نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر

ابن الجوزي

بسم الله الرحمن الرحيم

(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) ( [ (الْحَمد لله رب الْعَالمين)) قَالَ الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم جمال الدّين، أَبُو الْفرج عبد الرَّحْمَن بن عَليّ ابْن الْجَوْزِيّ (رَحمَه الله) ] : الْحَمد لله على إحسانه حمدا يُوجب الْمَزِيد من رضوانه، وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ فِي سُلْطَانه، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله أرْسلهُ لايضاح برهانه، وَصلى الله عَلَيْهِ، وعَلى أَصْحَابه، وأزواجه، وأعوانه، صَلَاة تدوم على مُرُور الزَّمَان ومرور أحيانه، وَسلم تلسيما كثيرا. وَبعد لما نظرت فِي كتب الْوُجُوه والنظائر الَّتِي ألفها أَرْبَاب الِاشْتِغَال بعلوم الْقُرْآن، رَأَيْت كل مُتَأَخّر عَن مُتَقَدم يحذو حذوه، وينقل قَوْله مُقَلدًا لَهُ من غير فكرة (فِيمَا نَقله وَلَا بحث عَمَّا حصله.

قد نسب كتاب فِي " الْوُجُوه والنظائر " إِلَى (عِكْرِمَة عَن) ابْن عَبَّاس " رَضِي الله عَنْهُمَا " وَكتاب) آخر إِلَى عَليّ بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس. وَمِمَّنْ ألف كتب " الْوُجُوه والنظائر ". الْكَلْبِيّ، وَمُقَاتِل بن سُلَيْمَان، وَأَبُو الْفضل الْعَبَّاس بن الْفضل الْأنْصَارِيّ. وروى مطروح بن مُحَمَّد بن شَاكر عَن عبد الله بن هَارُون الْحِجَازِي عَن أَبِيه، كتابا فِي " الْوُجُوه والنظائر "، وَأَبُو بكر بن مُحَمَّد بن

الْحسن النقاش، وَأَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الدَّامغَانِي، وَأَبُو عَليّ الْبناء من أَصْحَابنَا، وَشَيخنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن عبيد الله بن الزَّاغُونِيّ. وَلَا أعلم أحدا جمع الْوُجُوه والنظائر سوى هَؤُلَاءِ. وَأعلم أَن معنى الْوُجُوه والنظائر (2 / أ) أَن تكون الْكَلِمَة وَاحِدَة، ذكرت فِي مَوَاضِع من الْقُرْآن على لفظ وَاحِد، وحركة وَاحِدَة، وَأُرِيد بِكُل مَكَان معنى غير الآخر، فَلفظ كل كلمة ذكرت فِي مَوضِع نَظِير للفظ الْكَلِمَة الْمَذْكُورَة فِي الْموضع الآخر، وَتَفْسِير كل كلمة بِمَعْنى غير معنى الآخرى هُوَ الْوُجُوه. فَإِذن النَّظَائِر: اسْم للألفاظ، وَالْوُجُوه: اسْم للمعاني، فَهَذَا الأَصْل فِي وضع كتب الْوُجُوه والنظائر، وَالَّذِي أَرَادَ الْعلمَاء بِوَضْع كتب الْوُجُوه والنظائر أَن يعرفوا السَّامع لهَذِهِ النَّظَائِر أَن مَعَانِيهَا تخْتَلف، وَأَنه لَيْسَ المُرَاد بِهَذِهِ اللَّفْظَة مَا أُرِيد بِالْأُخْرَى، وَقد تجوز واضعوها فَذكرُوا كلمة وَاحِدَة مَعْنَاهَا فِي جَمِيع الْمَوَاضِع وَاحِد. كالبلد، والقرية، وَالْمَدينَة، وَالرجل، وَالْإِنْسَان، وَنَحْو ذَلِك. إِلَّا أَنه يُرَاد بِالْبَلَدِ فِي هَذِه الْآيَة غير الْبَلَد فِي الْآيَة الْأُخْرَى (وبهذه الْقرْيَة غير الْقرْيَة فِي الْآيَة الْأُخْرَى) . فحذوا

بذلك حَذْو الْوُجُوه والنظائر الْحَقِيقِيَّة. فَرَأَيْت أَن أذكر هَذَا الِاسْم كَمَا ذَكرُوهُ وَلَقَد قصد أَكْثَرهم كَثْرَة الْوُجُوه والأبواب، فَأتوا بالتهافت العجاب، مثل أَن ترْجم بَعضهم فَقَالَ: بَاب الذُّرِّيَّة، وَذكر فِيهِ " ذَرْنِي "، " وتذروه الرِّيَاح "، " ومثقال ذرة ". وَترْجم بَعضهم فَقَالَ: بَاب الرِّبَا، وَذكر فِيهِ " أَخْذَة رابية ". و " ربيون " و " ربائبكم "، و " جنَّة بِرَبْوَةٍ ". وتهافتهم إِلَى مثل هَذَا كثير يعجب مِنْهُ ذُو اللب، إِذا رَآهُ، وجمعت فِي كتابي هَذَا أَجود مَا جَمَعُوهُ، وَوضعت (عَنهُ) كل وهم ثبتوه فِي كتبهمْ ووضعوه، وَقد رتبته على الْحُرُوف ترتيبا (2 / ب) ، وقربته إِلَى الِاخْتِصَار المألوف تَقْرِيبًا، وَأَنا أسأَل الله الَّذِي لم يزل قَرِيبا أَن يَجْعَل لي من عونه نَصِيبا إِنَّه ولي ذَلِك والقادر عَلَيْهِ.

كتاب الألف

(كتاب الْألف) وَهُوَ سِتَّة وَخَمْسُونَ بَابا: - (أَبْوَاب الْوَجْهَيْنِ) (1 - بَاب الِاتِّبَاع) الأَصْل فِي الِاتِّبَاع: أَن يقفو المتبع أثر المتبع بالسعي فِي طَرِيقه. وَقد يستعار فِي الدّين وَالْعقل وَالْفِعْل. وَذكر أهل التَّفْسِير أَنه فِي الْقُرْآن على هذَيْن الْوَجْهَيْنِ. - فَمن الأول: قَوْله تَعَالَى فِي طه: {فأتبعهم فِرْعَوْن بجُنُوده} ، وَفِي الشُّعَرَاء: {فأتبعوهم مشرقين} . وَمن الثَّانِي: قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {إِذْ تَبرأ الَّذين} اتبعُوا من الَّذين اتبعُوا وَرَأَوا الْعَذَاب وتقطعت بهم الْأَسْبَاب. وَقَالَ الَّذين اتبعُوا لَو

باب أخلد

أَن لنا كرة} ، وَفِي الْأَعْرَاف: {لَئِن اتبعتم شعيبا} ، وَفِي إِبْرَاهِيم: {إِنَّا كُنَّا لكم تبعا} ، وَفِي الشُّعَرَاء: {واتبعك الأرذلون} . وَلَا يَصح هَذَا التَّقْسِيم إِلَّا أَن تَقول: إِن الإتباع والاتباع بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد بِمَعْنى وَاحِد. (2 - بَاب أخلد) أخلد: على وزن أفعل، وَهُوَ بِمَعْنى الِاعْتِمَاد على الشَّيْء والميل إِلَيْهِ. قَالَ أَبُو الْحُسَيْن بن فَارس اللّغَوِيّ: يُقَال أخلد: إِذا أَقَامَ. وَمثله: خلد، مِنْهُ جنَّة الْخلد. وأخلد إِلَى الأَرْض: لصق بهَا. والخلد: البال. والخلدة: القرط. وَجَاء فِي التَّفْسِير قَوْله تَعَالَى: {وَيَطوف عَلَيْهِ ولدان مخلدون} مقرطون، وَيُقَال: إِنَّه من الْخلد.

باب الأذان

وَذكر أهل التَّفْسِير أَن أخلد فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: أَحدهمَا: بِمَعْنى الْميل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {وَلكنه أخلد إِلَى الأَرْض} . وَالثَّانِي: بِمَعْنى التخليد. وَمِنْه (3 / أ) قَوْله تَعَالَى فِي الْهمزَة: {يحْسب أَن مَاله أخلده} ، أَي: خلده من الخلود. (3 - بَاب الْأَذَان) الْأَذَان: نِدَاء يقْصد بِهِ إِعْلَام المنادى بِمَا يُرَاد مِنْهُ. وَمِنْه الْأَذَان للصَّلَاة، فَإِذا أصغى إِلَيْهِ المنادى بالاستماع والاستجابة قيل قد أذن، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {أَذِنت لِرَبِّهَا وحقت} ، يُرِيد استمعت، وَكَذَلِكَ قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا أذن الله لشَيْء مَا أذن لنَبِيّ يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يجْهر بِهِ ". أَي: مَا اسْتمع. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْأَذَان فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: النداء. (وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف) :

باب الاستطاعة

{فَأذن مُؤذن بَينهم أَن لعنة الله على الظَّالِمين} ، وَفِي يُوسُف: {ثمَّ أذن مُؤذن أيتها العير إِنَّكُم لسارقون} ، وَفِي الْحَج: {وَأذن فِي النَّاس بِالْحَجِّ} . وَالثَّانِي: الْإِعْلَام وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {وأذان من الله وَرَسُوله} ، وَفِي فصلت: {قَالُوا آذناك مَا منا من شَهِيد} . وَيجوز أَن يعد هَذَانِ الْوَجْهَانِ وَجها وَاحِدًا، فَلَا يَصح التَّقْسِيم إِذن. (4 - بَاب الِاسْتِطَاعَة) الأَصْل فِي الِاسْتِطَاعَة: أَنه استفعال من الطَّاعَة. فَسُمي الْفَاعِل مستطيعا، لِأَن الْفِعْل الَّذِي يرومه مُمكن مُطَاوع، وتسميته بذلك قبل الْفِعْل على سَبِيل الْمجَاز، لِأَن الِاسْتِطَاعَة من الْعباد لَا تكون إِلَّا مَعَ الْفِعْل. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الِاسْتِطَاعَة فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: -

باب الاستغفار

أَحدهمَا: سَعَة المَال، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {وَللَّه على النَّاس حج الْبَيْت (3 / ب} من اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا} ، أَي: من وجد سَعَة من المَال. وَفِي سُورَة النِّسَاء: {وَمن لم يسْتَطع مِنْكُم طولا} ، وَفِي بَرَاءَة: {لَو استطعنا لخرجنا مَعكُمْ} . وَالثَّانِي: الإطاقة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {وَلنْ تستطيعوا أَن تعدلوا بَين النِّسَاء وَلَو حرصتم} ، أَي: لن تُطِيقُوا. وَفِي هود: {مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السّمع} ، أَي: لم يطيقوا أَن يسمعوا ذكر الْإِيمَان، وَفِي الْكَهْف: {وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سمعا} ، فِي الْفرْقَان: {فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صرفا وَلَا نصرا} ، وَفِي التغابن: {فَاتَّقُوا الله مَا اسْتَطَعْتُم} ، وَفِي الذاريات: {فَمَا اسْتَطَاعُوا من قيام} . (5 - بَاب الاسْتِغْفَار) الاسْتِغْفَار: استفعال من طلب الغفران. والغفران: تَغْطِيَة الذَّنب بِالْعَفو عَنهُ. والغفر: السّتْر. وَيُقَال: اصبغ ثَوْبك فَهُوَ أَغفر للوسخ وَغفر

الخد وَالصُّوف: مَا علا فَوق الثَّوْب مِنْهُمَا، كالزئبر: سمي غفرا لِأَنَّهُ يستر الثَّوْب: وَيُقَال: لجنة الرَّأْس مغفر لِأَنَّهَا تستر الرَّأْس وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ: وَحكى بعض أهل اللُّغَة أَن الْمَغْفِرَة مَأْخُوذَة من الغفر. وَهُوَ نبت يداوى بِهِ الْجراح، يُقَال: إِنَّه إِذا ذَر عَلَيْهَا دملها وأبرأها. ذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الاسْتِغْفَار فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: الاسْتِغْفَار نَفسه وَهُوَ طلب الغفران، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {وَاسْتَغْفرُوا ربكُم ثمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} ، وَفِي يُوسُف: {واستغفري لذنبك} ، وَفِي نوح: {اسْتَغْفرُوا ربكُم إِنَّه كَانَ غفارًا} . (4 / أ) . وَهُوَ كثير فِي الْقُرْآن. وَالثَّانِي: الصَّلَاة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {والمستغفرين بالأسحار} ، وَفِي الْأَنْفَال: {وَمَا كَانَ الله معذبهم وهم يَسْتَغْفِرُونَ} ، وَفِي الذاريات: {وبالأسحار هم يَسْتَغْفِرُونَ} .

باب الأسف

وَقد عد بَعضهم الْآيَة الَّتِي فِي يُوسُف، من قسم الاسْتِغْفَار، وَجعل الَّتِي فِي هود وَفِي نوح بِمَعْنى التَّوْحِيد، فَيكون الْبَاب على قَوْله من أَقسَام الثَّلَاثَة. (6 - بَاب الأسف) الأسف: الْحزن الشَّديد على الشَّيْء والتلهف عَلَيْهِ. قَالَ ابْن فَارس: يُقَال: أسفت آسَف آسفا، إِذا لهفت والأسف: الغضبان. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الأسف على فِي الْقُرْآن وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: الْحزن، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي العأراف: {وَلما رَجَعَ مُوسَى إِلَى قومه غَضْبَان أسفا} ، وَمثله: {يَا أسفى على يُوسُف} . وَالثَّانِي: الْغَضَب، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الزخرف: {فَلَمَّا آسفونا انتقمنا مِنْهُم} ، أَي: أغضبونا. (7 - بَاب أصبح) الأَصْل فِي أصبح: إِدْرَاك الصَّباح للمصبح، وَيُقَال: أصبح، إِذا أوقد الْمِصْبَاح.

باب الإصر

وَذكر أهل التَّفْسِير أَن أصبح فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: إِدْرَاك الصَّباح للصبح. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {فَأصْبح يقلب كفيه} ، وَفِي الْأَحْقَاف: {فَأَصْبحُوا لَا يرى إِلَّا مساكنهم} ، وَفِي نون: {ليصرمنها مصبحين} ، وفيهَا: {فَأَصْبَحت كالصريم} . وَالثَّانِي: بِمَعْنى صَار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {فأصبحتم بنعمته إخْوَانًا} ، وَفِي الْمَائِدَة: {فَأصْبح من الخاسرين} (4 / ب) ، وفيهَا: {فَأصْبح من النادمين} ، وَفِي الْكَهْف: {أَو يصبح مَاؤُهَا غورا} ، [وَفِي فصلت] : {فأصبحتم من الخاسرين} ، وَفِي الْملك: {إِن أصبح ماؤكم غورا} . (8 - بَاب الإصر) قَالَ أَبُو الْحُسَيْن بن فَارس اللّغَوِيّ: الإصر: الثّقل. والإصر:

الْعَهْد. والأخرة: الْقَرَابَة. وكل عقد وقرابة وعهد: إصر. وَالْعرب. تَقول: مَا تأصرني على فلَان آصرة. أَي: مَا تعطفني عَلَيْهِ قرَابَة وَلَا منَّة. قَالَ الحطيئة: - (عطفوا عَليّ بغيرا ... صرة فقد عظم الأواصر) أَي: عطفوا عَليّ بِغَيْر عهد وَلَا قرَابَة. والمأصر الْموضع الَّذِي يُقيم فِيهِ صَاحب الرصد فيأصر فِيهِ العير. أَي: يحبسها لطلب الضريبة، وأصرته: حَبسته. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الإصر فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: الثّقل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {رَبنَا وَلَا تحمل علينا إصرا} . وَالثَّانِي: الْعَهْد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {وأخذتم على ذَلِكُم إصري} . وَفِي الْأَعْرَاف: {وَيَضَع عَنْهُم إصرهم} . قَالَ مُجَاهِد: عهود كَانَت عَلَيْهِم. وَقد ذهب قوم إِلَى أَن المُرَاد

باب الأفواه

بالإصر الْمَذْكُور فِي الْبَقَرَة: الْعَهْد. مِنْهُم ابْن عَبَّاس، وَمُجاهد، وَالضَّحَّاك، وَالسُّديّ. فَبَطل على قَوْلهم التَّقْسِيم. (9 - بَاب الأفواه) الأفواه: وَاحِدهَا فَم. وأصل الْفَم فوه على وزن فوز. والفوه: سَعَة الْفَم. يُقَال: رجل أفوه، وَامْرَأَة فوهاء، وَيُقَال: فَاه الرجل بالْكلَام يفوه، إِذا لفظ بِهِ، والمفوه: الْقَادِر على الْكَلَام. وأنشدوا: (قد يخزن الْوَرع التقي لِسَانه ... هذر الْكَلَام وَإنَّهُ لمفوه) وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن [الأفواه فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: _ أَحدهمَا: الأفواه الْمَعْرُوفَة الَّتِي وَاحِدهَا فَم، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي إِبْرَاهِيم: {فَردُّوا أَيْديهم فِي أَفْوَاههم} ، وَمَعْنَاهُ: إِنَّهُم قصدُوا إسكات الرُّسُل بلغوهم.

باب إقامة الصلاة

وَالثَّانِي: الألسن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {يَقُولُونَ بأفواههم مَا لَيْسَ فِي قُلُوبهم} ، أَي: بألسنتهم وَسمي اللِّسَان بذلك لمَكَان الْمُجَاورَة وَالسَّبَب كَمَا سمي الْعقل قلبا فِي قَوْله تَعَالَى: {إِن فِي ذَلِك لذكرى لمن كَانَ لَهُ قلب} ، أَي: عقل، لِأَن الْقلب ظرف لِلْعَقْلِ. وَقد ألحق بَعضهم " وَجها " ثَالِثا فَقَالَ: والأفواه: الْكَلَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {يُرِيدُونَ ليطفئوا نور الله بأفواههم} ، أَي: بكلامهم (10 - بَاب إِقَامَة الصَّلَاة) أصل الْإِقَامَة: من الْقيام. وَهُوَ امتداد قامة الْإِنْسَان إِلَى جِهَة الْعُلُوّ بالانتصاب. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن إِقَامَة الصَّلَاة فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: إِتْمَامهَا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الْبَقَرَة: (الَّذين

باب أولى

يُؤمنُونَ بِالْغَيْبِ ويقيمون الصَّلَاة) {وفيهَا} (وَأقِيمُوا الصَّلَاة وَآتوا الزَّكَاة} . وَالثَّانِي: الْإِقْرَار بهَا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاة} ، أَي: أقرُّوا بهَا. (11 - بَاب أولى) الأَصْل فِي أولى أَنَّهَا مَوْضُوعَة لترجيح الأحق، تَقول: زيد أولى بالإكرام من عَمْرو، أَي: أَحَق. قَالَ ابْن فَارس: فَأَما قَوْلهم فِي الشتم: أولى لَهُ، فَحَدثني على بن عمر، وَقَالَ: سَمِعت ثعلبا، يَقُول: أولى تهدد ووعيد. وأنشدوا (5 / ب) : (فَأولى، ثمَّ أولى ثمَّ أولى ... وَهل للدر يحلب من مرد) قَالَ الْأَصْمَعِي: مَعْنَاهُ قاربه مَا يهلكه. أَي: نزل بِهِ، وَأنْشد: -

أبواب الثلاثة

(فعادى بَين هاديتين مِنْهَا ... وَأولى أَن يزِيد على الثَّلَاث) أَي: قَارب أَن يزِيد، قَالَ ثَعْلَب: وَلم يقل أحد فِي أولى أحسن مِمَّا قَالَ الْأَصْمَعِي. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن أولى فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: بِمَعْنى أَحَق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْفَال: {وَأولُوا الْأَرْحَام بَعضهم أولى بِبَعْض فِي كتاب الله} ، وَفِي مَرْيَم: {أولى بهَا صليا} . وَفِي الْأَحْزَاب: {النَّبِي أولى بِالْمُؤْمِنِينَ من أنفسهم} . وَالثَّانِي: بِمَعْنى الْوَعيد والتهديد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: {ينظرُونَ إِلَيْك نظر المغشي عَلَيْهِ من الْمَوْت فَأولى لَهُم} ، وَفِي الْقِيَامَة: {أولى لَك فَأولى ثمَّ أولى لَك فَأولى} . (أَبْوَاب الثَّلَاثَة) (12 - بَاب الْإِذْن) الأَصْل فِي الْإِذْن: الْإِطْلَاق من غير حجر. وأذنت للْحَدِيث

استمعت، وَفِي الحَدِيث: " مَا أذن الله لشَيْء مَا أذن لنَبِيّ يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ " أَي مَا اسْتمع. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْإِذْن فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: الْإِذْن نَفسه. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {وَمَا كَانَ لنَفس أَن تَمُوت إِلَّا بِإِذن الله كتابا مُؤَجّلا} ، يُرِيد إِلَّا أَن يَأْذَن الله فِي مَوتهَا. وَفِي يُونُس: {وَمَا كَانَ لنَفس أَن تؤمن إِلَّا بِإِذن الله} . وَالثَّانِي: الْأَمر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {وَمَا أرسلنَا من رَسُول إِلَّا ليطاع بِإِذن الله} ، وَفِي الْمَائِدَة: {ويخرجهم من الظُّلُمَات إِلَى النُّور بِإِذْنِهِ} ، وَفِي الرَّعْد: {وَمَا كَانَ لرَسُول (6 / أ} أَن يَأْتِي بِآيَة إِلَّا بِإِذن الله} ، وَفِي إِبْرَاهِيم: {لتخرج النَّاس من الظُّلُمَات إِلَى النُّور بِإِذن رَبهم} ، وفيهَا: {تؤتي أكلهَا كل حِين بِإِذن رَبهَا} ، وفيهَا: {خَالِدين فِيهَا بِإِذن رَبهم} . وَالثَّالِث: الْإِرَادَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَمَا هم بضارين بِهِ من أحد إِلَّا بِإِذن الله} ، وفيهَا: (كم من فِئَة قَليلَة غلبت فِئَة

باب الاستحياء

كَثِيرَة بِإِذن الله) {وفيهَا} (فهزموهم بِإِذن الله} ، وَفِي آل عمرَان: {وَمَا أَصَابَكُم يَوْم التقى الْجَمْعَانِ فبإذن الله} . (13 - بَاب الاستحياء) ذكر أهل التَّفْسِير أَن الاستحياء فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - [وَلم يفرقُوا بَين الْمَقْصُور والممدود] . أَحدهمَا: الاستبقاء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الْبَقَرَة: {ويستحيون نساءكم} . وَالثَّانِي: التّرْك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {إِن الله لَا يستحي أَن يضْرب مثلا مَا بعوضة فَمَا فَوْقهَا} . وَالثَّالِث: من الْحيَاء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْزَاب: {إِن ذَلِكُم كَانَ يُؤْذِي النَّبِي فيستحي مِنْكُم} .

باب السفل

(14 - بَاب السّفل) الْأَسْفَل: مَا انحط عَن رُتْبَة الْأَعْلَى، والسفل: مَا مَالَتْ إِلَيْهِ الْأَجْسَام الثَّقِيلَة بالطبع، والعلو مَا انْتَهَت إِلَيْهِ الْأَجْسَام الْخَفِيفَة بالطبع. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْأَسْفَل فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: أَحدهَا: الانحطاط فِي الْمَكَان، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {إِن الْمُنَافِقين فِي الدَّرك الْأَسْفَل من النَّار} ، وَفِي الْأَنْفَال: {والركب أَسْفَل مِنْكُم} ، أَي: هم فِي منهبط الْوَادي. وَالثَّانِي: الخسران فِي الْأَمر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الصافات: {فأرادوا بِهِ كيدا فجعلناهم الأسفلين} . وَالثَّالِث: بُلُوغ أرذل الْعُمر. وَمِنْه قَوْله تعال: (6 / ب) فِي سُورَة التِّين: {ثمَّ رددناه أَسْفَل سافلين} . (15 - بَاب الأغلال) الأغلال: جمع غل. والغل: حَدِيدَة مستديرة تجْعَل فِي عنق

الْأَسير. والغل - بِكَسْر الْغَيْن: الحقد. والغال: الْوَادي ينْبت الشّجر، وَجمعه غلان، وغل الرجل: إِذا خَان لِأَنَّهُ أَخذ مختفيا. وأغلت الضَّيْعَة فَهِيَ مغلة: إِذا أَتَت بِشَيْء وَأَصلهَا بَاقٍ، قَالَ زُهَيْر: - (فتغلل لكم مَا لَا تغل لأَهْلهَا ... قرى بالعراق من قفيز وَدِرْهَم) والغلالة: الثَّوْب [الَّذِي] يلبس تَحت الثِّيَاب. وتغللت بالغالية، وتغليت: إِذا جَعلتهَا فِي أصُول الشّعْر. والغلل: المَاء الَّذِي يجْرِي فِي أصُول الشّجر. والغليل: حرارة الْعَطش. والغلغلة: سرعَة السّير. المغلغلة: الرسَالَة تغلغل تَحت كل شَيْء حَتَّى تصل. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الأغلال فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: أغلال الْحَدِيد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سبأ: {وَجَعَلنَا الأغلال فِي أَعْنَاق الَّذين كفرُوا} . وَالثَّانِي: الشدائد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: (والأغلال الَّتِي

باب إلى

كَانَت عَلَيْهِم} . وَالثَّالِث: الْإِمْسَاك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {وَقَالَت الْيَهُود يَد الله مغلولة غلت أَيْديهم} ، أَي: أَمْسَكت عَن فعل الْخَيْر. (16 - بَاب " إِلَى ") " إِلَى ": حرف من حُرُوف الْخَفْض. وَهِي مَوْضُوعَة فِي الأَصْل للانتهاء والغاية. قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا يحيى بن عَليّ التبريزي: وَهِي للغاية فِي الْمَكَان وَغير ذَلِك، تَقول: سرت من الْبَصْرَة إِلَى الْكُوفَة، وانتظرته إِلَى آخر النَّهَار. فَكَأَنَّهَا مُقَابلَة لمن، ومراسلة لَهَا (7 / أ) ، لِأَن تِلْكَ للابتداء، وَإِلَى للانتهاء، وَإِذا قلت: سرت من الْبَصْرَة إِلَى الْكُوفَة. فَجَائِز أَن تكون قد دَخَلتهَا، وَأَن تكون قد وصلت إِلَيْهَا وَلم تدْخلهَا. فمما جَاءَ فِي التَّنْزِيل دخل الْحَد فِي الْمَحْدُود قَوْله تَعَالَى: {وَأَيْدِيكُمْ إِلَى الْمرَافِق} . فالمرافق دَاخِلَة فِي الْغسْل الْوَاجِب. وَمِمَّا جَاءَ وَلم يدْخل الْحَد فِي الْمَحْدُود قَوْله: {ثمَّ أَتموا الصّيام إِلَى اللَّيْل} ، فالليل غير دَاخل فِي وجوب الصَّوْم.

وَذكر أهل التَّفْسِير أَن " إِلَى " فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: وُرُودهَا على أَصْلهَا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {ثمَّ أَتموا الصّيام إِلَى اللَّيْل} ، وَفِي طه: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْن} ، وَمثله: {وَإِلَى عَاد} ، {وَإِلَى ثَمُود} ، {وَإِلَى مَدين} ، وَهُوَ الْعَام. وَالثَّانِي: بِمَعْنى " مَعَ ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الصَّفّ: {من أَنْصَارِي إِلَى الله} ، وَفِي سُورَة النِّسَاء: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالهم إِلَى أَمْوَالكُم} ، وَفِي الْمَائِدَة: {وَأَيْدِيكُمْ إِلَى الْمرَافِق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إِلَى الْكَعْبَيْنِ} . وَالثَّالِث: بِمَعْنى اللَّام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {ليجمعنكم إِلَى يَوْم الْقِيَامَة} ، وَقيل إِنَّه بِمَعْنى " فِي ". وَألْحق بَعضهم وَجها رَابِعا فَقَالَ: و " إِلَى " بِمَعْنى: الْبَاء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَإِذا خلوا إِلَى شياطينهم} ، وفيهَا: {أحل لكم لَيْلَة الصّيام الرَّفَث إِلَى نِسَائِكُم} ، وألحقه قوم بالقسم الثَّانِي فَقَالُوا: هُوَ بِمَعْنى " مَعَ "

باب الأمانة

وَمِمَّنْ قَالَ ذَلِك النَّضر بن شُمَيْل. (17 - بَاب الْأَمَانَة) قَالَ شَيخنَا عَليّ بن عبيد الله رَضِي الله عَنهُ: الأَصْل فِي الْأَمَانَة: الْأَمْن والطمأنينة. والموضع الَّذِي يطمئن فِيهِ الْإِنْسَان: المأمن. والوديعة: أَمَانَة لِأَن (7 / ب) صَاحبهَا ائْتمن الْمُودع على حفظهَا فاطمأن إِلَيْهِ. وَقَالَ ابْن فَارس: يُقَال: رجل أَمَنَة. وأمنة: يَثِق بِكُل أحد. وَرجل أَمِين وأمان. وأنشدوا: (وَلَقَد شهِدت التَّاجِر ... الْأمان مورودا شرابه) والأمون النَّاقة الموثقة الْخلق. وَكَأَنَّهُ أَمن فِيهَا الفتور فِي السّير. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْأَمَانَة فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: الْفَرَائِض، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الْأَنْفَال: {لَا تخونوا الله وَالرَّسُول وتخونوا أماناتكم} ، أَي: تضيعوا فرائضكم. وَفِي الْأَحْزَاب: {إِنَّا عرضنَا الْأَمَانَة على السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَالْجِبَال}

باب أم

وَالثَّانِي: الْوَدِيعَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {إِن الله يَأْمُركُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَات إِلَى أَهلهَا} ، وَفِي الْمُؤمنِينَ: {وَالَّذين هم لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدهمْ رَاعُونَ} . وَالثَّالِث: الْعِفَّة. مِنْهُ قَوْله تَعَالَى فِي الْقَصَص: {إِن خير من اسْتَأْجَرت الْقوي الْأمين} . (18 - بَاب أم) قَالَ ابْن قُتَيْبَة: أم تكون بِمَعْنى أَو. وَتَكون بِمَعْنى ألف الِاسْتِفْهَام. وَذكر الْمُفَسِّرُونَ أَنَّهَا فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: بِمَعْنى " أَو " وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل: {أم أمنتم أَن يعيدكم فِيهِ تَارَة أُخْرَى} ، وَفِي الْملك: {أم أمنتم من فِي السَّمَاء أَن يُرْسل عَلَيْكُم حاصبا} . وَالثَّانِي: بِمَعْنى ألف الِاسْتِفْهَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة

باب أنى

النِّسَاء: {أم يحسدون النَّاس على مَا آتَاهُم الله من فَضله} ، أَرَادَ أيحسدون وَفِي سَجْدَة لُقْمَان: {أم يَقُولُونَ افتراه بل هُوَ الْحق من رَبك} ، وَفِي ص: {أتخذناهم سخريا أم زاغت عَنْهُم الْأَبْصَار} . وَفِي الطّور: {أم لَهُ الْبَنَات وَلكم البنون (8 / أ} أم تسئلهم أجرا فهم من مغرم مثقلون. أم عِنْدهم الْغَيْب فهم يَكْتُبُونَ} . وَالثَّالِث: بِمَعْنى بل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرَّعْد: {أم بِظَاهِر من القَوْل} . وَفِي الزخرف: {أم أَنا خير من هَذَا الَّذِي هُوَ مهين وَلَا يكَاد يبين} ، وَفِي الْقَمَر: {أم يَقُولُونَ نَحن جَمِيع منتصر} . (19 - بَاب أَنى) قَالَ ابْن قُتَيْبَة: أَنى تكون لمعنيين: -

أَحدهمَا: بِمَعْنى: كَيفَ. وَالثَّانِي بِمَعْنى: من أَيْن. والمعنيان متقاربان، يجوز أَن يتَأَوَّل فِي كل وَاحِد مِنْهُمَا الآخر. قَالَ الْكُمَيْت: - (أَنى وَمن أَيْن آبك الطَّرب ... من حَيْثُ لَا صبوة وَلَا ريب) فجَاء بالمعنيين جَمِيعًا. قَالَ شَيخنَا عَليّ بن عبيد الله: أَنى لفظ سُؤال يرد فِي كل مَكَان بِحَسب مَا يَقْتَضِيهِ من زمَان، وَحَال، وَمَكَان، فَإِذا وَقع سؤالا عَن زمَان، كَانَ بِمَعْنى " مَتى ". وَإِذا كَانَ سؤالا عَن حَال، كَانَ بِمَعْنى " كَيفَ ". فَإِذا كَانَ سؤالا عَن مَكَان، كَانَ بِمَعْنى " أَيْن ". وَذكر الْمُفَسِّرُونَ أَنه فِي الْقُرْآن على هَذِه الْأَوْجه الثَّلَاثَة: - فَمن الأول: وَهُوَ كَونه بِمَعْنى " مَتى "، قَوْله فِي الْبَقَرَة: {أَنى يحيي هَذِه الله بعد مَوتهَا} . وَمن الثَّانِي: وَهُوَ كَونه بِمَعْنى " كَيفَ ". قَوْله فِي الْبَقَرَة: {فَأتوا حَرْثكُمْ أَنى شِئْتُم} ، وَفِي آل عمرَان: {أَنى يكون لي ولد} .

باب أو

وَمن الثَّالِث: وَهُوَ كَونه بِمَعْنى " من أَيْن ". قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {يَا مَرْيَم أَنى لَك هَذَا} ، وَفِي بَرَاءَة: {قَاتلهم الله أَنى يؤفكون} . (20 - بَاب " أَو ") " أَو ": حرف يرد للشَّكّ. تَقول: رَأَيْت زيدا أَو عمرا. وَيرد للتَّخْيِير تَقول: خُذ مِنْهُ دِينَارا أَو قِيمَته وَرقا. وَيرد بِمَعْنى " بل ". أنْشد الْفراء (8 / ب: - (بَدَت مثل قرن الشَّمْس فِي رونق الضُّحَى ... وَصورتهَا أَو أَنْت فِي الْعين أَمْلَح) يُرِيد: بل أَنْت. وَترد بِمَعْنى " الْوَاو ". قَالَ جرير: - (نَالَ الْخلَافَة أَو كَانَت لَهُ قدرا ... كَمَا أَتَى ربه مُوسَى على قدر)

قَالَ تَوْبَة: - (وَقد زعمت ليلى بِأَنِّي فَاجر ... لنَفْسي تقاها أَو عَلَيْهَا فجورها) مَعْنَاهُ: وَعَلَيْهَا. قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: وَترد للإبهام، تَقول: اشْتريت هَذَا الثَّوْب بِدِينَار أَو أَكثر. تُرِيدُ بذلك الْإِبْهَام على السَّائِل. وَكَقَوْلِه: {أَو يزِيدُونَ} . وَترد للْإِبَاحَة، تقل جَالس الْحسن أَو ابْن سِيرِين. أَي جَالس الأخيار فان جالسهما أَو أَحدهمَا فقد أطاعك. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن " أَو " فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: أَحدهَا: التَّخْيِير وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْبَقَرَة] : {ففدية من صِيَام أَو صَدَقَة أَو نسك} ، وَفِي الْمَائِدَة: {فكفارته إطْعَام عشرَة مَسَاكِين من أَوسط مَا تطْعمُونَ أهليكم أَو كسوتهم أَو تَحْرِير رَقَبَة} . وَالثَّانِي: بِمَعْنى " الْوَاو ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {أَو الحوايا أَو مَا اخْتَلَط بِعظم} ، وَفِي طه: {لَعَلَّه يتَذَكَّر أَو يخْشَى} .

وَفِي هَل أَتَى: {وَلَا تُطِع مِنْهُم آثِما أَو كفورا} ، وَفِي المرسلات: {عذرا أَو نذرا} . وَالثَّالِث: بِمَعْنى " بل ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {قَالَ لَبِثت يَوْمًا أَو بعض يَوْم} ، وَفِي النَّحْل: {وَمَا أَمر السَّاعَة إِلَّا كلمح الْبَصَر أَو هُوَ أقرب} ، وَفِي النَّجْم: {فَكَانَ قاب قوسين أَو أدنى} ، وَفِي الصافات: {وأرسلناه إِلَى مائَة ألف أَو يزِيدُونَ} . قَالَ ابْن قُتَيْبَة: وَلَيْسَ هَذَا الْوَجْه كَمَا تأولوا، وَإِنَّمَا هُوَ بِمَعْنى " الْوَاو " أبدا. فعلى قَوْله يكون هَذَا الْبَاب من أَبْوَاب الْوَجْهَيْنِ (9 / أ) . وَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: فِي قَوْله {أَو يزِيدُونَ} ، إِنَّهَا للإبهام على الْمُخَاطب، قَالَ: وَلَيْسَ هِيَ بِمَعْنى " الْوَاو " وَلَا بِمَعْنى " بل " لِأَن الْحَرْف إِذا أمكن حمله على لَفظه لم يحمل على غَيره. قَالَ: فَإِن قَالَ قَائِل: إِن الله تَعَالَى لَا يُرِيد أَن يلبس علينا إِنَّمَا يُرِيد أَن يبين لنا. قُلْنَا: بل قد تكون الْمصلحَة تَارَة فِي الْإِبْهَام وَتارَة فِي التَّبْيِين، كَقَوْلِه تَعَالَى: {يسئلونك عَن الرّوح قل الرّوح من أَمر رَبِّي} . وَلم يبين بِهَذَا الْكَلَام.

أبواب الأربعة

(أَبْوَاب الْأَرْبَعَة) (21 - بَاب الْأَب) الْأَب: بتَخْفِيف الْبَاء: الْوَالِد. وبتشديدها: المرعى. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {فَاكِهَة وَأَبا} . وَيُقَال: أَب الرجل إِذا تهَيَّأ للذهاب: أَبَا، وأبابة، وأبيبا: وَأنْشد للأعشى: - (أَخ قد طوى كشحا وَأب ليذهبا) وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْأَب " بتَخْفِيف الْبَاء " فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: الْأَب الْأَدْنَى. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {وَورثه أَبَوَاهُ} ، وَفِي الْأَنْعَام: {وَإِذ قَالَ إِبْرَاهِيم لِأَبِيهِ آزر} ،

باب الأجر

وَفِي مَرْيَم: {يَا أَبَت لم تعبد مَا لَا يسمع} ، وَفِي الْقَصَص: {وأبونا شيخ كَبِير} ، وَفِي عبس: {وَأمه وَأَبِيهِ} . وَالثَّانِي: الْأَب الْأَعْلَى وَهُوَ الْجد، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {وَاتَّبَعت مِلَّة آباءي إِبْرَاهِيم وَإِسْحَاق وَيَعْقُوب} ، وَفِي الْحَج: {مِلَّة أبيكم إِبْرَاهِيم} . وَالثَّالِث: الْعم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {نعْبد إلهك وإله آبَائِك إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل} ، وَإِنَّمَا إِسْمَاعِيل عَم يَعْقُوب. وَالرَّابِع: الْخَالَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {وَرفع أَبَوَيْهِ على الْعَرْش} . (22 - بَاب الْأجر) الْأجر: الْعِوَض الْمَأْخُوذ فِي العقد على الْمَنَافِع (9 / ب) . وَيُسمى العقد: إجَازَة. وَتقول: أجرته على فعله، أَي: جعلت لَهُ أجرا. وَالْأَجْر أَيْضا: جبر الْعظم. تَقول " أَيْضا ": أجرت يَده، أَي:

جبرت. والإجار: السَّطْح الَّذِي لَيْسَ حوله مَا يرد المرتقي، وَجمعه: أجاجير، وأجاجرة، والإنجار: لُغَة فِي الإجار. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْأجر فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: نَفَقَة الرَّضَاع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى " فِي الطَّلَاق ": {فَإِن أرضعن لكم فَآتُوهُنَّ أُجُورهنَّ} . وَالثَّانِي: الْمهْر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {وآتوهن أُجُورهنَّ بِالْمَعْرُوفِ} ، وَفِي الْأَحْزَاب: {واللاتي " آتيت أُجُورهنَّ} . وَالثَّالِث: الْجعل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سبأ: {قل مَا سألتكم من أجر فَهُوَ لكم} ، وَمثله: {لَا أسئلكم عَلَيْهِ أجرا} . وَالرَّابِع: الثَّوَاب على الطَّاعَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {ولنجزين الَّذين صَبَرُوا أجرهم بِأَحْسَن مَا كَانُوا يعْملُونَ} . وَقد ألحق بَعضهم وَجْهَيْن آخَرين: أَحدهمَا: الثَّنَاء الْحسن، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي العنكبوت (وَآتَيْنَاهُ

باب الإحاطة

أجره فِي الدُّنْيَا} . وَالثَّانِي: الْجنَّة. وَمِنْه قَوْله فِي سُورَة النِّسَاء: {يُؤْت من لَدنه أجرا عَظِيما} . (23 - بَاب الْإِحَاطَة) الْإِحَاطَة: الاستدارة بالشَّيْء من جَمِيع جوانبه. وَيُقَال للبستان: الْحَائِط، لِأَنَّهُ يجمع كثيرا من الثِّمَار. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: لِأَنَّهُ يحوط صَاحبه وينفعه. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْإِحَاطَة فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: أَحدهَا: الْعلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {لوا يحيطون بِشَيْء من علمه إِلَّا بِمَا شَاءَ} ، (10 / أ) ، وَفِي سُورَة الْجِنّ: {وأحاط بِمَا لديهم} . وَالثَّانِي: الْجمع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَالله مُحِيط بالكافرين} ، (أَي: جامعهم) .

باب الأحد

وَالثَّالِث: الإهلاك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وأحاطت بِهِ خطيئته} ، وَفِي الْكَهْف: {وأحيط بثمره} . وَالرَّابِع: الاشتمال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {أحَاط بهم سرادقها} ، وَفِي العنكبوت: {وَإِن جَهَنَّم لمحيطة بالكافرين} . (24 - بَاب الْأَحَد) الْأَحَد وَالْوَاحد: اسْم لمبدأ الْعدَد. قَالَ ابْن فَارس: والأحد: بِمَعْنى الْوَاحِد. واستأحد الرجل: انْفَرد. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْأَحَد فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: أَحدهَا: الله عز وَجل. وَمِنْه قَوْله تعالي فِي الْبَلَد: {أيحسب أَن لن يقدر عَلَيْهِ أحد يَقُول أهلكت مَالا لبدا أيحسب أَن لم يره أحد} .

باب الأحزاب الأحزاب جمع حزب والحزب الجماعة المنفردون برأيهم عن غيرهم وذكر بعض المفسرين أن الأحزاب في القرآن على أربعة أوجه

وَالثَّانِي: مُحَمَّد عَلَيْهِ السَّلَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {إِذْ تصعدون وَلَا تلوون على أحد} ، وَفِي الْحَشْر: {وَلَا نطيع فِيكُم أحدا أبدا} . وَالثَّالِث: بِلَال بن حمامة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي اللَّيْل: {وَمَا لأحد عِنْده من نعْمَة تجزى} ، [أَي: مَا لِبلَال عِنْد أبي بكر حِين اشْتَرَاهُ وَأعْتقهُ من نعْمَة تجزى] . وَالرَّابِع: بِمَعْنى الْوَاحِد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {قل هُوَ الله أحد} . (25 - بَاب الْأَحْزَاب} الْأَحْزَاب: جمع حزب. والحزب: الْجَمَاعَة المنفردون برأيهم عَن غَيرهم. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْأَحْزَاب فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: -

أَحدهَا: بَنو أُميَّة وَبَنُو الْمُغيرَة وَآل أبي طَلْحَة. مِنْهُ قَوْله تَعَالَى فِي هود: {وَمن يكفر بِهِ من الْأَحْزَاب فَالنَّار موعده} ، وَفِي الرَّعْد: {وَمن الْأَحْزَاب} {10 / ب} {من يُنكر بعضه} ، وَفِي ص: {جند مَا هُنَالك مهزوم من الْأَحْزَاب} . وَالثَّانِي: أَبُو سُفْيَان بن حَرْب فِي قبائل الْعَرَب وَالْيَهُود، الَّذين تحزبوا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الخَنْدَق يُقَاتلُون فِي ثَلَاثَة أمكنة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْزَاب: {يحسبون الْأَحْزَاب لم يذهبوا وَإِن يَأْتِ الْأَحْزَاب يودوا لَو أَنهم بادون فِي الْأَعْرَاب} وَالثَّالِث: النَّصَارَى. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم: {فَاخْتلف الْأَحْزَاب من بَينهم فويل للَّذين كفرُوا من مشْهد يَوْم عَظِيم} . وَفِي الزخرف: {فَاخْتلف الْأَحْزَاب من بَينهم فويل للَّذين ظلمُوا من عَذَاب يَوْم أَلِيم} . أَرَادَ: أحزاب النَّصَارَى النسطورية واليعقوبية والملكانية. وَالرَّابِع: كفار الْأُمَم الْمُتَقَدّمَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي ص: {كذبت قبلهم قوم نوح وَعَاد وَفرْعَوْن ذُو الْأَوْتَاد وَثَمُود وَقوم لوط وَأَصْحَاب الأيكة أُولَئِكَ الْأَحْزَاب} ، وَفِي الْمُؤمن: (إِنِّي أَخَاف عَلَيْكُم مثل

باب الإحصاء

يَوْم الْأَحْزَاب، مثل دأب قوم نوح وَعَاد وَثَمُود} . (26 - بَاب الإحصاء) الأَصْل فِي الإحصاء: الْعد. تَقول: أحصيت الشَّيْء، أَي: عددته. ثمَّ يستعار فِي كل شَيْء بِحَسبِهِ. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الاحصاء فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: الْحِفْظ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {لَا يُغَادر صَغِيرَة وَلَا كَبِيرَة إِلَّا أحصاها} ، وَفِي المجادلة: {أَحْصَاهُ الله ونسوه} . وَالثَّانِي: الْكِتَابَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يس: {وكل شَيْء أحصيناه فِي إِمَام مُبين} ، وَفِي عَم: {وكل شَيْء أحصيناه كتابا} . وَالثَّالِث: (11 / أ) الإطاقة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي المزمل: {وَالله يقدر اللَّيْل وَالنَّهَار علم أَن لن تحصوه} ، أَي: لن تطيقوه. قَالَ مقَاتل: لن تُحْصُوا قيام ثلث اللَّيْل وَلَا نصفه وَلَا ثُلثَيْهِ.

باب أدنى

وَالرَّابِع: الْعدَد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي إِبْرَاهِيم: {وَإِن تعدوا نعمت الله لَا تحصوها} ، أَي: لَا تعرفوا عَددهَا من كثرتها. وَجعله قوم من الْقسم الَّذِي قبله. فَقَالُوا: لَا تُطِيقُوا شكرها. وَقد ألحق قوم قسما خَامِسًا وَهُوَ: الْعلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الْجِنّ: {وأحصى كل شَيْء عددا} ، وَالظَّاهِر أَنه من قسم الْعدَد. (27 - بَاب أدنى) قَالَ شَيخنَا عَليّ بن عبيد الله: أدنى. أفعل، من الدنو، وَهُوَ الْقرب. يُقَال: دنا يدنو دنوا فَهُوَ دَان. وَالسَّمَاء الدُّنْيَا: هِيَ الْقُرْبَى منا. قَالَ ابْن فَارس: الدنيء من الرِّجَال مَهْمُوز: الدون. والدني غير مَهْمُوز: الْقَرِيب من دنا يدنو، وَسميت الدُّنْيَا: لدنوها. وَالنِّسْبَة إِلَيْهَا دنياوي. ودانيت بَين الْأَمريْنِ: قاربت بَينهمَا (وَفِي الحَدِيث) : (إِذا أكلْتُم فدنوا، أَي: كلوا مِمَّا يليكم. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن أدنى فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: بِمَعْنى أَجْدَر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: (وَأدنى أَلا

باب الأعمى الأعمى الذاهب البصر يقال عمى يعمى ورجل عم وقوم عمون ويستعار فيمن ذهبت بصيرته وفيمن لم يهتد إلى حجته ويقال

ترتابوا} . وَفِي سُورَة النِّسَاء: {ذَلِك أدنى أَلا تعولُوا} ، وَفِي الْمَائِدَة: {ذَلِك أدنى أَن يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ على وَجههَا} . وَالثَّانِي: بِمَعْنى أقرب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي تَنْزِيل السَّجْدَة: {ولنذيقنهم من الْعَذَاب الْأَدْنَى دون الْعَذَاب الْأَكْبَر} ، أَرَادَ الْأَقْرَب. وَقيل هُوَ الرُّجُوع. وَفِي النَّجْم: {فَكَانَ قاب قوسين أَو أدنى} ، (11 / ب) . وَالثَّالِث: بِمَعْنى أقل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي المجادلة: {وَلَا أدنى من ذَلِك وَلَا أَكثر إِلَّا هُوَ مَعَهم} . وَالرَّابِع: بِمَعْنى أدون. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى " فِي الْبَقَرَة ": {أتستبدلون الَّذِي هُوَ أدنى بِالَّذِي هُوَ خير} . (28 - بَاب الْأَعْمَى} الْأَعْمَى: الذَّاهِب الْبَصَر. يُقَال عمى يعمى. وَرجل عَم، وَقوم عمون. ويستعار فِيمَن ذهبت بصيرته وفيمن لم يهتد إِلَى حجَّته. وَيُقَال

باب الآل

هَؤُلَاءِ فِي عميتهم، وعميتهم، وعمايتهم، أَي: فِي جهلهم. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْأَعْمَى فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: الْأَعْمَى الْقلب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الْبَقَرَة: {صم بكم عمي} ، وَفِي يُونُس: {وَمِنْهُم من ينظر إِلَيْك أفأنت تهدي الْعمي} ، وَفِي بني إِسْرَائِيل: {وَمن كَانَ فِي هَذِه أعمى فَهُوَ فِي الْآخِرَة أعمى وأضل سَبِيلا} . وَالثَّانِي: الْأَعْمَى الْبَصَر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النُّور: {لَيْسَ على الْأَعْمَى حرج} ، وَفِي عبس: {أَن جَاءَهُ الْأَعْمَى} وَالثَّالِث: الْأَعْمَى عَن الْحجَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي طه: {ونحشره يَوْم الْقِيَامَة أعمى قَالَ رب لم حشرتني أعمى وَقد كنت بَصيرًا} . وَالرَّابِع: الْكَافِر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {مثل الْفَرِيقَيْنِ كالأعمى والأصم والبصير والسميع} ، وَفِي الرَّعْد: {قل هَل يَسْتَوِي الْأَعْمَى والبصير} . (بَاب الْآل) قَالَ شَيخنَا عَليّ بن عبيد الله: الْآل: اسْم لكل من رَجَعَ إِلَى مُعْتَمد عَلَيْهِ فِيمَا رَجَعَ فِيهِ إِلَيْهِ. فَتَارَة يكون بِالنّسَبِ، وَتارَة يكون بِالسَّبَبِ.

وَالْأَصْل فِي ذَلِك قَوْلنَا: آل، وَهُوَ بِمَعْنى: رَجَعَ، وَبِمَعْنى صَار. تَقول، آل الشَّيْء، يؤول، أَولا. وَمن ذَلِك قيل (2 / أ) [فِيهِ] لما يؤول فِيهِ ظَاهر اللَّفْظ فِي حَقِيقَته: انه تَأْوِيل، لِأَن الْأَمر رَجَعَ فِيهِ إِلَى غير مَا هُوَ ظَاهره. فَأَما مَا أُبْقِي، على لَفظه وكشف للفهم بِلَفْظ آخر يُسَاوِيه فِي مَعْنَاهُ فَذَلِك بَيَان وَتَفْسِير وَلَيْسَ بِتَأْوِيل. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْآل فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: أهل بَيت الرجل المتكنفين بنسبه. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحجر: {فَلَمَّا جَاءَ آل لوط المُرْسَلُونَ} ، وَفِي الْقَمَر: {إِلَّا آل لوط نجيناهم بِسحر} ، وَفِي حم الْمُؤمن: {وَقَالَ رجل مُؤمن من آل فِرْعَوْن} ، أَي: من أهل نسبه، وَلِهَذَا قبل مِنْهُ فِرْعَوْن فِي ترك قتل مُوسَى وَلم يكن من بني إِسْرَائِيل، ذكره أَبُو بكر من أَصْحَابنَا فِي التَّفْسِير. وَالثَّانِي: ذُرِّيَّة الرجل وَإِن سفل نسبهم مِنْهُ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: (إِن الله اصْطفى آدم ونوحا وَآل إِبْرَاهِيم وَآل عمرَان على

باب إلا

الْعَالمين} . وَالثَّالِث: أهل دين الرجل، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وأغرقنا آل فِرْعَوْن} ، وَفِي حم الْمُؤمن: {أدخلُوا آل فِرْعَوْن أَشد الْعَذَاب} ، وَفِي الْقَمَر: {وَلَقَد جَاءَ آل فِرْعَوْن النّذر} . وَالرَّابِع: صلَة فِي الْكَلَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَبَقِيَّة مِمَّا ترك آل مُوسَى وَآل هَارُون} ، أَي: مِمَّا ترك مُوسَى وَهَارُون. (30 - بَاب إِلَّا) إِلَّا: مَوْضُوعَة فِي الأَصْل للاستثناء. قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: وللاستثناء أدوات مَوْضُوعَة فأشدها اسْتِيلَاء على بَاب الِاسْتِثْنَاء وأكثرها اسْتِعْمَالا إِلَّا وَهِي أم الْبَاب، وَمَا عَداهَا من أدوات الِاسْتِثْنَاء كَأَنَّهَا أخذت (12 / [) ، هَذَا الحكم من إِلَّا بطرِيق الشّبَه، فَمن الأدوات الَّتِي اسْتثْنى بهَا لشبهها بإلا أَسمَاء وأفعال وحروف، فَمن الْأَسْمَاء:

سوى، وفيهَا ثَلَاث لُغَات: فتح السِّين، وَضمّهَا، وَكسرهَا. فَإِذا فتحت السِّين مددتها لَا غير، وَإِذا ضممتها قصرت لَا غير، وَإِذا كسرتها كنت بِالْخِيَارِ بَين الْمَدّ وَالْقصر. وَالْقصر أَكثر. وَمِنْهَا " غير "، وَمِنْهَا " بيد "، " وميد "، وهما اسمان، وَمن الْأَفْعَال: " لَيْسَ "، وَلَا يكون، وَعدا، وَمن الْحُرُوف: حاشا، وخلا، وهما حرفان من حُرُوف الْجَرّ، وَفِيهِمَا معنى الِاسْتِثْنَاء. وَقد تقع إِلَّا بِمَعْنى " الْوَاو "، وأنشدوا من ذَلِك: (وكل أَخ مفارقه أَخُوهُ ... لعمر أَبِيك إِلَّا الفرقدان) وَذكر أهل التَّفْسِير [أَن] إِلَّا فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: الِاسْتِثْنَاء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْفرْقَان: {ويخلد فِيهِ مهانا إِلَّا من تَابَ وآمن} ، وَفِي العنكبوت: {فَلبث فيهم ألف سنة إِلَّا خمسين عَاما} ، وَفِي الزخرف: {الأخلاء يَوْمئِذٍ بَعضهم لبَعض عَدو إِلَّا الْمُتَّقِينَ} ، وَهُوَ كثير فِي الْقُرْآن. وَالثَّانِي: الِاسْتِئْنَاف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {وَلَا أَخَاف مَا تشركون بِهِ إِلَّا أَن يَشَاء رَبِّي شَيْئا} ، وَفِي الْأَعْرَاف: (قل لَا أملك

لنَفْسي نفعا وَلَا ضرا إِلَّا مَا شَاءَ الله) {وفيهَا} (مَا يكون لنا أَن نعود فِيهَا إِلَّا أَن يَشَاء الله رَبنَا} ، وَفِي اللَّيْل: {إِلَّا ابْتِغَاء وَجه ربه الْأَعْلَى} ، وَفِي الغاشية: {إِلَّا من تولى وَكفر} ، وَفِي التِّين: {ثمَّ رددناه أَسْفَل سافلين. إِلَّا الَّذين آمنُوا} . وَالثَّالِث: بِمَعْنى غير. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (13 / أ) فِي الْأَنْبِيَاء: {لَو كَانَ فيهمَا آلِهَة إِلَّا الله لفسدتا} ، وَفِي الدُّخان: {لَا يذوقون فِيهَا الْمَوْت إِلَّا الموتة الأولى} . وَالرَّابِع: بِمَعْنى لَكِن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {لَا عَاصِم الْيَوْم من أَمر الله إِلَّا من رحم} ، وَفِي الشُّعَرَاء: {فَإِنَّهُم عَدو لي إِلَّا رب الْعَالمين} ، وَفِي سُورَة النِّسَاء: {وَلَا تنْكِحُوا مَا نكح آباؤكم من النِّسَاء إِلَّا مَا قد سلف} . قَالَ بَعضهم: معنى الْآيَة: لَكِن مَا قد سلف فأجتنبوه. وَقَالَ قوم: مَعْنَاهَا: بَعْدَمَا قد سلف فَإِنَّكُم لَا تؤاخذون بِهِ. وَقَالَ بَعضهم: هَذِه الْآيَة بِمَعْنى " الْوَاو ": فتقديرها وَلَا مَا قد سلف. وَمَعْنَاهُ: اقْطَعُوا مَا أَنْتُم عَلَيْهِ من نِكَاح مَا نكح الْآبَاء. وَلَا تبتدئوا.

باب الإمام

(31 - بَاب الإِمَام) قَالَ الزّجاج: الإِمَام: الَّذِي يؤتم بِهِ، وَيفْعل كَفِعْلِهِ، ويقصد مَا قَصده، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدا طيبا} ، أَي: فاقصدوا. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الإِمَام فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: الْمُتَقَدّم فِي الْخَيْر، المقتدى بِهِ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {إِنِّي جاعلك للنَّاس إِمَامًا} . وَالثَّانِي: الْكتاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل: {يَوْم ندعوا كل أنَاس بإمامهم} ، أَي: بِكِتَابِهِمْ، أَو قيل: بِنَبِيِّهِمْ. وَالثَّالِث: اللَّوْح الْمَحْفُوظ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يس: {وكل شَيْء أحصيناه فِي إِمَام مُبين} . وَالرَّابِع: الطَّرِيق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحجر: {وإنهما لبإمام مُبين} .

باب الإنزال

قَالَ ابْن قُتَيْبَة: وَإِنَّمَا سمي الطَّرِيق إِمَامًا لِأَن الْمُسَافِر يأتم بِهِ ويستدل. وأصل الإِمَام مَا ائتممت بِهِ (13 / [) . (32 - بَاب الْإِنْزَال) الْإِنْزَال: حط الشَّيْء من الْعُلُوّ. وَالْفَاعِل: منزل. وَالْمَفْعُول: منزل. والنازلة الشَّدِيدَة من شَدَائِد الدَّهْر تنزل بِالنَّاسِ. النزال فِي الْحَرْب: أَن يتنازل الْفَرِيقَانِ. وَمَكَان نزل ينزل فِيهِ [الْقَوْم] كثيرا. وَتقول: وجدت الْقَوْم على نزلاتهم، أَي: مَنَازِلهمْ. والنزل: مَا تهَيَّأ للنزيل. والنزيل: الضَّيْف. وأنشدوا: (نزيل الْقَوْم أعظمهم حقوقا ... وَحقّ الله فِي حق النزيل) وَيُقَال: نزل الرجل، إِذا حج وأنشدوا من ذَلِك: - (أنازلة أَسمَاء أم غير نازله ... أبيني لنا يَا أسم مَا أَنْت فَاعله) وأنشدوا مِنْهُ أَيْضا: -

(وَلما نزلنَا قرت الْعين وانتهت ... أماني كَانَت قبل فِي الدَّهْر تسْأَل) وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْإِنْزَال فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: القَوْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الْأَنْعَام: {قَالَ سَأُنْزِلُ مثل مَا أنزل الله} . وَالثَّانِي: الْخلق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس: {قل أَرَأَيْتُم مَا أنزل الله لكم من رزق} ، وَفِي الزمر: {وَأنزل لكم من الْأَنْعَام ثَمَانِيَة أَزوَاج} ، وَمثله: {وأنزلنا الْحَدِيد} . وَالثَّالِث: الْبسط، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي حم عسق: {وَلَكِن ينزل بِقدر مَا يَشَاء} . وَالرَّابِع: نفس الْإِنْزَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي [حم]

باب إن

عسق: {وَهُوَ الَّذِي ينزل الْغَيْث من بعد مَا قَنطُوا وينشر رَحمته} . (33 - بَاب إِن) إِن: تكون بِمَعْنى الشَّرْط. تَقول: إِن جَاءَ زيد فَأكْرمه. وَتَكون بِمَعْنى: " مَا "، تَقول: إِن زيد إِلَّا ذَاهِب. وَذكر (14 / أ) أهل التَّفْسِير أَنَّهَا فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: أَحدهَا: بِمَعْنى الشَّرْط وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {إِن كُنْتُم تحبون الله فَاتبعُوني} ، وَفِي سُورَة النِّسَاء: {وَإِن كُنْتُم مرضى أَو على سفر} ، وَفِي الحجرات: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِن جَاءَكُم فَاسق بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} ، وَهِي كَثِيرَة بِالْقُرْآنِ. وَالثَّانِي: بِمَعْنى " مَا "، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْبِيَاء: {لَو أردنَا أَن نتَّخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إِن كُنَّا فاعلين} ، وَفِي الزخرف:

{وَإِن كل ذَلِك لما مَتَاع الحيوة الدُّنْيَا} ، وَفِي يس: {إِن كَانَت إِلَّا صَيْحَة وَاحِدَة فَإِذا هم خامدون} ، وَفِي الْملك: {إِن الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غرور} ، وَفِي الطارق: {إِن كل نفس لما عَلَيْهَا حَافظ} . وَالثَّالِث: بِمَعْنى لقد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس: {فَكفى بِاللَّه شَهِيدا بَيْننَا وَبَيْنكُم إِن كُنَّا عَن عبادتكم لغافلين} ، وَفِي بني أسرائيل: {إِن كَانَ وعد رَبنَا لمفعولا} ، وَفِي الشُّعَرَاء: {تالله إِن كُنَّا لفي ضلال مُبين} ، وَفِي الصافات: {إِن كدت لتردين} ، وَفِي الْأَعْلَى: {فَذكر إِن نَفَعت الذكرى} . (قَالَ مقَاتل: " قد نَفَعت الذكرى ") ، وَهَذَا الْوَجْه فِي معنى الَّذِي قبله، إِلَّا الْآيَة الْأَخِيرَة فَإِنَّهَا بِمَعْنى الشَّرْط لِأَن الْمَعْنى إِن نَفَعت، وَإِن لم تَنْفَع. وَالرَّابِع: بِمَعْنى " إِذْ ". مِنْهُ قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: (وذروا مَا بَقِي

أبواب الخمسة

من الرِّبَا إِن كُنْتُم مُؤمنين} . وَفِي آل عمرَان: {وَأَنْتُم الأعلون إِن كُنْتُم مُؤمنين} ، وَفِي بَرَاءَة: {فَالله أَحَق أَن تخشوه إِن كُنْتُم مُؤمنين} . قَالَ ابْن قُتَيْبَة: وَهَذِه عِنْد أهل اللُّغَة: " إِن " بِعَينهَا، لَا يجعلونها بِمَعْنى " إِذْ " ويذهبون إِلَى أَنه أَرَادَ: من كَانَ مُؤمنا ترك الرِّبَا. وَلم يهن، وَلم يخْش إِلَّا الله (14 / ب) . (أَبْوَاب الْخَمْسَة) (34 - بَاب الْأَخ) الْأَخ: اسْم يُرَاد بِهِ الْمسَاوِي والمعادل، وَالظَّاهِر فِي التعارف: أَنه يُقَال فِي النّسَب، ثمَّ يستعار فِي مَوَاضِع تدل عَلَيْهَا الْقَرِينَة. وَيُقَال: تأخيت الشَّيْء، أَي: تحريته. وَحكى ابْن فَارس عَن بعض الْعلمَاء، أَنه قَالَ: سمي الأخوان لتأخي كل وَاحِد مِنْهُمَا مَا يتأخاه الآخر. والإخاء: مَا يكون بَين الْأَخَوَيْنِ، قَالَ: - وَذكر أَن الْإِخْوَة: للولادة. والإخوان: للأصدقاء.

وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْأَخ فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: الْأَخ من الْأَب وَالأُم أَو من أَحدهمَا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {فَإِن كَانَ لَهُ إخْوَة فلأمه السُّدس} ، وَفِي الْمَائِدَة: {فطوعت لَهُ نَفسه قتل أَخِيه فَقتله} . وَالثَّانِي: الإخاء من الْقَبِيلَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَإِلَى عَاد أَخَاهُم هودا} ، {وَإِلَى ثَمُود أَخَاهُم صَالحا} ، {وَإِلَى مَدين أَخَاهُم شعيبا} . وَالثَّالِث: الإخاء فِي الدّين والمتابعة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {فأصبحتم بنعمته إخْوَانًا} ، وَفِي بني إِسْرَائِيل: {إِن المبذرين كَانُوا إخْوَان الشَّيَاطِين} ، وَفِي الحجرات: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إخْوَة} . وَالرَّابِع: الاخاء فِي الْمَوَدَّة والمحبة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحجر: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورهمْ من غل إخْوَانًا} . وَالْخَامِس: الصاحب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي ص: {إِن هَذَا أخي لَهُ تسع وَتسْعُونَ نعجة} .

باب الأخذ

(35 - بَاب الْأَخْذ) الأَصْل فِي الْأَخْذ: تنَاول الشَّيْء بِالْيَدِ. ثمَّ يستعار فِي مَوَاضِع وَالْأَخْذ على (15 / ب) فعل الرمد وَبِه أَخذ: على فعل. وَهُوَ الرمد. والأخيذ: الْأَسير. والمستأخذ: المطأطئ رَأسه. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْأَخْذ فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: الْقبُول. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {لَا يُؤْخَذ مِنْهَا عدل} ، وَفِي آل عمرَان: {وأخذتم على ذَلِكُم إصري} ، وَفِي الْمَائِدَة: {إِن أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ} ، وَفِي الْأَنْعَام. {وَإِن تعدل كل عدل لَا يُؤْخَذ مِنْهَا} ، وَفِي الْأَعْرَاف: {خُذ الْعَفو} ، وَفِي بَرَاءَة: {وَيَأْخُذ الصَّدقَات} . وَالثَّانِي: الْحَبْس. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {فَخذ أَحَدنَا مَكَانَهُ إِنَّا نرَاك من الْمُحْسِنِينَ قَالَ معَاذ الله أَن نَأْخُذ إِلَّا من وجدنَا متاعنا عِنْده} ، وفيهَا: {مَا كَانَ ليَأْخُذ أَخَاهُ فِي دين الْملك}

باب الأسباب

وَالثَّالِث: الْعَذَاب. وَمِنْه قله تَعَالَى فِي هود: {وَكَذَلِكَ أَخذ رَبك إِذا أَخذ الْقرى وَهِي ظالمة إِن أَخذه أَلِيم شَدِيد} ، وَفِي العنكبوت: {فكلا أَخذنَا بِذَنبِهِ} ، وَفِي الْمُؤمن: {فَأَخَذتهم فَكيف كَانَ عِقَاب} . وَالرَّابِع: الْقَتْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمُؤمن: {وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه} . وَالْخَامِس: الْأسر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {فَإِن توَلّوا فخذوهم} . وَفِي بَرَاءَة: {فَاقْتُلُوا الْمُشْركين حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وخذوهم} . (36 - بَاب الْأَسْبَاب) الْأَسْبَاب: جمع سَبَب. وَالسَّبَب فِي الأَصْل: الْحَبل. ثمَّ يستعار فِي كل شَيْء يتَوَصَّل بِهِ إِلَى الْمَطْلُوب. فَيُقَال للطريق سَبَب لِأَنَّك بسلوكه تصل إِلَى الْموضع الَّذِي تريده. وأساب السَّمَاء: أَبْوَابهَا. قَالَ زُهَيْر: (15 / ب) .

(وَمن هاب أَسبَاب الْمنية يلقها ... وَلَو نَالَ أَسبَاب السَّمَاء بسلم) وَالسَّبَب الْمَفَازَة وَرجل سببة: يسب النَّاس. وسبة: يَسُبُّونَهُ. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْأَسْبَاب فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: الحبال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَج: {فليمدد بِسَبَب إِلَى السَّمَاء} . وَالثَّانِي: الْأَبْوَاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي ص: {فليرتقوا فِي الْأَسْبَاب} ، وَفِي الْمُؤمن: {لعَلي أبلغ الْأَسْبَاب} . وَالثَّالِث: الْعلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {وَآتَيْنَاهُ من كل شَيْء سَببا} . وَالرَّابِع: الطَّرِيق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْكَهْف] : {فأتبع سَببا} ، أَي: طَرِيقا.

باب الإسلام

وَالْخَامِس: المواصلة والمودة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْبَقَرَة] : {وتقطعت بهم الْأَسْبَاب} . (37 - بَاب الْإِسْلَام) قَالَ ابْن قُتَيْبَة: الْإِسْلَام: الدُّخُول فِي السّلم، وَهُوَ الانقياد والمتابعة، قَالَ الله تَعَالَى: {وَلَا تَقولُوا لمن ألْقى إِلَيْكُم السَّلَام لست مُؤمنا} ، أَي: انْقَادَ لكم وتابعكم. والاستسلام مثله. يُقَال: سلم فلَان لأمرك واستسلم، وَأسلم، أَي: دخل فِي السّلم، كَمَا يُقَال: أشتى الرجل: دخل فِي الشتَاء، وَأَرْبع: دخل فِي الرّبيع، وأقحط: دخل فِي الْقَحْط. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْإِسْلَام فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: اسْم للدّين الَّذِي تدين بِهِ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {إِن الدّين عِنْد الله الْإِسْلَام} ، وَفِي الْحَج: {هُوَ سَمَّاكُم الْمُسلمين من قبل} . وَالثَّانِي: التَّوْحِيد وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: (يحكم بهَا النَّبِيُّونَ

باب الإفك

الَّذين أَسْلمُوا للَّذين هادوا} . وَالثَّالِث: الْإِخْلَاص. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (16 / أ) فِي الْبَقَرَة: {إِذْ قَالَ لَهُ ربه أسلم قَالَ أسلمت لرب الْعَالمين} ، وَفِي آل عمرَان: {فَإِن حاجوك فَقل أسلمت وَجْهي لله وَمن اتبعن وَقل للَّذين أُوتُوا الْكتاب والأميين أأسلمتم فَإِن أَسْلمُوا فقد اهتدوا} ، وَفِي لُقْمَان: {وَمن يسلم وَجهه إِلَى الله (وَهُوَ محسن} } . وَالرَّابِع: الاستسلام. [وَمِنْه] ، قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {وَله أسلم من فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض طَوْعًا وَكرها} ، وَفِي يُونُس: {آمَنت أَنه لَا إِلَه إِلَّا الَّذِي آمَنت بِهِ بَنو إِسْرَائِيل وَأَنا من الْمُسلمين} ، وَفِي النَّمْل: {وَأسْلمت مَعَ سُلَيْمَان لله رب الْعَالمين} ، وَفِي الصافات: {فَلَمَّا أسلما وتله للجبين} ،. وَالْخَامِس: الْإِقْرَار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {وَكَفرُوا بعد إسْلَامهمْ} ، وَفِي الحجرات: {قل لم تؤمنوا وَلَكِن قُولُوا أسلمنَا} . (38 - بَاب الْإِفْك) قَالَ ابْن قُتَيْبَة: الْإِفْك: الْكَذِب، وَسمي إفكا، لِأَنَّهُ كَلَام قلب عَن

الْحق. وَأَصله من أفكت الرجل، إِذا صرفته عَن رَأْي كَانَ عَلَيْهِ، وَمِنْه قيل لمدائن قوم لوط: " الْمُؤْتَفِكَات " لانقلابها. قَالَ الشَّاعِر: (إِن تَكُ عَن أحسن الصنيعة مأفوكا ... فَفِي آخَرين قد أفكوا) وَقَالَ ابْن فَارس: كل أَمر صرف عَن وَجهه فقد أفك. وأفك الرجل إِذا كذب إفكا وأفكته عَن الشَّيْء صرفته عَنهُ أفكا. والمأفوك الضَّعِيف الرَّأْي وائتفكت الْبَلدة بِأَهْلِهَا انقلبت (والمؤتفكات الرِّيَاح تخْتَلف مهابها. وَيَقُولُونَ إِذا كثرت الْمُؤْتَفِكَات زكتْ الأَرْض. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة) : وَيُقَال: أفكت الأَرْض (16 / ب) إِذا لم يصبهَا مطر وَصرف عَنْهَا فَلَا نَبَات بهَا وَلَا خير. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْإِفْك فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: أَحدهَا: الْكَذِب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْقَاف: {فسيقولون هَذَا إفْك قديم} ، وفيهَا: {وَذَلِكَ إفكهم} . وَالثَّانِي: الصّرْف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْقَاف: " أجئتنا لتأفكنا

باب الإقامة

عَن آلِهَتنَا} ، وَفِي الذاريات: {يؤفك عَنهُ من أفك} {وَمثله} (فَأنى تؤفكون} ، أَي: تصرفون عَن الْحق. وَالثَّالِث: الْقلب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {والمؤتفكات أَتَتْهُم رسلهم بِالْبَيِّنَاتِ} ، وَفِي النَّجْم: {والمؤتفكة أَهْوى} . وَالرَّابِع: السحر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف وَالشعرَاء: {فَإِذا هِيَ تلقف مَا يأفكون} . وَالْخَامِس: الْقَذْف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النُّور: {إِن الَّذين جاؤوا بالإفك عصبَة مِنْكُم} ، وَالْمرَاد بِهِ: قذف عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا. وَقد ألحق بعض أهل التَّفْسِير وَجها سادسا: فَقَالُوا والإفك الْأَصْنَام وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الصافات: {أئفكا آلِهَة دون الله تُرِيدُونَ} . (39 - بَاب الْإِقَامَة) الْإِقَامَة: مَأْخُوذَة من الْقيام. وَهُوَ فِي الأَصْل: انتصاب الْقَامَة. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْإِقَامَة فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه

باب الأم

أَحدهَا: الْإِتْمَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي المزمل: {وَأقِيمُوا الصَّلَاة وَآتوا الزَّكَاة وأقرضوا الله قرضا حسنا} . وَالثَّانِي: الْإِخْلَاص. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرّوم: {فأقم وَجهك للدّين حَنِيفا} . وَالثَّالِث: الْبناء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف (17 / أ) : {فوجدا فِيهَا جدارا يُرِيد أَن ينْقض فأقامه} . وَالرَّابِع: اللّّبْث. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {يَوْم ظعنكم وَيَوْم إقامتكم} . وَالْخَامِس: الْبَيَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {وَلَو أَنهم أَقَامُوا التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل} ، أَي: بينوا مَا فِيهَا وَقيل: عمِلُوا بهَا. (40 - بَاب الْأُم) ألأم: الوالدة. وأصل كل شَيْء: أمة. وَمَكَّة: أم الْقرى، لِأَن الأَرْض دحيت من تحتهَا. وَيُقَال: إِن الْأُم فِي الأَصْل: أمهة.

وَكَذَلِكَ تجمع: أُمَّهَات. [وَيُقَال] : أمات وأنشدوا: فرجت الظلام بأماتكا. قَالَ ابْن فَارس: وجدت بِخَط سَلمَة أَن أُمَّهَات: فِي النَّاس. وأمات: فِي الْبَهَائِم. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْأُم فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: الأَصْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الزخرف: {وَإنَّهُ فِي أم الْكتاب لدينا لعَلي حَكِيم} ، وَفِي عسق: {لتنذر أم الْقرى وَمن حولهَا} . وَالثَّانِي: الوالدة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {فلأمه الثُّلُث} ، وَفِي طه: {فرجعناك إِلَى أمك} . وَالثَّالِث: الْمُرضعَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {وأمهاتكم اللَّاتِي أرضعنكم} ، أَرَادَ: حرمت عَلَيْكُم المرضعات، لِأَن

باب الأمة

الْمُرضعَة تسمى بِالرّضَاعِ أما. وَالرَّابِع: مشابهة الْأُم فِي الْحُرْمَة والتعظيم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْزَاب: {وأزواجه أمهاتهم} . وَالْخَامِس: الْمرجع والمصير. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي القارعة] : {فأمه هاوية} ، وَقيل أَرَادَ أم رَأسه. وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة: " فأمه هاوية " يَعْنِي النَّار لَهُ كالأم يأوي إِلَيْهَا. (41 - بَاب الْأمة) قَالَ ابْن قُتَيْبَة: أصل الْأمة: الصِّنْف من النَّاس وَالْجَمَاعَة. وَيُقَال: الْأمة، وَيُرَاد بهَا الْحِين. وَيُقَال: (17 / ب) [الْأمة] ، وَيُرَاد بهَا الإِمَام والرباني. وَالْأمة: الدّين. قَالَ النَّابِغَة: (وَهل يأثمن ذُو أمة وَهُوَ طائع)

قَالَ ابْن فَارس: وَالْأمة: الْقَامَة، فِي قَول الْقَائِل: - (وَإِن مُعَاوِيَة الأكرمين ... حسان الْوُجُوه طوال الْأُمَم) وَالْأمة: الْكَثِيرَة النِّعْمَة. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْأمة فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: الْجَمَاعَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَمن ذريتنا أمة مسلمة لَك} ، وفيهَا: {تِلْكَ أمة قد خلت} ، وَفِي آل عمرَان: {أمة قَائِمَة} ، وَفِي الْمَائِدَة: {مِنْهُم أمة مقتصدة} ، وَفِي الْأَعْرَاف: {وَمن قوم مُوسَى أمة يهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِه يعدلُونَ} . وَالثَّانِي: الْملَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {كَانَ النَّاس أمة وَاحِدَة} ، وَفِي يُونُس: {وَمَا كَانَ النَّاس إِلَّا أمة وَاحِدَة} ، (وَفِي النَّحْل: {وَلَو شَاءَ الله لجعلكم أمة وَاحِدَة} ) ، وَفِي الْأَنْبِيَاء، وَالْمُؤمنِينَ: {وَإِن هَذِه أمتكُم أمة وَاحِدَة} .

وَالثَّالِث: الْحِين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي [هود] : {وَلَئِن أخرنا عَنْهُم الْعَذَاب إِلَى أمة مَعْدُودَة} ، وَفِي يُوسُف: {وادكر بعد أمة} ، وَلَيْسَ فِي الْقُرْآن غَيرهمَا. وَأَرَادَ بالحين فِي الْآيَتَيْنِ السنين. قَالَ ابْن قُتَيْبَة: كَأَن الْأمة من النَّاس، الْقرن ينقرضون فِي الْحِين، فأقيمت الْأمة مقَام الْحِين. وَالرَّابِع: الإِمَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي [النَّحْل] : {إِن إِبْرَاهِيم كَانَ أمة قَانِتًا} . قَالَ ابْن قُتَيْبَة يَعْنِي إِمَامًا يقْتَدى بِهِ، فَسُمي أمة لِأَنَّهُ سَبَب الِاجْتِمَاع. وَيجوز أَن يكون سمي أمة (18 / أ) لِأَنَّهُ اجْتمع فِيهِ من خلال الْخَيْر مَا يكون مثله فِي الْأمة. وَالْخَامِس: الصِّنْف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {لَا طَائِر يطير بجناحيه إِلَّا أُمَم أمثالكم} ، أَي: أَصْنَاف، فَكل صنف من الطير وَالدَّوَاب مثل بني آدم فِي طلب الْغذَاء، وتوقي المهالك وَنَحْو ذَلِك. قَالَه ابْن قُتَيْبَة.

باب الإيمان

(42 - بَاب الْإِيمَان) الْإِيمَان فِي اللُّغَة: التَّصْدِيق. وَيُطلق فِي الشَّرْع على ثَلَاثَة أَشْيَاء: الْإِقْرَار بِاللِّسَانِ، والاعتقاد بِالْقَلْبِ، وَهُوَ طمأنينة النَّفس إِلَى صدق مَا حصل الْإِقْرَار بِهِ. وَالْعَمَل بالأعضاء بِمُقْتَضى مَا صدق بِهِ باقراره واعتقده بِقَلْبِه. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْإِيمَان فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: التَّصْدِيق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {وَمَا أَنْت بِمُؤْمِن لنا} . وَفِي حم الْمُؤمن: {وَإِن يُشْرك بِهِ تؤمنوا} ، وَفِي الْحَشْر: {الْملك القدوس السَّلَام الْمُؤمن} . قَالَ ابْن قُتَيْبَة: أَي مُصدق مَا وعده. وَالثَّانِي: الْإِقْرَار بِاللِّسَانِ من غير تَصْدِيق الْقلب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: (إِن الَّذين آمنُوا وَالَّذين هادوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ من آمن

بِاللَّه} ، فَمَعْنَاه: آمنُوا بألسنتهم، فَقَالَ: من آمن بِقَلْبِه، وَنَظِيره فِي سُورَة النِّسَاء: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا آمنُوا} ، قيل مَعْنَاهُ: (يَا أَيهَا الَّذين أقرُّوا اعْمَلُوا واعتقدوا) وَفِي سُورَة الْمُنَافِقين: {ذَلِك بِأَنَّهُم آمنُوا ثمَّ كفرُوا} . وَالثَّالِث: التَّوْحِيد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (18 / ب) فِي الْمَائِدَة: {وَمن يكفر بِالْإِيمَان فقد حَبط عمله} ، وَفِي النَّحْل: {إِلَّا من أكره وَقَلبه مطمئن بِالْإِيمَان} ، وَفِي الْمُؤمن: {إِذْ تدعون إِلَى الْإِيمَان فتكفرون} . وَالرَّابِع: الْإِيمَان الشَّرْعِيّ. وَهُوَ مَا جمع الْأَركان الثَّلَاثَة الْمَذْكُورَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَبشر الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات} ، وَفِي الْكَهْف: {إِن الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات} . وَهُوَ كثير فِي الْقُرْآن. وَالْخَامِس: الصَّلَاة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَمَا كَانَ الله لِيُضيع إيمَانكُمْ} ، أَي: صَلَاتكُمْ إِلَى بَيت الْمُقَدّس. وَقد ألحق بعض ناقلي التَّفْسِير وَجها سادسا وَهُوَ: الدُّعَاء. وَمِنْه قَوْله

أبواب الستة والسبعة

تَعَالَى: [فِي سُورَة يُونُس] : {فلولا كَانَت قَرْيَة آمَنت فنفعها إيمَانهَا إِلَّا قوم يُونُس لما آمنُوا} ، أَي: دعوا. (أَبْوَاب السِّتَّة والسبعة) (43 - بَاب الْإِثْم) الْإِثْم: [الذَّنب] والوزر فِي الْمعْصِيَة. ثمَّ يستعار فِيمَا يحصل بِهِ الْإِثْم. يُقَال: فلَان آثم، وأثيم. وَيُقَال: إِن الأثوم: الْكذَّاب. وناقة آثمة، ونوق آثمات، أَي: مبطئات. والأثام: مَقْصُور الْإِثْم. وَيُقَال: الْعقُوبَة. وَيُقَال: أَثم: إِذا وَقع فِي الْإِثْم. وتأثم: إِذا تحرج من الْإِثْم، وكف عَنهُ. وَهُوَ كَقَوْلِك حرج إِذا وَقع فِي الْحَرج، وتحرج إِذا كف. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْإِثْم فِي الْقُرْآن على سِتَّة أوجه: - أَحدهَا: الزِّنَى. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْأَنْعَام] : {وذروا ظَاهر الْإِثْم وباطنه} . وَالثَّانِي: الْخَطَأ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فَمن خَافَ من موص جنفا أَو إِثْمًا} .

