نحو معجم تاريخي للمصطلحات القرآنية المعرفة

الشاهد البوشيخي

مقدمة

مقدمة: المعجم المفهومي للقرآن الكريم، هو غاية مطمح الدارسين، وإنجازه على وجهه الصحيح، هو قرة عين العالمين؛ به يرجى تبين أنساق مفاهيم القرآن الجزئية، التي بها يتبين النسق المفهومي الكلي للقرآن، الذي به يتم الفهم الكلي النسقي للقرآن. وبه يرجى تجديد الفهم، الذي به يتم تجديد العمل، الذي به يتم تجديد الحال. وللوصول إليه، لا بد من الدراسة المصطلحية لمفهوم كل مصطلح قرآني على حدة، وتلك تستلزم –فيما تستلزم – استيعاب تعريفات السابقين وجهودهم، في تبيّن المراد من كل مصطلح وبيانه. ولا ينهض بذلك الاستيعاب على وجه محرر ميسر، غير "المعجم التاريخي للمصطلحات القرآنية المعرفة".

مفهوم المعجم التاريخي للمصطلحات القرآنية المعرفة

مفهوم المعجم التاريخي للمصطلحات القرآنية المعرفة مفهوم المعجم التاريخي ... مفهوم المعجم التاريخي: يقصد بالمعجم التاريخي، ذلك المعجم الذي يقوم على تتبع المعاني أو المفاهيم، التي أعطيت للألفاظ أو المصطلحات، عبر تاريخها الاستعمالي.

مفهوم المصطلحات القرآنية

مفهوم المصطلحات القرآنية: يقصد بالمصطلحات القرآنية كل أسماء المعاني وأسماء الصفات المشتقة منها في القرآن الكريم، مفردة كانت أم مركبة، ومطلقة كانت أم مقيدة، وعلى الصورة الاسمية الصريحة، أم على الصورة الفعلية التي تؤول بالاسمية.

ويلحق بها أسماء الذوات غير الأعلام، لشبهها القوي بها، واختلاف الناس في مفهومها. أما أسماء الأعلام والأدوات والحروف، فخروجها من هذا أظهر من أن يخفى. وقد اعتبرت تلك الأسماء مصطلحات، للخصوصية الدلالية التي صارت لها داخل الرؤية القرآنية، والتي إن لم يتفطن لها، ويصدر في الفهم والاستنباط منها، كان الاختلال في ذلك بقدر الإخلال. وإذا كان هناك نص ما، في لغة ما، قد أحدث "ثورة دلالية"، وشكل"طفرة مفهومية"، تحتاج ليحدث بعض من بعضها في مكان ما، وزمان ما، إلى قرون وقرون، فهو القرآن العظيم. ومن ثم كيف يسوغ أن تتردد نفوس، في اعتبار الألفاظ القرآنية مصطلحات، وهي لها من الخصوصية والخصوبة المفهومية، بحكم قرآنيتها، ما ليس لمثلها من الألفاظ، في أي علم من العلوم، بحكم بشريتها؟ كيف يجوز أن تسلم النفوس بمصطلحية ألفاظ كل طائفة، أو فرقة، أو مذهب وعمدتها وأساسها ألفاظ ونصوص مؤسس الطائفة، أو الفرقة، أو المذهب ثم لا تسلم بمصطلحية "ألفاظ أصل الدين" وهي ألفاظ كتاب "رب العالمين". إن الغفلة عن هذه الحقيقة أحدثت أضراراً بالغة، من أخطارها: عدم الالتزام بمصطلحات القرآن في عدد من علوم الدين، واستعمال ألفاظ أخرى بدلا منها، لا بد أن تحمل –بحكم طبيعة العلاقة بين الدال والمدلول والمصطلح والمفهوم– قدراً من التشوه أو التشويه، في فهم الدين وتبليغ الدين.

لقد آن الأوان لتوبة مصطلحية نصوح يرد فيها وبها، لمصطلحات القرآن الاعتبار، على أساس أن " هذا الأمر دين".

مفهوم المصطلحات المعرفة

مفهوم المصطلحات المعرفة: يقصد بالمصطلحات المعرفة هنا، كل الألفاظ التي شرحت دلالتها الاصطلاحية ضرباً من الشرح، سواء كان ذلك في صورة تعريف " جامع مانع " كما يقال، أم لم يكن، فكل إضاءة لمفهوم المصطلح تسهم في تعرفه، تعد في هذا الباب تعريفاً، وكل مصطلح شرح مفهومه ضرباً من الشرح يعد أيضاً مصطلحاً معرفاً.

مفهوم المعجم التاريخي للمصطلحات القرآنية المعرفة

مفهوم (المعجم التاريخي للمصطلحات القرآنية المعرفة) : فالمقصود بالعنوان أعلاه إذن هو ذلك المعجم، المشتمل على جميع ألفاظ القرآن الكريم التي تعد مصطلحات، والتي شرحها الدارسون ضرباً من الشرح، مرتبة في تصنيفها الترتيب المعجمي وفي تعاريفها الترتيب التاريخي.

