول للمؤلف 182 - 184. (¬7) انظر عن (المعتمد على الله) في: تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 261 - 280 هـ). ص 447 - 249 رقم 200 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.

[سنة 289 هـ]

[سنة 289 هـ]. [وفاة المعتضد] وتوفّي المعتضد (¬1) في ربيع الآخر سنة تسع (¬2) وثمانين ومايتين. وبويع المكتفي بالله في التاريخ. [العودة إلى ملوك مصر] ثم رجعنا إلى ملوك مصر. [سنة 282 هـ]. [خمارويه] ثم ملكها بعد أحمد ابن (¬3) طولون بعد وفاته، ولده أبو الجيش خمارويه (¬4) في أول سنة سبعين (¬5) ومايتين، وقتلوه (¬6) عبيده (¬7). [سنة 283 هـ]. [جيش بن خمارويه] ثم ولي جيش بن خمارويه (¬8) وقتلوه (¬9) جنده أيضا في سنة ثلاث وثمانين ومايتين (¬10). [سنة 292 هـ]. [أبو موسى هارون] ثم ولّي أبو موسى هارون (¬11)، وقتله عمّاه في سنة اثنين (¬12) وتسعين ومايتين، وهو ابن خمارويه (¬13) أخو جيش (¬14). ¬

(¬1) انظر عن (المعتضد بالله) في: تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 281 - 290 هـ). ص 61 - 70 رقم 46 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬2) في الأصل: «سبع». (¬3) الصواب: «بن». (¬4) في الأصل: «حمارويه» بالحاء المهملة. (¬5) الصواب: «اثنتين»، والتصحيح من المصادر. (¬6) الصواب: «وقتله». (¬7) كان قتله في سنة 283 هـ. انظر عن (خمارويه) في: تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 281 - 290 هـ) ص 61 - 70 رقم 46. (¬8) في الأصل: «حمارويه» بالحاء المهملة. (¬9) الصواب: «وقتله». (¬10) انظر عن (جيش بن خمارويه) في: الولاة والقضاة 241، 242، وتاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 281 - 290 هـ). ص 13، 14 وفيه مصادر لترجمته. (¬11) هو هارون بن خمارويه. (¬12) الصواب: «اثنتين». (¬13) في الأصل: «حمارويه». (¬14) الولاة والقضاة 242 - 246، ولاة مصر 258، الإنباء 314، النجوم الزاهرة 3/ 98.

[سنة 292 هـ]

في آخر سنة ثلاث وثمانين ومايتين. [سنة 292 هـ]. [شيبان بن أحمد] ثم ولي شيبان بن أحمد بن طولون، ويكنّى أبو المقانب، في سنة اثنين (¬1) وتسعين ومايتين مدّة اثنا (¬2) عشر يوما واعزل (¬3). [محمد بن سليمان] ثم ولّي محمد بن سليمان الواثق في آخر سنة اثنين (¬4) وتسعين ومايتين (¬5). [سنة 295 هـ]. [عيسى النوشري] ثم ولّي عيسى النوشريّ في سنة خمس وتسعين (¬6) ومايتين. [وفاة المكتفي بالله] وفي ثالث عشر ذي القعدة سنة خمس وتسعين ومايتين توفّي المكتفي بالله ببغداد (¬7). وبويع المقتدر. [سنة 297 هـ]. [أبو منصور تكين] ثم ولي مصر يوسف بن أبي منصور تكّين (¬8) في سنة سبع وتسعين ومايتين، وعزل (¬9). ¬

(¬1) الصواب: «اثنتين». (¬2) الصواب: «اثني». (¬3) الصواب: «وعزل». وانظر عن (شيبان) في: الولاة والقضاة 246، 247، ولاة مصر 270، الإنباء 341، النجوم الزاهرة 3/ 134. (¬4) الصواب: «سنة اثنتين». (¬5) كان نزول (محمد بن سليمان) مصر في شهر صفر سنة 292 هـ. وبقي حتى جمادى الأولى من السنة نفسها. (الولاة والقضاة 247 - 258، ولاة مصر 270، النجوم الزاهرة 3/ 139 و 144). (¬6) الصواب أنّ (النوشري) دخل مصر يوم الأحد لأربع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة 292 هـ. وبقي حتى توفي يوم الأربعاء لأربع بقين من شعبان سنة 297 هـ. (الولاة والقضاة 258 - 267، ولاة مصر 278، الإنباء 314، النجوم الزاهرة 3/ 145). (¬7) انظر (المكتفي) في: تاريخ الإسلام (291 - 300 هـ). ص 204، 205 رقم 295 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬8) انظر عن (تكّين) في: الولاة والقضاة 267 - 273، ولاة مصر 286، الإنباء 321، الدرّة السنيّة لابن أيبك الدواداري 333، المواعظ والاعتبار 1/ 327، النجوم الزاهرة 3/ 171. (¬9) يوم الخميس لأربع عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثمئة.

[ظهور المهدي برقادة]

[ظهور المهدي برقادة] وفيها ظهر المهديّ - واسمه أبو تميم بن محمد القائم - ودعي له برقّادة من أرض القيروان (¬1). [سنة 302 هـ]. ثم تمّ ظهوره في سجلماسة بالغرب، وبنى المهديّة في سنة اثنين (¬2) وثلاثماية. وملك المغرب، وأخرج الأغالبة (¬3) منها. وهو أبو الخلفاء الفاطميّين. [سنة 303 هـ]. [أبو الجيش] ثم ولّي أبو الجيش (¬4) في سنة ثلاث وثلاثماية. [سنة 307 هـ]. [أبو منصور تكين] ثم ولّي أبو منصور تكّين الخاصّة ثانيا سنة سبع وثلاثماية، وعزل (¬5). [سنة 309 هـ]. [هلال بن بدر] ثم ولّي هلال سنة تسع وثلاثماية (¬6). [إحراق الحلاّج] وفي ذي القعدة سنة تسع وثلاثماية أخذ حسين الحلاّج (¬7) وقطعت يداه ورجلاه، وحزّ رأسه، وأحرق (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «من أرض مصر»، والتصحيح من: الإنباء بأنباء الأنبياء 353. (¬2) الصواب: «اثنتين». (¬3) في الأصل: «الأغالية». (¬4) في المصادر: «ذكا الأعور» من قبل المقتدر بالله. انظر: الولاة والقضاة 273، ولاة مصر 291، والإنباء 321، والدرّة السنية 345، صلة تاريخ الطبري لعريب القرطبي 53، والمواعظ والاعتبار 1/ 328، والمقفّى الكبير للمقريزي 3/ 478، 479 و 5/ 742، 743، والنجوم الزاهرة 3/ 186، وحسن المحاضرة 2/ 13. (¬5) الولاة والقضاة 276 - 278، الإنباء 321، النجوم الزاهرة 3/ 195. (¬6) الولاة والقضاة 278، 279، الإنباء 321، النجوم الزاهرة 3/ 201. (¬7) انظر عن (الحلاّج) في: تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 301 - 320 هـ). ص 252، 253 رقم 425 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬8) المؤلّف ينقل كلمات القضاعي حرفيا في: الإنباء بأنباء الأنبياء 319.

[سنة 311 هـ]

[سنة 311 هـ]. [أحمد بن كيغلغ] ثم ولّي مصر أحمد بن كيغلغ في سنة إحدى عشر (¬1) وثلاثماية (¬2). [تكين] ثم ولّي تكين ثالثا في أواسط (¬3) سنة إحدى عشر (¬4) وثلاثماية (¬5) [سنة 317 هـ]. [انتزاع القرمطيّ الحجر الأسود] وفي سنة سبع عشر (¬6) وثلاثماية بطل الحاجّ، وأخذ القرمطيّ (¬7) في يوم التّروية الحجر الأسود، وقتل الحجّاج ورمى بجثثهم (¬8) في زمزم، وأعرى الكعبة، وقلع بابها. وبقي الحجر الأسود عندهم اثنين (¬9) وعشرين سنة إلاّ شهرا، ثم ردّه على [يد محمد بن] (¬10) سنبر (¬11) في أيام المعتضد لخمس خلون من ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وثلاثماية. وكان الحاكم (¬12) قد بذل في ردّه، على ما ذكر، خمسين ألف دينار، فما فعلوا. وقالوا: أخذناه بأمر وما نردّه إلاّ بأمر (¬13). ¬

(¬1) الصواب: «عشرة». (¬2) الولاة والقضاة 279، 280، الإنباء 321، النجوم الزاهرة 3/ 206. (¬3) في الأصل: «أوسط». (¬4) الصواب: «إحدى عشرة». (¬5) الولاة والقضاة 280، 281، ولاة مصر 278 - 298، الإنباء 321. (¬6) الصواب: «سبع عشرة». (¬7) هو أبو طاهر سليمان بن الحسن الجنّابي القرمطيّ. (¬8) في الأصل: «بجنبهم». (¬9) الصواب: «اثنتين». (¬10) ما بين الحاصرتين إضافة للتوضيح. (¬11) في الأصل: «شنبر». (¬12) في الأصل: «الحكم». (¬13) المؤلّف ينقل عن الإنباء بأنباء الأنبياء للقضاعي 318، والخبر في: تجارب الأمم لابن مسكويه 126، 127، والتنبيه والإشراف 346، وتاريخ سنيّ ملوك الأرض 156 وفيه أنّ ذلك كان في سنة 329 هـ. وهو غلط، وتكملة تاريخ الطبري للهمداني 163، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 191، وتاريخ حلب للعظيمي 294، وتاريخ أخبار القرامطة 57، والمنتظم 6/ 367، وتاريخ =

[سنة 321 هـ]

[سنة 321 هـ]. [ابن طغج الفرغاني] ثم ولّي مصر محمد بن طغج الفرغانيّ في سنة إحدى وعشرين وثلاثماية (¬1). [سنة 323 هـ]. [أحمد بن كيغلغ] ثم ولّي أحمد بن كيغلغ ثانيا في سنة إحدى (¬2) وعشرين وثلاثماية (¬3). [سنة 320 هـ]. [مقتل المقتدر بالله] وفي سابع وعشرين شوّال سنة عشرين وثلاثماية قتل المقتدر الخليفة ببغداد (¬4). [القاهر] وبويع القاهر محمد بن المعتضد، وخلع وسملت (¬5) عيناه بالعراق بعد ستة أشهر وثمانية أيام (¬6). [بيعة الراضي بالله] وبويع الراضي بالله بن المقتدر في التاريخ. ¬

= الزمان لابن العبري 59، والكامل في التاريخ 7/ 486، والفخري 289، والمختصر في أخبار البشر 2/ 98، ونهاية الأرب 23/ 189، وتاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي، بتحقيق عمر عبد السلام تدمري - ص 79، 80، والبيان المغرب 1/ 220، والدرّة المضيّة 93، 94، ودول الإسلام 1 ج 201، والعبر 2/ 249، وتاريخ الإسلام (317 هـ). ص 381 و (339 هـ). ص 43، وتاريخ ابن الوردي 1/ 284، ومرآة الجنان 2/ 328، والبداية والنهاية 11/ 223، ومآثر الإنافة 1/ 309، واتعاظ الحنفا 1/ 184، 185، والنجوم الزاهرة 3/ 301، 302، وتاريخ الخلفاء 399، وشذرات الذهب 2/ 348. (¬1) الولاة والقضاة 281، 282، ولاة مصر 304، الإنباء 331، النجوم الزاهرة 3/ 235، حسن المحاضرة 2/ 14. (¬2) في الأصل: «سنة ثلاث». (¬3) الولاة والقضاة 282، 283، النجوم الزاهرة 3/ 242. (¬4) انظر عن (المقتدر بالله) في: تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 301 - 320 هـ). ص 603 - 605 هـ. رقم الترجمة 458 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬5) في الأصل: «شملت». (¬6) الإنباء بأنباء الأنبياء 323.

[سنة 329 هـ]

[سنة 329 هـ]. وتوفّي (¬1) في سنة تسع وعشرين وثلاثماية (¬2). [سنة 333 هـ]. [المتّقي لله] وبويع في التاريخ المتّقي لله (¬3) إبراهيم، وخلع وسملت (¬4) عيناه في عاشر صفر (¬5) سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. [سنة 334 هـ]. [المستكفي بالله] وبويع المستكفي (¬6) بالله أبو القاسم بالتاريخ. وخلع وسملت (¬7) عيناه في جمادى الآخر سنة أربع وثلاثين وثلاثماية (¬8). [المطيع لله] وبويع المطيع لله (¬9) في رجب (¬10) سنة أربع وثلاثين وثلاثماية، وخلع نفسه. ¬

(¬1) في الأصل: «بويع». (¬2) انظر عن (الراضي بالله) في: تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 321 - 330 هـ). ص 267 - 269 رقم 455 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬3) في الأصل: «المتّقي بالله». (¬4) في الأصل: «شملت». (¬5) في التنبيه والإشراف 344، والإنباء 333 يوم السبت لعشر بقين من صفر، وفي مروج الذهب 4/ 339 يوم السبت لثلاث ليال بقين من صفر، وفي العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 150 مثل المروج، وفي العقد الفريد 5/ 126 يوم السبت لثمان خلون من صفر، وفي الإنباء في تاريخ الخلفاء 75 يوم السبت تاسع عشر صفر. (¬6) في الأصل: «المكتفي». (¬7) في الأصل: «شملت». (¬8) التنبيه والإشراف 345، الإنباء 338، الدرة السنية 390. (¬9) هو أبو القاسم وقيل أبو العباس الفضل بن المقتدر. (¬10) في المصادر: بويع له لثمان بقين من جمادى الآخرة. انظر: التنبيه والإشراف 345، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 177، والبدء والتاريخ 6/ 126، والإنباء 341، والجوهر الثمين 1/ 184.

[سنة 336 هـ]

[سنة 336 هـ]. [الطائع] وولّى ولده، وسمّاه الطائع في عاشر ذي القعدة سنة ثلاث وستين (¬1) وثلاثماية (¬2). ¬

(¬1) في الأصل: «سنة ست وثلاثين». (¬2) تكملة تاريخ الطبري 1/ 215، الفخري 289، الإنباء في تاريخ الخلفاء 178، الإنباء 341، مختصر تاريخ الدول 170، مختصر التاريخ 189، المنتظم 7/ 66، نهاية الأرب 23/ 201، البدء والتاريخ 6/ 126، الجوهر الثمين 1/ 186، الكامل في التاريخ 7/ 318، تاريخ ابن أبي الهيجاء 54، النجوم الزاهرة 4/ 105، تاريخ الخلفاء 404، وفي العقد الفريد 5/ 128 «لسبع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة».

[الدولة الإخشيدية]

[الدولة الإخشيدية] [سنة 335 هـ]. [الإخشيد] ثم ولّي مصر أبو القاسم [أنوجور بن] (¬1) الإخشيد في سنة خمس وثلاثين وثلاثماية (¬2). [سنة 339 هـ]. [عليّ الإخشيدي] ثم ولّي عليّ الإخشيدي سنة تسع وثلاثين وثلاثماية (¬3). [سنة 357 هـ]. [كافور الإخشيدي] ثم ولّي كافور الإخشيديّ سنة خمس (¬4) وخمسين وثلاثماية (¬5). ¬

(¬1) إضافة على الأصل للتوضيح والتصحيح. (¬2) الولاة والقضاة 294 - 296، الإنباء 340. (¬3) الولاة والقضاة 296. (¬4) في الأصل: «سنة سبع». وما أثبتناه يتّفق مع: الولاة والقضاة 297، والإنباء 342. (¬5) توفي (كافور) في سنة 357 هـ. انظر عنه في: الولاة والقضاة 297، والإنباء 342، والبستان الجامع، المنسوب للعماد الأصفهاني - تحقيق عمر عبد السلام تدمري - ص 258، وتاريخ الإسلام (وفيات 356 هـ). ص 149 - 152 وفيه مصادر ترجمته.

[الدولة الفاطمية]

[الدولة الفاطمية] [سنة 358 هـ]. [جوهر المعزّي] ثم ولّي جوهر المعزّي في العشر الأول من شعبان سنة ثمان وخمسين وثلاثماية، وبنا (¬1) جوهر القصر، وخطّ المعزّية القاهرة في سنة تسع وخمسين وثلاثماية، وبنا (¬2) جامع الأزهر، وتكمّلت عمارته في سنة ستين وثلاثماية. وانقطعت الخطبة بمصر للعبّاسيّين من حينئذ، واستمرّت للفاطميّين بمصر وأعمالها، خاصّة، بالتاريخ. [سنة 362 هـ]. [دخول المعزّ القاهرة] ودخل أبو تميم قصره بالمعزّية القاهرة في يوم الثلاثاء سابع (¬3) رمضان المعظّم سنة اثنين (¬4) وستين وثلاثماية (¬5). [مدّة الخلافة العباسية بمصر] تكون مدّة الخلافة للعبّاسيّين بمصر خاصّة من زمن السفّاح وإلى حين انقطاعها بمصر على هذا الحكم مايتي سنة وأحد (¬6) وثلاثين سنة ونصف سنة وستة أيام. ¬

(¬1) الصواب: «وبنى». (¬2) الصواب: «وبنى». (¬3) في الأصل: «سادس»، والتصحيح من الإنباء 362. (¬4) الصواب: «اثنتين». (¬5) تاريخ الأنطاكي 148، الإنباء 362، أخبار الدول المنقطعة 25، البيان المغرب 10/ 228، نهاية الأرب 28/ 140، 141، الدرّة المضيّة 147، إتعاظ 1/ 134. (¬6) الصواب: «وإحدى».

[سنة 364 هـ]

[سنة 364 هـ]. [وفاة المطيع] وفي سنة أربع وستين وثلاثماية، في المحرّم منها، توفّي المطيع (¬1)، [سنة 381 هـ]. [خلع الطائع] وخلع ولده الطائع في سنة إحدى وثمانين وثلاثماية (¬2). وتوفّي في رمضان سنة ثلاث وتسعين وثلاثماية (¬3). [سنة 381 هـ]. ودفن بالرّصافة. [بيعة المقتدر] وبويع أحمد [بن] (¬4) المقتدر ببغداد في ثالث وعشرين شهر رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثماية (¬5). [نكتة] تولّى المعزّ ديار مصر وله من العمر اثنان وعشرون (¬6) سنة (¬7). وكانت مدّة خلافته بالمغرب وديار مصر ثلاث (¬8) وعشرين سنة وخمسة أشهر وثلاث (¬9) وعشرين يوما (¬10). ¬

(¬1) انظر عن (المطيع لله) في: تاريخ بغداد 2/ 380، والبستان 262، وتاريخ الإسلام (وفيات سنة 364 هـ). ص 328 وفيه مصادر ترجمته. (¬2) انظر عن خلع الطائع في: ذيل تجارب الأمم 3/ 201 - 208، وتاريخ بغداد 11/ 79، والمنتظم 7/ 156 - 161، والإنباء 345، والإنباء في تاريخ الخلفاء 182، والفخري 191، والبستان 269، وتاريخ الزمان 71، وتاريخ مختصر الدول 173، ونهاية الأرب 23/ 204 - 206، والدرّة المضية 228، والمختصر في أخبار البشر 2/ 127، 128، والعبر 3/ 15، وتاريخ الإسلام (وفيات 381 هـ). ص 5، ودول الإسلام 1/ 232، ومرآة الجنان 2/ 410، ونكت الهميان 196، 197، والبداية والنهاية 11/ 308، وتاريخ ابن خلدون 3/ 436، ومآثر الإنافة 1/ 314، 315، والنبراس 124 - 127، والنجوم الزاهرة 4/ 159، وأخبار الدول 170، 171. (¬3) انظر عن (الطائع لله) في: تاريخ الإسلام (وفيات 393 هـ). ص 286 - 288 وفيه مصادر ترجمته. (¬4) إضافة للتصحيح. (¬5) الإنباء 347. (¬6) الصواب: «اثنتين وعشرين». (¬7) الإنباء 360، البيان المغرب 1/ 221. (¬8) الصواب: «ثلاثا». (¬9) الصواب: «وثلاثة». (¬10) في الإنباء 362 «عشرة أيام»، وفي البستان 262 «وأياما».

[سنة 365 هـ]

[سنة 365 هـ]. وتوفّي في يوم الجمعة ثالث ربيع الآخر (¬1) سنة خمس وستين وثلاثماية، ودفن بقرافة مصر (¬2). يكون جملة عمره خمس (¬3) وأربعين سنة وخمس (¬4) شهور وثلاث (¬5) وعشرين يوما. [خلافة العزيز] ثم ولّي مصر العزيز ولده يوم وفاة أبيه المعزّ في ثالث ربيع الآخر (¬6) سنة خمس وستين وثلاثماية، وهو أبو المنصور. ولد بالمهدّية في ثالث عشرين المحرّم سنة اثنين (¬7) وأربعين وثلاثماية (¬8). ولّي وله من العمر ثلاث وعشرون سنة وثلاث (¬9) شهور وستّ (¬10) وعشرون يوما. وتوفّي في ثامن ليلة خلت من رمضان (¬11) سنة ستّ وثمانين وثلاثمائة، بحمّام بلبيس، وله من العمر أربع وأربعين (¬12) سنة وثمان (¬13) شهور، وخمسة أيام (¬14). ¬

(¬1) في الإنباء 362 «يوم الجمعة الحادي عشر»، والمثبت يتفق مع البستان - ص 262. (¬2) انظر عن (المعزّ لدين الله) في: تاريخ الإسلام (وفيات 365 هـ). ص 348 - 351، وتاريخ الأنطاكي 164 وفيهما حشدنا مصادر ترجمته. (¬3) الصواب: «خمسا». (¬4) الصواب: «وخمسة». (¬5) الصواب: «وثلاثة». (¬6) في الإنباء 365 يوم الخميس العاشر من ربيع الآخر، وفي البيان المغرب 1/ 229 «ربيع الأول». (¬7) الصواب: «سنة اثنتين». (¬8) في الإنباء 365، وأخبار الدول المنقطعة 42 ولد يوم الخميس الرابع عشر من المحرّم سنة أربع وأربعين وثلاثماية. (¬9) الصواب: «ثلاثة». (¬10) الصواب: «وستة». (¬11) في الإنباء 366، وأخبار الدول المنقطعة 42 توفي بعد الظهر من يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من شهر رمضان. (¬12) الصواب: «أربع وأربعون». (¬13) الصواب: «وثمانية». (¬14) في الإنباء 366 له ثمان وأربعون سنة وثمانية أشهر وأربعة عشر يوما، وفي الكامل في التاريخ 7/ 475 وعمره اثنتان وأربعون سنة وثمانية أشهر ونصف.

[سنة 375 هـ]

ومدّة خلافته أحد (¬1) وعشرون سنة، وخمس (¬2) شهور، وخمس وعشرين (¬3) يوما (¬4). [سنة 375 هـ]. [الحاكم بأمر الله] ثم ولي ولده الحاكم بأمر الله أبو علي المنصور. ولد بالقاهرة لثلاث وعشرين ليلة خلت من ربيع الأول سنة خمس وسبعين وثلاثماية (¬5). ولي وله عشرة (¬6) سنين وستّة شهور وستّة أيام (¬7). وكانت ولايته ليلة وفاة أبيه. [سنة 393 هـ]. وفي أيامه بني الجامع الحاكم (¬8) بالقاهرة المعزّية في رجب سنة ثلاث وتسعين وثلاثماية. [سنة 411 هـ]. وفارق قصره وغاب في سلخ شوّال (¬9) سنة إحدى عشر (¬10) وأربع ماية. تكون مدّة خلافته ثمان وعشرين سنة وشهرا واحدا (¬11) ويومان (¬12). ¬

(¬1) الصواب: «إحدى». (¬2) الصواب: «وخمسة». (¬3) الصواب: «وخمسة وعشرون». (¬4) في الإنباء 366 «وخمسة عشر يوما»، ومثله في: الكامل في التاريخ 7/ 475. (¬5) الإنباء 368، أخبار مصر لابن ميسّر 52، المغرب في حلى المغرب 49، الدرّة المضيّة 256. (¬6) الصواب: «عشر». (¬7) في الإنباء 368 «إحدى عشرة سنة وستّة أشهر»، وفي تاريخ الأنطاكي 363 «إحدى عشرة سنة وخمسة أشهر». (¬8) الصواب: «الجامع الحاكمي». (¬9) الإنباء 369. (¬10) الصواب: «إحدى عشرة». (¬11) في الإنباء 370 «وكانت ولايته خمسا وعشرين سنة وشهرا واحدا»، ومثله في أخبار الدول المنقطعة 60، وفي تاريخ الأنطاكي 363 «خمس وعشرون سنة وستة وعشرون يوما»، وفي البستان الجامع (بتحقيقنا) ص 278 «خمسا وعشرين سنة ونصف شهر». (¬12) الصواب: «ويومين».

[الظاهر لإعزاز دين الله]

يكون عمره إلى أن غاب ستة (¬1) وثلاثين سنة وستة أشهر وعشرون (¬2) يوما (¬3). ولم يعد. [الظاهر لإعزاز دين الله] ثم ولي ولده الظاهر لإعزاز (¬4) دين الله أبو الحسن عليّ في التاريخ الذي طالت فيه غيبته. ولد بالقاهرة لعشر خلون من رمضان سنة خمس وتسعين وثلاثماية (¬5). ولي وله من العمر ستة عشر (¬6) سنة، وعشرون يوما (¬7). [سنة 427 هـ]. وتوفّي في نصف شعبان سنة سبع وعشرين وأربع ماية، بالدّكة من المقسم (¬8). [سنة 422 هـ]. [المقتدر بالله] وتوفّي أحمد القادر (¬9)، أبو العباس لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي الحجّة سنة اثنين (¬10) وعشرين وأربع ماية، وله ستّ وثمانون سنة (¬11). وكانت خلافته أحد (¬12) وثلاثين سنة، وثلاث (¬13) شهور، ويوم واحد (¬14)، ¬

(¬1) الصواب: «ستا». (¬2) الصواب: «وعشرين». (¬3) في الإنباء 369 «ستا وثلاثين سنة وسبعة أشهر»، وفي أخبار الدول المنقطعة 60 «وستة أشهر ويومان». (¬4) في الأصل: «الإعزاز». (¬5) الإنباء 378، المغرب 76، أخبار الدول المنقطعة 64، نهاية الأرب 28/ 207، الدرّة المضيّة 313. (¬6) الصواب: «ست عشرة». (¬7) في الإنباء 378 «خمس عشرة سنة وثمانية أشهر وأياما». (¬8) انظر عن (الظاهر لإعزاز دين الله) في: تاريخ الإسلام (وفيات 427 هـ). ص 197، 198 رقم 234 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬9) في الأصل: «المقتدر». (¬10) الصواب: «اثنتين». (¬11) زاد في الإنباء 347 «وأشهر». وانظر عن (القادر بالله) في: تاريخ الإسلام (وفيات 422 هـ). ص 76 - 78 رقم 51 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬12) الصواب: «إحدى». (¬13) الصواب: «وثلاثة». (¬14) الصواب: «ويوما واحدا»، وفي تاريخ بغداد 4/ 38 «إحدى وأربعين سنة وثلاثة أشهر»، ومثله في: الإنباء 347.

[القائم بأمر الله]

[القائم بأمر الله] وبويع القائم يوم وفاة المقتدر أبيه ببغداد (¬1). [المستنصر بالله] ثم ولي مصر المستنصر بالله أبو تميم معدّ ولد الظاهر لإعزاز (¬2) دين الله يوم وفاة والده، وله من العمر سبع سنين (¬3). وكان مولده بالقاهرة سنة عشرين وأربع ماية. [سنة 487 هـ]. وتوفّي ليلة الغدير (¬4) سنة سبع وثمانين وأربع ماية (¬5). تكون مدّة خلافته ستين سنة وأشهر (¬6). [سنة 422 هـ]. وفي سنة ثمانين وأربع ماية أمر بتجديد صور (¬7) القاهرة المعزّية. [سنة 422 هـ]. [القائم بن المقتدر] وفي شهر ذي الحجّة سنة اثنين (¬8) وعشرين وأربع ماية بويع القائم ولد القادر (¬9) من الخلفاء العبّاسيّين ببغداد. [سنة 467 هـ]. [المستعلي بالله] وولي مصر المستعلي بالله أبو القاسم أحمد يوم وفاة أبيه المستنصر. ولد بالقاهرة لعشرين ليلة خلت من المحرّم سنة سبع وستين وأربع ماية. ¬

(¬1) الإنباء 349. (¬2) في الأصل: «الاعزاز». (¬3) في الإنباء 380 «سبع سنين وأشهر». (¬4) الغدير: هو غدير خمّ، بين مكة والمدينة عند الجحفة، بينه وبين الجحفة ميلان. (معجم البلدان 4/ 188) ويوم الغدير في 18 من ذي الحجّة. (¬5) في الإنباء 380 توفي سنة ثمان وثمانين وأربع ماية. والمثبت في المتن هو الصحيح. انظر عن (المستنصر بالله) في: تاريخ الإسلام (وفيات 487 هـ). ص 227 - 229 رقم 247 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬6) الصواب: «أشهرا»، وفي الكامل 8/ 383 «وأربعة أشهر». (¬7) صور - سور. (¬8) الصواب: «سنة اثنتين». (¬9) في الأصل: «المقتدر».

[سنة 487 هـ]

[سنة 487 هـ]. وولي في ذي الحجّة سنة سبع وثمانين وأربع ماية. [سنة 495 هـ]. وتوفّي لسبع عشر (¬1) ليلة خلت من صفر سنة خمس وتسعين وأربع ماية. يكون مدّة خلافته سبع سنين وشهران (¬2). [سنة 487 هـ]. [وفاة القائم بأمر الله] وفي ذي القعدة سنة سبع وستين (¬3) وأربع ماية توفّي القائم بأمر الله (¬4). [المقتدي بالله] وبويع المقتدي بالله، بالذخيرة ببغداد. وتوفّا (¬5) سنة سبع وثمانين وأربع ماية. [المستظهر بالله] وبويع المستظهر بالله ولده في التاريخ. [سنة 495 هـ]. [الآمر بأحكام الله] ثم ولي مصر الآمر بأحكام الله أبو علي المنصور في سابع عشر صفر سنة خمس وتسعين وأربع ماية. ولي وله من العمر خمس سنين، وشهر، وخسمة أيام (¬6). ولد بالقاهرة لاثني (¬7) عشر (¬8) ليلة خلت من المحرّم سنة تسعين وأربع ماية، ¬

(¬1) الصواب: «لسبع عشرة». (¬2) في الإنباء 392 «ثمان سنين»، وفي أخبار الدول المنقطعة 86 «سبع سنين وشهرا وثمانية وعشرين يوما». (¬3) في الأصل: «وثمانين». (¬4) الصحيح وفاته في ليلة الخميس ثالث عشر شعبان. انظر عن (القائم بأمر الله) في: تاريخ الإسلام (وفيات 467 هـ). ص 226 - 231 هـ. رقم 213 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬5) الصواب: «وتوفي». (¬6) في الإنباء 392 «خمس سنين»، وفي الكامل 8/ 461 «خمس سنين وأربعة أيام». (¬7) مهملة في الإصل. والصواب: «لاثنتي». وفي الكامل 8/ 461 ثالث عشر المحرم. (¬8) الصواب: «عشرة».

[سنة 524 هـ]

[سنة 524 هـ]. وقتل بجزيرة مصر في الثالث (¬1) من ذي القعدة سنة أربع وعشرين وخمس ماية (¬2) فكانت خلافته بمصر ثلاثين سنة، وثمانية أشهر، وعشرين يوما (¬3). [سنة 522 هـ]. [وفاة المستظهر] وفي سنة اثنين (¬4) وعشرين (¬5) وخمس ماية توفّي المستظهر ببغداد (¬6)، [المسترشد] وبويع ولده المسترشد بالله بالعراق (¬7). [سنة 530 هـ]. [المقتفي بالله] ثم بويع عمّه المقتفي بالله سنة ثلاثين وخمس ماية (¬8). [سنة 555 هـ]. [المستنجد بالله] ثم بويع المستنجد بالله المظفّر يوسف، ولده، سنة خمس وخمسين وخمس ماية، يوم وفاة أبيه المقتفي (¬9). [سنة 524 هـ]. [الحافظ لدين الله] ثم ولي مصر الحافظ لدين الله أبو الميمون عبد المجيد بن الأمير أبي القاسم ¬

(¬1) الصحيح في: «الثاني». (¬2) انظر عن (الأمر بأحكام الله) في: تاريخ الإسلام (وفيات 524 هـ). ص 123 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬3) كانت خلافته تسعا وعشرين سنة وخمسة أشهر. (الكامل 5/ 24). (¬4) الصواب: «سنة اثنتين». (¬5) في الأصل: «وعشرة». (¬6) انظر عن (المستظهر بالله) في: تاريخ الإسلام (وفيات 512 هـ). ص 326 - 328 رقم 24 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬7) الإنباء 385. وهو توفي سنة 525 هـ. (¬8) الإنباء 386. (¬9) الإنباء 386.

[سنة 544 هـ]

محمد، أخو المستعلي لأبيه المستنصر، في رابع ذي القعدة سنة أربع وعشرين وخمس ماية (¬1). ولي وله من العمر ثمان وخمسين (¬2) سنة، وشهر واحد، وتسع (¬3) عشر يوما. [سنة 544 هـ]. وتوفّي يوم السبت لأربع خلون من جمادى الآخرى سنة أربع وأربعين وخمس ماية (¬4). وكان مولده بعسقلان، في نصف رمضان سنة ستّ وستين وأربع ماية. فكانت خلافته تسع عشر (¬5) سنة، وسبع (¬6) شهور (¬7). [الظافر بأمر الله] ثم ولي الظافر بأمر الله إسماعيل يوم السبت رابع جمادى الآخر سنة أربع وأربعين وخمس ماية. [سنة 549 هـ]. وقتل في سلخ المحرّم سنة تسع وأربعين وخمس ماية (¬8). تكون خلافته أربع سنين، وثمان (¬9) شهور (¬10). [الفائز بنصر الله] ثم ولي الفائز بنصر الله ولده أبو القاسم عيسى، صبيحة وفاة أبيه، في مستهلّ صفر سنة تسع وأربعين وخمس ماية. ¬

(¬1) الكامل 9/ 24. (¬2) الصواب: «وخمسون». (¬3) الصواب: «وتسعة». (¬4) انظر عن (الحافظ لدين الله) في: تاريخ الإسلام (وفيات 544 هـ). ص 193 - 195 رقم 220 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬5) الصواب: «تسع عشرة». (¬6) الصواب: «وسبعة». (¬7) في الإنباء 393 «تسع عشرة سنة»، وفي الكامل 9/ 169 كانت خلافته عشرين سنة إلاّ خمسة أشهر. (¬8) انظر عن (الظافر بالله) في: تاريخ الإسلام (وفيات 549 هـ). ص 356، 357 رقم 497 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬9) في الإنباء 393 «خمس سنين وستة أشهر وأياما». (¬10) في الكامل 9/ 213 «له من العمر خمس سنين».

[وزارة ابن رزيك]

وعمره خمس سنين ونصف (¬1). [وزارة ابن رزّيك] ولما كان في يوم الإثنين تاسع عشر ربيع الآخرة سنة تسع وأربعين وخمس ماية وزر له طلائع بن رزّيك، ولقّب بالملك، وكان نائبا بمنية بني خصيب (¬2) والصعيد بكماله، وينسب إلى بني غسّان، وله قصّة مشهورة. وكان رجلا، بليغا، فصيحا، شاعرا، ذا سطوة وشجاعة. [سنة 553 هـ]. وهو الذي بنا (¬3) جامع بني زويلة المعروف بجامع الصالح، ومشهد الحسين عليه السلام في سنة ثلاث وخمسين وخمس مائة. [سنة 555 هـ]. [وفاة الفائز] وتوفّي الفائز في يوم الجمعة سابع عشر رجب (¬4) سنة خمس وخمسين وخمس مائة. تكون مدّة خلافته ستّ سنين ونصف (¬5)، وسبع (¬6) عشر يوما (¬7). [العاضد لدين الله] ثم ولي العاضد لدين الله الأمير [أبو] (¬8) محمد عبد الله بن يوسف في ثامن عشر رجب سنة خمس وخمسين وخمس ماية. ¬

(¬1) في معجم البلدان 5/ 218 «منية أبي الخصيب»: بالضم ثم السكون ثم ياء مفتوحة. مدينة كبيرة حسنة كثيرة الأهل والسكن على شاطئ النيل في الصعيد الأدنى. (¬2) الصواب: «بنى». (¬3) كانت وفاة (الفائز) في شهر صفر. (¬4) انظر عن (الفائز بنصر الله) في: تاريخ الإسلام (وفيات سنة 555 هـ). ص 165 - 168 رقم 168 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬5) الصواب: «ونصفا». (¬6) الصواب: «وسبعة». (¬7) في الإنباء 394 «ست سنين وشهرا»، وفي الكامل 9/ 270 «ست سنين ونحو شهرين». (¬8) إضافة على الأصل للتصحيح.

[سنة 556 هـ]

[سنة 556 هـ]. [مقتل ابن رزّيك] وقتل الصالح بن رزّيك في سنة ستّ وخمسين (¬1) وخمس ماية. [سنة 567 هـ]. [وفاة العاضد] وتوفّي العاضد في يوم عاشورا سنة سبع (¬2) وستين وخمس ماية. وكانت خلافته اثنين (¬3) وعشرين سنة (¬4). وهو آخر الخلفاء الفاطميّين (¬5). فكانت عدّتهم بمصر خاصّة، من المعزّ إلى العاضد أحد عشر خليفة، ومدّتهم مايتين (¬6) وسبع سنين. [سنة 566 هـ]. [وفاة المستنجد بالله] وفي سنة ستّ (¬7) وستّين وخمس ماية توفّي الإمام المستنجد بالله يوسف (¬8). [المستضيء بالله] وبويع المستضيء بالله ببغداد. [سنة 558 هـ]. [ولاية العادل بن طلائع] وفي زمان العاضد بعد وفاة الصالح بن رزّيك تولّى ولده العادل، وعزل نفسه، وتوجّه إلى بغداد (¬9). ¬

(¬1) في الأصل: «سنة اثنين وستين». والتصحيح من مصادر ترجمته. انظر عنها في: تاريخ الإسلام (وفيات 556 هـ). ص 196 - 200 رقم 202. (¬2) في الأصل: «سنة أربع»، والتصحيح من: تاريخ الإسلام (وفيات 567 هـ). ص 273 - 281 رقم 251 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬3) الصواب: «اثنتين». (¬4) في الإنباء 394 «تسع سنين». (¬5) انظر عن (العاضد لدين الله) في: تاريخ الإسلام (وفيات 567 هـ). ص 273 - 281 رقم 251 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬6) الصواب: «مايتان». (¬7) في الأصل: «سبع». (¬8) انظر عن (المستنجد بالله) في: تاريخ الإسلام (حوادث سنة 566 هـ). ص 23 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬9) الصحيح أنّ العادل بن الصالح بن رزّيك قتل في مصر سنة 558 هـ. (الكامل في التاريخ 9/ 298).

[سنة 559 هـ]

[سنة 559 هـ]. [ولاية شاور] ثم تولّى مصر شاور السّعديّ، وأصله من بني سعد من إثميدة (¬1) بالأعمال الشرقية، وكان غلاما للصالح بن رزّيك ونائبا له بمنية بني خصيب. فلما سمع بموت الصالح ركب على طريق العبد، وما زال إلى تروجة (¬2)، ثم شرّق إلى الشام، فوصل إلى دمشق، ودخل على نور الدين محمود بن زنكي، وعرّفه بقتلة الصالح، وطلب منه جيشا ليملك به مصر، فجهّز معه عشرة آلاف فارس، وجعل مقدّمهم أسد الدين شركوه، ويوسف (¬3)، وأبو (¬4) بكر، أولاد أيوب (¬5). فلما وصلوا إلى مصر ترك العادل بن الصالح الملك ولم يضرب في وجوه المسلمين بسيف، وراح إلى العراق (¬6). [سنة 562 هـ]. [شاور بمصر] فتملّك مصر شاور السعديّ في آخر سنة اثنين (¬7) وستين وخمس ماية، وأعطا (¬8) عسكر نور الدين الشهيد دستورا، وتوجّهوا إلى الشام. فلما وصلوا إلى الجسورة بظاهر دمشق التقاهم نور الدين بن زنكي وسألهم عمّا فعلوه، فقالوا له: أخذنا مصر ¬

(¬1) في الانتصار لواسطة عقد الأمصار، لابن دقماق 2/ 51 «تميده» بالمثنّاة. (¬2) تروجة: بالفتح ثم الضمّ، وسكون الواو، وجيم. قرية بمصر من كورة البحيرة من أعمال الإسكندرية. (معجم البلدان 2/ 27). (¬3) هو الناصر صلاح الدين. (¬4) الصواب: «أبا». (¬5) التاريخ الباهر في الدولة الأتابكية 119 - 122، الكامل 9/ 305، كتاب الروضتين ج 1 ق 2/ 331، النوادر السلطانية 29، تاريخ مختصر الدول 212، تاريخ الزمان 176، زبدة الحلب 2/ 316، المغرب 94، نهاية الأرب 28/ 334، 335، المختصر في أخبار البشر 3/ 41، أخبار الدول المنقطعة 114، الدرّ المطلوب 26، تاريخ الإسلام (حوادث 559 هـ). ص 39، دول الإسلام 2/ 73، العبر 4/ 167، 168، تاريخ ابن الوردي 2/ 67، مرآة الجنان 3/ 341، البداية والنهاية 12/ 247، 248، الكواكب الدرّية 164، إتعاظ الحنفا 3/ 266 وما بعدها، تاريخ ابن سباط، بتحقيق عمر عبد السلام تدمري - ج 1/ 114، 115. (¬6) يكرّر المؤلّف روايته عن ذهاب العادل رزّيك بن الصالح إلى العراق، والصحيح أنه قتل في مصر. (¬7) الصواب: «سنة اثنتين». (¬8) الصواب: «وأعطى».

[سنة 604 هـ]

وسلّمناها إلى شاور، فزمجر عليهم وقال: ارجعوا، فمن دخل منكم دمشق قتلته، وخذوا مصر من شاور، سيّروا عرّفوني، وليقعد مكانه أسد الدين (¬1). [سنة 604 هـ]. [ولاية أسد الدين] فرجعوا إلى مصر، وقتلوا شاور (¬2)، وجلس أسد الدين فيها في سنة أربع (¬3) وستين وخمس ماية. وتوفّي العاضد كما ذكرنا في المحرّم سنة أربع وستين وخمس ماية. فجلس أسد الدين ستّ (¬4) شهور، وكسر (¬5)، وقتل أسد الدين شركوه (¬6). ¬

(¬1) انظر الكامل 9/ 329. (¬2) كان قتل (شاور) في سنة 564 هـ. انظر عن ذلك في: التاريخ الباهر 140، والكامل 9/ 341، والنوادر السلطانية 39، 40، والروضتين ج 1 ق 2/ 397، 398، وتاريخ الزمان 182، وتاريخ مختصر الدول 212، وسنا البرق الشامي 1/ 78، ومفرّج الكروب 1/ 160 - 167، والمغرب في حلى المغرب 96، وزبدة الحلب 2/ 327، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 277، 278، والمختصر في أخبار البشر 3/ 45، 46 د ونهاية الأرب 28/ 342، 343، والدرّ المطلوب 35، وتاريخ الإسلام (حوادث 564 هـ). ص 13، ومرآة الجنان 3/ 374، والبداية والنهاية 12/ 256، وتاريخ ابن الفرات، مجلّد 4 ج 1/ 29 - 33، واتعاظ الحنفا 3/ 301، والنجوم الزاهرة 5/ 339 و 351، 352، وتاريخ الخلفاء 444 وشفاء القلوب 26 - 35، وتاريخ ابن سباط 1/ 121، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 232. (¬3) في الأصل: «ثلاث». (¬4) الصواب: «ستة». (¬5) في الكامل 9/ 342 كانت ولايته شهرين وخمسة أيام. (¬6) هكذا، والصواب: «شيركوه». والخبر غير صحيح، فأسد الدين شيركوه لم يقتل، بل توفي بشكل طبيعي يوم السبت الثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة أربع وستين وخمسمائة. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (حوادث 564 هـ). ص 14 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.