وَالثَّالِث: الشّرك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {وَترى كثيرا (19 / أ} مِنْهُم يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْم والعدوان} ، وفيهَا: {لَوْلَا ينههم الربانيون والأحبار عَن قَوْلهم الْإِثْم} . وَالرَّابِع: الْمعْصِيَة دون الشّرك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {تظاهرون عَلَيْهِم بالإثم والعدوان} ، وفيهَا: {فَمن تعجل فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْم عَلَيْهِ} ، أَي: فَلَا ذَنْب عَلَيْهِ. وَفِي الْمَائِدَة: {لَا تعاونوا على الْإِثْم والعدوان} ، وفيهَا: {فَمن اضْطر فِي مَخْمَصَة غير متجانف لإثم} ، وَفِي المجادلة: {فَلَا تتناجوا بالإثم والعدوان} . وَالْخَامِس: الْحَرَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {أتأخذونه بهتانا وإثما مُبينًا} . وَالسَّادِس: الْخمر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {قل إِنَّمَا حرم رَبِّي الْفَوَاحِش مَا ظهر مِنْهَا وَمَا بطن وَالْإِثْم وَالْبَغي بِغَيْر الْحق} ، وَالْإِثْم فِيمَا يُقَال: اسْم للخمر مَشْهُور عِنْدهم. وأنشدوا:

باب الآخر

(شربت الْإِثْم حَتَّى ضل عَقْلِي ... كَذَاك الْإِثْم يذهب بالعقول) وأنشدوا أَيْضا: (تشرب الْإِثْم بالكؤوس جهارا ... وَترى الْمسك بَيْننَا مستعارا) قَالَ ابْن فَارس: [يُقَال] إِن الْمسك: الأترج، وَيُقَال الزماورد، قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: لَا يَصح عِنْد أهل اللُّغَة أَن الْإِثْم من أَسمَاء الْخمر. (44 - بَاب الآخر) الآخر: مَا قبله سَابق. وَسميت الْآخِرَة آخِرَة لِأَنَّهَا بعد الدُّنْيَا. وَتقول: فعلت هَذَا بِأخرَة، أَي: أخيرا. وَجَاء فلَان فِي أخريات النَّاس، وآخرة: الرحل: مؤخره. " وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْآخِرَة فِي الْقُرْآن على سِتَّة أوجه: -

أَحدهَا: الْقِيَامَة. وَمِنْه قَوْله: [تَعَالَى فِي الْبَقَرَة] : {وبالآخرة هم يوقنون} ، (19 / ب) ، وَفِي النَّمْل: {إِن الَّذين لَا يُؤمنُونَ بِالآخِرَة زينا لَهُم أَعْمَالهم} . وَالثَّانِي: الْجنَّة. وَمِنْه قَوْله [تَعَالَى فِي الْبَقَرَة] : {وَلَقَد علمُوا لمن اشْتَرَاهُ مَاله فِي الْآخِرَة من خلاق} . وَفِي الْقَصَص: {تِلْكَ الدَّار الْآخِرَة نَجْعَلهَا للَّذين لَا يُرِيدُونَ علوا فِي الأَرْض وَلَا فَسَادًا} . وَفِي الزخرف: {وَالْآخِرَة عِنْد رَبك لِلْمُتقين} . وَفِي عسق: {وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَة من نصيب} . وَالثَّالِث: جَهَنَّم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الزمر: {أَمن هُوَ قَانِت آنَاء اللَّيْل سَاجِدا وَقَائِمًا يحذر الْآخِرَة [ويرجو رَحْمَة ربه} ] . وَالرَّابِع: الْقَبْر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي إِبْرَاهِيم {يثبت الله الَّذين آمنُوا بالْقَوْل الثَّابِت فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة} . وَالْخَامِس: مِلَّة عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة ص: {مَا سمعنَا بِهَذَا فِي الْملَّة الْآخِرَة} . وَالسَّادِس: الْمرة الْأَخِيرَة من اهلاك بني إِسْرَائِيل. وَمِنْه قَوْله

باب الإرسال

تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل: {فَإِذا جَاءَ وعد الْآخِرَة ليسؤوا وُجُوهكُم} . (45 - بَاب الْإِرْسَال) الْإِرْسَال: فِي الْمَحْبُوس إِطْلَاقه. وَفِي الْمُطلق بَعثه، تَقول أرْسلت الطَّائِر. بِمَعْنى: أطلقته. وَأرْسلت فلَانا إِلَى فلَان. بِمَعْنى بعثته. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْإِرْسَال فِي الْقُرْآن على سِتَّة أوجه - أَحدهَا: الْبَعْث. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {وأرسلناك للنَّاس رَسُولا} ، [وَمثله كثير] . وَالثَّانِي: التسليط. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم: {ألم تَرَ أَنا أرسلنَا الشَّيَاطِين على الْكَافرين تؤزهم أزا} . وَفِي الْقَمَر: {إِنَّا أرسلنَا عَلَيْهِم ريحًا صَرْصَرًا} ، وَفِي الْفِيل: {وَأرْسل عَلَيْهِم طيرا أبابيل} . وَالثَّالِث: الْإِخْرَاج. (20 / أ) وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَمَر: {إِنَّا مرسلوا النَّاقة فتْنَة لَهُم} .

باب الاستواء

وَالرَّابِع: الْإِطْلَاق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {ولنرسلن مَعَك بني إِسْرَائِيل} . [وَفِي الشُّعَرَاء] {أَن أرسل مَعنا بني إِسْرَائِيل} . وَالْخَامِس: الْفَتْح. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي فاطر: {وَمَا يمسك فَلَا مُرْسل لَهُ من بعده} ، أَي: فَلَا فاتح. وَالسَّادِس: الْإِنْزَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي نوح: {يُرْسل السَّمَاء عَلَيْكُم مدرارا} ، أَي: ينزل الْمَطَر. (46 - بَاب الاسْتوَاء) الاسْتوَاء: يُقَال على ضَرْبَيْنِ، أَحدهمَا: تَامّ، وَالْآخر: نَاقص. فالتام مثل، قَوْلك اسْتَوَى الْأَمر إِذا استقام. وَيُقَال: اسْتَوَى الشيئان إِذا اعتدلا. والناقص مَا لَا يتم إِلَّا بصلته، مثل قَوْلك: اسْتَوَى على السرير، واستوى على الدَّابَّة. [وَأما مَا صلته " إِلَى " فَمَعْنَاه: الْقَصْد. مثل قَوْلك: اسْتَوَى إِلَى الشَّيْء) . وَأما مَا صلته " مَعَ " فَمَعْنَاه: الْمُسَاوَاة. مثل قَوْلك: اسْتَوَى المَاء مَعَ الْخَشَبَة.

وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الاسْتوَاء فِي الْقُرْآن على سِتَّة أوجه: أَحدهَا: الْعمد وَالْقَصْد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي فصلت] : {ثمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِي دُخان} . وَالثَّانِي: الِاسْتِقْرَار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {واستوت على الجودي} وَالثَّالِث: الرّكُوب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمُؤمنِينَ: {فَإِذا استويت أَنْت وَمن مَعَك على الْفلك} ، وَفِي الزخرف: {ثمَّ تَذكرُوا نعْمَة ربكُم إِذا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ} . وَالرَّابِع: الْقُوَّة والشدة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَصَص: {وَلما بلغ أشده واستوى} ، أَي: قوي وَاشْتَدَّ. الْخَامِس: التشابه. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام [: {قل هَل يَسْتَوِي الْأَعْمَى والبصير} ، وَفِي فاطر] : {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى والبصير} (20 / ب) ، وَفِي حم الْمُؤمن: (وَمَا يَسْتَوِي

باب الآية

الْأَعْمَى والبصير} . وَالسَّادِس: الْعُلُوّ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي طه] : {الرَّحْمَن على الْعَرْش اسْتَوَى} . (47 - بَاب الْآيَة) الْآيَة فِي اللُّغَة: الْعَلامَة. وَقد يُقَال: الْآيَة وَيُرَاد بهَا: جمَاعَة حُرُوف من الْقُرْآن. قَالَ ابْن قُتَيْبَة: الْآيَة: جمَاعَة حُرُوف. وَقد حُكيَ عَن الشَّيْبَانِيّ، أَنه قَالَ: خرج الْقَوْم بآيتهم، أَي: بجماعتهم. وَقَالَ الزّجاج: يُقَال آيَة وآي، وآيات. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْآيَة فِي الْقُرْآن على سِتَّة أوجه: - أَحدهَا: الْعَلامَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرّوم: {وَمن آيَاته أَن خَلقكُم من تُرَاب} {وفيهَا} (وَمن آيَاته أَن تقوم السَّمَاء وَالْأَرْض

بأَمْره} ، وَفِي يس: {وَآيَة لَهُم أَنا خملنا ذُرِّيتهمْ فِي الْفلك المشحون} ، وَفِي حم السَّجْدَة: {وَمن آيَاته أَنَّك ترى الأَرْض خاشعة، فَإِذا أنزلنَا} ، أَي: عَلامَة تدل على وحدانيته [تَعَالَى] . وَالثَّانِي: المعجزة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَصَص: {فَلَمَّا جَاءَهُم مُوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَات} ، وَفِي الْقَمَر: {وَإِن يرَوا آيَة يعرضُوا} . وَالثَّالِث: الْكتاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمُؤمنِينَ: {قد كَانَت آياتي تتلى عَلَيْكُم} ، أَي: كتبي. وَالرَّابِع: الْأَمر وَالنَّهْي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {كَذَلِك يبين الله لكم الْآيَات} . وَالْخَامِس: الْعبْرَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {إِن فِي ذَلِك لآيَات لقوم يُؤمنُونَ} . وَفِي الْمُؤمنِينَ: {وَجَعَلنَا ابْن مَرْيَم وَأمه آيَة} ، وَفِي الْفرْقَان: {أغرقناهم وجعلناهم للنَّاس آيَة} ، وَفِي العنكبوت: {فأنجيناه وَأَصْحَاب السَّفِينَة وجعلناها آيَة} ، وَفِي الْقَمَر: {وَلَقَد (12 / أ} تركناها آيَة} . وَالسَّادِس: الْجُزْء الْمَحْدُود من الْقُرْآن الْمُسَمّى آيَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {مَا ننسخ من آيَة أَو ننسها} ، فِي الرَّعْد:

باب الإلقاء

{المر تِلْكَ آيَات الْكتاب وَالَّذِي أنزل إِلَيْك من رَبك الْحق} ، فِي يُوسُف: {الر تِلْكَ آيَات الْكتاب الْمُبين} وَفِي النَّحْل: {وَإِذا بدلنا آيَة مَكَان آيَة} . (48 - بَاب الْإِلْقَاء) الأَصْل فِي الْإِلْقَاء: رمي الشَّيْء. وَالْفَاعِل: ملق. وَالْمَفْعُول: ملقى ولقى. وَتقول: ألقيت الشَّيْء إِلْقَاء. وَلَقِيت فلَانا لقيا ولقيانا وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْإِلْقَاء فِي الْقُرْآن على سَبْعَة أوجه: - أَحدهَا: الرَّمْي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الْأَعْرَاف: {وأوحينا إِلَى مُوسَى أَن ألق عصاك} ، وفيهَا، وَفِي الشُّعَرَاء: {فَألْقى عَصَاهُ} . وَالثَّانِي: الوسوسة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَج: {إِلَّا إِذا تمنى ألْقى الشَّيْطَان فِي أمْنِيته} . وَالثَّالِث: الْخلق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: (وَألقى فِي

باب الإمساك

الأَرْض رواسي أَن تميد بكم} . وَالرَّابِع: الْإِنْزَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي حم الْمُؤمن: {يلقِي الرّوح من أمره على من يَشَاء من عباده} ، وَفِي المزمل: {إِنَّا سنلقي عَلَيْك قولا ثقيلا} . وَالْخَامِس: الدُّخُول. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي حم السَّجْدَة: {أَفَمَن يلقى فِي النَّار خير أم من يَأْتِي آمنا يَوْم الْقيمَة} . وَالسَّادِس: الإجلاس وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي ص: {وألقينا على كرسيه جسدا [ثمَّ أناب] ، أَي: أجلسنا. وَالسَّابِع: الْإِعْلَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {إِنَّمَا الْمَسِيح عِيسَى ابْن مَرْيَم رَسُول الله وكلمته أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَم} ، مَعْنَاهُ: أعلمها بهَا فِي قَول الْمَلَائِكَة لَهَا: إِن الله يبشرك بِكَلِمَة مِنْهُ (21 / ب} اسْمه الْمَسِيح عِيسَى ابْن مَرْيَم. وَقَالَ آخَرُونَ إلقاؤه إِلَى مَرْيَم هُوَ قَوْله لعيسى كن فَكَانَ. (49 - بَاب الْإِمْسَاك) الْإِمْسَاك: الْحَبْس. وضده: الْإِطْلَاق. والإمساك: أَيْضا: الْبُخْل، [يُقَال: فلَان مُمْسك، أَي: بخيل، والمسك: بِفَتْح الْمِيم وتسكين

السِّين، الإهاب وبكسر الْمِيم: الطّيب الْمَعْرُوف. وبفتح الْمِيم وَالسِّين: الأسورة من الذبل وَاحِدهَا مسكة. والذبل: شَيْء كالعاج. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْإِمْسَاك فِي الْقُرْآن على سَبْعَة أوجه: - أَحدهَا: الْمُرَاجَعَة للزَّوْجَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فإمساك بِمَعْرُوف أَو تَسْرِيح بِإِحْسَان} ، وَفِي الطَّلَاق: {فأمسكوهن بِمَعْرُوف} وَالثَّانِي: الْحَبْس. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي سُورَة النِّسَاء] {فأمسكوهن فِي الْبيُوت حَتَّى يتوفاهن الْمَوْت} . وَالثَّالِث: الْبُخْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل: {إِذا لأمسكتم خشيَة الْإِنْفَاق} . وَالرَّابِع: الْحِفْظ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَج: {ويمسك السَّمَاء أَن تقع على الأَرْض إِلَّا بِإِذْنِهِ} ، وَفِي فاطر: {إِن الله يمسك السَّمَاوَات وَالْأَرْض أَن تَزُولَا} ، وَفِي الْملك: {مَا يمسكهن إِلَّا الرَّحْمَن} . وَالْخَامِس: الْمَنْع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي فاطر: (مَا يفتح الله

أبواب العشرة فما فوقها

للنَّاس من رَحْمَة فَلَا مُمْسك لَهَا وَمَا يمسك فَلَا مُرْسل لَهُ من بعده} ، وَفِي الزمر: {هَل هن ممسكات رَحمته} . وَالسَّادِس: الْأَخْذ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فقد استمسك بالعروة الوثقى} . وَالسَّابِع: الْعَمَل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الزخرف: {فَاسْتَمْسك بِالَّذِي أُوحِي إِلَيْك} . (أَبْوَاب الْعشْرَة فَمَا فَوْقهَا) (50 - بَاب الاتخاذ) (22 / أ) الاتخاذ، والاعداد، والاصطناع يتقارب. والاتخاذ: يُقَال فِي الْغَالِب لما يخْتَار، ويرتضى. تَقول: اتَّخذت فلَانا صديقا. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الاتخاذ فِي الْقُرْآن على عشرَة أوجه: - أَحدهَا: الِاخْتِيَار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: [فِي سُورَة النِّسَاء] : {وَاتخذ الله إِبْرَاهِيم خَلِيلًا} ، وَفِي الْمُؤمنِينَ: {مَا اتخذ الله من ولد} .

وَالثَّانِي: الصياغة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {وَاتخذ قوم مُوسَى من بعده من حليهم عجلا جسدا لَهُ خوار} . وَالثَّالِث: السلوك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {فَاتخذ سَبيله فِي الْبَحْر سربا} . وَالرَّابِع: التَّسْمِيَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {اتَّخذُوا أَحْبَارهم وَرُهْبَانهمْ أَرْبَابًا من دون الله} ، أَي: سموهم. وَالْخَامِس: النسج. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي العنكبوت: {كَمثل العنكبوت اتَّخذت بَيْتا} . وَالسَّادِس: الْعِبَادَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {إِن الَّذين اتَّخذُوا الْعجل} ، وَفِي الزمر: {وَالَّذين اتَّخذُوا من دونه أَوْلِيَاء} . وَالسَّابِع: الْجعل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {تَتَّخِذُونَ أَيْمَانكُم دخلا بَيْنكُم} ، وَفِي الْكَهْف: {وَاتَّخذُوا آياتي وَمَا أنذروا هزوا} ، وَفِي الْمُنَافِقين: {اتَّخذُوا أَيْمَانهم جنَّة} . الثَّامِن: الْبناء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي التَّوْبَة: {وَالَّذين اتَّخذُوا مَسْجِدا ضِرَارًا وَكفرا} . وَفِي الْكَهْف: {لنتخذن عَلَيْهِم مَسْجِدا} .

باب الأذى

وَفِي الشُّعَرَاء: {وتتخذون مصانع لَعَلَّكُمْ تخلدون} وَالتَّاسِع: الرِّضَا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي المزمل: {لَا إِلَه إِلَّا هُوَ فاتخذه وَكيلا} . والعاشر: الْعَصْر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سكرا وَرِزْقًا حسنا} . (51 - بَاب الْأَذَى) (22 / ب) الْأَذَى: اسْم [لما] يجدد كَرَاهِيَة قد يحْتَمل مثلهَا، وَقد لَا يحْتَمل. يُقَال: آذيت فلَانا، أوذيه، أذية وأذى. الآذي: موج الْبَحْر. وَإِذا: كلمة لمستقبل الزَّمَان. وَيُقَال: بعير أذ على فعل، وناقة أذية: إِذا كَانَت لَا تقر فِي مَكَان من غير وجع. ذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْأَذَى فِي الْقُرْآن على عشرَة أوجه: - أَحدهَا: الْعِصْيَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْزَاب: {إِن الَّذين يُؤْذونَ الله وَرَسُوله لعنهم الله فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة} . وَالثَّانِي: الْمَنّ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {قَول مَعْرُوف ومغفرة خير من صَدَقَة يتبعهَا أَذَى} .

وَالثَّالِث: الْقمل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فَمن كَانَ مِنْكُم مَرِيضا أَو بِهِ أَذَى من رَأسه} . وَالرَّابِع: الشدَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {وَلَا جنَاح عَلَيْكُم إِن كَانَ بكم أَذَى من مطر} ، أَي: شدَّة من مطر. وَالْخَامِس: الْقَذْف بِالْغَيْبِ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْزَاب: {لَا تَكُونُوا كَالَّذِين آذوا مُوسَى} . وَالسَّادِس: شغل الْقلب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْزَاب: {إِن ذَلِكُم كَانَ يُؤْذِي النَّبِي فيستحي مِنْكُم} . وَالسَّابِع: الشتم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {لن يضروكم إِلَّا أَذَى} . وَالثَّامِن: السب. والتعيير. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {ولتسمعن من الَّذين أُوتُوا الْكتاب من قبلكُمْ وَمن الَّذين أشركوا أَذَى كثيرا} . وَفِي سُورَة النِّسَاء: {والذان يأتيانها مِنْكُم فآذوهما} . وَالتَّاسِع: الْعَذَاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {قَالُوا أوذينا (23 / أ} من قبل أَن تَأْتِينَا وَمن بعد مَا جئتنا} ، وَفِي العنكبوت: {فَإِذا أوذي فِي الله جعل فتْنَة النَّاس كعذاب الله} .

باب الأهل

والعاشر: مَا يُؤْذِي الْإِنْسَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْبَقَرَة] : {ويسئلونك عَن الْمَحِيض قل هُوَ أَذَى} ، أَي: يُؤْذِي المجامع بنتن رِيحه ونجاسته. وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان الدِّمَشْقِي: يُورث جماع الْحَائِض عِلّة فِي فرج الرجل مبلغة فِي الْأَلَم. قيل إِنَّهَا تشقيق يلْحق الْفرج لَا يكَاد يخلص مِنْهُ سَرِيعا. قلت: وَبَعض ناقلي التَّفْسِير: يَقُول: إِن الْأَذَى فِي هَذَا الْقسم المُرَاد بِهِ الْحَرَام. (52 - بَاب الْأَهْل) الْأَهْل فِي عُمُوم التعارف: الْأَقَارِب من الْعصبَة وَذَوي الْأَرْحَام، لِأَنَّهُ يجمعهُمْ النّسَب والتناصر. ثمَّ يستعار فِي مَوَاضِع تدل عَلَيْهَا الْقَرِينَة. وَيُقَال: منزل آهل إِذا كَانَ بِهِ أَهله. وَأهل فلَان، يأهل وَيَأْهِلُ أهولا: إِذا تزوج. والإهالة: للودك الْمُذَاب. وأستأهل الرجل: أكلهَا. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْأَهْل فِي الْقُرْآن على عشرَة أوجه: أَحدهَا: ساكنو الْقرى. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: (أفأمن

أهل الْقرى} ، وَفِي بَرَاءَة. {وَمن أهل الْمَدِينَة مَرَدُوا على النِّفَاق} . وَالثَّانِي: قراء الْكتب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {يَا أهل الْكتاب تَعَالَوْا إِلَى كلمة سَوَاء بَيْننَا وَبَيْنكُم} . وَمثله كثير. وَالثَّالِث: الأرباب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {فانكحوهن بِإِذن أهلهن} {وفيهَا} (إِن الله يَأْمُركُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَات إِلَى أَهلهَا} . وَالرَّابِع: الزَّوْجَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَصَص: {فَلَمَّا قضى مُوسَى الْأَجَل وَسَار بأَهْله} . وَالْخَامِس: الْأَوْلَاد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا من كل زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأهْلك} . وَالسَّادِس: الدّين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {إِنَّه لَيْسَ من أهلك} . وَالسَّابِع: الْأمة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي طه: {وَأمر أهلك بِالصَّلَاةِ واصطبر عَلَيْهَا} وَالثَّامِن: الْقَوْم وَالْعشيرَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {فَابْعَثُوا حكما من أَهله وَحكما من أَهلهَا} .

باب الإتيان

وَالتَّاسِع: المستعدون للشَّيْء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْفَتْح: {وَكَانُوا أَحَق بهَا وَأَهْلهَا} . والعاشر: الْمُسْتَحق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {هُوَ أهل التَّقْوَى وَأهل الْمَغْفِرَة} . فسره النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: يَقُول الله تَعَالَى " أَنا أهل أَن أتقى أَن يَجْعَل معي إِلَه آخر وَأَنا أهل لمن لم يَجْعَل معي إِلَهًا آخر أَن أَغفر لَهُ ". مَعْنَاهُ أَنا الْمُسْتَحق لذَلِك. (53 - بَاب الْإِتْيَان) الْإِتْيَان: مصدر قَوْلك: أَتَى، يَأْتِي، إتيانا، وَهُوَ بِمَعْنى: جَاءَ. تَقول: أتيت فلَانا. أَي: جِئْته. وآتيته بِالْمدِّ بِمَعْنى: أَعْطيته. واستأتت النَّاقة استئتاء: إِذا أَرَادَت الْفَحْل. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْإِتْيَان فِي الْقُرْآن على اثْنَي عشر وَجها: - أَحدهَا: الدنو. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحجر: (واعبد رَبك حَتَّى

يَأْتِيك الْيَقِين} ، وَفِي النَّحْل: {أَتَى أَمر الله فَلَا تستعجلوه} . وَالثَّانِي: الْإِصَابَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {قل أَرَأَيْتكُم إِن أَتَاكُم عَذَاب الله} ، وَفِي يُونُس: {إِن أَتَاكُم عَذَابه بياتا أَو نَهَارا} . وَالثَّالِث: الْقلع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النَّحْل: {فَأتى الله بنيانهم من الْقَوَاعِد} {24 / أ} . وَالرَّابِع: الْعَذَاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَشْر: {فَأَتَاهُم الله من حَيْثُ لم يحتسبوا} . وَالْخَامِس: الْجِمَاع. وَمِنْه قَوْله [تَعَالَى] فِي الْبَقَرَة: {فَأتوا حَرْثكُمْ أَنى شِئْتُم} ، وَفِي الشُّعَرَاء: {أتأتون الذكران من الْعَالمين} ، وَفِي النَّمْل: {أئنكم لتأتون الرِّجَال شَهْوَة من دون النِّسَاء} . وَالسَّادِس: الْعَمَل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي العنكبوت: {وتأتون فِي ناديكم الْمُنكر} . وَالسَّابِع: الْإِقْرَار وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم: {إِن كل من فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض إِلَّا آتِي الرَّحْمَن عبدا} ، أَي: مقرا بالعبودية لَهُ.

باب الأرض الأرض معروفة وسميت أرضا لسعتها قال ابن السكيت أرضت القرحة أرضا بفتح الراء إذا

وَالثَّامِن: الْخلق وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي إِبْرَاهِيم: {إِن يَشَأْ يذهبكم وَيَأْتِ بِخلق جَدِيد} . وَالتَّاسِع: الظُّهُور. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الصَّفّ: {وَمُبشرا برَسُول يَأْتِي من بعدِي اسْمه أَحْمد} . والعاشر: الدُّخُول. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَلَيْسَ الْبر بِأَن تَأْتُوا الْبيُوت من ظُهُورهَا وَلَكِن الْبر من اتَّقى وَأتوا الْبيُوت من أَبْوَابهَا} . وَالْحَادِي عشر: المضى. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي فِي الْفرْقَان: {وَلَقَد أَتَوا على الْقرْيَة الَّتِي أمْطرت مطر السوء} ، وَفِي النَّمْل: {حَتَّى إِذا أَتَوا على وَاد النَّمْل} . وَالثَّانِي عشر: الْمَجِيء بِعَيْنِه. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم: {فَأَتَت بِهِ قَومهَا تحمله} . (54 - بَاب الأَرْض} الأَرْض: مَعْرُوفَة، وَسميت أَرضًا لسعتها. قَالَ ابْن السّكيت: أرضت القرحة أَرضًا بِفَتْح الرَّاء: إِذا

اتسعت وَقَالَ ابْن فَارس: كل مَا اتَّسع أَرض وَرجل أريض للخير: أَي: خليق لَهُ والأرضة دويبة وخشبة مأروضة: أكلتها الأرضة (24 / ب) والإرض. بِسَاط ضخم من وبر أَو صوف. وَجَاء فلَان يتأرض [لي] مثل يتَعَرَّض لي. وَيُقَال: فلَان ابْن أَرض إِذا كَانَ غَرِيبا. وَأَرْض أريضة حَسَنَة النَّبَات. وَالْأَرْض الرعدة. قَالَ ابْن عَبَّاس. أزلزلت الأَرْض أم بِي أَرض. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الأَرْض فِي الْقُرْآن على سَبْعَة عشر وَجها: - أَحدهَا: أَرض الْجنَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْبِيَاء: {أَن الأَرْض يَرِثهَا عبَادي الصالحون} ، وَفِي الزمر: {الْحَمد لله الَّذِي صدقنا وعده وأورثنا الأَرْض} . وَالثَّانِي: أَرض مَكَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {قَالُوا فيمَ كُنْتُم قَالُوا كُنَّا مستضعفين فِي الأَرْض} ، وَفِي الرَّعْد: صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أولم يرَوا

أَنا نأتي الأَرْض ننقصها من أطرافها} . وَالثَّالِث: أَرض الْمَدِينَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: { [قَالُوا] ألم تكن أَرض الله وَاسِعَة فتهاجروا فِيهَا} {وفيهَا} (وَمن يُهَاجر فِي سَبِيل الله يجد فِي الأَرْض مراغما كثيرا وسعة} ، وَفِي بني إِسْرَائِيل: {وَإِن كَادُوا ليستفزونك من الأَرْض ليخرجوك مِنْهَا} ، وَفِي العنكبوت: {يَا عبَادي الَّذين آمنُوا إِن أرضي وَاسِعَة} ، وَفِي الزمر: {أَرض الله وَاسِعَة} . وَالرَّابِع: أَرض الشَّام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {وأورثنا الْقَوْم الَّذين كَانُوا يستضعفون مَشَارِق الأَرْض وَمَغَارِبهَا الَّتِي باركنا فِيهَا} ، وَفِي الْأَنْبِيَاء: {ونجيناه ولوطا إِلَى الأَرْض الَّتِي باركنا فِيهَا للْعَالمين} . وَالْخَامِس: أَرض مصر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: { [قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّه واصبروا] } {25 / أ} . {إِن الأَرْض لله يُورثهَا من يَشَاء من عباده} {وفيهَا} (عَسى ربكُم أَن يهْلك عَدوكُمْ

ويستخلفكم فِي الأَرْض} ، وَفِي يُوسُف: {اجْعَلنِي على خَزَائِن الأَرْض} {وفيهَا} (وَكَذَلِكَ مكنا ليوسف فِي الأَرْض} ، وَفِي الْقَصَص: {إِن فِرْعَوْن علا فِي الأَرْض} {وفيهَا} (ونريد أَن نمن على الَّذين استضعفوا فِي الأَرْض) {وفيهَا} (ونمكن لَهُم فِي الأَرْض} ، وَفِي الْمُؤمن: {أَو أَن يظْهر فِي الأَرْض الْفساد} {وفيهَا} (يَا قوم لكم الْملك الْيَوْم ظَاهِرين فِي الأَرْض} ] . وَالسَّادِس: أَرض الغرب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {إِن يَأْجُوج وَمَأْجُوج مفسدون فِي الأَرْض} ، وَقيل: أَرَادَ أَرض الصين. وَالسَّابِع: الأرضون السَّبع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {وَمَا من دَابَّة فِي الأَرْض إِلَّا على الله رزقها} . وَالثَّامِن: أَرض الْإِسْلَام [وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة] . { (الَّذين يُحَاربُونَ الله وَرَسُوله} ويسعون فِي الأَرْض فَسَادًا أَن يقتلُوا أَو يصلبوا أَو تقطع أَيْديهم وأرجلهم من خلاف، أَو ينفوا من الأَرْض} .

وَالتَّاسِع: الْقَبْر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي سُورَة النِّسَاء] : {يؤمئذ يود الَّذين كفرُوا وعصوا الرَّسُول لَو تسوى بهم الأَرْض} . والعاشر: أَرض الْقِيَامَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الزمر] : {وأشرقت الأَرْض بِنور رَبهَا} . وَالْحَادِي عشر: أَرض التيه. [وَمِنْه] قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {قَالَ فَإِنَّهَا مُحرمَة عَلَيْهِم أَرْبَعِينَ سنة يتيهون فِي الأَرْض} . وَالثَّانِي عشر: أَرض بني قُرَيْظَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْزَاب: {وأورثكم أَرضهم وديارهم} . وَالثَّالِث عشر: أَرض الرّوم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الرّوم] : {الم غلبت الرّوم فِي أدنى الأَرْض} . وَالرَّابِع عشر: أَرض الْأُرْدُن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَلَا تعثوا فِي الأَرْض مفسدين} . وَالْخَامِس عشر: أَرض الْحجر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {فذروها تَأْكُل فِي أَرض الله} . وَالسَّادِس عشر:) 25 / ب) : أَرض فَارس [وَمِنْه] ، قَوْله

باب الأمر

تَعَالَى فِي الْأَحْزَاب: {وأرضا لم تطؤها} ، وَقيل: أَرَادَ بِهَذِهِ الأَرْض النِّسَاء. وَالسَّابِع عشر: الْقلب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرَّعْد: {وَأما مَا ينفع النَّاس فيمكث فِي الأَرْض} . قَالَ مقَاتل: المَاء الْمُذكر فِي هَذِه الْآيَة الْقُرْآن. فعلى قَوْله الأَرْض الْمَذْكُورَة: الْقُلُوب. (55 - بَاب الْأَمر) الْأَمر يُقَال: على وَجْهَيْن: أَحدهمَا: الَّذِي جمعه أوَامِر، وَهُوَ استدعاء الْفِعْل بالْقَوْل من الْأَعْلَى إِلَى الْأَدْنَى، وَذَلِكَ نَحْو قَوْلك: افْعَل. وَالثَّانِي: الَّذِي جمعه أُمُور، وَهُوَ الشَّأْن والقصة وَالْحَال. فَأَما الإمر بِالْكَسْرِ: فالشيء الْعجب. والأمارة: الْولَايَة. وَكَذَلِكَ الإمرة، والإمار. والأمارة: الْعَلامَة. والأمار: الْموعد. وَالْأَمر: الْحِجَارَة المنضودة على الطَّرِيق للأمارة. والآمر: ذُو الْأَمر. وَتقول: ائتمرت، إِذا فعلت مَا أمرت بِهِ. وَرجل إمر: على (فعل) فَهُوَ يأتمر لكل أحد

ضَعِيف الرَّأْي. ومهرة مأمورة ومؤمرة: كَثِيرَة النِّتَاج، وَأمر الْقَوْم أمرا: إِذا كَثُرُوا. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْأَمر فِي الْقُرْآن على ثَمَانِيَة عشر وَجها. أَحدهَا: الدّين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {حَتَّى جَاءَ الْحق وَظهر أَمر الله وهم كَارِهُون} ، وَفِي الْأَنْبِيَاء: {وتقطعوا أَمرهم بَينهم كل إِلَيْنَا رَاجِعُون} ، وَفِي الْمُؤمنِينَ: {فتقطعوا أَمرهم بَينهم زبرا} . وَالثَّانِي: القَوْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {حَتَّى إِذا جَاءَ أمرنَا وفار التَّنور} ، وَفِي الْكَهْف: {إِذْ يتنازعون بَينهم أَمرهم} ، وَفِي طه: {فتنازعوا أَمرهم بَينهم} . وَالثَّالِث: الْعَذَاب، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: (26 / أ) {وغيض المَاء وَقضي الْأَمر} ، [وفيهَا: {فَلَمَّا جَاءَ أمرنَا جعلنَا عاليها سافلها} ] ، وَفِي إِبْرَاهِيم: {وَقَالَ الشَّيْطَان لما قضي الْأَمر} ، وَفِي مَرْيَم: {إِذْ قضي الْأَمر وهم فِي غَفلَة}

وَالرَّابِع: قتل كفار مَكَّة. [وَمِنْه قَوْله تَعَالَى] فِي الْأَنْفَال: [ {وَإِذ يريكموهم إِذْ التقيتم فِي أعينكُم قَلِيلا} ] ، {ويقللكم فِي أَعينهم ليقضي الله أمرا كَانَ مَفْعُولا} ، وَفِي الْمُؤمن: {فَإِذا جَاءَ أَمر الله قضي بِالْحَقِّ} . وَالْخَامِس: فتح مَكَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {فتربصوا حَتَّى يَأْتِي الله بأَمْره} . وَالسَّادِس: قتل بني قُرَيْظَة وجلاء بني النَّضِير. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فاعفوا واصفحوا حَتَّى يَأْتِي الله بأَمْره} . وَالسَّابِع: الْقِيَامَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {أَتَى أَمر الله فَلَا تستعجلوه} . وَالثَّامِن: الْقَضَاء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {أَلا لَهُ الْخلق وَالْأَمر} ، وَفِي يُونُس: {يدبر الْأَمر مَا من شَفِيع إِلَّا من بعد إِذْنه} ، وَفِي الرَّعْد: {يدبر الْأَمر يفصل الْآيَات} . وَالتَّاسِع: الْوَحْي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي تَنْزِيل السَّجْدَة: {يدبر الْأَمر من السَّمَاء إِلَى الأَرْض} ، وَفِي الطَّلَاق: {يتنزل الْأَمر بَينهُنَّ} .

والعاشر: النَّصْر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {يَقُولُونَ هَل لنا من الْأَمر من شَيْء قل إِن الْأَمر كُله لله} وَالْحَادِي عشر: الذَّنب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {ليذوق وبال أمره} . وَفِي التغابن: {فذاقوا وبال أَمرهم} ، وَفِي الطَّلَاق: {فذاقت وبال أمرهَا} . وَالثَّانِي عشر: الشَّأْن وَالْحَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {وَمَا أَمر فِرْعَوْن برشيد} ، وَفِي حم عسق: {أَلا إِلَى الله تصير الْأُمُور} . وَالثَّالِث عشر: الْمَوْت. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَدِيد: {وغرتكم الْأَمَانِي حَتَّى جَاءَ أَمر الله} . وَالرَّابِع عشر: المشورة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {يُرِيد أَن يخرجكم من أَرْضكُم فَمَاذَا تأمرون} . وَالْخَامِس عشر: الحذر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي التَّوْبَة: {وَإِن تصبك مُصِيبَة يَقُولُوا قد أَخذنَا أمرنَا من قبل} . (26 / ب) السَّادِس عشر: الْغَرق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {قَالَ لَا عَاصِم الْيَوْم من أَمر الله إِلَّا من رحم} .

باب الإنسان

وَالسَّابِع عشر: الخصب. مِنْهُ قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {فَعَسَى الله أَن يَأْتِي بِالْفَتْح أَو أَمر من عِنْده} . وَالثَّامِن عشر: الْأَمر الَّذِي هُوَ استدعاء الْفِعْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {إِن الله يَأْمُركُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَات إِلَى أَهلهَا} ، وَفِي النَّحْل: {إِن الله يَأْمر بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان} . [وَقد] زَاد بَعضهم وَجها تَاسِع عشر: فَقَالَ: الْأَمر: الْكَثْرَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْإِسْرَاء] : {وَإِذا أردنَا أَن نهلك قَرْيَة أمرنَا مُتْرَفِيهَا} ، أَي: كثرناهم وألحقه بَعضهم بقسم الْأَمر الَّذِي هُوَ استدعاء الْفِعْل فَقَالَ: [مَعْنَاهُ] أمرنَا مُتْرَفِيهَا بِالطَّاعَةِ ففسقوا فِيهَا. (56 - بَاب الْإِنْسَان) الْإِنْسَان: وَاحِد النَّاس، وَالْجمع: نَاس وأناسي، وَلَا يصرف. وَقيل: سمي إِنْسَان: لِأَنَّهُ يأنس بِجِنْسِهِ. وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة: سمي الْإِنْس إنسا، لظهورهم، وَإِدْرَاك الْبَصَر [إيَّاهُم] . وَهُوَ من قَوْلك: آنست كَذَا، أَي: أبصرته. قَالَ الله عز وَجل: {إِنِّي آنست نَارا} ، أَي: أَبْصرت. وَقد رُوِيَ عَن ابْن

عَبَّاس أَنه قَالَ: إِنَّمَا سمي الْإِنْسَان إنْسَانا لِأَنَّهُ عهد إِلَيْهِ فنسي. وَذهب إِلَى هَذَا قوم من الْمُفَسّرين من أهل اللُّغَة وَاحْتَجُّوا فِي ذَلِك بتصغير إِنْسَان وَذَلِكَ: أَن الْعَرَب تصغره على " أنيسيان ": بِزِيَادَة يَاء، كَأَن مكبره " إنسيان " إفعلان. من النسْيَان، ثمَّ تحذف الْيَاء من مكبره اسْتِخْفَافًا لِكَثْرَة مَا يجْرِي على اللِّسَان، فَإِذا صغر رجعت الْيَاء ورد ذَلِك إِلَى أَصله، لِأَنَّهُ لَا يكثر مُصَغرًا كَمَا يكثر مكبرا. والبصريون (27 / أ) يجعلونه " فعلان " على التَّفْسِير الأول. وَقَالُوا: زيدت الْيَاء فِي تصغيره، كَمَا زيدت فِي تَصْغِير لَيْلَة فَقَالُوا: لييلة، (كَذَا لفظ بِهِ الْعَرَب بِزِيَادَة) . وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْإِنْسَان فِي الْقُرْآن على خَمْسَة وَعشْرين وَجها: - أَحدهَا: آدم [عَلَيْهِ السَّلَام] . وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمُؤمنِينَ: {وَلَقَد خلقنَا الْإِنْسَان من سلالة من طين} ، وَفِي سُورَة الرَّحْمَن: {خلق الْإِنْسَان من صلصال كالفخار} ، وَمثله: {هَل أَتَى على الْإِنْسَان حِين من الدَّهْر} . وَالثَّانِي: أَوْلَاد آدم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي ق: {وَلَقَد خلقنَا الْإِنْسَان ونعلم مَا توسوس بِهِ نَفسه} ، وَفِي هَل أَتَى: {إِنَّا خلقنَا الْإِنْسَان من نُطْفَة} ، وَفِي النازعات: {يَوْم يتَذَكَّر الْإِنْسَان مَا سعى} ، وَفِي

اقْرَأ: {باسم رَبك الَّذِي} {خلق الْإِنْسَان من علق} . وَالثَّالِث: أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْقَاف: {وَوَصينَا الْإِنْسَان بِوَالِديهِ إحسانا حَملته أمه كرها} ، نزلت فِي أبي بكر الصّديق [رَضِي الله عَنهُ] . وَالرَّابِع: سعد بن أبي وَقاص. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي لُقْمَان: {وَوَصينَا الْإِنْسَان بِوَالِديهِ حَملته أمه وَهنا على وَهن} ، وَهِي نزلت فِي سعد. وَالْخَامِس: الْوَلِيد بن الْمُغيرَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي التِّين: {لقد خلقنَا الْإِنْسَان فِي أحسن تَقْوِيم} ، وَقيل: نزلت فِي هِشَام بن الْمُغيرَة. وَالسَّادِس: قرط بن عبد الله وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي

العاديات: {إِن الْإِنْسَان لرَبه لكنود} . وَالسَّابِع: أَبُو جهل ابْن هِشَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة العلق: {كلا إِن الْإِنْسَان ليطْغى أَن رَآهُ اسْتغنى} . وَالثَّامِن، النَّضر بن الْحَارِث. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل: {ويدع الْإِنْسَان بِالشَّرِّ دعاءه بِالْخَيرِ وَكَانَ الْإِنْسَان عجولا} . (27 / ب) . وَالتَّاسِع: برصيصا العابد. [مِنْهُ] قَوْله تَعَالَى فِي الْحَشْر: {كَمثل الشَّيْطَان إِذْ قَالَ للْإنْسَان اكفر} . والعاشر: بديل بن وَرْقَاء. [وَمِنْه] . قَوْله تَعَالَى فِي الْحَج: {إِن الْإِنْسَان لكفور} . وَالْحَادِي عشر: الْأَخْنَس بن شريق [وَمِنْه] قَوْله فِي سَأَلَ

سَائل: {إِن الْإِنْسَان خلق هلوعا} . وَالثَّانِي عشر: الْأسود بن عبد الْأسد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {يَا أَيهَا الْإِنْسَان إِنَّك كَادِح إِلَى رَبك كدحا فملاقيه} . وَالثَّالِث عشر: عَيَّاش بن أبي ربيعَة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي العنكبوت: {وَوَصينَا الْإِنْسَان بِوَالِديهِ حسنا} . كَذَلِك قَالَ بعض الْمُفَسّرين وَالصَّحِيح انها نزلت فِي سعد بن أبي وَقاص. وَالرَّابِع عشر: كلدة بن أسيد، وَقيل أسيد بن كلدة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الانفطار: {يَا أَيهَا الْإِنْسَان مَا غَرَّك بِرَبِّك الْكَرِيم} . وَالْخَامِس عشر: عقبَة بن أبي معيط. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْفرْقَان: {وَكَانَ الشَّيْطَان للْإنْسَان خذولا} .

وَالسَّادِس عشر: أَبُو طَالب بن عبد الْمطلب. [وَمِنْه] قَوْله تَعَالَى فِي الطارق: {فَلْينْظر الْإِنْسَان مِم خلق} . وَالسَّابِع عشر: عتبَة بن أبي لَهب. [وَمِنْه] قَوْله تَعَالَى فِي عبس: {فَلْينْظر الْإِنْسَان إِلَى طَعَامه} . وَالثَّامِن عشر: عدي بن ربيعَة. [وَمِنْه] قَوْله تَعَالَى فِي الْقِيَامَة: {أيحسب الْإِنْسَان ألن نجمع عِظَامه} . وَالتَّاسِع عشر: عتبَة بن ربيعَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {وَلَئِن أذقنا الْإِنْسَان منا رَحْمَة ثمَّ نزعناها مِنْهُ إِنَّه ليؤوس كفور} ، وَفِي بني إِسْرَائِيل: {وَإِذا أنعمنا على الْإِنْسَان أعرض ونأى بجانبه} . وَالْعشْرُونَ: أُميَّة بن خلف. [وَمِنْه] قَوْله تَعَالَى فِي الْفجْر:

{فَأَما الْإِنْسَان إِذا مَا ابتلاه ربه فَأكْرمه ونعمه فَيَقُول رَبِّي أكرمن} (28 / أ) وفيهَا: {يَوْمئِذٍ يتَذَكَّر الْإِنْسَان وأنى لَهُ الذكرى} . وَالْحَادِي وَالْعشْرُونَ: أبي بن خلف. [وَمِنْه] قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {خلق الْإِنْسَان من نُطْفَة} ، وَفِي مَرْيَم: {أَولا يذكر الْإِنْسَان أَنا خلقناه من قبل وَلم يَك شَيْئا} . وَفِي يس: {أولم ير الْإِنْسَان أَنا خلقناه من نُطْفَة فَإِذا هُوَ خصيم مُبين} . وَالثَّانِي وَالْعشْرُونَ: الْحَارِث بن عَمْرو. [وَمِنْه] قَوْله تَعَالَى فِي الْبَلَد: {لقد خلقنَا الْإِنْسَان فِي كبد} ، وَقيل: نزلت فِي كلدة بن أسيد. وَالثَّالِث وَالْعشْرُونَ: أَبُو حُذَيْفَة بن عبد الله. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: فِي يُونُس: {وَإِذا مس الْإِنْسَان الضّر دَعَانَا لجنبه} . وَقيل: نزلت

آخر كتاب الألف

فِي الْوَلِيد بن الْمُغيرَة. وَالرَّابِع وَالْعشْرُونَ: أَبُو لَهب بن عبد الْعُزَّى بن عبد الْمطلب [وَمِنْه] قَوْله تَعَالَى فِي الْعَصْر: {وَالْعصر إِن الْإِنْسَان لفي خسر} . وَالْخَامِس وَالْعشْرُونَ: الْكَافِر [وَمِنْه] قَوْله تَعَالَى فِي الزلزلة: {وَقَالَ الْإِنْسَان مَا لَهَا} . (آخر كتاب الْألف)

كتاب الباء

(" كتاب الْبَاء ") وَهُوَ سَبْعَة عشر بَابا: - (أَبْوَاب الْوَجْهَيْنِ) (57 - بَاب الْبَأْس) الْبَأْس فِي الأَصْل: الشدَّة. وَمن ذَلِك قَوْله تَعَالَى: {وأنزلنا الْحَدِيد فِيهِ بَأْس شَدِيد} . وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْبَأْس فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: شدَّة الْعَذَاب. [وَمِنْه] ، قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْبِيَاء: {فَلَمَّا أحسوا بأسنا} ، وَفِي الْمُؤمن: {فَلَمَّا رَأَوْا بأسنا قَالُوا آمنا بِاللَّه وَحده} ، وفيهَا: {فَمن ينصرنا من بَأْس الله إِن جَاءَنَا} .

باب البرق

وَالثَّانِي: الشدَّة فِي الْقِتَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَحين الْبَأْس} ، وَفِي سُورَة النِّسَاء: {عَسى الله أَن يكف بَأْس الَّذين كفرُوا} ، وَفِي النَّمْل: { [قَالُوا] نَحن أولُوا قُوَّة وَأولُوا بَأْس شَدِيد} ، وَفِي الْحَشْر: {بأسهم بَينهم شَدِيد} ، يَعْنِي: (28 / ب) الْقِتَال بَين الْمُنَافِقين وَالْيَهُود. وَألْحق بَعضهم وَجها ثَالِثا وَهُوَ: البأساء، والبأساء: الشدَّة النَّازِلَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَالصَّابِرِينَ فِي البأساء وَالضَّرَّاء} ، وَفِي الْأَنْعَام: {فأخذناهم بالبأساء وَالضَّرَّاء} ، وَفِي الْأَعْرَاف: {إِلَّا أَخذنَا أَهلهَا بالبأساء} . (58 - بَاب الْبَرْق) الْبَرْق: هُوَ النُّور اللامع فِي السَّحَاب. يُقَال: برقتْ السَّمَاء ورعدت. قَالَ ابْن فَارس: يُقَال: برقتْ السَّمَاء فأبرقت. وكل شَيْء اجْتمع

فِيهِ سَواد وَبَيَاض فَهُوَ: أبرق. حَتَّى إِنَّهُم يسمون الْعين: برقاء. وأنشدوا: - (ومنحدر من رَأس برقاء حطه ... مَخَافَة بَين من حبيب مزايل) يُرِيد الدمع المنحدر من الْعين. وَاخْتلف الْعلمَاء فِي الْبَرْق على أَرْبَعَة أَقْوَال: - أَحدهَا: أَنه سَوط يضْرب بِهِ السَّحَاب. روى سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس [رَضِي الله عَنْهُمَا] : ان الْيَهُود سَأَلُوا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْبَرْق فَقَالَ: " مخاريق يَسُوق بهَا الْملك السَّحَاب "، وَرُوِيَ عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ [أَنه] قَالَ: هُوَ ضَرْبَة مِخْرَاق من حَدِيد. وَرُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ قَالَ: إِنَّه ضَرْبَة بِسَوْط من نور. وَالثَّانِي: أَنه تلألؤ كَمَا حَكَاهُ ابْن فَارس.

باب البطش

وَالثَّالِث: أَنه قدح اصطكاك أجرام السَّحَاب. وَالرَّابِع: أَنه من تَحْرِيك أَجْنِحَة الْمَلَائِكَة الموكلين بالسحاب حَكَاهُمَا شَيخنَا عَليّ بن عبيد الله. وَالْوَجْه عندنَا هُوَ الأول لمَكَان الْأَثر. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْبَرْق فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: نور السَّحَاب الْمَذْكُور. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: (فِي الْبَقَرَة) : {فِيهِ ظلمات ورعد وبرق} . وَالثَّانِي: نور الْإِسْلَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {يكَاد الْبَرْق يخطف أَبْصَارهم} . وَهُوَ مثل ضربه الله عز وَجل لِلْمُنَافِقين. (59 - بَاب الْبَطْش) (29 / أ) قَالَ ابْن فَارس: الْبَطْش: الْأَخْذ.

باب البعل

وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَنه فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: الْقُوَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الزخرف: {فأهلكنا أَشد مِنْهُم بطشا} ، وَفِي قَاف: {هم أَشد مِنْهُم بطشا} . وَالثَّانِي: الْعقَاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الدُّخان: {يَوْم نبطش البطشة الْكُبْرَى} ، وَفِي الْقَمَر: {وَلَقَد أَنْذرهُمْ بطشتنا} ، وَفِي البروج: {إِن بَطش رَبك لشديد} . (60 - بَاب البعل) البعل يُقَال وَيُرَاد بِهِ: الزَّوْج، والصاحب، والرب. والبعل يُقَال، وَيُرَاد بِهِ: مَا شرب بعروقه من الأَرْض من غير سقِِي سَمَاء. قَالَ شَيخنَا عَليّ بن عبيد الله: وَسمي الزَّوْج بعلا للْمَرْأَة لِأَنَّهَا كأرض الْحَرْث الَّذِي هُوَ الْوَلَد. وَمَاء الرجل سقيه. قَالَ: وَقيل البعل: الْعُلُوّ فِي الأَصْل. وَالزَّوْج بعل: لعلوه على الْمَرْأَة. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن البعل فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: الزَّوْج. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: (وبعولتهن أَحَق

باب البلاء

بردهن} ، وَفِي هود: {وَهَذَا بعلي شَيخا} . وَالثَّانِي: اسْم الصَّنَم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي الصافات) : {أَتَدعُونَ بعلا وتذرون أحسن الْخَالِقِينَ} - (61 - بَاب الْبلَاء) قَالَ ابْن قُتَيْبَة: أصل الْبلَاء: الاختبار. وَيُقَال للخير: بلَاء، وللشر: بلَاء. يُقَال من الاختبار: بلوته (أبلوه بلوا، وَالِاسْم بلَاء. وَمن الْخَيْر: أبليته أبليه إبلاء. وَمن الشَّرّ: بلاه الله يبلوه بلَاء) . وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْبلَاء فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: الاختبار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَإِذ ابتلى إِبْرَاهِيم ربه بِكَلِمَات} ، وَفِي الْأَنْبِيَاء: {ونبلوكم بِالشَّرِّ وَالْخَيْر فتْنَة} . (29 / ب) . وَالثَّانِي: النِّعْمَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: (وَفِي ذَلِكُم بلَاء من

أبواب الثلاثة

ربكُم عَظِيم} ، أَرَادَ نعْمَة عَظِيمَة فِي خلاصكم. وَفِي الصافات: {إِن هَذَا لَهو الْبلَاء الْمُبين} . (أَبْوَاب الثَّلَاثَة) (62 - بَاب الْبر) الْبر فِي الأَصْل: اسْم لما يحصل بِهِ للمبرور النَّفْع يُقَال: بره يبره برا. قَالَ ابْن فَارس: وَالْبر: ضد العقوق. وَالْبر: الصدْق. يُقَال: فيهمَا بررت أبر وَرجل بار وبر والبربر: ثَمَر الْأَرَاك. وَفُلَان يبر ربه، أَي: يطيعه. وَأبر فلَان على أَصْحَابه: علاهم. والبربرة: كَثْرَة الْكَلَام. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْبر فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: الصِّلَة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَلَا تجْعَلُوا الله عرضة لأيمانكم أَن تبروا وتتقوا} ، أَرَادَ أَن تصلوا الْقَرَابَة. وَفِي الممتحنة: {أَن تبروهم وتقسطوا إِلَيْهِم} .

باب البغي

وَالثَّانِي: الطَّاعَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {وتعاونوا على الْبر وَالتَّقوى} ، وَفِي مَرْيَم: {وَبرا بِوَالِديهِ} ، وفيهَا: {وَبرا بوالدتي} ، وَفِي المجادلة: {وتناجوا بِالْبرِّ وَالتَّقوى} ، وَفِي المطففين: {إِن كتاب الْأَبْرَار لفي عليين} ، وَفِي عبس: {بأيدي سفرة كرام بررة} . وَالثَّالِث: التَّقْوَى. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {أتأمرون النَّاس بِالْبرِّ وتنسون أَنفسكُم} ، وفيهَا: {لَيْسَ الْبر أَن توَلّوا وُجُوهكُم قبل الْمشرق وَالْمغْرب وَلَكِن الْبر من آمن بِاللَّه} ، وَفِي آل عمرَان: {لن تناولوا الْبر حَتَّى تنفقوا مِمَّا تحبون} . (وَقَالَ ابْن عَبَّاس: لن تنالوا الْجنَّة. فَيكون من أَبْوَاب الْأَرْبَعَة) . (63 - بَاب الْبَغي) (30 / أ) قَالَ الزّجاج: معنى الْبَغي فِي اللُّغَة: قصد الْفساد. وَيُقَال بغى الْجرْح يَبْغِي بغيا، إِذا ترامى إِلَى فَسَاد. وَيُقَال: بغى الرجل حَاجته يبغيها بغاء. وَالْعرب تَقول: خرج الرجل فِي بغاء إبِله، أَي: فِي طلبَهَا. قَالَ الشَّاعِر: -

(لَا يمنعنك من بغاء ... الْخَيْر تعقاد التمائم) (إِن الأشائم كالأيامن، ... والأيامن كالأشائم) وَيُقَال: بَغت الْمَرْأَة تبغي بغاء إِذا فجرت: قَالَ الله عز وَجل: {وَلَا تكْرهُوا فَتَيَاتكُم على الْبغاء إِن أردن تَحَصُّنًا} . وَيُقَال: ابْتغِي لفُلَان أَن يفعل كَذَا، أَي صلح كَذَا لَهُ أَن يفعل، والبغايا فِي اللُّغَة شَيْئَانِ. البغايا: الْإِمَاء. والبغايا: الفواجر. قَالَ ابْن فَارس: البغية: الْحَاجة. وبغيتك الشَّيْء: طلبته لَك. وابتغيتك: اعنتك على طلبه. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْبَغي فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: الظُّلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {وَالْإِثْم وَالْبَغي بِغَيْر الْحق} ، وَفِي النَّحْل: {وَينْهى عَن الْفَحْشَاء وَالْمُنكر وَالْبَغي} ، وَفِي حم عسق: {وَالَّذين إِذا أَصَابَهُم الْبَغي هم ينتصرون} .

باب البهتان

وَالثَّانِي: الْمعْصِيَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس: {فَلَمَّا أنجهم إِذا هم يَبْغُونَ فِي الأَرْض بِغَيْر الْحق [يَا أَيهَا النَّاس إِنَّمَا بَغْيكُمْ على أَنفسكُم] } . وَالثَّالِث: الْحَسَد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي حم عسق: {إِلَّا من بعد مَا جَاءَهُم الْعلم بغيا بَينهم} . (64 - بَاب الْبُهْتَان) الْبُهْتَان: الْكَذِب. وَقيل: إِنَّه أَعلَى دَرَجَات الْكَذِب وَهُوَ أَن يكذب الرجل لمن يعلم مِنْهُ انه يعلم كذبه. وَالْعرب تَقول يَا للبهيتة، أَي: يَا للكذب. وَيُقَال بهت الرجل: إِذا دهش. وَفِيه أَربع لُغَات بهت وبهت وبهت وبهت. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْبُهْتَان فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه - (30 / ب) . أَحدهَا: الْكَذِب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النُّور: {سُبْحَانَكَ هَذَا بهتان عَظِيم} .

باب البيع

وَالثَّانِي: الزِّنَى. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الممتحنة: {وَلَا يَأْتِين بِبُهْتَان يَفْتَرِينَهُ} . وَالثَّالِث: الْحَرَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {أتأخذونه بهتانا وإثما مُبينًا} . (65 - بَاب البيع) البيع: استبدال مَال بِمَال على صفة مَخْصُوصَة، وَرُبمَا سمي الشِّرَاء بيعا عِنْد الْعَرَب. وأنشدوا: (إِذا الثريا طلعت عشَاء ... فبع لراعي غنم كسَاء) وَيُقَال للمعاهدة على الْأَمر، وَالْمُعَاقَدَة على النَّصْر، وَمَا أشبه ذَلِك: بيعَة. وَمِنْه بيعَة الامام. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن البيع فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: عقد الْمُعَاوضَة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الْبَقَرَة: {ذَلِك بِأَنَّهُم قَالُوا إِنَّمَا البيع مثل الرِّبَا وَأحل الله البيع وَحرم الرِّبَا} ،

أبواب الأربعة

وفيهَا: {وَأشْهدُوا إِذا تبايعتم} . وَالثَّانِي: عقد الْمِيثَاق على النَّصْر، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْفَتْح: {إِن الَّذين يُبَايعُونَك إِنَّمَا يبايعون الله} . وَالثَّالِث: الْفِدَاء، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {من قبل أَن يَأْتِي يَوْم لَا بيع فِيهِ وَلَا خلة وَلَا شَفَاعَة} ، وَفِي إِبْرَاهِيم: {من قبل أَن يَأْتِي يَوْم لَا بيع فِيهِ وَلَا خلال} ، قَالَ الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس: لَا فديَة فِيهِ] . (أَبْوَاب الْأَرْبَعَة) (66 - بَاب الْبَاطِل) الْبَاطِل: مَا لَا صِحَة لَهُ. وضده: الْحق. وَيُقَال: بَطل الشَّيْء: إِذا تلف. وَبَطل الْبناء: انْتقض. والبطل الشجاع. يُقَال هُوَ بَطل: بَين البطولة والبطالة. وَقد فرق بعض الْعلمَاء بَين الْبَاطِل وَالْفساد فَقَالَ الْبَاطِل: هُوَ الَّذِي لَا وجود لَهُ. وَالْفَاسِد: مَوْجُود إِلَّا أَنه [قد] اخْتَلَّ بعض شُرُوطه. وَالْفَاسِد وسط بَين الصَّحِيح وَالْبَاطِل لِأَن وجود مَا وجدت مِنْهُ يشبه فِيهِ الصَّحِيح (31 / أ) وَعدم مَا عدم مِنْهُ يشبه الْبَاطِل

فَكَانَت تَسْمِيَته فَاسِدا قسما ثَالِثا، وَلِهَذَا قَالَ أَصْحَاب أبي حنيفَة: إِن البيع الْفَاسِد إِذا اتَّصل بِهِ الْقَبْض ملكت الْعين، وَفرقُوا بَين ذَلِك وَبَين الْبَاطِل فَقَالُوا: الْبَاطِل لَا يملك بِهِ، مثل بيع الصَّبِي وَالْمَجْنُون لِأَن بيعهمَا غير مُنْعَقد وَالْبيع الْفَاسِد مُنْعَقد وَلِهَذَا لَو وطئ المُشْتَرِي الْجَارِيَة فِي البيع الْفَاسِد لم يحد بِاتِّفَاق وَيكون الْوَلَد حرا: فَمن الَّذِي لَا يحرم أَن يحدث الرجل فِي الطَّهَارَة، فَإِنَّهُ يُفْسِدهَا بذلك وَلَا يُقَال هَذَا حرَام، وَمن الَّذِي يحرم: أَن يقْصد إِفْسَاد الصَّلَاة وَالصَّوْم وَالْحج وَنَحْو ذَلِك. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْبَاطِل فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: الْكَذِب، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي العنكبوت: {إِذا لارتاب المبطلون} ، [وَفِي حم الْمُؤمن: {وخسر هُنَالك المبطلون} ] ، وَفِي حم السَّجْدَة: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِل من بَين يَدَيْهِ وَلَا من خَلفه} ، أَي: لَا تكذبه الْكتب الَّتِي قبله وَلَيْسَ بعده كتاب فيكذبه، وَفِي الجاثية: {يَوْمئِذٍ يخسر المبطلون} . وَالثَّانِي: الإحباط، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: (لَا تُبْطِلُوا

البحر اسم للماء الغزير الواسع وسمي بحرا لاتساعه ويقال فرس بحر إذا كان واسع الجري ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم وإن

صَدقَاتكُمْ بالمن والأذى} ، وَفِي سُورَة مُحَمَّد (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) : {لَا تُبْطِلُوا أَعمالكُم} . وَالثَّالِث: الظُّلم، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالكُم بَيْنكُم بِالْبَاطِلِ وتدلوا بهَا إِلَى الْحُكَّام} ، وَفِي سُورَة النِّسَاء: {لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالكُم بَيْنكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تكون تِجَارَة عَن ترَاض مِنْكُم} . وَالرَّابِع: الشّرك، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: (31 / ب) {وَلَا تلبسوا الْحق بِالْبَاطِلِ} ، وَفِي النَّحْل: {أفبالباطل يُؤمنُونَ} ، وَفِي بني إِسْرَائِيل: {وَقل جَاءَ الْحق وزهق الْبَاطِل إِن الْبَاطِل كَانَ زهوقا} ، وَفِي العنكبوت: {وَالَّذين آمنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفرُوا بِاللَّه أُولَئِكَ هم الخاسرون} ، قَالَ بعض الْمُفَسّرين: إِن الْبَاطِل فِي هَذِه الْآيَة: الشَّيْطَان، فَيكون ذَلِك وَجها خَامِسًا. (67 - بَاب الْبَحْر) الْبَحْر: اسْم للْمَاء الغزير الْوَاسِع، وَسمي بحرا لاتساعه، وَيُقَال: فرس بَحر، إِذا كَانَ وَاسع الجري، وَمن ذَلِك قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَإِن

وَجَدْنَاهُ لبحرا ". وَالْمَاء [الْبَحْر] : الْملح. وَيُقَال أبحر إِذا ملح، قَالَ نصيب: - (وَقد عَاد مَاء الأَرْض بحرا فزادني ... إِلَى مرضِي أَن أبحر المشرب العذب) والباحر الرجل الأحمق. وَقَالَ الْأمَوِي: البحرة: الْبَلدة. يُقَال هَذِه بحرتنا، أَي: بَلْدَتنَا. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْبَحْر فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: الْبَحْر الْمَعْرُوف فِي [الأَرْض] ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {حَتَّى أبلغ مجمع الْبَحْرين} ، وَفِي الدُّخان: (واترك

باب البصير

الْبَحْر رهوا} . وَالثَّانِي: [الْبَحْر] المَاء العذب والمالح، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الرَّحْمَن: {مرج الْبَحْرين يَلْتَقِيَانِ} . وَالثَّالِث: بَحر تَحت الْعَرْش، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الطّور: {وَالْبَحْر الْمَسْجُور} . وَالرَّابِع: العامر من الْبِلَاد، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرّوم: {ظهر الْفساد فِي الْبر وَالْبَحْر} . قَالَ ابْن فَارس: الْبحار: الأرياف. (وَالْبَحْر: الرِّيف) ، كَذَا قَالَ بعض أهل التَّأْوِيل فِي قَوْله: {ظهر الْفساد فِي الْبر وَالْبَحْر} ، إِن الْبر: الْبَادِيَة، وَالْبَحْر: الرِّيف. (68 - بَاب الْبَصِير) الْبَصِير: ضد الْأَعْمَى، وَالْبَصَر: وَاحِد الْأَبْصَار. وَالْبَصَر: أَيْضا الْعلم بالشَّيْء (32 / أ) . وَفُلَان بَصِير بِكَذَا، أَي: عَالم بِهِ. والبصيرة: الْقطعَة من الدَّم إِذا وَقعت على الأَرْض استدارت. والبصيرة: الترس. والبصيرة: الْبُرْهَان. يُقَال: بصرت بالشَّيْء: إِذا صرت

بَصيرًا بِهِ عَالما. وأبصرته: إِذا رَأَيْته وبصر الشَّيْء: علمه. والبصير: الْكَلْب، فِي قَول الْقَائِل: - (أرى نَار ليلى أَو يراني بصيرها) وَذكر [بعض] أهل التَّفْسِير أَن الْبَصِير فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: الْبَصِير بِالْقَلْبِ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي الْأَعْرَاف) : {وتراهم ينظرُونَ إِلَيْك وهم لَا يبصرون} ، وَفِي فاطر: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى والبصير} . وَالثَّانِي: الْبَصِير بِالْعينِ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {فَارْتَد بَصيرًا} . وَفِي ق: {فبصرك الْيَوْم حَدِيد} ، وَفِي هَل أَتَى: {فجعلناه سميعا بَصيرًا} . وَالثَّالِث: الْبَصِير بِالْحجَّةِ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي طه: {لم حشرتني أعمى وَقد كنت بَصيرًا} .

باب البلد

وَالرَّابِع: الْمُعْتَبر، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الذاريات: {وَفِي أَنفسكُم أَفلا تبصرون} ، أَي: تعتبرون، وألحقه شَيخنَا بالقسم الأول وَقَالَ: هُوَ من الْبَصَر بِالْقَلْبِ. (69 - بَاب الْبَلَد) الْبَلَد: صدر الْقرى، والبلدة: الصَّدْر. وتبلد الرجل: وضع يَده على صَدره متحيرا، والبلدة: نجم. يَقُولُونَ هِيَ بَلْدَة الْأسد، أَي: صَدره. والبلد: الْأَثر، وَجمعه أبلاد. قَالَ ابْن الرّقاع: (عرف الديار توهما فاعتادها ... من بعد مَا شَمل البلى أبلادها) وبلد الرجل بِالْأَرْضِ إِذا لزق بهَا. والبالد: الْعَقِيم بِالْبَلَدِ. والأبلد الَّذِي لَيْسَ بمقرون الحاجبين، وَمَا بَين حاجبيه بَلْدَة. وَذكر أهل التَّفْسِير (32 / ب) ان الْبَلَد فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: -

أبواب ما فوق أربعة

أَحدهَا: مَكَّة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَإِذ قَالَ إِبْرَاهِيم رب اجْعَل هَذَا بَلَدا آمنا} ، وَفِي إِبْرَاهِيم: {رب اجْعَل هَذَا الْبَلَد آمنا} ، وَمثله: {لَا أقسم بِهَذَا الْبَلَد} . وَالثَّانِي: مَدِينَة سبأ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {بَلْدَة طيبَة وَرب غَفُور} . وَالثَّالِث: الْبقْعَة النامية، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {والبلد الطّيب يخرج نَبَاته بِإِذن ربه} . وَالرَّابِع: الْمَكَان الَّذِي لَا نبت فِيهِ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {سقناه لبلد ميت} . (أَبْوَاب مَا فَوق أَرْبَعَة) (70 - بَاب الْبَقِيَّة) الْبَقِيَّة مُشْتَقَّة من الْبَقَاء. وَالْبَاقِي: مَا تَكَرَّرت عَلَيْهِ الْأَزْمَان وَهُوَ بَاقٍ. والبقية: مَا يبْقى عِنْد زَوَال مَا كَانَت مَعَه الْبَقِيَّة جملَة وَاحِدَة. يُقَال: بَقِي الشَّيْء يبْقى بَقَاء. وَمن الْعَرَب من يَقُول: بقى مَكَان بَقِي. يُقَال: فلَان يبقي الشَّيْء إِذا رقبه ورصده. وَفِي الحَدِيث: (وأبقينا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) . يَعْنِي انتظرناه.

وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْبَقِيَّة فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: الْقَلِيل، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {فلولا كَانَ من الْقُرُون من قبلكُمْ أولُوا بَقِيَّة} ، أَرَادَ الْقَلِيل. وَالثَّانِي: الدَّوَام، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {مَا عنْدكُمْ ينفذ وَمَا عِنْد الله بَاقٍ} ، وَفِي الْقَصَص: {وَمَا عِنْد الله خير وَأبقى} . وَالثَّالِث: مَا بَقِي من الذَّاهِب، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَبَقِيَّة مِمَّا ترك آل مُوسَى وَآل هرون} . وَالرَّابِع: الثَّوَاب، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (33 / أ) فِي هود: {بقيت الله خير لكم} ، أَي: ثَوَابه [لله] ، وَقَالَ اليزيدي: طَاعَته. وَالْخَامِس: الصَّلَوَات الْخمس، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {والباقيات الصَّالِحَات خير عِنْد رَبك ثَوابًا} ، وَقيل: أَرَادَ بهَا سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر.

باب البعث

(71 - بَاب الْبَعْث) الْبَعْث والارسال يتقاربان. تَقول: بعثت رَسُولا، وَأرْسلت رَسُولا. وَيُقَال: الْبَعْث، وَيُرَاد بِهِ: الْإِحْيَاء وَيُقَال، وَيُرَاد بِهِ: الإثارة. يُقَال: بعثت النَّاقة إِذا أثرتها. وَيَوْم بُعَاث: يَوْم كَانَ لِلْأَوْسِ والخزرج. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْبَعْث فِي الْقُرْآن على سِتَّة أوجه: - أَحدهَا: الإلهام، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {فَبعث الله غرابا يبْحَث فِي الأَرْض} . وَالثَّانِي: الْإِحْيَاء، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {ثمَّ بعثناكم من بعد موتكم} ، وفيهَا: {فأماته الله مئة عَام ثمَّ بَعثه} . وَالثَّالِث: الإيقاظ من النّوم، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْأَنْعَام: {ثمَّ يبعثكم فِيهِ ليقضى أجل مُسَمّى} ] ، وَفِي الْكَهْف: {ثمَّ بعثناهم لنعلم أَي الحزبين أحصى لما لَبِثُوا أمدا} . وَالرَّابِع: التسليط، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي بني إِسْرَائِيل] :

باب البيت

{بعثنَا عَلَيْكُم عبادا لنا أولي بَأْس شَدِيد} . وَالْخَامِس: الْإِرْسَال، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {رَبنَا وَابعث فيهم رَسُولا مِنْهُم} ، وَفِي الْجُمُعَة: {هُوَ الَّذِي بعث فِي الْأُمِّيين رَسُولا مِنْهُم} . وَالسَّادِس: النصب، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {ابْعَثْ لنا ملكا نُقَاتِل فِي سَبِيل الله} ، أَي: انصب لنا، وفيهَا: {إِن الله قد بعث لكم طالوت ملكا} ، وَفِي (سُورَة) النِّسَاء: {فَابْعَثُوا حكما من أَهله وَحكما من أَهلهَا} . (72 - بَاب الْبَيْت) الْبَيْت: مَا يأوي إِلَيْهِ الْإِنْسَان ليقيه الْحر وَالْبرد. وَهُوَ فِي تعارف أهل الْأَبْنِيَة أَرض عَلَيْهَا دائر من الْبناء يظله سقف، وَفِي تعارف الْعَرَب وَأَصْحَاب الْوَبر دائر من صوف أَو غير ذَلِك يظله سقف من جنسه، وَقيل: سمي بَيْتا لِأَنَّهُ يصلح للبيتوتة فِيهِ. والبيات والتبييت أَن يَأْتِي الْعَدو لَيْلًا. وَبَات فلَان يفعل كَذَا إِذا فعله لَيْلًا. كَمَا يُقَال: بِالنَّهَارِ ظلّ. وَبَيت الرجل الْأَمر: إِذا دبره لَيْلًا. قَالَ الشَّاعِر: -

(أَتَوْنِي فَلم أَرض مَا بيتوا ... وَكَانُوا أَتَوْنِي بِشَيْء نكر) والبيوت: الْأَمر يبيت عَلَيْهِ صَاحبه، مهتما بِهِ، قَالَ الْهُذلِيّ: - (وَأَجْعَل قفرتها عدَّة ... إِذا خفت بيُوت أَمر عضال) وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن بَيت فِي الْقُرْآن على تِسْعَة أوجه: - أَحدهَا: الْمنزل الْمَبْنِيّ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النُّور: {لَا تدْخلُوا بُيُوتًا غير بُيُوتكُمْ} ، وَفِي الْأَحْزَاب: {لَا تدْخلُوا بيُوت النَّبِي إِلَّا أَن يُؤذن لكم} ، وَفِي التَّحْرِيم: {رب ابْن لي عنْدك بَيْتا فِي الْجنَّة} . وَالثَّانِي: الْمَسْجِد، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس: {أَن تبوءا لقومكما بِمصْر بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتكُمْ قبْلَة} .

وَالثَّالِث: السَّفِينَة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي نوح] : {رب اغْفِر لي ولوالدي} ، وَلمن دخل بَيْتِي مُؤمنا {وَلِلْمُؤْمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات} (أَي: سفينتي، وَقيل ديني) . وَالرَّابِع: الْكَعْبَة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَإِذ جعلنَا الْبَيْت مثابة للنَّاس وَأمنا} ، وفيهَا: {أَن طهرا بَيْتِي للطائفين} . وَالْخَامِس: الْخَيْمَة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {وَجعل (34 / أ} لكم من جُلُود الْأَنْعَام بُيُوتًا تستخفونها} . وَالسَّادِس: السجْن، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {فأمسكوهن فِي الْبيُوت} . وَالسَّابِع: العش، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {أَن اتخذي من الْجبَال بُيُوتًا} ، وَمثله: {كَمثل العنكبوت اتَّخذت بَيْتا} . وَالثَّامِن: الْكَهْف، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحجر: {ينحتون من الْجبَال بُيُوتًا آمِنين} ، وَفِي الشُّعَرَاء: {وتنحتون من الْجبَال بُيُوتًا فارهين} . وَالتَّاسِع: الْخَانَات، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النُّور: (لَيْسَ

باب الباء

عَلَيْكُم جنَاح أَن تدْخلُوا بُيُوتًا غير مسكونة فِيهَا مَتَاع لكم} . (73 - بَاب الْبَاء) قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: الْبَاء حرف جر يدْخل على الِاسْم فيجره وَهِي تَجِيء فِي عدَّة معَان مِنْهَا: أَن تكون للالصاق. كَقَوْلِك: مسحت يَدي بالمنديل. وَمِنْهَا: أَن تكون للاستعانة، كَقَوْلِك: كتبت بالقلم، وَضربت بِالسَّيْفِ. وتصحب الْأَثْمَان، كَقَوْلِك: اشْتريت بدرهم، وبعت بِدِينَار. وَتَكون: للقسم. كَقَوْلِك: بِاللَّه. وَتَكون بِمَعْنى: فِي، كَقَوْلِك: زيد بِالْبَصْرَةِ وَتَكون: زَائِدَة. كَقَوْلِك: لَيْسَ زيد بمنطلق. وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة: تكون الْبَاء بِمَعْنى (من) ، تَقول الْعَرَب: شربت بِمَاء كَذَا، أَي من مَاء كَذَا. قَالَ عنترة: - (شربت بِمَاء الدحرضين فَأَصْبَحت ... زوراء تنفر عَن حِيَاض الديلم) وَتَكون الْبَاء بِمَعْنى: عَن. قَالَ عَلْقَمَة بن عَبدة: -

(فَإِن تَسْأَلُونِي بِالنسَاء فإنني ... بَصِير بأدواء النِّسَاء طَبِيب) وَقَالَ ابْن أَحْمَر: - (تسائل يَا ابْن أَحْمَر من رَآهُ ... أعارت عينه أم لم تعارا) وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْبَاء فِي الْقُرْآن على اثْنَي عشر وَجها: - أَحدهَا: (34 / ب) صلَة فِي الْكَلَام: وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {فامسحوا بوجوهكم} ، وَفِي الْمَائِدَة: {وامسحوا برؤوسكم} ، وَفِي الْمُؤمنِينَ: {تنْبت بالدهن} . وَالثَّانِي: بِمَعْنى " من "، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هَل أَتَى: {عينا يشرب بهَا عباد الله} ، وَفِي المطففين: {عينا يشرب بهَا المقربون} . وَالثَّالِث: بِمَعْنى " اللَّام "، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: (وَإِذ فرقنا

بكم الْبَحْر} ، وَفِي الدُّخان: {مَا خلقناهما إِلَّا بِالْحَقِّ} . وَالرَّابِع: بِمَعْنى " مَعَ "، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الذاريات: {فَتَوَلّى بركنه} ، أَي مَعَ جنده. وَالْخَامِس: بِمَعْنى " فِي "، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {بِيَدِك الْخَيْر} . وَالسَّادِس: بِمَعْنى " عَن "، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وتقطعت بهم الْأَسْبَاب} ، وَفِي الْفرْقَان: {فَسئلَ بِهِ خَبِيرا} . وَالسَّابِع: (بِمَعْنى " بعد ") ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {فأثابكم غما بغم} . وَالثَّامِن: بِمَعْنى " عِنْد "، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {والمستغفرين بالأسحار} . وَالتَّاسِع: بِمَعْنى " إِلَى "، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {مَا سبقكم بهَا من أحد من الْعَالمين} . والعاشر: بِمَعْنى على، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {لَو تسوى بهم الأَرْض} . وَالْحَادِي عشر: بِمَعْنى المصاحبة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {وَقد دخلُوا بالْكفْر وهم قد خَرجُوا بِهِ} .

آخر كتاب الباء

وَالثَّانِي عشر: (بِمَعْنى السَّبَب، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وتقطعت بهم الْأَسْبَاب} ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَالَّذين هم بِهِ مشركون} ، أَي: من أَجله. (آخر كتاب الْبَاء)

كتاب التاء

(كتاب التَّاء) وَهُوَ سِتَّة أَبْوَاب: فِيهَا وَجْهَان وَثَلَاثَة وَأَرْبَعَة. (74 - بَاب التَّفْصِيل (35 / أ)) التَّفْصِيل فِي الأَصْل: التَّفْرِيق. وَذكر أهل التَّفْسِير أَنه فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: التَّفْرِيق، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {فَأَرْسَلنَا عَلَيْهِم الطوفان وَالْجَرَاد وَالْقمل والضفادع وَالدَّم آيَات مفصلات} ، أَي: متفرقات بَعْضهَا من بعض. وَالثَّانِي: الْبَيَان، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {وتفصيلا لكل شَيْء} ، وَفِي هود: {كتاب أحكمت آيَاته ثمَّ فصلت} ، وَفِي حم السَّجْدَة: {كتاب فصلت آيَاته قُرْآنًا عَرَبيا} .

باب التوفي

(75 - بَاب التوفي) التوفي: اسْم مَأْخُوذ من اسْتِيفَاء الْعدَد. وَاسْتِيفَاء الشَّيْء: أَن تستقضيه. يُقَال: توفيته، واستوفيته. (كَمَا يُقَال: تيقنت الْخَبَر: واستيقنته) . وَتثبت فِي الْأَمر: واستثبت. والوفاة: اسْم للْمَوْت، لِأَنَّهُ يكون عِنْد اسْتِيفَاء الْعُمر. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن التوفي فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: الرّفْع إِلَى السَّمَاء، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {إِنِّي متوفيك} ، وَفِي الْمَائِدَة: {فَلَمَّا توفيتني كنت أَنْت الرَّقِيب عَلَيْهِم} . وَالثَّانِي: قبض الْأَرْوَاح بِالْمَوْتِ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {إِن الَّذين تَوَفَّاهُم الْمَلَائِكَة ظالمي أنفسهم} ، وَفِي النَّحْل: {الَّذين تتوفاهم الْمَلَائِكَة طيبين} ، وَفِي تَنْزِيل السَّجْدَة: {قل يتوفاكم ملك الْمَوْت الَّذِي وكل بكم} ، وَفِي الْمُؤمن: (فإمَّا

باب التولي

نرينك بعض الَّذِي نعدهم أَو نتوفينك} . وَالثَّالِث: قبض حس الْإِنْسَان بِالنَّوْمِ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {وَهُوَ الَّذِي يتوفاكم بِاللَّيْلِ} ، وَفِي الزمر: {الله يتوفى الْأَنْفس حِين مَوتهَا وَالَّتِي لم تمت فِي منامها} . (35 / ب) . وَحكى أَبُو عَليّ ابْن الْبناء من أَصْحَابنَا، عَن بعض أهل الْعلم أَنه قَالَ: للْإنْسَان حَيَاة وروح وَنَفس، فَإِذا نَام خرجت نَفسه الَّتِي بهَا يعقل الْأَشْيَاء، وَلها شُعَاع إِلَى الْجَسَد كشعاع الشَّمْس إِلَى الأَرْض، فَيرى الرُّؤْيَا بِالنَّفسِ الَّتِي خرجت، وَيبقى فِي الْجَسَد الرّوح والحياة، فبهما يتقلب ويتنفس، فَإِذا تحرّك رجعت إِلَيْهِ النَّفس أسْرع من طرفَة الْعين، فَإِذا أَرَادَ الله تَعَالَى أَن يميته أمسك النَّفس الْخَارِجَة وَقبض الرّوح، فَيَمُوت فِي مَنَامه. (76 - بَاب التولي) التولي يُقَال، وَيُرَاد بِهِ الْولَايَة. يُقَال: تولى فلَان علينا، أَي: صَار واليا. [وَيُقَال] ، وَيُرَاد: بِهِ الْإِعْرَاض. يُقَال: تولى فلَان عَنَّا إِذا أعرض.

وَذكر أهل التَّفْسِير أَن التولي فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: الِانْصِرَاف، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {قلت لَا أجد مَا أحملكم عَلَيْهِ توَلّوا} ، وَفِي النَّمْل: {ثمَّ تول عَنْهُم} ، وَفِي الْقَصَص: {ثمَّ تولى إِلَى الظل} . وَالثَّانِي: الإباء، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {حَتَّى يهاجروا فِي سَبِيل الله فَإِن توَلّوا فخذوهم} ، وَفِي الْمَائِدَة: {واحذرهم أَن يفتنوك عَن بعض مَا أنزل الله إِلَيْك فَإِن توَلّوا} . وَالثَّالِث: الْإِعْرَاض، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {من يطع الرَّسُول فقد أطَاع الله وَمن تولى فَمَا أَرْسَلْنَاك عَلَيْهِم حفيظا} ، وَفِي يُونُس: {فَإِن توليتم فَمَا سألتكم من أجر} ، وَفِي النُّور: {أطِيعُوا الله وَأَطيعُوا الرَّسُول فَإِن توَلّوا} ، وَفِي الذاريات: {فتول عَنْهُم فَمَا أَنْت بملوم} .

أبواب الخمسة

وَالرَّابِع: الْهَزِيمَة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْفَال: (36 / أ) {فَلَا تولوهم الأدبار وَمن يولهم يَوْمئِذٍ دبره} ، وَفِي بَرَاءَة: {ثمَّ وليتم مُدبرين} ، وَفِي الْأَحْزَاب: {وَلَقَد كَانُوا عَاهَدُوا الله من قبل لَا يولون الأدبار} . وَقد ألحق بَعضهم، وَجها خَامِسًا: وَهُوَ الْولَايَة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَإِذا تولى سعى فِي الأَرْض ليفسد فِيهَا} ، أَي صَار واليا قَالَه: الضَّحَّاك، وَمُجاهد، وَرُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس، وَابْن جريج، أَن معنى تولى: غضب. وألحقه قوم بقسم: الِانْصِرَاف، مِنْهُم: مقَاتل، وَابْن قُتَيْبَة. (أَبْوَاب الْخَمْسَة) (77 - بَاب التَّأْوِيل) التَّأْوِيل: الْعُدُول عَن ظَاهر اللَّفْظ إِلَى معنى لَا يَقْتَضِيهِ، لدَلِيل دلّ عَلَيْهِ وَالتَّفْسِير: هُوَ إبداء الْمَعْنى الْمُسْتَتر بِاللَّفْظِ قَالَ أَبُو الْقَاسِم

النَّحْوِيّ: التَّأْوِيل فِي اللُّغَة: الْمرجع والمصير. وَقَالَ شَيخنَا - رَضِي الله عَنهُ -: التَّأْوِيل نقل الْكَلَام عَن وَضعه وَأَصله السَّابِق إِلَى الْفَهم من ظَاهره فِي تعاريف اللُّغَة والشريعة أَو الْعَادة إِلَى مَا يحْتَاج فِي فهمه وَالْعلم بالمراد بِهِ إِلَى قرينَة تدل عَلَيْهِ لعائق منع من استمراره على مُقْتَضى لَفظه وَهُوَ مَأْخُوذ من الْمَآل، وَمن ذَلِك [مَا] وَقع الْخطاب فِيهِ على سَبِيل الْمجَاز وَلم [يكن] يُرَاد بِهِ الأَصْل فِي الْحَقِيقَة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وأشربوا فِي قُلُوبهم الْعجل بكفرهم} ، أَرَادَ حب الْعجل لِأَنَّهُ لَو حمل الْكَلَام على حَقِيقَته لَكَانَ الْعجل [يكون] فِي بطونهم لَا فِي قُلُوبهم لِأَن الْأَعْيَان إِنَّمَا تنْتَقل إِلَى الْبَطن لَا إِلَى الْقلب. وَمثله: {ذَلِك عِيسَى ابْن مَرْيَم قَول الْحق} ، أَرَادَ صَاحب [قَول] الْحق وَمن ذَلِك مَا سمي الشَّيْء فِيهِ باسم مَا يتَحَصَّل مِنْهُ (36 / ب) وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وأنزلنا إِلَيْكُم نورا مُبينًا} ، أَرَادَ مَا ثَمَرَته نور فِي الْقُلُوب، وَمثله: {يلقِي الرّوح من أمره} . أَرَادَ الْقُرْآن لِأَنَّهُ كالروح حَيَاة فِي الْقُلُوب فَأَما مَا فهم الْمَعْنى فِيهِ من لَفظه وَذكر بِغَيْر صيغته ليصل فهمه إِلَى السَّامع فَذَلِك هُوَ التَّفْسِير.

