موعظة الحبيب وتحفة الخطيب

الملا على القاري

أضواء أثر خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم -

أضواء أثر خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: "كان أُسيد بن حُضير من أفاضل الناس (¬1)، وكان يقول: لو أني أكون كما أكون على أحوال ثلاث من أحوالي لكنت [من أهل الجنة، وما شككت في ذلك]: - حين أقرأ القرآن، وحين أسمعه يُقرأ. - وإذا سمعت خطبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. - وإذا شهدت جنازة، وما شهدت جنازة قط فحدثت نفسي بسوى ما هو مفعول بها، وما هي صائرة إليه" (¬2). ¬

_ (¬1) كان أسيد بن حضير الأنصاري الأشهلي من السابقين إلى الإسلام، وهو أحد النقباء ليلة العقبة، وكان إسلامه على يد مصعب بن عمير قبل سعد بن معاذ، واختلف في شهوده بدرًا، قال ابن سعد: كان شريفًا كاملًا ... وأرخ البغوي وغيره وفاته سنة عشرين، وقال المدائني: سنة إحدى وعشرين اهـ من ترجمته في الإصابة (1/ 234 - 235). (¬2) أخرجه الإمام أحمد في مسنده برقم (19116) وما بين المعقوفين من رواية الطبراني في المعجم الكبير برقم (554).

المقدمة

المقدمة الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه الميامين. وبعد: فهذه رسالة جديدة للعلامة المتفنن الشيخ علي بن سلطان محمد القاري الحنفي المكي، الهروي الأصل، جمع فيها طائفة من خطب النبي صلى الله عليه وسلم، وخطب الخلفاء الراشدين، مساعدة منه لضيف صالح فاضل من الأئمة والخطباء، ورد عليه في مكة، وذكر له أن واقف مسجده شرط في وقفه أن يخطب الخطيب من خطب السلف (¬1). وقد قدم القاري بين يدي ذلك عدة أحاديث عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ولباسه وهديه وقراءته في الجمعة، ثم أورد مجموعة من خطبه، ثم أورد في أربعة فصول ما حضره من خطب الخلفاء الراشدين، مستخرجًا لها من عدة مصادر، أهمها كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال لشيخه الشيخ علي المتقي الهندي (ت: 975 هـ)، وهو يعلِّق على بعض الأحاديث، ويشرح بعض الغريب. ¬

_ (¬1) ينظر في تعريف الخطبة: التعريفات للجرجاني ص 134، وأنيس الفقهاء للقونوي ص 117، والتوقيف على مهمات التعاريف للمناوي ص 318، والكليات للكفوي ص 433، وقد رجع إليها معدو (خطب النبي صلى الله عليه وسلم) في جمعية المكنز الإسلامي، ويضاف: تحرير التنبيه للنووي ص 95، والقاموس الفقهي لغة واصطلاحًا ص 118، ومعجم لغة الفقهاء ص 175، وخصائص الخطبة والخطيب ص 21 - 22.

وهذا الموضوع ألف فيه العلماء ابتداء من أبي الحسن المدائني (132 - 224 هـ) واستمر التأليف إلى الإربلي (ت: 619 هـ)، ثم لا نجد مؤلفًا في ذلك إلى زمن الشيخ علي القاري (ت: 1014 هـ)، ثم عاد العلماء إلى التأليف فيه في القرن الرابع عشر. وهو جدير بالاهتمام الشديد، إذ (أخطب الخطباء رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه أفصح العرب لسانًا، لا بيان كبيانه، ولا كلام يعدل كلامه، أُيد بالحكمة، وحف بالعصمة، فبذَّ الناطقين، وحاز قصب السابقين، فصلى الله عليه وعلى جماعة النبيين) (¬1). وخطب النبي صلى الله عليه وسلم: (هي الأصل الأصيل، واقتفى آثارها الخلفاء الراشدون، وأكثر السلف ... قاله أبو عبد الله بن الطيب الشرقي في حواشيه على القاموس) (¬2). وترجع صلتي بالقاري إلى بداية طلبي العلم حين قرأت كتابيه: المصنوع في معرفة الحديث الموضوع، وفتح باب العناية بشرح كتاب النقاية (الجزء الأول)، اللذين حققهما وعلَّق عليهما العلامة الأستاذ الشيخ عبد الفتاح أبو غدّة (ت: 1417 هـ). ومن ذلك الوقت وأنا أتابع كتبه، وأسعى إلى الحصول عليها، وصورت قسمًا منها من مكتبة الأوقاف العامة في بغداد، والجامعة الإسلامية ومكتبة ¬

_ (¬1) إحكام صنعة الكلام لأبي القاسم الكلاعي ص 167. (¬2) التراتيب الإدارية 1/ 220. وانظر: تاريخ الأدب العربي للزيات ص 131، والفن ومذاهبه في النثر العربي لشوقي ضيف ص 57.

عارف حكمت في المدينة المنورة، ومركز جمعة الماجد للثقافة والتراث في دبي. ونقلت بعضها بخطي، ومنها رسالته (أربعون حديثًا من جوامع الكلم) في ورقة واحدة، نقلتها من نسخة في مكتبة المتحف العراقي. ومن هذه المصورات هذه الرسالة التي حصلت على أربع نسخ منها: من بغداد، والمدينة المنورة، واصطنبول. وقد زاد من عزمي في العناية بها كلمةٌ قرأتها للأستاذ عبد الوهاب عزام (ت: 1378 هـ) في كتابه (الشوارد) عن خطب الرسول صلى الله عليه وسلم (¬1). هذا، وقد قدمت للرسالة ثلاث مقدمات هي: - ترجمة المؤلف باختصار. - هذه الرسالة: موضوعها، ونسخها، وعنوانها، وتاريخ تأليفها، ومصادرها، ومنهج التحقيق. - الكتب المؤلفة في الخطب النبوية قديمًا وحديثًا. وأجد من المناسب هنا أن أذكِّر بضرورة تأليف (موسوعة الخطب النبوية) باستقصاء شامل -وقد يسرت البرامج الإلكترونية الطريق إلى ذلك- يراعى فيها ما يأتي: 1 - التفريق الدقيق بين الخطبة والحديث، فكل خطبة حديث، وليس كل حديث خطبة. ¬

_ (¬1) انظر هذه الكلمة في الملحق ص 101 - 102.

2 - دراسة أسانيدها. 3 - تبويبها تبويبًا يسهل الاستفادة منها. 4 - بيان خطب الجمعة من خطب المناسبات ما أمكن ذلك (¬1). 5 - البحث في تواريخ هذه الخطب وأمكنتها. 6 - جمع أجزاء الخطبة الواحدة في مكان واحد. 7 - شرح الغريب. 8 - استخراج الدروس والعبر المستفادة منها. وفي الختام: أسأل الله أن ينفع بهذا العمل، وأن يتقبله بقبول حسن، وأن يجعله فاتحة لتأليف الموسوعة المشار إليها، والحمد لله رب العالمين. عبد الحكيم الأنيس دبي في ذي الحجة 1429 هـ ... ¬

_ (¬1) قال السيوطي في الدر المنثور 8/ 168: (أخرج ابن أبي الدنيا في شعب الإيمان، والديلمي عن الحسن البصري قال: طلبت خطب النبي صلى الله عليه وسلم في الجمعة فأعيتني، فلزمت رجلًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك فقال: كان يخطب فيقول في خطبته يوم الجمعة: يا أيها الناس: إن لكم علمًا فانتهوا إلى علمكم، وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم، فإن المؤمن بين مخافتين: بين أجل قد مضى لا يدري كيف صنع الله فيه، وبين أجل قد بقي لا يدري كيف الله بصانع فيه، فليتزود المؤمن من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته، ومن الشباب قبل الهرم، ومن الصحة قبل السقم، فإنكم خلقتم للآخرة، والدنيا خلقت لكم، والذي نفس محمد بيده: ما بعد الموت من مستعتب، وما بعد الدنيا دار إلا الجنة والنار، وأستغفر الله لي ولكم).

ترجمة المؤلف باختصار

ترجمة المؤلف باختصار ترجم للإمام الشيخ علي القاري كثيرون (¬1)، وكتبت عنه رسائل علمية متخصصة بالعربية وغيرها (¬2)، لذلك سأكتفي هنا بنبذة عنه، ومن أراد التوسع فعليه بالرسالة المذكورة، أقول: - هو العلامة المتفنن علي بن سلطان محمد (¬3) الهروي المكي الحنفي، المشهور بالقاري (¬4). ¬

_ (¬1) أورد الباحث محمد بن عبد الرحمن الشمّاع في بحثه (الملا علي القاري: فهرس مؤلفاته وما كتب عنه) المنشور في مجلة آفاق الثقافة والتراث، العدد الأول، ص 93 - 95 أربعًا وخمسين ترجمة له كتبها قدماء ومحدثون، وفاته أن يذكر ما كتبه: - المحبي (ت: 1111 هـ) في خلاصة الأثر 3/ 185. - القادري (ت: 1187 هـ) في التقاط الدرر ص 242. - الآلوسي (ت: 1317 هـ) في جلاء العينين في محاكمة الأحمدين ص 41. - المراغي (ق 14 هـ) في الفتح المبين في طبقات الأصوليين 3/ 89. - أبو غدة في مقدمة تحقيق (فتح باب العناية). كما يضاف ما كتبه: - أ. د. محمد الحبيب الهيلة في كتابه التاريخ والمؤرخون بمكة ص 270. - أصحاب (الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط: التفسير وعلوم القرآن) 2/ 662 - 666، وغيرهم من محققي كتبه. ويستدرك على الشمّاع ما ذكره من ترجمة اللكنوي له في الفوائد البهية، وهذا غير صحيح، وإنما ترجم له في التعليقات السنية، وهو ما ذكره الباحث مفردًا. (¬2) منها: (الإمام علي القاري وأثره في علم الحديث) كتبها الباحث خليل إبراهيم قوتلاي، وقد نوقشت بجامعة أم القرى سنة 1406 هـ، وطبعت سنة 1408 هـ، ولا شك أن معلومات وجهودًا ظهرت بعد هذا التاريخ. (¬3) اسم أبيه مركب، وقد جاء في عدد من المواضع: سلطان بن محمد، منها في عقود الجواهر والدرر في أخبار القرن الحادي عشر ص 111 وهو خطأ قطعًا، وكنت تناولت هذا الخطأ في مقال بعنوان (ابن بين الزيادة والنقصان) نشر في جريدة العراق بتاريخ 6/ 7/ 1987 م. (¬4) في معجم تفاسير القرآن الكريم 1/ 705: الطائي. وهو تحريف طباعي.

- ولد في هراة سنة 930 هـ تقريبًا (¬1) وبدأ بطلب العلم فيها، ثم رحل إلى مكة واستكمل فيها تحصيله، وأقام بها إلى حين وفاته يعلِّم، ويصنف، ويفتي، ويحيا حياة الكفاف (¬2)، ويبتعد عن الأضواء (¬3). - أخذ عن عدد من علماء مكة، وأقدمهم وفاة ابن حجر الهيتمي (ت: 973 هـ)، وآخرهم يوسف الأماسي (ت: 1000 هـ)، وأخذ عنه كثيرون. - كان له اهتمام بتحقيق المسائل العلمية، ومَنْ قرأ مقدمته لكتابه الكبير (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح) (¬4) أدرك هذا. - وكان له مواقف من عدد من المسائل العلمية الخلافية أَدَّتْ ببعض العلماء إلى انتقاده، بينما رآها آخرون علامة على تميزه واجتهاده (¬5). ¬

_ (¬1) هذا ما استنتجه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة من وفاة بعض شيوخه المكيين. انظر تقديمه لـ (شرح شرح نخبة الفكر) للمؤلف ص: ب. وأُرخ لولادته في دليل المطبوعات العربية في روسيا ص 175 بـ: 968 هـ وهو خطأ قطعًا. (¬2) جاء في ترجمته في مقدمة المصنوع ص 10: (وذكر أنه كان يكتب كلَّ عام مصحفًا بخطه الجميل، وعليه طرر من القراءات والتفسير، فيبيعه ويكفيه قوته من العام إلى العام). وبمناسبة هذا الخبر أقول: جاء في طبعة للقرآن الكريم في اصطنبول قامت بها (بايتان كتاب آوي) سنة 1394 هـ قول طابعيه ص 613 منه: (وموافقًا لخط علي القاري). (¬3) اقرأ -إن شئت- كتابه: (تبعيد العلماء عن تقريب الأمراء) وقد أخرجه إخراجًا مؤسفًا الدكتور محمد علي المرصفي في عالم الكتب - القاهرة (1990 م). (¬4) انظر 1/ 2 - 3 وهذا الكتاب أكبر كتبه وأجلها كما قال المحبي في خلاصة الأثر 3/ 185. (¬5) انظر خلاصة الأثر 3/ 185، وما قاله الشوكاني في البدر الطالع ص 449، وقد نقله القنوجي في التاج المكلل ص 406، وللاستزادة انظر عقود الجوهر 1/ 264 - 266 والإمام علي القاري ص 96 - 114.

- اعتنى بالتأليف وترك بعده ثروة علمية كبيرة وقفها وشرط ألا يمنع من استنساخها، وقد تفاوت عددها لدى المترجمين: فقد ذكر له الحاج خليفة (33) كتابًا (¬1)، وذكر البغدادي (105) كتاب (¬2)، وذكر جميل العظم (128) كتاب (¬3)، وذكر بروكلمان (170) (¬4)، وعدَّ الصباغ (125) كتاب (¬5)، وقوتلاي (148) كتاب (¬6)، وأوصلها الشماع إلى (263) (¬7). والواقع أن مؤلفات القاري ما زالت بحاجة إلى إفرادها بالجمع والبحث والدراسة المتأنية المتعمقة، وتحقيق عناوينها ونسبتها، والاطلاع عليها قدر الإمكان، وقد تيسر الوصول إلى الكثير منها، ذلك أن تكرارًا كثيرًا حصل في بعض القوائم كقائمة الشماع فقد تكرر عنده الكثير، واستوقفني ثلاثون كتابًا مكررًا. ¬

_ (¬1) ينظر كشف الظنون في مواضع كثيرة. (¬2) انظر: هدية العارفين 1/ 751 - 753. (¬3) انظر: عقود الجوهر 1/ 266 - 273. (¬4) انظر: تاريخ الأدب العربي: العصر العثماني ق 9/ 86 - 101. (¬5) انظر: مقدمة تحقيق (الأسرار المرفوعة) ص 23 - 32. (¬6) انظر: الإمام علي القاري ص 115 - 166، وهذا غير ما انفرد بذكره بروكلمان، أو رجح الباحث أنه أجزاء من كتب. فإذا أضفنا هذه أصبح العدد (166). (¬7) الملا علي القاري. البحث السابق ص 64 - 93.

ولعل الباحثين الأخيرين يتابعان جهودهما في هذا المجال، ويقدمان لنا دراسة جامعة مستوعبة، يُعَرَّف فيها بهذه الكتب تعريفًا كاملًا. وقد طبع منها الكثير، وما من مكتبة تخلو منها مطبوعة ومخطوطة. - تلقى العلماء مؤلفات القاري (¬1) بالقبول، وحظي هو وهي بالثناء، وأكتفي هنا بذكر الأقوال الآتية: قال المحبي عنه: (أحد صدور العلم، فرد عصره، الباهر السمت في التحقيق، وتنقيح العبارات، وشهرته كافية عن الإطراء في وصفه .... اشتهر ذكره وطار صيته، وألف التآليف الكثيرة اللطيفة التأدية، المحتوية على الفوائد الجليلة) (¬2). وقال اللكنوي بعد أن ذكر له مجموعة من الكتب وأنه طالعها كلها: (وغير ذلك من رسائل لا تعد ولا تحصى، وكلها مفيدة بلَّغته إلى مرتبة المجددية على رأس الألف) (¬3). لكن ليته -رحمه الله- لم يقيد نفسه بالسجع، وترك قلمه على سجيته، ¬

_ (¬1) للتدليل على اشتهار مؤلفاته أذكر هنا أن الباحث المحقق السيد محمد فاتح قايا أحصى (27) نسخة لرسالته (رسالة في بيان إفراد الصلاة عن السلام هل يكره أم لا) المطبوعة ضمن المجموعة العاشرة من (لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام) 1429 هـ وقد اعتمد الباحث المذكور على (13) نسخة منها. (¬2) خلاصة الأثر 3/ 185. (¬3) التعليقات السنية ص 9 وفيها: بلغت. وفي قوله: (لا تعد ولا تحصى) مبالغة ظاهرة!

فإنَّ ذلك يكون أجمل في أسلوبه وأفضل، وقد يقوده السجع إلى محذور، انظر إلى قوله في مقدمة مرقاة المفاتيح وهو يذكر سندًا عاليًا حصل عليه في رواية مشكاة المصابيح قال: (وهذا أعلى ما يوجد من السند المعتمد، في هذا الزمان المكدر المنكد) (¬1) فالمقصود ينتهي عند قوله: في هذا الزمان، وليس السياق سياق شكوى منه. - حظي بعض كتبه بشروح متعددة ككتابه (الحزب الأعظم والورد الأفخم) (¬2). - طبع له في قزان وقصبة مياس بروسيا ثمانية كتب هي: تزيين العبارة، والحزب الأعظم، ورسالة في الخضر، وشرح عين العلم، وشرح الفقه الأكبر، وشرح مختصر الوقاية (فتح باب العناية)، وشرح مسند الإمام الأعظم، والمنح الفكرية. طبعت ما بين 1845 - 1911 م، وطبع الحزب الأعظم إحدى عشرة طبعة (¬3). - توفي -رحمه الله- في شوال سنة 1014 هـ (¬4)، ودفن بالمعلاة، ولما بلغ ¬

_ (¬1) مرقاة المفاتيح 1/ 3 وفيه (على)، فصححتها. (¬2) انظر: جامع الشروح والحواشي 2/ 939 - 940. (¬3) انظر: دليل المطبوعات العربية في روسيا من 1787 إلى 1917 م ص 170 - 175 و 288. (¬4) جاء في دليل المطبوعات العربية في روسيا ص 170 أنه توفي سنة 1023 هـ، وهو مخالف لما ذكره المؤلف نفسه في سائر المواضع!

خبر وفاته علماء مصر صلوا عليه بجامع الأزهر صلاة الغيبة في مجمع حافل يجمع أربعة آلاف نسمة فأكثر (¬1). * * * ¬

_ (¬1) خلاصة الأثر 3/ 186.

هذه الرسالة

هذه الرسالة 1 - موضوعها: موضوع هذه الرسالة خطب مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والخلفاء الراشدين (¬1)، أراد منها المؤلف مساعدة أحد الأئمة والخطباء على تحقيق شرط واقف شرط ألا يخطب في مسجده بغير خطب السلف. 2 - نسخها: وقفت على أربع نسخ: الأولى: ضمن مجموع في المكتبة السليمانية باصطنبول برقم (1068) وهي بين (37 أ- 55 ب) بالترقيم الجديد، وفي كل صفحة (18) سطرًا، والمجموع يحتوي على أعمال الشيخ العلامة محمد بن محمود الطربزوني (ت: 1200 هـ) (¬2) من نسخ وتعليق وتحشية وتأليف، وهذه النسخة بخط جيد جميل، وعليها حواش بخط الطربزوني، وهي فوائد متعددة، منها خطب نقلها من (جمع الجوامع) للسيوطي، وغيره، وبعض هذه الخطب موجود في الكتاب! ورمز هذه النسخة (س). الثانية: ضمن مجموع في مجموعة حسن حسني باشا برقم (604) في السليمانية أيضًا، وهي بين (94 أ - 105 ب)، وفي كل صفحة (21) سطرًا، ¬

_ (¬1) قال عنها الشماع في بحثه المذكور سابقًا ص 69: (جملة من خطب المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام) والصواب التقييد بالخلفاء الراشدين. (¬2) له ترجمة في هدية العارفين 2/ 345. وكان مدرسًا بجامع السليمانية وحافظًا للكتب.

وهذه النسخة كتبها أحمد بن عبد الرحمن المرعشي في مدرسة السلطان محمد خان باصطنبول في ليلة الجمعة في شهر شوال سنة 1180 هـ. وهي تشبه الأولى في نصها، وفي سقوط جمل منها. ورمز هذه النسخة (ح) (¬1). الثالثة: ضمن مجموع في مكتبة عارف حكمت في المدينة المنورة برقم (17/ 80)، يحوي 19 رسالة كلها للقاري -عدا واحدة-، وتأتي هذه الرسالة برقم (4)، وتقع في (6) أوراق، في كل صفحة (29) سطرًا، وهي منقولة من نسخة نقلت من خط المؤلف. وقد رقم الناسخ الأحاديث، فوصل إلى (30) وفاته ترقيم حديثين. ورمزها (ع). الرابعة: ضمن مجموع في مكتبة الأوقاف العامة في بغداد برقم (13732)، يحوي (11) رسالة، كلها للقاري -عدا رسالتين-، وتأتي برقم (5)، وتقع في (7) أوراق، في كل صفحة (29) سطرًا. وهي كثيرة الأخطاء، ورمزها (أ). والغريب أنَّ كلا هاتين النسختين ناقص، فقد جاء في آخر النسخة المدنية، في أثناء خطبة لأبي بكرٍ هي هنا برقم (33): (كذا وجدنا بخط المؤلف، والباقي ضائع) وكتب بجانب هذا: (بلغ من نسخة كتبت من نسخة المؤلف وقوبلت منها [كذا والصواب: بها] والحمد لله على ذلك، 21 شوال 1152 هـ). ¬

_ (¬1) وهنا لا بد لي أن أسجل عظيم شكري وامتناني للأخ الكريم المحقق الفاضل الأستاذ محمد فاتح قايا، لتكرمه بتصوير هاتين النسختين وإرسالهما إلي. أحسن الله جزاءه.