أهداف المعجم

2-أهداف المعجم لقد خلت على الأمة قرون؛ فيها السمان وفيها العجاف، فيها خير القرون وفيها غير ذلك، وهي تتفاعل مع النص القرآني؛ تدرسه وتتدارسه، تُجلّي فهمها له في أعمال، وتلخَّص نظرتها لمفاهميه في أقوال، وقد تراكم من ذلك اليوم ما راكم، وانهدم من بنيان الأمة ما انهدم، واحتيج إلى عودة صادقة، يتأسس فيها اجتهاد الخلف على استيعاب جهود السلف، ويتجدد فيها التدين بناء على تجدد فهم الدين، عودة يستعيد فيها المصطلح القرآني سلطته، ويسترجع في القلوب ما ضاع من مفهومه، ويحرر المساحات الهائلة المغتصبة من عقول الأمة بفعل الانسلاخ والانحسار، أو التبعية والانبهار. ولا سبيل إلى ذلك بغير الدراسة الجادة لمفاهيم المصطلحات القرآنية، وتيسير تداولها – بعد تبينها على الوجه الصحيح – للناس. وأول ما يجب التمهيد به لذلك، هو هذه الفهوم التي فهمت بها مصطلحات القرآن الكريم، في مختلف الأعصار والأمصار، ولدى مختلف العلماء في مختلف التخصصات؛ والتي تتجلى أساساً في التعاريف والشروح التي شرحت بها المصطلحات؛ ذلك بأنها تمثل خلاصة الفهم، وخلاصة التفاعل بين النص الثابت والواقع المتغير، عبر الإنسان المختبر الوسيط، وخلاصة الرصيد الذي لا يدانيه رصيد، في المساعدة على التبين والتنزيل والتجديد. لا جرم أن جمع ذلك، وتوثيقه، وتصنيفه، وإخراجه في معجم تاريخي، يمتد أكثر من أربعة عشر قرناً، سيحقق أهدافاً كثيرة، منها:

1- حصر جهود السابقين في تحديد دلالة المصطلحات القرآنية: وهي جهود –على كثرتها، وأهميتها، وحاجة الأمة والتخصص في الحاضر والمستقبل إليها – لما تحظ بالعناية اللازمة لها، ليتم استيعابها. 2 -تبين مدى إسهام كل مسهم ونوعه، في ضبط الدلالة الاصطلاحية للألفاظ القرآنية، فرداً كان أم جماعة، وفي أي عصر ومصر، منذ نزول القرآن الكريم حتى الآن. وفي ذلك، عند التحليل والتعليل، من الفوائد ما لا يخفى. 3- رصد التطور الذي طرأ عل فهم المصطلحات القرآنية عبر التاريخ، وهو رصيد سيفسر كثيراً من الظواهر في شخصيتنا العلمية والحضارية، عمودياً وأفقياً، مداً وجزراً، استقامة وانحرافاً، عطاءٍ وأخذاً. 4- تسهيل التقويم، لحسن التوظيف، وحسن التركيب، وحسن التكميل، وما أحوج بناة الخلف إلى استيعاب جهود السلف. 5- تمهيد الطريق للدراسة المصطلحية لمفاهيم الألفاظ القرآنية؛ إذ لا يجوز – لخصوصية النص القرآني – الاستغناء في دراسة مفاهيم مصطلحاته عن خلاصات التفاعل والتلقي عبر القرون.وبهذا المعجم سيتيسر الوقوف على ذلك أيما تيسر.

مصادر مادة المعجم

3- مصادر مادة المعجم لا جرم أن أغنى المصادر بمادة هذا المعجم في تراثنا هي: 1- كتب التفسير وعلوم القرآن الكريم: وذلك لارتباطها المباشر بالقرآن، وقيامها على بيان المراد من القرآن الذي لا سبيل إليه بغير بيان المراد من مصطلحات القرآن؛ مما جعل معظم كتب التفسير – إن لم يكن كلها – يشتمل على معاجم كاملة للمصطلحات القرآنية المعرفة، يمكن استخلاصها منها في كتب مستقلة. ثم تأتي من بعد كتب التفسير كتب الوجوه والنظائر؛ لعنايتها الخاصة بالمعاني المختلفة للألفاظ القرآنية. تم تأتي من بعد ذلك بقية كتب علوم القرآن. 2- كتب شروح الحديث وعلومه: وذلك لأن الحديث هو وحي البيان، والشق الثاني المستعمِل لمصطلحات القرآن، فشروحه لا بد أن تكون من أغنى المصادر بشروح ألفاظ القرآن، على أساس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- هو الذي عليه أنزل القرآن، وكلف بتبليغ القرآن – لا يتصور أن يستعمل غير مصطلحات القرآن إلا لضرورة بيان. ثم تأتي من بعد شروح الحديث على رتبها، كتب علوم الحديث. 3 -كتب باقي العلوم الشرعية من عقيدة وفقه وأصول وذلك لقيامها على مصطلحات قرآنية بعينها، أو انطلاقها منها، أو اهتمامها بها، أو نظر إليها من زاوية لم ينظر منها إليها في غيرها. مما جعل المعجم الأساس في هذه العلوم، هو بمعنى ما، معجماً قرآنياً، وجعل خدمة العلماء له في

تلك التخصصات، هي بوجه ما، خدمة للمصطلح القرآني، فإذا أضيف إلى ذلك أن كتب هذه العلوم كثيرة، وأن عناية رجالها بالمصطلح كبيرة، تبين أن هذا الرافد من أهم روافد المعجم، وأن مادته قد تكون من أضبط المواد. 4- كتب المعاجم الخاصة: وهي في أهميتها على الترتيب السابق للمصادر؛ فمعاجم ألفاظ القرآن الكريم بأصنافها لها الصدارة، ثم معاجم ألفاظ الحديث النبوي الشريف، ثم معاجم ألفاظ سائر العلوم الشرعية من عقيدة وفقه وأصول وغيرها. 5- كتب المعاجم العامة: وفيها ما لو جمع وحده، لكون معجماً هاماً عاماً للمصطلحات القرآنية كلها.والظن –تيجة المزاولة– أنه لا يغني بعضها عن بعض، وإن كان بعضها أغنى بالمادة من بعض، وهي بذلك من المصادر التفسيرية التي يمكن القول إنها مهملة أو كالمهملة. هذه أهم مصادر المادة فكيف ينبغي أن يرتب ما جمع منها داخل المعجم؟