وَذكر أهل التَّفْسِير أَن التَّأْوِيل فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: _ أَحدهَا: الْعَاقِبَة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {هَل ينظرُونَ إِلَّا تَأْوِيله يَوْم يَأْتِي تَأْوِيله} ، يَعْنِي عَاقِبَة مَا وعد الله تَعَالَى، وَفِي يُونُس: {بل كذبُوا بِمَا لم يحيطوا بِعِلْمِهِ وَلما يَأْتهمْ تَأْوِيله} . وَالثَّانِي: اللَّوْن، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {لَا يأتيكما طَعَام ترزقانه إِلَّا نبأتكما بتأويله} ، يَعْنِي بألوانه. وَالثَّالِث: المنتهين، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {ابْتِغَاء الْفِتْنَة وابتغاء تَأْوِيله} ، يَعْنِي ابْتِغَاء مُنْتَهى ملك مُحَمَّد وَأمته وَذَلِكَ [حِين] زعم الْيَهُود حِين نزل على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فواتح السُّور أَنَّهَا من حِسَاب الْجمل وَأَن ملك امته على قدر حِسَاب مَا أنزل عَلَيْهِ من الْحُرُوف. وَالرَّابِع: تَعْبِير الرُّؤْيَا، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {وَكَذَلِكَ يجتبيك رَبك ويعلمك من تَأْوِيل الْأَحَادِيث} ، وفيهَا: (نبئنا

باب التقوى

بتأويله) {وفيهَا} (أَنا أنبئكم بتأويله) {وفيهَا} (وعلمتني من تَأْوِيل الْأَحَادِيث} . وَالْخَامِس: التَّحْقِيق، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {هَذَا تَأْوِيل رُؤْيَايَ من قبل} . (78 - بَاب التَّقْوَى) التَّقْوَى: اعْتِمَاد المتقي مَا يحصل بِهِ الْحَيْلُولَة بَينه وَبَين مَا يكرههُ، فالمتقي: هُوَ المحترز مِمَّا اتَّقَاهُ. وَقَالَ شَيخنَا عَليّ بن عبيد الله رَضِي الله عَنهُ: التَّقْوَى أَكثر (37 / أ) مِدْحَة من الْإِيمَان لِأَن الْإِيمَان قد تخلله غَيره (وَالتَّقوى لَا يتخلله غَيره) وَيُقَارب التَّقْوَى الْوَرع إِلَّا أَن الْفرق بَينهمَا أَن التَّقْوَى أَخذ عدَّة والورع دفع شُبْهَة وَالتَّقوى مُتَحَقق السَّبَب والورع مظنون السَّبَب والورع تجاف بِالنَّفسِ عَن الانبساط فِيمَا لَا يُؤمن عاقبته. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن التَّقْوَى فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه:

باب التلاوة

أَحدهَا: التَّوْحِيد، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {وَلَقَد وصينا الَّذين أونوا الْكتاب من قبلكُمْ وَإِيَّاكُم أَن اتَّقوا الله وَإِن تكفرُوا فَإِن لله مَا فِي السَّمَوَات وَمَا فِي الأَرْض} ، وَفِي الحجرات: {أُولَئِكَ الَّذين امتحن الله قُلُوبهم للتقوى} . وَالثَّانِي: الْإِخْلَاص، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَج: {فَإِنَّهَا من تقوى الْقُلُوب} ، أَرَادَ من إخلاص الْقُلُوب. وَالثَّالِث: الْعِبَادَة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {أَن أنذروا أَنه لَا إِلَه إِلَّا أَنا فاتقون} ، وَفِي الْمُؤمنِينَ: {وَأَنا ربكُم فاتقون} ، وَفِي الشُّعَرَاء: {قوم فِرْعَوْن أَلا يَتَّقُونَ} . وَالرَّابِع: ترك الْمعْصِيَة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَأتوا الْبيُوت من أَبْوَابهَا وَاتَّقوا الله} . وَالْخَامِس: الخشية، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {يَا أَيهَا النَّاس اتَّقوا ربكُم} ، وَفِي الشُّعَرَاء: {إِذْ قَالَ لَهُم أخوهم نوح أَلا تَتَّقُون} ، وَكَذَلِكَ فِي قصَّة هود وَصَالح وَشُعَيْب. (79 - بَاب التِّلَاوَة) قَالَ الزّجاج: التِّلَاوَة فِي اللُّغَة: اتِّبَاع بعض الشَّيْء بَعْضًا.

وَقد استتلاك الشَّيْء: إِذا جعلك تتبعه. قَالَ الراجز ... (قد جعلت دلوي تستتليني ... وَلَا أحب تبع القرين) وَقَالَ ابْن فَارس: يُقَال تَلَوت الْقُرْآن تِلَاوَة وتلوت فلَانا إِذا اتبعته تلوا. (37 / ب) والتلاوة: بِضَم التَّاء والتلية بَقِيَّة الشَّيْء. يُقَال: تليت لي من حَقي تِلَاوَة وتلية أَي بقيت وأتليت أبقيت. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن التِّلَاوَة فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: الْقِرَاءَة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {فَأتوا بِالتَّوْرَاةِ فاتلوها إِن كُنْتُم صَادِقين} ، وفيهَا: {يَتلون آيَات الله آنَاء اللَّيْل} ، وَفِي فاطر: {إِن الَّذين يَتلون كتاب الله} . وَالثَّانِي: الإتباع، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَالْقَمَر إِذا تَلَاهَا} . وَالثَّالِث: الْإِنْزَال، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَصَص: {نتلوا عَلَيْك من نبإ مُوسَى وَفرْعَوْن} . وَالرَّابِع: الْعَمَل، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: (الَّذين آتَيْنَاهُم

آخر كتاب التاء يتلوه كتاب الثاء

الْكتاب يتلونه حق تِلَاوَته} ، أَي: يعْملُونَ بِهِ حق عمله. قَالَه مُجَاهِد. وَالْخَامِس: الرِّوَايَة وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي [الْبَقَرَة] {وَاتبعُوا مَا تتلوا الشَّيَاطِين على ملك سُلَيْمَان} ، أَي: مَا تروي. قَالَه ابْن قُتَيْبَة. (آخر كتاب التَّاء، يتلوه كتاب الثَّاء)

كتاب الثاء

(كتاب الثَّاء) وَهُوَ ثَلَاثَة أَبْوَاب: - (8 - بَاب ثمَّ) ثمَّ حرف مَبْنِيّ على الْفَتْح وَهُوَ من حُرُوف الْعَطف ويفيد التَّرْتِيب والمهلة تَقول: جَاءَنِي (زيد ثمَّ عَمْرو. فعمرو جَاءَ) بعد زيد بمهلة وتراخ. وَذكر أهل التَّفْسِير أَنه فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: بَقَاؤُهُ على أَصله، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {ثمَّ إِلَى ربكُم مرجعكم} ، وَفِي الْأَعْرَاف: {ثمَّ لأصلبنكم أَجْمَعِينَ} ، وَفِي فاطر: {ثمَّ أَوْرَثنَا الْكتاب الَّذين اصْطَفَيْنَا من عبادنَا} ، وَهُوَ كثير فِي الْقُرْآن.

باب الثياب

وَالثَّانِي: بِمَعْنى الْوَاو، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس: {ثمَّ الله شَهِيد على مَا يَفْعَلُونَ} ، وَفِي الْقِيَامَة: {ثمَّ إِن علينا بَيَانه} . وَالثَّالِث: وُقُوعه زَائِدا، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة بَرَاءَة (38 / أ) : {وظنوا أَن لَا ملْجأ من الله إِلَّا إِلَيْهِ ثمَّ تَابَ عَلَيْهِم} . (81 - بَاب الثِّيَاب) الثِّيَاب: مَعْرُوفَة وواحدها ثوب وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَنَّهَا فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: سَائِر الثِّيَاب. [وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النُّور: {وَحين تضعون ثيابكم من الظهيرة} . وَالثَّانِي: الرِّدَاء] . وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النُّور: {فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جنَاح أَن يَضعن ثيابهن} . وَالثَّالِث: الْقَمِيص. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَج: {فَالَّذِينَ كفرُوا قطعت لَهُم ثِيَاب من نَار} .

باب الثقل

وَالرَّابِع: الْقلب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي المدثر: {وثيابك فطهر} ، أَي: قَلْبك. وَقيل: نَفسك طهرهَا من الذُّنُوب. وَقيل: هِيَ الثِّيَاب بِعَينهَا. وَمعنى: تطهيرها تَقْصِيرهَا. (82 - بَاب الثّقل) الأَصْل فِي الثّقل: الرزانة. وضده: الخفة. والثقلان: الْجِنّ وَالْإِنْس، سميا بذلك لِأَنَّهُمَا ثقل للْأَرْض، إِذْ كَانَت تحملهم أَحيَاء وأمواتا. قَالَت الخنساء ترثي أخاها: - (أبعد ابْن عَمْرو بن آل الشَّرّ ... يَد حلت بِهِ الأَرْض أثقالها) وتعني بقولِهَا حلت: من التحلية، أَي: زانت بِهِ موتاها. وَيُقَال: ارتحل الْقَوْم بثقلهم وثقلتهم: أَي: بأمتعتهم كلهَا. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الثّقل فِي الْقُرْآن على عشرَة أوجه: - أَحدهَا: الرزانة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: حَتَّى إِذا أقلت

والسادس الأوزار ومنه قوله تعالى في العنكبوت وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم والسابع الركون إلى الدنيا ومنه قوله تعالى في براءة اثاقلتم إلى الأرض

سحابا ثقالا) {وفيهَا} (فَلَمَّا أثقلت دعوا الله [ربهما] } . وَالثَّانِي: الزَّاد وَالْمَتَاع وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {وَتحمل أثقالكم إِلَى بلد لم تَكُونُوا بالغيه إِلَّا بشق الْأَنْفس} الثَّالِث: الْكُنُوز وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الزلزلة (38 / ب) : {وأخرجت الأَرْض أثقالها} ، أَي: كنوزها. وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة: موتاها. وَالرَّابِع: الشدَّة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هَل أَتَى: {ويذرون وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثقيلا} . وَالْخَامِس: الرجحان، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْأَعْرَاف] : {فَمن ثقلت مَوَازِينه} ، وَفِي القارعة: {فَأَما من ثقلت (مَوَازِينه} ) . وَالسَّادِس: الأوزار، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي العنكبوت: {وليحملن أثقالهم وأثقالا مَعَ أثقالهم} . وَالسَّابِع: الركون إِلَى الدُّنْيَا، [وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {اثاقلتم إِلَى الأَرْض} ) . وَالثَّامِن، الشُّيُوخ] ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: (انفروا خفافا

آخر كتاب الثاء

وثقالا} ، أَرَادَ شبانا وشيوخا. وَالتَّاسِع: عَظِيم الْقدر، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي المزمل: {إِنَّا سنلقي عَلَيْك قولا ثقيلا} . والعاشر: الْعَالم، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي (سُورَة) الرَّحْمَن: {سنفرغ لكم أَيَّة الثَّقَلَان} ، أَرَادَ عَالم الْإِنْس وعالم الْجِنّ. (آخر كتاب الثَّاء.)

كتاب الجيم

(كتاب الْجِيم) وَهُوَ سِتَّة أَبْوَاب. أَبْوَاب الْوَجْهَيْنِ: - (83 - بَاب الْجُزْء) الْجُزْء: بعض الْجُمْلَة. وَالْكل: مَجْمُوع الْأَجْزَاء. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْجُزْء فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: مَا ذَكرْنَاهُ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {ثمَّ اجْعَل على كل جبل مِنْهُنَّ جُزْءا} . وَالثَّانِي: الْوَلَد، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الزخرف: {وَجعلُوا لَهُ من عباده جُزْءا} . (84 - بَاب الْجعل) الْجعل: يُضَاف تَارَة إِلَى الله تَعَالَى. وَتارَة إِلَى عباده. فَإِذا

أضيف إِلَى الله تَعَالَى فَهُوَ منقسم فِي حَقه إِلَى قسمَيْنِ: - أَحدهمَا: بِمَعْنى الْخلق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {وَجعل الظُّلُمَات والنور} ، وَهَذِه الأَصْل فِي الْجعل. وَالثَّانِي: بِمَعْنى التصيير، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الْبَقَرَة {إِنِّي جاعلك للنَّاس إِمَامًا} ، فِي الْمَائِدَة: {مَا جعل الله من بحيرة وَلَا سائبة} ، أَي: مَا صير ذَلِك مَأْذُونا فِيهِ، وَلَا شرعا. فَأَما قَوْله تَعَالَى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبيا} ، فَقيل مَعْنَاهُ: (39 / أ) قُلْنَاهُ. فَيكون الْجعل عبارَة عَن القَوْل. قَالَ شَيخنَا: وَهُوَ وَجه ثَالِث مُحْتَمل. وَقَالَ بَعضهم: [مَعْنَاهُ] بَيناهُ. وَأما الْجعل الْمُضَاف إِلَى الْعباد فَذكر أهل التَّفْسِير أَنه على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: بِمَعْنى الْوَصْف، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الْأَنْعَام: {وَجعلُوا لله شُرَكَاء الْجِنّ} ، وَفِي النَّحْل: {ويجعلون لله مَا يكْرهُونَ} . وفيهَا: {ويجعلون لله الْبَنَات} ، وَفِي الزخرف:

باب الجناح

{وَجعلُوا الْمَلَائِكَة الَّذين هم عباد الرَّحْمَن إِنَاثًا} ، أَي: وصفوهم، وَقيل سموهم. وَالثَّانِي: بِمَعْنى الْفِعْل، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {وَجعلُوا لله مِمَّا ذَرأ من الْحَرْث والأنعام نَصِيبا} ، وَفِي يُونُس: {فجعلتم مِنْهُ حَرَامًا وحلالا} . (85 - بَاب الْجنَاح) الأَصْل فِي الْجنَاح: أَنه الْعُضْو الَّذِي يطير بِهِ الطَّائِر. قَالَ ابْن فَارس: وَسمي جنَاحا الطَّائِر لميلهما فِي شقيه، وَمِنْه يُقَال: جنح إِذا مَال، والجناح: الْإِثْم لميله عَن طَرِيق الْحق. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْجنَاح فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: جنَاح الطَّائِر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {وَلَا طَائِر يطير بجناحيه} ، وَفِي فاطر: {أولي أَجْنِحَة مثنى وَثَلَاث وَربَاع} . وَالثَّانِي: الْجَانِب وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحجر: {واخفض جناحك للْمُؤْمِنين} ، وَفِي بني إِسْرَائِيل: (واخفض لَهما جنَاح الذل من

أبواب ما فوق الوجهين

الرَّحْمَة} ، وَفِي الشُّعَرَاء: {واخفض جناحك لمن اتبعك من الْمُؤمنِينَ} {39 / ب} . (أَبْوَاب مَا فَوق الْوَجْهَيْنِ) (86 - بَاب الْجِهَاد) الْجِهَاد: تحمل المشاق فِي تَحْصِيل الْمَطْلُوب. والجهد بِفَتْح الْجِيم: الْمَشَقَّة. وَبِضَمِّهَا الطَّاقَة. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْجِهَاد فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: الْجِهَاد بِالسِّلَاحِ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ من الْمُؤمنِينَ غير أولي الضَّرَر وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيل الله} . وَالثَّانِي: الْجِهَاد بالْقَوْل، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْفرْقَان: {وجاهدهم بِهِ جهادا كَبِيرا} ، أَرَادَ بِالْقُرْآنِ. وَفِي بَرَاءَة: {جَاهد الْكفَّار وَالْمُنَافِقِينَ} ، [أَي] : فَجَاهد الْمُنَافِقين بالْقَوْل

باب الجبار

وَالثَّالِث: الْجِهَاد فِي الْأَعْمَال، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي العنكبوت: {وَالَّذين جاهدوا فِينَا لنهدينهم سبلنا وَإِن الله لمع الْمُحْسِنِينَ} . (87 - بَاب الْجَبَّار) الْجَبَّار: المتعظم بِالْقُدْرَةِ، لِأَنَّهُ يقهر وَيجْبر على مَا يُرِيد. وَقَالَ ابْن فَارس: الْجَبَّار: الَّذِي طَال وَفَاتَ الْيَد. وَيُقَال فرس جَبَّار، ونخلة جبارَة. وَيُقَال: فِيهِ جبرية، وجبروة، وجبروت، وجبورة. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْجَبَّار فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: الله عز وَجل، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَشْر: {الْعَزِيز الْجَبَّار المتكبر} . وَالثَّانِي: الْقِتَال، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي [الشُّعَرَاء] : {وَإِذا بطشتم بطشتم جبارين} ، أَي: قتالين للنَّاس. وَالثَّالِث: المتكبر، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم: {وَلم يَجْعَلنِي جبارا شقيا} ، (40 / أ) .

باب الجنود

وَالرَّابِع: الْعَظِيم الْخلق، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {إِن فِيهَا قوما جبارين} ، أَرَادَ عظم خلقهمْ. (88 - بَاب الْجنُود) الْجنُود: جمع جند: وَهُوَ الْعدَد الْكثير الْمُجْتَمع. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْجنُود فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: الْمَلَائِكَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي المدثر: {وَمَا يعلم جنود رَبك إِلَّا هُوَ} ، أَرَادَ الْمَلَائِكَة على الاطلاق وَقيل زَبَانِيَة النَّار خَاصَّة وَالثَّانِي: الرُّسُل والمؤمنون. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الصافات: {وَإِن جندنا لَهُم الغالبون} . وَالثَّالِث: الذُّرِّيَّة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الشُّعَرَاء: {وجنود إِبْلِيس أَجْمَعُونَ} ، أَرَادَ ذُريَّته وهم الشَّيَاطِين. وَالرَّابِع: الجموع، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّمْل: {فلنأتينهم بِجُنُود لَا قبل لَهُم بهَا} ، وَفِي الْقَصَص: {إِن فِرْعَوْن وهامان وجنودهما كَانُوا خاطئين} ، وَفِي البروج: {هَل أَتَاك حَدِيث الْجنُود} .

آخر كتاب الجيم

وَالْخَامِس: الناصرون، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة مَرْيَم: {فسيعلمون من هُوَ شَرّ مَكَانا وأضعف جندا} ، أَرَادَ ناصرا وَقيل أمرا. (آخر كتاب الْجِيم)

كتاب الحاء

(كتاب الْحَاء) وَهُوَ تِسْعَة عشر بَابا: - (أَبْوَاب الْوَجْهَيْنِ وَالثَّلَاثَة) (89 - بَاب الْحسن) الْحسن: ضد الْقَبِيح. وَحده بَعضهم فَقَالَ: الْحسن مَا لفَاعِله أَن يَفْعَله. والقبيح: عَكسه. وَقد يُقَال: هَذَا شَيْء حسن فِي أَعلَى الْأَشْيَاء مرتبَة. وَيُقَال: فِي المقارب. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْحسن فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - (40 / ب) . أَحدهمَا: الْمُحْتَسب، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي [الْبَقَرَة] : (من ذَا الَّذِي

باب الحميم

يقْرض الله قرضا حسنا} ، وَمثلهَا فِي الْحَدِيد والتغابن. الثَّانِي: الْحق، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي طه: {ألم يَعدكُم ربكُم وَعدا حسنا} ، وَمثله فِي الْبَقَرَة: {وَقُولُوا للنَّاس حسنا} ، على قِرَاءَة من حرك السِّين، أَي: قُولُوا للنَّاس حَقًا فِي أَمر مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ ابْن عَبَّاس: الْخطاب للْيَهُود وَمَعْنَاهُ من سألكم عَن شَأْن مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فاصدقوه وَلَا تكتموا بَعثه. (90 - بَاب الْحَمِيم) الْحَمِيم: المَاء الْحَار. وَالْحمية: حرارة الْغَضَب والغيرة. وَيُقَال: الْحَمِيم وَيُرَاد بِهِ الْقَرِيب فِي النّسَب. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْحَمِيم فِي الْقُرْآن على هذَيْن الْوَجْهَيْنِ: - أَحدهمَا: المَاء الْحَار، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَج: (يصب من فَوق

باب الحرث

رؤوسهم الْحَمِيم} ، وَفِي الصافات: {إِن لَهُم عَلَيْهَا لشوبا من حميم} ، وَفِي سُورَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: {وَسقوا مَاء حميما فَقطع أمعاءهم} ، وَفِي سُورَة الرَّحْمَن [عز وَجل] : {يطوفون بَينهَا وَبَين حميم آن} . وَالثَّانِي: الْقَرِيب فِي النّسَب، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الشُّعَرَاء: {وَلَا صديق حميم} ، وَفِي حم السَّجْدَة: {كَأَنَّهُ ولي حميم} ، وَفِي سَأَلَ سَائل: {وَلَا يسئل حميم حميما} . (91 - بَاب الْحَرْث) قَالَ شَيخنَا عَليّ بن عبيد الله رَحمَه الله الْحَرْث اسْم لكل مَا ذللته من الأَرْض لتزرع فِيهِ. وَيُقَال لأوّل الْفرس وَالْبذْر إِلَى حَيْثُ بلغ: حرث. وَقَالَ ابْن فَارس: الْحَرْث: الْجمع. وَبِه سمي الرجل حارثا. وَفِي الحَدِيث: أحرث لدنياك كَأَنَّك تعيش أبدا، (41 / أ) وَالْمَرْأَة: حرث الرجل. لِأَنَّهَا مزدرع وَلَده وَيَقُولُونَ أحرث الْقُرْآن

باب الحرج

[أَي] : أَكثر تِلَاوَته. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْحَرْث فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: الثَّوَاب، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي عسق: {من كَانَ يُرِيد حرث الْآخِرَة نزد لَهُ فِي حرثه وَمن كَانَ يُرِيد حرث الدُّنْيَا نؤته مِنْهَا} . وَالثَّانِي: الأَرْض المحروثة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {تثير الأَرْض وَلَا تَسْقِي الْحَرْث} ، وفيهَا: {وَيهْلك الْحَرْث والنسل} . وَالثَّالِث: منبت الْوَلَد، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْبَقَرَة] : {نِسَاؤُكُمْ حرث لكم فَأتوا حَرْثكُمْ أَنى شِئْتُم} . (92 - بَاب الْحَرج) قَالَ ابْن قُتَيْبَة: أصل الْحَرج: الضّيق، والحرجة: الشّجر الملتف.

وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْحَرج فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: الضّيق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {مَا يُرِيد الله ليجعل عَلَيْكُم من حرج} ، وَفِي الْحَج: {وَمَا جعل عَلَيْكُم فِي الدّين من حرج} . وَالثَّانِي: الشَّك، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {ثمَّ لَا يَجدوا فِي أنفسهم حرجا مِمَّا قضيت} ، وَفِي الْأَنْعَام: {يَجْعَل صَدره ضيقا حرجا} ، وَفِي الْأَعْرَاف: {فَلَا يكن فِي صدرك حرج مِنْهُ} . وَالثَّالِث: الْإِثْم، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {لَيْسَ على الضُّعَفَاء وَلَا على المرضى وَلَا على الَّذين لَا يَجدونَ مَا يُنْفقُونَ حرج} . يُرِيد لَيْسَ عَلَيْهِم إِثْم فِي تخلفهم عَن الْغَزْو. وَمثله: {لَيْسَ على الْأَعْمَى حرج وَلَا على الْأَعْرَج حرج وَلَا على الْمَرِيض حرج} . (41 / ب) .

باب الحس

(93 - بَاب الْحس) الْحس: إِدْرَاك النَّفس مَا تُدْرِكهُ بآلات الْحس، وآلات الْحس خمس: - إِحْدَاهَا: السّمع، وَهِي (الحاسة) المدركة للأصوات، وَهِي أدق الْحَواس، وأغمضها، فِي كَيْفيَّة تَحْصِيل الْإِدْرَاك بهَا. وَالثَّانيَِة: الْبَصَر، وَهِي الحاسة الَّتِي تدْرك بهَا: المبصرات. وَهِي أغْلظ من السّمع، وأدق من غَيره. وَالثَّالِثَة: الشم، وَهِي [الحاسة] الَّتِي يدْرك بهَا: الروائح الطّيبَة والكريهة. وَالرَّابِعَة: الذَّوْق، وَهِي الحاسة الَّتِي يدْرك بهَا: الطعوم من الحلو والحامض، وَغير ذَلِك. وَالْخَامِسَة: اللَّمْس، وَهِي الحاسة الَّتِي يدْرك بهَا: الناعم من الخشن وَهِي أغْلظ الْحَواس. والإحساس بالشَّيْء الْعلم بِهِ. وحس: كلمة تقال عِنْد الوجع. وَيُقَال: حسست اللَّحْم: إِذا جعلته على الْجَمْر. الحسحاس، الْمطعم السخي. والحساس: سوء الْخلق. والحس: الْقَتْل، وَمِنْه قَوْله

أبواب الأربعة

تَعَالَى {إِذْ تحسونهم بِإِذْنِهِ} . يُقَال: حسه، يحسه، إِذا قَتله، وَقيل: سمي الْقَتْل حسا لِأَنَّهُ يبطل الْحس. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْحس فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: الرُّؤْيَة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {فَلَمَّا أحس عِيسَى مِنْهُم الْكفْر} ، وَفِي مَرْيَم: {هَل تحس مِنْهُم من أحد} ، وَفِي الْأَنْبِيَاء: {فَلَمَّا أحسوا بأسنا} . وَالثَّانِي: الْبَحْث، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {اذْهَبُوا فتحسسوا من يُوسُف وأخيه} . وَالثَّالِث: الصَّوْت، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْبِيَاء: {لَا يسمعُونَ حَسِيسهَا وهم فِي مَا اشتهت أنفسهم خَالدُونَ} . (أَبْوَاب الْأَرْبَعَة) {94 - بَاب الْحَبل} الْحَبل فِي التعارف [هُوَ] : المفتول من الليف، أَو الْقطن، أَو الصُّوف، أَو نَحْو ذَلِك. (42 / أ) وَيُقَال للْعهد: حَبل، لِأَن المتمسك بِهِ يصل إِلَى مَطْلُوبه، وأنشدوا: -

(فَلَو حبلا تنَاول من سليمي ... لمد بحبلها حبلا متينا) وَيُقَال للأمان: حَبل لِأَن الْأَمْن منبسط بالأمان فَهُوَ حَبل لَهُ إِلَى كل مَوضِع يُريدهُ قَالَ الْأَعْشَى: - (وَإِذا تجوزها حبال قَبيلَة ... أخذت من الْأُخْرَى إِلَيْك حبالها) وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْحَبل فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: أَحدهَا: الْحَبل الْمُتَعَارف، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الشُّعَرَاء: {فَألْقوا حبالهم وعصيهم} ، وَفِي تبت: {فِي جيدها حَبل من مسد} . وَالثَّانِي: الْعَهْد، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {إِلَّا بِحَبل من الله وحبل من النَّاس} ، أَي: بِعَهْد. وَالثَّالِث: عرق فِي الْعُنُق، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي قَاف: {وَنحن أقرب إِلَيْهِ من حَبل الوريد} .

باب حتى

وَالرَّابِع: الْقُرْآن، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {واعتصموا بِحَبل الله جَمِيعًا} . (95 - بَاب " حَتَّى ") قَالَ الشَّيْخ أَبُو زَكَرِيَّا: " حَتَّى " حرف من حُرُوف الْمعَانِي لَا يجوز إمالة ألفها، وَإِنَّمَا تكون الإمالة فِي الْأَسْمَاء وَالْأَفْعَال. وتجيء فِي أَرْبَعَة مَوَاضِع: - أَحدهَا: أَن تكون حرفا جارا " كإلى "، كَقَوْلِه: {حَتَّى مطلع الْفجْر} ، وَإِذا كَانَت جَارة قيل لَهَا غَايَة. وَالثَّانِي: أَن تكون عاطفة بِمَنْزِلَة " الْوَاو "، تعطف مَا بعْدهَا على مَا قبلهَا، وتشركه فِي إعرابه كَقَوْلِك: قدم الْحَاج حَتَّى المشاة. فتأتي " حَتَّى " لأحد مَعْنيين: إِمَّا التَّعْظِيم. أَو التحقير. فالتعظيم: مَاتَ النَّاس حَتَّى الْأَنْبِيَاء. والتحقير: اجترأ عَلَيْهِ النَّاس حَتَّى الصّبيان. وَلَا بُد أَن تكون مَا بعْدهَا من جنس مَا قبلهَا (42 / ب) . وَأَقل مِنْهُ فِي الْمِقْدَار تَقول: -

قَامَ الْقَوْم حَتَّى زيد. وَالثَّالِث: أَن تكون حرفا يقطع بهَا الْكَلَام عَمَّا قبلهَا ويستأنف، وَيَقَع بعْدهَا الجملتان الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر، وَالْفِعْل وَالْفَاعِل، فمثال وُقُوع الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر قَوْلك: خرج الْقَوْم حَتَّى زيد غَضْبَان. قَالَ الفرزدق: - (فواعجبا حَتَّى كُلَيْب تسبني ... كَأَن أَبَاهَا نهشل أَو مجاشع) كَأَنَّهُ قَالَ: يَا عجبا تسبني النَّاس حَتَّى كُلَيْب تسبني. وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس: - (سريت بهم حَتَّى تكل مطيهم ... وَحَتَّى الْجِيَاد مَا يقدن بأرسان) فَهَذِهِ حُرُوف اسْتِئْنَاف. وَالرَّابِع: أَن تدخل على الْفِعْل وَالْفَاعِل ودخولها على ضَرْبَيْنِ: (عاملة، وَغير عاملة، فالعاملة: على ضَرْبَيْنِ: _) . ضرب يكون: الْفِعْل الأول سَببا للثَّانِي، فَتكون بِمَنْزِلَة " كي " تَقول:

صليت حَتَّى أَدخل الْجنَّة. وكلمته حَتَّى يَأْمُرنِي بِشَيْء. (فَالصَّلَاة وَالْكَلَام سيان لدُخُول الْجنَّة وَالْأَمر بالشَّيْء) . وَالثَّانِي: أَن لَا يكون الأول، سَببا للثَّانِي، فَيكون التَّقْدِير إِلَى أَن وَذَلِكَ كَقَوْلِك لَا تنظرنه حَتَّى تطلع الشَّمْس. وَالْمعْنَى: إِلَى أَن تطلع الشَّمْس. أَو حَتَّى أَن تطلع الشَّمْس فَلَيْسَ الْفِعْل الأول سَببا للْفِعْل الثَّانِي فِي هَذَا لِأَن طُلُوع الشَّمْس لَيْسَ سَببه انتظارك، وَإِنَّمَا قدرت فِي الأول " كي " وَفِي الثَّانِي " أَن "، لتفرق بَين الْمُسَبّب وَغير الْمُسَبّب. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن حَتَّى فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: بِمَعْنى " إِلَى " وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الذاريات: {إِذْ قيل لَهُم تمَتَّعُوا حَتَّى حِين} ، (43 / أ) وَفِي سَأَلَ سَائل: {حَتَّى يلاقوا يومهم الَّذِي يوعدون} ، وَفِي الْقدر: {حَتَّى مطلع الْفجْر} . وَالثَّانِي: بِمَعْنى " فَلَمَّا "، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {حَتَّى إِذا جَاءَ أمرنَا وفار التَّنور} ، وَفِي يُوسُف: {حَتَّى إِذا استيأس الرُّسُل} ،

باب الحجاب الحجاب الحاجز المانع من الإدراك ويقال للأعمى محجوب لأن بينه وبين الإدراك بالبصر مانعا وذكر أهل التفسير أن الحجاب في القرآن على أربعة أوجه أحدها السور ومنه قوله تعالى في الأعراف وبينهما حجاب

وَفِي الْأَنْبِيَاء: {حَتَّى إِذا فتحت يَأْجُوج وَمَأْجُوج} ، وَفِي الْمُؤمنِينَ: {حَتَّى إِذا أَخذنَا مترفيهم بِالْعَذَابِ} . وَالثَّالِث: بِمَعْنى " كي ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {حَتَّى يبلغ الْكتاب أَجله} . وَالرَّابِع: بِمَعْنى " الْوَاو ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: {ولنبلونكم حَتَّى نعلم الْمُجَاهدين مِنْكُم وَالصَّابِرِينَ} . (96 - بَاب الْحجاب} الْحجاب: الحاجز الْمَانِع من الْإِدْرَاك. وَيُقَال للأعمى: مَحْجُوب لِأَن بَينه وَبَين الْإِدْرَاك بالبصر مَانِعا. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْحجاب فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه - أَحدهَا: السُّور، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {وَبَينهمَا حجاب} . وَالثَّانِي: السّتْر، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم: {فاتخذت من دونهم حِجَابا} ، وَفِي الْأَحْزَاب: {فسئلوهن من وَرَاء حجاب} .

باب الحجر

وَالثَّالِث: الْجَبَل، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي ص] : {حَتَّى تَوَارَتْ بالحجاب} . وَالرَّابِع: الْمَنْع، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي المطففين: {كلا إِنَّهُم عَن رَبهم يَوْمئِذٍ لمحجوبون} . (97 - بَاب الْحجر) الْحجر: يُقَال، وَيُرَاد بِهِ الْعقل، وَيُرَاد بِهِ الْحَرَام. وَيُقَال: حجر الْقَمَر إِذا صَارَت حوله دارة. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْحجر فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: الْعقل، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْفجْر: {هَل فِي ذَلِك قسم لذِي حجر} . (43 / ب) . وَالثَّانِي: قَرْيَة ثَمُود، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحجر: (وَلَقَد

باب الحديث

كذب أَصْحَاب الْحجر الْمُرْسلين} . وَالثَّالِث: الحاجز، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْفرْقَان: {وَجعل بَينهمَا برزخا وحجرا مَحْجُورا} . وَالرَّابِع: الْحَرَام، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {وَقَالُوا هَذِه أنعام وحرث حجر} ، وَفِي الْفرْقَان: {وَيَقُولُونَ حجرا مَحْجُورا} . قيل فِي التَّفْسِير: تَقول الْمَلَائِكَة للْكفَّار: حرَام محرم عَلَيْكُم أَن تدْخلُوا الْجنَّة فعلى هَذَا هُوَ من قَول الْمَلَائِكَة. وَقَالَ ابْن فَارس: كَانَ الرجل إِذا لَقِي من يخافه فِي الشَّهْر الْحَرَام قَالَ حجرا، أَي: حرَام عَلَيْك أذاي فَإِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة وَرَأى الْمُشْركُونَ الْمَلَائِكَة قَالُوا: {حجرا مَحْجُورا} يظنون أَن ذَلِك يَنْفَعهُمْ كَمَا كَانَ يَنْفَعهُمْ فِي الدُّنْيَا. فعلى هَذَا هُوَ من قَول الْمُشْركين. (98 - بَاب الحَدِيث) (الحَدِيث وَالْكَلَام وَاحِد) وَسمي الحَدِيث حَدِيثا، لِأَنَّهُ يحدث للمحدث خَبرا لم يكن علمه. والحدوث: كَون مَا لم يكن. وَرجل

حدث بِضَم الدَّال: حسن الحَدِيث. وَحدث: بِفَتْحِهَا: طري السن. وَهُوَ حدث نسَاء بِكَسْر الْحَاء: إِذا كَانَ يتحدث إلَيْهِنَّ. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الحَدِيث فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: الْقُرْآن وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الطّور: {فليأتوا بِحَدِيث مثله} ، وَفِي المرسلات: {فَبِأَي حَدِيث بعده يُؤمنُونَ} . وَالثَّانِي: الْقَصَص، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الزمر: {الله نزل أحسن الحَدِيث كتابا} . وَالثَّالِث: الْعبْرَة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمُؤمنِينَ: {وجعلناهم أَحَادِيث فبعدا لقوم لَا يُؤمنُونَ} ، وَفِي سبأ] ، {فجعلناهم أَحَادِيث ومزقناهم كل ممزق} . وَالرَّابِع: الْخَبَر، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {أتحدثونهم بِمَا فتح الله عَلَيْكُم} (44 / أ) .

أبواب الخمسة

(أَبْوَاب الْخَمْسَة) (99 - بَاب الْحساب) الْحساب فِي عُمُوم التعارف إحصاء الْأَعْدَاد جملا وتفصيلا. وَيُقَال: شَيْء حِسَاب، أَي: كَاف وأحسبته أَعْطيته مَا يرضيه. واحسبني الشَّيْء: كفاني. والحسب: الْكِفَايَة. واحتسب فلَان ابْنا لَهُ: إِذا مَاتَ كَبِيرا فَإِن مَاتَ صَغِيرا فقد افترطه. والحسب: مَا يعد من المآثر. قَالَ ابْن قُتَيْبَة: وَقد يُرَاد بِالْحِسَابِ: الْكثير. وَيُرَاد بِهِ: الْجَزَاء. وَيُرَاد بِهِ: المحاسبة. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْحساب فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه - أَحدهَا: الْعدَد، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل: {ولتعلموا عدد السنين والحساب} .

باب الحمد

وَالثَّانِي: الْكثير وَقيل الْكَافِي، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي عَم يتساءلون: {جَزَاء من رَبك عَطاء حسابا} . وَالثَّالِث: المحاسبة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الانشقاق: {فَسَوف يُحَاسب حسابا يَسِيرا} . وَالرَّابِع: التقتير، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي حم الْمُؤمن: {يرْزقُونَ فِيهَا بِغَيْر حِسَاب} . وَالْخَامِس: الْجَزَاء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمُؤمنِينَ: {فَإِنَّمَا حسابه عِنْد ربه} ، وَفِي الشُّعَرَاء: {إِن حسابهم إِلَّا على رَبِّي} ، وَفِي عَم يتساءلون: {إِنَّهُم كَانُوا لَا يرجون حسابا} . (100 - بَاب الْحَمد) الْحَمد: ثَنَاء على الْمَحْمُود، ويشاركه الشُّكْر. إِلَّا أَن بَينهمَا فرقا وَهُوَ أَن الْحَمد قد يَقع على سَبِيل الِابْتِدَاء، وعَلى سَبِيل الْجَزَاء. وَالشُّكْر: لَا يكون إِلَّا فِي مُقَابلَة النِّعْمَة، فَكل شكر: حمد، وَلَيْسَ كل حمد شكرا. ونقيض الْحَمد: الذَّم. ونقيض الشُّكْر: الْكفْر. وَيُقَال: رجل مَحْمُود، وَمُحَمّد، إِذا كثرت خصاله المحمودة. قَالَ الْأَعْشَى يمدح بعض الْمُلُوك: -

(إِلَيْك أَبيت اللَّعْن كَانَ كلالها ... إِلَى الْمَاجِد الْفَرْع الْجواد المحمد) وَبِذَلِك، سمي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُحَمَّدًا. وَتقول: " حماداك أَن تفعل كَذَا "، أَي: غايتك. وَرجل حمدة: يكثر حمد الْأَشْيَاء. وأحمدت فلَانا. إِذا وجدته مَحْمُودًا. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْحَمد فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: الثَّنَاء والمدح، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {وَيُحِبُّونَ أَن يحْمَدُوا بِمَا لم يَفْعَلُوا} ، وَفِي بني إِسْرَائِيل: {عَسى أَن يَبْعَثك رَبك مقَاما مَحْمُودًا} . وَالثَّانِي: الْأَمر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل: {يَوْم يدعوكم فتستجيبون بِحَمْدِهِ} ، وَفِي الطّور: {وَسبح بِحَمْد رَبك حِين تقوم} . وَالثَّالِث: الْمِنَّة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الزمر: {وَقَالُوا الْحَمد لله الَّذِي صدقنا وعده} .

باب الحياة

وَالرَّابِع: الشُّكْر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {الْحَمد لله الَّذِي خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض} . وَالْخَامِس: الصَّلَاة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرّوم: {وَله الْحَمد فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض وعشيا وَحين تظْهرُونَ} أَرَادَ الصَّلَوَات الْخمس. (101 - بَاب الْحَيَاة) الْحَيَاة: معنى يُفِيد الْحَيَوَان الْحس والتحرك، وتستعار الْحَيَاة فِي مَوَاضِع تدل عَلَيْهَا الْقَرِينَة. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْحَيَاة فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: نفخ الرّوح فِي الْحَيَوَان بالخلق الأول، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الْبَقَرَة: {وكنتم أَمْوَاتًا فأحياكم} ، أَي: نطفا فَنفخ فِيهَا الرّوح. وَفِي آل عمرَان: {تخرج الْحَيّ من الْمَيِّت} ، وَفِي

باب الحين

الْحَج: {وَهُوَ الَّذِي أحياكم} ، وَفِي حم الْمُؤمن: {وأحييتنا اثْنَتَيْنِ} ، وَفِي الجاثية: {قل الله يُحْيِيكُمْ} . وَالثَّانِي: إحْيَاء الْمَوْتَى بعد خُرُوج الْأَرْوَاح مِنْهُم، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {وأحيي الْمَوْتَى بِإِذن الله} ، وَفِي الْقِيَامَة: {أَلَيْسَ ذَلِك بِقَادِر على أَن يحيي الْمَوْتَى} . وَالثَّالِث: الْهدى، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {أومن كَانَ مَيتا فأحييناه} ، وَفِي يس: {لينذر من كَانَ حَيا} ، وَفِي سُورَة الْمَلَائِكَة: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَات} . وَالرَّابِع: الْبَقَاء، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْبَقَرَة] : {ويستحيون نساءكم} ، [وفيهَا: {وَلكم فِي الْقصاص حَيَاة} ] ، وَفِي الْمَائِدَة: {وَمن أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاس جَمِيعًا} . وَالْخَامِس: حَيَاة الأَرْض بالنبات، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي فاطر) : {فسقناه إِلَى بلد ميت فأحيينا بِهِ الأَرْض} . (102 - بَاب الْحِين) الْحِين: الزَّمَان قَلِيله وَكَثِيره. وَيُقَال: أحينت بِالْمَكَانِ، إِذا أَقمت بِهِ حينا. وحان حِين كَذَا، أَي: قرب. وأنشدوا: -

(وَإِن سلوي عَن جميل لساعة ... من الدَّهْر مَا حانت وَلَا حَان حينها) وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْحِين فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: سِتَّة أشهر، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي إِبْرَاهِيم: {تؤتي أكلهَا كل حِين بِإِذن رَبهَا} . وَالثَّانِي: مُنْتَهى الْآجَال، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَلكم فِي الأَرْض مُسْتَقر ومتاع إِلَى حِين} ، وَفِي يُونُس: {كشفنا عَنْهُم عَذَاب الخزي فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا} {ومتعناهم إِلَى حِين} ، وَفِي النَّحْل: {وَمن أصوافها وأوبارها وَأَشْعَارهَا أثاثا ومتاعا إِلَى حِين} . وَالثَّالِث: السَّاعَات، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرّوم: (فسبحان الله حِين تمسون وَحين تُصبحُونَ. وَله الْحَمد فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض وعشيا

وَحين تظْهرُونَ} . وَالرَّابِع: وَقت مُنكر، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي ص: {ولتعلمن نبأه بعد حِين} . وَالْخَامِس: أَرْبَعُونَ سنة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {هَل أَتَى على الْإِنْسَان حِين من الدَّهْر} . وألحقه قوم بالقسم الَّذِي قبله. وَألْحق قوم قسما سادسا فَقَالُوا: والحين: ثَلَاثَة أَيَّام، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الذاريات: {وَفِي ثَمُود إِذْ قيل لَهُم تمَتَّعُوا حَتَّى حِين} . وَألْحق بَعضهم ثَلَاثَة أوجه أخر: - أَحدهَا: نصف النَّهَار، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَدخل الْمَدِينَة على حِين غَفلَة من أَهلهَا} ، وَقيل بَين العشاءين. وألحقه بعض الْمُحَقِّقين بقسم السَّاعَات. وَالثَّانِي: خمس سِنِين. (وَمِنْه قَوْله تَعَالَى} (ثمَّ بدا لَهُم من

أبواب الستة

بعد مَا رَأَوْا الْآيَات ليسجننه حَتَّى حِين} . وَالثَّالِث: ابْتِدَاء الْقِتَال يَوْم بدر، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {فتول عَنْهُم حَتَّى حِين} . وَهَذَانِ القسمان داخلان فِي قسم الْوَقْت الْمُنكر. وَإِنَّمَا علمنَا نِهَايَة سجن يُوسُف، بِوَقْت خُرُوجه، وَنِهَايَة الْإِعْرَاض عَن الْمُشْركين، بِوَقْت الْأَمر بقتالهم. وَلم يستفد ذَلِك من الْآي. (أَبْوَاب السِّتَّة) (103 - بَاب الْحسنى) الْحسنى: فعلى من الْحسن، يُقَال: فِي النِّعْمَة الْوَاحِدَة، أَو الفعلة الْوَاحِدَة من الْإِحْسَان. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْحسنى (فِي الْقُرْآن) على سِتَّة أوجه: - أَحدهَا: الْجنَّة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس: {للَّذين أَحْسنُوا الْحسنى} ، وَفِي الْأَنْبِيَاء: (إِن الَّذين سبقت لَهُم منا

الْحسنى} ، وَفِي النَّجْم: {ويجزى الَّذين أَحْسنُوا بِالْحُسْنَى} . وَالثَّانِي: البنون، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {وتصف ألسنتهم الْكَذِب أَن لَهُم الْحسنى} . وَالثَّالِث: الْخَيْر، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {وَلَيَحْلِفُنَّ إِن أردنَا إِلَّا الْحسنى} . وَالرَّابِع: الْخلف، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي اللَّيْل: {فَأَما من أعْطى وَاتَّقَى. وَصدق بِالْحُسْنَى} ، أَي: بالخلف. وَقَالَ: الإِمَام أَحْمد ابْن حَنْبَل وألحقه بَعضهم بِالْأولِ. وَالْخَامِس: الْعليا، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {وَللَّه الْأَسْمَاء الْحسنى} . وَالسَّادِس: الْبر، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي العنكبوت والأحقاف: {وَوَصينَا الْإِنْسَان بِوَالِديهِ حسنا} .

باب الحسنة والسيئة

(104 - بَاب الْحَسَنَة والسيئة) الْحَسَنَة: هِيَ الَّتِي لَا يشوبها نقص فِي كَونهَا حَسَنَة. وَهَذَا هُوَ الْحَقِيقَة. وَقد يُسمى بذلك مَا يشوبه السوء لِأَن الْأَظْهر فِيهِ الْحسن. والسيئة: نقيض الْحَسَنَة. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْحَسَنَة والسيئة فِي الْقُرْآن على سِتَّة أوجه: أَحدهَا: الْحَسَنَة: التَّوْحِيد. والسيئة: الشّرك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّمْل: {من جَاءَ بِالْحَسَنَة فَلهُ خير مِنْهَا وهم من فزع يَوْمئِذٍ آمنون} {وَمن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فكبت وُجُوههم فِي النَّار} . وَفِي الْقَصَص: {من جَاءَ بِالْحَسَنَة فَلهُ خير مِنْهَا} ، {وَمن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يجزى الَّذين عمِلُوا السَّيِّئَات إِلَّا مَا كَانُوا يعْملُونَ} . وَالثَّانِي: الْحَسَنَة: النَّصْر وَالْغنيمَة. والسيئة: الْقَتْل والهزيمة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {إِن تمسسكم حَسَنَة تسؤهم وَإِن تصبكم سَيِّئَة يفرحوا بهَا} ، وَفِي سُورَة النِّسَاء: {مَا أَصَابَك من حَسَنَة فَمن الله وَمَا أَصَابَك من سَيِّئَة فَمن نَفسك} .

باب الحكمة

وَالثَّالِث: الْحَسَنَة: الْمَطَر وَالْخصب. والسيئة: قحط الْمَطَر والجدب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {فَإِذا جَاءَتْهُم الْحَسَنَة قَالُوا لنا هَذِه وَإِن تصبهم سَيِّئَة يطيروا بمُوسَى وَمن مَعَه} . وفيهَا: {ثمَّ بدلنا مَكَان السَّيئَة الْحَسَنَة} ، وفيهَا: {وبلوناهم بِالْحَسَنَاتِ والسيئات} . وَالرَّابِع: الْحَسَنَة: الْعَافِيَة، والسيئة: الْبلَاء وَالْعَذَاب، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرَّعْد: {ويستعجلونك بِالسَّيِّئَةِ قبل الْحَسَنَة} . وَالْخَامِس: الْحَسَنَة: قَول الْمَعْرُوف، والسيئة: قَول الْمُنكر، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَصَص: {ويدرؤون بِالْحَسَنَة السَّيئَة} ، وَفِي حم السَّجْدَة: {وَلَا تستوي الْحَسَنَة وَلَا السَّيئَة ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أحسن} . وَالسَّادِس: الْحَسَنَة: فعل نوع من الْخَيْر، والسيئة: فعل نوع من الشَّرّ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {من جَاءَ بِالْحَسَنَة فَلهُ عشر أَمْثَالهَا وَمن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يجزى إِلَّا مثلهَا} . (105 - بَاب الْحِكْمَة) قَالَ بعض أهل الْعلم: الْحِكْمَة: ضرب من الْعلم يمْنَع من ركُوب الْبَاطِل. وَقَالَ غَيره: الْحِكْمَة: خُرُوج نفس الْإِنْسَان إِلَى كمالها الْمُمكن

لَهَا فِي حدي الْعلم، وَالْعَمَل. فَحِينَئِذٍ تنَال الْخلق الَّذِي يُسمى الْعَدَالَة، وَسميت حِكْمَة الدَّابَّة بذلك، لِأَنَّهَا تمنعها من التَّصَرُّف بِمَا لَا يُرِيد راكبها. كَمَا أَن الْحِكْمَة تمنع صَاحبهَا من ركُوب مَا لَا يصلح. وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة: الْحِكْمَة: الْعلم، وَالْعَمَل، لَا يكون الرجل حكيما حَتَّى يجمعهما. وَقَالَ ابْن فَارس: أصل الحكم الْمَنْع. وأحكمت السَّفِيه وحكمته أخذت على يَده. وَقَالَ جرير: - (أبني حنيفَة أحكموا سفهاءكم ... إِنِّي أَخَاف عَلَيْكُم أَن أغضبا) وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْحِكْمَة فِي الْقُرْآن على سِتَّة أوجه: - أَحدهَا: الموعظة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَمَر: {حِكْمَة بَالِغَة فَمَا تغن النّذر} . وَالثَّانِي: السّنة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {ويعلمكم الْكتاب وَالْحكمَة} ، وفيهَا: (وَمَا أنزل عَلَيْكُم من الْكتاب وَالْحكمَة يعظكم

بِهِ} ، وَفِي سُورَة النِّسَاء: {وَأنزل الله عَلَيْك الْكتاب وَالْحكمَة وعلمك مَا لم يكن تعلم} وَالثَّالِث: الْفَهم، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {أُولَئِكَ الَّذين آتَيْنَاهُم الْكتاب وَالْحكم والنبوة} ، وَفِي مَرْيَم: {وَآتَيْنَاهُ الحكم صَبيا} ، وَفِي الْأَنْبِيَاء: {وكلا آتَيْنَا حكما وعلما} . وَفِي لُقْمَان: {وَلَقَد آتَيْنَا لُقْمَان الْحِكْمَة} . وَالرَّابِع: النُّبُوَّة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وآتاه الله الْملك وَالْحكمَة} ، وَفِي ص: {وأتيناه الْحِكْمَة وَفصل الْخطاب} . وَالْخَامِس: الْقُرْآن، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {أدع إِلَى سَبِيل رَبك بالحكمة} . وَالسَّادِس: عُلُوم الْقُرْآن، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {يُؤْتِي الْحِكْمَة من يَشَاء} .

أبواب ما فوق الستة

(أَبْوَاب مَا فَوق السِّتَّة) (106 - بَاب الْحُضُور) الْحُضُور: ضد الْغَيْبَة. والحضر: ضد البدو. والحضارة: سُكُون الْحَضَر، قَالَهَا أَبُو زيد، بِكَسْر الْحَاء. والأصمعي: بِفَتْحِهَا، وأنشدوا: (فَمن تكن الحضارة أَعْجَبته، ... فَأَي رجال بادية تَرَانَا) والحضر، بِضَم الْحَاء: الْعَدو. والحضر: بِفَتْحِهَا حصن فِي قَول عدي: - (وأخو الْحَضَر إِذْ بناه وَإِذ ... دجلة تجبى إِلَيْهِ والخابور)

وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْحُضُور فِي الْقُرْآن على ثَمَانِيَة أوجه: - أَحدهَا: الْكِتَابَة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {يَوْم تَجِد كل نفس مَا عملت من خير محضرا} ، وَفِي الْكَهْف: {ووجدوا مَا عمِلُوا حَاضرا} . وَالثَّانِي: الْعَذَاب، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرّوم: {فَأُولَئِك فِي الْعَذَاب محضرون} ، وَفِي الصافات: {وَلَوْلَا نعْمَة رَبِّي لَكُنْت من المحضرين} . وَالثَّالِث: الاستيطان، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {ذَلِك لمن لم يكن أَهله حاضري الْمَسْجِد الْحَرَام} . وَالرَّابِع: الْحُلُول، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {إِلَّا أَن تكون تِجَارَة حَاضِرَة} . وَالْخَامِس: الْمُجَاورَة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {وسئلهم عَن الْقرْيَة الَّتِي كَانَت حَاضِرَة الْبَحْر} . وَالسَّادِس: السماع، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (48 / أ) فِي الْأَحْقَاف: {فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصتُوا}

باب الحق

وَالسَّابِع: الْحُضُور الَّذِي يضاد الْغَيْبَة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَمَر: {كل شرب محتضر} . الثَّامِن: الْإِصَابَة بالسوء، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمُؤمنِينَ: {وَأَعُوذ بك رب أَن يحْضرُون} ، أَي: أَن يصيبوني بِسوء، قَالَه: ابْن فَارس. (107 - بَاب الْحق) الْحق: الصَّوَاب وَالصَّحِيح، وضده: الْبَاطِل. والحقيقة: مَا يصير إِلَيْهِ حق الْأَمر، وَحقّ الشَّيْء: إِذا وَجب. وحاق فلَان فلَانا: إِذا خاصمه وَادّعى كل وَاحِد مِنْهُمَا الْحق، فَإِذا غَلبه قيل: حَقه وأحقه. وَيُقَال: احتقوا فِي الدّين، إِذا ادّعى كل وَاحِد الْحق. والحاقة: الْقِيَامَة، لِأَنَّهَا تحق بِكُل. والحقة: من أَوْلَاد الْإِبِل الَّتِي اسْتحقَّت أَن يحمل عَلَيْهَا، وَالْجمع: حقاق. والحقة: مَعْرُوفَة، وَالْجمع: حقق. والحقحقة: أرفع السّير وأتعبه لِلظهْرِ. قَالَ مطرف بن عبد الله: (إِن خير الْأُمُور أوساطها، وَإِن شَرّ السّير الْحَقْحَقَةُ.)

وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْحق فِي الْقُرْآن على ثَمَانِيَة عشر وَجها: - أَحدهَا: الله تَعَالَى، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمُؤمنِينَ: {وَلَو اتبع الْحق أهواءهم لفسدت السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمن فِيهِنَّ} . وَالثَّانِي: الْقُرْآن، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {فقد كذبُوا بِالْحَقِّ لما جَاءَهُم} ، وَفِي الْقَصَص: {فَلَمَّا جَاءَهُم الْحق من عندنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مثل مَا أُوتِيَ مُوسَى} ، وَفِي الزخرف: {حَتَّى جَاءَهُم الْحق وَرَسُول مُبين وَلما جَاءَهُم الْحق قَالُوا هَذَا سحر} . وَالثَّالِث: الْإِسْلَام، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْفَال: {ليحق الْحق} ، وَفِي بني إِسْرَائِيل: {وَقل جَاءَ الْحق (48 / ب} (وزهق الْبَاطِل) } ، وَفِي النَّمْل: {إِنَّك على الْحق الْمُبين} . وَالرَّابِع: الْعدْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {رَبنَا افْتَحْ بَيْننَا وَبَين قَومنَا بِالْحَقِّ} ، وَفِي النُّور: (يَوْمئِذٍ يوفيهم الله

دينهم} ، وَفِي الْأَنْبِيَاء: {قَالَ رب احكم بِالْحَقِّ} ، وَفِي ص: {فاحكم بَيْننَا بِالْحَقِّ} . وَالْخَامِس: التَّوْحِيد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمُؤمنِينَ: {بل جَاءَهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرهم للحق كَارِهُون} ، وَفِي الْقَصَص: {فَعَلمُوا أَن الْحق لله} ، وَفِي العنكبوت: {أَو كذب بِالْحَقِّ لما جَاءَهُ} ، وَفِي الصافات: {بل جَاءَ بِالْحَقِّ وَصدق الْمُرْسلين} . وَالسَّادِس: الصدْق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {قَوْله الْحق وَله الْملك} ، وَفِي يُونُس: {ويستنبؤونك أَحَق هُوَ قل إِي وربي إِنَّه لحق} . وَالسَّابِع: المَال، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وليملل الَّذِي عَلَيْهِ الْحق} {وفيهَا} (فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحق سَفِيها أَو ضَعِيفا [أَو لَا يَسْتَطِيع أَن يمل] } . وَالثَّامِن: الْوُجُوب، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي تَنْزِيل السَّجْدَة: {وَلَكِن حق القَوْل مني} ، وَفِي الْمُؤمن: {وَكَذَلِكَ حقت كلمة رَبك على الَّذين كفرُوا (أَنهم أَصْحَاب النَّار} } ، وَفِي الْأَحْقَاف: {أُولَئِكَ الَّذين حق عَلَيْهِم القَوْل (فِي أُمَم} } .

وَالتَّاسِع: الْحَاجة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {قَالُوا لقد علمت مَا لنا فِي بناتك من حق} . والعاشر: الْحَظ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سَأَلَ سَائل: {وَالَّذين فِي أَمْوَالهم حق مَعْلُوم للسَّائِل والمحروم} . وَالْحَادِي عشر: الْبَيَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {قَالُوا الْآن جِئْت بِالْحَقِّ} ، وَفِي هود: {وجاءك فِي هَذِه الْحق} . وَالثَّانِي عشر: أَمر الْكَعْبَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَإِن فريقا (49 / أ} مِنْهُم ليكتمون الْحق} . وَالثَّالِث عشر: إِيضَاح الْحَلَال وَالْحرَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {ذَلِك بِأَن الله نزل الْكتاب بِالْحَقِّ} . وَالرَّابِع عشر: لَا إِلَه إِلَّا الله، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرَّعْد: {لَهُ دَعْوَة الْحق} . وَالْخَامِس عشر: انْقِضَاء الْأَجَل، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي ق: {وَجَاءَت سكرة الْمَوْت بِالْحَقِّ} . وَالسَّادِس عشر: الْمُنجز. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {وَعدا عَلَيْهِ حَقًا فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالْقُرْآن} ، وَفِي الْكَهْف: {وَكَانَ وعد رَبِّي حَقًا}

وَالسَّابِع عشر: الجرم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَيقْتلُونَ النَّبِيين بِغَيْر الْحق} ، وَفِي آل عمرَان: {وَيقْتلُونَ الْأَنْبِيَاء بِغَيْر حق} . وَالثَّامِن عشر: الْحق الَّذِي يضاد الْبَاطِل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس: {وردوا إِلَى الله مَوْلَاهُم الْحق} ، وَفِي الْحَج: {ذَلِك بِأَن الله هُوَ الْحق} ، وَفِي الْحجر: {وَمَا خلقنَا السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمَا بَينهمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} .

كتاب الخاء

(كتاب الْخَاء) وَهُوَ أحد عشر بَابا: - (أَبْوَاب الثَّلَاثَة وَالْأَرْبَعَة) (108 - بَاب الْخَبيث وَالطّيب) الْخَبيث فِي الأَصْل: الرَّدِيء من كل شَيْء. وخبث الْفضة وَالْحَدِيد: مَا نَفَاهُ الْكِير عَنهُ، ثمَّ استعير فِي الْحَرَام وَفِي الشرير، وَنَحْو ذَلِك. وضد الْخَبيث: الطّيب. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْخَبيث وَالطّيب فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: الْخَبيث الْحَرَام وَالطّيب الْحَلَال، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {وَلَا تتبدلوا الْخَبيث بالطيب} ، وَفِي الْمَائِدَة: {قل لَا يَسْتَوِي الْخَبيث وَالطّيب وَلَو أعْجبك كَثْرَة الْخَبيث} .

باب الخطأ

وَالثَّانِي: الْخَبيث الْكَافِر. وَالطّيب: الْمَذْكُور مَعَه الْمُؤمن. (49 / ب) ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {حَتَّى يُمَيّز الْخَبيث من الطّيب} ، وَفِي الْأَعْرَاف: {والبلد الطّيب يخرج نَبَاته بِإِذن ربه وَالَّذِي خبث لَا يخرج إِلَّا نكدا} وَهَذَا مثل ضربه (الله تَعَالَى) لِلْمُؤمنِ وَالْكَافِر. وَالثَّالِث: الْخَبيث: كلمة الْكفْر، وَالطّيب: كلمة الْإِسْلَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي إِبْرَاهِيم: {مثلا كلمة طيبَة} ، وَهِي (قَول) : لَا إِلَه إِلَّا الله وَمثل كلمة خبيثة} ، يَعْنِي (كلمة) الْكفْر. (109 - بَاب الْخَطَأ) الْخَطَأ فِي اللُّغَة: عبارَة عَن وُقُوع الْفِعْل على خلاف مَقْصُود الْفَاعِل. وَفِي الشَّرِيعَة: عبارَة عَن ارْتِكَاب الْمَحْظُور مَعَ قصد الْمُخطئ. قَالَ شَيخنَا عَليّ بن عبيد الله: يُقَال: خطئَ الرجل الشَّيْء خطأ وَخطأ: إِذا أَصَابَهُ وَلم يردهُ، فَهُوَ خاطئ. فَأَما إِذا أَرَادَهُ وَلم يصبهُ، قيل: أَخذ يُخطئ إخطاء، فَهُوَ مُخطئ.

باب الختم

وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْخَطَأ فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: الشّرك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَصَص: {إِن فِرْعَوْن وهامان وجنودهما كَانُوا خاطئين} ، وَفِي الحاقة: {لَا يَأْكُلهُ إِلَّا الخاطئون} . وَالثَّانِي: الذَّنب (الَّذِي لَيْسَ بشرك) . وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {يَا أَبَانَا اسْتغْفر لنا ذنوبنا إِنَّا كُنَّا خاطئين} . وَالثَّالِث: مَا لم يتَعَمَّد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {رَبنَا لَا تُؤَاخِذنَا إِن نَسِينَا أَو أَخْطَأنَا} ، وَفِي سُورَة النِّسَاء: {وَمَا كَانَ لمُؤْمِن أَن يقتل مُؤمنا إِلَّا خطأ} . (110 - بَاب الْخَتْم) الْخَتْم: الطَّبْع بالخاتم. وَالْمرَاد مِنْهُ احراز مَا وَرَاءه لِئَلَّا يخرج مِنْهُ شَيْء (50 / أ) ، أَو يصل إِلَيْهِ شَيْء من خَارج: يُقَال خَاتم، وَخَاتم،

باب الخزائن

وخاتام، (وختام) وخيتام. وختام كل مشروب: آخِره. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْخَتْم فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: أَحدهَا: الطَّبْع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {ختم الله على قُلُوبهم وعَلى سمعهم وعَلى أَبْصَارهم غشاوة} ، وَفِي الجاثية: {وَختم على سَمعه وَقَلبه} . وَالثَّانِي: الْحِفْظ والربط. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الشورى: {فَإِن يَشَأْ الله يخْتم على قبلك} ، أَي: يحفظه ويربطه. وَالثَّالِث: الْمَنْع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يس: {الْيَوْم نختم على أَفْوَاههم} ، أَي: نمنعها الْكَلَام. وَالرَّابِع: الآخر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْزَاب: {وَخَاتم النَّبِيين} ، وَفِي المطففين: {ختامه مسك} . (111 - بَاب الخزائن) الخزائن: جمع خزانَة، وَهُوَ الْبَيْت الَّذِي يحفظ فِيهِ المدخر وَالْمُخْتَار من المَال.

باب الخزي

وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الخزائن فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: المفاتيح. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحجر: {وَإِن من شَيْء إِلَّا عندنَا خزائنه} . وَالثَّانِي: النُّبُوَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي ص: {أم عِنْدهم خَزَائِن رَحْمَة رَبك الْعَزِيز الْوَهَّاب} . وَالثَّالِث: الْمَطَر والنبات. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الطّور: {أم عِنْدهم خَزَائِن رَبك أم هم المصيطرون} . وَالرَّابِع: خَزَائِن مصر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {اجْعَلنِي على خَزَائِن الأَرْض} . وَقد ألحق بَعضهم وَجها خَامِسًا فَقَالَ: والخزائن: الغيوب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {وَلَا أَقُول لكم عِنْدِي خَزَائِن الله} ، أَي: غيوب الله. (112 - بَاب الخزي) (50 / ب) رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ:

الخزي: الإهانة. وَقَالَ ابْن السّكيت: خزي يخزى خزيا: إِذا وَقع فِي بلية. وَقَالَ الزّجاج: المخزى فِي اللُّغَة: المذل المحقور بِأَمْر قد لزمَه بِحجَّة، يُقَال: أخزيته أَي: ألزمته حجَّة أذللته بهَا. وَقَالَ ابْن فَارس: معنى الخزي: الإبعاد والمقت. وخزي الرجل: استحيى خزاية، فَهُوَ خزيان. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الخزي فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: الذل والهوان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {رَبنَا إِنَّك من تدخل النَّار فقد أخزيته} ، وَفِي يُونُس: {كشفنا عَنْهُم عَذَاب الخزي فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا} ، وَفِي النَّحْل: {إِن الخزي الْيَوْم وَالسوء على الْكَافرين} ، وَفِي الْحَشْر: {وليخزي الْفَاسِقين} . وَالثَّانِي: الفضيحة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {فَاتَّقُوا الله وَلَا تخزون فِي ضَيْفِي} ، وَفِي الْحجر: {وَاتَّقوا الله وَلَا تخزون} .

باب الخشوع

وَالثَّالِث: الْعَذَاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {وَمن خزي يَوْمئِذٍ} ، وَفِي الشُّعَرَاء: {وَلَا تخزني يَوْم يبعثون} ، وَفِي الزمر: {فأذاقهم الله الخزي فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا} ، وَفِي التَّحْرِيم: {يَوْم لَا يخزي الله النَّبِي} . وَالرَّابِع: الْقَتْل والجلاء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فَمَا جَزَاء من يفعل ذَلِك مِنْكُم إِلَّا خزي فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا} ، أَرَادَ الْقَتْل والجلاء لبني قُرَيْظَة وَالنضير وهم يهود الْمَدِينَة. وَفِي الْحَج: {لَهُ فِي الدُّنْيَا خزي} ، وَهُوَ النَّضر بن الْحَارِث، وخزيه كَانَ الْقَتْل ببدر. (113 - بَاب الْخُشُوع) الْخُشُوع والخضوع يتقاربان (51 / أ) يُقَال: خشع إِذا اطْمَأَن. وَقيل: أصل الْخُشُوع: اللين والسهولة. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْخُشُوع فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: الذل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي طه: (وخشعت الْأَصْوَات

أبواب الخمسة

للرحمن} ، وَفِي سَأَلَ سَائل: {خاشعة أَبْصَارهم} . وَالثَّانِي: سُكُون الْجَوَارِح. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمُؤمنِينَ: {الَّذين هم فِي صلَاتهم خاشعون} ، وَفِي حم السَّجْدَة: {وَمن آيَاته أَنَّك ترى الأَرْض خاشعة} . وَالثَّالِث: الْخَوْف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْبِيَاء: {ويدعوننا رغبا ورهبا وَكَانُوا لنا خاشعين} . وَالرَّابِع: التَّوَاضُع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَإِنَّهَا لكبيرة إِلَّا على الخاشعين} . (أَبْوَاب الْخَمْسَة) (114 - بَاب الخسران) الخسران: النَّقْص. وَهُوَ فِي التعارف نقص جُزْء من رَأس المَال. وَيُقَال: خسر وخسران: كَمَا يُقَال: كفر وكفران. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الخسران فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه

أَحدهَا: النَّقْص. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الرَّحْمَن: {وَأقِيمُوا الْوَزْن بِالْقِسْطِ وَلَا تخسروا الْمِيزَان} ، وَفِي المطففين: {وَإِذا كالوهم أَو وزنوهم يخسرون} . وَالثَّانِي: الْغبن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الزمر: {قل إِن الخاسرين الَّذين خسروا أنفسهم وأهليهم يَوْم الْقِيَامَة أَلا ذَلِك هُوَ الخسران الْمُبين} . وَالثَّالِث: الْعَجز. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {قَالُوا لَئِن أكله الذِّئْب وَنحن عصبَة إِنَّا إِذا لخاسرون} ، وَفِي الْمُؤمنِينَ: {وَلَئِن أطعتم بشرا مثلكُمْ إِنَّكُم إِذا لخاسرون} . وَالرَّابِع: الضلال: وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {فقد خسر خسرانا مُبينًا} ، _ (51 / ب) ، وَمثله: {وَالْعصر إِن الْإِنْسَان لفي خسر} . وَالْخَامِس: الْعقُوبَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {قَالَا رَبنَا ظلمنَا أَنْفُسنَا وَإِن لم تغْفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} ، وَفِي هود: {أكن من الخاسرين} .

باب الخوف

(115 - بَاب الْخَوْف) الْخَوْف والفزع يتقاربان. وَالْخَوْف: لما يسْتَقْبل. والحزن: لما فَاتَ. وَقَالَ شَيخنَا: الْخَوْف خَاصَّة من خَواص النَّفس تظهر. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْخَوْف فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: الْخَوْف نَفسه. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {ويستبشرون بالذين لم يلْحقُوا بهم من خَلفهم أَلا خوف عَلَيْهِم} (وَلَا هم يَحْزَنُونَ) } ، وَفِي الْأَعْرَاف: {وادعوه خوفًا وَطَمَعًا} ، وَفِي تَنْزِيل السَّجْدَة: {يدعونَ رَبهم خوفًا وَطَمَعًا} . وَالثَّانِي: الْعلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فَمن خَافَ من موص جنفا [أَو إِثْمًا] } {وفيهَا} (فَإِن خِفْتُمْ أَلا يُقِيمَا حُدُود الله} ، وَفِي سُورَة النِّسَاء: {فَإِن خِفْتُمْ أَلا تعدلوا فَوَاحِدَة} ،

وفيهَا: {وَإِن امْرَأَة خَافت من بَعْلهَا نُشُوزًا أَو إعْرَاضًا} ، وَفِي الْأَنْعَام: {وأنذر بِهِ الَّذين يخَافُونَ أَن يحْشرُوا إِلَى رَبهم} . وَالثَّالِث: الظَّن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {إِلَّا أَن يخافا أَلا يُقِيمَا حُدُود الله} . قَالَ الْفراء: وَهِي فِي قِرَاءَة أبي إِلَّا أَن يظنا وَالْخَوْف وَالظَّن يتقاربان فِي كَلَام الْعَرَب. قَالَ الشَّاعِر: (أَتَانِي كَلَام عَن نصيب يَقُوله ... وَمَا خفت يَا سَلام أَنَّك عائبي) وَقد ألحق قوم هَذَا الْقسم بِالَّذِي قبله. وَالرَّابِع: الْقِتَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْزَاب: {فَإِذا جَاءَ الْخَوْف} ، وفيهَا: {فَإِذا ذهب الْخَوْف} . (52 / أ) . وَالْخَامِس: النكبة تصيب الْمُسلمين من قتل أَو هزيمَة. وَمِنْه قَوْله

باب الخيانة

تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {وَإِذا جَاءَهُم أَمر من الْأَمْن أَو الْخَوْف أذاعوا بِهِ} . قَالَ ابْن عَبَّاس (رَضِي الله عَنهُ) : كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا بعث سَرِيَّة من السَّرَايَا فَغلبَتْ أَو غلبت، تحدثُوا بذلك وَلم يسكتوا حَتَّى يكون النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُوَ الْمُحدث بِهِ. (116 - بَاب الْخِيَانَة) الْخِيَانَة: التَّفْرِيط فِيمَا يؤتمن الْإِنْسَان عَلَيْهِ. ونقيضها: الْأَمَانَة. والتخون فِي اللُّغَة: التنقص، تَقول: تخونني فلَان حَقي إِذا تنقصك. وَسُئِلَ ثَعْلَب: أَيجوزُ أَن يُقَال: إِن الخوان إِنَّمَا سمي بذلك لِأَنَّهُ يتخون مَا عَلَيْهِ، أَي: ينتقص، فَقَالَ: مَا يبعد ذَلِك. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْخِيَانَة [فِي الْقُرْآن] على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: الْمعْصِيَة وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْبَقَرَة] :

{علم الله أَنكُمْ كُنْتُم تختانون أَنفسكُم} ، قَالَ ابْن قُتَيْبَة: تخونونها بالمعصية. وَفِي الْأَنْفَال: {لَا تخونوا الله وَالرَّسُول وتخونوا أماناتكم} ، وَفِي حم الْمُؤمن: {يعلم خَائِنَة الْأَعْين} . وَالثَّانِي: نقض الْعَهْد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {وَلَا تزَال تطلع على خَائِنَة مِنْهُم} ، فِي الْأَنْفَال: {وَإِمَّا تخافن من قوم خِيَانَة} . وَالثَّالِث: ترك الْأَمَانَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {وَلَا تكن للخائنين خصيما} . نزلت فِي طعمة بن أُبَيْرِق، كَانَ عِنْده درع فخانها. وَالرَّابِع: الْمُخَالفَة فِي الدّين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {إِن الله لَا يحب من كَانَ خوانًا أَثِيمًا} ، وَفِي الْأَنْفَال: {وَإِن يُرِيدُوا خِيَانَتك فقد خانوا الله من قبل} ، وَفِي التَّحْرِيم: {كَانَتَا تَحت عَبْدَيْنِ من عبادنَا صالحين فَخَانَتَاهُمَا} .

أبواب ما فوق الخمسة

وَالْخَامِس: (52 / ب) الزِّنَى، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {أَن الله لَا يهدي كيد الخائنين} . (أَبْوَاب مَا فَوق الْخَمْسَة) (117 - بَاب الْخلق) الْخلق: الإيجاد والإحداث. [وَقيل] الْخلق: الإيجاد على تَقْدِير وترتيب. قَالَ ابْن قُتَيْبَة: أصل الْخلق: التَّقْدِير، قَالَ زُهَيْر: - (ولأنت تفري مَا خلقت ... وَبَعض الْقَوْم يخلق ثمَّ لَا يفري) وَقَالَ ابْن فَارس: يُقَال: خلقت الْأَدِيم للسقاء: إِذا قدرته. والخلق: اختراع الْكَذِب واختلاقه. واخلولق السَّحَاب: اسْتَوَى. ورسم مخلولق إِذا اسْتَوَى بِالْأَرْضِ. وَرجل مختلق: تَامّ الْخلق. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْخلق فِي الْقُرْآن على ثَمَانِيَة أوجه: -

أَحدهَا: الايجاد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {الَّذِي خَلقكُم من نفس وَاحِدَة} ، وَفِي الْأَعْرَاف: {الَّذِي خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض فِي سِتَّة أَيَّام} ، وَفِي يس: {أَو لَيْسَ الَّذِي خلق السَّمَاوَات الأَرْض بِقَادِر على أَن يخلق مثلهم (بلَى} } ، وَفِي الصافات: {فاستفتهم أهم أَشد خلقا أم من خلقنَا إِنَّا خلقناهم من طين لازب} . وَالثَّانِي: التخرص وَالْكذب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الشُّعَرَاء: {إِن هَذَا إِلَّا خلق الْأَوَّلين} ، وَفِي العنكبوت: {وتخلقون إفكا} ، وَفِي ص: {إِن هَذَا إِلَّا اخْتِلَاق} . وَالثَّالِث: التَّصْوِير. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {وَإِذ تخلق من الطين} ، وَفِي النَّحْل: {لَا يخلقون شَيْئا وهم يخلقون} . وَالرَّابِع: الْجعل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الشُّعَرَاء: {وتذرون مَا خلق لكم ربكُم من أزواجكم} . وَالْخَامِس: النُّطْق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي فصلت: {قَالُوا أنطقنا الله الَّذِي أنطق كل شَيْء وَهُوَ خَلقكُم (53 / أ} أول مرّة} ، أَي: أنطقكم.

باب الخير

وَالسَّادِس: الْبناء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: [فِي الْفجْر: {الَّتِي لم يخلق مثلهَا فِي الْبِلَاد} . وَالسَّابِع: الْمَوْت. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل: {قل كونُوا حِجَارَة أَو حديدا أَو خلقا مِمَّا يكبر فِي صدوركم} . وَالثَّامِن: الدّين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {ولآمرنهم فليغيرن خلق الله} ، وَفِي الرّوم: {لَا تَبْدِيل لخلق الله} . (118 - بَاب الْخَيْر) الْخَيْر: اسْم لكل ممدوح ومرغوب فِيهِ. وَالْخَيْر: الْكَرم. والاستخارة أَن تسْأَل الله تَعَالَى] خير الْأَمريْنِ، وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْخَيْر فِي الْقُرْآن على اثْنَيْنِ وَعشْرين وَجها: - أَحدهَا: الْإِيمَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْفَال: (وَلَو علم الله فيهم

خيرا لأسمعهم) {وفيهَا} (إِن يعلم الله فِي قُلُوبكُمْ خيرا} ، وَفِي هود: {لن يُؤْتِيهم الله خيرا} . وَالثَّانِي: الْإِسْلَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي نون: {مناع للخير مُعْتَد أثيم} ، قيل إِنَّهَا نزلت فِي الْوَلِيد بن الْمُغيرَة منع ابْني أَخِيه من الدُّخُول فِي الْإِسْلَام. وَالثَّالِث: المَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {إِن ترك خيرا} {وفيهَا} (قل مَا أنفقتم من خير} ، (قَالُوا الدّين) . وَالرَّابِع: الْعَافِيَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {وَإِن يمسسك بِخَير} ، وَفِي يُونُس: {وَإِن يردك بِخَير} . الْخَامِس: الْأجر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَج: {وَالْبدن جعلناها لكم من شَعَائِر الله لكم فِيهَا خير} .

وَالسَّادِس: الْأَفْضَل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْمُؤمنِينَ] : {اغْفِر وَارْحَمْ وَأَنت خير الرَّاحِمِينَ} ، وَمثله: {خير الرازقين} ، و: {خير الْحَاكِمين} . وَالسَّابِع: الطَّعَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَصَص: {رب إِنِّي لما أنزلت إِلَيّ من خير فَقير} . وَالثَّامِن: الظفر. (53 / ب) وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْزَاب: {ورد الله الَّذين كفرُوا بغيظهم لم ينالوا خيرا} . وَالتَّاسِع: الْخَيل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي ص: {إِنِّي أَحْبَبْت حب الْخَيْر عَن ذكر رَبِّي} ، (أَي: حب الْخَيل) . والعاشر: الْقُرْآن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {أَن ينزل عَلَيْكُم من خير من ربكُم} . وَالْحَادِي عشر: الأنفع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {نأت بِخَير مِنْهَا أَو مثلهَا} ، أَي: أَنْفَع. وَالثَّانِي عشر: رخص الأسعار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {إِنِّي أَرَاكُم بِخَير} . وَالثَّالِث عشر: الصّلاح. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النُّور: {فكاتبوهم إِن علمْتُم فيهم خيرا} ، أَرَادَ صلاحا، وَقيل المَال

وَالرَّابِع عشر: الْقُوَّة وَالْقُدْرَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الدُّخان: {أهم خير أم قوم تبع} . وَالْخَامِس عشر: الدُّنْيَا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي العاديات: {وَإنَّهُ لحب الْخَيْر لشديد} . وَالسَّادِس عشر: الاصلاح. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {ولتكن مِنْكُم أمة يدعونَ إِلَى الْخَيْر} . وَالسَّابِع عشر: الْوَلَد الصَّالح. [وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء] : {فَعَسَى أَن تكْرهُوا شَيْئا وَيجْعَل الله فِيهِ خيرا كثيرا} ، أَي: بِمَا رزقتم من الزَّوْجَات المكروهات أَوْلَادًا صالحين. وَالثَّامِن عشر: الْعِفَّة والصيانة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النُّور: {لَوْلَا إِذْ سمعتموه ظن الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَات بِأَنْفسِهِم خيرا} . وَالتَّاسِع عشر: حسن الْأَدَب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الحجرات: {وَلَو أَنهم صَبَرُوا حَتَّى تخرج إِلَيْهِم لَكَانَ خيرا لَهُم} ، أَي: أحسن لأدبهم. وَالْعشْرُونَ: النَّوَافِل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (54 / أ) فِي الْأَنْبِيَاء: {وأوحينا إِلَيْهِم فعل الْخيرَات} . وَالْحَادِي وَالْعشْرُونَ: النافع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {لاستكثرت من الْخَيْر} .

قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: لأعددت من السّنة المخصبة للسّنة المجدبة. وَالثَّانِي وَالْعشْرُونَ: الْخَيْر الَّذِي هُوَ ضد الشَّرّ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {بِيَدِك الْخَيْر} .