[الدولة الأيوبية]

[الدولة الأيّوبية] وتملّك الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب مصر في ربيع الآخر سنة أربع وستين وخمس ماية (¬1)، واستمرّ الحال. [سنة 569 هـ]. [وفاة نور الدين محمود] وتوفي نور الدين الشهيد محمود بن زنكي (¬2) بدمشق في سنة تسع وستين وخمس ماية. [سنة 570 هـ]. ذكر فتوحات صلاح الدين يوسف ملك الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب دمشق بعد وفاة الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي سنة سبعين وخمس ماية (¬3). وكان قد ملكها نور الدين محمود المذكور في سنة تسع وأربعين وخمس ماية (¬4). ¬

(¬1) سنا البرق الشامي 83، 84، كتاب الروضتين ج 1 ق 2/ 450 - 452، ومفرّج الكروب 1/ 174 - 179، والكامل 9/ 342، والمختصر في أخبار البشر 3/ 48، وتاريخ الإسلام (حوادث 564 هـ). ص 14، 15، وتاريخ ابن الوردي 2/ 76، 77، والبداية والنهاية 12/ 257، 258، والكواكب الدرّية 184، والنجوم الزاهرة 5/ 354. (¬2) انظر عن «محمود بن زنكي» في: تاريخ الإسلام (وفيات 569 هـ).، وتاريخ ابن سباط 1/ 135 - 138 وفيهما حشدنا عشرات المصادر لترجمته. (¬3) النوادر السلطانية 50، سنا البرق الشامي 1/ 176، 177، الكامل في التاريخ 9/ 404 - 406، مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 326 - 328، الروضتين ج 1 ق 2/ 603، 604، تاريخ الإسلام (حوادث 570 هـ). ص 57، 58، البداية والنهاية 12/ 228. (¬4) خبر ملك نور الدين محمود في: ذيل تاريخ دمشق 327 - 329، والتاريخ الباهر 106 - 108، والكامل 9/ 217، 218، وزبدة الحلب 2/ 304، 305، والأعلاق الخطيرة 2/ 47، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 220، 221، ومفرّج الكروب 1/ 304، والدرّة المضيّة 561، وتاريخ مختصر الدول 208، والمختصر في أخبار البشر 3/ 29، ونهاية الأرب 27/ 160 - 161، والعبر 4/ 135، 136، ودول الإسلام 2/ 65، وتاريخ الإسلام (حوادث 549 هـ). ص 49، 50، وتاريخ =

[سنة 589 هـ]

ثم ملكها ولده الملك الصالح في سنة تسع وستين وخمس ماية (¬1). ثم ملكها الملك الناصر يوسف في سنة سبعين وخمس ماية، كما ذكرنا. [سنة 589 هـ]. ثم الملك الأفضل في سنة تسع وثمانين وخمس ماية (¬2)، [سنة 592 هـ]. ثم العادل أبو بكر بن أيوب في سنة اثنين (¬3) وتسعين وخمس ماية (¬4). [سنة 576 هـ]. ثم ملك (الملك) (¬5) الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب حمص في سنة سبعين (¬6) وخمس ماية (¬7). [سنة 578 هـ]. وملك الرّها، وسنجار في سنة ثمان (¬8) وسبعين وخمس ماية (¬9). ¬

= ابن الوردي 2/ 55، ومرآة الجنان 3/ 295، والبداية والنهاية 1/ 231، 232، وتاريخ ابن خلدون 5/ 241، 242، والكواكب الدرّية 144 - 146، واتعاظ الحنفا 2/ 210، وتاريخ ابن سباط 1/ 100، 101. (¬1) سنا البرق الشامي 1/ 169، الكامل 9/ 395، 396، الروضتين ج 1 ق 2/ 597، مفرّج الكروب 2/ 18. (¬2) الكامل في التاريخ 10/ 120. (¬3) الصواب: «اثنتين». (¬4) مفرّج الكروب 3/ 62 - 70، الذيل على الروضتين 10، المختصر في أخبار البشر 3/ 92، الدرّ المطلوب 128، نهاية الأرب 28/ 449، 450، تاريخ الإسلام (حوادث 592 هـ). ص 7، 8، دول الإسلام 2/ 103، تاريخ ابن الوردي 2/ 111، مرآة الجنان 3/ 473، البداية والنهاية 13/ 12، تاريخ ابن خلدون 5/ 232، السلوك ج 1 ق 1/ 129، تاريخ ابن سباط 1/ 217، 218. (¬5) كتبت فوق السطر. (¬6) في الأصل: «سنة ست وسبعين». (¬7) التاريخ الباهر 176، الكامل 9/ 406، 407، سنا البرق 1/ 176 - 183، النوادر السلطانية 50 - 52، مفرّج الكروب 2/ 17 - 20، الروضتين ج 1 ق 2/ 602 - 614، تاريخ مختصر الدول 216، تاريخ الزمان 190، المغرب في حلى المغرب 144 - 146، زبدة الحلب 3/ 14 - 22، المختصر في أخبار البشر 3/ 56، 57، العبر 4/ 20، دول الإسلام 2/ 84، تاريخ الإسلام (حوادث 570 هـ). ص 58، تاريخ ابن الوردي 2/ 83، 84، مرآة الجنان 3/ 392، البداية والنهاية 12/ 287 - 290، تاريخ ابن خلدون 5/ 255، 256، السلوك ج 1 ق 1/ 58، 59، شفاء القلوب 84 - 87، تاريخ ابن سباط 1/ 104. (¬8) في الأصل: «سنة ست». (¬9) النوادر السلطانية 57، الكامل 9/ 466، مفرّج الكروب 2/ 122، تاريخ الإسلام (حوادث 578 هـ). ص 44، تاريخ ابن سباط 1/ 162.

[سنة 579 هـ]

[سنة 579 هـ]. وملك حلب، وآمد، وبنى قلعة الجبل بمصر في سنة تسع وسبعين وخمس ماية (¬1). [سنة 583 هـ]. وكسر الفرنج على تلّ حطّين، وأسر ملوكهم، وفتح طبريّة، والقدس، وصيدا، وعكا، وصور (¬2)، وصفد، والقلاع الفرنجية، والساحل جميعه، في سنة ثلاث وثمانين وخمس ماية (¬3). [سنة 584 هـ]. ثم فتح جبلة (¬4)، واللاذقيّة (¬5)، وصهيون (¬6)، والكرك (¬7) في سنة أربع وثمانين وخمس ماية. ¬

(¬1) النوادر السلطانية 59، 60، مفرّج الكروب 2/ 141 - 147، الكامل 9/ 470 - 473، زبدة الحلب 3/ 63 - 72، تاريخ مختصر الدول 219، تاريخ الزمان 200، 201، الأعلاق الخطيرة 2/ 71 و 203 وج 3 ق 1/ 134 و 180، 181، مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 376، مضمار الحقائق 144 و 146 - 151، المختصر في أخبار البشر 3/ 66، الدرّ المطلوب 75، 76، نهاية الأرب 28/ 384، 385، تاريخ الإسلام (حوادث 579 هـ). ص 51، العبر 4/ 237، تاريخ ابن الوردي 2/ 93، البداية والنهاية 12/ 313، 314، تاريخ ابن خلدون 5/ 301، 302، شفاء القلوب 105 - 108، النجوم الزاهرة 6/ 95، تاريخ ابن سباط 1/ 165، 166. (¬2) الصحيح أن صلاح الدين لم يتمكّن من فتح صور. (¬3) الفتح القسيّ 61 - 84، النوادر السلطانية 75 - 79، تاريخ الزمان 208، 209، مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 392، 393، زبدة الحلب 3/ 92 - 96، الكامل 10/ 22 - 27، المختصر في أخبار البشر 3/ 71، 72، ونهاية الأرب 28/ 299، 400، دول الإسلام 2/ 93، 94، تاريخ الإسلام (حوادث 583 هـ). ص 17 - 22، تاريخ ابن الوردي 2/ 96، مرآة الجنان 3/ 424، البداية والنهاية 12/ 320، تاريخ ابن خلدون 4/ 305، 306، ومشارع الأشواق لابن النحاس 2/ 837، 934، 935، السلوك ج 1 ق 1/ 93، شفاء القلوب 119 - 121، تاريخ ابن سباط 1/ 176، 177. (¬4) انظر عن (جبلة) في: الفتح القسيّ 233، 234، والنوادر السلطانية 87 - 89، وتاريخ الزمان 213، وزبدة الحلب 3/ 102، 103، والكامل 10/ 48، 49، ومفرّج الكروب 2/ 258، والروضتين 2/ 27، ومعجم البلدان 2/ 26، والمختصر في أخبار البشر 3/ 24، والدرّ المطلوب 95، والمغرب في حلى المغرب 156، ودول الإسلام 2/ 96، وتاريخ الإسلام (حوادث 584 هـ). ص 30، وتاريخ ابن الوردي 2/ 99، والإعلام والتبيين 39، والبداية والنهاية 12/ 230، وتاريخ ابن خلدون 5/ 312، والسلوك ج 1 ق 1/ 100، وشفاء القلوب 154، ومشارع الأشواق 2/ 937، 938، وتاريخ ابن سباط 1/ 154، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور، د. عمر عبد السلام تدمري 1/ 536 - 538. (¬5) الكامل 10/ 50، تاريخ الإسلام (حوادث 584 هـ). ص 35، مشارع الأشواق 2/ 938. (¬6) الفتح القسيّ 224، الكامل 10/ 51، 52، تاريخ الإسلام (حوادث 584 هـ). ص 35، مشارع الأشواق 2/ 538. (¬7) الكامل 10/ 59.

[سنة 585 هـ]

[سنة 585 هـ]. وفتح ال‍ [شقيف] (¬1) في سنة خمس وثمانين وخمس ماية. [سنة 589 هـ]. [وفاة صلاح الدين] ثم توفّي صلاح الدين (¬2) إلى رحمة الله تعالى بدمشق، ودفن في تربة بجوار الجامع في سنة تسع وثمانين وخمس ماية. [سنة 592 هـ]. [الملك العزيز] ثم ملك مصر ولده الملك العزيز بعد وفاة أبيه، وملك دمشق (¬3)، وسلّمها إلى عمّه الملك العادل أبي بكر في سنة اثنين (¬4) وتسعين وخمس ماية (¬5). [سنة 595 هـ]. [وفاة الملك العزيز] وتوفّي الملك العزيز (¬6) في سنة خمس وتسعين وخمس ماية. ¬

(¬1) ما بين الحاصرتين ممسوح في المخطوط، وما أثبتناه عن المصادر. انظر: الفتح القسيّ 285 - 292، والنوادر السلطانية 97 - 103، والكامل 10/ 65، 66، ومفرّج الكروب 2/ 282 - 290، وزبدة الحلب 3/ 108 - 110، وتاريخ الزمان 214، والمختصر في أخبار البشر 3/ 76، ونهاية الأرب 28/ 413، 414، وتاريخ الإسلام (حوادث 585 هـ). ص 41، 42، وتاريخ ابن الوردي 2/ 100، وتاريخ ابن خلدون 5/ 317، والسلوك ج 1 ق 1/ 102، وشفاء القلوب 159، 160 د وتاريخ ابن سباط 1/ 190، 191، ولبنان من السقوط بيد الصليبيّين حتى التحرير، عمر عبد السلام تدمري 178 والمقصود بالشقيف: «شقيف أرنون». وهو. قلعة حصينة بين بانياس والساحل، وهي حاليا في جنوب لبنان. (¬2) انظر عن (صلاح الدين) في: تاريخ الإسلام (حوادث 589 هـ). ص 89 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬3) الصحيح أنّ الملك العزيز عثمان حاصر دمشق مرتين الأولى في سنة 590 والثانية في سنة 591 هـ. ولم يتمكّن من تسلّمها. انظر: الكامل 10/ 129، 130 و 137، 138. (¬4) الصواب: «سنة اثنتين». (¬5) الصحيح أنّ الملك العادل تسلّم دمشق من ابن أخيه الأفضل علي بن صلاح الدين. انظر: الكامل 10/ 140. (¬6) انظر عن (الملك العزيز) في: تاريخ الإسلام (حوادث 595 هـ). ص 19 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.

[الملك الأفضل]

[الملك الأفضل] ثم تملّك مصر الملك الأفضل في التاريخ (¬1). [سنة 596 هـ]. وتوفّي في سنة ستّ وتسعين وخمس ماية (¬2). [الملك العادل] ثم ملك مصر، ودمشق، والفتوحات، والشام جميعه، الملك العادل سيف الدين أبو بكر بن أيوب أخو الملك الناصر صلاح الدين في ربيع الأول سنة ستّ وتسعين وخمس ماية (¬3). [سنة 615 هـ]. [وفاة العادل] وتوفّي بدمشق في سنة خمس عشرة وستماية (¬4). واستمرّ في ملكه عشرين سنة. [الملك المعظّم بدمشق] وفي سنة خمس عشر (¬5) وستماية ملك الملك المعظّم دمشق ابن الملك العادل (¬6). ¬

(¬1) الكامل 10/ 157 - 159، مفرّج الكروب 3/ 88، 89، نهاية الأرب 28/ 456، 457. (¬2) الخبر غير صحيح، فقد تأخّرت وفاة الملك الأفضل إلى سنة 622 هـ. انظر: تاريخ الإسلام (وفيات 622 هـ). رقم 122 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬3) الكامل 10/ 169، 170، مفرّج الكروب 3/ 108، 109، التاريخ المنصوري 11، تاريخ الزمان 232، تاريخ مختصر الدول 225، زبدة الحلب 3/ 146، 147، الدرّ المطلوب 140، 141، المختصر في أخبار البشر 3/ 97، 98، تاريخ الإسلام (حوادث 596 هـ). ص 23، 24، دول الإسلام 2/ 405، تاريخ ابن الوردي 2/ 115، مرآة الجنان 3/ 484، البداية والنهاية 13/ 21، 22، تاريخ ابن خلدون 5/ 337، السلوك ج 1 ق 1/ 150، 151، النجوم الزاهرة 6/ 149 - 151، شفاء القلوب 207 - 210، تاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 172 - 174، تاريخ ابن سباط 1/ 127، 228. (¬4) الكامل 10/ 326 - 328، التكملة لوفيات النقلة 2/ 430، الذيل على الروضتين 112، وفيات الأعيان 5/ 78، مفرّج الكروب 3/ 270، الدرّ المطلوب 197، تاريخ ابن الوردي 2/ 201، تاريخ ابن الفرات 5/ 239، الجوهر الثمين 2/ 23 - 27، السلوك ج 1 ق 1/ 225، النجوم الزاهرة 6/ 165. (¬5) الصواب: «خمس عشرة». (¬6) الكامل 10/ 306.

[سنة 622 هـ]

[سنة 622 هـ]. [وفاة الناصر لدين الله] ثم توفّي الإمام الناصر لدين الله (¬1) الخليفة في سنة اثنين (¬2) وعشرين وستماية. [سنة 623 هـ]. [الإمام الظاهر] وبويع الإمام الظاهر في التاريخ (¬3)، [و] توفّي [في سنة ثلاث وعشرين وستماية] (¬4). [المستنصر بالله] وبويع الإمام المستنصر بالله في رجب سنة ثلاث وعشرين وستماية (¬5). [سنة 630 هـ]. [فتوحات الملك الكامل] ثم فتح الملك الكامل محمد: آمد (¬6)، وحرّان (¬7)، وبلاد الشرق، ¬

(¬1) انظر عن (الناصر لدين الله) في: تاريخ الإسلام (وفيات 622 هـ). رقم 67 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬2) الصواب: «سنة اثنتين». (¬3) الكامل 10/ 401. (¬4) ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل. وينظر عن (الظاهر بأمر الله) في: تاريخ الإسلام (وفيات 623 هـ). رقم 200 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬5) الكامل 10/ 414. (¬6) كان فتح الملك الكامل لمدينة آمد في سنة 630 هـ. انظر: الحوادث الجامعة 27، وتاريخ الإسلام (حوادث 630 هـ). ص 48، والعسجد المسبوك 2/ 452، وتاريخ الخميس 2/ 414، والمختصر من الكامل في التاريخ وتكملته، للأمير علم الدين سنجر المسروري المعروف بالخياط،. - تحقيق عمر عبد السلام تدمري - طبعة المكتبة العصرية، صيدا - بيروت 2002 م. - ص 157، 158 (حوادث سنة 629 هـ). (¬7) فتح الملك الكامل مدينة حرّان في سنة 633 هـ. انظر: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 695، 696، والمختصر في أخبار البشر 3/ 158، ومفرّج الكروب 5/ 109، 110، وزبدة الحلب 3/ 220، وتاريخ مختصر الدول 249، وتاريخ الأيوبيين لابن العميد 141، والدرّ المطلوب 315، وتاريخ ابن الوردي 2/ 161، ومرآة الجنان 4/ 84، وتاريخ الإسلام (حوادث 633 هـ). ص 14، والبداية والنهاية 13/ 144، والسلوك ج 1 ق 1/ 251، والنجوم الزاهرة 6/ 293، وتاريخ ابن سباط 1/ 309، والمختصر من الكامل في التاريخ وتكملته 163.

[مقتل ملك خوارزم]

وسلّم حرّان، والرّها إلى الطواشي صواب (¬1)، وسلّم إليه ديار بكر (¬2). وكسر الملك الكامل الخوارزميّة (¬3). [مقتل ملك خوارزم] وقتل هناك السلطان جلال الدين ملك خوارزم شاه (¬4). وكانت أخته مزوّجة بالسلطان علاء الدين ملك الروم. وكانت أيامه أسعد الأيام وأكثرها أمنا ورخاء ممّن تقدّمه (¬5). [كتاب الهدنة بين الملك الصالح والفرنج] ثم إنه كتب الهدنة بينه وبين الفرنج على ما بأيديهم من القلاع التي استملكها بعد فتح صلاح الدين (¬6). وتاريخ الهدنة إلى أيام الملك الصالح نجم الدين أيوب. وهادنهم الملك الصالح على ذلك (¬7). ¬

(¬1) توفي (الطواشي صواب) في: سنة 632 هـ. انظر عنه في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 694، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 397، 398 رقم 2613، والتاريخ المنصوري 178، ومفرّج الكروب 5/ 134، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 59 و 108 و 524، وأخبار الأيوبيين 142، ونهاية الأرب 29/ 209، 210، والعبر 5/ 128، وتاريخ الإسلام (وفيات 632 هـ). ص 101 رقم 95، والمختار من تاريخ ابن الجزري 159، ومرآة الجنان 4/ 75، ونزهة الأنام لابن دقماق، والوافي بالوفيات 16/ 339 رقم 371، والسلوك ج 1 ق 1/ 250، والنجوم الزاهرة 6/ 287، وشذرات الذهب 5/ 149. (¬2) تاريخ الإسلام (حوادث 631 هـ). ص 5، 6. (¬3) لم أجد ما يؤيّد هذا الخبر، والأرجح أنّ المقصود هو الملك الصالح نجم الدين أيوب حيث كان انكسار الخوارزمية بين حمص وبعلبك في سنة 644 هـ. (¬4) في المصادر إنّ الذي قتل هو رأس الخوارزمية بركة خان في سنة 644 هـ. انظر: ذيل الروضتين 178، والمختصر في أخبار البشر 3/ 175، وأخبار الأيوبيين 156، ومفرّج الكروب 5/ 359، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 760، ونهاية الأرب 29/ 320، والدرّ المطلوب 359، ونزهة الأنام 168، والعبر 5/ 181، 182، ودول الإسلام 2/ 150، والمختار من تاريخ ابن الجزري 201، 202، وتاريخ ابن الوردي 2/ 176، ومرآة الجنان 4/ 111، 112، والبداية والنهاية 13/ 171، وتاريخ ابن خلدون 5/ 358، والسلوك ج 1 ق 2/ 324، 325، والنجوم الزاهرة 6/ 356، 357، وتاريخ ابن سباط 1/ 336، وتاريخ الأزمنة 225. (¬5) لم أجد ما يؤيّد هذا الخبر. (¬6) من الواضح أنّ الذي عقد الهدنة مع الفرنج هو الملك الصالح إسماعيل وذلك في سنة 638 هـ. (¬7) مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 732، وذيل الروضتين 170، والدرّ المطلوب 345 و 347، ونهاية الأرب =

والبلاد التي وقعت عليها الهدنة التي بيد الفرنج، وهي بين القومص (¬1) زنجرت بن الملك النكلتر (¬2)، وبين الدوك (¬3) ديركون (¬4) أوك، والمرشال (¬5) الأنبكور (¬6) زنجرت فليخر (¬7) كفيل المملكة القدسية، وممّن هو لائذ بهم وتحت طاعتهم في البرّ والبحر، في أن يكون للفرنج: جبل بيروت، وصيدا، وأعمالها وأراضيهما وحدودهما، وقلعة الشقيف وأعمالها، وقلعة تبنين وأعمالها، وقلعة هونين وأعمالها، والحيط (¬8) وبلاده، وإسكندرونة (¬9) وإقليمها، والبطيحة وأعمالها، وطبرية وأعمالها شرقيّ النهر وغربيّه، بجميع حدوده، وقلعة صفد وأعمالها، وقلعة الطّور وأعمالها، واللّجّون وأعماله، وقلعة كوكب وأعمالها، ومجدل يابا وأعمالها، ولدّ وأعمالها، والرملة وأعمالها، سهلها وجبلها، ومدينة الأطرون (¬10) خاصّة، وأرضها المعروفة بها، بحدودها، وعمواس (¬11)، ويالو، وقلعة يبنا (¬12) وأعمالها، وعسقلان وأعمالها، وبيت جبريل وأعمالها (¬13)، وجميع الضياع التي تختص ببيت ¬

= 29/ 278، والمختصر في أخبار البشر 3/ 169، وشفاء القلوب 325، والسلوك ج 1 ق 2/ 303، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 100، ونثر الجمان (مخطوط) 2 / ورقة 15 ب، ونزهة الأنام 135 و 152. (¬1) القومص - القمص: الأمير وهو تعريب اللفظ اللاتيني Comes وهو في الفرسية Conte وفي العربية الدارجة «الكونت» (السلوك ج 1 ق 3/ 966). (¬2) النكلتر - الإنكلتار. أي الإنجليزي. (¬3) الدوك - الدّوق - دوقس Dux مصطلح فرنجي يعني الأمير من النبلاء. (¬4) ديركون - أرغون. (¬5) المرشال - المارشال Marishal رتبة عسكرية بمعنى القائد. (¬6) هكذا. (¬7) هكذا. (¬8) في الأصل: «الخيط» بالخاء المعجمة. وما أثبتناه هو الصحيح، وهو مقاطعة الشوف الحيطي، ويقال: الحيتي، في بلاد الدروز الجبلية المشرفة على صيدا وبيروت. انظر: نخبة الدهر في عجائب البرّ والبحر لشيخ الربوة 200، وتاريخ إقليم الخرّوب 15. (¬9) إسكندرونة - سكانداليوم - سكاندليون: ميناء وحصن صغير على ساحل البحر بين مدينة صور ورأس الناقورة. (خطط جبل عامل 170). (¬10) الأطرون: بضم الراء، وسكون الواو، ونون: بلد من نواحي فلسطين ثم من نواحي الرملة. (معجم البلدان 1/ 218). (¬11) عمواس: رواه الزمخشري بكسر أوله، وسكون الثاني، ورواه غيره بفتح أوله وثانيه، وآخره سين مهملة، وهي كورة من فلسطين بالقرب من بيت المقدس. (معجم البلدان 4/ 157). (¬12) الصواب: «يبنى»: بالضم ثم السكون، ونون، وألف مقصور. بليد قرب الرملة. (معجم البلدان 5/ 428). (¬13) في الأصل: «واعملها».

الاسبتار (¬1) صير (¬2) جوان، ويعرف به في أعمال القدس الشريف، وبيت لحم، والطريق من بيت لحم إلى القدس، ومن القدس إلى لدّ. يكون بيد الفرنج أيضا أراضي مدينة [القدس] (¬3) الشريف المحيطة بها، الفاصلة بينها وبين حدود أراضي الضياع التي يأتي ذكرها، المجاورة للقدس الشريف، وهي: المعادرية بدمع الصسال (¬4) والمعيناويات، ودير صاباط، وبيت حنينا، وبيت فيقا، ولفيا، وطلما، وعين حاووت، وبيت لهيا، وبيت صفافا، وطبليّة، وصوريّا. وعلى أن يكون للفرنج أيضا من النواحي التي يأتي ذكرها من أعمال القدس الشريف المجاورة الطريق، بأراضيها وحدودها، وهي ركوبس، وبيت لقيا، وبيت عنان، وبيت سقايا، ودير صمويل، وبيت حنينا، وبين قيطا، وبيت كيسا، وبيت صوريك، وقطنا، وعدّة هؤلاء عشرة (¬5) ضياع. وعلى أن يكون الحرم الشريف، والصخرة المباركة، والأقصى بيد المسلمين ومفاتحها (¬6) معهم، بحيث يمكّنون النصارى من الدخول من أبواب الحرم، والزيارة على حكم اختيارهم، بشرط تعظيم المكان وتفخيمه. ويكون للفرنج بها قسّان، فإذا حضر الحجّاج والزّوّار يقبلون صدقاتهم ويعرّفونهم طريق الزيارة وشرف المكان، ويطلق للنصارى الحجّ إلى نهر الأردنّ والخليل عليه السلام، وجميع المزارات بلا درهم ولا دينار. وعلى أن يكون الشرط إذا حضر المسلمون لزيارة القدس الشريف لا يدخلون من باب المدينة إلاّ ماية نفر بعد ماية، بلا سلاح. وكان الحال على ذلك إلى الأيام الصالحية، حتّى استقلعها منهم الملك المعظّم (¬7)، رحمه الله تعالى، المعروف بالكريديّ (¬8). ¬

(¬1) الأسبتار Hospitallers : أطلق المؤرّخون المسلمون هذا الاسم على جمعية فرسان الهسبتاليين التي يرجع تأسيسها إلى سنة 1099 م. على يد «بليسد جيرارد Blessed Gerard بعد استيلاء الصليبيين على بيت المقدس، وكانت دارها Hospice به قبل ذلك بزمن طويل مأوى الحجّاج والمرضى من المسيحيين (السلوك ج 1 ق 1/ ص 68 حاشية 4). (¬2) صير - سير Sir بالإنكليزية: السيد. (¬3) إضافة على الأصل للتوضيح. (¬4) هكذا كتبت مهملة، ولم أتحقق منها. (¬5) الصواب: «عشر». (¬6) الصواب: «مفاتيحها». (¬7) الخبر لا يصحّ، فالملك المعظّم توفي سنة 624 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات 624 هـ). رقم 257 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬8) لم أقف على هذه الشهرة للملك المعظّم.

[العودة إلى ملوك مصر]

[العودة إلى ملوك مصر] [الغلاء زمن الكامل] ثم رجعنا إلى ملوك مصر. وفي زمن الكامل بلغ سعر الغلّة بديار مصر جميعها القمح الزريع كلّ إردب بخمسة دراهم ورق، والذي دونه بأربعة دراهم، والفول والشعير كلّ إردبّ بدرهمين ورق، وانتها (¬1) الغلاء في زمانه إلى ثلاثين درهما ورقا الإردبّ. [سنة 635 هـ]. [وفاة الكامل] ثم توفّي الملك الكامل (¬2) إلى رحمة الله تعالى في سنة خمس وثلاثين وستماية، ودفن بدمشق في تربته بجوار الحائط الشماليّ من جامع بني أميّة. [الملك العادل] ثم ملك بعده مصر ولده الملك العادل في سنة خمس وثلاثين وستماية، [سنة 637 هـ]. وقبض عليه بظاهر بلبيس في العشر الأوسط من شهر ذي القعدة سنة سبع وثلاثين وستماية (¬3). ¬

(¬1) الصواب: «وانتهى». (¬2) انظر عن (الملك الكامل) في: تاريخ الإسلام (وفيات 635 هـ). ص 254 - 258 رقم 364 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬3) وفيات الأعيان 5/ 86، مفرّج الكروب 5/ 379، 380، المختصر في أخبار البشر 2/ 259، الوافي بالوفيات 10/ 248، الجوهر الثمين 2/ 34، 35.

[سنة 638 هـ]

[سنة 638 هـ]. [الملك الصالح] وملك الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل مصرفي أوائل سنة ثمان وثلاثين وستماية (¬1). [سنة 640 هـ]. [وفاة المستنصر بالله] وفي سنة أربعين وستماية توفّي الإمام المستنصر بالله (¬2). [المستعصم بالله] وبويع المستعصم بالله أبو أحمد عبد الله ببغداد (¬3). [دعوة الصالح لدخول مصر] وأمّا الملك الصالح نجم الدين أيوب فإنّه كان مالك (¬4) دمشق مقيما بها، وكان له أيضا حصن كيفا وآمد. فلما قبض أخوه بظاهر بلبيس كما تقدّم ذكره أرسلوا المصريّين (¬5) إلى أخيه الملك الصالح ليحضر إليهم ويتولّى ملك مصر عوض أخيه، فركب من دمشق ومعه عسكره، وترك ولده الملك المغيث مقيما بقلعة دمشق (¬6). [دخول الصالح إسماعيل دمشق] وكان الملك الصالح عماد الدين إسماعيل أخو الكامل ببعلبكّ مالكها، فلما تحقّق ما جرى، وتوجّه نجم الدين أيّوب بالعساكر إلى مصر، واقعه الطمع في أخذ دمشق، فأرسل إليها من جبليّة بعلبكّ مايتي نفر في زيّ تجار أصناف بعلبكّ، وواعدهم على أن يلاقوه يوم الجمعة وقت الصلاة عند باب قلعة دمشق. ¬

(¬1) مفرّج الكروب 5/ 266، المختصر في أخبار البشر 2/ 247، الجوهر الثمين 2/ 36. (¬2) نهاية الأرب 23/ 322، دول الإسلام 2/ 145، العبر 5/ 166، البداية والنهاية 13/ 159، الجوهر الثمين 1/ 218، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 640 هـ). ص 452 - 456 رقم 692 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬3) تاريخ الإسلام (حوادث 640 هـ). ص 48. (¬4) الصواب: «مالكا». (¬5) الصواب: «أرسل المصريّون». (¬6) مرآة الزمان ج 1 ق 2/ 720، مفرّج الكروب 5/ 206، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 100، نثر الجمان 1 / ورقة 189 أ.

[حبس الملك الصالح بالكرك]

وسرا (¬1) الملك الصالح إسماعيل من بعلبكّ أصبح يوم الجمعة بالقرب من دمشق في وادي بردا (¬2) كمن إلى أن قربت الصلاة، وهجم على قلعة دمشق وهم في الصلاة. وكانت أبواب القلاع والمدائن لا تغلق وقت صلاة الجمعة، والتفّ إليه الجبليّة الذين أرسلهم وواعدهم، فدخل قلعة دمشق، ومسك الملك المغيث، وقتل والي القلعة (¬3). ومن حينئذ غلّقت أبواب القلاع والمدائن بسائر الشام وغيره. فوصل الخبر إلى عسكر دمشق وقد وصلوا قصير معين الدين بالغور (¬4)، فركبوا جميعهم، وتركوا الملك الصالح نجم الدين أيوب، ورجعوا إلى دمشق، وحلفوا لإسماعيل. [حبس الملك الصالح بالكرك] وأمّا الملك الصالح فإنه رحل هو ومماليكه البحرية، فنزل إليه داود صاحب الكرك وأخذه حبسه في الكرك (¬5). فلما بلغ المصريّين ذلك أرسلوا إلى الملك الناصر داود يستدعوه (¬6) إلى مصر ليملكها، فلما وصل إليه رسل المصريّين بادر ورسم بنزول بركه (¬7) وخزانته وسلاحه وبيوته وجنده، ولم يبق في الكرك غيره حتّى يصبح يركب ويتوجّه. [الإفراج عن الملك الصالح] وكان مولعا بالشراب، فاستدعى بآلة الشرب، واستعمل، فلما سكر قام وأخذ سيفه وتمشّى إلى السجن للأمر المقدّر، فأمر بفتح السجن، وطلب الملك الصالح أيوب، فلما مثل بين يديه، وهو موثق بالحديد قال له أيوب: أتعرفني؟ قال: نعم. ¬

(¬1) الصواب: «وسرى». (¬2) الصواب: «بردى». (¬3) نزهة الأنام 110. (¬4) قصير معين الدين: بلفظ تصغير قصر، بالغور من أعمال الأردنّ يكثر فيه قصب السّكّر: (معجم الأدباء 4/ 367). (¬5) مفرّج الكروب 5/ 543، تاريخ الإسلام (حوادث 637 هـ). ص 33. (¬6) الصواب: «يستدعونه». (¬7) البرك: لفظ تداوله الناس في العصر المملوكي بمعنى المتاع الخاص من ثياب وأسلحة ونحوها، مما يحمله المسافر أثناء سفره.

[دخول الصالح وداود مصر]

قال: من أنا؟ قال: الملك الناصر داود. فقال له: بس رجلي، فباس رجله. فقال له: رح، قد ولّيتك مصر. فترك عنه الحديد، وألبسه ثياب الملك، وأمر بركوبه في تلك الساعة، فنزل من الكرك، وركب، ونادى الجاويش، والتفّت عليه مماليكه البحرية، وحرّكت الكوسات (¬1)، وركب، وسرا (¬2) من أول الليل، فما أصبح له الصباح إلاّ في أرض بعيدة (¬3). [دخول الصالح وداود مصر] وأمّا ما كان من الناصر داود فإنّه ما أفاق من سكره إلى وقت صلاة الظهر، فطلب الركوب مع المصريّين، فقيل له ما جرى منه، فندم، واستدعى بالهجن، وركب ولحق الملك الصالح بغزّة وقد اشتدّت شوكته وتمكّن. فقال الملك الصالح: داود ما جاء بك؟ قال: جئت أسلّم لك ملك مصر، لا يجري عليك ما جرى على أخيك. فرحل معه، فلما وصلوا إلى موضع فيه العسكر، خرج العسكر لملتقاه، وملك مصر، واستحضر أخاه الممسوك من الزّردخاناه إلى بين يديه بالدهليز، فقال له: من مسكك؟ فقال: مماليك أبي. فردّه إلى مكانه ورحل، طلع قلعة مصر، وكشف (¬4) الخزائن، فلم يجد بها درهما فردا ولا دينارا. فسأل عن ذلك، فقيل له: أخوك أنعم به على الأمراء. فقال: اعملوا لي ورقة بجملته ومصروفه، ولا تخلّوا شيء (¬5) منه. فعملوا له ذلك. ¬

(¬1) الكوسات: صنوجات من نحاس تشبه الترس الصغير يدق بأحدها ثم بالآخر بإيقاع مخصوص، وهي من رسوم الأمراء ويسمّون أصحاب العمائم والكوسات. (صبح الأعشى 4/ 9). (¬2) الصواب: «وسرى». (¬3) مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 728، 729، نهاية الأرب 29/ 270، تاريخ الإسلام (حوادث 637 هـ). ص 35. (¬4) في الأصل: «وكسف». (¬5) الصواب: «ولا تخلّوا شيئا».

[سنة 648 هـ]

فلما أصبح الموكب ودخلوا له للخدمة على العادة، والقضاة عنده، قال: يا أمراء لم مسكتم ابن أستاذكم؟ قالوا: يا خوند (¬1) كان سفيها. فقال للحكّام: السفيه يجوز تصرّفه في المال؟ قال الحكام: لا يجوز تصرّفه. فقال الملك الصالح: أقسم بالله، من أخذ منه مالا ولم يردّه اليوم إلى الخزانة قتلته. فخرجوا (¬2) الجميع وردّوا جميع ما أخذوه من الخزانة، فما فرغ النهار إلاّ والخزائن مملوءة كما كانت (¬3). [سنة 648 هـ]. [أعمال الملك الصالح] واستمرّ الملك الصالح على حاله في سنة ثمان وثلاثين وستماية، وأمّر مماليكه البحرية وغيرهم، وقويت شوكته، وغزا الفرنج على المنصورة وكسرهم، وأسر ملكهم فرنسيس (¬4)، [سنة 638 هـ]. وبنا (¬5) بين القصرين المدارس والتربة. وبنى قلعة الجزيرة بمصر، وبنى المناظر بالميادين، واللّوق، ومنظرة الطيور، ومنظرة السّدّ المشرفة على الخليج. وبنا (¬6) منظرة العلاقمة، وعمّر الصالحية، وبنا (¬7) منظرتها (¬8). ¬

(¬1) خوند: كلمة فارسية يوصف بها الصاحب للتردّد والتفخيم. (¬2) الصواب: «فخرج». (¬3) هذا الخبر انفرد به المؤلّف وليس ابن دقماق كما ذكر بعضهم، فابن دقماق ينقل عن المؤلّف وكذلك المقريزي. انظر: الجوهر الثمين 2/ 36، 37، والسلوك ج 1 ق 1/ 298. (¬4) المقصود بالملك فرنسيس ملك فرنسا «لويس التاسع» «ويرد في المصادر: «ريد فرنس» وهو تعريب Roi de france وكان أسره بالمنصورة في سنة 648 هـ. في عهد الملك المعظّم توران شاه ابن الملك الصالح. انظر: القدّيس لويس، حياته وحملاته على مصر والشام، ترجمة د. حسن حبشي - القاهرة، دار المعارف 1968، حملة لويس التاسع على مصر وهزيمته في المنصورة - د. محمد مصطفى زيادة - القاهرة 1961، وتاريخ الإسلام (حوادث 648 هـ). وفيه مصادر كثيرة. (¬5) الصواب: «وبنى». (¬6) الصواب: «وبنى». (¬7) الصواب: «وبنى». (¬8) مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 737، نهارية الأرب 29/ 281، دول الإسلام 2/ 144، تاريخ الإسلام (حوادث 638 هـ). ص 45، المختار من تاريخ ابن الجزري 179، البداية والنهاية 13/ 157، الجوهر الثمين 2/ 37، العسجد المسبوك 2/ 502، السلوك ج 1 ق 2/ 308.

[سنة 645 هـ]

[سنة 645 هـ]. ثم تسلّم طبريّة، وعسقلان على يد ابن (¬1) الشيخ (¬2) في سنة خمس وأربعين وستماية (¬3). [سنة 646 هـ]. ودخل دمشق في شعبان سنة ستّ وأربعين وستماية (¬4). [سنة 642 هـ]. [وقعة الجماميز] وكان في سنة اثنين (¬5) وأربعين وستماية قد وقعت وقعة الجماميز بغزّة (¬6). [كسرة الفرنج] وكان إسماعيل أبو الجيش أباع (¬7) القلاع للفرنج، مثل صفد وغيرها، ثم اتّفق مع الفرنج على أن ينجدوه على عسكر مصر، فاتفق اجتماع العسكر المصريّ بغزّة، والشاميّ مع الملك الصالح إسماعيل، وعسكر الفرنج تحشدته (¬8). فلما وقعت العين بالعين خامر الشاميّين (¬9) واتفقوا مع المصريّين، ولطموا الفرنج فقتلوهم عن آخرهم، ولم ينج منهم إلاّ القليل، وانهزم إسماعيل (¬10). ¬

(¬1) في الأصل: «بن». (¬2) هو الأمير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ. (¬3) مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 766، تاريخ الإسلام (حوادث 645 هـ). ص 31 وفيه مصادر أخرى. (¬4) الجوهر الثمين 2/ 37. (¬5) الصواب: «سنة اثنتين». (¬6) تحالف في هذه الموقعة الخوارزمية مع الصالح إسماعيل نجم الدين أيوب ملك مصر، ضدّ الصالح إسماعيل والمنصور إبراهيم صاحب حمص المتحالفين مع الفرنج، وكان النصر لملك مصر والخوارزمية. انظر: مفرّج الكروب 5/ 338، 339، مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 493، 494، ونهاية الأرب 29/ 305، 306، ونزهة الأنام 152، ولبنان من السقوط بيد الصليبيين حتى التحرير 256، و Histoire d'eracles - 11,pp .27 - 431,Gestes des Chiprois - pp .145,146, chronicle of Mailors (ed .stevenson) - London 1856 - pp .159,160. (¬7) الصواب: «باع». (¬8) هكذا. (¬9) الصواب: «الشاميون». (¬10) انظر المصادر السابقة.

[سنة 643 هـ]

[سنة 643 هـ]. [امتلاك الصالح دمشق] وملك الملك الصالح نجم الدين أيوب دمشق مرة أخرى على يد ابن الشيخ (¬1) في سنة ثلاث وأربعين وستماية (¬2). [سنة 647 هـ]. [وفاة الصالح أيوب] ثم توفّي الملك الصالح نجم الدين أيوب (¬3)، بعد أن قتل عمّه إسماعيل (¬4). وكانت وفاته بالمنصورة، وحمل إلى القاهرة، ودفن بتربته بين القصرين في شعبان (¬5) سنة سبع وأربعين وستميّة (¬6). [الملك المعظّم] وملك مصر بعده الملك المعظّم في شهور سنة سبع وأربعين وستماية (¬7). [سنة 648 هـ]. [كسرة الفرنج عند المنصورة] وكسر الملك المعظّم الفرنج على المنصورة بعد ما حصر في برج خشب، وأحرق البرج، ورمى روحه من البرج إلى البحر، فقتلوه بالنّشاب، وذلك في ثامن وعشرين المحرّم سنة ثمان وأربعين وستماية (¬8). ¬

(¬1) هو الصاحب معين الدين ابن شيخ الشيوخ، مقدّم جيش الملك الصالح نجم الدين أيوب. (¬2) مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 753، ذيل الروضتين 176، وفيات الأعيان 5/ 85، نهاية الأرب 29/ 311، أخبار الأيوبيين 155، نهاية الأرب 29/ 311، المختصر في أخبار البشر 3/ 174، نزهة الأنام 153، السلوك ج 1 ق 2/ 321، شفاء القلوب 376، لبنان من السقوط بيد الصليبيين 256. (¬3) انظر عن (الملك الصالح نجم الدين أيوب) في: تاريخ الإسلام (وفيات 647 هـ). ص 337 - 358 رقم 461 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬4) الخبر بهذه الصيغة غير صحيح، فالملك الصالح نجم الدين أيوب لم يقتل عمّه، فهو مات في سنة 647 هـ. فيما مات الملك الصالح إسماعيل بعده بسنة في 648 هـ. وتصحّح العبارة إلى: «بعد ذلك قتل. . .». (¬5) العبر 5/ 192، تاريخ الإسلام (وفيات 647 هـ). ص 43، عيون التواريخ 20/ 30. وفي الجوهر الثمين 2/ 39 كان موته في النصف من رمضان. (¬6) هكذا في الأصل. (¬7) الجوهر الثمين 2/ 40. (¬8) مرآة الزمان 8/ 782، الجوهر الثمين 2/ 41، 42.

[شجرة الدر]

[شجرة الدّرّ] ثم ملك مصر أمّ خليل شجرة (¬1) الدّرّ في صفر سنة ثمان وأربعين وستميّة، مدّة ثمان (¬2) شهور (¬3). [الملك الأشرف] ثم الملك الأشرف مظفّر الدين موسى بن (¬4) الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن (4) الملك المسعود بن (4) الملك الكامل (¬5)، في شوّال (¬6) سنة ثمان وأربعين وستميّة (¬7)، وانفصل لوقته. ¬

(¬1) يقال: شجرة وشجر. (¬2) الصواب: «ثمانية». (¬3) الصحيح أنها مكثت ثمانين يوما في السلطنة. انظر المواعظ والاعتبار 2/ 237، والسلوك / 1 ق 1/ 368. (¬4) الصواب: «ابن». (¬5) في الجوهر الثمين 2/ 47 «العادل». (¬6) في الجوهر الثمين 2/ 47 جلس على كرسي المملكة يوم الأربعاء ثاني جمادى الأولى. (¬7) هكذا في الأصل، والصواب: «ستمائة».

[دولة المماليك الترك]

[دولة المماليك التّرك] ثم الترك ودولتهم. ذكر دولة الترك وفتوحاتهم. المماليك الصالحية أوّلهم، تملّك الملك المعزّ أيبك التركماني ديار مصر في آخر شوال سنة ثمان وأربعين وستميّة (¬1). [الحرب بين صاحب دمشق والملك المعزّ] توجّه الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن الملك العزيز محمد صاحب دمشق وحلب إلى ديار مصر وصحبته عساكره، فلما وصل إلى العبّاسة التقى مع عسكر مصر الملك المعزّ، فكسرهم الملك الناصر، وأشرف على أخذ ملك مصر، فخامر عليه المماليك من عسكره مع المعزّ، وحنّ الجنس إلى بعضه بعض (¬2) للأمر المقدّر بانتشاء (¬3) دولة الترك المماليك. والسبب في مخامرة العسكر من المماليك الناصرية أنه لما انكسروا المصريّين (¬4) صاح الجاويش: شاباش يا قيمريّة. فغار المماليك من ذلك وقالوا: نحن كسرنا العسكر، والسمعة للقيمريّة الأكراد. فقفز الجميع وجرى ما جرى. فرجع الملك الناصر إلى الشام فتح الصبيبة (¬5)، ودخل دمشق. ¬

(¬1) النفحة المسكية في الدولة التركية، تحقيق عمر عبد السلام تدمري - المكتبة العصرية، بيروت - صيدا 1420 هـ. / 1999 م. - ص 40. (¬2) الصواب: «وحنّ الجنس بعضه إلى بعض». (¬3) الصواب: «بإنشاء». (¬4) الصواب: «لما انكسر المصريون». (¬5) مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 780، تاريخ مختصر الدول 260، المختصر في أخبار البشر 3/ 182، نهاية الأرب 29/ 368، المختار من تاريخ ابن الجزري 223، 224، تاريخ الإسلام (حوادث 748 هـ). ص 57.

[سنة 652 هـ]

وكان ملتقاه مع عسكر مصر في شهر ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وستميّة (¬1). [سنة 652 هـ]. [مقتل الفارس أقطاي] وقتل الفارس أقطاي (¬2). [خروج البحرية إلى دمشق] وخرجوا (¬3) البحريّة وأحرقوا باب المحروق (¬4)، وتوجّهوا [إلى] (¬5) دمشق في سنة اثنين (¬6) وخمسين وستميّة (¬7). ¬

(¬1) كان الملتقى عند الصالحية، بالقرب من العباسية. (المختصر أخبار البشر 3/ 184، تاريخ الإسلام 59) وانظر: أخبار الأيوبيين 161 - 163، وتاريخ مختصر الدول 360، 261، وتاريخ الزمان 297، وذيل الروضتين 186، ومذكّرات جوا نقيل 238، والدرّة الزكية 16 - 18، ونهاية الأرب 29/ 421، والعبر 5/ 197، 198، ودول الإسلام 2/ 155، 156، وتاريخ ابن الوردي 2/ 185، 186، وعيون التواريخ 20/ 41، 42، والبداية والنهاية 13/ 179، والعسجد المسبوك 2/ 579، 580، والسلوك ج 1 ق 2/ 372، 378، وعقد الجمان (1) 39 - 44، وتاريخ ابن سباط 358 - 360. (¬2) انظر عن (أرقطاي) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 792، والروض الزاهر 53، وتاريخ الملك الظاهر 112 - 114، وأخبار الأيوبيين 164، والمختصر في أخبار البشر 3/ 190، وذيل الروضتين 188، والحوادث الجامعة 272، والمختار من تاريخ ابن الجزري 235 - 238، وتاريخ الإسلام 48/ 10 و 118 - 120 رقم 55، ودول الإسلام 2/ 157، والعبر 5/ 211، وتاريخ ابن الوردي 2/ 192، ومرآة الجنان 4/ 128، والدرة الزكية 24 - 26، والعسجد المسبوك 605، والبداية والنهاية 13/ 185، وعيون التواريخ 20/ 75 - 77، والوافي بالوفيات 9/ 317، 318، والنفحة المسكية 41، 42، ومآثر الإنافة 2/ 92، والسلوك ج 1 ق 2/ 389، 390، وعقد الجمان (1) 85 - 87، والنجوم الزاهرة 7/ 11، 12، والمنهل الصافي 2/ 502 رقم 505، والدليل الشافي 1/ 143 رقم 504، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 291، وشذرات الذهب 5/ 255. (¬3) الصواب: «وخرج». (¬4) قال ابن دقماق: «وخرجوا ليلا من باب المدينة المعروف بباب القرّاطين، وكانوا وجدوه مغلوقا فأحرقوه، فمن يومئذ سمّي باب المحروق». انظر: النفحة المسكية 42. (¬5) إضافة على الأصل. (¬6) الصواب: «سنة اثنتين». (¬7) الدرّة الزكية 26، النفحة المسكية 42، السلوك ج 1 ق 2/ 391.