ترتيب مادة المعجم

4- ترتيب مادة المعجم بما أنه "معجم"، فلا بد من مراعاة جانب المعجمية فيه. وبما أنه "تاريخي" فلا بد من مراعاة جانب التاريخية فيه. وكل ذلك بقدر ما يحقق الغرض الأساسي من المعجم، وهو تسهيل الوقوف على تعاريف المصطلحات القرآنية وشروحها عبر التاريخ، تمهيداً لدراسة مفاهيمها دراسة مصطلحية بعد. وعليه، فالترتيب العام المقترح للمعجم هو: 1- الترتيب الألفبائي لحروف المعجم كله. 2- الترتيب الألفبائي للمصطلحات داخل كل حرف، حسب الأوائل فالثواني فالثوالث بعد إسقاط "ال" التعريف. 3 - الترتيب الألفبائي للضمائم داخل كل مصطلح، حسب ما تقدم. 4- الترتيب التاريخي للمعرّفين داخل كل مصطلح أو ضميمة. 5- الترتيب التاريخي لمصادر تعريفات كل معرف، إن تعددت. 6- الترتيب التاريخي لتعريفات كل مصدر، إن تعددت. 7 تكشيف المعجم كله بما يخدم غرضه وأهدافه.

مراحل إنجاز المعجم

5- مراحل إنجاز المعجم. واضح أن هذا المعجم ضخم، وأن مادته متشبعة التخصصات، وأن مصادره ممتدة في الزمان والمكان، ولذلك لا بد في إنجازه من مراحل، أهمها: 1- مرحلة الجمع والتوثيق: وهي أطول مرحلة وأشقها وأهمها على الإطلاق؛ فيها يجب أن تقرأ جميع أصناف المصادر المتقدمة، وتستخلص منها جميع التعاريف والشروح، موثقة النسبة إلى مصادرها، مضبوطة البيانات، موثقة المتن صحيحة العبارة، منظمة تنظيماً يجعل الاستفادة منها فيما يتلو ميسرة … 2- مرحلة المراجعة والتدقيق: وهي مرحلة تكميل الناقص، وضبط المختل، وإلغاء الحشو، وتعريف الغامض، والتأكد من الموجود، وإضافة المفقود… في المصادر والنصوص، والبيانات، والتنظيم وغير ذلك. وما قبلها متوقف في صحته على تصحيحها، وفي دقته على تدقيقها، والجهد فيها كمّا أقل، وكيفا أكثر. 3- مرحلة التأليف والتنسيق: وفيها يصنف ما روجع ودقق، تصنيفات جزئية مختلفة، ثم يؤلف من تلك الأصناف الجزئية أشكال من المركبات ثم ينسق من تلك المركبات المعجم الجامع، مرتباً الترتيب المشار إليه أعلاه. مكشفاً التكشيف الذي ينبغي له.

عرض أولي لصنف من مادة مصطلح من المعجم

عرض أولي لصنف من مادة مصطلح من المعجم مدخل ... 6- عرض أولي لصنف من مادة مصطلح من المعجم قديماً قيل: " بالمثال يتضح المقال"، وإذا تعذر " المثال "، فليكن على الأقل بعض مثال، ليتضح به على الأقل بعض مقال، قد يكون هو محل الإشكال. وذلك الذي دفع إلى جمع جزء من مادة مصطلح صغير، لم يتردد في القرآن الكريم، في أكثر من ثلاث آيات (النساء 119، الأنفال 53، الرعد 11) هو مصطلح (التغيير) ، ولم يرد هكذا مصدراً قط، وإنما ورد فعلاً مضارعاً (4 مرات) أو اسم فاعل (مغيراً مرة واحدة) ولذلك لم يكد يعني به المفسرون –الذين تعرض مادتهم هنا – مصطلحاً، وكان استخلاص تعاريفه وشروحه من تفاسيرهم، في غاية العسر. لكنه –على ذلك وبذلك – مثال قد يجيب عن عدد من الأسئلة، ويثير ويحل أشكالاً من الإشكال. ولوضع العرض في إطاره المناسب ينبغي التنبيه على ما يلي: 1- العرض عبارة عن محاولة أولية أولى لترتيب مادة من هذا القبيل. 2- المادة، على طولها، لا تمثل كل ما يجب تقصيه، وإنما ما أمكن تقصيه، من مصادر الصنف المختار (التفاسير) . 3- اختير تفسير الطبري أساساً للانطلاق منه إلى ما بعده، لجمعه ونخله المادة التي قبله. 4- كل تكرار لنص لدى متأخر، لا يضيف جديداً إلى متقدم، لا يلتفت إليه. 5- العرض نصّي وصفي تاريخي، لا تدخّل فيه إلا من جهة الجمع والاستخلاص والترتيب؛ فما وجد عرض وما لم يوجد لم يعرض.

6 -الموجود من المادة هو الذي جعل المعروض هكذا: -شروح مصطلح (التغيير) -شروح ضميمتين له - (تغيير خلق الله) - (تغيير نعمة الله) - شروح ما له تأثير في مفهومه - (تغيير ما بقوم) - (تغيير ما بالأنفس) 7- النتائج متروكة لطاقة المتلقي؛ لكن لا بأس من التنبيه على أن من أبرزها بروز التطور الدلالي الذي طرأ على اتجاه (التغيير) ؛ فبدلاً من أن يظل كما كان لدى الأوائل خاصاً بالتحول من الخير إلى الشر، صار عاماً لدى المتأخرين أو بعضهم في التحول مطلقاً، من الخير إلى الشر، ومن الشر إلى الخير. وذلك مما يحتاج إلى تحقيق وتدقيق في التحرير والتنوير بعد.

التغيير

1- (التغيير) 1-النحاس (ت 338) {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} (النساء:119) . (دين الله الخصاء , الفطرة. وهذه الأقوال ليست بمتناقضة؛ لأنها ترجع إلى الأفعال. فأما قوله {لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} وقال ههنا {فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} فإن التبديل هو بطلان عين الشيء، فهو ههنا مخالف للتغيير) (1) . 2- النيسابوري (ت 406) {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} (النساء:119) . (المراد من التغيير: إما المعنوي، وإما الحسي؛ فمن الأول أنه تغيير دين الله بتبديل الحرام حلالاً وبالعكس، أو بإبطال الاستعداد. ومن الثاني لعن الله الواشمات والواشرات والمتنمصات) (2) . 3-ابن عطية (ت542) {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} (النساء:119) . (والتبديل يقع موضعه التغيير، وإن كان التغيير أعم منه وملاك تفسير هذه الآية أن كل تغيير ضار فهو في الآية، وكل تغيير نافع فهو مباح) (3) .