كتاب الدال

(كتاب الدَّال) (وَهُوَ أَرْبَعَة أَبْوَاب) (119 - بَاب الدَّابَّة) الدَّابَّة: اسْم الْفَاعِل من قَوْلك: دب، يدب، دبيبا. وكل ماش على الأَرْض: دَابَّة. وَفِي الحَدِيث: لَا يدْخل الْجنَّة ديبوب. (وَهُوَ النمام) ، والدبيب: أَضْعَف الْمَشْي. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الدَّابَّة فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: جَمِيع مَا دب على وَجه الأَرْض. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {وَمَا من دَابَّة فِي الأَرْض إِلَّا على الله رزقها} ، وَفِي عسق: {وَمَا بَث فيهمَا من دَابَّة} . وَالثَّانِي: الأرضة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سبأ: (مَا دلهم على مَوته

باب الدار

إِلَّا دَابَّة الأَرْض} . وَالثَّالِث: الدَّابَّة الْخَارِجَة فِي آخر الزَّمَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّمْل: {وَإِذا وَقع القَوْل عَلَيْهِم أخرجنَا لَهُم دَابَّة من الأَرْض تكلمهم} . (120 - بَاب الدَّار) الدَّار فِي التعارف: اسْم لكل عَرصَة دَار عَلَيْهَا الْبناء يسكنهَا الْإِنْسَان. ثمَّ يُقَال: لكل مَكَان حل بِهِ قوم: هُوَ دَارهم. وَيُقَال للدهر: دواري، لِأَنَّهُ يَدُور بِالنَّاسِ حَالا عَن حَال، وأنشدوا للعجاج: - (أطربا وَأَنت قنسري ... والدهر بالإنسان دواري) (54 - ب) والداري: الْعَطَّار. قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مثل الجليس الصَّالح، كَمثل الدَّارِيّ إِن لم يجدك من عطره علقك من رِيحه ". والداري: الرجل الْمُقِيم فِي دَاره لَا يكَاد يبرحه. وَالدَّار:

باب الدعاء

الْقَبِيلَة. قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَلا أنبئكم بِخَير دور الْأَنْصَار ": أَرَادَ الْقَبَائِل. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الدَّار فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: الْمنزل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {فَأَصْبحُوا فِي دَارهم جاثمين} . وَالثَّانِي: الْجنَّة. وَمِنْه قَوْله [تَعَالَى فِي النَّحْل] : {ولدار الْآخِرَة خير ولنعم دَار الْمُتَّقِينَ} . وَالثَّالِث: جَهَنَّم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي إِبْرَاهِيم] : {وَأَحلُّوا قَومهمْ دَار الْبَوَار جَهَنَّم} . وَالرَّابِع: الْمَدِينَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرَّعْد: {أَو تحل قَرِيبا من دَارهم} . (121 - بَاب الدُّعَاء) الدُّعَاء: (هُوَ) طلب الْأَدْنَى من الْأَعْلَى تَحْصِيل الشَّيْء. يُقَال

مِنْهُ: دَعَوْت، أَدْعُو، دُعَاء. والدعوة: الْمرة الْوَاحِدَة. والدعوة إِلَى الطَّعَام بِالْفَتْح، وَفِي النّسَب بِالْكَسْرِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وَهَذَا أَكثر كَلَام الْعَرَب إِلَّا عدي الربَاب فَإِنَّهُم ينصبون الدَّال فِي النّسَب ويكسرونها فِي الطَّعَام. وَفِي الحَدِيث: (دع دَاعِي اللَّبن) . وَهُوَ الْقَلِيل ينزل فِي الضَّرع ليدعو مَا بعْدهَا. وتداعت الْحِيطَان: تهادمت. ودواعي الدَّهْر: صروفه. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الدُّعَاء فِي الْقُرْآن على سَبْعَة أوجه: - أَحدهَا: القَوْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {فَمَا كَانَ دَعوَاهُم إِذْ جَاءَهُم بأسنا} ، وَفِي يُونُس: {دَعوَاهُم فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ} ، وَفِي الْأَنْبِيَاء: {فَمَا زَالَت (55 / أ} تِلْكَ دَعوَاهُم} . وَالثَّانِي: الْعِبَادَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {قل أندعوا من دون الله مَا لَا ينفعنا وَلَا يضرنا} ، وَفِي يُونُس: {وَلَا تدع من دون الله مَا لَا ينفعك وَلَا يَضرك} ، وَفِي الْقَصَص: (وَلَا تدع مَعَ الله

إِلَهًا آخر} ، وَفِي الْفرْقَان: {وَالَّذين لَا يدعونَ مَعَ الله إِلَهًا آخر} {وفيهَا} (قل مَا يعبؤ بكم رَبِّي لَوْلَا دعاؤكم} ، وَفِي العنكبوت: {إِن الله يعلم مَا يدعونَ من دونه} . وَالثَّالِث: النداء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي بني إِسْرَائِيل] : {يَوْم يدعوكم فتستجيبون بِحَمْدِهِ} ، وَفِي الْأَنْبِيَاء: {وَلَا يسمع الصم الدُّعَاء} ، وَفِي فاطر: {إِن تدعوهم لَا يسمعوا دعاءكم} ، وَفِي الْقَمَر: {فَدَعَا ربه أَنِّي مغلوب فانتصر} {وفيهَا} (يَوْم يدع الداع إِلَى شَيْء نكر} . وَالرَّابِع: الِاسْتِعَانَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَادعوا شهداءكم من دون الله} ، وَفِي يُونُس: {وَادعوا من اسْتَطَعْتُم من دون الله} ، وَفِي الْمُؤمن: {وليدع ربه} . وَالْخَامِس: السُّؤَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {أُجِيب دَعْوَة الداع إِذا دعان} ، وَفِي الْأَعْرَاف: {ادْع لنا رَبك بِمَا عهد عنْدك لَئِن كشفت عَنَّا الرجز} ، وَفِي الزخرف: {ادْع لنا رَبك بِمَا عهد عنْدك} ، وَفِي حم الْمُؤمن: {ادْعُونِي أَسْتَجِب لكم} ، وفيهَا:

باب الدين

{وَقَالَ الَّذين فِي النَّار لخزنة جَهَنَّم ادعوا ربكُم} . وَالسَّادِس: الِاسْتِفْهَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {ادْع لنا رَبك يبين لنا مَا هِيَ} ، أَي: استفهم. وَفِي الْكَهْف: {فدعوهم فَلم يَسْتَجِيبُوا لَهُم} ، أَي: استفهموهم أأنتم آلِهَة. وَالسَّابِع: الْعَذَاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي المعارج] : {نزاعة للشوى تَدْعُو من أدبر وَتَوَلَّى} ، أَي: تعذب (122 - بَاب الدّين) (55 / ب) قَالَ شَيخنَا عَليّ بن عبيد الله: الدّين: مَا الْتَزمهُ الْإِنْسَان: يُقَال دَان الرجل لله (عز وَجل) ، أَي: الْتزم مَا يجب لله عز وَجل عَلَيْهِ. وَحده غَيره فَقَالَ: الدّين قَول إلهي رادع للنَّفس يقومها ويمنعها من الاسترسال فِيمَا طبعت عَلَيْهِ. وَالدّين يُقَال وَيُرَاد بِهِ: الملكة وَالسُّلْطَان. يُقَال: دنت الْقَوْم أدينهم، أَي: قهرتهم وأذللتهم فدانوا، أَي: ذلوا وخضعوا.

وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة: وَالدّين لله إِنَّمَا هُوَ من هَذَا. قَالَ الْقطَامِي: - (كَانَت نوار تدينك الأديانا) أَي: تذلك. وأنشدوا من ذَلِك أَيْضا: - (لَئِن حللت بجو فِي بني أَسد ... فِي دين عَمْرو وحالت بَيْننَا فدك) وَالدّين يُقَال وَيُرَاد بِهِ: الْجَزَاء. يُقَال: دنته بِمَا صنع، أَي: جازيته و: كَمَا تدين تدان. وأنشدوا من ذَلِك: (هُوَ دَان الرياب، إِذْ كَرهُوا ... الدّين دركا بغزوة وصيال) وَمِنْه أَيْضا: - (وَاعْلَم وأيقن أَن ملكك زائل ... وَاعْلَم بِأَن كَمَا تدين تدان) وَالدّين يُقَال وَيُرَاد بِهِ الْعِبَادَة وأنشدوا من ذَلِك: -

(تَقول وَقد درأت لَهَا وضيني ... أَهَذا دينه أبدا وديني) وَيذكر فِي مَوَاضِع أخر تدل عَلَيْهَا الْقَرِينَة وَتقول: داينت الرجل إِذا عاملته فأعطيته دينا وأدنت إِذا أخذت بدين وأنشدوا من ذَلِك: - (داينت أروى والديون تقضى ... فعطلت بَعْضًا وَأَدت بَعْضًا) وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الدّين فِي الْقُرْآن على عشرَة أوجه: - أَحدهَا: الْإِسْلَام - وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {هُوَ الَّذِي أرسل رَسُوله بِالْهدى (56 / أ} وَدين الْحق} ، وَمثلهَا فِي الْفَتْح. وَالثَّانِي: التَّوْحِيد - وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس: {دعوا الله مُخلصين لَهُ الدّين} ، وَفِي لم يكن: {وَمَا أمروا إِلَّا ليعبدوا الله مُخلصين لَهُ الدّين} . وَالثَّالِث: الْحساب - وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النُّور: {يَوْمئِذٍ يوفيهم الله دينهم الْحق} .

وَالرَّابِع: الْجَزَاء - وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي الْفَاتِحَة) : {مَالك يَوْم الدّين} ، وَفِي الصافات: {هَذَا يَوْم الدّين} ، وَفِي المطففين: {الَّذين يكذبُون بِيَوْم الدّين} . وَالْخَامِس: الحكم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: [فِي يُوسُف {مَا كَانَ ليَأْخُذ أَخَاهُ فِي دين الْملك} . وَالسَّادِس: الطَّاعَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة التَّوْبَة: {وَلَا يدينون دين الْحق} . وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة: لَا يطيعونه. وَالسَّابِع: الْعَادة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الحجرات: {قل أتعلمون الله بدينكم} . وَالثَّامِن: الْملَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي لم يكن] : {وَذَلِكَ دين الْقيمَة} ، أَي: وَذَلِكَ دين الْملَّة المستقيمة. وَالتَّاسِع: الْحُدُود. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النُّور: {وَلَا نأخذكم بهما رأفة فِي دين الله} . والعاشر: الْعدَد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة التَّوْبَة: {مِنْهَا أَرْبَعَة حرم ذَلِك الدّين الْقيم} ، أَي: الْعدَد الصَّحِيح.

تم كتاب الدال

وَقد ألحق بَعضهم وَجها حادي عشر فَقَالَ: وَالدّين: الْقُرْآن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {أَرَأَيْت الَّذِي يكذب بِالدّينِ} . (تمّ كتاب الدَّال)

كتاب الذال

(كتاب الذَّال) وَفِيه بَابَانِ. (123 - بَاب الذل) الذل والخضوع يتقاربان. قَالَ الْفراء: الذل والذلة بِمَعْنى [وَاحِد] . وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة: يُقَال: رجل ذليل: بَين الذل. . بِضَم الذَّال (56 / ب) ودابة ذَلُول: بَيِّنَة الذل بِكَسْر الذَّال. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الذل فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: أَحدهَا: الْقلَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {وَلَقَد نصركم الله ببدر وَأَنْتُم أَذِلَّة} .

باب الذكر

وَالثَّانِي: التَّوَاضُع) . وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {فَسَوف يَأْتِي الله بِقوم يُحِبهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّة على الْمُؤمنِينَ} ، وَفِي بني إِسْرَائِيل: {واخفض لَهما جنَاح الذل من الرَّحْمَة} . وَالثَّالِث: السهولة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هَل أَتَى: {وذللت قطوفها تذليلا} . (124 - بَاب الذّكر) الذّكر يُقَال على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: الذّكر بِالْقَلْبِ. وَالثَّانِي: الذّكر بِاللِّسَانِ. وَهُوَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ حَقِيقِيّ ويستعار فِي مَوَاضِع تدل عَلَيْهَا الْقَرِينَة. حَدثنَا مُحَمَّد بن نَاصِر عَن أبي زَكَرِيَّا عَن ابْن جني قَالَ الذّكر بِكَسْر الذَّال بِاللِّسَانِ وبضم الذَّال بِالْقَلْبِ تَقول: ذكرت الشَّيْء

بلساني ذكرا وبقلبي ذكرا، وَيُقَال اجْعَل هَذَا على ذكر مِنْك بِضَم الذَّال، أَي: لَا تنسه. وَالذكر: الْعلَا والشرف. والمذكر: الَّتِي ولدت ذكرا. قَالَ الْفراء: كم الذكرة من ولدك؟ أَي: الذُّكُور. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الذّكر فِي الْقُرْآن على عشْرين وَجها: - أَحدهَا: الذّكر بِاللِّسَانِ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فاذكروا الله كذكركم آبَاءَكُم أَو أَشد ذكرا} ، وَفِي آل عمرَان: {الَّذين يذكرُونَ الله قيَاما وقعودا وعَلى جنُوبهم} ، [وَفِي سُورَة النِّسَاء] : {فَإِذا قضيتم الصَّلَاة فاذكروا الله قيَاما وقعودا} ، فِي الْأَحْزَاب: [ {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا] اذْكروا (57 / أ} الله ذكرا كثيرا} . وَالثَّانِي: الذّكر بِالْقَلْبِ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {وَالَّذين إِذا فعلوا فَاحِشَة أَو ظلمُوا أنفسهم ذكرُوا الله فاستغفروا لذنوبهم} ، وَقيل هُوَ النَّدَم.

وَالثَّالِث: الحَدِيث. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي يُوسُف] : - {اذْكُرْنِي عِنْد رَبك} ، أَي: حَدثهُ بحالي. وَمثله: {وَاذْكُر فِي الْكتاب إِبْرَاهِيم} ، {وَاذْكُر فِي الْكتاب مُوسَى} ، {وَاذْكُر فِي الْكتاب إِسْمَاعِيل} ، {وَاذْكُر فِي الْكتاب إِدْرِيس} . وَالرَّابِع: الْخَبَر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {قل سأتلوا عَلَيْكُم مِنْهُ ذكرا} ، وَفِي الْأَنْبِيَاء: {هَذَا ذكر من معي وَذكر من قبلي} ، وَفِي الصافات: {لَو أَن عندنَا ذكرا من الْأَوَّلين} . وَالْخَامِس: العظة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي الْأَنْعَام: {فَلَمَّا نسوا مَا ذكرُوا بِهِ فتحنا عَلَيْهِم أَبْوَاب كل شَيْء} ) ، وَفِي الْأَعْرَاف: {فَلَمَّا نسوا مَا ذكرُوا بِهِ أنجينا الَّذين ينهون عَن السوء} ، وَفِي يس: {أئن ذكرْتُمْ بل أَنْتُم قوم مسرفون} ، وَفِي ق: {فَذكر بِالْقُرْآنِ من يخَاف وَعِيد} . وَالسَّادِس: التَّوْحِيد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي طه: {وَمن أعرض عَن ذكري} ، وَفِي الزخرف: {وَمن يَعش عَن ذكر الرَّحْمَن} . وَالسَّابِع: الْوَحْي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الصافات: (فالتاليات

ذكرا} وَفِي الْقَمَر: {أءلقي الذّكر عَلَيْهِ [من بَيْننَا] } ، وَفِي المرسلات: {فالملقيات ذكرا} . وَالثَّامِن: الْقُرْآن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْبِيَاء: {مَا يَأْتِيهم من ذكر من رَبهم مُحدث} {وفيهَا} (وَهَذَا ذكر مبارك أَنزَلْنَاهُ} ، وَفِي الزخرف: {أفنضرب عَنْكُم الذّكر صفحا} . وَالتَّاسِع: التَّوْرَاة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {فسألوا أهل الذّكر} ، وَمثله فِي الْأَنْبِيَاء. والعاشر: الشّرف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْبِيَاء: {لقد أنزلنَا إِلَيْكُم كتابا فِيهِ ذكركُمْ} ، (57 / ب) وَفِي الْمُؤمنِينَ: {بل أتيناهم بذكرهم فهم عَن ذكرهم معرضون} ، وَفِي الزخرف: {وَإنَّهُ لذكر لَك ولقومك} . وَالْحَادِي عشر: الطَّاعَة وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فاذكروني أذكركم} ، أَي: أَطِيعُونِي. (وَالثَّانِي عشر: الْحِفْظ) . وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {خُذُوا مَا آتيناكم بِقُوَّة واذْكُرُوا مَا فِيهِ} ، وَفِي آل عمرَان: {واذْكُرُوا نعمت الله عَلَيْكُم} .

وَالثَّالِث عشر: الْبَيَان: [وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف] : {أوعجبتم أَن جَاءَكُم ذكر من ربكُم} ، وَفِي ص: {ص وَالْقُرْآن ذِي الذّكر} ، وفيهَا: {هَذَا ذكر وَإِن لِلْمُتقين} . الرَّابِع عشر: الصَّلَوَات الْخمس. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فَإِذا أمنتم فاذكروا الله} ، وَفِي النُّور: {لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَة وَلَا بيع عَن ذكر الله} ، وَفِي الْمُنَافِقين: {لَا تلهكم أَمْوَالكُم وَلَا أَوْلَادكُم عَن ذكر الله} . وَالْخَامِس عشر: صَلَاة الْجُمُعَة: وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي سُورَة الْجُمُعَة: {فَاسْعَوْا إِلَى ذكر الله وذروا البيع} . وَالسَّادِس عشر: صَلَاة الْعَصْر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي ص: {إِنِّي أَحْبَبْت حب الْخَيْر عَن ذكر رَبِّي} . وَالسَّابِع عشر: الْغَيْب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْبِيَاء: {أَهَذا الَّذِي يذكر آلِهَتكُم} .

وَالثَّامِن عشر: اللَّوْح الْمَحْفُوظ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْبِيَاء: {وَلَقَد كتبنَا فِي الزبُور من بعد الذّكر} ، وَقيل: أَرَادَ بالزبور هَا هُنَا سَائِر الْكتب. وَالتَّاسِع عشر: الثَّنَاء على الله (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى [وعَلى رَسُوله) صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] . وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الشُّعَرَاء: {إِلَّا الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات وَذكروا الله كثيرا} . (58 / أ) . وَالْعشْرُونَ: الرَّسُول. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الطَّلَاق] : {قد أنزل الله إِلَيْكُم ذكرا رَسُولا} ، قيل: إِن أنزل هَا هُنَا بِمَعْنى أرسل.

كتاب الراء

(كتاب الرَّاء) وَهُوَ ثَمَانِيَة عشر بَابا: - (أَبْوَاب الْوَجْهَيْنِ) (125 - بَاب الرَّجَاء) قَالَ ابْن فَارس اللّغَوِيّ: الرَّجَاء بِالْمدِّ. الأمل. يُقَال: رجت المر أرجوه رَجَاء. وارتجيته أرتجيه وترجيته. والرجا، مَقْصُور: نَاحيَة الْبِئْر، وكل نَاحيَة رجا، وَالْجمع أرجاء، قَالَ الله تَعَالَى: {وَالْملك على أرجائها} . وَرُبمَا عبر عَن الْخَوْف بالرجاء وناس من أهل اللُّغَة يَقُولُونَ مَا أَرْجُو، أَي: مَا أُبَالِي وأنشدوا: - (إِذا لسعته النَّحْل لم يرج لسعها) أَي: لم يكترث لَهُ.

باب الرعد

وَذكر أهل التَّفْسِير بِأَن الرَّجَاء فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: الأمل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {أُولَئِكَ يرجون رَحْمَة الله} . وَفِي بني إِسْرَائِيل: {ويرجون رَحمته} . وَهُوَ الْأَعَمّ بِالْقُرْآنِ. وَالثَّانِي: الْخَوْف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس: {إِن الَّذين لَا يرجون لقاءنا} ، وَفِي الْكَهْف: {فَمن كَانَ يَرْجُو لِقَاء ربه} ، وَفِي الْفرْقَان: {وَقَالَ الَّذين لَا يرجون لقاءنا} (وَفِي العنكبوت: {من كَانَ يَرْجُو لِقَاء الله} ) : وفيهَا: {اعبدوا الله وارجوا الْيَوْم الآخر} ، وَفِي نوح: {مالكم لَا ترجون لله وقارا} ، وَفِي عَم يتساءلون: {لَا يرجون حسابا} . (126 - بَاب الرَّعْد) الرَّعْد: الصَّوْت المسموع من السَّحَاب وَفِي الحَدِيث: (إِنَّه صَوت ملك (58 / ب) يزْجر السَّحَاب) .

باب الرقبة

وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الرَّعْد فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: الصَّوْت المسموع (من السَّحَاب) . وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فِيهِ ظلمات ورعد وبرق} . وَالثَّانِي: اسْم الْملك الَّذِي يزْجر السَّحَاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الرَّعْد: {ويسبح الرَّعْد بِحَمْدِهِ} . (127 - بَاب الرَّقَبَة) الرَّقَبَة فِي الأَصْل: اسْم [لعضو] مَخْصُوص من الْحَيَوَان. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الرَّقَبَة فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: مَا ذَكرْنَاهُ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: {فَإِذا لَقِيتُم الَّذين كفرُوا فَضرب الرّقاب} . وَالثَّانِي: الْجُمْلَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي النِّسَاء] : (فَتَحْرِير رَقَبَة

باب الرقيب

مُؤمنَة} ، أَي: عتق مَمْلُوك أَو مَمْلُوكَة فِي الْكَفَّارَة. 128 - بَاب الرَّقِيب) الرَّقِيب: فعيل من المراقبة، وَهُوَ اسْم الْفَاعِل. وَتقول: رقبت الشَّيْء، أرقبه، رَقَبَة، ورقبانا: إِذا انتظرته. والمرقب: الْمَكَان العالي المشرف يقف عَلَيْهِ الرَّقِيب. وَتقول: أرقبت فلَانا هَذِه الدَّار، وَهُوَ أَن تعطيه إِيَّاهَا فيسكنها. وَتقول: إِن مت قبلي رجعت إِلَيّ، وَإِن مت قبلك فَهِيَ لَك، فَأخذت من المراقبة، لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا يرقب موت صَاحبه. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الرَّقِيب فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن:. أَحدهمَا: الحفيظ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {إِن الله كَانَ عَلَيْكُم رقيبا} ، وَفِي سُورَة الْمَائِدَة: {كنت أَنْت الرَّقِيب عَلَيْهِم} ، وَفِي ق: {إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيب عتيد} . وَالثَّانِي: (59 / أ) المنتظر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {وارتقبوا إِنِّي مَعكُمْ رَقِيب} ، وَفِي الدُّخان: {فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مرتقبون} .

باب الركوب

(129 - بَاب الرّكُوب) الرّكُوب: الْعُلُوّ على الشَّيْء، والركاب: المطايا. وَقَالَ ابْن فَارس: الركب، والأركوب، والركبان والراكبون لَا يكونُونَ إِلَّا على جمال. قَالَ الْخَلِيل: والركاب: ركاب السَّفِينَة. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الرّكُوب فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: الرّكُوب على الْبَهَائِم والسفن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {وَقَالَ اركبوا فِيهَا (باسم الله مجريها وَمرْسَاهَا} } وَفِي النَّحْل: {وَالْخَيْل وَالْبِغَال وَالْحمير لتركبوها} . وَالثَّانِي: الِانْتِقَال من حَال إِلَى حَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الانشقاق] : {لتركبن طبقًا عَن طبق} . (130 - بَاب الرّوح) قَالَ ابْن قُتَيْبَة: الرّوح: الرَّاحَة وَطيب النسيم. وَقد تكون الرّوح فِي الْقُرْآن: الرَّحْمَة، لِأَن الرّوح تكون بِالرَّحْمَةِ. قَالَ ابْن فَارس: الرّوح: نسيم الرّيح. والرواح: من زَوَال

باب الريب

الشَّمْس إِلَى اللَّيْل: وَأَرِحْنَا إبلنا رددناها فِي ذَلِك الْوَقْت. والمراح: حَيْثُ تأوي الْمَاشِيَة [إِلَيْهِ] بِاللَّيْلِ. وقصعة روحاء: قريبَة القعر وَهُوَ يراح للمعروف: إِذا أَخَذته [لَهُ أريحة] . والمروحة: الْموضع الَّذِي تخترق فِيهِ الرّيح، وَنقل عَن عمر رَضِي الله عَنهُ أَنه ركب نَاقَة فمشت بِهِ مشيا جيدا فَقَالَ: (كَأَن راكبها غُصْن بمروحة ... إِذا تدلت بِهِ أَو شَارِب ثمل) وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الرّوح فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: الرَّحْمَة. (59 / ب) وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {وَلَا تيأسوا من روح الله إِنَّه لَا ييأس من روح الله إِلَّا الْقَوْم الْكَافِرُونَ} . وَالثَّانِي: الرَّاحَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْوَاقِعَة: {فَروح وَرَيْحَان} ، على قِرَاءَة من فتح الرَّاء. (131 - بَاب الريب) الريب: الشَّك. وريب الدَّهْر: صروفه. وأراب فلَان صَار ذَا رِيبَة.

أبواب الثلاثة

والريب فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: الشَّك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي الْبَقَرَة) : {الم ذَلِك الْكتاب لَا ريب فِيهِ} ، [لَا شكّ فِيهِ] . وَالثَّانِي: حوادث الدَّهْر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الطّور: {نتربص بِهِ ريب الْمنون} . (أَبْوَاب الثَّلَاثَة) (132 - بَاب الرجز) الأَصْل فِي الرجز: الْعَذَاب. يُقَال لما يُوجب الْعَذَاب [رجز] على سَبِيل التَّجَوُّز بطرِيق السَّبَب. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الرجز فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: الْعَذَاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: (لَئِن كشفت عَنَّا الرجز (لنؤمنن لَك) } .

باب الركوع

(وَالثَّانِي) : الصَّنَم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي المدثر: {وَالرجز فاهجر} . وَالثَّالِث: الكيد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْفَال: {وَيذْهب عَنْكُم رجز الشَّيْطَان} ، أَي: كَيده، قَالَ ابْن قُتَيْبَة: وَسمي كيد الشَّيْطَان: رجزا، لِأَنَّهُ سَبَب الْعَذَاب. وَكَذَلِكَ سمى الْأَصْنَام: رجزا، لِأَنَّهَا تُؤدِّي إِلَى الْعَذَاب. (133 - بَاب الرُّكُوع) الرُّكُوع فِي اللُّغَة: الانحناء. وكل منحن: رَاكِع. قَالَ لبيد: - (أخبر أَخْبَار الْقُرُون الَّتِي مَضَت ... أدب كَأَنِّي كلما قُمْت رَاكِع) (60 / أ) وَيُقَال: الرُّكُوع، وَيُرَاد بِهِ: الذل. وأنشدوا من ذَلِك: (لَا تذل الضَّعِيف علك أَن ... تركع يَوْمًا والدهر قد رَفعه)

باب الرمي

وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الرُّكُوع فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: الصَّلَاة بجملتها. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {واركعوا مَعَ الراكعين} ، أَرَادَ [صلوا] مَعَ الْمُصَلِّين. وَالثَّانِي: الانحناء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَج: {ارْكَعُوا واسجدوا} . (وَالثَّالِث: السُّجُود) . وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي ص: {وخر رَاكِعا وأناب} . (134 - بَاب الرَّمْي) الأَصْل فِي الرَّمْي إِلْقَاء الْحجر عَن الْيَد، وَالرَّمْي بِالسِّهَامِ قَذفهَا عَن كبد الْقوس. والرمية: الصَّيْد (يرْمى. قَالَ ابْن السّكيت: خرجت أترمى إِذا خرجت) ترمي فِي الْأَغْرَاض. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الرَّمْي فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: -

باب الريح

أَحدهَا: الْإِلْقَاء والنبذ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي المرسلات: {إِنَّهَا ترمي بشرر كالقصر} ، وَفِي سُورَة الْفِيل: {ترميهم بحجارة من سجيل} وَالثَّانِي: الْإِصَابَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْفَال: {وَمَا رميت إِذْ رميت وَلَكِن الله رمى} . وَالثَّالِث: الْقَذْف بالزنى. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النُّور: {وَالَّذين يرْمونَ الْمُحْصنَات} ، وفيهَا: {وَالَّذين يرْمونَ أَزوَاجهم} . (135 - بَاب الرّيح) الرّيح: الْهَوَاء المتحرك. وَالروح نسيم الرّيح. والأريحي: الْوَاسِع الْخلق. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الرّيح فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - [أَحدهَا] : الرّيح (60 / ب) نَفسهَا، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وتصريف الرِّيَاح} ، وَفِي الْأَعْرَاف: (وَهُوَ الَّذِي يُرْسل

أبواب ما فوق الثلاثة

الرِّيَاح بشرا} ، وَفِي الرّوم (وَمن آيَاته) : {أَن يُرْسل الرِّيَاح مُبَشِّرَات} . وَالثَّانِي: الرَّائِحَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {إِنِّي لأجد ريح يُوسُف} . وَالثَّالِث: الْقُوَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْفَال: {وَتذهب ريحكم} . (أَبْوَاب مَا فَوق الثَّلَاثَة) (136 - بَاب الرَّجْم) الرَّجْم فِي الأَصْل: إِلْقَاء الْحجر بِشدَّة الدّفع. ثمَّ استعير فِي مَوَاضِع مِنْهَا: رمي الْإِنْسَان بِالْقَذْفِ والشتم وَنَحْو ذَلِك. وَالرَّجم: الْحِجَارَة. وَمِنْه رجم فلَان، أَي: ضرب بِالْحِجَارَةِ. ورجمت فلَانا: إِذا شتمته. وَتقول: صَار هَذَا الْأَمر رجما، أَي ظنا: لَا يُوقف على حَقِيقَة أمره. وَفِي الحَدِيث: (لَا ترجموا قَبْرِي) ، أَي: دَعوه مستويا لَا تدعوا عَلَيْهِ حِجَارَة. وراجم فلَان عَن قومه إِذا ناضل.

وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الرَّجْم فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: الرَّمْي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْملك: {وجعلناها رجوما للشياطين} . وَالثَّانِي: الْقَتْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي هود] : {وَلَوْلَا رهطك لرجمناك} ، وَفِي الدُّخان: {وَإِنِّي عذت بربي وربكم أَن ترجمون} ، وَفِي يس: {لَئِن لم تنتهوا لنرجمنكم} . قَالَ ابْن قُتَيْبَة: وَإِنَّمَا استعير الرَّجْم فِي مَوضِع الْقَتْل: لأَنهم كَانُوا يقتلُون بِالرَّجمِ. وَالثَّالِث: اللَّعْن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحجر: {فَاخْرُج مِنْهَا فَإنَّك رجيم} ، وَفِي النَّحْل: {فاستعذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم} ، والرجيم بِمَعْنى: المرجوم. وَالرَّابِع: (61 / أ) السب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم: {لَئِن لم تَنْتَهِ لأرجمنك}

باب الرؤية

وَالْخَامِس: القَوْل بِالظَّنِّ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي [الْكَهْف] : {رجما بِالْغَيْبِ} ، قَالَه مقَاتل. (137 - بَاب الرُّؤْيَة) الرُّؤْيَة فِي الأَصْل: إِدْرَاك المرئي بِالْعينِ. والرواء: حسن المنظر. والروية غير مَهْمُوزَة: وَأَصلهَا من روأت فِي الْأَمر إِذا دَبرته. والروي: حرف قافية الشّعْر اللَّازِم. وَتقول: رَأَيْت الشَّيْء رُؤْيَة. وَرَأَيْت من الْفِكر رَأيا. وَرويت من المَاء ريا. وَرويت الحَدِيث رِوَايَة. وراءيت بِالْعَمَلِ رِيَاء. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الرُّؤْيَة فِي الْقُرْآن على سِتَّة أوجه: - أَحدهَا: النّظر والمعاينة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الزمر: {وَيَوْم الْقِيَامَة ترى الَّذين كذبُوا على الله وُجُوههم مسودة} . وَفِي الْمُنَافِقين: {وَإِذا رَأَيْتهمْ تعجبك أجسامهم} ، وَفِي هَل

أَتَى: {وَإِذا رَأَيْت ثمَّ رَأَيْت نعيما وملكا كَبِيرا} . وَالثَّانِي: الْعلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وأرنا مناسكنا} ، أَي: علمنَا، وَفِي سُورَة النِّسَاء: {لتَحكم بَين النَّاس بِمَا أَرَاك الله} ، وَفِي الْأَنْبِيَاء: {أَو لم ير الَّذين كفرُوا أَن السَّمَوَات وَالْأَرْض كَانَتَا رتقا [ففتقناهما] } ، وَفِي سبأ: {وَيرى الَّذين أُوتُوا الْعلم} ، وَفِي نوح: {ألم تروا كَيفَ خلق الله سبع سموات طباقا} . وَالثَّالِث: الِاعْتِبَار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {ألم يرَوا إِلَى الطير مسخرات فِي جو السَّمَاء} . وَالرَّابِع: السماع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {وَإِذا رَأَيْت الَّذين يَخُوضُونَ فِي آيَاتنَا فَأَعْرض عَنْهُم} . (61 / ب) . وَالْخَامِس: التَّعَجُّب. وَمِنْه [قَوْله] تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {ألم تَرَ إِلَى الَّذين يزكون أنفسهم} {وفيهَا} (ألم تَرَ إِلَى الَّذين يَزْعمُونَ أَنهم آمنُوا بِمَا أنزل إِلَيْك} ، أَي: ألم تعجب من هَؤُلَاءِ. وَالسَّادِس: الْإِخْبَار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {ألم تَرَ إِلَى الَّذِي حَاج إِبْرَاهِيم فِي ربه} {وَمثله} (ألم تَرَ كَيفَ فعل رَبك

باب الروح

بأصحاب الْفِيل} ، مَعْنَاهُ ألم تخبر. وَألْحق قوم هَذَا الْوَجْه وَالَّذِي قبله بقسم الْعلم فَقَالُوا: مَعْنَاهُ ألم ينْتَه علمك إِلَى هَؤُلَاءِ ومقصود الْكَلَام أعرفهم. (138 - بَاب الرّوح) قَالَ ابْن قُتَيْبَة: الرّوح وَالروح وَالرِّيح: من أصل وَاحِد اكتنفته معَان تقاربت، فَبنِي لكل معنى اسْم من ذَلِك الأَصْل، وخولف بَينهَا فِي حَرَكَة الْبناء. وَالنَّار والنور من أصل وَاحِد، كَمَا قَالُوا: الْميل والميل، [وهما] جَمِيعًا من مَال. فَجعلُوا الْميل - بِفَتْح الْيَاء - فِيمَا كَانَ خلقَة فَقَالُوا: فِي عُنُقه ميل، وَفِي الشَّجَرَة ميل وَجعلُوا الْميل بِسُكُون الْيَاء - فِيمَا كَانَ فعلا فَقَالُوا: مَال عَن الْحق ميلًا، وَقَالُوا: اللسن واللسن اللسن، وَكله من اللِّسَان، فاللسن: جودة اللِّسَان. واللسن: العذل واللوم. يُقَال: لسنت فلَانا لسنا: أَي عذلته، وأخذته بلساني. واللسن: اللُّغَة. يُقَال: لكل قوم لسن. وَقَالُوا: حمل الشَّجَرَة، وَحمل الْمَرْأَة - بِفَتْح [الْحَاء]- وَقَالُوا لما كَانَ على الظّهْر: حمل، وَالْأَصْل وَاحِد. وَيُقَال للنفخ [روح] لِأَنَّهُ ريح خرج عَن الرّوح. قَالَ (62 / أ) ذُو الرمة: يذكر نَارا قدحها: -

(فَلَمَّا بَدَت كفنتها وَهِي طفلة ... بطلساء لم تكمل ذِرَاعا وَلَا شبْرًا) (فَقلت لَهُ ارفعها إِلَيْك وأحيها ... بروحك واقتته لَهَا قيتة قدرا) (وَظَاهر لَهَا من يَابِس الشخت واستعن ... عَلَيْهَا الصِّبَا وَاجعَل يَديك لَهَا سترا) (فَلَمَّا جرت فِي الجزل جَريا كَأَنَّهُ ... سنا الْبَرْق أحدثنا لخالقها شكرا) والطلساء: خرقَة وسخة، وَهِي الحراق. وَالروح: النفخ. واقتته، أَي: اجْعَل النفخ قوتا لَا يكون قَوِيا وَلَا ضَعِيفا والشخت: دقائق الْحَطب والجزل الْحَطب الغليظ. " وَذكر أهل التَّفْسِير [أَن] الرّوح فِي الْقُرْآن على ثَمَانِيَة أوجه: - أَحدهَا: روح الْحَيَوَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل: {ويسئلونك عَن الرّوح قل الرّوح من أَمر رَبِّي} ، وَفِي تَنْزِيل السَّجْدَة: {ثمَّ سواهُ وَنفخ فِيهِ من روحه} .

وَالثَّانِي: جِبْرَائِيل [عَلَيْهِ السَّلَام] . وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {قل نزله روح الْقُدس من رَبك بِالْحَقِّ} ، وَفِي مَرْيَم: {فَأَرْسَلنَا إِلَيْهَا رُوحنَا} ، وَفِي الشُّعَرَاء: {نزل بِهِ الرّوح الْأمين} ، وَفِي الْقدر: {تنزل الْمَلَائِكَة وَالروح فِيهَا} . وَالثَّالِث: ملك عَظِيم من الْمَلَائِكَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي عَم يتساءلون: {يَوْم يقوم الرّوح وَالْمَلَائِكَة صفا} . وَالرَّابِع: الْوَحْي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي النَّحْل] : {ينزل الْمَلَائِكَة بِالروحِ من أمره} ، وَفِي عسق: {وَكَذَلِكَ أَوْحَينَا إِلَيْك روحا من أمرنَا} . وَالْخَامِس: الرَّحْمَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي المجادلة: {وأيدهم بِروح مِنْهُ} . وَالسَّادِس: الْأَمر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَم وروح مِنْهُ} . (62 / ب) . وَالسَّابِع: الرّيح الَّتِي تكون عَن النفخ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي التَّحْرِيم: {الَّتِي أحصنت فرجهَا فنفخنا فِيهِ من رُوحنَا} ، وَهِي نفخة جِبْرَائِيل فِي درعها. وَالثَّامِن: الْحَيَاة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْوَاقِعَة: (فَروح

باب الرزق

وَرَيْحَان} ، على قِرَاءَة من ضم الرَّاء. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فَروح، أَي: حَيَاة وَبَقَاء لَا موت فِيهِ. وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة: فَروح، أَي: فرحمة. (139 - بَاب الرزق) والرزق: الْعَطاء، وَجمعه أرزاق. وارتزق الْجند: أخذُوا أَرْزَاقهم. والرزقة الْمرة الْوَاحِدَة. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الرزق فِي الْقُرْآن على عشرَة أوجه: - أَحدهَا: الْعَطاء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفقُونَ} {وفيهَا} (أَنْفقُوا مِمَّا رزقناكم} . وَالثَّانِي: الطَّعَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {كلما [رزقوا مِنْهَا من ثَمَرَة رزقا] } ، أَي: أطعموا. ( {قَالُوا هَذَا الَّذِي] رزقنا من قبل} ، أَي: أطعمنَا.

وَالثَّالِث: الْغَدَاء وَالْعشَاء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم: {وَلَهُم رزقهم فِيهَا بكرَة وعشيا} . وَالرَّابِع: الْمَطَر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الجاثية: {مَا أنزل الله من السَّمَاء من رزق} ، فِي الذاريات: {وَفِي السَّمَاء رزقكم وَمَا توعدون} . وَالْخَامِس: النَّفَقَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وعَلى الْمَوْلُود لَهُ رزقهن وكسوتهن} . وَالسَّادِس: الْفَاكِهَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {وجد عِنْدهَا رزقا} . وَالسَّابِع: الثَّوَاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {بل أَحيَاء عِنْد (63 / أ} رَبهم يرْزقُونَ} ، وَفِي حم الْمُؤمن: {يرْزقُونَ فِيهَا بِغَيْر حِسَاب} ، وَفِي الطَّلَاق: {قد أحسن الله لَهُ رزقا} . وَالثَّامِن: الْجنَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي طه: {ورزق رَبك خير وَأبقى} ، قَالَه مقَاتل. وَالتَّاسِع: الْحَرْث والأنعام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس: {قل أَرَأَيْتُم مَا أنزل الله لكم من رزق فجعلتم مِنْهُ حَرَامًا وحلالا} .

باب الرجال

والعاشر: الشُّكْر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْوَاقِعَة: {وتجعلون رزقكم أَنكُمْ تكذبون} . قَالَ ابْن السّكيت: الرزق بلغَة أزدشنوءة الشُّكْر، وَمِنْه فِي هَذِه الْآيَة. وَتقول رَزَقَنِي فلَان، أَي: شكرني. (140 - بَاب الرِّجَال) الرِّجَال جمع: رجل، فَهُوَ اسْم لذكور بني آدم بعد الْبلُوغ. وَقيل: انه اسْم مَأْخُوذ من الْقُوَّة، يُقَال: رجل رجيل وَامْرَأَة رجلة إِذا كَانَا قويين وَرجل ذُو رجلة، أَي: قوي على الْمَشْي، وارتجلت الْكَلَام: إِذا قلته من غير تدبر. ورجلت الشّعْر: سرحته، وَالرجل الرجالة. وَالرجلَانِ: الراجل الْوَاحِد. وَالرجل بِكَسْر الرَّاء: الْقطعَة من الْجَرَاد. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الرِّجَال فِي الْقُرْآن على أحد عشر وَجها: - أَحدهَا: الرُّسُل وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْبِيَاء: {وَمَا أرسلنَا قبلك إِلَّا رجَالًا نوحي إِلَيْهِم} .

وَالثَّانِي: الْمَلَائِكَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي الْأَعْرَاف) : {وعَلى الْأَعْرَاف رجال يعرفن كلا بِسِيمَاهُمْ} . وَالثَّالِث: الصَّابِرُونَ من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (63 / ب) فِي الْغَزَوَات. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْزَاب: {رجال صدقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ} . وَالرَّابِع: أهل قبَاء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {فِيهِ رجال يحبونَ أَن يَتَطَهَّرُوا} . وَالْخَامِس: المحافظون على أَوْقَات الصَّلَاة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النُّور: {رجال لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَة وَلَا بيع عَن ذكر الله} . وَالسَّادِس: المقهورون من مؤمني أهل مَكَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْفَتْح: {وَلَوْلَا رجال مُؤمنُونَ وَنسَاء مؤمنات} . وَالسَّابِع: فُقَرَاء الْمُسلمين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي صَاد: ( {وَقَالُوا} مالنا لَا نرى رجَالًا كُنَّا نعدهم من الأشرار} . وَالثَّامِن: المشاة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فَإِن خِفْتُمْ فرجالا أَو ركبانا} ، وَفِي الْحَج: {يأتوك رجَالًا} . وَالتَّاسِع: الْأزْوَاج. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: (وللرجال عَلَيْهِنَّ

باب الرجل

دَرَجَة} ، وَفِي سُورَة النِّسَاء: {الرِّجَال قوامون على النِّسَاء} . والعاشر: الذُّكُور. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النِّسَاء: {وَبث مِنْهُمَا رجَالًا كثيرا} ، وَفِي الْأَحْزَاب: {مَا كَانَ مُحَمَّد أَبَا أحد من رجالكم} . وَالْحَادِي عشر: الْكفَّار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {ونادى أَصْحَاب الْأَعْرَاف رجَالًا يعرفونهم بِسِيمَاهُمْ} . (141 - بَاب الرجل) الرجل: وَاحِد الرِّجَال. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَنه فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة عشر وَجها: - أَحدهَا: مِثَال ضربه الله (عز وَجل) لنَفسِهِ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الزمر: {ورجلا سلما لرجل} ، فالرجل (64 / أ) الثَّانِي (ضربه مثلا لنَفسِهِ عز وَجل، وَالْأول الْمُؤْمِنُونَ) .

وَالثَّانِي: النَّبِي مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس: {أَكَانَ للنَّاس عجبا أَن أَوْحَينَا إِلَى رجل مِنْهُم} ، وَفِي سبأ: {هَل ندلكم على رجل ينبئكم إِذا مزقتم كل ممزق} ] . وَالثَّالِث: نوح عَلَيْهِ السَّلَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {أوعجبتم أَن جَاءَكُم ذكر من ربكُم على رجل مِنْكُم لينذركم ولتتقوا} . وَالرَّابِع: هود. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {أوعجبتم أَن جَاءَكُم ذكر من ربكُم على رجل مِنْكُم لينذركم واذْكُرُوا إِذْ جعلكُمْ خلفاء من بعد قوم نوح} . وَالْخَامِس: مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي حم الْمُؤمن: {أَتقْتلونَ رجلا أَن يَقُول رَبِّي الله} . وَالسَّادِس: يُوشَع بن نون (وكالب بن يوحنا) . وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {قَالَ رجلَانِ من الَّذين يخَافُونَ أنعم الله عَلَيْهِمَا} .

وَالسَّابِع: حزقيل [مُؤمن فِرْعَوْن وَقيل شرْوَان] . وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَصَص: {وَجَاء رجل من أقصا الْمَدِينَة يسْعَى} ، وَفِي الْمُؤمن: {وَقَالَ رجل مُؤمن من آل فِرْعَوْن يكتم إيمَانه} وَالثَّامِن: حبيب النجار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يس: {وَجَاء من أقصا الْمَدِينَة رجل يسْعَى} . وَالتَّاسِع: يمليخا وفرطس. وَقيل فطرس. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْكَهْف: {وَاضْرِبْ لَهُم مثلا رجلَيْنِ جعلنَا لأَحَدهمَا جنتين من أعناب} . وَقَالَ مقَاتل: يمليخيا مُؤمن وفرطس كَافِر. والعاشر: أَبُو مَسْعُود الثَّقَفِيّ أَو الْوَلِيد بن الْمُغيرَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الزخرف: {وَقَالُوا لَوْلَا نزل هَذَا الْقُرْآن على رجل من القريتين عَظِيم} ، أَي: لَوْلَا نزل على أحد هذَيْن. وَالْحَادِي عشر: جميل بن معمر الفِهري. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (64 / ب) فِي الْأَحْزَاب: {مَا جعل الله لرجل من قلبين فِي جَوْفه} . وَالْآيَة عَامَّة وَإِن كَانَت نزلت فِي حق شخص معِين. وَالثَّانِي عشر: الوثن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: (وَضرب الله

باب الرحمة

مثلا رجلَيْنِ أَحدهمَا أبكم} ، يَعْنِي بِهِ الوثن. وَالثَّالِث عشر: الشَّيْطَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الزمر: {ضرب الله مثلا رجلا فِيهِ شُرَكَاء متشاكسون} ، قيل: هُوَ الشَّيْطَان لِأَنَّهُ يزين لقوم الْمعاصِي فيتبعهم غَيرهم فيختصم التَّابِع والمتبوع. (142 - بَاب الرَّحْمَة) الرَّحْمَة: النِّعْمَة على الْمُحْتَاج. قَالَ ابْن فَارس: يُقَال رحم يرحم إِذا رق. وَالرحم والمرحمة وَالرَّحْمَة بِمَعْنى وَاحِد. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الرَّحْمَة فِي الْقُرْآن على سِتَّة عشر وَجها: - أَحدهَا: الْجنَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {أُولَئِكَ يرجون رَحْمَة الله} ، وَفِي آل عمرَان: {وَأما الَّذين ابْيَضَّتْ وُجُوههم فَفِي رَحْمَة الله} ، وَفِي سُورَة النِّسَاء: (فسيدخلهم فِي رَحْمَة مِنْهُ

وَفضل} ، وَفِي بني إِسْرَائِيل: {يرجون رَحمته (وَيَخَافُونَ عَذَابه} } ، وَفِي العنكبوت: { (أُولَئِكَ} يئسوا من رَحْمَتي} ، وَفِي الجاثية: {فيدخلهم رَبهم فِي رَحمته} . وَالثَّانِي: الْإِسْلَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الْبَقَرَة: { (وَالله} يخْتَص برحمته من يَشَاء} ، وَفِي هَل أَتَى: {يدْخل من يَشَاء فِي رَحمته} . وَالثَّالِث: الْإِيمَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {إِن كنت على بَيِّنَة من رَبِّي وآتاني رَحْمَة من عِنْده} {وفيهَا} (وآتاني مِنْهُ رَحْمَة} ، (65 / أ) . وَالرَّابِع: النُّبُوَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الزخرف: {أهم يقسمون رَحْمَة رَبك} ، وَفِي ص: {أم عِنْدهم خَزَائِن رَحْمَة رَبك (الْعَزِيز الْوَهَّاب} } . وَالْخَامِس: الْقُرْآن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس: {قل بِفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا} ، (وَفِي بني إِسْرَائِيل: {وننزل من الْقُرْآن مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَة للْمُؤْمِنين} ) . وَالسَّادِس: الْمَطَر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: (وَهُوَ الَّذِي

يُرْسل الرِّيَاح بشرا بَين يَدي رَحمته} ، وَفِي الرّوم: {فَانْظُر إِلَى آثَار رَحْمَة الله} {وفيهَا} (وليذيقكم من رَحمته} . وَالسَّابِع: الرزق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل: {قل لَو أَنْتُم تَمْلِكُونَ خَزَائِن رَحْمَة رَبِّي} ، وَفِي الْكَهْف: {آتنا من لَدُنْك رَحْمَة} {وفيهَا} (ينشر لكم ربكُم من رَحمته} . وَالثَّامِن: النِّعْمَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {وَلَوْلَا فضل الله عَلَيْك وَرَحمته} ، وَفِي الْكَهْف: {آتيناه رَحْمَة من عندنَا} . وَالتَّاسِع: الْعَافِيَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الزمر: {أَو أرادني برحمة هَل هن ممسكات رَحمته} . والعاشر: النَّصْر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْزَاب: {إِن أَرَادَ بكم سوءا أَو أَرَادَ بكم رَحْمَة} . وَالْحَادِي عشر: الْمِنَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَصَص: {وَمَا كنت بِجَانِب الطّور إِذْ نادينا وَلَكِن رَحْمَة من رَبك} . وَالثَّانِي عشر: الرقة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَدِيد: {وَجَعَلنَا فِي قُلُوب الَّذين أتبعوه رأفة وَرَحْمَة} . وَالثَّالِث عشر: الْمَغْفِرَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: (كتب ربكُم

(65 / ب) على نَفسه الرَّحْمَة} . وَالرَّابِع عشر: السعَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي سُورَة الْبَقَرَة] {ذَلِك تَخْفيف من ربكُم وَرَحْمَة} . وَالْخَامِس عشر: الْمَوَدَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْفَتْح: {وَالَّذين مَعَه أشداء على الْكفَّار رحماء بَينهم} . وَالسَّادِس عشر: الْعِصْمَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {إِن النَّفس لأمارة بالسوء إِلَّا مَا رحم رَبِّي} . وَقد ألحق بَعضهم وَجها سَابِع عشر فَقَالَ: الرَّحْمَة: الشَّمْس، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة عسق: {وَهُوَ الَّذِي ينزل الْغَيْث من بعد مَا قَنطُوا وينشر رَحمته}

كتاب الزاي

((كتاب الزَّاي ") وَهُوَ أَرْبَعَة أَبْوَاب: - (143 - بَاب الزخرف) الأَصْل فِي الزخرف: الزِّينَة والتحسين، يُقَال زخرف يزخرف زخرفة وزخرفا وزخارف وزخاريف، وَيُقَال: لكل مَا تحصل بِهِ الزِّينَة: زخرف. وَيُقَال للَّذي يزين كَلَامه بِالْكَذِبِ: يزخرف كَلَامه. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الزخرف فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: الذَّهَب وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل: {أَو يكون لَك بَيت من زخرف} ، وَمثله: {وزخرفا} . وَالثَّانِي: الْحسن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس: {حَتَّى إِذا أخذت الأَرْض زخرفها وازينت} ] . أَي: حسنها.

باب الزوج

وَالثَّالِث: التريين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {يوحي بَعضهم إِلَى بعض زخرف القَوْل غرُورًا} . (144 - بَاب الزَّوْج) الزَّوْج: مَا (كَانَ) لَهُ قرين من جنسه، فَهُوَ اسْم يَقع على كل وَاحِد من المقترنين، يُقَال: للرجل زوج، وللمرأة زوج، وَيُقَال: لفُلَان زوجان (66 / أ) من حمام، أَي: ذكر وَأُنْثَى. قَالَ ابْن فَارس: وَالزَّوْج [من] النَّبَات اللَّوْن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي ق) : {من كل زوج بهيج} . وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الزَّوْج فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: القرين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الصافات: {احشروا الَّذين ظلمُوا وأزواجهم} ، {أَرَادَ قرناءهم من الشَّيَاطِين} وَفِي التكوير:

باب الزبر

{وَإِذا النُّفُوس زوجت} ، قَالَ ابْن قُتَيْبَة: قرنت بأشكالها فِي الْجنَّة وَالنَّار. وَالثَّانِي: الصِّنْف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {ثَمَانِيَة أَزوَاج} ، وَفِي هود: {قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا من كل زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأهْلك} ، وَفِي الْحَج: {وأنبتت من كل زوج بهيج} ، وَفِي يس: {سُبْحَانَ الَّذِي خلق الْأزْوَاج كلهَا} ، وَفِي الْوَاقِعَة: {وكنتم أَزْوَاجًا ثَلَاثَة} . وَالثَّالِث: الزَّوْجَات. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَلَهُم فِيهَا أَزوَاج مطهرة} ، وَفِي النِّسَاء: {وَلكم نصف مَا ترك أزواجكم} ، وَفِي الزخرف: {أَنْتُم وأزواجكم تحبرون} . (145 - بَاب الزبر) الزبر: جمع زبور. وَالزَّبُور: الْكتاب. وَقَالَ الزّجاج: الزبُور كل كتاب ذُو حِكْمَة. وَيُقَال: زبرت الْكتاب إِذا كتبته. وَأَنا أعرف تزبرتي، أَي: كتابتي. والزبرة: الصدرة - وزبرة الْحَدِيد: قِطْعَة مِنْهُ. وَالزُّبَيْر: الداهية.

وزبرت الرجل: انتهرته. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الزبر فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: أَحدهَا: الْقطع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمُؤمنِينَ: {فتقطعوا أَمرهم بَينهم زبرا} . وَالثَّانِي: الْكتب. وَمِنْه [قَوْله] تَعَالَى [فِي الشُّعَرَاء] {وَإنَّهُ لفي زبر الْأَوَّلين} . وَالثَّالِث: كتاب دَاوُد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (66 / ب) فِي الْأَنْبِيَاء: {وَلَقَد كتبنَا فِي الزبُور من بعد الذّكر} ، (وَفِي بني إِسْرَائِيل: {وآتنا دَاوُد زبورا} . وَالرَّابِع: اللَّوْح الْمَحْفُوظ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَمَر: {وكل شَيْء فعله فِي الزبر} . وَالْخَامِس: {أَخْبَار الْأُمَم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: (بِالْبَيِّنَاتِ والزبر} .

باب الزينة

(146 - بَاب الزِّينَة) الزِّينَة مَا يحصل بِهِ التحسين للشَّيْء حَتَّى تتوق النَّفس إِلَيْهِ بالشهوة وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الزِّينَة فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: الْحسن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {زين للَّذين كفرُوا الْحَيَاة الدُّنْيَا} ، وَفِي آل عمرَان: {زين للنَّاس حب الشَّهَوَات من النِّسَاء والبنين} ، أَي: حسن. وَفِي الْملك: {وَلَقَد زينا السَّمَاء الدُّنْيَا بمصابيح} . وَالثَّانِي: الْحلِيّ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي طه: {وَلَكنَّا حملنَا أوزارا من زِينَة الْقَوْم فقذفناها} . وَالثَّالِث: الزهرة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس: {رَبنَا إِنَّك آتيت فِرْعَوْن وملأه زِينَة وأموالا} ، وَفِي الْكَهْف. {المَال والبنون زِينَة الْحَيَاة الدُّنْيَا} . وَالرَّابِع: الحشم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَصَص: {فَخرج على قومه فِي زينته} . وَالْخَامِس: الملابس وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {خُذُوا زينتكم عِنْد كل مَسْجِد} ، وَذَلِكَ أَن الْجَاهِلِيَّة كَانُوا يطوفون بِالْبَيْتِ عُرَاة، فَقيل خُذُوا ملابسكم عِنْد كل صَلَاة.

كتاب السين

(" كتاب السِّين ") وَهُوَ اثْنَان وَعِشْرُونَ بَابا: - (أَبْوَاب الْوَجْهَيْنِ) (147 - بَاب السَّاق) الأَصْل فِي السَّاق: الْعُضْو الْمَعْرُوف، وكل نَبَات لَهُ غُصْن فغصنه سَاقه. (67 / أ) . وَذكر أهل التَّفْسِير أَن السَّاق فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: الْعُضْو الْمَعْرُوف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي ص: {فَطَفِقَ مسحا بِالسوقِ والأعناق} ، والسوق جمع سَاق. وَالثَّانِي: الشدَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي نون: {يَوْم يكْشف عَن سَاق} ، وَفِي سُورَة الْقِيَامَة: {والتفت السَّاق بالساق} .

باب السراج

(148 - بَاب السراج) السراج فِي التعارف اسْم للإنار الْمَعْهُود لتَحْصِيل الاستضاءة ثمَّ استعير فِي كل مَا يستضاء بِهِ. وَذكر الْمُفَسِّرُونَ أَن السراج فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: الشَّمْس. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْفرْقَان: {وَجعل فِيهَا سِرَاجًا وقمرا منيرا} ، وَقد فسر ذَلِك فِي قَوْله: {وَجعل الشَّمْس سِرَاجًا} . وَالثَّانِي: مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْزَاب: {وداعيا إِلَى الله بِإِذْنِهِ وسراجا منيرا} . (149 - بَاب السرابيل) السرابيل: جمع سربال. قَالَ ابْن فَارس: السربال: الْقَمِيص. وَقَالَ شَيخنَا عَليّ بن عبيد

السريع فعيل من الإسراع وذكر أهل التفسير أن سرعة الحساب على وجهين أحدهما عجلة حضوره ومجيئه ومنه قوله تعالى في البقرة أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب وفي المائدة

الله: السربال: اسْم للثوب الَّذِي يتغشى بِهِ اللابس، كالقميص وَمَا يجْرِي مجْرَاه. ثمَّ استعير فِي كل شَيْء يُحِيط بالأنسان من الملابس. ثمَّ استعير فِي كل مَا يجْرِي مجْرى الْمُحِيط على الْبدن من نعْمَة وَعَذَاب. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن السرابيل فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: الدروع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {سرابيل تقيكم الْحر وسرابيل تقيكم بأسكم} . وَالثَّانِي: الْقَمِيص. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي إِبْرَاهِيم: {سرابيلهم من قطران وتغشى وُجُوههم النَّار} ) . ((68 / ب) 150 - بَاب السَّرِيع) السَّرِيع: فعيل من الْإِسْرَاع. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن سرعَة الْحساب على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: عجلة حُضُوره ومجيئه. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة. {أُولَئِكَ لَهُم نصيب مِمَّا كسبوا وَالله سريع الْحساب} ، وَفِي الْمَائِدَة

باب السقوط

" {وَاتَّقوا الله إِن الله سريع الْحساب} ، وَفِي النُّور: {فوفاه حسابه وَالله سريع الْحساب} . وَالثَّانِي: اعجاله وَسُرْعَة الْفَرَاغ مِنْهُ. وَمِنْه قَوْله [تَعَالَى] فِي الْأَنْعَام: {وَهُوَ أسْرع الحاسبين} ، وَفِي حم الْمُؤمن: {لَا ظلم الْيَوْم إِن الله سريع الْحساب} ، أَي: سريع الْفَرَاغ إِذا أَخذ فِي حِسَاب الْخلق، وَقد رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس [رَضِي الله عَنهُ] أَنه قَالَ: يفرغ الله من حِسَاب الْخلق على قدر نصف يَوْم من أَيَّام الدُّنْيَا، فَذَلِك قَوْله تَعَالَى: {أَصْحَاب الْجنَّة يَوْمئِذٍ خير مُسْتَقرًّا وَأحسن مقيلا} . فَقيل: أهل الْجنَّة فِي الْجنَّة. (151 - بَاب السُّقُوط) السُّقُوط: الْوُقُوع إِلَى جِهَة السّفل. والسقط: رَدِيء الْمَتَاع، والسقط أَيْضا والسقاط: الْخَطَأ من القَوْل وَالْفِعْل، وأنشدوا: - (كَيفَ ترجون سقاطي بَعْدَمَا ... لَاحَ فِي الرَّأْس مشيب وصلع)

باب السلطان

والسقط: الْوَلَد يسْقط قبل تَمَامه وَيضم وَيفتح [وَحكى أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة أَنه قَالَ: سقط، وَسقط، وَسقط] : وَحكى أَبُو عبيد: لَا أعلم أحدا قَالَ بِالْفَتْح غَيره. وَقَالَ الْخَلِيل: يُقَال: سقط الْوَلَد من بطن أمه. وَلَا يُقَال: وَقع. وَسقط النَّار: مَا سقط مِنْهَا من الزند. (68 / أ) والساقط: اللَّئِيم فِي حَسبه وَالْمَرْأَة السقيطة: الدنيئة. ومسقط رَأسه حَيْثُ ولد ومسقط السَّوْط. حَيْثُ سقط. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن السُّقُوط فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: الْوُقُوع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {أَلا فِي الْفِتْنَة سقطوا} . وَالثَّانِي: النَّدَم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {وَلما سقط فِي أَيْديهم وَرَأَوا أَنهم قد ضلوا} ) . (152 - بَاب السُّلْطَان) السُّلْطَان: فعلان من السلاطة وَهِي الانبساط بِالْقُوَّةِ. وَذكر الْمُفَسِّرُونَ أَن السُّلْطَان فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن

باب السماع

أَحدهمَا: الْملك والقهر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي إِبْرَاهِيم: {وَمَا كَانَ لي عَلَيْكُم من سُلْطَان إِلَّا أَن دعوتكم فاستجبتم لي} ] ، وَفِي سبأ: {وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم من سُلْطَان} . وَالثَّانِي: الْحجَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {مَا لم ينزل بِهِ عَلَيْكُم سُلْطَانا} ، وَفِي هود: {وَلَقَد أرسلنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وسلطان مُبين} ، (وَفِي بني إِسْرَائِيل: {فقد جعلنَا لوَلِيِّه سُلْطَانا} ، وَفِي الرّوم: {أم أنزلنَا عَلَيْهِم سُلْطَانا} ، (وَفِي النَّمْل: {أوليأتيني بسُلْطَان مُبين} ) ، وَفِي سُورَة الرَّحْمَن: {لَا تنفذون إِلَّا بسُلْطَان} . (153 - بَاب السماع) السماع: إِدْرَاك السّمع المسموعات. والسمع: الحاسة المدركة للأصوات، والسمع: بِكَسْر السِّين، الذّكر الْجَمِيل، والسمع أَيْضا: ولد (الذِّئْب من الضبع. وَيُقَال: سَماع بِفَتْح السِّين وَكسر الْعين بِمَعْنى: أسمع.

باب السيد

وَذكر أهل التَّفْسِير أَن السماع فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: (68 / ب) . أَحدهمَا: إِدْرَاك السّمع المسموعات. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {رَبنَا إننا سمعنَا مناديا يُنَادي} ، وَفِي هَل أَتَى: {فجعلناه سميعا بَصيرًا} ، وَفِي سُورَة الْأَحْقَاف: {وَإِذ صرفنَا إِلَيْك نَفرا من الْجِنّ} ) يَسْتَمِعُون الْقُرْآن} ، وَهُوَ الْعَام. وَالثَّانِي: سَماع الْقلب وَهُوَ قبُوله للمسموع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة هود: {مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السّمع} ، وَفِي الْكَهْف: {وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سمعا} . (154 - بَاب السَّيِّد) السَّيِّد فِي الأَصْل العالي بطرِيق الرِّئَاسَة والرفعة. وَذكر أهل التَّفْسِير أَنه فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن:

أبواب الثلاثة

أَحدهمَا: الزَّوْج. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {وألفيا سَيِّدهَا لَدَى الْبَاب} . وَالثَّانِي: الْحَلِيم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي آل عمرَان] {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا} . (" أَبْوَاب الثَّلَاثَة ") (155 - بَاب السبح) قَالَ شَيخنَا عَليّ بن عبيد الله: السبح: أَصله الجري. يُقَال: سبح يسبح سبحا [وَمِنْه التَّسْبِيح] ، وَهُوَ الجري فِي تَسْبِيح الله [تَعَالَى] بتعظيمه وتنزيهه. وَقَالَ ابْن فَارس: التَّسْبِيح: تَنْزِيه الله تَعَالَى من كل سوء. والسباحة: العوم. والسبحة: الصَّلَاة: والسبح: الْفَرَاغ. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن السبح فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهمَا: الْفَرَاغ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي المزمل: (إِن لَك فِي النَّهَار

باب السجود

سبحا طَويلا} . وَالثَّانِي: الدوران. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يس: {وكل فِي فلك يسبحون} . وَالثَّالِث: سير السفن فِي الْبَحْر. وَمِنْه (69 / أ) [قَوْله تَعَالَى] فِي النازعات: {والسابحات سبحا} . (156 - بَاب السُّجُود) السُّجُود فِي اللُّغَة: خفض الرَّأْس وَإِن لم تصل الْجَبْهَة إِلَى الأَرْض. وكل ذليل فَهُوَ ساجد. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن السُّجُود فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه:. أَحدهَا: السُّجُود الشَّرْعِيّ، وَهُوَ وضع الْجَبْهَة على الأَرْض. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّمْل: {أَلا يسجدوا لله (الَّذِي يخرج الخبء} ) . وَالثَّانِي: الرُّكُوع الشَّرْعِيّ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وادخلوا الْبَاب سجدا} .

باب السعي

وَالثَّالِث: الانقياد والاستسلام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الرَّحْمَن: {والنجم وَالشَّجر يسجدان} . (157 - بَاب السَّعْي) السَّعْي: فِي الأَصْل. الْإِسْرَاع فِي الْمَشْي، وَهُوَ دون الْعَدو. وَذكر الْمُفَسِّرُونَ أَنه فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: الْمَشْي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {ثمَّ ادعهن يأتينك سعيا} ، وَفِي يس: {وَجَاء من أقصا الْمَدِينَة رجل يسْعَى} . وَالثَّانِي: الْمُبَادرَة بِالنِّيَّةِ والعزم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْجُمُعَة: {فَاسْعَوْا إِلَى ذكر الله وذروا البيع} . وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة: مَعْنَاهُ: بَادرُوا بِالنِّيَّةِ وَالْجد. وَلم يرد بِهِ الْإِسْرَاع فِي الْمَشْي. وَقَالَ أَبُو عبيد واليزيدي: معنى قَوْله فَاسْعَوْا إِلَى ذكر الله: أجِيبُوا.

أبواب الأربعة

وَالثَّالِث: الْعَمَل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل: {وَمن أَرَادَ الْآخِرَة وسعى لَهَا سعيها وَهُوَ مُؤمن فَأُولَئِك كَانَ سَعْيهمْ مشكورا} . وَفِي اللَّيْل: {إِن سعيكم لشتى} . ( [أَبْوَاب الْأَرْبَعَة] ) (158 - بَاب السفة) قَالَ الزّجاج: (69 / ب) أصل السَّفه فِي اللُّغَة: خفَّة الْحلم، يُقَال: ثوب سفية إِذا كَانَ رَقِيقا بَالِيًا. وَقَالَ ابْن فَارس: يُقَال تسفهت الرّيح [الشّجر] : إِذا مَالَتْ بِهِ. قَالَ ذُو الرمة: - (فمادت كَمَا مادت رماح تسفهت ... أعاليها مر الرِّيَاح النواسم) وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن السُّفَهَاء فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: الْجُهَّال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي سُورَة الْبَقَرَة]

باب السلوك

{أنؤمن كَمَا آمن السُّفَهَاء} . وَالثَّانِي: الْيَهُود. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {سَيَقُولُ السُّفَهَاء من النَّاس} ، وَقيل هم المُنَافِقُونَ. وَالثَّالِث: النِّسَاء وَالصبيان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي النِّسَاء] : {وَلَا تُؤْتوا السُّفَهَاء أَمْوَالكُم} . وَالرَّابِع: السَّفه الْهَلَاك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي سُورَة الْبَقَرَة] : {وَمن يرغب عَن مِلَّة إِبْرَاهِيم إِلَّا من سفه نَفسه} ، أَي: أهلكها. (159 - بَاب السلوك) السلوك: الدُّخُول ويستعار فِي مَوَاضِع تدل عَلَيْهَا الْقَرِينَة، وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَنه فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: الدُّخُول. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي المدثر: {مَا سلككم فِي سقر} . وَالثَّانِي: الْجعل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْجِنّ: {فَإِنَّهُ يسْلك من بَين يَدَيْهِ وَمن خَلفه رصدا} .

باب السوي

(وَالثَّالِث: التَّكْلِيف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْجِنّ: {يسلكه عذَابا صعدا} ، أَي: يكلفه أَن يصعد عقبَة فِي النَّار) . وَالرَّابِع: التّرْك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحجر: {كَذَلِك نسلكه فِي قُلُوب الْمُجْرمين} ، أَي: نَتْرُك فِي قُلُوبهم الْكفْر. وَقيل: ندخل التَّكْذِيب فِي قُلُوبهم فَيكون من الْقسم الأول. (70 / أ) ، وَمثله فِي الشُّعَرَاء: {كَذَلِك سلكناه فِي قُلُوب الْمُجْرمين} . (160 - بَاب السوي) السوي فعيل من الاسْتوَاء والاستقامة. فَيُقَال: فِي الْخلق. وَيُقَال: فِي الدّين. وَيُقَال: فِي الطَّرِيق. وَنَحْو ذَلِك، يُقَال: هَذَا خلق سوي، وَدين سوي، وَطَرِيق سوي ومقصود الْكل الاسْتقَامَة. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن السوي فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: السَّلِيم من الآفة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم: {قَالَ} (آيتك أَلا تكلم النَّاس ثَلَاث لَيَال سويا} ، أَي: صَحِيحا من غير خرس.

أبواب الخمسة

وَالثَّانِي: السوي. الْخلق فِي صُورَة الْبشر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم: {فتمثل لَهَا بشرا سويا} ، أَي: على حَقِيقَة صُورَة الْبشر. وَفِي تَنْزِيل السَّجْدَة: {ثمَّ سواهُ وَنفخ فِيهِ من روحه} ، وَفِي الانفطار: {فسواك فعدلك} . وَالثَّالِث: الْعدْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم: {أهدك صراطا سويا} ، وَفِي طه: {فستعلمون من أَصْحَاب الصِّرَاط السوي وَمن اهْتَدَى} ] . وَالرَّابِع: الْمُهْتَدي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْملك: {أَمن يمشي سويا على صِرَاط مُسْتَقِيم} ، أَي: مهتديا. (" أَبْوَاب الْخَمْسَة ") (161 - بَاب السحر) قَالَ بعض أهل الْعلم: السحر: اسْم لما لطف وخفي سَببه. وَالسحر أَنْوَاع فَمِنْهُ، شعبذة: كإيهام سحرة فِرْعَوْن أَن العصي حيات. وَمِنْه عقد، وَنَفث، ورقى، وَغير ذَلِك، وَرُبمَا أثر فِي المَاء والهواء

وَقَالَ ابْن عقيل من أَصْحَابنَا: وَلَا يُنكر أَن يحدث الله شَيْئا عقيب شَيْء، من غير (70 / ب) تولد من ذَلِك الشَّيْء. كَمَا يحدث الشِّفَاء عِنْد التَّدَاوِي. والجرب والجذام عِنْد مقاربة أَصْحَاب ذَلِك باطراد الْعَادة لَا من طَرِيق الْعَدْوى. وَقد نقص قوم من رُتْبَة السحر فَقَالَت الْمُعْتَزلَة: لَيْسَ السحر إِلَّا الشعبذة والدهشة وَالنَّقْل الصَّحِيح يكذبهم. فَإِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " سحر حَتَّى كَانَ يخيل إِلَيْهِ بِأَنَّهُ يَأْتِي أَهله فيغتسل ". وَقد رَفعه قوم فجعلوه زَائِدا على المعجزات. وَرُبمَا توهم جَاهِل أَن السَّاحر يقلب الصُّور فَيجْعَل الْمَرْأَة طائرا وَنَحْو ذَلِك. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن السحر فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: السحر الْمَعْرُوف الَّذِي يَأْخُذ بِالْعينِ وَالْقلب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {يعلمُونَ النَّاس السحر} ، وَفِي الْأَعْرَاف: {سحروا أعين النَّاس واسترهبوهم} . وَالثَّانِي: الْعلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الزخرف: {أيه السَّاحر ادْع لنا رَبك} .

باب السلام

وَالثَّالِث: الْكَذِب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَمَر: {ويقولوا سحر مُسْتَمر} ، وَفِي الْأَعْرَاف {وجاؤوا بِسحر عَظِيم} . وَالرَّابِع: الْجُنُون. [وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل] : {إِن تتبعون إِلَّا رجلا مسحورا} ، وَمثله فِي الْفرْقَان. وَالْخَامِس: الصّرْف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمُؤمنِينَ: {أَنى تسحرون} ، أَي: تصرفون عَن الْحق. (162 - بَاب السَّلَام) قَالَ الزّجاج: سَمِعت مُحَمَّد بن يزِيد يذكر أَن السَّلَام فِي اللُّغَة أَرْبَعَة أَشْيَاء، فَمِنْهَا: سلمت سَلاما مصدر سلمت، وَمِنْهَا السَّلَام: جمع سَلامَة، وَمِنْهَا السَّلَام: اسْم من أَسمَاء الله عز وَجل. وَمِنْهَا السَّلَام: شجر. (71 / ب) . قَالَ الزّجاج: وَمعنى السَّلَام الَّذِي هُوَ مصدر سلمت

أَنه: دُعَاء للْإنْسَان أَن يسلم من الْآفَات فِي دينه وَنَفسه وَمَاله، وتأويله: التَّخَلُّص من الْمَكْرُوه. وَالسَّلَام الَّذِي هُوَ اسْم الله [تَعَالَى] تَأْوِيله ذُو السَّلَام، أَي: الَّذِي ملك السَّلَام الَّذِي هُوَ تَخْلِيص من الْمَكْرُوه، فَأَما السَّلَام الشّجر فَهُوَ شجر عِظَام قوي أَحْسبهُ سمي بذلك لسلامته من الْآفَات. وَأما السَّلَام: الْحِجَارَة فسميت بذلك: لسلامتها من الرخاوة. وَسمي الصُّلْح: السَّلَام، وَالسّلم، وَالسّلم. لِأَن مَعْنَاهُ السَّلامَة من الشَّرّ. وَالسّلم الَّذِي يرتقى عَلَيْهِ سمي بِهَذَا لِأَنَّهُ يسلمك إِلَى حَيْثُ تُرِيدُ. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن السَّلَام فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: اسْم من أَسمَاء الله عز وَجل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {سبل السَّلَام} ، [وَفِي الْأَنْعَام: {لَهُم دَار السَّلَام} ، وَفِي يُونُس: {وَالله يَدْعُو إِلَى دَار السَّلَام} ،] ، وَفِي الْحَشْر: {الْملك القدوس السَّلَام} .

وَالثَّانِي: التَّحِيَّة الْمَعْرُوفَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْأَنْعَام] : {وَإِذا جَاءَك الَّذين يُؤمنُونَ بِآيَاتِنَا فَقل سَلام عَلَيْكُم} ، وَفِي الرَّعْد: {سَلام عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ} ، وَفِي النُّور: {فَسَلمُوا على أَنفسكُم} . وَالثَّالِث: السَّلامَة من كل شَرّ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {اهبط بِسَلام منا وبركات} ، وَفِي الْحجر: {ادخلوها بِسَلام} ، وَفِي الْأَنْبِيَاء: {كوني بردا وَسلَامًا} ، وَفِي الْوَاقِعَة: {فسلام لَك من أَصْحَاب الْيَمين} . وَالرَّابِع: الْخَيْر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي هود] : {قَالُوا سَلاما قَالَ سَلام} ، وَفِي مَرْيَم: {سَلام عَلَيْك سأستغفر لَك رَبِّي} ، وَفِي الْفرْقَان: {وَإِذا خاطبهم الجاهلون قَالُوا سَلاما} ، (71 / ب) وَفِي الْقَصَص: {سَلام عَلَيْكُم لَا نبتغي الْجَاهِلين} ، وَفِي الزخرف: {فاصفح عَنْهُم وَقل سَلام} ، وَفِي الْقدر: {فِيهَا بِإِذن رَبهم من كل أَمر سَلام هِيَ} ، قَالَ ابْن قُتَيْبَة: خير هِيَ.

باب السماء

وَالْخَامِس: الثَّنَاء الْجَمِيل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الصافات: {وَسَلام على الْمُرْسلين} ، وفيهَا: {سَلام على إِبْرَاهِيم} ، وفيهَا: {سَلام على إل ياسين} ، وفيهَا: {سَلام على نوح فِي الْعَالمين} . (163 - بَاب السَّمَاء) السَّمَاء فِي اللُّغَة: اسْم لكل مَا علا وارتفع. وَهُوَ مَأْخُوذ من السمو، وَهُوَ الْعُلُوّ. يُقَال: سما بَصَره، أَي: علا، وسما لي شخص، ارْتَفع حَتَّى استثبته. وسماوة الْهلَال وكل شَيْء: شخصه والسماة: الصيادون: وَقد سموا واستموا، إِذا خَرجُوا للصَّيْد. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن السَّمَاء فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: السَّمَاء الْمَعْرُوفَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {ثمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فسواهن سبع سماوات} ، وَفِي التغابن: {خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض بِالْحَقِّ} ) ، وَفِي الذاريات: ((وَفِي السَّمَاء

ب باب السواء

رزقكم) {وفيهَا} (وَالسَّمَاء بنيناها بأيد} . وَالثَّانِي: السَّحَاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحجر: {فأنزلنا من السَّمَاء مَاء (فأسقيناكموه} ) . وَالثَّالِث: الْمَطَر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي نوح: {يُرْسل السَّمَاء عَلَيْكُم مدرارا} . وَالرَّابِع: سقف الْبَيْت. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَج: {فليمدد بِسَبَب إِلَى السَّمَاء} . وَالْخَامِس: سقف الْجنَّة وسقف النَّار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {خَالِدين فِيهَا مَا دَامَت السَّمَوَات وَالْأَرْض} ، فِي قصَّة أهل الْجنَّة وقصة أهل النَّار. (72 / ب) 164 - بَاب السوَاء) السوَاء: فِي الأَصْل الِاعْتِدَال والمماثلة. وَمِنْه يُقَال: هَذَا لَا يُسَاوِي كَذَا، أَي: لَا يعادله. وأنشدوا من ذَلِك: -

(وليل [يَقُول] النَّاس من ظلماته ... سَوَاء صحيحات الْعُيُون وعورها) وَيُقَال السوَاء: وَيُرَاد بِهِ الْوسط، لاعتدال نواحيه فِي الْمَقَادِير إِلَيْهِ. قَالَ ابْن قُتَيْبَة: [السوَاء] النّصْف يُقَال: دعَاك إِلَى السوَاء، أَي: إِلَى النصفة. وَسَوَاء كل شَيْء: وَسطه. وَمِنْه يُقَال للنصفة: سَوَاء، لِأَنَّهَا عدل: (وَأَعْدل الْأُمُور أوساطها) . وَقَالَ الزّجاج: يُقَال للعدل سَوَاء وَسوى وَسوى، قَالَ زُهَيْر بن أبي سلمى:: (أروني خطة لَا ضيم فِيهَا ... يُسَوِّي بَيْننَا فِيهَا السوَاء) (فَإِن ترك السوَاء فَلَيْسَ بيني ... وَبَيْنكُم بني حصن بَقَاء) وَذكر أهل التَّفْسِير أَن السوَاء فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه -

أَحدهَا: المعادلة والمماثلة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {سَوَاء عَلَيْهِم أأنذرتهم أم لم تنذرهم} ، وَفِي الْحَج: {سَوَاء العاكف فِيهِ والباد} ، وَفِي الرّوم: {فَأنْتم فِيهِ سَوَاء} ، وَفِي الْمُنَافِقين: {سَوَاء عَلَيْهِم أَسْتَغْفَرْت لَهُم أم لم تستغفر لَهُم} . وَالثَّانِي: الْعدْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {تَعَالَوْا إِلَى كلمة سَوَاء بَيْننَا وَبَيْنكُم} ، وَفِي فصلت: {سَوَاء للسائلين} ، وَفِي ص: {واهدنا إِلَى سَوَاء الصِّرَاط} . وَالثَّالِث: الْوسط. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الدُّخان: {خذوه إِلَى سَوَاء الْجَحِيم} ، وَفِي الصافات: {فَاطلع فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيم} . (وَالرَّابِع: الْأَمر الْبَين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْفَال: {فانبذ إِلَيْهِم على سَوَاء} ، وَفِي الْأَنْبِيَاء: {فَإِن توَلّوا فَقل آذنتكم على سَوَاء} .) وَالْخَامِس: الْقَصْد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {وَضَلُّوا عَن سَوَاء السَّبِيل} ، (72 / ب) وَفِي الْقَصَص: {عَسى رَبِّي أَن يهديني سَوَاء السَّبِيل} .

باب السيئات

(165 - بَاب السَّيِّئَات) السَّيِّئَات ضد الْحَسَنَات. وَذكر أهل التَّفْسِير أَنَّهَا فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: الشّرك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {وَلَيْسَت التَّوْبَة للَّذين يعْملُونَ السَّيِّئَات} ، وَفِي يُونُس: {وَالَّذين كسبوا السَّيِّئَات جَزَاء سَيِّئَة بِمِثْلِهَا} . وَالثَّانِي: الْعَذَاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الزمر: {فَأَصَابَهُمْ سيئات مَا كسبوا وَالَّذين ظلمُوا من هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سيئات مَا كسبوا} ] . وَالثَّالِث: الضّر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {وبلوناهم بِالْحَسَنَاتِ والسيئات} ، وَفِي هود: {ليَقُولن ذهب السَّيِّئَات عني} . وَالرَّابِع: الشَّرّ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمُؤمن: {فوقاه الله سيئات مَا مكروا} .

أبواب ما فوق الخمسة

وَالْخَامِس: إتْيَان الرِّجَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {وَمن قبل كَانُوا يعْملُونَ السَّيِّئَات} . (" أَبْوَاب مَا فَوق الْخَمْسَة ") (166 - بَاب السَّرف) قَالَ ابْن فَارس: السَّرف مُجَاوزَة الْحَد. والسرف: الْجَهْل. والسرف: الْجَاهِل. والسرف الضراوة وَفِي الحَدِيث: " إِن للحم سَرفًا كسرف الْخمر ". وسرف: مَكَان. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن السَّرف فِي الْقُرْآن على سِتَّة أوجه: - أَحدهَا: الْخُرُوج عَمَّا يجب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل: {فَلَا يسرف فِي الْقَتْل} ، أَي: لَا تقتل غير من لَا يجب قَتله. وَالثَّانِي: الْحَرَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {لَا تَأْكُلُوهَا إسرافا وبدارا} .

باب السبيل

وَالثَّالِث: الانفاق فِي الْمعْصِيَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْفرْقَان: {وَالَّذين إِذا أَنْفقُوا لم يُسْرِفُوا} . وَالرَّابِع: تَحْرِيم الْحَلَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {وَلَا تسرفوا إِنَّه لَا يحب المسرفين} . وَالْخَامِس: الشّرك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي حم الْمُؤمن: {وَأَن المسرفين هم أَصْحَاب النَّار} . وَالسَّادِس: الافراط فِي الذُّنُوب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (73 / أ) فِي الزمر: {يَا عبَادي الَّذين أَسْرفُوا على أنفسهم لَا تقنطوا من رَحْمَة الله} . (167 - بَاب السَّبِيل) السَّبِيل فِي اللُّغَة الطَّرِيق ويستعار فِي مَوَاضِع تدل عَلَيْهَا الْقَرِينَة. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن السَّبِيل فِي الْقُرْآن على أحد عشر وَجها: - أَحدهَا: الطَّاعَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: (وانفقوا فِي سَبِيل

الله} ، وَفِي سُورَة النِّسَاء: {الَّذين آمنُوا يُقَاتلُون فِي سَبِيل الله} . وَالثَّانِي: الْبَلَاغ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {وَللَّه على النَّاس حج الْبَيْت من اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا} . وَالثَّالِث: الْمخْرج. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {أَو يَجْعَل الله لَهُنَّ سَبِيلا} ، وَفِي بني إِسْرَائِيل: {فضلوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلا} . وَالرَّابِع: المسلك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {إِنَّه كَانَ فَاحِشَة ومقتا} وساء سَبِيلا} ، وَمثله: فِي بني إِسْرَائِيل. وَالْخَامِس: الْعِلَل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {فَإِن أطعنكم فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا} ، أَي: لَا تعلل عَلَيْهَا بعد الطَّاعَة فتكلفها أَن تحبك. وَالسَّادِس: الدّين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي سُورَة النِّسَاء] : {وَيتبع غير سَبِيل الْمُؤمنِينَ} {وفيهَا} (ويريدون أَن يتخذوا بَين ذَلِك سَبِيلا} ، وَفِي النَّحْل: {ادْع إِلَى سَبِيل رَبك} . وَالسَّابِع: الطَّرِيق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: (وَلَا يَهْتَدُونَ

باب السوء

سَبِيلا} ، وَفِي الْقَصَص: {عَسى رَبِّي أَن يهديني سَوَاء السَّبِيل} . وَالثَّامِن: الْحجَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {وَلنْ يَجْعَل الله للْكَافِرِينَ على الْمُؤمنِينَ سَبِيلا} {وفيهَا} (فَمَا جعل الله لكم عَلَيْهِم سَبِيلا} ) . وَالتَّاسِع: الْعدوان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي حم عسق: {فَأُولَئِك مَا عَلَيْهِم من سَبِيل إِنَّمَا السَّبِيل على الَّذين يظْلمُونَ النَّاس} . والعاشر: الْإِثْم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: (73 / ب) {قَالُوا لَيْسَ علينا فِي الْأُمِّيين سَبِيل} ، فِي بَرَاءَة: {مَا على الْمُحْسِنِينَ من سَبِيل} . وَالْحَادِي عشر: الْملَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {قل هَذِه سبيلي (أَدْعُو إِلَى الله على بَصِيرَة} ) . (168 - بَاب السوء) السوء: مَا يسوء. وَسميت الْعَوْرَة سوأة: لِأَن كشفها يسوء.