3 - عنوانها

وتنقطع النسخة البغدادية في أول الخطبة الثالثة من خطب علي، وهي هنا برقم (58)، وقد ترك الناسخ صفحة فارغة كأنه يأمل الحصول على نسخة كاملة يتمم بها النسخة (¬1)، وبعد الصفحة تأتي رسالة بعنوان: (رسالة من كلام الصوفية في تهذيب الأخلاق ومعرفة الخلاق). وقد ذكرها بروكلمان وقال: (يوجد [أي باعتباره كتابًا] في برلين 3945، مانشتسر 787، ويوجد مع شرح له في السليمانية 488) (¬2). أقول: إن كان يقصد النسخة التي ذكرتها أولًا -وهي برقم (1068) - فالصحيح أن هذه الحواشي -كما قدمت قريبًا- ليست بشرح، ولا علاقة لها بالرسالة، إلا زيادة بعض الخطب المنقولة من جمع الجوامع وغيره. 3 - عنوانها: لم يذكر المؤلف عنوانًا لها في مقدمته، لكن جاء في أول نسختي السليمانية، والنسخة البغدادية: موعظة الحبيب وتحفة الخطيب، وجاء في أول النسخة المدنية، وعلى غلاف المجموع: (تحفة الخطيب وموعظة الحبيب)، وهو ما جاء في عقود الجوهر (¬3). ¬

_ (¬1) جاء في وصف النسخة في فهرس المخطوطات العربية في مكتبة الأوقاف العامة في بغداد 2/ 513: (مخرومة الآخر). أقول: إن ترك الناسخ صفحة فارغة يدل على أن الخرم من الأصل الذي نقل منه. (¬2) تاريخ الأدب العربي ق 9/ 94 وجاء عند الشماع ص 69: سليمانية 1068. (¬3) 1/ 268.

4 - تاريخ التأليف

وجاء في هدية العارفين: (تحفة الحبيب في موعظة الخطيب) وهي عكس التسميتين، مع العطف بـ: في، ولو كان العنوان (تحفة الخطيب في موعظة الحبيب) لكان له وجه، وأما هكذا فلا، وقد أَثْبَتُّ عنوان النسخة س وما وافقها. ولعل المؤلف سماها أولًا: تحفة الخطيب وموعظة الحبيب، ثم بدا له فقدَّم الجملة الثانية إذ حقها التقديم لإشارتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم. 4 - تاريخ التأليف: جاء في آخر نسختي السليمانية: حرره مؤلفه رُحِمَ وسلفُهُ يوم الخميس عشري شوال، ختم بالخير والإقبال، من شهور عام حادي عشر بعد الألف من الهجرة النبوية من مكة الأمينة إلى المدينة المسكينة). أي قبل وفاته بثلاث سنوات. 5 - مصادرها: ظهر لي أن المؤلف عول على كتاب شيخه كنز العمال، واستخرج منه -بالدرجة الأولى- مادة رسالته هذه، وسيأتي جدول بالأحاديث المأخوذة منه. ورجع إلى تفسير القرطبي، وآداب النفوس للطبري، وفتح القدير لابن الهمام، وذكر حديثًا لعله من الأربعين النووية، وهو حديث العرباض بن سارية برقم (21). ولا يقلل هذا من أهمية الرسالة، فإن وصول المؤلف إلى مادتها من كنز العمال، واستخراجها وإفرادها يعد جهدًا علميًّا مشكورًا. ولكن ليته صرح

بهذا في مقدمته. ولعل المؤلف لم يكن متفرغًا وقت التأليف، ولهذا لم يستوعب الوارد في ذلك ولم يستقص، ولم يبوبها ولم يبين خطب الجمعة من خطب المناسبات. والمصادر المنقول عنها بواسطة كنز العمال هي -وأذكرها حسب وفيات مؤلفيها-: - الموطأ لمالك (ت: 179 هـ). - الزهد لابن المبارك (ت: 181 هـ). - المصنف لابن أبي شيبة (ت: 235 هـ). - المسند لأحمد (ت: 241 هـ). - الزهد لهناد (ت: 243 هـ). - العدني (ت: 243 هـ)، ولعل المراد: مسنده. - الأدب المفرد للبخاري (ت: 256 هـ). - الصحيح لمسلم (ت: 261 هـ). - السنن لأبي داود (ت: 275 هـ). - السنن لابن ماجه (ت: 275 هـ). - الحذر لابن أبي الدنيا (ت: 281 هـ)، وثم موضع لم يذكر فيه اسم كتاب.

- السنن للنسائي (ت: 303 هـ). - تهذيب الآثار للطبري (ت: 310 هـ). - مكارم الأخلاق للخرائطي (ت: 327 هـ). - المجالسة للدينوري (ت: 333 هـ). - الصحيح لابن حبان (ت: 354 هـ). - المعجم الكبير للطبراني (ت: 360 هـ). - المعجم الأوسط، له. - المواعظ للعسكري (ت: 382 هـ). - المستدرك للحاكم (ت: 405 هـ). - ابن مردويه (ت: 410 هـ)، ولعل النقل من تفسيره. - حلية الأولياء لأبي نعيم (ت: 430 هـ). - السنن الكبرى للبيهقي (ت: 458 هـ). - شعب الإيمان، له. - الفردوس للديلمي (ت: 509 هـ). - تاريخ دمشق لابن عساكر (ت: 571 هـ). - تاريخ بغداد لابن النجار (ت: 643 هـ). - تفسير ابن كثير (ت: 774 هـ).

وهذا الجدول المشار إليه: رقم الحديث - موضعه في الكنز - رقم الحديث - موضعه في الكنز - رقم الحديث - موضعه في الكنز [جدول] ¬

_ (1) هذا والذي بعده عزاهما المؤلف الشيخ علي القاري إلى آداب النفوس للطبري، وهما في كنز العمال 3/ 699 و 3/ 421 معزوين إلى ابن النجار، والطبراني (على الترتيب). (2) يأتي هنا في الكنز كتاب المواعظ والرقائق والخطب والحكم من قسم الأفعال، فصل في جامع المواعظ والخطب 16/ 124 - 214 وقد ذكر خطب النبي صلى الله عليه وسلم ومواعظه 16/ 124 - 145، وخطب أبي بكر ومواعظه 146 - 152، وخطب عمر ومواعظه 152 - 167، وخطب علي ومواعظه 167 - 213، ثم عقد فصلًا لمواعظ متفرقة لأشخاص متفرقين 214 - 223، وينتهي كتاب المواعظ ص 270.

6 - منهج التحقيق

6 - منهج التحقيق: - قابلت نسخ الرسالة التي وقفت عليها، بعضها ببعض، وأثبت جميع أخطائها وفروقها، ثم أعرضت عن قسم من ذلك لكيلا أرهق القارئ بتعليقات تشتت تركيزه، ولا تنفعه. وأثبت الصواب في المتن، ورقمت الأحاديث. واجتهدت أن أقدم نصًّا محررًا. - رجعت إلى كنز العمال، وإلى مصادر التخريج الموجودة، وعزوت النصوص المنقولة منها، بعد مقابلتها بأصولها، واستدركت ما أسقطه المؤلف، أو سها في نقله، وزدت عليه تخريجًا وحكمًا، وميزت ما شرحه هو مما ورد في الرواية، ولحظت أنه لا يزيد على تخريج كنز العمال بل قد ينقص، ولالتزامه به تفوته طرق أخرى قد يكون منها ما هو أفضل مما ساقه. - علقت على الرسالة تعليقات أحسبها نافعة ولم أطل، ومن هذه التعليقات بيان بعض مأخذ الصحابة في خطبهم من كلام النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا موضوع جدير بالدراسة والتتبع والإِفراد، وأردت هنا أن ألفت النظر إلى ذلك، ليس غير. ومنها شرح بعض الغريب والجمل. ومنها بيان تحريفات وأسقاط في المصادر. - قدمت بين يدي الرسالة ثلاث مقدمات هي: ترجمة المؤلف باختصار، مع إضافة فوائد جديدة، والحديث عنها -كما ترى-، والكتب المؤلفة في الخطب النبوية، والدراسات الحديثة التي قامت على خطبه - صلى الله عليه وسلم -. ***

الكتب المؤلفة في الخطب النبوية

الكتب المؤلفة في الخطب النبوية اعتنى العلماء بهذا اللون من التأليف الموضوعي النافع (¬1)، وأذكر هنا ما وقفت عليه في ذلك (¬2). * - خطب النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن محمد المدائني (ت: 224 هـ) (¬3) وهو أول من أفرد الخطب فيما وقفت عليه. * - خطب النبي صلى الله عليه وسلم لعبد العزيز بن يحيى الجلودي الشيعي (ت: بعد 332 هـ) (¬4). - خطب النبي صلى الله عليه وسلم لأبي أحمد العسال (ت: 349 هـ). ¬

_ (¬1) كان الأستاذ صلاح الدين المنجد قد ذكر في كتابه معجم ما ألف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ص 292 - 293 تسعة كتب مرتبًا لها على الحروف، باختصار، وقد أتيت بها مرتبة على الزمن لمعرفة أول من ألف في ذلك ثم اللاحق فاللاحق، وزدت عليه كتبًا ومعلومات وعزوًا، وميزت ما ذكره بنجمة في أوله رعاية لحقه. (¬2) أما من أورد خطبًا ضمن كتاب كأبي عبيد في الخطب والمواعظ، واليعقوبي في تاريخه، وابن عبد ربه في العقد، والباقلاني في إعجاز القرآن، والشامي في سبل الهدى والرشاد، وأحمد زكي صفوت في جمهرة خطب العرب، والكاندهلوي في حياة الصحابة، والشيخ عبد الله سراج الدين في كتابه (سيدنا محمد رسول الله)، ونذير محمد مكتبي في خصائص الخطبة والخطيب، فليس من غرضي إحصاؤهم. (¬3) عزاه المنجد إلى الفهرست ص 114. وهو في سير أعلام النبلاء 10/ 402، والوافي بالوفيات 22/ 42. ونسب في إيضاح المكنون 2/ 292 إلى ابن المديني: علي بن عبد الله!. (¬4) عزاه المنجد إلى هدية العارفين 1/ 571. وهو في الرجال للنجاشي ص 243.

* - خطب النبي صلى الله عليه وسلم لأبي الشيخ محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني (ت: 369 هـ) (¬1). - خطب النبي صلى الله عليه وسلم لأبي نعيم الأصبهاني (ت: 430 هـ). وقد سمعها منه الشيخ أبو علي الحسن بن أحمد الحداد الأصبهاني المقرئ (ت: 515 هـ) (¬2). * - خطب النبي صلى الله عليه وسلم لأبي العباس جعفر بن محمد المستغفري (ت: 432 هـ) (¬3). * - الخطب الأربعون المعروفة بالودعانية جمعها القاضي أبو نصر محمد بن علي بن ودعان الموصلي (ت: 494 هـ)، ذكرها الحاج خليفة وقال: (ذكرها الصغاني في خطبة المشارق وقال [ص 35]: زيفها [النقاد] الأقدمون انتهى، لكنهم شرحوها فمنهم أبو نصر عبد العزيز بن أحمد البارجيلغي، وأول شرحه: الحمد لله الصانع القديم الخ ذكر فيه أنه وقع المباحثة في ¬

_ (¬1) الكتابان في الإعلان بالتوبيخ للسخاوي ص 538، ولا أدري لم ذكر المنجد كتاب ابن حيان وأغفل كتاب العسال؟!. (¬2) التحبير في المعجم الكبير [والصواب: المنتخب من التحبير] 1/ 180، والمنتخب من معجم شيوخ أبي سعد السمعاني 1/ 582، وسير أعلام النبلاء 19/ 306. (¬3) عزاه المنجد إلى كشف الظنون 1/ 715. وهو في سير أعلام النبلاء 17/ 564، ورمز له الأستاذ عبد الله الحبشي في معجم الموضوعات المطروقة 2/ 1269 بـ: ط، يعني أنه مطبوع!.

علم الحديث من خطب الأربعين، فالتمس بعضهم منه أن يكتب له فوائد مسموعة من الأسانيد) (¬1) وقد طبعت. - خطب الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي العباس الخضر بن نصر بن عقيل بن نصر الإربلي (¬2) الشافعي (478 - 567 هـ). قال ابن خلكان في ترجمته: (له تصانيف حسان كثيرة في التفسير والفقه وغير ذلك، وله كتاب ذكر فيه ستًّا وعشرين خطبة للرسول صلى الله عليه وسلم، وكلها مسندة) (¬3). * - خطبة الوداع لأبي العباس نصر بن أحمد الإربلي الشافعي (ت: 619 هـ) (¬4). قال السخاوي: (وأفرد بعضهم خطبة الوداع، وهي فيما قال ابن بشكوال: آخر خطبه) (¬5). ¬

_ (¬1) كشف الظنون 2/ 715 ونص المنجد: (أربعون خطبة للنبي صلى الله عليه وسلم مع شرحها لابن ودعان محمد بن علي (494 هـ) (خ: شهيد علي 542/ 1). ولم يعز إلى مصدر، وهذا يشعر أن الشرح لابن ودعان، وليس الأمر كذلك. ويوجد نسخة مصورة من الشرح في مركز جمعه الماجد بدبي. ويوجد فيه أيضًا: الأربعون حديثًا السيلقية في الخطب والمواعظ النبوية لأبي القاسم بن عبد الله بن مسعود الهاشمي! برقم (398074) وهو مصور من اليمن، ويقع في (11) ورقة، والسيلقية هي المعروفة عند المحدثين بالودعانية كما قال الشوكاني في البدر الطالع في ترجمة الإمام يحيى بن حمزة ص 850. (¬2) نسبة إلى إربل: المدينة المعروفة الآن بـ: أربيل في شمال العراق. (¬3) وفيات الأعيان 2/ 237، وعنه الأدنهوي في طبقات المفسرين ص 192. (¬4) عزاها المنجد إلى كشف الظنون 715 ولم ينقل ما قاله. (¬5) الإعلان بالتوبيخ ص 538، وانظر فتح المغيث له 2/ 104، وقال الحاج خليفة: (وهي التي خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، قال الصغاني: إن من الكتب الموضوعة خطبة الوداع المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم) وهو يقصد كتابًا بعينه. ولم أجد هذا في موضوعاته.

- موعظة الحبيب وتحفة الخطيب لعلي القاري (ت: 1014 هـ). وهي رسالتنا هذه. * - الخطب المصطفوية لمحمد علي أكرم الآروي (¬1). * - خطب النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الباسط بن علي الفاحوري مفتي بيروت (1324 هـ) (¬2). - خطبات محمدي، في مجلدات لمحمد بن إبراهيم الجوناكرهي (ت: 1360 هـ) جمع فيها خطب النبي صلى الله عليه وسلم، ونقلها إلى الأردية. ط (¬3). - الخطب المأثورة لأشرف علي التهانوي (1280 - 1362 هـ) جمع فيها خطب النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين (¬4). - مجموع من الخطب النبوية لعيسى البيانوني (1290 - 1362 هـ) (¬5). * - إتحاف الأنام بخطب رسول الإسلام لمحمد بن خليل الخطيب (¬6) وتاريخ مقدمته 1373 هـ قال في مقدمته: (لم أجد من تعرض لجمع خطبه ¬

_ (¬1) قال عنه المنجد: (ط: كلكته 1313 هـ). قلت: وهو من معجم المطبوعات 2/ 1683. (¬2) ذكره المنجد في معجمه ص 293 وقال: (ط: بيروت). (¬3) انظر: جهود مخلصة في خدمة السنة المطهرة للفريوائي ص 193. (¬4) انظر: كتاب (أشرف علي التهانوي حكيم الأمة وشيخ مشايخ العصر في الهند) ص 353. (¬5) انظر: كتاب (أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي) ص 20. (¬6) قال المنجد: (ط: طنطا 1954). قلت: وطبع طبعات أخرى بعنوان: خطب الرسول صلى الله عليه وسلم.

الجامعة المفيدة، فجمعتها في سنين عديدة، وقد أذكر فيها أحاديث توفية للمقام، ووصايا نميت إليه أو إلى بعض أصحابه الكرام) (¬1) وقد بلغ عدد الخطب والأحاديث (574) نصًّا. - خطب النبي صلى الله عليه وسلم. صدر عن جمعية المكنز الإسلامي في القاهرة، وقد استخرجت الخطب من الكتب الستة والموطأ ومسند أحمد ومسند الحميدي وسنن الدارمي وسنن الدارقطني (¬2). - خطب ومواعظ الرسول صلى الله عليه وسلم. إعداد: عبد الله سنده (¬3)، والظاهر أنه أفاد من كتاب محمد خليل الخطيب. - من خطب النبي صلى الله عليه وسلم لمحمد عصام زغلول (¬4). ويوجد في مركز جمعة الماجد بدبي: - من خطبة النبي صلى الله عليه وسلم من [كذا] النساء، برقم (322744)، وهو مصور من مكتبة الزاوية الفاسية الشاذلية في الهند - مدراس، وتقع في (11) ورقة ضمن مجموع (45 - 55). ¬

_ (¬1) خطب الرسول صلى الله عليه وسلم ص 5. (¬2) انظر ص: د. (¬3) صدر عن دار المعرفة في بيروت، ط 1 (1426 هـ- 2005 م). (¬4) رسالة صغيرة في (40) صفحة تضم (20) خطبة، صدرت عن دار النهج في حلب، ط 1 (1427 هـ- 2006 م).

- خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوعد والوعيد، برقم (306464)، وهي مصورة من خزانة صالح بن عمر العلي بغرداية - الجزائر، وتقع في (9) أوراق ضمن مجموع (114 - 122) (¬1). أما الدراسات الحديثة التي قامت على خطب النبي صلى الله عليه وسلم فهناك: - خطابة الرسول: لشوقي ضيف، في مجلة الثقافة، س 8، ع 413 (9/ 1946) ص 17 - 20. - خطبة الوداع: دراسة بلاغية تحليلية: لجليل رشيد فالح، في مجلة آداب الرافدين، ع 13 (4/ 1981) من 407 - 424 (¬2). - الجانب الإعلامي في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم: محمد إبراهيم محمد إبراهيم، المكتب الإسلامي -بيروت، مكتبة فرقد الخاني- الرياض، ط 1 (1406 هـ)، (456) ص. - خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: دراسة تحليلية: هاشم صالح مناع. دار الفكر العربي - بيروت، تاريخ المقدمة: (1407 هـ)، (63) ص. - الجوانب الإعلامية في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم: دراسة تحليلية لنماذج من خطب الرسول صلى الله عليه وسلم: سعيد بن علي ثابت. وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف - الرياض ط 1، (1417 هـ)، (176) ص. ¬

_ (¬1) وانظر: الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط (الحديث النبوي) 2/ 757 ولم يذكر سوى ثلاثة عناوين مجهولة المؤلف، وكتاب البارجيلغي. (¬2) هذان من: معجم ما كتب عن الرسول وأهل البيت لعبد الجبار الرفاعي 4/ 297 - 298.

الكتب المؤلفة في خطب الخلفاء الراشدين

- خصائص خطب النبي صلى الله عليه وسلم ومنهجه في الدعوة إلى الله تعالى: دراسة تأصيلية: أحمد إسماعيل أبو شنب. مكتبة الأزهر الحديثة - طنطا، مصر. ط 1 (1420 هـ)، (350) ص. - نظرات في خطبة الوداع: صلاح أحمد السيد أبو زيد. مطبعة الشروق - الغربية، مصر، ط 1 (1420 هـ)، (322) ص. - الوصية النبوية للأمة الإسلامية في حجة الوداع: أ. د. فاروق حمادة. دار القلم - دمشق، ط 1 (1422 هـ)، (255) ص (¬1). - خطبة الفتح الأعظم: فتح مكة المكرمة في رمضان سنة 8 هـ: أ. د. فاروق حمادة. ط 1، الدار البيضاء، دار الثقافة (1983 م)، (47) ص. - في التذوق الجمالي لخطبة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: د. علي أبو حمدة. - منهج الدعوة الإسلامية: صفة الداعية ونماذج من خطب النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة: عبد الحميد كشك (¬2). أما خطب الخلفاء الراشدين، فهناك: - خطب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ووصاياه: جمع وتحقيق محمد أحمد عاشور. القاهرة، دار الاعتصام (1406 هـ- 1985 م). (157) ص (¬3). ¬

_ (¬1) هذه الكتب الستة من: التصنيف في السنة النبوية وعلومها للدكتور خلدون الأحدب 2/ 488 - 495. (¬2) ذكر في ترجمته في إتمام الأعلام ص 223. (¬3) من: معجم ما ألف عن الصحابة وأمهات المؤمنين وآل البيت رضي الله عنهم ص 106.