_ (1) (معاني القرآن: 2/195-196) (2) (غرائب القرآن على هامش جامع البيان 5/178) (3) (المحرر الوجيز 4/231-232)

4- الفخر الرازي (ت 606) {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد: 11) (فالمراد مما ذكره الله تعالى التغيير بالهلاك والعقاب) (1) . 5-أبو حيان النحوي (ت 745) {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الأنفال:53) (التغيير قد يكون بإزالة الذات وقد يكون بإزالة الصفات فقد تكون النعمة أذهبت رأساً وقد تكون قللت وأضعفت) (2) . 6- البقاعي (ت885) {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} (النساء:119) . (بأنواع التغيير من تغيير الفطرة الأولى السليمة إلى ما دون ذلك من فقء عين الحامي ونحو ذلك ويكون التغيير بالوشم والوشر ويدخل فيه كل ما خالف الدين) (3) . 7- الطاهر بن عاشور (ت 1393) {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الأنفال:53)

_ (1) (مفاتيح الغيب:19/28) . (2) (البحر المحيط:3/507) . (3) (نظم الدرر 5/406-407) .

(والتغيير تبديل شيء بما يضادُّه، فقد يكون تبديل صورة جسم كما يقال: غيرت داري، ويكون تغيير حال وصفة، ومنه تغيير الشيب، أي صباغه، وكأنه مشتق من الغير، وهو المخالف، فتغيير النعمة إبدالها بضدها وهو النقمة وسوء الحال، أي تبديل حال حسنة بحالة سيئة المراد بهذا التغيير تغيير سببه، وهو الشكر بأن يبدلوه بالكفران) (1) . {ِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد:11) . (والتغيير: التبديل بالمغاير) (2) . 8- محمد عزة دروزة (ت) {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الأنفال:53) (وتقرير عدم تبديل حالة قوم إلى ضدها إلا إذا غيروا ما بأنفسهم يشمل الإيجاب والسلب معاً لأن هذا هو مقتضى سنة الله العامة. ونعني أن تغير حالة قوم سيئة إلى ما هو أحسن منها منوط كذلك بتغيير ما بأنفسهم. وإذا كانت الآية قد ذكرت النعمة، فإن ذلك هو ما اقتضاه ظروف تنزيلها والناس الذين عنوا فيها وحسب. وفي سورة الرعد، جملة وردت فيها الحكمة عامة، بحيث تشمل حالتي النعمة والنقمة وهي هذه {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} ) (3) .

_ (1) التحرير والتنوير 10/45 (2) التحرير والتنوير 13/102 (3) التفسير الحديث:8/47

تغيير خلق الله

2- (تغيير خلق الله) 1- الطبري (ت310) {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} (النساء:119) . ((قال أبو جعفر: وأولى الأقوال بالصواب في تأويل ذلك قول من قال معناه دين الله، وذلك لدلالة الآية الأخرى على أن ذلك معناه. وهي قوله: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} . وإذا كان ذلك معناه دخل في ذلك فعل كل ما نهى الله عنه من خصاء ما لا يجوز خصاؤه، ووشم ما نهى عن وشمه، ووشره، وغير ذلك من المعاصي، ودخل فيه ترك كل ما أمر الله به؛ لأن الشيطان لا شك أنه يدعو إلى جميع معاصي الله، وينهى عن جميع طاعته فذلك معنى أمره نصيبه المفروض من عباد الله، بتغيير ما خلق الله من دينه (1) 2- البغوي (ت 516) {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} (النساء:119) . (وضع الله في الدين، بتحليل الحرام وتحريم الحلال) (2) 3- ابن العربي المعافري (ت543) {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} (النساء:119) .

_ (1) جامع البيان 5/183) (2) (معالم التنزيل 1/482)

(وقال إبراهيم ومجاهد وغيرهما: "التغيير لخلق الله يريد به دين الله؛ وذلك وإن كان محتملاً فلا نقول: إنه المراد بالآية، ولكنه مما غير الشيطان، وحمل الآباء على تغييره، وكل مولود يولد على الفطرة، ثم يقع التغيير على يدي الأب والكافل والصاحب، وذلك تقدير العزيز العليم") . (1) 4- الفخر الرازي (ت 606) {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} (النساء:119) . (وللمفسرين ههنا قولان: أن المراد من تغيير خلق الله تغيير دين الله، وهو قول سعيد بن جبير وسعيد بن المسيب والحسن والضحاك ومجاهد والسدي والنخعي وقتادة، وفي تقرير هذا القول وجهان: الأول: أن الله تعالى فطر الخلق على الإسلام يوم أخرجهم من ظهر آدم كالذر، وأشهدهم على أنفسهم أنه ربهم وآمنوا به، فمن كفر فقد غير فطرة الله التي فطر الناس عليها، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم" كل مولود يولد على الفطرة" ولكنْ أبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه. والوجه الثاني: في في تقرير: أن المراد من تغيير دين الله هو تبديل الحلال حراماً والحرام حلالاً. والقول الثاني: حمل التغيير على تغيير أحوال كلها تتعلق بالظاهر، وذكروا فيه وجوها الأول: قال الحسن: المراد ما روى عبد الله بن

_ (1) (أحكام القرآن 1/502)

مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم "لعن الله الواصلات والواشمات" قال: وذلك لأن المرأة تتوصل بهذه الأفعال إلى الزنى. والثاني: روي عن أنس وشهر بن حوشب وعكرمة وأبي صالح أن معنى تغيير خلق الله ههنا هو الإخصاء وقطع الآذان وفقء العيون، ولهذا كان أنس يكره إخصاء الغنم، وكانت العرب إذا بلغت إبل أحدهم ألفا عوروا عين فحلها. الثالث: قال ابن زيد هو التخنث، وأقول: يجب إدخال السحاقات في هذه الآية على هذا القول، لأن التخنث عبارة عن ذكر يشبه الأنثى، والسحق عبارة عن أنثى تشبه الذكر. الرابع: حكى الزجاج عن بعضهم أن الله تعالى خلق الأنعام ليركبوها ويأكلوها فحرموها على أنفسهم كالبحائر والسوائب والوصائل، وخلق الشمس والقمر والنجوم مسخرة للناس ينتفعون بها فعبدها المشركون، فغيروا خلق الله، هذا جملة كلام المفسرين في هذا الباب. ويحظر ببالي ههنا وجه آخر في تخريج الآية على سبيل المعنى، وذلك لأن دخول الضرر والمرض في الشيء يكون على ثلاثة أوجه: التشوش، والنقصان، والبطلان. فادعى الشيطان لعنه الله إلقاء أكثر الخلق في مرض الدين، وضرر الدين هو قوله {وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ} ثم إن هذا المرض لابد أن يكون على أحد الأوجه الثلاثة التي ذكرناها، وهي التشوش والنقصان والبطلان، فأما التشوش فالإشارة إليه بقوله: {وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ} وذلك لأن صاحب الأماني يشغل عقله وفكره في استخراج المعاني الدقيقة والحيل والوسائل اللطيفة في تحصيل المطالب الشهوانية والغضبية، فهذا مرض روحاني من جنس التشوش، وأما النقصان فالإشارةإليه بقوله:

"ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام"، وذلك لأن بتك الآذان نوع نقصان، وهذا لأن الإنسان إذا صار مستغرق العقل في طلب الدنيا، صار فاتر الرأي ضعيف الحزم في طلب الآخرة، وأما البطلان فالإشارة إليه بقوله: {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} وذلك لأن التغيير يوجب بطلان الصفة الحاصلة في المدة الأولى. ومن المعلوم أن من بقي مواظباً على طلب اللذات العاجلة، معرضاً عن السعادات الروحانية، فلا يزال يزيد في قلبه الرغبة في الدنيا والنفرة عن الآخرة، ولا تزال تتزايد هذه الأحوال إلى أن يتغير القلب بالكلية فلا يخطر بباله ذكر الآخرة البتة، ولا يزول عن خاطره حب الدنيا البتة، فتكون حركته وسكونه وقوله وفعله لأجل الدنيا، وذلك يوجب تغيير الخلقة لأن الأرواح البشرية إنما دخلت في هذا العالم الجسماني على سبيل السفر، وهي متوجهة إلى عالم القيامة، فإذا نسيت معادها وألفت هذه المحسوسات التي لا بد من انقضائها وفنائها كان هذا بالحقيقة تغييراً للخلقة، وهو كما قال تعالى {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ} وقال {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} ) (1) . 5- أبو حيان النحوي (ت 645) {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} (النساء:119) . (وقالت فرقة منهم الزجاج هو جعل الكفار آلهة لهم ما خلق للاعتبار به من الشمس والنار والحجارة وغير ذلك مما عبدوه وقيل

_ (1) مفاتيح الغيب:11/49-50) .

تغيير خلق الله هو أن كل ما يوجده الله لفضيلة فاستعان به في رذيلة فقد غير خلقه. ولقد دخل في عمومه ما جعله الله تعالى للإنسان من شهوة الجماع ليكون سبباً للتناسل على وجه مخصوص فاستعان به في السفاح واللواط فذلك تغيير خلق الله وكذلك المخنث إذا نتف لحيته وتقنع تشبهاً بالنساء والفتاة إذا ترجلت متشبهة بالفتيان وكل ما حلله الله فحرموه أو حرمه الله تعالى فحللوه. وعلى ذلك: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً} وإلى هذه الجملة أشار المفسرون، ولهذا قالوا هو تغيير أحكام الله وقيل هو تغيير الإنسان بالاستحقاق أو النفي، وقيل خضاب الشيب بالسواد، وقيل معاقبة الولاة بعض الجناة بقطع الآذان وشق المناخر وسمل العيون وقطع الأنثيين. ومن فسر بالوشم أو الخصاء أو غير ذلك مما هو خاص في التغيير فإنما ذلك على جهة التمثيل لا للحصر. (1) 6- البيضاوي (ت791) {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} (النساء:119) . (عن وجهه، وصورته، أو صفته، ويندرج فيه ما قيل من فقء عين الحامي وخصاء العبيد والوشم والوشر واللواط والسحاق ونحو ذلك وعبادة الشمس والقمر، وتغيير فطرة الله التي هي الإسلام، واستعمال الجوارح والقوى فيما لا يعود على النفس كمالاً، ولا يوجب لها من الله سبحانه وتعالى زلفى.) (2)

_ (1) (البحر المحيط:3/353-354) . (2) (تفسير البيضاوي 3/116) .

7- الشوكاني (ت 1250) {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} (النساء:119) . (واختلف العلماء في هذا التغيير ما هو فقالت طائفة هو الخصاء وقيل المراد تغيير الفطرة ولا مانع من حمل الآية على جميع هذه الأمور حملاً شمولياً أو بدلياً) (1) 8- محمد رشيد رضا (ت 1354) {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} (النساء:119) . (تغيير خلق الله وسوء التصرف فيه عام. يشمل التغيير الحسي كالخصاء، ويشمل سائر أنواع التشويه والتمثيل بالناس الذي حرمه الشرع ويشمل التغيير المعنوي، وقد روي أن المراد هنا بخلق الله دينه لأنه دين الفطرة وهي الخلقة … وجملة القول أن التغيير الصوري الذي يجدر بالذم ويعد من إغراء الشيطان هو ما كان فيه تشويه وإلا لما كان من السنة الختان والخضاب وتقليم الأظافر. الأستاذ الإمام: جرى قليل من المفسرين وقال كثير منهم: إن المراد تغيير الفطرة الإنسانية بتحويل النفس عما انطوت عليه من الميل إلى النظر والاستبدال وطلب الحق، وتربيتها على الأباطيل والرذائل

_ (1) (فتح القدير 1/517) .