وَذكر أهل التَّفْسِير أَن السوء فِي الْقُرْآن على أحد عشر وَجها: - أَحدهَا: الشدَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الْبَقَرَة: {يسومونكم سوء الْعَذَاب} ، وَفِي الرَّعْد: {أُولَئِكَ لَهُم سوء الْحساب} . وَالثَّانِي: الزِّنَى. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {مَا جَزَاء من أَرَادَ بأهلك سوءا} ، وفيهَا: {مَا علمنَا عَلَيْهِ من سوء} ، وَفِي مَرْيَم: {مَا كَانَ أَبوك امْرأ سوء} . وَالثَّالِث: الْعقر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف وَهود وَالشعرَاء: {وَلَا تمسوها بِسوء} . وَالرَّابِع: البرص. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي طه والنمل والقصص: {تخرج بَيْضَاء من غير سوء} . وَالْخَامِس: الْعَذَاب وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرَّعْد: {وَإِذا أَرَادَ الله بِقوم سوءا فَلَا مرد لَهُ} ، وَفِي النَّحْل: {إِن الخزي الْيَوْم وَالسوء على الْكَافرين} ، وَفِي الزمر: (وينجي الله الَّذين اتَّقوا بمفازتهم لَا

يمسهم السوء} . وَالسَّادِس: الشّرك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النَّحْل: {مَا كُنَّا نعمل من سوء} {وفيهَا} (إِن رَبك للَّذين عمِلُوا السوء بِجَهَالَة} ، قَالَ مقَاتل: نزلت فِي جبر غُلَام عَامر بن الْحَضْرَمِيّ. أكرهه على الْكفْر وَقَلبه مطمئن بِالْإِيمَان، وَمثله فِي الرّوم: {ثمَّ كَانَ عَاقِبَة الَّذين أساءوا السوأى} ، وَفِي النَّجْم: {ليجزي الَّذين أساءوا بِمَا عمِلُوا} . وَالسَّابِع: الشتم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {لَا يحب الله الْجَهْر بالسوء من القَوْل إِلَّا من ظلم} ، وَفِي الممتحنة: {ويبسطوا إِلَيْكُم أَيْديهم وألسنتهم بالسوء} . وَالثَّامِن: الضّر. (77 / أ) وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {وَمَا مسني السوء} ، وَفِي النَّمْل: {ويكشف السوء} . وَالتَّاسِع: الذَّنب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {إِنَّمَا التَّوْبَة على الله للَّذين يعْملُونَ السوء بِجَهَالَة} ، وَفِي الْأَنْعَام: (أَنه من

عمل مِنْكُم سوءا بِجَهَالَة} . والعاشر: الْقَتْل والهزيمة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {فانقلبوا بِنِعْمَة من الله وَفضل لم يمسسهم سوء} ، وَفِي الْأَحْزَاب: {إِن أَرَادَ بكم سوءا} وَالْحَادِي عشر: بِمَعْنى " بئس ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي حم الْمُؤمن: {وَلَهُم اللَّعْنَة وَلَهُم سوء الدَّار} .

كتاب الشين

(" كتاب الشين ") وَهِي ثَمَانِيَة أَبْوَاب: - (أَبْوَاب الثَّلَاثَة) (169 - بَاب الشِّفَاء) قَالَ شَيخنَا عَليّ بن عبيد الله: الشِّفَاء، ملائم النَّفس بِمَا يزِيل عَنْهَا الْأَذَى. وَذكر أهل التَّفْسِير أَنه فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: الْفَرح. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {ويشف صُدُور قوم مُؤمنين} ، أَرَادَ فَرح قُلُوبهم. وَالثَّانِي: الْعَافِيَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الشُّعَرَاء: {وَإِذا مَرضت فَهُوَ يشفين} . وَالثَّالِث: الْبَيَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس: {وشفاء لما فِي الصُّدُور} ، وَفِي حم السَّجْدَة: {قل هُوَ للَّذين آمنُوا هدى وشفاء}

باب الشقاء قال شيخنا الشقاء قوة أسباب البلاء والشقي أعظم أهل البلاء وذكر أهل التفسير أن الشقاء في القرآن على ثلاثة أوجه أحدها التعب ومنه قوله تعالى في سورة طه طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى

(170 - بَاب الشَّقَاء} قَالَ شَيخنَا: الشَّقَاء: قُوَّة أَسبَاب الْبلَاء. والشقي: أعظم أهل الْبلَاء. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الشَّقَاء فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: التَّعَب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي سُورَة طه) : {طه مَا أنزلنَا عَلَيْك الْقُرْآن لتشقى} {وفيهَا} (فَلَا يضل وَلَا يشقى} . وَالثَّانِي: الْعِصْيَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة مَرْيَم: {وَلم يَجْعَلنِي جبارا شقيا} . وَالثَّالِث: الْكفْر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة هود: {فَمنهمْ شقي وَسَعِيد} ، أَي: كَافِر وَمُؤمن. (74 / ب) . (171 - بَاب الشّرك) قَالَ ابْن قُتَيْبَة: الشّرك فِي اللُّغَة: مصدر شركته فِي الْأَمر أشركه.

وَفِي الحَدِيث: " إِن معَاذًا أجَاز بَين أهل الْيمن الشّرك ". وَيُرَاد فِي الْمُزَارعَة أَن يشْتَرك فِيهَا رجلَانِ أَو ثَلَاثَة وَإِن الشّرك بِاللَّه هُوَ: أَن يَجْعَل لَهُ شريك. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الشّرك فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: أَن يعدل بِاللَّه غَيره. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {واعبدوا الله وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا} ، وفيهَا: {إِن الله لَا يغْفر أَن يُشْرك بِهِ} ، وَفِي بَرَاءَة: {إِن الله بَرِيء من الْمُشْركين وَرَسُوله} ، وَهُوَ الْأَعَمّ فِي الْقُرْآن. وَالثَّانِي: ادخال شريك فِي طَاعَته دون عِبَادَته. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {جعلا لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتاهما} ، أَي: أطاعا إِبْلِيس فِي تَسْمِيَة ولدهما. وَفِي إِبْرَاهِيم: {إِنِّي كفرت بِمَا أشركتموني من قبل} . أَي: فِي الطَّاعَة. وَالثَّالِث: الرِّيَاء فِي الْأَعْمَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {وَلَا يُشْرك بِعبَادة ربه أحدا} .

باب الشرى

(172 - بَاب الشرى) الشرى فِي الْعرف: اعتياض مَال بِمَال فَالْمُشْتَرِي: باذل الثّمن وَالْبَائِع: باذل الْمُثمن. يُقَال: شرى الرجل الشَّيْء بِمَعْنى: اشْتَرَاهُ وشراه أَيْضا بِمَعْنى: بَاعه، فَهِيَ كلمة من الأضداد. وأنشدوا: - (وشربت بردا لَيْتَني ... من بعد برد كنت هامه) أَي: بِعته. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الشرى فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: بِمَعْنى ابْتَاعَ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {إِن الله اشْترى من الْمُؤمنِينَ أنفسهم وَأَمْوَالهمْ} . وَالثَّانِي: بِمَعْنى بَاعَ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {بئْسَمَا اشْتَروا بِهِ أنفسهم أَن يكفروا بِمَا أنزل الله بغيا} . وَالثَّالِث: اخْتَار. (75 / أ) . وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة:

أبواب الأربعة وما فوقها

(أُولَئِكَ الَّذين اشْتَروا الضَّلَالَة بِالْهدى) {وفيهَا} (يشْتَرونَ بِهِ ثمنا قَلِيلا} ، وَفِي لُقْمَان: {وَمن النَّاس من يَشْتَرِي لَهو الحَدِيث} . (أَبْوَاب الْأَرْبَعَة وَمَا فَوْقهَا) (173 - بَاب الشَّيْطَان) الشَّيْطَان: اسْم لكل متمرد. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة معمر بن الْمثنى: كل غَالب متمرد من الْجِنّ وَالْإِنْس وَالدَّوَاب فَهُوَ شَيْطَان. وَاخْتلف الْعلمَاء هَل نون الشَّيْطَان أَصْلِيَّة أم زَائِدَة على قَوْلَيْنِ: - أَحدهمَا: أَن النُّون فِيهِ أَصْلِيَّة كَأَنَّهُ من شطن، أَي: بعد. يُقَال من ذَلِك: شطنت دَاره [أَي: بَعدت] . وقذفته نوى شطون. قَالَ أُميَّة بن أبي الصَّلْت فِي صفة سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام: - (أَيّمَا شاطن عَصَاهُ عكاه ... ثمَّ يلقى فِي السجْن والأغلال)

وَمعنى عكاه: أوثقه. فَهَذَا يدل على أَن النُّون أَصْلِيَّة فَتكون على " فيعال " فعلى هَذَا القَوْل فَإِنَّهُ مَأْخُوذ من شطن وَفِي تَسْمِيَته بذلك قَولَانِ: - أَحدهمَا: أَنه سمي شَيْطَانا لبعده عَن الْخَيْر. وَالثَّانِي: لبعد غوره فِي الشَّرّ. وَالْقَوْل الثَّانِي: أَن النُّون فِيهِ زَائِدَة فَيكون من شاط يشيط إِذا ذهب وَهلك. وأنشدوا من ذَلِك: - (وَقد يشيط على أرماحنا البطل) فعلى هَذَا سمي بذلك، لِأَنَّهُ هَالك بالمعصية الَّتِي تؤول بِهِ إِلَى الْهَلَاك. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الشَّيْطَان فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: الكاهن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَإِذا خلوا إِلَى شياطينهم} ، وَقيل: هم رؤساؤهم فِي الْكفْر. وَالثَّانِي: الطاغي من الْجِنّ وَالْإِنْس. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {شياطين (75 / ب} الْإِنْس وَالْجِنّ} ، وفيهَا: (وَإِن الشَّيَاطِين

باب الشيع

ليوحون إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ ليجادلوكم} . وَالثَّالِث: الْحَيَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الصافات: {طلعها كَأَنَّهُ رُؤُوس الشَّيَاطِين} . وَالرَّابِع: أُميَّة بن خلف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْفرْقَان: {وَكَانَ الشَّيْطَان للْإنْسَان خذولا} ، وَقيل: أُرِيد بالشيطان هَا هُنَا أَبُو جهل. وبالإنسان عقبَة بن أبي معيط. (174 - بَاب الشيع) الشيع جمع: شيعَة. وَهِي الطَّائِفَة المجتمعة على أَمر. وَيُقَال هَؤُلَاءِ شيعَة فلَان، أَي: أَتْبَاعه. قَالَ ابْن فَارس: الشِّيعَة الأعوان والأحزاب وَيُقَال: آتِيك غَدا أَو شيعه، أَي: مَا بعده. قَالَ الشَّاعِر: - (قَالَ الخليط غَدا تصدعنا ... أَو شيعه أَفلا تودعنا) وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الشيع فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: -

باب الشهيد

أَحدهَا: الْفرق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {إِن الَّذين فرقوا دينهم وَكَانُوا شيعًا} ، (وَفِي الْحجر: {وَلَقَد أرسلنَا من قبلك فِي شيع الْأَوَّلين} ، وَفِي الْقَصَص: {وَجعل أَهلهَا شيعًا} ، وَفِي الرّوم: {من الَّذين فرقوا دينهم وَكَانُوا شيعًا} . وَالثَّانِي: الْأَهْل وَالنّسب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَصَص: {هَذَا من شيعته وَهَذَا من عدوه} ) ، أَرَادَ (من أَهله) فِي النّسَب إِلَى بني إِسْرَائِيل. وَالثَّالِث: أهل الْملَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم: {ثمَّ لننزعن من كل شيعَة أَيهمْ أَشد} ، وَفِي الْقَمَر: {وَلَقَد أهلكنا أشياعكم} ، (وَفِي سبأ: {كَمَا فعل بأشياعهم من قبل إِنَّهُم كَانُوا} ) ، وَفِي الصافات: {وَإِن من شيعته لإِبْرَاهِيم} . وَالرَّابِع: الْأَهْوَاء الْمُخْتَلفَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {أَو يلْبِسكُمْ شيعًا} 76 / أ) . (175 - بَاب الشَّهِيد) الشَّهِيد: يُقَال وَيُرَاد بِهِ: الشَّاهِد. يُقَال: شَاهد وشهيد. كَمَا يُقَال: عَالم وَعَلِيم. وَهُوَ مَأْخُوذ من الْمُشَاهدَة. وَالشَّهَادَة: الْإِخْبَار بِمَا شوهد

والمشهد محْضر النَّاس. والشهيد: الْقَتِيل فِي سَبِيل الله، سمي شَهِيدا لِأَن مَلَائِكَة الرَّحْمَة تشهده. قَالَ ابْن فَارس: وَيُقَال (سمي شَهِيدا لسقوطه على الأَرْض بِالشَّهَادَةِ. وَذكر أهل التَّفْسِير) أَن الشَّهِيد فِي الْقُرْآن على سَبْعَة أوجه: - أَحدهَا: النَّبِي الْمبلغ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {فَكيف إِذا جِئْنَا من كل أمة بِشَهِيد} ، وَفِي هود: {وَيَقُول الأشهاد هَؤُلَاءِ الَّذين كذبُوا على رَبهم} . وَالثَّانِي: الْملك الْحَافِظ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي ق] : {وَجَاءَت كل نفس مَعهَا سائق وشهيد} ، وَفِي الزمر: {وَجِيء بالنبيين وَالشُّهَدَاء} . وَالثَّالِث: أمة مُحَمَّد عَلَيْهِ السَّلَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {فاكتبنا مَعَ الشَّاهِدين}

باب الشجر

وَالرَّابِع: الشَّاهِد بِالْحَقِّ على الْمَشْهُود عَلَيْهِ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {لِتَكُونُوا شُهَدَاء على النَّاس وَيكون الرَّسُول عَلَيْكُم شَهِيدا} ، وفيهَا: {وَلَا يضار كَاتب وَلَا شَهِيد} ، وفيهَا: {واستشهدوا شهيدين من رجالكم} . وَالْخَامِس: الْقَتِيل فِي سَبِيل الله. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {من النَّبِيين وَالصديقين وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ} ، وَفِي الْحَدِيد: {وَالشُّهَدَاء عِنْد رَبهم لَهُم أجرهم} . وَالسَّادِس: الْحَاضِر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {أم كُنْتُم شُهَدَاء إِذْ حضر يَعْقُوب الْمَوْت} ، وَفِي سُورَة النِّسَاء: ( {قَالَ قد أنعم الله عَليّ إِذْ لم أكن مَعَهم شَهِيدا} ، وَفِي الْفرْقَان: {وَالَّذين لَا يشْهدُونَ الزُّور} . وَالسَّابِع: الشَّرِيك وَهُوَ الصَّنَم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (76 / ب) فِي الْبَقَرَة: {وَادعوا شهداءكم من دون الله} . (176 - بَاب الشّجر) الشّجر: جمع شَجَرَة. وَهِي كل نَبَات لَهُ سَاق، يُقَال: شَجَرَة، وشجرات، وأشجار. وواد شجير: كثير الشّجر. وَهَذِه الأَرْض أشجر من

هَذِه، أَي: أَكثر شَجرا، وَأَرْض شجراء وشجرة: إِذا كَانَت كَثِيرَة الشّجر. وَشَجر بَين الْقَوْم: إِذا اخْتلف الْأَمر بَينهم. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الشّجر فِي الْقُرْآن على أحد عشر وَجها: - أَحدهَا: الشّجر الَّذِي لَهُ سَاق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الرَّحْمَن: {والنجم وَالشَّجر يسجدان} . وَالثَّانِي: الْكَرم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: { [فِي سُورَة الْبَقَرَة] : (وَلَا تقربا هَذِه الشَّجَرَة} [قيل نَبَات أَو سَاق] . وَقيل: هِيَ الْحِنْطَة. وَالثَّالِث: الزَّيْتُون. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمُؤمنِينَ: {وشجرة تخرج من طور سناء} . وَالرَّابِع: الزقوم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل: {والشجرة الملعونة فِي الْقُرْآن} ، وَفِي الصافات: {إِنَّهَا شَجَرَة تخرج فِي أصل الْجَحِيم} . وَالْخَامِس: النَّخْلَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي إِبْرَاهِيم: {ضرب الله مثلا كلمة طيبَة كشجرة طيبَة} .

وَالسَّادِس: شَجَرَة الحنظل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي إِبْرَاهِيم: 0 وَمثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة} . وَالسَّابِع: شَجَرَة العوسج (وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الْقَصَص: {نُودي من شاطئ الواد الْأَيْمن فِي الْبقْعَة الْمُبَارَكَة من الشَّجَرَة} ، وَكَانَت شَجَرَة العوسج) . وَالثَّامِن: شَجَرَة القرع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الصافات: {وأنبتنا عَلَيْهِ شَجَرَة من يَقْطِين} . وَالتَّاسِع: شجر المرخ والعفار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة يس: {الَّذِي جعل لكم من الشّجر الْأَخْضَر نَارا} ، قَالَ ابْن قُتَيْبَة: أَرَادَ بهَا الزنود الَّتِي توري بهَا الْأَعْرَاب من شجر المرخ والعفار. وَهُوَ شجر مَعْرُوف. والعاشر: السمرَة. (77 / أ) وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الْفَتْح: {إِذْ يُبَايعُونَك تَحت الشَّجَرَة} ، وَكَانَت هَذِه الشَّجَرَة سَمُرَة. وَقَالَ ابْن فَارس: والسمرة وَاحِدَة السمر وَهُوَ شجر الطلح. وَالْحَادِي عشر: إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي النُّور: {يُوقد من شَجَرَة مباركة} وَهَذَا مثل ضربه الله تَعَالَى لنبينا

مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قَوْله: {مثل نوره كمشكاة فِيهَا مِصْبَاح} إِلَى قَوْله: {يُوقد من شَجَرَة مباركة} ، أَي: هُوَ من ذُرِّيَّة إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام

كتاب الصاد

(كتاب الصَّاد) وَهُوَ عشرَة أَبْوَاب: - (أَبْوَاب الْوَجْهَيْنِ) (177 - بَاب الصد) الصد يُقَال على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: الْإِعْرَاض، يُقَال: صد فلَان، أَي: أعرض. وَالثَّانِي: الْمَنْع، يُقَال: صد فلَان [فلَانا] عَن كَذَا، أَي: مَنعه. يُقَال من هذَيْن الْوَجْهَيْنِ صد يصد بِضَم الصَّاد من يصد. فَأَما صد يصد بِكَسْرِهَا من يصد فَمَعْنَاه ضج. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَلما ضرب ابْن مَرْيَم مثلا إِذا قَوْمك مِنْهُ يصدون} . والصدد فِي قَوْلك: هَذِه الدَّار صدد هَذِه، أَي: مقابلتها والصدد أَيْضا: الْقرب.

ب باب الصراط

وَذكر (بعض الْمُفَسّرين) أَن الصد فِي الْقُرْآن على (الْوَجْهَيْنِ) اللَّذين ذكرناهما: - أَحدهمَا: الْإِعْرَاض. (وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {يصدون عَنْك صدودا} ، وفيهَا: {وَمِنْهُم من صد عَنهُ} ، وَفِي الْمُنَافِقين: {ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون} . وَالثَّانِي: الْمَنْع) . وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الْحَج: {إِن الَّذين كفرُوا ويصدون عَن سَبِيل الله} ، وَفِي سُورَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: {الَّذين كفرُوا وصدوا عَن سَبِيل الله} ، وَفِي سُورَة الْفَتْح: {وصدوكم عَن الْمَسْجِد الْحَرَام} . ((77 / ب) 178 - بَاب الصِّرَاط) الصِّرَاط فِي اللُّغَة: الطَّرِيق. وَذكر أهل التَّفْسِير أَنه فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن:

باب الصف

أَحدهمَا: مَا ذَكرْنَاهُ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {وَلَا تقعدوا بِكُل صِرَاط توعدون} ، وَفِي الصافات: {فاهدوهم إِلَى صِرَاط الْجَحِيم} . وَالثَّانِي: الدّين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْفَاتِحَة: {اهدنا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم} ، وَفِي الْأَنْعَام: {وَأَن هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبعُوهُ} . (179 - بَاب الصَّفّ) الصَّفّ فِي التعارف: وقُوف الشَّخْص إِلَى جنب الشَّخْص. والمصف: الْموقف فِي الْحَرْب. وَالْجمع: المصاف. (والصفصف) المستوي من الأَرْض. والصفيف من اللَّحْم: القريد. وَيُقَال: هُوَ اللَّحْم طبيخا أَو شواء، لَا ينضج ليحمل فِي السّفر. وأنشدوا: - (فظل طهاة اللَّحْم من بَين منضج ... صفيف شواء أَو قدير معجل) وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الصَّفّ فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: -

باب الصوم

أَحدهمَا: الصَّفّ الْمَعْرُوف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الصَّفّ: {إِن الله يحب الَّذين يُقَاتلُون فِي سَبيله صفا} ، (وَمثله: {وَالصَّافَّات صفا} . وَالثَّانِي: الْجمع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {وعرضوا على رَبك صفا} ، (وَفِي طه) : {ثمَّ ائْتُوا صفا وَقد أَفْلح الْيَوْم} . (180 - بَاب الصَّوْم) الصَّوْم فِي اللُّغَة: الامساك فِي الْجُمْلَة. وأنشدوا: -[فِي ذَلِك] (خيل صِيَام وخيل غير صَائِمَة ... تَحت العجاج وَأُخْرَى تعلك اللجما) وَيُقَال: صَامت الْخَيل: إِذا أَمْسَكت عَن السّير. وصامت الرّيح: إِذا أَمْسَكت عَن الهبوب. وَالصَّوْم فِي الشَّرِيعَة: الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام وَالشرَاب، وَالْجِمَاع (78 / أ) مَعَ انضمام النِّيَّة إِلَيْهِ. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الصَّوْم فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: الصَّوْم الشَّرْعِيّ الْمَعْرُوف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة:

أبواب الثلاثة وما فوقها

{كتب عَلَيْكُم الصّيام} ، وفيهَا: {فَمن شهد مِنْكُم الشَّهْر فليصمه} . وَالثَّانِي: الصمت. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي سُورَة مَرْيَم) : {إِنِّي نذرت للرحمن صوما} ، [أَي: صياما] . (أَبْوَاب الثَّلَاثَة وَمَا فَوْقهَا) (181 - بَاب الصَّبْر) الصَّبْر: حبس النَّفس. عَمَّا تنَازع إِلَيْهِ. وَسمي رَمَضَان: شهر [الصَّبْر] لذَلِك وكل حَابِس شَيْئا فقد صبره، وَمِنْه: المصبورة الَّتِي نهي عَنْهَا: وَهِي الْبَهِيمَة تتَّخذ غَرضا وترمى حَتَّى تقتل. وَقيل للصابر على الْمُصِيبَة: صابر لِأَنَّهُ حبس نَفسه عَن الْجزع. وَحكى ابْن الْأَنْبَارِي: عَن بعض أهل الْعلم أَنه قَالَ: سمي صَبر النُّفُوس: صبرا، لِأَن تمرره فِي الْقلب وإزعاجه للنَّفس كتمرر الصَّبْر فِي الْفَم. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الصَّبْر فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: الصَّبْر نَفسه وَهُوَ حبس النَّفس. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي

باب الصيحة

آل عمرَان: {الصابرين والصادقين} ، وَفِي إِبْرَاهِيم: {أجزعنا أم صَبرنَا} ، وَفِي ص: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا} ، وَهُوَ الْأَعَمّ فِي الْقُرْآن. وَالثَّانِي: الصَّوْم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي الْبَقَرَة) : {وَاسْتَعِينُوا بِالصبرِ وَالصَّلَاة} . وَالثَّالِث: الجرأة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) فِيهَا: {فَمَا أصبرهم على النَّار} ، (أَي: فَمَا أجرأهم على النَّار) ، ذكره الْفراء. وَحكى الْأَصْمَعِي: أَن أَعْرَابِيًا حلف لَهُ رجل كَاذِب فَقَالَ [لَهُ] الْأَعرَابِي مَا أصبرك على الله: يُرِيد مَا أجرأك على الله. (182 - بَاب الصَّيْحَة) الصَّيْحَة: الصَّوْت الْعَظِيم من الْحَيَوَان النَّاطِق.

باب الصاعقة والصعق

وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الصَّيْحَة (78 / ب) فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: صَيْحَة جِبْرَائِيل [عَلَيْهِ السَّلَام] . وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {فَأَخَذتهم الصَّيْحَة} . وَالثَّانِي: النفخة الأولى من إسْرَافيل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة يس: {إِن كَانَت إِلَّا صَيْحَة وَاحِدَة فَإِذا هم خامدون} . وفيهَا: {مَا ينظرُونَ إِلَّا صَيْحَة وَاحِدَة تأخذهم وهم يخصمون} . وَالثَّالِث: النفخة الثَّانِيَة من إسْرَافيل أَيْضا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي يس) : {إِن كَانَت إِلَّا صَيْحَة وَاحِدَة فَإِذا هم جَمِيع لدينا محضرون} ، وَفِي ق: {يَوْم يسمعُونَ الصَّيْحَة بِالْحَقِّ ذَلِك يَوْم الْخُرُوج} . (183 - بَاب الصاعقة والصعق) الصاعقة: أَشد صَوت رعد يسْقط مَعَه قِطْعَة من نَار تحرق مَا

أَصَابَت وَيُقَال: صَاعِقَة، وصاقعة. قَالَ أَبُو النَّجْم: (يحكون بالمصقولة القواطع ... تشقق الْبَرْق على الصواقع) وَمثله جذب، وجبذ. وَمَا أطيبه، وأيطبه. وربض، ورضب. وأنبض فِي الْقوس وأنضب. ولعمري ورعملي. واضمحل، واضحمل. وعميق، ومعيق. ولبكت الشَّيْء، وبلكته: إِذا خلطته وأسير مكلب، ومكبل. وسبسب، وبسبس. وسحاب مكفهر، ومكرهف. وناقة ضمزر، وضمرز: إِذا كَانَت مُسِنَّة. وَطَرِيق طامس وطاسم، وقاف الْأَثر وَقفا الْأَثر. وقاع الْبَعِير النَّاقة، وقعاها. وقوس عطل، وعلط لَا وتر عَلَيْهَا. وَكَذَلِكَ نَاقَة عطل، وعلط. وَجَارِيَة قتين، وقنيت: وَهِي القليلة الرزء، وَفِي الحَدِيث: " أَنَّهَا حسناء [قتين] "، وشرخ الشَّبَاب، وشخره: أَوله. وَلحم خنز وخزن. وعاث، يعيث، وعثي، يعثى: إِذا أفسد. وَيُقَال: تَنَح عَن لقم (ويروى: لقم) بِضَم اللَّام الطَّرِيق، ولمق الطَّرِيق. والفحث، والحفث: وَهِي الْقبَّة كالرمانة من السجم. وحر صمت (79 / أ) ومحت: وَهُوَ الشَّديد. ولفحته بِجمع يَدي،

ولحفته إِذا ضَربته. وهجهجت بالسبع، وجهجهت. وطبيخ، وبطيخ، وَفِي الحَدِيث: (كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يُعجبهُ الْبِطِّيخ بالرطب) . وَمَاء سلسال، ولسلاس، ومسلسل،: إِذا كَانَ صافيا. ودقم فَاه بِالْحجرِ، ودمقه: إِذا ضربه. وفثأت الْقدر، وثفأتها: إِذا سكنت غليانها. وكبكبت الشَّيْء، وبكبكته: إِذا طرحت بعضه على بعض. وثكم الطَّرِيق، وكثمه: وَجهه. وَجَارِيَة قبعة، وبقعة: وَهِي الَّتِي تظهر وَجههَا ثمَّ تخفيه. وكعبره بِالسَّيْفِ، وبعكره: إِذا ضربه. وتقرطب على قَفاهُ، وتبرقط إِذا سقط، قَالَ الراجز. (وَزَل خفاي فقرطباني) وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الصاعقة والصعق فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه. أَحدهَا: الْمَوْت. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {فأخذتكم الصاعقة} ، يَعْنِي: الْمَوْت وَيدل عَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى: {ثمَّ بعثناكم من بعد موتكم} ، وَمثله فِي الزمر: {فَصعِقَ من فِي السَّمَاوَات وَمن فِي الأَرْض إِلَّا من شَاءَ الله} .

باب الصاحب

وَالثَّانِي: الْعَذَاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي حم السَّجْدَة: {فَقل أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَة مثل صَاعِقَة عَاد وَثَمُود} . وَالثَّالِث: صواعق السَّحَاب الَّتِي تظهر مِنْهُ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرَّعْد: {وَيُرْسل الصَّوَاعِق فَيُصِيب بهَا من يَشَاء} . وَالرَّابِع: الْغِشّ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {وخر مُوسَى صعقا} ، أَي: مغشيا عَلَيْهِ. (184 - بَاب الصاحب) الصاحب: القرين، وَالْجمع صحب وصحاب وَأَصْحَاب. وَيُقَال للسَّيِّد: صَاحب. وَلِلْعَبْدِ: صَاحب. وللعالم: صَاحب. وللمتعلم: صَاحب. وَالْأَصْل فِيهِ الاقتران فِي المصاحبة. (79 / ب) . وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الصاحب فِي الْقُرْآن على تِسْعَة أوجه: - أَحدهَا: النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: [فِي النَّجْم] : {والنجم إِذا هوى مَا ضل صَاحبكُم وَمَا غوى} ، وَفِي التكوير: {وَمَا صَاحبكُم بمجنون} . وَالثَّانِي: أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {إِذْ يَقُول لصَاحبه لَا تحزن} .

باب الصلاة

وَالثَّالِث: الْوَالِدَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {لَهُ أَصْحَاب يَدعُونَهُ إِلَى الْهدى ائتنا} ، أَرَادَ أَبَوَيْهِ. وَالرَّابِع: الْأَخ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {قَالَ لَهُ صَاحبه وَهُوَ يحاوره} . وَالْخَامِس: الزَّوْج. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي عبس: {وصاحبته وبنيه} . وَالسَّادِس: السَّاكِن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {ونادى أَصْحَاب الْجنَّة أَصْحَاب النَّار} ، وفيهَا: {ونادى أَصْحَاب النَّار أَصْحَاب الْجنَّة} . وَالسَّابِع: الْقَوْم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الشُّعَرَاء: {قَالَ أَصْحَاب مُوسَى إِنَّا لمدركون} . وَالثَّامِن: الرَّقِيق: وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {والصاحب بالجنب} . وَالتَّاسِع: الخازن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي المدثر: {وَمَا جعلنَا أَصْحَاب النَّار إِلَّا مَلَائِكَة} . (185 - بَاب الصَّلَاة) الصَّلَاة فِي اللُّغَة: الدُّعَاء. وأنشدوا من ذَلِك للأعشى:

( [تَقول ابْنَتي وَقد قربت مرتحلا ... يَا رب جنب أبي الأوصاب والوجعا] ) (عَلَيْك مثل الَّذِي صليت فاغتمضي ... يَوْمًا فَإِن لجنب الْمَرْء مُضْطَجعا) وَقد ذهب قوم إِلَى أَن الصَّلَاة الشَّرْعِيَّة إِنَّمَا سميت صَلَاة لما فِيهَا من الدُّعَاء. وَقَالَ آخَرُونَ سميت صَلَاة لما فِيهَا من الرُّكُوع وَالسُّجُود الَّذِي [يكون] بِرَفْع الصلا. قَالَ ابْن فَارس: وَالصَّلَا مغرز الذَّنب من الْفرس قَالَ: وَيُقَال إِنَّهَا من: صليت الْعود إِذا لينته لِأَن الْمُصَلِّي يلين ويخشع. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الصَّلَاة فِي الْقُرْآن على عشرَة أوجه: - (80 / أ) أَحدهَا: - الصَّلَاة الشَّرْعِيَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي سُورَة الْمَائِدَة] : {الَّذين يُقِيمُونَ الصَّلَاة وَيُؤْتونَ الزَّكَاة} ، وَكَذَلِكَ كل صَلَاة مقترنة بِالزَّكَاةِ. وَالثَّانِي: الْمَغْفِرَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْزَاب: (إِن الله وَمَلَائِكَته يصلونَ على النَّبِي [يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا صلوا عَلَيْهِ وسلموا

تَسْلِيمًا] } فَصَلَاة الله [تَعَالَى] الْمَغْفِرَة. وفيهَا: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُم وَمَلَائِكَته} . وَالثَّالِث: الاسْتِغْفَار. وَمِنْه صَلَاة الْمَلَائِكَة الْمَذْكُورَة فِي هَاتين الْآيَتَيْنِ اللَّتَيْنِ فِي الْأَحْزَاب. وَصَلَاة الْمَلَائِكَة الاسْتِغْفَار. وَالرَّابِع: الدُّعَاء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {وصل عَلَيْهِم إِن صَلَاتك سكن لَهُم} . وَالْخَامِس: الْقِرَاءَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل: {وَلَا تجْهر بصلاتك وَلَا تخَافت بهَا} . وَالسَّادِس: الدّين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {أصلاتك تأمرك أَن نَتْرُك مَا يعبد آبَاؤُنَا} . وَالسَّابِع: مَوضِع الصَّلَاة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَج: {لهدمت صوامع وَبيع وصلوات ومساجد} . وَالثَّامِن: صَلَاة الْجُمُعَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: [فِي الْجُمُعَة] : {إِذا نُودي للصَّلَاة من يَوْم الْجُمُعَة فَاسْعَوْا إِلَى ذكر الله} .

باب الصلاح

وَالتَّاسِع: صَلَاة الْعَصْر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {تحسبونها من بعد الصَّلَاة} . والعاشر: صَلَاة الْجِنَازَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {وَلَا تصل على أحد مِنْهُم مَاتَ أبدا وَلَا تقم على قَبره} . (186 - بَاب الصّلاح) الصّلاح التَّغَيُّر إِلَى الاسْتقَامَة فِي الْحَال. وضده: الْفساد. وَقَالَ ثَعْلَب: يُقَال صلح الشَّيْء بِفَتْح اللَّام. وَقَالَ ابْن السّكيت: صلح وَصلح بِفَتْحِهَا وَضمّهَا. والصلوح مصدر صلح وأنشدوا: - (فَكيف بأطرافي إِذا مَا شتمتني ... وَهل بعد شتم الْوَالِدين صلوح) وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الصّلاح فِي الْقُرْآن على عشرَة أوجه: -

أَحدهَا: الْإِيمَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرَّعْد: {جنَّات عدن يدْخلُونَهَا وَمن صلح من آبَائِهِم (80 / ب} [وأزواجهم وذرياتهم] } ، وَفِي النُّور: {وَالصَّالِحِينَ من عبادكُمْ وَإِمَائِكُمْ} ، وَفِي النَّمْل: {وأدخلني بِرَحْمَتك فِي عِبَادك الصَّالِحين} ، وَفِي الْمُؤمن: {وَمن صلح من آبَائِهِم وأزواجهم وذرياتهم} . وَالثَّانِي: علو الْمنزلَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَإنَّهُ فِي الْآخِرَة لمن الصَّالِحين} ، وَفِي يُوسُف: {وتكونوا من بعده قوما صالحين} ، أَرَادَ: تصلح مَنَازِلكُمْ عِنْد أبيكم. وَالثَّالِث: الرِّفْق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {اخلفني فِي قومِي وَأصْلح} ، وَفِي الْقَصَص: {ستجدني إِن شَاءَ الله من الصَّالِحين} . وَالرَّابِع: تَسْوِيَة الْخلق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {لَئِن آتيتنا صَالحا} ، أَي: سوي الْخلق. وَالْخَامِس: الْإِحْسَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {إِن أُرِيد إِلَّا الْإِصْلَاح مَا اسْتَطَعْت} . وَالسَّادِس: الطَّاعَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: (قَالُوا إِنَّمَا نَحن

مصلحون} ، وَفِي الْأَعْرَاف: {وَلَا تفسدوا فِي الأَرْض بعد إصلاحها} ، أَي: بعد الطَّاعَة فِيهَا. وَمثله: {إِن الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات} . وَالسَّابِع: أَدَاء الْأَمَانَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {وَكَانَ أَبوهُمَا صَالحا} ، أَي: كَانَا ذَوي أَمَانَة. وَالثَّامِن: بر الْوَالِدين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل: {ربكُم أعلم بِمَا فِي نفوسكم إِن تَكُونُوا صالحين} ، أَي: بارين بِالْآبَاءِ. وَالتَّاسِع: الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {وَمَا كَانَ رَبك ليهلك الْقرى بظُلْم وَأَهْلهَا مصلحون} ، أَي: يأمرون بِالْمَعْرُوفِ وَينْهَوْنَ عَن الْمُنكر. والعاشر: النُّبُوَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {توفني مُسلما وألحقني بالصالحين} ، أَي: بالأنبياء، وَهُوَ معنى قَول مقَاتل. وَقد ألحق بَعضهم وَجها حادي عشر فَقَالُوا: وَالصَّلَاح: أَدَاء الزَّكَاة وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي (81 / ب) الْمُنَافِقين: {فَأَصدق وأكن من الصَّالِحين} .

كتاب الضاد

(كتاب الضَّاد) وَهُوَ سِتَّة أَبْوَاب: (أَبْوَاب الثَّلَاثَة وَمَا فَوْقهَا) (187 - بَاب الضُّحَى) الضُّحَى: صدر النَّهَار فِي وَقت انبساط الشَّمْس، وَهُوَ حَالَة كَمَال الشَّمْس فِي ظُهُورهَا. وَالْأَصْل فِيهِ الظُّهُور. وَيُقَال: ضحا للشمس يضحو، إِذا ظهر. وَيُقَال: فعل الْأَمر ضاحيا وضاحية، أَي: ظَاهرا. والضحاء: امتداد النَّهَار. وضحي يضحى إِذا تعرض للشمس. وضحى يُضحي مثله. وَاضح يَا رجل: ابرز للشمس. وَسميت الْأُضْحِية: لِأَنَّهَا تذبح يَوْم الْعِيد عِنْد الضُّحَى. قَالَ الْأَصْمَعِي: وفيهَا أَربع لُغَات: أضْحِية (وإضحية وَالْجمع أضاحي، وضحية وَالْجمع ضحايا، وأضحاة وَالْجمع أضحى، وَلَيْلَة) إضحيانة وضحياء مضيئة لَا غيم فِيهَا، وضاحية كل بَلْدَة: ناحيتها البارزة.

باب الضرب

وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الضُّحَى فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: أَحدهَا: وَقت الضُّحَى. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي طه: {وَأَن يحْشر النَّاس ضحى} ، وَفِي النازعات: {لم يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّة أَو ضحاها} . وَمثله: {وَالضُّحَى وَاللَّيْل إِذا سجى} . وَالثَّانِي: جَمِيع النَّهَار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {أوأمن أهل الْقرى أَن يَأْتِيهم بأسنا ضحى (وهم يَلْعَبُونَ} } . وَالثَّالِث: حر الشَّمْس. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي طه] : {وَأَنَّك لَا تظمأ فِيهَا وَلَا تضحى} ، وَمثله: {وَالشَّمْس وَضُحَاهَا} ، أَي: وحرها. وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة: وَضُحَاهَا، أَي: ونهارها كُله. فعلى هَذَا تلْحق هَذِه الْآيَة بالقسم الَّذِي قبله. (188 - بَاب الضَّرْب) الأَصْل فِي الضَّرْب: الْجلد بِالسَّوْطِ وَمَا أشبهه. ثمَّ نقل بالاستعارة

إِلَى مَوَاضِع فَيُقَال: ضرب فِي الأَرْض: إِذا سَار. وَفُلَان ضَارب. أَي: محترف (81 / ب) وَالضَّرْب الرجل الْخَفِيف الْجِسْم، وانشدوا: (أَنا الرجل الضَّرْب الَّذِي تعرفونه ... خشَاش كرأس الْحَيَّة المتوقد) وَالضَّرْب: الصِّنْف من الْأَشْيَاء. وَالضَّرْب بتحريك الرَّاء: الْعَسَل الغليظ. والضريبة: مَا يضْرب على الْإِنْسَان من جِزْيَة وَغَيرهَا. وأضرب فلَان عَن الْأَمر: كف، وَالضَّرْب: الْمثل. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الضَّرْب فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: أَحدهَا: السّير. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيل الله} ، [وفيهَا] : {وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْض} ، وَفِي المزمل: {وَآخَرُونَ يضْربُونَ فِي الأَرْض} وَالثَّانِي: الضَّرْب بِالْيَدِ وبالآلة المستعملة بِالْيَدِ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {واضربوهن} ، وَفِي الْأَنْفَال: {فاضربوا فَوق الْأَعْنَاق واضربوا مِنْهُم كل بنان} ، وَفِي سُورَة مُحَمَّد (عَلَيْهِ

باب الضحك قال شيخنا رضي الله عنه الضحك في الأصل الانشقاق يقال ضحكت الأرض إذا انشقت عن نباتها وسمي انفتاح الفم بالتبسم أو القهقهة ضحكا والضحك خصيصة من خصائص الإنسان لا يشاركه فيها غيره من الحيوان غير الناطق وقد

السَّلَام) : {فَضرب الرّقاب} . وَالثَّالِث: الْوَصْف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {إِن الله لَا يستحيي أَن يضْرب مثلا مَا بعوضة فَمَا فَوْقهَا} ] ، وَفِي ابراهيم: {وضربنا لكم الْأَمْثَال} ، وَفِي النَّحْل: {فَلَا تضربوا لله الْأَمْثَال} ، أَي: لَا تصفوه بِصِفَات غَيره وَلَا تشبهوا بِهِ غَيره. وفيهَا: {ضرب الله مثلا عبدا مَمْلُوكا} ، وفيهَا: {وَضرب الله مثلا رجلَيْنِ} . (189 - بَاب الضحك} قَالَ شَيخنَا رَضِي الله عَنهُ: الضحك فِي الأَصْل: الانشقاق. يُقَال: ضحِكت الأَرْض، إِذا انشقت عَن نباتها. وَسمي انفتاح الْفَم بالتبسم أَو القهقهة ضحكا. والضحك: خصيصة من خَصَائِص الْإِنْسَان لَا يُشَارِكهُ فِيهَا غَيره من الْحَيَوَان غير النَّاطِق. وَقد حد بَعضهم الضحك فَقَالَ: انبساط طبيعي يعرض للنَّفس الناطقة يدل على تأثيرها بلذيذ. (82 / أ) وَقَالَ ابْن فَارس: الضاحكة: كل سنّ يَبْدُو من مقدم الأضراس عِنْد الضحك. والضحوك: الطَّرِيق الْوَاضِح. والأضحوكة: مَا يضْحك مِنْهُ. وَرجل ضحكة: بتسكين الْحَاء، يضْحك مِنْهُ. وضحكة: بتحريكها، يكثر الضحك. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الضحك فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه:

باب الضر

أَحدهَا: الضحك الْمَعْرُوف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {فليضحكوا قَلِيلا} ، وَفِي النَّجْم: {وَأَنه أضْحك وأبكى} . وَالثَّانِي: الْفَرح. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي هود] : {وَامْرَأَته قَائِمَة فَضَحكت} ، أَي: فرحت بالبشرى. وَقيل: حَاضَت. وَقيل: هُوَ من الضحك الْمَعْرُوف. وَالثَّالِث: التَّعَجُّب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي النَّمْل] : {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكا من قَوْلهَا} ، أَي: مُتَعَجِّبا. وَالرَّابِع: الِاسْتِهْزَاء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الزخرف: {إِذا هم مِنْهَا يَضْحَكُونَ} ، وَفِي النَّجْم: {وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ} ، وَفِي المطففين: {كَانُوا من الَّذين آمنُوا يَضْحَكُونَ} . وَالْخَامِس: الاشراق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي عبس: {وُجُوه يَوْمئِذٍ مسفرة ضاحكة مستبشرة} . (190 - بَاب الضّر) الضّر: بِضَم الضَّاد [هُوَ] الشدَّة وَالْبَلَاء. وَبِفَتْحِهَا: ضد النَّفْع. وَقَالَ ابْن فَارس: الضّر: الهزال. والضر: بِكَسْر الضَّاد، تزوج الْمَرْأَة على ضرَّة. يُقَال: نكحت فُلَانَة على ضرّ، أَي: على امْرَأَة قبلهَا.

والمضر: الْمَرْأَة لَهَا ضرائر، والضرير: الَّذِي بِهِ ضَرَر من ذهَاب عَيْنَيْهِ أَو ضنى جِسْمه. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الضّر فِي الْقُرْآن على سِتَّة أوجه: أَحدهَا: قلَّة الْمَطَر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس: {وَإِذا أذقنا النَّاس رَحْمَة من بعد ضراء مستهم} ، وَفِي الرّوم: {وَإِذا مس النَّاس ضرّ دعوا رَبهم} . وَالثَّانِي: الْمَرَض. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْبِيَاء: (82 / ب) {أَنِّي مسني الضّر وَأَنت أرْحم الرَّاحِمِينَ} ، وَفِي الزمر: {فَإِذا مس الْإِنْسَان ضرّ دَعَانَا} . وَالثَّالِث: أهوال الْبَحْر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل: {وَإِذا مسكم الضّر فِي الْبَحْر ضل من تدعون إِلَّا إِيَّاه} . وَالرَّابِع: الْحَاجة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {ثمَّ إِذا مسكم الضّر فإليه تجأرون} . وَالْخَامِس: الْجُوع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة يُوسُف: (مسنا

باب الضعيف

وأهلنا الضّر} . وَالسَّادِس: النُّقْصَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {فَلَنْ يضر الله شَيْئا} ، وَفِي سُورَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: {لن يضروا الله شَيْئا} ، وَهَذَا الْوَجْه إِنَّمَا هُوَ من الضّر (بِفَتْح الضَّاد) . (191 - بَاب (الضَّعِيف)) الضَّعِيف: اسْم مَأْخُوذ من الضعْف: والضعف ضد الْقُوَّة، وَفِيه لُغَتَانِ ضعف وَضعف بِفَتْح الضَّاد وَضمّهَا. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الضَّعِيف فِي الْقُرْآن على سَبْعَة أوجه: أَحدهَا: الْعَاجِز. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {إِن كيد الشَّيْطَان كَانَ ضَعِيفا} ، وَفِي الْأَنْفَال: {وَعلم أَن فِيكُم ضعفا} . وَالثَّانِي: الْقَلِيل الصَّبْر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {وَخلق الْإِنْسَان ضَعِيفا} .

باب الضلال

وَالثَّالِث: الضَّرِير. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة هود: {وَإِنَّا لنراك فِينَا ضَعِيفا} . وَالرَّابِع: الزَّمن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {لَيْسَ على الضُّعَفَاء وَلَا على المرضى} . وَالْخَامِس: المقهور. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْقَصَص] : {ونريد أَن نمن على الَّذين استضعفوا فِي الأَرْض} . وَالسَّادِس: سفلَة النَّاس. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة سبأ: {قَالَ الَّذين استضعفوا للَّذين استكبروا} . وَالسَّابِع: النُّطْفَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرّوم: {الله الَّذِي خَلقكُم من ضعف} ، (83 / أ) أَي: [من] نُطْفَة. (192 - بَاب الضلال) الضلال: الْحيرَة والعدول عَن الصَّوَاب يُقَال: ضل يضل ويضل، لُغَتَانِ. وكل جَائِر عَن الْقَصْد ضال. والضلال والضلالة بِمَعْنى. وَرجل ضليل ومضلل، صَاحب ضَلَالَة. وَيُقَال: أضلّ الْمَيِّت: إِذا دفن. وأضل الْقَوْم ميتهم: إِذا قبروه. وَيُقَال: أَرض مضلة ومضلة. قَالَ ابْن السّكيت: (تَقول) : أضللت بَعِيري، إِذا ذهب

مِنْك. وضللت الْمَسْجِد وَالدَّار. إِذا لم تهتد لَهما. وَكَذَلِكَ كل شَيْء مُقيم لَا يَهْتَدِي لَهُ. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الضلال فِي الْقُرْآن على عشرَة أوجه: أَحدهَا: الاستذلال فِي الحكم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {لهمت طَائِفَة مِنْهُم أَن يضلوك} . نزلت فِي أَمر طعمة بن أُبَيْرِق. وَكَانَ قد سرق درعا وَتركهَا عِنْد يَهُودِيّ، فَلَمَّا رؤيت عِنْد الْيَهُودِيّ أحَال بهَا على طعمة. وَانْطَلق قوم طعمة إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وسألوه أَن يُجَادِل عَن صَاحبهمْ لِئَلَّا يبرأ الْيَهُودِيّ. ويفتضح هُوَ. فهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يفعل، فَنزلت هَذِه الْآيَة. وَمثلهَا قَوْله تَعَالَى فِي ص: {وَلَا تتبع الْهوى فيضلك عَن سَبِيل الله} . وَالثَّانِي: الغواية. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يس: {وَلَقَد أضلّ مِنْكُم جبلا كثيرا} ، وَفِي الصافات: {وَلَقَد ضل قبلهم أَكثر الْأَوَّلين} . وَالثَّالِث: الخسران. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: (إِن أَبَانَا لفي

ضلال مُبين) {وفيهَا} (إِنَّا لنراها فِي ضلال مُبين) {وفيهَا} (إِنَّك لفي ضلالك الْقَدِيم} ، وَفِي يس: {إِنِّي إِذا لفي ضلال مُبين} ، وَفِي الْمُؤمن {وَمَا كيد الْكَافرين إِلَّا فِي ضلال} . وَالرَّابِع: الشَّقَاء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سبأ: {بل الَّذين لَا يُؤمنُونَ بِالآخِرَة فِي الْعَذَاب والضلال الْبعيد} ، (83 / ب) ، وَفِي الْقَمَر: {إِنَّا إِذا لفي ضلال وسعر} . وَالْخَامِس: الْبطلَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: [ {قل هَل ننبئكم بالأخسرين أعمالا} ] ، وَفِي سُورَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: {فَلَنْ يضل أَعْمَالهم} . وَالسَّادِس: الْخَطَأ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {يبين الله لكم أَن تضلوا} ، وَفِي الْفرْقَان: {إِن هم إِلَّا كالأنعام بل هم أضلّ سَبِيلا} ، وَفِي الْأَحْزَاب: {وَمن يعْص الله وَرَسُوله فقد ضل ضلالا مُبينًا} ، وَفِي نون: { [وغدوا على حرد قَادِرين] فَلَمَّا رأوها قَالُوا إِنَّا لضالون} . وَالسَّابِع: الْهَلَاك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة لُقْمَان: {أئذا ضللنا فِي الأَرْض} ، أَي: هلكنا وصرنا تُرَابا.

وَالثَّامِن: النسْيَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {أَن تضل إِحْدَاهمَا فَتذكر إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى} . وَالتَّاسِع: الْجَهْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الشُّعَرَاء: {قَالَ فعلتها إِذا وَأَنا من الضَّالّين} . وَقد ألحق ابْن قُتَيْبَة هَذِه الْآيَة بقسم النسْيَان. والعاشر: الضلال الَّذِي هُوَ ضد الْهدى. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَأما الَّذين كفرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ الله بِهَذَا مثلا يضل بِهِ كثيرا} ، وَفِي الضُّحَى: {ووجدك ضَالًّا فهدى} . وَقد جعل قوم هَذِه الْآيَة من الضلال الَّذِي هُوَ ضد الْهدى مِنْهُم، ابْن قُتَيْبَة. وَحكي عَن ثَعْلَب أَنه سُئِلَ عَن هَذِه الْآيَة فَذكر عَن الْفراء وَالْكسَائِيّ: أَن مَعْنَاهَا: ووجدك فِي قوم ضلال فهداك. فَقَالَ السَّائِل: لَيْسَ هَذَا بمقنع عِنْدِي. فَقَالَ ثَعْلَب: عِنْدِي غير هَذَا، وَهُوَ الصَّوَاب عِنْدِي. قَالَ: مَا هُوَ. قَالَ: كنت أدرس مُنْذُ مُدَّة فَقَرَأت فِي آيَة الدّين: {أَن تضل إِحْدَاهمَا فَتذكر إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى} . فوقفت هَاهُنَا فَعلمت أَن معنى قَوْله: {ووجدك ضَالًّا فهدى} أَنه كَانَ نسَاء فهداه إِلَى الذّكر.

كتاب الطاء

" كتاب الطَّاء ") وَهُوَ سَبْعَة أَبْوَاب: - (193 - بَاب الطاغوت (84 / أ)) الطاغوت: اسْم مَأْخُوذ من الطغيان، والطغيان: مُجَاوزَة الْحَد. وَقد سمي الْكَافِر طاغوتا وَيُسمى بذلك السَّاحر، والصنم، والشيطان، وكل مَا ورد من الْجِنّ وَالْإِنْس. قَالَ ابْن قُتَيْبَة: كل معبود من حجر أَو صُورَة أَو شَيْطَان، فَهُوَ جبت وطاغوت. وَكَذَلِكَ حكى الزّجاج عَن أهل اللُّغَة. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الطاغوت فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: الْأَوْثَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: ( [أَن] اعبدوا الله

باب الطعام الطعام اسم للمأكول يقال طعمت الشيء طعما واستطعم فلان الحديث إذا أراد أن يحدثه وفي الحديث إذا استطعمكم

وَاجْتَنبُوا الطاغوت} ، وَفِي الزمر: { (وَالَّذين} اجتنبوا الطاغوت أَن يعبدوها} . وَالثَّانِي: الشَّيْطَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فَمن يكفر بالطاغوت} [وَفِي سُورَة النِّسَاء: {يُقَاتلُون فِي سَبِيل الطاغوت} ] ، وَفِي الْمَائِدَة: { (وَجعل مِنْهُم القردة والخنازير} وَعبد الطاغوت} . وَالثَّالِث: كَعْب بن الْأَشْرَف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَالَّذين كفرُوا أولياؤهم الطاغوت} ، (وَفِي سُورَة النِّسَاء: {يُؤمنُونَ بالجبت والطاغوت} {وفيهَا} (ويريدون أَن يتحاكموا إِلَى الطاغوت} . (194 - بَاب الطَّعَام} الطَّعَام: اسْم للمأكول. يُقَال: طعمت الشَّيْء طعما. واستطعم فلَان الحَدِيث: إِذا أَرَادَ أَن يحدثه، وَفِي الحَدِيث: (إِذا استطعمكم

الإِمَام فأطعموه} . يَقُول: إِذا استفتح فافتحوا عَلَيْهِ. وَالْإِطْعَام: يَقع فِي كل مَا يطعم، حَتَّى المَاء. قَالَ (الله) تَعَالَى: {وَمن لم يطعمهُ فَإِنَّهُ مني} ، وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي زَمْزَم: {فَإِنَّهَا طَعَام طعم، شِفَاء سقم} } . وَيُقَال: رجل طاعم، أَي: حسن الْحَال فِي الْمطعم. وَرجل مطعام: كثير الْقرى. ومطعم: كثير الْأكل. ومطعم: مَرْزُوق. والطعمة: المأكلة. وَيُقَال للقوس المطعمة. (84 / ب) لِأَنَّهَا تطعم صَاحبهَا الصَّيْد، قَالَ ذُو الرمة: - (وَفِي الشمَال من الشريان مطعمة ... كبراء وَفِي عجسها عطف وتقويم) وَيُقَال: أطعمت النَّخْلَة: أدْرك ثَمَرهَا. والتطعم: التذوق. يُقَال: تطعم تطعم، أَي: ذُقْ تشته. فالطعم: عرض يدْرك بالذوق وَيُقَال: فلَان خَبِيث الطعمة: إِذا كَانَ رَدِيء الْكسْب. وَيُقَال: ادن فاطعم، فَيَقُول: مَا لي طعم. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الطَّعَام فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: -

باب الطغيان

أَحدهَا: [كل] مَا يطعم مِنْهُ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {وَهُوَ يطعم لَا يطعم} ، وَفِي الْأَحْزَاب: {فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشرُوا} ، وَفِي قُرَيْش: {الَّذِي أطْعمهُم من جوع} . وَالثَّانِي: السّمك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي الْمَائِدَة) : {أحل لكم صيد الْبَحْر وَطَعَامه} . وَالثَّالِث: الذَّبَائِح. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {وَطَعَام الَّذين أُوتُوا الْكتاب حل لكم وطعامكم حل لَهُم} . وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَمن لم يطعمهُ فَإِنَّهُ مني} ، وَفِي الْمَائِدَة: {لَيْسَ على الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات جنَاح فِيمَا طعموا} ، أَرَادَ: شربوا من الْخمر قبل تَحْرِيمهَا. (195 - بَاب الطغيان) الطغيان: مُجَاوزَة الْحَد. فَكل من جَاوز حَده فِي الْعِصْيَان: طاغ. وطغى السَّيْل: إِذا جَاءَ بِمَاء كثير وطغى الْبَحْر: هَاجَتْ أمواجه. وطغى الدَّم: تبيغ

قَالَ الْخَلِيل: الطغيان والطغوان لُغَة. وَالْفِعْل: طغيت وطغوت. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الطغيان فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه. أَحدهَا: الضلال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {ويمدهم فِي طغيانهم يعمهون} ، وَفِي يُونُس: {فَنَذر الَّذين لَا يرجون لقاءنا فِي طغيانهم يعمهون} ، وَفِي ص: {وَإِن للطاغين لشر مآب} ، وَفِي (85 / أ) الصافات: {بل كُنْتُم قوما طاغين} ، وَفِي قَاف: {رَبنَا مَا أطغيته} ، وَفِي عَم يتساءلون: {للطاغين مآبا} . وَالثَّانِي: الْعِصْيَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الحاقة] : {إِنَّا لما طَغى المَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَة} .

باب الطائفة

وَالرَّابِع: الظُّلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الرَّحْمَن: {أَلا تطغوا فِي الْمِيزَان} . (196 - بَاب الطَّائِفَة) قَالَ ابْن قُتَيْبَة: الطَّائِفَة الْقطعَة من الشَّيْء وَقد تكون الطَّائِفَة وَاحِدًا واثنين وَثَلَاثًا وَأكْثر. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الطَّائِفَة فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: الْجَمَاعَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الحجرات: {وَإِن طَائِفَتَانِ من الْمُؤمنِينَ اقْتَتَلُوا} . وَالثَّانِي: الْمُؤْمِنُونَ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {يغشى طَائِفَة مِنْكُم وَطَائِفَة} . وَالثَّالِث: المُنَافِقُونَ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {وَطَائِفَة قد أهمتهم أنفسهم} ، يَعْنِي: الْمُنَافِقين، وَقيل الَّذين غشاهم النعاس من الْمُؤمنِينَ سَبْعَة وَالَّذين اهمتهم أنفسهم [من الْمُنَافِقين) ثَلَاثَة وَالْأول [أصح] . وَالرَّابِع: ثَلَاثَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النُّور: (وليشهد عذابهما

باب الطواف ب

طَائِفَة من الْمُؤمنِينَ} ، قَالَه: الزُّهْرِيّ. وَالْخَامِس: رجل وَاحِد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {إِن نعف عَن طَائِفَة مِنْكُم (نعذب طَائِفَة} } ، وَفِي اسْم هَذَا الرجل قَولَانِ: أَحدهمَا: الجهير. وَالثَّانِي: مخشي، كَانَ يمشي مَعَ رجلَيْنِ من الْمُنَافِقين وهما يستهزآن برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَضَحِك فَلَمَّا اطلع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على حَالهم قَالَ: " وَالله مَا تَكَلَّمت بِشَيْء وَإِنَّمَا ضحِكت تَعَجبا من قَوْلهم "، فَنزلت هَذِه الْآيَة. (197 - بَاب الطّواف (85 / ب)) الطّواف بالشَّيْء: اسْتِيعَاب نواحيه بالسعي حوله. تَقول: طفت بِالْبَيْتِ: إِذا درت حوله. والطائف فِي اللُّغَة. والطائف: أَيْضا مَا طَاف بالإنس [وَالْجِنّ] من الْجنان. وَذكر بعض الْمُفَسّرين ان الطّواف فِي الْقُرْآن على سِتَّة أوجه: - أَحدهَا: الطّواف بِالْبَيْتِ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {أَن طهرا بَيْتِي للطائفين} ، وَفِي الْحَج: {وطهر بَيْتِي [للطائفين] } .

باب الطيبات

وَالثَّانِي: السَّعْي (بَين الصَّفَا والمروة) . وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {فَلَا جنَاح عَلَيْهِ أَن يطوف بهما} . (وَالثَّالِث) : الجولان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الرَّحْمَن: {يطوفون بَينهَا وَبَين حميم آن} . وَالرَّابِع: الْخدمَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الطّور: {وَيَطوف عَلَيْهِم غلْمَان لَهُم} ، أَي: يخدمونهم. وَالْخَامِس: نَار محرقة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي نون: {فَطَافَ عَلَيْهَا طائف من رَبك} . وَالسَّادِس: الوسوسة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {إِذا مسهم طائف من الشَّيْطَان تَذكرُوا} . (198 - بَاب الطَّيِّبَات) الطَّيِّبَات: جمع طيب. وَالطّيب: ضد الْخَبيث. وَيُقَال: كل مَا يلذ للنَّفس طيب. فَيُقَال: للطعام الملذ: طيب. وللريح الملذة: طيبَة. ويستعار فِيمَا لَا اثم فِيهِ. فَيُقَال: هَذَا كسب طيب، أَي: حَلَال.

ذكر أهل التَّفْسِير أَن الطَّيِّبَات فِي الْقُرْآن على سَبْعَة أوجه: - أَحدهَا: الْحَلَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {كلوا من طَيّبَات مَا رزقناكم واشكروا لله} ، وَفِي الْأَعْرَاف: {والطيبات من الرزق} . وَالثَّانِي: الْمَنّ والسلوى. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْبَقَرَة: {وأنزلنا عَلَيْكُم الْمَنّ والسلوى كلوا من طَيّبَات مَا رزقناكم} ، وَفِي يُونُس: {وَلَقَد بوأنا بني إِسْرَائِيل مبوأ صدق ورزقناهم من الطَّيِّبَات} . وَفِي الجاثية: {وَلَقَد آتَيْنَا بني إِسْرَائِيل الْكتاب وَالْحكم والنبوة ورزقناهم من الطَّيِّبَات} . (86 / أ) . وَالثَّالِث: الشحوم وَلُحُوم كل ذِي ظفر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {فبظلم من الَّذين هادوا حرمنا عَلَيْهِم طَيّبَات أحلّت لَهُم} ، وَفِي الْأَعْرَاف: {وَيحل لَهُم الطَّيِّبَات وَيحرم عَلَيْهِم الْخَبَائِث} ) . وَالرَّابِع: الذَّبَائِح. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: (قل أحل لكم

باب الطهارة الطهارة في الأصل الوضاءة والنظافة يقال من ذلك تطهر يتطهر فهو متطهر ومطهر فيدغم التاء في الطاء لقرب مخرجيهما والطهور الماء قال ثعلب الطهور الطاهر في نفسه المطهر لغيره ويقال فلان طاهر الثياب إذا

الطَّيِّبَات) {وفيهَا} (الْيَوْم أحل لكم الطَّيِّبَات} . وَالْخَامِس: الْغَنِيمَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْفَال: {فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطَّيِّبَات} . وَالسَّادِس: الْحسن من الْكَلَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النُّور: {والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات} . وَالسَّابِع: أَنْوَاع الطَّيِّبَات على الاطلاق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {لَا تحرموا طَيّبَات مَا أحل الله لكم} ، وَفِي الْمُؤمنِينَ: {يَا أَيهَا الرُّسُل كلوا من الطَّيِّبَات} . (199 - بَاب الطَّهَارَة} الطَّهَارَة: فِي الأَصْل الْوَضَاءَة والنظافة. يُقَال من ذَلِك تطهر يتَطَهَّر فَهُوَ متطهر ومطهر فيدغم التَّاء فِي الطَّاء لقرب مخرجيهما. وَالطهُور: المَاء. قَالَ ثَعْلَب: الطّهُور: الطَّاهِر فِي نَفسه المطهر لغيره. وَيُقَال: فلَان طَاهِر الثِّيَاب إِذا كَانَ نقيا من الدنس والوسخ.

وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الطَّهَارَة فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة عشر وَجها: - أَحدهَا: انْقِطَاع دم الْحيض. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَلَا تقربوهن حَتَّى يطهرن} . وَالثَّانِي: الِاغْتِسَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْبَقَرَة] : {فَإِذا تطهرن فأتوهن} ، وَفِي الْمَائِدَة: {وَإِن كُنْتُم جنبا فاطهروا} . وَالثَّالِث: الِاسْتِنْجَاء بِالْمَاءِ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {فِيهِ رجال يحبونَ أَن يَتَطَهَّرُوا} ، وَنزلت فِي أهل قبَاء وَكَانُوا يستعملون المَاء فِي الِاسْتِنْجَاء. وَالرَّابِع: الطَّهَارَة من جَمِيع الْأَحْدَاث والأقذار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْفَال: (86 / أ) {وَينزل عَلَيْكُم من السَّمَاء مَاء ليطهركم بِهِ} . وَالْخَامِس: السَّلامَة من سَائِر المستقذرات. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي

الْبَقَرَة: {وَلَهُم فِيهَا أَزوَاج مطهرة} ، (وَفِي آل عمرَان: {وَأَزْوَاج مطهرة} ) . وَالسَّادِس: التَّنَزُّه عَن إتْيَان الرِّجَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّمْل: {أخرجُوا آل لوط من قريتكم إِنَّهُم أنَاس يتطهرون} . وَالسَّابِع: الطَّهَارَة من الذُّنُوب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {خُذ من أَمْوَالهم صَدَقَة تطهرهُمْ وتزكيهم بهَا} ، وَفِي المجادلة: {فقدموا بَين يَدي نَجوَاكُمْ صَدَقَة ذَلِك خير لكم وأطهر} . وَالثَّامِن: الطَّهَارَة من الْأَوْثَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {أَن طهرا بَيْتِي للطائفين} ، وَمثلهَا فِي الْحَج. وَالتَّاسِع: الطَّهَارَة من الشّرك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي عبس: {مَرْفُوعَة مطهرة} ، وَفِي لم يكن: {يَتْلُوا صحفا مطهرة} . والعاشر: الْحَلَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هن أطهر لكم} ، أَي: أحل. وَالْحَادِي عشر: طَهَارَة الْقلب من الرِّيبَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي

الْبَقَرَة: {ذَلِكُم أزكى لكم وأطهر} ، يُرِيد أطهر لقلب الرجل وَالْمَرْأَة من الرِّيبَة. (وَفِي الْأَحْزَاب: {ذَلِكُم أطهر لقلوبكم وقلوبهن} ، أَي من الرِّيبَة والدنس) . وَالثَّانِي عشر: التَّقْصِير. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي المدثر) : {وثيابك فطهر} ، أَي: فقصر، لِأَن تَقْصِير الثِّيَاب تطهيرها. وَالثَّالِث عشر: الطَّهَارَة من الْفَاحِشَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {يَا مَرْيَم إِن الله اصطفاك وطهرك} .

كتاب الظاء

(" كتاب الظَّاء ") وَهُوَ أَرْبَعَة أَبْوَاب: (200 - بَاب الظُّلُمَات) الظُّلُمَات: جمع ظلمَة. قَالَ شَيخنَا عَليّ بن عبيد الله: وَالْأَصْل فِي الظلمَة: اسوداد (87 / أ) اللَّيْل. فَإِنَّهُ إِذا عدم نور النَّهَار وَغَيره من الْأَنْوَار اسود الْأُفق بتكاثف الْهَوَاء الراكد، وَلِهَذَا إِذا اشتدت الْحجب على الْهَوَاء الراكد، كَانَ الظلام أَكثر وَأَشد، والظلمة: ذَات يخلقها الله تَعَالَى. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الظُّلُمَات فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: احدها: الشّرك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {الله ولي الَّذين آمنُوا يخرجهم من الظُّلُمَات إِلَى النُّور} ، وَفِي إِبْرَاهِيم: {أَن أخرج قَوْمك من الظُّلُمَات إِلَى النُّور} .

باب الظن

وَالثَّانِي: الْأَهْوَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {قل من ينجيكم من ظلمات الْبر وَالْبَحْر} ، وَفِي النَّمْل: {أَمن يهديكم فِي ظلمات الْبر وَالْبَحْر} . وَالثَّالِث: الظُّلُمَات الْمَعْرُوفَة الَّتِي هِيَ ضد الْأَنْوَار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {وَجعل الظُّلُمَات والنور} ، وَفِي الْأَنْبِيَاء: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَات} يَعْنِي ظلمَة اللَّيْل، وظلمة المَاء، وظلمة بطن الْحُوت وَقد قيل فِي قَوْله: {وَجعل الظُّلُمَات والنور} إِنَّمَا أَرَادَ بِهِ اللَّيْل فجعلوه وَجها رَابِعا، وَهُوَ وان أُرِيد بِهِ اللَّيْل لم يخرح عَمَّا ذَكرْنَاهُ. (201 - بَاب الظَّن) الظَّن فِي الأَصْل: قُوَّة أحد الشَّيْئَيْنِ على نقيضه فِي النَّفس. وَالْفرق بَينه وَبَين الشَّك. أَن الشَّك: التَّرَدُّد فِي أَمريْن لَا مزية لاحدهما على الآخر. والتظني: اعمال الظَّن. وَالْأَصْل: التظنن. والظنون: الْقَلِيل الْخَيْر. ومظنة الشَّيْء: مَوْضِعه ومألفه. والظنة: التُّهْمَة. [والظنين: الْمُتَّهم] .

وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الظَّن فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: أَحدهَا: الشَّك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {إِن هم إِلَّا يظنون} وَفِي الجاثية: {إِن نظن إِلَّا ظنا} . وَالثَّانِي: الْيَقِين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {الَّذين يظنون أَنهم ملاقوا رَبهم} ، وفيهَا: (87 / ب) {قَالَ الَّذين يظنون أَنهم ملاقوا الله} ، وفيهَا: {إِن ظنا أَن يُقِيمَا حُدُود الله} ، وَفِي ص: {وَظن دَاوُد أَنما فتناه} ، وَفِي سُورَة الحاقة: {إِنِّي ظَنَنْت أَنِّي ملاق حسابيه} . وَالثَّالِث: التُّهْمَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: [فِي التكوير] : {وَمَا هُوَ على الْغَيْب بظنين} ، أَي بمتهم. وَالرَّابِع: الحسبان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي حم السَّجْدَة: (وَلَكِن ظننتم أَن الله لَا يعلم كثيرا مِمَّا تَعْمَلُونَ وذلكم ظنكم الَّذِي ظننتم

باب الظلم

بربكم أرداكم} ، وَفِي الانشقاق: {إِنَّه ظن أَن لن يحور} ، أَي: حسب. وَالْخَامِس: الْكَذِب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي النَّجْم] : {إِن يتبعُون إِلَّا الظَّن وَإِن الظَّن لَا يُغني من الْحق شَيْئا} ، قَالَه الْفراء. (202 - بَاب الظُّلم) الظُّلم: التَّصَرُّف فِيمَا لَا يملك (الْمُتَصَرف وَالتَّصَرُّف) فِيهِ وَقيل: هُوَ وضع الشَّيْء فِي غير مَوْضِعه يُقَال: من أشبه أَبَاهُ فَمَا ظلم أَي: مَا وَقع الشّبَه فِي غير مَوْضِعه. وَالْأَرْض المظلومة: الَّتِي لم تحفر قطّ ثمَّ حفرت، وَذَلِكَ التُّرَاب ظليم. وظلمت فلَانا: نسبته إِلَى الظُّلم. والظلامة: مَا تطلبه من مظلمتك عِنْد الظَّالِم. وَرجل ظليم: شَدِيد الظُّلم. وَالظُّلم: بِفَتْح الظَّاء، مَاء الْأَسْنَان. وَقيل: هُوَ بريقها وصفاؤها. وَيُقَال: الزم [الطَّرِيق] وَلَا تظلمه، أَي: لَا تعدل عَنهُ.

وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الظُّلم فِي الْقُرْآن على سِتَّة أوجه: أَحدهَا: الظُّلم بِعَيْنِه. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فتكونا من الظَّالِمين} ، وَفِي آل عمرَان: {وَالله لَا يحب الظَّالِمين} ، وَفِي سُورَة النِّسَاء: {الَّذين يَأْكُلُون أَمْوَال الْيَتَامَى ظلما} . وفيهَا: {وَمن يفعل ذَلِك عُدْوانًا وظلما} ، فِي الْأَنْبِيَاء: {سُبْحَانَكَ إِنِّي كنت من الظَّالِمين} ، وَفِي حم السَّجْدَة: {وَمَا رَبك بظلام للعبيد} ، وَفِي عسق: {إِنَّمَا السَّبِيل على الَّذين يظْلمُونَ النَّاس} . وَالثَّانِي: (88 / أ) الشّرك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {الَّذين آمنُوا وَلم يلبسوا إِيمَانهم بظُلْم} ، وَفِي الْأَعْرَاف: {أَن لعنة الله على الظَّالِمين} . وَالثَّالِث: النَّقْص. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {وَلَا يظْلمُونَ فتيلا} ، وَفِي الْكَهْف: {آتت أكلهَا وَلم تظلم مِنْهُ شَيْئا} [وَفِي

باب الظهور

الْأَنْبِيَاء: {فَلَا تظلم نفس شَيْئا} ] . وَالرَّابِع: الْجحْد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يظْلمُونَ} ، وفيهَا: {ثمَّ بعثنَا من بعدهمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْن وملئه فلموا بهَا} ، وَفِي بني إِسْرَائِيل: {وآتينا ثَمُود النَّاقة مبصرة فظلموا بهَا} . وَالْخَامِس: السّرقَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {وَالسَّارِق والسارقة فَاقْطَعُوا أَيْدِيهِمَا جَزَاء بِمَا} إِلَى قَوْله: {فَمن تَابَ من بعد ظلمه} ، أَي: بعد سَرقته. وَفِي يُوسُف: {من وجد فِي رَحْله فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِك نجزي الظَّالِمين} ، يَعْنِي السارقين. وَالسَّادِس: الاضرار بِالنَّفسِ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَمَا ظلمونا وَلَكِن كَانُوا أنفسهم يظْلمُونَ} ، وَفِي الْأَعْرَاف: {وَمَا ظلمونا وَلَكِن كَانُوا أنفسهم يظْلمُونَ} ، وَفِي هود: {وَمَا ظلمناهم} وَلَكِن ظلمُوا أنفسهم} . (203 - بَاب الظُّهُور) الظُّهُور: ضد الخفاء. وَالظّهْر: الْغَلَبَة. وَتقول الْعَرَب: أظهرنَا: إِذا جَاءَ وَقت الظّهْر. وَظَهَرت على الشَّيْء: اطَّلَعت عَلَيْهِ. والظهري: كل

شَيْء تَجْعَلهُ يظْهر. أَي: تنساه. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {واتخذتموه وراءكم ظهريا} ، وَقَالَ الفرزدق: (تَمِيم بن قيس لَا تكونن حَاجَتي ... بِظهْر وَلَا يعيا عَليّ جوابها) وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الظُّهُور فِي الْقُرْآن على سَبْعَة أوجه: أَحدهَا: الإبداء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النُّور: {وَلَا يبدين زينتهن إِلَّا مَا ظهر مِنْهَا} ، وَفِي الْمُؤمن (88 / ب) : {أَو أَن يظْهر فِي الأَرْض الْفساد} ، وَفِي الرّوم: {ظهر الْفساد فِي الْبر وَالْبَحْر} . وَالثَّانِي: الِاطِّلَاع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي الْكَهْف) : {إِنَّهُم إِن يظهروا عَلَيْكُم يرجموكم} ، وَفِي التَّحْرِيم: {وأظهره الله عَلَيْهِ} ، وَفِي سُورَة الْجِنّ: {فَلَا يظْهر على غيبه أحدا} .

وَالثَّالِث: الارتقاء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {فَمَا اسطاعوا أَن يظهروه} ، وَفِي الزخرف: {ومعارج عَلَيْهَا يظهرون} . وَالرَّابِع: الْعُلُوّ والقهر. وَمِنْه قَوْله تعلى فِي بَرَاءَة: {لِيظْهرهُ على الدّين كُله} ، وَفِي الْمُؤمن: {لكم الْملك الْيَوْم ظَاهِرين فِي الأَرْض} ، وَفِي الصَّفّ: {فَأَصْبحُوا ظَاهِرين} . وَالْخَامِس: الْبطلَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرَّعْد: {أم بِظَاهِر من القَوْل} . وَالسَّادِس: الظُّهُور الَّتِي يقابلها الصدود. وَمِنْه قله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {فنبذوه وَرَاء ظُهُورهمْ} ، وَفِي هود: {واتخذتموه وراءكم ظهريا} ، وَهَذَا مثل ضربه الله [تَعَالَى] لَهُم إِذْ لم يعملوا بِهِ. وَفِي الانشراح: {الَّذِي أنقض ظهرك} . وَالسَّابِع: الدُّخُول فِي وَقت الظّهْر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النُّور: {وَحين تضعون ثيابكم من الظهيرة} ، وَفِي الرّوم: {وعشيا وَحين تظْهرُونَ} .

كتاب العين

" كتاب الْعين " وَهُوَ أَرْبَعَة عشر بَابا: (أَبْوَاب الْوَجْهَيْنِ) (204 - بَاب الْعِبَادَة) الأَصْل فِي الْعِبَادَة: الذل. يُقَال: طَرِيق معبد، أَي: مذلل. وَعبادَة الله تَعَالَى: الذل لَهُ بالانقياد لما أَمر والانتهاء عَمَّا نهى. وحد بَعضهم الْعِبَادَة فَقَالَ: هِيَ الْأَفْعَال الْوَاقِعَة على نِهَايَة مَا يُمكن من التذلل والخضوع، والمجاوزة لتذلل بعض الْعباد لبَعض. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْعِبَادَة فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: أَحدهمَا: التَّوْحِيد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {واعبدوا الله وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا} ، أَي: وحدوه (89 / أ) وَفِي الْمُؤمنِينَ: {أَن اعبدوا الله مَا لكم من إِلَه غَيره} ، وَفِي الْأَنْبِيَاء: (وَكَانُوا لنا

باب العدوان

عابدين} ، وَفِي سُورَة نوح: {أَن اعبدوا الله واتقوه} ، كَذَلِك كل مَا ورد فِي دُعَاء الْأَنْبِيَاء قَومهمْ. وَالثَّانِي: الطَّاعَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَصَص: {تبرأنا إِلَيْك مَا كَانُوا إيانا يعْبدُونَ} ، وَفِي يس: {أَن لَا تعبدوا الشَّيْطَان} ، وَفِي سبأ: {أَهَؤُلَاءِ إيَّاكُمْ كَانُوا يعْبدُونَ} . (205 - بَاب الْعدوان) الْعدوان: الظُّلم الصراح. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَنه فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: أَحدهمَا: مَا ذكرنَا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {تظاهرون عَلَيْهِم بالإثم والعدوان} ، وَفِي الْمَائِدَة: {وَلَا تعاونوا على الْإِثْم والعدوان} . وَالثَّانِي: السَّبِيل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْبَقَرَة] : (فَلَا عدوان

باب العورة

إِلَّا على الظَّالِمين} ، وَفِي الْقَصَص: {أَيّمَا الْأَجَليْنِ قضيت فَلَا عدوان عَليّ وَالله على مَا نقُول وَكيل} . (206 - بَاب الْعَوْرَة) الْعَوْرَة: مَا يكره ظُهُورهَا فِي الْعَادة، وَيحرم فِي الشَّرْع. والعور: الْعَيْب، وَمِنْه: الْعين العوراء، وَيُقَال: عارت الْعين، وعورت، واعورت: إِذا ذهب بصرها، وَقد عرت عينه: إِذا صيرتها عوراء. والعوراء: الْكَلِمَة تهوي فِي غير عقل وَلَا رشد. وكل مَا يستحى مِنْهُ عَورَة. وَسميت سوءة الْإِنْسَان: عَورَة، لِأَن إظهارها عيب شرعا وَعرفا. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْعَوْرَة فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: الْعَوْرَة الْمَعْرُوفَة من بني آدم الَّتِي أَمر بسترها. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النُّور: {أَو الطِّفْل الَّذين لم يظهروا على عورات النِّسَاء} . وَالثَّانِي: الْخلْوَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النُّور: (ثَلَاث عورات

أبواب الثلاثة والأربعة

لكم} ، أَي: ثَلَاث أَوْقَات خلْوَة. وَفِي الْأَحْزَاب: {يَقُولُونَ إِن بُيُوتنَا عَورَة وَمَا هِيَ بِعَوْرَة} . (89 / ب) أَي: خَالِيَة من الرِّجَال. (" أَبْوَاب الثَّلَاثَة وَالْأَرْبَعَة ") (207 - بَاب الْعِزَّة) ذكر أَبُو سُلَيْمَان الدِّمَشْقِي: ان أصل الْعِزَّة: الشدَّة. وَمِنْه قَوْلهم: عز عَليّ، إِنَّمَا هُوَ: اشْتَدَّ عَليّ هَذَا الْأَمر. ذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْعِزَّة فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: العظمة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الشُّعَرَاء: {وَقَالُوا بعزة فِرْعَوْن (إِنَّا لنَحْنُ الغالبون} } ، وَفِي ص: {قَالَ فبعزتك لأغوينهم أَجْمَعِينَ} . وَالثَّانِي: المنعة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {أيبتغون عِنْدهم الْعِزَّة فَإِن الْعِزَّة لله جَمِيعًا} . وَالثَّالِث: الحمية. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: ((وَإِذا قيل لَهُ اتَّقِ

باب العزيز

الله) أَخَذته الْعِزَّة بالإثم} ، وَفِي ص: {بل الَّذين كفرُوا فِي عزة وشقاق} . (208 - بَاب الْعَزِيز) قَالَ أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ: الْعَزِيز: المنيع الَّذِي لَا يغلب. والعز فِي كَلَام الْعَرَب على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: الْغَلَبَة. وَمِنْه قَوْلهم: من عز بز، أَي: من غلب سلب. يُقَال مِنْهُ: عز يعز - بِضَم الْعين - من يعز، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وعزني فِي الْخطاب} . وَالثَّانِي: بِمَعْنى الشدَّة وَالْقُوَّة. وَيُقَال مِنْهُ: عز يعز، - بِفَتْح الْعين - من يفعل. وَالثَّالِث: أَن يكون بِمَعْنى نفاسة الْقدر يُقَال مِنْهُ عز الشَّيْء يعز - بِكَسْر الْعين - من يعز. [إِنَّمَا قَالَ - بِكَسْر الْعين - لِأَن الْقَاعِدَة الصرفية أَن الثلاثي المضعف إِن كَانَ لَازِما تكسر فِيهِ عين الْفِعْل، نَحْو فر يفر. فَإِن كَانَ مُتَعَدِّيا تضم، نَحْو عد يعد] . ويتأول الْعَزِيز الَّذِي

باب العفو

هُوَ اسْم الله تَعَالَى على هَذَا، لِأَنَّهُ الَّذِي لَا يعادله شَيْء وَلَا مثل لَهُ وَلَا نَظِير. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْعَزِيز فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: الْقوي الْمُمْتَنع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْفَتْح: {وَكَانَ الله عَزِيزًا حكيما} ، وَفِي الْمُنَافِقين: {ليخرجن الْأَعَز مِنْهَا الْأَذَل} . وَالثَّانِي: الْعَظِيم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {وَمَا (90 / أ} أَنْت علينا بعزيز} ، وَفِي يُوسُف: {قَالَت امْرَأَة الْعَزِيز} ، وفيهَا: {يَا أَيهَا الْعَزِيز} ، وَفِي النَّمْل: {وَجعلُوا أعزة أَهلهَا أَذِلَّة} . وَالثَّالِث: الشَّديد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي إِبْرَاهِيم: {وَمَا ذَلِك على الله بعزيز} ، [قَوْله بعزيز أَي: شَدِيد أَو شاق] ، وَفِي بَرَاءَة: {عَزِيز عَلَيْهِ مَا عنتم} . (209 - بَاب الْعَفو) الْعَفو: يُقَال وَيُرَاد بِهِ الصفح. وَمِنْه عَفْو الله [تَعَالَى] عَن عَبده. وَيُقَال وَيُرَاد بِهِ: زَوَال الْأَثر. يُقَال: عفت الديار، إِذا غطى التُّرَاب أَثَرهَا فخفيت.

قَالَ ابْن فَارس: وَالْعَفو: حَلَال المَال وطيبه. والعفاة: طلاب الْمَعْرُوف. وأعطيته عفوا من غير مَسْأَلَة. وعفاه واعتفاه: إِذا طلب مَا عِنْده. وعفو المَال: فاضله عَن النَّفَقَة. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْعَفو فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: الصفح وَالْمَغْفِرَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {وَلَقَد عَفا الله عَنْهُم} ، وَفِي بَرَاءَة: {عَفا الله عَنْك} . وَالثَّانِي: التّرْك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {إِلَّا أَن يعفون أَو يعْفُو الَّذِي بِيَدِهِ عقدَة النِّكَاح} ، أَرَادَ: ترك الْمهْر. وَهَذَا قريب من معنى الأول. وَالثَّالِث: الْفَاضِل من المَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {ويسألونك مَاذَا يُنْفقُونَ قل الْعَفو} ، وَفِي الْأَعْرَاف: ( {خُذ الْعَفو} . وَالرَّابِع: الْكَثْرَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) [فِي الْأَعْرَاف] : {ثمَّ بدلنا مَكَان السَّيئَة الْحَسَنَة حَتَّى عفوا} ، أَي: كَثُرُوا، قَالَه: أَبُو عُبَيْدَة.

