نداء إلى العفيفات {وأن يستعففن خير لهن}

مجموعة من المؤلفين

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه .. وبعد: فقد حرص الإسلام على العفة أيما حرص، فما من شريعة عظمت شأن الحياء وصيانة القلوب والعفاف والفضيلة مثل شريعة الإسلام، فهي شريعة الاستقامة والطهر والصفاء والنقاء. والمرأة في الإسلام درة مصونة، وجوهرة مكنونة، عفيفة لا تعرف المكر ولا الخداع ولا حيل الساقطات في الفتنة. فإذا كانت في بيت أبيها ملأت البيت نوراً وتقى وهداية، وإذا ذهبت إلى بيت زوجها حفظته في نفسه وماله وعرضه، وغرست ثمرة الحياء والعفة في نفوس أبنائها.

فضائل العفاف

فضائل العفاف 1 - العفة من سبل الفلاح: قال الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} قال ابن كثير: «والذين قد حفظوا فروجهم من الحرام، فلا يقعون فيما نهاهم الله عنه من زنا ولواط، لا يقربون سوى أزواجهم التي أحلها الله لهم» (تفسير القرآن العظيم: 3/ 318) ولا شك أن هذا المعنى ينطبق على الرجال والنساء معاً.

2 - العفة عنوان الصلاح:

2 - العفة عنوان الصلاح: قال تعالى: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}، قال ابن كثير رحمه الله: {فَالصَّالِحَاتُ} أي من النساء {قَانِتَاتٌ} قال ابن عباس وغير واحد: يعني مطيعات لأزواجهن: {حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ} قال السدي وغيره: أي تحفظ زوجها في غيبته في نفسها وماله. وقوله: {بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} أي المحفوظ من حفظه الله) (تفسير القرآن العظيم:1/ 642). 3 - العفة سبب في المغفرة: قال تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}.

4 - العفة تلبية لنداء الرحمن:

فبين الله في هذه الآية أن حفظ الفرج وصيانته عن الحرام من جملة أسباب المغفرة والأجر العظيم يوم القيامة. 4 - العفة تلبية لنداء الرحمن: قال تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

قالت عائشة رضي الله عنها: «يرحم الله نساء المهاجرات الأول، لما أنزل الله {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} شققن مروطهن فاختمرت بها. وعن صفية بنت شيبة قالت: بينا نحن عند عائشة، فذكرنا نساء قريش وفضلهن فقالت عائشة رضي الله عنها: إن لنساء قريش لفضلاً وإني - والله - ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقا بكتاب الله ولا إيمانا بالتنزيل، لقد أنزلت سورة النور {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} انقلب إليهن رجالهن، يتلون عليهن ما أنزل الله إليهم فيه، ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته، وعلى كل ذي قرابته، فما فمنهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل، فاعتجرن به، تصديقا وإيمانا بما أنزل الله من كتابه، فأصبحن وراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معتجرات، كأن على رؤوسهن الغربان. فأين نساء المؤمنات اليوم من المسارعة إلى العمل بكتاب الله تعالى وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -؟ أين هن من الحجاب الكامل الساتر البعيد عن التبرج والفتنة؟ أين هن من طاعة الله عز وجل في الأمر بالحشمة والعفاف؟

5 - العفة مفتاح الفرج:

5 - العفة مفتاح الفرج: قال تعالى: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}، قال عكرمة: هو الرجل يرى المرأة فكأنه يشتهي، فإن كانت له امرأة فليذهب إليها وليقض حاجته منها، وإن لم يكن له امرأة فلينظر في ملكوت السموات والأرض حتى يغنيه. وكذلك أنت أيتها الأخت المسلمة الفاضلة العفيفة، فإن الله عز وجل قال: {وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ}.

6 - بالعفة كملت مريم:

6 - بالعفة كملت مريم: فلما ذكر الله تعالى مريم امتدحها فقال: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ}. 7 - العفة مخالفة لطريق الهالكين: قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا}. قال ابن كثير: (يخبر تعالى أنه يريد أن يبين لكم أيها

المؤمنون ما أحل لكم وحرم عليكم مما تقدم ذكره في هذه السورة وغيرها {وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} يعني طرائقهم الحميدة واتباع شرائعه التي يحبها ويرضاها {وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ} أي من الإثم والمحارم، وقوله: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} أي يريد أتباع الشياطين من اليهود والنصارى والزناة أن تميلوا عن الحق إلى الباطل ميلاً عظيما) (تفسير القرآن العظيم: 1/ 625).

8 - العفة مفتاح الجنة:

8 - العفة مفتاح الجنة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي من أي أبواب الجنة شئت» (أخرجه ابن حبان وصححه الألباني).

وقال أيضا - صلى الله عليه وسلم -: «اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة، اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم» (أخرجه أحمد وابن حبان وحسنه الألباني).