أما خطب سيدنا علي فهناك أكثر من عشرة كتب تجمعها، عدا الخطب المفردة (¬1). ... ¬

_ (¬1) انظر عن الخطب المجموعة والمفردة: معجم ما كتب عن الرسول وأهل البيت 5/ 423 - 432، ويزاد عليه: إتحاف الأديب الكاتب بخطب علي بن أبي طالب، رأيته مخطوطًا مصورًا في مركز جمعة الماجد برقم (376532) في ورقتين، ولم يذكر المؤلف. ولتمام الفائدة أقول: للإمام ابن الحذاء التميمي الأندلسي: محمد بن يحيى بن محمد (ت: 410 هـ): الخطب والخطباء في مجلدين. ذكره ياقوت في معجم الأدباء 6/ 2676. ولأحمد بن محمد الأصبهاني (ت:؟) طبقات الخطباء، لم يسبق إلى مثله. ذكره ياقوت كذلك في ترجمته 1/ 432. ولأبي نعيم الأصبهاني: طبقات الخطباء. نقل منه ابن حجر، انظر: الإصابة، القسم الثالث من حرف السين، (سحبان) 3/ 206، والتراتيب الإدارية 1/ 218. ولا نعرف عن هذه الكتب شيئًا.

(نماذج النسخ الخطية المعتمدة)

الصفحة الأولى من نسخة س

الصفحة الأخيرة من نسخة س

الصفحة الأولى من نسخة ح

الصفحة الأخيرة من نسخة ح

الصفحة الأولى من نسخة ع

الصفحة الأخيرة من نسخة ع

الصفحة الثانية من نسخة أ

(الصفحة الأخيرة من نسخة أ)

موعظة الحبيب وتحفة الخطيب (من خطب النبي والخلفاء الراشدين) للعلامة الشيخ علي بن سلطان محمد القاري الحنفي المكي المتوفى بمكة سنة 1014 هـ حققها وعلق عليها وقدم لها د. عبد الحكيم الأنيس كبير باحثين أول بإدارة البحوث

مقدمة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم رب زدني علمًا يا كريم الحمد لله الذي أنزل القرآن وأفحم به العرب العرباء، من الفصحاء والخطباء، والصلاة والسلام على إمام الأنبياء، وقدوة الأولياء، وعلى آله وأصحابه، وأتباعه وأحبابه نجوم الاقتداء للاهتداء. أما بعد: فيقول أفقر عباد الله إلى بر ربه الباري علي بن سلطان محمد القاري الحنفي عاملهما الله بلطفه الخفي، وكرمه الوفي: إنه ورد علي بعض الصلحاء والفضلاء من الغرباء، وهو من الأئمة والخطباء، وذكر لي أن الواقف لمسجده شرط في وقفه أن يخطب الخطيب من خطب السلف لا من كلام الخلف، مريدًا به مزيد الاهتمام لتمام المرام ونظام الكلام، لوفور أجور من حضر من الأنام، فجمعت له ولغيره ما ورد مما يتعلق بخطبته عليه السلام، وبخطب الخلفاء الراشدين من الصحابة الكرام، الذين لا نزاع في كونهم من السلف العظام. وأرجو ممن انتفع بهذه الرسالة، أن لا ينساني من الدعاء حيًّا وميتًا في تلك الحالة. 1 - فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه عليه السلام كان يركع قبل الجمعة أربعًا، وبعدها أربعًا لا يفصل في شيء منهن. رواه ابن ماجه (¬1). ¬

_ (¬1) في السنن 1/ 358 (1129) بدون لفظ: وبعدها أربعًا، وسنده ضعيف، وهذه الزيادة في المعجم الكبير للطبراني 12/ 129 (12674). انظر: الخلاصة للنووي 2/ 820، وفيض القدير 5/ 216. والحديث في كنز العمال 7/ 62.

2 - وعن جابر رضي الله عنه أنه عليه السلام كان يلبس برده (¬1) الأحمر في الجمعة والعيدين. رواه البيهقي (¬2). والمراد بالأحمر: ما فيه خطوط حمر كما هو شأن البرد فتدبر. 3 - وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه صلى الله عليه وسلم كان يجلس إذا صعد المنبر حتى يفرغ المؤذن، ثم يقوم فيخطب، (ثم يجلس فلا يتكلم، ثم يقوم فيخطب) (¬3). رواه أبو داود (¬4). 4 - وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه أنه عليه السلام كان يخطب قائمًا، ويجلس بين الخطبتين، ويقرأ آيات، ويذكر الناس -بتشديد الكاف-. أي يعظهم وينصحهم في أمر دينهم من أهم ما ينفعهم. رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه (¬5). 5 - وعن بنت الحارث بن النعمان رضي الله عنها أنه عليه السلام كان ¬

_ (¬1) في النسخ الأربع: بردة!. (¬2) في السنن الكبرى 3/ 247 و 280 وفيه حجاج بن أرطاة ليِّن. انظر: فيض القدير 5/ 246، والحديث في الكنز 7/ 121. (¬3) ما بين الهلالين سقط من ع. (¬4) في السنن 1/ 286 (1092)، وهو في الكنز 7/ 63. (¬5) انظر: مسند أحمد 5/ 88 (20849)، و 5/ 102 (21010)، و 5/ 107 (21076)، وصحيح مسلم 2/ 589 (862)، وسنن أبي داود 1/ 286 (1094)، و 1/ 288 (1101)، وسنن النسائي الصغرى 3/ 110 (1418) و (1584)، والكبرى 1/ 550 (1789)، وسنن ابن ماجه 1/ 351 (1106)، وهو في الكنز 7/ 63.

يخطب بـ (قاف) كل جمعة. رواه أبو داود (¬1). والمعنى: أن كل جمعة كان يقرأ ببعض آيات من سورة (قاف)، لما فيها من أنواع الوعد والوعيد، في حق القريب والبعيد (¬2). 6 - وعن سعد القَرَظ (¬3) رضي الله عنه: كان عليه السلام إذا خطب في الحرب خطب على قوس، وإذا خطب في الجمعة خطب على عصا. رواه ابن ماجه والحاكم والبيهقي (¬4). 7 - وعن جابر رضي الله عنه أنه عليه السلام كان إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم. رواه ابن ماجه وابن حبان والحاكم (¬5). ¬

_ (¬1) في السنن 1/ 288 (1100)، وأخرجه مسلم 2/ 595 (873)، وهو في الكنز 7/ 63 والمؤلف تابعه في العزو فقصر، وقد انتقد المناوي السيوطي فانظر فيض القدير 5/ 211. (¬2) اختلف العلماء في قراءة السورة كلها أو قراءة بعضها، انظر: مرقاة المفاتيح 2/ 232 - 233. (¬3) في أ: القرظي وهو خطأ. قال ابن حجر في التلخيص الحبير 1/ 179: (وقع في الرافعي والوسيط: سعد القرظي بياء النسب، وتعقبه ابن الصلاح وقال: إن كثيرًا من الفقهاء صحفوه اعتقادًا منهم أنه من بني قريظة، وإنما هو سعد القرظ، مضاف إلى القرظ -بفتح القاف- وهو الذي يدبغ به، وعرف بذلك لأنه اتجر في القرظ فربح فيه فلزمه، فأضيف إليه). (¬4) انظر: سنن ابن ماجه 1/ 351 (1107)، والمستدرك 3/ 703 (6554)، وسنن البيهقي الكبرى 3/ 206 (5542)، وهو في الكنز 7/ 64، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 2/ 187: (رواه الطبراني في الكبير [6/ 39 برقم 5448] وإسناده ضعيف). (¬5) انظر: سنن ابن ماجه 1/ 17 (45)، وصحيح ابن حبان (الإحسان) 1/ 186 (10)، والمستدرك 4/ 569 (8595)، وهو في الكنز 7/ 63، والحديث في صحيح مسلم 2/ 292 (867).

والمعنى: كأنه مخوف لهجوم عسكر قرب (¬1) حلوله، ويخشى نزوله، فيقول المنذر: صبحكم ومساكم: أي إما ينزل بكم في الصباح، أو يحل بكم في المساء والرواح. والمعنى: احذروا من أن يصيبكم العذاب في الدنيا، أو في العقبى، والتجئوا إلى طاعة المولى، واستعدوا للموت قبل الموت. 8 - وعن أُبيِّ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ يوم الجمعة (براءة) وهو قائم فذكَّرنا بأيام الله. رواه ابن عساكر (¬2). والمعنى: أنه كان يقرأ بعض آيات سورة (براءة) تخويفًا للمنافقين، والمراد بأيام الله: وقائعه التي سبقت في الأيام السالفة، من إنجاء المؤمنين، وإهلاك الكافرين. 9 - وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: من حدثك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب على المنبر جالسًا فكذبه، فأنا شهدته كان يخطب قائمًا ثم يجلس ثم يقوم فيخطب أخرى. قلت: فكيف كانت خطبته؟ (قال: كلام يعظ به الناس، ويقرأ آيات من كتاب الله، ثم ينزل، وكانت خطبته قصدًا -أي وسطًا-) (¬3)، وصلاته قصدًا بنحو (والشمس وضحاها) و (السماء والطارق). رواه ابن عساكر (¬4). ¬

_ (¬1) في ع: بهجوم عسكر يقرب. (¬2) لم أجده في تاريخ دمشق، وهو في كنز العمال 8/ 373 - 374 مع تتمة معزوًا إلى عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند، وابن ماجه. قال: وهو صحيح. قلت: انظر المسند 5/ 143 (21315) -ومن طريقه رواه الضياء المقدسي في المختارة 3/ 344 (1139) - وسنن ابن ماجه 1/ 352 (1111)، وفي مجمع الزوائد 2/ 190: (رجاله رجال الصحيح). (¬3) ما بين الهلالين سقط من أ. (¬4) أي بهذا السياق. انظر: تاريخ مدينة دمشق 53/ 336، وهو في الكنز 8/ 374 - 375.

10 - وعنه رضي الله عنه أنه عليه السلام كان لا يطيل الموعظة يوم الجمعة. رواه أبو داود والحاكم (¬1). 11 - وعن أبي جعفر رضي الله عنه قال: كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين) فأما سورة الجمعة فيبشر بها المؤمنين ويحرضهم، وأما سورة المنافقين فيؤيس بها المنافقين) (¬2) ويوبخهم (¬3). 12 - وعن علي كرم الله تعالى وجهه أنه عليه السلام كان يقرأ على المنبر (قل يا أيها الكافرون) و (قل هو الله أحد). رواه الطبراني في (الأوسط) (¬4). وهو يحتمل الجمع بينهما في خطبة، وقراءة كل واحدة منهما في خطبة، ولعله عليه السلام اختارهما لما في الأولى من البراءة عن عبادة غير المولى، ولما في الثانية من الأسماء الحسنى والصفات العليا. ¬

_ (¬1) انظر: سنن أبي داود 1/ 289 (1107)، والمستدرك 1/ 426 (1067)، وهو في الكنز 7/ 63، وتتمة الحديث: (إنما هن كلمات يسيرات)، وهذا الحديث أورده السيوطي في الجامع الصغير بدون هذه التتمة فجاء بها المناوي وقال: (فحذف المصنف لذلك كأنه لذهول). فيض القدير 5/ 187. وقال ابن الملقن في تحفة المحتاج 1/ 506: (رواه أبو داود بإسناد صحيح، لا جرم أخرجه الحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم). (¬2) ما بين الهلالين سقط من أ. (¬3) رواه ابن أبي شيبة في المصنف 4/ 138 (5498) و 20/ 167 (36626) وفيه في الموضع الأول (حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن الحكم عن أناس من أهل المدينة أرى فيهم أبا جعفر). وهو في كنز العمال 8/ 378، وسها المصنف عن نقل من خرجه. (¬4) المعجم الأوسط 4/ 226 (4045) وقال: (لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلا إبراهيم بن خالد، تفرد به إسحاق بن زريق)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 2/ 190 عن إسحاق: (لم أجد من ترجمه، وبقية رجاله موثقون). وهو في الكنز 8/ 376.

الخطب المذكورة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -

13 - وأول خطبة خطبها بالمدينة لأصحابه في الجمعة قال فيها: الحمد لله، أحمده وأستعينه وأستغفره وأستهديه، وأومن به ولا أكفره، وأعادي من يكفر به، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى، ودين الحق والنور، والموعظة والحكمة على فترة من الرسل، وقلة من العلم، وضلالة من الناس، وانقطاع من الزمان، ودنو من الساعة، وقرب من الأجل. من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فقد غوى وفرَّط وضلَّ ضلالًا بعيدًا. أوصيكم بتقوى الله فإنه خير ما أوصى به المسلم المسلم أن يحضه على الآخرة، ويأمره بتقوى الله. واحذروا ما حذركم الله من نفسه، فإن تقوى الله لمن عمل به على وجل ومخافة من ربه عون وصدق على ما تبتغون من الآخرة، ومن يصل الذي بينه وبين الله من أمره في السر والعلانية لا ينوي به إلا وجه الله يكن له ذكرًا في عاجل أمره، وذخرًا فيما بعد الموت حين يفتقر المرء إلى ما قدم. وما كان مما (¬1) سوى ذلك يود لو أن بينه وبينه أمدًا بعيدًا، ويحذركم الله نفسه، والله رؤف بالعباد، هو الذي صدق قوله، وأنجز وعده، لا خلف لذلك فإنه يقول {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} (¬2)، فاتقوا الله في عاجل أمركم وآجله، في السر والعلانية، فإنه من يتق الله يكفر عنه سيئاته ¬

_ (¬1) ليست في أ، وفي ع: فما!. (¬2) من سورة ق، الآية: 29.

ويعظم له أجرًا، ومن يتق الله فقد فاز فوزًا عظيمًا، وإن تقوى الله تَوَقِّي (¬1) مقته، وتَوَقِّي عقوبته وسخطه، وإن تقوى الله تبيض الوجه، وترضي الرب، وترفع الدرجة، فخذوا بحظكم ولا تفرطوا في جنب الله، فقد علمكم كتابه، ونهج لكم سبيله، ليعلم الذين صدقوا، ويعلم الكاذبين، فأحسنوا كما أحسن الله إليكم، وعادوا أعداءه، وجاهدوا في الله حق جهاده، هو اجتباكم وسماكم المسلمين، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حي عن بينة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فأكثروا ذكر الله، واعملوا لما بعد الموت، فإنه من يصلح ما بينه وبين الله يكفه الله ما بينه وبين الناس، وذلك بأن الله يقضي على الناس، ولا يقضون عليه، ويملك من الناس، ولا يملكون منه، الله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. كذا ذكر القرطبي هذه الخطبة في (تفسيره) (¬2)، وكذا جماعة غيره. 14 - وعن [أبي سلمة بن] (¬3) عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه أَن من خطبه عليه السلام: ¬

_ (¬1) هكذا ضبط هذه الكلمة والتي بعدها ناسخا نسختي السليمانية، وعليه تكون الجملة بيانًا للمراد من التقوى، وضبط ناشر تفسير القرطبي كلمتي (مقته) و (عقوبته) بالنصب فيكون الفعل: تُوقي، ويكون المراد بيان جزاء التقوى. وكلاهما محتمل. (¬2) في تفسير سورة الجمعة 18/ 98 - 99 ناقلًا لها عن أهل السير والتواريخ. قلت: ولعله يقصد الطبري منهم فقد قال في تاريخه 2/ 394: (حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثني سعيد بن عبد الرحمن الجمحي أنه بلغه عن خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول جمعة صلاها بالمدينة في بني سالم بن عوف) وذكر هذه الخطبة، وقال ابن كثير في البداية والنهاية 3/ 244: (هكذا أوردها ابن جرير، وفي السند إرسال). (¬3) ليست في النسخ، والصواب إثباتها كما في كنز العمال 16/ 125، والزهد لهناد 1/ 279، ودلائل النبوة للبيهقي 2/ 524 - 525، وانظر (الدر المنثور 3/ 408).

إن الحمد لله نحمده

إن الحمد لله نحمده، أحمده وأستعينه، نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، إن أحسن الحديث كتاب الله، قد أفلح من زينه الله في قلبه، وأدخله في الإسلام بعد الكفر، واختاره على ما سواه من أحاديث الناس، إنه أحسن الحديث وأبلغه، أحبوا من أحب الله، أحبوا الله تعالى من كل قلوبكم، ولا تملوا كلام الله وذكره، ولا يقسى (¬1) قلوبكم فقد سماه خيرته من الأعمال والصالح من الحديث (¬2)، فاعبدوا (¬3) الله ولا تشركوا به شيئًا واتقوه حق تقاته، واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم، وتحابوا بروح الله عز وجل بينكم، إن الله يغضب أن ينكث عهده. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. رواه هناد مرسلًا (¬4). ¬

_ (¬1) هكذا في س وح: ولا يقسى، وفي ع وأ: ولا تَقْسَى وقد ضبطها ناسخ ع. ولعل الصواب ما جاء في دلائل النبوة: ولا تقسُ عنه. (¬2) في كنز العمال 16/ 124 هنا: (وعلى كل ما آوى الناس من الحلال والحرام)! (¬3) في الدلائل: (ولا تقس عنه قلوبكم، فإنه من كل يختار الله ويصطفي فقد سماه خيرته من الأعمال، ومصطفاه من العباد، والصالح من الحديث، ومن كل ما أتى الناس من الحلال والحرام فاعبدوا ...). (¬4) انظر: الزهد 1/ 279 ونصه: (حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال: حدثني المغيرة بن عثمان عن محمد بن عثمان بن الأخنس بن شريق عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: كان أول خطبة خطبها النبي بالمدينة أنه قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: أما بعد: أيها الناس تقدموا لأنفسكم، تعلمن والله ليصعقن أحدكم ثم ليدعن غنمه وليس لها راع، ثم ليقولن له ربه -ليس له ترجمان ولا يحجبه دونه-: ألم يأتك رسول فبلغك، وآتيتك مالًا وأفضلت عليك فما قدمت لنفسك؟ فلينظرن يمينًا وشمالًا فلا يرى شيئًا، ثم لينظرن قدامه فلا يرى غير جهنم، فمن استطاع أن يقي =

إن الحمد لله، ما شاء جعل بين يديه

15 - وعن معن بن يزيد رضي الله عنه أن من خطبته عليه السلام: إن الحمد لله، ما شاء جعل بين يديه، وما شاء جعل خلفه، وإن من البيان سحرًا. رواه أحمد والطبراني (¬1). والمعنى: أنه سبحانه المقدم والمؤخر، يقدم من شاء فيما شاء، ويؤخر من شاء فيما شاء، لا مقدم لما أخر، ولا مؤخر لما قدم. وقوله: (إن من البيان سحرا): يحتمل المدح والذم (¬2)، والله سبحانه أعلم. ¬

_ = وجهه من النار ولو بشقة من تمرة فليفعل، ومن لم يجد فبكلمة طيبة، فإن بها تجزى الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف. والسلام على رسول الله وبركاته. ثم خطب مرة أخرى: ...) وأورد ما نقله المصنف فوق، وبينهما فروق، فالنص المنقول هنا لفظ البيهقي، وقد أورد ابن كثير في البداية والنهاية 3/ 245 رواية ابن جرير ثم رواية البيهقي وقال عنها: (وهذه الطريق أيضًا مرسلة، إلا أنها مقوية لما قبلها وإن اختلفت الألفاظ). (¬1) انظر: مسند أحمد 3/ 470 (15899)، والمعجم الكبير 19/ 442 (1074)، ورواه البخاري في الأدب المفرد 1/ 303 (877) قال: (حدثنا أحمد بن إسحاق قال: حدثنا يحيى بن حماد قال: حدثنا أبو عوانة عن عاصم بن كليب قال: حدثني سهيل بن ذراع قال: سمعت أبا يزيد أو معن بن يزيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اجتمعوا في مساجدكم، وكلما اجتمع قوم فليؤذنوني. فأتانا أول من أتى، فجلس، فتكلم متكلم منا ثم قال: إن الحمد لله الذي ليس للحمد دونه مقصد ولا وراءه منفذ. فغضب فقام، فتلاومنا بيننا فقلنا: أتانا أول من أتى، فذهب إلى مسجد آخر فجلس فيه، فأتيناه فكلمناه، فجاء معنا، فقعد في مجلسه أو قريبًا من مجلسه ثم قال: الحمد لله الذي ما شاء جعل بين يديه، وما شاء جعل خلفه، وإن من البيان سحرًا. ثم أمرنا وعلمنا). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 117: (رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح، غير سهيل بن ذراع وقد وثقه ابن حبان)، وهو في كنز العمال 16/ 125. (¬2) انظر: مرقاة المفاتيح 2/ 231.

يا معشر من آمن بلسانه

16 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسمع العواتق في الخُدُر -أي: الأبكار فيما وراء الأستار (¬1) - ينادي بأعلى صوته: يا معشر من آمن بلسانه ولم يخلص الإيمان إلى قلبه، لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم -أي عيوبهم وذنوبهم- فإن من يتبع عورة أخيه المسلم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته. رواه البيهقي (¬2). 17 - وعن علي رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبًا على أصحابه فقال: يا أيها الناس كأن الموت على غيرنا كتب، وكأن الحق على غيرنا وجب، وكأن الذي نشيع من الأموات سَفْرٌ عما قليل إلينا راجعون، نبوئهم أجداثهم، ونأكل تراثهم، كأنا مخلدون بعدهم، قد نسينا كل واعظة، وأَمِنَّا كل جائحة، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، طوبى لمن طاب مكسبه، وصلحت سريرته، وحسنت علانيته، واستقامت طريقته، طوبى لمن تواضع لله من غير منقصة، وأنفق مالًا جمعه من غير معصية، وخالط أهل الفقه والحكمة، ورحم أهل الذلة والمسكنة. طوبى لمن أنفق الفضل ¬

_ (¬1) التفسير من المؤلف. (¬2) في شعب الإيمان 7/ 108 (9660) و 7/ 521 (1196)، وهو في الكنز 16/ 125 وقال الهيثمي في المجمع 8/ 93: (رواه أبو يعلى [3/ 237) 1675)] ورجاله ثقات).