باب عن

(210 - بَاب عَن) قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: معنى " عَن " الْمُجَاوزَة تَقول: بَلغنِي عَنْك كَلَام، أَي: جاوزك إِلَيّ كَلَام. وانصرفت عَن زيد، أَي: جاوزته إِلَى غَيره. وَهِي حرف مَا لم يدْخل عَلَيْهَا " من " فَإِذا دخلت عَلَيْهَا " من " كَانَت اسْما لِأَن حرف الْجَرّ لَا يدْخل على مثله تَقول: أَخَذته من عَن يَمِينك. (90 / ب) . قَالَ الشَّاعِر: - (من عَن يَمِيني مرّة وأمامي) وَقد تكون بِمَعْنى " بعد " كَقَوْلِه: " لتركبن طبقًا عَن طبق ". وسادوك كَابِرًا عَن كَابر. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَنه فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: صلَة فِي الْكَلَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {يَسْأَلُونَك عَن الْأَنْفَال} ،.

أبواب الخمسة

وَالثَّانِي: بِمَعْنى " الْبَاء " وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {وَمَا نَحن بتاركي آلِهَتنَا عَن قَوْلك} ، وَفِي النَّجْم: {وَمَا ينْطق عَن الْهوى} . وَالثَّالِث: بِمَعْنى " من ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي يقبل التَّوْبَة عَن عباده} . وَالرَّابِع: بِمَعْنى " على ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَمن يبخل فَإِنَّمَا يبخل عَن نَفسه} . (" أَبْوَاب الْخَمْسَة ") (211 - بَاب الْعدْل) الْعدْل: الْإِنْصَاف وَالْحق. وضده: الْجور. وَيُقَال للمرضي من النَّاس: عدل. فَيُقَال: رجل عدل، ورجلان عدل، وَرِجَال عدل. لَا يثنى وَلَا يجمع وَلَا يؤنث، لِأَنَّهُ مصدر وَالْعدْل: الْمثل. وَبسط الْوَالِي عدله ومعدلته وَعدلت الشَّيْء فاعتدل، أَي: قومته

فاستقام. وَالْعدْل: الْفِدَاء، (فِي قَوْلهم) : " لَا يقبل الله صرفا وَلَا عدلا ". وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْعدْل فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: الْفِدَاء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَلَا يُؤْخَذ مِنْهَا عدل} ، وَفِي الْأَنْعَام: {وَإِن تعدل كل عدل لَا يُؤْخَذ مِنْهَا} . وَالثَّانِي: الْإِنْصَاف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {فَإِن خِفْتُمْ أَن لَا تعدلوا فَوَاحِدَة} ، وفيهَا: {وَلنْ تستطيعوا أَن تعدلوا بَين النِّسَاء وَلَو حرصتم} . وَالثَّالِث: الْقيمَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {أَو عدل ذَلِك صياما} ، أَرَادَ: أَو قيمَة ذَلِك بصيام [عَنهُ] . وَالرَّابِع: الشّرك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {ثمَّ الَّذين كفرُوا برَبهمْ يعدلُونَ} .

باب على

وَالْخَامِس: التَّوْحِيد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {إِن الله يَأْمر بِالْعَدْلِ (91 / أ} وَالْإِحْسَان} ، قيل أَرَادَ بِالْعَدْلِ: كلمة التَّوْحِيد، وَهِي لَا إِلَه إِلَّا الله. (212 - بَاب " على ") قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: " على " تسْتَعْمل اسْما وفعلا وحرفا. فَإِذا كَانَت عبارَة عَن شخص فَهِيَ اسْم (وَتدْخل عَلَيْهَا عَلَامَات السَّمَاء. تَقول: جَاءَنِي علا، وَرَأَيْت علا، ومررت بعلا. وَإِذا كَانَت بِمَعْنى فَوق فَهِيَ اسْم أَيْضا. تَقول: جِئْت من عَلَيْهِ، كَمَا يُقَال: جِئْت من فَوْقه. قَالَ الشَّاعِر: - (غَدَتْ من عَلَيْهِ بَعْدَمَا تمّ ظمؤها) وَقَالَ الآخر: - (فَهِيَ تنوش الْحَوْض نوشا من علا) وَإِذا كَانَت مُشْتَقَّة من مصدر ودلت على زمَان مَخْصُوص فَهِيَ فعل تَقول: علا يَعْلُو علوا فَهُوَ عَال. وَعلا الْحَائِط، كَمَا تَقول ارْتَفع الْحَائِط.

وَمَا عدا هذَيْن الْمَوْضِعَيْنِ فَهِيَ حرف يجر مَا بعْدهَا. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن " على " فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: بِمَعْنى فَوق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي طه] : {الرَّحْمَن على الْعَرْش اسْتَوَى} . وَالثَّانِي: بِمَعْنى الشَّرْط. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَصَص: {على أَن تَأْجُرنِي ثَمَانِي حجج} . وَالثَّالِث: بِمَعْنى الضَّمَان والالتزام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي النَّحْل] : {وعَلى الله قصد السَّبِيل} وَالرَّابِع: بِمَعْنى " من ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي المطففين: {الَّذين إِذا اكتالوا على النَّاس يستوفون} . قَالَ ابْن قُتَيْبَة: وَمثله: {من الَّذين اسْتحق عَلَيْهِم الأوليان} ، أَي: اسْتحق مِنْهُم. وَالْخَامِس: بِمَعْنى " فِي " وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْبَقَرَة] :

باب العين

(وَاتبعُوا مَا تتلوا الشَّيَاطِين على ملك سُلَيْمَان} ، قَالَه الْمبرد. (213 - بَاب الْعين) الْعين: من الْأَسْمَاء الْمُشْتَركَة، وَالْأَصْل فِيهَا: الْعين الباصرة. ثمَّ هِيَ بِالْوَضْعِ الْعرفِيّ منقولة إِلَى مَوَاضِع، فَيُقَال الْعين: (وَيُرَاد بهَا الذَّات) وَيُقَال الْعين: وَيُرَاد بهَا منابع المَاء. وَيُقَال: فِي غير ذَلِك (91 / ب) . وَالْمَاء الْمعِين: الظَّاهِر للعيون. وأعيان الْقَوْم: أَشْرَافهم. وَيُقَال: أفعل ذَلِك عمد عين، إِذا تَعَمّده. وَهَذَا عبد عين أَي: يخدمك مَا دمت ترَاهُ، فَإِذا غبت عَنهُ فَلَا. وَيُقَال: لقِيت فلَانا عين عَنهُ، أَي: أعيانا، وَيُقَال: عنت الرجل: أصبته بعيني. وَهُوَ معِين ومعيون، وَالْفَاعِل عائن. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْعين فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: الْعين الباصرة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {أم لَهُم أعين يبصرون بهَا} ، وَفِي الْبَلَد: {ألم نجْعَل لَهُ عينين} . وَالثَّانِي: منبع المَاء الْجَارِي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة:

أبواب ما فوق الخمسة

( {فانفجرت مِنْهُ اثْنَتَا عشرَة عينا} . وَالثَّالِث: الْحِفْظ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَمَر: {تجْرِي بأعيننا} . وَالرَّابِع: المنظر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْبِيَاء: {فَأتوا بِهِ على أعين النَّاس} ، أَي: بمنظر مِنْهُم. وَالْخَامِس: الْقلب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {الَّذين كَانَت أَعينهم فِي غطاء عَن ذكري} وَزَاد بَعضهم وَجها سادسا فَقَالَ: وَالْعين: النَّهر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هَل أَتَى: {عينا يشرب بهَا عباد الله} . (" أَبْوَاب مَا فَوق الْخَمْسَة ") (214 - بَاب الْعَالمين) قَالَ ابْن عَبَّاس: الْعَالمُونَ كل من يعقل من الْإِنْس وَالْجِنّ وَالْمَلَائِكَة. وَقَالَ فِي رِوَايَة أُخْرَى: الْعَالمُونَ كل ذِي روح. وَيُقَال

فلَان خير الْعَالم. وَيُرَاد بذلك أهل زَمَانه، وأنشدوا للبيد: - (مَا إِن رَأَيْت وَلَا سَمِعت ... بِمثلِهِ فِي العالمينا) وأنشدوا للحطيئة: - (تنحي فاجلسي منا بَعيدا ... أراح الله مِنْك العالمينا) (قَالَ شَيخنَا: فَأَما أهل النّظر، فالعالم عِنْدهم اسْم يَقع على الْكَوْن الْكُلِّي الْمُحدث (92 / أ) الْمُحِيط من فلك وسماء وَأَرْض، وَمَا بَين ذَلِك وَقد قَالَ معنى هَذَا القَوْل الزّجاج) . قَالَ شَيخنَا: وَقيل: إِن الْعَالم مُشْتَقّ مِمَّا هُوَ عَلامَة، لِأَنَّهُ دَال على خالقه. وَهَذَا يُقَوي قَول من رَآهُ وَاقعا على الْكَائِن، كُله، وَقيل: إِن اشتقاقه من الْعلم. وَهَذَا يُقَوي مَا ذَكرْنَاهُ عَن ابْن عَبَّاس. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْعَالم فِي الْقُرْآن على سِتَّة أوجه

باب العهد

أَحدهَا: كل ذِي روح. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْفَاتِحَة] : {الْحَمد لله رب الْعَالمين} . وَالثَّانِي: الْمُؤْمِنُونَ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْبِيَاء: {وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة للْعَالمين} . وَالثَّالِث: عالموا أزمانهم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَأَنِّي فضلتكم على الْعَالمين} . (وَالرَّابِع: الأضياف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الْحجر: {أولم ننهك عَن الْعَالمين} ) . وَالْخَامِس: جَمِيع أَوْلَاد آدم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْبِيَاء: {ونجيناه ولوطا إِلَى الأَرْض الَّتِي باركنا فِيهَا للْعَالمين} . وَالسَّادِس: بعض أَوْلَاد آدم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {سَلام على نوح فِي الْعَالمين} ، أَي: ثَنَاء عَلَيْهِ بعده إِلَى يَوْم الْقِيَامَة. (215 - بَاب الْعَهْد) قَالَ ابْن قُتَيْبَة: الْأمان: عهد. وَالْوَصِيَّة: عهد. وَالْيَمِين: عهد. والحفاظ: عهد. قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: " إِن حسن الْعَهْد من الْإِيمَان ". وَالزَّمَان: عهد. يُقَال: كَانَ ذَلِك بِعَهْد فلَان. وَقَالَ ابْن

فَارس: الْعَهْد: الْأمان الموثق. [وَيُقَال: عهِدت إِلَيْهِ: إِذا أوصيته، المعهد: الْمنزل] ، إِذا كَانَ مثابة. والعهد: الَّذِي يعاهدك والعهدة: وَثِيقَة الْمُتَبَايعين، وَفِي الْأَمر عُهْدَة: لم يحكم بعد. والتعهد: الاحتفاظ بالشَّيْء وتجديد الْعَهْد بِهِ. وَيَقُولُونَ: تعهدت ضيعتي وَلَا يَقُولُونَ تعاهدت. لِأَن التعاهد لَا يكون إِلَّا من اثْنَيْنِ، والعهد من الْمَطَر. (92 / أ) [ولي قد مضى قبله وَسمي لِأَنَّهُ أول مَا عهد الأَرْض] . وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْعَهْد فِي الْقُرْآن على سَبْعَة أوجه: - أَحدهَا: الْوَصِيَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {الَّذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه} ، وَفِي يس: {ألم أَعهد إِلَيْكُم يَا بني آدم} . وَالثَّانِي: الْأمان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {فَأتمُّوا إِلَيْهِم عَهدهم إِلَى مدتهم} .

باب العذاب العذاب اسم لما استمر ألمه ويقال ماء عذب إذا استمر سائغا

وَالثَّالِث: الْوَفَاء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {وَمَا وجدنَا لأكثرهم من عهد} . وَالرَّابِع: التَّوْحِيد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم: {إِلَّا من اتخذ عِنْد الرَّحْمَن عهدا} ، أَي: وَحده بقول: لَا إِلَه إِلَّا الله. وَالْخَامِس: الْيَمين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {وأوفوا بِعَهْد الله إِذا عاهدتم} ، قَالَه: ابْن قُتَيْبَة، وَقَالَ غَيره: هُوَ من المعاهدة على فعل الشَّيْء. وَالسَّادِس: الْوَحْي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وعهدنا إِلَى إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل أَن طهرا بَيْتِي} ، أَي: أَوْحَينَا. قَالَه: الْحسن. وألحقه بَعضهم بالقسم الأول، ومعناهما مُتَقَارب. وَالسَّابِع: النُّبُوَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {قَالَ لَا ينَال عهدي الظَّالِمين} . (216 - بَاب الْعَذَاب} الْعَذَاب: اسْم لما اسْتمرّ ألمه. وَيُقَال: مَاء عذب: إِذا اسْتمرّ سائغا

للشراب. وأعذب الْقَوْم: إِذا شربوا مَاء عذبا. وَالَّذِي يطْلب لَهُم المَاء العذب معذب وَقد عذب المَاء عذوبة، واستعذب الْقَوْم مَاءَهُمْ. وعذبة السَّوْط: طرفه. وعذبة الْمِيزَان: الْخَيط الَّذِي يرفع بِهِ. والعذيب: مَاء لتميم. وعاذب: مَكَان قَالَ ابْن فَارس: وأصل الْعَذَاب فِي كَلَام الْعَرَب: الضَّرْب. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْعَذَاب فِي الْقُرْآن على عشرَة أوجه: - أَحدهَا: الْحَد (93 / أ) فِي الزِّنَى. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {فعليهن نصف مَا على الْمُحْصنَات من الْعَذَاب} ، وَفِي النُّور: {وليشهد عذابهما طَائِفَة من الْمُؤمنِينَ} ، وفيهَا: {ويدرأ عَنْهَا الْعَذَاب} . وَالثَّانِي: المسخ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {وأخذنا الَّذين ظلمُوا بِعَذَاب بئيس} ، أَرَادَ: مسخهم قرودا وَخَنَازِير. وَالثَّالِث: هَلَاك المَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي نون والقلم: {كَذَلِك الْعَذَاب} .

وَالرَّابِع: الْغَرق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي نوح] : {إِنَّا أرسلنَا نوحًا إِلَى قومه أَن أنذر قَوْمك من قبل أَن يَأْتِيهم عَذَاب أَلِيم} . وَالْخَامِس: الْقَذْف والخسف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {قل هُوَ الْقَادِر على أَن يبْعَث عَلَيْكُم عذَابا من فَوْقكُم وَمن تَحت أَرْجُلكُم أَو يلْبِسكُمْ} . وَالسَّادِس: الْجُوع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمُؤمنِينَ {حَتَّى إِذا أَخذنَا مترفيهم بِالْعَذَابِ} ، وفيهَا: {حَتَّى إِذا فتحنا عَلَيْهِم بَابا ذَا عَذَاب شَدِيد} ، وَفِي الدُّخان: {رَبنَا اكشف عَنَّا الْعَذَاب إِنَّا مُؤمنُونَ} . وَالسَّابِع: الْقَتْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَشْر: {وَلَوْلَا أَن كتب الله عَلَيْهِم الْجلاء لعذبهم فِي الدُّنْيَا} ، وَفِي سَجْدَة لُقْمَان: {ولنذيقنهم من الْعَذَاب الْأَدْنَى} ، وَقيل هُوَ الْقَتْل ببدر. وَالثَّامِن: الضَّرْب المؤلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يس: {لَئِن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عَذَاب أَلِيم} . وَالتَّاسِع: نتف الريش. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّمْل: (لأعذبنه

باب العلم

عذَابا شَدِيدا} . والعاشر: تَعب الْخدمَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سبأ: {فَلَمَّا خر تبينت الْجِنّ أَن لَو كَانُوا يعلمُونَ الْغَيْب مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَاب المهين} . (217 - بَاب الْعلم) الْعلم: خَاصَّة من خَواص النَّفس. وَاخْتلف الْعلمَاء فِي حَده، فَقَالَ قوم: الْعلم (93 / ب) معرفَة الْمَعْلُوم. وأكد قوم هَذَا الْحَد بِأَن قَالُوا على مَا هُوَ بِهِ وَهُوَ حَشْو فِي الْحَد. لِأَن الْمعرفَة لَا تحصل للعارف إِلَّا إِذا تعلّقت بالمعلوم على مَا هُوَ بِهِ. وَحده آخَرُونَ فَقَالُوا: (اعْتِقَاد الْمَعْلُوم على مَا هُوَ بِهِ. وَحده آخَرُونَ فَقَالُوا:) الاحاطة بالمعلوم على مَا هُوَ بِهِ. وَحده آخَرُونَ فَقَالُوا: قَضَاء جازم فِي النَّفس. وَالْأول أشهر فِي الصِّحَّة. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْعلم فِي الْقُرْآن على أحد عشر وَجها: - أَحدهَا: الْعلم نَفسه. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: (يعلم مَا يسرون

وَمَا يعلنون إِنَّه عليم بِذَات الصُّدُور) {وَمثله} (وَهُوَ بِكُل شَيْء عليم} ، وَهُوَ عَامَّة مَا فِي الْقُرْآن. وَالثَّانِي: الرُّؤْيَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {وَلما يعلم الله الَّذين جاهدوا مِنْكُم وَيعلم الصابرين} وَفِي بَرَاءَة: {أم حسبتم أَن تتركوا وَلما يعلم الله الَّذين جاهدوا مِنْكُم} ، وَفِي سُورَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: {حَتَّى نعلم الْمُجَاهدين مِنْكُم وَالصَّابِرِينَ} . وَالثَّالِث: الْإِذْن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {فاعلموا أَنما أنزل بِعلم الله} . وَالرَّابِع: الْقُرْآن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَلَئِن اتبعت أهواءهم} {من بعد مَا جَاءَك من الْعلم} . وَالْخَامِس: الْكتاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {قل هَل عنْدكُمْ من علم فتخرجوه لنا} . وَالسَّادِس: الرَّسُول. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {وَمَا اخْتلف الَّذين أُوتُوا الْكتاب إِلَّا من بعد مَا جَاءَهُم الْعلم بغيا بَينهم} وَالسَّابِع: الْفِقْه. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْأَنْبِيَاء] : {ولوطا آتيناه حكما وعلما} {وفيهَا} (ففهمناها سُلَيْمَان وكلا آتَيْنَا حكما وعلما} ) .

وَالثَّامِن: الْعقل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَصَص: {وَقَالَ الَّذين أُوتُوا الْعلم وَيْلكُمْ ثَوَاب الله (94 / أ} خير} . وَالتَّاسِع: التَّمْيِيز. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {وليعلم الْمُؤمنِينَ} {وليعلم الَّذين نافقوا} . والعاشر: الْفضل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَصَص: {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتهُ على علم عِنْدِي} . قَالَ ابْن قُتَيْبَة: مَعْنَاهُ لفضل عِنْدِي. ويروى أَنه كَانَ أَقرَأ بني إِسْرَائِيل للتوراة الْعلم. وَالْحَادِي عشر: مَا يعده أربابه علما وان لم يكن كَذَلِك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي حم الْمُؤمن: (فرحوا بِمَا عِنْدهم من

كتاب الغين

(" كتاب الْغَيْن ") وَهُوَ أَرْبَعَة أَبْوَاب: (218 - بَاب غَد) الْغَد: هُوَ الْيَوْم الَّذِي يَلِي يَوْمك، الَّذِي أَنْت [فِيهِ] . وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَنه فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: مَا ذكرنَا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي لُقْمَان: {وَمَا تَدْرِي نفس مَاذَا تكسب غَدا وَمَا تَدْرِي نفس بِأَيّ أَرض تَمُوت} . وَالثَّانِي: يَوْم الْقِيَامَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَمَر: {سيعلمون غَدا من الْكذَّاب الأشر} . (219 - بَاب الْغم) الْغم: حزن يُغطي على الْقلب، وَحده بَعضهم فَقَالَ: الْغم: حَال

باب الغلبة

مؤذية للنَّفس سريعة الزَّوَال. وَالْفرق بَينه بَين الْخَوْف، (أَن الْخَوْف) مجاهدة الْأَمر الْمخوف قبل وُقُوعه - وَالْغَم مَا يلْحق الْإِنْسَان من وُقُوعه بِهِ، والهموم: غموم مترادفة متأكدة الزَّمَان عسرة الِانْصِرَاف. وَيُقَال: غممت الشَّيْء، إِذا غطيته. والغمم: أَن يُغطي الشّعْر الْقَفَا والجبهة، يُقَال: رجل أغم وجبهة غماء. واشتقاق الْغَمَام من التغطية، وَعم الْهلَال إِذا لم ير. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْغم فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: الْغم نَفسه. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {فأثابكم غما بغم} . وَالثَّانِي: الْقَتْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (94 / ب) . فِي طه: {فنجيناك من الْغم وَفَتَنَّاك فُتُونًا} . (220 - بَاب الْغَلَبَة) الْغَلَبَة: الْقَهْر. وَيُقَال: اغلولب العشب فِي الأَرْض، إِذا بلغ كل مبلغ. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْغَلَبَة فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: -

باب الغيب

أَحدهَا: الْقَهْر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {وَالله غَالب على أمره} ، وَفِي الصافات: {وَإِن جندنا لَهُم الغالبون} . وَالثَّانِي: الْقَتْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {قل للَّذين كفرُوا ستغلبون} . وَالثَّالِث: الظُّهُور. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {قَالَ الَّذين غلبوا على أَمرهم} . وَالرَّابِع: الْهَزِيمَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْفَال: {إِن يكن مِنْكُم عشرُون صَابِرُونَ بغلبوا مئتين} ، وَفِي الرّوم: {وهم من بعد غلبهم سيغلبون} . (221 - بَاب الْغَيْب) الْغَيْب: مَا غَابَ عَنْك. يُقَال: غَابَتْ الشَّمْس مغيبا. وَغَابَتْ الْمَرْأَة، فَهِيَ مغيبة، إِذا غَابَ بَعْلهَا. وَفِي الحَدِيث: " لَا تدْخلُوا على المغيبات ". وَيُقَال: وقعنا فِي غيبَة وغيابة، أَي: فِي هبطة من الأَرْض. والغابة: الأجمة.

وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْغَيْب فِي الْقُرْآن على أحد عشر وَجها: - أَحدهَا: الله عز وَجل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْبَقَرَة] : {الَّذين يُؤمنُونَ بِالْغَيْبِ ويقيمون الصَّلَاة} . وَالثَّانِي: الْوَحْي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي التكوير: {وَمَا هُوَ على الْغَيْب بضنين} . وَالثَّالِث: حوادث الْقدر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الآعراف: {وَلَو كنت أعلم الْغَيْب لاستكثرت من الْخَيْر} . وَالرَّابِع: الظَّن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {رجما بِالْغَيْبِ} ، وَفِي سبأ: {ويقذفون بِالْغَيْبِ} . وَالْخَامِس: الْمَطَر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {وَعِنْده مفاتح الْغَيْب} . وَالسَّادِس: موت سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام (95 / أ) ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سبأ: {أَن لَو كَانُوا يعلمُونَ الْغَيْب} . وَالسَّابِع: اللَّوْح الْمَحْفُوظ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم: (أطلع

الْغَيْب} ، (وَفِي الطّور: {أم عِنْدهم الْغَيْب} ) . وَالثَّامِن: حَال الْغَيْبَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: { [فالصالحات] قانتات حافظات للغيب (بِمَا حفظ الله} } ، أَي: لما غَابَتْ عَنهُ الْأزْوَاج من مَالهم وَمن أَنْفسهنَّ. وَفِي يُوسُف: {ذَلِك ليعلم أَنِّي لم أخنه بِالْغَيْبِ} . وَالتَّاسِع: وَقت نزُول الْعَذَاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْجِنّ: {عَالم الْغَيْب فَلَا يظْهر على غيبه أحدا} . والعاشر: القعر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {وألقوه فِي غيابة الْجب} ، أَي: فِي قَعْره.

كتاب الفاء

(" كتاب الْفَاء ") وَهُوَ اثْنَا عشر بَابا: - (أَبْوَاب الثَّلَاثَة وَالْأَرْبَعَة) (222 - بَاب الْفرْقَان) الْفرْقَان: فعلان من التَّفْرِيق. وَالْفرق: الفلق من الشَّيْء إِذا انْفَلق وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {فانفلق فَكَانَ كل فرق كالطود الْعَظِيم} . وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْفرْقَان فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: النَّصْر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَإِذ آتَيْنَا مُوسَى الْكتاب وَالْفرْقَان} ، وَفِي الْأَنْفَال: {وَمَا أنزلنَا على عَبدنَا يَوْم الْفرْقَان} . وَالثَّانِي: الْمخْرج فِي الدّين من الضلال والشبهة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى

باب الفصل

(95 / ب) فِي الْبَقَرَة: {وبينات من الْهدى وَالْفرْقَان} ، وَفِي آل عمرَان: {وَأنزل الْفرْقَان} ، وَفِي الْأَنْفَال: {إِن تتقوا الله يَجْعَل لكم فرقانا} . وَالثَّالِث: الْقُرْآن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {تبَارك الَّذِي نزل الْفرْقَان على عَبده} . (223 - بَاب الْفَصْل) الْفَصْل: الْقطع. يُقَال فصلت الْخِرْقَة (من الثَّوْب) أفصلها. والفيصل: الْحَاكِم. والفصيل: ولد النَّاقة إِذا افتصل عَن أمه. والمفصل: للعظم. وَأَيْضًا الْمفصل: اللِّسَان. والفصيلة عشيرة الرجل الَّتِي تؤويه. وَفِي الحَدِيث: (من أنْفق نَفَقَة فاصلة فَلهُ من الْأجر كَذَا) . وَهِي الَّتِي تفصل بَين إيمَانه وكفره. وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة وَيُقَال: فصلت الصَّبِي عَن أمه، إِذا فَطَمته. وَمِنْه

باب الفتح

قيل للحوار إِذا قطع عَن الرَّضَاع. فصيل، لِأَنَّهُ فصل عَن أمه. وأصل الْفَصْل: التَّفْرِيق. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْفَصْل فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: الْقَضَاء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الدُّخان: {إِن يَوْم الْفَصْل ميقاتهم أَجْمَعِينَ} ، وَفِي النبأ {إِن يَوْم الْفَصْل كَانَ ميقاتا} . وَالثَّانِي: الْفِطَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فَإِن أَرَادَا فصالا (عَن ترَاض} ) ، وَفِي الْأَحْقَاف: {وَحمله وفصاله ثَلَاثُونَ شهرا} . وَالثَّالِث: الْخُرُوج. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي الْبَقَرَة) : {فَلَمَّا فصل طالوت بالجنود} ، وَفِي يُوسُف: {وَلما فصلت العير} ، أَي: خرجت [العير] من مصر. (224 - بَاب الْفَتْح) الْفَتْح: ضد الاغلاق. وَالْفَتْح: النَّصْر، لِأَنَّهُ يفتح بَابا مغلقا.

وفي الفتح إنا فتحنا لك فتحا مبينا والثالث الارسال ومنه قوله تعالى في الأنبياء حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وفي المؤمنين حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا

وَالْفَتْح: الْقَضَاء، لِأَنَّهُ فتح مَا أشكل من الْأُمُور. والفتاح: الْحَاكِم والفتاحة: الحكم. قَالَ أَعْرَابِي لآخر نازعه: بيني وَبَيْنك الفتاح. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن (96 / أ) الْفَتْح فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: الْفَتْح الَّذِي هُوَ ضد الاغلاق (وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الزمر: {حَتَّى إِذا جاؤوها وَفتحت أَبْوَابهَا} . وَالثَّانِي: الْقَضَاء) . وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {رَبنَا افْتَحْ بَيْننَا وَبَين قَومنَا بِالْحَقِّ} ، وَفِي سبأ: {قل يجمع بَيْننَا رَبنَا ثمَّ يفتح بَيْننَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الفتاح الْعَلِيم} ، وَفِي السَّجْدَة: {قل يَوْم الْفَتْح لَا ينفع الَّذين كفرُوا إِيمَانهم (وَلَا هم ينظرُونَ} ) . وَفِي الْفَتْح: {إِنَّا فتحنا لَك فتحا مُبينًا} . وَالثَّالِث: الارسال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْبِيَاء: {حَتَّى إِذا فتحت يَأْجُوج وَمَأْجُوج} ، وَفِي الْمُؤمنِينَ: (حَتَّى إِذا فتحنا عَلَيْهِم بَابا ذَا

باب الفرار

عَذَاب شَدِيد} ، وَفِي فاطر: {مَا يفتح الله للنَّاس من رَحْمَة فَلَا مُمْسك لَهَا} . وَالرَّابِع: النَّصْر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النِّسَاء: {فَإِن كَانَ لكم فتح من الله} ، وَفِي الْمَائِدَة: {فَعَسَى الله أَن يَأْتِي بِالْفَتْح (أَو أَمر من عِنْده} } ، وَفِي الصَّفّ: {وَفتح قريب} . (225 - بَاب الْفِرَار) الأَصْل فِي الْفِرَار: أَنه الْهَرَب. والمفر: الْمَكَان الَّذِي يَنْتَهِي إِلَيْهِ الفار. والفر: الْقَوْم الفارون. وفررت عَن الْأَمر، إِذا تجنبت. وافتر الرجل ضَاحِكا، إِذا أبدى أَسْنَانه. وَيَقُولُونَ: الْجواد عينه فرارة، أَي: يُغْنِيك منظره عَن مخبره. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْفِرَار فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: الْهَرَب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الشُّعَرَاء: {فَرَرْت مِنْكُم لما خفتكم} ، وَفِي الْأَحْزَاب: (قل لن ينفعكم الْفِرَار إِن فررتم (من

باب الفسق

الْمَوْت أَو الْقَتْل) } . وَالثَّانِي: الْكَرَاهَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْجُمُعَة: {قل إِن الْمَوْت الَّذِي تفرون مِنْهُ فَإِنَّهُ ملاقيكم} . وَالثَّالِث: الِالْتِفَات. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي عبس: {يَوْم يفر الْمَرْء من أَخِيه} ، أَي: لَا يلْتَفت إِلَيْهِ. وَالرَّابِع: (96 / ب) التباعد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة نوح: {فَلم يزدهم دعائي إِلَّا فِرَارًا} وَألْحق مقَاتل وَجها خَامِسًا، فَقَالَ: الْفِرَار: التَّوْبَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الذاريات] : {فَفرُّوا إِلَى الله [إِنِّي لكم مِنْهُ نَذِير مُبين} . (226 - بَاب الْفسق) قَالَ ابْن قُتَيْبَة: الْفسق فِي اللُّغَة: الْخُرُوج عَن الشَّيْء. قَالَ الْفراء: وَمِنْه يُقَال: فسقت الرّطبَة إِذا خرجت من قشرها. وَحكى ابْن فَارس: عَن ابْن الْأَعرَابِي: الفويسقة: الْفَأْرَة. قَالَ: وَلم يسمع فِي كَلَام الْجَاهِلِيَّة فِي شعر وَلَا فِي كَلَام: فَاسق.

قَالَ: وَهَذَا عجب هُوَ كَلَام عَرَبِيّ وَلم يَأْتِ فِي شعر جاهلي. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْفسق فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: الْكفْر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى سَجْدَة لُقْمَان: {أَفَمَن كَانَ مُؤمنا كمن كَانَ فَاسِقًا لَا يستوون} ، وفيهَا: {وَأما الَّذين فسقوا فمأواهم النَّار} . وَالثَّانِي: الْمعْصِيَة من غير شرك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {فافرق بَيْننَا وَبَين الْقَوْم الْفَاسِقين} ، يُرِيد الْمُخَالفين فِي دُخُول قَرْيَة الجبارين. وفيهَا: {فَلَا تأس على الْقَوْم الْفَاسِقين} . وَالثَّالِث: الْكَذِب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النُّور: {وَلَا تقبلُوا لَهُم شَهَادَة أبدا وَأُولَئِكَ هم الْفَاسِقُونَ} ، وَفِي الحجرات: {إِن جَاءَكُم فَاسق بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} . وَالرَّابِع: السب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فَلَا رفث وَلَا فسوق} وَقد ألحق بَعضهم وَجها خَامِسًا، فَقَالَ: وَالْفِسْق: مُخَالفَة أَمر الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي التَّوْبَة: {إِن الْمُنَافِقين هم الْفَاسِقُونَ} .

باب الفواحش

(227 - بَاب الْفَوَاحِش) الْفَوَاحِش: جمع فَاحِشَة. وَهِي مَا قبحت فِي النَّفس. وَيُقَال: فَاحِشَة وفحشاء. وأفحش الرجل: قَالَ الْفُحْش، (97 / أ) . وَهُوَ فحاش وفاحش. وَفِي الحَدِيث: " إِن الله يبغض الْفَاحِش الْبَذِيء ". وكل شَيْء جَاوز قدره فَهُوَ: فَاحش. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْفَوَاحِش فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: الْمعْصِيَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {وَإِذا فعلوا فَاحِشَة قَالُوا وجدنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَالله أمرنَا بهَا قل إِن الله لَا يَأْمر بالفحشاء} ، وَفِي النَّجْم: {الَّذين يجتنبون كَبَائِر الْإِثْم وَالْفَوَاحِش إِلَّا اللمم} . وَالثَّانِي: الزِّنَا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {وَالَّذين إِذا فعلوا فَاحِشَة أَو ظلمُوا أنفسهم} ، وَفِي سُورَة النِّسَاء: {واللاتي يَأْتِين الْفَاحِشَة من نِسَائِكُم} ، وَفِي الْأَعْرَاف: {قل إِنَّمَا حرم رَبِّي الْفَوَاحِش} ، وَفِي الْأَحْزَاب: {من يَأْتِ مِنْكُن بِفَاحِشَة مبينَة} .

أبواب ما فوق الأربعة

وَالثَّالِث: اللواط. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي العنكبوت: {إِنَّكُم لتأتون الْفَاحِشَة} . وَالرَّابِع: نشوز الْمَرْأَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {وَلَا تضاروهن [لتذهبوا بِبَعْض مَا آتَيْتُمُوهُنَّ] } إِلَّا أَن يَأْتِين بِفَاحِشَة مبينَة} ، وَفِي الطَّلَاق: [ {وَلَا تخرجوهن من بُيُوتهنَّ] وَلَا يخْرجن إِلَّا أَن يَأْتِين بِفَاحِشَة مبينَة} . " أَبْوَاب مَا فَوق الْأَرْبَعَة ") (228 - بَاب الْفَرْض) الْفَرْض فِي اللُّغَة: الحز فِي الشَّيْء. يُقَال فرضت الْخَشَبَة. والحز فِي سية الْقوس، حَيْثُ يَقع الْوتر: فرض. والفرضة: المشرعة فِي النَّهر. وَسمي مَا فَرْضه الله تَعَالَى فرضا، لِأَن [لَهُ] معالم وحدودا. وَأما الْفَرْض فِي الشَّرِيعَة: فَاخْتلف الْفُقَهَاء هَل يزِيد على الْوَاجِب أم لَا فَروِيَ عَن الإِمَام أبي عبد الله أَحْمد بن حَنْبَل رَضِي الله عَنهُ: انهما اسمان بِمَعْنى وَاحِد. كَمَا يُقَال: ندب ومستحب. وَرُوِيَ عَنهُ أَنَّهُمَا اسمان لمعنيين. فالفرض أَكثر من الْوَاجِب. (97 / ب) وأختلف أَصْحَابنَا فِي هَذَا التَّأْكِيد مَا مَعْنَاهُ، فَقَالَ بَعضهم: مَعْنَاهُ أَنه لَا

يسامح الْإِنْسَان فِي تَركه عمدا وَلَا سَهوا. كأركان الصَّلَاة وَقَالَ بَعضهم: مَعْنَاهُ أَنه ثَبت بطرِيق مَقْطُوع بِهِ. كالقرآن وأخبار التَّوَاتُر والاجماع. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْفَرْض فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: الْإِلْزَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فَمن فرض فِيهِنَّ الْحَج} ، وفيهَا: {فَنصف مَا فرضتم} ، وَفِي الْأَحْزَاب: {قد علمنَا مَا فَرضنَا عَلَيْهِم فِي أَزوَاجهم} . وَالثَّانِي: الاحلال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْزَاب: {مَا كَانَ على النَّبِي من حرج فِيمَا فرض الله لَهُ} . وَالثَّالِث: الْبَيَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النُّور: {سُورَة أنزلناها وفرضناها} ، وَفِي التَّحْرِيم: {قد فرض الله لكم تَحِلَّة أَيْمَانكُم} . وَالرَّابِع: الْإِنْزَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَصَص: {إِن الَّذِي فرض عَلَيْك الْقُرْآن لرادك إِلَى معاد} . وَالْخَامِس: الْقِسْمَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: (فَرِيضَة

باب الفساد

من الله} ، وَفِي بَرَاءَة فِي آيَة الزَّكَاة: {فَرِيضَة من الله} ، أَي: قسْمَة، وَقيل: انه من الْفَرْض الَّذِي هُوَ قرين الْوُجُوب. قَالَ ابْن قُتَيْبَة: وَيجوز أَن تكون هَذِه الْأَقْسَام كلهَا من الْإِلْزَام والإيجاب. (229 - بَاب الْفساد) الْفساد: مصدر قَوْلك فسد الشَّيْء يفْسد فَسَادًا وفسودا، فَهُوَ فَاسد وفسيد. وَالْفساد: تغير عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ من الصّلاح. وَقد يُقَال فِي الشَّيْء مَعَ قيام ذَاته. وَيُقَال فِيهِ مَعَ انتقاضها. وَيُقَال فِيهِ إِذا بَطل وَزَالَ. وَيذكر (98 / أ) الْفساد فِي الدّين كَمَا يذكر فِي الذَّات. فَتَارَة يكون بالعصيان، وَتارَة بالْكفْر. وَمن الْعِبَادَات مَا يلْزم الْمُضِيّ فِي فاسدها، كَالْحَجِّ وَالْعمْرَة. وَمِنْهَا لَا يمْضِي فِي (فاسده كَالصَّلَاةِ. وَيُقَال فِي الْعُقُود إِنَّهَا فَاسِدَة) ، إِذا لم تستوف شُرُوطهَا الشَّرْعِيَّة. وَفِي الشَّهَادَة، إِذا لم يجب الحكم بهَا. وَفِي الدعاوي إِذا لم تسمع، وَيلْزم الْجَواب [عَنْهَا] . وَفِي الْأَقْوَال، إِذا كَانَت غير منتظمة. وَفِي الْأَفْعَال

إِذا لم يعْتد بهَا. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْفساد فِي الْقُرْآن على سَبْعَة أوجه: - أَحدهَا: الْمعْصِيَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَإِذا قيل لَهُم لَا تفسدوا فِي الأَرْض} . وَالثَّانِي: الْهَلَاك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْبِيَاء: {لَو كَانَ فيهمَا آلِهَة إِلَّا الله لفسدتا} ، وَفِي الْمُؤمنِينَ: {لفسدت السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمن فِيهِنَّ} . وَالثَّالِث: قحط الْمَطَر (وَقلة النَّبَات) . وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرّوم: {ظهر الْفساد فِي الْبر وَالْبَحْر} . وَالرَّابِع: الْقَتْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {أتذر مُوسَى وَقَومه ليفسدوا فِي الأَرْض} ، أَرَادَ: ليقتلوا أهل مصر. وَفِي الْكَهْف: {إِن يَأْجُوج وَمَأْجُوج مفسدون فِي الأَرْض} ، أَي: بقتل النَّاس. وَفِي حم الْمُؤمن: {أَو أَن يظْهر فِي الأَرْض الْفساد} .

باب الفضل ب

وَالْخَامِس: الخراب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {سعى فِي الأَرْض ليفسد فِيهَا} ، وَفِي النَّمْل: {إِذا دخلُوا قَرْيَة أفسدوها} . وَالسَّادِس: الْكفْر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {أولو بَقِيَّة ينهون عَن الْفساد فِي الأَرْض} . وَالسَّابِع: السحر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس: {إِن الله لَا يصلح عمل المفسدين} . (230 - بَاب الْفضل (98 / ب)) الْفضل: فِي الأَصْل: الزِّيَادَة. ويستعار فِي مَوَاضِع تدل عَلَيْهَا الْقَرِينَة. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْفضل فِي الْقُرْآن على ثَمَانِيَة أوجه: - أَحدهَا: الإنعام بِالْإِسْلَامِ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {قل إِن الْفضل بيد الله يؤتيه من يَشَاء} ، (وَفِي سُورَة يُونُس: {قل بِفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا} ، وَفِي الْجُمُعَة: (ذَلِك

فضل الله يؤتيه من يَشَاء} . وَالثَّانِي: الإنعام بِالنُّبُوَّةِ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {وَكَانَ فضل الله عَلَيْك عَظِيما} ، وَفِي بني إِسْرَائِيل: {إِن فَضله كَانَ عَلَيْك كَبِيرا} . وَالثَّالِث: الرزق فِي الدُّنْيَا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {وَلَئِن أَصَابَكُم فضل من الله} ، وَفِي الْجُمُعَة: {وابتغوا من فضل الله} ، وَفِي فاطر: {لتبتغوا من فَضله} . وَالرَّابِع: الرزق فِي الْجنَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {يستبشرون بِنِعْمَة من الله وَفضل} ، وَفِي سُورَة النِّسَاء: {فسيدخلهم فِي رَحْمَة مِنْهُ وَفضل} . وَالْخَامِس: الْجنَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْزَاب: {وَبشر الْمُؤمنِينَ بِأَن لَهُم من الله فضلا كَبِيرا} . وَالسَّادِس: الْمِنَّة وَالنعْمَة وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {وَلَوْلَا فضل الله عَلَيْكُم وَرَحمته لاتبعتم الشَّيْطَان إِلَّا قَلِيلا} ، وَفِي يُوسُف: {ذَلِك من فضل الله علينا وعَلى النَّاس} ، وَفِي النُّور: {وَلَوْلَا فضل الله عَلَيْكُم وَرَحمته} ، وفيهَا: {وَلَا يَأْتَلِ أولو الْفضل مِنْكُم وَالسعَة} .

باب فوق

وَالسَّابِع: الْحلف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَالله يَعدكُم مغْفرَة مِنْهُ وفضلا} . وَالثَّامِن: التجاوز. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {إِن الله لذُو فضل على النَّاس} ، وَمثلهَا فِي يُونُس. (231 - بَاب فَوق) الأَصْل فِي فَوق: أَنه (ظرف من) ظروف الْمَكَان. ويقابله: التحت. ويستعار فِي مَوَاضِع تدل عَلَيْهِ الْقَرِينَة. فَيُقَال: فِي الرُّتْبَة، والمنزلة، والصغر، وَالْكبر، وَنَحْو ذَلِك. وَيُقَال: فاق فلَان أَصْحَابه يفوقهم، إِذا علاهم. وفواق النَّاقة: رُجُوع اللَّبن فِي ضرْعهَا بعد الْحَلب. يُقَال: مَا أَقَامَ فلَان إِلَّا فوَاق نَاقَة. والأفاويق: مَا اجْتمع من المَاء فِي السَّحَاب. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن فَوق فِي الْقُرْآن على ثَمَانِيَة أوجه: - أَحدهَا: بِمَعْنى أكبر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {بعوضة فَمَا فَوْقهَا} .

وَالثَّانِي: بِمَعْنى أفضل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْفَتْح: {يَد الله فَوق أَيْديهم} ، أى: (يَد الله) أفضل من أَيْديهم. وَالثَّالِث: بِمَعْنى أَكثر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {فَإِن كن نسَاء فَوق اثْنَتَيْنِ} وَالرَّابِع: بِمَعْنى أرفع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَالَّذين اتَّقوا فَوْقهم يَوْم الْقِيَامَة} ، أَي: أرفع منزلَة. وَالْخَامِس: بِمَعْنى " على ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {ورفعنا فَوْقكُم الطّور} ، وَفِي الْأَنْعَام: {وَهُوَ القاهر فَوق عباده} ، فِيهَا: {وَرفع بَعْضكُم فَوق بعض دَرَجَات} ، وَفِي الزمر: {لَهُم غرف من فَوْقهَا غرف} ، وَفِي حم السَّجْدَة: {وَجعل فِيهَا رواسي من فَوْقهَا} . وَالسَّادِس: بِمَعْنى الْعُلُوّ فِي الْوَادي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْزَاب: {إِذْ جاؤوكم من فَوْقكُم} . وَالسَّابِع: بِمَعْنى الظفر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {وجاعل الَّذين اتبعوك فَوق الَّذين كفرُوا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة} ، أَي: فِي الظفر وَالثَّامِن: كَونهَا صلَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْفَال: {فاضربوا (99 / ب} فَوق الْأَعْنَاق} .

باب في

(232 - بَاب " فِي ") " فِي " حرف مَوْضُوع فِي الأَصْل للظرفية. تَقول. زيد فِي الدَّار. وَقد يستعار فِي مَوَاضِع تدل عَلَيْهَا الْقَرِينَة. قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: وَقَوْلهمْ: زيد فِي الْعلم. وَعَمْرو فِي الشّغل. مستعار غير حَقِيقَة. وَقد يَتَّسِع فِيهَا حَتَّى يُقَال: فِي يَد فلَان ضَيْعَة نفيسة. وَمن محَال أَن تكون يَده وعَاء لما هُوَ أَكثر مِنْهَا. وَلَكِن هَذَا اتساع كَأَنَّهُ بِشدَّة تمكنه من الضَّيْعَة. وَقُوَّة تصرفه فِيهَا بِمَنْزِلَة الشَّيْء الَّذِي فِي يَده وَهَذَا كُله اتساع فِي الْكَلَام. وَقد كثر فِيهِ وَأنس بِهِ. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن " فِي " الْقُرْآن على عشرَة أوجه: - أَحدهَا: وُقُوعهَا على أَصْلهَا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {ذَلِك الْكتاب لَا ريب فِيهِ} ، وفيهَا: {فِي قُلُوبهم مرض} ، وفيهَا: {لَا بيع فِيهِ} ، وَفِي آل عمرَان: {فِيهِ آيَات بَيِّنَات} . وَهُوَ الْعَام بِالْقُرْآنِ.

وَالثَّانِي: بِمَعْنى " مَعَ ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {قَالَ ادخُلُوا فِي أُمَم قد خلت من قبلكُمْ} ، وَفِي النَّمْل: {وأدخلني بِرَحْمَتك فِي عِبَادك الصَّالِحين} ، وفيهَا: {فِي تسع آيَات إِلَى فِرْعَوْن وَقَومه} ، وَفِي العنكبوت: {لندخلنهم فِي الصَّالِحين} ، وَفِي الْأَحْقَاف: {أُولَئِكَ الَّذين حق عَلَيْهِم القَوْل فِي أُمَم قد خلت من قبلهم} ] . وَالثَّالِث: بِمَعْنى " على ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {على مَا أنْفق فِيهَا} ، وَفِي طه: {ولأصلبنكم فِي جُذُوع النّخل} وفيهَا: {يَمْشُونَ فِي مساكنهم} . وَالرَّابِع: بِمَعْنى " إِلَى ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {ألم تكن أَرض الله وَاسِعَة فتهاجروا فِيهَا} ، وَفِي إِبْرَاهِيم: {فَردُّوا أَيْديهم فِي أَفْوَاههم} ، وَفِي نوح: {ثمَّ يعيدكم فِيهَا ويخرجكم (100 / أ} إخراجا} . وَالْخَامِس: بِمَعْنى " من ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {وَيَوْم نبعث فِي كل أمة شَهِيدا} ، وَفِي النَّمْل: {الله الَّذِي يخرج الخبء فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض} . وَالسَّادِس: بِمَعْنى عِنْد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: (وَإِنَّا لنراك فِينَا

باب الفتنة

ضَعِيفا) {وفيهَا} (قد كنت فِينَا مرجوا قبل هَذَا} ، وَفِي الشُّعَرَاء: {وَلَبِثت فِينَا من عمرك سِنِين} . وَالسَّابِع: بِمَعْنى " الْبَاء ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {هَل ينظرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيهم الله فِي ظلل من الْغَمَام} ، وَفِي هود: {وَكَانَ فِي معزل} . وَالثَّامِن: بِمَعْنى نَحْو. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي الْبَقَرَة) : {قد نرى تقلب وَجهك فِي السَّمَاء} . وَالتَّاسِع: بِمَعْنى " عَن ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {أتجادلونني فِي أَسمَاء سميتموها أَنْتُم وآباؤكم [مَا نزل الله بهَا من سُلْطَان} ] . والعاشر: بِمَعْنى " اللَّام ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَج: {وَجَاهدُوا فِي الله حق جهاده} ، وَفِي العنكبوت: {وَالَّذين جاهدوا فِينَا [لنهدينهم سبلنا} ] . (233 - بَاب الْفِتْنَة) قَالَ ابْن قُتَيْبَة: الْفِتْنَة: الاختبار. يُقَال: فتنت الذَّهَب فِي النَّار: إِذا أدخلته إِلَيْهَا لتعلم جودته من رداءته.

وَقَالَ ابْن فَارس: [يُقَال] فتْنَة وأفتنه. وَأنكر الْأَصْمَعِي أفتن. والفتان: الشَّيْطَان. وقلب فاتن، أَي: مفتون. قَالَ الشَّاعِر: (رخيم الْكَلَام قطيع الْقيام ... قد امسى فُؤَادِي بِهِ فاتنا) وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْفِتْنَة فِي الْقُرْآن على خَمْسَة عشر وَجها: - أَحدهَا: الشّرك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وقاتلوهم حَتَّى لَا تكون فتْنَة} ، وفيهَا: {والفتنة أَشد من الْقَتْل} ، وَفِي الْأَنْفَال: {حَتَّى لَا تكون فتْنَة وَيكون الدّين لله} ] . وَالثَّانِي: الْكفْر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {فَأَما الَّذين فِي قُلُوبهم زيغ فيتبعون مَا تشابه مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَة} . وَكَذَلِكَ كل فتْنَة مَذْكُورَة فِي حق الْمُنَافِقين وَالْيَهُود. (100 / ب) . وَالثَّالِث: الِابْتِلَاء والاختبار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي طه: [ {وَقتلت نفسا فنجيناك من الْغم وَفَتَنَّاك فُتُونًا} ، وَفِي العنكبوت

{وهم لَا يفتنون} {وَلَقَد فتنا الَّذين من قبلهم} . وَالرَّابِع: الْعَذَاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {ثمَّ إِن رَبك للَّذين هَاجرُوا من بعد مَا فتنُوا} ، وَفِي العنكبوت: {جعل فتْنَة النَّاس كعذاب الله} . وَالْخَامِس: الاحراق بالنَّار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الذاريات: {يَوْم هم على النَّار يفتنون ذوقوا فتنتكم} ، وَفِي البروج: {إِن الَّذين فتنُوا الْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات} . وَالسَّادِس: الْقَتْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {إِن خِفْتُمْ أَن يَفْتِنكُم الَّذين كفرُوا} ، وَفِي يُونُس: {على خوف من فِرْعَوْن وملئهم أَن يفتنهم} . وَالسَّابِع: الصد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {واحذرهم أَن يفتنوك} ، وَفِي بني إِسْرَائِيل: {وَإِن كَادُوا ليفتنوك} . وَالثَّامِن: الضَّلَالَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {وَمن يرد الله فتنته} ، وَفِي الصافات: {مَا أَنْتُم عَلَيْهِ بفاتنين} . وَالتَّاسِع: المعذرة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْأَنْعَام] : {ثمَّ لم تكن فتنتهم إِلَّا أَن قَالُوا وَالله رَبنَا مَا كُنَّا مُشْرِكين} .

والعاشر: الْعبْرَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس: {رَبنَا لَا تجعلنا فتْنَة للْقَوْم الظَّالِمين} ، وَفِي الممتحنة: {رَبنَا لَا تجعلنا فتْنَة للَّذين كفرُوا} . وَالْحَادِي عشر: الْجُنُون. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي نون والقلم: {بأيكم الْمفْتُون} . وَالثَّانِي عشر: الأثم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {أَلا فِي الْفِتْنَة سقطوا} . وَالثَّالِث عشر: الْعقُوبَة - وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النُّور: {فليحذر الَّذين يخالفون عَن أمره أَن تصيبهم فتْنَة} . وَالرَّابِع عشر: الْمَرَض. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {أَولا يرَوْنَ أَنهم يفتنون فِي كل عَام مرّة أَو مرَّتَيْنِ} . (101 / أ) . وَالْخَامِس عشر: الْقَضَاء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {إِن هِيَ إِلَّا فتنتك تضل بهَا من تشَاء وتهدي من تشَاء} .

كتاب القاف

(" كتاب الْقَاف ") (أَبْوَاب الْوَجْهَيْنِ وَالثَّلَاثَة) (234 - بَاب القارعة) القارعة: الشَّدِيدَة من شَدَائِد الدَّهْر. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن القارعة فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: الداهية. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرَّعْد: ( {وَلَا يزَال الَّذين كفرُوا} تصيبهم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَة} . وَالثَّانِي: الْقِيَامَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي القارعة] : {القارعة مَا القارعة} . (235 - بَاب الْقَلَم) الْقَلَم: يُقَال وَيُرَاد بِهِ الَّذِي يكْتب بِهِ. وَيُقَال وَيُرَاد بِهِ الْقدح وَهُوَ السهْم

باب القلب

وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَنه فِي الْقُرْآن على هذَيْن الْوَجْهَيْنِ: - فَمن الأول: قَوْله تَعَالَى: {نون والقلم [وَمَا يسطرون] وَمثله: (علم بالقلم} . وَمن الثَّانِي: قَوْله تَعَالَى: {إِذْ يلقون أقلامهم} . (236 - بَاب الْقلب) الْقلب: مَحل النَّفس وَالْعقل وَالْعلم والفهم والعزم. وَقيل: سمي قلبا لتقلبه فِي الْأَشْيَاء بالخواطر والعزوم والاعتقادات والإرادات وخالص كل شَيْء وأشرفه: قلبه. وَيُقَال: مَا بِهِ قلبة. أَي: لَيست بِهِ عِلّة يقلب لَهَا فَينْظر إِلَيْهِ. وأنشدوا: - (إِن الشَّبَاب وَحب الْخَالَة الخلبه ... وَقد صحوت فَمَا بِالنَّفسِ من قلبه) وَالْخَالَة جمع خائل قَالَ مُحَمَّد بن الْقَاسِم النَّحْوِيّ: يُقَال: رجل خائل من قوم خَالَة، إِذا كَانَ مختالا فِي مشيته متكبرا. والخلبة: الشَّبَاب الَّذين يخلبون النِّسَاء بجمالهم. واحدهم خالب. والقليب: الْبِئْر الَّتِي لم تطو. وَالْقلب الْحول: الَّذِي يقلب الْأُمُور ويختال بهَا. وأنشدوا: -

باب القنوت

((101 / ب) لَو فَاتَ شَيْء يرى لفات ... أَبُو حَيَّان لَا عَاجز وَلَا وكل) (الْحول الْقلب الأريب وَهل ... يدْفع ريب الْمنية الْحِيَل) وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْقلب فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: الْقلب الَّذِي هُوَ مَحل النَّفس. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَج: {وَلَكِن تعمى الْقُلُوب الَّتِي فِي الصُّدُور} . وَالثَّانِي: الرَّأْي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَشْر: {تحسبهم جَمِيعًا وَقُلُوبهمْ شَتَّى} . وَالثَّالِث: الْعقل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي ق: {إِن فِي ذَلِك لذكرى لمن كَانَ لَهُ قلب} . (237 - بَاب الْقُنُوت) ذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْقُنُوت فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: الطَّاعَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَقومُوا لله قَانِتِينَ}

أبواب الأربعة والخمسة

وَمثله: {والقانتين والقانتات} . وَالثَّانِي: الْعِبَادَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {كل لَهُ قانتون} . وَالثَّالِث: طول الْقيام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: [فِي آل عمرَان] : {يَا مَرْيَم اقنتي لِرَبِّك} ، أَي: أطيلي الْقيام فِي صَلَاتك. وَقد رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنه سُئِلَ أَي الصَّلَاة أفضل فَقَالَ: " أطولها قنوتا "، أَرَادَ بِهِ الْقيام. قَالَ ابْن قُتَيْبَة: وَلَا أرى أصل الْقُنُوت إِلَّا الطَّاعَة. لِأَن جَمِيع الْخلال: من الصَّلَاة، وَالْقِيَام فِيهَا، وَالدُّعَاء وَغَيره يكون عَن الطَّاعَة. (" أَبْوَاب الْأَرْبَعَة والخمسة ") (238 - بَاب الْقبل) الْقبل: [يذكر] بِمَعْنى عِنْد. يُقَال: مَاله قبلي حق، أَي: عِنْدِي.

باب القدم

وَيذكر بِمَعْنى الطَّاقَة. يُقَال: لَا قبل لى بفلان، أَي، لَا طَاقَة. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَنه فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: الطَّاقَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّمْل: {فلنأتينهم بِجُنُود لَا قبل لَهُم بهَا} . وَالثَّانِي: (102 / أ) بِمَعْنى " مَعَ ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الحاقة: {وَجَاء فِرْعَوْن وَمن قبله} ، أَي: وَمن مَعَه. وَالثَّالِث: النَّحْو. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {لَيْسَ الْبر أَن توَلّوا وُجُوهكُم قبل الْمشرق وَالْمغْرب} . وَالرَّابِع: المعاينة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {أويأتيهم الْعَذَاب قبلا} . (239 - بَاب الْقدَم) الْقدَم: الْعُضْو الْمَعْرُوف. وَحده من مفصل الكعب تَحت السَّاق إِلَى الْأَظْفَار. ويستعار فِي مَوَاضِع تدل عَلَيْهَا الْقَرِينَة. وَذكر أهل التَّفْسِير أَنه فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: -

باب القول

أَحدهَا: الْقدَم الْمَذْكُور. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: [فِي الْأَنْفَال] : {وَيثبت بِهِ الْأَقْدَام} ، وَفِي سُورَة الرَّحْمَن: {فَيُؤْخَذ بالنواصي والأقدام} . وَالثَّانِي: سَابِقَة الِاخْتِيَار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس: {أَن لَهُم قدم صدق عِنْد رَبهم} . وَالثَّالِث: الْقلب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَثَبت أقدامنا} ، أَرَادَ ثَبت قُلُوبنَا فَإِن الْقدَم إِنَّمَا يثبت بِثُبُوت الْقلب. وَالرَّابِع: النَّفس. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {فتزل قدم بعد ثُبُوتهَا} ، أَرَادَ زلل النَّفس عَن الطَّاعَة. (240 - بَاب القَوْل) القَوْل وَالْكَلَام، وَاحِد. وَالْمقول: اللِّسَان. وَرجل قولة وقوال: كثير القَوْل. وَقد فرق قوم بَين القَوْل وَالْكَلَام، فَقَالُوا: كل كَلَام قَول. وَلَيْسَ كل قَول كلَاما، وَقد أَشَارَ إِلَى هَذَا الْمَعْنى عَمْرو بن ثَابت

الثمانيني فِي شرح " اللمع ". فَذكر أَن الْكَلَام مَا أَفَادَ. وَالْقَوْل قد يُفِيد وَقد لَا يُفِيد. قَالَ فقولنا قَامَ زيد كَلَام، لِأَنَّهُ مُفِيد. وَقَوْلنَا قَامَ قعد قَول، وَلَا يُقَال لَهُ كَلَام، لِأَنَّهُ غير مُفِيد. وَلَكِن يُقَال لَهُ فِي عرف النَّحْوِيين كَلَام مهمل. قَالَ مُحَمَّد بن الْقَاسِم النَّحْوِيّ. (102 / ب) وَيُقَال: القَوْل وَيُرَاد بِهِ الظَّن. قَالَت الْعَرَب: أَتَقول عبد الله خَارِجا. وَمَتى يَقُول مُحَمَّدًا مُنْطَلقًا. يُرِيدُونَ مَتى ينْطَلق فِي ظَنك وعلمك وأنشدوا: - (أما الرحيل فدون بعد غَد ... فَمَتَى تَقول الدَّار تجمعنا) أَي: تظن. وأنشدوا مِنْهُ أَيْضا: - (أجهالا تَقول بني لؤَي ... لعَمْرو أَبِيك أم متجاهلينا) وَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: أفْصح مَذَاهِب الْعَرَب فِي القَوْل: أَن لَا يعْمل فِي الْجُمْلَة الَّتِي بعده فِي اللَّفْظ، وَهِي فِي التَّقْدِير فِي مَوضِع [نصب] نَحْو قَوْلك: قَالَ زيد: عَمْرو منطلق. قَالَ: وَتذهب

الْعَرَب إِلَى أَن تعْمل القَوْل عمل الظَّن. إِذا كَانَ مَعَه اسْتِفْهَام وتاء الْخطاب، نَحْو قَوْلك: أَتَقول زيدا قَائِما. لِأَن الْإِنْسَان إِنَّمَا يستفهم عَن ظَنّه. وَتقول: مَتى تَقول أَبَاك خَارِجا. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن القَوْل فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: الْقُرْآن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: [فِي الزمر] {فبشر عباد الَّذين يَسْتَمِعُون القَوْل فيتبعون أحْسنه} . وَالثَّانِي: الشهادتان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي إِبْرَاهِيم: {يثبت الله الَّذين آمنُوا بالْقَوْل الثَّابِت} . وَالثَّالِث: السَّابِق فِي الْعلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سَجْدَة لُقْمَان: {وَلَكِن حق القَوْل مني} . وَالرَّابِع: الْعَذَاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّمْل: {وَإِذا وَقع القَوْل عَلَيْهِم} . وَالْخَامِس: نفس القَوْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فبدل الَّذين ظلمُوا قولا غير الَّذِي قيل لَهُم} .

باب القوة

(241 - بَاب الْقُوَّة) الْقُوَّة: الشدَّة. وَجَمعهَا قوى. وَيُقَال للَّذي لَا زَاد مَعَه: مقو. وللذي أَصْحَابه وَإِبِله أقوياء: مقو. وللذي نزل بالفقر: مقو. والقواء: الأَرْض الَّتِي لَا أهل بهَا. وَأقوى الْقَوْم: صَارُوا بالقواء. وأقوت الدَّار: خلت. فَأَما قَوْلهم: أقوى (103 / أ) الرجل فِي شعره فَقَالَ قوم: هُوَ أَن يرفع قافية ويخفض قافية. وَقَالَ آخَرُونَ هُوَ أَن ينقص من عروضه قُوَّة، كَقَوْل الْقَائِل: - (أفبعد مقتل مَالك بن زُهَيْر ... ترجو النِّسَاء عواقب الْأَطْهَار) وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْقُوَّة فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: الْعدَد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {ويزدكم قُوَّة إِلَى قوتكم} ، وَفِي الْكَهْف: {فَأَعِينُونِي بِقُوَّة} ، وَفِي النَّمْل: {نَحن أولو قُوَّة} . وَالثَّانِي: الْجد والمواظبة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: (خُذُوا مَا

أبواب السبعة فما فوقها

آتيناكم بِقُوَّة} ، (وَفِي مَرْيَم: {يَا يحيى خُذ الْكتاب بِقُوَّة} ) . وَالثَّالِث: الْبَطْش. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {لَو أَن لي بكم قُوَّة} ، وَفِي الْمُؤمن: {كَانُوا أَشد مِنْهُم قُوَّة} ، وَفِي حم السَّجْدَة: {وَقَالُوا من أَشد منا قُوَّة} ، وَفِي سُورَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: {هِيَ أَشد قُوَّة من قريتك} . وَالرَّابِع: الشدَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {إِن رَبك هُوَ الْقوي الْعَزِيز} ، وَفِي الْقَصَص: {لتنوء بالعصبة أولي الْقُوَّة} ، وَفِي الْمُؤمن: {إِنَّه قوي شَدِيد الْعقَاب} . وَالْخَامِس: السِّلَاح. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْفَال: {وَأَعدُّوا لَهُم مَا اسْتَطَعْتُم من قُوَّة} . (" أَبْوَاب السَّبْعَة فَمَا فَوْقهَا ") (242 - بَاب الْقَصَص) الْقَصَص: مصدر قَوْلك: قصصت الحَدِيث، أقصه قصا، وقصصا. وَهُوَ الْكَلَام الْمُتَّصِل بعضه بِبَعْض. وَالْأَصْل فِيهِ الِاتِّبَاع. وَهُوَ أَن هَذَا الْمُتَكَلّم يتبع مَا سبق قبله بِالْحَدِيثِ والاخبار عَنهُ. وَيُقَال للواقعة الَّتِي لَهَا حَدِيث وَبِنَاء: قصَّة. واقتصصت الْأَثر: إِذا تَبعته. واقتصصت

الحَدِيث: إِذا رويته على مَا عَلمته. (103 / ب) من ذَلِك الْقصاص فِي الْجراح. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْقَصَص فِي الْقُرْآن على سَبْعَة أوجه: - أَحدهَا: الْقِرَاءَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {فاقصص الْقَصَص لَعَلَّهُم يتفكرون} . وَالثَّانِي: الْبَيَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {وكلا نقص عَلَيْك من أنباء الرُّسُل (مَا نثبت بِهِ فُؤَادك} } وَفِي النَّمْل: {إِن هَذَا الْقُرْآن يقص على بني إِسْرَائِيل أَكثر} . وَالثَّالِث: الطّلب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {فارتدا على آثارهما قصصا} . وَالرَّابِع: الْخَبَر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {لَا تقصص رُؤْيَاك على إخْوَتك} ، وفيهَا: {لقد كَانَ فِي قصصهم عِبْرَة لأولي الْأَلْبَاب} ، وَمثله: {فَلَمَّا جَاءَهُ وقص عَلَيْهِ الْقَصَص} . وَالْخَامِس: الانزال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: (نَحن نقص

باب القليل

عَلَيْك أحسن الْقَصَص} ، وَفِي طه: {كَذَلِك نقص عَلَيْك من أنباء مَا قد شبق} . وَالسَّادِس: اتِّبَاع الْأَثر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَصَص: {وَقَالَت لأخته قصيه} . وَالسَّابِع: التَّسْمِيَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {ورسلا قد قصصناهم عَلَيْك من قبل ورسلا لم نقصصهم عَلَيْك} ، أَي: سميناهم. (243 - بَاب الْقَلِيل) الْقَلِيل: لَا حد لَهُ فِي نَفسه. وَإِنَّمَا يعرف بِالْإِضَافَة إِلَى غَيره. مثله الْكثير، وَيُقَال: قل الشَّيْء، يقل قلَّة فَهُوَ قَلِيل. والقل الْقلَّة، كالذل والذلة. وَفِي ذكر الرِّبَا إِن كثر فَإِنَّهُ إِلَى قل. (وَفُلَان قل بن قل) : إِذا كَانَ لَا يعرف هُوَ وَلَا أَبوهُ. والقلة: مَا أَقَله الْإِنْسَان من جرة أَو نَحْوهَا. وَلَيْسَ فِي ذَلِك عِنْد أهل اللُّغَة حد مَحْدُود. وأنشدوا: (104 / أ) . (وظللنا فِي نعْمَة واتكأنا ... وشربنا الْحَلَال من قلله) والقلة: قلَّة الْجَبَل. واستقل الْقَوْم: مضوا لسبيلهم.

وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْقَلِيل فِي الْقُرْآن على ثَمَانِيَة أوجه: - أَحدهَا: ثَلَاث مئة وَثَلَاثَة عشر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلا مِنْهُم} . وَالثَّانِي: ثَمَانُون. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {وَمَا آمن مَعَه إِلَّا قَلِيل} . قَالَ مقَاتل: كَانُوا أَرْبَعِينَ رجلا وَأَرْبَعين امْرَأَة. وَالثَّالِث: بعض أهل الْكتاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {مَا يعلمهُمْ إِلَّا قَلِيل} ، قَالَه عَطاء. وَالرَّابِع: الْيَسِير من الدُّنْيَا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {ليشتروا بِهِ ثمنا قَلِيلا} ، وَفِي (بَرَاءَة: {اشْتَروا بآيَات الله ثمنا قَلِيلا} . وَالْخَامِس: الرِّيَاء والسمعة وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (، فِي سُورَة النِّسَاء: {وَلَا يذكرُونَ الله إِلَّا قَلِيلا} ،) وَفِي الْأَحْزَاب: (وَلَا يأْتونَ

باب القتل

الْبَأْس إِلَّا قَلِيلا} . وَالسَّادِس: أَيَّام الدُّنْيَا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {فليضحكوا قَلِيلا (وليبكوا كثيرا} ) . وَالسَّابِع: الْقَلِيل بِالْإِضَافَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النِّسَاء: {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلا مِنْهُم} ، أَي: أقلهم. وَفِي الشُّعَرَاء: {إِن هَؤُلَاءِ لشرذمة قَلِيلُونَ} ، أَرَادَ قلتهم فِي كَثْرَة جَيْشه. قَالَ [مقَاتل] : كَانَ أَصْحَاب مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام سِتّمائَة ألف وَأَصْحَاب فِرْعَوْن سَبْعمِائة ألف ألف. وَالثَّامِن: أَن يكون [الْقَلِيل] صلَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {وَجَعَلنَا لكم مِنْهَا معايش قَلِيلا مَا تشكرون} أَرَادَ مَا تشكرون أصلا. وَفِي الحاقة: {قَلِيلا مَا تؤمنون} . (244 - بَاب الْقَتْل) الْقَتْل: الْفِعْل الْمُؤَدِّي إِلَى الْمَوْت. والقتال النَّفس.

تَقول قتلت فلَانا، أَي: أصبت قِتَاله (104 / ب) وَهِي نَفسه. والمقاتل: الْمَوَاضِع الَّتِي إِذا أُصِيبَت قتلت. وَقتل فلَان فلَانا قتلة سوء. وَيُقَال [قتلت] الشَّيْء علما، وَقتلت الْخمر بِالْمَاءِ: مزجتها. وَالْقَتْل: الْعَدو. وَجمعه: أقتال. وأنشدوا من ذَلِك: - (اعْتَرَانِي عَن عَامر ... فِي بِلَاد كَثِيرَة الأقتال) وَيُقَال: تقتلت الْجَارِيَة للرجل حَتَّى عَشِقَهَا، (كَأَنَّهَا خضعت لَهُ} . وأنشدوا من ذَلِك: - (تقتلت لي حَتَّى إِذا مَا فتنتني ... تنسكت مَا هَذَا بِفعل النواسك) وَيُقَال: قلب مقتل، إِذا قَتله الْعِشْق. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: - (وَمَا ذرفت عَيْنَاك إِلَّا لتضربي ... بسهميك فِي أعشار قلب مقتل) وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْقَتْل فِي الْقُرْآن على ثَمَانِيَة أوجه: - أَحدهَا: الْفِعْل المميت للنَّفس. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {وكأين من نَبِي قَاتل مَعَه ربيون كثير} ، وَفِي سُورَة النِّسَاء: (وَمن

يقتل مُؤمنا مُتَعَمدا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّم) . وَالثَّانِي: الْقِتَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فَإِن قَاتَلُوكُمْ فاقتلوهم} ، (أَي: فقاتلوهم) . قَالَه مقَاتل. وَالثَّالِث: اللَّعْن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الذاريات: {قتل الخراصون} ، وَفِي المدثر: {فَقتل كَيفَ قدر ثمَّ قتل كَيفَ قدر} ، وَفِي عبس: {قتل الْإِنْسَان مَا أكفره} ، وَفِي البروج: {قتل أَصْحَاب الْأُخْدُود} . وَالرَّابِع: التعذيب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْزَاب: [ {أخذُوا وَقتلُوا تقتيلا} . وَالْخَامِس: الْعلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينا} . وَالسَّادِس: الدّفن للحي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {وَلَا تقتلُوا أَوْلَادكُم من إملاق} ، وفيهَا: {قد خسر الَّذين قتلوا أَوْلَادهم سفها بِغَيْر (105 / أ} علم} ، وَفِي بني إِسْرَائِيل: {وَلَا تقتلُوا أَوْلَادكُم خشيَة إملاق} . وَالسَّابِع: الْقصاص. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل: (فَلَا

باب القرب

يسرف فِي الْقَتْل إِنَّه كَانَ منصورا} . وَالثَّامِن: الذّبْح. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {يقتلُون أبناءكم} . (245 - بَاب الْقرب) الأَصْل فِي الْقرب: أَنه الدنو من الْمسَافَة. وضده: الْبعد. والقربان: مَا قرب إِلَى الله تَعَالَى. وقربان الْملك وقرابينه وزراؤه. واقربت الشَّاة دنا نتاجها. لَا يُقَال: للناقة: اقربت. قَالَ ابْن السّكيت: ثوب مقارب، وَلَا يُقَال مقارب إِذا لم يكن جيدا. وَقَالَ غَيره: ثوب مقارب - بِكَسْر الرَّاء - لَيْسَ بجيد - وَبِفَتْحِهَا - رخيص. والقارب: سفينة صَغِيرَة تكون مَعَ أَصْحَاب السفن البحرية، تستخف لحوائجهم. والقارب: الطَّالِب للْمَاء لَيْلًا. وَحكى ابْن فَارس عَن بعض اللغويين: أَنه لَا يُقَال ذَلِك لطَالب المَاء نَهَارا. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْقرب فِي الْقُرْآن على عشرَة أوجه: -

أَحدهَا: الْجِمَاع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَلَا تقربوهن حَتَّى يطهرن} . وَالثَّانِي: الْإِجَابَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْبَقَرَة] : {فَإِنِّي قريب} ، [أَي: مُجيب] . وَفِي سبأ: {إِنَّه سميع قريب} . وَالثَّالِث: قرب الزَّمَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {فيأخذكم عَذَاب قريب} ، أَي: دَان. وَفِي الْأَنْبِيَاء: {اقْترب للنَّاس حسابهم} ، وفيهَا: {واقترب الْوَعْد الْحق} . وَالرَّابِع: الأصوب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {لأَقْرَب من هَذَا رشدا} . وَالْخَامِس: اللين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {ولتجدن أقربهم مَوَدَّة للَّذين آمنُوا الَّذين قَالُوا إِنَّا نَصَارَى} ) . وَالسَّادِس: الْقَرَابَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي عسق: {قل لَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ أجرا (105 / ب} إِلَّا الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى} ، وَفِي الْبَلَد: {يَتِيما ذَا مقربة} . وَالسَّابِع: مَا قبل مُعَاينَة الْملك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء:

باب القرية

{ثمَّ يتوبون من قريب} . وَالثَّامِن: الْأكل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الْبَقَرَة: {وَلَا تقربا هَذِه الشَّجَرَة} . وَالتَّاسِع: الدُّخُول فِي الصَّلَاة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {وَلَا تقربُوا الصَّلَاة وَأَنْتُم سكارى} . والعاشر: الْمُجَاورَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرَّعْد: {أَو تحل قَرِيبا من دَارهم} ، أَي: تجاورهم. (246 - بَاب الْقرْيَة) الْقرْيَة: اسْم لما يجمع جمَاعَة كَثِيرَة من النَّاس. وَهُوَ اسْم مَأْخُوذ من الْجمع. تَقول: قريت المَاء فِي الْحَوْض، إِذا جمعته فِيهِ. وَيُقَال: للحوض الَّذِي فِيهِ المَاء: مقراة. قَالَ الزّجاج: والقرء فِي اللُّغَة الْجمع. وَسمي الْقُرْآن قُرْآنًا لِأَنَّهُ كَلَام مُجْتَمع. (وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة: سمي الْقُرْآن قُرْآنًا) لِأَنَّهُ جمع السُّور وَضمّهَا. وَهُوَ من قَوْلك: مَا قَرَأت النَّاقة سلى قطّ، أَي: مَا ضمت فِي

رَحمهَا ولدا. وَأنْشد أَبُو عُبَيْدَة: - هجان اللَّوْن لم تقْرَأ جَنِينا وَقَوله: {إِن علينا جمعه وقرآنه} ، أَي: تأليفه. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْقرْيَة فِي الْقُرْآن على عشرَة أوجه: - أَحدهَا: مَكَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {وَضرب الله مثلا قَرْيَة كَانَت آمِنَة مطمئنة} ، وَفِي سُورَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: {وكأين من قَرْيَة هِيَ أَشد قُوَّة من قريتك الَّتِي أخرجتك} ، [وَفِي سُورَة النِّسَاء: {الَّذين يَقُولُونَ رَبنَا أخرجنَا من هَذِه الْقرْيَة الظَّالِم أَهلهَا} ] . وَالثَّانِي: أَيْلَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {وسئلهم عَن الْقرْيَة الَّتِي كَانَت حَاضِرَة الْبَحْر} . وَالثَّالِث: أرِيحَا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَإِذ قُلْنَا (106 / أ} ادخُلُوا هَذِه الْقرْيَة} ، وَفِي الْأَعْرَاف: (وَإِذ قيل لَهُم

اسكنوا هَذِه الْقرْيَة} . وَالرَّابِع: دير هِرقل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {أَو كَالَّذي مر على قَرْيَة} . وَالْخَامِس: أنطاكية. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يس: {وَاضْرِبْ لَهُم مثلا أَصْحَاب الْقرْيَة} . وَالسَّادِس: قَرْيَة قوم لوط. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي العنكبوت: {إِنَّا منزلون على أهل هَذِه الْقرْيَة رجزا من السَّمَاء} . وَالسَّابِع: نِينَوَى. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس: {فلولا كَانَت قَرْيَة آمَنت فنفعها إيمَانهَا} . وَالثَّامِن: مصر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة يُوسُف: {وَسُئِلَ الْقرْيَة الَّتِي كُنَّا فِيهَا} . وَالتَّاسِع: مَكَّة والطائف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الزخرف: [ {وَقَالُوا لَوْلَا نزل هَذَا الْقُرْآن] على رجل من القريتين عَظِيم} . والعاشر: جَمِيع الْقرى على الاطلاق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي بني

باب القطع

إِسْرَائِيل] : {وَإِن من قَرْيَة إِلَّا نَحن مهلكوها قبل يَوْم الْقِيَامَة} . (247 - بَاب الْقطع) الْقطع: فِي الأَصْل الْفَصْل بَين المتركبين. ثمَّ يستعار فِي مَوَاضِع تدل عَلَيْهَا الْقَرِينَة. والقطيعة: الهجران. وَالْقطع: الطَّائِفَة من اللَّيْل. والقطيع: الطَّائِفَة من الْغنم. والمقطعات: الثِّيَاب الْقصار. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْقطع فِي الْقُرْآن على أحد عشر وَجها: - أَحدهَا: الْفَصْل والإبانة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {فَاقْطَعُوا أَيْدِيهِمَا} ، وَفِي الْأَعْرَاف: {ولأقطعن أَيْدِيكُم وأرجلكم من خلاف} . وَالثَّانِي: الْجرْح والخدش. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {فَلَمَّا رأينه أكبرنه وقطعن أَيْدِيهنَّ} . وَالثَّالِث: اخافة السَّبِيل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي العنكبوت: {وتقطعون السَّبِيل} .

وَالرَّابِع: قطع الرَّحِم والقرابة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {ويقطعون مَا أَمر الله بِهِ أَن يُوصل} . (106 / ب) . وَالْخَامِس: التَّفَرُّق فِي الدّين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْبِيَاء: {وتقطعوا أَمرهم بَينهم} ، أَرَادَ تفَرقُوا فِي الْأَدْيَان. (وَالسَّادِس: الشَّديد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {وقطعناهم فِي الأَرْض أمما} ) . وَالسَّابِع: الاستئصال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {فَقطع دابر الْقَوْم الَّذين ظلمُوا} ، وَفِي الْحجر: {أَن دابر هَؤُلَاءِ مَقْطُوع مصبحين} . وَالثَّامِن: التخريب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرَّعْد: {وَلَو أَن قُرْآنًا سيرت بِهِ الْجبَال} أَو قطعت بِهِ الأَرْض} . وَالتَّاسِع: الإبرام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّمْل: {مَا كنت قَاطِعَة أمرا حَتَّى تَشْهَدُون} . والعاشر: الإعداد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَج: {قطعت لَهُم ثِيَاب من نَار} . وَالْحَادِي عشر: الْقَتْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {ليقطع طرفا من الَّذين كفرُوا} ، أَي: ليقْتل طَائِفَة مِنْهُم.

باب القيام

(248 - بَاب الْقيام) الأَصْل فِي الْقيام: انه انتصاب الْقَامَة من الْآدَمِيّ وامتدادها إِلَى جِهَة الْعُلُوّ. والقومة: الْمرة الْوَاحِدَة. وَهَذَا قوام هَذَا، أَي: الَّذِي يقوم بِهِ. والقوام حسن الطول. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْقيام فِي الْقُرْآن على اثْنَي عشر وَجها: - أَحدهَا: الْقيام الْمَعْرُوف الَّذِي هُوَ انتصاب الْقَامَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَقومُوا لله قَانِتِينَ} ، وَفِي المزمل: {إِن رَبك يعلم أَنَّك تقوم أدنى من ثُلثي اللَّيْل} . وَالثَّانِي: الْأَمْن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {جعل الله الْكَعْبَة الْبَيْت الْحَرَام قيَاما للنَّاس} ، أَي: أَمَانًا. وَقيل قواما لأمرهم. وَالثَّالِث: الاتمام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَأقِيمُوا الصَّلَاة}

وَالرَّابِع: الْعدْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرَّعْد) : {أَفَمَن هُوَ قَائِم على كل نفس بِمَا كسبت} . وَالْخَامِس: الْوُقُوف. (107 / أ) وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {فلتقم طَائِفَة مِنْهُم مَعَك} ، وَفِي عَم يتساءلون: {يَوْم يقوم الرّوح وَالْمَلَائِكَة صفا} ، وَفِي المطففين: {يَوْم يقوم النَّاس لرب الْعَالمين} . وَالسَّادِس: النهوض بالدعوة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي المدثر: {قُم فَأَنْذر} ، وَفِي سُورَة الْجِنّ: {وَأَنه لما قَامَ عبد الله يَدعُوهُ} . وَالسَّابِع: الْكَوْن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَوَاضِع: {وَيَوْم تقوم السَّاعَة} . وَالثَّامِن: الثُّبُوت. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {مِنْهَا قَائِم وحصيد} ، أَي: ثَابت بُنْيَانه وشخصه. وَالتَّاسِع: القَوْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {كونُوا قوامين بِالْقِسْطِ} ، أَي: قوالين.