والمنكرات، فالله سبحانه قد أحسن كل شيء خلقه، وهؤلاء يفسدون ما خلق، ويطمسون عقول الناس) (1) . 9-سيد قطب (ت1387) {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} (النساء:119) . (تغيير خلق الله وفطرته بقطع بعض أجزاء الجسد أو تغيير شكلها في الحيوان أو الإنسان كخصاء الرقيق ووشم الجلود وما إليها من التغيير والتشويه الذي حرمه الإسلام) . (2) 10 - الطاهر بن عاشور (ت1393) {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} (النساء:119. (قوله: {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} تعريض بما كانت تفعله أهل الجاهلية من تغيير خلق الله لدواع سخيفة، فمن ذلك ما يرجع إلى شرائع الأصنام مثل فقء عين الحامي، وهو البعير الذي حمى ظهره من الركوب لكثرة ما أنسل، ويسيب للطواغيت، ومنه ما يرجع إلى أغراض ذميمة كالوشم إذ أرادوا به التزين، وهو تشويه، وكذلك وسم الوجوه بالنار. ويدخل في معنى تغيير خلق الله وضع المخلوقات في غير ما خلقها الله له، وذلك من الضلالات الخرافية. كجعل الكواكب آلهة، وجعل الكسوفات والخسوفات دلائل على أحوال الناس. ويدخل فيه تسويل الإعراض عن دين

_ (1) (المنار5/428-429) . (2) (الظلال 2/526)

الإسلام، الذي هو دين الفطرة، والفطرة خلق الله، فالعدول عن الإسلام إلى غيره تغيير لخلق الله. وليس من تغيير خلق الله التصرف في المخلوقات بما أذن الله فيه ولا ما يدخل في معنى الحسن؛ فإن الختان من تغيير خلق الله ولكنه لفوائد صحية، وكذلك حلق الشعر لفائدة دفع بعض الأضرار، وتقليم الأظافر لفائدة تيسير العمل بالأيدي، وكذلك ثقب الآذان للنساء لوضع الأقراط والتزين وملاك الأمر أن تغيير خلق الله إنما يكون إثماً إذا كان فيه حظ من طاعة الشيطان، بأن يجعل علامة لنحلة شيطانية، كما هو سياق الآية واتصال الحديث بها) (1) . 11- سعيد حوى (ت) {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} (النساء:119) . أعظم تبديل لخلق الله يؤاخذ عليه هو تبديل الفطرة (2) .

_ (1) (التحرير والتنوير 5/205-206) . (2) الأساس في التفسير 2/1189.

تغيير نعمة الله

3- (تغيير نعمة الله) 1- النيسابوري (ت 406) {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الأنفال:53) (إنهم قابلوا … النعم بالكفر والفسوق والعصيان، فلا جرم استحقوا تبديل النعم بالنقم والمنح بالمحن) (1) 2-ابن عطية (ت 542) {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الأنفال:53) (تغيير ما أمروا به من طاعة الله، تغيير إما منهم وإما من الناظر لهم، أو ممن هو منهم بسبب، كما عبر تعالى بالمنهزمين يوم أحد بسبب تغيير الرماة ما بأنفسهم) (2) . 3- الفخر الرازي (ت 606) {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الأنفال:53) (أنه تعالى أنعم عليهم بالعقل والقدرة وإزالة الموانع وتسهيل السبل فإذا صرفوا هذه الأحوال إلى الفسق والكفر، فقد غيروا نعمة الله تعالى على أنفسهم) (3) .

_ (1) (غرائب القرآن/ هامش جامع البيان 10/14) (2) (التحرير والتنوير 8/141-142) . (3) (مفاتيح الغيب**/187) .

1- أبو حيان النحوي (ت 645) {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الأنفال:53) (وظاهر النعمة أنه يراد بها ما يكونون فيه من سعة الحال والرفاهية والعزة والأمن والخصب وكثرة الأولاد والتغيير قد يكون بإزالة الذات وقد يكون بإزالة الصفات فقد تكون النعمة أذهبت رأساً وقد تكون قللت وأضعفت والظاهر من قوله (على قوم) العموم في كل من أنعم الله عليه من مسلم وكافر، وبر وفاجر، وأنه تعالى متى متى أنعم على أحد فلم يشكر، بدله عنها بالنقمة) (1) . 2- الألوسي (ت 1270) {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد: 11) ((من النعمة والعافية حتى يغيروا ما بأنفسهم ما تتصف به ذواتهم من الأحوال الجملية لا ما أضمروه ونووه فقط والمراد بتغيير ذلك تبديله بخلافه لا مجرد تركه) (2) . 3- القاسمي (ت1332) {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الأنفال:53) (بتبديله إياها بالنقمة.

_ (1) (البحر المحيط: 3/507) . (2) (روح المعاني 13/116) .

قال القاشاني: كل ما يصل إلى الإنسان هو الذي يقتضيه استعداده، ويسأله بدعاء الحال، وسؤال الاستحقاق، فإذا أنعم على أحد النعمة الظاهرة أو الباطنة لسلامة الاستعداد وبقاء الخيرية فيه لم يغيرها حتى أفسد استعداده، وغير قبوله للصلاح، بالاحتجاب وانقلاب الخير الذي فيه بالقوة إلى الشر، لحصول الرين وارتكام الظلمة فيه، بحيث لم يبق له مناسبة للخير، ولا إمكان لصدوره منه، فغيرها إلى النقمة عدلاً منه وجوداً، وطلباً من ذلك الاستعداد إياها بجاذبة الجنسية والمناسبة، لا ظلماً وجوراً) (1) . 7- الطاهر بن عاشور (ت1393) {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الأنفال:53) (فتغيير النعمة إبدالها بضدها وهو النقمة وسوء الحال، أي تبديل حالة حسنة بحالة سيئة والمراد بهذا التغيير تغيير سببه، وهو الشكر بأن يبدلوه بالكفران) (2) .