من كانت الآخرة همه

من ماله، وأمسك الفضل من قوله، ووسعته السنة، ولم يعد عنها إلى البدعة (¬1). 18 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف فحمد الله، وذكره بما هو أهله، ثم قال: من كانت الآخرة همه جمع الله شمله، وجعل غناه بين عينيه، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه فرق الله شمله، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له. رواه الطبراني (¬2). ¬

_ (¬1) الخبر في الكنز 16/ 125 - 126 معزوًا إلى حلية الأولياء. وفات المؤلف أن يعزوه إليها. قال أبو نعيم 3/ 202: (حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن سلم إملاءً، حدثنا القاسم بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب حدثني أبي عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي قال: رأيت رسول الله قام خطيبًا ...). ثم قال: (هذا حديث غريب من حديث العترة الطيبة، لم نسمعه إلا من القاضي الحافظ، وروي هذا الحديث من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم). وحديث أنس نقله الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 229 عن البزار وقال: (فيه النضر بن محرز وغيره من الضعفاء). ومن قبله قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 13/ 557: (هذا حديث واهي الإسناد فالنضر قال أبو حاتم: مجهول، والوليد لا يعرف، ولا يصح لهذا المتن إسناد). وهو من الأربعين الودعانية الموضوعة ص 27 وانظر كلام العلماء عليها في تقديم محققها ص 13 - 17 وكلام السلفي على الأربعين الودعانية (ضمن جمهرة الأجزاء الحديثية) ص 321 - 322. والخطبة في نهج البلاغة 4/ 28 - 29. (¬2) في المعجم الكبير 11/ 266 (11690)، وهو في الكنز 16/ 135 وعزاه أيضًا إلى أبي بكر الخفاف في معجمه وابن النجار. وقال الهيثمي في المجمع 10/ 248: (فيه أبو حمزة الثمالي وهو ضعيف).

يا أيها الناس إنكم في دار هدنة

19 - وعن علي رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبًا فقال: يا أيها الناس إنكم في دار هدنة، وأنتم على ظهر سفر، السير بكم سريع، فأعدوا الجهاز لبعد المسافة. رواه الديلمي (¬1). 20 - وعنه أيضًا رضي الله عنه: أنه عليه السلام قال في خطبته: أيها الناس، قد بيَّن الله لكم في محكم كتابه ما أحل لكم، وما حرم عليكم، فأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وآمنوا بمتشابهه، واعملوا بمحكمه، واعتبروا بأمثاله. رواه ابن النجار (¬2). 21 - وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودع فأوصنا. قال: أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة. رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح (¬3). ¬

_ (¬1) في الفردوس 5/ 279 (8179)، ولكنه فيه من قول علي. وهو في الكنز 16/ 136. (¬2) هو في الكنز 16/ 138 - 139 وفيه: وسنده واه، وهو ما قاله السيوطي في الدر المنثور أيضًا 2/ 149 وكان على المصنف ألا يهمله. (¬3) انظر: سنن أبي داود 4/ 200 (4607)، والجامع للترمذي 5/ 44 (2676) ونص =

من أوتي ثلاثا

22 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقرأ هذه الآية {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (¬1) ثم قال عليه السلام: من أوتي ثلاثًا فقد أوتي مثل ما أوتي داود: خشية الله في السر والعلانية، والعدل في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى. رواه ابن النجار (¬2). 23 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف بمنى فقال: نضر الله عبدًا سمع مقالتي فعمد بها يحدث بها أخاه، ثلاثة لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمور، ولزوم جماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم. رواه ابن النجار (¬3). ¬

_ = أبي داود: فقال العرباض: (صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة) وجاء في نص الترمذي أنها صلاة الغداة. (¬1) من سورة سبأ، الآية: 13 (¬2) هو في كنز العمال 16/ 230 - 231 وقال السيوطي في الدر المنثور 6/ 681: (أخرج ابن المنذر عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال: قال رسول الله -وهو يخطب الناس على المنبر وقرأ هذه الآية {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا} - قال: ثلاث من أوتيهن فقد أوتي ما أوتي آل داود. قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال: العدل في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، وذكر الله في السر والعلانية. وأخرجه ابن مردويه من طريق عطاء بن يسار عن حفصة رضي الله عنها مرفوعًا به، وأخرجه الحكيم الترمذي من طريق عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا به. وأخرجه ابن النجار في تاريخه من طريق عطاء بن يسار عن أبي ذر رضي الله عنه مرفوعًا به، وقال: خشية الله في السر والعلانية). (¬3) هو في كنز العمال 16/ 236 - 237، والحديث مروي عن عدد من الصحابة كابن =

يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد

24 - وعن أبي نضرة رضي الله عنه قال: حدثني من شهد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول فيها: يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأسود على أحمر، ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى. ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم. قال: فليبلغ الشاهد الغائب. ذكره الطبري (¬1) في (آداب النفوس) (¬2). 25 - وفيه أيضًا: عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لا ينظر إلى أنسابكم ولا إلى أحسابكم ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم، فمن كان له قلب صالح تحنن الله عليه، وإنما أنتم بنو آدم، وأحبكم إليه أتقاكم (¬3). ... ¬

_ = مسعود وزيد بن ثابت وأنس وأبي الدرداء وغيرهم، ورواية ابن مسعود في جامع الترمذي 5/ 34 (2658). ومعنى الحديث أن هذه الخلال الثلاث تستصلح بها القلوب، فمن تمسك بها طهر قلبه من الخيانة والدغل والشر. من النهاية 3/ 381. (¬1) في أ: الطبراني. وهو تحريف، والكتاب معروف للإمام محمد بن جرير الطبري، انظر ترجمته في معجم الأدباء 6/ 2451 و 2460 و 2465. (¬2) عزي في الكنز 3/ 699 إلى ابن النجار. وقد رواه ابن المبارك في مسنده 1/ 147 (239)، والحارث بن أبي أسامة، انظر: زوائده 1/ 153 برقم 151. وعزاه ابن حجر في الفتح 6/ 527 إلى أحمد وابن أبي حاتم. (¬3) هو في كنز العمال 3/ 421 معزوًا إلى الطبراني، انظر: المعجم الكبير 3/ 297 (3456)، وقال الهيثمي 10/ 231: (فيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف).

الخطب المذكورة عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -

فصل 26 - وعن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: خطب أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعوذوا بالله من خشوع النفاق (قالوا: يا رسول الله وما خشوع النفاق؟) (¬1) قال: خشوع البدن ونفاق القلب. رواه البيهقي (¬2). 27 - وعن عمرو بن دينار قال: خطب أبو بكر فقال: أوصيكم بالله لفقركم وفاقتكم أن تتقوه، وأن تثنوا عليه بما هو أهله، وأن تستغفروه إنه كان غفارًا، واعلموا أنكم ما أخلصتم لله فربكم أطعتم، وحقه (¬3) حفظتم، فأعطوا ضرائبكم (¬4) في أيام سلفكم، واجعلوها نوافل بين أيديكم حتى تستوفوا سلفكم وضرائبكم حين فقركم وحاجتكم. ثم تفكروا عباد الله فيمن كان قبلكم، أين كانوا أمس وأين هم اليوم! أين الملوك الذين أثاروا الأرض وعمروها؟ قد نُسوا ونُسِي ذكرهم فهم اليوم كلا شيء، فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا، وهم في ظلمات القبور، هل تحس منهم مِنْ أحد (¬5) أو تسمع لهم ركزًا؟ ¬

_ (¬1) سقط من أ. (¬2) هو في كنز العمال 8/ 196 معزوًا إلى الحكيم، والعسكري في الأمثال، والبيهقي، وانظر: شعب الإيمان 5/ 364 (6967)، ومتن الحديث بدون ذكر خطبة أبي بكر ذكر في الكنز 7/ 526 معزوًا إلى الحكيم والبيهقي عن أبي بكر، والحاكم في تاريخه عن ابن عمر. (¬3) في الحلية: وحقكم، وفي كنز العمال: وحقه وحقكم. (¬4) جاء في حاشية س وح وع هنا: أي مواجبكم في أموالكم. منه، أي من المصنف. (¬5) في ع: منهم أحدًا.

بدء خلق الإنسان

وأين من (¬1) تعرفون من أصحابكم وإخوانكم؟ قد وردوا على ما قدموا، فحلوا (¬2) الشقاوة والسعادة، إن الله عز وجل ليس بينه وبين [أحد من] (¬3) خلقه نسب (¬4) يعطيه به خيرًا ولا (¬5) يصرف عنه سوءًا إلا بطاعته (¬6) واتباع أمره، وإنه لا خير بخير بعده النار، ولا شر بشر بعده الجنة. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم. رواه أبو نعيم (في الحلية) (¬7). 28 - وعن أنس قال: كان أبو بكر يخطبنا، فيذكر بدء خلق الإنسان فيقول: خرج من مخرج البول مرتين، فيذكر حتى يتقذر أحدنا نفسه. رواه ابن أبي شيبة في (مصنفه) (¬8). 29 - وعن نعيم (¬9) قال: كان في خطبة أبي بكر الصديق: أما تعلمون أنكم تغدون وتروحون لأجل معلوم فمن استطاع أن ينقضي الأجل وهو في عمل الله فليفعل، ولن تنالوا ذلك إلا بالله، إن ¬

_ (¬1) في ع وأ: ما. (¬2) في النسخ: فحملوا. فصححتها ناظرًا إلى لفظها في المواضع الأخرى الآتية. (¬3) من الكنز. (¬4) ساقطة من أ، وفي ع: سبب. (¬5) في ع: أو. (¬6) في ع: طاعته. (¬7) انظر الحلية 1/ 35 - 36، وهو في الكنز 16/ 146، وفي الخطب والمواعظ لأبي عبيد ص 88 ضمن خطبة. وقوله (في الحلية) سقط من أ. (¬8) المصنف 19/ 136 (35577)، وهو في الكنز 16/ 146 - 147. (¬9) جاء اسم أبيه في الكنز: قحمة، وفي المعجم الكبير وحلية الأولياء وتفسير ابن كثير: نمحه، وفي مجمع الزوائد: محة، وفي الدر المنثور: محمد الرحبي!

أقوامًا جعلوا آجالهم لغيرهم فنهاكم الله أن تكونوا أمثالهم {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ} (¬1). أين من تعرفون من إخوانكم؟ قدموا على ما قدموا في أيام سلفهم، وحلوا فيه بالشقاوة والسعادة. أين الجبارون [الأولون] (¬2) الذين بنوا المدائن وحففوها بالحوائط؟ قد صاروا تحت الصخرة والآثار. هذا كتاب الله لا تفنى عجائبه فاستضيئوا منه ليوم الظلمة، وانتصحوا بشفائه وبيانه، إن الله عز وجل أثنى على زكريا وأهل بيته فقال {كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} (¬3). لا خير في قول لا يراد به وجه الله، ولا خير في مال لا ينفق في سبيل الله، ولا خير فيمن يغلب جهلُهُ حلمَهُ، ولا خير فيمن يخاف في الله لومة لائم. رواه الطبراني، وأبو نعيم في (الحلية). قال ابن كثير: إسناده جيد (¬4). ¬

_ (¬1) من سورة الحشر، الآية: 19. (¬2) من الكنز. (¬3) من سورة الأنبياء، الآية: 90. (¬4) هذا كله من الكنز 16/ 147، وانظر: المعجم الكبير 1/ 60 (39)، وحلية الأولياء 1/ 36، وتفسير ابن كثير 4/ 343 ونصه: (هذا إسناد جيد، ورجاله كلهم ثقات، وشيخ جرير ابن عثمان وهو عثمان بن نمحة لا أعرفه بنفي ولا إثبات، غير أن أبا داود السجستاني قد حكم بأن شيوخ جرير كلهم ثقات، وقد روي لهذه الخطبة شواهد من وجوه أخر) وقال الهيثمي 2/ 189: (نعيم بن محة لم أجد من ترجمه). والنص في الدر المنثور 8/ 120.

أما بعد: فإني أوصيكم بتقوى الله عز وجل

30 - وعن عبد الله بن عكيم قال: خطبنا أبو بكر فقال: أما بعد: فإني أوصيكم بتقوى الله عز وجل، وأن تثنوا عليه بما هو أهله، وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة، وأن تجمعوا الإلحاف بالمسألة، فإن الله عز وجل أثنى على زكريا وعلى أهل بيته فقال: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} (¬1). ثم اعلموا عباد الله أن الله عز وجل قد ارتهن بحقه أنفسكم، وأخذ على ذلك مواثيقكم، واشترى منكم القليل الفاني بالكثير الباقي، وهذا كتاب الله فيكم، لا تفنى عجائبه، ولا يطفأ نوره، فصدقوا قوله، وانتصحوا كتابه، واستبصروا فيه ليوم الظلمة، فإنما خلقكم للعبادة، ووكل بكم الكرام الكاتبين، يعلمون ما تفعلون. ثم اعلموا عباد الله إنكم لتغدون وتروحون في أجل قد غُيِّبَ عنكم علمه، فإن استطعتم أن تنقضي الآجال وأنتم في عمل لله فافعلوا، ولن تستطيعوا ذلك إلا بالله، فسابقوا في مهل آجالكم قبل أن تنقضي فتردكم إلى سوء أعمالكم، فإن قومًا جعلوا آجالهم لغيرهم، فنسوا أنفسهم، فنهاكم أن تكونوا أمثالهم. الوحاء الوحاء (¬2)، النجاء النجاء، إن وراءكم طالبًا حثيثًا مَرُّه سريع. رواه ابن أبي شيبة، وأبو نعيم، والحاكم (¬3) وغيرهم (¬4). ¬

_ (¬1) من سورة الأنبياء، الآية: 90. (¬2) علق ناسخ ع هنا: أي (السرعة السرعة). قلت: ويمد ويقصر. النهاية 5/ 163. (¬3) انظر: المصنف لابن أبي شيبة 19/ 132 (35572)، وحلية الأولياء 1/ 35، والمستدرك 2/ 415 (3447)، وتعقبه الذهبي بضعف أحد رواته، وهو في الكنز 16/ 148 - 149. (¬4) عزاه المتقي في الكنز كذلك إلى هناد في الزهد 1/ 283 (495)، والبيهقي وهو في شعب الإيمان 7/ 314 (10594) وجاء كذلك هذا الرمز: (في)، ولم يذكر في الرموز! وقال: وروى بعضه ابن أبي الدنيا في قصر الأمل. قلت: انظر قصر الأمل ص 101.

يا معشر الناس استحيوا من الله

31 - وعن ابن الزبير أن أبا بكر قال وهو يخطب: يا معشر الناس استحيوا من الله، فوالذي نفسي بيده إني لأظل حتى أذهب إلى الغائط في الفضاء مغطيًا رأسي -وفي لفظ: مقنعًا رأسي- استحياء من ربي. رواه ابن المبارك، وابن أبي شيبة في (مصنفه)، والخرائطي في (مكارم الأخلاق) (¬1). 32 - وعن [محمد بن] (¬2) إبراهيم بن الحارث أن أبا بكر الصديق خطب الناس فقال: والذي نفسي بيده لئن اتقيتم وأحسنتم ليوشكن ألا يأتي عليكم [إلا يسيرًا] حتى تشبعوا من الخبز والسمن. رواه ابن أبي الدنيا، والدينوري (¬3). 33 - وعن موسى بن عقبة أن أبا بكر الصديق كان يخطب فيقول: الحمد لله رب العالمين، أحمده وأستعينه ونسأله الكرامة فيما بعد الموت، فإنه قد دنا أجلي وأجلكم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن ¬

_ (¬1) انظر: الزهد 1/ 107 والمصنف 2/ 44 (1133)، ومكارم الأخلاق 2/ 559 (325)، وفي تعليق المحقق أنه موقوف على أبي بكر، ورجاله ثقات، وهو في الكنز 16/ 149 وعزاه إلى المذكورين وإلى رسته. (¬2) من المجالسة والكنز. (¬3) انظر: المجالسة 3/ 450 - 451 (1057) وفي سنده ضعف وانقطاع كما في تعليق المحقق، وهو في الكنز 16/ 149، وما بين المعقوفتين منهما، ورواه ابن أبي شيبة في المصنف 19/ 137 (35580) عن مجاهد بلفظ: (قام أبو بكر خطيبًا فقال: أبشروا، فإني أرجو أن يتم الله هذا الأمر حتى تشبعوا من الزيت والخبز).

محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيرًا ونذيرًا وسراجًا منيرًا {لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ} (¬1) ومن يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد ضل ضلالًا مبينًا. أوصيكم بتقوى الله والاعتصام بأمر الله الذي شرع لكم وهداكم به، فإن جوامع هدى الإسلام بعد كلمة الإخلاص السمع والطاعة لمن ولاه الله أمركم، فإنه من يطع ولي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد أفلح وأدى الذي عليه من الحق، وإياكم واتباع الهوى فقد أفلح من حفظ [من] (¬2) الهوى والطمع والغضب. وإياكم والفخر، وما فخر من خلق من تراب، ثم إلى التراب يعود، ثم يأكله الدود، ثم هو اليوم حي وغدًا ميت؟! فاعملوا يومًا بيوم وساعة بساعة، وتوقوا دعاء المظلوم، وعدوا أنفسكم في الموتى، واصبروا فإن العمل كله بالصبر، واحذروا والحذر ينفع، واعملوا والعمل (¬3) يقبل، واحذروا ما حذركم الله من عذابه، وسارعوا فيما وعدكم الله من رحمته وثوابه، وافهموا تفهموا، واتقوا توقوا، فإن الله قد بين لكم ما أهلك به مَنْ كان قبلكم وما نجا به مَنْ نجا قبلكم، قد بين لكم في كتابه حلاله وحرامه، وما ¬

_ (¬1) من سورة يس، الآية: 70. (¬2) ليست في النسخ، وهي من الكنز. (¬3) في الكنز: فالحذر، فالعمل، أي بالفاء، والعطف بالواو هو الصحيح هنا، أي احذروا في وقت ينفع فيه الحذر، واعملوا في وقت يقبل فيه العمل.

يحب من الأعمال وما يكره، فإني لا ألوكم ونفسي (¬1)، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله. واعلموا أنكم ما أخلصتم لله من أعمالكم فربكم أطعتم، وحظكم حفظتم، واغتبطتم، وما تطوعتم به فاجعلوه (¬2) نوافل بين أيديكم تستوفوا بسلفكم وتعطوا أجركم حين فقركم وحاجتكم إليها. ثم تفكروا عباد الله في إخوانكم وصحابتكم الذين مضوا، قد وردوا على ما قدموا فأقاموا عليه، وحلوا في الشقاء والسعادة فيما بعد الموت، إن الله ليس له شريك، وليس بينه وبين أحد من خلقه نسب يعطيه به خيرًا، ولا ي رصف عنه سوءًا إلا بطاعته واتباع أمره، فإنه لا خير في خير بعده النار، ولا شر في شر بعده الجنة، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وصلوا على نبيكم، صلى الله عليه وسلم، والسلام عليكم (¬3) ورحمة الله وبركاته. أخرجه ابن أبي الدنيا (¬4). 34 - وعن الحسن أن أبا بكر الصديق خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ¬

_ (¬1) علق ناسخ ع هنا: أي لا أقصر في أمركم وأمري. (¬2) هنا تنقطع النسخة المدنية ع. (¬3) في تاريخ دمشق والكنز: عليه. (¬4) هو في الكنز 16/ 150 - 151 وعزاه إلى ابن أبي الدنيا في كتاب الحذر، وابن عساكر. انظر: تاريخ مدينة دمشق 30/ 335. وكتاب الحذر لا أعلم عنه شيئًا، وقد ذكر في الكنز في موضعين.

إن أكيس الكيس التقوى

إن أكيس الكيس التقوى، وأحمق الحمق الفجور (¬1)، ألا إن الصدق الأمانة، والكذب الخيانة. رواه ابن عساكر (¬2). 35 - وزاد في رواية (¬3): وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، ولا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالفقر، ولا ظهرت الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء. 36 - وفي رواية: خطب فذكر المسلمين فقال: من ظلم منهم أحدًا فقد أخفر (¬4) ذمة الله، ومن ولي من أمور الناس شيئًا فلم يعطهم كتاب الله فعليه بهلة الله (¬5). ¬

_ (¬1) بدأ بهاتين الجملتين الحسن بن علي في خطبة له. انظر: تاريخ دمشق 13/ 273. (¬2) ليس في رواية ابن عساكر (30/ 303 - 304) عن الحسن هذا اللفظ، وإنما هو في رواية عبد الله بن عكيم والشعبي (30/ 302)، وليس فيها: ألا إن الصدق الخ. واللفظ المذكور هنا رواه البيهقي في السنن الكبرى (6/ 353) (12788) عن الحسن، وهو في كنز العمال 5/ 599 عنه. فالصواب أن يعزى إليه. (¬3) هي رواية عبد الله بن عكيم والشعبي، أخرجهما ابن عساكر (30/ 302) من طريق الدينوري في المجالسة 4/ 11 - 311، وحكم المحقق على الإسناد بأنه ضعيف وهو مرسل، ولكن جاءت الرواية بإسناد آخر حسن. وانظر كنز العمال 5/ 633 - 634. (¬4) في س وح: أحقر!. (¬5) هو في كنز العمال 5/ 754 وعزاه إلى الدينوري، انظر: المجالسة 4/ 279 - 280 (1441) وأطال المحقق في تخريجه وحكم على إسناده بالصحة. وقال: (المذكور جزء من وصية أبي بكر في غزوة ذات السلاسل لرافع بن أبي رافع الطائي). وبهلة الله أي: لعنته كما في المجالسة، والقاموس ص 1253.