[سنة 655 هـ]

[سنة 655 هـ]. [مقتل المعزّ] قتل الملك المعزّ بحمّام القلعة بمصر بعد زواجه بشجرة الدّر (¬1). [الملك المنصور عليّ] وملك ولده عليّ، ولقّب بالملك المنصور في سنة أربع وخمسين وستميّة (¬2). وهو ثاني ملوك الترك. [مقتل شجرة الدرّ] وقتلت شجرة الدرّ (¬3). رميت من صور (¬4) القلعة. ¬

(¬1) انظر عن (المعزّ أيبك) في: أخبار الأيوبيين 165، وذيل الروضتين 196، وتاريخ مختصر الدول 260، وتاريخ الزمان 295، والمختصر في أخبار البشر 3/ 192، والنور اللائح في اصطفاء الملك الصالح، تحقيق عمر عبد السلام تدمري - طبعة دار الإنشاء، طرابلس 1982 - ص 56، وذيل مرآة الزمان 1/ 45، 47، والدرّة الزكية 30 - 32، والعبر 5/ 220، وتاريخ الإسلام 48/ 28 و 193 رقم 188، ودول الإسلام 2/ 159، وسير أعلام النبلاء 23/ 198 - 200 رقم 118، والمختار من تاريخ ابن الجزري 241، وتاريخ ابن الوردي 2/ 193، ومرآة الجنان 4/ 136، 137، والبداية والنهاية 13/ 198، 199، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 269، والوافي بالوفيات 9/ 469 - 474 رقم 443، وعيون التواريخ 20/ 106 - 108، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 14، وتاريخ ابن خلدون 5/ 363، والنفحة المسكية 43، ومآثر الإنافة 2/ 94، والسلوك ج 1 ق 2/ 402 - 404، وعقد الجمان (1) 140 - 142، والمنهل الصافي 1/ 20، والنجوم الزاهرة 7/ 2 - 32، وتحفة الأحباب للسخاوي 99، وتاريخ الخلفاء 466، وحسن المحاضرة 2/ 38، 39، وتاريخ ابن سباط 1/ 370، 371، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 293، 294، وتاريخ الأزمنة 235، وشذرات الذهب 5/ 267. (¬2) هكذا في الأصل. والصحيح أنه تولّى السلطنة في 26 ربيع الآخر سنة 655 هـ. وعمره عشر سنين. (النفحة المسكية 45). (¬3) انظر عن (شجرة الدرّ) في: ذيل الروضتين 196، وتاريخ مختصر الدول 260، وتاريخ الزمان 295، وأخبار الأيوبيين 65، والنور اللائح 56، والمختصر في أخبار البشر 3/ 192، وذيل مرآة الزمان 1/ 61، والدرّة الزكية 32، والعبر 5/ 222، وتاريخ الإسلام 48/ 198 - 200 رقم 195، ومرآة الجنان 4/ 137، وتاريخ ابن الوردي 2/ 194، وعيون التواريخ 20/ 112، والوافي بالوفيات 16/ 120 رقم 133، والنفحة المسكية 43، ومآثر الإنافة 2/ 94، وتاريخ ابن خلدون 5/ 363 و 377، والمواعظ والاعتبار 2/ 237، والسلوك ج 1 ق 2/ 404، ودول الإسلام 2/ 159، والبداية والنهاية 13/ 199، والنجوم الزاهرة 7/ 56، وحسن المحاضرة 2/ 39، وتاريخ الأزمنة 235، والدليل الشافي 1/ 342 رقم 1179، والمنهل الصافي 2/ 219 - 221 رقم 1182، وتحفة الأحباب 96 - 99، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 294، 295، وشذرات الذهب 5/ 268، وأعلام النساء 2/ 290. (¬4) صور - سور.

[وفاة المنصور]

[وفاة المنصور] وعدم الملك المنصور عليّ. [سنة 657 هـ]. [المظفّر قطز] وملك قطز، وهو الثاني من ملوك الترك المماليك، والثالث من الملوك، ولقّب بالملك المظفّر في سنة سبع وخمسين وستميّة (¬1). [سنة 656 هـ]. [سقوط بغداد ومقتل المستعصم] فتح هلاون (¬2) ملك التتر بغداد، وقتل الخليفة المستعصم في سنة ستّ وخمسين وستميّة (¬3). [سنة 658 هـ]. [اجتياح هولاكو بلاد الشرق] وفتح بلاد الشرق، وأخرب حرّان، وفتح حلب في سنة سبع ¬

(¬1) النفحة المسكية 47. (¬2) هلاون - هولاكو. (¬3) انظر عن (سقوط بغداد) في: مذكرات جوانقيل 255، وذيل الروضتين 198، 199، وتاريخ الزمان 307 - 309، وتاريخ مختصر الدول 269 - 272، وأخبار الأيوبيين 166، 167، والفخري في الآداب السلطانية 268، 269، والمختصر في أخبار البشر 3/ 193، 194، وجامع التواريخ لرشيد الدين الهمداني ج 2 ق 2/ 292 - 294، وذيل مرآة الزمان 1/ 85، 86، والحوادث الجامعة 323 - 335، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 270 - 272، والدرّة الزكية 34 - 36، والعسجد المسبوك 2/ 630 - 635، والعبر 5/ 225، 226، ودول الإسلام 2/ 160، وتاريخ الإسلام 48/ 258 رقم 269، والمختار من تاريخ ابن الجزري 244، 245، وتاريخ ابن الوردي 2/ 195 - 197، ومرآة الجنان 4/ 137، 138، والبداية والنهاية 13/ 200، 201، وعيون التواريخ 20/ 129 - 135، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 15، 16، والنفحة المسكية 45، وتاريخ ابن خلدون 3/ 537، ومآثر الإنافة 2/ 90 - 92، وتاريخ الخميس 2/ 420 - 422، ونهاية الأرب 27، 380 - 383، والسلوك ج 1 ق 2/ 409، 410، وعقد الجمان (1) 167 - 176، ومنتخب الزمان 352، والعقد الثمين 5/ 290 رقم 1644، وتاريخ الخلفاء 471 - 473، والمنهل الصافي 7/ 126 - 129 رقم 1351، والدليل الشافي 1/ 392 رقم 1348، وتاريخ ابن سباط 1/ 373 - 376، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 297، وتاريخ الأزمنة 237، وشذرات الذهب 5/ 270، 271.

[سنة 658 هـ]

وخمسين وستميّة (¬1)، وملك دمشق بعد هروب الملك الناصر (محمد) (¬2) منها متوجّها إلى مصر (¬3). [سنة 658 هـ]. [موقعة عين جالوت] في أوائل المحرّم سنة ثمان وخمسين وستميّة خرج الملك المظفّر قطز وصحبته عساكر مصر، واجتمع معه عساكر الشام، والتقى جيوش التتار على عين جالوت (¬4). وكان مقدّمهم كتبغا. وكسرهم الملك المظفّر والجيوش الإسلامية في شهر رمضان سنة ثمان (وخمسين) (¬5) وستميّة، وفتح الشام جميعه واستقلعه من أيدي التتار (¬6). ¬

(¬1) سقوط حلب بيد التتر كان في سنة 658 هـ. انظر: الأعلاق الخطيرة ج 3 / ق 3/ 561، وتاريخ الزمان 315، 316، والتحفة الملوكية 43، والمختصر في أخبار البشر 3/ 199، 200، وأخبار الأيوبيين 171، والدرّة الزكية 44، ودول الإسلام 48/ 46، 47، وتاريخ ابن الوردي 2/ 202، وعيون التواريخ 20/ 215، وتاريخ مختصر الدول 279، 280، والنفحة المسكية 47، ومآثر الإنافة 2/ 103، 104، وتاريخ الإسلام 48/ 46، 47، والسلوك ج 1 ق 2/ 419، وعقد الجمان (1) 218، والنجوم الزاهرة 7/ 54، وتاريخ الخلفاء 475، وتاريخ ابن سباط 1/ 381، 382، وتاريخ الأزمنة 239، وشذرات الذهب 5/ 287، 288. (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) عن سقوط دمشق وهرب الملك الناصر في سنة 658 هـ. انظر: أخبار الأيوبيين 173، وذيل مرآة الزمان 1/ 632، وذيل الروضتين 208، والدرة الزكية 52، والعبر 5/ 242، ودول الإسلام 2/ 162، وتاريخ الإسلام 48/ 50، 51، وعيون التواريخ 20/ 222، 223، والنجوم الزاهرة 7/ 76، وشذرات الذهب 5/ 290. (¬4) في الأصل: «حالوت». (¬5) عن هامش المخطوط. (¬6) انظر عن (موقعة عين جالوت) في: ذيل مرآة الزمان 1/ 365 - 317، وذيل الروضتين 207، 208، 209، والتحفة الملوكية 43، 44، وزبدة الفكرة 50 - 52، والحوادث الجامعة 166، والمختصر في أخبار البشر 3/ 205، والدرّة الزكية 49 - 51، والروض الزاهر 63 - 66، ونهاية الأرب 29/ 474، وتاريخ مختصر الدول 280، وأخبار الأيوبيين 175، وجامع التواريخ 313، وحسن المناقب السرية، ورقة 7، وتالي كتاب وفيات الأعيان 129 وفيه «عين جالود»، والفضل المأثور من سيرة السلطان الملك المنصور، لشافع بن علي - تحقيق عمر عبد السلام تدمري - المكتبة العصرية، صيدا - بيروت 1998 ص 80، والدرّة المضية لابن صصرى 179، والعبر 5/ 242، 324، ودول الإسلام 2/ 163، وتاريخ الإسلام 48/ 60 - 62، وتاريخ ابن الوردي 2/ 206، 207، ومرآة الجنان 4/ 149، والبداية والنهاية 13/ 220، 221، وعيون التواريخ 20/ 227، وتاريخ ابن خلدون 5/ 379، والنفحة المسكية 50، 51، ومآثر الإنافة 2/ 105، والسلوك ج 1 ق 2/ 430، 431، وعقد الجمان (1) 243، 244، والنجوم الزاهرة 7/ 77 - 81، وتحفة الأحباب 10، وتاريخ =

[مقتل قطز]

[مقتل قطز] ورجع طالبا ديار مصر وهو مؤيّدا منصورا (¬1)، فقتل وهو في الصيد بالقرب من قصير الصالحية (¬2). [الظاهر بيبرس] وملك بعده الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداريّ في شهر ذي القعدة (سنة) (¬3) ثمان وخمسين وستميّة ديار مصر والشام. وهو ثالث ملوك الترك من المماليك، ورابع الملوك (¬4). [سنة 659 هـ]. [مقتل المستنصر بالله] وفي سنة تسع وخمسين وستميّة بايع الملك الظاهر الخليفة الأسود، وهو المستنصر ¬

= الخلفاء 475، وتاريخ ابن سباط 1/ 391، 392، وتاريخ مصر وفضائلها 129، 130، وتحقيق النصرة للمراغي 70، وتاريخ الأزمنة 242، وشذرات الذهب 5/ 291، ومعركة عين جالوت للدكتور عماد عبد السلام رؤوف، بغداد 1986. (¬1) الصواب: «وهو مؤيّد منصور». (¬2) انظر عن (قطز) في: تاريخ مختصر الدول 282، وتاريخ الزمان 319، والروض الزاهر 68، وتالي كتاب وفيات الأعيان 128، 129، والحوادث الجامعة 45، وذيل الروضتين 211، والمختصر في أخبار البشر 3/ 207، والنور اللائح 56، والدرّة الزكية 61 - 63، وآثار الأول في ترتيب الدول 268، وحسن المناقب، ورقة 9 و 36، ونهاية الأرب 29/ 477، 478، والتحفة الملوكية 45، وزبدة الفكرة 53، 54، والمختار من تاريخ ابن الجزري 257، 258، وسير أعلام النبلاء 23/ 200، 201، رقم 119، ودول الإسلام 2/ 163، 164، و 352 - 355 رقم 454، والعبر 5/ 247، وتاريخ الإسلام 48/ 80، وتاريخ ابن الوردي 2/ 209، 210، ومرآة الجنان 4/ 149، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 227، والإشارة إلى وفيات الأعيان 356، والإعلام بوفيات الأعلام 275، والجوهر الثمين 2/ 59 - 65، والنفحة المسكية 51، 52، والبداية والنهاية 13/ 225 - 227، وفوات الوفيات 3/ 201 - 203 رقم 398، والوافي بالوفيات 24/ 251 - 253 رقم 266، وعيون التواريخ 20/ 228 - 23، وتاريخ ابن خلدون 5/ 380، 381، ومآثر الإنافة 2/ 105، والدرّة المضيّة 180، والسلوك ج 1 ق 2/ 307، 308، وعقد الجمان (1) 352 - 354، والنجوم الزاهرة 7/ 83، وحسن المحاضرة 2/ 39، وتاريخ ابن سباط 1/ 397، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 308، وتحفة الأحباب 410، وشذرات الذهب 5/ 293، وأخبار الدول 198. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) النفحة المسكية 54.

[سنة 660 هـ]

بالله أبو القاسم أحمد بن الإمام الظاهر (¬1)، وسيّره الملك الظاهر ركن الدين بيبرس إلى بغداد وصحبته جماعة من العساكر الإسلامية فقتلهم بأسرهم هلاون (¬2). [سنة 660 هـ]. [الخلافة العباسية بمصر] ثم أرسل الملك الظاهر إلى بغداد من أحضر له أبو (¬3) العباس أحمد الملقّب بالإمام الحاكم، وهو ابن خمس عشرة سنة إلى مصر، فالتقاه بدمشق وبايعه، وسيّره إلى مصر، وهو الإمام الحاكم بأمر الله أبو العباس أحمد [بن محمد] (¬4) بن الأمير الحسن بن الأمير أبي بكر بن الأمير أبي علي القبّي بن الحسن بن الراشد بن المسترشد بالله أمير المؤمنين. وكان (¬5) مبايعته في سنة ستين وستميّة (¬6). وملك البيرة (¬7) في الشهر المذكور. [سنة 661 هـ]. ذكر فتوحات الملك الظاهر رحمه الله تعالى أول خروج الملك الظاهر من مصر نزل على الطّور (¬8)، ومسك الملك المغيث صاحب الكرك (¬9)، ¬

(¬1) ذيل مرآة الزمان 1/ 441، 442، تالي كتاب وفيات الأعيان 2، التحفة الملوكية 47، ذيل الروضتين 213، حسن المناقب، ورقة 14 ب، تاريخ الإسلام 48/ 75، مرآة الجنان 4/ 151، النفحة المسكية 56، البداية والنهاية 13/ 232، تاريخ الخلفاء 477، زبدة الحلب 60، 61. (¬2) ذيل الروضتين 215، الدرّة الزكية 83، 84، العبر 5/ 253، تاريخ الإسلام 48/ 76، مرآة الجنان 4/ 151، زبدة الفكرة 68. (¬3) الصواب: «أبا». (¬4) إضافة على الأصل للتصحيح. (¬5) الصواب: «وكانت». (¬6) كانت مبايعته في الثاني من المحرّم سنة 661 هـ. انظر: زبدة الفكرة 78 وكان وصل إلى مصر في السنة السابقة 660 هـ. (الروضة الزاهر 87). (¬7) الروض الزاهر 135. (¬8) الروض الزاهر 148. (¬9) الروض الزاهر 148 - 151، تالي كتاب وفيات الأعيان 98 رقم 146، التحفة الملوكية 51، زبدة الفكرة 80، المختصر في أخبار البشر 3/ 216، نهاية الأرب 30/ 79، الدرّة الزكية 95، =

[سنة 662 هـ]

وتملّك الكرك في سنة إحدى وستين وستميّة (¬1). [سنة 662 هـ]. وتوفّي الملك الأشرف صاحب حمص (¬2)، وملكها الملك الظاهر في آخر سنة اثنين (¬3) وستين وستميّة (¬4). [سنة 663 هـ]. [و] فتح الملك الظاهر قيساريّة، وأرسوف، وأسر أهلها في سنة ثلاث وستين وستميّة (¬5)، ¬

= 96، العبر 5/ 263، تاريخ الإسلام 49/ 7، تاريخ ابن الوردي 2/ 216، مرآة الجنان 4/ 159، البداية والنهاية 13/ 238، عيون التواريخ 20/ 288، 289، تاريخ ابن خلدون 5/ 384، مآثر الإنافة 2/ 96، 108، السلوك ج 1 ق 2/ 482، 483، عقد الجمان (1) 355، النجوم الزاهرة 7/ 119، 120، شفاء القلوب 433 - 435، تاريخ ابن سباط 1/ 407، 408، ترويح القلوب 56 رقم 85، شذرات الذهب 5/ 305. (¬1) خبر الكرك في: الروض الزاهر 164، وزبدة الفكرة 81، والدرّة الزكية 96، والمختصر في أخبار البشر 3/ 217، ودول الإسلام 2/ 167، وتاريخ الإسلام 49/ 7، والسلوك ج 1 ق 2/ 492، وعقد الجمان (1) 357، 358. (¬2) هو الملك الأشرف موسى بن إبراهيم بن شيركوه، انظر عنه في: الروض الزاهر 186، وذيل الروضتين 229، وذيل مرآة الزمان 2/ 313، 314، ونهاية الأرب 30/ 191 (سنة 661 هـ). و 30/ 194 (سنة 662 هـ)، والمختصر في أخبار البشر 3/ 218 (سنة 661 هـ)، وتالي كتاب وفيات الأعيان 134، 135 رقم 213، والعبر 5/ 270، 271، ودول الإسلام 2/ 168، وتاريخ الإسلام 49/ 115 - 117 رقم 75، والإشارة إلى وفيات الأعيان 360، وتاريخ ابن الوردي 2/ 216، 217، والبداية والنهاية 13/ 243، وعيون التواريخ 20/ 293، و 296، ومرآة الجنان 4/ 160، والدرّة الزكية 103، ودرّة الأسلاك 1، ورقة 32، والسلوك ج 1 ق 2/ 505 و 552، وعقد الجمان (1) 372 (سنة 661 هـ)، والنجوم الزاهرة 7/ 217، وتاريخ ابن سباط 1/ 409، وشذرات الذهب 5/ 311، وأخبار الدول 2/ 267. (¬3) الصواب: «سنة اثنتين». (¬4) تاريخ الإسلام 49/ 10، عيون التواريخ 20/ 293. (¬5) خبر قيسارية وأرسوف في: آثار الأول 232، وذيل الروضتين 233 و 235، والروض الزاهر 230 - 243، والدرّة الزكية 107 والمختصر في أخبار البشر 4/ 2، والتحفة الملوكية 53، 54، وزبدة الفكرة 95، 96، ونهاية الأرب 30/ 113، 114، ودول الإسلام 2/ 168، والعبر 5/ 272، وتاريخ ابن الوردي 2/ 217، ومرآة الجنان 4/ 161، والبداية والنهاية 13/ 244، وعيون التواريخ 20/ 319، وتاريخ ابن خلدون 5/ 382، والسلوك ج 1 ق 2/ 525، وعقد الجمان (1) 396، وتاريخ ابن سباط 1/ 410، والإعلام والتبيين 62 (في سنة 662 هـ).

[سنة 664 هـ]

[سنة 664 هـ]. وفتح صفد وأباد أهلها في سنة أربع وستين وستميّة (¬1). [و] غارت عساكره على بلاد سيس، وأسر بن (¬2) صاحب سيس ومعه خلقا كثيرا (¬3) في السنة المذكورة (¬4). [سنة 666 هـ]. وفتح يافا (¬5)، والشقيف (¬6) وأسر أهلها، ¬

(¬1) خبر صفد في: الروض الزاهر 254 - 263، وحسن المناقب، ورقة 143، والتحفة الملوكية 57، وزبدة الفكرة 104، والمختصر في أخبار البشر 4/ 3، والدرّة الزكية 117، 118، وذيل مرآة الزمان 2/ 327 - 337، ونهاية الأرب 30/ 130، والعبر 5/ 275، وتاريخ الإسلام 49/ 24، 25، وتاريخ ابن الوردي 2/ 218، ومرآة الجنان 4/ 162، والبداية والنهاية 13/ 246، 247، وتاريخ ابن خلدون 5/ 386، والنفحة المسكية 59، والسلوك ج 1 ق 2/ 545 - 548، وعقد الجمان (1) 421، 423، والنجوم الزاهرة 7/ 138، 139، وتاريخ ابن سباط 1/ 413، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 325، وتاريخ الأزمنة 249، والإعلام والتبيين 62، وشذرات الذهب 5/ 314، وتاريخ الحروب الصليبية لرنسيمان 3/ 550، والظاهر بيبرس للدكتور سعيد عاشور 65، ومملكة صفد في عهد المماليك لطه ثلجي الطراونة 48 - 51. (¬2) الصواب: «ابن». (¬3) الصواب: «ومعه خلق كثير». (¬4) خبر سيس في: تاريخ مختصر الدول 285، وتاريخ الزمان 324، 325، والروض الزاهر 269 - 272، والتحفة الملوكية 58، وزبدة الفكرة 105، والمختصر في أخبار البشر 4/ 3، والدرّة الزكية 118، وتاريخ الإسلام 49/ 59، والبداية والنهاية 13/ 247، وعيون التواريخ 20/ 337 - 339، وتاريخ ابن خلدون 5/ 386، والنفحة المسكية 59، والسلوك ج 1 ق 2/ 551، 553، وعقد الجمان (1) 422، 424، والنجوم الزاهرة 7/ 140، وتاريخ ابن سباط 1/ 414، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 325، وتاريخ الأزمنة 249، وجاء في الحوادث الجامعة - ص 171 أن الظاهر بيبرس سار بنفسه إلى بلاد الأرمن. (¬5) خبر يافا في: الروض الزاهر 292، 293، والتحفة الملوكية 61، 62، وزبدة الفكرة 110، والمقتفي للبرزالي 1 / ورقة 9 أ، ب، والدرّة الزكية 124، 125، والمختصر في أخبار البشر 4/ 4، وذيل مرآة الزمان 2/ 374، والعبر 5/ 283 ودول الإسلام 2/ 170، وتاريخ الإسلام 49/ 35، وتاريخ ابن الوردي 2/ 129، والبداية والنهاية 13/ 251، وعيون التواريخ 20/ 359، 360، والإعلام والتبيين 62، والسلوك ج 1 ق 2/ 564، 565، وعقد الجمان (2) 19، 20، وتاريخ ابن سباط 1/ 46. (¬6) خبر الشقيف في: الروض الزاهر 295 - 297، والتحفة الملوكية 62، وزبدة الفكرة 110، (1) وذيل مرآة الزمان =

[سنة 667 هـ]

وفتح أنطاكية (¬1) في شهر شعبان سنة ستّ وستين وستميّة. [سنة 667 هـ]. [حجّ الملك الظاهر] حجّ الملك الظاهر إلى بيت الحرام، وكانت وقفة الجمعة في سنة ستّ وستين وستميّة (¬2). [إراقة الخمور] [و] رسم بإبطال الخمر والمسكرات، وأراق الخمور بديار مصر والشام في سنة سبع وستين وستميّة (¬3). [سنة 669 هـ]. [فتح عدّة حصون] وفتح حصن الأكراد (¬4)، ¬

= 374، والدرّة الزكية 125، 126، والمقتفي للبرزالي 1 / ورقة 9 ب، والعبر 5/ 283، ودول الإسلام 2/ 170، وتاريخ الإسلام 49/ 35، والبداية والنهاية 13/ 251، وعيون التواريخ 20/ 360، والنفحة المسكية 60، والسلوك ج 1 ق 2/ 565، وعقد الجمان (2) 20، 21، وتاريخ ابن سباط 1/ 416 - 423، والإعلام والتبيين 62، 63، وحسن المناقب، ورقة 104 ب، 105 أ، ونهاية الأرب 30/ 301، والنهج السديد 164، وتاريخ الأزمنة 250، ولبنان من السقوط بيد الصليبيين 297 - 301. (¬1) خبر أنطاكية في: الروض الزاهر 307، والتحفة الملوكية 62 - 64، وزبدة الفكرة 111 - 114، والمقتفي للبرزالي 1 / ورقة 10 أ، والإعلام والتبيين 63، والدرّة الزكية 146، 147، والمختصر في أخبار البشر 4/ 4، 5، والحوادث الجامعة 171 (حوادث سنة 664 هـ)، وذيل مرآة الزمان 2/ 283، والعبر 5/ 283، وتاريخ الإسلام 49/ 36، 37، ومرآة الجنان 4/ 165، والبداية والنهاية 13/ 251، 252، وعيون التواريخ 2/ 360، والإعلام والتبيين 63، والسلوك ج 1 ق 2/ 567، 568، وعقد الجمان (2) 21 - 29، وتاريخ ابن سباط 1/ 424، 425. (¬2) الصحيح أنّ حجّ الملك الظاهر كان في سنة 667 هـ. انظر: تاريخ الإسلام 49/ 45، وتاريخ ابن الوردي 2/ 219، وعيون التواريخ 20/ 380، والنفحة المسكية 61. (¬3) خبر إبطال الخمر في: العبر 5/ 288، ودول الإسلام 2/ 171، وتاريخ الإسلام 49/ 50، 51، ومرآة الجنان 4/ 167، والنفحة المسكية 61، وآثار الأول 232. (¬4) خبر حصن الأكراد في: الأعلاق الخطيرة ج 2 ق 2/ 117، وتاريخ الزمان 327، والروض الزاهر 376، والدرّة الزكية 152، والنهج السديد 187، والنجوم الزاهرة 7/ 151، ولبنان من السقوط 314 - 316.

[سنة 671 هـ]

وحصن عكار (¬1)، وصافيتا (¬2)، والقرين (¬3) في سنة تسع وستين وستمية. [سنة 671 هـ]. [كسرة التتار] [و] كسر التتار على البيرة (¬4) بعد ما غزا الفراة (¬5) خوضا بعساكره في سنة إحدى وسبعين وستميّة. [سنة 673 هـ]. [فتح بلاد سيس] وغارت عساكره مرة ثانية على سيس (¬6)، وفتح قلاعا وبلادا منها في سنة ثلاث وسبعين وستميّة. ¬

(¬1) خبر حصن عكار في: ذيل مرآة الزمان 2/ 449، والروض الزاهر 379، 380، والأعلاق الخطيرة ج 2 ق 2/ 119، ونهاية الأرب 30/ 329، والدرّة الزكية 55، والمختصر في أخبار البشر 4/ 6 والبداية والنهاية 13/ 259، وعيون التواريخ 20/ 401، 402، ومرآة الجنان 4/ 170 وفيه «حصن عكا» ومآثر الإنافة 2/ 121، وتاريخ ابن خلدون 5/ 390 وفيه «حصن عكا» والسلوك ج 1 ق 2/ 592، وعقد الجمان (2) 76، 77، والنجوم الزاهرة 7/ 151، 152، وتاريخ ابن سباط 1/ 431، وشذرات الذهب 5/ 328. (¬2) خبر صافيتا في: الروض الزاهر 374، 375. (¬3) خبر القرين في: الروض الزاهر 315، 386. (¬4) خبر البيرة في: تاريخ الملك الظاهر لابن شداد 55، 56، والروض الزاهر 405 - 410، وذيل مرآة الزمان 3/ 2 - 5، والدرة الزكية 169 - 171، ومسالك الأبصار 27 / ورقة 337، والتحفة الملوكية 75 - 77، وزبدة الفكرة 137، والمقتفي 1 / ورقة 32 ب، ونهاية الأرب 30/ 333 - 335، والمختصر في أخبار البشر 4/ 1، والعبر 5/ 295، ودول الإسلام 2/ 173، وتاريخ الإسلام 50/ 6، وتاريخ ابن الوردي 2/ 221، والبداية والنهاية 13/ 263، وعيون التواريخ 21/ 9، 10، وتاريخ ابن خلدون 5/ 391، والسلوك ج 1 ق 2/ 606، 607، والجوهر الثمين 2/ 76، ومنتخب الزمان 2/ 358، وعقد الجمان (2) 101، 102، والنجوم الزاهرة 7/ 159، وتاريخ ابن سباط 1/ 434، وتاريخ الأزمنة 253 (سنة 673 هـ)، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 132 (سنة 670 هـ). وشذرات الذهب 5/ 333. (¬5) الصواب: «الفرات». (¬6) خبر سيس في: تاريخ الملك الظاهر 106، والروض الزاهر 432 - 438، ومفرّج الكروب (مخطوطة المكتبة الوطنية بباريس، رقم 1702) ورقة 438، 439، وذيل مرآة الزمان 3/ 88، والدرّة الزكية 177، والتحفة الملوكية 80، 81، وحسن المناقب «ورقة 137 أ، ب، وزبدة الفكرة 144، =

[سنة 675 هـ]

[سنة 675 هـ]. [مقتل مقدّم التتار] وكسر التتار على أبلستين (¬1)، وقتل مقدّمهم تداون وخلقا كثيرا، وأسر منهم جماعة (¬2)، وجلس على كرسيّ (ملك) (¬3) الروم بقيسارية (¬4). ¬

= والمقتفي 1 / ورقة 48 أ، والمختصر في أخبار البشر 4/ 9، ونهاية الأرب 30/ 337 - 340، وتاريخ الزمان 331، ودول الإسلام 2/ 175، والعبر 5/ 301، وتاريخ الإسلام 50/ 13، والمختار من تاريخ ابن الجزري 276، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 46، وتاريخ ابن الوردي 2/ 223، والبداية والنهاية 13/ 268، وعيون التواريخ 21/ 53، 54، وتاريخ ابن خلدون 5/ 391، والجوهر الثمين 2/ 77، والنفحة المسكية 63، وتاريخ ابن الفرات 7/ 82، والسلوك ج 1 ق 2/ 617، 618، ونثر الجمان للفيومي 1 / حوادث 673 هـ؛ ومنتخب الزمان 2/ 358، وعقد الجمان (2) 131 - 133، وتاريخ ابن سباط 1/ 438، 439، وتاريخ الأزمنة 253، وشذرات الذهب 5/ 340. (¬1) أبلستين - البلستين: بالفتح ثم الضم ولام مضمومة، والسين مهملة ساكنة وتاء فوقها نقطتان مفتوحة وياء ساكنة ونون. هي مدينة مشهورة ببلاد الروم. (معجم البلدان 1/ 75). (¬2) خبر أبلستين في: تاريخ الملك الظاهر 169 - 174، والروض الزاهر 456 - 463، والدرّة الزكية 198 - 200، والمختصر في أخبار البشر 4/ 9، وذيل مرآة الزمان 3/ 175 - 178، والنهج السديد، ورقة 54 ب - 56 أ، ونهاية الأرب 30/ 350 - 353، والفضل المأثور 81، 82، ودول الإسلام 2/ 176، والعبر 5/ 304، وتاريخ الإسلام 50/ 23، 24، والمختار من تاريخ ابن الجزري 285، وتاريخ ابن الوردي 2/ 223، والبداية والنهاية 13/ 271، وعيون التواريخ 21/ 19، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 49، والجوهر الثمين 2/ 79، والنفحة المسكية 65، وتاريخ ابن الفرات 7/ 67 - 80، ونثر الجمان، حوادث 675 هـ. وتاريخ ابن سباط 1/ 441، وتاريخ الأزمنة 253، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 237. (¬3) كتبت فوق السطر. (¬4) خبر قيسارية في: تاريخ الملك الظاهر 175، 176، وحسن المناقب، ورقة 143 ب، و 144 أ، والفضل المأثور 35، 36، والروض الزاهر 453 - 471، وتاريخ مختصر الدول 287، 288، وتاريخ الزمان 335، 336، والمختصر في أخبار البشر 4/ 9، والدرّة الزكية 193، 194، وزبدة الفكرة 156، وذيل مرآة الزمان 3/ 170، ونهاية الأرب 30/ 354 - 357، وتالي كتاب وفيات الأعيان 51، ودول الإسلام 2/ 176، والعبر 5/ 305، وتاريخ الإسلام 50/ 25، والمختار من تاريخ ابن الجزري 285، ومرآة الجنان 4/ 174، والبداية والنهاية 13/ 271، 272، وعيون التواريخ 21/ 93 و 101، والجوهر الثمين 2/ 79، والنفحة المسكية 66، وتاريخ ابن الفرات 7/ 80، وتاريخ ابن خلدون 5/ 392، والسلوك ج 1 ق 2/ 620 - 631، وعقد الجمان (2) 159 - 162، والنجوم الزاهرة 7/ 170 - 173، وتاريخ ابن سباط 1/ 441، 442، وتاريخ الأزمنة 253، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 338.

[سنة 675 هـ]

[سنة 675 هـ]. [وفاة الملك الظاهر] ورجع إلى دمشق في أواخر سنة خمس وسبعين وستمية، وتوفّي (إلى) (¬1) رحمة الله تعالى الملك الظاهر بدمشق، [سنة 676 هـ]. ودفن في تربته بدار العقيقي في المحرّم من شهور سنة ستّ وسبعين وستميّة (¬2). تكون مدّة ملكه سبع عشرة سنة وشهرين (¬3). [إبطال مظلمة] وفي أيّامه - رحمه الله تعالى - أبطل الأمدا (¬4) عن بساتين دمشق، وكانت مظلمة شنيعة. ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) انظر عن (الظاهر بيبرس) في: المقتفي للبرزالي 1 / ورقة 65 أ، وزبدة الفكرة 160 - 162، والحوادث الجامعة 188، والتحفة الملوكية 86، وتالي كتاب وفيات الأعيان 49 - 51 رقم 79، وتاريخ الملك الظاهر 222 وما بعدها، وذيل مرآة الزمان 3/ 245 وما بعدها، والنهج السديد، ورقة 60، وما بعدها، والروض الزاهر 472 وما بعدها، وتاريخ مختصر الدول 288، وتاريخ الزمان 336، 337، والمختصر في أخبار البشر 4/ 10، 11، والنور اللائح 56، ونهاية الأرب 30/ 365 - 368، والدرّة الزكية 208 - 218، ودول الإسلام 2/ 171، والعبر 5/ 307، والإعلام بوفيات الأعلام 282، والإشارة إلى وفيات الأعيان 367، 368، والمختار من تاريخ ابن الجزري 293، 394، والحوادث الجامعة 392، 394، وتاريخ ابن الوردي 2/ 224، 225، والبداية والنهاية 13/ 274 - 276، وفوات الوفيات 1/ 235 - 247، وعيون التواريخ 21/ 32 و 135 - 145، ومرآة الجنان 4/ 175، والوافي بالوفيات 10/ 329 - 348 رقم 4841، ودرّة الأسلام 1 / ورقة 51، 52، وتاريخ الإسلام 50/ 216 - 219 رقم 276، والنفحة المسكية 66، 67، وتاريخ ابن خلدون 5/ 293، ومآثر الإنافة 2/ 106، 107، وتاريخ ابن الفرات 7/ 87 وما بعدها، والسلوك ج 1 ق 2/ 635 - 641، وعقد الجمان (2) 174 - 184، والمنهل الصافي 3/ 447 رقم 717، والنجوم الزاهرة 7/ 94 وما بعدها، وتاريخ ابن سباط 1/ 446 - 455، والفضل المأثور 36، 37، وحسن المحاضرة 2/ 95، والجوهر الثمين 2/ 79 - 84، وآثار الأول 167 - 192 وغيرها، ومنتخب الزمان 2/ 359 - 361، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 338 - 342، وشذرات الذهب 5/ 350، والدارس 1/ 349، وتاريخ الأزمنة 254. (¬3) النفحة المسكية 67. (¬4) هكذا في الأصل. ولعلّ المراد: «الأموال».

[الملك السعيد بركة]

[الملك السعيد بركة] ثم ملك مصر والشام ولده الملك السعيد ناصر الدين بركة في صفر سنة ستّ وسبعين وستميّة. وهو خامس ملوك الترك (¬1). [سنة 677 هـ]. ونزل إلى دمشق. ودخلت عساكره إلى سيس، غاروا (¬2) عليها وهو مقيم بدمشق، فخامر عليه كندك (¬3)، وطلّب طلبه (¬4) وطلع إلى سفح جبل الصالحية (¬5). [سنة 678 هـ]. [خلع السعيد بركة] فلما وصل العسكر من سيس راح إليهم، ونزلوا المرج ولم يدخلوا دمشق، واتفقوا (¬6) العساكر جميعهم وخامروا عليه، وتوجّهوا إلى مصر. وكان مقدّم الجيوش الأمير سيف الدين قلاون الألفي الصالحيّ، فخلعوا الملك السعيد من الملك بعد ما لحقهم، وطلع قلعة مصر، وحاصروه ونزلوا به، وسيّروه إلى الكرك وأخاه خضر معه (¬7). ¬

(¬1) النفحة المسكية 69. (¬2) الصواب: «فأغاروا». (¬3) كندك - كوندك. (¬4) الطلب من التطليب أو المطلّب: لفظ عامّي درج على ألسنة الناس في عصر المماليك معناه الحضور بمجموعة من فرق الجند إلى أماكن الاحتفالات على هيئة مخصوصة بالمواكب. (¬5) خبر سيس في: التحفة الملوكية 88، وزبدة الفكرة 166، والفضل المأثور 40، والمختصر في أخبار البشر 4/ 11، وذيل مرآة الزمان 4/ 2، والدرّة الزكية 225، والنور اللائح 56، ودول الإسلام 2/ 178، وتاريخ الإسلام 50/ 35، وتاريخ ابن الوردي 2/ 126، ومنتخب الزمان 2/ 361، وعيون التواريخ 21/ 171، 172، والسلوك ج 1 ق 2/ 650، وتاريخ بيروت لصالح بن يحيى 70، وعقد الجمان (2) 201، والنجوم الزاهرة 7/ 256، وتاريخ ابن سباط 1/ 457، وتاريخ الأزمنة 256. (¬6) الصواب: «واتفق». (¬7) تالي كتاب وفيات الأعيان 52، والنفحة المسكية 71، والمختصر في أخبار البشر 4/ 12، والفضل المأثور 49/ 50، وزبدة الفكرة 172، ونهاية الأرب 30/ 398، وذيل مرآة الزمان 4/ 504، والدرّة الزكية 229، وتاريخ الإسلام 50/ 39، والنور اللائح 57، وعيون التواريخ 21/ 221 - 223، والبداية والنهاية 13/ 287، والسلوك ج 1 ق 2/ 652 - 665، وعقد الجمان (2) =

[العادل سلامش]

[العادل سلامش] وملّكوا أخاه سلامش. وهو سادس ملوك الترك. ولقّب بالملك العادل في ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وستميّة (¬1). [سلطنة المنصور قلاوون] وقلع الملك العادل سلامش، وملك الملك المنصور سيف الدين قلاون الألفيّ ديار مصر والشام في رجب سنة ثمان وسبعين وستميّة (¬2). [تسلطن سنقر الأشقر بدمشق] وسيّر سنقر الأشقر إلى دمشق نائبا بها في السنة المذكورة، فخرج وسلطن نفسه بدمشق، ولقّب بالملك الكامل في ذي الحجّة سنة ثمان وسبعين وستميّة (¬3). ذكر فتوحات الملك المنصور رحمه الله تعالى [كسرة سنقر الأشقر] سيّر السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاون علم الدين سنجر الحلبي وصحبته ستة آلاف فارس من عسكر مصر، وضرب مصافّا مع سنقر الأشقر وعساكره الشاميّين، وكان عدّتهم أربع (¬4) عشر ألف فارس على الجسورة بظاهر ¬

= 215 - 222، ومنتخب الزمان 2/ 362، والجوهر الثمين 2/ 89، وتاريخ ابن الفرات 7/ 146، 147، والنجوم الزاهرة 7/ 267 - 269، وتاريخ ابن سباط 1/ 468، 469، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 345، 346. (¬1) النفحة المسكية 73. (¬2) النفحة المسكية 75. (¬3) الحوادث الجامعة 196، والتحفة الملوكية 92، وزبدة الفكرة 178، 179، والفضل المأثور 60، والمختصر في أخبار البشر 4/ 13، ونهاية الأرب 31/ 14، 15، والدرّة الزكية 234، والجوهر الثمين 2/ 93، والنفحة المسكية 76، وتاريخ ابن الوردي 2/ 227، ومرآة الجنان 4/ 189، وتذكرة النبيه 1/ 52، ودول الإسلام 2/ 180 والعبر 5/ 319، وتاريخ الإسلام 50/ 42، والبداية والنهاية 13/ 289، وعيون التواريخ 21/ 225، وتاريخ ابن الفرات 7/ 162، ومنتخب الزمان 2/ 362، والسلوك ج 1 ق 3/ 670، 671، وعقد الجمان (2) 233، 234، وتاريخ ابن سباط 1/ 471. (¬4) الصواب: «أربعة».

[سنة 679 هـ]

دمشق، فانكسر سنقر الأشقر، وخامر أكثر العساكر عليه مع المصريّين. وانهزم الملك الأفضل أمير علي أخو صاحب حماه إلى حماه، وهرب سنقر الأشقر إلى صرخد، ثم إلى صهيون، أقام بها. [سنة 679 هـ]. ودخل الأمير علم الدين سنجر الحلبيّ إلى دمشق، ونودي فيها للملك المنصور رحمه الله تعالى في شهر صفر سنة تسع وسبعين (¬1) وستميّة (¬2). واستمرّ الملك بمصر والشام للملك المنصور. وهو سادس ملوك الترك، ورابع المماليك (¬3). [انتصار قلاون على التتار بظاهر حمص] وفي سنة تسع وسبعين وستميّة غارت عساكر التتار على حلب وأحرقوا جامعها، وأخربوا ما قدروا عليه ورجعوا (¬4). [سنة 680 هـ]. ثم حضر منكوتمر مقدّم جيوش التتار، وكان جمعا كثيرا لم يحضروا [بمثله] (¬5) إلى الشام، فخرج إليهم السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاون وصحبته عساكره المنصورة، المصريّين والشاميّين (¬6)، ووافاهم بظاهر حمص وضرب معهم مصافّا، فلم يكن بأسرع ما نصره الله عليهم، وانكسر منكوتمر وجرح، وولّوا (¬7) التتار منهزمين بقدرة الله تعالى (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «وكربعين». (¬2) خبر سنفر الأشقرفي: التحفة الملوكية 93، وزبدة الفكرة 181 - 184، والنفحة المسكية 76، والمختصر في أخبار البشر 4/ 13، ونهاية الأرب 31/ 27 - 30، وتاريخ مختصر الدول 288، ومنتخب الزمان 2/ 362، وذيل مرآة الزمان 4/ 40، 41 وتذكرة النبيه 1/ 57، 58 ودول الإسلام 2/ 180، وتاريخ الإسلام 50/ 45، 46، وعيون التواريخ 21/ 244. (¬3) الصحيح هو سابع ملوك الترك. (النفحة 75). (¬4) التحفة الملوكية 95، ذيل مرآة الزمان 4/ 45، تاريخ الإسلام 50/ 50، العبر 5/ 323، عيون التواريخ 21/ 247، تذكرة التنبيه 1/ 59، منتخب الزمان 2/ 363، الجوهر الثمين 2/ 93، 94. (¬5) إضافة على الأصل. (¬6) الصواب: «المصريون والشاميون». (¬7) الصواب: «وولّى». (¬8) آثار الأول 232، الفضل المأثور 73 - 78، والحوادث الجامعة 198، والتحفة الملوكية 99 - =

[إبطال زكاة الدولبة]

وذكر أنّ الذي جرحه (¬1) منكوتمر: أزدمر (¬2) أحد الأمراء الشاميّين، وقتل لوقته، رحمه الله تعالى، وذلك في يوم الخميس خامس عشر رجب سنة ثمانين (¬3) وستميّة. ورجع [السلطان] (¬4) إلى مصر مؤيّدا منصورا. [إبطال زكاة الدولبة] ورسم السلطان الملك المنصور رحمه الله تعالى بإبطال زكاة الدولبة (¬5) من الديار (المصرية) (¬6). وكان الناس منها في جهد وبلاء عظيم، وسطّر أجرها له، ووزرها على من أحدثها على الناس (¬7). ¬

= 102، وزبدة الفكرة 166 - 207، والمختصر في أخبار البشر 4/ 14، والدرّة الزكية 241 - 247، ونهاية الأرب 31/ 30 - 36، وتاريخ مختصر الدول 288، 289، وتاريخ الزمان 341، 342، وتاريخ الإسلام 50/ 57 - 60، ودول الإسلام 2/ 182، 183، والعبر 5/ 326، 327، وتاريخ ابن الوردي 2/ 278 - 280، ومرآة الجنان 4/ 191، والبداية والنهاية 13/ 295، 296، وعيون التواريخ 21/ 278 - 280، وتاريخ ابن الفرات 7/ 212، والنفحة المسكية 78، وتاريخ ابن خلدون 5/ 398، ومآثر الإنافة 2/ 129، والسلوك ج 1 ق 3/ 690 - 699، وتاريخ الخميس 2/ 424، ومشارع الأشواق 2/ 947، 948، وعقد الجمان (2) 272 - 288، والنجوم الزاهرة 7/ 302 - 306، وتاريخ ابن سباط 1/ 475 - 478، وتاريخ الأزمنة 259، 260، ومنتخب الزمان 2/ 363، 364، وتاريخ الخلفاء 481، 482، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 350. (¬1) الصواب: «جرح». (¬2) انظر عن (أزدمر) في: المقتفي للبرزالي 1 / ورقة 99 ب، وتالي كتاب وفيات الأعيان 14، 15 رقم 20، وذيل مرآة الزمان 4/ 105، والعبر 5/ 328، والإشارة إلى وفيات الأعيان 371، وتاريخ الإسلام 50/ 347، 348 رقم 501، وتاريخ ابن الوردي 2/ 229، ومرآة الجنان 4/ 191، والبداية والنهاية 13/ 298، والوافي بالوفيات 8/ 370، وتاريخ ابن الفرات 7/ 236، وعيون التواريخ 21/ 292، 293، والنجوم الزاهرة 7/ 349، والمنهل الصافي 2/ 348 رقم 396، والدليل الشافي 1/ 114 رقم 394، وشذرات الذهب 5/ 366. (¬3) في الأصل: «سبيين». (¬4) إضافة على الأصل للتوضيح. (¬5) زكاة الدولبة: هي الرسوم التي تؤخذ على كلّ ما يعمل بالدواليب من مطاحن، ومعاصر، وغيره. وقال ابن دقماق: وأبطل من المظالم زكاة الدولبة، كان يؤخذ على كل من كان عنده مال زكاته: فإذا مات الشخص أو عدم ماله يؤخذ منه، أو ورثه ولده يؤخذ منه الولد. فأبطل ذلك. (الجوهر الثمين 2/ 104). من مطاحن، ومعاصر، وغيره. (¬6) عن هامش المخطوط. (¬7) آثار الأول 232، دول الإسلام الشريفة 41.