_ (1) (محاسن التأويل:4/53) . (2) (التحرير والتنوير 10/45) .

تغيير ما بالأنفس

4- (تغيير ما بالأنفس) 1- الزمخشري (ت 538) {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد: 11) ( {ما بأنفسهم} من الحال الجميلة بكثرة المعاصي) (1) 2 -شيخ الإسلام ابن تيمية (728) {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الأنفال:53) (هذا التغيير نوعان أحدهما: أن يبدوا ذلك فيبقى قولاً وعملاً يترتب عليه الذم والعقاب.والثاني: أن يغيروا الإيمان الذي في قلوبهم بضده من الريب والشك والبغض، ويعزموا على ترك فعل ما أمر الله به ورسوله؛ فيستحقون العذاب هنا على ترك المأمور، وهناك على فعل المحظور. وكذلك ما في النفس؛ مما يناقض محبة الله، والتوكل عليه، والإخلاص له، والشكر له، يعاقب عليه؛ لأن هذه الأمور كلها واجبة، فإذا خلا القلب عنها، واتصف بأضدادها، استحق العذاب على ترك هذه الواجبات. وبهذا التفصيل تزول شبه كثيرة، ويحصل الجمع بين النصوص؛ فإنها كلها متفقة على ذلك) (2) . 3-أبو حيان النحوي (ت645) {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد: 11) (ما بأنفسهم من طاعته إلى توالي معصيته) (3) .

_ (1) (الكشاف 2/352) . (2) (مجموع الفتاوى: 14/109) . (3) (البحرالمحيط 5/373) .

4- أبو السعود (ت 951) {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الأنفال:53) (ما بأنفسهم من الأعمال والأحوال التي كانوا عليها وقت ملابستهم بالنعمة ويتصفوا بما ينافيها سواء كانت أحوالهم السابقة مرضية صالحة أو قريبة من الصلاح بالنسبة إلى الحادثة) (1) . {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد: 11) (ما بأنفسهم من الأعمال الصالحة أو ملكاتها التي هي فطرة الله التي فطر الناس عليها إلى أضدادها) (2) . 5- الشوكاني (ت 1250) {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الأنفال:53) ((ما بأنفسهم من الأحوال والأخلاق، بكفران نعم الله وغمط إحسانه وإهمال أوامره ونواهيه) (3) 6-محمد عبده (1323) {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد: 11)

_ (1) (إرشاد العقل السليم 4/28-29) (2) (إرشاد العقل السليم 5/9) (3) (فتح القدير 2/318)

(ما بأنفسهم من نور العقل وصحة الفكر وإشراف البصيرة، والاعتبار بأفعال الله في الأمم السابقة، والتدبر في أحوال الذين جاروا عن صراط الله فهلكوا وحل بهم الدمار …) (1) . 7- القاسمي (ت1332) {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الأنفال:53) ( {مَا بِأَنْفُسِهِمْ} من موجبات تلك النعم من اعتقاد أو قول أو عمل) (2) 8- محمد رشيد رضا (ت 1354) {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الأنفال:53) (فإذا هم غيروا ما بأنفسهم من تلك العقائد والأخلاق وما يترتب عليها من محاسن الأعمال غيَّر الله عندئذ ما بأنفسهم وسلب نعمتهم منهم) (3) . 9- الطاهر بن عاشور (ت1393) . {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الأنفال:53)

_ (1) (المنار 15/43) (2) (محاسن التأويل 4/53) (3) (المنار 15/37)

(و {مَا بِأَنْفُسِهِمْ} … أي ما استقر وعلق بهم، وما صدق (ما) النعمة التي انعم الله عليهم، كما يوذن به قوله تعالى: {مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ} ) (1) . 10 - الزحيلي {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد: 11) (بتغيير ما بأنفسهم بأن يكون منهم الظلم والمعاصي والفساد وارتكاب الشرور والآثام التي تهدم بنية المجتمع وتهدم كيان الأمم) (2) .

_ (1) (التحرير والتنوير 10/45) (2) (التفسير المنير 13/81)

تغيير ما بقوم

5- (تغيير ما بقوم) 1- الطبري (ت 310) {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد: 11) (ما بقوم من عافية ونعمة فيزيل ذلك عنهم ويهلكهم) (1) . 2- النيسابوري (ت406) {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد:11) (ما بقوم من الوجود أو العدم حتى يغيروا ما بأنفسهم من استدعاء الوجود أو العدم، بلسان استحقاق الوجود أو العدم، كما تقتضيه حكمته وتدبره) (2) . 3- الفخر الرازي (ت 606) {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد: 11) (كلام جميع المفسرين يدل أن المراد لا يغير ما هم فيه من النعم بإنزال الانتقام) (3) . 4- البقاعي (ت 885) {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد: 11)

_ (1) (جامع البيان 13/18) (2) (غرائب القرآن/ هامش جامع البيان 13/71) (3) (مفاتيح الغيب /28)

((ما بقوم) أي خيراً كان أو شراً) (1) . 1- الألوسي (ت 1270) {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد: 11) (ما بقوم من النعم الظاهرة أو الباطنة) (2) . 2- محمد عبده (ت1323) {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد: 11) (ما بقوم من عزة وسلطان ورفاهة وخفض عيش وأمن وراحة) 3- سيد قطب (ت 1387) {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد: 11) (لا يغير نعمة أو بؤسى ولا يغير عزاً أو ذلة، ولا يغير مكانة أو مهانة إلا أن يغير الناس وبعد تقرير المبدأ يبرز السياق حالة تغيير الله ما بقوم إلى السوء لأنه في معرض الذين يستعجلون بالسيئة قبل الحسنة) (3) .