الحمد لله الذي هدى فكفى

37 - وفي رواية له: إن أبا بكر قام خطيبًا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: الحمد لله الذي هدى فكفى، وأعطى فأغنى (¬1). ¬

_ (¬1) روى ابن عساكر في التاريخ 30/ 318 بسنده عن صالح بن كيسان قال: (لما كانت الردة قام أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: الحمد لله الذي هدى فكفى، وأعطى فأغنى. إن الله بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم والعلم شريد، والإسلام غريب طريد، قد رث حبله، وخلق عهده، وضل أهله عنه، ومقت الله أهل الكتاب فلا يعطيهم خيرًا لخير عندهم، ولا يصرف عنهم شرًّا لشر عندهم، قد غيروا كتابهم، وأتوا عليه ما ليس فيه، والعرب الأميون صفر من الله، لا يعبدونه ولا يدعونه، أجهدهم عيشًا، وأضلهم دينًا، في ظلف من الأرض، مع قلة السحاب، فجمعهم الله بمحمد صلى الله عليه وسلم، وجعلهم الأمة الوسطى، نصرهم بمن اتبعهم، ونصرهم على غيرهم، حتى قبض الله نبيه صلى الله عليه وسلم، فركب منهم الشيطان مركبه الذي أنزله الله عنه، وأخذ بأيديهم، وبغى هلكهم {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144]. إن من حولكم من العرب منعوا شاتهم وبعيرهم، ولم يكونوا في دينهم -وإن رجعوا إليه- أزهد منهم يومهم هذا، ولم تكونوا في دينكم أقوى منكم يومكم هذا، على ما فقدتم من بركة نبيكم صلى الله عليه وسلم، ولقد وكلكم إلى الكافي الأول الذي وجده ضالًّا فهداه، وعائلًا فأغناه، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها. والله لا أدع أقاتل على أمر الله حتى ينجز الله وعده، ويوفي لنا عهده، ويقتل من قتل منا شهيدًا من أهل الجنة، ويبقى من بقي منا خليفته وورثته في أرضه، قضاء الله الحق، وقوله الذي لا خلف فيه {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ} [النور: 55] ثم نزل، ا. هـ. مصححًا، وهو في كنز العمال 5/ 662 - 664 معزوًا إلى ابن عساكر وفي بعض الألفاظ خلاف، وفيه: (قال ابن كثير: فيه انقطاع بين صالح بن كيسان والصديق، لكنه يشهد لنفسه بالصحة، لجزالة ألفاظه، وكثرة ما له من الشواهد). والخطبة في البداية والنهاية 6/ 312 ط المعارف، وليس فيه هذا القول!.

أيها الناس احذروا الدنيا

38 - وفي رواية له عنه أنه قال: أيها الناس احذروا الدنيا، ولا تثقوا بها فإنها غرارة غدارة، وآثروا الآخرة على الدنيا فأحبوها، فبحب كل واحدة منهما تبغض (¬1) الأخرى. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم (¬2). ... ¬

_ (¬1) في النسخ: يبغض. (¬2) روى ابن عساكر في التاريخ 44/ 255 - 256 بسنده عن عاصم قال: (جمع أبو بكر الناس وهو مريض فأمر من يحمله إلى المنبر فكانت آخر خطبة خطب بها، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس احذروا الدنيا ولا تثقوا بها فإنها غرارة، وآثروا الآخرة على الدنيا، فأحبوها، فبحب كل واحدة منهما تبغض الأخرى، وإن هذا الأمر الذي هو أملك بنا لا يصلح آخره إلا بما صلح به أوله، فلا يحتمله إلا أفضلكم مقدرة، وأملككم لنفسه، أشدكم في حال الشدة، وأسلسكم في حال اللين، وأعلمكم برأي ذوي الرأي، لا يتشاغل بما لا يعنيه، ولا يحزن لما ينزل به، ولا يستحيي من التعلم، ولا يتحير عند البديهة، قوي على الأمور، لا يجوز بشيء منها حده بعدوان ولا تقصير، يرصد لما هو آت عتاده من الحذر والطاعة، وهو عمر بن الخطاب. ثم نزل ...) اهـ. مصححًا، وهو في كنز العمال 5/ 681.

الخطب المذكورة عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -

فصل 39 - عن قبيصة قال: سمعت عمر رضي الله عنه وهو يقول على المنبر: من لا يرحم لا يرحم، ومن لا يغفر لا يغفر له، ومن لا يتوب لا يتاب عليه، ومن لا يتقي لا يوقه. رواه البخاري في (الأدب) (¬1). 40 - وعن الباهلي (¬2) أن عمر قام في الناس خطيبًا مدخله في الشام بالجابية فقال: تعلموا القرآن تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله، فإنه لم يبلغ منزلة ذي حق أن يطاع في معصية الله، واعلموا أنه لا يقرِّب من أجل، ولا يبعد من رزق قول بحق وتذكير عظيم (¬3). واعلموا أن بين العبد وبين رزقه حجابًا، فإن صبر أتاه رزقه، وإن اقتحم هتك الحجاب ولم يدرك فوق رزقه. ¬

_ (¬1) هو في الكنز 16/ 152 وعزاه إلى (البخاري في الأدب، وابن خزيمة، وجعفر القاري في الزهد) والجملتان الأخيرتان في الأدب 1/ 136 (371) بلفظ: (ولا يعف عمن لم يعف ولا يوق من لا يتوقى) كذا. (¬2) في أ: البهالي! وهو تحريف، والمقصود الصحابي أبو أمامة كما بيَّن السيوطي في مقدمة جمع الجوامع. انظر الكنز 1/ 11. (¬3) روى الإمام أحمد 3/ 50 (11492) عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا لا تمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو شهده، فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق أن يقول بحق أو أن يذكر بعظيم). قال ابن كثير في التفسير 2/ 71: (تفرد به أحمد). وانظر مجمع الزوائد 7/ 265 وهذا مما حفظه عمر من النبي - صلى الله عليه وسلم -.

فأدبوا الخيل، وانتضلوا (¬1)، وانتعلوا (¬2)، وتسوكوا، وتَمَعْدَدُوا (¬3)، وإياكم وأخلاق العجم، ومجاورة الجبارين، وأن يرفع بين ظهرانيكم صليب، وأن تجلسوا على مائدة يشرب عليها الخمر، وأن تدخلوا الحمام بغير إزار، وأن تدعوا نساءكم يدخلن الحمامات، فإن ذلك لا يحل (¬4). وإياكم أن تكسبوا من عقد الأعاجم بعد نزولكم في بلادهم ما يحبسكم في أرضهم، فإنكم توشكون أن ترجعوا إلى بلادكم. وإياكم والصغار أن تجعلوه في رقابكم، وعليكم بأموال العرب: الماشية تتولون (¬5) بها حيث نزلتم. واعلموا أن الأشربة تصنع من الثلاثة: من الزبيب والعسل والتمر، فما عتق منه فهو خمر لا يحل. واعلموا أن الله لا يزكي ثلاثة نفر (¬6)، ولا ينظر إليهم ولا يقربهم يوم القيامة ولهم عذاب أليم: رجل أعطى إمامه صفقة يريد بها الدنيا، فإن أصابها ¬

_ (¬1) في س وح: انتصلوا! وأثبت ما في الكنز، وانتضل القوم وتناضلوا: أي رموا للسبق، ومنه قيل: انتضلوا بالكلام والأشعار. لسان العرب 11/ 666. (¬2) في أ: وانقلوا!. (¬3) أي تشبهوا بعيش معد، وكانوا أهل قشف وغلظ في المعاش. لسان العرب 3/ 287. وانظر 1/ 345 و 3/ 286 و 3/ 407 و 7/ 411 منه. (¬4) انظر: الآداب والأحكام المتعلقة بدخول الحمام لابن كثير ص 26 - 34. (¬5) في الكنز: تنزلون. (¬6) المذكور اثنان.

إن رسول الله قام فينا خطيبا

وفى له، وإن لم يصبها لم يف له. ورجل خرج بسلعته بعد العصر فحلف بالله لقد أعطي بها كذا وكذا فاشتريت له (¬1). وسباب المسلم فسق (¬2)، وقتاله كفر، ولا يحل لك أن تهجر أخاك فوق ثلاثة أيام، ومن أتى ساحرًا أو كاهنًا أو عرافًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه العدني (¬3). 41 - وعن السائب بن مهجان -من أهل الشام، وكان قد أدرك الصحابة- قال: لما دخل عمر الشام، حمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، ثم قال: إن رسول الله قام فينا خطيبًا كقيامي فيكم، فأمر بتقوى الله، وصلة الرحم، وإصلاح ذات البين، وقال: عليكم بالجماعة -وفي لفظ: بالسمع والطاعة- فإن يد الله على الجماعة، وإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد. لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما. ومن ساءته سيئته وسرته حسنته فهو أمارة المسلم المؤمن، وأمارة المنافق ¬

_ (¬1) في الكنز: لقوله. (¬2) في الكنز: وسباب المؤمن فسوق. (¬3) هو في الكنز 16/ 152 - 154.

أكثروا ذكر النار

الذي لا تسؤه سيئته ولا تسره حسنته، إن عمل خيرًا لم يرج من الله في ذلك الخير ثوابًا، وإن عمل شرًّا لم يخف من الله في ذلك الشر عقابًا. وأجملوا في طلب الدنيا، فإن الله قد تكفل بأرزاقكم، وكل سيتم له عمله الذي كان عاملًا، استعينوا بالله على أعمالكم، فإنه يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب. صلى الله على نبينا محمد وآله، وعليه السلام ورحمة الله وبركاته. السلام عليكم. رواه ابن مردويه، والبيهقي، وابن عساكر وقالا: هذه خطبة عمر بن الخطاب على أهل الشام، وآثرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (¬1). 42 - وعن الحسن: كان عمر يقول: أكثروا ذكر النار، فإن حرها شديد، وإن قعرها بعيد، وإن مقمعها حديد. رواه ابن أبي شيبة في (مصنفه) (¬2). 43 - وعن أبي خالد الغساني قال: حدثني مشيخة من أهل الشام أدركوا عمر رضي الله تعالى عنه قالوا: لما استخلف عمر صعد المنبر فلما رأى الناس أسفل منه حمد الله، ثم كان أول كلام تكلم به بعد الثناء على الله وعلى رسوله: ¬

_ (¬1) هي في كنز العمال 16/ 155 وانظر: شعب الإيمان للبيهقي 7/ 488 (11085)، وتاريخ مدينة دمشق 20/ 103 و 105، وكتاب ابن مردويه غير موجود. واقتصر السيوطي في الدر المنثور 4/ 661 على ابن مردويه والبيهقي. (¬2) المصنف 18/ 502 (35295)، وهو في الكنز 16/ 156.

هون عليك

هَوِّنْ عليك فإنَّ الأمور ... بكفِّ الإله مقاديرُها فليس بآتيك منهيُّها ... ولا قاصرٍ عنك مأمورُها رواه العسكري (¬1). 44 - وعن سماك بن حرب قال: سمعت معرورًا أو ابن معرور التميمي قال: سمعت عمر بن الخطاب وصعد المنبر فقعد دون مقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقعدين فقال: أوصيكم بتقوى الله، واسمعوا وأطيعوا لمن ولاه الله أمركم. أخرجه ابن جرير (¬2). 45 - وعن أبي هريرة قال: كان عمر بن الخطاب يقول في خطبته: أفلح منكم مَنْ حفظ عن الهوى والغضب والطمع، ووفق إلى الصدق في الحديث، فإنه يجره إلى الخير (¬3)، من يكذب يفجر، ومن يفجر يهلك، إياكم ¬

_ (¬1) الخبر في كنز العمال 16/ 157 وذُكِرَ البيتان منسوبين إلى عمر في (مشكل الحديث وبيانه) لابن فورك ص 236، وفيه كلام على قوله (بكف الإله) فانظره. (¬2) هو في كنز العمال 16/ 157 وإذا أطلق العزو إلى ابن جرير فيكون المقصود كتابه تهذيب الآثار. انظر الكنز: 1/ 10 ولم أجده في المطبوع من تهذيب الآثار. وهذا من حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو هريرة عنه أنه قال: آمركم بثلاث، وأنهاكم عن ثلاث: أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وتعتصموا بحبل الله جميعًا، ولا تفرقوا، وتطيعوا لمن ولاه الله عليكم أمركم. وأنهاكم عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال. رواه ابن حبان، الإحسان 10/ 423 (4560)، وموارد الظمآن 370 (1543)، وهو في مسند أحمد 2/ 360 (8703) بلفظ: (وأن تنصحوا) بدل (تطيعوا). (¬3) الجملة في المصدرين الآتيين: (وليس فيما دون الصدق من الحديث خير).

حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا

والفخر، وما فخر (¬1) من خلق من التراب، وإلى التراب يعود؟! اليوم حي وغدًا ميت، اعملوا عمل يوم بيوم، واجتنبوا دعوة المظلوم، وعدوا أنفسكم من الموتى. رواه البيهقي (¬2). 46 - وعن عمر رضي الله تعالى عنه أنه قال في خطبته: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، فإنه أهون لحسابكم، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتزينوا للعرض الأكبر يوم تعرضون لا تخفى منكم خافية. رواه ابن المبارك، وأحمد، وأبو نعيم، وغيرهم (¬3). ¬

_ (¬1) الجملة في الشعب والسنن والكنز: (إياكم والفجور، ما فجور ...)!. (¬2) في شعب الإيمان 7/ 368 (10610)، والسنن الكبرى 3/ 215 (5595)، وهو فيه عن ابن شهاب، ولم يذكر أبو هريرة، والنص في الكنز 16/ 157 - 158 وهذه الخطبة سبقت في خطبة لأبي بكر برقم (33)، وكأن عمر - رضي الله عنه - حفظها منه. (¬3) عُزِيَ في كنز العمال 16/ 159 إلى: (ابن المبارك، ص، ش، حم في الزهد، كر، وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس، حل، كر) ويَقصِدُ ابن المبارك في الزهد [ص 103]، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة [المصنف 19/ 143 برقم 35600] وأحمد في الزهد [ص 191]، وابن عساكر [تاريخ مدينة دمشق 44/ 314 و 357] وابن أبي الدنيا في كتابه محاسبة النفس [ضمن رسائله 2/ 1111]، وأبا نعيم في الحلية [1/ 52]، وكرر ابن عساكر!. أما سنده فهو في الزهد لابن المبارك عن مالك بن مغول أنه بلغه أن عمر ... ومن طريقه ابن عساكر في التاريخ، وإليه عزاه السيوطي في الدر المنثور 8/ 271، ورواه ابن أبي شيبة بسنده عن جعفر بن برقان عن رجل لم يكن يسميه عن عمر، وذكره ابن كثير في تفسيره 4/ 415 نقلًا عن ابن أبي الدنيا بسنده عن جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج قال: قال عمر، وذكره الترمذي في الجامع 4/ 638 بلا سند. وهو منقطع كما في حاشية المصنف.

يا أيها الناس إنه من يتق الشر يوقه

47 - وعن الحسن أن عمر كان يقول: يا أيها الناس إنه من يتق الشر يوقه، ومن يتبع الخير يؤته. رواه العسكري في (المواعظ) (¬1). 48 - وعن أبي فراس قال: خطب عمر بن الخطاب فقال: يا أيها الناس ألا إنما كنا نعرفكم إذ بين ظهرانينا النبي صلى الله عليه وسلم، وإذ ينزل الوحي وإذ ينبئنا الله من أخباركم، ألا وإن النبي قد انطلق وانقطع الوحي، وإنما نعرفكم بما نقول لكم: من أظهر منكم خيرًا ظننا به خيرًا وأحببناه عليه، ومن أظهر لنا شرًّا ظننا به شرًّا وأبغضناه عليه، سرائركم [بينكم و] (¬2) بين ربكم. ألا إنه قد أتى علي حين وأنا أحسب أن من قرأ القرآن يريد الله وما عنده، فقد خيل لي بأخرة أن رجالًا قد قرءوه يريدون به ما عند الناس، فأريدوا الله بقراءته، وأريدوه بأعمالكم. ألا وإني والله ما أرسل عمالي إليكم ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا أموالكم، ولكن أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنتكم، فمن فعل به سوى ذلك فليرفعه إلي، فوالذي نفسي بيده إذًا لأقصنه منه. ¬

_ (¬1) هو في الكنز 16/ 162. (¬2) من مصادر التخريج.

ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم، ولا تجمروهم (¬1) فتفتنوهم، ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم، ولا تنزلوهم الغياض (¬2) فتضيعوهم. رواه أحمد وجماعة (¬3). 49 - وعن موسى بن عقبة قال: هذه خطبة عمر بن الخطاب يوم الجابية (¬4): ¬

_ (¬1) في س وح وأ: ولا تحمدوهم! وأثبت ما في الكنز وهو الصواب، والمعنى: لا تجمعوهم في الثغور، وتحبسوهم عن العود إلى أهليهم. انظر: المعجم الوسيط ص 133. (¬2) جمع غيضة، وهي الشجر الملتف، لأنهم إذا نزلوها تفرقوا فيها فتمكن منهم العدو. لسان العرب 7/ 202. (¬3) هو في كنز العمال 16/ 162 - 163 وقال: (حم، وابن سعد، وابن عبد الحكم في فتوح مصر، وابن راهويه في خلق أفعال العباد، وهناد، ومسدد، وابن خزيمة، والعسكري في المواعظ، وأبو ذر الهروي في الجامع، ك، ق، كر، ص). قلت: انظر مسند أحمد 1/ 41 (286)، وطبقات ابن سعد 7/ 123، وفتوح مصر ص 194 - 195 والزهد لهناد ص 442، والمستدرك 4/ 485 (8356)، وسنن البيهقي الكبرى 9/ 42 (17685)، وتاريخ مدينة دمشق 44/ 278. ويضاف: مصنف عبد الرزاق 3/ 393 (6036)، ومسند أبي يعلى 1/ 175، وحلية الأولياء 9/ 253، والمختارة 1/ 219. (¬4) روى هذه الخطبة مختصرة أبو يوسف في كتابه الخراج ص 13 قال: (حدثني بعض أشياخنا عن عبد الملك بن مسلم عن عثمان بن عطاء الكلاعي عن أبيه قال: خطب عمر الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد) وعنه نقلها الطنطاويان في أخبار عمر ص 222. وذكرها أطول مما في الخراج ابن الجوزي في كتابه مناقب عمر ص 183 - 184، وابن المبرد في محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب 2/ 681 - 683. والنص هنا أطول النصوص وهو من كنز العمال 16/ 163 - 166 ولم يعز فيه إلى مصدر! وبعض جمله جاءت في (الخطب والمواعظ) كما سيأتي.

أما بعد فأنا أوصيكم بتقوى الله

أما بعد فأنا أوصيكم بتقوى الله الذي يبقى، وما سواه يفنى، الذي بطاعته يكرم أولياؤه، وبمعصيته يذل أعداؤه، فليس لهالك هلك معذرة في فعل ضلالة حسبها هدى، ولا في ترك حق حسبه ضلالة. وإن أحق ما تعاهد الراعي من رعيته أن يتعاهدهم بما لله عليه من وظائف دينهم الذي هداهم الله له، وإنما علينا أن نأمركم بما أمر الله به من طاعته، وننهاكم عما نهاكم الله عنه من معصيته، وأن نقيم فيكم أمر الله عز وجل في قريب الناس وبعيدهم، ولا نبالي على من مال الحق (¬1). وقد علمت أن أقوامًا يمتنون (¬2) في دينهم فيقولون: نحن نصلي مع المصلين، ونجاهد مع المجاهدين، وننتحل (¬3) الهجرة. وكل ذلك يفعله أقوام ولا يحملونه بحقه، وإن الإيمان ليس بالتحلي. وإن للصلاة وقتًا اشترطه الله فلا تصلح إلا به، فوقت صلاة الفجر حين يزايل المرء ليله، ويحرم على الصائم طعامه وشرابه، فآتوها حظها من القرآن. ووقت صلاة الظهر إذا كان القيظ فحين تزيغ (¬4) عن الفلك حتى يكون ظلك مثلك، وذلك حين يهجر الهجير (¬5)، فإذا كان الشتاء فحين تزيغ عن ¬

_ (¬1) كتب ناسخ أتحت (الحق): (عن)! والجملة في الخراج: على من كان الحق، وفي محض الصواب: لا نبالي من قال الحق! وفي مناقب عمر: كما هنا. وهو أشبه بالصواب. (¬2) هكذا في س وح. وفي أوالكنز ومناقب عمر: يتمنون. (¬3) في أ: نخل!. (¬4) كتب ناسخ أفي الحاشية: الشمس. (¬5) في الكنز: المهجر.

الفلك حتى يكون (¬1) على حاجبك الأيمن، مع شروط الله في الوضوء والركوع والسجود. ووقت صلاة العصر والشمس بيضاء نقية قبل أن تَصْفارَّ قدر ما يسير الراكب على الجمل المثقال (¬2) فرسخين قبل غروب الشمس. وصلاة المغرب حين تغرب الشمس ويفطر الصائم. وصلاة العشاء حين يعسعس الليل، وتذهب حمرة الأفق إلى ثلث الليل، فمن رقد قبل ذلك فلا أرقد الله عينيه. هذه مواقيت الصلاة {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} (¬3). ويقول الرجل: هاجرت، ولم يهاجر، وإن المهاجرين الذين هجروا السيئات. ويقول أقوام: جاهدنا، وإن الجهاد في سبيل الله مجاهدة العدو واجتناب الحرام، وقد يقاتل أقوام يحسنون القتال لا يريدون بذلك الأجر ولا الذكر (¬4)، وإنما القتل حتف من الحتوف، وكل امرئ على ما قاتل عليه، وإن الرجل ¬

_ (¬1) في الكنز: تكون. (¬2) في س وح: الحمل الثقال، وفي أ: الحمل المثقال، وفي الكنز: الجمل الثقال. ولعل الصواب ما أثبت. (¬3) من سورة النساء، الآية: 103. (¬4) في محض الصواب: (وقد يقاتل أقوام لا يريدون إلا الأجر، وآخرون لا يريدون إلا الذكر).