[سنة 683 هـ]

[سنة 683 هـ]. [وفاة صاحب حماة] ثم في سنة ثلاث، وثمانين وستميّة توفّي صاحب حماة الملك المنصور محمد بن الملك المظفّر (محمود) (¬1) بن محمد بن عمر (¬2) بن شاهنشاه بن أيوب إلى رحمة الله تعالى (¬3). [تولية المظفّر حماة] وأنعم مولانا السلطان المنصور سيف الدين قلاون بحماه على الملك المظفّر تقيّ الدين محمود ولد المرحوم الملك المنصور محمد (¬4). [سنة 684 هـ]. [مولد محمد بن قلاون] ولد لمولانا السلطان الملك المنصور ولد مبارك وهو يحاصر قلعة المرقب في يوم السبت سادس عشر المحرّم سنة أربع وثمانين وستميّة، وسمّاه محمد (¬5) ولقّبه ناصر الدين، وكنّاه بالملك الناصر (¬6). ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) في الأصل: «محمود». (¬3) انظر عن (الملك المنصور صاحب حماة) في: تالي كتاب وفيات الأعيان 136 رقم 214، والمقتفي للبرزالي 1 / ورقة 120 ب، وتشريف الأيام والعصور 73، والمختصر في أخبار البشر 4/ 18، 19، ودول الإسلام 2/ 186، والعبر 345، 346، والمختار من تاريخ ابن الجزري 315، وتاريخ الإسلام 51/ 169، 170 رقم 209، وتاريخ ابن الوردي 2/ 231، 232، وذيل مرآة الزمان 4/ 236، ومرآة الجنان 4/ 200، والدرّة الزكية 265 - 267، والبداية والنهاية 13/ 304، 305، وعيون التواريخ 21/ 345، والوافي بالوفيات 5/ 11، 12 رقم 1966، وتذكرة النبيه 1/ 88، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 142، وتاريخ ابن خلدون 5/ 399، ومآثر الإنافة 2/ 108، ونهاية الأرب 31/ 121، 122، والسلوك ج 1 ق 3/ 745، وعقد الجمان (2) 324 - 327، وتاريخ ابن الفرات 8/ 13، 14، والإشارة إلى وفيات الأعيان 373، ومنتخب الزمان 2/ 365، وتاريخ ابن سباط 1/ 485، وتاريخ الأزمنة 262، 263، وشذرات الذهب 5/ 384، وتاريخ الخميس 2/ 425، والمقفّى الكبير 7/ 142 رقم 3237، وشفاء القلوب 439، وترويح القلوب 54، وزبدة الفكرة 246. (¬4) زبدة الفكرة 246، ذيل مرآة الزمان 4/ 202، 203، التحفة الملوكية 110، الدرّة الزكية 265، 266، المختصر في أخبار البشر 4/ 18، تاريخ الإسلام 51/ 11، البداية والنهاية 13/ 303، تذكرة النبيه 1/ 88، درّة الأسلاك 1 / ورقة 77، تاريخ ابن الفرات 8/ 8، النجوم الزاهرة 7/ 314. (¬5) الصواب: «محمدا». (¬6) زبدة الفكرة 252، النفحة المسكية 80.

[فتح حصن المرقب]

[فتح حصن المرقب] ثم بعد أيام قلائل فتح الله عليه بفتح حصن المرقب في ثامن عشر ربيع الأول سنة أربع وثمانين وستميّة (¬1). [سنة 686 هـ]. [تسلّم صهيون من سنقر] وتسلّم صهيون من سنقر الأشقر، ونزل تحت الطاعة في سنة ست وثمانين وستميّة (¬2). [سنة 685 هـ]. [تسلّم الكرك] وتسلّم مملوكه طرنطاي الكرك بعد موت الملك السعيد من أولاد الملك الظاهر، ونزلوا منها تحت الطاعة في سنة خمس وثمانين وستميّة (¬3). ¬

(¬1) خبر فتح المرقب في: تشريف الأيام والعصور 77 - 86، والمقتفي 1 / ورقة 122 أ، والمختصر في أخبار البشر 4/ 21، وذيل مرآة الزمان 4/ 239، والدرّة الزكية 268 - 271، وتاريخ الإسلام 51/ 12، 13، ودول الإسلام 2/ 186، والعبر 5/ 346، والبداية والنهاية 3/ 305، وعيون التواريخ 21/ 355، 356، والفضل المأثور 141 - 144، والتحفة الملوكية 113، 114، وزبدة الفكرة 252، 253، ونهاية الأرب 31/ 39، وتاريخ ابن الوردي 2/ 233، وتاريخ ابن الفرات 8/ 7، وتذكرة النبية 1/ 96، 97، وتاريخ ابن خلدون 5/ 399، ومآثر الإنافة 2/ 122، والسلوك ج 1 ق 3/ 727، 728، وعقد الجمان (2) 338، 339، ومنتخب الزمان 2/ 365، والنجوم الزاهرة 7/ 315 - 319، وتاريخ ابن سباط 1/ 486، 487، وتاريخ الأزمنة 263 وفيه أن حصن المرقب في لبنان! وهذا وهم، والصواب أنه في ساحل الجمهورية العربية السورية. وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 354، وتاريخ مصر وفضائلها 144. (¬2) خبر صهيون في: تشريف الأيام والعصور 149 - 153، والمقتفي 1 / ورقة 132 أ، والتحفة الملوكية 117، وزبدة الفكرة 258، 259، والدرّة الزكية 280، والمختصر في أخبار البشر 4/ 22، وذيل مرآة الزمان 4/ 315، وتاريخ الإسلام 51/ 20، والبداية والنهاية 13/ 309، وعيون التواريخ 21/ 391، وتذكرة النبيه 1/ 108، والنفحة المسكية، 80، 81، وتاريخ ابن خلدون 5/ 400، وتاريخ ابن الفرات 8/ 49، 50، والسلوك ج 1 ق 3/ 734، وعقد الجمان (2) 359، 360، والنجوم الزاهرة 7/ 319، 320، وتاريخ ابن سباط 1/ 489، وتاريخ الأزمنة 264. (¬3) خبر الكرك في: تشريف الأيام والعصور 38، والمختصر في أخبار البشر 4/ 22، وذيل مرآة الزمان 4/ 281، والمقتفي 1 / ورقة 126 ب، والفضل المأثور 139، 140، وزبدة الفكرة 254، 255، وتاريخ =

[سنة 687 هـ]

[سنة 687 هـ]. [وفاة الملك الصالح بن قلاون] توفّي ولده الملك الصالح (¬1) إلى رحمة الله تعالى علاء الدين عليّ في شعبان سنة سبع وثمانين وستميّة. [سلطنة الأشرف خليل] [و] سلطن ولده الملك الأشرف خليل، وعهد إليه، وركب وشقّ المدينة القاهرة، ولبس خلعة مولانا الخليفة الحاكم، وهي فرجيّة سوداء، ومقيار (¬2) أسود، وجبّة، وآلة الملك في المدرسة المنصورية، وطلع القلعة والأمراء في خدمته، وكان يوما مشهودا (¬3)، في شوال سنة سبع وثمانين وستميّة (¬4). [سنة 688 هـ]. [فتح طرابلس الشام] وفتح طرابلس في ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وستميّة (¬5)، ¬

= الإسلام 51/ 17، والتحفة الملوكية 115، ونهاية الأرب 31/ 132، والدرة الزكية 277، وتاريخ ابن الوردي 2/ 233، والبداية والنهاية 13/ 307، وتذكرة النبيه 1/ 102، وتاريخ ابن الفرات 8/ 35، ومنتخب الزمان 2/ 166، والعبر 5/ 351، ومرآة الجنان 4/ 201، وعيون التواريخ 21/ 373، 374، وتاريخ ابن خلدون 5/ 399، والنجوم الزاهرة 7/ 319، وتاريخ الأزمنة 263، وشذرات الذهب 5/ 390. (¬1) انظر عن (الملك الصالح) في: المختصر في أخبار البشر 4/ 22، والفضل المأثور 164، والدرّة الزكية 282، والتحفة الملوكية 119، ونهاية الأرب 31/ 159، والمختار من تاريخ ابن الجزري 327، وتاريخ الإسلام 51/ 310، 311 رقم 465، وتاريخ ابن الوردي 2/ 234، والبداية والنهاية 13/ 312، وعيون التواريخ 21/ 428، وتذكرة النبيه 1/ 115، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 81، 82، وتاريخ ابن الفرات 8/ 70، والنفحة المسكية 81 رقم 12. والجوهر الثمين 2/ 98، والسلوك ج 1 ق 3 و 744، وعقد الجمان (2) 377، 378، والنجوم الزاهرة 7/ 320، وتاريخ ابن سباط 1/ 490. (¬2) المقيار: شبيه بالطربوش الطويل. (¬3) في الأصل: «مشهورا». (¬4) الدرّة الزكية 282، تذكرة النبيه 1/ 115، النفحة المسكية 81، تاريخ ابن الفرات 8/ 70، النجوم الزاهرة 7/ 320. (¬5) انظر عن (فتح طرابلس) في: تاريخ الزمان 357، وفيه أن الحرب لفتح طرابلس استمرّت ثلاثة أشهر! وهذا غير صحيح، فحصارها دام 33 يوما، وتمّ فتحها في اليوم الرابع والثلاثين، وتاريخ سلاطين المماليك 248، والفضل المأثور 149، وتالي كتاب وفيات الأعيان 130، ووفيات الأعيان 5/ 88، وفتوح =

[سنة 689 هـ]

[سنة 689 هـ]. [وفاة المنصور قلاون] وتوفيّ الملك المنصور إلى رحمة الله تعالى في الدّهليز بظاهر القاهرة المحروسة، وهو عازم على الغزاة في سبيل الله تعالى في ذي القعدة سنة تسع وثمانين وستميّة، ودفن بتربته بين القصرين (¬1). ¬

= النصر لابن بهادر 2 / ورقة 163، وآثار الأول 232، وزبدة الفكرة 266 - 269، والتحفة الملوكية 120، والمختصر في أخبار البشر 4/ 23، والدرّة الزكية 383، ونهاية الأرب 31/ 47، 48، ومسالك الأبصار ج 8 ق 1 / ورقة 90، 91، ونثر الجمان 2 / ورقة 346 أ، ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 448، وتاريخ الإسلام 51/ 19، ودول الإسلام 2/ 188، والعبر 5/ 356، ومرآة الجنان 4/ 207، ودرر التيجان، ورقة 325 أ، والبداية والنهاية 13/ 313، ومختصر التواريخ للسلامي 1 / ورقة 359، وتاريخ ابن الوردي 2/ 234، وتذكرة النبيه 1/ 122 - 124، ودرّة الأسلاك 2 / ورقة 391، والإلمام بالإعلام 1 / ورقة 699، وتاريخ ابن الفرات 8/ 80، والنفحة المسكية 82، وتاريخ ابن خلدون 5/ 401 - 403، ومشارع الأشواق 2/ 948، ومآثر الإنافة 1/ 122، وعيون التواريخ ج 12 ق 1 / ورقة 2، والسلوك ج 1 ق 3/ 747، وعقد الجمان (2) 382، والنجوم الزاهرة 7/ 321، والمنهل الصافي 3 / ورقة 39، وقطف الأزهار للبكري، ورقة 33 أ، ومناهل الصفا للسيوطي، ورقة 224 أ، وذخيرة الأعلام للغمري، ورقة 111 أ، وغربال الزمان لابن الأهدل، ورقة 199 ب، ومنتخب الزمان 2/ 336، والجوهر الثمين 2/ 98، والمقتفي 1 / ورقة 149 أ، وتاريخ ابن سباط 1/ 491، 492، ودول الإسلام الشريفة البهية لأبي حامد محمد بن خليل القدسي الشافعي (ت 888 هـ). تحقيق صبحي لبيب وأولريش هارمان - المعهد الألماني، بيروت 1418 هـ / 1997 م. ص 43، وتاريخ الخلفاء 482، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 357، وتاريخ الأزمنة 264. (¬1) انظر عن (المنصور قلاوون) في: تشريف الأيام والعصور 177 - 182، والفضل المأثور 175 - 177، والمختصر في أخبار البشر 4/ 23، 24، وتالي كتاب وفيات الأعيان 129 رقم 206، والدرّة الزكية 301 - 303، وآثار الأول 76، ونهاية الأرب 31/ 173، والنور اللائح 59، 60، وزبدة الفكرة 270 - 272، ودول الإسلام الشريفة 44، والتحفة الملوكية 122 - 125، وتاريخ حوادث الزمان وأنبائه لابن الجزري، بتحقيق عمر عبد السلام تدمري - ج 1/ 29 رقم 10 و 1/ 39 رقم 21، والمقتفي 1 / ورقة 164 ب، والعبر 5/ 363، والإعلام بوفيات الأعلام 288، وتاريخ الإسلام 51/ 26 رقم 582، ودول الإسلام 2/ 188، 189، ومرآة الجنان 4/ 208، وتاريخ ابن الوردي 2/ 235، والبداية والنهاية 13/ 317، 318، وفوات الوفيات 2/ 269 رقم 354، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 97، والنفحة المسكية 84 - 86، وتاريخ ابن خلدون 5/ 403، ومآثر الإنافة 2/ 124، وتذكرة النبيه 1/ 135، ومختصر تاريخ الإسلام، ورقة 307 ب، وعيون التواريخ 23/ 63، والجوهر الثمين 2/ 92 - 104، والوافي بالوفيات 24/ 266 - 271 رقم 281، والسلوك ج 351/ 754 - 756، وعقد الجمان (3) 12 - 21، والنجوم الزاهرة 7/ 292 - 343، ومنتخب الزمان 2/ 366، والمواعظ والاعتبار 2/ 238، ومورد اللطافة لابن تغري بردي =

[الملك الأشرف]

[الملك الأشرف] وملك ولده مصر والشام الملك الأشرف صبيحة وفاة أبيه رحمه الله (¬1). [مقتل طرنطاي] وقتل طرنطاي (¬2) في اليوم المذكور، والتاريخ المذكور. وهو سابع ملوك الترك (¬3). [سنة 690 هـ]. ذكر فتوحات الملك الأشرف رحمه الله تعالى فتح السلطان الملك الأشرف صلاح الدين خليل، رحمه الله تعالى، عكّا (¬4)، ¬

= 42 - 44، وتاريخ ابن سباط 1/ 493، 494، وتاريخ الدول 199، 200، وتاريخ الأزمنة 266، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 360 - 363، وتاريخ الخلفاء 482، وشذرات الذهب 5/ 409، وتاريخ مصر وفضائلها 146. (¬1) النفحة المسكية 88. (¬2) انظر عن (طرنطاي) في: المقتفي 1 / ورقة 165 ب و 166 أ، وتالي كتاب وفيات الأعيان 94 رقم 139، والمختصر في أخبار البشر 4/ 24، والعبر 5/ 361، ودول الإسلام 2/ 189، وتاريخ الإسلام 51/ 27 رقم 564، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 31 - 33 رقم 15، والبداية والنهاية 13/ 318، وعيون التواريخ 23/ 64، 65، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 188 أ، وتذكرة النبيه 1/ 136، والجوهر الثمين 2/ 105، والنفحة المسكية 88، 89، والدرّة الزكية، في مواضع كثيرة، والوافي بالوفيات 16/ 429، 430، رقم 466، والسلوك ج 1 ق 3/ 757، وعقد الجمان (3) 29 - 32، والنجوم الزاهرة 7/ 383، والدليل الشافي 1/ 361 رقم 1238، والمنهل الصافي 6/ 386 - 388 رقم 1241، والمواعظ والاعتبار 2/ 386. (¬3) هذه العبارة لا محلّ لها هنا، فالسابع من ملوك الترك هو الملك المنصور قلاوون. أمّا السلطان «الأشرف خليل بن قلاوون» فهو الثامن من ملوك الترك. (¬4) خبر الفتوحات في: آثار الأول 233، وتاريخ الزمان 366، والمختصر في أخبار البشر 4/ 24، 25، ونهاية الأرب 31/ 195 - 199، والتحفة الملوكية 126، 127، وزبدة الفكرة 278 - 282، والدرّة الزكية 308 - 322، وتاريخ سلاطين المماليك 1 - 7، ودول الإسلام، 189 - 191، والعبر 5/ 364، 365، والمختار من تاريخ ابن الجزري 339 - 341، وتاريخ الإسلام 51/ 44، 45، والفضل المأثور 177 - 183، وتاريخ ابن الوردي 2/ 235، 236، ومرآة الجنان 4/ 209، وتذكرة النبيه 1/ 137، والبداية والنهاية 13/ 320، 321، والجوهر الثمين 2/ 110، والنفحة المسكية 91، وتاريخ ابن خلدون 5/ 404، والسلوك ج 1 ق 3/ 764 - 767، ومشارع الأشواق =

وصيدا (¬1)، وبيروت (¬2)، وصور (¬3)، وعثليث (¬4)، والساحل جميعه، في شهر جمادى الأول سنة تسعين وستميّة. ¬

= 2/ 948، 949، وعقد الجمان (3) 54 - 67، وتاريخ ابن الفرات 8/ 110 - 113، والمقفى الكبير 3/ 795، 796، والنجوم الزاهرة 8/ 5 - 11، وتاريخ ابن سباط 1/ 497، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 368، 369. (¬1) خبر صيدا في: المقتفي 1 / ورقة 177 أ، وزبدة الفكرة 282، والتحفة الملوكية 128، والمختصر في أخبار البشر 4/ 25، ونهاية الأرب 31/ 199، والدرّة الزكية 310، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 46، والمختار من تاريخ ابن الجزري 339، وتاريخ الإسلام 51/ 50، ودون الإسلام 2/ 191، ومرآة الجنان 4/ 209، والبداية والنهاية 3/ 321، وتذكرة النبيه 1/ 137 ومنتخب الزمان 2/ 368، وتاريخ ابن الفرات 8/ 113 و 121، والأعلام والتبيين 71، 72، والسلوك ج 1 ق 3/ 769، وتاريخ بيروت 23، والنجوم الزاهرة 8/ 10، وتاريخ ابن سباط 1/ 497، ولبنان من السقوط بيد الصليبيين 387، 388. (¬2) خبر بيروت في: المقتفي 1 / ورقة 177 أ، ونهاية الأرب 31/ 212، وتاريخ سلاطين المماليك 1، وتاريخ حوادث الزمان 54، والمختار من تاريخ ابن الجزري 340، والدرّة الزكية 312، والمختصر في أخبار البشر 4/ 25، ومنتخب الزمان 2/ 368، ومرآة الجنان 4/ 209، وعيون التواريخ 23/ 81، والبداية والنهاية 13/ 321، وتاريخ بيروت 23، 24، وتاريخ ابن الفرات 8/ 121، والسلوك ج 1 ق 3/ 769، والإعلام والتبيين 72، والنجوم الزاهرة 8/ 10، وتاريخ ابن سباط 1/ 497، وتاريخ الإسلام 51/ 50، 51. (¬3) خبر صور في: زبدة الفكرة 282، والتحفة الملوكية 128، والمقتفي 1 / ورقة 173 ب، 174 أ، ونهاية الأرب 31/ 199، والدرّة الزكية 310، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 45، 46، والمختار من تاريخ ابن الجزري 339، ودول الإسلام 2/ 191، وتاريخ الإسلام 51/ 48، ومرآة الجنان 4/ 209، وتذكرة النبيه 1/ 137، ومنتخب الزمان 2/ 317، والإعلام والتبيين 71، والبداية والنهاية 13/ 321، وتاريخ ابن الفرات 8/ 113، والنجوم الزاهرة 8/ 8، 9، وتاريخ ابن سباط 1/ 497، وتاريخ الأزمنة 268، ولبنان من السقوط بيد الصليبيين 386، 387. (¬4) خبر عثليث في: المقتفي 1 / ورقة 179، وتاريخ سلاطين المماليك 5، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 54، 55، ومنتخب الزمان 2/ 368، والمختار من تاريخ ابن الجزري 340، ودول الإسلام 2/ 191، وتاريخ الإسلام 51/ 51، 52، ومرآة الجنان 4/ 209، وتذكرة النبيه 1/ 137، وزبدة الفكرة 282.

[سنة 691 هـ]

[سنة 691 هـ]. [فتح قلعة الروم وبهسنا] وفتح قلعة الروم (¬1)، وبهسنى (¬2)، وأسر كلّ من فيهما في سنة إحدى وتسعين وستميّة. [سنة 692 هـ]. [اعتقال مهنّا بن عيسى] [و] توجّه إلى الكرك وإلى دمشق، وراح إلى مهنّا بن عيسى بن مهنّا قبضه من سلمية (¬3) وجابه إلى مصر واعتقله في شهور سنة اثنين (¬4) وتسعين وستميّة (¬5). [طهور الناصر محمد] وفيها أعرض (¬6) الجيوش المصرية المنصورة ملبّسين بالعدد. وعمل طهور ¬

(¬1) خبر قلعة الروم في: المقتفي 1 / ورقة 187 أ، والتحفة الملوكية 130، 131، وزبدة الفكرة 288 - 290، وتاريخ سلاطين المماليك 10، والدرّة الزكية 323، والمختصر في أخبار 4/ 26، 27، ونهاية الأرب 31/ 226، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 101 - 109، وتاريخ الزمان 366، والحوادث الجامعة 470 - 474، ودول الإسلام 2/ 193، والعبر 5/ 371، والمختار من تاريخ ابن الجزري 352، وتاريخ الإسلام 52/ 13، وتاريخ ابن الوردي 2/ 237، ومرآة الجنان 4/ 219، والبداية والنهاية 13/ 327، والنهج السديد 389، وعيون التواريخ 23/ 106، 107، وتذكرة النبيه 1/ 149 - 153، ومآثر الإنافة 2/ 122، وتاريخ ابن خلدون 5/ 404، 405، والجوهر الثمين 2/ 110، والنفحة المسكية 91، وتاريخ ابن الفرات 8/ 135، ومنتخب الزمان 2/ 369، والسلوك ج 1 ق 3/ 778، وعقد الجمان (3) 110 - 125، والنجوم الزاهرة 8/ 12، ومشارع الأشواق 2/ 949، وتاريخ ابن سباط 1/ 499، وتاريخ الأزمنة 272، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 370، وشذرات الذهب 5/ 418. (¬2) الصواب: «بهسنا». وخبرها في سنة 692 هـ. انظر: المقتفي 1 / ورقة 199 ب، 200 أ، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 149، وتاريخ سلاطين المماليك 22، ونهاية الأرب 31/ 249، 250، والدرّة الزكية 340، والمختار من تاريخ ابن الجزري 358، ودول الإسلام 2/ 148، وتاريخ الإسلام 52/ 21، 22، والبداية والنهاية 13/ 332، وتذكرة النبيه 1/ 160، وعيون التواريخ 23/ 130، وعقد الجمان (3) 149 - 152. (¬3) في الأصل: «نوتيه». (¬4) الصواب: «سنة اثنتين». (¬5) المقتفي 1 / ورقة 201 أ، تاريخ الإسلام 52/ 25. (¬6) الصواب: «استعرض».

[سنة 693 هـ]

السلطان الملك الناصر، أسعده الله. وكان فرحا عظيما ويوما مشهودا (¬1). [سنة 693 هـ]. [اغتيال الملك الأشرف] خرج السلطان الملك الأشرف إلى الصيد بالبحيرة. فلما كان في تروجة وهو متصيّد هجم عليه بيدرا ولاجين، وقراسنقر، ومن معهم، فقتلوه في شهر المحرّم محرما في العشر الأوسط منه سنة ثلاث وتسعين وستميّة (¬2). [مقتل بيدرا] ثم في صبيحة ذلك النهار التقا (¬3) كتبغا والخاصكيّة (¬4) مع بيدرا على الطّرّانة (¬5)، فقتلوا بيدرا، وانهزم الباقون (¬6). ¬

(¬1) في الأصل: «مشهورا». (¬2) خبر اغتيال الملك الأشرف في: زبدة الفكرة 295، 296، والتحفة الملوكية 136، وتالي كتاب وفيات الأعيان 70، 71، رقم 107 والمختصر في أخبار البشر 4/ 29، 30، ونهاية الأرب 31/ 259، والدرّة الزكية 345، وتاريخ سلاطين المماليك 24، وتشريف الأيام والعصور 272، والحوادث الجامعة 226، 227، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 190 - 193 و 209 - 211. والمقتفي 1 / ورقة 208 ب، ودول الإسلام 2/ 194، 195، والعبر 5/ 377، 378، وآثار الأول 77، وذيل مرآة الزمان 4/ 34 و 241، وتاريخ ابن الوردي 2/ 238، 239، ومرآة الجنان 4/ 222، والوافي بالوفيات 13/ 399 - 410 رقم 504، والبداية والنهاية 13/ 334، 335، وتذكرة النبيه 1/ 167، 168 و 173، وفوات الوفيات 1/ 406 رقم 148، والجوهر الثمين 2/ 108، 109، والنفحة المسكية 90، 91، وتاريخ ابن خلدون 5/ 406، ومآثر الإنافة 2/ 124، والسلوك ج 1 ق 3/ 788، وعقد الجمان (3) 203 - 213، والنجوم الزاهرة 8/ 3 - 4، وحسن المحاضرة 2/ 111، وتاريخ ابن سباط 1/ 501، 502، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 373 - 378، وتاريخ الأزمنة 274، والدارس 1/ 443، وشذرات الذهب 5/ 422، وأخبار الدول 200. (¬3) الصواب: «التقى». (¬4) الخاصكية: جمع خاصكي. لفظ فارسي معناه: نديم السلطان أو الملك، والخاصكية فئة من المماليك السلطانية ظهرت في عصر المماليك، كان السلطان يختارهم لنفسه من الأجلاب، وهم يقيمون معه ويحضرون خلواته ويركبون لركوبه وهم يتقلّدون السيوف بلباسهم المطرّز والمزركش. (إعلام الورى لابن طولون 40، حدائق الياسمين، لابن كنان 48، معجم المصطلحات والألقاب التاريخية 157). (¬5) الطرّانة: بالقرب من بركة النطرون. (الانتصار 2/ 103). (¬6) خبر بيدرا في: زبدة الفكرة 297، وتاريخ الإسلام 52/ 177، 178 رقم 163، والنفحة المسكية 92، 93، الحوادث الجامعة 27، وتاريخ سلاطين المماليك 29، ونهاية الأرب 31/ 269، وتاريخ =

[مقتل الشجاعي]

[مقتل الشجاعيّ] وطلع العسكر إلى مصر والشجاعيّ في القلعة، فحاصروا الشجاعيّ وقطعوا رأسه، ونزلوا به إلى كتبغا على رمح، وداروا به القاهرة ومصر (¬1). [تملّك الناصر محمد] وطلع كتبغا والخاصكيّة إلى القلعة وملّكوا السلطان الملك الناصر ناصر الدنيا والدين محمد بن السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاون بعد ما قتلوا الموصليّ آقش الحاجب، وبهادر رأس نوبة الجمداريّة (¬2) في سوق الخيل، وأحرقوهم بالمحاير (¬3). [الانتقام من الأمراء] ومسكوا الأمراء المخامرين على الملك الأشرف، قطّعوا أيديهم وعلّقوها في خلفهم، وأسمروهم (¬4) على الجمال، وداروا بهم القاهرة. وكان عدّتهم ثمان (¬5) نفر، وهم: ¬

= حوادث الزمان 1/ 196، وتالي كتاب وفيات الأعيان 58، والإشارة إلى وفيات الأعيان 380 والإعلام بوفيات الأعلام 290، والعبر 5/ 378، ومنتخب الزمان 2/ 370، والمقفّى الكبير 2/ 562 رقم 1009، ومرآة الجنان 4/ 222، والبداية والنهاية 13/ 334، 335، والمنهل الصافي 3/ 493 رقم 734، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 375، 376. (¬1) انظر عن «الشجاعي - الأمير الكبير علم الدين سنجر» في: زبدة الفكرة 300، 301، وتالي كتاب وفيات الأعيان 90، 91 رقم 132، وتاريخ سلاطين المماليك 29 - 31، والمقتفي الروقة 210 أ، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 196 - 199، ونهاية الأرب 31/ 273، والمختصر في أخبار البشر 4/ 31، والدرّة الزكية 353، والنفحة المسكية 95/ 96، رقم 30، وتاريخ ابن الفرات 8/ 179، وعيون التواريخ 23/ 152، وتاريخ مغلطاي 29، والحوادث الجامعة 227، والوافي بالوفيات 15/ 475 - 478 رقم 643، وتذكرة النبيه 1/ 172، والسلوك ج 1 ق 3/ 798، وعقد الجمان (3) 228، والإعلام بوفيات الأعلام 290، والدليل الشافي في 1/ 325 رقم 1114، والمنهل الصافي 6/ 80 - 83 رقم 1117، والنجوم الزاهرة 8/ 51، وبدائع الزهور / ج 1 ق 1/ 383، وتاريخ الإسلام 52/ 184 رقم 169. (¬2) الجمدارية: بفتح الجيم وسكون الميم. مفردها: جمدار، وهو لفظ فارسي مركّب من «جمّ» و «دار» معناه حامل الملابس، وهو الموظّف المختصّ بخزانة ملابس السلطان وإلباسه الثياب الخاصة بكل مناسبة. (حدائق الياسمين لابن كنان 68). (¬3) تاريخ حوادث الزمان 1/ 195، والمختار من تاريخ ابن الجزري 363، وتاريخ الإسلام 52/ 28، 29، وعيون التواريخ 23/ 151، والنفحة المسكية 94، وتاريخ ابن الفرات 8/ 184، وتاريخ ابن سباط 1/ 502. (¬4) الصواب: «وسمّروهم». (¬5) الصواب: «ثمانية».

[قتل ابن السلعوس]

طرنطاي الساقي، وألطنبغا الجمدار، ومحمد خواجا، وألناق المنصوريّ، وأروس، ونوغيه، وإيران (¬1)، وآق سنقر الحساميّ (¬2). [قتل ابن السلعوس] وقتلوا ابن السّلعوس الوزير بالمقارع إلى أن مات (¬3). [قتل الشجاعي] وبعد يومين قتل الشجاعيّ بالقلعة كما تقدّم ذكره. [نيابة كتبغا للناصر] وتملّك الملك الناصر، وقعد كتبغا نائبه، وذلك في شهر صفر سنة ثلاث وتسعين وستميّة (¬4). [الملك العادل كتبغا] ثم بعد مدّة تملّك كتبغا ولقّب بالملك العادل. وهو ثامن الملوك (¬5) وخامس الملوك من المماليك. ومسك البرجيّة، حبسهم بثغري دمياط والإسكندرية، وقتل جماعة من المماليك الخاصكيّة وغيرهم على باب القلعة، وشتّت المماليك السلطانية، وسيّرهم إلى الشام والولاة بديار مصر (¬6). ¬

(¬1) هكذا، ولم أجده. (¬2) خبر الأمراء في: تاريخ سلاطين المماليك 29، ونهاية الأرب 31، 269، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 196، وتاريخ الإسلام 52/ 95، والنفحة المسكية 95، والسلوك ج 1 ق 3/ 795، 796. (¬3) انظر عن (ابن السلعوس) في: زبدة الفكرة 30، والتحفة الملوكية 139، ونهاية الأرب 31/ 270 - 273، والمقتفي 1 / ورقة 208 ب، والمختصر في أخبار البشر 4/ 31، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 193، 194، والمختار من تاريخ ابن الجزري 363، والبداية والنهاية 13/ 338، وعيون التواريخ 23/ 151، 152، والوافي بالوفيات 4/ 86 رقم 1555، وتذكرة النبيه 1/ 173، وتاريخ الإسلام 52/ 28، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 122، وتاريخ ابن الفرات 8/ 166، وعقد الجمان (3) 227، 228، والنجوم الزاهرة 8/ 53، 54، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 379، وشذرات الذهب 5/ 424. (¬4) النفحة المسكية 94. (¬5) الصحيح هو عاشر الملوك. (¬6) هذا الخبر أورده ابن أيبك الدواداري في سنة 693 هـ. في سلطنة الملك الناصر محمد بن =

[نيابة لاجين]

[نيابة لاجين] وقعد نائبه لاجين (¬1). [سنة 694 و 695 هـ]. [الغلاء العظيم بمصر] وكان في زمانه غلاء عظيم وفناء، وهلك خلق كثير، وأكلوا (¬2) الناس الميتة، والكلاب، والقطط، وخربت الحكورة بمصر والقاهرة، وبلغ سعر إردبّ القمح مايتي درهم. وهلك بديار مصر، والصعيد، والأرياف خلق كثير (¬3)، [مشاهدة المؤلّف] ومن جملة ما جرى أن رسّم ابن الخليلي الوزير (¬4) للفقير إلى الله الحسن ابن أبي محمد الصفدي جامع هذا التاريخ بالتّوجّه إلى فاقوس (¬5) وما معها لتخضير أراضي الخاصّ في تلك السنة. فخرجت من فاقوس وصحبتي قاضي الحكم، وناظر المعاملة، وزين الدين ابن العادلي، ونور الدين قرطيباي، ومجد الدين الطّوخي ¬

= قلاوون. فقال: «ثم مسكوا جماعة البرجية واعتقلوهم بثغر الإسكندرية، وهم بيبرس الجاشنكير، واللقماني، وألدكز الشجاعي، وبرلغي، واستقرّ الأمير زين الدين كتبغا نايبا لمولانا السلطان الملك الناصر - عزّ نصره - طول هذه السنة» (الدرّة الزكية 356). (¬1) النفحة المسكية 97، زبدة الفكرة 305. (¬2) الصواب: «وأكل». (¬3) خبر الغلاء في: زبدة الفكرة 309، والتحفة الملوكية 144، 145، وتاريخ سلاطين المماليك 36، نهاية الأرب 31/ 293، والمقتفي 1 / ورقة 230 ب، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 256، 257، والمختار من تاريخ ابن الجزري 370، وتاريخ الإسلام 52/ 37، ودول الإسلام 2/ 196، وتاريخ ابن الوردي 2/ 344، والبداية والنهاية 13/ 340، وعيون التواريخ 23/ 180، والسلوك ج ق 3/ 809، وإغاثة الأمّة بكشف الغمّة 21 - 32، وتاريخ ابن سباط 1/ 505، ودول الإسلام الشريفة 48 (حوادث 695 هـ). (¬4) هو الصاحب فخر الدين بن عمر بن الخليلي الداري. ولي الوزارة للملك العادل كتبغا في سنة 694 هـ. وعزل في سنة 696 هـ. (الدرّة الزكية 360 و 368) وانظر عنه في: المقتفي 1 / ورقة 223 ب، وتاريخ سلاطين المماليك 33، وتاريخ ابن الجزري 1/ 250، وذيل مرآة الزمان 4 / ورقة 131، والبداية والنهاية 13/ 339، وعيون التواريخ 23/ 178، وتاريخ الإسلام 52/ 35، وعقد الجمان (3) 273. (¬5) فاقوس: مدينة في حوف مصر الشرقي، وهي في آخر ديار مصر من جهة الشام في الحوف الأقصى. (معجم البلدان 4/ 232).

شاهدي الخاصّ، والعامل، وجماعة من المسلمين إلى ناحية طنيجير (¬1) الجارية في الخاصّ، فوجدت امرأة في قبّة لطيفة، وبين يديها دمس نار، وفي النار ساقي (¬2) رجل وهي تشويه وتأكل منه، فأخرجها الغلمان. وسألتها عن ذلك، فقالت: هذا زوجي، وكان لنا ولدين (¬3)، أجهدنا الجوع، فأكلنا الولدين، ثم أجهدنا الجوع، فطلب قتلي وأكلي، وكنت أقوى منه، فقويت عليه فقتلته وشويته، وأكلته، وهذا باقيه ورجلاه في النار. فكتبنا بذلك محاضرا (¬4)، وطالعنا بها، وبلّغناها بشيء من الزاد وتركناها وانصرفنا. فهذا من أغرب ما جرى عيانا، وذلك في سنة أربع وتسعين وستميّة، وبعض سنة خمس وتسعين وستميّة (¬5). ¬

(¬1) في الانتصار لواسطة عقد الأمصار 2/ 94 «طنيجر». (¬2) الصواب: «ساقا». (¬3) الصواب: «ولدان». (¬4) الصواب: «محاضر». (¬5) ومن الأخبار المشابهة ما ذكره «ابن أيبك الدواداري»، قال: «ولقد نظرت بعينيّ برّا باب البرقيّة ظاهر القاهرة في الخندق برّا السور، جماعة كبيرة شبه الوحوش الضارية، قد تغيّرت عنهم معالم الإنسانية، وكل جماعة عندهم قدر ينتظرون الميتات التي تخرج وترمى بكيمان البرقية، فيأخذونها بالضرب بينهم من قوي على صاحبه، فيطبخونها ويأكلونها. وكانوا يأكلون الكلاب والقطاط وساير ما يجدون حتى بعضهم البعض. حكى لي رجل عدل كان يخدم بديوان شمس الدين سنقر السعدي نقيب المماليك السلطانية، قال: طلعت في الغلا ذات يوم إلى القلعة في صحبة حسام الدين لاجين أخو الأمير المذكور. فنظرت تحت القلعة إلى جماعة كبيرة مجتمعين وبينهم شيء، فأتيت إليهم، فوجدت ثلاث نفر قد مسكهم متولّي القاهرة، واحد مع الجندارية صغير سباعي العمر، قد قطّع يديه ورجليه، وجوّف ودهن بزعفران، وقد شوي كما يشوى الجدي أو الخروف فسألت، فقيل لي: إن هؤلاء الثلاث وجدناهم، وهذا الصغير قدّامهم على مايدة عليها خلّ وبقل وليمون مالح، وهم جلوس حوله ويريدون أكله، فهجمنا عليهم، وقرّرناهم، فاعترفوا أنهم فعلوا بالأمس بأخرى مثله هذا الفعل. قال العدل: فرسم بشنقهم، فشنقوا بباب زويلة، ولم يصبح منهم شيء، بل أكلوهم غيرهم، فكما أكلوا أكلوا، وهذه من غرايب البلايا. وكانوان يدفنون في كل جورة واحدة الميّتين والآدميّين على بعضهم البعض، بغير غسل ولا كفن، ويسندون الكبار بالصغار ويسمّون الصغار التقشوم، أعني الحجارة الصغار. وأما الأغنياء من الناس، فوقع فيهم الوباء والفناء حتى بلغت الأوقيّة الشراب ثلاث دراهم نقرة، والفرّوج ثلاثين درهم نقرة وأكثر وأقلّ. وكان للعبد واضع هذا التاريخ - أخوين أسنّ منه. وكان قد جرّد الوالد والأخوة والعم إلى برقه في تلك السنة ممن جرّد، فرجعوا الجميع مرضا، فأما الأخ الكبير، فحضّروا الحكماء الذين =

[عزل كتبغا]

[عزل كتبغا] ثم توجّه كتبغا إلى الشام ودخل دمشق (¬1)، وانتهى إلى حمص في شهور سنة خمس وتسعين وستميّة (¬2)، ورجع طالب (¬3) الديار المصرية. فلما وصل إلى بدّ عرش خرج عليه لاجين، وخامر عليه العسكر، واتّفقوا مع لاجين، وركبوا وهجموا عليه، فانهزم كتبغا، وقتلوا مملوكاه (¬4): بتخاص، وبكتوت الأزرق (¬5). [سنة 696 هـ]. [سلطنة لاجين] وتسلطن لاجين، ولقّب بالملك المنصور، وذلك في خامس عشر صفر ¬

= كانوا يباشرونهم، فأجمعوا رأيهم أن يصنع للأخ في تلك الساعة أربع فراريج ويهروا ويسقى مرقهم لما راو من سقوط القوة. ولم يكن في تلك الساعة عندهم فراريج حاصلة، فقصدت الوالدة تفتح صندوق النفقة. فلم تجد المفتاح، والحكما يلحّوا في ذلك، وكان وقت المغرب. ففكّت الوالدة من يدها زوج إسورة خمسين دينار عين، وسيّروهم حتى رهنوهم على أربعة فراريج. ثم إنه لم يعش حتى استووا رحمه الله تعالى وساير أموات المسلمين. وكانت سنة صعبة زايدة الشدة، فنعوذ بالله من مثلها أو مما يقاربها، إنه بالإجابة جدير، وهو على كل شيء قدير». (الدرّة الزكية 363 - 365). (¬1) خبر دخول كتبغا إلى دمشق في: زبد الفكرة 310، ونهاية الأرب 31/ 305، والمختصر في أخبار البشر 4/ 33، والمقتفي 1 / ورقة 247 ب، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 289، 290، والمختار من تاريخ ابن الجزري 376، وذيل مرآة الزمان 4 / ورقة 159، والدرّة الزكية 365، ودول الإسلام 2/ 151، وتاريخ الإسلام 52/ 43، وتاريخ ابن الوردي 2/ 241، والبداية والنهاية 13/ 344، وعيون التواريخ 23/ 195، وتذكرة النبيه 1/ 184، 185، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 128، وتاريخ ابن الفرات 8/ 212، والنفحة المسكية 98، ومنتخب الزمان 2/ 371، والسلوك ج 1 ق 3/ 816، وعقد الجمان (3) 307، 308، والنجوم الزاهرة 8/ 61، وتاريخ ابن سباط 1/ 506، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 391. (¬2) خبر دخول كتبغا إلى حمص في: زبدة الفكرة 310، 311، والمختصر في أخبار البشر 4/ 33، ونهاية الأرب 31/ 308، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 292، والمقتفي 1 / ورقة 250 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 377، وذيل مرآة الزمان 4 / ورقة 162 و 189، والبداية والنهاية 13/ 345، وعيون التواريخ 23/ 196، وتاريخ الإسلام 52/ 46، وتاريخ ابن الفرات 8/ 214، وعقد الجمان (3) 310. (¬3) الصواب: «ورجع طالبا». (¬4) الصواب: «مملوكيه». (¬5) خبر عزل كتبغا في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 331، 332، والمقتفي 1 / ورقة 254 أ، وذيل مرآة الزمان 4 / ورقة 190، 191، والنفحة المسكية 99، ومنتخب الزمان 2/ 371.

[إمساك قراسنقر الحاج بهادر]

(سنة) (¬1) ستّ وتسعين وستميّة، ونفق في العساكر، وتوجّه إلى مصر والجيوش صحبته، ودخل قلعة الجبل في ربيع الأول من السنة المذكورة. وهو سادس الملوك من المماليك، وتاسع (¬2) ملوك الترك (¬3). [إمساك قراسنقر الحاج بهادر] وقعد نائبه قراسنقر مدّة، ومسكه (¬4)، ومسك الحاج بهادر (¬5)، وأخرج البرجيّة من الحبوس. [نيابة منكوتمر] ورتّب مملوكه منكوتمر نائبا في سنة ستّ وتسعين وستميّة (¬6). [تجديد جامع ابن طولون] وفيها جدّد عمارة جامع [ابن] (¬7) طولون (¬8). ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) الصحيح: «الحادي عشر». (¬3) خبر سلطنة لاجين في: زبدة الفكرة 313، والتحفة الملوكية 148، وتاريخ سلاطين المماليك 41، والمختصر في أخبار البشر 4/ 34، ونهاية الأرب 31/ 313، 314، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 332، 333، والمقتفي 1 / ورقة 255 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 382، ودول الإسلام 2/ 199، وتاريخ الإسلام 52/ 49، وذيل مرآة الزمان 4 / ورقة 191، والبداية والنهاية 13/ 348، وعيون التواريخ 23/ 222، وتذكرة النبيه 1/ 194، وتاريخ ابن الفرات 8/ 222، والنفحة المسكية 100، والجوهر الثمين 2/ 122، ومآثر الإنافة 2/ 126، والسلوك ج 1 ق 3/ 823، وعقد الجمان (3) 345، والنجوم الزاهرة 8/ 87، ومنتخب الزمان 2/ 371، وتاريخ ابن سباط 1/ 512، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 392. (¬4) خبر (قرا سنقر) في: التحفة الملوكية 149، وزبدة الفكرة 313، وتاريخ سلاطين المماليك 43، ونهاية الأرب 31/ 325، والدرّة الزكية 369، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 339، والمقتفي 1 / ورقة 266 ب، ودول الإسلام 2/ 199، 200، وتاريخ الإسلام 52/ 55، والبداية والنهاية 13/ 350، وعيون التواريخ 23/ 229، وتذكرة النبيه 1/ 159، والنفحة المسكية 100، وتاريخ ابن الفرات 8/ 232، والسلوك ج 1 ق 3/ 829، وعقد الجمان (3) 361، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 396. (¬5) الدرر الكامنة 1/ 50 رقم 1369، زبدة الفكرة 316. (¬6) خبر منكو تمر في: زبدة الفكرة 315، والنفحة المسكية 101، والدرّة الزكية 369. (¬7) إضافة على الأصل. (¬8) خبر عمارة الجامع في: زبدة الفكرة 315، والنفحة المسكية 101، وتاريخ ابن الفرات 8/ 229، 230، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 395.

[تسيير الناصر محمد إلى الكرك]

[تسيير الناصر محمد إلى الكرك] وسيّر لمولانا السلطان الملك الناصر إلى الكرك في شهر جمادى الأول سنة ستّ وتسعين وستميّة (¬1). [سنة 697 هـ]. [ناظر الجيوش بمصر] ومسك القاضي بهاء الدين ابن الحلّي ناظر الجيوش المنصورة، وأجلس عوضه القاضي عماد الدين ابن المنذر ناظر الجيش المنصور بالديار المصرية (¬2)، [الروك بمصر] [و] غيّر الإقطاعات بمصر خاصّة، وعمل الرّوك (¬3) المبارك في رجب سنة سبع وتسعين وستماية (¬4). [إبطال نصف السمسرة] وفيها أبطل نصف السمسرة التي أحدثها ناصر الدين الشيخي (¬5) على الصعاليك عند ما كان واليا بالقاهرة المحروسة. [إبطال المكوس بالقدس] وأبطل سائر المكوس بمدينة القدس الشريف. ¬

(¬1) الصحيح أن مسير الناصر إلى الكرك كان في سنة 697 هـ. انظر: الدرّة الزكية 370. (¬2) الدرّة الزكية 371. (¬3) الروك، من: راك: أي مسح الأرض الزراعية، وإحصاء الماشية والنواحي والغلال وغيرها لتقدير الخراج والمكوس والعوائد المستحقّة لبيت المال. (¬4) خبر الروك في: زبدة الفكرة 320، 321، والتحفة الملوكية 152، والدرّة الزكية 371، وتاريخ سلاطين المماليك 45، ونهاية الأرب 31/ 345 - 348، والمختصر في أخبار البشر 4/ 38، والمختار من تاريخ ابن الجزري 389، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 389، 390، وعيون التواريخ 23/ 246، 247، والنفحة المسكية 101، والسلوك ج 1 ق 3/ 842، 843، والنجوم الزاهرة 8/ 90 - 95، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 396، 397، ودول الإسلام الشريفة 50. (¬5) هو ناصر الدين محمد الشيخي. مات سنة 704 هـ. (زبدة الفكرة 379، 380).