باب القضاء

والعاشر: الْمُوَاظبَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {إِلَّا مَا دمت عَلَيْهِ قَائِما} . وَالْحَادِي عشر: القوام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي سُورَة النِّسَاء] : {وَلَا تُؤْتوا السُّفَهَاء أَمْوَالكُم الَّتِي جعل الله لكم قيَاما} ، أَي: قواما فِي المعاش. وَالثَّانِي عشر: الْخلْوَة وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الشُّعَرَاء: {الَّذِي يراك حِين تقوم وتقلبك فِي الساجدين} حِين تَخْلُو، قَالَه الْحسن الْبَصْرِيّ. (249 - بَاب الْقَضَاء) قَالَ ابْن قُتَيْبَة: أصل الْقَضَاء: الوختم. قَالَ الزّجاج: الْقَضَاء فِي اللُّغَة: على ضروب كلهَا ترجع إِلَى معنى انْقِطَاع الشَّيْء وَتَمَامه، فَمِنْهُ الْخَتْم كَقَوْلِه: {ثمَّ قضى أَََجَلًا وَأجل مُسَمّى} ، أَي: جئْتُمْ ذَلِك وأتمه. وَمِنْه الْأَمر، وَهُوَ قَوْله: {وَقضى رَبك أَلا تعبدوا إِلَّا إِيَّاه} ، أَي: أَمر أمرا قَاطعا قطعا وحتما. وَمِنْه الْإِعْلَام، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وقضينا إِلَى بني إِسْرَائِيل فِي الْكتاب} ] ، أعلمناهم إعلاما قَاطعا. وَمِنْه:

الْفَصْل فِي الحكم وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {لقضي بَينهم} ، وَمِنْه قَوْلهم: قضى القَاضِي بَين الْخُصُوم. أَي: قطع بَينهم فِي الحكم. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْقَضَاء فِي الْقُرْآن على خَمْسَة عشر وَجها: (107 / ب) . أَحدهَا: الْأَمر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل: {وَقضى رَبك أَلا تعبدوا إِلَّا إِيَّاه} . وَالثَّانِي: الْخَبَر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل: {وقضينا إِلَى بني إِسْرَائِيل فِي الْكتاب لتفسدن فِي الأَرْض مرَّتَيْنِ} . وَالثَّالِث: الْفَرَاغ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْبَقَرَة] : {فَإِذا قضيتم مَنَاسِككُم} ، وَفِي سُورَة النِّسَاء: {فَإِذا قضيتم الصَّلَاة} ، وَفِي الْأَحْقَاف: {فَلَمَّا قضي ولوا إِلَى قَومهمْ منذرين} . وَالرَّابِع: الْفِعْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {إِذا قضى أمرا فَإِنَّمَا يَقُول لَهُ كن فَيكون} ، فِي الْأَنْفَال: {ليقضي الله أمرا كَانَ مَفْعُولا} ، وَفِي طه: {فَاقْض مَا أَنْت قَاض} ، وَفِي

الْأَحْزَاب: {إِذا قضى الله وَرَسُوله أمرا أَن يكون لَهُم الْخيرَة من أَمرهم} . وَالْخَامِس: الْمَوْت. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَصَص: {مُوسَى فَقضى عَلَيْهِ} ، وَفِي الزخرف: {ليَقْضِ علينا رَبك} . وَالسَّادِس: وجوب الْعَذَاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {هَل ينظرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيهم الله فِي ظلل من الْغَمَام وَالْمَلَائِكَة وَقضي الْأَمر} ، وَفِي هود: {وَقضي الْأَمر} . وَالسَّابِع: التَّمام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {ثمَّ يبعثكم فِيهِ ليقضى أجل مُسَمّى} ، وَفِي طه: {من قبل أَن يقْضى إِلَيْك وحيه} ، وَفِي الْقَصَص: {أَيّمَا الْأَجَليْنِ قضيت} ، وفيهَا: {فَلَمَّا قضى مُوسَى الْأَجَل} . وَالثَّامِن: الْفَصْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {لقضي الْأَمر بيني وَبَيْنكُم} ، وَفِي يُونُس: {فَإِذا جَاءَ رسولهم قضي بَينهم بِالْقِسْطِ} ، وفيهَا: {إِن رَبك يقْضِي بَينهم يَوْم الْقِيَامَة} ، وَفِي الزمر: {وَقضي بَينهم بِالْحَقِّ} . وَالتَّاسِع: الْخلق. وَمِنْه [قَوْله] تَعَالَى فِي حم السَّجْدَة:

{فقضاهن سبع سماوات فِي يَوْمَيْنِ} . والعاشر: الحتم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي يُوسُف] : {قضي الْأَمر الَّذِي فِيهِ تستفتيان} ، (108 / أ) ، وَفِي مَرْيَم: {وَكَانَ أمرا مقضيا} ، وَفِي سبأ: {فَلَمَّا قضينا عَلَيْهِ الْمَوْت} ، وَفِي الزمر: {فَيمسك الَّتِي قضى عَلَيْهَا الْمَوْت} . وَالْحَادِي عشر: ذبح الْمَوْت. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم: {وَأَنْذرهُمْ يَوْم الْحَسْرَة إِذْ قضي الْأَمر} . وَالثَّانِي عشر: اغلاق أَبْوَاب جَهَنَّم على أَهلهَا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي إِبْرَاهِيم: {وَقَالَ الشَّيْطَان لما قضي الْأَمر} . وَالثَّالِث عشر: الْعَهْد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحجر: {وقضينا إِلَيْهِ ذَلِك الْأَمر} ، قَالَ مقَاتل: عهدنا إِلَى لوط أَمر الْعَذَاب. وَالرَّابِع عشر: الحكم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {ثمَّ لَا يَجدوا فِي أنفسهم حرجا مِمَّا قضيت} . وَالْخَامِس عشر: الْوَصِيَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَصَص: {وَمَا كنت بِجَانِب الغربي إِذْ قضينا إِلَى مُوسَى الْأَمر}

كتاب الكاف

" (كتاب الْكَاف ") وَهُوَ تِسْعَة أَبْوَاب: فِيهَا وَجْهَان وَخَمْسَة (250 - بَاب الْكُرْسِيّ) قَالَ الزّجاج: الْكُرْسِيّ فِي اللُّغَة: [هُوَ] الَّذِي يجلس عَلَيْهِ والكرسي والكراسة: إِنَّمَا هُوَ الشَّيْء الَّذِي قد ثَبت وَلزِمَ بعضه بَعْضًا. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْكُرْسِيّ فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: الْكُرْسِيّ الَّذِي يجلس عَلَيْهِ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي ص: {وألقينا على كرسيه جسدا} . وَالثَّانِي: الْعلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: (وسع كرسيه

باب كلا

السَّمَوَات وَالْأَرْض} ، أَي: علمه. رَوَاهُ سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس. (251 - بَاب " كلا ") (قَالَ الْأَخْفَش وَابْن قُتَيْبَة) : معنى كلا الردع والزجر، وَقَالَ السجسْتانِي تكون بِمَعْنى " لَا " أَي: لَا يكون ذَلِك وَهُوَ رد للْأولِ، كَمَا قَالَ العجاج: (108 / ب) . (قد طلبت شَيبَان أَن تصاكموا ... كلا، وَلما تَصْطَفِق مآتم) وَذكر الْمُفَسِّرُونَ أَنَّهَا فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: بِمَعْنى (لَا) . وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة مَرْيَم: {أم اتخذ عِنْد الرَّحْمَن عهدا. كلا} ، أَي: لَيْسَ الْأَمر على مَا قَالَ. وفيهَا: {ليكونوا لَهُم عزا كلا} ، وَفِي الْمُؤمنِينَ: (لعَلي أعمل صَالحا فِيمَا

تركت كلا} ، وَفِي الشُّعَرَاء: {فَأَخَاف أَن يقتلُون. قَالَ كلا} {وفيهَا} (إِنَّا لمدركون. قَالَ كلا} ، وَفِي سبأ: {أروني الَّذين ألحقتم بِهِ شُرَكَاء كلا} ، وَفِي سَأَلَ سَائل: {وَمن فِي الأَرْض جَمِيعًا ثمَّ ينجيه كلا} {وفيهَا} (أيطمع كل امْرِئ مِنْهُم أَن يدْخل جنَّة نعيم كلا} ، وَفِي المدثر: {ثمَّ يطْمع أَن أَزِيد. كلا} {وفيهَا} (أَن يُؤْتى صحفا منشرة. كلا} ، وَفِي الْقِيَامَة: {أَيْن المفر. كلا} ، وَفِي المطففين: {قَالَ أساطير الْأَوَّلين كلا} ، وَفِي الْفجْر: {فَيَقُول رَبِّي أهانن كلا} ، وَفِي الْهمزَة: {يحْسب أَن مَاله أخلده كلا} . فَهَذِهِ أَرْبَعَة عشرَة وضعا يحسن الْوُقُوف عَلَيْهَا. وَالثَّانِي: بِمَعْنى حَقًا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي المدثر: {كلا وَالْقَمَر} ، وفيهَا {كلا إِنَّه تذكرة} ، وَفِي الْقِيَامَة: (كلا إِذا

بلغت التراقي) {وفيهَا} (كلا بل تحبون العاجلة} ، وَفِي النبأ: {كلا سيعلمون ثمَّ كلا سيعلمون} {وفيهَا} (كلا لما يقْض مَا أمره} ، وَفِي الانفطار: {كلا بل تكذبون بِالدّينِ} ، وَفِي المطففين: كلا إِن كتاب الْأَبْرَار لفي عليين} ، وفيهَا: {كلا إِن كتاب الْفجار لفي سِجِّين} ، وفيهَا: {كلا إِنَّهُم عَن رَبهم يَوْمئِذٍ لمحجوبون} ، وَفِي الْفجْر: {كلا إِذا دكت الأَرْض دكا دكا} ، وَفِي اقْرَأ: {كلا إِن الْإِنْسَان ليطْغى} ، وفيهَا: {كلا لَئِن لم ينْتَه} ، (109 / أ) وفيهَا: {كلا لَا تطعه} ، وَفِي التكاثر: {كلا سَوف تعلمُونَ ثمَّ كلا سَوف تعلمُونَ كلا لَو تعلمُونَ} . فَهَذِهِ تِسْعَة عشر موضعا كلهَا لَا يحسن الْوَقْف عَلَيْهَا على " كلا ". وَجُمْلَة مَا فِي الْوَجْهَيْنِ ثَلَاثَة وَثَلَاثُونَ موضعا وَهِي جَمِيع مَا فِي الْقُرْآن وَلَيْسَ فِي النّصْف الأول مِنْهَا شَيْء.

باب الكتب

وَحكى ابْن الْأَنْبَارِي عَن ثَعْلَب: ان " كلا " لَا يُوقف عَلَيْهَا فِي جَمِيع الْقُرْآن. (252 - بَاب الْكتب) الأَصْل فِي الْكتب: الْجمع. فَكَأَن الْكَاتِب هُوَ جَامع الْحُرُوف. يُقَال: كتبت البغلة، إِذا جمعت بَين شفريها بِحَلقَة. والكتبة: الخرزة. والكتب: الخرز. وَالْمكَاتب: العَبْد يُكَاتب على نَفسه بِشَيْء يُؤَدِّيه، فَإِذا أَدَّاهُ عتق. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْكتب فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: الْأَمر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {ادخُلُوا الأَرْض المقدسة الَّتِي كتب الله لكم} ، أَي: أَمركُم بِدُخُولِهَا. وَالثَّانِي: الْجعل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {فاكتبنا مَعَ الشَّاهِدين} ، وَفِي المجادلة: {أُولَئِكَ كتب فِي قُلُوبهم الْإِيمَان} . وَالثَّالِث: الْقَضَاء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: (لبرز الَّذين

باب الكفر

كتب عَلَيْهِم الْقَتْل إِلَى مضاجعهم} ، وَفِي بَرَاءَة: {لن يصيبنا إِلَّا مَا كتب الله لنا} ، وَفِي الْحَج: {كتب عَلَيْهِ أَنه من تولاه فَأَنَّهُ يضله} ، وَفِي المجادلة: {كتب الله لأغلبن أَنا ورسلي} . وَالرَّابِع: الْفَرْض. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {كتب عَلَيْكُم الصّيام} {وفيهَا} (كتب عَلَيْكُم الْقصاص) {وفيهَا} (كتب عَلَيْكُم إِذا حضر أحدكُم الْمَوْت) {وفيهَا} (كتب عَلَيْكُم الْقِتَال) {وفيهَا} (هَل عسيتم إِن كتب عَلَيْكُم الْقِتَال} ، وفيهَا: فَلَمَّا كتب عَلَيْهِم الْقِتَال توَلّوا} . وَفِي سُورَة النِّسَاء: {رَبنَا لم كتبت علينا الْقِتَال} ، (109 / ب) . وَالْخَامِس: الْحِفْظ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {وَالله يكْتب مَا يبيتُونَ} . (253 - بَاب الْكفْر) الْكفْر: التغطية والستر. وأنشدوا: - فِي لَيْلَة كفر النُّجُوم غمامها. قَالَ ابْن فَارس: وَالْكفْر - بِفَتْح الْكَاف مَا بعد من الأَرْض عَن

النَّاس لَا يكَاد ينزله وَلَا يمر بِهِ أحد. وَمن حل بِتِلْكَ الْمَوَاضِع فهم أهل الكفور. وَيُقَال: الكفور: الْقرى. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْكفْر فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: الْكفْر بِالتَّوْحِيدِ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {إِن الَّذين كفرُوا سَوَاء عَلَيْهِم أأنذرتهم أم لم تنذرهم} ، وَفِي الْحَج: {إِن الَّذين كفرُوا ويصدون عَن سَبِيل الله} . وَهُوَ الْأَعَمّ فِي الْقُرْآن. وَالثَّانِي: كفران النِّعْمَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {واشكروا لي وَلَا تكفرون} ، وَفِي الشُّعَرَاء: {وَفعلت فعلتك الَّتِي فعلت وَأَنت من الْكَافرين} ، وَفِي النَّمْل: {أَأَشْكُرُ أم أكفر} . وَالثَّالِث: التبري. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي العنكبوت: {ثمَّ يَوْم الْقِيَامَة يكفر بَعْضكُم بِبَعْض} ، أَي: يتبرأ بَعْضكُم من بعض. وَفِي الممتحنة: {كفرنا بكم} . وَالرَّابِع: الْجُحُود. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فَلَمَّا جَاءَهُم مَا عرفُوا كفرُوا بِهِ} .

أبواب الستة

وَالْخَامِس: التغطية. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَدِيد: - {أعجب الْكفَّار نَبَاته} ، يُرِيد الزراع الَّذين يغطون الْحبّ. (" أَبْوَاب السِّتَّة ") (254 - بَاب كَانَ) قَالَ شَيخنَا عَليّ بن عبيد الله: كَانَ فعل مَاض فِي قَوْلك: كَانَ يكون كونا فَهُوَ كَائِن. وَمَعْنَاهُ فِي الأَصْل وَقع وَوجد. فَإِذا أُرِيد بهَا الذَّات كَانَت تَامَّة لَا تفْتَقر إِلَى خبر. تَقول: من ذَلِك، (110 / أ) كَانَ اللَّيْل، أَي: وَقع وَوجد. وأنشدوا مِنْهُ: (إِذا كَانَ الشتَاء فأدفئوني ... فَإِن الشَّيْخ يهدمه الشتَاء) وَإِذا أُرِيد بهَا الْوَصْف كَانَت نَاقِصَة تحْتَاج إِلَى خبر تَقول من ذَلِك كَانَ زيد قَائِما. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن كَانَ فِي الْقُرْآن على سِتَّة أوجه: - أَحدهَا: أَن تكون على أَصْلهَا إِمَّا تَامَّة وَإِمَّا نَاقِصَة. وَمِنْه قَوْله

تَعَالَى فِي الْكَهْف: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ ملك} ، وَفِي مَرْيَم: {إِنَّه كَانَ صَادِق الْوَعْد} وَالثَّانِي: أَن تكون صلَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَكَانَ الله غَفُورًا رحِيما} ، وَكَذَلِكَ جَمِيع مَا أضيف إِلَى الله تَعَالَى من الصِّفَات المقترنة بكان. وَالثَّالِث: بِمَعْنى يَنْبَغِي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {مَا كَانَ لبشر أَن يؤتيه الله الْكتاب وَالْحكم والنبوة ثمَّ يَقُول للنَّاس كونُوا عبادا لي من دون الله} ، وَفِي سُورَة النِّسَاء: {وَمَا كَانَ لمُؤْمِن أَن يقتل مُؤمنا إِلَّا خطأ} ، وَفِي عسق: {وَمَا كَانَ لبشر أَن يكلمهُ الله إِلَّا وَحيا} ، وَفِي النُّور: {مَا يكون لنا أَن نتكلم بِهَذَا} . وَالرَّابِع: بِمَعْنى صَار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {إِلَّا إِبْلِيس أَبى واستكبر وَكَانَ من الْكَافرين} ، وَفِي الْوَاقِعَة: {فَكَانَت هباء منبثا} ، وَفِي المزمل: {وَكَانَت الْجبَال كثيبا مهيلا} ، وَفِي سَأَلَ سَائل: {يَوْم تكون السَّمَاء كَالْمهْلِ وَتَكون الْجبَال كالعهن} ، وَفِي عَم يتسألون: {وَفتحت السَّمَاء فَكَانَت أبوابا} . وَالْخَامِس: بِمَعْنى هُوَ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم: (كَيفَ نُكَلِّم

باب الكبير

من كَانَ فِي المهد صَبيا} . وَالسَّادِس: بِمَعْنى وجد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَإِن كَانَ ذُو عسرة} . (255 - بَاب الْكَبِير) الْكَبِير: من بَاب المتضايفات لَا حد لَهُ فِي نَفسه وَإِنَّمَا يعرف بِالْإِضَافَة إِلَى غَيره (110 / ب) وَيُقَال فِي الْجِسْم كَبِير، إِذا كَانَ ضخما. وَفِي السن، إِذا (كَانَ) عَالِيا. وَفِي النّسَب: إِذا كَانَ شريفا. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْكَبِير فِي الْقُرْآن على سِتَّة أوجه: - أَحدهَا: الْعَظِيم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {إِنَّه كَانَ حوبا كَبِيرا} {وفيهَا} (إِن الله كَانَ عليا كَبِيرا} ، وَفِي الرَّعْد: {الْكَبِير المتعال} ، فِي العنكبوت: {وَلذكر الله أكبر} . وَالثَّانِي: الشَّديد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل: (فَمَا يزيدهم

إِلَّا طغيانا كَبِيرا} ، وَفِي الْفرْقَان: {وجاهدهم بِهِ جهادا كَبِيرا} {وفيهَا} (وَمن يظلم مِنْكُم نذقه عذَابا كَبِيرا} . وَالثَّالِث: الثقيل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَإِنَّهَا لكبيرة} ، وَفِي الْأَنْعَام: {وَإِن كَانَ كبر عَلَيْك إعراضهم} ، وَفِي يُونُس: {إِن كَانَ كبر عَلَيْكُم مقَامي} . وَالرَّابِع: الْكثير. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَلَا تسئموا أَن تكتبوه صَغِيرا أَو كَبِيرا إِلَى أَجله} ، وَفِي بَرَاءَة: {وَلَا يُنْفقُونَ نَفَقَة صَغِيرَة وَلَا كَبِيرَة} . وَالْخَامِس: العالي فِي السن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وأصابه الْكبر} ، وَفِي يُوسُف: {إِن لَهُ أَبَا شَيخا كَبِيرا} ، وَفِي الْقَصَص: {وأبونا شيخ كَبِير} . وَالسَّادِس: العالي فِي الْعلم والرأي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {وَقَالَ كَبِيرهمْ (ألم تعلمُوا} } ، أَي: كَبِيرهمْ فِي الرَّأْي وَالْعلم وَلم يكن أكبرهم فِي السن. وَفِي طه: {إِنَّه لكبيركم الَّذِي علمكُم السحر} .

باب الكريم

(256 - بَاب الْكَرِيم) قَالَ ابْن قُتَيْبَة: الْكَرِيم: الشريف الْفَاضِل. وَيُقَال الْكَرِيم وَيُرَاد بِهِ: الصفوح. وَيُقَال الْكَرِيم وَيُرَاد بِهِ: الْحسن. وَأَصله كُله الشّرف. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْكَرِيم فِي الْقُرْآن على سِتَّة أوجه: - أَحدهَا: الْفَاضِل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل: (111 / أ) . {أرأيتك هَذَا الَّذِي كرمت عَليّ} أَي: فضلت عَليّ وفيهَا: {وَلَقَد كرمنا بني آدم} ، وَفِي الْمُؤمنِينَ: {رب الْعَرْش الْكَرِيم} ، وَفِي النَّمْل: {إِنِّي ألقِي إِلَيّ كتاب كريم} ، وَفِي الحجرات: {إِن أكْرمكُم عِنْد الله أَتْقَاكُم} ، وَفِي الحاقة: {إِنَّه لقَوْل رَسُول كريم} ، وَفِي الْفجْر: {فَأكْرمه ونعمه فَيَقُول رَبِّي أكرمن} .

أبواب ما فوق الستة

وَالثَّانِي: الْحسن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النِّسَاء: {وَنُدْخِلكُمْ مدخلًا كَرِيمًا} ، وَفِي بني إِسْرَائِيل: {وَقل لَهما قولا كَرِيمًا} ، وَفِي الشُّعَرَاء: {كم أنبتنا فِيهَا من كل زوج كريم} . وَالثَّالِث: الصفوح: وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّمْل: {فَإِن رَبِّي غَنِي كريم} ، وَفِي الانفطار: {مَا غَرَّك بِرَبِّك الْكَرِيم} . وَالرَّابِع: الْكثير. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْفَال: {لَهُم مغْفرَة ورزق كريم} ، أَي كثير. قَالَه ابْن قُتَيْبَة. وَالْخَامِس: المتكبر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الدُّخان: {ذُقْ إِنَّك أَنْت الْعَزِيز الْكَرِيم} . وَالسَّادِس: التقي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {كراما كاتبين} ، وَمثله: {كرام بررة} ، وَلَو ألحق هَذَا الْقسم بِالْأولِ كَانَ حسنا. (" أَبْوَاب مَا فَوق السِّتَّة ") (257 - بَاب الْكَلِمَات) الْكَلِمَات: جمع كلمة. والكلمات يُقَال لما يحصره الْعدَد وَهُوَ إِلَى الْقَلِيل أقرب وَالْجمع كلم وَكَلَام. (والكلم: الْجرْح. وَالْجمع:

كلوم. وَكَلَام) ، وَقوم كلمى، أَي: جرحى. وَرجل كليم، أَي: جريح. وَقيل: إِنَّمَا سمي الْكَلَام كلَاما، لِأَنَّهُ يشق الاسماع بوصوله إِلَيْهَا. كَمَا يشق الْكَلم الَّذِي هُوَ الْجرْح الْجلد وَاللَّحم. وَقيل: سمي كلَاما، لتتشقيقه الْمعَانِي الْمَطْلُوبَة من أَنْوَاع الْخطاب وأقسامه. وَحَقِيقَة الْكَلَام حُرُوف وأصوات مفيدة. قَالَ عمر بن الْقَاسِم الثمانيني: وَالْكَلَام عِنْد أهل اللُّغَة: يَقع على الْمُفِيد، وَغير الْمُفِيد. وَأما عِنْد النَّحْوِيين (111 / ب) فَلَا يطلقونه إِلَّا على الْمُفِيد. فَإِن أوقعوه على غير الْمُفِيد قيدوه بِصفة، فَقَالُوا: (كَلَام مهمل) ، وَكَلَام مَتْرُوك، وَكَلَام غير مُسْتَعْمل، وَكَلَام غير مُفِيد. والكلمة: عِنْد أهل اللُّغَة تقع على الْقَلِيل وَالْكثير وَيدل على ذَلِك قَوْلهم: قَالَ فلَان فِي كَلمته. يُرِيدُونَ فِي قصيدته، أَو رسَالَته، أَو خطبَته. وكل وَاحِد من (هَذِه) يشْتَمل على كَلَام طَوِيل وجمل كَثِيرَة. قَالَ: وَذكر الْمُفَسِّرُونَ فِي قَوْله تَعَالَى: {وتمت كلمة رَبك الْحسنى على بني إِسْرَائِيل} ، أَن تَفْسِير هَذِه الْكَلِمَة، قَوْله: {ونريد أَن نمن على الَّذين استضعفوا فِي الأَرْض} إِلَى قَوْله تَعَالَى: {يحذرون} . قَالَ: فَأَما الْكَلِمَة فِي مدارس النَّحْوِيين. فَهِيَ عبارَة عَن اسْم فَقَط، أَو فعل فَقَط، أَو حرف فَقَط.

وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْكَلِمَات فِي الْقُرْآن على سَبْعَة أوجه: أَحدهَا: الْكَلِمَات الْعشْر اللواتي ابتلى الله تَعَالَى بِهن إِبْرَاهِيم وَهن خمس فِي الرَّأْس: وَخمْس فِي الْجَسَد. فَأَما (اللواتي) فِي الرَّأْس فَالْفرق والمضمضة وَالِاسْتِنْشَاق وقص الشَّارِب والسواك. واللواتي فِي الْجَسَد تقليم الأظافر وَحلق الْعَانَة ونتف الابط والاستطابة بِالْمَاءِ والختان. رَوَاهُ طَاوُوس عَن ابْن عَبَّاس. وَهُوَ معنى قَوْله تَعَالَى: {وَإِذ ابتلى إِبْرَاهِيم ربه بِكَلِمَات} . وَالثَّانِي: الْكَلِمَات الَّتِي تلقاها آدم (من ربه) . وَهِي قَوْله تَعَالَى: {رَبنَا ظلمنَا أَنْفُسنَا وَإِن لم تغْفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} . وَالثَّالِث: الْقُرْآن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {يُؤمن بِاللَّه وكلماته} . وَالرَّابِع: علم الله وعجائبه. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {قبل أَن تنفد كَلِمَات رَبِّي} ، وَفِي لُقْمَان: (مَا نفدت كَلِمَات

باب الكتاب

الله} ، وَقيل (فِي) هَذَا الْوَجْه: إِنَّه على ظَاهره (112 / أ) لِأَن كَلَام الله لَا ينْفد. وَالْخَامِس: (الدّين) . وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي (الْأَنْعَام) : {لَا مبدل لكلماته وَهُوَ السَّمِيع الْعَلِيم} . وَالسَّادِس: لَا إِلَه إِلَّا الله. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {وَكلمَة الله هِيَ الْعليا} . وَالسَّابِع: قَوْله: " كن ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {إِنَّمَا الْمَسِيح عِيسَى ابْن مَرْيَم رَسُول الله وكلمته} . (258 - بَاب الْكتاب) الْكتاب: اسْم لكَلَام مَجْمُوع فِي صك. وَالْأَصْل فِيهِ: الْجمع. وَمِنْه سميت الكتيبة لاجتماعها. قَالَ ابْن قُتَيْبَة. وَيُقَال: لفعل الْكَاتِب: كتاب. وَيُقَال: كتب كتابا، وَقَامَ قيَاما، وَصَامَ صياما. وَقد يُسمى الشَّيْء بِفعل الْفَاعِل وَيُقَال: هَذَا دِرْهَم ضرب الْأَمِير، وَإِنَّمَا هُوَ مَضْرُوب الْأَمِير. وَيُقَال: هَؤُلَاءِ خلق الله، وَإِنَّمَا هم مخلوقو الله.

وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْكتاب فِي الْقُرْآن على أحد عشر وَجها: أَحدهَا: اللَّوْح الْمَحْفُوظ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {وَلَا رطب وَلَا يَابِس إِلَّا فِي كتاب مُبين} ، وفيهَا: {مَا فرطنا فِي الْكتاب من شَيْء} وَفِي الْحَدِيد: {مَا أصَاب من مُصِيبَة فِي الأَرْض وَلَا فِي أَنفسكُم إِلَّا فِي كتاب} . وَالثَّانِي: الْكِتَابَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {ويعلمه الْكتاب وَالْحكمَة} . وَالثَّالِث: الْحساب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الجاثية: {كل أمة تدعى إِلَى كتابها} . وَالرَّابِع: الْعدة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {حَتَّى يبلغ الْكتاب أَجله} . وَالْخَامِس: الْعَمَل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي المطففين: {إِن كتاب الْفجار لفي سِجِّين} ، وفيهَا: {إِن كتاب الْأَبْرَار لفي عليين} ، وَقيل: أَرَادَ الْكتاب الَّذِي فِيهِ أَعْمَالهم.

وَالسَّادِس: الْوَقْت. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {كتابا مُؤَجّلا} ، وَفِي الْحجر: {إِلَّا وَلها كتاب مَعْلُوم} . وَالسَّابِع: الْقُرْآن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (112 / ب) فِي ص: {كتاب أَنزَلْنَاهُ إِلَيْك مبارك} ، وَفِي حم السَّجْدَة: {وَإنَّهُ لكتاب عَزِيز} . وَالثَّامِن: التَّوْرَاة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {يَا أهل الْكتاب لم تحاجون فِي إِبْرَاهِيم} ، وَفِي الْمَائِدَة: {قد جَاءَكُم من الله نور وَكتاب مُبين} . وَالتَّاسِع: الانجيل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {يَا أهل الْكتاب تَعَالَوْا إِلَى كلمة سَوَاء بَيْننَا وَبَيْنكُم} . والعاشر: الْفَرْض. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {كتاب الله عَلَيْكُم} . وَالْحَادِي عشر: الْعلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرّوم: {لقد لبثتم فِي كتاب الله إِلَى يَوْم الْبَعْث} .

كتاب اللام

" كتاب اللَّام ") وَهُوَ سَبْعَة أَبْوَاب: ( [أَبْوَاب الثَّلَاثَة] ) (259 - بَاب اللبَاس) اللبَاس: اسْم لما يحصل بِهِ الاستتار من ثوب أَو غَيره وَمِمَّا يكون على بدن الْإِنْسَان. يُقَال: لبست الثَّوْب ألبسهُ. وكل ملبوس من الثِّيَاب أَو درع فَهُوَ: لبوس، فَأَما اللّبْس - بِفَتْح اللَّام - فَهُوَ: اخْتِلَاط الْأَمر. يُقَال: لبست عَلَيْهِ الْأَمر - بِفَتْح الْبَاء - ألبسهُ - بِكَسْرِهَا -، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وللبسنا عَلَيْهِم مَا يلبسُونَ} ، وَيُقَال: فِي الْأَمر لبس، إِذا لم يكن وَاضحا. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن اللبَاس فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: أَحدهَا: اللبَاس الْمَعْرُوف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: (لباسا

باب لعل

يواري سوءاتكم} ، وَفِي الْحَج: {ولباسهم فِيهَا حَرِير} ، وَفِي الدُّخان: {يلبسُونَ من سندس} . وَالثَّانِي: السكن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {هن لِبَاس لكم وَأَنْتُم لِبَاس لَهُنَّ} ، وَفِي عَم يتساءلون: {وَجَعَلنَا اللَّيْل لباسا} . وَالثَّالِث: الْعَمَل الصَّالح. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {ولباس التَّقْوَى ذَلِك خير} . (260 - بَاب لَعَلَّ) قَالَ أَبُو بكر بن الْأَنْبَارِي: وللعل (113 / أ) أَرْبَعَة مَعَاني: أَحدهَا: بِمَعْنى " كي ". تَقول الْعَرَب للرجل: أَتَيْنَا لَعَلَّنَا نكرمك. وأنشدوا من ذَلِك: (وقلتم لنا كفوا الحروب لَعَلَّنَا ... نكف ووثقتم لنا كل موثق)

(فَلَمَّا كففنا الْحَرْب كَانَت عهودكم ... كَلمعِ سراب فِي الملا متألق) وَالثَّانِي: بِمَعْنى الظَّن. كَقَوْل الْقَائِل: لعَلي سأحج الْعَام، مَعْنَاهُ أظنني سأحج. وَالثَّالِث: بِمَعْنى عَسى. كَقَوْلِهِم: لَعَلَّ عبد الله أَن يقوم. وَالرَّابِع: بِمَعْنى الِاسْتِفْهَام. كَقَوْل الرجل للرجل: لَعَلَّك تَشْتمنِي فأعاقبك. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن لَعَلَّ فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: أَحدهَا: بِمَعْنى " كي ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {الَّذِي خَلقكُم وَالَّذين من قبلكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون} . وَالثَّانِي: بِمَعْنى الترجي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي طه: {لَعَلَّه يتَذَكَّر أَو يخْشَى} ، أَي: على رجائكما. وَفِي الطَّلَاق: {لَعَلَّ الله يحدث بعد ذَلِك أمرا} . وَالثَّالِث: بِمَعْنى كَأَن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي سُورَة الشُّعَرَاء] : {وتتخذون مصانع لَعَلَّكُمْ تخلدون} ، [أَي: كَأَنَّهُمْ يخلدُونَ] .

باب اللغو

(261 - بَاب اللَّغْو) اللَّغْو: فِي الأَصْل الْكَلَام الَّذِي لَا فَائِدَة فِيهِ. قَالَ ابْن فَارس: وَيُقَال: لما لَا يعد من أَوْلَاد الْإِبِل فِي الدِّيَة، أَو غَيرهَا: لَغْو. (وَيُقَال من اللَّغْو: لَغَا يَلْغُو لَغوا} . وَيُقَال: لغي بِالْأَمر يلغى، إِذا لهج بِهِ. وَقَالَ قوم: إِن اشتقاق اللُّغَة من هَذَا. واللغا هُوَ اللَّغْو بِعَيْنِه. وأنشدوا: (عَن اللغا ورفث التَّكَلُّم) وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن اللَّغْو فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: أَحدهَا: الْيَمين الَّتِي لَا يعْقد عَلَيْهَا الْقلب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {لَا يُؤَاخِذكُم الله بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانكُم} . وَالثَّانِي: القَوْل الْبَاطِل، كالشتم والأذى وَنَحْو ذَلِك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمُؤمنِينَ: {وَالَّذين هم عَن اللَّغْو معرضون} ، وَفِي الْفرْقَان: {وَإِذا مروا بِاللَّغْوِ مروا كراما} ، (113 / ب) وَفِي الْقَصَص: (وَإِذا

باب لولا

سمعُوا اللَّغْو أَعرضُوا عَنهُ} ، وَفِي حم السَّجْدَة: {لَا تسمعوا لهَذَا الْقُرْآن والغوا فِيهِ} . وَالثَّالِث: مَا يجْرِي من الرَّفَث وَالْكَلَام المرذول عِنْد شرب الْخمر وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الطّور: {يتنازعون فِيهَا كأسا لَا لَغْو فِيهَا وَلَا تأثيم} ، وَفِي الْوَاقِعَة: {لَا يسمعُونَ فِيهَا لَغوا وَلَا تأثيما} . (262 - بَاب " لَوْلَا ") " لَوْلَا " (فِي الأَصْل) : حرف وضع لِامْتِنَاع الشَّيْء لوُجُود غَيره، تَقول: لَوْلَا عصيانك لأحسنت إِلَيْك. قَالَ ابْن قُتَيْبَة إِذا رَأَيْت " لَوْلَا " بِلَا جَوَاب فَهِيَ بِمَعْنى: هلا، تَقول: لَوْلَا فعلت كَذَا، وَإِذا رَأَيْت لَهَا جَوَابا فَلَيْسَتْ بِهَذَا الْمَعْنى. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن لَوْلَا فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: أَحدهَا: بِمَعْنى " هلا " وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {فلولا إِذْ جَاءَهُم بأسنا تضرعوا} وَفِي الْوَاقِعَة: {فلولا إِن كُنْتُم غير مدينين}

أبواب ما فوق الثلاثة

وَالثَّانِي: بِمَعْنى لم يكن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس: {فلولا كَانَت قَرْيَة آمَنت فنفعها إيمَانهَا} ، وَفِي هود: {فلولا كَانَ من الْقُرُون من قبلكُمْ [أولو بَقِيَّة] } . وَبَعض الْعلمَاء جعلُوا هَذَا الْقسم من الَّذِي قبله. وَالثَّالِث: وُقُوعهَا على أَصْلهَا وَهُوَ وَضعهَا لِامْتِنَاع الشَّيْء لوُجُود غَيره. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فلولا فضل الله عَلَيْكُم وَرَحمته لكنتم من الخاسرين} . وَفِي الصافات: {فلولا أَنه كَانَ من المسبحين للبث فِي بَطْنه إِلَى يَوْم يبعثون} . (" أَبْوَاب مَا فَوق الثَّلَاثَة ") (263 - بَاب اللِّسَان) اللِّسَان: الْعُضْو الْمَعْرُوف فِي الْفَم وَهُوَ آلَة النُّطْق. وَيُقَال لمن أَجَاد الْكَلَام بِهِ: لسن، واللسن: الفصاحة. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن اللِّسَان فِي الْقُرْآن على (114 / أ) أَرْبَعَة أوجه: -

باب اللهو

أَحدهَا: اللِّسَان بِعَيْنِه. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْفَتْح: {يَقُولُونَ بألسنتهم مَا لَيْسَ فِي قُلُوبهم} ، وَفِي الْقِيَامَة: {لَا تحرّك بِهِ لسَانك لتعجل بِهِ} ، وَفِي الْبَلَد: {وَلِسَانًا وشفتين} . وَالثَّانِي: اللُّغَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي ابراهيم: {وَمَا أرسلنَا من رَسُول إِلَّا بِلِسَان قومه} ، وَفِي النَّحْل: {لِسَان الَّذِي يلحدون إِلَيْهِ أعجمي وَهَذَا لِسَان عَرَبِيّ مُبين} . وَالثَّالِث: الدُّعَاء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْمَائِدَة] : {لعن الَّذين كفرُوا من بني إِسْرَائِيل على لِسَان دَاوُد وَعِيسَى ابْن مَرْيَم} ، أَي: فِي دعائها. وَالرَّابِع: الثَّنَاء الْحسن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الشُّعَرَاء: {وَاجعَل لي لِسَان صدق فِي الآخرين} . (264 - بَاب اللَّهْو) قَالَ ابْن فَارس: كل مَا شغلك فقد ألهاك. ولهوت من

اللَّهْو. ولهيت عَن الشَّيْء، إِذا شغلت عَنهُ. وَكَانَ ابْن الزبير: إِذا سمع صَوت الرَّعْد لهي عَن حَدِيثه. أَي: تَركه وَأعْرض عَنهُ. واللهوة: مَا يطحنه الطاحن فِي الرَّحَى بِيَدِهِ. وَجَمعهَا: لهى، وَبِذَلِك سميت الْعَطِيَّة لهوة. فَقيل. هُوَ كثير اللهى. واللهاة: لهاة الْفَم، هِيَ اللحمة المشرفة على الْحلق. وَقيل: بل هِيَ أقْصَى الْفَم. وَجَمعهَا: لَهَا. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن اللَّهْو فِي الْقُرْآن على سِتَّة أوجه. أَحدهَا: الِاسْتِهْزَاء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: [فِي الانعام] : {وذر الَّذين اتَّخذُوا دينهم لعبا ولهوا} . وَالثَّانِي: ضرب الطبل والملاهي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْجُمُعَة: {وَإِذا رَأَوْا تِجَارَة أَو لهوا انْفَضُّوا إلهيا} . وَالثَّالِث: الْوَلَد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْبِيَاء: {لَو أردنَا أَن نتَّخذ لهوا لاتخذناه من لدنا} ، قَالَ الْحسن وَقَتَادَة: أَرَادَ بِهِ الْمَرْأَة. وَالرَّابِع: السرُور الفاني. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَدِيد: (اعلموا

باب اللام

أَنما الْحَيَاة الدُّنْيَا لعب وَلَهو} . (114 / ب) . وَالْخَامِس: الْغناء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي لُقْمَان: {وَمن النَّاس من يَشْتَرِي لَهو الحَدِيث} . وَالسَّادِس: الشّغل وَالْمَنْع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحجر: {ويلههم الأمل} ، وَفِي الْمُنَافِقين: {لَا تلهكم أَمْوَالكُم وَلَا أَوْلَادكُم عَن ذكر الله} {وَمثله} (أَلْهَاكُم التكاثر} . (265 - بَاب اللَّام) " اللَّام " على ضَرْبَيْنِ: لَام مَفْتُوحَة، وَلَام مَكْسُورَة فالمفتوحة / تقع للتوكيد وَالْقسم، وَتَكون زَائِدَة. والمكسورة: تفِيد فِي الْإِعْرَاب الْجَرّ، وَفِي الْمَعْنى: الِاخْتِصَاص وَالْملك. والاختصاص: فِيمَا لَا يصلح فِيهِ الْملك نَحْو قَوْلك: الْمَسْجِد لزيد فالملك طَار على الِاخْتِصَاص ومفتقر إِلَيْهِ؛ لِأَن كل ملك اخْتِصَاص (وَلَيْسَ كل اخْتِصَاص) ملكا. وَقد تقع الْمَكْسُورَة: نائبة عَن حرف آخر. فَأَما - الْمَفْتُوحَة - فَهِيَ فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه - أَحدهَا: لِمَعْنى التوكيد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: (إِن إِبْرَاهِيم

لحليم} ، وَفِي العاديات: {إِن رَبهم بهم يَوْمئِذٍ لخبير} . وَالثَّانِي: بِمَعْنى الْقسم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي هود] : {ليَقُولن مَا يحسبه} . وَالثَّالِث: أَن تكون زَائِدَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّمْل: {قل عَسى أَن يكون ردف لكم} ، أَي: ردفكم. وَأما - الْمَكْسُورَة - فَهِيَ فِي الْقُرْآن على اثْنَي عشر وَجها: - أَحدهَا: الْملك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي لُقْمَان] : {لله مَا فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض} . وَالثَّانِي: بِمَعْنى الْأَمر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النُّور: {لِيَسْتَأْذِنكُم الَّذين ملكت أَيْمَانكُم} . وَالثَّالِث: بِمَعْنى " على " وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس: {دَعَانَا لجنبه} ، وَفِي الرَّعْد: {أُولَئِكَ لَهُم اللَّعْنَة} ، وَفِي الحجرات

{وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بالْقَوْل} . وَلَام (لَهُم اللَّعْنَة) . " وَله بالْقَوْل ". مَكْسُورَة فِي الأَصْل إِلَّا أَنه امْتنع كسرهَا لأجل الضَّمِير. فلولا الضَّمِير لقَالَ: للْقَوْم اللَّعْنَة، وَلَا تَجْهَرُوا للنَّبِي. وَالرَّابِع: بِمَعْنى " إِلَى ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {الْحَمد لله (115 / أ} الَّذِي هدَانَا لهَذَا} ، وَفِي الزلزلة: {بِأَن رَبك أوحى لَهَا} . وَالْخَامِس: بِمَعْنى " كي " وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس: {ليجزي الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات بِالْقِسْطِ} ، وَفِي فاطر: {ليوفيهم أُجُورهم} ، وَفِي يس: {لتنذر قوما مَا أنذر آباؤهم} ، وَفِي الْفَتْح {ليغفر لَك الله مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر} . وَالسَّادِس: بِمَعْنى " عِنْد ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي طه) : {وخشعت الْأَصْوَات للرحمن} . وَالسَّابِع: بِمَعْنى " أَن ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {وَمَا كَانَ الله ليطلعكم على الْغَيْب} ، وَفِي الْأَنْفَال: {وَمَا كَانَ الله ليعذبهم وَأَنت فيهم} ، وَفِي إِبْرَاهِيم: {وَإِن كَانَ مَكْرهمْ لتزول مِنْهُ الْجبَال} .

وَالثَّامِن: بِمَعْنى " لِئَلَّا ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {ليكفروا بِمَا آتَيْنَاهُم} ، وَمثلهَا فِي العنكبوت وَالروم سَوَاء. وَالتَّاسِع: لَام الْعَاقِبَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ من الله عَلَيْهِم من بَيْننَا} ، وَفِي يُونُس: {ليضلوا عَن سَبِيلك} ، وَفِي الْقَصَص {ليَكُون لَهُم عدوا وحزنا} . والعاشر: لَام السَّبَب وَالْعلَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي هَل أَتَى) : {إِنَّمَا نطعمكم لوجه الله} . وَالْحَادِي عشر: بِمَعْنى " فِي " وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {لأوّل الْحَشْر} . وَالثَّانِي عشر: صلَة. كَقَوْلِه تَعَالَى (فِي الْأَعْرَاف) : {لرَبهم يرهبون} . وَقَوله (فِي يُوسُف) : {إِن كُنْتُم للرؤيا تعبرون} .

كتاب الميم

(" كتاب الْمِيم ") وَهُوَ أحد وَعِشْرُونَ بَابا: - (أَبْوَاب الْوَجْهَيْنِ) (266 - بَاب الْمِصْبَاح) الْمِصْبَاح: اسْم لما يستضاء بِهِ فِي الْعَادة من ضوء النَّهَار. قَالَ شَيخنَا: وَهُوَ " مفعال " من الصَّباح، وَهُوَ الضياء. يُقَال للْوَجْه إِذا كَانَ مضيئا بالْحسنِ: صبيح. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْمِصْبَاح فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: الْكَوْكَب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْملك] : {وَلَقَد زينا السَّمَاء الدُّنْيَا بمصابيح} . وَالثَّانِي: السراج. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (115 / ب) فِي النُّور:

باب المطر

{كمشكاة فِيهَا مِصْبَاح} . (267 - بَاب الْمَطَر) الْمَطَر: اسْم للْمَاء الَّذِي ينزل من السَّمَاء. وتمطر الرجل، إِذا تعرض للمطر. والمستمطر: طَالب الْخَيْر. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْمَطَر فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: الْمَطَر الْمَعْرُوف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {كَانَ بكم أَذَى من مطر} . وَالثَّانِي: الْحِجَارَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي قصَّة قوم لوط: {وأمطرنا عَلَيْهِم مَطَرا} . (268 - بَاب الْمعِين) قَالَ ابْن قُتَيْبَة: الْمعِين: المَاء الظَّاهِر، وَهُوَ مفعول من الْعين، وَقَالَ ابْن فَارس: يُقَال: معن المَاء: جرى. وَهُوَ معِين وأمعن الْفرس: تبَاعد فِي عدوه.

باب المكان

وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْمعِين فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: الْخمر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْوَاقِعَة: {وكأس من معِين} . وَالثَّانِي: المَاء الظَّاهِر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْملك: {إِن أصبح ماؤكم غورا فَمن يأتيكم بِمَاء معِين} . (269 - بَاب الْمَكَان) قَالَ بعض الْعلمَاء: الْمَكَان عبارَة عَن مُنْتَهى الْجِسْم الَّذِي يُحِيط بِهِ من جوانبه ويتحرك (نَحوه ويسكن) إِلَيْهِ. وَقَالَ غَيره: الْمَكَان عبارَة عَن مَوضِع الِاسْتِقْرَار. والمكن: بيض الضَّب، وَهِي ضبة مكون. وَمكن الضباب: طَعَام الْأَعْرَاب، وَلَا تشتهيه نفوس الْأَعَاجِم. قَالَ الراجز: (وَمكن الضباب طَعَام العريب ... وَلَا تشتهيه نفوس الْعَجم)

وأنشدوا: (إِنَّك لَو ذقت الكشى بالأكباد ... لما تركت الضَّب يعدو بالواد) والكشى: شَحم الضَّب. قَالَ أَبُو عبيد: المكنات: بيض الضباب، وَاحِدهَا مكنة. وَأما مكنات الطير، فَهُوَ على معنى الِاسْتِعَارَة، وَيُقَال: المكنات أَيْضا - بِكَسْر الْكَاف. (116 / أ) وَإِنَّمَا المكن للضباب، وَمِنْه: (أقرُّوا الطير على مكناتها) . وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْمَكَان فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: الْموضع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {اعْمَلُوا على مكانتكم} ، أَي: على مواضعكم. وَالثَّانِي: الصَّنِيع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {أَنْتُم شَرّ مَكَانا} . (أَي: صنيعا) .

باب المنكر

(270 - بَاب الْمُنكر) الْمُنكر: اسْم مُشْتَقّ من النكرَة. وَهُوَ فِي الشَّرِيعَة عبارَة عَن ارْتِكَاب مَحْظُورَات الشَّرْع. وضده: الْمَعْرُوف. وَيُقَال: نكرت الشَّيْء وأنكرته. والتنكر: التنقل عَن حَال تسر إِلَى أُخْرَى. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْمُنكر فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: الشّرك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {كُنْتُم خير أمة أخرجت للنَّاس تأمرون بِالْمَعْرُوفِ وتنهون عَن الْمُنكر} ، وَفِي لُقْمَان: {وانه عَن الْمُنكر} . وَالثَّانِي: التَّكْذِيب بِالنَّبِيِّ [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] . وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان {يُؤمنُونَ بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر ويأمرون بِالْمَعْرُوفِ وَينْهَوْنَ عَن الْمُنكر} ، وَفِي بَرَاءَة: {والمؤمنون وَالْمُؤْمِنَات بَعضهم أَوْلِيَاء بعض يأمرون بِالْمَعْرُوفِ وَينْهَوْنَ عَن الْمُنكر} . (" أَبْوَاب الثَّلَاثَة ") (271 - بَاب الْمَرَض) الْمَرَض: إحساس بالمنافي. وَالصِّحَّة: إحساس بالملائم. وَقَالَ

بَعضهم: الْمَرَض: فَسَاد يعرض للبدن فيخرجه عَن الِاعْتِدَال وَالصِّحَّة ويستعار فِي مَوَاضِع، فَيُقَال: أَرض مَرِيضَة، إِذا فَسدتْ. قَالَت ليلى الأخيلية تمدح الْحجَّاج [فِي بَيت شعر] : ... [إِذا هَبَط الْحجَّاج] أَرضًا مَرِيضَة ... تتبع أقْصَى دائها فشفاها) وأنشدوا مِنْهُ أَيْضا: - (ألم تَرَ أَن الأَرْض أضحت مَرِيضَة ... لفقد الْحُسَيْن والبلاد اقشعرت) وَيُقَال: قلب مَرِيض، إِذا خرج عَن الصِّحَّة فِي الدّين، مثل أَن يحصل الشَّك (116 / ب) أَو نَحْو ذَلِك. وَقَالَ مُحَمَّد بن الْقَاسِم: سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس - يَعْنِي ثعلبا - يَقُول: يكون الْمَرَض بِمَعْنى: الظلمَة، وأنشدوا: (وَلَيْلَة مَرضت من كل نَاحيَة ... فَمَا يضيء لَهَا شمس وَلَا قمر) وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْمَرَض فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: -

باب المقام

أَحدهَا: مرض الْبدن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فَمن كَانَ مِنْكُم مَرِيضا أَو بِهِ أَذَى من رَأسه} ، وَفِي بَرَاءَة: {لَيْسَ على الضُّعَفَاء وَلَا على المرضى} ، وَفِي الْفَتْح: {وَلَا على الْمَرِيض حرج} . وَالثَّانِي: الشَّك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فِي قُلُوبهم مرض فَزَادَهُم الله مَرضا} ، وَفِي بَرَاءَة: {وَأما الَّذين فِي قُلُوبهم مرض فَزَادَهُم رجسا إِلَى رجسهم} ، وَفِي سُورَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: {رَأَيْت الَّذين فِي قُلُوبهم مرض ينظرُونَ إِلَيْك} . وَالثَّالِث: الْفُجُور. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْزَاب: {فيطمع الَّذِي فِي قلبه مرض} ، وفيهَا: {لَئِن لم ينْتَه المُنَافِقُونَ وَالَّذين فِي قُلُوبهم مرض} . وَقد الْحق بَعضهم وَجها رَابِعا فَقَالَ: وَالْمَرَض: الْجراح. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {وَإِن كُنْتُم مرضى أَو على سفر} وَمثله فِي الْمَائِدَة سَوَاء. وألحقه بَعضهم بالقسم الأول، وَقَالَ الْجراح: من جملَة الْأَمْرَاض. (272 - بَاب الْمقَام) الْمقَام: بِفَتْح الْمِيم: مَوضِع الْقيام. . وَبِضَمِّهَا: الْإِقَامَة. . وَقد

يَنُوب كل وَاحِد مِنْهُمَا عَن الآخر. قَالَ إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد الْجَوْهَرِي فِي كتاب " صِحَاح اللُّغَة ": الْمقَام وَالْمقَام: قد يكون كل وَاحِد مِنْهُمَا بِمَعْنى: الْإِقَامَة وَيكون بِمَعْنى: مَوضِع الْقيام. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْمقَام فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: الْمَكَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّمْل: {قبل أَن تقوم من مقامك} ، وَفِي الصافات: {وَمَا منا إِلَّا لَهُ مقَام مَعْلُوم} . وَالثَّانِي: الْمنزلَة. وَمِنْه قَوْله (117 / أ) تَعَالَى فِي إِبْرَاهِيم: {ذَلِك لمن خَافَ مقَامي وَخَافَ وَعِيد} ، وَفِي سُورَة الرَّحْمَن: {وَلمن خَافَ مقَام ربه جنتان} ، أَي: منزلَة ربه وعظمته وَمَا يجب لَهُ. وَذكر مقَاتل: أَن المُرَاد بِهَذَا الْوَجْه قيام العَبْد بَين يَدي ربه يَوْم الْقِيَامَة. وَالثَّالِث: الْإِقَامَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس: {إِن كَانَ كبر عَلَيْكُم مقَامي} ، قَالَ مقَاتل: طول مكثي.

أبواب الأربعة

(" أَبْوَاب الْأَرْبَعَة ") (273 - مَا بَين أَيْديهم وَمَا خَلفهم) مَا بَين أَيْديهم: هُوَ القدام. وَمَا خَلفهم: هُوَ الوراء وَالْخلف وَالْأَصْل معرفَة هَذَا بالذوات. وَقد يذكر فِي غير ذَلِك على سَبِيل الِاسْتِعَارَة. وَذكر أهل التَّفْسِير أَنه فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: كَونه على حَقِيقَته الْمَعْرُوفَة فِي الذوات. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سبأ: {أفلم يرَوا إِلَى مَا بَين أَيْديهم وَمَا خَلفهم من السَّمَاء وَالْأَرْض} ، وَفِي يس: {وَجَعَلنَا من بَين أَيْديهم سدا وَمن خَلفهم سدا} . وَالثَّانِي: مَا بَين أَيْديهم: مَا قبل خَلفهم. وَمَا خَلفهم: مَا بعد خَلفهم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {يعلم مَا بَين أَيْديهم وَمَا خَلفهم} . وَالثَّالِث: مَا بَين أَيْديهم: الْآخِرَة. وَمَا خَلفهم: الدُّنْيَا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْأَعْرَاف] : (ثمَّ لآتينهم من بَين أَيْديهم وَمن

باب الماء

خَلفهم} ، فإتيانه إيَّاهُم من قبل الدُّنْيَا بتزيين الْمعاصِي. وَمن قبل الْآخِرَة يَقُول لَهُم: إِنَّكُم لَا تبعثون. وَمثله فِي مَرْيَم: {لَهُ مَا بَين أَيْدِينَا وَمَا خلفنا} ، وَفِي حم السَّجْدَة: {وقيضنا لَهُم قرناء فزينوا لَهُم مَا بَين أَيْديهم وَمَا خَلفهم} . وَالرَّابِع: الْقبل والبعد فِي الدُّنْيَا. وَمن قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْقَاف: {وَقد خلت النّذر من بَين يَدَيْهِ وَمن خَلفه} ، وَفِي حم السَّجْدَة: {إِذْ جَاءَتْهُم الرُّسُل من بَين أَيْديهم وَمن خَلفهم} {وفيهَا} (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِل من بَين يَدَيْهِ وَلَا من خَلفه) {117 / ب} أَي: لم يكذبهُ قبله كتاب، وَلَا يَجِيء بعده كتاب يكذبهُ. (274 - بَاب المَاء) المَاء: جَوْهَر سيال بِهِ قوام الْحَيَوَان، وَمَعَهُ يتَحَصَّل ريه. وَحده بَعضهم فَقَالَ: المَاء: جَوْهَر لطيف متخلخل سيال يطْلب بطبعه الْقَرار، يروي العطشان. وأصل المَاء: موه. وتصغيره: مويه. وَجمعه: مياه وأمواه. وَيُقَال فِي النِّسْبَة إِلَيْهِ مائي وماوي.

وَذكر أهل التَّفْسِير أَنه فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: مَاء الْعُيُون والأنهار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمُؤمنِينَ: {وأنزلنا من السَّمَاء مَاء بِقدر فأسكناه فِي الأَرْض} ، وَفِي الزمر: {أنزل من السَّمَاء مَاء فسلكه ينابيع فِي الأَرْض} . وَالثَّانِي: الْمَطَر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْفَال: {وَينزل عَلَيْكُم من السَّمَاء مَاء ليطهركم بِهِ} ، وَفِي الْحجر: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاح لَوَاقِح} ، {فأنزلنا من السَّمَاء مَاء فأسقيناكموه} ، وَفِي الْفرْقَان: {وأنزلنا من السَّمَاء مَاء طهُورا} ، وَفِي عَم يتسألون: {وأنزلنا من المعصرات مَاء ثجاجا} . وَالثَّالِث: النُّطْفَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النُّور: {وَالله خلق كل دَابَّة من مَاء} ، وَفِي الْفرْقَان: {وَهُوَ الَّذِي خلق من المَاء بشرا} ، وَفِي تَنْزِيل السَّجْدَة: {من سلالة من مَاء مهين} . وَالرَّابِع: الْقُرْآن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرَّعْد: (وَأنزل من السَّمَاء

باب المثل

مَاء فسالت أَوديَة بِقَدرِهَا} ، أَرَادَ الْقُرْآن: وَهُوَ مثل ضربه الله تَعَالَى فَكَمَا أَن المَاء حَيَاة النُّفُوس. فالقرآن حَيَاة الْقُلُوب وَهَذَا الْوَجْه مَذْكُور عَن مقَاتل بن سُلَيْمَان. وَيُقَال: إِنَّه انْفَرد بِهِ. وَقد الْحق بَعضهم وَجها خَامِسًا فَقَالَ: وَالْمَاء: المَال الْكثير. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الْجِنّ: (118 / أ) . {لأسقيناهم مَاء غدقا لنفتنهم فِيهِ} ، أَي: أعطيناهم مَالا كثيرا. (275 - بَاب الْمثل) قَالَ ابْن قُتَيْبَة: الْمثل: الشّبَه، يُقَال: هَذَا مثل هَذَا وَمثله، كَمَا يُقَال: شبه الشَّيْء وَشبهه. والمثل: الْعبْرَة. والمثل: الصّفة. وَقَالَ بعض أهل الْمعَانِي: الْمثل المشابه وحد المثلين مَا قَامَ كل وَاحِد مِنْهُمَا مقَام صَاحبه وسد مسده. وَأما الْمثل فَلَا يشبه الممثل بِهِ فِي ذَاته، وَإِنَّمَا الْمَقْصُود مِنْهُ أَن يفهم السَّامع معنى الممثل بِالْمثلِ، كَمَا تَقول: الْملك على سَرِيره مثل الْقَمَر. وَقَالَ ثَعْلَب: الْأَمْثَال: حِكْمَة الْعَرَب كَانَ يوحي بَعضهم بهَا إِلَى بعض بِلَا تَصْرِيح، فيفهم الرجل عَن صَاحبه مَا حاول بِاخْتِصَار وايجاز، وَاعْلَم ان فَائِدَة الْمثل أَن تبين للمضروب لَهُ الْأَمر الَّذِي ضرب لأَجله فينجلي غامضه.

وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْمثل فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: أَحدهَا: الشّبَه. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي إِبْرَاهِيم: {ضرب الله مثلا كلمة طيبَة} ، وَفِي الْحَج: {ضرب مثل فَاسْتَمعُوا لَهُ} وفيهَا: {وَتلك الْأَمْثَال نَضْرِبهَا للنَّاس} ، وَفِي الْجُمُعَة: {مثل الَّذين حملُوا التَّوْرَاة ثمَّ لم يحملوها كَمثل الْحمار يحمل أسفارا} . حصانا. وَيُقَال: امْرَأَة حصان: بَيِّنَة الحصانة والحصن: وَفرس حصان: بَين التحصين. وَسمعت الْقطَّان يَقُول: سَمِعت ثعلبا يَقُول: كل امْرَأَة عفيفة فَهِيَ مُحصنَة ومحصنة. وكل امْرَأَة متزوجة فَهِيَ مُحصنَة لَا غير. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْمُحْصنَات فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه. أَحدهَا: العفائف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {محصنات غير مسافحات} ، وَفِي الْمَائِدَة: {محصنين غير مسافحين} وَفِي الْأَنْبِيَاء: {وَالَّتِي أحصنت فرجهَا فنفخنا فِيهَا من رُوحنَا} وَفِي

النُّور: {وَالَّذين يرْمونَ الْمُحْصنَات} ، فِي موضِعين مِنْهَا وَفِي التَّحْرِيم: {وَمَرْيَم ابنت عمرَان الَّتِي أحصنت فرجهَا} أَي: عفت. وَالثَّانِي: الْحَرَائِر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النِّسَاء: {وَمن لم يسْتَطع مِنْكُم طولا أَن ينْكح الْمُحْصنَات الْمُؤْمِنَات} ، وفيهَا: {فعليهن نصف مَا على الْمُحْصنَات من الْعَذَاب} ، وَفِي الْمَائِدَة: {وَالْمُحصنَات من الْمُؤْمِنَات وَالْمُحصنَات من الَّذين أُوتُوا الْكتاب من قبلكُمْ} . وَالثَّالِث: المسلمات. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {فَإِذا أحصن} أَي: فَإِذا (119 / أ) أسلمن. وَهَذَا على قِرَاءَة من فتح الْألف من أحصن. قَالَ أَبُو سُلَيْمَان الدِّمَشْقِي: من قَرَأَ بِفَتْح الْألف فَمَعْنَاه: أسلمن. وَمن قَرَأَ برفعها فَمَعْنَاه: تَزَوَّجن. وَالرَّابِع: ذَوَات الْأزْوَاج. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النِّسَاء: {وَالْمُحصنَات من النِّسَاء إِلَّا مَا ملكت أَيْمَانكُم} ، أَي: ذَوَات

الْأزْوَاج. قَالَه ابْن عَبَّاس، وَابْن الْمسيب، وَالْحسن، وَابْن زيد وَاخْتَارَهُ الْفراء، وَأَبُو عُبَيْدَة، وَابْن قُتَيْبَة، والزجاج. فَمَعْنَى الْآيَة عِنْد الْأَكْثَرين إِلَّا مَا ملكت أَيْمَانكُم من السبايا فِي الحروب، وعَلى هَذَا تَأَول الْآيَة عَليّ وَابْن عمر وَابْن عَبَّاس وَعبد الرَّحْمَن [بن عَوْف] . وَقَالَ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ: أصبْنَا سَبَايَا يَوْم أَوْطَاس لَهُنَّ أَزوَاج وكرهنا أَن نقع عَلَيْهِنَّ فسألنا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَنزلت: {وَالْمُحصنَات من النِّسَاء إِلَّا مَا ملكت أَيْمَانكُم} فاستحللناهن. وَفِي الْآيَة قَول آخر قد ذكرته فِي التَّفْسِير.

باب المد

(277 - بَاب الْمَدّ) الأَصْل فِي الْمَدّ: بسط الشَّيْء إِلَى نِهَايَة طوله. ويستعار فِي مَوَاضِع تدل عَلَيْهَا الْقَرِينَة. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْمَدّ فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه أَحدهَا: الامتهال والإطالة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {ويمدهم فِي طغيانهم يعمهون} ، وَفِي الْأَعْرَاف: {وإخوانهم يمدونهم فِي الغي} . فَقَالَ ابْن قُتَيْبَة: يطيلون لَهُم فِيهِ. وَالثَّانِي: الدَّوَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم: {ونمد لَهُ من الْعَذَاب مدا} ، وَفِي الْوَاقِعَة: {وظل مَمْدُود} . وَالثَّالِث: الْبسط - وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرَّعْد: {وَهُوَ الَّذِي مد الأَرْض} ، وَفِي الْفرْقَان: {ألم تَرَ إِلَى رَبك كَيفَ مد الظل} .

باب المس

وَالرَّابِع: التَّسْوِيَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الانشقاق: {وَإِذا الأَرْض مدت} ، أَي: سويت فَدخل مَا على ظهرهَا فِي بَطنهَا. (119 / ب) . (278 - بَاب الْمس) الْمس: فِي أصل التعارف: التقاء البشرتين. وَذكر أهل التَّفْسِير أَنه فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: مَا ذكرنَا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {لَا مساس} . وَمثله: {لَا يمسهُ إِلَّا الْمُطهرُونَ} . وَالثَّانِي: الْجِمَاع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {وَلم يمسسني بشر} ، وَمثله فِي مَرْيَم سَوَاء، وَفِي الْأَحْزَاب: {إِذا نكحتم الْمُؤْمِنَات ثمَّ طلقتموهن من قبل أَن تمَسُّوهُنَّ} . وَالثَّالِث: الْإِصَابَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {إِن تمسسكم حَسَنَة تسؤهم} ، وَفِي الْأَعْرَاف: (قد مس آبَاءَنَا الضراء

والسراء} ، وَفِي الْحجر: {لَا يمسهم فِيهَا نصب} ، وَفِي فاطر، وق [ذكر الْمس] مثله، وَفِي ص: {مسني الشَّيْطَان} . وَالرَّابِع: الْجُنُون. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {كَمَا يقوم الَّذِي يتخبطه الشَّيْطَان من الْمس} .

أبواب الخمسة

(" أَبْوَاب الْخَمْسَة ") (279 - بَاب الْمَتَاع) الْمَتَاع: اسْم لما يحصل بِهِ الْإِنْسَان مَقْصُودا أَو مرَادا، تَقول: استمتعت بالشَّيْء إِذا حصلت للنَّفس مِنْهُ مَقْصُودا. قَالَ ابْن قُتَيْبَة: وَالْمَتَاع: الْمدَّة. وَمِنْه [يُقَال] متع النَّهَار إِذا امْتَدَّ، وَالْمَتَاع: الْآلَات الَّتِي ينْتَفع بهَا، وَالْمَتَاع: الْمَنْفَعَة، وَمِنْه مُتْعَة الْمُطلقَة. قَالَ شَيخنَا رَضِي الله عَنهُ: ومتعة الْحَج أَن يَأْتِي بِالْعُمْرَةِ فِي أشهر الْحَج قبل الْحَج ويفصل بَينهمَا بِزَمَان يسْتَمْتع فِيهِ باللباس وَالطّيب وَالنِّكَاح. ومتعة الْمَرْأَة مَا يَدْفَعهُ إِلَيْهَا إِذا طَلقهَا وَلم يكن فرض لَهَا مهْرا وَلَا دخل بهَا. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْمَتَاع فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: الْبَلَاغ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: (وَلكم فِي

الأَرْض (120 / أ) مُسْتَقر ومتاع إِلَى حِين} ، وَفِي الْأَنْبِيَاء: {وَإِن أَدْرِي لَعَلَّه فتْنَة لكم ومتاع إِلَى حِين} . قَالَ ابْن قُتَيْبَة: المُرَاد بالمتاع فِي الْآيَتَيْنِ الْمدَّة. وَالثَّانِي: الْمَنْفَعَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {أحل لكم صيد الْبَحْر وَطَعَامه مَتَاعا لكم وللسيارة} وَفِي النُّور: {لَيْسَ عَلَيْكُم جنَاح أَن تدْخلُوا بُيُوتًا غير مسكونة فِيهَا مَتَاع لكم} . قَالَ ابْن قُتَيْبَة: مَعْنَاهُ: ينفعكم ويقيكم الْحر وَالْبرد وَهِي الْخَانَات. وَمثله فِي الْوَاقِعَة: {ومتاعا للمقوين} ، وَفِي النازعات: {مَتَاعا لكم ولأنعامكم} . وَالثَّالِث: مَا يتَّخذ للاستمتاع من حَدِيد ورصاص وصفر وَنَحْو ذَلِك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرَّعْد: {أَو مَتَاع زبد مثله} . وَالرَّابِع: مُتْعَة الْمُطلقَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وللمطلقات مَتَاع بِالْمَعْرُوفِ} {وفيهَا} (ومتعوهن على الموسع قدره وعَلى المقتر قدره (مَتَاعا بِالْمَعْرُوفِ) } .

باب المدينة

وَالْخَامِس: الرحل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي يُوسُف] : {وَلما فتحُوا مَتَاعهمْ} . (280 - بَاب الْمَدِينَة) الْمَدِينَة: على " فعيلة " الْجمع: مدن. قَالَ قطرب: هِيَ من دَان، أَي أطَاع. وَقَالَ ابْن فَارس: قَالَ قوم: الْمَدِينَة من الدّين. وَالدّين: الطَّاعَة وَإِنَّمَا سميت مَدِينَة [لِأَنَّهَا تُقَام فِيهَا طَاعَة واليها، وَقَالَ آخَرُونَ سميت مَدِينَة] لِأَنَّهَا دين أَهلهَا. أَي: ملكوا. يُقَال: دَان فلَان بني فلَان، أَي: ملكهم. وَفُلَان فِي دين فلَان. أَي: فِي طَاعَته. قَالَ النَّابِغَة: (بعثت على الْبَريَّة خير رَاع ... فَأَنت إمامها وَالنَّاس دين) وويقال: دين فلَان أمره، أَي ملكه. وَيَقُول الْفُقَهَاء فِي الْحَالِف: يدين، [أَي] يملك أمره (120 / ب) فَيُقَال: أَنْت أعلم بِمَا أردْت فَانْظُر فِيمَا بَيْنك وَبَين رَبك، وَقَالَ الحطيئة: - (لقد دينت أمهر بنيك حَتَّى ... تَركتهم أدق من الطحين)

وَيُقَال للْأمة: الْمَدِينَة، لِأَنَّهَا مَمْلُوكَة مذللة، قَالَ الأخطل: (ربت وَربا فِي حجرها ابْن مَدِينَة ... يظل على مسحاته يتركل) يُرِيد ابْن أمة. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَنَّهَا فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه أَحدهَا: مَدِينَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {وَمن أهل الْمَدِينَة مَرَدُوا على النِّفَاق} ، وفيهَا: {مَا كَانَ لأهل الْمَدِينَة وَمن حَولهمْ من الْأَعْرَاب أَن يتخلفوا عَن رَسُول الله} . الثَّانِي: مصر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَصَص: {وَدخل الْمَدِينَة على حِين غَفلَة من أَهلهَا} . وَالثَّالِث: الْحجر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّمْل: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَة تِسْعَة رَهْط} . وَالرَّابِع: انطاكية. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {وَأما الْجِدَار فَكَانَ لغلامين يتيمين فِي الْمَدِينَة} . وَالْخَامِس: مَدِينَة أَصْحَاب الْكَهْف. قَالَ مقَاتل: وَاسْمهَا أفسوس. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {فَابْعَثُوا أحدكُم بورقكم هَذِه إِلَى الْمَدِينَة} .

باب مع

(281 - بَاب (مَعَ)) (مَعَ) : حرف يُرَاد بِهِ الاقتران. تَقول: جَاءَ زيد مَعَ عَمْرو وَهُوَ حرف متحرك الْعين. قَالَ الزّجاج: وَيجوز فِي الِاضْطِرَار اسكان الْعين. قَالَ الشَّاعِر: - (وريشي مِنْكُم وهواي مَعكُمْ ... وَإِن كَانَت زيارتكم لماما) وَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: " مَعَ " على ضَرْبَيْنِ: إِذا دَخلهَا " من " كَانَت اسْما، وَإِذا لم تدْخلهَا " من " كَانَت حرفا. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن " مَعَ " فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه (121 / أ) : - أَحدهَا: بِمَعْنى الصُّحْبَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الْفَتْح: {مُحَمَّد رَسُول الله وَالَّذين مَعَه أشداء على الْكفَّار} . وَالثَّانِي: بِمَعْنى النَّصْر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: (إِذْ يَقُول

أبواب السبعة

لصَاحبه لَا تحزن) إِن الله مَعنا} ، وَفِي الشُّعَرَاء: {إِن معي رَبِّي} . وَالثَّالِث: بِمَعْنى الْعلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي المجادلة: {وَلَا أدنى من ذَلِك وَلَا أَكثر إِلَّا هُوَ مَعَهم (أَيْنَمَا كَانُوا} } . وَالرَّابِع: بِمَعْنى " عِنْد ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وآمنوا بِمَا أنزلت مُصدقا لما مَعكُمْ} . وَالْخَامِس: بِمَعْنى " على ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {وَاتبعُوا النُّور الَّذِي أنزل مَعَه} . (" أَبْوَاب السَّبْعَة ") (282 - بَاب " مَا ") قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: " مَا " فِي الْكَلَام على ضَرْبَيْنِ: اسْم وحرف، فَإِذا كَانَت اسْما فَهِيَ على خَمْسَة أَقسَام: - أَحدهَا: أَن تكون خَبرا فِي التَّعَجُّب لَا صلَة لَهَا، كَقَوْلِك: مَا أحسن زيدا وَمَا أعلم بكرا. وَقد وَقعت خَبرا لَا صلَة فِي قَوْله

[تَعَالَى] {فَنعما هِيَ} . وَالثَّانِي: أَن تكون خَبرا بِمَعْنى الَّذِي مَوْصُولَة. كَقَوْلِه تَعَالَى: {مَا عنْدكُمْ ينْفد وَمَا عِنْد الله بَاقٍ} . وَالثَّالِث: أَن تكون استفهاما. نَحْو: مَا عنْدك؟ وَالرَّابِع: أَن تكون للشّرط وَالْجَزَاء. كَقَوْلِك: مَا تفعل أفعل. وَالْخَامِس: أَن تكون نكرَة مَوْصُوفَة. نَحْو قَوْله [تَعَالَى: {إِن الله لَا يستحيي أَن يضْرب مثلا مَا بعوضة} ، وَيجوز أَن تكون " مَا " فِي هَذَا الْموضع. زَائِدَة. وَيجوز أَن تكون بِمَعْنى الَّذِي فِي قِرَاءَة من رفع بعوضة. وَكَذَلِكَ مَا فِي قَوْله [تَعَالَى] : {هَذَا مَا لدي عتيد} ، أَي: هَذَا شَيْء عتيد لدي. وَإِذا كَانَت حرفا فَهِيَ على أَرْبَعَة أَقسَام: - أَحدهَا: أَن تكون زَائِدَة. وَالثَّانِي: أَن تكون نَافِيَة. وَالثَّالِث: أَن تكون مَصْدَرِيَّة نَحْو قَوْله [تَعَالَى] : (بِمَا كَانُوا

يكذبُون) {121 / ب} ، أَي: بكذبهم: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفقُونَ} . وَالرَّابِع: أَن تكون كَافَّة عَن الْعَمَل. نَحْو: {إِنَّمَا الله إِلَه وَاحِد} {رُبمَا يود الَّذين كفرُوا} . فقد كفت " أَن " و " رب عَن الْعَمَل. وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة: " مَا " و " من " أَصْلهَا وَاحِد فَجعلت " من " للنَّاس، و " مَا " لغير النَّاس. تَقول: من مر بك من الْقَوْم. وَمَا مر بك من الْإِبِل؟ وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن " مَا " فِي الْقُرْآن على سَبْعَة أوجه: - أَحدهَا: أَن تكون صلَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {إِن الله لَا يستحيي أَن يضْرب مثلا مَا بعوضة فَمَا فَوْقهَا} ، وَفِي آل عمرَان: {فبمَا رَحْمَة من الله لنت لَهُم} ، وَفِي سُورَة النِّسَاء: {فبمَا نقضهم ميثاقهم} .

وَالثَّانِي: بِمَعْنى النَّفْي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَمَا ظلمونا} ، وَفِي الْأَنْعَام: {مَا كُنَّا مُشْرِكين} ، وَفِي الْأَعْرَاف: {وَمَا كُنَّا غائبين} ، وَفِي يُوسُف: {مَا كَانَ ليَأْخُذ أَخَاهُ فِي دين الْملك} ، وَفِي الْمُؤمنِينَ: {مَا اتخذ الله من ولد وَمَا كَانَ مَعَه من إِلَه} ، وَفِي النَّمْل: {مَا كَانَ لكم أَن تنبتوا شَجَرهَا} ، وَفِي حم السَّجْدَة: {وَمَا رَبك بظلام للعبيد} ، وَفِي ق: {وَمَا أَنْت عَلَيْهِم بجبار} . وَالثَّالِث: بِمَعْنى التَّعَجُّب وَتَقْدِيره أَي شَيْء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فَمَا أصبرهم على النَّار} ، وَفِي عبس: {قتل الْإِنْسَان مَا أكفره} . وَالرَّابِع: بِمَعْنى " الَّذِي ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْبَقَرَة] : {إِن الَّذين يكتمون مَا أنزلنَا من الْبَينَات وَالْهدى} ، وَفِي الْمُؤمنِينَ: {أم جَاءَهُم مَا لم يَأْتِ آبَاءَهُم الْأَوَّلين} ، وَفِي سبأ: {قل مَا سألتكم من أجر فَهُوَ لكم} ، وَفِي حم السَّجْدَة: {مَا يُقَال لَك إِلَّا مَا قد قيل للرسل من قبلك} ، وَفِي الزخرف: {وَجعل لكم من الْفلك والأنعام مَا تَرْكَبُونَ}

باب المسجد

وَالْخَامِس: بِمَعْنى " كَمَا " وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (122 / أ) تَعَالَى: [فِي يس] : {لتنذر قوما مَا أنذر آباؤهم} . والحقه قوم بقسم " الَّذِي ". وَالسَّادِس: بِمَعْنى الِاسْتِفْهَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {مَا تَعْبدُونَ من بعدِي} . وَالسَّابِع: بِمَعْنى " من ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الشَّمْس: {وَالسَّمَاء وَمَا بناها وَالْأَرْض وَمَا طحاها وَنَفس وَمَا سواهَا} ، وَفِي اللَّيْل: {وَمَا خلق الذّكر وَالْأُنْثَى} . وَقد جعله قوم بقسم (الَّذِي) أَيْضا، فَذكر ابْن قُتَيْبَة: عَن أبي عَمْرو أَنه قَالَ: هِيَ بِمَعْنى " الَّذِي "، قَالَ: وَأهل مَكَّة يَقُولُونَ إِذا سمعُوا الرَّعْد: سُبْحَانَ مَا سبحت لَهُ. (283 - بَاب الْمَسْجِد) الْمَسْجِد: اسْم لموْضِع السُّجُود. وَجمعه: مَسَاجِد، وَهُوَ فِي التعارف اسْم للأبنية المتخذة فِي الْإِسْلَام للصَّلَاة وَمثله الْكَنَائِس للْيَهُود وَالْبيع لِلنَّصَارَى. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْمَسْجِد فِي الْقُرْآن على سَبْعَة أوجه:

أَحدهَا: الْبَيْت الْمُقَدّس. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَمن أظلم مِمَّن منع مَسَاجِد الله أَن يذكر فِيهَا اسْمه} . وَالثَّانِي: الْمَسْجِد الْحَرَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {مَا كَانَ للْمُشْرِكين أَن يعمروا مَسَاجِد الله} ، وفيهَا: {وَعمارَة الْمَسْجِد الْحَرَام} . وَالثَّالِث: مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {لمَسْجِد أسس على التَّقْوَى} ، وَقيل هُوَ مَسْجِد قبَاء. وَالرَّابِع: مَسْجِد الضرار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {وَالَّذين اتَّخذُوا مَسْجِدا ضِرَارًا وَكفرا} . وَالْخَامِس: مَكَّة وَالْحرم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَالْمَسْجِد الْحَرَام وَإِخْرَاج أَهله مِنْهُ أكبر عِنْد الله} ، وَفِي الْفَتْح: {وصدوكم عَن الْمَسْجِد الْحَرَام} . وَالسَّادِس: [جَمِيع] الْمَسَاجِد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَج: {لهدمت صوامع وَبيع وصلوات ومساجد} . وَالسَّابِع: أَعْضَاء الْإِنْسَان الَّتِي يسْجد عَلَيْهَا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى

باب الموت

فِي سُورَة الْجِنّ: {وَأَن الْمَسَاجِد لله} وَقد ألحق هَذَا قوم بالقسم الَّذِي قبله. (284 - بَاب الْمَوْت) الْمَوْت: حَادث تَزُول مَعَه الْحَيَاة. والموتة: الْوَاحِدَة من الْمَوْت. والموتان: الْمَوْت أَيْضا، يُقَال: وَقع فِي الْإِبِل موتان شَدِيد. والموتة: شبه الْجُنُون يعتري الْإِنْسَان. ومؤته - بِالْهَمْز. أَرض بهَا قتل جعفربن أبي طَالب عَلَيْهِ السَّلَام. والموتان: الأَرْض لم تحي بعد بزرع وَلَا إصْلَاح وَكَذَلِكَ الْموَات. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْمَوْت فِي الْقُرْآن على سَبْعَة أوجه: - أَحدهَا: الْمَوْت نَفسه. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {كل نفس ذائقة الْمَوْت} ، وَفِي الزمر: {إِنَّك ميت وَإِنَّهُم ميتون} ، وَفِي الْجُمُعَة: {قل إِن الْمَوْت الَّذِي تفرون مِنْهُ فَإِنَّهُ ملاقيكم} .

فالموتة الأولى كونهم نطفا والثالث الضلال ومنه قوله تعالى في الأنعام أو من كان ميتا فأحييناه وفي النمل فإنك لا تسمع الموتى وفي الملائكة وما يستوي الأحياء ولا الأموات والرابع الجدب ومنه قوله

وَالثَّانِي: النُّطْفَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وكنتم أَمْوَاتًا فأحياكم} ، وَفِي الْمُؤمن: {رَبنَا أمتنَا اثْنَتَيْنِ (وأحييتنا اثْنَتَيْنِ} ) ، فالموتة الأولى كَونهم نطفا. وَالثَّالِث: الضلال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {أَو من كَانَ مَيتا فأحييناه} ، وَفِي النَّمْل: {فَإنَّك لَا تسمع الْمَوْتَى} ، وَفِي الْمَلَائِكَة: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَات} . وَالرَّابِع: الجدب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {فسقناه لبلد ميت فأنزلنا بِهِ المَاء} ، وَفِي فاطر: {فسقناه إِلَى بلد ميت فأحيينا بِهِ الأَرْض بعد مَوتهَا} ، وَفِي يس: {وَآيَة لَهُم الأَرْض الْميتَة أحييناها} ، وَفِي الزخرف: {فأنشرنا بِهِ بَلْدَة مَيتا} ، كل بلد [ميت] فِي الْقُرْآن فَالْمُرَاد بِهِ الأَرْض المجدبة. وَالْخَامِسَة: الْحَرْب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {وَلَقَد كُنْتُم تمنون الْمَوْت من قبل أَن تلقوهُ} . وَالسَّادِس: الجماد - وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {أموات غير أَحيَاء} ، يَعْنِي الْأَوْثَان. وَالسَّابِع: الْكفْر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {وَتخرج الْحَيّ من الْمَيِّت وَتخرج الْمَيِّت من الْحَيّ} ، فالميت هَا هُنَا

أبواب الثمانية

الْكَافِر. [وَبَعْضهمْ يلْحقهُ بقسم النُّطْفَة] ، وَقد ألحق بَعضهم وَجها ثامنا فَقَالُوا: وَالْمَوْت: الطَّاعُون. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي الْبَقَرَة) : {ألم تَرَ إِلَى الَّذين خَرجُوا من دِيَارهمْ وهم أُلُوف حذر الْمَوْت} ، وَلَيْسَ كَمَا قَالَ وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ حذر الْمَوْت بالطاعون، لِأَنَّهُ كَانَ قد نزل بهم، وَهَذَا قَول ابْن عَبَّاس. (" أَبْوَاب الثَّمَانِية ") (285 - بَاب الْمَرْأَة) الْمَرْأَة: اسْم للْأُنْثَى الْبَالِغَة من أَوْلَاد آدم وَالرجل: الْمَرْء. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْمَرْأَة فِي الْقُرْآن على ثَمَانِيَة أوجه: - أَحدهَا: آسِيَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي التَّحْرِيم: {وَضرب الله مثلا للَّذين آمنُوا امْرَأَة فِرْعَوْن} . وَالثَّانِي: زليخا، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {امْرَأَة الْعَزِيز تراود فتاها عَن نَفسه} .

وَالثَّالِث: بلقيس. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّمْل: {إِنِّي وجدت امْرَأَة تملكهم} . وَالرَّابِع: سارة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى، فِي هود: {وَامْرَأَته قَائِمَة فَضَحكت} . وَالْخَامِس: حنة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي [آل عمرَان] : {إِذْ قَالَت امْرَأَة عمرَان} . وَالسَّادِس: خَوْلَة. وَمِنْه قَوْله فِي سُورَة النِّسَاء: {وَإِن امْرَأَة خَافت من بَعْلهَا نُشُوزًا أَو إعْرَاضًا} ، نزلت الْآيَة فِي خَوْلَة وَحكمهَا عَام. وَالسَّابِع: أم شريك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْزَاب: {وَامْرَأَة مُؤمنَة إِن وهبت نَفسهَا للنَّبِي} .

وَالثَّامِن: إبنتا شُعَيْب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْقَصَص] : {وَوجد من دونهم امْرَأتَيْنِ تذودان} . قَالَ مقَاتل: وَاسم الْكُبْرَى، مِنْهُمَا صبورا. وَالصُّغْرَى [عبرا] وكانتا توأما. وَالْحق بَعضهم ثَلَاثَة أوجه: - فَقَالَ: وَالْمَرْأَة تذكر وَالْمرَاد بهَا: والهة ووالعة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي التَّحْرِيم: {ضرب الله مثلا للَّذين كفرُوا امْرَأَة نوح} وَاسْمهَا والهة {وَامْرَأَة لوط} وَاسْمهَا والعة. وَالثَّانِي: [أم جميل] أُخْت أبي سُفْيَان بن حَرْب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَامْرَأَته حمالَة الْحَطب} . وَالثَّالِث: امْرَأَة مَجْهُولَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْبَقَرَة] : {فَرجل وَامْرَأَتَانِ} .

باب المعروف

(286 - بَاب الْمَعْرُوف) الْمَعْرُوف: اسْم مُشْتَقّ من الْمعرفَة و [هُوَ] فِي الشَّرِيعَة عبارَة عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ أَمر الشَّرْع من وجوب أَو ندب. وضده: الْمُنكر. وَالْعرْف: الرَّائِحَة الطّيبَة الْمعرفَة لعنصر مَا صدرت عَنهُ. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْمَعْرُوف فِي الْقُرْآن على ثَمَانِيَة أوجه: أَحدهَا: التَّوْحِيد. وَمِنْه قَوْله [تَعَالَى] فِي بَرَاءَة: {يأمرون بِالْمَعْرُوفِ} وفيهَا: {الآمرون بِالْمَعْرُوفِ} . وَفِي لُقْمَان: {وَأمر بِالْمَعْرُوفِ} . وَالثَّانِي: اتِّبَاع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {يُؤمنُونَ بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر ويأمرون بِالْمَعْرُوفِ} . وَالثَّالِث: الْقَرْض. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: (وَمن كَانَ

فَقِيرا فَليَأْكُل بِالْمَعْرُوفِ) {وفيهَا} (لَا خير فِي كثير من نَجوَاهُمْ إِلَّا من أَمر بِصَدقَة أَو مَعْرُوف} . وَالرَّابِع: تَزْيِين الْمَرْأَة نَفسهَا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فَإِذا بلغن أَجلهنَّ فَلَا جنَاح عَلَيْهِنَّ فِيمَا فعلن فِي أَنْفسهنَّ بِالْمَعْرُوفِ} . وَالْخَامِس: التَّعْرِيض بِالْخطْبَةِ فِي الْعدة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَلَكِن لَا تواعدوهن سرا إِلَّا أَن تَقولُوا قولا مَعْرُوفا} . وَالسَّادِس القَوْل الْجَمِيل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {قَول مَعْرُوف ومغفرة خير من صَدَقَة يتبعهَا أَذَى} . وَالسَّابِع: مَا يَتَيَسَّر للْإنْسَان فِي الْعَادة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة {مَتَاع بِالْمَعْرُوفِ حَقًا على الْمُتَّقِينَ} . وَالثَّامِن: الْعدة الْحَسَنَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {وارزقوهم فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُم قولا مَعْرُوفا} وكشف هَذَا أَنه إِذا حضر الْقِسْمَة من الْقَرَابَة من لَا يَرث قَالَ لَهُم أَوْلِيَاء الْوَرَثَة إِن هَؤُلَاءِ الْوَرَثَة صغَار فَإِذا بلغُوا أمرناهم أَن يعرفوا حقكم ويتبعوا وَصِيَّة رَبهم فِيكُم. هَذَا معنى قَول سعيد بن جُبَير وَأبي زيد.