ليقاتل بطبيعته من الشجاعة، فينجي (¬1) مَنْ يعرف ومَنْ لا يعرف، وإن الرجل ليجبن بطبيعته فيسلم أباه وأمه، وإن الكلب ليهر (¬2) من وراء أهله. واعلموا أن الصوم (¬3) يجتنب فيه أذى المسلمين، كما يمتنع الرجل من [لذته من] (¬4) الطعام والشراب والنساء، فذلك الصيام التام. وإيتاء الزكاة التي فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبة بها أنفسهم فلا يرون عليها برًّا، فافهموا ما توعظون به فإن الحرب من حرب دينه (¬5)، وإن السعيد من وعظ بغيره، وإن الشقي من شقي في بطن أمه، وإن شر الأمور مبتدعاتها، وإن الاقتصاد في سُنَّةٍ خير من الاجتهاد في بدعة، وإن للناس نفرة (¬6) عن سلطانهم فعائذ بالله أن يدركني. وإياكم ضغائن مجبولة، وأهواء متبعة، ودنيا مؤثرة (¬7). ¬

_ (¬1) في أ: من الشيء فيجى! (¬2) في أ: لتمر!. (¬3) جاء في الكنز هنا: أن الصوم حرام. (¬4) من الكنز. (¬5) حرب دينه: أي سلب دينه. لسان العرب 1/ 304. (¬6) في أ: نظرة! (¬7) روى أبو عبيد في الخطب والمواعظ ص 204 عن الحسن قال: (كتب عمر إلى أبي موسى) وجاء في آخره: (وإن للناس نفرة عن سلطانهم، وأعوذ بالله أن تدركني -أو قال: تدركنا- فإنها ضغائن محمولة، ودنيا مؤثرة، وأهواء متبعة، فأقيموا الحق ولو ساعة من نهار). وعلق المحقق على هذا الخبر بقوله: (الخبر بالنص والإسناد في الأموال لأبي عبيد 5 وانظر كذلك: عيون الأخبار 1/ 11 والعقد الفريد 1/ 88 والبيان والتبيين 2/ 293 ونثر الدر 2/ 51).

اقرءوا القرآن تعرفوا به

وقد خشيت أن تركنوا إلى الذين ظلموا فلا تطمئنوا إلى [من أوتي] (¬1) مالا. [و] (¬2) عليكم بهذا القرآن فإن فيه النور والشفاء، وفي غيره الشقاء. قد قضيت الذي علي فيما ولاني الله عز وجل من أموركم، ووعظتكم نصحًا لكم، وقد أمرنا لكم بأرزاقكم، وجندنا [لكم] (¬3) جنودكم، وهيأنا لكم مغازيكم، وأثبتنا لكم منازلكم، ووسعنا لكم ما بلغ فيكم، وما قاتلتم عليه بأسيافكم، فلا حجة لكم على الله، بل لله الحجة عليكم. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم (¬4). 50 - وعن الشعبي قال: لما ولي عمر بن الخطاب صعد المنبر فقال: ما كان الله ليراني أن أرى نفسي أهلًا لمجلس أبي بكر. فنزل مرقاةً، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: اقرءوا القرآن تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتزينوا للعرض الأكبر يوم تعرضون على الله لا تخفى منكم خافية، إنه لم يبلغ حق ذي حق أن يطاع في معصية الله، ألا وإني أنزلت [نفسي] (¬5) من ¬

_ (¬1) من الكنز. (¬2) من الكنز. (¬3) من أوالكنز. (¬4) هي من كنز العمال -كما أسلفت- وترك فيه مكان التخريج فارغًا! وانظر ما علقته أول الخطبة. (¬5) من مصادر التخريج.

إن هذين يومان نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامهما

مال الله بمنزلة ولي اليتيم إن استغنيت عففت، وإن افتقرت أكلت بالمعروف. رواه الدينوري (¬1). 51 - وعن أبي عبيد مولى ابن أزهر قال: شهدت العيد مع عمر بن الخطاب فجاء فصلى، وانصرف فخطب الناس فقال: إن هذين يومان نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامهما، يوم فطركم عن صيامكم، والآخر يوم تأكلون فيه من نسككم (¬2). والمراد به جنس اليوم الشامل لجميع أيام النحر، والتشريق وهي أربعة أيام. 52 - وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن الناس مطروا على عهد عمر بن الخطاب يوم عيد، فلم يخرج إلى المصلى الذي يصلي فيه الفطر والأضحى (¬3) وجمع الناس في المسجد فصلى بهم، ثم قام على المنبر فقال: ¬

_ (¬1) هو في كنز العمال 16/ 166 - 167 وانظر المجالسة 4/ 113 - 115 (1291) وقال المحقق: هو صحيح بمجموع طرقه. ورواه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 44/ 263 - 264. (¬2) هو في كنز العمال 8/ 370 وله تتمة، وعزي إلى الستة، وابن خزيمة، وابن الجارود، وأبي عوانة، والطحاوي، وأبي يعلى، وابن حبان، والبيهقي. أقول: رواه مالك في الموطأ 1/ 178، ومن طريقه البخاري في صحيحه 2/ 702 (1989)، ومسلم في صحيحه 2/ 799 (827). (¬3) في مصدر التخريج: (إن الناس مطروا على عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - فامتنع الناس من المصلى).

يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج بالناس

يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج بالناس إلى المصلى يصلي بهم لأنه أرفق بهم، وأوسع عليهم، وإن المسجد كان لا يسعهم، فإذا كان هذا المطر فالمسجد أرفق بهم. رواه البيهقي (¬1). ... ¬

_ (¬1) انظر: السنن الكبرى 3/ 310 (6052)، وهو في كنز العمال 8/ 637.

الخطب المذكورة عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه -

فصل 53 - عن عثمان أنه كان يقول في خطبته: إذا قام الإمام يخطب يوم الجمعة فاستمعوا وأنصتوا، فإن للمنصت الذي لا يسمع من الحظ مثل ما للمستمع المنصت. رواه مالك في (موطئه) (¬1). 54 - وعن الحسن أن عثمان بن عفان خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس اتقوا الله فإن تقوى الله غنم، وإن أكيس الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، واكتسب من نور الله نورًا لظلمة القبر (¬2)، وليخش عبد أن يحشره الله أعمى وقد كان بصيرًا، وقد يكفي الحكيم جوامع الكلم، والأصم ينادى من مكان بعيد. واعلموا أن من كان الله له لم يخف شيئًا، ومن كان الله عليه فمن يرجو بعده؟! رواه الدينوري، وابن عساكر (¬3). ¬

_ (¬1) هو في كنز العمال 8/ 372 - 373 وعزي إلى (مالك، وعبد الرزاق في الجامع، والبيهقي)، وانظر: الموطأ 1/ 104 (234) ونصه: (عن مالك بن أبي عامر أن عثمان بن عفان كان يقول في خطبته -قل ما يدع ذلك إذا خطب-: إذا قام الإمام يخطب يوم الجمعة فاستمعوا وأنصتوا، فإن للمنصت الذي لا يسمع من الحظ مثل ما للمنصت السامع، فإذا قامت الصلاة فاعدلوا الصفوف، وحاذوا بالمناكب، فإن اعتدال الصفوف من تمام الصلاة. ثم لا يكبر حتى يأتيه رجال قد وكلهم بتسوية الصفوف فيخبرونه أن قد استوت فيكبر). (¬2) في س: نور الظلمة القبر! (¬3) انظر: المجالسة 4/ 115 - 116، وتاريخ مدينة دمشق 39/ 237 - 238، وهو في الكنز 16/ 223 والحسن المذكور هو البصري.

الخبر المذكور عن عثمان أنه أرتج عليه - لم يعرف في كتب الحديث -

55 - وأما حديث قصة عثمان أنه لما خطب في أول جمعة ولي الخلافة صعد المنبر فقال: الحمد لله. فأرتج عليه فقال: إن أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما - كانا يعدان لهذا المقام مقالًا، وأنتم إلى إمام [فعال أحوج منكم إلى إمام] (¬1) قوال، وستأتيكم الخطب بعد، وأستغفر الله لي ولكم. ونزل وصلى بهم. فقال ابن الهمام: إنها لم تعرف في كتب الحديث، بل في كتب الفقه (¬2). ... ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفتين سقط من أ. (¬2) انظر: فتح القدير 2/ 60، وقول المؤلف هنا ورد في كتابيه الأسرار المرفوعة ص 258 والمصنوع ص 131، والقصة عرفت في غير كتب الفقه أيضًا، وليس المجال مجال الإطالة بذلك. وأشير هنا إلى أن الخطب المروية عن عثمان رضي الله عنه قليلة، سواء قبل توليه الخلافة وبعدها، وقد جمع أحمد زكي صفوت بعضها فانظر -إن شئت-: جمهرة خطب العرب 1/ 235 و 267 ثم 270 - 277.

الخطب المذكورة عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -

فصل 56 - عن علي كرم الله وجهه أنه قال في خطبته (¬1). إن أحق ما ابتدأ به المبتدئون، ونطق به الناطقون، وتفوه به القائلون: حمد لله وثناء عليه بما هو أهله، والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ثم قال: الحمد لله المتفرد بالبقاء، المتوحد بالملك، الذي له الفخر والمجد والسناء، خضعت الآلهة لجلاله -يعني الأصنام وكل ما عبد من دونه (¬2) من الأنام-، ووجلت القلوب من مخافته، ولا عدل له ولا ندَّ له ولا يشبهه أحد من خلقه، ونشهد له بما شهد لنفسه وأولوا العلم من خلقه أن لا إله إلا هو، ليست له صفة تنال، ولا حد يضرب له فيه الأمثال، المدر صوب الغمام بنبات (¬3) ¬

_ (¬1) هو في كنز العمال 5/ 717 - 719 معزوًا إلى ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 39/ 198 - 199 وابن عساكر يرويه بسنده عن أبي ذر قال: (لما كان أول يوم في البيعة لعثمان (ليقضي الله أمرًا كان مفعولًا، ليهلك من هلك عن بينة) قال أبو ذر: اجتمع المهاجرون والأنصار في المسجد، ونظرت إلى أبي محمد -يعني عبد الرحمن بن عوف- قد اعتجر بريطة، وقد اختلفوا، إذ جاء أبو الحسن -بأبي هو وأمي- فلما أن بصروا بأبي الحسن ابن أبي طالب سر القوم طرًّا، فأنشأ علي وهو يقول: إن أحق ...). (¬2) التفسير إلى هنا من قول أحد رواه الخبر: عثمان بن عبد الله. (¬3) هكذا في س وح، وفي أكأنها: بينات النطاف، أو ببنات النطاف. وهو ما جاء في تاريخ دمشق، وفي الكنز 5/ 717: ببنان النطاق! وفي الحاشية تفسير غريب! ولعل الصواب: النطاف: جمع نطفة: أي الماء الصافي. كما في القاموس ص 1107، أما هذا التعبير (بنات النطاف) فقد رجعت بحثًا عنه إلى ثمار القلوب للثعالبي، والمرصع لابن الأثير، وما يعول عليه للمحبي، ونشر الطيوب للداية، وكثير غيرها من المصادر فلم أجده!.

النطاف، ومهطل (¬1) الرباب (¬2) بوابل الطل (¬3) فَرَشَّ الفيافي من الآكام بتشقيق الدمن، وأنيق الزهر، وأنواع (¬4) المستحسن من النبات، وشَقَّ العيون من جيوب المطر إذ شبعت (¬5) الدلاء حياةً للطير والهوام، والوحش وسائر الأنام والأنعام، فسبحان من يدان لدينه ولا يدان لغير دينه دين، وسبحان الذي ليس له صفة نعت (¬6) موجود، ولا حد محدود. ونشهد أن سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم عبده المرتضى، ونبيه المصطفى، ورسوله المجتبى، أرسله الله إلينا كافةً والناس أهل عبادة الأوثان، وخضوع الضلالة، يسفكون دماءهم، ويقتلون أولادهم، ويخيفون سبلهم، عيشهم الظلم، وأمنهم الخوف، وعزهم الذل، فجاء رحمة حتى استنقذنا الله بمحمد صلى الله عليه وسلم من الضلالة، وهدانا بمحمد صلى الله عليه وسلم من الجهالة، ونحن -معاشر العرب- أضيق الأمم معاشًا، وأخسهم رياشًا، جل طعامنا (¬7) الهبيد -يعني: شحم (¬8) الحنظل- (¬9)، وجل لباسنا الوبر والجلود مع عبادة الأوثان والنيران، ¬

_ (¬1) في س وح: هطل. وفي تاريخ دمشق: منهطل!، وأثبت ما في الكنز. (¬2) الرباب: السحاب الأبيض أو المتعلق الذي تراه كأنه دون السحاب. القاموس وحاشيته ص 112. (¬3) في س وح: الطي!. (¬4) في س وأ: الأنواع. (¬5) في أ: شعبة!. وفي هذه الجمل حاجة إلى نظر ومزيد تحرير. (¬6) في الكنز: نفر. (¬7) في أ: جل قدرنا وطعامنا!. (¬8) في النسخ الثلاث: شم! وأثبت ما في الكنز. (¬9) التفسير من أصل الرواية. وفي النهاية 5/ 238: (الهبيد: الحنظل، يكسر ويستخرج منه حبه، وينقع لتذهب مرارته، ويتخذ منه طبيخ، يؤكل عند الضرورة).

إذا كان يوم الجمعة غدت الشياطين

فهدانا محمد صلى الله عليه وسلم (¬1) بعد أن أمكنه الله شعلة النور، فأضاء بمحمد مشارق الأرض ومغاربها، فقبضه الله إليه، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ما أجل رزيته، وأعظم مصيبته! فالمؤمنون فيه سواء، مصيبتهم فيه واحدة. الحديث. رواه ابن عساكر (¬2). 57 - وعن مولى أم عثمان (¬3) قال: سمعت عليًّا على من رب الكوفة (¬4) يقول (¬5): إذا كان يوم الجمعة غدت الشياطين براياتها إلى الأسواق، فيرمون الناس بالترابيث (¬6) أو الربائث -أي العلائق والعوائق (¬7) -، ويذكرونهم الحوائج، ويثبطونهم عن الجمعة، وتغدو الملائكة براياتها (¬8) فتجلس على أبواب المساجد، فيكتبون الرجل من ساعة، والرجل من ساعتين، حتى يخرج الإمام، فإذا ¬

_ (¬1) في تاريخ دمشق: فهدانا الله بمحمد. وفي الكنز: وهدانا بمحمد. (¬2) للخطبة تتمة يذكر فيها علي كرم الله وجهه فضل أبي بكر ثم عمر ثم عثمان، ثم فضل الله عليه هو، رضي الله تعالى عنهم أجمعين. انظر التاريخ 39/ 199 - 202، والكنز 5/ 719 - 724. وقد حذف ابن منظور في مختصره (مختصر تاريخ دمشق) 16/ 154 الخطبة المنقولة هنا، ونَقَلَ التتمة المشار إليها، ففاتنا الاستنارة بنصه. (¬3) هي زوج عطاء الخراساني. وقد كتب ناسخ أهنا: (رض) أي رضي الله عنه. (¬4) في أ: الكعبة!. (¬5) طمست كلمات في أ، استدركها من س وح ومصادر التخريج. (¬6) في س وح: النرابيث. (¬7) التفسير من المؤلف. (¬8) لم تذكر الرايات هنا في سنن أبي داود، ولكنها ذكرت في الكنز 5/ 378.

كنت إن لم أسأل النبي صلى الله عليه وسلم ابتدأني

جلس الرجل مجلسًا يستمكن فيه من الاستماع والنظر (¬1) فأنصت ولم يلغ كان له [كفلان من أجر، وإن جلس حيث لا يسمع فأنصت ولم يلغ كان له] (¬2) كفل من الأجر، وإن جلس مجلسًا يستمكن فيه من الاستماع والنظر فلغا ولم ينصت كان له كفل من الوزر، ومن قال يوم الجمعة لصاحبه: صه فقد لغا، ومن لغا فليس له في جمعته تلك شيء. ثم يقول في آخر ذلك: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك. رواه البيهقي (¬3). 58 - وعن عمير بن عبد الملك قال: خطبنا علي بن أبي طالب على منبر الكوفة (¬4) وقال: كنت إن لم أسأل النبي صلى الله عليه وسلم ابتدأني، وإن سألته عن الخبر أنبأني، وإنه حدثني (¬5) عن ربه عز وجل قال: يقول الله عز وجل: وارتفاعي فوق عرشي، ما من أهل قريةٍ ولا أهل بيت ولا رجل ببادية كانوا على ما كرهت من معصيتي، ثم تحولوا عنها إلى ما أحببت من طاعتي إلا تحولت لهم عما يكرهون من عذابي إلى ما يحبون من ¬

_ (¬1) ما بعده إلى قوله: (فلغا ولم ينصت) ساقط من كنز العمال!. (¬2) ما بين المعقوفتين ساقط من س وح. وهو ساقط من أإلى قوله (كفل) الأخرى! (¬3) ذكره في كنز العمال في ثلاثة مواضع: في (7/ 736) وعزاه إلى أحمد وأبي داود، وفي (8/ 377) وعزاه إلى (ش، حم)، وفي (8/ 378 - 379) وعزاه إلى أبي داود والبيهقي، ونقل المؤلف من هذا الموضع. ولا أدري لم اقتصر على البيهقي! انظر سنن أبي داود 1/ 276 (1051)، وسنن البيهقي 3/ 220، وما بين المعقوفتين من أبي داود. (¬4) هنا تنقطع النسخة البغدادية أ. (¬5) في س وح: حدثه!.

أيها الناس إنه من يتفقر افتقر

رحمتي، وما من أهل قريةٍ ولا أهل بيت ولا رجل ببادية كانوا على ما أحببت من طاعتي ثم تحولوا عنها إلى ما كرهت من معصيتي إلا تحولت لهم عما يحبون من رحمتي إلى ما يكرهون من غضبي. رواه ابن مردويه (¬1). 59 - وعن أبي وائل قال: خطب علي الناس بالكوفة فسمعته يقول في خطبته: أيها الناس إنه مَنْ يتفقر افتقر، ومَنْ يُعَمَّر ابتلي (¬2)، مَنْ لا يستعد للبلاء (¬3) إذا ابتلي لا يصبر، ومَنْ مَلَكَ استأثر، ومَنْ لا يستشر (¬4) يندم. وكان يقول من وراء هذا الكلام: يوشك ألا يبقى من الإسلام إلا اسمه، ومن القرآن إلا رسمه. وكان يقول: ألا لا يستحي الرجلُ أن يتعلم، ومن يُسأل عمَّا لا يعلم أَنْ يقول: لا أعلم. مساجدكم يومئذ عامرة، وقلوبكم وأبدانكم خربة (¬5) من الهدى، شرُّ مَنْ تحت ظل السماء فقهاؤكم، منهم تبدو الفتنة، وفيهم تعود. فقام رجل فقال: ففيم يا أمير المؤمنين؟ قال: إذا كان الفقه في رُذالكم (¬6)، ¬

_ (¬1) هو في الكنز 16/ 137. ورواه ابن أبي شيبة في كتابه صفة العرش ص 349 ونقله عنه ابن كثير في تفسيره 2/ 505 وقال: (هذا غريب، وفي إسناده مَنْ لا أعرفه). (¬2) في شعب الإيمان، وكنز العمال: يبتلى. بلا جزم!. (¬3) في س وح: إلى البلاء. وأثبت ما في الشعب والكنز. (¬4) في س وح والكنز: يستشير. (¬5) في س وح: خرابة، وفي الشعب: مخربة. وأثبت ما في الكنز. (¬6) جمع رذل وهو الدون الخسيس، أو الرديء من كل شيء. القاموس ص 1299.

عباد الله لا تغرنكم الحياة الدنيا

والفاحشة في خياركم، والملك في صغاركم، فعند ذلك تقوم الساعة. رواه البيهقي (¬1). 60 - وعن عبد الله بن صالح العجلي عن أبيه قال: خطب علي بن أبي طالب يومًا فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: عباد الله لا تغرنكم الحياةُ الدنيا فإنها دارٌ بالبلاء محفوفة، وبالفناء معروفة، وبالغدر (¬2) موصوفة، وكلُّ ما فيها إلى زوال، وهي ما بين أهلها دول وسجال، لن يسلم من شرِّها نزّالُها، بينا أهلُها في رخاءٍ وسرور، إذا هم منها في بلاء وغرور، العيشُ فيها مذموم، والرخاءُ فيها لا يدوم، وإنما أهلها فيها أغراض مستهدفة، ترميهم بسهامها، وتقصمهم (¬3) بحمامها. عباد الله إنكم وما أنتم من هذه الدنيا عن (¬4) سبيل مَنْ قد مضى ممن كان أطول منكم (¬5) أعمارًا، وأشد منكم بطشًا، وأعمر ديارًا، وأبعد آثارًا، فأصبحتْ أصواتهم هامدة خامدة من بعد طول تقلبها، وأجسادهم بالية، وديارهم خالية، وآثارُهم عافية (¬6)، واستبدلوا بالقصور المشيدة، والسرر (¬7) ¬

_ (¬1) في شعب الإيمان 2/ 311 - 312 (1910) وعلق البيهقي عليه بقوله: (هذا موقوف، وإسناده إلى شريك مجهول، والأول منقطع) وهو في الكنز 16/ 197. وبعضه في نهج البلاغة 4/ 87 - 88. (¬2) تحرفت في الكنز إلى القدر!. (¬3) في المجالسة وتاريخ دمشق: تقضمهم. وكلاهما محتمل. (¬4) في تاريخ دمشق، ونهج البلاغة: على. (¬5) في س وح: ممن كان فيكم أطول! وأثبت ما في المجالسة وتاريخ دمشق والكنز. (¬6) في س وح هنا: أي مندرسة. مص. أي من المصنف. (¬7) في ح: والسروس!.