[هرب أمراء إلى ملك التتار]

[هرب أمراء إلى ملك التتار] وفيها هرب قبجق (¬1) من دمشق، وبكتمر السّلحدار، وعزّاز (¬2)، وألبكي نائب السلطنة بصفد، ومن معهم مقفّزين إلى غازان ملك التتار (¬3). [سنة 698 هـ]. [مقتل المنصور لاجين] وفي ليلة الجمعة حادي عشر شوّال (¬4) منها قتل الملك المنصور لاجين وهو قاعد يلعب بالشطرنج. [مقتل منكوتمر] وقتل نائبه منكوتمر (¬5) في تلك الليلة. [مقتل طغجي وكرجي] وأصبح قعد طغجي نائب السلطنة، وكرجي مقدّم المماليك مدّة ثلاثة أيام، وخرجوا (¬6) لملتقى الأمير سلاح (¬7) عند ما حضر من الشام، ¬

(¬1) قبجق - قفجق. (¬2) في تاريخ ابن الجزري 1/ 426 «بتغاز». (¬3) تاريخ سلاطين المماليك 47، 48، المختار من تاريخ ابن الجزري 1/ 426. (¬4) الصحيح أن المنصور لاجين قتل في عاشر ربيع الآخر. ويؤيّد ذلك ما سيأتي بعد قليل في عودة الملك الناصر إلى السلطنة. انظر: زبدة الفكرة 323، 324، والتحفة الملوكية 153، والحوادث الجامعة 499، والدرّة الزكية 378، والمختار من تاريخ ابن الجزري 393، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 428 - 430، وتالي كتاب وفيات الأعيان 132 رقم 210، ونهاية الأرب 31/ 357، والمختصر في أخبار البشر 4/ 39، و 40، وتاريخ سلاطين المماليك 50، 51، ودول الإسلام 2/ 201، والعبر 5/ 389، 390، وتاريخ الإسلام 5/ 63، والإشارة إلى وفيات الأعيان 384، والإعلام بوفيات الأعلام 292، وتاريخ ابن الوردي 1/ 245، 246، ومرآة الجنان 4/ 229، والبداية والنهاية 14/ 3، وعيون التواريخ 23/ 267، 268، وتذكرة النبيه 1/ 212، والنفحة المسكية 102، 103، ومآثرة الإنافة 2/ 125، والسلوك ج 1 ق 3/ 857 و 865، وعقد الجمان (3) 421 - 436، والنجوم الزاهرة 8/ 98 - 109، وتاريخ ابن سباط 1/ 517، 518، وتاريخ الخلفاء 481، وتاريخ الأزمنة 277، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 398 - 401، وشذرات الذهب 5/ 440، ودول الإسلام الشريفة 50. (¬5) انظر عن (منكوتمر) في مصادر مقتل (لاجين) نفسها. (¬6) الصواب: «وخرجا». (¬7) الصواب: «أمير السلاح».

[سنة 698 هـ]

فقتل طغجي بالقرب من الركبة عند طرف المقابر. وهرب كرجي، فأدركوه عند بساتين الوزير وقتلوه (¬1). [سنة 698 هـ]. [عودة الملك الناصر إلى السلطنة] وطلعوا (¬2) الأمراء إلى القلعة، وبقي الأمر بينهم شورى مدّة يسيرة، وسيّروا خلف الملك الناصر يسألوه (¬3) الحضور إلى ملك مصر، فحضر، ووصل إلى مصر من الكرك، وتملّك مرّة ثانية، وحلفوا (¬4) له العساكر والعالم. وجلس على سرير ملكه في حادي عشر ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين وستّمية (¬5). ذكر غزواته وما جرى في زمانه وخصائص خصّ بها وظفره بأعدائه فمنها أنّه مؤيّد منصور من عند الله تعالى، ما أضمر له أحد سوءا (¬6) إلاّ ظفّره الله به، وسلّطه الله عليه. ومنها أنه خلقه الله ملكا في الأزل من يوم {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} (¬7). ثم إنه تنقّل من الأصلاب والقنوات إلى أن استقرّ في بطن أمّه. ¬

(¬1) خبر مقتل (طغجي وكرجي) في: زبدة الفكرة 325، والتحفة الملوكية 153، 154، وتاريخ سلاطين المماليك 51، 52، والمختصر في أخبار البشر 4/ 40، ونهاية الأرب 31/ 365 - 367، والمختار من تاريخ ابن الجزري 394، 395، والبداية والنهاية 14/ 3، وعيون التواريخ 23/ 269، والسلوك ج 1 ق 3/ 868، والمواعظ والاعتبار 2/ 397، وعقد الجمان (3) 441 - 445، والنجوم الزاهرة 8/ 183، وتاريخ حوادث الزمان 430 - 432. (¬2) الصواب: «وطلع». (¬3) الصواب: «يسألونه». (¬4) الصواب: «وحلف». (¬5) خبر عودة الناصر إلى السلطنة في: زبدة الفكرة 325، 326، والتحفة الملوكية 155، وتاريخ سلاطين المماليك 53، 54، والدرّ الفاخر، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 433، 434، ونهاية الأرب 31/ 370، والمقتفي 1 / ورقة 29 ب، والمختار من تاريخ ابن الجزري 395، والبداية والنهاية 14/ 3، وتاريخ الإسلام 52/ 63، والنفحة المسكية 105. (¬6) في الأصل: «سوا». (¬7) سورة الأعراف: الآية 172.

[سنة 699 هـ]

وأبوه ملك الإسلام، وولد وأبوه ملك، وفتح عليه بفتح حصن المرقب. ونشأ (¬1) وأبوه ملك، وأخوه ملك، وظهر بعدهما ملك. فهو - أدام الله أيّامه - ملك، ابن ملك، أخو ملك، أستاذ المماليك. مماليكه: كتبغا، ولاجين، وبيبرس (¬2) معلّم الطرفين. بدايته نهاية غيره، كما (قلت (¬3)): مليك بدايته نهاية غيره ... كالبدر أول ما يكون هلالا كمل الشجاعة والفصاحة والحجى ... فالله يكفيه الزمان كمالا ومنها أنه موفّق في سائر حركاته، سعيد في آرائه، سديد في مشورته، حازم في أموره، مقدام في مقاصده، شجاع في حروبه، يغضب غضب الولد، ويأخذ أخذ الأسد، لا تزعجه الأراجيف، ولا توهمه التّصانيف. ثابت الجأش، كثير المعرفة، صحيح العبارة، سالم الذهن، حسن التدبير، مليح الفكرة، قويّ العزم، شديد الحزم، محروس المقام، مؤيّد منصور، عدوّه مقهور. [سنة 699 هـ]. [وقعة تلّ العجول] ومنها أنّه خرج بعساكره المنصورة من الديار المصرية طالبا للغزاة في سبيل الله تعالى، فلما نزل على تلّ العجول هجم الأويراتيّة (¬4) على سلاّر، وبيبرس (¬5) الجاشنكير. وقصد برلطاي (¬6) إقامة الفتنة، فركب السلطان ووقف بباب الدهليز، وركبت العساكر، وركب سلاّر، وبيبرس (¬7)، ووقفوا حزبين، فأخمد الله الفتنة (¬8). ¬

(¬1) في الأصل: «ونشي». (¬2) في الأصل: «بيرس». (¬3) كتبت بخط كبير. (¬4) الأويراتية - الأوراتية - العويراتية: طائفة معروفة من المغول فرّوا من قائدهم غازان إلى دولة المماليك في سنة 695 هـ / 1296 م. فأنزلهم السلطان العادل كتبغا على الساحل بين عثليث وقاقول في فلسطين. (انظر: نهاية الأرب للنويري 31/ 299، ونزهة الناظر لليوسفي 169 بالحاشية). (¬5) في الأصل: «بيرس». (¬6) في الدرّ الفاخر: «برنطاي»، والمثبت يتفق مع: زبدة الفكرة وغيره. (¬7) في الأصل: «بيرس». (¬8) خبر وقعة تل العجول في: زبدة الفكرة 330، الدرّ الفاخر 15، تاريخ سلاطين المماليك 58.

[قتل برلطاي]

[قتل برلطاي] وأمضى حكمه في برلطاي، ووسّط بين الصّفّين، وقتل، وأحضروه على جمل (¬1). وكان برلطاي قد قتل كندغدي النقيب (¬2) في باب الإصطبل من الدهليز. [تآمر الأويراتيّة] وكانوا (¬3) الأويراتيّة مخامرين مع برلطاي، وقطلوبرس العادلي (¬4)، فعند ذلك هرب قطلوبرس، ومسكوا الأويراتيّة، وشنّقوا منهم تحت تلّ العجول أحد (¬5) وأربعين إنسانا، وذلك في صفر سنة تسع وتسعين وستميّة (¬6). [وقعة الخزندار] ثم توجّه طالبا للغزاة في سبيل الله تعالى، وضرب مصافّا مع التتار وغازان بوادي الخزندار (¬7) ببعض جيشه، ورجع سالما في يوم الأربعاء سابع (¬8) وعشرين ربيع الأول سنة تسع وتسعين وستميّة (¬9). فوصل إلى مصر ربّع خيله ونفق في عساكره نفقاتا (¬10) كثيرة، وخرج على الفور إلى الغزاة، وأخذ الثأر، فلما وصل الصالحيّة هرب غازان، ورحل عن دمشق في سابع عشر جمادى الآخر (¬11) سنة تسع وتسعين وستّماية (¬12). ¬

(¬1) زبدة الفكرة 330، الدرّ الفاخر 15. (¬2) الدرّ الفاخر 15. (¬3) الصواب: «وكان». (¬4) هو علاء الدين قطلوبر أستاذ الأمير زين الدين كتبغا. (¬5) الصواب: «واحدا». (¬6) زبدة الفكرة 330، الدرّ الفاخر 15، تاريخ سلاطين المماليك 58. (¬7) وادي الخزندار: شمال حمص بشرق، على نحو فرسخين من حمص أو ثلاثة. (تاريخ الإسلام 52، 70). (¬8) في الأصل: «تاسع» والتصحيح من المصادر الآتية. (¬9) رجع السلطان من هذه الموقعة منهزما إلى حمص ومنها سار على درب بعلبك إلى طريق البقاع. (¬10) الصواب: «نفقات». (¬11) في تاريخ الإسلام 52/ 87 «في ثاني عشر جمادى الأولى رحل قازان عن الغوطة طالبا بلاده». (¬12) خبر موقعة الخازندار في: زبدة الفكرة 331، 332، والتحفة الملوكية 157، 158، والدرّ الفاخر 15 - 18 وتاريخ سلاطين المماليك 58، 59، ونهاية الأرب 31/ 384، والمختصر في أخبار البشر 4/ 42، =

[هرب بوليه من دمشق]

[هرب بوليه من دمشق] وترك بوليه (¬1)، وقبجق، وبكتمر، وألبكي بدمشق، فنزل السلطان الملك الناصر، عزّ نصره، بالصالحية، وسيّر العساكر مع سلاّر، فلما سمع بذلك بوليه عمل حجّة أنه ينهب بعلبك، ورحل من دمشق منهزما (¬2). [دخول الأمراء في طاعة السلطان] وأمّا قبجق، وبكتمر السّلحدار، وألبكي، فإنهم حضروا تحت الطاعة يستمطروا (¬3) صدقات مولانا السلطان الملك الناصر، والتقاهم سلاّر والعساكر ما بين سكرير (¬4) وعسقلان في نصف شعبان من السنة المذكورة (¬5). [استرجاع بلاد الشام من أيدي التتار] ثم وصل سلاّر والعساكر إلى دمشق، ونزلوا بمرج الزنبقية، واستقلع الشام جميعه من أيدي [التتار] (¬6). وسيّر عسكر حلب إليها، وعسكر حمص وحماه إليها، ¬

= 43، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 462، 463، ودول الإسلام 2/ 204، وتاريخ الإسلام 52/ 70 وما بعدها، وتاريخ ابن الوردي 2/ 247، 248، والنهج السديد 470، ومرآة الجنان 4/ 230، والبداية والنهاية 14/ 6 - 12، وتذكرة النبيه 1/ 220، 221، ومآثر الإنافة 1/ 120، والنفحة المسكية 106، وتاريخ ابن خلدون 5/ 413 - 415، والعبر 5/ 311، ومنتخب الزمان 2/ 376، ودول الإسلام الشريفة 52، والسلوك ج 1 ق 3/ 886 - 901، والنجوم الزاهرة 8/ 117 - 128، وتاريخ ابن سباط 1/ 519، 520، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 403، 404، وتاريخ الأزمنة 278 - 280. (¬1) بوليه - بولاي. (¬2) المقتفي 2 / ورقة 19 ب، تاريخ الإسلام 52/ 94، البداية والنهاية 14/ 11. (¬3) الصواب: «يستمطرون». (¬4) هكذا في الأصل، ومثله في: التحفة الملوكية 159، وزبدة الفكرة 345، والسلوك ج 1 ق 3/ 822. وقال المرحوم محمد مصطفى زيادة تعليقا: «لعلّ المقصود بلدة السكرية المذكورة في Lestrange:Palest.Under moslems.pp.527,547 وهي على مسافة مرحلة من الرملة. أو لعلّه وادي السكران بمشارف الشام». (ياقوت: معجم البلدان: ج 3/ 106، 107). ويقول خادم العلم وطالبه، محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري»: إنّ تعليق المرحوم زيادة غير دقيق، إذ من الواضح أن «سكرير» موضع على الساحل مثل مدينة عسقلان. (¬5) التحفة الملوكية 159، زبدة الفكرة 345، السلوك ج 1 ق 3/ 822. (¬6) إضافة على الأصل.

[عودة العسكر إلى مصر]

وعسكر الساحل إليه في العشر الآخر (¬1) من شعبان سنة تسع وتسعين وستميّة. ورتب أمراء الشام (¬2). [عودة العسكر إلى مصر] ورحل العسكر المنصور طالب (¬3) ديار مصر، ودخلوها في خدمة الملك الناصر في شوّال منها (¬4). [سنة 700 هـ]. [تراجع التتار] ثم تحرّك العدوّ المخذول، ونفق السلطان الملك الناصر في عساكره، وخرج لملتقا (¬5) العدوّ، فلما وصل بدّعرش (¬6) رجع العدوّ المخذول من لطمين (¬7) منهزمين إلى بلادهم (¬8). [عودة السلطان إلى مصر] فأقام السلطان في بدّعرش بالعسكر خمس (¬9) وخمسين يوما، ورجع إلى مصر ¬

(¬1) هكذا في الأصل، والصواب: «العشر الأخير». وفي تاريخ سلاطين المماليك 80 «يوم السبت عاشر شعبان»، ومثله في: زبدة الفكرة 345. (¬2) خبر استرجاع بلاد الشام في: زبدة الفكرة 346، والتحفة الملوكية 159، والدرّ الفاخر 39، وتاريخ سلاطين المماليك 80، وتاريخ الإسلام 52/ 95، والمقتفي 2 / ورقة 23 أ، ب، والبداية والنهاية 14/ 11، والسلوك ج 1 ق 3/ 900، 901، والنجوم الزاهرة 8/ 130. (¬3) الصواب: «طالبا». (¬4) زبدة الفكرة 345، تاريخ سلاطين المماليك 80، نهاية الأرب 31/ 406، الدرّ الفاخر 39، المقتفي 2 / ورقة 25 أ، دول الإسلام 2/ 204، تاريخ الإسلام 52/ 96، البداية والنهاية 14/ 11 و 12، النجوم الزاهرة 8/ 130. (¬5) الصواب: «لملتقى». (¬6) بدّعرش: منزلة بين القاهرة ودمشق كان ينزل فيها السلطان. (¬7) لطمين: بالفتح ثم السكون، وكسر الميم، وياء، وآخره نون. كورة بحمص وبها حصن. (معجم البلدان 5/ 17). (¬8) خبر تراجع التتار في: زبدة الفكرة 349، 350، والتحفة الملوكية 160، الدرّ الفاخر 38، 39، تاريخ سلاطين المماليك 83، النفحة المسكية 108 (حوادث سنة 701 هـ). وفيه أن هذه الغزوة سمّيت «الغزوة الكذّابة». (¬9) الصواب: «خمسة».

[سنة 701 هـ]

في شهر رمضان، ومولانا الخليفة الحاكم (¬1) صحبته سنة سبع ماية. وكان دخوله في يوم الإثنين ثالث وعشرين جمادى الأول سنة سبع ماية (¬2). [سنة 701 هـ]. [وفاة الخليفة الحاكم بأمر الله] وفي سنة أحد (¬3) وسبعمية توفّي الإمام الحاكم بأمر الله (¬4) أمير المؤمنين، وبويع ولده الإمام المستكفي بالله أبو الربيع سليمان يوم وفاة أبيه (¬5). [سنة 702 هـ]. [فتح جزيرة أرواد] وجّه السلطان الملك الناصر مملوكه كهرداش مقدّم الزّراقين وبعض العسكر في البحر على الشواني (¬6) إلى جزيرة أرواد التي أنشأها الفرنج بالقرب من أنطرطوس (¬7)، ¬

(¬1) هو الحاكم بأمر الله، الخليفة العباسي، أبو العباس، أحمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن علي القبيّ بن الحسن. (¬2) زبدة الفكرة 350، التحفة الملوكية 160. (¬3) الصواب: «إحدى». (¬4) انظر عن (الحاكم بأمر الله) في: زبدة الفكرة 362، والتحفة الملوكية 162، والدرّ الفاخر 78، وتاريخ سلاطين المماليك 105، 106، والسلوك ج 1 ق 3/ 919، والعبر 5/ 263، والوافي بالوفيات 6/ 317 رقم 2819، ودول الإسلام 2/ 167، والروض الزاهر 141، 142، والبداية والنهاية 13/ 233، 234، والدرر الكامنة 1/ 119، 120 رقم 332، والنجوم الزاهرة 7/ 118، 119، وتاريخ الخلفاء 511، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 320، والجوهر الثمين 1/ 229، 230. (¬5) خبر المستكفي بالله في: زبدة الفكرة 362، 363، والتحفة الملوكية 162، والدرّ الفاخر 79، والبداية والنهاية 14/ 187، وتذكرة النبيه 2/ 315، والجوهر الثمين 1/ 231، 232، والدرر الكامنة 2/ 141 - 144 رقم 1828، والسلوك ج 2 ق 1/ 502 - 505، والنجوم الزاهرة 9/ 322، وتاريخ الخلفاء 517، وشذرات الذهب 6/ 126، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 474، 475. (¬6) الشواني: جمع شيني: أقدم أنواع السفن وكانت أهم القطع التي يتألّف منها الأسطول الروماني. ووردت في (تاج العروس) للزبيدي: الشونة المركب المعدّ للجهاد في البحر. وكان متوسّط ما يحمله الشيني الواحد 150 رجلا ويجذّف بمئة مجذاف. وظلّ اسم شيني متداولا في الملاحة حتى أيام الدولة العثمانية. (البحرية في مصر الإسلامية، للدكتورة سعاد ماهر 352، 353). (¬7) أنطرطوس - طرطوس حاليا.

[فتح خيبر]

وبنوا بها قلعة، فأخذوها بالسيف وأخربوها وأحضروا كلّمن (¬1) فيها أسارى إلى مصر، في شهور سنة اثنتين (¬2) وسبعميّة (¬3). [فتح خيبر] ثم سيّر كهرداش إلى خيبر حاصرها ثلاث (¬4) أيام فتحها، وأحضر منها مكاسبا (¬5) كثيرة في السنة المذكورة (¬6). [سنة 701 هـ]. [خبر عرب الصعيد] ثم بلغ السلطان الملك الناصر، عزّ نصره، نفاق عرب الصعيد وما يفعلوه (¬7) بالناس، ونفاقهم وقطعهم الطريق، وقتلهم النفس، وتعبّثهم بالأجناد، فوجّه إليهم العساكر مع نائبه سلاّر، وبيبرس (¬8) الجاشنكير، فوقعوا عليهم، وقتلوا منهم خلقا كثيرا، وأحضروا أموالهم، فكان عدّة المحضر من ذلك إلى الإصطبلات والمناخات والجوايح خاناه (¬9) السلطانية بمصر المحروسة ما عدّته، خارجا عمّا نهب وذبح: مائة ألف رأس وسبع وعشرين (¬10) ألف رأس، ومايتي (¬11) رأس. ¬

(¬1) هكذا، والمراد: «كل من». (¬2) في الأصل: «سنة أحد». وهو غلط. (¬3) خبر جزيرة أرواد في: زبدة الفكرة 366، والتحفة الملوكية 163، وتاريخ سلاطين المماليك 108، والدرّ الفاخر 80، والمقتفي 2 / ورقة 63 أ، ونهاية الأرب 32/ 19، والمختصر في أخبار البشر 4/ 47، وذيل مرآة الزمان 4/ 4، 5، وأعيان القصر 5/ 814، ونثر الجمان 2 / ورقة 62 ب، 63 أ، ودرّة الأسلاك 1 / ورقة 161، والسلوك ج 1 ق 3/ 929، والنجوم الزاهرة 8/ 154، وعقد الجمان (4) 184 - 188، والبداية والنهاية 14/ 21، وتذكرة النبيه 1/ 253، والدرر الكامنة 356، تاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور (عصر دولة المماليك) - لعمر عبد السلام تدمري - ج 2/ 133 - 133. (¬4) الصواب: «ثلاثة». (¬5) الصواب: «مكاسب». (¬6) لم أجد ما يوثّق هذا الخبر. (¬7) الصواب: «يفعلونه». (¬8) مهملة في الأصل. (¬9) الجوايح خاناه: أماكن تجميع الماشية من أغنام وأبقار وخيول وجمال، مع عدّتها ولوازمها. (¬10) الصواب: «سبعة وعشرون». (¬11) الصواب: «ومايتا».

[توجه السفارة إلى غازان]

تفصيل ذلك: خيل: أربعة آلاف وستماية فرس واصلة إلى الإصطبلات. جمال: اثنين وعشرين (¬1) ألف جمل، وستماية جمل إلى المناخات. أغنام: ماية ألف رأس، واصلة إلى الباب الشريف. وذلك خارجا عمّا أكل وذبح ونهب في أواخر سنة أحد (¬2) وسبعميّة (¬3). [توجّه السفارة إلى غازان] ثم وجّه المجيريّ (¬4)، وابن السّكّري (¬5) رسلا إلى غازان، فأعاقهما غازان، وتوجّه إلى الشام ولم يدخله، [سنة 702 هـ]. [مسير عساكر غازان إلى الشام] وسيّر عساكر التتار مع مقدّمهم قطليجا (¬6)، وبوليه (¬7)، وجوبان، وغيرهم. وكان إرسالهم في نصف ربيع الأول سنة اثنين (¬8) وسبعميّة (¬9). ¬

(¬1) الصواب: «اثنان وعشرون». (¬2) الصواب: «سنة إحدى». (¬3) خبر عرب الصعيد في: زبدة الفكرة 363، 364 وفيه: «وكان الذي أخذ من موجودهم وسيق من خيولهم خمسة آلاف فرس، وعشرين ألف جمل، وماية ألف رأس غنم سوى الأبقار والأتن والأعيار»، والخبر باختصار في: التحفة الملوكية 162. والمثبت يتفق مع: تاريخ سلاطين المماليك 107. (¬4) هو الأمير حسام الدين أزدمر المجيري. انظر: الدرّة الزكية 65 و 66، والدرر الكامنة 1/ 355 رقم 881 وقد ذكره «ابن حجر» دون أن يؤرّخ لوفاته، وانظر: التحفة الملوكية 161 (آخر حوادث سنة 700 هـ).، وزبدة الفكرة 356 (أول حوادث سنة 701 هـ). وتاريخ سلاطين المماليك 98 (حوادث سنة 701 هـ). (¬5) هو القاضي عماد الدين بن السّكّري. انظر عنه في المصادر السابقة، وكان من أعيان القضاة والكبراء. (زبدة الفكرة 356). (¬6) في: زبدة الفكرة 366 «قطلوشاه» نائب قازان (- غازان). (¬7) بوليه - بولاي، ووقع في التحفة الملوكية 166 «مولاي». (¬8) الصواب: «سنة اثنتين». (¬9) خبر عساكر غازان في: الدرّة الزكية 78 (حوادث سنة 701 هـ).، وزبدة الفكرة 366، 367 (حوادث سنة 702 هـ).، ومثله في التحفة الملوكية 163، والنفحة المسكية 108، والجوهر الثمين 2/ 132.

[ظهور دابة في النيل]

[ظهور دابّة في النيل] وفي شهر جمادى الآخر سنة اثنين (¬1) وسبعميّة ظهرت دابّة من بحر النيل المبارك في ساحل من سواحل الأعمال المنوفيّة، وقتلها آقش الروميّ (¬2) ومن معه، وجابوا جلدها إلى القلعة ورأسها، ووجدوا في جوفها ثلاث (¬3) كروش، الكرش الواحد فيه زلط وحجارة، والكرش الثاني فيه سمك، والكرش الثالث فيه حشيش. وكان عرض ظهرها ثمانية أشبار على حكم أنه مصطّحت (¬4) كالمصطبة، وطول ظهرها من ذنبها إلى عجزها ثلاثة عشر شبرا، وقعدتها ثلاثة أشبار، وطول وجهها إلى الفرطوس ثلاثة أشبار، وهو مدوّر يشبه الرحا (¬5)، ودوره ثلاثة أشبار. وكان ارتفاعها من الحافر إلى الظهر اثني عشر شبرا، ومن بطنها إلى ظهرها مثل عرضها ثمانية أشبار. وطول زندها شبرين (¬6) ونصف. وكان لها في كلّ كفّ أربع أصابع، طول كلّ إصبع على هذه الصفة، والإصبع الرابعة لحم. ولها نابين طوال (¬7) في الحنك السفلاني، وفي كلّ ناب في وسطه من داخل الفم طرسان (¬8). العظم في العظم، ورأسه محرّف مثل قطّة القلم. وفي الحنك الفوقاني ضرسان فوقهما، تقرض بهما. وعينها تشبه عين الفرس، وأذنها كأذن الفرس (¬9). ¬

(¬1) الصواب: «سنة اثنتين». (¬2) هو جمال الدين آقش الرومي المنصوري. كان من أمراء التقدمة في أيام الناصر. قتله بعض مماليكه غيلة في سنة 709 هـ. (الدرر الكامنة 1/ 398 رقم 1027). (¬3) الصواب: «ثلاثة». (¬4) الصواب: «على حكم أنها مسطّحة». (¬5) الصواب: «الرحى». (¬6) الصواب: «شبران». (¬7) الصواب: «نابان طويلان». (¬8) هكذا. والمراد: «ضرسان». (¬9) خبر الّدابة في: تاريخ سلاطين المماليك 109 وفيه زيادة، منها في آخره: «ولحمها أحمر، وزفرته مثل لحم السمك، وطعميّته طعم لحم الجمل، وغلظ جلدها أربع أصابع ما يعمل السيف فيه. وحملوا جلدها على خمسة جمال في مقدار ساعة من جمل إلى جمل وأحضروه إلى القلعة وأحشوه تبن، وأقاموه بين يدي مولانا السلطان حتى يتفرّج فيها». وانظر عن الدابّة في: الدرّة الزكية 80، 81.

[ظهور دابة عند قوص]

[ظهور دابّة عند قوص] وظهر في بحر النيل، عند معبر قوص (¬1) مثلها في آخر سنة ستّ عشر (¬2) وسبعميّة. وقد شاهدوها (¬3) عالم كثير من أهل قوس (¬4)، ولم يقدر عليها. ولونها مثل لون الدرفيل (¬5). فتبارك الله أحسن الخالقين. [موقعة مرج الصّفّر] ثم خرج السلطان الملك الناصر، نصره الله تعالى، وعساكره إلى الغزاة في سبيل الله تعالى، وملتقى غازان وجيوشه من مصر في شعبان سنة اثنين (¬6) وسبعميّة، ومولانا الخليفة أبو الربيع سليمان صحبته، فالتقى التتار على جبال الفنيدق، بسفح مرج الصّفّر من القبلة بشرق، وهزموهم بإذن الله تعالى. وحاصرهم على الجبال يومين وليلة، وانكسروا (¬7) التتار وولّوا منهزمين، وقتل منهم خلق كثير، وأسر منهم خلقا كثيرا (¬8). وهرب الباقون. وقتل من المسلمين الأمير حسام الدين لاجين (¬9) أستاذ الدار، وابن قرمان (¬10)، والقشّاش (¬11)، وأيدمر النقيب (¬12)، وجماعة من المسلمين إلى رحمة الله تعالى. ولم ينج من التتار إلاّ القليل، وذلك في يومي السبت والأحد ثاني وثالث رمضان المعظم سنة اثنين (¬13) وسبعميّة. ¬

(¬1) قوص: بالضم ثم السكون، وصاد مهملة، وهي قبطية، مدينة كبيرة عظيمة واسعة قصبة صعيد مصر، وهي محطّ التجار القادمين من عدن، شديدة الحرّ. (معجم البلدان 4/ 413). (¬2) الصواب: «ست عشرة». (¬3) الصواب: «شاهدها». (¬4) قوس - قوص. (¬5) تاريخ سلاطين المماليك. (¬6) الصواب: «سنة اثنتين». (¬7) الصواب: «وانكسر». (¬8) الصواب: «وأسر منهم خلق كثير». (¬9) هو حسام الدين لاجين الرومي، أحد الأمراء الكبار بالقاهرة استشهد في وقعة شقحب في شهر رمضان سنة 702 هـ. هكذا ترجمه ابن حجر في الدرر الكامنة 3/ 270 رقم 704. (¬10) هو أولياء بن قرمان. كما في: الدرّة الزكية 88، ولقبه مبارز الدين. (زبدة 376). (¬11) هو أيدمير القشّاش. الدرّة الزكية 88، وعزّ الدين الشمسي القشاش. (زبدة 376). (¬12) هو عز الدين أيدمر النقيب. (زبدة الفكر 377). (¬13) الصواب: «سنة اثنتين».

[تزيين القاهرة لعودة السلطان]

ودخل السلطان الملك الناصر [دمشق] (¬1) مؤيّدا منصورا في يوم الثلاثاء خامس شهر رمضان من السنة المذكورة (¬2). [تزيين القاهرة لعودة السلطان] ثم خرج من دمشق متوجّها إلى مصر مع سلامة الله وعونه في العشر الأول من شهر شوّال منها، ودخل القاهرة وشقّ المدينة وقد زيّنت زينة عظيمة لم ير مثلها في ثالث وعشرين شوّال سنة اثنين (¬3) وسبعميّة (¬4). [سنة 703 هـ]. [الزلزلة العظيمة بمصر] وفي ثالث وعشرين من ذي الحجّة يوم الخميس وقعت زلزلة عظيمة بديار مصر، وخرب منها آدر والجوامع وبعض أسوار المدينة، وأعمروها (¬5) الأمراء. الأمير سيف الدين سلاّر عمّر جامع مصر الكبير العمريّ (¬6). وبيبرس (¬7) الجاشنكير عمّر جامع الحاكم بالقاهرة. والأمير شمس الدين الأعسر عمّر جامع الأزهر. ¬

(¬1) إضافة ضرورية على الأصل. (¬2) خبر الموقعة في: آثار الأول للمؤلّف 233، وتاريخ سلاطين المماليك 113 - 118، وزبدة الفكرة 375 - 378، والتحفة الملوكية 165 - 173، ونهاية الأرب 32/ 26 - 31، والمختصر في أخبار البشر 4/ 48، 49، والدرّ الفاخر 81 - 100، والمقتفي 2 / ورقة 70 أ - 71 أ، ودول الإسلام 2/ 205، وذيل العبر 19، ومرآة الجنان 4/ 235، 236، وتاريخ ابن الوردي 2/ 250، 251، والبداية والنهاية 14/ 23 - 26، ونثر الجمان 2 / ورقة 65 أ، وفتوح النصر 2 / ورقة 204، وتذكرة النبيه 1/ 246، 247، وتاريخ ابن خلدون 5/ 417، 418، والنفحة المسكية 108، 109، والجوهر الثمين 2/ 133 - 135، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 186، والسلوك ج 1 ق 3/ 930 - 938، وعقد الجمان (4) 229 - 251، والنجوم الزاهرة 8/ 158 - 168، وتاريخ الخلفاء 484، وتاريخ ابن سباط 2/ 577 - 580، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 413 - 415، وتاريخ الأزمنة 285. (¬3) الصواب: «سنة اثنتين». (¬4) خبر تزيين القاهرة في: المقتفي 2 / ورقة 71 ب، والدرّ الفاخر 82 - 88، والتحفة الملوكية 169، والنفحة المسكية 110، والجوهر الثمين 2/ 135، وتذكرة النبيه 1/ 252، والسلوك ج 1 ق 3/ 939، 940، وعقد الجمان 41/ 353، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 414. (¬5) الصواب: «وعمّرها». (¬6) الجامع العمري: هو جامع عمرو بن العاص بمصر القديمة. (¬7) في الأصل: «بيرس».

[الغارة على بلاد سيس]

والأمير سيف الدين بكتمر عمّر جامع الصالح بظاهر باب زويلة. وذلك في أول سنة ثلاث وسبعميّة (¬1). [الغارة على بلاد سيس] غارت عساكر السلطان الملك الناصر على بلاد سيس، ودخلوا ونهبوا وكسبوا مرّة ومرّة ومرّة في أول السنة، في ربيع الأول منها. ثم دخل الأمير سيف الدين كجك (¬2) وصحبته عساكر الشام وبعض عسكر مصر، وغاروا عليها، وأخذوا برج اسكندرونة في رمضان من السنة المذكورة، وفتحوا تلّ حمدون في ذي القعدة منها، واستمّر الحال على ذلك (¬3). [سنة 704 هـ]. [عودة الحاجّ] وفي مستهلّ صفر سنة أربع وسبعميّة وصل سلاّر من الحجاز الشريف والمحمل صحبته، والحجّاج وصنع في الحجاز معروفا كثيرا على ما ذكر (¬4). [سنة 705 هـ]. [قطعة الزّمرّد] وفي سنة خمس وسبعميّة ظهر في معدن الزّمرّد قطعة زمرّد مطاولة (¬5) بتربيع ¬

(¬1) خبر الزلزلة في: الدرّة الزكية 100 - 106، (وفيه كانت الزلزلة يوم الخميس 23 من ذي الحجّة سنة 702 هـ).، ونهاية الأرب 32/ 57، وتاريخ سلاطين المماليك 126 - 128، والتحفة الملوكية 173، وزبدة الفكرة 378، 379، ونثر الجمان 2 / ورقة 65 أ، والمختصر في أخبار البشر 4/ 50، والمقتفي 2 / ورقة 73 أ، وذيل العبر 20، 21، والطالع السعيد للأدفوي 404، 506، ومرآة الجنان 4/ 236، والبداية والنهاية 14/ 27، وتذكرة النبيه 1/ 253، وتاريخ ابن الوردي 2/ 252، والنفحة المسكية 110، وزبدة الفكرة 378، 379، والجوهر الثمين 2/ 136، والسلوك ج 1 ق 3/ 942 - 945، ومنتخب الزمان 2/ 339، والنجوم الزاهرة 8/ 201، وتاريخ الخلفاء 484، وحسن المحاضرة 2/ 159، وكشف الصلصلة 200 - 205، والدرر الكامنة 3/ 415، وعقد الجمان (4) 260 - 265، وتاريخ ابن سباط 2/ 582، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 416، 417. (¬2) هكذا في الأصل، والصحيح الأمير سيف الدين قبجق بعسكر حماه. (الدرّ الفاخر 110). (¬3) خبر سيس في: التحفة الملوكية 174، وزبدة الفكرة 383، 384، وتاريخ سلاطين المماليك 128، 129، والدرّ الفاخر 110 - 112. (¬4) الدرّ الفاخر 118. (¬5) هذه الكلمة مكرّرة في الأصل.

[سنة 706 هـ]

غشيم، وزنها مايتي وخمس (¬1) وأربعون مثقالا محرّرا، وجهها الواحد ذبابيّ (¬2)، والآخر سلقي، وذلك ممّا نقله كرجي البريديّ في العشرين من شوّال منها، وعاينها، وتوجّه في طلبها (¬3). [سنة 706 هـ]. [خروج بيبغا التركماني إلى الشام] وفي سنة ستّ وسبعميّة توجّه بيبغا التركماني (¬4) ورفقته إلى الشام (¬5). [خروج السلطان إلى الصيد] وخرج السلطان، عزّ نصره، إلى الصيد المبارك بالأعمال الشرقية والوجه البحريّ، وأقام على فاقوس أربع (¬6) وعشرين يوما، ورجع إلى القاهرة سالما بحمد الله تعالى (¬7). [سنة 707 هـ]. [الصيد بالصعيد] وفي سنة سبع وسبعميّة توجّه السلطان الملك الناصر إلى الصيد المبارك بالصعيد بعد أن حضر إلى خدمته مهنّا ابن (¬8) عيسى بن مهنّا (¬9)، وأنعم عليه، وردّه إلى بلاده. ورجع مولانا السلطان من الصيد وطلع القلعة في آخر شعبان سنة سبع وسبعميّة المذكورة (¬10). [سنة 708 هـ]. [خروج السلطان الكرك] ثم إنه رأى من نوّابه وأركان دولته ما لا يعجبه من حجرهم عليه، فقصد الحجاز الشريف، وقد دبّره الله تعالى بلطفه فيما يفعله. ¬

(¬1) الصواب: «مايتان وخمسة». (¬2) في الدرّة الزكية: «دبّابي». (¬3) الدرّة الزكية 133 وفيه زيادة. (¬4) هو الخاصكي أحد مماليك الناصر. مات بغزّة وهو نائبها في سنة 707 هـ. (الدرر الكامنة 1/ 512، 513 رقم 1389). (¬5) لم أجد هذا الخبر في المصادر. (¬6) الصواب: «أربعة». (¬7) الدرّة الزكية 146. (¬8) الصواب: «بن». (¬9) هو أمير آل فضل من بني طيّ، توفي سنة 735 هـ. (الدرر الكامنة 4/ 368 - 370 رقم 1004). (¬10) لم أجد هذا الخبر.

[سلطنة بيبرس الجاشنكير]

وكان خروجه يوم السبت خامس وعشرين رمضان سنة ثمان وسبع ماية. فتوجّه إلى الكرك ودخلها في يوم الأحد رابع شوال منها. وكان يوما عظيما. ثم سيّر إلى العقبة ردّ أهله ودرره (¬1) الكريمة إلى الكرك، وردّ العصايب إلى مصر حردا وغضبا على نوّابه ومماليكه بمصر (¬2). [سلطنة بيبرس الجاشنكير] فعند ذلك قاموا (¬3) البرجيّة وملّكوا بيبرس (¬4) وسلطنوه، وركّبوه من دار سلاّر إلى داخل القلعة، وأجلسوه على كرسيّ الملك في يوم السبت تاسع ساعة منه، الثالث وعشرين (¬5) من شوّال سنة ثمان وسبع ماية المذكورة، وحلّفوا الناس، وتمّموا على الخليفة، وكتبوا عنه كتبا وقرأوها على المنابر في يوم الجمعة تاسع وعشرين شوال المذكور، بتولية بيبرس (¬6) الجاشنكير، وعزل الملك الناصر، ولم يأمر الخليفة بشيء من ذلك، ولو قال: لا، ما أبقوه، فإنه محكوم عليه. ثم استمرّ بيبرس (¬7) في الملك، ولقّب بالملك المظفّر مدّة عشرة شهور وثلاث (¬8) وعشرين يوما، كلّها أراجيف (¬9). [إقامة الناصر بالكرك] وأمّا مولانا السلطان الملك الناصر، فإنه استمرّ بالكرك في صيد وفرحة ونزهة، بلا همّ، مع الله تعالى، مسلّما أمره إلى خالقه. ذكر ما جرى في صيده وعوده إلى ملكه ثالث مرّة، وظفره بأعدائه، أعزّ (الله) (¬10) أنصاره. ¬

(¬1) درره: آدره: نساؤه. (¬2) زبدة الفكرة 403 - 405، التحفة الملوكية 187 - 191، تاريخ سلاطين المماليك 136، الدرّ الفاخر 156. (¬3) الصواب: «قام». (¬4) في الأصل: «بيرس». (¬5) الصواب: «الثالث والعشرين». (¬6) في الأصل: «بيرس». (¬7) في الأصل: «بيرس». (¬8) الصواب: «وثلاثة». (¬9) الدرّة الزكية 156 - 158، تاريخ سلاطين المماليك 137. (¬10) كتبت فوق السطر.

[سنة 709 هـ]

[سنة 709 هـ]. منها أنه ضرب حلقة (صيد) (¬1) في البرّ، في سادس عشر المحرّم سنة تسع وسبع ماية، فاصطاد نيّف (¬2) عن أربعين حمار وحش (¬3)، ثم رجع إلى الكرك مع سلامة الله وعونه. ثم رجع دفعة ثانية للصيد في خامس صفر منها، فأخذ صيدا، ومن جملته أنه اصطاد حمار وحش صغير (¬4)، مسكه بقوسه حيّا بلا جرح، وهو سائق خلف الجمّاز، ورجع إلى الكرك في يوم الإثنين ثاني وعشرين من جمادى الأول منها. ثم خرج إلى الصيد فاصطاد بومة وعقابا كانا تماسكا، ورجع إلى الكرك. ثم توجّه إلى الصيد في يوم الثلاثاء ثاني عشر جمادى الآخرة منها سنة تسع وسبع ماية [فصاد] (¬5) كركيّين، وأحضرهما معه إلى الكرك. وكان ذلك إشارة من الله تعالى أن يظفر بأعدائه على عدد صيده (¬6). [خروج الناصر من الكرك إلى دمشق] ولما كان في أول الليل من ليلة الأربعاء خامس عشر جمادى الآخر سنة تسع وسبع ماية، ركب نوغيه القبجاقي، وطقطاي، ومغلطاي القازاني، وثلاثماية مملوك من المماليك (¬7) السلطانية من مصر، وقفّزوا طالبين الكرك إلى خدمة مولانا السلطان الملك الناصر، ورجفت الناس تلك الليلة، وركب بعض العسكر، وخاف بيبرس (¬8)، وما لحقهم أحد، ووصلوا إلى الكرك في العشر الآخر (¬9) من جمادى الآخر من سنة تسع وسبع ماية، فأقبل عليهم الملك الناصر. ولم تزل العساكر المنصورة، المصريّين والشاميّين (¬10) تترادف إلى خدمته أوّلا فأوّلا، حتى نزل من الكرك، وتوجّه إلى دمشق، فخرجت له العصائب والكوسات (¬11)، ¬

(¬1) كتبت فوق السطر. (¬2) الصواب: «نيّفا». (¬3) الصواب: «عن أربعين حمارا وحشيا». (¬4) الصواب: «صغيرا». (¬5) إضافة للتوضيح من الدرّ الفاخر 163. (¬6) انظر خبر الصيد بأطول مما هنا في الدرّ الفاخر 161 - 163. (¬7) في الأصل: «الماليك». (¬8) في الأصل: «بيرس». (¬9) الصواب: «العشر الأخير». (¬10) الصواب: «المصريّون والشاميّون». (¬11) تقدّم التعريف بها.

[حضور الأمراء لطاعة السلطان]

والغاشية (¬1)، والجاويشية (¬2) إلى الكسوة (¬3) وسائر عسكر دمشق. وهرب آقوش الأفرم من دمشق، ودخلها مولانا السلطان الملك الناصر مالكها في يوم الثلاثاء ثامن عشر شعبان من السنة المذكورة (¬4). [حضور الأمراء لطاعة السلطان] ثم حضر إلى خدمته أقوش الأفرم تحت الطاعة في يوم السبت ثاني عشر شعبان المذكور. ثم حضر إلى خدمته قبجق نائب السلطنة بحماه، وأسندمر نائب طرابلس، وقراسنقر من حلب، وكراي من صفد، وأحضروا له التقادم، وخلع عليهم. ثم سيّر كراي إلى غزّة مجرّد (¬5) لحفظ الطرقات (¬6). ¬

(¬1) الغاشية: في اللغة: حديدة تكون فوق مؤخّرة الرحل، وفي الإصطلاح: من شعارات الملك في العصر الإسلامي المتأخّر، متّخذ من أديم مخرز بالذهب يخالها الناظر للوهلة الأولى أنها مصنوعة من الذهب، يحملها مهاترة بين يدي السلطان في المواكب الرسمية وأثناء الاحتفالات، (إعلام الورى لابن طولون 284، حدائق الياسمين لابن كنان 63، معجم المصطلحات 329). (¬2) الجاويشية: واحدها: جاويش. لفظ تركيّ معناه: جندي ذو رتبة صغيرة. والجاويشية اصطلاح أطلق في العصرين الأيوبي والمملوكي على أربعة من الفرسان كانوا يتكلّمون أمام الملك أثناء ظهوره بالاحتفالات بعبارات يفهم منها خروجه إليها وعودته منها كتقليد مراسمي. وتطوّر هذا المدلول في العصر العثماني لتصبح الجاويشية وحدة عسكرية يقوم أفرادها بمهام الشرطة العسكرية أو البوليس الحربيّ اليوم. وفي عهد محمد علي باشا في مصر أصبح لفظ جاويش مرتبة عسكرية يقابلها في أيامنا رتبة رقيب (حدائق الياسمين 66، معجم المصطلحات 119). (¬3) الكسوة: قرية، هي أول منزل تنزله القوافل إذا خرجت من دمشق إلى مصر. (معجم البلدان 4/ 461). (¬4) خبر دخول الناصر دمشق في: تاريخ سلاطين المماليك 143 - 146، والتحفة الملوكية 201 - 204، والمقتفي 2 / ورقة 148 ب، والدرّ الفاخر 167 - 174، ومرآة الجنان 4/ 246، وذيل العبر 45، والبداية والنهاية 14/ 51، ونثر الجمان 2 / ورقة 87 أ، والنفحة المسكية 113، 114، والجوهر الثمين 2/ 140، 141، والسلوك ج 2 ق 1/ 67، وتاريخ الخلفاء 485، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 428، ودول الإسلام الشريفة 54، 55. (¬5) الصواب: «مجرّدا». (¬6) الدرّ الفاخر 174، 175، التحفة الملوكية 211، نثر الجمان 2 / ورقة 87 أ، ب، المختصر في أخبار البشر 4/ 57، دول الإسلام 2/ 214، البداية والنهاية 14/ 52، النفحة المسكية 114، السلوك ج 2 ق 1/ 768، تاريخ ابن سباط 2/ 600، 601.