باب من

(287 - بَاب " من ") " من " حرف من حُرُوف الْخَفْض يرد للتَّبْعِيض. تَقول: هَذَا الذِّرَاع من هَذَا الثَّوْب. وَيرد لابتداء الْغَايَة. تَقول: سرت من الْكُوفَة إِلَى الْبَصْرَة. وَيرد لبَيَان الْجِنْس؛ ويستعار فِي مَوَاضِع تدل عَلَيْهَا الْقَرِينَة. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن " من " فِي الْقُرْآن على ثَمَانِيَة أوجه: أَحدهَا: أَن تكون صلَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَإِن طلقتموهن من قبل أَن تمَسُّوهُنَّ} ، وَفِي يُوسُف: {رَبِّي قد آتيتني من الْملك} وَفِي الْمُؤمنِينَ: {وَمَا كَانَ مَعَه من إِلَه} ، وَفِي النُّور: {قل للْمُؤْمِنين يغضوا من أَبْصَارهم} ، و: {قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن} وَفِي نوح: {يغْفر لكم ذنوبكم} . وَالثَّانِي: بِمَعْنى " الْبَاء " وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس: (مَاذَا يستعجل

مِنْهُ المجرمون} ، وَفِي الرَّعْد: {يَحْفَظُونَهُ من أَمر الله} ، وَفِي النَّحْل: {يلقِي الرّوح من أمره} . وَفِي الْقدر: {بِإِذن رَبهم من كل أَمر} . وَالثَّالِث: بِمَعْنى " فِي " وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فأتوهن من حَيْثُ أَمركُم الله} ، وَفِي سُورَة الْمَلَائِكَة: {أروني مَاذَا خلقُوا من الأَرْض} . وَالرَّابِع: بِمَعْنى " على " وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْبِيَاء: {ونصرناه من الْقَوْم الَّذين كذبُوا بِآيَاتِنَا} . وَالْخَامِس: بِمَعْنى التَّبْعِيض. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {أَنْفقُوا من طَيّبَات مَا كسبتم} {وفيهَا} (وَيكفر عَنْكُم من سَيِّئَاتكُمْ} ، قيل: نكفر مَا بَيْنكُم وَبَين الله تَعَالَى دون الْمَظَالِم. وَفِي يس: {وَإِذا قيل لَهُم انفقوا مِمَّا رزقكم الله} . وَالسَّادِس: بِمَعْنى " عَن " وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي سُورَة يُوسُف] : {إذهبوا فتحسسوا من يُوسُف وأخيه} ، وَفِي ق: {ذَلِك مَا كنت مِنْهُ تحيد} . وَالسَّابِع: لبَيَان الْجِنْس. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {من بقلها وقثائها} وَفِي بني إِسْرَائِيل: (وننزل من الْقُرْآن مَا هُوَ شِفَاء

وَرَحْمَة} وَفِي عسق: {شرع لكم من الدّين مَا وصّى بِهِ نوحًا} . وَالثَّامِن: بِمَعْنى الظّرْف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وأنزلنا من المعصرات مَاء ثجاجا} وَبَعْضهمْ يَجْعَل [هَذَا] من قسم الْبَاء.

كتاب النون

(" كتاب النُّون ") وَهُوَ أَرْبَعَة عشر بَابا. (أَبْوَاب الْوَجْهَيْنِ وَالثَّلَاثَة وَالْأَرْبَعَة) (288 - بَاب النسْيَان) النسْيَان: مكسور النُّون، مسكن السِّين. فَأَما النسْيَان - بِفَتْح النُّون وَالسِّين - فتثنية عرق النسا. يُقَال: نِسْيَان، ونسوان. وَذكر [بعض] أهل التَّفْسِير أَن النسْيَان فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: التّرْك مَعَ الْعمد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {مَا ننسخ من آيَة أَو ننسها} ، (على قِرَاءَة من لم يهمز) . وفيهَا: (125 / أ) {وَلَا تنسوا الْفضل بَيْنكُم} ، وَفِي طه: (وَلَقَد عهدنا إِلَى آدم من قبل

باب النجم

فنسي} وَفِي السَّجْدَة: {فَذُوقُوا بِمَا نسيتم لِقَاء يومكم هَذَا إِنَّا نسيناكم} . وَالثَّانِي: خلاف الذّكر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {فَإِنِّي نسيت الْحُوت} {وفيهَا} (لَا تؤاخذني بِمَا نسيت} ، وَفِي الْأَعْلَى {سنقرئك فَلَا تنسى} . (289 - بَاب النَّجْم) النَّجْم: فِي مُطلق التعارف الْكَوْكَب وَجمعه نُجُوم. وَقيل: سمي نجما لظُهُوره. وَيُقَال: النَّجْم: النبت إِذا ظهر. وَنجم الْقرن وَالسّن: إِذا طلعا. والنجم من النَّبَات: مَا لَيْسَ لَهُ سَاق. وَيَقُولُونَ: طلع النَّجْم، ويريدون الثريا. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن النَّجْم فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: أَحدهَا: الْكَوْكَب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {وعلامات وبالنجم هم يَهْتَدُونَ} ، وَفِي الصافات: {فَنظر نظرة فِي النُّجُوم} ، وَفِي

باب النبات

الطارق: {النَّجْم الثاقب} . وَالثَّانِي: النبت الَّذِي لَا سَاق لَهُ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الرَّحْمَن: {والنجم وَالشَّجر يسجدان} ، فالنجم مَا لَا سَاق لَهُ وَالشَّجر كل نبت لَهُ سَاق. وَالثَّالِث: مَا كَانَ ينزل من الْقُرْآن مُتَفَرقًا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي النَّجْم] : {والنجم إِذا هوى} ، وَفِي الْوَاقِعَة: {فَلَا أقسم بمواقع النُّجُوم} . (290 - بَاب النَّبَات) النَّبَات فِي الأَصْل: مَا يخرج من الأَرْض على صفة النمو. والمنبت: الأَصْل. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن النَّبَات فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: النَّبَات بِعَيْنِه. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمُؤمنِينَ: {تنْبت بالدهن} وَفِي عبس: {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حبا وَعِنَبًا وَقَضْبًا} . وَالثَّانِي: الْإِخْرَاج: وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {كَمثل حَبَّة أنبتت سبع سنابل} . (125 / ب) .

باب النجاة

وَالثَّالِث: الْخلق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة نوح: {وَالله أنبتكم من الأَرْض نباتا} . الرَّابِع: التربية. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {وأنبتها نباتا حسنا} ، قَالَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ كَانَت تنْبت فِي الْيَوْم مَا ينْبت الْمَوْلُود فِي عَام. وَقَالَ قَتَادَة فِي هَذِه الْآيَة: حَدثنَا أَنَّهَا كَانَت لَا تصيب الذُّنُوب، فان قيل: كَيفَ قَالَ [الله] : {وَالله أنبتكم من الأَرْض نباتا} وَلم يقل إنباتا فَالْجَوَاب ان الْمَعْنى: وَالله أنبتكم من الأَرْض فنبتم نباتا فَيكون مصدر الْمَحْذُوف مُقَدّر. وَمثله: وأنبتها نباتا حسنا، (أَي: فنبتم نباتا حسنا) . (281 - بَاب النجَاة) النجَاة والخلاص والسلامة مُتَقَارب يُقَال: نجيت فلَانا أنجيه إِذا خلصته من شَرّ وَقع فِيهِ. وَفُلَان نجي فلَان ومناجيه. وَالْجمع: أنجية. وأنتجيت فلَانا: اختصصته بمناجاتي. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن النجَاة فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: أَحدهَا: الْخَلَاص من الضَّرَر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (الْبَقَرَة} (وَإِذ

باب النشر

نجيناكم من آل فِرْعَوْن} . وَالثَّانِي: السَّلامَة من الْهَلَاك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس: {ثمَّ ننجي رسلنَا وَالَّذين آمنُوا كَذَلِك حَقًا علينا ننج الْمُؤمنِينَ} ، وَفِي الشُّعَرَاء: {وأنجينا مُوسَى وَمن مَعَه أَجْمَعِينَ} . وَالثَّالِث: الِارْتفَاع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس: {فاليوم ننجيك ببدنك} أَي: نرفعك على أَعلَى الْبَحْر. وَالرَّابِع: التَّوْحِيد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي حم الْمُؤمن: {وَيَا قوم مَالِي أدعوكم إِلَى النجَاة وتدعونني إِلَى النَّار} . (292 - بَاب النشر) النشر: فِي الأَصْل بسط الشَّيْء ومده على مَا هُوَ عَلَيْهِ من مُنْتَهى جوانبه. ونقيضه: الطي. ويستعار (126 / أ) فِي مَوَاضِع [تدل عَلَيْهَا الْقَرِينَة] . فَيُقَال نشر الله الْمَوْتَى، أَي، أحياهم: وانتشر النَّاس فِي حوائجهم: تفَرقُوا. والنشر: الرّيح الطّيبَة. وريح نشر: منتشرة وَاسِعَة. والنشوار: مَا تبقيه الدَّابَّة من الْعلف.

وَذكر أهل التَّفْسِير فِي أَن النشور الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: أَحدهَا: التَّفَرُّق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْزَاب: {فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشرُوا} وَفِي الْقَمَر: {كَأَنَّهُمْ جَراد منتشر} ، وَفِي الْجُمُعَة: {فَانْتَشرُوا فِي الأَرْض} . وَالثَّانِي: الْبسط. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {ينشر لكم ربكُم من رَحمته} وَفِي عسق: {وينشر رَحمته} . وَالثَّالِث: الْبَعْث. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْبِيَاء: {أم اتَّخذُوا آلِهَة من الأَرْض هم ينشرون} ، وَفِي الْفرْقَان: {وَلَا يملكُونَ موتا وَلَا حَيَاة وَلَا نشورا} وفيهَا: {بل كَانُوا لَا يرجون نشورا} . وَالرَّابِع: الاحياء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَانْظُر إِلَى الْعِظَام كَيفَ ننشرها} وَفِي الزخرف: {فأنشرنا بِهِ بَلْدَة مَيتا} ، أَي: أحيينا.

باب النشوز

(293 - بَاب النُّشُوز) النُّشُوز: اسْم مُشْتَقّ من النشز وَمَعْنَاهُ الِارْتفَاع عَن الطَّاعَة ونشزت الْمَرْأَة استصعبت على بَعْلهَا ونشز بَعْلهَا، إِذا ضربهَا وجفاها. قَالَ ابْن قُتَيْبَة: النُّشُوز: بغض الْمَرْأَة لزوج. يُقَال: نشزت الْمَرْأَة على بَعْلهَا، ونشصت، إِذا تركته وَلم تطمئِن عِنْده. وأصل النُّشُوز: الانزعاج. وَقَالَ الزّجاج: نشزت الْمَرْأَة تنشز وتنشز. وَمثله: {وَإِذا قيل انشزوا فانشزوا} وانشزوا) ، واشتقاقه من النشز، وَهُوَ الْمَكَان الْمُرْتَفع. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن النُّشُوز فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: أَحدهَا: عصيان الْمَرْأَة زَوجهَا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {واللاتي (126 / ب} تخافون نشوزهن فعظوهن} . وَالثَّانِي: ميل الرجل عَن أمْرَأَته إِلَى غَيرهَا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي

باب النصر

سُورَة النِّسَاء: {وَإِن امْرَأَة خَافت من بَعْلهَا نُشُوزًا أَو إعْرَاضًا} . وَالثَّالِث: الِارْتفَاع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي المجادلة: {وَإِذا قيل انشزوا فانشزوا} . وَالرَّابِع: الْحَيَاة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْبَقَرَة] : {وَانْظُر إِلَى الْعِظَام كَيفَ ننشزها} . (294 - بَاب النَّصْر) النَّصْر: العون وانتصر فلَان: انتقم. والنصر: الْمَطَر. والنصر: الْإِتْيَان، يُقَال: نصرت أَرض بني فلَان: أتيتها. وأنشدوا: (إِذا ودع الشَّهْر الْحَرَام فودعي ... بِلَاد تَمِيم وانصري أَرض عَامر) وَذكر أهل التَّفْسِير أَن النَّصْر فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: أَحدهَا: الْمَنْع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فَلَا يُخَفف عَنْهُم الْعَذَاب وَلَا هم ينْصرُونَ} ، وَفِي الشُّعَرَاء: (هَل ينصرونكم أَو

باب النظر

ينتصرون} أَي: يمنعونكم من عَذَاب الله. وَفِي الْمُؤمن: {فَمن ينصرنا من بَأْس الله إِن جَاءَنَا} ، وَفِي الصافات: {مالكم لَا تناصرون} . وَالثَّانِي: العون. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَج: {ولينصرن الله من ينصره} ، وَفِي الْحَشْر: {وَلَئِن قوتلتم لننصرنكم} ، وَفِي سُورَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: {إِن تنصرُوا الله ينصركم} . وَالثَّالِث: الظفر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَانْصُرْنَا على الْقَوْم الْكَافرين} ، وَمثله فِي إل عمرَان. وَالرَّابِع: الانتقام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي عسق: {وَلمن انتصر من بعد ظلمه} ، وَفِي سُورَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: {وَلَو شَاءَ الله لانتصر مِنْهُم} وَفِي الْقَمَر: {إِنِّي مغلوب فانتصر} . (295 - بَاب النّظر) النّظر: فِي الأَصْل: إِدْرَاك المنظور إِلَيْهِ بِالْعينِ وَيُسمى مَا يَقع بِهِ النّظر من الْعين: النَّاظر. (127 / أ) وَقد يستعار فِي مَوَاضِع تدل عَلَيْهَا الْقَرِينَة. وَيُقَال: نظرت فلَانا: بِمَعْنى انتظرته. وأنظرته: أَخَّرته

والنظرة: التَّأْخِير. والنظير: الْمثل. وَهُوَ الَّذِي إِذا نظر إِلَيْهِ وَإِلَى نَظِيره كَانَا سَوَاء. قَالَ شَيخنَا عَليّ بن عبيد الله: النّظر يُقَال على وُجُوه: أَحدهَا: الْإِدْرَاك بحاسة الْبَصَر. وَالثَّانِي: بِمَعْنى الِانْتِظَار. وَالثَّالِث: بِمَعْنى الرَّحْمَة. وَالرَّابِع: بِمَعْنى الْمُقَابلَة والمحاذاة. يُقَال: دَاري تنظر دَار فلَان، ودورهم تتناظر، أَي: تتقابل وَالْخَامِس: بِمَعْنى الفكرة فِي حقائق الْأَشْيَاء لاستخراج الحكم (بِالِاعْتِبَارِ ليصل بذلك إِلَى الْعلم بالمعلومات) . وَذكر أهل التَّفْسِير أَن النّظر فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: أَحدهَا: الرُّؤْيَة والمشاهدة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وأغرقنا آل فِرْعَوْن وَأَنْتُم تنْظرُون} ، وفيهَا: {فَانْظُر إِلَى طَعَامك وشرابك لم يتسنه} ، وَفِي الْأَعْرَاف: {أَرِنِي أنظر إِلَيْك} ، وفيهَا: (وتراهم

ينظرُونَ إِلَيْك} ، وَفِي الْقِيَامَة: {إِلَى رَبهَا ناظرة} . وَالثَّانِي: الِانْتِظَار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {لَا تَقولُوا رَاعنا وَقُولُوا انظرنا} ، وَفِي النِّسَاء: {واسمع وانظرنا} ، وَفِي النَّمْل: {فناظرة بِمَ يرجع المُرْسَلُونَ} ، وَفِي يس: {مَا ينظرُونَ إِلَّا صَيْحَة وَاحِدَة} ، وَفِي الْحَدِيد: {انظرونا نقتبس من نوركم} ، وَفِي ص: {وَمَا ينظر هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَة وَاحِدَة} . وَالثَّالِث: التفكر وَالِاعْتِبَار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {انْظُرُوا إِلَى ثمره} ، وَفِي يُونُس: {قل انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض} ، وَفِي عبس: {فَلْينْظر الْإِنْسَان إِلَى طَعَامه} ، وَفِي الغاشية: {أَفلا ينظرُونَ إِلَى الْإِبِل: كَيفَ خلقت} ، وَفِي الطارق: {فَلْينْظر الْإِنْسَان مِم خلق} {127 / ب} . وَالرَّابِع: الرَّحْمَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {وَلَا ينظر إِلَيْهِم يَوْم الْقِيَامَة} .

باب ما فوق الأربعة

(" بَاب مَا فَوق الْأَرْبَعَة ") (296 - بَاب النِّكَاح) قَالَ الْمفضل: أصل النِّكَاح: الْجِمَاع. ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى قيل للْعقد: النِّكَاح. وَقَالَ أَبُو عمر غُلَام ثَعْلَب: الَّذِي حصلناه عَن ثَعْلَب عَن الْكُوفِيّين والمبرد عَن الْبَصرِيين أَن النِّكَاح فِي أصل اللُّغَة اسْم للْجمع بَين الشَّيْئَيْنِ وَقد سموا الْوَطْء نَفسه نِكَاحا من غير عقد قَالَ الْأَعْشَى: - (ومنكوحة غير ممهورة ... وَأُخْرَى يُقَال لَهُ فادها) يَعْنِي: المسبية الْمَوْطُوءَة بِغَيْر مهر وَلَا عقد. وَقَالَ القَاضِي أَبُو يعلى: وَقد يُطلق اسْم النِّكَاح على العقد قَالَ الله تَعَالَى: {إِذا نكحتم الْمُؤْمِنَات ثمَّ طلقتموهن من قبل أَن تمَسُّوهُنَّ} ، وَالْمرَاد بِهِ

العقد دون الْوَطْء إِلَّا أَنه حَقِيقَة فِي الْوَطْء، مجَاز فِي العقد. وَإِنَّمَا سمي العقد نِكَاحا لِأَنَّهُ سَبَب يتَوَصَّل بِهِ إِلَى الْوَطْء. وَقد يُسمى الشَّيْء باسم غَيره إِذا كَانَ مجاورا لَهُ أَو بَينهمَا سَبَب. كَمَا تسمى الشَّاة الَّتِي تذبح عَن الصَّبِي عقيقة وَإِنَّمَا الْعَقِيقَة اسْم الشّعْر الَّذِي على رَأسه. وَتسَمى المزادة راوية وَإِنَّمَا الراوية الْجمل. وَمَا يكون من الْإِنْسَان غائطا وَإِنَّمَا الْغَائِط الْمَكَان المطمئن. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن النِّكَاح فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: العقد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَلَا تنْكِحُوا المشركات حَتَّى يُؤمن} ، وَفِي سُورَة النِّسَاء: {فانكحوا مَا طَابَ لكم من النِّسَاء} ، وفيهَا: {فانكحوهن بِإِذن أهلهن} ، وَفِي الْأَحْزَاب: {إِذا نكحتم الْمُؤْمِنَات ثمَّ طلقتموهن من قبل أَن تمَسُّوهُنَّ} . وَالثَّانِي: الْوَطْء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (128 / أ) فِي الْبَقَرَة: {حَتَّى تنْكح زوجا غَيره} . وَالثَّالِث: العقد وَالْوَطْء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النِّسَاء: {وَلَا تنْكِحُوا مَا نكح آباؤكم من النِّسَاء إِلَّا مَا قد سلف} .

باب النداء

وَالرَّابِع: الْحلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النِّسَاء: {وابتلوا الينامى حَتَّى إِذا بلغُوا النِّكَاح} . وَالْخَامِس: الْمهْر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النُّور: {وليستعفف الَّذين لَا يَجدونَ نِكَاحا} . وَقد ألحق بَعضهم وَجها سادسا. فَقَالَ: وَالنِّكَاح: الْقبُول. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَامْرَأَة مُؤمنَة إِن وهبت نَفسهَا للنَّبِي إِن أَرَادَ النَّبِي أَن يستنكحها} . (297 - بَاب النداء) النداء: استدعاء الْمُخَاطب الْمُخَاطب إِذا كَانَ بَعيدا مِنْهُ - وحروف النداء خَمْسَة: " يَا " و " أيا " و " هيا " و " أَي " و " ألف الِاسْتِفْهَام ". تَقول: يَا زيد، وأيا زيد، وهيا زيد، وَأي زيد، وأزيد. وأنشدوا فِي " أيا ": (أيا بارح الجوزاء مَالك لَا ترى ... عِيَالك قد أَمْسوا مراميل جوع) وَقَالَ ذُو الرمة فِي " هيا ": (هيا ظَبْيَة الوعساء بَين جلاجل ... وَبَين النقا أَأَنْت أم أم سَالم)

وأنشدوا فِي " أَي ": {ألم تسمعي أَي عبد فِي رونق الضُّحَى ... غناء حمامات لَهُنَّ هدير} رخم اسْم امْرَأَة (اسْمهَا عَبدة) . وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ فِي " الف الِاسْتِفْهَام ": (أُرِيد أَخا وَرْقَاء إِن كنت ثائرا ... فقد عرضت أحناء حق فخاصم) وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن النداء فِي الْقُرْآن على سِتَّة أوجه: - أَحدهَا: الْأَذَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {وَإِذا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاة اتَّخَذُوهَا هزوا وَلَعِبًا} ، وَفِي سُورَة الْجُمُعَة: {إِذا نُودي للصَّلَاة [من يَوْم الْجُمُعَة] } . وَالثَّانِي: الدُّعَاء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (128 / ب) فِي مَرْيَم: {إِذْ نَادَى ربه نِدَاء خفِيا} ، وَفِي الْأَنْبِيَاء: {ونوحا إِذْ نَادَى من قبل} {وفيهَا} (وَأَيوب إِذا نَادَى ربه}

باب النفس

وَالثَّالِث: التكليم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم: {وناديناه من جَانب الطّور الْأَيْمن} ، وَفِي الْقَصَص: {وَمَا كنت بِجَانِب الطّور إِذْ نادينا} . وَالرَّابِع: الْأَمر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الشُّعَرَاء: {وَإِذ نَادَى رَبك مُوسَى أَن ائْتِ الْقَوْم الظَّالِمين} . وَالْخَامِس: النفخ فِي الصُّور. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي ق] : - {واستمع يَوْم يُنَادي المناد من مَكَان قريب} . وَالسَّادِس: الاستغاثة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْأَعْرَاف] : {ونادى أَصْحَاب النَّار أَصْحَاب الْجنَّة} ، وَفِي الزخرف: {وَنَادَوْا يَا مَالك} وَقد ألحق بَعضهم وَجها سابعا فَقَالَ: والنداء: الْوَحْي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وناداهما ربهما ألم أنهكما عَن تلكما الشَّجَرَة} . (298 - بَاب النَّفس) قَالَ شَيخنَا عَليّ بن عبيد الله: اخْتلف النَّاس فِي مَاهِيَّة النَّفس المختصة بالآدمي اخْتِلَافا كثيرا. وأقربهم إِلَى الصَّوَاب قَائِلُونَ قَالُوا: إِنَّهَا جَوْهَر روحاني، والجوهر الروحاني مَا كَانَ لطيفا لَا يرد شُعَاع الْأَبْصَار. وَهُوَ مَخْلُوق من النُّور والضياء. وأجسام الْمَلَائِكَة من نور، وَلِهَذَا هم

أجساد لَطِيفَة لَا تُدْرِكهُمْ الْأَبْصَار فِي عُمُوم الْأَحْوَال، وَيقرب مِنْهُم الْجِنّ وَالشَّيَاطِين فَإِنَّهُم مخلوقون من النَّار. وَقَالَ قوم: إِن النَّفس جسم لطيف. وَقَالَ قوم: هِيَ الدَّم. وَقَالَ آخَرُونَ: هِيَ جسم غير الدَّم. وَقَالَ آخَرُونَ: هِيَ عرض لأَنا لَا نجدها تقوم بِنَفسِهَا. وَاخْتلفُوا فِي النَّفس هَل هِيَ الرّوح أم هِيَ غَيرهَا. فَقَالَ كثير من النَّاس: إِن الرّوح شَيْء غير النَّفس. وَقَالَ آخَرُونَ: بل هما شَيْء وَاحِد. وَاخْتلفُوا (129 / أ) هَل نفوس بني آدم جنس من نفوس الْحَيَوَان أم لَا، فَقَالَ كثير من النَّاس: إِن نفوس بني آدم جنس ونفوس الْبَهَائِم جنس آخر. وَزعم آخَرُونَ أَن النُّفُوس كلهَا جنس وَاحِد. والقائلون بِأَنَّهَا من جنس وَاحِد يَقُولُونَ إِن موت جَمِيع الْحَيَوَان يَتَوَلَّاهُ ملك الْمَوْت فِي قبض الْأَنْفس. والقائلون بِأَنَّهَا من جِنْسَيْنِ يَقُولُونَ: إِن ملك الْمَوْت يتَوَلَّى بني آدم فِي ذَلِك. فَأَما [جَمِيع] الْبَهَائِم فَلَا يتولاها ملك الْمَوْت وَإِنَّمَا تَمُوت بِفنَاء أَنْفسهَا. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن النَّفس فِي الْقُرْآن على ثَمَانِيَة أوجه: - أَحدهَا: آدم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {الَّذِي خَلقكُم من نفس وَاحِدَة} ، وَفِي الْأَنْعَام: {وَهُوَ الَّذِي أنشأكم من نفس وَاحِدَة} .

وَالثَّانِي: الْأُم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النُّور: {ظن الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَات بِأَنْفسِهِم خيرا} ، أَي: بأمهاتهم. وَالْمرَاد بِالْآيَةِ عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا. وَالثَّالِث: الْجَمَاعَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {إِذْ بعث فيهم رَسُولا من أنفسهم} ، وَفِي بَرَاءَة: {لقد جَاءَكُم رَسُول من أَنفسكُم} . وَالرَّابِع: الْأَهْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فتوبوا إِلَى بارئكم فَاقْتُلُوا أَنفسكُم ذَلِكُم خير لكم عِنْد بارئكم} ، قيل: إِنَّه أَمر الْأَب الَّذِي لم يعبد الْعجل أَن يقتل ابْنه العابد، وَالْأَخ الَّذِي لم يعبد أَن يقتل (أَخَاهُ) العابد. وَالْخَامِس: أهل الدّين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النُّور: {فَإِذا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلمُوا على أَنفسكُم} ، أَي: على أهل دينكُمْ. وَفِي الحجرات: {وَلَا تلمزوا أَنفسكُم} . وَالسَّادِس: الْإِنْسَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {وكتبنا عَلَيْهِم فِيهَا أَن النَّفس بِالنَّفسِ} ، أَي: الْإِنْسَان بالإنسان. وَالسَّابِع: الْبَعْض. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {ثمَّ أَنْتُم هَؤُلَاءِ تقتلون أَنفسكُم} ، أَي: يقتل بَعْضكُم بَعْضًا (129 / ب) . وَالثَّامِن: النَّفس بِعَينهَا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: (وَلَو

باب النعمة

أَنا كتبنَا عَلَيْهِم أَن اقْتُلُوا أَنفسكُم} . (299 - بَاب النِّعْمَة) النِّعْمَة: مَا يحصل للْإنْسَان بِهِ التنعم فِي الْعَيْش. وَالنعْمَة: الْمِنَّة، وَمثلهَا النعماء. وَالنعْمَة: المَال. يُقَال: فلَان وَاسع النِّعْمَة. والنعامى: ريح لينَة. فَأَما النِّعْمَة - بِفَتْح النُّون - فَهِيَ التنعم. والمتنعم: المترف. وَقد نعم الْإِنْسَان أَوْلَاده: ترفهم. وَنعم الشَّيْء من النِّعْمَة. [وَنعم] ضد لَا، وَقد تكسر عينهَا، وَنعم ضد بئس. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن النِّعْمَة فِي الْقُرْآن على عشرَة أوجه: - أَحدهَا: الْمِنَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْمَائِدَة] : {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا اذْكروا نعمت الله عَلَيْكُم} ، وَمثلهَا فِي الْأَحْزَاب وَالثَّانِي: الدّين وَالْكتاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَمن يُبدل نعْمَة الله من بعد مَا جَاءَتْهُ} ، وَفِي إِبْرَاهِيم: {ألم تَرَ إِلَى الَّذين بدلُوا نعمت الله كفرا} . وَالثَّالِث: مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: (يعْرفُونَ نعْمَة

الله ثمَّ يُنْكِرُونَهَا} . وَالرَّابِع: الثَّوَاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {يستبشرون بِنِعْمَة من الله وَفضل} . وَالْخَامِس: النُّبُوَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْفَاتِحَة: {الَّذين أَنْعَمت عَلَيْهِم} ، وَفِي الضُّحَى: {وَأما بِنِعْمَة رَبك فَحدث} . وَالسَّادِس: الرَّحْمَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الحجرات: {فضلا من الله ونعمة} . وَالسَّابِع: الْإِحْسَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي اللَّيْل: {وَمَا لأحد عِنْده من نعْمَة تجزى} . وَالثَّامِن: سَعَة الْمَعيشَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي لُقْمَان] : {وأسبغ عَلَيْكُم نعمه ظَاهِرَة وباطنة} . وَالتَّاسِع: الْإِسْلَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْزَاب: {وَإِذ تَقول للَّذي أنعم الله عَلَيْهِ [وأنعمت عَلَيْهِ} } . والعاشر: (130 / أ) الْعتْق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْأَحْزَاب] :

باب النور

{وأنعمت عَلَيْهِ} ، لِأَن إنعام الله [تَعَالَى] عَلَيْهِ بِالْإِسْلَامِ، وإنعام النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْعِتْقِ، وَهُوَ زيد بن حَارِثَة. (300 - بَاب النُّور) قَالَ شَيخنَا عَليّ بن عبيد الله. النُّور: هُوَ الضياء المتشعشع الَّذِي تنفذه أنوار الْأَبْصَار فتصل بِهِ إِلَى نظر المبصرات وَهُوَ يتزايد بتزايد أَسبَابه. وَيُقَال: نَار الشَّيْء وأنار واستنار، إِذا أَضَاء. والنور مَأْخُوذ من النَّار، يُقَال تنورت النَّار: إِذا قصدت نَحْوهَا. ثمَّ يستعار فِي مَوَاضِع تدل عَلَيْهَا الْقَرِينَة فَيُقَال: أنار فلَان كَلَامه إِذا أوضحه. ومنار الأَرْض: أعلامها وحدودها. والمنارة: مفعلة من الاستنارة. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن النُّور فِي الْقُرْآن على عشرَة أوجه: - أَحدهَا: الْإِسْلَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {يُرِيدُونَ أَن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إِلَّا أَن يتم نوره} وَفِي الصَّفّ: {يُرِيدُونَ ليطفؤا نور الله بأفواههم} ،

{وَالله متم نوره} ، وَفِي سُورَة النُّور: {يهدي الله لنوره من يَشَاء} . وَالثَّانِي: الْإِيمَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {يخرجهم من الظُّلُمَات إِلَى النُّور} ، وَفِي الْأَنْعَام: {وَجَعَلنَا لَهُ نورا يمشي بِهِ فِي النَّاس} ، وَفِي النُّور: {وَمن لم يَجْعَل الله لَهُ نورا فَمَا لَهُ من نور} وَفِي الْحَدِيد: وَيجْعَل لكم نورا تمشون بِهِ} . وَالثَّالِث: الْهدى. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النُّور: {الله نور السَّمَوَات وَالْأَرْض} ، (أَي: هادي من فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض) {مثل نوره} ، أَي: مثل هداه وَالرَّابِع: النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] . وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {قد جَاءَكُم من الله نور وَكتاب مُبين} ، وَفِي النُّور: {نور على نور} ، أَرَادَ: نَبيا بعد نَبِي من نسل نَبِي (130 / ب) . وَالْخَامِس: ضوء النَّهَار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {وَجعل الظُّلُمَات والنور} . وَالسَّادِس: ضوء الْقَمَر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْفرْقَان: {وقمرا منيرا} ، وَفِي سُورَة نوح: {وَجعل الْقَمَر فِيهِنَّ نورا}

باب الناس

وَالسَّابِع: ضوء الْمُؤمنِينَ على الصِّرَاط. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَدِيد: {يسْعَى نورهم بَين أَيْديهم وبأيمانهم} ، وَفِي التَّحْرِيم: {نورهم يسْعَى بَين أَيْديهم وبأيمانهم} . وَالثَّامِن: الْبَيَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {إِنَّا أنزلنَا التَّوْرَاة فِيهَا هدى وَنور} ، وَفِي الْأَنْعَام: {قل من أنزل الْكتاب الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نورا وَهدى للنَّاس} . وَالتَّاسِع: الْقُرْآن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {وَاتبعُوا النُّور الَّذِي أنزل مَعَه} ، وَفِي التغابن: {فآمنوا بِاللَّه وَرَسُوله والنور الَّذِي أنزلنَا} . والعاشر: الْعدْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الزمر: {وأشرقت الأَرْض بِنور رَبهَا} ، أَي: بعدله. (301 - بَاب النَّاس) النَّاس: [اسْم] للحيوان الْآدَمِيّ. وَوَاحِد النَّاس إِنْسَان. وَالْجمع: نَاس وأناسي.

قَالَ ابْن فَارس: سمي الْإِنْس إنسا لظهورهم. وَيُقَال: آنست الشَّيْء: رَأَيْته. وآنست الصَّوْت: سمعته. وآنست: علمت. والأنيس: كل مَا يؤنس بِهِ. وَالنَّاس بتَشْديد السِّين: العطشان. قَالَ الراجز: وبلد تمسي قطاه نسا وَيُقَال لمَكَّة: الناسية، لقلَّة المَاء بهَا. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن النَّاس فِي الْقُرْآن على اثْنَي عشر وَجها: - أَحدهَا: النَّبِي مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النِّسَاء: {أم يحسدون النَّاس على مَا آتَاهُم الله من فَضله} . وَالثَّانِي: سَائِر الرُّسُل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {ليكونوا شُهَدَاء على النَّاس} وَقيل إِن (على) (131 / أ) هَا هُنَا بِمَعْنى " اللَّام ". وَالثَّالِث: الْمُؤْمِنُونَ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي [الْبَقَرَة] : {أُولَئِكَ عَلَيْهِم لعنة الله وَالْمَلَائِكَة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ} .

وَالرَّابِع: مؤمنو أهل [كتاب] التَّوْرَاة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْبَقَرَة] : {وَإِذا قيل لَهُم آمنُوا كَمَا آمن النَّاس} . يُرِيد ابْن سَلام وَأَصْحَابه. وَالْخَامِس: أهل مَكَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {يَا أَيهَا النَّاس اعبدوا ربكُم} ، وَفِي الْحَج: {يَا أَيهَا النَّاس إِن كُنْتُم فِي ريب من الْبَعْث} ، وَهُوَ اللَّفْظ عَام وَإِن خُوطِبَ بِهِ أهل مَكَّة. وَفِي آل عمرَان: {إِن النَّاس قد جمعُوا لكم فَاخْشَوْهُمْ} وَفِي يُونُس: {يَا أَيهَا النَّاس إِنَّمَا بَغْيكُمْ على أَنفسكُم} ، وَفِي النَّمْل: {أَن النَّاس كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يوقنون} . وَالسَّادِس: الْيَهُود. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {لِئَلَّا يكون للنَّاس عَلَيْكُم حجَّة} . وَالسَّابِع: بَنو إِسْرَائِيل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {وَأنزل التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل من قبل هدى للنَّاس} ، وَفِي الْمَائِدَة: {أَأَنْت قلت للنَّاس اتخذوني وَأمي إِلَهَيْنِ من دون الله} .

وَالثَّامِن: أهل مصر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {لعَلي أرجع إِلَى النَّاس} وفيهَا: {فِيهِ يغاث النَّاس} . وَالتَّاسِع: نعيم بن مَسْعُود. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {الَّذين قَالَ لَهُم النَّاس إِن النَّاس قد جمعُوا لكم فَاخْشَوْهُمْ} ، فالكلمة الأولى أُرِيد بهَا نعيم بن مَسْعُود. وَالثَّانيَِة أهل مَكَّة. والعاشر: ربيعَة وَمُضر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {ثمَّ أفيضوا من حَيْثُ أَفَاضَ النَّاس} . وَالْحَادِي عشر: من كَانَ من عهد آدم إِلَى زمن نوح. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْبَقَرَة] : {كَانَ النَّاس أمة وَاحِدَة} ، [وَفِي يُونُس: {وَمَا كَانَ النَّاس إِلَّا أمة وَاحِدَة فَاخْتَلَفُوا} ] . وَالثَّانِي عشر: سَائِر النَّاس. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَج: {يَا أَيهَا النَّاس اتَّقوا ربكُم} ، وَفِي الحجرات: {يَا أَيهَا النَّاس إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ من ذكر وَأُنْثَى} . وَقد زَاد مقَاتل وَجها ثَالِث عشر، فَقَالَ: وَالنَّاس: (131 / ب)

الرِّجَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي حم الْمُؤمن) : {لخلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض أكبر من خلق النَّاس} .

كتاب الواو

(" كتاب الْوَاو ") وَهُوَ أحد عشر بَابا. (302 - بَاب الوزع) قَالَ شَيخنَا عَليّ بن عبيد الله: الأَصْل فِي الوزع الْجمع الْمَانِع من التَّفَرُّق. وَقَالَ ابْن فَارس: وزعت الرجل عَن الْأَمر، أَي: كففته وأوزع الله فلَانا الشُّكْر، أَي: ألهمه. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الوزع فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: أَحدهمَا: السُّوق الْجَامِع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّمْل: {وَالطير فهم يُوزعُونَ} [وفيهَا: {وَيَوْم نحْشر من كل أمة فوجا مِمَّن يكذب بِآيَاتِنَا فهم يُوزعُونَ} ] .

باب الوكيل

[قَالَ ابْن فَارس: يُوزعُونَ] يحبس أَوَّلهمْ على آخِرهم. وَالثَّانِي: الإلهام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّمْل: {رب أوزعني أَن أشكر نِعْمَتك} ، وَمثله فِي الْأَحْقَاف. (303 - بَاب الْوَكِيل) الْوَكِيل: فِي الْعرف من قلد النّظر بِحكم الْوكَالَة وفوض إِلَيْهِ الْإِصْلَاح (فِيهِ، هَذَا بِشَرْط أَن يكون المنظور إِلَيْهِ حَيا. فَإِن كَانَ مَيتا فالناظر وَصِيّ} . والتوكل: إِظْهَار الْعَجز والاعتماد على الْغَيْر، وواكل فلَان، إِذا ضيع أمره متكلا على غَيره. يُقَال: فلَان وكلة تكلة أَي: عَاجز يكل أُمُوره إِلَى غَيره. والوكل: الضَّعِيف. وَكَذَلِكَ الوكلة. وأنشدوا: - (لَو فَاتَ شَيْء يرى لفات أَبُو ... حَيَّان لَا عَاجز وَلَا وكل) وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْوَكِيل فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: الْحَافِظ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: (أم من

أبواب الخمسة

يكون عَلَيْهِم وَكيلا} ، وَفِي بني إِسْرَائِيل: {وَكفى بِرَبِّك وَكيلا} . وَالثَّانِي: الرب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (132 / أ) فِي بني إِسْرَائِيل: {أَلا تَتَّخِذُوا من دوني وَكيلا} ، وَفِي المزمل: {فاتخذه وَكيلا} . وَالثَّالِث: المسيطر، والمسيطر الْمُسَلط. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {وَمَا أَنْت عَلَيْهِم بوكيل} ، وَفِي الْفرْقَان: {أفأنت تكون عَلَيْهِ وَكيلا} . وَالرَّابِع: الشَّهِيد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {وَالله على كل شَيْء وَكيل} ، وَفِي يُوسُف والقصص: {وَالله على مَا نقُول وَكيل} . (أَبْوَاب الْخَمْسَة) (304 - بَاب الوراء) (الوراء: ظرف من ظروف الْمَكَان. وَمثله: الْخلف. وَمُقَابِله: الْأَمَام، والقدام. والوراء: ولد الْوَلَد. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الوراء فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: -

باب الورود

أَحدهَا: الْخلف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {فنبذوه وَرَاء ظُهُورهمْ} ، وَفِي هود: {واتخذتموه وراءكم ظهريا} ، وَهَذَا على سَبِيل الْمثل. وَالثَّانِي: الدُّنْيَا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَدِيد: {ارْجعُوا وراءكم فالتمسوا نورا} . وَالثَّالِث: القدام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ ملك} ، وَفِي إِبْرَاهِيم: {من وَرَائه جَهَنَّم} . وَالرَّابِع: بِمَعْنى سوى. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النِّسَاء: {وَأحل لكم مَا وَرَاء ذَلِكُم} ، وَفِي الْمُؤمنِينَ: {فَمن ابْتغى وَرَاء ذَلِك (فاؤلئك هم العادون} . وَالْخَامِس: بِمَعْنى " بعد ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {ويكفرون بِمَا وَرَاءه} ، وَفِي مَرْيَم: {وَإِنِّي خفت الموَالِي من ورائي} ، أَي: من [بعدِي، يَعْنِي] : بعد موتِي. وَفِي البروج: {وَالله من ورائهم مُحِيط} ، أَي: من بعد أَعْمَالهم مُحِيط بهم للانتقام مِنْهُم. (305 - بَاب الْوُرُود) قَالَ شَيخنَا عَليّ بن عبيد الله: الأَصْل فِي الْوُرُود: أَنه السَّعْي

للطلب. وَهُوَ الْأَعَمّ الْأَظْهر فِي طلب المَاء، فَإِذا رَجَعَ (132 / ب) عَن المَاء سمي الْعود صَدرا. ثمَّ يُقَال للبلوغ: وُرُود، لِأَنَّهُ مَقْصُود الْوُرُود. والموضع الَّذِي يقْصد للْمَاء: هُوَ الْوُرُود. وَيُقَال للَّذي جَاءَ عطشان: ورد، لِأَن الْعَطش سَبَب الْوُرُود. ويستعار فِي مَوَاضِع. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْورْد فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: الدُّخُول. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {فأوردهم النَّار وَبئسَ الْورْد المورود} . وَفِي الْأَنْبِيَاء: {إِنَّكُم وَمَا تَعْبدُونَ من دون الله حصب جَهَنَّم أَنْتُم لَهَا وَارِدُونَ} : {لَو كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَة مَا وردوها} ، (أَي: دخلوها) . وَالثَّانِي: الْحُضُور. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم: {وَإِن مِنْكُم إِلَّا واردها} ، أَي: حاضرها. وَقد ألحقهُ قوم بالقسم الَّذِي قبله. وَالثَّالِث: الْبلُوغ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَصَص: {وَلما ورد مَاء مَدين} . وَالرَّابِع: الطّلب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي يُوسُف] : - {وَجَاءَت سيارة فأرسلوا واردهم} ، أَي: طَالب المَاء

باب الوضع

وَالْخَامِس: الْعَطش. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم: {ونسوق الْمُجْرمين إِلَى جَهَنَّم وردا} ، أَي: عطاشا. قَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن اليزيدي: وردا من وَردت. (306 - بَاب الْوَضع) الْوَضع: إِلْقَاء الشَّيْء وَتَركه. وَالْغَالِب فِيهِ أَن يكون إلقاؤه من الْعُلُوّ إِلَى السّفل. والوضيع: الدني فِي حَسبه ضعة وضعة. وَالدَّابَّة تضع فِي سَيرهَا وضعا وَهُوَ سير سهل سريع. وأوضعها راكبها. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْوَضع فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: الْولادَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {إِنِّي وَضَعتهَا أُنْثَى} ، وَفِي الطَّلَاق: {وَأولَات الْأَحْمَال أَجلهنَّ أَن يَضعن حَملهنَّ} . وَالثَّانِي: الْحَط. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (133 / أ) فِي الْأَعْرَاف: {وَيَضَع عَنْهُم إصرهم} ، وَفِي الانشراح: {ووضعنا عَنْك وزرك} .

باب وقع

وَالثَّالِث: النصب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْبِيَاء: {وَنَضَع الموازين الْقسْط ليَوْم الْقِيَامَة} ، وَفِي الزمر: {وَوضع الْكتاب} . وَالرَّابِع: الْبسط. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الرَّحْمَن: {وَالْأَرْض وَضعهَا للأنام} . وَالْخَامِس: السّير، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {ولأوضعوا خلالكم} . قَالَ اليزيدي: الإيضاع: سرعَة السّير. وَمَعْنَاهُ لأسرعوا السّير بَيْنكُم يتخللونكم. (307 - بَاب وَقع) وَقع: فعل مَاض، وَالْأَصْل فِيهِ: السُّقُوط من الْعُلُوّ إِلَى السّفل وَيُقَال: وَقع كَذَا، بِمَعْنى: كَانَ. ومواقع الْغَيْث: مساقطة. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن وَقع فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: بِمَعْنى سقط. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَج: {ويمسك السَّمَاء أَن تقع على الأَرْض إِلَّا بِإِذْنِهِ} .

باب الولي

وَالثَّانِي: بِمَعْنى كَانَ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {إِذا وَقعت الْوَاقِعَة} ، وَفِي الذاريات: {وَإِن الدّين لوَاقِع} ، وَفِي الطّور: {إِن عَذَاب رَبك لوَاقِع} ، وَفِي المرسلات: {إِنَّمَا توعدون لوَاقِع} ، أَي: لكائن. وَالثَّالِث: بِمَعْنى بَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {فَوَقع الْحق وَبَطل مَا كَانُوا يعْملُونَ} . وَالرَّابِع: بِمَعْنى وَجب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّمْل: {وَإِذا وَقع القَوْل عَلَيْهِم} ، وفيهَا: {وَوَقع القَوْل عَلَيْهِم بِمَا ظلمُوا} . وَالْخَامِس: بِمَعْنى نزل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {وظنوا أَنه وَاقع بهم} ، أَي: ظنُّوا أَن الْعَذَاب نَازل بهم. (308 - بَاب الْوَلِيّ) الْوَلِيّ: من ولي الْأَمر. فَكل من ولى أَمرك فَهُوَ وليك. وَذكر بعض الْمُفَسّرين (133 / ب) أَن الْوَلِيّ فِي الْقُرْآن على

خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: الرب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {قل أغير الله أَتَّخِذ وليا} ، وَفِي الْأَعْرَاف: {وَلَا تتبعوا من دونه أَوْلِيَاء} ، وَفِي عسق: {أم اتَّخذُوا من دونه أَوْلِيَاء فَالله هُوَ الْوَلِيّ} . وَالثَّانِي: النَّاصِر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل: {وَلم يكن لَهُ ولي من الذل} . وَالثَّالِث: الْوَلَد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم: {فَهَب لي من لَدُنْك وليا} . وَالرَّابِع: الوثن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي العنكبوت: {مثل الَّذين اتَّخذُوا من دون الله أَوْلِيَاء} . وَالْخَامِس: الْمَانِع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي الْبَقَرَة) : {الله ولي الَّذين آمنُوا} ، وَفِي الْمَائِدَة: {إِنَّمَا وَلِيكُم الله وَرَسُوله} .

أبواب الستة فما فوقها

(" أَبْوَاب السِّتَّة فَمَا فَوْقهَا) (309 - بَاب وجد) وجد: فعل مَاض. وَهُوَ فِي الأَصْل: إِصَابَة الشَّيْء والإحساس بِهِ بعد أَن لم يكن ذَلِك. يُقَال وجدت الضَّالة وحدانا. وَوجدت من الْحزن وجدا. وَمن الْغَضَب موجدة. وَوجدت فِي المَال وجدا. قَالَ ابْن فَارس: وَحكى بَعضهم: وجدت فِي الْغَضَب وجدانا. وأنشدوا: - (كِلَانَا رد صَاحبه بغيظ ... على حنق ووجدان شَدِيد) وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن وجد فِي الْقُرْآن على سِتَّة أوجه: - أَحدهَا: الْإِصَابَة والمصادفة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّمْل: {إِنِّي وجدت امْرَأَة تملكهم} ، وَفِي الْقَصَص: {وَوجد من دونهم امْرَأتَيْنِ تذودان} .

وَالثَّانِي: الْعلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {وَمَا وجدنَا لأكثرهم من عهد} . وَالثَّالِث: الِاسْتِطَاعَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي النِّسَاء] : {فَمن لم يجد فَصِيَام (134 / أ} شَهْرَيْن مُتَتَابعين [تَوْبَة من الله] } وَفِي المجادلة: {فَمن لم يجد فَصِيَام شَهْرَيْن مُتَتَابعين من قبل أَن يتماسا} . وَالرَّابِع: الْيَسَار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الطَّلَاق: {أسكنوهن من حَيْثُ سكنتم من وجدكم} . وَالْخَامِس: الرُّؤْيَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النِّسَاء: {واقتلوهم حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} ، وَفِي بَرَاءَة: {فَاقْتُلُوا الْمُشْركين حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} ، وَفِي الضُّحَى: {ووجدك ضَالًّا فهدى} . وَالسَّادِس: الْقِرَاءَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان. {يَوْم تَجِد كل نفس مَا عملت من خير محضرا} ، وَفِي الْكَهْف: {ووجدوا مَا عمِلُوا حَاضرا} .

باب الوجه

وَهَذَا الْوَجْه لَا أرَاهُ إِلَّا دَاخِلا فِي الْوَجْه الأول. (310 - بَاب الْوَجْه) الْوَجْه: فِي الأَصْل اسْم للعضو الْمَخْصُوص فِي الْحَيَوَان. وَسمي وَجها لِأَن المواجهة تقع بِهِ فِي غَالب الْحَال. ثمَّ يستعار ذَلِك فِي كل مَا يُرَاد تَقْدِيمه على مَا سواهُ. فَيُقَال: هَذَا وَجه الرَّأْي، وَهَذَا وَجه الْقَوْم ومستقبل كل شَيْء: وَجهه. وَوجه النَّهَار: أَوله. وَأنْشد الزّجاج فِي ذَلِك: (من كَانَ مَسْرُورا بمقتل مَالك ... فليأت نسوتنا بِوَجْه نَهَار) (يجد النِّسَاء حواسرا يندبنه ... قد قمن قبل تبلج الأسحار) وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْوَجْه فِي الْقُرْآن على سِتَّة أوجه: - أَحدهَا: الْوَجْه الْمَعْرُوف فِي الْحَيَوَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي الْبَقَرَة) : {فول وَجهك شطر الْمَسْجِد الْحَرَام} ، وَفِي آل فِرْعَوْن: {يَوْم تبيض وُجُوه وَتسود وُجُوه} ، وَفِي سُورَة النِّسَاء:

{من قبل أَن نطمس وُجُوهًا} . وَالثَّانِي: الدّين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النِّسَاء: {وَمن أحسن دينا مِمَّن أسلم وَجهه لله وَهُوَ محسن} ، (أَي: أخْلص دينه - وَفِي لُقْمَان) : {وَمن يسلم وَجهه إِلَى الله وَهُوَ محسن} . وَالثَّالِث: الذَّات. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: (134 / ب) {وَلَا تطرد الَّذين يدعونَ رَبهم بِالْغَدَاةِ والعشي يُرِيدُونَ وَجهه} ، وَفِي الْكَهْف: {واصبر نَفسك مَعَ الَّذين يدعونَ رَبهم بِالْغَدَاةِ والعشي يُرِيدُونَ وَجهه} . وَفِي الْقَصَص: {كل شَيْء هَالك إِلَّا وَجهه} ، وَفِي الرّوم: {يُرِيدُونَ وَجه الله} ، وَفِي هَل أَتَى: {إِنَّمَا نطعمكم لوجه الله} ، أَي: الله. وَالرَّابِع: الأول. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {آمنُوا بِالَّذِي أنزل على الَّذين آمنُوا وَجه النَّهَار} . وَالْخَامِس: الْعلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فأينما توَلّوا فثم وَجه الله} ، أَي: علمه، حَكَاهُ مُحَمَّد بن الْقَاسِم النَّحْوِيّ. وَالسَّادِس: الْحَقِيقَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {ذَلِك أدنى أَن يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ على وَجههَا} ، أَي على حَقِيقَتهَا.

باب الواو

(311 - بَاب الْوَاو) قَالَ ابْن فَارس: " الْوَاو " تكون للْجمع وَتَكون للْعَطْف وَتَكون بِمَعْنى " الْبَاء " فِي الْقسم، نَحْو: وَالله. وَتَكون بِمَعْنى " مَعَ " تَقول: اسْتَوَى المَاء والخشبة، أَي: مَعَ الْخَشَبَة. وَتَقَع " صلَة " وَلَا تكون زَائِدَة أولى. وَقد تزاد ثَانِيَة، نَحْو: كوثر، وَهُوَ من الْكَثْرَة. وثالثة، نَحْو: جدول [وَهُوَ] من الجدل. ورابعة، نَحْو: قرنوة، وَهُوَ نبت يدبغ بِهِ الْأَدِيم. وخامسة، نَحْو: قمحدوة. و" الْوَاو " فِي الْقُرْآن على سِتَّة أوجه: - أَحدهَا: الْجمع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {فَاغْسِلُوا وُجُوهكُم وَأَيْدِيكُمْ إِلَى الْمرَافِق} . وَالثَّانِي: بِمَعْنى الْعَطف كَقَوْلِه [تَعَالَى] : (إِنَّا لمبعوثون. أَو

آبَاؤُنَا الْأَولونَ} . فَهَذِهِ " وَاو عطف " دخلت عَلَيْهَا ألف الِاسْتِفْهَام. وَالثَّالِث: بِمَعْنى الْقسم كَقَوْلِه (تَعَالَى فِي الْأَنْعَام) : {وَالله رَبنَا} . (135 / أ) . وَالرَّابِع: صلَة. [وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحجر] : - { (وَمَا أهلكنا من قَرْيَة} إِلَّا وَلها كتاب مَعْلُوم} . وَالْخَامِس: بِمَعْنى " إِذْ ". كَقَوْلِه (تَعَالَى فِي آل عمرَان) : {وَطَائِفَة قد أهمتهم (أنفسهم} } ، يُرِيد إِذْ طَائِفَة. وَالسَّادِس: ان تكون مضمرة. كَقَوْلِه [تَعَالَى فِي بَرَاءَة] : - { (وَلَا على الَّذين} إِذا مَا أتوك لتحملهم قلت لَا أجد [مَا أحملكم] } ، الْمَعْنى أتوك وَقلت: لَا أجد توَلّوا.

باب الوحي

(312 - بَاب الْوَحْي) قَالَ ابْن قُتَيْبَة: الْوَحْي: كل شَيْء دللت بِهِ من كتاب أَو إِشَارَة أَو رِسَالَة. وَقَالَ ابْن فَارس: كل مَا أَلقيته إِلَى غَيْرك حق يُعلمهُ فَهُوَ: وَحي، كَيفَ كَانَ. وَأوحى الله عز وَجل ووحى. وأنشدوا. وحى لَهَا الْقَرار فاستقرت. وَالْوَحي: السَّرِيع. وَالْوَحي: الصَّوْت. وَيُقَال: استوحيناهم، أَي: استصرخناهم. وَقد حد بَعضهم الْوَحْي فَقَالَ: إِيصَال المُرَاد إِلَى الموحى إِلَيْهِ على أسْرع وَجه وألطفه. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْوَحْي فِي الْقُرْآن على سَبْعَة أوجه: - أَحدهَا: الْإِرْسَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النِّسَاء: {إِنَّا أَوْحَينَا إِلَيْك كَمَا أَوْحَينَا إِلَى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إِلَى إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل} وَفِي الْأَنْعَام: {وأوحي إِلَيّ هَذَا الْقُرْآن لأنذركم بِهِ} .

وَالثَّانِي: الْإِشَارَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم: {فَأوحى إِلَيْهِم أَن سبحوه بكرَة وعشيا} . وَالثَّالِث: الإلهام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {وَإِذ أوحيت إِلَى الحواريين} ، وَفِي النَّحْل: {وَأوحى رَبك إِلَى النَّحْل} . وَفِي الْقَصَص: {وأوحينا إِلَى أم مُوسَى} . وَالرَّابِع: الْأَمر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الزلزلة: {بِأَن رَبك أوحى لَهَا} . وَالْخَامِس: القَوْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّجْم: {فَأوحى إِلَى عَبده مَا أوحى} . وَالسَّادِس: إِعْلَام فِي الْمَنَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي عسق: (135 / ب) {وَمَا كَانَ لبشر أَن يكلمهُ الله إِلَّا وَحيا} ، قَالَه ابْن قُتَيْبَة. وَالسَّابِع: إِعْلَام بالوسوسة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {وَإِن الشَّيَاطِين ليوحون إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ ليجادلوكم} ، وفيهَا: {يوحي بَعضهم إِلَى بعض زخرف القَوْل} .

باب هل

(316 - بَاب هَل) (136 / ب) " هَل " حرف اسْتِفْهَام. قَالَ ابْن قُتَيْبَة: ويدخلها من معنى التَّقْرِير والتوبيخ مَا يدْخل الْألف الَّتِي يستفهم بهَا كَقَوْلِه تَعَالَى: {هَل من شركائكم من يبدؤ الْخلق ثمَّ يُعِيدهُ} . وَذكر أهل التَّفْسِير أَن هَل فِي الْقُرْآن على سَبْعَة أوجه: - أَحدهَا: الِاسْتِفْهَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْأَعْرَاف] : {فَهَل لنا من شُفَعَاء فيشفعوا لنا} ، وَفِي يُونُس: {هَل من شركائكم من يهدي إِلَى الْحق} ، وفيهَا: {هَل من شركائكم من يبدؤ الْخلق ثمَّ يُعِيدهُ} ، وَفِي الرّوم: {هَل لكم من مَا ملكت أَيْمَانكُم من شُرَكَاء فِي مَا رزقناكم} ، وفيهَا: (هَل من شركائكم من يفعل من ذَلِكُم من

شَيْء} . وَفِي ق: { [هَل امْتَلَأت] } . وَالثَّانِي: بِمَعْنى " قد ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي طه: {وَهل أَتَاك حَدِيث مُوسَى} ، وَفِي ص: {وَهل أَتَاك نبؤ الْخصم} ، وَفِي الذاريات: {هَل أَتَاك حَدِيث ضيف إِبْرَاهِيم الْمُكرمين} ، وَفِي الْإِنْسَان: {هَل أَتَى على الْإِنْسَان} ، حِين من الدَّهْر) {وَمثله} (هَل أَتَاك حَدِيث الغاشية} . وَالثَّالِث: بِمَعْنى " مَا ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {هَل ينظرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيهم الله (فِي ظلل من الْغَمَام} } ، وَفِي الْأَنْعَام: {هَل ينظرُونَ إِلَّا أَن تأتيهم الْمَلَائِكَة} ، وَفِي الْأَعْرَاف: {هَل ينظرُونَ إِلَّا تَأْوِيله} ، وَفِي النَّحْل: {فَهَل على الرُّسُل إِلَّا الْبَلَاغ الْمُبين} ، وَفِي الزخرف: {هَل ينظرُونَ إِلَّا السَّاعَة أَن تأتيهم بَغْتَة} ، وَفِي سُورَة الرَّحْمَن: {هَل جَزَاء الْإِحْسَان إِلَّا الْإِحْسَان} .

باب الهدى

وَالرَّابِع: بِمَعْنى " أَلا ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {هَل ننبئكم بالأخسرين أعمالا} ، وَفِي طه: {هَل أدلك على شَجَرَة الْخلد} وَفِي الشُّعَرَاء: {هَل أنبئكم على من تنزل الشَّيَاطِين} ، وَفِي سبأ: {هَل ندلكم على رجل ينبئكم إِذا مزقتم كل ممزق} . وَفِي الصَّفّ. {هَل أدلكم على تِجَارَة تنجيكم} (137 / أ) . وَالْخَامِس: بِمَعْنى " أَلَيْسَ ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْفجْر: {هَل فِي ذَلِك قسم لذِي حجر} . وَالسَّادِس: بِمَعْنى الْأَمر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الصافات: {قل هَل أَنْتُم مطلعون} ، أَي: اطلعوا. وَالسَّابِع: بِمَعْنى السُّؤَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي ق: {وَتقول هَل من مزِيد} ، أَي: زِدْنِي. (318 - بَاب الْهدى) قَالَ ابْن قُتَيْبَة الْهدى: الْإِرْشَاد، والإرشاد: الْبَيَان: وَقَالَ أَبُو بكر بن الْأَنْبَارِي: أصل الْهدى فِي كَلَام الْعَرَب: التَّوْفِيق. وَذكر بعض أهل الْعلم: أَن الْهَدِيَّة سميت هَدِيَّة لِأَنَّهَا تدل على تَقْوِيم الوداد. وَتقول: أَقبلت هوادي الْخَيل، إِذا بَدَت أعناقها.

وَيُقَال: هُوَ أول رعيلها لِأَنَّهُ الْمُتَقَدّم. وَتقول: هديت الْعَرُوس إِلَى بَعْلهَا هداء. وَالْهَدْي، [وَالْهَدْي] : مَا أهدي من النعم إِلَى الْحرم. وَجَاء فلَان يهادي بَين اثْنَيْنِ، إِذا مَشى بَينهمَا مُعْتَمدًا عَلَيْهِمَا. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْهدى فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة وَعشْرين وَجها: - أَحدهَا: الْبَيَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {أُولَئِكَ على هدى من رَبهم} ، وَمثله فِي لُقْمَان، وَفِي حم السَّجْدَة: {وَأما ثَمُود فهديناهم} ، وَفِي سَجْدَة لُقْمَان: {أولم يهد لَهُم كم أهلكنا من قبلهم من الْقُرُون} ، وَفِي هَل أَتَى: {إِنَّا هديناه السَّبِيل} ، وَفِي الْبَلَد: {وهديناه النجدين} . وَالثَّانِي: دين الْإِسْلَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {قل إِن هدى الله هُوَ الْهدى} ، وَفِي آل عمرَان: (إِن الْهدى هدى

الله} ، وَفِي الْحَج: {إِنَّك لعلى هدى مُسْتَقِيم} . وَالثَّالِث: الْإِيمَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {وزدناهم هدى} ، وَفِي مَرْيَم: {وَيزِيد الله الَّذين اهتدوا هدى} ، وَفِي سبأ: {أَنَحْنُ صددناكم (137 / ب} عَن الْهدى} ، وَفِي الزخرف: {ادْع لنا رَبك بِمَا عهد عنْدك إننا لَمُهْتَدُونَ} . وَالرَّابِع: الدُّعَاء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرَّعْد: {وَلكُل قوم هاد} ، وَفِي بني إِسْرَائِيل: {إِن هَذَا الْقُرْآن يهدي للَّتِي هِيَ أقوم} ، وَفِي الْأَنْبِيَاء: {وجعلناهم أَئِمَّة يهْدُونَ بأمرنا} ، وَفِي الْأَحْقَاف: {إِنَّا سمعنَا كتابا أنزل من بعد مُوسَى مُصدقا لما بَين يَدَيْهِ يهدي إِلَى الْحق} ، وَفِي عسق: {وَإنَّك لتهدي إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم} ، وَفِي سُورَة الْجِنّ: {إِنَّا سمعنَا قُرْآنًا عجبا يهدي إِلَى الرشد} . وَالْخَامِس: الْعرْفَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {وعلامات وبالنجم هم يَهْتَدُونَ} ، وَفِي الْأَنْبِيَاء: {وَجَعَلنَا فِيهَا فجاجا سبلا لَعَلَّهُم يَهْتَدُونَ} ، (وَفِي النَّمْل: {نَنْظُر أتهتدي أم تكون من الَّذين لَا يَهْتَدُونَ} ، وَفِي الزخرف: {وَجعل لكم فِيهَا سبلا لَعَلَّكُمْ تهتدون} ) .

وَالسَّادِس: الْإِرْشَاد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَصَص: {عَسى رَبِّي أَن يهديني سَوَاء السَّبِيل} ، وَفِي ص: {واهدنا إِلَى سَوَاء الصِّرَاط} . وَالسَّابِع: أَمر مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {إِن الَّذين يكتمون مَا أنزلنَا من الْبَينَات وَالْهدى} ، وَفِي سُورَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: {من بعد مَا تبين لَهُم الْهدى} . فِي موضِعين مِنْهَا. وَالثَّامِن: الْقُرْآن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل: {وَمَا منع النَّاس أَن يُؤمنُوا إِذْ جَاءَهُم الْهدى إِلَّا أَن قَالُوا أبْعث الله بشرا رَسُولا} ، وَفِي الْكَهْف: {وَمَا منع النَّاس أَن يُؤمنُوا إِذْ جَاءَهُم الْهدى ويستغفروا رَبهم إِلَّا أَن تأتيهم سنة الْأَوَّلين} . وَفِي النَّجْم {وَلَقَد جَاءَهُم من رَبهم الْهدى} . وَالتَّاسِع: التَّوْرَاة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (138 / أ) فِي حم الْمُؤمن: {وَلَقَد آتَيْنَا مُوسَى الْهدى} . والعاشر: التَّوْحِيد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة بَرَاءَة: {هُوَ الَّذِي أرسل رَسُوله بِالْهدى} ، وَمثلهَا فِي الصَّفّ سَوَاء، وَفِي الْقَصَص: {إِن نتبع الْهدى مَعَك نتخطف من أَرْضنَا} .

الْحَادِي عشر: السّنة وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {فبهداهم اقتده} ، أَي: بسنتهم. وَفِي الزخرف: {وَإِنَّا على آثَارهم مهتدون} ، أَي: مستنون. وَالثَّانِي عشر: الإلهام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي طه: {أعْطى كل شَيْء خلقه ثمَّ هدى} ، أَي: ألهم كَيْفيَّة الْمَعيشَة. وَفِي سبح اسْم رَبك [الْأَعْلَى] : {وَالَّذِي قدر فهدى} ، أَي: ألهم الذّكر إتْيَان الْأُنْثَى. وَقيل فِي الْآيَة الَّتِي قبلهَا مثل هَذَا سَوَاء. وَالثَّالِث عشر: الْإِصْلَاح. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {أَن الله لَا يهدي كيد الخائنين} . وَالرَّابِع عشر: الرَّسُول. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي الْبَقَرَة: {فإمَّا يَأْتينكُمْ مني هدى} ، أَي: رَسُول. وَمثلهَا) ، وَفِي طه. وَقَالَ السّديّ: الْهدى هَا هُنَا الْكتاب. وَالْخَامِس عشر: الاستبصار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فَمَا ربحت تِجَارَتهمْ وَمَا كَانُوا مهتدين} . وَالسَّادِس عشر: الدَّلِيل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي طه: {أَو أجد على النَّار هدى} ، قيل مَعْنَاهُ: (إِن لم يكن هَذِه) نَارا فعلني أرى من يدلني على النَّار.

وَالسَّابِع عشر: التَّعْلِيم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي سُورَة النِّسَاء] : {وَيهْدِيكُمْ سنَن الَّذين من قبلكُمْ} . وَالثَّامِن عشر: الْفضل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: (هَؤُلَاءِ أهْدى من الَّذين آمنُوا سَبِيلا} . أَي: أفضل. وَالتَّاسِع عشر: التَّقْدِيم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الصافات: {فاهدوهم إِلَى صِرَاط الْجَحِيم} . وَالْعشْرُونَ: الْمَوْت على الْإِسْلَام. (138 / ب) ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة طه: {وَإِنِّي لغفار لمن تَابَ وآمن وَعمل صَالحا ثمَّ اهْتَدَى} . وَالْحَادِي وَالْعشْرُونَ: الثَّوَاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة اللَّيْل: {إِن علينا للهدى} . وَالثَّانِي وَالْعشْرُونَ: الْأَذْكَار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي الضُّحَى) : {ووجدك ضَالًّا فهدى} ، أَي: نَاسِيا فذكرك. وَالثَّالِث وَالْعشْرُونَ: الصَّوَاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {أَرَأَيْت إِن كَانَ على الْهدى} . وَالرَّابِع وَالْعشْرُونَ: {الثَّبَات. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْفَاتِحَة: {اهدنا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم} ، (أَي: ثبتنا عَلَيْهِ} .

كتاب اللام ألف

(" كتاب اللَّام ألف ") وَهُوَ بَاب وَاحِد. (319 - بَاب " لَا ") " لَا " حرف مَوْضُوع للنَّفْي. وَقد يكون بِمَعْنى " لم " وأنشدوا من ذَلِك: (إِن تغْفر اللَّهُمَّ فَاغْفِر جما ... وَأي عبد لَك لَا ألما) أَي: لم يلم. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن " لَا " فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: بِمَعْنى النَّفْي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {لَا يكلمهم الله وَلَا ينظر إِلَيْهِم يَوْم الْقِيَامَة وَلَا يزكيهم} . وَفِي الْأَعْلَى: {سنقرئك فَلَا تنسى} ، وَله نَظَائِر كَثِيرَة.

وَالثَّانِي: بِمَعْنى النَّهْي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَلَا تقربا هَذِه الشَّجَرَة} ، وفيهَا: {فَلَا رفث وَلَا فسوق وَلَا جِدَال فِي الْحَج} . وَفِي الْقَصَص: {وَلَا تنس نصيبك من الدُّنْيَا} . وَالثَّالِث: بِمَعْنى " لم ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: (فِي سُورَة الْقِيَامَة) : {فَلَا صدق وَلَا صلى} ، أَي: لم يصدق وَلم يصل، قَالَه ابْن قُتَيْبَة.

كتاب الياء

(" كتاب الْيَاء ") وَهُوَ خَمْسَة أَبْوَاب. (320 - بَاب الْيَأْس) الْيَأْس: الْقطع على أَن الْمَطْلُوب لَا يتَحَصَّل لتحقيق فَوَاته. (139 / أ) يُقَال: يئس الرجل ييأس يأسا. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَنه فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: - أَحدهمَا: الْقنُوط. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة يُوسُف: {وَلَا تيأسوا من روح الله إِنَّه لَا ييأس من روح الله إِلَّا الْقَوْم الْكَافِرُونَ} ، وَإِنَّمَا عبر باليأس عَن الْقنُوط لِأَن الْقنُوط ثَمَرَة الْيَأْس. وَالثَّانِي: الْعلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الرَّعْد: {ييأس الَّذين آمنُوا أَن لَو يَشَاء الله لهدى النَّاس جَمِيعًا} ، أَي: أفلم يعلمُوا. (321 - بَاب الْيَسِير) الْيَسِير: الْقَلِيل من الشَّيْء. وضده: الْكثير. وَلَيْسَ لليسير حد فِي

باب اليقين

نَفسه، وَإِنَّمَا يعرف، بِالْإِضَافَة إِلَى غَيره. وَكَذَلِكَ الْكثير. والجيد، والرديء وَالْكَبِير، وَالصَّغِير، والطويل، والعريض، والسمين، والهزيل، واليسرة: أسرار الْكَفّ، إِذا كَانَت غير ملتزمة. والأيسار: الْقَوْم يَجْتَمعُونَ على الميسر. واليسار: أُخْت الْيَمين، وَقد تكسر ياؤه. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْيَسِير فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: - أَحدهَا: الهين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الْحَج، و [فِي] العنكبوت و [فِي] الْحَدِيد: {ان ذَلِك على الله يسير} . وَالثَّانِي: السَّرِيع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة يُوسُف: {ذَلِك كيل يسير} أَي: سريع لَا حبس فِيهِ. وَالثَّالِث: الْخَفي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْفرْقَان: {ثمَّ قبضناه إِلَيْنَا قبضا يَسِيرا} ، (أَي: خَفِيفا) . (322 - بَاب الْيَقِين) الْيَقِين: مَا حصلت بِهِ الثِّقَة وثلج بِهِ الصَّدْر من الْعلم. فَكل يَقِين علم، وَلَيْسَ كل علم يَقِينا. وَلَا يدْخل على النَّفس شكّ فِي

الْيَقِين بِحَال. لِأَن الشَّك إِنَّمَا (139 / ب) . يدْخل على مَا يُمكن دَفعه عَن النَّفس وَيصِح [تَصْوِير] الْأُمُور فِيهِ على خِلَافه. وَالْيَقِين يمْنَع مِنْهُ ذَلِك. لِأَنَّهُ ثَبت بطرِيق برهاني يطابقه الْحس بالعلوم الحسية. ويلتزمه الْعقل بالمعارف الْعَقْلِيَّة. وَهُوَ أبلغ علم مكتسب. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْيَقِين فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: - أَحدهَا: التَّصْدِيق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة، وَفِي لُقْمَان: {هم يوقنون} . وَالثَّانِي: الصدْق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّمْل: {وجئتك من سباء بنبإ يَقِين} . وَالثَّالِث: الْمُشَاهدَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة التكاثر: {كلا لَو تعلمُونَ علم الْيَقِين لترون الْجَحِيم ثمَّ لترونها عين الْيَقِين} . وَالرَّابِع: الْمَوْت. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الْحجر: {واعبد رَبك حَتَّى يَأْتِيك الْيَقِين} ، وَفِي المدثر: {حَتَّى أَتَانَا الْيَقِين} .

باب اليوم

وَالْخَامِس: الْعلم الْمُتَيَقن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينا} . قَالَ ابْن قُتَيْبَة: مَا قتلوا الْعلم يَقِينا. (323 - بَاب الْيَوْم) الْيَوْم اسْم (لما بَين) طُلُوع الْفجْر الثَّانِي إِلَى غرُوب الشَّمْس. وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْيَوْم فِي الْقُرْآن على سته أوجه: - أَحدهَا: يَوْم من أَيَّام الْآخِرَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {إِن ربكُم الله الَّذِي خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض فِي سِتَّة أَيَّام} ، وَمثله فِي يُونُس. وَقد قيل إنَّهُمَا كأيام الدُّنْيَا. وَالْعُلَمَاء على خلاف ذَلِك. وَمثله قَوْله تَعَالَى فِي الْحَج: {وَإِن يَوْمًا عِنْد رَبك كألف سنة مِمَّا تَعدونَ} . وَالثَّانِي: يَوْم الْقِيَامَة. [وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يس] : -

كتاب الهاء

(" كتاب الْهَاء ") وَهُوَ خَمْسَة أَبْوَاب: - (أَبْوَاب فِيهَا ثَلَاثَة فَمَا فَوْقهَا) (313 - بَاب هوى) هوى: بِمَعْنى سقط. قَالَ ابْن فَارس: يُقَال: هوى الشَّيْء يهوي. والهاوية: اسْم من أَسمَاء جَهَنَّم. والهاوية أَيْضا: كل مهواة. والهوة: الوهدة العميقة. وتهاوى الْقَوْم فِي المهواة: سقط بَعضهم فِي إِثْر بعض. وَقيل: إِن الْهَوِي - بِفَتْح الْهَاء: ذهَاب فِي انحدار. والهوي فِي الِارْتفَاع وهوت أمه: شتم. وَأمه هاوية، كَمَا يُقَال: ثاكلة. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن هوى فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه

باب الهوان

أَحدهَا: بِمَعْنى نزل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {والنجم إِذا هوى} ، وَمثله: {والؤتفكة أَهْوى} . وَالثَّانِي: بِمَعْنى هلك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي طه: {وَمن يحلل عَلَيْهِ غَضَبي فقد هوى} . وَالثَّالِث: بِمَعْنى الذّهاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَج: {أَو تهوي بِهِ الرّيح فِي مَكَان سحيق} ، أَي: تذْهب. (314 - بَاب الهوان) الأَصْل فِي الهوان: أَنه الذل، وَصغر الْقدر. والهن: الْهون أَيْضا. فَأَما الْهون. بِفَتْح الْهَاء - فَهُوَ السكينَة وَالْوَقار. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْهون فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: الصغر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النُّور: {وتحسبونه هينا وَهُوَ عِنْد الله عَظِيم} . (136 / أ) .

باب الهلاك

وَالثَّانِي: السهل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم: {هُوَ عَليّ هَين} ، وَفِي الرّوم: {هُوَ أَهْون عَلَيْهِ} . وَالثَّالِث: الذل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَج: {وَمن يهن الله فَمَا لَهُ من مكرم} . وَالرَّابِع: الضعْف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي المرسلات: {ألم نخلقكم من مَاء مهين} . (315 - بَاب الْهَلَاك) الْهَلَاك وَالْفساد يتقاربان. إِلَّا أَن الْفساد يكون مَعَ بَقَاء الْعين - والهلاك يكون مَعَ بَقَائِهَا وَيكون مَعَ عدمهَا. ويستعار فِي مَوَاضِع يجْتَمع فِيهَا الْفساد والهلاك، كالموت والعدم، وَنقض الْبَيِّنَة، وتعطيل الْمَنَافِع. وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْهَلَاك فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: - أَحدهَا: الْمَوْت. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النِّسَاء: (إِن امْرُؤ

هلك} ، وَفِي يُوسُف: {أَو تكون من الهالكين} ، وَفِي بني إِسْرَائِيل: {وَإِن من قَرْيَة إِلَّا نَحن مهلكوها قبل يَوْم الْقِيَامَة} ، يُرِيد موت أَهلهَا، وَفِي الْقَصَص: {كل شَيْء هَالك إِلَّا وَجهه} . وَالثَّانِي: الْعَذَاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحجر: {وَمَا أهلكنا من قَرْيَة إِلَّا وَلها كتاب مَعْلُوم} ، وَفِي الْكَهْف: {وَتلك الْقرى أهلكناهم لما ظلمُوا وَجَعَلنَا لمهلكهم موعدا} ، وَفِي مَرْيَم: {وَكم أهلكنا قبلهم من قرن (هم أحسن أثاثا ورئيا} } ، وَفِي الشُّعَرَاء: {وَمَا أهلكنا من قَرْيَة إِلَّا لَهَا منذرون} . وَفِي الْقَصَص: {وَمَا كَانَ رَبك مهلك الْقرى حَتَّى يبْعَث فِي أمهَا رَسُولا [يَتْلُو عَلَيْهِم آيَاتنَا] وَمَا كُنَّا مهلكي الْقرى إِلَّا وَأَهْلهَا ظَالِمُونَ} . وَالثَّالِث: الضلال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الحاقة: {هلك عني سلطانيه} ، أَي: ضلت حجتي. وَالرَّابِع: الْفساد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَيهْلك الْحَرْث والنسل} ، وَفِي الْبَلَد: {أهلكت مَالا لبدا} .

باب اليمين

{فاليوم لَا تظلم نفس شَيْئا} ، وَفِي النبأ: {إِن يَوْم الْفَصْل كَانَ ميقاتا} . (140 / أ) . وَالثَّالِث: يَوْم عَرَفَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {الْيَوْم أكملت لكم دينكُمْ} . وَالرَّابِع: الْحِين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {وَآتوا حَقه يَوْم حَصَاده} . وَالْخَامِس: الْوَقْت. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سَجْدَة لُقْمَان: {ثمَّ يعرج إِلَيْهِ فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره ألف سنة} ، وَمَعْنَاهُ: نزُول جِبْرِيل وصعوده فِي وَقت لَو صعد غَيره صعده فِي ألف سنة. وَالسَّادِس: النِّعْمَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي إِبْرَاهِيم: {وَذكرهمْ بأيام الله} ، (أَي: بنعمه) . (324 - بَاب الْيَمين) الْيَمين: تقال وَيُرَاد بِهِ الْحلف. وتقال وَيُرَاد بهَا الْعُضْو الْمَعْرُوف

وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْيَمين فِي الْقُرْآن على سَبْعَة أوجه: - أَحدهَا: الْعُضْو الْمَعْرُوف الَّذِي تماثله الشمَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة طه: {وَمَا تِلْكَ بيمينك يَا مُوسَى} ، وَفِي الحاقة: {فَأَما من أُوتِيَ كِتَابه بِيَمِينِهِ} . وَالثَّانِي: جِهَة الْيَمين الَّتِي هِيَ هَذَا الْعُضْو الْمَعْرُوف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سَأَلَ سَائل: {عَن الْيَمين وَعَن الشمَال عزين} . وَالثَّالِث: الْقُوَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الصافات: {فرَاغ عَلَيْهِم ضربا بِالْيَمِينِ} ، وَفِي الحاقة: {لأخذنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ} . وَالرَّابِع: الْحلف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة والمائدة: {لَا يُؤَاخِذكُم الله بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانكُم} ، وَفِي النَّحْل: {وأقسموا بِاللَّه جهد أَيْمَانهم لَا يبْعَث الله من يَمُوت} ، وَفِي النُّور: {وأقسموا بِاللَّه جهد أَيْمَانهم لَئِن أَمرتهم ليخرجن} . وَالْخَامِس: الْعَهْد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة بَرَاءَة: (140 / ب) . {وَإِن نكثوا أَيْمَانهم من بعد عَهدهم} ، وَفِي

النَّحْل: {وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانكُم دخلا بَيْنكُم} ، وَفِي نون والقلم: {أم لكم أَيْمَان علينا بَالِغَة} . وَالسَّادِس: الدّين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {ثمَّ لآتينهم من بَين أَيْديهم وَمن خَلفهم وَعَن أَيْمَانهم (عَن شمائلهم} . وَفِي الصافات: {قَالُوا إِنَّكُم تأتوننا عَن الْيَمين} ، أَي: من قبل الدّين فتدخلون علينا فِيهِ الشَّك. وَالسَّابِع: أَن يكون صلَة وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {فَإِن خِفْتُمْ أَلا تعدلوا فَوَاحِدَة أَو مَا ملكت أَيْمَانكُم} ، أَي: مَا ملكت أَيْمَانكُم. فَهَذَا آخر مَا انتخبت من كتب الْوُجُوه والنظائر الَّتِي رتبها المتقدمون. ورفضت مِنْهَا لَا يصلح ذكره. وزدت فِيهَا من التفاسير المنقولة مَا لَا بَأْس بِهِ. وَقد تساهلت فِي ذكر كَلِمَات نقلتها عَن الْمُفَسّرين، لَو ناقش قَائِلهَا مُحَقّق لجمع بَين كثير من الْوُجُوه فِي وَجه وَاحِد. وَلَو فعلنَا ذَلِك لتعطل أَكثر الْوُجُوه وَلَكنَّا تساهلنا فِي ذكر مَا لَا بَأْس بِذكرِهِ من أَقْوَال الْمُتَقَدِّمين. فليعذرنا المدقق فِي الْبَحْث. وَبعد فَلَا يغرنك مَا ترى من جنس هَذَا الْكتاب من كَثْرَة الْوُجُوه

آخر الكتاب

والأبواب. فَإِنَّهَا كالسراب. وستعرف فَضله إِذا قست الْبَاب بِالْبَابِ وسيشهد بصدقي لباب الْأَلْبَاب. وَمَا ذكرت فِي كتابي هَذَا من الْكَلِمَات اللُّغَوِيَّة فِي اشتقاق الْكَلِمَة وَمَا يتَفَرَّع مِنْهَا وَيتَعَلَّق بهَا ويواتيها فَهُوَ ملقح للأفهام ومنبه على [أصُول] (141 / أ) الْكَلَام. ونسأل الله عز وَجل النَّفْع بِهِ عَاجلا وَالثَّوَاب آجلا، وَأَن يَجعله لوجهه خَالِصا لِئَلَّا يعود بالهوى نَاقِصا إِنَّه ولي ذَلِك والقادر عَلَيْهِ. وَالْحَمْد لله على توفيقه وإنعامه وألطافه وَالصَّلَاة على النَّبِي الْمُخْتَار مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعَلى آله وَأَصْحَابه أَجْمَعِينَ. (آخر الْكتاب)

ثمَّ كتاب الْوُجُوه والنظائر يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشر من جُمَادَى الآخر فِي تَارِيخ أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة على يَد أَضْعَف خلق الله وأحقره وأصغره وأرذله وأخسه وأفقره من الطَّاعَة. العَاصِي المذنب الراجي رَحْمَة ربه الْعلي. يُوسُف بن عَليّ ... ختم الله لَهُ وَلِجَمِيعِ الْمُسلمين بِالْحُسْنَى (أَمُوت وَيبقى كل مَا قد كتبته ... فياليت من يقْرَأ كتابي دَعَا ليا) (لَعَلَّ إلهي يعف عني بفضله ... وَيغْفر لي ذَنبي وَسُوء فعاليا)

§1/1