والنمارق الممهدة الصخور، والأحجار المسندة في القبور (¬1)، الملاطية (¬2) الملحدة التي قد بني للخراب (¬3) فناؤها، وشيد بالتراب بناؤها، فمحلها مقترب، وساكنها مغترب، بين أهل عمارة موحشين، وأهل محلة متشاغلين، لا يستأنسون بالعمران، ولا يتواصلون تواصل الجيران، على ما بينهم من قرب الجوار، ودنو الدار. وكيف يكون بينهم تواصل وقد طحنهم [بكلكله] (¬4) البلى، وأكلتهم الجنادل والثرى، فأصبحوا بعد الحياة أمواتًا، وبعد غضارة ¬

_ (¬1) في س وح: القصور!. (¬2) هكذا في س والمجالسة والكنز، وفي ح: الملوطية، وفي تاريخ دمشق ونهج البلاغة 2/ 220: اللاطئة. وقال الشيخ محمد عبده في شرحه: (لطأ بالأرض -كمنع وفرح-: لصق). (¬3) هكذا في س، ومن الواضح أن الناسخ كتب أولًا: بين بالخراب. ثم مسح ما كتب. وفي ح: بين بالخراب. وعلق الناسخ في الحاشية بقوله: لعله: بني. وفي المجالسة: بين الخراب قباؤها! وفي نهج البلاغة: بني بالخراب. وفي تاريخ دمشق: بين الخراب فناؤها. وغيرها المحقق إلى: بني على الخراب فناؤها، وقال: (المثبت والزيادة من نهج البلاغة)، وقد علمت ما في نهج البلاغة. وفي الكنز: بين الخراب. وقد علق الشيخ محمد عبده على عبارة النهج بقوله: (فناء الدار -بالكسر-: ساحتها وما اتسع أمامها. وبناء الفناء بالخراب تمثيل لما يتخيله الفكر في ديار الموتى من الفناء الدائم إلى نهاية العالم). وقد يرجح عبارة النهج الجملة التي بعدها: وشيد بالتراب بناؤها. ويشهد لعبارة س: (بني للخراب) قولهم: لدوا للموت وابنوا للخراب. (ينظر عن تخريجه المقاصد الحسنة ص 336). (¬4) من النهج والمجالسة وتاريخ دمشق. وفي الكنز بكلكلة! والكلكل هو صدر البعير كأَّن البلى -بكسر الباء- أي الفناء جمل برك عليهم فطحنهم. كما في شرح النهج 2/ 220.

العيش رفاتًا، فجع (¬1) بهم الأحباب (¬2)، وسكنوا التراب، وظعنوا فليس [لهم] (¬3) إياب، هيهات هيهات، {كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} (¬4). فكأن قد صرتم إلى ما صاروا إليه من الوحدة والبلى في دار الموتى، وارتهنتم في ذلك المضجع، وضمكم ذلك المستودع، فكيف بكم لو قد تناهت الأمور، وبعثرت القبور، وحصل ما في الصدور، وأوقفتم للتحصيل، بين يدي الملك الجليل (¬5)، فطارت القلوب، لإشفاقها من سالف الذنوب، وهتكت عنكم الحجب والأستار، وظهرت منكم العيوب والأسرار، هنالك {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} (¬6)، {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} (¬7)، {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} (¬8). ¬

_ (¬1) في س وح: فجمع! (¬2) في س: الأصاب! (¬3) من المجالسة وتاريخ دمشق والكنز. (¬4) من سورة المؤمنون، الآية: 100. (¬5) في المجالسة وتاريخ دمشق والكنز: ملك جليل. (¬6) من سورة غافر، الآية: 17. (¬7) من سورة النجم، الآية: 31. (¬8) من سورة الكهف، الآية: 49.

أما بعد: فإن الدنيا قد أدبرت

جعلنا الله وإياكم عاملين بكتابه، متبعين لأوليائه، حتى يحلنا وإياكم دار المقامة من فضله، إنه حميد مجيد. رواه الدينوري، وابن عساكر (¬1). 61 - وعن علي رضي الله تعالى عنه أنه خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد: فإن الدنيا قد أدبرتْ وآذنتْ بوداع، وإن الآخرة قد أقبلتْ وأشرفْت باطّلاع، وإن المضمار (¬2) اليوم، وغدًا السباق، ألا وإنكم في أيام أمل من ورائه (¬3) أجل، فمن قصَّر في أيام أمله، قبل حضور أجله، فقد خيب عمله، ألا فاعملوا لله (¬4) في الرغبة كما تعملون له في الرهبة. ألا وإني لم أر (¬5) كالجنة نام (¬6) طالبها، ولم أر كالنار نام هاربها. ألا وإنه مَنْ لم ينفعه الحق ضره الباطل، ومَنْ لم يستقم به الهدى حار (¬7) به الضلال. ¬

_ (¬1) انظر: المجالسة 5/ 281 - 283، وتاريخ دمشق 42/ 500 - 501، وهو يروي من طريق الدينوري، والخطبة في الكنز 16/ 200 - 202، وجزء منها في نهج البلاغة 2/ 219 - 220. وقال محقق المجالسة عن إسناد الدينوري: (ضعيف جدًّا، ومنقطع). (¬2) في س وح: الضمار. (¬3) في س وح: وراء. (¬4) في س وح: فيه لله. ولم أر (فيه) في المجالسة وتاريخ دمشق والكنز، فحذفتها. (¬5) في ح: أدر!. (¬6) في س وح: نائم. في الموضعين. (¬7) هكذا في س وح وتاريخ دمشق. ولكن في المجالسة والكنز: جار. وفي نهج البلاغة 1/ 72: يجر به الضلال إلى الردى.

ألا وإنكم قد أُمرتم بالظعن، ودُللتم على الزاد (¬1). ألا أيها الناس إنما الدنيا عرضٌ حاضر، يأكل منها البر والفاجر، وإن الآخرة وعدٌ صادق، يحكم فيها الملك القادر. ألا إن {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (¬2). أيها الناس أحسنوا في عمركم تحفظوا في عقبكم، فإن الله تبارك وتعالى وعد جنته مَنْ أطاعه، وأوعد ناره مَنْ عصاه، إنها نار لا يهدأ زفيرها، ولا يفك أسيرها، ولا يجبر كسيرها، حرها شديد، وقعرها بعيد، وماؤها صديد، وإن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى، وطول الأمل. رواه الدينوري وابن عساكر (¬3). 62 - وعن العلاء بن زياد الأعرابي قال سمعت أبي يقول: صَعِدَ أم ري المؤمنين علي بن أبي طالب منبر الكوفة، بعد الفتنة وفراغه من النهروان، فحمد الله، وخنقنه العبرة فبكى حتى أخضلت لحيته بدموعه، ¬

_ (¬1) في س وح: الرد! (¬2) من سورة البقرة، الآية: 268. (¬3) انظر: المجالسة 4/ 116 - 121، وتاريخ دمشق 42/ 497، وكنز العمال 16/ 202 - 204 وقد حكم محقق المجالسة على سند الدنيوري بقوله: (ضعيف، لانقطاعه بين أوفى بن دلهم وعلي) ثم نقل عن ابن كثير قوله في البداية والنهاية 8/ 7: (هذه الخطبة بليغة نافعة جامعة للخير، ناهية عن الشر، وقد روي لها شواهد من وجوه أخر متصلة، ولله الحمد والمنة). وقد أوردها كثيرون. ذَكَرَهم المحقق فانظر ما كتبه -إن شئت-.

وجرت، ثم نفض لحيته فوقع رشاشها على ناموس الناس (¬1)، فكنا نقول: إن من أصابه من دموعه فقد حرَّمه الله على النار (¬2). ثم قال: يا أيها الناس لا تكونوا ممن يرجو الآخرة بغير العمل (¬3)، ويؤخر التوبة لطول الأمل، يقولُ في الدنيا قول الزاهدين، ويعمل فيها عمل الراغبين، إن أعطي منها لم يشبع، وإن منع منها لم يقنع، يعجز عن شكر ما أوتي، ويبتغي الزيادة فيما بقي، ويأمر ولا يأتي، وينهى ولا ينتهي، يحب الصالحين ولا يعمل بأعمالهم، ويبغض الظالمين وهو منهم، تغلبه نفسه على ما يظن، ولا يغلبها على ما يستيقن، إن استغنى فتن، وإن مرض حزن، وإن افتقر قنط ووهن، فهو بين الذنب والنعمة يرتع، يُعافى فلا يشكر، ويبتلى فلا يصبر، كأن المحذَّر من الموت سواه، وكأن مَنْ وعد وزجر ما عداه. يا أغراض (¬4) المنايا، يا رهائن الموت، يا وعاء الأسقام، ويا نهبة الأيام، ويا نقل (¬5) الدهر، ويا فاكهة الزمان، ويا نور الحدثان (¬6)، ويا خرس (¬7) عند الحجج، ويا من غمرته الفتن، وحيل بينه وبين معرفة الخبر (¬8)، بحقٍّ أقول: ما ¬

_ (¬1) هكذا في س وح. والذي في الكنز: ناس من أناس. وإذا صح ما في س وح فلعل المراد: على لباسهم، ففي جمهرة اللغة 2/ 861: (كل شيء سترت فيه شيئًا فهو ناموس له)!. (¬2) كذا. (¬3) في الكنز: عمل. (¬4) في س وح: يا عراض. وأثبت ما في الكنز، والأغراض جمع غرض وهو هدف يرمى فيه. القاموس ص 836. (¬5) في الكنز: ثقل!. (¬6) ينظر في معنى هذه الجملة وما قبلها. (¬7) في س وح: خرسى. وأثبت ما في الكنز. (¬8) في الكنز: العبر.

أيها الناس إنما هلك من كان قبلكم

نجا من نجا إلا بمعرفة نفسه، وما هلك من هلك إلا من تحت يده، قال الله عز وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} (¬1) جعلنا الله وإياكم ممن سمع الوعظ فقبل، ودعي إلى العمل فعمل. رواه ابن النجار (¬2). 63 - وعن يحيى بن يعمر (¬3) أن عليًّا بن أبي طالب خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها (¬4) الناس إنما هلك من كان قبلكم بركوبهم المعاصي ولم ينههم الربانيون والأحبار، أنزل الله بهم العقوبات، ألا فمروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر قبل أن ينزل بكم الذي نزل بهم، واعلموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقطع رزقًا، ولا يقرب أجلًا، إن الأمر ينزل من السماء (¬5) كقطر المطر إلى كل نفس بما قدر [الله] (¬6) لها من زيادة أو نقصان، في أهل أو مال أو نفس، فإذا أصاب أحدكم النقصانُ في أهلٍ أو مالٍ أو نفسٍ ورأى لغيره غفيرة (¬7) فلا يكونن ذلك له فتنة [فإن المرء المسلم -ما لم يغش دناءةً يظهر ¬

_ (¬1) من سورة التحريم، الآية: 6. (¬2) من الكنز 16/ 205 - 206. وقسم من هذه الخطبة في نهج البلاغة 4/ 38 - 39. (¬3) في س وح: معمر. والتصحيح من تاريخ دمشق والكنز. (¬4) في الكنز: يا أيها. (¬5) في الكنز: إلى الأرض. (¬6) لفظ الجلالة من التاريخ والكنز. (¬7) في س وح: غيره، وفي تاريخ دمشق: (أو نفس في الآخرة عقوبة)!، وفي الكنز: وغيره. وكل هذا تحريف. والصواب: غفيرة. جاء في لسان العرب 5/ 28: (في حديث علي رضي الله عنه: إذا رأى أحدكم لأخيه غفيرة في أهل أو مال فلا يكونن له فتنة. الغفيرة: الكثرة والزيادة، من قولهم للجمع الكثير: الجم الغفير).

تخشعًا لها إذا ذكرت، ويغرى بها لئام الناس- كالياسر الفالج الذي ينتظر أول فوزة من قداحه توجب له المغنم وتدفع عنه المغرم] (¬1) وكذلك (¬2) المرء المسلم البريء من الخيانة [إنما ينتظر إحدى الحسنيين إذا ما دعا الله، فما عند الله هو خير له، وإما أن يرزقه الله مالًا فإذا هو ذو أهل ومال، الحرث حرثان:] (¬3) المال والبنون حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الآخرة، وقد يجمعها الله لأقوام. رواه ابن أبي الدنيا، وابن عساكر (¬4). ... ¬

_ (¬1) سقط هذا من س وح، واستدركته من تاريخ دمشق وكنز العمال، وصححت ما فيه من خطأ. والياسر: المقامر، والفالج: الفائز و (يريد أن المسلم إذا لم يأت فعلًا دنيئًا يخجل لظهوره وذكره، ويبعث لئام الناس على التكلم به، فقد فاز بشرف الدنيا وسعادة الآخرة، فهو شبيه بالمقامر الفائز في لعبه، لا ينتظر إلا فوزًا. أي أن المسلم إذا برئ من الدناآت لا ينتظر إلا إحدى الحسنيين، إما نعيم الآخرة أو نعيم الدارين، فجدير به أن لا يأسف على فوت حظ من الدنيا، فإنه إن فاته ذلك لم يفته نصيبه من الآخرة، وهو يعلم أن الأرزاق بتقدير رزاقها، فهو أرفع من أن يحسد أحدًا على رزق ساقه الله عليه) من شرح الشيخ محمد عبده على نهج البلاغة 1/ 60 - 61. (¬2) في س وح: فذلك. وفي الكنز: فكذلك. وأثبت ما في تاريخ دمشق ونهج البلاغة. (¬3) ساقط من س وح، استدركته من تاريخ دمشق والكنز. وانظر نهج البلاغة 1/ 61. (¬4) انظر تاريخ دمشق 42/ 501 - 503 وهو يرويها بإسنادين، أحدهما من طريق ابن أبي الدنيا، وكنز العمال 16/ 206 - 207، وقد جاء فيهما في نهاية الخطبة: قال سفيان بن عيينة -وقد ذكر في إسناد ابن أبي الدنيا-: (ومن يحسن يتكلم بهذا الكلام إلا علي؟).

عمر بن عبد العزيز يختم الخطبة بآية العدل والإحسان

64 - وقد ثبت أن عمر بن عبد العزيز لما تولى الخلافة وخطب الخطبة ختمها بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (¬1). قال مؤلفه: فهذا ما حضرني من خطب النبي عليه السلام، وأصحابه الكرام، وأتباعه العظام، وسبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين. آمين. ثم قال مؤلفه بعد ذلك ما نصه: حرره مؤلفه -رُحِمَ وسلفه- يوم الخميس عشري شوال -ختم بالخير والإقبال- من شهور عام حادي عشر بعد الألف من الهجرة النبوية من مكة الأمينة إلى المدينة المسكينة (¬2). انتهى (¬3). ... ¬

_ (¬1) من سورة النحل، الآية: 90. وقد أورد هذا الخبر كثيرون، من أقدمهم -فيما وقفت عليه- الزمخشري في الكشاف 2/ 629 وانظر للاستزادة تقديمي لـ (قلائد العقيان في قوله تعالى: إن الله يأمر بالعدل والإحسان) ص 53 - 54. (¬2) في الأصل: السكينة! ومن أسماء مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم - المسكينة كما في القاموس ص 1556، ولسان العرب 13/ 218 وفيه: "قال ابن سيده: لا أدري لم سميت بذلك إلا أن يكون لفقدها النبي - صلى الله عليه وسلم -". (¬3) وجاء في ح: قد وقع الفراغ من رقم هذه النسخة الشريفة على يد الضعيف المذنب إلى ربه القوي السيد أحمد بن السيد عبد الرحمن المرعشي، غفر الله له ولوالده [كذا] وأحسن إليهما وإليه في إسلامبول في وقت العشاء في مدرسة السلطان محمد خان في ليلة الجمعة في شهر شوال سنة ثمانين ومئة وألف.

ملحق (خطب الرسول)

ملحق (خطب الرسول) (¬1) (فرضت صلاة الجمعة في السنة الثانية من الهجرة. وكان الرسول صلوات الله عليه وسلامه، يخطب في كل جمعة خطبتين بينهما جلسة قصيرة. إلا في الأسفار. وقد عاش الرسول إلى السنة الحادية عشرة، فقد خطب للجمعة أكثر من ثماني حجج. وفي كل سنة خمسون أسبوعًا، وأحسب أسفاره في هذه الحقبة لا تبلغ سنة. فخطبه في الجمعة لا تقل عن ثلاثمئة وخمسين خطبة، قالها على مشهد من المسلمين، وهم حريصون على الاستماع إليه، كلفون بحفظ قوله والتحدث به. فأين خطب رسول الله؟. إن المروي منها على أنه خطب، قليل، يروى في كتب الحديث والسيرة والتاريخ والأدب. ولا نشك في أن كثيرًا مما قيل في هذه الخطب رُوي أحاديث قصيرة متفرقة. إذ كان القوم لا يكتبون الخطب فيفوتهم حفظها كاملة فيعون منها جملًا، ولا نشك أيضًا أن كثيرًا منها نسيه السامعون وفات رواة الحديث (¬2). ¬

_ (¬1) من كتاب: الشوارد أو خطرات عام للأستاذ عبد الوهاب عزام ص 189. (¬2) في هذا نظر، ولا يصح في تبليغ الأحكام وبيان الحلال والحرام، فإن كل ذلك قد نقل، وقد كان النبي يخطب بسورة) ق) ويكررها، ويقرأ غيرها من السور، وقد يعظ الناس مواعظ تستدعي الحاجة إعادتها وتأكيدها، وعلى أية فإذا كان ثمة من ألفاظ ما لم ينقل فقد نقل ما يماثله ويشبهه ويستوعبه. وفي هذا القول عجلة، ويوم تؤلف (موسوعة الخطب النبوية) ستكون الصورة أجلى بإذن الله.

هذا موضوع قيم طريف. يجدر أن يتناوله الباحثون في سيرة خاتم النبيين فيستقصوا ما أثر من خطبه ويحصوه ثم ينظروا كم مقداره وما قياسه الى الخطب كلها كاملة كما يقدرها الباحث. ثم يتخذ هذا معيارًا في الحديث كله، الخطب وغير الخطب، ليعلم ماذا ضبط من أقوال الرسول بالقياس إلى ما لم يضبط. ولعل لهذا البحث نتائج أكثر خطرًا مما أقدِّر وأنا أكتب هذه السطور. الاثنين: محرم 1369 أكتوبر 1950 م). * * *

المصادر المراجع

المصادر المراجع (¬1) - القرآن الكريم، طبعة (بايتان كتاب آوي) في اصطنبول سنة 1394 هـ. - ابن بين الزيادة والنقصان (مقال) لعبد الحكيم الأنيس، منشور في جريدة العراق بتاريخ 6/ 7/ 1987 م. - إتحاف الأديب الكاتب بخطب علي بن أبي طالب، في ورقتين (لم يذكر الجامع)، مخطوط مصور في مركز جمعة الماجد بدبي برقم (376532). - إتمام الأعلام لنزار أباظة ومحمد رياض المالح (ت: 1419 هـ)، دار صادر، بيروت، ط 2 (1424 هـ- 2003 م). - الأحاديث المختارة للضياء المقدسي (ت: 643 هـ) تحقيق: عبد الملك ابن دهيش، مكتبة النهضة الحديثة، مكة، ط 1 (1410 هـ). - إحكام صنعة الكلام للكلاعي الإشبيلي (ت: ق 6هـ)، تحـ: محمد رضوان الداية، دار الثقافة، بيروت (د. ت). - أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي، لعبد المجيد البيانوني، ضمن سلسلة (علماء ومفكرون معاصرون) دار القلم، دمشق ط 1 (1427 هـ- 2006 م). - أخبار عمر وأخبار عبد الله بن عمر لعلي الطنطاوي (ت: 1420 هـ) وناجي الطنطاوي (ت: 1419 هـ)، دار المنارة، جدة، ط 10 (1416 هـ- 1996 م). - الأدب المفرد للبخاري (ت: 256 هـ) تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي (ت: 1388 هـ)، دار البشائر الإسلامية، بيروت، ط 3، (1409 هـ- 1989 م). ¬

_ (¬1) يذكر تاريخ وفاة المؤلف والمحقق عند ذكره أول مرة.