[سفر الملك الناصر من دمشق إلى مصر]

[سفر الملك الناصر من دمشق إلى مصر] ثم خرج السلطان الملك الناصر من دمشق والعساكر صحبته طالب (¬1) ديار مصر في يوم الثلاثاء تاسع شهر رمضان سنة تسع وسبع ماية (¬2). [هرب بيبرس الجاشنكير] فلما وصل إلى بيسان (¬3) في خامس عشر رمضان المذكور هرب بيبرس (¬4) وخلا ملك مصر، وانهزم طالب (¬5) الصعيد، وراح معه بكتوت الفتاح (¬6)، والخطيري (¬7)، وبشّاش (¬8). [قدوم الأمراء لخدمة الملك الناصر] فحضرت (¬9) الأمراء من مصر إلى الخدمة وهم ساطي (¬10) وبعض العساكر. فلما وصل إلى غزّة في يوم الجمعة العشرين من رمضان وصل إلى خدمته برلغي (¬11)، وبيبرس (¬12) الدوادار، وأرغون الجمقدار (¬13)، وصحبتهم أربع (¬14) آلاف فارس من عسكر مصر. ¬

(¬1) الصواب: «طالبا». (¬2) النفحة المسكية 114. (¬3) بيسان: بالفتح ثم السكون، وسين مهملة، ونون: مدينة بالغور الشامي، بين حوران وفلسطين. (معجم البلدان 1/ 527). (¬4) في الأصل: «بيرس». (¬5) الصواب: «طالبا». (¬6) هو بدر الدين، كان من مماليك المنصور. مات سجينا بالإسكندرية في سنة 710 هـ. (الدرر الكامنة 1/ 490 رقم 1318). (¬7) هو الأمير عز الدين أيدمر الخطيري. (الدر الفاخر 211). (¬8) له ذكر في الدرّ الفاخر 184. (¬9) الصواب: «فحضر». (¬10) هو الأمير سيف الدين ساطي. له ذكر في الدرّ الفاخر 158، 159، و 211. (¬11) هو الأمير سيف الدين برلغي. توفي سنة 710 هـ. (الدّ الفاخر 210). (¬12) في الأصل: «بيرس». (¬13) الجمقدار: لفظ مركّب من جمق التركية بمعنى: دبّوس، ودار الفارسية بمعنى حامل أو ممسك، أصبح لقبا في العصر المملوكي اتّصف حامله بحسن الشكل والهندام وعظم الهيئة، يمشي في المواكب السلطانية على يمين السلطان يحمل دبّوسا له رأس ضخم مذهب، ونظره دائما باتجاه السلطان لحمايته. (حدائق الياسمين 86، الناصر محمد بن قلاون لمرزوق 85، معجم المصطلحات 126، 127). (¬14) الصواب: «أربعة».

[عودة الملك الناصر إلى السلطنة]

وفي يوم السبت حادي عشر رمضان المذكور وصل كرجي نقيب المماليك السلطانية والبحرية (¬1) صحبته إلى الخدمة، وكان قد انهزم تباكز (¬2) إلى الكرك، واستجار بالآدر الكريمة. ورحل السلطان الملك الناصر من غزّة إلى الزّعقة (¬3)، [و] وصل إليه أمير موسى (¬4)، وبتخاص (¬5)، وأيبك الروميّ (¬6). [عودة الملك الناصر إلى السلطنة] وفي يوم السبت ثامن عشر رمضان نزل الصالحية، وحضرت إلى خدمته عساكر مصر، ورحل نزل البركة في سلخ رمضان، وجاء إلى خدمته سلاّر. وفي يوم العيد العصر ركب وطلع إلى قلعة الجبل، وملك مصر ثالث مرة. وكان يوما مشهودا. وجلس على سرير ملكه، وحلّف الناس. واستمرّ في مملكته وممالكه (¬7). [القبض على الأمراء العصاة على الملك الناصر] فما كان بالقرب ما ظفّره الله بسلاّر، بعدما كان سيّره إلى الشوبك (¬8)، وظفر ببيبرس (¬9) بعدما كان توجّه إلى الشام، وببرلغي، وحبس الفتاح (¬10)، ونفذ فيهم أمر الله تعالى. ومسك الخطيري، وبشّاش، وتباكز، ومماليك بيبرس (¬11)، وجميع من كان معه، وبعض مماليك سلاّر. ¬

(¬1) البحرية: جماعة من المماليك كانوا يبيتون بالقلعة حول دهاليز السلطان بهدف الحراسة. (¬2) هكذا في الأصل. (¬3) الزعقة منزلة. (¬4) هو أمير موسى بن الملك الصالح. (الدرّ الفاخر 211). (¬5) هو بتخاص المنصوري، كان من أمراء دمشق، ثم ولّي نيابة صفد. اتفق مع بكتمر الجوكندار نائب السلطنة أن يقيما موسى بن الصالح علي بن المنصور. مات سجينا بالكرك في سنة 711 هـ. (الدرر الكامنة 1/ 472، 473 رقم 1276). (¬6) هو الأمير عزّ الدين أيبك الرومي. له ذكر في (الدرّ الفاخر 250). (¬7) نهاية الأرب 32/ 157، الدرّ الفاخر 195، المختصر في أخبار البشر 4/ 58، 59، دول الإسلام 2/ 215، ذيل العبر 50، تذكرة النبيه 2/ 29، النفحة المسكية 114، تاريخ ابن سباط 2/ 602. (¬8) دول الإسلام الشريفة 56. (¬9) في الأصل: «برس». (¬10) هو بكتوت الفتاح، وقد تقدّم. (¬11) في الأصل: «برس».

[سنة 710 هـ]

[سنة 710 هـ]. [تعيينات النوّاب] ثم خلع على بكتمر الجوكندار (¬1) وقلّده نيابة السلطنة بالديار المصرية، وسيّر أسندمر إلى حماه، ثم إلى حلب، وقبجق إلى حماه، ثم إلى حلب، وقراسنقر إلى دمشق، ثم إلى حلب، وأقوش الأفرم إلى صرخد، ثم إلى طرابلس، وكراي إلى دمشق. وقطلبك (¬2) إلى صفد. وقطلقتمر إلى غزّة، والحاجّ بهادر إلى طرابلس، وتوفّي بها. وجميع ذلك في سنة عشر وسبع ماية (¬3). [سنة 711 هـ]. [إمساك أمراء] ثم إنه لما كان في مستهلّ المحرّم سنة إحدى عشر (¬4) وسبع ماية مسك بتخاص، وهرب أمير موسى، وطلب، فأحضره وسيّره إلى الوجه القبليّ، وعدم (¬5). [إطلاق أمراء محبوسين] ثم أطلق من المحبّسين: ساطي، والخطيري، وطشتمر الجمقدار، وصاروجا، ومن معهم (¬6). ¬

(¬1) الجوكندار: لفظ فارسيّ مركّب من «الجوكان» بمعنى العصا المعقوفة، و «دار» بمعنى حامل أو ممسك، والعصا هي التي كان يلعب بها السلطان ويقذف بها الكرة، وهي عصا البولو التي تشبه الآن لعبة الهوكي. (¬2) قطلبك - قطلوبك. (¬3) خبر النواب ذكره ابن أيبك في حوادث سنة 709 هـ. (الدرّ الفاخر 195) ثم أعاده في حوادث سنة 710 هـ (ص 206، 207). (¬4) الصواب: «إحدى عشرة». (¬5) الدرّ الفاخر 211. (¬6) الدرّ الفاخر 211.

[قتل الأمير أسندمر]

[قتل الأمير أسندمر] وسيّر المجرّدين صحبة الأمير شمس الدين سنقر الكمالي الحاجب إلى حلب، مسكوا أسندمر وأحضروه مقيّدا إلى مصر، فنفذ أمر الله فيه (¬1). [مملكة حماة] ثم تصدّق على أمير إسماعيل بن الملك الأفضل أمير علي أخو (¬2) صاحب حماه بحماه، وملّكه إيّاها على ما كان عليه عمّه وابن عمّه (¬3). [عمارة جامع بمصر] وفي سنة أحد عشر (¬4) وسبع ماية رسم السلطان الملك الناصر بعمارة جامع بساحل مصر (¬5) بأرض شونة التّبن وبستان ابن (¬6) العالمة، وتكمّلت عمارته، وأول جمعة صلّوا فيه تاسع صفر سنة اثني عشر (¬7) وسبع ماية (¬8). [حبس عدّة أمراء] وفي يوم الجمعة سابع عشر جمادى الأول سنة أحد عشر (¬9) وسبع ماية بعد الصلاة مسك السلطان الملك الناصر: بكتمر الجوكندار النائب، ومنكوتمر الطبّاخي، وأيدغدي العثماني (¬10)، وألكتمر الساقي، وأيدمر الصفدي الخطّائي، وحبس الجميع (¬11). [نيابة السلطنة] وخلع على بيبرس (¬12) الدوادار لوقته، وقلّده نيابة السلطنة المعظّمة بمصر (¬13). ¬

(¬1) الدرّ الفاخر 208، 209 (حوادث سنة 710 هـ). (¬2) الصواب: «أخي». (¬3) التحفة الملوكية 216. (¬4) الصواب: «سنة إحدى عشرة». (¬5) التحفة الملوكية 226. (¬6) في الأصل: «بن». (¬7) الصواب: «سنة اثنتي عشرة». (¬8) الدرّ الفاخر 211، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 441. (¬9) الصواب: «سنة إحدى عشرة». (¬10) في الدرّ الفاخر: «اللقماني»، ولم يترجم له ابن حجر لنتأكد من النسبة. (¬11) الدرّ الفاخر 211. (¬12) في الأصل: «بيرس». (¬13) الدرّ الفاخر 211.

[إمساك نائب دمشق]

[إمساك نائب دمشق] وسيّر الأمير سيف الدين [أرغون] (¬1) الدوادار الناصري إلى دمشق مسك كراي النائب بها، وذلك في يوم الخميس ثالث وعشرين جمادى الأول سنة أحد عشر (¬2) وسبع ماية (¬3). [إمساك نائب صفد] وسيّر سنجر الجمقدار إلى صفد مسك قطلبك في يوم الجمعة رابع وعشرين من شهر جمادى الأول سنة أحد عشر (¬4) وسبع ماية (¬5). [إمساك نائب غزّة] وسيّر قولي المحمّدي (¬6) إلى غزّة قبض [على] (¬7) قطلقتمر نائب غزّة. وسيّر الثلاثة إلى الكرك حبسوهم (¬8). [نيابة غزّة] وخلع على الأمير علم الدين الجاولي، وسيّره إلى غزّة نائب السلطنة (¬9). [نيابة دمشق] والأمير جمال [الدين] (¬10) نائب الكرك كان إلى دمشق نائب السلطنة (¬11). [نيابة صفد] وبهادر آص نائبا إلى صفد، وذلك في جمادى الأول سنة أحد عشر (¬12) وسبع ماية. ¬

(¬1) إضافة للتوضيح. (¬2) الصواب: «سنة إحدى عشرة». (¬3) الدرّ الفاخر 213، تاريخ سلاطين المماليك 156. (¬4) الصواب: «سنة إحدى عشرة». (¬5) الدرّ الفاخر 213، تاريخ سلاطين المماليك 156. (¬6) في الدرّ الفاخر: «آقول الحاجب». (¬7) إضافة على الأصل. (¬8) الدرّ الفاخر 213. (¬9) الدرّ الفاخر 265 (حوادث سنة 713 هـ) .. (¬10) إضافة للضرورة. (¬11) الدرّ الفاخر 218. (¬12) الصواب: «سنة إحدى عشرة».

[سفر نائب دمشق]

[سفر نائب دمشق] ولبس الأمير جمال الدين آقوش الخلعة، وتوجّه إلى دمشق في يوم السبت من الميدان ثاني جمادى الآخر سنة أحد عشر (¬1) وسبع ماية (¬2). [استعراض الملك الناصر مماليكه] وفي يومي الأربعاء والخميس سادس وسابع جمادى الآخر سنة أحد عشر (¬3) وسبع ماية أعرض (¬4) جميع مماليكه بنفسه واحدا واحدا، وأخرج منهم جماعة إلى الحلقة (¬5) المنصورة، واستمرّ بالباقين (¬6). [حبس أميرين] وسيّر بكتمر الجوكندار النائب إلى حبس الكرك (¬7)، وأسندمر أيضا سيّره إلى حبس الكرك، وما يعلم ما جرا (¬8) لهما (¬9). [خروج الملك الناصر للصيد] ثم توجّه إلى الصيد المبارك نحو الصعيد في يوم الخميس سادس رجب سنة أحد عشر (¬10) وسبع ماية. [إقامة أرغون بالقلعة] وسيّر الأمير سيف الدين أرغون الدوادار الناصري إلى القلعة المنصورة مقيما بها ¬

(¬1) الصواب: «سنة إحدى عشرة». (¬2) الدرّ الفاخر 218. (¬3) الصواب: «سنة إحدى عشرة». (¬4) الصواب: «عرض». (¬5) الحلقة: جند الحلقة، طائفة عسكرية عرفت بالعهدين الأيوبي والمملوكي، ليس لهم رزق في الدواوين الشريفة، ولا عليهم خدمة إلا في المهمّات العظيمة التي تحتاج إلى كثرة العسكر، كانت عدّتهم تصل إلى عشرة آلاف جندي أطلق عليهم في بعض المصادر لقب أولاد الناس كان على قيادتهم مقدّمون يتميّزون بالرأي السديد والوجاهة في العسكر. (حدائق الياسمين 110، معجم المصطلحات 127، 128). (¬6) الدرّ الفاخر 238. (¬7) الدرّ الفاخر 211 و 213. (¬8) الصواب: «ما جرى». (¬9) الدرّ الفاخر 209. (¬10) الصواب: «سنة إحدى عشرة». وخبر الصيد في: تاريخ سلاطين المماليك 156.

[عودة السلطان من الصيد]

مع الأمير ركن الدين [بيبرس] (¬1) الدوادار نائب السلطنة المعظّمة (¬2). [عودة السلطان من الصيد] ورجع السلطان الملك الناصر، نصره الله تعالى، من الصيد، وطلع القلعة المنصورة سالما في يوم الخميس ثامن عشر شعبان المبارك سنة أحد عشر (¬3) وسبع ماية. [نقض إيوان بالقلعة] وفي مستهلّ شوّال منها أمر بنقض الإيوان الشرقيّ (¬4) الذي بالقلعة المنصورة واختصار عمارته (¬5). [إمساك أصحاب الدواوين] وفي سادس شوال منها مسك الصاحب أمين الدين، والتاج الطويل، وسائر الدواوين، وأطلقهم عن قريب (¬6). [خروج التجريدة بسبب قراسنقر] وفي العشر الأوسط من شوال المذكور سيّر المجرّدين إلى الشام المحروس صحبة قرا لاجين، وأرغون الدوادار، ولاجين الجاشنكير، ومن معهم بسبب قراسنقر وعصيانه ونفاقه (¬7). [التجريدة الثانية] وفي العشر الأول من ذي القعدة سنة أحد عشر (¬8) وسبع ماية سيّر تجريدة ثانية. [هرب قراسنقر إلى بلاد التتار] وفي رابع عشر ذي القعدة المذكورة هرب قراسنقر من حلب، وعدّا (¬9) نهر ¬

(¬1) إضافة للتوضيح. (¬2) الدرّ الفاخر 211. (¬3) الصواب: «سنة إحدى عشرة». (¬4) في الدرّ الفاخر 238 «الإيوان الأشرفي»، ومثله في: تاريخ سلاطين المماليك 156. (¬5) في الدرّ الفاخر 238 زيادة: «ولم يزل كذلك حتى أمر بهدمه وعمارته في سنة أربع وثلاثين وسبع ماية». (¬6) الدرّ الفاخر 265 (سنة 713 هـ). (¬7) الدرّ الفاخر 218. (¬8) الصواب: «سنة إحدى عشرة». (¬9) الصواب: «وعدّى». والمعنى: عبر.

[وصول رسول من اليمن]

الفراة (¬1) طالبا بلاد الشرق بعد أن قعد خمس (¬2) شهور من ذا البرّ وذاك البّر، وبين الجزائر في الفرات يستمطر عفو السلطان على ما ذكر. فلما أيس منه توجّه إلى بلاد التتار (¬3). [وصول رسول من اليمن] وفي شهر ذي الحجّة منها وصل رسول صاحب اليمن إلى الديار المصرية، وأحضر على يده تقادما (¬4) كثيرة أطلعوها القلعة على أقفاص الحمّالين، وعدّتها أربع ماية وتسع (¬5) حمّالين، وعلى كل قفص كرّ يمنيّ، ومن تحت الكرّ التحف، وستّ وستّين جمل (¬6) عليها أبنوس، وعاج، وصندل، وغيره. وستين جمل (¬7) رماح قنا، وفيل سباعيّ السنّ، ونمرين (¬8) وأربع (¬9) فهود، وعشرة أرؤس (¬10) خيل، وعليها بركصطوانات (¬11)، وعشرين (¬12) خادما (¬13). [سنة 712 هـ]. [هديّة ملك السودان] وفي سادس المحرّم سنة اثني عشر (¬14) وسبع ماية حضر ملك السودان وعليه تقادم ألف رأس رقيق وجمال وبقر وغير ذلك (¬15). [خروج السلطان للفرجة] وفي ذلك النهار ركب السلطان الملك الناصر، عزّ نصره، إلى الجامع الجديد بساحل مصر بموردة الحلفا يتفرّج ويبصر، وطلع القلعة. ¬

(¬1) الصواب: «الفرات». (¬2) الصواب: «خمسة». (¬3) الدرّ الفاخر 225. (¬4) الصواب: «تقادم». (¬5) الصواب: «تسعة». (¬6) الصواب: «وستون جملا». (¬7) الصواب: «وستون جملا». (¬8) الصواب: «ونمران». (¬9) الصواب: «وأربعة». (¬10) الصواب: «رؤوس». (¬11) بركصطوانات - بركصتوان: لفظ فارسي معناه صدر ودرع. (تبصرة أرباب الألباب للطرسوسي 14، محيط المحيط للبستاني 1/ 319). (¬12) الصواب: «وعشرون». (¬13) خبر رسول اليمن في: الدرّ الفاخر 217، والنفحة المسكية 121، والسلوك ج 2 ق 1/ 107، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 441. (¬14) الصواب: «سنة اثنتي عشرة». (¬15) خبر هدية السودان في: النفحة المسكية 121، والسلوك ج 2 ق 1/ 107، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 441.

[استقبال المحمل]

وفي يوم الثلاثاء ثامن المحرّم سنة اثني عشر (¬1) وسبع ماية نزل إلى الميدان، وركب محروس المقام (¬2). [استقبال المحمل] ويوم الأحد سادس وعشرين المحرّم سنة اثني عشر (¬3) وسبع ماية ركب (¬4) السلطان والتقى الأمير سيف الدين الأبو بكري عند قدومه من الحجاز الشريف والمحمل صحبته (¬5). [نيابة السلطنة بحلب] وفي سابع صفر سنة اثني عشر (¬6) وسبع ماية خلع على سودي الجمدار وقلّده نيابة السلطنة بحلب وأعمالها (¬7)، وتوجّه إليها في يوم الثلاثاء تاسع عشره على الهجن (¬8). [هروب أمراء] وتحرّر هروب قراسنقر، والزّردكاش (¬9)، والأفرم، وبلبان الدمشقي، ومن معهم (¬10). [الجامع الجديد] وتكمّلت عمارة الجامع الجديد بمصر في يوم الجمعة تاسع صفر المذكور، وصلّوا فيه الجمعة، وخطب فيه القاضي بدر الدين بن جماعة (¬11) قاضي ¬

(¬1) الصواب: «اثنتي عشرة». (¬2) الدرّ الفاخر 238. (¬3) الصواب: «اثنتي عشرة». (¬4) في الأصل: «وركب». (¬5) تاريخ سلاطين المماليك 156. (¬6) الصواب: «سنة اثنتي عشرة». (¬7) الدرّ الفاخر 264. (¬8) في تاريخ سلاطين المماليك 157 خلع على سودي يوم الخميس خامس عشر صفر، وسافر يوم الأحد ثامن عشره. (¬9) زردكاش: جمعه: زردكاشية. صنف من العسكر في العصر المملوكي، اتصل عملهم بصناعة الأسلحة وصيانتها وحفظها ضمن دار تعرف باسم: الزردخانة وأطلق هذا اللقب على المسؤول عن حماية السلاح أو أمين المستودع. (معجم المصطلحات 220). (¬10) تاريخ سلاطين المماليك 157. (¬11) هو شيخ الإسلام أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي بن جماعة بن =

[نيابة طرابلس والفتوحات]

القضاة، وصلّى السلطان في الجامع الجديد، وهي أول خطبة خطب فيه، آجره الله وضاعف له الثواب (¬1). [نيابة طرابلس والفتوحات] وفي يوم الإثنين تاسع عشر صفر من السنة المذكورة خلع على تمر الساقي، وقلّده نيابة طرابلس والفتوحات (¬2). [تجريد العساكر] وفي سلخ صفر المذكور رسم بتجريد بعض العساكر مع بهادر المعزّي وغيره، ومماليك السلطان، ونفق فيهم نفقة كبيرة، وأعطاهم بغالطيق (¬3) وهجن (¬4) وعدّتهم مايتي (¬5) مملوك (¬6). ¬

= حازم بن صخر الكناني الحموي الشافعي. توفي سنة 733 هـ. انظر عنه في: المختصر في أخبار البشر 4/ 108، ودول الإسلام 22/ 240، وذيل العبر 178، ومعجم شيوخ الذهبي 448، 449 رقم 652، والإعلام بوفيات الأعلام 310، والمعجم المختص 209، 210 رقم 248، وتاريخ حوادث الزمان 3/ 620 - 627 رقم 749، وتاريخ ابن الوردي 2/ 302، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 230 (9/ 139)، ومرآة الجنان 4/ 287، 288، ونزهة الناظر 133 - 135، والوافي بالوفيات 2/ 18 - 20، ونكت الهميان 235، وأعيان العصر 2/ 400، وطبقات الشافعية للإسنوي 1/ 386، 387، والبداية والنهاية 14/ 163، وفوات الوفيات 3/ 297، 298، وتذكرة النبيه 2/ 236، وذيل التقييد 1/ 88، 89 رقم 93، والسلوك ج 2 ق 2/ 363، والمقفى الكبير 5/ 89 رقم 1672، وعقد الجمان (مخطوط 2911) 17 / ورقة 75 أ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 33، 134 رقم 558، والدرر الكامنة 3/ 280 - 283 رقم 746، والنجوم الزاهرة 9/ 298، 299، والدليل الشافي 2/ 578، وحسن المحاضرة 1/ 241، ولحظ الألحاظ 107، والأنس الجليل 480، وطبقات المفسّرين للداوودي 2/ 53، وكشف الظنون 386 وغيرها، وشذرات الذهب 6/ 105، 106، وقضاة دمشق 80، 81، وإيضاح المكنون 1/ 155 وغيرها، وهدية العارفين 2/ 148، وديوان الإسلام 2/ 103، 104 رقم 704، والأعلام 5/ 297، ومعجم المؤلفين 8/ 201، وانظر: مشيخة قاضي القضاة، له ج 1/ 11 وما بعدها. (¬1) السلوك ج 2 ق 1/ 114. (¬2) تاريخ سلاطين المماليك 157، الدرّ الفاخر 243. (¬3) بغالطيق - بغلطيق: لفظ فارسي بمعنى الثوب بدون أكمام يلبس تحت الفرجية مصنوع من القطن البعلبكي الأبيض، أو جلد السنجاب أو الحرير، يعرف باسم سلاري، ويلفظ أيضا، «بغلوطاق». (معجم المصطلحات 82). (¬4) الصواب: «وهجنا». (¬5) الصواب: «مايتا». (¬6) تاريخ سلاطين المماليك 157.

[عمارة الإيوان]

[عمارة الإيوان] وفي يوم السبت تاسع ربيع الأول سنة اثني عشر (¬1) وسبع ماية تكمّلت عمارة الإيوان، وجلس فيه السلطان على سرير ملكه. يكون نقض الإيوان وعمارته في خمس (¬2) شهور وتسعة أيام. [خلعة نائب الشام] وفي التاريخ حضر جمال الدين آقوش نائب الشام وخلع عليه (¬3). [ناظر الجيوش] وفي عاشر شهر ربيع الأول انفصل القاضي فخر الدين ناظر الجيوش المنصورة، وباشر القاضي قطب الدين بن (¬4) شيخ السلاميّة نظر الجيوش المنصورة بالديار المصرية (¬5). [وصول المجرّدين من الشام] وفي مستهلّ ربيع الآخر سنة اثني عشر (¬6) وسبع ماية وصل المجرّدون من الشام المحروس (¬7). [حبس أمراء بالكرك] وفي ثانيه مسك بيبرس (¬8) الدوادار النائب، وآقوش نائب الكرك ودمشق، وألدكز صهر الشجاعي، ولاجين الجاشنكير، وسنقر الكمالي الحاجب. وكان مغلطاي المسعودي، وباينجار، ولاجين العمري، وعدّتهم ثمان (¬9) نفر، وسيّرهم إلى الكرك (¬10). ¬

(¬1) الصواب: «سنة اثنتي عشرة». (¬2) الصواب: «خمسة». (¬3) تاريخ سلاطين المماليك 157. (¬4) الصواب: «ابن». (¬5) تاريخ سلاطين الماليك 157، الدرّ الفاخر 238، 239. (¬6) الصواب: «سنة اثنتي عشرة». (¬7) تاريخ سلاطين المماليك 157. (¬8) في الأصل: «برس». (¬9) الصواب: «ثمانية». (¬10) تاريخ سلاطين المماليك 157، 158.

[حضور مماليك]

[حضور مماليك] وفي يوم الإثنين ثاني ربيع الآخر حضر خمس (¬1) وخمسون مملوكا من مماليك الأفرم وقراسنقر. [تأمير أمراء] وفي يوم الخميس خامس ربيع الآخر سنة اثني عشر (¬2) وسبع ماية أمّر السلطان الملك الناصر ستة وأربعين أميرا، منها (¬3) أمراء طبلخاناة تسع وعشرين (¬4) أميرا، وأمراء عشرات، سبع (¬5) عشر أميرا (¬6). [نيابة تنكز بدمشق] وفي يوم الجمعة سادس ربيع الآخر توجّه الأمير سيف الدين تنكز إلى دمشق المحروسة نائب السلطنة المعظّمة بالشام المحروس (¬7). [وصول صاحب حماه] وفي يوم الإثنين تاسع الشهر المذكور وصل المقام العماديّ عماد الدين إسماعيل صاحب حماه إلى الأبواب الشريفة، وخلع عليه عادته (¬8). [عرض رجال الحلقة] وفي خامس عشر ربيع الآخر شرع في عرض الحلقة المنصورة بالديار المصرية واحدا واحدا، وسأل السلطان عن أخبارهم، وزاد من زاده الله، وقطع من قطعه الله، واستمرّ بمن اختاره الله (¬9). ¬

(¬1) الصواب: «خمسة». (¬2) الصواب: «سنة اثنتي عشرة». (¬3) الصواب: «منهم». (¬4) الصواب: «تسعة وعشرون». (¬5) الصواب: «سبعة عشر». (¬6) السلوك ج 2 ق 1/ 118. (¬7) خبر تنكز في: تاريخ سلاطين المماليك 158، والدرّ الفاخر 242، 243، والبداية والنهاية 14/ 65، والسلوك ج 2 ق 1/ 118. (¬8) خبر صاحب حماه في: الدرّ الفاخر 244. (¬9) خبر رجال الحلقة في: الدرّ الفاخر 244.

[صحبة ديوان الجيوش]

[صحبة ديوان الجيوش] وفي الخامس والعشرين من ربيع الآخر عطّف الله السلطان الملك الناصر على القاضي فخر الدين وخلع عليه ورتّبه صاحب ديوان الجيوش المنصورة، وجلس مع السلطان في العرض (¬1). [نيابة السلطنة بمصر] وفي مستهلّ جمادى الأول سنة اثني عشر (¬2) وسبع ماية خلع السلطان على الأمير سيف الدين أرغون الدوادار الناصريّ وقلّده نيابة السلطنة بالديار المصرية، وجلس وحكم (¬3). [عودة صاحب حماه إلى مملكته] وفي ثالث الشهر المذكور توجّه الملك عماد الدين إسماعيل صاحب حماه مع سلامة الله وعونه إلى حماه، بعد أن قبل السلطان تقادمه وأقبل عليه، واستمرّ به على حاله. [عرض الحلقة] وفي عاشر جمادى الأول من السنة المذكورة فرغ من عرض الحلقة. وفي خامس عشره أعرض (¬4) المماليك السلطانية وأخرج منهم جماعة إلى (¬5) الحلقة. [نيابة صفد] وفي ثالث وعشرين من جمادى الأول توجّه الأمير المذكور سيف الدين بلبان طرنا أمير جاندار إلى صفد نائب السلطنة بعدما خلع عليه (¬6). [وصول المجرّدين] وفي (يوم) (¬7) الأربعاء خامس وعشرين جمادى المذكور وصل المجرّدون من الشام. ¬

(¬1) خبر ديوان الجيوش في: الدرّ الفاخر 244. (¬2) الصواب: «سنة اثنتي عشرة». (¬3) خبر نيابة السلطنة في: الدرّ الفاخر 244. (¬4) الصواب: «عرض». (¬5) في الأصل: «لى». (¬6) خبر صفد في: السلوك ج 2 ق 1/ 118. (¬7) كتبت تحت السطر.

[تأمير أمراء]

[تأمير أمراء] وفي سلخ رجب سنة اثني عشر (¬1) وسبعماية أمّر السلطان الملك الناصر سبع (¬2) عشر أميرا طبلخاناة، من جملتهم: علم الدين سنجر الخازن والي القاهرة، وأميرا واحدا (¬3) أمير عشرة. [استخدام الأجناد المنفصلين] وفي سادس رجب سنة اثني عشر (¬4) وسبع ماية رسم السلطان باستخدام البطّالين الأجناد المنفصلين من الحلقة، واستمرّ ببعضهم، وأعطاهم أخباز (¬5) على ساحل الغلّة (¬6). [خروج السلطان إلى الأهرام للصيد] وفي ثامن رجب المذكور توجّه السلطان إلى الصعيد، وغدا إلى الأهرام، وشرع الأمير سيف الدين أرغون النائب في تنزيل البطّالين كما رسم له، وحضر من الصيد في ثامن شعبان سنة اثني عشر (¬7) وسبعماية. [تقدمة رسل الأشكري] وفي عاشر شعبان استحضر السلطان الملك الناصر، نصره الله تعالى، رسل الأشكري في الإيوان الجديد بالقلعة المنصورة، وقدّموا تقادمهم على رؤوس (¬8) الحمّالين، وعدّتهم اثنين وأربعين (¬9) حمّال: جوخ، وسنجاب، وأطلس، وغيره، وخمس (¬10) شواهين، وصقرا واحدا (¬11). ¬

(¬1) الصواب: «سنة اثنتي عشرة». (¬2) الصواب: «سبعة». (¬3) الصواب: «وأمير واحد». (¬4) الصواب: «سنة اثنتي عشرة». (¬5) الصواب: «أخبازا». (¬6) الدرّ الفاخر 245. (¬7) الصواب: «سنة اثنتي عشرة». (¬8) في الأصل: «روس». (¬9) الصواب: «وعدّتها اثنان وأربعون حمّالا». (¬10) الصواب: «وخمسة». (¬11) الصواب: «وصقر واحد». والخبر في: الدرّ الفاخر 245، والنهج السديد 3/ 229، والسلوك ج 2 ق 1/ 120. والأشكري هو إمبراطور الدولة البيزنطية أندرونيق الثاني Andronicus II,Palaeotogus .

[نفقة العسكر]

[نفقة العسكر] وفي يوم الأحد ثامن رمضان سنة اثني عشر (¬1) وسبع ماية شرع السلطان في نفقات العساكر المنصورة، كلّ فارس ثلاثماية درهم (¬2). وكانت البداية في النفقة في ألفي (¬3) الخطيريّ، وبهادر المعزّيّ. [خروج العساكر إلى الشام] وفي يوم الإثنين تاسع رمضان طلّبوا وخرجوا (¬4) أول العساكر طالبين الشام المحروس، (عندما سمع السلطان بتحريك العدوّ المخذول وقصده الشام) (¬5). ونفق في ذلك اليوم في ألفي ابن الوزيري، وبكتوت الشمسي، وطلّبوا، وخرجوا في يوم الثلاثاء عاشر رمضان المذكور. [حصار الرحبة] وتواترت الأخبار أنّ التتار، وقراسنقر، والأفرم عدّوا الفرات، ونزلوا يحاصروا (¬6) الرحبة. [النفقة على الأمراء والمماليك] وفي يوم الثلاثاء المذكور نفق في ألفي سنجر الجمقدار، وقلّى، وطلّبوا، وخرجوا يوم الخميس ثاني عشر رمضان المذكور. وفيه نفق على المماليك قدّام السلطان والنائب في القلعة. ويوم الجمعة، ثالث عشره، توجّهوا (¬7) أول المجرّدين طالبين الشام. وفي يوم الإثنين سادس عشر رمضان المذكور نفق في ألفي قرا لاجين، وإسلام، وطلّبوا، وخرجوا يوم الثلاثاء سابع عشره. وفيه نفق في ألطنبغا الحاجب والملك، وطلّبوا، وخرجوا يوم الخميس تاسع عشره. ونفق في ذلك اليوم في ألفي أمير حسين ابن (¬8) جندر، وأيبك الروميّ، وخرجوا في يوم السبت حادي وعشرين منه. ¬

(¬1) الصواب: «سنة اثنتي عشرة». (¬2) في الأصل: «ثلثما ررم». (¬3) المراد: ألفا نفر من العسكر. (¬4) الصواب: «وخرج». (¬5) ما بين القوسين عن هامش المخطوط. (¬6) الصواب: «يحاصرون». (¬7) الصواب: «توجّه». (¬8) الصواب: «بن».

[خروج الملك الناصر لغزو التتار]

وفيه نفق في ألفي كستيه، وبكتمر الحاجب، وخرجوا في يوم الإثنين ثالث وعشرين منه. وفي ذلك اليوم نفق في ألفي منكلي بغا، وطغاي، وخرجوا في يوم الثلاثاء رابع وعشرين منه. وفيه (¬1) نفق في ألفي بيبرس (¬2) الأحمدي، وأيدغدي شقير، وتوجّهوا في يوم الخميس سادس وعشرين منه. وفيه نفق في ألف النائب أرغون الناصريّ، وخرج يوم السبت ثامن وعشرين الشهر المذكور (¬3). [خروج الملك الناصر لغزو التتار] وفي ثاني شوّال خرج السلطان الملك الناصر، خلّد الله ملكه، من القلعة، طالب (¬4) الغزاة في سبيل الله تعالى. وفي نهار العيد، وهو مستهلّ شوال المبارك، كان أول المجرّدين في غزّة، وجاءت (¬5) الأخبار أنّ التتار رحلوا من على الرحبة منهزمين راجعين إلى بلادهم. وكان ذلك في ثامن وعشرين رمضان المعظّم من السنة المذكورة. وكان مدّة حصارهم للرحبة ثلاث (¬6) وعشرين يوما. ورحلوا (¬7) المجرّدون من غزّة ودخلوا دمشق في حادي عشر شوال المذكور (¬8). [دخول الملك الناصر دمشق] وفي ثامن عشره نزل السلطان غزّة، ورحل نزل اللّجون في يوم الجمعة تاسع عشره، ورحل دخل دمشق في يوم الثلاثاء ثالث عشر شوال المذكور. وكان يوما مشهودا، وزيّنت دمشق زينة عظيمة، ودخل معه بعض العساكر، ونزل الباقين (¬9) مقيمين في غزّة، والروحاء، والساحل، وغيره (¬10). ¬

(¬1) في الأصل: «وفى». (¬2) في الأصل: «برس». (¬3) خبر النفقة باختصار في: الدرّ الفاخر 245. (¬4) الصواب: «طالبا». (¬5) في الأصل: «وجاات». (¬6) الصواب: «ثلاثة». (¬7) الصواب: «ورحل». (¬8) خبر خروج الناصر في: الدرّ الفاخر 246. (¬9) الصواب: «الباقون». (¬10) خبر الناصر في: الدرّ الفاخر 246، 247، والبداية والنهاية 14/ 67، والسلوك ج 2 ق 1/ 119.

[توزيع العساكر المجردين في بلاد الشام]

[توزيع العساكر المجرّدين في بلاد الشام] وفي يوم الخميس خامس عشر شوال سنة اثني عشر (¬1) وسبع ماية رسم مولانا السلطان، عزّ نصره، للأمراء المجرّدين من عسكر مصر أن يرحلوا من دمشق بتقادمهم وينزلوا حمص، وحصن الأكراد، وساحل عكا، وساحل طرابلس، ودمشق، فتوجّه ابن الوزيري، وسنجر الجمقدار [إلى] (¬2) بقيعة حصن الأكراد، وبهادر المعزّي [إلى] (¬3) حمص، والخطيري، ونائب السلطنة بدمشق (¬4). [تحصيل الأموال بدمشق] وفي يوم الأربعاء مستهلّ ذي القعدة سنة اثني عشر (¬5) وسبعماية وصل الصاحب أمين الدين إلى دمشق من مصر على خيل البريد حسب ما رسم له به، وشرع في تحصيل الأموال. [سفر السلطان إلى الحجاز] وفي يوم الخميس ثاني شهر ذي القعدة توجّه السلطان الملك الناصر إلى الحجاز الشريف وصحبته بعض الأمراء من المماليك وغيرهم، كتب [الله] (¬6) سلامته (¬7). [إقامة النائب بدمشق] واستقرّ نائب السلطان الأمير سيف الدين أرغون، والعساكر، والصاحب بدمشق (¬8). [ناظر النظّار بدمشق] ورسم السلطان قبل سفره بأن يرتّب شمس الدين غبريال ناظر النظّار بدمشق والشام المحروس، فرتّب بعد سفر السلطان بيومين (¬9). ¬

(¬1) الصواب: «سنة اثنتي عشرة». (¬2) إضافة على الأصل. (¬3) إضافة على الأصل. (¬4) خبر توزيع العساكر باختصار في: الدرّ الفاخر 247. (¬5) الصواب: «سنة اثنتي عشرة». (¬6) إضافة على الأصل. (¬7) خبر السفر في: الدرّ الفاخر 247، والبداية والنهاية 14/ 67، والسلوك ج 2 ق 1/ 119. (¬8) الدرّ الفاخر 247، البداية والنهاية 14/ 67. (¬9) خبر الناظر في: الدرّ الفاخر 247، والبداية والنهاية 14/ 69، والسلوك ج 2 ق 1/ 123.

[سنة 713 هـ]

[سنة 713 هـ]. [عودة السلطان إلى الكرك] وفي يوم السبت مستهلّ المحرّم سنة ثلاث عشر (¬1) وسبع ماية جاءت (¬2) الأخبار بأنّ السلطان الملك الناصر وصل إلى قلعة الكرك المحروس من الحجاز الشريف، ودقّت البشائر فرحا بسلامته، ولله الحمد (¬3). [وصول السلطان إلى دمشق] وفي يوم الثلاثاء حادي عشر المحرّم سنة ثلاث عشر (¬4) وسبع ماية وصل السلطان الملك الناصر، نصره الله، من الحجاز الشريف إلى دمشق المحروسة سالما بحمد الله تعالى. وكان يوما مشهودا ما رؤي (¬5) مثله، ولا حصل لأحد من الملوك ما حصل له من التأييد والنصر والفوز برضوان الله تعالى، بخروجه إلى الغزاة في سبيل الله تعالى، والحجّ إلى بيت الله الحرام في عام واحد، والجمع بين الفضيلتين في سفرة واحدة (¬6). وكان توجّهه من دمشق إلى الحجاز الشريف ورجوعه إلى دمشق في مدّة ثمانية وستين يوما (¬7). ومن جملة بركاته وقبول حجّه أنه دخل إلى دمشق، وسعر الحمل التبن ثلاثين (¬8) درهما (¬9)، والغرارة (¬10) الشعير بستة وخمسين درهما، فأصبح في يوم الأربعاء ثاني عشر المحرّم المذكور بيع (¬11) الحمل التبن بستّ (¬12) عشر درهما (¬13)، والشعير بأربعين درهما الغرارة. وأصبح في يوم الخميس ثالث عشر المحرّم حمل التبن بعشرة دراهم، والشعير بثمانية وعشرين درهم (¬14) الغرارة (¬15). فهذه من جملة بركاته. ¬

(¬1) الصواب: «سنة ثلاث عشرة». (¬2) في الأصل: «جاات». (¬3) خبر عودة السلطان في: الدرّ الفاخر 265، والبداية والنهاية 14/ 68، والسلوك ج 2 ق 1/ 119. (¬4) الصواب: «ثلاث عشرة». (¬5) في الأصل: «راي». (¬6) الدرّ الفاخر 265، البداية والنهاية 14/ 69، السلوك ج 2 ق 1/ 125. (¬7) الدرّ الفاخر 265. (¬8) الصواب: «ثلاثون». (¬9) الدرّ الفاخر 248. (¬10) في الأصل: «الغراة». (¬11) في الأصل: «أبيع». (¬12) الصواب: «بستة». (¬13) في الأصل: «مما». (¬14) الصواب: «درهما». (¬15) الدرّ الفاخر 248.

[توجه بعض الحلقة إلى مصر]

[توجّه بعض الحلقة إلى مصر] وفي يوم الخميس المذكور برزت المراسيم (¬1) الشريفة لبعض الحلقة المنصورة بالتّوجّه إلى مصر المحروسة. [حضور صاحب حماه إلى دمشق] وفي يوم السبت خامس عشر المحرّم حضر المقام العمادي صاحب حماه المحروسة إلى الخدمة الشريفة بدمشق، وقدّم تقادمه، وخلع عليه مولانا السلطان، وردّه إلى حماه. [نائب الرحبة] وحضر ابن الأزكشي نائب الرحبة، وخلع عليه. [نائب حلب] وحضر سودي نائب السلطنة بحلب المحروسة، وخلع عليه، وردّه إلى حلب. [تقادم التركمان بطرابلس] وفي يوم الإثنين سابع عشر المحرّم حضرت تقادم أمراء التركمان بطرابلس، وهي اثنان وستّون إكديشا (¬2). [توجّه العساكر إلى مصر] وتوجّهت العساكر إلى مصر أولا فأولا. وفي يوم الأحد ثالث وعشرين المحرّم شالت الخزانة العالية على الجمال، وتوجّهوا إلى الديار المصرية مع سلامة الله وعونه. [خروج السلطان من دمشق] وفي يوم الخميس سابع وعشرين المحرّم سنة ثلاث عشر (¬3) وسبع ماية ركب السلطان الملك الناصر من دمشق متوجّها إلى الديار المصرية مع سلامة الله وعونه (¬4). ¬

(¬1) في الأصل: «المراسم». (¬2) إكديش: هو الحصان غير الأصيل المستخدم في حمل الآلات والعدّة، وهي هنا الخيل التي يركبها الفرنج. والإكديش: لفظ فارسي الأصل معناه الإنسان أو الحيوان الذي يكون أبوه من جنس وأمّه من جنس آخر. (السلوك ج 1 ق 3/ 703 الحاشية 1). (¬3) الصواب: «ثلاث عشرة». (¬4) الدرّ الفاخر 250، البداية والنهاية 14/ 69، السلوك ج 2 ق 1/ 123.

[توزيع الصدقات في القدس والخليل]

[توزيع الصدقات في القدس والخليل] وفي يوم الخميس رابع صفر سنة ثلاث عشر (¬1) وسبع ماية نزل السلطان على تلّ العجول بعساكره، وتوجّه بكتمر الحاجب، والقاضي كريم الدين، ومعهم صدقات من السلطان يتصدّقوا (¬2) بها في القدس الشريف وفي الخليل عليه السلام، في كل مكان عشرة آلاف درهم. ورحل من تلّ العجول يوم الجمعة خامس صفر متوجّها إلى مصر. [دخول السلطان القاهرة] وفي يوم الثلاثاء تاسع صفر نزل الصالحية. وفي يوم الجمعة ثالث ساعة منه الثالث عشر من صفر المذكور دخل القاهرة، وطلع القلعة سالما بحمد الله وعونه (¬3). [عمارة قناة الماء بالقدس] وفي مستهلّ ربيع الأول سنة ثلاث عشر (¬4) وسبع ماية رسم السلطان بسياقة الماء من قناة عين عروب إلى القدس الشريف على ما كانت عليه في زمن الفرنج، وبرزت المراسم الشريفة بذلك للأمير علم الدين سنجر الجاولي، فنزل عليها وفتح ينابيع العين من ثلاث (¬5) أماكن، ووجدها مبنيّة مقنطرة لم يوجد مثلها. وكان ذلك في اختراق (¬6) المياه بالشام وزيادة النيل، وشرعوا في سياقة الماء وعمارة القناة، ونزل الأمير علم الدين عليها، ورسم بسخرة أهل البلاد في عمارتها، فشقّ ذلك على الرعيّة من الصخرة، فعملوا محاضرا (¬7) أنها ما يصل الماء، وأبطلوها، ونرجوا (¬8) من الله عمارتها وأجرها لمولانا السلطان، عزّ نصره (¬9). ¬

(¬1) الصواب: «ثلاث عشرة». (¬2) الصواب: «يتصدّقون». (¬3) الدرّ الفاخر 250 وفيه «ثاني عشر»، والمثبت يتفق مع الصفحة 265. (¬4) الصواب: «ثلاث عشرة». (¬5) الصواب: «ثلاثة». (¬6) في الأصل: «احتراق». (¬7) الصواب: «محاضر». (¬8) الصواب: «ونرجو». (¬9) الأنس الجليل 2/ 162 باختصار.