9 - العفة تاج:

9 - العفة تاج: ومن الذي ينكر هذه الحقيقة؟ قال ابن القيم رحمه الله: (لم يزل الناس يفتخرون بالعفاف قديما وحديثا، قال إبراهيم بن أبي بكر بن عياش: شهدت أبي عند الموت فبكيت، فقال: يا بني! ما يبكيك؟ فما أتى أبوك فاحشة قط) فها هو ذا إبراهيم يفتخر وهو على فراش الموت بأنه عاش عفيفاً طوال عمره .. فأي افتخار هذا!! وأي معنى سام!!

عقبات في طريق العفاف

عقبات في طريق العفاف إن العفاف طريق ينتهي بالمغفرة والصلاح، ولكن هذا لا يمنع أنه طريق محفوف بالمكاره، لأنه طريق موصل إلى جنة عرضها السموات والأرض، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات» (متفق عليه). ولكي يصل الإنسان إلى دار السعادة، لابد أن يجتاز عقبات الطريق من الشهوات والرذائل وسائر أنواع القبائح والمحرمات والمنكرات، فيتسامى عن الانغماس في شيء من هذه الأوساخ، ولا يسقط في شعب من شعابها، فمن العقبات في طريق العفيفات: 1 - الموضة والأزياء: وهي من أشد وسائل أعداء الإسلام لإفساد المرأة المسلمة، وإخراجها من طهرها وعفافها، فالموضة: اتباع الطراز الحديث، وتلقي ما تقذف به بيوت الأزياء من أنماط غريبة بالرضا والقبول، مهما كانت مخالفة لتعاليم الإسلام وحدوده في اللباس والزينة. فاللباس في الإسلام يهدف إلى الستر والحشمة والبعد عن التعري وكشف العورات، حتى تظل المرأة مصونة بعيدة عن الفتنة وطمع الخبثاء الماجنين. أما الموضة فإنها تهدف إلى التعري وكشف العورات وإثارة الغرائز، والبعد عن الستر والحشمة، وذبح الحياء والعفة والفضيلة، ونشر الفتنة بين الجنسين، وانتشار الفساد، حتى يصبح الناس عبيداً لشهواتهم وغرائزهم. فعليك أيتها العاقلة أن تلتزمي بالضوابط الشرعية للباس والزينة، حتى لا تكوني مصدر فتنة وإفساد لشباب الأمة، ولا تنساقي وراء كل صيحة، ولا تتبعي إلا ما جاء في الكتاب والسنة، ولا يضعف عزيمتك كلمة تافهة تصدر على ألسنة الفاسدين. 2 - القنوات الفضائية: فما يبث عبر تلك القنوات من برامج ومسلسلات وأغاني وأفلام، تدور معظم موادها على الحب والغرام والخيانة الزوجية والعري والمجون والقبلات وذبح الحياء ووأد الفضيلة والتندر بالأحكام الشرعية والاستهزاء ببعضها كحكم تعدد الزوجات، وقوامة الرجل على المرأة. فكيف تقضي المرأة الساعات الطوال في مشاهدة هذا الغثاء وما يتخلله من صور عارية، ومشاهد فاضحة، وعبارات الحب والغرام، ثم تظل على عفافها وحيائها؟ واستمعي يا أختاه إلى صرخات هذه الفتاة التي سمح لها بمشاهدة الأفلام الفاضحة والمشاهد الماجنة ثم احكمي بعد ذلك ... تقول هذه الفتاة: (لقد تعودت مشاهدة الأفلام الغرامية منذ صغرى، حتى ألفتها، ولقد نمت لدي رغبة جنسية قوية، وعرفت كل شيء عن الجنس وأنا دون البلوغ ... والآن أشعر بالعاطفة الجنسية الجامحة تخترق كل أحشائي، إنني لا أستطيع النوم من التفكير والتخيلات، وكلما شاهدت فيلما عاطفياً أو قرأت قصة غرامية ثارت غرائزي وعاطفتي، وتمنيت عند ذلك أن يشاركني أي أحد هذه الرغبة). وهكذا هي هذه القنوات، إنها مصيدة الشيطان التي من وقع في شراكها فسد طبعه، وقلت غيرته، وأصبح أسيراً لشهواته وغرائزه. 3 - الإنترنت: وهي عقبة وقع في شراكها كثير من الفتيات، فأصبح الإنترنت لديهن مادة لإثارة الغرائز عن طريق الدخول إلى المواقع الإباحية بما فيها من عري وخلاعة وشذوذ، والإنترنت في ذاته له فوائد يعرفها كل أحد، فهي أداة سريعة للمعرفة واستدعاء المعلومات في شتى مناحي الحياة والعلوم، ولكنها تحتاج إلى تقنين في التعامل والحرص على النفس والتقوى. وعلى الفتاة العاقلة والمرأة الرشيدة أن تحذر كل الحذر من كل ما يخدش حياءها أو يذهب عفافها مهما توهمت أن في ذلك المحرم لذة. تفنى اللذائذ ممن نال صفوتها ... من الحرام ويبقى الإثم والعار تبقى عواقب سوء في مغبتها ... لا خير في لذة من بعدها النار 4 - المجلات الخليعة: والفتنة بهذه المجلات كبيرة وخطيرة حداً، غذ إنها تدعو إلى العري والرذيلة، فتقوم بنشر صور النساء يرتدين أحدث موديلات الأزياء، فتقوم بنشر صور النساء يرتدين أحدث موديلات الأزياء، فتفتتن النساء بهن ويتعلقن بهذه الأزياء العارية، فما تلبث أن تهرول وتنفق المال في شراء عارها بأعلى الأثمان، وتدعم بذلك أعداء الإسلام وتمدهم بأسباب القوة والتقدم، وتجهل أن ما يصلح لنساء الغرب لا يكون مناسباً لنساء المسلمين، ولكنه التقليد الأعمى.