_ (1) نظم الدر 10/292 (2) (روح المعاني 13/136) (3) (الظلال: 5/78)

مصادر ومراجع

مصادر ومراجع ... مصادر جمع المادة 1- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن. لمحمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي (ت 1393هـ) . خرج آياته وأحاديثه الشيخ محمد عبد العزيز الخالدي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1. 1417 هـ /1996 م. 2- الأساس في التفسير. لسعيد حوى (ت) ، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، القاهرة، ط 1. 1405هـ / 1985 م. 3- إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم. لأبي السعود محمد بن محمد العمادي (ت 951) ، دار إحياء التراث العربي بيروت. 4- أحكام القرآن. لأبي بكر محمد بن عبد الله المعروف بابن العربي (ت 543) ، تحقيق علي محمد البجاوي، دار المعرفة، بيروت. 5- تفسير القرآن العظيم. لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي، (ت 774) ، دار الفكر بيروت، 1401هـ. 6- تفسير القاسمي المسمى محاسن التأويل. لمحمد جمال الدين القاسمي (ت 1322) ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي بيروت، ط 1.1415 هـ / 1994 م. 7- تفسير البحر المحيط. لأبي حيان محمد بن يوسف الأندلسي الغرناطي، (ت 754) ، دار الكتاب الإسلامي القاهرة، ط 1. 1413هـ / 1992 م. 8- تفسير القرآن الحكيم الشهير بتفسير المنار. لمحمد رشيد رضا، (ت 1354) ، دار المعرفة بيروت، ط 2. 1393 هـ / 1973م.

9 - تفسير الفخر الرازي المشتهر بالتفسير الكبير ومفاتيح الغيب. للإمام محمد الرازي فخر الدين. (ت 604هـ) قدم له الشيخ خليل محي الدين الميس، دار الفكر بيروت، 1404هـ /1994 م. 10 - تفسير التحرير والتنوير. لمحمد الطاهر بن عاشور (ت 1393) ، الدار التونسية للنشر 1984. 11 - تفسير النسفي (مدارك الترتيل وحقائق التأويل) لأبي البركاتي عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي (ت710) . 12 - التفسير الحديث. لمحمد عزة دروزة (ت) ، دار الكتب العربية 1383هـ /1983م. 13 - تفسير البيضاوي (أنور التتريل وأسرار التأويل) لأبي سعيد عبد الله بن عمر البيضاوي الشيرازي (ت791) ، تحقيق عبد القادر عرفات العشا حسونة، دار الفكر بيروت، 1416هـ /1996م. 14 - التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج. لوهبة الزحيلي، دار الفكر المعاصر بيروت، دار الفكر دمشق، ط 1. 1411هـ / 1991م. 15- جامع البيان في تفسير القرآن. لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 310) ، دار المعرفة، بيروت ط 3. 1398هـ / 1978 م. 16 - الجامع لأحكام القرآن. لأبي عبد الله محمد بن أحمد القرطبي، (ت671) ، تحقيق أحمد عبد العليم البردوني، دار الشعب القاهرة، ط 2.1372هـ. الجواهر الحسان في تفسير القرآن لعبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي، (ت 875) مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت

18 - الدر المنثور في التفسير بالمأثور. لعبد الرحمن جلال الدين السيوطي (ت 911) ، دار الفكر بيروت، 1993م. 19 - روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني. لأبي الفضل محمد الألوسي (ت 1270) ، دار إحياء التراث العربي بيروت. 20 - زاد المسير في علم التفسير. لعبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي، (ت597) ، المكتب الإسلامي، بيروت، ط 3. 1404هـ. 21 - غرائب القرآن ورغائب القرآن (بهامش" جامع البيان" للطبري أعلاه) لنظام الدين الحسن بن محمد بن حسين القمي النيسابوري (ت 406) . 22 - فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير. لمحمد بن علي الشوكاني (ت1250) ، دار الفكر بيروت. 23 - فتح البيان في مقاصد القرآن لأبي الطيب بن صديق بن حسن بن علي القنوجي البخاري (ت1307) ، عني بطبعه وقدم له وراجعه عبد الله بن إبراهمي الأنصاري، إدارة إحياء التراث الإسلامي دولة قطر، 1989م. 24 - في ظلال القرآن. لسيد قطب (ت1387) ، دار إحياء التراث العربي بيروت، ط 7. 1391هـ / 1971م. 25 - الكشاف عن حقائق التتريل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل. لأبي القاسم جارالله محمود بن عمر الزمخشري (ت538) ، دار المعرفة، بيروت.

26 - مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية (ت728) . جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، مجلدات التفسير، طبعه خادم الحرمين الشريفين بإشراف المكتب العلمي السعودي بالمغرب. 27 - المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز. لأبي محمد عبد الحق بن عطية الأندلسي، تحقيق وتعليق جماعة من العلماء، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر، ط 1 1398هـ / 1977م. 28 - معالم التتريل. لأبي محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي (ت468) ، تحقيق خالد العك ومروان سوار، دار المعرفة، بيروت ط 2 1407هـ /1987م. 29 - معاني القرآن الكريم. لأبي جعفر النحاس أحمد بن محمد المرادي المصري (ت338) تحقيق: محمد علي الصابوني، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، ط 1. 1409هـ. 30 - نظم الدرر في تناسب الآيات والسور لبرهان الدين أبي الحسن إبراهيم بن عمر البقاعي (ت 885) ، ط 1.1392هـ / 1972م. 31 - الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لأبي الحسن علي بن أحمد الواحدي. (ت468) ، تحقيق صفوان عدنان داودي، دار القلم، الدار الشامية، دمشق، بيروت، ط1.1415هـ.

§1/1