[إطلاق آقوش من الحبس]

[إطلاق آقوش من الحبس] وفي ربيع سنة ثلاث عشر (¬1) وسبع ماية أطلق آقوش من الحبس وخلع عليه (¬2). [إمساك الصاحب أمين الدين] وفي يوم الخميس ثامن عشر جمادى الأوّل، أول النهار، مسك السلطان الملك الناصر للصاحب أمين الدين وجماعة من الدواوين، وولّى الشدّ والحكم للأمير بدر الدين بن التركماني، وخلع عليه في يوم الخميس سادس عشر جمادى الآخر سنة ثلاث عشر (¬3) وسبع ماية (¬4). [إمساك عرب الصعيد] وفي يوم السبت ثامن وعشرين رجب الفرد سنة ثلاث عشر (¬5) وسبع ماية توجّه مولانا السلطان الملك الناصر إلى الصيد بالوجه القبليّ، ومسك عرب الصعيد بأجمعهم وأحضرهم إلى مصر مخشّبين، واعتقلهم، واستعملوهم في جسور الجيزة، وأخذ أموالهم، وخيلهم، وجمالهم، وأغنامهم، وتمهّد الصعيد وخلا من العرب المفسدين. ووصل السلطان إلى القلعة في يوم الثلاثاء ثالث عشر رمضان سنة ثلاث عشر (¬6) وسبع ماية. [تجريد عساكر إلى الحجاز] وفي شهر شوال سنة ثلاث عشر (¬7) وسبع ماية رسم (¬8) بتجريد بعض العساكر صحبة الأمير سيف الدين طقصبا (¬9) إلى الحجاز الشريف مجرّدين صحبة الشريف أبي الغيث (¬10) صاحب مكة، حرسها الله تعالى، وتوجّهوا صحبة الركب إلى مكة، ورسّم لهم بالإقامة بمكة (¬11). ¬

(¬1) الصواب: «ثلاث عشرة». (¬2) الدرّ الفاخر 265، 266. (¬3) الصواب: «ثلاث عشرة». (¬4) خبر أمين الدين في: الدرّ الفاخر 265، والسلوك ج 2 ق 1/ 124. (¬5) الصواب: «ثلاث عشرة». (¬6) الصواب: «ثلاث عشرة». (¬7) الصواب: «ثلاث عشرة». (¬8) في الأصل: «ورسم». (¬9) هو طقصبا الظاهري، ولّي نيابة قوص وغزا النوبة مرتين سنة 705 و 716 هـ. ومات كبيرا في سنة 745 هـ. (الدرر الكامنة 2/ 225 رقم 2043). (¬10) هو أخو رميثة. قتل سنة 715 هـ. وسيأتي. (¬11) خبر تجريد العساكر في: الدرّ الفاخر 266 وفيه: وكان المشدّ على عمله ناصر الدين الحمصي، وتاريخ سلاطين المماليك 160، والنفحة المسكية 122 وفيه «جسر أم دينار»، والجوهر الثمين 2/ 153.

[عمارة جسر بالجيزة]

[عمارة جسر بالجيزة] وفي يوم الخميس ثالث عشر شوال المذكور رسّم السلطان بتجديد عمارة جسر مستجدّ بالجيزة، وأمر لجميع عسكر مصر أن يخرجوا يعملوا فيه بالمساحي والقفف. [إمساك أيبك الرومي] وفي يوم الإثنين رابع وعشرين شوال المذكور مسك السلطان لأيبك الروميّ. [عمارة البرج الأبلق] وفي ربيع الأول سنة ثلاث عشر (¬1) وسبع ماية رسم السلطان الملك الناصر بعمارة البرج الأبلق المسمّى ببرج السعادة، وشرعوا في عمارة أساسه في ثالث عشر الشهر المذكور، وشرعوا في عمارته بالحجر الأبيض والأسود، وتفسيره القصر الأبلق، عمّره الله تعالى ببقاء مالكه وهنّأه به (¬2). [نزول رسل أولاد بركة بالكبش] وفي خامس عشر ذي الحجّة سنة ثلاث عشر (¬3) وسبع ماية حضر المعشى ومن معه من رسل أولاد بركة، وهم في جمع كبير، ونزلوا بالكبش مدّة شهر وكسور، وتوجّهوا إلى بلادهم في أول شهر المحرّم سنة أربع عشر (¬4) وسبع ماية. [سنة 714 هـ]. [اكتمال عمارة البرج] وتكمّلت عمارة البرج الأبلق في آخر شهر جمادى الآخر سنة أربع عشر (¬5) وسبع ماية (¬6). ¬

(¬1) الصواب: «ثلاث عشرة». (¬2) خبر البرج الأبلق في: الدرّ الفاخر 266. (¬3) الصواب: «ثلاث عشرة». (¬4) الصواب: «أربع عشرة». (¬5) الصواب: «أربع عشرة». (¬6) خبر البرج في: النفحة المسكية 123، والسلوك ج 2 ق 1/ 129، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 445.

[وفاة سودي نائب حلب]

[وفاة سودي نائب حلب] وتوفّي إلى رحمة الله تعالى سودي نائب السلطنة بحلب وأعمالها في العشر الآخر من رجب سنة أربع عشر (¬1) وسبع ماية (¬2). [نيابة السلطنة بحلب] وفي آخر رجب المذكور تولّى مكانه الأمير علاء الدين ألطنبغا، ولبس التشريف وأخذ التقليد، وتوجّه إلى حلب على خيل البريد (¬3). [خروج السلطان للصيد] خرج السلطان، عزّ نصره، إلى الصيد المبارك بنواحي الحمّامات، وعدا (¬4) في يوم الأحد مستهلّ شعبان سنة أربع عشر (¬5) وسبع ماية. ورجع السلطان من الصيد، ونزل الأهرام وأقام به في سابع وعشرين شعبان سنة أربع (عشر) (¬6) وسبع ماية. وطلع السلطان الملك الناصر، نصره الله، إلى القلعة المنصورة يوم الجمعة بعد صلاة العصر الحادي عشر من شهر رمضان المعظّم سنة أربع عشر (¬7) وسبع ماية (¬8). [إطلاق أمراء من السجن] وفي يوم الثلاثاء خامس عشر رمضان المذكور أطلق السلطان الملك الناصر، عزّ نصره، من السجن أمراء برجيّة جماعة، وابن صبح أطلقه من السجن، وسيّره إلى الشام وخلع عليه وعلى الأمراء. ¬

(¬1) الصواب: «أربع عشرة». (¬2) انظر عن (سودي) في: تاريخ سلاطين المماليك 162، والدرّ الفاخر 283، ونهاية الأرب 32/ 217، والبداية والنهاية 14/ 71 و 72، والدرر الكامنة 2/ 179 رقم 1910. (¬3) تاريخ سلاطين المماليك 162، ونهاية الأرب 32/ 213، والدرّ الفاخر 283، والبداية والنهاية 14/ 71، والسلوك ج 2 ق 1/ 137. (¬4) الصواب: «وعدّى». (¬5) الصواب: «سنة أربع عشرة». (¬6) كتبت فوق السطر. والصواب: «أربع عشرة». (¬7) الصواب: «أربع عشرة». (¬8) السلوك ج 2 ق 1/ 129.

[وصول رسل ملك الكيتلان]

[وصول رسل ملك الكيتلان] وفي يوم الخميس ثاني شهر شوال استحضر السلطان الملك الناصر، خلّد الله ملكه، رسل الفرنج الواردين إلى الأبواب الشريفة في البحر من جهة ملك كيتلان (¬1)، وقبل تقادمهم من الطيور وغيرها. [صيد السلطان] وأصبح في ثالث شوال توجّه إلى الصيد. [خروج المحمل إلى الحجاز] وفي يوم الإثنين ثالث عشر شوال خرج المحمل إلى الحجاز الشريف، وأمير الركب كوكاي الناصريّ مع سلامة الله وعونه (¬2). [عودة السلطان من الصيد] وطلع السلطان إلى القلعة بعد مجيئه من الصيد يوم السبت ثامن عشر شوال سنة أربع عشر (¬3) وسبع ماية. [عمارة البرج بالقلعة] ورسم بعمارة البرج الجديد عند باب القلعة، وشرعوا في عمارة أساسه في يوم السبت خامس وعشرين شوال المذكور. [تجريد ثلاثة مقدّمين] وفي يوم الخميس ثامن وعشرين شهر ذي القعدة سنة أربع عشر (¬4)، وسبع ماية جرّد من العساكر المنصورة، وخرجوا مطلّبين، وهم ثلاث (¬5) مقدّمين: ألكتمر (¬6)، وابن الوزيري، والأبو بكري، ومضافيهم (¬7). ¬

(¬1) كيتلان - كتلان - نسبة إلى إقليم كتالونيا - قطالونيا الواقع في الزاوية الشمالية الشرقية في أسبانيا وعاصمته برشلونة على البحر المتوسط. (¬2) تاريخ سلاطين المماليك 162. (¬3) الصواب: «أربع عشرة». (¬4) الصواب: «أربع عشرة». (¬5) الصواب: «ثلاثة». (¬6) في نهاية الأرب: «اركتمر». (¬7) الصواب: «ومضافوهم». والخبر في: تاريخ سلاطين المماليك 162، ونهاية الأرب 32/ 217، 218.

[خروج مجردين آخرين]

[خروج مجرّدين آخرين] وفي يوم السبت مستهلّ شهر ذي الحجّة سنة أربع عشر (¬1) وسبع ماية، خرجوا (¬2) بقيّة المجرّدين، وهم ثلاث (¬3) مقدّمين تتمّة ستّ (¬4) مقدّمين، وهم: قلّى، وبيبرس (¬5) الحاجب، وسنجر الجمقدار، ومضافهم (¬6) من الأمراء والحلقة المنصورة، وتوجّهوا إلى الشام المحروس في العشر الأول من ذي الحجّة منها (¬7). [وفاة بركة ابن الخليفة المستكفي بالله] وفي يوم الأحد سادس عشر ذي الحجّة منها توفّي إلى رحمة الله تعالى بركة (¬8) المهتدي بالله ابن مولانا الإمام المستكفي بالله أبي الربيع سليمان الخليفة أمير المؤمنين. [الخلعة على الصاحب أمين الدين] وفي يوم الخميس ثامن وعشرين ذي الحجّة منها خلع السلطان على الصاحب أمين الدين، وولاّه ناظر النّظّار، عوض الصاحب ضياء الدين النشائي، ورتّبه ناظر الخزانة العالية. [وصول المجرّدين إلى دمشق] ووصلوا (¬9) المجرّدون من عسكر مصر إلى دمشق المحروسة في يوم السبت تاسع وعشرين من ذي الحجّة سنة أربع عشر (¬10) وسبع ماية. خرجوا نزلوا مرج الزنبقية، وخرج قبلهم عسكر دمشق. ¬

(¬1) الصواب: «أربع عشرة». (¬2) الصواب: «خرج». (¬3) الصواب: «ثلاثة». (¬4) الصواب: «ستة». (¬5) في الأصل: «برس». (¬6) الصواب: «ومضافوهم». (¬7) تاريخ سلاطين المماليك 162، والسلوك ج 2 ق 1/ 139. (¬8) لم أجده، ووالده أبو الربيع سليمان المستكفي بالله توفي سنة 742 هـ. انظر: البداية والنهاية 14/ 187، وتذكرة النبيه 2/ 315، والسلوك ج 2 ق 2/ 502 - 505، والدرر الكامنة 2/ 141 - 144 رقم 1828، والجوهر الثمين 1/ 231، 232، والنجوم الزاهرة 9/ 322، وتاريخ الخلفاء 516 وما بعدها، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 474، 475، وشذرات الذهب 6/ 126. (¬9) الصواب: «ووصل». (¬10) الصواب: «أربع عشرة».

[سنة 715 هـ]

[سنة 715 هـ]. [فتح ملطية] وخرج الأمير سيف الدين تنكز نائب السلطنة بالشام، وتوجّه (¬1) إلى بلاد الشمال، واجتمعت العساكر المصرية، والدماشقة، والحمصيّين، والحمويّين، والطرابلسيّين (¬2)، الجميع في خدمة مقدّمهم الأمير سيف الدين تنكز الناصري نائب السلطنة بالشام المحروس، وتوجّهوا إلى ملطية وحاصروها، وفتحوها في يوم واحد، وهو يوم الإثنين ثالث وعشرين (¬3) المحرّم سنة خمس عشر (¬4) وسبع ماية بالسيف الأحمر، وسهّل الله فتحها على المسلمين. ولم يحصرها (¬5) عسكر حلب. ورحلوا عنها، وكسبوا مكاسبا (¬6) كثيرة وغلمانا وجوارا (¬7). ونزلوا مرج دابق مؤيّدين منصورين (¬8). وتوجّه بالبشارة إلى الأبواب الشريفة الأمير سيف الدين قجليس (¬9)، وناصر الدين محمد (¬10) الدوادار، [و] السيفي تنكز. [إرسال رسول إلى سيس] وسيّروا يغمر مملوك الأمير سيف [الدين] (¬11) تنكز، ورفيقه مملوك الأمير علاء الدين ألطنبغا نائب السلطنة بالأعمال الحلبية إلى سيس رسلا من جهة نواب مولانا السلطان عزّ نصره (¬12). ¬

(¬1) في الأصل: «وتوجّهوا». (¬2) الصواب: «الحمصيّون، والحمويّون، والطرابلسيون». (¬3) الصواب: «ثالث وعشرون». (¬4) الصواب: «خمس عشرة». (¬5) الصواب: «يحاصرها». (¬6) الصواب: «مكاسب». (¬7) الصواب: «وجواري». (¬8) خبر فتح ملطية في: المختصر في أخبار البشر 4/ 74 - 86، والمقتفي للبرزالي 2 / ورقة 229 أ، وذيل العبر 81، والدرّ الفاخر 284، 285 (سنة 714 هـ).، ونهاية الأرب 32/ 217 - 219، وتاريخ سلاطين المماليك 162، ونثر الجمان 2 / ورقة 108 أ، 109 ب، ودول الإسلام 2/ 220، وتاريخ ابن الوردي 2/ 263، والبداية والنهاية 14/ 73. والجوهر الثمين 2/ 154، وتاريخ ابن خلدون 5/ 427، وتاريخ ابن قاضي شهبة 2/ 189، والسلوك ج 2 ق 1/ 142، 143، وتاريخ ابن سباط 2/ 623، 624، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 446، والنفحة المسكية 123. (¬9) في الأصل: «فجليس» (بالفاء). (¬10) السلوك ج 2 ق 1/ 143. (¬11) إضافة على الأصل. (¬12) الدرّ الفاخر 284، 285.

[ثناء السلطان على نوابه بالنصر]

[ثناء السلطان على نوابه بالنصر] وفي يوم الجمعة حادي عشر صفر سنة خمس عشرة وسبع ماية بعد الصلاة حضر إلى مرج دابق إلى العسكر المنصور الأمير سيف الدين قجليس من الأبواب الشريفة، وناصر الدين الدوادار الناصرية، وعلى أيديهم جواب مولانا السلطان الملك الناصر إلى نوّابه وإلى الأمراء بالشكر والثناء. [وصول رسل صاحب سيس] ووصل عند وصولهما يغمر ورفيقه المتوجّهين (¬1) إلى سيس، وصحبتهما رسل صاحب سيس. [احتفال النواب بالنصر] وفي يوم السبت ثاني عشر صفر المذكور عمل الأمير سيف الدين تنكز خوانا (¬2) كبيرا، وركب في موكب عظيم، وركب نائب حلب، وصاحب حماه، والأمراء المصريّين والشاميّين (¬3)، والعساكر المنصورة، وكان موكبا عظيما، ونزلوا في الخدمة، وترجّل الأمراء المصريّين والشاميّين (¬4) في خدمة نائب السلطنة بالشام المحروس، وضرب شقّة عظيمة، ورتبّوا مرتبة كبيرة لمولانا السلطان الملك الناصر، وعملوا عليها ملاءة (¬5) حريرا (¬6)، ووضعوا عليها نمجة (¬7) سنيّة. وجلس نائب الشام عن يمين المرتبة، وإلى جانبه عماد الدين صاحب حماه، وإلى جانبه قلّى والأمراء على الترتيب. وجلس نائب حلب عن يسار المرتبة، وإلى جانبه الأبو بكري، وإلى جانبه كجكل، وسنجر الجمقدار، والأمراء على الترتيب، ومدّ لهم خوانا (¬8) كبيرا كفّى المصريّين والشاميّين. وبعد ذلك حضروا (¬9) رسل سيس، وكان يوما مشهودا، وأعادوهم إلى مكانهم، ¬

(¬1) الصواب: «المتوجّهان». (¬2) في الأصل: «اخوانا». (¬3) الصواب: «المصريون والشاميون». (¬4) الصواب: «المصريون والشاميون». (¬5) في الأصل: «ملاة». (¬6) الصواب: «حرير». (¬7) نمجة - النمجاه - النمشاه: سيف لطيف خاص بالملك أو السلطان. (¬8) في الأصل: «اخوانا». (¬9) الصواب: «حضر».

ثم شرعوا وقرأوا (¬1) كتب السلطان وهم قيام، وباسوا الأرض ثلاث مرات (¬2)، الكتاب الجامع للأمراء المصريّين والشاميّين، وللأمراء الكبار كلّ واحد كتاب مخصّص. ثم أرسلوا إلى سيس بأجوبتهم أوران حاجب دمشق ورسل سيس، ورجع توجّه إلى الأبواب الشريفة. ثم توجّه الأمير سيف الدين قجليس وصحبته الأسارى إلى الباب الشريف بالديار المصرية وجميع طلبه في العشر الأول من ربيع الأول سنة خمس عشر (¬3) وسبع ماية. ثم رحل العسكر جميعه نزلوا حلب ينتظروا (¬4) ما ترد به المراسم الشريفة (¬5). ¬

(¬1) في الأصل: «وقروا». (¬2) في الأصل: «مراة». (¬3) الصواب: «خمس عشرة». (¬4) الصواب: «ينتظرون». (¬5) تاريخ سلاطين المماليك 163، وفيه أن الأسرى كان عددهم ثلاثمئة وخمسين نفرا.

صفة ملطية وطريقها التي توجهوا فيها العساكر المنصورة

صفة ملطية وطريقها التي توجّهوا (¬1) فيها العساكر المنصورة ففيها ماية وخمس وعشرين (¬2) عقبة كبار، خطرة، دقيقة (¬3) المسلك، صعبة المرتقى، تقدير ما طول كل عقبة ما نسبته مسير ثلاث ساعات من النهار وأقلّ وأكثر. وذلك أنهم لما توجّهوا من عين تاب (¬4) سلكوا الطرقات، ومهّدوا الأعقاب، وعملوا القناطر، وأتقنوا مقاطع الطرق التي في الجبال على الوداة (¬5) بالأخشاب في عقبتين خاصّة، طول المقطع الذي جسّروا عليه بالخشب تقدير ثلاثين ذراعا بالنجار، ذراع العمل، وعرض الجسر الخشب ذراع وأقلّ من ذراع. وأمّا الوداة (¬6) فأعمق ما يكون من الوداة (¬7)، وأشجار تلك الوداة والجبال جميعها كثيرة وعفص، ومنها عقبتين (¬8) ثلج (¬9). [كيفيّة فتح ملطية] وقاسوا شدّة عظيمة إلى أن وصلوا (¬10) إليها من العساكر قيران نائب حمص، وبعض العساكر صحبته، فحاصروها ثلاثة أيام، ثم وصل إليهم العسكر بجملته، وزحفوا عليها جملة واحدة في ساعة واحدة، فخرجوا لهم بالمفاتيح وطلبوا الأمان، فأمّنوهم من جانب، وهجموا عليهم من الجانب الآخر، وأخربوا أسوارها، وأحرقوا ونهبوا وأسروا وقتلوا ما وصلت القدرة إليه. وكان الزحف في يوم الأحد بعد صلاة الظهر ثاني وعشرين المحرّم سنة خمس عشر (¬11) وسبع ماية، ورحلوا عنها يوم الإثنين العصر في يوم الأربعاء ثاني صفر من السنة المذكورة (¬12). ¬

(¬1) الصواب: «توجّهت». (¬2) الصواب: «وعشرون». (¬3) في الأصل: «رقيقة». (¬4) في الأصل: «عين ثاب». (¬5) الصواب: «الوديان». (¬6) الصواب: «الوديان». (¬7) الصواب: «الوديان». (¬8) الصواب: «عقبتا». (¬9) الدرّ الفاخر 284، 285. (¬10) الصواب: «وصل». (¬11) الصواب: «خمس عشرة». (¬12) الدرّ الفاخر 285.

[وصف ملطية]

واستعبروا الأسارى، فكلمن (¬1) ظهر أنه مسلم أو مسلمة أخذوه وأعطوه لأهله، ومن لا له أهل (¬2) أودعوه للحاكم، ورتّبوا له نفقة وكسوة، وزوّجوا بعضهم، وأطلقوا الجميع من المسلمين، ولم يبق في الأسر سوى الأرمن. [وصف ملطية] وأمّا صفة ملطية، فإنّها مدينة مرجّلة في وطاة مقدار مسيرة ساعة زمان من نهار، وتنتهي (¬3) إلى جبال إلى جهات كركر وكختا، ومن الشمال وطاة مثلها تنتهي إلى نهر الفرات. ومن الغرب وطاة مثلها تنتهي إلى أودية. وفيها أنهر وأودية عميقة. تقدير الوطاة إليها نصف ساعة، وتنتهي إلى ذبا دراه مدينة خراب. ومنها تفترق الطرق إلى بهسنا (¬4) وغيرها. ومن الشرق وطاة تقدير ساعة، وتنتهي إلى جبال عالية، متّصلة بجبال صعبة ما يعلم لها حدّ. وفي المدينة قناة تخترق البلد، وتعبر إلى الدّور من جهة القبلة، وعليها سورين (¬5) حجر، البرّاني بخندق، والجوّاني بلا خندق. وفيها دور مليحة، مزخرفة، وما لها قلعة، لكن فيها صفة دار سلطنة من قبليّها تشبه القلّة. وفي ظاهر المدينة من حولها بساتين كثيرة، فيها من سائر الفواكه. وفيها أنهار تجري، وقنى، وفساقي، وغير ذلك (¬6). [إمساك أمراء] ولما كان في العشر الآخر من صفر سنة خمس عشر (¬7) وسبع ماية مسك السلطان الملك الناصر لبكتمر الحاجب، وأيدغدي شقير، وبهادر المعزّي، وأودعهم الإعتقال، وأخذ خيولهم وأموالهم وغلالهم (¬8). [تسمير نجيم الحطّيني] ولما كان في يوم الأربعاء سادس ربيع الآخر سنة خمس عشر (¬9) وسبع ماية، ¬

(¬1) هكذا في الأصل. والمراد: «كل من». (¬2) هكذا في الأصل، والصواب: «من لا أهل له». (¬3) في الأصل: «وتهي». (¬4) في الأصل: «بهسنى» (¬5) الصواب: «عليها سورا حجر». (¬6) انفرد المؤلف بهذا الوصف. (¬7) الصواب: «خمس عشرة». (¬8) نهاية الأرب 32/ 220، البداية والنهاية 14/ 73. (¬9) الصواب: «خمس عشرة».

[إمساك نائب طرابلس]

مسك السلطان الملك الناصر، خلّد ملكه، نجيم (¬1) الحطّيني، وسمّره على جمل بسبب ما وقع منه من الفضول، وقتل النفس، ورسم بتسييره إلى دمشق مستمرّا على حاله، فسيّر من وقته على جمل، ومن جمل إلى جمل (¬2) والرجال حوله، إلى أن دخل إلى دمشق ميّتا مصبّرا في يوم السبت سادس عشر شهر ربيع الآخر المذكور، فكانت مدّة سفره من مصر إلى دمشق تسعة أيام، ودفن بدمشق (¬3). [إمساك نائب طرابلس] وفي ليلة السبت المذكور توجّه الأمير سيف الدين قجليس من دمشق على خيل البريد المنصور بعد قدومه من مصر، فلما وصل الناعم من أراضي حمص وجد الأمير سيف الدين تمر الساقي نائب السلطنة بطرابلس والفتوحات نازل (¬4) بها يتصيّد، فمسكه الأمير سيف الدين قجليس وأحضره إلى دمشق في ليلة الإثنين ثامن عشر الشهر المذكور. وأصبح نهار الإثنين بعد الموكب ونزلهم بدار السعادة مسك بهادر آص، وقيّدهما، واعتقلوهما بقلعة دمشق (¬5). [حبس بهادر آص وبكتمر الساقي] وفي ليلة الثلاثاء تاسع عشر الشهر المذكور توجّهوا بهما بهادر آص إلى الكرك واعتقل به. وتوجّهوا بتمر الساقي صحبة الأمير سيف الدين قجليس إلى مصر واعتقل (¬6) بها. [نيابة السلطنة بطرابلس] وفي يوم الجمعة تاسع وعشرين ربيع الآخر توجّه الأمير سيف الدين كستاي إلى طرابلس نائب السلطنة الشريفة بالفتوحات الطرابلسية، بعد ما خلع عليه. وأخذ تقليده بذلك، وتوجّه على الهجن مع سلامة الله وعونه (¬7). ¬

(¬1) في الدرر الكامنة: «نجم بن أحمد بن نجم، ويقال: نجيم»، وفي تاريخ ابن سباط: «نجم أيوب ابن شيخ حطين». (¬2) في الأصل: «حمل». (¬3) المقتفي 2 / ورقة 236 أ، الدرر الكامنة 4/ 388، 389 رقم 1063، تاريخ ابن سباط 2/ 625، دول الإسلام 2/ 221. (¬4) الصواب: «نازلا». (¬5) تاريخ سلاطين المماليك 163، نهاية الأرب 32/ 221، 222، البداية والنهاية 14/ 73، وانظر: تاريخ طرابلس السياسي والحضاري (عصر دولة المماليك) - تأليفنا 2/ 35. (¬6) تاريخ سلاطين المماليك 163، نهاية الأرب 32/ 222. (¬7) تاريخ سلاطين المماليك 163، نهاية الأرب 32/ 222.

[إطلاق سراح داود وجبا]

[إطلاق سراح داود وجبّا] وفي العشر الآخر من ربيع الآخر أطلق السلطان الملك الناصر، عزّ نصره، من الاعتقال لداود وجبّا أخوي سلاّر وبشاس. [قدوم رسول اليمن] وفي يوم السبت حادي [و] عشرين جمادى الأول سنة خمس عشر (¬1) وسبع ماية حضر رسول اليمن، وأحضر صحبته تقادما (¬2) كثيرة من القنا، والعدد، والشاشات، والأكراد، والخيل، والبركصطوانات، وغير ذلك (¬3). [حضور رسول العرب] وقبل تاريخه بأيام يسيرة حضر رسول العرب، وهو أخو ملك العرب أبو سعيد عثمان من أولاد عبد المؤمن. [حضور رميثة من الحجاز] وفي التاريخ حضر الشريف رميثة من الحجاز الشريف بعد أن قتل أخوه أبو الغيث بمكة، هجم عليه عبد من عبيد حميضة، فقتله، قاتل الله قاتله (¬4). [الإفراج عن نائب الكرك] وفي يوم الثلاثاء ثامن وعشرين من شهر رجب سنة خمس عشر (¬5) وسبع ماية أخرج السلطان الملك الناصر الأمير جمال الدين نائب الكرك والشام كان، من السجن وخلع عليه، ولله الحمد. وكان مكثه في السجن ثلاث سنين وثلاث (¬6) شهور وستّ (¬7) وعشرين يوما، وفرّج الله عنه (¬8). ¬

(¬1) الصواب: «خمس عشرة». (¬2) الصواب: «تقادم». (¬3) نهاية الأرب 32/ 222. (¬4) الدرّ الفاخر 285، نهاية الأرب 32/ 223، السلوك ج 2 ق 1/ 147، 148. (¬5) الصواب: «سنة خمس عشرة». (¬6) الصواب: «وثلاثة». (¬7) الصواب: «وستة». (¬8) الدرّ الفاخر 285، تاريخ سلاطين المماليك 163، وفيه: أربعون شهرا إلاّ 13 يوما، نهاية الأرب 32/ 223.

[نيابة الشريف رميثة بمكة]

[نيابة الشريف رميثة بمكة] وفيه خلع على الشريف رميثة، وقلّده نيابة مكة، وخلع على المجرّدين معه إلى الحجاز الشريف، وهم: الأمير نجم الدين دمر خان بن قرمان، وطيدمر الجمدار، ومنّ الله على رميثة بذلك. [سفر الشريف رميثة] وفي مستهلّ شعبان من السنة المذكورة سافر الشريف رميثة والمجرّدين (¬1) معه من الأمراء والأجناد إلى الحجاز الشريف، وعدّتهم مايتا فارس، خارجا عن المجرّدين من الشام. [سفر رسول اليمن] وفي ذلك النهار سافر رسول اليمن، وهو الأمير بدر الدين حسن مع السلامة إلى بلاده. [وفاة قرا لاجين] (وفي) (¬2) يوم الأربعاء ثالث عشر شعبان المذكور توفّي قرا لاجين أستاذ الدار إلى رحمة الله تعالى (¬3). [خروج السلطان للصيد] وتوجّه السلطان الملك الناصر إلى الصيد المبارك مع سلامة الله وعونه إلى الوجه القبليّ، وعدّا (¬4) إلى برّ الجيزة، في يوم الجمعة ثاني عشر من شهر شعبان سنة خمس عشر (¬5) وسبع ماية، وتوجّه إلى الصعيد في يوم السبت ثالث [و] عشرين شعبان المذكور (¬6). [حريق قلعة القاهرة] وفي ليلة الجمعة تاسع وعشرين شعبان المذكور احترق بالقلعة المنصورة حريقا ¬

(¬1) الصواب: «والمجرّدون». (¬2) كتبت فوق السطر. (¬3) تاريخ سلاطين المماليك 163. (¬4) الصواب: «وعدّي». (¬5) الصواب: «خمس عشرة». (¬6) تاريخ سلاطين المماليك 163، نهاية الأرب 32/ 224.

[وصول الرسل]

عظيما (¬1) بالبرج المنصوري، وطباق الجمدارية، وظلّت النار تعمل تلك الليلة إلى طلوع الشمس. وكان لها دخانا عظيما (¬2)، ثم صفت النار واحمرّت، وبلغت الأفق، فأحرقت (¬3) أربع طباق وانطفت، ومنّ الله تعالى بذلك. وكانت الطباق التي احترقت هي التي رسم السلطان بهدمها وإضافتها إلى طباق البرج الجديد (¬4). [وصول الرسل] وفي العشر الآخر من رمضان المعظّم سنة خمس عشر (¬5) وسبع ماية وصلت (¬6) الرسل الذين سيّرهم مولانا السلطان الملك الناصر إلى قيدوا (¬7) في البحر المالح، وهم: سيف الدين أرج، وحسام الدين حسين ابن صاروا (¬8) ومن معهم من الرسل والمماليك والجوار (¬9) من جهة قيدو (¬10)، وتوجّه أرج وحسين بن صارو (¬11) إلى مولانا السلطان بالصعيد، واستحضرهم في منزلة ضهروط (¬12) من الأعمال البهنساويّة وهو راجع إلى القلعة (¬13). [ركب الحجّاج المغاربة] وفي مستهلّ شوّال من السنة المذكورة وصل من المغرب حجّاج ركب عظيم تقدير ثلاثين ألف راحلة، وبنت صاحب المغرب متوجّهين إلى الحجاز الشريف. وتوجّه الركب. ¬

(¬1) الصواب: «حريق عظيم». (¬2) الصواب: «دخان عظيم». (¬3) في الأصل: «فأخرقت». (¬4) خبر الحريق في: الدرّ الفاخر 285 باختصار شديد، وتاريخ سلاطين المماليك 163، 164، ونهاية الأرب 32/ 224 باختصار، والسلوك ج 2 ق 1/ 157. (¬5) الصواب: «خمس عشرة». (¬6) الصواب: «وصل». (¬7) هكذا في الأصل. (¬8) يكتب: صاروا وصارو. (¬9) الصواب: «والجواري». (¬10) هكذا. (¬11) هكذا. (¬12) ضهروط - دهروط: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره طاء مهملة: بليد على شاطيء غربيّ النيل من ناحية الصعيد قرب البهنسا. (معجم البلدان 2/ 492) (¬13) تاريخ سلاطين المماليك 164، نهاية الأرب 32/ 224، 225.

[خروج المحمل]

[خروج المحمل] وخرج المحمل (¬1) إلى الحجاز الشريف في يوم السبت ثالث عشر شوال المذكور (¬2). [عودة السلطان من الصيد] ووصل السلطان من الصيد وطلع القلعة في يوم الخميس ثامن وعشرين شوال سنة خمس عشر (¬3) وسبع ماية. [إحضار السلطان للرسل أمامه] وفي يوم السبت العشرين من شوال المذكور استحضر السلطان الملك الناصر رسل طقطاي، ورسل الروم من القسطنطينية، ورسل الأشكري، ورسل صاحب ماردين (¬4). [سفر الرسل إلى بلادهم] وفي يوم الإثنين رابع المحرّم (¬5) سنة ستّ عشر (¬6) وسبع ماية توجّه رسل القسطنطينية ورسل طقطاي، ومعهم علاء الدين كندغدي (¬7) الخوارزميّ، وحسام الدين حسين بن صاروا إلى البلاد (¬8) طقطاي في البحر في المهمّات الشريفة (¬9). وتوجّه أيضا رسل الروم والجميع معزوزين مكرومين، والله الموفّق. [قياس الديار المصرية وروكها الثاني] وقبل التاريخ في سنة خمس عشر (¬10) وسبع ماية رسم السلطان الملك الناصر بقياس الديار المصرية في شهر شعبان منها، وتوجّهوا (¬11) الأمراء المقدّمين (¬12) لذلك. وتكمّل القياس في الأعمال جميعها. ¬

(¬1) في الأصل: «المجمل». (¬2) خبر المحمل في: الدرّ الفاخر 268 وفيه كان أمير المحمل سيف الدين أرغون نائب مصر. (¬3) الصواب: «خمس عشرة». (¬4) تاريخ سلاطين المماليك 164 وفيه: «الأجكري». (¬5) في نهاية الأرب: «في تاسع عشر ذي الحجة سنة خمس عشرة وسبعماية». (¬6) الصواب: «ست عشرة». (¬7) في نهاية الأرب: «ايدغدي». (¬8) الصواب: «إلى بلاد». (¬9) خبر الرسل في: تاريخ سلاطين المماليك 164، ونهاية الأرب 32/ 225. (¬10) الصواب: «سنة خمس عشرة». (¬11) الصواب: «وتوجّه». (¬12) الصواب: «المقدّمون».

[تفرقة المثالات]

وشرعوا في عمل مقترح الروك على حكم القياس، وتكمّل في العشر الآخر من ذي الحجّة منها. [تفرقة المثالات] وشرع في تفرقة المثالات على الأمراء والحلقة المنصورة والمماليك السلطانية في يوم الإثنين سادس وعشرين شهر ذي الحجّة منها (¬1). [سنة 716 هـ]. وفرغ من تفرقة الأخباز، وعرض الجيوش المنصورة في يوم الإثنين حادي عشر المحرّم سنة ستّ عشر (¬2) وسبع ماية. وأخذ كل أحد ما قسم الله له. وهو الروك الثاني الناصريّ (¬3). [إبطال جهات] ورسم السلطان الملك الناصر، نصره الله تعالى، بإبطال أربع وعشرين جهة من جهات القاهرة والأعمال، وهي ما بين المسامحة بحقوق ساحل الغلال، والعرصات، والأخصاص، بالقاهرة، ومصر المحروستين. المسامحة بنصف السّمسرة التي أحدثت (على) (¬4) الدلاّلين (¬5). المسامحة بإبطال رسوم الولاية (¬6) والمقوّمين. وروسم كتّاب الولاية ونوّابهم، ومقرّر السجون. ¬

(¬1) خبر المثالات في: تاريخ سلاطين المماليك 164. (¬2) الصواب: «ست عشرة». (¬3) الدرّ الفاخر 286، 287. (¬4) في الأصل: «كر». (¬5) السمسرة: هي ما أحدثه ابن الشيخي في وزارته، وهو أنّ من باع شيئا فإنّ دلالته على كل مائة درهم درهمان، يؤخذ منها واحد للسلطان، والثاني للدلال، يحسب ويخلص درهمه قبل درهم السلطان. (السلوك ج 2 ق 1/ 151، النجوم الزاهرة 9/ 45). (¬6) رسوم الولاية: هي رسوم يجبيها الولاة والمقدّمون من عرفاء الأسواق وبيوت الفواحش، وعليها جند مستقطعة وأمراء، وكان فيها من الظلم والعسف والفساد، وهتك الحرم، وهجم البيوت وما لا يوصف. (السلوك ج 2 ق 1/ 151، النجوم الزاهرة 9/ 46). وقد عزا المؤلّف - رحمه الله - إبطال مظلمة نصف السمسرة إلى السلطان الملك المظفّر بيبرس المنصوري الجاشنكير، وقال إنها كانت تزاحم الصعلوك الدلاّل في رزقه، وتضيّق على البائع والمشتري في خلقه. (آثار الأول 129).

والمسامحة بالدراهم التي تستأدّى (¬1) عن الجراريف (¬2) التي كانت تثمّن (¬3). المسامحة برسم الخولة (¬4) والمهندسين، والقش، والمدامسة، وبطل (¬5) الجمع (¬6). المسامحة بالبغال والحوايص (¬7). والمسامحة بحقوق السجون وضمانها (¬8). والمسامحة بمقرّر الفرسان (¬9) عند البياكير المنصورة. المسامحة بقود الخيل. المسامحة بزكاة الرجّالة. المسامحة بعداد النحل. المسامحة بثمن العبي (¬10). المسامحة بمقرّر العبيد الحصنية. ¬

(¬1) في الأصل: «نستاذي». (¬2) في الأصل: «الحراريق». والتصحيح من: السلوك، والنجوم. والجراريف: ما يجبى من سائر النواحي، فيحمل ذلك مهندسو البلاد إلى بيت المال بإعانة الولاة لهم في تحصيل ذلك. وأما كلمة الجراريف فمفردها: جاروف، وهو يستعمل في كسح ورفع الأتربة والطين في إنشاء الجسور والترع وغيرها. (السلوك ج 2 ق 1/ 152، النجوم الزاهرة 9/ 48). (¬3) في الأصل: «ثمن». (¬4) الخولة: البستانيون. (¬5) في الأصل: «بطائل». (¬6) هو ما يجبى من سائر البساتين والحقول والمزارع، فيحمل ذلك المهندسون ما يؤدّونه لبيت المال، لقاء تجفيف الأراضي بالقش وتمهيد الطرقات. (¬7) في الأصل: «الحوايض» بالضاد المعجمة. والتصحيح من السلوك ج 2 ق 1/ 151 وهي تجبى من المدينة وسائر معاملات مصر كلها من الوجهين القبلي والبحري، فكان على كل من الولاة والمقدّمين مقرّر يحمل في كل قسط من أقساط السنة إلى بيت المال عن ثمن حياصة ثلاثمائة درهم، وعن ثمن بغل خمسمائة درهم. وكان عليها عدّة مقطعين سوى ما يحمل، وكان فيها من الظلم بلاء عظيم. وورد في نهاية الأرب 32/ 228 «النعال» بدل: «البغال». (¬8) وهو مقرّر السجون، وهو على كل من يسجن ولو لحظة واحدة مبلغ ستة دراهم سوى ما يغرمه، وعلى هذه الجهة عدّة من المقطعين ولها ضمان، وكانت تجبى من سائر السجون. (¬9) مقرّر الفرسان، هو شيء يستهديه الولاة والمقدّمون من سائر الأقاليم، فيجيء من ذلك مال عظيم، ويؤخذ فيه الدرهم ثلاثة دراهم لكثرة الظلم. (¬10) العبي: جمع عامّيّ للفظ عباءة، أو عباية، والصحيح: عباءآت. (محيط المحيط).

[البرق والرعد والمطر بالقاهرة]

المسامحة بحماية المراكب (¬1). المسامحة بمقرّر أتبان المعاصر على البلاد، وتستقرّ أتبان المعاصر الخاصّ على بلاد الخاص (¬2). المسامحة بطرح الفرّوج من المعامل على البلاد (¬3). المسامحة بعجز الجوالي. المسامحة بمقرّر الملاهي على من يعمل فرحا بغير مغاني (¬4). المسامحة بمقرّر ماء شطّنوف (¬5). [البرق والرعد والمطر بالقاهرة] وفي يوم السبت، بعد العصر ثالث وعشرين المحرّم سنة ستّ عشر (¬6) وسبع ماية وقعت هذه [الحادثة] (¬7) العظيمة: برق ورعد مزعج يشبه الصاعقة ومطر كبير، وبرد في القلعة والقاهرة وضواحيها، ولم يقع بمصر والأرياف شيء من ذلك. وكان ¬

(¬1) حماية المراكب: هي تجبى من سائر المراكب التي في النيل بتقرير معيّن على كل مركب يقال له مقرّر الحماية، ويجبى من المسافرين في المراكب سواء إن كانوا أغنياء أو فقراء. (السلوك ج 2 ق 1/ 152). (¬2) مقرّر الأتبان: هو الموظّف على جميع تبن أرض مصر على ثلاثة أقسام، قسم للديوان، وقسم للمقطع، وقسم للفلاّح، فيجبى التبن على هذا الحكم من سائر الأقاليم، ويؤخذ في التبن عن كل مائة حمل أربعة دنانير وسدس دينار، فيحصل من ذلك مال كثير، وقد بطل هذا أيضا من الديوان. (المواعظ والاعتبار - نشره فييت - Wiet ج 2/ 94 و 108). (¬3) طرح الفرّوج أو الفراريج: وكان فيه من الظلم والعسف وأخذ الأموال من الأرامل والفقراء والأيتام ما لا يمكن شرحه، وعليها عدّة مقطعين ومرتّبات. ولكل إقليم ضامن مفرد، ولا يقدر أحد أن يشتري فرّوجا فما فوقه إلا من الضامن. (السلوك ج 2 ق 1/ 151). (¬4) في السلوك ج 2 ق 1/ 152: رسوم الأفراح، وهي تجبى من سائر البلاد، وهي جهة بذاتها لا يعرف لها أصل. (¬5) شطّنوف: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، وفتح النون، وآخره فاء. بلد بمصر من نواحي كورة الغربية عنده يفترق النيل فرقتين. فرقة تمضي شرقيا إلى تنّيس، وفرقة تمضي غربيا إلى رشيد على فرسخين من القاهرة وهو مركّب. (معجم البلدان 3/ 344). وخبر المسامحات في: نهاية الأرب 32/ 227 - 229، والنفحة المسكية 124، والسلوك ج 2 ق 1/ 151 - 153، والمواعظ والاعتبار 2/ 130، والنجوم الزاهرة 9/ 45 - 48، والجوهر الثمين 2/ 55، وانظر: الدرّ الفاخر 290 وفيه الخبر باختصار. (¬6) الصواب: «ست عشرة». (¬7) إضافة على الأصل للضرورة.

[السيل ببلبيس]

مجيء ذلك من الغرب على الجيزة من ناحية بولاق وبحريّة على منية الشيرج، وشرّقت إلى الجبل والبرّ. ثم وقع مطر عظيم في تلك الساعة إلى أن سال من الجبال سيل عظيم، ووصل إلى سور القاهرة من جهة البرقيّة إلى باب النصر. وسلمت القاهرة من الغرق (¬1). [السيل ببلبيس] وجاء بمدينة بلبيس سيل من الجبل والبرّ الذي يليها من ذلك المطر إلى أن غرق حاصر بلبيس، ووصل الجسر، وحفروا في الجسر ترعة عند جامع السابق خرج منها ماء السيل إلى بحر بلبيس تصرّف الماء فيه، ولولا ذلك لغرقت بلبيس بأسرها بعد ما خرّب بحاضر بلبيس دورا كثيرة، وانقطعت طريق الشارع إلى بلبيس من باب مصر إلى باب الشام. وكان ذلك جميعه في ساعة واحدة ونصف ساعة رمليّة من اليوم المذكور (¬2). ووافقه من الشهر الروميّ سابع عشر نيسان، ومن شهور القبط ثاني عشر برمودة، والشمس في برج الثور قد قطعت خمس درج واثنين (¬3) وأربعين دقيقة، والقمر في برج الدالي واتصال النهار، مقارنه زحل على أحد عشر (¬4) ساعة، وحريق عطارد على ساعتين من تلك الليلة. فسبحان مدبّر الليل والنهار بحكمته ولطفه ورحمته. [وفاة مولود السلطان] وفي يوم الجمعة تاسع وعشرين المحرّم سنة ستّ عشر (¬5) وسبع ماية توفّي ولد السلطان المولود الجديد، عاش من العمر أحد (¬6) وخمسين يوما، و [زيد] (¬7) في موازين والده. [الأمطار والسيول ببلاد الشام] وفي أوائل صفر سنة ستّ عشر (¬8) وسبع ماية مطر الشام مطرا عظيما في جبال قارة (¬9)، ¬

(¬1) خبر البرق والرعد انفرد به المؤلّف. (¬2) خبر السيل. أشار إليه النويري باختصار في: نهاية الأرب 32/ 231. (¬3) الصواب: «خمس درجات واثنتين». (¬4) الصواب: «إحدى عشرة». (¬5) الصواب: «ست عشرة». (¬6) الصواب: «واحدا». (¬7) إضافة على الأصل للضرورة. (¬8) الصواب: «ست عشرة». (¬9) قارة - قارا. بلدة بين حمص ودمشق أهلها نصارى.