5 - الخلوة والاختلاط:

5 - الخلوة والاختلاط: وهما من أكبر أسباب انتشار الفواحش والوقوع في العلاقات المحرمة بين الرجال والنساء. أما الخلوة، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - «لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما» (رواه الترمذي وصححه الألباني)، ولقد أثبتت وقائع التاريخ على مدى أربعة وعشرين قرناً من الزمان صحة هذا الحديث. أما الاختلاط، فهو من وسائل الشيطان لإفساد القلوب وإثارة الغرائز واتباع الشهوات، والمرأة إذا اختلطت بالرجل حاولت فتنته وحاول فتنتها، وقد يجر ذلك إلى الخلوة والوقوع في فاحشة الزنا والعياذ بالله. قال ابن القيم رحمه الله: (ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة). 6 - صديقات السوء: فالصاحب ساحب، والفتيات أكثر تأثراً بصاحباتهن من الفتيان، ولذلك يجب على الفتاة أن تختا صاحبات الدين والخلق اللاتي يعنها على طاعة الله، فيذكرنها إذا غفلت وينبهنها إذا حادت عن الطريق، ولا يزين لها طريق الغواية والضلال. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «المرء على دين خليلة فلينظر أحدكم من يخالل» (روه أحمد والترمذي وحسنه الألباني). 7 - تأخير الزواج: فالزواج يؤدي إلى ضبط الشهوة، وتصريف الغريزة فيما أحل الله عز وجل، وتأخير الزواج يعمل على كبت هذه الغريزة وحبسها دون تصريف ولذلك حث النبي - صلى الله عليه وسلم - على الزواج المبكر فقال عليه الصلاة والسلام: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء» (متفق عليه). 8 - التساهل مع الرجال الأجانب: والتساهل قد يكون في الملبس، فتلبس المرأة الملابس الضيقة أو الشفافة أو المشقوقة أو القصيرة أو المزركشة، وهي بذلك تنادي على نفسها بعدم الحياء وقلة العفاف. وقد يكون التساهل في مشيتها وتحركاتها التي تغري بها أنظار الرجال وغرائزهم. وقد يكون التساهل في منطقها وكلامها مع الرجال، وتعمد إلانة الكلام، أو إطالة زمن الحديث مع الرجال الأجانب بلا داع، وقد قال تعالى: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}. 9 - إطلاق البصر: فالبصر أمر خطير، والمرأة مأمورة بغض بصرها كالرجال، فما فسدت فتاة إلا من جراء إطلاق البصر، وما تهتكت امرأة إلا بسبب البصر، وما تبرجت فتاة إلا بسبب البصر، وما تبرجت فتاة إلا بسبب البصر .. كل الحوادث مبداها من النظر ... ومعظم النار من مستصغر الشرر ومع هذه العقبات عقبات أخرى، نذكر بعضها على سبيل الإجمال: 10 - النكات الماجنة والكلمات الداعرة. 11 - امتلاء القلب بمحبة الغناء. 12 - قراءة الأدب المكشوف والشعر الخبيث. 13 - الاستسلام لحيل الشيطان أو الغفلة عنها. 14 - اتباع الهوى. 15 - طول الأمل وحب الدنيا. 16 - الترف الزائد. 17 - تساهل الراعي من زوج وأب وأخ .. وغيرهم. فاتقي الله يا أختاه والزمي درب العفاف تسلمي، وافتخري بعفافك .. واعتزي بحيائك .. وافرحي بإيمانك وطهرك وصيانتك .. ولئن فرح نساء الدنيا باتباعهن الهوى، وانقيادهن للشهوات والغرائز الشيطانية، فلسوف تفرحين أنت بطاعتك لربك في الدنيا والآخرة، وسوف تباح لك الجنة بما فيها، فيا لها من سعادة ويا له من فوز. وصلى الله علي نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

§1/1