- الآداب والأحكام المتعلقة بدخول الحمّام لابن كثير (ت: 774 هـ)، تحقيق: سامي بن محمد بن جاد الله، دار الوطن، الرياض، ط 1 (1418 هـ- 1997م). - الأربعون الودعانية (الموضوعة) جمع محمد بن علي بن ودعان الموصلي (ت: 494 هـ)، تحقيق: علي حسن علي، المكتب الإسلامي، بيروت، ودار عمار، عمان، ط 1 (1407 هـ- 1987 م). - الأربعون حديثًا السيلقية في الخطب والمواعظ النبوية لأبي القاسم بن عبد الله بن مسعود الهاشمي (!)، مخطوط مصور في مركز جمعه الماجد بدبي برقم (398074). - الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للقاري (ت: 1014 هـ)، تحقيق: محمد الصباغ، المكتب الإسلامي، ط 2، (1406 هـ - 1986 م). - أشرف علي التهانوي حكيم الأمة وشيخ مشايخ العصر في الهند لمحمد رحمة الله الندوي، ضمن سلسلة (أعلام المسلمين) دار القلم، دمشق، ط 1 (1427 هـ- 2006 م). - الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (ت: 852 هـ)، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 2 (1423 هـ- 2002 م). - الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التاريخ للسخاوي (ت: 902 هـ) ضمن: علم التاريخ عند المسلمين، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 2 (1403 هـ- 1983 م).

- التقاط الدرر ومستفاد المواعظ والعبر من أخبار وأعيان المئة الحادية والثانية عشر للقادري (ت: 1187 هـ)، تحقيق: هاشم العلوي القاسمي، دار الآفاق الجديدة، بيروت. - الإمام علي القاري وأثره في علم الحديث لخليل إبراهيم قوتلاي، دار البشائر الإسلامية، بيروت، ط 1 (1408 هـ- 1987 م). - البداية والنهاية لابن كثير، دار أبي حيان، القاهرة، ط 1 (1416 هـ- 1996 م). - البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع للشوكاني (ت: 1250 هـ) تحقيق: حسين العمري، دار الفكر، دمشق، ط 1 (1419 هـ- 1998 م). - التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول للقنوجي (ت: 1307 هـ) مكتبة دار السلام، الرياض، ط 1 (1416 هـ- 1995 م). - تاريخ الأدب العربي لبروكلمان (ت: 1375 هـ)، الهيئة المصرية العامة للكتاب (1995 م). - تاريخ الطبري (ت: 310 هـ) تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم (ت: 1401 هـ)، مصورة بيروت. - تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (ت: 571 هـ) تحقيق: محب الدين العمروي، دار الفكر، بيروت، (1995 م). - التاريخ والمؤرخون بمكة من القرن الثالث الهجري إلى القرن الثالث عشر لمحمد الحبيب الهيلة، مؤسسة الفرقان، لندن، ط 1 (1994 م).

- تبعيد العلماء عن تقريب الأمراء للقاري، تحقيق: محمد علي المرصفي، عالم الكتب، القاهرة (1990 م). - التحبير في المعجم الكبير للسمعاني (ت: 562 هـ)، تحقيق: منيرة ناجي سالم، مصورة طبعة بغداد. - تحرير التنبيه للنووي (ت: 676 هـ)، تحقيق الأخوين: فايز الداية ومحمد رضوان الداية، دار الفكر، دمشق، ط 1 (1410 هـ- 1990 م). - تحفة المحتاج إلى أدلة المنهاج لابن الملقن (ت: 804 هـ) تحقيق: عبد الله بن سعاف اللحياني، دار حراء، مكة، ط 1 (1406 هـ). - التراتيب الإدارية للكتاني (ت: 1382 هـ)، مصورة دار الكتاب العربي، بيروت. - التصنيف في السنة النبوية وعلومها من (1351 هـ- 1425 هـ) لخلدون الأحدب، مؤسسة الريان، بيروت، ط 1 (1427 هـ- 2006 م). - التعليقات السنية على الفوائد البهية في تراجم الحنفية للكنوي (ت: 1304 هـ)، مكتبة خير كثير، كراجي - باكستان. - تفسير ابن كثير، دار الفكر، بيروت (1401 هـ). - تفسير القرطبي (ت: 681 هـ)، الطبعة المصرية الأولى. - التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير لابن حجر، تحقيق: السيد عبد الله هاشم اليماني (ت: 1413 هـ)، المدينة المنورة (1384 هـ- 1964 م).

- ثمار القلوب في المضاف والمنسوب للثعالبي (ت: 429 هـ)، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، القاهرة. - جامع الشروح والحواشي لعبد الله محمد الحبشي، المجمع الثقافي، أبو ظبي، ط 2 (2006 م). - الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير للسيوطي (ت: 911 هـ) انظر: فيض القدير. - جمهرة الأجزاء الحديثية (والمقصود منها: كلام السِّلفي على الأربعين الودعانية)، اعتناء وتخريج محمد زياد عمر تكلة، مكتبة العبيكان، ط 1 (1421 هـ- 2001 م). - جمهرة اللغة لابن دريد (ت: 321 هـ)، تحقيق: رمزي منير بعلبكي، دار العلم للملايين، بيروت (1987 م). - جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة لأحمد زكي صفوت، مصورة المكتبة العلمية، بيروت (د. ت). - جهود مخلصة في خدمة السنة المطهرة لعبد الرحمن الفريوائي، إدارة البحوث الإسلامية بالجامعة السلفية، بنارس، الهند، ط 2 (1406 هـ). - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم الأصبهاني (ت: 430 هـ) مصورة دار الفكر، بيروت. - الخراج لأبي يوسف القاضي (ت: 182 م)، دار المعرفة، بيروت. - خصائص الخطبة والخطيب لنذير محمد مكتبي، دار البشائر الإسلامية، بيروت ط 1 (1409 هـ - 1989 م).

- خطب الرسول صلى الله عليه وسلم لمحمد بن خليل الخطيب، دار الفضيلة، القاهرة (د. ت). - خطب النبي صلى الله عليه وسلم، صادر عن جمعية المكنز الإسلامي، القاهرة (1424 هـ- 2004 م). - الخطب والمواعظ لأبي عبيد القاسم بن سلام (ت: 244 هـ) تحقيق: رمضان عبد التواب (ت: 1422 هـ)، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة ط 1 (1406 هـ- 1986 م). - خطب ومواعظ الرسول صلى الله عليه وسلم لعبد الله سندة، دار المعرفة، بيروت، ط 1، (1426 هـ- 2005 م). - خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوعد الوعيد، مخطوط مصور في مركز جمعة الماجد بدبي برقم (306464). - خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر للمحبي (ت: 1111هـ)، مصورة مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة. - خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام للنووي (ت: 676 هـ) تحقيق: حسين إسماعيل الجمل، مؤسسة الرسالة، بيروت ط 1 (1418 هـ- 1997 م). - الدر المنثور في التفسير المأثور للسيوطي، دار الفكر، بيروت (1993 م). - دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة للبيهقي (ت: 458 هـ)، تحقيق: عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1 (1405 هـ- 1985 م).

- دليل المطبوعات العربية في روسيا من 1787 م إلى 1917 م لأنس خلدوف، إصدار مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، دبي، ط 1، (1429 هـ- 2008 م). - الرجال للنجاشي (ت: 450 هـ)، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، ط 1 (1986 م). - رسالة في بيان إفراد الصلاة عن السلام هل يكره أم لا؟ للقاري، تحقيق: محمد فاتح قايا، ضمن المجموعة العاشرة، من لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام، دار البشائر الإسلامية، بيروت، ط 1 (1429 هـ- 2008 م). - الزهد لأحمد بن حنبل (ت: 241 هـ)، تحقيق: عصام الحرستاني ومحمد إبراهيم الزغلي، دار الجيل، بيروت، ط 1 (1414 هـ- 1994 م). - الزهد لهناد بن السري (ت: 243 هـ) تحقيق: عبد الرحمن الفريوائي، دار الخلفاء للكتاب، الكويت، ط 1 (1406 هـ). - الزهد والرقائق لابن المبارك (ت: 181 هـ) تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي (ت: 1412 هـ)، دار الكتب العلمية، بيروت. - السنن للترمذي (ت: 279 هـ)، تحقيق أحمد شاكر (ت: 1377 هـ) وآخرين، دار إحياء التراث، بيروت. - السنن الكبرى للبيهقي، مصورة دار المعرفة، بيروت. - السنن الكبرى للنسائي (ت: 303 هـ)، تحقيق: عبد الغفار سليمان البنداري وسيد كسروي حسن، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1 (1411 هـ- 1991 م).

- السنن لابن ماجه (ت: 275 هـ)، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر، بيروت. - السنن لأبي داود (ت: 275 هـ)، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد (ت: 1393 هـ)، دار الفكر. - السنن للنسائي (ت: 303 هـ) بعناية عبد الفتاح أبو غدة (ت: 1417 هـ)، مكتب المطبوعات الإسلامية، حلب، ط 2 (1406 هـ- 1986 م). - سير أعلام النبلاء للذهبي (ت: 748 هـ) تحقيق: مجموعة من المحققين، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 9 (1413 هـ). - شرح الخطب الأربعين من أحاديث سيد المرسلين لعبد العزيز بن أحمد الحنفي البارجيلغي (ت: 750 هـ) مخطوط مصور في مركز جمعه الماجد بدبي برقم (301852)، وله نسخ أخرى. - شرح شرح نخبة الفكر في مصطلحات أهل الأثر لعلي القاري، تحقيق: محمد نزار تميم وهيثم نزار تميم، شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم، بيروت. - شرح محمد عبده (ت: 1323 هـ) على نهج البلاغة، مصورة دار الهدى الوطنية، بيروت. - شعب الإيمان للبيهقي، تحقيق: محمد السعيد بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت ط 1، (1410 هـ- 1990 م). - الشوارد أو خطرات عام لعبد الوهاب عزام (ت: 1378 هـ)، مصورة أضواء السلف عن طبعة مطبعة العرب في كراتشي، باكستان (1372 هـ- 1953 م).

- صحيح ابن حبان (ت: 354 هـ) بترتيب ابن بلبان (ت: 739 هـ)، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 2 (1414 هـ- 1993 م). - الصحيح للبخاري، تحقيق: مصطفى البغا، دار ابن كثير، دمشق، ط 3 (1407 هـ- 1987 م). - الصحيح لمسلم بن الحجاج (ت: 261 هـ) تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث، بيروت. - الطبقات الكبرى لابن سعد (ت: 230 هـ) دار صادر، بيروت. - طبقات المفسرين للأدنهوي (ق 11هـ)، تحقيق: سليمان بن صالح الخزي، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، ط 1 (1417 هـ- 1997 م). - عقود الجواهر والدرر في أخبار القرن الحادي عشر للشلي (ت: 1093 هـ)، تحقيق: إبراهيم بن أحمد المقحفي، مكتبة تريم الحديثة ومكتبة الإرشاد، صنعاء، ط 1 (1424 هـ- 2003 م). - عقود الجوهر في تراجم من لهم خمسون تصنيفًا فمئة فأكثر لجميل العظم (ت: 1352 هـ)، المطبعة الأهلية، بيروت، (1326 هـ). - فتح الباري بشرح البخاري لابن حجر، دار المعرفة، بيروت. - فتح القدير للعاجز الفقير لابن الهمام (ت: 861 هـ)، دار الفكر، بيروت، ط 2. - الفتح المبين في طبقات الأصوليين للمراغي (ق 14 هـ)، المكتبة الأزهرية، القاهرة (1419 هـ- 1999 م).

- فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للسخاوي، تحقيق: عبد الكريم الخضير ومحمد آل فهيد، مكتبة دار المنهاج، الرياض، ط 1 (1426 هـ). - فتح باب العناية بشرح كتاب النقاية للقاري، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، دار البشائر الإسلامية، بيروت، ط 2 (1426 هـ- 2005 م). - فتوح مصر والمغرب لابن عبد الحكم (ت: 257) تحقيق: علي محمد عمر وآخرين، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة (1415 هـ- 1995 م). - الفردوس بمأثور الخطاب للديلمي (ت: 509 هـ)، تحقيق: السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت (1406 هـ- 1986 م). - الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط (الحديث النبوي الشريف وعلومه ورجاله)، مؤسسة آل البيت، عمّان (1991 م). - الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط (قسم التفسير)، مؤسسة آل البيت، عمان (1989 م). - فهرس المخطوطات العربية في مكتبة الأوقاف العامة في بغداد لعبد الله الجبوري، مطبعة الإرشاد، بغداد (1974 م). - الفوائد البهية في تراجم الحنفية للكنوي، مكتبة خير كثير، كراجي - باكستان. - فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي (ت: 1031 هـ) مصورة دار الفكر عن طبعة المكتبة التجارية، القاهرة، ط 1 (1356 هـ). - القاموس الفقهي لغة واصطلاحًا لسعدي أبو جيب، دار الفكر، دمشق ط 1 (1419 هـ- 1998 م).

- القاموس المحيط للفيروز آبادي (ت: 817 هـ) تحقيق: مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 5 (1416 هـ- 1996 م). - قصر الأمل لابن أبي الدنيا (ت: 281 هـ)، تحقيق: محمد خير رمضان يوسف، دار ابن حزم، بيروت، ط 1 (1416 هـ- 1995 م). - قلائد العقيان في قوله تعالى: إن الله يأمر بالعدل والإحسان لمرعي بن يوسف الكرمي المقدسي الحنبلي (ت: 1033 هـ)، تحقيق: عبد الحكيم الأنيس، إصدار دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث، دبي، ط 1 (1426 هـ - 2005 م). - كتاب العرش لابن أبي شيبة (ت: 235 هـ). انظر: محمد بن عثمان بن أبي شيبة. - الكشاف للزمخشري (ت: 538 هـ، دار الكتاب العربي، بيروت. - كشف الظنون للحاج خليفة (ت: 1067 هـ)، مصورة دار إحياء التراث العربي، بيروت. - كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للمتقي الهندي (ت: 975 هـ) بعناية بكري حياني وصفوة السقا، مؤسسة الرسالة، بيروت (1413 هـ- 1993 م). - لسان العرب لابن منظور (ت: 711 هـ)، دار صادر، بيروت. - ما يعول عليه في المضاف والمضاف إليه للمحبي (ت: 11هـ)، تحقيق: محمد حسن عبد العزيز، مجمع اللغة العربية، القاهرة (2003 م). - المجالسة وجواهر العلم للدينوري (ت: 333 هـ) تحقيق: مشهور بن حسن آل سلمان، دار ابن حزم، بيروت ط 1 (1419 هـ- 1998 م).

- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي (ت: 807 هـ)، دار الريان للتراث، القاهرة (1407 هـ). - محاسبة النفس لابن أبي الدنيا، ضمن: رسائل ابن أبي الدنيا في الزهد والرقائق والورع، قرأها وعلق عليها أبو بكر سعداوي، المنتدى الإسلامي، الشارقة، ط 1 (1421 هـ- 2000 م). - محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لابن المبرد (ت: 909 هـ)، تحقيق: عبد العزيز بن محمد الفريح، أضواء السلف، الرياض، ط 1 (1420 هـ- 2000 م). - محمد بن عثمان بن أبي شيبة وكتابه العرش: دراسة وتحقيق: محمد بن خليفة التميمي، مكتبة الرشد، الرياض، ط 1 (1418 هـ- 1998 م). - مختصر تاريخ دمشق لابن منظور، تحقيق: مجموعة من المحققين، دار الفكر، دمشق. - المرصع في الآباء والأمهات والبنين والبنات والأذواء والذوات لابن الأثير (ت: 606 هـ)، تحقيق: إبراهيم السامرائي (ت: 1422 هـ)، مطبعة الإرشاد، بغداد (1391 هـ- 1971 م). - مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للقاري، مصورة دار إحياء التراث العربي، بيروت. - المستدرك على الصحيحين للحاكم (ت: 405 هـ) تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت (1411 هـ- 1990 م).

- مسند الحارث بن أبي أسامة (الزوائد للهيثمي)، تحقيق: حسين الباكري، مركز خدمة السنة، المدينة المنورة ط 1 (1413 هـ- 1992 م). - المسند لأبي يعلى (ت: 307 هـ) تحقيق: حسين أسد، دار المأمون للتراث، دمشق، ط 1 (1404 هـ- 1984 م). - المسند لأحمد بن حنبل، مؤسسة قرطبة، مصر. - المسند لعبد الله بن المبارك، تحقيق: صبحي السامرائي، مكتبة المعارف، الرياض، ط 1 (1407 هـ). - مشارق الأنوار النبوية على صحاح الأخبار المصطفوية للصاغاني (ت: 650 هـ)، اعتنى به: أشرف بن عبد المقصود، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، ط 1 (1409 هـ - 1989 م). - مشكل الحديث وبيانه لابن فورك (ت: 406 هـ)، تحقيق: موسى محمد علي، عالم الكتب، بيروت ط 2، (1985 م). - المصنف لابن أبي شيبة، تحقيق: محمد عوامة، دار القبلة للثقافة الإسلامية، جدة، ط 1 (1427 هـ - 2006 م). - المصنف لعبد الرزاق (ت: 211 هـ) تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، المكتب الإسلامي، بيروت، ط 2 (1403 هـ). - المصنوع في معرفة الحديث الموضوع للقاري، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، دار البشائر الإسلامية، بيروت، ط 5 (1414 هـ- 1994 م). - معجم الأدباء لياقوت الحموي (ت: 626 هـ) تحقيق: إحسان عباس (ت: 1424 هـ)، دار الغرب الإسلامي، ط 1 (1993 م).

- المعجم الأوسط للطبراني (ت: 360 هـ) تحقيق: طارق بن عوض الله وعبد المحسن بن إبراهيم الحسيني، دار الحرمين (1415 هـ). - المعجم الكبير للطبراني، تحقيق: حمدي السلفي، مكتبة العلوم والحكم، الموصل، ط 2 (1404 هـ- 1983 م). - معجم المطبوعات العربية والمعربة ليوسف إليان سركيس (ت: 1351 هـ)، مصورة دار صادر عن طبعة سركيس بمصر (1346 هـ- 1928 م). - معجم الموضوعات المطروقة في التأليف الإسلامي وبيان ما ألف فيها لعبد الله بن محمد الحبشي، المجمع الثقافي، أبو ظبي، ط 2 (1420 هـ- 2000 م). - المعجم الوسيط لإبراهيم مصطفى وزملائه، دار الدعوة. - معجم تفاسير القرآن الكريم، شارك في جزئه الأول عبد القادر زمامة، وعبد النبي فاضل، وعبد الوهاب التازي سعود، ومحمد الكتاني، وكتب الجزء الثاني محمد بوخبزة، إصدار المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، الرباط، ط 1 (1424 هـ- 2003 م). - معجم لغة الفقهاء (عربي - إنكليزي - فرنسي) وضعه محمد رواس قلعجي، وحامد صادق قنيبي، وقطب مصطفى سانو، دار النفائس، بيروت، ط 1 (1416 هـ- 1996 م). - معجم ما ألف عن الصحابة وأمهات المؤمنين وآل البيت لمحمد بن إبراهيم الشيباني، منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق، الكويت، ط 1 (1414 هـ- 1993 م).

- معجم ما ألف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاح الدين المنجد، دار الكتاب العربي، بيروت. - معجم ما كتب عن الرسول وأهل البيت صلوات الله عليهم لعبد الجبار الرفاعي، طهران. - المقاصد الحسنة للسخاوي، تصحيح: عبد الله الغماري (ت: 1413 هـ)، مصورة دار الكتب العلمية، بيروت (1407 هـ- 1987 م). - مكارم الأخلاق للخرائطي (ت: 327 هـ) تحقيق: عبد الله بن بجاش الحميري، مكتبة الرشد، ناشرون، الرياض، ط 1 (1427 هـ- 2006 م). - الملا علي القاري: فهرس مؤلفاته وما كتب عنه (بحث) لمحمد بن عبد الرحمن الشماع، في مجلة آفاق الثقافة والتراث، الصادرة عن مركز جمعة الماجد بدبي، العدد الأول، المحرم (1414 هـ- 1993 م). - من خطب الرسول صلى الله عليه وسلم لمحمد عصام زغلول، دار النهج، حلب، ط 1 (1427 هـ- 2006 م). - من خطبة النبي صلى الله عليه وسلم من النساء [كذا]، مخطوط مصور في مركز جمعة الماجد بدبي برقم (322744). - مناقب عمر من الخطاب لابن الجوزي (ت: 597 هـ)، تحقيق: زينب القاروط، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 3 (1407 هـ- 1987 م). - المنتخب من معجم شيوخ الإمام الحافظ أبي سعد ... السمعاني، تحقيق: موفق بن عبد الله بن عبد القادر، دار عالم الكتب، الرياض، ط 1 (1417 هـ- 1996 م).

- موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان للهيثمي، تحقيق: محمد عبد الرزاق حمزة (ت: 1392 هـ)، دار الكتب العلمية، بيروت. - الموطأ لمالك بن أنس (ت: 179 هـ) تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث، مصر. - نشر الطيوب وريحان القلوب في المضاف والمنسوب لمحمد رضوان الداية، دار البشائر، دمشق، ط 1 (1424 هـ- 2003 م). - النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، تحقيق: الطاهر الزاوي ومحمود الطناحي (ت: 1419 هـ)، المكتبة العلمية، بيروت (1399 هـ). - نهج البلاغة. مع شرح محمد عبده. - هدية العارفين للبغدادي (ت: 1339 هـ)، مصورة دار إحياء التراث العربي، بيروت. - الوافي بالوفيات للصفدي (ت: 764 هـ)، تحقيق: مجموعة من المحققين العرب والمستشرقين. دار النشر فرانزشتايز - شتوتغارت. - وفيات الأعيان لابن خلكان (ت: 681 هـ)، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر، بيروت. ***

§1/1