وبعلبكّ، وبلاد حمص، وبلاد المناصف، وحماه، وحلب، وإعزاز، وبرد (¬1) لم ير بأكبر منه، مثل البردة كالنّارنجة وأصغر، وسال من ذلك المطر سيل من جهة بعلبك وقارة إلى جهة قاع المحدثة، ومشا (¬2) السيل إلى جوسية، إلى الناعم، وقدس، وفاضت منه بحيرة حمص، وأخذ ضيعة تسمّى [جسمل] (¬3) بالقرب من الناعم (¬4) بكل ما فيها، غرق الجميع، ولم يسلم من تلك الضيعة سوى رجلين ورجل وصغير [و] ابنته، نجّاهم الله بثور، وكان ذلك الثور عائم (¬5) في الماء، فمسك (¬6) الرجلان بقرنيه، والرجل وابنته على كتفه مسك (¬7) بذنب الثور، وعام بهم إلى أن أوصلهم الرقراق، وثبّت أقدامهم على الأرض، وتقاصر السيل فنجّاهم الله تعالى. وأمّا (¬8) ما أخذ السيل من خراكي (¬9) التركمان النازلين بتلك الأرض بكلّ من فيها فكثير ما يحصر، أرما (¬10) الجميع في البحيرة بأغنامهم وأموالهم، وتعلّق في بستان جوسية في أشعاره مواعز (¬11) كثيرة بقرونها، أخذها السيل من الجبل. وذكر أنّ البرد الذي وقع برد عظيم، وزن البردة من بعض ذلك البرد نصف رطل بالحلبيّ (¬12)، رطلان ونصف بالمصريّ، وأقلّ وأكثر. ووقع أكثر ذلك البرد بين جبلين، وامتلأ حتى سدّ الطرق، وهبّ عليه ريح خمّده، ثم انفتح فيه طريق من أسفله، فبقي البرد مثل القبو، والسفّارة تمرّ من تحت ذلك القبو البرد أياما قلايلا (¬13)، وذاب ونسف كأنه لم يكن. ¬

(¬1) الصواب: «وبردا». (¬2) الصواب: «ومشى». (¬3) إضافة يقتضيها السياق من: نهاية الأرب. (¬4) في نهاية الأرب: «الناعمة». (¬5) الصواب: «عائما». (¬6) ويقال: «فأمسك». (¬7) ويقال: «فأمسك». (¬8) في الأصل: «ولما». (¬9) خراكي - خركاهات. جمع خركاه. لفظ فارسيّ معناه الخيمة الكبيرة، أو البيت من الخشب يصنع على هيئة مخصوصة ويغشى بالجوخ ونحوه، يحمل في السفر ليكون في الخيمة للمبيت في الشتاء. (صبح الأعشى 2/ 138). (¬10) الصواب: «رمى». (¬11) الصواب: «ماعز». (¬12) في الأصل: «بالجلى». (¬13) الصواب: «قلائل».

[طاعة الأمير ابن مهنا]

وأمّا المطر الذي وقع ببلاد إعزاز، فذكر أنه أوقع معه سمكا أحمرا (¬1)، صغارا وكبارا، وشاهدوه (¬2) الناس. فسبحان القادر على كل شيء (¬3). [طاعة الأمير ابن مهنّا] وفي شهر ربيع الآخر سنة ستّ عشر (¬4) وسبع ماية حضر الأمير فضل بن عيسى ابن (¬5) مهنّا إلى الأبواب الشريفة صحبة الأمير بهاء الدين أرسلان الدوادار الناصري تحت الطاعة بعد عصيان مهنّا، وبعض أولاده، ومحمد أخوه (¬6) وتوجّههم إلى خربندا ملك التتار. وخلع السلطان على فضل وأنعم عليه بإمرة مهنّا وأحسن إليه، وتوجّه إلى الشام (¬7). [وصول صاحب حماه بهديّته للسلطان] وفي يوم الإثنين تاسع عشر جمادى الأول سنة ستّ عشر (¬8) وسبع ماية وصل الملك عماد الدين صاحب حماه، حرسه الله تعالى، إلى الديار المصرية، ودخل إلى خدمة مولانا السلطان الملك الناصر، خلّد الله ملكه، وأقبل عليه، وقبل تقادمه السنيّة الوافرة النفيسة، والخيول المسوّمة، التقدمة التي لم يسبقه إليها أحد من أمثاله، أخلف الله عليه (¬9). [إقطاع معرّة النعمان لصاحب حماه] ثم إنّ السلطان الملك الناصر أخلع (¬10) على الملك عماد الدين وأحسن إليه، وأقطعه معرّة النعمان وضواحيها وحقوقها، وما هو منسوب إليها، دربستا زيادة على ¬

(¬1) الصواب: «أحمر». (¬2) الصواب: «وشاهده». (¬3) نهاية الأرب 32/ 231، 232. (¬4) الصواب: «ست عشرة». (¬5) الصواب: «بن». (¬6) الصواب: «أخيه». (¬7) نهاية الأرب 32/ 233، 234. (¬8) الصواب: «ست عشرة». (¬9) خبر صاحب حماه في: المختصر في أخبار البشر 4/ 60، 61، والنفحة المسكية 124، والجوهر الثمين 2/ 156، والسلوك ج 2 ق 1/ 166. (¬10) الصواب: «خلع».

[وفاة كستاي نائب طرابلس]

حماه، وكتب منشوره القاضي جمال الدين بن الأثير في السابع والعشرين من جمادى الأول سنة ستّ عشر (¬1) وسبع ماية (¬2). [وفاة كستاي نائب طرابلس] وفي يوم الأربعاء تاسع شهر جمادى الأول سنة ستّ عشر (¬3) وسبع ماية توفّي الأمير سيف الدين كستاي (¬4) نائب السلطنة المعظّمة بالمملكة الطرابلسية والفتوحات إلى رحمة الله تعالى. [نيابة قرطاي بطرابلس] وفي شهر رجب من السنة المذكورة رسم مولانا السلطان، خلّد الله ملكه، أن يتوجّه الأمير شهاب الدين قرطاي نائب السلطنة بحمص إلى طرابلس (¬5). [تعيين الحاج رقطاي نائبا بحمص] وحضر الأمير سيف الدين بهادر الإبراهيمي الناصري بالتقاليد من الأبواب الشريفة إلى الشام على خيل البريد المنصور، فوصل إلى دمشق وأخذ الحاج رقطاي (¬6) الناصريّ منها، وألبسه تشريفه، وأعطاه تقليده بنيابة حمص، وتوجّه به إليها (¬7). [تسلّم قرطاي نيابة طرابلس] وأعطا (¬8) الأمير شهاب الدين قرطاي خلعته وتقليده بنيابة السلطنة بالمملكة الطرابلسيّة والفتوحات، وأخذه من حمص، وتوجّها إلى طرابلس وسلّمها إليه، ورجع ¬

(¬1) الصواب: «ست عشرة». (¬2) الخبر باختصار في: النفحة المسكية 124، والجوهر الثمين 2/ 156، والمختصر في أخبار البشر 4/ 61. (¬3) الصواب: «ست عشرة». (¬4) انظر عن (كستاي) في: نهاية الأرب 32/ 234، وتاريخ سلاطين المماليك 164، وتالي كتاب وفيات الأعيان 132 رقم 209، ونزهة الناظر 157 و 166، والوافي بالوفيات 24/ 160، وتذكرة النبيه 2/ 252، والسلوك ج 2 ق 1/ 144 و 159 و 168، والمنهل الصافي 4/ 475 وفيه وفاته سنة 710 هـ. وهذا غلط، وعقد الجمان ج 23 ق 1/ 101، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري - 2/ 35 رقم 14. (¬5) تاريخ سلاطين المماليك 164، نهاية الأرب 32/ 235. (¬6) رقطاي - ارقطاي. (¬7) تاريخ سلاطين المماليك 164، نهاية الأرب 32/ 235، السلوك ج 2 ق 1/ 163. (¬8) الصواب: «وأعطى».

[الإفراج عن بكتمر وتقليده نيابة صفد]

إلى الديار المصرية، عمّرها الله تعالى بحياة مولانا السلطان الملك الناصر، خلّد الله ملكه، وجعل الأرض كلّها ملكه (¬1). [الإفراج عن بكتمر وتقليده نيابة صفد] وفي شوال سنة ست عشر (¬2) وسبع ماية، في يوم الخميس رابع عشره أخرج السلطان الملك الناصر، خلّد الله ملكه، بكتمر (¬3) الحاجب من السجن، وخلع عليه، وقلّده نيابة السلطنة بالمملكة الصفدية والفتوحات العكاوية وما معها، وسيّره إليها (¬4). [خروج التجريدة إلى دنقلة] وفي شهر شوال سنة ستّ عشر (¬5) وسبع ماية توجّه المجرّدون إلى دنقلة (¬6) وإلى عيذاب (¬7). [سفر الحجّاج] وتوجّهوا (¬8) الحجّاج إلى الحجاز الشريف مع سلامة الله وعونه (¬9). [سفر أرغون الناصري إلى الحجاز] وفي يوم الإثنين ثاني ذي القعدة سنة ستّ عشر (¬10) وسبع ماية توجّه الأمير سيف الدين أرغون الناصري كافل الممالك الشريفة إلى الحجاز الشريف على الهجن، كتب الله سلامته (¬11). ¬

(¬1) انظر: تاريخ طرابلس (تأليفنا) ج 2/ 35 رقم 15. (¬2) الصواب: «ست عشرة». (¬3) في الأصل: «لبكتمر». (¬4) نهاية الأرب 32/ 242، تاريخ سلاطين المماليك 162، 163. (¬5) الصواب: «ست عشرة». (¬6) دنقلة: عاصمة إقليم يسمّى باسمها في السودان حاليا، وتعرف باسم دنقلة القديمة تمييزا لها عن دنقلة الجديدة، مدينة تاريخية بالسودان الشمالي، تقع بالقرب من بلدة الدابة الحالية. (القاموس الإسلامي 2/ 394). (¬7) عيذاب: ميناء شهير على الساحل الغربي لبحر القلزم (البحر الأحمر) في صحراء لا عمارة فيها، تأتي إليها سفن اليمن والحبشة والهند. اندثرت منذ القرن العاشر الهجري. (النجوم الزاهرة 7/ 69 بالهامش). وخبر التجريدة في: تاريخ سلاطين المماليك 165، ونهاية الأرب 32/ 237، والنفحة المسكية 124، والجوهر الثمين 2/ 156، والسلوك ج 2 ق 1/ 161. (¬8) الصواب: «وتوجّه». (¬9) تاريخ سلاطين المماليك 165، ونهاية الأرب 32/ 242. (¬10) الصواب: «سنة ست عشرة». (¬11) تاريخ سلاطين المماليك 165.

[القبض على أولاد مندو]

[القبض على أولاد مندو] وفي آخر سنة ستّ عشر (¬1) وسبع ماية هجموا (¬2) رجال قلعة كركر على قلعة أرنقين (¬3) وسرقوها وملكوها، وأخذوا كلمن (¬4) فيها، وقتلوا منها سبعة عشر رجلا من الأرمن، وأسروا الأرمن الذين كانوا فيها مع أولاد الشيخ مندو وعياله وزوجته، وجميع ما يملكه مندو بها. وكان الشيخ مندو غائبا لم يقعوا به، وأخربوا باب القلعة، وأحضروا الجميع إلى حلب. وأحضروا ابن (¬5) الشيخ مندو من حلب إلى الأبواب الشريفة صحبة المقدّمين رجال كركر (¬6) الذين أخذوا القلعة التي كانوا فيها، واستحضرهم مولانا السلطان الملك الناصر، أعزّ الله أنصاره، بمنزلة الأهرام، وخلع على المقدّمين، وأعطى للمقدّم محمد إمرة عشرة بحلب، وأنعم (على) (¬7) الباقين. وأودع ولد مندو الاعتقال (¬8). [موت ملك التتار] وفي آخر سنة ستّ عشر (¬9) وسبع ماية جاءت (¬10) الأخبار بموت خربندا (¬11) ملك التتار، وجلوس ولده مكانه. ولم يتحرّر (¬12). ¬

(¬1) الصواب: «ست عشرة». (¬2) الصواب: «هجم». (¬3) في نهاية الأرب: «ارفقين». وهي قلعة من أعمال آمد. (¬4) هكذا، والمراد: «كل من». (¬5) في الأصل: «بن». (¬6) في نهاية الأرب: «في شعبان وصل إلى الإسطبلات السلطانية مهرة تعرف ببنت الكركاكان السلطان قد طلبها من العرب، وبذل في ثمنها مائتي ألف وسبعين درهم وضيعة من بلاد حماه قيل إنها تقوّمت على السلطان بستمائة ألف درهم». (¬7) الكلمة ممسوحة في المخطوطة. (¬8) نهاية الأرب 32/ 224. (¬9) الصواب: «ست عشرة». (¬10) في الأصل: «جاات». (¬11) خربندا - خدابندا. (¬12) انظر عن (ملك التتار) في: نهاية الأرب 32/ 243، والدرّ الفاخر 288، والمقتفي 2 / ورقة 259 ب، وذيل العبر 88، 89، وتاريخ سلاطين المماليك 165، وجامع التواريخ 1/ 19، والإعلام بوفيات الأعلام 302، والمختصر في أخبار البشر 4/ 81، ومرآة الجنان 4/ 257، وتاريخ ابن الوردي 2/ 264، والبداية والنهاية 14/ 77، 78، ومآثر الإنافة 2/ 128، 138، ورحلة ابن بطوطة 227، والوافي بالوفيات 2/ 185، والسلوك ج 2 ق 1/ 160، وتاريخ الخميس 2/ 426، وتاريخ ابن =

[سنة 717 هـ]

[سنة 717 هـ]. [انتقام السلطان من جماعة متآمرين] وفي يوم الخميس ثالث المحرّم سنة سبع عشر (¬1) وسبع ماية مسك السلطان الملك الناصر، خلّد الله ملكه، لأقبغا الحسني، ووسّط خزنداره، وقطع ألسنة جماعة، وأكحل (¬2) جماعة بسبب أوجبه الله عليهم، وما ضمروه (¬3) في أنفسهم من المكر، وأطلعه الله عليه، وظفّره بهم. [إطلاق آقبغا الحسني] ثم بعد يومين أطلق آقبغا الحسني وخلع عليه، فلله درّه من ملك ما أسعده وما أرشده، سلّم أمره إلى الله، فسلّمه الله، وتوكّل عليه، فكفاه وظفّره بأعدائه وحماه. [وصول نائب السلطان من الحجاز] وفي يوم الثلاثاء رابع عشر المحرّم سنة سبع عشر (¬4) وسبع ماية وصل الأمير الحاج سيف الدين أرغون الناصري نائب السلطان من الحجاز الشريف إلى مصر المحروسة، وحضر بين يدي مولانا السلطان، خلّد الله ملكه، وخلع عليه. وكان (¬5) مدّة سفره رواحا ومقاما [و] مجيئا اثنين وسبعين يوما، منها مقام أربع ¬

= قاضي شهبة 2/ 189، ودرّة الأسلاك 1 / حوادث 716 هـ.، والنجوم الزاهرة 9/ 238، والمنهل الصافي 5/ 203 رقم 981، والدليل الشافي 1/ 284 و 2/ 602 وفيه «محمد بن أرغون بن أبغا بن هولاكو»، وتاريخ ابن سباط 2/ 626، 627، ونزهة الناظرين 330 - 335، وشذرات الذهب 6/ 40، والتاريخ الغياثي 54، 55، وذيل تاريخ الإسلام 171، 172، ودول الإسلام 2/ 222. وقال ابن تغري بردي: خربندا: بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء، وفتح الباء الموحّدة، وسكون النون. ومن الناس من يسمّيه خدابندا بضمّ الخاء المعجمة والدال المهملة، والأصحّ ما قلناه. وخدابنداه: معناه: عبد الله، بالفارسي، غير أنّ أباه لم يسمّه إلاّ خربندا، وهو اسم مهمل معناه: عبد الحمار. وسبب تسميته بذلك أنّ أباه كان مهما ولد له ولد يموت صغيرا، فقال له بعض الأتراك: إذا جاءك ولد سمّه اسما قبيحا يعش، فلما ولد له هذا سمّاه خربندا في الظاهر، واسمه الأصلي، أبحيتو، فلما كبر خربندا وملك البلاد كره هذا الاسم واستقبحه فجعله خدابندا. . . ولما ملك أسلم وتسمّى بمحمد. (النجوم الزاهرة 9/ 238). (¬1) الصواب: «سبع عشرة». (¬2) الصواب: «وكحل». (¬3) الصواب: «وما أضمروه». (¬4) الصواب: «سبع عشرة». (¬5) الصواب: «وكانت».

[الموقعة بين ابن عيسى وحميضة بمكة]

وعشرين يوما في مكة حرسها الله تعالى خمس (¬1) عشر يوما، وفي مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام ثلاثة أيام، وفي البقيع يوم واحد، وفي الشوبك ثلاثة أيام، والسفر رواحا وعودا ثمان وأربعين (¬2) يوما. تقبّل الله منه وبلّغ كلّ مشتاق. [الموقعة بين ابن عيسى وحميضة بمكة] وفي العشرين من المحرّم حضر رسول مهنّا بن عيسى على خيل البريد المنصور يخبر بأنّ حميضة أخذ معه أربع ماية فارس من التتار، ومقدّمهم شخص من التتر يعرف بالدربندي، مع من اجتمع معه من العربان، وتوجّه بهم إلى مكة، شرّفها الله تعالى، ليضرب مصافّا مع الحجّاج، ويقتلع مكة من رميثة، فوقع عليهم محمد بن عيسى ضرب معهم مصافّا، فأسكرهم محمد وقتل منهم جماعة من التتر والعرب، وما بلغ حميضة (¬3) ما قصده، وكسب محمد وأصحابه منهم مكسبا عظيما لم يحصر. [وصول الحجّاج] وفي الحادي والعشرين من المحرّم المذكور وصلوا (¬4) الحجّاج أولا فأولا. [وصول المحمل] وفي يوم الإثنين سابع وعشرين المحرّم المذكور من سنة سبع عشر (¬5) وسبع ماية وصل المحمل، وأمير الركب، وسائر الحجّاج إلى القاهرة المحروسة، وأحضروا معهم الشريف منصور بن جمّاز صاحب مدينة الرسول، عليه أفضل الصلاة والسلام، ومعه ولده كبش (¬6)، وولده كبيش هرب. [حضور فيّاض بن مهنّا للطاعة] وفي ذلك النهار حضر فيّاض ابن (¬7) مهنّا بن عيسى بن مهنّا تحت الطاعة، وخلع عليه. [الخلعة لابن جمّاز] وفي يوم الخميس مستهلّ صفر سنة سبع عشر (¬8) وسبع ماية خلع السلطان الملك الناصر على السيد الشريف منصور بن جمّاز صاحب المدينة، على ساكنها ¬

(¬1) الصواب: «خمسة». (¬2) الصواب: «ثمانية وأربعون». (¬3) في الأصل: «ربيضة». (¬4) الصواب: «وصل». (¬5) الصواب: «سبع عشرة». (¬6) في الأصل: «كبس». (¬7) الصواب: «بن». (¬8) الصواب: «سبع عشرة».

[الإمرة بطبلخاناة]

أفضل الصلاة والسلام، خلعة سنيّة فرجيّة أطلس أحمر، بتركيبة زركش، ومن تحتها أطلس أصفر، وشاش خليفتي، وطيّب قلبه وأوعده بكلّ خير. [الإمرة بطبلخاناة] وفي يوم السبت ثالث شهر صفر سنة سبع عشر (¬1) وسبع ماية أمّر السلطان الملك الناصر لشهاب الدين أحمد بن أقوش المعزّي المهمندار (¬2)، [و] أمّر زين الدين قراجا التركماني بطبل خاناة. [خروج السلطان للصيد] خرج السلطان الملك الناصر، نصره الله تعالى، إلى الصيد بناحية البرّية بالوجه البحري في حسب الله، في باكر نهار الخميس ثامن صفر سنة سبع عشر (¬3) وسبع ماية، ونزل المنصورية من أعمال الجيزيّة. ورحل نصف الليل، ليلة الجمعة تاسع الشهر المذكور دخل البرّيّة قاصد (¬4) الديارة والكحيليّات، كتب الله سلامته، فاصطاد ثلاث نعامات، وعدّة غزلان، وتفرّج ورجع طلع إلى قلعة الجبل بالقاهرة المحروسة، في يوم الأحد ثامن عشر صفر سنة سبع عشر (¬5) وسبع ماية. [الخلعة لرجال البيرة] وفي يوم الإثنين تاسع عشر صفر المذكور خلع السلطان على رجال (¬6) البيرة الذين أحضروا الأسارى التتر. وأمّا ما جرى من أمر هؤلاء الأسارى. فلما كان في شهر ذي الحجّة سنة ستّ عشر (¬7) وسبع ماية قصدوا (¬8) التراكمين النازلين (¬9) ببلاد التتر الرحيل إلى بلاد المسلمين. وكان بالقرب منهم تتر نازلين، فلم يقدروا التراكمين (¬10) على الرحيل من التتر، فسيّروا إلى نائب السلطنة المعظّمة بقلعة البيرة يطلبوا (¬11) منه عسكرا يحمونهم من التتر عند رحيلهم، فجهّز إليهم الأمير سيف الدين بهادر السّنجريّ نائب السلطنة ¬

(¬1) الصواب: «سبع عشرة». (¬2) في الأصل: «المهندار». (¬3) الصواب: «سبع عشرة». (¬4) الصواب: «قاصدا». (¬5) الصواب: «سبع عشرة». (¬6) في الأصل: «رحال». (¬7) الصواب: «ست عشرة». (¬8) الصواب: «قصد». (¬9) الصواب: «التركمان النازلون». (¬10) الصواب: «فلم يقدر التركمان». (¬11) الصواب: «يطلبون».

[قدوم عرب نجد البحرين]

بثغر البيرة المحروس مايتي فارس ومايتي راجل، فرحلوا (¬1) التركمان، فلحقوهم (¬2) التتر في أرض قرا مذيق (¬3) برأس مرج سروج، وضربوا معهم رأسا، فأكسروا (¬4) التتر، وقتلوا منهم خمسين ستين نفسا، وأسروا منهم ثمان (¬5) وأربعين إنسانا. ثم توجّهوا بالتركمان والأسارى إلى البيرة، وجهّزوا الأسارى إلى أبواب (¬6) الشريفة. وكان وصولهم إلى القاهرة في يوم الخميس ثامن شهر صفر سنة سبع عشر (¬7) وسبع ماية. وخلع السلطان على الذين أحضروهم في يوم الإثنين تاسع عشر صفر المذكور (¬8). [قدوم عرب نجد البحرين] وفي يوم الخميس ثاني وعشرين صفر المذكور حضر إلى خدمته جماعة من عرب نجد البحرين، وخلع عليهم وأنعم عليهم، وأحسن إليهم (¬9). [شفاء وكيل السلطان] وفي يوم السبت رابع وعشرين صفر عوفي القاضي كريم الدين وكيل مولانا السلطان الملك الناصر، أعزّ الله أنصاره، وطلع القلعة، وأخلع (¬10) على الحكماء، وزيّنت القاهرة فرحا بعافيته، وأوقدوا الشمع بالنهار. [ركوب وكيل السلطان والاحتفال به] وفي ليلة الثلاثاء سابع وعشرين صفر سنة سبع عشر (¬11) وسبع ماية ركب القاضي كريم الدين، وطلع مصر، وزيّنت مصر، وأوقدوا له آلاف شموع وقناديل (¬12)، وعملت الأفراح تلك الليلة. وأصبح نهار الثلاثاء اجتمعت الخلق وأوقدوا الشمع، وكان يوما مشهودا. وركب وتوجّه إلى البستان مع سلامة الله وعونه. وكان (¬13) مدّة توعّكه عشرة أيام، ثلاثة وهو في الصيد مع السلطان، وسبعة في أيام البستان. والحمد لله على السلامة والعافية. ¬

(¬1) الصواب: «فرحل». (¬2) الصواب: «فلحقهم». (¬3) هكذا. (¬4) الصواب: «فكسروا». (¬5) الصواب: «ثمانية». (¬6) الصواب: «الأبواب». (¬7) الصواب: «سبع عشرة». (¬8) خبر الخلعة انفرد به المؤلّف. (¬9) خبر عرب البحرين انفرد به المؤلّف. (¬10) الصواب: «وخلع». (¬11) الصواب: «سبع عشرة». (¬12) الصواب: «آلاف الشموع والقناديل». (¬13) الصواب: «وكانت».

[وصول الأمير ابن مهنا إلى مصر]

[وصول الأمير ابن مهنّا إلى مصر] وفي يوم الإثنين رابع ربيع الأول سنة سبع عشرة وسبع ماية وصل الأمير محمد بن عيسى بن مهنّا إلى مصر المحروسة، وحضر بين يدي مولانا السلطان الملك الناصر، خلّد الله ملكه. [واقعة السيل ببعلبك] ولما كان بتاريخ يوم الثلاثاء سابع عشر شهر صفر سنة سبع عشر (¬1) وسبع ماية، بين الظهر والعصر، أرسل الله تعالى سحابة عظيمة ذات رعد وبرق ومطر وودق، فسالت منها الأودية شرقيّ بعلبكّ المحروسة، وحملت كلّ ما مرّت عليه من أشجار العنب وغيره، فانفرقت على البلد فرقتين، فرقة في الناحية الشرقية بقبلة، وسالت حتى انتهت إلى مجرى النهر، وبحّرت بحيرة (¬2) عظيمة على السور، حتى كادت تبلغ شرافاته (¬3) ارتفاعا، وزادت وتزايدت حتى لطف الله عزّ وجلّ، وثبت السور، فتصرّف مع جريان الماء في النهر، ولم يحصل بحمد الله تعالى بسببها كبير أمر ولا فساد. والفرقة الثانية ركبت البلد من باب دمشق إلى باب نحلة (¬4) شرقيّ البلد، وانزجرت هناك على السور، فلما اجتمعت وثقلت خرقت من السور ما مساحته في الطول أربعين (¬5) ذراعا، مع أنّه محكم البنيان. وحصل لما يليه التصدّع، مع أنّ سمكه نحو خمسة أذرع، فأخذت برجا على التمام والكمال، وبعض بدنة عن الشمال. وهذا البرج ذرعه من كلّ جانب خمسة عشر ذراعا، فحمله الماء وهو على حلّه (¬6) لم ينتقض حتى مرّ على فسحة عظيمة نحو خمس ماية ذراع من الأرض. وأخذ السيل في البلد إلى جهة الغرب جاريا، فما مرّ على شيء في طريقه إلاّ جعله خاويا، ولا على شاخص من البناء وغيره إلاّ جعله للأرض مساويا، فخرّب المساكن، وأذهب الأموال، وغرّق الرجال والحريم والأطفال، وأثكل الأمّهات والآباء. ثم لم يزل حتى دخل الجامع الأعظم والمدرسة التي تليه، وانزجر بها حتى كادت تبلغ رؤوس (¬7) العمد في بنائه، فأتلف فيهما من المصاحف والرّبعات والكتب، وشعّث فيها وخرّب وغرّق، وانفجر من الجدار الغربي بالجامع فهدمه، وأخذ ما عليه من البنيان. وهذا كلّه مشاهد بالعيان، حتى بلغ خندق القلعة المنصورة، وخرق من ¬

(¬1) الصواب: «سبع عشرة». (¬2) في الأصل: «نحيرة». (¬3) الصواب: «شرفاته». (¬4) نحلة: قرية بالقرب من بعلبك. (¬5) الصواب: «أربعون». (¬6) هكذا. والصواب: «وهو على حاله». (¬7) في الأصل: «روس».

سور البلد الغربيّ الملاصق لها ما مقداره خمس وعشرين (¬1) ذراعا، فما مرّ على بستان إلاّ وأجابته أشجاره سراعا، ولا {وَقِيلَ يا أَرْضُ اِبْلَعِي [ماءَكِ] (¬2)} وَيا سَماءُ أَقْلِعِي (¬3)، حتى صارت ذو (¬4) المساكن على الطرقات، وأصحاب الأموال يستحقّون الصدقات. وتهدّمت المساجد، وتعطّلت الصلوات. ولقد جرى في هذا اليوم من العجايب ما يعدّ، ومن الغرايب ما لا يحدّ، حتى أخبر الثقات أنه نزل من السماء عمود عظيم من نار في أوائل السيل، وورد من الدخان ما سمع (¬5)، فأسمع الصرخات في الأكوان ما يضعف الحيل، وسلم في مظنّة العطب من كتبه الله سالما على ضعفه، وعطب في مظنّة السلامة من قضى الله بحتفه. وكانت مساحة ما أخذ من البنيان في العرض نحو مساحة ما انخرق من السور المقدّم ذكره، يزيد في بعض الأماكن، وينقص في بعض الأماكن. وطول ما خرقه السيل المذكور من السور إلى السور. وأمّا ما على جنبات مجرى الماء من المساكن القريبة إليه والبناء الذي يحكم الماء عليه فتشعّث في ذلك ما لا يحدّ، وتلف من الأموال والغلال والأثاث والمتاع ما لا يعدّ. وهلك في بعض الحمّامات من النساء والأطفال سبعة نفر، مع سلامة خلق كثير وجد في الأماكن المستقلّة من الغرق جمع كبير. وتعطّلت بعض الطواحين، والأوقاف، والحمّامات، وتشعّث البيمارستان. هذا صورة ما ثبت على قاضي بعلبكّ جمال الدين الرضيّ (¬6)، وكتب خطّه ¬

(¬1) الصواب: «خمسة وعشرون». (¬2) إضافة على الأصل لتتمة الآية الكريمة. (¬3) سورة هود، الآية 44. (¬4) الصواب: «حتى صار ذوو». (¬5) هكذا. (¬6) الذي ورد في المصادر وروى حادثة السيل هو قاضي القضاة ببعلبك شمس الدين محمد بن عيسى بن محمد بن عبد اللطيف (أو عبد الضيف) بن محمود البعلبكي المعروف بابن المجد. ولد ببعلبك سنة 666 هـ. وتولّى قضاءها، ثم قضاء طرابلس وفيها مات سنة 730 هـ. وقد حدّث فقال: «إن السيل دخل بيته وأغرق كتبه وزوجته وحماته فرمى بهما إلى الأمينية، - مدرسة ملاصقة لجامع بعلبك الكبير - فماتت الأم، ودفع السيل الزوجة فألقاها فوق عقد باب الأمينية. ثم أنزلت بعد بسلّم. .». (دول الإسلام للذهبي 2/ 223، ذيل تاريخ الإسلام، له 177، المعجم المختص، له أيضا 208، 209) ويقول خادم العلم وطالبه، محقق هذا الكتاب «عمر =

عليه: «إنّي شاهدت أكثر ذلك، والشهود خلق كثير» (¬1). وهذه كلّها أنذار وأعذار، وتخويف وتنبيه، والناس في تغافل: فإنّا لله وإنّا إليه راجعون. والحمد لله وحده. تمّ الكتاب وصلّى الله على سيّدنا محمد وآله وصحبه وسلّم (بعون الله وتوفيقه، تمّ تحقيق هذا الكتاب على يد خادم العلم وطالبه، عمر عبد السلام تدمري، الأستاذ الدكتور، عضو الهيئة العربية العليا لإعادة كتابة تاريخ الأمة في اتحاد المؤرّخين العرب، أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، المشرف على رسائل الماجستير والدكتوراه، الطرابلسيّ مولدا وموطنا، وذلك بمنزله بساحة الأشرف خليل بن قلاوون (النجمة سابقا) من مدينة طرابلس الشام المحروسة، حفظها الله وسائر بلاد العرب والمسلمين، وأبقاها ثغرا ورباطا إلى يوم الدين. وكان الفراغ من التحقيق بعد ظهر يوم الإثنين الثالث من شهر صفر الخير سنة 1423 هـ. / الموافق للخامس عشر من شهر نيسان / إبريل سنة 2002 م. والحمد لله أولا وآخرا). ¬

= عبد السلام تدمري»: لم أقف على من يسمّى «جمال الدين الرضيّ» كان قاضيا ببعلبك، مع اجتهادي وتتبّعي لعلماء المسلمين الذي جمعتهم في «موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان». (¬1) خبر سيل بعلبك في: نهاية الأرب 32/ 247، 248، والمقتفي 2 / ورقة 264 أ - 265 ب، والمختصر في أخبار البشر 5/ 81، 82، والدرّ الفاخر 290، 291، والمعجم المختص 208، 209 رقم 247، وذيل العبر 91، وذيل تاريخ الإسلام 176، 177، ودول الإسلام 2/ 223، ومرآة الجنان 4/ 256، وتاريخ ابن الوردي 2/ 265، والبداية والنهاية 14/ 81، 81، وتذكرة النبيه 2/ 80، والسلوك ج 2 ق 1/ 171، وتاريخ ابن سباط 2/ 628 - 632، والدرّة المضيّة لابن صصرى 233، 234، والنهج السديد - ص 1، ونصوص تاريخية عن السيل الجارف في بعلبك سنة 717 هـ. / 1317 م، لعمر عبد السلام تدمري - مجلّة تاريخ العرب والعالم، بيروت، العدد 49 لسنة 1982 - ص 37 وما بعدها. ويعتبر النص الذي أورده المؤرّخ «ابن سباط» أفضل نصّ مفصّل عن السيل والخسائر البشرية والعمرانية. (راجع: تاريخ ابن سباط - بتحقيقنا - ج 2/ 628 - 632).

فهرس المصادر والمراجع المعتمدة في التحقيق

فهرس المصادر والمراجع المعتمدة في التحقيق حرف المدة - آثار الأول بترتيب الدول، للعباسي. - آثار البلاد وأخبار العباد، للقزويني. حرف الألف - إتّعاظ الحنفا بأخبار الأئمّة الفاطميّين الخلفا، للمقريزي. - أخبار الأيوبيّين، لابن العميد. - أخبار الدول وآثار الأول، للقرماني. - أخبار مصر، لابن ميسّر. - الإستيعاب في معرفة الأصحاب، لابن عبد البرّ. - الإشارة إلى وفيات الأعيان، للذهبي. - الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة، لابن شدّاد. - الأعلام، للزركلي. - الإعلام بوفيات الأعلام، للذهبي. - الإعلام والتبيّين بخروج الفرنج الملاعين، لابن الحريري. - أعلام النساء، للزركلي. - أعلام الورى بمن ولي من الأتراك بدمشق الكبرى، لابن طولون. - أعيان القصر وأعوان النصر، للصفدي. - إغاثة الأمة بكشف الغمّة، للمقريزي. - الإلمام بالإعلام فيما جرت به الأحكام والأمور المقضيّة في واقعة الإسكندرية، للنويري السكندري. - الإنباء بأنباء الأنبياء، وتواريخ الخلفاء وولايات الأمراء، للقضاعي (بتحقيقنا).

حرف الباء

- الإنباء في تاريخ الخلفاء، لابن العمراني. - الانتصار لواسطة عقد الأمصار، لابن دقماق. - الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل، للعليمي الحنبلي. حرف الباء - البحرية في مصر الإسلامية، للدكتورة سعاد ماهر. - بدائع الزهور في وقائع الدهور، لابن إياس. - البداية والنهاية في التاريخ، لابن كثير. - البدء والتاريخ، لأبي طاهر المقدسي. - البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان، المنسوب للعماد الأصفهاني (بتحقيقنا). - البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، لابن عذاري. حرف التاء - تاريخ ابن أبي الهيجاء. - تاريخ ابن خلدون - العبر في ديوان المبتدا والخبر. - تاريخ ابن الراهب. - تاريخ ابن سباط - صدق الأخبار (بتحقيقنا). - تاريخ ابن الفرات - تاريخ الدول والملوك. - تاريخ ابن قاضي شهبة - الإعلام بتاريخ أهل الإسلام. - تاريخ ابن الوردي - تتمة المختصر في أخبار البشر. - تاريخ أخبار القرامطة، لابن سنان. - تاريخ الأزمنة، للدويهي. - تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، للذهبي (بتحقيقنا). - تاريخ الأنطاكي - صلة تاريخ أوتيخا (بتحقيقنا). - التاريخ الباهر في الدولة الأتابكية، لابن الأثير. - تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي. - تاريخ بيروت، لصالح بن يحيى. - تاريخ الحروب الصليبية، لستيفن رنسيمان.

- تاريخ حلب، للعظيمي. - تاريخ حوادث الزمان وأنبائه ووفيات الأكابر والأعيان من أبنائه، لابن الجزري (بتحقيقنا). - تاريخ الخلفاء، للسيوطي. - تاريخ خليفة بن خيّاط. - تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس، للديار بكري. - تاريخ الرسل والملوك، للطبري. - تاريخ الزمان، لابن العبري. - تاريخ سلاطين المماليك، نشره زترستين. - تاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور (تأليفنا). - التاريخ العربي والمؤرّخون، للدكتور شاكر مصطفى. - التاريخ الغياثي. - تاريخ مختصر الدول، لابن العبري. - تاريخ مصر وفضائلها، منسوب لابن زولاق، وهو لمؤرّخ من القرن العاشر الهجري. - تاريخ الملك الظاهر، لابن شدّاد. - تاريخ مغلطاي. - التاريخ المنصوري، لأبي الفضائل. - تاريخ اليعقوبي. - تالي كتاب وفيات الأعيان، للصقاعي. - تبصرة أرباب الألباب، للطرسوسي. - تجارب الأمم وتعاقب الهمم، لابن مسكويه. - تحفة الأحباب، للسخاوي. - التحفة الملوكية، لبيبرس المنصوري. - تحفة الناظرين في تاريخ أخبار الماضين، للطول كرمي. - تحقيق النصرة بتلخيص معالم الهجرة، للمراغي. - تذكرة النبيه في أيام الملك المنصور وبنيه، لابن حبيب الحلبي.

حرف الجيم

- ترويح القلوب في مناقب بني أيوب، للزبيدي. - تسمية أزواج النبي وأولاده، لأبي عبيدة. - تشريف الأيام والعصور في سيرة الملك المنصور، لابن عبد الظاهر. - تكملة تاريخ الطبري، للهمداني. - التكملة لوفيات النقلة، للمنذري. - التنبيه والإشراف، للمسعودي. حرف الجيم - الجامع الصحيح، للترمذي. - جامع التواريخ، للهمداني. - الجوهر الثمين في سير الملوك والسلاطين، لابن دقماق. - حدائق الياسمين، لابن كنان. حرف الحاء - حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة، للسيوطي. - حسن المناقب السريّة، لشافع بن علي. - الحوادث الجامعة والتجارب النافعة، المنسوب لابن الفوطي. حرف الحاء - خطط جبل عامل، للأمين. حرف الدال - الدارس في تاريخ المدارس، للنعيمي. - درر التيجان وغرر تواريخ الزمان، لابن أيبك (مخطوط). - الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، لابن حجر. - الدرّ الفاخر في سيرة الملك الناصر، لابن أيبك. - درّة الأسلاك في دولة الأتراك، لابن حبيب الحلبي (مخطوط). - الدرّة الزكية في تاريخ الدولة التركية، لابن أيبك. - الدرّة السنيّة في تاريخ الدولة العباسية، لابن أيبك. - الدرّة المضيّة، لابن صصرى. - الدرّة المضيّة في أخبار الدولة الفاطمية، لابن أيبك.

حرف الذال

- الدليل الشافي، لابن تغري بردي. - دول الإسلام، للذهبي. - دول الإسلام الشريفة، للقدسي. - ديوان الإسلام، للغزّي. حرف الذال - ذخيرة الأعلام، للغمري. - ذيل تاريخ دمشق، لابن القلانسي. - ذيل تجارب الأمم، للروذراوري. - ذيل التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد، لقاضي مكة. - الذيل على الروضتين في أخبار الدولتين، لأبي شامة. - ذيل مرآة الزمان، لليونيني. حرف الراء - رحلة ابن بطّوطة. - الروضتين في أخبار الدولتين، لأبي شامة. - الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر، لابن عبد الظاهر. حرف الزاي - زبدة الحلب في تاريخ حلب، لابن العديم الحلبي. - زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة، لبيبرس المنصوري. حرف السين - السلوك لمعرفة دول الملوك، للمقريزي. - سير أعلام النبلاء، للذهبي. - سنا البرق الشامي، للعماد الأصفهاني. حرف الشين - شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لابن العماد الحنبلي. - شفاء القلوب في مناقب بني أيوب، للحنبلي.

حرف الصاد

حرف الصاد - صبح الأعشى في صناعة الإنشا، للقلقشندي. - صحيح مسلم. - صلة تاريخ الطبري، لعريب القرطبي. حرف الطاء - الطالع السعيد الجامع لأسماء الفضلاء والرواة بأعلى الصعيد، للأدفوي. - طبقات الأمم، لصاعد الأندلسي. - طبقات الشافعية، لابن قاضي شهبة. - طبقات الشافعية، للإسنوي. - طبقات الشافعية الكبرى، للسبكي. - الطبقات الكبرى، لابن سعد. - طبقات المفسّرين، للداوودي. حرف الظاء - الظاهر بيبرس، للدكتور سعيد عاشور. حرف العين - العبر في خبر من غبر، للذهبي. - عرائس المجالس، للثعالبي. - العسجد المسبوك والجوهر المحكوك، للخزرجي الأنصاري. - العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، لقاضي مكة. - عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان، لبدر الدين العيني. - عيون التواريخ، لابن شاكر الكتبي. - العيون والحدائق في أخبار الحقائق، مجهول المؤرّخ. حرف الغين - غربال الزمان، لابن الأهدل (مخطوط). حرف الفاء - الفتح القسّي في الفتح القدسي، للعماد الأصفهاني.

حرف القاف

- فتوح البلدان، للبلاذري. - فتوح مصر، لابن عبد الحكم. - فتوح النصر في تاريخ ملوك مصر، لابن بهادر (مخطوط). - الفخري في الآداب السلطانية، لابن طباطبا. - الفضائل الباهرة في محاسن مصر والقاهرة، لابن ظهيرة. - الفضل المأثور من سيرة السلطان الملك المنصور، لشافع بن علي (بتحقيقنا). - الفهرست، لابن النديم. - فوات الوفيات، لابن شاكر الكتبي. حرف القاف - القاموس الإسلامي، لأحمد عطية الله. - قاموس الألبسة، لدوزي. - القدّيس لويس حياته وحملاته على مصر والشام، ترجمة د. حسن حبشي. - قطف الأزهار، للبكري (مخطوط). حرف الكاف - الكامل في التاريخ، لابن الأثير (بتحقيقنا). - كشف الصلصلة عن وصف الزلزلة، للسيوطي. - كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، لحاجّي خليفة. - الكواكب الدرّية في السيرة النورية، لابن قاضي شهبة. حرف اللام - لبنان من السقوط بيد الصليبيّين حتى التحرير، (تأليفنا). - لحظ الألحاظ، لابن فهد. - لويس التاسع، لمحمد مصطفى زياده. - مآثر الإنافة في معالم الخلافة، للقلقشندي. - مجمع الزوائد، للهيثمي. - المحبّر، لابن حبيب. - محيط المحيط، للبستاني. - المختار من تاريخ ابن الجزري، للذهبي.

- مختصر التاريخ، لابن الكازروني. - مختصر تاريخ الإسلام، لابن الملاّ (مخطوط). - مختصر التواريخ، للسلامي (مخطوط). - المختصر في أخبار البشر، لأبي الفداء. - المختصر من الكامل في التاريخ وتكملته، للمسروري (بتحقيقنا). - مذكرات جوانقيل. - مرآة الجنان وعبرة اليقظان في حوادث الزمان، لليافعي. - مرآة الزمان في تاريخ الأعيان، لسبط ابن الجوزي. - مروج الذهب ومعادن الجوهر، للمسعودي. - مسالك الأبصار في ممالك الأمصار (دولة المماليك الأولى)، لابن فضل الله العمري. - المسالك والممالك، لابن خرداذبه. - المسند، للإمام أحمد. - مشارع الأشواق إلى مصارع العشّاق في فضائل الجهاد، لابن النحاس الدمياطي. - مشيخة قاضي القضاة، لابن جماعة. - المصنّف، لعبد الرزاق الصنعاني. - مضمار الحقائق وسرّ الخلائق، لابن شاهنشاه الأيوبي. - معجم الأدباء، لياقوت الحموي. - معجم الألفاظ الفارسية، لأدّي شير. - معجم الشيوخ، للذهبي. - المعجم الكبير، للطبراني. - المعجم المختصّ بالمحدّثين، للذهبي. - معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، للخطيب. - معجم المؤلّفين، لكحّالة. - المعرفة والتاريخ، للفسوي. - معركة عين جالوت، لعماد عبد السلام رؤوف. - المغرب في حلى المغرب، لابن سعيد المغربي. - مفرّج الكروب في أخبار بني أيوب، لابن واصل.

حرف النون

- المقتفي، للبرزالي (مخطوط). - المقفّى الكبير، للمقريزي. - مملكة صفد، للطراونة. - مناقب عمر بن الخطاب، لابن الجوزي. - مناهل الصفا، للسيوطي (مخطوط). - منتخب الزمان، لابن الحريري. - المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، لابن الجوزي. - المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي، لابن تغري بردي. - المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، للمقريزي. - مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة، للسخاوي. - موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي، (تأليفنا). حرف النون - الناصر محمد بن قلاوون، لمرزوق. - النبراس، لابن دحية. - نثر الجمان في تراجم الأعيان، للفيّومي (مخطوط). - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، لابن تغري بردي. - نزهة الأنام في تاريخ الإسلام، لابن دقماق. - نزهة الناصر في سيرة الملك الناصر، لليوسفي. - نصوص تاريخية عن السيل الجارف في بعلبك، (تأليفنا). - النفحة المسكية في الدولة التركية، لابن دقماق (بتحقيقنا). - النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية، لعمارة اليمني. - نهارية الأرب في فنون الأدب، للنويري. - النهج السديد والدرّ الفريد فيما بعد تاريخ ابن العميد، للمفضّل ابن أبي الفضائل. - النوادر السلطانية في المحاسن اليوسفية، لابن شدّاد. - النور اللائح والدرّ الصادح في اصطفاء الملك الصالح، لابن القيسراني (بتحقيقنا). حرف الهاء - هدية العارفين، للبغدادي.

حرف الواو

حرف الواو - الوافي بالوفيات، للصفدي. - وفيات الأعيان، لابن خلّكان. - ولاة مصر، للكندي. - الولاة والقضاة، للكندي.

§1/1